Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تلة

فعل

[فعل] الفَعْلُ بالفتح: مصدرُ فَعَلَ يَفْعَلُ وقرأ بعضهم: (وأوحينا إليهم فَعْلَ الخيراتِ) والفِعْلُ بالكسر الاسمُ، والجمع الفعال، مثل قدح وقداح، وبئر وبئار. والفعال بالفتح: الكرم. وقال هُدْبة. ضَروبا بلَحْيَيْهِ على عَظْمِ زَوْرِهِ إذا القومُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا والفعالُ أيضاً، مصدرٌ، مثل ذهب ذهابا. وكانت منه فَعْلَةٌ حَسَنَةٌ أو قبيحةٌ. وافْتَعَلَ كذباً وزوراً، أي اختلق. وفعلت الشئ فانفعل، كقولك: كسرته فانكسر.
الفعل: هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير، أولًا كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعًا، وفي اصطلاح النحاة: ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وقيل: الفعل كون الشيء مؤثرًا في غيره، كالقاطع ما دام قاطعًا.

الفعل العلاجي: ما يحتاج حدوثه إلى تحريك عضو، كالضرب، والشتم.

الفعل الغير العلاجي: ما لا يحتاج إليه، كالعلم، والظهر.

الفعل الاصطلاحي: هو لفظ ضرب القائم بالتلفظ، والفعل الحقيقي: هو المصدر، كالضرب مثلًا.
ف ع ل: (الْفَعْلُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (فَعَلَ) يَفْعَلُ وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فَعْلَ الْخَيْرَاتِ» . وَ (الْفِعْلُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَالْجَمْعُ (الْفِعَالُ) مِثْلُ قِدْحٍ وَقِدَاحٍ. وَ (الْفَعَالُ) بِالْفَتْحِ الْكَرَمُ. وَالْفَعَالُ أَيْضًا مَصْدَرُ (فَعَلَ) كَالذَّهَابِ. وَكَانَتْ مِنْهُ (فَعْلَةٌ) حَسَنَةٌ أَوْ قَبِيحَةٌ. وَ (فَعَلَ) الشَّيْءَ (فَانْفَعَلَ) مِثْلُ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. 
ف ع ل : فَعَلْتُهُ فَعْلًا بِالْفَتْحِ فَانْفَعَلَ وَالِاسْمُ الْفِعْلُ بِالْكَسْرِ وَجَمْعُهُ فِعَالٌ بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِثْلُ قِدْحٍ وَقِدَاحٍ وَبِئْرٍ وَبِئَارٍ وَشِعْبٍ وَشِعَابٍ وَظِلٍّ وَظِلَالٍ وَالْفَعْلَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَالْفَعَالُ مِثْلُ سَلَامٍ وَكَلَامٍ الْوَصْفُ الْحَسَنُ وَالْقَبِيحُ أَيْضًا فَيُقَالُ هُوَ قَبِيحُ الْفَعَالِ كَمَا يُقَالُ هُوَ حَسَنُ الْفَعَالِ وَيَكُونُ مَصْدَرًا أَيْضًا فَيُقَالُ فَعَلَ فَعَالًا مِثْلُ ذَهَبَ ذَهَابًا وَافْتَعَلَ الْكَذِبَ اخْتَلَقَهُ. 
ف ع ل

هذه فعلةٌ من فعلاتك، " وفعلت فعلتك التي فعلت ". وتقول: الرّشى تفعل الأفاعيل، وتنسّي إبراهيم وإسماعيل. وقال الشمّاخ:

إذا استهلاّ بشؤبوب فقد فعلت ... بما أصابا من الأرض الأفاعيل

أي الأعاجيب من وقعهما. وقال ذو الرمة:

فكل ما هبطا في شأو شوطهما ... من الأماكن مفعول به العجب

وفيهم السؤدد والفعال أي الكرم. وهذا كتاب مفتعل أي مختلق مصنوع. ويقال: شعر مفتعل: للمبتدع الذي أغرب فيه قائله، ويقولون: أعذب الشعر ما كان مفتعلاً، وأعذب الأغاني المفتعل. قال ذو الرمة:

وشعر قد أرقت له غريب ... أجنّبه المساند والمحالا

فبت أقيمه وأقدّ منه ... قوافي لا أعدّ لها مثالا

غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا

أي تبتدع ابتداعاً غير مسبوق إلى مثله. وتسخّر الأمير الفعلة وهم العملة الذين يبنون ويحفرون.
فعل
الفِعْلُ: التأثير من جهة مؤثّر، وهو عامّ لما كان بإجادة أو غير إجادة، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو غير قصد، ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات، والعمل مثله، والصّنع أخصّ منهما كما تقدّم ذكرهما ، قال: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
[البقرة/ 197] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً
[النساء/ 30] ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ
[المائدة/ 67] ، أي: إن لم تبلّغ هذا الأمر فأنت في حكم من لم يبلّغ شيئا بوجه، والذي من جهة الفَاعِلِ يقال له: مَفْعُولٌ ومُنْفَعِلٌ، وقد فصل بعضهم بين المفعول والمنفعل، فقال: المَفْعُولُ يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل، والمُنْفَعِلُ إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه، قال: فَالْمَفْعُولُ أعمّ من المنفعل، لأنّ المُنْفَعِلُ يقال لما لا يقصد الفَاعِلُ إلى إيجاده وإن تولّد منه، كحمرة اللّون من خجل يعتري من رؤية إنسان، والطّرب الحاصل عن الغناء، وتحرّك العاشق لرؤية معشوقه. وقيل لكلّ فِعْلٍ: انْفِعَالٌ إلّا للإبداع الذي هو من الله تعالى، فذلك هو إيجاد عن عدم لا في عرض وفي جوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر.
[فعل] غ: «وكنا "فاعلين"»، أي قادرين على ما نريده. و «للزكاة "فاعلون"»، أي العمل الصالح. ك: اللهم "افعل" بهذا الشيخ، يدعو عليه ويسبه لأجل أنه ترك صلاته من أجل فرسه. و "افعل" ولا حرج، أي افعله كما فعلته قبل ومتى شئت ولا حرج عليك في ترك الترتيب إذ لا يجب، خلافا لأبي حنيفة ومالك. وح: أكثر الناس فيما "فعل" به، أي فعله عثمان من إهماله حد الشرب. ن: أن كدتم "تفعلون" فعل فارس، أن - مخففة، وفارس - بلا تنوين، وفيه نهي عن قيام الغلمان والتباع على رأس متبوعهم الجلوس لغير ضرورة. وح لا يمنعني الذي "فعل" في محمد بن أبي بكر، قد اختلفوا فيما فعلوه به، قتل في المعركة أو قتل أسيرا بعدها أو وجد في خربة في جوف حمار ميت فأحرقوه. ط: ما "فعل" الستة أو السبة، يجوز رفعه نحو: ما فعل النغير، أي ما فعلت بها؟ أنفقت أم لا؟ ونصبه على أن فعلتِ خطاب لعائشة. وح: فقال: سمع الله لمن حمده، "فعل" مثل ذلك، أي فعل النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعل عند التكبير. وح: "فليفعل" ما شاء، أي اعمل ما شئت تذنب ثم تتوب، وهذه العبارة تستعمل في مقام السخط. وفيه: فلا تشاء أن تحمل على فرس من ياقوته إلا "فعلت"، هو إما فعل مجهول أي لا تكون بمطلوبك إلا مسعوفا، أو معروف أي فلا تكون بمطلوبك إلا فائزا، قوله: وإن الله - بكسر همزة وسكون نون شرطية، جوابه: فلا تشاء، قيل: أراد الجنس المعهود مخلوقا من أنفس الجواهر، وقيل: جنسا آخر يغنيه عن المعهود، وعلى الثاني فهو من أسلوب الحكليم، سأل عن المتعارف وأجاب بما استغني عنه.

فعل


فَعَلَ(n. ac. فَعْل
فِعْل
فَعَاْل)
a. Did, performed, executed; made.
b. Acted.
c. [Bi], Influenced; impressed, affected. —( فَعَلَ
is the model root on which, in all other roots, all conjugations & every derived form are founded. ).
إِنْفَعَلَa. Was done, performed, executed; was made.
b. Was influenced, moved, impressed, affected.
c. [ coll. ], Was vexed.

إِفْتَعَلَ
a. ['Ala], Made up, invented about (lie).
b. Composed.

فَعْلَةa. Act, deed, action.

فِعْل
(pl.
فِعَاْل
أَفْعَاْل فَعَاْلِيْ4ُ)
a. Act, deed, action; performance, proceeding;
work.
b. Verb.

فِعْلَةa. see 1t
فِعْلِيّa. Verbal (gram.).
فِعْلِيَّةa. Quality of verb.

فَعِلَةa. Custom, habit, usage, wont, practice; manner.

فَاْعِل
( pl.
reg. &
فَعَلَة)
a. Doing; performing; making.
b. Doer; performer; agent; maker; author.
c. Governing; active.
d. Effective, effectual, efficacious.
e. (pl.
فَعَلَة) [ coll. ], Workman.
فَاْعِلِيَّة
a. [ coll. ], Efficacity
efficaciousness, effectivenes; efficiency.
فَعَاْلa. Deed, action; good deed; generosity.

فِعَاْلa. Deeds, actions ( of several persons ).
b. (pl.
فُعُل), Handle.
فَعَّاْلa. Wont to do.

N. P.
فَعڤلَ
(pl.
مَفَاْعِيْلُ)
a. Done; effected, accomplished, performed, executed;
made.
b. Effect; result; product.
N. Ac.
إِنْفَعَلَa. Impression, effect.
b. [ coll. ], Vexation, annoyance.

N. P.
إِفْتَعَلَa. Falsified, forged spurious (book).

فَعَالِ
a. Do thou!

بِالفِعْل
a. Actually, really, in fact.

مَفْعُوْل بِهِ
a. Object (gram.).
إِسْم الفَاعِل
a. Noun agent; present participle.

إِسْم المَفْعُوْل
a. Noun patient; past participle.

جَآءَ بِالمُفْتَعَل
a. Produced a grievous effect.
(ف ع ل)

الفِعْل: كِنَايَة عَن كل عَمَلٍ مُتَعَدٍّ أَو غير مُتَعَدٍّ. فَعَل يَفْعَل فَعْلاً، وفَعَلَهُ وَبِه، وَالِاسْم الفِعْلُ وَقيل: فَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً مصدر وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا سَحَرَه يسْحَرُهُ سِحْراً. وَقَوله تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَفرْعَوْن (وفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) أَرَادَ الْمرة الْوَاحِدَة كَأَنَّهُ قَالَ: قتلت النَّفس قتلتك. وَقَرَأَ الشّعبِيّ: فِعْلَتَك بِكَسْر الْفَاء على معنى وَقتلت القِــتلة الَّتِي قد عرفتها، لِأَنَّهُ قَتله بوكزة. هَذَا عَن الزّجاج، قَالَ. وَالْأول أَجود.

والفَعالُ: اسْم للْفِعْل الْحسن.

والفَعَلَةُ: صفة غالبة على عَمَلَةِ الطين والحفر وَنَحْوهمَا لأَنهم يَفْعلون.

وكنى ابْن جني بالتَّفْعِيل عَن تقطيع الْبَيْت لِأَنَّهُ إِنَّمَا يزنه بأجزاء مادتها كلهَا " ف ع ل " كَقَوْلِك فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، ومُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ، وَغير ذَلِك من ضروب مقطَّعات الشِّعر.

وفاعِلِيَّانْ مِثَال صِيغ بعض ضروب مربع الرمل كَقَوْلِه:

يَا خَلِيَليَّ ارْبَعا فاسْتَنْطِقا رَسماً بِعُسْفانْ

فَقَوله " مَنْبِعُسْفان " فاعِلِيَّان.

وَقَوله تَعَالَى (وَالَّذِينَ هُمْ للزَّكاةِ فاعِلُون) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ مؤتون. وفِعالُ الفاسِ والقدوم والمطرقة: نصابها قَالَ ابْن مقبل:

وتَهْوِى إذَ العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ ... هُوِىَّ قَدُومِ القَينِ جالَ فِعَالُها

وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أتَتْهُ وهْيَ جانِحَةٌ يَدَاها ... جُنُوح الهِبْرِقيّ عَلى الفِعالِ

والفَعِلَةُ: الْعَادة والفَعْلُ: كِنَايَة عَن حَيَاء النَّاقة وَغَيرهَا من الْإِنَاث.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُئِلَ الزبيرِي عَن جرحه فَقَالَ: أرَّقني وَجَاء بالمُفْتَعَلِ، أَي جَاءَ بِأَمْر عَظِيم، قيل لَهُ: أتقوله فِي كل شَيْء؟ قَالَ: نعم، أَقُول جَاءَ مَال بني فلَان بالمُفْتَعَلِ وَجَاء بالمُفْتَعَلِ من الْخَطَأ.

فعل: الفِعل: كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ، فَعَل يَفْعَل

فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح، وفَعَله وبه، والاسم

الفِعْل، والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار، وقيل: فَعَله يَفْعَله

فِعْلاً مصدر، ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً، وقد جاء خَدَع

يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً، والفَعْل بالفتح

مصدر فَعَل يَفْعَل، وقد قرأَ بعضهم: وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات، وقوله

تعالى في قصة موسى، عليه السلام: وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت؛

أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك، وقرأَ الشعبي

فِعْلَتَك، بكسر الفاء، على معنى وقَتَلْت القِــتْلة التي قد عرفتها لأَنه

قَتَله بوَكْزة؛ هذا عن الزجاج، قال: والأَول أَجود. والفَعال أَيضاً مصدر

مثل ذَهَب ذَهاباً، والفَعال، بالفتح: الكرم؛ قال هدبة:

ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه،

إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا

قال الليث: والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه. ابن

الأَعرابي: والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر. يقال: فلان كريم

الفَعال وفلان لئيم الفَعال، قال: والفِعال، بكسر الفاء، إِذا كان الفعل بين

الاثنين؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ

الفَعال على الحسَن دون القبيح، وقال المبرد: الفَعال يكون في المدْح

والذمِّ، قال: وهو مُخَلَّص لفاعل واحد، فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال، قال:

وهذا هو الجيد. وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة، والفَعَلة صفة غالِبة

على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون؛ قال ابن الأَعرابي:

والنَّجَّار يقال له فاعل.

قال النحويون: المفعولات على وُجوه في باب النحو: فمفعول به كقولك

أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه، ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ

غضبك، ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً، ومفعول فيه وهو على وجهين:

أَحدهما الحال، والآخر في الظروف، فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي

البيت، وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه، ومفعول

عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة، ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر

ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت

فَهْماً، واللازم كقولك انكسر انكساراً، والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ

للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل

وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل

وفِعْيَل. وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما

يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها «فعل» كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن

فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر؛

وفاعِليَّان: مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله:

يا خليليَّ ارْبَعا، فاسْـ

ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان

فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان.

ويقال: شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ

تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه، وكان يقال: أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ

الشعر ما افتُعِل؛ قال ذو الرمة:

غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ،

من الآفاق، تُفْتَعَل افْتِعالا

أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث. ويقال لكل شيء يسوَّى على غير

مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ ومنه قول لبيد:

فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً،

ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل

وقوله تعالى: والذين هم للزكاة فاعِلون؛ قال الزجاج: معناه مُؤتون.

وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة: نِصابها؛ قال ابن مقبل:

وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ،

هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها

يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

أَتَتْه، وهي جانِحة يداها

جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال

قال ابن بري: الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها

مكسورة الفاء، يقال: يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان،

والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة. والفِعال أَيضاً: مصدر فاعَل.

والفَعِلة: العادة. والفَعْل: كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث.

وقال ابن الأَعرابي: سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء

بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم، قيل له: أَتَقولُه في كل شيء؟ قال: نعم

أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، ويقال:

عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم

يعهَد مثله فيما مضى له. ابن الأَعرابي: افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه؛

وأَنشد:

ذكْر شيءٍ، يا سُلَيْمى، قد مَضى،

وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل

وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق. وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل:

كقولك كسَرْته فانكسَر. وفَعالِ: قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة،

بكسر اللام.

فعل: فعل الدواء: أثر تأثير حسنا. (معجم الإدريسي) فعل ذلك في نفسه: أثر تأثيرا سيئا.
(ابن بطوطة 1: 424).
فعب في. ما فعلت في الثياب؟: ما عملت في الثياب؟ (رياض النفوس ص62 ق).
ما فعل: أين هو؟ وكيف هو؟ (معجم البلاذري معجم الطرائف) وأنظر (طاشر في رياض النفوس). عبد الواحد ص15).
فعل وفعل أو فعل وصنع: عمل وعمل ويقال هذا حين تعرض مساوئه وتعدد جرائمه. ويقال: فعلت وفعلت أو فعلت وصنعت: يجيبه به من يراد توبيخه وتبكيته. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، الثعالبي لطائف ص85، ابن خلكان: 1: 32، أخبار ص82، الفخري ص196، 828).
وفي النويري (إفريقية (ص32 و): وقال أبو الفهم وكتامة فعلوا وفعلوا وأغلظ لهما في القول. ومن هذا قيل هذا الفاعل الصانع. أي هو النذل اللئيم الخبيث الخسيس الدنيء (عباد 2: 224) وفي رياض النفوس.
تقول امرأة عن رجل اتهم باللواطة: هذا الفاعل الصانع علي به. أي هذا النذل الدنيء الخسيس علي به. وفي الفخري (ص495): يا فاعل يا صانع. ويقال للمرأة: يا فاعلة يا صانعة، أي يا خبيثة، يا فاجرة. (المقري 2: 636). والفاعل الصانعة: الخبيثة الفاجرة (المقري 1: 108).
فعل به وفعل: أهانه وأذاه ونال منه.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص206): لن أتولى القضاء ولو فعل بي وفعل أي مهما فعلوا بي: مثل فعل الله به: بمعنى لعنه الله. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص269): أما والله لولا حفظ هذا الميت لفعلت بك وفعلت.
وفي تاريخ تونس (ص126): وعلم أنها خديعة من أخيه وأسرها لبعض ثقاته وقال أعدمني ابني الأول والثاني فعل الله به وفعل.
ويقال أيضا: فعل به وصنع. (الحماسة ص15، بدرون ص252، الفخري ص362) ويقال: فعل به فقط بهذا المعنى، ففي الفخري (ص137): فقال له مروان لأفعلن بك وتهدده.
فعل به وفعل: يستعل بمعنى ضد المعنى السابق أي أحسن إليه ثم أحسن إليه (أخبار ص121) وكذلك فعل معه وصنع (الفخري ص84، 197).
فعل بامرأة: لامسها، نكحها. جامعها (معجم البيان، معجم الطرائف) وفي كتاب الخطيب (ص22 ق): جاءت امرأة تخاصم ميارا أوصلها من بعض المدن في أمر نشأ بينهما وبيده عقد مقال بعض جيرانه من نصه حاكيا إنه جامعها من موضع كذا إلى كذا ولم يرسم المدَّ على ألف جاء فقال الشيخ للمرأة تعرف إن هذا الميار جامعك في الطريق أي فعل بك فقالت معاذ الله ونفرت من ذلك فقال كذا شهد عليك الفقيه وأشار إلى جاره (ألف ليلة 1: 281، برسل 3: 253، 11: 111). ويقال أيضا فعل مع بهذا المعنى (برسل 3: 272).
والفعل فعل وحده يستعمل بهذا المعنى. ففي ألف ليلة (3: 239): وصار كل واحد منهما يقول أنا أفعل قبلك. برسل 3، 81، 11، 111).
انفعل: تأثر. المقدمة 3: 199 ملر نصوص من ابن الخطيب 1863 2: 4).
انفعل: قارب الموت: (المقدمة 3: 196) مع تعليقة السيد دي سلان.
انفعل له: تأثر به. ففي البكري (ص153): لا ينفعل للسنبادج، أي لا يتأثر به بمعنى أن السنبادج نفسه لا يؤثر فيه. وفي الفخري (ص49): لو لم يحس من نفسه بالانفعال العظيم لحبها. وفي ملر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 3) إذا ظهر الطاعون في الجسم انفعل له الروح.
انفعالات الكواكب بعضها ببعض: تأثيرات بعض الكواكب على الكواكب الأخرى (معجم بدرون).
انفعل: تأثر. (فوك) وفيه انفعل مرادف تأثير. وفي رحلة ابن جبير (ص143): ومقامات هؤلاء الأعاجم في رقة الأنفس وتأثيرها وسرعة انفعالها. وفي المقري (1: 378): انفعل لقوله: تأثر بأقواله. وأنظر البيضاوي 2: 48).
المنفعل. صوفي منفعل: صوفي في حالة ذهول ووجد، وشطح (ابن جبير ص286).
غير منفعل: غير متأثر. (فوك).
انفعل: خار، كان له خوار (الكالا).
انفعل: صاحن صوت. (الكالا).
افتعل: زور الكتابة: (محيط المحيط، أخبار ص146، البيروني ص23).
افتعال الفضائل: ممارسة الفضائل (بوشر).
افتعل فيها غصبا: اغتصب امرأة (بوشر).
استفعل: زور الكتابة (المقدمة 2: 293).
استفعل علي: افترى عليه، نم عليه، اغتابه. (فوك).
فعل: تأثير، عمل (بوشر).
فعول: جمعه فعل. (البيان 1: 37) وهو تصحيف فعل.
فعالة، والجمع أفعال: متأثرة، مفخرة، عمل باهر، عمل بطولي. (الكالا) فيه: فعالة جيدة، فعالة مقاربة: عمل شائن (الكالا).
فعال: مبالغة اسم الفاعل، وهو الذي يحسن فعل الشيء، ويفعله بعزم ومضاء. (القرآن الكريم سورة 11، الآية 109، ديوان امرئ القيس ص21 البيت 17) وقد نقل ابن عبدون هذا الشطر من بيت امرئ القيس (هو جفلايت ص104) ولم يشر إليه الناشر. (رايت ص116).
فعال: عامل منشط. (بوشر).
فعال: مؤثر، ناجح، ويقال: دواء فعال، أي دواء ناجع شاف. (بوشر).
العقل الفعال (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 272): هو الذي يؤثر في النفس ويعدها للإدراك. (زيشر 10: 536).
فاعل: عند العامة من يستأجر يوميا للعمل في الأرض ونحو ذلك، ومن يعمل في البناء. (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة برسل 6: 232). والجمع فعلة (بوشر، بدرون ص61، الإدريسي. ص162، 165، ماكن 3: 147) وفعلاء. (ماكن 2: 144) وفعول (بوشر، برسل 6: 232).
الفاعل: المذنب، الجاني. (معجم الإدريسي).
الفاعلة: فاجرة، عاهرة. (المقري 1: 118).
ويقال يا ابن الفاعلة أي يا ابن العاهرة (بدرون ص219، عبد الواحد ص13، ألف ليلة برسل 8: 226).
فاعل تاركك: جريء مستهتر (بوسييه).
فاعلة تاركة: امرأة مستهترة (ماكن 2: 541). فيعل، والجمع فياعل: رجل وعمل، رجل نشيط. (المقدمة 3: 382) مع تعليقة السيد دي سلان.
فاعلي. قوة فاعلية: قوة مؤثرة. (بوشر).
علة فاعلية: علة فعالة، علة فاعل، سبب فعال. (بوشر).
فاعلية: قوة فاعلة، تأثير (بوشر).
فاعلية في السابق: مفعول رجعي. (بوشر).
تفعيل: تفعيلة، وهي كلمات وضعت ليوزن عليها الشعر. ففي كتاب ابن عبد الملك (85 ق): فكان تفعيله: مستفعلن فاعل مستفعل مفتعل. صناعة مفتعلة: كثيرة النتاج.
ففي الإدريسي (الباب السادس، الفصل الثاني): مدينة متحضرة بتجارات متحركة وصناعات مفتعلة.

فعل

1 فَعَلَهُ, (S, O, Msb, K, *) aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. فَعْلٌ (S, O, Msb, K) and فَعَالٌ, (S, O, Msb,) and ↓ فِعْلٌ is the subst. therefrom, (S, O, Msb, K, *) but, accord. to Ibn-Kemál, it has become commonly used as the inf. n.; MF, however, says that its being thus used requires consideration; and it is said that there is no instance like فَعَلَهُ, aor. ـْ inf. n. فِعْلٌ, except سَحَرَهُ, aor. ـْ inf. n. سِحْرٌ; or, to these may be added as sometimes occurring, خَدَعَ, aor. ـْ inf. n. خَدْعٌ and خِدْعٌ, and صَرَعَ, aor. ـْ inf. n. صَرْعٌ and صِرْعٌ; (TA;) [He did it]; namely, a thing (S, O. [For further explanation see فِعْلٌ below.]) [In the Kur. xxi. 73,] some read وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فَعْلَ الْخَيْرَاتِ [And we suggested to them the doing of good works]; (Lth, S, O;) others reading ↓ فِعْلَ الخيرات. (Lth, O.) b2: And one says also فَعَلَ بِهِ [He did to him something]. (TA.) [فَعَلَ اللّٰهُ بِهِ is a form of imprecation, meaning May God do to him what He will do; i. e. may God punish him: see an ex. voce أَظْلَمُ. b3: And فَعَلَ بِالمَرْأَةِ often occurs in trads. &c. as meaning He compressed the woman.]2 تَفْعِيلٌ [inf. n. of فعّل] is used by IJ as metonymically signifying The scanning of a verse; because the names of the measures of its feet, all of them, have the letters ف and ع and ل for constituents, as when you say فَعُولُنْ and مَفَاعِيلنْ and فَاعِلَاتُنْ and فَاعِلُنْ &c. (TA.) 3 فَاْعَلَ [فَاعَلَا, inf. n. فِعَالٌ, if used, app. signifies They two did a thing together.] See فِعَالٌ below.7 انفعل quasi-pass. of 1: you say, فَعَلْتُهُ فَانْفَعَلَ [I did it, and it was done]; (S, Msb;) like your saying كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ. (S.) [الاِنْفِعَالُ signifies The suffering, or receiving, the effect of an act, whether the effect is intended by the agent or not: or, accord. to some, particularly when the effect is not intended: for it is implied in a passage in the TA, that it is held by some to be used particularly in cases in which the effects are such as the blushing in consequence of confusion, or shame, affecting one from the seeing a person, and the emotion, or excitement, ensuing from the hearing of singing, and the agitation of the passionate lover at his seeing the object of his love : as a term of logic, it is one of the ten predicaments, i. e. passion, or suffering.] It is said that to every فِعْل there is an اِنْفِعَال, except to the act of creation, which proceeds from God; for this is the bringing into existence from a state of nonexistence, not from matter [already existing to receive the effect of the act]. (TA.) 8 افتعل عَلَيْهِ كَذِبًا (Mgh, * O, Msb, * K) and زُورًا (O) He forged against him a lie. (Mgh, * O, Msb, * K.) b2: Hence the phrase الخُطُوطُ تُفْتَعَلُ i. e. [Handwritings] are forged, or falsified. (Mgh.) b3: And [hence] it used to be said, أَعْذَبُ الأَغَانِى مَا افْتُعِلَ i. e. [The sweetest of songs is] such as has been composed with originality, not in imitation of any model: and أَظْرَفُ الشِّعْرِ مَاافْتُعِلَ [The most eloquent of poetry is such as has been so composed]. (TA.) فَعْلٌ an inf. n. of 1. (S, O, Msb, K.) A2: and The vulva of the she-camel, and of any female. (K.) فِعْلٌ: see 1, in two places: [as a subst. from فَعَلَهُ] it signifies [A deed, or an action: or] a motion (حَرَكَةٌ) of a human being: (K:) or, as Sgh says, the origination of anything, whether it be what is termed عَمَلٌ [which means work or labour or service as well as a deed or an action] or other than it; so that it is more general in application than عَمَِلٌ: (TA:) or it is a metonymical term for any عَمَل [meaning deed or action] that is transitive (M, K, TA) or intransitive (M, TA:) or a mode that is accidental to the producer of an effect upon another [person or thing] by reason of the producing of the effect at the first; as the mode that ensues to the cutter by reason of his being cutting: or, as Er-Rághib says, the production of an effect considered with reference to an agent thereof; and it is common to that which is by his, or its, origination or otherwise, and to that which is with knowledge or otherwise, and to that which is by intention or otherwise, and to what proceeds from the human being or the animal [of any kind] or the inanimate thing; and عَمَلٌ and صُنْعٌ are more particular in application: El-Harállee says that the فِعْل is what has become apparent in consequence of a motive of the efficient, whether from knowledge or otherwise, by reason of premeditation [for لِتَدَيُّن (an obvious mistranscription in my original) I read لِتَدَبُّرٍ] or otherwise: and El-Juweynee says that it is what is within the limits of a small space of time, without repetition, or reiteration, whereas the عَمَل is what has been repeated, or reiterated, and whereof the time has been long; but this is repugned by the trad. [in which occurs the saying], مَا فَعَلَ النُِّغَيْر [expl. in art. نغر]; (TA:) the pl. is فِعَالٌ (S, O, Msb, K) and أَفْعَالٌ [a pl. of pauc.], (O, TA,) [and أَفَاعِيلُ is app. a pl. pl., i. e. pl. of أَفْعَالٌ, like أقَاوِيلُ pl. of أَقْوَالٌ which is pl. of قَوْلٌ, and many other instances]: you say, إِنَّ الرِّشَا تَفْتَلُ الأَفَاعِيلَ وَتُنْسِى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ [Verily bribes do great deeds, and cause the receivers to forget the principles of Ibráheem and Ismá'eel, who are esteemed models of true religion]. (TA. [This saying is written in my original without any vowel-signs, perhaps because well known: and it is there added that الافاعيل may be pl. of افعول (which has been altered by the copyist and is probably a mistranscription for أَفْعُولَةٌ) or of افعال; with other remarks equally doubtful and unimportant.]) [Hence, بِالفِعْلِ meaning Actually; as opposed to بِالقُوَّةِ i. e. potentially, or virtually.] b2: As used by the grammarians, it means [A verb; i. e.] what denotes a meaning in itself together with any one of the three times [past and present and future: but it should be observed that it includes the مَصْدَر, or infinitive noun; and also that there is what is termed فِعْلٌ ناقِصٌ an incomplete, i. e. non-attributive, verb (as كَانَ coordinate to صَارَ, &c.); as well as what is termed فِعْلٌ تَامٌّ a complete, i. e. attributive, verb]. (TA.) فَعْلَةٌ A single فِعْل [i. e. deed or action], (Msb, TA,) with fet-h. (Msb.) Thus in the saying in the Kur [xxvi. 18], وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ااَّتِى فَعَلْتَ [lit. And thou hast done thy one deed that thou hast done]; as though the speaker said, فَتَلْتَ النَّفْسَ قَتْللَتَكَ: in which Esh-Shaabee read ↓ فِعْلَتَكَ [thy kind of deed], with kesr, as meaning فَتَلْتَ القِــتْلَةَ الَّتِى قَدْ عَرَفْتَهَا: so says Zj; but he adds that the former reading is better. (TA.) And [hence also] one says, كَانَتْ مِنْهُ فَعْلَةٌ حَسَنَةٌ or قَبِيحَةٌ [A good single deed proceeded from him or a bad one]. (S, O, TA.) فِعْلَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَعِلَةٌ A custom, manner, habit, or wont. (K.) فِعْلِىٌّ Of, or relating to, a verb.]

فِعْلِيَّةٌ The quality of a verb.]

فَعَالٌ, like نَزَالِ, has sometimes occurred as meaning اِفْعَلْ [Do thou]. (O, K. *) فَعَالٌ, (O, K,) accord. to Lth, (O,) is a name for A good doing, such as liberality, or bounty, (O,) and generosity, (O, K, [the only meaning assigned to it in the S,]) and the like of these: (O:) or, (O, K,) accord. to IAar, (O,) the doing of a single person, peculiarly, [as distinguished from فِعَالٌ, q. v.,] (O,) relating to good and to evil; (O, K;) one says, فُلَانٌ كَرِيمُ الفَعَالِ [Such a one is generous in respect of doing or doings], and فُلَانٌ لَئِيمُ الفَعَالِ [Such a one is mean in respect of doing or doings]; (O: [and the like is said in the T and in the Msb;]) and Az says that this is the correct explanation: not that of Lth; and Mbr [likewise] says, it is used in commendation and in discommendation: (O:) and it is used only of a single agent. (O, K.) b2: It is also an inf. n. (S, O, Msb. [See 1, first sentence.]) فِعَالٌ, as distinguished from فَعَالٌ, signifies A doing that is between two [agents]; (IAar, O, K, TA;) and therefore it is an inf. n. of ↓ فَاعَلَ [a verb of which I have not found any ex.]. (TA.) b2: It is also a pl. of فِعْلٌ. (S, O, Msb, K.

A2: Also The handle, (K,) or piece of wood that is inserted into the hole, (IAar, IB, O,) of the axe, or adz, or hoe: (IAar, IB, O, K:) pl. فُعُلٌ. (K.) فُعَالَةُ (with damm, O, TA, [in the CK, erroneously, فَعالَةُ,]) A metonymical appellation substituted for خُزَاعَةُ, (O, K, TA,) the well-known tribe [thus named]. (TA.) فَعَّالٌ [Wont to do]. (Kur xi. 109 and lxxxv.

16. [Thus in the phrase فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ Wont to do what He willeth: relating to God.]) فَاعِلٌ [act. part. n. of 1, Doing: and, used as a subst., a doer: and hence] a carpenter is thus called; accord. to IAar: but it is now peculiarly applied to such as works with clay, [and builds, and plasters,] and digs foundations: (TA:) and [the pl.] فَعَلَةٌ, (Mgh, K, TA,) as an epithet in which the quality of a subst. predominates, is applied to workers in clay and digging and the like; (K, TA;) or such as work with their hands in clay or building or digging; like عَمَلَةٌ [pl. of عَامِلٌ]. (Mgh.) b2: وَكُنَّا فَاعِلِينَ, in the Kur [xxi. 79], means And we were able to do what we willed. (O, TA.) And وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكٰوةِ فَاعِلُونَ, in the same [xxiii. 4], means And who give the ذكوة [or poor-rate]: (Zj, O, TA:) or, as some say, who do that which is good, or righteous. (O, TA.) مُفْتَعَلٌ A writing forged, or falsified. (Mgh.) b2: And Poetry composed with originality, not in imitation of any model. (TA.) b3: جَآءَ بِالْمُفْتَعَلِ, meaning It produced a grievous, or distressing, effect, (K, TA,) is a phrase mentioned by IAar, as used by Ed-Dubeyree when asked respecting a wound that he had received and that rendered him sleepless, and as used by him in respect of anything [unprecedented]: thus one says, عَذَّبَنِى

وَجَعٌ أَسْهَرَنِى فَجَآءَ بِالْمُفْتَعَلِ i. e. [A malady that rendered me sleepless, tormented me,] and produced pain that had not been known before. (TA.)
فعل
الفِعْلُ، بالكَسْر: حَرَكَةُ الْإِنْسَان، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ إحداثُ كلِّ شيءٍ من عمَلٍ أَو غيرِه، فَهُوَ أَخَصُّ من العمَل. أَو كِنايةٌ عَن كلِّ عمَلٍ، مُتَعَدٍّ أَو غيرِ مُتعَدٍّ، كَمَا فِي المُحكَم، وَقيل: هُوَ الهَيئَةُ العارِضَةُ للمُؤَثِّرِ فِي غيرِه بسببِ التأثيرِ أوّلاً، كالهَيئَةِ الحاصِلَةِ للقاطِعِ بسببِ كَوْنِه قاطِعاً، قَالَه ابنُ الكَمالِ. وَقَالَ الراغبُ: الفِعْلُ: التأثيرُ من جهةِ مُؤَثِّرٍ، وَهُوَ عامٌّ لما كَانَ بإيجادِه أَو بغيرِه، ولمَا كَانَ لعِلمٍ أَو بغيرِه، ولِما كَانَ بقَصدٍ أَو غيرِه، وَلما كَانَ من الإنسانِ أَو الحيَوانِ أَو الجَماد، والعمَلُ مِثلُه والصَّنْعُ أخَصُّ مِنْهُمَا، انْتهى. وَقَالَ الحَرَالِّيُّ: الفِعْل: مَا ظَهَرَ عَن داعِيَةٍ من المُوقِع، كَانَ عَن عِلمٍ أَو غيرِ عِلمٍ، لتَدَيُّنٍ كَانَ أَو غيرِه، وَقَالَ الجُوَيْنيُّ: الفِعْل: مَا كَانَ فِي زمَنٍ يَسيرٍ بِلَا تَكْرِيرٍ، والعمَل: مَا تكَرَّرَ وطالَ زمَنُه واستَمَرَّ، ورُدَّ بِحَدِيث: مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. والفِعلُ عِنْد النُّحاة: مَا دَلَّ على معنى فِي نفسِه مُقتَرِنٍ بأحدِ الأزمنةِ الثلاثةِ، وَقَالَ السَّعْدُ فِي شرحِ التَّصريف: الفِعل: بالكَسْر: اسمٌ لكلمةٍ مَخْصُوصةٍ. وبالفَتْح مصدرُ فَعَلَ، كَمَنَعَ، وفَعَلَ بِهِ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسمُ مَكْسُورٌ والمصدرُ مَفْتُوحٌ، وَقَالَ قومٌ: المَكسورُ هُوَ الاسمُ الحاصِلُ بالمصدرِ، قَالَ ابنُ كَمال: وَلَكِن اشتهرَ بَين الناسِ كسرُ الفاءِ فِي الْمصدر، قَالَ شيخُنا وَفِيه نظَرٌ، وَقيل: لَا نَظيرَ لَهُ لفَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً إلاّ سَحَرَه يَسْحَره سِحْراً، وَقد جاءَ خَدَعَ يَخْدَعُ خَدْعَاً وخِدْعاً، وصَرَعَ يَصْرَعُ صَرْعَاً وصِرْعاً، وَقَرَأَ بعضُهم: وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِم فِعْلَ الخَيْرات. الفَعْل: كِنايةٌ عَن حَياءِ الناقةِ وَعَن فَرْجِ كلِّ أُنثى. الفَعال، كسَحابٍ: اسمُ الفِعلِ الحسَنِ من الجُودِ والكرَمِ ونحوِه، قَالَه الليثُ. الفَعال: الكرَم، قَالَ هُدْبَةُ:
(ضَرُوباً بلَحْيَيْهِ على عَظْمِ زَوْرِه ... إِذا القومُ هَشُّوا للفَعالِ تقَنَّعا)
أَو يكون الفَعالُ فِعْلُ الواحدِ خاصّةً فِي الخيرِ والشرِّ، يُقَال: فلانٌ كريمُ الفَعال، وفلانٌ لئيمُ الفَعال، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَلَا أَدْرِي لم قَصَرَ الليثُ الفَعالَ على الحسَنِ دونَ الْقَبِيح. قَالَ المُبَرِّدُ: الفَعالُ يكونُ فِي المَدحِ والذَّمِّ وَهُوَ مُخَلَّصٌ لفاعِلٍ واحدٍ، وَإِذا كَانَ من فاعِلَيْنِ فَهُوَ فِعالٌ، بالكَسْر، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الجيِّد، قلتُ: وَهُوَ إذَن مَصْدَرُ فاعَلَ. وَهُوَ أَيْضا جَمْعُ فِعْلٍ، كقِدْحٍ وقِداحٍ، وبِئْرٍ وبِئارٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. الفِعال: نِصابُ الفَأْسِ والقَدُومِ ونحوِه، كالمِطرَقةِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: الفَعالُ مفتوحٌ أَبَدَاً إلاّ الفِعالَ لخشبَةِ الفَأْسِ،)
فإنّها مَكْسُورةُ الفاءِ، يُقَال: يَا بابوسُ أَوْلِجِ الفِعالَ فِي خُرْتِ الحَدَثانِ، والحَدَثانِ: الفأسُ الَّتِي لَهَا رأسٌ واحدةٌ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الفِعال: العُودُ الَّذِي فِي خُرْتِ الفأسِ يُعمَلُ بِهِ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ فِي نِصابِ القَدُومِ، وسَمّاه فَعالاً:
(وَتَهْوي إِذا العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ ... هَوِيَّ قَدُومِ القَيْنِ حالَ فَعالُها)
قَالَ ابنُ فارسٍ: لَا أَدْرِي كَيفَ صِحَّتُها، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(أَتَتْهُ وَهْيَ جانِحَةٌ يَداها ... جُنوحَ الهِبْرَقِيِّ على الفَعالِ)
ج: فُعُلٌ، ككُتُبٍ. والفَعَلةُ، مُحَرَّكَةً: صفةٌ غالِبةٌ على عمَلَةِ الطِّين والحَفْرِ ونحوِه لأنّهم يَفْعَلون، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: والنَّجّارُ يُقَال لَهُ: فاعِلٌ. قلتُ: وَقد خُصَّ بِهِ الآنَ من يَعْمَلُ بالطِّينِ ويحفُرُ الأساسَ. الفَعِلَةُ، كفَرِحَةٍ: العادَة. منَ المَجاز: افْتَعلَ عَلَيْهِ كَذِبَاً وزُوراً: أَي اخْتَلقَه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(غَرائِبُ قد عُرِفْنَ بكلِّ أُفْقٍ ... من الآفاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعالا)
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: افْتَعلَ فلانٌ حَدِيثا: إِذا اخترقَه، وَأنْشد:
(ذِكْر شيءٍ يَا سُلَيْمى قد مضى ... ووُشاةٍ يَنْطِقونَ المُفْتَعَلْ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: سُئِلَ الدُّبَيْريُّ عَن جُرحِه فَقَالَ: أَرَّقَني وجاءَ بالمُفْتَعَل، بالفَتْح، أَي على صِيغةِ اسمِ المَفعول، أَي جاءَ بأمرٍ عَظِيم، قيل لَهُ: أَتقولُه فِي كلِّ شيءٍ قَالَ: نَعَمْ أقولُ جاءَ مالُ فلانٍ بالمُفْتَعَل، وجاءَ بالمُفْتَعَلِ من الخطَأِ. وَيُقَال: عذَّبَني وجَعٌ أَسْهَرني فجاءَ بالمُفْتَعَل: إِذا عانى مِنْهُ أَلَمَاً لم يَعْهَدْ مثلَه فِيمَا مضى لَهُ. وفَعالِ، كقَطامِ قد جاءَ بِمَعْنى افْعَلْ. وفُعالَةُ بالضَّمّ فِي قولِ عَوْفِ بن مالكٍ:
(تَعَرَّضَ ضَيْطَارو فُعالَةَ دُونَنا ... وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا)
كِنايةٌ عَن خُزاعَةَ، وَهِي قبيلةٌ معروفةٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفَعال، بالفَتْح: مصدرٌ كَذَهَب ذَهَابًا، نَقله الجَوْهَرِيّ. ويُجمعُ الفِعلُ على أَفْعَالٍ، كقِدْحٍ وأَقْدَاحٍ. وقَوْله تَعالى: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ أرادَ المرّةَ الواحدةَ، كأنّه قَالَ: قَتَلْتَ النَّفسَ قَتْلَتَكَ، وقرأَ الشَّعْبيُّ: فِعْلَتَكَ بالكَسْر، على معنى وقَتَلْتَ القِــتْلَةَ الَّتِي قد عَرَفْتَها لأنّه قَتَلَه بوَكزَةٍ، هَذَا عَن الزَّجَّاج، قَالَ: والأوّلُ أَجْوَدُ. وَكَانَت مِنْهُ فَعْلَةً حَسَنَةً أَو قبيحةً. واشْتَقُّوا من الفَعْلِ المُثُلَ للأبنِيَةِ الَّتِي جاءَتْ عَن العربِ مثل: فُعالَةٍ، وفُعولَةٍ، وأُفْعولَةٍ، ومِفْعِيلٍ، وفِعْليلٍ، وفُعْلولٍ، وفِعْوَلٍّ، وفِعَّلٍ، وفُعُلٍ، وفُعْلَةٍ، ومُفْعَنْلِلٍ،)
وفِعِّيلٍ، وفِعْيَلٍّ. وَكَنَى ابنُ جِنّي بالتَّفْعيلِ عَن تَقْطِيعِ البيتِ الشِّعريِّ لأنّه إنّما بأجزاءٍ مادَّتُها كلُّها فعل كقَولِك: فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، وفاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُن، وَغير ذَلِك من ضُروبِ مُقَطَّعاتِ الشِّعر. وَيُقَال: شِعرٌ مُفْتَعَلٌ: إِذا ابْتَدعَه قائِلُه وَلم يَحْذُه على مثالٍ تقَدَّمَه فِيهِ مَنْ قَبْلَه، وَكَانَ يُقَال: أَعْذَبُ الأغاني مَا افْتُعِلَ، وأَظْرَفُ الشِّعرِ مَا افْتُعِلَ. وقَوْله تَعالى: وكُنّا فاعِلين أَي قادرينَ على مَا نريدُه. وقَوْله تَعالى: وَالَّذين هم للزكاةِ فاعِلون أَي مُؤْتون، قَالَه الزَّجَّاج، وَقيل: مَعْنَاهُ الَّذين هم للعمَلِ الصالحِ فاعِلون. وَتقول: إنّ الرُّشَا تَفْعَلُ الأفاعيلَ، وتُنْسي إبراهيمَ وَإِسْمَاعِيل، الأفاعيل: جَمْعُ أُفْعول أَو إفْعال: صِيغةٌ تَخْتَصُّ بِمَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ، قَالَه السَّعْدُ فِي حَواشي الكَشّاف، وَهُوَ عربيٌّ، وَقيل: مُوَلَّدٌ. وَقَالَ الرَّاغِب: وَالَّذِي من جِهةِ الفاعِلِ يُقَال لَهُ مَفْعُولٌ ومُنْفَعِلٌ، وَقد فَصَلَ بعضُهم بَينهمَا فَقَالَ: المَفْعولُ يُقَال إِذا اعتُبِرَ بفِعْلِ الفاعِل، والمُنْفَعِلُ إِذا اعتُبرَ قَبُولُ الفِعلِ فِي نَفْسِه، فَهُوَ أعَمُّ من المُنْفَعِل لأنّ المُنْفَعِلَ يُقَال لما يقصدُ الفاعِلُ إِلَى إيجادِهِ وإنْ توَلَّدَ مِنْهُ، كحُمرَةِ اللَّونِ من خجَلٍ يَعْتَري من رُؤيةِ إنسانٍ، والطَّرَبِ الحاصلِ من الغناءِ، وتحرُّكِ العاشقِ لرُؤيَةِ مَعْشُوقِه، وَقيل: لكلِّ فِعْلٍ انْفِعالٌ إلاّ للإبْداعِ الَّذِي هُوَ من اللهِ عزَّ وجَلَّ، فَذَلِك هُوَ إيجادٌ من عدَمٍ لَا من مادَّةٍ وَجَوْهَرٍ، بل ذَلِك هُوَ إيجادُ الجَوْهَر.
فعل
فعَلَ يَفعَل، فَعْلاً وفَعَالاً وفَعاليَةً، فهو فاعِل، والمفعول
 مَفْعول
• فعَل الشيءَ: عمِله وصنعه "ماذا تفعل؟ - {إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} - {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً}: كائنًا موجودًا واقعًا لا محالة" ° الفاعلان: الزانيان- الفاعلة: الزانية. 

افتعلَ يفتعل، افتعالاً، فهو مُفتعِل، والمفعول مُفتعَل
• افتعل الموضوعَ: اختلقه؛ زوّره، ابتدعه "افتعل القولَ/ حُجةً/ حادثًا- افتعل مشاعر الحزن أمامها- أزمة مُفتعلَة" ° جاء بالمفتعَل: جاء بالأمر العظيم- شِعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله. 

انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على ينفعل، انفعالاً، فهو مُنفعِل، والمفعول مُنفعَلٌ به
• انفعل الشَّيءُ: مُطاوع فعَلَ: عُمل وصُنِع.
• انفعل بأمرٍ: اهتاج، تأثَّر به؛ أثار الأمرُ مشاعرَه أو عواطفه "انفعل برؤية مشهد حزين- انفعل بالأحداث الجارية في الأراضي المحــتلة".
• انفعل فلانٌ/ انفعل على ابنه: ثار وغضب. 

تفاعلَ يتفاعل، تفاعُلاً، فهو متفاعِل
• تفاعل الشَّيئان: أثَّر كلٌّ منهما في الآخر "تفاعلت مادّتان كيمياويتان".
• تفاعل مع الحدث: تأثَّر به، أثاره الحدثُ فدفعه إلى تصرُّفٍ ما "تفاعل مع الأحداث الأخيرة- تفاعلت الجماهير العربيّة مع الانتفاضة الفلسطينيّة- تفاعل الطّالبُ مع أستاذه". 

فعَّلَ يفعِّل، تفعيلاً، فهو مُفعِّل، والمفعول مُفعَّل
• فعَّل الأمرَ: نشَّطه، قوّاه "فعّل مساعيه/ المؤتمر- أوصى المؤتمر بتفعيل توصياته ومتابعتها- يجب العمل على تفعيل دور التعليم".
• فعَّل البيتَ الشِّعْريّ: (عر) قطَّعه ووزنه عروضيًّا؛ كتب تفعيلاته. 

أفعل [مفرد]
• أفعل التَّفضيل: (نح) صيغة تدل على وصف شيء بزيادة على غيره نحو: هذا أجمل من ذاك. 

أُفْعولة [مفرد]: ج أفاعيلُ: فِعْل؛ عمل غريب مُستنكَر "نُبِذ بسبب أفاعيله- يفعَل الأفاعيل لكي يصل إلى ما يريد". 

انفعال [مفرد]:
1 - مصدر انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على.
2 - (نف) حالة وجدانيّة يثيرها مؤثر ما في الكائن الحي، وتصحبها تغيرات فسيولوجيّة، وتكون الإثارة نتيجة لتعطيل فعل أو سلوك ينزع إليه الفرد أو نتيجة لتحقيق رغبة "سهل الانفعال- سُرعة الانفعال- خفف من شدة انفعالاته".
انفعاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انفعال: ناشئ عن انفعال وتأثير "حركة/ عادة انفعاليّة".
2 - سريع الغَضب أو التأثر؛ شديد الإحساس "رَجُلٌ/ مِزاج انفعاليّ".
3 - دالٌّ على انفعال، مثير للعواطف "جُملة انفعالية- خطاب انفعاليّ". 

انفعاليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من انفعال: سُرعة الانفعال والتأثر "انفعاليَّة الجماهير".
2 - صفة ما هو قابل للإثارة والتهيُّج "انفعالية الأنسجة الحيّة". 

تفاعُل [مفرد]: مصدر تفاعلَ ° التَّفاعل الثَّقافيّ أو الاجتماعيّ: تأثر الثقافات أو المجتمعات بعضها ببعض.
• تفاعل تبادليّ: (حي) التَّفاعل بين مولِّد المضادّ وبين جسم مُضادّ.
• تفاعُل كِيميائيّ: (كم) تأثير متبادل بين مادتين ينتج منه تغيير في طبيعة الأجسام الكيميائيّة.
• تفاعل نوويّ: (كم) تفاعل كالانشطار يغيِّر طاقة وتركيب وبناء نواة ذرِّيَّة "تفاعُل ذَرِّيّ".
• مذهب التَّفاعل: (نف) إحدى نظريّات علم النفس المفسِّرة لصلة النفس بالجسم، وتقول بالتأثير المتبادل بين النفس والجسم المتحدين في التركيب الإضافيّ. 

تفاعُليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تفاعُل: مُتفاعِل، يُحدث تأثيرًا متبادِلاً "قُوَّة تفاعُليَّة". 

تفعيلة [مفرد]: ج تفعيلات وتفاعيلُ: (عر) كلمات وُضعت ليُوزن عليها الشِّعر مثل: فَعولُن ومفاعيلن ومستفعِلُن. 

فاعل1 [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فعَلَ ° فاعِل خير: مُحْسِنٌ، عبارة تُكتب أحيانًا في نهاية بعض الرَّسائل يُخفي بها الشَّخص اسمه بقصد الإخلاص في تبرُّعه أو مساعدته التي يقدِّمها للآخرين.
2 - (نح) اسم مرفوع يدلّ على من قام بالفعل أو اتصَّف به، يتقدَّمه فعل تامّ مبني للمعلوم، يدلّ على زمن حدوث الفعل، مثل ذهب الولدُ.
• اسم فاعل: (نح) كلمة مشتقَّة من الفعل تدل على من قام بالفعل مثل: كاتب، فاتح، معلِّم، مدرّس. 

فاعل2 [مفرد]: ج فاعلون وفَعَلَة، مؤ فاعلة، ج مؤ فاعلات وفواعلُ:
1 - من يقوم بالأعمال التي لا تحتاج إلى مهارة مثل الحراثة ورفع الأحجار "يساعده في أعمال الزراعة خَمْسة فَعَلَة".
2 - قادرٌ ضامِنٌ " {وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ".
3 - عاملٌ مُنفِّذٌ " {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} ". 

فاعِليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من فاعِل: مقدرة الشيء على التأثير "فاعلية وسيلة/ دواء/ حل".
2 - (نح) كَوْن الاسم فاعلاً "اسم مرفوع على الفاعليَّة".
• فاعليّة المخّ: (نف) النَّشاط الفسيولوجيّ للمخ ومنه العمليّات العقليّة كالتفكير. 

فَعال [مفرد]:
1 - مصدر فعَلَ.
2 - اسم للفعل الحَسَن والكرم "هو حسن الفَعَال". 

فَعاليَة [مفرد]:
1 - مصدر فعَلَ.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قوي "يحتاج المريضُ إلى دواء ذي فعاليَة كبيرة". 

فَعاليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من فَعال: نشاط "فَعَاليَّات اقتصاديّة".
• الفَعَاليَّة الماليَّة: (قص) استخدام ائتمان أو قرض لتحسين قدرة الشَّخص على المضاربة وزيادة نسبة المردود من الاستثمار. 

فَعّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من فعَلَ: كثير الفعل، نافِذ، مؤثِّر، مُفيد "سُلطة/ وسيلة فعّالة- إسهام فعّال".
2 - (سف) ما يحدث أثرًا، العلَّة الفاعلة والسَّبب المحدث للأشياء.
3 - (كم) صفة للمادّة شديدة التفاعل "مادّة فعّالة- دواء فعّال".
• الفعَّال: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفاعل فعلاً بعد فعل، كلَّما أراد فَعَل، وليس كالمخلوق الذي إن قدِر على فعلٍ عجز عن غيره " {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ".
• غير فعَّال: (كم) صفة لمادة لا تتفاعل في يسر مع معظم الموادّ الأخرى في درجات الحرارة المعتادة، ولكنها قد تتفاعل في درجات الحرارة المرتفعة أو مع وجود حافز. 

فعَّاليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من فَعّال: نشاط وقوة تأثير "فعَّاليّة دواء- فعّاليّات المؤتمر/ المهرجان- للموعظة فعَّاليَّة في النُّفوس". 

فَعْل [مفرد]: مصدر فعَلَ. 

فِعْل [مفرد]: ج أفعال وفِعال، جج أفاعيلُ:
1 - عمل أو حركة أو حدث "تمادى في أفعاله الخاطئة- فِعل أثيم- {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} " ° بالفعل/ فِعْلاً: حقيقةً- بفِعْل كذا: بتأثيره.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قوي "نجح الطَّالب بفِعْل الاجتهاد".
3 - (نح) كلمة دالة على حدث وزمن وله في اللغة العربية ثلاث صيغ: ماضٍ، ومضارع، وأمر.
• الفِعْل التَّامّ: (نح) فعل يتمّ المعنى الأساسيّ بمرفوعه مثل كان بمعنى حصَل ووقع، فإنها تكتفي بالفاعل، أو هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول به.
• الفِعْل الجامد: (نح) الذي لا يتصرَّف، فلا يُصاغ منه مضارع ولا أمر ولا مشتقَّات مثال: ليس وعسى.
• الفِعْل الصَّحيح: (نح) ما خلت حروفه الأصليّة من أحرف العلّة وأنواعه: سالم، ومهموز، ومضعَّف.
• الفِعْل اللاَّزِم: (نح) ما يكتفي بفاعل ولا يحتاج إلى مفعول به، وهو خلاف الفعل المتعدِّي.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمجهول: (نح) الفعل الذي يحذف فاعله لغرض ما ويأتي المفعول به نائبًا عنه، ويضمّ أوّله ويكسر ما قبل آخره إذا كان ماضيًا، أو يضمّ أوّله ويفتح ما قبل آخره إن كان مضارعًا.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته

الأصليّة ويصحبه فاعله اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول.
• الفِعْل المُتصرِّف: (نح) ما له مضارع وأمر وتصاغ منه المشتقّات.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ.
• الفِعْل المجرَّد: (نح) ما كانت جميع حروفه أصليَّة.
• الفِعْل المزيد: (نح) ما زاد فيه على أحرفه الأصليَّة حرف أو حرفان أو ثلاثة أحرف.
• الفِعْل المعتلّ: (نح) ما كان ضمْن أحرفه الأصليّة حرف علّة أو حرفان.
• الفِعْل النَّاقص: (نح) الفعل الذي يرفع المبتدأ اسمًا له وينصب الخبر خبرًا له، وهو كان وأخواتها.
• شبه الفِعْل: (نح) كل ما يعمل عمل الفِعل مُشتملاً على حروفه مثل: اسم الفاعل والمصدر ونحو ذلك.
• الأفعال الخمسة: (نح) كلُّ فعل مضارع اتّصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، وتُرفع بثبوت النُّون، وتُنصَب وتُجزَم بحذف النون.
• الفِعْل الفاضِح: فعل مادِّيّ مخلّ بالآداب وخادش للحياء.
• الفِعْل المنعكِس: (حي) حركة يقوم بها عضو حركيّ أو غُدّي ردًّا على تنبيه حسّيّ موضعيّ "أفعال منعكسة".
• ردُّ فعل: قوّة تصاحب تأثير قوّة أصليّة وتساويها مقدارًا وتضادّها اتِّجاهًا، كردّ فعل بندقيّة "تتسم ردود أفعاله بعدم المنطقيَّة".
• فعل كيميائيّ: (كم) تغيّر في التركيب الكيميائيّ لمركَّب ما، تفاعل كيميائيّ. 

فَعْلَة [مفرد]: ج فَعَلات وفَعْلات: اسم مرَّة من فعَلَ: كلمة يُشار بها إلى العمل المستنكَر "فعل فَعْلته وهرب- {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} ". 

فِعْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فِعْل: حقيقيّ، واقعيّ، موجود فِعْلاً "هُدْنة/ مُساعدة فِعليَّة" ° فِعْليًّا: بسبب جميع الأسباب العمليَّة. 

فِعْلِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فِعْل: "جملة فعليَّة". 

فَعُول [مفرد]: صيغة مبالغة من فعَلَ. 

مُتفاعِلات [مفرد]: (كم) موادّ تدخل في التفاعلات الكيميائية وتتغير في تركيبها لتعطي النواتج. 

مُفاعِل [مفرد]: ج مُفَاعِلاَت
• مُفاعِل ذَرّيّ/ مُفاعِل نوويّ: (فز) جهاز تتحوّل فيه المادّة إلى طاقة بانشطار نوى ذرّات عنصر مُشِعّ كاليورانيوم انشطارًا متسلسلاً يستمر تلقائيًّا؛ وتُتخذ فيه الوسائل الكفيلة بوقفه والسيطرة عليه. 
3806 - 
مفعول [مفرد]: ج مفعولات ومفاعيلُ:
1 - اسم مفعول من فعَلَ.
2 - تأثير، قدرة على إحداث أثر قويّ "للدواء مفعول قويّ- مفعول السُّم سريع- للموعظة مفعول قويّ في النُّفوس" ° ساري المفعول: قانونيّ، مُلزِم.
3 - (نح) اسم منصوب تعدّى إليه فعل الفاعل، أنواعه متعددة منها: مفعول به، مفعول له، مفعول معه، مفعول فيه.
• المفعول المطلق: (نح) مصدر منصوب مؤكِّد لفعله أو مُبيِّن لنوعه أو عدده يدلُّ على مُطلق وقوع الحدث من غير تقيُّد، وهو فضلة.
• اسم المفعول: (نح) اسم مُشتق من الفعل يدل على ما أو مَنْ وقع عليه فعل الفاعل. 

مَفْعوليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مفعول.
• حالة المفعوليَّة: وقوع الاسم منصوبًا على المفعوليَّة. 

مُنْفَعِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفعلَ/ انفعلَ بـ/ انفعلَ على.
2 - (حي) استجابة الكائن الحيّ لمثير خارجيّ، كاستجابة الحيوان لاختبار التدرُّن مثلا. 
فعل
الفَعَالُ: اسْمٌ للفِعْلِ الحَسَن. والفَعَلَةُ: العَمَلَة.
(فعل)
الشَّيْء فعلا وفعالا عمله

دأل

[دأل] فيه: الجنة محظور عليها "بالدأليل" أي بالدواهي والشدائد جمع دؤلول.
(دأل)
دألا ودألانا ودألى مَشى مشْيَة المثقل وَالصَّيْد وَغَيره وَله ختله وخدعه
د أ ل

دأل الذئب يدأل ويذأل أي يعجل في عدوه ويخف. وخرجت أدأل وأسأل حتى وصلت إليكم. والثّآليل دآليل أي دواهٍ، واحدها دؤلول.
(د أ ل) : أَبُو حَاتِمٍ سَمِعْت الْأَخْفَشَ يَقُولُ (الدُّؤِلُ) بِضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ الْوَاوِ وَالْمَهْمُوزَةِ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ شَبِيهَةٌ بِابْنِ عُرْسٍ قَالَ وَلَمْ أَسْمَعْ بِفِعْلٍ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ غَيْرَهُ (وَبِهِ) سُمِّيَتْ قَبِيلَةُ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ وَإِنَّمَا فُتِحَتْ الْهَمْزَةُ اسْتِثْقَالًا لِلْكَسْرَةِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ كَالنَّمْرِيِّ فِي نَمِرٍ وَالدُّوَلُ بِسُكُونِ الْوَاو غَيْرُ مَهْمُوزٍ فِي بَنِي حَنِيفَةَ وَإِلَيْهِمْ يُنْسَبُ الدُّوَلِيُّ (وَالدِّيلُ) بِكَسْرِ الدَّالِ فِي تَغْلِبَ وَفِي عَبْدِ الْقَيْسِ أَيْضًا إلَيْهِمْ يُنْسَبُ ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ وَسِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيُّ وَكِلَاهُمَا فِي السِّيَرِ وَفِي نَفْيِ الِارْتِيَابِ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّوَلِيُّ وَفِي مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ كَذَلِكَ وَفِي كِتَابِ الْكُنَى لِلْحَنْظَلِيِّ أَبُو سِنَانٍ الدُّوَلِيُّ وَيُقَالُ الدِّيلِيُّ وَسَيَجِيءُ فِي بَابِ السِّينِ.
[د أل]

دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلاً، ودَأَلاَنَاً، ودَأَلَى، وهي: مِشْيَةٌ فيها ضَعْفٌ وعَجَلَةُ، وقيل: هو عَدْوٌ مُقارِبٌ، أنْشَدَ سِيبَويْهِ _ فيما تَضَعُه العَرَبُ على أَلْسِنَة البهائِم لضَبٍّ يُخاطِبُ ابْنَه -:

(أَهَدَمُوا بَيْتَكَ لا أَبَا لَكَا ... )

(وأَنا أَمْشِي الدَّأَلَى حَوالَكا ... )

وقيل: هو مَشْيُ الذي كأَنَّه يَبْغيِ في مِشْيَتِه من النَّشاطْ ودَأَلَ له يَدْأَلُ دَأْلاً، ودَألانًا: خَتَله. والدَّأَلانُ بتَحْرِيكِ الهمزِة أيضاً: الذِّئْبُ عن كُراع. والدُّؤُلُ: دُوَيْبةٌ [صَغيرة] عنه أيضاً، وليسَ ذلك بمَعْرُوفٍ. والدُّئِلًُ: دُوَيْبةٌ كالثَّعْلَبِ، قال كَعْبُ بنُ مالِكٍ:

(جَاءُوا بجَيْشٍ لَوْ قِيسَ مُعْرَسُه ... ما كانَ إِلا كمُعْرَسِ الدُّئِاِ)

وهَذا هو المَعْرُوف. والدُّئِلُ: حيٌّ من كِنانَةَ، وقِيلَ: في بَنِى عَبْدِ القَيْسِ، والنَّسَبُ إليهِ: دُؤَلِيٌّ ودُئِلِيٌّ، الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ؛ إذ ليسَ في الكلامِ فَعِليٌّ. وابنُ دَأْلانَ: رَجلٌ، والنَّسَبُ إِليه دَأْلانِيٌّ، حكاهُ سِيبَويْهِ. والدُّؤْلُولُ: الداهِيَةُ.

د

أل1 دَأَلَ, aor. ـَ inf. n. دَأْلٌ (S, M, K) and دَأَلٌ (K [perhaps a mistake for the next, which is well known but not mentioned in the K, but see ذَأَلَ,]) and دَأَلَانٌ (S, M) and دَأَلَى, (M, K,) He walked, or went, in a weak manner, (M, K,) and with haste: (M:) or he ran with short steps: (M, K:) or he walked, or went, in a brisk, or sprightly, manner: (K:) or he walked, or went, as though labouring in his gait, by reason of briskness, or sprightliness: (M:) [or he went along by little and little, stealthily, lest he should make a sound to be heard: for] دَأْلٌ is syn. with خَتْلٌ: or, accord. to Az, it signifies the walking, or going, in a manner resembling that which is termed خَتْلٌ; and in the manner of him who is heavily burdened, or overburdened: and As, in describing the manner in which horses go, explains دَأَلَانٌ as signifying the walking, or going, with short steps, and in an unusual manner, as though heavily burdened, or overburdened. (S.) [See also ذَأَلَ.] b2: [Hence, app.,] دَأَلَ لَهُ, aor. as above, inf. n. دَأْلٌ and دَأَلَانٌ, He deceived, deluded, beguiled, circumvented, or outwitted, him; syn. خَتَلَهُ: (M, K:) [and ↓ دَاأَلَهُ signifies the same: or he practised with him mutual deceit, delusion, &c.: for] مُدَاأَلَةٌ is syn. with مُخَاتَلَةٌ; and sometimes it is with a quick pace: (AA, T, K:) you say, دَأَلْتُ لَهُ and دَاأَلْتُهُ: (AA, T, TA:) and الذِّئْبُ بَدْأَلُ لِلْغَزَالِ لِيَأْكُلَهُ i. e. يَخْتُلُهُ [The wolf deceives, &c., the gazelle, or young gazelle, that he may eat him]. (Az, T, TA.) 3 دَاَّ^َ see the last sentence of the paragraph above.

دَأْلٌ: see the next paragraph, in four places.

دُؤُلٌ: see the next paragraph, in four places.

دُئِلٌ, and sometimes it is pronounced ↓ دُؤُلٌ, The jackal; as also ↓ دَأَلَانٌ and ↓ دَأْلٌ: and the wolf: and a certain small animal resembling what is called اِبْنُ عِرْسٍ [the weasel]: (K accord. to the TA: [accord. to the CK, and app. most MS. copies of the K, ↓ دَأْلٌ has the last two significations, and not the first signification: but this is inconsistent with what follows the last signification in the K, as it would require us to read that الدَّأْلُ, instead of الدُّئِلُ, which is well known as the correct form, is the name of the father of a certain tribe:]) دُئِلٌ has the last of these significations: (T, S:) or it signifies a certain small animal resembling the fox; and this is well known: and accord. to Kr. ↓ دُؤُلٌ signifies a certain small animal; but this is not known: and accord. to him also, ↓ دَأَلَانٌ, with fet-h to the ء, signifies the wolf; (M;) as also ذَأَلَانٌ; (TA;) or so ↓ دَأْلَانٌ and ذَأْلَانٌ; and also the jackal. (Lth in art. ذأل.) دُئِلٌ is the only instance of the measure فُعِلٌ (S, K) known to Ahmad Ibn-Yahyà, (S,) i. e. Th: (TA:) but there are several other instances: (MF, TA:) [one of these is رُئِمٌ, or الرُّئِمُ.]

دَأْلَانٌ and دَأَلَانٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

دُؤْلُولٌ A calamity, or misfortune: (S, M, O, K:) pl. دَآلِيلُ. (S.) And Confusion. (K.) Yousay, وَقَعَ القَوْمُ فِى دُؤْلُولٍ The people, or party, fell into confusion in respect of their case or affairs. (S.) دَؤُولٌ [That runs in the manner termed دَأَلَانٌ, inf. n. of 1,] is [an epithet] from الدالان [i. e.

الدَّأَلَانُ], which signifies a kind of running, as also ↓ دَأالين and ↓ دااليل [i. e. دَآلِينُ and دَآليلُ, pls. of دَأَلَانٌ; the latter irreg., like ذَآلِيلُ pl. of دَأَلَانٌ, q. v.]. (Ham p. 458.) [See also ذَؤُولٌ.]

دَآلِيلُ and دَآلِينُ: see what next precedes.

دأل: الدَّأْلُ: الخَتْل، وقد دَأَلَ يَدْأَلُ دأْلاً ودَأَلاناً. أَبو

زيد في الهمز: دأَلْت للشَّيءِ أَدْأَل دأْلاً ودَأَلاناً، وهي مِشْيَة

شبيهة بالخَتْل ومَشْيِ المُثْقَل، وذكر الأَصمعي في صفة مشي الخيل:

الدَّأَلان مشي يقارب فيه الخطو ويبغي فيه كأَنه مُثْقل من حمل. يقال: الذئب

يَدْأَل للغزال ليأْكله، يقول يَخْتِله. وقال أَبو عمرو: المُداءَلة بوزن

المداعلة الخَتْل. وقد دَأَلْتُ له ودَأَلْته وقد تكون في سرعة المشي.

ابن الأَعرابي: الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب. ابن سيده: دَأَل يَدْأَلُ

دَأْلاً ودَأَلاً، وهي مِشْية فيها ضعف وعَجَلة، وقيل: هو عَدْوٌ مُقارِب؛

أَنشد سيبويه فيما تضعه العرب على أَلسنة البهائم لضَبٍّ يخاطب ابنه:

أَهَدَموا بَيْتَك، لا أَبا لَكا

وأَنا أَمشي الدَّأَلى حَوالَكا؟

وحكى ابن بري: الدَّأَلى مِشْية تُشبه مِشْية الذِّئب. والدَّأَلانُ،

بالدال: مَشْيُ الذي كأَنه يَبْغِي في مشيه من النَّشاط. ودَأَل له

يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاناً: خَتَله.

والدَّأَلان، بتحريك الهمزة أَيضاً: الذئب؛ عن كراع.

والدُّؤُولُ: دُوَيْبَّة صغيرة؛ عنه أَيضاً. قال: وليس ذلك بمعروف.

والدُّئِل: دُويبَّة كالثعلب، وفي الصحاح: دويبة شبيهة بابن عِرْس؛ قال كعب

ابن مالك:

جاؤُوا بجَيْشٍ، لو قِيسَ مُعْرَسُه

ما كان إِلاَّ كمُعْرَس الدُّئِل

قال ابن سيده: وهذا هو المعروف. قال أَحمد بن يحيى: لا نعلم اسماً جاءَ

على فُعِل غير هذا، يعني الدُّئِل، قال ابن بري: قد جاءَ رُئِم في اسم

الاست؛ قال الجوهري: قال الأَخفش وإِلى المسمى بهذا الاسم نسب أَبو الأَسود

الدُّؤَلي، إِلاَّ أَنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالاً

لتوالي الكسرتين مع ياءَي النسب كما ينسب إِلى نَمِر نَمَرِيّ، قال: وربما

قالوا أَبو الأَسود الدُّوَلي، قلبوا الهمزة واواً لأَن الهمزة إِذا

انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أَن تقلبها واواً محضة، كما قالوا في جُؤَن

جُوِن وفي مُؤَن مُوَن، وقال ابن الكلبي: هو أَبو الأَسود الدِّيلي،

فقلب الهمزة ياء حين انكسرت، فإِذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما

تقول قِيل وبِيع، قال: واسمه ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حِلْس بن

نُفاثة بن عَديّ بن الدُّئِل بن بكر بن كنانة. قال الأَصمعي: وأَخبرني

عيسى بن عمر قال الدِّيل بن بكر الكناني إِنما هو الدُّئِل، فترك أَهل

الحجاز هَمْزه. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي في شرح الكتاب في باب

كان عند قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي: دَعِ الخَمْر يَشْرَبْها الغُواة،

قال: أَهل البصرة يقولون الدُّؤَلي، وهو من الدُّئِل بن بكر بن كنانة، قال:

وكان ابن حبيب يقول الدُّئل بن كنانة، ويقول الدُّئِل على مثال فُعِل،

الدُّئل بن مُحَلِّم بن غالب بن مُلَيح بن الهُون بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة،

وروى أَبو سعيد بسنده إِلى محمد بن سلام ابن عبيد الله قال يونس: هم

ثلاثة: الدُّول من حنيفة بسكون الواو، والدِّيل من قَيس ساكنة الياء،

والدُّئل في كنانة رهط أَبي الأَسود مهموز، قال: هذا قول عيسى بن عمر والبصريين

وجماعة من النحويين منهم الكسائي، يقولون أَبو الأَسود الدِّيلي، قال

ابن بري: وقال محمد بن حبيب الدُّئل في كنانة، بضم الدال وكسر الهمزة، قال:

وكذلك في الهُون بن خزيمة أَيضاً، والدِّيل في الأَزْد، بكسر الدال

وإِسكان الياء، الدِّيل بن هداد بن زيد مَنَاة، وفي إِيَاد بن نِزَار مثله

الدِّيل بن أُميَّة بن حُذَافة، وفي عبد القيس كذلك الدِّيل بن عمرو بن

وَدِيعة، وفي ثَغْلثب كذلك الدِّيل بن زيد ابن غَنْم بن تَغْلِب، وفي

رِبِيعة بن نِزَار الدُّول بن حَنِيفة، بضم الدال وإِسكان الواو، وفي عَنَزَة

الدُّول ابن سعد بن مَنَاة بن غامد مثله، وفي ثعلبة الدُّول بن ثعلبة بن

سعد بن ضَبَّة، وفي الرِّبَاب الدُّول بن جَلِّ ابن عَدِيِّ بن عبد مَنَاة

بن أُدٍّ مثله. ابن سيده: والدُّئِل حَيٌّ من كنانة، وقيل في بني عبد

القيس، والنسب إِليه دُؤَليٌّ ودُئِليٌّ؛ الأَخيرة نادرة إِذ ليس في الكلام

فُعِليٌّ؛ قال ابن السكيت: هو أَبو الأَسود الدُّؤَلي مفتوح الواو مهموز

منسوب إِلى الدُّئِل من كنانة، قال: والدُّول في حنيفة ينسب إِليهم

الدُّولي، والدِّيل في عبد القيس ينسب إِليهم الدِّيلي.

والدُّئل على وزن الوُعِل: دويبَّة شبيهة بابن عِرْس؛ وأَنشد الأَصمعي

بيت كعب بن مالك:

ما كان إِلا كمُعْرَس الدُّئِل

وابن دأْلانَ: رَجُل، النسبة إِليه دَأْلانِيٌّ؛ حكاه سيبويه.

والدُّؤْلول: الداهية، والجمع الدّآلِيل. ووقع القومُ في دُؤْلُول أَي

في اختلاط من أَمرهم. أَبو زيد: وقعوا من أَمرهم في دُولول أَي في شِدَّة

وأَمر عظيم، قال الأَزهري: جاء به غير مهموز. وفي حديث خزيمة: إِن

الجَنَّة محظور عليها بالدَّآلِيل أَي بالدواهي والشدائد، وهذا كقوله: حُفَّتْ

بالمَكاره.

دأل
{دَأَلَ، كمَنَع،} دَأْلاً بالفَتح ويُحَرَّك، {دَأَلَى كجَمَزَى} ودَأَلاناً محرّكةً وَهُوَ وَفِي المحكَم: وَهِي مِشْيَةٌ فِيهَا ضَعْفٌ وَعَجلةٌ. أَو هُوَ: عَدْوٌ مُتقارِبٌ، أَو هُوَ مَشْيٌ نَشِيطٌ وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّهُ يَبغِي فِي مِشْيتِه مِن النَّشاط، وَأنْشد سِيبَويه فِيمَا تضَعُه العربُ على ألسنةِ البِهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنَه: أَهَدَمُوا بيتَكَ لَا أَبَا لكا وَأَنا أَمْشِي {الدَّأَلَى حَوالَكا وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ مِشْيَةٌ شبيهةٌ بالخَتْلِ ومَشْيِ المُثْقَل. وذكَر الْأَصْمَعِي فِي مِشْيَةِ الخَيل:} الدَّأَلان: مَشْيٌ يُقارِبُ فِيهِ الخَطْوَ ويَبغِي فِيهِ، كَأَنَّهُ مُثْقَلٌ مِنْ حِمْلٍ. (و) {دَأَلَ لَهُ} يَدْأَلُ {دَأَلاً} ودَأَلاناً، مُحرَّكَتين: أَي خَتَلَهُ يُقَال: الذِّئب يَدْأَلُ للغَزال لِيأكُلَه: أَي يَخْتِله. {والدُّئِلُ، بالضمّ وكَسرِ الْهمزَة، وَلَا نَظِيرَ لَهَا وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَا نَعلَم اسْما جَاءَ على فُعِل، غيرَ هَذَا. قَالَ شيخُنا: وَيَأْتِي لَهُ فِي الْمِيم: رُئِم،} كدُئِل: الالسْتُ، وكأنّ المصنِّفَ نَسِيَه، وَفِي أثناءِ الْكتاب مَا لَا يحْصَى مِن كلماتٍ كدُئِل، أَو فِيهَا لُغَةٌ مِثلُها، كالرُّعِلِ. انْتهى. قلت: وَهَذَا البِناءُ أَعنِي مَضْمومَ الفاءِ ومكسورَ الْعين، فِي سُقُوطِه اختلافٌ، فَقيل: مُهْمَلٌ للاستِثقال، وقِيل: بل مُستَعْمَلٌ على القِلَّة، ورَجَّحه أَبُو حَيّانَ، وحَكى ابنُ هِشام القَولَين بِلَا تَرجِيح، كَمَا بَيَّنتُه فِي رِسالة التصريف. وَقد تُضَم الهَمزةُ وَهَذِه عَن كُراع. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ بِمَعْرُوف: ابْن آوَى، {كالدَّأَلانِ، مُحرَّكةً، والدَّأْلِ، بِالْفَتْح. قِيل:} الدَّأَلان، محرَّكةً، بِالدَّال والذال: هُوَ الذِّئْبُ قَالَ الأصمَعِي: وَلِهَذَا سُمِّيَ الذِّئبُ ذُؤالَةَ، أَيْضا.
ومَعْنى الذّألان: المَشْيُ الخَفِيفُ. (و) {الدُّئِلُ أَيْضا: دُوَيْبَّةٌ كابنِ عِرسٍ أَو كالثَّعْلب. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا هُوَ المعروفُ. قَالَ كَعبُ بنُ مالِكٍ الأنصاريُّ، رَضِي الله عَنهُ، فِي جَيشِ أبي سُفْيانَ الَّذين وَرَدُوا المدينةَ فِي غَزوة السَّوِيقِ، وأحْرَقوا النَّخيلَ ثمَّ انصرفُوا:
(جَاءُوا بجَيشٍ لَو قيسَ مُعْرَسُهُ ... مَا كَانَ إلّا كمُعْرَسِ الدُّئِلِ)

(عارٍ من النَّسلِ والثَّراءِ ومِن ... أَبطالِ بَطْحاءَ والقَنا الأَسَلِ)
الدُّئِلُ بنُ مَحَلِّمِ بنِ غالِبِ بن عائِذَةَ أَبُو قَبِيلَةٍ فِي الهُونِ بنِ خُزيمةَ بن مُدْرِكَةَ. هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ فاحِشٌ، فإنّ الصّوابَ فِيهِ: الدِّيشُ بنُ مُحَلِّمٍ، أَخُو حُلْمَةَ، وهم مِن وَلَدِ مُلَيح بن الهُون، ويُقال لوَلَدِ الدِّيش: القارَةُ، وَقد ذَكره بنَفْسِه فِي الشين الْمُعْجَمَة، فَهَذَا عَجِيبٌ مِنْهُ، كيفَ) يَغْفُلُ عَن مِثله، ويُصَحِّفُه. وَلَيْسَ لمُحَلِّم وَلَدٌ سِوى الدِّيش وحُلْمَةَ، فلْيُتنَّبهْ لذَلِك. والنِّسبَةُ إِلَى الدُّئِلِ:} - دُؤَلِيٌّ بضمّ الدَّال، وعلَى الواوِ همزَة، وَإِنَّمَا فَتحوا الهمزةَ علَى مذهَبهم فِي النِّسبة استِثقالاً لتوالي الكسرتَين مَعَ ياءَي النَّسَب، كَمَا يُنسَب إِلَى نَمِرٍ: نَمَرِيّ. {- ودُوَلِيٌّ، بِفَتْح عَينِهما قَلَبوا الهمزةَ واواً، لأنّ الهمزةَ إِذا انفتَحتْ وَكَانَت قبلَها ضمّةٌ، فتَخفِيفها أَن تَقلِبَها واواً مَحضةً، كَمَا قَالُوا فِي جُؤَن: جُوَن وَفِي مُؤَن: مُوَن.} - ودِيليٌّ كخِيريٍّ بِالْكَسْرِ.! - ودِئِلِيٌّ بكسرتين وَهَذَا نادِرٌ.
قلت: وَالَّذِي فِي المُحكَم: والنَّسَب إِلَيْهِ: {- دُؤَلِيٌّ.} - ودُئِلِيٌّ، هَذِه نادِرةٌ، إِذْ لَيْسَ فِي الكلامِ: فُعِلِيٌّ. أَي الضّمّ فالكسر، لَا أَنه بكسرتين، كَمَا قَالَه المصنِّفُ، فانظُر ذَلِك. ثمَّ إنّ {- دِيلي كخِيرِيٍّ، إِنَّمَا هُوَ نِسبةٌ إِلَى} الدِّيل، بِالْكَسْرِ، لقبيلةٍ أُخرى يَأْتِي ذِكرُها فِي دوَل، وَلَيْسَت نِسبةً إِلَى {الدُّئِل، بضمٍّ فَكسر، فذِكرُه هُنَا غيرُ سَدِيد. وَفِي شَرحِ اللُّمَع للأصبَهاني مَا نَصُّه: أَبُو الأسْوَدِ ظالِمُ بن عمرٍو} - الدِّئَلِيُّ، إِنَّمَا هُوَ بكسرِ الدَّال وَفتح الْهمزَة، نِسبةً إِلَى {دِئَلٍ، كعِنَبٍ، وَهِي قبيلةٌ أُخْرَى غيرُ المُتقدِّمة. قلت: وَهَذَا فِيهِ خَرقٌ لِما أجمع عَلَيْهِ النَّسّابةُ والمؤرِّخون، بأنّ أَبَا الأَسْوَد إِنَّمَا هُوَ مِن قَبيلةٍ مِن كِنانَةَ، كَمَا سَيَأْتِي بيانُ نَسبِه. وَقَوله: وَهِي قبيلةٌ أُخْرَى إِلَى آخِره، مَردُودٌ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ هُوَ مِن كلامِ شَرح اللُّمَع، فإنّ الَّذِي ذكره أوّلاً مِن أَنه قَبيلَةٌ فِي الهُونِ، غَلَطٌ، كَمَا سبق ذَلِك.
وَأَيْضًا فَلَيْسَ لَهُم قبيلةٌ تُعرَف} بالدِّئَلِ، كعِنَبٍ، بِإِجْمَاع النَّسّابة. والصَّوابُ فِي تفصيلِ هَذَا المَقام، على مَا ذَهب إِلَيْهِ أئمّة النَّسَب هُوَ مَا قَالَه ابنُ القَطَّاع رَحمَه الله تَعَالَى، مَا نَصُّه: الدُّئِلُ فِي كِنانةَ: رَهْطُ أبي الأسَود، بالضمِّ وكسرِ الْهمزَة. قلت: وَهُوَ الدُّئِلُ بنُ بكر بنِ عبد مَناة ابْن كِنانةَ. ومِن وَلَدِه أَبُو الْأسود، وَهُوَ ظالِمُ بن عَمْرو بن سُفْيان بن جَنْدَل، بن يَعْمَر بن حِلْس بن نُفاثَةَ بن عَدِيّ بن الدُّئِل. وَقيل: اسمُه عُثمان بن عَمْرو بن سُفيان. وَقَالَ ابنُ حِبّان: هُوَ ظالِمُ بن عَمْرو بن جَنْدَل بن سُفيان: وَقيل: عَمْرو بن ظالِم. يَروِي عَن عِمرانَ بنِ الحُصَين، وَعنهُ أهلُ البَصرة، وشَهِد مَعَ عليٍّ صِفِّينَ، ووَلِىَ البصرةَ لِابْنِ عبّاس، وَمَات بهَا وَقد أسَنَّ، وَهُوَ أوّل مَن تكلَّم بالنَّحو. قلت: ورَوى عَنهُ ابنُه أَبُو حَرب، ويَحيى بن يَعْمَر، ثِقَةٌ توفّي سنة. ثمَّ قَالَ ابْن القَطّاع: والدُّولُ فِي حَنيفةَ، كَزُورٍ، وَفِي عبد القَيس: الدِّيلُ، كزِيرٍ، وَكَذَلِكَ الدِّيلُ فِي الأَزْد.
وَهَؤُلَاء يَأْتِي ذِكرُهم للمصنِّف فِي دوَل، وَإِنَّمَا ساقَهم هُنَا تَتمَّةً لكَلَام ابْن القطاع، وَهَذَا التفصيلُ بعينِه وقَع لِابْنِ السِّكِّيت وغيرِه من عُلماء اللُّغة. وابنُ {دالانَ: رجُلٌ يَأْتِي ذِكرُه فِي د ول وذَكره ابنُ سِيدَه هُنَا، بِنَاء على أَنه مهموزٌ. قَالَ: والنِّسبةُ إِلَيْهِ:} - دَألانيٌّ. {والدؤْلُولُ بالضمّ:)
الدَّاهِيَةُ كَمَا فِي العُباب والمحكَم. أَيْضا: الاختِلاطُ يُقَال: وقَع القومُ فِي} دُؤْلُولٍ مِن أمرِهم: أَي اختِلاط. قَالَ أَبُو عَمْرو: {المُداءَلةُ زِنَةُ المُداعَلَة: المُخاتَلَةُ} دَأَلْتُ لَهُ،! ودَألْتُه، وَقد تكون فِي سُرعةِ المَشْيِ، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
[دأل] الدَأْلُ: الختلُ. وقد دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاناً. قال أبو زيد: هي مِشيةٌ شبيهةٌ بالخَتْلِ ومَشْيِ المُثْقَلَ. وذكر الأصمعي في صفة مشي الخَيْلِ: الدَأَلانُ: مشيٌ يُقارِب فيه الخطوَ ويبْغي فيه، كأنه مثقل من حمل. والدؤلون: الداهيةُ، والجمعُ الدّآليل. يقال: وقع القوم في دؤلول، أي اختلاطٍ من أمرهم. والدُئِلُ: دويْبَّةٌ شبيهة بابن عرس. قال كعب بن مالك: جاءوا بجيش لو قيس معرسه ما كان إذلا كمعرس الدئل قال أحمد يحيى: لا تعلم اسما جاء على فعل غير هذا . قال الاخفش: وإلى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الاسود الدؤلى، إلا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة، استثقالا لتوالى الكسرتين مع ياء النسب، كما ينسب إلى نمر نمري. وربما قالوا أبو الاسود الدولي فقلبوا الهمزة واوا، لان الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة، كما قالوا في جؤن جون، وفى مؤن مون. وقال الكلبى: هو أبو الاسود الديلى فقلب الهمزة ياء حين انكسرت، فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء، كما تقول قيل وبيع. قال: واسمه ظالم بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدى بن الدئل بن بكر بن كنانة. قال الأصمعي: أخبرني عيسى بن عمر قال: الديل بن بكر الكنانى إنما هو الدئل، فترك أهل الحجاز الهمز.

