Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تعجل

تَعَجَّل في

تَعَجَّل في
الجذر: ع ج ل

مثال: تَعَجَّلَ في السَّفَر
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الفعل بحرف الجر «في»، وهو يتعدّى بنفسه.

الصواب والرتبة: -تَعَجَّل السَّفَرَ [فصيحة]-تَعَجَّل في السَّفَر [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم تعدية هذا الفعل بنفسه، ويصح كذلك تعديته بـ «في» اعتمادًا على قول المصباح: «وتعجّل واســتعجل في أمره كذلك». وقد سمع كذلك متعديًا بالباء، كقول ابن عبد ربّه: «لايــتعجل بالدواء حتى يقع على معرفة الداء».

تَعَجَّل بـ

تَعَجَّل بـ
الجذر: ع ج ل

مثال: تَعَجَّلَ بالأمر
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدِّي الفعل «تَعَجَّل» بحرف الجرّ «الباء»، وهو متعدٍّ بنفسه.

الصواب والرتبة: -تَعَجَّلَ الأمرَ [فصيحة]-تَعَجَّلَ بالأمر [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل «تَعَجَّلَ» متعديًا بنفسه، وَوَرَد فيها أيضًا استعمال «تَعَجَّلَ» بمعنى «اســتعجل»، وقد ورد الفعل «اســتعجل» متعديًا بـ «الباء» في قوله تعالى: {وَيَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} الرعد/6؛ ومن ثمّ يصح تعدية «تَعَجَّل» بالباء مثله (وانظر: تعجل في).

بلغة المستعجل، في التاريخ

بلغة المســتعجل، في التاريخ
للشيخ، الإمام، أبي عبد الله: محمد بن فرج بن عبد الله بن أبي نصر الحميدي، الأندلسي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
مختصر.
أوله: (الحمد لله حق حمده... الخ).
ذكر فيه: الوقائع من أول الإسلام، إلى زمان المسترشد إجمالا.

عجل

ع ج ل: (الْعِجْلُ) وَلَدُ الْبَقَرَةِ وَكَذَا (الْعِجَّوْلُ) وَالْجَمْعُ (الْعَجَاجِيلُ) وَالْأُنْثَى (عِجْلَةٌ) . وَبَقَرَةٌ (مُعْجِلٌ) ذَاتُ عِجْلٍ. وَ (الْعَجَلَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّتِي يَجُرُّهَا الثَّوْرُ وَالْجَمْعُ (عَجَلٌ) وَ (أَعْجَالٌ) . وَ (الْعَجَلُ) وَ (الْعَجَلَةُ) ضِدُّ الْبُطْءِ وَقَدْ (عَجِلَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (عَجَلَةً) أَيْضًا. وَرَجُلٌ (عَجِلٌ) وَ (عَجُلٌ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَ (عَجُولٌ) وَ (عَجْلَانُ) وَامْرَأَةٌ (عَجْلَى) وَنِسْوَةٌ (عَجَالَى) وَ (عِجَالٌ) أَيْضًا. وَ (الْعَاجِلُ) وَ (الْعَاجِلَةُ) ضِدُّ الْآجِلِ وَالْآجِلَةِ. وَ (عَاجَلَهُ) بِذَنْبِهِ إِذَا أَخَذَهُ بِهِ وَلَمْ يُمْهِلْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 150] أَيْ أَسَبَقْتُمْ. وَتَقُولُ: (أَعْجَلَهُ) وَ (عَجَّلَهُ تَعْجِيلًا) أَيِ اسْتَحَثَّهُ. وَ (تَعَجَّلَ) مِنَ الْكِرَاءِ كَذَا. وَ (عَجَّلَ) لَهُ مِنَ الثَّمَنِ كَذَا (تَعْجِيلًا) أَيْ قَدَّمَ. وَ (اسْــتَعْجَلَــهُ) طَلَبَ عَجَلَتَهُ. وَكَذَا إِذَا تَقَدَّمَهُ. 
ع ج ل : عَجِلَ عَجَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَعَجَلَةً أَسْرَعَ وَحَضَرَ فَهُوَ عَاجِلٌ وَمِنْهُ الْعَاجِلَةُ لِلسَّاعَةِ الْحَاضِرَةِ وَسُمِعَ عَجْلَانُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَسُمِّيَ بِهِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ وَالْمَرْأَةُ عَجْلَى وَــتَعَجَّلَ وَاسْــتَعْجَلَ فِي أَمْرِهِ كَذَلِكَ وَأَعْجَلْتُهُ بِالْأَلِفِ حَمَلْتُهُ عَلَى أَنْ يَعْجَلَ وَعَجِلْتُ إلَى الشَّيْءِ سَبَقْتُ إلَيْهِ فَأَنَا عَجِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَاب التَّوْسِعَةِ وقَوْله تَعَالَى {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] هُوَ عَلَى الْقَلْبِ وَالْمَعْنَى خُلِقَ الْعَجَلُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَعَجَّلْتُ إلَيْهِ الْمَالَ أَسْرَعْتُ إلَيْهِ بِحُضُورِهِ فَــتَعَجَّلَــهُ فَأَخَذَهُ بِسُرْعَةٍ.

وَالْعِجْلُ وَلَدُ الْبَقَرَةِ مَا دَامَ لَهُ شَهْرٌ وَبَعْدَهُ يَنْتَقِلُ عَنْهُ الِاسْمُ وَالْأُنْثَى عِجْلَةٌ وَالْجَمْع عُجُولٌ وَعِجَلَةٌ مِثْلُ عِنَبَةٍ وَبَقَرَةٌ مُعْجِلٌ ذَاتُ عِجْلٍ كَمَا يُقَالُ امْرَأَةٌ مُرْضِعٌ ذَاتُ رَضِيعٍ وَالْعَجَلَةُ خَشَبٌ يُحْمَلُ عَلَيْهَا وَالْجَمْعُ عَجَلٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. 

عجل


عَجِلَ(n. ac. عَجَل
عَجَلَة)
a. Hastened, hurried, sped along; was expeditious.
b. [Bi & Ila], Hurried with, brought.... to.
عَجَّلَa. see I (a)b. Urged, hurried on; hastened, accelerated
quickened.
c. Overtook; outstripped.
d. Sent in advance.
e. [La], Paid in advance.
f. [La], Offered food to.
عَاْجَلَ
a. [Bi], Was quick about; was hasty, overhasty with.
b. Vied in haste with.
c. [Bi], Punished for.
أَعْجَلَa. see II (b) (c), (d).
تَعَجَّلَa. see I (a)b. [Fī], Was hasty over, was quick about, dispatched.
c. Hurried, pressed on.

إِسْــتَعْجَلَa. see II (b) (c) & V (b).
عَجْلَىa. fem. of
عَاْجِل
عِجْل
(pl.
عِجَاْل
عُجُوْل
27)
a. Calf.

عِجْلَة
(pl.
عِجَل
عِجَاْل)
a. Cowcalf; heifer.

عُجْلَةa. Food &c. prepared in haste.

عَجَلa. Haste, hurry; quickness; dispatch, promptness
expeditiousness.

عَجَلَةa. see 4b. (pl.
عَجَل
عِجَاْل
23), Cart.
c. Wheel; water-wheel; pulley. —
عَجِل عَجُلsee 21
أَعْجَلُa. Quicker.

عَاْجِلa. Quick, hasty, speedy, prompt, expeditious;
diligent.

عَاْجِلَة
a. [art.], The present world.
عُجَاْلَةa. see 3t
عَجِيْل
(pl.
عِجَاْل)
a. see 21
عَجُوْل
(pl.
عُجُل)
a. see 21b. [art.], Death.
عَجْلَاْنُ
(pl.
عَجَاْلَى)
a. see 21
مِعْجَاْل
(pl.
مَعَاْجِيْلُ).
a. Overhasty.
b. Quicklyripening (palm-tree).
N. Ag.
عَجَّلَa. see 45
N. Ag.
أَعْجَلَa. see 45
مُسْــتَعْجِلَــة
a. Short (road).
عَاجِلًا
a. Quickly, speedily; soon.

عُجَيْلَة عُجَيْلَى
a. Quick walk, rapid pace.

آجِلًا أَوْ عَاجِلًا
a. Sooner or later.
عجل
العَجَلُ والعَجَلة: واحد، ورَجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ، وأعجلته واسْــتعجَلــتُه وتَعجلْــتُه، وهو عَجلان، وقوم عًجَالى وعِجَال. والعَجَالُ: الإبل. والعَجَلُ: عَجَلُ الثيْران، والواحِدُ عَجلَةٌ، وتجْمَع على الأعْجَال. والعَجَلُ: الطيْنُ والحَمْأة.
والعَجَلَةُ: درَجَةٌ من خَشَبِ النخْل. والعَجَلَةُ: المْجَنُوْنُ. والإدَاوَةُ الصَّغيرةُ أو المَزَادةُ أو المِطْهَرَةُ والعَجُوْلُ: الوَالِهُ الثكْلى من الإبلوالناس.
والعَاجِلُ: نَقِيْضُ الآجِل، تقول: عجل وأجلْ. والدنْيا: العَاجِلَةُ. والعُجْلُ والعُجْلَةُ والعُجَالَةُ: ما يَــتَعًجَلُــه قبلَ الغَداء أو إدْراكِ الطعام. وإعْجَالَةُ الرّاعي من اللَبَن: ما يَــتَعجلُــهُ لنفسِه قبلَ حَلْبِ الجَميْع. والعِجْلُ: ولَدُ البَقَرة، وفي لُغَةٍ: عجوْلٌ. وقد يَجيء ذلك في الشِّعْر نَعْتَاَ للإبل السرَاع والقَوائم الخِفَافِ. وبَقَرَةٌ مُعْجِلٌ: مَعَها عِجْلُها، والعُجُوْلَةُ والعِجَلةُ: جَمْعُ عِجْل.
وعِجْل بنُ لُجَيْم: يُضْرَبُ به المَثَل في الحُمْق. والمَعَاجِيْلُ من الطُّرق: شُعَبٌ يَتَشَعَبُ منها، الواحِدُ مِعْجَالٌ. والعُجّالُ والعِجّوْلَةُ والعُجَالُ: جُمْعَةٌ من التَّمْر عُجِنَ بالسَّمْن.
وكذلك عَجَاجِيْلُ الأقِطِ لما يَجْعَلونَها طِوالاً كَغِلَظِ الكَفِّ، واحِدُها عِجّوْلٌ وعُجّالٌ، يُقال: عجَّلْتُ أقِطي عَجَاجِيْلَ وتَعَجَّلْــتُها. والعُجَيْلى: ضَرْبٌ من المَشْي. وأم عَجْلاَنَ: طائر أسْوَدُ يُكْثِرُ تَحْريكَ ذَنَبِه.
والمُعجلُ: الذي يَحْلُبُ الإبلفَيُعْجِله إلى أهْل الماء قبلَ ورودِ الإبل. وكذلك كُل مَنْ عَمِلَ شيئاً قبلَ وقتِه. والمُعْجِلَةُ: التي تَثِبُ ساعَةَ يُغْتَرَز في غَرْزِها. ومن أمْثالِهم فى التجَلُّدِ وصحة الجِسْم: " ليتَني وفُلاناً يُفْعَلُ بنا كذا حتى يموتَ الأعْجَلُ ".
(ع ج ل) : (الْعِجْلُ) مِنْ أَوْلَادِ الْبَقَرِ حِينَ تَضَعُهُ أُمُّهُ إلَى شَهْرٍ وَالْجَمْعُ عِجَلَةٌ (وَأَمَّا الْعِجَالُ) فِي جَمْعِهِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ (وَالْعُجُولُ) مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ عَجَاجِيلُ (وَالْعَجَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ عَجَلَةٍ وَهُوَ مَا يُؤَلِّفُ مِثْلَ الْمِحَفَّةِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْأَثْقَالُ (وَعَجِلَ) أَسْرَعَ عَجَلًا وَعَجَلَةً وَهُوَ عَجْلَانُ أَيْ مُسْــتَعْجِلٌ (وَمِنْهُ) لَا تُبَايِعُوا الدِّرْهَمَيْنِ بِالدِّرْهَمِ فَإِنَّهُ رِبَا الْعَجْلَانِ (وَبِهِ سُمِّيَتْ) الْقَبِيلَةُ الْمَنْسُوبُ إلَيْهَا عُوَيْمِرٌ الْعَجْلَانِيُّ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ آيَةُ اللِّعَانِ (وَأَعْجَلَهُ) حَمَلَهُ عَلَى أَنْ يَعْجَلَ (وَقَوْلُهُمْ) أَعْجَلْتُهُ عَنْ اسْتِلَالِ سَيْفِهِ مَعْنَاهُ عَجِلْتُ بِهِ وَأَزْعَجْتُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَنْ يَسْتَلَّ سَيْفَهُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ رَأَى صَيْدًا فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَعَجِلَ عَنْ حَرْبَتِهِ أَوْ سَوْطِهِ سَهْوٌ إنَّمَا الصَّوَابُ وَأُعْجِلَ بِالْأَلِفِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَقَوْلُهُ هَلَاكُ الْمَالِ أَعْجَلَهُ عَنْ أَدَائِهَا أَيْ مَنَعَهُ عَنْ أَدَاءِ الزَّكَاةِ تَوَسُّعٌ (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَتْ لِأَبِي نَخْلٌ تُعْجِلُ أَيْ تُدْرَكُ ثَمَرُهَا قَبْلَ إنَاهُ (وَعَجَّلَهُ) مِنْ الْكِرَاءِ كَذَا فَــتَعَجَّلَــهُ أَيْ أَعْطَاهُ إيَّاهُ عَاجِلًا فَأَخَذَهُ وَمِنْهُ تَعَجَّلَ مِنْ الْمُسْلَمِ إلَيْهِ فَضْلَ دِرْهَمٍ (وَأَمَّا) قَوْلُهُ فِي الْإِجَارَاتِ ضَرَبَ لَهُ أَجَلًا وَــتَعَجَّلَ لَهُ الثَّمَنَ فَالصَّوَابُ عَجَّلَ لِأَنَّ الْمُرَادَ الْإِعْطَاءُ لَا الْأَخْذُ (وَقَوْلُهُ) وَقَدْ يَتَقَدَّم الْإِدْرَاكُ إذَا تَعَجَّلَ الْحُرُّ أَيْ أَتَى عَاجِلًا مِنْ تَعَجَّلَ فِي الْأَمْرِ وَاسْــتَعْجَلَ بِمَعْنَى عَجِلَ.
عجل: عجل ب: أسرع ب. نقل بسرعة وعجلة. (معجم بدرون).
عَجَّل (بالتشديد): عجَّل عليهم في أثمانها حيان- بسام 3: 141 و): قدّم لهم أثمانها.
عَجَّل: أسرع في العمل. وفي كليلة ودمنة (ص226): يعجل الانصراف عنه: حاد عنه، يسرع في الانصراف عنه (بوشر).
عَجَّل هلاكه: أسرع بقتله وتخلص منه (بوشر).
ويقال أيضاً: عجَّل عليه (عباد: 258).
عجَّل به: قدّمه بسرعة. وفي طرائف فريتاج (ص53) عجلَّ له به. وفي طرائف دي ساسي (1: 13): أنا جائع فعَجّل لي بشيء.
عجّل على فلان ب. ففي ألف ليلة (1: 45).
عَجَّل عليّ ببث الحديث، أي قصّ عليّ هذا بسرعة عجّل عليه بقضاء أمره: أرسله وأمره بقضاء حاجته بسرعة.
عاجل فلاناً: أسرع في السير نحوه. ففي النويري (الأندلسي ص439): استولى الثائر على اشبيلية وعاجله عبد الرحمن فحصره بها.
عاجل فلاناً: قبض عليه بسرعة. ففي النويري (الأندلسي ص479) فاخرج من خُفه سكيناً. كالبرق فعوجل قبل أن يصنع شيئاً.
أعْجل. ما أعُجَلك! ما أسرعك لبلوغ اربك! (المقري 1: 585).
أعجله الأمر: حدث الأمر بأسرع مما كان يتصور (البكري ص170).
أعْجل عن لبس خُفَّيه: فوجئ واخذ على غرَّة قبل أن يجد من الوقت ما يلبس به خُفَّيه (حيان ص55 و).
اعجل فلانا: أفلت منه، أفلت من مطاردة عدّوه (عباد 1: 304، 3: 124).
تعجَّل: أسرع (هلو) يقال مثلاً: تعَّجل السَيَّرَ (حيان ص56 و).
تعجَّل الدائن: اســتعجل المدين واستحثه على دفع الدين (ابن بطوطة 3: 410) ويقال: تعجَّل عليه (تاريخ البربر 1: 568).
تعجَّل: دفع بسرعة أو تقدم بالدفع (معجم الطرائف).
اســتعجل: أسرع في العمل ففي حيان (ص55 ق): فاســتعجل اتباعُهم الهجوم على القصر بعد حين وقد ظنوا أن لا دافع لهم.
اســتعجل فلاناً ب: أمره أن يسرع بإحضار شيء واستحثه على ذلك (المقري 1: 171).
اســتعجل: بمعنى استحثه الغضب نقلها جان جاك شولتنز من كتاب الدميري (1: 275) طبعة بوشر.
عَجَل: عجلة، دولاب (هلو).
عَجَل: دولاب ذو قواديس (صفة مصر 12: 412).
عَجَلة: عربة نقل. وجمعها في معجم فوك عُجُول.
عَجَلة: قندق المدفع، جرّار المدفع (مونج ص291).
العَجَلة: الدبّ الأكبر، بنات نعش الكبرى (بوشر).
عِجْلة: فسرها ابن دريد ببقلة مستطيلة رايتْ.
عَجَّال: سائق عجلة (بوشر).
عَجَّال: قطيع من البقر اختلفت أربابه وراعيه واحد.
(محيط المحيط).
عِجَّولْ. وجمعها عجاجيل، ماشية، نِعم (ميهرن ص31).
أعجل: أسرع (انظر لين) وتجد مثالاً عند ملر (ص 109).
أعاجل: وردت في ديوان الهذليين (ص280 البيت الرابع).
استعْجِالة: ساع، بريد، (بوشر).
أرسل استعجالة: أبرق، أرسل رسالة مســتعجلــة (بوشر).
المســتعجلــة: انظر عن هذا النبات ابن البيطار (1: 182، 183،2: 184، 189، 517). وقد ارتكب سونثيمر كثيراً من الأخطاء في ترجمته هذه المادة. ويرى السيد لكليرك أنها نوع من السورنجان الوقتي.
[عجل] فيه: فأسندوا إليه في "عجلة" من نخل، هو أن ينقر الجذع ويجعل فيه شبه الدرج ليصعد فيه إلى الغرف وغيرها، وأصله خشبة معترضة على البئر والغرب معلق بها. ك: "بعجلة" يرقى عليها، بفتح مهملة وجيم الدرجة من النخل. نه: وفيه: ويحمل الراعي "العجالة" هي لبن يحمله الراعي من المرعى إلى أصحاب الغنم قبل أن تروح عليهم؛ الجوهري: هي الإعجالة والعجالة، بالضم ما تعجلــته. و"العجول" بفتح عين وضم جيم ركية بمكة. ك: ""لــتعجل" به" لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك. وح: لعلنا "أعجلناك"، أي عن فراغ حاجتك من الجماع. ومنه: إذا "أعجلت"- بضم همزة، وروى: عجلت- بضم عين وكسر جيم مخففة ومشددة. وإذا قدم العشاء- بضم قاف وكسر مشددة وفتح عين- فابدؤا به- أي بالعشاء- و"لا تعجلــوا"- بفتح فوقية وجيم، وقيل: بضم ففتح، وروى بضم وكسر ثالثه من الإعجال. وح: "عجلت" لنا طيباتنا، أي أصبنا ما كتب لنا من الطيبات في الدنيا؛ وهذا لمن شغل به عن الدين لا من يتقوى به على رواية العلم والعمل والشكر- ومر في خشينا من خ. ن: احتج به من يفضل الفقر بأنه يفوت في الآخرة بمقدار ما يناله من النعيم، وأجاب الآخرون بأنه في كفار حظهم في الدنيا. نه: وح: لا عليك "أن لا تعجلــي"، أي ليس عليك التعجيل، والائتمار الاستشار. ط: نهاها عن العجلة شفقة عليها وعلى أبويها فإنه خاف أن يحملها صغرها على اختيار الفراق وتأتسي النساء بها. ن: "عاجل" بشرى، معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل البشرى المؤخرة إلى الآخرة بقوله تعالى "بشراكم اليوم جنات". وح: حتى يموت "الأعجل"، أي لا أفارقه حتى يموت أحدنا وهو الأقرب أجلًا. وح: "اعجل" أو أرن، أرن بوزن أطع أي أهلكها ذبحًا، وروى بسكون راء وكسر نون، وروى: أرني- بزيادة ياء، أي سيل الدم، وروى: أرن، كاعجل وزنا ومعنى، أي اعجل ذبحها لئلا يموت خنقًا، ورد بأنه يجب قلب الهمزة الثانية في مثله ياء، والصحيح أن أرن بمعنى أعجل وأنه شك من الراوي- ومر في ار. غ: "ا"عجلتم" أمر ربكم" سبقتموه. "وما "أعجلك"" كيف سبقته. و"اســتعجلــته" تقدمته فحملته على العجلة. و"خلق الإنسان من "عجل"" أي بولغ في صفته به أو من طين. "ولو "يعجل" الله" أي لو يعجل الله "للناس الشر" في الدعاء كتعجيله "استعجالهم بالخير" لهلكوا. ط: ما "عجلوا" الفطر، لأن في التعجيل مخالفة أهل الكتاب فإنهم يؤخرون إلى اشتباك النجوم وقد صار عادة لأهل البدعة. وح: فكدت أن "أعجل" عليه، أي أخاصمه وأظهر بوادر غضبى عليه. وح: "لا تعجلــوا" ثوابه فإن له ثوابًا، أي لا تســتعجلــوا الحظوظ الدنيوية به فإن ثوابه في الآخرة مما لا يقادر قدره، ونبه عليه بتنكير ثواب. وح: "عجلت" أيها المصلي- بكسر جيم، أي تركت الترتيب في الدعاء بتقديم ذكر الله والصلاة على رسوله الذي هداك. ك: إذ جاءه رجل "يعجل"، أي ولد البقرة. وح: ما "يعجلك" من الإعجال، قوله: أنت راء، اسم فاعل من الرؤية. مد: "ولو "يعجل" الله" أي لو يعجل لهم الشر تعجيله لهم الخير، فوضع استعجالهم موضع تعجيله إشعارًا بسرعة إجابته، أي لو عجلنا لهم الشر الذي طلبوا بقولهم: أمطر علينا حجارة، كما تعجل لهم الخير لأهلكوا.
[عجل] العِجْلُ: ولدُ البقرةِ، والعِجَّوْلُ مثله، والجمع العَجاجيل، والأنثى عِجْلَةٌ، عن أبى الجراح. وبقرة معجل: ذات عجل. وعجل: قبيلة من ربيعة، وهو عجل بن لجيم ابن صعب بن على بن بكر بن وائل. وقول الشاعر: علمنا أخوالنا بنو عجل شرب النبيذ واعتقالا بالرجل إنما حرك الجيم فيها ضرورة، لانه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما قبله، كما قال :

ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا * والعجلة أيضا: السقاء، والجمع عجل، مثل قربة وقرب. قال يصف فرساً: قانى له في الصَيف ظِلٌّ باردٌ ونَصِيٌّ ناعجة ومحض منقع حتى إذا نبح الظباء بدا له عجل كأحمرة الصريمة أربع فانى له: أي دام ظله. وقوله " نبح الظباء " لان الظبى إذا أسن وبدت في قرنه عقد وحيود نبح عند طلوع الفجر كما ينبح الكلب. وقوله " كأحمرة الصريمة " يعنى الصخور الملس، لان الصخرة الململمة يقال لها أتان، فإذا كانت في الماء الضحضاح فهى أتان الضحل، فلما لم يمكنه أن يقول كأتن الصريمة وضع الاحمرة موضعها، إذ كان معناهما واحدا. يقول: هذا الفرس كريم على صاحبه، فهو يسقيه اللبن، وقد أعد له أربعة أسقية مملوءة لبنا، كالصخور الملس في اكتنازها، تقدم إليه في أول الصبح. وقد تجمع على عجال، مثل رهمة ورهام، وذهبة وذهاب. قال الشاعر :

على أن مكتوب العجال وكيع * والعجلة أيضا: ضرب من النيت. وقال: عليك سرداحا من السرداح ذا عجلة وذا نصى ضاح والعجلة بالتحريك: التي يجرُّها الثور، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ. والعَجَلَةُ: المَنْجَنونُ يُستقى عليها، والجمع عجل. قال الكلابي: العجلة خشبة معترضة على نعامة البئر والغربُ مُعَلَّقٌ بها. والعَجَلُ والعَجَلَةُ: خلاف البطء، وقد عَجِلَ بالكسر. ورجل عَجِلٌ وعَجُلٌ، وعَجولٌ، وعَجْلان بين العجلة، وامرأة عجلى مثل رجلى، ونسوة عجالى كما قالوا رجالى، وعجال أيضا كما قالوا رجال. والعاجل والعاجلة: نقيض الآجِلِ والآجِلَةِ. وعاجَلَهُ بذنبه، إذا أخذه به ولم يمهله. وقوله تعالى: (أعجلتم أمر ربكم) أي أسَبَقْتُم. وأعْجَلَهُ. والعَجولُ من الإبل: الوالِهُ التي فقدت ولدها. والعُجالةُ بالضم: ما تَعَجَّلــته من شئ. والتمر عجالة الراكب. يقال عجلتم، كما يقال لهنتم. وفي المثل: " الثيب عجالة الراكب ". وعجلان: اسم رجل. وأم عجلان: طائر. وأعجله وعَجَّلهُ تَعْجيلاً، إذا اسْتَحَثَّه. وتَعَجّلْــتُ من الكِراء كذا، وعَجَّلْتُ له من الثمن كذا، أي قدَّمت. وعَجَّلْتُ اللحم: طبخته على عَجَلَةٍ. والمُعَجِّل والمُــتَعَجِّلُ: الذي يأتي أهله بالاعجالة. والاعجالة: ما يعجله الراعى من اللبن إلى أهله قبل الحلب. وقال يصف سيلان الدمع: كأنهما مزادتا مــتعجل فريان لما يدهنا بدهان واســتعجلــته: طلبت عجلته، وكذلك إذا تقدّمته. قال القطاميّ: واسْــتَعْجَلــونا وكانوا من صَحابَتِنا كما تَعَجَّلَ فراط لوراد
(باب العين والجيم واللام معهما) (ع ج ل، ع ل ج، ج ع ل، ج ل ع، ل ع ج مستعملات، ل ج ع مهمل)

عجل: العَجَل: العَجَلَة وربّما قيل [رجل] عَجِل وعَجُلٌ، لغتان. واســتعجلــته، أي: حثثته وأَمَرَتْهُ أن يُعَجِّلَ في الأمر. وأَعْجَلَتْهُ وتَعَجَّلْــتُ خراجه، أي: كلفته أن يُعْجلَهُ. وعَجّل يا فلان، أي: عَجِّلْ أمرك. ورجُل عجلان، وامرأة عَجْلَى، وقوم عِجال، ونساء عَجالى. والعَجَلُ عَجَلُ الثِّيران، ويُجمع على أعجال. والعَجَلَةُ: المنجنون يُسْتَقَى عليها، وجمعُهُ: عَجَلٌ وعَجَلاتٌ. والعِجْلَةُ: المزادة، والإداوة الصغيرة، ويُجْمَعُ على عِجالٍ وعِجَلٍ. قال:

على أنّ مكتوب العجال وكيع وقال الأعشَى:

والرَّافلات على أعجازها العِجَل

قال أبو ليلى: العِجُلَة: المِطْهَرَةُ والمزادة. والعِجْلة ضرب من الجنبة من نبات الصَّيف والاعجالةُ: ما يعجَّله الرَّاعي من اللَّبن إلى أهله. قال الكميت:

أتتكم بإعجالاتها وهي حُفَّلٌ ... تَمُجُّ لكم قبلَ احتلابٍ ثُمالَها

والعجول من الإبل الواله التي فقدت ولدها، ويجمع على عُجُلٍ. قالت الخنساء:

فما عَجولٌ على بَوٍّ تُطيفُ به ... قد ساعدتها على التَّحنان أظار

والعاجلة: الدنيا، والآجلة: الاخرة. والعاجل: نقيض الآجل. عامّ في كل شيء، يقال: عجّل وأجّلَ. وبعضهم يفسِّر قول الله خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ

أنّه الطين والله أعلم. والعِجَّوْلُ لغة في عِجْل البقرة. والأنثي: عِجَّوْلَة، وجمعها: عجاجيل. وقد تجيء في الشعر نعتا للإبل السِّراع، والقوائم الخفاف. والعِجَّوْلُ: قطعة من أَقِط. والعُجالة من الّلبَنِ ويجمع على عُجال. والعُجالة: ما اســتُعْجِلَ به من طعام، فقدّم قبل إدراك الغداء، وهو العَجَلُ أيضا. قال:

أن لمّ تُغِثْنِي أكُنْ يا ذا النَّدى عَجَلاً ... كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرثانِ

علج: العِلْجُ من مَعْلوجاء العجم، وجمعه: علوج. والعِلْجُ: حمار الوحش لاستعلاج خَلْقِه، أي: غِلَظه. والرَّجُلُ إذا خرج وجهه وغَلُظَ فهو عِلْج. وقيل: قد استعلج. والعِلاجُ مُزاولةُ كُلِّ شيءٍ ومُعالجتُه. وعالجتُ فلانا فَعَلَجْتُهُ إذا غَلَبْتُهُ، والعُلَّجُ من الرجال الشديد القتال، والنطاح. قال العجاج:

منّا [خراطيم] ورأساً عُلَّجا

واعتلج القوم: اتخذوا صراعا وقتالا، واعتلاج الأمواج: التطامها. والعَلَجَانُ: شجر أخضر لا تأكله [الإبل والغنم إلا مضطرة] رملُ عالِج: موضعٌ بالبادية. قال:

أو حيثُ رملُ عالِجٍ تعلّجا

تَعَلُّجُهُ: اجتماعه. وبنو علاج قبيلة.

جعل: جَعَلَ جَعْلاً: صنع صنعاً، وجَعَلَ أعمُّ، لأنَّكَ تقول: جَعَلَ يأكُلُ، وَجَعَلَ يصنع كذا، ولا تقول: صَنَعَ يأكُلُ. والجعل: ما جعلت لإنسان أجراً له على عملٍ يعملُهُ، والجعالة أيضا. والجُعالاتُ: ما يتجاعل الناس بينهم عند بعث أو أمر يحزبهم من السلُّطان. والجُعَلُ: دابَّةٌ من هوام الأرض. والجَعْلُ، واحدُها جَعْلَة: وهي النّخلُ الصّغار. والجِعالُ والجِعالة: خِرْقَةُ تُنزلُ بها القِدْرُ عن رأس النارِ يُتَّقَى بها من الحر. قال:

كَمُنْزِلٍ قِدراً بلا جِعالها

وأَجْعَلَتِ الكلْبَةُ إذا أرادت السّفاد. وماءٌ مُجْعِلٌ وجَعِلٌ، أي: ماتت فيه الجعلانُ والخنافس. ورجلٌ جُعَلٌ يُشَبَّهُ بالجُعَلِ لسواده، وفطس أنفه وانتشاره.

جلع: المجالعة: التنازعُ عند شُربٍ أو قمارٍ أو قسمةٍ. قال:

ولا فاحشٌ عندَ الشَّرابِ مُجالِعُ

وَرَوَى عَرَّام: مُجالِح أي مكابر. وقال عرّام: المجالعة: أن يستقبلك بما لم تفعله ويَبْهَتَكَ به. والجَلَعْلَعُ من الإبل: الحديدة النفس الشديدة.

لعج: لَعَجَ الحُزْنُ يَلْعَجُ لَعْجاً وهو حرارته في الفؤاد. لَعَجَه الحزنُ أبلغ إليه. قال:

بمُكْتَمِنٍ من لاعج الحزن واتنِ

أي: دائم قد دخل الوتين. ويقال: الحبّ يلعج. قال:

فوا كبدا من لاعج الحبّ والهوى ... إذا اعتاد نفسي من أميمة عيدها  
عجل
عجِلَ يَعجَل، عَجَلاً وعَجَلةً، فهو عاجِل وعَجِل وعَجول، والمفعول معجول (للمتعدِّي)
• عجِل الشَّخصُ: أسرع، فعل الشَّيء قبل أوانه، عكسه بطُؤ "شفاء عاجل- في العَجلة النَّدامة- {وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} ".
• عجِل فلانًا/ عجِل الأمرَ:
1 - سبَقه " {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} ".
2 - طلب حدوثَه بسرعة، استبطأه فتصرَّف دونه "تأخَّر صديقُه فعجِل الطَّعامَ". 

أعجلَ يُعجل، إعجالاً، فهو مُعجِل، والمفعول مُعجَل
• أعجل فلانًا:
1 - حثَّه على الإسراع "أعجله في قضاء عمله- {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى} ".
2 - سبقه وحمله على السُّرعة " {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى} " ° أعجله الوقتُ عن عمل كذا: لم يجدْ وقتًا كافيًا لذلك. 

اســتعجلَ يســتعجل، استعجالاً، فهو مســتعجِل، والمفعول مُســتعجَل (للمتعدِّي)
• اســتعجل الشَّخصُ: عجِل؛ أسرع، فعل الشَّيءَ قبل أوانه عكسه استبطأ "جاء على وجه الاستعجال- أنت دائمًا مُســتعجِل- اســتعجل في عمله/ مشيه" ° حالة مســتعجِلــة: طارئة لا تقبل التَّأجيل- قسم الاستعجال بالمستشفى: قسمٌ خاصٌّ باستقبال الحالات العاجلة.
• اســتعجل فلانًا:
1 - أعجله؛ حثَّه على الإسراع "لا
 تســتعجلْــني لأنّني مريض".
2 - سبقه وتقدَّمه.
• اســتعجل الأمرَ: عجِله؛ طلب حدوثه بسرعة، استبطأه فتصرَّف دونه "خطاب/ إجراء مُســتعجَل- {أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْــتَعْجِلُــوهُ} " ° البريد المســتعجل: تَسْليم البريد بتكلفة أكبر بإرسال ساعي بريد خُصوصيّ. 

تعجَّلَ/ تعجَّلَ بـ/ تعجَّلَ في يــتعجَّل، تعجُّلــاً، فهو مُــتَعجِّل، والمفعول مُــتَعَجَّل
تعجَّلَ الشَّخصَ:
1 - أعجله، اســتعجلــه؛ حثَّه على الإسراع "تعجَّل وَلَده ليلحَق بالقطار".
2 - اســتعجلــه؛ سبقه وتقدَّمه.
تعجَّل الحصادَ: أخذَه قبل أوان أخذه "إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبّر ... فإن فساد الرأي أن تــتعجَّلــا".
تعجَّل بالأمر/ تعجَّل في الأمر: أسرع فيه من غير تأنٍّ "تعجَّل في المذاكرة- {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ". 

عاجلَ يعاجل، معاجلةً، فهو معاجِل، والمفعول معاجَل
• عاجله بضربة: بادَره، لم يُمهلْه، أخذه بها "عاجَل القاضي المجرمَ: أسرع في محاكمته" ° عاجله اللهُ بذنبه: أخذه به وعاقبه عليه. 

عجَّلَ يعجِّل، تعجيلاً، فهو مُعَجِّل، والمفعول مُعَجَّل
• عجَّل فلانًا: اســتعجلــه، أعجله، تعجَّلــه؛ حثَّه على الإسراع "عجَّل الأبُ ولدَه في المذاكرة- عجِّلْ في سيرِك".
• عجَّل الأمرَ: نفَّذه قبل الوقت المحدَّد لتنفيذه "عجَّل الواجبَ- {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} ".
• عجَّل له مبلغًا من الثَّمن: قدَّمه، دفعه مقَدَّمًا "المُعجَّل من ثمن السّيارة عشرة آلاف والمؤجَّل خمسون ألفًا" ° معجَّل الصَّداق: مقدَّم الصَّداق وهو ما يُدفع منه عند عقد الزَّواج، يقابله مؤخَّر الصَّداق. 

عاجِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عجِلَ.
2 - ما لا يحتمل التَّأجيل، سريع، عكْسه آجل ° خيرُ البِرِّ عاجلُه: أفضل أعمال البرّ ما كان سريعًا- عاجلاً أو آجلاً: واجب الحدوث اليوم أو غدًا.
3 - متعلِّق بالوقت الحاضر، أي غير مؤجَّل "يطلب اجتماعًا عاجلاً لمجلس الأمن" ° سيحدث عاجلاً أو آجلاً: سيحدث في وقت ما، طال هذا الوقتُ أو قصُر- في القريب العاجل: قريبًا جدًّا، في المستقبل القريب. 

عاجِلة [مفرد]
• العاجلة: الدُّنيا، خِلاف الآخرة " {إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً} ". 

عُجالة [مفرد]:
1 - ما يُعدِّه الشَّخصُ من غير تأنٍّ "لخَّص المحاضرة في عُجَالة- عرض على المستمعين موضوعَه في عُجالة".
2 - ما يُعَجَّل من الشَّيءِ "قدَّم للضَّيف عُجالةً من الطعام لحين إعداد الشِّواء" ° عُجالة الرَّاكب: ما يتزوَّده الرَّاكب من الطَّعام ممَّا لا يتعبه كالخبز والسَّويق والتَّمر. 

عَجَل [مفرد]: مصدر عجِلَ ° على عَجَلٍ: بسرعة. 

عَجِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِلَ. 

عِجْل [مفرد]: ج عجاجيلُ وعُجول: ولد البقرة، ولد البقرة في السَّنة الأولى من عمره "ضحَّينا بِعِجْلٍ سَمِين- قدَّم العَلَف للعجول- {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} ".
• عِجْل البَحْرِ: (حن) حيوان مائيّ لَبون. 

عَجَلاتيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عجلات.
2 - صانع أو مُصْلِح العَجَلات. 

عَجَلَة [مفرد]: ج عَجَلات (لغير المصدر) وأعجال (لغير المصدر) وعَجَل (لغير المصدر):
1 - مصدر عجِلَ ° على عَجَلَة: بسرعة.
2 - تسرّع واندفاع "لا داعي للعَجَلة".
3 - طَوْق أو قرص قابل للدَّوران "عَجَلَة يدويَّة- انفجرت عَجَلة السَّيَّارة" ° عَجَلَة القيادة: القرص المستدير الذي يوجّه السَّائقُ به السَّيَّارة ونحوَها.
4 - درَّاجة "ركب عَجَلَته وانطلق بها وسط الزِّحام".
5 - (جب) مُعدَّل تغيير السُّرعة لجسم متحرّك، وهي إمّا تزايديّة أو تناقصيّة.
• عَجَلَة الجاذبيَّة: (فز) الازدياد المستمرّ في سرعة جسم يسقط سقوطًا حرًّا بفعل الجاذبيَّة الأرضيَّة. 

عَجْلى [مفرد]: ج عِجال وعُجَالَى: خاطِفة، سريعة
 "ألقى بنظرة عَجْلى على الرِّسالة- مكالمةٌ عَجْلى: قصيرة". 

عَجُول [مفرد]: ج عُجُل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِلَ. 
الْعين وَالْجِيم وَاللَّام

العَجَل، والعَجَلة: السرعة. وَرجل عَجِل، وعَجُل، وعَجْلان، وعاجِل، وعَجِيل، من قوم عَجالى، وعُجالى، وعِجال. وَهَذَا كُله جمع عَجْلان. وَأما عَجُل وعَجِل فَلَا يكسر عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وعَجِل أقرب إِلَى حد التكسير مِنْهُ، لِأَن فَعِلا فِي الصّفة: اكثر من فَعُل، على أَن السَّلامَة فِي فَعِل اكثر أَيْضا، لقلته، وَإِن زَاد على فَعُلٍ. وَلَا يجمع عَجْلان بِالْوَاو وَالنُّون، لِأَن مؤنثه لَا تلْحقهُ الْهَاء. وَقد عَجِل عَجَلاً، وعَجَّل، وتَعَجَّل.

واسْــتَعْجل الرجل: حثَّه، وَأمره أَن يُعَجِّل فِي الْأَمر. ومرَّ يســتعجل: أَي مَرَّ طَالبا ذَلِك من نَفسه، متكلفا إِيَّاه. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَوضع فِيهِ الضَّمِير الْمُنْفَصِل مَكَان الْمُتَّصِل.

والعَجْلان: شعْبَان، لسرعة نَفاذ أَيَّامه. وَهَذَا القَوْل لَيْسَ بِقَوي، لِأَن شعْبَان إِن كَانَ فِي زمن طوال الْأَيَّام، فأيامه طوال، وَإِن كَانَ فِي زمن قصر الْأَيَّام، فأيامه قصار.

وقوس عَجْلَى: سريعة السهْم. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والعاجِل: نقيض الآجِل فِي كل شَيْء.

وأعجله: اسْــتَعْجَلــه.

وعَجِلَه: سبقه. وَفِي التَّنْزِيل: (أعَجِلْتُمْ أمْرَ رَبِّكُمْ) .

وأعْجَلَتِ النَّاقة: أَلْقَت وَلَدهَا لغير تَمام. وَقَوله، أنْشد ثَعْلَب:

قِياما عَجِلْنَ عَلَيْهِ النَّبا ... تَ ينْسِفْنَهُ بالظُّلوف انْتِسافا

عَجِلن عَلَيْهِ: على هَذَا الْموضع. ينسفنه: ينسفن هَذَا النَّبَات، يقلعنه بأرجلهن. وَقَوله: فَوَرَدَتْ تَعْجَلُ عَن أحْلامِها

مَعْنَاهُ: ذهب عقولها. وعَدَّى تَعْجَل بعَنْ، لِأَنَّهَا فِي معنى تزِيغ، وتزيغ متعدية بعن.

والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الْإِبِل: الَّتِي تنْتج قبل أَن تستكمل الْحول، فيعيش وَلَدهَا، وَالْولد مُعْجَل. قَالَ الأخطل:

إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَهُ عِنْد مَنزِلٍ ... أُتِيحَ لجَوَّاب الفلاةِ كَسُوبِ

يَعْنِي الذِّئْب.

والمِعْجال أَيْضا: الَّتِي إِذا وضع الرجل رجله فِي غرزها، قَامَت وَوَثَبْت. ولقى أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء ذَا الرمة، فَقَالَ: أَنْشدني:

مَا بالُ عَيْنِيكَ مِنْهَا المَاء ينسكِبُ

فأنشده، حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله:

حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ

فَقَالَ لَهُ: عمُّك الرَّاعِي أحسن وَصفا مِنْك حِين يَقُول:

وَهِي إِذا قامَ فِي غَرْزِها ... كمِثْلِ السَّفِينَة أوْ أوْقَرُ

وَلَا تُعْجل المرْءَ قبلَ الوُرُو ... كِ وَهِي برُكْبَتِه أبْصَرُ

فَقَالَ: وصف ذَاك نَاقَة ملك، وَأَنا أصف نَاقَة سوقة.

ونخلة مِعْجال: مدركة فِي أول الْحمل.

والمُعَجِّل من الرِّعاء: الَّذِي يحلب الْإِبِل حلبة وَهِي فِي الرَّعْي، كَأَنَّهُ يُعْجِلها عَن إتْمَام الرَّعْي، فَيَأْتِي بهَا أَهله: وَذَلِكَ اللَّبن: الإعجالة، والعِجالة، والعُجالة. وَقيل: الإعجالة أَن يُعَجِّل الرَّاعِي بِلَبن إبِله، إِذا صدرت عَن المَاء. والعُجَّال: جُمَّاع الْكَفّ من الحيس وَالتَّمْر، يُسْــتْعجَل أكله. والعُجَّالُ والعِجَّوْل: تمر يعجن بسويق، فَيُــتَعَجَّلُ أكله.

وَقَالَ ثَعْلَب: العُجَّال، والعِجَّوْل: مَا اسْــتُعْجِل بِهِ قبل الْغَدَاء، كاللُّهنة.

والعُجَالة والعَجَل: مَا اسْــتُعْجِل بِهِ من طَعَام. والعُجالة: مَا تزوده الرَّاكِب، مِمَّا لَا يتعبه أكله، كالتمر والسويق، لِأَنَّهُ يَسْــتعجلــه، أَو لِأَن السّفر يُعْجِله عَمَّا سوى ذَلِك من الطَّعَام المعالج.

والعُجَيلة، والعُجَيلَى: ضَرْبَان من الْمَشْي فِي عَجَل.

والعَجُول: الواله من النِّسَاء وَالْإِبِل، لعَجَلتها فِي جيئها وذهابها جزعا، وَالْجمع: عُجُل، وعَجائل، ومَعاجيل. الْأَخِيرَة على غير قِيَاس.

والعَجُول: الْمنية، عَن أبي عَمْرو، لِأَنَّهَا تُعْجِل من نزلت بِهِ عَن إِدْرَاك أمله، قَالَ المرار الفقسي:

ونرْجُو أَن تَخاطَأَكَ المَنايا ... ونخْشَى أَن تُعَجِّلــك العَجولُ

وَقَوله تَعَالَى: (خُلِقَ الإنسانُ من عَجَلٍ) : قيل: إِن آدم عَلَيْهِ السَّلَام، حِين بلغ مِنْهُ الرُّوح الرُّكْبَتَيْنِ، هَمَّ بالنهوض قبل أَن يبلغ الْقَدَمَيْنِ، فَقَالَ تَعَالَى: (خُلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) ، وأورثنا آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَجَلة.

وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: خلقت العَجَلة من الْإِنْسَان. وَقيل: العَجَل هَاهُنَا: الطين والحمأة. قَالَ ابْن جني: الْأَحْسَن أَن يكون تَقْدِيره: " خُلِقَ الْإِنْسَان مِن العَجَلة ". وَجَاز هَذَا وَإِن كَانَ الْإِنْسَان جوهرا، والعَجَلة عرضا، والجوهر لَا يكون من الْعرض، لِكَثْرَة فعله إِيَّاه، واعتياده لَهُ. وَهَذَا أقوى معنى من أَن يكون أَرَادَ: خُلِقَ العَجلُ من الْإِنْسَان، لِأَنَّهُ أَمر قد اطَّرد واتَّسع، فَحَمله على الْقلب يبعد فِي الصَّنْعَة، ويصغر الْمَعْنى. وَكَأن هَذَا الْموضع لما خَفِي على بَعضهم، قَالَ فِي تَأْوِيله: إِن العَجَل هَاهُنَا الطين. قَالَ: ولعمري إِنَّه فِي اللُّغَة كَمَا ذكر، غير انه فِي هَذَا الْموضع لَا يُرَاد بِهِ إِلَّا نفس العَجَلة والسرعة، أَلا ترَاهُ عز اسْمه كَيفَ قَالَ عَقِيبه: (سأُريكُمْ آياتِي، فَلا تَسْــتَعْجِلُــونَ) فنظيره قَوْله تَعَالَى: (وكَانَ الإنسانُ عَجُولا) و (خُلِقَ الإنسانُ ضَعِيفا) لِأَن العَجَلة ضرب من الضعْف، لما يُؤذن بِهِ من الضَّرُورَة وَالْحَاجة. فَهَذَا اوجه القَوْل فِيهِ. وَهُوَ العَجَلة أَيْضا.

والعَجَلة: كارة الثَّوْب، وَالْجمع: عِجال، وأعجال، على طرح الزَّائِد. والعَجَلة: الدَّولاب. وَقيل: المَحالة. وَقيل: الْخَشَبَة المعترضة على النعامتين. وَالْجمع: عَجَل.

والعِجْلة: الْإِدَاوَة الصَّغِيرَة. وَقيل: قربَة المَاء. وَالْجمع عِجَل. قَالَ الْأَعْشَى:

والسَّاحِباتِ ذُيولَ الخَزّ آوِنَةً ... والرَّافِلاتِ على أعْجازِها العِجَلُ

قَالَ ثَعْلَب: شبه أعجازهن بالعِجَل المملوءة، وعِجال.

والعِجْل: ولد الْبَقَرَة. وَالْجمع: عِجَلَة. وَهُوَ العِجَّول. وَالْأُنْثَى عِجْلة وعِجَّوْلة.

وبقرة مُعْجِل: ذَات عِجْل.

والعِجْلة: بقلة تستطيل مَعَ الأَرْض. قَالَ:

عليكَ سِرْداحا مِنَ السِّرْدَاحِ ... ذَا عِجْلَة وَذَا نَصِيٍّ ضَاحِ

والعِجْلة: شَجَرَة ذَات ورق وكعوب وقضب، متسطحة لينَة، لَهَا ثَمَرَة مثل رجل الدَّجَاجَة، متقبضة، فَإِذا يَبِسَتْ تفتحت، وَلَيْسَ لَهَا زهرَة. وَقيل: العِجْلة: شَجَرَة ذَات قضب وورق كورق الثداء.

والعَجْلاء، مَمْدُود: مَوضِع. وَكَذَلِكَ: عَجْلان. أنْشد ثَعْلَب:

فهُن يُصَرّفْنَ النَّوَى بَين عاِلجٍ ... وعَجْلانَ تَصْرِيفَ الأديبِ المُذلَّلِ

وَبَنُو عِجْل: حيّ. وَكَذَلِكَ: بَنو العَجْلان.

وعَجْلَى: اسْم نَاقَة. قَالَ:

أقُولُ لناقَتِي عَجْلَى وحَنَّتْ ... إِلَى الوَقَبَى وَنحن على الثِّمادِ

أتاحَ اللهُ يَا عَجْلَى بِلاداً ... هَوَاكِ بهَا مُرِبَّاتِ العِهادِ

أَرَادَ: لبِلادٍ، فَحذف وأوصل.

وعَجْلَى: فرس دُرَيْد بن الصمَّة. وعَجْلَى أَيْضا: فرس ثَعْلَبَة بن أم حزنة.

عجل: العَجَلُ والعَجَلة: السرْعة خلاف البُطْء. ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ

وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ، وهذا كلُّه

جمع عَجْلان، وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه، وعَجِلٌ

أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ، على

أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ، ولا

يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء. وامرأَة عَجْلى

مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما قالوا

رِجال.

والاسْتِعْجال والإِعْجال والــتَّعَجُّل واحد: بمعنى الاسْتِحْثاث

وطَلَبِ العَجَلة. وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه، وقد عَجِلَ

عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل. واسْــتَعْجَل الرجلَ: حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل

في الأَمر. ومَرَّ يَسْــتَعْجِل أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه

مُتَكَلِّفاً إِياه؛ حكاه سيبويه، ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل. وقوله

تعالى: وما أَعْجَلك عن قَومِك؛ أَي كيف سَبَقْتَهم. يقال: أَعْجَلَني

فَعَجَلْتُ له. واسْــتَعْجَلْــته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة.

واسْــتَعْجَلْــته: طَلَبْت عَجَلَته؛ قال القطاميّ:

فاسْــتَعْجَلُــونا، وكانوا من صَحابَتِنا،

كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد

وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه.

والعَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه؛ قال ابن سيده: وهذا

القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه

طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ، وهذا الذي

انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير

سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي

العَجْلان، والله أَعلم.

وقَوْسٌ عَجْلى: سرعة السَّهْم؛ حكاه أَبو حنيفة. والعاجِلُ والعاجِلةُ:

نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء. وقوله عز وجلَّ: من كان يُريد

العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء؛ العاجِلةُ: الدنيا، والآجلة الآخرة.

وعَجِلَه: سَبَقَه. وأَعْجَلَه: اسْــتَعْجَلَــه. وفي التنزيل العزيز:

أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم؛ أَي أَسْبَقْتُم. قال الفراء: تقول عَجِلْتُ

الشيءَ أَي سَبَقْتُه، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته. وأَما قوله عز وجل: ولو

يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم

أَجَلُهُم؛ فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله:

لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه، لَهَلَكوا. قال: ونُصِب قولُه

اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل، وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى

مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف؛ والمعنى: ولو يُعَجِّل اللهُ

للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم، وقيل: معناه لو عَجَّل الله للناس

والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم

واسْــتَعْجلــوا به كما يَسْــتَعْجلــون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ

والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا؛ وقال الأَزهري: معناه ولو يُعَجِّل

اللهُ للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا

دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا. وأَعْجَلَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغير

تمام؛ وقوله أَنشده ثعلب:

قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا

ت، يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا

عَجِلْن عليه: على هذا الموضع، يَنْسِفْنَه: يَنْسِفْن هذا النَّبات

يَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ وقوله:

فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها

معناه تَذْهَب عُقولُها، وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ،

وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ. والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل:

التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها، والوَلَدُ

مُعْجَلٌ؛ قال الأَخطل:

إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ،

أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب

يعني الذئب. والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه، وقد

أَعْجَلَتْ، فهي مُعْجِلةٌ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ. والإِعْجال في السَّيْر: أَن

يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه. والمِعْجال: التي

إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ. يقال: جَمَلٌ

مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ، ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة

فقال أَنشِدْني:

ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ

فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله:

حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ

فقال له: عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول:

وهْيَ، إِذا قامَ في غَرْزِها،

كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ

ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو

كِ، وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ

(* قوله «عند الوروك» الذي في المحكم، وتقدم في ورك: قبل الوروك).

فقال: وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ، وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ. ونَخْلة

مِعْجالٌ: مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل. والمُعَجِّل والمُــتَعَجِّل: الذي

يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ. والمُعَجِّل

(* قوله «والمعجل إِلى قوله وذلك

اللبن الاعجالة» هي عبارة المحكم، وتمامها والعجالة والعجالة أي بالكسر

والضم، وقيل: الاعجالة أن يعجل الراعي إلى آخر ما هنا) من الرِّعاء: الذي

يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام

الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه، وذلك اللَّبن الإِعجالةُ. والإِعجالةُ: ما

يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب؛ قال ارمؤ القيس يصف

سَيَلانَ الدَّمْع:

كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُــتَعَجِّلٍ

فَرِيّانِ، لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ

والعُجَالةُ، وقيل الإِعْجالةُ: أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا

صَدَرَتْ عن الماء، قال: وجمعها الإِعْجالاتُ؛ قال الكميت:

أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها، وهْيَ حُفَّلٌ،

تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها

يخاطِب اليَمَنَ يقول: أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها،

والثُّمالُ: الرَّغْوَة، يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة. والذي يجيء

بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له: المُعَجِّل؛ قال الكميت:

لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون، ولم

يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ

وفي حديث خزيمة: ويَحْمِل الراعي العُجالة؛ قال ابن الأَثير: هي لَبَنٌ

يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم.

والعُجّال: جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يســتعجلُ أَكْلهُ،

والعُجَّال والعِجَّوْل: تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُــتَعَجَّلُ أَكْلُه.

والعَجَاجِيل: هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل

عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس، والواحدة عُجَّال. ويقال: أَتانا

بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو

بالأَقِط. وقال ثعلب: العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْــتَعْجِل به قبل الغِذاء

كاللُّهنة. والعُجَالةُ والعَجَل: ما اسْــتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل

إِدراك الغِذاء؛ وأَنشد:

إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً،

كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان

والعُجَالةُ: ما تعَجَّلْــته من شيء. وعُجَالة الراكبِ: تَمْر بسَوِيق.

والعُجَالة: ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر

والسَّوِيق لأَنه يَسْــتَعجِلــه، أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام

المُعالَج، والتمرُ عُجَالة الراكب. يقال: عجَّلْتم كما يقال

لَهَّنْتُم. وفي المثل: الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب.

والعُجَيْلة والعُجَيْلى: ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة؛ قال

الشاعر:

تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ،

يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ

وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد. وعَجَّلْت اللحم: طَبَخْته

على عَجَلة. والعَجُول من النساء والإِبل: الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها

الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً؛ قالت الخنساء:

فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به،

لها حَنِينانِ: إِعْلانٌ وإِسرار

والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال الأَعشى:

يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

(* قوله «يدفع بالراح إلخ» صدره كما في التكملة:

حتى يظل عميد الحي مرتفقا)

والعَجُول: المَنِيَّة؛ عن أَبي عمرو، لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن

إِدراك أَمَله؛ قال المرّار الفَقْعسي:

ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا،

ونخشى أَن تَعَجِّلَــك العَجُولُ

(* قوله «تعجلــك» كذا في المحكم، وبهامشه في نسخة تعاجلك).

وقوله تعالى: خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل؛ قال الفراء: خُلِقَ الإِنسانُ

من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة، بِنْيَتُه

العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك؛ قال أَبو إِسحق: خوطب

العرب بما تَعْقِل، والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ: خُلِقْتَ منه، كما

تقول: خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب. وخُلِقَ فلان من

الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس. وقال أَبو حاتم في قوله: خُلِق

الإِنسان من عَجَل؛ أَي لو يعلمون ما اســتعجلــوا، والجواب مضمر، قيل: إِن آدم،

صلوات الله على نبينا وعليه، لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ

بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين، فقال الله عز وجل: خُلِقَ الإِنسانُ من

عَجَل؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ، عليه السلام، العَجَلة. وقال ثعلب: معناه

خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان؛ قال ابن جني

(* قوله «قال ابن جني إلخ»

عبارة المحكم: قال ابن جني الأحسن أن يكون تقديره خلق الانسان من عجل، وجاز

هذا وإن كان الانسان جوهراً والعجلة عرضاً، والجوهر لا يكون من العرض

لكثرة فعله، إلى آخر ما هنا) الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من

عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له، وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد

خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع، وحَمْلُه على

القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى، وكأَن هذا الموضع لمَّا

خَفِيَ على بعضهم قال: إِن العَجَل ههنا الطِّين، قال: ولعمري إِنه في

اللغة لكَما ذَكَر، غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة

والسرعة، أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف قال عَقيبة: سأُرِيكم آياتي فلا

تسْــتَعْجِلــونِ؟ فنظيره قوله تعالى: وكان الإِنسان عَجُولاً وخُلِق الإِنسان

ضعيفاً؛ لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة،

فهذا وجه القول فيه، وقيل: العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة، وهو العَجَلة

أَيضاً؛ قال الشاعر:

والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه،

والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل

قال الأَزهري: وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة.

وتعَجَّلْــتُ من الكِراءِ كذا وكذا، وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي

قَدَّمْت.

والمَعَاجِيلُ: مُخْتَصَرات الطُّرُق، يقال: خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق

فإِنها أَقرب. وفي النوادر: أَخْذْتُ مُسْــتَعْجِلــة

(* قوله «أخذت مســتعجلــة

إلخ» ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم، وفي القاموس بالفتح) من الطريق

وهذه مُسْــتَعْجِلــاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع، ونَفَذٌ

ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ، كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة. ومن أَمثال

العرب: لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ.

والعَجَلة: كارَةُ الثَّوب، والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ، على طرح الزائد.

والعَجَلة: الدَّوْلاب، وقيل المَحَالة، وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على

النَّعَامَتين، والجمع عَجَلٌ. والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة.

والعِجْلة: الإِداوة الصغيرة. والعِجْلة: المَزَادة، وقيل قِرْبة الماء،

والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب؛ قال الأَعشى:

والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً،

والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ

قال ثعلب: شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة، وعِجَال أَيضاً.

والعِجْلة: السِّقَاء أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً:

قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ،

ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ

حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له

عَجِلٌ، كأَحْمِرة الصَّريمة، أَرْبَعُ

قَانَى له أَي دَامَ له. وقوله نَبَحَ الظِّباء، لأَن الظَّبْيَ إِذا

أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح

الكلب؛ أَورد ابن بري:

ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً، تَخالُه

نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها

وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة

المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ، فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ

الضَّحْل، فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة

مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً، فهو يقول: هذا الفرس كريم على صاحبه فهو

يسقيه اللبن، وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور

المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح، وتجمع على عِجَالٍ

أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب؛ قال الطِّرمّاح:

تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها،

على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع

(* قوله «تنشف إلخ» تقدم في ترجمة وكع، وقال ابن بري صوابه:

تنشف أوشال النطاف ودونها * كلى عجل مكتوبهن وكيع)

والعَجَلة، بالتحريك: التي يَجُرُّها الثور، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ.

والعَجَلة: المَنْجَنُون يُسْقَى عليه، والجمع عَجَلٌ.

والعِجْلُ: وَلدُ البقرة، والجمع عِجَلة، وهو العِجَّوْل والأُنثى

عِجْلة وعِجَّوْلة. وبقرة مُعْجِل: ذات عِجْلٍ؛ قال أَبو خيرة: هو عِجْلٌ حين

تضَعُه أُمُّه إِلى شهر، ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف، ثم

هو الفَرْقَد، والجمع العَجَاجيلُ. وقال ابن بري: يقال ثلاثة أَعْجِلة

وهي الأَعْجال. والعِجْلة: ضَرْب من النَّبْت، وقيل: هي بَقْلة تستطيل مع

الأَرض؛ قال:

عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ،

ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي

وقيل: هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة، لها ثمرَة مثل

رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة، فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة،

وقيل: العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء. والعَجْلاء،

ممدود: موضع، وكذلك عَجْلان؛ أَنشد ثعلب:

فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى، بين عالِجٍ

وعَجْلانَ، تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل

وبنو عِجْل: حَيٌّ، وكذلك بنو العَجْلان. وعِجْلٌ: قبيلة من رَبيعة وهو

عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل؛ وقوله:

عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ

شُرْبَ النَّبيذ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ

إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية

بحركة ما قبله كا قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي:

إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ،

ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا

وعَجْلَى: اسمُ ناقةٍ؛ قال:

أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى، وحَنَّتْ

إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ:

أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً،

هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد

أَراد لِبلادٍ؛ فحذف وأَوْصَل. وعَجْلى: فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة.

وعَجْلى أَيضاً: فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة. وأُمُّ عَجْلان: طائر.

وعَجْلان: اسم رَجُل.

وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس: فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من

نَخْل؛ قال القتيبي: العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير، أَراد أَن

النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع؛ قال ابن الأَثير:

هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى

الغُرَف وغيرها، وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر.

عجل

1 عَجِلَ, [aor. ـَ (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. عَجَلٌ and عَجَلَةٌ, (S, * Mgh, O, * Msb, K, *) He hasted, hastened, made haste, or sped; he was, or became, hasty, speedy, quick, or expeditious; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ تعجّل; (Mgh, Msb, K;) and ↓ عجّل, [app. for عجّل نَفْسَهُ,] inf. n. تَعْجِيلٌ; (K;) and ↓ اســتعجل; (Mgh, Msb;) or this last signifies he required himself to haste, &c., constraining, or tasking, himself to do so. (Sb, K.) [See also عَجَلٌ below.] One says, عَجِلْتُ لَهُ [I hasted, &c., to him, or it]. (O.) And عَجِلْتُ بِهِ [I was quick, or beforehand, with him]: see 4. (Mgh.) And عَجِلْتُ إِلَى الشَّىْءِ I preceded, outwent, or got first, to the thing. (Msb.) b2: Also i. q. حَضَرَ [meaning It was, or became, present, or ready; said of a price, hire, payment, or the like; contr. of أَجِلَ]. (Msb.) b3: And عَجِلَ مِنْهُ He turned aside from him, or it. (TA.) A2: [It is also trans., as having, or implying, the meaning of سَبَقَ:] see 4.2 عجّلهُ, inf. n. تَعْجِيلٌ: see 4, in two places. b2: [It generally relates to some inanimate object.] It is said in the Kur [xxxviii. 15], رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحِسَابِ [O our Lord hasten to us our portion before the day of reckoning]: (TA:) accord. to some, our portion of punishment: but accord. to Sa'eed Ibn-Jubeyr, it means, of Paradise. (TA in art. قط.) And you say, عَجَّلْتُ إِلَيْهِ المَالَ I brought, or conveyed, hastily, or speedily, to him the property; or hastened its coming to him. (Msb.) And عَجَّلْتُ لَهُ مِنَ الثَّمَنِ كَذَا I paid him in advance, of the price, such a sum. (S, O.) And عَجَّلَهُ مِنَ الكِرَآءِ كَذَا He gave him in ready money, [or promptly, or quickly, or in advance,] of the hire, such a sum. (Mgh.) and عَجَّلَ لَهُ الثَّمَنَ He gave to him [in ready money, or promptly, or quickly, or in advance, the price]. (Mgh.) And عجّل نَقْدَهُ [He paid it in ready money, promptly, or quickly]. (ISk, S and K in art. زكأ.) And بِعْتُهُ تَعْجِيلًا بِتَعْجِيلٍ [I sold it, or I sold to him, present, or ready, merchandise, for present, or ready, money]. (S voce نَاجِزٌ, q. v.) And عَجَّلْتُ اللَّحْمَ, (S, O,) inf. n. as above, (TA,) I cooked the flesh-meat in haste. (S, O.) And ↓ لَوْ عَجَّلْتَ بِأَيِّمِكَ العَجُولَ, a prov., [which, app., is properly rendered Would that thou didst hasten, with thy husbandless woman, the early portion of food called عَجُول, or the right reading may be العِجَّوْلَ,] meaning عَجِّلْ بِهَا الزَّوَاجَ [(assumed tropical:) hasten thou, with her, i. e. with thy husbandless woman, marriage]. (TA.) One says also عَجَّلْتُمْ like as one says لَهَّنْتُمْ [i. e. Ye supplied, or fed, with the early portion of food called لُهْنَة; which is also called عَجُول, or عِجَّوْل, &c.]. (S, TA. [For لَهَّنْتُمْ, Golius appears to have read لَهَّيْتُمْ, which is evidently wrong.]) b3: عجّل أَقِطَهُ, inf. n. as above; and ↓ تعجّلــهُ; He made his [preparation of dried curd called] اقط into what are termed عَجَاجِيل, (K, TA,) pl. of عُجَّالٌ: (TA:) or you say, عَجَّلْتُ أَقِطِى عَجَاجِيلَ [I made my اقط into عجاجيل]. (O.) A2: See also 1, first sentence.3 عاجلهُ [inf. n. مُعَاجَلَةٌ] i. q. بَادَرَهُ [He hastened, or made haste, or strove to be first or beforehand, in doing, or attaining, or obtaining, it]; (M and K in art. بدر;) namely, a thing. (M ibid.) And عاجل غَيْرَهُ إِلَيْهِ i. q. بَدَرَهُ اليه, (M and K in art. بدر,) like بَادَرَهُ اليه [He hastened with another, or vied or strove with him in hastening, to it, or to do, or attain, or obtain, it]. (M ibid.) b2: [Also He dealt hastily with him.] And عاجلهُ بِذَنْبِهِ He punished him for his sin, or crime, or offence, (أَخَذَهُ بِهِ,) not granting him any delay, (S, TA. [For بِذَنْبِهِ, Golius appears to have read بِذَنَبِهِ.]) 4 اعجلهُ, (S, Mgh, Msb, TA,) inf. n. إِعْجَالٌ; (TA;) and ↓ عجّلهُ, inf. n. تَعْجِيلٌ; (S, O, TA;) and ↓ تعجّلــهُ; (S;) and ↓ اســتعجلــهُ; (K, TA;) He incited, excited, urged, instigated, induced, or made, him to haste, hasten, make haste, speed, or be quick; (S, Mgh, Msb, K, TA;) and commanded, or bade, him, to haste, &c. (K.) One says, أَعْجَلَنِىفَعَجِلْتُ لَهُ [He incited me, &c., to haste, &c., and I hasted, &c., to him]. (O, TA.) And it is said in the Kur [xiii. 7], ↓ وَيَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ [And they incite thee to haste with that which is evil before that which is good]: and [in xxii. 46 and xxix. 53,] ↓ وَيَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالْعَذَابِ [And they incite thee to haste with the punishment]: (TA:) and بِنَفْسِهِ ↓ اســتعجل signifies He hastened himself. (MA.) b2: اعجلهُ signifies also [He incited him to haste, &c., by going before him: and hence it is expl. as meaning also] سَبَقَهُ [i. e. he preceded him, or it; he had, got, or took, precedence of him, or it; he was, or became, beforehand with him, or it; or he anticipated him, or it]; as also ↓ عجّلهُ; and ↓ اســتعجلــهُ: (K:) or ↓ اِسْــتَعْجَلْــتُهُ signifies I went before him, or preceded him, (S, O, TA,) and so incited him to haste: (TA:) and أَمْرَ رَبِّكُمْ ↓ أَعَجِلْتُمْ, in the Kur [vii. 149], means أَسَبَقْتُمْ [i. e. Have ye anticipated the command of your Lord?]: (S, O:) or have ye left [the fulfilment of] the command of your Lord incomplete? (Ksh, Bd;) عَجِلَ being made to imply, (Ksh,) or as though it were made to imply, (Bd,) the meaning of سَبَقَ, wherefore it is made trans. like this latter verb; (Ksh, Bd;) the phrase meaning أَعَجِلْتُمْ عَنْ أَمْرِ رَبِّكُمْ. (Ksh.) وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ, in the Kur [xx. 85, lit. And what caused thee to hasten from thy party?], means [virtually] كَيْفَ سَبَقْتَهُمْ [i. e. how is it that thou camest before thy party?]. (O.) b3: One says also, اعجل الشَّىْءَ عَنْ وَقْتِهِ [He did the thing hastily, or hurriedly, before its time]. (O and K in art. غرض.) and اعجلهُ عَنْ إِدْرَاكِهِ [He made it, or did it, hastily, or hurriedly, or he hurried it, before, or so as to prevent, its becoming mature]. (S and K * in art. فطر.) And أَعْجَلْتُهُ عَنِ اسْتِلَالِ سَيْفِهِ i. e. ↓ عَجِلْتُ بِهِ [I was quick, or beforehand, with him, and] I flurried him, so that he could not draw his sword: whence the saying, رَأَى صَيْدًا فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَأُعْجِلَ عَنْ حَرْبَتِهِ أَوْ سَوْطِهِ [He saw an animal of the chase, and he mounted his horse, or mare, and was incited by haste so as to be prevented from taking his dart or his whip]: and the saying, هَلَاكُ المَالِ

أَعْجَلَهُ عَنْ أَدَائِهَا, meaning مَنَعَهُ [i. e. The perishing of the cattle, or property, prevented, or precluded, him from paying it], namely, the زَكَاة [or poor-rate]; which is an instance of the extension of the signification. (Mgh.) b4: أَعْجَلَتْ said of the pregnant, (O,) or of a she-camel, (K,) [as though for اعجلت وَلَدَهَا,] She brought forth, (O,) or cast, (K,) her offspring before its maturity. (O, K.) b5: And اعجل said of palmtrees, (نَخْل,) They had ripe fruit before its full time. (Mgh.) b6: And, said of a camel, He leaped [up] when the rider had mounted him and had not yet become firmly seated upon him. (TA.) [See مُعْجِلٌ.]5 تَعَجَّلَ as intrans.: see 1, first sentence. b2: Hence, تعجّل الحَرُّ The heat came speedily, or quickly. (Mgh.) And تعجّل الثَّمَنُ [The price was, or became, given in ready money, or promptly, or quickly, or in advance]. (Msb in art. نض.) b3: And تعجّل الشَّىْءُ The thing came before its time. (W p. 83.) A2: تعجّل مِنَ الكِرَآءِ كَذَا (S, Mgh, O) He took, or received, in ready money, or promptly, or quickly, [or in advance,] of the hire, such a sum. (Mgh.) And تعجّل المَالَ He took, or received, promptly, or quickly, [or in advance,] the property. (Msb.) b2: تَعَجَّلْــتُ الشَّىْءَ I constrained myself to do the thing in haste. (Ham p. 28.) b3: And تَعَجَّلْــتُ خَرَاجَهُ I constrained him to hasten [the payment of] his [tax called] خراج. (TA.) b4: See also 4, first sentence. b5: And see 2, near the end.10 إِسْــتَعْجَلَ as intrans.: see 1, first sentence.

A2: اِسْــتَعْجَلْــتُهُ I desired, or required, or demanded, his hasting, or speeding, or being quick. (S, O.) And اســتعجل الشَّىْءَ He desired, or required, or demanded, the thing's being speedy, or quick, not waiting patiently until its time, or full time. (Ham p. 665.) See also 4, in six places.

عُجْلٌ: see عُجَالَةٌ.

عِجْلٌ A calf the young one of the بَقَرَة, (Aboo-Kheyreh, S, Mgh, O, Msb, K,) [both domestic and wild, which latter is a bovine antelope,] from the time when his mother brings him forth (Aboo-Kheyreh, Mgh, TA) until a month old; (Aboo-Kheyreh, Mgh, Msb, TA;) after which [accord. to some] he is called بَرْغَزٌ, when about two months old; and then he is called فَرْقَدٌ: (Aboo-Kheyreh, TA:) or he is thus called while in the first year, then تَبِيعٌ, (S and Sgh and K in art. سلغ,) or, correctly, accord. to IB, he is called while in the first year عِجْلٌ and تَبِيعٌ, (TA in that art.,) then جَذَعٌ, then ثَنِىٌّ, then رَبَاعٍ, then سَدِيسٌ, then سَالِغُ سَنَةٍ and سَالِغُ سَنَتَيْنِ and so on: (S and Sgh and K ibid.:) the fem. is with ة: (Abu-l-Jarráh, S, O, Msb:) pl. of the masc. عِجَلَةٌ (Mgh, Msb) and عُجُولٌ (Msb, TA) and, of pauc., أَعْجِلَةٌ and أَعْجَالٌ; (IB, TA;) [and of the fem. عِجَلٌ;] but as to عِجَالٌ as a pl., [Mtr says,] I have not heard it: (Mgh:) and ↓ عِجَّوْلٌ signifies the same as عِجْلٌ; (S, Mgh, O, K;) fem. with ة; (TA;) and pl. عَجَاجِيلُ. (S, Mgh, O, K.) عَجَلٌ and ↓ عَجَلَةٌ, both inf. ns. of عَجِلَ [q. v.], (Mgh, Msb,) are Syn. with سُرْعَةٌ; (K;) contr. of بُطْءٌ: (S, O:) the latter is expl. by Th as signifying the seeking, and pursuing, or endeavouring after, a thing before its proper time, or season; and as proceeding from the desire of the soul; wherefore it is generally discommended in the Kur-án, so that it is said to be from the Devil. (TA.) It is said in the Kur [xxi. 38], خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ, meaning, it is said, Man is composed of haste; (O;) so says Fr, and in like manner says Aboo-Is-hák; (T, TA;) to denote the excess of this attribute in him: (T, O, TA:) or, accord. to Th, (TA,) the phrase is inverted, the meaning being, haste is created from man; (Msb, TA;) but IJ disapproves this explanation, and also another which will be mentioned in what follows. (TA.) A2: عَجَلٌ signifies also Food that is hastily prepared, and brought, before the [meal called] غَدَآء has become matured. (TA.) [See also عُجَّالٌ.]

A3: Also Clay, or earth; syn. طِينٌ: (IAar, O, K:) or black mud, or black fetid mud; syn. حَمْأَةٌ: and ↓ عَجَلَةٌ has both of these meanings, i. e. طِينٌ and حَمْأَةٌ: (O, * K:) the former of these two significations of عَجَلٌ is said by AO to be of the dial. of Himyer; and IAar says that it is what is meant in the phrase in the Kur [xxi. 38] cited above; but Ibn-'Arafeh disapproves this; (O, TA;) and so does Az; and Er-Rághib says that some expl. it as meaning in this instance stinking black mud, but that their saying is nought. (TA.) A4: See also عَجَلَةٌ, in four places.

عَجُلٌ: see the next paragraph, in two places.

عَجِلٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَاجِلٌ (Msb, K) and ↓ عَجُلٌ (S, O, K) and ↓ عَجُولٌ (S, O) and ↓ عَجِيلٌ (K) and ↓ عَجْلَانُ (S, Mgh, O, Msb, K) Hasting, hastening, making haste, or speeding; [thus more properly the first and second, and often the last; the rest generally signifying] hasty, speedy, quick, or expeditious: (S, Mgh, O, Msb, * K:) pls., (K, TA,) all of ↓ عَجْلَانُ, (TA,) عَجَالَى and عُجَالَى and عِجَالٌ; (K, TA;) the first and last of which pls., as pls. of عَجْلَى [fem. of عَجْلَانُ], are applied to women (S, O, TA) also: (TA:) عَجِلٌ has no broken pl., nor has ↓ عَجُلٌ: (Sb, TA:) ISk says that, for the dim. of عَجِلٌ, they use ↓ عُجَيْلَانُ, as formed from عَجْلَانُ; though they also form it regularly, saying ↓ عُجَيْلٌ; but the former is the better. (O, TA.) عُجْلَةٌ: see عُجَالَةٌ.

عِجْلَةٌ fem. of عِجْلٌ [q. v.]. (Abu-l-Jarráh, S, O, Msb.) A2: Also A water-skin, or skin for water and for milk; syn. سِقَآءٌ: (S, O, K:) pl. عِجَلٌ and عِجَالٌ. (S, O.) b2: And A [water-wheel such as is called] دُولَاب: (IAar, O, K: [see also عَجَلَةٌ:]) pls. as above. (K.) A3: and A species of plant, (S, O, K, TA,) which extends along the ground, (TA,) also called وَشِيجٌ [q. v.]: (O, TA:) AHn says of the وشيج, on the authority of Aboo-Ziyád, it grows, at first, from one root, then branches forth upon the surface of the earth, in innumerable branches, every branch having a knot, or joint, (كَعْبٌ,) from which knot, or joint, grow other branches; it cleaves to the ground, not rising high; its leaves are like those of wheat; and while green, it is called عِجْلَة; (O;) and it is the best of pasture, and is not [what is termed] a بَقْل: (O, TA:) and it is said to be a tree having leaves and joints, or knots, (كُعُوب,) and pliant canes, [for قضب in my original, I read قَصَب, (see وَشِيجٌ,)] long, or elongated, with a fruit like the foot of the domestic fowl, contracted, which, when it dries up, opens; and not having any blossom. (TA.) See also عِجَالَةٌ.

عَجَلَةٌ: see عَجَلٌ, first sentence.

A2: Also [A cart, or wheeled carriage of any kind;] the thing, (S, O,) or آلَة [meaning آلَةُ حَمْلٍ

i. e. instrument of carriage], (K,) that is drawn along by the bull: (S, O, K:) said by Er-Rághib to be so called because of the quickness of its passing along: (TA:) pl. ↓ عَجَلٌ [or rather this is a coll. gen. n.] and [pl. of pauc.] أَعْجَالٌ (S, O, K) and [of mult.] عِجَالٌ. (K.) b2: And Pieces of wood constructed, (K,) or a piece of wood, (Msb,) or a thing that is constructed like the [women's camel-vehicle called] مِحَفَّة, (Mgh,) upon which burdens are carried: (Mgh, Msb, * K:) pl. [or coll. gen. n.] ↓ عَجَلٌ. (Mgh, Msb.) b3: And A [water-wheel such as is called] مَنْجَنُون (S, O) or دُولَاب (K) upon which water is drawn: (S, O: [see also عِجْلَةٌ:]) or a مَحَالَةٌ [app. meaning a great sheave of a pulley by means of which camels draw water]: (K:) pl. [or coll. gen. n.]

↓ عَجَلٌ. (S, O.) b4: And A piece of wood lying transversely, or horizontally, upon the نَعَامَة [or rather نَعَامَتَانِ or two posts] of the well, to which the large bucket is suspended: (El-Kilábee, S, O, K: [see زُرْنُوقٌ:]) pl. [or coll. gen. n.] ↓ عَجَلٌ. (TA.) b5: And A kind of ladder made from a palm-tree, like the نَقِير, (O, K,) which is the trunk of a palm-tree hollowed, and having the like of steps made in it: mentioned in a trad. as the means of ascending to an upper chamber. (O.) b6: And A small [leathern vessel for water such as is called an] إِدَاوَة: and some say, a [leathern water-bag such as is called] مَزَادَة. (TA.) b7: And i. q. كَارَةُ ثَوْبٍ [app. A garment made up into a bundle]: pl. عِجَالٌ and أَعْجَالٌ, by the rejection of the augmentative [ة in the sing.]. (TA.) b8: And A rock [that is as though] growing forth by itself upon rugged, elevated, hard ground. (AA, O.) b9: See also عَجَلٌ, latter half.

عَجْلَانُ: see عَجِلٌ, in two places. b2: [Hence,] قَوْسٌ عَجْلَى A bow of which the arrow is quick [in its flight]. (AHn, K.) b3: And أُمُّ عَجْلَانَ A certain bird, (S, O, K,) black, but white in the base of the tail, that moves about its tail much, or often; also called الفَتَّاحُ. (O.) b4: and العَجْلَانُ is [a name of The month] شَعْبَانُ: so called because of the quickness of its passing away and coming to an end; (L, K; [in the latter of which, in some copies, وَنَفَاذِهِ is erroneously put for وَنَفَاذِهِ;]) i. e. because of its seeming short on account of the fast that follows it. (L.) عَجُولٌ: see عَجِلٌ. b2: Also A she camel distracted, or confounded, or perplexed, having lost her young one; (S, O, K; *) because of her quickness in her motions, (K, TA,) i. e. in her coming and going, (TA,) by reason of impatience: (K, TA:) and a woman bereft of her child: pl. عُجُلٌ, (O, K,) and, accord. to the K, عَجَائِلُ, but correctly ↓ مَعَاجِلُ, as in the L, an anomalous pl. (TA.) b3: And العَجُولُ signifies Death, or the decree of death; syn. المَنِيَّةُ: (AA, K, TA:) because it [often] hurries him whom it befalls so as to prevent him from reaching his family. (TA.) b4: See also عُجَّالٌ: and see a phrase in the latter half of the second paragraph of this art. عَجِيلٌ: see عَجِلٌ.

عُجَيْلٌ a dim. of عَجِلٌ, q. v. (O, TA.) b2: See also عُجَّالٌ.

عُجَالَةٌ (S, O, K) and ↓ عِجَالَةٌ (O, K) and ↓ عُجْلٌ and ↓ عُجْلَةٌ (Ibn-'Abbád, O, K) A thing that one takes hastily, or quickly: (S, O, K:) and the first, [or all,] the rider's provision of food whereof the eating does not fatigue, as dates, and meal of parched barley; (Meyd, TA;) because he desires its readiness, for the journeying hurries him so as to prevent his having food prepared with pains: (TA:) and hasty provision for a guest. (Har p. 84.) One says, التَّمْرُ عُجَالَةُ الرَّاكِبِ [Dates are the hastily-taken food of the rider]: (S, O:) and so, الثَّيِّبُ [q. v.]; (S, O;) which is a prov., (S,) said by A'Obeyd to be used in urging one to be content with a little of what is wanted when much thereof is unattainable. (Meyd.) b2: Also, the same four words, The milk which the مُعَجِّل [q. v.] draws; and so ↓ إِعْجَالَةٌ: (K:) or this last signifies the milk (S, O, TA) of his camels (TA) which the pastor hastens to bring (S, O, TA) to his family before the [fresh] milking, (S, O,) or when his camels return from the water; and its pl. is إِعْجَالَاتٌ: (TA:) and عُجَالَةٌ signifies the milk which the pastor carries from the place of pasture to the owners of the sheep or goats before the sheep or goats return; this being done only when there is abundance of milk. (IAth, O, TA.) عِجَالَةٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also A certain plant: (K, TA:) said to be the ↓ عِجْلَة mentioned above. (TA.) عُجَيْلَةٌ: see what next follows.

عُجَيْلَى A certain quick pace; (As, O, K;) as also ↓ عُجَيْلَةٌ, (K,) and ↓ عُجَّيْلَى, mentioned, and thus written, by Ibn-Wellád, like سُمَّيْهَى. (TA.) عُجَيْلَانُ an anomalous dim. of عَجِلٌ, q. v. (O, TA.) عُجَّالٌ and ↓ عِجَّوْلٌ A thing with which one hastes [i. e. an early portion of food that one eats] before the [morning-meal called] غَدَآء; i. q. لُهْنَةٌ; (Th, TA;) and (TA) so ↓ عَجُولٌ; (K, TA;) or, some say, it is [correctly] عِجَّوْلٌ, as above; (TA;) so too ↓ عُجَيْلٌ: (K:) or this last signifies food that is presented to a party before a preparation has been made for them. (IDrd, O, K.) [See also عَجَلٌ.] b2: Also (i. e. عُجَّالٌ and ↓ عِجَّوْلٌ) A كَفّ [or cake of the length and thickness of the hand] of حَيْس [or dates mixed and kneaded with clarified butter and with the preparation of dried curd called أَقِط, &c.], (K, TA, accord. to several copies of the K جُمَّاعُ كَفٍّ [which means the same],) or of dates [alone], which is eaten in haste: (K:) or (K, TA, in some copies of the K “ and ”) a handful of dates kneaded with سَوِيق [or meal of parched barley or wheat], (ISh, O, K, the last in two places,) or with أَقِط: (ISh, O:) pl. عَجَاجِيلُ: (TA:) which signifies [also] certain things of أَقِط, made in a long form, of the thickness of the hand, (ISh, O, K,) and of the length thereof, like the عَجَاجِيل of dates and حَيْس; one of which is called عُجَّالٌ. (ISh, O.) عِجَّوْلٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

A2: And see also عِجْلٌ.

عُجَّيْلَى: see عُجَيْلَى.

عَاجِلٌ: see عَجِلٌ. [Also Fleeting; quickly transitory.] b2: And Present; ready; (Msb;) not delayed; (PS;) [applied to a price, hire, payment, or the like;] contr. of آجِلٌ; (S, O, K;) as applied to anything. (K.) عَاجِلٌ بِعَاجِلٍ

[Ready merchandise with ready money] is like نَاجِزٌ بِنَاجِزٍ, and يَدٌ بِيَدٍ. (TA in art. نجز.) b3: And hence, [or because fleeting, or quickly transitory,] العَاجِلَةُ signifies The present hour or time: (Msb:) and the present dwelling, abode, world, life, or state of existence: (TA:) contr. of الآجِلَةُ, (S, O, TA,) in relation to anything. (TA.) أَعْجَلُ [More, and most, hasty, speedy, quick, or expeditious: and more, and most, fleeting, or short-lived]. They say, in relation to the affecting of hardiness, or strength, and endurance, and to soundness of body, لَيْتَنِى وَفُلَانًا يُفْعَلُ بِنَا كَذَا حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ [Would that such a thing might be done to me and such a one until the more short-lived die]. (O.) إِعْجَالَةٌ: see عُجَالَةٌ, last sentence.

أَعَاجِلُ [mentioned by Freytag, on the authority of the Deewán of the Hudhalees, as a pl. derived by some from عِجْلٌ, and signifying Little ones (“ parvi ”)].

مُعْجَلٌ A young camel brought forth before the completion of the year, and living. (K.) مُعْجِلٌ and ↓ مُعَجِّلٌ and ↓ مِعْجَالٌ A she-camel that brings forth before the completion of the year, and whose young one lives: (K:) or مُعْجِلَةٌ and ↓ مِعْجَالٌ signify the pregnant that brings forth her young before its full time: (O:) or مُعْجِلَةٌ signifies a she-camel that casts her young prematurely: (TA:) and مُعْجِلٌ applied to a بَقَرَة [meaning a cow, either domestic or wild, the latter being a bovine antelope], (S, O, Msb, K,) having a calf, (S, Msb, K,) or having her calf with her. (O.) b2: Also [i. e. the three epithets first mentioned], A she-camel that leaps [up] when the foot is put in her stirrup; as also مُعْجِلَةٌ: (K:) or thus this last word: (O:) or ↓ مِعْجَالٌ is so applied, like مُعْجِلَةٌ; and is in like manner applied to a he-camel; meaning that rises and leaps &c. as above. (TA.) b3: Also, (K,) or ↓ مِعْجَالٌ [only], (TA,) A palm-tree that matures its fruit on the first occasion of its bearing. (K, TA.) مُعَجِّلٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also One who brings to his family the إِعْجَالَة (S, O) or عُجَالَة [q. v.]; (K;) as also ↓ مُــتَعَجِّلٌ: (S, O, K:) or one who brings the إِعْجَالَة from the camels pasturing at a distance from their owners. (TA.) b3: And The pastor who milks the camels once while they are in the pasture. (K.) مِعْجَالٌ: see مُعْجِلٌ, in four places. b2: Also sing. of مَعَاجِيلٌ (A, TA) which means, The مُخْتَصَرَات [i. e. nearer, or nearest, (in art. خصر erroneously written مُخْتَصِرَات,)] of the roads, or ways. (A, O, K, TA.) One says also, أَخَذْتُ مِنَ الطَّرِيقِ ↓ مُسْــتَعْجِلَــةً (O, K, in the CK مُسْــتَعْجَلَــةً,) [I took a short cut,] and هٰذِهِ الطَّرِيقِ ↓ مُسْــتَعَجِلَــاتُ [These are the short cuts]: both denote nearness and shortness. (O, K.) مَعَاجِلُ an anomalous pl. of عَجُولٌ, q. v. (L, TA.) مُــتَعَجِّلٌ: see مُعَجِّلٌ.

مُسْــتَعْجِلَــةٌ and its pl.: see مِعْجَالٌ. b2: المُسْــتَعْجِلَــةُ is a name of A certain plant that fattens women; also called العُرُوقُ البِيضُ. (K in art. عرق.)
عجل
الْعَجَلُ، والْعَجَلَةُ، مُحَرَّكَتَيْنِ: السُّرْعَةُ، قالَ الرَّاغِبُ: العَجَلَةُ طَلبُ الشِّيْءِ وتَحَرِّيهِ قبلَ أَوانِهِ، وَهِي مِنْ مُقْتَضَى الشَّهْوَةِ، فَلِذلكَ كانَتْ مَذْمُومَةً فِي عامَّةِ القُرْآنِ، حَتَّى قيلَ: العَجَلَةُ مِنَ الشِّيْطَانِ، قالَ تَعالى: ولاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ، ومَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسِى، قالَ: وأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: وعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبٌ لِتَرْضَى، فَإِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ عَجَلَتَهُ، وإِنْ كانَتْ مَذْمُومَةً، فَالَّذِي دَعَا إِلَيها أَمْرٌ مَحْمُودٌ، وَهُوَ طَلَبُ رِضَا اللهِ تَعالَى، وَهُوَ عَجُلٌ، بِكَسْرِ الجِيمِ وضَمِّها، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... إِذا تَجاوَبَ مِنْ بَرْدَيْهِ تَرْنِيمُ)
وعَجْلاَنُ، وعَاجِلٌ، وعَجِيلٌ، مِنْ قَوْمٍ عَجَالَى، بالْفَتْحِ، وعُجَالَى، بالضَّمِّ، عِجَالٍ، بالكَسْرِ، وَهَذَا كُلُّهُ جَمْعُ عَجْلانَ، وأَمَّا عَجِلٌ وعَجُلٌ فَلا يُكَسَّرُ عِنْدَ سِيبَوَيْه، وعَجِلٌ أَقْرَبُ إِلى حَدِّ التَّكْسِيرِ مِنْهُ، لِأَن فَعِلاً فِي الصّفة أَكثر من فَعُلٍ، على أَنَّ السَّلامَةَ فِي فَعِلٍ أكثرُ أَيْضا لِقِلَّتِهِ وإِنْ زَادَ على فَعُلٍ، وَلَا يجمع عَجْلانُ بالواوِ وَالنُّون، لأَنَّ مُؤَنَّثَهُ لَا تَلْحَقُه الهاءُ، وامْرَأَةٌ عَجْلَى، ونِسْوَةٌ عَجَالَى، وعِجَالٌ، كَرَجْلَى، ورَجَالَى، ورِجَالٌ. وَقد عَجِلَ، كفَرِحَ، عَجَلاً، وعَجَّلَ، تَعْجِيلاً، وتَعَجَّلَ، قالَ اللهُ تَعالَى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ، وقالَ: عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ، وقالَ تَعالَى: فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ، واسْــتَعْجَلَــهُ، كُلُّ ذلكَ بِمَعْنَى: حَثَّهُ، وأَمَرَهُ أَنْ يَعْجَلَ فِي الأَمْرِ، وكذلكَ الإِعْجَالُ، قالَ اللهُ تَعَالَى: ويَسْــتَعْجِلُــونَكَ بالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ، وقالَ: ويَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالْعَذابِ، وقالَ القَطامِيُّ:
(فاسْــتَعْجَلُــونَا وكانُوا مِنْ صَحَابَتِنَا ... كَما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ)
ومَرَّ يَسْــتَعْجلُ: أَي طَالِباً ذلكَ مِنْ نَفْسِهِ، مُتَكّلِّفاً إِيَّاهُ، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، ووَضَعَ فيهِ الضَّمِيرَ المُنْفَصِلَ مَكانَ المُتَّصِلِ. والْعَجْلاَنُ: شَعْبَانُ، سُمِّيَ بذلكَ لِسُرْعَةِ مُضِيِّهِ ونَفَادِهِ، أَي نَفَادِ أَيَّامِهِ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا القَوْلُ ليسَ بِقَوِيٍّ لأنَّ شَعْبانَ إِنْ كانَ فِي زَمَنٍ طَوِيلِ الأَيَّامِ فَأَيَّامُهُ طِوَالٌ، وإِنْ كانَ فِي زَمَنٍ قَصِيرِ الأَيَّامِ فَأَيَّامُهُ قِصارٌ، قَالَ ابنُ المُكَرِّمِ: وَهَذَا الَّذِي انْتَقَدَهُ ابنُ سِيدَه لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَنَّ شَعْبَانَ قد ثَبَتَ فِي الأَذْهانِ أَنَّهُ شهرٌ قصيرٌ، سَريعُ الاِنْقِضَاءِ، فِي أيِّ زَمانٍ كَانَ، لأنَّ الصَّوْمَ يَفْجَأُ فِي آخِرِهِ، فلذلكَ سُمِّيَ العَجْلاَن، واللهُ أَعْلَمُ. وعَجْلاَنُ، بِلاَ لاَمٍ: عَلَمُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُم بَنُو العَجْلاَنِ، بَطْنٌ فِي بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، سُمِّيَ لِتَعْجِيلِهِ القِرَى، وَهُوَ جَدُّ تَمِيمِ بنِ أُبَيِّ بنِ مُقْبِلِ ابنِ عَوْفِ بنِ حِنْتِفِ بنِ عَجْلاَنَ الشَّاعِرِ، وفيهِ يَقولُ النَّجَاشِيُّ، فِي أَبْياتٍ:)
(وَمَا سُمِّيَ العَجْلاَنُ إِلاَّ بِقَوْلِهِ ... خُذِ القَعْبَ واحْلُبْ أَيُّها العَبْدُ واعْجَلِ) والعَجْلاَنُ بنُ حارِثَةَ بنِ ضُبَيْعَةَ: بَطْنٌ فِي بَلِيٍّ. والعَجْلاَنُ بنُ زَيْدِ بنِ غَنْمٍ: بَطْنٌ فِي الأَنْصَارِ.
وعِزُّ الدِّينِ أَبُو سَرِيعٍ عَجْلاَنُ بنُ رُمَيْثَةَ الحَسَنِيُّ، مَلِكَ الحِجازِ، وغيرُه، وَهُوَ واسِعٌ فِي الأَعْلامِ.
وقَوْسٌ عَجْلَى، كسَكْرَى: سَرِيعَةُ السَّهْمِ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ. والْعَاجِلُ، والعاجِلَةُ: نَقِيضُ الآجِلِ والآجِلَةِ، عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وأَعْجَلَهُ: سَبَقَهُ، كاسْــتَعْجَلَــهُ، قالَ تَعَالَى: ومَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ، أَي كيفَ سَبَقْتَهُم، يُقالُ: أَعْجَلَنِي فَعَجِلْتُ لَهُ، واسْــتَعْجَلْــتُهُ: تَقَدَّمْتُهُ فَحَمَلْتُهُ عَلى العَجَلَةِ. وعَجَّلَهُ، تَعْجِيلاً: اسْتَحَثَّهُ. وأَعْجَلَتِ النَّاقَةُ، إِعْجَالاً: أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمامٍ، فَهِيَ مُعْجِلَةٌ. والْمُعْجِلُ، كمُحْسِنٍ، ومُحَدِّثٍ، ومِفْتَاحٍ، مِنَ الإِبِلِ: مَا تُنْتَجُ قَبْلَ أَنْ تَسْتَكْمِلَ الْحَوْلَ، فَيَعِيشُ وَلَدُهَا، قالَ الأَخْطَلُ:
(إِذا مُعْجَلٌ غَادَرْتَه عندَ مَنْزِلٍ ... أُتِيحَ لِجَوَّابِ الْفَلاةِ كَسُوبِ)
يَعْنِي الذِّئْبَ. والْوَلَدُ مُعْجَلٌ، كَمُكْرَمٍ، وقيلَ: المِعْجَالُ مِنَ الحَوامِلِ: الَّتِي تَضَعُ وَلَدَها قَبْلَ إِنَاهُ.
والإِعْجالُ فِي السَّيْرِ: أَنْ يَثِبَ البَعِيرُ إِذا رَكِبَهُ الرَّاكِبُ قبلَ اسْتِوائِهِ عَلَيْهِ، وجَمَلٌ مِعْجَالٌ، ونَاقَةٌ مِعْجَالٌ، وَهِي الَّتِي إِذا وَضَعْتَ الرِّجْلَ فِي غَرْزِهَا قامَتْ، ووثَبَتْ كالْمُعْجِلَةِ، كمُحْسِنَةٍ، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيُّ، ولَقِيَ أَبُو عَمْرِو بنِ العَلاَءِ ذَا الرُّمَّةِ، فقالَ: أَنْشَدْنِي: مَا بَالُ عَيْنَيْكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ فَأَنْشَدَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلى قَوْلِهِ: حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ فقالَ لهُ: عَمُّكَ الرَّاعِي أَحْسَنُ مِنْكَ وَصْفاً، حينَ يَقُولُ:
(وهِيَ إِذا قامَ فِي غَرْزِها ... كَمِثْلِ السَّفِينَةِ أَو أَوْقَرُ)

(ولاَ تَعْجِلُ المَرْءَ عِنْدَ الوُرُو ... كِ وَهْيَ بِرُكْبَتِهِ أَبْصَرُ)
فقالَ: وَصَفَ بِذلكَ نَاقَةَ مَلِكٍ، وأَنا أَصِفُ لَكَ نَاقَةَ سُوقَةٍ. والمِعْجَالُ: الْمُدْرِكَةُ مِنَ النَّخْلِ فِي أَوَّلِ الْحَمْلِ. والْعُجَالَةُ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ، والْعُجْلُ والْعُجْلَةُ، بِضَمِّهِما: مَا تَعَجَّلْــتَهُ مِنْ شَيْءٍ، وَمِنْه قولُهم: التَّمْرُ عُجَالَةُ الرَّاكِبِ، وَفِي المَثَلِ: الثَّيِّبُ عُجَالَةُ الرَّاكِبِ. والمُعَجِّلُ، كَمُحَدِّثٍ: الرَّاعِي يَحْلُبُ الإِبِلَ حَلْبَةً، وهِيَ فِي الرَّعْي، كَأَنَّهُ يعْجِلُها إِتْمامَ الرَّعْي، وَهُوَ أَيْضا: الآتِي أَهْلَهُ بِالْعُجَالَةِ، بالضَّمِّ، وَهُوَ لَبَنٌ يَحْمِلُهُ الرَّاعِي مِنَ المَرْعَى إِلى أَصْحَابِ الشَّاءِ، قبلَ أَنْ تُصْدِرَ الغَنَمُ، وإِنَّما) يَفْعَلُ ذلكَ عِنْدَ كَثْرَةِ اللَّبَنِ، قالَهُ ابنُ الأَثِيرِ، والصَّاغانِيُّ، فِي شَرْحِ حديثِ خُزَيْمَةَ: ويَحْمِلُ الرَّاعِي العُجَالَةَ. وقالَ الكُمَيْتُ:
(لَمْ يَقْتَعَدْها المُعَجِّلُونَ وَلم ... يَمْسَخْ مَطَاهَا الوُسُوقُ والحَقَبُ)
وقيلَ: المُعَجِّلُ: هوَ الَّذِي يَأْتِي بالإِعْجَالَةِ مِنَ الإبِلِ مِنَ الْعَزِيبِ، كالْمُــتَعَجِّلِ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ، يَصِفُ سَيَلاَنَ الدَّمْعِ:
(كَأَنَّهُما مَزادَتا مُــتَعَجِّلٍ ... فَرِيَّانِ لَمَّا يُسْلَقَا بِدِهَانِ)
والعُجَالَةُ، بالكَسْرِ والضَّمِّ، والإِعْجِالَةُ بالْكَسْرِ، والْعُجْلُ والْعُجْلَةُ، بِضَمِّهِما، الأَخِيرَتانِ عَن ابنِ عَبَّادٍ: ذلكَ اللَّبَنُ الَّذِي يَحْلُبُهُ الْمُعَجِّلُ، وقيلَ: الإِعْجَالَةُ أَنْ يُعَجِّلَ الرَّاعِي بِلَبَنِ إِبِلِهِ إِذا صَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ، والجَمْعُ الإِعْجَالاتُ، قالَ الكُمَيْتُ: (أَتَتْكُم بِإِعْجالاَتِها وهْيَ حُفَّلٌ ... تَمُجُّ لَكُمْ قَبْلَ احْتِلاَبٍ ثُمَالَهَا)
يُخَاطِبُ اليَمَنَ، يَقُولُ: أَتَتْكُمْ مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بِإِعْجَالاتِها. وكَرَمُّانٍ، وسِنَّوْرٍ: جُماعُ الْكَفِّ مِنَ الْحَيْسِ أَو التَّمْرِ، يُسْــتَعْجَلُ أَكْلُهُ، أَو جُمْعَةٌ مِن تَمْرٍ يُعْجَنُ بِسَوِيقٍ أَو أقِطٍ، فَيُــتَعَجَّلُ أَكْلُهُ، والجَمْعُ عَجاجِيلُ، وَهِي هَناتٌ مِنَ الأَقِطِ يَجْعَلُونَها طَوالاً، وقالَ ثَعْلَبٌ: الْعُجَّالُ والعِجَّوْلُ: مَا اسْتُتْجِلَ بهِ قَبْلَ الغِذَاءِ، كاللُّهْنَةِ. والْعَجَلُ، مُحَرَّكَةً: الطِّينُ، أَو الْحَمْأَةُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعالَى: خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ، أَي مِن طِينٍ، وأَنْشَدَ:
(والنَّبْعُ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ مَنْبِتُهُ ... والنَّخْلُ يَنْبُتُ بَيْنَ المَاءِ والعَجَلِ)
وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: ليسَ عِنْدِي فِي هَذَا حِكَايَةٌ عَمَّنْ يُرْجَعُ إليهِ فِي عِلْمِ اللُّغَةِ، ومِثْلُهُ قَوْلُ الأَزْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةٌ، وأَنْشَدَ البيتَ المَذْكُورَ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَالله أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ، وأَشَارَ إِلَى مِثْلِهِ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ الرَّاغِبُ: قَولُهُ تَعالَى: مِنَْ عَجَلٍ قالَ بعضُهم: مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ، وليسَ بِشَيْءٍ، بل ذلكَ تَنْبِيهٌ عَلى أَنَّهُ لَا يَتَعَرَّى من ذَلِك، وأَنَّ ذَلِك إِحْدَى القُوَى الَّتِي رُكِّبَ عَلَيْهَا، وعَلى ذلكَ قالَ: وكانَ الإِنْسانُ عَجُولاً، انْتهى. وَفِي التَّهْذِيبِ، قالَ الفَرَّاءُ: خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ، وعَلَى عَجَلٍ، كأَنَّكَ قُلْتَ: رُكِّبَ عَلى العَجَلَةِ، وبِنْيَتُهُ العَجَلَةُ، وخِلْقَتُهُ العَجَلَةِ، وعَلى العَجَلَةُ، وَنَحْو ذلكَ، قَالَ أَبُو إِسْحاق: خُوطِبَ العَرَبُ بِما تَعْقِلُ، والعَرَبُ تَقُولُ للَّذي يُكْثِرُ الشَّيْءَ: خُلِقْتَ مِنْهُ، كَما تَقولُ: خُلِقْتَ مِنْ لَعِبٍ، إِذا بُولِغَ فِي وَصْفِهِ باللَّعِبِ، وخُلِقَ فُلاَنٌ مِنَ الكَيْسِ، إِذا بُولِغَ فِي صِفَتِهِ بالكَيْسِ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ فِي مَعْنَى الآيَةِ: أَي لَو) يَعْلَمُونَ مَا اسْــتَعْجَلُــوا، والجَوابُ مُضْمَرٌ، قيلَ: إِنَّ آدَمَ عليهِ السَّلامُ لَمَّا بَلَغَ مِنْهُ الرُّوحُ الرُّكْبَتَيْنِ، هَمَّ بالنُّهُوضِ قبلَ أَنْ تَبْلُغَ القَدّمَيْنِ، فقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ذلكَ، وقالَ ثَعْلَب: مَعْناهُ خُلِقَتِ العَجَلَةُ مِنَ الإِنْسانِ، قالَ ابنُ جِنِّيٍّ: الأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهُ: خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ، لِكَثْرَةِ فِعْلِهِ إِيَّاهُ، واعْتِيادِهِ لَهُ، وَهَذَا أَقْوَى مَعْنىً مِنْ أَنْ يَكُونَ أرادَ خُلِقَ العَجَلُ مِنَ الإِنْسانِ، لأنَّهُ أَمْرٌ قد اطَّرَدَ واتَّسَعَ، وحَمْلُهُ عَلى القَلْبِ يَبْعُدُ فِي الصَّنْعَةِ، ويُصَغِّرُ المَعْنَى، قالَ: وكأَنَّ هَذَا المَوْضِعَ لَمَّا خَفِيَ عَلى بَعْضِهم قَالَ: إِنَّ العَجَلَ هُنَا الطِّينُ، قالَ: ولَعَمْرِي إِنَّهُ فِي اللُّغَةِ لَكَما ذَكَرَ، غيرَ أَنَّهُ فِي هَذَا المَوْضِعِ لَا يُرادُ بهِ إِلاَّ نَفْسُ العَجَلَةِ والسُّرْعَةِ، أَلاَ تَراهُ عَزَّ اسْمُه كيفَ قالَ عَقِيبَهُ: سَأُرِيكُمْءَايَتِي فَلاَ تَسْــتَعْجِلُــونَ، فنَظِيرُهُ قولُه تَعالَى: وكانَ الإِنسَانُ عَجُولاً، وخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً، لأَنَّ العَجَلَ ضَرْبٌ مِنَ الضَّعْفِ، لِمَا يُؤْذِن بهِ مِنَ الضَّرُورَةِ والْحَاجَةِ، فَهَذَا هُوَ وَجْهُ القَوْلِ فِيهِ.
والعِجْلُ، بالْكَسْرِ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، قالَ الرَّاغِبُ: تُصُوِّرَ فيهِ العَجَلَةُ إِذا صَارَ ثَوْراً، قالَ تَعالَى: عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ، وقالَ أَبُو خَيْرَةَ: هوَ عِجْلٌ حِينَ تَضَعُهُ أُمُّهُ إِلَى شَهْرٍ، ثُمَّ بَرغَزٌ نَحْواً مِنْ شَهْرَيْنِ ونِصْفٍ، ثُمَّ هُوَ الْفَرْقَدُ، كالْعِجَّوْلِ، كسِنَّوْرٍ، ج: عَجَاجِيلُ، والأُنْثَى عَجْلَةٌ، وعِجَّوْلَةٌ، وجمعُ العِجْلِ عَجُولٌ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: يُقالُ: ثَلاثَةُ أَعْجِلَةٍ، وهيَ الأَعْجَالُ، وبَقَرَةٌ مُعْجِلٌ، كمُحْسِنٍ: ذاتُ عِجْلٍ. وبَنُو عِجْلٍ: حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَهُوَ عِجْلُ بنُ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، وكانَ يُحَمَّقُ، قيلَ لهُ: مَا سَمَّيْتَ فَرَسَكَ هَذَا فَفَقَأَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ، وقالَ: سَمَّيْتُهُ الأَعْوَرَ. وأُمُّهُ حَذامِ الَّتِي يُضْرَبُ بهَا المَثَلُ، مِنْهُم: فُراتُ بنِ حِبَّانَ بنِ ثَعْلَبَةَ العِجْلِيُّ، لَهُ صَحْبَةٌ، وَأَبُو المُعْتَمِرِ مُوَرِّقُ بن المُشَمْرِجِ العِجْلِيُّ، تابِعِيٌّ، وَأَبُو الأَشْعَثِ أَحمدُ بنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ، بَصْرِيٌّ، مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ والتِّرْمِذِيِّ، وَأَبُو دُلَفٍ القاسِمُ بنُ عِيسَى العِجْلِيُّ، جَوادٌ مَشْهُورٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَمَّا قولُه: عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنو عِجِلْ شُرْبَ النَّبِيذِ واعْتِقَالاً بالرِّجِلْ إِنَّما حَرَّكَ الجِيمَ ضَرُورَةً، لأَنَّهُ يَجْوزُ تَحْرِيكُ السَّاكِنِ فِي القَافِيَةِ بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ. والْعِجْلَةُ، بالكَسْرِ: السِّقَاءُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: العِجْلَةُ الدُّولاَبُ، ج: عَجَلٌ، كَعِنَبٍ، كَقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، قالَ الأعْشَى:
(والسَّاحِباتُ ذُيُولَ الرَّيْطِ آوِنَةً ... والرَّافِلاَتُ عَلى أعْجَازِهَا الْعِجَلُ)

قالَ ثَعْلَبٌ: شَبَّهَ أَعْجازَهُنَّ بالأَسْقِيَةِ المَمْلُوءَةِ، ويُجْمَعُ أَيْضا على عِجَالٍ، مِثْل جِبَالٍ، كرِهْمَةٍ ورِهَامٍ، وذِهْبَةٍ وذِهَابٍ، قالَ الطِّرِمَّاحُ:
(تُنَشِّفُ أَوْشَالَ النِّطافِ بِطَبْخِها ... عَلى أنَّ مَكْتُوبَ العِجَالِ وَكِيعُ)
ورَوَاهُ الصَّاغانِيُّ:
(. ودُونَها ... كُلَى عِجِلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وَكِيعُ)
والعِجْلَةُ: نَبَاتٌ يَسْتَطِيلُ مَعَ الأَرْضِ، وَهُوَ الوَشْيجُ، قالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَطْيَبُ كَلأً، وليسَ بِبَقْلٍ، وأَنْشَدَ غَيْرُهُ: عَلَيْكَ سِرْدَاحاً مِنَ السِّرْدَاح ذَا عِجْلَةٍ وَذَا نصِيٍّ ضَاحِي وقيلَ: هيَ شَجَرَةٌ ذاتُ وَرَقٍ، وكُعُوبٍ، وقَصَبٍ، لَيِّنَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ،الَّتِي فَقَدَتْ وَلَدَها، وفيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، سُمِّيَتْ لِعَجَلَتِهَا فِي حَرَكاتِها، أَي فِي جِيئَتِها وذَهابِها، جَزَعاً، قالَت الخَنْسَاءُ:)
(فَما عَجُولٌ عَلى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ ... لَهَا حَنِينَانِ إِعْلاَنٌ وإِسْرارُ)
ج: عُجُلٌ، كَكُتُبٍ، وعَجَائِلُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: ومَعاجِلُ، كَما فِي اللِّسَانِ، وَهُوَ عَلى غَيْرِ قِيَاسٍ، قالَ الأَعْشَى:
(حَتَّى يَظَلَّ عَمِيدُ الْحَيِّ مُرْتِفِقاً ... يَدْفَعُ بالرَّاحِ عَنْهُ نِسْوَةٌ عُجُلُ)
والعَجُولُ: الْمَنِيَّةُ، عَن أَبي عَمْروٍ، لأنَّها تُعْجِلُ مَنْ نَزَلَةْ بهِ عَن إِدْراكِ أَهْلِهِ، قالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(وتَرْجُو أَن تَخاطَاكَ الْمَنايَا ... وتَخْشَى أَنْ تُعَجِّلَــكَ العَجُولُ)
والعَجُولُ: مَا اسْــتُعْجِلَ بِهِ قبلَ الْغِذاءِ، مثلُ اللُّهْنَةِ، عَن ثَعْلَبٍ، ويُقالُ: هُوَ كَسِنَّوْرٍ، كَما تَقدَّم.
والعَجُولُ: بِئْرٌ بِمَكَّةَ، حَرَسَها اللهُ تَعالى، كانَ حَفَرَها عَبْدُ شَمْسٍ، أَو قُصَيٌّ نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ.
والْمَعَاجِيلُ: مُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ، جَمْعُ مِعْجَالٍ، كَما فِي الأَسَاسِ. والْعُجَيْلَى مُصَغَّراً مَقْصُوراً، والْعُجَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ضَرْبَانِ مِنَ المَشْيِ، وَهُوَ سَيْرٌ سَرِيعٌ، قالَ الشاعِرُ:
(تَمْشِي العُجَيْلَى مِنْ مَخافَةِ شَدْقَمٍ ... يَمْشِي الدِّفِقَّى والخَنِيفَ ويَضْبِرُ)
والعُجَيْلُ، كَزُبَيْرٍ: اللُّهْنَةُ، وَهُوَ مَا اسْــتُعْجِلُ بِهِ قبلَ الغِذَاءِ، أَو طَعَامٌ يُقَرَّبُ إِلَى قَوْمٍ قَبْلَ أَنْ يُتَأَهَّبَ لَهُمْ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَهُوَ فِي المَعْنَى قَرِيبٌ مِنَ اللُّهْنَةِ. والعِجَالَةُ، كالْكِتابَةِ: نَبَاتٌ، قيلَ: هِيَ العِجْلَةُ، الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها. والعَجْلاَءُ: ع مَوْضِعٌ م مَعْرُوفٌ. والعَجْلاَنِيَةُ: د، وَفِي العُبَابِ: بُلَيْدَةٌ بِمَرْجِ الدِّيباجِ، قُرْبَ المَصِّيصَةِ. وعَجْلَى، كَسَكْرَى: نَاقَةُ ذِي الرُّمَّةِ الشَّاعِرِ، وفيهَا يَقولُ:
(أَقُولُ لِعَجْلَى بَيْنَ بَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّي فقد أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمالِسُ)
وقالَ أَيْضا:
(أَقُولُ لِنَاقَتِي عَجْلَى وحَنَّتْ ... إٍ لى الْوَقَبَى ونحنُ عَلى الثِّمادِ)

(أَتاحَ اللهُ يَا عَجْلَى بِلاداً ... هَواكِ بهَا مُرِبَّاتِ الْعِهَادِ)
وَأَيْضًا: اسْمُ فَرَسِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أُمِّ حَزْنَةَ. وَأَيْضًا: فَرَسُ يَزِيدْ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ، وَهُوَ القائِلُ فِيهَا:
(ولَمْ أَقِ عَجْلَى فِي الصَّباحِ رِمَاحَهُم ... وحَقُّ طِعَانِ القَوْمِ مَنْ كانَ أَوَّلُ)
وأَيضاً: فَرَسُ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ، وَهُوَ القائِلُ فِيهَا:
(وقلتُ لِعَجْلَى إِنَّما هيَ ساعَةٌ ... فِدىً لكِ أُمِّي أَلْحِقِيني مَلاَحِقِي)
قالَ الصَّاغانِيُّ: وأَمَّا قَوْلُ لَبِيدٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:)
(تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والْجَوْنُ فِيهَا ... وعَجْلَى والنَّعَامَةُ والْخَيَالُ)
فيجوزُ أَنْ يَكونَ أَرادَ واحِدَةً مِنَ الفَرَسَيْنِ المَذْكُورَتَيْنِ. وعُبَيْدٌ الْعِجْلُ، عَلى النَّعْتِ: لَقَبُ الْحُسَيْنِ بْنِ محمدِ بْنِ حَاتِمٍ، الْمُحَدِّثِ، ثِقَةٌ. وقالَ النَّضْرُ: الْعَجَاجِيلُ: هَناتٌ مِنَ الأَقِطِ، تُجْعَلُ طِوَالاً بِغِلَظِ الأَكُفِّ وطُولِها، مثلُ عَجَاجِيلِ التَّمْرِ والحَيْسِ، والواحِدَةُ عُجَّالٌ، كرُمَّانٍ، وَقد تقدَّم، وعَجَّلَ أَقِطَهُ، تَعْجِيلاً، وتَعَجَّلَــهُ: جَعَلَهُ كذلكَ. وَفِي النَّوادِرِ: أَخَذْتُ مُسْــتَعْجَلَــةً مِنَ الطَّرِيقِ، وهذهِ خُدْعَةٌ مِنَ الطَّريقِ ومَخْدَعٌ، ونَفَذٌ، ونَسَمٌ، ونَبَقٌ، وأَنْبَاقٌ، كُلُّهُ بِمَعْنَى الْقُرْبَةِ والْخُصْرَةِ. وَفِي الصِّحاحِ: أُمُّ عَجْلاَنَ: طَائِرٌ، زادَ الصَّاغانِيُّ: أَسْوَدُ، أَبْيَضُ أَصْلِ الذَّنَبِ، يَكْثُرُ تَحَرُّكَ ذَنَبِهِ. ويُقالُ: أَتَانَا بِعُجَّالٍ، وعِجَّوْلٍ، كَرُمَّانٍ وسِنَّوْرٍ: أَي بِجُمْعَةٍ مِنَ التَّمْرِ، قد عُجِنَ بالسَّوِيقِ، أَو الأَقِطِ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ، وَقد تقدَّم. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. رَجُلٌ عَجُولٌ، كصَبُورٍ: فِيهِ عَجَلَةٌ. وعَاجَلَهُ بِذَنْبِهِ: إِذا أَخَذَهُ بِهِ، وَلم يُمْهِلْهُ. والعَاجِلَةُ: الدُّنْيا، نَقِيضُ الآجِلَةِ. وعَجِلَ عَنهُ: زاغَ. والعَجَلُ، مُحَرَّكَةً: مَا اسْــتُعْجِلَ بِهِ مِنْ طَعامٍ، فَقُدِّمَ قبلَ إِدْرَاكِ الْغَدَاءِ، قَالَ:
(إِنْ لم تُغِثْنِي أَكُنْ يَاذَا النَّدَى عَجَلاً ... كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ فِي شِدْقِ غَرْثانِ)
والعُجَالَةُ، بالضَّمِّ: مَا تَزَوَّدَهُ الرَّاكِبُ مِمَّا لَا يُتْعِبُهُ أَكْلُهُ، كالتَّمْرِ والسَّوِيقِ، لأَنَّهُ يَسْــتعْجِلُــه، أَو لأنَّ السَّفَرَ يُعْجِلُهُ عَمَّا سِوَى ذلكَ مِنَ الطَّعام المُعالَجِ، ويُقالُ: عَجَّلْتُم، كَما يُقالُ: لَهَّنْتُم. كَما فِي الصِّحاحِ. والعُجَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ، فِي عَجَلٍ وسُرْعَةٍ، عَن ابنِ وَلاَّدٍ، وَهَكَذَا ضَبَطَهُ. وعَجَّلْتُ اللَّحْمَ تَعْجِيلاً: طَبَخْتُهُ على عَجَلَةٍ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وتَعَجَّلْــتُ مِنَ الْكِراءِ كَذَا، وعَجَّلْتُ لَهُ مِنَ الثَّمَنِ كَذَا، عَن الجَوْهَرِيُّ. وَفِي الْمَثل: لَو عَجِلَتْ بَأَيِّمِك العَجُول، أَي عَجِل بهَا الزَّوَاجُ. والعَجَلَةُ، مُحَرَّكَةً: كَارَةُ الثَّوْبِ، والجَمْعُ عِجَالٌ، وأَعْجَالٌ، على طَرْحِ الزَّائِدِ. وَأَيْضًا الإِدَاوَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقيل: الْمَزَادَةُ، وَأَيْضًا: الضُّمْرَةُ تَنْبُتُ وَحْدَها على الشَّأْزِ، عَن أبي عَمْروٍ.
وعَجْلاَنُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(فَهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى بَيْنَ عَالِجٍ ... وعَجْلاَنَ تَصْرِيفَ الأَدِيبِ المُذَلَّلِ)
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عثمانَ بنِ عَجْلاَنَ، بالكسرِ: مِن شُيُوخِ ابنِ سَيِّدِ النَّاسِ، وَهَكَذَا ضَبَطَهُ، حَدَّث عَن أبي الْحُسَيْن بنِ السَّرَاجِ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ فِي كتابِ التَّصْغِيرِ: ويُصَغِّرُونَ العِجْلَ عُجَيْلاَن، يَذْهَبُونَ بِهِ إِلَى عَجْلاَن، ويُصَغِّرُونَهُ عَلى لَفْظِهِ، فيقولُونَ: عُجَيْلٌ، والأَوَّلُ أَجْوَدُ. وبَنُو عُجَيْلٍ. حَيٌّ. قلتُ: وَهُوَ لَقَبُ عُمَرَ بنِ حامدِ بنِ زَرْنَقِ بنِ الوليدِ بنِ محمدِ بنِ حامدِ بنِ معزبٍ ا)
لمَغْرِبِيِّ، من بَنِي عَكٍّ، مِنُ وَلَدِهِ فُقَهاءُ اليَمَنِ بَنو عُجَيْلٍ، أَجَلُّهُم الإِمامُ الفقيهُ قُطْبُ اليَمَنِ أحمدُ بنُ مُوسَى بنِ عليِّ بنِ عُمَرَ عُجَيْلٍ، أخَذَ عَن عَمِّهِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ، ولَبِسَ الخِرْقَةَ عَن الشِّهابِ السُّهْرَورْدِيِّ، بالحَرَمِ المَكِّيِّ، فِي حَضْرَةِ ابنِ الْفَارِضِ، وأبوهُ مِمَّن أَدْرَكَ سَيِّدي عبدَ القادرِ الجِيَلانِيَّ، وأخوهُ محمدٌ هُوَ المُلَقَّبُ بالمُشَرِّعِ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْعين، وَفِي وَلَدِهِ كَثْرَةٌ باليَمَنِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ بَيْتُ الْفَقِيهِ لِمَدِينَةٍ كَبيرَةٍ باليَمَنِ، ومِنْ وَلَدِهِ شَيْخُ شُيُوخِ مَشايِخِنا، الإِمامُ المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو الوَفاءِ أحمدُ بنُ محمدٍ العِجْلُ بنُ عُجَيْلٍ، حَدَّثَ عَن يحيى ابنِ مُكَرَّمٍ الطَّبَريِّ، وغيرِهِ، وعنهُ الشَّيْخُ حسنٌ العُجَيْمِيُّ، وغيرُه. ومُنْيَةُ العُجَيْلِ: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ، مِنْ أَعْمالِ الغَرْبِيَّةِ، وَقد دَخَلْتُها. ويقولونَ فِي التَّجَلُّدِ، وصِحَّةِ الجِسْمِ: لَيْتَني وفُلاناً يُفْعَلُ بِنَا كَذا حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ.
وتَعَجَّلْــتُ خَراجَهُ: كَلَّفْتُهُ أَنْ يُعَجِّلَهُ. والمُسْــتَعْجِلُ: لَقَبُ الشيخِ شَمسِ الدِّينِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحيمِ الرِّفاعِيِّ، أخَذَ عَن جَدِّهِ لأُمِّةِ نَجْمِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عَليِّ بنِ عثمانَ، وعنهُ الإِمامُ نَجْمُ الدِّينِ أحمدُ بنُ سليمانَ، عُرِفَ بالأَخْضَرِ. وبَيْتُ مَعْجَلٍ، كمَقْعَدٍ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا الْفَقِيهُ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ سَبَأٍ الْمَعْجَلِيُّ، ذَكَرَهُ الْجَنَدِيُّ، والخَزْرَجِيُّ، وابنُهُ أحمدُ، رَوَى عَن أبِيهِ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ.
(عجل) : العَجَلَةُ: الصَّخْرَةُ تَنْبُتُ وَحدَها بالشَّأْزِ.
(عجل) للضيف قدم إِلَيْهِ العجالة وَفُلَانًا سبقه واستحثه وَله من الثّمن كَذَا قدم وَاللَّحم طبخه على عجلة
(عجل)
عجلا وعجلة أسْرع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وعجلت إِلَيْك رب لترضى} وَيُقَال عجل إِلَيْهِ فَهُوَ عَاجل وَعجل وَهُوَ وَهِي عجول وَهُوَ عجلَان وَهِي عجلى جمع الِاثْنَيْنِ عجالى وعجال وَفُلَانًا وَالْأَمر سبقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أعجلتم أَمر ربكُم}
ع ج ل

حسبك من الدنيا مثل عجالة الراكب، وإعجالة الحالب؛ أي ما يــتعجّلــه الذي يركب غادياً لحاجته من نحو تمرٍ أو سويق ومالاً يحتبس لأجله وما تعجلــه الحالب لنفسه أو لغيره من لبن يسير قبل أوان الحلب. قال الكميت:

أتتكم بإعجالاتها وهي حفّل ... تمج لكم قبل احتلاب ثمالها

" أعجلتم أمر ربكم ": سبقتموه. وأعجلته عن استلال سيفه. وتعجلــت خراجه: كلفته أن يعجّله، واســتعجل الكفار العذاب. والمتأني يبلغ دون المســتعجل. وخذ معاجيل الطرق وهي الطرق المختصرة الواحد: معجال.
عجل
العَجَلَةُ: طلب الشيء وتحرّيه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشّهوة، فلذلك صارت مذمومة في عامّة القرآن حتى قيل: «العَجَلَةُ من الشّيطان» . قال تعالى: سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْــتَعْجِلُــونِ
[الأنبياء/ 37] ، وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ
[طه/ 114] ، وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ
[طه/ 83] ، وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ
[طه/ 84] ، فذكر أنّ عَجَلَتَهُ- وإن كانت مذمومة- فالذي دعا إليها أمر محمود، وهو طلب رضا الله تعالى. قال تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْــتَعْجِلُــوهُ
[النحل/ 1] ، وَيَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالسَّيِّئَةِ
[الرعد/ 6] ، لِمَ تَسْــتَعْجِلُــونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ [النمل/ 46] ، وَيَسْــتَعْجِلُــونَكَ بِالْعَذابِ [الحج/ 47] ، وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ
[يونس/ 11] ، خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ
[الأنبياء/ 37] ، قال بعضهم: من حمإ ، وليس بشيء بل تنبيه على أنه لا يتعرّى من ذلك، وأنّ ذلك أحد الأخلاق التي ركّب عليها، وعلى ذلك قال:
وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا
[الإسراء/ 11] ، وقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
[الإسراء/ 18] ، أي:
الأعراض الدّنيويّة، وهبنا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه ذلك. عَجِّلْ لَنا قِطَّنا
[ص/ 16] ، فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ
[الفتح/ 20] ، والعُجَالَةُ:
ما يُعَجَّلُ أكلُهُ كاللُّهْنَةِ ، وقد عَجَّلْتُهُمْ ولهّنتهم، والعِجْلَةُ: الإداوةُ الصّغيرةُ التي يُعَجَّلُ بها عند الحَاجة، والعجَلَةُ: خشبة معترضة على نعامة البئر، وما يحمل على الثّيران، وذلك لسرعة مرّها. وَالعِجْلُ: ولد البقرة لتصوّر عَجَلَتِهَا التي تعدم منه إذا صار ثورا. قال: عِجْلًا جَسَداً
[الأعراف/ 148] ، وبقرةٌ مُعْجِلٌ: لها عِجْلٌ.

