Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تشكيك

التّشكيك

الــتّشكيك:
[في الانكليزية] Synonymy
[ في الفرنسية] Synonymie
عند المنطقيين كون اللفظ موضوعا لأمر عام مشترك بين الأفراد لا على السواء، بل على التفاوت، وذلك اللفظ يسمّى مشكّكا بكسر الكاف المشدّدة، ويقابله التواطؤ، وهو كون اللفظ موضوعا لأمر عام بين الأفراد على السّواء، وذلك اللفظ يسمّى متواطئا. ثم الــتشكيك قد يكون بالتقدّم والتأخّر بأن يكون حصول معناه في بعض الأفراد متقدما بالذات على حصوله في البعض الآخر كالوجود، فإنّ حصوله في الواجب قبل حصوله في الممكن قبلية ذاتية لأنه مبدأ لما عداه، ولا عبرة بالتقدّم الزماني في باب الــتشكيك كما في أفراد الإنسان لرجوعه إلى أجزاء الزمان لا إلى حصول معناه في أفراده، فلا يقال إنّ زيدا أقدم أو أولى أو أشد من عمرو على ما نقل عن بهمنيار أنّ معيار الــتشكيك استعمال صيغة التفضيل، وقد يكون بالأولوية وعدمها كالوجود أيضا، فإنه في الواجب أتمّ وأثبت وأقوى منه في الممكن، والفرق بين هذا والأول أنّ المتأخّر قد يكون أثبت وأقوى من المتقدم، فإنّ الوجود في الأجسام الكائنة الحادثة في عالمنا هذا أثبت وأقوى منه في الحركة الفلكية المتقدمة عليها تقدما بالذات، وقد يكون أي الــتشكيك بالشدّة والضعف كالبياض فإنه في الثلج، أشد منه في العاج، إذ تفريق البصر في الثلج أكثر وأكمل منه في العاج، وكالوجود أيضا فإنّ آثاره في الواجب أكثر منه في الممكن.
اعلم أنّ منهم من نفى الــتشكيك مستدلا بأنّ التفاوت الذي بين أفراد المشكك إن كان مأخوذا في الماهية أي في مسمّى المشكّك كان مشتركا لفظيا وإن لم يكن فيها بل في عوارضها كان مفهوم اللفظ حاصلا في الكل على السواء، إذ لا اعتبار بذلك العارض الخارج فيكون متواطئا. والجواب أنّ التفاوت مأخوذ في ماهية ما صدق ذلك المسمّى عليه من الأفراد دون ماهية مسمّاه ومفهومه، فلا يلزم التواطؤ لاعتباره في الأفراد ولا الاشتراك لعدم اعتباره في ماهية المسمّى. والحاصل أنّ التفاوت ليس في الماهية ولا في العوارض، بل في اتصاف الأفراد بها أي بتلك الماهية، فلا تشكيك في الجسم ولا في السّواد، بل في أسود. ومعنى كون أحد الفردين أشد أنه بحيث ينتزع العقل بمعونة الوهم أمثال الأضعف ويحلّله إليها، حتى إنّ الأوهام العامية تذهب إلى أنه متألّف منها. وبيان أنّ المراد بما صدق عليه هل هو الحصص التي هي أفراد اعتبارية له أو الأفراد الحقيقية، وأنّ مسمّى المشكك هل يجوز أن يكون ذاتيا لماهية الأفراد الحقيقية أولا، وأنّ وجوه التفاوت داخلة في ماهية الأفراد أو الحصص أو في هوية أحدهما، وأنّ الــتشكيك ينحصر بالاستقراء في ثلاثة أقسام مما يحتاج إلى الاطناب وتعمّق الأنظار. هكذا يستفاد من العضدي وحاشيته للسيّد السّند وشرح المطالع وغيرها.
اعلم أنه لا تشكيك في الماهيات بأن تكون الماهية من حيث هي هي متفاوتة بالنسبة إلى الأفراد لأنّ أفراد الماهية كلّها سواء بالنسبة إلى تلك الماهية كالإنسان بالنسبة إلى زيد وعمرو وبكر فإنّ كلها سواء بالنسبة إلى الإنسانية لا تفاوت فيها بنحو من الأنحاء الأربعة المذكورة، وإن كانت متفاوتة باعتبار الأوصاف المختلفة والمتباينة فإنّ التفاوت بالنسبة إلى ما وراء الأنواع الأربعة المذكورة من الأوصاف والعوارض لا اعتبار له في أمر الــتشكيك.
فالتفاوت المعتبر في الــتشكيك منحصر في أمور أربعة وكلّها منتف في الماهيات. أمّا انتفاء الأولين فللزوم المجعولية الذاتية، فلأن صدق الماهية إذا كان على بعض الأفراد علّة لبعض آخر فثبوت الماهية لهذا الآخر يكون بالعلّة مع أنها ذاتية له، وهذا هو المجعولية الذاتية، وكذا إذا كان صدقها في البعض أولى من غير افتقار إلى أمر خارج، وفي الآخر يفتقر إلى الخارج، فصارت في ثبوتها لما هي ذاتية محتاجة إلى شيء آخر، وهذا عين معنى المجعولية الذاتية.
وأمّا انتفاء الأخيرين فلأنّ الأشدّ والأزيد إمّا أن يشتملا على شيء لا يكون في الأضعف والأنقص أو لا، فعلى الثاني لا يكون الفرق بينهما، فما وجه كون أحدهما أشد وأزيد والآخر أضعف وأنقص، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يكون الشيء الذي يشتمل عليه الأشد والأزيد معتبرا في ماهيتهما أو لا، فعلى الأول تكون ماهيتهما مشتملة على شيء ليس في ماهيتي الأضعف والأنقص فلا تكون ماهيتهما من ماهية الأشد والأزيد لانتفاء الكل بانتفاء الجزء، فصارا مختلفي الماهية، فلم تصر ماهية واحدة متفاوتة في الصدق، فلم يوجد الــتشكيك فيها. وعلى الثاني يكون الــتشكيك في الأمر الخارج من الماهية لا في الماهية.
وأقول أيضا لا تشكيك في العوارض فإنّ العارض هو المبدأ القائم بالشيء كالسواد مثلا لا تشكيك فيه لأنه إن كان مقولا بالــتشكيك فإمّا أن يكون تشكيكــه بالنظر إلى حصصها التي هي هذا العارض ذاتي لها كالسّوادات الخاصّة في المحال المختلفة فذلك باطل لما مرّ في بطلان تشكيك الماهية، وإمّا بالنظر إلى معروضه الذي هو الجسم الأسود، فالسّواد غير محمول عليه لأنّ المعنى المصدري لا يحمل بحمل المواطأة على المعروضات والكلّي المشكك محمول على أفراده بالمواطأة فلا يكون الــتشكيك إلا في العرضي أي الكلي الخارج المحمول كالأسود مثلا، وهذا هو مذهب المشّائين.
وخلاصة كلامهم أنّه لا تشكيك في الماهية بالنسبة إلى أفرادها بنحو من الأنحاء الأربعة للزوم المجعولية الذاتية على تقدير الأولية والأولوية كما عرفت، وللزوم اختلاف الماهية على تقدير الشّدّة والزيادة، مع أنّ الــتشكيك لا بدّ له من أن تكون ماهية واحدة لما مرّ، وكذلك الــتشكيك في العوارض لأنّه إمّا بالنسبة إلى حصصها فحالها كحال الماهية بالنسبة إلى أفرادها لأنّ العوارض عين ماهيات حصصها، وإمّا بالنسبة إلى معروضاتها فهو باطل لعدم حملها عليها، والمشكك لا بدّ أن يكون محمولا فلا تشكيك إلّا في اتصاف الماهية بالعوارض وهو المعتبر بالأسودية مثلا.
فالــتشكيك ليس في الجسم بالنسبة إلى أفراده ولا في السواد مثلا بالنسبة إلى السوادات الخاصة، بل في اتصاف الجسم بالسّواد وهو كونه أسود مثلا، هكذا في حاشية سلم العلوم للمولوي مبين اللكهنوي.

تشكيك

الــتشكيك بالأولوية: هو اختلاف الأفراد في الأولوية وعدمها، كالوجود، فإنه في الواجب أتم وأثبت منه وأقوى منه في الممكن.

الــتشكيك بالتقدم وبالتأخر: هو أن يكون حصول معناه في بعضها متقدمًا على حصوله في البعض، كالوجود أيضًا؛ فإن حصوله في الواجب قبل حصوله في الممكن.

الــتشكيك بالشدَّة والضعف: هو أن يكون حصول معناه في بعضها أشد من البعض، كالوجود أيضًا؛ فإنه في الواجب أشد من الممكن.

التشكيك

الــتشكيك: بالقوة والضعف أن يكون حصول معناه في بعضها أشد من بعض كالوجود أيضا فإنه في الواجب أشدمن الممكن.
الــتشكيك: بالأولوية هو اختلاف الأفراد في الأولوية وعدمها كالوجود فإنه في الواجب أتم وأثبت وأقوى منه في الممكن.
(الــتشكيك) يُقَال (فِي علم الْمنطق) (لفظ مقول بالــتشكيك) لفظ يدل على أَمر عَام مُشْتَرك بَين أَفْرَاد لَا على السوَاء بل على التَّفَاوُت كَلَفْظِ الْأَبْيَض

الاعتقاد

الاعتقاد: هو حكم ذهني جازم يقبل الــتشكيك.
الاعتقاد: عقد القلب على الشيء وإثباته في نفسه.
الاعتقاد:
[في الانكليزية] Opinion ،belief ،dogma
[ في الفرنسية] Opinion ،croyance ،dogme

كالافتخار له معنيان: أحدهما المشهور وهو حكم ذهني جازم يقبل الــتشكيك، والثاني الغير المشهور وهو حكم ذهني جازم أو راجح، فيعم العلم، وهو حكم جازم لا يقبل الــتشكيك والاعتقاد المشهور، والظنّ وهو الحكم بالطرف الراجح كذا ذكر المحقق التفتازاني في المطول في بيان صدق الخبر. فالاعتقاد بالمعنى المشهور يقابل العلم وبالمعنى الغير المشهور يشتمل العلم والظن كما صرّح به هذا المحقق في حاشية العضدي في بحث العلم. وقال في شرح التجريد: إنّ الاعتقاد يطلق على التصديق مطلقا أعم من أن يكون جازما أو غير جازم، مطابقا أو غير مطابق، ثابتا أو غير ثابت؛ وهذا متداول مشهور. وقد يقال لأحد قسمي العلم وهو اليقين انتهى. وهو يخالف ما في المطول حيث جعل الاعتقاد بمعنى اليقين غير مشهور وبمعنى التصديق مشهورا. وأيضا الاعتقاد بمعنى اليقين لا يشتمل الجهل المركب بخلاف الاعتقاد بمعنى الحكم الذهني الجازم القابل للــتشكيك فإنه يشتمله أيضا. ولهذا ذكر صاحب العضدي الاعتقاد إن كان مطابقا للواقع فهو اعتقاد صحيح وإلّا فاعتقاد فاسد، انتهى. وكأنّ اليقين معنى ثالث للاعتقاد، والله أعلم.

الوضع

الوضع: لغة: جعل اللفظ بإزاء المعنى.

واصطلاحا: تخصيص شيء بشيء متى، أطلق فهم منه الشيء الثاني.

وعند الحكماء: هو هيئة عارضة للشيء بسبب نسبتين: نسبة أجزائه بعضهما إلى بعض، ونسبة أجزائه إلى الأمور الخارجة عنه كالقيام والقعود، فإن كلا منهما هيئة عارضة للشخص بسبب نسبة أعضائه بعضها لبعض، وإلى الأمور الخارجة عنه. والوضع الحسي: ألقاء الشيء المستثقل، ذكره الحرالي. وقال الراغب: والوضع أعم من الحط، ومنه الموضع. والوضيعة: الحطيطة.
الوضع:
[في الانكليزية] Situation ،position ،attitude
[ في الفرنسية] Situation ،position ،attitude
بالفتح وسكون الضاد المعجمة في اللغة وضع شيء في مكان، كما في الصراح. وعند الحكماء يطلق على معان. منها ما هو مقولة من المقولات التسع من الأعراض هي هيئة تعرّض للشيء بسبب نسبة بعض أجزائه إلى بعض منها، وإلى الأمور الخارجة عنه كالقيام والقعود والمراد بالشيء الجسم أي هي هيئة حاصلة للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض بالقرب والبعد والمحاذاة منه وغيرها، وبسبب نسبة أجزائه إلى الأمور الخارجة عن ذلك الشيء كوقوع بعضها نحو السماء مثلا وبعضها نحو الأرض، سواء كانت الأجزاء بالفعل أو بالقوة فالوضع هيئة معلولة للنسبتين معا، ولو لم يعتبر في ماهيته نسبة الأجزاء إلى الأمور الخارجية، بل اكتفي فيها بالنسبة فيما بين الأجزاء وحدها لزم أن يكون القيام بعينه الانتكاس لأنّ القائم إذا قلب بحيث لا تتغيّر النسبة فيما بين أجزائه كانت الهيئة معلولة لهذه النسبة وحدها باقية بشخصها، فيكون وضع الانتكاس بعينه وضع القيام. قال شارح حكمة العين: اللازم مما ذكرتم اشتراكهما في معنى الوضع الذي هو جنسهما فجاز أن يفترقا بالفصل الحاصل من النسبة الخارجية. وأجيب بأنّ الجنس والفصل يتحدان وجودا وجعلا، فكيف يتصوّر أنّ حصة من الجنس قارنت فصلا ثم فارقته إلى فصل آخر. ثم إنّهم اتفقوا على أنّ الوضع هيئة بسيطة معلولة للنسبتين وليست مركّبة منهما، إذ النسبة فيما بين الأجزاء وفيما بينها وبين الأمور الخارجية ليس إلّا القرب والبعد والمحاذاة والمجاورة والتماسّ، وليس القيام والقعود نفس تلك النسب ولا مركّبا من الهيئتين الحاصلتين منها إذ لا دليل على وجودهما في القيام مثلا، فضلا عن تركّبه منها فهو هيئة وحدانية معلولة لهما. واعلم أنّ الإمام في المباحث المشرقية عرّف الوضع بأنّه هيئة تحصل للجسم بسبب نسبة بعض أجزائه إلى بعض نسبة تتخالف الأجزاء لأجلها بالقياس إلى تلك الجهات في الموازاة والانحراف، ولا تخالف بين التعريفين وأنّ ظاهر هذا التعريف مشعر بأنّه معلول لنسبة الأجزاء فيما بينها لأنّه قيد فيه النسبة لكونها موجبة لتخالفها بالقياس إلى تلك الجهات وذلك لا يحصل إلّا بعد اعتبار النسبة إلى الأمور الخارجية أيضا، إلّا أنّه في التعريف المشهور جعل معلولا لمجموع النسبتين، وفيما ذكره الإمام معلولا للنسبة المقيّدة، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته لمولانا عبد الحكيم.
ومنها ما هو جزء المقولة وهو هيئة عارضة للشيء بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض.
ومنها كون الشيء بحيث يمكن أن يشار إليه إشارة حسّية، فالنقطة بهذا المعنى ذات وضع دون الوحدة، هكذا في شرح التجريد وشرح حكمة العين. وعند أهل العربية عبارة عن تعيين الشيء للدلالة على شيء والشيء الأول هو الموضوع لفظا كان أو غيره كالخطّ والعقد والنصب والإشارة والهيئة، والشيء الثاني هو المعنى الموضوع له، فهذا تعريف لمطلق الوضع لا لوضع اللفظ صرّح به في الأطول. وأمّا وضع اللفظ فقال السّيّد السّند في حاشية شرح المطالع في بحث الدلالة إنّه مشترك بين معنيين أحدهما تعيين اللفظ للدلالة على المعنى، وعلى هذا ففي المجاز وضع نوعي قطعا إذ لا بدّ من العلاقة المعتبرة نوعها عند الوضع. وأمّا الوضع الشخصي فربّما يثبت في بعض، والثاني تعيين اللفظ للدلالة على المعنى بنفسه أي ليدلّ بنفسه لا بقرينة تنضم إليه، وعلى هذا فلا وضع في المجاز أصلا لا شخصيا ولا نوعيا، لأنّ الواضع لم يعيّن اللفظ للمعنى المجازي بنفسه بل بالقرينة الشخصية أو النوعية، فاستعماله فيه بالمناسبة لا بالوضع بخلاف تعيين المشتقّات كاسم الفاعل ونظائره فهو وضع قطعا لدلالتها على معانيها بأنفسها، لكنه وضع نوعي أي بضابطة كلّية كأن يقال كلّ صيغة فاعل كذا فهو لكذا.

التقسيم:
الوضع على قسمين وضع شخصي ويسمّى أيضا وضعا جزئيا ووضعا عينيا، ووضع نوعي ويسمّى وضعا كلّيا أيضا. فالوضع الشخصي تعيين اللفظ بخصوصه وبعينه للمعنى كما يقال هذا اللفظ موضوع لكذا، والوضع النوعي تعيين اللفظ لا بخصوصه وبعينه للمعنى بل في ضمن القاعدة الكلّية، ولذا وقع في شرح المطالع من أنّه قد يعتبر عموم الوضع في جانب اللفظ ويسمّى حينئذ وضعا نوعيا انتهى. ويؤيّد ما ذكرنا أيضا ما قال الهداد في حاشية الكافية من أنّه لا نعني بالوضع الجزئي سوى وضع اللفظ بشخصه لمعنى كالمضمرات والمبهمات فإنّها وضعت بأشخاصها للإطلاق على المعيّن أيّ معيّن كان، بخلاف ذي اللام فإنّه غير موضوع بشخصه. فنحو الرجل لم يوضع هكذا بشخصه وإنّما وضعت قاعدة كلّية تطلق عليه وعلى أمثاله وهي أنّ ما دخله اللام فهو معرفة فكان وضعه كلّيا لا جزئيا انتهى. قال في التلويح في فصل قصر العام: الوضع النوعي قد يكون بثبوت قاعدة دالّة على أنّ كلّ لفظ يكون بكيفية كذا فهو متعيّن للدلالة بنفسه على معنى مخصوص يفهم منه بواسطة تعيينه له، مثل الحكم بأنّ كلّ اسم آخره ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ونون مكسورة فهو لفردين من مدلول ما لحق آخره هذه العلامة، وكلّ اسم غيّر إلى نحو رجال ومسلمين ومسلمات فهو لجمع من مسمّيات ذلك الاسم، وكلّ جمع عرّف باللام فهو لجميع تلك المسمّيات إلى غير ذلك، ومثل هذا من باب الحقيقة بمنزلة الموضوعات الشخصية بأعيانها، بل أكثر الحقائق من هذا القبيل كالمثنى والمصغّر والمنسوب وعامة الأفعال والمشتقات والمركّبات. وبالجملة كلّ ما يكون دلالته على المعنى بهيئته فهو من هذا القبيل. وقد يكون بثبوت قاعدة دالّة على أنّ كلّ لفظ معيّن للدلالة بنفسه على معنى فهو عند القرينة المانعة من إرادة ذلك المعنى متعيّن لما يتعلّق بذلك المعنى تعلّقا خاصا ودال عليه بمعنى أنّه يفهم منه بواسطة القرينة لا بواسطة هذا التعيّن حتى لو لم يثبت من الواضع جواز استعمال اللفظ في المعنى المجازي لكانت دلالته عليه وفهمه منه عند قيام القرينة بحالها، ومثله مجاز لتجاوزه المعنى الأصلي، فالوضع عند الإطلاق يراد به تعيين اللفظ للدلالة على معنى بنفسه سواء كان ذلك التعيين بأن يفرد اللفظ بعينه بالتعيين أو يدرج في القاعدة الدّالّة على التعيين وهو المراد بالوضع المأخوذ في تعريف الحقيقة والمجاز، ويشتمل الوضع الشخصي والقسم الأول من النوعي انتهى. وبالجملة فالوضع النوعي على قسمين، وأيضا ينقسم إلى وضع لغوي وشرعي وعرفي واصطلاحي وقد سبق في لفظ المجاز.
وأيضا ينقسم الوضع إلى ثلاثة أقسام. قال السّيّد السّند في حاشية شرح مختصر الأصول في بحث الحروف لا بدّ للواضع في الوضع من تصوّر المعنى فإن تصوّر معنى جزئيا وعيّن بإزائه لفظا مخصوصا أو ألفاظا مخصوصة متصوّرة إجمالا أو تفصيلا كان الوضع خاصا لخصوص التصوّر المعتبر فيه أي تصوّر المعنى والموضوع له أيضا خاصا، وإن تصوّر معنى عاما يندرج تحته جزئيات إضافية أو حقيقية فله أن يعيّن لفظا معلوما أو ألفاظا معلومة على أحد الوجهين بإزاء ذلك المعنى العام فيكون الوضع عاما لعموم التصوّر المعتبر فيه والموضوع له أيضا عاما، وله أن يعيّن اللفظ أو الألفاظ بإزاء الخصوصيات المندرجة تحته لأنّها معلومة إجمالا إذا توجّه العقل بذلك المفهوم العام ونحوها، والعلم الإجمالي كاف في الوضع فيكون الوضع عاما لعموم التصوّر المعتبر فيه والموضوع له خاصا. وأمّا عكس هذا أعني بكون الوضع خاصا لخصوص التصوّر المعتبر فيه والموضوع له عاما فلا يتصوّر لأنّ الجزئي ليس وجها من وجوه الكلّي ليتوجّه العقل به إليه فيتصوّره إجمالا، إنّما الأمر بالعكس انتهى.
ومثله ذكر مولانا عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية حيث قال: الوضع الجزئي ما لوحظ فيه الموضوع له الجزئي بعينه ويسمّى وضعا خاصا أيضا والوضع الكلّي ما لوحظ فيه الموضوع له الكلّي بنفسه أو الموضوع له الجزئي بعنوان أعمّ كما يقال لوحظ كلّ مشار إليه يعنون المشار إليه ووضع له بعينه اسم الإشارة ويسمّى وضعا عاما أيضا، فالأول وضع عام لموضوع له عام والثاني وضع عام لموضوع له خاص انتهى.