كعب

كعب: قال اللّه تعالى: وامْسَحُوا برُؤُوسكم وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين؛ قرأَ ابنُ كثير، وأَبو عمرو، وأَبو بكر عن عاصم وحمزة: وأَرجلِكم، خفضاً؛ والأَعشى عن أَبي بكر، بالنصب مثل حفص؛ وقرأَ يعقوبُ والكسائي ونافع وابن عامر: وأَرجلَكم؛ نصباً؛ وهي قراءة ابن عباس، رَدَّه إِلى قوله تعالى: فاغْسلوا

وجوهَكم، وكان الشافعيُّ يقرأُ: وأَرجلَكم. واختلف الناسُ في

الكعبين بالنصب، وسأَل ابنُ جابر أَحمدَ ابن يحيـى عن الكَعْب، فأَوْمَـأَ ثعلبٌ إِلى رِجْله، إِلى الـمَفْصِل منها بسَبَّابَتِه، فوضَعَ

السَّبَّابةَ عليه، ثم قال: هذا قولُ الـمُفَضَّل، وابن الأَعرابي؛ قال: ثم أَوْمَـأَ إِلى الناتِئَين، وقال: هذا قول أَبي عمرو ابن العَلاء، والأَصمعي. وكلٌّ قد أَصابَ.

والكَعْبُ: العظمُ لكل ذي أَربع. والكَعْبُ: كلُّ مَفْصِلٍ للعظام.

وكَعْبُ الإِنسان: ما أَشْرَفَ فوقَ رُسْغِه عند قَدَمِه؛ وقيل: هو العظمُ الناشزُ فوق قدمِه؛ وقيل: هو العظم الناشز عند مُلْتَقَى الساقِ والقَدَمِ. وأَنكر الأَصمعي قولَ الناسِ إِنه في ظَهْر القَدَم. وذهب قومٌ إِلى أَنهما العظمانِ اللذانِ في ظَهْرِ القَدم، وهو مَذْهَبُ الشِّيعة؛ ومنه قولُ يحيـى بن الحرث: رأَيت القَتْلى يومَ زيدِ بنِ عليٍّ، فرأَيتُ الكِعابَ في وَسْطِ القَدَم.

وقيل: الكَعْبانِ من الإِنسان العظمانِ الناشزان من جانبي القدم. وفي حديث الإِزارِ: ما كان أَسْفَلَ من الكَعْبين، ففي النار. قال ابن الأَثير:الكَعْبانِ العظمانِ الناتئانِ، عند مَفْصِلِ الساقِ والقَدم، عن الجنبين، وهو من الفَرس ما بين الوَظِـيفين والساقَيْنِ، وقيل: ما بين عظم الوَظِـيف وعظمِ الساقِ، وهو الناتِـئُ من خَلْفِه، والجمع أَكْعُبٌ وكُعُوبٌ وكِعابٌ. ورجلٌ عالي الكَعْب: يُوصَفُ بالشَّرف والظَّفَر؛ قال:

لما عَلا كَعْبُك بِـي عَلِـيتُ

أَرادَ: لما أَعْلاني كَعْبُك. وقال اللحياني: الكَعْبُ والكَعْبةُ الذي

يُلْعَبُ به، وجمعُ الكَعْبِ كِعابٌ، وجمع الكَعبة كَعْبٌ وكَعَباتٌ، لم

يَحْكِ ذلك غيرُه، كقولك جَمْرة وجَمَراتٌ.

وكَعَّبْتُ الشيءَ: رَبَّعْتُه.

والكعبةُ: البيتُ الـمُرَبَّعُ، وجمعُه كِعابٌ. والكعبةُ: البيتُ الحرام، منه، لتَكْعِـيبها أَي تربيعها. وقالوا: كَعْبةُ البيت فأُضِـيفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلى ترَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبةً لارتفاعه وترَبُّعه. وكل بيتٍ مُرَبَّعٍ، فهو عند العرب: كَعْبةٌ. وكان لربيعةَ بيتٌ يَطُوفون به، يُسَمُّونه الكَعَباتِ. وقيل: ذا الكَعَباتِ، وقد ذكره

الأَسْوَدُ بن يَعْفُرَ في شِعره، فقال:

والبيتِ ذي الكَعَباتِ من سِنْدادِ

والكعبةُ: الغُرفة؛ قال ابن سيده: أُراه لتَرَبُّعها أَيضاً.

وثوبٌ مُكَعَّبٌ: مَطْوِيٌّ شديدُ الأَدْراجِ في تَرْبيعٍ. ومنهم مَن لم

يُقَيِّدْه بالترْبيع. يقال: كَعَّبْتُ الثوبَ تَكْعيباً. وقال اللحياني: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ، فيه وَشيٌ مُرَبَّع. والـمُكَعَّبُ: الـمُوَشَّى، ومنهم مَن خَصَّصَ فقال: من الثياب.

والكَعْبُ: عُقْدَةُ ما بين الأُنْبُوبَيْنِ من القَصَبِ والقَنا؛ وقيل:

هو أُنْبوبُ ما بين كلِّ عُقْدتين؛ وقيل: الكعبُ هو طَرَفُ الأُنْبوبِ

الناشِزُ، وجمعه كُعُوب وكِعابٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَلْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً، * يُبارينَ الأَعِنَّةَ كالكِعَابِ

يعني أَن بعضَها يَتْلو بعضاً، ككِعابِ الرُّمْح؛ ورُمْحٌ بكَعْبٍ

واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوب، ليس له كَعب أَغْلَظُ من آخر؛ قال أَوْسُ بن حَجَر يصف قَناةً مُسْتَوية الكُعُوبِ، لا تَعادِيَ فيها،

حتى كأَنها كَعْبٌ واحد:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ، وتَلَذُّه * يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

وكَعَّبَ الإِناءَ وغيرَه: مَلأَه.

وكَعَبَتِ الجاريةُ، تَكْعُبُ وتَكْعِبُ، الأَخيرةُ عن ثعلبٍ، كُعُوباً

وكُعُوبةً وكِعابةً وكَعَّبَت: نَهَدَ ثَدْيُها. وجارية كَعابٌ ومُكَعِّبٌ وكاعِبٌ، وجمعُ الكاعِبِ كَواعِبُ. قال اللّه تعالى: وكَواعِبَ

أَتْراباً. وكِعابٌ عن ثعلب؛ وأَنشد:

نَجِـيبةُ بَطَّالٍ، لَدُنْ شَبَّ هَمُّه، * لِعابُ الكِعابِ والـمُدامُ الـمُشَعْشَعُ

ذَكَّرَ الـمُدامَ، لأَنه عَنى به الشَّرابَ.

وكَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتخفيف والتشديد: نَهَدَ.

وكَعَبَتْ تَكْعُبُ، بالضم، كُعُوباً، وكَعَّبَت، بالتشديد: مثله. وثَدْيٌ

كاعِبٌ ومُكَعِّبٌ ومُكَعَّبٌ، الأَخيرة نادرة، ومُتَكَعِّبٌ: بمعنى واحد؛

وقيل: التَّفْلِـيكُ، ثم النُّهودُ، ثم التَّكْعِـيبُ. ووجهٌ مُكَعِّبٌ إِذا كان جافِـياً ناتِئاً، والعرب تقول: جاريةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لم يكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ وذلك أَوْثَرُ لها؛ وأَنشد:

ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما

وفي حديث أَبي هريرة: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ على إِحدى رُكْبَتيها، قال: الكَعابُ، بالفتح: المرأَةُ حين يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود.

والكَعْبُ: الكُــتْلةُ من السَّمْن. والكَعْب من اللَّبن والسَّمْنِ:

قَدْرُ صُبَّةٍ؛ ومنه قول عمرو ابن معديكرب، قال: نَزَلْتُ بقوم، فأَتَوْني بقوسٍ، وثَوْرٍ، وكَعْبٍ، وتِـبْنٍ فيه لبن. فالقَوْسُ: ما يَبْقَى في أَصل الجُلَّة من التَّمْر؛ والثَّوْر: الكُــتْلة من الأَقِطِ؛ والكَعْبُ:

الصُّبَّةُ من السَّمْن؛ والتِّبْنُ: القَدَحُ الكبير. وفي حديث عائشة،

رضي اللّه عنها: إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ، فيه كَعْبٌ من إِهالة،

فنَفْرَحُ به أَي قطعة من السَّمْن والدُّهن. وكَعَبه كَعْباً: ضَرَبه على

يابسٍ، كالرأْس ونحوه. وكَعَّبْتُ الشَّيءَ تَكْعيباً إِذا مَلأْته.

أَبو عمرو، وابنُ الأَعرابي: الكُعْبةُ عُذْرةُ الجارية؛ وأَنشد:

أَرَكَبٌ تَمَّ، وتمَّتْ رَبَّتُهْ، * قد كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ

وأَكْعَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ؛ وقيل: هو إِذا انْطَلَقَ ولم يَلْتَفِتْ

إِلى شيءٍ.

ويقال: أَعْلى اللّه كَعْبَه أَي أَعْلى جَدَّه. ويقال: أَعْلى اللّه شَرَفَه. وفي حديث قَيْلةَ: واللّه لا يَزالُ كَعْبُك عالياً، هو دُعاء لها

بالشَّرَف والعُلُوِّ. قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كَعْبُ القَناة،

وهو أُنْبُوبُها، وما بين كلِّ عُقْدَتَين منها كَعْبٌ، وكلُّ شيءٍ علا

وارتفع، فهو كَعْبٌ.

أَبو سعيد: أَكْعَبَ الرجلُ إِكْعاباً، وهو الذي يَنْطَلِقُ مُضارّاً،

لا يُبالي ما وَرَاءه، ومثله كَلَّل تَكْليلاً.

والكِعابُ: فُصوصُ النَّرْدِ. وفي الحديث: أَنه كان يكره الضَّرْب

بالكِعابِ؛ واحدُها كَعْبٌ وكَعْبةٌ، واللَّعِبُ بها حرام، وكَرِهَها عامةُ

الصحابة. وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلٍ يفعله مع امرأَته، على غير قِمارٍ.

وقيل: رَخَّص فيه ابنُ المسيب، على غير قمار أَيضاً. ومنه الحديث: لا يُقَلِّبُ

كَعَباتِها أَحَدٌ، ينتظر ما تجيء به، إِلا لم يَرَحْ رائحة الجنة، هي

جمع سلامة للكَعْبة. وكَعْبٌ: اسم رجل. والكَعْبانِ: كَعْبُ بن كِلابٍ، وكَعْبُ بن ربيعةَ بن عُقَيل بنِ كَعْبِ بن ربيعةَ بن عامِر بن صَعْصَعَة؛ وقوله:

رأَيتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ، وكانوا * من الشَّنْـآنِ قَدْ صاروا كِعابا

قال الفارسي: أَرادَ أَنَّ آراءَهم تَفَرَّقَت وتَضادَّتْ، فكان كلُّ

ذِي رأْيٍ منهم قَبيلاً على حِدَتِه، فلذلك قال: صاروا كِعاباً.

وأَبو مُكَعِّبٍ الأَسَدِيُّ، مُشَدَّد العين: من شُعَرائهم؛ وقيل: إِنه

أَبو مُكْعِتٍ، بتخفيف العين، وبالتاءِ ذات النقطتين، وسيأْتي ذكره.

ويقال للدَّوْخَلَّة: الـمُكَعَّبةُ، والـمُقْعَدَة، والشَّوْغَرَةُ، والوَشيجَةُ.

(كعب) : الكُعْبُ: الثَّديُ.
ك ع ب: (الْكَعْبُ) الْعَظْمُ النَّاشِزُ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إِنَّهُ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَ (كَعَبَتِ) الْجَارِيَةُ مِنْ بَابِ دَخَلَ بَدَا ثَدْيُهَا لِلنُّهُودِ فَهِيَ (كَعَابٌ) بِالْفَتْحِ وَ (كَاعِبٌ) وَالْجَمْعُ (كَوَاعِبُ) . وَ (الْكَعْبَةُ) الْبَيْتُ الْحَرَامُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَرْبِيعِهِ. 
(ك ع ب) : (الْكَعْبُ) الْعُقْدَةُ بَيْنَ الْأُنْبُوبَيْنِ مِنْ الْقَصَبِ (وَكَعْبَا الرِّجْلِ) هُمَا الْعَظْمَاتُ النَّاشِزَانِ مِنْ جَانِبَيْ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ الصَّحَابَةِ وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ الْمَعَافِرِيُّ فِي السِّيَرِ فَهُوَ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مُرْسَلًا وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ.
ك ع ب

رتب رتوب الكعب، في المقام الصعب، وقوائم صمع الكعوب. ولعب الصبيان بالكعاب. وتقول: وربّ الكعبة، لا تقرن بك الصعبة. وبرد مكعبٌ: موشيٌّ على هيئة الكعاب. وكعبت الثوب: أدرجته إدراجاً شديداً. وكعبت الجارية كعابةً وكعوبةً وهي كاعب وكعابٌ، وتكعب ثديها: نتأ كالكعب. وكعّبت كبّتها: جعلت لها حروفاً كالكعوب. والجارية بكعبتها: بعذرتها. قال:

يبدّها أقمر نهد جبهته ... قد كان مختوماً فدقّت كعبته

وفي الحديث: " نزل القرآن بلسان الكعبين ": كعب قريش وكعب خزاعة. قال كثير:

جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثراتٌ مجدهنذ تليد

وأصاب كعبرة رأسه. وقيل لبعض الملوك: المكعبر: لأنه ضرب كعابر الرءوس. ونقّى البرّ ورمى بالكعابر.

ومن المجاز: قناة لدنة الكعوب، وهذا الرمح بكعبٍ واحدٍ أي مستوى الكعوب. قال أوس:

تقاك بكعبٍ واحدٍ وتلذّه ... يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل

وعنده كعب من السمن: قطعة منه قدر صبّة أو كــتلة إذا كان جامداً. وأعلى الله كعبه. وذهب كعب القوم إذا ذهب جدّهم وشرفهم.
كعب
الكَعْب من القَنَا والقَصَب: أنْبُوب ما بينَ العُقْدَتَيْنِ. ومن السمْن: قدر صبِةِ أو كَيْلَةٍ أوَلَ ما يُصَب. وقيل: الكَعْبُ: هو السًمْنُ جامِداً؛ إذا كانَ ذائباً فلا. ويُجْمَعُ على كِعَابٍ وكُعُوْب.
وكَعًبْتُ الإناءَ: ملأتَه. ويقال: كَعْبَة البَيْتِ الحَرام: تَربعُ أعْلاه، وأهْل العِراقِ يُسَمُّونَ البيت المُرَبَّعَ كَعْبَةً، والجَميع: كِعَابٌ. وكانَ لِرَبِيْعَةَ بَيْتٌ يُطافُ به يُسمى ذا الكَعَبَات.
وقيل: الكَعْبَةُ: الغُرْفَة. وكَعَبَتِ الجارِيَة تَكْعِيباً؛ وكَعَبَتْ كُعُوْبَة وكَعَابَةً؛ فهي كَعَابٌ وكَعابة، وثَدْيٌ كاعِبٌ ومُكَعَبٌ ومُتَكعَبٌ.
والكعُوْبَة: النتوْء. والكعْبُ: الثدي. والثوْبُ المُكَعًبُ: المَطْوِيُّ الشديدُ الإدْراج، ويُقال: هو المَوْشِيُّ. وأكْعَبَ: أسْرِعَ ونَجا. وأكْعَبَ الظَّلِيْمُ: رَفعَ قَوائمَه بَعْدَ المَوْت.
والكُعْكُبيةُ والكُعْكُبةُ: ضَرْبٌ من المَشْط. والكُعْكب: النوْنَةُ من الشعَر، وهو: أنْ تَجْعَلَ المرأةُ الشعَرَ أرْبَعَ قصائبَ مَضْفورَةً ثم تُداخِلَ بَعْضَهُنَّ في بَعْض حتى يَعُدْنَ كُعْكباً، وقد كَعْكَبَتْ. وكَعًبَتِ المَرْأةُ كُتبَها: جَعَلَتْ لها كُعُوْباً أي حُروفاً. ويقولونَ للمَرْأةِ: ابْرُمي لي كَعْباً. والكُعْبَةُ: عُذْرَةُ الجارِيَة.
وأكْعَبَ الرجُلُ: انْطَلَقَ مُضاراً لا يُبَالي ما وراءه.
ك ع ب : الْكَعْبُ مِنْ الْإِنْسَانِ اخْتَلَفَ فِيهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَالْأَصْمَعِيُّ وَجَمَاعَةٌ هُوَ الْعَظْمُ النَّاشِزُ فِي جَانِبِ الْقَدَمِ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ فَيَكُونُ لِكُلِّ قَدَمٍ كَعْبَانِ عَنْ يَمْنَتِهَا وَيَسْرَتِهَا وَقَدْ صَرَّحَ بِهَذَا الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَجَمَاعَةٌ الْكَعْبُ هُوَ الْمَفْصِلُ بَيْنَ السَّاقِ وَالْقَدَمِ وَالْجَمْعُ كُعُوبٌ وَأَكْعُبٌ وَكِعَابٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكَعْبَانِ النَّاتِئَانِ فِي مُنْتَهَى السَّاقِ
مَعَ الْقَدَمِ عَنْ يَمْنَةِ الْقَدَمِ وَيَسْرَتِهَا وَذَهَبَتْ الشِّيعَةُ إلَى أَنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كَالْأَصْمَعِيِّ وَغَيْرِهِ.

وَالْكَعْبُ مِنْ الْقَصَبِ الْأُنْبُوبَةُ بَيْنَ الْعُقْدَتَيْنِ.

وَكَعَبَتْ الْمَرْأَةُ تَكْعُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ كَعَابَةً نَتَأَ ثَدْيُهَا فَهِيَ كَاعِبٌ.

وَسُمِّيَتْ الْكَعْبَةُ بِذَلِكَ لِنُتُوئِهَا وَقِيلَ لِتَرْبِيعِهَا وَارْتِفَاعِهَا وَالْكَعْبَةُ أَيْضًا الْغُرْفَةُ.

وَالْمِكْعَبُ وِزَانُ مِقْوَدٍ الْمَدَاسُ لَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ. 
[كعب] نه: فيه: ما كان أسفل من "الكعبين" ففي النار، هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم، وقيل: العظمان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة. ومنه: رأيت القتلى يوم زيد بن علي فرأيت "الكعاب" في وسط القدم. وفيه: إن كان ليهدي لنا القناع فيه "كعب" من إهالة فنفرح به، أي قطعة من السمن والدهن. ومنه: أتوني بقوس و"كعب" وثور، أي قطعة من سمن. وفيه: لا يزال "كعبك" عاليًا، هو دعاء له بالشرف والعلو، من كعب القناة، وهي أنبوبها، وما بين كل عقدين منها كعب، وكل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة وقيل: لتكعيبها، أي تربيعها. ن: يقال له: الكعبة اليمانية والكعبة الشامية، وفي بعضها بغير واو، فيه إبهام والمراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونه الكعبة اليمانية ويسمون التي بمكة الشامية، ومعنى محذوف الواو كأن يقال: هذان اللفظان أحدهما لموضع والآخر لآخر، قوله: هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية، يعني هل تريحني من هذين اللفظين اللازمين لوجود ذي الخلصة يدعى كعبة اليمانية من الإضافة إلى الصفة. ك: يقال: ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية هو مبتدأ وخبر، لا عطف، والجملة حالية مفيدة للحصر أي الكعبة المعظمة هو الشامية فقط. نه: وفيه: كان يكره الضرب "بالكعاب"، هي فصوص النرد، جمع كعب وكعبة، واللعب بها حرام وكرهها عامة الصحابة، وقيل: كان ابن مغفل يفعله مع امرأته من غير قمار، وقيل: رخص فيه ابن المسيب بغير قمار. ومنه لا يقلب "كعباتها" أحد ينتظر ما تجيء به إلا لم يرح رائحة الجنة، وهي جمع سلامة للكعبة. وفيه: فجثت فتاة "كعاب" على إحدى ركبتيها، هو بالفتح المرأة حين يبدو ثديها للنهود، وهي الكاعب أيضًا، وجمعها كواعب. ك: من "لكعب" بن الأشرف فإنه قد أذى الله، هو اليهودي القرظي الشاعر كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه ونقض العهد وجامع أهل الحرب. و"كعب" الأحبار، أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في عهد الصديق فصار من فضلاء التابعين. ط: وإضافته كزيد الخيل.
(كعب) - قوله تبارك وتعالى: {وَكَوَاعِبَ أَترَابًا}
: أي نِساءً كَعَبَ ثدْيُهُنَّ؛ يعنى نَتَأ.
والكَعْبَةُ: الغُرفَةُ. وقيل: سُمِّيت الكَعْبَةُ كَعْبَةً لتَكْعِيبها: أي تَرْبيعِها.
وثَوبٌ مُكَعَّبٌ: فيه وَشْىٌ مُرَبَّعٌ.
- قوله تبارك وتعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
- وفي الحديث : "مَا كَان أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ - يعني من الإِزَارِ - ففي النّارِ".
- ورُوِىَ عن علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه قال للقَوم: أَينَ الكَعْبان؟ فأشاروا إلى رَأْسِ السَّاقِ. فقال: بَلْ هذا، وأشارَ إلى المَفْصِل".
- وقال يحيى بن الحارث: "رَأيتُ القَتْلَى يومَ زَيْد بن عَليًّ فرأَيتُ الكِعابَ في وَسَطِ القَدَم" وذهب عامَّةُ الصَّحابَة والتّابعين: إلى أَنَّه الملتصِقُ بالسَّاقِ المُحاذِى للعَقِب، وليس بالظَّاهر في ظَهْرِ القَدَمِ.
وقال الأَصْمَعِىُّ: هما عَظْما طَرف السَّاقِ.
وقيل: هما العَظمان النَّاتِئَان عند مَفْصِل السَّاق والقَدَم، والكَعْب من القَنا، والقَصَب: أُنبوبٌ بَيْن عُقْدَتَيْن، والجمع الكُعُوب.
والكَعْبُ من الوَدَكِ والسَّمْن بِضْعَة منه.
- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: "إنْ كان لَيُهدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ به "
- وفي الحديث: "أَنَّه كان يَكرَه الضَّربَ بالكِعَاب "
- وفي حديث آخر: "لَا يُقَلِّبُ كَعْباتِها أحَدٌ يَنَتظِرُ ماَ تجِىءُ به إلَّا لم يَرَح رائحةَ الجنَّةِ".
والكَعابُ: شىَءٌ مُربَّعٌ عَلى كلّ ربع عدد خُطوطٍ خلافُ الآخِر، يَلعَبُ به صاحِبُ النَرْدِ خاصَّةً.
وقد كرهها عَامَّةُ الصَّحَابة - رضي الله عنهم -.
وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلِ يَفْعَلُهُ معِ امرأته على غير قِمارٍ، لعَلَّه لِمَا رُوِى في استحبابَ المُلَاعَبةِ مع الأهل". قيل: ورَخَّصَ فيه ابنُ المُسَيَّب على غير قِمَارٍ.
- في حديث عمرو : "أَتانى بَقوْسٍ وكَعْبٍ وثَوْر"
الكَعْب: القِطْعَة مِن السَّمن.
(ك ع ب)

الكَعْبُ: كل مفصل للعظام. وكعبُ الْإِنْسَان: الْعظم الناشز فَوق قدمه. وَقيل: الكَعْبان من الْإِنْسَان: العظمان الناشزان من جَانِبي الْقدَم، وَمن الْفرس: مَا بَين الوظيفين والساقين. وَقيل: فِيمَا بَين الوظيفين والساقين. وَقيل: مَا بَين عظم الوظيف وَعظم السَّاق، وَهُوَ الناتئ من لفه. وَالْجمع أكْعُبٌ، وكُعوب، وكِعابٌ. وَرجل عالي الكَعْب: يُوصف بالشرف وَالظفر، قَالَ:

لما على كَعْبُك بِي عَلِيْتُ

أَرَادَ: لما أعلاني كَعبُك وَقَالَ الَّلحيانيّ: الكَعْب والكَعْبة: الَّذِي يُلعب بِهِ. وَجمع الكَعْب: كِعاب، وَجمع الكَعْبَة: كَعْبٌ، وكَعَبات. لم يحك ذَلِك غَيره، كَقَوْلِك: جَمْرَة وجمرات.

وكَعَّبْت الشَّيْء: ربعته.

والكَعْبة: الْبَيْت المربع. وَجمعه كِعابٌ.

والكَعْبة: الْبَيْت الْحَرَام، مِنْهُ، لتكعيبها: أَي تربيعها. وَقَالُوا: كَعْبة الْبَيْت، فأضيف، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبته إِلَى تربع أَعْلَاهُ. وَكَانَ لِرَبِيعَة بَيت يطوفون بِهِ، يسمونه " الكَعَبات ". وَقيل: " ذَا الكَعَبات ". والكَعْبة: الغرفة، أرَاهُ لتربعها أَيْضا.

وثوب مُكَعَّب: مطوي مربعًا. وَقيل: مطوي شَدِيد الإدراج فِي تربيع. وَقَالَ الَّلحيانيّ: برد مُكَعَّب: فِيهِ وشى مربع. والمُكَعَّب: الْمُوشى.

والكَعْبُ: عقدَة مَا بَين الأنبوبين، من الْقصب والقنا، وَقيل: هُوَ مَا بَين كل عقدتين. وَقيل هُوَ طرف الأنبوب الناشز. وَجمعه: كُعوب، وكِعاب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وألْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً ... يُبارِين الأعِنَّة كالكِعابِ

يَعْنِي أَن بَعْضهَا يَتْلُو بَعْضًا ككِعاب الرمْح. ورمح بكعب وَاحِد: مستوى الكُعوب، لَيْسَ لَهُ كَعْب اغلظ من آخر. قَالَ أَوْس بن حجر يصف رمحا: تَقَاكَ بكَعْب واحدٍ وتَلَذُّهُ ... يَداكَ إِذا مَا هُزَّ بالكَفّ يعْسِلُ

وكَعَّب الْإِنَاء وَغَيره: ملأَهُ.

وكَعَبَتِ الْجَارِيَة تكْعُبُ وتَكْعِبُ، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب: كُعُوباً وكُعُوبَة وكَعابَة، وكَعَّبت: نهد ثديها. وَجَارِيَة كَعابٌ، ومُكَعَّب، وكاعِب. وَجمع الكاعِب: كَوَاعب، وكِعاب، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:

نَجِيبةُ بَطَّال لَدُنْ شَبَّ هَمُّهُ ... لِعابُ الكِعابِ والمدامُ المُشَعْشعُ

ذكر المدام، لِأَنَّهُ عَنى بِهِ الشَّرَاب.

وكَعَب الثدي يَكْعُب، وكَعَّب: نهد. وثدي مُكَعِّب ومُكَعَّبٌ. الْأَخِيرَة نادرة. وَقيل: التَّفلِيك، ثمَّ النهود، ثمَّ التَّكعيب.

والكَعْب: الكــتلة من السّمن. والكَعْب من اللَّبن: قدر صُبَّة.

وكَعَبه كَعْبا: ضربه على يَابِس، كالرأس وَنَحْوه.

وأكعَبَ الرجل: أسْرع. وَقيل: هُوَ إِذا انْطلق وَلم يلْتَفت إِلَى شَيْء.

وكَعْب: اسْم رجل. والكَعْبان: كَعْب بن كلاب، وَكَعب بن بيعَة. وَقَوله:

رأيتُ الشَّعْب من كعْب وَكَانُوا ... مِنَ الشَّنَآن قد صارُوا كِعابا

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ أَن آراءهم تَفَرَّقت وتضادت، فَكَانَ كل ذِي رَأْي مِنْهُم قَلِيلا على حِدته، فَلذَلِك قَالَ: " صَارُوا كعاباً ".

وَأَبُو مُكَعِّب الْأَسدي، مشدد الْعين: من شعرائهم. وَقد قدمت أَنه مُكْعِت، بتَخْفِيف الْعين، وبالتء ذَات النقطتين.
كعب
كعَبَ يَكعُب، كُعُوبًا، فهو كاعِب وكَعاب
• كعَبتِ الفتاةُ: نهَد ثَدْيُها وارتفع "كعَب الثّديُ: نهَد وارتفع". 

تكعَّبَ يتكعَّب، تكعُّبًا، فهو مُتَكَعِّب
• تكعَّب ثديُ الفتاة: كعَبَ؛ نهَد وبرز. 

كعَّبَ يكعِّب، تكعيبًا، فهو مُكعِّب، والمفعول مُكعَّب
• كعَّب العُلبةَ: جعلها مُكعَّبة وصاغها على شكل مُكعَّب.
• كعَّب العددَ: ضربه في نفسه مرَّتين، رفَع قوَّتَه إلى ثلاثة "كعَّب الاثنين فصار ثمانية". 

تكعيب [مفرد]:
1 - مصدر كعَّبَ.
2 - عمليّة تتمّ في تجليد الكتب بعد خياطة المَلازم. 

تَكْعيبة [مفرد]: عرش الكَرْم أو ما يُدْعَم به "تكعيبة العِنَب ظليلة وارفة". 

تَكعيبيَّة [مفرد]
• التَّكعيبيَّة: (فن) مذهب فنِّي تجريديّ حديث في التَّصوير والرَّسم والنَّحت، يقوم على تحليل واختزال وتجزئة الأشكال الطَّبيعيّة والأشياء والمناظر إلى أشكال تجريديّة والتَّعبير عنها برُسُوم هندسيّة مُكعَّبة، وأبرز مُمَثِّليها (بيكاسُّو). 

كاعِب [مفرد]: ج كواعِبُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ: "الكاعب الحسناء تَرْ ... فُلُ في الدِّمَقْس وفي الحريرِ- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا. وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} ". 

كَعاب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ. 

كَعْب [مفرد]: ج أكْعُب وكِعاب وكُعْب وكُعُوب:
1 - كلّ ما ارتفع وعلا "كَعْب الباب/ الحِذاء".
2 - عُقْدة القَصَب بين الأنبوبتين.
3 - (شر) عظم ناتئ على جانبي السَّاق عند ملتقاها بالقدم "لكل قدم كعبان عن يمينها وعن يسارها- أحسّ بألم في كعبه- {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} ".
4 - شرف ومَجْد "هو عالي الكَعْب: من أشراف الناس- ذهب كعبُهم" ° أعلى اللهُ كعبَهم: رفع شأنهم.
• كعْب العدد: (جب) الحاصل من ضربه بمربعه أو الحاصل من ثلاثة عوامل متساوية لهذا العدد.
• كَعْب الشِّيك: (قص) الجزء المتبقي بالدَّفتر الذي تكتب
 فيه بيانات مطابقة لبيانات الشِّيك الصَّادر.
• كعبا النّرد: عظمان مُكعَّبان يُلعب بهما فيه. 

كَعْبَة [مفرد]: ج كَعَبَات وكَعْبات وكِعاب: مُتَّجَه "القاهرة كَعْبَة القُصّاد".
• الكَعْبة: أوّل بناء وضع للنَّاس من أجل العبادة؛ مُكعَّب الشّكل رفع بناءه النَّبيّ إبراهيم عليه السَّلام بمكّة وجدَّدته قريش، وتسمَّى كذلك البيت العتيق، والبيت الحرام " {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} " ° سدانة الكعبة: خِدْمتُها. 

كُعوب [مفرد]: مصدر كعَبَ. 

مُكعَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كعَّبَ.
2 - (جب) عدد حاصل من ضربه بمُرَبّعه؛ فثمانية هو مكعَّب اثنين "جذْر مكعَّب- ثلاثة أمتار مُكعَّبة".
3 - مُجَسَّم له ستَّه سُطُوح أو أوجه مُربّعة متساوية ومتوازية "علبه مُكعَّبة".
• مُكعَّب المَرَق: مُكعَّب صغير يحوي خلاصةَ الدَّجاج أو اللّحم المبَهَّر أو الخضراوات، يستخدم في الحَساء للنكهة. 
[كعب] الكَعْبُ: العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم. وأنكر الاصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. وكعوب الرمح: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم كُعوباً: وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من السمن. والكعبان: كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سمى بذلك لتربعه. وذو الكعبات: بيت كان لربيعة وكانوا يطوفون به.

كعب


كَعَبَ(n. ac.
كِعَاْبَة
كُعُوْب
كُعُوْبَة)
a. Had protuberant, swelling breasts.
b.(n. ac. كُعُوْب), Swelled (breasts).
c.(n. ac. كَعْب), Filled.
d. Beat.

كَعَّبَa. see I (a) (b), (c), (d).
e. Made square, cubic; cubed (
number ).
f. Folded.
g. Put forth its knots (reed).
أَكْعَبَa. Hastened, hurried.

كَعْب
(pl.
أَكْعُب
كِعَاْب كُعُوْب)
a. Joint.
b. Ankle; ankle-bone.
c. (pl.
كُعْب كِعَاْب), Cube; ossicle; die.
d. (pl.
كُعُوْب), Knot, joint.
e. Lump ( of butter & c. ).
f. Glory.

كَعْبَة
(pl.
كَعَبَات)
a. see 1 (c)b. Square building.
c. [art.], Temple of Mecca.
كُعْبa. Breast.

كُعْبَةa. Virginity, maidenhead.

كَاْعِب
(pl.
كَوَاْعِبُ)
a. Protuberant; fullydeveloped (breast).
b. see 22
كَعَاْبa. Having fully-developed breasts (girl).

N. Ag.
كَعَّبَa. see 21 (a) & 22c. Hard (face).
N. P.
كَعَّبَa. Cubic, cube.
b. Checkered, plaid (garment).
c. Folded.

N. Ag.
تَكَعَّبَa. see 21 (a)
كعب
كَعْبُ الرّجل: العظم الذي عند ملتقى القدم والساق. قال: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
[المائدة/ 6] . والكَعْبَةُ: كلّ بيت على هيئته في التّربيع، وبها سمّيت الكَعْبَةُ. قال تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ 97] . وذو الكَعْبَاتِ: بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِهِ، أي: غرفته وبيته على تلك الهيئة، وامرأة كاعِبٌ:
تَكَعَّبَ ثدياها، وقد كَعبَتْ كِعَابَةً، والجمع كَوَاعِبُ، قال: وَكَواعِبَ أَتْراباً [النبأ/ 33] ، وقد يقال: كَعَبَ الثّدي كَعْباً، وكَعَّبَ تَكْعِيباً ، وثوب مُكَعَّبٌ: مطويّ شديد الإدراج، وكلّ ما بين العقدتين من القصب والرّمح يقال له:
كَعْبٌ، تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين، كفصل الكعب بين السّاق والقدم.
كعب: كعّب وأكعب حين تأتي قبل كلمة زربولة تعني: انهض جانباً من أعلى الحذاء التي هي ضد (ثني كعب الحذاء)، (باسم40): (حين خرج باسم ورأى انهم قد حسبوه شرطياً): لبس شاشَهُ وكعب زربوله وفي ص44): فاكعب زربوله وسوا لفة عمامته وشمر يديه وبعد ذلك في (ص48): حين أراد أن لا يعرف: وكسَر كعب زربوله.
كعْب: كعب الحذاء والجمع أكعاب ويقال كعب مبارك، أي كعب يجلب السعادة، (ألف ليلة، برسل، 4، 164): لا رأيت لك كعب مبارك على وهي تعني لم أجد في زيارتك ما يحمل السعادة لي؛ أنظر (ماكني 1، 156): قالوا: هذا كعب المولود حسن وقد وردت في طبعة بولاق: إن قدم هذا المولود مبارك. وفي التعبير عن خلاف هذا المعنى (باسم 32): وأنتم جئتم أمس إلى عندي بطلتوني (بطلتموني في مخطوطة [1] من صنعتي التي لي فيها عشرين سنة وهذا بقدومكم وكعبكم المدور وفي (ص55): أنتم كعبكم مشوم -كذا-.
كعب الرمح: زُجّ الرمح (عَقِبه). (بوشر)؛ مُطّرد مستوى الكعب، ديوان الهذليين 142، 1. الجزء الخلفي للسهم (الجريدة الآسيوية 1848، 2، 210).
ثنى كعب الصرمة: ثنى جوانب الحذاء من الداخل (بوشر) وفيه كسر كعب زربوله (ينظر هذا الفعل في موضعه من (المصنف).
كعب: عُظيمة، شزنة: وجمعها أكعاب (براكس جريدة الشرق، الجزائر والمستعمرات 84).
كعب: كشتبان، قمع الخياط. (لين). (ألف ليلة، 1، 610).
كعب: مكعب وجمعها كعوب (بوشر).
كعبُ كعبٍ المكعب: القوة السادسة (الجريدة الآسيوية 1834، 1، 435).
كعب الرَّجل: عظم في الرَّجل على هيئة مكعب.
كعب: ورم في رسغ الفرس في منتصف الحوشب (وهو مفصل يقع بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ) وفوق شِكال الجانب الأيمن للجواد أو الأيسر (ابن العوام 2، 651، 6 وما تلا ذلك).
كعبة: وجمعها كعوب: حافر الحيوان (ألكالا).
كعبة: كــتلة من النشا (أنظر في هذا معجم مادة مروزيا) وعند (فريتاج) مادة كعب.
كعبي: مكعب، تكعبي (بوشر).
اكعاب: أرنب (دومب 64).
تكعيب: تحويل إلى مكعب، تكعيب (حساب الحجم). (بوشر).
تكعيب: عريش، مِرزَح. (بوشر).
تكعيبة: عريش، كرم معترش (كرم مسند إلى حائط أو إلى عريش). (بوشر).
مِكعَب: المداس لا يبلغ الكعبين. وهو غير عربي (محيط المحيط).
مُكَعّب. رمح مكعّب: رمح يصنع من خشب الاسل ذو العُقد القوية (كوسج. كرست 80، 2).
مكعّب: مكعب (صفة) تكعيبي. (بوشر).
مكعَّب: مكعب (مادة). (بوشر).
مكعَّب: عريش، مِرزح. (بوشر، ألف ليلة 1، 297؛ 2، 253؛ 4، 45؛ 4؛ 247 برسل 3، 139) وفيه ينبغي أن نقرأ مكعب خيزران.
كعب: {وكواعب}: من اللواتي تكعب نهدها أي صار كالكعب.

كعب



كَعَبَ الثَّدْىُ, aor. ـِ and كَعُبَ, (it seems to be implied in one place in the K, that the aor. is كَعَبَ; but this is not the case; TA,) inf. n. كُعُوبٌ and كِعَابَةٌ (by MF written كَعَابَةٌ) and كُعُوبَةٌ; and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; The girl's breast swelled, or became prominent or protuberant, (K,) and round: (TA:) [or began to swell, &c.: see كَاعِبٌ]: or they use the term تَفْلِيكٌ; then نُهُودٌ; and then تَكْعِيبٌ; [as applied to the successive stages of growth of the breast]. (TA.) كَعَبَتِ الجَارِيَةُ, aor. ـُ (and كَعِبَ, TA,) inf. n. كُعُوبٌ; and ↓ كعّبت; [and ↓ تكعّبت; (A, TA in art. عج;)] The girl had breasts beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) [or had swelling, prominent, or protuberant, breasts: see كَاعِبٌ].

A2: كَعَبَهُ, inf. n. كَعْبٌ, He beat him on a hard, or tough, part; as the head, and the like: (TA:) [and so ↓ كعّبه: for it is mentioned in the TA, that a certain king was surnamed المُكَعِّبُ from his beating the protuberances of people's heads].

A3: كَعَبَ, aor. ـَ (K;) and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; (TA;) He filled a vessel (K) &c. (TA.) 2 كَعَّبَ [كعّب It (a reed, or cane,) put forth, or produced, its jointed stem. b2: Hence the phrase:] إِنِّى أَرَى الشَّرَّ كَعَّبَ [(assumed tropical:) Verily I see the evil to have grown, like reeds when they put forth their jointed stems.] (TA, voce نَبَّبَ.) b3: كعّب لَبَبَهَا He put to her breast-band [the pronoun app. referring to دَابَّة “ a beast of carriage ”] edges, or borders, like كُعُوب [app. meaning play-bones, or dice, or similar things.]. (TA.) b4: كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ, He folded a garment, or piece of cloth, hard, or firmly, accord. to some, in a square form. (TA.) See also مُكَعَّبٌ. b5: He made it square, (K,) [or rather of a cubic form]. b6: And see 1 in four places.4 اكعب, inf. n. إِكْعَابٌ, He hastened: (K:) or he went away, paying no regard to anything: (TA:) or, inf. n. كَعَابٌ, he went away injuriously (مُضَارًّا [an act. part. n.]) not caring for what was behind him, [or for the people whom he left behind him]: like كَلَّلَ. (Aboo-Sa'eed.) كَعْبٌ Any joint, juncture, or place of division, of the bones. (K.) b2: Also, [and more commonly, The ankle-bone, or talus;] in a man, what projects above the tarsus, where the foot is set on; (TA;) what projects above the foot; (K;) the bone that projects at the place of junction of the shank and the foot; (AA, As, S, Msb;) each foot has two bones thus termed; one on the right and the other on the left; (Msb;) each of the two bones that project on either side of the foot; (K, TA:) or the anklejoint, or tarsal-joint; the joint that is between the shank and the foot: (IAar, &c., Msb:) As rejected the saying of the [common] people, that it is in the upper part (ظَهْر) of the foot: (S:) some persons say, that it is each of the two bones that are in the upper part (ظَهْر) of the foot: so say the Shee'ah: and in like manner Yahyà Ibn-El-Hárith speaks of the كِعَاب as in the middle of the foot: (TA:) pl. [of pauc.] أَكْعُبٌ and [of mult.] كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (K.) b3: جَارِيَةٌ دَرْمَاءُ الكُعُوبِ A girl the heads of whose bones are not big [or prominent]. b4: Also employed with reference to any quadruped; meaning, in a horse, What is between each وَظِيف and سَاق: or between the bone of the وظيف and the bone of the ساق; which projects backwards: [by this is meant, not the fetlock-joint, or hind fetlock-joint, but the hock: for it has been shown, voce عُرْقُوب, that the term كَعْب, with reference to quadrupeds, is sometimes applied to what anatomists term the tarsus]. (TA.) b5: كَعْبٌ and ↓ كَعْبَةٌ [An ossicle] with which one plays; [a play-bone; a cockal-bone; the superior bone of the tarsus, called by anatomists astragalus or as tali, a little bone, somewhat oblong, taken from the foot of a sheep, or the like, thrown in play, like a die:] (Lh, K:) the die (فَصّ) that is used in the game of tables, or backgammon, (النَّرْد); (TA;) [any die that is used in play]: pl. (of the former word, TA) كِعَابٌ and (of the latter, TA,) كُعْبٌ and كَعَبَاتٌ. (K: the last so written accord. to the TA; but in the CK كَعْبَاتٌ.) The playing with the كعب is forbidden (Kur v. 92]. (TA.) b6: A conventional term of arithmeticians [a cube]. (K.) b7: (tropical:) A piece of clarified butter; (S;) such [a lump, or compact piece] as is termed كُــتْلَة, thereof: (K:) and [a lump] of dates [compacted together]: (M, voce فِدْرَةٌ:) a piece of clarified butter, or of fat or grease. (TA.) b8: (tropical:) What is termed a صُمَّة (or what is poured out at once, or what remains in a vessel, &c., or a small quantity,) of milk, (K,) or of clarified butter. (TA.) b9: (tropical:) [A knot, or joint, of a reed or cane;] what is between each two internodal portions of a reed or cane; (K;) the prominent part that is at the extremity of each of the internodal portions of a spear [of reed or cane]: (S:) or an internodal portion, or portion that is between each two knots, or joints, of a reed or cane: (Msb:) pl. كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (TA.) b10: By صاروا كعابا, in the following verse, رَأَيْتُ الشَّعْبَ مِنْ كَعْبٍ وَكَانُوا مِنَ الشَّنْآنِ قَدْ صَارُوا كِعَابَا the poet means, they were divided and opposed in mind or opinion, so that each portion that was of one mind, or opinion, became a party by itself. (AAF.) [He seems to compare them to play-bones thrown on the ground; or to the several joints, or knots, of a reed, or cane; or to a spear not equal, or uniform, in the joints, or knots, of its cane-shaft.] b11: رُمْحٌ بِكَعْبٍ وَاحِدٍ

A spear with equal, or uniform, knots, or joints; not having one knot, or joint, thicker than another. (TA.) A2: (tropical:) Eminence, or nobility, and glory. (K.) b2: رَجُلٌ عَالِى الكَعْبِ A man eminent, or noble, and successful in his enterprises. (TA.) b3: أَعْلَى اللّٰهُ كَعْبَهُ May God exalt his glory! (TA, from a trad.) b4: لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عَاليًا May thy glory not cease to be exalted! See عَالٍ, in art. علو. (TA.) b5: عَلَا كَعْبُكَ بِى Thy nobility, or glory, hath exalted me. (TA.) b6: This signification is taken from the كَعْب of a cane: and كَعْبٌ is applied to Anything elevated. (IAth.) كُعْبٌ A girl's or woman's, breast, (K,) that is swelling, prominent, or protuberant. (TA.) See also كَاعِبٌ.

كَعْبَةٌ see كَعْبٌ. b2: Any square [or cubic] house, or chamber, or the like. (K.) b3: A chamber of the kind called غُرْفَة: (K:) thought by ISd to be so called because of its square [or cubic] form. (TA.) b4: الكَعْبَةُ The Sacred House; [the square, or cubic, building, in the centre of the Temple of Mekkeh]: (S, K:) said to be so called because of its square [or cubic] form: (S:) or because of its height and its square form: also called كَعْبَةُ البَيْتِ [The Kaabeh of the House (of God)]. (TA.) b5: الكَعَبَاتُ, (K,) or ذُو الكَعَبَاتِ, (S, K,) A house [or temple] belonging to the tribe of Rabee'ah, who used to compass it, or perform circuits round it, [as is done round the Kaabeh of Mekkeh]. (S, K: in one copy of the S, written ذُو الكَعَبَيْنِ.) كُعْبَةٌ A girl's virginity, or maidenhead: (K:) [the virgineal membrane: as shown by a verse cited in the TA].

كُعْكُبٌّ: see كُعْكُبَّةٌ.

كُعْكُبَّةٌ A نُونَة of hair: this is made by a woman's disposing her hair in four plaits, and inserting them, one in another; thus they (i. e. the plaits, TA) become [what are termed]

↓ كُعْكُبٌّ [a coll. gen. n., of which كعكبّة is the n. un.]. (K.) b2: Also, and كُعْكُبِيَّةٌ, A certain mode of combing, or dressing, the hair. (K.) b3: [These words are inserted in this art. in the K: but I think that they should be in a separate art., as quadriliteral-radical words; being of the same class as سِمْسَارٌ &c.]

جَارِيَةٌ كَعَابٌ A virgin. (TA.) See كَاعِبٌ.

جَارِيَةٌ كَاعِبٌ, (this is the most common of the epithets here mentioned, TA,) and ↓ كَعَابٌ, (S, K,) and ↓ مُكَعِّبٌ, (K,) and كَاعِبَةٌ, (KL,) and, as written by some, ↓ مُكَعِّبَةٌ, (TA,) A girl whose breasts are beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) or having swelling, prominent, or protuberant, breasts: see 1: (K, TA:) pl. of the first كَوَاعِبُ and [of the first or second] كِعَابٌ; the latter mentioned by Th; the former occurring in the Kur lxxviii. 33. (TA.) b2: ثَدْىٌ كَاعِبٌ. and ↓ مُكَعِّبٌ, and ↓ مُكَعَّبٌ, (in some copies of the K, مُكْعَبٌ, in either case extr., the forms being those of pass. part. ns., and the signification that of an act. part. n.,]) and ↓ مُتَكَعِّبٌ, A girl's breast that is swelling, prominent, or protuberant: (K:) [or beginning to swell, &c,: see 1, and see also كُعْبٌ].

مُكَعَّبٌ see كَاعِبٌ. b2: A بُرْد, (S, K,) and a garment, or piece of cloth, variegated, or figured, (S, K,) with squares. (Lh, S.) Some explain it as signifying variegated, or figured, without applying it particularly to a garment, or piece of cloth, or to a برد. (TA.) b3: A garment, or piece of cloth, folded hard or firmly, (S, K,) accord. to some, in a square form. (TA.) b4: وَجْدٌ مُكَعِّبٌ A hard and projecting face. (TA.) b5: مُكَعَّبَةٌ The kind of basket called دَوْحَلَّةٌ (K) and شَوْغَرَةٌ and وَشَخَةٌ. (TA.) مُكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ and 1.

مُتَكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ.

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَــتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمراض العقليّة، ومستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كــتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَــتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَــتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَــتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

غرر

(غ ر ر) : (فَرَسٌ أَغَرُّ) (وَبِهِ غُرَّةٌ) وَهِيَ بَيَاضٌ فِي جَبْهَتِهِ قَدْرَ الدِّرْهَمِ (وَغُرَّةُ الْمَالِ) خِيَارُهُ كَالْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ النَّجِيبِ وَالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ الْفَارِهَةِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «وَجَعَلَ فِي الْجَنِينِ غُرَّةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً» أَيْ رَقِيقًا أَوْ مَمْلُوكًا ثُمَّ أُبْدِلَ عَنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أُطْلِقَ اسْمُ الْغُرَّةِ وَهِيَ الْوَجْهُ عَلَى الْجُمْلَةِ كَمَا قِيلَ رَقَبَةٌ وَرَأْسٌ فَكَأَنَّهُ قِيلَ وَجَعَلَ فِيهِ نَسَمَةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أَرَادَ الْخِيَارَ دُونَ الرُّذَالِ وَعَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَرَادَ بِالْغُرَّةِ مَعْنَى لَقَالَ فِي الْجَنِينِ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ وَلَكِنَّهُ عَنَى الْبَيَاضَ فَلَا يُقْبَل فِي دِيَةِ الْجَنِينِ إلَّا غُلَامٌ أَبْيَضُ وَجَارِيَةٌ بَيْضَاءُ (وَالْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ (وَمِنْهُ) أَتَاهُمْ الْجَيْشُ وَهُمْ غَارُّونَ أَيْ غَافِلُونَ (وَأَغَرَّ مَا كَانُوا) أَيْ أَغْفَلَ أَفْعَلُ التَّفْضِيل (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَغِرَّتُهُ بِاَللَّهِ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ سَرِقَتِهِ وَفِي الْحَدِيثِ «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ الْخَطَرُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيَكُونُ أَمْ لَا كَبِيَعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ وَعَنْ عَلِيِّ هُوَ عَمَلُ مَا لَا يُؤْمَنُ مَعَهُ الْغُرُور وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ بَيْعُ الْغَرَرِ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ عُهْدَةٍ وَلَا ثِقَةٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَتَدْخُلُ الْبُيُوع الْمَجْهُولَة الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا الْمُتَبَايِعَانِ (وَالْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ الْغَرَائِر غرز (وَالْغَرَارَةُ) بِالْفَتْحِ الْغَفْلَةُ (الْغَرْزُ) مَصْدَر غَرَزَ عُودًا فِي الْأَرْضِ إذَا أَدْخَلَهُ وَثَبَّتَهُ (وَمِنْهُ) الْغَرْزُ رِكَابُ الرَّحْلِ (وَقَيْسُ بْنُ غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ السِّمْسَارِ، وَغُرْزَةُ تَصْحِيفٌ.
(غرر) : الطَّيْرُ أَجْنِحَتها فقد غَرَّرتْ.
(غرر) بِهِ تغريرا وتغرة عرضه للهلكة يُقَال غرر بِنَفسِهِ وَمَاله والغلام طلع أول أَسْنَانه كَأَنَّهُ أظهر غرَّة أَسْنَانه أَي بياضها وَيُقَال غررت ثنيتا الْغُلَام وَالطير رفع جناحيه وهم بالطيران والقربة ملأها
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تغارُّ التَّحِيَّة. فالغِرار النُّقْصَان وَأَصله من غِرار النَّاقة وَهُوَ أَن ينقص لَبنهَا يُقَال: [قد -] غارّت النَّاقة فَهِيَ مغارّ. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه لَا ينقص السَّلَام ونقصانه أَن يُقَال: السَّلَام عَلَيْك وَإِذا سلم [عَلَيْك -] أَن تَقول: وَعَلَيْك والتمام أَن تَقول: السَّلَام عَلَيْكُم وإِذا رددت أَن تَقول: وَعَلَيْكُم وَإِن كَانَ الَّذِي يسلّم عَلَيْهِ أَو يردّ عَلَيْهِ وَاحِدًا وَكَانَ ابْن عمر يردّ كَمَا يسلّم عَلَيْهِ.
غرر كمم قَالَ أَبُو عبيد: فَحكم فيهم عمر أَن صيَّرهم أحرارا بِلَا عوض / لِأَنَّهُ [إِنَّمَا -] كَانَ تَمَلُّكا وَلَيْسَ بسباء. 3 / ب وَفِي هَذَا الحَدِيث أصل لكل من ادّعى رَقَبَة رجل وَأنكر المدَّعي عَلَيْهِ أَن القَوْل قولُه. أَلا ترَاهُ جعل القولَ قَول أهلِ نَجْرَان ولعمر أَيْضا فِي الْوَلَد حكم آخر وَذَلِكَ أَنه قضى فِي ولد الْمَغْرُور غُرَّة يَعْنِي الرجل يزوِّج رجلا مَمْلُوكَة على أَنَّهَا حرَّة فَقضى أَن يَغْرَم الزَّوْج لمولى الأمَة غُرّة وَيكون وَلَده حرا وَيرجع الزَّوْج على من غَرّه بِمَا غَرِم. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه رأى جَارِيَة مُتَكَمْكِمَة فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا: أمَة آل فلَان فضربها بالدِّرة ضربات وَقَالَ: يَا 
غ ر ر : الْغِرَّةُ بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ وَالْغُرَّةُ بِالضَّمِّ مِنْ الشَّهْرِ وَغَيْرِهِ أَوَّلُهُ وَالْجَمْعُ غُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ
وَغُرَفٍ وَالْغَرَرُ ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ وَالْغُرَّةُ عَبْدٌ أَوْ أُمَّةٌ وَالْمُرَادُ بِتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ فِي الْوُضُوءِ غَسْلُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ مَعَ الْوَجْهِ وَغَسْلُ صَفْحَةِ الْعُنُقِ وَقِيلَ غَسْلُ شَيْءٍ مِنْ الْعَضُدِ وَالسَّاقِ مَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَالْغُرَّةُ فِي الْجَبْهَةِ بَيَاضٌ فَوْقَ الدِّرْهَمِ وَفَرَسٌ أَغَرُّ وَمُهْرَةٌ غَرَّاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَرَجُلٌ أَغَرُّ صَبِيحٌ أَوْ سَيِّدٌ فِي قَوْمِهِ.

وَالْغَرَرُ الْخَطَرُ «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» .

وَغَرَّتْهُ الدُّنْيَا غُرُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَدَعَتْهُ بِزِينَتِهَا فَهِيَ غَرُورٌ مِثْلُ رَسُولٍ اسْمُ فَاعِلٍ مُبَالَغَةٌ.

وَغَرَّ الشَّخْصُ يَغِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَرَارَةً بِالْفَتْحِ فَهُوَ غَارٌّ وَغِرٌّ بِالْكَسْرِ أَيْ جَاهِلٌ بِالْأُمُورِ غَافِلٌ عَنْهَا.

وَمَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَاغْتَرَرْتَ بِهِ ظَنَنْتُ الْأَمْنَ فَلَمْ أَتَحَفَّظْ.

وَالْغَرْغَرَةُ الصَّوْتُ وَالْغِرَارَةُ بِالْكَسْرِ شِبْهُ الْعِدْلِ وَالْجَمْعُ غَرَائِرُ. 
غرر
يقال: غَررْتُ فلانا: أصبت غِرَّتَهُ ونلت منه ما أريده، والغِرَّةُ: غفلة في اليقظة، والْغِرَارُ: غفلة مع غفوة، وأصل ذلك من الْغُرِّ، وهو الأثر الظاهر من الشيء، ومنه: غُرَّةُ الفرس. وغِرَارُ السّيف أي: حدّه، وغَرُّ الثّوب: أثر كسره، وقيل: اطوه على غَرِّهِ ، وغَرَّهُ كذا غُرُوراً كأنما طواه على غَرِّهِ. قال تعالى: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
[الانفطار/ 6] ، لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ
[آل عمران/ 196] ، وقال: وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً
[النساء/ 120] ، وقال: بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً [فاطر/ 40] ، وقال: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام/ 112] ، وقال: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ [آل عمران/ 185] ، وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا
[الأنعام/ 70] ، ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب/ 12] ، وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
[لقمان/ 33] ، فَالْغَرُورُ: كلّ ما يَغُرُّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الْغَارِّينَ، وبالدّنيا لما قيل: الدّنيا تَغُرُّ وتضرّ وتمرّ ، والْغَرَرُ: الخطر، وهو من الْغَرِّ، «ونهي عن بيع الْغَرَرِ» .
والْغَرِيرُ: الخلق الحسن اعتبارا بأنّه يَغُرُّ، وقيل:
فلان أدبر غَرِيرُهُ وأقبل هريرة ، فباعتبار غُرَّةِ الفرس وشهرته بها قيل: فلان أَغَرُّ إذا كان مشهورا كريما، وقيل: الْغُرَرُ لثلاث ليال من أوّل الشّهر لكون ذلك منه كالْغُرَّةِ من الفرس، وغِرَارُ السّيفِ: حدّه، والْغِرَارُ: لَبَنٌ قليل، وغَارَتِ النّاقةُ: قلّ لبنها بعد أن ظنّ أن لا يقلّ، فكأنّها غَرَّتْ صاحبها.

غرر


غَرَّ(n. ac. غَرّ
غِرَّة
غُرُوْر)
a. Deceived, beguiled, deluded.
b.(n. ac. غَرّ
غِرَاْر), Fed, nourished.
c.(n. ac. غَرَاْرَة), Was inexperienced, ignorant, simple, credulous.
d.(n. ac. غُرَّة
غَرَر
غَرَاْرَة), Was white; was white-fronted (horse).

غَرَّرَ
a. [Bi], Exposed, endangered (himself).
b. Appeared, came through (teeth).
c. Spread out its wings (bird).
غَاْرَرَa. Was dull, slack (market).
b. Yielded but little milk.

إِغْتَرَرَ
a. [Bi], Was deceived, beguiled, deluded by; was seduced
by.
b. Was inattentive, heedless, careless, thoughtless
inconsiderate.
c. Surprised, took unawares.

إِسْتَغْرَرَa. see VIII (a)
غَرّ
(pl.
غُرُوْر)
a. Fold, plait; crease; wrinkle, pucker.
b. Fissure, cleft, rent, crevice.
c. Edge, point ( of a sword ).
غِرّ
(pl.
غِرَاْر
أَغْرَاْر
38)
a. Inexperienced, ignorant, simple, credulous; childish;
tyro.
غِرَّة
(pl.
غِرَر
& reg. )
a. Negligence, carelessness, heedlessness
thoughtlessness, inadvertence, inconsiderateness; inexperience
simplicity, credulousness, credulity; youthfulness.

غُرَّة
(pl.
غُرَر)
a. Whiteness; white mark, blaze.
b. Dawn, day-break.
c. New moon; beginning, commencement ( of the
month ).
d. Brow, forehead.
e. Best, choice of; chief, lord.

غُرِّيّa. Woman of rank, lady; princess.

غَرَرa. Peril, danger, jeopardy, hazard, risk.

أَغْرَرُ
(pl.
غُرّ
غُرَّاْن
35)
a. White: whitefronted (horse); bright
brilliant, shining; fair, beautiful.
b. Noble, illustrious; generous.

غَاْرِر
(pl.
غُرَّاْر)
a. Deceiving, beguiling; deceiver, seducer.
b. Vain, delusive, illusory, fallacious; futile.
c. see 25 (e)
غَرَاْرَةa. see 2t
غِرَاْر
(pl.
أَغْرِرَة)
a. see 1 (c)b. Paucity, scantiness; deficiency.
c. Dulness, slackness, stagnation ( of trade).
d. Way, course, mode, manner, fashion; model
pattern.
e. While, time, space.

غِرَاْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. Sack.
b. [ coll. ], A certain measure: 12
pecks.
غَرِيْر
(pl.
غُرَّاْن)
a. Deceived, beguiled, deluded, infatuated, blinded;
dupe.
b. Warning, caution; warner, cautioner.
c. Easy, comfortable (life).
d. Good nature, easy disposition.
e. (pl.
أَغْرِرَة
أَغْرِرَآءُ
68), Inexperienced, heedless, careless, inadvertent
inconsiderate, thoughtless.
غَرِيْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. fem. of
25. — 26
see 21 (a) (b).
c. [art.], The world.
غُرُوْرa. Deception, delusion, illusion; vanities
deceits.

غَرَّاْرa. see 21 (a) (b).
غَرَّآءُa. fem. of
أَغْرَرُ
N. P.
غَرڤرَa. see 25 (a)
عَلىَ غِرَارٍ
a. Promptly, speedity; in haste.

مُغَارّ الكَفّ (pl.
مَغَاْرِرُ)
a. Close-fisted, niggardly, stingy.

طَوَيْتُهُ عَلىَ غَرِّهِ
a. I left him as I found him.
غ ر ر: (الْغُرَّةُ) بِالضَّمِّ بَيَاضٌ فِي جَبْهَةِ الْفَرَسِ فَوْقَ الدِّرْهَمِ. يُقَالُ: فَرَسٌ (أَغَرُّ) . وَ (الْأَغَرُّ) أَيْضًا الْأَبْيَضُ. وَقَوْمٌ (غُرَّانٌ) وَرَجُلٌ (أَغَرُّ) أَيْضًا أَيْ شَرِيفٌ. وَفُلَانٌ (غُرَّةُ) قَوْمِهِ أَيْ سَيِّدُهُمْ. وَغُرَّةُ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ وَأَكْرَمُهُ. وَ (الْغُرَّةُ) الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ» وَكَأَنَّهُ عَبَّرَ عَنِ الْجِسْمِ كُلِّهِ بِالْغُرَّةِ. وَرَجُلٌ (غِرٌّ) بِالْكَسْرِ وَ (غَرِيرٌ) أَيْ غَيْرُ مُجَرِّبٍ. وَجَارِيَةٌ (غِرَّةٌ) وَ (غَرِيرَةٌ) وَ (غِرٌّ) أَيْضًا بَيِّنَةُ (الْغَرَارَةِ) بِالْفَتْحِ. وَقَدْ (غَرَّ) يَغِرُّ بِالْكَسْرِ (غَرَارَةً) بِالْفَتْحِ، وَالِاسْمُ (الْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَالْغِرَّةُ أَيْضًا الْغَفْلَةُ وَ (الْغَارُّ) بِالتَّشْدِيدِ الْغَافِلُ تَقُولُ مِنْهُ: (اغْتَرَّ) الرَّجُلُ. وَاغْتَرَّ بِالشَّيْءِ خُدِعَ بِهِ. وَ (الْغَرَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَطَرُ. «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ مِثْلُ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ. وَ (الْغَرُورُ) بِالْفَتْحِ الشَّيْطَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33] .
وَالْغَرُورُ أَيْضًا مَا (يُتَغَرْغَرُ) بِهِ مِنَ الْأَدْوِيَةِ. وَ (الْغُرُورُ) بِالضَّمِّ مَا (اغْتُرَّ) بِهِ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا. وَ (الْغِرَارُ) بِالْكَسْرِ نُقْصَانُ لَبَنِ النَّاقَةِ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ» وَهُوَ أَنْ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا. وَ (الْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ (غَرَائِرِ) التِّبْنِ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. وَ (غَرَّهُ) يَغُرُّهُ بِالضَّمِّ (غُرُورًا) خَدَعَهُ، يُقَالُ: مَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ؟ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ؟. وَ (التَّغْرِيرُ) حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الْغَرَرِ. وَقَدْ (غَرَّرَ) بِنَفْسِهِ (تَغْرِيرًا) وَ (تَغِرَّةً) بِكَسْرِ الْغَيْنِ. وَ (الْغَرْغَرَةُ) تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الْحَلْقِ. 
غ ر ر

تغرّرَ الغفرس وتحجّل، وبم غرّر فرسك؟ وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: " أغرّ من ظبي مقمر " لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال:

إذا اغترّه بين الأحبة لم تكن ... له فزعة إلا الهوادج تخدر

أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها، وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به؟ أي كيف اجترأت عليه. و" ما غرّك بربك الكريم ". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه، والهجوم على غرّه، من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر:

تصابى وأمسى علاه الكبر ... وأمسى لجمرة حبل غرر

أي غير موثوق به. واطوه على غروره أي على مكاسره.

ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة:

كيوم ابن هند والجفار وقرقري ... ويوم بذي قار أغرّ محجل

ويوم أغر: شديد الحر، وهاجرة غراء. قال ذو الرمة:

ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه

أغرّ كلون الملح ضاحى ترابه ... إذا استوقدت حزّانه وسباسبه

وقال:

وهاجرة غرّاء ساميت حرّها ... إليك وجفن العين في الماء سابح

وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير، كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره، وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات، وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد، " وسبقت درّته غراره "، كقولهم: " سبق سيلك مطرك ". وما قعدت عنده إلا غراراً، " ولا غرار في الصلاة ": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل، ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار، أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة، تحت الأسنة والأغره.
(غرر) - في الحدَيث : "أَغارَ النبيُّ على بَني المُصْطَلِق وهم غَارُّون"
: أي هم على غَفْلة وغِرَّة. فالغَارُّ: الغَافِل، والذي يَغُرُّ غَيرَه.
- وفي حديث آخر: "أَنَّه قَاتَلَ مُحارِبَ خَصَفَة فَرَأَوْا من المُسْلِمِين غِرَّةً، فصَلَّى صَلاةَ الخَوْفِ"
: أي غَفْلَةً وسَهْوًا عن حِفْظِ ما هُم فِيهِ.
- وفي حَديثِ سَارِق أَبي بكر - رضي الله عنه -: "أنه كان يَدعُو على السَّارِق، فقال: عَجِبْتُ من غِرَّتِه بالله، عَزَّ وجَلَّ"
: أي اغْتِرَارِه.
- وكتب عُمَر إلى أبي عُبَيْدة - رضي الله عنهما،: "أَن لا يُمْضيَ أَمرَ الله تَعالَى إلا بَعِيدُ الْغِرَّةِ حَصِيفُ العُقْدَة"
: أي مَن بَعُدَ حِفْظُه لِغرَّةِ المُسْلمِين وغَفْلَتهم.
- وفي الحَديثِ: "نَهَى عن بيْعِ الغَرَر"
وهو ما طُوِى عنك عِلْمُه، وخفِي عنك سِرُّه؛ من قولهم: طَوَيْتُ الثَّوبَ على غِرَّة. وكُلُّ بَيْعٍ كان المَقْصُودُ منه مَجهولاً أو غَيرَ مَقدورٍ عليه فهو غَرَرٌ
- في حديثِ ابنِ عُمَرَ - رضيَ الله عنهما -: "إِنَّكَ ما أَخذتَها بَيْضَاءَ غَرِيرة"
الغَرِيرةُ والغِرّ والغِرَّة: الحَدَثَة التي لم تُجَرِّب الأُمورَ. والغَرِيرُ: الشَّابُّ.
- ومنه الحديث: "المُؤمِنُ غِرٌّ كريم"
قيل: مَعنَاه المُؤْمِن المحمُودُ مِنْ طَبْعِه الغَرارَة، وقِلَّةُ الفِطْنة للشَّرِّ، وتَركُ البَحْثِ عنه، وليس ذَلِك منه جَهْلاً، لكنه كَرَمٌ، وحُسنُ خُلُق، وضِدُّه الخِبُّ. - في الحديث : "أنه كان يَغُرُّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بالعِلْمِ"
يقال: غَرَّ الطائِرُ فَرخَه؛ إذا زَقَّه
- وفي صِفَةِ الأُمَّةِ: "غُرٌّ مُحَجَّلُون"
والغُرَّةُ: البَياضُ. يُريد بَياضَ وُجوهِهم.
- في حديث الأَوزَاعِي: "لا يَروْنَ بغِرارِ النَّومِ بَأْسًا": أي قَلِيلِه، وأنَّه لا يَنقُض الوُضُوءَ.
- في حديث عُمَرَ رضي الله عنه: "قَضَى في وَلَدِ المَغْرُور بغُرَّة" وهو الرجل يتزوَّج مَمْلُوكة على أنها حُرَّة فَيَغْرَم الزَّوجُ لِمولَى الأَمَة غُرَّةً , ويَرجِع بها على مَنْ غَرَّه، ويكون وَلَدُه حُرًّا.
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه خطب النَّاس فَقَالَ: إِن بيعَة أبي بكر [رضوَان الله عَلَيْهِ -] كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها وَعَن ابْن عَوْف قَالَ: خَطَبنا عمر رَضِي الله عَنهُ فَذكر ذَلِك وَزَاد أَنه لَا بيعَة إِلَّا عَن مشورة وَأَيّمَا رجل بَايع من غير مشورة فَلَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا تَغِرَّةَ أَن يقتلا. قَالَ شُعْبَة: فَقلت لسعد: مَا تَغرَّة أَن يُقتلا قَالَ: عُقوبتهما أَن لَا يؤمَّر وَاحِد مِنْهُمَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا مذهبٌ ذهب إِلَيْهِ سعد تَحْقِيقا لقَوْل عمر: لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا وَهُوَ مَذْهَب حسن وَلَكِن التَغرّة فِي الْكَلَام لَيست بالعقوبة [و -] إِنَّمَا التغرّة التَّغْرِير يُقَال: غرّرت بالقوم تَغريراً وتغرّة وَكَذَلِكَ يُقَال فِي المضاعف خَاصَّة كَقَوْلِك: حلّلت الْيَمين تحليلا وتحلَّة قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تِحلَّةَ أيْمَانِكُمْ} وَكَذَلِكَ علّلت الْمَرِيض تَعليلا وتعلة وَإِنَّمَا هَذَا فِي المضاعف فِي فعّلْتُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أنّ فِي بيعتهما تغريرا بأنفسهما للْقَتْل وتعرّضا لذَلِك فَنَهَاهُمَا عَنهُ لهَذَا وَأمر أَن لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا لِئَلَّا يطْمع فِي ذَلِك فيفعل هَذَا الْفِعْل. وَأما قَوْله: فَلْتَةً فإنّ معنى الفلتة الْفجأَة وَإِنَّمَا كَانَت كَذَلِك لِأَنَّهُ لم ينْتَظر بهَا العوامّ وَإِنَّمَا ابتدرها أكَابِر أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين وَعَامة الْأَنْصَار إِلَّا تِلْكَ الطَّيرَة الَّتِي كَانَت من بَعضهم ثمَّ أصفقوا لَهُ كلهم لمعرفتهم أَن لَيْسَ لأبي بكر مُنازع وَلَا شريك فِي الْفضل وَلم يكن يحْتَاج فِي أمره إِلَى نظر وَلَا مُشَاورَة فَلهَذَا كَانَت الفَلتة وَبهَا وقى اللهُ الإسلامَ وأهلَه شرَّها وَلَو علمُوا أنّ فِي أَمر أبي بكر شُبْهَة وأنّ بَين الخاصّة والعامّة فِيهِ اخْتِلَافا مَا استجازوا الحكم عَلَيْهِم بعَقد الْبيعَة وَلَو استجازوه مَا أجَازه الْآخرُونَ إِلَّا لمعْرِفَة مِنْهُم [بِهِ -] مُتَقَدّمَة وَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر رَحمَه الله إنَّ العبدَ إِذا تواضَعَ رَفَع الله حَكَمَتَه وَقَالَ: انتعِش نعَشك الله وَإِذا تكبر وعَدا طورَه وَهَصَه الله إِلَى الأَرْض.
[غرر] الغرور: مكاسر الجلد. قال أبو النجم: حتى إذا ما طار من خبيرها * عن جدد صفر وعن غرورها - الواحد غر بالفتح. قال الراجز : كأن غر متنه إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خريز تكلبه - ومنه قولهم: طويت الثوب على غَرِّهِ، أي كسره الأوَّل. قال الاصمعي: وحدثني رجل عن رؤبة أنه عرض عليه ثوب، فنظر إليه وقلبه ثم قال: اطوه على غره. والغُرَّةُ، بالضم: بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدِرهم. يقال فرسٌ أغَرُّ. والأغَرُّ: الأبيضُ. وقومٌ غُرَّانٌ. قال امرؤ القيس: ثيابُ بني عوفٍ طهارى نقيَّةٌ * وأوجُهُهُمْ بيضُ المسافر غران - ورجل أغر، أي شريف. وفلان غرة قومه، أي سيدهم. وهم غُرَرُ قومهم. وغرة كل شئ: أوله وأكرمه. والغُرَرُ: ثلاث ليالٍ من أوَّل الشهر . والغُرَّةُ: العبد أو الأمَةُ. وفى الحديث: " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة "، كأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. ورجلٌ غِرٌّ بالكسر وغَريرٌ، أي غير مجرِّب. وجاريةٌ غِرَّةٌ وغَريرَةٍ، وغِرٌّ أيضاً، بيِّنة الغَرارَة بالفتح. وجمع الغِرِّ أغْرارٌ، وجمع الغَريرِ أغِرَّاءُ. وقد غرَّ يغرُّ بالكسر غرارةً. والاسم الغِرَّةُ. يقال: كان ذلك في غرارتي وحدائتى، أي في غِرَّتي. وعيشٌ غريرٌ، إذا كان لا يفزَّعُ أهله. والغِرَّة: الغفلة. والغارُّ: الغافل. تقول منه: اغْتَرَرْتَ يا رجل. واغْترَّهُ، أي أتاه على غِرَّةٍ منه. واغْتَرَّ بالشئ: خدع به. وقولهم: أنا غريرك من فلان، قال أبو نصر في كتاب الاجناس: أي لن يأتيك منه ما تَغْتَرُّ به. والغَريرُ: الخلق الحسن. يقال للرجل إذا شاخَ: " أدبر غَريرهُ، وأقبل هَريرهُ "، أي قد ساء خُلُقُهُ. والغَررُ: الخطر. ونهى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم عن بيع الغرر، وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. ابن السكيت: الغَرورُ: الشيطان. ومنه قوله تعالى:

(ولا يَغُرَنَّكم باللهِ الغَرورُ) *. والغَرور أيضاً: ما يُتَغرغر به من الادوية، وهو مثل قولهم: لدود، ولعوق، وسعوط. قال: والغرور بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. والغِرارُ بالكسر: النوم القليل. ولبث فلان غِرارَ شهرٍ، أي مكث مقدار شهر. والغِرارُ: نقصان لبن الناقة. وفي الحديث: " لا غرار في صلاة "، وهو أن لا يتمَّ ركوعها وسجودها. والغراران: شفرتا السيف. وكل شئ له حدٌّ فحدُّه غِراره. والجمع أغِرَّةٌ. وأتانا على غِرارٍ، أي على عجلة. قال الأصمعيّ: الغِرارُ: الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أسهم على غِرارٍ واحد، أي على مجرًى واحد. وولدت فلانة ثلاثة بنين على غِرارٍ، أي بعضهم خلف بعض. وبنى القوم بيوتهم على غِرارٍ واحد. والغِرارُ: المثال الذي تُطبَع عليه نِصال السهام. يقال: ضرب نصاله على غِرارٍ واحد. قال الهذلى : سديد العير لم يدحض عليه ال‍ * - غرار فقدحه زعل دروج - قوله " سديد " بالسين، أي مستقيم. ويقال: ليت اليوم غرار شهر، أي مثال شهر، أي طول شهر. والغرارة: واحدة الغرائر التي للتِبن، وأظنُّه معرباً. وغَرَّهُ يَغُرُّهُ غُروراً: خدعه. يقال: ما غَرَّكَ بفلان؟ أي كيف اجترأت عليه؟ ومن غَرَّكَ من فلان؟ أي من أوطأك عشوةً فيه. وغر الطائر أيضا فرخه يغره غِراراً، أي زَقَّهُ. والتغريرُ: حمل النفس على الغَرَر. وقد غَرَّرَ بنفسه تغريرا وتغرة، كما يقال: حلل تحليلا وتحلة، وعلل تعليلا وتعلة. ويقال أيضا. غَرَّرَتْ ثنيَّتا الغلام، أي طلعتْ أوَّل ما تطلع . الأصمعيّ: يقال غارَّتِ الناقةُ، أي نفرت فرفعت الدِرَّةَ. وفي المثل: " سبق دِرَّتُهُ غِرارهُ ". يقال: ناقة مُغارَّةٌ بالضم. ونوقٌ مَغارٌّ يا هذا، بفتح الميم: غير مصروف. أبو زيد: غارَّتِ السوقُ تُغارُّ غراراً: كسدت. ودرت درة: نفقت. والغر غرة: تردد الروح في الحلق. ويقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته، أي يردِّده في حلقه. ويَتَغَرْغَرُ صوته في حلقه، أي يتردد. والغرغر بالكسر: الدجاج البرى، الواحدة غِرْغِرَةٌ. وأنشد أبو عمرٍو لابن أحمر: ألُفُّهُمُ بالسَيفِ من كل جانبٍ * كما لَفَّت العِقبانُ حجلى وغرغرا - والغرغرة بالضم: غرة الفرس. ورجل غرغرة أيضا: شريف، عن اللحيانى. وقول الشاعر :

رشيف الغريريات ماء الوقائع  نوق منسوبات إلى فحل. وقال الكميت: غريرته الانساب أو شدقمية * يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا -
[غرر] فيه: جعل في الجنين "غرة" عبدًا أو أمة، هي العبد أو الأمة،أي فرخه. وح الحسنين: إنما كانا "يغران" العلم "غرًا". وفي ح حاطب: كنت "غريرًا" فيهم، أي ملصقًا ملازمًا لهم- كذا روي، وصوابه لغة: غريًا - أي ملصقًا، من غري به - إذا لزمه، وذكره الهروي في المهملة وهو تصحيف منه، قلت: بل ذكره غيره أيضًا. ك: لأخذتك على "غرتك"، هو بكسر غين أي غفلة، والمراد التوفر فيه. وفيه: و"لا تغتروا" فتجسرون على الذنب معتمدين على المغفرة بالوضوء، فإنه بمشيئة الله. وفيه: من الأقتاب و"الغرائر"، هي جمع غرارة التي للتبن وغيره، قيل إنه معرب - ويتم في كراع. وح: فحمل عليه "غرارتين"، هو مثناه.
غرر
غَرَّ1 غَرَرْتُ، يغُرّ، اغْرُرْ/ غُرَّ، غُرورًا وغَرًّا، فهو غارُّ، والمفعول مَغْرور وغرِير
• غرَّ فلانًا: خَدَعه وأطمعه بالباطل "كرهه أصحابهُ لأنّه كان مغرورًا: مخدوعًا بنفسه، يبالغ في قيمتها- *أغرَّكِ منِّي أن حُبّكِ قاتلي*- دنيا تغُرّ وآمالٌ تسُرّ وأعـ ... مارٌ تمرّ وأيّامٌ لها خِدعُ- {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ}: أوقعهما فيما أراد من تغريره- {فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: لا تخدعنكم بزخارفها ولهوها وملذّاتها فإنّها زائلة" ° غرَّته الدُّنيا: خدعته بزينتها- غرَّه الشَّيطانُ/ غرَّه المالُ.
• ما غرَّك بكذا؟: ما جرَّأك عليه؟ " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

غرَّ2 غَرَرْتُ، يغِرّ، اغْرِرْ/ غِرَّ، غَرَارةً وغِرَّةً، فهو غِرّ
 • غرَّ الرَّجلُ: قلَّت فطنتُه وتجربتُه وجهِل الأمورَ التي يجب أن يعرفها وغفَل عنها "غرَّ الشَّابُّ فسرقه اللِّصّ- شابّ غِرّ: ينخدع بسهولة". 

غرَّ3 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغرارةً وغُرَّةً، فهو أغرُّ
• غرَّ الفرسُ: كان ذا غُرَّة، أي بياض في جبهته "فَرَسٌ أغرّ".
• غرَّ الوجْهُ: ابيضّ "وجه أغرّ".
• غرَّ الرَّجلُ:
1 - ساد وشرُف "نسَبٌ أغرّ".
2 - كرُمت فعالُه واتّضحت "شابٌّ أغرّ". 

غرَّ4 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغَرَارةً، فهو غِرّ
• غرَّ الرَّجُلُ: غرَّ2، كان ذا غفلة وقلَّت فطنتُه "لا تكن غِرًّا فيخدعك الناسُ- شابٌّ غِرّ تتلاقمه ذئابُ البشر". 

أغرَّ يُغرّ، أغْرِرْ/ أغِرَّ، إِغْرَارًا، فهو مُغِرّ، والمفعول مُغَرّ
• أغرَّه: أدخله في الخديعة " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا أَغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [ق]: أدخلك في الغِرّة، أي الغفلة والخديعة". 

استغرَّ/ استغرَّ بـ يستغرّ، اسْتَغْرِرْ/ اسْتَغِرَّ، اِسْتِغْرَارًا، فهو مُسْتَغِرّ، والمفعول مُسْتَغَرٌّ
• استغرَّ عدوَّه: أتاه على حين غفلة.
• استغرَّ به: خُدِعَ به. 

اغترَّ/ اغترَّ بـ يغترّ، اغْتَرِرْ/اغْتَرَّ، اغترارًا، فهو مغترّ، والمفعول مُغترّ (للمتعدِّي)
• اغترَّ فلانٌ:
1 - غفَل "اغترَّ الرّجُلُ فسُرِق".
2 - تكبَّر واختال.
• اغترَّ الأمرُ فلانًا: أتاه على غَفْلة.
• اغترَّ بمظهره: خُدع به "فمن يغترُّ بالدُّنيا فإنِّي ... لبست بها فأبليتُ الثيابا- ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر ... يَمُت كقتيل الغير بالبَسَماتِ" ° مُغْتَرّ بنفسه. 

تغرَّرَ يتغرَّر، تغرُّرًا، فهو مُتغرِّر
• تغرَّر الفرسُ: كان أغرّ؛ ذا بياضٍ في جبهته ° تغرَّر الفرسُ وتحجَّل. 

غرَّرَ/ غرَّرَ بـ يُغرِّر، تغريرًا، فهو مُغرِّر، والمفعول مُغرَّر (للمتعدِّي)
• غرَّر الغلامُ: طلع أوَّلُ أسنانه "غرَّرت ثنيّتا الغلام".
• غرَّر الطيرُ: رفع جناحيه وهمَّ بالطيران.
• غرَّر القِرْبةَ: ملأها.
• غرَّر به:
1 - أضلَّه، عرَّضه للهلاك "غرَّر بنفسه وماله".
2 - استغلَّ غفلته فأضلّه "لم يكن ليفعل هذا لولا أن غرَّر به أصحابُه" ° تغرير بالقاصِر: تضليله وحمله على ما لا يحلّ- سؤال تغريريّ: خدَّاع، باعث على الضَّلال. 

أغرُّ [مفرد]: ج غُرّ، مؤ غرَّاءُ، ج مؤ غرَّاوات وغُرّ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ3: ما كان بجبهته غُرَّة ° يَوْمٌ أغرّ: شديد الحرّ، مشهود.
2 - مَنْ أخذت اللحيةُ جميع وجهه إلاّ قليلاً.
3 - سيّد شريف كريم الفعال "قائد أغرُّ".
4 - يوم مجيد "كان يومُ النَّصر يومًا أغرَّ". 

غِرار [مفرد]: ج أغِرَّة:
1 - مثال، نهْج "مضى في سلوكه على غِرار أبيه- بنوا بيوتهم على غِرار واحد: على طريقة واحدة ومجرى واحد" ° سار على غِراره/ ضرب على غِراره: نهَج طريقَه، قلّده، اتَّبعه- لبث اليومُ غِرار الشَّهر: مثال شهر في الطول- هم على غِرارٍ واحد: متماثلون.
2 - قليل "ما لبثت إلاّ غرارًا- ما ذقت النّومَ إلاّ غرارًا".
3 - عجلة "جاءنا على غِرار".
4 - نُقصان أركان الصلاة "في صلاته غِرار". 

غَرارة [مفرد]:
1 - مصدر غرَّ2 وغرَّ3 وغرَّ4.
2 - حداثة السِّنّ "وقع في هذه الأخطاء بسبب غَرارته" ° كان ذلك على غَرارتي: في حداثة سنِّي.
• غَرارة الشَّباب: غفلته. 

غِرارة [مفرد]: ج غرائِرُ:
1 - كيس من الخيش ونحوه تُوضع فيه الحبوبُ، جوالق يكون فيها القديد والكعك.
2 - كيلٌ كانوا يتعاملون به إلى عهد قريب، ويُعادل ثمانين مُدًّا. 

غَرّ [مفرد]: ج غُرور (لغير المصدر):
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - شقّ في الأرض "غرٌّ تسكنُه الثعابين".
3 - كلّ كسر متثنٍّ في ثوب أو جلد "طوى الثوبَ على غرِّه" ° طويت فلانًا على غرِّه:
 تركته على حاله، كما كان من غير أن أكشف أمرَه. 

غَرَر [مفرد]: مصدر غرَّ3 وغرَّ4.
• الغَرَر: التَّعريض للهلاك أو للخطر ° حبلٌ غَرَر: غير موثوق به.
• بيع الغَرَر: (فق) بيع ما يجهله المتبايعان، أو ما لا يُوثق بتسلّمه، كبيع السَّمك في الماء، أو الطير في الهواء، وسُمِّي غَرَرًا؛ لأنَّ له ظاهرًا يغرُّ المشتري وباطنه مجهول. 

غُرّ [مفرد]: (حن) طائر من طيور الماء، طويل الساق، أسود الجسم، أبيض الرأس، يعيش على مياه المستنقعات والأحواض. 

غِرّ [مفرد]: ج أغرار وغِرار، مؤ غِرّ وغِرَّة وغريرة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ2 وغرَّ4: من ينخدع إذا خُدِع، ساذج سهل خداعه.
2 - شابٌّ لا خبرةَ له إذا خُدع انخدع "إن أخطأ فهو ما زال فتًى غِرًّا لم تعرُكه التّجاربُ".
3 - من يغفل الأمور التي يجب أن يعرفها.
4 - مَن تصابَى بعد حنكة. 

غرَّاءُ [مفرد]:
1 - (حن) طائر مائيّ أبيض الرأس.
2 - نبت طيِّب الرائحة.
3 - مؤنَّث أغرُّ: ما لها بياض في الجبهة ° جريدة غرَّاءُ: معتبرة، محترمة، مشهورة- مدينة غرَّاءُ: جميلة.
4 - مشهورة "ليلة غرَّاءُ". 

غَرَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدَّاع، كثير الإطماع بالباطل "استعذ بالله من الشيطان فإنّه غرَّار- حجج غرَّارة- غرَّار بالأباطيل".
2 - نجمةُ الصُّبح. 

غُرَّة [مفرد]: ج غُرَر:
1 - مصدر غرَّ3.
2 - أوّل كلّ شيء ومعظمه وطلعته ° الغُرَر: ثلاث ليالٍ من أوّل كلّ شهر قمريّ- غُرَّة الأسنان: بياضُها، أوّل ما يبدو منها- غُرَّة الرَّجل: ناصيتُه، وجهُه- غُرَّةُ الشَّهر: ليلة استهلال القمر فيه، أولَى لياليه- غُرَّة الفرس: بياض في جبهته- غُرَّة القوم: سيّدهم وشريفهم- غُرَّة المتاع: خياره ورأسُه- غُرَّة الهلال: طلعته. 

غِرَّة [مفرد]: ج غِرَر (لغير المصدر):
1 - مصدر غرَّ2.
2 - غفلة في اليقظة "أتاه/ أخذه على حين غِرَّة: على حين غفلة، فجأة، من غير انتظار".
3 - غفلة عظيمة " {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي غِرَّةٍ وَشِقَاقٍ} [ق] ".
• فتاة غِرَّة: قليلة التجربة تنخدع إذا خدعت. 

غَرور [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدّاع " {وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
2 - كلّ ما غرَّ الإنسان من مال أو جاه أو شهوة أو إنسان أو شيطان (للمذكّر والمؤنّث) "الدنيا/ المال غَرُور- {وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
3 - ما يتغرغر به من الأدوية "نصحه الطبيب باستعمال الغَرور". 