العَجَلُ

العَجَلُ والعَجَلَةُ، مُحرَّكتينِ: السُّرْعةُ. وهو عَجِلٌ بكسر الجيمِ وضمِّها، وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجيلٌ من عَجالَى وعُجَالَى وعِجالٍ، وقد عَجِلَ، كفَرِحَ، وعَجَّلَ تَعْجيلاً وتَعَجَّلَ.
واسْــتَعْجَلَــهُ: حثَّه وأمَرَهُ أن يَعْجَلَ.
ومَرَّ يَسْــتَعْجِلُ، أي: طالباً ذلك من نفْسِه مُتَكَلِّفاً إياهُ.
والعَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعةِ مُضيِّهِ ونَفادِه، وبِلا لامٍ: عَلَمٌ.
وقَوْسٌ عَجْلَى، كسكْرَى: سَريعةُ السَّهْمِ.
والعاجِلُ: نَقِيضُ الآجِل في كلِّ شَيْءٍ.
وأَعْجَلَهُ: سَبَقَهُ
كاسْــتَعْجَلَــهُ وعَجَّلَهُ،
وـ الناقةُ: ألقتْ ولدها لغيرِ تَمام.
والمُعْجِلُ، كمُحْسنٍ ومُحَدِّثٍ ومِفْتاحٍ، من الإِبل: ما تُنْتَجُ قَبْلَ أن تستكْمِلَ الحَوْلَ، فيَعيشُ ولدُها،
والوَلَد: مُعْجَلٌ كمُكْرَمٍ، والتي إذا وضَعْتَ الرِّجْلَ في غَرْزها، وثَبَتْ،
كالمُعْجِلَةِ، كمُحسِنَةٍ، والمُدْرِكَةُ من النَّخْلِ في أوَّلِ الحَمْلِ.
والعُجالَةُ، بالكسر والضم،
والعُجْلُ والعُجْلَةُ، بضمهما: ما تَعَجَّلْــتَه من شيءٍ. وكمُحَدِّثٍ: الراعي يَحْلُبُ الإِبِلَ حَلْبَةً وهي في الرَّعْيِ، والآتي أهلَهُ بالعُجالَةِ،
كالمُــتَعَجِّلِ.
والعُجالة، بالكسر والضم،
والإِعْجالَةُ، بالكسر،
والعُجْلُ والعُجْلَةُ، بضَمِّهِما: ذلك اللبَنُ الذي يَحْلُبُهُ المُعَجِّلُ، وكرُمَّانٍ وسِنَّورٍ: جُماع الكَفِّ من الحَيْسِ أو التَّمْرِ يُســتَعْجَلُ أكْلُهُ، وتَمْرٌ يُعْجَنُ بسَويقٍ فَيُــتَعَجَّلُ أكْلُهُ.
والعَجَلُ، مُحرَّكَةً: الطينُ أو الحَمْأَةُ وبالكسر: ولدُ البَقَرَةِ
كالعِجَّوْلِ
ج: عَجاجيلُ،
وبَقَرَةٌ مُعْجِلٌ كمُحْسِنٍ: ذاتُ عِجْلٍ.
وبنو عِجْلٍ: حَيٌّ.
والعِجْلَةُ، بالكسر: السِّقاءُ والدولابُ
ج: كعِنَبٍ وجِبالٍ، ونَباتٌ،
وع قُرْبَ الأَنْبارِ سُمِّيَ بِعِجْلَةَ امرأةٍ، وبالتحريكِ: الآلَةُ التي يَجُرُّها الثَّوْرُ.
ج: عَجَلٌ وأعْجالٌ وعِجالٌ، والدولابُ، أو المَحالَةُ، وخُشُبٌ تُؤَلَّفُ يُحْمَلُ عليها الأَثْقالُ، وخَشَبَةٌ مُعْتَرِضَةٌ على نَعامَةِ البئْرِ، والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بها، والطينُ والحَمْأَةُ، والدَّرَجَةُ من النَّخْلِ نَحْوُ النَّقيرِ،
وة باليمنِ.
ودارُ العَجَلَةِ: بِلِصْقِ المَسْجِدِ الحرامِ. وعثمانُ بنُ شَرابٍ العَجَلِيُّ، محرَّكةً. وأمَّا أبو الفُتوحِ أسْعَدُ وسَعْدُ بنُ علِيٍّ العِجْليَّانِ، فبالكسر.
والعَجولُ: الثَّكْلَى، والوالِهُ من النِّساءِ والإِبِلِ لِعَجَلَتِها في حَركاتِها جَزَعاً
ج: عُجُلٌ، ككُتُبٍ، وعَجائِلُ، والمَنِيَّةُ، واللُّهْنَةُ، وبئْرٌ بمكةَ، حَفَرَها عبدُ شمسٍ أو قُصَيٌّ.
والمَعاجيلُ: مُخْتَصراتُ الطُّرُقِ.
والعُجَيْلَى والعُجَيْلَةُ: سَيْرٌ سَريعٌ. وكزُبيرٍ: اللُّهْنَةُ، أو طَعامٌ يُقَرَّبُ إلى قومٍ، قَبْلَ أن يُتَأَهَّبَ لهم، وكالكِتابةِ: نَباتٌ.
والعَجْلاءُ: ع م.
والعَجْلانِيةُ: د بِمَرْجِ الديباجِ. وكسَكْرَى: ناقةُ ذي الرُّمَّةِ، وفَرَسُ ثَعْلَبَةَ بنِ أُمِّ حَزْنَةَ، وفَرَسُ يزيدَ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيِّ، وفَرَسُ دُرَيْدِ بنِ الصِمَّةِ.
وعُبَيْدٌ العِجْلُ، على النَّعْتِ: لَقَبُ الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ المُحدِّثِ.
والعَجاجيلُ: هَناتٌ من الأَقِطِ، تُجْعلُ طِوالاً بِغِلَظِ الأَكُفِّ.
وعَجَّلَ أقِطَه تَعْجيلاً وتَعَجَّلَــهُ: جَعَلَهُ كذلك.
وأخَذْتُ مُسْــتَعْجَلَــةً من الطَّريقِ،
وهذه مُسْــتَعْجلــاتُ الطريقِ: بمعنَى القُرْبَةِ، والخُصْرَةِ.
وأُمُّ عَجْلانَ: طائرٌ.
وأتانا بعُجَّالٍ، كرُمَّانٍ وسِنَّوْرٍ، أي: بجُمْعَةٍ من التَّمْرِ.

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «في»، وهي متعدية بنفسها

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «في»، وهي متعدية بنفسها
الأمثلة: 1 - آمُلُ في النجاح 2 - أَخْطَأ في الفتوى 3 - أَنْسَأ الله في أجله 4 - أَوْدَعَ نقوده في المصرف 5 - بَتَّ في الأمر 6 - تَدَاوَلوا في الأمر 7 - تَصَفَّحَ في الكتاب 8 - تَعَجَّلَ في السَّفَر 9 - جَابَ في البلاد 10 - جَزَم في الأمر 11 - حَدَّجَ فيه ببصره 12 - خَاضَ الرَّجلُ في الماء 13 - دَخَل في البيت 14 - دَقَّقَ في المسألة 15 - زَادَ في جُهْدِه 16 - صَاهَرَ في القوم 17 - طَالَعَ في الصَّحيفة 18 - عَلا في الجبل 19 - عَمَّ الخير في القرية 20 - مَدَّ الله في عمره 21 - نَحَتَ في الصَّخْر
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الأفعال بحرف الجر «في»، وهي متعدية بنفسها.

الصواب والرتبة:
1 - آمُلُ النجاحَ [فصيحة]-آمُلُ في النجاح [صحيحة]
2 - أَخْطَأ الفتوى [فصيحة]-أَخْطَأ في الفتوى [صحيحة]
3 - أَنْسَأ الله أجلَه [فصيحة]-أَنْسَأ الله في أجله [فصيحة]
4 - أَوْدَعَ نقودَه المصرفَ [فصيحة]-أَوْدَعَ نقوده في المصرف [صحيحة]
5 - بتَّ الأمرَ [فصيحة]-بتَّ في الأمر [صحيحة]
6 - تَدَاوَلوا الأمرَ [فصيحة]-تَدَاوَلوا في الأمرِ [صحيحة]
7 - تَصفَّحَ الكتابَ [فصيحة]-تَصفَّحَ في الكتاب [صحيحة]
8 - تَعَجَّل السَّفَرَ [فصيحة]-تَعَجَّل في السَّفَر [فصيحة]
9 - جَابَ البلادَ [فصيحة]-جَابَ في البلاد [صحيحة]
10 - جَزَم الأمرَ [فصيحة]-جَزَم في الأمر [صحيحة]
11 - حَدَّجَه ببصره [فصيحة]-حَدَّجَ فيه ببصره [صحيحة]
12 - خَاضَ الرَّجلُ الماءَ [فصيحة]-خاضَ الرَّجلُ في الماء [فصيحة]
13 - دَخَلَ البيتَ [فصيحة]-دَخَلَ في البيت [فصيحة]
14 - دَقَّقَ المسألةَ [فصيحة]-دَقَّقَ في المسألة [صحيحة]
15 - زَادَ جُهْدَه [فصيحة]-زَادَ في جُهْدِه [فصيحة]
16 - صَاهَرَ القومَ [فصيحة]-صَاهَرَ في القوم [صحيحة]
17 - طَالَعَ الصَّحيفةَ [فصيحة]-طَالَعَ في الصَّحيفة [صحيحة]
18 - عَلا الجبلَ [فصيحة]-عَلا في الجبل [صحيحة]
19 - عَمَّ الخير القريةَ [فصيحة]-عَمَّ الخير في القرية [صحيحة]
20 - مَدَّ الله عمرَه [فصيحة]-مَدَّ الله في عمره [فصيحة]
21 - نَحَتَ الصَّخْرَ [فصيحة]-نَحَتَ في الصَّخْر [فصيحة]
التعليق: أوردت المعاجم هذه الأفعال متعدية بنفسها، ولكنها أوردت البعض منها متعديًا أيضًا بحرف الجرّ «في»، ومثال ذلك: الفعل «أنسأ»، فقد ذكر التاج والمصباح تعديته بـ «في»، والفعل «مَدَّ» جاء في اللسان: «مَدَّ الله في عُمُرك: أي جعل لعُمُرك مدة طويلة»، والفعل «زاد» المتعديّ بنفسه جاءت تعديته بـ «في» في قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} الشورى/20، والفعل «دخل» عُدِّي بـ «في» في قوله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} الحجرات/14، وفي الحديث: «ودخلت العمرة في الحج»، وفي المصباح: «وتعجّل واســتعجل في أمره»، وفيه: «نحت بيتًا في الجبل»، ومن كلام ابن بطوطة: «قد نُحِتت الطرقُ في الصخور». ويمكن تصحيح التعدية بحرف الجرّ «في» في بعض هذه الأفعال على التضمين، وهو كثير في لغة العرب، كتضمين الفعل «أودع» معنى الفعل «وَضَعَ»، و «طالع» معنى «نظر»، و «تداول» معنى «تشاور»، و «جزم» معنى «بَتَّ»، و «أخطأ» معنى «غلط» .. وكلها تتعدّى بحرف الجرّ «في»، وكتضمين «خاض» معنى «تعمّق» أو «دخل»، كما في قوله تعالى: {حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} النساء/140. وقد أجاز مجمع اللغة المصري تعدية بعض الأفعال بـ «في» مثل الفعل «جاب»، كما أوردت بعض المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسيّ والمنجد تعدية بعض هذه الأفعال بـ «في»، ووردت تعدية الفعل «أخطأ» بـ «في» في كلام ابن المقفع وأبي الفرج الأصبهاني، وعديت أفعال أخرى بـ «في» في كتابات المشهورين والمعاصرين.

زرب

زرب: {وزرابي}: طنافس مخملة، واحدها زربية، والزرابي: البسط أيضا.
(زرب)
للماشية زربا عمل لَهَا زريبة والماشية فِي الزريبة أدخلها

(زرب) المَاء وَنَحْوه زربا سَالَ
زرب
الزَّرَابِي: جمع زُرْبٍ، وهو ضرب من الثياب محبّر منسوب إلى موضع ، وعلى طريق التشبيه والاستعارة قال: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
[الغاشية/ 16] ، والزَّرْبُ، والزَّرِيبَةُ: موضع الغنم، وقترة الرّامي .
زرب
الزَرْبُ: مَوْضِعُ الغَنَمِ، وكذلك الزرِيْبَةُ. والزَّرْبَةُ: قُتْرَةُ الرامي، يُقال: انْزَرَبَ في جُحْرِه أي انْجَحَرَ. والزَّرْبُ: كهَيْئَةِ التًنُّوْرِ إلا أنَه أوْسَعُ منه. والزُّرْبِيةُ - والجميع الزَّرَابِيُّ -: من القُطُوْعِ الحِيْرِيَّة ".
ز ر ب: (الزَّرَابِيُّ) النَّمَارِقُ. قُلْتُ: النَّمَارِقُ الْوَسَائِدُ وَهِيَ مَذْكُورَةٌ قَبْلَ آيَةِ الزَّرَابِيِّ فَكَيْفَ يَكُونُ الزَّرَابِيُّ النَّمَارِقَ وَإِنَّمَا هِيَ الطَّنَافِسُ الْمُخْمَلَةُ وَالْبُسُطُ. 
ز ر ب : الزَّرْبُ حَظِيرَةُ الْغَنَمِ وَالْجَمْعُ زُرُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالزِّرْبُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَالزَّرِيبَةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ زَرَائِبُ مِثْلُ: كَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ.

وَالزَّرِيبَةُ قُتْرَةُ الصَّائِدِ وَالزَّرَابِيُّ الْوَسَائِدُ. 
(زرب) - في رجز لكَعْب:
* تَبيتُ بين الزِّرْبِ والكنِيفِ *
يصف المَذْقَةَ : أي تَوَلّدها بينهما، لأنها تُعلَفُ في الزُّرُوب والحَظَائِر، لا بالكلأ والمرعى، لأن مكَّة لا رَعْي بها
- في الحديث: "فأخذوا زَرْبيَّة أُمِّي"
قال الفراء: هي الطّنفِسة، وقال أبو عبيدة : البِسَاطُ، وقيل: هي نوعٌ قد تكون ثوباً، وقد تكون وِسادةً وطِنْفِسَة كانت تُعمَل بالحِيرَة.
[زرب] الزَرْبُ والزَريبَةُ: قُتْرَةُ الصائد. وقد انزرب الصائدُ، إذا دخل فيه. قال ذو الرمة:

رذل الثياب خفى النحض منزرب * والزرب والزريبة أيضا: حظيرة للغنم من خشب. قال ابن السكيت: وبعضهم يقول: زِرْبٌ بالكسر. الكسائي: زَرَبْتُ للغنم أَزْرُبُ زَرْباً. وقال أبو عمرو: الزَرْبُ: المدخل، ومنه زَرْبُ الغنم. وزَريبة السَبُعِ: موضعه الذى يكتن فيه. والزرابى: النمارق .

زرب


زَرَبَ(n. ac. زَرْب)
a. Housed, penned up (cattle).
b. [La], Made a pen, a fold for (cattle).
_ast;
زَرِبَ(n. ac. زَرَب)
a. Flowed, ran; ran over; leaked out.

زَرَّبَ
a. ['Ala], Rebelled against.
إِنْزَرَبَa. Placed himself in ambush (hunter).

زَرْب
(pl.
زُرُوْب)
a. Enclosure, pen, fold.
b. Hunter's hut, covert.

زُرْبِيّ
(pl.
زَرَاْبِيّ)
a. Cushion; carpet.

زُرْبِيَّةa. see 3yi
زَرِيْبَة
(pl.
زِرَاْب
زَرَاْئِبُ)
a. see I (a) (b).
c. Lair.

زَاْرُوْب
(pl.
زَوَاْرِيْبُ)
a. Lane.

مِزْرَاْب
(pl.
مَزَاْرِيْبُ)
a. Water-course, channel.
b. Sewer, gutter; gutterpipe.

زُرْبُوْل (pl.
زَرَابِيْل)
a. High-heeled shoes.

زَرَجُوْن
P. (pl.
زَرَاجِيْن)
a. Vine; vine-shoot.
[ز ر ب] الزَّرْبُ: المَدْخَلُ. والزَّرْبُ والزِّرْبُ: مَوضِعُ الغَنَمِِ، والجمعُ فيها: زُرُوبٌ، وهو الزَّرِيبَةُ أيضاً. والزَّرب، والزَّريبة: بئر يحتفرها الصائد يكمن فيها للصيد وانْزَرَبَ فِيها: دَخَلَ، قال ذُو الرُّمَّة:

(رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ ... )

والزَّرِيبَةُ: مُكْتَنُّ السَّبُعِ. والزَّرَابِيُّ: البُسُطُ، وقِيلَ: كُلُّ ما بُسِطَ واتُّكِئَ عليه، وقيلَ: هي الطَّنافِسُ، والواحِدُ من كُلِّ ذَلكَ زَرْبِيَّةٌ بفتح الزَّايْ وسُكونِ الرّاءِ، عن ابنِ الأَعرابِيّ. والزِّرْبيَّةُ: القِطْعُ الحِيرِيُّ، وما كانَ على صَنْعَتِه. وأزْرَبَ البَقْلُ: إذا بَدا فِيه اليُبْسُ، فَتَلوَّنَ بخُضْرَةٍ وصُفْرةٍ. وذاتُ الزِّرابِ: من مساجِدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ? بينَ المَدِينَةِ وتَبُوكَ.
ز ر ب

رأيته قاعداً على زريبة، وله الزرابي الحسان وهي القطوع الحيرية وما كان على صنعتها. والغنم في زربها وزيبتها وزروبها وزرائبها. قال اعلحماسيّ:

ترى رائدات الخيل حول بيوتنا ... كمعزى الحجاز أعوزتها الزرائب

وزربت البهم في الزرب: أدخلته فيه فانزرب.

ومن المجاز: الصائد في زربه وزريبته وهي قترته شبهت بزرب البهم، وانزرب فيها. قال رؤبة:

فبات والنفس من الحرص الفشق ... في الزرب لو يمضغ شرياً ما بصق

المنتشر. وقال ذو الرمة:

وبالشمائل من جلاّن مقتنص ... رث الثياب خفي الشخص منزرب

ويقال: حبال الإخاء بينهم مبتوتة، وزرابي البغضاء دونهم مبثوثة. قال الحماسي:

ونحن بنو عم على ذاك بيننا ... زرابيّ فيها بغضة وتنافس
زرب: زرب: سيَّج الزريبة وسورها (همبرت ص181).
زرب: جعله يهرب (فوك).
زرب أو زرب روحه: أسرع، عجَّل، شمَّر (شيرب ديال 2: 191).
زرب الإناء: رشح ما فيه من سوائل (بوشر).
زَرَّب (بالتشديد): زرب، سبج زريبة للغنم (فوك).
زرّب: سيّج، أحاطه بسياج (بوشر).
غيط مزرَّب: حقل محاط بسياح أو حائط (بوشر).
مُزَرَّب: مسيّج (هلو).
زَرَّب: وضع في قفص (مارسيل، هلو).
زَرَّب: أسرع، تعجل (فوك).
زرَّب على فلان: عتا وتمرد (محيط المحيط).
ازرب: أسرع، اعجل (فوك).
تزرَّب: دخل في الزريبة (فوك).
تزرَّب: أسرع، تعجل.
انزرب: دخل في الزريبة (فوك).
زَرْب وجمعه زُرُوب (زُرُب عند شيرب ديال ص194): سياج (بوشر، همبرت ص181).
زَرْب: سياج من الشباك (معجم الإدريسي، معجم الإسبانية ص150).
زِرْب: حصير من البردي أو الأسل (زيشر 22: 53).
زَرْبَة: سياج (فوك).
زَرْبَة: سرعة، عجلة (فوك).
زِرْبَة (في إفريقية): سرعة، عجلة (هلو). بالزِرْبَة: بسرعة، عجلة (دومب ص109، بوشر بربرية).
زُرْبَى: عاتٍ متمرد (محيط المحيط).
زَرُبِيَّة: باب السر (ألف ليلة برسل 3: 224) وهي باب السر في طبعة ماكن.
زَربان وزِربان: مسرع، مــتعجل (دومب ص106، همبرت ص 44، هلو).
زرابة: ما يأخذ صاحب الخان على الدواب التي تزرب عنده (محيط المحيط).
زَرِيَبة: كوخ من سعف النخل (هاملتون ص192).
زارُوب: زقاق طويل ضيق (محيط المحيط).
مَزْرَبَة: سور من الحبال والشباك لصيد الحيتان (معجم الإدريسي، معجم الإسبانية ص150).
مِزْراب وجمعه مَزَاريب: ميزاب وهو أنبوبة من الحديد ونحوه تركب في سطح البيت لينصرف منها ماء المطر (بوشر، برجرن، مارسيل، هلو، همبرت ص193).
مَزْرُوب: مســتعجل (بوشر بربرية).
زرب
زرَبَ/ زرَبَ لـ يَزرُب، زَرْبًا، فهو زارب، والمفعول مَزْروب
• زرَب الفلاَّحُ الماشيةَ: أدخلها في الزَّريبة.
• زرَبَ الرَّجلُ الحظيرةَ: سيَّجها وسوَّرها.
• زرَب للماشية: عمل لها حظيرة. 

انزربَ ينزرب، انزرابًا، فهو مُنزرِب
• انزربت الغنمُ: مُطاوع زرَبَ/ زرَبَ لـ: دخلت في الزَّريبة. 

زرَّبَ يزرِّب، تزريبًا، فهو مُزَرِّب، والمفعول مُزَرَّب
• زرَّب الفلاَّحُ الماشيةَ: قادها وحبسها في حظيرة. 

زرابيّ [جمع]: مف زُرْبِيّ وزُرْبيّة: بُسُط أو فُرُش تُبسَط للجلوس عليها " {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ". 

زَرْب [مفرد]: ج زُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر زرَبَ/ زرَبَ لـ.
2 - حَظيرة للغنم من خشب.
3 - سياج، سُور من الشِّباك. 

زَرِيبة [مفرد]: ج زَريبات وزَرائبُ: حظيرة الماشية، وهي بيت من قصب ونحوه يصنع لحمايتها من الحرّ والبرد "تبيت أبقار المزرعة في الزَّريبة- أخرج البهائم من الزَّريبة". 

مِزْراب [مفرد]: ج مزاريبُ: مِيزاب، أنبوبة من حديد ونحوه تركَّب في جانب البيت من أعلاه ليتصرّف منها المطر المتجمِّع فوق سطحه فينسكب على الأرض بعيدًا عن جدرانها. 
باب الزاي والراء والباء معهما ز ر ب، ز ب ر، ر ز ب، ب ز ر، ب ر ز مستعملات

زرب: الزَّرْب والزّريبة: موضع الغنم. والزَّرْبةُ: قترة الرامي. والزرابي، وواحدتها: زُرْبِيّة: من القُطوع الحِيريّة وما كان على صنعتها.

زبر: الزَّبْرُ: طيٌّ البِئْر، تقول: زَبَرْتها، أي: طَوَيْتها. والزبور: الكِتابُ. والزّبور: اسم الكتاب الذي أنزل على داود. والزُّبْرةُ من الكاهل: الهَنَةُ النّاتئة من الأسد، وهو شَعرٌ مجتمع على موضع الكاهل منه، وكلّ شَعرٍ مجتمع كذلك فهو زُبْرة. والزُّبْرة: قِطْعةٌ من الحديد ضَخْمة. والأَزْبَرُ: الضَّخْمُ زُبرةِ الكاهلِ، والأُنْثَى: زَبْراء. وكان للأحنف خادمٌ تُسَمَّى زَبْراء، فكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجَتْ زَبْراء، فذهبت مثلا حتى قيل لكل من غضب: هاجت زَبْراؤه. وزبر فلان فلانا يَزْبُرُه زبراً وزبرة: انتهره. وكَبْشٌ زَبِيرٌ، أي: ضَخْم مكتنز.. وكِيسٌ زبير: أَعْجَر مملوء. وزئبر الثّوب: ما يرتفع من قُطنه، وزِئبُرُ القطيفة: ما تعلّق منها. والجميع: الزَّآبِرُ. والزِّبِرُّ: الشّديد، قال الفقعسيّ :

أكونُ ثَمَّ أَسَداً زِبِرّا

رزب: المِرْزابُ: المِيزاب، والجميعُ: مَرازيبُ ومَيازيبُ. والمِرْزَبةُ: شِبْه عُصَيّةٍ من حديد، وكذلك: الإرْزَبّة، ويُخَفِّفون الباء، إذا قالوا بالميم.

بزر: البَزْرُ: كلّ حَبّ ينثر على الأرض للنّبات، [وتقول] : بَزَرْتُه وبَذَرْتُه والبَزْرُ: الهَيْجُ بالضَّرْب. والمِبْزَرُ: مثل خَشَبة القصّارين. والبَيْزَرُ أيضاً: خَشَبٌ يُبْزَرُ به الثّيابُ في الماء. وبَزْرُ الكتّان: حَبُّه. وبُزُور النبات: حبوبه الصغار. برز: رجل برز، أي: طاهر الخُلُق عفيف. وامرأة برزة: موثوق برأيها، وفضلها، وعفافها. والفعل: بَرُزَ يَبْرُزُ برازة. قال العجّاج في الرّجل البَرْز:

بَرْزٌ وذو العَفافةِ البَرْزيُّ

والبَرازُ: المكانُ الفضاءُ من الأرض، البعيدُ الواسعُ. وتبرّز فلان: خَرَجَ إلى البَراز. وقيل تبرّز في التَّغَوُّط، كناية عنه. أي: خرج إلى بَرازٍ من الأرض. وبَرَزُ [فلان] يَبْرُزُ بالتخفيف، أي: ظهر بعد الخفاء. وإذا تسابقت الخيلُ قيل لسابقها: قد بَرَّزَ عليها. وأبرزت الكتاب والشيء، أي: أظهرته. وكتابٌ مَبْرُوزٌ، مبرز أي: منشور، قال :

أو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألواحه ... الناطق المبروز والمختوم

والبراز: المبارزة من القرنين في الحرب، وتبارزا تبارُزاً، وبارزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً.

زرب: الزَّرْبُ: الـمَدْخَلُ. والزَّرْبُ والزِّرْبُ: موضعُ الغنم،

والجمع فيهما زُرُوبٌ؛ وهو الزَّرِيبَةُ أَيضاً. والزَّرْبُ والزَّرِيبةُ:

حَظيرةُ الغنم من خشب.

تقول: زَرَبْتُ الغنمَ، أَزْرُبُها زَرْباً، وهو من الزَّرْبِ الذي هو

الـمَدْخَلُ.

وانْزَرَب في الزَّرْبِ انْزِراباً إِذا دخل فيه.

والزَّرْبُ والزَّرِيبةُ: بئر يَحْتَفِرُها الصائدُ، يَكْمُن فيها للصَّيْد؛ وفي الصحاح: قُترةُ الصائِدِ. وانْزَرَبَ الصائدُ في قُتْرَتِه: دخل؛ قال ذو الرمة:

وبالشَّمائِلِ، من جَلاَّنَ، مُقْتَنِصٌ، * رَذْلُ الثِّيابِ، خَفيُّ الشخصِ، مُنْزَرِبُ

وجَلاَّنُ: قَبيلةٌ.

والزَّرْبُ: قُتْرةُ الرامي؛ قال رؤبة:

في الزَّرْبِ لو يَمْضَغُ شَرْباً ما بَصَقْ

والزَّريبةُ: مَكْتَنُّ السَّبُع؛ وفي الصحاح: زَريبةُ السَّبُعِ، بالإِضافة إِلى السبع: موضعه الذي يَكْتَنُّ فيه.

والزَّرابيُّ: البُسُطُ؛ وقيل: كلُّ ما بُسِطَ واتُّكِـئَ عليه؛ وقيل: هي الطَّنافِسُ؛ وفي الصحاح: النَّمارِقُ، والواحد من كل ذلك زَرْبِـيَّةٌ، بفتح الزاي وسكون الراء، عن ابن الأَعرابي. الزجاج في قوله تعالى: وزَرابيُّ مَبْثُوثةٌ؛ الزَّرابيُّ البُسُطُ؛ وقال الفراء: هي الطَّنافِسُ، لها خَمْلٌ رقيقٌ. وروي عن المؤرج أَنه قال في قوله تعالى وزَرابيُّ مَبْثوثةٌ؛ قال: زَرابيُّ النَّبْت إِذا اصْفَرَّ واحْمَرَّ وفيه خُضْرةٌ، وقد ازْرَبَّ، فلما رأَوا الأَلوانَ في البُسُطِ والفُرُش شبَّهُوها بزَرابيِّ النَّبْتِ؛ وكذلك العَبْقَرِيُّ من الثِّياب والفُرُشِ؛ وفي حديث بني العنبر: فأَخَذوا زِرْبِـيَّةَ أُمـِّي، فأَمرَ بها فرُدَّتْ.

الزِّرْبيَّةُ: الطِّنْفِسةُ، وقيل: البِساطُ ذو الخَمْلِ، وتُكْسَرُ زايُها وتفتح

وتضم، وجمعها زَرابيُّ. والزِّرْبِـيَّةُ: القِطْعُ الـحِيريُّ، وما كان

على صَنْعَتِه.

وأَزْرَبَ البَقْلُ إِذا بدا فيه اليُبْسُ بخُضرة وصُفْرة. وذاتُ الزَّرابِ: مِن مَساجِد سيِّدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين مَكةَ

والمدينة.

والزِّرْبُ: مَسِـيلُ الماء. وزَرِبَ الماءُ وسَرِبَ إِذا سالَ. ابن

الأَعرابي: الزِّرْيابُ الذَّهَبُ، والزِّرْيابُ: الأَصْفَر من كل شيء.

ويقال للـمِـيزاب: الـمِزْرابُ والـمِرْزابُ؛ قال: والـمِزرابُ لغة في الـمِـيزابِ؛ قال ابن السكيت: الـمِئْزابُ، وجمعه مآزِيبُ،

ولا يقال الـمِزْرابُ، وكذلك الفراء وأَبو حاتم. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: وَيْلٌ للعَرب مِنْ شَرٍّ قد اقْتَرَبَ، وَيْلٌ للزِّرْبِـيَّةِ! قيل: وما الزِّرْبِـيَّةُ؟ قال: الذين يَدخُلون على الأُمراءِ، فإِذا قالوا شرّاً، أَو قالوا شيئاً، قالوا: صَدقَ !شبَّهَهُم في تلَوُّنهم بواحِدة الزَّرابيِّ، وما كان على صَنْعَتِها وأَلوانِها، أَو شبَّههم بالغَنَمِ الـمَنْسُوبةِ إِلى الزَّرب والزِّرْبِ، وهو الحظِـيرةُ التي تأْوي إِليها، في أَنهم يَنْقادون للأُمراءِ، ويَمْضُون على مِشْيَتِهم انْقِـيَادَ الغَنمِ لراعِـيها؛ وفي رجز كعب:

تَبِـيتُ بينَ الزِّرْبِ والكَنِـيفِ

وتكسر زاؤه وتُفتح. والكَنِـيفُ: الـمَوْضِـعُ السَّاتِرُ، يريد أَنها

تُعْلَفُ في الـحَظَائر والبُيوتِ، لا بالكَلإِ ولا بالـمَرعَى.

زرب

1 زَرْبٌ [as an inf. n.] signifies The constructing a زَرِيبَة, (K, TA,) i. e. an enclosure of wood, (TA,) for sheep, or goats: (K, TA:) you say, زَرَبْتُ الغَنَمَ, aor. ـْ inf. n. زَرْبٌ: (TA:) [or this, I think, is a mistake for what here follows:] زَرَبْتُ لِلْغَنَمِ, aor. ـْ inf. n. زَرْبٌ (Ks, S:) [i. e. I constructed an enclosure of wood for the sheep or goats: this meaning is plainly indicated, though not expressed, in the S and TA:] but in some copies of the K, in the place of بِنَآءُ الزَّرِيبَةِ لِلْغَنَمِ, as explaining الزَّرْبُ, we find بنات الزريبة الغنم [meaning that ↓ بَنَاتُ الزَّرِيبَةِ signifies sheep, or goats]. (TA.) b2: And زَرَبَ البَهْمَ فِى زَرْبِهَا or زَرِيبَتِهَا He put the بهم [i. e. lambs or kids, or young lambs or kids,] into their place [or enclosure of wood]. (A. [And the like is said in the Ham p. 195.]) A2: زَرِبَ, aor. ـَ (K, TA,) said of water, (TA,) It flowed; (K, TA;) like سَرِبَ. (TA.) 7 انزرب البَهْمُ فِى الزَّرْبُ The بهم [i. e. lambs or kids, or young lambs or kids,] entered into the زرب [or enclosure of wood]. (A, TA. *) b2: and انزرب الصَّائِدُ (S, TA) فِى قُتْرَتِهِ (TA) (assumed tropical:) The hunter, or sportsman, entered into his lurking-place. (S, TA.) 9 ازربّ, inf. n. اِزْرِبَابٌ, It (a plant, or herb,) became yellow, or red, while having in it greenness. (K, TA.) زَرْبٌ A place of entrance. (AA, S, A, K.) b2: And hence, accord. to AA, (S,) the same word, (S, A, K,) and ↓ زِرْبٌ, (ISk, S, K,) as some pronounce it, (ISk, S,) and ↓ زَرِيبَةٌ, (S, A, K,) (assumed tropical:) The place of sheep or goats; (A, K, TA;) [i. e.] an enclosure of wood for sheep or goats: (S:) [said in the TA to be tropical; but not so accord. to the A:] pl. of the first (A, K) and second (K) زُرُوبٌ, (A, K,) and of the last زَرَائِبُ. (A.) b3: And, as being likened thereto, (A,) زَرْبٌ and ↓ زَرِيبَةٌ signify also (tropical:) The lurking-place (قُتْرَة) of a hunter, or sportsman, (S, A, K,) or of an archer, or a shooter: (TA in explanation of the former word:) both signify a well [or pit] which the hunter, or sportsman, digs for himself that he may lie in wait therein for the game. (TA.) b4: See also the next paragraph.

زِرْبٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also A channel in which water flows; (K;) and so ↓ زَرْبٌ. (TA.) It is said in a rejez of Kaab, تَبِيتُ بَيْنَ الزِّرْبِ وَالكَنِيفِ She passes the night between the channel of water and the concealing, or protecting, place: meaning that she is fed in the enclosures for camels &c., [فِى الحظائر, thus I read for الحضائر (an evident mistranscription) in the TA,] and among the tents, or houses; not in the pasture-land. (TA.) زِرْبِىٌّ and زُرْبِىٌّ, (K,) or, accord. to the L [and the A], on the authority of IAar, ↓ زَرْبِيَّةٌ, also said to be written زِرْبِيَّةٌ and زُرْبِيَّةٌ, (TA,) are sings. of ↓ زَرَابِىُّ, (K, TA,) which signifies نَمَارِقُ [app. as meaning Small pillows]: (S, A, K:) and carpets: or any things which are spread, and upon which one leans, or reclines: (A, K:) the like of this is said by Zj in explaining a phrase in which it occurs in the Kur lxxxviii. 16: or, accord. to Fr, it signifies carpets (طَنَافِس) having a fine nap, or pile: (TA:) also, [particularly,] (A,) carpets (قُطُوع, A, or طَنَافِس, Har p. 377) of the fabric of El-Heereh; and the like thereof in fabric: (A, and Har ubi suprà:) or ↓ زربيّة signifies [simply] a carpet (طِنْفِسَةٌ): and a carpet (بِسَاط) having a nap, or pile: and a [piece of leather that is spread upon the ground, such as is called] نِطَع: and the like thereof in make. (TA. [See also the last sentence of this paragraph.]) [Hence,] one says, البَغْضَآءِ بَيْنَهُمْ مَبْثُوثَةٌ ↓ زَرَابِىُّ (tropical:) [The embellished coverings of vehement hatred are spread between them; i. e. vehement hatred concealed by fair professions &c. subsists between them]. (A.) The following saying, of Artáh Ibn-Suheiyeh, وَنَحْنُ بَنُو عَمٍّ عَلَى ذَاتِ بَيْنِنَا فِيهَا بِغْضَةٌ وَتَنافُسُ ↓ زَرَابِىُّ is expl. by En-Nemiree as meaning (assumed tropical:) [And we are sons of a paternal uncle, but] upon our enmity is a comely covering beneath which it is latent; [therein are vehement hatred and envious competition;] زَرَابِىُّ signifying [properly] carpets of sundry colours: (Ham p. 196:) it is also said to mean, in this instance, (assumed tropical:) [concealed] enmities, and sayings that give pain; [the former of these two meanings being] from زَرَبْتُ البَهْمَ فِى الزَّرِيبَةِ, i. e. أَدْخَلْتُهُ: [the latter of them app. suggested by another reading, namely, زَأَانِبُ in the place of زَرَابِىُّ; mentioned and thus explained in the Ham ubi suprà: the poet, therefore, is supposed to have meant, upon our state of union, or concord, (ذات بيننا having two contr. significations,) have supervened concealed enmities, &c.:] or, as some say, the reading in the deewán of Artáh is زَرَائِبُ, as though pl. of ↓ زَرِيبَةٌ, which is likewise made to denote enmity because it is made to enter (تُزْرَبُ, i. e. تُدْخَلُ,) into the heart; or which may be metaphorically applied to a place of enmity latent in the bosom, from the same word as signifying the “ place in which are put lambs, or kids, and sheep, or goats: ” or, supposing the right reading to be ↓ زَرَابِىُّ, the poet may very properly mean, upon the vacant space between our tents, or houses, are carpets (طَنَافِس and بُسُط) spread for us, and we sit thereon, near together in the places, but with the hearts remote: (idem p. 195:) but with the reading زَأَانِبُ, mentioned above, occurs another variation, thus: عَلَى ذَاكَ بَيْنَنَا زَأَانِبُ; meaning, notwithstanding that, between us are sayings that give pain. (Idem p. 196.) b2: ↓ وَيْلٌ لِلزَّرْبِيَّةِ, occurring in a trad., is said to mean (tropical:) Wo to those who go in to lords, or princes, and, when they say what is evil, or say anything, say, He has spoken truth: such persons being likened, in respect of their variable conduct, to one of the زَرَابِىّ mentioned above in the first sentence of this paragraph; or to sheep, or goats, which are thus called in relation to the زَرْب, i. e. the enclosure to which they repair, because they are obsequious to the lords, or princes, and follow their steps with the submissiveness of sheep or goats to their pastor. (TA.) b3: Accord. to El-Muärrij, (TA,) ↓ زَرَابِىُّ is applied to plants, as meaning Such as have become yellow, or red, while having in them greenness: (K, TA:) and when they saw the colours in carpets and other articles of furniture that are spread, they likened them to such plants. (TA.) زَرْبِيَّةٌ and زِرْبِيَّةٌ and زُرْبِيَّةٌ: see the next preceding paragraph, in three places. b2: [Golius, finding the second and third of these words expl. by the Pers\. شادروان, (which is often applied by Arabs in the present day to “ an artificial fountain that throws up water,”) has erroneously, as Freytag has observed, supposed that they may signify “ Euripus, fons in altum saliens. ”]

زَرِيبَةٌ: see زَرْبٌ, in two places: and see 1, first sentence. b2: Also (assumed tropical:) The lurking-place of a beast of prey. (S, K.) b3: See also زِرْبِىٌّ.

زَرَابِىُّ: see زِرْبِىٌّ, in five places.

زِرْيَابٌ, (in the CK زِرْباب,) an arabicized word, (K, TA,) from [the Pers\.] زَرْ آبْ, the hemzeh [in آبْ, for أَابْ,] being changed into ى, (TA,) Gold: (IAar, K:) or the water thereof [i. e. water-gold; which may be deemed the more correct, as agreeing with the original]. (K.) b2: And Anything yellow. (K.) A2: Also A certain black singingbird; (MF, TA;) called also ابو زولق, [app. a mistranscription for ابو زريق, as in Freytag's Lex., i. e. أَبُو زُرَيْقٍ,] accord. to the book entitled “ Mantik et-Teyr. ” (TA.) مِزْرَابٌ i. q. مِرْزَابٌ [q. v., said to be not a chaste word]. (K.) مَزْرُبَانٌ: see مَرْزُبَانٌ, in art. رزب.
زرب
: (الزَّرْبُ: المَدْخَلُ. ومَوْضِعُ الغَنَمِ، ويُكْسَرُ) فِي الأَخِير و (ج) فِيهما (زُرُوبٌ) . والزَّرِيبَةُ: حَطِيرةٌ للغَنَم من خَشَب، وَهُوَ مَجَازٌ، لأَنَّه مأْخُوذٌ من الزَّرْب الَّذِي هُوَ المَدْخَلُ. وانْزَرَبَ فِي الزَّرْبِ انْزِرَاباً إِذا دَخَلَ فِيهِ. (و) الزَّرْبُ والزَّرِيبَةُ: بِئْرٌ يَحْتَفِرُهَا الصَّائِدُ يَكْمِن فِيهَا للِصَّيْد. وَفِي الصَّحَاحُ: الزَّرْبُ: (قُتْرَةُ الصَّائِدِ، كالزَّرِيبَةِ فيهمَا) . وانْزَرَبَ الصائِدُ فِي قُتْرَتِهِ: دَخَلَ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وبالشَّمَائِلِ مِنْ جَلَّانَ مُقْتَنِصٌ
رَذْلُ الثِّيَابِ خَفِيُّ الشَّخُص مُنْزرِبُ
والزَّرْبُ: قُتْرَةُ الرَّامِي. قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي الزَّرْبِ لَو يَمْضَغُ شَرْياً مَا بَصَق
(و) الزَّرْبُ: (بِناءُ الزَّرِيبَةِ للْغَنَمِ) أَي الحظيرة مِنْ خَشب، وَقد زَرَبْتُ الغَنَم أَزْرُبُها زَرْباً.
وَفِي بعض النّسخ: وبَنَات الزَّرِيبَة: الغَنَم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب فِي رَجَزِ كَعْب:
تبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيفِ
تُكْسَر زَاؤُه وتُفْتَح. والكَنِيفُ: الموضعُ السَّاتِر، يُرِيد أَنها تُعْلَفُ فِي الحَظَائِرِ والبُيُوتِ لَا بالكَلَإِ والمَرْعى.
(و) الزِّرْب (بالكَسْرِ: مَسِيلُ المَاءِ. وزَرِبَ) الماءُ وسَرِبَ (كَسَمِعَ) إِذَا (سَال) . (والزِّرْيَابُ بالكَسْر: الذَّهَبُ) قَالَه ابْن الأَعْرَابِيّ، (أَو مَاؤُه) .
(و) الزِّرْيَابُ: (الأَصْفَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، سقَطَ من نُسْخَتِنا، وَهُوَ مَوُجُودٌ فِي غَير نُسخ، فَهُوَ (مُعَربٌ) من زَرْآب بِالْفَتْح، أبْدِلَتِ الهَمْزَةُ يَاء للتَّعْرِيب.
وعَلِيُّ بنُ نَافِع المُغَنّي المُلَقَّب بزِرْيَاب وْلَى المَهْدِيّ، ومُعَلِّمُ إِبراهيم المَوْصِلِيّ، قَدِم الأَندلسَ سنة 136 هـ على عَبْدِ الرَّحْمَن الأَوسط فرِكبَ بِنَفسِهِ لتَلَقِّيه، كَمَا حَكاهُ ابنُ خَلْدون. وَنقل شَيخنَا عَن المُقْتَبَسَ مَا نَصُّه: زِرْيَاب: لقَبٌ غَلَب عليهِ بِبلَدِه لِسَواد لونِه مَعَ فَصَاحة لِسانه، شُبِّه بطائِرٍ أَسودَ غَرَّادٍ، وَكَانَ شاعِراً مَطْبوعاً، أُستَاذاً فِي المُوسيقى. وَعنهُ أَخَذَ الناسُ، تَرْجَمه الشّهابُ المُقَّرِيّ فِي نَفح الطّيب وغَيْره. وَقَالَ العَلَّامَة عَبْدُ الْملك بنُ حَبِيب مَعَ زُهْدِه وَعلمه فِي أَبيات لَهُ:
زِرْيابُ قد أُعْطِيتَها جملَة
وحِرْفَتِي أَشرفُ من حِرْفَته
وَفِي حَيَاة الْحَيَوَان: الزِّرْيَابُ فِي كِتاب مَنْطق الطَّير أَنَّه أَبو زولق.
(والزَّرَابِيُّ: النَّمَارِقُ) ، كَذَا فِي الصَّحَاح. (والبُسُطُ، أَو كُلُّ مَا بُسِطَ واتُّكِىء عَلَيْهِ) ، وَمثله قَالَ الزّجاج فِي تَفْسِير قَوْلِه تَعَالَى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية: 16) . قَالَ الفرَّاءُ: هِيَ الطَّنَافِسُ لَهُ خَمْلٌ رقيقٌ. (الوَاحِدُ زِرْبِيٌّ، بالكَسْر ويُضَمّ) ، هَكَذَا فِي النّسخ. وَالَّذِي فِي لِسَان الْعَرَب الوَاحدُ من كُل ذَلِك زَرْبِيَّةٌ. بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الرَّاء، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وَفِي حَدِيثِ بَنهي العَنْبَرِ (فَأَخَذُوا زِرْبِيّةَ أُمِّي فأَمَرَ بِهَا، فَردَّتْ) هِيَ الطِّنّفسَة، وَقيل: البِسَاطُ ذُو الخَمْل، وتُكْسَر زَاؤُهَا (وتفتح) وتخضَمّ.
والزَّرْبِيَّةُ: القِطْعُ مَا كَانَ على صَنْعَتِه.
(و) ازَّرَابِيُّ (من النَّبْتِ: مَا اصْفَرَّ أَو احْمرّ وَفِيه خُضْرَةٌ، وَقد ازْرَبَّ) البَقْلُ (ازْرِبَاباً) كاحمر احْمِرَاراً، رُوِيَ ذَلِكَ عَن المُؤَرّجِ فِي قَوْلِه تَعَالَى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} . فَلَمَّا رَأَوا الْأَلْوان فِي البُسُط والفُرُش شَبَّهُوها بزرَابِيِّ النَّبْت، وَكَذَلِكَ العَبْقَرِيُّ من الثِّيَاب والفُرُشِ.
وَفِي حَيْثُ أَبي هُرَيْرَة: (وَيْل للعَرَب مِنْ شَرَ قَد اقْتَرَب، وَيْلٌ للزِّرْبِيَّةِ، قيل: وَمَا الزِّرْبِيَّةُ؟ قَالَ: الذِينَ يَدْخُلُون على الأُمَرَاء، فإِذا قالُوا شَرًّا أَو قَالُوا شَيْئاً قالُوا: صَدَق) . شَبَّهَهُم فِي تَلَونِهِم بوَاحِدَةِ الزَّرَابِيِّ وَمَا كَانَ على صنَعتها وأَلْوانِهَا. أَو شَبَّهَهم بالغَنَمِ المَنْسُوبَة إِلى الزَّرْبِ، وَهُوَ الحَظِيرَةُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيهَا فِي أَنَّهُم يَنْقَادُونَ لِلْأُمَرَاء ويَمْضُونَ عَلَى مِشْيَتِهم انْقِيَادَ الغَنَمِ لِرَاعِيهَا.
(و) يُقَال للمِيزَاب: (المزْرَابُ) و (المِرْزَابُ) وهُوَ لُغَةٌ فِيهِ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: هُوَ المِئْزابُ وجَمْعُه مَآزِيبُ. وَلَا يُقَالُ المِرْزَاب، وَكَذَلِكَ الفَرَّاءُ وأَبُو حَاتِم.
(وعينُ زُرْبة) بِالضَّمِّ (أَو زَرْبى) كَسَكْرَى، وعَلى الأَول اقْتَصَر ابنُ العَدِيم فِي تَاريخ حَلَب: (ثَغْرٌ) مَشْهُور (قُرْبَ المَصِيصَة) من الثُّعُورِ الشَّامِيَّةِ.
نُسِب إِليها أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيّ العَيْنَزَرْبِيّ الشَّاعِر الْمجِيد، وحَمْزَةُ بْنُ عَلِيَ العَيْنَزَرْبِيّ، من جَيّد شعره:
يَا راكِباً يَقْطَعُ عَرْضَ الفَلَا
بَلِّغُ أَحِبَّايَ الّذي تَسْمَعُ
وقُل لَهُم مَا جَفَّ لِي مَدْمَعٌ
وَلَا هَنَاني بَعْدَكُم مَضْجَعُ
وَلَا لَقِيتُ الطَّيفَ مُذْغِبْتُمُ
وإِنَّمَا يَلْقَاهُ مَنْ يَهْجَعُ
ومِمَّن نُسِبَ لَهُ الحُسَيْنُ بْنُ عَبد الله الخَادِم مَوْلَى الحَسَن بْنِ عَرَفَه، مُحَدِّث، رَابَطَ بهَا نَحوا من نَيِّفٍ وعِشْرِينَ سَنَة روى عَن مَوْلَاه.
وممَّن نُسِبَ إِلَيْه أَبُو عَبْد الله الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَحمدَ العَيْنَزَرْبِيُّ خرجَ مِنْهَا حِينَ اسْتِيلَاءِ الكُفَّارِ عَلَيْها، تُوُفِّي سنة 392 هـ كَذَا فِي تارِيخ ابْنِ العَدِيم.
(وذَاتُ الزِّرَابِ، بالكَسْرِ: من مَسَاحِد النَّبِي صلى الله) تَعَالَى (عَلَيْهِ وَسلم) : بَين مَكَّة والمَدِينَة، شرفهما الله تَعَالَى.
(وزَرِيبَةُ السَّبُعِ) هَكَذَا فِي الصحَاح بالإِضَافة: (مُكْتَنّه) أَي مَوْضِعُه الَّذِي يَكْتَنُّ فِيهِ. وَفِي غير الصَّحَاح: الزَّرِيبَةُ: مَكْمَنُ السَّبُعِ. والزَّرِيبَةُ: من قُرَى الشَّرقيّة بِمصْر.
(ويَومُ الزَّرِيبِ: من أَيّاهم) .
(وزَرْبَى) بِالْفَتْح: مُحَدِّث يُرْوَى (لَهُ مَنَاكِيرُ) .
وزَرَبيُّ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ زَيْد الأَنْصَارِيّ من بني حَارِثَة أَخو عَلاقة، عَلاقة، عِداده فِي أَهل الْمَدِينَة: تابعيّ.
والزَّرَائِبُ: بُلَيْدَةٌ فِي أَول الْيمن، نَقَله الصَّاغَانِيّ. والزَّرابِيُّ: قَرْيَةٌ بالصَّعيدِ بالقُرْبِ من أَبِي تيج، وَقد دَخَلْتُها.
وزُرَيْبُ بنُ ثَرْمَلَة، كزُبَيْر: أَحَدُ المُعَمَّرِين، لَهُ قِصَّة ذكرهَا ابنُ أَبِي الدُّنْيَا، والدُّارقُطْنيّ فِي غَرَائب مَالك، والباورديّ فِي الصَّحَابَة وَغَيرهمَا، تَبِعَهُمْ الْحَافِظ فِي الإِصابة.
وأَبو المْعْتَمِر عَمَّار بْنُ زَرْبَ، حَدّثَ عَنهُ أبُو جَعْفَر محمدُ بْنُ جَعْفَر تمْتَام.

فرط

(ف ر ط) : (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا) أَيْ أَجْرًا يَتَقَدَّمُنَا وَأَصْلُ الْفَارِطِ وَالْفَرَطِ فِيمَنْ يَتَقَدَّمُ الْوَارِدَة.
فرط: {فرطا}: سرفا وتضييقا. {فرطنا}: قدمنا. {فرطتم}: قصرتم. {يفرط}: يعجل. 
(فرط) : فَرَطَت النَّخْلَةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ، حَتى يَعْسُو طَلْعُها، وأَفْرَطْتُها أَنا. 
(فرط) الشَّيْء وَفِيه قصر فِيهِ وضيعه حَتَّى فَاتَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَن تَقول نفس يَا حسرتى على مَا فرطت فِي جنب الله} وَتَركه وأغفله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {توفته رسلنَا وهم لَا يفرطون} والبئر تَركهَا حَتَّى يعود إِلَيْهَا مَاؤُهَا وَفُلَانًا قدمه وَفِي الْخُصُومَة جرأه وَإِلَيْهِ رَسُولا قدمه وأرسله
(فرط)
فروطا وفرطا عجل وأسرع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَا رَبنَا إننا نَخَاف أَن يفرط علينا أَو أَن يطغى} يــتعجل الْعقُوبَة وَمِنْه كَلَام سبق بِغَيْر روية وَيُقَال فرط مِنْهُ خير أَو شَرّ سبق وَإِلَى سَيْفه أسْرع إِلَى سَله وَعَلِيهِ فِي القَوْل أسرف وَفِي الْأَمر قصر وَالْقَوْم فرطا وفراطة تقدمهم فَهُوَ فارط (ج) فراط وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي السَّبق إِلَى المَاء لإعداده وتهيئته وَإِلَيْهِ رَسُولا قدمه وأعجله وَفُلَان ولدا احتسبه صَغِيرا وَيُقَال فرط لَهُ ولد سبقه إِلَى الْجنَّة وَالْعقد والعنقود وَنَحْوهمَا بدد مِنْهُمَا الْحبّ وفرقه (محدثة)
فرط
فَرَطَ: إذا تقدّم تقدّما بالقصد يَفْرُطُ ، ومنه: الفَارِطُ إلى الماء، أي: المتقدّم لإصلاح الدّلو، يقال: فَارِطٌ وفَرَطٌ، ومنه قوله عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» وقيل في الولد الصّغير إذا مات: «اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً» وقوله: أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا
[طه/ 45] ، أي: يتقدّم، وفرس فُرُطٌ: يسبق الخيل، والْإِفْرَاطُ: أن يسرف في التّقدّم، والتَّفْرِيطُ: أن يقصّر في الفَرَط، يقال: ما فَرَّطْتُ في كذا. أي:
ما قصّرت. قال تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ [الأنعام/ 38] ، ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56] ، ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ [يوسف/ 80] . وأَفْرَطْتُ القربةَ: ملأتها وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
[الكهف/ 28] ، أي: إسرافا وتضييعا.
ف ر ط : الْفَرَطُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمُتَقَدِّمُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ يُهَيِّئُ الدِّلَاءَ وَالْأَرْشَاءَ يُقَالُ فَرَطَ الْقَوْمَ فُرُوطًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا تَقَدَّمَ لِذَلِكَ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ يُقَالُ رَجُلٌ فَرَطٌ وَقَوْمٌ فَرَطٌ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلطِّفْلِ الْمَيِّتِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا أَيْ أَجْرًا مُتَقَدِّمًا وَيُقَالُ أَيْضًا رَجُلٌ فَارِطٌ وَقَوْمٌ فُرَّاطٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٌ وَافْتَرَطَ فُلَانٌ فَرَطًا إذَا مَاتَ لَهُ أَوْلَادٌ صِغَارٌ وَفَرَطَ مِنْهُ كَلَامٌ يَفْرُطُ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَبَقَ وَتَقَدَّمَ وَتَكَلَّمَ فِرَاطًا بِالْكَسْرِ سَقَطَ مِنْهُ بَوَادِرُ.

وَفَرَّطَ فِي الْأَمْرِ تَفْرِيطًا قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ وَأَفْرَطَ إفْرَاطًا أَسْرَفَ وَجَاوَزَ الْحَدَّ. 
(فرط) - في حديث سُراقَة: "الذي يُفرِطُ في حَوضِه "
قال الأَصمَعِيُّ: أَفرطَ مَزَادَته: مَلأها، وأنا مُفْرِط. قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر:
.... وأَفْرَطَه * من صَوْب سَارِيةٍ  ...
- وفي حديث ضُبَاعة - رَضي الله عنها -: "كان النّاسُ إنما يَذْهَبُون فَرْطَ اليَوْمَين فيَبْعَرُون كما تَبْعَر الإِبلُ"
: أي بَعدَ يَومَين.
قال الأَصْمَعِيُّ: آتِيكَ فَرْطَ يومٍ أو يَوْمَيْن: أي بَعْدَهُما.
وقال غَيرُه: لَقِيتُه الفَرْطَ بعد الفَرْطِ: أي الحِينَ بعد الحِينِ، قال الشاعر:
ومَنْ إن أَزُرْه فَرْطَ عامَينْ لم يَطِبْ
لِىَ الدَّهرُ نَفْسًا بالذي كان يَبْخَل
- وفي حَديثِ مُحمَّد: "أَنَّه نَامَ عن العِشَاءِ حتى تَفَرَّطَت"
: أي تَأخَّر وَقتُها، وهو أَيضاً من فَرَط بمعنى: سَبَق، أي سَبَق وَقتُها قَبلَ أَداءِ الصَّلاة فيه.
ف ر ط: (فَرَطَ) فِي الْأَمْرِ قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ حَتَّى فَاتَ. وَ (فَرَّطَ) فِيهِ (تَفْرِيطًا) مِثْلُهُ. وَ (فَرَطَ) عَلَيْهِ أَيْ عَجِلَ وَعَدَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا} [طه: 45] وَفَرَطَ إِلَيْهِ مِنْهُ قَوْلٌ سَبَقَ. وَفَرَطَ الْقَوْمَ سَبَقَهُمْ إِلَى الْمَاءِ فَهُوَ (فَارِطٌ) وَالْجَمْعُ (فُرَّاطٌ) تَرَكَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل: 62] أَيْ مَتْرُوكُونَ فِي النَّارِ أَيْ مَنْسِيُّونَ. وَ (أَفْرَطَ) فِي الْأَمْرِ جَاوَزَ فِيهِ الْحَدَّ وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْفَرْطُ) بِالتَّسْكِينِ يُقَالُ: إِيَّاكَ وَالْفَرْطَ فِي الْأَمْرِ.
وَ (الْفَرَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْوَارِدَةَ فَيُهَيِّئُ لَهُمُ الْأَرْسَانَ وَالدِّلَاءَ وَيَمْدُرُ الْحِيَاضَ وَيَسْتَقِي لَهُمْ. وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ تَبَعٍ بِمَعْنَى تَابِعٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ (فَرَطٌ) وَقَوْمٌ فَرَطٌ أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» وَمِنْهُ قِيلَ لِلطِّفْلِ الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا» أَيْ أَجْرًا يَتَقَدَّمُنَا حَتَّى نَرِدَ عَلَيْهِ. وَأَمْرٌ (فُرُطٌ) بِضَمَّتَيْنِ أَيْ مُجَاوَزٌ فِيهِ الْحَدُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] . 
فرط وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أَنا فرَطُكم فِي على الْحَوْض. قَالَ الْأَصْمَعِي: الفَرَط والفارِط: الْمُتَقَدّم فِي طلب المَاء يَقُول: أَنَا متقدمكم إِلَيْهِ يُقَال مِنْهُ: فرطت الْقَوْم وَأَنا أفرطهم وَذَلِكَ إِذا تقدمتهم ليُرتادَ لَهُم المَاء. وَمن هَذَا قَوْلهم فِي الدُّعَاء فِي الصَّلَاة على الصَّبِي الْمَيِّت: اللَّهم اجْعَلْهُ لنا فرطا أَي أجرا مُتَقَدما نرد عَلَيْهِ وقَالَ الشَّاعِر: [الْكَامِل]

فأثار فارِطُهم غَطاطًا جُثَّمًا ... أصواته كتَراطُنِ الفُرْسِ

يَعْنِي أَنه لم يجد فِي الرَّكية مَاء إِنَّمَا وجد غَطاطًا وَهُوَ القطا وَجمع الفارط فُرّاط وَقَالَ الْقطَامِي: [الْبَسِيط]

فاســتعجلــونا وَكَانُوا من صحابتنا ... كَمَا تعجل فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: [يُقَال: صِحاب وصحابة وَصَحب فَإِذا كسرت الصَّاد فَلَا هَاء فِيهِ. و -] يُقَال: آفْرَطت الشيءَ أَي نَسِيته. قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى: {وَأنَّهُم مُفرَطُوْنَ} وفرط الرجل فِي القَوْل قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَّفْرُطَ عَلَيْنَا أَو أَن يطغى} .
ف ر ط

أرسلوا فارطهم وفرطهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ، وقد فرط فروطاً. وفي الحديث " أنا فرطكم على الحوض " وأفرطوه إلى الماء: قدّموه. ووردت قبل فرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الورد. وتفارطت الماء: تبادرته. قال بشر:

يبارين الأسنة مصغيات ... كما يتفارط الثمد الحمام

وقال العمانيّ:

وابن السّقاة إذا الحجيج تفاطوا ... حوضاً بمكة واسع الأركان

وكلّ أمر فلان فرط أي مفرط فيه نجاوز حدّه " وكان أمره فرطاً " وغدير مفرط: ملآن، ولا ألقاه إلا في الفرط أي في الأيام مرّة، وآتيك فرط يوم أو يومين بمعنى بعد. وفرس فرط: سابق، وخيل أفراط. قال لبيد:

ولقد طرقت الحيّ تحمل شكّتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها

ومن المجاز: فرط له ولد سبق إلى الجنّة. وجعله الله لك فرطاً، وافترط فلانٌ أولاداً. وطلعت أفراط الصباح: لتباشيره الأول. قال:

باكرته قبل الغطاط اللغط ... وقبل أفراط الصباح الفرّط

وطلع الفارطان وهما كوكبان أمام بنات نعش. وبدت لنا أفراط المفازة وهي ما استقدم من أعلامها. وأفرطت السحابة بالوسميّ: عجّلت به. وفرط إلينا من فلان خير أو شر. وتفارطته الهموم: لاتزال تأتيه الحين بعد الحين. ونخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا فلان إذا عجل بمكروه. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي، ولا تؤاخذني بسقطاتي؛ أي ما فرط مني.

فرط


فَرِطَ(n. ac. فَرَط)
a. Preceded: had precedence.

فَرَّطَa. Made to precede: placed first, foremost.
b. [acc. & 'An], Warded off from.
c. see I (f)d. Praised immoderately.
e. Left behind; forsook, abandoned; abstained
from.
f. Dispersed, scattered.
g. Granted a delay, a respite to.
h. see I (c) (h).
فَاْرَطَa. Met; found.
b. Strove to outstrip, to precede.
c. see II (e)
أَفْرَطَa. see I (a) (j).
c. Hastened; made to hasten.
d. Overlooked, neglected.
e. [Fī], Exceeded the bounds, acted immoderately in;
exaggerated in (speech).
f. Overfilled.
g. ['Ala], Overburdened.
h. Dispatched (messenger).
تَفَرَّطَa. Outstripped (horse).
b. Passed by (time).
c. [Fī], Exaggerated, was reckless in ( speech).
تَفَاْرَطَa. Strove to outstrip each other.
b. Hastened; pressed forward.
c. Passed by (time).
d. Came upon unexpectedly (trouble).

إِنْفَرَطَa. Was loosened.
b. Was melted, dissolved.
c. [ coll. ], Was knocked off (
fruit ).
إِفْتَرَطَa. see I (a) (j).
c. [Ila & Fī], Was first in.
d. [pass.], Passed away; was lost prematurely.
فَرْط
(pl.
فُرُط
أَفْرُط أَفْرَاْط)
a. Excess; exaggeration; exorbitance;
extravagance.
b. Negligence, neglect.
c. A time, a certain time.
d. Ascendancy, prevalence.
e. Hill, mound; small mountain.
f. Roadsign; land-mark.
g. [ coll. ], Money, chang (
silver, copper ).
فَرْطَةa. A going forth, preceding.
b. Hasty saying.

فُرْطَةa. see 1t (a)
فَرَطa. see 21 (a)b. Reward, recompense.
c. Expiation.
d. [ coll. ]
see 1 (g)
فَرَطِيّa. Intractable, ungovernable; stubborn.

فَرِط
a. [ coll. ], Cheap.
فُرَطِيّa. see 4yi
فُرُطa. Excess.
b. Injustice; transgression.
c. Swift-horse, racer.

فَاْرِط
(pl.
فُرَّاْط)
a. Preceding, foremost, first; preceder; leader.
b. [ coll. ], Lost.
c. [ coll. ], Inadvertent (
word ).
فُرَاْطَة
a. [ coll. ]
see 1 (g)
فِرِّيْط
a. [ coll. ], Squanderer.

N. Ag.
فَرَّطَa. see N. Ag.
أَفْرَطَ
N. Ac.
فَرَّطَa. Remissness.
b. Immoderation.
c. [ coll. ], Prodigality
extravagance.
N. Ag.
أَفْرَطَa. Excessive, exorbitant, immoderate.

N. P.
أَفْرَطَa. Abandoned.
b. Full, overflowing.
c. see 21 (a)
N. Ac.
أَفْرَطَa. see 1 (a)
[فرط] فيه: أنا "فرطكم" على الحوض، أي متقدمكم إليه، فرط فهو فارط وفرطٌ: إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. ك: أي أنا سابقكم إلى الحوض كالمهيئ له لأجلكم، وهو إشارةٌ إلى قرب وصاله، وأنا شهيد - أي أشهد عليكم بأعمالكم فكأني باق، وهو بفتحتين. ط: لن يصابوا بمثلي، أي لن يصل مصيبة إلى أمتي بمثل موتي، يريد أنه شفيع يتقدم على المشفوع له. نه: ومنه: اللهم اجعل لنا "فرطًا"، أي أجرًا متقدمًا، افترط فلان ابنه صغيرًا- إذا مات قبله. وح على: ماني، أي سبق وتقدم. وح: أنا والنبيون "فراط" القاصفين، جمع فارط، أي متقدمون إلى الشفاعة، وقيل: إلى الحوض، والقاصفون: المزدحمون. وح ابن عباس لعائشة: تقدمين على "فرط" صدق، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وأضافهما إلى صدق وصفًا لهما ومدحًا. وفي ح أم سلمة قالت لعائشة: إنه صلى الله عليه وسلم نهاك عن "الفرطة" في الدين، يعني السبق والتقدم ومجاوزة الحد، وهو بالضم اسمٌ للخروج والتقدم، وبالفتح للمرة. وفيه: إنه قال بطريق مكة: من يسبقنا إلى الأثاية فيمدر حوضها و "يفرط" فيه فيملؤه حتى نأتيه، فيكثر من صب الماء فيه، من: أفرط مزادته- إذا ملأها، من أفرط في الأمر - إذا جاوز فيه الحد. ومنه ح: الذي "يفرط" في حوضه أي يملؤه. وش كعب: ينفي الرياح القذى عنه و" أفرطه"؛ أي ملأه، وقيل: أي تركه. وح: إن يمس ملك بني ساسان "أفرطهم"؛ أي تركهم وزال عنهم. وح على: لا يرى الجاهل إلا "مفرطًا" أو مفرطا، هو بالخفة المسرف في العمل، وبالشدة المقصر فيه. ومنه: إنه نام عن العشاء حتى "تفرطت"، أي فات وقتها قبل أدائها. وح توبة كعب: حتى أسرعوا و "تفارط" الغزو، وروى: تفرط، أي فات وقته. ن: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا. نه: وفيه: إنما يذهبون "فرط" يوم أو يومين فيبعرون كما تبعر الإبل، أي بعد يومين، يقال: آتيك فرط يومٍ أو يومين، أي بعدهما، ولقيته الفرط بعد الفرط أي الحين بعد الحين. ك: "فرطنا" في قراريط، أي في عدم مواظبة حضور الدفن فإن ابن عمر كان يصلي وينصرف. غ: (("فرطنا" فيها)) أي قدمنا العجز وقصرنا. و "لايفرطون"، لا يقصرون ولا يغفلون. ((وإنهم "مفرطون")) متروكون في النار أو مقدمون معجلون إليها. و ((أمره "فرطًا")) ضائعًا. و (("يفرط" علينا)) يبادر بعقوبتنا. و "فرط" منه أمر، بدر.
فرط: فرط: أهمل صلواته وانقطع عنها. (البكري ص169).
فرط فيها الفرط: ماتت. (ألف ليلة 1: 338) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: زالت وانتهى أمرها.
فرط: أزال الثنيات، أزال التجاعيد (بوشر).
فرط: فرق الحب من العقد والعنقود وبدده. وفتت الحب.
(بوشر، محيط المحيط).
فرط (بالتشديد): الفرق بين فرط في وأفرط في أن الإفراط يستعمل في تجاوز الحد من جانب الزيادة والكمال، والتفريط يستعمل في تجاوز الحد من جانب النقصان والتقصير. غير أنه لا يفرق بينهما دائما.
فرط في: تعنى أيضا بدد، بذر، أسرف، وتفريط في المال: إسراف، تبذير. (معجم الطرائف).
مافرط في: احتفظ به، ولم يضيعه. (بوشر).
فرط: جنى الثمار. (باين سميث 1173). هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة.
افرط: اشتط في الثمن وغالى فيه (همبرت ص104). أفرط في: أهمله، تهاون به. لم يعن به (أماري ديب ص32)، وفي حيان- بسام (3: 51و): المفرط في المدينة.
تفرط: تخرب، فسد نظامه، اختل. (الكالا).
انفرط: انبسطت أساريره، تهلل وجهه (بوشر).
فرط فرطا: في أثناء مدة طويلة من الزمن.
(إضافات وتصحيحات على المقري 1: 864).
فرط: حسم، قطع، تجاوز عن قسم من الدين قبل حلول أجل الاستحقاق. (بوشر).
فرط المعاملة: صرافة، استحقاق المصرف (البنك) من معاملاته المصرفية. (بوشر).
فرط: قطع صغيرة من النقود (محيط المحيط).
فرط الرمان: حب الرمان الذي فرق من قشره ونظف منه. (صفة مصر 14: 157).
فراط (بالقطلونية forat، وبالأسبانية horado بمعنى ثقب): شرج، باب البدن، ثقب الإست. وتطلق مجازا على العجيزة ومؤخرة الإنسان والإست. (فوك).
فراطة: نقود صغيرة. (بوشر، محيط المحيط).
فروطة: تقدم (ديوان الهذليين ص162 البيت الرابع).
فراط (المعجم اللاتيني - العربي) وفراط (الكالا): صدأ، زنجار (وهي في المعجم اللاتيني العربي ferrugo وأرى أنها كلمة أسبانية قديمة أخذت من ferrum. ويقال مثلا: ferrete وهذه تدل اليوم على معنى آخر.
فراط: نوع منن الصبغ (المعجم اللاتيني العربي) يستعمله الاساكفة وصانعو الأحذية. (الكالا) وقد كان هذا من غير شك سبغا يحتوي على حديد.
فراط: خليط من الرمل وبرادة الحديد التي يتركها المسن أو الآلات الحادة حين تشحذ. (الكالا). وانظر: نبريجا وفكتور.
فارط: مرتجل. الذي يتكلم على البديهة من غير تهيئ واستعداد، نبذة. (أبو الوليد ص586 رقم 4) ولعل كتابة الكلمة هذه هي الصحيحة (انظر فرط منه عند لين). إما كلمة فالط التي وردت في النص فتحملنا على التفكير بكلمة فالت إذ يقال: افتلت الكلام بمعنى ارتجله. وفي هذه المخطوطات التي كتبت بالخط العبري تختلط التاء والطاء بسهولة.
إفراط: إسراف، تبذير. (بوشر).
فرط
الفَرْطُ من الزمَانِ: الحِيْنُ بعدَ الحِيْنِ.
وتَفَارَطَتْه الهُمُوْمُ: أي لا تُصِيْبُه إلاَّ في الفَرْطِ بَعْدَ الفَرْطِ. والليالي الفُرُطُ: الغَوَابِرُ. وأتَيْتُه فَرْطَ شَهْرٍ: أي بَعْدَ شَهْرٍ.
والفَرَطُ: ما سَبَقَ من عَمَلٍ أو وَلَدٍ يكونُ لكَ أجْراً. وفَرَطَ له وَلد يَفْرُطُ. وافْتَرَطَ أولاداً: قَدمَهم. ومنه قَوْلهم في الدُّعَاء: " اللهمَّ اجْعَلْه لنا فَرَطاً " أي أجْراً مُتَقَدماً. والفُرُوْطَةُ: التقَدمُ، وكذلك الفَرْطَةُ.

والفارِطُ: الذي يَسْبِقُ القَوْمَ إلى الماء.
والفُراطُ: السُقَاةُ.
وفَرَسٌ فُرُطٌ: يَسْبِقُ الخَيْلَ. والفارِطَانِ: كَوْكَبَانِ أمَامَ سَرِيْرِ بَنَاتِ نَعْشٍ، شُبِّها بالفارِطِ الذي يُبْعَثُ لحَفْرِ القَبْرِ، والجميع فُرّاطٌ. وأفْرَاطُ الصَبَاحِ: أوَّلُ تَبَاشِيْرِه، الواحِدُ فَرَطٌ. وهو - أيضاً -: العَلَمُ المُسْتَقْدِمُ من أعْلامِ الأرْضِ التي يهْتَدى بها.
وفَرَطَ إلينا من فلانٍ خَيْرٌ أو شَر. والإِفْرَاطُ: إعْجَالُ الإنْسَانِ في أمْرٍ. والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ في أوَّلِ الوَسْمِي: إذا عَجلَتْه.
والفِرَاطَةُ: الماءُ الذي يكونُ شَرْعاً بَيْنَ أحْيَاءٍ عَدَدٍ؛ أيُّهُم سَبَقَ إليه فهو له. وما افْترِطَ من البِلادِ وأخِذَ.
وقَوْلُه عَزَّوجَل: " وأنهُمْ مُفْرَطُوْنَ " من قَوْلِهم أفْرَطْتُ: تَرَكْتُ ونَسِيْتُ، ويكون بمعنى قَدَمتُ، وهو من الأضداد.
وقيل: مُثْقَلُوْنَ. وأفْرَطْتُ الرجُلَ حتّى فَرَطَ: أي أغْضَبْتُه حتّى غَضِبَ. وقُرِئَ: مُفَرَّطُونَ: أي مُضَيعُوْنَ مُنَحَّوْنَ.
والفُرُطُ: الأمْرُ الذي يُفْرَطُ فيه، كُلًّ أمْرِه فُرُطٌ: أي مُضَيعٌ. وفَرطَ في جَنْبِ اللهِ: أي ضَيَّعَ حَظه من اللهِ عَزَّوجَلَّ. وفَرطَ اللهُ عنه ما يَكْرَهُ: أي نَحّاه.
وفَرَّطْت الشَّيْءَ تَفْرِيطاً: إذا أخرْتَه وخَلَّفْتَه.
وقَوْلُه: لا أفَرطُ رِيْبَةً أي لا أمْهِلُها ولا أكُفُّ عنها. ورَجُل فَرَطَاني: أي كَسْلانُ مُضَيعٌ. وكُل شَيْءٍ جاوَزَ قَدْرَه فهو مُفْرِط.
والفُرُطُ: الجَبَلُ الصغِيرُ. والفُرُطُ: ما تَقَدمَ من الجَبَل ويكونُ أرْفَعَ ما فيه، وجَمْعُه أفْرَاطٌ. وهو - أيضاً -: الإكَامُ تتقدَمُ في الطُّرُقِ. والمَفَارِيْطُ: أطْرَافُ المَفَازَةِ. ورَجُلٌ فُرْطِي: إذا كانَ صَعْباً لم يَذِلَّ. وبَعِيْر فَرَطِي وفُرْطِي: كذلك. والفِرَاطُ: المُطَارَدَةُ في الحَرْب. وفَرَطْتُ في الحَوْضِ وأفْرَطْتُه: أي مَلأته، وفَرَّطْتُه: مِثْلُه.
[فرط] فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات. وكذلك التَفْريطُ. وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا. ومنه قوله تعالى: {إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى} . وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق. وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ: فاسْــتَعْجلــونا وكانوا من صحابَتِنا * كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ * وفُرَّاطُ القطا: متقدماتها إلى الوادي والماء. قال الراجز : ومنهل وردته التقاطا * لم أر إذ وردته فراطا * إلا الحمام الورق والغطاطا * وأفرطه، أي أعجله. وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به. وأفْرَطَتِ المرأةُ أولادا: قدمتهم. وأفرطت المزادة: ملاتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن. قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: {وأنَّهم مُفْرَطونَ} أي متروكون في النار منسِيُّونَ. وأفْرَطَ في الأمر، أي جاوز فيه الحدّ. والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر. وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين. وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين. قال لبيد: هل النفس إلا مُتْعَةٌ مستعارةٌ * تُعارُ فتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهرِ * وقال أبو عبيد: ولا يكون الفَرْطُ في أكثر من خمسةَ عشر ليلةً. والفُرْطَةُ بالضم: اسمٌ للخروج والتقدُّم. والفَرْطَةُ بالفتح: المرَّة الواحدة منه، مثل غرفة وغرفة، وحسوة وحسوة. ومنه قول أم سلمة لعائشة رضى الله عنهما: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاك عن الفرطة في البلاد ". والفرط بالتحريك: الذى يتقدم الواردة فيهيئ لهم الارسان والدِلاءَ ويَمْدُرُ الحياضَ ويستقي لهم. وهو فعل بمعنى فاعل، مثل تبع بمعنى تابع. يقال رجلٌ فَرَطٌ وقومٌ فَرَطٌ أيضا. وفى الحديث: " أنا فرطكم على الحوض ". ومنه قيل للطفل الميِّت: " اللهم اجعله لنا فَرَطاً " أي أجراً يتقدَّمنا حتَّى نَرِدَ عليه. والفارِطانِ: كوكبان متباينان أمام سريرِ بناتِ نَعْش. وفارَطْتُ القوم مُفارَطَةً وفِراطاً، أي سابقتهم. وهم يتفارطون. قال بشر: ينازعن الاعنة مصغيات * كما يتفارط الثمد الحمام * وتكلم فلان فراطا، أي سبقتْ منه كلمةٌ. والماءُ الفِراطُ: الذي يكون لمن سبق إليه من الأحياء. وأمرٌ فُرُطٌ، أي مجاوز فيه الحد. ومنه قوله تعالى: {وكان أمره فُرُطاً} . والفُرُطُ أيضاً: واحد الأفْراطِ، وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالجبال. يقال: البومُ تنوحُ على الافراط. عن أبى نصر. قال وعلة الجرمى: وهل سموت بجرار له لجب * جم الصواهل بين السهل والفرط * وأمر فرط أيضا، أي متروكٌ. وأفْراطُ الصبحِ: أوَّل تباشيره. والفُرُطُ: الفرسُ السريعةُ التي تَتَفَرَّطُ الخيلَ، أي تتقدَّمها. قال لبيد: ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِلُ شِكَّتي * فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوتُ لِجامُها * وفَرَطْتُهُ: تركته وتقدَّمته. وقول ساعدة ابن جؤية:

معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ * أي لا يتركه ولا يفارقه. قال الخليل: فَرَّطَ الله عنه ما يكره، أي نحَّاهُ. وقلَّما يستعمل إلا في الشعر. قال مرقِّش : يا صاحِبَيَّ تَلَبَّثا لا تَعْجلــا * وقِفا بربْعِ الدارِ كيما تسألا * فلعل بطأ كما يفرط سيئا * أو يسبقُ الإسراعُ خيراً مُقْبِلا * وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إحسانه وبِرُّهُ، أي لا ينقرض ولا يخاف فوته. ويقال: افترط فلان، إذا مات له ولدٌ صغير قبل أن يبلغ الحلم.
فرط
فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من يَفرُط، فَرْطًا وفُرُوطًا، فهو فارِط، والمفعول مَفْروط
• فرَطَ العِقْدَ ونحوَه: فرّق حبَّه "فرَط عنقودَ العنب".
• فرَطَ عليه: أسرع وعَجِل " {قَالاَ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}: يــتعجل العقوبة".
• فرَطَ منه كلامٌ: سبَق بدون رويّة "فرَط منه خير/ شرّ". 

أفرطَ/ أفرطَ على يُفرط، إفراطًا، فهو مُفرِط، والمفعول مُفرَط (للمتعدِّي)
• أفرطَ الشَّخصُ: أسرف، جاوز الحدَّ في قول أو فعل "أفرط في التدخين/ الشراب/ الطعام/ الإنفاق/ ادعاءاته/ فرض الضرائب/ تأنيب صاحبه- أفرطت في زينة الوجه- أفرط في مديح تلميذه: قدّمه بحماس بالغ" ° مِنْ غير إفراط ولا تفريط: بوسطيَّة واعتدال.
• أفرطَ فلانًا:
1 - أعجله " {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}: معجَّلون إلى النار مقدَّمون إليها".
2 - نسيَه، تركه خلفه " {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}: متروكون في النار منسيون".
• أفرطَ عليه: حمّله ما لا يطيق "أفرطوا على أنفسهم في الذنوب- {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يُفْرِطَ عَلَيْنَا} [ق]: يتجاوز الحدّ في أذيّتنا". 

انفرطَ ينفرط، انفراطًا، فهو منفِرط
• انفرطَ الشَّيءُ: مُطاوع فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من: انحلّ، تفرّق وتبدّد "انفرط عنقود العنب- انفرطت سلسلة أفكاره" ° انفرط عِقْدُهم: تفرَّقوا واختلفوا، تشتَّتوا. 

فرَّطَ/ فرَّطَ في يفرِّط، تفريطًا، فهو مُفرِّط، والمفعول مُفرَّط
• فرَّطَ العِقْدَ ونحوَه: فرَطه، فرّق حبَّه "فرَّط الذُّرة/ الحَبَّ: فصله عن كيزانه/ سُنْبله".
• فرَّطَ في الشَّيء:
1 - بدَّده، قصَّر فيه وضيّعه "فرَّط في أداء واجباته/ صحته- لا يفرِّط في حقوقه/ عِرْضه- {قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} - {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} " ° لا إفراط ولا تفريط: بوسطيَّة واعتدال.
2 - تركه، أغفله، أهمله "لم يفرّط في أبنائه من أجل السفر إلى الخارج- {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} ". 

إفراط [مفرد]: مصدر أفرطَ/ أفرطَ على.
• إفراط الإنتاج: (قص) زيادة الإنتاج على الاستهلاك. 

فارِط [مفرد]: ج فارطون وفُرَّاط: اسم فاعل من فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من. 

فُراطة [مفرد]: قِطع صغيرة "فُراطة نقد". 

فَرَّاطة [مفرد]: اسم آلة من فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من: آلة يفرط بها الحَبّ "اشترى فرّاطة". 

فَرْط [مفرد]: مصدر فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من ° فَرْطًا: بلا ترتيب أو تنظيم- مِنْ فَرْط حُبّه/ مِنْ فَرْط كُرْهه: مِنْ شدّته، مِنْ كثرته.
• فرْط الحساسيّة: (طب) رهافة الحسّ في الأعضاء والجلد.
• فرط الحُمَّى: (طب) ارتفاع مفرط في درجة حرارة الجسم.
• فرط التَّنفُّس: (طب) زيادة غير طبيعيَّة في سرعة التنفُّس.
• فرط السُّكّر في الدَّم: (طب) وجود كميّات غير طبيعيّة من الجلوكوز في الدم. 

فَرَط [مفرد]:
1 - ما يتقدَّم الإنسان من أجرٍ وعمل "اللهم اجعله لنا فَرَطًا: يقال في الدعاء للطفل الميِّت؛ ومعناه: اللهمّ اجعله لنا أجرًا يتقدّمنا حتى نرِدَ إليه- أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ [حديث] ".
2 - أمرٌ يفرِّط فيه صاحبه ويضيِّعه بتقصيره. 

فُرُط [مفرد]:
1 - متروك مضيَّع "أمر فُرُط".
2 - إسراف وتضييع ومجاوزة للحدّ " {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ". 

فُروط [مفرد]: مصدر فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من. 
[ف ر ط] الفَارِطُ: المُتَقَدِّمُ السَّابِقُ، فَرَطَ يَفْرُطُ فُرُوطاً. قَالَ: أَعرابِيٌّ للحَسَن: ((يا أَبا سَعِيدِ. عَلِّمْنِي دِيناً وَسُوطاً، لا ذاهَباً فُرُوطاً، ولا سَاقَطاً سُقُوطاً)) ، أي: دِيناً مُتَوسِّطاً، لا مُتَقَدِّماً بالغُلوِّ، ولا مُتَأَخَّراَ بالتُلُوُ، قَالَ له الحَسَنُ: أَحْسَنْتَ يا أَعْرابِيُّ، ((خَيرُ الأُمُورِ أَوساطُها)) . وفَرَّطَ عَيْرَه، أَنْشَدَ ثَعلَب:

(يُفَرِّطُها عن كَبِّةِ الخِيلِ مَصْدَقٌ ... كَرِيمٌ وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ أي: يُقَدِّمُها. وفَرَّطَ إليه رَسُولَه: قَدَّمَه وأَرْسَلَه. وفَرَّطَه: قَدَّمَه في الخُصومِة وجَرَّأَه. وفَرَطَ القَومَ يَفْرِطُهم فَرْطاً وفَِراطَةً: تَقَدَّمهم إلى الوِرْدِ لإصلاحِ الأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ، ومَدْرِ الحِياضِ، وهم الفُرَّاطُ، قَال:

(فاسْــتَعجلَــونا وكانوا من صَحَابَتنا ... كما تَقَدَّمَ فَرَّاطٌ لِوُرَّادِ)

والفَرَطُ: المٌ تَقَدِّمُ إلى الماءِ لذلكِ، ومِنْهُ قَوْلُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: ((أنا فَرَطُكُم على الحَوْضِ)) ، رَجُلٌ فَرَطٌ، وقَوْمٌ فَرَطٌ. ورَجُلٌ فَارِطٌ، قَال:

(فأَثَارَ فَارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْوَاتُه كَتَراطُنِ الفُرْسِ)

والفَرَطُ: اسْمٌ للجَمْعِ، وقَوْلُه:

(إنَّ لها فَوَارِساً وفَرَطا ... )

يَجوزٌ أَنْ يكونَ من الفَرطَ الذي يَقَعُ على الوَاحِدِ والجَمْعِ، وأَن يكونَ من الفَرَطِ الذي هو اسْمٌ لجَمْعِ فَارِطٍ، وهَذَا أَحْسَنُ؛ لأنَّ قَبْلَه فَوارِساً، فَمُقَابَلَةً الجَمْعِ باسْمِ الجَمْعِ أَوْلَي، لأنَّه في قُوَّةِ الجَمْعِ. والفَرَطُ: المَاءُ المُتَقَدِّمُ لًِغَيْرِه من الأمواهِ. والفُراطَةُ: المَاءُ يكونُ شَرَعاً بين عِدَّةِ أَحياءِ، مَنْ سَبَقَ إليه فَهْو لَه. وبِئْرٌ فُراطَةٌ كَذِلكَ. والفَرَطُ: ما تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ. وفَرَطُ الوَلَدِ: صِغارُه مَا لَمْ يُدْرِكُوا، وجَمْعُه أفْراطٌ، وقِيلَ: الفَرَطُ يَكونُ وَاحِداً وجَمْعاً. وفي الدُعاءِ للطْفِلِ المَيِّت: ((الَلَّهُمَّ اجْعَلْه لَنَا فَرَطاً)) أي: أَجْراً يَتَقدَّمُنا حَتَّى نَرِدَ عليه. وفَرَطُ فُلانٌ وَلَداً، وافْتَرطَهُم: مَاتُوا له صِغَاراً. وافْتُرِطَ الوَلَدُ: عُجِّل مَوْتُه، عَنْ ثَعْلَبٍ، وكُلُّه من التَّقَدُّمِ والسَّبْقِ. وقَوْلُ أَبي ذُؤَيب:

(وقَدْ أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فَتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاها كالإماءِ القَواعِدِ)

يَعْنِي بالفُراَّطِ المُتَقَدِّمينَ لحَفْرِ القَبْرِ. وفَرَطَ مني إليه كَلامٌ: سَبَقَ. وفَرَطَ عَلَيْه في القَوْلِ يَفْرُطُ: أَسْرَفَ وتَقَدَّم. وفِيِ التَّنْزِيلِ: {قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} [طه: 45] . والفُرُطُ: الظُّلْمُ والاعْتِداءُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُوهُ فُرُطاً} [الكهف: 28] . وفَرَسُ فُرُطُ: سَريِعَةُ سَابَقَةُ، قَالَ لَبِيدٌ.

(فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُها ... )

وافْتَرَطَ إليه في هَذَا الأَمرِ: تَقَدَّمَ فِيه وسَبَقَ. والفَارِطانِ: كَوَكبَانِ أَمَامَ بَنَاتِ نَعْشٍ يتقدمنها وأفرط الصبح: تباشيره، لتقدُّمها وإنذارها بالصبُّحِ، وَاحِدُها فَرَطٌ. والإفراطُ: الإعْجالُ والتَّقَدُّمُ. وأَفْرَطَ في الأَمْرِ: أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ. والفُرُطُ: الأَمْرُ يُفْرَطُ فيِه، وقِيلَ: هو الإعجالُ، وقِيلَ: النَّدَمُ. والسَّحَابةُ تُفْرِطُ الماءَ في أَوَّلِ الوَسْمِيِّ، أي: تَعْجِلُــه وتَقَدَّمُه. قال سِيبَوَيْه: قَالُوا: فَرَطَكَ: إذا كنْتَ تَحَذِّرُه مِن بَينِ يَدِيَه شَيْئاً، أَوْ تَأْمُرُه أَنْ يَتَقَدَّمَ، وهي من أَسماءِ الفَعْلِ التي لا تَتَعَدَّي. وفَرْطُ الشَّهْوةِ والحُزْنِ: غَلَبتُهما. وأَفْرطَ عَلَيه. حَمَّلَه فَوْقَ ما يُطِيقُ. وأَفْرَطَ الحَوْضَ والإناءَ: مَلاْه حَتَّى فَاضَ، قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(فَأَزالَ نَاضٍ حُها بأبيضَ مُفْرَط ... مِن ماءِ أَلهابِ بِهِنَّ التَّأْلَبَ)

أي: مَزَجَها بماء غَدِيرِ مملوءِ. وقَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ:

(لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه ... مُسْتَرْبِعِ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ)

يُفْرِطُه: يَمْلَؤُه رُوْعاً حَتَّى يَذْهَبَ به. والفَرَطُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: الجَبَلُ الصَّغُير، وجَمْعُه. فُرُطٌ، عَنْ كُرَاع. والفُرُطُ: العَلَمُ المُسْتَقيِمُ يُهْتَدَي به. والفُرُطُ: رَأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها: وجَمْعُه أَفْرُطٌ وأفراطٌ، قَالَ ابنُ بَرَّاقَةَ:

(والفُرُطُ: رَأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها: وجَمْعُه أَفْرُطٌ، قَالَ ابنُ بَرَّاقَةَ:

(إذا اللَّيلُ أَدْجَي وَاكْفَهرَّتْ نُجُومُه ... وصَاحَ من الأَفراطِ يبومٌ جَوَاثِمُ)

وَقَيلِ: الأَفْراطُ هَا هُنا: تَباشِيرُ الصُّبْحِ، لأنَّ الهَامَ يَزْقُو عِنْدَ ذَلِكَ، والأَوَّلُ أَوْلَي. وفَرَّطَ في الشَّيءِ، وفَرَّطَه: ضَيَّعَة وقَدَّمَ العَجْزَ فيه، وفِي التَّنْزِيلِ: {أَن تَقُولَ نَفْسُ يَاحَسْرتَيَ عَلَى مَا فرَّطتُ فِي جنْبِ الله وإِن كُنتُ لِمَنَ السَّاخِريِن} [الزمر: 56] . أي مَخَافَةَ أَنْ تَصٍ يرُوا إلى حَالِ الندَّامَةِ للتَّفْرِيطِ في أَمْرِ الله، والطَّرِيقِ الَّذي هو طًَرِيقُ اللهِ الّذِي دَعَا إليه، وَهو تَوحِيدُ اللهِ، والإقرارُ بنُبُوَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:

(ذَلِكَ بَزِّي فَلَنْ أُفَرِّطَه ... أَخافُ أَنْ يُنْجِزُوا الَّذِي وَعَدُوا)

يَقولُ: لا أُضَيِّعُه، وقِيلَ: مَعناهُ لا أُقَدِّمُه وأَتَخلَّفُ عنه. وفرط في جنب الله: ضيَّع ماعنده فلم يعمل له وتَفَارَطَتٍِِ الصَّلاُة عَنُ وَقْتَها: تَأًَخَّرَتْ. وفَرَّط اللهُ عنه ما يَكْرَهُ: نَحَّاهُ. والفَرطُ: الحِينُ: يُقالُ: إنَّما آتِيِه الفَرْطَ، وفي الفَرْطِ، وأَتَيْتُه فَرْطَ أَشْهُرِ، أيْ: بَعْدَها، قَالَ لَبِيدٌ.

(هَل النَّفْسُ إلاّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةُ ... تَعَارُ فَتَأْتِي رَبَّها فَرْطَ أَشْهُرِ)

وقَِيلَ: الفَرْطُ: أَن تَأْتَيَه فِي الأَيامِ، ولا يَكونُ أَقَلَّ من ثَلاثهٍ، ولا أَكْثَرَ من خَمْسَة عَشَرَ. وقَالَ بَعْضُ العَربِ: مَضَيْتُ فَرْطَ سَاعَةٍ وَلَمْ أُؤَمِنَ أَنْ أَنْفَلِتَ، فَقِيلَ له: وما فَرْطُ سَاعَةٍ؟ فَقَالَ: كَمُذْ أَخَذْتُ في الحَدِيثِ، فَأَدْخَلَ الكَافَ على مُذْ، وقَوْلُه: أًَوْمِنُ، أَي: لَمْ أَثِقْ ولَمْ أُصَدَّقْ. وتَفَارَطَتْه الهُمومُ: أَتَتْه في الفَرْطِ. وفَرَّطَه: كَفَّ عَنْه وأَمْهَلَه. والفِراطُ: التَّرْكُ. وما أَفْرَطَ مِنهم أَحَداً: أَي ما تَرَكَ. وأَفْرَطَ الشَّيءَِ: نَسِيَه. وَفِي التَّنْزيِلِ: {وأنهم مفرطون} [النحل: 62] .
فرط
فرطَ في الأمر يفرُط - بالضم -: أي قصر به وضيعهُ، فرطاً.
وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى:) إننا نخافُ أن يفرطَ علينا (أي يبادرَ بعقوبتنا.
وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط.
وفرط مني إليه قول: أي سبق.
وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط. وفي حديث آخر: أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة.
وقال القطامي:
فاســتعجلــوناَ وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوارد
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد
مطأطأة لم ينبطوها وإنها ... ليرضى بها فراطها أم واحد
وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ.
وقال بريدةُ بن الحصيب - رضى الله عنه -: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية.
وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي:
ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذا وردتهُ فراطاً
إلا الحمام الورق والغطاطا
وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً.
وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي:
كنا فوارطها الذين دعاَ ... داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ
والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر.
وفرطَ - بالكسر الراءء -: إذا سبق؛ مثلُ فرطَ - بفتحها.
والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعاً بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له. وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة - رضى الله عنه - قال: دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأساً فقتله.
والفرط - بسكون الراء -: الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر.
وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد - رضى الله عنه -:
هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ ... تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ
وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً.
والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ:
سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم ... يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ
وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ:
فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ ... وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ
ويروى: " مَرَدّ ".
وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ؟ بالضم - الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ - رضي الله عنهما -: قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح.
وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى:) وكانَ أمرُهُ فُرُطا (، وقيل: نَدَماً، وقيل: سَرَفاً، وقيل: ضائعاً؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به.
والفُرُطُ والفُرْطُ ايضاَ: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه -:
ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ ... ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ
والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ:
والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ
يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشدَ ابنُ دريدٍ:
وصَاحَ من الأفْراطِ: بُوْمٌ جَوَاثِمُ
وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ.
وأنشدَ ابنُ الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي:
سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم ... حرباً تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ
أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ ... يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ
وأفراطُ الصبحِ - أيضاً -: أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشدَ لرؤبة:
باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ ... وقبلَ جُوني القطا المخَططِ
وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ
قال: وأما قولُ ابنِ براقةَ الهمداني:
إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ ... وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ
فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها.
والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ - رضي الله عنه -:
ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي ... فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها
وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشدَ بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفاً.
وقال ابنُ عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعباً لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك.
والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء.
وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا.
وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به.
وأفْرَطَه: أي أعجله.
وقولهُ تعالى: " وأنهم مُفْرَطون " قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولاداً: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون - بكسر الراء -: أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ. وروى زاذانُ عن علي - رضي الله عنه - أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى - صلواتُ الله عليه - أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا.
وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحداً: أي ما تركتُ.
وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولاً خاصاً في حوائجك.
وقال ابنُ دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله.
وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ - رضي الله عنه -:
تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ ... من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ
ويروى: " تجلُو الرياحُ "، وروى الأصمعيُ: " من نَوءِ ساريةٍ ".
وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل:
فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ ... من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ
ويروى: " عليه التألبُ ". وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطاً توكيرا وأنشدَ إبراهيم بن إسحاق الحربيُ - رحمه الله تعالى -:
على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ ... بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ
وانشد ابنُ دريدٍ:
يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ
قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض.
والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى:) يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله (أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى.
وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل:
مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ ... صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ
أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه.
وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولاً: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جرياً لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ.
وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ - بالقافِ والظاء المعجمة -.
وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ:
يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلــا ... إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا
فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئاً ... أو يسبقُ الإسراع سيباً مُقبلا
ويروى: " ريثكما " " أو يسبقُ الإفراط ".
وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني:
وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني
ويُروى: " لِفارطِ ".
وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري - رضي الله عنه - في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئاً؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئاً، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ.
وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط.
والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم:
يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ ... كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ
وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ.
وفارطَهَ: سابقهَ.
وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ.
وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ.
ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطاً: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ.
والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه.

فرط: الفارِطُ: المتقدّم السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً. قال أَعرابي

للحسَن: يا أَبا سَعِيدٍ، عَلِّمْني ديناً وَسُوطاً، لا ذاهباً فُروطاً،

ولا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ ولا

متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قال له الحسن: أَحسنت يا أَعرابي خيرُ الأُمورِ

أَوْساطُها. وفرَّطَ غيرَه؛ أَنشد ثعلب:

يُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ

كَرِيمٌ، وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ

أَي يُقَدِّمُها. وفرَّطَ إِليه رسولَه: قدَّمه وأَرسله. وفرَّطَه في

الخُصومةِ: جَرَّأَه. وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً:

تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض

والسَّقْيِ فيها. وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى

الماء، فأَنا فارِطٌ وهم الفرَّاطُ؛ قال القُطامي:

فاسْــتَعْجَلُــونا وكانوا من صَحابَتِنا،

كما تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ

وفي الحديث أَنه قال بطريق مكة: مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ

فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فيه فيَمْلَؤُه حتى نأْتِيَه، أَي يُكْثر من صبّ

الماء فيه. وفي حديث سراقة: الذي يُفْرِطُ في حوْضِه أَي يَمْلَؤُه؛ ومنه

قصيد كعب:

تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه

أَي ملأَه، وقيل: أَفْرَطَه ههنا بمعنى تركَه.

والفارِطُ والفَرَطُ، بالتحريك: المتقدِّم إِلى الماء يتقدَّمُ

الوارِدةَ فُيهَيِّء لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ ويستقي لهم، وهو

فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ؛ ومنه قول النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: أَنا فرَطُكم على الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه؛ رجل

فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ؛ قال:

فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً حُثَّماً،

أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ

ويقال: فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم،

وفرَّطْت غيري: قدَّمْتُه، والفَرَطُ: اسم للجمع. وفي الحديث: أَنا والنبيّون

فُرَّاطٌ لقاصِفينَ، جمع فارِطٍ، أَي متقدّمون إِلى الشَّفاعةِ، وقيل:

إِلى الحوْضِ، والقاصِفونَ: المُزْدَحِمون.

وفي حديث ابن عباس قال لعائشة، رضي اللّه عنهم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ

صِدْقٍ، يعني رسولَ اللّه، صلّى الله عليه وسلّم، وأَبا بكر، رضي اللّه

عنه، وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وصفاً لهما ومَدْحاً؛ وقوله:

إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا

يجوز أَن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع، وأَن يكون من

الفَرط الذي هو اسم لجمع فارِطٍ، وهذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة

الجمع باسم الجمع أَوْلى في قوة الجمع. والفَرَطُ: الماء المتقدّمُ لغيره

من الأَمْواه.

والفُراطةُ: الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فهو

له، وبئر فُراطةٌ كذلك. ابن الأَعرابي: الماء بينهم فُراطةٌ أَي

مُسابَقة. وهذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان، ومعناه أَيُّهم سبَق إِليه

سَقى ولم يُزاحِمْه الآخَرُون. الصحاح: الماء الفِراطُ الذي يكون لمن سبق

إِليه من الأَحْياء.

وفُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلى الوادي والماء؛ قال نِقادَةُ

الأَسدي:

ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا،

لم أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا

إِلاَّ الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا

وفرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حتى يَثوب ماؤها؛ قال ذلك شمر وأَنشد في

صفة بئر:

وهْيَ، إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ،

ذاتُ عِقابٍ همشٍ، وذاتُ طَمْ،

يقول: إِذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت

بماء كثير. والعِقابُ: ما يَثوب لها من الماء، جمع عَقبٍ؛ وأَما قول

عمْرو بن معديكرب:

أَطَلْتُ فِراطَهم، حتى إِذا ما

قَتَلْتُ سَراتَهم، كانت قَطاطِ

أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بهم إِلى أَن قتلتُهم. والفرَطُ: ما

تقدَّمك من أَجْرٍ وعَمَل. وفرَطُ الولد: صِغاره ما لم يُدْرِكوا، وجمعُه

أَفراط، وقيل: الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً. وفي الدعاء للطِّفل الميت:

اللهم اجعله لنا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه. وفرَطَ

فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: ماتوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ

موتُه؛ عن ثعلب. وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قال شمر: سمعتُ

أَعرابية فصيحة تقول: افْتَرَطْتُ ابنينِ. وافترَط فلان فرَطاً له أَي

أَولاداً لم يبلغوا الحُلُم. وأَفْرَطَ فلان ولداً إِذا مات له ولد صغير قبل

أَن يبلغُ الحُلُم. وافترط فلان أَولاداً أَي قدَّمهم.

والإِفْراط: أَن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصّاً في حوائجك.

وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أَي سابقتُهم وهم يتَفارَطون؛ قال

بشر:

إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً

مُجَلِّحةً، نَواصيها قتامُ

يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ،

كما يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ

ويُروى: الحِيامُ. وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا

يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه؛ وقول أَبي ذؤيب:

وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا

قَلِيباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ

يعني بالفُرَّاط المتقدِّمين لحفر القَبْرِ، وكله من التقدُّم والسبقِ.

وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ: سبَق؛ وفي الدعاء: على ما فرَط مِنِّي

أَي سبق وتقدَّم. وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة. وفَرَّطْته:

تركتُه وتقدّمته؛ وقول ساعدة بن جؤية:

معه سِقاءٌ لا يُفَرِّط حَمْلَه

صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ

أَي لا يترك حملَه ولا يُفارقه. وفرَط عليه في القول يَفْرُط: أَسرف

وتقدَّم. وفي التنزيل العزيز: إِنّا نَخاف أَن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى؛

والفُرُطُ: الظُّلْم والاعتداء.

قال اللّه تعالى: وكان أَمْرُهُ فُرُطاً. وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك.

وقوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل

عنها، ويقال: إِيّاك والفُرُطَ؛ وفي حديث سَطيح:

إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم

أَي تَرَكهم وزال عنهم. وقال أَبو الهيثم: أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ به

مضيَّع؛ وقال الزجاج: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي كان أَمرُه التفريطَ وهو

تقديم العَجْز، وقال غيره: وكان أَمرُه فُرطاً أَي نَدَماً ويقال

سَرَفاً.

وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: لا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو

مُفَرِّطاً؛ هو بالتخفيف المُسرف في العمل، وبالتشديد المقصِّر فيه؛ ومنه

الحديث: أَنه نام عن العشاء حتى تفرّطت أَي فات وقتُها قبل أَدائها. وفي

حديث توبةِ كعبٍ: حتى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فات وقتُه. وأَمر

فُرُط أَي مجاوَزٌ فيه الحدّ؛ ومنه قوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً.

وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك

التفريطُ. والفُرُط: الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها.

وفرس فُرُط: سريعة سابقة؛ قال لبيد:

ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي

فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها

وافترَط إِليه في هذا الأَمر: تقدّم وسبَق.

والفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج والتقدّم، والفَرْطة، بالفتح: المرّة

الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ ومنه قولُ أُمّ سلمة

لعائشة: إِن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في

البِلاد. غيره: وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: إِن رسول

اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في الدِّين يعني السبْق

والتقدّم ومجاوزة الحدّ.

وفلان مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي له فيه قُدْمة؛ وأَنشد:

ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى،

في حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقا

ومَفارِطُ البلد: أَطرافه؛ وقال أَبو زبيد:

وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ

لعَمْياءَ في مَفارِط بيدِ

وفلان ذو فُرْطة في البلاد إِذا كان صاحبَ أَسفار كثيرة. ابن الأَعرابي:

يقال أَلْقاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كله بمعنى واحد. وقال

بعض الأَعراب: فلان لا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لا يُفْتَرص ولا

يُخاف فَوْتُه.

والفارِطان: كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ

يتقدَّمانها.وأَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح، واحدها

فُرْطٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ،

وقبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ

والإِفراطُ: الإِعجال والتقدُّم. وأَفْرَطَ في الأَمر: أَسرف وتقدَّم.

والفُرُط: الأَمر يُفْرَط فيه، وقيل: هو الإِعجال، وقيل: النَّدَم. وفرَط

عليه يَفْرُط: عَجِل عليه وعَدا وآذاه. وفرط: تَوانَى ونَسِيَ.

والفَرَطُ: العَجلة. وقال الفراء في قوله تعالى: إِنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا،

قال: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. والعرب تقول: فَرَط منه أَي بَدَر وسبَق.

والإِفْراط: إِعجالُ الشيء في الأَمر قبل التثبُّت. يقال: أَفْرَط فلان في

أَمره أَي عَجِل فيه، وأَفْرَطه أَي أَعجله، وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته،

والسحابةُ تُفْرط الماء في أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجلــه وتُقدِّمه.

وأَفْرَطت السحابة بالوسمي: عَجَّلت به، قال سيبويه: وقالوا فَرّطْت إِذا كنت

تُحذّره من بين يديه شيئاً أَو تأْمره أَن يتقدَّم، وهي من أَسماء الفعل

الذي لا يتعدّى.

وفَرْطُ الشهوة والحزن: غلبتهما. وأَفْرط عليه: حَمَّله فوق ما يُطيق.

وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. يقال: طول مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط.

والإِفراط: الزيادة على ما أُمرت. وأَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. ويقال:

غَدِير مُفْرَط أَي ملآن؛ وأَنشد ابن بري:

يَرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ

صَوافٍ، لم يُكدِّرْها الدِّلاء

وأَفرط الحوضَ والإِناءَ: ملأَه حتى فاض؛ قال ساعدة بن جؤية:

فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ،

من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ

أَي مزَجها بماء غَدِير مملوءٍ؛ وقول أَبي وجزة:

لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه،

مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج

(* قوله «مسترفع لسرى» أورده في مادة ربع مستربع بسرى وفسره هناك.)

يُفْرِطُه: يملؤه رَوْعاً حتى يذهَب به.

والفَرْطُ، بفتح الفاء: الجبل الصغير، وجمعه فُرُط؛ عن كراع. الجوهري:

والفُرُط واحد الأَفْراط وهي آكام شبيهات بالجبال. يقال: البُوم تَنوح على

الأَفْراط؛ عن أَبي نصر؛ وقال وعْلَة الجَرْمي:

سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هل جَنَيْتُ لهم؟

حَرْ بأَتُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟

وهل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَبٌ،

جَمِّ الصَّواهِلِ، بين السَّهْلِ والفُرُطِ؟

والفُرْط: سَفْحُ الجبال وهو الجَرُّ؛ عن اليزيدي؛ قال حسان:

ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه،

ومَلأْنا الفُرْطَ منكم والرِّجَلْ

وجمعه أَفراط؛ قال امرؤ القيس:

وقد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب

والفَرْط: العَلَم المستقيم يُهتدى به. والفَرْط: رأْس الأَكَمَة

وشخصها، وجمعه أَفْراط وأَفْرُط؛ قال ابن بَرّاقة:

إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه،

وصاح من الأَفْراط بُومٌ جواثِمُ

وقيل: الأَفْراط ههنا تَباشير الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك، قال:

والأَول أَولى، ونسَب ابن بري هذا البيت للأَجدع الهمداني وقال: أَراد

كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت.

وأَفرطْتُ في القول أَي أَكثرت.

وفرَّط في الشيء وفرَّطه: ضيعه وقدَّم العجز فيه. وفي التنزيل العزيز:

أَن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه؛ أَي مَخافة أَن

تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أَمر اللّه، والطريق الذي هو طريق

اللّه الذي دعا إِليه، وهو توحيد اللّه والإِقرار بنبوّة رسوله، صلّى اللّه

عليه وسلّم؛ قال صخر البغيّ:

ذلك بَزِّي، فَلَن أُفَرِّطَه،

أَخافُ أَن يُنْجِزوا الذي وعَدُوا

يقول: لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه؛ وقال ابن سيده: يقول لا أُضيّعه، وقيل:

معناه لا أُقدّمه وأَتخلّف عنه. والفَرَطُ: الأَمر الذي يفرِّط فيه صاحبه

أَي يضيّع. وفرَّطَ في جَنْب اللّه: ضيَّع ما عنده فلم يعمل له.

وتفارطَت الصلاة عن وقتها: تأَخرت. وفرَّط اللّه عنه ما يكره أَي نَحّاه،

وقَلّما يستعمل إِلا في الشعر؛ قال مُرَقِّش:

يا صاحبَيَّ، تَلَبَّثا لا تُعْجَلــا،

وَقِفا برَبْعِ الدار كَيْما تَسْأَلا

فلَعَلَّ بُطْأَ كما يُفَرِّط سَيِّئاً،

أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا

والفَرْط: الحِين: يقال: إِنما آتيه الفَرْطَ وفي الفَرْط، وأَتيته

فَرْط أَشهر أَي بعدها؛ قال لبيد:

هلِ النفْسُ إِلاَّ مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ،

تُعارُ، فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟

وقيل: الفَرْط أَن تأْتيه في الأَيام ولا تكون أَقلّ من ثلاثة ولا أَكثر

من خمس عشرة ليلة. ابن السكيت: الفَرْط أَن يقال آتيك فَرْط يوم أَو

يومين. والفَرْط: اليوم بعد اليومين. أَبو عبيد: الفَرْط أَن تلقَى الرجل

بعد أَيام. يقال: إِنما تلقاه في الفَرْط، ويقال: لقيته في الفَرْط بعد

الفَرْطِ أَي الحِين بعد الحِين. وفي حديث ضُباعة: كان الناس إِنما يذهبون

فَرْطَ يوم أَو يومين فيَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل أَي بعد يومين.

وقال بعض العرب: مضيت فَرْط ساعة ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فقيل لهع: ما

فرْط ساعة؟ فقال: كمُذ أَخذت في الحديث، فأَدخل الكاف على مُذْ، وقوله

ولم أومِن أَي لم أَثِقْ ولم أُصدِّق أَني أَنفلِت. وتفارطَتْه الهموم:

أَتته في الفَرْط: وقيل: تسابقت إِليه.

وفَرَّط: كَفَّ عنه وأَمهلَه. وفرَّطْت الرجل إِذا أَمهلتَه.

والفِراط: التَّرْك. وما أَفرط منهم أَحداً أَي ما ترك. وما أَفْرَطْت

من القوم أَحداً أَي ما تركت. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وفي التنزيل:

وأَنَّهم مُفْرَطون؛ قال الفراء: معناه منسيُّون في النار، وقيل: منسيُّون

مضيَّعون متروكون، قال: والعرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَي خَلَّفتهم

ونَسِيتهم، قال: ويُقرأُ مُفْرِطون، يقال: كانوا مُفْرِطِين على أَنفسهم في

الذنوب، ويروى مُفَرِّطون كقوله تعالى: يا حَسْرتا على ما فَرَّطْتُ في

جَنْب اللّه، يقول: فيما ترَكْتُ وضيَّعت.