وقال المحقّق التفتازاني: اعلم أنّ نظر الواضع في وضعه قد يكون إلى خصوص اللفظ بخصوص المعنى كما في الأعلام وقد يكون إلى خصوص اللفظ لعموم المعنى أي للمعنى الكلّي المحتمل للمقولية على الكثرة كوضع رجل حتى يصحّ أن يقال أكرم رجلا، والمراد رجلا ما ولو أريد زيد بخصوصه لم يصح حقيقة. وقد يكون إلى عموم اللفظ لخصوص المعنى بأن لا يلاحظ لفظا بعينه بل أمرا كلّيا يندرج فيه كثير من الألفاظ وذلك في وضع الهيئات بأن يقول صيغة فاعل من كلّ مصدر لمن قام به مدلول ذلك المصدر فيعلم منه أنّ ضاربا لمن قام به الضرب وقاعدا لمن قام به القعود إلى غير ذلك من الخصوصيات، مع أنّه لم يعتبرها ولم يلاحظها على التفصيل. وقد يكون إلى اللفظ بخصوصه فيضعه بملاحظة أمر عام لأفراد ذلك الأمر بخصوصياتها حتى لا يكون الموضوع له هو ذلك الأمر العام بل خصوصياته على التفصيل، إلّا أنّ نظر الواضع عند الوضع يكون إلى ذلك الأمر لا إلى الخصوصيات بمعنى أنّه عين اللفظ لتلك الخصوصيات لكن بملاحظة ذلك الأمر العام كما في تعيين لفظ هذا لهذا الرجل وهذا الفرس إلى غير ذلك مما لا يتناهى بملاحظة أمر كلّي هو مفهوم المشار إليه بالخصوص. ففي القسم الأخير من القسمين الأخيرين خصوص المعنى الشخصي لا يحتمل الكثرة واعتبار خصوص اللفظ في نظر الواضع ضروري بخلاف القسم الأول منهما فإنّ خصوصيات المعاني كلّيات وملاحظة الألفاظ عند الوضع ليست باعتبار خصوصياتها بل باعتبار اندراجها تحت أمر كلّي انتهى كلامه. ففهم من هذا أنّ في الأقسام الأربعة التي ذكرها المحقّق التفتازاني سوى القسم الثالث وضعا شخصيا لاعتبار الخصوص في جانب اللفظ وفي القسم الثالث منهما وضعا نوعيا لاعتبار العموم في جانب اللفظ وأنّ في القسم الأول منها الوضع والموضوع له كليهما خاصان، وفي القسم الثاني كليهما عامان، وفي القسمين الأخيرين الوضع عام والموضوع له خاص إذ عموم الوضع وخصوصه معتبر لعموم تصوّر المعنى عند الوضع وخصوصه عنده وعموم الموضوع له وخصوصه معتبر بعموم المعنى الذي وضع ذلك اللفظ بإزائه وخصوصه يشهد بذلك التأمّل الصادق.

تنبيه:

الوضع الجزئي يطلق على معنيين:
أحدهما الوضع الشخصي وثانيهما الوضع الخاص، وكذلك الوضع الكلّي يطلق على معنيين: أحدهما الوضع النوعي والثاني الوضع العام.
فائدة:
من قبيل الوضع العام لموضوع له خاص وضع المبهمات والمضمرات، فإنّ لفظ هذا مثلا موضوع لكلّ مشار إليه مخصوص، فإنّ الواضع تصوّر كلّ مشار إليه مفرد مذكّر باعتبار هذا المفهوم العام ولم يضع اللفظ لهذا المعنى الكلّي بل لتلك الجزئيات المندرجة تحته، فصار الوضع عاما والموضوع له خاصا، وإنّما حكمنا بذلك لأنّ لفظ هذا لا يطلق إلّا على الخصوصيات ولا يجوز إطلاقه على غيرها، إذ لا يقال هذا والمراد أحد ممّا يشار إليه، بل لا بدّ في إطلاقه من المقصد إلى خصوصية معيّنة فلو كان موضوعا للمعنى العام كرجل لجاز فيه ذلك ولكان استعماله في الخصوصيات مجازا.
والقول بأنّه موضوع لمفهوم كلّي لكن الواضع قد اشترط أن لا يستعمل إلّا في الجزئيات بخلاف نحو رجل تمحّل ظاهر. فإن قلت إذا كان هذا موضوعا للخصوصيات المتعدّدة كان مشتركا لفظا. قلت إنّما يلزم ذلك لو كان موضوعا لها بأوضاع متعدّدة وليس كذلك بل موضوع لها وضعا واحدا. واعلم أنّ وضعه للخصوصيات من حيث إنّها مندرجة تحت المفهوم الكلّي، فزيد من حيث تعلّق به إشارة مخصوصة معنى لهذا فله اعتبار في الوضع وفي الموضوع له أيضا، وكذا الحال في المضمرات فإنّ لفظ أنا موضوع لكلّ متكلّم واحد ولفظ أنت لكلّ مخاطب مذكّر واحد، ولفظ هو لكلّ مفرد مذكّر غائب مخصوص، ولا يقدح في ذلك أنّ هذا يشار به أيضا إلى أمر كلّي مذكور وأنّ ضمير الغائب قد يرجع إليه أيضا. أمّا الأول فلأنّ هذا يقتضي بحسب أصل الوضع مشارا إليه إشارة حسّية فلا يكون إلّا جزئيا حقيقيا، وإذا استعمل في غيره فقد نزّل منزلته، والكلّي المذكور من حيث إنّه مذكور بهذا الذكر الجزئي جزئي لا يحتمل الشركة. وأمّا الثاني فلاقتضاء ضمير الغائب ذكرا جزئيا للمرجوع إليه إمّا لفظا أو معنى أو حكما، وقد عرفت أنّ الكلّي من حيث هو مذكور ذكرا جزئيا جزئي ومنه المشتقات كالأفعال فإنّها بالنظر إلى النسب الداخلة في مفهومها من هذا القبيل، وكالأسماء المتصلة بها مثل اسم الفاعل واسم المفعول ونحوهما وكالمصغّر والمنسوب، إلّا أنّ في وضع المبهمات والمضمرات وبين وضع المشتقات فرقا من وجهين: الأول أنّ الخصوصيات التي وضعت بإزائها المشتقات جزئيات إضافية كلّ واحد منها كلّي في نفسه حتى لو فرض أنّ الواضع تصوّر مفهوم الضارب وعيّن بإزائه كان الوضع والموضوع له عامين، والخصوصيات التي وضعت المبهمات والمضمرات بإزائها جزئيات حقيقية. والثاني أنّ تصوّر اللفظ والمعنى في المشتقات بوجه عام وأمّا في المبهمات والمضمرات فعموم التصوّر في المعنى، لكن الوضع في كليهما عام لأنّ المعتبر في ذلك هو المعنى إذ لا يترتّب على اعتباره في اللفظ فائدة. ومنه الحروف فإنّ لفظة من مثلا موضوعة لكلّ ابتداء خاص بوضع واحد، هكذا ذكر السّيّد الشريف في حاشية شرح مختصر الأصول.
فائدة:
من المعلوم أنّ دلالة اللفظ على مفهوم دون مفهوم آخر مع استواء نسبته إليهما ممتنعة بل لا بدّ من اختصاص يقتضي لإمكانه مخصّصا ينحصر بحكم التقسيم العقلي في ذات اللفظ وغيرها، وذلك الغير إمّا الله تعالى أو غيره، فذهب عبّاد بن سليمان الصيري وأهل التكسير أي أصحاب علم الحروف وبعض المعتزلة إلى الأول وزعموا أنّ بين اللفظ والمعنى مناسبة ذاتية مخصوصة منها نشأت دلالته عليه، والحقّ خلافه، لأنّا لو فرضنا وضع اللفظ الدّالّ على الشيء لمناسبة ذاتية على زعمكم لنقيض ذلك الشيء أو لضدّه دلّ اللفظ على النقيض أو الضدّ دون هذا المدلول الذي هو الشيء، فقد تخلّف عن اللفظ الدلالة عليه، أو لو فرضنا وضع اللفظ للشيء ولنقيضه أو له ولضده دلّ عليهما، فقد اختلف دلالته فتارة على الشيء وحده وتارة عليه وعلى نقيضه أو عليه وعلى ضدّه، وما كان ثابتا لشيء بالذات وبحسب اقتضائها لا يتخلّف عنها ولا تختلف في شيء من الأحوال قطعا فلا تكون دلالته مستندة إلى ذاته، وبهذا التقرير يندفع ما يقال لم لا يجوز أن يكون للفظ مناسبة ذاتية إلى النقيضين أو الضدين إذ لا دليل على استحالته. نعم إنّه مستبعد لكنه لا ينافي الجواز ولا الوقوع. ثم إنّه لا يلزم التخصيص بلا مخصّص إذ إرادة الواضع المختار يصلح مخصصا من غير انضمام داعية إليه كتخصيص الله الحدوث بوقت وكتخصيص العبد الأعلام بالأشخاص. واعلم أنّ المخالف لعلّه يدعي ما يدعيه الاشتقاقيون في ملاحظة الواضع مناسبة ما بين اللفظ ومدلوله في الوضع وإلّا فبطلانه ضروري.
فائدة:
الواضع إمّا الله تعالى أو الخلق أو الله تعالى والخلق بالتوزيع، ثم أن يجزم بأصالة الثلاثة أم لا؟ فهذه أربعة أقسام، قال بكلّ قسم منها قائل. فقال الأشعري ومتابعوه الواضع للغات هو الله تعالى وعلّمها بالوحي أي بأن خاطب إمّا بذاته أو بإرسال ملك عبدا أو داعيا بكون الألفاظ موضوعة للمعاني، أو بخلق أصوات تدلّ على الوضع، وذلك إمّا بخلق الأصوات والحروف أعني جميع الألفاظ التي وضعها للمعاني وإسماعها لواحد أو لجماعة بحيث يحصل له أو لهم العلم بأنّها بإزاء تلك المعاني، وإمّا بخلق أصوات وحروف تدلّ على أنّ تلك الألفاظ موضوعة، أو بخلق علم ضروري بأن يخلق العلم الضروري لواحد أو لجماعة باللغات وأنّ واضعها قد وضعها لتلك المعاني المخصوصة. وقالت البهشمية أي أصحاب أبي هاشم وضعها البشر واحدا أو جماعة بأن انبعث داعيته أو داعيتهم إلى وضع هذه الألفاظ بإزاء معانيها ثم حصل تعريف الباقين بالإشارة والتكرار كما في الأطفال يتعلمون اللغات بترديد الألفاظ مرة بعد أخرى مع قرينة الإشارة وغيرها، كأن يقال هات الكتاب ولم يكن فيه غيره فيعلم أنّ اللفظ بإزائه. وقال الاستاذ أبو إسحاق الواضع هو الله تعالى والخلق بالتوزيع لا من حيث أنّ بعضا لهذا قطعا وبعضا لذلك قطعا، بل من حيث إنّ البعض لله سبحانه جزما والبعض الآخر يتردّد بينهما، وأما عكس مذهبه بأن يكون الاصطلاحي مقدّما على التوقيفي فهو وإن كان مندرجا تحت التوزيع لكنه على ما قيل من أنّه لم يتحقّق لا هو ولا صاحبه، والقدر المحتاج إليه في التعريف يحصل بالتوقيف من قبل الله وغيره محتمل للأمرين. وقال القاضي أبو بكر الجميع ممكن عقلا ولشيء من أدلة المذاهب لا يفيد القطع فوجب التوقّف وهذا هو الصحيح.
ثم إنّه إن كان المقصود هو الظّنّ بأن كان النزاع في الظهور لا في القطع وهو الحقّ إذ الألفاظ يكتفى فيها بالظواهر، فالحقّ ما صار إليه الأشعري لقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها.
فائدة:
طريق معرفة الوضع هو النقل لأنّ وضع لفظ معيّن لمعنى معيّن من الممكنات والعقل لا يستقلّ بها. والنقل إمّا متواتر يفيد القطع أو آحاد يفيد الظّنّ، واللغات قسمان: قسم لا يقبل الــتشكيك كالأرض والسماء والحرّ والبرد مما يعلم وضعها لما يستعمل فيه قطعا، وقسم يقبله كاللغات العربية، فالطريق فيما لا يقبل الــتشكيك هو التواتر وفي غيره الآحاد، ولا يراد بالنقل أن يكون مستقلا بالدلالة من غير مدخل العقل فيه إذ صدق المخبر لا بدّ فيه وأنّه عقلي، بل يراد به أن يكون للنقل مدخل. وإن شئت زيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.

المشكك

المشكك: هُوَ الْكُلِّي الَّذِي يكون حُصُوله وَصدقه فِي بعض أَفْرَاده بالــتشكيك. وَالِاخْتِلَاف بِأَن يكون فِي بعض أَفْرَاده أولى أَو أقدم أَو أَشد من الْبَعْض الآخر كالوجود فَإِنَّهُ فِي الْوَاجِب تَعَالَى أولى وأقدم وَأَشد.
وَاعْلَم أَن الْمُعْتَبر فِي التَّقَدُّم الْمُعْتَبر فِي الــتشكيك هُوَ التَّقَدُّم بِالذَّاتِ. وَلَا عِبْرَة بتقدم الزَّمَان كَمَا فِي أَفْرَاد الْإِنْسَان لرجوعه إِلَى أَجزَاء الزَّمَان لَا إِلَى حُصُول مَعْنَاهُ فِي أَفْرَاده.

الِاشْتِقَاق

(الِاشْتِقَاق) (فِي عُلُوم الْعَرَبيَّة) صوغ كلمة من أُخْرَى على حسب قوانين الصّرْف
الِاشْتِقَاق: عِنْد عُلَمَاء التصريف اقتطاع فرع من أصل يَدُور فِي تصاريفه مَعَ تَرْتِيب الْحُرُوف وَزِيَادَة الْمَعْنى وَهَذَا تَعْرِيف للاشتقاق الصَّغِير.

وَأما تَعْرِيفه: الشَّامِل لجَمِيع أَنْوَاعه فَهُوَ أَن تَجِد بَين اللَّفْظَيْنِ تنَاسبا فِي أحد المدلولات الثَّلَاثَة. واشتراكا فِي جَمِيع الْحُرُوف الْأَصْلِيَّة مُرَتبا أَو غير مُرَتّب أَو اشتراكا فِي أَكثر الْحُرُوف الْأَصْلِيَّة مَعَ تقَارب مَا بَقِي فِي الْمخْرج كنعق من نهق. وَالْمرَاد بِأَن تَجِد أَن تعلم فَهَذَا تَعْرِيف الْعلم بالاشتقاق لَا نَفسه وَكلمَة أَو للتنويع لَا للــتشكيك. فَلَا يرد أَن الــتشكيك يُنَافِي التَّعْرِيف. فَاعْلَم أَن الِاشْتِقَاق على ثَلَاثَة أَنْوَاع صَغِير وكبير وأكبر. أما الِاشْتِقَاق الصَّغِير فكون اللَّفْظَيْنِ متناسبين فِي أحد المدلولات الثَّلَاثَة، ومشتركين فِي الْحُرُوف وَالتَّرْتِيب كضرب من الضَّرْب، وَأما الِاشْتِقَاق الْكَبِير فَهُوَ أَن تكون بَينهمَا مُنَاسبَة ومشاركة فِي الْحُرُوف دون التَّرْتِيب كجبذ من جذب، وَأما الِاشْتِقَاق الْأَكْبَر فَهُوَ أَن يكون بَينهمَا مُنَاسبَة ومشاركة فِي أَكثر الْحُرُوف مَعَ تقَارب مَا بَقِي فِي الْمخْرج كنعق من نهق.
وَاعْلَم أَن لمعْرِفَة زِيَادَة الْحُرُوف ثَلَاثَة طرق. الأول الِاشْتِقَاق وَالْمرَاد بِمَعْرِِفَة زِيَادَة الْحُرُوف أَنه إِذا أوردت الْكَلِمَة وفيهَا بعض حُرُوف الزِّيَادَة الْعشْرَة أَعنِي حُرُوف (الْيَوْم تنسيها) وَرَأَيْت ذَلِك الْحَرْف قد سقط فِي بعض تصاريف الْكَلِمَة الَّذِي يُوَافِقهَا فِي الْمَعْنى والتركيب حكمت بِزِيَادَة ذَلِك الْحَرْف وَالثَّانِي عدم النظير وَمَعْنَاهُ أَنَّك لَو حكمت بأصالة الْحَرْف أَو زيادتها لزم بِنَاء لم يُوجد فِي كَلَامهم كنون قرنفل فَإنَّك تحكم بزيادتها إِذْ لَيْسَ فِي الْكَلَام فعلل مثل سفرجل بِضَم الْجِيم وَالثَّالِث كَثْرَة زِيَادَة ذَلِك الْحَرْف فِي ذَلِك الْموضع كالهمزة إِذا وَقعت أَولا وَبعدهَا ثَلَاثَة أصُول نَحْو احمر. وَإِذا تعَارض بَعْضهَا مَعَ بعض يحكم بالترجيح. وتفصيل هَذَا الْمُجْمل أَن الِاشْتِقَاق مُحَقّق وَشبه اشتقاق لِأَن الدّلَالَة إِن كَانَت على الْمَعْنى الْمُشْتَرك ظَاهِرَة كضارب من الضَّرْب فالاشتقاق حِينَئِذٍ مُحَقّق وَإِن لم تكن الدّلَالَة كَذَلِك فَحِينَئِذٍ شبه الِاشْتِقَاق ثمَّ الِاشْتِقَاق الْمُحَقق إِن لم يُعَارضهُ اشتقاق آخر تعين الْعَمَل بِهِ. إِذْ الحكم بِهِ قَطْعِيّ. وَإِن عَارضه اشتقاق آخر فَإِن تَسَاويا يجوز فِيهِ الْأَخْذ بِأَيّ شِئْت وَإِن ترجح أَحدهمَا فَالْحكم بالراجح وتفصيل الْأَمْثِلَة فِي المطولات.

أو

[أو] أو: حرف إذا دخل الخبر دل على الشك والابهام، وإذا دخل الامر والنهى دل على التخيير أو الاباحة. فأما الشك فكقولك: رأيت زيدا أو عمرا. والابهام كقوله تعالى: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) . والتخيير كقولك: كل السمك أو اشرب اللبن، أي لا تجمع بينهما. والاباحة كقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين. وقد يكون بمعنى إلى أن، تقول: لاضربنه أو يتوب. وقد يكون بمعنى بل في توسع الكلام. قال الشاعر: بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى * وصورتها أو أنت في العين أملح يريد بل أنت. وقوله تعالى: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) بمعنى بل يزيدون، ويقال معناه إلى مائة ألف عند الناس أو يزيدون عند الناس، لان الله تعالى لا يشك.
[أو] أَوْ حَرْفُ عَطْفٍ وهو يكونُ للشَّكِّ والتَّخْيِيرِ ويكونُ بمعنى بَلْ وقَولُهُ تعالى {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} الصافات 147 قالَ ثَعْلَبٌ قالَ الفَرِّاءُ مَعْنَاهُ بَلْ يَزيدُونَ وقال غَيْرُهُ أَوْ يزيدونَ عِنْدكُمْ وقِيلَ مَعْناه أَرْسَلْناهُ إِلَى جَمْعٍ لو رَأَيْتُموهُم لَقُلْتُم أَنْتُم هُمْ مِائَةُ أَلْفٍ أَو يَزيدُونَ فهذا الشَّكُّ إِنَّما دَخَلَ الكَلاَمَ على حِكَايَةِ قَوْلِ المخْلوقِينَ لأنَّ الخَالِقَ جَلَّ جَلاَلُهُ لا يَعْتَرِضُهُ الشَّكُّ في شَيءٍ مِنْ خَبَرِهِ وهذا أَلْطَفُ مِمَّا تَقَدَّمَ فِيهِ وتَكونُ بِمَعْنَى حَتَّى تَقُولُ لأَضْرِبَنَّكَ أَوْ تَقُومَ وَبِمَعْنَى أَنْ تَقُولُ لأَضْرِبَنَّكَ أَو تَسْبِقَنِي أي إِلا أَنْ تَسْبِقَني
أو: (أَوْ) حَرْفٌ إِذَا دَخَلَ الْخَبَرَ دَلَّ عَلَى الشَّكِّ وَالْإِبْهَامِ وَإِذَا دَخَلَ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ دَلَّ عَلَى التَّخْيِيرِ أَوِ الْإِبَاحَةِ. فَالشَّكُّ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا أَوْ عَمْرًا. وَالْإِبْهَامُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} [سبأ: 24] وَالتَّخْيِيرُ كَقَوْلِكَ: كُلِ السَّمَكَ أَوِ اشْرَبِ اللَّبَنَ أَيْ لَا تَجْمَعْ بَيْنَهُمَا. وَالْإِبَاحَةُ كَقَوْلِكَ: جَالِسِ الْحَسَنَ أَوِ ابْنَ سِيرِينَ. وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى إِلَى نَحْوَ أَنْ تَقُولَ لَأَضْرِبَنَّهُ أَوْ يَتُوبَ، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى بَلْ فِي تَوَسُّعِ الْكَلَامِ قَالَ الشَّاعِرُ:

بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى ... وَصُورَتِهَا أَوْ أَنْتِ فِي الْعَيْنِ أَمْلَحُ
يُرِيدُ بَلْ أَنْتِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] بِمَعْنَى بَلْ يَزِيدُونَ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ عِنْدِ النَّاسِ أَوْ يَزِيدُونَ عِنْدَ النَّاسِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَشُكُّ. 
أو
أو [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف يفيد الشكّ " {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} ".
2 - حرف عطف يفيد التخيير "سافِرْ بالقطار أو بالسيارة- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ".
3 - حرف عطف يفيد الإبهام أو الــتشكيك " {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} ".
4 - حرف عطف لمطلق الجمع كالواو "*جاء الخلافة أو كانت له قدرا*".
5 - حرف عطف بمعنى: إلى أن ويأتي بعده المضارع منصوبًا "*لأستسهلَنَّ الصَّعبَ أو أُدركَ المنى*".
6 - حرف عطف يفيد الإضراب مثل: بل " {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} ".
7 - حرف عطف يفيد التقسيم "الكلمة: اسم، أو فعل، أو حرف".
8 - حرف عطف يفيد التفصيل " {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} ".
9 - حرف عطف بمعنى (إلاّ) الاستثنائيّة ينتصب الفعل المضارع بعده "لأعاقبنَّه أو يطيعَ أمري- {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ". 
أو: أو: حرف عطف يُعْطَفُ به ما بَعْدَهُ على ما قَبْلَهُ، فإذا وصفت (أو) نفسها أنّثتها. ويقال: أو: تكون بمعنى الواو، وتكون بمعنى (بَلْ) ، وتُفَسّر هذه الآية: إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ

أي: بل يزيدون ومعناه: ويزيدون والألف زائدة. وتقول للرّجل: احذر البئر لا تقع فيها، فيقول: أَوْ يُعافي اللهُ، أي: بل يُعافي اللهُ. وتكون (أو) بمعنى (حتّى) ، قال امرؤ القيس: 

فقلت له: لا تَبكِ عيناك إنّما ... نحاولُ ملكا أو نَمُوتَ فَنُعذَرا

أي: حتّى نموتَ. وقال يزيد بن معاوية:

حتّى يُصادفَ مالاً أو يقال فتى ... لاقى التّي تَشْعبُ الفتيان فانشَعبا فينصبون بأو كما ينصبون بحتّى. وتكون (أو) في موضع تكرار (أم) .. تقولُ في الخبر: كان كذا أو كذا، تعطِفُ آخرَ كلامِك على أوّلِهِ، إلاّ أنّ (أو) [تعني الشّكّ في] أحدهما ... وتقول في الاستفهام: أعندك تمرٌ أو عنب.. لست تستفهم عن أحدهما على يقين من الآخر ولكنّك في شَكٍّ منهما فأردت أن تكرّر الاستفهام، ولو علمت أيهّما هذا استفهمت لتخبر باليقين منهما فقلت: أعمرو عندك أم زيد؟ فإِذا كان الفعل على الأمرين جميعاً فهو بأَوْ، وإذا وقع بأحدهما فهو بأَمْ.. وتقول: أولم تفعلْ كذا بنصب الواو، لأَنّها ليست بأَو التّي وصفناها، ولكنّها الواو المفردة جاءتْ قبلها ألف الاستفهام، كما جاءت قبل الفاء و (ثمّ) و (لا) فقلت: أفلا.. أثمّ.. ألا كأنك قلت: وَلَمْ تفعلْ.. وتقول: أضربتني أو ضربت زيداً كقولك: ضربتني ثمّ ضربت زيداً. وأوّة بمنزلة فَعلة، تقول: أوّةً لك كقولك: أَوْلى لَكَ، وآوّة، ممدودة مُشدّدة.. المعنى فيهما واحدٌ، وقد يكون ذلك في موضع (الأَولى) وآوّة في موضع مشقة وهم وحزن.. ومنهم من يقول: أوْهِ منك، قال:

فأَوْهِ من الذّكرى إذا ما ذكرتها ... ومن بُعدِ أرضٍ بيننا وسماء  

ويُرْوَى: فأَوِّ من الذِّكْرَى.... والتّأوي: من التَّلَهُّف. تقول: أوّةً لك وأَوْهَةً لك لهذا الشيء.