غُرور [مفرد]:
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها، أباطيل، تكبّر واختيال "ركبه الغرورُ- غُرور الشباب- لا يمكن شفاؤه من غُروره- قد يؤدِّي الغرور إلى دمار المغرور [مثل أجنبيّ]- {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا}: كلّ ما يمنِّيهم الشيطان إنَّما هو خداع وباطل" ° شخصٌ ركبه الغرور: معتزّ بنفسه لدرجة الغرور- غُرور بالنَّفس: شعور خادع بالأهمية.
3 - أنفة "غرور النصر". 

غَرير1 [مفرد]: ج أغِرَّاء وأغِرَّة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من غَرَّ1: مخدوع، مغرور.
2 - غِرّ؛ مَن لا تجربة له "شابٌّ غَرِير". 

غَرير2 [مفرد]: ج غُرَّان:
1 - عيش ناعم واسع "إنّه ينعم بعيش رغيد غَرير".
2 - كفيل، قيِّم، ضامن "أنا غَرِيرك من فلان: محذِّرك منه- أنا غَرِيرك من هذا الأمر: مَثَل في الخبرة والعلم". 

غُرَير [مفرد]:
1 - (حن) حيوان من آكلات اللحوم، هيئته بين الكلب والسّنّور، أسودُ القوائم قصيرها، أبيضُ الوجه، وعلى جانبي وجهه جُدَّتان سوداوان.
2 - فحل من الإبل. 

مغرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من غَرَّ1.
2 - مخدوع بنفسه، معجَبٌ بقيمته "إنّه شابٌّ مغرور يعتقد أنّه ذو أهميّة- خسِر المغرورُ بنفسه محبَّةَ النّاس له". 

غرر: غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو

مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال:

إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ،

بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا، لمغرور

أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك

لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ

فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر. واغْتَرَّ هو: قَبِلَ

الغُرورَ. وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي

غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ. وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ

كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.

يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن

المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث

عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة:

يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو

الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده

ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من

الذم؛ وقول طرفة:

أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي،

ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا عِرْضِي

إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن

الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.

والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.

وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال

الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل،

ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور،

بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. وفي التنزيل العزيز: لا

تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها

يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.

والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية. وقال

الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك. والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع

غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً

لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد

قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله

الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا. والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو

إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي

ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما

خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي

والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا

توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما

غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه. ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك

بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

أَغَرَّ هشاماً، من أَخيه ابن أُمِّه،

قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ

قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها،

قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن

والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما،

والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره

مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن

(*قوله« لضأْن» هكذا بالأصل

ولعله قوادم لضأن) .له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو

عبيد: الغَرير المَغْرور. وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه:

عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.

والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير،

والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل

بايعَ آخَرَ على مشورة

(* قوله « على مشورة» هو هكذا في الأصل، ولعله على غير

مشورة. وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ) . فإِنه لا يُؤَمَّرُ

واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته

في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير:

وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف

وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو

ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن

يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة

إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن

البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان

دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا

واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً

منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها،

لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت

الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛

هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع

الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع

رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر

المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن

شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن

يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما

فسرته، فافهمه.

والغَرِير: الكفيل. وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله. وأَنا غَرِيرُك من

فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه

ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه

قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب

عن أَبي نصر عنه قال:

أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها،

وأَنت مما ساءها غَرِيرُها

أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا

غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم

به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.

وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا

المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما

قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ. وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول

لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه

اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال:

الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور. وغَرَّرَ بنفسه

ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف،

والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ. ونهى رسول اللَّه ،صلى الله عليه

وسلم، عن بيع الغَرَرِ

وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. والتَّغْرير: حمل النفس

على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل

تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ

المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك

وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال

الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط

بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة. وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة

وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي

الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه،

كفانا الله فتنته. وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي

مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره. وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا

أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى:

فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ

مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى

أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.

والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس

أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم،

وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من

الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم

فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت

أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر

والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح،

وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس

بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما. وغُرّةُ

الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن

كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي

يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض. والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة

الفرس. ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف. ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه:

بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ،

وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.

والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء. وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً

وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ

مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ.

قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي

ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على

أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى

وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان

البَيْضاوانِ فوق عينيه. ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على

المثل. ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال

امرؤ القيس يمدح قوماً:

ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ،

وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ

وقال أَيضاً:

أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ

قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس:

وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ

أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم

مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم

لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض

المسافر. وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى:

وثِيابَك فطَهِّرْ. وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛

الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم

القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة:

ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ، ويَشِيمهُ

بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي

يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ،

وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من

الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد

بن الأَبرص:

ولقد تُزانُ بك المَجا

لِسُ، لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ

(* قوله «ولا علاكز» هكذا هو في الأصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي) .

وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه. وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في

غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر

آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. وغُرَّة كل شيء: أَوله. والغُرَرُ:

ثلاث ليال من أَول كل شهر. وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض

أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت

غُرّةَ شهر كذا. ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك

لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير

واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة

غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة

الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه

الليالي أَول شيء فيها. وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض

الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى

الله عليه وسلم ، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ

عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها

لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى

الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن

الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم:

هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر:

أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه،

إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه

(* قوله «وضياهبه» هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كل قف أو حزن أو موضع من

الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الاساس: سباسبه، وهي

جمع سبسب بمعنى المفازة) .

قال وأنشد أَبو بكر:

مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ،

شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء

ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال:

وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها

إليك، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ

(* قوله «بالماء» رواية الاساس: في الماء) .

الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال

هاجرة شَهْباء. وغُرّة الأَسنان: بياضُها. وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ

أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها. وقيل: هو إذا طلعت أُولى

أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه. ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا

الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم

غُرّان. وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه

ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم. ورجل أَغَرُّ:

شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان

وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم. وغُرّةُ النبات: رأْسه.

وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ

بُسوقه. وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل: طلعته ووجهه. وكل شيء بدا لك من ضوء أَو

صُبْح، فقد بدت لك غُرّته. ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ

والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى

غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر،

وٌغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة.

الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة. وفي الحديث:

المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء،

فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع

المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء. وفي الحديث

ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ

المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ. وفي حديث ابن عمر: إنّك

ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب

الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب

الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛

قال الشاعر:

إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ

غِرٌّ، فلا يُسْرَى بها

الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم

أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن

الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي

تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ

المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة

واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما

الغِرة. وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه

ابن الأَعرابي. ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.

واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه. واغْترَّ بالشيء: خُدِع به. وعيش غَرِيرٌ:

أَبْله يُفَزِّع أَهله. والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إِذا

شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.

والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم. وقال أَبو حنيفة: الغِراران

ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ،

فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛ ،منه قول هِجْرِس بن

كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه. ولَبِثَ

فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر. ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي

مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من

النوم وغيره. وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون

بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء.

قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج:

إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ

تَرَك العُيونَ ، فنَوْمُهُن غِرارُ

أَي قليل. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا

تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها

وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد:

فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا

أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ

فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم

فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا

يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في

التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول

وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم

في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال

ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن

نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة

لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز ؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ

التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ. وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة. ولقيته

غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة. وما أَقمت عنده

إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه

أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي

لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ

فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة

مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة. ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه

نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان. ويقال:: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً

فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها

تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها

للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ

فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق.

الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه

غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً

إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق

مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف. ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي

لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة

فتخصَّ واحداً. ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على

المثل. وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛

وقول أَبي خراش

(*: قوله «وقول أبي خراش إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا

ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة) :

فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ ، كأَنّما

يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ

قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ

واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ

الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد. وبنى

القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ. والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه

النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف

نصلاً:

سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الـ

ـغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ

قوله سديد ، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل،

وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد. والعَير: الناتئ في وسط النصل. ولم

يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل

فجاء مثل المثال. وزَعِلٌ: نَشِيط. ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.

والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر:

كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى

الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً.

الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد

غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً

إذا زقَّها. وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه. وفي حديث

معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي

يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه. وفي حديث علي،

عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه

أَي فَرْخَه. وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم

أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، والغَرُّ: اسمُ ما

زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل:

إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ،

غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ

يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ. ويقال: غُرَّ فلانٌ من

العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم. وغُرَّ عليه الماءُ

وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه. وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه. وغَرَّرَ

السقاء إِذا ملأَه؛ قال حميد:

وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه،

على الفَرْو ، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ

يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ

ملأْتها؛ قال الراجز:

فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ،

في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ،

غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ

القُصْبُ: الأَمْعاءُ . والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت

أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده

يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه.

الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة

غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه

كما وصفناه. والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله

بالغُرَّة؛ وقال الراجز:

كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه،

حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه

يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن

قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة

على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً

أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا. وقال أَبو سعيد:

الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال

الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة

الفارِهَةُ من غُرَّة المال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن

مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى

بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم

بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً،

عبداً أَو أَمة. وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه

عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله

عليه وسلم ، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس

الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة. وغُرَّةُ المال: أَفضله. وغُرَّةُ

القوم: سيدهم. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين،

قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء. وفي التهذيب: لا تكون إِلا

بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا

جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما

بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن

الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في

الجنين إِذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة. وقد

جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ،

وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي. وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ

لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما

يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل

شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه. وفي

الحديث :إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ

العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس. وكلُّ

شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة. وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ

فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون،

ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر:

عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ

الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.

وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال:

قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه

ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه

وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم:

حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها،

عن جُدَدٍ صُفْرٍ، وعن غُرورِها

الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على

كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ

فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على« غَرَّه. والغُرورُ في الفخذين:

كالأخادِيد بين الخصائل. وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها. وغَرُّ

الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال:

كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه ، إِذ تَجْنُبُهْ،

سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ

قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر

الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ

مَكاسِرُ الجلد. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ

نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على

غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة

دَائِها. وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما. والغَرُّ:

الشَّقُّ في الأَرض. والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي:

هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد:

سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة

جارية:

سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر

الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها

غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على

كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله:

كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ

غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في

خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل

الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً

بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها

فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ. وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل

العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً:

فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً،

فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ

والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها

تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة

صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله

وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده:

وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.

والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق

نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي:

كأَن القَتُودَ على قارِحٍ،

أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ

أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة. والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج

الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ

البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو:

أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ،

كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا

حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم

الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.

والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا

يُسيغه. والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق

ولَدُود وسَعُوط. وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً

وتَغَرْغُراً. وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع. وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ

بنفسه عند الموت. والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق. والغَرْغَرَةُ: صوتٌ

معه بَجَحٌ. وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له

نشِيشاً؛ قال الكميت:

ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة:

إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ

صَهْر. والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛

وأَنشد:وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها

لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا

والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة

والغُرْغُرة والغُراوي

(* قوله «والغراوي» هو هكذا في الأصل) .والزاورة.

وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك. وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه. وغَرْغَرَه

بالسّنان: طعنه في حلقه. والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي

يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي

يتردد.

وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة:

أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي،

وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور

والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال:

فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ

والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة. والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن

الحرث. والغَرّاء: فرسٌ بعينها. والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس:

سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا،

ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب

(* قوله« خراتي» هكذا في الأصل ولعله حزابي.)

وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال

الراجز:

وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن:

حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن

والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد

حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة:

حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها،

بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم

يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛

وقول الفرزدق يصف نساء:

عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط، وقد نَرَى

بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع

إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه،

رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع

والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في

رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت:

غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة،

يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا

وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً

فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ

مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على

بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون. وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي

عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ

الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن

على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن

الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛

قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيًّا أَي

مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به.

قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛

قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن

الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في

تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله

تعالى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد

تقدم في العين المهملة.

غرر
{غَرَّه الشَّيْطَانُ} يَغُرّه بالضّمّ {غَرّاً، بالفَتْح،} وغُرُوراً، بالضمِّ، {وغِرَّةً، بالكَسْرِ، الأَخِيرَة عَن اللَّحْيَانيّ،} وغَرَراً، محرّكةً عَن ابْن القَطّاع، فَهُوَ {مَغْرُورٌ} وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ، الأَخِيرة عَن أَبي عُبَيْد: خَدَعَهُ وأَطْمَعَهُ بالبَاطِلِ، قَالَ الشاعِر:
(إِنّ امْرَأً {غَرَّه مِنْكُنَّ واحَِدٌ ة ... بَعْدِي وبَعْدَكِ فِي الدُّنْيَا} لَمَغْرُورُ)
أَرَاد! لَمَغْرُورٌ جِدّاً أَو لَمَغْرُورٌ حَقَّ مَغْرُورٍ، ولَوْلا ذَلِك لم يَكُن فِي الكَلام ِ فائدَة، لأَنّه قد عُلِم أَنّ كُلَّ مَنْ {غُرَّ فَهُوَ مَغْرُورٌ، فأَيُّ فائدةٍ فِي قَوْله: لَمَغْرُور إِنّمَا هُوَ على مَا فُسِّر كَذَا فِي المُحْكَم.
} فاغْتَرَّ هُوَ: قَبِلَ الغُرُورَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قولِهِ تعالَى: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا {غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ. أَي مَا خَدَعك وسَوَّلَ لَك حتَّى أَضَعْتَ مَا وَجَب عَلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُه: أَي مَا خَدَعَكَ برَبِّك وحَمَلَكَ على مَعْصِيَتِه والأَمْنِ من عِقَابِه وَهَذَا تَوْبِيخٌ وتَبْكِيتٌ للعَبْد الَّذِي يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ وَلَا يَخافُه. وَقَالَ الأَصمعيّ: مَا غَرَّك بفُلانٍ، أَي كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث: عَجِبتُ من} غِرَّتِه باللهِ عَزَّ وجَلَّ، أَي {اغْتِراره.} والغَرُورُ، كصَبُورٍ: الدُّنْيَا صِفَةٌ غالِبَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وَلاَ {يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ} الغَرُورُ، قيل لأَنَّهَا {تَغُرّ وتَمُرّ. والغَرُورُ: مَا يُتَغَرْغَرُ بِهِ من الأَدْوِيَةِ، كاللُّعُوقِ والسَّفُوفِ، لِمَا يُلْعقَُويُسَفّ. والغَرُورُ، أَيضاً: مَا غَرَّك من إِنْسَان وشَيْطَانٍ وغَيْرِهِمَا قَالَه الأَصْمَعِيّ وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصَائر: مِنْ مالٍ وجَاهٍ وشَهْوَةٍ وشَيْطَانٍ، أَو يُخَصّ بالشَّيْطَانِ، عَن يَعْقُوبَ، أَي لأَنَّهُ} يَغُرّ النّاسَ بالوَعْدِ الكاذِبِ والتَنْمِيَة، وَبِه فُسِّرَ قولُه تعالَى: وَلَا {يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ، وقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْمِلُ الإِنْسَانَ على مَحابِّه ووَراءَ ذَلِك مَا يَسُوءُه، كَفَانَا اللهُ فِتْنَتَه. وقِيل: إِنّ الشَّيْطَانَ أَقْوَى} الغارِّين وأَخْبَثُهُم. وَقَالَ الزَّجَاج: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {الغُرُور بالضَّمّ، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: الغُرُور: الأَباطِيلُ، كأَنَّهَا جمع} غَرّ مصدر {غَرَرْتُهُ} غَرّاً. قَالَ)
الأَزهريّ: وَهُوَ أَحسنُ من أَنْ يُجْعَل مَصْدَرَ {غَرَرْتُ} غُرُوراً لأَنَّ المتعدِّىَ من الأَفعال لَا تَكادُ تَقعويَدْخُل فِي بَيْع الغَررِ البُيُوعُ المَجْهُولَة الّتي لَا يُحِيطُ بكُنْهِها المُتبايِعان حَتَّى تَكُونَ مَعْلُومَةً. (و) {غَرَّرَ القِرْبَةَ: مَلأَها، قَالَه الصاغانِيّ، وَكَذَا غَرَّرَ السَّقاءَ. قَالَ حُمَيْد:
(} وغَرَّرَهُ حَتَّى اسْتَدارَ كَأَنَّهُ ... عَلَى القَرْوِ عُلْفُوفٌ مِنَ التُّرْكِ رَاقِدُ)
{وغَرَّرَتِ الطَّيْرُ: هَمَّتْ بالطَّيَرَانِ ورَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا، مَأْخُوذٌ مِنْ} غَرَّرَتْ أَسنانُ الصَّبِيّ، إِذا هَمَّت بالنَّباتِ وخَرَجَت. {والغُرَّةُ} والغُرْغُرَةُ، بضمّهما: بَيَاضٌ فِي الجَبْهَة، وَفِي الصِّحَاح: فِي جَبْهَةِ الفَرَس، وفَرَسٌ {أَغَرُّ} وغَرّاءُ، قَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرَّ الفَرَسُ} يَغَرُّ {غُرَّةً فَهُوَ} أَغَرُّ. وَفِي اللّسَان: وَقيل: {الأَغَرّ من الخَيْلِ: الَّذِي} غُرَّتُه أَكْبَرُ من الدِّرْهَم، قد وَسَطَتْ جَبْهَتَه، وَلم تُصِب واحِدَةً من العَْيَنْين، وَلم تَمِلْ على واحِدٍ من الخَدَّيْنِ، وَلم تَسِلْ سُفْلاً، وَهِي أَفْشَى من القُرْحَةِ، والقُرْحَة قَدْرُ)
الدّرْهم فَمَا دُونَه. وقِيلَ: {الأَغرّ: لَيْسَ بضَرْبٍ واحدٍ بل هُوَ جِنْسٌ جامِعٌ لأَنْوَاعٍ من قُرْحَة وشِمْرَاخٍ ونَحْوِهما. وقِيل:} الغُرَّةُ إِنْ كانَتْ مُدَوَّرَةً فَهِيَ وَتِيرَةٌ، وإِنْ كَانَت طَوِيلَةً فَهِي شادِخَة.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّ الغُرَّة نَفْسُ القَدْرِ الَّذِي يَشْغَلُه البَيَاضُ من الوَجْه لَا أَنّه البَيَاضُ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرابيّ: يُقَال: بِم {غُرِّرَ فَرَسُك فيقولُ صاحِبُه: بشادِخَةٍ أَو بِوَتِيرَةٍ أَو بيَعْسُوبٍ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: فَرَسٌ} أَغَرُّ، وَبِه {غَرَرٌ، وَقد} غَرَّ {يَغَرُّ} غَرَراً، وجَمَلٌ أَغَرُّ، فِيهِ غَرَرٌ {وغُرُورٌ.
} والأَغَرُّ: الأَبْيَضُ من كُلّ شئٍ وَقد غَرَّ وَجْهُهُ {يَغَرّ، بالفَتْح، غَرَراً} وغَرةً: ابْيَضَّ إِن ابْن الأَعْرَابيّ كَمَا سيأْتي: وَمن المَجاز:! الأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرّ، وأَنشد الزمخشريّ لِذِي الرُّمَّة:
(ويَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْىَ أَقْصَى كِنَاسِه ... وتَنْزُو كَنَزْوِ المُعْلَقاتِ جَنَادِبُهْ)

(أَغَرَّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرَابِهِ ... إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُه وسَبَاسِبُهْ)
وَمن المَجَازِ أَيضاً، هاجِرَةٌ! غَرّاءُ: شديدةُ الحَرّ، قَالَ الشَّاعِر:
(وهاجِرَةٍ غَرّاءَ قاسَيْتُ حَرَّهَا ... إِلَيْكَ وجَفْنُ العَيْنِ بالمَاءِ سائِحُ)
وَكَذَا ظَهِيرَةٌ غَرّاءُ. قَالَ الأَصمعيّ: أَي بَيْضَاءُ من شِدَّةِ حَرّ الشَّمْس، كَمَا يُقَال: هاجِرَةٌ شَهْبَاءُ.
وأَنشد أَبو بَكْر:
(مِنْ سَمُومٍ كأَنَّهَا لَفْحُ نارٍ ... شَعْشَعَتْهَا ظَهِيرةٌ غَرّاءُ)
وَكَذَا وَدِيقَةٌ غَرّاءُ، أَي شَدِيدَةُ الحَرِّ. والأَغَرُّ الغِفَارِيُّ، والأَغَرُّ الجُهَنِيُّ، والأَغَرُّ بنُ ياسِرٍ المُزَنِيُّ: صَحابِيُّون. فالغِفارِيُّ رَوَى عَنْه شَبِيبُ بن رَوْح أَنَّه صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. والجُهَنِيُّ رَوَى عَنهُ أَبو بُرْدَةَ بنِ أَبي مُوسَى، والمُزَنِيُّ يَرْوِى عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ عَنهُ أَبو بُرْدَةَ فِي الصّحِيح، أَو هُمْ واحِدٌ قَالَه أَبو نُعَيمٍ، وَفِيه نَظَرٌ. أَو الأَخِيرَان، أَي الجُهَنِيُّ والمُزَنِيّ واحِدٌ، قَالَه التِّرْمِذِيّ. والأَغَرُّ: تابِعيّان، أَحدُهما الأَغَرُّ بن عَبْدِ الله، كُوفيٌّ، كُنْيَتُه أَبو مُسْلِمٍ، رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيد، وَعنهُ أَبو إِسحاق المُسَيّبيّ، وعَطاءُ بن السائِب، وَقَعَ لنا حَدِيثُه عالِياً فِي كِتَاب الذِّكْر للفِرْيابيّ. والثَّاني: الأَغَرُّ بن سُلَيْكٍ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أَغَرُّ بَنِي حَنْظَلَةَ، يَرْوِيَ المَراسِيلَ، رَوَى عَنهُ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، ذكرهمَا ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات. والأَغَرُّ: جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون، مِنْهُم الأَغَرُّ بن الصَّبَّاح المِنْقَرِيُّ، مولَى آلِ قَيْسِ بن عاصِمٍ، من أَهْل البَصْرَة، رَوَى عَنْه محمّدُ بنُ ثَوَاءٍ ذكرَه ابنُ حِبّانَ فِي أَتْبَاع التابِعينَ. قلتُ:) وَثَّقَةُ ابنُ مَعِينٍ والنَّسَائِيُّ. {والأَغَرُّ الرَّقَاشِيُّ، عَن عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَعنهُ يَحْيَى بنُ اليَمَانِ، رَوَى لَهُ ابْن ماجَه حَدِيثا واحِداً: أَنَّ النبيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم تَزَوَّجَ عائشَة عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُه خَمْسُون دِرْهَماً. والأَغَرّ: الرَّجُلُ الكرِيمُ الأَفْعَالِ الواضِحُهَا وَهُوَ على المَثَلِ. ورَجُلٌ أَغَرُّ الوَجْهِ: أَبْيَضُهُ. وَفِي الحَدِيث:} غُرٌّ مُحَجَّلُونَ من آثَارِ الوُضُوءِ يُرِيد بَيَاضَ وُجُوهِهِم بنُورِ الوُضُوءِ يَوْمَ القِيَامَة. وقولُ أُمِّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة:
(لِيَشْرَبَ مِنْهُ جَحْوَشٌ ويَشِيمَه ... بعَيْنَيْ قَطَامِيٍّ أَغَرَّ شَآمِي)
يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ قَطَامِيّاً أَبْيَضَ، وإِنْ كَانَ القَطَامِيّ قَلَّمَا يُوصَفُ {بالأَغَرّ، وَقد يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ عُنُقَه، فَيكون} كالأَغرِّ بيْنَ الرِّجَال. والأَغَرُّ من الرِّجال: الَّذِي أَخَذَتِ اللِّحْيَةُ جميعَ وَجْهِه إِلاَّ قَلِيلاً كأَنَّه {غُرَّة. والأَغَرُّ: الشَّرِيفُ، وَقد غَرَّ الرجُلُ يَغَرُّ: شَرُفَ،} كالغُرْغُرَةِ، بالضَّمّ، ج {غُرَرٌ، كصُرَدٍ، وغُرّانٌ، بالضَّمّ، قَالَ امُرؤ الْقَيْس:
(ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وأَوْجُهُهمْ عندَ المَشَاهِدِ} غُرّانُ)
أَي إِذا اجْتَمَعُوا لغُرْمِ حَمَالَةٍ أَو لإِدارَة حَرْبٍ وَجَدْتَ وُجُوهَهُم مُسْتَبشِرَةً غير مُنْكَرَةٍ. ورُوِى: بِيضُ المَسَافِرِ غُرّانُ. وَقَوله: {غُرَرٌ كصُرَد، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، وَهُوَ جَمْعُ} غُرَّة، وأَمَّا غُرّانٌ فجَمْعُ الأَغَرِّ، وَلَو قَالَ: جَمْعُه غُرٌّ! وغُرّانٌ كَمَا فِي المُحكم والتَّهْذِيب كانَ أَصْوَبَ والأَغَرُّ: فَرَسُ ضُبَيْعَةَ بنِ الحارِثِ العَبْسِيِّ من بَنِي مَخْزُومِ بنِ مالِكِ بنِ غالِبِ بن قُطَيْعَةَ والأَغَرُّ: فَرَسُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الله أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّ الشاعِر. والأَغَرُّ: فَرَسُ شَدّادِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَبْسيّ أَبِي عَنْتَرَة والأَغَرُّ: فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ ثوْرٍ البَكّائِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ عَمْرِو بن النَّاسِي الكِنَانِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ طَرِيفِ بنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيّ، من بَنِي تَمِيمٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ مالِكِ بن حَمّادٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنانيّ، واسمُه خَمِيصَة كَمَا حَقَّقَهُ السِّرَاجُ البُلْقَينِيّ فِي قَطْرِ السَّيْلِ، والأَغَرُّ: فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنَانٍ المُرِّيّ. والأَغَرُّ: فَرَسُ الأَسْعَرِ بن حُمْرَانَ الجُعْفيّ، فَهَذِهِ عشرَة أَفراس كِرام ساقَهم الصاغانيّ هَكَذَا. وَلَكِن فَرَسَ تَمِيمِ بنِ طَرِيف قيل إِنّهَا الغَرّاءُ لَا الأَغُّر، كَمَا فِي اللّسان، وسيأْتي، وغالِبُهُم مِنْ آلِ أَعْوَجَ. وفاتَه الأَغَرُّ فَرَسُ بَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبيعَةَ، وَفِيه يَقُول النابِغَة الجَعْدِيّ:
(أَغَرُّ قَسَامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خَلاَ يَدَهُ اليُمْنَى فتَحْجِيلُه خَسَا)
وَكَذَلِكَ الأَغَرُّ فَرَسُ بَني عِجْل، وَهُوَ من وَلَدِ الحَرُون، وَفِيه يَقُول العِجْليّ:)
(أَغَرّ من خَيْلِ بَنِي مَيْمُون ... بَيْنَ الحُمَيْلِيَّاتِ والحَرُونِ)
والأَغَرُّ: اليَوْمُ الحارُّ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ مَعَ قَوْله آنِفا: والأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرِّ تكْرَار، ٌ كَمَا لَا يُخْفَى. وَقد، غَرَّ وَجْهُه يَغَرُّ بالفَتْح، قَالَ شيخُنَا: قد يُوهشمُ أَنّه بالفَتْح فِي الماضِي والمُضَارِع، وَلَيْسَ كَذَلِك بل الفَتْح فِي المُضَارع لأَنّ الماضِيَ مَكْسُورٌ، فَهُوَ قِياس خِلافاً لِمَنْ تَوَهَّمَ غَيْرَه، غَرَراً، مُحَرَّكةً، وغُرَّةً، بالضَّمّ، وغَرَارَةً، بالفَتْح: صارَ ذَا غُرَّةٍ، وأَيضاً ابْيَضَّ، عَن ابنِ الأَعرابي. ّ وفَكَّ مَرّةً الإِدْغامَ ليُرِىَ أَنّ غَرَّ فَعِلَ، فَقَالَ: {غَرِرْتَ} غُرَّةً فأَنْت أَغَرُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ غُرَّةً لَيْسَ بمَصْدَرٍ، كَمَا ذهب إِليه ابنُ الأَعرابيّ هَا هُنا، إِنّمَا هُوَ اسِمٌ، وإِنّمَا كَانَ حُكْمُه أَنْ يَقُول: غَرِرْتَ غَرَراً. قَالَ: عَلَى أَنَّي لَا أُشَاحُّ ابنَ الأَعْرَابيّ فِي مثْل هَذَا.
{والغُرَّةُ، بالضَّمّ: العَبْدُ والأَمَةُ، كأَنَّهُ عَبَّرَ عَن الجِسْمِ كلِّه بالغُرَّة، وَقَالَ الراجِز:
(كُلُّ قَتِيل فِي كُلَيْبٍ غُرَّهْ ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ مُرَّهْ)
يَقُول: كُلُّهم لَيْسُوا بكُفْء لِكُلَيْب، إِنّمَا هم بمَنْزِلَة العَبِيدِ والإِمَاءِ، إِنْ قَتَلْتُهُم، حَتَّى أَْقُتَل آلَ مُرَّةَ فإِنَّهم الأَكْفَاءُ حِينَئِذٍ. قَالَ أَبو سَعِيد: الغُرَّةُ عِنْد العَرَبِ: أَنْفَسُ شيْءٍ يُمْلَك وأَفْضَلُه، والفَرَسُ غُرَّةُ مَال الرَّجُل، والعَبْدُ غُرَّةُ مالِه، والبَعِيرُ النَّجِيبُ غُرَّةُ مالِه، والأُمَةُ الفَارِهَةُ مِنْ غُرَّةِ المَال. وَفِي الحَدِيث: وجَعَلَ فِي الجَنِينِ غُرَّةً عَبْدَاً أَوْ أَمَةً. قَالَ الأَزهريّ: لم يَقصد النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَعْله فِي الجَنين غُرَّةً إِلاَّ جِنْساً واحِداً من أَجْنَاس الحَيَوان بعَيْنِه، فَقَالَ: عَبْداً أَوْ أَمَةً.
ورُوِى عَن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنّه قَالَ فِي تَفْسِير غُرَّة الجَنِين: عَبْدٌ أَبْيَضُ أَوْ أَمَةٌ بَيْضَاءُ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَلَيْسَ ذَلِك شَرْطاً عِنْد الفُقَهاءِ، وإِنّمَا الغُرَّة عِنْدهم مَا بَلَغَ ثَمَنُهَا عُشْرْ الدِّيَة من العَبِيدِ والإِمَاءِ. وَقد جاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَات الحَدِيث:} بغُرّة عَبْد أَو أَمَة أَو فَرَس أَو بَغْل. وَقيل: إِنّه غَلَطٌ من الرّاوِي. قلتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ رَواهُ محمّد بن عَمْرو، عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ: قَضَى رسولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الجَنِين بغُرَّة الحَدِيث، وَلم يَرْوِ هَذِه الِزيادَة عَنهُ إِلاّ عِيسَى بنُ يُونُس، كَذَا حَقَّقه الدارَ قُطْنىّ فِي كتابِ العِلَل. وَقد يُسَمَّى الفرَسُ غُرَّةً، كَمَا فِي حَدِيث ذِي الجَوْشَن: مَا كنتُ لأَقْضِيَه اليَوْمَ بغُرَّة فعُرِف مِمّا ذَكَرْنا كُلّه أَنّ إِطْلاقَ الغُرَّةِ على العَبْد أَو الأَمَة أَكْثَرِىٌّ. والغُرَّةُ من الشَّهْر: لَيْلَةُ اسْتِهْلالِ القَمَرِ، لبَياضِ أَوَّلِهَا، يُقَال: كَتَبْتُ غُرَّةَ شَهْر كَذَا.
وَيُقَال لثَلاث لَيَالٍ من الشَّهْرِ: الغُرَرُ والغُرُّ قَالَه أَبو عُبَيْد. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: سُمِّينَ غُرَراً، واحدتها غُرَّةٌ، تَشْبِيها بغُرّة الفَرَسِ فيَجْبَهته لأَن البَيَاض فِيهِ أَوّلُ شيْءٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ بَياضُ)
الهِلال فِي هَذِه اللَّيَالِي أَوّلُ شيْءِ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث فِي صَوْمِ الأَيّام الغُرِّ أَي البِيضِ اللَّيَالي بالقَمَرِ و، هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وأَرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ. ويُقال لَهَا: البِيُض أَيضاً. وقرأْتُ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ للبَدْرِ الدَّمامِينِيّ مَا نَصُّه: قَالَ الجَوْهَرِيّ: غُرَّةُ كُلِّ شيْءٍ: أَوَّلُه. لكنَّه قَالَ بإِثْر هَذَا: والغُرَرُ: ثلاثُ لَيَال من أَوَل الشَّهْر. وَكَذَا قَالَ غَيْرُه من أَهْلِ اللُّغَة. وَهُوَ صَرِيحٌ فِي عدم اخْتِصَاص الغُرَّةِ باللَّيْلَة الأُولَى. وَقَالَ ابنُ عُصْفُور: يُقال كُتِبَ غُرَّةَ كَذَا، إِذا مَضَى يَوْمٌ أَو يَوْمَان أَو ثَلاثَة وتَبِعَه أَبو حَيّانَ. والظاهِرُ أَنّ اشتراطَ المُضىّ سَهْوٌ. انْتهى. وقيلَ الغُرَّةُ من الهِلال: طَلْعَتُه، لِبَيَاضِهَا. الغُرَّةُ من الأَسْنَان: بَياضُها وأَوّلُهَا، يُقَال: غَرَّرَ الغُلاَمُ، إِذا طَلَعَ أَوَّلُ أَسْنَانِه، كأَنَّه أَظْهَر غُرة أَسْنَانِه، أَيْ بَياضها. والغُرَّةُ من المَتَاع: خِيَارُه ورَأْسُه، تَقول: هَذَا غُرّةٌ من غُرَرِ المتاعِ، وَهُوَ مَجاز. والغُرَّةُ من القَوْمِ: شَرِيفُهُم وسَيَّدُهُم، يُقَال: هُوَ غُرَّةُ قَوْمه، وَمن غُرَرِ قوْمه. والغُرَّةُ من الكَرْم: سُرْعَةُ بُسُوقِه. والغُرَّةُ من النَّبَات: رَأْسُه. والغُرَّةُ من الرَّجُل: وَجْهُه وقيِلَ: طَلْعَتُه. وكلُّ مَا بَدَا لَك من ضَوْءٍ أَو صُبْح فقد بَدَتْ لَك {غُرَّتُه.} وغُرَّةُ: أُطُمٌ بالمَدِينَة لِبَني عَمْرِو بنِ عَوْف من قَبَائِلِ الأَنْصَار، بُنِيَ مكانَه مَنارضةُ مَسْجدِ قُبَاءَ الْآن.
{والغَرِيرُ، كأَمِير: الخُلُقُ الحَسَنُ لأَنَّه يَغُرّ. وَمن المَجازِ: يُقَال للشَّيْخ إِذا هَرِم: أَدْبَرَ} غَرِيرُه، وأَقْبَلَ هَرِيرُه. أَي قد ساءَ خُلُقُه. (و) {الغَرِيرُ: الكَفِيلُ والقَيِّم والضامِنُ. وأَنشد الأَصمعيّ:
(أَنتَ لِخَيرِ أُمَّة مُجِيرُهَا ... وأَنْتَ مِمّا ساءَهَا} غَرِيرُهَا)
هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب عَن أَبي نَصْر عَنهُ. وَمن المَجَازِ الغَرِيرُ من العَيْش: مَا لَا يُفَزَّع أَهلُه، يُقَال: عيشٌ غَرِيرٌ، كَمَا يُقَال: عَيْشٌ أَبْلَهُ، ج {غُرّانٌ بالضمّ، ككَثِيبٍ وكُثْبَانٍ. والغَرِيرُ: الشابُّ الَّذِي لَا تَجْرِبَةَ لَهُ، كالغِرّ، بالكَسْرِ، ج} أَغِرّاءُ {وأَغِرَّةٌ، هُمَا جَمْعُ غَرِير، وأَما الغِرُّ، بِالْكَسْرِ، فجَمْعُه} أَغْرَارٌ {وغِرَارٌ، ككتَاب. وَمن الأَخِير حَدِيثٌ ظَبْيَانَ: إِنّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقلَ الأَرْض وقَرَارَهَا ورُؤُوسَ المُلُوكِ} وغِرَارَها. والأُنْثَى {غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ،} وغِرَّةٌ، بكَسْرِهما، قَالَ أَبو عُبَيْد: {الغِرَّة: الجارِيَةُ الحَديثَةُ السِّنِّ الَّتِي لَمْ تُجرِّب الأُمُورَ وَلم تَكُن تَعْلَمُ مَا يَعْلَم النسَاءُ من الحُبِّ، وَهِي أَيضاً غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ قَالَ الشاعرُ:
(إِنَّ الفَتَاةَ صَغِيرَةٌ ... غِرٌّ فَلا يُسْرَى بِهَا)
ويُقال أَيضاً: هِيَ} غَرِيرَةٌ. وَمِنْه حديثُ ابنِ عثمَر: إِنَّكَ مَا أَخَذْتَهَا بَيْضَاءَ {غَرِيرَةً وَهِي الشابَّة الحَدِيثَة الَّتِي لم تُجرِّب الأُمورَ. وَقَالَ الكِسائيْ: رجلٌ} غِرٌّ وامْرَأَة غِرٌّ، بيِّنَةُ {الغَرَارَةِ، بالفَتْح، من) قَوْم أَغِرّاءَ، قَالَ: ويُقَالُ من الإِنْسَان} الغِرِّ: {غَرِرْتَ يَا رَجُلُ، كفَرِحَ،} تَغَرّ {غَرَارَةً، بالفَتْح، وَمن} الغارِّ {اغْتَرَرْتَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الغَرِيرُ:} المَغْرُور، {والغَرَارَةُ من} الغِرَّة، {والغِرَّةُ من} الغارّ، {والغَرَارَةُ} والغِرَّة واحِدٌ. {والغَارُّ: الغافِلُ، زَاد ابنُ القَطّاع: لَا يَتَحَفَّظُ.} والغرَّةُ: الغَفْلَةُ. وَقد {اغْتَرَّ، أَي غَفَلَ، وبالشَّيْءِ: خُدعَ بِهِ وَالِاسْم مِنْهُمَا} الغِرَّةُ، بالكَسْر، وَفِي المَثَل: {الغِرَّةُ تَجلُبُ الدِّرَّةَ أَي الغَفْلَةُ تَجْلُب الرِّزْقَ حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه أَغارَ على بَنِي المُصْطَلِق وهُمْ} غارُّون، أَي غافِلُون. (و) {الغارُّ حافرُ البشئْر، لأَنَّه} يَغُرُّ البِئْرَ، أَي يَحْفِرها قَالَ الصاغانيّ، أَو من قَوْلِهِم: {غَرَّ فُلانٌ فُلاناً: عَرَّضَه للهَلَكَة والبَوَارِ.} والغِرارُ، بِالْكَسْرِ: حَدُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ والسَّيْفِ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: {الغِرَارَانِ: ناحِيَتَا المِعْبَلَةِ خاصَّةً. وَقَالَ غَيْرُه:} الغِرَارَانِ: شَفْرَتَا السَّيْفِ. وكُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدٌّ فحَدُّه {غِرَارُه، والجَمْع} أَغِرَّةٌ. (و) {الغِرَارُ: النَّوْمُ القَلِيلُ، وَقيل: هُوَ القَلِيلُ من النَّوْمِ وغَيْرِه، وَهُوَ مَجازٌ. ورَوَى الأَوْزاعِيُّ عَن الزُّهْرِيّ أَنّه قَالَ: كانُوا لَا يَرَوْنَ} بغِرَارِ النَّوْمِ بَأْساً.
قَالَ الأَصْمَعِيّ: {غِرَارُ النَّوْم قِلَّتُه. قَالَ الفَرَزْدَقُ فِي مَرْثِيَة الحَجَّاجِ:
(إِنّ الرَّزِيَّةَ فِي ثَقِيفٍ هَالِكٌ ... تَرَكَ العُيُونَ فنَوْمُهُنَّ} غِرَارُ)
أَي قَليلٌ. وَفِي حَديث النّبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: لَا! غِرَارَ فِي صَلاَةٍ وَلَا تَسْليمٍ. قَالَ أَبو عُبَيْد: الغِرَارُ فِي الصَّلاة: النُّقْصَانُ فِي رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا وطُهُورِهَا، وَهُوَ أَلاَّ يُتمَّ رُكوعَها وسُجُودَهَا وطُهُورَهَا. قَالَ: وَهَذَا كقَول سَلْمان: الصَّلاةُ مِكْيَالٌ، فمَنْ وَفَّى وُفِّىَ لَهُ، وَمن طَفَّف فقد عَلِمْتُم مَا قالَ الله فِي المُطَفِّفين. قَالَ: وأَما الغِرارُ فِي التَّسْلِيم فنرَاهُ أَنْ يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكم، فيَرُدّ عَلَيْهِ الآخَرُ: وعَلَيْكُم، وَلَا يقُول: وعَلَيْكُم السَّلام هَذَا من التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ سيدَه: نرَاهُ أَنْ يَقُولَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُم، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي الْمُحكم: عَلَيْكَ، أَوْ أَنْ يَرُدَّ بعَلَيْكَ وَلَا يَقُولُ: عَلَيْكُم، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: لَا غِرَارَ فِي صَلاةٍ وَلَا تَسْلِيمَ فِيهَا، أَي لَا قَلِيلَ من النَّوْم فِي الصَّلاة وَلَا تَسْلِيمَ، أَي لَا يُسَلِّم المُصَلِّى وَلَا يُسَلَّم عَلَيْهِ. قَالَ ابْن الأَثِير: ويُرْوَى بالنَّصْب والجَرِّ، فَمَن جَره كَانَ مَعْطُوفاً على الصَّلَاة، وَمن نَصَبَه كَانَ مَعْطُوفاً على الغِرَارِ، وَيكون المَعْنَى: لَا نَقْصَ وَلَا تَسْلِيمَ فِي صلاةٍ، لأَنّ الكَلام فِي الصَّلَاة بغيرِ كَلامها لَا يَجُوز، قلتُ: ويؤيّد الوَجْهَ الأَوّلَ مَا جاءَ فِي حديثٍ آخَرَ: لَا {تُغَارُّ التَّحْتِيَّةُ، أَي لَا يُنْقَصُ السَّلاَمُ، ولَكِنْ قُلْ كَمَا يُقَالُ لَك أَو زِدْ.
(و) } الغِرَارُ: كَسَادُ السُّوقِ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: للسُّوقِ دِرَّةٌ {وغِرَارٌ، أَي نَفَاقٌ وكَسَادٌ قَالَه الزمخشريّ. قلت: وهومَصْدَرُ غارّتِ السُّوق} تُغارُّ {غِرَاراً، إِذا كَسَدَتْ. وَمن المَجَاز: الغِرَارُ:) قِلَّةُ لَبَنِ الناقَةِ أَو نُقْصَانُه. وَقد} غارَّتْ {تُغارُّ} غِرَاراً، وَهِي {مُغَارٌّ، إِذا ذَهَبَ لَبَنُهَا لحَدَثٍ أَو لِعلّة.
وَمِنْهُم من قالَ ذَلِك عِنْد كَرَاهِيَتَهَا للوَلَد وإِنْكَارِهَا الحَالِبَ. وَقَالَ الأَزْهَريّ:} غِرَارُ الناقَةِ أَن تُمْرَى فتَدِرّ، فإِنْ لَمْ يُبَادَرْ دَرُّهُا رَفَعتْ دَرَّهَا ثمّ لم تدِرّ حَتَّى تُفِيقَ. وَقَالَ الأَصمعِيّ: وَمن أَمثالهم فِي تَعْجِيل الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِه: سَبَق دِرَّتَه غِرَارُه، ومثْلُه سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَه. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال:! غارَّت النَّاقَةُ {غِرَاراً، إِذا دَرَّت ثمّ نَفَرَتْ فرَجَعَت الدِّرِّةُ. يُقَال ناقَةٌ} مُغارٌّ بالضّمّ، و (، ج {مَغَارٌّ، بالفتْح، غيْرَ مصْرُوف. (و) } الغِرَارُ: المِثالُ الَّذِي يُضْرَب عَلَيْهِ النِّصالُ لتُصْلَحَ، يُقَال: ضَرَبَ نِصَالَه على {غرّارٍ واحِد أَي مِثَال، وَزْناً ومعْنىً. قَالَ الهُذَلِيُّ يَصفُ نَصْلاً:
(سَدِيد العَيْرِ لَمْ يَدْحضْ عَلَيْه ال ... غرارُ فقدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ)
(و) } الغِرَارَةُ بهَاءٍ وَلَا تُفْتَحُ خلافًا للعَامَّة: الجُوَالِقُ واحِدَةُ {الغَرَائِرِ، قَالَ الشَّاعِر: كأَنَّهُ} غِرَارَةٌ مَلأَى حَثَى. قَالَ الجَوْهريّ: وأَظُنُّه مُعَرَّباً. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: يُقَال: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفتْح: رَعَى إِبِلَهُ {الغرْغرَ كَذا نَقَلَه الصاغانيّ. وغَرَّ المَاءُ: نَضَبَ، كَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الصاغانيّ. ومُقْتَضَى عَطْفِ المصنّف إِيّاه على مَا قَبْلَهُ أَنْ يكونَ مُضارِعُه بالفَتْح أَيضاَ، فيَردُ عَلَيْه مَا نَقَلَه الجوهريُّ عَن الفَرَّاءِ فِي ش د د كَمَا سيأْتي ذِكْرُه. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ:} غَرَّ {يَغُرُّ، إِذا أَكَلَ} الغِرْغرَ: العُشبَ الْآتِي ذِكْرُه. وقَيَّد الصاغانيّ مضارِعَهُ بالضَّمّ، كَمَا رَأَيْتُه مُجَوّداً بخَطِّهِ. وغَرَّ الحَمَامُ، فَرْخَه، يَغُرُّه {غَرّاً، بالفَتْح،} وغِرَاراً، بالكَسْر: زَقَّةُ، وَمن ذَلِك حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ رَضِي الله عَنهُ: كانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلّم {يَغُرُّ عَلِيّاً بالعلْمِ أَي يُلْقِمُهُ إِيّاه. وَفِي حَدِيث عليّ رَضيَ الله عَنهُ: مَنْ يُطِع الله} يَغُرَّهُ كَمَا يَغُرُّ الغُرَابُ بُجَّهُ، أَي فَرْخَه. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ، وَقد ذَكَرَ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَا {يُغَرّان العِلْمَ} غَرّاً. والغَرّ، بالفَتْح: اسمُ مَا زَقَّهُ بِهِ، وجَمْعُه! غُرُورٌ بالضَّمّ ويُقَال: {غُرَّ فُلانٌ من العِلْم مَا لم} يُغَرَّ غَيْرُه: أَي زُقَّ وعُلِّم. والغَرُّ: الشَّقُّ فِي الأَرْض. والغَرُّ: النَّهْرُ الصَّغيرُ قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ. وَمِنْهُم من خَصَّه فَقَالَ هُوَ النَّهْرُ الدَّقيقُ فِي الأَرْض، وجمعُه {غُرُورٌ، وإِنَّمَا سُمِّىَ بِهِ لأَنَّه يَشُقُّ الأَرْضَ بالمَاءِ. وكُلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَوْ جلْد} غَرٌّ، زادَ اللَّيْثُ فِي الأَخير: من السَّمَن، قَالَ:
(قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّهِ ... ولاَنَ جِلْدُ الأَرْضِ بَعْدَ {غَرِّهِ)
وجَمْعُه} غُرُورٌ، وَقَالَ أَبو النَّجْم:
(حَتَّى إِذا مَا طارَ مِنْ خَبِيرِهَا ... عَنْ جُدَدِ صُفْرٍ وعَنْ {غُرُورِهَا)
)
(و) } الغَرُّ ع بالبَادِيَة قَالَ: {فالغّرَّ نَرْعَاه فجَنْبَيْ جَفْرِهِ. قلتُ: بَيْنَه وبَيْن هَجَرَ يَوْمانِ. (و) } الغَرُّ: حَدُّ السَّيْفِ، وَمِنْه قولُ هِجْرِسِ بنِ كُلَيْب حِين رأى قاتلَ أَبيه: أَمَا وسَيْفِي {وغَرَّيْهِ، ورُمْحي ونَصْلَيْه، وفَرَسِي وأُذُنَيْه، لَا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وهُوَ يَنْظُر إِلَيْه. أَي وحَدَّيه. ويُرْوُى: سَيْفِي وزِرَّيْهِ وَقد تقدّم. والغُرُّ، بالضّمّ: طَيْرٌ سُودٌ بِيضُ الرُّؤُوسِ فِي المَاءِ، الواحِدُ} غَرّاءُ، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثَى قَالَه الصاغانيّ. قلتُ: وَقد رأَيتُه كثيرا فِي ضواحِي دِمْيَاط، حَرَسَهَا الله تعالَى، وهم يَصْطادُونَه ويَبيعُونَه.! والغَرّاُء: المَدينَة النَّبَوِيَّة، على ساكنها أَفْضَلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التَّسْلِيم، سُمِّيَت لِبَيَاضها، لِمَا بِهَا مِنْ فُيوضاتِ الأَنوارِ القُدسيَّة وأَشعَّة الأَسْرَار النُّورانيّة. والغَرّاءُ: نَبْتٌ طَيِّب الرِّيحِ، شَديدُ البَيَاض، لَا يَنْبُتُ إِلاّ فِي الأَجَارِع وسُهُولةِ الأَرض، ووَرَقُه تافِهٌ، وعُودُه كَذَلِك، يُشْبِهُ عُودَ القَضْب إِلاّ أَنّه أُطَيْلِس. قَالَ الدِّينَوَرِيّ: يُحِبُّه المالُ كُلُّه وتَطِيبُ عَلَيْهِ أَلْبَانُها، أَو هُوَ الغُرَيْراءُ، كحُمَيْرَاءَ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ من رَيْحَانِ البَرِّ، وَلها زَهْرَةٌ شَديدَةُ البَياض، وَبهَا سُمِّيَت غَرّاءَ.
قَالَ المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِىّ:
(فيا لَك مِن رَيَّا عَرَارٍ وحَنْوَةٍ ... {وغَرّاءَ باتَتْ يَشْمَلُ الرَّحْلَ طِيبُهَا)
وَقَالَ ابنُ سِيدَه:} والغُرَيْرَاءُ {كالغَرّاءِ، وإِنّمَا ذَكَرنا} الغُرَيْرَاءَ لأَنّ العَرَبَ تَسْتَعْمِله مُصَغَّراً كَثِيراً.
والغَرّاءُ: غ بدِيارِ بني أَسَدٍ بنجْدٍ عِنْد ناصِفَة: قُوَيرةٍ هُناك، قَالَ معْنُ بنُ أَوْس:
(سَرَتْ مِنْ قُرَى الغَرَّاءِ حَتّى اهْتَدَتْ لنا ... ودُونِي حَزَابِيُّ الطَّرِيقِ فيَثْقُبُ)
والغَرّاءُ: فَرَسُ ابْنةِ هِشَام بن عَبْدِ المَلِك بنِ مَرْوانَ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلت: وَهُوَ من نَسْل البُطَيْنِ ابْن الحَرُون، ابْن عَمّ الذّائِدِ، والذائدُ أَبُو أَشْقرِ مَروانَ. {والغَرّاءُ أَيضاً: فَرَسُ طرِيفِ بنِ تَمِيم، صِفَةٌ غالِبَةٌ، وسَبَق للمُصَنّفَ فِي الأَغَرِّ تَبَعاً للصاغَانِيّ. والغَرّاءُ: فَرَسُ البُرْجِ بن مُسْهِر الطائِيّ ذَكَرَه الصاغانيّ، وعَجيبٌ من المصنّف كَيفَ تَرَكَه. والغَرّاءُ: طائرٌ أَسْوَدُ، أَبْيَضُ الرَأْسِ، للذّكَرِ والأُنْثى، ج} غُرٌّ بالضّمّ. قلتُ: هُوَ بِعَيْنِه الّذِي تقدّم ذِكْره، وَقد فَرَّق المصنّف فذَكَرَه فِي محلَّيْن جَمْعاً وإِفْرَاداً، مَعَ أَنّ الصّاغَانِيَّ وابنَ سِيدَه، وهُمَا مُقْتَداهُ فِي كِتَابه هَذَا، ذكَراه فِي محَلٍّ وَاحِد، كمَا أَسْلَفْنا النَّقْل، ومثْلُه فِي التَّهْذيب، وَهَذَا التَّطْويلُ من المصنّف غَرِيبٌ. وذُو الغَرّاءِ: ع عِنْد عَقِيقِ المَدينَة، نَقله الصاغانيّ. {والغِرْغِر، بالكَسْرِ: عُشْبٌ من عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَلَا يَنْبُت إِلاّ فِي الجَبَل، لَهُ وَرَقٌ نَحْو وَرَقِ الخُزامَى، وزَهْرتُه خَضْراءُ، قَالَ الراعِي:)
(كأَنَّ القَتُودَ على قارِحٍ ... أَطاعَ الرَّبِيعَ لَهُ} الغِرْغرُ)

(وزُبّادُ بَقْعَاءَ مَوْلِيَّةٍ ... وبُهْمَى أَنابِيبُها تَقْطُرُ)
أَراد: أَطاعَ زَمَنَ الرَّبِيعِ. واحدتُه {غِرْغِرةٌ. والغِرْغِر: دَجَاجُ الحَبَشَةِ، وتكونُ مُصِنَّة لاغْتذَائهَا بالعَذْرَة والأَقْذَار، أَو الغِرْغِر: الدَّجَاجُ البَرِّيّ، الوَاحِدَةُ غِرْغِرَةٌ، وأَنشد أَبو عَمْرو:
(أَلُفُّهمُ بالسَّيْفِ مِنْ كُلّ جانِبٍ ... كَمَا لَفَّتِ العِقْبَانُ حِجْلَى} وغِرْغِرَا)
وَذكر الأَزْهريّ قَوْماً أَبادَهُم الله، فجَعَلَ عِنَبَهم الأَراكَ، ورُمّانَهم المَظَّ، ودَجَاجَهُم الغِرْغِرَ.
{والغَرْغَرَةُ: تَرْديدُ المَاءِ فِي الحَلْقِ وعَدَمُ إِساغَتِهِ،} كالتَّغَرْغُرِ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرْغَرَ الرَّجُلُ: رَدَّدَ الماءَ فِي حَلْقِهِ فَلَا يَمُجُّه وَلَا يُسِيغُه، وبالدَّوَاءِ كَذَلِك.} والغَرْغَرَةُ: صَوْتٌ مَعَه بَحَحٌ شِبْهُ الَّذِي يُرَدِّدُ فِي حَلْقِه المَاءَ. والغَرْغَرَةُ: صَوْتُ القِدْرِ إِذا غَلَتْ، وَقد غَرْغَرَت، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(إِذْ لَا تَزالُ لضكُمْ {مُغَرْغِرَةٌ ... تَغْلِى وأَعْلَى لَوْنِهَا صَهْرُ)
أَي حارٌّ، فوَضَعَ المَصْدَر مَوْضِعَ الاسْمِ. والغَرْغَرَةُ: كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنْفِ، وكَسْرُ رَأْسِ القارُورَةِ، ويُقَال:} غَرْغَرْتُ رَأْسَ القَارُورَةِ، إِذا استخرجْت صِمَامَهَا. وَقد تقدّم فِي العَين الْمُهْملَة. وأَنشد أَبو زيْد لذِي الرُّمَّة:
(وخَضْراءَ فِي وَكْرَيْنِ {غَرْغَرْتُ رَأْسَهَا ... لأُبْلِىَ إِذْ فارَقْتُ فِي صاحِبِي عُذْرَا)
وَفِي بعض النَّسَخِ: رَأْسُ القَارُورَة بالرَّفْع على أَنَّه معطوفٌ على قَوْله: كَسْرُ وَهُوَ غَلَطٌ.
والغَرْغَرَةُ: الحَوْصَلَةُ، حَكَاهَا كُراعُ بِالْفَتْح، وتُضَمُّ، قَالَ أَبو زَيْد: هِيَ الحَوْصَلةُ} والغُرْغُرَةُ والغُرَاوَى والزَّاوِرة. والغَرْغَرَةُ: حِكايَةُ صَوْتِ الرّاعِي ونحوِه، يُقَال: الرّاعِي {يُغَرْغِرُ بِصَوْتِهِ، أَي يُردِّدُه فِي حَلْقهِ،} ويَتَغَرْغَرُ صَوْتُه فِي حَلْقِهِ، أَي يَتَردَّدُ. {وغَرَّ} وغَرْغَرَ: جَادَ بنفْسِه عِنْدَ المَوْت، {والغرْغَرَةُ: تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الحَلْقِ. (و) } غَرْغَرَ الرَّجُلَ بالسِّكِّين: ذَبَحَه. (و) {غَرْغَرَهُ بالسِّنَانِ: طَعَنَهُ فِي حَلْقِه، قَالَه ابنُ القَطَّاع. وغَرْغَرَ اللَّحْمُ: سُمِعَ لَهُ نَشِيشٌ عِنْد الصَّلْىِ، قَالَ الكُميت:
(ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طَاهِياً ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّهَا حِينَ} غَرْغَرَا)
المَرْضُوفة: الكَرشُ، وَهَذَا على القلْب، أَي لم يُؤْنِها الطاهِي، أَي لم يُنْضِجْها. وأَرادَ بالمُحْوَرِّ بياضَ القِدْر. {والغَارَّة: سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ، نَقله الصاغانيّ. وَمن المَجَازِ: أَقْبَلَ السَّيْلُ} بغُرّانِه، {الغُرّانُ، بالضَّمِّ: النُّفّاخاتُ فَوْقَ الماءِ، نَقله الصاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ. (و) } الغَرّان، بالفَتْح: ع، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وهُمَا ماءَان بنَجْد، أَحدُهما لبَنِي عُقَيل.! وغُرَارٌ، كغُرَاب: جَبَلٌ بِتهَامَةَ، وقيلَ) هُوَ وَادٍ عظيمٌ قُرْبَ مكةَ، شَرَّفها الله تعالَى. وَمن المَجاز: {المُغارُّ، بالضَّمّ: الكَفُّ البَخِيلُ، هَكَذَا فِي النُّسخ. وَالَّذِي فِي الأَساس والتَكْمِلَةَ: رَجُلٌ مُغارُّ الكَفِّ، أَي بَخِيلٌ. قلتُ: وأَصْلُه} غارتِ النَّاقَةُ، إِذا قَلَّ لَبَنُهَا. وذُو {الغُرَّةِ، بالضَّمّ: البَرَاءُ بنُ عازِب بنِ الحارثِ بن عَدِيّ الأَوْسِيّ أَبو عُمَارَةَ، قِيل لَهُ ذَلِك لِبَيَاضٍ كانَ فِي وَجْهِه نَقَلَه الصاغانيّ. ويَعِيشُ الهِلالِيُّ، وَيُقَال: الجُهَنِىُّ، وَقيل: الطَّائِيّ، رَوَى عَنهُ عبُد الرَّحْمنَ بنِ أَبِي لَيْلَى، صحابِيّان.} والأَغَرّانِ: جَبَلانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالجِيم والباءِ المُحَرَّكَتَيْن، والصَّواب حَبْلانِ بالحاءِ والمُوَحَّدَة الساكنَة، من حبَالِ الرَّمْلِ المُعْتَرِضِ بطَرِيق مَكَّةَ شَرَّفها الله تعالَى. قَالَ الراجِزُ:
(وقدْ قطَعْنَا الرَّمْلَ غيْرَ حَبْلَيْنْ ... حَبْلَىْ زَرُودَ ونَقا {الأَغَرَّيْنْ)
} واسْتَغَرَّ الرَّجُلُ: {اغْتَرَّ. وَفِي التَّهذيب:} اسْتَغَرَّ فلَانا واغْتَرَّه: أَتاهُ على {غِرَّة، أَي غَفْلَة، وَقيل:} اغْتَرَّهُ: طَلَبَ {غِرَّتَهُ. وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ: لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ وَلَا} تَغْتَرُّوهُنَّ أَي لَا تَطْلُبُوا {غِرَّتَهُنَّ. ويُقَال:} غَارَّ القُمْرِىُّ أُنْثَاهُ {مُغَارَّةً، إِذا زَقَّهَا، قَالَه الأَصمعيّ. وسَمَّوْا أَغَرَّ} وغَرُّونَ، بضمّ الراءِ المشدّدة، {وغُرَيْراً، كزُبَيْر، وسيأْتي فِي المستدركات.} والغُرَيْرَاءُ، كحُمَيراءَ: ع بمِصْر، نَقَلَه الصَّاغانيّ. وبَطْنُ الأَغَرِّ هُوَ الأَجْفَرُ مَنْزِلٌ من مَنَازلِ الحاجّ بطَرِيق مَكَّةَ، حَرَسَها الله تعالَى. وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفَتْح: تَصَابَى بَعْدَ حُنْكَة، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. ونَقَلَ الأَزهريّ عَنهُ فِي التّهذيِب مَا نَصُّه: ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: {غَرَرْتَ بَعْدي} تَغِرُّ {غَرَارَةً، فأَنْتَ} غِرٌّ، والجَارِيَةُ غِرٌّ، إِذا تَصَابىَ. انْتَهَى، فَلم يَذْكُر فِيهِ: بَعْدَ حُنْكَة. ثمَّ قولُه هَذَا مُخَالف لما نَقَلَهُ الجوهَرِيّ عَن الفَرّاءِ فِي ش د د حَيْثُ قَالَ: مَا كَانَ على فَعَلْت من ذَوات التَّضْعِيف غيرَ وَاقعٍ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَكْسُورُ العَيْن، مثل عَفَفْت وأَعِفُّ، وَمَا كَانَ وَاقعا مثل رَدَدْتُ ومَدَدْتُ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَضْمُومٌ إِلاّ ثَلاَثَةَ أَحْرُف جاءَت نَوادِرَ. فَذكرهَا، وَقد تَقَدَّم ذَلِك فِي مَحَلّه فليُنْظَر. {والغُرَّى، كحُبْلَى: السَّيِّدَةُ فِي قَبِيلَتِهَا، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَقد تقدَّمَ فِي العَيْن المهملَة أَن العُرَّى: المَعيبَة من النّسَاءِ، وبَيْن الرَّئِيسَة والمَعِيبَة بَوْنٌ بَعِيد.} وغُرْغُرَّى، بالضَّمّ والشَّدِّ والقَصْرِ: دُعَاءُ العَنْزِ لِلْحَلْبِ، نَقله الصاغانيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنا {غَرَرٌ مِنْكَ، محَرّكَةً، أَي} مَغْرُورٌ. وتَقُولُ الجَنَّة: يَدْخُلُنِي {غِرَّةُ النَّاسِ، بالكَسْرِ، أَي البُلْه، وهُمُ الَّذين يُؤْثِرُون الخُمُولَ، ويَنْبُذُونَ أُمُور الدُّنْيَا، ويَتَزَوَّدُون للمَعَادِ. ومَنْ غَرَّكَ بفُلان وَمن} غَرَّكَ مِنْ فلَان، أَي مَنْ أَوْطأَكَ مِنْهُ عَشْوَةً فِي أَمْرِ فُلان. {وأَغَرَّه: أَجْسَرَهُ. وأَنْشَد أَبو الهَيْثَمِ.)
(} أَغَرَّ هِشَاماً مِن أَخِيه ابنِ أُمِّهِ ... قَوَادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَتْ ورَبِيعُ)
يُرِيدُ أَجْسَرَه على فِرَاقِ أَخِيه لأُمِّه كَثْرَةُ غضنَمِه وأَلْبَانِهَا. وصَيَّرَ القَوَادِمَ للضَأْن، وَهِي فِي الأَخْلافِ، مَثَلاً، ثمَّ قَالَ: أَغَرَّ هِشاماً قَوادمُ لضأْن لَهُ يَسَّرَت، وظَنَّ أَنّه قد اسْتَغْنَى عَن أَخِيه. {والغَرَر: الخَطَر. وأَغَرَّه: أَوْقَعَهُ فِي الخَطَر.} والتَّغْرِيرُ: المُخَاطرةُ والغَفْلَةُ عَن عاقِبَةِ الأَمْر.
وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِيَ الله عَنهُ: اقْتُلوا الكَلْبَ الأَسْوَد ذَا {الغُرَّتَيْن وهما نُكْتَتانِ بَيْضَاوَان فَوْقَ عَيْنَيْه.} وغُرَّةُ الإِسْلاَمِ: أَوّلُه. وغُرَّةُ النَّباتِ: رَأْسُه. وغُرَّةُ المالِ: الجِمَال والخَيْل. ويُقَالُ: كَانَ ذَلِك فِي {- غَرَارَتِي، بالفَتْح، أَي حَداثَةِ سِنِّى. ولَبِثَ فُلانٌ} غِرَارَ شَهْرٍ، ككِتَاب، أَي مِثَالَ شَهْر، أَي طُولَ شَهْرٍ. {وغَرَّ فلانٌ فُلاناً: فَعَلَ بِهِ مَا يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ. وقولُ أَبي خِراشٍ:
(} فغارَرْتُ شَيْئاً والدَّرِيسُ كأَنَّمَا ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ)
قيل: معنى {غارَرْتُ: تَلَبَّثْتُ، وَقيل تَنَبَّهْتُ هَكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللسَان هُنَا، والصَّوَابُ ذَكَرُه فِي العَيْن المهملَة، وَقد تَقَدّم الكلامُ عَلَيْهِ هُنَاك، وَكَذَا رِوَايَةُ البَيْتِ. ويَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَجازٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كَيَوْمِ ابنِ هِنْد والجِفَارِ كمَا تَرَى ... ويَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ)
قَالَه الزمخشريّ. وَيُقَال: وَلَدَتْ ثَلاثةً على} غِرَارٍ واحِد، ككِتَاب، أَي بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْض لَيْسَ بَينهم جارِيَةٌ. وَقَالَ الأَصمعيّ: {الغِرَارُ: الطَّرِيقَة. يُقَال: رَمَيْتُ ثَلاثَةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد، أَي على مَجْرىً واحِد. وبَنَي القَوْمث بُيوتهم على غِرَارٍ وَاحِد. وأَتانَا على غِرَارٍ واحدٍ، أَي على عَجَلَةٍ. ولَقِيتُه} غِرَاراً، أَي على عَجَلَة، وأَصلُه القِلَّةُ فِي الرَّوِيَّةِ للعَجَلة. وَمَا أَقَمْتُ عِنْده إِلاّ {غِرَاراً، أَي قَلِيلا.} والغُرُورُ، بالضَّمّ: جمْع {غَرٍّ، بِالْفَتْح: اسمُ مَا زَقَّتْ بِهِ الحَمامةُ فَرْخَها، وَقد اسْتَعْملهُ عَوْفُ بن ذِرْوَة فِي سَيْرِ الإِبل، فَقَالَ:
(إِذا احْتَسَى يَوْمَ هَجِيرٍ هَائِفِ ... } غُرُورَ عِيديّاتِهَا الخَوانِفِ)
يَعْنِي أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تِلْكَ {الغُرُورَ. وحَبْلٌ} غَرَرٌ: غَيْرُ مَوْثُوقٍ بِهِ. قَالَ النَّمِرُ:
(تَصَابَى وأَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ ... وأَمْسَى لجَمْرَةَ حَبْلٌ {غَرَرْ)
} وغُرَّ عَلَيْه المَاءُ، وقُرَّ عَلَيْهِ الماءُ، أَي صُبَّ عَلَيْه. وغُرَّ فِي حَوْضِك: صُبَّ فِيهِ. قَالَ الأَزهريّ: وسمعتُ أَعرابيّاً يَقُول لآخرَ: غُرَّ فِي سِقَائِك، وَذَلِكَ إِذا وَضَعَهُ فِي المَاءِ وَمَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ فِي فِيهِ دَفْعاً بكَفِّه، وَلَا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ. وَفِي الحَدِيث: إِيّاكُمْ والمُشَارَّةَ، فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّهَ،)
وتُظْهِر العُرَّةَ، المُرَادُ {بالغُرَّة هُنَا الحَسَنُ والعَمَلُ الصالحُ على التَّشْبيه بغُرّة الفَرس. وَفِي الحَدِيثِ: عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ} أَغَرُّ {غُرَّةً إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ وصَفَاءِ، اللَّوْن أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ ومَعْرِفَتِه، من الغرَّة، وَهِي الغَفْلَةُ، كَمَا فِي حَديثٍ آخَرَ فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً. وَمن المَجَاز: طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه، بالفَتْح، أَي عَلَى كَسْرِهِ الأَوَّل. قَالَ الأَصْمَعِيّ: حَدّثَنِي رجلٌ عَن رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فنظرَ إِليه وقَلَّبَه ثمَّ قَالَ: اطْوِهِ على غَرِّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَة تصف أَباها، رَضِي الله عَنْهُمَا: رَدَّ نَشْرَ الإِسْلامِ على} غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه، أَرادَتْ تَدْبِيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقَابَلَةَ دائها بدَوَائها. والغُرُورُ فِي الفَخِذَيْن: كالأَخَادِيد بَين الخَصَائل. وغُرُورُ القَدَم: مَا تَثَنَّى مِنْهَا. وغَرُّ الظَّهْرِ: ثِنْىُ المَتْنِ، قَالَ الراجِز:
(كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجْنُبُه ... سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُه)
وَهُوَ فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: غَرُّ المَتْنِ طَرِيقُه. وغُرُورُ الذّراعَيْنِ: الأَثْنَاءُ الَّتِي بَيْنَ حِبَالِهما. والغُرُورُ: شَرَكُ الطَّرِيق. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغَرّانِ: خَطّانِ يَكُونَانِ فِي أَصْلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ. قَالَ ابنُ مَقْرُومٍ، وذَكَرَ صائداً:
(فأَرْسَلَ نافِذَ {الغَرَّيْنِ حَشْراً ... فخَيَّبَهُ من الوَتَرِ انْقِطَاعُ)
} والمَغْرُورُ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَةً على أَنَّها حُرَّةٌ فتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً. {وغَرٌّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ، وَهُوَ غير الَّذِي مَذْكُورٌ فِي المَتْن، قَالَ هِمْيَانُ بن قُحافَةَ:
(أَقْبَلْتث أَمْشِى} وبغَرٍّ كُورِى ... وكَانَ {غَرٌّ مَنْزِلَ الغُرُورِ)
} والغُرَيْرُ، كزُبَيْرٍ: فَحْلٌ من الإِبِلِ، وَهُوَ ترخيمُ تَصْغِير أَغَرّ، كَقَوْلِك فِي أَحْمَد: حُمَيْدٌ، والإِبِل الغُرَيْرِيّة منسوبةٌ إِليه، قَالَ ذُو الرُمَة:
(حَراجِيجُ مِمّا ذَمَّرَتْ فِي نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَة الشَّحْرِ الغُرَيْرُ وشَدْقَمُ)
يَعْنِي أَنّهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ، وَجعل {الغُرَيْرَ وشَدْقَماً اسْمَيْنِ للقَبِيلَتَيْن. وَقَالَ الفرزدقُ يصف نِساءَه:
(عَفَتْ بَعْدَ أَترابِ الخَلِيطِ وَقد نَرَى ... بهَا بُدَّناً حُوراً حِسَانَ المَدَامِعِ)

(إِذَا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ ... رَشِيفَ} الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ) الوَقَائع: المَنَاقِع، وَهِي الأَمَاكِنُ الَّتِي يَسْتَنْقِع فِيهَا المَاءُ. وَقَالَ الكُمَيت:
( {غُرَيْرِيّةُ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيّةٌ ... يَصِلْنَ إِلى البيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدَا)
)
} والغَرِير، كأَمِيرٍ: المُلْصَق المُلازِمُ. وَبِه فَسَّر بعضٌ حَدِيَث حاطِبٍ، وَقد تقدّم فِي العَيْن الْمُهْملَة.
{وتَغَرْغَرَتْ عَينُه بالدَّمْع: إِذا تَردَّدَ فِيهَا الماءُ.} وغُرُورٌ، بالضَّمّ: مَوضع. قَالَ امرُؤ القَيْس:
(عَفَا شَطِبٌ من أَهْلِه وغُرُورُ ... فمَوْبُولَة، إِنَّ الدِّيارَ تَدُورُ)
كَذَا نَقَلَه الصاغانيّ. قِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بدَمْخِ فِي دِيَار كِلاب، وثَنِيَّة بأُباضَ وَهِي ثَنِيَّةُ الأَحِيسَى، مِنْهَا طَلَعَ خاُلد بنُ الوَلِيدِ على مُسَيْمِلة. وَقيل: وَادٍ. وقولُ امْرِئ القَيْس يَحْتَمِل كُلَّ ذَلِك. قلتُ: {وغُرُورٌ أَيضاً قَرْيَةٌ بِمِصْرَ من الشَّرْقِيَّةِ.} والأَغَرُّ: جَبَلٌ فِي بِلاد طَيِّئ يَسْقِى نَخيلاً يُقَال لَها: المُنْتَهَب. فِي رَأْسِه بَياضٌ. {وغَرَّتَانِ، بِالفَتحِ: من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة، وهما أَكَمَتانِ سَوْداوانِ يَسْرَةَ الطَّرِيقِ إذِا مَضَيْتَ من تُوز إِلى سُمَيْرَاءَ. وأَبو} غَرَارَةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّث عَنهُ مُسَدَّدٌ. وكَزُبَيْر: محمّدُ بنُ {غُرَيْر، شيخٌ للبُخَارِىّ خُراسانِيٌّ.
} وغُرَيْرُ بنُ المُغِيرَة ابنِ حُمَيْدِ بن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، من وَلَدِه يَعْقُوبُ بنُ محمّد ابْن عِيسَى بن غُرَيْر، وغُرَيْرُ بنُ طَلْحَةَ القُرَشِيّ، وأَبو بَكْر عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَن بن غُرَيْر الدَّبّاسُ. وَفِي إِسحاق َ
بن غُرَيْرِ بن المُغِيرَة الزُّهْرِيّ يَقُول أَبو العَتَاهِيَة:
(مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبَابِه ... فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْر غُرُورْ)
وغُرَيْرُ بنُ هَيازِع بن هِبَةَ بنِ جَمّاز الحُسَيْنِيّ، أَميرُ المَدينَة، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة وغُرَيْرُ بنُ المُتَوَكِّل، لَهُ ذِكرٌ فِي أَيّام مَرْوَانَ الحِمَار. وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ: لَقَبُ عَبْدِ العَزِيز ابنِ عبدِ اللهِ، يَحْكى عَن ابْنِ الأَنْبَاريّ. {وغَرُّونَ المَوْصِليُّ: حَدّث عَن أَبي يَعْلَى. وأَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن لاجِينَ} - الأَغَرِّىّ، سَمِعَ الأَبَرْقُوهِيّ ويُعرَف بالرَّشِيديِ، ّ سمعَ مِنْهُ الحافِظُ ابنُ حَجَر وغَيْرُه، وَقد وَقَعَتْ لَنا أَسَانِيدُه عالِيَةً. والأَغَرُّ: لَقَبُ ضُبَيْعَةَ من بَنِي عَلِيّ بنِ وَائلٍ، ذَكَرَهُ العُكْبَرِىُّ فِي الأَمْثَال.
الغرر: ما يكون مجهول العاقبة لا يدرى أيكون أم لا.
غرر وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم. قَالَ: الغرار هُوَ النُّقْصَان يُقَال للناقة إِذا يبس لَبنهَا: هِيَ مُغارٌ قَالَ الْكسَائي: وَفِي لَبنهَا غرار. وقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: كَانُوا لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا يَعْنِي أَنه لَا ينْقض الْوضُوء قَالَ الفرزدق فِي مرثية للحجاج: [الْكَامِل]

إِن الرزية من ثَقِيف هَالك ... ترك الْعُيُون ونومهن غِرارُ

أَي قَلِيل فَكَأَن معنى الحَدِيث لَا نُقْصَان فِي صَلَاة يَعْنِي فِي ركوعها وسجودها وطهورها كَقَوْل سلمَان [الْفَارِسِي -] : الصَّلَاة مكيال فَمن وَفّي وُفي [لَهُ -] وَمن طفف فقد علمْتُم مَا قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي المطففين والْحَدِيث فِي مثل هَذَا كثير فَهَذَا الغرار فِي الصَّلَاة. وَأما الغرار فِي التَّسْلِيم فنراه أَن يَقُول: السَّلَام عَلَيْك أَو يرد. فَيَقُول: وَعَلَيْك وَلَا يَقُول: وَعَلَيْكُم والغرار أَيْضا فِي أَشْيَاء من الْكَلَام أَيْضا سوى هَذَا. يُقَال لحد الشَّفْرَة وَالسيف وكل شَيْء لَهُ حد: فحده عرار والغرار أَيْضا: الْمِثَال الَّذِي يطبع عَلَيْهِ نصال السهْم قَالَهَا الْأَصْمَعِي والغرار أَيْضا أَن يغر الطَّائِر الفرخ غرارا يَعْنِي أَن يزقه. وَقد رُوِيَ [عَن -] بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث: لَا إغرار فِي صَلَاة بِأَلف وَلَا أعرف هَذَا فِي الْكَلَام وَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي وَجه وَيُقَال: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم أَي لَا نُقْصَان فِيهَا وَلَا تَسْلِيم فِيهَا فَمن قَالَ هَذَا ذهب إِلَى أَنه لَا قَلِيل من النّوم فِي الصَّلَاة وَلَا تَسْلِيم فِي الصَّلَاة أَي إِن الْمُصَلِّي لَا يسلَم وَلَا يسلم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن حَكِيم بْن حزَام قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا أخرّ إِلَّا قَائِما.

زور

(زور) زورا اعوج صَدره وأشرف أحد جَانِبي صَدره على الآخر فَهُوَ أَزور وَهِي زوراء (ج) زور
(ز و ر) : (الزَّوَرُ) مَيْلٌ فِي الزَّوْرِ وَهُوَ أَعْلَى الصَّدْرِ وَفِي الصِّحَاحِ الزَّوَرُ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ دُخُولُ إحْدَى الْفَهْدَتَيْنِ وَخُرُوجُ الْأُخْرَى وَهُمَا لَحْمَتَانِ فِي زَوْرِهِ نَاتِئَتَانِ مِثْلُ الْفِهْرَيْنِ (وَفِي الْجَامِع) الْأَزْوَرُ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي نَتَأَ أَحَدُ شِقَّيْ صَدْرِهِ (وَبِمُؤَنَّثِهِ) سُمِّيَتْ دَارُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْمَدِينَةِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ أَحْدَثَ الْأَذَانَ عَلَى الزَّوْرَاءِ.
ز و ر : الزُّورُ الْكَذِبُ قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72] وَزَوَّرَ كَلَامَهُ أَيْ زَخْرَفَهُ وَزَوَّرْتُ الْكَلَامَ فِي نَفْسِي هَيَّأْتُهُ وَازْوَرَّ عَنْ الشَّيْءِ وَتَزَاوَرَ عَنْهُ مَالَ وَالزَّوَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَيْلُ وَزَارَهُ يَزُورُهُ زِيَارَةً وَزَوْرًا قَصَدَهُ فَهُوَ زَائِرٌ وَزَوْرٌ وَقَوْمٌ زَوْرٌ وَزُوَّارٌ مِثْلُ: سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ زَوْرٌ أَيْضًا وَزُوَّرٌ وَزَائِرَاتٌ وَالْمَزَارُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ وَالزِّيَارَةُ فِي الْعُرْفِ قَصْدُ الْمَزُورِ إكْرَامًا لَهُ وَاسْتِئْنَاسًا بِهِ. 
(زور) - في حديث طَلْحَة : "حتى أَزارَ به شَعُوب"
أي أَوردَ به المَنِيَّةَ فَزارَها
- في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "إِنّ لِزَوْرِك عليك حَقًّا". : أي لِزَائرِك، والمصادر كثيرا ما تُوضَع مواضعَ الَأسماءِ والصّفات كقولهم: صَوْمٌ، ونَوْمٌ، بمعنى صَامَ ونَامَ، وصَائِم ونَائم؛
- ومنه حديث أبي رافع: "أنه وقف على الحَسَن بن علي - رضي الله عنهم -، وهو نائم، فقال: أيها النَّومُ"
يُرِيد النائمَ، وقد يكون الزَّوْرُ جمع: زائر، كَرَاكِب ورَكْب، وتاجِر وتَجْر.
- في حديث المغيرة - في صفة النِّساء: "إن زَارَتْ زار": أي خرجت للزِّيارة.
زور
الزَّوْرُ: أعلى الصّدر، وزُرْتُ فلانا: تلقّيته بزوري، أو قصدت زوره، نحو: وجهته، ورجل زَائِرٌ، وقوم زَوْرٌ، نحو سافر وسفر، وقد يقال:
رجل زَوْرٌ، فيكون مصدرا موصوفا به نحو:
ضيف، والزَّوَرُ: ميل في الزّور، والْأَزْوَرُ: المائلُ الزّور، وقوله: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ
[الكهف/ 17] ، أي: تميل، قرئ بتخفيف الزاي وتشديده وقرئ: تَزْوَرُّ . قال أبو الحسن: لا معنى لتزورّ هاهنا، لأنّ الِازْوِرَارَ الانقباض، يقال: تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ عنه، ورجلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوَّرٌ، وبئرٌ زَوْرَاءُ: مائلة الحفر وقيل لِلْكَذِبِ: زُورٌ، لكونه مائلا عن جهته، قال: ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ 4] ، وقَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة/ 2] ، لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان/ 72] ، ويسمّى الصّنم زُوراً في قول الشاعر:
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
لكون ذلك كذبا وميلا عن الحقّ.

زور


زَوِرَ(n. ac. زَوَر)
a. Sloped, was inclined; was crooked, deformed.

زَوَّرَa. Falsified, altered, perverted; counterfeited
forged.
b. Declared false, rejected, disallowed.
c. Embellished, adorned.

أَزْوَرَa. Made, persuaded to visit.

تَزَوَّرَa. Lied.

إِزْتَوَرَ
(د)
a. Visited; repaired to; frequented.

إِزْوَرَّ
a. ['An], Turned away from.
زَوْر
(pl.
أَزْوَاْر)
a. Chest; breastbone.
b. Prudence; firmness.
c. Phantom, spectre, ghost, apparition, vision.
d. Visitors.

زَارَة []
a. Bird's crop.

زِيْر (pl.
زِيَرَة []
أَزْوَار []
أَزْيَار [ 38I ] )
a. Gallant, ladies' man.
b. Gallantry.
c. Hemp, flax.

زُوْرa. Lie, falsehood; lying, falsity, falseness.
b. False god, idol.
c. Vanity.
d. [ coll. ], Force, violence.
زَوَرa. Inclination.
b. Distortion.

أَزْوَر [] (pl.
زُوْر)
a. Oblique, slanting; awry, crooked.

زَائِر [] ( pl.
reg. &
زُوَّاْر
29)
a. Visitor.
b. Squinting.

زِوَار [] (pl.
أَزْوِرَة)
a. Cord.

زِيَار []
a. Cord.
b. Clog, shackles ( for a horse )

زِيَارَة []
a. Visit, call; pilgrimage.

زَوْرَآء []
a. Deep (well).
b. Silver cup, tankard.
c. [art.], Bagdad.
تَزْوِيْر
a. Forgery; falsification.

بِالزُّوْر
a. By force.

شاحَادَة زُوْر
a. False oath; perjury.

زَوْرَق (pl.
زَوَارِق)
a. Boat, skiff.
ز و ر: (الزُّورُ) الْكَذِبُ. وَالزَّوْرُ بِالْفَتْحِ أَعْلَى الصَّدْرِ وَهُوَ أَيْضًا الزَّائِرُونَ، يُقَالُ: رَجُلٌ (زَائِرٌ) وَقَوْمٌ (زَوْرٌ) وَ (زُوَّارٌ) مِثْلُ سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ (زَوْرٌ) أَيْضًا وَ (زُوزٌ) مِثْلُ نَوْمٍ وَنُوحٍ وَ (زَائِرَاتٌ) . وَ (الزَّوْرَاءُ) دِجْلَةُ بَغْدَادَ. وَقَدِ (ازْوَرَّ) عَنِ الشَّيْءِ (ازْوِرَارًا) أَيْ عَدَلَ عَنْهُ وَانْحَرَفَ وَ (ازْوَارَّ) عَنْهُ (ازْوِيرَارًا) وَ (تَزَاوَرَ) عَنْهُ تَزَاوُرًا كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقُرِئَ: «تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ» وَهُوَ مُدْغَمُ تَتَزَاوَرُ. وَ (زَارَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَكَتَبَ، وَ (زُوَارَةً) بِضَمِّ الزَّايِ وَ (الزَّوْرَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (اسْتَزَارَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَزُورَهُ. وَ (تَزَاوَرُوا) زَارَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (ازْدَارَ) افْتَعَلَ مِنَ الزِّيَارَةِ. وَ (التَّزْوِيرُ) تَزْيِينُ الْكَذِبِ، وَ (زَوَّرَ) الشَّيْءَ (تَزْوِيرًا) حَسَّنَهُ وَقَوَّمَهُ. وَ (الْمَزَارُ) الزِّيَارَةُ وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ أَيْضًا وَالزِّيرُ. مِنَ الْأَوْتَارِ الدَّقِيقُ وَ (الزِّيَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُزَيِّرُ بِهِ الْبَيْطَارُ الدَّابَّةَ أَيْ يَلْوِي بِهِ جَحْفَلَتَهَا. 
ز و ر

زرته زوراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزيارات. وفلان مزور غير زوار. وأقبلت المزدارة وهم زوار قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. واستزرته فزارني وازدراني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وهو زور صدق، وزور كريم، وهي وهم وهنّ زور. قال:

ومشيهن بالكثيب مور ... كما تهادى الفتيات الزور

وزوروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدوا بزيارته. وتقول: استضأت بهم فنوّروني، وزرتهم فزوّروني. وقال الكميت:

وجيش نصير جاءنا عن جنابة ... فكان علينا واجباً أن يزوّرا

وهو زير نساء، وفتية أزوار. وفي صدره زور: اعوجاج. ورجل أزور. وازورّ عنه وتزاور وازّاور. " تزاور عن كهفهم " وهو شاهد زور. وماله زور ولا صيور: قوة رأي. وما في هذا الحبل زور. وفرس عظيم الزور وهو أعلى الصدر. وزوّر الطائر: أكل حتى ارتفع زوره. وزوّرت عليّ: قلت الزور.