فرط

1 فَرَطَ, (O, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فُرُوطٌ, (K,) He (a man, TA) preceded; went before; was, or became, before, beforehand, first, or foremost; had, or got, priority, or precedence; (O, K, TA;) as also فَرِطَ, aor. ـَ [inf. n. فَرَطٌ; which is therefore used as an epithet applied to one and to more;] (O, TA;) and so ↓ افترط, in the phrase افترط إِلَيْهِ فِى هٰذَا الأَمْرِ [He was foremost in attaining to him in this affair]. (TA.) [See مُفْتَرِطٌ.] b2: فَرَطَ القَوْمَ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (S, Msb,) or ـِ (K,) inf. n. فَرْطٌ, (S,) or فُرُوطٌ, (Msb,) or both, (O,) or the former and فَرَاطَةٌ, (M, K,) He preceded, or went before, the people, or company of men, (S, M, O, Msb, K,) to the water, (S, O,) or in search of water, (Msb,) or to come to water, (M, K,) for the purpose of preparing the buckets and ropes, (Msb,) or for the purpose of putting into a right state the watering-trough (M, K) and ropes (M, O) and buckets, (M, O, K,) i. e. to prepare these for them. (TA.) [See also 5.] b3: An Arab of the desert said to El-Hasan, عَلِّمْنِى دِينًا وَسُوطًا لَا ذَاهِبًا فُرُوطًا وَلَا سَاقِطًا سُقُوطًا, meaning Teach thou me a religion of the middle sort, not passing beyond the due mean, nor falling short of it. (TA.) b4: فَرَطَ مِنْهُ It proceeded from him hastily, before reflection, or without premeditation; [as thought it preceded his judgment;] syn. بَدَرَ, and سَبَقَ, and تَقَدَّمَ. (TA.) [See 3.] Yousay, فَرَطَ مِنْهُ كَلَامٌ, aor. ـُ Speech proceeded from him hastily, before reflection, or without premeditation; syn. سَبَقَ, and تَقَدَّمَ. (Msb.) And فَرَطَ

إِلَيْهِ مِنِّى قَوْلٌ A saying proceeded to him from me hastily, before reflection, or without premeditation; syn. سَبَقَ. (S.) And in like manner you say of an evil action. (TA.) b5: فَرَطَ عَلَيْهِ He hasted to do him an evil action: (O, TA:) he acted hastily and unjustly towards him. (S, O, TA.) Hence, in the Kur [xx. 47], إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا Verily we fear that he may act hastily and unjustly towards us: (S:) or that he may hastily do to us an evil action: (Ibn-'Arafeh, O:) or that he may hasten to punish us. (Fr, Bd, O, Jel.) [See also 4.] فَرَطَ عَلَيْهِ also signifies He did to him what was disagreeable, or hateful, or evil; he annoyed him. (TA.) And فَرَطَ, inf. n. فُرُوطٌ, He reviled. (IKtt.) You say also فَرَطَ عَلَيْهِ فِى

القَوْلِ: see 4, latter half. b6: فَرَطَ فِيهِ: see 2, near the middle. b7: فَرَطَ فِى حَوْضِهِ: see 4, last sentence but one. b8: فَرَطَتِ النَّخْلَةُ The palm-tree was left without being fecundated until its spadix became dry and hard (عَسَا, in the CK عَشا, and in the O يَعْسُو). (O, K, * TA.) b9: And فَرَطَتِ البِئْرُ The well was left until its water had collected again. (Sh, TA.) A2: فَرَطَ إِلَيْهِ رَسُولَهُ: see 2. b2: فَرَطَ وُلْدًا, or وَلَدًا, and فَرَطَ وَلَدَهُ: see 4.2 فرّطهُ, inf. n. تَفْرِيطٌ, He, or it, made him to precede; to be, or become, before, beforehand, first, or foremost; to have, or get, priority, or precedence; (TA;) as also ↓ افرطهُ. (O, TA.) b2: He emboldened him, in contention, or altercation; as also ↓ افرطهُ. (TA.) فرّط إِلَيْهِ رَسُولًا, (IDrd, O, K,) inf. n. as above, (IDrd,) He sent to him a messenger (IDrd, O, K) among his particular, or special, friends; sent him forward, or in advance, to him: (IDrd, O:) or he made him his deputy in a litigation: (O:) and رَسُولًا ↓ افرط he sent a messenger specially and expressly respecting his needful affairs: (IAar, O, L, K: *) and إِلَيْهِ رَسُولَهُ ↓ فَرَطَ he sent forward, or in advance, his messenger to him, and hastened him: (K, TA: [in the CK, instead of وَأَعْجَلَهُ, we find واَرْسَلَهُ:]) but [SM says,] I do not find this last form mentioned by any of the leading authorities. (TA.) b3: فرّطهُ also signifies He sent it before, remaining behind it: or he quitted it, and sent it before: (TA:) he left it, and quitted it: (S:) he left him; (AA;) as also ↓ افرطهُ: (Ks, S:) he left him, and became behind him; as also ↓ افرطهُ: (TA:) he left him, and went before him: (S, O, K:) and ↓ افرطهُ [has a similar meaning,] he left him behind, and forgot him: (Fr:) and he forgot it, namely a thing, or an affair: (K:) فِرَاطٌ, also, [inf. n. of ↓ فارط,] signifies the act of leaving: (TA:) and فرّط عَنْهُ he left, forsook, or relinquished, him, or it; or he abstained, or desisted, from it: (TA:) and فرّط فِيهِ he neglected it; and preferred backwardness (قَدَّمَ العَجْزِ) in it, or with respect to it; and failed, or fell short, of doing what he ought, or flagged, or was remiss, with respect to it; as also فرّطهُ; (K; [but accord. to the TA, only the former of these two phrases signifies “ he failed of doing what he ought,” &c.;]) or simply he neglected it; (ISd, TA;) or he failed of doing what he ought, or flagged, or was remiss, with respect to it, and neglected it, (S, O, Msb,) so that it escaped him; (S, O;) as also فيه ↓ فَرَطَ, (S, O, K, * [in the K, the words rendered “ so that it escaped him ” are omitted,]) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فَرْطٌ: (S, O, K:) and فرّط alone, he flagged, or was remiss; was lazy, or indolent: (TA:) its second Pers\. sing. is used in cautioning a man against a thing before him, or in commanding him to go forward, or to advance; and is intransitive. (Sb, TA.) Sakhr-el-Gheí says, ذٰلِكَ بَزِّى فَلَنْ أُفَرِّطَهُ

أَخَافُ أَنْ يُنْجِزُوا الَّذِى وَعَدُوا That is my weapon, and I will not send it before, remaining behind it: [I fear lest they perform that which they have threatened:] or I will not quit it, nor send it before: or I will not be behind it: (TA:) or I will not neglect it. (ISd, TA.) And Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh says, مَعَهُ سِقَآءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ With him is a skin, the carrying of which he will not leave, nor quit. (S.) You say also, فَرَّطْتُكَ فِى

كَذَا وَ كَذَا I left thee in such and such [a state, &c.]: (AA, O:) and مِنَ القَوْمِ أَحَدًا ↓ أَفْرَطْتُ I did not leave, of the people, or company of men, any one. (Ks, S, O.) And فرّط فِى جَنْبِ اللّٰهِ He neglected the things of God, and did them not: (TA:) or the command of God. (O, TA.) [See also art. جنب.] And it is said in a trad., لَيْسَ فِى النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ أَنْ لَا يَصْحَى حَتَّى

يَدْخُلَ وَقْتُ الأُخْرَى [There is no falling short of one's duty in sleeping: the falling short of one's duty is only the not awaking until the time of the other (prayer) commences]. (TA.) b4: Also He let him alone, or left him, for a while; or granted him a delay, or respite; [and so ↓ فارطهُ; for]

أَطَلْتُ فِرَاطَهُمْ means I long let them alone, or left them, or granted them delay or respite. (TA.) b5: You say also, فرّط اللّٰه عَنْهُ مَا يَكْرَهُ God put away, or removed, or averted, from him what he dislikes, or hates: (Kh, S, O, K:) but this expression is seldom used except in poetry. (S, O.) A2: فرّطهُ, (O, K,) inf. n. تَفْرِيطٌ, (TA,) also signifies He praised him immoderately; (O, K, TA;) like قرّظهُ: (O, TA:) Sgh has expressed, in the TS, his fear that the former may be a mistranscription for the latter; but seems to have afterwards conceded the correctness of the former, from his mention of it in the O. (TA.) 3 فَارَطَهُمْ, (S, O, * K, * in the O and K فارطهُ,) inf. n. مُفَارَطَةٌ and فِرَاطٌ, (S,) He vied, or strove, with them, to precede them; to outgo, or outstrip, them; to get before them. (S, O, * K. *) b2: تَكَلَّمَ فِرَاطًا, (S, O, Msb, K,) the latter word being an inf. n. of فارط, (TA,) He spoke hastily; without premeditation; expl. by سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ; (S, O, K;) he let fall hasty, or unpremeditated, sayings or expressions; expl. by سَقَطَ مِنْهُ بَوَادِرُ. (Msb.) b3: See also 2, in two places: b4: and see 6. b5: فارطهُ also signifies He found him; syn. أَلْفَاهُ and صَادَفَهُ: (O, K, TA:) and so فالطهُ and لافطهُ. (TA.) 4 أَفْرَطَ see 2, in seven places. b2: أَفْرَطَتْ أَوْلَادًا, (S, O,) or اولادا ↓ افترطت, (TA,) said of a woman, She sent children before her [to Paradise, by their dying in infancy]; syn. قَدَّمَتْهُمْ: (S, O, TA:) and اولادا ↓ افترط, said of a man, in like manner signifies قَدَّمَهُمْ. (TA.) And you say also, ↓ فَرَطَ وَلَدَهُ He was preceded by his child to Paradise. (IKtt.) And وُلْدًا ↓ فَرَطَ, (K, TA,) or وَلَدًا, (CK,) He lost children by their dying young: (K, TA;) as though they preceded him to Paradise; (TA;) and so فَرَطًا ↓ افترط; (Msb;) and وَلَدًا ↓ افترط; which also signifies he lost a young child by death: (TA:) or the last of these phrases, (K,) or the last but one, (S, O,) signifies he lost his child, or children, (K,) or a young child, (S, O,) by death before attaining to puberty. (S, O, K.) [See اِحْتَسَبَ.] And الوَلَدُ ↓ اُفْتُرِطَ The child's death was hastened; or was made to happen early. (Th.) b3: افرطهُ He hastened him; or made him to hasten. (S, O.) And you say also, السَّحَابَةً

تُفْرِطُ المَآءَ (assumed tropical:) The cloud hastens and forwards the water in the beginning of the [autumnal rain called] وَسْمِىّ. (TA.) And افرطت السَّحَابَةُ بِالوَسْمِيِّ (tropical:) The cloud hastened with the [rain called] وَسْمِىّ. (S, O, and the like is said in the K.) And افرط بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَلَّهُ He put his hand hastily to his sword to draw it forth. (IAar, O, K.) And افرط [alone] He hastened with an affair. (K, * TA.) And He advanced, or went forward, before tarrying, or waiting, or pausing, فِى الأَمْرِ in the affair. (TA.) b4: افرط also [very frequently] signifies He exceeded the due bounds, or just limits; or acted extravagantly, or immoderately; (S, O, Msb, K, TA;) فِى الأَمْرِ in the affair; (S, O, TA;) and فى حُبِّهِ in loving him; and فى بُغْضِهِ in hating him; (O, TA;) and فى مَدْحِهِ in praising him: (K:) it is likewise said of anything exceeding the due bounds; [meaning it was, or became, excessive, or immoderate:] and also signifies he did more than he was commanded. (TA.) You say also, عَلَيْهِ فِى القَوْلِ ↓ فَرَطَ He exceeded the due bounds, or just limits, towards him in speech. (K, TA.) And افرط فِى القَوْلِ He talked [excessively, exceedingly, immoderately, or] much. (TA.) [And, افرط عَلَيْهِ He acted insolently, or presumptuously, towards him.] b5: Also افرط عَلَيْهِ He loaded him (namely a camel, IKtt) with that which he was unable to bear. (IKtt, K.) And افرط He filled (S, O, K) a مَزَادَة (S) or a قِرْبَة (O) so that he made the water to flow: (O, K:) or a watering-trough or vessel (TA) so that it overflowed: (K, TA:) and فِى حَوْضِهِ ↓ فَرَطَ, (O, TA,) aor. ـُ (O,) inf. n. فَرْطٌ, (TA,) he filled his watering-trough: (O, TA:) or poured much water into it. (TA.) b6: And افرط النَّخْلَةَ He left the palm-tree without fecundation until its spadix became dry and hard. (O, L, K. [See 1, near the end.]) 5 تفرّط He (a horse) outwent, or got before, other horses. (S, TA.) [See also 1.] b2: See also the next paragraph.6 تفارطوا They vied, or strove, one with another, to precede, outgo, outstrip, or get before. (S, O. *) Bishr says, [using the verb transitively,] يُنَازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْعَبَاتٍ

كَمَا يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ [They contend with the reins, being unbroken and refractory, like as the pigeons vie, one with another, in striving to get first to the scanty remains of rainwater]. (S.) b2: [Hence,] تفارط فُلَانٌ Such a one preceded, or got before, and made haste. (O, K, TA.) b3: And hence, (TA,) تَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ, (O, K, TA,) and الأُمُورُ, (O, TA,) (assumed tropical:) Anxieties, and affairs, or events, came to him [as though] vying, one with another, to be first: (K, TA:) or befell him at an indefinite time, (O, * K, * TA,) but only at such a time. (O, TA.) You say also, ↓ فَارَطَتْهُ الهُمُومُ (assumed tropical:) Anxieties ceased not to come to him at one indefinite time after another. (TA.) b4: تفارط الشَّىْءُ The time of the thing past; as also ↓ تفرّط, which occurs in a trad., relating to a time of prayer, and meaning its time passed before its being performed: (TA:) and both of these verbs are used in the sense next following in relation to a warring, or warring and plundering, expedition. (O.) The time of the thing became postponed, or delayed, so that he who desired it did not attain it. (K.) You say, تَفَارَطَتِ الصَّلَاةُ عَنْ وَقْتِهَا The prayer became delayed after its time. (TA.) 8 إِفْتَرَطَ see 1, first sentence: b2: and see 4, in five places. b3: فُلَانٌ لَا يُفْتَرَطُ إِحْسَانُهُ وَبِرُّهُ (S, K *) Such a one's beneficence and kindness are not caught at, (لَا يُفْتَرَصُ, as in a copy of the S and in the TA,) or do not pass away, (لَا يَنْقَرِضُ, as in another copy of the S,) and (S, TA) their passing away, so that one cannot avail himself of them, is not to be feared: (S, K, TA:) a saying of one of the Arabs of the desert. (TA.) فَرْطٌ Excess; extravagance; exorbitance; an exceeding degree; an exceeding of the due bounds, or just limits. (S, O, K, * TA.) You say, إِيَّاكَ وَالفَرْطَ فِى الأَمْرِ [Avoid thou, or beware thou of, excess in the affair]. (S, O.) b2: Mastery, ascendency, prevalence, or predominance: (K, TA:) as, for instance, of eager desire, and of grief. (TA.) A2: A time, whether long or short; an indefinite time; syn. حِينٌ. (S, O, K.) You say, لَقِيتُهُ فِى الفَرْطِ بَعْدَ الفَرْطِ I met him time after time. (S, O.) And أَنَا آتِيهِ الفَرْطَ I come to him, or will come to him, at some time. (TA.) b2: It also denotes one's meeting a man, (TA,) or coming to him, (K,) after some days, (K, TA,) accord. to A 'Obeyd; (TA;) not more than fifteen days, (K,) or than fifteen nights, accord. to the same, (S, O,) nor less than three. (K.) You say, أَنَا أَلْقَاهُ فِى الفَرْطِ [I meet him, or will meet him, or shall meet him, after some days]. (TA.) [But the above-mentioned restriction does not apply when it is prefixed to a noun signifying a period of time: for] you say also, أَتَيْتُهُ فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ [app. meaning I came to him after a day or two days]. (S, O.) [It is said in the TA that, accord. to ISk, it is used in the saying آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ, and that it is a day between two days; but this seems to me to be a mistake for between a day and two days: it is afterwards said in the TA that فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ means after two days; but the complete explanation should doubtless be after a day or two days.] Lebeed says, هَلِ النَّفْسُ إِلَّا مُتْعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ تُعَارُ فَتَأْتِى رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ [Is the soul aught but a borrowed thing to be enjoyed, which is lent, and goes to its Lord after some months?]. (S.) And an Arab said, مَضَيْتُ فَرْطَ سَاعَةٍ وَلَمْ أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ; and being asked “ What is فرط ساعة? ” he answered, “Like since thou begannest to speak: ” he meant [I went away after a little while, or a little while ago, and] by لم and what follows it, I did not feel sure of my escaping. (TA.) A3: Also A small mountain; (K;) pl., accord. to Kr, فُرُطٌ [q. v.]: (TA:) or the head of an [eminence such as is termed] أَكَمَة. (K.) b2: And the same, (K,) or ↓ فَرَطٌ, (thus as written in the O,) An erect way-mark, or thing set up for guidance to the right way: (O, K:) pl. أَفْرُطٌ and أَفْرَاطٌ: (K:) [but] it is said in the A that بَدَتْ لَنَا أَفْرَاطُ المَفَازَةِ is a tropical saying, signifying مَا اسْتَقْدَمَ مِنْ أَعْلَامِهَا [as though meaning (tropical:) The foremost of the way-marks of the desert, or waterless desert, appeared to us]. (TA.) فُرْطٌ: see فُرُطٌ, near the end.

فَرَطٌ A person who goes before, or in advance of, others, to the water, (S, Mgh, K,) or who is sent before, or in advance, to seek water, (Msb,) and who prepares for them the ropes and buckets, (S, O, Msb,) and plasters with mud [in one copy of the S and fills] the watering-troughs, and draws water for them; (S, TA;) as also ↓ فَارِطٌ; (S, Mgh, O, Msb, TA;) being of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, (S, Msb, TA,) like تَبَعٌ in the sense of تَابِعٌ: (S, TA:) and a number of persons who perform that office; (S, O, Msb, K;) as also ↓ فُرَّاطٌ, (S, Msb, K, TA,) pl. of فَارِطٌ: (Msb, TA:) you say رَجُلٌ فَرَطٌ and قَوْمٌ فَرَطٌ. (S, Msb.) It is said in a trad., أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ [I shall be your preceder to the pool of Paradise]. (S, O.) b2: See also فَارِطٌ. b3: [Hence,] (tropical:) A child [that dies] not having attained to puberty: (K, TA:) [whence the phrase اِفْتَرَطَ فَرَطًا: see 4:] pl. أَفْرَاطٌ: or فَرَطٌ is both sing. and pl. [in this sense]. (TA.) b4: Hence also, (S, Msb,) (tropical:) A reward, or recompense, prepared in advance, or beforehand: (S, Mgh, Msb, K:) and a work, or an action, of the same kind. (K.) You say, of an infant that has died, (S, Msb,) اَللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا O God, make him to be a [cause of] reward, or recompense, prepared in advance, or beforehand, for us. (S, Mgh, Msb.) b5: [Hence also,] (tropical:) Water [at which one arrives] in advance of other waters. (K, TA.) b6: [Hence also,] أَفْرَاطُ الصُّبْحِ, (S, O,) or الصَّبَاحِ, (K,) (tropical:) The annunciations, or foretokens, (K,) or the beginnings of the annunciations or foretokens, (S, O,) of the daybreak: (S, O, K:) sing. فَرَطٌ. (Lth, TA.) b7: See also فَرْطٌ, last sentence.

A2: Also Haste. (TA.) b2: See also the next paragraph.

فُرُطٌ A swift horse; (S, O, K;) one that precedes, outgoes, outstrips, or gets before, others: (S, A, O:) pl. أَفْرَاطٌ. (L, TA.) b2: A case, or an affair, in which the due bounds, or just limits, are exceeded: (S, O, K:) or neglected; (S, * TA;) as also ↓ فَرَطٌ: (TA:) or despised and neglected. (AHeyth, O, TA.) You say, كُلُّ أَمْرِ فُلَانٍ فُرُطٌ The whole of the case of such a person is one in which the due bounds, or just limits, are exceeded. (A, TA.) And it is said in the Kur [xviii. 27], وَكَانَ

أَمْرُهُ فُرُطًا, meaning, And whose case is one in which the due bounds, or just limits, are exceeded: (S, O:) or in which obedience is neglected and unheeded: (TA:) or [one of] preference of backwardness (تَقْدِيمُ العَجْزِ): (Zj:) or [one of] repentance: or, accord. to some, the meaning is that which here next follows: (O, TA:) wrongdoing; injustice; transgression: (O, K, TA:) some say also, that it means hastening, or acceleration. (TA.) A2: فُرُطٌ (S, O) and ↓ فُرْطٌ (O) An [eminence such as is termed] أَكَمَة, resembling a mountain: (S, O:) or the second, accord. to Zbd, the base (سَفْح) of a mountain: (TA:) pl. أَفْرَاطٌ (Zbd, S, O) and أَفْرُطٌ. (O.) [See also فَرْطٌ, last sentence but one.]

فَرْطَةٌ A single act of going forth; (S, O, K;) and of preceding, or going before. (S, O.) b2: [A hasty, or an unpremeditated, saying, or action: pl. فَرَطَاتٌ. (See 1 and 3.)] You say, اَللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِى فَرَطَاتِى, i. e. مَا فَرَطَ مِنِّى [meaning, O God, forgive me my hasty, or unpremeditated, sayings, or actions]: (TA:) [or my acts of hastiness, or forwardness, and transgression: for] الفَرْطَةُ فِى

الدِّينِ [unless we should in this instance read الفُرْطَة, as the Turkish translator of the K has done,] signifies hastiness, or forwardness, and transgression, in religion. (TA.) فُرْطَةٌ The act of going forth; (S, O, K; *) and of preceding, or going before. (S, O.) Hence the saying of Umm-Selemeh, to 'Áïsheh, نَهَاكِ عَنِ الفُرْطَةِ فِى البِلَادِ [He (referring to Mohammad) forbade thee from going forth into the country, or provinces]. (S, O.) And فُلَانٌ ذُو فُرْطَةٍ فِى

البِلَادِ Such a one is a person who makes many journeys. (TA.) فَرَطِىٌّ and فُرَطِىٌّ, (Ibn-'Abbád, K,) but the latter is said in the Moheet to be with damm, [which most probably means that it is فُرْطِىٌّ, and it is thus written in the O,] (TA,) applied to a camel and to a man, Untractable, refractory, or stubborn; (Ibn-'Abbád, K;) not rendered manageable or submissive. (TA.) فِرَاطٌ (S, O) and ↓ فُرَاطَةٌ, like ثُمَامَةٌ, or ↓ فِرَاطَةٌ, (so in the O,) Water that is for him, of the tribes, who first arrives at it; (S, O;) water that is common property among a number of tribes, and is for him who first arrives at it: (O, K:) and in like manner the latter word applied to a well. (TA.) You say, بَيْنَ بَنِى فُلَانٍ ↓ هٰذَا مآءٌ فُرَاطَةٌ وَبَنِى فُلَانٍ, meaning, [This is water between the sons of such a one and the sons of such a one, so that] whichever of them arrives at it first waters [his beasts] and the others do not throng him. (TA.) فُِرَاطَةٌ: see فِرَاطٌ, in three places.

فَارِطٌ Preceding; going before; being, or becoming, before, beforehand, first, or foremost; having, or getting, priority, or precedence: pl. فُرَّاطٌ. (TA.) b2: See the sing. and pl. voce فَرَطٌ, first sentence. b3: فُرَّاطُ القَطَا The foremost of the [birds called] قطا [meaning sand-grouse], who precede the others to the valley and the water. (S, TA.) b4: فَارِطٌ also signifies One who goes before to dig the grave: pl. as above, and also فَوَارِطُ, which latter is extr., like فَوَارِسُ, pl. of فَارِسٌ, as is said in the O. (TA.) b5: And hence, (Lth, TA,) الفَارِطَانِ, (Lth, S, O, K,) in the A ↓ الفَرَطَانِ, (TA,) (tropical:) Two stars, (Lth, S, O, K,) separate, each from the other, (Lth, S, O,) before [the stars in the tail of the Bear, app. meaning the Greater Bear, called] بَنَات نَعْش, (K,) or before the bier (سَرِير) of بنات نعش: [each] being likened to the فارط who goes before a company of men to dig the grave. (Lth, O, TA.) مُفْرَطٌ Sent before, or first, or foremost. (TA.) Hence the saying in the Kur [xvi. 64], (TA,) وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ And that they shall be sent before, or first, or foremost, to the fire [of Hell], and hastened thither; (Az, O, K, TA;) this being the primary signification: (Az, O, TA:) or forgotten (Mujáhid, Fr, O) in the fire [of Hell]: (Fr:) or neglected, or left: (TA:) or forgotten, and neglected or left, in the fire: and another reading is ↓ مُفْرِطُونَ, meaning [they are] exceeding the limits assigned to them: (O, K:) and another is ↓ مُفَرِّطُونَ, meaning [falling short of their duty] to themselves, in respect of sins. (TA.) b2: [Filled, or] full; applied to a pool of water left by a torrent. (S, TA.) مُفْرِطٌ Exceeding the due bounds, or just limits; acting extravagantly; applied to a man: excessive; applied to anything; as, for instance, tallness, and shortness. (TA.) It is said in a trad. of 'Alee, ↓ لَا تَرَى الجَاهِلَ إَلَّا مُفْرِطًا أَوْ مُفَرِّطًا Thou wilt not see the ignorant otherwise than exceeding the due bounds in what he doth or falling short of what he ought therein. (TA.) See also مُفْرَطٌ.

مُفَرِّطٌ: see مُفْرَطٌ and مُفْرِطٌ.

مَفَارِطٌ The extremities of a country or the like. (TA.) فُلَانٌ مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلَى العُلَى [Such a one's emulation is foremost in attaining to eminence]; i. e. he has precedence therein: [see 1, first sentence:] (TA:) said in praise of a man. (TA in art. رنق.)
فرط
فَرَطَ الرَّجُلُ يَفْرُطُ فُرُوطاً، بالضَّمِّ: سَبَقَ وتَقَدَّمَ، فَهُوَ فارِطٌ، قَالَ أَعْرابيٌّ للحَسَنِ: يَا أَبا سَعيدٍ، عَلِّمْني دِيناً وَسُوطاً، لَا ذاهِباً فُرُوطاً، وَلَا ساقِطاً سُقُوطاً. أَي دِيناً مُتَوَسِّطاً لَا مُتَقَدِّماً بالغُلُوِّ، وَلَا مُتَأَخِّراً بالتُّلُوِّ. قَالَ لهُ الحَسَنُ: أَحْسَنْتَ يَا أَعْرابِيُّ، خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وَفِي الدُّعاءِ: على مَا فَرَطَ مِنِّي، أَي سَبَقَ وتَقَدَّمَ. وفَرَطَ فِي الأَمْرِ يَفْرُطُ فَرْطاً، بالفَتْحِ: قصَّرَ بِهِ، كَمَا فِي العُبَاب.
وَفِي الصّحاح: فِيهِ. وضَيَّعَه. زادَ فِي الصّحاح: حتَّى فاتَ. وفَرَطَ عَلَيْهِ فِي القَوْلِ: أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ. وَفِي الصّحاح: فَرَطَ عَلَيْهِ، أَي عَجِلَ وعَدَا، وَمِنْه قولُه تعالَى: إِنَّا نَخافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنا أَو أَنْ يَطْغَى زَاد فِي العُبَاب: أَي يُبادِرَ بعُقُوبَتِنا. وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي يَعْجَل فيَتَقَدَّمَ مِنْهُ مَكْروهٌ، وَقَالَ مُجاهِدٌ: يَبْسُط، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: يَشِطّ. قلت: وقالَ الفَرَّاءُ: أَي يَعْجَلَ إِلى عُقُوبَتِنَا. والعَرَبُ تَقول: فَرَطَ مِنْهُ، أَي بَدَرَ وسَبَقَ، وَفِي الأَساسِ من الْمجَاز: نَخَافُ أَنْ تَفْرُطَ عَلَيْنا مِنْهُ بادِرَةٌ.
وفرط علينا ملان عجل بمكره.
وَمن المَجازِ: فَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً، بالضَّمِّ، أَي ماتُوا لَهُ صِغاراً، فكأَنَّهُم سَبَقُوهُ إِلى الجَنَّةِ. ونصُّ ابنِ القطَّاع: فَرَطَ الرَّجُلُ وَلَدَه: تَقَدَّمه إِلى الجَنَّةِ. وفَرَطَ إلَيْه رَسُولَه، أَي قَدَّمَهُ وأَعْجَلَهُ. وَذكر ابْن دُرَيْدٍ هَذَا الْمَعْنى فِي فَرَّطَ تَفْريطاً. وسيأْتي للمُصَنِّفِ قَريباً. وَفِي اللِّسَان: أَفْرُطَه إِفْراطاً بِهَذَا الْمَعْنى. وأَمَّا فَرَطَه فَرْطاً فَلم أَرَهُ لأَحَدٍ من الأَئِمَّةِ، والمادَّةُ لَا تَمْنَعه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: فَرَطَت النَّخْلَةُ: إِذا تُرِكَت وَمَا لُقِّحَتْ حتَّى عَسَا طَلْعُها. وأَفْرَطَها غيرُها، كَمَا فِي العُبَاب. وفَرَطَ القَوْمُ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً، بالفَتْحِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وفَرَاطَةً، كسَحَابَةٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي)
العُبَاب: والمصدَرُ فَرْطٌ وفُرُوطٌ: تَقَدَّمَهُمْ إِلى الوِرْدِ، وَفِي الصّحاح: سَبَقَهُم إِلى الماءِ، زادَ فِي العُبَاب: وتَقَدَّمَهُم. وَفِي المُحْكَمِ: لإِصْلاحِ الحَوْضِ والأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ، أَي ليُهَيِّئَهَا لَهُم، وهُمُ الفُرَّاطُ كرُمَّان، جمع فارِطٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطامِيِّ:
(فاسْــتَعْجَلُــونا وكانُوا من صَحَابَتِنَا ... كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ)
وشاهدُ الفارِطِ للواحِدِ قولُ الشَّاعر:
(فأَثارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْواتُهَا كَتَرَاطُنِ الفُرْسِ)
والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الاسمُ من الإِفْراطِ، وَهُوَ مُجاوَزَةُ الحَدِّ فِي الأَمر، يُقال: إِيَّاكَ والفَرْطُ فِي الأَمرِ، كَمَا فِي الصّحاح، والفَرْطُ: الغَلَبَةُ، وَمِنْه فَرْطُ الشَّهْوَةِ والحُزْنِ، أَي غَلَبَتُهُما. والفَرْطُ: الجَبَلُ الصَّغيرُ، جمعه فُرُطٌ، عَن كُراع. أَو الفَرْطُ: رأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها، والَّذي فِي الصّحاح: الفُرُط، أَي بضمَّتين: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، يُقالُ: البُومُ تَنُوحُ على الأَفْراطِ. عَن أَبي نَصْرٍ، قَالَ وَعْلَة الجَرْمِيّ:
(أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ ... جَمُّ الصَّوَاهِلِ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ)
والَّذي فِي العُبَاب: الفُرُطُ. والفُرْطُ أَيْضاً: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، وأَنْشَدَ لحَسَّان بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (ضَاقَ عَنَّا الشِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ ... ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ والرِّجَلْ)
قلتُ: وفَسَّره اليَزِيدِيُّ بسَفْحِ الجِبالِ، قَالَ: وجَمْعُه أَفْراطٌ، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ. وأَما قولُ ابنِ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانيِّ:
(إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وصاحَ من الأَفْراطِ هَامٌ جَوَاثِمُ)
فاخْتَلَفوا فِي هَذَا فَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ بِهِ أَفْراطَ الصُّبْحِ، لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّباحِ صَرَخَ.
قلتُ: وأَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ: إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واكْفَهَرَّتْ نُجُومُه ونَسَبَه للأَجْدَعِ الهَمْدَانيِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ عَجُزَه غير مَنْسوبٍ هَكَذَا: وصَاحَ على الأَفْراطِ بُومٌ جَوَاثِمُ ثمَّ قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَقَالَ آخَرون: الفَرْطُ: العَلَمُ المُسْتَقيمُ من أَعْلامِ الأَرْضِ يُهْتَدَى بِهِ، ج: أَفْرُطٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمِعِيّ:)
والبُومُ يَبْكِي شَجْوَهُ فِي أَفْرُطِهْ وأَفْراطٌ أَيْضاً، وتَقَدَّمَ شاهِدُه فِي قولِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ، كَمَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي نَصْرٍ. وَهُوَ فِي نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرابِيِّ لوَعْلَةَ أَيْضاً، ونَصُّه:
(سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَل جَنَيْتُ لَهُم ... حَرْباً تُزَيِّلُ بَيْنَ الجِيرَة الخُلُطِ)

(أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ ... يَغْشَى مَخَارِمَ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ)
وَبِمَا سَرَدْنا يَظْهَرُ لكَ مَا فِي عِبارَةِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ، فتأَمَّلْه. وَفِي الأَساسِ: وَمن المَجازِ: بَدَتْ لنا أَفْراطُ المَفَازَةِ: وَهِي مَا اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا. والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الحِينُ، يُقالُ: لَقِيتُه فِي الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أَي الحِينِ بَعْدَ الحِينِ، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَال أَيْضاً: إِنَّما آتِيه الفَرْطَ، أَي حينا. وقِيل: الفَرْطُ: أَنْ تأْتِيَه فِي الأَيَّامِ مَرَّةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْطُ: أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ بَعْرَ الأَيَّام، يُقَال: إِنَّما أَلْقاهُ فِي الفَرْطِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الفَرْطُ: أَنْ يُقَال: آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، والفَرْطُ: اليومُ بينَ اليومَيْنِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(هَل النَّفْسُ إِلاَّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةٌ ... تُعَارُ فتَأْتِي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يكونُ الفَرْطُ فِي أَكثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي الصّحاح: من خَمْسَ عَشَرَةَ ليلَةً، قَالَ غيرُه: وَلَا يكونُ أَقَلَّ من ثَلاثةٍ، وَفِي حديثِ ضُبَاعَةَ: كانَ النَّاسُ إِنَّما يَذْهَبُونَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ فيَبْعَرُونَ كَمَا تَبْعَرُ الإِبِلُ أَي بعدَ يَوْمَيْنِ. وَقَالَ بعضُ العَرَبِ: مَضَيْتُ فَرْطَ ساعَةٍ وَلم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ. فَقيل لَهُ: مَا فَرْط سَاعَة فَقَالَ: كَمُذْ أَخَذْتَ فِي الحَديثِ، فأَدْخَلَ الكافَ عَلَى مُذْ. وقولُه: وَلم أُومِنْ، أَي لم أَثِقْ وَلم أُصَدِّقْ أَنِّي أَنْفَلِتُ. والفَرْطُ: طَريقٌ، عَن أَبي عمرٍ و، أَو: ع، بتِهَامَةَ قُرْبَ الحِجازِ. قَالَ غاسِلُ بنُ غُزَيَّةَ الجُرَبِيُّ:
(سَرَتْ من الفَرْطِ أَو مِنْ نَخْلَتَيْنِ فَلَمْ ... يَنْشَبْ بهَا جانِبا نَعْمَانَ فالنُّجُدُ)
وَقَالَ عبدُ مَنَاف بنُ رَبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(فَمَا لَكُمْ والفَرْطَ لَا تَقْرَبُونَهُ ... وقَدْ خِلْتُه أَدْنَى مَآبٍ لقَافِلِ) قلت: ويُرْوَى: أَدْنَى مَزَارٍ لقائلِ، من القَيْلُولَة. والقَصيدَةُ يَرْثي بهَا دُبَيَّةَ السُّلَمِيَّ سَادِنَ العُزَّى، وأُمُّه هُذَلِيَّةٌ. والفَرَطُ، بالتَّحريكِ: المُتَقَدِّمُ إِلى الماءِ، كالرَّائِدِ فِي الكَلإِ، أَي يَتَقَدَّمُ على الوارِدَةِ فيُهَيِّئُ لَهُم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويَمْدُرُ الحِياضَ ويَسْتَقِي لَهُم، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنى فاعِل، مثلُ تَبَعٍ بِمَعْنى تابِعٍ، يكون للواحِدِ والجَمْعِ، يُقَال: رجُلٌ فَرَطٌ، وَفِي الحَديثِ: أَنْتُم لنا فَرَطٌ ونَحْنُ لكُمْ) تَبَعٌ وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا صلَّى على الصَّبِيِّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْه لنا سَلَفاً وفَرَطاً وأَجْراً وَفِي الحديثِ: فأَنَا فَرَطُكُم على الحَوْضِ. وَفِيه أَيْضاً: من كانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ. وَفِي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قَالَ لعائِشَةَ، رضيَ اللهُ عَنْهُم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ يَعْنِي رَسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ وأَبا بكرٍ رضيَ الله عَنهُ. والفَرَطُ أَيْضاً: الماءُ المُتَقَدِّمُ لغيرِه من الأَمْواهِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجاز أَيْضاً: الفَرَطُ: مَا تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ. وَكَذَا مَا لم يُدْرِكْ من الوَلَدِ، أَي لم يَبْلُغ الحُلُمَ، جمعُه أَفْراطٌ. وقِيل: الفَرَطُ يكونُ واحِداً وجَمْعاً. والفُرُطُ، بضمَّتين: الظُلْمُ والاعْتِداءُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى وكانَ أَمْرُهُ فُرُطا وقِيل: الأَمْرُ الفُرُطُ: المُجاوَزُ فِيهِ عَن الحَدِّ، يُقَال كلُّ أَمْرِ فُلانٍ فُرُطٌ، أَي مُفْرَطٌ فِيهِ مُجاوزٌ حَدُّه، كَمَا فِي الأَساس والصّحاح.
والفُرُطُ: الفَرَسُ السَّريعَةُ الَّتِي تَتَفَرَّطُ الخَيْلَ، أَي تَتَقَدَّمُها، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللِّسَان والأَساسِ: هِيَ السَّابقَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ رَضِيَ الله عَنْه:
(وَلَقَد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُهَا)
زَاد فِي الأساسِ: وخَيْلٌ أَفْراطٌ. والفُراطَةُ، كثُمامَةٍ: الماءُ يَكُونُ شَرَعاً بَيْنَ عِدَّةِ أَحْياءٍ، مَنْ سَبَقَ إِلَيْه فَهُوَ لَهُ، وبئرٌ فُراطَةٌ كَذلِكَ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الماءُ بَيْنَهم فُراطَةٌ، أَي مُسابَقَةٌ. وَهَذَا ماءٌ فُراطَةٌ بَيْنَ بَني فُلانٍ وبَني فلانٍ. وَمَعْنَاهُ: أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْه سَقَى وَلم يُزاحِمْهُ الآخَرون. والَّذي فِي العُبَاب: والفِراطُ، والفِراطَةُ: الماءُ يكونُ. . إِلخ، وَفِي الصّحاح: والماءُ الفِراطُ: الَّذي يكونُ لمَنْ سَبَقَ إليهِ من الأَحْياءِ، وَقد ضَبَطَا الفِراطَةَ بالكَسْرِ، فتأَمَّلْ. وَمن المَجازِ: الفَارِطانِ: كوكَبانِ مُتَبايِنانِ أَمامَ سَريرِ بَنَاتِ نَعْشٍ يَتَقَدَّمانِها، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ: وإِنَّما شُبِّها بالفارِطِ: الَّذي يسبِقُ القَوْمَ لحَفْرِ القَبْرِ، ووَقَعَ فِي الأَساسِ: الفَرَطَانِ. وَمن المِجازِ: طَلَعَتْ أَفْراطُ الصَّباحِ، أَي تَباشِيرُه، الأَوَّلُ لتَقَدُّمها وإِنْذارِها بالصُّبْحِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: والواحِدُ مِنْهَا فَرَطٌ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ وقَبْلَ جُونِيِّ القَطَا المُخَطَّطِ وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ وفرَّطَ الشَّيْءَ وَفِيه تَفْريطاً: ضَيَّعَه وقدَّمَ العَجْزَ فِيهِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
(ذلِكَ بَزِّي فلَنْ أُفَرِّطَهُ ... أَخافُ أَنْ يُنْجِزوا الَّذي وَعَدُوا) قَالَ ابنُ سِيدَه: يقولُ لَا أُضَيِّعُه، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا أُخَلِّفُهُ، وَقيل: لَا أُقدِّمُه وأَتَخَلَّفُ عَنهُ. قلت: وَفِي)
شرحِ الدِّيوان: أَي هُوَ مَعِي لَا أُفارِقُه وَلَا أُقَدِّمُه، وبَزِّي أَي سِلاحي. ويُقال: فَرَّطَ فِي الأَمْرِ، إِذا قصَّرَ فِيهِ، وَفِي الصّحاح: التَّفْريطُ فِي الأَمرِ: التَّقْصيرُ فِيهِ وتَضْييعُه حتَّى يَفوتَ. انْتهى. وفَرَّطَ فِي جَنْبِ الله: ضيَّعَ مَا عِنْدَه فَلم يَعْمَلْ، وَمِنْه قولُه تعالَى يَا حَسْرَتا على مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله أَي فِي أَمرِ الله، وَفِي الحديثِ: لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْريطٌ، إِنَّما التَّفْريطُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ حتَّى يَدْخُل وَقْتُ الأُخْرَى. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَرَّطَ إِلَيْه رَسولاً تَفْرِيطاً: أَرْسَلَهُ إِلَيْه فِي خاصَّتِه وقدَّمَه. وفَرَّطَ فلَانا تَفْرِيطاً: تَرَكَه وتَقَدَّمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ:
(مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْننٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ)
أَي: لَا يَتْرُكُ حَمْلَه وَلَا يُفَارِقُه، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فَرَّطْتُكَ فِي كَذَا وَكَذَا، أَي تَرَكْتُكَ. قلت: وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قولُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وده تَفْرِيطاً: مَدَحَه حتَّى أَفْرَطَ فِي مَدْحِه، مثل قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، كَمَا فِي العُبَاب، وذَكَرَ فِي التَّكْمِلَة مَا نصُّه: وأَنا أَخْشَى أَن يكونَ تَصْحيفَ قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، إلاَّ أَنْ يكونَ ضَبَطَه. قلت: وكأَنَّه ظَهَرَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ صِحَّتُه فسَلَّمَه فِي العُبَاب، إِذْ تأْليفُه مُتَأَخِّرٌ عَن تأْليفِ التَّكْمِلَةِ. وَقَالَ الْخَلِيل: فَرَّطَ الله تَعالَى عَن فُلانٍ مَا يَكْرَهُ، أَي نَحَّاه. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ: وقَلَّما يُسْتَعْمَل ُ إلاَّ فِي الشِّعْرِ، قَالَ مُرَقِّشٌ، وَهُوَ الأَكْبَرُ، واسمُه عَمْرُو بن سعدٍ:
(يَا صاحِبَيَّ تَلَبَّثَا لَا تَعْجَلــا ... وقِفا برَبْعِ الدَّارِ كَيْما تَسْأَلاَ)

(فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيِّئاً ... أَو يَسْبِقَ الإِسْراعُ خَيْراً مُقْبِلاَ)
هَكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، وَفِي العُبَاب الشَّطرُ الثَّاني: إِنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لَا تَعْذُلاَ قَالَ: ويُرْوى:
(فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ رَيْثَكُمَا ... أَو يَسْبِق الإِفْراطُ سَيْباً مُقْبِلاَ)
وأَفْرَطَهُ أَي المَزادَ: مَلأَه حتَّى أَسالَ الماءَ. وأَفرَطَ الحَوْضَ والإِناءَ، إِذا ملأَهُ حتَّى فاضَ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رضيَ الله عَنهُ:
(تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عنهُ وأَفْرَطَه ... من صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ)
ويُروى: تَجْلو الرِّياحُ. وروى الأَصْمَعِيّ: من نَوْءِ سارِيَةٍ. ويُقال: غَديرٌ مُفْرَطٌ، أَي ملآنُ، قَالَ ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ:)
(فأَزالَ ناصِحَها بأَبْيَضَ مُفْرَطٍ ... مِن ماءِ أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ)
أَي مَزَجَهَا بماءِ غَديرٍ مَمْلوءٍ، وَقَالَ آخَرُ: بَجَّ المَزَادِ مُفْرَطاً تَوْكِيرَا وأَنْشَدَ إِبراهيمُ بنُ إِسْحاقَ الحَرْبِيُّ:
(على جانِبَيْ حَائرٍ مُفْرَطٍ ... ببَرْثٍ تَبَوَّأْتُه مُعْشِبِ) وقالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ ... مُسْتَرْفِعٍ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ)
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم يُكَدِّرْهَا الدِّلاءُ)
وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً هَكَذَا قَالَ: والخُرْم: غُدُرٌ يَتَخَرَّمُ بعضُها إِلى بعضٍ. وأَفْرَطَ الأَمْرَ، إِذا نَسِيَه، فَهُوَ مُفْرَطٌ، أَي مَنْسِيٌّ وَبِه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قَوْله تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُون أَي مَنْسِيُّون. وَقَالَ الفرَّاءُ: مَنْسِيُّونَ فِي النَّارِ، قَالَ: والعَرَبُ تَقولُ: أَفْرَطْتُ مِنْهُم نَاساً، أَي خلَّفْتُهُم ونَسيتُهم. وأَفْرَطَ عَلَيْهِ، ونَصُّ ابنِ القطَّاعِ: على البَعيرِ، إِذا حمَّلَه مَا لَا يُطيقُ، وكلُّ مَا جاوَزَ الحَدَّ والقَدْرَ فَهُوَ مُفْرِطٌ، يُقال: طُولٌ مُفْرِطٌ، وقِصَرٌ مُفْرِطٌ. والاسمُ: الفَرْطُ، بالسُّكونِ، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف آنِفاً، وروَى زاذَانُ عَن عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنَّه قَالَ: مَثَلِي ومَثَلُكُم كمَثَلِ عِيسَى صَلَواتُ الله عَلَيْهِ، أحَبَّته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي حُبِّه فهَلَكوا، وأَبْغَضَته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي بُغْضِه فهَلَكُوا. وأَفْرَطَ الرَّجُلُ: أَعْجَلَ بالأَمْرِ. وَفِي الأَمْرِ: تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت. وَمن المَجازِ: أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِيِّ، إِذا عجَّلَتْ بِهِ، والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ فِي أَوَّلِ الوَسْمِيِّ: أَي تُعَجِّلُــه وتُقَدِّمُه. وأَفْرَطَ بيَدِه إِلى سَيْفِه ليَسْتَلَّهُ: بادَرَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَفْرَطَ، إِذا أَرْسَلَ رَسُولا مُجَرَّداً خاصًّا فِي حوائِجِهِ. قلت: وَهُوَ معنى واحدٌ فرَّقَهُ المُصَنِّف فِي ثلاثِ مواضِعَ. فَرَطَ وفَرَّطَ وأَفْرَطَ، وَلَو قالَ: كفَرَّطَ وأَفْرَطَ، كَانَ فِيهِ غنَاءٌ عَن هَذَا التَّطْويلِ، مَعَ أَنَّ الأَوَّلَ فِيهِ نَظَرٌ. ويُقال: تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ والأُمورُ، أَي أَصابَتْه فِي الفَرْطِ، أَي الحِينِ، وَفِي العُبَاب: أَي لَا تُصيبُهُ إلاَّ فِي الفَرْطِ. أَو تَفَارَطَتْه: تَسَابَقَتْ إِلَيْه، وَهُوَ من قولِهِم: تَفَارَطَ فلانٌ، إِذا سَبَقَ وتَسَرَّعَ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ:
(يُنازِعْنَ الأَعِنَّةُ مُصْغِياتٍ ... كَمَا يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ)

وَقَالَ النَّابغَةُ الذُّبْيانيُّ:
(وَقَفْتُ بِها القَلُوصَ على اكْتِئَابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّي)
ويُروَى: لِفَارِطِ. وتَفَارَطَ الشَّيءُ: تأَخَّرَ وقْتُه فَلم يَلْحَقْه مَنْ أَرادَهُ، وَمِنْه حديثُ كعبِ بن مالكٍ الأَنْصاريِّ، رَضِي الله عَنهُ، فِي تَخَلُّفه عَن غَزْوَةِ تَبُوك: فَلم يَزَلْ بِي حتَّى أَسْرَعُوا، وتَفَارَطَ الغَزْوُ. وَقَالَ بعضُ الأَعْرابِ: هُوَ لَا يُفْتَرَطُ إِحْسانُه وبِرِّه، أَي لَا يُفْتَرَصُ، فَلَا يُخافُ فَوْتُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِب اللِّسَان. والفَرْطَةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ من الخُرُوجِ. وبالضَّمِّ: الاسمُ، وَفِي الصّحاح: الفُرْطَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ للخُرُوجِ والتَّقَدُّمِ، والفَرْطَةُ، بالفَتْحِ: المرَّةُ الواحِدَةُ، مثل غُرْفَةٍ وغَرْفَةٍ وحُسْوَةٍ وحَسْوَةٍ. وَمِنْه قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لعائشَةَ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى: إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي البِلادِ. انْتهى. قلتُ: وَقَالَ غيرُه: قَالَت أُمُّ سَلَمَة لعائشَةَ رضيَ اللهُ عنهُما إِنَّ رسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي الدِّين يَعْنِي: السَّبْقَ والتَّقَدُّمَ ومُجاوَزَةَ الحَدِّ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: بَعيرٌ ورَجُلٌ فرَطِيٌّ، كجُهَنِيٍّ، وعَرَبِيٍّ: صَعْبٌ لم يُذَلَّل.
إلاَّ أَنَّ نصَّ المُحيطِ: بالضَّمِّ وبالتَّحريكِ. وقولُه تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ بفتْح الرَّاءِ، أَي مَنْسِيُّون، كَمَا قالَهُ مُجاهِدٌ. وَقيل: مُضَيَّعون مُتْروكون. وَقَالَ الفرَّاءُ: منْسِيُّون فِي النَّارِ، أَو الأَصْلُ فِيهِ أَنَّهم مُقَدَّمونَ إِلى النَّارِ مُعَجَّلونَ إليْها، ويُقال: أَفْرَطَه: قدَّمَهُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ. وقُرِئَ: مُفْرِطونَ بكسرِ الرَّاءِ، أَي مُجاوِزونَ لما حُدَّ لهُمْ، وَهِي قراءةُ قُتَيْبَةَ وأَبي جعفَرٍ ونافِعٍ، من أَفْرَطَ فِي الأَمْرِ، إِذا تَجاوَزَ فِيهِ عَن الحَدِّ والقَدْرِ. وقُرِئَ أَيْضاً: مُفَرِّطُونَ بتَشْديدِ الرَّاءِ المَكْسُورَةِ، أَي على أَنْفُسِهِم فِي الذُّنُوبِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: يُقال: فارَطَهُ، وأَلْفاهُ، وصادَفَهُ، وفالَطَهُ، ولافَطَهُ، كلُّهُ بِمَعْنى واحدٍ. وفارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً: سابَقَهُ. ويُقال: تكَلَّمَ فُلانٌ فِراطاً، ككِتابٍ، أَي سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ، وَهُوَ مصْدَرُ فارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً. وافْتَرَطَ فُلانٌ وَلَداً، أَي ماتَ وَلَدُه، ونصُّ الصّحاح: يُقال: افْتَرَطَ فُلانٌ فَرَطاً، إِذا ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ الحُلُمَ، أَي مَبْلَغَ الرِّجالِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فَرَّطَه تَفْرِيطاً: قَدَّمَه، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(يُفَرِّطُها عَنْ كَبَّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ ... كَريمٌ وشَدٌّ لَيْسَ فيهِ تَخَاذُلُ) أَي يُقَدِّمُها. وفَرَّطَه فِي الخُصُومَةِ: جَرَّأَهُ، كأَفْرَطَه، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وفَرَطَ فِي حَوْضِهِ فَرْطاً، إِذا ملأَهُ، أَو أَكثَرَ من صَبِّ الماءِ فيهِ. والفارِطُ: مُتَقَدِّمُ الوارِدَةِ كالفَرَطِ والمُتَقَدِّمُ لحَفْرِ القَبْرِ، جَمْعُهُ: فُرَّاطٌ، وَمِنْه قولُ أَبي ذُؤَيْب:)
(وَقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَوَاعِدِ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، وَقد يُجمعُ الفارِطُ على فَوَارِطَ، وَهُوَ نادِرٌ، كفارِسٍ وفَوَارِسٍ، كَمَا فِي الْعباب، وأَنْشَدَ للأَفْوَهِ الأَوْدِيّ:
(كُنَّا فَوَارِطَهَا الَّذينَ إِذا دَعَا ... دَاعِي الصَّباحِ إِلَيْهم لَا يُفْزَعُ)
قَالَ شيخُنا: يُراد على نُظَرائه الثَّلاثَةَ، انْظُر فِي ف ر س. وفُرَّاطُ القَطَا: مُتَقَدِّماتُها إِلى الْوَادي والماءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ نُقادَةُ الأَسَدِيُّ: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقَاطَا لم أَرَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا إلاَّ الحَمَامَ الوُرْقَ والغَطَاطَا وفَرَطْتُ البئْرَ، إِذا تَرَكْتَهَا حتَّى يَثُوبَ ماؤُها. قَالَ ذَلِك شَمِرٌ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ بِئْرٍ: وهيَ إِذا مَا فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ ذاتُ عِقَابٍ همشٍ وذَاتُ طَمْ يَقُول: إِذا أُجِمَّت هَذِه البِئْرُ قَدْرَ مَا يُعْقَدُ وَذَمُ الدَّلْوِ ثَابَتْ بماءٍ كَثيرٍ. والعِقَابُ: مَا يَثُوب لَهَا من الماءِ، جمعُ عَقَبٍ. وأَمَّا قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكرِبَ:
(أَطَلْتُ فِرَاطَهُم حتَّى إِذا مَا ... قَتَلْتُ سَرَاتَهمْ كَانَت قَطَاطِ)
أَي أَطَلْتُ إِمْهالَهُم والتَّأَنِّي بهِم إِلى أَن قَتَلْتُهم. وافْتَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً: ماتُوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلَدُ: عُجِّلَ مَوْتُه، عَن ثَعْلَب. وأَفْرَطَتِ المرأَةُ أَوْلاداً: قَدَّمَتْهُم. قَالَ شَمِرٌ: سمعْتُ أَعْرابِيَّةً فَصِيحةً تَقول: افْتَرَطْتُ ابْنَيْن. وأَفْرَطَ وَلَداً: ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ. وافْتَرَطَ أَوْلاداً: قَدَّمَهم. وفَرَطَ إِلَيْه منِّي كَلامٌ وقوْلٌ: سَبَقَ، وكذلِك فَرَطَ أَمْرٌ قَبيحٌ، أَي سَبَقَ. وفَرَطَ الرَّجُلُ فُرُوطاً: شَتَمَ، نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ. وأَمْرُهُ فُرُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، أَي مَتْروكٌ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وكانَ أَمْرُه فُرُطاً أَي مَتْروكاً، تَرَكَ فِيهِ الطَّاعَةَ وغَفَلَ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: أَمْرٌ فُرُطٌ: مُتَهاوَنٌ بِهِ مُضَيَّع. وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَي كانَ أَمْرُه التَّفْريطَ، وَهُوَ تَقْديمُ العَجْزِ. وَقَالَ غيرُه: أَي نَدَماً، ويُقال: سَرَفاً. وأَفْرَطَه: تَرَكه، وخَلَّفَه، كفَرَّطَهُ. وَفِي حديثِ عليٍّ رضيَ الله عَنهُ: لَا تَرَى الجَاهِلَ إلاَّ مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً أَي مُسْرِفاً فِي العَمَلِ، أَو مُقَصِّراً فِيهِ. وتَفَرَّطَ الشَّيءُ: فاتَ وَقْتُه، كتَفَارَطَ، وَمِنْه الحَديثُ: نامَ عَن العِشاءِ حتَّى تَفَرَّطَتْ أَي فاتَ وقتُها قبلَ أَدائِها. وافْتَرَطَ إِلَيْه فِي هَذَا الأَمْرِ: تَقَدَّمَ وسَبَقَ. وفُلانٌ) مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلى العُلا، أَي لَهُ فِيهِ قُدْمَةٌ. قَالَ الشَّاعرُ:
(مَا زِلْتُ مُفْتَرِطَ السِّجَالِ إِلى العُلا ... فِي حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقَا)
ومَفارِطُ البَلَدِ: أَطْرافُه، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
(وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُبَّلِ الصُّ ... مِّ لِعَمْياءَ فِي مَفَارِطِ بِيدِ)
وفُلانٌ ذُو فُرْطَةٍ فِي البِلادِ، بالضَّمِّ، إِذا كانَ صاحبَ أَسْفارٍ كَثيرَةٍ. والفُرُطُ، بضَمَّتين: الأَمْرُ يُفْرَطُ فيهِ، وقيلَ: هُوَ الإِعْجالُ. وفَرَطَ عليهِ يَفْرُط، آذَاهُ. وفَرَطَ أَيْضاً، إِذا تَوَانَى وكَسِلَ.
والفَرَطُ، مُحَرَّكةً: العَجَلَةُ. وأَفْرَطَهُ: أَعْجَلَه. قَالَ سيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: فَرَطَكَ، إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه من بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْئا، أَو تأْمُرُه أَن يَتَقَدَّمَ. وَهِي من أَسْماءِ الفِعْلِ الَّذي لَا يَتَعَدَّى. والإِفْراطُ: الزِّيادَةُ على مَا أُمِرْتَ. وأَفْرَطَ فِي القَوْلِ: أَكْثَرَ. والفَرَطُ مُحَرَّكَةً: الأَمْرُ الَّذي يُفَرِّطُ فِيهِ صاحِبُه، أَي يُضَيِّع. وتَفَارَطَت الصَّلاةُ عَن وقْتِها: تأَخَّرَت. وفَرَّطَ عَنهُ تَفْرِيطاً: كَفَّ عَنهُ. وفَرَّطَه: أَمْهَلَه.
والفِراطُ، ككِتابٍ: التَّرْكُ. وَقَالَ الكِسائِيُّ: مَا أَفْرَطْتُ من القَوْمِ أَحَداً، أَي مَا تَرَكْت. وفَرِطَ كفَرِحَ، إِذا سَبَقَ، لغةٌ فِي فَرَطَ، كنَصَرَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَقَالَ أَبُو زِيادٍ: الفُرُطُ بضَمَّتَيْنِ: طَرَفُ العارِض، عارِضِ اليَمَامَةِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ الَّذي سبَقَ ذِكْرُه آنِفاً. وَقد سَمَّوْا فارِطاً، وفُرَيْطاً كزُبَيْرٍ. وتَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ: لَا تَزالُ تأْتِيه الحِينَ بعدَ الحِينِ. وَهُوَ مَجازٌ. وَتقول: اللَّهمَّ اغْفِرْ لي فَرَطَاتِي، أَي مَا فَرَطَ مِنِّي، وَهُوَ مَجازٌ.

بوص

(بوص) صفا لَونه وَالْفرس سبق فِي الحلبة

بوص


بَاصَ (و)(n. ac. بَوْص)
a. Was first, preceded.

بَوَّصَa. Was brightcoloured.
بَوْص
(pl.
أَبْوَاْص)
a. Fatigue.
b. Colour.

بُوْصa. Tint, tinge, hue, shade, colour.
[بوص] نه فيه: أنه كان جالساً في حجرة قد كاد "يبتاص" عنه الظل أي ينتقص عنه ويسبقه ويفوته. ومنه ح عمر: أنه أراد أن يستعمل سعيد بن العاص "فباص" منه أي هرب واستتر وفاته. وح: ضرب أزب حتى "باص".
بوص
البَوْصُ: أنْ تَسْــتَعْجِلَ انْسَاناً في أمْرٍ لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ في الروِّيةِ. وخَمِيْسٌ بائصٌ: أي مُعَجِّلٌ مُلِح.
والبُوْصُ: العَجِيْزَةُ، وجَمْعُه بَوَائصُ، وبفَتْح الباء أيضاً. وقيل: بُوْصُها لِيْنُ شَحْمَةِ عَجِيْزَتِها. والبَوْصَاءُ: العَظِيْمَةُ البُوْصِ.
والبُوْصِيُ: ضَرْب من السفُنِ.
بوص
بُوص [جمع]: مف بوصة: (نت) نبات من نباتات المستنقعات المُعَمَّر، من الفصيلة النجيليّة، له سيقان مجوّفة وأوراق عريضة وعناقيد زهريّة دائمة مثل القصب والغاب. 

بُوصَة [مفرد]: ج بُوصات وبُوص: وحدة قياس الأبعاد تساوي 1/ 12 من القَدَم وتعادل (27مم). 
ب و ص

باصني فلان إذا فاتك. ويقول من تســتعجلــه في تحميلكه أمراً لا تدعه يتمهل في الروية: لا تعجل عليّ ولا تبصني.

وفي المثل: البوص بالنوص أي النجاة بالفرار. وقيل في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وما كان إلاّ سابقاً وهو سائقٌ وما كان إلا بائصاً وهو نائص ". وسار القوم خمساً بائصاً. واشترى جارية كالقلوص، عريضة البوص، وهو العجز. وكان أبو الدقيش يقول: بوصها لين شحمة عجزها وامرأة بوصاء، وهو من البوص لأنه يربو فيستقدم.
[بوص] البَوْصُ: السَبْقُ والتقدُّمُ. قال امرؤ القيس أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى إذْ نأَتْكَ تَنوصُ * فَتَقْصُرُ عنها خُطْوَةً وتَبوصُ * وخِمْسٌ بائِصٌ، أي مســتعجل. ومنه قول الشاعر : حتى وردن لتم خمس بائص * جدا تعاوره الرياح وبيلا * والبوص بالضم: اللون. يقال. حالَ بوصُهُ، أي تغيَّر لونه. قال يعقوب : ما أحسن بوصَهُ، أي سَحْنته ولونه. والبوصيُّ: ضربٌ من سفن البحر، وهو معرب. قال الأعشى: مِثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ * وبوصان: بطن من بنى أسد. والبوص والبوص : العجيزة. قال الاعشى عريضة بوص إذا أدبرت * هضيم الحشاشخته المحتضن
بوص: بَوْص: ردغة، مستنقع، (الكالا) وأرى أن هذه الكلمة معربة من أصل أسباني هو Pozo أي بئر و Poza أي مستنقع.
بُوص: اسم جمع واحدته بوصة، وهو اسم يطلق على جميع أنواع القصب، وقد يخص به: Arundo ?gyptica الذي تتخذ منه الأقلام الرخيصة في كتاتيب الأطفال (الجريدة الآسيوية 1848، 1: 274) وقصب، يراع (صفة مصر 12: 283، 400) وقصب، قصب ذو عقدة (بوشر). وفي الانطاكي مادة قصب: والقصب إما الخ - أو هش وهو المعروف بالبوص تنسج منه البواري. وفي ألف ليلة (2: 600): وبوصها قصب السكر.
وقد كتبها دى ساسي في طرائفه (1: 276): بوز. (زيشر 22: 134).
بُوص: باللاتينية buza و bussa الخ (دوكانج 1: 822) وبالأسبانية buzo وبالفرنسية busse و buse وبالإيطالية buzzo و buzo.
وتجمع على أبواص: ضرب من كبار السفن ذات ثلاثة أشرعة (فوك القسم الثاني، وفي القسم الأول منه: بوس).
بُوصِي: ملاح (معجم مسلم).
ب وص

باصَه بَوْصاً فاستباصَ سَبَقَه أنشد ابن الأعرابيِّ

(فلا تَعْجَلْ عَليَّ ولا تَبُصْنِي ... فإنّكَ إنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيصُ)

هكذا أنشده فإنّكَ ورواه بعضُهم فإنّي إنْ تبُصْنِي وهو أَبْيَنُ وبُصْتُه اسْــتعْجلْــتُه وسارُوا خِمْساً بائصاً أي مُعْجَلاً سَرِيعاً أنشد ثعلبٌ

(أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائصاً ... )

وباصَهُ بَوْصاً فاتَهُ والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ وقيل لينُ شَحْمَتِه وامرأة بَوْصَاءُ عَظيمةُ العَجُز ولا يُقال ذلك للرَّجل والبُوصُ والبَوْصُ اللَّونُ وحُسْنُه وأَبْوَاصُ الغَنَمِ وغَيرها من الدّوابِّ ألوانُها الواحدُ بُوصٌ والبُوصِيُّ ضَرْبٌ من السُّفن فارِسيٌّ معرَّب وعبَّر أبو عُبيدٍ عنه بالزَّوْرَقِ وهو خطأ والبُوصِيُّ المَلاَّحُ وهو أحدُ القَوْلَينِ في تفسيرِ قولِ الأَعْشَى يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وانْباصَ الشيءُ انْقَبض وفي الحديث كَادَ يَنْبَاصُ عنه الظِّل التَّفسير للهرويِّ في الغريبَيْنِ والبُوصاءُ لُعْبَةٌ يَلعَبُ بها الصِّبيانُ يأخُذونَ عُوداً في رأسِه نارٌ فيُدِيرُونه على رُءُوسِهِم

بوص: البَوْصُ: الفَوْتُ والسَّبْق والتقدُّم. باصَه يَبُوصُه بَوْصاً

فاسْتَباصَ: سَبَقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، ولا تَبُصْنِي،

فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيص

هكذا أَنشده: فإِنك، ورواه بعضهم: فإِني إِن تبصني، وهو أَبْيَنُ؛

وأَنشد ابن بري لذي الرُّمّة:

على رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَى، كأَنها

قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ

والبَوْصُ أَيضاً: الاستعجالُ؛ وأَنشد الليث:

فلا تعجل عليّ، ولا تبصني،

ولا تَرْمي بيَ الغَرَضَ البَعِيدا

ابن الأَعرابي: بَوَّصَ إِذا سبَق في الحَلْبةِ، وبوّص إِذا صفَا لونه،

وبَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه. وبُصْتُه: اســتعجلــته. قال الليث: البَوْصُ

أَن تســتعجل إِنساناً في تَحْميلِكَه أَمراً لا تدَعُه يتَمَهَّلُ فيه؛

وأَنشد:

فلا تعجل عليَّ، ولا تبصني،

ودالِكْنِي، فإِني ذُو دَلالِ

وبُصْتُه: اســتعجلــته. وسارُوا خِمْساً بائِصاً أَي معجلاً سريعاً

مُلِحّاً؛ أَنشد ثعلب:

أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا

وباصَه بَوْصاً: فاتَه. التهذيب: النَّوْصُ التأَخرُ في كلام العرب،

والبَوْصُ التقدم، والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ، وقيل: لِينُ شَحْمتِه.

وامرأَة بَوْصاءُ: عظيمة العَجُزِ، ولا يقال ذلك للرجل. الصحاح: البُوصُ

والبَوْصُ العَجِيزةُ؛ قال الأَعشى:

عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ،

هَضِيم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ

والبَوْصُ والبُوصُ: اللّونُ، وقيل: حُسْنُهُ، وذكره الجوهري أَيضاً

بالوجهين؛ قال ابن بري: حكاه الجوهري عن ابن السكيت بضم الباء، وذكره

السيرافي بفتح الباء لا غير. وأَبْواصُ الغنمِ وغيرها من الدواب: أَلوانُها،

الواحدُ بُوصٌ. أَبو عبيد: البَوْصُ اللَّوْنُ، بفتح الباء. يقال: حالَ

بَوْصُه أَي تغيَّر لونُه. وقال يعقوب: ما أَحسن بُوصَه أَي سَحْنَتَه

ولونَه. والبُوصِيُّ: ضرْبٌ من السُّفُن، فارسي معرب؛ وقال:

كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد

(* هذا البيت من معلقة طرفة وصدره:

وأَتلعَ نهّاضٌ، إِذا صَعِدت به؛

يصف فيه عنق ناقته.)

وعبر أَبو عبيد عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابن سيده: وهو خطأ. والبُوصِيُّ:

المَلاَّحُ؛ وهو أَحد القولين في قول الأَعشى:

مثلَ الفُراتِيّ، إِذا ما طَمَا،

يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ

وقال أَبو عمرو: البُوصِيُّ زَوْرَقٌ وليس بالملاَّح، وهو بالفارسية

بُوزِيْ؛ وقول امرئ القيس:

أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ،

فتَقْصُر عنها خَطْوةً وتَبُوصُ؟

أَي تَحْمِل على نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِي. قال ابن بري: البيت الذي في

شعر امرئ القيس فتَقْصُر، بفتح التاء. يقال: قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر

في مشيه، وأَقْصَرَ كَفَّ؛ يقول: تَقْصُر عنها خَطْوةً فلا تُدْرِكُها

وتَبُوص أَي تَسْبِقُك وتتقدَّمُك. وفي الحديث: أَنه كان جالساً في حُجْرة

قد كاد يَنْباصُ عنه الظِّلُّ أَي ينتقص عنه ويسبِقُه ويفُوته. ومنه حديث

عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أَراد أَن يَسْتعْمِلَ سعيدَ بنَ العاصِ

فَبَاصَ منه أَي هرب واستتر وفاتَه. وفي حديث ابن الزبير: أَنه ضرَبَ أَزَبّ

حتى باصَ. وسَفَرٌ بائِصٌ: شديدٌ. والبَوْصُ: البُعْد. والبائِصُ:

البَعِيد. يقال: طريق بائِصٌ بمعنى بَعِيد وشاقٍّ لأَن الذي يَسْبِقك ويفُوتُك

شاقٌّ وُصولُك إِليه؛ قال الراعي:

حتى وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ،

جُدًّا تَعاوَرَه الرِّياحُ وَبِيلا

وقال الطرماح:

مَلا بائِصاً ثم اعْتَرَتْه حَمِيّة

على نَشْجِه من ذائدٍ غير واهِنِ

وانْباصَ الشيءُ: انْقَبَض. وفي الحديث: كادَ يَنْباصُ عنه الظِّلُّ.

والبَوْصاءُ: لُعْبةٌ يَلْعَبُ بها الصبيانُ يأْخذون عُوداً في رأْسه

نارٌ فيُدِيرُونه على رؤوسِهم.

وبُوصان: بطنٌ من بني أَسد.

بوص
. {البَوْصُ: الفَوْتُ والسَّبْقُ، والتَّقَدُّمُ، يُقَالُ:} - بَاصَنِي فُلانٌ، أَيْ فَاتَنِي وسَبَقَنِي، {فاسْتَبَاصَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ وَلَا تَبُصْنِي ... فإِنَّكَ إِنْ} - تَبُصْنِي أَسْتَبِيصُ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:
(أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى إِذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ... فتَقْصُرُ عَنْهَا خَطْوَةً {وتَبُوصُ)
قالَ ابْنُ بَرِّيّ: أَيْ تَسْبِقُك وتَتَقَدَّمُك. و} البَوْصُ أَيْضاً: الاسْتِعْجالُ، قالَ اللَّيْثُ: هُوَ أَنْ تَسْــتَعْجِل إِنْساناً فِي تَحْمِيلكَه أَمْراً لَا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ فِيه، وأَنْشَدَ:
(فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ وَلَا تَبُصْنِي ... وَدَالِكْنِي فإِنِّي ذُو دَلاَلِ)
والبَوْصُ: الاسْتِتارُ والهَرَبَ، ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ أَرادَ أَنْ يَسْتَعْمِل سَعِيدَ بن العَاصِ فبَاصَ مِنْه أَيْ هَرَبَ واسْتَتَر وفَاتَه. وَفِي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ أَنّهُ ضَرَبَ أَزَبَّ حَتَّى {باصَ. و} البَوْصُ: الإِلْحاحُ فِي السَّيْرِ، والجِدُّ، عَنْ ثَعْلَبٍ، ومِنْهُ خِمْسٌ {بَائِصٌ. و} البَوْصُ: اللَّوْنُ، الفَتْحُ عَن أَبي عُبَيْدٍ، يُقَالُ: حالَ بَوْصُه، أَيْ تَغَيَّرَ لَوْنُه، وقِيلَ البَوْصُ: حُسْنُ اللَّوْنِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ! بَوْصَه: أَيْ سِحْنَتَه ولَوْنَه، والجَمْعُ: أَبْوَاصٌ. والبَوْصُ: العَجِيزَةُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى:
(عَرِيضَةِ بَوْصِ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ)
ويُضَمُّ فِيهِمَا، أَمَّا فِي العَجِيزَةِ فَقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ بالوَجْهَيْنِ: الفَتْحِ، والضَّمِّ، وبِهِما رُوىَ قَوْلُ الأَعْشَى، وأَمّا فِي مَعْنَى اللَّوْنِ فَقَدْ تَقَدَّمَ الفَتْحُ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابْن السِّكِّيت بِضَمِّ الباءِ وذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بفَتْحِ الباءِ لَا غَيْر. والبَوْصُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ. والتَّعَبُ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وإِذا قُلْنَا: والبُعْدُ، بَدَلَ قَوْلِه: والتَّعَب، جازَ، يُقَالُ: خِمْسٌ بائِصٌ، أَيْ مُسْــتَعْجَل أَوْ مُعْجِلَ. مُلِحٌّ، مِثْلُ {بَصْبَاصٍ، ويُقَال: سارَ القَوْمُ خِمْساً بائصاً. وطَرِيقٌ بَائصٌ: بَعِيدٌ وشاقٌّ لأَنَّ الَّذِي يَسْبِقُكَ ويَفُوتُكَ، شاقٌّ وُصُولُكَ إِلَيْهِ، قَالَ الرّاعِي:
(حَتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْس} بائِصِ ... جُدّاً تَعَاوَرَه الرِّيَاحُ وَبِيلاَ)
وقالَ الطِّرْمّاحُ:
(مَلاً {بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحَةٍ مِن ذائِدِ غَيْرِ واهِنِ)

والبُوصُ، بالضمِّ: ثَمَرُ نَبَاتٍ. وقَدْ} بَوَّصَ {تَبْوِيصاً: جَنَاهُ. و} البُوصُ: لِينُ شَحْمَةِ العَجُزِ، حَكَاهُ اللَّيْثُ، ويُفْتَح. و {البُوصُ: وَاحِدَةُ} الأَبْوَاصِ منَ الغَنَمِ والدَّوَابِّ، أَيْ أَنْوَاعِها وأَلْوَانِها.! والبَوْصاءُ: العَظِيمَةُ العَجُزِ، نَقَله ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وَلَا يُقَالُ ذلِكَ لِلرَّجُلِ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مِنَ {البَوْصِ لأَنَّهُ يَرْبُو فيَسْتَقْدِمُ. و} البَوْصَاءُ، أَيْضاً: لُعْبَةٌ لَهُمْ، أَيْ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ، يَأْخُذُون عُوداً فِي رَأْسِه نارٌ فَيُديرُونَهُ عَلَى رؤُوُسِهِم، يُقَال: لَعِبَ الصِّبْيَانُ البَوْصاءَ يَا هَذَا. {والأَبْوَاصُ: ع، فِي شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(لِمَن الدِّيارُ بعَلْىَ فالأَحْراصِ ... فالسُّودَتَيْنِ فمَجْمَعِ} الأَبْوَاص)
قالَ السُّكَّرِيُّ: ويُرْوَى: الأَنْوَاص، بالنُّون، ورَوَى الأَصْمَعِيُّ هذِه القَصِيدَة صادِيَّة مهمَلَةً، كَذَا فِي المُعْجَم، ولَمْ أَجدْ هذِه القَصِيدةَ فِي شِعْرِ أُمَيَّة. {- والبُوصِيُّ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من السُّفُنِ مُعَرّبٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:
(مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا مَا طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِِ)
وَقَالَ غَيْرُهُ: كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ. وعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عَنهُ بالزَّوْرَقِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ خَطَأٌ. وَقيل:} - البُوصِيُّ: المَلاّحُ، وَهُوَ أَحَدُ القَوْلَيْنِ فِي قَوْلِ الأَعْشَى. وقالَ أَبُو عَمْروٍ: البُوصِيُّ: الزَّوْرَقُ وَلَيْسَ بالمَلاّحِ، وَهُوَ بالفَارِسية بُوزِي. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: {بَوَّصَ} تَبْوِيصاً: عَظُمَتْ عَجِيزَتُه. وأَيْضاً، إِذَا سَبَقَ فِي الحَلْبَةِ. وأَيضاً، إِذا صَفَا لَوْنُه. {وبُوصَانُ، بالضّمِّ: بَطْنٌ من بني أَسَدٍ، نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} البَوْصُ: البُعْدُ، وطَرِيقٌ! بائِصٌ: بَعِيدٌ. {وانْبَاصَ الشيءُ: انْقَبَضَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: البَوْصُ فِي كَلَام الْعَرَب: التَّأَخُّرُ،} والبَوْصُ التَّقَدُّمُ. قلت: فهما ضِدٌّ، وَقد أَغْفَلَه المصنِّفُ رَحمه اللهُ تَعَالَى قُصوراً. {- والبُوصِيُّ: المَلاّحُ، وأَنْكَرَه أَبو عَمْروٍ، وَقد تَقَدَّم، والبَوْصُ: مَوضعٌ، قَالَ اللَّهَبِيّ:
(فالهَاوَتَانِ فكَبْكَبٌ فَجُتاوِبٌ ... } فالبَوْصُ فالأَفْراعُ من أَشْقابِ)

رسل

ر س ل : شَعَرٌ رَسْلٌ وِزَانُ فَلْسٍ أَيْ سَبْطٌ مُسْتَرْسِلٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ طَوِيلٌ مُسْتَرْسِلٌ وَرَسِلَ رَسَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَبَعِيرٌ رَسْلٌ لَيِّنُ السَّيْرِ وَنَاقَةٌ رِسْلَةٌ.

وَالرَّسَلُ بِفَتْحَتَيْنِ الْقَطِيعُ مِنْ الْإِبِلِ وَالْجَمْعُ أَرْسَالٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَشُبِّهَ بِهِ النَّاسُ فَقِيلَ جَاءُوا أَرْسَالًا أَيْ جَمَاعَاتٍ مُتَتَابِعِينَ وَأَرْسَلْتُ رَسُولًا بَعَثْتُهُ بِرِسَالَةٍ يُؤَدِّيهَا فَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ وَيَجُوزُ التَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ فَيَجْمَعُ عَلَى رُسُلٍ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ السِّينِ لُغَةٌ وَأَرْسَلْتُ الطَّائِرَ مِنْ يَدِي إذَا أَطْلَقْتُهُ وَحَدِيثٌ مُرْسَلٌ لَمْ يَتَّصِلْ إسْنَادُهُ بِصَاحِبِهِ وَأَرْسَلْتُ الْكَلَامَ إرْسَالًا أَطْلَقْتُهُ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ وَتَرَسَّلَ فِي قِرَاءَتِهِ بِمَعْنَى تَمَهَّلَ فِيهَا قَالَ الْيَزِيدِيُّ التَّرَسُّلُ وَالتَّرْسِيلُ فِي الْقِرَاءَةِ هُوَ التَّحْقِيقُ بِلَا عَجَلَةٍ وَتَرَاسَلَ الْقَوْمُ أَرْسَلَ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ رَسُولًا أَوْ رِسَالَةً وَجَمْعُهَا رَسَائِلُ وَمِنْ هُنَا قِيلَ
تَرَاسَلَ النَّاسُ فِي الْغِنَاءِ إذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ يَبْتَدِئُ هَذَا وَيَمُدُّ صَوْتَهُ فَيَضِيقُ عَنْ زَمَانِ الْإِيقَاعِ فَيَسْكُتُ وَيَأْخُذُ غَيْرُهُ فِي مَدِّ الصَّوْتِ وَيَرْجِعُ الْأَوَّلُ إلَى النَّغْمِ وَهَكَذَا حَتَّى يَنْتَهِي قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْمُرَاسِلَ فِي الْغِنَاءِ وَالْعَمَلِ الْمُتَالِيَ يُقَالُ رَاسَلَهُ فِي عَمَلِهِ إذَا تَابَعَهُ فِيهِ فَهُوَ رَسِيلٌ وَلَا تَرَاسُلَ فِي الْأَذَانِ أَيْ لَا مُتَابَعَةَ فِيهِ وَالْمَعْنَى لَا اجْتِمَاعَ فِيهِ وَتَقُولُ عَلَى رِسْلِكَ بِالْكَسْرِ أَيْ عَلَى هِينَتِكِ. 

رسل

1 رَسِلَ, aor. ـَ inf. n. رَسَلٌ and رَسَالَ, He (a camel) was, or became, easy in pace. (M, K.) b2: Also, aor. ـَ inf. n. رَسَلٌ (Az, Az, Msb, K) and رَسَالَةٌ, as above, (Az, Az, K,) It (hair) became lank, not crisp; (Msb, K;) and so ↓ استرسل: (S, K:) or lank and pendent: (Msb:) or long, and lank or pendent. (Az, Az, Msb.) لَا يَجِبُ مِنَ البِّحْيَةِ ↓ غَسْلُ مَا اسْتَرْسَلَ means [The washing] of what hangs down, and descends, [of the beard,] from the chin [is not requisite, or necessary, or incumbent]. (Mgh.) A2: [Golius says, as on the authority of the KL, that رَسَلَ signifies Nuncium misit: but what I find in the KL is, that رَسُولٌ, as an inf. n., signifies the bringing a message (پيغام بردن) : whence it seems that رَسَلَ means he brought a message.]2 تَرْسِيلٌ, in reading, or reciting, (Msb, K,) i. q. تَرْتِيلٌ; (K, TA;) i. e. (TA) Easy [or leisurely] utterance; without haste: (Yz, Msb, TA:) or, as some say, with consecution of the parts, or portions: (TA:) and ↓ تَرَسُّلٌ therein signifies the same: (Yz, Msb:) or فِى ↓ تَرَسَّلَ قِرّآءَتِهِ signifies he proceeded in a leisurely manner in his reading, or reciting, (S, Mgh, Msb, K,) and was grave, staid, sedate, or calm, (Mgh,) and endeavoured to understand, without raising his voice much. (TA.) It is said in a trad., كَانَ فِى كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ i. e. تَرْتِيلٌ [There was in his (Mohammad's) speech an easy, or a leisurely, utterance]. (TA.) And in another trad. it is said, وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْذِمْ ↓ إذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ [expl. in art. حذم]. (Mgh.) A2: See also 4, last sentence but one.

A3: رَسَّلْتُ فُصْلَانِى, inf. n. تَرْسِيلٌ, I gave to drink [to my young camels, or my young weaned camels,] رِسْل (K, TA,) i. e. milk. (TA.) 3 راسلهُ (S, MA,) inf. n. مُرَاسَلَةٌ, (S,) He sent a message, and a letter, or an epistle, to him, (MA, PS,) the latter doing the like: (PS:) [he interchanged messages, and letters, with him.] Yousay, راسلهُ فِى كَذَا [He interchanged messages, or letters, with him, in relation to such a thing]: and بَيْنَهُمَا مُرَاسَلَاتٌ [Between them two are interchanges of messages, or of letters]. (TA.) and هَىَ تُرَاسِلُ الخُطَّابَ [She interchanges messages, or letters, with those who demand women in marriage]. (M, K.) And تُرَاسِلُهُ بِالخُطَّابِ [She interchanges messages, or letters, with him by means of those who demand women in marriage]. (TA.) b2: [Hence,] راسلهُ فِى نِضَالٍ أَوْ غَيْرِهِ [He acted interchangeably, or alternated, with him in a competition in shooting, or in some other performance]. (S.) And راسلهُ فِى الغِنَآءِ, and العَمَلِ, He relieved him, or aided him, in singing, and in work, [by alternating with him, i. e.,] in the former case, by taking up the strain when the latter was unable to continue it [so as to accomplish the cadence (see 6)], and in the latter case by taking up the work when the latter person was unable to continue it; or he so relieved, or aided, him in singing with a high voice: or راسلهُ فِى عَمَلِهِ he aided him, [or relieved him, by alternating with him,] or he followed him, or imitated him, in his work: (IAar, Msb:) and راسلهُ الغِنَآءَ he emulated him, or imitated him, [by alternating with him,] in the singing. (TA.) And راسلهُ فِى

القِرَآءَة He aided him, or assisted him, [or relieved him, by alternating with him,] in the reading, or reciting, of the Kur-án &c. (MA.) 4 إِرْسَالٌ signifies The act of sending. (K, KL, &c.) Thus is explained إِرْسَالُ اللّٰهِ أَنْبِيَآءَهُ [i. e. God's sending his prophets.] (Th, TA.) You say, ↓ أَرْسَلْتُ فُلَانًا فِى رِسَالَةٍ (S) I sent such a one with a message. (PS.) And ↓ ارسل إِلَيْهِ رَسُولًا (MA, Msb *) He sent to him a message, or a letter, (MA,) or a messenger. (Msb.) b2: [The act of sending forth, or starting, a horse for a race: the discharging a thing; as, for instance, an arrow from a bow; and water, or the like, from a vessel &c. in which it was confined: the launching forth a ship or boat; letting it go; letting it take its course:] the act of setting loose or free; letting loose; loosing, unbinding, or liberating. (K.) You say ارسل الشَّىْءَ He set loose or free, &c., the thing. (M.) And أَرْسَلْتُ الطَّائِرَ مِنْ يَدِى I let go, or let loose, the bird from my hand. (Msb.) And [hence,] ارسل الحُرُوفَ [He uttered the letters]. (Mgh in art. رتل.) And ارسل الغِنَآءَ [He uttered the song; he sang]. (TA.) and ارسل الإِقَامَةَ [He chanted the اقامة]. (Msb in art. درج. [See أَدْرَجَ.]) And ارسل عَلَيْهِ لِسَانَهُ [(assumed tropical:) He let loose his tongue against him]. (A in art. برد.) and ارسل الكَلَامَ (assumed tropical:) He made the speech, or language, to be unrestricted. (Msb.) [In like manner,] إِرْسَالٌ signifies also (assumed tropical:) The making a thing, such as property, and a legacy, absolute, or unrestricted. (Mgh.) b3: [The act of letting down, letting fall, or making to hang down, the hair &c. You say, ارسلهُ, and ارسلهُ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ, He let it down, &c., or lowered it.] b4: (assumed tropical:) The act of leaving, leaving alone, or neglecting, (M, K,) a thing. (M.) [Hence,] one says, ارسلهُ عَنْ يَدِهِ (tropical:) He left, forsook, or deserted, him; or he abstained from, or neglected, aiding him, or assisting him. (TA.) b5: Also The act of making to have dominion, or authority, and power; making to have, or exercise, absolute dominion or sovereignty or rule, or absolute superiority of power or force; or giving power, or superior power or force. (M, K.) Hence, in the Kur [xix. 86], أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى

الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا, i. e. [We have made the devils to have dominion, &c., over the unbelievers, inciting them strongly to acts of disobedience; or] we have appointed, or prepared, the devils for the unbelievers, because of their unbelief; like as is said in the same [xliii. 35], نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا [“ We will appoint, or prepare, for him a devil ” as an associate]: this is the preferred explanation: [or it may be well rendered we have sent the devils against the unbelievers:] some say that the meaning is, we have left the devils to do as they please with the unbelievers, not withholding them, or preserving them, from acceptance from them. (Zj, M.) A2: ارسلوا [from رِسْلٌ] They had milk in their cattle: (S:) or their milk became much; as also ↓ رسّلوا, inf. n. تَرْسِيلٌ: (K:) or the latter signifies their milk and drink became much. (TA.) b2: Also [from رَسَلٌ] They became possessors of herds or flocks. (O, K. *) 5 ترسّل He acted, or behaved, gently, and deliberately, or leisurely, (M, K, TA,) and with gravity, staidness, sedateness, or calmness. (TA.) التَّرَسُّلُ فِى الأُمُورِ is The acting, or behaving, [gently, and] deliberately, or leisurely, and with gravity, staidness, sedateness, or calmness, in affairs. (TA.) See also 2, in three places. b2: التَّرَسُّلُ in riding is The extending one's legs upon the beast so as to let, or make, his clothes hang down loosely upon his legs: and in sitting, the crossing one's legs, and letting, or making, his clothes hang down loosely upon them and around him. (TA.) A2: ترسّلا بَيْنَ القَوْمِ [He acted as a رَسُول (or messenger) between the people]. (Msb and TA in art. الك.) 6 تراسلوا They sent, one to another, (MA, Msb, TA,) a message [or messages], (MA, Msb,) or a messenger [or messengers]. (Msb.) b2: Hence, تراسلوا فِى الغِنَآءِ [They relieved, or aided, one another alternately in singing;] i. e. they combined in singing, one beginning, and prolonging his voice, but being unable to continue long enough to accomplish the cadence, and therefore pausing, and another then taking up the strain, and then the first returning to the modulation, and so on to the end. (Msb.) لَا تَرَاسُلَ فِى الأَذَانِ means[in like manner] There shall be no relieving, or aiding, one another [alternately], i. e., no combining [of two or more persons, each performing a part alternately], in the chanting of the call to prayer. (Msb.) [In other cases likewise]

التَّرَاسُلُ signifies The doing the like of that which one's companion, or fellow, [or another,] does, in such a manner as that one follows another [alternately]. (Har p. 268.) 10 استرسل It (a thing) was, or became, loose, or slack; syn. سَلِسَ. (M, TA.) b2: Said of hair: see 1, in two places. [In like manner said of a tree, &c., It drooped; or was pendent. Said of a cheek, (to which its part. n. مُسْتَرْسِلٌ is applied as an epithet in the K voce أَسِيلٌ,) It was, or became, lank.] b3: الاِسْتِرْسَالُ in the pace of a beast is The going gently, deliberately, or leisurely. (TA.) [And you say, استرسلت الدَّابَّةٌ The beast went a gentle, deliberate, or leisurely, pace.]

b4: Also, [in other cases,] The being still, and steady. (TA.) b5: Hence, (TA,) استرسل إِلَيْهِ (tropical:) He acted, or behaved, towards him with freedom, boldness, forwardness, or presumptuousness, and with familiarity; syn. اِنْبَسَطَ, and اِسْتَأْنَسَ; (S, K, TA;) and was at ease, and confided in him, with respect to that which he told him: (TA:) or he acted forwardly, or impudently, towards him: he acted forwardly, impudently, freely, or familiarly, towards him, in the way of coquetry, or feigned disdain. (MA.) b6: And استرسل الدَّهْرُ فِيهِمْ فَأَفْنَاهُمْ [(assumed tropical:) Fate made free with them, and destroyed them]. (TA in art. بهل) A2: Also He said, Send thou to me the camels in droves (أَرْسَالًا [in the CK, erroneously, اِرْسالًا]); (K, TA;) ارسالا being with fet-h to the hemzeh; i. e. drove after drove: for the camels, when they come to the water, are numerous; and their tender brings them to the watering-trough thus; not all together, as in this case they would press together upon the watering-trough and not satisfy their thirst. (TA.) رَسْلٌ Easy; applied to a pace. (M, K.) b2: Easy in pace; applied to a he-camel: fem. with ة: (S, M, K:) or soft, or gentle, in pace; applied to a he-camel and to a she-camel: (Msb:) and ↓ مِرْسَالٌ, also, applied to a she-camel, has the former of these significations; and its pl. is مَرَاسِيلُ: (S, K:) or this pl. signifies light, or active, she-camels, that give thee what they have to give spontaneously; and رَسْلَةٌ is applied to one thereof: a she-camel is termed ↓ مِرْسَالٌ as being likened to the arrow thus called. (TA.) b3: Soft, and lax, or flaccid: [app. applied to a he-camel; for it is added,] one says نَاقَةٌ رَسْلَةٌ القَوَائِمِ, meaning A she-camel loose, or slack, [in the legs, and] soft in the joints [thereof]. (TA. [See also another meaning assigned to this phrase in what follows.]) b4: Applied to hair, i. q. ↓ مُسْتَرْسِلٌ; (S, K; in the CK مُرْسَل;) which means Lank; not crisp: (Mgh, Msb: [and so accord. to an explanation of استرسل in the S and K:]) or lank and pendent: (Msb:) or long, and lank or pendent. (Az, Az, Msb.) b5: And رَسْلَةٌ, (M,) or رَسْلَةُ القَوائِمِ, [of which see an explanation in what precedes,] (L, TA,) and ↓ مِرْسَالٌ, applied to a she-camel, (M, L, TA,) Having much hair, (M,) or much and long hair, (L, TA,) upon her shanks, or hind legs (فِى سَاقِيْهَا): (M, L, TA:) but in the K, رَسْلَةٌ and ↓ مُرَاسِلٌ [not مِرْسَالٌ] are explained as epithets applied to a woman, meaning having much and long hair upon her shanks. (TA.) b6: Also sing. of ↓ رِسَالٌ, (TA,) which signifies The legs of a camel: (Az, S, K, TA:) so called because of their length. (Az, TA.) A2: See also مُرَاسِلٌ.

A3: And see the paragraph here next following.

رِسْلٌ Gentleness; and a deliberate, or leisurely, manner of acting or behaving; as also ↓ رِسْلَةٌ; (M, K;) [and perhaps ↓ رَسْلٌ and ↓ رَسْلَةٌ; for] one says اِفْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلِكَ (S, Mgh, * Msb, * CK * [but not in my MS. copy of the K nor in the copies used by SM]) and رَسْلِكَ and رَسْلَتِكَ, (CK, [but likewise wanting in MS. copies of the K,]) i. e. [Do thou such and such things] at thine ease; (Msb;) or act thou gently, deliberately, or leisurely, (S, Mgh, K, *) in doing such and such things; like as one says, عَلَى هِينَتِكَ. (S.) Sakhr-el-Ghei says, when despairing of his companions' overtaking him, his enemies surrounding him, and he feeling sure of slaughter, (M,) لَوْ أَنَّ حَوْلِى مِنْ قُرَيْمٍ رَجْلَا بِيضَ الوَجُوهِ يَحْمِلُونَ النَّبْلَا

لَمَنَعُونِى نَجْدَةً أَوْ رِسْلَا (Skr, M, *) i. e. [If there were around me, of the family of Kureym, men on foot, fair in the faces (app. meant tropically), bearing arrows, they would defend me] by violent means or by gentle means: (Skr:) or with fighting or without fighting. (M.) [See also a phrase cited from a trad. in what follows of this paragraph.] One says also, ↓ جَاؤُوا رِسْلَةً رِسْلَةً They came company by company. (M.) b2: And A soft, gentle, saying or speech. (TA.) A2: Also Milk, (S, M, K,) of whatever sort it be: (M, K:) or, accord. to the Towsheeh, fresh milk. (TA.) One says, كَثُرَ الرِّسْلُ العَامَ, meaning Milk has become abundant this year: and the people of the desert assert that, when this is the case, dates are few; and that, when dates are abundant, milk is scarce. (TA.) b2: It is said in a trad. [respecting the giving of the poor-rate], إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِى نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا, (S, TA,) which is explained in two different ways: (TA:) [J says that] it is from رِسْلٌ in the sense first explained above; meaning straitness and plenty; i. e. Except him who gives when they are fat and goodly, when it is difficult, or hard, to their owner to give them forth, and when they are lean, [or] in a middling condition: (S:) and A'Obeyd says the like; and that it is similar to the saying, قَالَ فُلَانٌ كَذَا عَمَّا رِسْلِهِ, meaning Such a one said such a thing holding it (the saying) in light estimation: others say that it is from رِسْلٌ signifying “ milk; ” which A'Obeyd disallows: IAth says that what is meant by نجدة is straitness and drought or barrenness or dearth; and by رسل, plenty, and abundance of herbage or the like; because رسل, i. e. milk, is plentiful only in the case of abundance of herbage; so that the meaning is, except him who gives forth the due of God in the case of straitness and in that of plenty. (TA.) A3: The رِسْلَانِ of a horse are The extremities of the عَضُدَانِ [or two arms]. (M, K. *) رَسَلٌ Camels: (M, K:) thus expl. by A'Obeyd, without any epithet: (M:) or a drove, or herd, or a distinct collection or number, of camels, (S, M, * Msb, K,) and of sheep or goats, (S, K,) accord. to ISk from ten to twenty-five, (TA,) or the رَسَل of the watering-trough is at least ten, and extending to twenty-five; and the word is masc. and fem.; (M;) and also (assumed tropical:) of horses or horsemen; (S;) applied to (tropical:) a company of men (Mgh, Msb) as being likened to a drove, or herd, of camels: (Msb:) and also a distinct collection or number of any things: (M, K:) pl. أَرْسَالٌ. (S, M, Mgh, Msb, K.) A rájiz says, يَا ذَائِدَيْهَا خَوِّصَا بِأَرْسَالْ وَلَا تَذُودَاهَا ذِيَادَ الضُّلَّالْ

[O ye two drivers of them, water some before others, by droves, and drive them not with the driving of those who err from the right way]: (S, TA:) i. e. bring near your camels some after some, and do not let them crowd upon the water-ing-trough. (TA.) And one says, جَآءَتِ الإِبِلُ رَسَلًا The camels came [in a drove, or] following one another. (IAmb, TA.) And جَآءَتِ الخَيْلُ أَرْسَالًا, i. e. (assumed tropical:) [The horses, or horsemen, came] in successive distinct companies. (S, TA.) And جَاءُوا أَرْسَالًا (tropical:) They (men) came in successive companies. (Msb. [And the like is said in the Mgh and in the TA.]) وَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسَلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ, occurring in a trad. relating to a drought, is said by IKt to mean [A collection of sheep or goats] of which many were sent to the pasture, i. e. many in number, but having little milk but the more probable explanation of كثير الرسل is that of El-'Odhree, who says that it means much dispersed in search of pasture: for the trad. relates that the camels had died, notwithstanding their ability to endure drought: how then should the sheep or goats be safe, and increase so as to become numerous? (IAth, TA.) b2: Also Animals, or beasts, having milk. (M, TA.) رُسُلٌ A young girl, that has not worn the [muffler, or veil, called] خَمَار. (K.) A2: Also a pl. of رَسُولٌ. (S, M, &c.) رَسْلَةٌ A soft, or delicate condition of life: you say, هُمْ فِى رَسْلَةٍ مِنَ العَيْشِ They are in a soft, or delicate, condition of life. (M.) b2: and Heaviness, sluggishness, laziness, or indolence: (M, K:) you say رَجُلٌ فِيهِ رَسْلَةٌ A man in whom is heaviness, &c. (M.) b3: See also رِسْلٌ, first sentence.

رِسْلَةٌ: see رِسْلٌ, in two places.

رِسَالٌ: see رَسْلٌ (of which it is the pl.), near the end of the paragraph: A2: and see also مُرَاسِلٌ.

رَسُولٌ i. q. رِسَالَةٌ: (S, M, K:) see the latter, in five places. b2: Hence, as meaning ذُو رَسُولٍ, i. e. ذُو رِسَالَةٍ [One who has a message; i. e. a messenger]; (TA;) i. q. ↓ مُرْسَلٌ, (S, M, K,) meaning one sent with a message; (S;) of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ [or rather مُفْعَلٌ]: (Msb:) [and often meaning an apostle of God; and with the article ال especially applied to Mohammad:] accord. to IAmb, its meaning in the proper language of the Arabs is one who carries on by consecutive progressions the relation of the tidings of him who has sent him; taken from the phrase جَآءَتِ الإِبِلُ رَسَلًا, meaning “ The camels came following one another: ” and the saying of the Muëdhdhin, أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللّٰه means I know [or acknowledge] and declare that Mohammad is the relater by consecutive progressions of the tidings from God: (TA:) [or, as commonly understood, I testify that Mohammad is the apostle of God:] a رَسُول is also called ↓ مِرْسَالٌ, as being likened to the arrow thus termed: (TA:) the pl. of رَسُولٌ is رُسُلٌ (S, M, Msb, K) and رُسْلٌ (S, Msb) and رُسَلَآءٌ, (M, K,) which last is from IAar, (M,) or Fr, (Sgh,) and أَرْسُلٌ, (M, K,) which [is a pl. of pauc., and] occurs in the saying of the Hudhalee, لَوْكَانَ فِى قَلْبِى كَقَدْرِ قُلَامَةٍ

حُبًا لِغَيْرِكِ قَدْ أَتَاهَا أَرْسُلِى

[Had there been in my heart as much as a nailparing of love for another than thee, my messengers (or, accord. to the TA, app., my messages) had come to her]: respecting which IJ says that he has given to رَسُولٌ this form of pl., which is [regularly] proper to feminines [of this class of words, consisting of four letter whereof the third is a letter of prolongation], such as أَتَانٌ and عَنَاقٌ and عُقَابٌ, because women are meant thereby, as they, generally, are the persons required to serve in cases of this kind: (M:) [for] رَسُولٌ is applied without variation to a male and a female, and to one [and to two] and to a pl. number; (S, M, Msb, K;) sometimes: (M:) i. e., it is allowable thus to apply it: (Msb:) hence, (S, K,) in the Kur [xxvi. 15], (S,) إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ [Verily we are the apostles of the Lord of the beings of the whole world]: (S, K:) MF says, in ch. xx. [verse 49], we find إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ [Verily we are the two apostles of thy Lord]; the dual form being here used: and Z says, in the Ksh, that in this instance it means the messengers, and therefore the dual form is necessarily used; but in ch. xxvi. it means the message, and therefore it is allowable to use it alike, when applying it as an epithet, as sing. and dual and pl.: Aboo-Is-hak the Grammarian says that the meaning here is, إِنَّا رِسَالَةٌ رَبِّ العَالَمِينَ, i. e. ذَوُو رِسالَةِ [Verily we are those that have the message &c.]: (TA:) [but] رَسُولٌ [as meaning a messenger] is like عَدُوٌّ and صَديقٌ [&c.] in its being used alike as masc. and fem. and sing. [and dual] and pl.: (Sgh, TA:) Aboo-Dhu-eyb uses it in the sense of رُسُل in his saying, أَلِكْنِى إِلَيْهَا وَخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهُمْ بِنَوَاحِى الخَبَرْ [Be thou my messenger to her: and the best of messengers is the most knowing of them in respect of the bounds, or limits, of the tidings]. (M.) See 4. The saying in the Kur [xxv. 39], وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّ كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ [lit. And the people of Noah, when they charged with lying the apostles, we drowned them], Zj says, may mean that they charged with lying Noah alone; for he who charges with lying a prophet charges therewith all the prophets, since they believe in God and in all his apostles; or the general term may be here used as meaning one; like as when you say, أَنْتَ مِمَّنْ يُنْفِقُ الدَّرَاهِمَ, meaning “ Thou art of those who expend the kind of things termed دراهم. ” (M.) b3: One says also, السِّهَامُ رُسُلُ المَنَايَا (tropical:) [Arrows are the messengers of death, or of the decrees of death]. (TA.) b4: See also the next paragraph.

رَسِيلٌ Easy: occurring in the saying of Jubeyhà El-Asadee, وَقُمْتُ رَسِيلًا بِالَّذِى جَآءَ يَبْتَغِى

إِلَيْهِ بَلِيجَ الوَجْهِ لَسْتُ بِبَاسِرِ [And I undertook, or managed, with ease, that which he came seeking to obtain; bright in countenance to him: I was not frowning]. (TA.) A2: Also A stallion-camel (K, * TA) of the Arabian race, that is sent among the شَوْل [or she-camels that have passed seven or eight months since the period of their bringing forth] in order that he may leap them: one says, هٰذَا رَسِيلُ بَنِى فُلَانٍ

This is the stallion of the camels of the sons of such a one: and أَرْسَلَ بَنُو فُلَانٍ رَسِيلَهُمْ [The sons of such a one sent the stallion of their camels]: as though it were of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعَلٌ, from أَرْسَلَ. (TA.) b2: and accord. to some, A horse that is started with another in a race. (Har p. 544.) b3: [In the CK and in a MS. copy of the K, voce عَمُودٌ, it occurs as though meaning The scout, or emissary, or perhaps the advanced guard, of an army: but in other copies of the K, in this instance, accord. to the TA, and in the L, the word is رَئِيس.] b4: I. q. ↓ مُرَاسِلٌ [as meaning one who interchanges messages or letters with another: see 3]. (S, K.) b5: The person who stands with thee (المُوَاقِفُ لَكَ [in the K (in which this explanation is erroneously assigned to ↓ رَسُولٌ) المُوَافِقُ لَكَ in a competition in shooting and the like: (M:) [i. e.] رَسِيلُ الرَّجُلِ signifies he who stands with the man, (يَقِفُ مَعَهُ, Har p. 544,) or he who acts interchangeably, or alternates, with the man, (يُرَاسِلُهُ, S,) in a competition in shooting, or in some other performance. (S and Har.) And, as also ↓ مُرَاسِلٌ, One who relieves, or aids, another, in singing and in work, [by alternating with him, i. e.,] in the former case, by taking up the strain when the other is unable to continue it [so as to accomplish the cadence (see 6)], and in the latter case by taking up the work when the other is unable to continue it; or one who so relieves, or aids, another in singing with a high voice; i. q. مُتَالٍ: or one who aids another, [or relieves him, by alternating with him,] or who follows him, or imitates him, in his work. (IAar, Msb.) One says, هُوَ رَسِيلُهُ فِى الغِنَآءِ وَنَحْوِهِ [He is the person who relieves him, or aids him, by alternating with him, in singing and the like thereof]. (TA.) b6: See also رِسَالَةٌ, in two places.

A3: Also Wide, or ample. (K.) b2: A thing little in quantity, or incomplete: الشَّىْءُ اللَّطِيفُ in the copies of the K should be الشَّىْءُ الطَّفِيفُ, as in the Moheet (TA.) b3: and Sweet water. (K.) رَسَالَةٌ: see the next paragraph.

رِسَالَةٌ (S, M, Msb, K) and ↓ رَسَالَةٌ (M, K) and ↓ رَسُولٌ (S, M, Msb, K) and ↓ رَسِيلٌ (Th, M, K) signify the same, (S, M, Msb, K,) A message; and a letter; (MA in explanation of the first, and KL in explanation of the first and third;) [a communication sent from one person or party to another, oral or written;] substs. from أَرْسَلَ

إِلَيْهِ: (M, K: *) the pl. of the first is رَسَائِلُ; (Msb;) and أَرْسُلٌ is pl. of ↓ رَسُولٌ in the sense of رِسَالَةٌ, and of the fem. gender. (TA. [See the former of the two verses cited voce رَسُولٌ.]) Yousay, أَرْسَلْتُ فُلَانًا فِى رِسَالَةٍ: (S:) and أَرْسَلَ إِلَيْهِ

↓ رَسُولًا: (MA:) see 4. A poet says, (S,) namely El-Ash'ar El-Joafee, (TA,) ↓ أَلَا أَبْلغْ أَبَا عَمْرٍو رَسُولًا بِأَنِّى عَنْ فُتَاحَتِكُمْ غَنِىُّ [Now deliver thou to Aboo-' Amr a message, saying that I am in no need of your judging]: (S:) or بَنِى عَمْرٍو [the sons of ' Amr]: he means, عَنْ حُكْمكُمْ. (TA.) And hence the saying of Kutheiyir, لَقَدْ كَذَبَ الوَاشُونَ مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ

↓ بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ [Assuredly the slanderers have lied: I revealed not in their presence a secret, nor did I send them with a message]: (S, TA:) or, as some relate the second hemistich, (TA,) ↓ بِلَيْلَى وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسِيلِ [i. e. I revealed not the case of Leyla, nor did I send them with a message]: thus cited by Th. (M, TA.) b2: رِسَالَةٌ also signifies [A tract, or small treatise or discourse;] a مَجَلَّة [i. e. book, or writing, relating to science, or on any subject.] comprising a few questions, inquiries, or problems, of one kind: pl. رَسَائِلُ. (TA.) b3: And Apostleship; the apostolic office or function. (MA.) b4: أُمُّ رِسَالَةَ [in a copy of the K أُمُّ رِسَالَةٍ] The رَخَمَة [or female of the vultur percnopterus, in the CK رَحْمَة]: (M, K, TA:) a surname thereof. (TA.) الرُّسَيْلَى A certain small beast or reptile or insect; expl. by the word دُوَيْبَّةٌ: (M, K, TA:) in [some of] the copies of the K, erroneously, الرُّسَيْلَآءُ. (TA.) رُسَيْلَاتٌ dim. of رسلات [i. e. رِسَلَاتٌ] pl. of رِسْلٌ [or rather of its syn. رِسْلَةٌ]: hence the saying, (TA,) أَلْقَى الكَلَامَ عَلَى رُسَيْلَاتِهِ, i. e. He held the saying, or speech, in light, or little, or mean, estimation; or in contempt. (M, K, TA.) الرَّاسِلَانِ The two shoulder-blades: or two veins therein: (M, K:) he who says that they are two veins in the two hands, (K,) pointing to what is found in the copies of the Mj of IF, [in which فِى الكَفَّيْنِ is put in the place of فى الكَتِفِيْنِ,] (TA,) is in error: (K:) or the وَابِلَتَانِ [q. v., a word variously explained]: (M, TA:) in the copies of the K, الرَّابِلَتَانِ is erroneously put for الوَابِلَتَانِ. (TA.) مُرْسَلٌ: see رَسُولٌ, second sentence. b2: Applied to a tradition (حَدِيثٌ), it means (assumed tropical:) Of which the ascription is not traced up so as to reach to its author: (Msb:) [i.e.] الأَحَادِيثُ المُرْسَلَةُ means the traditions which one relates as on the authority of a تَابِعِىّ, (K TA,) by tracing up the ascription thereof uninterruptedly to him, (TA,) when the تابعىّ says, “The Apostle of God (May God bless and save him) said,” without mentioning a صَحَابِىّ (K, TA) who heard it from the Apostle of God: (TA: [and the like is said in the Mgh:]) مَرَاسِيلُ is the [pl. or] quasi-pl. n. of مُرْسَلٌ thus used, [or rather used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant,] like as مَنَاكِيرُ is of مُنْكَرٌ. (Mgh.) b3: In lexicology, it means, like مُنْقَطِعٌ, (assumed tropical:) That of which the series of transmitters is interrupted: as a word &c. handed down by IDrd as on the authority of Az [with whom he was not contemporary, without his mentioning the intermediate transmitters]: and such is not admitted [as unquestionable]; because exactness is a condition of the admission of what is transmitted, and the exactness of him who is not mentioned is not known. (Mz 4th نوع.) b4: مَجَازٌ مُرْسَلٌ: see art. جوز. b5: [See also the next paragraph.]

مُرْسَلَةٌ A قِلَادَة [or necklace], (M,) or a long قلادة, (IDrd, O, K,) that falls upon the bosom: (IDrd, M, O, K:) or a قلادة upon which are beads &c. (Yz, O, K.) b2: As used in the Kur [lxxvii. 1], (M,) المُرْسَلَاتُ means The winds (S, M, K, TA) that are sent forth, [by عُرْفًا, which follows it, being meant consecutively,] like [the several portions of] the mane of the horse: (TA:) or the angels [so sent forth]: (Th, S, M, K, TA:) or the horses (M, K, TA) that are started, [one following another,] in the racecourse. (TA.) مِرْسَالٌ One who sends the morsel [that he eats] into his fauces: or who throws forth the branch from his hand, (O, K,) when he goes in a place of trees, (O,) in order that he may hurt his companion. (O, K.) b2: A short arrow: (S, O:) or a small arrow. (K.) b3: See also رَسْلٌ, in three places. b4: And see رَسُولٌ.

مُرَاسِلٌ: see رَسْلٌ.

A2: See also رَسِيلٌ, in two places. b2: Also A woman who interchanges messages, or letters, with the men who demand women in marriage: or whose husband has become separated from her (M, K, TA) in any manner, (M, TA,) by his having died or his having divorced her: (TA:) or who has become advanced in age, (M, K, TA,) but has in her some remains of youth: (M, TA:) or whose husband has died, or who has perceived that he desires to divorce her, and who therefore adorns herself for another man, and interchanges messages, or letters, with him (S, K, * TA) by means of the men who demand women in marriage, (TA,) and who has in her some remains (K, TA) of youth; but this addition is more properly mentioned in a former explanation. (TA.) The subst. [app. meaning The state, or condition, of a woman such as is thus termed] is ↓ رِسَالٌ. (M, TA.) مُسْتَرْسِلٌ: see رَسْلٌ.

A2: مُسْتَرْسِلٌ لِلْمَوْتِ i. q. مُسْتَميتٌ and مُسْتَقْتلٌ [i. e. Seeking, or courting, death or slaughter; resigning, or subjecting, himself to death, and not caring for death]. (A and TA in art. موت.)
(رسل) فِي الْقِرَاءَة رتل وحقق بِلَا عجلة وَفِي الحَدِيث (كَانَ فِي كَلَامه ترسيل)
(رسل) في الحَدِيثِ: "كان في كلامه تَرسيلٌ ".
يقال: تَرسَّل الرّجلُ في كلامِه ومَشيِه, إذا لم يَعْجَل، والتَّرْسيلِ والتَّرتِيلُ واحد، والرِّسْل من القَوْل الخَفِيضُ. قال الأعشى: فقال لِلمَلْكِ أَطلِق منهمُ مِائَةً ... رِسْلاً من القَوْل مَخفُوضاً وما رَفَعا 
- في الحديث: "أَيُّما مُسلِم استَرْسَل إلى مُسلِمِ فَغَبَنَه فهو كذا".
- وفي حديثٍ آخرَ: "غَبْنُ المُسْتَرسِل رِباً".
الاستِرسَالُ : الانْبِساط والاستِئْناس والطُّمَأْنِينَة إلى الشىء، والرِّسْل: السُّكُون.
- وفي الحَدِيثِ: "إذَا أذَّنتَ فَتَرسَّل" .
: أي اطلُب الرِّسْلَ وتَمَكَّثْ.
ر س ل: قَوْلُهُمُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى (رِسْلِكَ) بِالْكَسْرِ أَيِ اتَّئِدْ فِيهِ كَمَا يُقَالُ: عَلَى هَيْنَتِكَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا» يُرِيدُ الشِّدَّةَ وَالرَّخَاءَ. يَقُولُ: يُعْطِي وَهِيَ سِمَانٌ حِسَانٌ يَشْتَدُّ عَلَى مَالِكِهَا إِخْرَاجُهَا فَتِلْكَ نَجْدَتُهَا وَيُعْطِي فِي رِسْلِهَا وَهِيَ مَهَازِيلُ مُقَارِبَةٌ. وَ (الرِّسْلُ) أَيْضًا اللَّبَنُ. وَ (رَاسَلَهُ مُرَاسَلَةً) فَهُوَ (مُرَاسِلٌ) وَ (رَسِيلٌ) . وَ (أَرْسَلَهُ) فِي (رِسَالَةٍ) فَهُوَ (مُرْسَلٌ) وَ (رَسُولٌ) وَالْجَمْعُ (رُسْلٌ) وَ (رُسُلٌ) . وَ (الْمُرْسَلَاتُ) الرِّيَاحُ. وَقِيلَ: الْمَلَائِكَةُ. وَ (الرَّسُولُ) أَيْضًا الرِّسَالَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 16] وَلَمْ يَقُلْ: رَسُولَا رَبِّ الْعَالَمِينَ لِأَنَّ فَعُولًا وَفَعِيلًا يَسْتَوِي فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ مِثْلُ عَدُوٍّ وَصَدِيقٍ. وَ (رَسِيلُ) الرَّجُلِ الَّذِي يُرَاسِلُهُ فِي نِضَالٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَ (اسْتَرْسَلَ) الشَّعْرُ صَارَ سَبْطًا وَاسْتَرْسَلَ إِلَيْهِ انْبَسَطَ وَاسْتَأْنَسَ وَ (تَرَسَّلَ) فِي قِرَاءَتِهِ اتَّأَدَ. 
ر س ل

راسله في كذا. وبينهما مكاتبات ومراسلات، وتراسلوا، وأرسلته برسالة وبرسول، وأرسلت إليه أن افعل كذا. وأرسل الله في الأمم رسلاً. وأرسل الفحل في الإبل. وأرسل كلبه وصقره على الصيد. وأرسل يده عن يده بعد المصافحة. ووجهت إليه رسلي أرسالاً متتابعة: رسلاً بعد رسل جماعة بعد جماعة. وهو رسله في الغناء والنضال وغير ذلك. ورسله الغناء، وهذا رسيلك الذي يراسلك الغناء أي يباريك في إرساله. واسترسل الشيء إذا تسلس. واسترسل الشعر، ولا يجب غسل ما استرسل من شعر اللحية ومن الذؤابةى. وفي مشية هذه الدابة استرسال إذا لم يكن فيها سرعة. وسار سيراً رسلاً. وجمل رسل، وناقة رسلة، ورجل رسل: فيه لين واسترسال. ونوق مراسيل: رسلات القوائم، وناقة مرسال وشعر رسل: مسترسل: وهذه الطاحنة تطحن طحناً رسلاً. وعلى رسلك: على هينتك أي أرود قليلاً. كما تقول: رويدك. وجاء فلان على رسله: على تؤدته. وما بها رسل: لبن. وأرسل القوم: عاد لهم رسل. ورسلت فصلانيك سقيتها الرسل. وامرأة مراسل: مات بعلها فبينها وبين الخطاب مراسلة. وفي عنقها مرسلة، وفي أعناقهن مراسل: قلائد. وترسل في قراءته: تمهل فيها وتوقر. و" إذا أذنت فترسل " ورسل قراءته: رتّلها.

ومن المجاز: أرسل الله عليهم العذاب. وأرسله الله عن يده: خذله. وأنا أسترسل إلى فلان: أنبسط إليه. والسهام رسل المنايا. وظلنا نتراسل بالألحاظ. وتقول: القيح سوء الذكر رسيله، وسوء العاقبة زميله.

رسل


رَسَلَ(n. ac. رَسْل)
a. see IV (a)
رَسِلَ(n. ac. رَسَل
رَسَاْلَة)
a. Went along slowly, leisurely (camel).
b. Had long hair.

رَاْسَلَ
a. [acc. & Fī
or
'Ala
or
Bi], Corresponded with.... about.
b. Took part with, acted alternately with.

أَرْسَلَa. Sent, despatched; sent off; let go, let loose; sent
away, dismissed, discharged.
b. [acc. & 'Ala], Sent with full power over.
c. Made to become, to pass into ( a proverb:
saying ).
d. Had numerous flocks, had much milk.

تَرَسَّلَ
a. [Fī], Acted gently, deliberately, slowly in.

تَرَاْسَلَa. Sent one another messages; corresponded.
b. [Fī], Took part together in.
إِسْتَرْسَلَa. Hung down (hair).
b. [acc. & Min], Asked to send.
c. [Ila], Showed kindness to.
d. [Fī], Was slow, deliberate in (speech); was
verbose.
رَسْلa. Easy, gentle (pace).
b. Hanging down, loose (hair).
رَسْلَةa. Sluggishness, laziness, indolence.

رِسْل
رِسْلَةa. Gentleness; moderation; deliberateness.

رَسَل
(pl.
أَرْسَاْل)
a. Herd, drove; troop.

رَسَاْلَةa. see 23t
رِسَاْلَة
( pl.
reg. &
رَسَاْئِلُ)
a. Message; missive; epistle, letter.
b. Mission; embassy; legation.
c. Apostleship; apostolic mission.

رَسِيْل
(pl.
رُسُل
رُسَلَآءُ)
a. see 23t (a) (b).
رَسُوْل
(pl.
رُسْل
رُسُل
أَرْسُل
رُسَلَآءُ
43)
a. Messenger; envoy, emissary; delegate, deputy
representative; apostle.
b. [art.], Muhammad.
رَسُوْلِيّa. Apostolic.

رُسَلَآءُ
(pl.
مَرَاْسِيْلُ)
a. Swift, fleet.
b. Short (arrow).
c. Messenger, courier.