أي: تقول في النّداء: أَيْ فلانُ، وقد يُمَدُّ: آي فلان. وقد تكون (أي) : تفسيراً للمعاني: أَيْ كذا وكذا. وأمّا (إِي) فإِنّها تدخُلُ في اليمين كالصّلة والافتتاح، ومنه قول الله عز وجلّ: إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ

. [المعنى: نعم والله] . وأمّا (أيّ) مثقّلة، فإِنّها بمنزلة (من) و (ما) .. تقول: أَيُّهم أخوك وأيّتُهُنَّ أُخْتُك؟ وأيّما الأخوين أحبّ إليك. وأيّا ما تحب منهم تجعل (ما) صلة، وكذلك في أيّما الأخوين (ما) صلةٌ. وأيّ لا تُنوّن، لأنّ (أيّ) مضاف. وقوله تعالى: أَيًّا ما تَدْعُوا : (ما) صلة (أيّا) يجعل مكان اسمٍ منصوب، كقولك: ضربتك، فالكاف: اسم المضروب، فإِذا أردت تقديم اسمه غيرِ ظُهوره قلت: إيّاك ضربت فتكون (إِيّا) عماداً للكاف لأنّها لا تُفردُ من الفعل.... ولا تكون (إيّا) مع كافٍ ولا هاء ولا ياءٍ في مَوْضِعِ الرّفعِ والجرِّ، ولكن تكون كقول المُحَذِّر: إيّاك وزيداً. فمنهم من يجعل التّحذير وغيرَ التحذير مكسوراً، ومنهم من ينصبه في التَّحذير ويكسِرُ ما سوى ذلك، للتفرقة. و (أيان) : بمنزلة [متى] .. يُخْتَلَفُ في نونها، فيقال: هي أصليّة، ويُقال: هي زائدة. و (كأين) في معنى: (كم) ، يُقال: الكاف فيها زائدة، والنّون بمنزلة التنوين، وأصل بنائها: (أيّ) ويقال: بل النّون مع أيّ أصل، والكاف زائدة لازمة كما لزمت كاف (كم) ونحوها.
أ و : أَوْ لَهَا مَعَانٍ الشَّكُّ وَالْإِبْهَامُ نَحْوُ رَأَيْت زَيْدًا أَوْ عَمْرًا وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ فِي الشَّكِّ لَا يَعْرِفُ التَّعْيِينَ وَفِي الْإِبْهَامِ يَعْرِفُهُ لَكِنَّهُ أَبْهَمَهُ عَلَى السَّامِعِ لِغَرَضِ الْإِيجَازِ أَوْ غَيْرِهِ وَفِي هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ هُوَ غَيْرُ مُعَيَّنٍ عِنْدَ السَّامِعِ وَإِذَا قِيلَ فِي السُّؤَالِ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَوْ عَمْرٌو فَالْجَوَابُ نَعَمْ إنْ كَانَ أَحَدُهُمَا عِنْدَهُ لِأَنَّ أَوْ سُؤَالٌ عَنْ الْوُجُودِ وَأَمْ سُؤَالٌ عَنْ التَّعْيِينِ فَمَرْتَبَتُهَا بَعْدَ أَوْ فَمَا جُهِلَ وُجُودُهُ فَالسُّؤَالُ بِأَوْ وَالْجَوَابُ نَعَمْ أَوْ لَا وَلِلْمَسْئُولِ أَنْ يُجِيبَ بِالتَّعْيِينِ وَيَكُونُ زِيَادَةً فِي الْإِيضَاحِ وَإِذَا قِيلَ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَوْ عَمْرٌو وَخَالِدٌ فَالسُّؤَالُ عَنْ وُجُودِ زَيْدٍ وَحْدَهُ أَوْ عَنْ وُجُودِ عَمْرٍو وَخَالِدٍ مَعًا وَمَا عُلِمَ وُجُودُهُ وَجُهِلَ عَيْنُهُ فَالسُّؤَالُ بِأَمْ نَحْوُ أَزَيْدٌ أَفْضَلُ أَمْ عَمْرٌو وَالْجَوَابُ زَيْدٌ إنْ كَانَ أَفْضَلَ أَوْ عَمْرٌو إنْ كَانَ أَفْضَلَ لِأَنَّ السَّائِلَ قَدْ عَرَفَ وُجُودَ أَحَدِهِمَا مُبْهَمًا وَسَأَلَ عَنْ تَعْيِينِهِ فَيَجِبُ التَّعْيِينُ لِأَنَّهُ الْمَسْئُولُ عَنْهُ وَإِذَا قِيلَ أَزَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو أَفْضَلُ أَمْ خَالِدٌ فَالْجَوَابُ خَالِدٌ إنْ كَانَ أَفْضَلَ أَوْ أَحَدُهُمَا بِهَذَا اللَّفْظِ لِأَنَّهُ إنَّمَا سَأَلَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلُ أَمْ خَالِدٌ وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ الْإِبَاحَةُ
نَحْوُ قُمْ أَوْ اُقْعُدْ وَلَهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا وَالرَّابِعُ التَّخْيِيرُ نَحْوُ خُذْ هَذَا أَوْ هَذَا وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا وَالْخَامِسُ التَّفْصِيلُ يُقَالُ كُنْت آكُلُ اللَّحْمَ أَوْ الْعَسَلَ وَالْمَعْنَى كُنْت آكُلُ هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً.
قَالَ الشَّاعِرُ:
كَأَنَّ النُّجُومَ عُيُونُ الْكَلَا ... بِ تَنْهَضُ فِي الْأُفْقِ أَوْ تَنْحَدِرُ
أَيْ بَعْضُهُمَا يَطْلُعُ وَبَعْضُهَا يَغِيبُ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4] أَيْ جَاءَ بَأْسُنَا بَعْضَهَا لَيْلًا وَبَعْضَهَا نَهَارًا وَكَذَلِكَ {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا} [يونس: 12] وَالْمَعْنَى وَقْتًا كَذَا وَوَقْتًا كَذَا.
وَنَقَلَ الْفُقَهَاءُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ رَأَيْت قِلَالَ هَجَرَ تَسَعُ الْقُلَّةُ قِرْبَتَيْنِ أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَشَيْئًا وَسَيَأْتِي عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قِلَالَ هَجَرَ وَمُقْتَضَى هَذَا اللَّفْظِ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَنَّ بَعْضَهَا يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ وَبَعْضَهَا يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ وَشَيْئًا وَلَيْسَ الْمُرَادُ الشَّكَّ كَمَا ذَهَبَ إلَيْهِ بَعْضُهُمْ لِأَنَّ الشَّكَّ لَا يُعْلَمُ إلَّا مِنْ جِهَةِ قَائِلِهِ وَلَمْ يُنْقَلْ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ إيجَازٍ مَشْهُورَةٍ فِي كَلَامِهِمْ وَأَمَّا الشَّيْءُ فَإِنْ كَانَ نِصْفًا فَمَا دُونَهُ اُسْتُعْمِلَ زَائِدًا بِالْعَطْفِ وَقِيلَ خَمْسَةٌ وَشَيْءٌ مَثَلًا وَإِنْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ النِّصْفِ اُسْتُعْمِلَ بِالِاسْتِثْنَاءِ وَقِيلَ سِتَّةٌ إلَّا شَيْئًا فَجُعِلَ الشَّيْءُ نِصْفًا لِزِيَادَتِهِ وَيَتَقَارَبُ مَعْنَى قَوْلِهِ قِرْبَتَيْنِ أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَشَيْئًا. 

دنو

دنو


دَنَا(n. ac. دَنَاوَة []
دُنُوّ [] )
a. [Min
or
Ila], Was near, drew near, approached.
(د ن و) : (دَنَا) مِنْهُ قَرُبَ وَأَدْنَاهُ غَيْرُهُ (وَمِنْهُ) أَدْنَتْ الْمَرْأَةُ ثَوْبَهَا عَلَيْهَا إذَا أَرْخَتْهُ وَتَسَتَّرَتْ بِهِ (وَفِي التَّنْزِيلِ) {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى} [الأحزاب: 59] أَيْ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُتَعَرَّضَ لَهُنَّ (وَرَجُلٌ دَنِيٌّ) خَسِيسٌ (وَالدَّنِيَّةُ) النَّقِيصَةُ (وَمِنْهَا) قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ اللَّهَ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ فَلِمَ نُعْطِي (الدَّنِيَّةَ) فِي دِينِنَا.
د ن و : دَنَا مِنْهُ وَدَنَا إلَيْهِ يَدْنُو دُنُوًّا قَرُبَ فَهُوَ دَانٍ وَأَدْنَيْتُ السِّتْرَ أَرْخَيْتُهُ وَدَانَيْتُ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ قَارَبْتُ بَيْنَهُمَا وَدَنَأَ بِالْهَمْزِ يَدْنَأُ بِفَتْحَتَيْنِ وَدَنُؤَ يَدْنُؤُ مِثْلُ: قَرُبَ يَقْرُبُ دَنَاءَةً فَهُوَ دَنِيءٌ عَلَى فَعِيلٍ كُلُّهُ مَهْمُوزٌ وَفِي لُغَةٍ يُخَفَّفُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فَيُقَالُ دَنَا يَدْنُو دَنَاوَةً فَهُوَ دَنِيُّ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ دَنَا إذَا لَؤُمَ فِعْلُهُ وَخَبُثَ وَمِنْهُمْ مِنْ يَفْرُقُ بَيْنَهُمَا بِجَعْلِ الْمَهْمُوزِ لِلَّئِيمِ وَالْمُخَفَّفِ لِلْخَسِيسِ. 
د ن و

دنا منه وإليه وله، ودنا دنوة، وأدناه. ودخلت على الأمير فحب بي وأدنى مجلسي. وأدنت المرأة ثوبها. ودنّته " يدنين عليهن من جلابيبهن " 
وقال عمر بن أبي ربيعة:

كأن ثوباً لما التقى الركب تد ... نيه عليها يشف عن قمر

واستدناه وداناه، وتدانوا، وبينهم تقارب وتدان، ودانيت بين الشيئين: قاربت بينهما، وهو يتدنّى: يدنو قليلاً قليلاً. وأدنت الفرس فهي مدن: دنا نتاجها. وهو ابن عمي دنياً ولحاً. وبعيد يدني خير من قريب يبتعد. وهم أدانيه، وعشيرته الأدنون. " وإذا أكلتم فدنّوا ".

ومن المجاز: دانى له القيد ساقيه. قال ذو الرمة يصف جملاً:

دانى له القيد في ديمومة قذف ... قينيه وانحسرت عنه الأناعيم

وفلان في دنيا دانية ناعمة: يأخذ ما يريد من قرب.
دنو
دَنَا يَدْنو؛ فهو دانٍ: قَرُبَ. وسُئَيَتِ الدُنْيَا لأنَها دَنَتْ، والنِّسْبَةُ إليها دُنْيَاوِي ودُنْيي ودُنْيَوِي. وهو ابْنُ عَمِّهِ دِنْياً ودُنْياً ودِنْيَةً: أي لَحّا، ودُنْيَا - غَيْرُ مُنَوَّنٍ -. وهو في دُنْياً دانِيَةٍ: أي في نِعْمَةٍ. وأدْنَيْتُ لِذَاكَ - بالألِف -: أي دَنَوْتُ. وأدْنَتِ الشمْسُ للغُرُوْبِ ودَنَتْ. والدَّنَاوَةُ: القَرَابَةُ. وأدْنَتِ النّاقَةُ - فهي مُدْنٍ، ونُوْقٌ مَدَانٍ -: دَنَا نِتَاجُها واسْتَرْخَى بَطْنُها.
ودانَيْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: قارَبْت بينهما. والمُدَنِّي: الضِيْفُ الدَّنِيًّ. ودَنَّن فلانٌ في مَحَثه ومَبِيْتِه. وفي الحَدِيْثِ: " إذا أكَلْتُمْ فَدَنّوا " أي كُلُوا مِما يَلِيْكُم ومن أدْنى الطَّعَامِ إليكم. وبَنُو فلانٍ يَتَدَنَّوْنَ بَني فلانٍ: أي يَأخُذُوْنَ الأدْنى فالأدْنَى في ثارِهم.
ودَنى فلانٌ تَدْنِيَةً: طَلَبَ أمْراً دانِياً خَسِيْساً، وهو مُدَنّ. والدنِي: السّاقِط، دَنِيَ يَدْنى ودَنَا يَدْنُو، وقَوْمٌ أدْنيَاءُ، دَناً ودِنَايَةً. ونَفْسُه تَتَدَناه: أي تَحْمِلُه علن الدَنَاءَةِ. والدَنِيةُ: مِثْلُها. وفي المَثَلِ: " المَنِيةُ ولا الدنِيَّةُ ".
ودَنى يدَني: إذا قَصّرَ عَمّا أرادَ.
دنو: دَنَا ودَنَى أيضاً (فوك): قرب. ويتصرف أحياناً حتى عند أفضل المؤلفين باعتبار آخره ياء (كليلة ودمنة ص188).
دّنى (بالتشديد): أرذل، حقر، أزرى، أفسد (هلو) وهو يذكر دَنَا بهذا المعنى، ولا شك في أن هذا غلط.
ودَنّى: عدا، أحضر (هلو).
أدنى: أدنى فلاناً من نفسه: قرّبه إليه، وأسّر إليه (كوسج لطائف ص99).
وأدنى به: قربه، ففي كرتاس (ص188) فأدنى بهم ذلك إلى القصور.
أدّنى: دنا قليلاً قليلاً، تدّنى، وله مثال في شعر (أبحاث 1، ملاحق 57).
دُنْيا، الدُنيا غَصّة: كل العالم يبتسم كما ترجمها دي سلان في ابن خلكان (10: 44)، ودنيا: مسرات الدنيا ولذاتها أو مسرات ولذات. ففي ويجزر (ص23): دنياك: قد أنستك حبيبك الوفي. أي مسراتك وملذاتك. أو كما جاء في قوله: المداعبات التي ألهتك قد نفتها من خاطرتك.
ودنيا: أموال هذا العالم، ثراء، والأمثلة التي يذكرها فريتاج موجودة في المقري (1: 57، 792، 807).
رياسة الدنيا: انظر الكلمة الأولى.
وعلى الدنيا السلام: وداعاً، انتهى كل شيء قضي الأمر. ويقال: انكسرت القنينة وعلى الدنيا السلام، أي فوداعا أيتها القنينة فقد كسرت (بوشر).
ودنيا: جوّ، سماء. يقال: الدنيا صحو أي الجو صحو. ودنيا مغيمة أي جو غائم. والدنيا جليد أي الجو جليد (بوشر).
الدنيا موسخة: الأمور قذرة (دلايورت ص40).
ايش وقت الدنيا: كم الساعة؟ (بوشر).
الدنيا: بكثرة، بغزارة، وأيضاً: كل شئ (معجم الأسبانية ص50).
دنية: تصحيف دُنْيا. وفي دنية أخرى اساهٍ، مشتت البال، مشدوه، مبهوت (بوشر).
دُنياوي: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي مقابل كلمة لاتينية معناها مصر السفلى، ولذلك لابد أن لها معنى آخر غير مصري وهو المعنى الوحيد الذي يذكره دوكانج.
دُنيائي: ثري، غني، وفي رياض النفوس (ص58): رجل من أهل الدنيا. وسماه بعد ذلك: الرجل الدنياني، غير أن الصواب الدنيائي، لأنا نجد بعد ذلك: يُقدَّم دنيايياً على فقير. وفي (ص98 و): الرجل الدنياني (كذا).
دَنِيّ: حقير، رديء (فوك، همبرت ص14).
ودَنِيّ: خسيس، نذل، ذليل، (بوشر).
ودَنِيّ: طمّاع، حريص، جَشِع (بوشر).
دَنِيّة: مرض يصيب الخيل في الحوشب وهو المفصل بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ (شيرب).
دَناوَة: دناءة، مذلة، نذالة (بوشر، هلو) وسفالة، ضعة، صغار (بوشر).
مُدْنات: النسوة اللواتي يدعين صديقات العروس ليصطحبنها إلى الحمام ويحضرن الوليمة التي تولم بهذه المناسبة. (لين عادات 1: 245).
ده: هذا، ذاك، ذلك، الذي. يقال: النهارده أي هذا النهار، اليوم. وآخرده: أي خلاصة هذا، نتيجته، حاصله. وبعد كل ده: أي بعد كل هذا.
دَهْ: اسم صوت لزجر الفرس (محيط المحيط).
دنو
دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من يَدنُو، ادْنُ، دُنُوًّا ودناوةً، فهو دانٍ، والمفعول مَدنُوّ إليه
• دنا الشَّيءُ: قَرُب "دنا وقتُ الرحيل- {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} ".
• دنا إلى الشَّيء/ دنا للشَّيء/ دنا من الشَّيء: قرب "دنتِ الشَّمسُ إلى الغروب- دنت السَّفينةُ من الشاطئ". 

دنا2 يدنو، ادْنُ، دناوةً، فهو دنيّ
• دنا الرَّجلُ: دنأ، لؤُم فعلُه وخبُث. 

أدنى يُدني، أَدْنِ، إدناءً، فهو مُدْنٍ، والمفعول مُدْنًى
• أدنى الشَّيءَ: قرَّبه إليه "أدنى المصباحَ- يدني الكتاب من عينيه حين يقرأ لصغر الخطّ".
• أدنى الثَّوْبَ: أرخاه وأطاله "أدنى السِّترَ- {قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} ".
• أدنى الحاكمُ مجلسَ فلانٍ: رحَّب به وكرَّمه.
• أدنى فلانًا من نفسه: قرَّبه وأسرَّ إليه. 

استدنى يستَدْني، اسْتَدْنِ، استدناءً، فهو مستدنٍ، والمفعول مستدنًى
• استدنى الشَّخصَ: طلب منه أن يقترب "استدنى طفلَه ولاطَفَه".
• استدنى فلانًا: قرَّبه إلى مجلسه "الحاكم العادل يستدني الصَّالحين والعلماء". 

تدانى يتدانَى، تَدانَ، تدانيًا، فهو متدانٍ
• تدانى القومُ: اقترب بعضُهم من بعضٍ "تدانت آراؤُهم ولم
 يعد هناك ما يفرّقهم". 

تدنَّى يتدَنَّى، تَدَنَّ، تَدَنّيًا، فهو مُتَدَنٍّ
• تدنَّى الشَّخصُ:
1 - اقترب قليلاً قليلاً "بعيدٌ يتدنَّى خيرٌ من قريب يتبعَّد".
2 - تدنَّأ وأسَفَّ "تدنَّى الخسيسُ- الذليل يتدنَّى حتى يحصل على ما يريد".
• تدنَّى الشَّيءُ: هبَط "تدنَّى مستواه- تدنِّي الأخلاق: انحطاطها- حدث تدنٍّ في الأسعار". 

دانى يُداني، دَانِ، مُداناةً، فهو مُدانٍ، والمفعول مُدَانًى (للمتعدِّي)
• دانَى بين العملَيْن: قارب بينهما "دانى بين الأمرين- دانى بين المتخاصمَيْن" ° شيءٌ لا يُدانَى: لا مثيل له.
• دانى الأمرَ: قاربه. 

دنَّى/ دنَّى في يدنِّي، دَنِّ، تَدنيةً، فهو مُدَنٍّ، والمفعول مُدَنًّى
• دنَّى الشَّيءَ: أدناه؛ قرَّبه "دنَّى القنديلَ".
• دنَّى نفسَه: أذلَّها وحقَّرها.
• دنَّى في الأمور: تتبَّع صغيرَها وكبيرَها. 

إدناء [مفرد]: مصدر أدنى. 

أدنى [مفرد]: ج أدنون وأدانٍ، مؤ دُنيا، ج مؤ دُنْييات ودُنًى:
1 - اسم تفضيل من دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من: أكثر قربًا، أو أقل قدرًا.
2 - أَقْرَبُ " {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدَاني الأَرْضِ} [ق]- {وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا} - {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} " ° الجَدُّ الأدنى: أبو الأب- الموقِّعون أدناه: الذين تأتي توقيعاتهم عقب كلام مكتوب- وقَّع أدنى الورقة/ وقَّع في أدنى الورقة.
3 - أَقلّ "لأدنى شُبهة- أدنى الناس: أذلّهم- {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ} " ° الحدّ الأدنى: أقلّ حدّ- حدّ المعيشة الأدنى: أقل مقدار يكفي لسدّ حاجات العيش على مستوًى مقبول.
• حدّ الأجر الأدنى: (قص) أقلّ مستوى للأجور يحدِّده قانون أو عقد يدفعه صاحب عمل مقابل عمل معيّن. 

استدِناء [مفرد]: مصدر استدنى. 

تَدْنِية [مفرد]: مصدر دنَّى/ دنَّى في. 

دانٍ [مفرد]: ج دَانُون ودُنَاة ودَوَانٍ (لغير العاقل)، مؤ دانية، ج مؤ دانيات ودُنَاة ودَوَانٍ:
1 - اسم فاعل من دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من ° القاصي والدَّاني: كلُّ الناس.
2 - قريب " {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ". 

دناوة [مفرد]:
1 - مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من ودنا2.
2 - مذلَّة، ضِعة، صَغار.
3 - قرابة "بينهما دناوة في الاهتمام العلميّ". 

دَنْوَة [مفرد]: مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من. 

دُنُوّ [مفرد]: مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من. 

دُنْيا [مفرد]: ج دُنْييات ودُنًى: مؤنَّث أدنى: " {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} - {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} ".
• الدُّنيا:
1 - الحياة الحاضرة، عكسها الآخرة "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ [حديث] " ° أقام الدُّنيا وأقعَدها: أحدث ضجَّة كبيرة، أثار الاهتمامَ، شغل النّاسَ- اسودَّتِ الدُّنيا في عَيْنيه: اغتمّ، حزن- حَرْث الدُّنيا: متاع الحياة الدُّنيا من مالٍ وبنين وغيرهما- حُطام الدُّنيا: متاعُها، ما فيها من مالٍ كثير أو قليل لأنَّه يفنى ولا يبقى- ضاقت به الدُّنيا: سئم وضجر- على الدُّنيا السَّلام: وداعًا وداعًا، قضي الأمرُ، انتهى كل شيء- هو في دنيا دانية: هو في حياة ناعمة مترفة.
2 - كلّ فترة زمنيّة ممتدَّة "أنت تعيش في دنيا الأحلام".
3 - الكرة الأرضيّة من حيث توزيعها الجغرافيّ.
• الطَّبقة الدُّنيا: (مع) الطَّبقة التي يكون لديها أقلّ دخل أو ضمان ماليّ، وتزاول أدنى المهن وعلى درجة أدنى من التَّعليم ممَّا يؤثّر في آمالها المستقبليّة وتصبح في حالة من الضَّياع والدُّونيَّة. 

دُنْيَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى دُنْيا: "متاع/ نفع دنيويّ". 

دُنْيَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى دُنْيا: "علوم
 دنيويَّة".
2 - مصدر صناعيّ من دُنْيا: تشكيك في الدِّين، واللاّمبالاة بتعاليمه أو أصوله "نزعة الدّنيويَّة في عقيدته". 

دَنيّ [مفرد]: مؤ دَنِيَّة، ج مؤ دنيّات ودَنايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دنا2: دَنِيء، خسيس، نذل، ذليل. 

دَنِيَّة [مفرد]: ج دَنايا ودنيَّات:
1 - مؤنَّث دَنيّ.
2 - دَنيئة، نقيصة "فعل الاحتلال كلَّ دنيَّةٍ في المواطنين" ° المنيَّة ولا الدَّنيَّة: دعوة إلى عزّة النفس والتحذير من الخِسّة. 
[د ن و] دَنَا الشَّيْءُ من الشَّيْءِ دُنُوّا ودَناوَةً: قَرُبَ، وقولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ يصفُ جَبَلاً:

(إِذا سَبَلُ العَماءِ دَنا عليه ... يَزِلُّ برَيْدِهِ ماءٌ زَلُولُ)

أرادَ: دَنَا منه. وأَدْنَيْنتُه أَدْنَيتهُ ودَنَّيْتُه، وفي الحديث: ((سًمُّوا وسَمتُّوا، ودَنُّوا)) أي قارِبُوا بينَ الكَلِمَةِ والكَلِمِةِ في التَّسْبِيحِ. وقولُه في الحَدِيث: ((إِذا أَكَلْتُم فَسمُّوا اللهُ، ودَنُّوا)) . معناه: كُلُوا ما دَنَا مِنْكُم. واسْتَدنْاهُ: طَلَبَ منه الدُّنُوَّ. وقولُه تعالى: {ودانية عليهم ظلالها} [الإنسان: 14] إنّما هو على حَذْفِ المَوْصُُوفِ، كأَنّه قال: وجَزَاهُم جَنَّةً دانِيَةً عليهم، فحَذَفَ ((جَنَّةً)) وأقامِ دانِيَةً مُقامَها، ومثلُه ما أنشَدَهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِ الشّاعِرِ:

(كَأَنَّك من جِمالِ بَنِى أُقَيشِ ... يُقَعْقُعُ خَلْفَ رِجِلَيْهْ بشَنِّ)

أَراد: جَمَلٌ من جِمالِ بني أُقَيْئشٍ. وقال ابنُ جِنِّى: {دانية عليهم ظلالها} مَنْصُوبَةٌ على الحالِ، معطوفَةُ على قِولِه: {متكئين فيها على الأرائك} [الإنسان: 13] ، وهذا هو القَوْلُ الذي لا ضرُورَةَ فيه قالَ: واما قَوْلُه: ((كأنَّكَ من جِمالَ بَنِى أُقَيْشٍ)) البيت فإِنّما جازَ ذلك في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، ولو جازَ لَنا أن نِجِدَ ((مِنْ)) قد جُعِلَتْ في بَعضِ المَواضِعِ اسمْاً لَجَعلْناهَا اسمًا، ولم نَحْمِل الكَلاَم على حَذِفِ المَوْصُوفَِ، وإقامَةِ الصِّفَةِ مُقامَة؛ لأَنَّه نوعٌ من الضَّرُورِة، وكتابُ اللهِ يَجِلُّ عن ذِلِكَ. فأَمّا قولُ الأَعْشِى:

(أَتنْتَهُونَ ولَنْ يَنْهَى ذَوِى شَطَطِ ... كالظَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيْتُ والفُتُلُ)

فلو حَمَلْتُه على إِقامَة الصِّفَةِ مُقامَ المْوْصُوفِ لكانَ أَقْبَحَ من تَأَوُّلِ قولِه تَعالَى: {ودانية عليهم ظلالها} على حَذْفِ المَوْصُوفِ؛ لأَنَّ الكافَ في بَيْتِ الأَعْشَى هي الفاعِلَة في المعْنَى، ودِانِيَة في هذا القول إِنَّما هي مَفْعُولٌ بها، والمَفْعُول قد يكونُ غَيَرُ اسمٍ صَرِيحٍ، نحو: ظَنَنْتُ زيداً يقوم والفاعل لا يكونُ إلا اسماً صريحاً محضاً، فهم على إمحاضه اسماً أشدُّ مُحافَظَةً من جَمِيعِ الأَسْماءِ، أَلا تَرَى أَنَّ المُبْتَدأَ قد يقعُ غيرَ اسْمٍ مَحْضٍ، وهو قوله: ((تَسْمَعُ بالمُعَيْدِىِّ خيرٌ من أَنْ تَراهُ)) ، فتَسْمَعُ - كما تَرَى - فِعْلٌ، وتقديرُه: أَنْ تَسْمَعَ، فحَذفُهم أَنْ ورَفْعُهمُ تَسْمَع يدُلُّ على أَنَّ المُبتَدأَ قد يُمْكِنُ أَنْ يكونَ عندَهُم غيرَ اسْمٍ صَريحٍ، وإِذا جازَ هذا في المُبْتَداَ على قُوَّةِ شَبَهِه بالفاعِلِ، فهو في المَفْعُولِ الَّذِي يَبْعُدُ عنُهما أَجْوَزُ، فمن أَجْلِ ذِلكَ ارْتَفع الفِعْلُ في قوِلِ طَرَفَةَ:

(أَلاَ أَيُّهذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى ... )

عندَ كثيرٍ من النّاسٍ؛ لأَنَّه أرادَ أَنْ أَحْضُرَ. وأجازَ سِيبَوَيْه في قوِله: مُرْهُ يَحْفِرُها. أن يكونَ الرَّفْعُ على قوله: أًَنْ يَحْفِرِها. فلمّا حُذِفَتْ أَنْ ارتْفََعَ الفعْلُ بعدَها، وقد حَمَلَهُم كثرةُ حَذِْفِ أَنْ مع غيرِ الفاعِلِ على أن اسْتجَازُوا ذلك في غيرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه وإِن كانَ ذلك جارِياً مَجْرَى الفاعِلِ، وقائماً مُقامَةُ، وذلك نَحْو قولِ جَمِيلٍ:

(جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لِمثْلِى يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ)

أرادَ أَنْ يَجْزَعَ، على أنَّ هذا قِلِيلٌ شاذٌ، على أَنَّ حَذْفَ أًنْ قد كَثُر في الكَلامِ حَتّى صارَ كَلا حَذْفٍ. ألاَ تِرَىَ أَنَّ أَصْحابناً اسْتَقْبَحَوا نَصْبَ غيرَ من قوله: عَزَّ اسْمُه: {قل أفغير الله تأمروني أعبد} [الزمر: 64] بأَعْبُدُ، فلولا أَنَّهُم أَنسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكَلاِم وإرادَتِها لما استَقبَحُوا انْتِصابِ غَيْر بأَعْبُدْ. والدَّناوَةُ: القَرابَةُ والقُرْبَى. ودَنَت الشَّمْسُ للغُروبِ، وأًَدْنَتْ. والدُّنْيا: نَقِيضُ الآخِرِةَ، انْقَلَبتِ الواوُ فيها ياءً؛ لأَنَّ فُعْلَى إذا كانَت اسمْاً من ذَواتِ الواوِ أُبْدِلَتْ واوُه ياءً، كما أُبْدِلِتِ الواوُ مكانَ الياءِ في فَعْلَى فأَدْخَلُوها عليها في فُعْلَى ليتَكافآ في التَّغْيِيرِ، هذا قولُ سِيبَوَيْهِ، وزِدْتُه اَنا بُيانًا. وحَكَى ابنُ الأَعْرابِىِّ: ما له دُنْياً ولا آخِرَةُ، فنَوَّنَ دنيا تَشْبِيهاً لها بفُعْلَلٍ، قال: والأَصْلُ أَلاَّ تُصْرَفَ، لأَنّها فُعْلَى. وقالُوا: هو ابنُ عَمِّى دِنْيَةً، ودِنْياً، ودِنْيا، ودُنْيا: إِذا كانَ ابنَ عَمِّه لَحّا. قال اللِّحْيانِيُّ: وتُقالُ هذه الحُرُوفُ أيضاً في ابنِ الخالِ والخاَلةِ، وتُقالُ في ابنِ العَمَّة أيضاً: قالَ: وقالَ أَبُو صَفْوانَ: هو ابنُ أَخِيه وابنُ أُخْتِه دنْياً، مثل ما قِيلَ في ابنِ العَمِّ وابنِ الخالِ، قال: ولم يَعْرَفْها الكِسائيُّ ولا الأَصْمَعِيُّ إلاَّ في العَمَّ والخالِ، وإنَّما انْقَلَبَتِ الواوُ في دِنْيَةٍ ودِنْياً لمجُاوَرَة الكَسْرَةِ وضَعْف الحاجِزِ، ونَظِيرُه فِتْيَةٌ وعِلْيَةٌ، وكانَ أَصْلُ ذلك كُلِّه دُنْيَا، أي رَحِماً أَدْنَى إِلىَّ من غَيْرِها، وإِنَّما قَلَبُوا ليَدُلَّ ذلك على أَنّه ياءُ تَأْنِيثِ الأَدْنَى، ودِنْياً داخِلَةٌ عليها. وقولُه تَعالَى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21] قالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ ما يُعَذَّبُ به في الدُّنْيا فهو العَذابُ الأَدْنَى، والعَذابُ الأَكْبَرُ: عذابُ الآخِرَةِ. ودانَيْتُ الأَمْرَ: قارَبْتُه. ودانَيْتُ بَيْنَهُما: جَمَعْتُ. ودانَيْتُ القَيْدَ للبَعِيرِ: ضَيَّقْتُه عليهِ، وكذِلكِ دانَى القَيْدُ قَيْنَىِ البَعِيرِ. وقالَ ذُو الُّرمَّةِ: (دانَي له القَيْدُ في دَيْمُوَمةٍ قَذّفٍ ... قَيْنَيْةِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأناعيِمُ)

وقولهُ:

(مالِي أَراهُ دالِفاً قَدْ دُنْيَ لَهْ ... )

إِنما أرادَ: قَدْ دُنِيَ لُهُ، وهو مِنَ الواوِ من دَنَوْتُ، ولكن الواوَ قُلِبْتْ ياءً من دُنِيَ لانْكِسارِ ما قِبْلَها، ثم أُسْكِنَت النُّونُ، فكانَ يَجِِبُ إِّ زالَتِ الكسرةُ أَنْ تَعُودَ الواوُ، إلاَّ أَنَّه لًّما كانَ إِسكانُ النُّونِ إنّما هو للتَّخْفِيفِ كانت الكسرةُ المُنْوِيَّةُ في حُكْمِ الَملَْفُوظِ به، وعلى هذا قاسَ التَّحْوِيُّونِ، فقالوا في شَقِيَ: قَدْ شَقْيَ فتركوا الواو التي هي لامٌ في الشقوة والِّقاوةِ مقلوبةً - وإن زالت كسرة القاف من شَقْى للتَّخْفِيفِ - لمَا كانَتِ الكَسْرَةُ مَنْوِيَّة مٌ قَدَّرَةً، وعلى هذا قالَوا: لَقَضْوَا الرَّجُلُ، واَصْلُه من الياءِ في قَضَيْتُ، ولكنّها قُلِبَتْ في لَقُضُو - لانْضِمام الضّادِ قَبْلَها - واواً، ثم أسْكَنُوا الضّاد تَخْفِيفًا، فَتَركُوا الواوَ بحالِها، ولم يَرْدُّوها إِلى الياءِ، كما تَرَكُوا الياءَ في ((دُنْيَ)) بحالِها ولم يَرُدُّوها إلى الواوِ، ومثلُه من كَلامِهِم رَضْيُوا، حكاها سِبيَوَيَهْ بإِسْكانِ الضّادِ وتَرْكِ الواوِ من الرِّضْوانِ ومَرْضُوٍّ بحالِها، ولا أَعْلَمُ دُنْيَ بالتخفِيفِ إِلاَّ الرَّجَزُ ليس بعتيقِ؛ كأنّه من رَجَزِ خَلَفٍ الأَحْمَرَِ، أو غيرهِ من المُوَلَّدِينَ. وناقَةٌ مُدْنِيَةٌ ومُدْنٍ: دَنَا نِتاجُها، وكذلِكَ المَرْأَةُ. والدَّنِىُّ من الرِّجالِ: الساقِطُ الضَّعِيفُ الذي إِذَا آواهُ اللًَّيْلُ لم يَبْرَحْ ضُعْفاً، والجَمْعُ: أَدْنِياءُ، وما كانَ دَنِْيّا، ولقد دَنِى دَنّا، ودِنايَةً، الياءُ فيه مُنْقَلِبَةٌ عن الواوِ، لقُرْبِ الكَسْرَةٍِ، كُلُّ ذلِكَ عن اللَّحْيانِيٍِّ. وتَدانَتْ إِبلُ الرَّجُلِ: قَلَّتْ وضَعُفَتْ، قالَ ذو الرُّمَّة:

(تَباعَدُ مِنِّى أَنْ رَأَيْتَ حُمُولِتَى ... تَدَانَتْ وأَنْ أَخْتَى عَلَيْكَ قَطِيعُ)

ودَنَّى فُلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خَسِيساً، عنه أيضاً. والدَّنَا: أَرْضَ لكَلْبِ، قال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ: (من أَخْدَرِيّاتِ الدِّنَا الْتَفَعَتْ لَهُ ... بُهْمَى الرّقاع وَلَجَّ في إِحْناقِ)
دنو
: (و ( {دَنا) إِلَيْهِ وَمِنْه وَله} يَدْنُو ( {دُنُواً) ، كعُلُوَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهرِيُّ.
زادَ ابنُ سِيدَه: (} ودَناوَةً: قَرُبَ) .
وقالَ الحرالي: {الدُّنُوُّ القُرْبُ بالذاتِ أَو الحُكْم، ويُسْتَعْملُ فِي المَكانِ والزَّمانِ.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لساعِدَةَ يَصِفُ جَبَلاً:
إِذا سَبَلُ العَماءِ دَنا عَلَيْهِ
يَزِلُّ برَيْدِهِ ماءٌ زَلُولُأَرَادَ: دَنا مِنْهُ؛
(} كأَدْنَى) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
( {ودَنَّاهُ} تَدْنِيةً {وأَدْنَاهُ: قَرَّبَهُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا أَكَلْتُم فسَمُّوا اللَّهَ} ودَنُّوا) ، أَي كُلُوا ممَّا يَلِيكُم.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (سَمُّوا وسَمِّتُوا ودَنُّوا) ، أَي قارِبُوا بينَ الكَلِمَةِ والكَلِمَةِ فِي التَّسْبيحِ.
( {واسْتَدْناهُ: طَلَبَ مِنْهُ} الدُّنوَّ) ، أَي القُرْب.
( {والدَّناوَةُ: القَرابَةُ والقُرْبَى) . يقالُ: بَيْنَهما} دَناوَةٌ، أَي قَرابَةٌ. ويقالُ: مَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً {ودَناوَةً.
(} والدُّنْيا) ، بالضَّمِّ: (نَقِيضُ الآخِرَةِ) ، سُمِّيَت {لدُنُوِّها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: انْقَلَبَتِ الواوُ فِيهَا يَاء، لأنَّ فُعْلَى إِذا كانتِ اسْماً مِن ذواتِ الواوِ أُبْدلَتْ واوُه يَاء، كَمَا أُبْدِلَتِ الواوُ مَكان الياءِ فِي فَعْلى، فأَدْخلُوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليَتكَافآ فِي التَّغْييرِ؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه وزِدْتُه أَنا بَياناً.
وقالَ الليْثُ: إنَّما سُمِّيَت} الدُّنْيا لأنَّها {دَنَت وتأَخَّرَتِ الآخِرَةِ.
(وَقد تُنَوَّنُ) إِذا نُكِّرَتْ وزَالَ عَنْهَا الألِف واللاَّم؛ وحَكَى ابنُ الأعرابيِّ: مالَه دُنْياً وَلَا آخِرَةٌ، فنَوَّنَ} دُنْياً تَشْبِيهاً لَهَا بِفعل؛ قالَ: والأصْلُ أَن لَا تُصْرَفَ لأنَّها فُعْلى.
قَالَ شيْخُنا: وَقد وَرَدَ تَنْوينها فِي رِوايَة الْكشميهني كَمَا حَكَاه ابنُ دحْيَة وضَعَّفَه.
وقالَ ابنُ مالِكٍ: إنَّه مشكلٌ وأَطالَ فِي تَوْجِيهه.
(ج {دُنًى) ، ككُبْرَى وكُبَر وصُغْرَى وصُغَر، وأَصْلُه دُنَوٌ، حُذِفَتِ الواوُ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ هُوَ جَمْعٌ نادِرٌ غريبٌ عابَهُ صاحِبُ اليَتِيمَةِ على المُتَنبيِّ فِي قوْلِه:
أَعَزُّ مكانٍ فِي الدُّنَى سرجُ سابحٍ
وخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمانِ كِتابُونَقَلَهُ الشَّهابُ فِي العنايةِ وأَقَرَّه فتأَمَّل.
قُلْتُ: إنَّما أَرادَ المُتَنبيِّ فِي الدُّنْيا فحذَفَ الياءَ لضَرُورَةِ الشِّعْر، فتأَمَّل.
(و) قَالُوا: (هُوَ ابْن عَمِّي) أَو ابنُ (خالِي، أَو) ابنُ (عَمَّتِي، أَو) ابنُ (خالتِي) ؛ هَذِه الثلاثَةُ عَن اللحْيانيّ؛ (أَو ابنُ أَخِي، أَو) ابنُ (أُخْتِي) ، هاتَانِ عَن أَبي صَفْوان.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يعْرفْها الكِسائيّ وَلَا الأصْمعيّ إِلَّا فِي العَمِّ والخالِ.
(} دِنْيَةً {ودِنْياً) ، بكسْرِهما مُنَوَّنَتَيْن، (ودُنْياً) ، بالضَّمِّ غَيْر مُنَوَّنَة، (} ودِنْيَا) ، بالكسْرِ غَيْر منوَّنَة أَيْضاً؛
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ عَمه دُنْيَا، مَقْصورٌ، {ودِنْيَةً} ودِنْياً، منوَّنٌ وغَيْرُ مُنوَّنٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ ابنُ عمِّ {دِنْيٍ} ودِنْيا، {ودُنْيَا} ودِنْيَةً إِذا ضَمَمْتَ الدَّال لم تجرِ، وَإِذا كَسَرْتَ إنْ شِئْتَ أَجْرَيْت وإنْ شِئْتَ لم تجرِ، فأمَّا إِذا أَضَفْتَ العمَّ إِلَى مَعْرِفةٍ لم يَجُزِ الخَفْض فِي دِنْيٍ، كقَوْله: هُوَ ابنُ عَمِّه ( {دِنْيا) } ودِنْيةٌ، أَي (لَحّاً) ، لأنَّ دِنْياً نَكِرةٌ فَلَا يكونُ نَعْتاً لمعْرفَةٍ، انتَهَى. قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما انْقَلَبتِ الواوُ فِي {دِنْياً} ودِنْيةٍ ياٍءً لمجاوَرَةِ الكَسْرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ قِنْيَةٌ وعِلْيَةٌ، وكأنَّ أَصْلَ الكُلِّ {دُنْيا، والمَعْنى رَحِماً} أَدْنى إليَّ مِن غيرِها، وإنَّما قَلَبُوا ليَدُلَّ ذلكَ على أنَّه ياءُ تأْنيثِ {الأَدْنَى،} ودِنْيَا داخِلَة عَلَيْهَا.
( {ودانَيْتُ القَيْدَ) للبَعيرِ: (ضَيَّقْتُه) عَلَيْهِ.
(وناقَةٌ} مُدْنِيَةٌ {ومُدْنٍ) ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ: (} دَنا نِتاجُها) ؛ وَكَذَا المَرْأَةُ وَقد {أَدْنَتْ.
(} والدَّنِيُّ) مِن الرِّجالِ، (كغَنِيَ: السَّاقِطُ الضَّعِيفُ) الَّذِي إِذا آواه اللَّيْل لم يَبْرَحْ ضَعْفاً، والجَمْعُ {أَدْنِياءُ.
(وَمَا كانَ} دَنِيّاً، وَلَقَد {دَنِيَ) } يَدْنَى، كرَضِيَ يَرْضَى، ( {دَناً) بالفتْحِ مَقْصوراً، (} ودَنايَةً) ، كسَحابَةٍ، الياءُ فِيهِ مُنْقَلبَةٌ عَن الواوِ لقُرْبِ الكَسْرةِ، كُلُّه عَن اللحْيانيّ.
وَفِي التَهْذيبِ: {دَنا ودَنُؤَ، مَهْموزٌ وغَيْر مَهْموزٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت:} دَنَوْتُ مِن فلانٍ {أَدْنُو} دُنُوّاً.
وَمَا كنتُ {دَنِيّاً وَلَقَد} دَنَوْت {تَدْنُو، غيْر مَهْموزَةٍ، دَناءَةً مَصْدَره مَهْموز.
وَمَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً} ودَناوَةً.
قالَ الأزهرِيُّ: فرقَ بينَ مَصْدرِ دَنا ودَنُؤَ، كَمَا تَرى فجَعَلَ مَصْدَر دَنا دَناوَةً ومَصْدر دَنُؤَ دَناءَةً، قالَ: ويقالُ لقَدْ دَنَأْت تَدْنَأ، مَهْموزاً، أَي سفلت فِي فِعْلِكَ ومَجنْت.
( {وَالَدَّنَا) ، بالفتْحِ مَقْصوراً: (ع) بالبادِيَةِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
وقالَ نَصْر: مِن دِيارِ تمِيمٍ بينَ البَصْرةِ واليَمامَة؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
فأَمْواهُ} الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ
دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالٍ وَفِي المُحْكَم: أَنَّه أَرْضٌ لكَلْب؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة بنِ جَنْدل: من أَخْدَرِيَّاتِ {الدَّنا التَفَعَتْ لَهُ
بُهْمَى الرِّقاعِ ولَجَّ فِي إِحْناقِ (} والأَدْنَيانِ: وادِيانِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(ولَقِيتُه {أَدْنَى} دَنِيٍَّ، كغَنِيَ، {وأَدْنَى} دَناً) ، بالفتْحِ مَقْصُور، أَي (أَوَّلَ شيءٍ) .
قَالَ الجَوْهرِي: {والدَّنيُّ القَرِيبُ وأَمَّا الَّذِي بمعْنَى الدُّونِ فمَهْموزٌ.
(وأَدْنَى) الرَّجُلُ (} إدْناءً: عاشَ عَيْشاً ضَيِّقاً) بعْدَ سَعَةٍ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ.
( {ودَنَّى فِي الأُمورِ} تَدْنِيَةً: تَتَّبَعَ صَغيرَها وكَبيرَها) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ وخَسِيسَها، كَمَا هُوَ نَصَّ الجَوهرِيُّ.
وَفِي المُحْكَم عَن اللّحْيانيّ: {دَنَّى طَلَبَ أَمْراً خَسِيساً.
وَفِي التَّهْذيبِ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا طَلَبَ أمْراً خَسِيساً: قد} دَنَّى {يُدَنِّي} تَدْنِيَةً.
( {وتَدَنَّى) فلانٌ: أَي (} دَنا قَلِيلاً) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {وتَدَانَوْا) : أَي (دَنا بعضُهم من بعضٍ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ أَيْضاً.
(} ودانِيَةُ: بالمَغْرِب) فِي شَرْقي الأَنْدَلُس ليسَ بساحِلِ البَحْر، (مِنْهُ جماعَةٌ عُلماءُ، مِنْهُم: أَبو عَمْرٍ و) عُثْمانُ بنُ سعيدِ بنِ عُثْمان الأُمَويُّ مَوْلاهم (المُقْرِىءُ) القُرْطبيُّ، سَكَنَ {دانِيَةَ، وُلِدَ سَنَة 372، وسَمِعَ الحدِيثَ بالأَنْدَلُس ورَحَلَ إِلَى المَشْرِق قبْلَ الأَرْبعمائَة وعادَ إِلَى الأَنْدَلُس فتَصَدَّرَ بالقِرَاآتِ وانْتَفَعَ النَّاسُ بكُتُبِه انْتِفاعاً جيِّداً، وتُوفي بدانِيَةَ سَنَة 444.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دنى! تَدْنِيَةً: إِذا قربَ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. {ودَنَتِ الشمسُ للغُروبِ} وأَدْنَتْ.
والعَذابُ {الأدْنَى: كلُّ مَا يُعَذَّبُ بِهِ فِي الدُّنْيا؛ عَن الزجَّاج.
} ودانَيْتُ الأَمْرَ: قارَبْتَه.
{ودانَيْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن: قارَبْت وجَمَعْت.
} ودَانَى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعيرِ: ضَيَّقَ عَلَيْهِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
{دَانَى لَهُ القَيْدُ فِي دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأناعِيمُوقولُ الراجز:
مَا لي أَراهُ والفاً قَدْ} - دُنْيَ لهْ إِنَّمَا أَرادَ قد {دُنِيَ لَهُ، وَهُوَ من الواوِ مِن} دَنَوْتُ، ولكنَّها قُلِبَتْ يَاء لانْكِسارِ مَا قَبْلها ثمَّ أُسْكِنَتْ النُّون.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَعْلَم {- دُنْيَ بالتَّخْفِيفِ إلاَّ فِي هَذَا البيتِ، وكانَ الأصْمعيُّ لَا يَعْتَمِدُ هَذَا الرَّجْز، ويقولُ هُوَ مِن رَجَز المولّدِين.
} وتَدانَتِ إبِلُ الرَّجُلِ: قَلَّتْ وضَعُفَتْ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
تباعَدَ منِّي أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي
تَدانَتْ وأنْ أَخْنَى عليكَ قَطِيع {والمُدَنِّي، كمُحَدِّثٍ: الضَّعيفُ الخَسِيسُ الَّذِي لَا غَناءَ عنْدَه، المُقَصِّرُ فِي كلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ وأَنْشَدَ:
فَلَا وأَبِيكِ مَا خُلُقي بوَعْرٍ
وَلَا أَنا} بالدَّنيِّ وَلَا {المُدَنيّ ِ} والدَّنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الخَصْلَةُ المَذْمومةُ، والأصْلُ فِيهِ الهَمْز، ولكنَّه يُخَفَّف.
والجَمْرَةُ الدُّنْيا: هِيَ القَرِيبَةُ من مِنىً.
والسَّماءُ الدُّنْيا: هِيَ القرْبَى إِلَيْنَا. ويقالُ: سَماءُ الدُّنْيا بالإضَافَةِ.
{وادَّنَى} ادّناءً، افْتَعَل مِن {الدُّنُوِّ، أَقربَ.
ويُعَبَّرُ} بالأدْنى تارَةً عَن الأصْغَر فيقابَلُ بالأكْبَر، وتارَةً عَن الأرْذَل فيُقابَلُ بالخَيِّر، وتارَةً عَن الأَوَّل فيُقابَلُ بالآخرِ، وتارَةً عَن الأَقْرَبِ فيُقابَلُ بالأَقْصَى.
{وأَدْنَيْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْته.
وأَبو بكْرِ بنُ أَبي الدُّنْيا: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
والنِّسْبَةُ إِلَى الدُّنْيا:} دُنْياوِيٌّ؛ وَكَذَا إِلَى كلِّ مَا مُؤَنَّثُه نَحْو حُبْلَى ودَهْناء.
قَالَ الجَوهرِيُّ: ويقالُ {دُنْيَوِي} ودُنَيِيٌّ. {والدُّنْياتَيْن، بالضمِّ: مُثَنَّى الدُّنْيا مَلاَوِي الْعود لُغَةٌ مُولَّدَة مُعَرَّبَة؛ نَقَلَهُ الشيخُ عبْدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي بعضِ رَسائِلِه اللّغَويَّة، واسْتَدَلَّ بقولِ أَبي طالبٍ محمدِ بنِ حسَّان المُهذّب الدِّمَشْقيّ فِي بعضِ منشآته: خَبِير بشَدِّ} دُنْياتَيْن الأَلْحان، بَصِير بحلِّ عُرَى النَّغَمات الحِسَان.
قُلْتُ: الصَّحيحُ أنَّه تَصْحِيفُ الدّساتين، وَهَذِه قد ذَكَرَها الشهابُ الخفاجيّ فِي ديوانِ الأدَبِ، فتأَمَّل.