ومن المجاز: زور الحديث: ثقفه وأزال زوره أي اعوجاجه. وتزوّره: زوره لنفسه. قال:

ألغ أمير المؤمنين رسالة ... تزوّرتها من محكمات الرسائل

وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. ومنارة زوراء: مائلة عن السمت. ورمى بالزوراء: بالقوس. وفلاة زوراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذل. وتقول: قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور؛ وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.
زور
الزوْرُ: وَسْطُ الصَّدْرِ. وال! زوَرُ: مَيل فيه. وكَلْبٌ أزْوَرُ: لِلَّذي اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ زَوْرِه وخَرَجَ كَلْكَلُه.
والمُزَؤَرُ من الإبِلِ: الذي يَغْمِزُ المُذَمِّرَ حيْنَ سَلِّه من بَطْنِ أمِّه. وزَؤَرَ الطائرُ تَزْويراً: إذا أكَلَ فارْتَفَعَتْ حَوَاصِلُه. والزَوْرُ: عَسِيْبُ الفَحْلِ؛ بلُغَةِ اليَمَنِ. والأزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ إليك بمُؤخرِ عَيْنِه. والزَوْرَاءُ: القَوْسُ؛ لأنَّها عَوْجَاءُ. والزُوَرَةُ: الانْحِرَافُ عن الشَّيْءِ والبُعْدُ. وهي الاسْمُ من الأزْوَرِ. والزوْرَاءُ: مِشْرَبَةٌ من فِضَةٍ مُسْتَطِيْلَةٌ شِبْهُ التَّلْــتَلَةِ. ودارٌ بالحِيْرَةِ للنُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ. وكُلُّ فَعْلَةٍ دَنِيًةٍ غَيْرِ مَحْمُوْدَةٍ. وفَلاةٌ زَوْرَاءُ: بَعِيْدَة.
والزَوَرُ: الأزْوَرُ. والزُوْرُ: الكَذِبُ. وما يُعْبَدُ من دُوْنِ اللهِ. والقُوَّةُ. والرأيُ، فُلانٌ لازُوْرَ له: أي لاغِنَاءَ عِنْدَهُ. وزَوَّرْتُ الكَلامَ: قَوَيْته وشَدَدْته.
وزَوَّرْتُ الشَّيْءَ: عَوَجْته وأمَلْته عن جِهَتِه. والزِّوَرُّ: السَّيْرُ الشَّدِيْدُ. والزَوَزَةُ: الشَّدِيْدَةُ من النُّوقِ، وقيل: هي المُهَيَّأةُ للأسْفَارِ قد زُوِّرَتْ لها. والتَزْوِيْرُ: التقْوِيْمُ والتحْسِيْنُ، ومنه: كَلاَمٌ مُزَوَّرٌ. والتَزْويرُ: إكْرَامُ الضَّيْفِ، زَوِّرُوا ضَيْفَكم.
ورَجلٌ مُزَورٌ في حَسَبِه: أي مَغْمُوْزٌ. والزَيَارَةُ: مَعْرُوْفَةٌ، رَجُلٌ زائر، وهم زُوْز وزُوَّارٌ وزائرونَ. وزَارَني فلانٌ فَزَوَرْتُه: أي أكْرَمْته. والزيْرُ: الكَثِيْرُ الزِّيَارَةِ. والزُّويرُ: رَأسُ القَوْم وصاحِبُ أمْرِهِم. والأزْوَرُ: السَّيًدُ. والزوْرُ: صَخْرَةٌ كانَتِ العَرَبُ تُلْقِيها بَيْنَهم في الحَرْب فيقولون: لا نَفِرُ حَتى تَفِر الصَخْرَةُ. وصَبَحَ بَني فلانٍ زُويرُ سَوْءٍ: إذا غَزَاهُم القَوْمُ فأغاروا عليهم، وهو تَصْغِيْرُ الزائِر. والزَوَارُ والزيَارُ: الحَبْلُ الذي يُجْعَلُ خَلْفَ الكِرْكِرَةِ إذا ضَمَرَ البَعِيْرُ، يُقال: زُرْتُ البَعِيْرَ. والزَوْرُ: العُقَابُ الذي في البِئْرِ لا يُقْدَرُ على قَلْعِه. وفَضْل من الجَبَلِ في البِئْرِ. والزارَةُ: جَمَاعَةٌ من الإبِلِ ما بَيْنَ الخَمْسِيْنَ إلى السِّتِّيْنَ. وكذلك من النَاسِ والبستانِ. والأجَمَةُ: زَارَةٌ. وحَكَى الخارزنجيُّ: الزائرَةُ: الشحْمَةُ التي تكونُ حَوْلَ الداغِصَةِ من الدابةِ السمِيْنَةِ. وهو تَصْحِيْفٌ عندي؛ لأنَّه هو الرّائرَةُ - بالراء دُوْنَ الزاي -.
[زور] الزور: الكذِب. والزور أيضاً: الزون، وهو كل شيئ يتخذ رَبَّاً ويُعْبَدُ من دون الله. قال الاغلب. * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم * وكانوا جاءوا ببعيرين فعقلوهما وقالوا: لا نفر حتى يفر هذان. فعابهم بذلك وجعلهما ربين لهم. ويقال أيضاً: ماله زورٌ ولا صَيُّورٌ، أي رأْي يرجع إليه. والزُوَيرُ: زعيم القوم. قال الشاعر : بأيدى رجال لا هوادة بينهم * يسوقون للموت الزوير اليلنددا وقال آخر: قد نضرب الجيش الخميس الا زورا * حتى ترى زويره مجورا - والزور: أَعْلَى الصَدرِ. ويُسْتَحَبُّ في الفَرس أن يكون في زَوْرِهِ ضيقٌ، وأن يكون رَحْب اللَبانِ، كما قال عبد الله بن سلمة بن الحارث: مُتَقارِبِ الثَفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ * رَحْبُ اللَبانِ شديدِ طَيِّ ضَريسِ - وقد فرَق بين الزَوْرِ واللَبانِ كما ترى. والزَوْرُ أيضاً: الزائرون، يقال: رجلٌ زائرٌ وقوم زور وزوار، مثل سافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضا وزور، مثل نوم ونوح، وزائرات. والزور بالتحريك: الميل، وهو الصعر. والزور في صدر الفَرَس: دخولُ إحدى الفَهْدَتَيْن وخروج الاخرى. والزوراء: اسم مال كان لاحيحة بن الجلاح الانصاري، وقال فيه: إنى أقيم على الزوراء أعمرها * إن الكريم على الاخوان ذو المال - والزوراء: البئر البعيدة العقر. قال الشاعر: إذ تجعل الجارَ في زَوْراء مُظْلِمَةٍ * زَلخ المقام وتطوى دونه المرسا - وأرض زَوْراءُ: بعيدة. قال الأعشى: يَسْقي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً * زَوْراَء أَجْنَفَ عنها القَوْدَ والرَسَلُ - والزَوْراءُ: القَدَحُ. قال النابغة: وتُسْقى إذا ما شئتَ غيرَ مُصَرَّدٍ * بِزَوْراَء في حافاتِها المِسْكُ كانِعُ - ويقال للقَوْسِ: زَوْراءُ لميْلِها: وللجيش: أزور. ودجلة بغداد تسمى: الزوراء. والازوار عن الشئ: العدول عنه. وقد ازْوَرَّ عنه ازوِراراً، وازوار عنه ازويرارا، وتزاور عنه تزاورا، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه وانحرف. وقرئ:

(تزاور عن كفهم) *، وهو مدغم تتزاور. وزُرْتُهُ أُزُورُهُ زَوْراً وزِيارَةً وزوارَةً أيضا، حكاه الكسائي. والزورة: المرة الواحدة. والزورة: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ. قال الشاعر : وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كمشى السبنتى يراح الشفيفا - وأزاره، حَمَلَهُ على الزيارة. واسْتَزارَهُ: سَأَله أن يزوره. وتزاوروا: زار بعضهم بعضاً. وازْدار: افْتَعَل من الزيارة. وقال أبو كبير:

وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريم المِفْضَلِ * والتَزْويرُ: تَزْيينُ الكَذِبِ. وزورت الشئ: حسنته وقومته. ومنه قول الحجاج: " امرؤٌ زَوَّرَ نَفْسَهُ "، أي قَوَّمَها. والتَزْويرُ: كَرامَةُ الزائر. والمَزارُ: الزيارةُ. والمَزارُ: مَوْضِعُ الزيارة. والزيرُ من الرِجال: الذي يحبُّ محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيادته لهن. والجمع الزيرة. والزيرُ من الأَوْتارَ: الدقيق. والزير: الكتان، عن يعقوب. والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة. والزور: مثال الهجف: السير الشديد. قال القطامى: يا ناق خبى خببا زورا * وقلبي منسمك المغبرا - 
[زور] نه: فيه المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي "زور" هو الكذب والباطل والتهمة. ج: ذي "زور" وهو من يزور على الناس بأن يتزيى بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين بأن يخيط كُمًّا على كُمٍّ - ومر كلام فيه. نه: وفيه: عدلت شهادة "الزور" الشرك لقوله تعالى "والذين لا يشهدون "الزور" بعد قوله "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر". ن: قول "الزور" تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته. غ: "لا يشهدون "الزور"" أي الشركأسماء المنية. وح: كنت "زورت" في نفسي مقالة، أي أصلحت وهيأت، وكلام مزور أي محسن. ومنه: رحم الله امرأ "زور" نفسه، على نفسه، أي قومها وحسنها، وقيل اتهم نفسه على نفسه وحقيقته نسبها إلى الزور كفسقته. وفي ح الدجال: رآه مكبلًا بالحديد "بأزورة" وهي جمع زوار وزيار وهو حبل يجعل بين التصدير والحقب، أي جمعت يداه إلى صدره وشدت، ومحل بأزورة قصب، كأنه قال: مكبلًا مزورًا. وفي ح أم سلمة: أرسلت إلى عثمان: يا بني! ما لي أرى رعيتك عنك "مزورين" أي معرضين منحرفين، يقال أزور عنه وازوار. ومنه شعر عمر:
بالخيل عابسة "زورا" مناكبها
هو جمع أزور، من الزور الميل. وفي شعر كعب:
في خلقها عن بنات "الزور" تفضيل
الزور الصدر، وبناته ما حواليه من الأضلاع وغيرها. ك: زاد النداء الثالث على "الزوراء" هو بفتح زاي وسكون واو وفتح راء ممدودًا موضع بسوق المدينة، وقيل: إنه مكان مرتفع كالمنارة، وقيل: حجرة كبيرة عند باب المسجد، والنداء الثالث ثالث باعتبار الشرعية لكونه مزيدًا على الأذان بين يدي الإمام وعلى الإقامة للصلاة، وهو أول عند دخول الوقت باعتبار الوجود، وثالثيته بعد الإقامة أذانًا تغليبًا، وح أن النأذين الثاني أمر به عثمان نظرًا إلى عدم التغليب. ط: الزوراء هو دار في سوق المدينة يقف المؤذن على سطحه للنداء الثالث قبل خروج الإمام ليسعوا إلى ذكر الله ولا يفوته أوائل الخطبة والنداء الأول بعده عند صعوده للخطبة، والثاني الإقامة بعد نه من المنبر. غ: "الزارة" الأجمة والغابة، "زورته" هيأته. ومنه: "زيار" الدابة. مد: ""تزور" عن كهفهم" أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم - ويتم في فجوة من ف.
باب الزاي والراء و (وا يء) معهما ز ور، وز ر، ر وز

زور: الزَّور: وَسَطُ الصَّدْر. والزور: مَيَلٌ في وَسَط الصّدر. وكَلْبٌ أَزْور: استدقّ جوشنُ زَوْره وخرج كلكله كأنّه قد خُصِر جانباه، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ لا يكون معتدل التّربيع. قال أعرابيّ: الزَّوْر للزّائر، أي: صدرُ الدّجاجة للضّيف. ومَفازةٌ زوراء، أي: مائلة عن القصد والسّمت. والأَزْوَرُ: الذي ينظر إليك بمؤخّر عينه، قال :

تراهنّ خَلّفُ القَوْمِ زُوراً عيونُها

والزِّيار: سِفافٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى صدر البعير، بمنزلة اللَّبَب للدّابّة، ويسمّى هذا الذي يَشُدُّ به البَيْطار جحفلة الدّابّة: زياراً. والزّوراء: مِشْرَبةٌ مُستطيلة، شبه التَلــتلة، قال النابغة: وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسكُ كارعُ

والمُزَوَّرُ من الإبل: الذي إذا سَلَّهُ المُزَمِّرُ من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليقيمه، فيبقَى فيه من غمزه أثرٌ يُعْلَم أنّه مُزَوَّر. والإنسان يُزَوِّر كلاما، أي: يُقَوِّمه قبل أن يتكلّم به، قال :

أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤْمنين رسالةً ... تزوّرتُها من مُحكَماتِ الرَّسائلِ

والزَّور: الذّي يزورك، واحداً كان أو جميعاً، ذكراً كان أو أنثى. والزُّورُ: قول الكَذِب، وشهادةُ الباطلِ، ولم يُشتَقّ تزوير الكلام منه، ولكنْ من تزوير الصَّدر.

وزر: الوَزَرْ: الجبل يُلْجَأُ إليه، يقال: ما لهم حِصْنٌ ولا وَزَر. والوِزْرُ: الحِمْلُ الثّقيل من الإثم، وقد وَزَرَ يَزِر، وهو: وازر، والمفعول: موزور. والوزير: الذّي يَستَوْزِرُه الملكُ، فيستعين برأيه، وحالته: الوَزارة. وأوزار الحرب: آلتها، لا تُفْرد، ولو أُفْرِد لقيل: وِزْر، لأنهيرجع إلى الحمل الثّقيل، قال الضّرير: أُفْرِده، وأقول: وَزَر، لأنّ السِّلاح وَزَرُ الرّجل وحِصْنُه، قال الأَعشَى:

وأعددت للحرب أوزارَها ... رماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورا

روز: الرَّوْز: التَّجْربة [تقول] : رزت فلانا ورزت ما عنده. والرّازُ: رأسُ البنّائينَ، وحِرْفَتُهُ الرِّيازةُ، وجمعُ الرّازِ: الرَّازةُ.

زرى: الزَّرْيُ: أنْ يَزْرِيَ [فلانٌ] على صاحبه أمراً، إذا عابه وعَنَّفَهُ ليرجع فهو زارٍ عليه، قال :

نُبِّئْتُ نُعمَى على الهِجرانِ زارية ... سقياً ورعياً لذاك الغائب الزاري

وإذا أَدْخَلَ الرّجلُ على غَيْرِهِ أمراً فقد أزرى به وهو مُزْرٍ. والإزراء: التّهاوُن بالنّاس.

زير: الزِّير: الذي يُكْثِرُ مجالسة النّساء، والزّير مشتقّ من الفارسيّة. زرأ: المزرىء: تأسيسُ قولك: أَزْرَأَ فلان إلى كذا، أي: صار إليه وأَوَى إليه.

زار: الزّأرة: الأجَمة ذات الحَلْفاء والقصب. وزأر الأسدُ يزأر زئيراً وزئاراً. والفَحْلُ يَزْأَرُ في هَديره زَأْراً إذا ردّه في جوفه، ثم مدّه، قال رؤبة:

يجمعن زارا وهديرا محضاً

أزر: الأَزْرُ: الظّهر، وآزَرَهُ، أي: ظاهره وعاونه على أمر. والزّرع يؤازرُ بَعضُه بَعْضا، إذا تلاحق والتفّ. وشدّ فلانٌ أَزْرَه، أي: شَدَّ مَعقِدَ إزارِهِ، وائتزر أَزْرَة، ومنه قولُ الله عزّ وجلّ: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . والمِئْزرُ: الإزارُ نفسُه. آزر: اسم والدِ إبراهيمَ عليهِ السّلام.

رزا: ما رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً، أي: ما أصاب من مالِهِ شيئا. والرزء: المصيبة، والاسم: الرزيئة والمرزئة، وهذا يكون في صعير الأمرِ وكَبيرِهِ، حتّى يُقال: إنّ فلاناً لَقليلُ الرَّزء للطّعام، وأصابه رُزءٌ عظيم من المَصائب، والجميعُ: الأَرْزاءُ، قال لبيد:

[وأرى أَرْبَدَ قد فارقني] ... ومن الأَرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ

وإنّهُ لكَرِيمٌ مُرَزّأ، أي: يُصِيبُ النّاسُ من مالِهِ ونَفْعه. وقوم مُرَزَّءونَ، وهُمُ الّذينَ تُصِيبُهم الرّزايا في أموالهم وخِيارِهم.

أرز: الأَرُزّ: معروف. والأَرْزُ: شدّةُ تَلاحُمٍ وتَلازُمٍ في كَزازةٍ وصَلابةٍ. وإنّ فلاناً لأَرُوزٌ، أي: ضيّقٌ بخيلٌ شُحّاً، قال :

فذاك بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرزِ

ويُقالُ للدّابة: إنّ فقارَها لآرزةٌ، أي: مُتَضايقة متشددة، قال :

بآرزة الفَقارة لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ

وما بَلَغَ فلانٌ أَعْلَى الجَبَلِ إلاّ آرزاً، أي: مُنْقَبِضاً عن الانبساط في مَشيه من شِدّةِ إعيائِهِ، يُقال: أَعْيا فلانٌ فآرَزَ، أي: وَقف لا يَمضي.وسُئِلَ فُلانٌ شيئاً فآرَزَ، أي: انقبض عن أن يَجُودَ به وامتنع: ومن لم يَعرِفْ هذا قال: أرّز فأخطأ مثقّلاً.
[ز ور] الزَّوْرُ: وَسَطُ الصَّدْر، وقِيلَ: مُلْتَقَي أَطْراف عِظامِ الصَّدْرِ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ، وقِيلَ: هو جَماعَةُ الصَّدْرِ من الخُفِّ والجَمعُ: أَزْوارٌ. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ، وقِيلَ: هو إشرافَُ أَحَد جَانِبَيْهِ على الآخَرِ، زَوِرَ زَوراً، وهو أَزْوَرُ. وكَلْبٌ أَزْوَرُ: قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخَرجُ كلْكَلُه. وعُنٌ قُ أَزْوَرُ: مَائِلُ. والمُزَوَّرُ من الإِبِلِ: الذي يَسُلُّه المّذَمِّرُ من بَطنِ أُمِّه، فَيَعْوَجُّ صَدْرُه، ثم يُقِيمُه فَيَبْقَى أَثَرُ ذَلِكَ. ورَكِيَّةٌ زَوْراءُ: غَيرُ مُسْتِقيمَة الحَفْرٍ. ومَفازَةٌ: زَوْؤاءَُ: مَائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وقُوْسُ زَوْرَاءُ: مَعْطُوفَةٌ. والأَزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ بُمؤْخِرِ عَيْنْه. ونَاقَةٌ زَوْرَةٌ: تَنْظُر بُمؤْخَر عَنِيها، لِشدتَّها وِحدًّتِها، قال صَخْرُ الغَيِّ:

(ومَاءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كمَشْيِ السَّبَتْتَى يَراحُ الشَّفِيفَا)

ويُروَي: ((زُورَةٍ)) والأَولُ أَعْرِفُ. وزَاوَرَةُ القَطاةِ - مَفْتُوح الوَاوِ _: ما حَمَلَتْ فيه الماءَ لِفراخِها. والزَّوْرَاءُ: مَشْرَبَةٌ من فِضَّةِ مُسْتَطِيلَةٌ شِبْهُ التَّلْتَلَهِ، قال:

(بزَوْراءَ في حَافاتِها المِسْكُ كانِعُ ... )

وزَوَّرَ الطَّائُرِ: امْتَلاَّت حَوْصَلَتُه. والزِّوارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ من التَّصْدِير إلى خَلْفِ الكِرْكِرَة حتى يُثْبُتَ؛ لِئَلاّ يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيَحْتَبِسَ بَوْلُه، والجَمْعُ: أَزْوِرَةُ. وزِوَةُّ القَوْمِ: رَئِيُهم وسَيِّدُهم. ورَجُلٌ زَوَّارٌ، وزَوّارَةٌُ: غَليظٌ إِلَى القَصَر. ومَا لَه زُورٌ وَزَوْرٌ، أي رَأْيٌ وعَقْلٌ؛ الضَّمُّ عن يَعقوبَ، والفَتْحُ عن أَبِي عُبَيْدٍ، وقد غَلِط، وذَلَكَ أَنَّه قالَ: لا زَوْرَ له وَلا صَيُّورَ، وأُراهُ إِنَّما أَرادَ لا زَبْرَ له، فغَيَّرَه إِذْ كَتَبَه. وزَارَه زَوْراً وزِيَارَةً وزُروَارَةً، وازْدَارَه: عَادَه، قَالَ أبو كَبِيرٍ:

(فدَخَلْتُ بَيْتَاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ) ورَجُلٌ زَِائُرٌ من قَوْمٍ زُرَّرٍ، وزُوَّارٍ، وزَوْرٍ، الأَخيرةً اسْمٌ للجَمْعِ، وقِيلَ: هو جَمْعُ زَائِر، ورَجُلٌ زَوْوٌ، وقَوْمٌ زَوْرُ، يكونُ للواحِدِ والجِميعِ والمّذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ بلفْظٍ وَاحِدٍ؛ لأَنَّه مَصْدَرٌ. قالَ:

(حَبَّ بالزَّوْرِ الَّذِي لا يُرَى ... مِنْهُ إلاّ صَفَحةٌ عَنْ لَمَامْ)

ونِسْوَةُ زَوْرٌ كَذِلكِ، قَالَ:

(ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ ... )

(كما تَهاَدَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ ... )

ورَجُلٌ زَوّارٌ، وزَؤُورٌ، قال:

(إذا غَابَ عَنْها بَعْلُها لم أكُنْ لَها ... زَؤُوراً ولم تَأْنَسْ إِلَّى كِلابُها)

وقَدْ تَزاوَرُوا. والتَّزْوِيرُ: إكرامُ المُزُورِ الزَّائِرَ. وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمْتُه، قالَ ابنُ جنَّي: وذَلِكَ لاعْتِيادِه إيَّاهَا، وزَوْرِه لَهَا. والزِّيرُ: الَّذي يُخالِطُ النِّساءَ، ويُريدُ حديثهن لغير شر والجمع: أَزوارٌ وأزيارٌ، الأخيرةُ من باب عيد وأعياد - وزيرةٌ، والأنثى: زيرٌ، وقَالَ بَعَضهم: لا يُوصَفُ به المُؤَنَّثُ، وقيِلَ: الزِّيرُ: المُخالِطَ لَهْنَّ في الِباطِلِ. والزُّورُ: الكَذِب، وشَهادةَ الباطِل، رَجُلٌ زُورٌ، وقَوْمٌ زُورٌ. وكَلامٌ مُزَوَّرٌ، ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّةٌ بكَذِبٍ، وقِيلَ: مُحَسَّنٌ، وقِيلَ: هو المُثقفَّ قبلَِ أَنْ يتَكَلَّمَ به، ومنه قَولُ عَمَرَ: ((ما زَوَّرْتُ كَلاماً لأَقُولَه إِلاّ سَبَقنِي به أَبُو بَكْرٍ)) قالَ نَصْرُ بنُ سَيّارٍ:

(أَبْلِغْ أَمَيرَ المُؤْمنِينَ رِسالةً ... تَزَوَّرْتُها من مُحْكَماتِ الرَّسائِلِ)

وزَوَّرَ نَفْسَه: وَسَمَها بالزُّورِ. وفي الخَبَرِ عن الحَجَّاجِ: ((زَوَّرَ رَجُلٌ نَفْسَه)) . وزَورَّ الشَّهادَةَ: أبْطَلَها، مِنْ ذَلِكْ. وقَوْلُه تَعالَى: {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] قَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّورُ هاهُنا مَجِالِسُ اللَّهْوِ، ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا، إلاّ أَنْ يُريدَ مَجالِسَ الزُّورِ، وقِيلَ: الزُّورُ هُنا: الشِّرْكُ بِاللهِ، وقِيلَ: أعيادُ النَّصارَى، كِلاهُما عَنِ الزَّجَّاجِ، قالَ: والَّذِي جاَءَ في الزُّورِ أَنَّه الشِّرْكُ. وهو جَامِعٌ لأَعْيادِ النَّصارَى وغَيرِها، قَالَ: وقِيلَ: الزُّورُ هُنَا مَجالِسُ الغِناءِ. وزَوْرُ القَوْم وزَوِيرُهم، وزَوُيَرْهُم: سَيِّدهُم ورَأْسُهم. والزُّورُ: كُلُّ شَيءٍ يَتَّخَذُ رَبّا ويُعْبَدُ، قال الأَغْلَبُ:

(جَاءُوا بِزُورَيْهم وجِئْنَا الأَصمُ ... )

والأَصَمُُّ: رَجُلٌ، وكَانُوا جاءُوا ببَعيرَيْنِ فَعَقَلُوهُما، وقالُوا: لا نَفُرِ حتى يَفِرَّ هَذَانِ، قَال يَعْقُوبُ: فَعابَهُم بِذَلكَ وَجَعَلهُما رَبَّيْنِ لهم. والزِّير: الكتانُ، قال الحطَيْئَةُ:

(وإنْ غَضِبْتْ خَلْتَ بالِمشْفَرَيْنِ ... سِبَائِخ قُطْنٍ وَزِيراً نُسَالاَ)

والجَمْعُ أَزْوَارٌ. والزّبُر: ما اسْتَحكَمَ فَتْلًُه من الأَوْتارِ. وزِيرُ المَزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. ويَوْمُ الزَّوْرَيْنِ مَعْرُوفٌ. والزَّوْرُ: عَسِيبُ النَّخْلٍ. والزَّارةُ: الجَماعَةُ الضَّخْمَةُ من النَّاسِ والإبلِ والغَنَمِ. والزِّوَرُّ: السَّيرُ الشَّدِيدُ: قَالَ القُطامِيّ:

(يا نَاقَُ خُبِّي خَبَاً زِوَراَّ ... )

(وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَراَّ ... ) وقيل: الزِّوَرُّ: الشَّدِِيِدُ، فلَم يُخصَّ به شَيءُ دُونَ شَيءٍ. وزَارَةُ: حَيُّ من أَزْدِ السَّراةِ. وزَارَةُ: مَوْضِعٌ، قاَلَ:

(وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بَزارَةَ حَمْلُه السُّعُدُ)
زور
زارَ يَزور، زُرْ، زيارةً وزَوْرًا، فهو زائر، والمفعول مَزُور
• زار فلانًا: أتاه بقصد الالتقاء به، قصده لأنس أو حاجة "زار صديقَه في بيته- زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا: زُر حينًا بعد حين- حقّ على المزور أن يكرم زائره- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}: دُفنتم فيها". 

زوِرَ يَزوَر، زَوَرًا، فهو أَزْوَرُ
• زوِر الشَّخصُ: اعوجّ صدرُه.
• زوِر الشَّيءُ: مَالَ. 

أزارَ يُزير، أَزِرْ، إزارةً، فهو مُزِير، والمفعول مُزار
• أزاره المريضَ: حمله على زيارته. 

ازوارَّ عن يزوارّ، ازويرارًا، فهو مُزْوارّ، والمفعول مزوارٌّ عنه
• ازوارَّ الشَّخصُ عن الشَّيء: مال عنه وانحرفَ شيئا فشيئا "الشابّ الذي يزوارُّ عن الصواب لابد أن يُقوَّم". 

ازورَّ عن يزورّ، ازْوَرِرْ/ازْوَرَّ، ازورارًا، فهو مزوَرّ، والمفعول مزوَرٌّ عنه
• ازورَّ عن طريق الصَّواب: ازوارّ؛ مال عنه وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزْوَرُّ عَنْ كَهْفِهِمْ} [ق] ". 

استزارَ يستزير، اسْتَزِرْ، استزارةً، فهو مستزير، والمفعول مستزار
 • استزار فلانًا: طلب منه أن يزوره "استزار المريضُ أصدقاءه". 

تزاورَ/ تزاورَ عن يتزاور، تزاوُرًا، فهو متزاوِر، والمفعول متزاوَرٌ عنه
• تزاور النَّاسُ: زار بعضُهم بعضًا "أين المتزاورون في الله؟ ".
• تزاور عنه: مال وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}: تتزاور". 

زوَّرَ/ زوَّرَ على يزوِّر، تزويرًا، فهو مزوِّر، والمفعول مزوَّر
• زوَّر الكلامَ: كذب فيه، زخرفه وموّهه "زوّر الشاهدُ ماوقع في الحادث".
• زوَّر توقيعَ المدير: قلّده وزيّفه بقصد الانتفاع به بغير حق "اكتشف تزويرًا في المستندات- زوَّر النقودَ".
• زوَّر القاضي شهادتَه: أبطلها وعدَّها زورًا.
• زوَّره المكانَ: جعله يزوره "زوّر تلاميذه المتحف".
• زوَّر عليه: قال عنه الكذب والباطل. 

إزارة [مفرد]: مصدر أزارَ. 

أَزْوَرُ [مفرد]: ج زُور، مؤ زَوْراء، ج مؤ زوراوات وزُور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زوِرَ ° الزَّوْراءُ: مدينة بغداد.
2 - من ينظر بمؤخر عينه.
3 - بعيد "أرضٌ زوراء". 

استزارة [مفرد]: مصدر استزارَ. 

تزوير [مفرد]: مصدر زوَّرَ/ زوَّرَ على.
• تزوير انتخابيّ: (قن) مجمل المخالفات المتعلّقة بالترشيح ولوائح الانتخابات وعملية التصويت وعدّ الأصوات. 

زائر [مفرد]: ج زائرون وزَوْر وزُوّار وزُوّر، مؤ زائرة، ج مؤ زائرات وزوائر وزُوّر: اسم فاعل من زارَ ° أُستاذ زائر: أستاذ جامعيّ يُدعى ليدرِّس في كلّيّة أخرى أو جامعة لفترة محدَّدة من الوقت- الزُّوّار: الذين يزورون الأماكن المقدسة أو المرضى في المستشفيات- مرحبًا بالزائرين: عبارة ترحيب- مُمرِّضة زائرة: ممرِّضة توظفها وزارة الصِّحة العامة أو المستشفى لتشجيع صحة المجتمع، وخاصّة لزيارة ومعالجة المرضى في بيوتهم. 

زار [مفرد]: حفلة راقصة يُقال: إنها تُقام لطرد الأرواح الشريرة التي تمس الأجسام كما يزعمون. 

زَوْر [مفرد]: ج أزْوَار (لغير المصدر):
1 - مصدر زارَ.
2 - أعلى الصَّدر، ملتقى أطراف عظام الصَّدر "آلام الزَّوْر". 

زَوَر [مفرد]: مصدر زوِرَ. 

زُور [مفرد]:
1 - شهادة الباطل افتراءً وبهتانًا " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} " ° شهادة الزُّور: شهادة كاذبة أو مضلِّلة أمام سلطة قضائيّة، أو غيرها تجزم بالباطل وتنكر الحقّ.
2 - كَذِب "يدَّعي التقوى زُورًا- حلف بالزّور- {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} ". 

زِيارة [مفرد]:
1 - مصدر زارَ.
2 - إتيان بقصد الالتقاء "زيارة الأصدقاء/ المرضى- زيارة ودِّيَّة" ° بِطاقَة زيارة: بطاقة مطبوع عليها اسم الزائر كاملاً وغرض زيارته.
3 - إتيان بقصد التبرُّك أو الحج "زيارة الأماكن المقدَّسة/ الأولياء".
• حَقُّ الزِّيارة: حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طِفلهما كما نُصّ في أمر الطلاق أو الانفصال. 

زِير [مفرد]: ج أزْوَار وأَزْيار وزِيار وزِيَرَة:
1 - جَرَّة كبيرة واسعة الفم يُوضع فيها الماء (انظر: ز ي ر - زِير).
2 - من يكثر من زيارة النساء، ويحب محادثتهن ومجالستهن "إنه زير نساء".
3 - (سق) أحد أوتار العود، وصوته رقيق. 

مَزار [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من زارَ.
2 - اسم مكان من زارَ: "اهتمت الدولة بالمزارات السياحيَّة".
3 - ما يزار من مقابر الأولياء "مَزار سيِّدي عبد الرحيم القِنويّ". 

مُزير [مفرد]: اسم فاعل من أزارَ. 

مُستزير [مفرد]: اسم فاعل من استزارَ. 
زور: زار: حج، قضى فريضة الحج (بوشر، همبرت ص152).
زار: أهدي، أعطى هدية (ميهرن ص28).
زَوِر: امتلأ بالطعام وغص (بوشر).
زَوَّر (بالتشديد): لفَّق، حرّف، قلّد (بوشر)، غيرّ بدّل (هلو). وكتاب مُزوّر عن لسان أحد أي كتاب ملفق مقلد (بوشر). وفي حيّان - بسّام (3: 140و): تلك الكتب المزوّرة أي المقلدة الملفقة.
زَوّر شهادته: أعلن أنها شهادة زور أي باطلة.
وزوّر شهادته: شهد بما لا يعلمه أو بخلاف ما يعلمه (محيط المحيط).
زوَّر: اضطر، أجبر (هلو).
زاوره: ضاجره وناكده (محيط المحيط).
ازور: انحرف عن وجهته، ففي ألف ليلة (1: 203): فأخذت زوجتي قطعة سمك ولقمة فدستها في حنكه فازور بعضه في حنكه فمات لوقته.
زَوْر: حلقوم، حنجرة (بوشر).
زُور: تقليد، تلفيق بالكتابة (هلو).
بالزور: افتراءً، بهتاناً، زوراً (بوشر).
حلف بالزور: حلف باطلاً (بوشر).
زُور: قهر، غصب، اقتسار (هلو).
بالزور: بقوة، بقسر (دلابورت ص138، دوماس حياة العرب ص359).
زور: هذه الكلمة ليست واضحة المعنى لدي وقد وردت في الفخري (ص284) ففيه: وقد رفض الوزير ابن خاقان أن يقبل هدية من المال والقماش قدمها إليه سلطان مصر ((وأمر بالمال فحمل إلى خزانة الديوان وصحح بها وأخذ به زوراً لصاحب مصر)).
زَوْرِيّ: حَلْقي (بوشر).
زُورِي: شهادة زور (أبو الوليد ص350).
زيارة: حج (بوشر، همبرت ص152، ابن خلكان 1: 481) مثل زيارة النصارى لبيت المقدس (ابن خلدون طبعة نورنبرج ص34) وخاصة زيارة المسلمين لقبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293، كرتاس ص77، تاريخ البربر 1: 16، المقدمة 3: 408).
وفي أيام الموحدين كانت الزيارة هي الحج إلى قبر المهدي في تينملل، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص38 و. ق): وأخذ في الحركة إلى الزيارة، ذكر حركة أمير المؤمنين رضي الله عنه من مراكش إلى زيارة قبر المهدي رضي الله عنه بتينملل.
زيارة: هدايا تقدم إلى قبر الولي أو إلى زاوية أو إلى ناسك (دوماس صحارى ص233، دوماس قبيل ص66، وعادات ص 212، 328، كاريت قبيل 1: 230، جاكو ص295، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 398).
عيد الزيارة: عيد زيارة القديسة العذراء للقديسة اليزابث (اليصابات) (بوشر).
زائر: من يقصدون الخليفة لاستلام الهدايا أو يسألون إحساناً وقد أطلق عليهم اسم سُؤَّال ولما كانت هذه الكلمة تعني المكدين فقد غيرها خالد البرمكي بزُوَّار (الفخري ص185).
زائر: حاج (بوشر، همبرت ص152) وتطلق خاصة على من يقصد زيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293).
تزوير: تقليد (بوشر).
مَزَار، وتجمع على مزارات: مكان الزيارة (بوشر، ابن بطوطة 1: 74، 3: 62،، 86، 156 الخ، تاريخ البربر 1: 186). وفي العبدري (ص6 و): وبه مزارة (مزارات) كثيرة.
مزار عند البياضية (الأباضية) في عمان: مثل المسجد عند باقي المسلمين، وغالباً ما يدفن فيه الأولياء حيث تحترم ذكراهم (بلجراف 2: 262).
مُزوَّر ومُزَوَّرة وجمعها مزاوِر ومُزَوَّرات: طعام لا لحم فيه يتخذ من البقول فقط، وكذلك المسكر من الأشربة الحلوة. ففي معجم المنصوري: مُزَوَّرات هو ما يستعمله من يشرب المسكر من الأشربة الحلوة إذا جالس الشرب وهو من التزوير وهو ... الكَذِب والزُور هو الكذب، وكذلك المزورات من الطبيخ هي ألوان تتخذ من الحبوب ومن البقول بغير لحم (وفي المخطوطة بياض).
وفي بيت للشاعر الفارسي خاقاني في الجريدة الآسيوية (1865، 1: 360) يفسره بقوله: جون ديد حرار ثم بدل در ... كُفتا كه زاشك كن مزوّر
وقد ترجمه السيد خانيكوف إلى الفرنسية بما معناه: ((وقد رأيت إن الحرارة تحرق قلبي فقال (الطبيب) لي حضر شراب التيزان والدموع)).
وفي التعليقات على التحفة بخط المؤلف نجد: مزور ومزورة بالتشديد طعام بي كُوشت كه از كشنيز وأمثال آن درآن كنُد ونجور وبيمار وهند، أي طعام يحضر بلا لحم وتجعل فيه كزبرة أو عقار من هذا القبيل، ويقدم للمرضى.
وفي محيط المحيط: والمزوَّرة عند الأطباء كل غذاء دبر للمريض بدون اللحم، وقد يتوسع فيها فتطلق على ما يلقى فيها اللحم أيضاً. وفي ابن البيطار (1: 35): وإذا اتخذ منه مزورة نفعت من الحمى الحادة. وفي تذكرة الأنطاكي: (اطراية) والشعيرية في مزاور المرضى (ابن خلكان 9: 145).
ومزورة (في الجزائر): ضرب من البرغل الدقيق يتخذ من الدقيق الناعم وأصبح كالحب الدقيق (دي سلان ترجمة ابن خلكان 3: 667 رقم 21).
ومزورة في الشام طعام من اللوز المدقوق أو الماش يطبخ حتى يروب كالعصيدة (محيط المحيط).
مُزَوِّر: من يرشد زائر قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) (بركهارت بلاد العرب 2: 138، برتون 1: 393).
مُزُورَة: مؤثث، مفروش، مجهز.
مِزْوَرة: مرتبة المِزْوَر (انظر مزور)، رئيس. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص107): ثم نقل إلى مزورة العصر (الغُزّ) ثم نقل إلى الوزارة.
مُزوَّرَة: انظر مُزَوَّر.
مَزْوار وتجمع على مزاورون، ومَزَاور، ومزاورة: هي اللفظة بربرية امزوار التي تعني أول التي حذف منها الألف وهي علامة الفرد المذكر بروسلارد في الجريدة الآسيوية (1851، 1: 84)، وقد ترجمت كلمة أول في معجم البربر بكلمة دَمَزْوار، وتستعمل كلمة مزوار بمعنى رئيس وهي بمعنى كلمة شيخ عند العرب. وقد ترجمها فوك بكلمة Pretalus، وفيه أيضاً مزوار عشرة أي رئيس وقائد عشرة رجال.
وفي الحلل (ص89 و): وأما سائر المشايخ والمزاورة. ومزوار الأطباء: رئيس أطباء البلاط (رينان ابن رشد ص452) وهذا صواب قراءتها بدل للأطباء.
ومزوار الطلبة (رينان ابن رشد ص452، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص115) وهي مرادفة شيخ الطلبة في كتاب ابن صاحب الصلاة (ص3 و).
ويسمى شيخ القبيلة مزوار أيضاً (تاريخ البربر 1: 480) وفي مخطوطتنا (رقم 1351) ويسمى بدل وتسمى. وفي ترجمة دي سلان (3: 418) ويسمى أيضاً.
وقد قسمت مقاطعة درعا إلى حكومتين على رأس كل حكومة منها مزوار وكان في الحقيقة سيداً مستقلاً (مارمول 3: 5).
وكان بعض الأشخاص الذين هم أقل منزلة يطلق عليهم اسم مزوار كالمهندس مثلاً (كرتاس ص281) ورئيس البنائين، معمار، غير أنه في بلاطات إفريقية وبلاط بني الأحمر في غرناطة يطلق اسم مزوار على رئيس الشرطة الجندار خاصة وكان هذا حاجباً وخادم الأمير والجلاد، ورئيس الشرطة هذا ورئيس الحجاب يحفظ باب السلطان ويمنع العامة من الدخول، ويدخل عليه الزائرين، ويراعى المراسيم المتبعة في الاجتماعات مع السلطان، ويتولى حراسة السجون، وحراسة من أمر السلطان بتوقيفهم، ويقوم بقتلهم بأمره، وكان يقسم بين يديه قسم الإخلاص للسلطان الجديد (انظر المقدمة 2: 14، تاريخ البربر 1: 518، 2: 373، وترجمة دي سلان لتاريخ البربر 2: 435، أبو حمو ص81) وبالجملة فقد كان يتولى وزارة مصغرة (ابن خلدون).
وفي غرناطة كان السلاطين يولون عادة في هذه الوظيفة عبداً معتقاً (كما أخبرنا هرناندو دي تيزا) (عند ملّر آخر أيام غرناطة) وكان هذا ممن لا أهل له ولذلك فهو شديد الإخلاص للسلطان.
وكانت للمزوار مكانة كبيرة في المجتمع، وفي أيام ليون الأفريقي ومارمول كان ذو المرتبة الأولى في تونس المُنَفِّذ، والمرتبة الثانية للمزوار وكان هذا قائد الجيش، انظر ليون (ص565) ومارمول (2: 244).
وفي فاس كان المزوار مساعداً للوزير وغالباً ما يكون قائد الجيش (مارمول 2: 99).
وفي تلمسان كان المزوار الشخصية الأولى في الدولة بعد السلطان.
وفي أيام حكم بني زيّان كان لهم وزيران وقائد للجيش وهو صاحب السيف وكاتب ثم جمعوا كل ذلك لوزير واحد أطلقوا عليه اسم المزوار في أواخر حكمهم (برجس ص364) وكان هذا فيما يقول مارمول (2: 177) نائب الملك.
والمزوار باعتباره قائد الجيش كان يقرر رواتب الجيش وتجنيدهم وتسريحهم حسب حاجة الوقت، ويعين موظفي البلاط، وكان له في كل شيء نفس سلطة الملك.
وفي أيامنا هذه نجد المزوار مثل الوزير في توجرت (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 74) غير أنه في أماكن أخرى كان رئيس الشرطة. وهكذا نجد اسم مزوار العدوتين أي رئيس الشرطة في محلتي مدينة فاس (الجريدة الآسيوية 1844، 1: 402).
وفي الجزائر كان أيضاً مزوار يتمتع بكل هذه الصفات، ويخبرنا لوجيه الذي يتحدث عنه (ص243 - 244): أنه كان له السلطة العليا على مومسات البلد، وعليهن أن يدفعن له ضريبة مقدارها ألفي قرش يقدمها للواي، وهو يمسكهن في منزله ويقسمهن إلى طبقات. ويؤجرهن للمسلمين الذي عليهم إعادتهن عند انتهاء مدة الإيجار إلا إذا جدده لهم، انظر أيضاً (هيدو ص45، لامبرشت ص44، ص55، دان ص27، 102، 334، 338، فاخريشتن 1: 636، 3: 49، روزيه 3: 111، 114 - 116، 335، راموز ص192) وقارن مزوار مع مرينهور عند البرتغاليين مع ما يذكر تيفنو عنه (1: 554) في تونس، ومع سوباشي عند الأتراك.
ولا يزال المزوار في الجزائر حتى أيام الاحتلال الفرنسي الذي احتفظ به بعض الوقت (أهل الجزائر في أيامنا اترخت 1836 ص95).
مزوار: مركبة حديدية للتنكيل والتعذيب (بوشر).

زور

1 زَارَهُ, aor. ـُ inf. n. زِيَارَةٌ (S, A, Msb, K) and زَوْرٌ (S, A, K) and مَزَارٌ (S, Msb, K) and زُوَارَةٌ (Ks, S) or زُوَارٌ; (K;) and ↓ ازدارهُ, (S, A, TA,) of the measure اِفْتَعَلَ from الزِّيَارَةُ, (S, TA,) is syn. with زَارَهُ; (A, TA;) [He visited him: lit.] he met him with his زَوْر [i. e. chest, or bosom]: or he repaired to his زَوْر, i. e. direction: (B, TA:) [or] he inclined towards him: (TA:) [see also زَوِرَ:] or he repaired to him: (A:) or he repaired to him from a desire to see him. (Msb.) b2: [Hence,] زَارَ شَعُوبَ (tropical:) [lit., He visited death; i. e., he died]. (TA.) [See 4.]

A2: زَارَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. زِوَارٌ, (TA,) He bound upon him (namely a camel) the rope called زِوَار, q. v. (K.) A3: زَوِرَ, aor. ـْ inf. n. زَوَرٌ, He, or it, inclined. (TA.) [App. always used in a proper, not a tropical, sense. See زَوَرٌ below.] b2: He had the kind of distortion termed زَوَرٌ [which see, below]. (TA.) 2 زوّرهُ, (A, K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) He honoured him; namely, a visiter; treated him with honour, or hospitality; (S, A, K;) made account of his visit; (A;) treated him well, and acknowledged his right as a visiter; (TA;) slaughtered for him, and treated him with honour or hospitality. (Az.) A2: زوّر الشَّهَادَةَ He annulled the testimony; (K, TA;) impugned and annulled it. (TA.) b2: El-Kattál says, وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ وَفينَا قَسْوَةٌ لَا تُزَوَّرُ [And we are men whose wood of which our bows are made is hard wood of a neb'ah, and in us is hardiness not to be impugned and denied]: Aboo-'Adnán says, [perhaps reading نُزَوَّرُ, which may be the correct reading,] that he means, we are not to be calumniated, because of our hardness, or hardiness, nor to be held weak. (TA.) b3: زوّر نَفْسَهُ He stigmatized himself by the imputation of falsehood. (K.) [See also other explanations, below.] b4: زوّر كَلَامَهُ (assumed tropical:) He falsified his speech; he embellished his speech with lies; syn. زَخْرَفَهُ. (Msb.) [See also below.] b5: زوّر الكَذِبَ, (K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) (tropical:) He embellished the lie. (S, K, TA.) b6: زوّر شَيْئًا (tropical:) He removed, or did away with, the obliquity of a thing; (TA;) he rectified, adjusted, or corrected, it; (IAar, S, Msb, K;) whether good or evil; (IAar, Msb;) he beautified, or embellished, it. (Az, S, K.) b7: زوّر كَلَامًا (tropical:) He made speech right and sound, (As,) prepared it, (As, Msb,) and measured it, (As,) فِى نَفْسِهِ in his mind, (Msb,) before he uttered it: (As:) he rectified, adjusted, or corrected, it; and beautified, or embellished, it; as also ↓ تزوّرهُ, occurring in a verse of Nasr. Ibn-Seiyár. (TA.) And [in like manner] زوّر الحَدِيثَ (tropical:) He rectified, or corrected, the story, narrative, or tradition, removing, or doing away with, its obliquity: and ↓ تزوّرهُ he did so (زِوّرهُ) to himself. (A.) b8: رَحِمَ اللّٰهُ امْرَأً زَوَّرَ نَفْسَهُ عَلَى نَفْسِهِ, a saying of El-Hajjáj, May God have mercy upon a man who rectifies, or corrects, himself, against himself: (S, * TA:) or, as some say, who stigmatizes himself by the charge of falsehood against himself: or who accuses himself against himself: like as you say, أَنَا أُزَوِّرُكَ عَلَى نَفْسِكَ I accuse thee [of wrong] against thyself. (TA.) A3: تَزْوِيرٌ is also syn. with تَشْبِيهٌ [The likening a thing to another thing; &c.]. (TA.) A4: زوّر said of a bird, inf. n. as above, His crop (حَوْصَلَتُهُ) became high: (Az, TA:) or became full. (TA.) 4 ازارهُ He incited him, or made him, to visit. (S, K.) You say أَزَرْتُهُ غَيْرِى I made him, or caused him, to visit another, not myself. (A.) b2: أَزَرْتُهُ شَعُوبَ (tropical:) I made him to visit death; [i. e., I killed him.] (TA.) [See 1.] b3: أَنَا أُزِيرُكُمْ ثَنَائِى (tropical:) [I will introduce you, or your name, in my eulogy; meaning I will praise you]. (A.) and أَزَرْتُكُمْ قَصَائِدِى (tropical:) [I have introduced you, or the mention of you, in my odes]. (A.) 5 تزوّر He said what was false; spoke falsely. (A.) A2: See also 2, in two places.6 تزاوروا They visited one another. (S, A, K.) You say, بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ Between them is mutual visiting. (A.) b2: See also 9, in two places.8 اِزْدَارَ: see 1.

A2: Also, accord. to Aboo-'Amr El-Mutarriz, He swallowed a morsel, or mouthful; like اِزْدَرَدَ. (TA in art. زرد.) 9 ازورّ عَنْهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. اِزْوِرَارٌ; (S, A;) and ↓ ازوارّ, (S, A, K,) inf. n. اِزْوِيرَارٌ; (S;) and ↓ تزاور; (S, A, Msb, K;) He declined, or turned aside, from it. (S, A, * Msb, K.) ↓ تَزَّاوَرُ, in the Kur xviii. 16, is a contraction تَتَزَاوَرُ: (S;) تَزْوَرُّ is another reading. (TA.) b2: فِى صَدْرِهِ ازْوِرَارٌ In his breast, or chest, is crookedness, curving, or distortion. (A.) 10 استزارهُ He asked him to visit him. (S, A, * K.) 11 إِزْوَاْرَّ see 9.

زَارٌ: see زَارَةٌ.

زَوْرٌ: see زَائِرٌ, in three places. b2: Also A camel having the hump inclining. (TA.) b3: And, with ة, A she-camel that looks from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper: (K, * TA: [see زَوْرَةٌ below: and see also أَزْوَرُ:]) and a strong and thick she-camel. (TA.) b4: And فَلَاةٌ زَوْرَةٌ A desert not of moderate extent, or not easy to traverse. (TA.) A2: The direction of a person to whom one repairs. (B.) b2: The breast, or chest: (TA:) or its upper, or uppermost, part: (S, A, Mgh:) in a horse, narrowness in this part is approved, and width in the لَبَان; as the poet 'Abd-Allah Ibn-Suleymeh says, making a distinction between these two parts: (S:) or its middle: or the elevated part of it, to the shoulder-blades: or the part where the extremities of the breast-bones meet together: (K:) or the whole of the breast of the camel: pl. أَزْوَارٌ. (TA.) Hence, بَنَاتُ الزَّوْرِ The ribs and other parts around the breast. (TA.) [Hence also, app. from the action of the camel when he lies down,] أَلْقَى زَوْرَهُ (tropical:) [lit. He threw his breast upon the ground;] he remained, stayed, or abode. (A.) b3: The lord, or chief, of a people; (K, * TA;) as also ↓ زُورٌ (Sh, K) and ↓ زُوَيْرٌ (IAar, S, K) and ↓ زَوِيرٌ (TA, as from the K, [in a copy of which SM appears to have found كَالزَّوِيرِ وَالزُّوَيْرِ كَزُبَيْرٍ وَخِدَبٍّ, instead of كَالزُّوَيْرِ وَالزِّوَرِّ الخ,]) and ↓ زِوَرٌّ. (K, TA.) A3: Determination: (T, M:) or strength of determination. (K.) b2: See also زُورٌ

A4: A palm-branch, or straight and slender palm-branch, from which the leaves have been stripped off: (Sgh, K, TA:) of the dial. of El-Yemen. (Sgh, TA.) A5: Stone which appears to a person digging a well, and which, being unable to break it, he leaves apparent: (K:) or, as some say, a mass of rock, in an absolute sense. (TA.) زُورٌ A lie; a falsehood; an untruth: (S, Msb, K:) because it is a saying deviating from the truth. (TA.) So in the Kur xxii. 31: and so it is expl. in the trad., المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ [He who boasts of abundance which he has not received is like the wearer of two garments of falsity]. (TA. [See art. شبع.]) So, too, in the Kur [xxv. 72], وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ And those who do not bear false witness. (Bd, Msb.) [But there are other explanations of these words of the Kur, which see below.] b2: What is false, or vain: (K:) or false witness: and a thing for which one is suspected, syn. تُهَمَةٌ. (TA.) b3: (tropical:) Anything that is taken as a lord in the place of God; (S;) a thing, (K,) or anything, (AO, A,) that is worshipped in the place of God; (AO, A, K;) as also زُونٌ, with ن: or a particular idol which was adorned with jewels, in the country of Ed-Dádar (الدَّادَر [a name I nowhere find]). (TA.) b4: See also زَوْرٌ. b5: (assumed tropical:) The association of another, or others, with God: (Zj, K:) so explained by Zj, in the Kur xxv. 72, quoted above: and so the phrase شَهَادَةُ الزُّورِ, occurring in a trad. (TA.) b6: (assumed tropical:) [A place or] places in which lies are told: and the words in the Kur xxv. 72, quoted above, may mean, And those who are not present in places where lies are told: because the witnessing of what is false is participating therein: (Bd:) or the meaning here is the places where the Christians sit and converse: (Zj:) or where the Jews and Christians sit and converse: (TA, as from the K:) or the festivals of the Jews and Christians: (so in the CK and in a MS. copy of the K:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a place, (K,) or places, (Zj,) where persons sit, and hear singing: (Zj, K:) or places where persons sit, and entertain themselves by frivolous or vain diversion: (Th:) but ISd says, I know not how this is, unless he mean the assemblies of polytheism, which includes the festivals of the Christians, and other festivals. (TA.) A2: Judgment: (K:) or judgment to which recourse may be had: (S:) or strength of judgment. (A.) [See also زَوْرٌ.] You say, مَا لَهُ زُورٌ وَلَا ضَيُّورٌ He has no judgment to which recourse may be had: (S:) or no strength of judgment: (A:) or no judgment, nor understanding or intellect or intelligence, to which recourse may be had: (TA:) for زُورٌ also signifies understanding, intellect, or intelligence; (Yaakoob, K;) and so ↓ زَوْرٌ: (A'Obeyd, K:) but A 'Obeyd thinks it a mistranscription, for لَا زَبْرَ. (TA.) b2: Strength: in which sense the word is an instance of agreement between the Arabic and Persian languages: (AO, K:) or it is arabicized: (Sb:) but the Persian word is with the inclined, not the pure, dammeh. (TA.) You say لَيْسَ لَهُمْ زُورٌ They have not strength. (TA.) And حَبْلٌ لَهُ زُورٌ A rope having strength. (TA.) b3: Deliciousness, and sweetness, or pleasantness, of food. (K.) b4: and Softness, and cleanness, of a garment, or piece of cloth. (K.) زَوَرٌ inf. n. of زَوِرَ. (TA.) b2: Inclination; (S, Msb, K;) such as is termed صَعَرٌ; (S;) crookedness; wryness; distortion. (A.) b3: Distortion of the زَوْر, (Mgh, K,) which is the upper, or uppermost, part of the breast, (Mgh,) or the middle of the breast [&c.]: (TA:) or the prominence of one of its two sides above the other: (K:) in a horse, the prominence of one of the two portions of flesh in the breast, on the right and left thereof, and the depression of the other: (S:) in others than dogs, it is said by some to signify inclination [or distortion] of a thing or part which is not of a regular square form; such as the كِرْكِرَة and the لِبْدَة. (TA.) زِيرٌ, (S, K, &c.,) originally with و, written by the Sheykh-el-Islám Zekereeyà, in his commentaries on Bd, with hemz, contr. to the leading lexicologists; (TA;) or زيرُ نِسَآءٍ; A visiter of women: (Az, TA in art. تبع:) a man who loves to discourse with women, and to sit with them, (S, K,) and to mix with them: (TA:) so called because of his frequent visits to them: or who mixes with them in vain things: or who mixes with them and desires to discourse with them: (TA:) without evil, or with it: (K:) and a woman is termed زِيرٌ also: (K:) you say اِمْرَأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ: (Ks:) but this usage is rare: (TA:) or it is applied to a man only: (K:) a woman of this description is termed مَرْيَمٌ: (TA:) pl. [of pauc.] أَزْوَارٌ and أَزْيَارٌ, (K,) the latter like أَعْيَادٌ pl. of عِيدٌ, (TA,) and [of mult.] زِيَرَةٌ. (S, K.) A2: Custom; habit; wont. (Yoo, K.) A3: A slender وَتَر [or bow-string]: (S, K:) or the most slender of such cords, (أَحَدُّهَا: (K, TA: in the CK أَحَدُهَا:) and the most firmly twisted. (TA.) b2: Hence the زِير [or smallest string] of a مِزْهَر [or lute] is thus termed. (TA.) [In this and the next preceding senses, it is app. of Persian origin.]

A4: Flax: (Yaakoob, S, K:) and with ة a portion thereof: (K:) pl. أَزْوَارٌ. (TA.) A5: See also art. زير.

زِوَرٌّ A vehement pace. (S, K.) b2: Vehement; or strong: (K:) but to what applied is not particularized. (TA.) b3: Applied to a camel, Strong; hardy; (TA;) prepared for journeys. (K.) and زِوَرَّةُ أَسْفَارٍ, applied to a she-camel, Prepared for journeys: or having an inclination to one side, by reason of her briskness, or sprightliness. (TA.) [See أَزْوَرُ.] b4: See also زَوْرٌ.

زَيِرٌ, in the K زَيِّرٌ: see art. زير.

زَارَةُ The حَوْصَلَة [or crop] (Az, K) of a bird; (Az, TA;) as also ↓ زَاوَرَةٌ, (K, TA,) with fet-h to the و, (TA,) [in the CK زاوِرَة,] and ↓ زَاؤُورَةُ (K, TA) [in the CK زاوُرَة]: and القَطَا ↓ زَاوَرَةُ The receptacle in which the [bird called] قطا carries water to its young ones. (TA.) A2: زَارَةُ الأَسَدِ The thicket, wood, or forest, or bed of reeds or canes, (أَجَمَة,) that is the haunt of the lion: so called because of his frequenting it. (IJ.) [See also زَأْرَةٌ, in art. زأر.] And ↓ زَارٌ A thicket, wood, or forest, (أَجَمَة,) containing [high coarse grass of the kind called] حَلْفَآء, and reeds or canes, and water. (TA.) b2: (assumed tropical:) A collected number, (K,) or a large collected number, (TA,) of camels, (K,) and of sheep or goats, and of men: or of camels, and of men, from fifty to sixty. (TA.) [See, again, زَأْرَةٌ, in art. زأر.]

زَوْرَةٌ A single visit. (S, TA.) A2: Distance; remoteness: (S, K:) from الاِزْوِرَارُ. (S.) A poet (Sakhr El-Ghei, TA) says, وَمَآءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ

[To many a water have I come, notwithstanding its distance]: (S:) or, accord. to AA, عَلَى زَوْرَةٍ, in this ex., accord. to one relation زُورَة, but the former is the better known, means upon a she-camel that looked from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper. (TA.) زِيرَةٌ A manner of visiting. (K.) One says, فُلَانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ Such a one is good in his manner of visiting. (TA.) زِوَارٌ (AA, S, K) and ↓ زِيَارٌ (IAar, K) A rope, or cord, which is put between the camel's fore-girth and kind-girth, (AA, S, K,) to prevent the kindgirth from hurting the animal's ثِيل, and so causing a suppression of the urine: (AA, TA:) pl. أَزْوِرَةٌ. (S, K.) In a trad., Ed-Dejjál is described as bound with أَزْوِرَة; meaning, having his arms bound together upon his breast. (IAth.) b2: Also, both words, (tropical:) Anything that is a [means of] rectification to another thing, (K,) and a defence, or protection; (IAar, K;) like the زِيَار of a beast. (IAar.) زِيَارٌ: see زِوَارٌ: A2: and see art. زير.

زُوَيْرٌ and زَوِيرٌ: see زَوْرٌ.

زَؤُورٌ: see what next follows, in two places.

رَجُلٌ زَوَّارٌ and ↓ زَؤُورٌ [A man who visits much]: a poet says, إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا لَمْ أَكُنْ لَهَا وَلَمْ تَأْنَسْ إِلَىَّ كِلَابُهَا ↓ زَؤُورًا [When her husband is absent from her, I am not to her a frequent visiter, nor do her dogs become familiar to me]. (TA.) زَائِرٌ A person visiting; a visiter: (S, * Msb, K: *) fem. زَائِرَةٌ: (Sb:) pl. زَائِرُونَ, masc., (S, K,) and زَائِرَاتٌ, fem., (S, Msb,) and زُوَّارٌ, masc., (S, Msb, K,) and زَوَّرٌ, masc., (K,) and fem.: (Sb, S, Msb:) and ↓ زَوْرٌ signifies the same as زَائِرٌ (A, Msb, K, TA) and زَائِرَةٌ (TA) and زَائِرُونَ (S, A, K, TA) and زَائِرَاتُ; (S, A, Msb, TA;) being originally an inf. n.; or, as syn. with زائرون, it is a quasi-pl. n.; by some called a pl. of زَائِرٌ. (TA.) It is said in a trad., عَلَيْكَ حَقًّا ↓ إِنَّ لِزَوْرِكَ [Verily there is to thy visiter, or visiters, a just claim upon thee]. (TA.) [And hence,] ↓ زَوْرٌ also signifies A phantom that is seen in sleep. (K.) زَاوَرَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

زَاؤُورَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

أَزْوَرُ Inclining; (K;) crooked; wry; distorted: (A:) [fem. زَوْرَآءُ:] pl. زُورٌ. (K.) b2: Having that kind of distortion in the زَوْر (or middle of the breast [&c.] TA) which is termed زَوَرٌ. (K, TA.) b3: A dog whose breast (جَوْشَنُ) صَدْرِهِ) is narrow, (K,) and the كَلْكَل [app. meaning the part between the two collar-bones] projecting, as though his, or its, sides had been squeezed. (TA.) b4: A wry neck. (TA.) b5: [A beast] that looks from the outer angles of his eyes (K) by reason of his vehemence and sharpness of temper: (TA: [see also زَوْرٌ:]) or a camel (TA) that goes with an inclination towards one side, when his pace is vehement, though without any distortion in his chest. (K.) [See also زِوَرٌّ. Hence, app.,] الزَّوْرَآءُ is a name of Certain camels (مَال) that belonged to Uheyhah (S, K) Ibn-El-Juláh ElAnsáree. (S.) b6: زَوْرَآءُ (tropical:) A bow: (S, A, K:) because of its curving. (S.) b7: (tropical:) A bent bow. (TA.) b8: (tropical:) A menáreh (مَنَارَة) deviating from the perpendicular. (A.) b9: (tropical:) A well (بِئْر) deep: (S, K, * TA:) or not straightly dug. (TA.) b10: (tropical:) A land, (أَرْض, S, K,) and a desert, (مَفَازَة, A, or فَلَاة, TA,) far-extending, (S, A, K, TA,) and turning aside: (TA:) and أَزْوَرُ is applied [in the same sense] to a country, (TA,) and to an army. (S, TA.) b11: (tropical:) A saying, or phrase, (كَلِمَة,) bad, and crooked, or distorted. (A.) A2: Also زَوْرَآءُ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] (assumed tropical:) A [drinking-cup or bowl of the kind called] قَدَح. (S, K.) b2: And (assumed tropical:) A certain vessel (K) for drinking, (TA,) oblong, like the تَلْــتَلَة. (TA.) A3: هُوَ

أَزْوَرُ عَنْ مَقَامِ الذُّلِّ (A) (tropical:) He is most remote from the station, or state, of baseness, or ignominiousness. (TA.) مَزَارٌ A place [and a time] of visiting. (S, Msb.) مَزُورٌ Visited. (A.) مُزَوَّرٌ A camel distorted in the breast, or chest, when drawn forth from his mother's belly by the مُذَمِّر [q. v.], who therefore presses, or squeezes, it, in order to set it right, but so that an effect of his pressing, or squeezing, remains in him, whereby he is known to be مُزَوَّر. (Lth, K.) b2: And كَلَامٌ مُزَوَّرٌ (assumed tropical:) Speech falsified, or embellished with lies. (TA.) And (tropical:) Speech rectified, adjusted, or corrected, [and prepared, (see 2,)] before it is uttered: or beautified, or embellished; as also ↓ مُتَزَوَّرٌ. (TA.) مُزْدَارَةٌ Visiters of the tomb of the Prophet. (A.) مُتَزَوَّرٌ: see مُزَوَّرٌ.

زور: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل:

مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصَّدْرِ من

الخُفِّ، والجمع أَزوار. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل: هو إِشراف

أَحد جانبيه على الآخر، زَوِرَ زَورَاً، فهو أَزْوَرُ. وكلب أَزْوَرُ: قد

اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه، وهو

في غير الكلاب مَيَلٌ مَّا لاً يكون مُعْتَدِلَ التربيع نحو الكِرْكِرَةِ

واللِّبْدَةِ، ويستحب في الفرس أَن يكون في زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يكون

رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبدالله بن سليمة

(* قوله: «عبدالله بن سليمة»

وقيل ابن سليم، وقبله:

ولقد غدوت على القبيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المفروس

كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل).

مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه،

رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ

قال الجوهري: وقد فرق بين الزَّوْرِ واللَّبانِ كما ترى. والزَّوَرُ في

صدر الفرس: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وفي قصيد كعب ابن

زهير:

في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ

الزَّوْرُ: الصدر. وبناته: ما حواليه من الأَضلاع وغيرها.

والزَّوَرُ، بالتحريك: المَيَلُ وهو مثل الصَّعَر.

وعَنُقٌ أَزْوَرُ: مائل. والمُزَوَّرُ من الإِبل: الذي يَسُلُّه

المُزَمَّرُ من بطن أُمه فَيَعْوَجُّ صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غَمْزِه

أَثر يعلم أَنه مُزَوَّرٌ. وركية زَوْراءُ: غير مستقيمة الحَفْرِ.

والزَّوْراءُ: البئر البعيدة القعر؛ قال الشاعر:

إِذْ تَجْعَلُ الجارَ في زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ

زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دونه المَرَسَا

وأَرض زَوْراءُ: بعيدة؛ قال الأَعشى:

يَسْقِي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً

زَوْراءَ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ

ومفازة زَوْراءُ: مائلة عن السَّمْتِ والقصدِ. وفلاة زَوْراءُ: بعيدة

فيها ازْوِرَارٌ. وقَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. وقال الفراء في قوله تعالى:

وترى الشمسَ إِذا طلعتْ تَزاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليمين؛ قرأَ بعضهم:

تَزْوَارُ يريد تَتَزاوَرُ، وقرأَ بعضهم: تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ، قال:

وازْوِرارُها في هذا الموضع أَنها كانت تَطْلُع على كهفهم ذات اليمين فلا

تصيبهم وتَغْرُبُ على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم، وقال الأَخفش: تزاور عن

كهفهم أَي تميل؛ وأَنشد:

ودونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ،

جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوانا أَزْوَرُ،

يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ

قال: والزَّوَرُ مَيَلٌ في وسط الصدر، ويقال للقوس زَوْراءُ لميلهَا،

وللجيش أَزْوَرُ. والأَزْوَرُ: الذي ينظر بِمُؤْخِرِ عينه. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول للبعير المائل السَّنَامِ: هذا البعير زَوْرٌ. وناقة

زَوْرَةٌ: قوية غليظة. وناقة زَوْرَة: تنظر بِمُؤْخِرِ عينها لشدّتها

وحدّتها؛ قال صخر الغيّ:

وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ،

كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

ويروى: زُورَةٍ، والأَوّل أَعرف. قال أَبو عمرو: على زَوْرَةٍ أَي على

ناقة شديدة؛ ويقال: فيه ازْوِرارٌ وحَدْرٌ، ويقال: أَراد على فلاة غير

قاصدة. وناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. ويقال

فيها ازْوِرارٌ من نشاطها.

أَبو زيد: زَوَّرَ الطائر تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛ ويقال

للحوصلة: الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ.

وزَاوَرَةُ القَطاةِ، مفتوح الواو: ما حملت فيه الماء لفراخها.

والازْوِزارُ عن الشيء: العدول عنه، وقد ازْوَرَّ عنه ازْوِراراً

وازْوارَّ عنه ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عنه تَزاوُراً، كله بمعنى: عَدَلَ عنه

وانحرفَ. وقرئ: تَزَّاوَرُ عن كهفهم، وهو مدغم تَتَزَاوَرُ.

والزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ من فضة مستطيلة شبه التَّلْــتَلَةِ.

والزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قال النابغة:

وتُسْقى، إِذا ما شئتَ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ

بِزَوْراءَ، في حافاتها المِسْكُ كانِعُ

وزَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حوصلته.

والزِّوار: حبل يُشَدُّ من التصدير إِلى خلف الكِرْكِرَةِ حتى يثبت

لئلاَّ يصيب الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بوله، والجمع أَزْوِرَةٌ.

وزَوْرُ القوم: رئيسهم وسيدهم.

ورجل زُوارٌ وزُوارَةٌ: غليظ إِلى القصر. قال الأَزهري: قرأْت في كتاب

الليث في هذا الباب: يقال للرجل إِذا كان غليظاً إِلى القصر ما هو: إِنه

لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ؛ قال أَبو منصور: وهذا تصحيف منكر والصواب إِنه

لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ، بزايين، قال: قال ذلك أَبو عمرو وابن الأَعرابي

وغيرهما.

والزَّوْرُ: العزيمة. وما له زَوْرٌ وزُورٌ ولا صَيُّورٌ بمعنًى أَي ما

له رأْي وعقل يرجع إِليه؛ الضم عن يعقوب والفتح عن أَبي عبيد، وذلك أَنه

قال لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ، قال: وأُراه إِنما أَراد لا زَبْرَ له

فغيره إِذ كتبه. أَبو عبيدة في قولهم ليس لهم زَوْرٌ: أَي ليس لهم قوّة ولا

رأْي. وحبل له زَوْرٌ أَي قوّة؛ قال: وهذا وفاق وقع بين العربية

والفارسية والزَّوْرُ: الزائرون. وزاره يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً

وازْدَارَهُ: عاده افْتَعَلَ من الزيارة؛ قال أَبو كبير:

فدخلتُ بيتاً غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ،

وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ

والزَّوْرَةُ: المرَّة الواحدة. ورجل زائر من قوم زُوَّرٍ وزُوَّارٍ

وزَوْرٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: هو جمع زائر. والزَّوْرُ: الذي

يَزُورُك. ورجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ ونساء زَوْرٌ، يكون للواحد

والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأَنه مصدر؛ قال:

حُبَّ بالزَّوْرِ الذي لا يُرَى

منه، إِلاَّ صَفْحَةٌ عن لِمام

وقال في نسوة زَوْرٍ:

ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ،

كما تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

وامرأَة زائرة من نسوة زُورٍ؛ عن سيبويه، وكذلك في المذكر كعائذ وعُوذ.

الجوهري: نسوة زُوَّرٌ وزَوْرٌ مثل نُوَّحٍ ونَوْحٍ وزائرات، ورجل

زَوَّارٌ وزَؤُورٌ؛ قال:

إِذا غاب عنها بعلُها لم أَكُنْ

لها زَؤُوراً، ولم تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها

وقد تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بعضاً. والتَّزْوِيرُ: كرامة الزائر

وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زيد: زَوِّرُوا فلاناً أَي اذْبَحُوا له

وأَكرموه. والتَّزْوِيرُ: أَن يكرم المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ له حق

زيارته، وقال بعضهم: زارَ فلانٌ فلاناً أَي مال إِليه؛ ومنه تَزَاوَرَ عنه

أَي مال عنه. وقد زَوَّرَ القومُ صاحبهم تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه.

وأَزَارَهُ: حمله على الزيارة. وفي حديث طلحة: حتى أَزَرْتُه شَعُوبَ أَي

أَوردته المنيةَ فزارها؛ شعوب: من أَسماء المنية. واسْتَزاره: سأَله أَن

يَزُورَه. والمَزَارُ: الزيارة والمَزَارُ: موضع الزيارة. وفي الحديث:

إِن لِزَوْركَ عليك حقّاً؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، وهو في الأَصل مصدر وضع

موضع الاسم كصَوْم ونَوْمٍ بمعنى صائم ونائم. وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال.

والزَّوْرَةُ: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر:

وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ

وفي حديث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلى عثمان، رضي الله عنه: يا بُنَيَّ ما لي

أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين؛ يقال: ازْوَرَّ

عنه وازْوَارَّ بمعنًى؛ ومنه شعر عمر:

بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها

الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل. ابن الأَعرابي: الزَّيِّرُ

من الرجال الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه. قال: والزِّيرُ الزِّرُّ. قال:

ومن العرب من يقلب أَحد الحرفين المدغمين ياء فيقول في مَرٍّ مَيْرٍ، وفي

زِرٍّ زِيرٍ، وهو الدُّجَةُ، وفي رِزٍّ رِيز. قال أَبو منصور: قوله

الزَّيِّرُ الغضبان أَصله مهموز من زأَر الأَسد. ويقال للعدوّ: زائِرٌ، وهم

الزائرُون؛ قال عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ، فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ

قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. وقال ابن الأَعرابي: الزائر

الغضبان، بالهمز، والزاير الحبيب. قال: وبيت عنترة يروى بالوجهين، فمن

همز أَراد الأَعداء ومن لم يهمز أَراد الأَحباب.

وزأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قال ابن جني: وذلك لاعتياده إِياها وزَوْرِه

لها. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذات الماء والحلفاء والقَصَبِ.

والزَّأْرَة: الأَجَمَة.

والزِّيرُ: الذي يخالط النساء ويريد حديثهنّ لغير شَرٍّ، والجمع

أَزْوارٌ وأَزْيارٌ؛ الأَخيرة من باب عِيدٍ وأَعياد، وزِيَرَةٌ، والأُنثى زِيرٌ،

وقال بعضهم: لا يوصف به المؤنث، وقيل: الزِّيرُ المُخالِطُ لهنّ في

الباطل، ويقال: فلان زِيرُ نساءٍ إِذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن،

سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، والجمع الزِّيَرَةُ؛ قال رؤبة:

قُلْتُ لزِيرٍ لم تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ

وفي الحديث: لا يزال أَحدكم كاسِراً وسادَهُ يَتَّكِئٌ عليه ويأْخُذُ

في الحديث فِعْلَ الزِّيرِ؛ الزِّيرُ من الرجال: الذي يحب محادثة النساء

ومجالستهن، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، وأَصله من الواو؛ وقول الأَعشى:

تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بها شَجْوَهُ،

مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لها

لها: للخمر؛ يقول: زِيرُ العُودِ يبكي مخافة أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا

شربوا فيعملوا الزَّيرَ لها للخمر، وبها بالخمر؛ وأَنشد يونس:

تَقُولُ الحارِثِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو:

أَهذا زِيرُهُ أَبَداً وزِيرِي؟

قال معناه: أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي.

والزُّور: الكذب والباطل، وقيل: شهادة الباطل. رجل زُورٌ وقوم زُورٌ

وكلام مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بكذب، وقيل: مُحَسَّنٌ، وقيل: هو

المُثَقَّفُ قبل أَن يتلكم به؛ ومنه حديث قول عمر، رضي الله عنه: ما

زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقني به أَبو بكر، وفي رواية: كنت زَوَّرْتُ

في نفسي كلاماً يومَ سَقِيفَةِ بني ساعدة أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت.

والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء. وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قال نصرُ بن

سَيَّارٍ:

أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين رِسالةً،

تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل

والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء، وسمع ابن

الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ، ومنه شاهد

الزُّورِ يُزَوَّرُ كلاماً والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الكلام وتَهْيِئَتُه. وفي صدره

تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يحتاج أَن يُزَوَّرَ. قال: وقال الحجاج رحم الله

امرأً زَوَّرَ نفسَه على نفسه أَي قوّمها وحسَّنها، وقيل: اتَّهَمَ نفسه

على نفسه، وحقيقته نسبتها إِلى الزور كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ، وتقول: أَنا

أُزَوِّرُكَ على نفسك أَي أَتَّهِمُك عليها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ

وقولهم: زَوَّرْتُ شهادة فلان راجع إِلى تفسير قول القَتَّالِ:

ونحن أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ، وفينا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ

قال أَبو عدنان: أَي لا نغْمَزُ لقسوتنا ولا نُسْتَضْعَفُ فقولهم:

زَوَّرْتُ شهادة فلان، معناه أَنه استضعف فغمز وغمزت شهادته فأُسقطت. وقولهم:

قد زَوَّرَ عليه كذا وكذا؛ قال أَبو بكر: فيه أَربعة أَقوال: يكون

التَّزْوِيرُ فعل الكذب والباطل. والزُّور: الكذب. وقال خالد بن كُلْثُومٍ:

التَّزْوِيرُ التشبيه. وقال أَبو زيد: التزوير التزويق والتحسين. وزَوَّرْتُ

الشيءَ: حَسَّنْتُه وقوَّمتُه. وقال الأَصمعي: التزويرُ تهيئة الكلام

وتقديره، والإِنسان يُزَوِّرُ كلاماً، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قبل

أَن يتكلم به. والزُّورُ: شهادة الباطل وقول الكذبل، ولم يشتق من تزوير

الكلام ولكنه اشتق من تَزْوِيرِ الصَّدْرِ. وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما

لم يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؛ الزُّور: الكذب والباطل والتُّهمة،

وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهي من الكبائر، فمنها قوله:

عَدَلَتْ شهادَةُ الزور الشِّرْكَ بالله، وإِنما عادلته لقوله تعالى: والذين

لا يدعون مع الله إِلهاً آخر، ثم قال بعدها: والذين لا يشهَدون الزُّورَ.

وزَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. وفي الخبر عن الحجاج: زَوَّرَ رجلٌ

نَفْسَه. وزَوَّرَ الشهادة. أَبطلها؛ ومن ذلك قوله تعالى: والذين لا

يشهدون الزُّورَ؛ قال ثعلب: الزُّورُ ههنا مجالس اللهو. قال ابن سيده: ولا

أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد بمجالس اللهو هنا الشرك بالله، وقيل: أَعياد

النصارى؛ كلاهما عن الزجاج، قال: والذي جاء في الرواية الشرك، وهو جامع

لأَعياد النصارى وغيرها؛ قال: وقيل الزّورُ هنا مجالس الغِنَاء.

وزَوْرُ القوم وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم. والزُّورُ

والزُّونُ جميعاً: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله تعالى؛ قال

الأَغلب العجلي:

جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَمْ

قال ابن بري: قال أَبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّى إِن البيت ليحيى بن

منصور؛ وأَنشد قبله:

كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ،

غَلْصَمَةً من الغَلاصِيم العُظَمْ

ما جَبُنُوا، ولا تَوَلَّوْا من أَمَمْ،

قد قابَلوا لو يَنْفُخْون في فَحَمْ

جاؤوا بِزُورَيْهِم، وجئنا بالأَصَمّ

شَيْخٍ لنا، كالليثِ من باقي إِرَمْ

شَيْخٍ لنا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ

قال: الأَصَمُّ هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس بَكْرِ بن

وائل في ذلك اليوم، وهو يوم الزُّورَيْنِ؛ قال أَبو عبيدة: وهما بَكْرانِ

مُجلَّلانِ قد قَيَّدوهما وقالوا: هذان زُورَانا أَي إِلهانا، فلا نَفِرُّ

حتى يَفِرَّا، فعابهم بذلك وبجعل البعيرين ربَّيْنِ لهم، وهُزِمَتْ تميم

ذلك اليوم وأُخذ البكران فنحر أَحدهما وترك الآخر يضرب في شَوْلِهِمْ.

قال ابن بري: وقد وجدت هذا الشعر للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ في ديوانه كما

ذكره الجوهري. وقال شمر: الزُّورانِ رئيسانِ؛ وأَنشد:

إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ

رَارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ

قال: الطُّلافِحُ المهزول. وقال بعضهم: الزُّورُ صَخْرَةٌ.

ويقال: هذا زُوَيْرُ القوم أَي رئيسهم. والزُّوَيْرُ: زعيم القوم؛ قال

ابن الأَعرابي: الزّوَيْرُ صاحب أَمر القوم؛ قال:

بأَيْدِي رِجالٍ، لا هَوادَة بينهُمْ،

يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا

وأَنشد الجوهري:

قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا،

حتى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا

وقال أَبو سعيد: الزُّونُ الصنم، وهو بالفارسية زون بشم الزاي السين؛

وقال حميد:

ذات المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ

أَبو عبيدة: كل ما عبد من دون الله فهو زُورٌ.

والزِّيرُ: الكَتَّانُ؛ قال الحطيئة:

وإِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن

سَبايِخَ قُطْنٍ، وزيراً نُسالا

والجمع أَزْوارٌ. والزِّيرُ من الأَوْتار: الدَّقيقُ. والزِّيرُ: ما

استحكم فتله من الأَوتار؛ وزيرُ المِزْهَرِ: مشتق منه. ويوم الزُّورَيْنِ:

معروف. والزَّوْرُ: عَسيبُ النَّخْلِ. والزَّارَةُ: الجماعة الضخمة من

الناس والإِبل والغنم. والزِّوَرُّ، مثال الهِجَفِّ: السير الشديد؛ قال

القطامي:

يا ناقُ خُبِّي حَبَباً زِوَرّا،

وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا

وقيل: الزِّوَرُّ الشديد، فلم يخص به شيء دون شيء. وزارَةُ: حَيٌّ من

أَزْدِ السَّراة. وزارَةُ:

موضع؛ قال:

وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ

قال أَبو منصور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبحرين معروفة. والزَّارَةُ: قرية

كبيرة؛ وكان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها، وله حديث معروف.

ومدينة الزَّوْراء: بِبغداد في الجانب الشرقي، سميت زَوْراءَ لازْوِرار

قبلتها. الجوهري: ودِجْلَةُ بَغْدادَ تسمى الزَّوْراءَ. والزَّوْرَاءُ:

دار بالحِيرَةِ بناها النعمان بن المنذر، ذكرها النابغة فقال:

بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ

وقال أَبو عمرو: زَوْراءُ ههنا مَكُّوكٌ من فضة مثل التَّلْــتَلَة.