N. Ag.
رَاْسَلَa. Correspondent.

N. P.
أَرْسَلَa. Envoy, emissary; missionary.
b. Inspired (traditions).
مُرَاسَلَة
a. Correspondence.
(ر س ل) : (قَوْلُهُ) أَدَّى إلَى الْحَرَجِ وَانْقِطَاعِ السُّبُلِ (وَالرُّسُلِ) جَمْعُ سَبِيلٍ وَرَسُولٍ وَالنَّسْلُ (وَالرِّسْلُ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ اللَّبَنُ تَصْحِيفٌ (وَالرَّسَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْجَمَاعَةُ (وَمِنْهُ) وَكَانَ الْقَوْمُ يَأْتُونَهُ أَرْسَالًا أَيْ مُتَتَابِعِينَ جَمَاعَةً جَمَاعَةً وَالْأَمْلَاكُ (الْمُرْسَلَةُ) هِيَ الْمُطْلَقَةُ الَّتِي تَثْبُتُ بِدُونِ أَسْبَابِهَا مِنْ الْإِرْسَالِ خِلَافُ التَّقْيِيدِ وَمِنْهُ الْوَصِيَّةُ بِالْمَالِ الْمُرْسَلِ يَعْنِي الْمُطْلَقَ غَيْرَ الْمُقَيَّدِ بِصِفَةِ الثُّلُثِ أَوْ الرُّبُعِ (وَالْحَدِيثُ الْمُرْسَلُ) فِي اصْطِلَاحِ الْمُحَدِّثِينَ مَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مُتَّصِلٍ إلَى التَّابِعِيِّ فَيَقُولُ التَّابِعِيُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَمَكْحُولٌ وَالنَّخَعِيُّ وَالْحَسَنُ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ - (وَمِنْهُ) الْمَرَاسِيلُ حُجَّةٌ وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ لَهُ كَالْمَنَاكِيرِ لِلْمُنْكَرِ وَشَعْرٌ (مُسْتَرْسِلٌ) بِكَسْرِ السِّينِ أَيْ سَبْطٌ غَيْرُ جَعْدٍ وَقَوْلُهُ لَا يَجِبُ غَسْلُ مَا اسْتَرْسَلَ مِنْ اللِّحْيَةِ أَيْ تَدَلَّى وَنَزَلَ مِنْ الذَّقَنِ وَيُقَالُ عَلَى (رِسْلِكَ) أَيْ اتَّئِدْ وَمِنْهُ (تَرَسَّلَ) فِي قِرَاءَتِهِ إذَا تَمَهَّلَ فِيهَا وَتَوَقَّرَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «إذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْذِمْ» مِنْ الْحَذْمِ وَهُوَ السُّرْعَةُ وَقَطْعُ التَّطْوِيلِ وَالتَّمْطِيطِ (ارْتَسَمَ) فِي (صل) .
رسل
الرسْلُ: الذي فيه لِيْنٌ واسْتِرْسَالٌ. وناقَةٌ مِرْسَالٌ رَسْلَةُ القَوَائمِ: أي سلِسَةٌ لَدنَةُ المَفَاصِلِ. والرسْلَةُ: الطَّوِيلةُ: وكُلُّ طَوِيلٍ: رَسْلٌ. وتَكَلَّمْ على رِسْلِكَ ورِسْلَتِك: أي هِيْنَتِكَ. والرِّسْلُ: اللَّبَنُ، وفي الحَدِيث: " أعْطى من رِسْلِها ونَجْدَتِها "، وقيل: ذَوَاتُ اللبَنِ، وقيل: طِيْبُ النَّفْسِ. وأرْسَلَ القَوْمُ: صارَ لهم رِسْلٌ. ورَسَّلْتُ فُصْلاني: سَقَيْتها الرِّسْلَ. والاسْتِرْسَالُ إلى الشَّيْءِ: كالطُّمَأْنِيْنَةِ إليه.
والتَرَسلُ: من الرِّسْلِ في الأمْرِ.
والرسَلُ: القَطِيْعُ من كُلِّ شَيْءٍ، والجَميعُ أرْسَالٌ. وأرْسَلَ القَوْمُ: صاروا ذَوِي أرْسال. وجارِيَةٌ رَسَلٌ: لم تَخْتَمِرْ وهي صَغِيْرَةٌ. والرسَالَةُ: مَعْرُوْفَة، وجَمْعُها رَسَائلُ. والرسُوْلُ: جَمْعُه رُسُل. ويقولون: هي رَسُوْلُكَ وهُنَ رَسُوْلُكَ. ووَجَّهْتُ إليكَ رُسُلاً: أي أرْسالاً مُتَتَابِعَة، واحِدُها رَسَل. وامْرَأة مُرَاسِلٌ: كانَ لها زَوْجٌ فَماتَ والخُطّابُ يُرَاسِلُوْنَها. وهي - أيضاً -: الكَثِيرةُ شَعرِ الساقَيْنِ طَوِيْلَتُه.
والمُرْسَلَاتُ في القُرْآنِ: هي الخَيْلُ، وقيل: الريَاحُ.
والرّاسِلَتَانِ: هما الوابلَتَانِ في العَضُدِ. وقيل: عِرْقَانِ في الكَتِفَيْنِ. والرَّسِيْلُ: الواسِعُ. والشّيْءُ الطَّفِيْفُ أيضاً. ورَسِيْلُ الرَّجُلِ: الذي يَقِفُ مَعَه في نِضَالٍ. والتَّرْسِيْلُ والتَرْتِيْلُ: واحِدٌ؛ في حَدِيث الفُتّاكِ: لا يَكُوْنُ الفَتى مِرْسالاً؛ وهو الذي يُرْسِلُ اللقْمَةَ في الحَلْقِ. وقيل: هو الذي يُرسِلُ الغُصن من يَدِه إذا مَضى في مَوْضِعٍ شَجِيْرٍ ليُصِيْبَ صاحِبَه.
[رسل] شَعْرٌ رَسْلٌ، أي مُسْتَرْسِلٌ. وبعيرٌ رَسْلٌ، أي سَهْلُ السَيْرِ. وناقةٌ رَسْلَةٌ. وقولهم: افْعَلْ كذا وكذا على رَسْلِكَ بالكسر، أي اتئذ فيه، كما يقال: على هِينَتِكَ. ومنه الحديث: " إلاَّ مَنْ أَعطى في نَجْدتها ورِسْلِها "، يريد الشدة والرخاء. يقول: يعطى وهى سمان حسان يشتد على مالكها إخراجها، فتلك نجدتها، ويعطى في رسلها وهى مهازيل مقاربه. والرسل أيضا: اللبن. وقد أَرْسَلَ القومُ، أي صار لهم اللبنُ من مواشيهم. والرَسَلُ بالتحريك: القطيع من الإبل والغنَم. قال الراجز: أقول للذائد خوص برسل إتى أخاف النائبات بالاول والجمع الارسال. قال الرجز: يا ذائديها خوصا بأرسال ولا تذوداها ذياد الضلال ويقال: جاءت الخيل أَرْسالاً، أي قطيعاً قطيعاً. وراسَلَهُ مُراسَلَةً فهو مُراسِلٌ ورَسيلٌ. وامرأةٌ مُراسِلٌ، وهي التي يموت زوجُها أو أحسّتْ منه أنّه يريد تطليقَها، فهي تَزَيَّنُ لآخرَ وتراسله. ومنه قول جرير: يمشى هبيرة بعد مقتل شيخه مشى المراسل أوذنت بطلاق يقول: ليس يطلب بدم أبيه. وأَرْسَلْتُ فلاناً في رِسالةٍ، فهو مُرْسَلٌ ورَسولٌ، والجمع رُسْلٌ ورُسُلٌ. والمرسلات: الرياح، ويقال الملائكة. والرسول أيضا: الرسالة. وقال : ألا أبلغ أبا عمرو رسولا بأنى عن فتاحتكم غنى ومنه قول كثير: لقد كَذَبَ الواشُونَ ما بُحْتُ عندهم بِسِرٍّ ولا أرْسَلْتُهُمْ برَسولِ وقوله تعالى: {إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين} ولم يقل: رُسُلُ رَبِّ العالمين، لان فعولا وفعيلا يستوى فيها المذكَّر والمؤنَّث والواحد والجمع، مثل عدوٍّ وصديق. والمِرْسالُ: سهمٌ قصيرٌ. والمِرْسالُ: الناقةُ السهلةُ السير، وإبلٌ مَراسيلُ. ورَسيلُ الرجلِ: الذي يُراسِلُهُ في نضالٍ أو غيره وقوائم البعير رِسالٌ. واسْتَرْسَلَ الشَعْرُ، أي صار سَبْطاً. واسْتَرْسَلَ إليه، أي انبسطَ واستأنس. وتَرَسَّلَ في قراءته، أي اتأدفيها.
رسل
أصل الرِّسْلِ: الانبعاث على التّؤدة ويقال:
ناقة رِسْلَةٌ: سهلة السّير، وإبل مَرَاسِيلُ: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرَّسُولُ المنبعث، وتصوّر منه تارة الرّفق، فقيل: على رِسْلِكَ، إذا أمرته بالرّفق، وتارة الانبعاث فاشتقّ منه الرّسول، والرَّسُولُ يقال تارة للقول المتحمّل كقول الشاعر:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا
وتارة لمتحمّل القول والرِّسَالَةِ. والرَّسُولُ يقال للواحد والجمع، قال تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
[التوبة/ 128] ، وللجمع:
ُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 16] ، وقال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرّسو ل أعلمهم بنواحي الخبر 
وجمع الرّسول رُسُلٌ. ورُسُلُ الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء، فمن الملائكة قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ [التكوير/ 19] ، وقوله: إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ [هود/ 81] ، وقوله: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ [هود/ 77] ، وقال: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى [العنكبوت/ 31] ، وقال: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
[المرسلات/ 1] ، بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف/ 80] ، ومن الأنبياء قوله:
وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ
[آل عمران/ 144] ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
[المائدة/ 67] ، وقوله: وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
[الأنعام/ 48] ، فمحمول على رسله من الملائكة والإنس.
وقوله: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً
[المؤمنون/ 51] ، قيل: عني به الرّسول وصفوة أصحابه، فسمّاهم رسلا لضمّهم إليه ، كتسميتهم المهلّب وأولاده:
المهالبة. والْإِرْسَالُ يقال في الإنسان، وفي الأشياء المحبوبة، والمكروهة، وقد يكون ذلك بالتّسخير، كإرسال الريح، والمطر، نحو:
وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً
[الأنعام/ 6] ، وقد يكون ببعث من له اختيار، نحو إِرْسَالِ الرّسل، قال تعالى: وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
[الأنعام/ 61] ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ
[الشعراء/ 53] ، وقد يكون ذلك بالتّخلية، وترك المنع، نحو قوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا [مريم/ 83] ، والْإِرْسَالُ يقابل الإمساك. قال تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
[فاطر/ 2] ، والرَّسْلُ من الإبل والغنم: ما يَسْتَرْسِلُ في السّير، يقال: جاءوا أَرْسَالًا، أي:
متتابعين، والرِّسْلُ: اللّبن الكثير المتتابع الدّرّ. 
[رسل] نه فيه: إن الناس دخلوا عليه بعد موته "أرسالًا" يصلون عليه، أي أفواجًا وفرقًا متقطعة يتبع بعضهم بعضًا، جمع رسل بفتحتين. ك: هو بفتح همزة. نه ومنه ح: إني فرطكم على الحوض، وإنه سيؤتي بكم "رسلا رسلا" فترهقون عني، أي فرقًا، والرسل ما كان من الإبل والغنم من عشر إلى خمسبأدنى ملابسة. ومنه: ابغنا "رسلا". ط: فترسل" أي تمهل، يعني قطع الكلمات بعضها عن بعض. نه: كان في كلامه "ترسيل" أي ترتيل، ترسل في لامه ومشيه إذا لم يعجل. ومنه: إذا أذنت "فترسل" أي تأن ولا تعجل. وفيه: أيما مسلم "استرسل" إلى مسلم فغبنه فهو كذا، الاسترسال الاستئناس والطمأنينة على الإنسان والثقة به فيما يحدثه، وأصله السكون والثبات. ومنه ح: غبن "المسترسل" ربا. وفيه: تزوج امرأة "مراسلًا" أي ثيبا. وفي شعر كعب:
إلا العتاق النجيبات "المراسيل"
جمع مرسال وهي سريعة السير. ن: "فأرسلها" عبد الله "مرسلة" أي أطلق في روايته تعذيب الميت ببكاء أهله ولم يقيده بيهودي أو وصية ونحو ذلك كما قيده غيره. ك: "أأرسل" إليه، أي للعروج فإن أصل الرسالة كان مشهورا، وهو بفتح أولى الهمزتين. غ: "ما وعدتنا على "رسلك" أي ألسنتهم، "المرسلات" أي الرياح أرسلت كعرف الفرس. و"أنا "أرسلنا" الشياطين" أي خليناهم وإياهم. و"أرسل" معنا بني إسرائيل" أي مطلقين كصاد صيدا وأرسله. ط: خير ما "أرسلت" به، يحتمل فتح التاء للخطاب، وشر ما "أرسلت" به، ببناء المفعول لحديث: الخير كله بيديك والشر ليس إليك.
ر س ل

الرَّسَلُ القَطِيعُ من كل شيءٍ والجمع أرسأل والرَّسَل الإِبِلُ هكذا حكاه أبو عبيد من غير أن يَصِفَها بِشيءٍ قال الأعشَى

(يَسْقِي دِياراً لها قد أصْبَحَتْ غَرَضاً ... زَوْراً تَجانَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ)

والرَّسَلُ قَطِيعٌ بعد قطيعٍ ورَسَلُ الحَوْضِ الأَدْنَى ما بين عَشْرٍ إلى خَمْسٍ وعشرينَ يذكَّرُ ويؤنَّثُ وجاءوا رِسْلَةً رِسْلَةٌ أي جماعةً جماعةً والرِّسْلُ والرِّسْلَةُ الرِّفْق والتُّؤَدةُ قال صَخْرُ الغَيِّ ويَئِسَ من أصحابِه أن يَلْحَقُوا به وأحْدَقَ به أعداؤُه وأيْقَنَ بالقَتْلِ فقال

(لو أنَّ حَوْلِي من قُرَيْمٍ رَجْلا ... لَمَنَعُونِي نَجْدةً أو رِسْلا)

أي لمَنعُونِي بقِتالٍ وهي النَّجدةُ أو بغير قِتالٍ وهي الرِّسْلُ والتَّرسُّلُ كالرِّسْلِ وسَيْرٌ رَسْلٌ سَهْلٌ واسْتَرْسلَ الشيءُ سَلِسَ وناقةٌ رَسْلَةٌ سَهْلَةُ السَّيْر وجَمَلٌ رَسْلٌ كذلك وقد رَسِل رَسَلاً وَرَسَالةً وشعرُ رَسْلٌ مسْتَرسِلٌ وناقةٌ مِرْسالٌ رَسْلَة كثيرة الشَّعرِ في ساقَيْها ورجلٌ فيه رَسْلَة أي كَسَلٌ وهم في رَسْلَة من العَيْشِ أي لِينٍ والإِرسال التَّوْجِيهُ وقد أَرْسَلَ إليه والاسمُ الرِّسالةُ والرَّسالةُ والرَّسولُ والرَّسِيلُ الأخيرة عن ثعْلَبٍ وأنشد

(لقد كَذَبَ الواشونَ ما بُحْتُ عنْدُهُم ... بلَيْلَى ولا أرسَلْتُهُم بِرَسِيلِ)

وتَرَاسَل القومُ أرسل بعضُهم إلى بعضٍ والرَّسولُ الرِّسالةُ والمُرْسَلُ وقول أبي ذُؤَيبٍ

(أَلِكْنِي إليها وخَيْرُ الرَّسولِ ... أعْلَمهُم بنَواحِي الخَبَرْ)

أراد بالرَّسولِ الرُّسُلَ فوضَع الواحِدَ موضعَ الجميع كقولهم كَثُرَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ لا يريدونَ به الدِّينارَ بعَيْنِه ولا الدِّرْهمَ بعَيْنِه وإنما يريدون كثُرتِ الدَّراهمُ والدَّنانِيرُ والجمع أرْسُلٌ ورُسْلٌ ورُسَلاءُ الأخيرة عن ابن الأعرابيِّ وقد يكون للواحد والجميع والمُؤَنّثِ بلَفظٍ واحدٍ وقوله تعالى {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم} الفرقان 37 قال الزجاجُ يَدُلُّ هذا اللفظ أن قَوْمَ نُوحٍ قد كذَّبوا غير نُوح عليه السلام بقَوْلِه الرُّسُلَ ويجوز أن يُعْنَى به نُوحٌ وحده لأن من كذَّب بِنَبِيٍّ فقد كذَّب بجميعِ الأنبياءِ لأنه مُخالِفٌ للأنبياءِ لأن الأنبياءَ عليهم السلام يؤمنون باللهِ وبجميعِ رسلُه ويجوز أن يكونَ يعني به الواحدَ ويَذْكُرُ لَفْظ الجِنْسِ كقولكَ أنْتَ ممَّن يُنْفِقُ الدَّرَاهِمَ أي ممّن نَفَقَتُه من هذا الجِنْسِ وقول الهُذليِّ

(لو كان في قَلْبِي كقدرِ قلامَةٍ ... حُبّا لِغَيْرِكِ قد أَتاهَا أَرْسُلِي)

ذهب ابن جنّي إلى أنه كسَّر رسولاً على أرْسُلٍ وإن كان الرَّسُولُ مُذَكّراً وإنما هو تكْسِير المُؤنَّثِ كأتانٍ وأَتُنٍ وعَنَاقٍ وأَعْنُقٍ وعُقابٍ وأعْقُبٍ لما كان الرسول هنا إنَّما يراد به المرأةُ لأنَّها في غالبِ الأمر ممَّا يستخدمُ في هذا الباب والرَّسِيلُ المُوافِق لك في النِّضَالِ ونحوِه والمُراسِل من النِّساءِ التي تُراسِلُ الخُطَّابَ وقيل هي التي فارَقَهَا به زَوْجُها بأي وَجْهٍ كان وقيل المُراسِل التي قد أسنَّتْ وفيها بَقِيَّةُ شبابٍ والاسم الرِّسالُ وأَرْسَلَ الشيءَ أطْلَقه وأَهْملَه والمُرسَلاتُ في التنزيل الرِّياحُ وقيل الخَيْلُ وقال ثعلب الملائكةُ والمُرْسَلَةُ قِلادةٌ تَقَعُ على الصَّدْرِ والرِّسْلُ اللَّبَنُ ما كانَ وأرْسَلَ القَوْمث كَثُر رِسْلُهم والرَّسَلُ ذَواتُ اللَّبَنِ والرِّسْلانُ من الفَرَسِ أطرافُ العَضُديْن والرَّاسِلانِ الكَتِفانِ وقيل عِرقانِ فيهما وقيل الوابِلَتَان وألْقَى الكلامَ على رُسَيْلاتِه أي تهاوَنَ به والرُّسَيْلَي مقْصُورٌ دُوَيْبّةٌ وأمُّ رِسالةٍ الرَّخَمةُ
رسل
رسِلَ يَرسَل، رَسَلاً ورَسَالةً، فهو رَسْل
• رسِل الشَّعرُ: كان طويلاً مستقيمًا غير متجعد. 

أرسلَ/ أرسلَ بـ يُرسل، إرسالاً، فهو مُرسِل، والمفعول مُرسَل
• أرسلَ الشَّيءَ/ أرسلَ بالشَّيء:
1 - أخرجه، أطلقه من غير تقييد "أرسل الكلامَ/ الطَّائرَ- أرسلت شَعرها- أرسل نفسَه على سجيتها" ° أرسل الكلامَ على عواهنه: تكلَّم بما حضره من دون تفكير.
2 - بعثه، بعث به "أرسل حملةً/ تلغرافًا/ إشارة استغاثة/ خطابًا- أرسل الرئيسُ مبعوثًا خاصًّا له- {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ} " ° أرسل ساقه للرِّيح- أرسل في طلبه: استدعاه- أرسل قولَه مَثَلاً: جعله مما يتمثَّل الناسُ به- أرسله إلى العالم الآخر: قتله.
• أرسلَ اللهُ الرُّسلَ: بعثهم بشرع لتبليغه والعمل به " {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} ".
• أرسل الكلابَ على الصَّيد: سلّطها عليه "أرسل فلانًا عليه- {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ} ". 

استرسلَ/ استرسلَ في يسترسل، استرسالاً، فهو مُسترسِل، والمفعول مسترسَلٌ فيه
• استرسَل الشَّعرُ: رَسِلَ؛ كان مستقيمًا طويلاً غير متجعد.
• استرسل الحديثُ: سَلِس وتتابع وانبسط.
• استرسَل الشَّخصُ في حديثه: أطنب فيه واتَّسع وانبسط واستمرّ. 

تراسلَ/ تراسلَ في يتراسل، تراسُلاً، فهو متراسِل، والمفعول مترَاسلٌ فيه
• تراسل الشَّخصان: تبادلا المبعوثين أو الخطابات "انقطعَ التَّراسُل بينهما" ° تراسلا بالألحاظ: تبادلا النظرات.
• تراسل النَّاسُ في الغناء ونحوه: اجتمعوا عليه يبتدئ هذا ويمدُّ صوته ثم يسكت ويأخذ غيرُه في مدِّ الصوت وهكذا "لا تراسل في الأذان: لا تتابع في أدائه". 

ترسَّلَ/ ترسَّلَ في يترسَّل، ترسُّلاً، فهو مُترسِّل، والمفعول مترسَّلٌ فيه
• ترسَّل الكاتبُ: أتى بكلامه من غير سجع ولا محسِّنات.
• ترسَّل القارئُ في قراءته: حقَّقها بلا عجلة، تمهَّل فيها "ترسّل الباحث في دراسة الموضوع متوخيًا الدِّقة".
• ترسَّل في القعود: تربَّع وأرخى ثيابه على رجليه وحوله. 

راسلَ يراسل، مُراسلةً، فهو مُراسِل، والمفعول مُراسَل
• راسل فلانًا/ راسل فلانًا بالأمر/ راسل فلانًا على الأمر/ راسل فلانًا في الأمر: بعث إليه بمبعوث أو خطاب أو رسالة "راسل صديقَه على قَرْض- راسل الرئاسةَ بخطورة الموقف- راسل أخاه في المؤازرة" ° صديقٌ بالمراسلة.
• راسل فلانًا الغناءَ: تابعه فيه "راسله في عمله". 

رسَّلَ/ رسَّلَ في يُرسِّل، ترسيلاً، فهو مُرسِّل، والمفعول مُرسَّل
• رسَّل القارئُ قراءتَه/ رسَّل القارئُ في قراءتِه: تمهَّل فيها ورتَّلها دون عَجَلَةٍ. 

أَرسال [جمع]: مف رَسَل: جماعات من الناس أو الحيوانات "جاءت الخيلُ أرسالاً". 

إرسال [مفرد]:
1 - مصدر أرسلَ/ أرسلَ بـ.
2 - عملية نقل البرقية أو المكالمة أو نحوهما من جهة إلى أخرى.
3 - (رض) ضرب الكرة في لعبة التِّنس أو الكرة الطائرة في بداية الجولة.
• خطُّ الإرسال: (رض) خط تحديد لا يجب تجاوزه أو تخطِّيه أثناء استهلال ضرب الكرة كما في التِّنس أو كرة اليد.
• إرسال تليفزيونيّ/ إرسال إذاعيّ: عملية تشكيل الموجات الحاملة للإشارات المرئية والسَّمعية ثم تغذية هوائيات الإرسال بها لإذاعتها.
• انقطاع الإرسال: توقُّف البثِّ الإذاعيّ أو التليفزيونيّ.
• جهاز الإرسال: جهاز يقوم ببث الصوت (يقابله جهاز الاستقبال). 

إرساليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إرسال: بعثة.
2 - (جر) سلعة منقولة من مكان لآخر.
3 - رحلة ينظِّمها مجموعة من الأشخاص المتخصِّصين لهدف معيَّن.
4 - (دن) بعثة دينيّة تقوم بالتبشير والدّعوة للمسيحيّة "تكثر الإرساليّات التبشيريّة المسيحيّة في أفريقيا". 

تراسُل [مفرد]:
1 - مصدر تراسلَ/ تراسلَ في.
2 - (حس) استخدام الحواسيب ومعدّات اتِّصالات المعطيات لنقل الرسائل من شخص لآخر، كالبريد الإلكترونيّ أو البريد الصوتيّ أو الفاكس. 

رَسَالة [مفرد]: مصدر رسِلَ. 

رِسالة [مفرد]: ج رِسالات ورسائل:
1 - خطاب "حرَّر رسالة- بعَث برسالة مسجَّلة- رسالة مُشفَّرة" ° حَمَام رسائليّ: حمام يقوم بحمل الرسائل ويسمَّى (حمام زاجل) - رسائل ديوانيّة: مكاتبات تختصّ بتصريف شئون الدولة.
2 - كتابٌ موجز يشتمل على قليل من المسائل تكون ذات موضوع واحد "هل قرأت رسالة ابن سينا في أسباب حدوث الحروف؟ - تم نشر طبعة جديدة من رسالة الغفران لأبي العلاء المعرّيّ".
3 - وسيلة اتصال تنقل بالكلمات أو الإشارات أو بوسيلة أخرى من شخصٍ ما أو محطّة أو من مجموعة لأخرى ° الرِّسالة الإخباريّة: تقرير مطبوع يزوّد بالأخبار والمعلومات ذات الأهمية لجماعة معينة- الرِّسالة المحليّة: رسالة ترسل وتُسَلَّم من مكتب البريد نفسه- الرِّسالة المسَلْسَلَة: رسالة تبعث إلى عدّة أشخاص مع الرجاء أن يبعث كل منهم بنُسخ عنها إلى عدد معيَّن من الأشخاص- رسالة جوِّيّة: رسالة تبعث جوًّا من ورق خفيف الوزن يُطوى ليشكل ظرفًا للإرسال مقابل رسم بريدي منخفض نسبيًّا.
4 - بحث مُبتكَر يقدم للحصول على شهادة عليا وتسمى في بعض البلاد العربية أُطروحة "رسالة ماجستير/ دكتوراه".
5 - ما أُمر رُسُل الله بتبليغه "الرسالة المحمدية- {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ} ".
• الرَّسائل الإخوانيَّة: رسائل متبادلة بين الكتاب والشُّعراء تعبِّر عن مشاعرهم نثرًا ونظمًا من مدح، وهجاء، واعتذار، وعتاب. 

رَسْل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رسِلَ. 

رَسَل [مفرد]: ج أرسال (لغير المصدر):
1 - مصدر رسِلَ.
2 - جماعة من النَّاس أو الحيوانات "جاءت الإبلُ أرسالاً". 

رِسْل [مفرد]: رِفْقٌ وتُؤَدَة ° على رِسْلِك: تمهَّل، تَأنَّ ولا تــتعجَّل

رَسُول [مفرد]: ج رُسْل ورُسُل:
1 - مبعوث، شخص يحمل الرَّسائل أو ينقل رسالة شفوية أو يقوم برحلة قصيرة لتوصيل رسالة (ويستوي فيه الواحد وغيره) "كان رسولَ خير- أوفد المتمردون رسولين للتفاوض- هَمَّ رُسُل دولتنا للتفاوض".
2 - من يبعثه الله تعالى بشرع يعمل به ويبلغه "محمد رسول الله وخاتم الرسل- {مَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ الْبَلاَغُ} - {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً} ".
3 - مَلَكٌ " {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ} ".
4 - واحد من المجموعة التي تكوّنت من اثنى عشر تابعًا اختارهم السيد المسيح للتبشير بالإنجيل.
• الرَّسول: محمد صلَّى الله عليه وسلَّم " {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} " ° رسول الله: محمد صلى الله عليه وسلم. 

رَسوليّ [مفرد]: (دن) ما يصدُر من مقررات وإرشادات عن الكرسي الرَّسولي عند الكاثوليك، أي عن مقام الحَبْر الأعظم عندهم "بَرَكة/ فضيلة رسوليّة- قاصد رسوليّ: أسقف يرسله الكرسيّ الرسوليّ إلى بلد ما نائبًا عنه". 

مُراسِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من راسلَ.
2 - من يقوم بوظيفة توصيل الخطابات والنشرات بين موظفي الإدارة الواحدة "مراسل الوزارة/ المدير العام- مراسل الصحيفة الخاص- مراسل حربي".
• مراسل صحفيّ: موظف في مؤسَّسة صحفيّة أو إذاعيّة أو تلفزيونيّة مهمته جمع الأخبار والمقالات. 

مِرسال [مفرد]: ج مَراسيلُ: مبعوث، رسول "مِرسال خير- أوفد مِرسالاً للتفاوض". 

مُرسَل1 [مفرد]: ج مرسَلون (للعاقل):
1 - اسم مفعول من أرسلَ/ أرسلَ بـ ° المرسَل إليه: الشخص المرسلة إليه البضائع وغيرها.
2 - رسول، نبيّ، من يبعثه الله بشرع يعمَل به ويبلّغه " {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً} ".
• مجاز مُرسَل: (بغ) إسناد صفة أو فكرة أو عمل إلى غير صاحبه لعلاقة بين المُسند إليه وصاحب الصفة، أو هو استعمال الكلمات في غير ما وُضعت له لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقيّ.
• نثرٌ مُرسَل: (دب) خالٍ من السجع والمحسنات "نثر أحمد أمين مُرسَل، أما نثر أحمد حسن الزيات فمسجوع".
• شعرٌ مُرسَل: (دب) شعر لا يتقيد بقافية واحدة بل يعتمد على الإيقاعات الصوتيّة الطبيعيّة، وهو متحرِّر من قوالب الأوزان، فيعتمد على التفعيلة المتكَرِّرة بدلاً من البحر العروضي "يشيع الشِّعر المُرسَل بين شعراء العربية المحدثين". 

مُرسَل2 [مفرد]: ج مَراسيلُ
• حديث مُرسَل: (حد) ما سقَط من إسناده الصحابيّ كأن يقول التابعيّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يذكر الصحابيّ الذي أخذه عنه. 

مُرسِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أرسلَ/ أرسلَ بـ.
2 - (حس) عمل متكرِّر يتحكّم بالمُدخَلات والمُخرَجات التي تدخل في نظام التَّشغيل.
3 - جهاز لاسلكي محمول باليد ومشغَّل بالبطاريَّة ° مُرْسِل ومُسْتَقبِل: جهاز لاسلكيّ محمول باليد ومشغّل بالبطاريّة يسمح بالاتِّصال بين طرفين. 

مُرسَلات [جمع]: مف مُرْسَلَة
• المُرسلات:
1 - الرِّياح أو الملائكة أو الخيل " {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا. فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 77 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسون آية. 

رسل: الرَّسَل: القَطِيع من كل شيء، والجمع أَرسال. والرَّسَل: الإِبل،

هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء؛ قال الأَعشى:

يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً،

زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَل

والرَّسَل: قَطِيع بعد قَطِيع. الجوهري: الرَّسَل، بالتحريك، القَطِيع

من الإِبل والغنم؛ قال الراجز:

أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَسَل،

إِني أَخاف النائبات بالأُوَل

وقال لبيد:

وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح

والجمع الأَرْسال؛ قال الراجز:

يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال،

ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل

ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى: ما بين عشر إِلى خمس وعشرين، يذكر ويؤَنث.

والرَّسَل: قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْسَل بعد قَطِيع.

وأَرْسَلو إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً. واسْتَرْسَل إِذا

قال أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً. وجاؤوا رِسْلة رِسْلة أَي جماعة

جماعة؛ وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً، فإِذا أَوردها

جماعة قيل أَوردها عِراكاً. وفي الحديث: أَن الناس دخلوا عليه بعد موته

أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً،

واحدهم رَسَلٌ، بفتح الراء والسين. وفي حديث فيه ذكر السَّنَة: ووَقِير

كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل؛ كثير الرَّسَل يعني الذي يُرْسَل منها إِلى

المرعى كثير، أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن، فهي فَعَلٌ بمعنى

مُفْعَل أَي أَرسلها فهي مُرْسَلة؛ قال ابن الأَثير: كذا فسره ابن

قتيبة، وقد فسره العُذْري فقال: كثير الرَّسَل أَي شديد التفرق في طلب

المَرْعى، قال: وهو أَشبه لأَنه قد قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك

الهَدِيُّ، يعني الإِبل، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب

كيف تسلم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها؟ قال: والوجه ما قاله العُذْري وأَن

الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته. ابن السكيت: الرَّسَل من

الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين. وفي الحديث: إِني لكم فَرَطٌ على

الحوض وإِنه سَيُؤتي بكم رَسَلاً رَسَلاً فتُرْهَقون عني، أَي فِرَقاً.

وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً.

وراسَلَه مُراسَلة، فهو مُراسِلٌ ورَسِيل.

والرِّسْل والرِّسْلة: الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قال صخر الغَيِّ ويئس من

أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال:

لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا،

لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا

أَي لمنعوني بقتال، وهي النَّجْدة، أَو بغير قتال، وهي الرِّسْل.

والتَّرسُّل كالرِّسْل. والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد؛ قال:

وهو التحقيق بلا عَجَلة، وقيل: بعضُه على أَثر بعض. وتَرَسَّل في قراءته:

اتَّأَد فيها. وفي الحديث: كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل؛ يقال:

تَرَسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إِذا لم يَعْجَل، وهو والترسُّل سواء. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا

تَعْجَل. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الأَرض إِذا

دُفِن

(* قوله «ان الأرض إذا دفن إلخ» هكذا في الأصل وليس في هذا الحديث

ما يناسب لفظ المادة، وقد ذكره ابن الأثير في ترجمة فدد بغير هذا اللفظ)

فيها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا

خُيَلاء. وفي حديث آخر: أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ

لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها

ورِسْلها؛ يريد الشِّدَّة والرخاء، يقول: يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ

على مالكها إِخراجُها، فتلك نَجْدَتها، ويُعْطِي في رِسْلِها وهي

مَهازِيلُ مُقارِبة، قال أَبو عبيد: معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ

عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة، أَو يُعْطي ما يَهُون عليه

إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِسْله؛ وقال ابن الأَعرابي

في قوله: إِلا من أَعْطى في رِسْلها؛ أَي بطِيب نفس منه. والرِّسْلُ في

غير هذا: اللَّبَنُ؛ يقال: كثر الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن، وقد تقدم

تفسيره أَيضاً في نجد. قال ابن الأَثير: وقيل ليس للهُزال فيه معنى لأَنه

ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة على جهة التفخيم للإِبل، فجرى مجرى قولهم إِلا

من أَعْطى في سِمَنها وحسنها ووفور لبنها، قال: وهذا كله يرجع إِلى معنى

واحد فلا معنى للهُزال، لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلى

إِخراجه مما يهون عليه أَسهل، فليس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنى؛ قال

ابن الأَثير: والأَحسن، والله أَعلم، أَن يكون المراد بالنَّجْدة الشدة

والجَدْب، وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب، لأَن الرِّسْل اللبن، وإِنما يكثر

في حال الرخاء والخِصْب، فيكون المعنى أَنه يُخْرج حق الله تعالى في حال

الضيق والسعة والجَدْب والخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حقها في سنة الضيق

والجدب كان ذلك شاقّاً عليه فإِنه إَجحاف به، وإِذا أَخرج حقها في حال

الرخاء كان ذلك سهلاً عليه، ولذلك قيل في الحديث: يا رسول الله، وما نَجْدتها

ورِسْلها؟ قال: عُسْرها ويسرها، فسمى النَّجْدة عسراً والرِّسْل يسراً،

لأَن الجَدب عسر، والخِصْب يسر، فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب

والضيق وهو المراد بالنجدة، وفي حال الخِصب والسعة وهو المراد بالرسل. وقولهم:

افعلْ كذا وكذا على رِسْلك، بالكسر، أَي اتَّئدْ فيه كما يقال على

هِينتك. وفي حديث صَفِيَّة: فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: على رِسْلكما أَي

اتَّئِدا ولا تَعْجَلــا؛ يقال لمن يتأَنى ويعمل الشيء على هينته.

الليث: الرَّسْل، بفتح الراء، الذي فيه لين واسترخاء، يقال: ناقة رَسْلة

القوائم أَي سَلِسة لَيِّنة المفاصل؛ وأَنشد:

برَسْلة وُثّق ملتقاها،

موضع جُلْب الكُور من مَطاها

وسَيْرٌ رَسْلٌ: سَهْل. واسترسل الشيءُ: سَلِس. وناقة رَسْلة: سهلة

السير، وجَمَل رَسْلٌ كذلك، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة. وشعر رَسْل:

مُسْترسِل. واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً. وناقة مِرْسال: رَسْلة القوائم

كثيرة الشعر في ساقيها طويلته. والمِرْسال: الناقة السهلة السير، وإِبِل

مَراسيلُ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

أَضحت سُعادُ بأَرض، لا يُبَلِّغها

إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل

المَراسِيل: جمع مِرْسال وهي السريعة السير. ورجل فيه رَسْلة أَي كَسَل.

وهم في رَسْلة من العيش أَي لين. أَبو زيد: الرَّسْل، بسكون السين،

الطويل المسترسِل، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة؛ وقول الأَعشى:

غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال

أَي قوائم طِوال. الليث: الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس

والطمأْنينة، يقال: غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً. واستَرْسَل إِليه أَي انبسط

واستأْنس. وفي الحديث: أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَل إِلى مسلم فغَبَنه فهو كذا؛

الاسترسال: الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما

يُحَدِّثه، وأَصله السكون والثبات.

قال: والتَّرسُّل من الرِّسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر

والتَّثَبُّت، وجمع الرِّسالة الرَّسائل. قال ابن جَنْبة: التَّرسُّل في

الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً.

والترسُّل في الركوب: أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه

حتى يُغَشِّيَهما، قال: والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على

رجليه حوله.

والإِرْسال: التوجيه، وقد أَرْسَل إِليه، والاسم الرِّسالة والرَّسالة

والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد:

لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم

بلَيْلى، ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيل

والرَّسول: بمعنى الرِّسالة، يؤنث ويُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً؛

قال الشاعر:

قد أَتَتْها أَرْسُلي

ويقال: هي رَسُولك. وتَراسَل القومُ: أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض.

والرَّسول. الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر

الجُعفي:

أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً،

بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ

عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ ومثله لعباس بن مِرْداس:

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً

رَسُولاً، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها

فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة؛ ومنه قول كثيِّر:

لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم

بسِرٍّ، ولا أَرْسَلْتهم برَسُول

وفي التنزيل العزيز: إِنَّا رَسُول رب العالمين؛ ولم يقل رُسُل لأَن

فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ

وصَدِيق؛ وقول أَبي ذؤيب:

أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسو

ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر

أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار

والدرهم، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه، إِنما يريدون كثرة

الدنانير والدراهم، والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عن

ابن الأَعرابي، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ وأَنشد ابن بري

شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي:

لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة

حُبًّا لغيرك، ما أَتاها أَرْسُلي

وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن: أَشهد أَن محمداً رسول الله،

أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل.

والرَّسول: معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت

الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية

عن موسى وأَخيه: فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين؛ معناه إِنا رِسالة

رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين؛ وأَنشد هو أَو غيره:

... ما فُهْتُ عندهم

بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول

أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة؛ قال الأَزهري: وهذا قول الأَخفش. وسُمِّي

الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة. والرَّسول: اسم من أَرسلت

وكذلك الرِّسالة. ويقال: جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد

رَسَل. والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها

الحوض رَسَلاً بعد رَسَل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى.

وأَرسلت فلاناً في رِسالة، فهو مُرْسَل ورَسول. وقوله عز وجل: وقومَ نوح

لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم؛ قال الزجاج: يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن

قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح، عليه السلام، بقوله الرُّسُل، ويجوز أَن

يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء،

لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم السلام، يؤمنون بالله وبجميع

رسله، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك: أَنت ممن

يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ وقول الهذلي:

حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي

ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل، وإِن كان الرسول هنا

إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا

الباب.

والرَّسِيل: المُوافِق لك في النِّضال ونحوه. والرَّسِيل: السَّهْل؛ قال

جُبَيْهاء الأَسدي:

وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي

إِليه بَلِيجَ الوجه، لست بِباسِر

قال ابن الأَعرابي: العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي.

وقوائم البعير: رِسالٌ. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للفحل العربي

يُرْسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل؛ يقال: هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل

إِبلهم. وقد أَرْسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بمعنى

مُفْعَل، من أَرْسَل؛ قال: وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم؛

يريد، والله أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ على ذلك قوله: الر كتاب أُحْكِمَتْ

آياته؛ ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع. وحديثٌ

مُرْسَل إِذا كان غير متصل الأَسناد، وجمعه مَراسيل. والمُراسِل من النساء:

التي تُراسِل الخُطَّاب، وقيل: هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان،

مات أَو طلقها، وقيل: المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب،

والاسم الرِّسال. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج

امرأَة مُراسِلاً، يعني ثَيِّباً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: فهَلاَّ

بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وقيل: امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو

أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر؛ وأَنشد المازني

لجرير:

يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه،

مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق

يقول: ليس يطلب بدم أَبيه، قال: المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد

بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه، يقول: فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له

قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ

بالطلاق أَي أَنِسَتْ به، والله أَعلم. ويقال: جارية رُسُل إِذا كانت صغيرة

لا تَخْتَمر؛ قال عديّ بن زيد:

ولقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ،

مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن

وأَرْسَل الشيءَ: أَطلقه وأَهْمَله. وقوله عز وجل: أَلم تر أَنا أَرسلنا

الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزًّا؛ قال الزجاج في قوله أَرْسَلْنا

وجهان: أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من

القَبول منهم، قال: والوجه الثاني، وهو المختار، أَنهم أُرْسِلوا عليهم

وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالى: ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له

شيطاناً؛ ومعنى الإِرسال هنا التسليط؛ قال أَبو العباس: الفرق بين إِرسال

الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين علىأَعدائه في قوله تعالى: أَنا

أَرسلنا الشياطين على الكافرين، أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه

إِليهم أَن أَنذِروا عبادي، وإِرساله الشياطينَ على الكافرين

تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول: كان لي طائر فأَرْسَلْته أَي خليته وأَطلقته.

والمُرْسَلات، في التنزيل: الرياح، وقيل الخَيْل، وقال ثعلب: الملائكة.

والمُرْسَلة: قِلادة تقع على الصدر، وقيل: المُرْسَلة القِلادة فيها

الخَرَزُ وغيرها.

والرِّسْل: اللَّبن ما كان. وأَرْسَل القومُ فهم مُرْسلون: كَثُر

رِسْلُهم، وصار لهم اللبن من مواشيهم؛ وأَنشد ابن بري:

دعانا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ،

بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق

ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ: كثير الرِّسْل واللبن والشِّرْب؛ قال تأَبَّط

شَرًّا:ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْطَها،

طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل

مُرَسِّل: كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق، وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء

أَبداً. والرَّسَلُ: ذوات اللبن. وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري: أَنه قال

رأَيت في عام كثر فيه الرِّسْل البياضَ أَكثر من السَّواد، ثم رأَيت بعد

ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض؛ الرِّسْل: اللبن وهو

البياض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد، وأَهل البَدْو يقولون

إِذا كثر البياض قَلَّ السواد، وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض. والرِّسْلان

من الفرس: أَطراف العضدين. والراسِلان: الكَتِفان، وقيل عِرْقان فيهما،

وقيل الوابِلَتان.

وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به. والرُّسَيْلي، مقصور:

دُوَيْبَّة. وأُمُّ رِسالة: الرَّخَمة.

رسل
الرَّسَلُ، مُحَرَّكَةً: الْقَطِيعُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، ج: أَرْسَالٌ، هَكَذَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي المِصْباحِ: ويُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ تَشْبِيهاً. قلتُ: وَمِنْه الحديثُ: أنَّ النَّاسَ دَخَلُوا عليهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسالاً يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، أَي أَفْواجاً، وفِرَقاً مُتَقَطِّعَةً، يَتْلُو بعضُهم بَعْضاً. والرَّسَلُ: الإِبِلُ، هَكَذَا حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، مِن غَيْرِ أَن يَصِفَها بِشَيْءٍ، قالَ الأَعْشَى:
(يَسْقِي رِياضاً لَهَا قد أَصْبَحَتْ عُرُضاً ... زُوراً تَجانَفَ عَنْهَا القَوْدُ والرَّسَلُ)
أَو هُوَ الْقَطِيعُ مِنْهَا، ومِن الْغَنَم، كَما فِي الصِّحاحِ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: مَا بَيْنَ عَشْرٍ إِلَى خَمْسٍ وعِشْرِينَ، وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَقُولُ لِلذَّائِدِ خَوِّصْ برَسَلْ إِنِّي أَخافُ النَّائِباتِ بالأُوَلْ والجَمْعُ أَرْسَالٌ، قالَ الرَّاجِزُ: يَا ذَائِدَيْها خَوِّصَا بأَرْسَالْ وَلَا تَذُودَاها ذِيَادَ الضُّلاَّلْ أَي قَرِّبا إِبِلَكُما شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، وَلَا تَدَعاها تَزْدَحِمُ عَلى الحَوْضِ. ويُقال: جاءَتِ الخَيْلُ أَرْسَالاً، أَي قَطِيعاً قَطِيعاً، وَفِي الحديثِ، وفيهِ ذِكْرُ السَّنَةِ: ووَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسَلِ قَلَيلُ الرِّسْلِ، كَثِيرُ الرَّسَلِ، يَعْنِي الَّذِي يُرْسَلُ مِنْهَا إِلَى المَرْعَى، أَرادَ أنَّها كَثيرةُ العَدَدِ قليلةُ اللَّبَنِ، فَهِيَ فَعَلٌ بمعنَى مُفْعَل، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَذَا فَسَّرَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ، وَقد فَسَّرَهُ العُذْرِيُّ، فقالَ: كثيرُ الرَّسَلِ، أَي شديدُ التَّفَرُّقِ فِي طَلَبِ المَرْعَى، قالَ: وَهُوَ أَشْبَهُ، لأنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الحديثِ: ماتَ الْوَدِيُّ، وهَلَكَ الهَدِيُّ. يَعْنِي الإبِلَ، فَإِذا هَلَكَتِ الإِبِلُ مَعَ صَبْرِها وبَقائِها على الجَدْبِ، كَيفَ تَسْلَمُ الغَنَمُ وتَنْمِي، حَتَّى يَكْثُرَ عَدَدُها. قالَ: والوَجْهُ مَا قالَهُ العُذْرِيُّ، وأَنَّ الغَنَمَ تَتَفَرَّقُ وتَنْتَشِرُ فِي طَلَبِ المَرْعَى لِقِلَّتِهِ.والرِّسْلُ، بالكسرِ: الرِّفْقُ والتُّؤَدَةُ، يُقالُ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلى رِسْلِكَ، أَي اتَّئِدْ فِيهِ، كالرِّسْلَةِ، بالهاءِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وأَوْرَدَهُ أَيْضا صاحبُ اللِّسانِ، والتَّرَسُّلِ، أَوْرَدَهُ صاحبُ اللِّسانِ، وَفِي الحديثِ: عَلى رِسْلِكُما إِنَّها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، الرِّسْلُ: اللَّبَنُ مَا كانَ، وقَيَّدَهُ فِي التَّوْشِيحِ تَبْعاً لأَهْلِ الغريبِ، بالطَّرِيِّ، يُقال: كَثُرَ الرَّسْلُ العامَ، أَي كَثُرَ اللَّبَنُ، وقالَ أَبُو سعيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَأَيتُ فِي عامٍ كَثُرَ فيهِ الرِّسْلُ البَياضَ أَكْثَرَ مِن السَّوادِ، ثمَّ رأَيتُ بعد ذَلِك فِي عامٍ كَثُرَ)
فِيهِ التَّمْرُ السَّوادَ أكثرَ مِنَ البَياضِ. الرِّسْلُ اللَّبَنُ، وَهُوَ البَياضُ، إِذا كَثُرَ قَلَّ التَّمْرُ، وَهُوَ السَّوادُ، وأهْلُ البَدْوِ يَقُولونَ: إِذا كَثُرَ البَياضُ. واخْتُلِفَ فِي الحديثِ: هَلَكَ الفَدَّادُونَ إلاَّ مَن أَعْطَى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها، فِي رِسْلَها قَولَانِ، قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: هِيَ قليلةُ الشَّحْمِ واللَّحْمِ واللَّبَنِ، فَنَحْرُها يَهُونُ عَلَيْهِ، وبَذْلُها لَا يُشْفق مِنْهُ، وَهَذَا كقولِهم: قَالَ فُلانٌ كَذَا على رِسْلِهِ، أَي عَلى اسْتِهانَتِهِ بالقَوْلِ، فَكَأَنَّ وَجْهَ الحديثِ: إلاَّ مَن أَعْطى فِي سِمَنِها وهُزالِها، أَي فِي حالِ الضَّنِّ بهَا لِسِمَنِها، وحالِ هَوانِها عَلَيْهِ لِهُزالِها، كَمَا نقولُ: فِي المَنْشَطِ والمَكْرَهِ، والقَوْلُ الآخَرُ: ورِسْلُها: ولَبَنُها، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَدْ عَلِمْنا أنَّ الرِّسْلَ اللَّبَنُ، ولكنْ ليسَ لهُ فِي هَذَا الحديثِ مَعْنىً، وقالَ غيرُه: لَهُ فِيهِ مَعْنىً، لأَنَّهُ ذَكَرَ الرِّسْلَ بعدَ النَّجْدَةِ، عَلى جِهَةِ التَّفْخِيم لِلإِبِلِ، فَجَرَى مَجْرَى قَوْلِهم: إلاَّ مَنْ أَعْطَى فِي سِمَنِها وحُسْنِها ووُفُورِ لَبَنِها، فَهَذَا كلُّه يَرْجِعُ إِلَى مَعنىً واحدٍ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: والأَحْسِنُ أنْ يكونَ المُرادُ بالنَّجْدَةِ الشَّدَّةَ والجَدْبَ، وبالرِّسْلِ الرَّخاءَ والخِصْبَ، لأنَّ الرِّسْلَ اللَّبَنُ، وإِنَّما يكثُرُ فِي حالِ الخِصْبِ، فيكونُ المعنَى أنَّه يُخْرِجُ حَقُّ اللهِ تَعالى فِي حالِ الضَّيقِ والسَّعَةِ، وَقد مَرَّ ذَلِك فِي ن ج د، فراجِعْهُ. وأَرْسَلُوا: كَثُرَ رِسْلُهُمْ، أَي صارَ لَهُم اللَّبَنُ مِن مَواشِيهم، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ:
(دَعانا المُرْسِلُونَ إِلَى بِلادٍ ... بهَا الحُولُ المُفارِقُ والحِقاقُ)
كَرَسَّلُوا تَرْسِيلاً، مكَثُرَ لَبَنُهم وشِرْبُهُم، قالَ تَأَبَّطَ شَرَّاً: ولستُ بِراعِي ثَلَّةٍ قامَ وَسْطَهاطَويلِ العَصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسَّلِ مُرَسَّل: كَثِيرِ اللَّبَنِ، فَهُوَ كالغُرْنِيْقِ، وَهُوَ شِبْهُ الكُرْكِيِّ فِي الماءِ أَبَداً، ويُرْوَى: ولستُ بِراعِي صِرْمَةٍ كانَ عَبْلُهاطَوِيلَ الْعَصَا مئْناثَةِ السَّقْبِ مُهْبِلِ وأَرْسَلُوا: صَارُوا ذَوِي رَسَلٍ، مُحَرَّكَةً: أَي قَطائِعَ، وَفِي العُبابِ: ذَوِي أَرْسالٍ، أَي قُطْعان.
والرِّسْلُ، طَرَفُ العَضُدِ من الفَرَسِ، وهما رِسْلان. والرَّسْلُ، بِالْفَتْح: السَّهْلُ من السَّيْر، يُقالُ: سَيْرٌ رَسْلٌ، وَهُوَ أَيْضا: البَعِير السَّهْلُ السّيْرِ، وَهِي بهاءٍ، وَقد رَسِلَ، كفِرِحَ، رَسَلاً، مُحَرَّكَةً ورَسَالَةً، ككَرامَةٍ. والرَّسْلُ أَيْضا: المُتَرَسِّلُ مِن الشَّعَرِ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: المُتَرَسَّلُ، والأُولَى الصَّوابُ، وَقد رَسِلَ، كفَرِحَ، رَسَلاً، ورَسَالَةً، وَلَو قالَ بعدَ قَوْلِهِ: وَهِي بهاءٍ: والْمُتَرَسَّلُ من الشَّعَرِ، وَقد رَسِلَ فيهمَا، كفَرِحَ، إِلَى آخِرِهِ، لَكانَ أَخْصَرَ، وأَوْفَقَ لِقاعِدَتِهِ، فَتَأَمَّلْ. والرَّسْلَةُ، بِالْفَتْح: الْكَسَلُ، يُقال: رَجُلٌ فِيهِ رَسْلَةٌ، أَي كَسَلٌ. ونَاقَةٌ مِرْسَالٌ: سَهْلَةُ السَّيْرِ، مِن نُوقٍ مَرَاسِيلَ،)
وَقيل: المَرَاسِيلُ: الْخِفافُ، الَّتِي تُعْطِيكَ مَا عندَها عَفْواً، الواحدَةُ رَسْلَةٌ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهُ:
(أَمْسَتْ سُعادُ بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها ... غلاَّ العِتاقُ النَّجِيباتُ الْمَراسِيُ)
ويُقالُ: لَا يكونُ الْفَتَى مِرْسالاً: أَي مُرْسِلَ اللُّقْمَةِ فِي حَلْقِهِ، أَو مُرْسِلَ الغُصْنِ مِن يَدِهِ، إِذا مَضَى فِي مَوْضِعٍ شَجِيرٍ، لِيُصِيبَ صَاحِبَهُ، والمِرْسَال أَيْضا: سَهْمٌ صَغِيرٌ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي العُبابِ: قَصِيرٌ. وإِنَّما سُمِّيَ بهِ لِخِفَّتِهِ، ورُبَّما شُبِّهَتِ النَّاقَةُ بِهِ. والإِرْسَالُ: التَّسْلِيطُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالَى: أَنَّا أَرْسَلْنا الشَّياطِينَ عَلى الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزَّاً، أَي سُلِّطُوا عليْهم، وقُيِّضُوا لَهُم بكُفْرِهم، كَمَا قالَ تعالَ: ومَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً، وقيلَ: مَعْناهُ أَنَّا خَلَّيْنَا الشّياطِينَ وإيَّاهُمْ، فَلم نَعْصِمْهُ مِنَ الْقَبُولِ مِنْهُم، وكِلا القَوْلَيْنِ ذَكَرَهُما الزَّجَّاجُ، قَالَ: والمُخْتارُ الأَوَّلُ. وَقيل: الإِرْسالُ هُنَا: الإِطْلاقُ، والتَّخْلِيَةُ، وَبِه فَسَّرَ أَبُو العَبَّاسِ الآيةَ. والإِرْسالُ أَيْضا: الإِهْمالُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِن الإِطْلاقِ والتَّخْلِيَةِ. والإِرْسالُ، أَيْضا: التَّوْجِيهُ، وبهِ فُسِّرَ إِرْسالُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ أَنْبِياءَهُ عليهمُ السَّلامُ، كأنَّهُ وَجَّهَ إِلَيْهِم أَنْ أَنْذِرُوا عِبادِي، قالَه أَبُو العَبَّاس. والاسْمُ: الرِّسَالَةُ، بالكسرِ، والفَتْحِ، والرَّسُولُ، والرَّسِيلُ، كَصَبُورٍ، وأَمِيرٍ، الأخِيرَةُ عَن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:
(لقد كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا بُحْتُ عندَهم ... بِلَيْلَى وَلَا أَرْسَلْتُهم بِرَسِيلِ)
قلتُ: هُوَ لِكُثَيِّرٍ، ويُرْوَى: بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهم بِرَسُولِ والرَّسُولُ بمعنَى الرِّسالَةِ يُؤَنِّثُ ويُذَكَّرُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للأَسْعَرِ الجُعْفِيُّ:
(أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي عَمْرٍ ورَسُولاً ... بِأَنَِّي عَن فُتَاحَتِكُمْ غَنِيُّ) أَي عَن حُكْمِكم، ومثلُه لِعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(أَرَّ مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي خُفافاً ... رَسُولاً بَيْتُ أَهْلِك مُنْتَهاهَا)
وأنَّثَ الرَّسُولَ حيثُ كَانَ بمَعْنَى الرِّسالَةِ. والرَّسُولُ أَيْضا: الْمُرْسَلُ، وقالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ فِي قَوْلِ المُؤَذِّنِ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ: أُعْلِمُ وأُبَيِّنُ أَنَّ مُحمداً مُتابِعٌ الإخْبارَ عَن اللهِ عَزَّ جَلَّ، والرَّسُولُ مَعْناهُ فِي اللُّغَةِ: الَّذِي يُتابعُ أَخْبارَ الَّذِي بَعَثَهُ أَخْذاً مِنْ قَوْلِهم: جاءَتِ الإِبِلُ رَسْلاً، أَي مُتَابِعَةً. ج أرْسُلٌ، بِضَمِّ السِّينِ، هُوَ جَمْعُ الرَّسُولِ، عَلى أنَّهُ مُؤنَّثٌ بمعنَى الرِّسالَةِ، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي للهُذًَلِيِّ:) لَوْ كانَ فِي قَلْبِي كقَدْرِ قُلاَمَةٍ حُبَّاً لغَيْرِكَ مَا أتَاهَا أَرْسُلِي وَقَالَ الكِسائِيُّ: سمعتُ فَصِيحاً مِن الأَعْرابِ، يقولُ: جاءَتْنَا أَرْسُلُ السُّلْطَانِ، وذَهَبَ ابْنُ جِنِّيِ إِلَى أنَّهُ كَسَّرَ رَسُولاً عَلى أَرْسُل، وإنْ كانَ الرَّسُولُ هُنَا إنَّما يُرادُ بِهِ الْمَرْأَةُ، لأنَّها فِي غالِبِ الأَمْرِ مِمَّا تُسْتَخْدَمُ فِي هَذَا البابِ. ورُسُلٌ، بضَمَّتَيْن، ويُخَفِّفُ، كصَبُورٍ، وصُبُرٍ، ورُسَلاَءُ، وَهَذِه عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، ونَسَبَها الصّاغَانِيُّ للفَرَّاءِ. والرَّسُولُ: الْمُوافِقُ لَك فِي النِّضَال ونَحْوِهِن هَكَذَا مُقْتَضَى سِياقِه، وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ صاحبُ اللِّسانِ، وغيرُه: أنَّهُ مِن مَعانِي الرَّسِيلِ، كأَمِيرٍ، فتَنَبَّهْ لذَلِك. وقولُه عَزَّ وجَلَّ، فِي حِكايَةِ مُوسَى وأخِيه: فَقُولاَ: إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ، ولَمْ يَقُلْ: رُسُلُ، لأنَّ فَعُولاً وفَعِيلاً يَسْتَوِي فيهمَا المُذَكَّرُ والْمُؤَنَّثُ، والْواحِدُ والْجَمْعُ، مِثْلُ عَدُوٍّ وصَدِيقٍ، هَذَا نَصُّ الصّاغَانِيُّ فِي العُبابِ، ومثلُه فِي اللِّسانِ، قالَ شيخُنا: وليسَ فِي الآيةِ جَمْعٌ، إلاَّ أنْ يُريدَ مَا زادَ على الواحِدِ، أَو أَنَّ أَقَلَّ الجَمْعِ اثْنانِ، كَما ورَأْيُ الكُوفِيِّينَ، أَو أَنَّهُ يُفْهَم من بابٍ أولى، وَفِي النَّامُوسِ: أرادَ بالواحِدِ والجَمْعِ القليلَ والكثيرَ، وهوَ بَعِيدُ المَرامِ عَن هَذَا المَقامِ، انْتهى. قالَ شيخُنا: قد جاءَ فِي طه: إِنَّا رَسُولاَ بالتَّثْنِيَةِ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الكَشَّافِ: الرَّسُولُ يَكُونُ بِمَعْنَى المُرْسَلِ والرِّسالَةِ، فَفِي طه بِمعْنَى المُرْسَلِ، فلَمْ يَكُنْ بُدٌّ من التَّثْنِيَةِ، وَفِي آيةِ الشُّعَراءِ بمَعْنَى الرِّسالَةِ، فجازَتِ التَّسْوِيةُ فِيهِ، إِذا وُصِفَ بِهِ، بَيْنَ الواحِدِ والمُثَنَّى والجَمْعِ، كالوَصْفِ بالمَصْدَرِ، انْتهى. وَقَالَ أَبُو إسْحاقَ النَّحْوِيُّ، فِي مَعْنَى الآيةِ: إِنَّا رِسالَةُ رَبِّ العالَمِين، أَي ذَوُو رِسالَةٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ قَوْلُ الأَخْفَشِ، وسُمِّيَ الرَّسُولُ رَسُولاً، لأنَّهُ ذُو رِسالَةٍ، وأَمَّا الرَّسُولُ بمَعْنَى الرُّسُلِ، فكقَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ:
(أَلِكْنِي إليْهما وخَيْرُ الرَّسُو ... لِ أَعْلَمُهم بنَوِاحِي الخَبَرْ)
أَي خَيْرُ الرُّسُلِ. وتَرَاسَلُوا: أَرْسَلَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. والْمُراسِلُ: الْمَرْأَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْرِ فِي سَاقَيْها، الطَّوِيلَتُه، كالرَّسْلَةِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي اللِّسانِ: ناقَةٌ مِرْسالٌ: رَسْلَةُ القَوائِمِ، كثيرَةُ الشَّعْرِ فِي ساقَيْها، طَوِيلَتُه. قلتُ: فَهِيَ إِذا مِن صِفَةِ النَّاقَةِ، لَا المَرْأَةِ، فتأَمَّل ذَلِك.
والْمُراسِلُ مِنَ النِّساءِ: الَّتِي تُراسِلُ الخُطَّابَ، أَو هِيَ الَّتِي فارَقَها زَوْجُها بِأَيِّ وَجْهٍ كانَ، ماتَ أَو طَلَّقَها، أَي هِيَ الَّتِي قد أَسّنَّتْ وفيهَا بَقِيُّهُ شَبَابٍ، والاِسْمُ: الرِّسالُ بالكَسْرِ، وَفِي حديثِ أبي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مُراسِلاً، يَعْنِي ثَيِّباً، فقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: فَهَلاَّ بِكْراً تُلاَعِبُها وتُلاَعِبُكَ، أَو هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها، أَو أَحَسَّتْ مِنْهُ، أَنه يُرِيدُ الطَّلاقَ) فَتَزَيَّنُ لآخَرَ، وتُراسِلُهُ بالخُطَّابِ، وأَنْشَدَ المَازِنِيُّ لجَرِيرٍ:
(يَمْشِي هُبَيْرَةُ بَعْدَ مَقْتَلِ شَيْخِهِ ... مَشْيَ المُراسِلِ أُوذِنَتْ بِطَلاقِ)
يقولُ: لَيْسَ يطْلُبُ بدَمِ أَبِيهِ مُعَوَّدٌ ذَلِك مِثْلُ هَذِه المَرْأَةِ، الَّتِي قد بَسَأَتْ بالطَّلاقِ، أَي أَنِسَتْ بِهِ، قولُه: وفيهَا بَقِيَّةٌ مِن شَبابٍ، الأَوْلَى ذِكْرُهُ عندَ قولِه: أَسَنَّتْ، كَمَا تَقَدَّمَ، ومثلُه فِي اللِّسانِ، وغَيْرِه. والرَّاسِلاَنِ: الْكَتِفَانِ، أَو عِرْقانِ فيهمَا، وغَلِطَ مَن قالَ: عِرْقَا الْكَفَّيْنِ، إشارَةً إِلَى مَا وَقَعَ فِي نُسَخِ المُجْمَلِ لابنِ فارِسٍ: الرَّاسِلانِ عِرْقانِ فِي الكَفَّيْنِ. أَو الرَّابِلَتَانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَو الْوابِلَتَانِ. ويُقال: أَلْقَى الْكَلامَ عَلى رُسَيْلاَتِهِ، أَي تَهَاوَنَ بِهِ، تَصْغِيرُ رِسْلاتٍ، جَمْعُ رِسْلٍ. والرُّسَيْلاَءُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بالمَدِّ، والصَّوابُ: الرُّسَيْلَى، مَقْصُورٌ: دُوَيْبَةٌ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وأُمُّ رِسالَةَ، بالكسرِ: الرَّخَمَةُ، كُنْيَةٌ لَهَا. والرَّسِيلُ، كأَمِيرٍ: الْوَاسِعُ، والشَّيْءُ اللَّطِيفُ، أَيْضا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: والشَّيْءُ الطَّفِيفُ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحِيطِ. والرَّسِيلُ: الفَحْلُ العَرَبِيُّ يُرْسَلُ فِي الشَّوْلِ لِيَضْرِبَها، يُقالُ: هَذَا رَسِيلُ بَنِي فُلانٍ، أَي فَحْلُ إِبِلِهم، وَقد أَرْسَلَ بَنُو فُلانٍ رَسِيلَهُم، كأَنَّهُ فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْعِلٍ، مِن أَرْسَلَ، كَمُنْذَر ونَذِيرٍ، ومُسْمَعٍ وسَمِيع. والرَّسِيلُ: الْمُراسِلُ فِي نِضَالٍ، وغيرِه. والرَّسِيلُ: الْماءُ العَذْبُ. وقالَ الْيَزِيدِيُّ: جارِيَةٌ رُسُلٌ، بِضَمَّتَيْنِ، إِذا كانَتْ صَغِيرَةً لَا تَخْتَمِرُ، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ الْعِبادِيُّ:
(وَلَقَد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ ... مَسُّها أََلْيَنُ مِن مَس)
ويُؤْوَى: رَشَأٍ. والتَّرْسِيلُ فِي القِراءَةِ: التَّرْتِيلُ، وَهُوَ التَّحْقيقُ بِلا عَجَلَةٍ، وقيلَ: بعضُه عَلى أثَرِ بَعْضٍ، وَفِي الحَدِيثِ: كانَ فِي كَلامِهِ تَرْسِيلٌ أَي تَرْتِيلٌ. ورَسَّلْتُ فُصْلانِي، تَرْسِيلاً: سَقَّيْتُها الرِّسْلَ، أَي اللَّبَنَ. والْمُرْسَلَةُ، كمُكْرَمَةٍ: قِلادَةٌ طَوِيلَةٌ تَقَعُ عَلى الصَّدْرِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، أَي هِيَ الْقِلادَةُ فِيهَا الْخَرَزُ وغَيْرُها، قالَهُ الْيَزِيدِيُّ. والأَحادِيثُ الْمُرْسَلَةُ: الَّتِي يَرْوِيها الْمُحَدِّثُ إِلَى التَّابِعِيِّ، بأَسانِيدَ مُتَّصِلَةٍ إِلَيْهِ، ثمَّ يقولُ التَّابِعِيُّ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، ولَمْ يَذْكُرْ صَحَابِيًّا سَمِعَهُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، وتَحْقِيقُ هَذَا المَقامِ فِي كُتُبِ الأُصولِ.
واسْتَرْسَلَ: أَي قالَ: أَرْسِلِ الإِبِلِ أَرْسالاً، بفَتْحِ الهَمْزَةِ، أَي رَسَلاً بَعْدَ رَسَلٍ، والإبِلُ إِذا وَرَدَتِ الماءَ وكانتْ كَثِيرَة فإنَّ الْقَيِّمَ بهَا يُورِدُها الحَوْضَ هَكَذَا، وَلَا يُورِدُها جُمْلَةً، فَتَزْدَحِمَ عَلى الحَوْضِ، وَلَا تَرْوَى. واسْتَرْسَلَ إِلَيْهِ: انْبَسَطَ، واسْتَأْنَسَ واطْمَأَنَّ، ووَثِقَ بِهِ فِيمَا يُحَدِّثُه، وَهُوَ مَجازٌ، وأَصْلُهُ السَّكُونُ والثَّباتُ، وَمِنْه الحديثُ: أَيُّما مُسْلِمٍ اسْتَرْسَلَ إِلَى مُسْلِمٍ فَغَبَنَهُ فَهُوَ كَذَا.)
واسْتَرْسَلَ الشَّعَرُ: صارَ سَبْطاً. وتَرَسَّلَ فِي قِراءَتِهِ: اتَّأَدَ، وتَفَهَّمَ، مِن غَيْرِ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ شَدِيداً. والرِّسَالُ، ككِتَابٍ: قَوائِمُ الْبَعِيرِ، لِطُولِها واسْتِرْسَالِها، عَن أبي زَيْدٍ، وَهُوَ جَمْعُ رَسْلٍ، بالفَتْحِ، قالَ الأَعْشَى: غُوْلِيْنَ فَوْقَ عُوجٍ رِسالِ أَي قَوائِمَ طِوالٍ. والْمُرْسَلاَتُ فِي التَّنْزِيلِ: الرِّيَاحُ أُِرْسِلَتْ كَعُرْفِ الْفَرَسِ، أَو الْمَلائِكَةُ، عَن ثَعْلَبٍ، أَو الْخَيْلُ، لِكَوْنِها تُرْسَلُ، أَي تُطْلَقُ فِي الحَلْبَةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَاسَلَهُ فِي كَذَا وبَيْنَهُما مُراسَلاتٌ. والرِّسالَةُ بالكسرِ: الْمَجَلَّةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلى قَلِيلٍ من المَسائِلِ الَّتِي تكونُ مِن نَوْعٍ وَاحِدٍ، والجَمْعُ رَسائِلُ. وَهُوَ رَسِيلُه فِي الْغِناءِ، ونَحْوِهِ، ورَاسَلَهُ الْغِناءَ: بَارَاهُ فِي إِرْسالِهِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: العَرَبُ تُسَمِّي المُراسِلَ فِي الغِناءَ، ونَحْوِهِ، ورَاسَلَهُ الْغِناءَ: بَارَاهُ فِي إِرْسالِهِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: العَربُ تُسَمِّي المُراسِلَ فِي الغِناءِ، والْعَمَلِ: الْمُتالِي. والرِّسْلُ مِن القَوْلِ: اللَّيِّنُ الْخَفِيضُ، قالَ الأَعْشَى:
(فقالَ لِلْمَلْكِ سَرِّحْ منهمْ مائَةً ... رِسْلاً مِن الْقَوْلِ مَخْفُوضاً وَمَا رَفَعَا)
والْمِرْسَالُ: الرَّسُولُ شُبِّهَ بالسَّهْمِ القَصِيرِ، لِخِفَّتِهِ. وجاءُوا رِسْلَةً رِسْلَةً، أَي جَماعةً جَماعَةً.
ورَاسَلَهُ، مُرَاسَلَةً، فَهُوَ مُراسِلٌ، ورسِيلٌ. والرَّسْلُ، بالفَتْحِ: الَّذِي فيهِ لِينٌ واسْتِرْخَاءٌ، يُقالُ: ناقَةٌ رَسْلَةُ القَوائِم، أَي سَلِسَةٌ لَيِّنَةُ الْمَفاصِلِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:
(بِرَسْلَةٍ وُثِّقَ مُلْتَقاهَا ... مَوْضِعُ جِلْبِ الْكُورِ مِن مَطاهَا)
واسْتَرْسَلَ الشَّيْءُ: سَلِسَ. والاسْتِرْسَالُ: التَّأَنِّي فِي مِشْيَةِ الدَّابَّةِ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الرَّسْلُ: الطَّوِيلُ المُسْتَرْسِلُ، وَقد رَسِلَ، كفَرِحَ، رَسَلاً ورَسالَةً. والتَّرَسُّلُ فِي الأُمُرِ: التَّمَهُّلُ، والتَّوَقُّرُ، وَفِي الرُّكُوبِ: أَنْ يَبْسُطَ رِجْلَيْهِ عَلى الدَّابَّةِ حَتَّى يُرْخِيَ ثِيابَهُ عَلى رِجْلَيْهِ، وَفِي القُعُودِ: أَنْ يَتَرَبَّعَ ويُرْخِيَ ثِيابَهُ عَلى رِجْلَيْهِ حَوْلَهُ. والرَّسِيلُ: السَّهْلُ، قالَ جُبَيْهاءُ الأَسَدِيُّ:
(وقُمْتُ رَسِيلاً بِالَّذِي جاءَ يَبْتَغِي ... إِلَيْهِ بَلِيجَ الوَجْهِ لستُ بِباسِرِ)
والرَّسْلُ، مُحَرَّكَةٌ: ذَواتُ اللَّبَنِ. وأَرْسَلَهُ عَنْ يَدِهِ: خَذَلَهُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَكَذَا قولُهم: السِّهامُ رُسُلُ الْمَنايَا. ومَسْعُودُ بنُ مَنْصُورِ بنِ مُرْسَلٍ الأُوْشِيُّ، كمُكْرَم، ذكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ. وبَنُو رَسُولٍ: مُلُوكُ اليَمَنِ مِن آلِ غَسَّانَ، لأَنَّ جَدَّهم كانَ رَسُولاً مِن الخليفَةِ المُسْتَعْصِمِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
(رسل)
الْبَعِير رسلًا ورسالة كَانَ رسلًا وَالشعر رسلًا كَانَ طَويلا مسترسلا
باب السين والراء واللام معهما ر س ل، س ر ل يستعملان فقط

رسل: الرَّسْلُ: الذي فيه استرسال ولين. وناقة رَسْلةُ القوائم أي سَلِسَةٌ لَيِّنَةُ المَفاصِل: [وأنشد:

برَسْلَةٍ وثِّقَ مُلْتَقاها ... مَوضعَ جُلبِ الكُورِ من مَطَاها]

والرَّسَلُ: جماعاتُ الإِبِل. والرَّسَلُ: القَطيع من كلِّ شيءٍ، وجمعه إرسال، قال:

[و] رسلا وارِدةً بعدَ رَسَلْ

والرَّسَلُ يُذَكَّر ويؤنَّث. والرِّسلُ: الهَيْئةُ والسُّكُون، يقال: تَكَلَّمْ على رِسْلِكَ. والرِّسلُ: اللَّبَنُ. والاستِرسالُ إلى شيءٍ كالاستِئناس والطُّمَأْنينة، [يقال: غَبن المُسْتَرسِلِ إليك رِباً] . والتَّرسُّلُ في الأمر والمنطق كالتمهل والتَّوَقُّرِ والتَثَبُّت. والرّسولُ بمعنى الرِّسالةِ [يُؤنَّث ويذَكَّر، فمن أنَّثَ جمعه أرسُلاً، وقال:

قد أَتَتها أَرْسُلي]

والرُّسُل جمع الرَّسُولِ، وفي لغةٍ: هي رسولٌ وهُنَّ رَسُولٌ. والرسائل جمع الرسالة. وامرأةٌ مراسِلٌ: كانَ لها زَوْجٌ والخطاب يراسلونها الخطبة، وقال:

وقالوا تَزَوَّجْ ذات مالٍ مراسلاً ... فقلتُ عليكم بالجِوارِ الصَّعالِكِ

وناقةٌ مِرْسالْ: وهي الرَّسْلةُ القَوائمِ، الكثيرةُ شَعْرِ الساقَينِ، الطويلةُ.

سرل: السراويل عربت، وتجمع سراويلات. وسَرْوَلْتُه: أَلبَستُه إِيّاه فتَسَرْوَلَ. والعرب [تقول] : سِرْوال.
رسل: رَسَّل (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة spistola وهي تعني كتب رسائل رسمية بكلام مرسل من غير سجع أو بقليل من السجع حسب التعريف الذي نجده في المقدمة (3: 324). غير أنها تعني أيضاً: كتب رسائل رسمية بكلام مسجوع، انظر (عباد 1: 6 رقم 23، معجم البيان، حيان ص35 ق، تاريخ البربر 1: 429، 445، 540)، ومن هذا: الترسيل وهو ملكة كتابة هذه الرسائل (تاريخ البربر 1: 420). أرسل: بعث، يبحث. ويقال: أرسل عن فلان (انظر رسالة إلى فليشر ص38 حول استعمال أرسل عن). وفي حيّان - بسام (1: 10و): وكان قد بادَرَ في الإرسال عن جماعة من وزرائه (ص30 ق).
وأرسل الصائد: أثار الحيوانات المتوحشة التي لونها الشقرة أو الصحرة كالظباء والأيائل والأسود من مكمنها (معجم الطرائف).
تَرسَّل: تبادل الرُسُل، تبادل السفراء (المقري 1: 511).
تَرسَّل: تدل على نفس معنى رَسَّل الذي ذكرته من قبل (فوك، عباد 1: 7 رقم 23، الفخري ص388، ميرسخ ص6)، وفي النويري (أفريقية ص30 و): تعلَّم الخطَّ والترسَّل.
تراسل القوم: أرسل بعضهم إلى بعض رسائل (بوشر، فوك في مادة epistola) .
استرسل، مسترسلاً: متهاوناً، متغافلاً (المقري 2: 417).
استرسل: انهمك، انبسط. ففي المقري (2: 800): قد استرسل في اللَّذات وركن إلى الراحات، وانظر (2: 832). وفي المقدمة (2: 260): الانهماك في الشهوات واسترسال فيها. وفي كتاب الخطيب (ص18 ق): يسترسل في إطلاق عنان النادرة الحارَّة في مجالس حُكْمِه.
استرسل على وفي: ثابر على، استمر في، تمادى في، واظب على (فوك).
استرسل: أصيب بالزحار، تزحّر. ففي معجم المنصوري: خراطة هو ما ينجرد من المِعَي عند الاسترسال.
رَسْب ورُسْل ورُسُل (فوك) تجمع على أَرْسال ورُسُول: رَسُول، سفير (رسالة إلى السيد فلايشر ص73 - 74).
رَسْلَة: رويداً رويداً، بتأنٍّ (فوك).
رَسُول: حواري، مبشر (بوشر).
َسُول: ضابط مكلف بتنفيذ أحكام القضاء. ويوجد أيضاً ضباط تابعون له ملحقون بالمدرسة (مملوك 2، 1: 270).
رسول محكمة: مُرْسل المحكمة (ضابط) (بوشر).
رَسِيل: زميل، رفيق (بيان 2: 270).
رِسالة: هدية ترسل إلى شخص. ففي رياض النفوس (ص57 ق): أتبيعني هاتين السمكتين؟ لا حتى ولو دفعت فيهما ديناراً لأنهما معي رسالة، لمن؟ لأبي هارون الأندلسي.
وتستعمل كلمة رسول بمعنى الضابط المكلف بتنفيذ أحكام القضاء، ففي حكاية باسم الحداد (ص68): فقال القاضي صنعتك حدَّاد ومن أين لك الرسالة، فقال له: من أمس عبرت للرسالة.
رَسِيلة: خادمة؟ أمة؟ (ألف ليلة برسل 11: 376).
رَسُولي: نسبة إلى رسول بمعنى حواري (بوشر).
رَسُولِيَّة: رسالة، مهمة رسول أو حواري (بوشر). حمام رَسَائلي: حمام زاجل، حمام يقول بحمل الرسائل (مملوك 2، 2: 116).
رُسَّال، وتجمع على رَساسيل: هي في إسبانيا غديدة في طرف الجفن، بثرة صغيرة تتكون على طرف الجفن، شحاذ العين، جلجل (ألكالا)، وقد ترجمها إلى اللاتينية ب nuça وجمعها racicil غير أن الصواب ruçal وهي تحريف الكلمة الإسبانية orzuclo.
إِرْسالِيَّة: إرسال، بعث، رسالة (بوشر).
مُرْسَل، الكلام المرسل: نثر حر لا يتقيد بسجع (المقدمة 3: 322، ابن جبير ص2، المقري 3: 436، دي سلان المقدمة 1 ص38).
والحائط المرسل في صناعة البناء: هو الحائط الطويل المنفرد بنفسه كحائط السور ونحوه (محيط المحيط).
مَرْسل، ويجمع على مَراسيل: رسائل، ففي ترجمة ابن خلدون بقلمه (ص211 ق): إنشاء مخاطباته ومراسله.
مرسل عِوَض، في مصطلح التجارة: مسترد، ما يرسل عوضاً عن غيره من البيع (بوشر).
مُرْسَلَة: بيع بالجملة، بيع صُبرة (معجم الإدريسي).
مِرْسال: رسول، ساعٍ، مُرسل، وكيل، مبعوث (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 631). وفي معجم بوشر: والمرسال خالص الأجرة أي والعمولة مدفوعة.
مَرْسُول: رسول، مُرسل، سفير (ألكالا).
مَرْسُول: رَسُول، حواريّ (تقويم قرطبة ص66).
مُراسلة: يقال على ما لا يقع دفعة واحدة بل شيئاً بعد شيء (محيط المحيط).

صوب

صوب
الصَّوَابُ يقال على وجهين: أحدهما: باعتبار الشيء في نفسه، فيقال: هذا صَوَابٌ: إذا كان في نفسه محمودا ومرضيّا، بحسب مقتضى العقل والشّرع، نحو قولك: تَحَرِّي العدلِ صَوَابٌ، والكَرَمُ صَوَابٌ. والثاني: يقال باعتبار القاصد إذا أدرك المقصود بحسب ما يقصده، فيقال: أَصَابَ كذا، أي: وجد ما طلب، كقولك: أَصَابَهُ السّهمُ، وذلك على أضرب:
الأوّل: أن يقصد ما يحسن قصده فيفعله، وذلك هو الصَّوَابُ التّامُّ المحمودُ به الإنسان.
والثاني: أن يقصد ما يحسن فعله، فيتأتّى منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنّه صَوَابٌ، وذلك هو المراد بقوله عليه السلام: «كلّ مجتهد مُصِيبٌ» ، وروي «المجتهد مُصِيبٌ وإن أخطأ فهذا له أجر» كما روي: «من اجتهد فَأَصَابَ فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر» .
والثالث: أن يقصد صَوَاباً، فيتأتّى منه خطأ لعارض من خارج، نحو من يقصد رمي صيد، فَأَصَابَ إنسانا، فهذا معذور.
والرّابع: أن يقصد ما يقبح فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يقصده، فيقال: أخطأ في قصده، وأَصَابَ الذي قصده، أي: وجده، والصَّوْبُ:
الإِصَابَةُ: يقال: صَابَهُ وأَصَابَهُ، وجُعِلَ الصَّوْبُ لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع، وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ [المؤمنون/ 18] ، قال الشاعر:
فسقى ديارك غير مفسدها صَوْبُ الرّبيعِ ودِيمَةٌ تهمي
والصَّيِّبُ: السّحابُ المختصّ بالصَّوْبِ، وهو فيعل من: صَابَ يَصُوبُ. قال الشاعر: 286-
فكأنما صَابَتْ عليه سحابة
وقوله: أَوْ كَصَيِّبٍ
[البقرة/ 19] ، قيل:
هو السّحاب، وقيل: هو المطر، وتسميته به كتسميته بالسّحاب، وأَصَابَ السّهمَ: إذا وصل إلى المرمى بالصَّوَابِ، والمُصِيبَةُ أصلها في الرّمية، ثم اختصّت بالنّائبة نحو: أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها
[آل عمران/ 165] ، فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
[النساء/ 62] ، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ
[آل عمران/ 166] ، وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى/ 30] ، وأصاب: جاء في الخير والشّرّ. قال تعالى:
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ
[التوبة/ 50] ، وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ [النساء/ 73] ، فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ
[النور/ 43] ، فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ [الروم/ 48] ، قال:
الإِصَابَةُ في الخير اعتبارا بالصَّوْبِ، أي:
بالمطر، وفي الشّرّ اعتبارا بِإِصَابَةِ السّهمِ، وكلاهما يرجعان إلى أصل.
(صوب) - في حديث الفجر: "وصَوَّب يَدَه".
: أي خَفَضَها. وصَوَّب رأسَه: نكَّسَه.
صوب: {كصيب}: مطر، من صاب إذا نزل من السماء. {مصيبة}: مكروه يحل بالإنسان، هذا -والله أعلم- أصلها إن كانت عربية، وإن كانت غير عربية فلا يدخلها الاشتقاق الذي يدخل في ألفاظ العرب إلا إن اشتقت منها العرب.
(صوب) السهْم وَجهه وسدده وَالْفرس وَنَحْوه أرْسلهُ يجْرِي إِلَى غَايَة فِي السباق وَقَوله أَو فعله عده صَوَابا وَالْخَطَأ صَححهُ وَفُلَانًا قَالَ لَهُ أصبت وَمِنْه (إِن أَخْطَأت فخطئني وَإِن أصبت فصوبني) وَالشَّيْء خفضه وأماله وَالطَّعَام أَو الْحبّ جعله صبرَة أَي كومة
(ص و ب) : (الْإِصَابَةُ) الْإِدْرَاكُ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إشَارَةٌ إلَى حَدِيثِ الْإِفْكِ وَهُوَ مَشْهُورٌ (وَقَوْلُهَا) «كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُصِيبُ مِنِّي» كِنَايَةٌ عَنْ التَّقْبِيلِ (وَفِي) حَدِيثِ «حَنْظَلَةَ قَالَتْ زَوْجَتُهُ إنَّهُ أَصَابَ مِنِّي» أَيْ جَامَعَنِي (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْبَيَاضِيِّ كُنْتُ رَجُلًا أُصِيبُ مِنْ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي أَيْ أُجَامِعُ كَثِيرًا (وَصَوَّبَ) رَأْسَهُ خَفَضَهُ وَصَوَّبَ الْإِنَاءَ أَمَالَهُ إلَى أَسْفَلَ لِيَجْرِيَ مَا فِيهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْإِنْسَانُ لَا يَجْعَلُ تَصْوِيبَ سَطْحِهِ إلَى الْمِيزَابِ إلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ حَقُّ التَّسْيِيلِ أَرَادَ تَسَفُّلَهُ وَانْحِطَاطَهُ لِسَيَلَانِ الْمَاءِ (وَرَأْيٌ صَيِّبٌ) أَيْ صَائِبٌ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ.

صوب


صَابَ (و)(n. ac. صَوْبمَصَاب [] )
a. Poured down, descended, fell; was poured out.
b. Poured out.
c. Inundated, deluged.
d.(n. ac. صَوْب
صَيْبُوْبَة), Hit the mark (arrow).
صَوَّبَa. Approved of, commended.
b. Depressed, lowered, bent down.
c. [ coll. ], Pointed, levelled (
cannon ).
d. Started, let go (horse).
أَصْوَبَa. see I (d)b. Attained, reached; obtained.
c. [Fī], Was right in.
d. [acc. & Bi], Hit in.
e. Befell, smote (misfortune).
تَصَوَّبَa. Let himself down; was lowered, let down.

إِنْصَوَبَa. see I (a)
إِسْتَصْوَبَ
(a. ا
or
و ), Approved of.
صَوْبa. Downpour, rain.
b. Side.
c. Direction; course, tendency.
d. Right; uprightness.

صَابa. Colocynth.

صَابَة []
a. Misfortune.
b. Weakness, feebleness; imbecility.

صُوْبَة []
a. Heap.

مِصْوَب []
a. Ladle.

صَائِب []
a. Well-aimed (arrow).
b. Right; correct.

صَوَابa. Right; correct; true.
b. Upright, honest.
c. Judgment, understanding.

صَوابِيّ []
a. Correct, right.

صَيِّبa. Rain; rain-cloud.

مُصِيْب
a. see 21
مُصَاب مُصِيْبَة (pl.
مَصَائِب)
a. Misfortune; accident.

إِصَابَة
a. Hitting; good stroke.
b. Sagacity.

صَُوْبَج
P.
a. Rolling-pin.
ص و ب: (الصَّوْبُ) نُزُولُ الْمَطَرِ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (الصَّيِّبُ) السَّحَابُ ذُو الصَّوْبِ. وَ (صَابَهُ) الْمَطَرُ أَيْ مُطِرَ. وَ (صَابَ) السَّهْمُ مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ فِي (أَصَابَ) وَفِي الْمَثَلِ: مَعَ الْخَوَاطِئِ سَهْمٌ (صَائِبٌ) . وَ (الصَّوْبُ) لُغَةٌ فِي الصَّوَابِ، وَ (الصَّوَابُ) ضِدُّ الْخَطَإِ. وَ (الْمُصَابُ) مَفْعُولٌ مِنْ (أَصَابَتْهُ) مُصِيبَةٌ. وَ (الْمُصَابُ) أَيْضًا الْإِصَابَةُ. وَرَجُلٌ (مُصَابٌ) أَيْ بِهِ طَرَفُ جُنُونٍ. وَ (صَوَّبَهُ) قَالَ لَهُ: (أَصَبْتَ) . وَ (اسْتَصْوَبَ) فِعْلَهُ وَ (اسْتَصَابَ) فِعْلَهُ بِمَعْنًى. وَ (الْمُصِيبَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَصَائِبِ) وَأَجْمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى هَمْزِ الْمَصَائِبِ وَأَصْلُهَا الْوَاوُ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (مَصَاوِبَ) وَهُوَ الْأَصْلُ. وَ (الْمَصُوبَةُ) بِوَزْنِ الْمَثُوبَةِ لُغَةٌ فِي الْمُصِيبَةِ. وَ (الصَّابُ) بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ عُصَارَةُ شَجَرٍ مُرٍّ. 
ص و ب

صاب المطر بمكان كذا، وصاب أرضهم يصوبها، كقولك: مطرها وجادها وغاثها، وهو مصاب الودق، وشمت مصاوب المطر. قال الطرماح:

إني امرؤ لك لا لغيرك ما أني ... منكم أشيم مصاوب الأمطار

وسقاهم صوب السماء وصيبها، وسحاب صيب، وغيث صيب. وأصابتهم مصيبة ومصاب ومصيبات ومصائب. وهو مصاب ببصره وعقله. وفي عقله صابة: لوثة. وسهم صائب ومصيب، وصاب السهم نحو الرمية، وهو يصوب نحوه. ورمى فأصاب. وصوب الإناء. وصوب رأسه وتصوب: تسفل. وسحاب منصوب: مسف. قال النابغة:

عفا آيه ريح الجنوب مع الصبا ... وأسحم دان مزنه متصوب

وقال أبو النجم:

تصوب الحسن عليها وارتقى

أي كل موضع منها حسن. ودخلت عليه فإذا الدنانير صوبة بين يديه أي مهيلة. وعنده صوبة من طعام: صبرة. وصوب الطعام: صبره.

ومن المجاز: أصاب في رأيه، ورأى مصيب وصائب، وأصاب الصواب، وصوبت رأيه، واستصوب قوله واستصابه. ويقال: إن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني. وأصاب الله تعالى بك خيراً: أراده " رخاء حيث أصاب ".
[صوب] الصَوْبُ: نزول المطر. والصيب: السحاب دون الصوب. وصاب، أي نزل. قال الشاعر : فلست لا نسى ولكنْ لملأكٍ * تنزَّل من جوِّ السماء يَصوبُ والتَصَوُّبُ مِثله. وصَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه في الجَرْيِ. وقال امرؤ القيس: فصوبته كأنه صوب غبية * على الامعز الضاحى إذا سيط أحضرا ويقال صابَه المطر، أي مُطِرَ. وصاب السهمُ يَصوبُ صَيْبوبَةً، أي قَصَد ولم يَجُرْ. وصابَ السهمُ القِرطاسَ يَصيبُهُ صَيْباً، لغةٌ في أصابه. وفي المثل: " مع الخواطئ سهمٌ صائب ". وقولهم: دعْني وعليَّ خَطَئِي وصَوْبي، أي صوابي. قال الشاعر : دعيني إنّما خَطئي وصَوْبي * عليَّ وإنَّ ما أهلكْتُ مالُ قوله مالَ بالرفع، أي وإنّ الذي أهلكتُ إنما هو مالٌ. وأصابَه، أي وجده. وأصابته مصيبة، أي أخذته، فهو مُصاب. والمُصابُ: قصب السكر. وأصاب في قوله: وأصاب القرطاس. والمصاب: الاصابة. وقال الشاعر : أسليم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم ورجل مُصابٌ وفي عقله صابَةٌ، أي فيه طَرَفٌ من الجنون. والصواب: نقيض الخطأ. وصَوّبه، أي قال له أصبتَ. واستصوب فِعْلَهُ واستصاب فِعْلَه، بمعنىً. وصوَّب رأسَه، أي خفضه. قال ابن السكيت: وأهل الفَلْج يسمُّون الجَرينَ: الصُوبة، وهو موضع التَمْرِ. وتقول: دخلت على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أي مَهيلَةٌ. والمصيبة: واحدة المصائب. والمَصوبة بضم الصاد مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز المصائب وأصله الواو، كأنهم شبهوا الاصلى بالزائد. ويجمع أيضا على مصاوب وهو الاصل. وقوم صياب، أي خيار. وقال : من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صُيَّابِ قال الفراء: هو في صُيَّابَة قومِه، وصُوَّابَة قومه، أي في صميم قومه. والصيابة: الخيار من كل شئ. قال ذو الرمة: ومستشحجات بالفراق كأنها * مثاكيل من صيابة النوب نوح والصاب: عصارة شجرٍ مُرٍّ . قال الهذَلي : إنّي أرقتُ فبِتُّ الليل مشتَجِرا * كأنّ عينى فيها الصاب مذبوح
[صوب] من قطع سدرة "صوب" الله رأسه في النار، أي نكسه، قال أبو داود: معناه من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثًا وظلمًا بغير حق يكون له فيها. ومنه: و"صوب" يده، أي خفضها. وفيه: من يرد الله به خيرًا "يصب" منه، أي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، ومصيبة ومصوبة ومصابة والجمع مصائب ومصاوب، وهو الأمر المكروه، يقال: أصاب الإنسان من المال وغيره، أي تناول منه وأخذ. ط: يصب - بكسر صاد وفتحها وهو أحسن للأدب، أي يبتليه بالمصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته. ك: يصب - بصيغة مجهول وضمير نائبه لمن، وضمير منه لله، أي يصير مصابًا بحكم الله، أو نائبه الجار والمجرور وضمير منه لمن. نه: ومنه: "يصيبون" ما "أصاب" الناس، أي ينالون ما نالوا. وح: كان "يصيب" من رأس بعض نسائه وهو صائم، أي يبل. وفي ح أبي وائل: كان يسأل عن التفسير فيقول: "أصاب" الله الذي أراد، يعني أراد الله الذي أراد، وأصله من الصواب ضد الخطأ، يقال: أصاب في قوله وفعله،ما من رجل "يصاب" بشيء إلا رفعه درجة. أي يجني عليه أحد بجراحة فعفي عنه طلبًا لرضا مولاه. وح: إنكم منون أي على الأعداء "مصيبون"، أي الغنائم ويفتح لكم البلاد. ك: حديث عهد بجاهلية و"مصيبة" بنحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم، وأجبرهم من الجبر ضد الكسر، من الجائزة أي العطية. وفي ح وفاة أبي عمير صاحب النغير: "أصاب" منها، أي جامعها، وأرادت أم سليم بأسكن سكون الموت فظن أبو طلحة سكون الشفاء، واروا الصبي أي ادفنوه؛ وفيه منقبة لها من عظيم صبرها وجزالة عقلها في إخفاء موته ليبيت مستريحًا، وقد جاء ببركة دعائه من أولاد عبد الله عشرة علماء صلحاء، وهو أخو أنس لأمه؛ وأعرستم يجئ في ع.
صوب: صاب: أصاب، أدرك. ففي العبدري (ص54 و): ورأيت قرب الكعبة رجلاً يبحث عن شيء ليتمسك به ويصعد فصاب ساق امرأَةٍ فقبض عليه من أعلاه (المقدمة 3: 432).
صَوَّب (بالتشديد): توجَّه، قصد. ففي العبدري (ص74 ق): وخرج (الركبُ) من مضيق يعرف بنقب علي مصوِّباً إلى الدهناء. وفيه وصوَّب الأكثر إلى مصر.
صَوَّب: سدَّد السهم (محيط المحيط، ألكالا) وفي المقري (3: 37): صوّب نحو هذا المقصد سَهْمه.
صَوَّب: صَحّح (فوك)، قَوّم، عدَّل، أعاد الشيء إلى حالته الصحيحة (ألكالا).
صَوَّب: الفرس: أجبره أن يسير في الطريق الذي انحرف عنه (ابن بطوطة 2: 361).
صَوَّب على فلان: رفع سيفه عليه ليضربه به. ففي ألف ليلة (1: 51): ثم انى اخذت سيفي وجرّدته في كفيّ وصوبت عليها لأقتلها.
صَاوَب. صاوبه: غالبه في الصواب (محيط المحيط).
أصاب: أتى بالصواب، لم يخطئ، وهو ضد أخطأ (ابن جبير ص301) وفي رياض النفوس (ص63 و): هل أفعل هذا؟ فقال: أصبْتَ.
أصاب: صار صواباً (ابن بدرون ص201).
أصاب: قال قولاً بيناً (بوشر).
أصاب: أدرك، حصل على ثروة (ألف ليلة 1: 758).
أصاب: استولى على، استحوذ على. ففي حّيان (ص70 و): أصاب اموالهم. وفي تاريخ البربر (1: 639): أصاب من الجباية أي استحوذ على قسم من الضرائب. ويحذف منه المفعول به غالباً (البلاذري ص227، تاريخ البربر 2: 429، ابن الأغلب ص52).
أصاب فلاناً: فعل به (معجم بدرون).
أصابه بالعين: فتنه وخلبه، ورماه بعين لامَّة. (محيط المحيط، فوك، ألف ليلة 1: 90).
وفي حيَّان - بسّام (1: 23 و): شديد الإصابة بالعين.
أصاب: استحق القسمة (كليلة ودمنة ص83، ألف ليلة 1: 134).
أصاب: حصد. ففي النويري (أفريقية ص18 و): أمر أن يجعل (صاحب الخراج) على كل زوج يحرث ثمانية دنانير أصاب أم لم يُصِبْ. وانظر أماري (ص443).
أصاب: أرتكب، أقترف. يقال مثلاً: أصاب جناية (المقدمة 1: 238) وأصاب دماً (فريتاج في مادة دَمّ، تاريخ البربر 1: 528، 568، 659، 2: 237).
أصاب منه حَدَاً: أقام عليه الحدَّ (أخبار ص121).
أصاب: ذاق، تذوق، استحسن (كوسج طرائف ص147).
أُصِيبَ عسكره: اندحر عسكره وهزم (ابن خلدون 4: 2 ق).
أُصِيبَ به: أصيب بموته: فُجِع بموته. ففي رياض النفوس (ص44 ق): ولما سئل لماذا لم يحضر منذ عدة أيام أعْلَمَهم أن حماره الذي كان يتصرّف عليه أصيب به. فاشترى له كل واحد منهم حماراً بحيث كان على بابه في الغد أربعون حماراً.
أصابني الجوع: جعتُ (رياض النفوس ص57 ق).
أصابه بَوْلٌ: أحْصِر بوله واحتاج أن يبول. ففي رياض النفوس (ص70 و): فلعَّل أحدٌ يصيبه بول أو غير ذلك فلا يدري أين يذهب فيَصِل إليه الضرر. وفيه (ص88 و): دخلتُ يوما على ربيع القطّان أزوره فأصابني بول فقمتُ إلى مرحاضه.
تصَوَّب: تصلَّح، تصحَّح (فوك).
تصَوَّب: تصلّب، توتر (ألكالا).
تصوَّب: هطل المطر (بوشر بربرية).
انصاب: أُصيب (ألف ليلة برسل 2: 253) ويقال انصاب في أو ب، مثلا: انصاب في الطاعون، وانصاب بالعين (بوشر) وكسر جناحه (بوشر).
صاب: قثاء بري، وفي المستعيني: قثاء الحمير. غير أن ابن البيطار (2: 120) يقول: ولم يصح ثم أضاف: وقال بعض علمائنا أظنّه اليتوع لقول أبن حنيفة عن أبي عبيدة ألخ.
صَوْب. أرده صوبَ بلاده: أرده الطريق الذي يوصل إلى بلاده. (دي سلان البكري ص15).
إلى صوب: إلى جهة (ابن بطوطة 4: 305، 306، ألف ليلة، 1: 513، 2: 23، 334) مِنْ صوب مضافاً: من جهة، من جانب. (ألف ليلة 1: 480).
من هذا الصوب: من هذا الجانب (بوشر).
هذاك الصوب: الجانب الآخر، يقال مثلاً: هذاك الصوب من النهر، أي الجانب الآخر من النهر (بوشر).
صابه: ممر من جانب إلى آخر (فوك).
صابَة: عامية إصابة (المقدمة 3: 377) وقد ترجمها دي سلان بما معناه: لُقْيَة، لُقطة.
صابَة: تصحيف إصابة (انظر إصابة): حصاد (مارتن ص171).
صُوِبية: نوع من الشراب. (لين عادات 2: 25، بركهارت بلاد العرب 1: 213).
صَوَاب. الصواب انه: هذا فيما يخص، هذا في معرض، بصَدَد (بوشر).
صَوَاب: هذا هو الصواب: هذا هو الصحيح! هذا هو المعقول! (بوشر).
صَوَاب، غاب عن صوابه أو غاب عن الصواب: غاب عقله ورشده، وذلك في الكلام عن المريض أو السكران (ألف ليلة برسل 3: 261، 309) وتقول العامة: غاب صوابه أي عقله ورشده (محيط المحيط).
صَوَاب: والعامة تستعمل الصواب للطاعون (محيط المحيط).
صَوِيب: صلب، فاس، قوي، متين (ألكالا) صائب. سهم صائب: لم يخطئ الهدف، ويجمع أيضاً على صوائب (معجم مسلم).
صائب: نبيه، ذكي، أريب (بوشر).
صائب: رائج (ألف ليلة برسل: 10: 450) وهي مرادف رائج التي ذكرت في طبعة ماكن.
إصابة: نكتة، لطيفة (بوشر).
إصابة: فائدة، منفعة، ربح، كسب، عائدة. (المعجم اللاتيني - العربي).
اصابة: حصاد. ففي المقري (3: 674): كريمة الفلاحة زاكية الإصابة. (انظر صابة).
أَصْوَب رأياً: أسدّ رأياً، أحكم رأياً (المقري 1: 133).
مُصِيب: نَجس، مشؤوم (هلو).
مُصِيب: مُصِيبة، كارثة، نكبة. ففي الاكتفا (ص164): فَيَاله من مصيب قطع الأكباد.
مُصِيَبة. المصائب: الأصنام، الأوثان (ألف ليلة 3: 260، 286).
مُصَوَّب: صلب، قاس، قويّ، متين (الكالا).
كَيْل مصوب: كيل وافٍ (ألكالا).
مصواب: جيد (فوك).
مِصْواب: بظرافة، بلطف، بلذة، بسرور (ألكالا).
إسْتصْوَابّي: استحساني (بوشر).
باب الصاد والباء و (وأ يء) معهما باب الصاد مع الباء ص وب، وص ب، ص ب و، ب وص، وب ص، ب ي ص، صء ب، ص بء مستعملات

صوب: الصَّوْبُ: المَطَرُ. والصَّيِّبُ: سحابٌ ذو صَوْبٍ . وقال اللهُ تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ الى قوله: وَبَرْقٌ. وصابَ الغَيث بمكان كذا. والصُّيّابُ: الخِيارُ من كل شيء، قال رؤبة:

بَيْتُكَ من كِندةَ في الصُّيّابِ

وصابَ السهمُ نحو الرَّميّة يُصوبُ صَيْبُويةً [اذا قَصَدَ] ، وسَهْمٌ صائبٌ أي قاصد، قال:

بَرمْيٍ ما تَصُوبُ به السِّهامُ

والصواب: نَقيض الخَطَأ. والتَصَوُّبُ: حَدَبٌ في حدور. وتقول: صَوَّبْتُ الإناءَ ورأسَ الخَشَبةِ ونحوَه تصويباً [اذا خَفَضتُه] . [وكُرِهَ تصويب الرأس في الصلاة] . [والعرب تقول للسائر في فلاة تُقَطعُ بالحَدْس اذا زاغَ عن القَصْد: أَقِمْ صَوْبَكَ أي قَصْدَكَ] . وفلان مُستقيمُ الصَّوْب اذا لم يَزِغ عن قصده يميناً وشِمالاً في مسيره] . والصُّيّاب والصُّيّابة: أصلُ كلِّ قوم، قال ذو الرمّة :

مَثاكيلُ من صُيّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ

أي من صَميم النُّوب. والصّابُ: عُصارةُ شجرةٍ مُرَّةٍ، ويقال: هو عُصارة الصَّبِر، قال:

قَطَعَ الغيظ بصاب ومقر . وصب: الوَصَبُ: المَرَضُ وتكسيره، وتقول: وَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، وأصابَه الوصَب، والجمع أوصاب أي أوجاع فهو وَصِبٌ، وهو يَتوَصَبُ يجد وَجَعاً كما قال ذو الرمة:

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّادِه، الوَصِبُ

والوُصُوبُ: دَيْمُومةُ الشيءِ، فهو واصِبٌ دائم، قال الله- عز وجل-: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ومَفازةٌ واصِبة: بعيدةٌ لا غايةَ لها من بُعدها.

صبو: الصَّبْوُ والصَّبوَةُ: جَهلةُ الفُتُوَّة واللَّهوُ من الغَزَل. ومنه التَّصابي والصِّبا، وصَبَا فلان الى فلان صَبوَةً. والصِّبوَةُ: جماعة الصَّبيّ والصِّبيَةُ لغةٌ. والصِّبَا: مصدر، يقال: رأيتُه في صِباه أي في صِغَره. وامرأةٌ مُصْبٍ: كثيرة الصِّبيان. وصابَى فلانٌ سيفَه يُصابيه اذا جَعَلَه في غِمْده مقلوباً. والصَّبِيّانِ: رَأدا الحنكين، قال: بينَ صَبيَّيْ لَحْيِهِ مَجَرْفَسا

والصَّبا: رِيحٌ تَستَقبل القِبلةَ، وصَبَتْ تَصبُو على معنى أنها تَحِنّ الى البيت لاستقبالها إيّاه

بوص: البَوْصُ: أن تســتعجل إنسانا في تَحميلكَه أمراً لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ في الرويّة أي في التقدير، قال:

فلا تعجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ... فإِنْي إنْ تَبُصني أستبيصُ

أي لا تَعجَلْ عليَّ ولا تَفُتْني بأمرك. وساروا خِمْساً بائصاً أي مُعْجلاً مُلِحّاً. والبُوصُ: عجيزة المرأة، قال ابو الدُّقَيْش: بُوصُها لِين شَحْمةِ عَجيزتها. والبُوصِيُّ: ضربٌ من السُّفُن.

وبص: وَبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبيصاً أي بَرَق ، قال: قد رابني من شَيْبَتي الوَبيصُ

واِنَّه لَوابِصةُ سَمْعٍ أي يَسمَعُ كلاماً فيعتمِدُ عليه ويظُنُّه ولمّا يكن منه على ثقة، وتقول: هو وابصة سَمعٍ بفلان، ووابِصةُ سَمْعٍ بهذا الأمر.

[وفي الحديث: رأيتُ وَبيصَ الطِّيبَ في مَفارق رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو مُحرِمٌ.

أي بَريقَه. وأوْبَصَت النارُ عند القَدْح اذا ظَهَرَتْ. وأَوَبَصَتِ الأرض: أوّلُ ما يظهر من نَباتها. ورجلٌ وَبّاصٌ: بَرّاق اللّون] . والوابِصة: موضع.

بيص: يقال: هو في حَيْصَ بَيْصَ أي في اختِلاط (من أمرٍ لا مَخرَجَ له منه) . ومن قال: حِيصَ بَيصَ أخرجَه مخرج الفعل الماضي، معناه: كأنَّ الأرض حِيطَتْ عليه فليس يجدُ عنها مذهبَاً. وبَيْص شيعة لِحَيْص.

صأب: والصُّؤابةُ واحدةُ الصِّئبان، وهي بَيْضَةُ البُرْغُوث ونحوهِ من القمل وغيره. وقد صَئِبَ رأسُه. ويقال: شَرِبَ من الماء حتى صَئِبَ أي أفرَط في الرِّيِّ.

صبأ: وصَبَأَ فلانٌ أي دانَ بدِينِ الصَّابئين، وهم قوم دِينُهم شبيهٌ بدين النّصارَى إلا أنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنوبِ، حِيالَ مُنتَصَف النهار، يزعُمُون أنّهم على دين نُوحٍ، [وهم كاذبون] . ويقال: صَبَأتَ يا هذا. وصبأ نابُ البعير اذا طَلَع حَدُّه، وهو يَصْبَأ صُبُوءاً.
ص وب

صَابَ المطرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصبَّ ومَطر صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى {أو كصيب من السماء} البقرة 195 قال أبو إسحاق الصَّيِّب هنا المطرُ وهذا مثلٌ ضرَبَه اللهُ للمنافقين كأنَّ المعنَى أو كأصحابِ صَيِّبٍ فجَعَلَ دينَ الإِسلامِ لهم مثلاً فيما ينالُهُم فيه من الخَوْفِ والشدائد وجعل ما يَسْتضِيئون به من البَرْقِ مثلاً لما يستضيئون به من الإِسلامِ وما ينالُهُم من الخَوْفِ في البَرْقِ بمنزلِة ما يخافُونه من القَتْل قال والدليلُ على ذلك قوله تعالى {يحسبون كل صيحة عليهم} المنافقون 4 وصابتِ السماءُ الأرضَ جادَتْها وصابَ الماءَ وصَوَّبَهُ صَبَّه وأَراقَه أنْشد ثعْلبٌ في صِفَة ساقِيَتَيْن

(وحَبَشِيَّيْنِ إذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وَصَوَّبا)

والتَّصَوُّبُ الانْحِدارُ والتَّصْويبُ خِلافُ التَّصْعِيد والإِصابةُ خِلاف الإِصْعادِ وقد أصابَ الرجُلُ قال كُثَيِّرُ عزَّة

(ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصيبٍ ومُصْعِدٍ ... إذا ما خَلَتْ مِمَّن يَحِلُّ المنازلُ)

والصَّوابُ ضِدُّ الخَطِأ وأصابَ جاء بالصَّوابِ وأَصابَ أرادَ الصَّوابَ وقَوْلٌ صَوْبٌ وصَوَابٌ واستصْوَبَهُ واسْتَصابَه رآه صَواباً وقال ثعلبٌ اسْتَصَبْتُهُ قياسٌ والعربُ تقول استصْوبْتُ رأيَك وأصَابَه بكذا فَجَعَه به وأصابَهُم الدّهْرُ بنُفُوسِهِم وأَموالِهِم جَاحَهُم فيها فَفَجَعَهُم وإذا قال الرَّجُلُ لآخر أنت مُصَابٌ قال أنت أصْوَبُ مِنّي حكاه ابن الأعرابيِّ والصَّابَةُ والمصِيبَةُ ما أصَابكَ من الدَّهْرِ وكذلك المُصَابَةُ والمَصُوبَةُ التَّأنيثُ للدَّاهيةِ أو للمُبالغةِ والجمع مَصاوِبُ ومصائِبُ الأخيرةُ على غير قياسٍ توهَّمُوا مُفْعِلَةً فَعيلةً التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أصْلٌ وأصابَ الشيءَ وجَدَهُ وأصابَهُ أيضاً أرادهُ وبه فُسِّر قوله تعالى {رخاء حيث أصاب} وصابَ السَّهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّةِ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأصاب قَصَدَ وقيل صابَ جاء من عَلُ وأصابَ مِنَ الإصابةِ وقولُ أبي ذُؤَيبٍ

(إذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّد نَفْرُها ... كعَنْزِ الفَلا مُسْتَدِرٌّ صِيابُها)

أراد جمع صائبٍ كصاحبٍ وصِحابٍ وأَعَلَّ العينُ في الجمعِ كما أَعَلَّها في الواحد كصائمٍ وصِيامٍ وقائِمٍ وقِيامٍ هذا إن كان صِيَابٌ من الواوِ ومن الصَّواب في الرَّمْيِ وإن كان من صابَ السَّهمُ الهَدفَ يَصِيبُه فالياء فيه أصلٌ وقوله أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(فكَيْفَ تُرَجِّي العاذِلاتُ تَجلُّدِي ... وصَبْرِي إذا ما النَّفْسُ صَيبَ حَمِيمُها)

فسَّره فقال صِيبَ كقولك قُصِدَ قال ويكون على لُغَةِ من قال صابَ السَّهْمُ ولا أدري كيف هذا لأنَّ صابَ السَّهمُ غيرُ مُتعَدٍّ وعندي أنَّ صِيبَ هاهُنَا من قولِهم صابتِ السماءُ الأرضَ أي أصابَتْها بِصَوْبٍ فكأنَّ المَنِيَّةَ كانت صابَتِ الحَمِيمَ فأصابَتْه بِصَوْبِها وسَهْمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ صائبٌ قال ابن جِنِّي لم يُعْلَمْ في اللُّغةِ صِفَةٌ على فعيلٍ مما صحَّت فاؤه ولامُه وعينُها واوٌ إلا قولهم طويلٌ وقويمٌ وصَوِيبٌ فأمَّا العَوِيصُ فَصِفَةٌ غالبةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ وهو في صُوَّابَةِ قوْمِه أي لُبَابِهِم وصُوَّابَةُ القَوْمِ جماعَتهم وقد تقدّم ذلك في الياء لأنها يائِيَّةٌ ووَاوِيَّةٌ وفي عَقْلِه صَابَةٌ أي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ والصَّابُ شجرٌ إذا اعْتُصِرَ خَرَجَ منه كهيْئةِ اللَّبنِ فرُبَّما نَزَتْ منه نَزِيَّةٌ أي قَطْرَةٌ فتَقَعُ في العَيْنِ فكأنَّها شِهابُ نارٍ وربَّما أضْعَفَ البَصَرَ قال أبو ذُؤيبٍ

(إني أرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُرتَفِقاً ... كأنَّ عَيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ) وقيل الصَّابُ شجرٌ مُرٌّ واحدته صَابةٌ وقيل هو عُصَارةُ الصَّبْر قال ابن جِنِّي عَيْنُ الصَّابِ واوٌ قياساً واشتقاقاً أما القياسُ فلأنها عينٌ والأكثرُ أن تكونَ واواً وأما الاشتقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شجرٌ إذا أصَابَ العَيْنَ حَلَبَها وهو أَيْضاً شجرٌ إذا شُقَّ سالَ منه الماءُ وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إذا انْحدرَ والصُّوبَةُ الجَماعة من الطّعامِ والصُّوبَةُ الكُدْسُ من الحِنْطَةِ والتَّمْرِ وغيرِهما وقيل كلُّ مُجْتَمِعٍ صُوبَةٌ عن كُراعٍ وحكى اللحيانيُّ عن أبي الدِّينارِ الأعرابيِّ دخَلْت فإذا الدَّنانيرُ صُوبَةٌ بين يَدَيْهِ أي كُدْسٌ مجتَمِع ومن رَواهُ فإذا الدِّينارُ ذَهَبَ بالدِّينَارِ إلى مني الجِنْسِ لأن الدينارَ الواحدَ لا يكون صُوبَةً والصَّوْبُ لَقبٌ لرَجُلٍ من العربِ وهو أبو قبيلةٍ منهم وبَنُو الصَّوْبِ قبيلةٌ من بَكْرِ بن وائلٍ وصَوْبَةُ فَرسُ عباس بن مِرْداس وصَوْبَةُ أيضاً فَرَسُ بَنِي سَدُوسٍ
صوب
صابَ يَصوب، صُبْ، صَوْبًا، فهو صائب، والمفعول مَصُوب
• صابَ المطرُ الأرضَ: أمطرها، انصبّ ونزل.
• صاب السَّهمُ الهدفَ: أصابه ولم يخطئه "رأي صائب- مع الخواطئ سهم صائب". 

أصابَ/ أصابَ من يُصيب، أصِبْ، إصابةً وصوابًا، فهو مُصيب، والمفعول مُصاب (للمتعدِّي)
• أصاب الرَّجلُ: جاء بالصَّواب، ولم يخطئْ "أصاب في قوله وفعله".
• أصاب السَّهمُ الهدفَ: أدركه، لم يخطئه "أصابتِ الكرَةُ المَرْمَى".
• أصاب مُنافِسَه: نال منه وجَرَحه "أصابه الاكتئابُ" ° أصابهم الدَّهرُ بنفوسهم وأموالهم: فجعهم بها.

• أصابَ مرادَه: أدركه وناله "أصاب بغيته"? أصاب عُصْفورين بحجرٍ: حقَّق غرضين في وقت واحد- أصاب كبِدَ الحقيقة: أدرك عينَ الصَّواب بقول أو فعل.
• أصابته مصيبةٌ: نزلت به وحلَّت " {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} "? أصابتهُ الضَّربةُ: بلغته وأدركته.
• أصاب الغنيَّ بعينه: حَسَده، رماه بها.
• أصاب المالَ/ أصاب من المال ونحوه: أخذه وتناوله "أصاب من العلم نصيبًا- أصاب من الطّعام- {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}: أخذناهم بذنبهم".
• أصاب الرَّجلُ من زوجته: استمتع بها. 

استصابَ يستصيب، اسْتَصِبْ، استصابةً، فهو مُستصيب، والمفعول مُستصاب
• استصاب رأيَه: عدَّه أو رآه صوابًا "استصابَ قولَه/ فِعْلَه". 

استصوبَ يستصوب، استصوابًا، فهو مُستَصوِب، والمفعول مُستَصوَب
• استصوب رأيَه: عدَّه أو رآه صوابًا "استصوب القائدُ الفكرةَ: استحسنها". 

تصوَّبَ يتصوَّب، تصوُّبًا، فهو مُتصوِّب
• تصوَّب السَّهمُ: توجَّه وتسدَّد نحو الهدف. 

صوَّبَ يصوِّب، تصويبًا، فهو مُصوِّب، والمفعول مُصوَّب
• صوَّب السّهمَ: وجَّهه وسدَّده نحو الهدف "صوَّب القذيفةَ نحو العدوّ- صوَّب الكرةَ نحو المرمى- صوَّب السِّلاحَ" ° صوّب رأسَه: خفضه.
• صوَّب قولَه: عدَّه صوابًا، حكم له بالصَّواب "صَوَّب رأي تلميذه".
• صوَّب الخطأََ: صحَّحه وأصلحه، أو عالجه بما يجعله صحيحًا "صَوَّب المعلِّمُ أخطاءَ التَّلاميذ". 

إصابة [مفرد]:
1 - مصدر أصابَ/ أصابَ من.
2 - حادث، خاصّة إذا نتج عنه أذًى بالغ أو وفاة "إصابة عمل".
3 - (رض) نقطة رابحة لفريق رياضيّ يصيب بها مرمى الفريق المنافس "سجَّل إصابة".
4 - (طب) مرضٌ أو عَدْوَى "إصابة بمرض الجدريّ". 

اسْتِصابة [مفرد]: مصدر استصابَ. 

تَصْويب [مفرد]: ج تصويبات (لغير المصدر):
1 - مصدر صوَّبَ.
2 - إصلاح الخطأ وجعله صوابًا "تصويب الأخطاء المطبعيّة- تصويبات شكليّة بحتة". 

صائِب [مفرد]: اسم فاعل من صابَ. 

صاب [جمع]: (نت) شجرٌ مُرٌّ به عُصارة بيضاءُ كاللّبن بالغة المرارة إذا أصابت العينَ أتلفتها. 

صابة [مفرد]: (نت) شجرة شكلها على هيئة الجوز، ثمارها كالتُّفَّاح الصَّغير شكلاً وحجمًا، وهي مأكولة لذيذة الطَّعم والشَّجرة تفرز عصارة لبنيَّة حِرِّيفة كاوية سامَّة. 

صَواب [مفرد]:
1 - مصدر أصابَ/ أصابَ من.
2 - سداد، ضدّ خطأ "كلامٌ صواب" ° صواب الرَّأي: سداده وجودته.
3 - حقّ "سار في طريق الصَّواب- {لاَ يَتَكَلَّمُونَ إلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} ".
4 - وَعْي "غاب عن الصّواب: فقد وعيَه- عاد/ رجع إلى صوابه" ° طاش صوابُه: لم يتمالك نفسَه من الغضب، خفّ عقلُه- فقَد صوابَه: جُنّ، تصرّف بطيْش وتسرُّع.
5 - لائق، مَرْضيّ "من الصَّواب أن لا تفعل هذا".
6 - (سف) أمر ثابت لا يسوغ إنكاره. 

صَوْب [مفرد]:
1 - مصدر صابَ.
2 - جهة أو ناحية "جاءت الوفودُ من كلّ صَوْب- اتّجه صوبَه" ° فلانٌ مستقيم الصَّوْب: إذا لم يزغ عن قصده- مِنْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب: مِنْ كلّ مكان، مِنْ جميع الأقطار والجهات. 

صُوبة [مفرد]: ج صُوبات: (رع) غرفة زجاجيّة أو بلاستيكيّة، أو مكان يُدفَّأ ويُعدّ لتربية بعض أنواع النَّباتات في جوٍّ يناسبها. 

صيِّب [مفرد]: سحابٌ كثيفٌ قاتم تصحبه عواصف الرَّعد المطيرة، مطر شديد الانصباب " {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ
 ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} ". 

مُصاب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أصابَ/ أصابَ من ° رَجُل مُصابٌ: مجنون.
2 - مصيبة، شدَّة ونازلة "نزل به مُصابٌ أليم- نُعزّيه في مُصابه".
3 - مصدر ميميّ من أصابَ/ أصابَ من. 

مُصوِّبة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل صوَّبَ.
2 - أداة تستخدم للتَّصويب كما في البندقيَّة.
• مصوِّبة القصْف: (سك) أداة في طائرة حربيّة تحدِّد النقطة حيث تلقى القنبلة. 

مُصيب [مفرد]: اسم فاعل من أصابَ/ أصابَ من. 

مُصيبة [مفرد]: ج مُصيبات ومَصائبُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أصابَ/ أصابَ من.
2 - كلّ مكروه يحُلّ بالإنسان، شدّة ونازلة "حلَّت عليه مُصيبة الموت- مصائبُ قوم عند قومٍ فوائدُ [مثل]: يعني أن المكروه الذي يحلّ بشخص يمكن أن يحمل الخير لشخص آخر في الوقت ذاته- كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى ... فتهون غير شماتة الأعداءِ- {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} " ° أفجعته المصيبةُ: أوجعته- يا للمُصيبة: أسلوب تعجّب من هول المصيبة. 

صوب: الصَّوْبُ: نُزولُ الـمَطَر.