دنو

1 دَنَا, (T, M, Mgh, Msb, K, &c.,) first Pers\.

دَنَوْتُ, (T, S,) aor. ـْ (T, Msb,) inf. n. دُنُوٌّ (T, S, M, Msb, K) and دَنَاوَةٌ, (M, K,) He, or it, was, or became, near; drew near, or approached; (T, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ ادنى; (IAar, T, K;) and ↓ دنّى, inf. n. تَدْنِيَةٌ; (IAar, T;) and ↓ دانى, inf. n. مُدَانَاةٌ; (KL, but only the inf. n. is there mentioned;) and ↓ اِدَّنَى, inf. n. اِدِّنَآءٌ: (TA:) it is either in person, or substance, or in respect of predicament, and in place, and in time: (El-Harállee, TA:) you say, دَنَا مِنْهُ, (M, Mgh, Msb,) and دَنَوْتُ مِنْهُ, (T, S,) and إِلَيْهِ, (M, Msb,) and لَهُ, (TA,) and عَلَيْهِ occurs in a verse of Sá'ideh as meaning مِنْهُ, (M,) He, or it, and I, was, or became, near, &c., to him, or it: (T, M, Mgh, Msb:) [and in like manner you use the other verbs mentioned above, except ↓ دانى, which is immediately trans.: or دَنَا مِنْهُ with دَنَاوَةٌ for its inf. n. means, or means also, He was near to him in respect of kindred; was related to him: for] دَنَاوَةٌ is syn. with قَرَابَةٌ (S, M, K) and قُرْبَى: (M, K:) you say, بَيْنَهُمَا دَنَاوَةٌ meaning قَرَابَةٌ [i. e. Between them two is relationship]; (S;) and مَا تَزْدَادُ مِنَّا إِلَّا قُرْبًا وَدَنَاوَةٍ [Thou increasest not save in nearness and relationship to us]. (ISk, T, S.) A rájiz says, مَا لِى أَرَاهُ دَالِفًا قَدْدُنْىَ لَهُ meaning دُنِىَ لَهُ [i. e. What hath happened to me that I see him walking gently or with short steps, or rendered lowly by age, having been approached by death?]: it is from دَنَوْتُ, but the و is changed into ى because of the kesreh before it, and then the ن is made quiescent: and there are similar instances of contraction of verbs: but [ISd says,] I know not دُنْىَ except in this instance; and As used to say of the poem in which this occurs, This rejez is not ancient: it is app. of Khalaf ElAhmar or some other of the Muwelleds. (M.) One says also, دَنَتِ الشَّمْسُ لِلْمَغُرُوبِ and ↓ أَدْنَت [The sun was, or became, near to setting]. (M.) A2: دَنِىَ, (T, M, K, TA, [in the CK, ما كانَ دَنْيَا ولقد دَنا is erroneously put for مَا كَانَ دَنِيًا وَلَقَدْ دَنِىَ,]) like رَضِىَ, (TA,) aor. ـْ (T,) inf. n. دَنًا (T, M, K) and دَنَايَةٌ, (T, K, TA,) or دِنَايَةٌ; (M, accord. to the TT; and so in the CK; [app. a mistranscription occasioned by a misunderstanding of what here follows;]) the ى [in دَنِىَ] being substituted for و because of the nearness of the kesreh; all on the authority of Lh; (M;) and دَنُوَ, aor. ـْ without ء, inf. n. دَنَآءَةٌ, with ء, (ISk, T,) and دُنُوٌّ; (T;) or دَنَا, aor. ـْ inf. n. دَنَاوَةٌ; i. q. دَنَأَ and دَنُؤَ; (Msb;) [i. e.] He (a man, T, M) was, or became, such as is termed ↓ دَنِىٌّ; (T, M, Msb, K;) and دَنِىْءٌ; (Msb;) meaning weak; contemptible (خَسِيسٌ); not profitable to any one; who falls short in everything upon which he enters: (T: [like مُدَنٍّ:]) or low, ignoble, or mean; (سَاقِطٌ;) weak; (M, K;) such as, when night affords him covert, will not quit his place, by reason of weakness: (M:) or low, ignoble, or mean, (لَئِيمٌ,) in his actions, or conduct; bad, evil, or foul; accord. to the explanation of دَنَا by Es-Sarakustee: but some distinguish between دَنِىْءٌ and دَنِىٌّ; making the former to signify “ low, ignoble, or mean; ” (لَئِيمٌ;) and the latter, خَسِيسٌ [app. as meaning contemptible]. (Msb, and so the latter is explained in the Mgh.) 2 دَنَّوَ see 1: A2: and 4. b2: It is said in a trad., سَمُّوا وَ سَمِّتُواوَ دَنُّوا, i.e. [Pronounce ye the name of God, (i. e. say, In the name of God,) and invoke a blessing upon him at whose abode or table ye eat, (see art. سمت,) and] make your words to be near together in praising God. (M.) And in another trad., إِذَا أَكَلْتُمْ فَسَمُّوا اللّٰهَ وَدَنُّوا, i. e. [When ye eat, pronounce the name of God, and] eat of that which is near you: (M:) or إِذَا أَكَلْتُمْ فَدَنُّوا, i. e. [When ye eat,] eat of that which is next you. (S.) b3: دَنَّى, (T, M,) inf. n. تَدْنِيَةٌ, (T,) also signifies He (a man) sought after mean, paltry, or contemptible, things. (Lh, T, M.) And دنّى فِى الأُمُورِ, (inf. n. as above, S, K,) He pursued small matters, and mean, paltry, or contemptible: (T, S, TA:) in the K, erroneously, and great. (TA.) b4: Also He was, or became, weak; syn. ضَعُفَ. (S and TA in art. دون.) 3 دانى, inf. n. مُدَانَاةٌ: see 1, in two places. You say also, دَانَيْتُ الأَمْرَ I was, or became, near to [doing, or experiencing,] the affair, or event. (M.) b2: دَانَيْتُ القَيْدَ لِلْبَعِيرِ I made the shackles, or hobbles, strait, or contracted, to the camel. (M, K.) And دَانَى القَيْدُ قَيْنَىِ البَعِيرِ (M, TA) The shackles, or hobbles, straitened, or contracted, [the two parts of the camel that were the places thereof.] (TA.) Dhu-r-Rummeh says, دَانَى لَهُ القَيْدُ فِى دَيْمُومَةٍ قَذَفٍ

قَيْنَيْهِ وَانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ [The shackles, or hobbles, straitened to him, in a far-extending, wide desert, the two parts of him that were the places thereof, and enjoyments became removed from him]. (M.) And you say also, دَانَيْتُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ I made the two affairs, or events, to be nearly uninterrupted; syn. قَارَبْتُ: (T, S, Msb:) or I made the two affairs, or events, to be connected; syn. جَمَعْتُ. (M.) 4 ادناهُ He made him, or it, to be, or become, near; to draw near, or to approach; he drew near, or brought near, him, or it; (S, M, Mgh, K;) as also ↓ دنّاهُ, (M, K,) inf. n. تَدْنِيَةٌ. (K.) b2: [Hence,] أَدْنَتْ ثَوْبَهَا عَلَيْهَا She (a woman) let down her garment upon her, and covered, or veiled, herself with it. (Mgh.) And أَدْنَيْتُ السِّتْرَ I let down the veil, or curtain, [for the purpose of concealment.] (Msb.) It is said in the Kur [xxxiii. 59], يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [They shall let down upon them a portion of their outer wrapping-garments]; (Mgh;) meaning they shall let down a portion of their outer wrapping-garments over their faces, when they go forth for their needful purposes, except one eye. (Jel.) A2: ادنى is also intrans.: see 1, in two places. b2: [Hence,] أَدْنَتْ, said of a she-camel, (S, TA,) and of a woman, (TA,) She was, or became, near to bringing forth. (S, TA.) And أَدْنَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ [a phrase similar to أَضْرَعَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ, q. v.]. (Occurring in a verse cited in the TA in art. فكه.) b3: And ادنى He lived a strait life, (IAar, T, K,) after easiness and plenty. (IAar, T.) 5 تدنّى He (a man, S) drew near, or approached, by little and little. (S, K.) 6 تَدَانَوْا They drew near, or approached, one to another. (S, K.) b2: [Hence,] تدانى It (a thing) drew together, or contracted; or became drawn together or contracted. (M* and L in art. قلص.) b3: And تَدَانَتْ إِبِلُ الرَّجُلَ The camels of the man became few and weak. (M.) 8 اِدَّنَى, inf. n. اِدِّنَآءٌ: see 1.10 استدناهُ He sought, desired, or demanded, of him, nearness, or approach; (M, K, TA;) he sought, or desired, to make him draw near, or approach: and he drew him near, or caused him to approach. (MA. [See also 4.]) دَنًا inf. n. of دَنِىَ, q. v. (T, M, K.) A2: أَدْنَى دَنًا: see ادنى.

هُوَ ابْنُ عَمّ دِنْىٍ and دِنْيًا and دِنْيَا and ↓ دُنْيَا mean [He is a son of a paternal uncle] closely related; syn. لَحًّا [q. v.]: when you pronounce the د with damm, you do not make the word perfectly decl.: when you pronounce it with kesr, you make it either perfectly or imperfectly decl.: but when you prefix عَمّ to a determinate noun, دِنْى may not be in the gen. case: for instance, you say, هُوَ ابْنُ عَمِّهِ دِنْيًا, i. e. [He is the son of his paternal uncle] closely related; as also ↓ دِنْيَةٌ; because دِنْى, being indeterminate, cannot be an epithet applied to that which is determinate: (S:) and [in like manner] you say, هُوَ ابْنُ عَمِّى, or ابن خَالِى, or ابن عَمَّتِى, or ابن خَالَتِى, or ابن أَخِى, or ابن أُخْتِى, (M, K,) all mentioned by Lh, the last two as on the authority of Aboo-Safwán, but all except the first and second as unknown to Ks and to As, (M,) followed by ↓ دِنْيَةٌ and دِنْيًا and دِنْيَا and ↓ دُنْيَا, (M, K, TA,) the last two without tenween, (TA; [and so written in the M; but in the CK and my MS. copy of the K, in the place of these two is put دُنْيًا, which is disallowed by J;]) meaning [He is the son of my paternal uncle, and the son of my maternal uncle, &c.,] closely related: (M, K:) and ↓ هُوَ عَمُّهُ دُنٌيَا and ↓ دِنْيَةً and دِنْيًا and دِنْيَا [He is his paternal uncle closely related]: (Ks, T:) Lh says that the و is changed into ى in ↓ دِنْيَةً and دِنٌيًا because of the nearness of the kesreh and the weakness of the intervening letter, as is the case in فِتْيَةٌ and عِلْيَةٌ: but it seems that these words are originally ↓ دُنْيَا, i. e., by a relationship, or uterine relationship, nearer to me than others; and that the change of the letter is made only to show that the ى is that of the fem. of أَدْنَى. (M.) You say also, ↓ هُمْ رَهْطُهُ دِنْيَةً

They are his people, and his tribe, closely related. (S and TA in art. رهط.) دِنْيَةٌ: see the next preceding paragraph, in five places.

دُنْيَا fem. of أَدْنَى [q. v.].

دُنْيِىٌّ: see what next follows.

دُنْيَوِىٌّ: see what next follows.

دُنْيَاوِىٌّ [Of, or relating to, the present world, or state of existence; worldly:] a rel. n. from الدُّنْيَا; (T, S;) as also ↓ دُنٌيَوِىٌّ and ↓ دُنْيِىٌّ. (S.) دَنِىٌّ i. q. قَرِيبٌ [as meaning Near, in person, or substance, or in respect of predicament, and in place, and in time: (see 1, first sentence: and see also دَانٍ:) and a relation]: (T, S:) and a friend; or a sincere, or secret, or particular, friend; syn. خُلْصَانٌ. (T.) It has these significations (of قريب and خلصان) in the prov. كُلُّ دَنِىٍّ دُوَنهُ دَنِىٌّ [app. meaning There is a relation, or a friend, nearer than every other relation, or friend; like another prov., namely, دُونَ كُلِّ قُرَيْبَى قُرْبَى, for the meaning and application of which see art. قرب: Freytag renders it, “Quod attinet ad quemlibet propinquum (amicum), præter eum est propinquus:” (Arab. Prov. ii. 357:) and he adds, “ Proverbii sensus esse videtur: Quilibet propinquus seu amicus unicus non est; sed præter eum est alius ”]: (T, Meyd:) so says Az. (Meyd.) b2: See also أَدْنَى.

A2: As an epithet applied to a man, signifying Weak; contemptible; &c.: see 1, near the end of the paragraph: [but J says that] as meaning دُونٌ, it is [دَنِىْءٌ,] with ء: (S:) the pl. is أَدْنِيَآءُ. (T, M.) [In the CK, by a mistranscription mentioned above (voce دَنِىَ), دَنْىٌ is made to signify the same.]

دَنِيَّهٌ A low, or base, quality, property, natural disposition, habit, practice, or action; syn. نَقِيصَةٌ; (Mgh;) or such as is blamed; originally دَنِيْئَةٌ: (TA:) pl. دَنَايَا. (Har p. 327.) Hence the saying of Ibn-Háritheh, المَنِيَّةَ لَا الدَّنِيَّةَ, meaning I choose death rather than, or not, disgrace. (Har ubi suprà.) دَانٍ [Being, or becoming, near; drawing near, or approaching: and hence, near; like دَنِىٌّ:] act. part. n. of دَنَا مِنْهُ. (Msb.) أَدْنَى Nearer, and nearest; opposed to أَقْصَى: (TA:) fem. دُنْيَا; (M, TA;) in which the [radical] و is changed into ى, as in عُلْيَا and قُصْيَا: (ISd, TA voce بُقْوَى:) [the pl. of the masc. is أَدَانٍ and أَدْنَوْنَ; the latter in the accus. and gen. أَدْنَيْنِ: and] the pl. of the fem., دُنًى, (S, K, TA,) like كُبَرٌ pl. of كُبْرَى, and صُغَرٌ pl. of صُغْرَى; (S, TA;) said by some to be extr. and strange [in respect of usage]; and El-Mutanebbee has been blamed for using it; (MF, TA;) but in the case referred to he has used الدُّنَى for الدُّنْيَا, [not as a pl.,] suppressing the ى by poetic license. (TA.) [Hence,] غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى

الأَرْضِ, in the Kur xxx. 1 and 2, The Greeks have been overcome in the nearer, or nearest, part of the land. (Bd, Jel.) And الجَمْرَةُ الدُّنْيَا [The nearest heap of pebbles;] the heap of pebbles nearest to Minè. (TA. [See art. جمر.]) and السَّمَآءُ الدُّنْيَا [The nearest heaven; i. e. the lowest;] the heaven that is the nearest to us: (T, TA:) also called سَمَآءُ الدُّنْيَا [which means the heaven of the present world; as will be seen from what follows]. (TA.) See also exs. of the fem. in the paragraph commencing with the words هُوَ ابْنُ عَمٍّ دِنْىٍ, in four places. b2: Also Former, and first; and fore, and foremost; opposed to آخِرٌ. (TA.) [Hence,] ↓ لَقِيتُهُ أَدْنَى دَنِىٍّ (S, K, TA) and ↓ أَدْنَى دَنًا, (K, TA, [in the CK, erroneously, ادنى دَنّىٰ and ادنى دَنِىٍّ,]) i. e. I met him the first thing. (S, K.) [And أَدْنَى الفَمِ The fore, or foremost, part of the mouth.] And الدُّنْيَا [ for الدَّارُ الدُّنْيَا, and الحَيَاةُ الدُّنْيَا, The former dwelling, or abode, and life; i. e. the present world, and life, or state of existence]; contr. of الآخِرَةُ: (M, K:) [or] it is so called because of its nearness: (T, S:) [and may be rendered the sublunary abode, &c.: and the inferior abode, &c. It also signifies The enjoyments, blessings, or good, of the present world, or life; worldly blessings or prosperity, &c.] And sometimes it is with tenween, (K, TA,) when used indeterminately: (TA:) [thus,] IAar mentions the saying مَا لَهُ دُنْيًا وَ لَا آخِرَةٌ [as meaning He has none of the enjoyments, or blessings, of the present world, nor in prospect any enjoyments, or blessings, of the world to come]; with tenween. (M, TA.) And you say, بَاعَ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ [He purchased his enjoyments of the present world at the expense of his enjoyments of the world to come]. (Z, TA in art. بيع.) And اَبْنُ الدُّنْيَا means The rich man. (Msb in art. بنى.) b3: Also More, and most, apt, fit, or proper: thus in the Kur [xxxiii. 59], in the phrase ذٰلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعَرَفْنَ [That will be more, or most, apt, fit, or proper, that they may be known]; (Ksh, Mgh;) i. e., that they may be known to be free women, as distinguished from female slaves, who did not cover their faces. (Jel.) b4: Also Less [in number or quantity &c.], and least [therein]; opposed to أَكْثَرُ. (TA.) وَلَا أَدْنَى مِنْ ذٰلِكَ وَلَاأَكْثَرَ, in the Kur [lviii. 8], means Nor less in number than that, nor more in number. (Bd.) and وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ, in the Kur [xxxii. 21, lit. And we will assuredly make them to taste of the smaller punishment besides the greater punishment], means, accord. to Zj, whatever punishment is inflicted in the present world and the punishment of the world to come. (M.) b5: Also Worse, [or inferior in quality,] and worst; or more, and most, low, ignoble, base, vile, mean, or weak; opposed to خَيْرٌ. (TA.) It is said in the Kur [ii. 58], أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ

أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ [Will ye take in exchange that which is worse, or inferior, for that which is better? or], accord. to Zj, meaning that which is less in value [for that which is better]? ادنى

being thus, without ء: Fr says that it is here from الدَّنَآءَةٌ: and Zuheyr El-Kurkubee [or (accord. to some) El-Furkubee] read أَدْنَأُ. (T.) مُدْنٍ and مُدْنِيَةٌ, applied to a she-camel, (M, K,) and to a woman, (M,) Near to bringing forth. (M, K.) مُدَنٍّ, applied to a man, Weak; (S, TA;) contemptible (خَسِيسٌ); not profitable to any one; who falls short in everything upon which he enters; [like دَنِىٌّ;] (TA;) or falling short of accomplishing that which it behooves him to do: (AHeyth, T:) also, for the sake of rhyme, [by poetic license,] written مُدَنْ. (T.)