ويقال: إِن أَبا جعفر هدم الزَّوْراء بالحِيرَةِ في أَيامه. الجوهري:

والزَّوْراءُ اسم مال كان لأُحَيْحَةَ بن الجُلاح الأَنصاري؛ وقال:

إِني أُقيمُ على الزَّوْراءِ أَعْمُرُها،

إِنَّ الكَريمَ على الإِخوانِ ذو المالِ

زور
: (! الزَّوْرُ) ، بالفَتح: الصَّدْر، وَبِه فُسِّر قَوْل كَعْب بْنِ زُهَيْر:
فِي خَلْقِهَا عَن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِيلُ
وبَنَاتُه: مَا حَوالَيْه من الأَضْلاع وغَيْرِها. وَقيل: (وَسَطُ الصَّدْرِ أَو) أَعْلاه. وَهُوَ (مَا ارْتَفَع مِنْه إِلى الكَتفَيْن، أَو) هُوَ (مُلْتَقَى أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حيثُ اجْتَمَعت) ، وَقيل: هُوَ جَماعةُ الصَّدْر من الخُفِّ، والجمْع {أَزوارٌ. ويُستَحَبُّ فِي افَرَس أَن يَكون فِي زَوْرِه ضِيقٌ، وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كَمَا قَالَ عبدُ الله بن سُلَيْمة:
ولقَدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيص بشَيْظَمٍ
كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِيناتِ ضَيْقٍ} زَوْرُه
رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ
أَراد بالضَّرِيسي الفَقَارَ.
قَالَ الجَوْهَرِيّ، وَقد فَرَّقَ بَين الزَّوْرِ واللَّبَانِ كَمَا تَرَى.
(و) الزَّوْرُ: (الزّائِرُ) ، وَهُوَ الَّذِي يَزُورُك. يُقَال: رَجلٌ زَوْرٌ، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ لزَوْرِكَ عَلَيْك حَقًّا) وَهُوَ فِي الأَصْل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ، كصَوْمٍ ونَوْمٍ، بمَعْنَى صَائِمٍ ونَائِمٍ.
(و) الزَّوْر: (الزَّائِرُون) ، اسمٌ للجَمْع، وَقيل: جَمْعُ زائرٍ. رجلٌ {زَوْر، وامرأَة زَوْرٌ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ. يكون للواحِد والجَمِيع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ، لأَنه مَصْدر، قَالَ:
حُبَّ} بالزَّوْر الَّذِي لَا يُرَى
مِنْهُ إِلا صَفْحَةٌ عَن لِمَامْ
وَقَالَ فِي نِسْوة زَوْرٍ:
ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ
كَمَا تَهَادَى الفَتَيَاُت {الزَّوْرُ
(} كالزُّوَّارِ {والزُّوَّر) ، كرُجَّاز ورُكَّع. وَقَالَ الجوهريّ: ونِسْوةٌ زَوْرٌ} وزُوَّرٌ، مثل نَوْحٍ. ونُوَّحٍ: {زَائِرات.
(و) } الزَّوْر: (عَسِيبُ النَّحْلِ) ، هاكَذا باحَاءِ المُهْمَلَة فِي غَالب النُّسخ، وَالصَّوَاب بالمُعْجَمَة. وهاكذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وَقَالَ: هُوَ بِلُغة أَهْل اليَمَن.
(و) الزَّوْرُ: (العَقْلُ) . ويُضَمّ، وَقد كَرَّرَه مَرَّتَيْن، فإِنه قَالَ بَعْدَ هاذا بأَسطُر: والرَّأْيُ والعَقْل: وسَيَأْتي هُناك.
(و) الزَّوْر: (مَصدر {زَارَ) هـ} يَزُورُه {زَوْراً، أَي لَقِيَه} بزَوْرِه، أَو قَصَدَ {زَوْرَه أَي وِجْهَته، كَمَا فِي البَصائر، (} كالزِّيَارَة) ، بالكَسْر ( {والزُّوَارِ) ، بالضَّمّ، (} والمَزَارِ) ، بالفَتْح، مصدر مِيمِيّ، وَقد سَقَطَ من بعض النُّسَخ.
(و) الزَّوْرُ للقَوْم: (السَّيِّد) والرَّئيسُ ( {كالزَّوِيرِ) ، كأَمِير، (} والزُّوَيْرِ، كزُبَيْر) . يُقَال هاذا زَوَيْرُ القَوْمِ، أَي رَئِيسُهم وزَعِيمُهم.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: {الزُّوَيْر: صاْحبُ أَمرِ القَوْمِ، وأَنشد:
بأَيْدِي رِجالٍ لَا هَوادَة بَيْنَهُمْ
يَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدَا
(و) الزِّوَرِّ مِثَال (خِدَبَ) وهِجَفٌّ.
(و) الزَّوْرُ: (الخَيَالُ يُرَى فِي النَّوْم) .
(و) الزَّوْرُ: (قُوَّةُ العَزِيمَةِ) ، وَالَّذِي وَقعَ فِي المُحكَم والتَّهْذِيب: الزَّوْرُ: العَزِيمة، وَلَا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فأَنها معنى آخَرُ.
(و) الزَّوْرُ: (الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عَن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً) . وَقَالَ بعضُضهم: الزَّوْرُ: صَخْرَةٌ، هاكذا أَطلَقَ وَلم يُفَسِّر.
(و) الزَّوْر: (وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة) .
(ويَوْمُ الزَّوْرِ) ، وَيقال: يَوْمُ الزَّوْرَيْن، ويَومُ الزَّوِرَيريْنِ (لبَكْرٍ على تَمِيم) .
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: (لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن) . ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَة: بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ (فَعَقَلُوهُما) ، أَي قَيَّدُوهما، (وَقَالُوا: هاذنِ} زَوْرَانَا) أَي إلاهَانَا (لَنْ نَفِرّ) . ونصّ أَبِي عُبَيْدَة فَلَا نَفِرّ (حتَّى يَفرَّا) ، وهُزِمَت تَمِيمٌ ذالِكَ اليَوْم، وأُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما وتُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب فِي شَوْلِهِم.
قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيّ يَعِيبُهم بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لَهُم.
جَاءُوا {بِزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
هاكذا فِي دِيوان الأَغلَب.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدة مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى: إِن البَيْت ليَحْيَى بن مَنْصُور وأَنشد قَبْلَه:
كانتْ تَمِيمٌ مَعشراً ذَوِي كَرَمْ
غَلْصَمَةَ من الغَلاصِيمِ العُظَمْ
مَا جَبُنُوا وَلَا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ
قدْ قابَلوا لَو يَنْفُخُون فِي فَحَمْ
اءُوا بزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
شَيْخٍ لنَا كاللَّيْثِ مِنْ باقِي إِرَمْ
الأَصمُّ: هُوَ عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل فِي ذالك اليومِ.
(و) } الزُّورُ (بالضَّمِّ: الكَذِبُ) ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عَن الحَقّ. قَالَ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ {الزُّورِ} (الْحَج: 30) وَبِه فُسِّر أَيضاً الحَدِيث: (المُتَشَبِّع بِمَا لم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ} زُورٍ) .
(و) الزُّورُ: (الشِّرْكُ باللهاِ تَعَالَى) ، وَقد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرحكَ بِاللَّه، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءاخَرَ} (الْفرْقَان: 68) ثمَّ قَالَ بعدَها: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (الْفرْقَان: 72) وَبِه فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ {الزُّورَ} . (و) قيل: إِن المرادَ بِهِ فِي يالآية (مَجَالِسُ اليَهُودِ والنَّصَارَى) عَن الزَّجّاج أَيضاً، ونصُّ قَوْله: مَجالِس النّصارى.
(و) الزُّورُ: (الرَّئِيسُ) ، قَالَه شَمِر، وأَنْشَد:
إِذْ أُقْرِنَ} الزُّورَاِن {زُورٌ رَازِحُ
رَارٌ} وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ وزَعِيمُ القَوْم: لُغَة فِي الزَّوْر، بالفَتْح، فَلَو قَالَ هُنَا: ويُضَمّ، كَانَ أَحْسَن. والسَّيّد والرَّئِيس والزَّعِيم بمَعْنًى. (و) قيل فِي تَفْسِير قولِه تَعالَى {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} إِن المُرَاد بِهِ (مَجْلِسُ الغِنَاءِ) ، قَالَه الزَّجَّاج أَيضاً. ونَصُّه مَجالِسُ الغِنَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّور هُنَا: مَجالِسُ اللَّهْو. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا ا 6 رِي كَيْفَ هاذَا إِلّا أَن يُرِيدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بِاللَّه. قَالَ: والَّذي جاءَ فِي الرِّواية: الشِّرْك، وَهُوَ جاعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى وغيرِها.
(و) من المَجَاز: مالَكُمْ تَعْبُدُو الزُّورَ؟ وَهُوَ كُلُّ (مَا) يُتَّخَذُ رَبًّا و (يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهاِ تَعالَى) ، كالزُّونِ بالنُّون. وَقَالَ أَبو سَيد: الزُّون: الصَّنَم وسَيَأْتِي. وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: كلّ مَا عُبِد من دُونِ اللهاِ فَهُوَ زُورٌ.
قُلْتُ: وَيُقَال: إِنَّ الزُّور صَنَمٌ بعَيْنه كَانَ مُرَصَّعاً بالجَوْهَر فِي بِلَاد الدَّار.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَة: الزُّورُ: (القُوَّةُ) . يُقَال: لَيْسَ لَهُم زُورٌ، أَي لَيْسَ لَهُم قُوَّة. وحَبْلٌ لَهُ زُورٌ، أَي قُوَّة: (وهاذا وِفَاقٌ) وَقَعَ (بَين لُغَةِ العَربِ والفُرْسِ) ، وصَرَّحَ الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل بأَنَّه معرّب. ونَقَل عَن سِيبَوَيْه وغَيْرِه من الأَئِمَّة ذالِك، وظَنَّ شَيخُنَا أَنَّ هاذا جاءَ بِهِ المُصَنِّف من عِنْده فتمَحَّلَ للرَّدّ عَلَيْهِ على عادَته، وإِنَّمَا هُوَ نصّ كلامِ أَبِي عُبَيْدَة، ونَاهِيك بِه. ثمَّ إِن الَّذِي فِي اللُّغَة الفَارِسيّة إِنَّمَا هُوَ زُور بالضَّمَّة المُمَالَة لَا الخَالصة وَلم يُنَبِّهُوا على ذالِك.
(و) الزُّورُ: (نَهرٌ يَصُبُّ فِي دِجْلَةَ) .
والزُّورُ: (الرَّأْيُ والعَقْلُ) ، يُقَال: مالهَ زُورٌ وزَوْرٌ وَلَا صَيُّور، بمعٌّ فى، أَي مالَه رَأْيٌ وعَقْل يرْجع إِليه، بالضَّمِّ عَن يَعْقُوب، والفَتْح عَن أَبِي عُبَيد. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراه إِنَّما أَرادَ لَا زَبْرَ لَهُ فغَيَّره إِذ كَتَبه.
(و) الزُّورُ: التُّهَمَة و (الباطِلُ) وَقيل: شَهادَةُ البَاطِل وقَولُ الكَذب، وَلم يُشْقّ مِنْهُ تَزْوِير الكَلامِ، ولاكِنه اشتُقَّ من تَزْوِير الصَّدْرِ، وَقد تكرَّر ذِكْر شَهادَة الزُّور فِي الحَدِيث، وَهِي مِنَ الكَبَائِر.
(و) الزُّورُ: (جَمعُ الأَزْورِ) ، وَهُوَ المَائِل الزْور، وَمِنْه شِعْر عمر:
بالخَيْل عابِسَةً زُوراً مناكِبُها
كَمَا يأْتي.
(و) الزُّورُ: (لَذَّةُ الطَّعامِ وطِيبُهُ) .
(و) الزُّورُ: (لِينُ الثَّوبِ ونَقَاؤُه) .
(و) زُورٌ: اسْم (مَلِكٍ بَنَى) مَدِينَة (شَهْرَ زُورَ) ، ومَعْناه مَدِينَة زُور.
(و) {الزَّوَرُ. (بالتَّحْرِيكِ: المَيْلُ) ، وَهُوَ مِثْل الصَّعَر. وَقيل: الزَّوَرُ فِي غَيْر الكِلاَب: مَيَلٌ مّا، لاَ يكون مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ، نَحْو الكِرْكِرَة واللِّبْدَة. (و) قِيلَ: الزَّوَرُ: (عِوَجُ الزَّوْرِ) ، أَي وَسطِ الصَّدْرِ. (أَو) هُوَ (إِشْرَافُ أَحَدِ جانِبَيْه على الآخَرِ) ، وَقد} زَوِرَ {زَوَراً.
(} والأَزْوَرُ: مَ بِهِ ذالِك. والمائِلُ) . يُقَال: عنُق {أَزْوَرُ، أَي مائِلٌ. (وكَلْبٌ) أَزْوَرُ: قد (اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه) وخَرّع كَلْكَلُه كأَنَّه قد عُصِرَ جانِباه.
وَقيل: الزَّوَرُ فِي الفَرَس: دُخُولُ إِحدَى الفَهْدَتَيْن وخُرُوجُ الأُخرَى.
(و) الأَزْوَرَ: (النَّاظِرُ بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ) لشِدَّته وحِدَّته. (أَو) الأَزْوَرُ: البَعِيرُ (الذِي يُقْبِل على شِقَ إِذَا اشْتَدَّ السَّيْرُ وإِن لم يكُن فِي صَدْرِه مَيْلٌ) .
(و) } الزِّوَرُّ، (كهِجَفَ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ) . قَالَ القُطَاميّ:
يَا ناَاقُ خُبِّي خَبَباً {زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
(و) قيل:} الزِّوَرُّ: (الشَّدِيدُ) ، فَلم يَخَصَّ بِهِ شَيْءٌ دون شَيْءٍ. (و) {الزِّوَرُّ أَيضاً: (البَعِيرُ) الصُّلْب (المُهَيَّأُ للأَسْفارِ) . يُقَال: ناقةٌ} زِوَرَّةُ أَسْفارِ، أَي مُهَيَّأَة للأَسفارِ مُعَدَّة. وَيُقَال فِيهَا {ازْوِرارٌ من نَشَاطِها. وَقَالَ بَشِير ابنُ النِّكْث:
عَجِّلْ لهَا سُقَاتَها يَا ابْنَ الأَغّرْ
وأَعْلِقِ الحَبْلَ بذَيّالٍ} زِوَرّ
( {والزِّوَارُ} والزِّيَارُ) ، بالوَاوِ واليَاءِ (ككِتَاب: كُلُّ شيْءٍ كَانَ صَلاحاً لشَيْءٍ وعِصْمَةً) ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ ابنُ الرِّقاع:
كانُوا {زِوَاراً لأَهْلِ الشَّامِ قد عَلِمُوا
لَمَّا رَأَوْا فيهمُ جَوْراً وطُغْيانَا
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ:} زِوَارٌ {وزِيَارٌ: عِصْمَةٌ،} كزِيَارِ الدّابَّة.
(و) {الزِّوَارُ} والزِّيَارُ: (حَبْلٌ يُجْعَل بَيْنَ التَّصْدِيرِ والحَقَبِ) يُشَدُّ من التَّصْدِير إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرِةِ حتَّى يَثْبُتَ لِئَلَّا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحْتَبس بَوْلُه، قَالَه أَبو عَمْرٍ و.
وَقَالَ الفردزق:
بأَرحُلِنا يَجِدْنَ وَقد جَعَلْنَا
لكلِّ نَجِيبَةٍ مِنْهَا {زِيَارَا
(ج} أَزْوِرَةٌ) .
وَفِي حديثِ الدَّجَّال (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد {بأَزْوِرَة) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ جَمْع} زِوَارٍ {وزِيَارٍ، المعنَى أَنه جُمِعتْ يَدَاهُ إِلى صَدْرِه وشُدَّت.
(} وزُرْتُ البَعِيرَ) {أَزُورُه} زِوَاراً: (شَدَدْتُه بِه) ، من ذالك.
وأَبُو الحُسَيْن (عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله ابنِ بَهْرَامَ {- الزِّيارِيُّ) الأَسْتَرَابَاذِيّ: (مُحَدِّثٌ) يَرْوِي عَن إِبراهِيمَ بنِ زُهَير الحُلْوَانيّ، مَاتَ سنة 342، كَذَا فِي التَّبْصِير للحافِظ ابْن حَجَر.
(} والزَّوْرَاءُ) : اسمُ (مَال) كَانَ (لأُحَيْحَةَ) بن الجُلاَحِ الأَنْصَارِيّ: وَقَالَ:
إِنِّي أُقِيم على {الزَّوْرَاءِ أَعمُرُها
إِنَّ الكَرِيمَ على الإِخوانِ ذُو المَالِ
(و) من المَجَازِ: الزَّوْرَاءُ: (الْبِئْرُ البَعِيدَةُ) القَعْرِ. قَالَ الشَّاعِر:
إذْ تَجْعَل الجَارَ فِي} زَوْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
زَلْخَ المُقَامِ وتَطْوِي دُونَه المَرَسا
وَقيل: رَكِيَّةٌ زَوْرَاءُ: غيرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (القَدَحُ) ، قَالَ النابِغَة:
وتُسْقَى إِذا مَا شِئْتَ غَيْرَ مُصَرَّدٍ
{بزوَرَاءَ فِي حافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ
(و) } الزَّوْراءُ: (إِناءٌ) ، وَهُوَ مِشْرَبَةٌ (من فِضَّة) مُسْتَطِيلَة مثْل التَّلْــتَلَة.
(و) من المَجَاز: رَمَى {بالزَّوراءِ، أَي (القَوْس) . وقَوْسٌ} زَوْرَاءُ: مَعْطُوفةٌ.
(و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: و (دَجْلَةُ) بغْدَادَ تُسَمَّى {الزَّوْرَاءَ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (بَغْدَادُ) أَو مَدينةٌ أُخْرَى بهَا فِي الجانِب الشَّرْقِيّ؛ (لأَنَّ أَبوابهَا الدَّاخِلَةَ جُعِلَتْ} مُزْوَرّةً) ، أَي مائلةً (عَن) الأَبواب (الخارجَةِ) وَقيل! لازْوِرَاء قِبْلَتِها.
(و) الزَّوْراءُ: (ع بالمدينةِ قُرْبَ المَسْجِدِ) الشريفِ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب.
(و) الزَّوْرَاءُ: (دارٌ كَانَت بالحِيرَةِ) بناها النُّعمانُ بنُ مُنْذر، هَدَمَها أَبو جَعْفَر المَنْصُورُ فِي أَيّامه. (و) الزَّورَاءُ: (البَعِيدَةُ من الأَراضِي) قَالَ الأَعْشَى:
يَسْقِي دِيَاراً لهَا قد أَصْبَحَت غَرَضَاً
{زَوْراءَ أَجْنَفَ عَنْهَا القَوْدَ والرَّسَلُ
(و) الزَّوْرَاءُ: (أَرْضٌ عندَ ذِي خِيمٍ) ، وَهِي أَوَّلُ الدَّهْنَاءِ وآخِرُهَا هُرَيْرَةُ.
(} والزَّارَةُ: الجَمَاعَةُ) الضَّخْمَةُ (مِنَ) الناسِ و (الإِبلِ) والغَنَمِ. وَقيل هِيَ من الأَبل والناسِ: مَا بَيْن الخَمْسين إِلى السِّتِّين.
(و) {الزَّارَة من الطَّائر: (الحَوْصَلَة) ، عَن أَبِي زَيْد، (} كالزَّاوِرَةِ) ، بفَتْح الْوَاو، ( {والزَاوُورَة) وزاوَرَةُ القَطَاة: مَا حَمَلَتْ فِيهِ المَاءَ لِفِراخِها.
(و) } زَارَةُ: (حَيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ) ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
(و) الزَّارَةُ: (ة) كَبِيرَةٌ (بالبَحْرَيْن) و (مِنْهَا مَرْزُبَانُ الزَّارَةِ) ، وَله حَدِيث مَعْرُوف.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبَحْرَيْن مَعْرُوفَةٌ.
(و) الزَّارَة: (ة بالصَّعِيدِ) ، وسبقَ للمصنّف فِي (زرّ) أَنّها كُورَة بهَا فَلْينْظر.
(و) {زَارَةُ: (ة، بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ. مِنْهَا إِبراهِيمُ} - الزّارِيُّ التاجِرُ المُتَمَوِّلُ) ، كَذَا ضَبطه السِّلَفيّ ووَصَفه.
(و) زَارَةُ: (ة من أَعْمَالِ اشْتِيخَنَ. منهَا يَحْيَى بن خُزَيْمَةَ! - الزَّارِيُّ) ، وَيُقَال: هِيَ بغَيْر هاءٍ، رَوَى عَن الدَّارميّ. وعَنْه طيب بن محمّد السَّمَرْقَنْديّ، قَالَ الحَافِظُ ابْن حَجَر: ضَبَطه أَبو سَعْد الإِدْرِيسيّ هاكذا، حَكَاهُ ابْنُ نُقْطَة. وأَمَّا السَّمْعانِيّ فذَكَره بتَكْرِير الزَّاي. ( {والزِّيرُ) ، بالكَسْرِ: (الزِّرُّ) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن العَرب مَنْ يَقْلِب أَحَد الحَرْفَيْن المُدْغْمَين يَاء فَيَقُول فِي مَرَ: مَيْرٌ، وَفِي زِرَ} زِيرٌ وَفِي رِزَ رِيزٌ.
(و) الزِّيرُ: (الكَتَّانُ) . قَالَ الحُطَيْئَة:
وإِنْ غَضِبَتْ خِلْت بالمِشْفَرَين
سَبَائِخَ قُطْنٍ {وزِيراً نُسَالاً
(والقِطْعَةُ) مِنْهُ زِيرَةٌ، (بِهاءٍ) ، والجَمع أَزْوَارٌ.
(و) الزِّير: (الدَّنُّ) ، وَالْجمع أَزْيَار، أَعجميٌّ، (أَو) الزِّيرُ: (الحُبُّ) الَّذِي يُعْمَل فِيهِ الماءُ، بلُغَة العِراق. وَفِي حَدِيث الشّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ (كُنتُ أَكُتب العِلْم أُلقِيه فِي زِيرٍ لنا) .
(و) الزِّير: (العَادَةُ) ، أَنْشَدَ يُونُس:
تَقولُ الحارِثِيَّة أُمُّ عَمْرٍ
وأَهاذا} زِيرُه أَبَداً {- وزِيرِي
قَالَ: مَعْناه أَهاذا دَأْبُه أَبداً ودَأْبى.
(و) الزِّير: (رَجُلٌ يُحِبُّ محادَثَةَ النِّساءِ ويُحِبّ مُجالَسَتَهُنَّ) ومُخَالَطَتَهُنّ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرة زِيَارَتِه لَهُنّ. (وَيُحب) الثَّانِي مُسْتَدَرَكٌ. وَقيل: الزِّيرُ: المُخَالِطُ لهنّ فِي البَاطِل، وَقيل: هُوَ الَّذِي يُخَالِطُهنّ ويُرِيدُ حَدِيثَهُنّ. (بغيرِ شَرَ أَوْ بهِ) . وأَصلُه الْوَاو، وَجعله شَيخُ الإِسلام زكريّا فِي حَوَاشِيه على البَيْضاوِيّ مهموزاً، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ أَئِمَّةُ اللُّغةِ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسَادَه يَتَّكِىءُ عَلَيْهِ ويأْخُذُ فِي الحَدِيث فِعْل الزِّيرِ) . (ج أَزْوارٌ وزِيرَةٌ، وأَزْيَارٌ) ، الأَخِيرَة من بَاب عِيدِ وأَعْيَادٍ.
(وَهِي} زِيرٌ أَيضاً) . تَقُولُ: امرأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ. قَالَه الكِسائيّ، وَهُوَ قَلِيل (أَو خاصٌّ بهم) ، أَي بالرِّجال وَلَا يُوصَف بِهِ المُؤَنَّث، قَالَه بَعضُهم، وَهُوَ الأَكثر. ويأْتِي فِي الْمِيم أَنَّ الَّتِي تُحِبّ مُحَادَثَةَ الرِّجالِ يُقَال لَهَا: مَرْيَمُ. قَالَ رُؤبةُ:
قُلتُ {لِزِيرٍ لم تَصِلْه مَرْيَمُهْ
(و) الزِّير: (الدِّقِيقُ من الأَوتارِ، أَو أَحدُّها) وأَحْكَمُهَا فَتْلاً.} وزِيرُ المِزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
(و) {الزِّيرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ} الزِّيَارَةِ) . يُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ.
(و) {الزَّيِّر، (كسَيِّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّواب ككَتِفٍ، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ: (الغَضْبَانُ) المُقَاطِعُ لصاحِبه، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ. أُرَى أَصْلَه الهَمْزَ، من زَئِرَ الأَسدُ، فخفّف.
(} وزُورَةُ) ، بالضَّمّ (ويُفْتَحُ: ع قُرْبَ الكُوفَةِ) .
(و) {الزَّوْرَة، (بالفَتْح: البُعْدُ) ، وَهُوَ من الازْوِرَارِ. قَالَ الشَّاعِر:
وماءٍ وَرَدْتُ على} زَوْرَةٍ
أَي على بُعْد.
(و) الَّزورَةُ: الناقَةُ الَّتِي تَنظُرُ بمُؤْخِرِ عَيْنِها لشهدَّتِهَا وحِدّتها، قَالَ صَخْرُ الغيِّ:
ومَاءٍ وَرَدْتُ على {زَوْرَةٍ
كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا
هاكذا فَسَّره أَبُو عَمْرو. ويروى:} زُورَة، بالضَّمّ، والأَوَّل أَعرَفُ.
(ويوْمُ {الزُّوَيْر) ، كزُبَيْر: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَكَذَا يَوْم} الزُّوَيْرَيْنِ.
( {وأَزارَهُ: حَمَلَه على} الزِّيارةِ) وأَزَرْتُه غَيري.
( {وزَوَّرَ) } تَزْوِيراً: (زَيَّن الكَذِبَ) ، وكَلامٌ {مُزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بالكَذِب.
(و) من المَجَازِ:} زَوَّرَ (الشَّيْءَ: حَسَّنِ وقَوَّمه) . وأَزالَ {زَوَرَه: اعوِجَاجَه. وكَلامٌ} مُزَوَّرٌ، أَي مُحَسَّن. وقِيل: هُوَ المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَر رَضِيَ اللهاُ عَنهُ: (مَا! زَوَّرْت كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني بِهِ أَبُو بَكْر) . أَيهَيَّأْت وأَصْلَحَ. {والتَّزْوِير: إِصلاحُ الشَّيْءِ. وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يَقُول: كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرَ فَهُوَ تَزْوِيرٌ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} التَّزْوِير: التَّزْوِيق والتَّحْسِين. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: التَّزْوير: تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُهُ، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً، وَهُوَ أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم بِهِ.
(و) {زَوَّرَ (الزَّائِرَ) تَزْوِيراً: (أَكْرَمَه) قَالَ أَبو زيد:} زَوِّرواً فُلاناً، أَي اذْبَحُوا لَهُ وأَكْرِمُوه. {والتَّزْوِيرُ: أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه.
(و) زَوَّرَ (الشَّهَادةَ: أَبْطَلَها) ، وَهُوَ راجعٌ إِلى تَفْسِير قَوْلِ القَتَّال:
ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
صَلِيبٌ وِفينَا قَسْوَةٌ لَا} تُزَوَّرُ
قَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَي لَا نُغْمَز لقَسْوتنا وَلَا نُسْتَضْعَف. فَقَوله: {زَوَّرْت شَهَادَةَ فُلانِ، مَعْنَاهُ أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ، وغُمِزتْ شَهَادَتَهُ فأُسقِطَت.
(و) فِي الخَبَر عَن الحَجَّاج قَالَ: (رَحِمَ اللهاُ أمْرأً} زَوَّرَ (نَفْسَه) على نَفْسِه) قيل: قَوَّمَها وحَسَّنَها. وَقيل: اتَّهَمَها على نَفْسه. وَقيل: (وَسَمَها {بالزُّورِ) ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه. وَتقول: أَنا} أُزَوِّرك على نَفْسِك، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
بِهِ {زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
(} والمُزَوَّرُ من الإِبِل) ، كمُعَظَّم: (الَّذِي إِذا سَلَّه المُذَمِّر) كمُحَدّث وَقد تقدّم (من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزِ ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم مِنْهُ أَنَّه {مُزَوَّر) ، قَالَه اللَّيْثُ.
(} واسْتَزَارَهُ) : سأَلَه أَن {يَزُورَه، (} فزَارَه) وازداره. ( {وتزاوَرَ عَنهُ) } تَزَاوُرًا (عَدَلَ وانْحَرف) . وقُرِىء {) 1 (. 029! تَزَّوَارُ عَن كهفهم} (الْكَهْف: 17) ، وَهُوَ مُدغَم تَتَزَاوَرُ ( {كازْوَرَّ وَ} ازْوارَّ) ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وقُرِىءَ ( {تَزْوَرُّ) وَمعنى الكُلِّ: تَمِيل، عَن الأَخْفَشِ. وَقد ازْوَرَّ عَنهُ.} ازْوِرَاراً. {وازْوَارَّ عَنهُ} ازْوِيرَاراً.
(و) {تَزاوَرَ (القَوْمُ: زارَ بَعضُهُم بَعضاً) ، وهم} يَتَزَاوَرُون، وَبينهمْ {تَزَاوُرٌ.
(} وزَوْرَانُ) ، بِالْفَتْح: (جَدُّ) أَبي بكرٍ (مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمانِ) البَغْدَادِيّ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار. وَقَول المصنّف: (التّابِعِيّ) كَذَا فِي سَائِر الأُصول خَطَأٌ، فإِنَّ مُحَمَّد بن عبد الرحمان هاذا لَيْسَ بتابعيَ كَمَا عَرفْت. وَالصَّوَاب أَنه سَقط من الْكَاتِب، وَحَقُّه بعد عبد الرَّحْمَن: والوَلِيدُ بنُ {زَوّارَانَ. فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عَن أَنَس. وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عَن بَعضهم عَن الكاشِف، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح، كَمَا صرَّحَ بِهِ الحافِظُ ابْن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما، ثمَّ إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد. ثمَّ اختُلِف فِي الوَليد بن} زَوْرَانَ، فَضَبَطَه الأَمِيرُ بِتَقْدِيم الرَّاءِ على الوَاوِ، وجَزَمَ المِزِّيّ فِي التَّهْذِيب أَنَّه بِتَقْدِيم الْوَاو كَمَا هُنَا.
(وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ) عَلِيّ بن ( {زُورَانَ الكازَرُونِيُّ) ، عَن أَبي الصَّلْت المُجير، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلة، عَلَيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ. (وإِسحاقُ ابنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ) الشَّافعيّ، (مُحَدِّثُونَ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
مَنَارَةٌ} زَوْراءُ: مائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وفَلاةٌ {زَوْرَاءُ: بَعِيدةٌ فِيهَا} ازْوِرَارٌ، وَهُوَ مَجَاز. وَبَلَدٌ {أَزْوَرُ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَربَ تَقول للبَعير المَائِل السَّنامِ: هاذا البَعِيرُ} زَوْرٌ. وناقَةٌ {زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وفَلاةُ زَوْرة: غَيرُ قاصِدَةٍ.
وَقَالَ أَبو زَيد:} زَوَّرَ الطَّائِرُ! تَزْوِيراً: ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه، وَقَالَ غيرُه: امتَلأَتْ. ورَجلٌ {زَوَّارٌ وزَوَّارَةٌ، بِالتَّشْدِيدِ فيهمَا: غَلِيظٌ إِلى القِصَرِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قرأْتُ فِي كتاب اللَّيْث فِي هاذا الْبَاب: يُقَال للرَّجل إِذا كَانَ غَليظاً إِلى القِصَر مَا هُوَ: إِنّه} لَزُوارٌ {وزُوَارِيَةٌ.
قَالَ أَبو مَنْصُور؛ وهاذا تَصْحِيفٌ مُنْكر، والصَّواب: إِنه لَزُوَازٌ وزُوَازِيَةٌ (بزاءَيْن) . قَالَ: قَالَ ذالك أَبو عَمْرٍ ووابْنُ الأَعْرَابِيّ وغَيْرُهما.
} وازْدَاره: {زَارَه، افْتَعَلَ من الزِّيارة. قَالَ أَبو كَبِير:
فدَخَلْتُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ
} وازْدَرْتُ {مُزْدَارَ الكَريمِ المِفْضَلِ
والزَّوْرَة: المَرَّةُ الواحدةُ.
وامرأَةٌ} زَائِرَةٌ من نِسْوةٍ {زُورٍ، عَن سِيبَوَيه، وكذالك فِي المذكّر، كعائِذٍ وعُوذٍ، ورَجلٌ} زَوَّارٌ {وزَؤُورٌ ككَتَّان وصَبُور. قَالَ:
إِذعا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَكنْ لَهَا
} زَؤُوراً ولمْ تَأْنَسْ إِليَّ كِلابُها
وَقَالَ بَعْضُهم: زارَ فُلانٌ فلَانا، أَي مَالَ إِليه. وَمِنْه {تَزَاوَرَ عَنهُ، أَي مَالَ.
} وزَوَّرَ صاحِبَه {تَزْوِيراً: أَحْسَنَ إِليه وعَرَفَ حَقَّ} زِيَارَتِهِ.
وَفِي حَدِيث طَلْحَةَ ( {أَزَرْتُه شَعُوبَ} فزَارَها أَي أَوْرَدْتُه المَنِيَّةَ، وَهُوَ مَجاز.
وأَنا {أُزِيرُكم ثَنَائِي، وأَزَرْتُكم قَصَائِدي، وَهُوَ مَجاز.
} والمَزَارُ، بالفَتْح: مَوْضِعُ {الزِّيارةِ.
} وزَوِرَ {يَزْوَر، إِذا مالَ.
وَيُقَال للعَدُوِّ:} الزَّايِرُ، وهم! الزَّايِرون وأَصلُه الهَمْز، وَلم يَذكره المُصَنّف هُنَاكَ. وبالوَجْهَيْن فُسِّرَ بيتُ عَنْتَرَةَ:
حَلَّتْ بأَرْضِ {الزَّايِرِينَ فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
وَقد تقدّمت الإِشارة إِلَيْهِ.
} وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمَتُه. قَالَ بَان جِنِّي. وذالك لاعْتِياده إيَّاها {وزَوْرِه لَهَا. وذَكَره المصنّف فِي زأَر.
} والزَّارُ: الأَجَمَةَ ذاتُ الحَلْفاءِ والقَصَبِ والماءِ.
وكَلامٌ {مُتَزَوَّرٌ: مُحَسَّنٌ. قَالَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ:
أَبلِغْ أَميرَ المؤمنينَ رِسَالَةً
} تَزَوَّرْتُهَا من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِلِ
أَي حَسَّنْتُهَا وثَقَّفْتها.
وَقَالَ خالِدُ بنُ كُلْثُوم: {التَّزْوِيرُ: التَّشْبِيهُ.
} وزاَرَةُ: مَوْضِع، قَالَ الشَّاعِر:
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً
نَخْلٌ بَهزَارَةَ حَمْلُهُ السُّعْدُ
وَفِي الأَسَاس: {تَزَوَّرَ: قَالَ} الزُّورَ. {وَتَزَوَّرَه:} زَوَّرَه لنَفْسِه.
وأَلقَى {زَوْرَه. أَقامَ.
وكَلِمةٌ} زَوْراءُ: دَنِيَّةٌ مُعْوَجَّةٌ.
وَهُوَ أَزْوَرُ عَن مقَامِ الذّلّ: أَبْعَدُ.
واستدرك شَيخنَا: زَارَه: زوجُ ماسِخَةَ القَوَّاسِ، كَمَا نقلَه السُّهَيْليّ وَغَيره، وتقدّمت الإِشارة إِليه فِي (مسخ) .
قلت: ونَهْرُ {زَاوَرَ كهَاجَر، نَهرٌ متَّصل بعُكْبَرَاءَ،} وزَاوَرُ: قريةٌ عِنْده.
! والزَّوْرُ، بالفَتْح: موضعٌ بَين أَرضِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. وأَرضِ تَمِيم، على ثلاثةِ أَيّامٍ من طَلَحَ. وجَبَلٌ يُذْكَر مَعَ مَنْوَرٍ، وجَبلٌ آخَرُ فِي دِيَارِ بني سُلَيْمٍ فِي الحِجَاز.
(زور) الطَّائِر أكل حَتَّى امْتَلَأت حوصلته وَارْتَفَعت وَالشَّيْء أصلحه وَقَومه وأتقنه وَحسنه وزينه يُقَال زور الْكَلَام زخرفه وموهه وزور الْكَلَام فِي نَفسه هيأه وحضره وَالْكذب زينه وَالشَّهَادَة وَنَحْوهَا حكم بِأَنَّهَا زور وَعَلِيهِ قَالَ عَلَيْهِ زورا وَعَلِيهِ كَذَا وَكَذَا نسب إِلَيْهِ شَيْئا كذبا وزورا وَمِنْه زور إمضاءه أَو توقيعه قَلّدهُ وَنَفسه وسمها بالزور ونسبها إِلَيْهِ والزائر عرف لَهُ حق زيارته فَأكْرمه واحتفى بمقدمه والأسير وَنَحْوه جعل فِي يَدَيْهِ زوارا وشده بِهِ
زور زوق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة حِين اخْتلفت الْأَنْصَار على أبي بكر فَقَالَ عمر: وَقد كنت زَوَّرت فِي نَفسِي مقَالَة أقوم بهَا بَين يَدي أبي بكر قَالَ: فجَاء أَبُو بكر فَمَا ترك شَيْئا مِمَّا كنت زَوّرته إِلَّا تكلم [بِهِ -] . قَالَ الْأَصْمَعِي: التزوير إصْلَاح الْكَلَام وتهيئته. قَالَ أَبُو زيد: المُزَوّر من الْكَلَام المزوّق وَاحِد وَهُوَ المصلح المحَّسن وَكَذَلِكَ الْخط إِذا قوم أَيْضا. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول للمزوَّق من الْبيُوت: هُوَ المصوّر وَهُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ مزيّن بالتصاوير. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا قيل لَهُ مزوّق لِأَن أهل الْمَدِينَة يسمون الزئبق الزاووق قَالَ: والتصاوير قد تكون بِهِ فَمن ثمَّ قَالُوا: مزوّق أَي أَنه مصوّر بتصاوير يخالطه الزاووق. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عمر: إِذا رأيتَ قُريْشًا قد هدموا الْبَيْت ثمَّ بنوه فزوقوه فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت.

رعث

ر ع ث

في أذنيه رعثان: قرطان، ولها رعث ورعاث، وما تذبذب من قرط أو قلادة فهو رعثة ورعثة. وصبيّ مرعث مقرّط. قال رؤبة:


رقراقة كالرشأ المرعّث

ومن المجاز: صاح ذو الرعثات أي الديك، ورعثتاه النائستان تحت منقاره. قال الأخطل:

ماذا يؤرّقني قدما ويسهرني ... من صوت ذي رعثات ساكن الدار

وزين الهوادج بالرعث وهي الذباب من العهن. وتفتح رعث الرمان وهو زهره الذي يسمى الجلنار. وشاة رعثاء: لها تحت أذنيها زنمتان.
رعث: رَعْثَة: تجمع على رُعُث (الكامل) وقد نشيت رقم الصفحة (رايت).
[رعث] فيه قالت أم زينب: كنت أنا وأختاي في حجره صلى الله عليه وسلم فكان يحلينا "رعاثا" من ذهب ولؤلؤ، هي القرطة من حلى الأذن جمع رعثة. وفي ح سحره ودفن تحت "راعوثة" البتر، والمشهور بالفاء بمعناه ويجيء.

رعث


رَعَثَ(n. ac. رَعْث)
رَعِثَ(n. ac. رَعَث)
a. Had white caruncles or excrescences beneath the
ears.

تَرَعَّثَإِرْتَعَثَa. Wore ear-drops, ear-rings.

رَعْثَة
رَعَثَة
(pl.
رِعَاْث)
a. White caruncle; wattle; gill.
b. Eardrop, ear-ring, pendant.
c. Woollen tassel.
d. ( pl.

رَعَثَات )
a. Cup, goblet.
رعث
الرَّعَثُ: تَلْــتَلَةٌ تُتَّخّذُ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بها. والجُلَّنَارُ. والرِّعَاثُ: كُلُّ مِعْلاَقٍ من قُرْطٍ أو قِلادةٍ أو غيرِها، والواحِدَةُ: رَعْثَةُ، يُقال: صَبيٌّ مُرَعَّثٌ. ورَعْثَةُ الدِّيْكِ: عُثْنُوْنُه. ورَعْثَتا الشّاةِ: زَنَمَتاها، ورُبَّما عُلِقَ من الهَوْدَج رُعْثٌ من الصُّوْف. ورَعَثَتِ العَنْزُ رِعَاثاً: ابْيَضَّتْ أطْرافُ زَنَماتِها. والرَّعْثَاءُ: عِنَبٌ له حَبٌّ طِوال. ورَعَثَتْه الحَيَّةُ رَعْثاً: قَرَمَتْه ونالت منه قَليلاً.
[رعث] الرعاثُ: القِرَطَةُ، واحدتها رَعْثَهٌ ورَعَثَةٌ بالتحريك. وتَرَعَّثَتِ المرأةُ، أي تقرطت. وكان بشار بن برد الشاعر يلقب بالمرعث لرعثة كانت له في صغره. ورعثة الديك: عثنونه، يقال ديك مُرَعَّثٌ. قال الأخطل: ماذا يُؤَرِّقُني والنَوْمُ يُعْجِبُني * من صَوْتِ ذي رَعَثاتٍ ساكِنِ الدَّارِ وشاةٌ رَعْثاءُ، إذا كان لها تحت الاذن زنمتان. والرعث: العهن من الصوف يُعَلَّقُ من الهودج، عن أبى عبيد.
رعث وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام عَن زَيْنَب ابْنَة نبيط عَن أمهَا قَالَتْ: كنت أَنَا وأختاي فِي حجر النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ يحلينا قَالَ ابْن جَعْفَر: رعاثًا من ذهب ولؤلؤ -[و -] قَالَ صَفْوَان: يحلينا التبر واللؤلؤ. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَاحِد الرعاث رعثة ورعثة وَهُوَ القرط [قَالَ -] والرعث أَيْضا فِي غير هَذَا: العهن من الصُّوف وَأنْشد للكميت يصف النعامة: [الوافر]

كَأَن الْقَيْظَ رعثها بِودْعٍ ... مَعَ التوشيح أَو قطع الوذيل

والواحدة: رعثة ورعثة عَن أبي عَمْرو وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا علقته عَلَيْهَا: قد ارتعثت قَالَ النَّابِغَة الدبياني: [الطَّوِيل] إِذا ارتعثت خَافَ الجبان رعاثها ... وَمن يتَعَلَّق حَيْثُ علق يفرق

يصف طول عُنُقهَا.
(ر ع ث)

الرَّعْثَةُ: التَّلْــتَلةُ من جف الطّلع يشرب بهَا.

ورَعَثْةَ الديك: عثنونه ولحيته. قَالَ:

ماذَا يُؤَرّقُنِي والنَّوْمُ يُعْجِبُني ... مِنْ صَوْتِ ذِي رَعَثاثٍ سَاكن دَاري

ورَعَثَتا الشَّاة: زنمتاها.

ورَعِثَتِ العنز رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطْرَاف زنمتيها. والرَّعْثُ والرَّعْثَةُ: مَا علق بالأذن من قرط وَنَحْوه. وَالْجمع رِعَثَةٌ ورِعثاتٌ. قَالَ النمر:

وكُلُّ خَلِيلٍ عَلَيْهِ الرِّعاثُ ... والحُبُلاتُ كَذُوبٌ مَلِق

وَصبي مُرَعَّثٌ: مقرط. قَالَ رؤبة:

رَقْراقَةٌ كالرَّشأ المرَعَّثِ

وارتَعَثَت الْمَرْأَة: تحلَّت بالرِّعاث، عَن ابْن جني.

والرَّعْثَةُ: درة تعلق فِي القرط.

والرَّعْثَةُ: العهنة الْمُعَلقَة من الهودج وَنَحْوه.

وَقيل: كل مُعَلّق رَعْثٌ ورَعْثَةٌ ورُعْثَة بِالضَّمِّ، عَن كرَاع، وَخص بَعضهم بِهِ القرط والقلادة وَنَحْوهمَا. وَالْجمع رَعْثٌ ورِعاث ورُعُثٌ، الْأَخِيرَة جمع الْجمع.

والرَّعَثُ: العِهْنُ عَامَّة.

رعث: الرَّعْثة: التَّلْــتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ

بها. ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يقال: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال

الأَخْطَلُ يصف ديكاً:

ماذا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِبُني،

من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ

ورَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنين؛ وشاة رَعْثاءُ، من ذلك.

ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف

زَنَمَتَيْها. والرَّعْثُ والرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه،

والجمع: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قال النمر:

وكلُّ خَليلٍ، عليه الرِّعا

ثُ والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ

وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ.

وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة:

رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ

وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمي بذلك لرِعاثٍ

كانت له في صغَره في أُذُنه.

وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جني. وفي الحديث:

قالت أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ.

الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وهي من حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة

أَيضاً، بالتحريك، وهو القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابن

الأَعرابي: الرَّعْثة في أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن،

والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط.

والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه، زِينةً لها

كالذَّباذِبِ؛ وقيل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بالضم، عن

كراع. وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قال الأَزهري: وكلُّ

مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ،

والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جمع الجمع.

والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. وحكي عن بعضهم: يقال لراعُوفةِ البئر

(*

قوله «يقال لراعوفة البئر إلخ» قال في التكملة وهي صخرة تترك في أسفل البئر

إِذا احتفرت تكون هناك، ويقال هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم عليها

المستقي.): راعُوثة. قال: وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وتفسيره في العين

والراءِ. وفي حديث سحر النبي، صلى الله عليه وسلم: ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ

البئر؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، والمشهور بالفاءِ، وهي هي،

وسيُذكر في موضعه.

رعث

1 رَعِثَتْ, aor. ـَ inf. n. رَعَثٌ; and رَعَثَتْ, aor. ـَ inf. n. رَعْثٌ; (tropical:) She (a goat, K, TA, and a sheep, شَاة, TA) had white extremities to her زَنَمَتَانِ [or two wattles] (K, TA) beneath the two ears. (TA.) 5 ترعّثت She (a woman) adorned herself with the [kind of ear-ring, or ear-drop, called] قُرْط (S, K, TA) and رِعَاثٌ; (TA;) as also ↓ ارتعثت. (IJ, K, TA.) 8 إِرْتَعَثَ see what next precedes.

رَعْثٌ: see what next follows, in two places.

رَعَثٌ and ↓ رَعَثَةٌ and ↓ رُعْثَةٌ are said to be applied to Anything suspended: or, accord. to some, only to the [kind of ear-ring, or ear-drop, called]

قُرْط, and the [necklace called] قِلَادَة, and the like: or, accord. to Az, ↓ رِعَاثٌ signifies anything suspended, such as the قُرْط, and the like, suspended from the ear; or the [necklace called] قِلَادَة: and the pl. is ↓ رَعْثٌ [or rather this is a quasi-pl. n.] and ↓ رِعَاثٌ [like the sing.] and رُعْثٌ, which last is a pl. pl.: (TA:) or ↓ رَعْثَةٌ and ↓ رَعَثَةٌ signify the [kind of ear-ring, or ear-drop, called]

قُرْط; (S, A, K, TA;) and any similar pendant to the ear: (TA:) or the رعثة is in the lower part of the ear; and the شَنْف, in the upper part thereof; and the رعثة is a pearl, or large pearl, (دُرَّةٌ,) attacked to the قُرْط: (IAar, TA:) and the pl. of رَعْثَةٌ and رَعَثَةٌ is رِعَاثٌ (S, K, TA) and رِعَثَةٌ. (TA.) b2: [Hence,] رَعَثٌ signifies [also] (tropical:) Wool, or wool died of various colours, (عِهْنٌ,) in a general sense: [a coll. gen. n.:] n. un. رَعَثَةٌ: (TA:) or, (S, A, K,) as also ↓ رَعْثٌ and ↓ رُعْثَةٌ, (K,) such wool (عِهْنٌ) suspended to the [kind of women's camel-vehicle called] هَوْدَج, (A'Obeyd, S, K, TA,) and the like, for ornament; like what are termed ذَبَاذِب: (TA:) or [pendant] ornaments of the هَوْدَج, of the kind called ذَبَاذِب, consisting of such wool. (A.) b3: And (tropical:) The blossoms of the pomegranate-tree. (A.) رَعْثَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: [Hence,] (tropical:) The عُثْنُون [or wattle] of the cock, (S, K, TA,) that grows forth beneath the bill; i. e. its beard, or barb; (TA;) as also ↓ رَعَثَةٌ: (K:) each of the two things that grow forth beneath the bill of the cock. (A.) You say, صَاحَ ذُوالرَّعْثَتَانِ (tropical:) [The owner of the two wattles cried]; meaning the cock. (A.) And a poet says, (S,) namely, El-Akhtal, (TA,) مَا ذَا يُؤَرّقُنِى وَالنَّوْمُ يُعْجِبُنِى

مِنْ صَوْتِ ذِىرَعَثَاتٍ سَاكِنِ الدَّارِ [What is this that renders me wakeful, when sleep pleases me, of the voice of an owner of wattles, an inhabitant of the mansion?]. (S, TA. [Another reading, as well as the foregoing, of this verse is given in the Ham, p. 823.]) b3: Also, (Ham ubi suprà,) or ↓ رَعَثَةٌ, (L,) (assumed tropical:) The زَنَمَة [or wattle], (Ham,) [i. e.] each of the زَنَمَتَانِ [or two wattles], (L,) of a sheep or goat (شَاة) [or, accord. to some, of a goat only (see رَنَمَةٌ)]. (Ham, L.) b4: And (assumed tropical:) A drinking-vessel, such as is called تَلْــتَلَةٌ, made of the spathe of a palm-tree; (T, M, L, K, TA;) as also ↓ رَعَثَةٌ. (K.) رُعْثَةٌ: see رَعَثٌ, in two places.

رَعَثَةٌ: see رَعَثٌ, in two places: b2: and رَعْثَةٌ, in three places.

شَاةٌ رَعْثَآءُ (tropical:) A sheep, or goat, [or, accord. to some, a goat only (see زَنَمَةٌ),] having two wattles (زَنَمَتَانِ), beneath her two ears. (S, A, K.) b2: And الرَّعْثَآءُ (tropical:) A species of grape, having long berries; (K, TA;) likened to the زَنَمَتَانِ [or two wattles of a sheep or goat]. (TA.) رِعَاثٌ: see رَعَثٌ, in two places.

مُرَعَّثٌ A boy adorned with the [kind of earring, or ear-drop, called] رَعْثَةٌ (S) or قُرْطٌ. (TA.) b2: And [hence,] (tropical:) A cock having a رَعْثَة [or wattle]. (S, TA.)
رعث
: (الرَّعْثَةُ، ويُحَرَّكُ) : مَا عُلِّقَ بالأُذُنِ من (القُرْط) ونَحْوِه، و (ج، رِعَاثٌ) كرَقَبَة ورِقَابٍ، ورِعَثَةٌ، بِكَسْر فَفتح، قَالَ النَّمِر:
وكلُّ خَلِيلٍ عَلَيْهِ الرِّعا
ثُ والحُبُلاتُ كَذُوبٌ مَلِقْ
(و) من الْمجَاز: الرَّعْثَةُ (: عُثْنُونُ الدِّيكِ) الناتِىءُ تحتَ مِنْقَارِه، وَهُوَ لِحْيَتُه، يُقَال صاحَ ذُو الرَّعَثَاتِ، ودِيكٌ مُرَعَثٌ، قَالَ الأَخْطَلُ يَصفُ دِيكاً:
مَاذَا يُؤَرِّقُنهي والنَّوْمُ يُعْجِبُنِي
من صَوْتِ ذِي رَعَثَاتٍ ساكِنِ الدّارِ
(و) الرَّعْثَة بِفَتْح فَسُكُون كَمَا قبله (التَّلْتَلَهُ) هاكذا فِي سائِر أُمِّهات اللُّغَة، كالتَّهْذِيب، والمُحْكَم واللّسان فَلَا عِبْرَةَ بقَوْل شيخِنا: فِيهِ إِغرابٌ (تُتَّخَذُ من جُفِّ الطَّلْعَةِ يُشْرَبُ بِها) .
(وتَرَعَّثَتِ المَرْأَةُ) أَي (تَقَرَّطَتْ) .
وصَبِيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّطٌ، قَالَ رؤبةُ:
رَقْراقَةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ
(كارْتَعَثَتْ) : إِذا تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ، وهاذا عَن ابْن جِنِّى، وَفِي الحَدِيث (قَالَت أُمُّ زَيْنَبَ بنتُ نُبَيْطٍ: كنتُ أَنا وأُخْتَايَ فِي حَجْرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكانَ يُحَلِّينَا رِعَاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ) .
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الرَّعْثَةُ فِي أَسْفَلِ الأُذُنِ، والشَّنْفُ فِي أَعْلَى الأُذُنِ، والرَّعْثَةُ: دُرصَّةٌ تُعَلَّقُ فِي القُرْطِ.
(و) من الْمجَاز: (الرَّعَثُ محرَّكة ويسكّن: ابْيضَاضُ أَطْرَافِ زَنَمَتِي العَنْزِ) والشَّاةِ، وهُمَا تَحت الأُذُنَيْنه.
(وَقد رَعِثَتْ، كفَرِحَ) رَعَثاً (و) رَثَتْ، مثل (مَنَعَ) رَعْثاً، وشاةٌ رَعْثَاءُ: لهَا تَحْتَ أُذُنَيْهَا رَنَمَتانِ.
(و) من الْمجَاز: الرَّعَثُ (: العِهْنُ) عامَّةً، واحدُه رَعَثَةٌ، وَقيل: هُوَ العِهْنُ (يُعَلَّقُ مِنَ الهَوْدَجِ) وَنَحْوه؛ زِينَةً لَهَا، كالذَّبَاذِبِ.
وَقيل: هُوَ كُلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ ورَعَثَةٌ (كالرُّعْثَةِ، بالضّمّ) ، عَن كخراع، وخصَّ بعضُهم بِهِ القُرحطَ والقِلادَةَ ونحوَهما.
قَالَ الأَزهريّ: وكلُّ مِعْلاقٍ كالقُرْطِ ونحوهِ يُعَلَّقُ من أُذُن، أَو قلادةٍ، فَهُوَ رِعَاثٌ، وَالْجمع رَعْثٌ ورِعَاثٌ ورُعُثٌ، الأَخِيرَةُ جمعُ الجَمْعِ.
(والرَّاعُوثَةُ: حَجَرٌ) فِي أَعْلَى البِئرِ (يقُومُ عَلَيْهِ المُسْتَقِي) ، وَفِي بعض مُصَنَّفَاتِ الغَرِيبِ: حَجَرٌ يُتْرَكُ فِي أَسْفَل البِئرِ إِذا حُفِرَتْ، يَجْلِسُ عَلَيْهِ من يريدُ تَنْقِيَتَهَا، وَهُوَ الرَّاعُوفةُ، بالفَاءِ، حُكِيَ ذَلِك عَن بَعضهم (كالأُرْعُوثَةِ) بالضّمّ، مثل الأُرْعُوفَةِ، وَفِي حَدِيث سِحْر النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ودُفِنَ تَحْتع رَاعُوثةِ البِئرِ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هاكذا جاءَ فِي روية، والمشهورُ بالفَاءه، وَهِي هِيَ، وسيُذْكعر فِي مَوْضِعه.
(و) من الْمجَاز: (الرَّعْثَاءُ: عِنَبٌ لَهُ حَبٌّ طِوالٌ) ، على التَّشْبِيهِ بالزَّنَمَتَيْنِ.
(و: شَاةٌ تحتَ أُذُنَيْهَا زَنَمَتانِ) ، وَقد تَقَدَّمَ.
(وَرَعَثَتْه الحَيَّةُ، كمَنَعَه: قَرَمَتَهُ ونَالَتْ مِنْه قَليلاً) ، نقلَه الصاغَانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المُرَعَّثُ، كمُعَظَّمٍ: لَقَبُ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ، سُمّيَ بذلك لِرِعاثٍ كَانَت (لَهُ) فِي صِغَرِه فِي أُذُنِه.
وتَفَتَّحَ رَعْثُ الرُّمّانِ: زَهْرُه، وَهُوَ جُلَّنَارُه، وَهُوَ مجَاز.
والرَّعُوثُ: كُلّ مُرْضِعَةٍ، كالمُرْعِثِ، كَذَا فِي الأَسَاس. قلت: ولعَلّه لُغَةٌ فِي الغَيْن، كَمَا سيأْتي، أَو هُوَ تَصْحِيفٌ.

بَتَلَ 

(بَتَلَ) الْبَاءُ وَالتَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى إِبَانَةِ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِهِ. يُقَالُ: بتَلْتُ الشَّيْءَ: إِذَا أَبَنْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: طَلَّقَهَا بَتَّةً بَــتْلَةً. وَمِنْهُ يُقَالُ لِمَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ " الْبَتُولُ " لِأَنَّهَا انْفَرَدَتْ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ. وَيُقَالُ: نَخْلَةٌ مُبْتِلٌ: إِذَا انْفَرَدَتْ عَنْهَا الصَّغِيرَةُ النَّابِتَةُ مَعَهَا. قَالَ الْهُذَلِيُّ: ذَلِكَ مَا دِينُكَ إِذْ قُرِّبَتْ ... أَجْمَالُهَا كَالْبُكُرِ الْمُبْتِلِ

وَالْبَتِيلَةُ: كُلُّ عُضْوٍ بِلَحْمِهِ مُكْتَنِزِ اللَّحْمِ، الْجَمْعُ بَتَائِلُ، كَأَنَّهُ بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ بَائِنٌ عَنِ الْعُضْوِ الْآخَرِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: امْرَأَةٌ مُبَــتَّلَةُ الْخَلْقِ. وَالتَّبَتُّلُ: إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالِانْقِطَاعُ إِلَيْهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] ، أَيِ انْقَطِعْ إِلَيْهِ انْقِطَاعًا.

صلب

صلب


صَلَبَ(n. ac. صَلْب)
a. Crucified.
b.
(n. ac.
صَلْب), Cooked, boiled (bones); roasted, fried (
meat ).
c. ['Ala], Racked, tormented (fever).
d. [pass.], Was crucified.
صَلِبَ
صَلُبَ(n. ac. صَلَاْبَة)
a. Was hard, firm.

صَلَّبَa. Crucified.
b. Became hard.
c. Hardened.
d. [ coll. ], Crossed himself, made
the sign of the cross.
c. Made in the form of a cross; put cross-wise.

تَصَلَّبَa. Became hard, hardened.
إِصْتَلَبَ
(ط)
a. Cooked, boiled (bones).
صَلْبa. Crucifixion.

صُلْب
(pl.
صِلَبَة
أَصْلُب أَصْلَاْب)
a. Hard; stiff, rigid; tough.
b. Backbone, spine.
c. Reins, loins.
d. Rugged, stony place.

صَلَبa. see 3 (a) (b), (d).
d. Marrow.
e. see 25 (d)
صُلَبa. Hawk.

صُلَّبa. see 3 (a)b. Whetstone.

صُلَّبِيّa. see 11 (b)b. Sharpened.

صَاْلِبa. Burning fever; headache.
b. see 3 (b)
صَلَاْبَةa. Hardness, toughness; hardness of heart;
sturdiness.

صَلِيْب
(pl.
صُلُب
صُلْبَاْن
35)
a. Cross; crucifix.
b. Banner.
c. Pure.
d. Grease.
e. I chor.
f. see 3 (a)
صَلِيْبِيّ
(pl.
صَلِيْبِيَّة)
a. Crusader.

صَلْبُوْتa. Crucifix.

N. P.
صَلڤبَa. Crucified.

N. P.
صَلَّبَa. Striped.

N. Ac.
صَلَّبَa. see 1
مُصَالَبَة [ N.
Ac.
صَاْلَبَ
(صِلْب)]
a. Diagonal; cruciform.

صُلْبُوْب
a. Musical reed.

صَوْلَب
a. Scattered seed.
[صلب] أبو عمرو: الصُلْبُ والصَليب: الشديد، وكذلك الصُلَّب بتشديد اللام. وقد صلب الشئ صلابة وصلبته أنا. ومنه قول الشاعر الاعشى يصف ناقته: من سراة الهجان صلبها الع‍ * ض ورعى الحمى وطول الحيال صلبها، أي شدها. وتقول أيضا: صلب الرطب، إذا بلغ اليُبْسَ، فهو مصلِّبٌ بكسر اللام، فإذا صب عليه الدبس ليلين فهو مصقر. والصلبية: حجارة المسن. تقول سنان صُلَّبِيٌّ ومصلَّبٌ أيضاً، أي مسنون. والصُلْبُ مِنَ الظَهر. وكل شئ من الظهر فيه فَقارٌ فذلك الصُلْبُ. والصُلْبُ من الأرض: المكان الغليظ المُنْقَاد، والجمع الصلبة مثل قلب وقلبة. والصلب أيضا: موضع بالصمان. والصلب: الحسب. قال عديّ بن زيد: أَجْلِ أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ * فوق ما أحكى بصُلْبٍ وإزارْ قال أبو عمرو: الصُلْب: الحسب. والإزار: العفاف. والصَلَب، بالتحريك: لغة في الصُلْب من الظهر. قال العجاج يصف امرأة: ريا العظام فخمة المخدم * في صلب مثل العنان المؤدم والصلب أيضا: ما صَلُب من الأرض. والصليب: وَدَكُ العظام. قال الهذلى وذكر عقابا: جريمة ناهض في رأس نيق * ترى لعظام ما جمعت صليبا والاصطلاب: استخراج الودك من العظام ليُؤْتَدَمَ به. وقال الكميت: واحتلَّ بَرْكُ الشتاء مَنزِلَه * وبات شيخُ العيال يصطلبُ وصلَبه صَلْباً، وصلبه أيضا، شدد للتكثير. قال تعالى: (وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ في جذوع النَخْلِ) . والصَليبُ للنصارى، والجمع صُلُبٌ وصُلبانٌ. وثوبٌ مُصَلَّبٌ: عليه نَقْشٌ كالصليب. والعرب تسمِّي الأنْجُمَ الأربعةَ التي خلف النَسْرِ الواقع : صليباً. والصالِب: الحارَّة من الحُمَّى، خلاف النافض. تقول: صَلَبَتْ عليه حُمَّاهُ تَصْلِب بالكسر، أي دامت واشتدت، فهو مصلوب عليه.
(ص ل ب) : (الصَّلِيبُ) شَيْءٌ مُثَلَّثٌ كَالتِّمْثَالِ تَعْبُدُهُ النَّصَارَى (وَمِنْهُ) كُرِهَ التَّصْلِيبُ أَيْ تَصْوِيرُ الصَّلِيبِ لِأَنَّهُ مِنْ عَلَامَاتِ الْكُفْرِ (وَفِي) حَدِيثِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْبٍ قَضَبَهُ» أَيْ قَطَعَ مَوْضِعَهُ أَوْ نَقْشَهُ وَصُورَتَهُ عَلَى التَّسْمِيَةِ بِالْمَصْدَرِ (وَالصَّلِيبُ) الْخَالِصُ النَّسَبُ يُقَالُ عَرَبِيٌّ صَلِيبٌ أَيْ خَالِصٌ لَمْ يَلْتَبِسْ بِهِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ (وَصَلِيبَةُ الرَّجُلِ) مَنْ كَانَ مِنْ صُلْبِ أَبِيهِ (وَمِنْهُ) قِيلَ آلُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - الَّذِينَ تَحْرُمُ عَلَيْهِمْ الصَّدَقَةُ هُمْ صَلِيبَةُ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَعْنِي: الَّذِينَ مِنْ صُلْبِهِمْ.
(صلب) - في حديث أبي عُبَيْدة: "تَمْرُ ذَخِيرةٍ مُصَلِّبَة"
من الصَّلابَة، وتَمْر المَدِينة صُلْب، وهو أَجودُ ما يكون.
قال الجَبَّان: رُطَب مُصَلِّبة، بكَسْر اللام، وقد صَلَّبَت إذا يَبِسَت.
وقال الجَبَّانُ أيضاً: صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة: أي مُشَمَّسَة، صُلِيَت بالشَّمس، ويحتمل أن يكون حَديثُ أبي عُبَيْدة من ذلك
- رُوِى للعَبّاس بن عبد المطلب:
* إنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللَّهِ مَغْلوب *
قال الجَبّان: أي قُوَّةَ الله.
- في حديث خُبَيْب - رضي الله عنه - "أَنَّه صُلِب".
من قولهم: صَلَّبْتُ اللحمَ: إذا أَخذتَ وَدَكَه. والصَّلَبُ: ودَك دَسَم اللَّحم، إذا شُوِىَ، ووَدَك الجِيفَة وغَيْرها، فسُمِّى المَصْلُوبُ بما يَقطُر منه إذا صُلب.
- في مَقْتَل عُمَرَ،- رضي الله عنه -: "ضَرَب ابنهُ عُبَيْدُ الله جُفَيْنَة الأَعجمىَّ فصلَّب بَيْنَ عَيْنَيْه".
: أي ضربه على عُرضِه حتى صَارَ كالصَّلِيب.
- وفي حديث جَرِير: "رأيت على الحَسَن ثوبًا مُصَلَّبًا"
قال الأصمعي : خِمارٌ مُصَلَّب، وقد صَلَّبَت المرأةُ خِمارَها وهي لِبْسَةٌ مَعْروفة عِنْدَ النِّساء، والأول الوجه
صلب: صلب: آلم، أوجع، عذّب، أسقم، أضنى أوهن (هلو).
صلب: والعامة تقول أتى فلان حين صلبت الشمس أي عند قائم الظهيرة.
صَلَّب (بالتشديد): دعم المسكن الذي يكاد ينهار ودعمه على خشب (ألف ليلة 3: 423).
صَلَّب: عبر، اجتاز، قطع (ألكالا).
زوَّل المُصلبَّ: أزال ما وضع بالعرض (ألكالا).
صَلبّت رجليها في الحائط (ألف ليلة 1: 871) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: ضغطت برجليها على الحائط.
صلَّب في اصطلاح البّحارة: جعل أشرعة السفينة بحيث تؤلف زاوية قائمة مع حيزومها وهي عارضة رئيسة تمتد على طول قعر السفينة وذلك لتستفيد من الريح التي تهب من جانب السفينة والتي تهب من خلفها (معجم ابن جبير).
صلّب المركب: وجه الشراع بحيث يقف المركب لا يستمر في السير (بوشر).
صلَّب اهلاب مركب: أرسى المركب بمرساتين متقاطعتين كالصليب (بوشر).
أصلب: فعل تعجب، يقال: ما أصلبه! أي ما أشده وأقساه! (المقدمة 3: 414).
أُصْلِب: صُلِب. عُلّق على الصليب؟ (ألكالا).
تصلَّب: قاطع، جاز. ففي الادريسي (قسم 5 فصل 4): وهذا الجبل المذكور امتدَّت منه شعبة من جهة المغرب إلى جهة المشرق وتصلّبت عليه شعبة أخرى متصلة به ممتدَّة من جهة الشمال كثيراً ومع الجنوب قليلاً.
تصلَّب: مطاوع صلَّب (فوك).
استصلب: طلب أن يُصلَب (محيط المحيط).
صُلْب: قمة الجبل وذروته (ترجمة العقد الصقلي).
صُلب الحمار: سقف مقوس على شكل ظهر الحمار. (فوك).
صُلب: فولاذ (بوشر).
صَلْب: خادع، خؤون، غادر (المعجم اللاتيني - العربي).
صُلُبِيّ: قَطَني. حقوي، نسبة إلى الصُلْب وهو الصالب عظم في الظهر ذو القفار من لدن الكاهل إلى العَجُب (بوشر).
صَلْبُوت (سريانية): صلب المسيح، تعليق المسيح على الصليب (معجم أبو الفداء، ياقوت 4: 174).
صليب الصلبوت: صليب يسوع المسيح (فريتاج طرائف ص121، 135).
صَلْبوت: المسيح، صورة المسيح المصلوب (بوشر).
صَلْبوت: الصليب الصغير في اصطلاح النصارى. (محيط المحيط).
صَلِيب ويجمع على صِلاب (الكامل ص143): شديد، قوي. وهي صفة محمودة عند القضاة والولاة. وهي ضد ضعيف (المقري 1: 242، تاريخ البربر 1: 445).
صَلِيب: ابن (معجم البلاذري).
صَليب بمعنى الخشبة التي صلب عليها المسيح جمعها صِلْبان في معجم فوك.
اسم الصليب عند النصارى: يا الّهي! يا الّهي العظيم! (بوشر).
سَوْم (عيد) الصليب: يوم السابع عشر من الشهر القبطي توت أي اليوم السادس والعشرين أو السابع والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) (صفة مصر 15: 471 رقم 1، لين عادات 2: 298، 365).
صَلِيب: سباتي 7 أحد اللونين الأسودين في ورق اللعب (بوشر).
صَلاَبة: عند الأطباء ورم متداخل في العضو غير مؤلم وكثيراً ما يلتبس بالسرطان (محيط المحيط).
صلابة الوجه: قلة الحياء. انظر عبارة محيط المحيط التي ذكرتها في مادة رقاعة (ابن بطوطة 1: 86).
صْلِيبة: مفرق طرق، موضع يتقاطع فيه طريقان متصلبان (بوشر).
صَلِيبيَّة: يقول ابن جبير (ص302) في حديثه عما أصابه في رحلة في شهر سبتمبر (أيلول) إن نصارى مصر يطلقون على الخريف اسم الصليبية ويقول السيد رايت في تعليقه له (ص38) لقد أخبروه أن هذه الكلمة تستعمل في مصر لتدل على وقت فيضان النيل وهو وقت عبد الصليب (26، 27 سبتمبر) وفي هذا الوقت يكون النيل قد بلغ ذروة فيضانه، كما يؤكد لين في عادات 2: 298).
صَلِيبيّة: قوم من الإفرنج قاموا في الأجيال المتوسطة لاستنقاذ الأراضي المقدسة، سموا بذلك لأنهم اتخذوا الصليب على راياتهم وملابسهم (محيط المحيط).
مَصْلَب: اسم المكان الذي صُلب فيه إنسان. (أخبار ص42، ألف ليلة 3: 437).
مُصَلّب: بشكل متصالب (ألكالا) وفيه شريط مصلب. انظره أيضاً في مادة بندة. مصلّب الطرق: عند العامة حيث يقطع الطريق الآخذ طولاً طريق يأخذ عرضاً (محيط المحيط).
مُصلَّبة: نوع من الطعام (الجوزي ص145 ق) ولم يبين ما هو.
مُصالب: عند البنائيين العقد القائم على أربع عضائد بخلاف الأنبوب وهو العقد المستطيل لا عضادة له وبينهما الأعرج وهو ما كان نصفه مصالباً على عضادتين ونصفه أنبوب (محيط المحيط).
(صلب) صلابة اشْتَدَّ وَقَوي وعَلى المَال وَغَيره بخل وتشدد

(صلب) الشَّيْء مُبَالغَة صلب يُقَال صلب فرع الشَّجَرَة وَالنَّصْرَانِيّ اتخذ صليبا ورسم بِالْإِشَارَةِ على صَدره وَوَجهه صليبا والجسم صلبه وَيُقَال صلبه على كَذَا وصلبه فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ولأصلبنكم فِي جُذُوع النّخل} والدلو جعل فِي فمها الصليبين وَالشَّيْء قواه وَمَتنه وَالسِّلَاح شحذه وحدده
ص ل ب : صَلَبْتُ الْقَاتِلَ صَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ مَصْلُوبٌ وَصَلَبَتْ الْحُمَّى دَامَتْ فَهِيَ صَالِبٌ وَالصَّلِيبُ وِزَانُ كَرِيمٍ وَدَكُ الْعَظْمِ وَاصْطَلَبَ الرَّجُلُ إذَا جَمَعَ الْعِظَامَ وَاسْتَخْرَجَ صَلِيبَهَا وَهُوَ الْوَدَكُ لِيَأْتَدِمَ بِهِ وَيُقَالُ إنَّ الْمَصْلُوبَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.

وَالصُّلْبُ كُلُّ ظَهْرٍ لَهُ فَقَارٌ وَتُضَمُّ اللَّامُ لِلْإِتْبَاعِ وَصَلُبَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ صَلَابَةً اشْتَدَّ وَقَوِيَ فَهُوَ صُلْبٌ وَمَكَانٌ صُلْبٌ غَلِيظٌ شَدِيدٌ وَصَلِيبُ النَّصَارَى جَمْعُهُ صُلْبَانٌ وَصُلُبٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَثَوْبٌ مُصَلَّبٌ عَلَيْهِ نَقْشُ صَلِيبٍ. 
صلب أَنه كَانَ إِذا رَآهُ فِي ثوب قضبه. قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي قَضَبْ مَوضِع التصليب. والقَضْبُ: الْقطع. وَمِنْه قيل: اقتضبت الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ انتزعته واقتطعته

صلب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وإياه عَنى ذُو الرمة فِي قَوْله يصف الثور: [الْبَسِيط]

كَأَنَّهُ كَوْكَب فِي إِثْر عِفْرِيَّة ... مُسَوَّمٌ فِي سَواد اللَّيْل مُنْقَضِبُ

أَي مُنْقَطع من مَكَانَهُ. وَقَالَ الْقطَامِي يصف الثور أَيْضا: [الْكَامِل] فغدا صبيحةَ صوبها مُتَوَجّسِاً ... شَئِزَ الْقيام يُقَضّب الأغصانا

يَعْنِي يقطعهَا. والمصلب والمنشا وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ مِثَال الصَّلِيب.
ص ل ب

شيء صلب وصليب وصلب، وقد صلب صلابة. وهذا مما آلم قلبي، وقصم صلبي. وهو قاصم الأصلاب. وصلب اللص، وهو مصلوب وصليب، وصلبت اللصوص، وجزاؤهم أن يصلبوا. وأخذته الصالب، وأخذته الحمى بصالب، وصلبت عليه. وسنان مصلب: مسنون على الصلب وهو حجر المسن. وثوب مصلب: عليه نقش الصليب. ونعم مصلب: موسوم به. وحبشي مصلب: في وجهه سمته. وجاءت الروم معهم الصلبان. وعظم فيه صليب: ودك.

ومن المجاز: فلان صلب في دينه وصلب. وهو صلب المعاجم. وصليب العود. وقد تصلب لذلك وتشدد له: ومشى في صلابة من الأرض. ويقال للأراضي التي لم تزرع زماناً: إنها لأصلاب منذ أعوام، وقد صلبت منذ أعوام. وعربيٌّ صليب: خالص النسب. قال أميّة:

ويعرفنا ذو رأيها وصليبها

وامرأة صليبة: كريمة المنصب عريقة. وقال الشماخ:

حنت على سكة الساري فجاوبها صليبة من حمام ذات أطواق وماء صليب: يسمن عليه وتقوى عليه الماشية وتصلب. وتقول: صلب الله لا يغالب. قال عبد الله الغامدي:

ومن تعاجيب خلق الله غاطية ... يعصر منها ملاحيّ وغربيب

تعبدوا وأقيموا وفق دينكمو ... إن المغالب صلب الله مغلوب
صلب
الصُّلْبُ: الشّديدُ، وباعتبار الصَّلَابَةُ والشّدّة سمّي الظّهر صُلْباً. قال تعالى:
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ
[الطارق/ 7] ، وقوله: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ
[النساء/ 23] ، تنبيه أنّ الولد جزء من الأب، وعلى نحوه نبّه قول الشاعر:
وإنّما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
وقال الشاعر:
في صَلَبٍ مثل العنان المؤدم
والصَّلَبُ والاصْطِلَابُ: استخراج الودك من العظم، والصَّلْبُ الذي هو تعليق الإنسان للقتل، قيل: هو شدّ صُلْبِهِ على خشب، وقيل: إنما هو من صَلْبِ الوَدَكِ. قال تعالى: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ
[النساء/ 157] ، وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
[الشعراء/ 49] ، وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه/ 71] ، أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا
[المائدة/ 33] ، والصَّلِيبُ: أصله الخشب الذي يُصْلَبُ عليه، والصَّلِيبُ: الذي يتقرّب به النّصارى، هو لكونه على هيئة الخشب الّذي زعموا أنه صُلِبَ عليه عيسى عليه السلام، وثوب مُصَلَّبٌ، أي:
عليه آثار الصَّلِيبِ، والصَّالِبُ من الحمّى: ما يكسر الصُّلْبَ، أو ما يُخْرِجُ الودَكَ بالعرق، وصَلَّبْتُ السّنانَ: حدّدته، والصُّلْبِيَّةُ: حجارة المسنّ.
باب الصاد واللام والباء معهما ص ل ب، ل ص ب، ب ص ل مستعملات

صلب: الصَّلْبُ لغةٌ في الصُّلْبِ، وقد يُقرَأُ: بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ . والصُّلْبُ: الظَّهر، وهو عَظمُ الفَقارِ المتصِّل في وَسَطِ الظَّهْرِ والصُّلْبُ من الجَريِ ومن الصَّهيل: الشديد، وقال:

ذو مَيعَةٍ اذا تَرامَى صُلْبُهُ

ورُبَّما جاء في معنى الصُلَّب كالحُوّل والقُوَّل والقُلَّب أي المُحتال، والقُوَّل من القَوْل. ورجلٌ صُلْبٌ: ذو صَلابةٍ، وقد صَلُبَ. والصَّلابة من الأرض: ما غَلُظَ واشتدَّ فهو صلب، والجميع الصلبة. والصُّلْبُ: مَوضِعٌ بالصَّمّان أرضُه حِجارةٌ. والصُّلْبُ: حِجارةُ المِسَنِّ، يقال: سِنانٌ مُصَلَّبٌ أي قد سُنَّ على المِسَنِّ. ويقال: الصُّلْبَةُ حجارة المَسانِّ، وهو عريضٌ. والصَّليبُ: المَصلُوبُ. والصَّليبُ: ما يَتَّخِذُه النَّصارَى. والصَّليبُ: وَدَكُ الجِيفةِ. والتّصليبُ: خِمْرةٌ للمرأةِ، ويُكْرَهُ للرجلِ أنْ يَصَلِّيَ في تَصليب العِمامةِ حتى يجعَلَه كَوْراً بعضَه فوقَ بعضٍ. وقد قيلَ: إنه التَّخاصُر دون كَوَرْ العِمامةِ، ولكلٍّ وَجهٌ. وتَصَلَّب لك فلانٌ أي تَشدَّدَ. والصّالِبُ: الحُمَّى التي لا تَنْفُضُ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وتقول: أخَذَتْه الحُمَّى الصّالِبُ . والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ: البَذْرُ الذي يُنثَرُ على الأرض ثمَّ يُكرَبُ عليه.

لصب: اللِّصْبُ مَضيقُ الوادي، وجمعُه: لُصُوبٌ. [ويقال: لَصِبَ السيفَ لَصَباً اذا نَشِبَ في الغِمْد فلم يخرُجْ، وهو سَيفٌ مِلصابٌ اذا كان كذلك. ورجل لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يعطي شيئاً. وطريق مُلْتَصِبٌ: ضيِّقٌ] .

بصل: البَصَلُ معروف، والبَصَلةُ بَيْضَةُ الرأس من حديد، وهي المُحَدَّدَةُ الوسَطَ، شُبِّهَت بالبَصَلة، قال لبيد:

(قردمانيا) وتَرْكاً كالبَصَل
صلب
الصلْبُ والصَّلَبُ والصلْبُ: عَظْمُ الظَّهْرِ، وكذلك الصّالِبُ في قَوْل العَبّاسِ بن عبد المُطَلِب، وجَمْعُه صُلُوْبٌ.
وقَوْلُه:
إنَ المُغَالِبَ صُلْبَ اللهِ مَغْلُوْبُ
أي: قُوَّةَ اللهِ.
والصُّلبُ من الجَرْيِ ومن الصَّهِيْلِ: الصلْبُ الشَّدِيْدُ. ورَجُلٌ صُلْبٌ صَلِيْبٌ صُلبٌ: ذو صَلاَبَةٍ. والفِعْلُ صَلُبَ. والصَّلَابَةُ من الأرْضِ: ما غَلُظَ واشْتَد؛ فهي صُلْبَةٌ، والجَميعُ الصِّلَبَة. وقد تَصَلبَ الرجُلُ: أي تَشَدَّدَ.
والصّالِبُ: الحُمّى التي لا تَنْفُض، وقيل: الصُّدَاعُ. وصَلَبَتْه حُمّاهُ تَصْلِبُه صَلْباً وصُلُوْباً: إذا أَخَذَتْه في ظَهْرِه، وهى الصُّلَابُ. ورَجُلٌ مَصْلُوْبٌ: من صالِبِ الحُمّى.
والصُلبُ: حِجارَةُ المِسَنَ. وسِنَانٌ مُصَلبٌ: سُن على المِسَنِّ. والصُّلَبِيَةُ كذلك. والصلِيْبُ: وَدَكُ الجِيْفَةِ.
والصلْبُ: دَسَمُ اللحْمِ إذا شُوِيَ، يقال: صَلَبْتُ اللحْمَ. وبه سُميَ المَصْلُوْبُ والصلِيْبُ.
والمُتَصَلبُ: الذي يَضْرِبُ العِظامَ فَيُخْرِجُ وَدَكَه ومُخَّه. واصْطَلَبَ الرَّجُل أيضاً.
وصَلَبَتْه الشًمْسُ فَسَالَ صَلِيْبُه. والصلِيْبُ: ما يَتَّخِذُه النَّصَارى، وثَوْب ٌ مُصَلَّبٌ. وسِمَةٌ للعَرَبِ، وإبِل مَصْلُوْبَة: سِمَتُها الصَّلِيْبُ. والتَصْلِيْبُ: خِمْرَة للمرأةِ. وُيكْرَهُ للرجُلِ الصلاةُ في تَصْلِيْبِ العِمَامَةِ حَتّى يَجْعَلَه كَوْراً. وإذا بَلَغَ الرُطَبُ اليُبْسَ فهو التَصْلِيْبُ أيضاً. وصَيْحَانِيةٌ مُصَلًبَة. والصوْلَبُ والصوْلِيْبُ: البَذْرُ الذي يُنْثَرُ على وَجْهِ الأرْضِ ثُمَّ يُكْرَبُ عليه.
والأصْلابُ: الأرَضُونَ التي لم تُزْرَعْ مُنْذُ حِيْنٍ، واحِدَتُها صَلْبَةٌ، وقد صَلُبَتْ مُنْذُ أعْوَام.

والصلِيْبَةُ: الكَرِيْمَةُ.
وعَرَبي صَلِيْبَة: خالِصُ النسَبِ. وماء صَلِيْب: يُسْمَنُ عليه. قد صَلبُوا: إذا حَرَثُوا، وصَلَبُوا - خَفِيْف -.
وأصْلَبَتِ النّاقَةُ إصْلاباً: وهو أنْ تَمُدَّ عُنُقَها نحو السَّماء لِتَدُرَّ على وَلَدِها جَهْدَها. والصُلْبُوْبُ: المِزْمَارُ، وقيل: القَصَبَةُ التي في رَأْسِ المِزْمَارِ، وجَمْعُه صَلاَبِيْبُ.
الصاد واللام والباء ص ل ب

الصُّلْبُ والصَّلْب عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إلى العَجْب والجمعُ أَصلُبٌ وأصْلاَبٌ وصِلْبَةٌ أنشد ثعلبٌ

(أما تَرَيْنِي اليَوْمَ شَيْخاً أَصْلَبَا ... إذا نَهَضْتُ أتَشَكَّى الأَصْلُبَا)

جَمَعَ لأنه جَعَل كلَّ جُزءٍ من صُلْبِه صُلْباً كقولِ جَرِيرٍ

(قال العواذِلُ ما لِجَهْلِكَ بَعْدَ ما ... شابَ المَفَارقُ فاكْتَسَيْنَ قَتِيرَا)

وقال حُمَيْدٌ

(وانْتَسَف الجالبُ مِنْ أَنْدابِه ... أغباطُنا المَيْسُ على أصْلاَبِهِ)

كأنه جَعَل كلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً وحكى اللحيانيُّ عن العربِ هؤلاء أبناءُ صِلَبَتِهم والصَّلابَةُ ضِدُّ اللِّينِ صَلْبُ صَلاَبَةً فهو صَليبٌ وصُلْبٌ وصَلَبٌ وصُلَّبٌ وقولُهم في الراعي صُلْبُ العَصَا وصَلِيبُ العَصَا إنما يُرِيدُونَ أنه يَعْنُفُ بالإِبلِ قال الراعِي

(صَليبُ العَصَا بادِي العُرُوقِ تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا إذا ما أَجْدَبَ الناسُ إصْبَعَا) وقولُه

(رأَيْتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرَةً ... إذا اختَلَفَتْ فيِّ الهَرَاوَي الدَّمادِكِ)

(فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأْرضِكِ أو صُلْبُ العَصَا من رِجالِكِ)

أصل هذا أنَّ رَجُلاً واعَدَتْه امرأةٌ فعَثَر عليها أَهْلُها فَضَربُوه بِعصِيِّ التَّنْضُبِ وكان شُجرُ أَرْضِها إنما كان التَّنْضُبَ فَضَرَبُوه بعِصِيِّه وصلَّبَهُ جَعَلَه صُلْباً ومكانٌ صُلْبٌ وصَلَبٌ غليظٌ حَجِرٌ والجمعُ صِلَبَةٌ والصُّلْبُ موضعٌ بالصَّمَّان منه غَلبتِ الصّفِةُ عليه وربَّما قالوا الصُّلْبان أنشد ابن الأعرابيِّ

(سُقْنَا به الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا ... )

فإما أن يكونَ أراد الصُّلْبَ فَثَنَّى للضرورةِ كما قالوا رامَتانِ وإنَّما هي رامةٌ واحدة وإما أن يكونَ أراد مَوْضِعَيْن تَغْلِبُ عليهما هذه الصِّفِةُ فيُسَمَّيان بها وصَوْتٌ صَلِيبٌ وجَرْيٌ صَلِيبٌ على المَثَلِ وصَلُبَ على المالِ صَلابةً شَحّ به أنشد ابن الأعرابيِّ

(على المالِ مَنْزُورُ العَطاءِ مُثَرِّبُ ... )

والصُّلَّبُ والصُّلَّبِيُّ والصُّلَّبيَّةُ حِجارةُ المِسَنِّ ورُمْحٌ مُصَلَّبٌ مَشْحوذٌ بالصُلَّبِيِّ والصَّلِيبُ والصَّلِبُ الوَدَاكُ وصَلَبَ العظامِ يَصْلُبُها صَلْباً وأصْلَبها طَبَخَها واسْتَخْرَجَ وَدَكَها وكذلك إذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسَالُه قال الكميتُ

(واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وبات شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ) والصَّلَب الصَّديدُ الذي يَسيلُ من المَيِّتِ والصَّلْبُ هذه القِــتْلَةُ المعروفةُ مُشتَقٌّ من ذلك لأن ودَكَه وصديدَه يَسيِلُ وقد صَلَبَهُ يَصْلِبُه صَلْباً وصلَّبَه وفي التنزيل {وما قتلوه وما صلبوه} النساء 157 وفيه {ولأصلبنكم في جذوع النخل} طه 71 أي على جُذُوعِ النَّخْلِ والصَّلِيبُ المَصْلُوبُ والصَّلِيبُ الذي يَتَّخِذُه النَّصارَى على ذلك الشَّكْل والجمعُ صُلْبانٌ وصُلُبٌ قال جريرٌ

(لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أمُّ سُوءٍ ... على بابِ اسْتِها صُلُبٌ وشَامُ)

وصلَّبَ الراهبُ اتَّخذَ في بِيعَتِه صَلِيباً قال الأَعْشَى

(وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكلٍ ... بَنَاهُ وصَلَّبَ فيه وصاراَ)

صَار صَوَّرَ عن أبي عليٍّ الفارسيِّ وثوبٌ مصَلَّبٌ فيه كالصَّليبِ والصَّليبانِ الخَشبتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ على الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَين وقد صَلَبَ الدَّلْوَ وصَلَّبها والصَّلِيبُ ضربٌ من سِماتِ الإِبِلِ قال أبو عليٍّ في التَّذْكِرَةِ والصَّلِيبُ قد يكونُ كبيراً وصغيراً ويكون في الخَدَّيْن والعُنُقِ والفَخِذَيْن وبعيرٌ مُصَلَّب ومَصْلوبٌ سِمَتُه الصَّليبُ وناقةٌ مَصْلوبةٌ كذلك أنْشد ثَعْلَبٌ

(سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظبيٍ وعُلْبَةٌ ... تَمَطَّتْ به مَصْلوبَةٌ لم تُحارِدِ)

والتَّصْليبُ ضَرْبٌ من الخِمْرةِ وصَلَّبتِ التَّمْرةُ وهي مُصَلَّبةٌ بَلَغَت التَّيَبُّسَ وقال أبو حنيفة قال شيخٌ من العَرب أَطْيَبُ مُضْغةٍ أكَلَها النَّاسُ صَيْحانِيَّةٌ مُصَلَّبةٌ هكذا حكاه مُصَلَّبةٌ بالهاء والصالِب من الحُمَّى غير النافِض تُذَكَّر وتُؤَنث يقال أخَذَتْهُ الحُمَّى بِصالِبٍ وأخذته حُمَّى صالِبٌ والأولُ أفْصَحُ ولا يكادُونَ يُضِيفونَ وقد صَلَبَتْ عليه وأخذه صَالِبٌ أي رِعْدَةٌ أنشد ثعْلَبٌ

(عُقَاراً غَذَاها البَحْرُ من خَمْرِ عَانةٍ ... لها سَوْرَةٌ في رأسِه ذاتُ صَالِبِ)

والصُّلْبُ القُوَّةُ والصُّلْبُ الحَسَبُ قال

(إِجْلَ أنَّ اللهَ قَدْ فَضلَّكُمْ ... فَوْقَ ما أَحْكَي بِصُلْبٍ وإِزَارِ)

فُسِّرَ بهما جميعاً والإزارُ العفَافُ ويُرْوىَ فَوْقَ من أحْكأَ صُلْباً بإِزَارِ أي شدَّ صُلْباً يَعْنِي الظَّهر بإزارٍ يَعْنِي الذي يُؤْتَزَرُ به والصُّلْبُ اسمُ أَرْضٍ قال ذو الرُّمَّة

(كأنَّه كُلَّما ارْفَضَّتْ حَزِيَقَتُها ... بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ أكْفالَها كَلِبُ)

والصُّليْبُ اسْمُ موضعِ قال سَلاَمةُ بن جَنْدَلِ

(لِمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكِتابِ المُنَمَّقِ ... عَفَا عَهْدُهُ بَيْنَ الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ)
صلب
صلَبَ يَصلُب ويَصلِب، صَلْبًا، فهو صالِب، والمفعول مَصْلوب وصليب
• صلَبَ الجسمَ/ صلَبَ فلانًا: علَّقه ممدود اليدين مشدود الرِّجلين قتلاً أو تعذيبًا "صلَب الجاني- {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} - {وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ} ". 

صلُبَ يَصلُب، صَلابةً، فهو صُلْب
• صلُبَ العُودُ/ صلُبَ الشّخصُ: صار شديدًا قويًّا، عكسه لان "صلُبت رأسُه- صلُب الجنديُّ حتى نهاية المعركة". 

تصالبَ يتصالب، تصالُبًا، فهو مُتَصَالِب
• تصالبَ القُطْرَانِ: تقاطعا على شكل. 

تصلَّبَ/ تصلَّبَ في يتصلَّب، تصلُّبًا، فهو مُتصلِّب، والمفعول مُتَصَلَّب فيه
• تصلَّبَ عُودُ الشَّجرة: تشدَّد وتقوَّى، فقد لِينَه، صار صُلبًا "تصلّبتِ التُّربة".
• تصلَّبَ الشَّخصُ في الرَّأي ونحوِه: تشدَّد فيه وأصرَّ عليه، أصبح قاسيًا "تصلَّب في موقفه السِّياسيّ". 

صلَّبَ يُصلِّب، تصليبًا، فهو مُصَلِّب، والمفعول مُصلَّب (للمتعدِّي)
• صلَّبَ المسيحيُّ: اتّخذ صليبًا، رسم بالإشارة صليبًا على وجهه وصدره.
• صلَّبَ الجسمَ: صلَبَه، علَّقه ممدود اليدين مشدود الرِّجلين قتلاً أو تعذيبًا " {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} - {أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ} ".
• صلَّبَ الأسمنتَ بالحديد: قوَّاه ومتَّنه "صَلَّب مادَّةً" ° صَلَّبَ موقفَه: أَظْهَر تَشَدُّدًا وعِنادًا. 

تصلُّب [مفرد]: ج تصلُّبات (لغير المصدر):
1 - مصدر تصلَّبَ/ تصلَّبَ في.
2 - (طب) تيبُّس في داخل بعض أجزاء الجسم.
• تصلُّب الشَّرايين: (طب) مرض عضويّ يصيب الإنسانَ في الدَّورة الدمويّة، يمنع إنسيابَ الدم في الشرايين، ويؤثِّر أحيَانًا على المخّ.
• تصلُّب ضموريَ جانبيّ: مرض مزمن يصيب الأطرافَ،
 يتميَّز بانحطاط تدريجيّ للخلايا العصبيّة في الجهاز العصبيّ المركزيّ الذي يتحكّم في حركة العضلات الإراديّة. 

صَلابة [مفرد]:
1 - مصدر صلُبَ ° في وجهه صلابة: صفاقة.
2 - (فز) صفة للجسم الذي يحتفظ بشكله وحجمه.
• مقياس الصَّلابة: أداة تستعمل لتحديد الصَّلابة النِّسبيَّة لمادّة ما بقياس الضَّغط اللاّزم لاختراقها. 

صَلْب [مفرد]: مصدر صلَبَ ° صَلْب العصا: قويّ، عنيف. 

صُلْب [مفرد]: ج أَصْلاب وأَصْلُب وصِلَبَة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صلُبَ: شديد قويّ "رجلٌ صُلْب: ذو صلابة- إرادة صُلْبة" ° هو صُلْب العود: قويّ شديد- يقف على أرض صُلْبة: يستند إلى حقٍّ صريح.
2 - فقار الظَّهر من الكاهل إلى أسفل الظهر، عَظْم الظَّهر " {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} - {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ}: من ذُرِّياتكم" ° انحنى صُلبه: تقوَّس- دخَل في صُلْب الموضوع: دخل في جوهره.
3 - (فز) كلّ مادّة يثبت شكلها وحجمها في حالتها العاديَّة وتختلف بذلك عن السَّائل والغاز "حجر صُلْب".
4 - (كم) فولاذ، معدن يتكّون من الحديد والفحم ويستعمل بوجه خاصّ في صنع الأدوات والأسلحة، وصلابته درجات "زرنا مصانعَ الحديد والصُّلْب".
• القرص الصُّلْب: (حس) القرص الممغنط الدائم المثبَّت داخل وحدة التَّشغيل.
• شبه صُلب: (فز) متوسِّط في خصائصه، وخاصَّة في صلابته؛ حيث يقع في حالة وسط بين السّوائل والموادّ الصُّلبة. 