صَابَ الـمَطَرُ صَوْباً، وانْصابَ: كلاهما انْصَبَّ. ومَطَرٌ صَوْبٌ

وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ، وقوله تعالى: أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ؛ قال أَبو

إِسحق: الصَّيِّبُ هنا المطر، وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين، كـأَنّ المعنى: أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ؛ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ والشدائد، وجَعَلَ ما يَسْتَضِـيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من الإِسلام، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل. قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم. وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، فقد صابَ يَصُوبُ؛ وأَنشد:

كأَنـَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ، * صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ(1)

(1 عجز هذا البيت غامض.)

وقال الليث: الصَّوْبُ المطر.

وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها.

وصابَ الماءَ وصوَّبه: صبَّه وأَراقَه؛ أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين:

وحَبَشِـيَّـينِ، إِذا تَحَلَّبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبا

والتَّصَوُّبُ: حَدَبٌ في حُدُورٍ، والتَّصَوُّبُ: الانحدار.

والتَّصْويبُ: خلاف التَّصْعِـيدِ.

وصَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. التهذيب: صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة

تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه؛ وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة. وفي الحديث: من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار؛ سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث، فقال: هو مُخْتَصَر، ومعناه: مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة، يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيل، بغير حق يكون له فيها، صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه؛ ومنه الحديث: وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها.

والإِصابةُ: خلافُ الإِصْعادِ، وقد أَصابَ الرجلُ؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ:

ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِـيبٍ ومُصْعِدٍ، * إِذا ما خَلَتْ، مِـمَّنْ يَحِلُّ، المنازِلُ

والصَّـيِّبُ: السحابُ ذو الصَّوْبِ.

وصابَ أَي نَزَلَ؛ قال الشاعر:

فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لـمَـْلأَكٍ، * تَنَزَّلَ، من جَوِّ السماءِ، يَصوبُ

قال ابن بري: البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ؛ وقيل: هو لأَبي وجزَة يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير؛ وقيل: هو لعَلْقَمَة بن

عَبْدَة. قال ابن بري: وفي هذا البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما

قبلَها، بدليل قولهم مَلائكة، فأُعيدت الهمزة في الجمع، وبقول الشاعر: ولكن لـمَـْلأَك، فأَعاد الهمزة، والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة، وهي الرسالة، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً، وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً

إِلى حذفها، لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها، جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها.

والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ، وتقول: صابَهُ الـمَطَرُ أَي مُطِرَ. وفي

حديث الاستسقاء: اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً؛ أَي مُنْهَمِراً متدفقاً.

وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ؛ قال امرؤُ القيس:

فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ، * على الأَمْعَزِ الضاحي، إِذا سِـيطَ أَحْضَرا

والصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ. وصَوَّبه: قال له أَصَبْتَ.

وأَصابَ: جاءَ بالصواب. وأَصابَ: أَراد الصوابَ؛ وأَصابَ في قوله، وأَصابَ القِرْطاسَ، وأَصابَ في القِرْطاس. وفي حديث أَبي وائل: كان يُسْـأَلُ عن التفسير، فيقول: أَصابَ اللّهُ الذي أَرادَ، يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ؛ وأَصله من الصواب، وهو ضدُّ الخطإِ. يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِـئْ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ. قال الأَصمعي: يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده، فأَخْطَـأَ مُرادَه، ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ. وقولهم: دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء:

أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ، * تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِـبالُ:

دَعِـيني إِنما خَطَئي وصَوْبي * عليَّ، وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ

وإِنَّ ما: كذا منفصلة. قوله: مالُ، بالرفع، أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ

إِنما هو مالٌ. واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه: رآه صَواباً.

وقال ثعلب: اسْتَصَبْتُه قياسٌ. والعرب تقول: اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك.

وأَصابه بكذا: فَجَعَه به. وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم. جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم.

ابن الأَعرابي: ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ. وإِذا قال الرجلُ لآخر: أَنتَ مُصابٌ، قال: أَنتَ أَصْوَبُ مِني؛ حكاه ابن الأَعرابي؛

وأَصابَتْهُ مُصِـيبةٌ فهو مُصابٌ.

والصَّابةُ والـمُصِـيبةُ: ما أَصابَك من الدهر، وكذلك الـمُصابةُ

والـمَصُوبة، بضم الصاد، والتاء للداهية أَو للمبالغة، والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ، الأَخيرة على غير قياس، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِـيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل. التهذيب: قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِـيبة، بالهمز، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ، وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ. قال: وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا وسادة وإِسادة؛ قال: وزعم الأَخفش أَن

مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو، لأَنها أُعِلَّتْ في

مُصِـيبة. قال الزجّاج: وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام

مَقَائِم، وفي مَعُونة مَعائِن. وقال أَحمدُ بن يحيـى: مُصِـيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة. ومثله: أَقيموا الصلاة، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت، وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف. وقال الفراء: يُجْمَعُ

الفُواق أَفْيِـقَةً، والأَصل أَفْوِقةٌ. وقال ابن بُزُرْجَ: تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم. وفي الحديث: من يُرِدِ اللّهُ به خيراً يُصِبْ منه، أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان. يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول؛ وفي الحديث: يُصِـيبونَ ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا. وفي الحديث: أَنه كان يُصِـيبُ من رأْس بعض نسائه وهو صائم؛ أَراد التقبيلَ . والـمُصابُ: الإِصابةُ؛ قال الحرثُ بن خالد المخزومي:

أَسُلَيْمَ ! إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلامَ، تحيَّـةً، ظُلْمُ

أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ، * إِذْ جاءَكُمْ، فَلْـيَنْفَعِ السِّلْمُ

قال ابن بري: هذا البيت ليس للعَرْجِـيِّ، كما ظنه الحريري، فقال في دُرَّة الغواص: هو للعَرْجِـيِّ. وصوابه: أَظُلَيْم؛ وظُلَيم: ترخيم ظُلَيْمة، وظُلَيْمة: تصغير ظَلُوم تصغير الترخيم.

ويروى: أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم. وظُلَيْمُ: هي أُمُّ عمْران، زوجةُ

عبدِاللّه بنُ مُطِـيعٍ، وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها، ولما مات زوجها تزوجها.

ورجلاً: منصوبٌ بمُصابٍ، يعني: إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً؛ وظُلْم: خبر إِنَّ.

وأَجمعت العرب على همز الـمَصائِب، وأَصله الواو، كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد. وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ: صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها.

وأَصابَ الشيءَ: وَجَدَه. وأَصابه أَيضاً: أَراده. وبه فُسِّر قولُه

تعالى: تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ؛ قال: أَراد حيث أَراد؛ قال الشاعر:

وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها، * فناءَتْ، وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِـيبُها

أَراد: تُريدها؛ ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ، من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ، لأَنه لا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد.

وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِـيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ؛ وقيل: صَابَ جاءَ من عَلُ، وأَصابَ: من الإِصابةِ، وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً، لغة في أَصابه. وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ.

والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالـحَدْسِ، إِذا زاغَ عن

القَصْدِ: أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك. وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِـيره.

وفي المثل: مع الخَوَاطِـئِ سهمٌ صائبٌ؛ وقول أَبي ذؤَيب:

إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها، * كعَنْزِ الفَلاةِ، مُسْتَدِرٌّ صِـيابُها

أَرادَ جمعَ صَائِبٍ، كصاحِب وصِحابٍ، وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في الواحد، كصائم وصِـيامٍ وقائم وقِـيامٍ، هذا إِن كان صِـيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في الرمي، وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الـهَدَفَ يَصِـيبُه، فالياء فيه أَصل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي، * وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِـيبَ حَمِـيمُها

فسره فقال: صِـيبَ كقولكَ قُصِدَ؛ قال: ويكون

على لغة من قال: صَاب السَّهْمُ. قال: ولا أَدْري كيف هذا، لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ. قال: وعندي أَن صِـيبَ ههنا من قولهم: صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ، فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ الـحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها.

وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ: صائبٌ؛ قال ابن جني: لم نعلم في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه، وعينه واو، إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب؛ قال: فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم. وهو في صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم. وصُوَّابةُ القوم: جَماعتُهم، وهو مذكور في الياءِ لأَنها يائية وواوية. ورجلٌ مُصابٌ، وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنون؛ وفي التهذيب: كأَنه مجنون. ويقال للمجنون: مُصابٌ. والـمُصابُ: قَصَب السُّكَّر.

التهذيب، الأَصمعي: الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان، من الشجر، مُرَّان.

والصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ؛ وقيل: هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن، وربما نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين

كأَنها شِهابُ نارٍ، وربما أَضْعَفَ البصر؛ قال أَبو ذُؤَيب الـهُذَلي:

إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، * كأَنَّ عَيْنِـيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ(1)

(1 قوله «مشتجراً» مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان.)

ويروى:

نام الخَلِـيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً

والـمُشْتَجِرُ: الذي يضع يده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه.

وقيل: الصَّابُ شجر مُرٌّ، واحدته صابَةٌ. وقيل: هو عُصارة الصَّبِرِ.

قال ابن جني: عَيْنُ الصَّابِ واوٌ، قياساً واشتقاقاً، أَما القياس

فلأَنها عين والأَكثر أَن تكون واواً، وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العين حَلَبها، وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ.

وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر.

ابن الأَعرابي: الـمِصْوَبُ الـمِغْرَفَةُ؛ وقول الهذلي:

صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ، * حتَّى كأَن عليهم جابِـياً لُبَدَا

صابُوا بهم: وَقَعوا بهم. والجابي: الجَراد. واللُّبَدُ: الكثير.

والصُّوبةُ: الجماعة من الطعام. والصُّوبةُ: الكُدْسةُ من الـحِنْطة

والتمر وغيرهما. وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ، عن كراع. قال ابن السكيت: أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ، وهو موضع التمر. والصُّوبةُ: الكُثْبة من تُراب أَو غيره. وحكى اللحياني عن أَبي الدينار الأَعرابي: دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع مَهِـيلةٌ؛ ومَن رواه: فإِذا الدينار، ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس، لأَن الدينار الواحد لا يكون صُوبةً. والصَّوْبُ: لَقَبُ رجل من العرب، وهو أَبو قبيلة منهم. وبَنُو الصَّوْبِ: قوم من بَكْر بن وائل. وصَوْبةُ: فرس العباسِ بن مِرْداس. وصَوْبة أَيضاً: فرس لبني سَدُوسٍ.

صوب
: ( {الصَّوْبُ: الانْصِبَابُ) من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبْ (} كالانْصِبَاب) . يُقَالُ: صَابَ المَطَرُ {صَوْباً،} وانْصَابَ كِلَاهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ. (و) الصَّوْبُ: ( {الصَّيِّبُ) كَسَيِّدٍ. يُقَالُ: مَطَر} صَوْبٌ {وصَيِّبٌ (} كالصَّيُّوبِ) وَهُوَ شَذٌّ، خَصَّه أَكْثَرُ مَنْ نَقَلَه بالضَّرُورَة، قَالَه شَيْخُنَا.
قلتُ: وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد، فَقَالَ مَطَرٌ {صَيُّوبٌ، مِثَالُ تَنُّور، فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب.
قَالَ تَعَالَى: {أَوْ} كَصَيّبٍ مّنَ السَّمَآء} (الْبَقَرَة: 19) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: {الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء: (اللَّهُمَّ اسقِنَا غَيْثاً} صيِّباً) أَي مْنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الصِّيِّبُ: السَّحَابُ ذُو الصَّوْب.
(و) الصَّوْبُ: (ضِدُّ الخَطَإِ، {كالصَّوَاب) . قَوْلٌ صَوْبٌ} وصَوَابٌ. وقَوْلُهم: عْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي، أَي! - صَوَابِي. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ هِشَام فِي شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ:
أَلا قَالَت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ
تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئي {- وصَوْبِي
علَي وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ
فِي لِسَان الْعَرَب: وإِنَّ (مَا) كَذَا مُنْفَصِلة. قَوْله: مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الَّذِي أَهلكتُ إِنَّمَا هُوَ مَالٌ.
(و) الصَّوْبُ: (القَصْدُ،} كالإِصَابَة) . قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَالُ: أَصَابَ فُلَانٌ {الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ، مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخطَأَ مُرَادَه وَلم يَعُمِدِ الخطأَ وَلم يُصِبْ. انْتهى. وَيُقَال: صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة} يَصُوبُ {صَوْباً} وصَيْبُوبَةً {وأَصَابَ، إِذَا قَصَدَ وَلم يَجُر.} وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ {صَيْباً لُغَةٌ فِي أَصَابَه. وإِنَّه لَسَهْمٌ} صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ. والعربُ تُقُولُ للسَّائِر فِي فَلَاةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عَن القَصْد: أَقِمْ {صَوْبَكَ، أَي قَصْدَك. وفُلَانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزِغْ عَن قَصْدِ يَمِيناً وشِمَالاً فِي مَسِيرِهِ. وَفِي المَثَلِ: (مَع الخَوَاطِىءِ سَهْمٌ صَائِب) .
(و) الصَّوْبُ: (المَجيءُ من) مَكَان (علٍ) ، وقَدْ صَابَ. وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوَ إِلَى استِفَال فَهُوَ صَابَ يَصُوبُ، وأَنشد:
فَلَسْتَ لإِنْسِيَ ولكِنْ لمَلْأَكٍ
تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْسِ يَمْدَحُ النعْمَانَ، وقيلَ: هُوَ لأَبِي وَجُزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ، وقِيلَ: هُوَ لعَلْقَمَة بْن عَبَدة.
(} كالتَّصَوّب) ، وَهُوَ حَدَبٌ فِي حُدُورٍ. والتَّصَوُّبُ أَيْضاً: الانْحِدَارُ.
(و) الصَّوْبُ: لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ، وَهُوَ (أَبُو قَبِيلَة) مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِل. قَالَ رَجُلٌ مِنْهُم فِي كَلَامِه، كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه: حَوْب حَوْب، إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لالَعاً لِبَني الصوْبِ.
(و) الصَّوْبُ: (الإِرَاقَةُ) . يُقَالُ: صَابَ المَاءَ {وصَوَّبَهُ: صَبَّه وأَرَاقَه. أَنْشَد ثَعْلَبٌ فِي صفة سَاقِيَيْن:
وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا
قَالَا نَعَمْ قَالَا نَعَمْ} وصَوَّبا
(و) الصَّوْبُ: (مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ) . وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّوْبُ: المَطَرُ. وصَابَ الغَيْثُ بمَكَان كَذَا وكَذَا. وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضُ: جَادَتْهَا وصَابَ أَي نَزَل. قَالَه ابْن السَّيِّد فِي الْفرق. وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ. وَفِي قَول الشَّاعِر:
فسَقَى دِيَارَكَ غَيْرَ مُفْسدِهَا
صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي
قَالَ شَيْخُنا: جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ، وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر. وعَلَى الأَوَّلِ فالرَّبِيعُ مَعْنَاه المَطَر. وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل.
والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى الناحِيَة والجِهَة، وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ، وجَعَلَه بعضُهم استِعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنى المَطَر. والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ فِي الجَانِبِ والجه 2 ةِ، عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح، وَذكره الخَفَاجِيُّ فِي العِنَايَة وابْنُ هِشَام فِي شَرْحِ الكَّعْبِيَّة، كَمَا ذَكَرَه شَيْخُنَا.
( {والإِصَابة؛ خِلَافُ الإِصْعَاد) ، وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ. قَالَ كُثَيِّر عَزّة:
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ
إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ
(و) الإِصَابَةُ: (الإِتْيَانُ} بالصَّوَاب) . وأَصَابَ جَاءَ بالصَّوَابِ. (و) الإِصَابَةُ أَيضاً (إِرَادَتُه) أَي الصَّوَاب. وأَصَابَ فِي قَوْلِه، وأَصَابَ القِرْطَاسَ، وأَصَاب فِي القِرطَاس، إِذا لم يُخْطِيء.
(و) الإِصَابَةُ: (الوِجْدَانُ) . يُقَالُ:! أَصَابَهُ: رَآه صَوَابا، وَوَجَدَه صَوَاباً. وَفِي حَدِيثِ أَبِي وَائِل: (كَانَ يُسْأَلُ عَن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ: أَصَابَ اللهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللهُ الذِي أَرَادَ، وأَصْلُه من الصَّوَابِ. وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت: {صَابَت بِقُرَ، أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ فِي قَرَارِهَا.
وَفِي الأَسَاسِ، وَمن المَجَاز: أَصَابَ الشيءَ: وَجَدَه.} وأَصَابَه أَيضاً: أَرادَه. قلْتُ: وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى: تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآء حَيْثُ أَصَابَ (صلله: 36) قَالَ: أعَادَ: حَيْثُ أَرَادَ. وأَنشد:
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا
فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَا
أَراد تُرِيدُهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ؛ لأنَّه لَا يَكُونُ} مُصِيباً ومُخْطِئاً فِي حَال وَاحِدَة، كَذَا فِي لِسَان العَرَب، وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ، وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ:
... أَين {تُصِيبَان
وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ. وَفِي الحدِيث (} يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ) أَي ينالون مَا نَالُوا. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه كَانَ {يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْض نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ) أَرَادَ التَّقْبِيلَ.
(و) } الإِصَابَةُ: (الاحْتِيَاجُ) {وأَصَابَه أَحْوَجَه. (و) الإِصَابَةُ: (التَّفْجِيعُ) } أَصَابَه بِكَذَا: فَجَعَه بِهِ. وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم: جَاحَهُم فِيهَا فَفَجَعَهُم ( {كالمُصَابَةِ) والمُصَابِ. قَالَ الحَارِثُ بنُ خَالِدٍ المَخْزُومِيُّ:
أَسُلَيْمَ إِنْ} مُصَابَكُم رَجُلاً
أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ
إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ
قَالَ ابْن بَرّيّ: هَذَا البَيْتُ لَيْسَ للَعرْجِيّ كَمَا ظَنَّه الحَرِيرِيّ، فَقَالَ فِي دُرَّةِ الغَوَّاصِ: هُوَ للعَرْجِيِّ، وصَوَابُه: أُظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة، وظُلَيمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم. ويروى: أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم. وظُلَيْم هِيَ أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع، وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا، ولَمَّا مَاتَ زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا، وَرَجُلاً مَنْصُوب {بمُصَابٍ. يَعْنِي إِنّ} إِصَابَتَكُم رَجُلاً، وظُلْم خَبَر إِنّ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرب. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: مَا كنتُ مُصَاباً وَلَقَد أُصِبْتُ: وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لآخَر: أَنْتَ مُصَابٌ، قَالَ: أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فَهُوَ مُصَابٌ.
( {والصَّابَةُ:} المُصِيبَةُ) مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر ( {كالمُصَابَةِ} والمَصُوبَة) بضَمِّ الصَّاد، والتَّاء، للتَّأنِيث أَو للمُبَالَغَة، والجَمْعُ {مَصَاوِبُ} ومَصَائِبُ، الأَخِيرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ الزّجّاج: أَجْمَعَ النَّحْوِيُّونَ على أَنْ حَكَوا {مَصَائِب فِي جمع مُصِيبَة بالهَمْزِ، وأَجْمَعُوا أَنَّ الاخْتِيَار مَصَاوِب، وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كَمَا قَالُوا: وِسَادَة وإِسَادَةٌ. وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فِيهَا بَدَلاً مِن الوَاوِ، لأَنَّهَا أَغْلَبُ فِي مُصِيبَة. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا رَدِيء؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ فِي مَقَام مَقَائم، وَفِي مَعُونَة مَعَائِن. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: مُصِيبَةٌ كَانَتْ فِي الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ، وَقَلَبُوا الوَاوَ يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ.
وقَال ابنُ بُزُرْج: تَرَكتُ النَّاسَ على} مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم وَمَنَازِلِهِم. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْراً يُصُبُ مِنْه) . أَي ابْتَلَاهُ {بالمَصَائِب لِيُثيبَه عَلَيْهَا، وَهُوَ الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان. ونَقَلَ شيخُنَا فِي التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ} المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَت فِي كل نَازِلَةٍ.
(و) {الصَّابَةُ: (الضَعْفُ فِي العَقْلِ) . يُقَال: رَجُلٌ} مُصَابٌ. فِي عَقْل فلانٍ {صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون. وَفِي التَّهْذِيب: كأَنَّه مَجْنُون. ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ.
} والمُصَابٌ: قَصَبُ السُّكَّرِ، كَذَا فِي لسَان العَرَب.
(و) الصَّابَةُ: (شَجَرَ مُرٌّ) . وَفِي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ:! الصَّابُ والسُّلَع: ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان (ج: صَابٌ. وَوَهِمَ الجَوْهريّ فِي قَوْله عُصَارَة شَجَر) مُرَ. قَالَ الهُذَليّ: إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً
كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
قَال الصَّاغَانِيّ: وإِنما أَخَذَه من كِتَاب اللَّيْثِ. أَلَيْسَ أَنَّه يُقَالُ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مَشْقُوقٌ، والعُصارَة لَا تُذْبَح، وإِما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة. وإِنما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة. والرِّوَايَةُ فِي البَيْتِ.
(نَامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ) . قلت: وذَكَر ابنُ سِيدَه الوَجْهَيْن، فَفِي الْمُحكم: الصَّابُ: عُصَارَة شَجَر مُرَ، وَقيل: هُوَ عُصَارَة الصَّبِر، وقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ اللَّبَنِ فَرُبمَا نَزَتْ مِنه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرةٌ فتَقَع فِي العَيْنِ فكأَنَّهَا شِهَابُ نَارٍ، وَرُبمَا أَضْعَفَ البَصَرَ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْب السَّابِقِ. قَالَ: والمُشْتَجِر: الَّذِي يَضعُ يَدَه تَحْتَ حَنَكِه مُذَّكِّراً لِشِدَّةِ هَمِّه. ثمَّ قَال: وقَال ابْنُ جِنِّي: عَيْنُ الصَّابِ وَاو قِيَاساً واشْتِقَاقاً. أَمَّا القِيَاسُ فلأَنَّهَا عَيْن، والأَكْثَرُ أَنْ تكُونَ وَاواً. وأَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَيْنَ حَلَبَهَا وَهُوَ أَيْضا شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ مِنْهُ المَاءُ، وكِلَاهُمَا مِنْ مَعْنَى {صَابَ} يَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ.
(و) السَّهْمُ ( {الصَّيُوبُ) كَصَبُورٍ فِي مَعْنى (} الصَّائبِ) .
ومِنَ المَجَازِ: رَأْيٌ {مُصِيبٌ} وصَائب. ( {كالصَّوِيب) بمَعْنَى} صَائب.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ ابنُ جنِّي: لم نَعْلَم فِي اللُغَة صِفَةً على فَعِيل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه ولَامُه، وعَيْنه وَاوٌ، إِلا قَوْلَهم طَوِيلٌ وقَوِيمٌ {وصَوِيبٌ. قَالَ: فأَمَّا العَوِيص فصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ، وَهَذَا فِي المُحْكَم. قَالَ شَيْخُنَا: وَهُوَ فِي مُهمّاتِ النَّظَائِرِ والأَشْبَاهِ.
(و) يُقَال: هُوَ فِي (} صَوَّابَةُ القَوْمِ) أَي فِي (لُبَابِهِم) . {وصَوَّابَةُ القَوْم: جَمَاعَتهم (} كَصُيَّابَتِهِم {وصُيَّابهم (تُذْكَرُ فِي الياءِ، لأَنَّها يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} اسْتَصَابَه) أَي الرَّأْيَ بمَعْنَى ( {اسْتَصْوَبَه) . وقَالَ ثَعْلَبٌ:} اسْتَصَبْتُه قيَاسٌ. والعَرَبُ تَقُولُ:! استَصْوَبْتُ رَأْيَك. ( {وصَوَّبَهُ: قَالَ لَهُ} أصَبْتَ) وتَقُولُ: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئنِي، وإِنْ {أَصَبْتُ} - فصَوِّبْنِي.
(و) من المجَاز: {صَوَّبَ اللهُ (رَأْسَه: خَفَضَه) .} والتَّصْوِيبُ: خِلافُ التَّصعِيدِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: {صَوْبتُ الإِنَاءَ وَرَأْسَ الخَشَبَة إِذا خَفَضْتَه. وكُرِهَ} تَصْوِيبُ الرَّأْسِ فِي الصَّلَاةِ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ) . سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: هُوَ مُخْتَصر، ومَعْنَاه: مَنْ قَطَ سِدْرَةً فِي فَلَاة يَسْتَظِلُّ بهَا ابْنُ السَّبِيل بِغَيْرِ حَقَ يكون لَهُ فِيها صَوَّبَ الله رَأْسَ أَي نَكَّسَه. وَمِنْه الحَدِيثُ: (وصَوَّبَ يَدَهُ) أَي خَفَضَهَا، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: ( {المِصْوَبُ) أَي كمِنْبَر: (المِغْرَفَة) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
(} والصُّوبَةُ) بالضَّمِّ: (كُلُّ مُجْتَمِع) عَن كُرَاع (أَو)
{الصوبة: الْجَمَاعَة (مِنَ الطَّعَام) ، والصُّوبَةُ: الكِدُسَةُ من الحنْطَة والتَّمْرِ وغَيْرِهِما. والصُّوبَةُ: الكَبْشَة من تُرَابٍ أَو غَيْرِه. وَعَن ابْن السكّيت: الصُّوبَةُ: الجَرِينُ أَي مَوْضِعُ التَّمْرِ. وَحكى اللِّحْيَانيّ عَن أَبِي الدِّنيَارِ الأَعْرَابِيّ: (دخلتُ عَلَى فلَان فإِذَا الدنَانِير صُوبَةٌ بَيْن يَدَيْه) أَي كُدْسٌ مَهِيلَةٌ. وَمن رَوَاه (فإِذَا الدِّينَار) ذَهَبَ بالدِّينَارِ إِلَى مَعْنَى الجِنْسِ، لأَنَّ الدِّينَارَ الوَاحدَ لَا يَكُون صُوبَةً، هكَذَا فِي لِسَانِ الْعَرَب. غَيْر أَنِّي رَأَيْتُ فِي الأَسَاسِ قَوْلَهُم: والدَّنَانِير} صُوبةٌ بَيْن يَدَيْهِ مَهِيل فليُنْظَرْ.
(و) صَوْبَة (بِالْفَتْح) بِلَا لَام: (فَرَسَانِ لحسان بن مُرَّة) بْنِ جَنْدَلَة مِنْ بَنِي سَدُوس (و) فرس (البَّاسٍ بْنِ مِرْدَاسِ) السُّلَمِيّ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: صَوَّبتُ الفَرَسَ إِذَا أَرْسَلْتَه فِي الجَرْي. قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
{فَصَوَّبْتُهُ كأَنَّهُ} صَوْبُ غَبْيَةٍ
عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذَا سِيطَ أَحْضَرَا
{والصِّيَابُ جَمْع صَائِب كَصَاحِب وصِحَاب، وأَعَلَّ العَيْنَ فِي الجَمْع كَمَا أَعَلَّهَا فِي الوَاحِد كَصَائِم وصِيَام، وقَائِم وقِيَام. هَذَا إِذَا كَانَ} صِيَابٌ من الوَاوِ وَمن الصَّوَاب فِي الرَّمْي. وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ {يَصِيبُه فاليَاء فِيهِ أَصْل، وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابْن الأَعْرَابِيّ:
فكَيْفَ تُرَجِّي العَاذِلَاتُ تَجَلّدِي
وصَبْرِي إِذَا مَا النَّفْسُ} صِيَب حَمِيمُهَا
فإِنه كَقَوْلِكَ: قُصِدَ. قَالَ: ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: صَابَ السَّهْمُ. قَالَ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ. قَالَ: وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم: {صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضُ:} أَصَابتها تَصُوبُ فكَأَنَّ المَنِيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ.

! وصَابُوا بِهِم: وقَعُوا بِهِم، وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ:
صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَةٍ
حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئًّا لُبَداً
الجَابىء: الجَرَادُ. واللُّبَدُ: الكَثِيرُ، وَقد سَمَّوْا صوَاباً كَسَحَابٍ.

صوب

1 صَابَ, (S, M, A,) [aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ (S, M, A, K) and مَصَابٌ, (Har p. 240,) said of rain, (S, M, A, *) It poured forth; (M, A, K;) as also ↓ انصاب: (M, K:) or it descended; and ↓ تصوّب signifies the like. (S.) A poet says, فَسَقَى دِيَارَكَ غَيْرَ مُفْسِدِهَا صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِى

which may mean, [And may] the descending of the rain called the ربيع [and continuous rain, or continuous and still rain, pouring forth, water thy districts, not injuring them]: or it may mean, [may] the rain of the season called the ربيع [&c.]: so says IHsh. (MF, TA.) And one says of a calamity (شِدَّة), on the occasion of its befalling, صَابَتْ بِقُرٍّ, meaning It became [or fell] in its قَرَار [or settled or fixed place, or in the place where it should remain]. (S, TA. [See also art. قر.]) b2: And صاب, aor. as above, (M, TA,) inf. n. صَوْبٌ, (K, TA,) It, or he, came from a high place; (K, TA;) descended from above; (M, TA;) as also ↓ تصوّب: (K, TA:) and (TA) it, or he, descended; went down, downwards, down a declivity, or from a higher to a lower place or position; or it sloped down; syn. اِنْحَدَرَ; and so ↓ تصوّب. (M, TA. [See also 4, first sentence; and see 2, last sentence.]) b3: [Hence, app.,] صَابُوا بِهِمْ They fell upon them, or assaulted them: and agreeably with this meaning is expl. the saying of the Hudhalee, صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وَأَرْبَعَةٍ

حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِمْ جَابِئًا لُبَدَا meaning [They fell upon, or assaulted, six tents, or dwellings, and four; so that it was as though there were upon them] numerous locusts. (TA.) A2: صَوْبٌ [app. meaning صَوْبُ مَطَرٍ] signifies also The sky's bringing rain. (A, K.) b2: And The pouring forth (A, K, TA) of water [&c.]. (TA.) One says, صاب المَآءَ He poured forth the water; as also ↓ صوّبهُ. (M, TA.) A3: صاب as syn. with

أَصَابَ: see the latter in eight places.2 صَوَّبَ see above, last sentence but one. b2: [Hence, app.,] صَوَّبْتُ الفَرَسَ (assumed tropical:) I sent forth, or started, or let go, the horse in running. (S, TA.) b3: and تَصْوِيبٌ is the contr. of تَصْعِيدٌ [generally in a trans. sense (though also in an intrans. sense as will be seen below); i. e. it signifies The making to descend]. (M, TA.) One says, صوّب رَأْسَهُ He lowered, or depressed, his head. (S, A, Mgh, Msb, K.) And صَوَّبَ اللّٰهُ رَأْسَهُ (tropical:) [May God degrade him; lit.] may God lower, or depress, his head. (TA.) It is said in a trad., مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللّٰهُ رَأْسَهُ فِى النَّارِ, which, accord. to Aboo-Dáwood Es-Sijistánee, is abridged, and means, Whoso cuts down, or lops, a سدرة [which is a species of lote-tree], in a desert, by the shade whereof the traveller shelters himself, without just cause, God will, or may God, lower his head [in the fire of Hell]. (L, TA.) And one says, صوّب يَدَهُ He lowered, or depressed, his hand, or arm. (L, TA.) And صوّب الإِنَآءَ He inclined the vessel (Mgh, Msb) downwards, in order that what was in it might run [out]: (Mgh:) or he lowered, or depressed, the vessel; and in like manner, رَأْسَ الخَشَبَةِ [the head of the piece of wood]. (T, TA.) A2: And صوّب إِلَيْهِ يَصَرَهُ [He directed his sight towards him]. (Msb in art. لمح.

[From الصَّوَابُ.]) And صَعَّدَ فِىَّ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ: see art. صعد. b2: And صَوَّبْتُ قَوْلَهُ (assumed tropical:) I said that his saying was صَوَاب [i. e. right; or I pronounced his saying to be right]. (Msb.) And صوّب رَأْيَهُ (tropical:) [He pronounced his opinion to be right]. (A.) And صوّبهُ (assumed tropical:) He said to him أَصَبْتَ [Thou hast hit the right thing; or said, or done, right]. (S, K.) You say, إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِى وَإِنْ أَصَبْتُ فَصَوِّبْنِى (tropical:) [If I do, or say, wrong, tell me that I have done so; and if I do, or say, right, tell me that I have done so]. (A, TA.) A3: [تَصْوِيبٌ is also the contr. of تَصْعِيدٌ in an intrans. sense as well as in the trans. sense mentioned above:] one says, طَالَ فِى

الأَرْضِ تَصْوِيبِى وَتَصْعِيدِى [Long have continued my descending, or going down, and my ascending, or going up, in the land]. (A in art. صعد.) 4 اصاب, (M, TA,) inf. n. إِصَابَةٌ, (M, K, TA,) He descended, or went down, into a lower land, or country; contr. of أَصْعَدَ. (M, K, * TA. [See also 1 as syn. with 5; and see 2, last sentence.]) A2: اصاب القِرْطَاسَ, [inf. n. as above,] said of an arrow, [It hit, or struck, the butt, or target; or went right thereto;] (S, TA;) and ↓ صَابَهُ, (S, TA,) or صاب الهَدَفَ, (M,) aor. ـِ (S, M,) inf. n. صَيْبٌ, (S, TA,) likewise said of an arrow, (S, M, TA,) signifies the same; (S, TA;) or صاب said of an arrow is intrans. (M.) And اصاب alone, [as though used elliptically,] (Msb, TA,) inf. n. as above; (Msb, K;) and ↓ صاب, aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. صَيْبُوبَةٌ, (S,) or صَوْبٌ; (Msb, K;) and ↓ صاب, aor. ـِ inf. n. صَيْبٌ; (Msb;) likewise said of an arrow, (S, Msb,) Itwent right; did not deviate from the right course: (S, K, * TA:) or it reached [or hit] the object of aim. (Msb.) And نَحْوَ الرِّمِيَّةِ ↓ صاب, (M, A, TA,) aor. ـُ (A, TA,) inf. n. صَوْبٌ and صَيْبُوبَةٌ, (M, TA,) said of an arrow, (M, A, TA,) It went right towards the thing, or animal, shot at; (M, TA;) as also اصاب. (TA.) b2: Also اصاب القِرْطَاسَ, (S, TA,) and اصاب فِى القِرْطَاسِ, (TA,) [said of a man, as is indicated by the context in the S and TA, He hit the butt, or target;] he did not miss the butt, or target. (TA.) And اصاب alone is said of an archer or the like [as meaning He hit the object of his aim]: (Msb:) one says, رَمَى فَأَصَابَ [He shot, or cast, and hit the object of his aim]. (A.) b3: [Hence, likening an event, &c., to an arrow,] one says also, اصابهُ أَمْرٌ, inf. n. as above, (assumed tropical:) [An event smote him, or befell him;] and ↓ صابهُ, aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ, signifies the same. (Msb.) and أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ (assumed tropical:) [An affliction, or a calamity, &c., smote him, or befell him]. (S.) And اصابهُ الشَّىْءُ (assumed tropical:) The thing reached him [so as to take effect upon him]: (Mgh, * Msb:) whence the saying, أَصَابَهُ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ مَا أَصَابَهُ (assumed tropical:) [There reached him &c., of the sayings of the people, what reached him &c.]. (Msb.) [Thus tropically used, اصابهُ may generally be rendered It hit, struck, smote, wounded, hurt, affected, assailed, or befell, him. One says, اصابهُ مَرَضٌ, and وَجَعٌ, and اصابتهُ رِيحٌ, &c., (assumed tropical:) A disease, and pain, and wind, &c., smote, affected, or assailed, him.] And المَطَرُ ↓ صَابَهُ, (S, Msb,) aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ, (Msb,) (assumed tropical:) [The rain fell, or lighted, upon him, or it; wetted him, or it;] he, or it, was rained upon. (S.) and السَّمَآءُ الأَرْضَ ↓ صَابَتِ i. e. (assumed tropical:) [The sky, or clouds, or rain,] watered the earth, or land, copiously: (Lth, M, TA:) or it means أَصَابَتْهَا بِصَوْبٍ [it smote it with rain; or sent rain upon it]. (M, L, TA.) In the following verse, cited by IAar, فَكَيْفَ تُرَجِّى العاذِلَاتُ تَجَلُّدِى حَمِيمُهَا ↓ وَصَبْرِى إِذَا مَا النَّفْسُ صِيبَ he explains صِيبَ as being like قُصِدَ, and says that it may be of the dial. of him who says صَابَ السَّهْمُ; but [ISd remarks,] I know not how this is, for صَابَ السَّهْمُ is not trans.; [though, as shown above, he has mentioned it as being trans.;] and in my opinion, [he says,] صيب here is from the phrase صَابَتِ السَّمَآءُ الأَرْضَ [expl. above; the meaning of the verse being, But how should the censuring women hope for my constraining myself to behave with hardiness, and for my being patient, when the beloved of the soul has been smitten by death, or by the decree of death; for ISd adds,] كَأَنَّ المَنِيَّةَ صَابَتِ الحَمِيمَ فَأَصَابَتْهُ بِصَوْبِهَا. (M, TA. *) b4: [اصاب is also used in many phrases in which its agent is likened to an archer.] One says, اصاب الصَّوَابَ (tropical:) [He hit the right thing or point, or the object, or aim, of his words or of his actions]: (A:) and اصاب السَّدَادَ [which means the same]. (S in art. سد.) and اصاب alone [means thus likewise; or] (assumed tropical:) he said, or did, that which was right. (M, K. *) and اصاب فِى قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ (assumed tropical:) He hit the right thing in his saying and his deed; (Msb;) and so فِى رَأْيِهِ in his opinion; contr. of أَخْطَأَ. (A.) and اصاب بِغْيَتَهُ (assumed tropical:) He attained, or obtained, the thing that he sought, or wanted: whence the saying, اصاب مِنْ زَوْجَتِهِ [and so app. أَصَابَهَا (see سَفَقَ)] (assumed tropical:) He obtained his desired enjoyment of his wife: (Msb:) اصاب مِنِّى occurs in a trad., [as a euphemism,] said by the wife of Handhaleh, meaning (assumed tropical:) He compressed me: (Mgh:) and it is said in a trad., كَانَ يُصِيبُ مِنْ رَأْسِ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ, meaning (assumed tropical:) He used to kiss [the head of some one or more of his wives when he was fasting]. (TA: and the like is said in the Mgh.) And اصاب مِنَ المَالِ وَغَيْرِهِ (assumed tropical:) He took, or took with his hand, of the property and other things. (TA.) And اصاب الشَّىْءَ (tropical:) [He hit upon, or lighted on, the thing;] he found the thing. (S, M, K, * TA.) And اصابهُ [(assumed tropical:) He found it, met with it, or experienced it; namely, a good or an evil event. And (assumed tropical:) He found it out, or discovered it; namely, an enigma (see 8 in art. حجو) or the like. And] (assumed tropical:) He found it to be right: and (assumed tropical:) he saw it, considered it, or held it, to be right. (TA. [See also 10.]) And (assumed tropical:) He aimed at it; (As, TA;) (tropical:) he desired, wished, willed, intended, or meant, it. (As, M, A, Msb, TA.) One says, أَصَابَ فُلَانٌ الصَّوَابَ فَأَخْطَأَ الجَوَابَ (assumed tropical:) Such a one aimed at, and desired, [to say] that which was right, (As, Msb, * TA,) and failed of giving rightly the reply. (As, TA.) And أَيْنَ تُصِيبَانِ (assumed tropical:) [Whither do ye two desire to go?]; a saying of Ru-beh. (TA.) تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ, in the Kur [xxxviii. 35, referring to the wind], has been expl. as meaning (assumed tropical:) [Running by his command softly, or gently,] whithersoever He desireth. (M, * TA.) And اصاب اللّٰهُ الَّذِى أَرَادَ, said in a trad., in reply to a question respecting the interpretation of a text, means (assumed tropical:) God desireth, or meaneth, [thereby,] what He desireth, or meaneth. (TA.) and اصاب اللّٰهُ بِكَ خَيْرًا means أَرَادَهُ (tropical:) [i. e. May God intend thee good]. (A.) And اصاب alone (assumed tropical:) He desired, or intended, or meant, that which was right. (M, K. *) One says also, اصابهُ بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [meaning He did good to him]. (El-Muärrij, TA in art. اسو.) [But] اصابهُ بِكَذَا, (M,) inf. n. إِصَابَةٌ, (K,) with which are syn. ↓ مُصَابٌ [in accordance with a usage generally allowable] (S, TA) and ↓ مُصَابَةٌ, (K, TA,) (assumed tropical:) [generally] means He afflicted him with, or by, such a thing; or gave pain to him thereby. (M, K: * in the latter, only the inf. n. of the verb in this sense; and so in other senses.) [Thus one says, اصابهُ بِشَرٍّ (assumed tropical:) He afflicted him with evil; or did evil to him: and اصابهُ بِمَكْرُوهٍ (assumed tropical:) He afflicted him with, or did to him, an abominable, or an evil, thing or action: and اصابهُ بِقَوْلٍ قَبِيحٍ (assumed tropical:) He afflicted him with, or said to him, a foul saying: and اصابهُ بِذَحْلٍ (assumed tropical:) He punished him by blood-revenge: and اصابهُ بِمَرَضٍ (assumed tropical:) He, (i. e. God,) or it, (a thing,) affected him with disease; or rendered him diseased: and in many similar cases, the phrase may be well rendered with a verb derived from the noun; like phrases in which “ affecit ” (a Latin equivalent of اصاب) occurs; as in “ honore affecit,” meaning “ honoravit. ”] El-Hárith Ibn-Khuld El-Makhzoomee says, رَجُلًا↓أَظُلَيْمُ إِنَّ مُصَابَكُمْ

أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ (assumed tropical:) [O Dhuleymeh, verily your afflicting a man who has given the salutation of peace, greeting, is tyranny]: IB says that this verse is not of El-'Arjee, as El-Hareeree imagined it to be: the correct reading is أَظُلَيْمُ, as above: ظليم is an apocopated from of ظُلَيْمَةُ; which is the dim. of ظَلُوم: some read أَظَلُومُ: and some, أَسُلَيْمُ: [the verse is cited accord. to this last reading in the S:] رَجُلًا is governed in the accus. case by مُصَاب [as an inf. n.]: and ظُلْمُ is the enunciative of إِنَّ. (L, TA.) أَصَابَهُمُ الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ (assumed tropical:) meansTime, or fate, afflicted them by destruction, or extirpation, among themselves and their cattle, or possessions. (M.) [In the K, الإِصَابةُ is expl. as signifying الاِحْتِيَاجُ: but the right reading is evidently الاِجْتِيَاحُ, as Ibr D has remarked in the margin of my copy of the TA; so that اصاب signifies (assumed tropical:) He destroyed, or extirpated; agreeably with an explanation in the sentence next preceding above, from the M.] مَنْ يُرِدِ اللّٰهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ, (assumed tropical:) occurring in a trad., means Him whom God intendeth good He trieth with afflictions, that He may recompense him for them. (TA.) And one says, مَا كُنْتُ مُصَابًا وَلَقَدْ أُصِبْتُ (assumed tropical:) [app. meaning I was not affected with weakness of intellect, or madness, and I have become affected therewith: see مُصَابٌ, below]. (IAar, TA.) 5 تصوّب [quasi-pass. of 2]: see 1, in three places. b2: Also It was, or became, lowered, or depressed; syn. تَسَفَّلَ. (A.) 6 تصاوب, accord. to Freytag, signifies He, or it, was well directed: but for this he names no authority.]7 إِنْصَوَبَ see 1, first sentence.10 اِسْتَصْوَبَهُ and اِسْتَصَابَهُ signify the same, (S, M, A, Msb, K,) (tropical:) He saw it, considered it, or held it, to be right; (M, Msb, TA;) namely, his deed, (S, Msb,) or his opinion, (M, TA,) or his saying: (A:) Th says, اِسْتَصَبْتُهُ is the regular form; but the Arabs say, اِسْتَصْوَبْتُ رَأْيَكَ. (M, TA. [See also 4, latter half.]) صَابٌ A certain species of tree, from which, when it is pressed, there issues what resembles milk, a drop of which sometimes spirts into the eye, producing an effect like that of a flame of fire, and in some instances weakening the sight: (M, TA:) or a certain kind of bitter tree; (As, T, M, K, TA;) one of which is termed ↓ صَابَةٌ: (M, K: * [in the latter it is said that صَابٌ is the pl. of صَابَةٌ; but properly speaking, the former is a coll. gen. n., and the latter is its n. un.:]) or the expressed juice of a kind of bitter tree: (S:) but accord. to the K, this is a mistake, though it is the saying of leading lexicologists: (TA:) or, as some say, the expressed juice of the صَبِر [or aloes]. (M.) صَوْبٌ an inf. n. used as a subst. (Msb) meaning Rain; (Lth, Msb;) and so ↓ صَيِّبٌ, which is originally [صَيْوِبٌ, i. e.] of the measure فَيْعِلٌ from الصَّوْبُ: (Bd in ii. 18:) or صَيِّبٌ is an epithet applied to clouds (غَيْمٌ, Sh, O, or سَحَابٌ, S, Msb) meaning having rain, (O,) i. q. ذُو صَوْبٍ: (S, Msb:) or صَوْبٌ and ↓ صَيِّبٌ and ↓ صَيُّوبٌ [the last of which is written in the CK صَيُوبٌ] all signify the same, (M, K,) as epithets applied to rain, meaning pouring forth: (M:) or ↓ صَيُّوبٌ, which is originally of the measure فَيْعُولٌ, [being altered from صَيْوُوبٌ,] means rain pouring forth much, or abundantly: (IDrd, O:) [↓ صَائِبٌ, also, is applied as an epithet to rain, like صَوْبٌ and صَيِّبٌ; and] in the phrase صِيبَانُ المَطَرِ, accord. to Abu-l-'Alà, صِيبَان is pl. of صَائِب; or it may be an inf. n., like حِرْمَان: and if one say ↓ صَيْبَان, with fet-h, the meaning is, what has poured forth of rain, notwithstanding the ى in it, for similar to this are رَيْحَان from الرَّوْح and عَيْدَان (meaning “ tall ” palm-trees) from العُوْد. (Ham p. 796.) A2: Also Course, or tendency; syn. قَصْدٌ: so in the saying, to one who is traversing a desert in uncertainty and has declined from the right way, أَقِمْ صَوْبَكَ [Rectify thy course]: and in the phrase فُلَانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْبِ [Such a one is pursuing the right course], said of a person when he is not declining from his way to the right or left. (TA. [See also another ex. voce أَوْبٌ.]) b2: And A place, or point, of tendency or direction or bearing, syn. جِهَةٌ, (Msb, TA,) of a thing; (Msb;) and نَاحِيَةٌ [which means the same; and also a side; or a lateral, or an adjacent, part or tract of a thing; and in this sense صَوْبٌ is used in the present day]; and جَانِبٌ [which generally has the latter of these meanings]. (TA.) b3: See also صَوَابٌ, in three places.

صَابَةٌ: see مُصِيبَةٌ. b2: Also Weakness, or feebleness, in the intellect; (M, A, K;) or a touch of insanity therein; (A;) or somewhat of insanity, or of madneess produced by diabolical possession. (S.) A2: See also صَابٌ.

صُوبَةٌ A collection, (جَمَاعَةٌ, M, or مُجْتَمَعٌ, K,) or a collection, or heap, not measured nor weighed, (صُبْرَةٌ, A) of wheat: (M, A, K:) a heap of wheat, and of dates, and of other things: (M:) a quantity collected together of dust or earth: (TA:) or anything collected together: (Kr, M, K:) a place in which dates are collected and dried is thus called by the people of El-Felj. (ISk, S.) One says, دَخَلْتُ عَلَى فُلَانٍ فَإِذَا الدَّنَانِيرُ صُوبَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ i. e. [I went in to such a one, and lo, the deenárs were] a heap poured out without measure before him: (S, M, * A: *) or, as some relate the saying, الدِّينَارُ, which is thus used as a gen. n. (M.) صَيْبَانٌ: see صَوْبٌ.

صَوَابٌ (assumed tropical:) A thing that is right, or what is said and of what is done; [like سَدَادٌ;] (Msb;) contr. of خَطَأٌ; (S, M, Msb, K;) as also ↓ صَوْبٌ. (S, Msb, K.) One says, ↓ دَعْنِى وَعَلَىَّ خَطَئِى وَصَوْبِى i. e. صَوَابِى [meaning (assumed tropical:) Leave thou me, and on me be the consequence of my wrong saying or deed, and my right]. (S.) [And hence the phrase, frequent in some of the lexicons &c., الصَّوَابُ كَذَا meaning (assumed tropical:) The right, or correct, word or wording or reading is thus: and صَوَابُهُ كَذَا (assumed tropical:) The right, or correct, writing or wording or reading of it is thus.] b2: And one says also ↓ قَوْلٌ صَوْبٌ and صَوَابٌ [meaning (assumed tropical:) A right, or correct, saying: thus using each as an epithet]. (M.) صَوِيبٌ: see صَائِبٌ, in two places.

صَيُوبٌ: see صَائِبٌ; and see also art. صيب.

صَائِبٌ: see صَوْبٌ.

A2: Also, (S, M, A, K,) and ↓ مُصِيبٌ (A) and ↓ صَيُوبٌ and ↓ صَوِيبٌ, (M, K,) An arrow going right, or hitting the mark: (S, M, A, * K, * TA:) ↓ the last of these is the only epithet, known to IJ, of the measure فَعِيلٌ having the ف and ل sound and having و for its ع, except طَوِيلٌ and قَوِيمٌ; for عَوِيصٌ is [held by him to be only] used as a subst.: صِيَابٌ is pl. of صَائِبٌ, like صِيَامٌ and قِيَامٌ pls. of صَائِمٌ and قَائِمٌ; either from الصَّوَابُ فِى الرَّمْىِ or from صَابَ السَّهْمُ الهَدَفَ having يَصِيبُ for its aor. (M.) [See also صَيُوبٌ in art. صيب.] One says, إِنَّهُ لَسَهْمٌ صَائِبٌ Verily it is an arrow that goes right. (TA.) مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ is a prov. [expl. in art. خطأ]. (S.) b2: [Hence,] one says also رَأْىٌ صَائِبٌ and ↓ مُصِيبٌ (tropical:) [A right opinion]: (A, TA:) [Mtr says,] ↓ رَأْىٌ صَيِّبٌ meaning صَائِبٌ I have not found. (Mgh.) صَيِّبٌ: see صَوْبٌ, in two places: and صَائِبٌ.

صُيَّابٌ: see صُوَّابَةٌ, in two places; and see art. صيب.

صَيُّوبٌ: see صَوْبٌ, in two places.

صُوَّابَةٌ The choice, or best, class of a people; (Fr, S, M, K;) as also ↓ صُيَّابَةٌ (Fr, S, K) and ↓ صُيَّابٌ. (K.) And ↓ قَوْمٌ صُيَّابٌ A choice, or an excellent, people. (S.) And ↓ صُيَّابَةٌ signifies The choice, or best, of anything. (S.) [See also art. صيب.] b2: Also, صُوَّابَةٌ, The collective body of a people; (M;) and so ↓ صُيَّابَةٌ. (Kr, M in art. صيب.) صُيَّابَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places; and see art. صيب.

أَصْوَبُ [More, and most, affected with weakness in the intellect, or insanity, or madness: see صَابَةٌ]. When a man says to another أَنْتَ مُصَابٌ [meaning Thou art affected with weakness in the intellect, &c.], the latter replies أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّى

[Thou art more affected with weakness in the intellect, &c., than I]. (IAar, M, TA. [Thus these phrases are used in the present day.]) مَصَابٌ [A place of pouring forth: pl. مَصَاوِبُ]. One says, هُوَ مَصَابُ الوَدْقِ [It is the place of the pouring of rain in the clouds]: and شِمْتُ مَصَاوِبَ المَطَرِ [I watched, or watched for, the places of the pouring of rain in the clouds]: and سَقَاهُمْ مَصَاوِبُ السَّمَآءَ [The places of the pouring of the rain watered them; or may the places &c. water them]. (A.) مُصَابٌ pass. part. n. of 4 [meaning Hit, struck, smitten, wounded, hurt, affected, assailed, afflicted, &c.]. (S, Msb, TA.) b2: Affected with weakness, or feebleness, in the intellect; (TA;) or with somewhat of insanity, or madness produced by diabolical possession: (S, TA:) or mad, or possessed. (TA.) [See صَابَةٌ; and see also 4, last sentence; and أَصْوَبُ.]

A2: Also Syn. with إِصَابَةٌ: (S, TA:) see 4, latter half, in two places. b2: And Syn. with مُصِيبَةٌ, q. v. (A, Msb.) A3: Also The sugar-cane. (L, TA, and so in a copy of the S.) مَصُوبٌ pass. part. n. of صَابَ [q. v.]. (Msb.) مِصْوَبٌ A ladle. (IAar, K.) مُصِيبٌ: see صَائِبٌ, in two places.

مُصَابَةٌ Syn. with إِصَابَةٌ: (K, TA:) see 4, latter half. b2: See also مُصِيبَةٌ. b3: تَرَكْتُ النَّاسَ عَلَى

مُصَابَاتِهِمْ is a saying mentioned by Ibn-Buzurj, as meaning [I left the people disposed, or placed,] according to their classes, or ranks. (TA.) مَصُوبَةٌ: see the next paragraph.

مُصِيبَةٌ, (S, M, A, Msb, K,) said by Ahmad Ibn-Yahyà to be originally مُصْوِبَةٌ, (TA,) and ↓ مَصُوبَةٌ (S, M, K) and ↓ مُصَابَةٌ (M, K) and ↓ مُصَابٌ (A, Msb) and ↓ صَابَةٌ, (M, K,) signify the same, (S, M, A, Msb, K,) An affliction, a calamity, a misfortune, a disaster, or an evil accident: (M, Msb, TA:) it is said in the Towsheeh that the primary signification of مُصِيبَةٌ is a shot with an arrow: (TA:) the pl. is مَصَائِبُ, (S, M, A, Msb,) the form commonly obtaining, (Msb,) but irregular, (M,) the Arabs agreeing in pronouncing it with ء, as though they likened the radical letter to the augmentative, (S,) or they imagined what is of the measure مُفْعِلَةٌ to be of the measure فَعِيلَةٌ without a radical ى or و, (M,) and it is thought by As to be of the speech of the people of the cities, (Msb,) and مَصَاوِبُ, (M,) which is the original form, (S,) or is said to be so, (Msb,) and is said by Zj to be the form preferred by the grammarians, (TA,) and مُصِيبَاتٌ. (As, A, Msb.) قَطٌّ مُصَوَّبٌ A nibbing in which the exterior of the writing-reed is made to extend beyond the pith: opposed to قَائِمٌ. (TA in art. حرف.)
صوب
الصوْبُ: المَطَرُ. والصيبُ: السحَابُ ذو صَوْبِ. وصابَ الغَيْثُ بمَكانِ كذا والسهْمُ نَحْوَالرمِيَّةِ يَصُوْبُ صَيْبُوْبَةً. وسَهْمٌ صائبٌ: قاَصِدٌ. والصوَابُ: نَقِيْضُ الخَطَأ؛ وكذلك الصوْبُ، يُقال: عليكَ خَطَأُه وصَوْبُه.
والتَصَوُّبُ: حُدُورَ مع حَدَبٍ، صَوبَتِ الأتَانُ. وصَوبَ الرجُلُ وصَعَّدَ وأصَابَ وأصْعَدَ: بمعنى. والصُّيّابُ والصُيّابَةُ: أصْلُ كُلِّ قَوْمٍ وخِيَارُهم وشَرَفُهم، وكذلك الصُوّابَةُ. وصُوْبَةٌ من طَعَامٍ: صُبْرَةٌ منه، وجَمْعُها صُوَبٌ، وقد صوَّبْنا الطَّعَامَ.

والرجُلُ يَجُرُّ صَوْبَه: أي ذَيْلَه.
ورَأيْتُ صَوْبَةً فى الماء. وصَوْبُ الدرْعِ: طُوْلُه وما فَضَلَ منه.
وفي عَقْلِ فلانٍ صَابَةَ: أي جُنُوْنٌ. وهو اسْمٌ من الإصَابَة كالجابَةِ والإجَابَةِ. والمَجْنُوْنُ مُصَابٌ. وأصَابَتْهم مَصَاوِبُ: أي مَصَائب. وهي المُصَابَةُ والمُصِيْبَةُ والمَصُوْبَةُ. وسُمِعَ: جَبَرَ اللهُ مَصُوْبَتَكَ ومُصَابَتَكَ. والناسُ على مُصَابَةِ آبائهم: أي على نَحْوِهم. وهو المَقْصَدُ والمُتَوَخّى. والصّابُ: عُصَارَةُ شَجَرَةٍ مُرةٍ.
ص و ب : أَصَابَ السَّهْمُ إصَابَةً وَصَلَ الْغَرَضَ وَفِيهِ
لُغَتَانِ أُخْرَيَانِ إحْدَاهُمَا صَابَهُ صَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ وَالثَّانِيَةُ يَصِيبُهُ صَيْبًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَصَابَهُ الْمَطَرُ صَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ وَالْمَطَرُ صَوْبٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَسَحَابٌ صَيِّبٌ ذُو صَوْبٍ وَأَصَابَ الرَّأْيُ فَهُوَ مُصِيبٌ وَأَصَابَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ أَرَادَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَصَابَ الصَّوَابَ فَأَخْطَأَ الْجَوَابَ أَيْ أَرَادَ الصَّوَابَ وَأَصَابَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ وَالِاسْمُ الصَّوَابُ وَهُوَ ضِدُّ الْخَطَأِ وَالصَّوْبُ وِزَانُ فَلْسٍ مِثْلُ الصَّوَابِ وَصَابَهُ أَمْرٌ يَصُوبُهُ صَوْبًا وَأَصَابَهُ إصَابَةً لُغَتَانِ وَرَمَى فَأَصَابَ وَأَصَابَ بُغْيَتَهُ نَالَهَا وَأَصَابَهُ الشَّيْءُ إذَا أَدْرَكَهُ وَمِنْهُ يُقَالُ أَصَابَهُ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ مَا أَصَابَهُ وَالْمُصِيبَةُ الشِّدَّةُ النَّازِلَةُ وَجَمْعُهَا الْمَشْهُورُ مَصَائِبُ قَالُوا وَالْأَصْلُ مَصَاوِبُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ قَدْ جُمِعَتْ عَلَى لَفْظِهَا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فَقِيلَ مُصِيبَاتٌ قَالَ وَأَرَى أَنَّ جَمْعَهَا عَلَى مَصَائِبَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْ صَابَهُ مَصُوبٌ عَلَى النَّقْصِ وَمِنْ أَصَابَهُ بِالْأَلِفِ مُصَابٌ وَجَبَرَ اللَّهُ مُصَابَهُ أَيْ مُصِيبَتَهُ.

وَصَوْبُ الشَّيْءِ جِهَتُهُ وَصَوَّبْتُ قَوْلَهُ قُلْتُ إنَّهُ صَوَابٌ وَاسْتَصْوَبْتُ فِعْلَهُ رَأَيْتُهُ صَوَابًا وَاسْتَصَابَ مِثْلُ اسْتَصْوَبَ وَصَوَّبْتُ الْإِنَاءَ أَمَلْتُهُ وَصَوَّبْتُ رَأْسِي خَفَضْتُهُ. 

السورة

السورة: هي الطائفة من القرآن المسمَّاة باسم خاص توقيفاً وأقله ثلاث آيات.
السورة
- 1 - قسم القرآن الكريم سورا، سمّيت كل منها باسم خاص، أخذ من بعض ما عالجته السورة من المعانى، أو مما تحدث عنه من إنسان وحيوان أو غيرهما، أو من بعض كلماتها.
والسورة القرآنية قد تكون ذات موضوع واحد تتحدث عنه، ولا تتجاوزه إلى سواه، مثل كثير من قصار السور، كسورة النبأ والنازعات والانشقاق، وكلها تتحدث عن اليوم الآخر، والهمزة والفيل وقريش، وهى تتحدث عن عقاب من يعيب الناس، وما حدث لأصحاب الفيل، وما أنعم الله به على قريش من نعمة الألفة.
وقد تتناول السورة أغراضا شتى، مثل معظم سور القرآن، وهنا نقف لنتبين أىّ الخطتين أقوم وأهدى: أن يرتب القرآن موضوعاته ويجعل كل سورة تتناول موضوعا واحدا معينا، فتكون سورة للأحكام وأخرى للتاريخ وثالثة للقصص ورابعة للابتهال، حتى إذا فرغت منه تناولت سورة أخرى غرضا آخر وهكذا، أو أن تتناثر أحكامه وقصصه ووعده ووعيده على النحو الذى انتهجه، والذى يبدو بادئ ذى بدء أن السلك الذى يربط بين آياته ضعيف الربط أو واهى التماسك؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الهدف الذى إليه يرمى القرآن الكريم؛ لنرى أقوم الخطتين لتحقيق هذا الهدف والوصول به إلى جانب التوفيق والنجاح.
أما هدف القرآن الكريم فغرس عقيدة التوحيد في النفس، وانتزاع ما يخالف هذه العقيدة من الضمير، والدعوة إلى العمل الصالح المكوّن للإنسان المهذب الكامل، بسن القوانين المهذّبة للفرد، الناهضة بالجماعة.
وإذا كان ذلك هو هدف القرآن، فإن المنهج القرآنى هو الذى يحقق هذا الهدف فى أكمل صوره، وأقوى مظاهره، ذلك أنه لكى يحمل على اتّباع ما يدعو إليه يمزج دعوته بالحث على اتباعها، ويضرب المثل بمن اتبع فنجح، أو ضل فخاب، ويتبع الحديث عن المؤمنين بذكر بعض الأحكام التى يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب ذلك بالترغيب والترهيب، ثم يولى ذلك بوصف اليوم الآخر وما فيه من جنة أو نار، وهو في كل ذلك يتكئ على الغريزة الإنسانية التى تجعل المرء خاضعا بالترغيب حينا، والترهيب حينا آخر، والقرآن حين يستمد شواهده من حوادث التاريخ لا يستدعيه ذلك أن ينهج منهج المؤرخين، فيتتبع الحادث من مبدئه إلى منتهاه، وينعم النظر في الأسباب والنتائج، ويقف عند كل خطوة من خطواته، ولكنه يقف من هذا الحادث عند الفكرة التى تؤيد غرض الآية، والجزء الذى يؤيد الهدف الذى ورد في الآيات، وقل مثل ذلك في القصة عند ما يوردها، فإنها تساق للهدف الذى تحدّثنا عنه، وهو من أجل ذلك ينظر إليها من زاوية بعينها، ولا يرمى غالبا إلى قص القصّة برمتها، وسوف نشبع الحديث في ذلك فيما يلى:
يتنقل القرآن إذا بين الأغراض المختلفة، لا اعتباطا وبلا هدف، ولكن لصلات وثيقة تربط بين هذه الأغراض، بحيث تتضافر جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وتحقيقها.
ولنبدأ في تفصيل ما أجملناه مبينين الصلات الوثيقة التى تربط آية بآية، ثم موضحين وجوه الترابط القوى بين الأغراض المختلفة في السورة الواحدة.
فقد تقع الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (البقرة 26، 27). وقد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى، كما تجد ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (البقرة 94 - 96). وقد تكون الآية الثانية ردّا على ما في الآية الأولى كما في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 80، 81). وقد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة سابقتها، كما في قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 24، 25). ولا ريب أن الجمع بين حكم المتضادين في الذهن يزيده جلاء ووضوحا.
وتأمل الصلة القوية بين هاتين الآيتين، وهى صلة الربط بين الحكم وحكمته فى قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 178، 179). ويصف الكتاب ثمّ يحبّب في اتباعه مبغّضا إلى النفوس صورة منكريه، فيقول: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ويعقب توحيد الله بدلائل هذا التوحيد في قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 163، 164).
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في الاستشهاد على بيان الصلات التى تربط آية بآية، ولكنى أشير هنا إلى أن إدراك هذه الصلة يتطلب في بعض الأحيان تريثا وتدبرا يسلمك إلى معرفة هذه الصلة وتبيّنها، ولكنك تصل- ولا ريب- إلى وثاقة هذا الارتباط ومتانته، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال 4، 5). فقد لا يظهر موضع الكاف ولا مكان الصلة بين الآية الثانية وما قبلها من الآيات، ولكن التأمل يهدى إلى أن القرآن يربط بين أمرين: أولهما ما بدا من بعض المسلمين من عدم الرضا بما فعله الرسول في قسمة الغنائم، وثانيهما ما كان قد ظهر من بعض المؤمنين من كراهية أن يخرج الرسول من منزله إلى الغزو، وقد تمّ في هذا الغزو النصر والغنيمة، فكأنه يقول إن الخير فيما فعله الرسول في قسمة الغنائم، كما كان الخير فيما قام به الرسول من خروجه إلى الغزو، وبذلك تبدو الصلة قوية واضحة بين الخبرين. ومن ذلك قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 114، 115). فقد تبدو الصلة منفصمة بين هذه الآيات، ولكنك إذا تأملت الآية الأولى وجدت فيها حديثا عن الذين لا يعلمون ولا يتلون الكتاب، وهؤلاء لا يعترفون بشيء مما أنزل الله، فهم يسعون في تقويض أسس الأديان جميعا، لا فرق عندهم بين دين ودين، وهم لذلك يعملون على أن يحولوا بين المسلمين وعبادة الله، ويسعون في تخريب بيوت عبادته، ومن هنا صحّ هذا الاستفهام الذى يدل على أنه لا أظلم من هؤلاء الذين لا يعلمون، وارتباط الآية الثالثة بما قبلها لدلالتها على أن عبادة الله ليست في حاجة إلى مسجد يقام، بل لله المشرق والمغرب، فحيثما كنتم ففي استطاعتكم عبادة الله؛ لأن ثمة وجه الله.
«قال بعض المتأخرين: الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلّى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة» .
ولكل سورة في القرآن هدف ترمى إليه، فتجد سورة الأنعام مثلا تتجه إلى إثبات توحيد الله ونبوّة رسوله، وإبطال مذاهب المبطلين وما ابتدعوه من تحليل حرام أو تحريم حلال؛ وتجد سورة الأعراف تتجه إلى الإنذار والاتّعاظ بقصص الأولين وأخبارهم، وتجد سورة التوبة تحدد علاقة المسلمين بأعدائهم من مشركين وأهل كتاب ومنافقين، وتجد سورة الحجر ترمى إلى إثبات تنزيل القرآن وترهيب المكذبين به، بقصّ أخبار المكذبين قبلهم، وهكذا تجد هدفا عامّا تدور حوله السورة، وتتبعه معان أخرى تؤكده ويستتبعها، ويخلص الإنسان في السورة من معنى إلى آخر خلوصا طبيعيّا لا عسر فيه ولا اقتسار. ولنحلل سورة من القرآن، نتبين فيها منهجه، وندرك مدى تأثير هذا المنهج فى النفس الإنسانية.
ففي سورة المزمل، والهدف منها تهيئة الرسول للدعوة، وإعداده لما سيلقاه في سبيلها من متاعب ومشاق، بدئت السورة بنداء الرسول، وتكليفه بما يعده لحمل أعباء الرسالة، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (المزمل 1 - 9). ألا تراه يعدّه بهذه الرّياضة النفسية الشاقة لتحمل أعباء الرسالة المضنية فليمض الليل أو جزءا منه في التهجد وقراءة القرآن، استعدادا لما سيلقى عليه من تكاليف شاقة ثقيلة، وإنما أمر الرسول بالتهجّد في الليل؛ لأن السهر فيه أشق على النفس، ولكنها تخلص فيه لله، وتفرغ من مشاغل النهار وصوارفه، وأمر بذكر الله، والإخلاص له تمام الإخلاص، فهو رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو.
بعد هذا الإعداد بالرياضة أراد أن يوطنه على تحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة والصبر عليه، وينذر هؤلاء المكذبين بما سيجدونه يوم القيامة من عذاب شديد، وهنا يجد المجال فسيحا لوصف هذا اليوم وصفا يبعث الرهبة في النفس، والخوف في القلب، عساها تكف عن العناد، وتنصاع إلى الصواب والحق، ولا ينسى أن يضرب المثل من
التاريخ لمن كذّب وعصى، كى يكون عظة وذكرى، فقال:
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 10 - 18).
فأنت ترى الانتقال طبيعيّا من توطين الرسول على الأذى، ثم بعث الطمأنينة إلى نفسه بأن الله سيتكفل عنه بتأديب المكذبين، بما أعده الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة، وتأمل ما يبعثه في النفس تصور هذا اليوم الذى ترتجف فيه الأرض، وتنهار الجبال فيه منهالة، وينتقل إلى الحديث عن عاقبة من كذب بالرسل من أسلافهم، ثم يتجه إليهم، موجّها لهم الخطاب يسألهم متعجبا، عما أعدوه من وقاية لأنفسهم يصونونها بها من هول يوم يشيب الطفل فيه من شدته، وحسبك أن ترفع الطرف إلى أعلى، فترى السماء التى أحكم بناؤها، قد فقدت توازنها وتصدّع بناؤها.
ويختم هذا الإنذار بجملة تدفع النفس إلى التفكير العميق، وتفتح أمامها باب الأمل والنجاة لمن أراد أن يظفر وينجو، إذ قال: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (المزمل 19). ألا تحس في هذه الجملة معنى إلقاء المغبة على عاتق هؤلاء المنذرين، وأنهم المسئولون عما سوف يحيق بهم من ألم وشقاء، أو ليس في ذلك ما يحفزهم إلى التفكير الهادئ المتزن، عساهم يتخذون إلى ربهم سبيلا؟
وينتقل القرآن من إنذاره لهؤلاء المكذبين إلى خطابه للمطيعين، وهم الرسول وطائفة ممن معه، فيشكر لهم طاعتهم، ولا يرهقهم من أمرهم عسرا، ويطلب إليهم القيام ببعض الفروض، ويحببها إليهم، فهم عند ما يؤتون الزكاة يقرضون الله، ومن أوفى بأداء الحقوق منه سبحانه، ويختم خطابه لهم بوصفه بالغفران والرحمة، فيقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 20).
فأنت ترى في هذه الآية الكريمة مدى الرفق في خطاب المطيعين، وما أعد لهم من رحمة وغفران، فى مقابل ما لدى الله من أنكال وجحيم لهؤلاء المكذبين.
أنت بذلك التحليل ترى مدى الترابط بين الأغراض المختلفة، واتساق كل غرض مع صاحبه، وحسن التخلص وطبيعة الانتقال من غرض إلى آخر وتستطيع أن تمضى في تحليل سور القرآن على هذا النسق، وسوف ترى الربط بين الأغراض، قويا وثيقا.
فإذا رأيت في بعض السور بعض آيات يشكل عليك معرفة وجه اتساقها في غرض السورة فتريث قليلا تروجه المجيء بها قويا، ولعل من أبعد الآيات تعلقا بسورتها في الظاهر قوله تعالى في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِــتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة 16 - 19)، فإن السورة كلها حديث عن يوم القيامة وأحواله. وأفضل ما رأيته في توجيه هذه الآيات ما حكاه الفخر الرازى من «أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (القيامة 13). قال: «يعرض عليه كتابه، فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا، فأسرع في القراءة، فيقال له: لا تحرك به لسانك، لــتعجل به، إن علينا أن نجمع عملك، وأن نقرأ عليك، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت، ثم إن علينا بيان أمر الإنسان، وما يتعلق بعقوبته» وإذا كنت أوافقه في أصل الفكرة فإنى أخالفه في تفصيلاتها، فالمعنى، على ما أدرى، ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر، وذلك كما أخبر القرآن، فى كتاب مسطور، وفي تلك الآيات يصف القرآن موقف المرء من هذا الكتاب فهو يتلوه في عجل كى يعرف نتيجته، فيقال له: لا تحرك بالقراءة لسانك لتــتعجل النتيجة، إن علينا أن نجمع ما فيه من أعمال في قلبك، وأن نجعلك تقرؤه في تدبر وإمعان، فإذا قرأته فاتجه الاتجاه الذى يهديك إليه، وإن علينا بيان هذا الاتجاه وإرشادك إليه إما إلى الجنة، وإما إلى السعير. وبذلك يتضح أن لا خروج فى الآيات على نظم السورة وهدفها.
ذلك هو ما أراه في ترتيب آيات القرآن الكريم وشدة ما بينها من ارتباط، وكان بعض العلماء يشعر بشدة صلة آى القرآن بعضها ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة، ومن هؤلاء ابن العربى . وممن عنى بدراسة التناسب بين الآيات أبو بكر النيسابورى «وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسى إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جانب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وممن أكثر منه فخر الدين، قال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط» .
لا أوافق إذا عز الدين بن عبد السلام عند ما قال: «المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض» . ولا أوافق أبا العلاء بن غانم في قوله: «إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذى هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وأن ليس في القرآن شىء من حسن التخلص» .
لا أوافقهما وحجتى في ذلك أمران: أما أولهما فما نراه من حسن التناسب وقوة الارتباط حقا بين الآى بعضها وبعض، محققة بذلك هدف القرآن كما تحدثنا، ولعل عز الدين ومن لف لفه كان يرى التناسب يتم إذا جمعت آيات الأحكام مثلاكلها في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت القصص كلها كذلك في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت حوادث التاريخ كلها في سورة واحدة أو عدة سور، وهكذا، وقد سبق أن بيّنا أن هذا النهج لا يحقق الهدف الذى يرمى إليه القرآن من الإرشاد والهداية، فليس القرآن كتاب قصص أو تاريخ، ولكنه كتاب دين، يرمى إلى التأثير فى النفس، فهو يلقى العظة، مبيّنا ما في اتباعها من خير، وضاربا المثل من التاريخ على صدق ما ادعى، ومستشهدا بقصص الأولين وآثارهم، ومقنّنا من الأحكام ما فيه خير الإنسانية وكمالها، وكل ذلك في تسلسل واطراد وحسن اتساق، ترتبط المعانى بعضها ببعض، ويؤدى بعضها إلى بعض.
أولا نرى في هذا النهج القرآنى وسيلة لتكرير العظات والإنذار والتبشير في صور متعددة مرات عدة، وللتكرير كما قلنا أثره في تثبيت المعنى في النفس، وبلوغ العظة الهدف الذى ترمى إليه، ولن يكون للتكرير جماله إذا عمد القرآن إلى كل غرض على حدة فوضع آية بعضها إلى جانب بعض.
وأما ثانيهما فتاريخى يعود إلى ترتيب الرسول للقرآن بأمر ربه، فقد كانت تنزل عليه الآيات فيأمر كتبة الوحى أن يضعوها في موضعها بين ما نزل من القرآن، فى هذه السورة أو تلك، ويضع بعض ما نزل في مكة بين آيات السور المدنية، فلولا أن رابطا يجمع بين هذه الآيات بعضها وبعض، ما كان ثمة سبب يدفع إلى هذا الوضع ولا يقتضيه بل لرتبت الآى كما نزلت وما كان هناك داع إلى ترتيب ولا تبويب، أما والقرآن قد نزل للناس كافة، وللأجيال جميعها فقد اختار الله لكتابه خير ترتيب يحقق الهدف الذى له نزل الكتاب الحكيم.
- 2 - وتبدأ سور القرآن مثيرة في النفس الإجلال، وباعثة فيها الشوق، والرغبة في تتبع القراءة، والاستزادة منها، فهى حينا ثناء عليه تعالى بتعداد ما له من صفات العظمة والجلال كما في قوله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 1 - 3). وحينا تعظيم من شأن الكتاب وتقدير له، تقديرا يبعث على الإصغاء إليه وتدبّر آياته كما في قوله سبحانه: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ... (فصلت 2 - 4) أولا ترى الشوق يملأ نفسك وأنت تصغى إلى مثل تلك الفاتحة: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (يوسف 1). وكأنما هى تنبيه للسامع كى يستجمع كل ما يملك من قوة، ليستمع إلى ما سيلقى إليه، وكذلك يثور الشوق لدى سماع كل فاتحة فيها ثناء على الكتاب وتعظيم لأمره، شوق يدعو إلى معرفة ما يحويه هذا الكتاب، الذى يصفه حينا بأنه يخرج من الظلمات إلى النور، فى قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1).
وبأنه لا ريب فيه في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2).
وكثر في القرآن البدء بالقسم، وهو بطبيعته يدفع إلى التطلع لمعرفة المقسم عليه، لأنه لا يلجأ إلى القسم إلا في الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد وإثبات، وقد يطول القسم فيطول الشوق، وتأمّل جمال البدء بالقسم في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (الليل 1 - 4).
وكما يثير القسم الشوق والتطلع، كذلك يثيرهما في النفس الاستفهام والشرط، ففي الاستفهام تتجمع النفس لمعرفة الجواب، وفي الشرط تتطلع لمعرفة الجزاء، وقد افتتحت عدة سور من القرآن بهما كما في قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2). وقوله: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 1 - 5).
وقد تبدأ السورة بنداء الرسول أو المؤمنين، للأمر بشيء ذى بال، أو النهى عن أمر شديد النكر، أو تبدأ بخبر يثير الشوق، أو تدخل السورة مباشرة في الحديث عن الغرض الذى نزلت لأجله، كما في قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1). وكأن في ضخامة الغرض وقوته ما يشغل عن التمهيد له، بل كأن في التمهيد إضاعة لوقت يحرص القرآن على ألا يضيع.
وقد يكون مفتتح السورة موحيا بفكرتها، ومتصلا بها شديد الاتصال، ومتناسبا معها شديد التناسب، فمن ذلك سورة آل عمران التى افتتحت بقوله:
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2). وقد عالجت السورة أمر عيسى ونزهت الله عن الولد، أو لا ترى البدء مناسبا لهذا التنزيه؟ ومن ذلك سورة النساء، فقد تحدثت عن كثير من أحكامهن في الزواج والميراث، فكان من أجمل براعات الاستهلال قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء 1)، ألا ترى في خلق المرأة من زوجها ما يوحى بالرفق والحنان الذى يجب أن تعامل به المرأة فلا يبخس حقها زوجة أو أما أو بنتا، وفي الحديث عن تقوى الأرحام هنا إشارة كذلك إلى أن السورة ستعالج بعض أمورهم أيضا ورثة يتامى.
وقل مثل ذلك في أول الأنعام التى ترمى إلى إثبات توحيد الله إذ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1)، فليس غير السموات والأرض شىء يبقى خلقه لغير الله.
- 3 - ولخاتمة السورة أثرها الباقى في النفس، لأنه آخر ما يبقى في الذهن، وربما حفظ دون باقى الكلام، ومن أجل هذا كانت خواتم سور القرآن مع تنوعها تحمل أسمى المعانى وأنبلها، فهى حينا دعاء وابتهال يحمل النفس الإنسانية إلى عالم روحى سام، يعترف فيه الإنسان بعجزه أمام قدرة الله، ويطلب من هذه القوة القاهرة أن تعينه وأن تنصره، أو لا يشعر المرء حين يلتجئ إلى هذه القوة بأنه ألقى ثقله، وتخفف من عبئه، كما تجد ذلك في ختام سورة البقرة إذ يقول سبحانه: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة 286). أو لا يؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هى في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه.
وحينا حديث عن الله بإجلاله وتقديسه، أو بتعداد صفاته الباعثة على حبه وإجلاله معا، فتراه في ختام سورة المائدة يقول: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 120). وفي ختام سورة الإسراء يقول: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء 111). إلى غير ذلك من سور كثيرة، وكأن في هذا الختام خلاصة الدعوة التى تهدف السورة إليها، فكان ذكره مؤذنا بانتهائها، كما تذكر خلاصة الكتاب في نهايته.
وفي أحيان كثيرة تختم السورة بما يشعر بأن القرآن قد أدى رسالته، فعلى السامع أن يتدبر الأمر، ليرى أى الطريقين يختار، والختم بذلك يبعث في نفس القارئ التفكير أيؤثر الهدى أم يختار الضلال، فتراه مثلا في نهاية سورة التوبة يقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة 128 - 129)، أو تختم بإنذار أو وعد أو أمر بركن من أركان الحياة الرفيعة الصالحة، فيختم آل عمران بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 200).
وقل أن تختم السورة بحكم تشريعى جديد، كما في سورة النساء. وفي كل ختام تشعر النفس بأن المعانى التى تناولتها السورة قد استوفت تمامها، ووجدت النفس عند الخاتمة سكونها وطمأنينتها، حتى إن السورة التى ختمت باستفهام لم يشعر المرء عنده بنقص يحتاج إلى إتمام، بل كان جوابه مغروسا فى القلب، مستقرا في الضمير، فتم بالاستفهام معنى السورة، وأثار في النفس ما أثار من إقرار لا تستطيع تحولا عنه ولا إخفاء له. 

بعض

(بعض) الشَّيْء جزأه
(بعض) الْمَكَان بَعْضًا كثر فِيهِ البعوض
البعض: اسمٌ لجزء مركب تركب الكل منه ومن غيره.
[بعض] بعض الشئ: واحد أبعاضه. وقد بَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً، أي جزَّأتُهُ، فتبعض. والبعوض: البق، الواحدة بعوضة.
ب ع ض: (بَعْضُ) الشَّيْءِ وَاحِدُ (أَبْعَاضِهِ) وَقَدْ (بَعَّضَهُ تَبْعِيضًا) أَيْ جَزَّأَهُ (فَتَبَعَّضَ) . وَ (الْبَعُوضُ) الْبَقُّ الْوَاحِدَةُ (بَعُوضَةٌ) . 
بعض
لَيْلة بَعِضَة ومَبْعُوْضَةٌ: كَثيرةُ البَعُوض. ويقولون: " كَلَّفْتَني مُخَ البَعوض ": لِما لا يكوِن.
وحُكِيَ عن بَعْضِهم: رأيْتُ غِرْباناً يَتَبَعْضَضْنَ: كأنَه يَتَناوَلُ بَعْضُها بعضاً. والبُعْضُوْضَةُ: دوَيبةٌ مِثْلُ الخُنْفَسَاء تَقْرِض الوِطابَ.

بعض


بَعَضَ(n. ac. بَعْض)
a. Stung (mosquito).
بَعَّضَa. Divided, parted; dissected, dismembered; portioned
out.

تَبَعَّضَa. Pass. of II.
بَعْض
(pl.
أَبْعَاْض)
a. Part, portion, lot.
b. Some, a few; one, some one.

بَعُوْضَة
(pl.
بَعُوْض)
a. Gnat, mosquito.

بَعْضَهُم بَعْضًا
a. Amongst themselves; each other.
بعض: بعّض بالتضعيف: فَصَّل، روى بتفصيل، أسهب (الأغاني 75).
تَبَعض منه وله: احتفظ بجزء من الشيء (معجم المتفرقات).
بَعْض: عزلة، انفراد، ففي تاريخ البربر (1: 153): مصر كبير مستبحر بالعمران البدوي معدود في آحاد الأمصار بالصحراء ضاح من ظل الملك والدول لبعضه في القفر. - على بعضهم أو في قلب بعضهم: أي بعضهم يحمل البعض الآخر أو القوي يحتمل الضعيف بمعنى ان بعضهم كفاء البعض الآخر (بوشر) - وزي بعضه: نفس الشيء (بوشر).
بَعُوض: حشرة صغيرة تنشأ من بزر الذكار (ابن العوام 1: 573).
تبعيض: تنسيق، تشكيل أجناس متلائمة متسقة (هلو).
ب ع ض

بعض الشر أهون من بعض. ويقال للرجل من القوم: من فعل كذا؟ فيقول: أحدنا أو بعضنا يريد نفسه. ومنه قول لبيد:

تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

يريد نفيه. وهذه جارية حسانة يشبه بعضها بعضاً. وأخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً إذا فرقوه. وبعض الشاة وبعضها. وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم البعوض. وليلة مبعوضة وبعضة. وسمع بعض هذيل يقول: باتت علينا ليلة بعضة كادت تأكلنا.

ومن المجاز: كلفتني مخ البعوض أي الأمر الشديد.
بعض
بَعْضُ الشيء: جزء منه، ويقال ذلك بمراعاة كلّ، ولذلك يقابل به كلّ، فيقال: بعضه وكلّه، وجمعه أَبْعَاض. قال عزّ وجلّ: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [البقرة/ 36] ، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً [الأنعام/ 129] ، وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [العنكبوت/ 25] ، وقد بَعَّضْتُ كذا: جعلته أبعاضا نحو جزّأته. قال أبو عبيدة:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، أي: كلّ الذي ، كقول الشاعر:
أو يرتبط بعض النّفوس حمامها
وفي قوله هذا قصور نظر منه ، وذلك أنّ الأشياء على أربعة أضرب:
- ضرب في بيانه مفسدة فلا يجوز لصاحب الشريعة أن يبيّنه، كوقت القيامة ووقت الموت.
- وضرب معقول يمكن للناس إدراكه من غير نبيّ، كمعرفة الله ومعرفته في خلق السموات والأرض، فلا يلزم صاحب الشرع أن يبيّنه، ألا ترى أنه كيف أحال معرفته على العقول في نحو قوله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [يونس/ 101] ، وبقوله: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا [الأعراف/ 184] ، وغير ذلك من الآيات.
- وضرب يجب عليه بيانه، كأصول الشرعيات المختصة بشرعه.
- وضرب يمكن الوقوف عليه بما بيّنه صاحب الشرع، كفروع الأحكام.

وإذا اختلف الناس في أمر غير الذي يختص بالمنهي بيانه فهو مخيّر بين أن يبيّن وبين ألا يبيّن حسب ما يقتضي اجتهاده وحكمته، فإذا قوله تعالى:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، لم يرد به كل ذلك، وهذا ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه، وأما قول الشاعر:
أو يرتبط بعض النفوس حمامها
فإنه يعني به نفسه، والمعنى: إلا أن يتداركني الموت، لكن عرّض ولم يصرح، حسب ما بنيت عليه جملة الإنسان في الابتعاد من ذكر موته. قال الخليل: يقال: رأيت غربانا تَتَبَعَّضُ ، أي:
يتناول بعضها بعضا، والبَعُوض بني لفظه من بعض، وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات.
(ب ع ض)

بَعْضُ الشَّيْء: طَائِفَة مِنْهُ. وَالْجمع: أبعاض. حَكَاهُ ابْن جني. فَلَا أَدْرِي: أهوَ تَسَمُّح، أم هُوَ شَيْء رَوَاهُ. وَاسْتعْمل الزجاجي بَعْضًا بِالْألف وَاللَّام، فَقَالَ: وَإِنَّمَا قُلْنَا الْبَعْض وَالْكل: مجَازًا، وعَلى اسْتِعْمَال الْجَمَاعَة لَهُ مُسَامَحَة. وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة غير جَائِز، يَعْنِي أَن هَذَا الِاسْم لَا ينْفَصل من الْإِضَافَة.

وبَعَّضَ الشَّيْء فتبعَّض: فرقه فَتفرق.

وَقيل: بَعْض الشَّيْء: كُله، قَالَ لبيد:

أوْ يَعْتَلِقْ بعضَ النُّفوسِ حِمامُها

وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِي على مَا ذهب إِلَيْهِ أهل اللُّغَة، من أَن الْبَعْض فِي معنى الْكل، هَذَا نقض، وَلَا دَلِيل فِي هَذَا الْبَيْت، لِأَنَّهُ إِنَّمَا عَنى بِبَعْض النُّفُوس نَفسه. وَقَوله تَعَالَى: (تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) بالتأنيث فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِهِ، فَإِنَّهُ أنث، لِأَن بعض السيارة سيارة، كَقَوْلِهِم: ذهبت بعض أَصَابِعه، لِأَن بعض الْأَصَابِع يكون إصبعا وإصبعين، وأصابع. وَقَوله تَعَالَى: (يُصِبْكْم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم) إِن قَالَ قَائِل: كَيفَ قَالَ: بعض الَّذِي يَعدكُم، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا وعد وَعدا وَقع الْوَعْد باسره، وَلم يَقع بعضه؟ وَحقّ اللَّفْظ: كل الَّذِي يَعدكُم. فَالْجَوَاب: أَن هَذَا بَاب من النّظر، يذهب فِيهِ المناظر إِلَى إِلْزَام حجَّته بأيسر الْأَمر. وَلَيْسَ فِي هَذَا نفي الْكل، وَإِنَّمَا ذكر الْبَعْض يُوجب لَهُ الْكل، لِأَن الْبَعْض هُوَ الْكل. وَمثل هَذَا قَول الشَّاعِر:

قدْ يُدْرِكُ المُتَأنّي بَعْضَ حاجَتِه ... وقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْــتَعْجِلِ الزَّلَلُ

لِأَن الْقَائِل إِذا قَالَ: أقل مَا يكون للمتأني إِدْرَاك بعض الْحَاجة، واقل مَا يكون للمســتعجل الزلل، فقد أبان فضل المتأني على المســتعجل، بِمَا لَا يقدر الْخصم أَن يَدْفَعهُ. وَكَأن مُؤمن آل فِرْعَوْن قَالَ لَهُم: أقل مَا يكون فِي صدقه أَن يُصِيبكُم بعض الَّذِي يَعدكُم، وَفِي ذَلِك هلاككم.

والبَعُوض: ضرب من الذُّبَاب، الْوَاحِدَة: بَعُوضة.

وبَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه. وَلَا يُقَال فِي غير البَعوض. قَالَ:

لنِعُمَ البَيتُ بَيتُ أبي دِثارٍ ... إِذا مَا خافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا

قَوْله " بَعْضًا ": أَي عضا. وَأَبُو دثار: الكلة. والبعوضة: مَوضِع كَانَ للْعَرَب فِيهِ يَوْم مَذْكُور. وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة يذكر قَتْلَى ذَلِك الْيَوْم:

على مِثلِ أصحابِ البَعُوضَة فاخْمُشِي ... لكِ الوَيْلُ حُرَّ الْوَجْه أَو يَبْكِ من بَكَى
بعض
بعَضَ يبعَض، بَعْضًا، فهو باعِض، والمفعول مَبْعوض
• بعَض البعوضُ الشَّخصَ: لسعه وآذاه، ولا تقال لغير البعوض.
• بعَض الشَّخصُ اللَّحمَ: جعله أقسامًا "بعَض الأب قطعةَ الحلوى ووزَّعها على أولاده". 

بعِضَ يَبعَض، بَعَضًا، فهو بعِض
• بعِض المكانُ: كثُر فيه البعوضُ. 

أبعضَ يُبعض، إبعاضًا، فهو مُبعِض
• أبعضَتِ الأرضُ: بعِضَت، كثُر بعوضُها. 

بعَّضَ يُبعِّض، تَبْعيضًا، فهو مُبعِّض، والمفعول مُبعَّض
• بعَّضَ اللَّحمَ وغيرَه: بعضَه، جزَّأه وفرَّقَه "بعّض ميراثًا". 

تبعَّضَ يتبعَّض، تبعُّضًا، فهو متبعِّض
• تبعَّضَ الشَّيءُ: مُطاوع بعَّضَ: تجزَّأ. 

بَعْض [مفرد]: ج أبْعاض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَضَ.
2 - جُزْء، طائفة (مذكر) "بعض الشرّ أهون من بعض- وضع الوثائق فوق بعض/ بعضَها فوق بعض/ فوق بعضها- {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} - {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} " ° أعطه بعض ما لديك: ممَّا لديك- بعض الشَّيء: قليل منه، طائفة منه- بعض الطَّريق: أوّله أو جزء منه- بعض المماثلة: مماثلة تقريبية- بعض الوقت/ بعض الأوقات: أحيانًا.
3 - ما يُطلق على الواحد من الأشياء أو الأحياء، وقد يُستعمل لأكثر من واحد ولغير المعدود "يقول بعض الفقهاء: واحد أو عدد من الفقهاء- {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} ". 

بَعَض [مفرد]: مصدر بعِضَ. 

بَعِض [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعِضَ. 

بَعضيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من بَعْض: كون الشيء بعضًا لآخر، أو جزءًا أو طائفة منه، خلاف كُلّيّة. 

بَعوض [جمع]: مف بَعوضة: (حن) عدّة أجناس من الحشرات الصَّغيرة المضرَّة، من فصيلة البعوض ثنائيّة الأجنحة، تغتذي الإناثُ منها بدم الإنسان وبهذا تنقل إليه عِدّة أمراض، أمّا الذُّكور فتغتذي برحيق الأزهار، له عِدّة أسماء منها النَّاموس والبَقّ " {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} " ° جناح بَعوضة: قدر تافه- كلَّفتني مُخَّ البعوض [مثل]: مَطْلبٌ يستحيل تحقيقه. 

تَبْعيض [مفرد]: ج تباعيض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَّضَ.
2 - قطعة، جزء لا يتجزّأ عن غيره "الولد من تباعيض أبويه: من أجزائهما".
• حرف تبعيض: (نح) حرف يُقصد به الدَّلالة على جزء مِنْ كُلّ وهو حرف (مِنْ)، كما تُستعمل بعضُ معاني الحروف للدّلالة على التبعيض. 

مَبْعَضَة [مفرد]: اسم مكان من بعَضَ: أرض كثيرة البَعوضِ. 

بعض

1 بَعَضَهُ البَعُوضُ, [aor. ـَ inf. n. بَعْضٌ, The بَعُوض [or gnats, or musquitoes,] bit him; and annoyed, or molested, him. (TA.) And بُعِضُوا They were bitten by the بَعُوض: (A:) or were annoyed, or molested, thereby. (K.) بَعَضَهُ is not used in relation to anything but بَعُوض. (TA.) A poet says, praising a man who passed the night within a كِلَّة [or thin curtain used for protection from gnats, or musquitoes], which is also called أَبُو دِثَارٍ, لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْتُ أَبِى دِثَارٍ

إِذَا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا [Excellent indeed is the tent, the tent of Aboo-Dithár, when some of the people fear biting, and annoyance, or molestation, from gnats, or musquitoes]: by بعضا meaning عَضًّا. (TA.) 2 بعضهُ, inf. n. تَبْعِيضٌ, He divided it into parts, or portions, (S, A, Msb, K,) distinct, or separate, one from another. (Msb) You say, أَخَذُوا مَالَهُ فَبَعَّضُوهُ They took his property and divided it into parts, or portions. (A, TA.) And عَضَّى الشَّاةَ وَ بَعَّضَهَا [He limbed, or dismembered, the sheep, or goat, and divided it into parts, or portions]. (A, TA.) [Hence,] مِنْ in certain cases, and بِ in the like cases, as in the saying شَرِبْتُ بِمَآءِ كَذَا [“ I drank of,” i. e. “ some of, such water ”], are said to be لِلتَّبْعِيضِ [For the purpose of dividing into parts, or portions]. (Msb.) 4 ابعضوا They had بَعُوض [or gnats, or musquitoes], (K,) or abundance thereof, (A,) in their land. (A, K.) 5 تبعّض It was, or became, divided into parts, or portions. (S, K.) بَعْضٌ Some, or somewhat or some one, (lit. a thing,) of things, or of a thing: Th says that it signifies thus accord. to all the grammarians; (Msb, TA;) except Hishám, as will be seen hereafter: (TA:) or a part, or portion, (A, Msb, K,) of a thing, (Msb,) or of anything; (A, K;) whether little or much: (TA:) accord. to both these explanations, it may denote the greater part; as eight of ten: (Msb:) [thus it signifies some one or more; and it relates to persons and to other things:] pl. أَبْعَاضٌ; (S, IJ, K;) but ISd doubts whether IJ had an authority for this. (TA.) You say, بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ [Some kinds of evil are easier to be borne than some]. (A.) And جَارِيَةٌ حُسَّانَةٌ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا [A very beautiful girl, parts of whom resemble other parts]. (A.) [And ضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا Some of them beat some; i. e. they beat one another.] And لَبِثْنَا يَوْمًا

أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [We have tarried a day or part of a day]. (Kur xviii. 18.) And one says to a man of a company of men, “Who did this? ” and he answers, أَحَدُنَا or بَعْضُنَا [Some one of us]; meaning himself. (A.) The article ال should not be prefixed to it, (K, * TA,) because it is originally a prefixed n., and as such determinate either literally or virtually, so that it does not admit another cause of being determinate; (TA;) contr. to what is said by IDrst (K, TA) and Ez-Zejjájee; for they said البَعْضُ and الكُلُّ; which, properly, as ISd says, is not allowable; and it is said in the O that IDrst, in this matter, was at variance with all the people of his age: (TA:) AHát says that the Arabs did not say الكُلُّ nor البَعْضُ, but that people used these expressions, even Sb and Akh in their two books, by reason of their little knowledge in this way: (K, * TA:) a remark, says MF, which is extr., and needs no comment: (TA:) [for who surpassed Sb and Akh in knowledge respecting matters of this kind?] AHát also relates his having told As that he had seen in the book of [that celebrated and chaste author] Ibn-ElMukaffa', العِلْمُ الكَثِيرٌ وَ لٰكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الكُلِّ [Science is large; but the acquiring of part is better than the neglecting of the whole]; and that As disapproved of it most strongly, saying that the article ال is not prefixed to بَعْضٌ and كُلٌّ because they are determinate without it: (TA:) Az, however, says that the grammarians allow its being prefixed to these two words, (Msb, TA,) though As disallows it, (TA,) because they are meant to be understood as prefixed ns.; (Msb;) or because the article is meant to be a substitute for the noun to which they should be prefixed; or, in the case of بَعْضٌ, because this word is equivalent to جُزْءٌ, which receives the article ال. (MF.) It is related of AO, that he assigned also to بَعْضٌ the contr. meaning of All; or the whole: adducing as a proof thereof the words of the Kur [xl. 29], يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى

يَعِدُكُمْ as meaning All of that with which he threateneth you will befall you: and the saying of Lebeed.

أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا [as meaning Or their death shall cling to all living creatures: or, accord. to another relation, او يَرْتَبِطْ, which means the same as او يعتلق]: thus also AHeyth explains the above-cited verse of the Kur; and thus Hishám explains the saying of Lebeed, erroneously asserting that بعض is here a pl.: (TA:) but with respect to the former instance, the Prophet had threatened them with two things, the punishment of the present world and that of the world to come; so he says, “This punishment will befall you in the present world; ”

which is part (بعض] of the two threats; without denying the punishment of the world to come: or, as Aboo-Is-hák says, he mentions the part to indicate the necessary consequence of the whole: and as to the saying of Lebeed, by بعض النفوس he means himself. (TA [app. from ISd].) أَرْضٌ بَعِضَةٌ A land abounding with بَعُوض [or gnats, or musquitoes]; (K;) as also ↓ مَبْعَضَةٌ, like as you say مَبَقَّةٌ. (TA.) And لَيْلَةٌ بَعِضَةٌ A night in which are many بَعُوض; as also ↓ مَبْعُوضَةٌ (A, K.) بَعُوضٌ [Gnats, or musquitoes;] i. q. بَقَّ [which signifies both gnats, or musquitoes, (called in Egypt نَامُوس,) and also bugs]: n. un. with ة: (S:) or pl. of بَعُوضَةٌ, (K,) which signifies i. q. بَقَّةٌ. (A, K.) A poet speaks of the humming of the بعوض of the water. (TA.) The author of the K says, in the B, that the word is taken from بَعْضٌ, because of the smallness of the body of the بعوضة in comparison with other living things. (TA.) You say, كَلَّفَنِى مُخَّ البَعُوضِ (tropical:) He imposed upon me a difficult thing: (A:) or an impossible thing. (TS, K.) أَرْضٌ مَبْعَضَةٌ: see بَعِضَةٌ لَيْلَةٌ مَبْعُوضَةٌ: see بَعِضَةٌ

بعض: بَعْضُ الشيء: طائفة منه، والجمع أَبعاض؛ قال ابن سيده: حكاه ابن

جني فلا أَدري أَهو تسمُّح أَم هو شيء رواه، واستعمل الزجاجي بعضاً

بالأَلف واللام فقال: وإِنما قلنا البَعْض والكل مجازاً، وعلى استعمال الجماعة

لهُ مُسامحة، وهو في الحقيقة غير جائر يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من

الإضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأصمعي رأَيت في كتاب ابن المقفع: العِلْمُ

كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكل، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار

وقال: الأَلف واللام لا يدخلان في بعض وكل لأَنهما معرفة بغير أَلف

ولامٍ. وفي القرآن العزيز: وكلٌّ أَتَوْه داخِرين. قال أَبو حاتم: ولا تقول

العرب الكل ولا البعض، وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما

لقلة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنه ليس من كلام العرب. وقال

الأَزهري: النحويون أَجازوا الأَلف واللام في بعض وكل، وإِنَّ أَباهُ

الأَصمعيُّ. ويقال: جارية حُسّانةٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضاً، وبَعْضٌ مذكر في

الوجوه كلها.

وبَعّضَ الشيء تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ: فرّقه أَجزاء فتفرق.

وقيل: بَعْضُ الشيء كلُّه؛ قال لبيد:

أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها

قال ابن سيده: وليس هذا عندي على ما ذهب إِليه أَهل اللغة من أَن

البَعْضَ في معنى الكل، هذا نقض ولا دليل في هذا البيت لأَنه إِنما عنى ببعض

النفوس نَفْسَه. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: أَجمع أَهل النحو على أَن

البعض شيء من أَشياء أَو شيء من شيء إِلاّ هشاماً فإِنه زعم أَن قول

لبيد:أَو يعتلق بعض النفوس حمامها

فادعى وأَخطأَ أَن البَعْضَ ههنا جمع ولم يكن هذا من عمله وإِنما أَرادَ

لَبِيدٌ ببعض النفوس نَفْسَه. وقوله تعالى: تَلْتَقِطه بَعْضُ السيّارة،

بالتأْنيث في قراءة من قرأ به فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السيّارة

سَيّارةٌ كقولهم ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع يكون أُصبعاً

وأُصبعين وأَصابع. قال: وأَما جزم أَو يَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ على معنى

الكلام الأَول، ومعناه جزاء كأَنه قال: وإِن أَخرجْ في طلب المال أُصِبْ ما

أَمَّلْت أَو يَعْلَق الموتُ نفسي. وقال: قوله في قصة مؤمن آلِ فرعون وما

أَجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون: إِن يَكُ كاذباً فعليه كَذِبُه

وإِن يَكُ صادقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يَعِدُكم، إِنه كان وَعَدَهم

بشيئين: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فقال: يُصِبْكم هذا العذاب في الدنيا وهو

بَعْضُ الوَعْدَينِ من غير أَن نَفى عذاب الآخرة. وقال الليث: بعض العرب

يَصِلُ بِبَعْضٍ كما تَصِلُ بما، من ذلك قوله تعالى: وإِن يَكُ صادِقاً

يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يعدكم؛ يريد يصبكم الذي يعدكم، وقيل في قوله بَعْضُ

الذي يعدكم أَي كلُّ الذي يعدكم أَي إِن يكن موسى صادقاً يصبكم كل الذي

يُنْذِرُكم به وبتوَعّدكم، لا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذلك مِنْ فعل

الكُهَّان، وأَما الرسل فلا يُوجد عليهم وَعْدٌ مكذوب؛ وأَنشد:

فيا ليته يُعْفى ويُقرِعُ بيننا

عنِ المَوتِ، أَو عن بَعْض شَكواه مقْرعُ

ليس يريد عن بَعْضِ شكواه دون بَعْضٍ بل يريد الكل، وبَعْضٌ ضدُّ كلٍّ؛

وقال ابن مقبل يخاطب ابنتي عَصَر:

لَوْلا الحَياءُ ولولا الدِّينُ، عِبْتُكما

بِبَعْضِ ما فِيكُما إِذْ عِبْتُما عَوَري

أٌَّاد بكل ما فيكما فيما يقال. وقال أَبو إِسحق في قوله بَعْضُ الذي

يعدكم: من لطيف المسائل أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِذا وَعَدَ

وعْداً وقع الوَعْدُ بأَسْرِه ولم يقع بَعْضُه، فمن أَين جاز أَن يقول

بَعْضُ الذي يَعدكم وحَقُّ اللفظ كلُّ الذي يعدكم؟ وهذا بابٌ من النظر يذهب

فيه المناظر إِلى إِلزام حجته بأَيسر ما في الأَمر. وليس في هذا معنى الكل

وإِنما ذكر البعض ليوجب له الكل لأَن البَعْضَ هو الكل؛ ومثل هذا قول

الشاعر:

قد يُدْرِكُ المُتَأَنّي بَعْضَ حاجتِه،

وقد يكونُ مع المسْــتَعْجِل الزَّلَلُ

لأَن القائل إِذا قال أَقلُّ ما يكون للمتأَني إِدراكُ بَعْضِ الحاجة،

وأَقلُّ ما يكون للمســتعجل الزَّلَلُ، فقد أَبانَ فضلَ المتأَني على

المســتعجل بما لا يَقْدِرُ الخصمُ أَن يَدْفَعَه، وكأَنّ مؤمنَ آل فرعون قال

لهم: أَقلُّ ما يكون في صِدْقه أَن يُصِيبَكم بعضُ الذي يَعِدكم، وفي بعض

ذلك هلاكُكم، فهذا تأْويل قوله يُصِبْكم بَعْضُ الذي يَعِدُكم.

والبَعُوض: ضَرْبٌ من الذباب معروف، الواحدة بَعُوضة؛ قال الجوهري: هو

البَقّ، وقوم مَبْعُوضُونَ. والبَعْضُ: مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ

يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه وآذاه، ولا يقال في غير البَعُوض؛ قال يمدح رجلاً بات

في كِلّة:

لَنِعْم البَيْتُ بَيْتُ أَبي دِثارٍ،

إِذا ما خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا

قوله بَعْضا: أَي عَضّاً. وأَبو دِثَار: الكِّلة. وبُعِضَ القومُ: آذاهم

البَعُوضُ. وأَبْعَضُوا إِذا كان في أَرضهم بَعُوضٌ. وأَرض مَبْعَضة

ومَبَقّة أَي كثيرة البَعُوضِ والبَقّ، وهو البَعُوضُ؛ قال الشاعر:

يَطِنُّ بَعُوضُ الماء فَوْقَ قَذالها،

كما اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِيِّ خُصومُ

وقال ذو الرمة:

كما ذبّبَتْ عَذْراء، وهي مُشِيحةٌ،

بَعُوض القُرى عن فارِسيٍّ مُرَفّل

مُشيحة: حَذِرة. والمُشِحُ في لغة هذيل: المُجدُّ؛ وإِذا أَنشد الهذلي

هذا البيت أَنشده:

كما ذببت عذراء غير مشيحة

وأَنشد أَبو عبيداللّه محمد بن زياد الأَعرابي:

ولَيْلة لم أَدْرِ ما كراها،

أُسامِرُ البَعُوضَ في دجاها

كلّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها،

لا يَطْرَبُ السامعُ من غِناها

وقد ورد في الحديث ذكرُ البَعُوض وهو البقّ. والبَعُوضة: موضع كان للعرب

فيه يوم مذكور؛ قال متمم بن نويرة يذكر قتلى ذلك اليوم:

على مثل أَصحابِ البعوضة فاخْمُشِي،

لَكِ الويلُ حُرَّ الوجه أَو يَبْكِ مَن بكى

ورَمْل البَعُوضة: معروفة بالبادية.

ب ع ض : بَعْضٌ مِنْ الشَّيْءِ طَائِفَةٌ مِنْهُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جُزْءٌ مِنْهُ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَعْضُ جُزْءًا أَعْظَمَ مِنْ الْبَاقِي كَالثَّمَانِيَةِ تَكُونُ جُزْءًا مِنْ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أَجْمَعَ أَهْلُ النَّحْوِ عَلَى أَنَّ
الْبَعْضَ شَيْءٌ مِنْ شَيْءٍ أَوْ مِنْ أَشْيَاءَ وَهَذَا يَتَنَاوَلُ مَا فَوْقَ النِّصْفِ كَالثَّمَانِيَةِ فَإِنَّهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ شَيْءٌ مِنْ الْعَشَرَةِ وَبَعَّضْتُ الشَّيْءَ تَبْعِيضًا جَعَلْتُهُ أَبْعَاضًا مُتَمَايِزَةً قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَجَازَ النَّحْوِيُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَى بَعْضٍ وَكُلٍّ إلَّا الْأَصْمَعِيَّ فَإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ رَأَيْتُ فِي كَلَامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَلَكِنْ أَخْذُ الْبَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكُلِّ فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ وَقَالَ كُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ فَلَا تَدْخُلُهُمَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَمِنْ هُنَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ بَعْضٌ وَكُلٌّ مَعْرِفَتَانِ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَقَدْ نَصَبَتْ الْعَرَبُ عَنْهُمَا الْحَالَ فَقَالُوا مَرَرْت بِكُلٍّ قَائِمًا وَأَمَّا قَوْلُهُمْ الْبَاءُ لِلتَّبْعِيضِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَقْتَضِي الْعُمُومَ فَيَكْفِي أَنْ تَقَعَ عَلَى مَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ بَعْضٌ وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] وَقَالُوا الْبَاءُ هُنَا لِلتَّبْعِيضِ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ وَنَصَّ عَلَى مَجِيئِهَا لِلتَّبْعِيضِ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الْكَاتِبِ وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَابْنُ جِنِّي وَنَقَلَهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ وَتَأْتِي الْبَاءُ مُوَافِقَةً مِنْ التَّبْعِيضِيَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَتَأْتِي الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ تَقُولُ الْعَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَيْ مِنْهُ وَقَالَ تَعَالَى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أَيْ مِنْهَا وَقِيلَ فِي تَوْجِيهِهِ لِأَنَّهُ قَالَ {يُفَجِّرُونَهَا} [الإنسان: 6] بِمَعْنَى يَشْرَبُ مِنْهَا فِي حَالِ تَفْجِيرِهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى الزِّيَادَةِ لَكَانَ التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَمِيعًا فِي حَالِ تَفْجِيرِهِمْ وَهَذَا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ وَمِثْلُهُ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ أَيْ يَشْرَبُ مِنْهَا وَتَجْرِي بِأَعْيُنِنَا أَيْ مِنْ أَعْيُنِنَا وَالْمُرَادُ أَعْيُنُ الْأَرْضِ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فِي جُزْءٍ لَهُ فِي مَعَانِي الشِّعْرِ عِنْدَ قَوْلِ زُهَيْرٍ 
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَا بِثِفَالِهَا
وَضَعَ الْبَاءَ مَوْضِعَ مَعَ قَالَ وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْبَابَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ إنَّ الْبَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ وَعَنْ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ سَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَاءِ كَذَا أَيْ بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى وَذَهَبَ إلَى مَجِيءِ الْبَاءِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ وَقَالَ بِمُقْتَضَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَنِيفَةَ حَيْثُ لَمْ يُوجِبَا التَّعْمِيمِ بَلْ اكْتَفَى أَحْمَدُ بِمَسْحِ الْأَكْثَرِ فِي رِوَايَةٍ وَأَبُو حَنِيفَةَ بِمَسْحِ الرُّبْعِ وَلَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غَيْرُ ذَلِكَ وَجَعْلُهَا فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ أَوْلَى مِنْ الْقَوْلِ بِزِيَادَتِهَا لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي مَوْضِعِ ثُبُوتِهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بَلْ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِهِ
إلَّا بِدَلِيلٍ فَدَعْوَى الْأَصَالَةِ دَعْوَى تَأْسِيسٍ وَهُوَ الْحَقِيقَةُ وَدَعْوَى الزِّيَادَةِ دَعْوَى مَجَازٍ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَقِيقَةَ أَوْلَى وقَوْله تَعَالَى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ} [لقمان: 31] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ فَالْمَعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ قَالَهُ الْحُجَّةُ فِي التَّفْسِيرِ وَمِثْلُهُ {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14] أَيْ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَقَالَ عَنْتَرَةُ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ فَأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
أَيْ شَرِبَتْ مِنْ مَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ 
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أَيْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَقَالَ الْآخَرُ 
هُنَّ الْحَرَائِرُ لَا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ ... سُودُ الْمَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ
أَيْ مِنْ السُّوَرِ وَقَالَ جَمِيلٌ
فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذًا بِقُرُونِهَا ... شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
أَيْ مِنْ بَرْدِ.
وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ الْأَبْرَصِ
فَذَلِكَ الْمَاءُ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ بِهِ ... إذًا شَفَى كَبِدًا شَكَّاءَ مَكْلُومَهْ
أَيْ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ مِنْهُ وَقَالَ النُّحَاةُ الْأَصْلُ أَنْ تَأْتِيَ لِلْإِلْصَاقِ وَمَثَّلُوهَا بِقَوْلِكَ مَسَحْتُ يَدِي بِالْمِنْدِيلِ أَيْ أَلْصَقْتُهَا بِهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا يَسْتَوْعِبُهُ وَهُوَ عُرْفُ الِاسْتِعْمَالِ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا الْإِجْمَاعِ أَنَّهَا لِلتَّبْعِيضِ فَإِنْ قِيلَ هَذِهِ الْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ وَالِاسْتِدْلَالُ بِهَا يُفْهِمُ أَنَّ الْوُضُوءَ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إلَى حَالِ نُزُولِهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَالْقَوْلُ بِذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فَالْجَوَابُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِمَّا نَزَلَ حُكْمُهُ مَرَّتَيْنِ فَإِنَّ وُجُوبَ الْوُضُوءِ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ عِنْدَ الْمُعْتَبَرِينَ فَهُوَ مَكِّيُّ الْفَرْضِ مَدَنِيُّ التِّلَاوَةِ وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ وَلَمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيَةُ الْوُضُوءِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ حَتَّى نَزَلَ فَرْضُهُ فِي آيَةِ التَّيَمُّمِ نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ. 
بعض
بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ: طائِفَةٌ مِنْه، سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، يُقَالُ: بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ. ج أَبْعَاضُ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، فَلَا أَدْرِي، أَهو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَيْءٌ رَوَاه. وَلَا تَدْخُلُهُ الَّلامُ، أَي لامُ التَّعْرِيف لأَنَّهَا فِي الأَصْلِ مُضَافَةٌ، فَهِيَ مَعرفةٌ بالإِضَافَةِ لَفْظاً أَو تَقْدِيراً، فَلَا تَقْبَل تَعْرِيفاً آخَرَ خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَيْه والزَّجَاجِيِّ فإِنَّهما قَالا: البَعْضُ والكُلُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَفِيه مُسَامَحَة، وهُو فِي الحَقِيقَة غيْرُ جَائِزٍ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الاسْمَ لَا يَنْفَصِلُ عَن الإِضَافَةِ. وَفِي العُبَابِ: وَقد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ النَّاسَ قاطِبَةً فِي عَصْرِه، وَقَالَ النَّاقِدِيّ:
(فَتَى دَرَسْتَوِيّ إِلى خَفْضِ ... أَخْطَأَ فِي كُلِّ وَفِي بَعْضِ)

(دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه ... فصارَ مُحْتاجاً إِلى نَفْضِ)
قَالَ أَبُو حَاتم: قلت للأَصْمَعِيّ: رَأَيْت فِي كِتَابِ ابنِ المُقَفَّع: العِلْم كَثِير، ولكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خيْرٌ من تَرْكِ الكُلَّ، فأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَار وَقَالَ: الأَلفُ والَّلامُ لَا يَدْخُلاَن فِي بَعْضٍ وكُلِّ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَةٌ بغيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ. وَفِي القُرْآنِ العَزيز: وكُلّ أَتُوْهُ دَاخِرِينَ. قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا تَقُولُ العَرَبُ الكُلّ وَلَا البَعْض، وَقد اسْتَعْمَلَها النَّاسُ حَتَّى سِيبَويْه والأَخْفَشُ فِي كِتَابَيْهِما لِقِلَّة عِلْمِهِما بِهذَا النَّحْوِ، فاجْتَنِبْ ذلِكَ، فإِنَّهُ ليْسَ من كَلامِ العَرَب. انْتَهَى. قَالَ شيْخُنَا: وهذَا من العَجَائِب، فَلَا يَحْتَاج إِلى كَلاَمٍ. قُلتُ: وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ فِي بَعْضِ وكُلٍّ، وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ. قَالَ شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عَن المُضَافِ إِليْه، أَو غيْر ذلِكَ، وجَوَّزَهُ بَعْضٌ. على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ، وَهُوَ يَدْخُلُ عَليْه ال فَكَذَا مَا قَامَ مَقَامَه، وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ. والبَعُوضَةُ: البَقَّة، ج بَعُوضٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقد وَرَدَ فِي الحَدِيث، وَهَكَذَا فُسِّرَ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(يَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا ... كمَا اصْطَخبَت بَعْدَ النَّجِيِّ خُصُومُ)
وأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ: ولَيْلَةٍ لَمْ أَدْرِ مَا كَرَاهَا أُسَامِرُ البَعُوضَ فِي دُجَاهَا كُلّ زَجُولٍ يُتَّقَى شَذَاهَا لَا يَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا)
وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر: إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ، لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَةِ إِلى سَائر الحَيَوانات. البَعُوضَةُ: مَاءٌ لبَنِي أَسَدٍ، قَرِيبُ القَعْرِ، كانَ لِلْعَرَب فِيهِ يَوْمٌ مَذْكُورٌ. قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذلِكَ اليَوْمِ:
(على مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَةِ فاخْمِشِي ... لَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَن بَكَى)
ورَمْلُ البَعُوضَةِ: مَوْضِعٌ فِي البَادِية، قالَهُ الكِسَائِيّ. وبُعِضُوا، بالضَّمِّ: آذَاهُم، وَفِي الأَساسِ: أَكَلَهُمُ البَعُوضُ. ولَيْلَةٌ بَعِضَةٌ، كفَرِحَة ومَبْعُوضَةٌ، وأَرْضٌ بَعِضَةٌ، أَي كَثِيرَتُه. وأَبْعَضُوا فهم مُبْعِضُونَ: صَارَ فِي أَرْضِهِمْ البَعُوضُ، أَو كَثُرَ، كَمَا فِي الأَسَاس. من المَجَاز: كَلَّفَنِي فُلانٌ مُخَّ البَعُوضِ، أَي مَالا يَكُون، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وَفِي الأَساسِ: أَي الأَمْرَ الشَّدِيدَ. قَالَ اللَّيْثُ: البُعْضُوضَةُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ، تَقْرِضُ الوِطَابَ، وَهِي غيْرُ البُعْصَوصَةِ، بالصادِ، الّتي تَقَدَّم ذِكْرُها. والغِرْبانُ تَتبَعْضَضُ، أَي يَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، نَقله الصّاغَانِيّ. وبَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً: جَزَّأْتُهُ، فتَبَعَّضَ، أَيْ تَجَزَّأَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمِنْه: أَخَذُوا مالَه فبَعَّضُوه، أَي فَرَّقُوهُ أَجْزاءً. وبَعَضَ الشَّاةَ وبَعَّضَهَا. قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيب يَدُلُّ على تَجْزِئَةِ الشَّيْءِ، وَقد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَعْضُ: مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّهُ، وآذَاهُ، وَلَا يَقَال فِي غيْرِ البَعُوضِ. قَالَ يَمْدَحُ رَجُلاً باتَ فِي كِلَّةٍ:
(لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْنُ أَبِي دِثَارٍ ... إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا)
قَوْله بَعْضاً، أَي عَضّاً. وأَبو دِثَارٍ: الكِلَّةُ. وقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ، وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ، كَمَا يُقَال: مَبَقَّة، أَيْ كَثِيرَتُهُمَا. تَذْنِيبٌ: نُقِلَ عَن أَبي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ، وأَنَّهُ يَكُون بمَعْنَى الكُلِّ واسْتَدَلَّ لَهُ بقَوْلِه تَعالى: يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم أَي كُلّه. واستَدَلَّ بِقَوْلِ لبِيد: أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُها فإِنَّهُم حَمَلُوه على الكُلِّ. قُلتُ: وَهَكَذَا فَسَّرَ أَبُو الهيْثَمِ الآيَةَ أَيضاً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وليْسَ هذَا عِنْدي على مَا ذَهَب إِليْه أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْ أَنَّ البَعْضَ فِي مَعْنَى الكُلّ. هَذَا نَقْضٌ وَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا البَيْتِ، لأَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البَعْضَ شَيْءٌ من أَشيَاءَ أَو شَيْءٌ من شَيْءٍ، إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لِبيدٍ: أَوْ يَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَى وأَخْطَأَ أَنَّ البَعْض َ هُنَا جَمْعٌ، وَلم يَكُنْ هذَا مِنْ عَمَلِهِ وإِنّمَا أَرادَ لبِيدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ: وقَوْلُه تَعَالَى: يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم أَنَّه كَانَ وَعَدَهُم بشَيئين عَذَاب الدُّنِيَا)
وعَذَاب الآخِرَة، فقَال: يُصِبْكُمْ هذَا العَذَابُ فِي الدُّنيَا، وَهُوَ بَعْضُ الوَعْدَين من غيْرِ أَنْ نَفَى عَذَابَ الآخِرَة. وَقَالَ أَبو إِسْحاقَ فِي قَوْله: بَعْضُ الَّذِي يَعِدكم من لَطِيفِ المَسَائِل أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه وَلم يَقَعْ بَعْضُه، فمِنْ أَيْنَ جازَ أَنْ يَقُولَ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُم، وحَقُّ اللَّفْظِ: كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُم، وَهَذَا بَابٌ من النَّظَرِ يَذْهَبُ فِيهِ المُنَاظِرُ إِلى إِلْزَام حُجَّتِه بأَيْسَرِ مَا فِي الأَمْرِ، وليْس هَذَا فِي مَعْنَى الكُلِّ، وإِنَّمَا ذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ لَهُ الكُلَّ، لأَنَّ البَعْضَ هُوَ الكُلُّ. ونَقَل المصَنِّف فِي البَصَائر عَن أَبِي عُبَيْدَةَ كَلاَمَهُ السَّابِقَ، إِلاّ أَنَّه ذَكَر فِي اسْتِدْلاَلِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: ولأُبَيِّنَ لكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَي كُلَّ، وذَكَر قَوْلَ لبِيدٍ أَيْضاً. قَال: هَذَا قُصُورُ نَظَرٍ مِنْهُ، وذلِكَ أَنَّ الأَشيَاءَ على أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ: ضَرْب فِي بَيانِهِ مَفْسَدَةٌ، فَلَا يَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِيعَةِ بَيَانُه، كوَقْتِ القِيَامَة، ووَقْتِ المَوْتِ. وضَرْب مَعْقُول يُمْكِن لِلْنَّاسِ إِدراكُه من غيْر نَبيّ، كمَعْرِفة اللهِ، ومَعْرِفَةِ خَلْقِ السَّموَاتِ والأَرْضِ، فَلَا يَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ يُبَيِّنَه، أَلاَ تَرَى أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتُه على العُقُول فِي نَحْوِ قَولِه قُل انْظُروا مَاذَا فِي السَّموَاتِ والأَرْضِ وَقَوله: أَوْلَم يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ. وضَرْب يَجِبُ عَلَيْهِ بَيَانُه، كأَصُولِ الشَّرْعِيّات المُخْتَصَّةِ بشَرِعِهِ. وضَرْب يُمْكِنُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ بِمَا يُبَيِّنُه صاحِبُ الشَّرْع، كفُرُوعِ الأَحْكَام. فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمْرٍ غيْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ بالنَّبِيِّ بَيَانُه، فَهُوَ مُخَيَّر بَيْنَ أَنْ يُبَيِّنَ وبَيْنَ أَنْ لَا يُبَيِّنَ، حَسْبَ مَا يَقْتَضِيه اجْتِهَادُه وحِكْمَتُه. وأَمّا الشَّاعِرُ فإِنّهُ عَنَى نَفْسَهُ. والمَعْنَى إِلاّ أَنْ يَتَدَارَكَنِي المَوْتُ، لكِنْ عَرَّضَ ولَمْ يُصَرِّح تَفَادِياً من ذِكْرِ مَوْتِ نَفْسِه، فتَأَمَّلْ.
[بعض] نه فيه: "البعوض" البق وقيل: صغاره جمع بعوضة. ن: أصابني "بعض" الشيء أي العمى أو ضعف البصر وسماه عمياً في أخرى لقربه منها. غ: يصبكم "بعض" الذي يعدكم أي عذاب الدنيا. ك: قال "بعض" الناس، قال مشايخنا إذا قال البخاري بعض الناس أراد به الحنفية وقيل: أراد ذلك غالباً، وقيل أراده في مقام التعيير والتشنيع، ونحن نجمع شرح غوامض ما وقع تحت لفظ قال بعض الناس إذ لا يناسب ذكر حرف ما لعدم خصوصيته بشيء منه فنقول: يريد أن قولهم إن أخدمتك العبد عارية، وكسوتك هبة تحكم مع أن قصة هاجر تدل أنها هبة. ابن بطال: لا خلاف إن أخدمتك لا يقتضي التمليك، ودليل التمليك في قصة هاجر فأعطوها. وقال أيضاً: لا يجوز شهادة القاذف وإن تاب ثم قال يعني أن الحنفية ناقضوا حيث لم يجوزوا شهادة القاذف وصح النكاح بشهادته وتحكموا حيث جوزوه بشهادة المحدود دون العبد مع أنهما ناقصان عندهم وخصصوا شهادة الهلال من سائر الشهادات. وقال بعض الناس: لا يجوز إقراره بسوء الظن للورثة ثم استحسن فجوز إقراره بالوديعة أي الحنفية لا يجوز إقرار المريض لبعض الورثة لأنه مظنة أنه يريد به الإساءة بالآخر ثم ناقضوا حيث جوزوا إقراره للورثة بالوديعة ونحوه بمجرد الاستحسان من غير دليل يدل على امتناع ذلك وجواز هذه، ثم رد عليهم بأنه سوء ظن به، وبأنه لا يحل مال المسلمين أي المقر له لحديث إذا ائتمن خان. وقال أيضاً: لا حد ولا لعان ثم زعم أنهم أن طلقوا يقع يعني أنهم تحكموا حيث اعتبروا إشارة الأخرس في الطلاق دون الحد واللعان. ز: قال المذنب لعل الحافظ ذهل عن حديث ادرؤا الحدود بالشبهات، وثلاثة هزلها جد. ك: قوله: وإلا بطل الطلاق والقذف أي إن لم يقولوا بالفرق فذلك بطلان كلها لا بطلان القذف فقط، وكذا العتق أيضاً حكمه حكم القذف فيجب أن يبطل أيضاً. وقال أيضاً: الرمان والنخل ليس بفاكهة، أراد أبا حنيفة حيث قال لا يحنث بأكلهما منالمتعة فالنكاح فاسد. فإن قلت: متى قال بفساده فما معنى الاحتيال قلت: الفساد لا يوج الفسخ لاحتمال إصلاحه بحذف شرطه كما يصح عندهم الربا بحذف الزائد أو المقصود منه القول الأخير لقائل بجوازه. وقال أيضاً: إن أقام شاهدي زور أنه تزوج بكراً فأثبت القاضي نكاحها فلا بأس أن يطأها لأن مذهب الحنفي أن حكم القاضي ينفذ ظاهراً وباطناً. وقال: أن احتال بشاهدي زور على تزويج ثيب بأمرها يسعه هذا النكاح وهذا تشنيع عظيم لأنه أقدم على الحرام البين عالماً به. وقال أيضاً: إن هوى جارية يتيمة أو بكراً فأبت فاحتال بشاهدي زور على أنه تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة، لفظ "فأدركت" ظاهر أنها بعد الشهادة بلغت ورضيت، ويحتمل أنه يريد أنه جاء بشاهدين على أنها أدركت ورضيت فتزوجها فيكون داخلاً تحت الشهادة، والفاء للسببية، وحاصل الثلاثة واحد، والتكرير لكثرة التشنيع مع أن الأول في البكر والثاني في الثيب والثالث في الصغيرة أو في الأوليين ثبت الرضا بالشهادة، أو أنه قبل العقد، وفي الثالث بالاعتراف، أو أنه بعده، قال الشارح وأمثال هذه المباحث غير مناسب لوضع هذا الكتاب إذ هو خارج عن فنه.