شك

الشك: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل: الشك: ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما على الآخر فهو ظن، فإذا طرحه فهو غالب الظن، وهو بمنزلة اليقين.
شك
الشَكُّ: نَقِيْضُ اليَقِين، شَكَّكَني أمْرُكَ، وأمْرُكَ يَشُكُّ عَلَيَّ.
والشَّكةُ: ما يَلْبَسُه الرَّجُلُ من السِّلاح، شَكَّ فيه يَشُكُّ. وسلاحٌ شاكٌّ وشاكٌ - مُخَفَفُّ - وشائكٌ.
وشَكَكْتُه بالرمْحَ: خَرَقْته.
والشَكائكُ: جَمْعُ شِكَةٍ من السِّلاح.
والشَّكُّ: ظَلْعٌ خَفِي، وبَعِيرٌ شاك، وقد شَكَّ واشْتَكَّ اشْتِكاكاً. والشَكايِكُ: الفِرَقُ من الناس، الواحدةُ شَكِيْكَةٌ.
والشِّكَاكَةُ من الأرْض: ناحِيَةٌ منها.
والشُّكُوْكُ: الجَوانِبُ.
وشَكِكْتُ إلى فلانٍ وشَكِكْتُه: أي رَكِنْت إليه.
وشَكَكْتُ إليه البِلادَ: قَطَعْتُها إليه. وإنَه لَبَعِيْدُ الشُكَةِ: أي الشُّقَّة. وشَكَّ عَلَيَّ الأمْرُ وشَقَّ: بمعنىً. ولجَامٌ شَكَي: أي عَسِرٌ. والشَّكِيْكَةُ: السَّلَةُ التي تكونُ فيها الفاكهةُ. والشَّكُوْكُ: الناقَةُ التي يُشَكُّ في سِمَنِها، وجَمْعُها شُكُكٌ.
والشُكَكُ: الطرائقُ.

شك

1 شَكَّ is intrans. by itself, and trans. by means of the particle فى: b2: one says شَكَّ الأَمْرُ, aor. ـُ [contr. to analogy in the case of an intrans. verb of this class], inf. n. شَكٌّ, The thing, or case, or affair, was, or became, dubious, or confused: (Msb:) b3: and شَكَّ فِيهِ, (MA, K,) first Pers\.

شَكَكْتُ فيه, (S, Msb,) aor. as above, (JM, PS, &c.,) and so the inf. n., (MA, &c.,) He doubted, wavered or vacillated in opinion, or was uncertain, respecting it; (MA, Msb, and so accord. to explanations of شَكٌّ [q. v. infrà] in the S and Msb and K &c.;) syn. اِرْتَابَ; (Msb;) and ↓ تشكّك signifies the same. (S, K.) b4: شَكَّ عَلَىَّ الأَمْرُ means شَقَّ [i. e. The case, or affair, was difficult, hard, distressing, &c., to me]: (O, TA:) or, as some say, [was such that] I doubted (شَكَكْتُ) respecting it. (TA.) A2: شَكَّ said of a camel, (IAar, S, K,) aor. and inf. n. as above, (S,) He limped, or halted; or had a slight lameness, (IAar, S, TA,) of his hind leg: (IAar, TA:) or his arm stuck to his side, (K, TA,) and he had a slight lameness in consequence thereof: (TA:) and ↓ اشتكّ, likewise said of a camel, he had a slight lameness; (Ibn-'Abbád, O, TA;) like شَكَّ. (Ibn-'Abbád, O.) b2: شَكٌّ also signifies The cleaving or sticking [of a thing to another thing]. (S, O, TA.) So in a verse of Aboo-Dahbal El-Jumahee cited voce يَلَبٌ. (S.) and one says, شَكَّتِ الرَّحِمُ The relationship was, or became, closely united. (O, TA. [See رَحِمٌ شَاكَّةٌ, voce شَاكٌّ.]) b3: شَكَّ فِى السِّلَاحِ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He put on [or around him,] or attired himself with, the arms, or weapons, completely, not leaving any of them; (TA;) [as though] he entered amid them. (K, TA.) A3: شَكَكْتُهُ بِالرُّمْحِ, (S, O, Msb, in the K شَكَّهُ,) and بِالسَّهْمِ, and the like, aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) I pierced, or transpierced, him, or it, (طَعَنْتُهُ, Msb, or خَزَقْتُهُ, O, and in like manner in the TA, but in my copies of the S خَرَقْتُهُ [meaning I made a hole in him, or it], and thus in one place in the TA, and اِنْتَظَمْتُهُ, S O, and in like manner in the K,) with the spear, (S, O, Msb, K,) and with the arrow, &c.: (TA:) but IDrd says that, accord. to some, شَكٌّ is only by the conjoining two things with an arrow or a spear: (O, TA:) [thus,] فَشَكَّ رِجْلَهُ مَعَ رِكَابِهِ means And he clave and transpierced his leg, or foot, together with his stirrup. (Mgh.) b2: [Hence,] شَكَكْتُ إِلَيْهِ البِلَادَ I traversed, or crossed, or cut through, the countries, or districts, to him. (O, TA.) b3: And شُكَّ عَلَيِه الثَّوْبُ The garment was put [or drawn] together upon him, and fastened with a thorn or a wooden pin: or was let down, or made to hang down, upon him. (TA.) b4: شَكُّوا بُيُوتَهُمْ They placed their tents in one row, or series, (O, Msb, K,) in one regular order, (T, TA,) near together. (Msb.) b5: Hence; شَكُّوا الأَرْحَامَ They made the relationships to be closely connected. (Msb.) And شُكَّ He was made, or asserted, to be connected with the lineage of another. (IAar, O.) b6: And شَكَكْتُهُ said of anything means I drew and joined, or adjoined, it [to another thing]. (Msb.) [And I infixed it in, or thrust it into, another thing.] b7: مَا شَكَّ كَفِى خَلِيلُهَا, [or, more probably, ما شُكَّ,] a phrase in a verse of El-Farezdak,] in which it forms an apodosis,] means مَا قَارَنَ [i. e., app., Its friend (the sword, or the spear, both of which are meanings of الخَلِيل,) would not be conjoined (or grasped) with my hand]. (TA.) b8: شَكَّ الثَّوْبَ He (the sewer) made the stitch-holes far apart [in sewing the garment, or piece of cloth]. (O, TA.) [Thus the verb has two contr. meanings.]

A4: شَكِكْتُ إِلَيْهِ, with kesr, and شَكِكْتُهُ, (Ibn-'Abbád, O, and so in the K accord. to the TA, as also in the TK, in the CK and in my MS. copy of the K شَكَكْتُهُ and اليه,) I inclined to him, or it; or trusted to, or relied upon, him, or it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind; or leaned, rested, or relied, upon him, or it; syn. رَكَنْتُ. (Ibn-'Abbád, O, K.) 2 شكّكنى فِيهِ, (S, O, K, *) inf. n. تَشْكِيكٌ, (O,) He made me to doubt, to waver or vacillate in opinion, or to be uncertain, respecting it; (S, K, TA;) he threw me, or made me to fall, into doubt, &c., respecting it. (O.) 5 تَشَكَّّ see the first paragraph.8 إِشْتَكَ3َ see the first paragraph.

شَكٌّ [used as a subst.] signifies Doubt; (Msb; [see 1;]) or the contr. of يَقِينٌ; (S, O, Msb, K;) by which explanation is meant a wavering or vacillation in opinion between two things, whether they be equal [in probability] or such that one of them outweighs [therein] the other; or, as the expositors explain its meaning in the Kur x. 94, uncertainty: (Msb:) or a wavering or vacillation in opinion, between two inconsistent things, without making either of them to outweigh the other in the estimation of him who conceives the شَكّ: or, as some say, a pausing, or hesitation, between two extremes that are equal [in probability], without the mind's inclining to either of them: when one of them is made to outweigh, without the other's being rejected, it is ظَنٌّ: (KT:) accord. to Er-Rághib, it is the alternation, or confusedness, of two inconsistent things, in the judgment of a man, and their being equal: this is sometimes because of there being two indications, equal in his judgment, of the two inconsistent things; or of there being no indication thereof: and sometimes it relates to the question whether a thing be, or be not; and sometimes, to the question of what kind it is; and sometimes, to some of its qualities; and sometimes, to the accident that is the cause of its being: it is a species of جَهْل; but is more special than this; for جهل is sometimes the utter nonexistence of knowledge of the two inconsistent things; so that every شكّ is جهل, but every جهل is not شكّ: (TA:) accord. to some, the primary meaning is a state of commotion, or disturbance, of the heart and mind: (Msb:) pl. شُكُوكٌ. (K.) b2: [Hence, يَوْمُ الشَّكِ The day of which one doubts whether it be the last of one month or the first of the next month: and generally, whether it be the last of Shaabán or the first of Ramadán; and to fast on this day is forbidden.]

A2: Also A small crack in a bone. (K.) b2: And A seam, or line of sewing, of a garment. (L in art. صوح.) b3: [And accord. to Freytag, A coat of mail composed of narrow rings: but he names no authority for this.]

A3: And [Arsenic;] a certain medicament, that destroys rats; brought from Khurásán, from the mines of silver; (K, TA;) of two kinds, (TA,) white and yellow; (K, TA;) now known by the name of سَمُّ الفَأْرِ [ratsbane]. (TA.) شِكٌّ A covering (حُلَّة) that is put upon the backs of the two curved extremities of the bow: (K:) so says ISd. (TA.) شَكَّةٌ [an inf. n. of un.] A single piercing through two men on a horse. (Ham p. 271.) شُكَّةٌ i. q. شُقَّةٌ: (O, K:) so in the saying, إِنَّه لَبَعِيدُ الشُّكَّةِ [Verily he is one whose region to which he directs himself is far distant]. (O.) شِكَّةٌ Arms, or weapons, (S, K, TA,) that are worn. (TA.) b2: And A broad piece of wood, (K,) or small broad piece of wood, (S, O,) that is put into the hole (خُرْت) [in which is inserted the end of the handle] of the axe, or adz, and the like, in order to narrow it. (IDrd, S, O, K.) A2: رَجُلٌ مُخْتَلِفُ الشِّكَّةِ means A man discordant in natural dispositions. (TA.) شَكِكٌ A camel having a slight lameness; that limps, or halts. (TA.) شُكُكٌ, with two dammehs, [a pl. of which the sing., in the sense here indicated, is not mentioned,] i. q. أَدْعِيَآءُ [Persons who make a claim in respect of relationship; or who claim to be sons of persons not their fathers; or who are claimed as sons by persons not their father; or adopted sons: pl. of دَعِىٌّ]. (IAar, TA.) A2: [Also said to be pl. of شَكِيكَةٌ, q. v.]

شِكَاكٌ Tents arranged in a row: (O, K:) one says, ضَرَبُوا بُيُوتَهُمْ شِكَاكًا They pitched their tents in one row: but accord. to Th, it is سِكَاكًا, [q. v.], from السِّكَّةُ. (TA.) شَكُوكٌ (tropical:) A she-camel of which one doubts whether she be fat or not (S, K, TA) in her hump, (K, TA,) by reason of the abundance of her fur, wherefore her hump is felt: (S, TA:) pl. شُكٌّ. (K.) شُكُوكٌ Sides; syn. جَوَانِبُ. (Ibn-'Abbád, O, TA.) [Perhaps pl. of شَكَاكَةٌ (q. v.), next after which it is mentioned in the O; like as صُلِىٌّ (originally صُلُوىٌ) is pl. of صَلَايَةٌ.]

شَكَاكَةٌ A region, quarter, or tract, syn. نَاحِيَةٌ, of the earth. (Ibn-'Abbád, O, K.) شَكِيكَةٌ A party, sect, or distinct body or class, (AA, S, O, K,) of men: (AA, S, O:) pl. شَكَائِكُ; (AA, S;) [and app. شِكَكٌ also, for,] accord. to IAar, شِكَكٌ signifies distinct bodies of soldiers. (TA.) A2: A way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like: (IDrd, O, K:) thus in the saying, دَعْهُ عَلَى شَكِيكَتِهِ [Leave thou him intent on pursuing his way, &c.]: (IDrd, O:) pl. شَكَائِكُ (IDrd, O, K) and شُكُكٌ, (so in copies of the K,) or شِكَكٌ; if the latter of these two, extr. [with respect to analogy]. (TA.) b2: And Natural disposition; syn. خُلُقٌ. (TK, as from the K. [The only reading that I find in copies of the K is with ح in the place of خ, i. e. حَلْق; and thus, but without any vowel-sign, in the TA: but I think that the right reading is evidently that in the TK.]) A3: Also The [kind of basket called]

سَلَّة in which are [put] fruits. (Ibn-'Abbád, O, K, *) A4: And [the pl.] شَكَائِكُ signifies The pieces of wood with which, they being joined together, are formed the tent-like tops of the vehicles called هَوَادِج [pl. of هَوْدَجٌ]. (AA, O, TA.) شُكُكَّةٌ, applied to a woman, meaning Just in proportion, or beautiful, and slender; or light, or active, in her work; and clever; is vulgar. (TA.) شَكِّىٌّ, (so in the O, occurring there in three instances,) or شُكِّىٌّ, (thus in the K, [but if this were the right reading, the rule of the author would require him to add “ with damm,” therefore I suppose it to have been mistranscribed in an early copy of the K,]) applied to a لِجَام [i. e. bit, or bridle], Difficult. (O, K.) [See also شَكِّىٌّ in art. شكو and شكى.]

شَكَّاكٌ: see شَاكٌّ.

شَكْشَكَةٌ Sharp arms or weapons: (IAar, O, K:) or the sharpness of arms or weapons: (K:) or the latter should be the meaning accord. to analogy. (O.) شَاكٌّ [act. part. n. of شَكَّ]. b2: رَجُلٌ شَاكُّ السِّلَاحِ and شَاكٌّ فِى السِّلَاحِ [A man completely armed]: the former expl. as meaning a man wearing a complete set of arms, or weapons: [pl. شُكَّاكٌ, agreeably with analogy:] you say قَوْمٌ شُكَّاكٌ فِى

الحَدِيدِ [a people, or party, completely clad in sets of iron arms or weapons]. (S, O. [In one of my copies of the S, بِالحَدِيدِ.]) [Accord. to the TA, one says مِنْ قَوْمٍ شُكَّاكٍ ↓ رَجُلٌ شَكَّاكٌ: but شَكَّاكٌ seems evidently to be a mistranscription for شَاكٌّ. See also شَاكُ السِّلَاحِ and شَاكِى السِّلَاحِ in arts. شوك and شكو.] b3: رَحِمٌ شَاكَّةٌ Near relationship. (O, TA. [See شَكَّتِ الرَّحِمُ.]) A2: See also what next follows.

شَاكَّةٌ A tumour in the fauces; (O, K;) mostly in children: (O:) pl. شَوَاكُّ: or, accord. to Abu-lJarráh, the sing. of شَوَاكُّ is ↓ شَاكٌّ, meaning the tumour. (TA.) مِشَكٌّ The thong with which the coat of mail is [in certain parts thereof] conjoined (يُشَكُّ بِهِ): 'Antarah says, وَمِشَكِّ سَابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَهَا بِالسَّيْفِ عَنْ حَامِى الحَقِيقَةِ مُعْلَمِ (O, TA:) [but in the EM it is مَسَكِّ, thus with س, and with fet-h to the م; a word which I do not find in any lexicon: it is said that] مسك signifies a coat of mail narrow in the rings: and the poet means, And of many an ample coat of mail [narrow in the rings] have I rent open the middle parts with the sword, from over a man who was the defender of those who, or that which, it was his duty to defend, who was pointed to as being the cavalier of the army. (EM p. 243.) أَمْرٌ مَشْكُوكٌ [for مَشْكُوكٌ فِيهِ] An affair, or a case, in which there is doubt. (TA.) A2: مِنْبَرٌ مَشْكُوكٌ e. q. مَشْدُود [i. e. A pulpit made firm or strong &c.]. (TA. [See also مَسْكُوك.])

الوحدة

الوحدة: الانفراد، والواحد الذي لا ينقسم بوجه لا فرضا ولا وهما ولا فعلا، ولا بينه وبين غيره نسبة بوجه. والواحد في الحقيقة الذي لا جزء له البتة البتة ثم يطلق على كل شيء موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح وصفه به، فيقال: عشرة واحدة، ومئة واحدة، فالواحد لفظ مشترك يشتمل على ستة أوجه، الأول: ما كان واحدا في الجنس كالإنسان والفرس، أو النوع كزيد وعمرو. الثاني: ما كان واحدا بالاتصال إما في الخلقة كقولك شخص واحد، وإما من حيث الصناعة كقولك حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيره في الخلقة كقولك الشهر واحد، أو في دعوى الفضيلة كفلان واحد دهره. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزؤ فيه لصغره كالهباء أو لصلابته كالماس. الخامس: للمبدأ إما لمبدأ العدد كواحد اثنين أو لمبدأ الخط كالنقطة الواحدة والوحدة، في كلها عارضة، وإذا وصف تعالى بالواحد فمعناه الذي لا يصح عليه التجزؤ والتكثر، ولصعوبة هذه الوحدة قال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} الآية.
الوحدة:
[في الانكليزية] Unity ،unit ،union
[ في الفرنسية] Unite ،unicite
بالفتح هي ضد الكثرة وهما من المعاني الواضحة كما في تهذيب الكلام. وأطلقها الصوفية على مرتبة التعيّن الأول كما عرفت قبيل هذا. ويقول في لطائف اللغات: الوحدة عند الصوفية عبارة عن الأول الذي هو الحقيقة المحمدية، ومرتبة قابليات الصّرف وذلك ما يقال له أيضا البرزخ الأكبر. والواحدية والأحدية طرفاها. الأحدية بانتفاء النّسب والاعتبارات والواحدية باعتبار ثبوت النّسب والاعتبارات والإضافات. قال صاحب المواقف وصاحب الطوالع ما حاصله إنّهم عرّفوا الوحدة بكون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية، سواء لم ينقسم أصلا كالواجب والنقطة وتسمّى وحدة حقيقية، أو انقسم إلى أمور مخالفة في الحقيقة كزيد المنقسم إلى أعضائه وتسمّى وحدة إضافية. وعرّفوا الكثرة بكون الشيء بحيث ينقسم إلى أمور مشاركة في الماهية كفرد أو فردين من نوع، ولا يخفى أنّ الكثرة المجتمعة من الأمور المختلفة الحقائق كإنسان وفرس وحمار داخلة في حدّ الوحدة وخارجة عن حدّ الكثرة. فالأولى أن يقال الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم والكثرة كونه بحيث ينقسم، وإنّما قلنا فالأولى لأنّه يجوز أن يكون ذلك تعريفا بالأخصّ أو للأخصّ أو للأخصّ وهو الوحدة والكثرة باعتبار الأفراد.
واعلم أنّ ما ذكر تعريفات لفظية لا حقيقية لأنّ تصوّر الوحدة والكثرة بديهي كما عرفت، وإلّا يدور لأنّا إذا قلنا الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية فقد قلنا إنّ الوحدة كون الشيء بحيث لا يتكثّر ضرورة، فقد أخذنا الكثرة في تعريف الوحدة والكثرة لا يمكن تعريفها إلّا بالوحدة لأنّ الوحدة مبدأ الكثرة. ومنها وجودها وماهيتها ولذا أي تعريف يعرّف به الكثرة يستعمل فيه الوحدة مثل الكثرة المجتمع فيه الوحدات والكثرة ما يعد بالواحد وغير ذلك. وظنّ البعض أنّ الوحدة نفس الوجود فتكون الوحدة الشخصية نفس الوجود الشخصي الثابت لكلّ موجود معيّن. والحقّ أنّ الوحدة والكثرة مغايرتان للوجود إذ الوجود بجامع الوحدة والكثرة. نعم الوحدة تساوق الوجود وتساويه فكلّ ما له وحدة فهو موجود في الجملة، وكلّ موجود له وحدة ما، حتى الكثير فإنّ العشرة مثلا واحدة من العشرات.
وأيضا ليستا نفس الماهية لأنّ الماهية من حيث هي قابلة لهما فهما زائدتان عليها.
فائدة:
اختلف في وجودهما فأثبته الحكماء وأنكره المتكلّمون. اعلم أنّ مقابلة الوحدة والكثرة ليست ذاتية لأنّهما لا يعرضان لمعروض واحد بالشخص، واتحاد الموضوع معتبر في التقابل، بل بينهما مقابلة بالعرض وذلك لإضافة عرضت لهما وهي المكيالية والمكيلية، فإنّ الوحدة مكيال للعدد وعاد له، والعدد مكيل بالوحدة ومعدود بها، والشيء من حيث إنّه مكيال لا يكون مكيلا أو بالعكس، ولذا لم يجز كون الشيء واحدا وكثيرا معا من جهة واحدة. التقسيم:
الواحد إمّا أن لا ينقسم إلى جزئيات بأن يكون تصوّره مانعا من وقوع الشركة فيه وهو الواحد بالشخص ووحدته هي الوحدة الشخصية، أو ينقسم إلى جزئيات وهو الواحد لا بالشخص وأنّه كثير له جهة وحدة فهو واحد من وجه أيّ من حيث هو هو، أي من حيث المفهوم وكثير من جهة الانطباق على الأفراد، ووحدته هي الوحدة لا بالشخص. واعلم أنّ المفهوم من هذا هو أنّ الانقسام إلى الجزئيات وحدة لا بالشخص ولا يخفى أنّه معنى الكثرة بالشخص لا معنى الوحدة بالشخص. والحقّ أنّ الوحدة لا بالشخص وحده مبهمة ثابتة للماهية من حيث هي والكثرة بالشخص كثرة متعيّنة ثابتة لها من حيث الكلّية، والوحدة بالشخص وحدة متعيّنة ثابتة لها من حيث الشخص، فالوحدة لا بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الماهية من حيث هي والكثرة بالشخص هي الانقسام في مرتبة الكلّية والوحدة بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الشخص. ثم الواحد بالشخص إن لم يقبل القسمة إلى الأجزاء أصلا أي لا بحسب الأجزاء المقداريّة ولا بحسب غيرها محمولة كانت أو غيرها فهو الواحد الحقيقي، وهو ثلاثة أقسام لأنّه إن لم يكن له مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام حقيقة فالوحدة الشخصيّة أي المشخّصة فإنّ الوحدة مطلقا ليس لها مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام. فالوحدة مطلقا ليست وحدة بالشخص، وإنّما قلنا حقيقة إذ لو لم يقيد عدم الانقسام بها فالتغاير بين العارض والمعروض ولو بالاعتبار ضروري. وإن كان له مفهوم سوى ذلك أي عدم الانقسام فيكون عارضا لماهية فهو النقطة المشخّصة إن كان ذا وضع أي قابل للإشارة الحسّية، هذا عند نفاة الجزء. وإن أريد أعمّ من الجوهرية والعرضية يصحّ على رأي مثبتيه أيضا والمفارق المشخّص إن لم يكن ذا وضع سواء كان المفارق واجبا أو ممكنا. أمّا عدم قبول الأقسام الثلاثة للقسمة إلى الأجزاء الخارجيّة فظاهر.
وأمّا عدمه إلى الأجزاء الذهنية فلأنّ الوحدة والنقطة غير داخلتين في مقولة من المقولات التسعة فلا يكون لها جنس ولا فصل، وكذا لم يثبت جنسية الجوهر فلا يكون للمفارق جنس.
وإن قبل الواحد بالشخص القسمة فإمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقداريّة متشابهة في الحقيقة وهو الواحد بالاتصال، فإن كان قبوله القسمة إلى تلك الأجزاء لذاته فهو المقدار الشخصي القابل للقسمة الوهميّة على رأي من يثبت المقادير، وإن كان قبوله لا لذاته فهو الجسم البسيط كالماء البسيط كالماء الواحد بالشّخص المتصل على وجه لا يكون فيه مفصّل إمّا حقيقة على رأي نفاة الجزء وإمّا حسّا على رأي مثبتيه، بل نقول ليس ما يكون قبوله لا لذاته مختصّا بالجسم بل أعمّ منه فإنّه هو ما يحل فيه المقدار كالصورة الجسمية والهيولى، أو ما يحلّ في المقدار أو في محل المقدار حلولا سريانيا عند من أثبت هذه الأمور. وأمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقدارية مختلفة بالحقائق وهو الواحد بالاجتماع كالشجر الواحد المشخّص فإنّه مركّب من أجزاء مقدارية متخالفة في الحقيقة، فالمجموع المركّب من زيد وعمرو واحد بالشخص وخارج عن هذا القسم إن كان الاجتماع والاتصال الحسّي شرطا فيه. وكذا العشرة المركّبة من الوحدات وإلا فداخل فيه والواحد بالاتصال بعد القسمة الانفكاكية واحد بالنوع لأنّ أجزاءه لمّا كانت متفقة في الحقيقة كان كلا منها بعد القسمة فردا له وواحد بالموضوع أيضا عند من يقول بالمادة، فإنّ تلك الأجزاء الحاصلة بالقسمة من شأنها أن يتصل بعضها ببعض ويحلّ في مادة واحدة بخلاف أشخاص الناس إذ ليس من شأنها الاتصال. وأمّا عند مثبتي الجزء فالواحد بالاتصال بعد القسمة واحد بالنوع دون الموضوع والتحقيق ان الواحد بالاتصال الحقيقي انما يتصور على القول بنفي الجزء فإنّ الأجزاء الموجودة بالفعل إذا اجتمعت واتصل بعضها ببعض حتى يحصل منها مركّب كان ذلك المركّب واحدا بالاجتماع حقيقة، سواء كانت تلك الأجزاء متشابهة أو متخالفة. ثم إنّه قد يقال الواحد بالاتصال لمقدارين متلاقيين عند حدّ مشترك كالخطين المحيطين بزاوية، وقد يقال لمقدارين يتلازم طرفاهما بحيث يلزم من حركة أحدهما حركة الآخر، وهو على أنواع: وأولاها بالاتصال ما كان الالتحام فيه طبيعيا أي خلقيا كالمفاصل، وهذا القسم شبيه جدا بالوحدة الاجتماعية. اعلم أنّ ما ينقسم إلى أجزاء غير مقدارية إمّا محمولة أو غير محمولة كالجسم المركّب من الهيولى، والصورة ليس له اسم معيّن في الاصطلاح. وأيضا الواحد بالشخص إن حصل له جميع ما يمكن له من الأجزاء فهو الواحد التام كالدائرة والكرة، وإن لم يحصل له جميع ما يمكن له فهو الواحد الغير التام كالخط المستقيم فإنّ الزيادة عليه ممكن أبدا، والتام إمّا طبيعي أي خلقي كزيد وإمّا وضعي أي متعلّق بالوضع والاصطلاح كدرهم، وإمّا صناعي أي متعلّق بالصناعة كالبيت. وأمّا الواحد لا بالشخص فجهة الوحدة فيه إمّا ذاتيّة للكثرة أي غير خارجة عنها فيشتمل تمام الماهية وحينئذ فإمّا تمام ماهياتها وهو الواحد بالنوع كالإنسان بالنسبة إلى أفراده فيقال الإنسان واحد نوعي وأفراده واحدة بالنوع أو جزئها فإن كان ذلك الجزء تمام المشترك فهو الواحد بالجنس، قريبا كان أو بعيدا، وإلّا فالواحد بالفصل، وإمّا عارضة أي يكون جهة الوحدة أمرا عارضا للكثرة أي محمولا عليها خارجا عن ماهياتها وهو الواحد بالعرض، وذلك إمّا واحد بالموضوع إن كانت جهة الوحدة موضوعة بالطبع لتلك الكثرة كما يقال الكاتب والضاحك واحد في الإنسان فإنّ الإنسان عارض لهما أي محمول عليهما خارج عن ماهيتهما وهو موضوع لهما بالطبع لكونه موصوفا بهما أو واحد بالمحمول إن كانت جهة الوحدة محمولة بالطبع على تلك الكثرة كما يقال القطن والثلج واحد في البياض فإنّ الأبيض محمول عليهما طبعا وخارج عنهما، أولا يكون جهة الوحدة ذاتية للكثرة ولا أمرا عارضا لها، وذلك بأن لا يكون محمولا عليها أصلا وهو الواحد بالنسبة كما يقال نسبة النفس إلى البدن نسبة الملك إلى المدينة، فإنّ للنفس تعلّقا خاصا بالبدن بحسبه يتمكّن من تدبيره دون غيره من الأبدان وكذا للملك تعلّق خاص بالمدينة بحسبه يتمكّن من تدبيرها دون غيرها من المدائن، فهذان التعلّقان سببان متحدان في التدبير الذي ليس مقوما ولا عارضا لشيء منهما، بل عارض للنفس والملك فإنّ المدبّر إنّما يطلق حقيقة عليهما.
فائدة:
قول الواحد على هذه الأقسام إنّما هو بالــتشكيك فتكون الوحدات مختلفة بالحقيقة فلا يجب حينئذ اشتراكها أي اشتراك الوحدات في الحكم. فمنها ما هو وجودي كالوحدة الاتصاليّة والاجتماعيّة. ومنها ما هو اعتباري محض.
ومنها ما هو زائد على ماهية الوحدة كوحدة الإنسانية مثلا. ومنها ما هو نفس الماهية كوحدة الوحدة. ومنها ما هو جزء، وزيادة التوضيح في شرح المواقف وحواشيه.