صُلْبة [مفرد]: ج صُلُبات وصُلْبات: مؤنَّث صُلْب.
• الصُّلبة: (شر) الطَّبقة البيضاء من المقلة، وتتَّصل بها العضلات المحرِّكة للعين. 

صُلَّب [مفرد]:
1 - قويّ "هذا رجل صُلَّب".
2 - حجر المِسَنّ "شحذت السِّكِّينَ بالصُلَّب".
3 - مشحوذ مُحَدَّد "هذا سكّين صُلَّب". 

صَليب1 [مفرد]: ج صُلْبان وصُلُب:
1 - كلّ ما كان على شكل خطَّيْنِ متقاطعيْنِ من خشب أو معدن أو نقش أو غير ذلك ° الصَّليب المعقوف: صليب تنثني أطرافُه الأربعة مكونة زوايا قوائم وقد اتّخذته النَّازيّة الألمانيَّة شعارًا لها.
2 - (دن) خشبة صُلب عليها المسيح عليه السلام (في اعتقاد النصارى).
3 - عُود يُرْفَع عليه المصلوب "رُفِعَ الجاني على الصَّليب".
4 - شديدٌ قويٌّ "رجلٌ حازمٌ صَليبٌ".
• الصَّليب الأحمر: مؤسّسة دوليَّة خيريَّة أُسِّست في جنيف سنة 1863م لمساعدة المنكوبين وجرحى الحرب وأسراها.
• عُود الصَّليب: (نت) فاوانيا، جنس نباتات تزيينيّة. 

صَليب2 [مفرد]: ج صليبون وصَلْبَى، مؤ صليبة: صفة ثابتة للمفعول من صلَبَ: مَصْلوب. 

صَليبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَليب1.
2 - أحد الصَّليبيِّين، وهم نصارى أوربا الذين غزوا الشَّرق الإسلاميّ بدعوى تخليص بيت المقدس وما حوله من حكم المسلمين.
• الحملات الصَّليبيَّة: سلسلة من الحملات العسكريّة قام بها مسيحيُّو أوربا بهدف الاستيلاء على الأراضي المقدَّسة في فلسطين، وذلك بموافقة بابويّة، وكانت شارتهم الصليب، وقد هزمهم صلاح الدين الأيُّوبيّ هزيمة منكرة. 

صَليبيَّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين عديدة التُّويجات سفليَّات الأسدية، تشمل الكرنب واللّفت والفجل والخردل المنثور. 

مُتصلِّب [مفرد]: اسم فاعل من تصلَّبَ/ تصلَّبَ في.
• الشَّخصيَّة المُتصلِّبة: (نف) نمط من أنماط الشَّخصيّة يتَّصف بالتَّصلُّب بالرَّأي والمواقف، وهو على صلة بالتَّطرّف في الرَّأي. 

صلب

1 صَلُبَ, [aor. ـُ inf. n. صَلَابَةٌ; (S, M, A, Msb, K, &c.;) and صَلِبَ, aor. ـَ (IKtt, A, K;) and ↓ صلّب, inf. n. تَصْلِيبٌ; (K; [but this last, accord. to the TA, is trans. only;]) said of a thing, (S, Msb,) [and of a man,] It [and he] was, or became, hard, firm, rigid, stiff, tough, strong, robust, sturdy, or hardy; syn. اِشْتَدَّ; (S, * A, * Msb, K; *) contr. of لَانَ. (M, TA.) b2: [Hence,] صَلُبَتِ الأَرْضُ مُنْذُ أَعْوَامٍ (tropical:) [The land has been hard by lying waste for years]; said of land that has not been sown for a long time. (A, TA.) b3: and صَلُبَ عَلَى المَالِ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He was, or became, tenacious, or avaricious, of property, or the property. (M, L.) b4: [And صَلُبَ الشَّرَابُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The wine became strong. (حَدُّ الشَّرَابِ is expl. in the S and L, in art. حد, as meaning صَلَابَتُهُ.)]

A2: صَلَبَ العِظَامَ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. صَلْبٌ; (M;) and ↓ اصطلبها; (M, K;) He cooked, (M,) or collected and cooked, (TA,) the bones, (M, TA,) and extracted their grease, or oily matter, (M, K, TA,) to make use of it as a seasoning: (TA:) or ↓ اصطلب [alone] he extracted the grease, or oily matter, of bones, (S,) or he collected bones, and extracted their grease, or oily matter, (Msb,) to make use of it as a seasoning. (S, Msb.) b2: And in like manner one says of one who roasts, or broils, or fries, flesh-meat and makes its grease to flow: (M:) i. e. one says, صَلَبَ اللَّحْمَ, (M, * K, TA,) and ↓ اصطلب [alone], (M,) He roasted, or broiled, or fried, the flesh-meat, (M, K, TA,) and made its grease to flow. (M, TA.) b3: And, (K,) as Sh says, (TA,), صَلَبَهُ, aor. ـِ and صَلُبَ, (K, TA,) inf. n. صَلْبٌ, (TA,) He, or it, burned him: (K, TA:) and صَلَبَتْهُ الشَّمْسُ The sun burned him [app. causing his sweat to flow]. (TA.) b4: And صَلَبَهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (M, Msb, K,) inf. n. صَلْبٌ; (S, M, Msb;) and ↓ صلّبهُ, (M, K,) inf. n. تَصْلِيبٌ, (K,) or the verb with teshdeed is said of a pl. number; (S, A;;) [He crucified him;] he put him to death in a certain well-known manner; (M, L;) he made him to be مَصْلُوب; (K) namely, one who had slain another; (Msb;) or a thief: (A:) from صَلَبَ العِظَامَ; because the oily matter, and the ichor mixed with blood, of the person so put to death flows. (M.) b5: [Hence]

الصَّلْبُ in prayer means The placing the hands upon the flanks, in standing, and separating the arms from the body: a posture forbidden by the Prophet because resembling that of a man when he is crucified (إِذَا صُلِبَ), the arms of the man in this case being extended upon the timber. (TA.) b6: [Hence also,] صَلَبَ الدَّلْوَ, (M, K,) and ↓ صَلَّبَهَا, (M,) He put upon the دلو [or leathern bucket] what are called ↓ صَلِيبَانِ, (M, L, K,) which are two pieces of wood placed cross-wise [to keep it from collapsing], like what are called the عَرْقُوَتَانِ. (M, L.) A3: صَلَبَتْ عَلَيْهِ حُمَّاهُ, (S, M, A, Msb, * K,) aor. ـِ (S,) His fever was continual, (S, A, Msb, K,) and vehement: (S, A, K:) or was of the kind termed صَالِب [q. v.]. (M, TA.) 2 صلّبهُ, (inf. n. تَصْلِيبٌ, TA,) He, or it, rendered it, or him, hard, firm, rigid, stiff, tough, strong, robust, sturdy, or hardy. (S, M, K, TA.) El-Aashà says, مِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ صَلَّبَهَا العُ ضُّ وَرِعْىُ الحِمَى وَطُولُ الحِيَالِ (S, TA) i. e. [Than the back of the excellent she-camel] which the provender of cities, such as [the trefoil called] قَتّ, and date-stones, and the pasture of El-Himè, meaning Himè Dareeyeh, the place of pasture of the camels of the kings, and the being long without conceiving, (TA,) have rendered hard, or firm, or strong. (S, TA.) b2: [Hence] one says, صلّب النَّبِيذَ بِحَبِّ الدَّاذِىِّ (assumed tropical:) [He made the beverage termed نبيذ to become strong by means of the grain called حبّ الداذىّ]. (Mgh in art. دوذ.) A2: صَلَّبَ الرُّطَبُ, (AA, S, K,) inf. n. تَصْلِيبٌ, (AA, TA,) The ripe dates became dry: (AA, S, K:) and صَلَّبَتِ التَّمْرَةُ the date became dry. (M, L.) b2: [Hence, perhaps, صَلَّبَ is said in the K to be syn. with صَلُبَ:] see 1, first sentence.

A3: See also 1, latter half, in two places. b2: صلّب said of a monk, (M,) or صلّبوا (K, TA) said of monks, (TA,) He, (M,) or they, (K, TA,) made, or took, (M, K, TA,) for himself, (M,) or for themselves, (K, TA,) a صَلِيب [or cross], (M, K, TA,) in his church, (M,) or in their churches. (TA.) b3: التَّصْلِيبُ also signifies [The making the sign of the cross. And] The figuring of a cross [or crosses] upon a garment; (T, Mgh, TA;) and hence, the figure thereof; the inf. n. being thus used as a subst. properly so termed; (Mgh;) as in a trad. where it is said of the Prophet, قَضَبَ التَّصْلِيبَ; meaning قَطَعَ مَوْضِعَ التَّصْلِيبِ مِنْهُ [He cut off the place of the figuring of the cross, or crosses, from it]. (T, Mgh, TA.) And صَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ occurs in a trad., meaning He made a mark like the cross between his eyes by a blow. (TA.) b4: Also A particular mode of wearing, or disposing, the [muffler called] خِمَار, (M, K,) for a woman. (K.) One says of a woman, صَلَّبَتْ خِمَارَهَا [She disposed her muffler cross-wise]. (TA.) And a man's praying فِى تَصْلِيبِ العِمَامَةِ [with the turban disposed cross-wise] is disapproved: he should wind it so that one part [or fold] thereof is above [not across] another. (TA.) 4 اصلبت, (AA, K,) inf. n. إِصْلَابٌ, (AA, TA,) She (a camel) stood stretching forth her neck towards the sky, in order to yield her utmost flow of milk to her young one. (AA, K, TA.) 5 تصلّب (tropical:) He acted, or behaved, with forced hardness, firmness, strength, vigour, hardiness, courage, vehemence, severity, strictness, or rigour; he exerted his strength, force, or energy; strained, or strained himself, or tasked himself severely; syn. تَشَدَّدَ; (A, TA;) which means جَهَدَ نَفْسَهُ; (L in art. شد;) لِذٰلِكَ [for that]: (A:) said of a man. (TA.) 8 إِصْتَلَبَ see 1, former half, in three places.

صُلْبٌ Hard, firm, rigid, stiff, tough, strong, robust, sturdy, or hardy; syn. شَدِيدٌ; (S, A, Msb, * K;) contr. of لَيِّنٌ; (M, TA;) as also ↓ صَلِيبٌ and ↓ صُلَّبٌ (S, M, A, K) and ↓ صَلَبٌ: (M:) pl. of the first or second, [accord. to analogy of the latter, and also of the last,] صِلَابٌ. (M, A.) b2: [Hence,] صُلْبٌ and ↓ صَلَبٌ, (K,) or مَكَانٌ صُلْبٌ and ↓ صَلَبٌ, (M,) A rugged, stony place: (M, K; *) or صُلْبٌ signifies a rugged, extending place, of the earth or ground; and ↓ صَلَبٌ, a hard part of the earth or ground: (S:) or this last, a tract of rugged depressed land stretching along between two hills: (Sh, TA:) or the acclivities of hills; and its pl. is أَصْلَابٌ: (TA:) or أَصْلَابٌ signifies hard, extending, [tracts of] ground: (As, TA:) or hard and elevated [tracts of] ground: (IAar, TA:) and مَكَانٌ صُلْبٌ, a rugged, hard place: (Msb:) the pl. (of صُلْبٌ, S) is صِلَبَةٌ. (S, M, K.) One says of land that has not been sown for a long time, ↓ إِنَّهَا أَصْلَابٌ مُنْذُ أَعْوَامٍ (tropical:) [Verily it has been hard by lying waste for years]. (A, TA.) b3: [Hence also,] هُوَ صُلْبُ المَعَاجِمِ (tropical:) [lit. He is hard, &c., in respect of the places of biting; meaning he is strong, or resisting, or indomitable, of spirit; (عَزِيزُ النَّفْسِ;) thus صُلْبُ المَعْجَمِ is expl. in the S and K in art. عجم]: and صُلْبُ العُودِ (tropical:) [which means the same]. (A, TA.) And صُلْبُ العَصَا and العَصَا ↓ صَلِيبُ, applied to a tender of camels; [lit. Hard, &c., in respect of the staff;] meaning (assumed tropical:) hard, severe, or rigorous, in his treatment of the camels: Er-Rá'ee says, العَصَا بَادِى العُرُوقِ تَرَى لَهُ ↓ صَلِيْبُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إِصْبَعَا [Hard, &c., having the veins of his limbs appearing: thou wilt see him to have a finger pointing at them, i. e. his camels, because of their good condition, when the people are afflicted with drought]. (M, TA. But in the S, in art. صبع, we find ضَعِيف in this verse instead of صَلِيب.) b4: And [in like manner] هُوَ صُلْبٌ فِى دِينِهِ and ↓ صُلَّبٌ (tropical:) [He is hard, firm, or strong, in his religion]. (A, TA.) b5: And جَرْىٌ صُلْبٌ (Lth, TA) or ↓ صَلِيبٌ (M, L, TA) (tropical:) A hard, or vehement, running. (Lth, M, L, TA.) b6: And صَهِيلٌ صُلْبٌ (assumed tropical:) A vehement neighing. (Lth, TA.) And صَوْتٌ

↓ صَلِيبٌ (tropical:) A vehement sound or cry or voice. (M, L, TA.) A2: Also, (S, M, A, Msb, K,) and ↓ صُلُبٌ (Msb, TA) and ↓ صَلَبٌ (S, M, A, K) and ↓ صَالِبٌ, (IAth, L, K,) which last is rarely used, (IAth, TA,) and is said to occur only in one instance, in poetry, but another instance of it in poetry is cited, (TA,) The back-bone; i. e. the bone extending from the كَاهِل [or base of the neck] to the عَجْب [or rump bone]; (M, A, K;) the bone upon which the neck is set, extending to the root of the tail [in a beast], and in a man to the عُصْعُص [or os coccygis]: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or a portion of the back: (S:) and any portion of the back containing vertebræ: (S, Msb, TA:) [and particularly the lumbar portion; the lions:] and the back [absolutely]; as is said in an explanation of a verse of 'Adee Ibn-Zeyd cited in what follows: (M, TA:) pl. [of mult.] صِلَبَةٌ and [of pauc.] أَصْلُبٌ and أَصْلَابٌ, (M, K,) each of which two is used in poetry in a sing. sense, as though every part of the صُلْب were regarded as a صُلْب in itself, and صِلْبَةٌ, (M, TA,) of which last ISd says, [but this I do not find in the M,] I do not think it to be of established authority, unless it be a contraction of صِلَبَةٌ. (TA.) Lh mentions, as a phrase of the Arabs, هٰؤُلَآءِ أَبْنَآءُ صِلَبَتِهِمْ [These are the sons of their loins: because the sperma of the man is held to proceed from the صُلْب of the man, as is said in the Ksh &c. in lxxxvi. 7]. (M. [See also a similar phrase in the Kr iv. 27.]) b2: [Hence صُلْبٌ is used as signifying The middle of a page, as distinguished from the هَامِش (or margin): and in like manner, of other things.] b3: [Hence, likewise,] صُلْبٌ signifies also حَسَبٌ [meaning (assumed tropical:) Rank or quality, &c.]: (AA, S, M, K:) and power, or strength. (M, K.) A poet says, (M,) namely, 'Adee Ibn-Zeyd, (S, TA,) إِجْلَ أَنَّ اللّٰهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَا أَحْكِى بِصُلْبٍ وَإِزَارْ (assumed tropical:) [Because God hath made you to have excellence above what I can relate, in rank or quality, or in power, and abstinence from unlawful things]: (S, M, TA:) AA says that صُلْب here signifies حَسَب; (S;) and إِزَار here signifies عَفَاف: (S, M, TA:) but some expl. صُلْب here by both حَسَب and قُوَّة: and some relate the latter hemistich otherwise, i. e. فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْبًا بِإِزَارْ meaning above such as binds the back with an izár. (M, TA.) And it is said in a trad., إِنَّ المُغَالِبَ صُلْبَ اللّٰهِ مَغْلُوبٌ, meaning (assumed tropical:) [Verily he who strives to overcome] the power of God [is overcome]. (TA.) b4: Also Coitus (جِمَاع): because the sperma [of the man] issues from the part so called. (TA.) صَلَبٌ, and its pl. أَصْلَابٌ: see صُلْبٌ, former half, in six places: A2: and see also صَلِيبٌ, in two places.

صُلَبٌ A certain bird, (O, K,) resembling the صَقْر [or hawk], but which does not prey, and which is vehement, or loud, in its cry. (O.) صُلُبٌ: see صُلْبٌ, near the middle.

صَلِيبٌ: see صُلْبٌ, former half, in five places. b2: [Hence,] مَآءٌ صَلِيبٌ (tropical:) Water upon which cattle grow fat and strong and hard. (A, TA.) b3: and عَرَبِىٌّ صَلِيبٌ (tropical:) An Arabian of pure race: (A, Mgh, TA:) and اِمْرَأَةٌ صَلِيبَةٌ (tropical:) A woman of noble, or generous, origin. (A, TA.) A2: Also Grease, or oily matter, (S, M, A, Msb, K,) of bones; (S, M, * Msb;) and so ↓ صَلَبٌ; (M, K;) which latter signifies also ichor, or watery humour, mixed with blood, that flows from the dead: (M:) pl. [of the former accord. to analogy, and perhaps of the latter also,] صُلُبٌ. (K.) Hence, in a trad., the phrase أَصْحَابُ الصُّلُبِ [in the CK ↓ الصَّلَبِ] Those who collect bones, (K, TA,) when the flesh has been stripped off from them, and cook them with water, (TA,) and extract their grease, or oily matter, and use it as a seasoning. (K, TA.) A3: Also [A cross;] a certain thing pertaining to the Christians, (Lth, S, M, Msb, K,) which they take as an object to which to direct the face in prayer: (Lth, TA:) pl. [of mult.]

صُلْبَانٌ (S, M, A, Msb) and صُلُبٌ (Lth, S, M) and [of pauc.] أَصْلُبٌ. (Msb.) b2: [And The figure of a cross upon a garment &c.: see مُصَلَّبٌ.]

b3: And A certain brand, or mark made with a hot iron, upon camels; (M, K;) which, as Aboo-'Alee says in the “ Tedhkireh,” is sometimes large and sometimes small, and may be upon the cheeks, and the neck, and the thighs: (M, TA:) or, as some say, it is upon the temple; and as some say, upon the neck; being two lines, one upon [or across] the other. (TA.) b4: And i. q. عَلَمٌ [as meaning A banner, or standard; properly, in the form of a cross]: (O, K:) En-Nábighah Edh-Dhubyánee is said to have thus called the عَلَم because there was upon it a صَلِيب [i. e. a cross]; for he was a Christian. (O.) b5: [And hence, as Freytag says, (referring to the “ Historia Halebi ” and “ Locman. Fabul. ” p.

?? 1. 5. 8,) (assumed tropical:) An army of ten thousand soldiers.]

b6: And الصَّلِيبُ is the name of The four stars behind النَّسْرُ الطَّائِرُ [which is the asterism consisting of the three principal stars of Aquila; whence it seems to be the four principal stars of Delphinus]: inconsiderately said by J to be behind النَّسْرُ الوَاقِعُ [which is α Lyræ]. (L, K, and so in the margin of some copies of the S,) [And Freytag says, (referring to Ideler Unters. p. 35,) that الصليب الواقع is the name of (assumed tropical:) Stars in the head of Draco.] b7: صَلِيبَانِ of a leathern bucket: see 1, last sentence but one.

A4: See also مَصْلُوبٌ.

صَلَابَةٌ inf. n. of صَلُبَ. (S, M, A, &c.) b2: [Using it as a subst. properly so called,] one says, مَشَى فِى صَلَابَةٍ مِنَ الأَرْضِ (tropical:) [He walked, or went along, upon hard ground]. (A, TA.) صَلِيبَةُ الرَّجُلِ He who was, or those who were, in the loins (صُلْب) of the father [or ancestor] of the man: hence the family of the Prophet, who are forbidden to receive of the poor-rate, are termed صَلِيبَةُ بَنِى هَاشِمٍ وَبَنِى عَبْدِ المُطَّلِبِ. (Mgh.) صُلَّبٌ: see صُلْبٌ, former half, in two places. b2: Also A hard stone, the hardest of stones. (TA.) b3: And Whetstones; (S, M, K, TA;) as also ↓ صُلَّبَةٌ (TA) and ↓ صُلَّبِىٌّ (M, K, TA;) and ↓ صُلَّبِيَّةٌ: (S, M, K, TA:) [or a whetstone:] or [a thing] like a whetstone. (A.) b4: See also صُلَّبِىٌّ.

صُلَّبَةٌ: see the next preceding paragraph.

صُلَّبِىٌّ: see صُلَّبٌ. b2: Also A spear-head sharpened; (S, TA;) and so ↓ مُصَلَّبٌ, (S,) or ↓ صُلَّبٌ: (TA: [but this last is perhaps a mistranscription for مُصَلَّبٌ:]) or a thing polished and sharpened with whetstones: (K:) and ↓ مُصَلَّبٌ signifies a spear sharpened with the ضُلَّبِىّ, (M, TA,) or a spear-head sharpened upon the صُلَّب, which is like the whetstone. (A.) صُلَّبِيَّةٌ: see صُلَّبٌ.

صُلْبُوبٌ The مِزْمَار [or musical reed, or pipe]: (O, K:) or, as some say, the قَصَبَة [or tube] that is in the head of the مزمار [app. meaning its mouth-piece]. (O.) صَالِبٌ A hot fever; contr. of نَافِضٌ [which means “ attended with shivering, or trembling ”]: (S:) or a fever not such as is termed نَافِضٌ: (M:) or a fever attended with vehement heat, and not attended with cold: (TA:) or a fever attended with tremour (A, K, TA) and quivering of the skin: (TA:) or a continual fever: (Msb:) or a fever attended with صُدَاع [or headache]: (Ham p. 345:) it is said by Ibn-Buzurj to be from the صُدَاع: (L, TA:) it is masc. and fem.: one says, أَخَذَتْهُ الحُمَّى بِصَالِبٍ [which may be rendered Fever with burning heat, &c., seized him] and أَخَذَتْهُ حُمَّى صَالِبٌ [virtually meaning the same]; the former of which is the more chaste: and one seldom or never makes one of the two nouns to govern the other in the gen. case: (M, TA:) or, accord. to Fr, they said حُمَّى صَالِبٌ and حُمَّى

صَالِبٍ and صَالِبُ حُمَّى. (MF, TA.) صَالِبِى أَشَدُّ مِنْ نَافِضِكَ [My burning fever, or continual fever, &c., is more severe than thy fever attended with shivering] is a prov., (Meyd, TA,) applied to two things, or events, of which one is more severe than the other. (Meyd.) A2: See also صُلْبٌ, in the middle of the paragraph.

صَوْلَبٌ and ↓ صَوْلِيبٌ, (Lth, O, K, TA,) in some of the lexicons ↓ صَيْلِيبٌ, (TA,) Seed that is scattered (Lth, O, K, TA) upon the earth, (Lth, O, TA,) and upon which the earth is then turned with the plough: (Lth, O, K, TA:) Az thinks it to be not Arabic. (TA.) صَوْلِيبٌ: see the next preceding paragraph.

صَيْلِيبٌ: see the next preceding paragraph.

مُصَلَّبٌ A garment, or piece of cloth, figured with the resemblance of the صَلِيب [or cross]: (S, M, TA:) or figured with a صَلِيب: (A, Msb:) or figured with the resemblances of صُلْبَان [or crosses]. (TA.) [See 2.] b2: And A camel marked with the brand called the صَلِيب; (M, A, TA;)as also ↓ مَصْلُوبٌ: fem. of the latter with ة, applied to a she-camel; (M, TA;) as of the former also, applied to camels. (TA.) b3: And An Abyssinian (حَبَشِىٌّ) marked with the figure of the صَلِيب [or cross] upon his face. (A, TA.) A2: See also صُلَّبِىٌّ, in two places.

رُطَبٌ مَصَلِّبٌ, (S, K,) and تَمْرَةٌ مُصَلِّبَةٌ, (M,) [Ripe dates, and a date,] becoming, or having become, dry. (S, M, K.) When date-honey (دِبْس) has been poured on such dates, that they may become soft, they are termed مُصَقَّرٌ. (S.) A2: مَطَرٌ مُصَلِّبٌ Vehement, injurious rain. (L, TA.) مَصْلْوبٌ (M, A, Msb, K) and ↓ صَلِيبٌ (M, A, K) [Crucified;] put to death in a certain wellknown manner: (M:) applied to a slayer of another, (Msb,) or to a thief. (A.) [See 1, latter half.] b2: See also مُصَلَّبٌ.

A2: مَصْلُوبٌ عَلَيْهِ Affected by a continual and vehement fever; (S, TA;) or by a fever such as is termed صَالِبٌ. (TA.)
صلب
: (الصُّلْبُ بالضَّمِّ. و) الصُّلَّبُ (كَسُكَّر. و) الصَّلِيبُ مِثْلُ (أَمِيرٍ) هُوَ (الشَّدِيدُ) . يُقَال: رَجُلٌ صُلَّبٌ مِثْلُ الْقُلَّبِ والحُوَّلِ ورَجُلٌ صُلْبٌ وصَلِيبٌ ذُو صَلَابَة.
من الْمجَاز: هُوَ صُلْبٌ فِي دِينِ وصُلَّبٌ، وَهُوَ صُلْب المَغَالِبَ وصَلِيب العُودِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاس (إِن المُغَالِبَ صُلْبَ اللهِ مَغْلُوبٌ) أَي قُوَّة اللهِ. وتَقُولُ: صُلْبُ الله لَا يُغَالَب.
وَقد (صَلُبَ) الشيءُ (كَكَرُم) ، عَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابْنُ سِيدَه والفَيُّومِيُّ وابْنُ فَارِس (و) صَلِبَ مثل (سَمع) حَكَاها ابْنُ القَطَّاع والصَّاغَانِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ (صَلَابَةً) وَهُوَ ضِدُّ اللِّين. ومِنَ المَجَازِ: قد تَصَلَّبَ فُلَانٌ، أَي تَشَدَّدَ. وقَوْلُهم فِي الرَّاعِي: صُلْبُ العَصَا وصَلِيبُ العَصَا، إِنَمَّا يَرَوْنَ أَنَّه يَعْنُفُ بالإِبِل. قَالَ الرَّاعِي:
صَلِيبُ العَصَا بَادِي العُرُوقِ تَرَى لَهُ
عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
كَذَا فِي الْمُحكم، وقَوْله:
فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دَام تَنْضُبٌ
بأَرْضِكِ أَوْ صُلْبُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ
(وصَلَّب تَصْلِيباً) : جَعَلَه صُلْباً وقَوّاه وشَدَّه (وصَلَّبْتُ أَنَا) . قَالَ الأَعْشَى:
مِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ صَلَّبَهَا العُضُّ
ورَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيَالِ
أَي شَدَّهَا. والعُضُّ: عَلَفُ الأَمْصَارِ مِثْلُ القَتِّ والنَّوَى. ويُريد بالحِمَى حِمَى ضَرِيَّة؛ وهُوَ مَرْعَى إِبِلِ المُلُوكِ، ودُونَه حِمَى الرَّبَذَة. والحِيَال: مَصْدَر حَالَت النَّاقَة إِذَا لَمْ تَحْمِل.
(و) الصُّلْبُ (بالضَّمِّ) زَادَ فِي المِصْبَاح وتُضَمُّ اللَّامُ إِتْبَاعاً وَهُوَ الصَّوَابُ، وقَوْلُ بَعْضهم إِنَّه بِضَمَّتَيْن لغَةٌ، غَيْرُ ثَابِتِ. قَالَه شَيْخُنَا، (و) الصَّلَبُ (بالتَّحْرِيك: عَظُمٌ مِن لَدُنِ الْكَاهِلِ إِلى العَجْبِ) ومِثْلُه فِي المُحكَم والكِفَايَةِ. وقَال الفَيُّومِيُّ: الصُّلْبُ من الظَّهْر وكُلَّ شَيْءٍ من الظَّهْرِ فِيه فَقَارٌ فَذَلِك الصُّلْبُ، والصَّلَب بالتَّحْرِيكِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاه اللِّحْيَانيّ، وأَنْشَدَ للعَجَّاج يَصِفُ امرأَةً:
رَيَّا العِظَامِ فَخْمَةُ المُخَدَّمِ
فِي صَلَبٍ مِثْلِ العِنَان المُؤْدَمِ
إِلى سَوَاءِ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ
وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: (فِي الصُّلْب الدِّيَةُ) . ويُسَمَّى الجِمَاعُ صُلْباً لأَنَّ المَنِيَّ يَخْرُج مِنْهُ (كالصَّالِب) .
قَالَ العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِب رَضِيَ اللهُ عَنْه يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَى اللهُ عَلَيّه وسَلَّم:
تُنْقَلُ من صَالِبٍ إِلى رَحِم
إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ قيل: أَرَادَ بالصّالب الصُّلْبَ وَهُوَ قَلِيلُ الاسْتِعْمَال، قَالَه ابنُ الأَثِيرِ. قَالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ زَعَم غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّه لم يُسْمَع فِي غَيْرِ هَذَا الشِّعْر، انْتَهى. قلت: بَلْ قَدْ وَرَدَ فِي شعْرٍ غَيْرِه:
بَيْنَ الحَيَازِيمِ إِلَى الصَّالبِ
انْظُرْه فِي لِسَانِ العَرَبَ.
(ج) أَصْلُبٌ. أَنُشَدَ اللَّيْث:
أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ شَيْخاً أَشْيَبَا
إِذَا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبَا
جَمَعَ لأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً (وأَصْلَابٌ) . قَالَ حُمَيْدٌ:
وانْتَسَفَ الجالبَ من أَنْدَابِهِ
إِغْبَاطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلَابه
كأَنَّه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صَلْباً.
(وصِلَبَة) كعِنَبَة. حكَى اللِّحْيَانيُّ عَن العَرَب: هؤلَاءِ أَبْنَاءُ صِلَبَتِهِم، كُلُّ ذَلِك نَصُّ ابْنِ سِيدَه فِي الْمُحكم. وَزَاد صِلْبة، بالكَسْر. قَالَ: وَمَا إخَاله بثَبَتِ إِلَّا أَنْ يَكُون مُخَفَّفاً من صِلَبَة كعِنَبةَ.
(و) الصُّلْبُ والصَّلَبُ من الأَرْض: (المَكَانَ الغَلِيظُ المُحَجَّرُ) المُنْقَادُ. ومَكَان صُلْب وصَلَب: غَلِيظٌ حَجِرٌ، وَفِي نُسْخَة المَحْجَرُ على وِزَان مَفْعَل. (ج صِلَبَةٌ) كعِنَبَة.
والصَّلَبُ مُحَرَّكَة أَيْضاً: مَا صَلُب من الأَرْض. وَعَن شَمِرٍ: الصَّلْبُ: نحْوٌ من الحَزِيزِ الغِليظِ المُنْقَادِ.
وَقَالَ غَيره: الصَّلَبُ من الأَرْضِ: أَسْنَادُ الآكَام والرَّوَابِي وجَمعُه أَصْلَابٌ. قَالَ رُؤبَةُ:
نَغْشَى قَرَى عَارِيَةِ أَقْرَاؤُه:
تَحْبُو إِلى أَصْلَابِه أَمْعَاؤُه
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: الأصْلَابُ هِيَ من الأَرْضِ الصَّلَبُ الشَّدِيدُ المُنْقَادُ، والأَمْعَاءُ: مَسايِلُ صِغَار.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الأَصْلَابُ: مَا صَلُبَ من الأَرْضِ وارْتَفَع، وأَمْعَاؤُه: مَالَانَ وانْخَفَضَ.
وَفِي الأَسَاس، فِي المَجَازِ: ومَشَى فِي صَلَابَةِ مِنَ الأَرْضِ. ويُقَالُ للأَرْضِ الَّتي لَمْ تُزْرَ زَمَناً: إِنَّها أَصْلَابٌ مُنْذُ أَعْوَامٍ، وصَلُبَتْ مُنْذُ أَعْوَامٍ.
(و) الصُّلْبُ (بالضَّمِّ: الحَسَبُ والقُوَّةُ) . قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْد:
إِجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُم
فَوْقَ مَا أَحْكَى بصُلْب وإِزَارْ
فسِّره بِهِمَا جَمِيعاً، والأَزَارُ: العَفَافُ. ويُرْوَى.
فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَارُ
أَي شَدَّ صُلْباً، يَعْنِي الظَّهْر بإِزَارٍ، يَعْنِي الَّذِي يُؤْتَزَرُ بِهِ كَذَا فِي المحكَم، وَقد سَبَق فِي حَكَأَ.
وَعَن أَبِي عَمْرو: الصُّلْبُ: الحَسَبُ، والإِزَارُ: العَفَافُ.
(و) الصُّلْبُ: (ع بالصَّمَّان) كَشَدَّادِ، أَرضُه حِجَارَةٌ، من ذَلِك، غَلَبَتْ عَلَيْه الصِّفَة. وَبَين ظَهْرَانَى الصُّلْب وقِفَافِه رِيَاضٌ وقِيعَانٌ عَذْبَةُ المَنَابِت كَثِيرَةُ العُشْبِ، ورُبَّمَا قَالُوا: الصُّلْبَانُ.
(وَقَوله) أَي ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(سُقْنَا بِهِ الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا) .
(إمَّا تَثْنِيَّةٌ) أَي أَنَّ المُرَادَ بِه الصُّلْبَ، وإِنَّمَا ثَنَّى (للضَّرُورَةِ كَرَامَتَيْنِ فِي رَامَةٍ) أَي إِنَّمَا هِيَ رَامَةٌ وَاحِدَ (وإِما هُمَا مَوْضِعَانِ تَغْلِبُ عَلَيْهِمَا هَذِه الصِّفَة) فيُسَمَّيان بِهَا. وهَذَا بِعَيْنِه عِبَارَةُ المُحْكَم، ونَقَلَه ابنُ مَنْظورٍ فِي لِسَان العَرَب. والصُّلْبُ أَيْضاً: اسْمُ أَرْض. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّه كُلَّمَّا ارْفَضَّت حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ أَكفَالَها كَلِبُ
(و) فِي المِصْبَاح: (صَلَبَه) أَي الْقَاتلَ (كضَرَبَه) صَلْباً: (جَعَلَه مَصْلُوباً) .
وَفِي لِسَان العَرَب: والصَّلْبُ هَذِه القِــتْلَة المَعْرُفَةُ. وأَصْلُه من الصَّلِيبِ، وَهُوَ الوَدَكُ، وسَيَأْتِي قَرِيباً. وَقد صَلَبَه (كَصَلَّبَهُ تَصْلِيباً) شُدِّدَ للكَثْرَة. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَاكِن شُبّهَ لَهُمْ} (النِّسَاء: 157) وَفِيه: {فِى جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ} (طه: 71) .
(و) قد صَلَبَت (حُمَّاهُ عَلَيْه) من بَاب ضَرَب تَصْلِبُ أَي (دَامَتْ واشْتَدَّت) فَهُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْه، وإِذَا كَانَتُ الحُمَّى صَالِباً قِيلَ: صَلَبَت عَلَيْه. (و) صَلَبَ (اللَّحْمَ: شَواه) فأَسَالَه أَي الوَدَكَ مِنْهُ. (و) صَلَبَ (العِظَامَ) يَصْلُبها صَلْباً: جَمَعَا وَطَبخَهَا و (اسْتَخْرَجَ وَدَكَها) لِيُؤْتَدَمَ بِهِ (كاصْطَلَبَها) . قَالَ الكُمَيْتُ الأَسَدِيُّ::
واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَه
وبَاتَ شَيْخُ العِيَالِ يَصْطَلِبُ
وَفِي المِصْبَاح: اصْطَلَب الرجلُ إِذَا جَمَعَ العِظَامَ واسْتَخْرَجَ صَلِيبَها، وَهُوَ الوَدَكُ ليَأْتَدِمَ بِهِ.
(و) عَن شَهر، يُقَال: صَلَبَه الحَرُّ أَي (أَحْرَقَه يَصْلِبه) بالكَسْر (ويَصْلُبُه) بالضَّم صَلْباً وصَلَبَتْه الشمسُ، فَهُوَ مَصْلُوبٌ: مُحْرَقٌ. قَالَ أَبُو ذُؤْيب:
مسْتَوْقِدٌ فِي حَصَاهُ الشمسُ تَصْلبُهُ
كأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ
(و) صَلَب (الدَّلْوَ) وصَلَّبَها إِذا (جَعَلَ عَلَيْها وَفِي نُسْخَة لَهَا والأُولَى الصَّوَاب (صَلِيبَيْن) وهما الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعَرَّضَانِ عَلَى الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ، كَذَا فِي لِسَانِ الْعَرَب.
(والصَّلِيبُ: الوَدَكُ) ، وَفِي الصَّحَاحِ وَدَكُ العِظَام. قَالَ أَبُو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ يذكُرُ عُقَاباً شَبَّه فَرَسَهُ با:
جَرِيمَةَ نَاهِضٍ فِي رأْسِ نِيقٍ
تَرَى الِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبَا أَي وَدَكاً.
(وَفِي حَدِيثِ (عَليّ) (أَنَّه اسْتُفْتِيَ فِي اسْتِعْمَالِ صَلِيبِ المَوْتَى فِي الدِّلَاءِ والسُّفُن فأَبَى عَلَيْهم) . وَبِه سُمِّيَ المَصْلُوبُ لِمَا يَسِيلُ مِنْ وَدَكِه.
والصَّلْبُ هَذِهِ القِــتْلَة المَعْرُوفَةُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِك لأَنَّ وَدَكَه وصَدِيدَه يَسِيلُ. (كالصَّلَّبِ مُحَرَّكَة وصَديدَه يَسِيلُ. (كالصَّلَبِ مُحَرَّكَة والمَصْلُوب) (ج) صُلُبٌ (ككُتب. ومِنْهُ الحَدِيثُ) أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (لَمَّا قَدِم مَكَّة) زِيدَتْ شَرَفاً (أَتَاهُ أَصْحَابُ الصُّلُبِ) قِيلَ (أَي الَّذين يَجْمَعُونَ العِظَامَ) إِذا لُحِبَ عَنْهَا لُحْمَانُها فيَطْبُخُونَهَا بِالْمَاءِ، (ويَسْتَخُرِجون وَدَكها ويأْتَدِمُونَ بِه) .
(و) الصَّلِيبُ: (العَلَمُ) بفَتْح العَيْن واللَّامِ. قَالَ النَّابِغَةُ:
ظَلَّت أَقاطِيع أَنْعَامٍ مُؤَبّلَةِ
لَدَى صَلِيبٍ على الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ
والزَّوْرَاءْ: المَفَازَةُ المَائِلَةُ عَن القَصْدِ والسَّمْتِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الزَّوْرَاءُ هِيَ الرُّصَافَة، رُصَفَةُ هِشَام، وَكَانَت للنُّعمان وَكَان والِيَها. وقِيلَ: سَمَّى النَّابغةُ العَلَم صَلِيباً لأَنَّه كَان عَلَيْه صَلِيب، لأَنَّه كَانَ نَصْرَانِيًّا.
(و) الصَّليبُ: (الأَنْجُمُ الأَرْبَعَةُ خَلْفَ النَّسْرِ الطَّائِرِ. وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ خَلْفَ الوَاقِع سَهْو) كَذَا وجد بخَطِّ الشَّيْخ ابْنِ الصَّلَاح المُحَدِّث فِي هَامِشِ بَعْضِ النُّسَخِ. قَالَ: وهَذَا مِمَّا وَهِمَ فِيهِ الجَوْهَرِيّ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَبِ.
(و) الصَّلِيبُ) (الذِي للنَّصَارَى) جَمْعُه صُلْبَانٌ. وقَال اللَّيْثُ: الصَّلِيبُ: مَا يَتَّخِذُه النَّصَارَى قِبْلَةً، جمعه صُلُبٌ قَالَ جرير:
لقد وَلَدَ الأُخَيْطلَ أُمُّ سَوْءٍ
على بَاب إسْتِها صُلُبٌ وشَامُ
(و) الرُّهْبَانُ قَدْ (صَلَّبُوا: اتَّخَذُوا) فِي بِيعَتِهِم (صَلِيباً) .
وَفِي المِصْبَاح: ثَوْبٌ مُصَلَّبٌ أَيْ فِيه نَقْشٌ كَالصَّلِيبِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ كَانَ إِذَا رأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْبٍ قَضَبه) أَي قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِيب مِنْه. وَفِي الحَدِيث: (نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ المُصَلَّب) . وَهُوَ الَّذِي فِيهِ نقْشٌ أَمْثَالُ الصُّلْبَان. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيْضاً: (فنَاوَلْتُهَا عِطَافاً فرَأَتْ فِيهِ تَصْلِيباً، فَقَالَت: نَحِّيه عَنِّي) . وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمَة (أَنَّها كَانَتْ تَكْرَهُ الثِّيَابَ المُصَلَّبَةَ) وَفِي حَدِيثِ جَرِير: (رأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ ثَوْباً مُصَلَّباً) . وكُلُّ ذلِك فِي التَّهْذِيبِ.
(و) الصَّلِيبُ: (سِمَةٌ للإِبِل) . وَفِي المُحكَم ضَرْبٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبِل. قَال أَبُو عَلِيَ فِي التَّذْكِرَةَ: الصَّلِيبُ قد يَكُونُ كَبِيراً وصَغِيراً وَيَكُونُ فِي الخَدَّيْن والعُنقُ والفَخِذَين. وقِيلَ: الصَّليبُ: مِيسَمٌ فِي الصُّدْغِ، وقِيلَ فِي العُنُقِ، خَطَّان أَحَدُهُما عَلَى الآخر.
وبَعِيرٌ مُصَلَّبٌ ومَصْلُوبٌ: سِمَتُه الصَّلِيبُ. ونَاقَةٌ مَصْلُوبَةٌ كَذَلِك. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظَبْي وعُلْبَةُ
تَمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبَةٌ لم تُحَارِدِ
وإِبِل مُصَلَّبَةٌ.
وَفِي الأَسَاسِ: وحَبَشِيٌّ مُصَلَّبٌ: فِي وَجْهِهِ سِمَتُه.
(و) يُقَال: أَخَذَتْه الحُمَّى بصَالِبٍ، وأَخَذَتْه (حُمّى صَالِبٌ) والأَوَّلُ أَفْصَح، وَلَا يكَادُون يُضِيفُون. وَفِي الصَّحَاح والمُحكَم والمشرق: الصَّالِبُ من الحُمَّى: الحَارَّةُ خِلَافُ النَّافِضِ، وزَادَ فِي الأَخِيرَيْن: تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. وَحكى الفَرَّاءُ: حُمَّى صَالِبٌ، بِغَيْرِ إِضَافَة، وحُمَّى صَالِبٍ، بالإِضَافَة. وصَالِ: حُمَّى. نَقَلَه شَيْخُنا فِي لِسَان الْعَرَب. قَالَ ابنُ بُزُرْج: العَرَبُ تَجْعَلُ الصَّالِبَ من الصُّدَاعِ، وأَنْشَدَ:
يَروعُكَ حُمَّى من مُلَالٍ وصَالِبِ
وَقَالَ غَيره: الصَّالِبُ: الَّتِي مَعَها حَرٌّ شَدِيدٌ، ولَيْسَ مَعَهَا بَرد. وقِيلَ: هِيَ الَّتي (فِيها رِعْدَةٌ) وقُشَعْرِيرَة. أَنشد ثَعْلَب.
عُقَاراً غَذَاهَا البَحْرُ من خَمْرِ عَانَةٍ
لَهَا سَوْرَةٌ فِي رَأْسِه ذَاتُ صَالِبِ (والصُّلَيْب كَزُبَيْر: ع) كَذَا فِي الْمُحكم وأَنْشَدَ لِسَلَامَة بْنِ جَنْدَل:
لِمَنْ طَلَلٌ مِثْلُ الكِتَابِ المُنَمَّقِ
عَفَا عَهْدُه بَيْن الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ
(و) الَّذِي فِي المَرَاصِدِ ولتَّكْمِلَة أَنَّهُ (جَبَل) عِنْد كَاظِمَة بِهِ وقْعَةٌ لِلْعَرَب، وَهَكَذَا قَالَه البكريّ.
(و) صُلَبٌ (كَصُرَدٍ: طَائِرٌ) يُشْبِهُ الصَّقْر وَلَا يَصِيدُ، وَهُوَ شَدِيدُ الصِّيَاح، كَذَا فِي العُبَاب، وَنقل عَنهُ الدَّمِيرِيّ فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ. قلت: وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرو.
(و) عَن اللَّيْث: (الصَّوْلَبُ) كجَوْهَر (والصَّوْلِيبُ) بِزِيَادَة الْيَاء وَفِي بعض الأُمهات الصَّيْلِيبُ بِالْيَاءِ مَحل الْوَاو وَهُوَ (البَذْرُ) الَّذِي (يُنْثَر) على الأَرْض (ثمَّ يُكْرَبُ عَلَيْه) . قَالَ الأَزهريّ: وَمَا أَراه عربيًّا. (وذُو الصَّلِيبِ) لقب (الأَخْطَل التَّغْلبِيِّ الشَّاعِر) .
(والصُّلْبُوب) كعُصْفُور: (الْمِزْمَارُ) وَقيل: القَصَبَة الَّتِي فِي رَأْسِ المِزْمَارِ.
(والتَّصْلِيبُ: خِمْرَةٌ للمَرأَة) هِيَ بكَسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ، كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ عندنَا، وَمثله فِي المُحْكم بِخَط ابْن سَيّده، ويُوجَدُ فِي بَعْضِ النسَخ بِضَمِّها وَهُوَ خَطَأٌ، لأَنَّ الْمَقْصُود مِنْهَا هَيْئَةٌ مَعْرُوفَة. وَيكرهُ للرجل أَن يُصَلِّيَ فِي تَصْلِيبِ العِمَامَة حَتى يجعَلَه كَوْراً بَعْضَهُ فَوق بَعْضٍ. يُقَال: خِمَارٌ مُصَلَّب. وَقد صَلَّبَتِ المرأَةُ خِمَارَهَا، وَهِي لِبْسَةٌ مَعْرُوفَةٌ عِنْد النِّسَاءِ.
(ودَيْرُ صَلِيبَا بِدِمَشْق) مُقَابِل بَابه الفِرْدَوْس. (دَيْرُ صَلُوبا: ة بالموصل) ، (والصَّلُوبُ) كَصَبُور: (ع) .
(وتَصْلَبُ كتَمْنَع) ، هَذَا فِي النُّسَخ. وَقد سَقَطَ من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَقَالَ: أَورَده المُصَنِّفُ غَيْرَ مَضْبُوط، ونَقَله عَنِ الْمَرَاصِدِ بِضَمٌّ فسُكُون غَيْر مَضْبُوط، وصَوَابُه كتَنْصُر كَمَا قَيَّده الصَّاغَانِيّ: (مَاءَةٌ بنَجْد) قيل: لِبَنِي فَزَارَة، كَذَا فِي المَراصِد، وَقيل: لِبَنِي جُشَم، كَذَا فِي الْمشرق.
(و) عَن أَبي عَمْرو: (أَص 2 بَت النَّاقَةُ) إِصْلَاباً، إِذا (قَامَتْ ومَدَّت عُنُقَهَا نَحو السَّمَاءِ لِتَدِرَّ لِوَلَدِهَا جَهْدَهَا) إِذَا رَضَعَها، (رُبَّما صَرَفها ذَلِكَ أَي قَطَع لَبَنَهَا.
(والصُّلَّبُ كَسُكَّر) والصُّلَّبَةُ بِزِيَادَة الْهَاء (والصُّلَّبِيَّة والصُّلَّبِيُّ) كُلُّ ذَلِكَ بتَشْدِيدِ اللَّامِ ويَاءِ النِّسْبَةِ فِي الأَخِيرَيْن: (حِجَارَةُ المِسَنِّ) . قَالَ الشَّمَّاخُ:
وكَأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِهِ وجَنِينِهِ
لَمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوقُ
والصُّلَّبُ الشَّدِيدُ من الحِجَارَةِ أَشَدُّهَا صَلَابَةً.
(الصُّلَّبِيُّ) بضَمَ فتَشْدِيد وَياءِ النِّسْبَة: (مَا جُلِي وشُحِذَ بِهَا) أَي حِجَارة المِسَنِّ. ورُمْحٌ مُصَلَّب: مَشْحُوذٌ بالصُّلَّبِيِّ. وتَقُولُ: سِنَانٌ صُلَّبِيّ وصُلَّبٌ أَيضاً أَي مَسْنُونٌ.
(و) تَقُولُ: (صَلَّبَ الرُّطَبُ) إِذَا بَلَغَ اليَبِيسَ (فَهُوَ مُصَلِّب، بالكَسْرِ) فإِذا صُبَّ عَلَيْه الدِّبْسُ لِيَلِين فَهُوَ مُصَقِّر. وقَال أَبو عَمْرو: إِذَ بلغ الرُّطَبُ اليَبِيس فَذَلِك التَّصْلِيب، وَقد صَلَّب. وَفِي لِسَان الْعَرَب: صَلَّبَتِ التَّمرَةُ: بَلَغَتِ الْيَبِيسَ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: قَالَ شَيُخٌ من العَرَبِ: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ أَكَلَها النَّاس صَيْحَانِيَّة مُصَلِّبَةٌ. بِالْهَاءِ، وهَكَذَا فِي الْمُحكم. وَفِي حَدِيث أَبِي عُبَيْدَةَ: (تَمْرُ ذَخِيرَةَ مصَلِّبَةٌ) أَي صُلْبَةٌ، وتَمْرُ المَدِينَةِ صُلْبٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّف من الفَوَائِد الزَّوَائِدِ الَّتِي لم نُشِرْ إِلَيْهَا فِي أَثْنَاءِ المَادّة:
فِي لِسَان الْعَرَب: قَوْلُهم: صَوْتٌ صَلِيبٌ، وجَرْيٌ صَلِيبٌ على المَثَل. وصَلُب على المَال صَلَابَةٌ: شَحَّ بِهِ. أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ:
فإِنْ كُنْتَ ذَا لُبَ يَزِدْكَ صَلَابَةً
عَلَى المَالِ مَنْزُورُ العَطَاءِ مُثَرِّبُ
كَذَا فِي الْمُحكم. وقَالَ اللَّيْثُ: الصُّلْبُ من الجَرْيِ، ومِنَ الصَّهِيل: الشَّدِيدُ.
والمَصْلُوب: لَقَبُ مُحَمَّد بْنِ سعيد الأَزْدِيّ مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، ولَهُ عِدَّةُ أَلْقَاب يُدَلِّسُ بهَا، ذكره ذُو النَّسَبَيْن فِي الْعلم الْمَشْهُور. وَفِي مَقْتَل عُمَرَ رضيِ اللهُ عَنْه (خَرَجَ ابْنُه عَبْد الله فضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِيّ فصَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَي ضَرَبَه حَتَّى صَارَتِ الضَّرّبَة كالصَّلِيبِ. وَفِي بَعْضِ الحَدِيث: (صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه، فوضَعْتُ يَدي على خَاصِرتي فَلَمَّا صَلَّى قَلَ: هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ كَانَ النبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يَنْهَى عَنْه. أَي أَنِ يُشْبِه الصَّلْبَ، لأَن الرجلَ إِذَا صُلِب مُدَّ يعدُه وباعُه على الجِذْعِ. وهَيْئَةُ الصَّلْبِ فِي الصَّلَاة أَن يَضَعَ يَدَيْه على خَاصرَتَيْه ويُجَافِيَ بَيْنَ عَضُدَيْه فِي القِيَامِ.
ويُقَالٌ: مَطَر مُصَلِّبٌ (بِكَسْر اللَّام) أَي شَدِيدٌ يَابِس، كَذَا فِي لِسَان العَرَب.
وَفِي الأَمْثَال للمَيْدَانِيّ: (صَالبِي أَشَدُّ من نَافِضِك) وَهُمَا نَوْعَان من الحُمَّى، وَقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِ 2 لَيْهِ. وَفِي الأَسَاس، ومِن الْمَجَازِ: عَرَبِيٌّ صَلِيبٌ: خَالِصُ النَّسَب. وامرأَةٌ صَلِيبَةٌ: كَرِيمَةُ المَنْصِب عَرِيقَة. وَمَاءٌ صَلِيبٌ: يُسْمَنُ (عَلَيْهِ) وتَقْوَى عَلَيْهِ المَاشِيَة وتَصْلُبُ، انْتهى.
والصَّلِيبَةُ: محلّة بِمصْر والصَّلِيبِيّ: اسْمان. والصُّلْبُ، بِالضَّمِّ: قرْيَةٌ أَسْفَلَ وادِي زَبيد، كَانَ بهَا مَسْكن مُوسَى بْنِ عَلِيّ (بن) مهديّ ملك الْيمن.
وَمُحَمّد بن صَلَابَة كسَحَابة مُحَدِّث حَكَى عَنْ دَاوُود. وبالضَّم الصُّلْبُ بنُ مَطَر الكُوفِيُّ: شيخ لأَبي فُضَيْل. والصُّلْبُ بنُ حَكِيم عَن أَبِيه عَن جَدِّه. وأَبُو حَازِم أَحمدُ بن مُحَمَّد بن الصُّلُب الدَّلَّال شيخٌ لأَبي الزَّرْب. والصُّلْب ابنُ عَبْدِ الله بْنِ وَهْب فِي بني سَامَة بْنِ لُؤَيّ. والصُّلْبُ بنُ قَيْس بن شَرَاحِيل فِي نسب مَعْن بْن زَائِدَة الشَّيبَانِيّ.
ص ل ب: (الصُّلْبُ) (الصَّلِيبُ) الشَّدِيدُ وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (الصُّلْبُ) عَظْمٌ ذُو فَقَارٍ بِالظَّهْرِ وَ (صَلَّبَهُ)
أَيْضًا شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] وَجَمْعُ (الصَّلِيبِ) (صُلُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (صُلْبَانٌ) . 
[صلب] نه: نهي عن الصلاة في الثوب "المصلب"، هو ما فيه نقش أمثال الصلبان. ومنه: إذا رأى "التصليب" في موضع قضبه. وح: فناولتها عطافًا فرأت فيه "تصليبًأ" فقالت: نحيه عني. وح: تكره الثياب "المصلبة". وح: رأيت على الحسن ثوبًا "مصلبًا"، القتيبي: يقال: خمار مصلب، وقد صلبت المرأة خمارها، وهي لبسة معروفة، والأول الوجه. وح مقتل عمر: خرج ابنه عبيد الله فضرب جفينة الأعجمي "فصلب" بين عينيه، أي ضربه على عرضه حتى صارت الضربة كالصليب. وفيه: صليت إلى جنب عمر فوضعت يدي على خاصرتي فقال هذا "الصلب" في الصلاة، أي شبه الصلب لأن المصلوب يمد باعه على الجذع، وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه ويجافي بين عضديه في القيام. وفي ح الجنة: خلقها لهم وهم في "أصلاب" أبائهم، هي جمع صلب: الظهر. ومنه: في "الصلب" الدية، أي إن كسر الظهر فحدب الرجل ففيه الدية، وقيل: أي إن أصيب صلبه بشيء حتى أذهب منه الجماع، فسمي الجماع صلبًا لأن المنى يخرج منه. وفي مدحه صلى الله عليه وسلم:
تنقل من "صالب" إلى رحم ... إذا مضي عالم بدا طبق
الصالب الصلب. ش: يقال: صلب بسكون لام وضمها وفتحها وصالب. نه: وفيه: لما قدم مكة أتاه أصحاب "الصلب"، قيل: هم من يجمعون العظام إذا أخذت عنها لحومها فيطبخونها بالماء وجمعوا الدسم الخارج منها وتأدموا به، وهو جمع صليب وهو الودك. ومنه ح على: إنه استفتى في استعمال "صليب" الموتى في الدلاء والسفن فأبى، وبه سمي المصلوب لما يسيل من ودكه. وفيه: تمر ذخيرة "مصلبة"، أي صلبة، وتمر المدينة صلب، ورطب مصلب بكسر لام أي يابس شديد. ومنه ح: أطيب مضغة صيحانية "مصلبة"، أي بلغت الصلابة في اليبس، ويروى بالياء - وسيجئ. وفيه: إن المغالب "صلب" الله مغلوب، أي قوة الله ك: في ثوب "مصلب" أو تصاوير، وهو بفتح لام مشددة أي فيه صلبان منقوشة أو منسوجة، أو تصاوير أي أو في ثوب ذي تصاوير. وفيه: يكسر "الصليب"، هو بفتح صاد هو المربع من الخشب للنصارى، يدعون أن عيسى عليه السلام صلب على خشبة على تلك الصورة، والتصاليب التصاوير كالصليب للنصارى؛ يريد إبطالًا لشريعة النصارى. ط: لم يكن فيه "تصاليب" إلا نقضه، هي جمع تصليب وهو تصوير الصليب وهو مثلث كالتمثال يعبده النصارى. والمراد هنا الصور. ومنه ح: أمر بمحو "الصلب" جمع صليب. در: "الصالب" الحارة من الحمى خلاف النافض.

صلب: الصُّلْبُ والصُّلَّبُ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب،

والجمع: أَصْلُب وأَصْلاب وصِلَبَةٌ؛ أَنشد ثعلب:

أَما تَرَيْني، اليَوْمَ، شَيْخاً أَشْيَبَا، * إِذا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبا

جَمَعَ لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِن صُلْبه صُلْباً؛ كقول جرير:

قال العَواذِلُ: ما لِجَهْلِكَ بَعْدَما * شابَ الـمَفارِقُ، واكْتَسَيْنَ قَتِـيرا

وقال حُمَيْدٌ:

وانْتَسَفَ، الحالِبَ من أَنْدابِه، * أَغْباطُنا الـمَيْسُ عَلى أَصْلابِه

كأَنه جعل كلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً. وحكى اللحياني عنِ العرب: هؤلاء أَبناءِ صِلَبَتِهِمْ.

والصُّلْب من الظَّهْر، وكُلُّ شيء من الظَّهْر فيه فَقَارٌ فذلك الصُّلْب؛ والصَّلَبُ، بالتحريك، لغة فيه؛ قال العَجاج يصف امرأَة:

رَيَّا العظامِ، فَخْمَة الـمُخَدَّمِ،

في صَلَبٍ مثْلِ العِنانِ الـمُؤْدَم،

إِلى سَواءٍ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ

وفي حديث سعيد بن جبير: في الصُّلْب الديةُ. قال القُتَيْبِـيُّ: فيه قولان أَحدُهما أَنـَّه إِنْ كُسِرَ الصُّلْبُ فحَدِبَ الرَّجُلُ ففيه الديةُ، والآخَرُ إِنْ أُصِـيبَ صُلْبه بشيءٍ ذَهَبَ به

الجِماعُ فلم يَقْدِرْ عَلَيهِ، فَسُمِّيَ الجِماعُ صُلْباً، لأَنَّ الـمَنِـيَّ يَخْرُجُ منهُ. وقولُ العَباسِ بنِ عَبدِالـمُطَّلِبِ يَمدَحُ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم:

تُنْقَلُ مِنْ صَالَبٍ إِلى رَحِم، * إِذا مَضَى عالَمٌ بَدا طَبَق

قيل: أَراد بالصَّالَب الصُّلْب، وهو قليل الاستعمال. ويقال للظَّهْر:

صُلْب وصَلَب وصالَبٌ؛ وأَنشد:

كأَنَّ حُمَّى بكَ مَغْرِيَّةٌ، * بَيْنَ الـحَيازيم إِلى الصَّالَبِ

وفي الحديث: إِنَّ اللّه خَلَقَ للجَنَّةِ أَهْلاً، خَلَقَها لَـهُم، وهُمْ في أَصلاب آبائِهِم.

الأَصْلابُ: جَمْعُ صُلْب وهو الظهر. والصَّلابَةُ: ضدُّ اللِّين.

صَلُبَ الشيءُ صَلابَـةً فهو صَلِـيبٌ وصُلْب وصُلَّب وصلب (1)

(1 قوله «وصلب» هو كسكر ولينظر ضبط ما بعده هل هو بفتحتين لكن الجوهري خصه بما صلب من الأرض أو بضمتين الثانية للاتباع إلا أن المصباح خصه بكل ظهر له فقار أو بفتح فكسر ويمكن أن يرشحه ما حكاه ابن القطاع والصاغاني عن ابن الأعرابي من كسر عين فعله.) أَي شديد. ورجل صُلَّبٌ: مثل القُلَّبِ والـحُوَّل، ورجل صُلْبٌ وصَلِـيبٌ: ذو صلابة؛ وقد صَلُب، وأَرض صُلْبَة، والجمع صِلَبَة.

ويقال: تَصَلَّبَ فلان أَي تَشَدَّدَ. وقولهم في الراعي: صُلْبُ العَصا وصَلِـيبُ العَصا، إِنما يَرَوْنَ أَنه يَعْنُفُ بالإِبل؛ قال الراعي:

صَلِـيبُ العَصا، بادِي العُروقِ، تَرَى له، * عَلَيْها، إِذا ما أَجْدَبَ النَّاسُ، إِصْبَعا

وأَنشد:

رَأَيْتُكِ لا تُغْنِـينَ عنِّي بِقُرَّةٍ؛ * إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الـهَراوَى الدَّمامِكُ

فأَشْهَدُ لا آتِـيكِ، ما دامَ تَنْضُبٌ * بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا من رجالِكِ

أَصْلُ هذا أَن رَجُلاً واعَدَتْه امْرَأَةٌ، فعثَرَ عَليها أَهْلُها، فضربوه بعِصِـيِّ التَّنْضُب. وكان شَجَرُ أَرضها إِنما كان التنضبَ

فضربوه بِعِصِـيِّها.

وصَلَّبَه: جعله صُلْباً وشدَّه وقوَّاه؛ قال الأَعشى:

مِن سَراةِ الـهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ، * وَرَعْيُ الـحِمى، وطُولُ الـحِـيالِ

أَي شدّها. وسَراةُ المال: خِـياره، الواحد سَرِيّ؛ يقال: بعيرٌ سَرِيّ، وناقة سَرِيَّة. والـهِجانُ: الخِـيارُ من كل شيءٍ؛ يُقال: ناقة هِجانٌ، وجَمَل هِجانٌ، ونوقٌ هِجان. قال أَبو زيد: الناقَةُ الـهِجانُ هي الأَدْماءُ، وهي البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ. والعُضُّ: عَلَفُ الأَمْصار مثل القَتِّ والنَّوَى. وقوله: رَعْي الـحِمى يُريدُ حِمى ضَرِيَّة، وهو مرعى إِبل الملوك، وحِمَى الرَّبَذَةِ دُونَه. والحِـيال: مَصْدَرُ حالت الناقة إِذا لم تَحْمِلْ.

وفي حديث العباس: إِنَّ الـمُغالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوب أَي قُوَّةَ

اللّهِ.

ومكان صُلْب وصَلَبٌ: غَليظٌ حَجِرٌ، والجمع: صِلَبَةٌ.

والصُّلْبُ من الأَرض: الـمَكانُ الغَلِـيظُ الـمُنْقاد، والجمع صِلَبَةٌ، مثل قُلْب وقِلَبَة.

والصَّلَب أَيضاً: ما صَلُبَ من الأَرض. شمر: الصَّلَب نَحْوٌ من

الـحَزيزِ الغَلِـيظِ الـمُنْقادِ. وقال

غيره:الصَّلَب من الأَرض أَسْناد الآكام والرَّوابي، وجمعه أَصْلاب؛ قال رؤبة:

نغشى قَرًى، عارِيةً أَقْراؤُه،

تَحْبُو، إِلى أَصْلابِه، أَمْعاؤُه

الأَصمعي: الأَصْلابُ هي من الأَرض الصَّلَب الشديدُ الـمُنْقادُ،

والأَمْعاءُ مَسايِلُ صِغار. وقوله: تَحْبُو أَي تَدْنو. وقال ابن الأَعرابي: الأَصْلاب: ما صَلُب من الأَرض وارْتَفَعَ، وأَمْعاؤُه: ما لانَ منه وانْخَفَضَ.

والصُّلْب: موضع بالصَّمَّان، أَرْضُهُ حجارةٌ، من ذلك غَلَبَتْ عليه الصِّفَةُ، وبين ظَهراني الصُّلْب وقِفافِه، رياضٌ وقِـيعانٌ عَذْبَةُ الـمَنابِتِ (1)

(1 قوله «عذبة المنابت» كذا بالنسخ أيضاً والذي في المعجم لياقوت عذبة المناقب أي الطرق فمياه الطرق عذبة.) كَثِـيرةُ العُشْبِ، وربما قالوا: الصُّلْبانِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

سُقْنا به الصُّلْبَيْنِ، فالصَّـمَّانا

فإِما أَن يَكُونَ أَراد الصُّلْب، فَثَنَّى للضرورة، كما قالوا: رامَتانِ، وإِنما هي رامة واحدة. وإِما أَن يكون أَراد مَوْضِعَيْن يَغْلِبُ عليهما هذه الصِّفَةُ، فَيُسَمَّيانِ بها. وصَوْتٌ صَلِـيبٌ وجَرْيٌ صَلِـيب، على المثل. وصَلُبَ على المالِ صَلابة: شَحَّ به؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فَإِن كُنْتَ ذا لُبٍّ يَزِدْكَ صَلابَـةً، * على المالِ، مَنْزورُ العَطاءِ، مُثَرِّبُ

الليث: الصُّلْبُ من الجَرْي ومن الصَّهِـيلِ الشَّديدُ؛ وأَنشد:

ذو مَيْعَة، إِذا ترامى صُلْبُه

والصُّلَّبُ والصُّلَّبِـيُّ والصُّلَّبَة والصُّلَّبِـيَّة: حجارة الـمِسَنِّ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:

كحَدِّ السِّنان الصُّلَّبِـيِّ النَّحِـيض

أَراد بالسنان الـمِسَنَّ. ويقال: الصُّلَّبِـيُّ الذي جُليَ، وشُحِذ

بحجارة الصُّلَّبِ، وهي حجارة تتخذ منها الـمِسانُّ؛ قال الشماخ:

وكأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِه وجَنِـينِه، * لـمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوق

والصُّلُّبُ: الشديد من الحجارة، أَشَدُّها صَلابَـةً. ورُمْحٌ

مُصَلَّبٌ: مَشْحوذ بالصَّلَّـبـيّ. وتقول: سِنانٌ صُلُّبِـيٌّ وصُلَّبٌ أَيضاً

أَي مَسْنُون.

والصَّلِـيب: الودك، وفي الصحاح: ودكُ العِظامِ. قال أَبو خراش الهذلي يذكر عُقاباً شَبَّه فَرسَهُ بها:

كأَني، إِذْ غَدَوْا، ضَمَّنْتُ بَزِّي، * من العِقْبانِ، خائِتَـةً طَلُوبا

جَرِيمَةَ ناهِضٍ، في رأْسِ نِـيقٍ، * تَرى، لِعِظامِ ما جَمَعَتْ، صَلِـيبا

أَي ودَكاً، أَي كأَني إِذْ غَدَوْا للحرب ضَمَّنْتُ بَزِّي أَي سلاحي عُقاباً خائِتَـةً أَي مُنْقَضَّةً. يقال خاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ. وجَرِيمَة: بمعنى كاسِـبَة، يقال: هو جَرِيمَةُ أَهْلِه أَي كاسِـبُهُم. والناهِضُ:

فَرْخُها. وانتصاب قوله طَلُوبا: على النَّعْتِ لخائتَة. والنِّيقُ: أَرْفَعُ

مَوْضِـعٍ في الجَبَل.

وصَلَبَ العِظامَ يَصْلُبُها صَلْباً واصْطَلَبَها: جَمَعَها وطَبَخَها واسْتَخْرَجَ وَدَكَها لِـيُؤْتَدَم

به، وهو الاصْطِلابُ، وكذلك إِذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسالَه؛ قال الكُمَيْتُ الأَسَدِيّ:

واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّـتاءِ مَنْزِلَه، * وباتَ شَيْخُ العِـيالِ يَصْطَلِبُ

احْتَلَّ: بمعنى حَلَّ. والبَرْكُ: الصَّدْرُ، واسْتَعارَهُ للشِّتاءِ أَي حَلَّ صَدْرُ الشِّتاء ومُعْظَمُه في منزله: يصف شِدَّةَ الزمان وجَدْبَه، لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنما يكون في زَمَن الشِّتاءِ. وفي الحديث: أَنه لـمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاه أَصحابُ الصُّلُب؛ قيل: هم الذين يَجْمَعُون العِظام إِذا أُخِذَت عنها لُحومُها فيَطْبُخونها بالماءِ، فإِذا خرج الدَّسَمُ منها جمعوه وائْتَدَمُوا به. يقال اصْطَلَبَ فلانٌ العِظام إِذا فَعَل بها ذلك. والصُّلُبُ جمع صَليب، والصَّلِـيبُ: الوَدَكُ.

والصَّلِـيبُ والصَّلَبُ: الصديد الذي يَسيلُ من الميت.

والصَّلْبُ: مصدر صَلَبَه يَصْلُبه صَلْباً، وأَصله من الصَّلِـيب وهو

الوَدَكُ. وفي حديث عليّ: أَنه اسْتُفْتِـيَ في استعمال صَلِـيبِ

الـمَوْتَى في الدِّلاءِ والسُّفُن، فَـأَبـى عليهم، وبه سُمِّي الـمَصْلُوب لما يَسِـيلُ من وَدَكه. والصَّلْبُ، هذه القِــتْلة المعروفة، مشتق من ذلك، لأَن وَدَكه وصديده يَسِـيل.

وقد صَلَبه يَصْلِـبُه صَلْباً، وصَلَّبه، شُدِّدَ للتكثير. وفي التنزيل

العزيز: وما قَتَلُوه وما صَلَبُوه. وفيه: ولأُصَلِّـبَنَّكم في جُذُوعِ

النَّخْلِ؛ أَي على جُذُوعِ النخل. والصَّلِـيبُ: الـمَصْلُوبُ.

والصَّليب الذي يتخذه النصارى على ذلك الشَّكْل. وقال الليث: الصَّلِـيبُ ما يتخذه النصارى قِـبْلَةً، والجَمْعُ صُلْبان وصُلُبٌ؛ قال جَريرٌ:

لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، * على بابِ اسْتِها صُلُبٌ وشامُ

وصَلَّب الراهبُ: اتَّخَذ في بِـيعَته صَليباً؛ قال الأَعشى:

وما أَيْبُلِـيٌّ على هَيْكَلٍ، * بَناهُ وصَلَّبَ فيه وصارا

صارَ: صَوَّرَ. عن أَبي عليّ الفارسي: وثوب مُصَلَّبٌ فيه نَقْشٌ

كالصَّلِـيبِ.

وفي حديث عائشة: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان إِذا رَأَى التَّصْلِـيبَ في ثَوْب قَضَبه؛ أَي قَطَع مَوْضِـعَ التَّصْلِـيبِ منه. وفي الحديث: نَهَى عن الصلاة في الثوب الـمُصَلَّبِ؛ هو الذي فيه نَقشٌ أَمْثال الصُّلْبان. وفي حديث عائشة أَيضاً: فَناوَلْـتُها عِطافاً فرَأَتْ فيه تَصْلِـيباً، فقالت: نَحِّيه عَني. وفي حديث أُم سلمة: أَنها كانت تَكرَه الثيابَ الـمُصَلَّبةَ. وفي حديث جرير: رأَيتُ على الحسنِ ثوباً مُصَلَّباً. والصَّلِـيبانِ: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ على الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ؛ وقد صَلَبَ الدلْو وصَلَّبَها.

وفي مَقْتَلِ عمر: خَرَج ابنُه عُبيدُاللّه فَضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِـيَّ، فَصَلَّب بين عَيْنَيْه، أَي ضربه على عُرْضِهِ، حتى صارت

الضَّرْبة كالصَّلِـيب. وفي بعض الحديث: صَلَّيْتُ إِلى جَنْبِ عمر، رضي اللّه عنه، فَوضَعْتُ يَدِي على خاصِرتي، فلما صَلَّى، قال: هذا الصَّلْبُ في الصلاة. كان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يَنْهَى عنه أَي إِنه يُشْبِه الصَّلْبَ لأَنَّ الرجل إِذا صُلِبَ مُدَّ يَدُه، وباعُهُ على الجِذْعِ.

وهيئةُ الصَّلْب في الصلاة: أَن يَضَعَ يديه على خاصِرتيه، ويُجافيَ بين عَضُدَيْه في القيام.

والصَّلِـيبُ: ضَرْبٌ من سِماتِ الإِبل. قال أَبو علي في التَّذْكَرةِ:

الصَّليبُ قد يكون كبيراً وصغيراً ويكون في الخَدَّين والعُنُق والفخذين.

وقيل: الصَّلِـيبُ مِـيسَمٌ في الصُّدْغِ، وقيل في العُنقِ خَطَّانِ

أَحدهما على الآخر. وبعير مُصَلَّبٌ ومَصْلُوب: سِمَتُه الصَّليب. وناقة مَصْلُوبة كذلك؛ أَنشد ثعلب:

سَيَكْفِـي عَقِـيلاً رِجْلُ ظَبْـيٍ وعُلْبةٌ، * تَمَطَّت به مَصْلُوبةٌ لم تُحارِدِ

وإِبلٌ مُصَلَّبة. أَبو عمرو: أَصْلَبَتِ الناقةُ إِصْلاباً إِذا قامت

ومَدَّتْ عنقها نحوَ السماءِ، لتَدِرَّ لولدها جَهْدَها إِذا رَضَعَها،

وربما صَرَمَها ذلك أَي قَطَع لبَنَها.

والتَّصْلِـيبُ: ضَربٌ من الخِمْرةِ للمرأَة. ويكره للرجل أَن يُصَلِّي

في تَصْلِـيبِ العِمامة، حتى يَجْعَله كَوْراً بعضَه فوق بعض. يقال:

خِمار مُصَلَّبٌ، وقد صَلَّبَتِ المرأَة خمارَها، وهي لِـبْسةٌ معروفة عند النساءِ.

وصَلَّبَتِ التَّمْرَةُ: بَلَغَت اليُبْسَ.

وقال أَبو حنيفة: قال شيخ من العرب أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ

صَيْحانِـيَّةٌ مُصَلِّبةٌ، هكذا حكاه مُصَلِّبةٌ، بالهاءِ.

ويقال: صَلَّبَ الرُّطَبُ إِذا بَلَغَ اليَبِـيسَ، فهو مُصَلِّب، بكسر اللام، فإِذا صُبَّ عليه الدِّبْسُ لِـيَلِـينَ، فهو مُصَقِّر. أَبو عمرو: إِذا بَلَغ الرُّطَبُ اليُبْسَ فذلك التَّصْلِـيب، وقد صَلَّبَ؛ وأَنشد المازني في صفة التمر:

مُصَلِّبة من أَوْتَكى القاعِ كلما * زَهَتْها النُّعامى خِلْتَ، من لَبَنٍ، صَخْرا

أَوْتَكَى: تَمر الشِّهْريزِ. ولَبَنٌ: اسم جبل بعَيْنِه.

شمر: يقال صَلَبَتْه الشَّمسُ تَصْلِـبُه وتَصلُبُه صَلْباً إِذا أَحْرَقته، فهو مَصْلُوب: مُحْرَق؛ وقال أَبو ذؤَيب:

مُسْتَوْقِدٌ في حَصاهُ الشمسُ تَصْلِـبُه، * كأَنه عَجَمٌ بالبِـيدِ مَرْضُوخُ

وفي حديث أَبي عبيدة: تَمْرُ ذَخِـيرةَ مُصَلِّبةٌ أَي صُلْبة. وتمر

المدينة صُلْبٌ.

ويقال: تَمْرٌ مُصَلِّب، بكسر اللام، أَي يابس شديد.

والصالِبُ من الـحُمَّى الحارَّةُ غير النافض، تذكَّر وتؤَنث. ويقال:

أَخَذَتْه الـحُمَّى بصالِبٍ، وأَخذته حُمَّى صالِبٌ، والأَول أَفصح، ولا يكادون يُضِـيفون؛ وقد صَلَبَتْ عليه، بالفتح، تَصْلِبُ، بالكسر، أَي دامت واشتدت، فهو مَصْلوب عليه. وإِذا كانت الـحُمَّى صالِـباً قيل: صَلَبَتْ عليه. قال ابن بُزُرْجَ: العرب تجعل الصالِبَ من الصُّداعِ؛ وأَنشد:

يَرُوعُكَ حُمَّى من مُلالٍ وصالِبِ

وقال غيره: الصالِبُ التي معها حرٌّ شديد، وليس معها برد. وأَخذه صالِبٌ أَي رِعْدة؛ أَنشد ثعلب:

عُقاراً غَذاها البحرُ من خَمْرِ عانةٍ، * لها سَوْرَةٌ، في رأْسِه، ذاتُ صالِبِ

والصُّلْبُ: القُوَّة. والصُّلْبُ: الـحَسَبُ. قال

عَدِيّ بن زيد:

اجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُمْ، * فَوقَ ما أَحْكَى بصُلْبٍ وإِزارْ

فِسِّر بهما جميعاً. والإِزار: العَفاف. ويروى:

فوقَ من أَحْكأَ صُلْباً بـإِزارْ

أَي شَدَّ صُلْباً: يعني الظَّهْرَ. بـإِزار: يعني الذي يُؤْتَزَر به. والعرب تُسَمِّي الأَنْجُمَ الأَربعة التي خَلْفَ النَّسرِ الواقِـعِ: صَلِـيباً. ورأَيت حاشية في بعض النسخ، بخط الشيخ ابن الصلاح المحدِّث، ما صورته: الصواب في هذه الأَنجمِ الأَربعة أَن يُقال خَلْف النَّسرِ الطائِرِ لأَنها خَلْـفَه لا خَلْفَ الواقع، قال: وهذا مما وَهِمَ فيه الجوهريُّ. الليثُ: والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ هو البَذْرُ الذي يُنْثَر على الأَرض ثم يُكْرَبُ عليه؛ قال الأَزهري: وما أُراه عربيّاً: والصُّلْبُ: اسمُ أَرض؛ قال ذو الرمة:

كأَنه، كـلَّما ارْفَضَّتْ حَزيقَتُها، * بالصُّلْبِ، مِن نَهْسِه أَكْفالَها، كَلِبُ

والصُّلَيبُ: اسمُ موضع؛ قال سَلامة بن جَنْدَلٍ:

لِـمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكتابِ الـمُنَمَّقِ، * عَفا عَهْدُه بين الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ

القافية

القافية: الحرف الأخير من البيت. وقيل هي الكلمة الأخيرة منه.
(القافية) مُؤخر الْعُنُق وَآخر كل شَيْء وَفِي الشّعْر الْحُرُوف الَّتِي تبدأ بمتحرك يَلِيهِ آخر ساكنين فِي آخر الْبَيْت مثل كلمة (يذمم) فِي قَول زُهَيْر
(وَمن يَك ذَا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يسْتَغْن عَنهُ ويذمم) (ج) قواف
القافية: عِنْد أَصْحَاب الْعرُوض هِيَ الْكَلِمَة الْوَاقِعَة فِي أَوَاخِر الأبيات والمصاريع. وَقَالَ بَعضهم الْحَرْف الآخر مِنْهَا وَهِي نَوْعَيْنِ مُطلقَة ومقيدة. أما القافية الْمُطلقَة فَهِيَ الَّتِي يكون حُرُوف رويها متحركا تولدت من مد حركتها إِحْدَى حُرُوف الْعلَّة وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف حِينَئِذٍ حُرُوف الْإِطْلَاق. والحرف الروي هُوَ الْحَرْف الْوَاقِع فِي آخر القافية، وَأما القافية الْمقيدَة فَهِيَ الَّتِي يكون رويها سَاكِنا فَيكون الصَّوْت حِينَئِذٍ مُقَيّدا مَحْبُوسًا لَا مُطلقًا جَارِيا بِخِلَاف الأول.
القافية:
[في الانكليزية] Rhyme
[ في الفرنسية] Rime
بالفاء هي عند الشعراء الكلمة الأخيرة من البيت كلفظة حومل في قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل هذا عند الأخفش، وعند غيره من آخر البيت إلى أقرب ساكن يليه مع الحركة السابقة عليه. وقيل بل مع المتحرّك الذي قبله. فعلى الأول القافية في البيت المذكور من حركة الحاء إلى آخر البيت، وعلى الثاني من الحاء إلى آخر البيت، هكذا ذكر السّيّد السّند في حواشى العضدي. قال المولوي عبد الحكيم القافية مشتقّة من القفو وهو التبعية لأنّ القوافي يجيء بعضها إثر بعض. قال في المطوّل: القافية الكلمة الأخيرة من البيت والتقفية هي التوافق على الحرف الأخير. وفي بعض الرسائل حرف الروي إن كان متحرّكا فالقافية مطلقة وإلّا فالقافية مقيّدة، والمقيّدة تجيء مردفة ومجرّدة ومؤسّسة. والمطلقة على ستة أقسام: مطلقة مجرّدة ومطلقة مردفة ومطلقة مؤسّسة ومطلقة بخروج ومطلقة بردف ومطلقة بتأسيس وخروج انتهى.

وفي رسالة منتخب تكميل الصناعة يذكر:
أنّ القافية عند شعراء العجم عبارة عن مجموع ما يتكرّر من ألفاظ مختلفة بحسب اللّفظ والمعنى، أو بحسب اللّفظ فقط، أو تبعا للمعنى فقط. تلك الألفاظ الواقعة في أواخر مصاريع الأبيات أو ما هو بمنزلتها، وذلك بشرط أن تكون مجموعة من حروف وحركات معيّنة مثل: روي، وتأسيس وإشباع. وحينا يقال للكلمة كلّها قافية، ويقول بعضهم فقط حرف الروي بطريق المجاز بناء على قول الجمهور. وإن ذكر القيود المختلفة فهو من أجل الاحتراز عن الرّديف. وذكر قيد المصاريع والأبيات فمن أجل شمول تعريف المطالع والقطع وما يسمّى في الفارسية الغزل وغير ذلك. وأمّا ذكر القيد أو شيء بمنزلته فمن أجل شمول تعريف القوافي التي يأتي الرّديف بعدها.
وذلك لأنّ هذه القوافي وإن كانت تقع في أوائل المصاريع ولكن لها حكم الأخيرة.
لماذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 2 1298 التقسيم ..... ص: 1298

اذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر بشرط أن يكون مجموعا إلى آخره، فمن أجل الاحتراز عن الحروف والحركات التي يلتزمها الشاعر من باب لزوم ما لا يلزم، فيكرّر الشاعر ذكرها في أواخر الأبيات.
التقسيم
تنقسم القافية باعتبار التقطيع إلى خمسة أنواع، وذلك بإجماع العرب والفرس، وهي:
المترادف والمتدارك والمتكاوس والمتواتر والمتراكب. وبعض هذه الألفاظ يقال لها ألقاب القوافي وبعضها حدود القافية.

فالمترادف: هي القافية التي بحسب التقطيع في أواخرها يكون حرفان ساكنان متواليان، مثاله في هذا المعمّى باسم شهاب وترجمته:
إنّ شفتك بالنسبة إلينا هو ماء الحياة وسعادة قلوبنا كالحباب يتصاعد فوقه البخار من شدّة السخونة والمتواتر: قافية بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله متحرّك ثم قبله ساكن، ومثاله البيت الفارسي وترجمته:
يا عذبة الفم ما عندك غم تعالي متأخّرة واسكري من الخمر والمتدارك: قافية هي بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله حرفان متحرّكان ثم قبلهما ساكن. ومثاله هذا البيت المعمّى في اسم يوسف. وترجمته:
يا شمعة الروح حيث احترقت في فانوس البدن لذلك فقد اضطرب حالي من تلك الصّورة والمتراكب: هو الذي آخره ساكن وقبله ثلاثة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ومثاله في هذا المعمّى باسم بها: وترجمته:
يا عطاء لقد ذهب قلبنا وديننا منا نحو العدم حينما في قلبنا طرف سالف الصنم (المحبوب) نقش (اخترق) والمتكاوس: هو ما آخره ساكن وقبله أربعة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ونظرا لثقله فهو قليل جدا في الأشعار الفارسية. ويقول في جامع الصنائع: القافية المطلقة هي بدون حرف ردف ولا تأسيس ولا دخيل ولا وصل ولا خروج.

والقافية المقيّدة هي: أنّ القافية الأصلية تقع بعد حرف الرّدف. والقافية تظهر في التلفّظ حسب التبعية والإشباع. وتحذف في التقطيع.

ومثال ذلك بيت الشعر الآتي وترجمته:
لقد أخذت القلب مني فالآن خذي منه الدّم فإن تأخذي الرّوح لا أعلم كيف تفعلين فحرف النون من الكلمتين: (خون) (دم) و (چون) - كيف، من هذا القبيل.

والقافية المتصلة هي: أن يؤتى بالبيت بحيث يمكن أن يتمّ المعنى قبل إتمام القافية، ولكن لمّا كان إيراد القافية شرطا في الشعر فيؤتى بها لذلك ضرورة. ومثاله البيت التالي وترجمته:
يا من شفتك سكر وحديثك حلو لماذا تجعلين عيش هذا العبد مرّا انظري فكلمة (به بين) - انظري لا يحتاج إليها المعنى لذلك هي جاءت للوصل فقط.
وقافية الملك هي أن يؤتى بالقافية في مطلع المصراع الأول ثم تعاد في آخر البيت الثاني. وإن جيء بها في أبيات أخرى فلا مانع من ذلك. لكنّ الفصحاء يستعملونها غالبا في البيت الثاني. وهذا لا يعدّ من قبيل الإيطاء.

وأمّا القافية المتولّدة: فهي أن يؤتى في آخر البيت بألفاظ متّصلة تكون منها القافية بحيث يظن أنّ ألفاظ القافية من تلك الألفاظ المتّصلة زائدة، ومثاله في البيتين التاليين وترجمتهما:
لقد أغلقت بوجهي الحبيبة الباب فصارت عمامتي من الدموع مبــتلّة لقد أخذت مني القلب وصارت الروح مهجّرة الروح الهائمة الآن مرة واحدة مبــتلّة

عظي

باب العين والظاء و (واي) معهما ع ظ ي، وع ظ، مستعملان

عظي: العَظايَةُ على خلقة سام أبرص، أو أُعَيظِم منهُ شيئاً، والذّكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تَرَ قوائمها ظَنَنْتَ أن رأسها رأسُ حيّةٍ. وتجمع: عَظاء، وثلاث عَظايات، والعَظاءَةُ: لغة فيها.