نظر

(نظر)
نَظَرَه، كَنَصَره وسَمِعَه، هَكَذَا فِي الْأُصُول المُصحَّحة، ووُجِد فِي النُّسْخَة الَّتِي شرح عَلَيْهَا شيخُنا: كَضَرَبه، بدل: كَنَصَره، فَأَقَامَ النَّكيرَ على المُصنِّف وَقَالَ: هَذَا لَا يُعرَف فِي شيءٍ من الدَّوَاوِين وَلَا رَوَاهُ أحدٌ من الرَّاوين، بل الْمَعْرُوف نَظَرَ كَكَتَب، وَهُوَ الَّذِي مُلئَ بِهِ الْقُرْآن وكلامُ الْعَرَب. وَلَو عَلِمَ شيخُنا أنّ نسخته محرّفة لم يَحْتَج إِلَى إِيرَاد مَا ذكره. وَفِي الْمُحكم: نَظَرَه يَنْظُره، نَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَاً، محرّكةً، قَالَ اللَّيْث: وَيجوز تَخْفيف الْمصدر، تَحْمِله على لفْظ العامّة من المصادر، ومَنْظَراً، كَمَقْعَد، ونَظَرَاناً، بِالتَّحْرِيكِ، ومَنْظَرةً، بِفَتْح الأوّل وَالثَّالِث، وتَنْظَاراً، بِالْفَتْح. قَالَ الحُطَيْئة:
(فمالَكَ غَيْرُ تَنْظَارٍ إِلَيْهَا ... كَمَا نَظَرَ اليَتيمُ إِلَى الوصيِّ)
: تأمَّله بعَيْنِه، هَكَذَا فسَّره الجَوْهَرِيّ. وَفِي البَصائر: وَالنَّظَر أَيْضا تَقليبُ البَصيرةِ لإدراكِ الشيءِ ورُؤيتِه وَقد يُراد بِهِ التَّأَمُّل والفَحْص، وَقد يُراد بِهِ المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفحْص. وقَوْلُهُ تَعالى: انْظُروا مَاذَا فِي السَّماوات أَي تأمّلوا. وَاسْتِعْمَال النَّظَر فِي البَصَر أكثرُ اسْتِعْمَالا عِنْد العامّة، وَفِي البصيرة أَكثر عِنْد الخاصّة. وَيُقَال: نَظَرْتُ إِلَى كَذَا، إِذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إِلَيْهِ، رَأَيْتَه أَو لم تَرَهْ، ونَظَرْتُ، إِذا رَأَيْته وتَدَبَّرْته، ونظرْتُ فِي كَذَا: تأمَّلته، كَتَنَظَّره، وانْتَظَره كَذَلِك، كَمَا سَيَأْتِي. نَظَرَتِ الأرضُ: أَرَتِ العينَ نباتَها، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي الأساس: نَظَرَتِ الأرضُ بعَيْن وبعَيْنَيْن: ظَهَرَ نباتُها. نَظَرَ لَهُم: أَي رَثَىَ لَهُم وَأَعَانَهُمْ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ مجَاز. نَظَرَ بَيْنَهم، أَي حَكَمَ. والنَّاظِرُ: العَيْنُ نَفْسُها، أَو هُوَ النُّقطةُ السوداءُ الصافية الَّتِي فِي وَسط سَواد الْعين وَبهَا يَرى النَّاظِرُ مَا يُرى، أَو البصرُ نَفْسُه، وَقيل: النّاظِرُ فِي الْعين كالمِرآة الَّتِي إِذا استقبلْتَها أبصرتَ فِيهَا شَخْصَك، أَو عِرْقٌ فِي الأنفِ وَفِيه ماءُ الْبَصَر قَالَه ابنُ سِيدَه، قيل: النّاظر: عَظْمٌ يَجْرِي من الجبهةِ إِلَى الخياشيم، نَقله الصَّاغانِيّ. والنّاظِران: عِرْقانِ على حَرْفَيْ الأنفِ يسيلان من المُؤْقَيْن، وَقيل: هما عِرْقان فِي الْعين يَسقيان الأنفَ، وَقيل: هما عِرْقان فِي مَجْرَى الدمعِ على الأنفِ من جانِبَيْه، وَهُوَ قَول أبي زيد. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: هما عِرْقان مُكْتَنِفا الْأنف، وَأنْشد لجَرير:
(وأشْفي من تَخَلُّجِ كلّ جِنٍّ ... وأكْوي النَّاظِرَيْنِ من الخُنانِ)
وَقَالَ آخر:
(وَلَقَد قطعت نواظر أَو جمعتها ... مِمَّن تعرض لي من الشُّعَرَاء)

وَقَالَ آخر:
(قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزينُها ... شبابٌ ومَخفوضٌ من العيشِ باردُ)
وصفَ محبوبته بأسالةِ الخدِّ وقِلّةِ لَحْمه، وَهُوَ المُستَحَب. منَ المَجاز: تَناظَرَت النَّخلتان، إِذا نَظَرَتِ الْأُنْثَى مِنْهُمَا إِلَى الْفَحْل. وَفِي بعض النّسخ: إِلَى الفُحَّال فَلم يَنْفَعها تَلقيحٌ حَتَّى تُلقَح مِنْهُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة.
والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: مَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَأَعْجبَك أَو ساءَك. وَفِي التَّهْذِيب: المَنْظَرَة: مَنْظَرُ الرجل إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فأعجبكَ. وامرأةٌ حَسَنَةُ المَنْظَر والمَنْظَرة. وَيُقَال: إنّه لذُو مَنْظَرةٍ بِلَا مَخْبَرة. وَيُقَال: مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخْبَرِه. رجلٌ مَنْظَرِيٌّ، وَمَنْظَرانِيٌّ الْأَخِيرَة على غَيْرِ قِيَاس: حَسَنُ المنْظَر. ورجلٌ مَنْظَرانِيٌّ مَخْبَرانِيٌّ. وَيُقَال: إنّ فلَانا لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع، وَفِي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي فِيمَا أحبَّ النظرَ إِلَيْهِ وَالِاسْتِمَاع. منَ المَجاز: رجلٌ نَظورٌ، كصبور، ونَظورةٌ، بِزِيَادَة الْهَاء، وناظُورَة ونَظِيرَةٌ، الْأَخِيرَة كسَفينة: سَيِّدٌ يُنظَر إِلَيْهِ، للْوَاحِد وَالْجمع والمُذَكَّر والمؤنَّث. قَالَ الفَرَّاء: يُقَال: فلانٌ نَظورَةُ قَوْمِه ونَظيرَةُ قومه، وَهُوَ الَّذِي يَنْظُر إِلَيْهِ قَوْمُه فيمْتَثِلون مَا امْتثله، وَكَذَلِكَ: هُوَ طَريقتهم، بِهَذَا الْمَعْنى. أَو قد تُجمَع النَّظِيرَة والنَّظورةُ على نَظائر. وناظِرُ: قلعةٌ بخُوزِسْتان، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: رجلٌ سَديدُ الناظِر، أَي بريءٌ من التُّهَمَة يَنْظُر بملءِ عَيْنَيْه. وَفِي الأساس: بريءُ الساحةِ ممّا قُذِفَ بِهِ. وَبَنُو نَظَرَى، كَجَمَزى، وَقد تُشَدّد الظاءُ: أهلُ النَّظَرِ إِلَى النِّساء والتَّغَزُّلِ بهنّ، وَمِنْه قولُ الأعرابِيّة لبَعْلِها: مُرَّ بِي على بَني نَظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي على بناتِ نَقَرَى، أَي مُرّ بِي على الرِّجال الَّذين ينظرُونَ إليّ فأُعجِبُهم وأَروقُهم، وَلَا تَمُرَّ بِي على النِّسَاء اللائي يَنْظُرنَني، فيَعِبْنَني حَسَدَاً، ويُنَقِّرْنَ عَن عيوبِ مَن مرَّ بهنّ. حَكَاهُ ابْن السِّكِّيت. والنَّظَرُ، محرَّكة: الفِكْرُ فِي الشيءِ تُقَدِّرُه وتَقيسُه، وَهُوَ مجَاز. النَّظَر: الانْتِظار، يُقَال: نَظَرْتُ فلَانا وانْتَظَرْته، بِمَعْنى واحدٍ، فَإِذا قلت، انْتَظَرْتُ فَلم يُجاوِزْك فِعلُك، فَمَعْنَاه: وَقَفْتُ وتمَهَّلْت، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالى: انْظُرونا نَقْتَبِسْ من نورِكُم وَفِي حَدِيث أنس: نَظَرْنا النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذاتَ ليلةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْل. يُقَال: نَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه، إِذا ارْتَقَبْتَ حُضوره. وقَوْلُهُ تَعالى: وجوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرةٌ، إِلَى ربِّها ناظِرَة أَي مُنْتظِرة. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا خطأ، لِأَن الْعَرَب لَا تَقول نَظرْت إِلَى الشيءِ بِمَعْنى انْتَظَرْته، إِنَّمَا تَقول نَطَرْتُ فلَانا أَي انتظرتُه، وَمِنْه قولُ الحُطَيْئة:
(وَقد نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صادِرَةٍ ... للوِرْدِ طالَ بهَا حَوْزِي وتَنْساسي) وَإِذا قلتَ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ، لم يكن إلاّ بِالْعينِ، وَإِذا قلتَ: نَظَرْتُ فِي الأمرِ، احْتمل أَن يكون تَفَكُّراً وتدَبُّراً بِالْقَلْبِ. منَ المَجاز: النَّظَر: هم الحَيُّ المُتَجاورون يَنْظُر بَعْضُهم لبعْض. يُقَال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ. النَّظَر: التَّكَهُّن، وَمِنْه الحَدِيث: أَن عَبْد الله بن عبد المُطلِب مرّ بِامْرَأَة كَانَت تَنْظُر وتعْتاف، فَدَعَته إِلَى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا وَله مائةٌ من الْإِبِل تَنْظُر، أَي تتَكَهَّن وَهُوَ نَظرٌ بفِراسة وعِلم، وَاسْمهَا كاظِمَةُ بنتُ مُرٍّ، وَكَانَت مُتَهَوِّدَةً، وَقيل: هِيَ أختُ وَرَقَةَ بنِ) نَوْفَل. النَّظَر: الحُكْمُ بَين القومِ. النَّظَر: الْإِعَانَة، ويُعَدَّى بِاللَّامِ، وَهَذَانِ قد ذكرهمَا المُصنِّف آنِفاً، والفِعلُ فِي الكلّ كَنَصَر، فإنّه قَالَ: وَلَهُم: أعانَهم، وبينَهُم: حَكَمَ، فَهُوَ تكْرَار كَمَا لَا يخفى. منَ المَجاز: النَّظور كصَبور: من لَا يُغفِلُ النَّظَر إِلَى من أهَمَّه، وَفِي اللِّسَان: إِلَى مَا أَهَمَّه. وَفِي الأساس: من لَا يَغْفَل عَن النَّظَر فِيمَا أَهمَّه. والمَناظِر: أشرافُ الأَرْض، لأنّه يُنظَر مِنْهَا. المَناظِر: ع فِي البَرِّيَّة الشاميّة قربَ عُرْضَ. وَأَيْضًا: ع قربَ هيت. قَالَ عَديّ بن الرّقاع:
(وَثَوَى الْقيام على الصوى وتَذاكرا ... ماءَ المَناظِرِ قُلْبها وأَضاها)
وتَناظَرا: تَقابلا، وَمِنْه تَناظَرَتِ الداران، ودورُهم تَتَنَاظر. والناظورُ والنّاظِرُ: النّاطور، بِالطَّاءِ، وَهِي نبَطِيّة. وابْنُ النّاظور مرَّ ذِكرُه فِي نطر، وانْظُرْني، أَي اصْغَ إليَّ، وَمِنْه قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: وَقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعوا وَنَظَره وانْتَظَره وتَنَظَّرَه: تَأَنَّى عَلَيْهِ، قَالَ عُرْوَة بن الْورْد:
(إِذا بَعُدوا لَا يَأْمَنون اقْتِرابَه ... تَشَوُّفَ أَهْلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ)
والنَّظِرَة، كفَرِحَة: التأخيرُ فِي الْأَمر، قَالَ اللهُ تَعَالَى: فنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة وَقَرَأَ بعضُهم: فناظِرَةٌ إِلَى ميسرَة كَقَوْلِه عز وَجل: لَيْسَ لوَقْعَتِها كاذِبَة أَي تَكْذِيب. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: اشتريتُه مِنْهُ بنَظِرَةٍ وإنْظارٍ. والتنظر: تَوَقُّع الشَّيْء.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ تَوَقُّع مَا تَنْتَظِرُه. وَنَظَره نَظْرَاً: باعَه بنَظِرَةٍ وإمْهال، واسْتَنْظَرَه: طَلَبَها، أَي النَّظِرَة مِنْهُ واسْتَمْهَلَه. وأَنْظَره: أخَّره، قَالَ اللهُ تَعَالَى: فال أَنْظِرني إِلَى يَوْمِ يُبعَثون أَي أخِّرني. وَيُقَال: بِعتُ فلَانا فَأَنْظَرْتُه، أَي أَمْهَلته، والاسمُ النَّظِرَة، وَفِي الحَدِيث: كنتُ أُبايعُ الناسَ فكنتُ أُنظِرُ المُعسِر أَي أُمهله. والتَّناظُر: التَّرواُض فِي الْأَمر. ونَظيرُك: الَّذِي يُراوِضُك وتُناظِرُه. منَ المَجاز: النَّظير، كأمير، والمُناظِر: المِثْل والشَّبيه فِي كلِّ شيءٍ، يُقَال: فلانٌ نظيرُكَ، أَي مِثلك، لأنّه إِذا نَظَرَ إِلَيْهِمَا النّاظرُ رآهما سَوَاء، كالنِّظْر، بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدَة، مثل النِّد والنَّديد، وَأنْشد لعبْد يغوثَ بن وَقَّاصٍ الحارثيّ:
(أَلا هَل أَتَى نِظْري مُلَيْكةَ أنَّني ... أَنا الليثُ مَعْدِيَّاً عَلَيْهِ وعادِيَا)

(وَقد كنتُ نَحَّارَ الجَزورِ ومُعمِلَ ال ... مَطِيِّ وأمْضي حيثُ لَا حَيَّ ماضِيا)
ج نُظَراء، وَهِي نَظيرُتها، وهنَّ نَظائر، كَمَا فِي الأساس. والنَّظْرَة، بِالْفَتْح: العَيْب. يُقَال: رجلٌ فِيهِ نَظْرَةٌ، أَي عَيْب، ومَنْظُور، مَعْيُوبٌ. النَّظْرَة: الهَيْبَة عَن ابْن الأَعْرابِيّ. النَّظْرَة: سوءُ الهَيْئة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّظْرَة: الشُّنْعة والقُبْح.
يُقَال: إنّ فِي هَذِه الجاريةِ لَنَظْرَةً، إِذا كَانَت قبيحةً. النَّظْرة: الشُّحوب، وَأنْشد الرِّياشيُّ:
(لَقَدْ رابَني أنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ ... وَفِي جسمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحوبُ)
النَّظْرَة: الغَشْيَة أَو الطائفُ من الجِنِّ، وَقد نُظِرَ، كعُنِيَ، فَهُوَ منظرٌ: أصابتْه غَشْيَةٌ أَو عَيْنٌ، وَفِي الحَدِيث أَن النبيَّ)
صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رأى جَارِيَة فَقَالَ: إنَّ بهَا نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لَهَا. قيل: مَعْنَاهُ إنّ بهَا إصابةَ عَيْنٍ من نَظَرِ الجِنّ إِلَيْهَا، وَكَذَلِكَ بهَا سَفْعَة. النَّظْرَة: الرَّحْمَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي البصائر: وَنَظَرُ اللهِ إِلَى عبادهِ هُوَ إحسانُه إِلَيْهِم وإفاضة نِعَمِه عَلَيْهِم، قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم يَوْمَ القِيامة وَفِي الصّحيحين: ثلاثةٌ لَا يُكَلِّمْهم الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم: شيخٌ زانٍ، وملِكٌ كَذَّابٌ، وعائِلٌ مُتَكَبِّر. وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير أنّ النَّظَرَ هُنَا الاخْتيار والرحمةُ والعطف لأنّ النَّظَرَ فِي الشَّاهِد دليلُ المحبّة، وترْكُ النَّظَرِ دليلُ البُغْضِ والكَراهة. ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ أَبُو سِعْرٍ راجزٌ، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي سعر أَيْضا، وحَبَّةُ: اسْم أمِّه وَأَبوهُ مَرْثَد، وَالَّذِي فِي اللِّسَان أنّ مَنْظُوراً اسمُ جِنّيٍّ وحَبَّةَ اسمُ امْرَأَة عَلِقَها هَذَا الجِنِّيّ، فَكَانَت تُطَبِّبُ بِمَا يُعلِّمها، وَفِيهِمَا يَقُول الشَّاعِر:
(وَلَوْ أنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذى لمْ يُبْرِئا لي قَذاكُما)
وَقد تقدّم ذَلِك فِي حبب أَيْضا. مَنْظُور بنُ سَيَّار: رجلٌ م أَي مَعْرُوف. قلت: وَهُوَ مَنْظُورُ بن زَبَّان بن سَيَّار بن العُشَراء من بني فَزارة، وَقد ذكر فِي عشر. وناظِرَةُ: جبلٌ أَو ماءٌ لبني عَبْس بِأَعْلَى الشَّقيق أَو ع، قَالَه ابنُ دُرَيْد، وَقيل: ناظِرَة وشَرْجٌ: ماءان لعَبْس، قَالَ الْأَعْشَى:
(شاقَتْكَ مِن أَظْعَانِ لَيْ ... لى يَوْمَ ناظِرَةٍ بَواكِرْ)
وَقَالَ جرير:
(أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى بناظِرَةَ اسْلَما ... وَمَا راجَعَ العِرْفانَ إلاّ تَوَهُّما)

(كأنَّ رسومُ الدَّارِ ريشُ حَمامَةٍ ... مَحاها البِلى واسْتَعْجَمَتْ أنْ تَكَلَّما)
ونَواظِر: آكامٌ بِأَرْض باهِلَة. قَالَ ابنُ أحمرَ الباهليّ:
(وصَدَّتْ عنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتاماً هاجَ صَيْفيَّاً وآلا)
والمَنْظورَة من النِّسَاء: المَعيبة، بهَا نَظْرَةٌ، أَي عَيْب، المَنْظورة: الدَّاهيَة، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: فرَسٌ نَظَّارٌ، كشَدَّاد: شَهْمٌ حَديدُ الفؤادِ طامِحُ الطَّرْفِ، قَالَ:
(مُحَجَّلٌ لَاحَ لَهُ حمارُ ... نابي المَعَدَّيْنِ وَأي نَظَّارُ)
وبَنو النَّظَّار: قومٌ من عُكْل، وهم بَنو تَيْم وعَديٍّ وثوْر بني عَبْد مَناة بن أُدّ بن طابِخَة، حَضَنَتْهم أَمَةٌ لَهُم يُقَال لَهَا عُكْلٌ فَغَلَبتْ عَلَيْهِم. وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه، مِنْهَا الإبلُ النَّظَّاريَّة، قَالَ الراجز: يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً سَعُوما السَّعْم: ضَرْب من سَيْرِ الْإِبِل، أَو النَّظَّار: فَحْلٌ من فحولِ الْإِبِل، فِي اللِّسَان: من فُحولِ الْعَرَب. قَالَ الراجز: يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً لم تُهجَمِ) أَي نَاقَة نَجيبةً من نِتاجِ النَّظَّار وَقَالَ جريرٌ: والأَرْحَبِيّ وجَدُّها النَّظَّارُ وَلم تُهجَم: لم تُحلَب. والنَّظَّارَة: القومُ يَنْظُرون إِلَى الشيءِ كالمَنْظَرَة، يَقُولُونَ: خَرَجْت مَعَ النَّظَارَة. النَّظَارة، بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى التَّنَزُّه لَحْنٌ يَسْتَعْمِلهُ بعضُ الفقهاءِ فِي كتبهمْ، وَالصَّوَاب فِيهِ التَّشْدِيد. يُقَال: نَظَارِ، كقَطام، أَي انْتَظِر، اسمٌ وُضِع موضعَ الْأَمر. والمِنْظار، بِالْكَسْرِ: المِرآةُ يُرى فِيهَا الْوَجْه، ويُطلَق أَيْضا على مَا يُرى مِنْهُ البعيدُ قَرِيبا، والعامّة تُسمِّيه النَّظَّارة. والنَّظائِر: الأفاضِل والأماثِلُ لاشتِباه بَعْضِهم بِبَعْض فِي الْأَخْلَاق وَالْأَفْعَال والأقوال.
والنَّظيرَة والنَّظُورة: الطَّليعة، نَقله الصَّاغانِيّ، ويُجمَعان على نَظائِر. وناظَرَهُ: صارَ نَظيراً لَهُ فِي المُخاطَبة. ناظَرَ فلَانا بفلان: جَعَلَه نَظيرَه، وَمِنْه قَوْل الزُهْرِيّ مُحَمَّد بن شهَاب: لَا تُناظِرْ بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رَسُول الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، وَفِي رِوَايَة وَلَا بسُنَّةِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. قَالَ أَبُو عُبَيْد: أَي لَا تَجْعَل شَيْئا نَظيراً لَهما، فَتَدعْهما وَتَأْخُذ بِهِ، يَقُول: لَا تَتَّبِع قَوْلَ قائلٍ مَن كَانَ وَتَدَعهما لَهُ. وَفِي الأساس: أَي لَا تُقابِل بِهِ وَلَا تجعلْ مثْلاً لَهُ، قَالَ أَبُو عُبَيْد: أَو مَعْنَاهُ لَا تَجْعَلهما مَثَلاً لشيءٍ لغَرَض، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَالصَّوَاب: لشيْءٍ يَعْرِض، وَهُوَ مِثلُ قَوْلِ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يذكرُوا الآيةَ عِنْد الشَّيْء يَعْرِض من أَمر الدُّنْيَا، كَقَوْل الْقَائِل للرجل: جِئتَ على قَدَرٍ يَا مُوسَى لمُسَمّىً بمُوسَى إِذا جَاءَ فِي وقتٍ مَطْلُوب، الَّذِي يُرِيد صاحبُه، هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام مِمَّا يَتَمَثَّل بِهِ الجَهَلَةُ من أُمُور الدُّنْيَا، وَفِي ذَلِك ابتذالٌ وامْتهانٌ قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالْأول أَشْبَه. منَ المَجاز: يُقَال: مَا كَانَ هَذَا نَظيراً لهَذَا وَلَقَد أُنْظِرَ بِهِ، كَمَا يُقَال: مَا كَانَ خَطيراً وَقد أُخطِر بِهِ. قَالَ الأصمعيّ: عَدَدْتُ إبلَهم نَظائِرَ، أَي مَثْنَى مَثْنَى، وعَدَدْتُها جَمَاراً، إِذا عَدَدْتَها وَأَنت تَنْظُر إِلَى جماعتها. والنِّظَار، ككِتاب: الفِرَاسة، وَمِنْه قولُ عديٍّ: لم تُخطئْ نِظارَتي، أَي فِراستي. وامرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّة، بِضَم أوّلهما وثالثهما، وبكسرِ أوَّلهما وَفتح ثالثهما، وبكسر أَولهمَا وثالثهما كِلَاهُمَا بِالتَّخْفِيفِ حَكَاهُمَا يَعْقُوب وَحْدَه. قَالَ: وَهِي الَّتِي إِذا تَسَمَّعتْ أَو تَنَظَّرتْ فَلم ترَ شَيْئا تَظَنَّتْهُ تَظَنِّيَاً. وأَنْظُورُ فِي قَوْله، أَي الشَّاعِر:
(اللهُ يعلمُ أنّا فِي تَقَلُّبنا ... يومَ الفراقَ إِلَى إِخْوَاننَا صُورُ)

(وأنّني حَيْثُ مَا يَثْنِي الْهوى بَصَري ... من حيثُما سلَكوا أَدْنُو فأَنْظُورُ)
لغةٌ فِي أَنْظُر لبَعض الْعَرَب، كَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَن ابْن دُرَيْد فِي التكملة ونصُّه: حَتَّى كأنَّ الْهوى من حَيْثُ أَنْظُورُ وَالَّذِي صرّح بِهِ اللَّبْلي فِي بغية الآمال أنّ زِيَادَة الْوَاو هُنَا حدثتْ من إشباع الضّمّة، وَذكر لَهُ نَظائر. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يَقُولُونَ: دورُ آلِ فلَان تَنْظُر إِلَى دُورِ آلِ فلانٍ، أَي هِيَ بإزائها ومُقابلة لَهَا. وَهُوَ مجَاز. وَيَقُول الْقَائِل للمُؤمِّلِ)
يرجوه: إنّما نَنْظُر إِلَى الله ثمَّ إِلَيْك، أَي إِنَّمَا أتوقعُ فَضْلَ الله ثمَّ فَضْلَك، وَهُوَ مجَاز. وَتقول: عُيَيْنَتي نُوَيْظِرَةٌ إِلَى الله ثمَّ إِلَيْكُم. وَهُوَ مجَاز. وأَنْظَر إنْظاراً: انْتَظَر، قَالَه الزّجّاجُ فِي تَفْسِير قَوْلُهُ تَعالى: أَنْظِرونا نَقْتَبِسْ من نوركم على قراءةِ من قَرَأَ بالقَطْع، قَالَ: وَمِنْه قولُ عَمْرو بن كُلْثُوم:
(أَبَا هندٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنا ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقينا)
وَقَالَ الفرّاء: تقولُ العربُ أَنْظِرني، أَي انْتَظِرْني قَلِيلا. وَيَقُول المتكلِّم لمَن يُعْجِلُه، أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقي، أَي أَمْهِلْني.
والمُناظَرَة: أَن تُناظِرَ أخاكَ فِي أمرٍ إِذا نظرتما فِيهِ مَعًا كَيفَ تَأْتِيانِه. وَهُوَ مجَاز. والمُناظَرَة: المُباحَثةُ والمُباراة فِي النَّظَر، واستِحْضارُ كلِّ مَا يرَاهُ ببَصيرتِه. والنَّظَر: البحثُ وَهُوَ أعمُّ من الْقيَاس، لِأَن كلّ قِيَاس نَظَرٌ، وَلَيْسَ كلّ نَظَرٍ قِيَاس. كَذَا فِي البصائر. وَيُقَال: إنّ فلَانا لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع، أَي فِيمَا أحَبَّ النَّظَرَ إِلَيْهِ والاستِماع. وَهُوَ مجَاز.
وَيُقَال: لقد كنتَ عَن هَذَا المَقامِ بَمَنْظَرٍ، أَي بمعْزِل فِيمَا أَحْبَبْت. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ يُخاطبُ غُلَاما قد أَبَقَ فقُتل:
(قد كُنتَ فِي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ ... عَن نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيْرَ ذِي فَرَسِ)
والنَّظْرَة، بِالْفَتْح: اللَّمْحة بالعَجَلة، وَمِنْه الحَدِيث: لَا تُتبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإنّ لكَ الأولى وليستْ لَك الآخرةُ وَقَالَ بعضُ الْحُكَمَاء من لم تَعْمَل نَظْرَتُه لم يعملْ لِسَانه. مَعْنَاهُ: أَن النَّظْرَة إِذا خرجت بإنكار ِ الْقلب عَمِلَتْ فِي الْقلب وَإِذا خَرَجَتْ بإنكار الْعين دونَ القلبِ لم تَعْمَل، أَي من لم يَرْتَدِع بالنَّظَرِ إِلَيْهِ من ذَنْبٍ أَذْنَبَه لم يَرْتَدِع بالْقَوْل. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ وغيرُه: وَنَظَر الدهرُ إِلَى بني فلانٍ فأهلَكَهم، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ على الْمثل، قَالَ: ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.
والمَنْظَرَة: مَوْضِعُ الرَّبِيئة، وَيكون فِي رأسِ جبلٍ فِيهِ رَقيبٌ يَنْظُر العدوَّ ويحرُسُه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَنْظَرَة: المَرْقَبَة. قلتُ: وإطلاقُها على مَوْضِعٍ من الْبَيْت يكون مُستَقِلاًّ عامِّيٌّ. والمَنْظَرَة: قريةٌ بِمصْر. وَنَظَرَ إِلَيْك الجبلُ: قابَلَك. وَإِذا أخذْتَ فِي طريقِ كَذَا فَنَظَر إليكَ الجبلُ فخُذْ عَن يَمِينه أَو يسَاره. وَهُوَ مجَاز. وقَوْلُهُ تَعالى: وتَراهُم يَنْظُرونَ إليكَ وهم لَا يُبصِرون ذهبَ أَبُو عُبَيْد إِلَى أنّه أَرَادَ الأصنامَ، أَي تُقابلُك وَلَيْسَ هنالِك نَظَرٌ، لكنْ لمّا كَانَ النَّظَرُ لَا يكون إِلَّا بمقابلةٍ حِسُنَ. وَقَالَ: وَتَرَاهُم وَإِن كَانَت لَا تَعْقِل، لأَنهم يضعونها مَوْضِع من يَعْقِل. يُقَال: هُوَ يَنْظُر حَوْلَه، إِذا كَانَ يُكثِر النَّظَر. ورجلٌ مَنْظُورٌ: مَعِينٌ. وسيِّدٌ مَنْظُورٌ: يُرجى فَضْلُه وترمُقُه الْأَبْصَار، وَهَذَا مجَاز. وَفِي الحَدِيث: مَن ابْتاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، أَي خَيْرِ الأمْرَيْن، لَهُ إمْساكُ المَبيع أَو ردّه، أيُّهما كَانَ خيرا لَهُ وَاخْتَارَهُ فَعَلَه. وأَنْظَرَ الرجلُ: بَاعَ مِنْهُ الشيءَ بنَظِرَة. وَيَقُول أحدُ الرجُلَيْن لصَاحبه: بَيْعٌ. فَيَقُول: نِظْرٌ.
بِالْكَسْرِ، أَي أَنْظِرْني حَتَّى أَشْتَرِي مِنْك. وتَنَظَّرْه: انتَظِرْه فِي مُهلةٍ. وجيشٌ يُناظِرُ ألفا أَي يُقاربه وَهُوَ مجَاز.
ونَظائرُ الْقُرْآن: سُوَرُ المُفَصَّل سُمِّيت لاشتِباه بَعْضِها بَعْضًا فِي الطُّول. والنَّاظِرُ: الأمينُ الَّذِي يَبْعَثه السلطانُ إِلَى جماعةٍ قريةٍ ليَسْتَبْرئ أَمْرَهم. وبيننا نَظَرٌ، أَي قَدْرُ نَظَرٍ فِي القُرب. وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث فِي صفة الكَبْش:) ويَنْظُر فِي سَواد أَي أَسْوَد مَا يَلِي العينَ مِنْهُ، وَقيل أَرَادَ سَوادَ الحَدقةِ. قَالَ كُثَيِّر:
(وَعَن نَجْلاءَ تَدْمَعُ فِي بَياضٍ ... إِذا دَمَعَتْ وتَنْظُرُ فِي سَوادِ)
يُرِيد أَن خَدَّها أَبْيَضُ وَحَدَقتها سَوداء. وَيُقَال: انْظُرْ لي فلَانا، أَي اطْلُبْه لي، وَهُوَ مجَاز. وَنَظَرْتُ الشيءَ: حَفِظْتُه، عَن ابْن القَطَّاع. وضَربْناهم بنَظَرٍ، ومِن نَظَرٍ: أَي أَبْصَرْناهم، وَهُوَ مجَاز. والنَّظَر: الاعتِبار. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ مُرادُ المُتكلِّمين عِنْد الإطْلاق. وَنَظَرُ بن عبد الله أميرُ الحاجّ، روى ابْن السَّمْعانيّ عَنهُ، عَن ابنِ البَطِر. والنَّظَّارُ بن هَاشم الشَّاعِر، من بني حَذْلَم. والعلاءُ بن مُحَمَّد بن مَنْظُور، من بني نَصْر بن قُعَيْن، وَلِيَ شُرْطَة الكُوفة. وَمَنْظَرَةُ الرَّياحنيِّين بِبَغْدَاد، استَحْدَثها المُستَظْهِر بِاللَّه العبّاسيُّ، وَكَانَ بناها سنة. ومَنْظُور بن رَواحة: شاعرٌ وجدُّه خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكلابيّ، مَشْهُور.
(نظر) الشَّيْء بالشَّيْء ناظره بِهِ
(نظر) - في الحديث: "إنّ الله لا يَنْظُر إلى صُوَرِكم وأموالِكِم "
قيل: معنى النَّظَر هو الاخْتِيار والرَّحمة والعَطْف؛ لأنَّ النظر في الشّاهِد دليلُ المحبَّة، وتَرْك النظر دليلُ البُغْض والكراهة، وكذلك قَولُه تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ومَيْلُ النّاس إلى الصُّور المُعْجِبة والأَموالِ الفائقة، فإنَّ الله تعالَى عُلُوُّه عن شَبَه المخلوقين، فجعَلَ نَظَره إلى ما هو السِّرُّ، واللُّبُّ : العَملُ والقَلْب.
ن ظ ر: (النَّظَرُ) وَ (النَّظَرَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ تَأَمُّلُ الشَّيْءِ بِالْعَيْنِ. وَقَدْ (نَظَرَ) إِلَى الشَّيْءِ. وَ (النَّظَرُ) أَيْضًا (الِانْتِظَارُ) يُقَالُ مِنْهُمَا: (نَظَرَهُ) يَنْظُرُهُ بِالضَّمِّ (نَظَرًا) . وَ (النَّاظِرُ) فِي الْمُقْلَةِ السَّوَادُ الْأَصْغَرُ الَّذِي فِيهِ إِنْسَانُ الْعَيْنِ. وَيُقَالُ لِلْعَيْنِ: (النَّاظِرَةُ) . وَ (النَّاظِرُ) الْحَافِظُ. وَ (النَّظِرَةُ) بِكَسْرِ الظَّاءِ التَّأْخِيرُ. وَ (أَنْظَرَهُ) أَخَّرَهُ وَ (اسْتَنْظَرَهُ) اسْتَمْهَلَهُ. وَ (تَنَظَّرَهُ تَنَظُّرًا انْتَظَرَهُ) فِي مُهْلَةٍ. وَ (نَاظَرَهُ) مِنَ (الْمُنَاظَرَةِ) . وَ (الْمَنْظَرَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الْمَرْقَبَةُ. وَيُقَالُ: (مَنْظَرُهُ) خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِهِ. وَ (النَّظَّارَةُ) مُشَدَّدًا الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ. وَ (نَظِيرُ) الشَّيْءِ مِثْلُهُ، وَ (النِّظْرُ) بِوَزْنِ التِّبْرِ لُغَةٌ فِيهِ كَالنَّدِيدِ وَالنِّدِّ. 
نظر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ لَا تُناظِر بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: لَا تُناظِر لم يرد لَا تتبعه وَلَا تَنظر فِيهِ وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تكون المناظرة إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة وَلَكِن الَّذِي أَرَادَ عِنْدِي أَنه جعله من النظير وَهُوَ المِثل يَقُول: لَا تجْعَل نظيرا لكتاب الله وَلَا لكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَي لَا تتبع قَول أحد وتدعهما. وَيكون أَيْضا فِي وَجه آخر أَن يجعلهما مثلا للشَّيْء يَعرِض مثل قَول إِبْرَاهِيم: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يذكرُوا الْآيَة عِنْد الشَّيْء يعرض من أَمر الدُّنْيَا كَقَوْل الْقَائِل للرجل إِذا جَاءَ فِي الْوَقْت الَّذِي يُرِيد صَاحبه: {جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يّا مُوْسى} هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنه سُئِلَ عَن الزّهْد فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ أَن لَا يَغْلِب الحلالُ شُكْرَه وَلَا الْحَرَام صبره. 
[نظر] الناطر والناطور: حافظ الكرم، والجمع النواطير. والناطرون: موضع بناحية الشام. والقول في إعرابه كالقول في نصيبين. وينشد هذا البيت بكسر النون: ولها بالناطرون إذا * أكل النمل الذى جمعا -

[نظر] النظر: تأمل الشئ بالعين، وكذلك النَظَرانُ بالتحريك. وقد نَظَرْتُ إلى الشئ. والنظر: الانتظار. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ، أي متجاورون يرى بعضهم بعضاً. وداري تَنْظُرُ إلى دار فلان، ودورنا تَناظَرُ، أي تقابل. وإذا أخذت في طريق كذا فنَظَرَ إليك الجبل فخُذْ عن يمينه أو يساره. ونَظَرَ الدهرُ إلى بني فلان فأهلكهم. والنَظْرَةُ: عينُ الجِنِّ. ورجلٌ فيه نَظْرَةٌ، أي شحوبٌ. والناظِرُ في المقلة: السوادُ الأصغر الذي فيه إنسانُ العين. ويقال: للعين: الناظِرَةُ: والناظِرانِ: عِرقانِ في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه، عن يعقوب. وأنشد لجرير: وأشفى من تخلج كل جن * وأكوى الناظرين من الخنان - وقال آخر : قليلة لحم الناظرين يَزينُها * شبابٌ ومَخْفوضٌ من العيشِ بارد - والناظر: الحافظ. والنظرة، بكسر الظاء: التأخير. وأَنْظَرْتُهُ، أي أخَّرتُهُ. واسْتَنْظَرَهُ، أي استمهله. وتَنَظَّرَهُ، أي انْتَظَرَهُ في مهلة. وقولهم: نظار، مثل قطام، أي انتظره. وناظره من المناظرة. والمنظرة: المرقبة. ويقال، مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخبره. ورجلٌ مَنْظَرانيٌّ مخبرانيٌّ، وامرأةٌُ حسنةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرَةَ أيضاً. والنَظَّارَةُ: القومُ ينظرون إلى الشئ. وبنو النظار : قوم من عكل. وإبل نظارية منسوبة إليهم. قال الراجز:

يتبعن نظارية سعوما * السعم: ضرب من سير الابل. وامرأة نظرنة سمعنة يفسر في باب العين. ونظير الشئ: مثله. وحكى أبو عبيدة النِظْرُ والنَظيرُ بمعنًى واحد، مثل الندّ والنديد. وأنشد : ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكَةَ أَنَّني * أنا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليه وعادِيا - قال الفراء: يقال فلان نظيرة قومه، ونَظورَةُ قومه، للذي يُنظر إليه منهم، ويجمعان على نظائر. ومنظور بن سيار. رجل.
باب الظاء والراء والنون معهما ن ظ ر يستعمل فقط

نظر: نَظَرَ إليه ينظرُ نَظَراً، ويجوز التخفيف في المصدر تحمله على لفظ العامّة في المصادر، وتقول: نَظَرُتُ إلى كذا وكذا من نَظَر العين ونَظَر القلب. وقوله تعالى: وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ

، أي لا يَرحَمُهم. وقد تقول العرب: نَظَرْت لكَ، أي عطفت عليك بما عندي، وقال الله- عز وجل: لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولم يَقُلْ: لا ينظُرُ لهم فيكون بمعنى التَّعَطُّف. ورجلٌ نَظُورٌ: لا يغفَلُ عن النظر إلى ما أهَمَّه. والمَنْظَرةُ: موضع في رأسِ الجَبَل فيه رَقيب يحرُسُ أصحابَه من العَدوِّ. ومَنْظَرةُ الرجلِ: مَرْآته إذا نَظَرْتَ إليه أعجَبَكَ أو ساءَكَ، وتقول: إِنّه لَذو مَنْظَرِةٍ بلا مخبرة. والمَنْظَر مصدر كالنَّظَر، وإن فلاناً لفي مَنظَرٍ ومَسْمَع أي فيما أحَبَّ النَظَرَ إليه والاستِماع، قال:

لقد كنتُ عن هذا المَقام بمَنظَرٍ

أي بمَعزلٍ فيما أحببت. وقال أبو زُبَيْد لغَلامه وكانَ في خَفْضٍ ودَعَةٍ، فقاتَلَ حَيّاً من الأراقِم فقُتِلَ:

قد كنتَ في منظَرٍ ومُسْتَمَعٍ ... عن نَصْر بَهْراءَ غيرَ ذي فَرَسِ

[والمَنْظَر: الشيءُ الذي يعجبُ الناظرَ إذا نَظَرَ إليه فسَرَّه] . [وتقول العرب: إِنَّ فلاناً لشديدُ الناظر إذا كان بَريئاً من التُّهمة، ينظُرُ بمِلءِ عَينَيه، وشديد الكاهل أي منيع الجانب] . والنَّظرة من الجِنِّ تُصيبُ الإنسانَ مثلَ الخَطْفة ، ونُظِرَ فلانٌ: أصابته نَظرةٌ فهو منظورٌ. ونَظارِ كقولك انتظِرْ، اسمٌ وُضِعَ في موضِع الأمر. وناظرُ العَين: النقطةُ السوداءُ الخالصةُ في جَوف سواد العين، [وبها يَرى الناظرُ ما يرى] . ونظيرُ الشيء: مِثُلُه لأنّه إذا نُظِرَ إليهما كأنّهما سواءٌ في المَنْظر وفي التأنيث نظيرةٌ، وجمعه نَظِائرُ، وتقول: ما كان هذا نَظيراً لهذا، ولقد انظَرَ به وما كان خطيراً، ولقد أخْطَرَ به. ويقول القائل للمُؤَمَّل يرجوه: إِنَّما أنظر إلى اللَّهِ ثُمَّ إليكَ، أي أتَوقَّع فضْلَ اللَّهِ ثم فضْلَكَ. ونَظَرْتُ فلاناً وانتَظَرْتُه بمعنىّ، فإذا قلتَ: انتظرت فلم يُجاوزْكَ فعلَه فمعناه وقَفْت وتَمَهَّلْت ونحو ذلك. وتقول: انظُرني يا فلانُ، أي استَمِعْ إليَّ، وكذلك قوله تعالى: وَقُولُوا انْظُرْنا . ويقول المتكلِّم لِمن يُعْجِلُه: انظُرني ابتَلِع رِيقي. وبَعَثَ فلان شيئاً فأنظَرْتُه، أي أنشَأْتُه، والاسم منه النَّظِرة. واشتريته بنَظِرةٍ أي بانتظار، وقوله- جلَّ وعَزَّ-: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ

، أي إِنظار. واستَنْظَرَ المُشتَري فلاناً: سَأَلَه النَّظِرةَ. والتَنَظرُّ: تَوَقُّع من ينتَظِره. وبفلانٍ نَظرة، أي سُوءُ هَيْئةٍ. [والمناظَرَة: أن تُناظِرَ أخاكَ في أمرٍ إذا نظرتما فيه معا كيف تأتيانه؟] . 
ن ظ ر

نظرت إليه ونظرته. قال:

ظاهرات الجمال ينظرن هوناً ... مثل ما تنظر الأراك الظباء

ونظرت إليه نظرةً حلوةً ونظراتٍ. ونظرت في المنظار وهو المرآة. وأنشد الفرّاء:

خود مهفهفة كأن جبينها ... تحت الوصاوص صفحة المنظار

ونظرت في الكتاب. ويقال: مرّ بي على بني نظري، ولا تمرّ بي على بنات نقري؛ أي على رجال ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله منظر حسن. وإنه لذو منظره، بلا مخبره. ورجل منظرانيّ ومخبرانيّ. وهو ينظّر حوله: يكثر النظر. قال زهير:

فأصبح محبوراً ينظّر حوله ... بمغبطة لو أن ذلك دائم

ونظرته وتنظّرته وانتظرته وأنظرته: أنسأته واستنظرته. واشتريته بنظرة " فنظرة إلى ميسرة " وكوى ناظريه وهما عرفان في جانبي الأنف. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وفقأ الله ناظريه. ورمتني بناظرتي وحشيّة. ونساء حور النواظر. ورجل منظور. معين، وبه نظرة. قال:

ما لقيت حمر أبي سوار ... من نظرة مثل أجيج النار

وإن فيك لنظرةً أي ردّة وقبحاً. قال:

وأنا سيفٌ من سيوف الهند ... ما شئت إلا نظرة في الغمد

وكلّ ما سرك عندي عندي

ومن المجاز: نظرت الأرض بعين وبعينين إذا ظهر نباتها. ونظر الدهر إليهم: أهلكهم. وحيّ حلالٌ ورئاء ونظر: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نظرٌ أي قدر نظرٍ في القرب. ونظر إليك الجبل أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الحيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن الزهريّ: لا تناظر بكلام الله ولا بكلام سرول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي لا تقابل به ولا تجعل مثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرته، وما كان خطيراً ولقد أخطرته. وإن فلاناً لفي منظر ومستمع، وريّ ومشبع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع. قال أبو زبيد:

قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس

وقال زنباع بن مخراق:

أقول وسيفي يفلق الهام حدّه ... لقد كنت عن هذا المقام بمنظر

وسيّد منظور: يرجَى فضله وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثم إليك معناه أتوقع فضل الله ثم فضلك. وسمعت صبية سرويّة بمكة تقول: عيينتي نويظرة إلى الله واليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرت كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به. وانظر لي فلاناً نظراً حسناً: اطلبه لي. وفرس نظّار: طامح الطرف لشهامته وحدّه فؤاده. وقال:

نابى المعدّين وأي نظّار ... محجلٌ لاح له خمار

أي غرة. وضربناهم من نظر وبنظر أي أبصرناهم. ورجل نظرو: لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
نظر: النَّظَرُ: مَعْرُوْفٌ؛ من نَظَرِ العَيْنِ ونَظَرِ القَلْبِ. والنِّظْرِنَّةُ: الصّادِقَةُ النَّظَرِ، وكذلك النُّظْرُنَّةُ. ونَظَرْتُ أنْظُرُ وأنْظَرُ وأَنْظُوْرُ.
ونَظَرَ الدَّهْرُ إليهم: أي أهْلَكَهُم.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " ولا يَنْظُرُ إليهم " أي لا يَرْحَمُهم.
ونَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه: بمَعْنىً.
وأَنْظِرْني: أي اسْتَمِعْ إليَّ.
والتَّنَظُّرُ: تَوَقُّعُ أمْرٍ تَنْتَظِرُه.
والنَّظُوْرُ: الذي لا يَغْفُلُ عن النَّظَرِ إلى ما أهَمَّه.
ورَآهُ نَظَارِ: أي بالنَّظَرِ.
والإِنْظَارُ والنَّظِرَةُ: النَّسِيْئَةُ، وكذلك الاسْتِنْظَارُ.
وتَنَظَّرْتُ القَوْمَ: انْتَظَرْتهم.
والنِّظَارُ: الفِرَاسَةُ.
والمِنْظَارُ: المِرْآةُ التي يُنْظَرُ فيها إلى الوَجْهِ.
والمُنَاظَرَةُ: أنْ تُنَاظِرَ أخاكَ في أمْرٍ تَنْظُرُ أنْتَ ويَنْظُرُ هُوَ فيه.
وهذا الجَيْشُ يُنَاظِرُ ألْفاً: أي يُنَاهِزُه.
والمَنْظَرَةُ: مَوْضِعٌ في رَأْسِ جَبَلٍ فيه رَقِيْبٌ. والنَّظُوْرَةُ والنَّظِيْرَةُ: الطَّلِيْعَةُ.
والمَنْظَرُ: الشَّيْءُ الذي يُعْجبُ بالنَّظَرِ إليه.
وهو عن هذا بمَنْظَرٍ: أي بمَعْزِلٍ.
وهو في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ.
والنَّظْرَةُ: من الجِنِّ تُصِيْبُ الإِنسانَ. وبه نَظْرَةٌ: أي سُوْءُ هَيْئَةٍ وقُبْح. ونُظِرَ: أصَابَتْه نَظْرَةٌ، وهو مَنْظُوْرٌ.
ونَظَارِ: كَقَوْلِكَ انْتَظِرْ.
وناظِرُ العَيْنِ: النُّقْطَةُ السَّوْدَاءُ الخالِصَةُ التي فيها يُرى إنْسَانُ العَيْنِ.
والنّاظِرُ: عِرْقٌ في عُرْضِ الأنْفِ يَسْقي العَيْنَ، وهما ناظِرَانِ.
وفلانٌ شَدِيْدُ النّاظِرِ: أي بَرِيْءُ السّاحَةِ ممّا قُذِفَ به.
والنّاظِرُ: عَظْمٌ يَجْري من الجَبْهَةِ إلى الخَيَاشِيْم.
وبَعِيْرٌ مُرْتَفِعُ النّاظِرَيْنِ: أي الرَّأْسِ.
ونَظِيْرُ الإِنْسَانِ: المُسَاوِي له؛ لأنَّه إذا نُظِرَ إليهما كانَا سَوَاءً. وناظَرْتُه: صِرْت له نَظِيْراً.
وناظَرْتُ به: جَعَلْته نَظِيْراً له.
وهو مَنْظُوْرٌ إليه: أي يُرْجى خَيْرُه. وهُوَ خِيَارُ المالِ.
ومَنْظُوْرٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
وقالَتِ امْرَأةٌ لزَوْجِها: مُرَّ بي على النَّظَرى ولا تَمُرَّ بي على النَّقَرى: أي الَّذِين يَنْظُرُوْنَ إلَيَّ.
وأنْظَرَتِ الأرْضُ بعَيْنٍ: إذا ظَهَرَ أوَّلُ نَبَاتِها، فإذا زادَ قيل: نَظَرَتْ بعَيْنَيْنِ.
وحَيٌّ حِلاَلٌ ونَظَرٌ: أي مُتَنَاظِرُونَ مُتَجَاوِرُوْنَ. وداري تَنْظُرُ إلى دارِ فلانٍ: أي تُقَابِلُها، ودُوْرُنا تَنَاظَرُ. ونَظَرَ إليكَ الجَبَلُ: أي قابَلَكَ.
والمَنْظُوْرَةُ: الدّاهِيَةُ.
وضُرِبَ القَوْمُ نَظَراً: أي أُغِيْرَ عليهم من حَيْثُ تَنْظُرُ إليهم العَيْنُ.
وضَرَبْناهم من نَظَرٍ: أي رَأَيْناهم.
وهذه شاةٌ تَنْظُرُ في سَوَادٍ: أي حَدَقَتُها سَوْدَاءُ.
وانْظُرْهُ لي نَظَراً حَسَناً: أي اطْلُبْهُ.
وفَرَسٌ نَظّارٌ: طامِحُ الطَّرْفِ.
والنَّظّارُ: اسْمُ فَحْلٍ من فُحُوْلِ الإِبِلِ.
ونَوَاظِرُ: إكَامٌ مَعْرُوْفَةٌ في أرْضِ باهِلَةَ، واحِدَتُها ناظِرَةٌ.
نظر
النَّظَرُ: تَقْلِيبُ البَصَرِ والبصيرةِ لإدرَاكِ الشيءِ ورؤيَتِهِ، وقد يُرادُ به التَّأَمُّلُ والفَحْصُ، وقد يراد به المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفَحْصِ، وهو الرَّوِيَّةُ.
يقال: نَظَرْتَ فلم تَنْظُرْ. أي: لم تَتَأَمَّلْ ولم تَتَرَوَّ، وقوله تعالى: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ
[يونس/ 101] أي: تَأَمَّلُوا. واستعمال النَّظَرِ في البَصَرِ أكثرُ عند العامَّةِ، وفي البصيرةِ أكثرُ عند الخاصَّةِ، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ
[القيامة/ 22- 23] ويقال:
نَظَرْتُ إلى كذا: إذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إليه رَأَيْتَهُ أو لم تَرَهُ، ونَظَرْتُ فِيهِ: إذا رَأَيْتَهُ وتَدَبَّرْتَهُ، قال: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
[الغاشية/ 17] نَظَرْتَ في كذا: تَأَمَّلْتَهُ. قال تعالى: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ
[الصافات/ 88- 89] ، وقوله: تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
[الأعراف/ 185] فذلك حَثٌّ على تَأَمُّلِ حِكْمَتِهِ في خَلْقِهَا. ونَظَرَ اللَّهُ تعالى إلى عِبَادِهِ: هو إحسانُهُ إليهم وإفاضَةُ نِعَمِهِ عليهم. قال تعالى: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[آل عمران/ 77] ، وعلى ذلك قوله: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين/ 15] ، والنَّظَرُ: الانْتِظَارُ. يقال: نَظَرْتُهُ وانْتَظَرْتُهُ وأَنْظَرْتُهُ. أي: أَخَّرْتُهُ. قال تعالى:
وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
[هود/ 122] ، وقال:
فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ
[يونس/ 102] ، وقال: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
[الحديد/ 13] ، وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ
[الحجر/ 8] ، قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
[الأعراف/ 15- 16] ، وقال: فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ
[هود/ 55] ، وقال: لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ
[السجدة/ 29] ، وقال: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ
[الدخان/ 29] ، فنفى الإِنْظارَ عنهم إشارةً إلى ما نبَّه عليه بقوله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف/ 34] ، وقال: إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ [الأحزاب/ 53] أي:
منتظرين، وقال: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
[النمل/ 35] ، هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة/ 210] ، وقال: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [الزخرف/ 66] وقال: ما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً [ص/ 15] ، وأما قوله: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف/ 143] ، فَشَرْحُهُ وبَحْثُ حَقَائِقِهِ يَخْتَصُّ بغير هذا الكتابِ. ويُستعمَل النَّظَرُ في التَّحَيُّرِ في الأمور. نحو قوله: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة/ 55] ، وقال: وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [الأعراف/ 198] ، وقال: وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [الشورى/ 45] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ [يونس/ 43] ، فكلّ ذلك نظر عن تحيُّر دالٍّ على قِلَّة الغِنَاءِ. وقوله:
وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة/ 50] ، قيل: مُشَاهِدُونَ، وقيل: تَعْتَبِرُونَ، وقول الشاعر:
نَظَرَ الدَّهْرُ إِلَيْهِمْ فَابْتَهَل
فتنبيهٌ أنه خانَهُمْ فَأَهْلَكَهُمْ. وحَيٌّ نَظَرٌ. أي:
مُتَجَاوِرُونَ يَرَى بعضُهم بعضاً، كقولِ النبي صلّى الله عليه وسلم:
«لَا يَتَرَاءَى نَارَاهُمَا» . والنَّظِيرُ: المَثِيلُ، وأصلُه المُنَاظِرُ، وكأنه يَنْظُرُ كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبِهِ فيُبَارِيهِ، وبه نَظْرَةٌ. إشارةٌ إلى قول الشاعر:
وقَالُوا بِهِ مِنْ أَعْيُنِ الْجِنِّ نَظْرَةٌ
والمُنَاظَرَةُ: المُبَاحَثَةُ والمُبَارَاةُ فِي النَّظَرِ، واسْتِحْضَارُ كلِّ ما يَرَاهُ بِبَصِيرَتِهِ، والنَّظَرُ:
البَحْثُ، وهو أَعَمُّ مِنَ القِيَاسِ، لأنَّ كلَّ قياسٍ نَظَرٌ، ولَيْسَ كُلُّ نَظَرٍ قِيَاساً.
[ن ظ ر] النَّظَر حِسُّ العَيْنِ نَظَرَه يَنْظُرُه نَظَرًا ومَنْظَرًا ومَنْظَرَةً ونَظَرَ إِليه وقولُه عَزَّ وجَلَّ {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} البقرة 50 قال أَبُو إِسْحاقَ قِيلَ مَعْناه وأَنْتُمْ تَرَوْنَهُم يَغْرَقُونَ ويَجوزُ أَن يكونَ مَعْناه وأَنْتُمْ مُشاهِدونَ تَعْمَلُونَ ذلك وإنْ شَغَلَهُم عن أن يَرَوْهُم فِي ذلك الوَقْتِ شاغِلٌ تقول العرب دُورُ آلِ فُلان تَنْظُرُ إِلى دُورِ آلِ فُلان أي هي بإِزائِها ومُقابِلَةٌ لها وتَنَظَّرَ كَنَظَرَ والنّاظِرُ النُّقْطَةُ السَّوداءُ في العَيْنِ وقِيلَ هو البَصَرُ نفسُه وقِيلَ هو عِرْقٌ في الأَنْفِ وفيه ماءُ البَصَرِ والنّاظِرانِ عِرْقانِ عَلَى حَرْفَيِ الأَنْفِ يَسِيلانِ من المُوقَيْنِ وقيل هما عِرْقانِ في العَيْنِ يَسْقِيانِ الأَنْفَ وتَناظَرَت النَّخْلَتانِ نَظَرَت الأُنْثَى مِنْهُما إِلى الفُحّالِ فلم يَيْفَعْها تَلْقِيحٌ حتى تُلْقَحَ منه حكَى ذلك أَبُو حَنِيفَةَ والتَّنْظارُ النَّظَرُ قال الحُطَيْئَةُ

(فما لَكَ غيرُ تَنْظارِ إليها ... كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلَى الوَصِيِّ)

والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ ما نَظَرْتَ إليه فأَعْجَبَك أو ساءَكَ ورَجُلٌ مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانِيٌّ الأَخيرةُ على غيرِ قياسٍ حَسَنُ المَنْظَرِ وإِنَّه لسَدِيدُ النّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التُّهَمَةِ يَنْظُرُ بِملْءِ عَيْنَيْه وبَنُو نَظَرَى ونَظَّرَى أَهْلُ النَّظَرِ إلى النِّساءِ والتَّغَزُّل بهِنَّ ومنه قولُ الأَعْرِابيَّةِ لبَعْلِها مُرَّ بِي عَلَى بَنِي نَظَرَى ولا تَمُرَّ بِي على بَناتِ نَظَرَى أي مُرَّ بِي على الرِّجالِ الَّذِين يَنْظُرُونَ إليَّ فأُعْجِبُهم وأَرُوقُهم ولا تَمُرَّ بِي على النِّساءِ اللاّتِي يَنْظُرْنَنِي فيَعِبْنَنِي حَسَدًا وامرأة سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنَةٌ كلاهُما بالتَّخْفِيف حكاهما يَعْقوبُ وَحْدَه وهي التي إذا تَسَمَّعَتْ أو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شيئًا تَظَنَّتْ والنَّظَرُ الفِكْرُ في كُلِّ شَيْءِ تُقَدِّرُه وتَقِيسُه مَثَلٌ ونظر إليهم الدهر أهلكهم على المثل ولست منه على ثقة والمَنْظَرَةُ موضعُ الرَّبِيئَةِ ورَجُلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ سيِّدٌ يُنْظَرُ إليه الواحدُ والجميعُ والمذكر والمؤنث في ذلك سواءٌ والنَّظُورُ الذي لا يُغْفِلُ النَّظَرَ إلى ما أَهَمَّه والمَناظِرُ أَشْرافُ الأَرضِ لأَنّها يُنْظَرُ منها وتَناظَرَت الدّارانِ تَقابَلَتا ونَظَرَ إليكَ الجَبَلُ قابَلَك وقولُه تعَالَى {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} الأعراف 198 ذَهَبَ أبو عُبَيْد إلى أَنَّه أراد الأَصْنَامَ أي تُقابِلُكَ وليسَ هنَاك نَظَرٌ لكن لمَّا كانَ النَّظَرُ لا يكونُ إِلاَّ بمُقابَلَةٍ حَسُنَ وقال {وتراهم} وإن كانَتْ لا تَعْقِلُ لأَنَّهم يَضَعُونَها موضعَ من يَعْقِلُ وناظُورُ الزَّرْعِ والنَّخِيلِ وغيرِهما حافِظُه والطّاءُ نَبَطِيَّةٌ وقالُوا انْظُرْنِي أي أَصْغِ إِليَّ ومنه قوله عَزَّ وجَلَّ {وقولوا انظرنا واسمعوا} البقرة 104 وقوله {ولا ينظر إليهم يوم القيامة} آل عمران 77 أي لا يَرْحَمُهُم ونَظَرَ الرَّجُلَ يَنْظُرُه وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه تَأَنَّى عليه قالَ عُرْوَةُ بن الوَرْدِ

(إذا بَعُدُوا لا يأمنون اقترابه ... تشوف أهل الغائب المتنظر)

وقوله وأنشد ابن الورد

(ولا أجعل المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ ... ولا عِدَةً في النّاظِرِ المُتَغَيَّبِ)

فَسَّره فقالَ النّاظِرُ هُنا على النَّسَبٍِ أو على وَضِعِ فاعِلٍ موضعَ مَفْعُولٍ هذا معنَى قَوْلِه ومَثَّلَه بسِرٍّ كاتِمٍ أي مَكْتُومٍ وهكذا وجَدْتُه بخَطِّ الحامِضِ المُتَغَيَّبِ بفتح الياءِ كأَنَّه لما جَعَل فاعِلاً في مَعْنَى مفعولٍ اسْتَجاز أَيْضًا أن يَجْعَل مُتَفَعَّلا في موضع مُتَفَعِّل والصحيح المُتَغَيِّب بالكسرِ والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُه والنَّظِرَةُ التَّأْخِيرُ في الأَمْرِ وفي التَّنْزِيلِ {فنظرة إلى ميسرة} البقرة 280 وقرأَ بعضُهُم {فناظرة} كقَوْلِه تعالى {ليس لوقعتها كاذبة} الواقعة 2 أي تَكْذِيبٌ ونَظَرَ الشيءَ باعَهُ بنَظِرَةٍ وأْنَظَرَ الرَّجُلَ باعَ منه الشَّيْءَ بنَظِرَةٍ واسْتَنْظَرَه طَلَب منه النَّظِرَةَ يَقُول أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ للآخر بيْعٌ فيَقُولُ نِظْرٌ أي أنْظِرْنِي حَتّى اشْتَرَى مِنكَ وأْنْظَرَه أَخَّرَهُ وفي التَّنْزِيلِ {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} الأعراف 14 والتَّناظَرُ التًّراوضُ في الأَمْرِ ونَظِيرُك الَّذي يُناظِرُكَ والنَّظِيرُ المِثْلُ والجمعُ نُظَراءُ والأُنْثَى نَظِيرَةٌ والنَّظْرَةُ سُوءُ الهَيْئَةِ ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ أي شُحُوبٌ والنَّظْرَةُ الغَشْيَةُ أو الطّائِفُ من الجِنِّ وقد نُظِرَ ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ أي عَيْبٌ ومَنْظُورٌ اسمُ رَجُلٍ ومَنْظُور اسمُ جِنِّيٍّ قالَ

(ولو أَنَّ مَنْظُورًا وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذَى لم يُبْرِئا لي قَذاكُمَا)

وقد قَدَّمْتُ أَنّ حَبَّةَ اسمُ امْرَأَةٍ عَلِقَها هذا الجِنِّيُّ فكانت تُطَبِّبُ بما يُعَلِّمُها وناظَرَة جَبَلٌ معروفٌ أو مَوْضِعٌ ونواظِرُ اسمُ موضعٍ قال ابنُ أَحْمرَ

(وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتامًا هاجَ صَيْفِيّا وآلا)
[نظر] نه: إن الله تعالى "لا ينظر" إلى صوركم وأموالكم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم، النظر هنا الاختيار والرحمة والعطف، لأنه في الشاهد دليل المحبة وتركه دليل البغض، وهو يقع على الأجسام بالأبصار وعلى المعاني بالبصائر. ن: نظر الله مجازاته ومحاسبته، فلا يكون إلى على القلوب دون الصور الظاهرة، واحتج به على كون العقل في القلب. نه: ومنه ح: من ابتاع "مصراة" فهو بخير "النظرين"، أي بخير الأمرين له: إما إمساك المبيع أو رده، أيهما اختاره فعله. وح: من قتل له قتيل فهو بخير "النظرين"، أي القصاص والدية، أيهما اختار كان له، وكلها معان. ن: أي ولي القتيل مخير بينهما. نه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "النظر" إلى وجه علي عبادة، قيل: معناه أن عليا كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أعلمه! وما أكرمه! وما أشجعه! فكانت رؤيته تحملهم على التوحيد. وفيه: إن عبد الله أبا النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة "تنظر" وتعتاف فرأت في وجههأحدًا في قبره الصلاة فأعطنيها. ن: "ينظر" بعضهم إلى سوءة بعض، لأنه كان جائزًا في شرعهم وكان موسى عليه السلام يتركه تنزهًا، أو لتساهلهم في الحرام، قوله: حتى "نظر" إليه- بضم نون. وفيه: "لا ينظر" الله إلى من يجر ثوبه خيلاء، أي لا ينظر نظر رجمة، وأجمعوا على جواز الإسبال للنساء وللرجال إلى الكعبين، فما نزل عنهما فمحرم للخيلاء ومكروه لغيرها. ط: جحد ولده وهو "ينظر" إليه، ذكر النظر تصوير لسوء صنيعه وإماطة جلباب الحياء عن وجهه. وح: لعن الله "الناظر" و"المنظور" إليه، أي الناظر إلى ما يحرم النظر إليه، أبهمه تفظيعًا لشأنه. وح: "ينظر" في سواد- مر في يطأ. وفيه: لي "نظرة" إليه ونظرة إليكم، والجملتان مبينتان لقوله: شغلني، ومذ- ظرف شغل، وهو مضاف إلى جملة أي مذ كان اليوم. ك: كأني "أنظر" إلى أصابع النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقلله ويشير إلى رأس إصبعه بالقلة، وأدخل- بلفظ الأمر. وفيه: إذا "نظر" قبل شماله بكى، لعل النار كانت في جهة شماله ويكشف له عنها لا أنها في السماء لأن أرواحهم في سجين الأرض السابعة كما أن الجنة فوق السماء السابعة في جهة يمينه. وكان في "النظارة"- بتشديد ظاء. وابن الناطور- مهملة، أي حافظ البستان، وروى بمعجمة، وروى "ناظورًا"- بألف في آخره.
نظر: نظر: درس وحكم في دعاوى الناس، مارس دور القاضي (محمد بن الحارث): فغزا القاضي عمرو تلك الغزاة فلما قدم لم يؤمر بالنظر وكان الرسم حينئذ إذا غزا القاضي ثم قدم لم ينظر حتى يعهد إليه بالنظر فأقام الناس يومئذ نحو من ستة أشهر لا قاضي لهم وفي جملة نظر بين الناس حذف أصله حكم وفصل دعاويهم (محيط المحيط).
نظر: مارس دور الوزير (دي ساسي كرست 1: 9): فوقع عن الحاكم ونظر.
نظر إليه: سعى وراءه (معجم الطرائف، المقري 1: 882).
نظر: اجل ارجأ، أخر (الكالا- sobreseer) .
نظر: (اقرأ الكلمة بالتشديد): أشر، وضع علامة وعند (الكالا notar senalando) .
نظر إلى: لاحظ، أشر (بوشر).
نظر على: تفقد، رأفت (معجم بدرون، ابن العوام 1: 533) وانظر عند (ابن جبير 287: 17 و306: 2) نظر في.
نظر عليه: فحص أو تفقد سلوكه (محمد بن الحارث 603): أمر السلطان قاضي الجماعة، بعد أن شكا الناس القاضي جيان أن ينظر على قاضي جيان فإن ظهر بريا أقره على قضائه وإن ظهر عليه ما رفع إلى الأمير فيه عزله عن الكورة فنظر قاضي الجماعة فألفاه بريا وفي (107): انه إذا تظلم الناس من قاض أجلستموني فنظرت عليه وان كنت القاضي فتظلم الناس مني من تجلسون للناس علي من هو اعلم مني.
نظر في: فحص (معجم الطرائف).
نظر في: درس علما أو فنا (عباد 1: 267 رقم 53 البكري 137: 1 حيان - باسم 1: 116): ونظر في الطب بعد ذلك فانجح علاجا.
نظر في: عني ب (معجم الادريسي، ابن جبير 287: 19، المقري 2: 229: 19 و21) وكذلك نظر منه (المقري 2: 229): فلنا من العجائز من ينظر منا ويبيع غزلنا ويتفقد أحوالنا.
نظر في فلان: سعى في إيجاد (هي ما يقابل في اللغة الهولندية omzien naar) ( محمد بن الحارث 206): فلما بلغ الأمير قوله عافاه ونظر في غيره.
نظر: أقام بعض المقارنات (المقدمة 3: 271، 16، 347، 4).
نظر: عين مفتشا (ناظرا) (ألف ليلة رقم 3: 53).
نظر: وسم، دمغ، شكل بالكتابة أو الرسم (المقري 1: 233): ومصفح الأبواب تبرأ نظروا ... بالنقش بين شكوله تنظيرا
(في الكالا- notar senalando) وهذا يفيد أنه يحمل معنى الكلمة نفسها حين تكون بدون تشديد وهذا خطأ إذ أنني أعتقد أن هذا الفعل مشتق من الاسم نظر (انظر الكلمة): علامة، رسم، وسم.
ناظر عنه: دافع، ترافع في صالحه (حيان 54): فلما بلغ محمد بن خطاب بن انجلين وحزبه من الموالي والمولدين المتعصبين لابن غالب الشاخصين إلى باب السلطان للمناظرة عنه ما كان من قتله ... الخ.
نظر: شاور، استشار (معجم الطرائف، المقدمة 1: 378).
انظره: أعطاه مهلة (معجم البلاذري، كوسج كرست 101): لم ينظره المنصور أن يعزله (أخبار 71: 7).
تنظر: (أو انتظر لأن الكلمة في المخطوطة خالية من النقاط): تأخر، أبطأ، تعوق (معجم البلاذري).
تناظر: في الحديث عن عدة أشخاص، تنازع (أبحاث 1: 17: 2 و1؛ وكذلك في الحديث عن شخص واحد)، وهناك أيضا تناظر مع (فوك).
تناظر: في الحديث عن أشخاص عديدين: تداول، تشاور (معجم الطرائف).
التناظر: اصطلاح متعلق بعلم التنجيم للتعبير عن المناظر المتماثلة للنجوم (المقدمة 1: 202).
انتظر: (انظر تنظر) (البربرية 2: 139).
انتظر: prendre soin de: تعهد (معجم الادريسي).
انتظر: contempler: تأمل (كوسج 9: 5).
استنظر: معناها انتظر أيضا (بوشر).
استنظر: طلب منه مهلة (حيان 61): استنظره ثلاثة أيام (النويري أسبانيا 450): (عرض الفقهاء العرش لهذا الأمير فاستنظرهم ليلة ليرى رأيه ويستخير الله تعالى فانصرفوا (هناك تحريف في الاستنساخ في طبعة باريس أما نسخة ليدن فقد كتبتها فاستظهرهم وهذا خطأ).
نظر: omenage و pleyto omenje كلمتان لاتينيتان عند (الكالا) إلا أن ترجمتهما عند (نبريجا) Fidas pubica في القسم اللاتيني ثم اصبح هذا التعبير يفيد جواز الأمان المعطى من الأمير للمرور من الإمارة؛ إلا أنه قد اصبح عند (فكتور) يعني العكس، تماما، فقد أصبح من جملة المصطلحات التي تتعلق بالوعود أو العقود المشتركة بين السيد وتابعه. ولم افهم معنى الكلمة العربية سواء عند (الكالا) أو (نبريجا).
نظر= نظير: وصيغة الجمع أنظار (فليشر- المقري 1: 491 بريشت 191).
في نظر ما: نظير، مثل، ل (ألف ليلة 4: 476): فمتى رآك فرج بك وإكرامك في نظر ما أكرمته (الكلمة عند [لين] تقابل as بالإنكليزية)؛ إلا أنني أعتقد أنها تقابل كلمة (بدلا من، عوضا عن- en recompense de الفرنسية التي هي مثل نظير- راجع الكلمة).
نظر: النظر الرؤية، حاسة النظر (بوشر، محيط المحيط).
نظر البلاد: مشهد طبيعي، ما تشاهده من البلد بنظرة واحدة (بوشر).
نظر والجمع أنظار: نظرة (بوشر).
نظر: عيني، بصري، نظري، مظهر الأشياء البعيدة (بوشر).
النظر: العين الشريرة (بوشر).
النظر: رؤية الله، عند الصوفية (المقري 1: 584: 16) (وانظر 583: 15 و 16).
النظر: مراقبة، حراسة (عباد 1: 533: 2 صححت في 3: 144): من كان بعض أبواب قرطبة يومئذ إلى نظره.
النظر: ممارسة القضاء (محمد بن الحارث 237): لا يكون نظره غير السماع من البينات، ثم مجلس نظره، لاحظ ما ورد في (ص238).
النظر: ديوان رئيس الوزراء (دي ساسي كرست 1، 52، 4، 53، 1، 58، 4).
النظر: الاستدلال، البرهنة (دي ساسي كرست 1: 91: 3): يراعون العمل بالنصوص دون الالتفات إلى النظر والقياس (عباد 2: 50: 10): فمهر في الأصول وذهب إلى النظر والاختيار؛ النظر: التفكر، التأمل (بوشر).
النظر: في محيط المحيط (علم النظر والاستدلال هو علم الكلام) وهناك أيضا النظر وحدها (حيان 34): وله رحلة حج فيها ولقي جماعة من أهل النظر فاستبحر.
نظر: لاغبة، هوى (دستور طليطلة): وقع والأعيان من كنيسة شنت لوقادية بداخل مدينة طليطلة نظرا رأوه لأنفسهم سدادا وللكنيسة المذكورة صلاحا ورشادا ... الخ.
النظر: علم التنجيم (المقري 1: 216) قال المنجم للسلطان: إلا أن مدتك في الملك فيما دل عليه النظر تكون (8) أعوام أو نحوها أي أن أهل النظر هم المنجمون (معجم الادريسي).
النظر: الذوق ومجازا الذوق السليم أو حاسة التمييز الدقيق أو الحكم الصحيح (بوشر).
النظر: المهلة، الإيقاف والتعليل (الكالا): sobreseymiento.
النظر والجمع أنظار: مقاطعة، إقليم (عباد 1: 274 رقم 89 و 2: 18 معجم البيان، المقري 1: 238: 15 ابن جبير 5: 290 ابن بطوطة 1: 358، 429 أماري دبلوماسية 12: 6 وقرطاس 181: 5 [هكذا تقرأ الكلمة في اكثر المعاجم] حيان بسام 1: 78): وخاطب قائده بحصن المدور بإزعاجه عن نظره وألا يجتاز على شيء من عمله (الادريسي، كليم القسم الأول): وعليه (أي النهر) نظر كبير (مخطوطة البيان المغرب 22، 30، 41، 42 ... الخ) (دستور طليطلة): بحومة الليتيق من نظر في مدينة طليطلة (معجم الجغرافيا).
نظر: علامة، ملاحظة (الكالا): notacion nota o.
نظر: نظرا إلى كذا أو بالنظر إليه (أي ملاحظة واعتبارا له) (محيط المحيط) (المقري 1: 297: 13 و15).
في كذا نظر: في محيط المحيط (وقولهم في كذا نظر أي تفكر في طريقه لعدم وضوحه). تقال عن الأمور التي ينبغي مراعاتها وإدخالها في الاعتبار أو التي لا يسمح بها إلا بعد إنعام النظر لأنها مشكوك فيها، مشبوهة أو لا يمكن الاعتماد عليها (المقري 1: 569، 4، 842، 8482، 12، 861، 9؛ ابن البيطار 1: 4، 271، 337 معجم الجغرافيا) وكذلك الأمر حين يتعلق بواحد من الناس أو أهل السنة فيقال فيه نظر أي موضوعه مشكوك فيه أو لا ينبغي اولا التأكد من صحته أو أن لا نثق كثيرا في صحته (المقدمة 2: 148، 5، 188، 6): قال البخاري وفيه نظر وهذه اللفظة في اصطلاحه قوية في التضعيف جدا.
من له نظر: رجل جدير بالاعتبار، معتبر (8: 47 L.Z مولر): ومن بقي من انجاد الفرسان ومن له نظر بغرناطة. يقابل هذا ليس له نظر أي قليل تبصره. قليل التروي (ابن العوام 1: 52): ليس له نظرا (اقرأها نظر مخطوطتنا نظرا)، لأن الصنوبر ليس له نظرا.
لنظر فلان: تحت أمره (البربرية 1: 201): أجازهم البحر لنظر جعفر (232، 243: 2، 245، 246: 2): وعهده على ما لنظره من الأقطار والأقاليم (250: 7 و305: 5 و3، 308، 362، 4 الخطيب 65): للمواضع التي لنظره (في الأصل لنصره) (تاريخ تونس 91): اتخذ الأساطيل العظيمة لغزو الكفار لنظر أحد الأمراء يسمى محمد باي. وكذلك إلى نظر فلان (البربرية 1: 625: 5): ونازلتهم جيوش صنهاجة إلى نظر الوزير خلف ابن أبي حيدرة.
فلان تحت نظر فلان في محيط المحيط ( .. وقول المولدين فلان تحت نظر فلان أي تحت حمايته والتفاته. وربما استعمل على سبيل التجمل).
نظرة: متسع من الأرض على مدى النظر أي يمكن أن يشاهد بالعين المجردة (بوشر).
نظري: بصري (صفة) (بوشر).
نظري: يتعلق بالنظرية (فوك، م. المحيط، بوشر).
نظري: تأملي (في الحياة والفلسفة) (بوشر).
نظرية: مسألة هندسية (محيط المحيط).
نظير: شبيه والجمع نظائر عند (فوك).
نظير (وله نظير): يجعل منه مضاعفا (رولاند).
في نظر أو نظير: عوضا عن، بدلا من (ألف ليلة 3: 44): وأعطاني شيئا كثيرا في نظير عملي له (في 52: 6): فخذ هذا مني نظير جميلك الذي فعلته معي وفي (4: 282): وقالت للدلال أوصلني عند هذا الشاب المليح فإن اشتراني كان هذا الخاتم لك في نظير تعبك في هذا اليوم معنا (590: 6).
نظير: في محيط المحيط ( .. النظير عند أهل العربية يطلق على المثال مجازا وحقيقة على اعم منه).
نظارة: مراقبة، تفتيش (بوشر).
نظارة: ادارة، مكتب الإدارة، مصلحة إدارية (بوشر). وفي محيط المحيط (والناظر عند المولدين من تولى إدارة أمر كناظر الخارجية وناظر المالية عند أرباب السياسة جمع نظار) (والنظارة كلمة يستعملها العجم بمعنى التنزه في الرياض والبساتين وعند أرباب السياسة عمل الناظر ومقامه يقال نظارة الخاجية ونظارة المالية). (انظر زيتشر 32: 249).
نظيرة والجمع نظائر: نسخة، صورة (معجم البيان).
نظيرة: ملاحظة صغيرة (الكالا).
نظار: النظارون في الأجسام الشفافة كالمرايا وطساس الماء (المقدمة 1: 191): العرافون.
نظار: حذر، يقظ (معجم الجغرافيا).
نظار: من كانت مهمته فحص وبت المسائل المتعلقة بالدين والشرع (معجم الجغرافيا).
نظارة: مرقاب، راصدة (تلسكوب) وفي (محيط المحيط): ( ... والنظارة عند المولدين آلة في طرفيها زجاجات ينظر بها الأجسام البعيدة كالأجرام السماوية ويسميها الإفرنج بالتلسكوب).
نظارة شمس: عدسة لرؤية الشمس (هليسكوب) (بوشر).
ضربة نظارة: حقل، مدى نظارة d'une lunette champ ( بوشر).
نظار= (بصيغة علامة) في المعنى الأخير الذي أعطيته للكلمة (معجم الجغرافيا).
ناظر. ناظر لفعله: عبث حسناته أو أعماله الطيبة (المقري 1: 587) - هكذا في الأصل. المترجم- ولعلها عبث بحسناته ويبقى المعنى على حاله من الغموض.
شديد الناظر: هذا الخطأ، عند (فريتاج). ينبغي تصحيحه إلى سديد الناظر أي بريء من التهمة ينظر بملء عينيه (انظر م. المحيط). ناظر: حين يكون جمع هذه الكلمة نظار وذلك حين ترد بمعنى مفتش (الكالا، محيط المحيط، المقري 134:1).
الناظر في أمره: القيم، الوصي (معجم التنبيه).
ناظر: المدير أو المشرف على الأموال في صندوق أو مؤسسة تعليمية أو غيرها، أو المكلف بإدارة منطقة ورقابة الشؤون الزراعية (الكالا- aperador del campo) .
ناظر: رئيس الرعاة (الكالا): agnados mayoral de.
ناظر: ربان، قائد السفينة (الكالا). ناظر: رئيس مقاطعة (لين 123: M.E.C) .
ناظر: نقيب في الجيش (بوشر).
ناظر السفائن: القبطان الذي يقود السفن الحكومية (بيرتون 1: 174).
ناظر: مجادل (في الدين)، معالج مواضيع جدال دينية. controversiste ( المقدمة 1: 32: 5 والبربرية 1: 298).
ناظر: اصطلاح في علم التنجيم، طالع (ألف ليلة رقم 2: 584) حسبوا طالعه وناظره من الكواكب (3 و 1: 622 و 9: 619).
ناظر: عفن، منتن، عفن (دي ساسي كرست 1: 334) (انظر 336).
ناظر) صدغ (رولاند).
ناظر: والجمع نواظر: عوينات القراءة أو الرؤية (هلو).
الناظر إلى الشمس: منظار الشمس (ابن البيطار 2: 569).
ناظور: العساس، الذي يطوف ليلا، المترصد أمام الباب (فوك) برج المراقبة (ابن بطوطة 4: 364 و365).
ناظور: برج عال فوق سور لغرض الترصد (بارث 1: 390 و W: 180) .
ناظور: الفنار (بارث 80: W) .
ناظور: حارس الملابس في الحمام (الجريدة الآسيوية 1861: 1: 39).
ناظور: مرقب، راصدة (تلسكوب) (محيط المحيط).
منظر. ذو منظر: ذو شكل ووجه جميل (العبدري 6): هذه المدينة ذات منظر، رجل ذو منظر (المقري 1: 465: 10).
منظر: والجمع مناظر: منظرة سطح بيت (الكالا).
منظر: مدرج (في الملاعب أو لإلقاء الدروس) (هلو).
منظر: قاعة كبيرة مفتوحة في الطابق الأول (مملوك 2: 5: 15) (انظر الوصف التفصيلي في [وصف مصر] 14: 208) وانظر منظرة.
علم المناظر: في (محيط المحيط): (علم يعرف به كيفية مقدار الأشياء بسبب قربها وبعدها عن نظر الناظر).
منظرة: منظرة سطح بيت (معجم الطرائف، دي ساسي كرست 1: 276: 4، النويري أسبانيا 468، 469 مملوك 1: 2: 91).
منظرة: شقة في الطابق الأرضي أو الطابق الأول يسكنها صاحب المنزل خلال النهار أو يستقبل الزيارات (مملوك 2: 2: 5 ونسكيه 108).
منظرة: صالة، وعند اليهود قاعة الاجتماع يجتمع فيها المجلس الأعلى عندهم (مملوك 1: 1) أو صالة المعرض المسرحي أو غيره (بوشر).
منظور: حصيف، عاقل، فطن (الكالا).
غير منظور: جاهل (فوك).
علم المنظورات: فن الرسم المنظوري (بوشر).
مناظر: العالم بالشريعة وأمور الدين الذي يتفحص في قضايا الدين ويبت في مسائلها (معجم الجغرافيا).
مناظرة: علم البصريات (المقدمة 1: 204).
مناظرة: اصطلاح في علم التنجيم (المقدمة 1: 204).
علم المناظرة: في (محيط المحيط): (علم يعرف به كيفية آداب أي طرق إثبات المطلوب ونفيه أو نفي دليله مع الخصم وموضوعه البحث، وتطلق المناظرة في اصطلاح أهل هذا العلم على النظر من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهار الصواب ... وهو أخص من القياس).
منتظر: المستقبل (فوك).

نظر: النَّظَر: حِسُّ العين، نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً

ومَنْظَرة ونَظَر إِليه. والمَنْظَر: مصدر نَظَر. الليث: العرب تقول نَظَرَ

يَنْظُر نَظَراً، قال: ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر،

وتقول نَظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَظَر العين ونَظَر القلب، ويقول

القائل للمؤمَّل يرجوه: إِنما نَنْظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما

أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك. الجوهري: النَّظَر تأَمُّل الشيء بالعين، وكذلك

النَّظَرانُ، بالتحريك، وقد نَظَرت إِلى الشيء. وفي حديث عِمران بن حُصَين

قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: النَّظَر إِلى وجه عليّ عِبادة؛

قال ابن الأَثير: قيل معناه أَن عليًّا، كرم الله وجهه، كان إِذا بَرَزَ

قال الناس: لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله

ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما

أَتْقَى، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته، عليه السلام،

تحملُهم على كلمة التوحيد.

والنَّظَّارة: القوم ينظُرون إِلى الشيء. وقوله عز وجل: وأَغرقنا آل

فرعون وأَنتم تَنظُرون. قال أَبو إِسحق: قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم

يغرَقون؛ قال: ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم

عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل. تقول العرب: دُور آل فلان تنظُر إِلى

دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها. وتَنَظَّر: كنَظَر. والعرب

تقول: داري تنظُر إِلى دار فلان، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وقيل:

إِذا كانت مُحاذِيَةً. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي متجاورون ينظر

بعضهم بعضاً.

التهذيب: وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط

سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى، وقيل: الناظر في العين كالمرآة

إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك. والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ: السوادُ

الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ، ويقال: العَيْنُ النَّاظِرَةُ. ابن

سيده: والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين، وقيل: هي البصر نفسه، وقيل: هي

عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر. والناظران: عرقان على حرفي الأَنف

يسيلان من المُوقَين، وقيل: هما عرقان في العين يسقيان الأَنف، وقيل: الناظران

عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه. ابن السكيت: الناظران عرقان

مكتنفا الأَنف؛ وأَنشد لجرير:

وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ،

وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ من الخُنَانِ

والخنان: داء يأْخذ الناس والإِبل، وقيل: إِنه كالزكام؛ قال الآخر:

ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها،

ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراءِ

قال أَبو زيد: هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه؛ وقال

عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة:

قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ، يَزِينُها

شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ

تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها

أَخُو سَقْطَة، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ

وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه، وهو المستحب. والعيش البارد: هو

الهَنِيُّ الرَّغَدُ. والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن

البُؤسِ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ. قال الله

تعالى: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً؛ قيل: نوماً؛ وقوله: تناهى

أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، وشبهها في

انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة

ضعفه.وتَناظَرَتِ النخلتان: نَظَرَتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم

ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه؛ قال ابن سيده: حكى ذلك أَبو حنيفة.

والتَّنْظارُ: النَّظَرُ؛ قال الحطيئة:

فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها،

كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ

والنَّظَرُ: الانتظار. ويقال: نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْتُه بمعنى

واحد، فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت. ومنه

قوله تعالى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم، قرئ: انْظُرُونا

وأَنْظِرُونا بقطع الأَلف، فمن قرأَ انْظُرُونا، بضم الأَلف، فمعناه انْتَظِرُونا،

ومن قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا؛ وقال الزجاج: قيل معنى

أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:

أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا،

وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا

وقال الفرّاء: تقول العرب أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قليلاً، ويقول

المتكلم لمن يُعْجِلُه: أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي. وقوله

تعالى: وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ؛ الأُولى بالضاد

والأُخرى بالظاءِ؛ قال أَبو إِسحق: يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة

والنَّظَرِ إِلى ربها. وقال الله تعالى: تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم؛

قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتظرة فقد

أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته، إِنما

تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته؛ ومنه قول الحطيئة:

نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ

لِلْوِرْدِ، طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي

وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين، وإِذا قلت نظرت في الأَمر

احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب.

وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قال

الراجز أَبو نُخَيْلَةَ:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ

نَظَّارِيَّةٌ: ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ، وهو فحل من فحول

العرب؛ قال جرير:

والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار

لم تُهْجَم: لم تُحْلَبْ.

والمُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً

كيف تأْتيانه.

والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: ما نظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك، وفي

التهذيب: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِليه فأَعجبك، وامرأَة

حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً. ويقال: إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا

مَخْبَرَةٍ. والمَنْظَرُ: الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِليه ويَسُرُّه.

ويقال: مَنْظَرُه خير من مَخْبَرِه. ورجل مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ،

الأَخيرة على غير قياس: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ ورجل مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ.

ويقال: إِن فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ، وفي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي

فيما أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه والاستماع. ويقال: لقد كنت عن هذا المَقامِ

بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ؛ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد

أَبَقَ فَقُتِلَ:

قد كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ،

عن نَصْرِ بَهْرَاءَ ، غَيرَ ذي فَرَسِ

وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينظر بمِلءِ عينيه.

وبنو نَظَرَى ونَظَّرَى: أَهلُ النَّظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن؛

ومنه قول الأَعرابية لبعلها: مُرَّ بي على بَني نَظَرَى، ولا تَمُرَّ بي

على بنات نَقَرَى، أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ فأُعجبهم

وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي، ولا تَمُرَّ بي على النساء

اللائي ينظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن.

وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كلاهما بالتخفيف؛

حكاهما يعقوب وحده: وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ

شيئاً فَظَنَّتْ. والنَّظَرُ: الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك.

والنَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال لعلي: لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لك

الأُولى وليست لك الآخرةُ. والنَّظْرَةُ: الهيئةُ. وقال بعض الحكماء: من لم

يَعْمَلْ نَظَرُه لم يَعْمَلْ لسانُه؛ ومعناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت

بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب، وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم

تعمل، ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع

بالقول. الجوهري وغيره: ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم؛ قال

ابن سيده: هو على المَثَلِ، قال: ولستُ منه على ثِقَةٍ.

والمَنْظَرَةُ: موضع الرَّبِيئَةِ. غيره: والمَنظَرَةُ موضع في رأْس جبل

فيه رقيب ينظر العدوَّ يَحْرُسُه. الجوهري: والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.

ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ: سَيِّدٌ يُنْظَر

إِليه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. الفراء: يقال فلان

نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ، وهو الذي يَنْظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما

امتثله، وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى. ويقال: هو نَظِيرَةُ القوم

وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والنَّظُورُ: الذي لا يُغٌفِلُ النَّظَرَ إِلى

ما أَهمه.

والمَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ منها. وتَناظَرَتِ

الدَّارانِ: تقابلتا. ونَظَرَ إِليك الجبلُ: قابلك. وإِذا أَخذت في طريق كذا

فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره. وقوله تعالى: وتَراهُمْ

يَنْظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام

أَي تقابلك، وليس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا يكون إِلا

بمقابلةٍ حَسُنَ وقال: وتراهم، وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من

يعقل.والنَّاظِرُ: الحافظ. وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما: حَافِظُه؛ والطاء

نَبَطِيَّة.

وقالوا: انْظُرْني اي اصْغ إِليَّ؛ ومنه قوله عز وجل: وقولوا انْظُرْنا

واسمعوا. والنَّظْرَةُ: الرحمةُ. وقوله تعالى: ولا يَنْظُر إِليهم يوم

القيامة؛ أَي لا يَرْحَمُهُمْ. وفي الحديث: إِن الله لا يَنْظُر إِلى

صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم؛ قال ابن الأَثير: معنى النظر

ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك

النظر دليل البغض والكراهة، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال

الفائقة، والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نَظَرَهُ إِلى ما هو

للسَّرِّ واللُّبِّ، وهو القلب والعمل؛ والنظر يقع على الأَجسام والمعاني،

فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني. وفي

الحديث: مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّظَرَيْنِ أَي خير الأَمرين

له: إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه، أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه؛

وكذلك حديث القصاص: من قُتل له قتيل فهو بخير النَّظَرَيْنِ؛ يعني

القصاص والدية؛ أَيُّهُما اختار كان له؛ وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ. ونَظَرَ

الرجلَ ينظره وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه: تَأَنى عليه؛ قال عُرْوَةُ بن

الوَرْدِ:

إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ،

تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَظَّرِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ،

ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ

فسره فقال: الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول؛ هذا

معنى قوله، ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم. قال ابن سيده: وهكذا وجدته

بخط الحَامِضِ

(* قوله« الحامض» هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد

النحوي أخذ عن ثعلب، صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق

الانسان والوحوش والنبات، روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني. مات

سنة ؟؟) ، بفتح الياء، كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز

أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب،

بالكسر. والتَّنَظُّرُ: تَوَقَّع الشيء. ابن سيده: والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ

ما تَنْتَظِرُهُ. والنَّظِرَةُ، بكسر الظاء: التأْخير في الأَمر. وفي

التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ، وقرأَ بعضهم: فناظِرَةٌ، كقوله

عز وجل: ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ أَي تكذيبٌ. ويقال: بِعْتُ فلاناً

فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه، والاسم منه النَّظِرَةُ. وقال الليث: يقال

اشتريته منه بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ. وقوله تعالى: فَنَظِرَة إِلى مَيْسَرَةٍ؛

أَي إِنظارٌ. وفي الحديث: كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ؛

الإِنظار: التأْخير والإِمهال. يقال: أَنْظَرْتُه أُنْظِره. ونَظَرَ

الشيءَ: باعه بِنَظِرَة. وأَنْظَرَ الرجلَ: باع منه الشيء بِنَظِرَةٍ.

واسْتَنْظَره: طلب منه النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه. ويقول أَحد الرجلين لصاحبه:

بيْعٌ، فيقول: نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حتى أَشْتَرِيَ منك. وتَنَظَّرْه

أَي انْتَظِرْهُ في مُهْلَةٍ.

وفي حديث أَنس: نَظَرْنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ذاتَ ليلة حتى

كان شَطْرُ الليلِ. يقال: نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ

حضورَه. ويقال: نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك: انْتَظِرْ، اسم وضع موضع الأَمر.

وأَنْظَرَه: أَخَّرَهُ. وفي التنزيل العزيز: قال أَنْظِرْني إِلى يوم

يُبْعَثُونَ.

والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ في الأَمر. ونَظِيرُك: الذي يُراوِضُك

وتُناظِرُهُ، وناظَرَه من المُناظَرَة. والنَّظِيرُ: المِثْلُ، وقيل: المثل في

كل شيء. وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ

رآهما سواءً. الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه. وحكى أَبو عبيدة:

النِّظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ؛ وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن

وَقَّاصٍ الحارِثيِّ:

أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني

أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا؟

(* روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية:

وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني * أنا الليثُ، مَعدُوّاً عليّ

وعَاديا)

وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ

ـسَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا

ويروى: عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِظْرِي مليكة. قال الفرّاء: يقال

نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْظَر إِليه منهم، ويجمعان على

نَظَائِرَ، وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، والجمع النَّظائر

في الكلام والأَشياء كلها. وفي حديث ابن مسعود: لقد عرفتُ النَّظائِرَ

التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من

المُفَصَّل، يعني سُوَرَ المفصل، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول.

وقول عَديّ: لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي. والنَّظائِرُ:

جمع نَظِيرة، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال

والأَقوال. ويقال: لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله، وفي رواية:

ولا بِسُنَّةِ رسول الله؛ قال أَبو عبيد: أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب

ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به؛ يقول: لا تتبع قول قائل من كان

وتدعهما له. قال أَبو عبيد: ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً

للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند

الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا، كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي

يُرِيدُ صاحبُه: جئت على قَدَرٍ يا موسى، هذا وما أَشبهه من الكلام،

قال: والأَوّل أَشبه. ويقال: ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في

المخاطبة. وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له. ويقال للسلطان إِذا

بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ: بَعث ناظِراً.

وقال الأَصمعي: عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى،

وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنظر إِلى جماعتها.

والنَّظْرَةُ: سُوءُ الهيئة. ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ؛ وأَنشد

شمر:وفي الهامِ منها نَظْرَةٌ وشُنُوعُ

قال أَبو عمرو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ. ويقال: إِن في هذه

الجارية لَنَظْرَةً إِذا كانت قبيحة. ابن الأَعرابي: يقال فيه نَظْرَةٌ

ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ. وفيه نَظْرَةٌ أَي قبح؛

وأَنشد الرِّياشِيُّ:

لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ،

وفي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى جارية فقال: إِن بها

نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها؛ وقيل: معناه إِن بها إِصابة عين من نَظَرِ

الجِنِّ إِليها، وكذلك بها سَفْعَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: غيرَ ناظِرِينَ

إِناهُ؛ قال أَهل اللغة: معناه غير منتظرين بلوغه وإِدراكه. وفي الحديث: أَن

عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مرّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ،

فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ

مائةً من الإِبل فأَبى، قوله: تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وهو نَظَرُ

تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وكانت مُتَهَوِّدَةً قد

قرأَت الكتب، وقيل: هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ. والنَّظْرَةُ: عين

الجن. والنَّظْرَةُ: الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن، وقد نُظِرَ. ورجل فيه

نَظْرَةٌ أَي عيبٌ.

والمنظورُ: الذي أَصابته نَظْرَةٌ. وصبي مَنْظُورٌ: أَصابته العين.

والمنظورُ: الذي يُرْجَى خَيْرُه. ويقال: ما كان نَظِيراً لهذا ولقد

أَنْظَرْتُه، وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه. ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ: رجلٌ.

ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قال:

ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما

لِنَزْعِ القَذَى، لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما

وحَبَّةُ: اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما

يُعَلِّمُها. وناظِرَةُ: جبل معروف أَو موضع. ونَواظِرُ: اسم موضع؛ قال ابن

أَحمر:وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ

قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وآلا

(* قوله « عيفياً» كذا بالأصل.)

وبنو النَّظَّارِ: قوم من عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: منسوبة إِليهم؛

قال الراجز:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا

السَّعْمُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.

نظر
نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ يَنظُر،

نَظَرًا ونَظْرًا، فهو ناظر، والمفعول مَنْظور (للمتعدِّي)
• نظَر بين الناس: حكم بينهم "كان القاضي ينظر بين ذوي الظلامة".
• نظَر الشّخصَ: أصغى إليه "نظَر الخطيب".
• نظَر الشّيءَ:
1 - توقَّعه "إنّي أنظر فضلَ الله".
2 - انتظره وترقّبه "نظَر حلولَ الشتاء ليشتري معطفًا- {مَا يَنْظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ} ".
• نظَر الدَّينَ: أمهله، أخّره وأجَّله.
• نظَر الشّيءَ/ نظَر إلى الشّيء/ نظَر للشّيء:
1 - أبصره، أدركه بواسطة القدرة البصريّة "نظَر إلى الأولاد يلعبون- {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} - {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} ".
2 - أبصره وتأمّله بعينه "لا تشرب ماءً قبل أن تنظر فيه [مثل أجنبيّ]- إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ [حديث]- {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} " ° نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما.
• نظَر القضيّةَ/ نظَر بالقضيّة/ نظَر في القضيَّة: درسها وتدبّرها "نظَر في الكتاب- {ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} - {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} - {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ".
• نظَر لليتيم: رثى له وأعانه "نظَر لمسكين- استمر ينظر لمؤسّسة الأيتام يقدّم لها ما يستطيع"? فلانٌ تحت نَظَر فلانٍ: أي تحت حمايته والتفاته. 

أنظرَ يُنظر، إنظارًا، فهو مُنظِر، والمفعول مُنظَر
• أنظرَ الشَّيءَ: أخّره، أجَّلَه وأمهله "أنظر له الدّينَ: منحه مهلة للسَّداد- {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} ".
• أنظر الشَّخصَ: جعله ينظر، ويتأمَّل بعينه "أنظرَ ولدَه إلى النُّجوم". 

استنظرَ يستنظر، استنظارًا، فهو مُستنظِر، والمفعول مُستنظَر
• استنظر القطارَ: ترقَّبه.
• استنظر صديقَه الدَّينَ: طلب منه تأجيلَه وإمهالَه.
• استنظره على كذا: جعله ناظرًا عليه يتولّى أمرَه وإدارتَه "استنظرته الإدارةُ على المدرسة". 

انتظرَ ينتظر، انتظارًا، فهو مُنتظِر، والمفعول مُنتظَر
• انتظر صديقًا: استنظره؛ ترقَّبه "انتظر دورَه في الصّفّ- كان على انتظاره- {وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} " ° أتَى على غير انتظار: على غير موعد، فجأة، دون سابق إنذار- قائمة الانتظار: قائمة بأشخاص ينتظرون شيئًا ما- قاعة انتظار: استراحة في غرفة أو محطّة.
• انتظرَ خيرًا: توقَّعه، تنبَّأ به "نتيجة منتظرة- لم أكن انتظر منك هذا".
• انتظر العملَ: تأنَّى عليه وتمهَّل "انتظر في عملِك". 

تناظرَ يتناظر، تناظُرًا، فهو مُتناظِر
• تناظر الحضورُ: نظر بعضُهم إلى بعض، تبادلوا النظرات "تناظرا غاضِبَيْن".
• تناظر الشَّخصان: مُطاوع ناظرَ: تباحثا، وتجادلا وتحاورا "تناظر فقيهٌ وفيلسوف- أُعجب المستمعون بتناظرهما الفلسفيّ".
• تناظرتِ المنازلُ: تقابلت وتماثلت "أبنية مُتناظِرة". 

تنظَّرَ يتنظّر، تنظُّرًا، فهو مُتنظِّر، والمفعول مُتنظَّر
• تنظَّر مشهدًا عجيبًا: تأمّله بعينيه "تنظّر الطَّبيبُ البثُورَ على جلد المريض".
• تنظَّر الدَّينَ: تأنّى عليه ولم يُعجِّل.
• تنظَّر الكارثَةَ: توقَّعها "يتنظّر الناسُ هطولَ الأمطار هذا الشتاء". 

ناظرَ يناظر، مُناظرةً، فهو مُناظِر، والمفعول مُناظَر
• ناظر فلانًا:
1 - صار مشابهًا ومساويًا له "ناظَره في وظيفته" ° بَيْتي يناظِر بَيْتَه: يقابلُه- جمعُهُم يناظِر الألف: يقارب.
2 - ناقشه، جادله وباحَثه "ناظر الفقيهُ الفيلسوفَ". 

نظَّرَ ينظِّر، تنظيرًا، فهو مُنظِّر، والمفعول مُنظَّر
• نظَّر نتائجَ بحثِه: وضعها في شكل نظريَّة.
• نظَّر الشّيءَ بالشّيءِ: قابله به "نظّر شهادتَه العلميّة بأخرى". 

انتظاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتظار: "ساحات انتظاريّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتظار: ترقُّبيّة، سياسة تقوم على التكهُّن والتنبُّؤ بالأحداث، والتَّشكيك في مجريات الأمور بدلاً من العمل والجِدّ "تسود دول العالم انتظاريّة سلبيّة لما بعد الحرب على العراق". 

تناظُر [مفرد]:
1 - مصدر تناظرَ.
2 - (جب) مقابلة أو علاقة بين مجموعتين يرتبط كلّ عُنصر في واحدةٍ منهما بعُنصر فرد مناظِر له في المجموعة الأخرى.
3 - (هس) تماثُل بين نقطتين أو شكلين بالنسبة لمستقيمٍ أو لنقطةٍ ثابتة أو لمستوٍ.
• تناظر وظيفيّ: (حي) تماثُل أو تشابه في الوظيفة أو الموقع بين أعضاء ذات أصول أو بُنى نشوئيّة تطوُّريَّة مختلفة. 

تنظيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تنظير: "قدرات/ ممارسات تنظيريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تنظير: ما يتعلّق بوَضْع نظريَّة أو وَضْع أمرٍ في شكل نظريَّة "استطاع أن يقدِّم لتطبيقاته بتنظيريّة رائعة".
• جراحة تنظيريَّة: (طب) عمليّات جراحيَّة تُجرى بالمنظار. 

مُناظَرة [مفرد]: ج مناظرات:
1 - مصدر ناظرَ.
2 - جدال وحوار ونقاش علميّ، وتبادل في وجهات النَّظر المختلفة يقوم فيه فريقان خصْمان بالدِّفاع عن قضيّة ما أو مهاجمتها "مناظرة أدبيَّة- يهوى المناظرات القلميَّة". 

مِنْظار [مفرد]: ج مَناظيرُ:
1 - اسم آلة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ.
2 - مرآة.
3 - آلة بصريّة تُستعمل إمّا لرؤية الأجسام الصغيرة وتُسمَّى: المجهر (الميكروسكوب)، أو لرؤية الأجسام البعيدة وتُسمَّى: التلسكوب "منظار تحاليل طبيَّة- منظار فلكيّ/ مُجسِّم" ° مِنْظار الأعماق: أداة بصريَّة تمكِّن المرءَ من رُؤْية شيء على مسافة بعيدة تحت سطح الماء- مِنْظار المثانة: أداة أنبوبيّة تستخدم لفحص داخل المثانة البوليَّة والحالب- يرى الأمورَ بمنظارٍ أسود: متشائم.
• منظار البندقيّة: مهداف خلفيّ لبندقيّة يتألّف من عدسة يمكن تعديلها بفتْحة صغيرة يتمّ من خلالها التَّأكّد من أن المنظار الأماميّ والهدف على خطٍّ واحد.
• منظار القولون: (طب) أنبوب طويل مَرن مُجهَّز بأداة للحصول على عينات من أنسجة القولون المستخدمة لفحصه.
• المِنظار البَصَريّ: أداة لفحوص باطن العين خاصّة الشبكيّة، مكون من مرآة تعمل على عكس الضوء داخل العين وثقب مركزيّ يتمّ من خلاله فحص العين. 

مَنْظَر [مفرد]: ج مَناظِرُ:
1 - اسم مكان من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: مكان المراقبة وهو مكان عالٍ يوقف عليه لتتّسع الرؤية "صعد الجنديّ إلى المنظر ليرصُدَ حركات العَدُوّ".
2 - ما يُنظر إليه فيُعجب أو يسوء، شكل أو صورة "منظر عامّ للمدينة- منظر السّهل الأخضر يسرُّ النفس- مناظر طبيعيَّة" ° مَنْظَره أكبر من سِنِّه: يشير إلى هيئة الرَّجل وشكله.
3 - (فن) مشهد من المسرحيَّة "منظر مُضْحك" ° كنت عن هذا المُقام بمَنظَر: بمعزل.
• علم المناظر: (فز) علم تُعرف به مقادير الأشياء باعتبار قربها أو بعدها عن نظر الناظر. 

مَنْظَرَة [مفرد]: ج مَناظِرُ:
1 - مَنْظَر، ما تقع عليه العين قيُعجب أو يسوء "منظرة ترتاح لها النّفس".
2 - ما ارتفع من الأرض ونحوها ونظرت منه "في الحديقة منظرةٌ عالية- مَنْظرةُ البرج".
3 - مكان من البيت يُعدُّ لاستقبال الزائرين "منظرة الضيوف". 

منظور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ ° دعوى منظورة: معلَّقة قيد النَّظر.
2 - ما يُرْجَى خيرُه وفضله "هو سيّدٌ منظور- رزق منظور".
3 - ما ترمقه الأبصارُ رغبةً فيه "سيّارة منظورة- متاعٌ منظور" ° رَجُل منظور إليه: مهتمٌّ به- منظورٌ في أمره: محلّ اعتبار واهتمام.
4 - محسود، مصابٌ بالعين "طفلٌ منظور". 

ناظِر1 [مفرد]: ج ناظرون ونَظَّارة، مؤ ناظِرة، ج مؤ
 ناظِرات ونَواظِرُ: اسم فاعل من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ ° إنَّ غدًا لناظره لقريب: ليس الغد بعيدًا، نصح المــتعجِّل بالصَّبر والانتظار. 

ناظِر2 [مفرد]: ج نَواظِرُ:
1 - عين "في ناظرها حَوَرٌ- ما أجمل ناظرَيْها".
2 - مُرْسَل إلى جهة لتقصِّي أمرها واستخباره.
3 - سواد العين الذي فيه إنسانُها. 

ناظِر3 [مفرد]: ج نُظَّار: متولٍّ إدارة أموال وممتلكات أو أمرٍ إداريّ أو سياسيّ "ناظر المدرسة/ الضّيعة/ الوقف- ناظر المحطّة: المسئول عن محطة الحافلات أو القطارات". 

ناظِرة [مفرد]: ج ناظِرات ونَواظِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} - {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} ".
2 - عين "أصابت الصَّفعة ناظرتَه". 

نِظارة [مفرد]:
1 - فراسة وحِذْق "اتَّق نِظارة المؤمن فإنّه يرى بنور الله".
2 - مهنة النّاظر "أصبحت المرأةُ تُكلَّف بالنِّظارة". 

نظَر1 [مفرد]:
1 - مصدر نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ.
2 - تفكير ودراسة "مسألة فيها نظر- محلّ نظر- قيد النَّظر" ° أطال النَّظر في كذا/ أنعم النَّظر في كذا: تأمَّله، فكَّر فيه بدقِّه- أعاد النَّظر في الأمر: نظر فيه من جديد- أهل النَّظر والعلم: أهل الرأي- بالنَّظر إلى كذا/ بالنَّظر لكذا: مع ملاحظته وأخذه في الحُسْبان- بَعيدُ النَّظر/ دقيق النَّظر/ ثاقب النَّظر: حاذق وذو فراسة، حسن التقدير للأمور في مستقبلها- بَعيدُ مرمى النَّظر: عميق التفكير- بغَضِّ النَّظر عن كذا: بصرف النَّظر عنه، وتركه جانبًا- حادّ النَّظر: ذكيّ.
3 - سُلْطة؛ سيادة "أحيلت القضيّة إلى المحكمة ذات النَّظر".
4 - رأي "نظر سديد- وجهة نظر- في نظر القانون".
• علم النَّظر: (سف) علم الكلام؛ علم أصول الدين الذي يرمي إلى إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشُّبه. 

نظَر2 [مفرد]: ج أنْظار: بصَر، رؤية "بهجة الأنظار: لذَّة، راحة- توارى/ استتر عن الأنظار- طول/ بُعْدُ النَّظَر" ° غضَّ النَّظر عنه/ صرف النَّظر عنه: لم يؤاخذه، تغافل عنه، تركه- قِبْلَة الأنظار/ محطّ الأنظار: موضع الاهتمام والإعجاب- قَصِير النَّظر: ليس حاذقًا، لا يفكِّر في عواقب الأمور، محدود التفكير- لفَت نظرَه: أثار انتباهه، جذبه- وقَع نظره على كذا: أبصر، رأى. 

نَظْر [مفرد]: مصدر نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ. 

نَظْرة [مفرد]: ج نَظَرات ونَظْرات: اسم مرَّة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: لمحة "تعرّف عليه بنظْرةٍ واحدة- نَظَرات وداع- نظرة خاطفة/ إجماليّة/ عامّة/ سطحيّة/ شكّ/ عاجلة- {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} " ° أصابته نظْرة: حُسِد- نظره بعين النَّظرة: بعين الرَّحمة. 

نَظِرة [مفرد]: ج نَظِرات: انتظار، تمهُّل وتأنٍّ وتأخير " {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ". 

نَظَريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَظَر: متعلِّق بالإبصار "مشاهدة نظريَّة".
2 - ما كانت وسائلُ دراسته وبحثه والتفكير فيه هي الفكر والتَّخيُّل، عكسه عمليّ "بحوث نظريَّة- إنّنا نعالج موضوعًا نظريًّا غير مشخَّص" ° العلوم النظريَّة: هي التي قلَّ أن تعتمد على التَّجارب العمليَّة ووسائلها.
3 - معتمد على التعلّم من الكتب.
4 - من يتمسك بنظريةٍ ما.
• علم نظريّ: علم يُعنى بوضع النظريّات الجديدة على أساس المعرفة القائمة دون تجريب، ويقابله العلم التجريبيّ. 

نظَرِيَّة [مفرد]: ج نظريّات:
1 - قضيَّة تُثْبَت صحَّتُها بحجَّةٍ ودليل أو برهان "نظريّة محاكاة الحيوان".
2 - بعض الفروض أو المفاهيم المبنيّة على الحقائق والملاحظات تحاول توضيح ظاهرة مُعيَّنة "نظرية الذّرّة".
3 - (سف) مجموعة المسلَّمات التي تُفسِّر الفروضَ العلميّة أو الفنيَّة "نظريّة ابن خلدون في الاجتماع".
• نظريَّة المَعرِفة: (سف) البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمعروف، وفي وسائل المعرفة الفطريّة أو المكتسبة. 

نَظّار [مفرد]: صيغة مبالغة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: حادّ البصر. 

نظَّاراتيّ [مفرد]: صانع النّظَّارات والعدسات أو بائعُها. 

نظّارة1 [مفرد]: ج نظَّارات: عدستان زجاجيّتان مثبتّتان في إطارٍ مناسب أمام العينين لتصحيح عيوب الإبصار أو لحماية العين من أشعّة الشّمس، أو من الأتربة، أو من الإشعاعات الضارّة "نظّارة طبيَّة/ شمسيَّة- جسم/ ذراع النّظارة" ° نظّارات الواقية: لها جوانب واقية من الرياح والغبار والوهج- نظّارة أنفيّة: نظارة تتثبت على قصبة الأنف. 

نظّارة2 [جمع]: مف ناظِر: مشاهدون، مَنْ ينظرون إلى الأشياء "امتلأ المسرحُ بالنظّارة". 

نظير1 [مفرد]: مقابل "سلّمه البضاعة نظير مبلغ من المال". 