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بــتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المتمّمين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المتمّمين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المتمّمين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المتمّمين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

المصادرة

المصادرة: على المطلوب، هي أن تجعل النتيجة جزء القياس، نحو: الإنسان بشر وكل بشر ضحاك، ينتج أنه ضحاك، فالكبرى هنا والمطلوب شيء واحد.
المصادرة: (خون كسي رابمال آن كس خريدن) . والمصادرة على الْمَطْلُوب عِنْدهم عبارَة عَن جعل الْمُدَّعِي عين الدَّلِيل أَو جزءه مثلا لَا كَون الدَّلِيل مستلزما لَهُ. أَلا ترى أَنه مَا من دَلِيل إِلَّا وَيكون كَذَلِك.

ثمَّ المصادرة على الْمَطْلُوب: على أَرْبَعَة أَنْوَاع: أَحدهَا: أَن يكون الْمُدَّعِي عين الدَّلِيل. وَالثَّانِي: أَن يكون الْمُدَّعِي جُزْء الدَّلِيل. وَالثَّالِث: أَن يكون الْمُدَّعِي مَوْقُوفا عَلَيْهِ صِحَة الدَّلِيل. وَالرَّابِع: أَن يكون الْمُدَّعِي مَوْقُوفا عَلَيْهِ صِحَة جُزْء الدَّلِيل - وَالْكل بَاطِل للُزُوم الدّور الْبَاطِل.
المصادرة:
[في الانكليزية] postulate
[ في الفرنسية] postulat
عند أهل النظر تطلق على قسم من الخطاء في البرهان لخطاء مادته من جهة المعنى، وهي جعل النتيجة مقدّمة من مقدمتي البرهان بتغيّر ما، وإنّما اعتبر التغيير بوجه ما ليقع الالتباس كقولنا هذه نقلة وكلّ نقلة حركة فهذه حركة، فالصغرى هاهنا عين النتيجة. فإن قيل هذا خطاء في الصورة لأنّ النتيجة حينئذ لا تكون قولا آخر فلا يكون قياسا. قلنا هو قول آخر نظرا إلى ظاهر اللفظ. ويقال أيضا بعبارة أخرى توقّف مقدّمة الدليل على ثبوت المدعى.
ومن هذا القبيل الأمور المتضايفة فإذا جعل أحدهما مقدّمة من مقدّمتي برهان كان كجعل النتيجة مقدّمة من برهانها، مثل هذا ابن لأنه ذو أب وكل ذي أب ابن، لأنّ الصغرى في قوة النتيجة، ومن هذا القبيل أيضا كلّ قياس دوري وهو ما يتوقّف ثبوت إحدى مقدّمتيه على ثبوت النتيجة إمّا بمرتبة أو بمراتب. ومنهم من يجعل المصادرة من قبيل الخطاء من جهة الصورة قائلا بأنّ الخطاء في الصورة إمّا بحسب نسبة بعض المقدّمات إلى بعض وهو أن لا يكون على هيئة شكل منتج وإمّا بحسب نسبة المقدّمات إلى النتيجة بأن لا يكون اللازم قولا غير المقدّمات وهو المصادرة على المطلوب، هكذا يستفاد من حواشي العضدي للسّيّد السّند والسّعد التفتازاني في بحث المغالطة. وقيل المصادرة على المطلوب أربعة أوجه الأول أن يكون المدعى عين الدليل، والثاني أن يكون المدعى جزء الدليل، والثالث أن يكون المدعى موقوفا عليه صحة الدليل، والرابع أن يكون موقوفا عليه صحة جزء الدليل انتهى. وقد تطلق المصادرات على مقدّمات مذكورة في العلوم المدوّنة مسلّمة في الوقت مع استنكار وتشكيك وقد سبق في مقدمة الكتاب في بيان معنى المبادئ.

النظر

النظر: طلب المعنى بالقلب من جهة الذكر، كما يطلب إدراك المحسوس بالعين، ذكره الحرالي، قال: وأول موقع العين على الصورة نظر، ومعرفة خبرتها الحسية بصر، ونفوذه إلى حقيقتها رؤية. فالبصر متوسط بين النظر والرؤية كما قال تعالى {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} . وقال غيره: تقليب البصر أو البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. ونظر الله إلى عباده إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم. والنظير: المثل، واصله المناظر كأنه ينظر كل منهما إلى صاحبه فيناديه. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر. والنظر: البحث، وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر ولا عكس.

النظر عند أهل الأصول: الفكر المؤدي إلى علم أو ظن.
النظر:
[في الانكليزية] Sight ،vision ،consideration ،meditation ،position ،thought ،reflection
[ في الفرنسية] Vue ،consideration ،meditation position ،pensee ،reflexion
بفتح النون والظاء المعجمة في اللغة نكريستن در چيزي بتأمل، يقال نظرت إلى الشيء كذا في الصراح. وعند المنجّمين كون الشيئين على وضع مخصوص في الفلك، فإن اجتمع الكوكبان غير الشمس والقمر في جزء واحد من أجزاء فلك البروج يسمّى قرانا ومقارنة، وإن كان أحد الكوكبين المجتمعين في جزء واحد شمسا والآخر كوكبا من الخمسة المتحيّرة يسمّى احتراقا، وإن كان أحدهما شمسا والآخر قمرا يسمّى اجتماعا، وإن لم يجتمع الكوكبان في جزء واحد، فإن كان البعد بينهما سدس الفلك بأن تكون مسافة ما بينهما ستين درجة من فلك البروج كأن يكون أحدهما في أول الحمل والآخر في أول الجوزاء يسمّى نظر تسديس، وإن كان البعد بينهما ربع الفلك أي تسعين درجة يسمّى نظر التربيع، وإن كان البعد بينهما ثلث الفلك أي مائة وعشرين درجة يسمّى نظر التثليث، وإن كان البعد بينهما نصف الفلك أي مائة وثمانين درجة يسمّى مقابلة ومقابلة النيّرين أي الشمس والقمر يسمّى استقبالا، ونظرات القمر تسمّى امتزاجات وممازجات قمر ومقارنة الكواكب بعقدة القمر تسمّى مجاسدة، وإن لم يكن البعد بينهما كذلك فلا نظر بينهما.
اعلم أنّ نظر كلّ برج إلى ثالثة هو التسديس الأيمن وإلى الحادي عشر هو التسديس الأيسر، وإلى خامسه التثليث الأيمن وإلى تاسعه التثليث الأيسر، وإلى رابعه التربيع الأيمن وإلى عاشره التربيع الأيسر وقد مرّ ما يتعلّق بهذا في لفظ الاتصال. اعلم بأنّ عبد العلي البرجندي في شرح زيج (الغ بيك) يقول:

الأنظار نحو نظر المقابلة قسمان: أحدهما على التوالي ويقال له: أنظار أولى. وذلك لأنّ حركات الكواكب لهذا الجانب. فلذا يقولون:
أولا هذه الأنظار تقع. والثاني يقال له أنظار ثانية. ويقال للأولى أنظار يسرى، وللثانية أنظار يمنى. وذلك لأنّ أهل أحكام الفلك توهّموا كون الإنسان مستلقيا ورأسه لجهة القطب الشمالي. وقسم من هذه الأنظار حينا يعتبرونها من منطقة البروج، والنظرات التي يسطّرونها في دفاتر التقويم مبنية على هذا الاعتبار وحينا من معدّل النهار. وهذه معتبرة في أحكام المواليد، ويقولون لها أيضا مطارح الأشعّة ومطارح الأنوار وتخصيصهم مطرح الشّعاع بهذه المواضع من حيث أنّ آثار وقوع الشّعاع يظهر في هذه المواضع، ولأنّ صحّتها صارت معلومة بالتجارب الكثيرة وإلّا فإنّ أشعّتها تصل إلى جميع أجزاء الفلك. انتهى كلامه. وإنّ نظرات البيوت والأشكال والنقاط في علم الرمل يأخذونها على هذا النحو، إلّا إذا لاحظوا بيوت الرمل بدلا من أجزاء فلك البروج وبدلا من كواكب الأشكال نقاط الاعتبار.
وأمّا عند غيرهم كالمنطقيين فقيل هو الفكر وقيل غيره وقد سبق. وقال القاضي الباقلاني النّظر هو الفكر الذي يطلب به علم أو غلبة ظنّ، والمراد بالفكر انتقال النفس في المعاني انتقالا بالقصد، فإنّ ما لا يكون انتقالا بالقصد كالحدس وأكثر حديث النفس لا يسمّى فكرا، وذلك الانتقال الفكري قد يكون بطلب العلم أو الظّنّ فيسمّى نظرا، وقد لا يكون كذلك فلا يسمّى به فالفكر جنس له وما بعده فصل له وكلمة، أو لتقسيم المحدود دون الحدّ.
وحاصله أنّ قسما من المحدود حدّه هذا أي الفكر الذي يطلب به علم، وقسما آخر حدّه ذاك أي الفكر الذي يطلب به ظنّ فلا يرد أنّ الترديد للإبهام فينافي التحديد والمراد بغلبة الظّنّ هو أصل الظّنّ، وإنّما زيد لفظ الغلبة تنبيها على أنّ الرجحان مأخوذ في حقيقة فإنّ ماهية الظّنّ هي الاعتقاد الراجح فلا يرد أنّ غلبة الظّنّ غير أصل الظّنّ فيخرج عنه ما يطلب به أصل الظّنّ، والمراد بطلب الظّنّ من حيث هو ظنّ من غير ملاحظة المطابقة للمظنون وعدمها، فإنّ المقصود الأصلي كالعمل في الاجتهاديات قد يترتّب على الظّنّ بالحكم بالنّظر إلى الدليل، فإنّ الحكم الذي غلب على ظنّ المجتهد كونه مستفادا من الدليل بحسب العمل به عليه من غير التفات إلى مطابقته وعدّ مطابقته سيّما عند من يقول بإصابة كلّ مجتهد، ولذا يثاب المجتهد المخطئ فلا يرد أنّ الظّنّ الغير المطابق جهل، فيلزم أن يكون الجهل مطلوبا وهو ممتنع إذ لا يلزم من طلب الأعمّ الذي هو الظّنّ مطلقا طلب الأخصّ الذي هو الظّنّ الغير المطابق، فلا يلزم طلب الجهل. وهذا التعريف يتناول النظر في التصوّر وفي التصديق لأنّ التصوّر مندرج في العلم، وكذا التصديق اليقيني مندرج فيه، فيتناول القطعي باعتبار مادته وصورته كالنّظر القياسي البرهاني والظّنّي من حيث المادة كالنّظر القياسي الخطابي، ومن حيث الصورة كالاستقراء والتمثيل، وكذا يتناول النّظر الصحيح والفاسد.
اعلم أنّ للنظر تعريفات بحسب المذاهب.
فمن يرون أنّه اكتساب المجهول بالمعلومات السّابقة وهم أرباب التعاليم القائلون بالتعليم والتعلّم يقولون إنّ النّظر ترتيب أمور معلومة للتأدّي إلى مجهول، وبعبارة أخرى ترتيب علوم الخ، إذ العلم والمعلوم متحدان والترتيب فعل اختياري لا بدّ له من علّة غائية، فالباعث على ذلك الفعل التأدّي إلى المجهول يقينا أو ظنّا أو احتمالا فهو الفكر، فخرج عنه المقدّمة الواحدة لأنّ الترتيب فيها ليس للتأدّي بل لتحصيل المقدّمة، وكذا خرج أجزاء النظر وترتيب الطرفين والنسبة الحكمية أو بعضها في القضية لتحصيل الوقوع واللاوقوع المجهول، وكذا خرج التنبيهات، وكذا خرج الحدس لأنّه سنوح المبادئ المرتّبة دفعة من غير اختيار، سواء كان بعد طلب أو لا، وأيضا ليس له غاية لعدم الاختيار فيه، ودخل فيه ترتيب المقدّمات المشكوكة المناسبة بوجود غرض التأدّي احتمالا، وكذا التعليم لأنّه فكر بمعونة الغير وكذا الحدّ والرسم الكاملان إلّا أنّ الأول موصل إلى الكنه والثاني إلى الوجه، لكنه يخرج عنه التعريف بالفصل والخاصّة وحدهما، وكون كلّ منهما قليلا ناقصا كما قاله ابن سينا لا يشفي العليل لأنّ الحدّ إنما هو لمطلق النّظر فيجب أن يندرج فيه جميع أفراده التامة والناقصة قلّ استعمالها أو كثر. ولهذا غيّر البعض هذا التعريف فقال هو تحصيل أمر أو ترتيب أمور للتأدّي إلى المجهول، وكذا دخل فيه قياسا المساواة والاستلزام بواسطة عكس النقيض وإن أخرجوهما عن القياس لعدم اللزوم لذاته، وكذا النّظر في الدليل الثاني لأنّ المقصود منه العلم بوجه دلالته وهو مجهول. وإنّما قيل للتأدّي ولم يقل بحيث يؤدّي ليشتمل النّظر الفاسد صورة أو مادة فيشتمل المغالطات المصادفة للبديهيات كالــتشكيك المذكور في نفس اللزوم ونحوه لأنّ الغرض منها التصديق للأحكام الكاذبة وإن لم يحصل ذلك، وغيّر البعض هذا التعريف لما مر فقال النّظر ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره، والمراد بالعقل النفس لأنّ الملاحظة فعلها وأنّ المجرّدات علمها حضوري لا حصولي، والمتبادر من الملاحظة ما يكون بقصد واختيار فخرج الحدس ثم الملاحظة لأجل تحصيل الغير تقتضي أن يكون ذلك لتحصيل غاية مترتّبة عليه في الجملة فلا يرد النقض بالملاحظة التي عند الحركة الأولى والثانية إذ لا يترتّب عليه التحصيل أصلا، بل إنّما يترتّب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الأولى إلى انتهاء الحركة الثانية. نعم يترتّب على الملاحظة بالحركة الأولى في التعريف بالمفرد وهي فرد منه فتدبّر فظهر شمول هذا التعريف أيضا لجميع الأقسام. وأمّا من يرى أنّ النّظر مجرّد التوجّه إلى المطلوب الإدراكي بناء على أنّ المبدأ عام الفيض متى توجهنا إلى المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات، فمنهم من جعله عدميا فقال هو تجريد الذهن عن الغفلات المانعة عن حصول المطلوب، ومنهم من جعله وجوديا فقال هو تحديق العقل نحو المعقولات أي المطالب وتحديق النّظر بالبصر نحو المبصرات. وقد يقال كما أنّ الإدراك بالبصر يتوقّف على أمور ثلاثة: مواجهة البصر وتقليب الحدقة نحوه طلبا لرؤيته وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار، كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقّف على أمور ثلاثة: التوجّه نحو المطلوب أي في الجملة بحيث يمتاز المطلوب عمّا عداه كما يمتاز المبصر عن غيره بمواجهة البصر وتحديق العقل نحوه طلبا لإدراكه أي التوجّه التام إليه بحيث يشغله عما سواه كتقليب الحدقة إلى المبصر وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة. فإن قلت الاستعانة بالمعلومات بديهية فكيف ينكرها؟

قلت: لعلّه يقول إنّ إحضار المعلومات طريق من طرق التوجّه فإنّه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب، ولذا قد يحصل المطلوب بمجرّد التوجّه بدون معلومات سابقة على ما هو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة، والظاهر هو مذهب أرباب التعاليم. قيل والتحقيق الذي يرفع النزاع من المتقدّمين والمتأخّرين هو أنّ الاتفاق واقع على أنّ النّظر والفكر فعل صادر عن النفس لاستحصال المجهولات من المعلومات، ولا شكّ أنّ كلّ مجهول لا يمكن اكتسابه من أيّ معلوم اتفق، بل لا بدّ له من معلومات مناسبة إياه كالذاتيات في الحدود واللوازم الشاملة في الرسوم والحدود الوسطى في الاقترانيات، وقضية الملازمة في الشرطيات.
ولا شك أيضا في أنّه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أي وجه كانت بل لا بدّ هناك من ترتيب معيّن فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب، فإذا حصل لنا شعور بأمر تصوّري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل سواء قلنا إنّ ذلك الوجه هو المطلوب أو أنّ المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه فلا بدّ أن يتحرّك الذهن في المعلومات المخزونة عنده منتقلا من معلوم إلى معلوم آخر حتى يجد المعلومات المناسبة لذلك المطلوب وهي المسمّاة بمباديه. ثم أيضا لا بدّ أن يتحرّك في تلك المبادي ليرتّبها ترتيبا خاصا يؤدّي إلى ذلك المطلوب، فهناك حركتان مبدأ الأولى منهما هو المطلوب المشعور بذلك الوجه الناقص ومنتهاها آخر ما يحصل من تلك المبادئ ومبدأ الثانية أول ما يوضع منها للترتيب ومنتهاها المطلوب المشعور به على الوجه الأكمل. فالحركة الأولى تحصل المادة أي ما هو بمنزلة المادة أعني مبادئ المطلوب التي يوجد معها الفكر بالقوة، والحركة الثانية تحصل الصورة أي ما هو بمنزلة الصورة أعني الترتيب الذي يوجد معه الفكر بالفعل وإلّا فالفكر عرض لا مادة ولا صورة. فذهب المحقّقون إلى أنّ الفعل المتوسط بين المعلوم والمجهول للاستحصال هو مجموع هاتين الحركتين اللتين هما من قبيل الحركة في الكيفيات النفسانية إذ به يتوصّل إلى المجهول توصلا اختياريا، للصناعة الميزانية فيه مدخل تام، فهو النظر بخلاف الترتيب المذكور اللازم له بواسطة الجزء الثاني إذ ليس له مدخل تام لأنّه بمنزلة الصورة فقط.
وذهب المتأخّرون إلى أنّ النّظر هو ذلك الترتيب الحاصل من الحركة الثانية لأنّ حصول المجهول من مباديه يدور عليه وجودا وعدما. وأمّا الحركتان فهما خارجتان عن الفكر والنّظر إلّا أنّ الثانية لازمة له لا توجد بدونه قطعا والأولى لا تلزمه بل هي أكثري الوقوع معه، إذ سنوح المبادئ المناسبة دفعة عند التوجه إلى تحصيل المطلوب قليل، فالنزاع بين الفريقين إنّما هو في إطلاق لفظ النظر لا بحسب المعنى، إذ كلا الفريقين لا ينكران أنّ مجموع الحركتين فعل صادر من النفس متوسط بين المعلوم والمجهول في الاستحصال، كما لا ينكران الترتيب اللازم للحركة الثانية كذلك مع الاتفاق بينهما على أنّ النظرين أمران من هذا القبيل، ومختار الأوائل أليق بصناعة الميزان. ثم إنّ هذا الترتيب يستلزم التوجه إلى المطلوب وتجريد الذهن عن الغفلات وتحديق العقل نحو المعقولات فتأمّل حتى يظهر لك أنّ هذه التعريفات كلها تعريفات باللوازم وحقيقة النّظر هي الحركتان وأن لا نزاع بينهم بحيث يظهر له ثمرة في صورة من الصور.
اعلم أنّ الإمام الرازي عرّف النّظر بترتيب تصديقات يتوصّل بها إلى تصديقات أخر بناء على ما اختاره من امتناع الكسب في التصوّرات. قال السّيّد السّند في حواشي العضدي: إن قلت ماذا أراد القاضي بالنّظر المعرّف بما ذكره، أمجموع الحركتين كما هو رأي القدماء أم الحركة الثانية كما ذهب إليه المتأخّرون؟ قلت: الظاهر حمله على المعنى الأول إذ به يحصل المطلوب لا بالحركة الثانية وحدها انتهى. وفيه إشارة إلى جواز حمله على المعنى الثاني.
فائدة:
المشهور أنّ النّظر والفكر يختصان بالمعقولات الصّرفة لا يجريان في غيرها، والظاهر جريانهما في غيرها أيضا كقولك هذا جسم لأنّه شاغل للحيّز، وكلّ شاغل للحيّز جسم، كذا ذكر أبو الفتح في حاشية الجلالية للتهذيب. وبقي هاهنا أبحاث فمن أرادها فليرجع إلى حواشي شرح المطالع في تعريف المنطق.