وعظ: العِظَةُ: الموعظة. وَعَظْتُ الرّجلَ أَعِظُهُ عِظَةً وموعظة: واتَّعَظَ: تقبّل العِظَةَ، وهو تذكيرُك إيّاه الخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ. ومن أمثالِهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظي، أي: اتَّعظي أنتِ ودَعي موعظتي. 
عظي
: (ي ( {عَظِيَ الجَمَلُ، كرَضِيَ،} عَظًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ {عَظٍ) ، مَنْقوصٌ، (} وعَظْيانٌ: انْتَفَخَ بَطْنُهُ من أَكْلِ العُنْظُوانِ) ، اسْمٌ (لشَجَرٍ) ، فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجْتَرَّهُ وَلَا أنْ تَبْعَرَه، وقيلَ: أَكْثَر مِن أَكْلِه فتوَلَّد وجْعٌ فِي بَطْنِه.
( {والعَظايَةُ: دُوَيْبَّةٌ كسامِّ أَبْرَصَ) أُعَيْظِمُ مِنْهُ شَيْئا؛} والعَظاءَةُ لُغَةٌ فِيهِ لأَهْلِ العاليَةِ، والأَوْلى لُغَةُ تمِيمٍ؛ (ج {عَظاءٌ) بالمدِّ،} وعَظايا أَيْضاً.
وقالَتْ أَعْرابيَّةٌ وضَرَبَها مَوْلاها؛ رماكَ اللهُ بدَاءٍ لَا دَواءَ لَهُ إلاَّ أَبْوالَ {العَظاءِ، وذلكَ مَا لَا يُوجَدُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} عَظاهُ {عَظْياً: ساءَهُ بأَمْرٍ يأْتِيهِ إِلَيْهِ.
والعَظاءَةُ: بِئْرٌ بَعِيدَةُ القَعْرِ عَذْبةٌ بالمَضْجَع بينَ رَمْل السُّرَّة وبِيشَة.
وقالَ نَصْر:} العَظاءَةُ ماءٌ مُسْتَوٍ بعضُه لبَني قَيْس بنِ جَزْء وبعضُه لبَني مالِكِ بنِ الأخْرمِ بنِ كَعْب بنِ عَوْفِ بنِ عبدٍ.
الْعين والظاء وَالْيَاء

العَظايَةُ على خلقَة سَام أبرص أُعيظم مِنْهَا شَيْئا، والعظاءة لُغَة، والجميع عظايا وعظاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا همزت عظاءة وَإِن لم يكن حرف الْعلَّة فِيهَا طرفا لأَنهم جَاءُوا بِالْوَاحِدِ على قَوْلهم فِي الْجَمِيع عظاء. قَالَ ابْن جني وَأما قَوْلهم عظاءة وعباءة وصلاءة فقد كَانَ يَنْبَغِي لما لحقت الْهَاء آخرا وَجرى الْإِعْرَاب عَلَيْهَا وقويت الْيَاء ببعدها عَن الطّرف أَن لَا تهمز وَأَن لَا يُقَال إِلَّا عظاية وعباية وصلاية فَيقْتَصر على التَّصْحِيح دون الإعلال، وَأَن لَا يجوز فِيهِ الْأَمْرَانِ كَمَا اقْتصر فِي نِهَايَة وغباوة وشقاوة وسعاية ورماية على التَّصْحِيح دون الإعلال إِلَّا أَن الْخَلِيل رَحمَه الله قد علل ذَلِك فَقَالَ: انهم إِنَّمَا بنوا الْوَاحِد على الْجمع فَلَمَّا كَانُوا يَقُولُونَ عظاء وعباء وصلاء فيلزمهم إعلال الْيَاء لوقوعها طرفا أدخلُوا الْهَاء وَقد انقلبت اللَّام همزَة فَبَقيت اللَّام معــتلة بعد الْهَاء كَمَا كَانَت معــتلة قبلهَا. قَالَ: فَإِن قيل أَو لست تعلم أَن الْوَاحِد أقدم فِي الرُّتْبَة من الْجمع وَأَن الْجمع فرع على الْوَاحِد؟ فَكيف جَازَ للْأَصْل وَهُوَ عظاءة أَن يَبْنِي على الْفَرْع وَهُوَ عظاء؟ وَهل هَذَا إِلَّا كَمَا عابه أَصْحَابك على الْفراء وَقَوله: إِن الْفِعْل الْمَاضِي إِنَّمَا بني على الْفَتْح لِأَنَّهُ حمل على التَّثْنِيَة فَقيل ضرب لقَولهم ضربا؟ فَمن أَيْن جَازَ للخليل أَن يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلم يجز للفراء أَن يحمل الْوَاحِد على التَّثْنِيَة؟ فَالْجَوَاب: أَن الِانْفِصَال من هَذِه الزِّيَادَة يكون من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن بَين الْوَاحِد وَالْجمع من المضارعة مَا لَيْسَ بَين الْوَاحِد والتثنية. أَلا تراك تَقول: قصر وقصور وقصراً وقصوراً وَقصر وقصور فتعرب الْجمع إِعْرَاب الْوَاحِد وتجد حرف إِعْرَاب الْجمع حرف إِعْرَاب الْوَاحِد وَلست تَجِد فِي التَّثْنِيَة شَيْئا من ذَلِك إِنَّمَا هُوَ قصران أَو قَصْرَيْنِ. فَهَذَا مَذْهَب غير مَذْهَب قصر وقصور أَو لَا ترى إِلَى الْوَاحِد تخْتَلف مَعَانِيه كاختلاف مَعَاني الْجمع؟ لِأَنَّهُ قد كَون جمع أَكثر من جمع كَمَا يكون الْوَاحِد مُخَالفا للْوَاحِد فِي أَشْيَاء كَثِيرَة وَأَنت لَا تَجِد هَذَا إِذا ثنيت إِنَّمَا تنتظم التَّثْنِيَة مَا فِي الْوَاحِد الْبَتَّةَ وَهِي لضرب من الْعدَد الْبَتَّةَ لَا يكون اثْنَان أَكثر من اثْنَيْنِ كَمَا تكون جمَاعَة أَكثر من جمَاعَة. هَذَا هُوَ الْأَمر الْغَالِب وَإِن كَانَت التَّثْنِيَة قد يُرَاد بهَا فِي بعض الْمَوَاضِع أَكثر من الِاثْنَيْنِ فَإِن ذَلِك قَلِيل لَا يبلغ اخْتِلَاف أَحْوَال الْجمع فِي الْكَثْرَة والقلة فَلَمَّا كَانَت بَين الْوَاحِد وَالْجمع هَذِه النِّسْبَة وَهَذِه المقاربة جَازَ للخليل أَن يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلما بعد الْوَاحِد من التَّثْنِيَة فِي مَعَانِيه ومواقعه لم يجز للفراء أَن يحمل الْوَاحِد على التَّثْنِيَة كَمَا حمل الْخَلِيل الْوَاحِد على الْجَمَاعَة.

وَقَالَت أعرابية لمولاها وَقد ضربهَا: رماك الله بداء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أَبْوَال العظاء. وَذَلِكَ مَا لَا يُوجد.

وعظاهُ الشَّيْء: ساءَه. وَمن أمثالهم " طلبت مَا يلهيني فَلَقِيت مَا يعظيني " أَي: مَا يسوءني أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ثمَّ تُغادِيكِ بِمَا يَعْظِيكِ

وعَظِىَ: هَلَكَ.

والعَظاءَةُ: بِئْر بعيدَة القعر عذبة بالمضجع بَين رمل السُّرَّة وبيشة. عَن الهجري.

عظي: قال ابن سيده: العَظاية على خِلْقة سامِّ أَبْرص أُعَيْظِمُ منها

شيئاً، والعَظاءَة لغة فيها كما يقال امرأَةٌ سَقَّاية وسقَّاءَة، والجمع

عَظايا وعَظاءٌ. وفي حديث عبد الرحمن بن عوف: كَفِعْلِ الهِرِّ

يَفْتَرِسُ العَظايا؛ قال ابن الأَثير: هي جمع عَظاية دُوَيْبَّة معروفة. قال:

وقيل أَراد بها سامَّ أَبْرَصَ، قال سيبويه: إِنما هُمِزَت عَظاءَة وإِن لم

يكن حرفُ العِلة فيها طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحد على قولهم في الجمع

عِظاء. قال ابن جني: وأَما قولهم عَظاءَة وعَباءَةٌ وصَلاءَةٌ فقد كان

ينبغي، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخراً وجَرى الإِعرابُ عليها وقَويت الياءُ

ببعدِها عن الطرَف، أَن لا تُهْمَز، وأَن لا يقال إِلا عَظايةٌ وعَباية

وصَلاية فيُقْتَصَر على التصحيح دون الإِعلال، وأَن لا يجوز فيه الأَمران،

كما اقتُصر في نهاية وغَباوةٍ وشقاوة وسِعاية ورماية على التصحيح دون

الإِعلالِ، إِلا أَنَّ الخليل، رحمه الله، قد علل ذلك فقال: إِنهم إِنما بَنَوُا

الواحدَ على الجمع، فلما كانوا يقولون عَظاءٌ وعَباءٌ وصَلاءٌ،

فيلزَمُهم إِعلالُ الياءِ لوقوعِها طرَفاً، أَدخلوا الهاء وقد انقَلَبت اللامُ

همزَةً فبَقيت اللامُ معــتلَّة بعد الهاء كما كانت معــتَلَّة قبلَها، قال:

فإِن قيل أَوَلست تَعْلَم أَن الواحد أَقدَم في الرُّتْبة من الجمع، وأَن

الجمعَ فَرعٌ على الواحد، فكيف جاز للأَصل، وهو عَظاءَةٌ، أَن يبني على

الفرع، وهو عَظاء؛ وهل هذا إِلا كما عابه أَصحابُك على الفراء في قوله: إِن

الفعلَ الماضي إِنما بني على الفتح لأَنه حُمِل على التثنية فقيل ضرَب

لقولهم ضَرَبا، فمن أَين جازَ للخليل أَن يَحْمِل الواحدَ على الجمع، ولم

يجُزْ للفراء أَن يحمِل الواحِدَ على التثنية؟ فالجواب أَن الانفصال من

هذه الزيادة يكون من وجهين: أَحدهما أَنَّ بين الواحدِ والجمعِ من

المضارعة ما ليس بين الواحِدِ والتثنية، أَلا تَراك تقول قَصْرٌ وقُصُور

وقَصْراً وقُصُوراً وقَصْرٍ وقُصُورٍ، فتُعرب الجمع إعراب الواحد وتجد حرفَ

إِعراب الجمع حرف إِعراب الواحد، ولستَ تجد في التثنية شيئاً من ذلك، إِنما

هو قَصْران أَو قَصْرَيْن، فهذا مذهب غير مذهب قَصْرٍ وقُصُورٍ، أَوَ لا

ترى إِلى الواحد تختلف معانيه كاختلاف معاني الجمع، لأَنه قد يكونُ جمعٌ

أَكثرَ من جَمْعٍ، كما يكون الواحدُ مخالفاً للواحد في أَشياءَ كثيرة،

وأَنت لا تجدُ هذا إِذا ثَنَّيْت إِنما تَنْتَظِم التثنية ما في الواحد

البتة، وهي لضرب من العدد البتة لا يكونُ اثنان أَكثرَ من اثنين كما تكون

جماعة أَكثرَ من جماعة، هذا هو الأَمر الغالب، وإِن كانت التثنية قد يراد بها

في بعض المواضع أَكثر من الاثنين فإِن ذلك قليل لا يبلغ اختلاف أَحوال

الجمع في الكثرة والقلَّة، فلما كانت بين الواحد والجمع هذه النسبة وهذه

المقاربة جاز للخليل أَن يحمل الواحدَ على الجمع، ولما بَعُدَ الواحد من

التثنية في معانيه ومواقِعِه لم يجُزْ للفرّاء أَن يحمِل الواحدَ على

التثنية كما حمل الخليل الواحدَ على الجماعة. وقالت أَعرابيَّة لمولاها، وقد

ضَرَبَها: رَماكَ اللهُ بداءٍ ليس له دَواءٌ إِلا أَبْوالُ العَظاءِ وذلك

ما لا يوجد.

وعَظاه يَعْظُوه عَظْواً: اغْتاله فسَقاه ما يَقْتُله، وكذلك إِذا

تَناوَله بلسانِه. وفَعَل به ما عَظاه أَي ما ساءَه. قال ابن شميل: العَظا أَن

تأْكلَ الإِبلُ العُنْظُوانَ، وهو شجرٌ، فلا تستطيعَ أَن تَجْتَرَّه ولا

تَبْعَرَه فتَحْبَطَ بطونُها فيقال عَظِيَ الجَمَلُ يَعْظَى عَظاً

شديداً، فهو عَظٍ وعَظْيانُ إِذا أَكثر من أَكل العُنْظُوانِ فتوَلّد وجَعٌ في

بطْنه. وعَظاهُ الشيءُ يَعْظِيه عَظْياً: ساءَه. ومن أَمثالهم:طَلبتُ ما

يُلْهيني فلَقِيتُ ما يَعْظِيني أَي ما يَسُوءُني؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ثم تُغاديك بما يَعْظِيك

الأَزهري: في المثل أَردتَ ما يُلْهيني فقُلْتَ ما يَعْظِيني؛ قال: يقال

هذا للرجل يريدُ أَن يَنْصَح صاحبَه فيُخْطِىُّ ويقولُ ما يسوءُه، قال :

،ومثله أَراد ما يُحْظِيها فقال ما يَعْظِيها. وحكى اللحياني عن ابن

الأَعرابي قال: ما تَصْنع بي ؟ قال: ما عَظَاكَ وشَرَاك وأَوْرَمَك؛ يعني

ما ساءَك. يقال: قلت ما أَوْرَمَه وعَظَاه أَي قلت ما أَسْخَطهُ. وعَظى

فلانٌ فلاناً إِذا ساءَه بأَمرٍ يأْتِيه إِليه يَعْظِيه عَظْياً. ابن

الأَعرابي: عَظا فلاناً يَعْظُوه عَظْواً إِذا قَطَّعَه بالغِيبَة. وعَظِي:

هلك.

والعَظاءَةُ: بئرٌ بَعِيدة القَعْرِ عَذبة بالمَضْجَع بين رَمْل

السُّرَّة

(* قوله« رمل السرة إلخ» هكذا في الأصل المعتمد والمحكم.) وبِيشَة؛ عن

الهَجَري.

ولقي فلانٌ ما عَجاهُ وما عَظاهُ أَي لَقيَ شِدَّة. ولَقّاه اللهُ ما

عَظَاه أَي ما ساءه.

طوب

طوب
الطُّوْبَةُ: الأجُرةُ.

طوب


طَابَ (و) —
طُوْب T.
a. Cannon.
b. Brick, tile.

طَوَّاب []
a. Brick-maker.

طُوْبَجِىّ
T.
a. Gunner, artilleryman.

طُوْبَى
a. see طَيَبَ
طُوْبَى
ط و ب : الطُّوبُ الْآجُرُّ الْوَاحِدَةُ طُوبَةٌ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ لُغَةٌ شَامِيَّةٌ وَأَحْسَبُهَا رُومِيَّةً وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الطُّوبُ الْآجُرُّ وَالطُّوبَةُ الْآجُرَّةُ وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهَا عَرَبِيَّةُ. 
[ط وب] يُقالُ للدّاخِلِ: طَوْيَةٌ وأَوْيَةُ، يُرِيدُونَ الطَّيِّبَ في المَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ؛ لأنَّ تلكَ ياٌء وهذه واوٌ. والطُّوبةُ: الآجُرَّةُ، شَامِيَّةٌ، أو رُومِيَّةٌ، قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: لَوْ أَمْكَنْتُ من نَفَسي ما تَركُوا لي طُوبةً، يَعْنِي آجُرَّةً.
[طوب] "فطوبى" للغرباء، هو اسم الجنة أو شجرة فيها، وأصلها فعلى من الطيب. ومن الأصل: "طوبى" للشام! إذ لا يراد الجنة والشجرة. ن: أي فرح لهم وقرة عين. ط: و"طوبى" سبع مرات لمن لا يراني، هو عطف على مقول النبي صلى الله عليه وسلم، فسبع ظرف لقال، ويحتمل كونه مصدرًا لطوبى ومقولًا له صلى الله عليه وسلم، والمراد التكثير لا التحديد.

طوب: يقال للداخل: طَوْبَـةً وأَوْبَـةً، يُريدونَ الطَّيِّبَ في المعنى دون اللَّفظ، لأَن تلك ياءٌ وهذه واو.

والطُّوبَةُ: الآجُرَّة، شامية أَو رومية. قال ثعلب، قال أَبو عمرو: لو أَمْكَنْتُ من نَفْسي ما تَركُوا لي طُوبَـةً، يعني آجرة. الجوهري: والطُّوبُ الآجر، بلغة أَهل مصر، والطُّوبَةُ الآجُرَّة، ذكرها الشافعي. قال ابن شميل: فلان لا آجُرَّة له ولا طُوبَة؛ قال: الآجر الطين.

طوب



طُوبٌ Baked bricks; syn. آجُرٌّ: (S, O, Msb, K:) n. un. with ة: so says Az, and El-Fárábee says the like; and accord. to them it seems to be [genuine] Arabic: accord. to IDrd, it is of the dial. of Syria; but [Fei adds] I think it to be of the dial. of Room: (Msb:) or it is of the dial. of Egypt: (S, O:) [probably of Coptic origin. It is mentioned in the S and K in art. طيب.]

أَوْبَةً وَطَوْبَةً, [the latter word] meaning الطِّيبَ, [and both together A return and perfume,] is a phrase which one says to the person entering and to him coming [as though he who said this meant I experience a return that is to me like perfume]. (O.) طُوبَى: see art. طيب.

طَوَّابٌ A baker of bricks: from طُوبٌ: mentioned by Golius, in art. طيب, as occurring in the Hist. Sar.: and it is used in this sense in the present day.]
طوب
طُوب [جمع]: مف طُوبَة: آجُرّ، قوالب اللَّبِن المحروق "طوب أحمر/ مُفرَّغ- مصنع الطُّوب: مكان يُصنع فيه الطُّوب".
• الطُّوب الحراريّ: نوع من قوالب الطُّوب مصنوع بطريقة خاصّة ليقاوم الحرارة العالية. 

طُوبائيّ [مفرد]: مَن أو ما يسعى إلى المثل الأعلى ويتجاهل الواقع. 

طُوبة1 [مفرد]: الشَّهر الخامس من شهور السَّنة القبطيَّة، يأتي بعد كِيَهْك، ويليه أمشير "شهر طوبة شديد البرودة". 

طُوبة2 [مفرد]: ج طُوب: لبِنَةٌ محروقة، واحدة الطُّوب ° فلانٌ لا أجرةَ له ولا طوبة: لا يملك شيئًا. 

طُوبَى [مفرد]: مذ أَطيَب: (انظر: ط ي ب - طُوبَى). 

طُوبيا [مفرد]: (سف) كل فكرة أو نظرية تسعى إلى المثل الأعلى ولا تتصل بالواقع أو لا يمكن تحقيقها. 
طوب: انظر مادة طيب لمعرفة بعض الكلمات التي لم تذكر في هذه المادة.
طاب وجمعها طابات: جبيرة للعظم، ضمادة خشب أو صفيح لتضميد العظام المكسورة، وسيدة جبيرة، وأداة لربط الكسر (بوشر). طاب وذكّ، وفي مصر طاب فقط: اسم لعبة وصفها نيبور (رحلة 1: 166) بتفصيل وانظر: (بروان 2: 78، برجون ص512، لين عادات 2: 99، ألف ليلة برسل 11: 390) وجمعها طييب. (انظر لين ص61).
طُوب واحدته طوبة: لَبَّن صلب جاف، ففي ألف ليلة (برسل 4: 186): جاء لعندي وهو مقطع الحوائج منتوف اللحية وهو يدق على صدره بطوبتين (محيط المحيط).
ويقول لين (2: 379 رقم 27) في تعليقه على هذه العبارة أن العامة من الرب حين يركبم الزن والغم يضربون صدورهم بلبنتين.
طوب (معناها الأصلي أجر) تين جاف كبس بشكل كــتلة مربعة، وهذه الكتل تشبه الآجر، وهي من الصلابة بحيث يحتاج لكسرها إلى استعمال الفأس أو البلطة (معجم الادريسي) وعند بوسيبه: كــتلة تين جاف.
طوبة: هذه الكلمة فقدت معناها الأصلي وأصبحت تستعمل بمعنى تين اخضر (معجم الادريسي).
طوب بالتركية: مدفع (محيط المحيط).
طابة وجمعها طُوَب: كرة اللعب، طوبة، كرة كبة غزل ويقال أيضاً: طابة خيط لعب، طابة غزل (بوشر) وكرة لعب، وراحية، ضرب من لعبة التنس، كرة (همبرت ص114، محيط المحيط في مادة طيب) وكرة ممتلئة هواء. (هلو) وفي معجم بوشر: طابة هوا.
لعب الطابة: راحية، ضرب من لعبة التنس. ولعب الكرة (بوشر).
طابة: مطرقة، ولعبة المطرقة، مطرق طويل المقبض تضرب به كرة الصولجان، ولعبة الصولجان (همبرت ص90، باين سميث 1502) وهي فيما أرى الكلمة التركية طُوب أو طُوب التي تدل على كل شيء مكرر مثل كرة اللعب، وكرة الهوا.
طابة الحسن: نقرة في الحنك غمازة (بوشر).
طابة الشوك: أقتنة (نبات) بوشر.
طوْبَة: هي الكلمة الأسبانية Topo التي تعني بالأسبانية: خلد، فأرة عمياء. غير أن رطوبة عند العرب ويكتبها الكالا بالياء تعني: جرذ أو فأر (فوك، الكالا، هلو وفيه فأر، دوماس حياة العرب ص430 وفيه فأر).
ونفس اختلاف المعنى نجده في كلمة طَوْبنار (انظر الكلمة).
طوبة الزجاج: سمندل، سرفوت (الكالا).
طَوْبِة: اسم نبات مذكور في بعض مخطوطات ابن البيطار (2: 164) وفيها: هو اسم اعجمي لنوع من الشوك ثم ينقل الوصف المطول للبكري الذي يقول فيما يقوله وهي استن عند العرب.
فهي إذاً من غير شك الكلمة الأسبانية toba التي تدل على نوع من الشوك (فكتور) اسمه العلمي: Onopordon ( كولمييرو).
طابان: سيف دمشقي يجلب من دمشق (بوشر).
طابية: (بالأسبانية) Tapia وجمعها طوابي.
طوابى: نوع من السياع صلب صلابة الصخر. ويحصل عليه بوضع نوع من الملاط وهو خليط من الرمل والكلس ممزوج بحصى صغير في قالب من الخشب ويدق بمدكة مربعة ويجفف بعد ذلك. (معجم البيان، معجم الادريسي، فوك وفيه Tapia) .
طابية: جدار من السياع وهو الطين الممزوج بالقش، طوفا (ألكالا).
طابية (بالأسبانية tapia) تعني أيضاً: (مقدار من حائط السياع (الطوفة) وهو في الغالب خمسون قدماً مربعاً) وفي رحلة فداء الأسرى (ص150): (حائط ارتفاعه عشرة اذرع وتساوي ثلاثين قدماً).
طابية: حصن بارز، استحكام بارز (هلو).
طابية: عند الموازنة في جبل لبنان ما يلبسه خوارنتهم في رؤوسهم (برجون ص798) محيط المحيط في مادة طيب وهي فيه بتشديد الياء).
طوبان: نوع من السمك (ياقوت 1: 886).
وفي القزويني (2:119): طوبار.
طَوْبيِن (من الأسبانية topo وجمعها طوابين): خلدِ: فأرة عمياء (فوك).
طَوَّاب: من يعمل الطابية (الطوفة). (المقدمة 2: 330).
طَوَّابَة: مصنع القرميد، مصنع الطوب (بوشر).
مُطَوَّب: مكوّر. بشكل الكرة (بوشر).
طوباليس قش صانعي القلانس أو اللباد (بوشر).

بتت

(بتت) فلَانا أعطَاهُ بتاتا وَأَعْطَاهُ بتا
(بتت) - في الحديث : "كان عليه بَتٌّ".
: أي كِساءٌ غَلِيظ مُربَّع. وقيل: طَيْلَسَان من خَزًّ.
- وفي الحديث: "أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النِّساء"
: أي أَحكِموه بشَرائِطِه واقطَعُوا الأمرَ فيه، وأعقِدُوه مُطلَقاً على خِلاف شَرْطِ المُتْعَة.

بتت


بَتَّ(n. ac.
بَتّ)
a. Cut, lopped off; severed, separated.
b. Decided, settled.
c. Testified.

بَتَّتَa. see I (a)b. Supplied, provided, furnished.
c. Was certified.

أَبْتَتَa. see I (a)
إِنْبَتَتَa. Pass. of I.
بَتّ
(pl.
بِتَاْت
بُتُوْت)
a. Rough garment.

بَتَّةa. Irrevocable.
b. [art.], Irrevocably; absolutely.
بَاْتِتa. Sharpsword.

بَتَاْت
(pl.
أَبْتِتَة)
a. Provision, supply; furniture.

بَتَّةً
a. see 1t (b)
بَتِّيَّة
a. Barrel, cask.
ب ت ت

بتّ عليه القضاء وبت النية: جزمها. وساق دابته حتى بتها، وبته السفر. وسكران ما يبت، وهذه صدقة بتة بــتلة. وخذ بتاتك أي زادك. وأنا على بتات الأمر إذا أشرف عليه. قال أبو محمد الفقعسي:

وحاجة كنت على بتاتها

وسار حتى انبت أي انقطع. وانبت الرجل: انقطع ماؤه من الكبر. قال:

لقد وجدت رثية من الكبر ... عند القيام وانبتاتاً بالسحر
ب ت ت : بَتَّهُ بَتًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَطَعَهُ وَفِي الْمُطَاوِعِ فَانْبَتَّ كَمَا يُقَالُ فَانْقَطَعَ وَانْكَسَرَ وَبَتَّ الرَّجُلُ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ فَهِيَ مَبْتُوتَةٌ وَالْأَصْلُ مَبْتُوتٌ طَلَاقُهَا وَطَلَّقَهَا طَلْقَةً بَتَّةً وَبَتَّهَا بَتَّةً إذَا قَطَعَهَا عَنْ الرَّجْعَةِ وَأَبَتَّ طَلَاقَهَا بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ لَازِمَيْنِ وَمُتَعَدِّيَيْنِ فَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَهَا وَأَبَتَّ وَطَلَاقٌ بَاتٌّ وَمُبَتٌّ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لَا أَفْعَلُهُ بَتَّةً وَبَتَّتْ يَمِينُهُ فِي الْحَلِفِ تَبِتُّ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ بُتُوتًا صَدَقَتْ وَبَرَّتْ فَهِيَ بَتَّةٌ وَبَاتَّةٌ وَحَلَفَ يَمِينًا بَتَّةً وَبَاتَّةً أَيْ بَارَّةً وَبَتَّ شَهَادَتَهُ وَأَبَتَّهَا بِالْأَلِفِ جَزَمَ بِهَا. 
[بتت] في ح الندوة: اعترض إبليس في صورة شيخ جليل عليه "بت" أي كساء غليظ مربع ويجمع على بتوت. ومنه ح على: "بتتهم أي أعطهم البتوت". ومنه: أين الذين طرحوا الخزوز ولبسوا "البتوت"، والبتات متاع لا يكون للتجارة. ومنه: لا يؤخذ منكم عشر "البتات". وفيه: فإن "المنبت" لا أرضاً قطع، من انبت إذا انقطع في سفر وعطاحلته مطاوع بته وأبته، أي بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يقض وطره وقد أعطب ظهره. ومنه: لا صيام لمن "لم يبت الصيام" في رواية أي لم ينوه ويجزمه فيقطعه من وقت لا صوم فيه وهو الليل. وح: "أبتوا" نكاح هذه النساء أي اقطعوا الأمر فيه وأحكموه بشرائطه وهو تعريض بمنع المتعة لأنه غير مبتوت، مقدر بمدة. ومنه: طلقها ثلاثاً "بتة" أي قاطعة، وصدقة "بتة" أي منقطعة عن الأملاك، وفي مسلم أحسبه قال جويرية "أو البتة"، كأنه شك في اسمها، ثم استدرك وقطع بأنه جويرية. ق: وهو بقطع الهمزة بخلاف قياس. ن: أظنه قرأت على مالك "أو البتة" أي أظن أني قرأت فيصلي أو أجزم به. ج: طلق "البتة" أي ثلاثاً. ط: أي منجزة لا معلقة. ك: "فأبت" طلاقها أي قطع قطعاً كلياً بالبينونة الكبرى. نه: لا تبيت "المبتوتة" إلا في بيتها أي المطلقة بائناً.
(ب ت ت) : الْبَتُّ كِسَاءٌ غَلِيظٌ مِنْ وَبَرٍ أَوْ صُوفٍ وَقِيلَ طَيْلَسَانٌ مِنْ خَزٍّ وَجَمْعُهُ بُتُوتٌ وَالْبَتَّاتُ بَائِعُهُ وَالْبَتُّ وَالْإِبْتَاتُ الْقَطْعُ وَمِنْهُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ» وَلَمْ يُبِتَّ رُوِيَ بِاللُّغَتَيْنِ أَيْ لَمْ يَقْطَعْهُ عَلَى نَفْسِهِ بِالنِّيَّةِ وَلَمْ يُبِتَّ مِنْ الْإِبَاتَةِ خَطَأٌ وَأَمَّا لَمْ يُبَيِّتْ مِنْ التَّبْيِيتِ فَصَحَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَهُوَ «مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» مَنْ بَيَّتَ الْأَمْرَ إذَا دَبَّرَهُ لَيْلًا وَيُقَالُ بَتَّ طَلَاقَ الْمَرْأَةِ وَأَبَتَّهُ وَالْمَبْتُوتَةُ الْمَرْأَةُ وَأَصْلُهَا الْمَبْتُوتُ طَلَاقُهَا وَقَوْلُهُمْ طَلَاقٌ بَاتٌّ عَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ أَوْ لِأَنَّهُ يَبُتُّ عِصْمَةَ النِّكَاحِ وَإِنْ صَحَّ مَا ذَكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ تَبَّتْ يَمِينُهُ وَيَمِينٌ بَاتَّةٌ فَقَدْ اسْتَغْنَيْت عَنْ التَّأْوِيلِ وَيُقَالُ طَلَّقَهَا بَتَّةً أَيْ طَلْقَةً مَقْطُوعَةً أَوْ قَاطِعَةً عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَالْمُنْبَتُّ الْمُنْقَطِعُ بِهِ يُقَالُ سَارَ حَتَّى انْبَتَّ أَيْ انْقَطَعَ.
ب ت ت: (الْبَتُّ) الْقَطْعُ تَقُولُ (بَتَّهُ) يَبُتُّهُ وَيَبِتُّهُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمُضَاعَفَ إِذَا كَانَ مُضَارِعُهُ مَكْسُورًا لَا يَكُونُ مُتَعَدِّيًا إِلَّا هَذَا، وَعَلَّهُ فِي
الشَّرَابِ يَعُلُّهُ وَيَعِلُّهِ وَنَمَّ الْحَدِيثَ يَنُمُّهُ وَيَنِمُّهُ وَشَدَّهُ يَشُدُّهُ وَيَشِدُّهُ وَحَبَّهُ يَحِبُّهُ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَحْدَهَا عَلَى لُغَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْكَسْرُ، وَإِنَّمَا سَهَّلَ تَعَدِّيَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ إِلَى الْمَفْعُولِ اشْتِرَاكُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ فِيهِنَّ. قُلْتُ: وَرَمَّهُ يَرُمُّهُ وَيَرِمُّهُ ذَكَرَهُ فِي [ر م م] فَزَادَ الْمُسْتَثْنَى عَلَى مَا حَصَرَهُ فِيهِ. قَالَ: وَ (بَتَّتَهُ تَبْتِيتًا) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ وَ (الِانْبِتَاتُ) الِانْقِطَاعُ. وَيُقَالُ لَا أَفْعَلُهُ (بَتَّةً) وَلَا أَفْعَلُهُ (الْبَتَّةَ) لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ، وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وَقَوْلُهُمْ: تَصَدَّقَ فُلَانٌ صَدَقَةً (بَتَاتًا) وَصَدَقَةً (بَتَّةً) بَــتْلَةً أَيِ انْقَطَعَتْ عَنْ صَاحِبِهَا وَبَانَتْهُ. قُلْتُ: كَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ بِنُونٍ بَعْدَهَا تَاءٌ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَصْحِيفِ النُّسَّاخِ وَكَانَ أَصْلُهُ وَبَاتَتَهُ بِتَاءَيْنِ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْبَتِّ. قَالَ وَكَذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا (بَتَّةً) وَرَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ» وَقَالَ: ذَلِكَ مِنَ الْعَزْمِ وَالْقَطْعِ بِالنِّيَّةِ. وَ (الْبَتَاتُ) بِالْفَتْحِ مَتَاعُ الْبَيْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ الْبَتَاتِ» . 
[بتت] البتُّ: الطَّيْلَسانُ من خَزِّ ونحوه. وقال الراجز في كساء من صوف: من كان ذابت فهذا بتى * مقيظ مصيف مشتى * أخذته من نعجات ست * والجمع البتوت. والبتى: الذى يعمله أو يبيعه. والبَتَّاتُ مثله. والبَتُّ: القطع. تقول بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويبته، وهذا شاذ لان باب المضاعف إذا كان يفعل منه منه مكسورا لا يجئ متعديا، إلا أحرف معدودة وهى بته يبته ويبته، وعله في الشرب يعله ويعله، ونم الحديث ينمه وينمه، وشده يشده ويشده، وحبه يحبه . وهذه وحدها على لغة واحدة. وإنما سهل تعدى هذه الاحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. وبتته تبتيتا، شدد للمبالغة. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. ورجل مُنْبَتٌّ، أي منقطع به . ويقال لا أفعله بَتَّةً ولا أفعله البَتَّةَ، لكل أمْرٍ لا رَجْعَةَ فيه، ونصبه على المصدر. وسكران لا يبت، قال الأصمعيّ: لا يقطع أمراً. قال: ولا يقال يُبِتُّ. وقال الفرّاء: هما لُغَتان، يقال أَبْتَتُّ عليه القضاءَ وبَتَتُّهُ، أي قَطْعَتُهُ. وقولهم: تَصَدَّق فلان صَدَقَةً بَتاتاً. وصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَــتْلَةٌ، أي انقطعت من صاحبها وبانَتْهُ . وكذلك طَلَّقَها ثلاثا بتة. وروى بعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل ". قال: وذلك من العزم والقطع بالنية. ويقال للاحمق والمهزول: هو باتٌ. والبَتاتُ: الزاد والجِهاز. ومنه قول خوات بن جبير الانصاري:

ورجعتها صفرا بغير بتات * والجمع أَبِتَّةٌ. أبو عبيد: البَتاتُ: متاع البيت. وفي الحديث " لا يُحْظَرُ عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ ". وفلان على بَتاتِ أمرٍ، إذا أشرف عليه قال الراجز: * وحاجة كنت على بتاتها * وتقول: طَحَنْتُ بالرحى بَتَّا، إذا ابتدأْتَ الإدارة عن يسارك. وقال: ونَطْحَن بالرحى شَزْراً وَبَتَّاً * ولو نعطى المغازل ما عيينا
[ب ت ت] بَتَّ الشَّىْءَ يَبُتُّهُ ويَبِتُّه بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَه قَطْعًا مُسْتَأْصِلاً، قالَ: (فَبتَّ حِبالَ الوَصْلِ بيْنِى وبَيْنَها ... أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ)

وبَتَّ هو يَبُتُّ وَيبِتُّ بَتّا، وانْبَتَّ. وَصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَــتْلَةٌ: بِائنَةٌ من صاحِبِها. وطلَّقَها ثَلاثًا بَتَّةٌ، وبَتَاتًا: أي قَطْعاً لا عَوْدَ فِيها. ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ، كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. قالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا: قَعَدَ البَتَّةَ مَصْدرٌ مُؤَكِّدٌ، ولا يُسْتَعْملُ إِلا بالألف واللام. وبَتَّ عليهِ القَضاءَ بَتّا، وأَبَتَّهُ: قَطَعَة. وسَكرْانُ ما يَبِتُّ كَلامًا، وما يَبُتُّ، وما يُبِتُّ، أي: ما يَقْطَعُه. وسَكْرانُ باتٌ: مُنقَطِعٌ عن العَقْلِ بالسُّكْرِ، وهذه عن أَبِى حَنيفَةَ. وأَبَتَّ يَمِينَه: أَمْضاها. وبَتَّتْ هي: وَجَبْتْ. وحَلَفَ بَتّا، وبَتَّةً، وبَتَاتًا، وكُلُّ ذلك من القَطْعِ. وأبَتَّ بَعِيرَةُ: قَطَعَة بالسَّيْرِ. والمُنْبَتُّ في الحَدِيثِ: الَّذِى أَتْعَبَ دابَّتَه حَتَّى عَطِبَ ظَهْرُه، فَبِقَى مُنْقَطَعاً بِه. وبَتَّ عليه الشَّهادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عليهِ بِها، وأَلْزَمَهَ إِيّاها. وبَتَّ عليه القضاءَ، وأبتّه: قَطَعَه والباتُّ: المهزولُ يبَتَّ يَبُتُّ بُتُوتاً. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديد الحُمْقِ. والبَتُّ: كِساءٌ غليظٌ مُهَلْهَلٌ مُرَبَّعٌ أَخْضَرُ، وقيل: هو من وبَرٍ وصُوفٍ، والجمع: أَبُتٌّ وبِتَاتٌ. والبَتاتُ: مَتاعُ الَبْيتِ. والبَتَاتُ: الزَّادُ: قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

(أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَتاتٍ ونِسْوَةٌ ... بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَندَا ... ) وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتَمَتَّع.
(بتت)
(س) فِي حَدِيثِ دَارِ النَّدْوة وتَشَاوُرهم فِي أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فاعْتَرضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ جَلِيلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ» أَيْ كِسَاء غَلِيظٌ مربَّع. وَقِيلَ طّيْلّسّان مِنْ خَزّ، ويُجمع عَلَى بُتُوت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّ طَائِفَةً جَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لِقَنْبَر: بَتَّتْهُمْ» أَيْ أَعْطِهِمُ الْبُتُوتَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «أَيْنَ الذين طَرحوا الخُزُوز والْحِبَرات، وَلَبِسُوا البُتُوت والنَّمِرات» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُفْيَانَ «أَجِدُ قَلْبي بَيْنَ بُتُوت وعَباء» (هـ) وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَن «وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْر البَتَات» هُوَ الْمَتَاعُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاةٌ مِمَّا لَا يَكُونُ لِلتِّجَارَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «فَإِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أبْقَى» يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا انْقُطِع بِهِ فِي سَفَرِهِ وعَطِبت راحلتُه: قَدِ انْبَتَّ، مِنَ البَتِّ: القَطْع، وهو مُطاوع بَتَّ يُقال بَتَّهُ وأَبَتَّهُ. يُرِيدُ أَنَّهُ بَقِيَ فِي طَرِيقِهِ عَاجِزًا عَنْ مَقْصِدِهِ لَمْ يَقْض وَطَره: وَقَدْ أعْطَبَ ظَهْرُه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبِتَّ الصِّيَامَ» فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، أَيْ لَمْ يَنْوه ويَجْزمه فيَقْطَعه مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي لَا صَوْمَ فِيهِ وَهُوَ اللَّيْلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ» أَيِ اقْطَعُوا الْأَمْرَ فِيهِ وأحْكمُوه بِشَرَائِطِهِ. وهو تَعْريض بِالنَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، لِأَنَّهُ نِكَاحٌ غَيْرُ مَبْتُوت، مُقَدّرٌ بِمُدَّةٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «طَلَّقَهَا ثَلَاثًا بَتَّةً» أَيْ قَاطِعَةً، وصدَقةٌ بّتَّة أَيْ مُنْقَطِعة عَنِ الْإِمْلَاكِ.
يُقَالُ بَتَّة والبَتَّة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ البَتَّة» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ «أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ أَوْ الْبَتَّة» كَأَنَّهُ شَكَّ فِي اسْمِهَا فَقَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ فَقَالَ: أوْ أَبُتُّ وَأَقْطَعُ أَنَّهُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ، لَا أَحْسَبُ وَأَظُنُّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَبِيت المَبْتُوتَة إِلَّا فِي بَيْتها» هِيَ المطلَّقة طَلَاقًا بَائِنًا.
بتت
بتَّ1 بتَتُّ، يَبِتّ، ابتِتْ/ بِتَّ، بُتوتًا، فهو باتّ
• بتَّ الحبلُ وغيرُه: انقطع "بتّ حبلُ المودّة بينهما" ° بيعٌ باتٌّ: لا خيار فيه ولا عود، قاطع.
• بتَّتِ اليمينُ: وَجَبَتْ وبرَّتْ. 

بتَّ2/ بتَّ في بتَتُّ، يَبُتّ ويبِتّ، ابْتُتْ/ بُتَّ وابتِتْ/ بِتَّ، بَتًّا وبَتاتًا، فهو باتّ، والمفعول مَبْتوت
• بتَّ الحبلَ وغيرَه: نزعه من أصله أو جذره "بتَّ الوتدَ: اقتلعه" ° بتَّ حِبال مودّته: قطعها.
• بتَّ الحُكْمَ: أصدره بلا تردُّد.
• بتَّ النيَّةَ ونحوَها: نواها وجزم بها وأمضاها "بتَّ اليمينَ/ الصِّيامَ من اللّيلِ/ الرأيَ في أمر"? بتَّ الوعدَ: أكد إنجازه.
• بتَّ الأمرَ/ بتَّ في الأمر: أنهاه، وصل فيه إلى قرار "بتَّ الخلافَ/ القضيّةَ- قضية مبتوت فيها". 

أبتَّ يُبتّ، أبْتِتْ/ أَبِتَّ، إبتاتًا، فهو مُبِتّ، والمفعول مُبَتّ
• أبتَّ الصِّيامَ: قطعَه. 

انبتَّ/ انبتَّ عن/ انبتَّ في ينبتّ، انبتِتْ/ انبَتَّ، انبتاتًا، فهو مُنْبَتّ، والمفعول مُنْبَتٌ عنه
• انبتَّ الحبلُ وغيرُه: مُطاوع بتَّ1 وبتَّ2/ بتَّ في: انقطع "انبتّت العلاقةُ بين الدولتين- {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَتًّا} [ق] " ° انبتّ حبلُ المودّة بين الصَّديقين: زاد في شدّته وصرامته.
• انبتَّ الرَّجلُ عن قومه: انفصل عنهم.
• انبتَّ الرَّجلُ في السَّير: جَهَد دابَّته حتى أعيت "إِنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى [حديث] ". 

بَتات [مفرد]:
1 - مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بَتاتًا: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا- ممنوع بتاتًا: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا وأبدًا- هو على بتات أمر: مشرف عليه.
2 - أثاث، متاع البيت. 

بَتّ [مفرد]: مصدر بتَّ2/ بتَّ في ° بتًّا: قطعًا. 

بَتَّة [مفرد]: قط، على الإطلاق، بالمرّة، قطعًا، لا رجعة فيه "طَلَّقَهَا ثَلاثًا بَتَّةً [حديث] " ° بتَّة/ البتَّة/ ألبتَّة: قطعًا لا رجعة فيه- لا أفعله بتَّةً/ لا أفعله البتَّة: بأية حال، بأي شكل من الأشكال، قطعًا. 

بُتوت [مفرد]: مصدر بتَّ1. 
بتت قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأعشي يذكر النَّاقة: [الْخَفِيف] تقطع الأمعز المكوكب وخدا ... بنواج سريعة الإيغال

فَأَما الوغول فَإِنَّهُ الدُّخُول فِي الشَّيْء وَإِن لم يبعد فِيهِ وكل دَاخل فَهُوَ واغل يُقَال مِنْهُ: وغلت أغِل وُغولاَ ووَغْلا وَلِهَذَا قيل للداخل عَليّ الشَّرَاب من غير أَن يدعى: واغل ووَغْل. وَأما قَوْله: فَأن المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى فَإِنَّهُ الَّذِي يغذ السّير ويتعب بِلَا فتور حَتَّى تعطب دَابَّته فَيبقى منبتا مُنْقَطِعًا بِهِ لم يقْض سَفَره وَقد أعطب ظَهره فشبهه بالمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر وَمن هَذَا حَدِيث سلمَان رَحمَه الله: وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ وَقد قَالَه مطرف بْن الشخير لِابْنِهِ قَالَ فَاه ابْن علية عَن إِسْحَاق بْن سُوَيْد قَالَ: تعبد عَبْد اللَّه بْن مطرف فَقَالَ لَهُ مطرف: يَا عبد اللَّه الْعلم أفضل من الْعَمَل والحسنة بَين السيئتين وَخير الْأُمُور أوساطها وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. وأما قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين فَأَرَادَ أَن الغلو فِي الْعلم سَيِّئَة وَالتَّقْصِير عَنْهُ سَيِّئَة والحسنة بَينهمَا وَهُوَ الْقَصْد كَمَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث الآخر فِي فضل قَارِئ الْقُرْآن: غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنهُ فالغلو فِيهِ التعمق والجفا عَنْهُ التَّقْصِير وَكِلَاهُمَا سَيِّئَة وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول اللَّه عز وَجل {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً إِلَى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ} . وَكَذَلِكَ قَوْله {لَمْ يُسْرِفُوْا وَلَمْ يَقْتُرُوْا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} . وَمِمَّا يشبه هَذَا الحَدِيث قَول تَمِيم الدَّارِيّ قَالَ: فَاه عَبْد الله بن الْمُبَارك عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء قَالَ قَالَ تَمِيم الدَّارِيّ: خُذ من دينك لنَفسك وَمن نَفسك لدينك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر علىعبادة تطيقها وَكَانَ ابْن علية يحدثه عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَلَا يذكر أَبَا الْعَلَاء. وَمثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه قَالَ: فَاه يزِيد وَإِسْمَاعِيل جَمِيعًا عَن عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيهِ عَن بُرَيْدَة قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا ماش فِي طَرِيق 45 / الف إِذْ أَنَا بِرَجُل خَلْفي فَالْتَفت / فَإِذا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَأخذ بيَدي فَانْطَلَقْنَا فَإِذا نَحْنُ بِرَجُل يُصَلِّي يكثر الرُّكُوع وَالسُّجُود قَالَ فَقَالَ لي: يَا بُرَيْدَة أتراه يرائي ثُمَّ أرسل يَده من يَدي ثُمَّ جمع يَدَيْهِ جَمِيعًا وَجعل يَقُول: عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا عَلَيْكُم هَديا قَاصِدا إِنَّه من يشاد هَذَا الدَّين يغلبه.

بتت: البَتُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِل.

يقال: بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ. ابن سيده: بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه،

ويَبِتُّه بَتّاً، وأَبَتَّه: قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً؛ قال:

فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بيني وبَيْنَها،

أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّرُ

قال الجوهري في قوله: بَتَّه يَبُتُّه قال: وهذا شاذّ لأَنَّ باب

المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ

معدودة، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه

ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه،

وحَبَّه يَحِبُّه؛ قال: وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ. قال: وإِنما

سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛

وبَتَّتَه تَبْتِيتاً: شُدِّدَ للمبالغة، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً

وأَبَتَّ.

وقولهم: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَــتْلَةً إِذا

قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، وقد انْقَطَعَتْ

منه؛ وفي النهاية: صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ وفي

الحديث: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ.

الليث: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً،

والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ. قال أَبو منصور: قول الليث في الإِبْتاتِ

والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وجعل

البَتَّ لازماً، وكلاهما مُتعدِّ؛ ويقال: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغير

أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وقد طَلَّقها البَتَّةَ.

ويقال: الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ

النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي

قَطْعاً لا عَوْدَ فيها؛ وفي الحديث: طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً. وفي

الحديث: لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها، هي المُطَلَّقة

طَلاقاً بائِناً.

ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قال سيبويه: وقالوا

قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام. ويقال:

لا أَفْعَلُه بَتَّةً، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه؛

ونَصْبُه على المصدر. قال ابن بري: مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ

لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه

الفراءُ وَحْدَه، وهو كوفيٌّ.

وقال الخليل بن أَحمد: الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ، يعني على ثلاثة

أَوجه: شيءٌ يكون البَتَّةَ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قد يكون وقد لا

يكون. فأَما ما لا يكون، فما مَضَى من الدهر لا يرجع؛ وأَما ما يكون

البَتَّة، فالقيامةُ تكون لا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون،

فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ.

وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه: قطعه.

وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه. وفي المحكم: سَكْرانُ ما

يَبُتُّ كلاماً، وما يَبِتُّ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه. وسكرانُ باتٌّ:

مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبي حنيفة. الأَصمعي: سكرانُ ما

يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً؛ وكان ينكر يُبِتُّ؛ وقال الفراءُ: هما

لغتان، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه.

وفي الحديث: لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل؛ وذلك من

الجَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه: لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر،

فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه، وهو الليل؛ وأَصله من البَتّ

القَطْعِ؛ يقال: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه،

وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم. وفي

الحديث: أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه،

وأَحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ، لأَِنه نكاحٌ غير

مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة. وفي حديث جُوَيريةَ، في صحيح مسلم: أَحْسِبُه

قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قال: كأَنه شك في اسمها، فقال: أَحْسِبُه

جُوَيرية، ثم استدرك فقال: أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قال جُوَيرية، لا

أَحْسِبُ وأَظُنُّ.

وأَبَتَّ يَمينَه: أَمْضاها.

وبَتَّتْ هي: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وهي يَمين بَاتَّةٌ.

وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً: وكلُّ ذلك من

القَطْع؛ ويقال: أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً. والبَتَّةُ

اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه،

ولا الْتِواءَ. وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير، ولا تُبِتَّه

حتى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ: الجِدُّ في السَّير.

والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ.

ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به. وأَبَتَّ بعيرَه: قَطَعَه بالسير.

والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي

مُنْقَطَعاً به؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره، وعَطِبَتْ راحلَتُه:

صار مُنْبَتّاً؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع،

ولا ظَهْراً أَبْقى.

غيره: يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه:

قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال: بَتَّه

وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، ولم يَقْضِ وَطَرَه،

وقد أَعْطَب ظَهْرَه. الكسائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا

انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد:

لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ،

عند القيامِ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ

وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها.

وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز:

وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها

والباتُّ: المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم. وقد بَتَّ يَبِتُّ

بُتُوتاً. ويقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ

الحُمْق. قال الأَزهري: الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن

التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ.

وقال الليث: يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي

انقطع وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد:

فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً

بحَبْلهِ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ

ابن سيده: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل:

هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ. التهذيب: البَتُّ ضرْبٌ

من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع:

البُتُوتُ. الجوهري: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من

صُوف:

مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي

مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي،

تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ

والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه.

وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم: فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ

مُرَبَّعٌ، وقيل: طَيْلَسان من خَزٍّ.

وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر:

بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ. وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَينَ

الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟

وفي حديث سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ. والبَتَاتُ:

متاعُ البيت. وفي حديث النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ

قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من

البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا

يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد: لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ،

يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة. والبَتاتُ: الزادُ

والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ:

أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ

بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا

وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ. ويقال: ما لَه

بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد:

ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

وهو كقوله:

ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ

أَبو زيد: طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن

يمينه، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره؛ وأَنشد:

ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً،

ولو نُعْطَى المَغازِلَ، ما عَيينَا

بتت
: (البَتُّ: الطَّيْلَسَانُ من خَزَ ونَحْوِهِ) هاذِه عبارَة الجَوْهَرِيّ. وَفِي المحْكَمِ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظ، مُهَلهَلٌ، مُرَبَّعٌ، أَخضرُ. وَقيل: هُوَ من وَبَرٍ وصُوفٍ. وَفِي كِفَايَة المتحفِّظ: هُوَ كِساءٌ غَلِيظٌ، من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. وَفِي التَّهْذِيب: {البَتُّ: ضَرْبٌ من الطَّيالِسَةِ، يُسَمَّى السّاجَ، مُرَبَّعٌ، غَليظٌ، أَخضرُ. وَالْجمع} البُتُوتُ. وَفِي الْمُحكم: أَبُتٌّ، {وبِتَاتٌ. وَفِي حديثِ دارِ النَّدْوَةِ: (فاعْتَرَضَهم إِبْلِيسُ فِي صُورَة شَيْخٍ جَليلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ) وَفِي حَدِيث عليّ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ ظائفةً جاءَت إِليه فَقَالَ لِقَنْبَرٍ:} بَتِّتْهُمْ) ، أَي: أَعْطِهِمْ البُتُوتَ. وَفِي حَدِيث الْحسن: (ولَبِسُوا البُتُوتَ والنَّمِراتِ) .
(وبائِعه) ، وزادَ فِي الصّحاح: والَّذي يَعْمَلُه: ( {- بَتِّيٌّ،} وبَتّاتٌ) مِثْلُه، (وَمِنْه عُثْمَانُ) بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ جُرْمُوزٍ (! - البَتِّيُّ) مولى بَنِي زُهْرَةَ، من أَهل الكُوفَة، وانتقل إِلى البَصْرة كَانَ يَبيع البُتُوتَ. رأَى أَنَساً، ورَوَى عَن صالحِ بْنِ أَبي مَرْيَمَ والحَسَنِ وَعنهُ شُعْبةُ والثَّوْرِيُّ. وَقَالَ الدّارَقُطْنِيُّ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ. وأَحدُ القَولَيْنِ تَصحيفٌ.
(و) البَتُّ: (فَرَسانِ) .
(و) البَتُّ: (ة) كالمدينة (بالعِرَاقِ قُرْبَ راذَانَ) ، وَكَانَ أَهلُهَا قد تظلَّمُوا قَدِيما إِلى الْوَزير محمّد بْنِ عبد الملك بن الزَّيّات من آفةٍ لَحِقَتْهُم فوَلَّى عَلَيْهِم رَجُلاً ضَعِيفَ البَصرِ، فَقَالَ شاعرٌ مِنْهُم:
أَتَيْتَ أَمْراً يَا أَبا جَعْفَرٍ
لَمْ يَأْتِهِ بَرٌّ وَلَا فاجِرُ
أَغَثْتَ أَهْلَ البَتِّ إِذْ أُهْلِكُوا
بناظِرٍ لَيْسَ لَهُ ناظِرُ
و (مِنْهَا) أَبو الحسنِ (أَحْمَدُ بْنُ عَلِيَ الكاتبُ) البَتِّيُّ، أَديبٌ كَيِّسٌ، لَهُ نَوَادرُ حَسَنةٌ، مَاتَ سنة 405، وَكَانَ كتب للقادِرِ باللَّهِ مُدَّةً. كَذَا فِي المُعْجَم. (وعُثْمَانُ الفَقِيهُ الب 2 صْرِيُّ) ، رَوَى الحديثَ، فسَمِعَهُ مِنْهُ أَبو الْقَاسِم التَّنُّوخِيُّ وغيرُه. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: هُوَ فقيهُ الْبَصْرَة، زمنَ أَبي حَنيفةَ. قلتُ: وَهُوَ بعَينِه الّذِي تَقدَّم ذِكرُهُ، وَقد اضْطربَ هُنا كلامُ أَئمّة الأَنساب وَكَلَام صَاحب المعجم، فَلْيُنْظَر.
(و) البَتُّ: (ة أُخْرَى، بَيْنَ بَعْقُوبا) بالباءِ الموحَّدة فِي أَوّله، وَفِي نُسْخَة: بالمُثنّاة التَّحْتِيّة، (وبُوهِرْزَ) ، بِكَسْر الهاءِ وَسُكُون الرّاءِ وَآخره زَاي، وَهِي قَرْيَة كَبِيرَة.
( {وبَتَّةُ) ، بالهاءِ: (ة بِبَلَنْسِيَةَ) ، بِفَتْح المُوَحَّدة واللاّم وسكونِ النُّون، وَهِي من مُدُن الغَرْب، (مِنْهَا أَبو جَعْفَرٍ) أَحمدُ بْنُ عبد الوَلِيِّ بْنِ أَحمدَ بْنِ عبد الوَلِيّ، الكاتبُ الشّاعرُ (الأَدِيبُ) ، وَمن شعره:
غَصَبْت الثُّرَيّا فِي البِعَادِ مَكَانَها
وأَوْدَعْت فِي عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِها
وَفِي كُلِّ حالٍ لم تُضِيءْ لي بحِيلَةٍ
فكَيْفَ أَعَرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِها
أَحرقه النّسطورُ بهَا سنةَ ثَمَان وثمانِينَ وأَرْبَعِمَائَة.
(و) البَتُّ: (القَطْعُ) المستأْصِلُ، يُقَال:} بَتَتُّ {فانْبتَت.
وَفِي الْمُحكم: بَتَّ الشَّيْءَ، (} يَبُتُّ) بالضَّمّ، ( {ويَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، الأَوّل على القِيَاس؛ لأَنّه الْمَعْرُوف فِي مضارع فَعَل المفتوحِ المتعدِّي، والثّاني على الشُّذُوذ، بَتّاً، (} كالإِبْتَاتِ) : قَطعَه قَطْعاً مُستأْصلاً؛ قَالَ:
فَبَتَّ حِبَالَ الوَصْلِ بَيْنِي وبَيْنَهَا
أَزَبُّ ظُهُورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ
وَفِي الصّحاح: {يَبُتُّه،} ويَبِتُّه، وَهَذَا شاذٌّ؛ لأَنَّ بَاب المُضَاعَف إِذا كَانَ يَفْعِلُ مِنْهُ مكسوراً، لَا يجيءُ متعدِّياً، إِلاّ أَحرُفٌ معدودةٌ، وَهِي: بَتَّه يَبُتُّه ويَبِتُّه، وعَلَّه فِي الشُّرْب يَعُلُّه ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه، ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه وَيَشِدُّه، وحَبَّه يَحِبُّه وهاذِه وَحْدَها على لُغَة واحِدة، وإِنّما سَهَّلَ تَعدِّي هاذه الأَحرفِ إِلى المفعولِ اشتراكُ الضَّمِّ وَالْكَسْر فيهنَّ. {وبَتَّتَه} تَبْتِيتاً، شُدَّدَ للْمُبَالَغَة. انْتهى.
(و) البَتُّ: (الانْقِطَاعُ) ، أَشارَ إِلى أَنّه يُستعملُ لَازِما أَيضاً، ( {كالانْبِتات) مصدر انْبَتَّ، يُقَال: سَار حتّى} انْبَتَّ. وَرجل {مُنْبَتٌّ: أَي مُنْقَطَعٌ بِهِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، كَمَا يأْتي، وصرَّحَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيب الأَسماءِ واللُّغَات بأَنّ كُلاً مِنْهُمَا يُستعملُ لَازِما ومتعدِّياً، تَقول:} بَتَّهُ {وأَبَتَّهُ، فبَتَّ وأَبَتَّ.
(و) عَن اللَّيْث:} أَبَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِه، أَي: طَلَّقَها طَلَاقا {باتّاً. والمجاوِزُ مِنْهُ} الإِبْتاتُ. قَالَ أَبو مَنْصُور قولُ اللَّيْثِ فِي الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنّه جعل الإِبتاتَ مُجَاوِزاً، وَجعل البَتَّ لازِماً: وَيُقَال: بَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِهِ، بِغَيْر أَلِف، وأَبَتَّه بالأَلِف، وَقد طَلَّقها البَتَّةَ، وَيُقَال: الطَّلْقَةُ الواحِدَة {تَبُتُّ وتَبِتُّ، أَي: تَقطعُ عِصْمَةَ النِّكاحِ إِذا انقضتِ العِدَّةُ. و (طَلَّقَها) ثَلَاثًا (} بَتَّةً، {وبَتَاتاً: أَي بَــتْلَةً بائِنَةً) يَعْنِي: قَطْعاً لَا عَوْدَ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: (طَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً) ، أَي: قاطِعَةً. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَبِيتُ} المَبْتُوتَةُ إِلاّ فِي بَيْتِها) هِيَ المُطَلَّقةُ طَلَاقا بَائِنا، قَالَ شيخُنا: وقولُه: (بَائِنَة) ، غير جارٍ على قَوَاعِد الفُقَهاءِ؛ فإِنّ البائنة هِيَ الّتي تَمْلِكُ المرأَةُ بهَا نَفْسَها بِحَيْثُ لاَ يَرُدُّهَا إِلا برِضاها، كطلاقِ الخُلْع ونحوهِ. وأَما! البَتَّةُ، فَهِيَ المُنْقَطِعَةُ الّتي لَا رَجْعَةَ فِيهَا إِلاّ بعدَ زَوْجٍ. انْتهى. (وَلَا أَفْعَلُه {أَلْبَتَّةَ) ، بِقطع الْهمزَة، كَمَا فِي نسختنا، وضُبِط فِي الصَّحاح بوصلها، قَالُوا: كأَنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ. وَلَا أَفْعَلُهُ (} بَتَّةً) بغيرِ اللاَّم، (لِكُلِّ أَمْرٍ لَا رَجْعَةَ فِيهِ) ، ونَصْبُه على المَصْدر. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مذهبُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابِه أَنّ {البَتَّةَ لَا تكون إِلاّ مَعْرِفَةً: الْبَتَةَ، لَا غيرُ، وإِنّمَا أَجاز تَنْكِيرَه الفَرَّاءُ وَحْدَهُ، وَهُوَ كُوفيٌّ. وَنقل شيخُنا عَن الدَّمامِينيّ فِي شرْحِ التَّسهيل: زَعَم فِي اللُّبَاب أَنّه سُمع فِي البَتَّةِ قطعُ الْهمزَة، وَقَالَ شَارِحه فِي العُبَاب: إِنّه المسموع. قَالَ البَدْرُ: وَلَا أَعرِفُ ذالك من جهةِ غَيرِهِمَا؛ وَبَالغ فِي رَدِّه وتَعقّبه، وتَصدَّى لذالك أَيضاً عبدُ المَلِكِ العِصَامِيُّ فِي حَاشِيَته على شرح القَطْرِ للمصنِّف. وَفِي حديثِ جُوَيْرِيَةَ، فِي صَحِيح مُسْلِم: (أَحْسِبُه قَالَ جُوَيْرِيَة، أَو البَتَّةُ) قَالَ: كأَنّه شَكَّ فِي اسْمها، فَقَالَ: أَحْسِبُهُ جُوَيْرِيَة، ثمّ استدرك فَقَالَ: أَو أَبُتُّ، أَي أَقطَعُ أَنّه قَالَ جُوَيْرِيَة، لَا أَحْسِبُ وأَظُنُّ.
والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعملُ فِي كلّ أَمرٍ يَمضِي لَا رَجْعةَ فِيهِ وَلَا الْتِواءَ.
(} والبَاتُّ: المَهْزُولُ) الّذِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يقوم. (وقَدْ بَتَّ، يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، (بُتُوتاً) بالضَّمّ.
(و) يقالُ ل (لأَحْمَق) المَهْزُول: هُوَ {بَاتٌّ. وأَحمقُ باتٌّ: شديدُ الحُمْق. قَالَ الأَزهريّ: والّذِي حَفِظناه من أَفواهِ الثِّقاتِ: أَحْمَقُ تَابٌّ من التَّبَاب، وَهُوَ الخُسْران، كَمَا قَالُوا: أَحمقُ خاسِرٌ، دابِرٌ دامِرٌ.
(و) } البَاتُّ: (السَّكْرَانُ) يُقَال: سَكْرانُ {باتٌّ: مُنقطِعٌ عَن العَمل بالسُّكْرِ، وَذَا عَن أَبي حَنيفةَ.
(وهُوَ) أَي السَّكْرانُ (لَا} يَبُتُّ) كَلاماً، بالضَّمّ، (وَلَا يَبِتُّ) بِالْكَسْرِ، وهما ثُلاثِيّانِ، (وَلَا! يُبِتُّ) رُبَاعِيّاً، الثّانيةُ أَنكرها الأَصمعيُّ، وأَثْبَتَها الفَرّاءُ: (أَيْ) مَا يُبَيِّنُه. وَفِي المُحْكَم: أَي مَا يَقْطَعُه. وَعَن الأَصمعيّ: سَكْرانُ مَا يَبُتُّ، أَي: صَار (بحَيْثُ لَا يَقْطَعُ أَمراً) ، وَكَانَ يُنْكِرُ يُبِتُّ، أَي بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: هما لغتَانِ، وَيُقَال: {أَبْتَتُّ عَلَيْهِ القضاءَ،} وبَتَتُّهُ: أَي قَطَعْتُهُ.
(و) خُذْ {بَتَاتَكَ، (} البَتَاتُ: الزّادُ) ؛ وأَنشد لطَرَفَةَ:
ويأْتِيكَ بالأَنْبَاءِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَه
{بَتَاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو} بَتاتٍ ونِسْوَةٌ
بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
(و) البَتَاتُ: (الجَهَازُ) ، بِالْفَتْح. (و) البَتَاتُ: (مَتَاعُ البَيْتِ) ، والجَمْعُ {أَبِتَّةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَتَبَ لحارثةَ بْنِ قَطَنٍ ومَنْ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ مِن كَلْبٍ: إِنّ لنا الضّاحيَةَ من البَعْلِ، وَلكم الضّامِنةُ من النَّخْل، وَلَا يُحْظَرُ عليكُم النَّباتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البَتَاتِ) ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُؤْخَذُ مِنْكُم عُشْرُ البتَاتِ يَعْنِي المَتَاعَ لَيْسَ عَلَيْهِ زَكاةٌ، مِمّا لَا يكونُ للتِّجارة. (ج} أَبِتَّةٌ) .
( {وبَتَّتُوه: زَوَّدُوهُ) وأَعْطَوهُ البُتُوت، وَقد تقدّم فِي كَلَام سيّدنا عليّ رَضِي الله عَنهُ لقَنْبَر.
(} وتَبَتَّتَ) الرَّجُلُ: (تَزَوَّدَ، وتَمَتَّعَ) ، من الزّاد والمَتَاع.
( {وبَتَّى، كحتَّى) ، ويُكْتَبُ بالأَلف أَيضاً: (ة) من قُرَى النَّهْرَوَانِ من نَواحِي بغْدَادَ، وَقيل: هِيَ قَريةٌ لبني شَيْبَانَ (وَرَاءَ حَوْلاَيَا) ، وَفِي نُسْخَة المُعْجَم: وراءَ حَولي، قَالَ: كَذَا وَجَدْتُه مُقَيَّداً بخطّ أَبي محمّدٍ عبد الله بْنِ الخَشّاب النَّحْويّ، قَالَ عبدُ الله بن قَيْس الرُّقَيّاتِ:
انْزِلاَ بِي فَأَكْرِمانِي} بِبَتَّا
إِنّما يُكْرِمُ الكريمَ كَريمُ
(! وبَتّانُ) ، ككَتّان: (ناحيَةٌ بِحَرّانَ) ، يُنسب إِليها محمَّدُ بْنُ جابِرِ بْن سِنانٍ البَتّانيّ الصّابي صاب الزيجِ قَالَ ياقوت: وذَكَرَهُ ابْنُ الأَكْفانيّ بِكَسْر الباءِ، هلك بعد الثلاَثِمائَة.
وأَمّا {بُتَان، بالضَّمّ فتخفيفِ المُثَنَّاةِ الفَوْقيّة فَهِيَ من قُرَى نَيْسَابُور من أَعمال طُرَيْثِيث ذكرهَا غيرُ واحدٍ.
(و) عَن الكِسائِيِّ: (} انْبَتَّ) الرَّجُلُ، {انْبِتاتاً: إِذا (انْقَطَعَ ماءُ ظَهْرِهِ) ، وَزَاد فِي الأَساس: من الكِبَرِ؛ وأَنشد الكِسَائيُّ:
لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ
عِنْدَ القِيَامِ} وانْبِتاتاً فِي السَّحَرْ
(و) يُقَال: (هُوَ على {بَتَاتِ أَمْرٍ، أَي: مُشْرِفٌ عَلَيْهِ) ، قَالَ الرّاجِزُ:
وحَاجَةٍ كنتُ على} بَتَاتِها
(وطَحَنَ {بَتّاً: أَي ابتَدَأَ فِي الإِدارة باليَسَارِ) ، قَالَ أَبو زيد: طَحَنْتُ بالرَّحى شَزْراً، وَهُوَ الّذِي يَذْهَبُ بالرَّحَى عَن يَمِينه،} وبَتَّا: أَدارَ بهَا عَن يَساره، وأَنشد:
ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتَّاً
ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ مَا عَيِينا
(وَفِي الحَدِيث: فأُتِيَ بثلاثةِ أَقْرِصَة على! بَتِّيٍّ؛ أَي: منْدِيلٍ من صُوفٍ، ونَحْوِهِ) ، أَ (والصَّوابُ بُنِّيَ، بالضَّمّ) ، أَي بِضَم الموحَّدة (وبالنُّون) الْمَكْسُورَة مَعَ تشديدها وآخِرُه ياءٌ مشدَّدة، (أَي: طَبَقٍ، أَو نَبِيَ بِتَقْدِيم النُّونِ) على الموحَّدَة، (أَي: مائدَةٍ من خُوصٍ) . قَالَ شَيخنَا: الّذِي ذكرَهُ أَهلُ الغَرِيب: فوُضِعت على نَبِيَ، كغَنِيّ، وفسَّروه بالأَرْض المرتفعة، وَهُوَ الصَّوَابُ الّذِي عَلَيْهِ أَكثَرُ أَئمّة الغَريب، وَعَلِيهِ اقْتصر ابْنُ الأَثِيرِ وَغَيره. وأَمّا مَا ذكره المصنِّف من الِاحْتِمَالَات، فإِنّها لَيست بثَبتٍ. (وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ شَاذانَ بْنِ {- البُتَتِيِّ) القَصّار، (كعُرَنِيّ) بالضَّمّ، هَكَذَا فِي نسختنا، ومثلُه فِي أَنساب البُلْبَيْسيّ نقلا عَن الذَّهَبِيّ، وشَذَّ شيخُنا فضبطه كعَرَبِيَ، محرَّكَةً، خلاف العجمِيّ: (مُقْرِىءٌ) مُجِيدٌ (خَتَم فِي نَهَارٍ) واحِد (أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ، إِلاَّ ثُمْناً، مَعَ إِفهامِ التِّلاوَةِ) ، ذكره الْحَافِظ الذَّهَبِيُّ، وَلم يُبَيِّنِ النِّسبةَ، وَزَاد الحافظُ تلميذُ المصنِّف: ذكره ابنُ النَّجّار، وأَن قراءَتَه تِلْكَ كَانَت على أَبي شُجَاعِ بْن المقرون، بمَحْضَرِ جمعٍ من القُرّاءِ، مَاتَ سنة 607 وَقد ضَبطه ابْنُ الصّابُونِيّ بمُثَلَّثَة قبلَ ياءِ النَّسَب. قُلتُ: وهاذا من قبيل طَيِّ الزَّمَان. وهاذِه الغريبة، وإِن لم تتعلَّقْ باللُّغَة، فقد أَوردها فِي بحره الْمُحِيط، لئلاّ يَخْلُوَ عَن النُّكَت والنَّوادِر.
وَمِمَّا يتعلَّقُ بالمادَّةِ:
قولُهُم، تَصَدَّق فلانٌ صَدَقَةً} بَتَاتاً، {وبَتَّةً بَــتْلَةً: إِذا قَطَعَها المُتَصدِّقُ بهَا من مَاله، فَهِيَ بائنةٌ من صَاحبهَا، قد انْقَطَعت مِنْهُ. وَفِي النِّهاية: صدَقَةٌ} بَتَّةٌ، أَي: مُنقطِعَةٌ عَن الإِمْلاك. وَفِي الحَدِيث: (لَا صِيَامَ لِمَنْ لم {يَبِتَّ الصِّيامَ من اللَّيْل) وذالك من الجَزم والقَطع بالنِّيَّة، وَمَعْنَاهُ: لَا صيامَ لِمَنْ لم يَنْوِه قبل الْفجْر، فيَجْزمْه ويَقْطَعْهُ من الْوَقْت الَّذِي لَا صومَ فِيهِ، وَهُوَ اللَّيْل. وأَصلُه من} البَتِّ: القَطْعِ، يُقَال: بَتَّ الحاكمُ القَضاءَ على فُلانٍ: إِذا قَطَعَهُ وفَصَلَهُ، وسُمِّيَت النِّيَّةُ {بَتّاً؛ لأَنَّها تَفْصِلُ بينَ الفِطْر والصَّوْم.
وَفِي الحَدِيث: (} أَبِتُّوا نِكاحَ هاذه النّساءِ) ، أَي: اقْطَعُوا الأَمرَ فِيهِ، وأَحكموه بشرائطه، وَهُوَ تَعريضٌ بالنَّهْيِ عَن نِكاحِ المُتْعَة؛ لأَنّه نِكاحٌ غيرُ {مَبتوتٍ، مُقَدَّرٌ بمُدّة.
} وأَبَتَّ يَمِينَهُ: أَمْضاها، {وبَتَّتْ هِيَ: وَجَبَتْ،} بُتُوتاً. وَهِي يَمِينٌ {باتَّةٌ. وحَلَفَ على ذالك يَمِيناً} بَتّاً،! وبَتَّةً، {وبَتَاتاً. وَيُقَال: أَعْطَيْتُهُ هاذه القَطِيعةَ بَتّاً بَتْلاً.
وأَبَتَّ الرَّجُلُ بَعيرَهُ من شِدَّة السَّيْر. وَلَا} تُبِتَّهُ حَتَّى يَمْطُوَهُ السَّيْرُ. والمَطْوُ: الجِدُّ فِي السَّيْر.
وأَبَتَّ بَعيرَهُ: قَطعَه بالسَّيْر.
{والمُنْبَتُّ فِي الحَدِيث: الّذِي أَتْعَبَ دابَّتَهُ حتّى أَعْطَبَ ظهرَه، فبَقِيَ مُنْقَطَعاً بِهِ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا انقطعَ فِي سفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه: صَار مُنْبَتّاً؛ وَمِنْه قولُ مُطَرِّفٍ: (إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أَبْقَى) . وَقَالَ غيرُه: يقالُ: إِذا انْقُطعَ بِهِ فِي سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُهُ: قد انْبَتَّ، من البَتِّ: القَطْعِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ، يُقَال: بَتَّهُ، وأَبَتَّهُ؛ يُرِيدُ أَنَّه بَقِيَ فِي طَرِيقه عَاجِزا عَن مَقْصِدِه، وَلم يَقْضِ وَطَرَهُ، وَقد أَعطبَ ظَهرَهُ.
وبَتَّ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ، وأَبَتَّها: قَطَعَ عَلَيْهِ بِها، وأَلزَمَه إِيّاها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: انقطعَ فُلانٌ عَن فُلانٍ،} فانْبَتَّ حَبْلُه عَنهُ، أَي: انقطَع وِصالُه، وانقبَضَ؛ وأَنشد:
فَحَلَّ فِي جُشَمٍ! وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً
بحَبْلِهِ من ذَوِي الغُرِّ الغَطارِيفِ

ذرح

ذرح: ذُرَّاح: يمكن أن نضيف إلى أسماء هذه اللفظة المختلفة: ذُرَيْرِيح التي وردت في معجم المنصوري.
[ذرح] في ح الحوض: ما بين جنبيه كما بين جربي و"أذرح"، هما قريتان بينهما مسيرة ثلاث ليال.

ذرح


ذَرَحَ(n. ac. ذَرْح)
a. Put cantharides into (food).
b. Winnowed.

ذَرَّحَa. see I (a)
ذُرَاْحa. see 29
ذُرَّاْح
(pl.
ذَرَاْرِيْحُ)
a. Cantharis, spanish fly.
ذ ر ح

طعام مذرح، جعل فيه اذراريح وهي سم. وتقول: طولا قلبه على التباريح، وسقاه دم الذراريح؛ وذرح الزعفران في الماء جعل فيه شيأ يسيرا منه، وأحمر ذريحي: قانيء.
ذرح
ذُرَاح [مفرد]: ج ذَراريحُ وذُرَّاح: (حن) حشرة ذات أرجل طويلة ولون أخضر ذهبيّ أو ضارب إلى الزُّرقة منها أنواع تُقتل وتجفَّف وتُسحق وتُستعمل في الطبّ. 
(ذرح)
الطَّعَام ذرحا جعل فِيهِ الذراريح وَالشَّيْء فِي الرّيح ذرأه

(ذرح) لبنه صب عَلَيْهِ مَاء ليكْثر وإداوته طلاها بالطين لتطيب رائحتها وَالشَّيْء فِي الرّيح ذرحه والزعفران وَغَيره فِي المَاء جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا
ذ ر ح: (الذُّرَّاحُ) بِوَزْنِ التُّفَّاحِ وَ (الذُّرُّوحُ) بِوَزْنِ السُّبُّوحِ دُوَيْبَةٌ حَمْرَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِسَوَادٍ وَهِيَ مِنَ السُّمُومِ وَالْجَمْعُ (الذَّرَارِيحُ) وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدُ الذَّرَارِيحِ (ذُرَحْرَحٌ) بِوَزْنِ مُدَحْرَجٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ أَصْلًا وَكَانَ يَقُولُ: سَبُّوحٌ وَقَدُّوسٌ بِفَتْحِ أَوَّلِهِمَا. 
ذرح الذُّرَحْرَحَةُ واحِدَةُ الذَّرَائحِ، ويُقال ذَرَّيْحَةٌ واحِدَةٌ، وهي أعْظَمُ من الذُّباب، مُجَزَّعٌ. وطَعَامٌ مُذَرَّحٌ. يُقال ذُرُّوْحٌ وذُرّاحٌ وذَرْنُوْحٌ وذِرِّيْحٌ وذُرْحُوْحٌ. وبَنُو ذَرِيْحٍ قَوْمٌ من العَرَب. وأذْرُحُ مَوْضِعٌ. والذَّرائحُ الهِضابُ والغَوَامِضُ من الأرضِ، واحِدَتُها ذَرِيْحَةٌ. وأحْمَرُ ذَرِيْحِيٌّ. وذَرْحُه شِدَّةُ حُمْرَتِه. ولَوْنٌ ذَرِيْحٌ وألْوَانٌ ذُرُحٌ، ورِجَالٌ ذُرَحَاءُ الألْوانِ. وذَرَّحْتُ الماءَ في الزَّعْفَرَانِ دُفْتُهُ فيه. ولَبَنٌ ذَرَاحٌ وضَيَاحٌ فيه شَيْءٌ يَسِيْرٌ من ماءٍ. والذَّرَحُ شَجَرٌ يُتَّخَذُ منه الرِّحَالَةُ.
[ذرح] الذراح، بالضم: دويبة حمراء منقطة بسواد تطير، وهى من السموم، والجمع الذراريح. وقال سيبويه: واحد الذراريح ذرحرح. وليس عنده في الكلام فعول بواحدة. وكان يقول سبوح وقدوس بفتح أوائلهما. قال الراجز: قالت له وريا إذا تنحنح * ياليته يسقى على الذرحرح وهو فعلعل بضم الفاء وفتح العينين. فإذا صغرت حذفت اللام الاولى وقلت ذريرح، لانه ليس في الكلام فعلع إلا حدرد. وذرحت الزعفران وغيره في الماء تَذْريحاً، إذا جعلت فيه منه شيئاً يسيراً. ويقال أيضاً: ذَرَّحَ طعامَه، إذا جعل فيه الذَراريح. وقولهم: أحْمَرُ ذَريحيٌّ، أي شديد الحمرة. وأما الذريحيات من الابل فمنسوبات إلى فحل يقال له ذريح. قال الراجز:

من الذريحيات ضخما آركا * والذريحة: الهضبة. والذريح: الهضاب.
(ذ ر ح)

ذَرَحَ الشَّيْء فِي الرّيح، كذراه، عَن كرَاع.

وذَرَّحَ الزَّعْفَرَان وَغَيره بِالْمَاءِ: جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

وأحمر ذَرِيحيُّ: شَدِيد الْحمرَة، قَالَ:

من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعدًا آركا

والمُذَرَّحُ من اللَّبن: المذيق الَّذِي أَكثر عَلَيْهِ من المَاء.

والذَّرِيحَةُ: الهضبة.

والذَّرَحُ: شجر يتَّخذ مِنْهُ الرّحال. وَبَنُو ذَريحٍ: قوم.

وأذْرُح: مَوضِع.

والذُّرَاحُ، والذَّرِيحَةُ، والذُّرَحْرِحَةُ، والذُّرَحْرِح، والذُّرُحْرُحُ، والذُّرَّحَرْحُ، والذُّرَّحَرْحُ، والذُّرُّوحَةُ، والذُّرّوُحُ، والذَّروحُ والذّرْنوحُ والذَّرِيحُ، هَذِه عَن الَّلحيانيّ، والذُّرَّاحٌ، والذُّرَّحُ والذَرُّوح، رَوَاهَا كرَاع عَن الَّلحيانيّ، كل ذَلِك دُوَيْبَّة أعظم من الذُّبَاب شَيْئا، مجزع مبرقش بحمرة وَسَوَاد وصفرة، لَهَا جَنَاحَانِ تطير بهما، وَهِي سم قَاتل، فَإِذا أَرَادوا أَن يكسروا حد سمه خلطوه بالعدس فَيصير دَوَاء لمن عضه الْكَلْب، وَالْجمع ذرَارِحُ وذراريحُ، قَالَ:

فلمَّا رَأَتْ أَلا يُجِيبَ دعاءها ... سقَتْه على لَوْحٍ دِماءَ الذَّرَارِحِ

والذُّرَحْرَحُ أَيْضا، السم الْقَاتِل، قَالَ:

يَا ليتهَ يُسْقَى على الذُّرَحْرَحِ

وَطَعَام مُذَرَّحٌ: مَسْمُوم.

ذرح: ذَرَّحَ الشيءَ في الريح: كذَرَّاه؛ عن كراع. وذَرَّحَ الزعفرانَ

وغيره في الماءِ تَذْريحاً: جعل فيه منه شيئاً يسيراً. وأَحْمَرُ

ذَرِيحيٌّ: شديد الحمرة؛ قال:

من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعْداً آرِكا

(* قوله «جعداً» أَنشده الجوهري ضخماً.)

وقد استشهد بهذا البيت على معنى آخر.

والذَّرِيحِيَّاتُ من الإِبل: منسوبات إِلى فحل يقال له ذَرِيحٌ؛ وأَنشد

البيت المذكور.

والمُذَرَّحُ من اللبن: المَذِيقُ الذي أُكْثِرَ عليه من الماء.

وذَرَّحَ إِذا صَبَّ في لبنه ماء ليكثر. أَبو زيد: المَذِيقُ والضَّيْحُ

والمُذَرَّحُ والذَّرَاحُ والذُّلاحُ والمُذَرَّقُ، كلُّه: من اللبن الذي مُزِجَ

بالماء.

أَبو عمرو: ذَرَّحَ إِذا طَلَى إِداوته الجديدة بالطين لتَطِيبَ

رائحتُها؛ وقال ابن الأَعرابي: مَرَّخَ إِداوته، بهذا المعنى.

والذَّرِيحة: الهَضْبَة. والذَّرِيحُ. الهِضابُ.

والذَّرَحُ: شجر تتخذ منها الرِّحالة.

وبنو ذَرِيح: قومٌ، وفي التهذيب: بنو ذَرِيح من أَحياء العرب.

وأَذْرُحُ: موضع؛ وفي حديث الحَوْض: بين جَنْبَيْه كما بين جَرْباءَ

وأَذْرُحَ، بفتح الهمزة وضم الراء وحاء مهملة، قرية بالشام وكذلك جَرْياءُ؛

قال ابن الأَثير: هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال.

والذُّراحُ والذَّرِيحة والذُّرَحْرَحَة والذُّرَحْرَحُ والذُّرُوحْرُحُ

والذُّرَّحْرَحُ والذُّرُّوحَة والذُّرُّوحُ، رواها كراع عن اللحياني،

كل ذلك: دُوَيْبَّة أَعظم من الذباب شيئاً، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة

وسواد وصفرة، لها جناحان تطير بهما، وهو سَمٌّ قاتل، فإِذا أَرادوا أَن

يَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خلطوه بالعَدَسِ فيصير دواء لمن عضَّه الكَلبُ

الكَلِبُ: والجمع ذُرَّاحٌ

(* قوله «والجمع ذرّاح» كذا بالأصل بهذا الضبط،

والذي يظهر أَنه تحريف عن ذرارح، بدليل الشاهد وان ثبت في شرح القاموس حيث

قال: والجمع ذرّاح كما في اللسان، قال أبو حاتم: الذراريح الوجه، وإنما

يقال ذرارح في الشعر اهـ.) وذَرَارِيحُ؛ قال:

فلما رأَتْ أَن لا يُجِيبَ دُعاءَها،

سَقَتْه، على لَوْحٍ، دِماءَ الذَّرارِح

الأَزهري عن اللحياني: الذُّرْنُوح لغة في الذِّرِّيح. والذُّرَحْرَحُ

أَيضاً: السم القاتل؛ قال:

قالت له: وَرْياً، إِذا تَنَحْنَحْ،

يا ليتَه يُسْقَى على الذُّرَحْرَحْ

وطعام مُذَرَّح: مَسْمُوم، وفي التهذيب: طعام مَذْرُوح.

وذَرَحَ طعامَه إِذا جعل فيه الذَّراريح؛ قال سيبويه: واحد الذَّرارِيح

ذُرَحْرَحٌ وليس عنده في الكلام فُعُّول بواحدة، وكان يقول سَبُّوح

قَدُّوس، بفتح أَولهما. وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ، بضم الفاء وفتح العينين،

فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولى، وقلت ذُرَيْرِحٌ، لأَنه ليس في الكلام

فَعْلَعٌ إِلاَّ حَدْرَدٌ. الأَزهري عن أَبي عمرو: الذَراريح تنبسط على

الأَرض، حُمْرٌ ، واحدتها ذَرِيحةٌ.

ذرح

1 ذَرَحَ الطَّعَامَ: see 2.

A2: ذَرَحَ الشَّىْءَ فِى الرِّيحِ He winnowed the thing; syn. ذَرَّاهُ. (Kr, K.) 2 ذرّح الطَّعَامَ, (S, K,) inf. n. تَذْرِيحٌ; (S;) and ↓ ذَرَحَهُ, aor. ـِ (K;) He put ذَرَارِيح [or cantharides] into the food. (S, K.) b2: ذرّحه فِى المَآءِ, inf. n. as above, He put a small quantity of it, namely, saffron, &c., into the water. (S.) b3: And ذرّح, [or ذرّح لَبَنَهُ, (see ذَرَاحٌ, below,)] He poured water into his milk, in order that it might become much in quantity. (TA.) b4: تَذْرِيحٌ also signifies The smearing with clay a new [water-vessel of skin such as is called] إِدَاوَاة, in order that its odour may become good. (AA, K. *) ذَرَحٌ A certain tree, of which camels' saddles are made. (K, TA.) [Forskål mentions, in his “ Flora Aeg. Ar.,” p. xcvi. a fabrile wood of an uncertain kind, of which spears, or lances, are made, called درح (thus with the unpointed د), brought from the region of San'à.]

ذُرَحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرَاحٌ, applied to milk, i. q. صَيَاحٌ, (AA, K,) i. e. Mixed with water; as also ↓ مُذَرَّحٌ: (TA:) or the latter, milk, and honey, mixed with a larger quantity of water. (K.) ذُرَاحٌ and أِبُو ذُرَاحٍ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرُوحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرِيحٌ [a coll. gen. n.] i. q. هِضَابٌ [i. e. Hills; or mountains spreading over the surface of the ground; &c.]: n. un. with ة. (S, K.) ذَرِيحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

أَحْمَرُ ذَرِيحِىٌّ Intensely red; (S, A;) i. e. (TA) i. q. أُرْجُوَانٌ. (K, TA.) A2: إِبِلٌ ذَرِيحِيَّاتٌ A certain race of camels, so called in relation to a stallion named ذَرِيحٌ. (S, K. *) ذُرَّحٌ: see what next follows.

ذَرَّاحٌ: see what next follows.