نظير2 [مفرد]: ج نظراءُ، مؤ نظيرة، ج مؤ نظائرُ: مُناظِر وشبيه ومساوٍ ومثل في الأهميَّة أو الرُّتبة أو الدَّرجة "هذا الحاسوب الجديد نظير الحاسوب الذي حصلت عليه- استقبل وزيرُ الخارجيَّة نظيرَه" ° فلان مُنقطِعُ النَّظير: ليس له شبيه.
• مُراعاة النَّظير: (دب) جمع كلمات أو عبارات متناسبة بحيث يتقوَّى المعنى بمعاني الكلمات أو العبارات الأخرى أو الجمع بين الشيء وما يناسبه بغير تضادّ، كالسوق والبيع والدَّلاَّل.
• النَّظائر المُشِعَّة: (فز) ذرَّات لعنصر واحد، ذات نشاط إشعاعيّ يتساوى عددُها الذَّرّيّ ويختلف عددُها الكُتليّ. 

نظيرة [مفرد]: ج نظائرُ: طليعة الجيش "هُزِمت نظيرة الجيش". 

نواظِرُ [جمع]: مف ناظِرة: (شر) عروق في الرأس تتّصل بالعينين فيها ماء البصر. 

نظر

1 نَظَرَ إِلَيْهِ, (S, M, A, Msb, K,) and نَظَرَهُ, (M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M, A, &c.,) and أَنْطُورٌ is substituted for أَنْظُرُ in the dial. of certain Arabs, (IDrd, TS, K,) or, accord. to Lb, in the Bughyetel-Ámál, the و is here added only [by poetic license,] to make the sound of the dammeh full, agreeably with other instances; (TA;) and نَظِرَ إِلَيْهِ, and نَظِرَهُ, aor. ـَ (A, K,) the verb being like سَمِعَ accord. to the correct copies of the K, [and so in the A,] but in one copy of the K, like ضَرَبَ; (TA;) inf. n. نَظَرٌ, (S, M, A, Msb, K,) and نَظْرٌ is allowable, as a contraction of the former, (Lth,) and نَظَرَانٌ (S, K,) and مَنْظَرٌ (M, A, K) and مَنْظَرَةٌ and تَنْظارٌ, (M, K,) [which last is an intensive form; He looked at, or towards, in order to see, him, or it;] he considered, or viewed, him or it with his eye; (S, A, K;) with the sight of the eye; (Msb;) [i. e. looked at him or it;] as also ↓ تنظّرهُ: (K:) and ↓ انتظرهُ signifies the same as تنظّرهُ and نَظَرَهُ [but app. in another sense, to be mentioned below, and not in the sense explained above, though the latter is implied in the TA; and the same may be meant when it is said that ↓ تنظّر is syn. with نَظَرَ, if this assertion, which I find in the M, have been copied without consideration, and be not confirmed by an example]: (TA:) or نَظَرَ إِلَيْهِ signifies he extended, or stretched, or raised, [or directed,] his sight towards him or it, whether he saw him or did not see him. (TA.) The usage of النَّظَرٌ as relating to the sight is most common with the vulgar, but not with persons of distinction, who use it more in another sense, to be explained below. (TA.) You say, نَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةً حُلْوَةً [He looked at him, or towards him, with one sweet look.] (A.) And نَظَرَ فِى المِنْظَارِ [He looked in the mirror]. (A.) And نَظَرَ فِى الكِتَابِ [He looked into, or inspected, the writing or book], (A, Msb,) which is for نَظَرَ المَكْتُوبَ فِى الكِتَابِ [he looked at what was written in the writing or book], or has a different meaning to be explained below. (Msb.) And هُوَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ [lit., He looks around him; meaning,] he looks much. (A.) [See also نَظَرٌ below.] b2: نَظَرَتِ الأَرْضُ, (Sgh, K,) and نَظَرَتِ الأَرْضُ بِعَيْنٍ, and بِعَيْنَيْنِ, (A,) (tropical:) The earth, or land, showed (A, Sgh, K) to the eye (Sgh, K) its plants or herbage. (A, Sgh, K.) b3: نَظَرَ إِلَيْهِ (tropical:) It looked towards, meaning faced, him or it. So in the Kur, [vii. 197,] وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (tropical:) Thou seest them look towards thee, i. e., face thee, but they see not; referring to idols, accord. to A'Obeyd. (TA.) And you say, دَارِى يَنْظُرُ إِلَى دَارِ فُلَانٍ (tropical:) My house faces the house of such a one. (S.) And نَظَرَ إِلَيْكَ الجَبَلُ (tropical:) The mountain faced thee:(A:) as in the following ex.: إِذَا أَخَذْتَ فِى طَرِيقِ كَذَا فَنَظَرَ إِلَيْكَ الجَبَلُ فَخُذْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْيَسَارِهِ (tropical:) [When thou takest such a road, and the mountain faces thee, then take thou the way by the right of it or the left of it.] (S.) b4: [Hence, perhaps,] نَظَرَ الدَّهْرُ إِلَى بَنِى فُلَانٍ فَأَهْلَكَهُمْ [app. meaning, (assumed tropical:) Fortune opposed the sons of such a one and destroyed them]: (S [immediately following there the ex. which immediately precedes it here:]) or نَظَرَ إِلَيْهِمُ الدَّهْرُ signifies (tropical:) Fortune destroyed them: (M, A:) but (says ISd) I am not certain of this. (M.) b5: النَّظَرُ also signifies (assumed tropical:) The turning the mind in various directions in order to perceive a thing [mentally], and the seeing a thing: and sometimes it means (assumed tropical:) the considering and investigating: [and as a subst., speculation, or intellectual examination:] and sometimes, (assumed tropical:) the knowledge that results from [speculation or] investigation. (El-Basáïr.) It is mostly used as relating to the intellect by persons of distinction; and as relating to the sight, most commonly by the vulgar. (TA.) [It is said that] when you say نَظَرْتُ إِلَيْهِ, it means only [I looked at, or towards, him or it] with the eye: but when you say نَظَرْتُ فِى الأَمْرِ, it may mean [(assumed tropical:) I looked into, inspected, examined, or investigated, the thing or affair] by thought and consideration, intellectually, or with the mind: (TA:) [this remark, however, is not altogether correct, as may be seen from what follows: the truth seems to be, that نَظَرَهُ and نَظَرَإِلَيْهِ may be used in the latter of these two senses, though نَظَرَ فِيهِ is most common in this sense.] It is said in the Kur, [x. 101,] قُلِ انْظُرُوا مَا ذَا فِى السَّمٰوَاتِ (assumed tropical:) Say, Consider ye what is in the heavens. (TA.) And you say, نَظَرَ إِلَيْهِ He saw it, and (assumed tropical:) thought upon it, and endeavoured to understand it, or to know its result. (TA.) [And He looked to it, or at it, or examined it, intellectually; regarded it; had a view to it.] And نَظَرَ فِيهِ (assumed tropical:) He considered it: (TA:) or thought upon it; namely a writing or book; or when such is the object it may have another meaning, explained before; and an affair: and with this is held to accord the saying وَفِيهِ نَظَرٌ, q. v. infrà, voce نَظَرٌ: (Msb:) and (tropical:) he though upon it, measuring it, or comparing it. (M, K, TK. In the M and K, only the inf. n., نَظَرَ فِى أَمْوَالِ الأَيْتَامِ, of the verb in this sense is mentioned.) And فَنَطَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ (assumed tropical:) He considered, or examined, [or estimated,] the possessions of the orphans, in order to know them. (Msb.) And similar to this is the phrase [in the Kur, xxxvii. 86,] النَّظَرُ, meaning, (assumed tropical:) and he examined the science of the stars: (Msb:) [or he took a mental view of the stars, as if to divine from them.] الاِعْتِبَارُ when used unrestrictedly by those who treat of scholastic theology means الاِعْتِبَارُ [(assumed tropical:) The thinking upon a thing, and endeavouring to understand it, or to know its result; or judging of what is hidden from what is apparent; or reasoning from analogy]. (MF.) b6: نَظَرَ بَيْنَهُمْ, inf. n. نَظَرٌ, [app. for نَظَرَ فِى مَا بَيْنَهُمْ,] (assumed tropical:) He judged between them. (K.) b7: نَظَرَتْ, (TA,) inf. n. نَظَرٌ, (assumed tropical:) She practised divination; (K, * TA;) which is a kind of examination with insight and skill. (TA, from a trad.) b8: أُنْظُرْ لِى فُلَانًا (tropical:) [look thou out for such a one for me;] seek thou for me such a one. (A, TA.) b9: أُنْظُرْنِى (assumed tropical:) Listen thou to me. (M, K, TA [in the CK, erroneously, أُنْطِرْنِى.]) The verb [says ISd] has this meaning in the Kur, ii. 98. (M.) b10: أَنَا أَنْظُرُ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ إِلَيْكَ [lit., I look to God, then to thee; meaning,] (tropical:) I look for the bounty of God, then for thy bounty. (A.) b11: نَظَرَ اللّٰهُ إِلَيْهِ (tropical:) God chose him, and compassionated him, pitied him, or regarded him with mercy; because looking at another is indicative of love, and not doing so is indicative of hatred: (IAth:) or (assumed tropical:) God bestowed benefits upon him; poured blessings, or favours, upon him: (El-Basáïr:) and نَظَرَ لَهُمْ (tropical:) he compassionated them, and aided them; (Sgh, K;) and simply, he aided them: (K, * TA:) and نَظَرَ لَهُ (assumed tropical:) he accomplished his want, or that which he (another) wanted. (Msb.) A2: نَظَرَهُ is also syn. with ↓ إِتْنَظَرَهُ, q. v. b2: Also syn. with أَنْظَرَهُ, q. v. b3: Also نَظَرَهُ, (K, TA,) inf. n. نَظْرٌ; (TA;) or ↓ نَظَّرَهُ; (so in a copy of the M, and in the CK; but from the mention of the inf. n. in the TA, the former seems to be the right reading;) He sold it (a thing, M) with postponement of the payment; he sold it upon credit. (M, * K, * TA.) See also 4. b4: [In these last three acceptations, accord. to the A, the verb is used properly, not tropically.]

A3: نُظِرَ He was, or became, affected by what is termed a نَظْرَة; (K, TA;) i. e., a stroke of an [evil] eye; (TA;) [or of an evil eye cast by a jinnee;] or a touch, or slight taint of insanity, from the jinn; (K;) or a swoon. (K, TA.) 2 نَظَّرَ see 1, last signification but one. b2: نظّر فِيهِ [He said of it فِيهِ نَظَرٌ, q. v.]. (TA passim.) 3 نَاظَرَهُ فِى أَمْرٍ, inf. n. مُنَاظَرَةٌ, (T, S, *) (tropical:) He considered, or examined, or investigated, with him a thing or an affair, to see how they should do it: (T, TA:) he investigated, or examined, with him a thing, and emulated him, or vied with him, in doing so, each of them adducing his opinion: (TA:) [he held a discussion with him respecting a thing:] or نَاظَرَهُ is syn. with جَادَلَهُ: (Msb:) or مناظرة signifies the examining mentally, or investigating, by two parties, the relation between two things, in order to evince the truth; (KT; and Kull, p. 342;) and sometimes with one's self; but مجادلة signifies the disputing respecting a question of science for the purpose of convincing the opponent, whether what he says be wrong in itself or not. (Kull.) b2: Also ناظرهُ [(tropical:) He, or it, looked towards, or faced, him, or it; was opposite, or corresponded, to him or it. (See نَظِيرٌ.)] b3: (tropical:) He was, or became, like him: (A, K:) or like him in discourse or dialogue. (TA.) b4: جَيْشٌ يُنَاظِرُ أَلْفًا (tropical:) An army that is nearly equal to a thousand. (A.) b5: نَاظَرَ فُلَانًا بِفُلَانٍ (tropical:) He made, or called, such a one like such a one. (K.) Hence the saying of Ez-Zuhree, (K,) Mohammad Ibn-Shiháb, (TA,) لَا تُنَاظِرْ بِكِتَابِ اللّٰهِ وَلَا بِكَلَامِ رَسُولِ اللّٰهِ, i. e., Thou shalt not call anything like the book of God, nor like the words of the apostle of God: (A'Obeyd, T, K:) or thou shalt not compare anything, nor call anything like, to the book of God, &c.: (A,) or thou shalt not apply [aught of] the book of God, nor the words of the apostle of God, as a proverb to a thing that happens: (A'Obeyd, T, K; in which last, we read لِشَىْءٍ لِغَرَضٍ, in the place of the right reading, لِشَىْءٍ يَعْرِضُ: TA:) for, as Ibráheem En-Nakha'ee says, they used to dislike the mentioning a verse of the Kur-án on the occasion of anything happening, of worldly events; (T;) as a person's saying to one who has come at a time desired by the former, (TA,) or to one named Moosà, who has come at a time desired, (K,) جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى [Thou hast come at a time appointed, O Moosà: (Kur, xx. 42:)] (T, K:) and the like: (T:) but the first explanation is the most probable (TA, as from Az; but I do not find it in the T) 4 أُنْظِرَ بِهِ (tropical:) [He, or it, was made like]. Yousay, مَا كَانَ هٰذَا نَظِيرًا لِهٰذَا وَلَقَدْ أُنْظِرَ بِهِ (tropical:) [This was not like this, but has been made like]. (T, K:) like as you say, مَا كَانَ خَظِيرًا لَهُ وَلَقَدْ

أُخْطِرَ بِهِ. (T.) A2: انظرهُ He postponed him; delayed him: (M, A, Msb, K:) he granted him a delay or respite; let him alone, or left him, for a while: (T, TA:) as, for instance, a debtor, (T, Msb, TA,) and a man in difficult circumstances: (TA:) and ↓ نَظَرَهُ signifies the same. (Msb.) You say, بِعْتُهُ شَيْئًا فَأَنْظَرْتُهُ I sold to him a thing, and granted him a delay. (T.) And a person speaking says to him who hurries him, أَنْظِرْنى أَبْتَلِعْ رِيقِى Grant me time to swallow my spittle. (T.) And it is said in the Kur, [xv. 36 and xxxviii. 80,] فَأَنْظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ Then delay me until the day when they shall be raised from the dead. (TA.) See also 8. b2: He sold to him a thing with postponement of the payment; he sold to him a thing upon credit. (M.) See also 1 last signification but one.5 تَنَظَّرَ see 1, first signification.

A2: See also 8.6 تناظرا (tropical:) They faced each other. (K.) You say, تناظرت الدَّارَانِ (tropical:) The two houses faced each other. (M.) And دُورُنَا تَنَاظَرُ, (S,) or تَتَنَاظَرُ, [which is the original form,] (A,) (tropical:) Our houses faced one another. (S, A.) b2: See also تَرَاوَضَا.8 انتظره: see 1, first sentence.

A2: He looked for him; expected him; awaited him; waited for him; watched for his presence; syn. اِرْتَقَبَ حُضُورَهُ; (TA;) and تَأَنَّى عَلَيْهِ; (M, K;) and ↓ نَظَرَهُ (aor. ـُ T &c., inf. n. نَظَرٌ S, K) signifies the same; (T, M, A, Msb, K;) and so ↓ تنظرّهُ, (M, A, K,) and ↓ أَنْظَرَهُ; (Zj, TA;) [but respecting the last two, see what is said below:] but when you say انتظر without any objective complement, the meaning is, [he waited; or] he paused, and acted or behaved with deliberation, or in a patient, or leisurely, manner. (Lth, T.) It is said in the Kur, [lvii. 13,] اُنْظُرُونَا نَقْتبِسْ مِنْ نُورِكُمْ Wait for us (اِنْتَظِرُونَا) that me may take of your light: and accord. to Zj, أَنْظِرُونَا [which is another reading] is said to mean the same: or the latter means delay us: accord. to Fr, however, the Arabs say أَنْظِرْنِى meaning Wait thou for me (اِنْتَظِرْنِى) a little, (T.) ↓ التَّنَظُّرُ also signifies The expecting, or waiting for a thing: (TA:) or the expecting, or waiting for, a thing expected: (M, K, TA:) or ↓ تنظّرهُ signifies he expected, or waited for, (انتظر,) him, or it, leisurely, and so ↓ استنظرهُ. (S.) You say also, انتظر بِهِ خَيْرًا أَوْ شَرَّا (M, A, K, in art. ربص, in the last of which is added يَحُلٌّ بِهِ) [He looked for expected, awaited, or waited for, something good or evil to befall him, or betide him]10 استنظرهُ: see 8, last signification but one b2: He asked of him, or desired of him, a postponement, or delay. (M, A, K.) نِظْرٌ: see نَظِيرٌ.

A2: A man says to another, بَيْعٌ, [or perhaps بِيعٌ, like the word used in reply to it. here following and like خِطْبٌ and نِكْحٌ meaning, I sell and the other says, نِظْرٌ, meaning, Grant me a delay (أَنْظِرْنِى) that I may buy (أَشْتَرِى) of thee. (M, TA.) نَظَرٌ: see 1. [Used as a subst., as well as when used as an inf. n.,] it has no pl. (Sb, in TA, voce فِكْرٌ.) b2: ضَرَبْنَاهُمْ بِنَظَر, and مِنْ نَظَرِ, (tropical:) We saw them. (A, TA.) b3: بَيْنَنَا نَظَرٌ (tropical:) Between as is the extent of a look in expect of ?? (A, TA.) b4: حَىٌّ نَظَرٌ, (K, * TA,) and حَىٌّ جِلَالٌ وَنَظَرٌ, (S,) and حَىٌّ حِلَالٌ وَرِيَآءٌ وَنَظَرٌ, (A,) (tropical:) A tribe went together, (S, A, K, *) of which the several portions see one another. (S, A.) b5: وَفِيهِ نَظَرٌ (assumed tropical:) But it requires consideration, by reason of its want of clearness, or perspicuity: (Msb:) [a phrase used to imply doubt, and also to insinuate politely that the words to which it relates are false, or wrong:] like فِيهِ تَأَمُّلٌ. (MF, art. صفح.) b6: هُوَ بِخَيْرِ النَّظَريْنِ, said in a trad., of one who has purchased a ewe or she-goat that has been kept from being milked for some days; meaning, (assumed tropical:) He has the option of adopting the better of the two things; he may either retain it or return it. (TA.) نَظْرَةٌ A look: a quick look or glance: (T:) pl. نَظَرَاتٌ. (A.) Hence the trad., لَا تُتْبِعِ النَّطْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُوْلَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ [Thou shalt not make a look to follow a look; for the former is thine or right, lad the latter is not thine: i. e., when thou hast once looked at anything forbidden, unintentionally, thou shalt not look at it a second time]. (T, TA.) And the saying of a certain wise man, مَنْ لَمْ تَعْمَلْ نَظْرَتُهُ لَمْ يَعْمَلْ لِسَانُهُ [He whose look does not produce an effect, his tongue does not produce an effect]; (T;) meaning, that he who is not restrained from a fault or offence by being looked at is not restrained by speech. (TA.) b2: A stroke of an [evil] eye: (TA:) a stroke of an [evil] eye by which one is affected from the jinn's looking at him; (T, S; *) as also سَفْعَةٌ: (T;) or a touch, or a slight taint or infection of insanity. (طَائِفٌ,) from the jinn: or a swoon. (M, K.) b3: An alteration of the body or complexion by emaciation or hunger or travel &c. (S, M, K.) b4: Foulness; ugliness: (AA, TA:) evilness; or badness, of form or appearance; a fault: a defect; an imperfection. (M, K.) b5: (assumed tropical:) Reverence, veneration, awe, or fear, (I Aar, T, K,) b6: (tropical:) Compassion, pity, merry. (I Aar, T, K,) نَظِرَةٌ A postponement; a delay. (T, S, M, Msb, K.) It is said in the Kur. [ii. 280.]

فَنَظرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [Then let there be a postponement, or delay, until he shall be in an easy state of circumstances]; (T, M, Msb) a. c., فَإِنْظَارٌ, (T,) or فَتَأْخِيرٌ: (Msb) and accord. to another reading, ↓ فَنَاظِرَةٌ, like كَاذِبَةٌ, in the Kur, lvi. 2. (M.) You say also, بَاعَ مِنْهُ الشَّىْءَ بِنَظِرَةٍ He sold to him the thing with postponement of the payment, he sold to him the thing upon credit. (M.) and اِشْتَرَيْتُهُ مِنْهُ بِنَظِرَةٍ, and بِإِنْظَارٍ, I bought a of him with postponement of the payment; I bought a of him upon credit. (T.) نَظَرِىٌّ (assumed tropical:) [Speculative knowledge or science; such as is acquired by study;] that of which the origination rests upon speculation. and acquisition by study; as the conception of the intellect or mind, and the assent of the mind or the position, that the world has had a ??? (K, T.) [It is opposed to بَدِيهِىٌ and to صرورِىٌّ.]

سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ, and vars. thereof, see in art. سمع.

نَظَارِ, like قَطَامِ, (S, K,) an imp. n., (T.) meaning, Wait thou: syn إِنْتَظِرْ. (T, S, K.) نَظُورٌ and ↓ نَظُورَةٌ and ↓ نَاظُورَةٌ and ↓ نُظِيرَةٌ A chief person, whether male or female, to whom one looks. (M, K.) You say, ↓ فُلَانٌ نَظِيرَةٌ قَوْمِهِ, and قَوْمِهِ ↓ نَظُورَةُ, Such a one is the person to whom his people look, (Fr, T, S,) and whom they imitate, or to whose example they conform. (Fr, T.) All these words are also used in a pl. sense: (M, K:) or [so in some copies of the K; but in others, and,] نظيرة and نظورة have نَظَائِرُ for their pl., (S, K,) sometimes. (K.) b2: Also, نَظُورٌ A man who neglects not to look at, (M, L, K,) or to consider, (A,) that which, (M, A, L,) or him who, (K,) disquiets him, or renders him solicitous. (M, A, L, K.) نَظِيرٌ (tropical:) Looking to, or facing, another person or thing; opposite or corresponding to another person or thing; as also ↓ مُنَاظِرٌ; syn. مُقَابِلٌ. (A.) [Hence, نَظِيرُ السَّمْتِ, and النَّظِيرُ, (tropical:) The nadir; the point opposite to the zenith.] نَظِيرُكَ signifies أَلَّذِى يُنَاظِرُكَ, (M,) or الذى تُنَاظِرُهُ وَيُنَاظِرُكَ, (T,) [which I suppose to mean (tropical:) He who looks towards, or faces, thee; who is opposite, or corresponds, to thee; or he towards whom thou lookest, &c., and who looks towards thee, &c.: though susceptible of other interpretations: see 3.] b2: (tropical:) Like; a like; a similar person or thing: (AO, T, S, M, A, K;) equal; an equal: (Msb:) applied to anything: (TA:) as also ↓ نِظْرٌ; (AO, S, K;) like نَدِيدٌ and نِدٌّ; (AO, S;) and ↓ مُنَاظِرٌ: (K:) fem. نَظِيرَةٌ: (T, M, A:) pl. masc., نُظَرَآءُ: (M, A, Msb, K:) and pl. fem. نَظَائِرُ, (T, A,) applied to words and to all things. (T.) You say, فُلَانٌ نَظِيرُكَ (tropical:) Such a one is thy like. (T.) And هٰذَا نَظِيرٌ لِهٰذَا, (T,) or نَظِيرُ هٰذَا, (Msb,) (tropical:) This is the like of this, (T,) or the equal of this. (Msb.) And عَدَدْتُ إِبِلَ فُلَانٍ نَظَائِرَ (tropical:) I counted, or numbered, the camels of such a one in pairs, or two by two; (As, T, K; *) if by looking at their aggregate, you say, عَدَدْتُهَا جَمَارًا. (As, T.) نَظُورَةٌ: see نَظُورٌ, in two places. b2: See also نَظِيرَةٌ.

نَظِيرَةٌ: see نَظُورٌ, in two places. b2: Also, A scout, or scouts; (T, Sgh, K;) and so ↓ نَظُورَةٌ: (Sgh, K:) pl. of both, نَظَائِرُ. (TA.) b3: Fem. of نَظِيرٌ, q. v. (T, &c.). [And hence,] النَّظَائِرُ [the pl.] The more excellent of men: (K, * TA:) because they resemble one another in dispositions and actions and sayings. (TA.) نَظَّارٌ (tropical:) A horse (A, K) that raises his eye by reason of his sharpness of spirit: (A:) or sharpspirited, and raising his eye. (T, K.) نَظَّارَةٌ A people looking at a thing; (S, K;) as also ↓ مَنْظَرَةٌ. (K.) b2: See also مِنْظَارٌ.

نَاظِرٌ act. part. n. of نَظَرَ; Looking; &c.: pl. نُظَّارٌ. (Msb.) b2: النَّاظِرُ [The pupil, or apple, of the eye, the smallest black of the eye, (S, Msb,) in which is [seen] what is termed إِنْسَانُ العَيْنِ, (S,) [and] with which the man sees; (Msb;) the black spot in the eye; (M, K;) the clear black spot that is in the middle of the [main] black of the eye, with which the looker sees what he sees: or that part of the eye which resembles a mirror, in which, when one faces it, he sees his person: (TA:) or a duct (عِرْق) in the nose, wherein is the water of sight: (M, K:) [app. a loose description of the optic nerve:] or the sight itself: (M, K:) or the eye: (K:) or the eye is called ↓ النَّاظِرَةُ; (S, A; *) the pl. of which is نَوَاظِرُ. (A.) b3: شَدِيدُ النَّاظِرِ, (so in a copy of the M and of the A and in some copies of the K,) or سَدِيدُ النَّاظِرِ, (so in some copies of the K and in the TA,) A man clear of suspicion, who looks with a full gaze: (M, K:) or clear of that with which he is upbraided. (A.) b4: النَّاظِرَانِ Two veins at the two edges of the nose, commencing from the inner angles of the eyes, towards the face. (Zj, in his Khalk el-Insán.) b5: Also, نَاظِرٌ (assumed tropical:) A guardian; a keeper; a watcher: (S, Msb:) and, as also ↓ نَاظُورٌ, i. q. نَاطُورٌ, (K, TA,) [which last is] a word of the Nabathean dialect. (TA.) b6: [The dim. is نُوَيْظِرٌ.] You say, عُيَيْنَتِى نُوَيْظِرَةٌ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ (tropical:) My eye (lit. my little eye) is looking to God for His bounty, then to you for your bounty. (A.) A2: In the Kur, [lxxv. 23,] the words إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ have been explained as signifying Waiting for (مُنْتَظِرَةٌ) their Lord: but this is a mistake; for the Arabs do not say نَطَرْتُ إِلَى الشَّىْءِ in the sense of إِنْتَظَرْتُهُ, but they say نَظَرْتُ فُلَانًا in that sense. (T.) نَاظِرَةٌ: see نَاظِرٌ.

A2: See also نَظِرَةٌ.

نَاظُورٌ: see نَاظِرٌ.

نَاظُورَةٌ: see نَظُورٌ.

أَنْظُورُ for أَنْظُرُ: see 1.

مَنْظَرٌ [A place in which a thing is looked at]: a place, or state, in which one likes to be looked at. (T, A, TA.) You say, فُلَانٌ فِى مَنْظَرٍ وَمَسْمَعٍ

وَفِى رِىٍّ ومَشْبَعٍ (tropical:) Such a one is in a state in which he likes to be looked at and listened to [and in a state in which he is satisfied with drink and food]. (T, A, TA.) And لَقَدْ كُنْتَ عَنْ هٰذَا المَقَامِ بِمَنْظَرٍ (tropical:) Thou wast in a state [in] which thou likedst [to be looked at], away from this place of abode. (T, TA.) b2: The aspect, or outward appearance, of a thing; opposite of مَخْبَرٌ: (S, art. خبر:) [when used absolutely, a pleasing, or goodly, aspect; or beauty of aspect; as also ↓ مَنْظَرَةٌ: this is implied by the usage of مَنْظَرَانِىٌّ, q. v., and is well known:] or what one looks at and is pleased by or displeased by; as also ↓ مَنْظَرَةٌ: (M, K:) or the former, a thing that pleases and rejoices the beholder when he looks at it: (T:) and the ↓ latter, the aspect (مَنْظَر) of a man when one looks at it and is pleased by it or displeased by it. (T, TA. *) You say, لَهُ مَنْظَرٌ حَسَنٌ [He has a goodly aspect]. (A.) And اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَنْظَرِ, and ↓ المَنْظَرَةِ, [A woman goodly of aspect.] (S.) And مَنْظَرُهُ خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِهِ [His aspect is better than his internal state]. (S.) And إِنَّهُ لَذُو مَنْظَرٍ بِلَا مَخْبَرٍ, (T,) and بَلَا مَخْبَرَةٍ ↓ ذُو مَنْظَرَةٍ, (A,) [Verily he has a pleasing aspect without a pleasing internal state.]

مَنْظَرَةٌ A high place on which a person is stationed to watch; (S;) a place on the top of a mountain, where a person observes and watches the enemy: (T:) and مَنَاظِرُ [the pl.] eminences; or elevated parts of the earth; or high grounds: (M, K:) because one looks from them. (M.) b2: Its application to A certain separate place of a house, [generally an apartment on the groundfloor overlooking the court, and also a turret, or rather a belvedere, and any building, or apartment, commanding a view,] is vulgar. (TA.) b3: See also نَظَّارَةٌ. b4: And see مَنْظَرٌ, in five places.

مَنْظَرِىٌّ: see what next follows.

مَنْظَرَانِىٌّ (S, M, A, K) and ↓ مَنْظَرِىٌّ, (M, K,) the latter contr. to analogy, (M,) A man (M,) of goodly aspect. (M, K.) You say, رَجُلٌ مَنْظَرَانِىٌّ مَخْبَرَانِىٌّ [A man of goodly aspect and of pleasing internal, or intrinsic, qualities]; (S, A;) i. e., ذُو مَنْظَرٍ and ذُو مَخْبَرٍ. (TA, art. خبر.) مِنْظَارٌ A mirror (A, K) in which the face is seen. (TA.) b2: Also, A telescope; a thing in which what is distant is seen [as though it were] near: vulgarly, ↓ نَظَّارَةٌ. (TA.) مَنْظُورٌ A man looked at with an evil eye: (A, TA;) affected by what is termed a نَظْرَة; (T, TA;) i. e., a stroke of an [evil] eye; [or of an evil eye cast by a jinnee; or a touch, or slight taint of insanity, from the jinn;] or a swoon. (TA.) b2: A person, (T,) or chief person, (A,) whose bounty is hoped for, (T, A,) and at whom eyes glance. (A.) b3: مَنْظُورَةٌ A woman in whom is a نَظْرَة, meaning, a fault, defect, or imperfection. (K, * TA.) مُنَاظِرٌ: see نَظِيرٌ.

نظف &c.
(نظر)
إِلَى الشَّيْء نظرا ونظرا أبصره وتأمله بِعَيْنِه وَفِيه تدبر وفكر يُقَال نظر فِي الْكتاب وَنظر فِي الْأَمر وَيُقَال فلَان ينظر ويعتاف يتكهن وَلفُلَان رثى لَهُ وأعانه وَيُقَال انْظُر لي فلَانا اطلبه لي وَبَين النَّاس حكم وَفصل بَينهم وَالشَّيْء أبصره وَيُقَال دَاري تنظر دَاره تقَابلهَا وَحفظه ورعاه وأخره وأمهله يُقَال نظر الدّين وَنظر البيع وَالْمَبِيع بَاعه بنظرة وَفُلَانًا بَاعَ مِنْهُ الشَّيْء بنظرة وَالشَّيْء انتظره يُقَال نظرت فلَانا حَتَّى الظّهْر وَمِنْه الْمثل (إِن غَدا لناظره قريب) أَي لمنتظره وتوقعه يُقَال إِنِّي أنظر فضل الله
ن ظ ر : نَظَرْتُهُ أَنْظُرُهُ نَظَرًا وَنَظَرْتُ إلَيْهِ أَيْضًا أَبْصَرْتُهُ وَالْفَاعِلُ نَاظِرٌ وَالْجَمْعُ نَظَّارَةٌ وَمِنْهُ.

النَّاظُورُ لِلْحَارِسِ وَالنَّاظِرُ السَّوَادُ الْأَصْغَرُ مِنْ الْعَيْنِ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ الْإِنْسَانُ شَخْصَهُ.

وَنَظَرْتُ فِي الْأَمْرِ تَدَبَّرْتُ.

وَأَنْظَرْتُ الدَّيْنَ بِالْأَلِفِ أَخَّرْتُهُ وَالنَّظِرَةُ مِثْلُ كَلِمَةٍ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيلِ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280] أَيْ فَتَأْخِيرٌ وَنَظَرْتُهُ الدَّيْنَ ثُلَاثِيًّا لُغَةٌ.

وَنَظَرْتُ الشَّيْءَ وَانْتَظَرْتُهُ بِمَعْنًى وَفِي التَّنْزِيلِ {مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 49] أَيْ مَا يَنْتَظِرُونَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَتَعَدَّى إلَى الْمُبْصَرَاتِ بِنَفْسِهِ وَيَتَعَدَّى إلَى الْمَعَانِي بِفِي فَقَوْلُهُمْ نَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ هُوَ عَلَى حَذْفِ مَعْمُولٍ وَالتَّقْدِيرُ نَظَرْتُ الْمَكْتُوبَ فِي الْكِتَابِ.

وَالنَّظِيرُ الْمِثْلُ الْمُسَاوِي وَهَذَا نَظِيرُ هَذَا أَيْ مُسَاوِيهِ وَالْجَمْعُ نُظَرَاءُ وَالنَّظَارَةُ بِالْفَتْحِ كَلِمَةٌ يَسْتَعْمِلُهَا الْعَجَمُ بِمَعْنَى التَّنَزُّهِ فِي الرِّيَاضِ وَالْبَسَاتِينِ.

وَنَاظَرَهُ مُنَاظَرَةً بِمَعْنَى جَادَلَهُ مُجَادَلَةً. 

نظر


نَظَرَ(n. ac. مَنْظَر
مَنْظَرَة
نَظَرَاْن
تَنْظَاْر)
a. [acc.
or
Ila], Saw, looked at, regarded, viewed, watched
observed; considered, contemplated; listened to.
b. [La], Was solicitous about; helped.
c. [Bain], Judged between.
d.(n. ac. نَظْر) [Fī], Thought over, pondered; reflected about.
e. [Fī], Watched over; superintended; inspected
investigated.
f. Expected; looked for, awaited.
g. Granted respite to.
h. Sold on credit.
i. Tolerated, endured.
j. [Ila], Was opposite to, faced.
k. [pass.], Was smitten by the evil eye; swooned.
l.(n. ac. نَظْر), Practised divination.
نَظِرَ(n. ac. نَظَر)
a. see supra
(a)
نَظَّرَa. see I (h)b. [acc.]
see I (d)
نَاْظَرَ
a. [acc. & Fī], Discussed with.
b. [acc.
or
La], Resembled, was like, equal to.
c. [acc. & Bi], Compared with, likened to.
d. see I (j)
أَنْظَرَa. see III (c)b. [pass.] [Bi]
see III (b)c. Granted a time to.
d. Sold on credit.
e. see I (i)
تَنَظَّرَa. see I (b) (f), (i).
تَنَاْظَرَa. Looked at each other; faced each other.
b. Disputed.

إِنْتَظَرَa. see I (f)
إِسْتَنْظَرَa. see I (f)b. Asked for respite.

نَظْرَة
(pl.
نَظَرَات)
a. Look, glance.
b. Evil eye; stroke; swoon.
c. Fault, defect, imperfection, deformity; vice.
d. Respect, awe, veneration.
e. Benevolence; sympathy, good-will.
f. see 5t
نِظْرa. Similar, like.

نُظْرَةa. see 5t
نَظَر
(pl.
أَنْظَاْر)
a. see 1t (a)b. View, sight.
c. Deliberation; consultation.
d. Speculation.
e. Penetration, insight.
f. [ coll. ]
see 1t (e)
نَظَرِيّa. Speculative; metaphysical; dogmatical.
b. Contemplative.
c. Visible; evident.
d. Visual; optical.

نَظِرَةa. Delay; postponement.

مَنْظَر
(pl.
مَنَاْظِرُ)
a. View; outlook; perspective.
b. Sight, spectacle; scenery, landscape.
c. Look, aspect; face, physiognomy.
d. Sight.
e. Intelligence.
f. see 17t (a)
مَنْظَرَة
(pl.
مَنَاْظِرُ)
a. Outlook: watch-tower, eminence; observatory
belvedere.
b. see 28t (a)
مَنْظَرِيّa. Handsome, goodly.

نَاْظِر
(pl.
نُظَّاْر)
a. Looking &c.; looker, observer, spectator.
b. [art.], The pupil of the eye; the eye.
c. see 40 (a)d. Administrator; director; superintendent;
overseer.

نَاْظِرَة
(pl.
نَوَاْظِرُ)
a. fem. of
نَاْظِر
نِظَاْرa. Aspect; physiognomy.

نِظَاْرَةa. Administration; management; direction; supervision
superintendence.

نَظِيْر
(pl.
نُظَرَآءُ)
a. Like, similar; corresponding; opposite, facing.
b. [art.], The Nadir.
نَظِيْرَةa. see 40 (b)b. (pl.
نَظَاْئِرُ), Scouts; van-guard.
نَظُوْرa. see 40 (b)
نَظُوْرَةa. see 25t (b) & 40
(b).
نَظَّاْرa. Fiery (horse).
نَظَّاْرَةa. Spectators.
b. [ coll. ], Telescope; spy-glass
operaglass.
نَظَرَاْنa. Vision.

نَاْظُوْر
(pl.
نَوَاْظِيْرُ)
a. Watchman; keeper.
b. Chief, head.
c. [ coll. ]
see 28t (b)
نَاْظُوْرَةa. see 40 (b)
نَوَاْظِرُa. Veins or nerves of the eye.

مِنْظَاْرa. Mirror, looking-glass.
b. [ coll. ]
see 28t (b)
نَظَاْئِرُ
a. [art.], Persons of distinction, men of mark.
N. Ag.
نَاْظَرَa. see 25 (a)b. [ coll. ]
see 21 (d)
N. Ac.
نَاْظَرَ
(نِظْر)
a. Discussion, dispute; controversy.
b. see 23t
N. Ac.
إِنْتَظَرَإِسْتَنْظَرَa. Waiting; expectation.

نَظَارِ
a. Wait!

مَنْظُوْرَة
a. Ugly woman.
b. Misfortune.

مَنْظَرَانِيّ
a. see 17yi
أَلنَّاظِرانِ
a. The two lachrymal ducts.

نِظْرَِنَّة نُظْرُنَّة
a. Visionary.

نَظِيْرَ
a. Similarly.
b. As, like.

نَظَرًا إِلَى
a. Relatively to; in relation to; as to.

سَدِيْد النَّاظِر
a. Noble, highminded.

حَيّ نَظَر
a. Crowded hamlet.

تَحْت نَظَرَهِ
a. [ coll. ], Under his care.

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «الباء»، وهي متعدية بنفسها

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «الباء»، وهي متعدية بنفسها
الأمثلة: 1 - أَحَسَّ بالخَطَر 2 - أَخَذتُ بالكتاب 3 - أَخْلَفَ صديقي بوعْده 4 - أَذَاعَ بالسِّرِّ 5 - أَطَاحَ الشعب بالطغاة 6 - أَمْسَكَ الشرطيُّ باللّص 7 - ادَّعَى بأنَّ الحلّ قريب 8 - ازْدَرَى بالدنيا 9 - اسْتَفْرَدَ بعدوّه 10 - اعْتَقَدَ بأنّه على صواب 11 - الْتَزَمَ بردِّ المال 12 - بَاشَرَ بالعمل 13 - بَدَأَ بالتصوير 14 - بَصَّرَه بالحقيقة 15 - بَعَثَ إليه برسول 16 - تَزَوَّجَ بفتاة جميلة 17 - تَعَجَّلَ بالأمر 18 - تَعَرَّفَ الطالبُ بالوزير 19 - حَدَا به الحِرْصُ إلى البُخْل 20 - خَشِيت بأن أموت 21 - ذَكَرَ بأنَّك مريض 22 - رَآه وهو يَلْوِي بِرأسه إعراضًا 23 - رزقه اللهُ بالمالِ 24 - زَعَمَ بأنّ الوفاء مفقود 25 - زَوَّجَه بابنته 26 - سَمَّاه بمحمد 27 - عَرَّفَه بالأمر 28 - عَرَفَ بالشيء 29 - عَيَّرَه بجهله 30 - غَرَّم القاضي المتَّهم بدينار 31 - قَبِلَ بالأمر الواقع 32 - كَلَّفته بالأمر 33 - مَعْرِفَتك بالشيء خير من جهلك إيّاه 34 - مَهَرَ بصناعة السجاد 35 - هَذَا أمر يَمَسُّ بكرامة البلاد 36 - هَمَسَ بكلام لم نتبيّنه 37 - وَعَدَه بجائزة
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدّي الفعل بحرف الجرّ «الباء»، وهو متعدٍّ بنفسه.

الصواب والرتبة:
1 - أَحَسَّ الخَطَرَ [فصيحة]-أَحَسَّ بالخَطَر [فصيحة]
2 - أَخَذتُ الكتابَ [فصيحة]-أَخَذتُ بالكتاب [فصيحة]
3 - أخْلَفَ صديقي الوَعْدَ [فصيحة]-أخْلَفَ صديقي وعْدَه [فصيحة]-أخْلَفَ صديقي بوعْده [صحيحة]
4 - أذاع السِّرَّ [فصيحة]-أذاع بالسِّرِّ [فصيحة]
5 - أطاحَ الشعبُ الطغاة [فصيحة]-أطاحَ الشعبُ بالطغاة [صحيحة]
6 - أَمْسَكَ الشرطيُّ اللّص [فصيحة]-أَمْسَكَ الشرطيُّ باللّص [فصيحة]
7 - ادَّعَى أنَّ الحلَّ قريب [فصيحة]-ادَّعَى بأنَّ الحلَّ قريب [فصيحة]
8 - ازْدَرَى الدنيا [فصيحة]-ازْدَرَى بالدنيا [صحيحة]
9 - اسْتَفْرَدَ عدوّه [فصيحة]-اسْتَفْرَدَ بعدوّه [صحيحة]
10 - اعْتَقَدَ أنّه على صواب [فصيحة]-اعْتَقَدَ بأنّه على صواب [صحيحة]
11 - الْتَزَمَ ردَّ المال [فصيحة]-الْتَزَمَ بردِّ المال [صحيحة]
12 - باشَرَ العملَ [فصيحة]-باشَرَ بالعمل [صحيحة]
13 - بَدَأ التصوير [فصيحة]-بَدَأ بالتصوير [فصيحة]
14 - بَصَّرَه الحقيقةَ [فصيحة]-بَصَّرَه بالحقيقة [فصيحة]
15 - بَعَثَ إليه رسولاً [فصيحة]-بَعَثَ إليه برسول [صحيحة]
16 - تَزَوَّج فتاة جميلة [فصيحة]-تَزَوَّج بفتاة جميلة [صحيحة]
17 - تَعَجَّلَ الأمرَ [فصيحة]-تَعَجَّلَ بالأمر [صحيحة]
18 - تَعَرَّفَ الطالبُ الوزيرَ [فصيحة]-تَعَرَّفَ الطالبُ بالوزير [صحيحة]
19 - حَدَاه الحِرْصُ إلى البُخْل [فصيحة]-حَدَا به الحِرْصُ إلى البُخْل [صحيحة]
20 - خَشِيت أن أموت [فصيحة]-خَشِيت بأن أموت [فصيحة]
21 - ذَكَرَ أنَّك مريض [فصيحة]-ذَكَرَ بأنَّك مريض [صحيحة]
22 - رآه وهو يَلْوِي بِرأسه إعراضًا [فصيحة]-رآه وهو يَلْوِي رأسه إعراضًا [فصيحة]
23 - رزقه اللهُ المالَ [فصيحة]-رزقه اللهُ بالمالِ [مقبولة]
24 - زَعَمَ أنّ الوفاء مفقود [فصيحة]-زَعَمَ بأنّ الوفاء مفقود [صحيحة]
25 - زَوَّجَه ابنتَه [فصيحة]-زَوَّجَه بابنته [فصيحة]
26 - سَمَّاه بمحمَّدٍ [فصيحة]-سَمَّاه محمَّدًا [فصيحة]
27 - عَرَّفَه الأمرَ [فصيحة]-عَرَّفَه بالأمر [صحيحة]
28 - عَرَفَ الشيءَ [فصيحة]-عَرَفَ بالشيء [صحيحة]
29 - عَيَّرَه بجهله [فصيحة]-عَيَّرَه جهلَه [فصيحة]
30 - غَرَّم القاضي المتَّهم دينارًا [فصيحة]-غَرَّم القاضي المتَّهم بدينار [صحيحة]
31 - قَبِلَ الأمرَ الواقع [فصيحة]-قَبِلَ بالأمر الواقع [صحيحة]
32 - كَلَّفته الأمرَ [فصيحة]-كَلَّفته بالأمر [صحيحة]

روي

الرَّوِيّ: هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال: قصيدة دالية، أو تائية.

روي: قال ابن سيده في معتل الأَلف: رُواوةُ موضع من قِبَل بلاد بني

مُزَيْنةَ؛ قال كثير عزة:

وغَيَّرَ آياتٍ، بِبُرْقِ رُواوةٍ،

تَنائِي اللَّيالي، والمَدَى المُتَطاوِلُ

وقال في معتل الياء: رَوِيَ من الماء، بالكسر، ومن اللَّبَن يَرْوَى

رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى، والاسم

الرِّيُّ أَيضاً، وقد أَرْواني. ويقال للناقة الغزيرة: هي تُرْوِي

الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه.

والرَّيَّانُ: ضدّ العَطْشان، ورجل رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قوم

رِواءٍ. قال ابن سيده: وأَمّا رَيَّا التي يُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء

فإِنه صفة ، على نحو الحَرث والعَباسِ، وإِن لم يكن فيها اللام، اتخذوا

صحة الياء بدلاً من اللام، ولو كانت على نحو زيد من العلمية لكانت رَوَّى

من رَوِيت، وكان أَصلها رَوْيا فقلبت الياء واواً لأَن فَعْلى إِذا كانت

اسماً وأَلفها ياء قلبت إِلى الواو كتَقْوَى وشرْوَى، وإِن كانت صفة صحت

الياء فيها كصَدْيا وخَزْيا. قال ابن سيده: هذا كلام سيبويه وزدته

بياناً. الجوهري: المرأَة رَيَّا ولم تُبدل من الياء واو لأَنها صفة، وإِنما

يُبدلون الياء في فَعْلَى إِذا كانت اسماً والياء موضع اللام، كقولك

شَرْوَى هذا الثوبِ وإِنما هو من شَرَيْت، وتَقْوَى وإِنما هو من

التَّقِيَّة، وإِن كانت صفة تركوها على أَصلها قالوا امرأَة خَزْيا ورَيَّا، ولو

كانت اسماً لكانت رَوَّى لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً موضع اللام وتترك

الواو التي هي عين فَعْلَى على الأَصل؛ وقول أَبي النجم:

واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها

إِنما أَخرجه على الصفة. ويقال: شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً. ابن سيده:

ورَوِيَ

النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم. ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ؛ قال

الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه،

عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ

وماء رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ: كثير مُرْوٍ؛ قال:

تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى،

وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى

وقال الحطيئة:

أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ،

وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ

وماءٌ رَواء، ممدود مفتوح الراء، أَي عَذْبٌ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

مَنْ يَكُ ذا شَكّ، فهذا فَلْجُ

ماءٌ رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ

وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: واجْتَهَرَ دُفُنَ

الرَّواء، وهو بالفتح والمد الماء الكثير، وقيل: العَذْب الذي فيه للوارِدين

رِيٌّ. وماء رِوىً، مقصور بالكسر، إِذا كان يَصْدُر

(* قوله «إذا كان يصدر

إلخ» كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق). من يَرِدُه عن

غير رِيٍّ، قال: ولا يكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المياه التي تَنْزَحُ

ولا يَنقطع ماؤها؛ وقال الزَّفيان السعدي:

يا إبلي ما ذامُه فَتَأْبَيْهْ

(* قوله «فتأبيه إلخ» هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة، ووقع

لنا في مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء).

ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ

هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيَبَيْهْ

إِذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء رِوىً، ويقال: هو الذي

فيه للوارِدةِ رِيٌّ؛ قال ابن بري: شاهده قول العجاج:

فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا

وقال الجُمَيْحُ بن سُدَيْدٍ التغلبي:

مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى ماء رِوَى،

طامِي الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا

المُسْحَنْفِرُ: الطريق الواضح، والماء الرِّوَى: الكثير، والجِمامُ:

جمع جَمَّة أَي هذا الطريق يَهْدِي إِلى ماء كثير. ورَوَّيْتُ رأْسِي

بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم.

ابن سيده: والراويةُ المَزادة فيها الماء، ويسمى البعير راوية على تسمية

الشيء باسم غيره لقربه منه؛ قال لبيد:

فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،

كَروايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

ويقال للضَّعيف الوادِع: ما يَرُدُّ الراوية أَي أَنه يَضْعُف عن ردِّها

على ثِقَلها لما عليها من الماء. والراوية: هو البعير أَو البغل أَو

الحمار الذي يُستقى عليه الماء والرَّجل المستقي أَيضاً راوية. قال: والعامة

تسمي المَزادة راوية، وذلك جائز على الاستعارة، والأَصل الأَول؛ قال

أَبو النجم:

تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ،

مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِ

(* قوله «الاثقل» هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد، ووقع في

اللسان في ردد المثقل).

قال ابن بري: شاه الراوية البعير قول أَبي طالب:

ويَنْهَضُ قَوْمٌ، في الحَدِيد، إِلَيْكُمُ

نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتَ الصَّلاصِلِ

فالروايا: جمع راوية للبعير: وشاهد الراوية للمَزادة قول عمرو بن

مِلْقَط:

ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه،

كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ

ويقال: رَوَيْتُ على أَهلي أَرْوِي رَيَّةً. قال: والوعاء الذي يكون فيه

الماء إِنما هي المَزادة، سميت راويةً لمكان البعير الذي يحملها وقال

ابن السكيت: يقال رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم. ويقال: من

أَيْنَ رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء، وقال غيره: الرِّواء

الحَبْل الذي يُرْوَى به على الراوية إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ. يقال:

رَوَيْت على الراَّوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما

الرِّواء؛ قال: وأَنشدني أَعرابي وهو يُعاكِمُني:

رَيَّاً تَمِيميّاً على المزايدِ

ويجمع الرِّواءُ أَرْوِيةً، ويقال له المِرْوَى، وجمعه مَراوٍ ومَراوَى.

ورجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاوية له صِناعةً، يقال: جاء

رَوّاءُ القوم. وفي الحديث: أَنهُ، عليه الصلاة والسلام، سَمَّى السَّحابَ

رَوايا البِلادِ؛ الرَّوايا من الإِبلِ: الحَوامِلُ للماء، واحدتها راوِيةٌ

فشبَّهها بها، وبه سميت المزادةُ راويةً، وقيل بالعكس. وفي حديث

بَدْرٍ: فإِذا هو برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها.

وتَرَوَّى القومُ ورَوَّوْا: تزوّدوا بالماء. ويَوْم التّرْوِية: يوْمٌ قبل

يومِ عَرَفَةَ، وهو الثامن من ذي الحِجّة، سمي به لأَن الحُجّاج

يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء وينهَضُون إِلى مِنىً ولا ماء فيتزوَّدون رِِيَّهم من

الماء أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون. وفي حديث ابن عمر: كان يُلبِّي

بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ. ورَوَيْت على أَهلي ولأَهلي رَيّاً: أَتيتُهم

بالماء، يقال: من أَيْن رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء. ورَوَيْتُ

على البَعير رَيّاً: اسْتَقَيْتُ عليه؛ وقوله:

ولنا رَوايا يَحْمِلون لنا

أَثْقالَنا، إِذ يُكْرَهُ الحَمْلُ

إِنما يعني به الرجال الذين يحْمِلون لهم الدِّياتِ، فجعلهم كروايا

الماء. التهذيب: ابن الأَعرابي يقال لسادةِ القوم الرَّوايا؛ قال أَبو منصور:

وهي جمع راوِيةٍ، شَبّه السيِّد الذي تحَمَّل الدِّيات عن الحي بالبَعير

الراوية؛ ومنه قول الرَّاعي:

إِذا نُدِيَتْ روايا الثِّقْلِ يَوْماً،

كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا

أَراد بروايا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّيات، والمُضْلِعات: التي

تُثْقِلُ مَنْ حَِمَلَها، يقول: إِذا نُدِبَ للدِّيات المُضْلِعةِ حَمَّالوها

كنا نحن المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا من دوننا. غيره: الرَّوايا

الذين يحْمِلون الحمالات؛ وأَنشدني ابن بري لحاتم:

اغْزُوا بني ثُعَل، والغَزْوُ جَدُّكُم

جَدُّ الرِّوايا، ولا تَبْكُوا الذي قُتِلا

وقال رجل من بني تميم وذكر قوماً أَغاروا عليهم: لقيناهم فقَتَلْنا

الرَّوايا وأَبَحْنا الزَّوايا أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وهي

الزَّوايا. الجوهري: وقال يعقوب ورَوَيْتُ القومَ أَرْويهم إِذا استقيت

لهم الماء. وقوم رِواء من الماء، بالكسر والمدّ؛ قال عُمر بن لجَإِ:

تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها،

تحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها

وتَرَّوت مفاصِلْه: اعتدلت وغَلُظَتْ، وارْتَوت مفاصل الرجل كذلك.

الليث: ارْتَوَتْ مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت، وارْتَوَت النخلة إِذا

غُرست في قَفْر ثم سُقِيَت في أَصلها، وارْتوى الحَبْلُ إِذا كثر قُواه

وغَلُظ في شِدَّة فَتْلٍ؛ قال ابن أَحمر يذكر قطاةً وفَرْخَها:

تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ،

تَصْهَرُه الشَّمس فما يَنْصَهِرْ

تَرْوي: معناه تَسْتقي يقال: قد رَوى معناه اسْتَقى على الرَّاوية.

وفرس رَيّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناهُ. وفرس ظمآن الشَّوى إِذا كان

مُعَرَّق القوائم، وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك؛ وأَنشد:

رِواء أَعالِيهِ ظِماء مفاصِلُهْ

والرِّيُّ: المَنْظرُ الحسَنُ فيمن لم يعتقد الهمز. قال الفارسي: وهو

حسن لمكان النَّعْمة وأَنه خلاف أَثَرِ

الجَهْد والعَطش والذُّبول. وفي التنزيل العزيز: أَحسَنُ أَثاثاً

ورِيّاً؛ قال الفراء: أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه

جيد من رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مهموزات الأَواخر، وذكر بعضهم أَنه ذهب

بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يهمز، ونحو ذلك قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً

بغير همز فله تفسيران، أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة

كأَن النعيم بيِّنٌ فيهم، ويكون على ترك الهمز من رأَيت.

ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى: فتَلَه، وقيل: أَنْعم فَتْله. وقيل:

أَنْعم فَتْله. والرِّواء، بالكسر والمدّ: حبل من حِبال الخِباء، وقد

يُشدُّ به الحِمْل والمَتاع على البعير. وقال أَبو حنيفة: الرِّواءُ أَغْلَظُ

الأَرْشيةِ، والجمع الأَرْوِية؛ وانشد ابن بري لشاعر:

إِنِّي إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ،

وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَهْ،

هُناك أَوْصيني ولا تُوصِي بَيَهْ

وفي الحديث: ومَعِي إِداوةٌ عليها خِرْقةٌ قد روَّأْتها. قال ابن

الأَثير: هكذا جاء في رواية بالهمز، والصواب بغير همز، أَي شَدَدتها بها

وَرَبَطْتها عليها. يقال: رَوَيْت البعير، مخفف الواو، إِذا شَدَدْت عليه

بالرِّواء. وارْتَوى الحبْلُ: غلُظَت قواه، وقد رَوى عليه رَيّاً وأَرْوى.

ورَوى على الرَّجل: شدَّه بالرِّواءِ لئلا يسقُط عن البعير من النوم؛ قال

الراجز:

إِنِّي على ما كانَ مِنْ تَخَدُّدي،

ودِقَّةٍ في عَظْمِ ساقي ويَدِي،

أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ

وروي عن عمر، رضي الله عنه: أَنه كان يأْخذ مع كل فريضةٍ عِقالاً

ورِواءً؛ الرِّواء، ممدود، وهو حبل؛ فإِذا جاءت إِلى المدينة باعَها ثم

تَصدَّق بتلك العُقُل والأَرْوِيِة. قال أَبو عبيد: الرِّواء الحَبْلُ الذي

يُقْرَن به البعيرانِ. قال أَبو منصور: الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوى به على

البعير أَي يُشدّ به المتاع عليه، وأَما الحَبْلُ الذي يُقْرَنُ به

البعِيرانِ فهو القَرَنُ والقِرانُ. ابن الأَعرابي: الرَّوِيُّ الساقي،

والرَّوِيُّ الضَّعيفُ، والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ.

وروى الحديثَ والشِّعْرَ يرْويه رِواية وتَرَوَّاه، وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها، أَنها قالت: تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن المُضَرِّبِ فإِنه

يُعِينُ على البِرِّ، وقد رَوَّاني إِياه، ورجل راوٍ؛ وقال الفرزدق:

أَما كان، في مَعْدانَ والفيلِ، شاغِلٌ

لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا؟

وراوِيةٌ كذلك إِذا كثرت روايتُه، والهاء للمبالغة في صفته بالرِّواية.

ويقال: روَّى فلان فلاناً شعراً إِذا رواه له حتى حَفِظه للرِّواية عنه.

قال الجوهري: رَوَيْتُ الحديث والشِّعر رِواية فأَنا راوٍ، في الماء

والشِّعر، من قوم رُواة. ورَوَّيْتُه الشِّعر تَرْويةً أَي حملته على

رِوايتِه، وأَرْوَيْتُه أَيضاً. وتقول: أَنشد القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها

إِلا أَن تأْمره بروايتها أَي باستظهارها.

ورج له رُواء، بالضم، أَي منظرٌ. وفي حديث قيلة: إِذا رأَيتُ رجلاً ذا

رُواء طمح بصري إِليه؛ الرُّواء، بالضم والمد: المنظرُ الحسن. قال ابن

الأَثير: ذكره أَبو موسى في الراء والواو، وقال: هو من الرِّيِّ

والارْتِواء، قال: وقد يكون من المَرأَى والمنظر فيكون في الراء

والهمزة.والرَّويُّ: حرف القافية؛ قال الشاعر:

لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ،

بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّويِّ،

مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِّ

ويقال: قصيدتان على رَويّ واحد؛ قال الأَخفش: الرَّويُّ الحرف الذي

تُبْنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها في موضع واحد نحو قول

الشاعر:إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صديقُه،

وأَوْمَتْ إِليه بالعُيوبِ الأَصابعُ

قال: فالعين حرف الرَّويّ وهو لازم في كل بيت؛ قال: المتأَمل لقوله هذا

غير مقْنعٍ في حرف الرَّويّ، أَلا ترى أَن قول الأَعشى:

رحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها،

غَضْبى عليكَ، فما تقولُ بدا لها

تجد فيه أَربعة أَحرف لوازم غير مختلفة المواضع، وهي الأَلف قبل اللام

ثم اللام والهاء والأَلف فيما بعد، قال: فليت شعري إِذا أَخذ المبتدي في

معرفة الرَّويّ بقول الأَخفش هكذا مجرداً كيف يصح له؟ قال الأَخفش: وجميع

حروف المعجم تكون رَوِيّاً إِلا الأَلف والياء والواو اللَّواتي يكُنَّ

للإِطلاق. قال ابن جني: قوله اللواتي يكنَّ للإِطلاق فيه أَيضاً مسامحة

في التحديد، وذلك أَنه إِنما يعلم أَن الأَلف والياء والواو للإطلاق، إِذا

عَلِمَ أَن ما قبلها هو الرويّ فقد استغنى بمعرفته إِياه عن تعريفه بشيء

آخر. ولم يبقَ بعد معرفته ههنا غرضٌ مطلوب لأَن هذا موضع تحديده ليُعرف،

فإِذا عُرف وعُلم أَن ما بعده إِنما هو للإطلاق فما الذي يُلتَمس فيما

بعد؟ قال: ولكن أَحْوَطُ ما يقال في حرف الرويّ أَن جميع حروف المعجم تكون

رَويّاً إِلا الأَلف والياء والواو الزوائد في أَواخر الكلم في بعض

الأَحوال غير مَبْنِيَّات في أَنْفُس الكلم بناء الأُصول نحو أَلف الجَرَعا

من قوله:

يا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا

وياء الأَيَّامي من قوله:

هَيْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ،

كانتْ مباركةً من الأَيَّامِ

وواو الخِيامُو من قوله:

متى كان الخِيامُ بذي طُلُوحٍ،

سُقيتِ الغَيْثَ، أَيتها الخِيامُ

وإِلاَّ هاءي التأْنيث والإِضمار إِذا تحرك ما قبلهما نحو طَلْحَهْ

وضرَبَهْ، وكذلك الهاء التي تُبَيَّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ واغْزُهْ

وفِيمَهْ ولِمَهْ، وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصرف كان أَو لغير نحو

زيداً وصَهٍ وغاقٍ ويومئذٍ؛ وقوله:

أَقِلِّي اللَّوْمَ، عاذِلَ، والعِتابَنْ

وقول الآخر:

دايَنْتُ أَرْوى والدُّيونُ تُقْضَيَنْ

وقال الآخر:

يا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ

وقول الآخر:

يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَمَنْ

وقول الأَعشى:

ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدَنْ

وكذلك الأَلفات التي تبدل من هذه النونات نحو:

قد رابني حَفْصٌ فحَرِّكْ حَفْصا

وكذلك قول الآخر:

يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما

وكذلك الهمزة التي يبدلها قوم من الأَلف في الوقف نحو رأَيت رَجُلأْ

وهذه حُبْلأْ، ويريد أَن يضربَهأْ، وكذلك الأَلف والياء والواو التي تلحق

الضمير نحو رأَيتها ومررت بهي وضربتهو وهذا غلامهو ومررت بهما ومررت بهمي

وكلمتهمو، والجمع رَوِيَّات؛ حكاه ابن جني؛ قال ابن سيده: وأَظن ذلك

تسمحاً منه ولم يسمعه من العرب.

والرَّوِيَّةُ في الأَمر: أَن تَنْظُر ولا تَعْجَل. ورَوَّيْت في

الأَمر: لغة في رَوَّأَْت. ورَوَّى في الأَمر: لغة في رَوَّأَ نظر فيه وتَعقّبه

وتَفَكَّر، يهمز ولا يهمز. والرَّوِيَّة. التَّفَكُّر في الأَمر، جرت في

كلامهم غير مهموزة. وفي حديث عبد الله: شَرُّ الرَّوايا رَوايا الكَذِب؛

قال ابن الأَثير: هي جمع رَوِيّة وهو ما يروِّي الإِنسانُ في نفسه من

القول والفعل أَي يُزَوِّرُ ويُفَكِّرُ، وأَصلها الهمز. يقال: رَوَّأْتُ في

الأَمر، وقيل: هي جمع راويةٍ للرجل الكثير الرِّواية، والهاء للمبالغة،

وقيل: جمع راوية أَي الذين يَرْوُون الكذب أَو تكثر رواياتُهم فيه.

والرَّوُّ: الخِصْبُ. أَبو عبيد: يقال لنا عند فلان رَوِيَّةٌ وأَشْكَلةٌ

وهما الحاجةُ، ولنا قِبَله صارَّة مثله. قال: وقال أَبو زيد بقيت منه

رَوِيَّةٌ أَي بقية مثل التَّلِيَّة وهي البقية من الشيء. والرَّوِيَّةُ:

البقيِّة من الدِّين ونحوه. والرَّاوي: الذي يقومُ على الخيل.

والرَّيَّا: الرِّيحُ الطيبة؛ قال:

تطلَّعُ رَيَّاها من الكَفِرات

الكَفِراتُ: الجبال العاليةُ العظام. ويقال للمرأَة: إِنها لطيبة

الرَّيَّا إِذا كانت عطرة الجهرْم. ورَيَّا كل شيء: طِيبُ رائحتهِ؛ ومنه قوله

(* هو امرؤ القيس. وصدر البيت: إِذا قامتا تَضَوّعَ المِسكُ منهما،):

نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ برَيَّا القَرَنْفُلِ

وقال المتلمس يصف جارية:

فلو أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً

تَنَشَّقَ رَيَّاها، لأَقْلَعَ صالِبُهْ

والرَّوِيُّ: سحابة عظيمة القَطر شديدة الوقع مثل السَّقِيّ. وعين

رَيَّةٌ كثيرة الماء؛ قال الأَعشى:

فأَوْرَدَها عَيْناً من السِّيفِ رَيَّةً،

به بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ

(* قوله «به برأ» كذا بالأصل تبعاً للجوهري، قال الصاغاني، والرواية:

بها، وقد أورده الجوهري في برأ على الصحة.

وقوله «المكمم» ضبط في الأصل والصحاح بصيغة اسم المفعول كما ترى، وضبط

في التكملة بكسر الميم أي بصيغة اسم الفاعل، يقال كمم إذا أخرج الكمام،

وكممه غطاه).

وحكى ابن بري: من أَين رَيَّةُ أَهْلِك أَي من أَينَ يَرْتَوُون؛ قال

ابن بري: أَما رِيَّةً في بيت الطرماح وهو:

كظَهْرِ اللأَى لو تَبْتَغي رِيَّةً بها

نهاراً، لَعَيَّت في بُطُونِ الشَّواجِنِ

قال: فهي ما يُورَى به النارُ، قال: وأَصله وِرْيةٌ مثل وِعْدةٍ، ثم

قدموا الراء على الواو فصار رِيَّةً. والرَّاءُ: شجر؛ قالت الخنساء:

يَطْعُنُ الطَّعْنةَ لا يَنْفَعُها

ثَمَرُ الرّاء، ولا عَصْبُ الخُمُر

ورَيَّا: موضع. وبنو رُوَيَّة: بطن

(* قوله «وبنو روية إلخ» هو بهذا

الضبط في الأصل وشرح القاموس).

والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ؛ الكسر عن اللحياني: الأُنثى من الوُعول.

وثلاثُ أَراويّ، على أَفاعيلَ، إِلى العشر، فإِذا كثرت فهي الأَرْوَى،

على أَفْعَل على غير قياس، قال ابن سيده: وذهب أَبو العباس إِلى أَنها

فََعْلَى والصحيح أَنها أَفْعَل لكون أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً؛ قال والذي

حكيته من أَنّ أَراويَّ لأَدنى العدد وأَرْوَى للكثير قول أَهل اللغة، قال:

والصحيح عندي أَن أَراوِيَّ تكسير أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ،

والأَرْوَى اسم للجمع، ونظيره ما حكاه الفارسي من أَنّ الأَعَمَّ الجماعة؛

وأَنشد عن أَبي زيد:

ثمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً،

وقد كثُرَتْ بينَ الأَعَمِّ المَضائِضُ

(* قوله «ثم إلخ» كذا بالأصل هنا والمحكم في عمم بدون ألف بعد اللام

ألف، ولعله لا أكونن، بلا النافية، كما يقتضيه الوزن والمعنى).

قال ابن جني: ذكرها محمد بن الحسن، يعني ابن دريد، في باب أَرو، قال:

فقلت لأَبي علي من أَين له أَن اللام واو وما يؤمنه أَن تكون ياء فتكون من

باب التَّقْوَى والرَّعْوَى؛ قال: فجَنَح إِلى الأَخذ بالظاهر، قال: وهو

القول، يعني أَنه الصواب. قال ابن بري: أَرْوَى تنوّن ولا تنوّن، فمن

نوّنها احتمل أَن يكون أَفْعَلاً مثل أَرْنَبٍ، وأَن يكون فَعَلى مثل أَرْطى

ملحق، بجَعْفر، فعلى هذا القول يكون أُرْوِيَّةٌ أُفْعُولةً، وعلى

القول الثاني فُعْلِيَّة، وتصغير أَرْوَى إِذا جعلت وزنها أَفْعَلاٌ

أُرَيْوٍ على من قال أُسَيْوِدٌ وأُحَيْوٍ، وأُرَيٍّ على من قال أُسَيِّدٌ

وأُحَيٍّ، ومن قال أُحَيٍّ قال أُرَيٍّ فيكون منقوصاً عن محذوف اللام بمنزلة

قاضٍ، إِنما حُذفت لامها لسكونها وسكون التنوين، وأَما أَرْوَى فيمن لم

ينوّن فوزنها فَعْلى وتصغيرها أُرَيَّا، ومن نوَّنها وجعل وزنها فَعْلى مثل

أَرْطى فتصغيرها أُرَيٌّ، وأَما تصغير أُرْوِيَّةٍ إِذا جعلتها

أُفْعُولةً فأُرْيَوِيَّةٌ على من قال أُسَيْوِدٌ ووزنها أُفَيعِيلةٌ، وأُرَيَّةٌ

على من قال أُسَيِّدٌ ووزنها أُفَيْعةٌ، وأَصلها أُرَيَيْيِيَةٌ؛ فالياء

الأُولى ياء التصغير والثانية عين الفعل والثالثة واو أُفعولة والرابعة

لام الكلمة، فحَذَفْت منها اثنتين، ومن جعل أُرْوِيَّة فُعْلِيَّةً

فتصغيرها أُرَيَّةٌ ووزنها فُعَيْلة، وحذفت الياء المشدّدة؛ قال: وكون أَرْوَى

أَفْعَلَ

أَقيسُ لكثرة زيادة الهمزة أَولاً، وهو مذهب سيبويه لأَنه جعل

أُرْوِيَّةً أُفْعُولةً. قال أَبو زيد: يقال للأُنثى أُرْوِيَّة وللذكر

أُرْوِيَّة، وهي تُيُوس الجَبل، ويقال للأُنثى عَنْزٌ وللذكر وَعِلٌ، بكسر العين،

وهو من الشاء لا من البقر. وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ له أَرْوَى وهو

مُحْرِمٌ فرَدَّها؛ قال: الأَرْوَى جمع كثرة للأُرْوِيَّة، ويجمع على

أَراوِيّ وهي الأَيايِلُ، وقيل: غَنَمُ الجبَل؛ ومنه حديث عَوْن: أَنه ذكَرَ

رجلاً تكلم فأَسقَط فقال جمَع بين الأَرْوَى والنَّعامِ؛ يريد أَنه جمع

بين كلمتين مُتناقِضتين لأَن الأَرْوَى تسكن شَعَف الجِبال والنَّعامُ

يسكن الفَيافيَ. وفي المثل: لا تَجْمَعْ بين الأَرْوَى والنَّعامِ، وفيه:

لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ

الجَبلِ؛ الجوهري: الأُرْوِيَّةُ الأُنثى من الوُعُول، قال: وبها سميت

المرأَة، وهي أُفْعُولة في الأَصل إِلا أَنهم قلبوا الواو الثانية ياء

وأَدغموها في التي بعدها وكسروا الأُولى لتسلم الياء، والأَرْوَى مؤنثة؛ قال

النابغة:

بتَكَلُّمٍ لو تَسْتَطِيعُ كَلامَه،

لَدَنَتْ له أَرْوَى الهِضابِ الصُّخَّدِ

وقال الفرزدق:

وإِلى سُلَيْمَانَ الذي سَكَنَتْ

أَرْوَى الهِضابِ له مِنَ الذُّعْرِ

وأَرْوَى: اسم امرأَة. والمَرْوَى: موضع بالبادية. ورَيَّانُ: اسم جبل

ببلاد بني عامر؛ قال لبيد:

فمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها

خَلَقاً، كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

روي: {وريا}: والري: ضد العطش، ويكون هنا كناية عن النضارة والتنعم، ويحتمل أن تكون من المادة التي قبل هذه وسهلت الهمزة بقلبها ياء ثم أدغمت الياء في الياء.
(ر و ي) : (الرِّيُّ) بِالْكَسْرِ خِلَافُ الْعَطَشِ يُقَالُ رَوِيَ مِنْ الْمَاءِ فَهُوَ رَيَّانُ وَهِيَ رَيَّا وَهُمْ وَهُنَّ رِوَاءٌ (وَالرَّاوِيَةُ) الْمَزَادَةُ مِنْ ثَلَاثَةِ جُلُودٍ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ اشْتَرَى رَاوِيَةً فِيهَا مَاءٌ وَشَقَّ رَاوِيَةً لِرَجُلٍ وَفِي السِّيَرِ ظَفَرُوا بِرَوَايَا فِيهَا مَاءٌ وَأَصْلُهَا بَعِيرُ السِّقَاءِ لِأَنَّهُ يَرْوِي الْمَاءَ أَيْ يَحْمِلُهُ (وَمِنْهُ) رَاوِي الْحَدِيثِ وَرَاوِيَتُهُ وَالتَّاءُ لِلْمُبَالَغَةِ يُقَالُ رَوَى الْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ رِوَايَةً وَرَوَّيْتُهُ إيَّاهُ حَمَلْتُهُ عَلَى رِوَايَتِهِ وَمِنْهُ إنَّا رُوِّينَا فِي الْأَخْبَارِ.

روي


رَوِيَ(n. ac. رَِيّ
[رَوْي]
رِوًي [ ])
a. [Min], Was satisfied with (water); was well
watered, flourished (tree).
رَوَّيَa. Made to relate &c.
b. [Fī], Considered, meditated, thought upon.
c. see IV (b)
أَرْوَيَa. Watered: quenched the thirst of.
b. Soaked, saturated, drenched.

تَرَوَّيَa. Was well-provided with water; drank enough, quenched
his thirst.
b. Was wellwatered; was soaked, saturated
drenched.
c. Was wellproportioned, stout, sturdy, strong.
d. see II (b)
إِرْتَوَيَa. see I
& V.
رَوّa. Fertility, abundance.

رَىَّa. Rain.

رَيَّة []
a. Abundant, ( spring, fountain ).

رِيّa. Satiety, the having drunk enough.
b. Plentiful irrigation.

رِوًىa. Good water.

رَاوٍ (pl.
رَاوُوْن
رَاوَاة [رُوَيَة
9t
a. A]), Narrator; reciter.

رَاوِيَة [] (pl.
رَوَايَا)
a. see 21b. Water-skin.
c. Animal used for carrying water.

رَوَآء []
a. see 7
رِوَايَة [] (pl.
رَوَايَا)
a. Recital, narrative.
b. Quotation, citation; authority.
c. Play, drama.

رُوَآء []
a. Beauty, good looks.

رَوِيّ [] (pl.
أَرْوِيَة)
a. Abundant.
b. Abundant drink; draught.
c. Rain-cloud.
d. Rhymeletter.

رَوِيَّة [] (pl.
رَوَايَا)
a. Want, need, necessity, necessary, requirement.
b. Consideration, thought, reflection.
c. Remainder of a debt, balance due.

رَيَّان [] (pl.
رِوَآء [] )
a. Handsome, goodly, fair.

رِيَة
a. Lung, lungs.

رَيَّا
a. Fragrance.

أُـُِرْوِيَّة (pl.
أَرَاوِيّ)
a. Mountaingoat; chamois.
ر و ي

هو ريان وهي ريا وهم رواء، وقد روي من الماء رياً وارتوى وتروى، وأروى إبله وروّاها. وماء رواء وروي: للوارد فيه ري. وعنده راوية من ماء، وله راوية يستقى عليه وهو بعير السقاء والجمع الروايا. وفي مثل " أروى من الثقافة، فما لي إلى الماء فاقه " وهي الضفدع. وارتويت على أهلي ورويت لهم ورويتهم: استقيت لهم. وارو لنا يا فلان. وشد الحمل بالرواء وهو الحبل الذي تشد به الأحمال. ورويت بعيري وأرويته: شددت عليه حمله. ورويت على الناعس لئلا يسقط. قال:

وشد فوق بعضهم بالأروية

وقال:

أقبلتها الخل من شوران مصعدة ... إني لأروي عليها وهي تنطلق

وراويت صاحبي: شددت معه الرواء. والقصيدتان على روي واحد.

ومن المجاز: وجه ريان: كثير اللحم، وظمآن: معروق. وهو ريان من العلم، وهم رواء منه. وشرب شرباً روياً. وسحاب روي: عظيم القطر. وكأس روية. وارتوى الحبل: كثرت قواه وغلظت مع شدة الفتل. وارتوت مفاصله: غلظت واستوت. ومازال يعلفه حتى ارتوى واستوى. وله رياً طيبة وهي الريح البالغة التي رويت من الطيب، صفة غالبة.

قال المتلمس:

فلو أن محموماً بخيبر مدنفاً ... تنشق ريّاها لأقلع صالبه

وشبعت من هذا الأمر ورويت. ورويت من النوم إذا مللته وكرهته. وأرويت رأسي دهناً وروّيته. وإن فلاناً لراوية الديات: حاملها، وينو فلان روايا الحمالات. قال الكميت:

وكنا قديماً روايا المئين ... بنا يثق الجار المبسل وقال أبو شأس:

ولنا روايا يحملون لنا ... أثقالنا إذ يكره الحمل

ومنه قولهم: هو راوية للحديث، وروى الحديث: حمله من قولهم البعير يروي الماء أي يحمله، وحديث مروي، وهم رواة الأحاديث وراووها: حاملوها كما يقال: رواة الماء. وروت القطاة فراخها: صارت راوية لها. قال ابن أحمر:

تروى لقًى ألقي في صفصف ... تصهره الشمس فما ينصهر

وروى عليه الكذب: كذب عليه، وفلان لا يثروى عليه كذب. ورويته الحديث: حملته على روايته. وتقول: التعلم عطشان ما يرويه، إلا من يرويه. ومن المجاز: قوله:

فتلك عنانة النقمات أضخت ... ترهيأ بالعقاب لمجرميها

وتقول: إذا عزم على الغزو وتهيأ، نشأ غمام النصر وترهيأز
ر و ي : رَوِيَ مِنْ الْمَاءِ يَرْوَى رَيًّا وَالِاسْمُ الرِّيُّ بِالْكَسْرِ فَهُوَ رَيَّانُ وَالْمَرْأَةُ رَيَّا وِزَانُ غَضْبَانَ وَغَضْبَى وَالْجَمْعُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ رِوَاءٌ وِزَانُ كِتَابٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَرْوَيْتُهُ وَرَوَّيْتُهُ فَارْتَوَى مِنْهُ وَتَرَوَّى.

وَيَوْمُ التَّرْوِيَةِ ثَامِنُ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ قَلِيلًا بِمِنًى فَكَانُوا يَرْتَوُونَ مِنْ الْمَاءِ لِمَا بَعْدُ وَرَوَى الْبَعِيرُ الْمَاءَ يَرْوِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى حَمَلَهُ فَهُوَ رَاوِيَةٌ الْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ ثُمَّ أُطْلِقَتْ الرَّاوِيَةُ عَلَى كُلِّ دَابَّةٍ يُسْتَقَى الْمَاءُ عَلَيْهَا وَمِنْهُ يُقَالُ رَوَيْتُ الْحَدِيثَ إذَا حَمَلْتَهُ وَنَقَلْتَهُ وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ رَوَّيْتُ زَيْدًا الْحَدِيثَ وَيُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَيُقَالُ رُوِّينَا الْحَدِيثَ.

وَالرَّايَةُ عَلَمُ الْجَيْشِ يُقَالُ أَصْلُهَا الْهَمْزُ لَكِنَّ الْعَرَبَ آثَرَتْ تَرْكَهُ تَخْفِيفًا وَمِنْهُمْ مِنْ يُنْكِرُ هَذَا الْقَوْلَ وَيَقُولُ لَمْ يُسْمَعْ الْهَمْزُ وَالْجَمْعُ رَايَاتٌ.

وَالْمِرْآةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَعْرُوفَةٌ وَأَصْلُهَا مِرْأَيْةٌ عَلَى مِفْعَلَةٍ تَحَرَّكَتْ الْيَاءُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلهَا قُلِبَتْ أَلْفًا وَكُسِرَتْ الْمِيمُ لِأَنَّهَا آلَةٌ وَجَمْعُهَا مَرَاءٍ مِثْلُ: جَوَارٍ وَغَوَاشٍ لِأَنَّ مَا بَعْدَ
أَلِفِ الْجَمْعِ لَا يَكُونُ إلَّا مَكْسُورًا وَجُمِعَتْ أَيْضًا عَلَى مَرَايَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهُوَ خَطَأٌ.

وَالرَّوِيَّةُ الْفِكْر وَالتَّدَبُّرُ وَهِيَ كَلِمَةٌ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَتهمْ بِغَيْرِ هَمْزٍ تَخْفِيفًا وَهِيَ مِنْ رَوَّأْتُ فِي الْأَمْرِ بِالْهَمْزِ إذَا نَظَرْتُ فِيهِ وَرَأَيْتُ الشَّيْءَ رُؤْيَةً أَبْصَرْتُهُ بِحَاسَّةِ الْبَصَرِ وَمِنْهُ.

الرِّيَاءُ وَهُوَ إظْهَارُ الْعَمَلِ لِلنَّاسِ لِيَرَوْهُ وَيَظُنُّوا بِهِ خَيْرًا فَالْعَمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَرُؤْيَةُ الْعَيْنِ مُعَايَنَتُهَا لِلشَّيْءِ يُقَالُ رُؤْيَةُ الْعَيْنِ وَرَأْيُ الْعَيْنِ وَجَمْعُ الرُّؤْيَةِ رُؤًى مِثْلُ: مُدْيَةٍ وَمُدًى وَرَأَى فِي الْأَمْرِ رَأْيًا وَاَلَّذِي أُرَاهُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ بِمَعْنَى الَّذِي أَظُنُّ وَبِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ بِمَعْنَى الَّذِي أَذْهَبُ إلَيْهِ وَالرَّأْيُ الْعَقْلُ وَالتَّدْبِيرُ وَرَجُلٌ ذُو رَأْي أَيْ بَصِيرَةٍ وَحِذْقٍ بِالْأُمُورِ وَجَمْعُ الرَّأْي آرَاءٌ وَرَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا عَلَى فَعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَرَأَيْتُهُ عَالِمًا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالظَّنّ فَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَرَأَيْتُ زَيْدًا أَبْصَرْتُهُ يَتَعَدَّى إلَى وَاحِد لِأَنَّهُ مِنْ أَفْعَالِ الْحَوَاسّ وَهِيَ إنَّمَا تَتَعَدَّى إلَى وَاحِدٍ فَإِنْ رَأَيْتَهُ عَلَى هَيْئَةٍ نَصَبْتَهَا عَلَى الْحَال وَقُلْتَ رَأَيْتُهُ قَائِمًا وَرَأَيْتُنِي قَائِمًا يَكُون الْفَاعِلُ هُوَ الْمَفْعُولَ وَهَذَا مُخْتَصٌّ بِأَفْعَالِ الْقُلُوبِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ قَالُوا وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ أَفْعَال الْقُلُوبِ وَالْمُرَادُ مَا إذَا كَانَا مُتَّصِلَيْنِ مِثْلُ: رَأَيْتُنِي وَعَلِمْتُنِي أَمَّا إذَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ بِالِاتِّفَاقِ نَحْوُ أَهْلَكَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ وَظَلَمْتُ نَفْسِي.

وَالْأَرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ تَيْسُ الْجَبَلِ الْبَرِّيُّ وَهُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ غَيْرُ صِفَةٍ وَالرَّيُّ بِالْفَتْحِ مِنْ عِرَاقِ الْعَجَمِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ رَازِيٌّ بِزِيَادَةِ زَايٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
روي
روَى1 يَروي، ارْوِ، رَيًّا ورِيًّا، فهو راوٍ، والمفعول مَروِيّ
• روَى الزَّرْعَ: سقاه "روى أرضًا- مياه الرَّيّ- حسبك من شَبعٍ ورِيّ". 

روَى2 يَروي، ارْوِ، رِوايةً، فهو راوٍ، والمفعول مَروِيّ
• روَى الحديثَ: نقَله وحمَله وذكَره "فلان يجيد رواية الشِّعر- روى الرّواية: قصَّها- هم رُواة الأحاديث- بالرواية تنمو الحكاية" ° يُرْوَى أنَّ: يُحكى أنّ. 

روِيَ من يَروَى، ارْوَ، رَيًّا ورِيًّا، فهو رَيَّانُ/ رَيَّانٌ، والمفعول مَرْوِيٌّ منه
• روِي من الماء ونحوِه: شرِب وشبِع حتى ذهب عطشُه "رويت من هذا الشراب- رَوِي من النَّوْم". 

أروى يُروي، أَرْوِ، إرواءً، فهو مُرْوٍ، والمفعول مُروًى
• أَروى إبلَه: رواها؛ سقاها حتَّى شبِعت "أروى الزَّرعَ". 

ارتوى من يرتوي، ارْتَوِ، ارتواءً، فهو مُرْتَوٍ، والمفعول مُرتوًى منه
• ارتوى من الماء: روِي، شرِب منه حتَّى شبِع ° ارتوت عروقُه: انطفأ عطشُه. 

تروَّى في يتروَّى، تَرَوَّ، تروّيًا، فهو مُتَرَوٍّ، والمفعول مُتروًّى فيه
• تروَّى في الأمر: تأنَّى فيه وتفكّر "تروَّى في زواجه". 

روَّى/ روَّى في يُروِّي، رَوِّ، تَرويةً، فهو مُرَوٍّ، والمفعول

مُرَوًّى
• روَّى ولدَه الحديثَ أو الشِّعرَ: حمَله وشجَّعه على روايته ونقلِه.
• روَّى إبلَه: أرواها، سقاها حتّى رويت.
• روَّى في الأمر: تروّى فيه، نظَر فيه وتفكر "روَّى في المشكلة". 

إرواء [مفرد]: مصدر أروى. 

أُرْوِيَّة [مفرد]: ج أَراوِيّ وأَرْوَى: (حن) أُنثى الوَعِل، وهو جنس من المَعِز الجبلية، تيس الجبل. 

ارتِواء [مفرد]: مصدر ارتوى من. 

تَرْوِيَة [مفرد]: مصدر روَّى/ روَّى في.
• يوم التَّروية: اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة سُمِّي بذلك؛ لأن الحُجَّاج يترَوَّوْن فيه من الماء وينهضون إلى مِنًى ولا ماء بها. 

راوٍ [مفرد]: ج راوون ورواة: اسم فاعل من روَى1 وروَى2. 

راوِية [مفرد]: ج رَاوِيات ورَوَايا (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل روَى1 وروَى2.
2 - دابَّةٌ يُستقى عليها الماء.
• رَجُلٌ راوية: كثير الرِّواية ونقل الأحاديث والشعر (زيدت التَّاء للمبالغة). 

رَواء [مفرد]
• ماءٌ رَواءٌ: عَذْبٌ فيه رِيٌّ وشبعٌ للوارد. 

رُواء [مفرد]: مَنْظَرٌ حَسَن "امرأة لها رُواءٌ- كلام له رُواءٌ". 

رِوائِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رِواية: "أحداث روائية".
2 - كاتب أو مؤلف الرّواية، أديب متخصِّص في تأليف الروايات والقصص الطويلة.
• الأدب الرِّوائيّ: النّوع الأدبيّ المتمثِّل في القصص الطَّويلة. 

رِواية [مفرد]:
1 - مصدر روَى2.
2 - إحدى صور الخبر أو الكلام "في هذا الحديث روايتان".
3 - (حد) نقل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم "هذا الحديث برواية البخاريّ ومسلم".
4 - (دب) قصَّة نثريَّة طويلة، تشغل حيزًا زمانيًّا ومكانيًّا معينًّا، تتضمن أطوارًا وشخصيات "رواية بوليسيَّة- يُعدّ نجيب محفوظ أكبر كُتَّاب الرّواية في الوطن العربيّ".
• علم الرِواية: العلم الذي يعتمد فيه صاحبه على الرواية والنقل عن الغير، وليس له فضل في إضافة جديد إليه أو ابتكار شيء فيه.
• رِواية قصيرة: (دب) سرد نثريّ قصير ذو مغزى أخلاقيّ، وغالبًا ما يكون ساخرًا.
• رواية السيرة: (دب) رواية طويلة بأجزاء تتّبع بشكل متسلسل تاريخ أجيال عِدّة أو مجتمع أو مجموعة.
• اللاَّرواية: (دب) الرواية التي تضع القارئ في حالة حوار فكريّ أو خياليّ مستمرّ مع مؤلِّفها، من غير أن تحاول إيهامه بواقعيَّتها أو تدفعه إلى تقمُّص إحدى شخصيّاتها، والغرض من ذلك إقدار القارئ على أن يعيش حياته النفسيَّة المستقلّة في أثناء تأمّله لعالم روائيّ خارج نفسه "تندرج رواياته ضمن ما يُسمّى بتيّار الّلارواية". 

رَوِيّ [مفرد]: (عر) حَرْفٌ تُبنَى عليه القصيدة وإليه تُنْسَب "قصيدة بائية الرويّ- هاتان القصيدتان على روي واحد".
• ماءٌ رَوِيٌّ: كثير مُرْوٍ مُشْبِع "شربت شربًا رَوِيًّا". 

رَوِيَّة [مفرد]: نَظَرٌ وتفكير في الأمور "فعله عن رَوِيَّة- تصرف بدون رويَّة". 
2241 - 
رَيّ [مفرد]: مصدر روِيَ من وروَى1 ° وزارة الرَّيّ: الوزارة المسئولة عن تأمين المياه للزراعة والشرب. 

رِيّ [مفرد]: مصدر روِيَ من وروَى1. 

رَيَّا [مفرد]:
1 - رائحةٌ طيّبة.
2 - مؤنَّث رَيَّانُ: مُشبَعٌ بالماء، أخضر ناعم من أغصان الشَّجر. 

رَيَّانُ/ رَيَّانٌ [مفرد]: ج رِوَاء/ ريّانون، مؤ رَيَّا/ رَيَّانة، ج مؤ رِوَاء/ ريّانات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من روِيَ من: مُشبَّعٌ بالماء، عكسه عطشان ° رَيَّان من العلم:
 ممتلئ، متمكِّن منه- فرسٌ ريّان الظَّهر: سمين المتنَيْن- وَجْهٌ رَيَّان: كثير اللحم.
2 - أخضرُ ناعم من أغصان الشجر وغيرها. 
[ر وي] رَوِيَ من الماء ومن اللبن رِيّا ورِوًى وتَروَّى وارْتَوى والاسم الرِّيُّ أيضًا وقد أَرْواني ويُقالُ للناقةِ الغَزيرةِ هي تُرْوِي الصَّبيَّ لأنه ينام أول الليل فأراد أن دِرَّتَها تَعَجلُ قبل نومه ورجل رَيَّانُ وامرأة رَيَّا من قوم رِواءٍ وأمَّا رَيَّا التي يُظَنَّ بها أنها من أسماء النساء فإنه صفة على نحو الحارِثِ وإن لم يكن فيها اللام اتخذوا صِحَّةَ الياء بدلاً من اللام ولو كانت على نحو زيدٍ من العَلميَّة لكانت رَوَّى من رَوِيتُ وكان أصلها رَوْيَا فقلبت الياء واوًا لأن فُعْلَى إذا كانت اسمًا ولامها ياءً قلبت إلى الواو كتَقَوْى وشَرْوى وإن كانت صفةً صَحَّتِ الياءُ فيها كَصَدْيَا وخَزْيَا هذا كلام سيبويه وزدتُه أنا بيانًا وَرَوِيَ النبات وتَرَوَّى تَنَعَّم ونبتٌ رَيَّانُ وشجر رِواءٌ قال الأعشى

(طريقٌ وجَبَّارٌ رِوَاءٌ أُصولُه ... عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطّيْرِ تَنْعَبُ)

وماءٌ رَوِيٌّ ورِوًى ورِواءٌ كثيرٌ مُرْوٍ قال

(تَبَشَّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى ... )

(وفَرَجٍ منكِ قريبٍ قد أَتَى ... )

وقال الحُطَيْئَةُ (أرى إِبلي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ ... وأَعْوَزَها به الماءُ الرَّوَاءُ)

والرَّاوِيةُ المَزَادَةُ فيها الماءُ ويُسَمَّى البعيرُ رَاوِيةً على تسميةِ الشيء باسم غيره لقربه منه قال لبيد

(فَتَولَّوا فاتِرا مَشْيُهُمُ ... كَرَوايَا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ)

ويقال للضعيف الوادِع ما يَرُدُّ الرَّاوِيَةَ أي أنه يَضْعُفُ عن ردها على ثِقَلها بما عليها من الماء وتَرَوَّى القوم ورَوَّوا تزوَّدوا بالماء ويومُ التَّرْويَةِ يومٌ قبل يوم عرفةَ يتزوَّدُ فيه الناس من الماء ورَوَّيْتُ على أهلي ولهم رَيّا أتيتُهم بالماء ورَوَيْتُ على البعير رَيّا استَقَيْتُ وقوله

(ولنا رَوايَا يَحْمِلون لنا ... أثقالَنا إذ يُكْرَهُ الحَمْلُ)

إنما يعني به الرجال الذين يحملون لهم الدِّياتِ فجعلهم كَرَوايا الماء وتَرَوَّتْ مفاصلُه اعتدلت وغَلُظَتْ والرِّيُّ المنظرُ الحسنُ فيمن لم يعتقد الهمز قال الفارسيُّ وهو حسنٌ لمكان النَّعْمةِ وأنه خلاف أثر الجَهْدِ والعطشِ والذُّبولِ وَرَوَى الْحبلَ رَيّا فَارْتَوى فَتَلَهُ وقيل أنْعَمَ فَتْلَهُ والرِّواءُ حَبْلٌ من حِبَالِ الخِباءِ وقد يَشُّد به الحِمْلُ على البعير وقال أبو حنيفة الرواءُ أغلظُ الأرْشِيَةِ وقد رَوَّى عليه رَيّا وأَرْوَى ورَوَى على الرجُلِ شددته بالرِّواءِ لِئَلاَّ يسقط عن البعير من النوم ورَوَيْتُ الحديث والشِّعرَ رِوايَةً وتَروَّيْتُه وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّةَ بن المُضَرِّبْ فإنه يُعينُ على البرِّ وقد رَوَّاني إياه ورجلٌ رَاوٍ قال الفرزدق

(أما كان في مَعْدانَ والفِيلِ شاغلٌ ... لعَنْبَسَةَ الرَّاوي عليَّ القصائِدا)

ورَاويةٌ كذلك ألحقوا الهاء للمبالغةِ والرَّوِيُّ حرف القافيةِ قال الشاعر

(لَوْ قَدْ حَدَاهُنَّ أبو الجُودِيِّ ... )

(بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيِّ ... )

(مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِيِّ ... )

قال الأخْفَش الرَّوِيُّ الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها في موضع واحد نحو قول الشاعر

(إذا قَلَّ مالُ المرءِ قَلَّ صديقُه ... وأَوْمَتْ إليه بالعُيوبِ الأصابعُ)

قال فالعين حرف الرَّوِيّ وهو لازم في كل بيت قال المتأمِّلُ لقوله هذا غير مُقْنِعٍ في معرفة الرَّوِيِّ ألا ترى أن قول الأعشى

(رَحلتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أجْمَالَها ... غَضْبَى عليكَ فما تقولُ بَدَا لَها)

تجد فيه أربعة أحرفٍ لوازمَ غير مختلفة المواضع وهي الألف قبل اللام ثم اللام والهاء والألف فيما بعد قال فليت شعري إذا أخذ المبتدىءُ في معرفة الرَّوِيِّ بقول الأخفش هكذا مجرَّدًا كيف يصح له قال الأخفش وجميع حروف المعجم تكون رَويّا إلا الألفَ والياءَ والواوَ اللواتي يكنّ للإطلاق وهاءَ التأنيث وهاء الإضمارِ إذا تحرك ما قبلهما وألفَ الاثنين وواو الجميع إذا انضم ما قبلها قال ابن جِنِّي قوله اللواتي يكنَّ للإطلاق فيه أيضًا مُسامَحةٌ في التحديد وذلك أنه إنما يُعْلَمُ أن الألف والياء والواو للإطلاق إذا علم أن ما قبلها هو الرَّوِيُّ وإذا علم أنه الرَّوِيُّ فقد اسْتُغْنِيَ بمعرفته إياه عن تعريفه بشيء آخر ولم يَبْق بعد معرفته غرض هاهنا مطلوب لأن هذا موضعُ تحديده ليُعرَفَ فإذا عُرف وعلم أن ما بعده إنما هو للإطلاق فما الذي يلتمس فيما بعدُ قال ولكنْ أحْوَطُ ما يقال في حرف الرَّوِيِّ أن جميع حروف المعجم يكنَّ رَوِيّا إلا الألف والياء والواو الزوائد في أواخر الكلم في بعض الأحوال غير مَبْنِيَّات في أنفُسِ الكلم بِنَاءَ الأصول نحو ألف الجَزَعَا من قوله

(يا دارَ عَفْراءَ من مُحْتَلِّها الجَرَعَا ... )

وياء الأيامى من قوله

(هيهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقَةٍ ... كانت مُباركةً من الأيَّامى)

وواوِ الخِيامُو من قوله

(متى كان الخيامُ بِذي طُلوحٍ ... سُقيتِ الغيثَ أيتها الخيامُ)

وإلاَّ هاءَيِ التأنيث والإضمار إذا تحرك ما قبلهما نحو طَلْحةُ وضَرَبَهُ وكذلك الهاء التي تُبَيِّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ واغْزُهْ وفيمَهْ ولِمَهْ وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصرف كان أو لغيره نحو زيدًا وصَهٍ وغَاقٍ ويَوْمَئذٍ وقوله

(أَقِلِّي اللومَ عاذل والعِتابَنْ ... )

وقول الآخر

(دَايَنْتُ أَرْوَى والديونُ تُقْضَنْ ... )

وقول الآخر

(يا أبتا عَلَّكَ أو عَسَاكَنْ ... )

وقول الآخر

(يَحْسِبُهُ الجاهل ما لم يَعْلَمَنْ ... )

وقول الأعشى (ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعَبُدْنَ ... )

وكذلك الأَلِفَاتُ التي تُبْدَلُ من هذه النوناتِ نحو قوله

(قد رابني حَفْصٌ فَحَرِّكْ حَفْصَا ... )

وكذلك قول الآخر

(يَحْسِبُهُ الجاهلُ ما لم يَعْلَما ... )

وكذلك الهمزة التي يُبْدِلُها قومٌ من الألف في الوقف نحو رأيتُ رجُلأْ وهذه حُبْلأ وتريد أن تَضْرِبَهأْ وكذلك الألف والياء والواو اللواتي يَلْحقْنَ الضمير نحو رأيتُها ومررت بِهِيْ وَضَرَبْتُهُوُ وهذا غلامُهُو ومررتُ بهما ومررت بِهِمُو وكَلَّمْتُمُهُو وقد تَقصَّينا جميع ذلك وما بقي منه في كتابنا الموسُوم بالوافي في أحكام علم القوافي والجميع رَوِيًّاتٌ حكاه ابن جني وأظن ذلك تَسَمُّحًا منه ولم يسْمَعْه من العرب والرَّوِيَّةُ في الأمر أن تنظر ولا تعجلَ ورَوَّيْتُ في الأمر لغة في رَوَّأْتُ والرَّاوي الذي يقوم على الخيلِ والرَّيَّا الريحُ الطيِّبةُ قال

(تَطَلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِراتِ ... )

الكَفِراتُ الجبال العالية العظام وَرَيَّا موضع وبنو رُوَيَّةَ بَطْنٌ والأُرْوِيَّةُ الكسرُ عن اللحياني الأنثى من الوعولِ وثلاث أَراوِيّ إلى العشر فإذا كَثُرتْ فهي الأَرْوى وذهب أبو العباس إلى أنها فَعْلَى والصحيح أنها أَفْعَلُ لكوْنِ أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً والذي حكيتُه من أن أَراوِيَّ لأدنى العدد وأَرْوَى للكثير قول أهل اللغة والصحيح عندي أن أَراوِيَّ تكسير أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحَةٍ وأَراجيحَ والأَرْوَى اسم للجمع ونظيره ما حكاه الفارسيُّ من أن الأعمَّ الجماعةُ وأنشد عن أبي زيد

(ثُمَّ رماني لأكونَنْ ذبيحةً ... وقد كَثُرتْ بين الأعَمِّ المَضَائِضْ)

قال قال ابن جني ذكرها محمد بن الحسن يعني ابن دريد في بابء ر وقال فقلت لأبي عليٍّ من أين له أن اللام واو وما يُؤمِنه أن تكون ياءً فتكونَ من باب التَّقوى والرَّعْوى قال فجنح إلى الأخذ بالظاهر قال وهو القولُ يعني أنه الصواب والمَرْوَى موضع بالبادية
روي
عن الفارسية روى بمعنى وجه أو شكل. يستخدم للذكور والإناث.
روي
عن الفرنسية واللاتينية بمعنى ملك.
روي: الرُّواءُ: حُسْنُ المنظر في البَهاء والجَمال، [يقال] : امرأة لها رُواء وشارة حَسَنة. والرِّواء: حَبْلُ الخِباء، أَعْظَمه وأَمْتَنه، وذلك لشدّة ارتوائه في غِلَظ فَتْله. وكلّ شجرةٍ أو عُضوٍ امتلأ قيل: قد ارتَوَى، وإنّما قالوا: رَوِيَ إذا أرادوا الرِّيّ من الماء والأعضاء والعروق من الدّم، ولا ترتوي العروقُ لأنّها لا تَغْلُظ، وليس معنى ارتوائها كارتواء القوم إذا حملوا رِيّهم من الماء، كلّ هذا من رَوِيَ يَرْوَى رَيّاً. والرّاوي: الذي يقوم على الدّوابّ، وهم: الرُّواة، ولم أسمعهم يقولون: رويت الخيل. وأكثر ما يقال ذلك في الرِّياضة والسّياسة. فأمّا الرّجل الرّاوية فالذي قد تمّت روايته واستحق هذا النّعت استحقاقَ الاسم، وفي هذا المعنى يدخلون الهاء في نعت المذكّر، فإِذا أردت وجه الفعل من غير مبالغة قلت: هو راوي هذا الشّيء. وارْتَوَتْ مَفاصلُ الدّابّة إذا اعتدلت وغلظت. وفرس ريّان الظَّهْر إذا سَمِنَ مَتْناه. وارتوتِ النَّخْلةُ إذا غُرست في قفرٍ، ثمّ سقيت في أصلها. وارتوى الحَبْلُ إذا كَثُر قُواه وغَلُظَ في شِدّة فتْلٍ.

والتَّرْويةُ: أن تُروي شيئاً فيكْثُر عليك حتّى يشتدّ رِيُّهُ، كما تقول: روّيتُ السَّوِيقَ من الماء وغيره، فإذا أردت وجه الفعل من غير مبالغة قيل: أَرْوَيْته. والتَّروية: يومٌ قبْل عَرَفة، سُمِّي به لأنّ القومَ يتروّون من مكّة ويتزوّدونَ رِيّاً من الماء. والرَّيُّ: مصدر رَوِيَ يَرْوَى وهو ريّان والمرأة: ريّا والجميع: رِواء للذَّكر والأُنثَى فيه. والرَّواء من الماء: الذي يكونُ للواردِ فيه رِيّ، قال جرير: 

بئرٌ رَواءٌ عذْبةُ الشَّروبِ

وقال ابن أحمر يذكر قطاةً وفرخها:

تَروي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصفٍ ... تصْهَره الشَّمسُ فما يَنْصَهِرْ 

تروي معناه: تستقي، يقال: قد روى، معناه: قد استقى على الراوية. والرواية: أعظمُ من المزادة، ويجمع: الرَّوايا، ويجعل الشّاعر القطا روايا لأفراخها. والرَّيّا: ريحٌ طيِّبةٌ من نفحةِ ريّان، قال :

[إذا قامتا تضوَّع المِسْكُ منهما ... نسيمَ الصَّبا جاءت] بريا القرنفل وقال آخر:

فلو أنّ محموما بخيبر مدنفا ... تنشق ريّاها لأَقْلَع صالبُهْ 

ولا يُشتَقُّ منها فِعْل، ولا تَجْمع. والرِّواية: [رواية] الشِّعْر والحديث. ورجل راوية: كثير الرِّواية. والجَميعُ: رُواةٌ. والمَرْوَى: اسمُ موضعٍ بالبادية. والرَّويُّ: حروف قوافي الشِّعْر اللاّزمات، تقول: [هاتان] قصيدتان على رويٍّ واحد.

مثل

مثل: {المثلات}: العقوبات، واحدها: مثلة. وقيل: الأمثال بالعبرية. {أمثلهم}: أعدلهم.
(مثل)
الرجل بَين يَدي فلَان مثولا قَامَ بَين يَدَيْهِ منتصبا وَزَالَ عَن مَوْضِعه وَفُلَان فلَانا صَار مثله يسد مسده وَيُقَال مثل فلَانا فلَانا وَبِه شبهه بِهِ وسواه والتماثيل صورها بالنحت وبفلان مثلا ومثلة نكل بِهِ بجدع أَنفه أَو قطع أُذُنه أَو غَيرهمَا من الْأَعْضَاء وَيُقَال مثل بِالْحَيَوَانِ

(مثل) فلَان بَين يَدي الْوَالِي مثولا قَامَ منتصبا وَالرجل مثالة فضل فَهُوَ مثيل (ج) مثلاء
مثل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَكيف يكون من غشّنا لَيْسَ مثلنَا. وَإِنَّمَا وَجهه عِنْدِي وَالله أعلم أَنه أَرَادَ لَيْسَ منا أَي لَيْسَ هَذَا من أَخْلَاقنَا وَلَا من فعلنَا إِنَّمَا نفى الْغِشّ أَن يكون من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ وَهَذَا شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: يُطبع الْمُؤمن على كل شَيْء إِلَّا الْخِيَانَة وَالْكذب إنَّهُمَا ليسَا من أَخْلَاق الْإِيمَان وَلَيْسَ هُوَ على معنى أَنه من غش أَو من كَانَ خائنًا فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَمثله كثير فِي الحَدِيث.
مثلهَا مَعهَا.

مثل قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا نرَاهُ وَالله أعلم أَنه كَانَ أخّر عَنهُ الصَّدَقَة عَاميْنِ وَلَيْسَ وَجه ذَلِك إِلَّا أَن يكون من حَاجَة بِالْعَبَّاسِ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ قد يجوز للْإِمَام أَن يؤخرها إِذا كَانَ ذَلِك على وَجه النّظر ثمَّ يَأْخُذهَا مِنْهُ بعد وَمن هَذَا حَدِيث عمر أَنه أخّر الصَّدَقَة عَام الرَّمَادَة فَلَمَّا أَحْيَا النَّاس فِي الْعَام الْمقبل أَخذ مِنْهُم صَدَقَة عَاميْنِ. وَأما الحَدِيث الَّذِي يرْوى أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِنَّا قد تعجلــنا من الْعَبَّاس صَدَقَة عَاميْنِ فَهُوَ من هَذَا عِنْدِي أَيْضا إِنَّمَا تعجل مِنْهُ أَنه أوجبهَا عَلَيْهِ وضمنها إِيَّاه وَلم يقبضهَا مِنْهُ فَكَانَت دَينا على الْعَبَّاس رَحمَه اللَّه أَلا ترى أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا
م ث ل: مِثْلٌ كَلِمَةُ تَسْوِيَةٍ يُقَالُ: هَذَا (مِثْلُهُ) وَ (مَثَلُهُ) كَمَا يُقَالُ: شِبْهُهُ وَشَبَهُهُ. وَ (الْمَثَلُ) مَا يُضْرَبُ بِهِ مِنَ (الْأَمْثَالِ) . وَ (مَثَلُ) الشَّيْءِ أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ صِفَتُهُ. وَ (الْمِثَالُ) الْفِرَاشُ وَالْجَمْعُ (مُثُلٌ) بِضَمِّ الثَّاءِ وَسُكُونِهَا. وَ (الْمِثَالُ) أَيْضًا مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (أَمْثِلَةٌ) وَ (مُثُلٌ) . وَ (مَثَّلَ) لَهُ كَذَا (تَمْثِيلًا) إِذَا صَوَّرَ لَهُ مِثَالَهُ بِالْكِتَابَةِ أَوْ غَيْرِهَا. وَ (التِّمْثَالُ) الصُّورَةُ وَالْجَمْعُ (التَّمَاثِيلُ) . وَ (مَثَلَ) بَيْنَ يَدَيْهِ انْتَصَبَ قَائِمًا وَبَابُهُ دَخَلَ. وَمَثَلَ بِهِ نَكَّلَ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَالِاسْمُ (الْمُثْلَةُ) بِالضَّمِّ. وَ (مَثَلَ) بِالْقَتِيلِ جَدَعَهُ وَبَابُهُ أَيْضًا نَصَرَ. وَ (الْمَثُلَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الثَّاءِ الْعُقُوبَةُ وَالْجَمْعُ (الْمَثُلَاتُ) . وَ (أَمْثَلَهُ) جَعَلَهُ مُثْلَةً يُقَالُ: أَمْثَلَ السُّلْطَانُ فُلَانًا إِذَا قَتَلَهُ قَوَدًا. وَفُلَانٌ أَمْثَلُ بَنِي فُلَانٍ أَيْ أَدْنَاهُمْ لِلْخَيْرِ. وَهَؤُلَاءِ (أَمَاثِلُ) الْقَوْمِ أَيْ خِيَارُهُمْ. وَ (الْمُثْلَى) تَأْنِيثُ (الْأَمْثَلِ) كَالْقُصْوَى تَأْنِيثُ الْأَقْصَى. وَ (تَمَاثَلَ) مِنْ عِلَّتِهِ أَقْبَلَ. وَ (تَمَثَّلَ) بِهَذَا الْبَيْتِ وَتَمَثَّلَ هَذَا الْبَيْتَ بِمَعْنًى. وَ (امْتَثَلَ) أَمْرَهُ احْتَذَاهُ. 
[مثل] مِثْلَ: كلمة تسوية. يقال: هذا مِثلُهُ ومَثَلهُ كما يقال شِبْهُهُ وشَبَهُهُ بمعنًى. والعرب تقول: هو مُثَيْلُ هذا، وهم أُمَيْثالُهُمْ: يريدون أنَّ المُشَبَّه به حقيرٌ كما أنَّ هذا حَقيرٌ. والمثَلُ: ما يُضرب به من الأمثال. ومثل الشئ أيضا: صفته. والمثال: الفِراشُ، والجمع مُثُل، وإن شئت خفَّفتَ. والمِثالُ معروفٌ، والجمع أمثلةٌ ومُثُلٌ. ومَثَّلْتُ له كذا تمثيلاً، إذا صوَّرت له مِثالَه بالكتابَةِ وغيرها. والتِمْثالُ: الصورَةُ، والجمع التماثيلُ. ومثل بين يديه مُثولاً، أي انتصبَ قائماً. ومنه قيل لمَنارَةِ المسرجة: ماثلة. ومثل، أي لطأ بالأرض، وهو من الأضداد. وقال :

رسوم فمنها مستبين وماثل * (*) والمستبين: الأطلالُ. والماثلُ: الرُسُومُ. ومَثَلَ به يَمْثُلُ مَثْلاً، أي نَكَّلَ به. والاسم المُثْلَةُ بالضم. ومَثَّلَ بالقتيل: جدعه. والمثلة بفتح الميم وضم الثاء: العقوبة، والجمع المثلات. وأَمْثَلَهُ: جعله مُثْلَةً. يقال: أمْثلَ السلطانُ فُلاناً، إذا قتله قوَداً. ويقال للحاكم: أَمْثِلْني، وأَقِصَّني، وأَقِدْني. وفلانٌ أمثلُ بني فلانٍ، أي أدناهم للخير. وهؤلاء أماثلُ القومِ، أي خيارُهم. وقد مَثُل الرجلُ بالضم مَثالةً، أي صار فاضلاً. والمثلى: تأنيث الامثل، كالقصوى تأنيث الاقصى. وتماثل من عِلَّتِهِ، أي أَقْبَلَ. وتمثل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنًى. وامتثل أمره، أي احتذاه. قال ذو الرمة يصف الحمار والاتن: رباع لها مذ أورق العود عنده خماشات ذحل ما يراد امتثالها
م ث ل

لي مثله ومثيله ومماثله. ومثّل به مثلةً، " ولا تمثّلوا بنامية الله " وهو أن يقطع بعض أعضائه أو يسوّد وجهه، وحلّت به المثلة: العقوبة والمثلات. ومثل قائماً: انتصب مثولاً، ورأيته ماثلاً بين يديه. وتماثل من مرضه. ومثّله به شبّهه، وتمثّل به: تشبّه به. ومثل الشيء بالشيء: سوّيَ به وقدّر تقديره. قال سلم بن معبد الوالبيّ:

جزى الله الموالي فيك نصفاً ... وكلّ صحابة لهم جزاء

بفعلهم فإن خيراً فخيراً ... وإن شراً كما مثل الحذاء

وحذاه على المثال وعلى الأمثلة والمثل، ومثّل مثالاً، وممثّله: اعتمله. ومثّل التماثيل ومثلها: صوّرها. قال طرفة:

أتعرف رسم الدار قفراً منازله ... كجفن اليماني زخرف الوشي مائله

ونام على المثال وهو الفراش: وهذا البيت مثل نتمثّله عندنا ونتمثّل به ونمتثله ونمتثل به. وامتثلت الأمر: احتذيته. وامتثل منه: اقتص، وأمثله منه القاضي: أقصّه، وأخذ المثال: القصاص. قال الكميت يصف الوتد:

إلا شجيج أصابته منقّلةٌ ... لا عقل فيها ولا المشجوج يمتثل

المنقلة من الشجّاج. وهو أمثل بني فلان وهم أماثلهم. وطريقته المثلى. ومثل الرجل مثالة وهو مثيل، وهم مثلاء. ويقال: زادك الله رعاله، كلما ازددت مثاله. قال العبّاس:

أبلغ نفير بني شهاب كلهم ... وذوي المثالة من بني عتّاب

ويقول المريض: أنا اليوم أمثل.
(مثل) - في الحديث : "أشَدّ النّاسِ عَذَاباً مُمثِّلٌ مِن المُمَثِّلِين"
: أي مُصَوِّر. يُقَالُ: مَثَلْتُ - بالتّخفِيف والتَّثقيل -: صَوّرتُ مِثَالاً.
والتِّمثَال: الاسمُ منه. وظِلُّ كلّ شىَءٍ: تِمثالُه.
ومُثِّلَ الشىَّءُ بالشىّء. سُوَّى به. - ومنه "لا تُمَثِّلُوا بِنَامِيَةِ الله".
: أي بِخلْقِه.
- في حديث اِلمقْدَاد - رَضى الله عنه -: "إن لَقِيتُ رجُلاً من الكفار فضَرب إحدَى يدَىَّ بالسَّيف فقَطَعها، ثم لَاذَ مِنِّى بشَجَرةٍ فقال: لَا إله إلّا الله أَأقتُله؟ فقال: إن قَتَلْتَه كنتَ مثلَه قبل أن يَقُولَ كَلِمَتَه، وهو بمنزِلَتِك قَبل أن تَقتُلَه"
: أي تكون مِن أَهل النّار، تَقتُلُه مُسلِماً كما كان هو قبل الكَلِمَة مِن أهلِ النَّار بكُفْرِه ، لا أَنّه يَصِير كافِرًا بقَتْله.
- وفي حديث صاحبِ النِّسْعة . "إن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه"
جاء في رواية أبى هريرة - رضي الله عنه -: "أنَّ الرجُل قال: واللهِ ما أَردتُ قَتْلَه"
فمعناه: أنَّه قد ثَبت قَتْلُه إيَّاه، وأَنَّه ظالمٌ له، فإن صَدَقَ هو في قوله: إنّه لم يُرِدْ قَتْله، ثم قَتَلْتَه كنتَ ظاِلماً مثلَه.
- في حديث عِكْرِمة: "أنَّ رجُلاً مِن أهل الجنّة كان مُسْتَلْقِيًا على مُثُلِهِ".
وهو جَمْع مِثَال، وهو الفِراشُ.
- قوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ}
كأَنَّ المِثْل صِلةٌ: أي ليس كَهُو شىء، كقوله تعالى: {فَإنْ آمَنُوا بمثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} : أي بما آمَنتُم به - والله تعالى أعلَم -.
مثل قَالَ أَبُو عبيد: فَأرى الْأَحَادِيث كلهَا إِنَّمَا دلّت على الِاسْتِغْنَاء وَمِنْه حَدِيثه الآخر: من قَرَأَ الْقُرْآن فَرَأى أَن أحدا أعْطى أفضل مِمَّا أعْطى فقد عظم صَغِيرا وَصغر عَظِيما. وَمعنى الحَدِيث: لَا يَنْبَغِي لحامل الْقُرْآن أَن يرى أحدا من أهل الأَرْض أغْنى مِنْهُ وَلَو ملك الدُّنْيَا برحبها. وَلَو كَانَ وَجهه كَمَا يتأوله بعض النَّاس أَنه الترجيع بِالْقِرَاءَةِ وَحسن الصَّوْت لكَانَتْ الْعقُوبَة قد عظمت فِي ترك ذَلِك أَن يكون: من لم يرجع صَوته بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَهَذَا لَا وَجه لَهُ وَمَعَ هَذَا أَنه كَلَام جَائِز فَاش فِي كَلَام الْعَرَب وأشعارهم أَن يَقُولُوا: تَغَنَّيْت تغَنِّيا وَتَغَانَيْت تَغَانِيًا يَعْنِي اسْتَغْنَيْت قَالَ الْأَعْشَى:

[المتقارب]

وَكنت امْرأ زَمنا [بالعراق ... عفيفَ المناخِ] طويلَ التغنْ

يُرِيد الِاسْتِغْنَاء أَو الْغنى وَقَالَ الْمُغيرَة بْن حبناء التَّمِيمِي يُعَاتب أَخا لَهُ:

[الطَّوِيل]

كِلَانَا غنى عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا

59 - / ب يُرِيد أَشد اسْتغْنَاء / هَذَا وَجه الحَدِيث وَالله أعلم. وَأما قَوْله: وَمِثَال رث فَإِنَّهُ الْفراش قَالَ الْكُمَيْت: [الطَّوِيل] بِكُل طُوال الساعدين كَأَنَّمَا ... يرى بسرى اللَّيْل الْمِثَال الممهدا
باب الثاء واللام والميم معهما م ث ل، ث م ل، ل ث م، ث ل م مستعملات

مثل: المَثَلُ: الشيءُ يُضرَبُ للشيء فيُجْعَل مِثْلَه. والمَثَلُ: الحديث نفسُه. وأكثرُ ما جاءَ في القرآن نحوُ قوله- جَلَّ وعزَّ-: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ * فيها أنهار، فمَثَلُها هو الخَبَرُ عنها. وكذلك قوله تعالى: ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ، ثمّ أخبَرَ: أَنَّ الذين تَدعونَ من دونِ اللهِ، فصارَ خَبَرُه عن ذلك مَثَلاً، ولم تكن هذه الكلماتُ ونحوُها مَثَلاً ضُرِبَ لشيءٍ آخر كقوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ، وكَمَثَلِ الْكَلْبِ . والمِثلُ: شِبْهُ الشيءِ في المِثال والقَدْر ونحوِه حتى في المعنى. ويقال: ما لهذا مَثيلٌ. والمِثالُ: ما جُعِلَ مقداراً لغيره، وجمعُه مُثُل، وثلاثة أمثلةٍ. والمُثُول: الانتِصابُ قائماً، والفعل: مَثَلَ يَمْثُلُ، قال لبيد:

ثُمَّ أصدرناهما في واردٍ ... صادر وهم صواه قد مَثَلْ

والتَّمثيل: تصويرُ الشيءِ كأنَّه تنظُر إليه. والتِّمثال: اسْمٌ للشيءِ المُمَثَّل المُصَوَّر على خِلْقةِ غيره، كَسَرْتَ التاءَ حيث جَعَلت اسماً بمنزلةِ التِّجفافِ وشِبْهِهِ، ولو أرَدْتَ مصدراً لفَتَحتَ، وجاءتْ تِفعالٌ في حروف قليلةٍ نحو تِمراد وتِلقاء، وإنّما صارَ تِلقاءُ اسماً لأنّه صار في حال لدُن، وفي حال حِيال، وما كانَ مصدراً فالتّاء مفتوحةٌ يُجرَى مُجرَى المصدر في كلام العرب، لا يُجمَع ولا يُصَغَّرُ، وهذا أمثَلُ من ذلك، أي أفضَلُ.

ثمل: الثَّميلةُ: الماءُ القليل الباقي في الحَوض والسِّقاء. والثَّمَلةُ: خِرْقة الهِناء، وتكون ايضاً من الصوف ونحوِه. والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمَل: السُّكْرُ. والمُثَمَّلُ: السُّمُّ لأنه يُثَمِّلُ من يلجأ إليه. لثم: اللَّثْمُ: وضعُكَ فاكَ على في آخَرَ، ومنه اللِّثامُ، أي شَدُّكَ الفَمَ بالمِقنَعةِ.

ثلم: الثَّلمة معروفة، ثَلْمَةُ الحائط ونحوِه.

ملث: مَلثُ الظلام ونحوِه أي اختِلاط السواد.
مثل: مثل: قلد (نماذج) الخطوط (المقدمة 2: 347).
كثل: نكل، بتر عضوا وكذلك مثل ب 1 بوشر. بدرون 13: 127).
ماثل: اقتدى، تشبه بفلان (بوشر).
تمثل من: اتخذ مثلا (أبحاث 2) - اقتباس بعض الأبيات من شاعر قديم وتطبيقها على الحالة الراهنة، بعد إجراء بعض التغييرات أو اقتباس مصراع من الشعر من شاعر قديم والبناء عليه (عباد 1: 91).
تمثل: في موضع امتثل (قرطاس 161:4): كانت أوامره لا تتمثل أي لا يمتثل أو يخضع أو ينقاد لها أحد. تماثل في: اقتدى بفلان. (بقطر).
امتثال الخدمة: عين خادما لفلان (ابن جبير 3: 299).
مثل. ثمن المثل: الثمن اللائق وكذلك مهر المثل (معجم التنبيه).
مثل والجمع مثول: أنموذج (فوك).
مثله: في هذه الوضعية (معجم البيان 30).
مثل: نموذج وبالأسبانية: ( exemplo que damos) (explo que tomamos) ؛ مثلا: على سبيل المثال، ترد عادة في وسط الجملة (م. المحيط والمقري 2: 383 ابن بطوطة 3: 345 و408).
مثل: نسخة وبالأسبانية (عند الكالا): exemplar de donde sacamos وكذلك materia ole donol sacamos, وباللاتينية عند (بنريجا): exemplum, apographum.
مثلة: بتر عضو، قطع عضو ومجازا تشويه، (فوك) خصاء (المقري 2: 57).
مال مثلى: في م. المحيط (المثلي نسبة إلى المثل وعند الفقهاء ما يوجد له مثل في الأسواق بلا تفاوت بين أجزائه يعتد به ويسمى بالدنن وغير المثلى بخلافه كالحيوانات ... الخ (انظر فإن در برج 47).
المثليات= مال مثلي (معجم التنبيه- انظر ما سبق).
مثال والجمع مثالات: أنموذج (سعديا، مزمور المقدمة).
ما مثاله: أي أن ما صيغته أو قاعدته أو صورته أو أنموذجه هي ما يأتي (مملوك 1: 1: 176).
مثال ذلك: مثلا (فوك).
مثال: أمر مكتوب (أماري دبلوماسية 5: 167).
مثال: مذكرة صغيرة، تعطي للجندي الذي نال رتبة عسكرية (مملوك 1: 159، 161، 219). مثالة: وجمعها مثالات ومثائل: في م. المحيط (المثالة الحصة من الكتاب يتعلمها الدارس ويسمعها لأستاذه دفعة واحدة وهي من كلام المولدين). (بوشر).
ماثل وجمعها مثل: دي ساسي كرست (2: 139).
أمثل: (ابن بطوطة 2: 384): ثم يدخل الناس للسلام الأمثل فالأمثل ثلاثة ثلاثة: أي وفقا لمنزلتهم.
أماثل: تكلف، بعد عن البساطة، أساليب إجبارية، وعيقات ومربكات (بوشر). رجل أماثل: رجل رقيق الحاشية، غزل. ظريف، أنيق، لطيف، صرماح (بوشر).
أمثولة وانجمع أمثولات وأماثيل: في م. المحيط (ما يتمثل به من الأبيات. وربما استعمال المؤلدون الأمثولة بمعنى المثالة من الدرس والجمع أمثولات وأماثيل).
تمثال: مثال، أنموذج للصنع (باترون) (بوشر).
تمثال: نصب تذكاري (بوشر).
تمثال: وثن، صنم (فوك).
تمثال: نقود وباللاتينية moneta أي نقود (المعجم اللاتيني- العربي).
تمثال: من مصطلحات علم التنجيم، موضوع (المقدمة 3: 129).
تماثل: مقال ثابت، قاعدة ثابتة (مملوك أو 2: 201).
مماثل: مهرج (الكالا).
(م ث ل) : (الْمِثْلُ) وَاحِدُ الْأَمْثَالِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] أَيْ فَعَلَيْهِ جَزَاءٌ مُمَاثِلٌ لِمَا قَتَلَ مِنْ الصَّيْدِ وَهُوَ قِيمَةُ الصَّيْدِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَعِنْدَ مُحَمَّدٍ وَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ مِثْلُهُ نَظِيرُهُ مِنْ النَّعَمِ فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ عُدِلَ إلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ فَمِنْ النَّعَمِ عَلَى الْأَوَّلِ بَيَانٌ لِلْهَدْيِ الْمُشْتَرَى بِالْقِيمَةِ وَعَلَى الثَّانِي لِلْمِثْلِ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ لِأَنَّ التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ وَانْتِصَابُ هَدْيًا عَلَى أَنَّهُ حَالٌ عَنْ جَزَاءٍ لِأَنَّهُ مَوْصُوفٌ أَوْ مُضَافٌ عَلَى حِسَابِ الْقِرَاءَتَيْنِ أَوْ عَنْ الضَّمِيرِ فِي بِهِ (وَمَثَلَ بِهِ مُثْلَةً) وَذَلِكَ بِأَنْ يُقَطِّعَ بَعْضَ أَعْضَائِهِ أَوْ يُسَوِّدَ وَجْهَهُ.

(وَالتِّمْثَالُ) مَا تَصْنَعُهُ وَتُصَوِّرُهُ مُشَبَّهًا بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ ذَوَاتِ الرُّوحِ وَالصُّورَةِ عَامٌّ وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا ذُكِرَ فِي الْأَصْلِ «أَنَّهُ صَلَّى وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ» كُرِهَ لَهُ قَالَ وَإِذَا قُطِعَ رُءُوسُهَا فَلَيْسَتْ بِتَمَاثِيلَ وَفِي مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ «أَنَّ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ» الْحَدِيثَ وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الصُّورَةَ الْمَنْهِيَّ عَنْهَا مَا لَهُ شَخْصٌ دُونَ مَا كَانَ مَنْسُوجًا أَوْ مَنْقُوشًا فِي ثَوْبٍ أَوْ جِدَارٍ فَهَذَا الْحَدِيثُ يُكَذِّبُ ظَنَّهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ» كَأَنَّهُ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي وَأَمَّا (قَوْلُهُمْ) وَيُكْرَهُ التَّصَاوِيرُ وَالتَّمَاثِيلُ فَالْعَطْفُ لِلْبَيَانِ وَأَمَّا (تَمَاثِيلُ شَجَرٍ) فَمَجَازٌ إنْ صَحَّ وَ (الْمِثَالُ الْفِرَاشُ) الَّذِي يُنَامُ عَلَيْهِ (وَامْتَثَلَ أَمْرَهُ) احْتَذَاهُ وَعَمِلَ عَلَى (مِثَالِهِ) وَقَوْلُهُ مِنْ عَادَةِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي تَصَانِيفِهِ أَنْ يُمَثِّلَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ بِمَعْنَى يَقْتَدِي فَعَدَّاهُ تَعْدِيَتَهُ.

مثل


مَثَلَ(n. ac. مُثُوْل)
a. Resembled, was like; took after.
b. [acc. & Bi], Compared with, likened to; assimilated to.
c.(n. ac. مَثْل
مُثْلَة) [Bi], Made an example of.
d. Appeared & disappeared.
e. see infra
(a)
مَثُلَ(n. ac. مُثُوْل)
a. Stood up.
b.(n. ac. مَثَاْلَة), Was distinguished &c.
مَثَّلَ
a. [acc. & La], Represented; described, portrayed to.
b. [acc.
or
Bi], Employed, used ( a simile ); quoted
adduced ( an example ); related, told ( a
story ).
c. Allegorized, metaphorized; personified.
d. see I (b) (c).
مَاْثَلَa. Resembled.
b. see I (b)c. [Bi], Recovered.
أَمْثَلَa. Made an example of, punished.
b. Avenged.
c. Made similar to.

تَمَثَّلَ
a. [Bi], Assimilated himself, became similar to; imitated.
b. Imagined, fancied.
c. [Min], Quoted, got from.
d. Became personified.
e. see (مَثُلَ) (a) & II (b).
تَمَاْثَلَa. Resembled each other, were alike; imitated each
other.
b. [Min], Recovered from.
إِمْتَثَلَa. Imitated, followed ( the conduct & c. of ).
b. Obeyed ( the orders of ).
c. [Min], Retaliated, took vengeance upon.
d. see II (b) (c).
مِثْل
(pl.
أَمْثَاْل)
a. Resemblance, similarity; likeness; counterpart, image
fac-simile, type.

مِثْلِيّa. Like.

مُثْلَةa. Example; warning; exemplary punishment
chastisement.

مُثْلَىa. fem. of
أَمْثَلُ
مَثَل
(pl.
أَمْثَاْل)
a. see 2b. Simile, similitude: parable; image, figure, allegory
metaphor, metonymy; fable; proverb; tale, story; example
illustration.
c. Model; precedent; instance, case; maxim
sentence.
d. Argument, proof.

مَثَلِيّa. Metaphorical, allegorical, figurative; typical
symbolical; parabolic.

مَثُلَةa. see 3t
أَمْثَلُ
(pl.
أَمَاْثِلُ)
a. Liker, &c.
b. More perfect, complete; better; best.

مَاْثِلa. Effaced, obliterated (trace).

مَاْثِلَةa. Lamp, light; torch.

مَثَاْلَةa. Excellence, superiority; merit.
b. ( pl.
reg.
&
مَثَاْئِلُ
46), [ coll. ], Lesson, task.

مِثَاْل
(pl.
مُثْل
مُثُل
أَمْثِلَة
15t)
a. Likeness; image, counterpart, facsimile, type, symbol;
model; example.
b. Form; formula; formulary.
c. Quantity; quality.
d. Assimilated verb ( one beginning with
و
or
ي ).
مَثِيْل
(pl.
مُثُل)
a. Like, similar; alike.
b. Excellent; eminent, superior.

مَثِيْلَة
a. [ coll. ]
see 22t (b)
أَمَاْثِلُ
a. [art.], The great men; the principal personages.

N. Ac.
مَثَّلَa. Comparison.
b. Analogy.
c. Assimilation.
d. Personification.

N. Ag.
مَاْثَلَ
a. [La], Like, resembling; corresponding, equal, equivalent
to; fellow to.
N. Ac.
تَمَاْثَلَa. Resemblance, similarity, likeness.

مُمَاثَلَة [ N.
Ac.
مَاْثَلَ
(مِثْل)]
a. see N. Ac.
VI
أُمْثُوْلَة
a. Example, maxim; quotation, citation.
b. [ coll. ]
see 22t (b)
تِمْثَال (pl.
تَمَاْثِيْل)
a. Likeness; representation: image, figure; statue;
effigy; portrait.

مِثْل مَاثِل
a. Striking example; remarkable case.

مَثَلًا
a. For instance, for example.
b. As an instance, an example, an illustration.

مِثْل كَمِثْل
a. As; like as, just as.

مِثْلَمَا
a. As, as also, as well as.

مَثَلِيًّا
a. Figuratively, allegorically.

ضَرَبَ مَثَلًا
a. He made use of a proverb, of an illustration.

مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ
تَمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ
a. He stood before him, in his presence.
مثل: المَثَلُ: الذي تَضْرِبُه العَرَبُ. والصِّفَةُ، من قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: " مَثَلُ الجَنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقُوْنَ " أي صِفَتُها. والحُجَّةُ أيضاً. والحَدِيْثُ نَفْسُه، ورَجُلٌ مِمْثَالٌ.
ومَثَلْتُه أبْيَاتاً: أي غَنَّيْته بها، وجارِيَةٌ مُمَثِّلَةٌ. والتَّمَثُّلُ: الغِنَاءُ، وكذلك الأمَاثِيْلُ؛ واحِدُها أُمْثُوْلَةٌ.
والِمِثْلُ: شِبْهُ الشَّيْءِ في المِثَالِ والقَدْرِ والخِلْقَةِ، وهو المَثِيْلُ أيضاً.
والمِثَالُ: المِقْدَارُ، والجَمِيْعُ المُثُلُ، وثَلاَثَةُ أمْثِلَةٍ.
والمَثُلاَتُ: الأِشْبَاهُ والنَّظَائِرُ.
والتَّمْثِيْلُ: تَصْوِيْرُ الشَّيْءِ في المِثَالِ والقَدْرِ والخِلْقَةِ، وهو المَثِيْلُ أيضاً.
والمِثَالُ: المِقْدَارُ، والجَمِيْعُ المُثُلُ، وثَلاَثَةُ أمْثِلَةٍ.
والمَثُلاَتُ: الأشْبَاهُ والنَّظَائِرُ.
والتَّمْثِيْلُ: تَصْوِيْرُ الشَّيْءِ. والتِّمْثَالُ: الاسْمُ.
وظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ: تِمْثَالُه.
وهذا أمْثَلُ من ذاكَ: أي أفْضَلُ.
وتَمَاثَلَ العَلِيْلُ: بَرَأَ.
والمَثَالَةُ: الفَضْلُ، مَثِيْلٌ بَيِّنُ المَثَالَةِ. ومُثَلاَءُ القَوْمِ: خِيَارُهم.
ويقولونَ: " زَادَكَ اللهُ رَعَالَه؛ كُلَّما ازْدَدْتَ مَثَالَه ". والرَّعَالَةُ: الحُمْقُ.
والمُثْلُ: مَصْدَرٌ كالمَثَالَةِ.
وامْتَثَلْتُ أمْرَه.
ومَثَّلْتُه بفلانٍ، ومَثَّلْتُه فلاناً. ومَثَلْتُ مِثَالاً بالتَّخْفِيْفِ: في مَعْنى التَّشْدِيْدِ؛ أي صَوَّرْته.
ومُثِّلَ الشَّيْءُ بالشَّيْءِ: سُوِّيَ به. والمِثَالُ والمُمَاثَلَةُ: المُسَاوَاةُ.
والمُثُوْلُ الانْتِصَابُ قائماً، مَثَلَ يَمْثُلُ. والماثِلُ: المُنْتَصِبُ، واللاّطِىءُ بالأرْضِ، من الأضْدَادِ.
والمُثْلَةُ والمَثُلاَتُ والمُثَلُ: العُقُوْبَةُ والتَّنْكِيْلُ، ومَثَلْتُ به أمْثُلُ، ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وقَدْ خَلَتْ من قَبْلِهم المَثُلاَتُ "، وقُرِىءَ: " المُثُلاَتُ " بضَمِّ المِيْمِ و " المُثْلاتُ " بتَسْكِيْنِ الثّاءِ.
وامْتَثَلْتُ من فلانٍ: اقْتَصَصْتُ منه. وامْتَثِلْني من فلانٍ. والمَثْلُ: أن يُقْتَلَ مِثْلٌ بمِثْلٍ. وفي الحَدِيْثِ: " لا تُمَثِّلُوا بنَامِيَةِ اللهِ " يقولُ: لا تَقْتَصُّوا من خَلْقِ اللهِ بالقَتْلِ فتَقْتُلُوا المِثْلَ بالمِثْلِ.
وهو مُثْلَةٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ: أي عَجَبٌ وآفَةٌ، وجَمْعُه مُثْلاَتٌ.
والمِثَالُ: الفِرَاشُ، وجَمْعُه مُثُلٌ. وهو من الإِبِلِ: الفَحْلُ، وجَمْعُه أمْثِلَةٌ. ويُكْنى عن قَضِيْبِ الإِنْسَانِ بالمِثَالِ.
والأمْثَالُ: أرْضٌ ذاتُ جِبَالٍ من أرْضِ البَصْرَةِ؛ وهي أرْضٌ سَهْلَةٌ، واحِدُها مِثْلٌ.
ورَحَا المِثْلِ: مَوْضِعٌ.

مثل

1 مَثَلَ aor. ـُ , inf. n. مُثُولٌ; (S, M, K, &c.;) and مَثُلَ; (M, K;) He stood erect; (S, M, K, &c.;) بَيْنَ يَدَيْهِ before him. (S, &c.) b2: مَثَلَ بِهِ, inf. n. مُثْلَةٌ, He mutilated him; castrated him; namely, a sheep or goat. (TA in art. دجن, from a trad.) 2 مَثَّلَ : see a verse of Kutheiyir in art. رود, conj. 4. b2: مَثَّلَهُ: see شَبَّهَهُ.3 مَاثَلَهُ i. q. شَابَهَهُ. (TA.) 4 أَمْثَلَهُ He set it up: from مَثَلَ “ he stood erect. ” b2: He set up a butt or mark: see an ex. voce غَرَضٌ.5 تَمَثَّلَ بِكَذَا [He affected to be like, or imitated, such a thing;] i. q. تَشَبَّهَ بِهِ. (TA, art. شبه.) b2: تَمَثَّلَ البَيْتَ and [more commonly] بِالبَيْتِ He used, or applied, the verse as a proverb, or proverbially. (MA.) b3: See تَشَبَّهَ.6 تَمَاثَلَ He became nearly in a sound, or healthy, state; or near to convalescence: (K:) or he became more like the sound, or healthy, than the unsound, or unhealthy, who is suffering from a chronic and pervading disease; (TA;) or so تماثل لِلْبُرْءِ. (M.) Said also of a wound: (T, S in art. دمل:) and of a disease; like أَشْكَلَ. (TA, art. شكل.) b2: تَمَاثَلَا i. q. تَشَابَهَا. (M, K in art. سوى.) 8 اِمْتَثَلَ أَمْرَهُ He followed his command, order, bidding, or injunction; did like as he commanded, ordered, &c.; (Mgh;) he obeyed his command, order, &c. (Msb.) مِثْلٌ A like; a similar person or thing; match; fellow; an analogue. (K, &c.) See نِدٌّ and voce بَدَلٌ. b2: A likeness, resemblance, or semblance; see شَبَهٌ. b3: An equivalent; a requital. b4: مِثْلَ, used as a denotative of state, means Like. Ex. مَرَّ مِثْلَ البَرْقِ He passed like the lightning. See an ex. in the Kur li. 23; and another, from Sakhr-el-Gheí, voce فَرْضٌ.

مَثَلٌ i. q. صِفَةٌ [as meaning A description, condition, state, case, &c.]; (S, K, &c.;) or وَصْفٌ [meaning the same]: (Msb:) or this is a mistake: (Mbr, AAF, TA:) or it may be a tropical signification: (MF, TA:) for in the language of the Arabs it means a description by way of comparison: (AAF, TA:) you say مثل زيد مثل فلان [The description of Zeyd, by way of comparison, or the condition, &c., is that of such a one]: it is from المِثاَلُ and الحَذْوُ: (Mbr, TA:) it is metaphorically applied to a condition, state, or case, that is important, strange, or wonderful. (Ksh, Bd in ii. 16.) The phrase here given is more literally, and better, rendered, The similitude of Zeyd is the similitude, or is that, of such a one; for a similitude is a description by way of comparison. b2: You say also, جَعَلَهُ مَثَلًا لِكَذَا [He made it (an expression or the like) to be descriptive, by way of comparison, of such a thing]. (TA passim.) [And مَثَلٌ لِكَذَا meansAn expression denoting, by way of similitude, such a thing.] b3: عَلَى المَثَلِ As indicative of resemblance to something. b4: See بَدَلٌ.

مِثَالٌ Quality, made, manner, fashion, and form; (Msb;) a model according to which another thing is made or proportioned; a pattern, (مِقْدَارٌ) by which a thing is measured, proportioned, or cut out: (T:) an example of a class of words, of a rule, &c. b2: مِنْ غَيْرِ سَبْقِ مِثاَلٍ [Without there having been any precedent]. (Msb in art. قرح, &c.) b3: [A bed:] بَناَتُ المِثَالِ The daughters of the bed; meaning women. (T in art. بنى.) جَوْزُ مَاثِلٍ : see جَوْزٌ.

تَمَاثِيلُ , in the following hemistich of Ibn-Ahmar, تَمَاثِيلُ قِرْطَاسٍ عَلَى هَبْهَبِيَّةٍ signifies كُتُبٌ يَكْتُبُونَهَا. (L, in TA, voce هَبْهَبِىٌّ, as signifying a “ light, or active,” camel.)
م ث ل : الْمِثْلُ يُسْتَعْمَلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ بِمَعْنَى الشَّبِيهِ وَبِمَعْنَى نَفْسِ الشَّيْءِ وَذَاتِهِ وَزَائِدَةٍ وَالْجَمْعُ أَمْثَالٌ وَيُوصَفُ بِهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ فَيُقَالُ هُوَ وَهِيَ وَهُمَا وَهُمْ وَهُنَّ مِثْلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون: 47] وَخَرَّجَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أَيْ لَيْسَ كَوَصْفِهِ شَيْءٌ وَقَالَ هُوَ أَوْلَى مِنْ الْقَوْلِ بِالزِّيَادَةِ لِأَنَّهَا عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ وَقِيلَ فِي الْمَعْنَى لَيْسَ كَذَاتِهِ شَيْءٌ كَمَا يُقَالُ مِثْلُكَ مَنْ يَعْرِفُ الْجَمِيلَ وَمِثْلُكَ لَا يَعْرِفُ كَذَا أَيْ أَنْتَ تَكُونُ كَذَا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام: 122] أَيْ كَمَنْ هُوَ وَمِثَالُ الزِّيَادَةِ {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] أَيْ بِمَا قَالَ ابْنُ جِنِّي فِي الْخَصَائِصِ قَوْلُهُمْ مِثْلُكَ لَا يَفْعَلُ كَذَا قَالُوا مِثْلُ زَائِدَةٌ وَالْمَعْنَى أَنْتَ لَا تَفْعَلُ كَذَا قَالَ وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُ عَلَى غَيْرِ هَذَا التَّأْوِيلِ الَّذِي رَأَوْهُ مِنْ زِيَادَةِ مِثْلٍ وَإِنَّمَا تَأْوِيلُهُ أَنْتَ مِنْ جَمَاعَةٍ شَأْنُهُمْ كَذَا لِيَكُونَ أَثْبَتَ لِلْأَمْرِ إذَا كَانَ لَهُ فِيهِ أَشْبَاهٌ وَأَضْرَابٌ وَلَوْ انْفَرَدَ هُوَ بِهِ لَكَانَ انْتِقَالُهُ عَنْهُ غَيْرَ مَأْمُونٍ وَإِذَا كَانَ لَهُ فِيهِ أَشْبَاهٌ كَانَ أَحْرَى بِالثُّبُوتِ وَالدَّوَامِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ
وَمِثْلِي لَا تَنْبُو عَلَيْكَ مَضَارِبُهُ.

وَالْمَثَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْمَثِيلُ وِزَانُ كَرِيمٍ
كَذَلِكَ وَقِيلَ الْمَكْسُورُ بِمَعْنَى شِبْهٍ وَالْمَفْتُوحُ بِمَعْنَى الْوَصْفِ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا أَيْ وَصْفًا.

وَالْمِثَالُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ مَاثَلَهُ مُمَاثَلَةً إذَا شَابَهَهُ وَقَدْ اسْتَعْمَلَ النَّاسُ الْمِثَالَ بِمَعْنَى الْوَصْفِ وَالصُّورَةِ فَقَالُوا مِثَالُهُ كَذَا أَيْ وَصْفُهُ وَصُورَتُهُ وَالْجَمْعُ أَمْثِلَةٌ.

وَالتِّمْثَالُ الصُّورَةُ الْمُصَوَّرَةُ وَفِي ثَوْبِهِ تَمَاثِيلُ أَيْ صُوَرُ حَيَوَانَاتٍ مُصَوَّرَةٍ وَمَثَلْتُ بِالْقَتِيلِ مَثْلًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ إذَا جَدَعْتَهُ وَظَهَرَتْ آثَارُ فِعْلِكَ عَلَيْهِ تَنْكِيلًا وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَالِاسْمُ الْمُثْلَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ.

وَالْمَثُلَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الثَّاءِ الْعُقُوبَةُ.

وَمَثَلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مُثُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ انْتَصَبْتُ قَائِمًا وَامْتَثَلْتُ أَمْرَهُ أَطَعْتُهُ. 
[م ث ل] المِثْلُ الشٍّ بْهُ قالَ ابنُ جِنِّي وقَوْلُه تَعالَى {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} الذاريات 23 جعل مثل وما اسمًا واحِدًا فبَنَى الأوَّلَ علَى الفَتْحِ وهما جَمِيعًا عِنْدَهُم في موضع رَفْعٍ لكونِهما صِفَةً لحَقّ فإِن قُلْتَ فما مَوْضِعُ {أنكم تنطقون} قيلَ هو جَرٌّ بإِضافَةِ مثلَ ما إِليه فإِن قُلْتَ ألا تَعْلَمُ أَنَّ ما على بِنائِها لاَنَّها على حَرْفَيْنِ الثّانِي منهُما حَرْفُ لِينٍ فكيَف تَجُوزُ إِضافَةُ المَبْنِي قيل ليسَ المُضافُ ما وحدها إِنما المُضافُ الاسمُ المَضْمُومُ إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أن تكونَ كتاءِ التَّأَنِيثِ في نَحْوِ هذه جارِيةُ زَيْدٍ أَو كالأَلِفِ والنُّون في سِرْحان عَمْرٍ وأو كَياءِ الإضافَةِ في بَصْرِيِّ القَوْمِ أَو كَأَلِفَيِ التَّأْنِيثِ في صَحْراءَ زُمٍّ أَو كالأَلِفِ والتّاءِ في قَوْلِه

(في غائلاتِ الحائرِ المُتَوِّهِ ... )

وقَوْلُه تَعالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى 11 أَرادَ لَيْسَ مِثْلَه لا يكونُ إِلا ذَلك لأنَّه إِن لَمْ يَقُلْ هذا أَثْبَتَ له مثلاً تَعالَى الله عن ذلِك ونَظِيرُه ما أَنْشَدَه سِيبَوَيْهِ

(لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ ... )

أي مَقَقٌ وقولُه تَعالَى {فَإِنْ أَمَنُوا بِمِثْلِ مَاءَاَمنتمُ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا} البقرة 137 قال أَبُو إِسحاقَ إِنْ قالَ قائلٌ وهَل للإيمانِ مِثْلٌ هو غيرُ الإيمانِ قِيلَ له المَعْنَى واضِحٌ بَيِّنٌ وتَأْوِيلُه فإِن أَتَوْا بتَصْدِيقٍ مثلِ تَصْدِيقِكُم في إِيمانِكُمْ بالأَنْبِياءِ وتَصْدِيقِكُم بكُلِّ ما أَتَتْ به الأَنْبِياءُ وتَوْحِيدِكُم فقَد اهْتَدَوْا أَي فقَدْ صارُوا مُسْلِمِينَ مِثْلَكُم والمَثَلُ والمَثِيلُ كالمِثْلِ والجَمْعُ أَمْثالٌ وهُما يَتَماثَلان وقولُهم فُلانٌ مُسْتَرادٌ لِمِثْلِه وفُلانَةٌ مُسْتَرادَةٌ لِمِثْلِها أَي مِثْلُه ومثلها يُطْلَبُ ويُشَحُّ بهِ لنَفَاسَتِه وقِيلَ مَعْناهُ مُسْتَرادٌ مِثْلُه أَو مِثْلُها واللامُ زائِدةٌ والمَثَلُ الحَدِيثُ نَفْسُه وقولُه تعالَى {ولله المثل الأعلى} النحل 60 قالَ الزَّجَاجُ جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّه قولُ لا إِلهَ إِلاّ الله وتَأْوِيلُه أَنَّ الله أَمَرَ بالتَّوْحِيدِ ونَفْيِ كُلِّ إِلهٍ سِواهُ وهِي الأَمْثالُ وقد مَثَّلَ بهِ وامْتَثَلَه وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّلَه قالَ جَرِيرٌ (والتَّغْلَبِي إِذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ اسْتَه وتَمَثَّلَ الأَمْثالا)

عَلَى أَنّ هذا قد يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ به تَمَثَّلَ بالأَمْثالِ ثم حَذَفَ وأَوْصَلَ وامْتَثَلَ القَوْمَ وعندَ القَوْمِ مَثَلاً حَسَنًا وتَمَثَّلَ إِذا أَنْشَدَ بَيْتًا ثم آخرَ ثم آخَرَ وهِيَ الأُمْثُولَةُ وقَولُه تَعالى {مَثَلُ الجَنَّةِ} الرعد 35 محمد 15 قال أَبُو إِسحاقَ معناهُ صِفَةُ الجَنَّةِ ورَدَّ ذلِكَ أَبُو عَلِيٍّ قال لأَنَّ المَثَل الصِّفَة غيرُ مَعْروفٍ في كَلامِ العَرَبِ إِنَّما مَعْناه التَّمْثِيل وتَمَثَّلَ بالشَّيءِ ضَرَبَه مَثَلاً والمِثالُ المِقْدارُ وهو من الشَّبَه وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ المِثالُ قالَبٌ يُدْخَلُ عَيْن النَّصْلِ في خَرْقٍ في وَسَطِه ثُمّ يُطْرَقُ غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمعُ أَمْثِلَةٌ ومُثُلٌ وتَماثَلَ العَلِيلُ قارَبَ البُرْءَ فصارَ أَشْبَه بالصَّحِيح من العَلِيلِ المَنْهُوك والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو مِنْ أَمائِلِهِمْ وذَوِي مَثالَتِهِم وقد مَثُلَ والطَّرِيقَةُ المُثْلَى التي هي أَشْبَهُ بالحَقِّ وقوله تعالى {إذ يقول أمثلهم طريقة} طه 104 مَعْناه أَعْدَلُهُم وأَشبَهُهُم بأَهْلِ الحَقِّ وقال الزَّجاجُ {أمثلهم طريقة} أَعْلَمُهم عند نَفْسِه بما يَقُول والمَثِيلُ الفاضِلُ وإِذا قِيلَ مَنْ أَمْثَلُكُم قيل كُلُّنا مَثِيلٌ حكاه ثَعْلَبٌ قال وإِذا قِيلَ مَنْ أَفْضَلَكُمُ قلتَ كُلُّنا فاضِلٌ أَي إِنَّكَ لا تَقُول كُلُّنا فَضِيلٌ كما تَقُول كُلُّنا مَثِيلٌ وماثَلَ الشَّيْءَ شابَهَهُ والتِّمْثالُ الصُّورَةُ والجمعُ التَّماثيلُ ومَثَّلَ له الشَّيْءَ صَوَّرَهُ حتّى كأًنَّه يَنْظُرُ إِليه وامْتَثَلَه هو تَصَوَّرَه وامْتَثَلَ طَرِيقَتَه تَبٍ عَها فلم يَعْدُها ومَثَلَ الشَّيْءُ يَمْثُلُ مُثُولاً ومَثُلَ قامَ مُنْتَصِبًا ومَثَلَ لَطِيءَ بالأَرْضِ وقَوْلُ لَبِيدٍ

(ثُمّ أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ)

فَسَّرَه المُفَسِّرُ فقالَ المَثَلُ الماثِلُ ووَجْهُه عِنْدِي أَنَّه وَضَع المَثَلَ مَوْضِعَ المُثُولِ وأَرادَ كَذِي المَثَلِ فحَذَف المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إِليه مُقامَه ويجوزُ أَن يَكُونَ المَثَلُ جَمْعَ ماثِلٍ كغائبٍ وغَيَبٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ وموضعُ الكافِ الزِّيادَةُ كما قال رُؤْبَةُ

(لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ ... )

أَي فِيها مَقَقٌ وَمثَلَ يَمْثُلُ زالَ عن مَوْضِعِه قالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ

(يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما يَرَى ... فمِنْهُ بُدُوٌّ مَرَّة ومُثُولُ)

ومَثَلَ بالرَّجُلِ يمثُل مَثْلاً ومُثْلَةً الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ومَثَّلَ كِلاهُما نَكَّلَ به وهي المَثُلَةُ والمُثْلَةُ وقَوْلُه {وقد خلت من قبلهم المثلات} الرعد 6 قال الزَّجّاجُ الضَّمَّةُ فيها عِوَضٌ من الحَذْفِ ورَدَّ ذلِكَ أَبُو عَلِيٍّ وقالَ هُو من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ وشِياهٌ لَجِباتٌ وأَمْثَلَ الرَّجُلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَلَ منه اقْتَصَّ قالَ (إِنْ قَدَرْنا يَوْمًا على عامِرٍ ... نَمْتَثِلْ مِنْه أَو نَدَعْهُ لَكُمْ)

وتَمَثَّلَ منه كامْتَثَلَ وقالُوا مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابنِ الأَعْرابِيّ وأَنْشَدَ

(مَنْ لا يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا ... )

(يَلْقَ من القامَةِ مِثْلاً ماثِلاً ... )

(وإِنْ تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتلا ... )

وعَنَى بالتَّلاتِلِ الشَّدائِدَ والمِثالُ الفِراشُ وجَمْعُه مُثُلٌ والمِثالُ حَجَرٌ قد نُقِرَ في وَجْهِه نَقْرٌ عَلَى خِلْقَةِ السِّمَةِ سواءً فيُجْعَلُ فيهِ طَرَفٌ العَمُودِ أَو المُلْمُولِ المُضَهَّبِ فلا يَزالُونَ يَحْنُون منه بأَرْفَق ما يَكُونُ حَتَّى يَدْخُلَ المِثالُ فيه فيكونَ مِثْلَهُ والمِثْلُ مَوْضِعٌ قالَ مالِكُ بن الرَّيْبِ

(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَّحَى ... رَحَى المِثْلِ أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا)
[مثل] نه: فيه: نهى عن "المثلة"، يقال: مثلت بالحيوان مثلًا- إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل- إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئًا من أطرافه، والاسم المثلة، ومثل- بالتشديد للمبالغة. ن: لكنه لم يرو منه، وقد مثل به- بضم ميم وكسر مثلثه. ك: بكسر مثلثة مشددة، ومنه: ستجدون في القوم "مثلة"، هي بفتح ميم وضم ثاء، وقيل: بضم ميم كغرفة، وقيل: بفتح فسكون مصدر، يريد أنهم جدعوا أنوفهم وشقوا بطونهم كحمزة ولم تسؤني لأنكم أعدائي، وقد كانوا قتلوا ابنه يوم بدر. نه: ومنه: نهى أن "يمثل" بالدواب، أي تنصب فترمى أو تقطع أطرافها وهي حية، وروى: وأن تؤكل الممثول بها. ومنه: لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني ثم قال: "امثل" منه، وروى: امتثل، فعفا، أي اقتص منه، من أمثل السلطان فلانًا- إذا أقاده، وتقول للحاكم: أمثلني، أي أقدني، ومنه ح صفة الصديق: فحنت له قسيها و"امتثلوه" غرضًا، أي نصبوه هدفًا لسهام ملامهم وأقوالهم، وهو افتعل من المثلة. ج: "مثل" به نكل، والاسم المثلة. غ: "مضى "مثل" الأولين" ذكر عقوباتهم. نه: وفيه: من "مثل" بالشعر فليس له عند الله خلاق، مثلة الشعر: حلقة من الخدود، وقيل: نتفه أو تغييره بالسواد، وعن طاووس: جعله الله طهرة فجعله نكالًا. وفيه: من سره أن "يمثل" له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار، أي يقومون له وهو جالس، مثل مثولًا- إذا انتصب قائمًا، وهو زي الأعاجم تكبرًا وإذلالًا للناس. ن: أي يمثل- بضم ثاء. ط: أي من أحب أن يقومالدنيا ويؤدي ما عليه من الفرض ويمنعه عن قيامه بعض الأصحاب، وتخصيص الغروب مناسب للغريب فإن أول منزل ينزل عند الغروب، وعند غروبها- حال من الشمس لا ظرف مثلث، ويمسح- حال من ضمير يجلس. و"المثلاث" جمع مثلة- بفتح ميم وضم مثلثة، بمعنى المثل وهي العقوبة الفاضحة، وأصله الشبه وما يعتبر به، يريد بمن خلا من الأمم. غ: ""مثل" الجنة" صفتها. "وله "المثل" الأعلى" أي التوحيد والخلق والأمر ونفي كل إله سواه. و "محاريب و"تماثيل""، ذكر أنها صورة الأنبياء. "ويذهبا بطريقتكم "المثلى"" تأنيث الأمثل، أي يصرفان وجوه أماثل الناس إليها، امتثل أماثلهم: اختار أفاضلهم، الواحد مثل، والأماثل جمع أمثال أو أمثل. نه: وفيه: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم "الأمثل فالأمثل"، أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. ك: أتى بثم أولًا ثم بالفاء إعلامًا بالبعد بين مرتبة الأنبياء وغيرهم وعدمه بين ولى وولى إذ رتبة بعض الأولياء قريب من البعض، ووجه أشدية البلاء عليهم كونهم مخصوصين بكمال الصبر ومعرفة أنها نعمة، وليتم الخير لهم ويضاعف الأجر. ومنه: وهو "أمثل" له غذاء، أي أفضل، قوله: إلى غيرها، متعلق بيمنعها، أي منعها منتهيًا إلى رضاع غيرها. نه: ومنه ح عمر للتراويح: لو جمعت الناس على قارئ واحد لكان "أمثل"، أي أولى وأصوب. وفيه: قال بعد وقعة بدر: لو كان أبو طالب حيًا لرأي سيوفنا قد بسأت "بالمياثل"، أي اعتادت واستأنست بالأماثل. ج: و"أمثل" ما تداويتم، أي أشرف وأجود.
مثل
مثَلَ يَمثُل، مُثولاً، فهو ماثل، والمفعول ممثول (للمتعدِّي)
• مثَل الشَّخصُ بين يدي فلان: مَثُل؛ قام بين يديه منتصبًا "أمر القاضي بمثول الشّهود بين يديه- مَثَل بين يدي الرئيس- مثَلُوا أمام المحكمة".
• مثَل التَّماثيلَ: صوّرها بالنّحت.
• مثَله بفلان: شبّهه وسوّاه به. 

مثُلَ1/ مثُلَ لـ يَمثُل، مُثولاً، فهو ماثل، والمفعول ممثول له
• مثُل الشَّخصُ بين يدي فلان: مثَل؛ قام بين يديه منتصبًا "مثُل للتّحقيق بين يدي القاضي".
• مثُلت الجريدةُ للطِّبع: أعدّت وتهيَّأت للطِّباعة. 

مثُلَ2 يمثُل، مَثالةً، فهو مثيل
• مثُل الشّخصُ: فضُل وكان ذا مزّية في نوعه "مثُل بين أقرانه". 

امتثلَ/ امتثلَ لـ/ امتثلَ من يمتثل، امتثالاً، فهو مُمتثِل، والمفعول مُمتثَل
• امتثل المثلَ: تصوّره.
• امتثل طريقةَ فلان: اتّبعها وعمل على مثالها "امتثل أسلوبَ المتنبِّي في شعره".
• امتثل الأمرَ/ امتثل للأمر: أطاعه واحتذاه "ممتثل لأوامر الله".
• امتثل من فلان: اقتصّ منه. 

تماثلَ/ تماثلَ من يتماثل، تماثُلاً، فهو مُتماثِل، والمفعول مُتماثَل منه
• تماثل الشَّيئان: تشابها "تماثل الرأيان/ العددان- أبنية متماثلة".
• تماثل المريضُ من عِلَّته: قارب البُرْءَ، بدأت صحّتُه تتحسَّن "تماثل للشّفاء". 

تمثَّلَ/ تمثَّلَ بـ/ تمثَّلَ لـ/ تمثَّلَ من يتمثّل، تمثُّلاً، فهو مُتمثِّل، والمفعول مُتمثَّل
• تمثَّل الشَّيءَ: تصوّر مثالَه "تمثَّل الشَّجاعةَ في شخص فلان- كرّر وجهة نظره المُتَمَثَّلَة في كذا".
• تمثَّل الجسمُ الغذاءَ: أخذه وامتصّ ما فيه من نفع.
• تمثَّل بِبَيْت من الشِّعر في خطابه: ضربه مثلاً.
• تمثَّل بأبيه في الحزم: تشبّه به "تمثّل بالكرام- يحاول الطالبُ التمثُّل بأستاذه".
• تمثَّل الشَّيءُ له: تصوّر له، تشخَّص له " {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} ".
• تمثَّل من خَصْمه: امتثل منه، اقتصّ منه. 

ماثلَ يماثل، مثالاً ومُماثلةً، فهو مُماثِل، والمفعول مُماثَل
• ماثل الشَّيءُ الشَّيءَ: شابهه "كان يماثل أستاذَه في العلم والمعرفة- ماثل أباه شجاعة وكرمًا- ذوقه يماثل ذوقي".
• ماثل فلانٌ فلانًا: قلّده "ماثَل الطالبُ أستاذَه في طريقة الكلام والنِّقاش".
• ماثل فلانًا بفلان: مثله به، شبَّههُ به (ولا تكون المماثلة إلاّ بين المتفقين) "ماثلت أخي بأحد أصدقائي". 

مثَّلَ/ مثَّلَ بـ يمثِّل، تمثيلاً، فهو مُمثِّل، والمفعول مُمثَّل
• مثَّل التَّماثيلَ: مثلَها؛ صوّرها.
• مثَّل المسرحيّةَ: عرضها على المسرح "مثَّل دورَ البطل: لبس شخصيّته- مثل دورَ السُّلطان: قام بهذا الدّور" ° مثَّل دورًا أمام رئيسه: تظاهر به.
• مثَّل الجريمةَ: أعاد تمثيلَ وقائعها أمام المحقِّقين لمساعدتهم في اكتشاف الحقيقة, ومعرفة الظروف التي ارتُكبت فيها.
• مثَّل فلانًا: (قن) قام بعمل قانونيّ باسم غيره بمقتضى توكيل قانونيّ أو اتِّفاق، ناب عنه "مثّل المحامي مصالحَ الشركة- مثل المحامي المتّهمَ في قضيّته".
• مثَّل الشَّيءَ بالشَّيء: مثلَه به، شبّهه به "مثّل الحياة بالحُلم".
• مثَّل الشَّيءَ لفلانٍ: صوّره له بكتابة أو غيرها كأنّه ينظر

إليه.
• مثَّل قومَه في دولة أو مؤتمر: ناب عنهم "مثّل بلادَه في اجتماع القمّة العربيّة"? بدل التَّمثيل: هو ما يصرف لمن ينوبون عن الدولة في الخارج.
• مثَّل به: عذّبه ونكّل به بجدع أنفه أو قطع أذنه أو غيرها من الأعضاء "قتله ومثَّل بجثّته أبشع تمثيل". 
4740 - 
أمثلُ [مفرد]: ج أماثِلُ، مؤ مُثْلى، ج مؤ مُثْلَيات: أفعل تفضيل من مثُل2؛ أفضلُ، أحسنُ "اتّبع الحلّ الأمثل- إنّه من أماثل الناس: خيارُهم- {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ". 

أُمْثولة [مفرد]: ج أمثولات وأماثيلُ: ما يُتَمثَّل به، عِبْرة، عِظة، ما يضرب مثلا "جعله أُمثولة للجميع- هو أمثولة في الصِّدق والوفاء". 

امتثال [مفرد]: مصدر امتثلَ/ امتثلَ لـ/ امتثلَ من.
• أمر بالامتثال أمام المحكمة: (قن) وثيقة قانونيّة صادرة بالأمر لأحد الأفراد بأن يظهر أمام المحكمة في وقتٍ مُعيَّن، والإخلال بهذا الأمر قد يُعرِّض الفردَ للعقوبة. 

امتثاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى امتثال: "قيم امتثاليّة".
2 - مصدر صناعيّ من امتثال: كون الإنسان مسايرًا في أفكاره وعواطفه للعُرْف العام في المجتمع الذي يعيش فيه "يجب الانصياع لامتثاليّة الحياة العاديَّة مع انضباط صارم- كان مهيّأ لتلقِّي قرارات رؤسائه والتكيُّف معها بامتثاليّة وانضباط شديد". 

تماثُل [مفرد]:
1 - مصدر تماثلَ/ تماثلَ من.
2 - (بغ) تشارك في أمرٍ ما.
3 - (جب) تساوي العددين.
4 - (لغ) تأثُّر الأصوات المتجاورة بعضُها ببعض. 

تِمثال [مفرد]: ج تماثيلُ: اسم ذات، ما يُنحت مُشبَّهًا بالمخلوقات من عباد وحيوان وغيرها، صورة مصوَّرة "صنعوا له تمثالاً من رُخام- تماثيل العظماء- {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} ". 

تمثيل [مفرد]:
1 - مصدر مثَّلَ/ مثَّلَ بـ.
2 - استيعاب المعلومات استيعابًا ينظمها في الحياة العقليّة.
3 - (بغ) تشبيه صورة مركّبة بأخرى مركّبة.
4 - (سف) إلحاق جُزَيء بجزيء آخر في حكمه لمعنى مشترك بينهما، ومنه القياس الفقهيّ.
5 - (قن) انتداب شخص مُعيّن للقيام بعمل ما باسم غيره ولحسابه بمقتضى توكيل.
• التَّمثيل: (فن) أداء أدوار في عمل مسرحيّ أو سينمائيّ أو تليفزيونيّ.
• التَّمثيل الغذائيّ: (حي) تحوّل الموادّ الغذائيَّة التي يتناولها الكائنُ الحيّ إلى موادّ يتألّف منها جسمُه، وتعرف هذه العمليّة بالأيض النَّباتي.
• التَّمثيل النِّسبيّ: (سة) محاولة توزيع المقاعد أو المناصب بالنِّسبة إلى القوى السِّياسيّة المتنافسة في البرلمان أو في الحكومة أو في وظائف أخرى.
• التَّمثيل الضَّوئيّ: (نت) عمليّة يقوم بها النَّبات الأخضر مكوِّنًا موادّ كربوهيدراتيّة (نشويّة وسكَّريّة) شريطة وجود البلاستيدات الخضراء (الكلوروفيل) والضَّوء وثاني أكسيد الكربون والماء. 

تمثيليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تمثيل: "مشهد تمثيليّ".
2 - مسرحيّ "فرقة تمثيليّة". 

تمثيليَّة [مفرد]: (فن) عمل فنيّ منثور أو منظوم يؤلّف على قواعد خاصّة ليمثِّل حادثًا حقيقيًّا أو متخيّلاً "تمثيليّة إذاعيّة- تمثيليّات فكاهيّة". 

ماثِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مثَلَ ومثُلَ1/ مثُلَ لـ.
2 - متصوّر "فكرة ماثلة في ذهنه".
3 - واضح بيِّن "ماثل للعَيان- ماثل أمام عينيه حاضر، باد". 

مِثال [مفرد]: ج أمثلة (لغير المصدر) ومُثُل (لغير المصدر):
1 - مصدر ماثلَ.
2 - قالَب ونموذج يُقدّر على مِثْله "مُثُل عُليا- صنع القرطَ على مثال اختاره المشتري".
3 - صورة الشّيء التي تمثِّل صفاتِهِ "إنّها مثال الشّرف والأمانة- على سبيل المثال" ° على مثاله: على منواله.
4 - شاهد يذكر لإيضاح القاعدة "قرّب المعلّم الفهمَ إلى تلامذته بأمثلة عديدة".
5 - ما يعبّر عنه موضوع الفنّ حِسّيًّا (في علم الجمال).
6 - قدوة يحتذى به.
• المثال: (نح) المعتل الفاء من الأفعال مثل: وعد، وزن. 

مَثالة [مفرد]: مصدر مثُلَ2. 

مِثاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مِثال: وصف لكلّ ما هو كامل في بابه، ويُقتدى به "خُلُق/ زوج/ سلوك مثاليّ- الأمّ المثاليّة- الطّالب المثاليّ".
2 - من يتّخذ لنفسه مَثَلا أعلى يتّبعه في حياته. 

مثاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِثال.
2 - مصدر صناعيّ من مِثال.
• المثاليَّة:
1 - (سف) مذهب فلسفيّ ينكر حقيقة ذاتيّة الأشياء المتميِّزة من (أنا) ولا يقبل منها إلاّ الفكر، وهو مذهب يقابل الواقعيّة بوجهٍ عام "فيلسوف من دعاة المثاليّة".
2 - الميل نحو المثال والبحث عنه "في سلوكه مثاليّة واضحة تبعده عن الواقع والتكيف معه". 

مثَّال [مفرد]: صانع التماثيل "نحت المثَّالُ تمثالاً لشاعرٍ كبير". 

مَثَل [مفرد]: ج أمثال:
1 - جملة من القول مقتطعة من كلام، أو مرسلة بذاتها، تنقل ممّا وردت فيه إلى مشابهة بدون تغيير مثل (الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق) "ضرب مثلاً- {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} " ° صار مضرب الأمثال: مشهور معروف- مثل سائر: قول مأثور شائع بين الناس.
2 - عبرة، درس، آية " {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} ".
3 - شبه ونظير " {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} ".
4 - أسطورة على لسان حيوان أو جماد "أمثال كليلة ودمنة".
5 - حُجّة ودليل "أقام له مثلاً- سجّلت على اللوحة مثلاً على ذلك- ضرب لهم مثلا من نفسه- {وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} ".
6 - غاية في بابه من جميع النواحي "هو مثلٌ في الأخلاق العالية". 

مِثْل [مفرد]: ج أمثال: شبه، نظير، مشابه "هو مِثْل أبيه كرمًا- لا تتفوّه بِمثْل هذا الكلام- {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} - {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}: يضرب للحثّ على عمل الخير والاتِّجاه إلى أمجد المقاصد- {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} " ° في مثل هذه الحالة: في حالة كهذه- معاملة بالمِثْل: معاملة على النّحو ذاته. 

مَثُلة [مفرد]: ج مَثُلات: عقوبة " {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} ". 

مُثْلَة [مفرد]: ج مُثُلات ومُثْلات:
1 - تنكيل بجدع الأنف أو قطع الأذن " {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المُثُلاَتُ} [ق]- {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المُثْلاَتُ} [ق] ".
2 - عقوبة. 

مُثول [مفرد]: مصدر مثَلَ ومثُلَ1/ مثُلَ لـ. 

مثيل1 [مفرد]: ج مُثَلاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مثُلَ2. 

مَثيل2 [مفرد]: ج أمثال: شبيه ونظير متساوٍ مع غيره في الأهمية أو الرُّتبة أو الدرجة "هذه اللوحة لا مثيل لها: فريدة- تلك الطالبة تختلف عن مثيلاتها- هو مثيله في أخلاقه" ° لم يسبِق له مثيل: فريد، منقطع النَّظير لا شبيه له. 

مُماثلة [مفرد]
• المُماثلة:
1 - (جد) تساوي الفاصلتين في الطُّول أو الوزن أو هما معًا " {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ. وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ".
2 - (لغ) تأثُّر الأصوات اللُّغويّة بعضها ببعض تأثيرًا يهدف إلى نوع من المشابهة بينها ليزداد مع مجاورتها قربها في الصِّفات أو المخارج. 

مُمَثِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مثَّلَ/ مثَّلَ بـ ° الممثِّل التِّجاريّ: الوكيل- ممثّل الشَّعب: النّائب وهو من ينتخبه الشّعبُ لينوب عنه في سنّ قوانين البلاد وفي المحافظة على حقوقه- ممثِّل حزب: مَنْ خُوِّل السُّلطةَ ليتصرَّف بالنِّيابة عن جماعة- ممثِّل دبلوماسيّ: مَنْ عيَّنه بلدُهُ ليمثِّله لدى بلد آخر.
2 - (فن) من يزاول مهْنة التمثيل على المسرح أو في السينما أو التلفزيون ° الممثِّل البديل: الذي يحلّ محلّ ممثل آخر اعتذر عن أداء الدور، أو الذي يقوم بمشاهد تحتاج إلى مهارة بدلاً عن الممثِّل الأصليّ.
3 - وكيل "ممثِّل النِّيابة". 
مثل
المِثْل، بالكَسْر والتحريك، وكأَميرٍ: الشِّبْه، يُقَال: هَذَا مِثْلُه وَمَثَلُه، كَمَا يُقَال: شِبهُه وَشَبَهُه. قَالَ ابنُ بَرِّي: الفرقُ بَين المُماثَلةِ والمُساواةِ أنّ المساواةَ تكونُ بَين المُختَلِفَيْنِ فِي الجِنسِ والمُتَّفِقَيْن لأنّ التساويَ هُوَ التكافُؤُ فِي المِقدارِ لَا يزيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وأمّا المُماثَلةُ فَلَا تكونُ إلاّ فِي المُتَّفِقَيْن، تَقول: نَحْوُه كَنَحْوِه وفِقهُه كفِقْهِه وَلَوْنُه كَلَوْنِه وَطَعْمُه كَطَعْمِه، فَإِذا قيل: هُوَ مِثلُه، على الْإِطْلَاق، فَمَعْنَاه أنّه يَسُدُّ مَسَدَّه، وَإِذا قيل: هُوَ مثلُه فِي كَذَا، فَهُوَ مُساوٍ لَهُ فِي جِهةٍ دونَ جِهةٍ، انْتهى. وقرأتُ فِي الرِّسالةِ البغداديّةِ للحاكمِ أبي عَبْد الله النَّيْسابوريِّ وَهِي عِنْدِي مَا نَصُّه: أنّ ممّا يَلْزَمُ الحَدِيثِيَّ من الضبطِ والإتقانِ إِذا ذَكَرَ حَدِيثا وساقَ المَتْنَ ثمّ أَعْقَبَه بإسْنادٍ آخَرَ أَن يَفْرُقَ بَين أَن يَقُول: مِثلُه أَو نَحْوُه، فإنّه لَا يحِلُّ لَهُ أَن يَقُول: مِثلُه إلاّ بعدَ أَن يَقِفَ على المَتنَيْنِ والحديثِ جَمِيعًا، فيعلمَ أنّهما على لفظٍ واحدٍ، فَإِذا لم يُميِّزْ ذَلِك حَلَّ لَهُ أَن يَقُول: نَحْوُه، فإنّه إِذا قالَ نَحْوُه فقد بيَّنَ أنّه مِثلُ مَعانيه، وقَوْله تَعالى: لَيْسَ كمِثلِه شيءٌ وَهُوَ السميعُ البَصير أرادَ لَيْسَ مِثلَه، لَا يكونُ إلاّ ذَلِك لأنّه إنْ لم يقُلْ هَذَا أَثْبَتَ لَهُ مِثْلاً، تَعَالَى اللهُ عَن ذَلِك، ونَظيرُه مَا أنشدَ سِيبَوَيْهٍ: لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ)
وقولُهم: فلانٌ مُسْتَرادٌ لمِثلِه، وفلانٌ مُسْتَرادةٌ لمِثلِها: أَي مِثلُه يُطلَبُ ويُشَحُّ عَلَيْهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ مُسْتَرادٌ مِثلُه أَو مِثلُها، واللامُ زائدةٌ. والمَثَل، مُحَرَّكَةً: الحُجّةُ، وَأَيْضًا: الحديثُ نَفْسُه، وقولُه عزَّ وجلَّ: وللهِ المَثَلُ الأعْلى جاءَ فِي التفسيرِ أنّه قولُ: لَا إِلَه إلاّ الله، وتأويلُه أنّ اللهَ أَمَرَ بالتوحيدِ ونَفْيِ كلِّ إِلَه سِواه، وَهِي الأمْثال. وَقد مَثَّلَ بِهِ تَمْثِيلاً وامْتَثلَه وَتَمَثَّلَه وَتَمَثَّلَ بِهِ، قَالَ جَريرٌ: (والتَّغْلَبِيُّ إِذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ اسْتَه وَتَمَثَّلَ الأمْثالا)
على أنّ هَذَا قد يجوزُ أَن يريدَ بِهِ تمَثَّلَ بالأَمْثالِ، ثمّ حَذَفَ وأَوْصَلَ. المَثَلُ أَيْضا: الصِّفة، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَمِنْه قَوْله تَعالى: مَثَلُ الجنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقون، قَالَ الليثُ: مثَلُها هُوَ الخبَرُ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معناهُ صِفةُ الجنّةِ، قَالَ عُمرُ بنُ أبي حَنيفة: سَمِعْتُ مُقاتِلاً صاحبَ التفسيرِ يَسْأَلُ أَبَا عَمْرِو بنَ العلاءِ عَن هَذِه الآيةَ فقالَ مَا مثَلُها فَقَالَ: فِيهَا أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ قَالَ: مَا مَثَلُها فَسَكَتَ أَبُو عمروٍ، قَالَ: فَسَأَلتُ يونُسَ عَنْهَا فَقَالَ: مَثَلُها: صِفَتُها، قَالَ مُحَمَّد بن سَلاّمٍ: ومِثْلُ ذَلِك قولُه: ذَلِك مثَلُهم فِي التَّوراةِ وَمَثَلُهم فِي الْإِنْجِيل أَي صِفتُهم، قَالَ الأَزْهَرِيّ: ونحوُ ذَلِك رُوِيَ عَن ابنِ عبّاسٍ، وأمّا جوابُ أبي عمروٍ حينَ سألَه مَا مثَلُها فَقَالَ: فِيهَا أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ ثمّ تَكْرِيرُه السُّؤال: مَا مثَلُها وسُكوتُ أبي عمروٍ عَنهُ فإنّ أَبَا عمروٍ أَجَابَهُ جَوَابا مُقنِعاً، ولمّا رأى نَبْوَةَ فَهْمِ مُقاتِلٍ سَكَتَ عَنهُ لِما وَقَفَ من غِلَظِ فَهْمِه، وَذَلِكَ أنّ قَوْله تَعالى: مَثَلُ الجنَّة تَفْسِيرٌ لقولِه تَعَالَى: إنّ اللهَ يُدخِلُ الذينَ آمنُوا وعَمِلوا الصالِحاتِ جَنّاتٍ تجْرِي من تَحْتِها الْأَنْهَار وَصَفَ تلكَ الجنّاتِ فَقَالَ: مثَلُ الجنَّةِ الَّتِي وَصَفْتُها، وَذَلِكَ مِثلُ قولِه: مثَلُهُم فِي التَّوراةِ ومثَلُهم فِي الْإِنْجِيل أَي ذَلِك صِفةُ مُحَمَّد صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم وأصحابِه فِي التَّوْراة، ثمّ أعلمَهُم أنّ صِفتَهم فِي الإنجيلِ كَزَرْعٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وللنحويين فِي قَوْله تَعالى: مثَلُ الجنّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقون قولٌ آخَرُ، قَالَه مُحَمَّد بن يَزيدَ المُبَرِّدَ فِي كتابِ المُقْتَضَبِ، قَالَ: التقديرُ: فِيمَا يُتلى عليكُم مثَلُ الجنّةِ، ثمّ: فِيهَا، وفيهَا، قَالَ: وَمَنْ قالَ: إنّ مَعْنَاهُ صِفةُ الجنّةِ فقد أَخْطَأَ، لأنّ مَثَل لَا يُوضَعُ فِي مَوْضِعِ صِفة، إنّما يُقَال: صِفةُ زَيْدٍ أنّه ظَريفٌ، وأنّه عاقِلٌ، وَيُقَال: مثَلُ زَيدٍ مثَلُ فُلانٍ، إنّما المثَلُ مأخوذٌ من المِثال، والحَذْوِ، والصِّفةُ تَحْلِيَةٌ وَنَعْتٌ، انْتهى. قلت: ومِثْلُ ذَلِك لأبي عليٍّ الفارسيِّ فإنّه قَالَ: تَفْسِيرُ المثَلِ بالصِّفةِ غيرُ معروفٍ فِي كلامِ الْعَرَب، إنّما مَعْنَاهُ التَّمْثيل، قَالَ شيخُنا: ويمكنُ أَن يكونَ إطْلاقُه عَلَيْهَا من قَبيلِ المَجازِ لعلاقَةِ الغَرابة. وامْتَثلَ عندَهم مَثَلاً حَسَنَاً، وَكَذَا: امْتَثلَهُم مَثَلاً حَسَنَاً. وَتَمَثَّلَ: أَي)
أنشدَ بَيْتَاً، ثمّ آخَرَ، ثمّ آخَرَ، وَهِي الأُمْثولَة، بالضَّمّ. وَتَمَثَّلَ بالشيءِ: ضَرَبَه مثَلاً، يُقَال: هَذَا البيتُ مثَلٌ يَتَمَثَّلُه، وَيَتَمثَّلُ بِهِ. والمِثال، بالكَسْر: المِقْدار، وَهُوَ من الشِّبَهِ والمِثْلِ مَا جُعِلَ مِثالاً، أَي مِقداراً لغَيرِه يُحذى عَلَيْهِ، والجمعُ أَمْثِلَةٌ ومُثُلٌ، وَمِنْه أَمْثِلَة الأفعالِ والأسماءِ فِي بابِ التصريف. قَالَ أَبُو زيدٍ: المِثال: القِصاص، وَهُوَ اسمٌ من أَمْثَلَه إمْثالاً، كالقِصاصِ اسمٌ من أَقَصَّه إقْصاصاً. المِثال: صفَةُ الشيءِ. أَيْضا: الفِراش، وَمِنْه حديثُ عَبْد الله بن أبي نَهيك: أنّه دَخَلَ على سَعدٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ وعندَه مِثالٌ رَثٌّ. أَي: فِراشٌ خَلَقٌ. وَفِي حديثٍ آخَر: فاشْترى لكلِّ واحدٍ مِنْهُم مِثالَيْن، قَالَ جَريرٌ: قلتُ للمُغيرَةِ مَا مِثالان قَالَ: نَمَطَان، والنَّمَط: مَا يُفْتَرَشُ من مَفارِشِ الصُّوفِ المُلَوَّنةِ، قَالَ الْأَعْشَى:
(بكُلِّ طُوالِ السّاعِدَيْن كأنّما ... يرى بسُرى اللَّيْلِ المِثالِ المُمَهَّدا)
ج: أَمْثِلَةٌ ومثُلٌ، بضمَّتَيْن، وإنْ شِئتَ خَفَّفْت. وتماثَلَ العَليلُ: قارَبَ البُرْءَ فصارَ أَشْبَه بالصحيحِ من العَليلِ المَنْهوك، وَقيل: هُوَ من المُثُولِ وَهُوَ الانتصاب، كأنّه هَمَّ بالنهوضِ والانتصابِ، وَفِي الصِّحاح: تَماثَلَ من عِلَّتِه: أَي أَقْبَلَ. والأَمْثَل: الأَفْضَل، يُقَال: هُوَ أَمْثَلُ قَوْمِه: أَي أَفْضَلُهم، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأَمْثَل: ذُو العَقلِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَن يُقال هُوَ أَمْثَلُ بضني فلانٍ، وَفِي الحَدِيث: أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ ثمّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَل، أَي الأشْرَفُ فالأشرف، والأعلى فالأعلى فِي الرُّتبَةِ والمَنزِلة. وَفِي حديثِ التَّروايح: لَكانَ أَمْثَلَ، أَي أَوْلَى وأَصْوَب، ج: أماثِل. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: فلانٌ أَمْثَلُ بَني فلانٍ: أَي أَدْنَاهم للخَير، وهؤلاءِ أماثِلُ القومِ: أَي خِيارُهم. والمَثَالَة: الفَضْل، وَقد مَثُلَ ككَرُمَ مَثالَةً، أَي صارَ فاضِلاً، وَيُقَال: من ذَوي مَثالَتِهم. المُثْلَى: تأنيثُ الأَمْثَل، كالقُصْوى تَأْنِيث الأقْصى، قَالَه الأخفشُ، وقَوْله تَعالى: وَيَذْهَبا بطَريقَتِكُمُ المُثْلَى أَي بجماعَتِكُم الأَفْضَلِين. وَقيل: الطريقةُ المُثْلى: الَّتِي هِيَ الأشْبَهُ بالحقِّ. قَوْله تَعالى: إِذْ يقولُ أَمْثَلُهم طَريقَة مَعْنَاهُ: أَعْدَلُهم وأَشْبَهُهم بالحقِّ، أَو أَعْلَمهُم عِنْد نَفْسِه بِمَا يَقُول. قَالَه الزّجّاج.
المَثيل، كأَميرٍ: الفاضِل، وَإِذا قيل: مَن أَمْثَلُكم قلتَ: كلُّنا مَثيلٌ، حَكَاهُ ثعلبٌ، وَإِذا قيل: مَن أَفْضَلُكم قلتَ: كلُّنا فاضِلٌ، أَي أنّك لَا تَقول: كلُّنا فَضيلٌ كَمَا تَقول: كلُّنا مَثيلٌ. والتَّمْثال، بالفَتْح: التَّمْثيل، وَهُوَ مصدرُ مَثَّلْتُ تَمْثِيلاً وتَمْثَالاً، وذِكرُ الفتحِ مُسْتَدرَكٌ إِذْ قولُه فِيمَا بعد: وبالكَسْر الصُّورَةُ يُغْني عَنهُ، وَهِي الشيءُ المَصنوعُ مُشَبَّهاً بخَلقٍ من خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأصلُه من مَثَّلْتُ الشيءَ بالشيءِ: إِذا قَدَّرْتَه على قَدْرِه، والجمعُ التَّماثيل، وَمِنْه قَوْله تَعالى: مَا هَذِه)
التَّماثيلُ أَي الْأَصْنَام، وقَوْله تَعالى: من مَحارِيبَ وتَماثِيلَ هِيَ صُوَرُ الأنبياءِ عَلَيْهِم السَّلام، وكانَ التَّمْثيلُ مُباحاً فِي ذَلِك الْوَقْت. التِّمْثال: سَيْفُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَهُوَ القائلُ فِيهِ: قَتَلْتُ وَتْرِيَّ مَعًا وسِنْجالْ فقد تَوافَتْ حِمَمٌ وآجالْ وَفِي يَميني مَشْرَفِيٌّ قَصّالْ أسماؤُهُ المَلْك اليَمانِي تِمْثالْ ومثَّلَه لَهُ تَمْثِيلاً: صوَّرَه لَهُ بكتابةٍ أَو غيرِها حَتَّى كأنّه ينظرُ إِلَيْهِ. وامْتَثلَه هُوَ: أَي تَصَوَّرَه، فَهُوَ مُطاوِعٌ، قَالَ الله تَعالى: فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرَاً سَوِيّاً أَي تصَوَّر. يُقَال: امْتَثلَ مِثالَ فلانٍ: إِذا احْتَذى حَذْوَه وَسَلَكَ طريقَتَه. وامْتَثلَ طريقَتَه: تَبِعَها فَلم يَعْدُها. وَفِي الصِّحاح: امْتَثلَ أَمْرَه: أَي احْتَذاه.
امْتَثلَ مِنْهُ: اقْتَصَّ، قَالَ:
(إنْ قَدَرْنا يَوْمَاً على عامِرٍ ... نَمْتَثِلْ منهُ أَو نَدَعْهُ لكمْ)
وَفِي حديثِ سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ: امْتَثِلْ مِنْهُ، فَعَفَا، أَي: اقتَصَّ مِنْهُ، كَتَمَثَّلَ مِنْهُ، كَذَا فِي المُحْكَم. وَمَثَلَ الرجلُ بَيْنَ يَدَيْه يَمْثُلُ مُثولاً: قامَ مُنتَصِباً، وَمِنْه الحَدِيث: فَمَثَلَ قائِماً، كمَثُلَ، بالضَّمّ أَي من حَدِّ كَرُمَ، مُثولاً بالضَّمّ، فَهُوَ ماثِلٌ. مَثَلَ: أَي لَطَأَ بالأرضِ، وَهُوَ ضِدٌّ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لزُهَيرٍ:
(تحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُها وَخَلَتْ لَهَا ... رُسومٌ فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ) وَقَالَ زُهَيْرٌ: أَيْضا فِي الماثِلِ بِمَعْنى المُنتَصِب:
(يَظَلُّ بهَا الحِرْباءُ للشمسِ ماثِلاً ... على الجِذْلِ إلاّ أنّه لَا يُكَبِّرُ)
مَثَلَ: زالَ عَن مَوْضِعِه، قَالَ أَبُو عمروٍ: كانَ فلانٌ عندَنا ثمّ مَثَلَ: أَي ذَهَبَ. يُقَال: مَثَلَ فلَانا فلَانا ومَثَلَه بِهِ: شبَّهَه بِهِ وسَوّاه بِهِ. مَثَلَ فلانٌ فلَانا: صارَ مِثلَه، أَي يَسُدُّ مَسَدَّه. مَثَلَ بفلانٍ مَثْلاً، ومَثْلَةً، بالضَّمّ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ: نكَّلَ تَنْكِيلاً بقَطعِ أطرافِه والتشويهِ بِهِ، وَمَثَلَ بالقَتيل: جَدَعَ أَنْفَه وأُذُنَه، أَو مَذاكِيرَه، أَو شَيْئا من أطرافِه، وَفِي الحديثِ: من مَثَلَ بالشَّعَرِ فليسَ لَهُ عِنْد اللهِ خَلاقٌ يومَ القيامةِ، أَي حَلَقَه من الخُدود، أَو نَتَفَه، أَو غَيَّرَه بالسّوادِ، ورُوِيَ عَن طَاوس أنّه قَالَ: جَعَلَه اللهُ طُهْرَةً فَجَعَله نَكالاً. وَفِي حديثٍ آخَر: أنّه نهى عَن المُثْلَةِ، كمَثَّلَ) تَمْثِيلاً، التشديدُ للمُبالغةِ، وَفِي الحَدِيث: نَهَى أَن يُمَثَّلَ بالدّوابِّ وأنْ تُؤكَلَ المَمْثولُ بهَا، وَهُوَ أَن تُنصَبَ فتُرمى أَو تُقَطَّعَ أَطْرَافُها وَهِي حَيَّةٌ. وَهِي المَثُلَةُ، بضمِّ الثاءِ وسُكونِها، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، أَي مَعَ فَتْحِ الميمِ، وَفِي الصِّحاح المَثُلَة، بفتحِ الميمِ وضمِّ الثَّاء: العُقوبة، وزادَ الصَّاغانِيّ: والمُثُلَة، بضمّتَيْن، والمُثْلَة، بالضَّمّ، فَهِيَ ثلاثُ لغاتٍ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا على الأُولى، وَلم أرَ أَحَدَاً ضَبَطَها بسكونِ الثاءِ مَعَ الفتحِ، كَمَا هُوَ مُقتَضى عبارَتِه فتأمَّلْ ذَلِك، وقولُه ج: مُثُولاتٌ ومَثُلاتٌ، هَكَذَا فِي النسخِ وَهُوَ غلَطٌ والصحيحُ أنّ مَثُلاتٍ
بضمِّ الثَّاء جمعُ مَثُلَةٍ، وَمن قَالَ: مُثُلَة بضمّتَيْن قَالَ فِي جَمْعِه مُثُلاتٍ بضمّتَيْن أَيْضا، وَمن قَالَ مُثْلَة بالضَّمّ قَالَ فِي جَمْعِه مُثْلات بالضَّمّ أَيْضا، وَأَيْضًا مُثُلاتٌ بضمّتَيْن، وَأَيْضًا، مُثَلاتٌ بِالتَّحْرِيكِ، وأمّا مُثُولات الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّف فَلم أَرَهُ فِي كتابٍ، فاعْرِفْ ذَلِك، وَقَالَ الزّجّاج: الضمُّ فِي المَثُلاتِ عِوَضٌ عَن الحذفِ، ورَدَّ ذَلِك أَبُو عليٍّ، وَقَالَ: هُوَ من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ وشِياهٌ لَجِبَاتٌ، قَالُوا فِي تفسيرِ قولِه: وَقد خَلَتْ من قَبْلِهم المَثُلات أَي وَقد علِموا مَا نَزَلَ من عقوبتنا بالأُمَمِ الخاليةِ فَلم يعتبروا بهم، وَقَالَ بعضُهم: أَي وَقد تقدّمَ من العذابِ مَا فِيهِ مُثْلَةٌ ونَكالٌ لَهُم لَو اتَّعَظوا، وكأنّ المَثْلَ مأخوذٌ من المَثَلِ لأنّه إِذا شَنَّعَ فِي عقوبتِه جَعَلَه مَثَلاً وَعَلَماً، وَنقل الصَّاغانِيّ عَن ابنِ اليَزيديِّ، أنّ المُرادَ بالمَثُلاتِ هُنَا الأمْثال والأشْباه. وَفِي كتابِ المُحتَسبِ لابنِ جِنِّي: قراءةُ عِيسَى الثَّقَفيِّ وَطَلْحةَ بنِ سُلَيْمان: المَثْلات وَقَرَأَ: المُثْلات يحيى بنُ وَثّابٍ، وقراءةُ النَّاس: المَثُلات رَوَيْناه عَن أبي حاتمٍ، قَالَ: روى زائدةُ عَن الأعمَشِ عَن يحيى: المَثْلاتُ بالفَتْح والإسْكان، قَالَ: وَقَالَ زائِدَةُ: ربّما ثَقَّلَ سُلَيْمانُ يَعْنِي الأعمَشَ يقولُ: المَثُلات، وأصلُ هَذَا كلُّه المَثُلات، بفتحِ الميمِ وضمِّ الثَّاء، فأمّا من قَرَأَ: المَثُلات فعلى أصلِه كالسَّمُراتِ جمع سَمُرَةٍ. وَمن قَالَ: المُثْلات بضمِّ الْمِيم وسكونِ الثاءِ احتملَ عندنَا أَمْرَيْن: إمّا أنّه أرادَ المَثُلات، ثمّ آثَرَ إسْكانَ الثاءِ اسْتِثقالاً للضمّةِ فَفَعَلَ ذَلِك إلاّ أنّه نَقَلَ الضمّةَ إِلَى الميمِ، فَقَالَ: المُثْلات، أَو أنّه خَفَّفَ فِي الواحدِ فصارتْ مَثُلَة إِلَى مُثْلَةٍ، ثمّ جَمَعَ على ذَلِك فَقَالَ: المُثْلات. ثمّ قَالَ بعد توجيهِ كَلَام: وَرَوَيْنا عَن قُطْرُب أنّ بعضُهم قَرَأَ: المُثُلات بضمّتَيْن، فَهَذَا إمّا عامَلَ الحاضِرَ مَعَه
فثَقُلَ عَلَيْهِ، وإمّا فِيهَا لغةٌ أُخرى وَهِي مُثُلَة كبُسُرَة، فِيمَن ضمَّ السينَ وإمّا فِيهَا لغةٌ ثالثةٌ وَهِي مُثْلَة كغُرْفَةٍ. وأمّا من قَالَ: المَثْلات، بفتحِ الميمِ وسكونِ الثاءِ فإنّه أَسْكَنَ عَيْنَ المَثُلاتِ اسْتِثقالاً لَهَا فَأَقَرَّ الميمَ مَفْتُوحةً، وَإِن شِئتَ قلتَ: أَسْكَنَ عَيْنَ الواحدةَ فَقَالَ:) مَثْلَة، ثمّ جَمَعَ وأقرَّ السكونَ بحالِه وَلم يَفْتَحْ الثاءَ، كَمَا يُقَال فِي جَفْنَةٍ وتَمْرَةٍ جَفَنَاتٌ وتَمَرَاتٌ، لأنّها ليستْ فِي الأصلِ فَعْلَة، وإنّما هِيَ مُسَكَّنةٌ من فَعُلَةٍ، فَفَصَل بذلك بَين فَعْلَةٍ مُرتَجِلَةٍ وفَعْلَةٍ مصنوعة مَنْقُولةٍ من فَعُلَةٍ، كَمَا ترى، وَإِن شِئتَ قلتَ: قد أَسْكَنَ الثاءَ تَخْفِيفًا فَلم يرَ مُراجعةَ تحريكِها إلاّ بحركَتِها الأصليّةِ لَهَا، وَقد يُمكنُ أَيْضا أَن يكونَ من قَالَ: المَثُلات ممّن يرى إسْكانَ الواحدِ تَخْفِيفًا، فلمّا صارَ إِلَى الجمعِ وآثَرَ التحريكَ فِي الثاءِ عاوَدَ الضمّةَ لأنّها هِيَ الأصلُ لَهَا، وَلم يَرْتَجِلْ لَهَا فَتْحَةً أَجْنَبيّةً عَنْهَا، كلُّ ذَلِك جائزٌ، انْتهى. وأَمْثَلَه من صاحبِه إمْثالاً: قَتَلَه بقَوَدٍ، يقولُ الرجلُ للحاكمِ أَمْثِلْني من فلانٍ، وأَقِصَّني، وأَقِدْني، بِمَعْنى واحدٍ، والاسمُ المِثالُ والقِصاصُ والقَوْدُ. قَالُوا: مِثْلٌ ماثِلٌ: أَي جَهدٌ جاهِدٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد: مَن لَا يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا يَلْقَ منَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وَإِن تشَكَّى الأَيْنَ والتّلاتِلا والماثُول: ع بالمدينةِ من نَوَاحِيهَا على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام. والماثِلَة: مَنارةُ المِسْرَجةِ، هَكَذَا هُوَ بكسرِ الميمِ من المِسْرَجَةِ فِي نسخِ الصِّحاح بخطِّ الجَوْهَرِيّ، والصوابُ
بفتحِها، نبَّه عَلَيْهِ المُحَشُّون، وَفِي العُباب: الماثِلَة: المَسْرَجةُ لانتِصابِها. والماثِلُ من الرُّسوم: مَا ذَهَبَ أثَرُه وَدَرَسَ، وشاهدُه قَوْلُ جَريرٍ السَّابِق: ... . فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ قَالَ الجَوْهَرِيّ: المُستَبين: الأَطْلال، والماثِل: الرُّسوم، وَهُوَ بعَينِه بِمَعْنى اللاطِئ بالأرضِ، فإنّها إِذا ذَهَبَ أثَرُها فقد لَطِئَتْ بالأرضِ، فتأمَّلْ ذَلِك. وبالكَسْر: المِثْلُ بنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بن بَكْرِ بنِ وائلٍ مَلِكُ الْيمن، وصَحَّفَ عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوَانَ فَقَالَ لقومٍ من الْيمن: مَا الميلُ مِنْكُم فَقَالُوا: يَا أميرَ المُؤمنين كانَ ملِكٌ لنا يُقَال لَهُ: المِثْلُ، فخَجِلَ عبدُ الملِك، وعرفَ أنّه وَقَعَ فِي التَّصحيف، وَهَذَا من حُسنِ الأدَبِ فِي الجَواب. وبَنو المِثْلِ بنِ مُعاوِيَة: قبيلةٌ من العربِ، مِنْهُم أَبُو الشَّعْثاءِ يزيدُ بنُ زيادٍ الكِنْديُّ، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: هُوَ من بني أسَدٍ. المُثْل، بالضَّمّ: ع، بفَلْجٍ، وَيُقَال لَهُ رَحى المُثْلِ أَيْضا، قَالَ مالكُ بنُ الرَّيْب:
(فيا لَيْتَ شِعري هَل تغَيَّرَتِ الرَّحى ... رَحى المُثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كَمَا هِيَا)
والأَمْثال: أَرَضونَ مُتشابِهةٌ أَي يُشبهُ بعضُهم بَعْضًا، وَلذَلِك سُمِّيتْ أمْثالاً، ذاتُ جبالٍ قُربَ)
البَصرةِ على لَيْلَتَيْن، نَقله ياقوت. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبُو حنيفَة: المِثال: قالَبٌ يُدخَلُ عَيْنُ النَّصْلِ فِي خَرْقٍ فِي وسَطِه ثمّ يُطرَقُ غِراراهُ حَتَّى يَنْبَسِطَ، والجمعُ أَمْثِلَةٌ. وامْتَثلَه غَرَضَاً: نَصَبَه هَدَفَاً لسِهامِ المَلامِ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ، أَي أحسنُ مُثولاً وانتِصاباً، ثمّ جُعِلَ صفة للإقبالِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعْنَاهُ أحسنُ حَالا من حالةٍ كانتْ قَبْلَها، وَهُوَ من قولِهم: هُوَ أَمْثَلُ قَوْمِه. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَثالَة: حُسنُ الحالِ، وَمِنْه قولُهم: كلّما ازْدَدْتَ مَثالَةً: زادكَ اللهُ رَعالَةً، والرَّعالَة: الحُمق. وَقَالَ أَبُو الهيثَم: قولُهم: إنّ قومِي مُثُلٌ، بضمّتَيْن: أَي ساداتٌ ليسَ فَوْقَهم أحَدٌ، كأنّه جمعُ الأَمْثَل. وَفِي الحَدِيث: أنّه قالَ بعدَ وَقْعَةِ بَدرٍ: لَو كانَ أَبُو طالبٍ حَيّاً لرَأى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مَعْنَاهُ اعتادَتْ واسْتَأْنسَتْ بالأَماثِل. وماثَلَه: شابَهَه. وَفِي الحَدِيث: قامَ مُمَثِّلاً ضُبِطَ كمُحدِّثٍ ومُعظَّمٍ: أَي مُنتَصِباً قَائِما، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هَكَذَا شُرِحَ، قَالَ: وَفِيه نظَرٌ من جهةِ التَّصريف. ويُجمَعُ ماثِلٌ على مَثَلٍ، كخادِمٍ وَخَدَمٍ، وَمِنْه قَوْلُ لَبيدٍ:
(ثمّ أَصْدَرْناهما فِي وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ)
وَيُقَال: المَثَلُ بِمَعْنى الماثِل. والمُثول: الزَّوالُ عَن الْموضع، قَالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَليُّ:
(يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجيحُ لِما يرى ... فمنهُ بُدُوٌّ تَارَة ومُثولُ)
وأَمْثَلَه: جَعَلَه مُثْلَةً. وأَمْثَلَ السلطانُ فلَانا: أرادَه. وَتَمَثَّلَ بَين يَدَيْه: قامَ مُنتَصِباً. والعربُ تَقول: هُوَ مُثَيْلُ هَذَا، ومُثَيْلُ هاتِيَّا، وهم أُمَيْثالُهُم، يريدونَ أنّ المُشَبَّه بِهِ حَقيرٌ كَمَا أنّ هَذَا حَقيرٌ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَمَثَولِي، بفتحِ الميمِ والثاءِ وكسرِ اللامِ: مَدينةٌ بالهِند.

مثل: مِثل: كلمةُ تَسْوِيَةٍ. يقال: هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه

وشَبَهُه بمعنى؛ قال ابن بري: الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن

المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين، لأَن التَّساوِي هو

التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص، وأَما المُماثَلة فلا تكون

إِلا في المتفقين، تقول: نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه

كطعمِه، فإِذا قيل: هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه،

وإِذا قيل: هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ، والعرب تقول:

هو مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم، يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن

هذا حقير. والمِثْل: الشِّبْه. يقال: مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى

واحد؛ قال ابن جني: وقوله عز وجل: فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ

مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون؛ جَعَل مِثْل وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على

الفتح، وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ، فإِن قلت: فما

موضع أَنكم تنطِقون؟ قيل: هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه، فإِن قلت:

أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ،

فكيف تجوز إِضافة المبني؟ قيل: ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم

المضموم إِليه ما، فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية

زيدٍ، أَو كالأَلف والنون في سِرْحان عَمْرو، أَو كياء الإِضافة في

بَصْرِيِّ القومِ، أَو كأَلف التأْنيث في صحراء زُمٍّ، أَو كالأَلف والتاء في

قوله:

في غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ

وقوله تعالى: ليس كَمِثْلِه شيء؛ أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك،

لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً، تعالى الله عن ذلك؛ ونظيرُه ما

أَنشده سيبويه:

لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

أَي مَقَقٌ. وقوله تعالى: فإِن آمنوا بمثل ما آمنتم به؛ قال أَبو إِسحق:

إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان؟ قيل له: المعنى واضح

بيِّن، وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في إِيمانكم

بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم

(* قوله «وتصديقكم كتوحيدكم» هكذا في الأصل،

ولعله وبتوحيد كتوحيدكم) فقد اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم. وفي حديث

المِقْدام: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: أَلا إِنِّي أُوتِيتُ

الكِتاب ومِثْلَه معه؛ قال ابن الأَثير: يحتمل وجهين من التأْويل: أَحدهما

أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطيَ من

الظاهر المَتْلُوِّ، والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من البَيان

مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد

وينقُص، فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من

القرآن. وفي حديث المِقْدادِ: قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن

قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا

قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بالشهادة، كما كان هو قبل التلفُّظ

بالكلمة من أَهل النار، لا أَنه يصير كافراً بقتله، وقيل: إِنك مِثْله في

إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم مُباحُ الدم، فإِن قتله أَحد

بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ؛ ومنه حديث صاحب

النِّسْعةِ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه؛ قال ابن الأَثير: جاء في رواية أَبي

هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله، فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه

إِياه وأَنه ظالم له، فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم

قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً. وفي حديث

الزكاة: أَمَّا العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها؛ قيل: إِنه كان

أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن فلذلك قال ومثلُها معها، وتأْخير الصدقةِ جائز

للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِليها، وفي رواية قال: فإِنها عَليَّ

ومثلُها معها، قيل: إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامين، فلذلك قال

عَليَّ. وفي حديث السَّرِقة: فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه؛ هذا على سبيل

الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه، وإِلاّ فلا واجبَ

على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه، وقيل: كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ

العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ، وكذلك قوله: في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها

ومثلُها معها؛ قال ابن الأَثير: وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل

من الوعيد وقد كان عمر، رضي الله عنه، يحكُم به، وإِليه ذهب أَحمدُ

وخالفه عامَّة الفقهاء. والمَثَلُ والمَثِيلُ: كالمِثْل، والجمع أَمْثالٌ،

وهما يَتَماثَلانِ؛ وقولهم: فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ

لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه، وقيل: معناه مُسْتَراد

مِثْله أَو مِثْلها، واللام زائدة: والمَثَلُ: الحديثُ نفسُه. وقوله عز وجل:

ولله المَثَلُ الأَعْلى؛ جاء في التفسير: أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله

وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ، وهي

الأَمثال؛ قال ابن سيده: وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به

وتَمَثَّله؛ قال جرير:

والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى،

حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا

على أَن هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل.

وامْتَثَل القومَ وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد

بيتاً ثم آخَر ثم آخَر، وهي الأُمْثولةُ، وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ

بمعنى. والمَثَلُ: الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه، وفي

الصحاح: ما يُضرَب به من الأَمْثال. قال الجوهري: ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته.

قال ابن سيده: وقوله عز من قائل: مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون؛

قال الليث: مَثَلُها هو الخبر عنها، وقال أَبو إِسحق: معناه صِفة الجنة،

وردّ ذلك أَبو علي، قال: لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب،

إِنما معناه التَّمْثِيل. قال عمر بن أَبي خليفة: سمعت مُقاتِلاً صاحبَ

التفسير يسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل، مَثَل الجنة: ما

مَثَلُها؟ فقال: فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ، قال: ما مثلها؟ فسكت

أَبو عمرو، قال: فسأَلت يونس عنها فقال: مَثَلُها صفتها؛ قال محمد ابن سلام:

ومثل ذلك قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي

صِفَتُهم. قال أَبو منصور: ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس، وأَما جواب أَبي

عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ،

ثم تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه، فإِن أَبا عمرو

أَجابه جواباً مُقْنِعاً، ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف

من غلظ فهمه، وذلك أَن قوله تعالى: مَثَل الجنة، تفسير لقوله تعالى: إِن

الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها

الأَنهار؛ وَصَفَ تلك الجناتِ فقال: مَثَلُ الجنة التي وصفْتُها، وذلك مِثْل

قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي ذلك صفةُ محمدٍ،

صلى الله عليه وسلم، وأَصحابِه في التوراة، ثم أَعلمهم أَن صفتهم في

الإِنجيل كَزَرْعٍ. قال أَبو منصور: وللنحويين في قوله: مثل الجنة التي وُعِد

المتقون، قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب، قال:

التقدير فيما يتلى عليكم مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها، قال: ومَنْ قال إِن

معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا يوضع في موضع صفة، إِنما يقال

صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ. ويقال: مَثَلُ زيد مثَلُ فلان، إِنما

المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ، والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ.

ويقال: تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً، وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً. وفي

التنزيل العزيز: يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له؛ وذلك

أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به

حُجَّة، فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال: إِنَّ

الذين تَعْبُدون من دون الله لن يخلُقوا ذُباباً؛ يقول: كيف تكونُ هذه

الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ

ولو اجتمعوا كلُّهم له، وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم

يخلِّصوا المَسْلوبَ منه، ثم قال: ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ؛ وقد يكون

المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ؛ ومنه قوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً

للآخرين، فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم

الغابِرُون، ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون، ويكون المَثَلُ

بمعنى الآيةِ؛ قال الله عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام: وجعلناه مَثَلاً لبني إِسرائيل؛ أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه.

وأَما قوله عز وجل: ولَمَّا ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون؛

جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ، صلى الله عليه

وسلم، فلما قيل لهم: إِنكم وما تعبُدون من دون الله حَصَبُ جهنم، قالوا: قد

رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون

الله، فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى. والمِثالُ: المقدارُ وهو من

الشِّبْه، والمثل: ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه، والجمع

المُثُل وثلاثة أَمْثِلةٍ، ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف.

والمِثال: القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله. أَبو حنيفة: المِثالُ

قالَِب يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى

يَنْبَسِطا، والجمع أَمْثِلةٌ.

وتَماثَل العَليلُ: قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل

المَنْهوك، وقيل: إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه

هَمَّ بالنُّهوض والانتصاب. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضوان الله

عليهما: فَحَنَتْ له قِسِيَّها وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً

لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم، وهو افتَعل من المُثْلةِ.

ويقال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل صفة

للإِقبال. قال أَبو منصور: معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي

أَحسن حالاً من حالةٍ كانت قبلها، وهو من قولهم: هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل

قومه. الجوهري: فلانٌ أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير. وهؤلاء

أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم.

وقد مَثُل الرجل، بالضم، مَثالةً أَي صار فاضِلاً؛ قال ابن بري:

المَثالةُ حسنُ الحال؛ ومنه قولهم: زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً،

والرَّعالةُ: الحمقُ؛ قال: ويروى كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ

رَعالةً.والأَمْثَلُ: الأَفْضَلُ، وهو من أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم. يقال:

فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه، قال الإِيادي: وسئل أَبو الهيثم عن

مالك قال للرجل: ائتني بقومك، فقال: إِن قومي مُثُلٌ؛ قال أَبو الهيثم:

يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد. والطريقة المُثْلى: التي هي أَشبه

بالحق. وقوله تعالى: إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً؛ معناه أَعْدَلُهم

وأَشْبهُهم بأَهل الحق؛ وقال الزجاج: أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول.

وقوله تعالى حكاية عن فرعون أَنه قال: ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى؛ قال

الأَخفش: المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى، وقال

أَبو إِسحق: معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق أَن يقال هو أَمثل قومه؛

وقال الفراء: المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء الحُسْنى وهو نعت

للطريقة وهم الرجال الأَشراف، جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث الطريقة.

وقال ابن شميل: قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك،

لأَنك تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس، ولا يكون ذلك في مَثَل.

والمَثِيلُ: الفاضلُ، وإِذا قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت: كُلُّنا مَثِيل؛

حكاه ثعلب، قال: وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم؟ قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول

كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل. وفي الحديث: أَشدُّ الناس بَلاءً

الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى

فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة. يقال: هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ

وأَدنَى إِلى الخير. وأَماثِلُ الناس: خيارُهم. وفي حديث التَّراويح: قال عمر

لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب.

وفي الحديث: أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر: لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى

سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل؛ قال الزمخشري: معناه اعتادت

واستأْنستْ بالأَماثِل. وماثَلَ الشيءَ: شابهه.

والتِّمْثالُ: الصُّورةُ، والجمع التَّماثيل. ومَثَّل له الشيءَ: صوَّره

حتى كأَنه ينظر إِليه. وامْتَثله هو: تصوَّره. والمِثالُ: معروف، والجمع

أَمْثِلة ومُثُل. ومَثَّلت له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة

بكتابة وغيرها. وفي الحديث: أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي

مصوِّر. يقال: مَثَّلْت، بالتثقيل والتخفيف، إِذا صوَّرت مِثالاً.

والتِّمْثالُ: الاسم منه، وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه. ومَثَّل الشيء بالشيء:

سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه. ومنه الحديث: رأَيت الجنةَ

والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما؛ ومنه

الحديث: لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل

تصويره، وقيل: هو من المُثْلة. والتِّمْثال: اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً

بخلق من خلق الله، وجمعه التَّماثيل، وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء

إِذا قدَّرته على قدره، ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به، واسم ذلك

الممثَّل تِمْثال.

وأَما التَّمْثال، بفتح التاء، فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً.

ويقال: امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت حَذْوَه وسلكت طريقته. ابن

سيده: وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها.

ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل: قام منتصباً، ومَثُل بين يديه

مُثُولاً أَي انتصب قائماً؛ ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ. وفي

الحديث: مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ

مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس؛ يقال: مَثُل الرجل يَمْثُل

مُثولاً إِذا انتصب قائماً، وإِنما نهى عنه لأَنه من زِيِّ الأَعاجم، ولأَن

الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس؛ ومنه الحديث: فقام النبي، صلى الله

عليه وسلم، مُمْثِلاً؛ يروى بكسر الثاء وفتحها، أَي منتصباً قائماً؛ قال

ابن الأَثير: هكذا شرح، قال: وفيه نظر من جهة التصريف، وفي رواية:

فَمَثَلَ قائماً. والمَاثِلُ: القائم. والماثِلُ: اللاطِيءُ بالأَرض. ومَثَل:

لَطِئَ بالأَرض، وهو من الأَضداد؛ قال زهير:

تَحَمَّلَ منها أَهْلُها، وخَلَتْ لها

رُسومٌ، فمنها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ

والمُسْتَبِين: الأَطْلالُ. والماثلُ: الرُّسومُ؛ وقال زهير أَيضاً في

الماثِل المُنْتَصِبِ:

يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً

على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّرُ

وقول لبيد:

ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ

صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاه كالمَثَلْ

فسَّره المفسِّر فقال: المَثَلُ الماثِلُ؛ قال ابن سيده: ووجهه عندي

أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ، وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام

المضاف إِليه مقامه؛ ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب

وخادِم وخَدَم وموضع الكاف الزيادة، كما قال رؤبة:

لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

أَي فيها مَقَقٌ. ومَثَلَ يَمْثُل: زال عن موضعه؛ قال أَبو خِراش

الهذلي:يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ لِما يَرى،

فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ

(* قوله «يقربه النهض إلخ» تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما

هنا).أَبو عمرو: كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب. والماثِلُ: الدارِس، وقد

مَثَل مُثولاً.

وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه؛ قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن:

رَبَاعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده،

خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها

ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

ومَثَّل، كلاهما: نكَّل به، وهي المَثُلَة والمُثْلة، وقوله تعالى: وقد

خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ؛ قال الزجاج: الضمة فيها عِوَض من الحذف، وردّ

ذلك أَبو علي وقال: هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات. الجوهري:

المَثُلة، بفتح الميم وضم الثاء، العقوبة، والجمع المَثُلات. التهذيب: وقوله

تعالى ويســتعجلــونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات؛ يقول:

يســتعجلــونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به، وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا

بالأُمَمِ الخالية فلم يعتبروا بهم، والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه

ومُثْلة فمن قال مَثُله جمعها على مَثُلات، ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات

ومُثَلات ومُثْلات، بإِسكان الثاء، يقول: يســتعجلــونك بالعذاب أَي يطلبُون

العذاب في قولهم: فأَمطر علينا حجارةً من السماء؛ وقد تقدم من العذاب ما

هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا، وكأَن المَثْل مأْخوذ من

المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً.

ويقال: امْتَثَل فلان من القوم، وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم، يكون

جمع أَمْثالٍ ويكون جمع الأَمْثَلِ.

وفي الحديث: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن يُمَثَّل بالدوابِّ

وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها، وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع

أَطرافها وهي حَيَّة. وفي الحديث: أَنه نهى عن المُثْلة. يقال: مَثَلْت

بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به، ومَثَلْت

بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه،

والاسم المُثلة، فأَما مَثَّل، بالتشديد، فهو للمبالغة. ومَثَلَ بالقتيل:

جَدَعه، وأَمْثَله: جعله مُثْلة. وفي الحديث: من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له

عند الله خَلاق يوم القيامة؛ مُثْلة الشَّعَر: حَلْقُه من الخُدُودِ، وقيل:

نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد، وروي عن طاووس أَنه قال: جعله الله

طُهْرةً فجعله نَكالاً.

وأَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ. وامْتَثَل منه: اقتصَّ؛ قال:

إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ،

نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم

وتَمَثَّل منه: كامْتَثَل. يقال: امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي

اقتصصت منه؛ ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأُتن:

خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها

أَي ما يُراد أَن يُقْتَصَّ منها، هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من

ذلك. ويقول الرجل للحاكم: أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي

أَقِصَّني منه، وقد أَمْثَله الحاكم منه. قال أَبو زيد: والمِثالُ القِصاص؛

قال: يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى، والاسم

المِثالُ والقِصاصُ. وفي حديث سُويد بن مقرّن: قال ابنُه معاوية لَطَمْتُ

مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه، وفي رواية: امْتَثِل،

فعَفا، أَي اقتصَّ منه. يقال: أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه.

وقالوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا،

يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا،

وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا

عنى بالتَّلاتِل الشدائد. والمِثالُ: الفِراش، وجمعه مُثُل، وإِن شئت

خفَّفت. وفي الحديث: أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش

خَلَق. وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي

قالت: زوَّج علي بن أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما

مِثالَيْن، قال جرير: قلت لمُغيرة ما مِثالان؟ قال: نَمَطان، والنّمَطُ ما

يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة؛ وقوله: وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي

فِراش خلَق؛ قال الأَعشى:

بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ، كأَنما

يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا

وفي حديث عكرمة: أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله؛

هي جمع مِثال وهو الفِراش. والمِثالُ: حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ

على خِلْقة السِّمَة سواء، فيجعل فيه طرف العمود أَو المُلْمُول

المُضَهَّب، فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى يَدخل المِثال فيه فيكون

مِثْله.

والأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً ولذلك سميت أَمْثالاً

وهي من البَصرة على ليلتين. والمِثْل: موضع

(* قوله «والمثل موضع» هكذا

ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة، ولكن في القاموس ضبط بالضم) ؛

قال مالك بن الرَّيْب:

أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى،

رَحَى المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا؟

(مثل) بفلان مثل (وَالتَّشْدِيد للْمُبَالَغَة) وَالشَّيْء بالشَّيْء تمثيلا وتمثالا شبهه بِهِ وَقدره على قدره وَالشَّيْء لفُلَان صوره لَهُ بِكِتَابَة أَو غَيرهَا حَتَّى كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهِ وَقَومه فِي دولة أَو مؤتمر نَاب عَنْهُم (مج) والمسرحية عرضهَا على المسرح عرضا يمثل الْوَاقِع للعظة وَالْعبْرَة (مج) والتماثيل صورها
مثل
أصل المُثُولِ: الانتصاب، والمُمَثَّلُ:
المصوّر على مثال غيره، يقال: مَثُلَ الشيءُ.
أي: انتصب وتصوّر، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يمثل له الرّجال فليتبوّأ مقعده من النّار» .
والتِّمْثَالُ: الشيء المصوّر، وتَمَثَّلَ كذا: تصوّر. قال تعالى: فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا
[مريم/ 17] والمَثَلُ عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره. نحو قولهم: الصّيف ضيّعت اللّبن فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك. وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال، فقال: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
[الحشر/ 21] ، وفي أخرى: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ [العنكبوت/ 43] . والمَثَلُ يقال على وجهين:
أحدهما: بمعنى المثل. نحو: شبه وشبه، ونقض ونقض. قال بعضهم: وقد يعبّر بهما عن وصف الشيء . نحو قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ [الرعد/ 35] . والثاني: عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني أيّ معنى كان، وهو أعمّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة، وذلك أنّ النّدّ يقال فيما يشارك في الجوهر فقط، والشّبه يقال فيما يشارك في الكيفيّة فقط، والمساوي يقال فيما يشارك في الكمّيّة فقط، والشّكل يقال فيما يشاركه في القدر والمساحة فقط، والمِثْلَ عامّ في جميع ذلك، ولهذا لمّا أراد الله تعالى نفي التّشبيه من كلّ وجه خصّه بالذّكر فقال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى/ 11] وأما الجمع بين الكاف والمثل فقد قيل: ذلك لتأكيد النّفي تنبيها على أنه لا يصحّ استعمال المثل ولا الكاف، فنفى ب (ليس) الأمرين جميعا. وقيل: المِثْلُ هاهنا هو بمعنى الصّفة، ومعناه: ليس كصفته صفة، تنبيها على أنه وإن وصف بكثير ممّا يوصف به البشر فليس تلك الصّفات له على حسب ما يستعمل في البشر، وقوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى [النحل/ 60] أي: لهم الصّفات الذّميمة وله الصّفات العلى. وقد منع الله تعالى عن ضرب الأمثال بقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ [النحل/ 74] ثم نبّه أنه قد يضرب لنفسه المثل، ولا يجوز لنا أن نقتدي به، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل/ 74] ثمّ ضرب لنفسه مثلا فقال: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً الآية [النحل/ 75] ، وفي هذا تنبيه أنه لا يجوز أن نصفه بصفة مما يوصف به البشر إلا بما وصف به نفسه، وقوله: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ الآية [الجمعة/ 5] ، أي: هم في جهلهم بمضمون حقائق التّوراة كالحمار في جهله بما على ظهره من الأسفار، وقوله: وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف/ 176] فإنه شبّهه بملازمته واتّباعه هواه وقلّة مزايلته له بالكلب الذي لا يزايل اللهث على جميع الأحوال. وقوله:
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً
[البقرة/ 17] ، فإنه شبّه من آتاه الله تعالى ضربا من الهداية والمعارف، فأضاعه ولم يتوصّل به إلى ما رشّح له من نعيم الأبد بمن استوقد نارا في ظلمة، فلمّا أضاءت له ضيّعها ونكس فعاد في الظّلمة، وقوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة/ 171] فإنه قصد تشبيه المدعوّ بالغنم، فأجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة الألفاظ، وبسط الكلام: مثل راعي الذين كفروا والّذين كفروا كمثل الّذي ينعق بالغنم، ومثل الغنم التي لا تسمع إلّا دعاء ونداء. وعلى هذا النحو قوله: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
[البقرة/ 261] ومثله قوله:
َلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ
[آل عمران/ 117] وعلى هذا النحو ما جاء من أمثاله. والمِثَالُ: مقابلة شيء بشيء هو نظيره، أو وضع شيء مّا ليحتذى به فيما يفعل، والْمُثْلَةُ: نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيره، وذلك كالنّكال، وجمعه مُثُلَاتٌ ومَثُلَاتٌ، وقد قرئ: مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ [الرعد/ 6] ، و (الْمَثْلَاتُ) بإسكان الثّاء على التّخفيف. نحو: عَضُدٍ وعَضْدٍ، وقد أَمْثَلَ السّلطان فلانا: إذا نكّل به، والأَمْثلُ يعبّر به عن الأشبه بالأفاضل، والأقرب إلى الخير، وأَمَاثِلُ القومِ: كناية عن خيارهم، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً
[طه/ 104] ، وقال:
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه/ 63] أي:
الأشبه بالفضيلة، وهي تأنيث الأمثل.

نض

(نض)
المَاء نضا ونضيضا سَالَ قَلِيلا قَلِيلا وَيُقَال نض لَهُ بِشَيْء أعطَاهُ قَلِيلا ونض إِلَيّ من معروفه شَيْء نالني مِنْهُ وَالشَّيْء حصل وتيسر وَيُقَال خُذ مَا نض لَك من دينك والطائر حرك جناحيه ليطير وَالشَّيْء حركه وقلقله
نض: نض: خفق، رجف (ألف ليلة برسل 4: 177): فاغتاظ الخليفة ونض العرق الهاشمي من بين عينيه (ترجمها لين: throb to أي نبض، خنق).
نض: في (محيط المحيط): ما نض بيدي منه شيء أي ما حصل؛ أعطى (فوك) لهذا الفعل مرادفا هو Presto esse أي حان أو حل؛ ولعله المرادف نفسه الذي ذكره (الكالا) في مواضع عدة ( acaecer mal, acaecer bien, acontecer, acaecer) نض، ينض، نضا وقد ترجمه بأنه الفعل: وصل، وقع، حدث، حان أجله. لقد ذكر (محيط المحيط) معان ومقاربة أخرى: خذ ما نض لك من دين أو ثمن أي ما تيسر وتعجل وذكر أيضا نض ماله أي (صار عينا بعد أن كان متاعل) ومعناها أن البضاعة قد حولت إلى نقد.
نض: والمصدر نضوض: الدفع نقدا (بوسييه، معجم التنبيه).
نضوض: اقتطاع، أخذ، استنزال (رولاند)؛ بعد نضوض رأس المال (بوسييه).
ناض. ناض المال: نقدا، فورا (أساس، المقدمة 2: 85، مولر 1: 43)، وكذلك ناض وحدها (المقري 2: 159) وأجرى عليه الرزق من الطعام والأدام والناض (ابن جبير 85: 18) (في مقابل كلمة سلع أي بضائع) (بوسييه): دراهم ناضة وكذلك في (عادات 29): وتوفى عن ثلاثة آلاف دينار ناضة.
نض: النَّضُّ: نَضِيْضٌ من الماء قَليلٌ، نَضَّ الماءُ يَنِضُّ. وفلاننٌ يَسْتَنِضُّ مَعْرُوْفَ فلانٍ. ونَضَّ إلَيَّ من مَعْرُوْفِه نُضَاضَةٌ. وأصابَهُ نّضٌّ من الأمْرِ: أي مَكْرُوْهٌ. والنّاضُّ من المالِ: مالَهُ مادَّةٌ وبَقَاءٌ. والنَّضِيْضَةُ: القَلِيلَةُ من المَطَرِ. وما في يدي إلاّ نَضِيْضَةٌ: أي شَيْءٌ يَسِيْرٌ. وعليهم نَضَائضُ من أمْوالِهِم ونَضِيْضَاتٌ: أي بَقَايا، وكذلك النُّضَاضَةُ. وأنّضَّ الراعي سِخَالَه: سَقَاها قَليلاً. والنَّضِيْضَةُ من الرِّيَاحِ: التي تَنِضُّ بالماءِ فَيَسِيْلُ. ونَضَّ إليَّ من خَيْرِكَ نَضِيْضٌ: أي يَسِيْرٌ. ونُضَاض المالِ: خِيَارُه. وفلانٌ من نُضَاضِ القَوْمِ: أي مُصَاصِهم. والنَّضْنَضَةُ: صَوْتُ الحَيَّةِ ونَحْوِها، وحَيَّةٌ نَضْنَاضٌ: إذا أخْرَجَتْ لِسَانَها تُحَرِّكُه. وهي في العَيْنِ: الظَّفَرَةُ. ونُضَاضَةُ الرَّجُلِ: آخِرُ وَلَدِه، وكذلك نُضَاضَةُ الماءِ: بَقِيَّتُه، والجَميعُ نُضَاضَاتٌ. وتَنَضْنَضْتُ حَقّي من فلانٍ: اسْتَنْظَفْته، والحاجَةَ: تَنَجَّزْتها، والرَّجُلَ: إذا اسْتَحْثَثْته. وأنْضَضْتُ الحاجَةَ إنْضَاضاً: أنْجَزْتها. ونَضَّ العُوْدُ يَنِضُّ: إذا أُوْقِدَ بأدْناه فَغَلى في أقْصَاه. ونَضِيْضُه: صَوْتُه الذي تَسْمَعُه كَصَوْتِ الغَلَيانِ. ونَضَنَضَتِ القِدْرُ: فارَتْ. وإبِلٌ ذاتُ نَضِيْضَةٍ ونَضَائِضَ: أي ذاتُ عَطَشٍ لم تَرْوَ بِعْدُ. وجاءوا بأقْصَى نَضِيْضَتِهم ونَضِيْضِهم: أي جَمَاعَتِهم. ورَجُلٌ نَضِيْضُ اللَّحْمِ ونَضَّه ونَضْنَاضُه: أي قَليلُ اللَّحْمِ. ونَضْنَضْتُ الشَّيْءَ: أقْلَقْته.

نض

1 نَضَّ, aor. ـِ inf. n. نَضِيضٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and نَضٌّ, (K,) It (water) welled from a source, or spring: (TA:) or flowed: (TA:) or flowed, (S, Mgh, K,) or came forth, (Mgh, Msb,) by little and little, (S, A, Mgh, Msb,) from stone or the like; (Mgh;) like بَضَّ: (A:) or exuded; or oozed forth, (A, K,) [like بَضَّ;] like as it does from stone. (TA.) You say also, سَحَابَةٌ تَنِضُّ بِالْمَآءِ A cloud flowing with water. (TA.) And رِيحٌ تَنِضُّ بِالْمَآءِ [app. A wind bringing rain]. (K.) And نَضَّتِ القِرْبَةُ مِنْ شِدَّةِ المَلْءِ, (K,) aor. ـِ inf. n. نَضِيضٌ, (TA,) The water-skin slit, or burst, (K, TA,) and its water came forth, (TA,) in consequence of being very full. (K, TA.) b2: [Hence,] نَضَّ إِلَيْهِ مِنْ مَعْرُوفِهِ شَىْءٌ, aor. ـِ inf. n. نَضٌّ [and نَضِيضٌ], (assumed tropical:) Somewhat flowed to him from his bounty: but the verb is mostly thus used in negative phrases. (TA.) You say also, نَضَّ مِنْ مَعْرُوفِكَ نُضَاضَةٌ (assumed tropical:) A little of thy bounty [flowed forth]. (TA.) And نَضَّ لَهُ بِشَىْءٍ (assumed tropical:) He did him a small benefit; as also بَضَّ. (As.) b3: Hence too, (Mgh,) نَضَّ, (IKoot, S, A, &c.,) aor. ـِ inf. n. نَضِيضٌ, (K,) also signifies (tropical:) It (a thing, IKoot, Msb, or an affair, K) was, or became, within the power or reach; or possible; or easy of obtainment or attainment; or prepared, or ready; or produced; or apparent; or it presented itself; syn. أَمْكَنَ; (K, TA;) and تَيَسَّرَ; (S, A, Mgh, Msb, TA;) and حَصَلَ; (IKoot, Mgh, Msb, TA;) and ظَهَرَ. (Mgh.) You say, خُذْ مَا نَضَّ (tropical:) Take thou, or receive thou, what hath become easy of obtainment or attainment: or prepared, or ready; or produced; or apparent; or what hath presented itself; syn. تَيَسَّرَ; (S, A, Mgh, Msb, TA;) and حَصَلَ; (Mgh, TA;) لَكَ to thee, or for thee; (S, A, Mgh, TA;) مِنْ دَيْنِ of a debt; (S;) or من الدَّيْنِ of the debt; (Msb;) or من دَيْنِكَ of thy debt; (A, Mgh;) or من غَرِيمِكَ from thy debtor. (TA.) And it is said in a trad., خُذُوا صَدَقَةَ مَا نَضَّ مِنْ

أَمْوَالِهِمْ (tropical:) Take ye the poor-rate of what hath appeared, or presented itself, of their possessions; syn. ظَهَرَ, and حَصَلَ. (Mgh.) You say also.

نَضَّ الثَّمَنُ (assumed tropical:) The price was, or became, produced, or apparent, or prepared, or ready: was, or became, given in ready money, or promptly, or quickly, or in advance: syn. حَصَلَ: and تَعَجَّلَ. (Msb.) And مَا تَضَّ بِيَدِى مِنْهُ شَىْءٌ, (S, Msb,) i. e. ما حَصَلَ (assumed tropical:) [Nothing became produced, or apparent, &c., by my hand therefrom: or, accord. to A 'Obeyd, or As, (see نَضَّ,) the verb in this instance seems to have the signification here next following] (Msb.) نَضَّ مَالُهُ also signifies (tropical:) His property became converted into money, or cash, after it had been a commodity, or commodities. (A, Mgh. *) 2 نَضَّّ see R. Q. 1, in two places.4 انضّ He (a pastor, S) gave lambs or kids to drink a small quantity of milk. (S, K, TA.) A2: (assumed tropical:) He accomplished a want. (K.) 5 تَنَضَّّ see 10, in two places.

A2: تَنَضَّضْتُ فُلَانًا (assumed tropical:) I excited, incited, urged, or instigated, such a one. (Sgh, K, TA.) [In one copy of the K, ↓ تَنَضْنَضْتُ.]8 إِنْتَضَ3َ see 10.10 استنضّ الثِّمَادَ He sought repeatedly and perseveringly the [small quantities, or remains, termed] ثِمَاد of water, and took of them little by little. (TA [in which, however, الثِّمَارَ is erroneously put for الثِّمَادَ].) b2: [Hence,] هُوَ يَسْتَنِضُّ مَعْرُوفًا (tropical:) He seeks, or demands, bounty, or a benefit, as it were drop by drop; syn. يَسْتَقْطِرُهُ: (K, TA:) or extracts, or elicits, it: (TA:) or seeks, or demands, its accomplishment. (A, TA.) And هُوَ يَسْتَنِضُّ حَقَّهُ, (S, K,) or حقّه ↓ يَنْتَضُّ, (so in a copy of the Msb,) (assumed tropical:) He seeks, or demands, the accomplishment of his right, or due, (S, Msb, K,) and takes, or receives, (S,) part after part, (S, Msb,) مِنْ فُلَانٍ from such a one: (S:) or extracts, or elicits, it, part after part. (K.) And مَنْهُ حَقِّى ↓ تَنضَّضْتُ [in one copy of the K ↓ تَنَضْنَضْتُ] (assumed tropical:) I took, or exacted, or received, fully, or wholly, from him, my right, or due, (K, TA,) part after part: (TA) [as also تَنَضَّضْتُهُ مِنْه.] And الحَاجَةُ ↓ تَنَضَّضْتُ [in one copy of the K ↓ تَنَضْنَضْتُ] A I sought, or demanded, the accomplishment of the want. (K.) R. Q. 1 نَضْنَضَ, (K, TA,) or ↓ نَضَّضُ, (so in the CK,) said of a man, (TA,) (assumed tropical:) His نَاضّ, (K, TA,) i. e. what was apparent of his property, (TA,) became much, or abundant. (K, TA.) A2: He moved about his tongue; as also تَصْنَصَ; but the ض in the former is not a substitute for the ص in the latter, as some assert it to be: (L, TA:) the verb is used in this sense in speaking of a man; (TA:) and of a serpent; (S *, A, K;) inf. n. نَضْنَضَةٌ: (S, but in one copy نَضِيضَةٌ:) and accord. to Ibn-'Abbád, نَضْنَضَةٌ [the inf. n.] signifies the making, or uttering, of a sound: or the sound itself; (صَوْت;) [app. by a motion of the tongue;] of the serpent; and hence, [accord. to some,] the epithet نَضْنَاضٌ, as applied to a serpent: (TA:) or this epithet is from the phrase, (IAar.) نَصْنَضَ فُلَانًا, (IAar, K,) ↓ نَضَّضَهُ, (so in the CK,) He put such a one in motion, (IAar,) and he disquieted, disturbed, or unsettled, him; or removed him from his place. (IAar, K.) [In one place, in the TA, اسنضّ مِنْهُ شَيْئًا is made to signify the same; but this is doubtless a mistake, arising from an omission in transcription.] You say also, نَضْنَضَ البَعِيرُ ثَفنَاته The camel moved about his ثَفِنَات [q. v.], and made them to be in contact with the ground; or this is [نَصْنَصَ,] with ص. (TA.) R. Q. 2 see 5: b2: and see also 10, in two places.

نَضٌّ (S, Msb, K) and ↓ ناضٌّ (S, A, Mgh, Msb, K) (tropical:) Gold and silver coin or money; or deenárs and dirhems: (S, A, Mgh, Msb:) such are called المَال ↓ نَاضٌّ: (A, TA:) or the dirhem and deenár: (K:) of the dial. of El-Hijáz: (As, S, Mgh, Msb:) but accord. to A 'Obeyd, (S, Msb,) or As, (TA,) these are called ↓ نَاضٌّ only when converted into such after having been a commodity, or commodities; (S, Msb, K;) because one says, مَا نَضَّ بِيَدِى مِنْهُ شَىْءٌ, (S, Msb,) i. e. مَا حَصَلَ: (Msb:) نَضٌّ also signifies what is apparent, or produced, or prepared, or ready; and so ↓ نَاضٌّ, particularly of property: (TA:) and ↓ the latter, what has continuance, or endurance, of property, (Msb.) A man of much property is described as being أَكْثَرُ النَّاسِ

↓ نَاضًّا (tropical:) [The most abounding of men in gold and silver coin]. (TA.) A2: See also نَضِيضٌ.

نَضَضٌ Water upon sand beneath which is hard ground, from which whenever any exudes and collects, it is taken. (TA.) بِئْرٌ نَضُوضٌ A well of which the water flows by little and little: or oozes forth. (K, TA.) نَضِيضٌ Water little in quantity: (S, O, L, K.) pl. نِضَاضٌ; (S, O, L, TA; in the K, نَضَائِضُ, which is a mistake. TA.) Also, A small quantity of milk. (S. K.) b2: رَجُلٌ نَضِيضٌ اللَّحْمِ (assumed tropical:) A man having little flesh; (K;) as also ↓ نَضُّهُ, and ↓ نَضْنَاضُهُ. (TA.) A2: جَاؤوا بِأَقُصَى نَضِيضِهِمْ, and ↓ نَضِيضَتِهِمْ, They came with the most remote of their company; (O, K;) from Ibn-'Abbád. (TA.) نُضَاضَةٌ A remainder, (S, K,) or small remainder, (A,) of water, (S, A, K,) &c.: (S, K:) the last thereof: pl. نَضَائِصُ and نِضَاضٌ. (TA.) [Hence,] نُضَاضَةُ وَلَدِ الرَّجُلِ (tropical:) The last of the children of the man: (Az, S, A, K:) applied alike to the male and female and to two and more; (S, K;) like عِجْزَةٌ and كِبْرَةٌ. (S.) b2: (tropical:) A small thing: (A) what comes into one's hand, of a thing: a small benefit. (TA.) نَصِيضَةٌ A small quantity of rain: (AA, S, K:) or a weak rain: or a weak cloud: or one flowing with water: (TA:) pl. [of pauc.] أَنِضَّةٌ and [of mult.] نَضَائِضُ. (S, K.) b2: A wind that brings rain. (تَنِضُّ بِالْمَآءِ,) so that it flows: or a weak wind. (A 'Obeyd, K.) b3: لقَدٌ تَرَكْثِ الإِبِلُ المَآءَ وَهِىَ ذَاتُ نَضِيضَةٍ, and ذَاتُ نَضَائِضَ, The camels have left the water, having thirst; (S, K.; *) not having satisfied their thirst. (S.) A2: The sound of the roasting of flesh-meat upon heated stones: pl. نَضَائِضُ: (S, K:) ISd, however, says, I think that نَضَائضُ is a sing., like خَشَارِمُ; but the sing. may be نَضِيضَةٌ. (TA.) [It seems to me not improbable that نَضَائِضُ may in a mistranscription, for نَضَائِضُ, pl. of the inf. n. نَضْنَضَةٌ used as a subst.]

A3: See also نَضِيضٌ.

نَضْنَاضٌ: see نَضِيضٌ.

A2: حَيَّةٌ نَضْنَاضٌ, (IAar, S, K,) and نَضْنَاضَةٌ, (S, A, K,) A serpent that remains not still in a place, (IAar, K,) by reason of its malignity and liveliness: (IAar:) or that, when it bites, kills immediately: (K:) or that moves about its tongue, (S, A, K,) having put it forth; (K;) as also with ص: [see نَصْنَاصٌ:] (TA:) or that utters a sound, or sounds. (TA.) It is said that Dhu-r-Rummeh, being asked respecting the meaning of نَضْناضٌ, did nothing more than move about his tongue in his mouth; (S:) or put forth his tongue, and move it about, (IJ, O,) in his mouth, making a sign with it to him who asked him. (O.) نَضْنَاضَةٌ: see فَضْفَاضَةٌ.

نَاضٌ (tropical:) A thing, or an affair, within one's power or reach [&c.: see 1, of which it is the part. n.]. (K.) b2: See also نَضٌّ in six places.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.