ذُرَّاحٌ and ↓ ذُرُّوحٌ, (S, A, K,) the latter (respecting which see below) anomalous in form, (TA,) and ↓ ذَرُّوحٌ, (K,) agreeably with analogy, (TA,) and ↓ ذِرَّيحٌ (K) and ↓ ذَرَّاحٌ (Fr) and ↓ ذَرُوحٌ and ↓ ذُرَاحٌ (K) and ↓ ذُرَحٌ (IO) and ↓ ذُرَّحٌ (K) and ↓ ذُرُّوحَةٌ and ↓ ذِرَّيحَةٌ (ISd) and ↓ ذَرِيحَةٌ and ↓ ذُرْنُوحٌ (K) and ↓ ذَرْنُوحٌ, accord. to some, (TA,) and ↓ ذُرْنُوحَةٌ (ISd) and ↓ ذُرَحْرَحٌ and ↓ ذُرُحْرُحٌ, and ↓ the second letter [in the latter of these two forms, or in both,] is sometimes doubled by teshdeed, (K,) and sometimes the second ر is meksoorah, and the termination ة is also added thereto, (ISd,) and ↓ أَبُو ذرحرحٍ and ↓ ابو ذَرْيَاحٍ and ↓ ابو ذُرَاحٍ, and ↓ ابو ذرحرحةَ imperfectly decl., (Kr,) [The cantharis, or Spanish fly;] a kind of insect of a red colour, (S, A, K,) spotted, or speckled, with black, which flies, (S, K,) and is of a poisonous nature; (S, K;) a kind of insect larger than the common fly, variegated with red and black and yellow, having a pair of wings with which it flies, and of a deadly poisonous nature: when they desire to allay the heat of its poison, they mix it with lentils, and so mixed it becomes a remedy for him who has been bitten by a mad dog: (IO:) Ibn-Ed-Dahhán the Lexicologist says that the ذرّوح is a kind of fly variegated with yellow and white; and what is called فَرْخَةُ الدَّيْلَمِ: by certain of the acute physicians it is described as حَيَوَانٌ دُودِىٌّ, app. meaning a worm-like animal, of the size of the finger, and of a conical shape, the head of which is at the thickest part of it: and IDrst says that it is a flying insect, resembling the زُنْبُور [or hornet], and of a deadly poisonous nature. (TA.) It is observed in the S, with reference to ذُرُّوحٌ, that, in the opinion of Sb, لَيْسَ فِى الكَلَامِ فُعَّوْلٌ بِوَاحِدَةٌ; meaning, there is not in the language a subst. (as distinguished from an epithet) of the measure فُعَّوْلٌ; (marg. note in a copy of the S;) or his meaning is, [there is not a word of this measure] with damm alone; (MF;) or with a single dammeh, that is, to the ف; but with dammeh to the ف and to the ع: (IB:) and it is added in the S, that he (Sb) used to say سَبُّوحٌ and قَدُّوسٌ: Sb, however, also mentions the forms سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ. (MF.) The pl. is ذَرَايِحُ: (S, K:) in the L, ذُرَّاحٌ is also said to be a pl.: and Kr mentions ذَرَارِحُ; but AHát says that this last is only used in poetry. (TA.) Sb says that the sing. of ذَرَارِيحُ is ذُرَحْرَحٌ, (or, in other words, that one of the [insects called] ذراريح is [called]

ذرحرح,) which is of the measure فُعَلْعَلٌ, and of which the dim. is ↓ ذُرَيْرِحٌ, formed by throwing out the first ذُريْرِحٌ; [not ح, as it would be by rule, making it of the measure ذُرَيْحِرٌ, and its curtailed original فُعَيْلِعٌ;] for there is not in the language a word of the measure فعلع, except فعلع, (S,) which is the proper name of a man. (MF.) AHát cites a verse in which حَدْرَدٌ occurs as pl. of ذَرَانِحُ; but the correct reading is ذرنوح. (MF.) ذَرَارِحُ and ذَرُّوحٌ and ذُرُّوحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذِرِّيحٌ and ذِرِّيحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرْنُوحٌ and ذَرْنُوحٌ and ذُرْنُوحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

أَبُو ذَرْيَاحٍ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرَحْرَحٌ and ذُرُحْرُحٌ and ذرّحرح and أَبُو ذرحرحٍ and أَبُو ذرحرحةَ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرَيْرِحٌ dim. of ذُرَحْرَحٌ: see ذُرَّاحٌ.

مُذَّرَحٌ: see ذَرَاحٌ.

طَعَامٌ مَذْرُوحٌ Food into which cantharides (ذَرَارِيح) have been put. (TA.)
ذرح
: (الذُّرّاح، كَزُنَّارِ) ، وَبِه صَدّرَ الجَوْهرِيّ والزَّمَخْشَريّ (وقُدُّوسٍ) بالضّمّ على الشّذوذ. وَهُوَ أَحدُ الأَلفاظِ الثلاثةِ الَّتِي لَا نَظيرَ لَهَا، جاءَت بالضّمّ على خلافِ الأَصلِ: سُبُّوحٌ وقُدُّوسٌ وذُرُّوحٌ، لأَنّ الأَصل فِي كلّ فعُّولٍ أَن يكون مَفْتُوحًا. وَفِي (الصّحاح) : وَلَيْسَ عِنْد سيبويهِ فِي الْكَلَام فُعُّول بواحدةٍ. وَكَانَ يَقُول: سَبُّوح وقَدُّوس، بِفَتْح أَوائلهما. قَالَ شَيخنَا: قلت: يُرِيد بالضّمّ، وبواحدةٍ مَعْنَاهُ فَقَط، وَكَثِيرًا مَا يستعملونه بِمَعْنى البَتَّة.
قلت: وَفِي هَامِش (الصّحاح) : قَالَ ابْن برِّيّ: قَوْله بواحِدة: أَي بضمَّة واحدةٍ، يَعْنِي فِي الفاءِ. وإِنما الصّواب أَن يكون بضمَّتين: ضمّ الفاءِ وَالْعين كَذَا وَجدْت. وَمَا ذكره شيخُنا أَقرَبُ.
قَالَ شَيخنَا: وَقَوله: وَكَانَ يَقُول: سَبّوحٌ وقَدّوس، بِفَتْح أَوائلهما، صَريحٌ فِي أَنّ سيبويهِ لم يَحْكِ الضّمّ فيهمَا. وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ سيبويهِ حكَى الضّمّ فيهمَا مَعَ الْفَتْح أَيضاً، كَمَا فِي الْكتاب وشُروحه. والعَجب من المصنّف كَيفَ غَفَلَ عَن التّنبيه عَن هاطا (وسِكِّين) أَي بِالْكَسْرِ، (وسَفُّودٍ) أَي بِالْفَتْح، وَهُوَ الأَصل فِي فَعُّول، كَمَا تقدّم التنبيهُ عَلَيْهِ، (وصَبُورٍ، وغُرَابٍ وسُكَّرٍ) ، وَفِي نُسخة: قُبَّرٍ، (وكَنِينةٍ) هاكذا بالنُّون من الكِنّ. وَفِي نُسْخَة: سَكِينة، (والذُّرْنُوحُ بالنُّون) مَعَ ضَمّ أَوّلِه. وحكَى جماعةٌ فِيهِ الفَتْحَ أَيضاً، لأَنّ وزْنَه فُعْنُول لأَنّ نُونه زائدةٌ، فَلَا يَرِدُ ضابِطُ فُعْلُولٍ، كَمَا لَا يَخْفَى؛ قَالَه شَيخنَا، وجَمَعوه على ذَارانِحَ؛ حَكَاهُ أَبو حاتمٍ وأَنشد:
وَلما رَأَتْ أَن الحُتوفَ اجْتَنَبْنَنِى
سَقَتْني على لُوحٍ دِمَاءَ الذَّرانحِ
قَالَ شَيخنَا: قلت: وصواب الإِنشاد:
فَلَمَّا رَأَتْ أَن لَا يُجيبَ دُعَاءَهَا
سَقَتْه على لُوحٍ دماءَ الذَّرارِحِ
قَالَه ابْن مَنْظُور وَغَيره، (والذُّرُحْرُحُ) بالضّمّ، (وتُفْتَح الرّاآنِ، وَقد يُشدَّد ثَانِيه) يَعْنِي الرّاءَ الإِولَى، وَقد تُكسر الرّاءُ الثانِية أَيضاً، عَن ابْن سيهد. فهاذه اثْنَتَا عشرةَ لُغَة. وَقد يُؤخذ مِنْهُ بالعناية أَرْبعَ عشرةَ. وَمَعَ ذالك فقد فاتَتْه لُغاتٌ كثيرةٌ غير الكُنَى. مِنْهَا ذُرَحٌ كصُردٍ، حَكَاهَا ابْن عُدَيْس عَن ابْن السِّيد. وذَرّاحٌ ككَتّان، حُكِيَ عَن ابْن عُديس عَن ابْن خالَويْه أَنه حَكَاهُ عَن الفرَّاءِ. وذِرِّيحة بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد وهاءِ التأْنيث، حَكَاهَا ابْن التّيّانيّ وَابْن شيده. وذُرَحْرَحة بالضّبط المتقدّم بهاءٍ. وذُرُّوحة بالضمّ وهاءٍ، حَكَاهُمَا ابْن سَيّده. وذُرْنُوحَة بالضّمّ مَعَ هاءٍ. حَكَاهَا ابْن سَيّده فِي الفَرْق وَابْن دُرُسْتَوَيه وأَبو حاتمٍ. فهاؤلاءِ ستُّ لغاتٍ. وأَمّا الأَلفاظ الَّتِي وردَتْ بالكُنْية (فقد) حَكَاهَا كُراع فِي المُجرّد. قَالَ: وطائرٌ صغيرٌ يُقَال لَهُ أَبو ذُرَحْرَح، وأَبو ذِرْيَاحِ وأَبو ذُرّاح، وأَبو ذُرَحْرحَةَ لَا يَنصرفُ مثل ابْن قُنْبُرَةَ. كلّ ذالك (دُوَيْبَّة) . قَالَ ابْن عُديْس: أَعظمُ من الذُّباب (حَمْراءُ مُنقَّطَةٌ بسَواد) ، قَالَ ابْن عُديس: مُجزَّعٌ مُبَرْقَش بحُمرةٍ وسَوادٍ وصُغرةٍ، لَهَا جَناحانِ، (تطيرُ) بهما، (وَهِي من السُّمومِ) القاتِلة. فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِرُوا حَرَّسُمِّه خَلَطوه بالعَدَس، فَيصير دَواءً لمن عَضّه الكَلْبُ الكَلِبُ. وَقَالَ ابْن الدّهّان اللُّغَوِيّ: الذُّرُّوحُ: ذُبَابٌ مُنَمْنَمٌ بِصُفْرةٍ وبياضٍ، وفَرْخُهُ الدَّيْلعمُ. وَقَالَ التُّدْمِريّ فِي شرْح الفَصيح: هُوَ اسمُ طائرٍ، فِيمَا نقلْته من خطّ القَاضِي أَبي الوَليد. قَالَ التُّدميريّ: وذَكَر بعضُ حُذّاق الأَطبّاءِ أَن الذُّرُّوحَ حَيَوانٌ دُودِيّ، كأَنّه نِسّبَةٌ إِلى الدُّود تَشْبِيها بِهِ، فِي قَدْر الإِصبع، وَهُوَ صَنَوْبَرِيُّ الشّكْلِ، ورأْسُه فِي أَغْلَظِ مَوْضعٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْه: هِيَ دَابَّةٌ طيَّارةٌ تُشْبِه الزُّنْبورَ، من السُّمومِ القاتلةِ. (ج ذَرَاريحُ) ، وذُرّاحٌ، كَمَا فِي (اللِّسَان) . وحكَى كُراع فِي المُجَرَّد: ذَرَارِح. وَقَالَ: هِيَ زَنَابِيرُ مَسمومةٌ، وَلم يَصفْها. قَالَ أَبو حَاتِم: الذَّرارِيحُ الوَجْهُ، وإِنّما يُقَال: ذَرارِحُ فِي الشِّعر، وَفِي الصّحاح: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واحدُ الذَّراريحِ ذُرَحْرَحٌ قَالَ الرّاجز:
قالَتْ لَهُ وَرْياً إِذَا تَنَحْنَحْ
يَا لَيْتَه يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحْ
وَهُوَ فُعَلْعَل، بضمّ الفاءِ وَفتح العَيْنَيْنِ. فإِذا صغَّرْتَ حَذفتَ اللاّم الأَولى وَقلت: ذُرَيْرِحٌ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلَعٌ إِلا حَدْرَد.
قَالَ شَيخنَا: ويأْتي فِي حَدْرَد فِي الدّال: أَنه اسْم رجل.
(وذَرَحَ الطَّعَامَ كمَنَعَ: جعلَه) أَي الذُّرّوحَ (فِيهِ) . وطعامٌ مَذْروحٌ، كَمَا فِي (الأَساس) و (التَّهْذِيب) (كذَرَّحه) تَذريحاً. وَفِي (الصِّحَاح) : وذَرَّحْت الزَّعْفَرَانَ وغيرَه فِي الماءِ تَذْريحاً: إِذا جَعَلْتَ فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.
(و) ذَرَّحَ (الشَّيْءَ فِي الرِّيحِ: ذَرّاه) عَن كُراع.
(و) يُقَال: (أَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ، كوَزِيريّ: أُرْجُوانٌ) بالضّمّ، أَي شَدِيدُ الحُمرةِ. وَفِي (الأَساس) : (قانىء) . وَهُوَ من الأَلفاظ المؤكِّدة للأَلوانِ، كأَبْيضَ ناصِعٍ، وأَخْضَرَ يانِعٍ؛ أَورده الزَّمخْشريّ فِي (الْكَشَّاف) .
(والذَّرِيح) كأَمِيرٍ: (الهِضابُ، واحِدُه) الذَّرِيحةُ (بهاءٍ) .
(و) الذَّريح (: فَحْلٌ تُنْسب إِليه الإِبلُ) وَهِي الذَّرِيحِيَّات. قَالَ الراجز:
من الذَّريحيَّاتِ ضَحْماً آرِكَا
(و) ذَرِيحٌ: (أَبو حيَ) كم أَحياءِ الْعَرَب؛ كَذَا فِي (التّهذيب) .
(وذُرَيح، كزُبير، الحِمْيَريّ) ، أَبو المُثَنَّى الكُوفيّ: (مُحَدِّثٌ) ، يرْوى عَن عليَ، وَعنهُ الحارثُ بن جملية.
(و) ذَرِيحٌ (كأَمِيرٍ: جَماعةٌ) .
(والذَّرَحُ، محرَّكةً: شجرٌ تُتَّخذ مِنْهُ الرِّحالة) للإِبل.
(و) ذُرَحُ (كزُفَرَ: والدُ يَزيدَ السَّكونيّ) ، بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة.
(وذُو ذَرَارِيح: قَيْلٌ بِالْيمن) من الأَقْيالِ الحِمْيرِيّة، (وسيِّدٌ لتَمِيم) .
(ولَبَنٌ) مُذَرَّحٌ ومَذِيقٌ. (و) كذالك (عَسلٌ مُذرَّحٌ، كمُعظَّم) . إِذا (غَلَبَ عَلَيْهِمَا الماءُ) . وَقد ذَرَّحَ إِذا صبَّ فِي لَبنهِ مَاء لَيكْثُر.
(والتَّذرِيح: طِلاءُ الإِدَاوةِ الجَديدةِ بالطِّينِ لتَطِيب) رائحتُها؛ قَالَه أَبو عمرٍ و. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: مَرَّخَ إِدَاوتَه بهاذا المَعْنَى.
(ولَبنٌ ذَرَاحٌ، كسَحَابٍ) ومُذَرَّحٌ، كذالك، ومُذَرَّق ومُذَلّق: (ضَيَاحٌ) أَي ممْزُوجٌ بالماءِ؛ عَن أَبي زيدٍ.
(وأَذْرُحُ، بضمّ الرّاءِ) مَعَ فتح أَوّلِه: موضعٌ. وَقيل: (د، بِجَنْبِ جَرْبَاءَ) ، قَالَ ابنُ الأَثير: هما قريتانِ (بالشَّأْمِ) ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الحَوْض: وَبَينهمَا مسيرةُ ثلاثَةِ أَميال على الصّحيح، (وغَلِطَ من قَالَ: بَينهمَا ثلاثةُ أَيام. و) قد (ذُكِر فِي جرب) وتقدّم مَا يتَعَلَّق بهِ.

دهق

دهق: {دهاقا}: متتابعا، وقيل: سابغا.
د هـ ق

أدهق الكأس، وكأس دهاق. وغمز ساقه بالدهق. وتقول: عنقه في وهق، ورجله في دهق.

دهق


دَهَقَ(n. ac. دَهْق)
a. Filled to overflowing.
b. Emptied.
c. Broke, smashed.

أَدْهَقَa. see I
دَهَقa. Instrument of torture.

دِهَاْقa. Full (cup).
(دهق)
الكأس دهقا ودهاقا ملأها وَالْمَاء أفرغه إفراغا شَدِيدا وَالشَّيْء كَسره وقطعه وغمزه وعصره شَدِيدا وَفُلَانًا ضربه
دهق
قال تعالى: وَكَأْساً دِهاقاً
[النبأ/ 34] ، أي: مفعمة، ويقال: أَدْهَقْتُ الكأسَ فَدَهَقَ، ودَهَقَ لي من المال دَهْقَةً، كقولك: قبض قبضة.
[دهق] نه فيه: "كاسا "دهاقا"" أي مملوه، ادهقته ملأته. وفيه: نطفة "دهاقا" وعلقة محاقا، أي نطفة أفرغت إفراغًا شديدًا، من أدهقت الماء إذا أفرغته إفراغًا شديدًا فهو من الأضداد.
(دهق) - في حديث عَلِيِّ: "نُطفَةً دِهاقًا وعَلَقَةً مُحاقًا" .
: أي نُطفةً قد أُفرِغت إفراغًا شَدِيدا، من قولهم: أدهقتُ المَاءَ إذا أفرغتَه إفراغًا شَدِيدا، فهو إذًا من الأَضْداد.
د هـ ق : (أَدْهَقَ) الْكَأْسَ مَلَأَهَا وَكَأْسٌ (دِهَاقٌ) مُمْتَلِئَةٌ. وَ (الدَّهْمَقَةُ) لِينُ الطَّعَامِ وَطِيبُهُ وَرِقَّتُهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوْ شِئْتُ أَنْ (يُدَهْمَقَ) لِي لَفَعَلْتُ وَلَكِنَّ اللَّهَ عَابَ قَوْمًا فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] » . 
دهق
الدَّهْدَقَةُ: دَوَرَانُ البَضْعَةِ الكَبيرةِ في القِدْرِ إذا غَلَتْ، وللقِدْرِ دَهْدَاقٌ. وهو أسْوَأُ الضَّحكِ، وفي المَشْيِ: فَوْقَ العَنَقِ. ودابَّةٌ دَهْدَاقٌ: هِمْلاَجٌ. والدَّهَقُ: خَشَبَتانِ يُغْمَزُ بهما الساقُ. وادَّهَقَتِ الحِجَارَةُ ادِّهاقاً: وهو شِدَّةُ تَلازُمِها ودُخُوْلُ بعضِها في بعضٍ مَعَ كَثْرَةٍ. وكأسٌ دِهَاقٌ، وأدْهَقْتُ الكَأْسَ: شَددتَ مَلأْهَا. ودَهَقَني فلانٌ: ضَرَبَني، وهم مَدْهُوْقُوْنَ. ودَهَقَه المَطَرُ: اشْتَدَّ في بَدْئه.
دهـق
دهَقَ يَدهَق، دَهْقًا ودِهاقًا، فهو داهق، والمفعول مَدْهوق
• دهَق السَّاقي الكأسَ ونحوَها: ملأَها إلى أعلاها. 

دِهاق [مفرد]: مصدر دهَقَ.
• كأسٌ دِهاق:
1 - ممتلئة " {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا. وَكَأْسًا دِهَاقًا} ".
2 - التي لا تنقطع عن شاربيها "ماءٌ دِهاقٌ: كثير". 

دَهْق [مفرد]: مصدر دهَقَ. 
[دهق] أَدْهَقْتُ الكأسَ: ملأتها. وكأسٌ دِهاقٌ، أي ممتلئةٌ. قال خِداشُ ابن زهير: أتانا عامر يرجو قِرانا فأَتْرَعْنا له كأساً دِهاقا وأَدْهَقْتُ الماءَ، أي أفرغتُه إفراغاً شديداً. قال أبو عمرو: الدَهَقُ بالتحريك: ضربٌ من العَذاب وهو بالفارسية " أشكنجه ". قال ابن الاعرابي: دهقت الشئ: كسرته وقطعته، وكذلك دهدقته. وأنشد لحجر ابن خالد : ندهدق بضع اللحم للباع والندى وبعضهم تغلى بذم مناقعه ودهمقته بزيادة الميم مثله. وقال الاصمعي: الدهمقة: لين الطعام وطيبه ورقته. وكذلك كل شئ لين. قال: وأنشدني خلف الاحمر في نعت أرض:

جون روابي تربه دهامق * ومنه حديث عمر رضي الله عنه: " لو شئت أن يدهمق لى لفعلت، ولكن الله عاب قوما فقال: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ".
دهق: دهق: ظلم جار على. لأن في (المعجم اللاتيني العربي) مظلوم ومدهوق ..
وتستعمل دُهِق بالبناء للمجهول فيقال: دُهِق الحيوان الميت كالوعل والحمار مثلاً وذلك أن يحمله رجلان بعصا طويلة أدخلوها بين قوائمه بعد أن شد بعضها إلى بعض. ففي مختارات من تاريخ العرب (ص324): وقد شد الأعوان يديه إلى رجليه وحمله على خشبة يُدْهَق كما يحمل الحمار الميت. إن السيد رايت هو الذي نبه السيد دي غويه إلى أن هذا الفعل في هذه العبارة يدل على هذا المعنى.
وقد اشتق اسم من دَهْق وجمعه دُهُوق بمعنى عــتلة ورافعة، وقد ذكرها جوليوس الذي ينقل من سفر الخروج (25) حيث تدل هذه الكلمة على قضبان تحمل القناطر. وتوجد هذه الكلمة بهذا المعنى أيضاً في ترجمة التوراة في سفر الملوك (8) كما أشار إلى ذلك ج - ج شولتنز.
وقد أشار السيد رايت أيضاً إلى أن هذه الكلمة قد وردت في كتاب أبي الوليد (ص81 رقم 27، ص367 رقم 16) وأن باين سميث يذكر دهقاً وجمعه دهوق بمعنى عــتلة ورافعة.
أدهق: في المعجم اللاتيني العربي: repressit أدهق وأخذ.
وفي المعجم اللاتيني العربي: afficis: أَدْهِق (وهو يفتح دائماً مضارع أدهق فيقول أنا أدهَق).
وأدهق: حصر قدمي المجرم بين خشبتين تعرف بالمدهق. ففي البيان (2: 146): وفيها حبس حزمير القوس وعذب وأُدْهِق حتى مات (لأن في مخطوطة عريب ادهق وليس أرهق).
وأدهق: أبحَّ، أصحل (فوك).
اندهق: بُحَّ (فوك).
دَهْق، ويجمع على دُهُوق: انظر دَهَق.
تدهيق: قمع، كبح، قهر (المعجم اللاتيني العربي).
مدهوق: أبح: أجش، صاحل (فوك).
(د هـ ق)

الدَّهْق: شدَّة الضغط.

والدَّهْقُ أَيْضا: مُتَابعَة الشد.

ودَهَق المَاء، وأدهَقه: أفرغه.

وأدهَق الكأس: ملأها.

وكأس دِهاقٌ: مترعة، وَفِي التَّنْزِيل: (وكأْساً دِهاقاً) وَقيل: معنى قَوْله: دهاقا: متتابعة على شاربيها من الدَّهْق الَّذِي هُوَ مُتَابعَة الشد، وَالْأولَى أعرف، وَقيل: دِهاقا: صَافِيَة فَأَما صفتهمْ الكأس بالدّهاقِ وَهِي أُنْثَى وَلَفظه لفظ التَّذْكِير فَمن بَاب عدل ورضا، أَعنِي أَنه مصدر وصف بِهِ، وَهُوَ مَوْضُوع مَوضِع إدهاق، وَقد كَانَ يجوز أَن يكون من بَاب هجان ودلاص إِلَّا أَنا لم نسْمع كأسان دهاقان، وَإِنَّمَا حمل سِيبَوَيْهٍ أَن يَجْعَل دلاصا وهجانا فِي حد الْجمع تكسيرا لهجان ودلاص فِي حد الْإِفْرَاد قَوْلهم: هجانان ودلاصان، وَلَولَا ذَلِك لحمله على بَاب رضَا، لِأَنَّهُ أَكثر، فافهمه.

ودَهَق لي من المَال دَهْقَةً: أَعْطَانِي مِنْهُ صَدرا.

والدَّهَق: خشبتان تغمز بهما السَّاق. وأدهقَتِ الْحِجَارَة: اشْتَدَّ تلازبها وَدخل بَعْضهَا فِي بعض مَعَ كَثْرَة.

والدِّهْقانُ والدُّهْقانُ: التَّاجِر، فَارسي مُعرب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِن جعلت دهقانا من الدَّهقِ لم تصرفه، هَكَذَا قَالَ من الدهق، فَلَا أَدْرِي أقاله على أَنه مقول، أم هُوَ تَمْثِيل مِنْهُ لَا لفظ مقول، والأغلب على ظَنِّي انه مقول، وهم الدَّهاقِنَة والدَّهاقين، قَالَ:

إِذا شِئتُ غَنَّتني دهاقينُ قَريةٍ ... وصَنَّاجَةٌ تجذو على كلىّ مَنْسِمِ

دهق: الدَّهْقُ: شدّة الضَّغْط. والدهْق أيضاً: مُتابعة الشدّ. ودَهَق

الماءَ وأدْهَقه: أفْرَغه إفراغاً شديداً. وفي حديث علي، رضي الله عنه:

نُطْفةً دِهاقاً وعَلَقةً مُحاقاً أي نطفة قد أفْرغت إفراغاً شديداً، من

قولهم أدْهَقْت الماء أفْرَغته إفراغاً شديداً، فهو إذاً من الأَضداد.

وأدهق الكأسَ: شدَّ ملأَها. وكأسٌ دِهاق: مُتْرعة ممتلئة. وفي التنزيل:

وكأساً دِهاقاً، قيل: مَلأَى؛ وقال خِداش بن زُهير:

أتانا عامرٌ يَرْجُو قِرانا،

ويقال: أدْهَقْتُ الكأْسَ إلى أصْبارها أي ملأْتها إلى أعالِيها. وفي

التهذيب: دهقْت الكأْس أي ملأْتها، وقيل: معنى قوله دِهاقاً مُتتابعة على

شارِبِيها من الدهْق الذي هو متابعة الشدّ، والأَوّل أعرف، وقيل: دِهاقاً

صافيةً؛ وأنشد:

يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق

قال ابن سيده: وأمّا صِفَتُهم الكأْسَ وهي أنثى بالدِّهاق ولفظه لفظ

التذكير فمن باب عَدْل ورِضا. أعني أنه مصدر وصف به وهو موضوع موضع إدهاق،

وقد كان يجوز أن يكون من باب هِجانٍ ودِلاصٍ إلا أَنا لم نسمع كأْسان

دِهاقانِ؛ قال: وإنما حمل سيبويه أن يجعل دِلاصاً وهجاناً في حد الجمع

تكسيراً لهِجانٍ ودِلاص في حدّ الإفراد قولُهم هِجانانِ ودِلاصانِ، ولولا ذلك

لحمله على باب رِضاً لأنه أكثر، فافهمه. ودَهَقَ لي من المال دَهْقةً:

أعطاني منه صَدْراً.

والدَّهَقُ: خشبتان يُغْمَزُ بهما السّاق. وادَّهَقَتِ الحجارة: اشتدّ

تَلازُبها ودخل بعضُها في بعض مع كثرة؛ وأنشد الأَزهري:

يَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ

والدِّهْقانُ والدُّهقان: التاجر، فارسي معرّب. قال سيبويه: إن جعلت

دِهقان من الدَّهْق لم تصرفه. هكذا قال من الدهق، قال: فلا أدري أقاله على

أنه مقول أم هو تمثيل منه لا لفظ معقول، قال: والأَغلب على ظني أنه مقول

وهم الدَّهاقِنةُ والدَّهاقِين؛ قال:

إذا شِئتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ،

وصَنَّاجةٌ تَحْدُو على كل مَنْسِم

وقبله:

ألا أبْلِغا الحَسْناء أن حَلِيلَها،

بِمَيْسانٍ، يُسْقى من زُجاجٍ وحَنْتَمِ

وبعده:

لعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوءُه

تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

إذا كنتَ ندْماني فبالأَكبَرِ اسْقِني،

ولا تَسْقِني بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ

يعني بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لأنه هو الذي ولاّه.

والدَّهَقُ، بالتحريك: ضرب من العذاب، وهو بالفارسية «أَشْكَنْجَه».

ودَهَقْت الشيءَ: كسَرْته وقطَعْته، وكذلك دَهْدَقْتَه؛ وأنشد الحُجْر

بن خالد أحد بني قيس بن ثَعْلبةَ:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ والنَّدى،

وبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُهْ

ونحلب ضِرْسَ الضَّيْفِ فينا، إذا شَتا،

سَدِيفَ السَّنامِ تَشْتَرِيهِ أصابِعُهْ

المَناقِعُ: القُدور الصغار، واحدها مَنْقَع، ومَنْقَعة؛ وأنشد ابن بري

لأَبي النجم:

قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ وادْهَقِ

والدَّهْدَقة: دَوَرانُ البِضَعِ الكثير في القِدر إذا غلت تراها تَعلُو

مرَّة وتَسْفُل أخرى؛ وأنشد:

تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِيعِ، كأنَّه

رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر

دهق
دَهَقَ الكَأسَ، كجَعَلَه: مَلأها نقَلَه الأزْهَرِيُّ. ودَهَقَ الماءَ: أَفْرَغَه إِفْراغاً شَدِيداً فَهُوَ إِذاً ضِدُّ، وَمن الثانِي: قولُ عَلِي رضِيَ اللهُ عَنهُ: نُطْفَةً دِهاقاً وعَلَقَةً مُحاقاً أَي: نُطْفَةً قد أفْرِغَتْ إِفراغاً شَدِيداً. كأدْهَقَه فِيهما يُقالُ: أدْهَقْتُ الكَاسَ إِلى أَصبارِها، أَي: مَلأتُها إِلى أعالِيها، وقِيلَ: شَدَّ مَلأها. وأَدْهَقَ الماءَ: أفْرَغّه إفراغاً شَدِيداً. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دَهَقَ لِي دَهْقَهًّ من المالِ أَي: أعْطانِي مِنْهُ صَدْرًا. ونَقَل الجَوْهَرِي عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ: دَهَقَ فُلاناً: إِذا ضَرَبَهُ. وكَأسٌ دِهاقٌ، ككِتابٍ: مُمْتَّلئَةٌ مُتْرَعةٌ، وَهُوَ قَولُ الحَسَن، وَبِه فَسِّرَ قَوْلَهُ تَعالَى: وكأْساً دِهاقاً وَعَلِيهِ قولُ خِداشِ بنِ زُهَيْرٍ:
(أَتَانَا عامِرٌ يَرْجُو قِرانَا ... فأَترَعْنا لَهُ كَأساً دِهاقَا) أَو مَعْناه: مُتَتابِعَةٌ على شارِبِيها، من الدُّهْقِ الَّذِي هُوَ مُتابَعَةُ الشدِّ، وَهُوَ قولُ مُجاهِدِ، والأَوَّلُ أَعْرفُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَمّا صِفَتُهم الكَأسَ، وَهِي أُنْثى بالدِّهاقِ، ولفظُه لفظُ التَّذكِير، فَمن بَاب عَدْلِ ورِضًا، أَعني أَنّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بهِ، وَهُوَ مَوْضُوع مَوْضِعَ إِدْهاق، وَقد يجوزُ أنْ يكونَ من بَاب هِجانٍ ودِلاصٍ، إلاّ أَنّا لم نَسْمَعْ كأسان دِهاقانِ، قالَ: وإِنَّما حَمَل سِيبَوَيْهِ أَن يَجْعَلَ دِلاصاً وهِجاناً فِي حَدِّ الجمْع تَكْسِيرًا لهِجانٍ ودِلاص فِي حَدِّ الإِفرادِ قولُهم: هِجانانِ ودِلاصان، وَلَوْلَا ذلِك لحَمَلَه على بابِ رِضًا لأنَّه أَكثَرُ، فافْهَمْه. وقالَ ابنُ دُرَيْد: ماءٌ دِهاقٌ: كَثِير. وقالَ أَيْضاً: الدِّهْقانُ، بالكَسْرِ، وبالضمِّ: التاجِر، وسَيأتيِ فِي بابِ النونِ قالَ سيبَوَيْهِ: إِنْ جَعَلْتُ دِهْقانَ فِي الدَّهْقِ لم تَصْرِفْه، هَكَذَا قالَ: من الدَّهْقِِ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَقالَه على أَنّه مَقُولٌ، أَم هُوَ تَمْثِيلٌ مِنْهُ لَا لَقظٌ مَقُولٌ قَالَ: والأغْلَبُ على ظَنِّي أَنه مَقُولٌ، وهم الدَّهاقِنَةُ، والدَّهاقِينُ. والدَّهَقُ، محرَّكَةً: خَشَبَتان يُغْمَزُ بهما السّاقُ كَمَا فِي المُحيطِ واللًّسانِ، ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عَمرٍ و: الدَّهَقُ: نَوْع من العَذابِ فارِسِيَّتُه أَشْكَنْجَه. ويُقال: أدْهَقَهُ إدْهاقاً: إِذا أَعْجَلَه. وقالَ اللُّيْثُ: ادهقَت الحِجارَةُ، كافْتَعَلَت أَي: تَلازمَت، ودَخَلَ بعضُها فِي بَعْضِ مَعَ كَثرة. قالَ: والمُدَّهَقُ، على مُفتَعَلٍ: المُكَسرُ والمُعتَصَرُ قَالَ رُؤْبَة: والمَرْوَ ذَا المَّدّاح مَضبُوحَ الفِلَق يَنْصاحُ مِنْ جَبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهَقْ وكُل غِلَظِ وشِدَّة: جَبْلَةٌ وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:)
الدَّهْقُ: شِدَّةُ الضغْطِ. وأَيْضاً: مُتابَعَةُ الشَّدِّ. وقِيلَ: كَأْسٌ دِهاقٌ، أَي: صافِيَةٌ ودَهَقَهَ المَطَرُ: اشْتَدَّ فِي بَدْنِه، عَن بنِ الأعْرابِيَ. والمُدَهَّقُ، كمُعَظَّم: المُضَيَّقُ.
(دهق) الشَّيْء ضيقه واعتصره وكسره

كَلَوْ

كَلَوْ
: (و ( {كِلاَ، بالكسْرِ: موضوعةٌ للدَّلالةِ على اثْنَيْنِ} ككِلْتا) .
(قالَ شيْخُنا: ظاهِرُه أَنَّهما بمعْنًى مُطْلقاً، وَقد تقرَّرَ أَن كِلاَ للمُذَكَّرَيْن {وكِلْتا للمُؤَنَّثَتَيْنِ، فَمَا هَذَا التَّشْبيهِ، انتَهَى.
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ صاحِبُنا الفاضِلُ العلاَّمةُ الشَّهاب أحمدُ ابنُ الشَّيْخِ العلاَّمة أَحمدَ السجاعي الشافَعِيّ، حَفِظَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، فقالَ: الإنْصافُ أنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يعدُّ مِن سَقَطاتِ المصنِّفِ إِذْ المُشَبَّه لَا يُعْطَى حُكْم المُشَبَّه بِهِ مِن كلِّ وَجْه على التَّنزلِ وإرْخاءِ العَنانِ، وإلاَّ فالظاهِرُ أنَّ مرادَهُ أَنَّ كِلا ككِلْتا فِي اسْتِعْمالِه للمُثَنَّى كَمَا لَا يَخُفى، انتَهَى.
وَقد بَسَّطَ فِيهِ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه والأزْهرِي غايَةَ البسطِ فقالَ الجَوْهرِي: كِلا فِي تَأْكِيدِ الاثْنَيْن نَظِير كُلَ فِي المَجْمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْردٌ غَيْر مُثَنَّى؛ فَإِذا ولي اسْماً ظاهِراً كانَ فِي الرفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على حالةٍ واحِدَةٍ بالألفِ، تقولُ: رَأَيْتُ كِلا الرَّجُلَيْن، وجاءَنِي كِلا الرَّجُلين، ومَرَرْتُ} بكِلا الرَّجُلَين، فَإِذا اتَّصَل بمُضْمر قَلَبْت الألفَ يَاء فِي موضِعِ الجَرِّ والنَّصْبِ، فقُلْتُ: رَأَيْت {كِلَيْهِما، ومَرَرْت} بكِلَيْهما، كَمَا تقولُ عَلَيْهِمَا وَلَدَيْهما، وتَبْقى فِي الرفْع على حالِها.
وَقَالَ الفرَّاء: هُوَ مُثَنًّى وَهُوَ مَأْخُوذ مِن كلَ فخفِّفَتِ اللامُ وزِيدَتِ الألِفُ للتَّثْنِيَةِ، وكذلكَ! كِلْتا للمُؤَنَّث وَلَا يكونانِ إلاَّ مُضافَيْن.
(و) فِي المُحْكم: (لَا يَنْفَصِلانِ عَن الإضافَةِ) .
(قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الفرَّاء: وَلَا يُتَكَلَّم مِنْهُمَا بواحِدٍ وَلَو تكلِّم بِهِ لقيلَ كِلٌّ وكِلْتٌ، واحْتَجَّ بقولِ الراجزِ يصفُ نَعامَةً:
فِي كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحِدَة {كِلْتاهما مقْرُونَةٌ بزائِدَهْأَرادَ فِي إحْدَى رِجْلَيْهَا فأَفْرَدَ، قالَ: وَهَذَا القولُ ضَعيفٌ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ، لأنَّه لَو كانَ مُثنَّى لوجَبَ أَنْ تَنْقلبَ أَلفُه فِي النصْبِ والجرِّ يَاء مَعَ الاسْمِ الظاهِر، ولأنَّ معْنى كِلاَ مخالفٌ لمعْنَى كلَ، لِأَن كُلاًّ للإحاطَةِ} وكِلا يدلُّ على شيءٍ مَخْصوصٍ، وأمَّا هَذَا الرَّاجزُ فإنَّما حذَفَ الألفَ للضَّرورَةِ وقدَّرَ أنَّهَا زائِدَةٌ، وَمَا يكونُ ضَرُورَةً لَا يجوزُ أَنْ يُجْعَل حُجَّة، فثَبَتَ أنَّه اسْمٌ مفردٌ كمِعًى إلاَّ أنّه وُضِعَ ليدلَّ على التَّثْنِية، كَمَا أنَّ قَوْلهم نحنُ اسْمٌ مفردٌ وُضِعَ ليدلُّ على الاثْنَيْن فَمَا فَوْقَهما؛ يدلُّ على ذلكَ قولُ جريرٍ:
{كِلا يَومَيْ أُمامَةَ يَوْمُ صَدَوإنْ لم نَأْتِها إلاَّ لِمَاماأَنْشَدَنِيه أَبو عليَ فإنْ قالَ قائِلٌ فلِمَ صَارَ} كِلا بالياءِ فِي الجرِّ والنّصْبِ مَعَ المُضْمر ولزِمَتِ الألفُ مَعَ المظهرِ كَمَا لزمَتْ فِي الرَّفْع مَعَ المُضْمر؟ قيلَ لَهُ: قد كانَ مِن حقِّها أنْ تكونَ بالألفِ على كلِّ حالٍ مثْلُ عَصاً ومِعًى، إلاَّ أنَّها لما كَانَت لَا تَنْفكّ عَن الإضافَةِ شُبِّهَت بعَلَى وَإِلَى ولَدَى، فجعلَتْ بالياءِ مَعَ المُضْمرِ فِي النَّصْب والجرِّ لأنَّ على لَا تَقَعُ إلاَّ مَنْصوبة أَوْ مَجْرورةً وَلَا تُسْتَعْملُ مَرْفوعةً، فبَقِيَت كِلا فِي الرَّفْع على أَصْلِها فِي المُضْمِرِ، لأنّها لم تُشَبَّه بعَلَى فِي هَذِه الحالِ، وأمَّا! كِلْتا الَّتِي للتَّأْنِيثِ فإنَّ سِيبويه يقولُ أَلِفُها للتَّأْنِيثِ والتاءُ بدلٌ من لامِ الفِعْلِ، وَهِي وَاو، والأصْل كِلْوا، وإنَّما أُبْدِلَتْ تَاء لأنَّ فِي التاءِ علم التَّأْنِيثِ، والألِفُ فِي {كِلْتا قد تَصِير يَاء مَعَ المُضْمَر فيخرجُ عَن علم التَّأْنيثِ فصارَ فِي إبْدالِ الياءِ تَاء تأْكِيد للتّأْنِيثِ. وقالَ أَبو عُمر الجَرْمي: التاءُ مُلْحقةٌ، والألفُ لامُ الفِعْل، وتَقْديرُها عنْدَه فِعْتَلٌ، وَلَو كانَ الأمْرُ كَمَا زَعَمَ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِ كِلْتَويٌّ، وَلما قَالُوا كِلَويٌّ وأسْقَطُوا التاءَ دلَّ أَنَّهم أَجْرُوها مُجْرَى التاءِ الَّتِي فِي أُخْتِ الَّتِي إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قُلْت أَخَوِيٌّ، انتَهَى نَصّ الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ برِّي فِي هَذَا المَوْضِع:} كِلَويٌّ قياسٌ مِن النَّحْوِيِّين إِذا سَمِّيْتَ بهَا رجُلاً، وليسَ ذلكَ مَسْموعاً فيحتجُّ بِهِ على الجَرْمِي، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكم: كِلا كلمةٌ مَصُوغةٌ للدَّلالةِ على اثْنَيْن كَمَا أنَّ كُلاًّ مَصُوغةٌ للدَّلالةِ على جميعٍ، وليسَتْ {كِلا مِن لَفْظ كلَ، كلٌّ صَحِيحَةٌ} وكِلا مُعْــتلةٌ، ويقالُ للاثْنَتَيْن! كِلْتا، وبهذه التَّاء حُكم على أنَّ ألِفَ كِلا مُنْقلبةٌ عَن واوٍ لأنَّ بدل التاءِ من الواوِ أَكْثَر مِن بدلِها من الياءِ؛ وقولُ سِيْبَوَيْه: جَعَلُوا كِلا كمِعًى، لم يرد أنَّ ألفَ كِلا مُنْقلبةٌ عَن ياءٍ كأَلِفِ مِعًى بدَلِيلِ قوْلِهم مِعْي، وإنَّما أرادَ أنَّ أَلِفَها كأَلِفِها فِي اللّفظِ، لَا أنَّ مَا انْقَلَبَتْ عَنهُ أَلِفَاهُما واحِد، فافْهَمْ. وَلَا دَلِيل لكَ فِي إمالَتِها على أنَّها من الياءِ لأنَّهم قد يُمِيلُون بناتَ الواوِ.
قالَ ابنُ جنِّي: أمَّا كِلْتا فذهَبَ سِيبَوَيْهٍ إِلَى أنَّها فِعْلَى بمنْزِلَةِ الذِّكْرى والحِفْرَى، وأصْلُها كِلْوى، فأُبْدِلَتِ الواوُ تَاء كَمَا أُبْدِلَتْ فِي أُخْت وَبنت، وَالَّذِي يدلُّ على أنَّ لامَ كِلْتا مُعْــتلةٌ قوْلُهم فِي مُذكّرِها كِلا، وكِلا فِعْلٌ ولامُه مُعْــتَلة بمنْزِلةِ لامِ حِجاً ورِضاً، وهُمامن الواوِ، وَلذَا مثَّلها سِيبَوَيْهٍ بِمَا اعْتلَّت لامه فقالَ: هِيَ بمنْزلةِ شَرْوَى، وأمَّا أَبُو عُمر الجَرْمي فذَهَب إِلَى أنَّها فِعْتَلٌ، وخالَفَ سِيبَوَيْهٍ، ويشهدُ لفَسادِ هَذَا القوْلِ أنَّ التاءَ لَا تكونُ عَلامَةَ تَأْنِيثِ الواحِدِ إلاّ وقَبْلها فَتْحة كطَلْحة وحَمْزة وقَائِمَة وقاعِدَة، أَوْ أَنْ يكونَ قَبْلها أَلفٌ كسِعْلاة وعِزْهاة، وَلَام كِلْتا ساكِنَةٌ كَمَا تَرى، فَهَذَا وَجْه؛ وآخَرُ عَلامَةَ التَّأْنِيثِ لَا تكونُ أَبَداً وسَطاً إنَّما تكونُ آخِراً بِلَا مَحالَة؛ وكِلْتا اسْمٌ مُفْردٌ يفيدُ مَعْنى التَّثْنِيةِ بإجْماعِ البَصْرِيِّين، فَلَا يجوزُ أَن يكونَ علامَةَ تَأْنِيثِهِ التاءُ وَمَا قَبْلها ساكِنٌ، وأَيْضاً فإنَّ فِعْتَلاً مِثالٌ لَا يوجدُ فِي الكَلام، أَصْلاً فيُحْمَل هَذَا عَلَيْهِ؛ وَإِن سَمَّيت {بكِلْتا رجُلاً لم تَصْرِفْه فِي قولِ سِيبَوَيْهٍ مَعْرفةً ونَكِرَةً، لأنَّ أَلِفَها للتَّأْنِيثِ بمنزِلتِها فِي ذِكْرَى، وتَصْرفُه نَكِرةً فِي قولِ أَبي عُمرَ لأنَّ أَقْصَى أَحْوالِهِ عنْدَهُ أنْ يكونَ كقائمةٍ وقاعِدَةٍ وعَزَّة وحَمْزة؛ هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم، وَقد أَنْعَم فِي كتابِه المُخصَّص شَرْحه بأبْسطِ من هَذَا.
وَقَالَ الأزْهرِي: العَرَبُ إِذا أَضافَتْ كُلاًّ إِلَى اثْنَيْن لَيَّنَتْ لاَمَها وجَعَلَتْ مَعها أَلِفَ التثْنِيَةِ، ثمَّ سَوَّت بَيْنَها فِي الرفْعِ والنصْبِ والخَفْض، فجعلَتْ إعْرابَها بالألِفِ وأَضافَتْها إِلَى اثْنَيْن وأَخْبَرَتْ عَن واحِدٍ، فَقَالَت:} كِلا أَخَوَيْك كَانَ قائِماً، لَا كَانَا، وكِلا عَمَّيْك كانَ فَقِيها، وكِلْتا المَرْأَتَين كانتْ جميلَة، لَا كانَتَا جَمِيلَتَيْن: { {كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلُها} . وَلم يَقُلْ آتَتَا؛ ومَرَرْتُ} بكِلا الرَّجُلَيْن، وجاءَنِي {كُلا الرَّجُلَيْن، يَسْتوي فِيهَا إِذا أَضَفْتها إِلَى ظاهِر الرَّفْع والنصْبُ والخَفْضُ، فَإِذا كنوا عَن مَخْفوضِها أَجْروها بِمَا يُصيبُها مِن الإعْرابِ. فَقَالُوا: أَخَوَاك مَرَرْت} بكِلَيْهِما، يَجْعلُونَ نَصْبَها وخَفْضَهَا بالياءِ، وأَخَواي جاءَني {كِلاهُما جَعَلُوا رَفْع الاثْنَيْن بالألِفِ؛ قالَ الأعْشَى فِي موْضِعِ الرَّفْعِ:
} كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْداً دِعامةً أَي كلّ واحدٍ مِنْهُمَا؛ وَكَذَا قالَ لبيدٌ:
وغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهمَوْلى المَخافَةِ خَلْفَها وأَمامَهايَعْني: بَقَرَةً وَحْشِيَّةً، وأَرادَ كِلا فَرْجَيْها، فأَقَامَ الألِفَ واللامَ مُقام الكِنايَةِ، ثمَّ قالَ: تَحْسَبُ، أَي البَقَرة؛ أَنَّه، وَلم يَقُل أَنَّهما، مَوْلى المَخافَةِ، أَي وليُّ مَخافَتِها، ثمَّ تَرْجَم عَن كِلا الفَرْجَيْن فقالَ: خَلْفَها وأَمامَها؛ وَكَذَا تقولُ: كِلا الرَّجُلَيْن قائِمٌ وكِلْتا المرْأَتَيْنِ قائِمةٌ؛ قالَ:
كِلا الرَّجُلَيْنِ أَفَّاكٌ أَثِيم انتَهَى.
( {وكِلْوَةٌ، بالكسْر: د بالزَّنْجِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} كَلا، بالفَتْح: قرْيةٌ بمِصْرَ من الغربيةِ وتُعدُّ مِن أَعْمال جَزِيرَة قويسنا، وتُعْرَف {بكَلاَ الْبَاب وَمِنْهَا الإِمَام أَبُو عبد الله} الكلائي صَاحب الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض من الْقرن التَّاسِع وكَلاَ أَيْضا قَرْيَة أُخْرَى من أَعمال الدنجاوية.
{وكَلا الدَّيْن وغيرُه} كَلْوًا: تَأَخَّرَ؛ عَن ابْن القطَّاع.

كَعْب

كَعْب
: (الكَعْبُ: كُلّ مَفْصِل للْعِظامِ. و) من الإِنسانِ: مَا أَشْرَفَ فوقَ رُسْغِه عندَ قَدَمِهِ، وَقيل: هُوَ (العَظْمُ النّاشِزُ فَوْقَ القَدَمِ) ، وَقيل: هُوَ الْعظم النّاشِزُ عِنْد مُلْتَقَى السّاقِ والقَدَمِ، وأَنكر الأَصْمَعِيُّ قولَ النّاس إِنّه فِي ظَهْرِ القَدَم. وَذهبقومٌ إِلى أَنَّهما العَظْمانِ اللَّذانِ فِي ظَهْرِ القَدَمِ، وَهُوَ مَذهَبُ الشِّيعَةِ، وَمِنْه قَول يَحْيَى بْنِ الحارِث: رأَيتُ القَتْلَى يومَ زَيْدِ بْنِ عليَ، فرأَيْتُ الكِعَابَ فِي وَسَطِ القَدَمِ. (و) قيل: الكَعْبَانِ، من الإِنسان: العَظْمانِ (النّاشِزَانِ من جانِبَيْهَا) ، أَي: القَدَمِ. وَفِي حَدِيث الإِزَار: (مَا كانَ أَسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ، فَفِي النّارِ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (الْمَائِدَة:) ، قرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وأَبُو عَمْرٍ و، وأَبُو بَكْرٍ عَن عَاصِم، وحمزةُ: (وأَرْجُلِكُم) خَفْضاً، والأَعْشَى عَن أَبي بَكْرٍ، بالنَّصْب مثل حَفْصٍ. وقرأَ يَعقوب، والكِسَائيُّ، ونافِعٌ، وابنُ عامرِ: (وأَرْجُلَكُمْ) نصبا؛ وَهِي قراءةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ الشّافعيُّ يقرأُ: (وَأَرْجُلَكُمْ) واخْتَلَف النّاسُ فِي الكَعْبَيْنِ، وسأَل ابْنُ جابِرٍ أَحمدَ بْنَ يَحْيَى عَن الكَعْبِ، فأَوْمَأَ ثَعلبٌ إِلى رِجْلِه، إِلى المَفْصِل مِنْهَا، بسَبَّابَتِه، فوضَع السَّبّابَة عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هاذا قولُ المُفَضَّلِ، وابْنِ الأَعْرابِيّ. قَالَ: وأَومأَ إِلى النّاتِئَيْنِ، وَقَالَ: هاذا قولُ أَبي عَمْرِو بْنِ العلاءِ، والأَصْمَعِيّ قالَ: وكُلٌّ قد أَصابَ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(ج: أَكْعُبٌ، وكُعُوبٌ، وكِعَابٌ) .
(و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: الكَعْبُ (الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ) ، وَهُوَ فَصُّ النَّرْدِ، (كالكَعْبَةِ) ، بزيادةِ الهاءِ، (ج كُعْبٌ) ، بالضَّمِّ، (وكِعَابٌ) بالكَسْرِ، (وكَعَبَاتٌ) محرّكةُ، الأَوّل والثّالث جمع الكَعْبَة، لم يَحْكِ ذالك غيرُه، كَقَوْلِك: جَمْرَةٌ وجَمَرَات، والثّاني جمع الكَعْب، والمُصَنِّف خلطَ فِي الجُمُوع، وَلم يُنبِّه عَلَيْهِ شيخُنا على عَادَته فِي بعض الْمَوَاضِع، وَفِي الحَدِيث: أَنّه (كَانَ يَكْرَهُ الضَّرْبَ بالكِعابِ) واحدتُها: كَعْبٌ، واللَّعِبُ بهَا حَرَامٌ، وكَرِهَهَا عامَّةُ الصَّحابةِ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (لَا يُقَلِّبُ كَعَبَاتِها أَحَدٌ يَنْتَظِرُ مَا تَجِيءُ بِهِ إِلاّ لَمْ يَرَحْ رائحةَ الجَنَّةِ) ، هِيَ جمع سَلامَة للكَعْبَة، كَذَا فِي النّهاية، وَنَقله ابْنُ مَنْظُور وغيرُهُ.
(و) من المَجَازِ: قَنَاةٌ لَدْنَةُ الكُعُوبِ، جمعُ كَعْبٍ، هُوَ عُقْدَةُ (مَا بَيْنَ الأُنْبُوبَيْنِ من القَصَبِ) والقَنَاةِ. وقيلَ: هُوَ أُنْبُوبُ مَا بَيْنَ كُلِّ عُقْدَتَيْنِ. وَقيل: هُوَ طَرَفُ الأُنْبُوبِ النّاشِزُ، وجمعُه: كُعُوبٌ، وكِعَابٌ. أَنشد ابْنُ الأَعْرابِيِّ:
وأَلْقَى نَفْسَهُ وهَوَيْنَ رَهْواً
يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ كالكِعابِ
يَعْنِي: أَنَّ بعضَها يَتلُو بَعْضًا، ككِعَابِ الرُّمْح. ورُمْحٌ بكَعْبٍ واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوبِ، لَيْسَ لَهُ كَعْبٌ أَغْلَظُ من آخَرَ. قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يصفُ قَنَاةً مستويةَ الكُعُوبِ:
تَقَاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّهُ
يَدَاكَ إِذَا مَا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ
(و) من الْمجَاز: الكَعْبُ: (الكُــتْلَةُ من السَّمْن) .
(و) الكَعْب أَيضاً: (قَدْرُ صُبَّةِ) بالضَّمّ (من اللَّبَنِ) والسَّمْنِ، وَمِنْه قولُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكرِبَ قَالَ: نَزَلْتُ بقومٍ فأَتَوْنِي بقَوْسٍ وثَوْرٍ وكَعْبٍ وتِبْنٍ فِيهِ لَبَنٌ. فالقَوْسُ: مَا يَبْقَى فِي أَصْل الجُلَّةِ من التَّمْر. والثَّوْرُ: الكُــتْلَةُ من الأَقِطِ. والكَعْبُ: الصُّبَّةُ من السَّمْنِ. والتِّبْنُ: القَدَحُ الْكَبِير. وَفِي حَدِيث عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (إِنْ كانَ لَيُهْدَى لَنَا القِنَاعُ فِيهِ كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ بِهِ) ، أَي: قِطْعَةٌ من الدُّهْن والسَّمْنِ.
(و) الكَعْبُ: (اصْطِلاحٌ لِلْحِسابِ) هُوَ أَنْ يُضْرَبَ عَدَدٌ فِي مثلِه، ثمَّ يُضْرَبُ مَا ارْتَفع فِي الْعدَد الأَوّل، فَمَا بلَغَ، فَهُوَ المُكَعَّبُ. والمالُ، وَالْعدَد الأَوّلُ: هُوَ الكَعْبُ، مثل أَنْ تَضْرِبَ ثَلَاثَة فِي ثَلَاثَة، فيبلُغَ تِسْعَة، ثمَّ تضربَ التِّسعَةَ فِي ثَلَاثَة فيبلُغَ سَبْعَة وعشرينَ، فالكَعْبُ ثلاثةٌ، والمُكَعَّبُ وَالْمَال سبعةٌ وعِشْرُونَ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) من الْمجَاز: الكَعْبُ بِمَعْنى (الشَّرَفِ والمَجْدِ) ، يُقَال: أَعلى اللَّهُ كَعْبَه، أَي: أَعلى جَدَّهُ. وَفِي حديثِ قَيْلَةَ: (واللَّهِ لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عالِياً) هُوَ دُعَاءٌ بالشَّرَف والعُلُوّ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: والأَصلُ فِيهِ كَعْبُ القَنَاةِ، وَهُوَ أُنبوبها وَمَا بينَ كُلِّ عُقْدَتَيْنِ مِنْهَا كَعْبٌ وكُلُّ شَيْءٍ عَلا وارتفعَ، فَهُوَ كَعْبٌ. ورَجُلٌ عالِي الكَعْبِ: يُوصف بالشَّرَف والظَّفَر، قَالَ:
لَمَّا عَلا كَعْبُكَ بِي عَلِيتُ
أَراد: لَمَّا أَعلانِي كَعْبُكَ.
(و) الكُعْبُ، (بالضَّمِّ: الثَّدْيُ) النّاهدُ.
(وكَعَّبتُهُ) أَي: الشَّيْءَ (تَكْعِيباً) : أَي (رَبَّعْته) .
(والكَعْبَةُ: البَيْتُ الحَرَامُ) ، مِنْهُ، (زادَهُ اللَّهُ تَشْرِيفاً) وتكريماً، لِتَكْعِيبِها أَي: تربِيعها، وَقَالُوا: كَعْبَةُ البيتِ، فأُضيف، كأَنّهم ذَهَبُوا بِكَعْبَتِهِ إِلى تَرَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبَةً لارْتِفَاعه وتَرَبُّعِهِ.
(و) الكَعْبَةُ: (الغُرْفَةُ) ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ لِتَرَبُّعِهَا أَيضاً.
(وكُلُّ بَيْتٍ مُرَبَّعٍ) ، فَهُوَ عندَ العربِ كَعْبَةٌ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و، وابْنِ الأَعْرَابِيّ: الكُعْبَةُ، (بالضَّمِّ: عُذْرَةُ الجارِيَةِ) أَي: بَكَارَتُهَا، وأَنشد:
أَرَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهُ
قد كانَ مَخْتُوماً فَفُضَّتْ كُعْبَتُهْ
وَفِي مُوازنةِ الآمِدِيّ: جارِيَةٌ كَعَابٌ أَي: بِكْرٌ.
(والكُعُوبُ) ، بالضمّ: (نُهُودُ ثَدْيِهَا) ، أَي: نُتُوُّهَا وارتفاعُها: قالُوا: وَهُوَ من خواصِّ النِّساءِ، لَا يتّصف بِهِ الرِّجَالُ، (كالتَّكْعِيب، والكِعابَة) بِالْكَسْرِ، على مَا فِي نسختنا، وضَبَطَهُ شيخُنا بِالْفَتْح، (والكُعُوبَة) ، بالضمّ.
(والفِعْلُ) مِنْهُ (كَضَرَبَ ونَصَرَ) يُقَال: كَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعِبُ ويَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتَّخفيف والتّشديد.
(وجاريةٌ كَعَابٌ كسَحَابٍ) هَكَذَا فِي نسختنا، وَسقط الضَّبطُ من نُسْخَة شيخِنا، (ومُكَعِّبٌ، كمُحَدِّثٍ) ، وَمِنْهُم من يُلْحِقُهُ الهاءَ، (وكاعِبٌ) كناهِدٍ وزنا وَمعنى، وَهُوَ الأَكثرُ وحُكِيَ كاعِبَةٌ. كَذَا فِي كنْزِ اللُّغَة، وجمعُ الأَخيرِ كَوَاعِبُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} (النبأ: 33) ، وكِعَابٌ، بِالْكَسْرِ، عَن ثَعْلَب؛ وأَنشدَ:
نَجِيبَةُ بَطَّالٍ لَدُن شَبَّ هَمُّهُ
لِعابُ الكِعَابِ والمُدامُ المُشَعْشَعُ
ذَكَّرَ المُدَامَ، لأَنّه عَنَى بِهِ الشَّرَابَ. وَفِي حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (فجثَتْ فتاةٌ كَعَابٌ على إِحْدَى رُكْبَتَيْها) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الكَعَابُ، بِالْفَتْح: المَرْأَةُ حِينَ يَبْدُو ثَدْيُهَا للنُّهُودِ.
وكَعَبَتِ الجاريةُ: تَكْعُبُ، وتَكْعِبُ. الأَخيرةُ عَن ثَعْلَب. وكَعَّبَتْ، بالتّشديد مثلُه.
(والإِكْعَاب: الإِسْراعُ) . أَكْعَبَ الرجُلُ. أَسرَعَ، وَقيل: هُوَ إِذا انْطَلَقَ وَلم يَلْتَفِتْ إِلى شيْء. وَقَالَ أَبو سعيدٍ: أَكْعَبَ الرَّجُلُ إِكْعاباً، وَهُوَ الّذِي يَنْطَلِقُ مُضَارّاً لَا يُبالِي مَا وراءَهُ، ومِثْلُهُ كَلَّلَ تَكْلِيلاً.
(و) من زِيَادَة المُصَنِّف: (الكُعْكُبَّة) ، بضمّ الكَافَيْنِ وَتَشْديد المُوَحَّدة. قَالَ شيخُنا: قيل: وزنُها فَعْفُلَّةٌ، وَهِي (النُّونَةُ من الشَّعر، وَهِي أَنْ تَجْعَل) المرأَةُ (شَعرَهَا أَرْبَعَ قَصائِبَ مضْفُورةً) مفتولَةً (وتُداخِلَ) هِيَ (بَعْضَهُنَّ فِي بَعْضٍ، فَيَعُدْنَ) أَي تِلْكَ الضَّفائرُ (كُعْكُبّاً) . (و) الكُعْكُبُّ: (ضَرْبٌ من المَشْطِ) بِالْفَتْح، (كالكُعْكُبِيَّةِ) بِزِيَادَة الياءِ، قيّد بِهِ الصاغانيّ.
(وثَدْيٌ مُكَعِّبٌ) كمُحَدِّثٍ، (ومُكَعَّبٌ) كمُعَظَّمٍ. كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي نسختنا، وَهُوَ ضبطُ الصّاغانيّ، وَفِي بَعْضهَا: كمُكْرَمٍ، وَهِي نادرةٌ (ومُتَكَعِّبٌ) بِزِيَادَة التّاءِ، أَي: (كاعِبٌ) وَقيل: التَّفْلِيكُ، ثُمّ النُّهُودُ، ثمَّ التَّكْعِيبُ.
(والمُكَعَّب) ، كمُعَظَّمٍ: (المَوْشِيُّ) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الشّينِ وَفِي نُسْخَة: ضَبطه كمُعَظَّمٍ، (مِنَ البُرُودِ والأَثْوَابِ) على هَيْأَةِ الكِعَاب، وَمِنْهُم من قَالَ المُكَعَّبُ المَوْشِيّ، وَلم يُخَصِّصْ بالأَثْوَاب وَلَا البُرُودِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ: فِيهِ وَشْيٌ مُرَبَّع.
(و) المُكَعَّبُ: (الثَّوْبُ المَطْوِيُّ الشَّدِيدُ الإِدْرَاجِ) فِي تَرْبيعٍ، وَمِنْهُم مَنْ لم يُقَيِّدْهُ بالتَّربيع، يُقَال: كَعَّبْتُ الثَّوْبَ تَكْعيباً.
(وبهاءٍ) ، يَعْنِي المُكَعَّبَةَ: (الدَّوْخَلَّةُ) بتشديدِ اللاّم، وَهِي الشَّوْغَرَةُ والوَشَخَةُ، وسيأْتي بيانُهما.
(والكَعْبانِ) : هما كَعْبُ (بْنُ كِلابٍ، و) كَعْبُ (بْنُ رَبِيعَةَ) بْنِ عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وَقَالَ شيخُنَا: اقتَصَرَ على نسبتِهما لجَدَّيْهِما، وهما كَعبُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وكَعْبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ.
(والكَعَبَاتُ) محرّكةً، (أَو ذُو الكَعَبَاتِ بَيْتٌ كَانَ لرَبيعةَ، كانُوا يَطوفون بِهِ) ، وَقد ذَكَره الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ فِي شِعْره فَقَالَ:
والبَيْتِ ذِي الكَعَبَاتِ مِن سِنْدادِ
(وكَعَبَ الإِنَاءَ) غَيْرُهُ، (كَمَنَعَ: ملأَهُ) ، ورَوَاهُ الصّاغانيُّ من بَاب التَّفْعِيلِ.
(و) كَعَبَ (الثَّدْيُ) من بَاب ضَرَبَ ونَصَرَ، وكَعَّبَ بالتَّشْدِيد: (نَهَدَ) ، أَي: نَتَأَ، واستدار، وارتفع كالكَعْبِ، وَلَا يَخفَى أَنّه تقدَّمَ الإِشارةُ إِليه فِي كلامِه، فذِكْرُه ثَانِيًا كالتَّكْرَارِ، ثُمّ إِنّ ذكره بعدَ كَعَبَ الإِناءَ، يَقْتَضِي أَن يكونَ كمَنَع أَيضاً، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ من بَاب الأَوّلِ والثّاني، ورُوِيَ فِيهِ التّشديدُ. وَقد قدَّمنا مَا يتعلَّقُ بِهِ.
(وذُو الكَعْبِ) : لَقَبُ (نُعَيْمِ بْنِ سُوَيْدِ) بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيّ.
(وكَعْبُ الحِبْرِ) ، بِكَسْر الحاءِ: تابِعيَ (م) ، وَهُوَ المَشْهُور بِكَعْبِ الأَحْبَار، ثَبَتَ ذكْرُه هُنَا فِي كثير من الأُصول المصحَّحة، وَسقط من بَعْضهَا، وإِنّما لُقِّب بِهِ لكَثرةِ عِلمه، وأَورَده بالإِفْرَاد، لاِءَنَّه اخْتِيَاره، ويأْتي لَهُ فِي (حَبَر) وَلَا تَقُل: (الأَحبار) أَي: بِالْجمعِ، قَالَه شيخُنا. وسيأْتي الكلامُ عَلَيْهِ فِي مَحلِّه.
وممّا لم يذكرهُ المُصَنِّف:
الكَعْبُ: العظمُ لكلّ ذِي أَرْبعٍ، وَفِي الفَرَس: مَا بينَ الوَظِيفَيْنِ والسّاقَيْنِ، وقيلَ: مَا بَيْنَ عَظْمِ الوَظِيفِ وعظْمِ السّاقِ، وَهُوَ النّاتِىءُ من خَلفه.
وكَعَّبَت كُبَّتَهَا: جَعَلَتْ لَهَا حُروفاً كالكُعُوب.
والمُكَعِّب: لَقَبُ بعضِ المُلُوكِ، لاِءَنَّهُ ضَرَبَ كَعَائِب الرُّؤوس.
وكَعَبَه كَعْباً: ضَرَبَه على يابِسٍ، كالرَّأْسِ ونَحْوِه.
وكَعَّبْتُ الشَّيْءَ تَكْعيباً: إِذا مَلأْتَهُ.
ووَجْهٌ مُكَعَّبٌ: إِذا كَانَ جَافيا، ناتئاً.
والعربُ تقولُ: جارِيَةٌ دَرْمَاءُ الكُعُوبِ، إِذا لم يكن لِرؤُوس عِظامِها حَجْمٌ، وذالك أَوثَرُ لَهَا، وأَنشدَ:
ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
والكِعَابُ فِي قَول الشّاعر:
رَأَيْتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ وكانُوا
من الشَّنَآنِ قد صارُوا كِعَابَا
قَالَ الفارسيّ: أَرادَ أَنّ آراءَهم تَفرّقت وتَضادَّتْ، فَكَانَ كلُّ ذِي رأْيٍ مِنْهُم قَبِيلاً على حِدَتِهِ، فلذالك قَالَ: صَارُوا كِعاباً.
وَفِي الأَساس: فِي الحَدِيث: (نَزَلَ القُرْآنُ بلسانِ الكَعْبَيْنِ) : كَعْبِ بْنِ لُؤَيَ من قُرَيْشٍ، وكَعْبِ بْنِ عَمْرٍ و، وَهُوَ أَبو خُزَاعَةَ، قَالَه أَبو عُبَيْد عَن ابْنِ عبّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا. قَالَ شيخُنا: وَنَقله الجَلال فِي الإِتْقان والمُزْهِر.
وأَبُو مُكَعِّبٍ الأَسديُّ، مشدّد الْعين، من شعرائِهم، وَقيل: إِنّهُ أَبو مُكْعِتٍ، بتَخْفِيف الْعين وبالتَّاءِ الْمُثَنَّاة الفَوْقيّة وسيأْتي ذكره.
كَعْب
الجذر: ك ع ب

مثال: أَحَسَّ بألم في كعبه
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم، فالكعب هو العظم الناتئ عند ملتقى الساق والقدم، وفي كل قدم كعبان عن يمين ويسار.
المعنى: عظم مؤخَّر القدم، وهو أكبر عظامها

الصواب والرتبة: -أحسَّ بألم في عَقِبه [فصيحة]-أحسَّ بألم في كَعبه [صحيحة]
التعليق: أورد الوسيط كلمة «عَقِب» بمعنى عظم مؤخَّر القدم، وذكر أنها مجمعية، ويمكن تصحيح «كَعْب» بهذا المعنى بناء على وروده في المنجد، وقد ذكره الوسيط واعتبره من كلام العامة. ولكن مما يشفع لكلام العامة قول القدماء: «رجل عالي الكعب» عند وصفه بالشرف، والمعنى الحسّي لا يتحقق إلا إذا كان بمعنى «العقب».

تلتل

(تلتل) : التُّلاتِلُ: القَصِيرُ.

تلتل


تَلْتَلَ
a. Moved, shook.
b. Drove.

تَلْــتَلَةa. Nonsense; prattle.
[تلتل] فيه: أتى بشارب فقال: "تلتلوه" هو أن يحرك ويستنكه ليعلم هل شرب وهو في الأصل السوق بعنف.
(تلتل)
سَار شَدِيدا وسَاق سوقا عنيفا وَالشَّيْء حركه بعنف وَفُلَانًا وَغَيره أقلقه وأزعجه
تلتل: تَلْــتَلَة، جمعها تَلاتِل: هذر، لغو (محيط المحيط).
تليليلي (تُلَيْتلي؟) قطع صغيرة من الاطرية يعجنها المغاربة بأيديهم وهي تشبه الاطرية الإيطالية (المعكرونة)، ويقول شيرب أنهم يأكلون تلتسي ( Tlitsli) مع الحساء أو مع القدير المتبل (اليخني).
تلتل
تلتلَ يُتلتِل، تلــتلةً، فهو مُتلتِل، والمفعول مُتلتَل
• تلتل الشَّيءَ: حرَّكه بعنف، زعزعه وزلزله. 

تلــتلة [مفرد]:
1 - مصدر تلتلَ.
2 - (لغ) كسر حرف المضارعة تبعا لإحدى اللهجات العربية. 

قَتَلَ 

(قَتَلَ) الْقَافُ وَالتَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِذْلَالٍ وَإِمَاتَةٍ. يُقَالُ: قَتَلَهُ قَتْلًا. وَالْقِــتْلَةُ: الْحَالُ يُقْتَلُ عَلَيْهَا. يُقَالُ قَتَلَهُ قِــتْلَةَ سُوءٍ. وَالْقَــتْلَةُ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَمَقَاتِلُ الْإِنْسَانِ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي إِذَا أُصِيبَتْ قَتَلَهُ ذَلِكَ. وَمِنْ ذَلِكَ: قَتَلْتُ الشَّيْءَ خُبْرًا وَعِلْمًا. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157] . [وَيُقَالُ: تَقَتَّلَتِ الْجَارِيَةُ لِلرَّجُلِ حَتَّى عَشِقَهَا، كَأَنَّهَا خَضَعَتْ لَهُ. قَالَ] :

تَقَتَّلَتْ لِي حَتَّى إِذَا مَا قَتَلْتِنِي ... تَنَسَّكْتِ، مَا هَذَا بِفِعْلِ النَّوَّاسِكِ وَأَقْتَلْتُ فُلَانًا: عَرَّضْتُهُ لِلْقَتْلِ. وَقَلْبٌ مُقَتَّلٌ، إِذَا قَتَلَهُ الْعِشْقُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكَ إِلَّا لِتَضْرِبِي ... بِسَهْمَيْكِ فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: يُقَالُ قُتِلَ الرَّجُلُ، فَإِنْ كَانَ مِنْ عِشْقٍ قِيلَ: اقْتُتِلَ، وَكَذَلِكَ إِذَا قَتَلَهُ الْجِنُّ: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذَا مَا امْرُؤٌ حَاوَلْنَ أَنْ يَقْتَتِلْنَهُ ... بِلَا إِحْنَةٍ بَيْنَ النُّفُوسِ وَلَا ذَحْلِ

وَقُتِلَتِ الْخَمْرُ بِالْمَاءِ، إِذَا مُزِجَتْ; وَهَذِهِ مِنْ حُسْنِ الِاسْتِعَارَةِ. قَالَ:

إِنَّ الَّتِي عَاطَيْتِنِي فَرَدَدْتُهَا ... قُتِلَتْ قُتِلْتَ فَهَاتِهَا لَمْ تُقْتَلِ

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَاسَ عَلَيْهِ بِلُطْفِ نَظَرٍ: الْقِتْلُ: الْعَدُوُّ، وَجَمْعُهُ أَقْتَالٌ. قَالَ:

وَاغْتِرَابِي عَنْ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ... فِي بِلَادٍ كَثِيرَةِ الْأَقْتَالِ

وَوَجْهُ قِيَاسِهِ أَنْ يَجْعَلَ الْقِتْلَ هُوَ الَّذِي يُقَاتِلُ كَالسِّبِّ الَّذِي [يُسَابُّ] . وَلَيْسَ هَذَا بِبَعِيدٍ. وَقَوْلُهُمْ: هُمَا قِتْلَانِ، أَيْ مَثَلَانِ، وَهُوَ مِنْ هَذَا. فَأَمَّا الْقَتَالُ فَيُقَالُ هِيَ النَّفْسُ، يُقَالُ: نَاقَةٌ ذَاتُ قَتَالٍ، إِذَا كَانَتْ وَثِيقَةً. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: هَذَا إِبْدَالٌ، وَالْأَصْلُ الْكَتَالُ. وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَجَمُّعِ الْجِسْمِ، يُقَالُ: تَكَتَّلَ الشَّيْءُ، إِذَا تَجَمَّعَ. وَهَذَا وَجْهٌ جَيِّدٌ. 

ضهل

[ضهل] فيه: أنشأت تطلها وتضهلها"، أي تعطيها شيئًا قليلًا من الماء الضهل وهو القليل، من ضهلته؛ وقيل: أي تردها إلى أهلها، من ضهلت إليه إذا رجعت إليه.

ضهل


ضَهَلَ(n. ac. ضَهْل
ضُهُوْل)
a. Was collected.
b. Had but little milk (sheep).
c. Was small in quantity.
d. Gave little to; defrauded, cheated.
e. [Ila], Came, returned to.
أَضْهَلَa. Began to ripen (palm-tree).
ضَهْلa. Milk in a vessel, &c.

ضَاْهِلَةa. Shallow (spring).
ضَهُوْل
(pl.
ضُهُل)
a. Poor, yielding little.
(ضهل)
اللَّبن وَنَحْوه ضهلا وضهولا اجْتمع شَيْئا فَشَيْئًا وَالشرَاب قل ورق وَالشَّاة وَنَحْوهَا قل لَبنهَا والظل فَاء وتناقص وَإِلَيْهِ رَجَعَ وَيُقَال ضهل إِلَيْهِ خبر وَقع وَفُلَانًا حَقه ضهلا نَقصه إِيَّاه أَو دَفعه إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا
ضهل ضَهَلَتِ الناقَةُ: قَلَّ لَبَنُها، فهي ضَهُوْلٌ، وإنَّها لَضُهْلٌ بُهْلٌ. وأعْطَيْتُه ضَهْلَةً من مالٍ: أي عَطِيَّةً نَزْرَةً. وضَهَلَ الشَّرَابُ: قَلَّ ورَقًّ. وجَمًّةٌ ضاهِلَةٌ: نَزْرَةُ الماءِ. وهل ضَهَلَ اليكم خَيْرٌ: أي وَقَعَ. وما ضَهَلَ منه خَيْرٌ: أي لم يَخْرُجْ منه خَيْرٌ. وضَهَلْتُ إليه رَجَعْت. وضَهَلَتِ الأرْضُ: أنْبَتَتْ شَيْئاً مُسْتَكْرَهاً بَعْدَ الرَّعْيِ. واسْتَضْهَلْتُ الخَيْرَ: أي اسْتَوْحَيْتُ ما أمْكَنَني منه. وأضْهَلَتِ النَّخْلَةُ إضْهَالاً: أبْصَرْتَ فيها الرُّطَبَ. والضَّهُوْلُ من النَّعًام: البَيُوْضُ. والرَّجُوْعُ إلى وَلَدِها.
[ضهل] الأصمعي: ضَهَلَ إليه، أي رجَع على غير وجه المقاتَلة والمغالَبة. وضَهَلَهُ، أي دفَعَ إليه قليلاً قليلاً. وأعطيته ضَهْلَةً من مال، أي نَزْراً. وعطيّةٌ ضَهْلَةٌ، أي نزرةٌ. وضَهَلَ الشَرابُ: قلّ ورقّ. ويقال: هل ضَهَلَ إليكم خبرٌ؟ أي وقَع. والضَهْلُ: الماء القليل، مثل الضَحْلِ. وبئرٌ ضَهولٌ، إذا كان يخرج ماؤها قليلا قليلا. وشاةٌ ضَهولٌ: قليلةُ اللبن، وقد ضَهَلَتْ. وجَمَّةٌ ضاهِلَةٌ: قليلة الماء. وأَضْهَلَتِ النخلةُ، أي أرطبَتْ. وقد قالوا: أَضْهَلَ البسرُ إذا بدا فيه الارطاب.
(ض هـ ل)

ضَهَلَ اللَّبن يَضْهَل ضُهولاً: اجْتمع، وَاسم اللَّبن الضَّهْلُ، وَقيل: كل مَا اجْتمع مِنْهُ شَيْء بعد شَيْء كَانَ لَبَنًا أَو غَيره فقد ضَهَلَ يَضْهَل ضَهْلاَ وضُهولاً، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وضَهِلَت النَّاقة وَالشَّاة فَهِيَ ضَهُولٌ: قل لَبنهَا، وَالْجمع ضَهْلٌ، وَقَالُوا: إِنَّهَا لَضُهْلٌ بُهْلٌ مَا يشد لَهَا صرار، وَلَا يرْوى لَهَا حوار.

والضَّهْل: المَاء الْقَلِيل.

وبئر ضَهولٌ: قَليلَة المَاء.

وَعين ضاهِلَةٌ: نزرة المَاء، وَكَذَلِكَ حَمَّةٌ ضاهِلَة.

وضَهَلَ السراب: قل ورق ونزر.

وَأَعْطَاهُ ضَهْلَةً من مَال: أَي عَطِيَّة نزرة.

وضَهَلَه حَقه: نَقصه إِيَّاه أَو أبْطلهُ عَلَيْهِ، من الضَّهْلِ، وَهُوَ المَاء الْقَلِيل، كَمَا قَالُوا: أحبَضَه، إِذا نَقصه حَقه وأبطله، من قَوْلهم: حَبَضَ مَاء الرَّكية يَحْبِض، إِذا نقص.

وأضْهَلَ النّخل إِذا أَبْصرت فِيهِ الرطب.

وضَهَلَ إِلَيْهِ يَضْهَل ضَهْلاً: رَجَعَ، وَقيل: هُوَ أَن يرجع إِلَيْهِ على غير وَجه الْقِتَال والمغالبة.

وَفُلَان تَضْهَل إِلَيْهِ الْأُمُور: ترجع.

ضهل: ضَهَلَ اللَّبَنُ يَضْهَلُ ضُهُولاً: اجتمع، واسم اللبن الضَّهْل،

وقيل كُلُّ ما اجتمع منه شيء بعد شيء كان لَبناً أَو غيرَه، فقد ضَهَلَ

يَضْهَلُ ضَهْلاً وضُهُولاً؛ حكاه ابن الأَعرابي: وضَهَلَتِ الناقةُ

والشاةُ فهي ضَهُولٌ: قَلَّ لبَنُها، والجمع ضُهُولٌ. وشاةٌ ضَهُولٌ: قليلة

اللبن. وناقةٌ ضَهُولٌ: يخرج لبنها قليلاً قليلاً. ويقال: إِنَّها لضُهْلٌ

بُهْلٌ ما يُشَدُّ لها صِرار ولا يَرْوَى لها حُوار؛ قال ذو الرمة:

بها كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ

ضَهُولٍ، ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب

الخَوَّار: ثَوْرٌ يَجُوزُ أَي يَجْأَرُ، والصَّعْلة: النَّعامة. ويقال:

ضَهَل الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولاً؛ قال ذو الرمة:

أَفْياءً بَطِيئاً ضُهُولُها

وقول ذي الرمة:

إِلى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ

ضَهُول: من نعت النعامة أَنَّها ترجع إِلى بَيْضِها. أَبو زيد:

الضَّهْلُ ما ضَهَلَ في السِّقاء من اللبن أَي اجتمع. والضَّهْلُ: الماء القليل

مثل الضَّحْل. وبِئْرٌ ضَهُولٌ: قليلة الماء. وعَيْنٌ ضاهِلةٌ: نَزْرة

الماء، وكذلك حَمَّه ضاهِلَةٌ؛ وقال رؤبة:

يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا

وضَهَلَ ماءُ البئر يَضْهَل ضَهْلاً إِذا اجتمع شيئاً بعد شيء، وهو

الضَّهْلُ والضَّهُول. وضَهَلَه يَضْهَله أَي دفع إِليه شيئاً قليلاً من

الماء الضَّهْل. وعَطِيَّةٌ ضَهْلةٌ أَي نَزْرة. ويقال: هل ضَهَلَ إِليك

خَيْرٌ أَي وَقَع. وبئر ضَهُولٌ إِذا يخرج ماؤها قليلاً قليلاً. وضَهَل

الشَّرابُ: قَلَّ وَرَقَّ ونَزُرَ، وضَحَلَ صار كالضَّحْضاح، وأَعطاه ضَحْلةً

من مال أَي عَطِيَّةً نَزْرةً. وضَهَلَه حقَّه: نَقَصَه إِياه أَو

أَبْطَلَه عليه، من الضَّهْل وهو الماء القليل، كما قالوا أَحْبَضَه إِذا

نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله، من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا

نَقَصَ. وقال يحيى بن يَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها في

حَقِّها: أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها

وتَضْهَلُها؛ وروى الأَزهري في تفسير تَضْهَلُها قال: تُمَصِّر عليها العَطاء،

أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها يخرج من جَوانبها، وغُرْزُ الماء إِذا

نَبَع من قَرارِها. وقال المبرد في قوله تَطُلُّها: أَي تسعى في بطلان

حقها، أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول، وشَكْرُها فَرْجُها؛ قال الشاعر:

صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها

أَي عَفِيفة الفَرْج، وقيل في قوله تَضْهَلُها: تَرُدُّها إِلى أَهْلها

وتخرجها، من قولك ضَهَلْت إِلى فلان إِذا رَجَعت إِليه. وهل ضَهَلَ إِليك

من مالك شيءٌ أَي هل عاد، وقيل: تَضْهَلُها أَي تَعْطِيها شيئاً قليلاً.

وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره واستفاد مالاً قليلاً. قال أَبو عمرو:

الضَّهْلُ المال القليل. أَبو زيد: يقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَي ما

اجتمع عندك منه. اللحياني: يقال قد أَضْهَلْت إِلى فلان مالاً أَي

صَيَّرته إِليه. وأَضْهَل النخلُ إِذا أَبصرت فيه الرُّطَب. وأَضْهَلَ

البُسْرُ إِذا بدا فيه الإِرْطاب. وضَهَلَ إِليه يَضْهَل ضَهْلاً: رَجَع، وقيل:

هو أَن يرجع إِليه على غير وجه القِتال والمُغالَبة. وفلان تَضْهَل إِليه

الأُمورُ أَي تَرْجِع.

ضهـل
ضَهَلَ اللَّبَنُ، كمَنَعَ، يَضْهَلُ ضُهُولاً، بالضَّمِّ: اجْتَمَعَ، واسْمُ اللَّبَنِ: الضَّهْلُ، بالفتحِ، أَو كُلُّ مَا اجْتَمَعَ منهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ، كانَ لَبَناً أَو غيرَهُ، فقد ضَهَلَ، كمَنَعَ، يَضْهَلُ، ضَهْلاً، وضُهُولاً، حَكاهُ ابْن الأَعْرابِيِّ. وضَهَلَتِ النَّاقَةُ، والشَّاةُ: قَلَّ لَبَنُها، فَهِيَ ضَهُولٌ، ج: ضُهُلٌ، ككُتُبٍ، يُقالُ: شَاةٌ ضَهُولٌ، أَي قَلِيلَةُ اللَّبَنِ، ونَاقَةٌ ضَهُولٌ، يَخْرُجُ لَبَنُها قَلِيلاً قَلِيلاً، ويُقالُ: إِنَّها لَضُهْلٌ بُهْلٌ، لَا يُشَدُّ لَهَا صِرَارٌ، وَلَا يَرْوَى لَهَا حُوَارٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (بِها كُلُّ خَوَّارٍ إِلَى كُلِّ صَعْلَةٍ ... ضَهُولٍ وَرَفْضُ المُذْرِعَاتِ القَراهِبِ)
وضَهَلَ الشَّرابُ: قَلَّ ورَقَّ، كَما فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُهُ: ونَزَرَ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَهَلَ إلَيْهِ: رَجَعَ على غَيْرِ وَجْهِ المُقاتَلَةِ والمُغَالَبَةِ، كَما فِي الصِّحاحِ والعُبابِ. وضَهَلَ فُلاناً حَقَّهُ، إِذا نَقَصَهُ إياهُ، مِنَ الضَّهْلِ، كَما قالُوا: أَحْبَضَهُ، إِذا نَقَصَهُ حَقَّهُ، مِنْ قَوْلهِمْ: حَبَضَ ماءُ الرَّكِيَّةِ، يَحْبِضُ، إِذا نَقَصَ، وقيلَ: أَبْطَلَهُ عَلَيْهِ، مِنَ الضَّهْلِ، بالفتحِ، لِلْمَاءِ الْقَلِيلِ كالضِّحْلِ، وَفِي حديثِ يحيى بنِ يَعْمُرَ: أَنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ خاصَمَتْهُ امْرَأَتُهُ، فمَاطَلها فِي حَقِّها: أَأنْ سَأَلَتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وشَبْرِكَ، أَنْشَأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها. أَي تُمَصِّرُ عليْها الْعَطاءَ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، أَو تَسْعَى فِي بُطْلاَنِ حَقِّها، قالَهُ المُبَرِّدُ، أَو تَرَدُّها إِلَى أَهْلِها وتُخْرِجُها. والضُّهُولُ، كَصَبُورٍ مِنَ النَّعامِ: الْبَيُوضُ، وبِهِ فُسِّرََ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السَّابِقُ، والمَعْنَى أَنَّها تَرْجِعُ إِلى بَيْضِها. وبِئْرٌ ضَهُولٌ أَيْضا، أَي كصَبُورٍ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ، وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ يَخْرُجُ ماؤُها قَلِيلاً قَلِيلاً. وعَيْنٌ ضَاَهِلَةٌ، كذلكَ، أَي نَزْرَةُ الْمَاءِ،)
وَكَذَلِكَ: حَمَّةٌ ضَاهِلَةٌ، وقالَ رُؤْبَةَ: يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّوَاهِلاَ وأَضْهَلَ النَّخْلُ: ظَهَرَ رُطَبُهُ، وَفِي الصِّحاح: أَضْهِلَتِ النَّخْلَةُ: أَرْطَبَتْ، وَقد قالُوا: أَضْهَلَ الْبُسْرُ، إِذا بَدَا فِيهِ الإِرْطَابُ. وأَعْطَاهُ مِنْ مالٍ: أَي عَطِيَّةً نَزْرَةً، أَي قَلِيلَةً. واسْتَضْهَلَ الْخَبَرَ: اسْتَوْحَى مِنْهُ مَا أَمْكَنَهُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ضَهَلَ الظِّلُّ ضُهُولاً: رَجَعَ. وضَهَلَ ماءُ البِئْرِ، ضَهْلاً، وضُهُولاً: إِذا اجْتَمَعَ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ. وضَهَلَهُ، ضَهْلاً: دَعَفَ إِلَيْهِ شَيْئاً قَلِيلاً، مِنَ الماءِ الضَّهْلِ. ويُقالُ: هَل ضَهَلَ إِلَيْكَ خَبَرٌ أَي وَقَعَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الضَّهْلُ: الماءُ القَلِيلُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَا ضَهَلَ عندَكَ مِنَ المَاء، أَي مَا اجْتَمَعَ عندَكَ مِنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: يقالُ: قد أَضْهَلْتُ إِلى فُلانٍ مَالاً، أَي صَيَّرْتُهُ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: ضَهِيَلَ فُلاَنٌ، إِذا طَالَ سَفَرُهُ، واسْتَفَادَ مَالاً قَلِيلاً. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: تَضَهَّلْتُ إِلى فُلانٍ، إِذا رَجَعْتُ إِلَيْهِ على غَيْرِ وَجْهِ المُقاتَلَةِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.