التقسيم:
ينقسم النظر إلى صحيح يؤدّي إلى المطلوب وفاسد لا يؤدّي إليه، والصحة والفساد صنفان عارضان للنّظر حقيقة لا مجازا عند المتأخّرين. فإنّ الترتيب الذي هو فعل الناظر يتعلّق بشيئين أحدهما بمنزلة المادة في كون الترتيب به بالقوة وهو المعلومات التي يقع فيها الترتيب، والثاني بمنزلة الصورة في حصوله به بالفعل وهو تلك الهيئة المترتّبة عليها. فإذا اتصف كلّ منهما بما هو صحته في نفسه اتصف الترتيب بالصحة التي هي صفته وإلّا فلا، بخلاف ما إذا كان عبارة عن الحركتين لأنّ الحركة حاصلة بالفعل من مبدأ المسافة أعني المطلوب المشعور به بوجه إلى منتهاها، أعني الوجه المجهول، وليست بالقوة عند حصول المعلوم وبالفعل عند حصول الهيئة فلا يكون صحة النظر حينئذ بصحة المادة والصورة، بل بترتيب ما لأجله الحركة، أعني حصول المعلومات المناسبة والهيئة المنتجة، وبخلاف ما إذا كان النظر عبارة عن التوجّه المذكور، فإنّ العلوم السابقة لا مدخل لها في التأدية حينئذ فلا يكون صحته بصحة المادة والصورة أيضا.
قيل يرد على التعريفين قولنا زيد حمار وكلّ حمار جسم فإنّه يدخل في الصحيح مع أنه فاسد المادة. أقول: لا نسلّم تأديته إلى المطلوب فإنّ حقيقة القياس على ما صرّح به السّيّد السّند في حواشي العضدي وسط مستلزم للأكبر ثابت للأصغر، وهاهنا لا يثبت الوسط للأصغر فلا اندراج فلا تأدية في نفس الأمر. نعم إنّه يؤدّي بعد تسليم المقدمتين. ومنهم من قسّم النظر إلى جلي وخفي وهذا بعيد لأنّ النظر أمر يطلب به البيان فجلاؤه وخفاؤه إنّما هو بالنظر إلى بيانه وكشفه للمنظور فيه وهو لا يجامعه أصلا لكونه معدا له، فلا يتّصف بصفاته حقيقة بل مجازا، فما وقع في كلامهم من أنّ هذا نظر جلي وهذا نظر خفي فمحمول على التجوّز.
فائدة:
لا اختلاف في إفادة النظر الصحيح الظّنّ بالمطلوب، وأمّا في إفادته العلم به فقد اختلف فيه. فالجمهور على أنّه يفيد العلم وأنكره البعض وهم طوائف. الأولى من أنكر إفادته للعلم مطلقا وهم السّمنية المنسوبة إلى سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان قائلون بالتّناسخ وبأنّه لا طريق للعلم سوى الحسّ.
الثانية المهندسون قالوا إنّه يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيات والغاية القصوى فيها الظّنّ والأخذ بالأحرى والأخلق بذاته تعالى وصفاته وأفعاله. الثالثة الملاحدة قالوا إنّه لا يفيد العلم بمعرفة الله تعالى بلا معلّم يرشدنا إلى معرفته تعالى ويدفع الشبهات عنّا.
فائدة:
اختلف في كيفية حصول العلم عقيب النظر الصحيح، فمذهب الشيخ الأشعري أنّه بالعادة بناء على أنّ جميع الممكنات مستندة عنده إلى الله سبحانه ابتداء بلا واسطة وأنّه تعالى قادر مختار فلا يجب عنه صدور شيء ولا يجب عليه أيضا، ولا علاقة توجيه بين الحوادث المتعاقبة إلّا بإجراء العادة بخلق بعضها عقيب بعض كالإحراق عقيب مماسة النار والرّي بعد شرب الماء. ومذهب المعتزلة أنّه بالتوليد وذلك أنّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّرا غير الله تعالى، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه، وإمّا بالتوليد أي بتوسطه والنّظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. ومذهب الحكماء أنّه بسبب الإعداد فإنّ المبدأ الذي يستند إليه الحوادث في عالمنا هذا وهو العقل الفعّال أو الواجب تعالى بتوسط سلسلة العقول موجب عندهم عام الفيض، ويتوقّف حصول الفيض على استعداد خاص يستدعيه ذلك الفيض، والاختلاف في الفيض إنّما هو بحسب اختلاف استعدادات القوابل. فالنّظر يعدّ الذهن إعدادا تاما والنتيجة تفيض عليه من ذلك المبدأ وجوبا أي لزوما عقليا. ومذهب الإمام الرازي أنّه واجب أي لازم عقلا غير متولّد منه. قيل أخذ هذا المذهب من القاضي الباقلاني وإمام الحرمين حيث قالا باستلزام النظر للعلم على سبيل الوجوب من غير توليد. ونقل في شرح المقاصد عن الإمام. الغزالي أنّه مذهب أكثر أصحابنا، والقول بالعادة مذهب البعض.
فائدة:
شرط النّظر في إفادته العلم إمّا مطلقا صحيحا كان أو فاسدا، فبعد الحياة أمران وجود العقل الذي هو مناط التكليف وضدّه وهو ما ينافيه، فمنه ما هو عام يضاد النّظر وغيره وهو كلّ ما هو ضدّ للإدراك من النوم والغفلة ونحوهما، ومنه ما هو خاص يضاد النّظر بخصوصه وهو العلم بالمطلوب من حيث هو مطلوب والجهل المركّب به إذ صاحبهما لا يتمكّن من النّظر فيه، وأمّا العلم بالمطلوب من وجه آخر فلا بد فيه ليتمكّن طلبه ومن يعلم شيئا بدليل ثم ينظر فيه ثانيا ويطلب دليلا آخر فهو ينظر في وجه دلالة الدليل الثاني وهو غير معلوم. وأمّا الشرط للنظر الصحيح بخصوصه فأمران أن يكون النّظر في الدليل لا في الشبهة وأن يكون من جهة دلالته على المدلول.
فائدة:
النّظر في معرفته تعالى واجب إجماعا منّا ومن المعتزلة، واختلف في طريق ثبوت هذا الوجوب. فعندنا هو السمع وعند المعتزلة العقل. اعلم أنّ أوّل ما يجب على المكلّف عند الأكثرين ومنهم الأشعري هو معرفة الله تعالى إذ هو أصل المعارف وقيل هو النظر فيها لأنّ المعرفة واجبة اتفاقا والنظر قبلها وهو مذهب جمهور المعتزلة. وقيل هو أول جزء من أجزاء النظر. وقال القاضي واختاره ابن فورك وامام الحرمين أنّه القصد إلى النظر. وقال أبو هاشم أول الواجبات الشكّ وهذا مردود بلا شبهة.
فائدة:
القائلون بأنّ النظر الصحيح يفيد العلم اختلفوا في الفاسد، فقال الرازي إنّه يفيده مطلقا، والمختار عند الجمهور وهو الصواب أنّه لا يفيده مطلقا، والبعض على أنّ الفساد إن كان من المادة فقط استلزمه وإلّا فلا. وإن شئت توضيح تلك الأبحاث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع.

شكل

(شكل) : الشَّكْلاءُ المُداهِنةُ.
(شكل) : الشّواكل من الطَّريق: ما انْشَعَبَ مِن الطُّرُقِ عن الطَّرِيِقِ الأَعظم.
(شكل) الدَّابَّة قيدها بالشكال وَالْكتاب ضَبطه بالشكل وَالشَّيْء صوره وَمِنْه الْفُنُون التشكيلية والزهر ألف بَين أشكال متنوعة مِنْهُ وَالْمَرْأَة شعرهَا أشكلته
الشكل: هو الهيئة الحاصلة للجسم بسبب إحاطة حدٍّ واحد بالمقدار، كما في الكرة، أو حدود، كما في المضلعات من المربع والمسدس.

والشكل في العروض: هو حذف الحرف الثاني والسابع من فاعلتن ليبقى فعلات، ويسمى: أشكل.
(ش ك ل) : (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالشِّبْهُ وَالْجَمْعُ أَشْكَالٌ (وَمِنْهُ) أَشْكَلَ الْأَمْرُ إذَا اشْتَبَهَ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ الْعَيْنِ (وَأَشْهَلُ الْعَيْنِ) وَفِيهَا شُكْلَةٌ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِهَا وَشُهْلَةٌ فِي سَوَادِهَا (وَفَرَسٌ مَشْكُولٌ) بِهِ شِكَالٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ خِلَافٍ.
(شكل)
الْأَمر شكولا الْتبس وَالْمَرِيض تماثل وَالثَّمَر أينع بعضه وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا شكلا قيدها بالشكال وَيُقَال شكلها بِهِ شدّ قَوَائِمهَا وَالْكتاب ضَبطه بالشكل

(شكل) اللَّوْن شكلا خالطه لون غَيره وَيُقَال شكلت الْعين خالط بياضها حمرَة وشكلت الْخَيل خالط سوادها حمرَة فَهُوَ شكل وأشكل وَهِي شكْلَة وشكلاء
شكل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كره الشِّكال فِي الْخَيل. [قَوْله: الشكال -] يَعْنِي أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجّلة وَوَاحِدَة مُطلقَة. وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من الشكال الَّذِي تشكل بِهِ الْخَيل شبه بِهِ لِأَن الشكال إِنَّمَا يكون فِي ثَلَاث قَوَائِم أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة ورِجل محجّلة وَلَيْسَ يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد.
بَاب الشكل

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الشكل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر والشكل الْمثل وانشد قَالَ ثَعْلَب وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل لرؤبة بن العجاج رجز

(حَتَّى اكتست من ضرب كل شكل ... )

(من ثَمَر الحماض غير الخشل)

فَقَالَ الخشل الْمقل الْيَابِس وَقَالَ أَبُو زيد الخشل رُؤُوس الْحلِيّ والخشل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر مثل الشكل

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه قَالَ البسل الْحَلَال والبسل الْحَرَام والبسل الشجَاعَة والبسل بِمَعْنى آمين وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَقُول فِي آخر دُعَائِهِ آمين وبسلا آمين وبسلا أَي إِيجَابا والبسل عصارة العصفر والحناء والبسل أَخذ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا والبسل الْحَبْس

ش ك ل : الشِّكَالُ لِلدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ شُكُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَشَكَلْتُهُ شَكْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَيَّدْتُهُ بِالشِّكَالِ وَشَكَلْتُ الْكِتَابَ شَكْلًا أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَاتِ الْإِعْرَابِ وَأَشْكَلْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَأَشْكَلَ الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ الْتَبَسَ وَأَشْكَلَ النَّخْلُ أَدْرَكَ ثَمَرُهُ.

وَالشَّكْلُ الْمِثْلُ يُقَالُ هَذَا شَكْلُ هَذَا وَالْجَمْعُ شُكُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَشْكَالٍ وَيُقَالُ إنَّ الشَّكْلَ الَّذِي يُشَاكِلُ غَيْرَهُ فِي طَبْعِهِ أَوْ وَصْفِهِ مِنْ أَنْحَائِهِ وَهُوَ يُشَاكِلُهُ أَيْ يُشَابِهُهُ وَامْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ بِالْكَسْرِ أَيْ دَلٍّ وَالشُّكْلَةُ كَالْحُمْرَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى لَكِنْ يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ. 
شكل
الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى:
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
[ص/ 58] ، أي:
مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل: هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل: الناس أَشْكَالٌ وألّاف ، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.
أي: تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.
والشِّكَالُ: ما يقيّد به، ومنه استعير: شَكَلْتُ الكتاب، كقوله: قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
[الإسراء/ 84] ، أي: على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر حسبما بيّنت في الذّريعة إلى مكارم الشّريعة ، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلم: «كلّ ميسّر لما خلق له» .
والْأَشْكِلَةُ: الحاجة التي تقيّد الإنسان، والْإِشْكَالُ في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشّبه.
ش ك ل: (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالْجَمْعُ (أَشْكَالٌ) وَ (شُكُولٌ) يُقَالُ: هَذَا أَشْكَلُ بِكَذَا أَيْ أَشْبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] أَيْ عَلَى جَدِيلَتِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَجِهَتِهِ. وَ (الشِّكَالُ) الْعِقَالُ وَالْجَمْعُ (شُكُلٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الشِّكَالَ فِي الْخَيْلِ» وَهُوَ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً أَوْ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً. وَلَا يَكُونُ الشِّكَالُ إِلَّا فِي الرِّجْلِ. وَالْفَرَسُ (مَشْكُولٌ) وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (أَشْكَلَ) الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَ (شَكَلَ) الطَّائِرَ وَالْفَرَسَ بِالشِّكَالِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَذَا (شَكَلَ) الْكِتَابَ إِذَا قَيَّدَهُ بِالْإِعْرَابِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (أَشْكَلَ) الْكِتَابَ كَأَنَّهُ أَزَالَ بِهِ إِشْكَالَهُ وَالْتِبَاسَهُ. وَ (الْمُشَاكَلَةُ) الْمُوَافَقَةُ وَ (التَّشَاكُلُ) مِثْلُهُ. 

شكل


شَكِلَ(n. ac. شَكَل)
a. Was red & white.
b. Was coquettish.

شَكَّلَa. see I (a) (b)
d. Figured, fashioned, shaped; pictured, depicted.
e. [ coll. ], Turned, tucked up (
sleeves & c. ).
شَاْكَلَa. Was like, resembled; suited; matched; agreed
with.

أَشْكَلَa. see I
تَشَكَّلَa. Was formed, fashioned, shaped; had such & such a
form & c.
b. [ coll. ], Adorned herself with
flowers (woman).
c. see I (d)
تَشَاْكَلَa. Resembled each other; matched, agreed.

إِشْتَكَلَa. see I (a)
شَكْل
(pl.
شُكُوْل
أَشْكَاْل
38)
a. Resemblance, likeness, similarity.
b. Shape, figure, form, image; physiognomy.
c. Like, the like of.
d. Coquettishness, coquetry.
e. see 1t
شَكْلَةa. Vowel-point.

شِكْلa. see 1 (a)b. (c), (d).
شُكْلَةa. Red blended with white.

شَكِلَةa. Coquette, flirt.

أَشْكَلُ
(pl.
شُكْل)
a. Red & white.
b. Kind of lote-tree.

أَشْكَلَةa. Dubiousness.
b. see 1 (a) & 21t
(b).
شَاْكِلَة
(pl.
شَوَاْكِلُ)
a. Side, flank.
b. Rule of conduct, course, way of proceeding.
c. Intention, purpose.

شَكَاْلَة
a. see 3t
شِكَاْل
(pl.
شُكُل)
a. Shackle, hobble; cord.
b. White spot on a horse's foot.
c. see 1 (a)
شَوَاْكِلُa. Branchroads.

شَكْلَآءُa. Need, want.

N. Ac.
شَاْكَلَ
(شِكْل)
a. see 1 (a)
N. Ag.
أَشْكَلَ
(pl.
مَشَاْكِلُ)
a. Dubious.
b. Difficulty, trouble.

N. Ac.
تَشَاْكَلَa. see 1 (a)
تَشْكِيْلَة
a. [ coll. ], Bouquet (
flowers ).
ش ك ل

هذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.

ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:

له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل

ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:

فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.
[شكل] في صفته صلى الله عليه وسلم" كان "أشكل" العينين، أي في بياضهما شيء من الحمرة وهو محمود محبوب، يقال: ماء أشكل، إذا خالطه الدم. ن: وفسر الشكل بطول شق العين، ووهمه القاضي باتفاقهم على ما مر. نه: ومنه ح قتل عمر: فخرج النبيذ "مشكلًا" أي مختلطًا بالدم غير صريح. وفيه: وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى "يشكل" أرضها غراسًا، أي حتى يكثر غراس النخل فيها فيراها الناظر على غير صفة عرفها بها فيشكل عليه أمرها. وفيه: فسألت أبي عن "شكل" النبي صلى الله عليه وسلم، أي مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل وبالفتح المثل والمذهب. ومنه ح تفسير العربة "بالشكلة" بفتح شين وكسر كاف وهي ذات الدل. ك: أي المتحببة إلى زوجها. نه: وفيه: كره "الشكال" في الخيل، هو أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، تشبيهًا بشكال تشكل به الخيل فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبًا، وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة، وقيل: أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين؛ وكرهه لأنه كالمشكول صورة تفؤلًا، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجاية، وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال. وفيه: إن ناضجًا تردى في بئر فذكى من قبل "شاكلته" أي خاصرته. وح: تفقدوا "الشاكل" في الطهارة، هو بياض بين الصدغ والأذن. في ((على "شاكلته")) أي طريقه، طريق ذو شواكل: ينشعب منه الطرق؛ أو مذهبه. ش: أي كل أحد يعمل ما يشتهيه مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، ومجازه كل أحد يعمل ما يشتهيه.
(شكل) - في الحديث: "أن ناضِحًا تَردَّى في بئر، فذُكِّي من قِبَل شَاكِلته" .
: أي خَاصِرَتِه. وقيل: هي ما علا الِطَّفْطِفَة. والشَّاكلة أيضا: ما بين الِعذَار والأُذُن من البَيَاض. والشَّاكِلَة أيضا الرَّحِم، وذَكاةُ المُتَردِّى مِثلُ ذَكاةِ الصَّيْد في أَىِّ مَوضِع أَمكَن.
- في الحديث: "أَنه كَرِه الشِّكالَ في الخَيْلَ".
قيل: هو أن تكونَ إحدَى يدَيْه وإحدى رِجْلَيه من خِلافٍ مُحجَّلة. وقيل: هو أن يكونَ ثَلاثُ قوائم مُطلَقَةً: أي على لون البدن والرابعة مُحَجَّلة، ويُحتَمل أن تكون كَراهتُه ذلك لأنه كالمَشْكُول الذي عليه الشِّكال وهو القَيْد، والمَشْكُولُ لا يستَطِيع المَثنْىَ، فكْرِهَه تَفؤُّلا ، ويمكن أن يكون جَرّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه بَلاءٌ.
وقيل: إذا كان معِ ذلك أَغرَّ زالت الكَراهيَة؛ لأنه قد ورد في حديث آخر: "اشْترِ كُمَيتاً أَقْرحَ أَرْثَم مُحجَّل الثَّلاثِ مُطلَق اليُمْنَى".
- وفي حديث آخر: "أَغَرّ مُحجَّلا". فإن لم يكن كُميتاً فأَدهَم على هذه الصفة. والفرق بينهما أَنَّ البَياضَ إذا كان في ثلاثِ قَوائم وِحدهَا فذلك شِكالٌ. فإذا كان معه في الوَجْه والشَّفَة بياضٌ ارْتَفع شِيَةُ الشِّكالِ، ويجوز أن يكون جرَّب هذا الجنْسَ، فوجد معه بَلاءً عند الطَّلَب والهَرَب، والله أعلم.
- في الحديث: "تَفقَّدوا الشَّاكِلَ في الطَّهارة".
يَعنىِ البَياضَ الذي بين الصُّدغ والأُذُنِ.
شكل
الشكْلُ: غُنْجُ المَرْأةِ ودَلُّها، وهي شَكِلَةٌ مُتَشَكلَةٌ.
والشَكْلُ: المِثْلُ والضَّرْبُ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِه " أي ناحِيَته. وقيل: هي المُشابِهُ أي على ما يُشْبِهُه.
والأشْكَلُ في ألْوانِ الإِبل والغَنَم: أنْ يَكُونَ مع سَوَادٍ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ كأنَّه قد شْكَلَ عليكَ لَونُه. وقيل: هو بَيَاضٌ وحُمْرَة قد اخْتَلَطا. وأسْمَرُ فيه شكْلَةٌ.
والأشْكالُ: الأمُورُ والحَوَائجُ المُخْتَلِفَةُ.
والمُشَاكِلُ من الأُمُور: ما وافَقَ فاعِلَه ونَظِيرَه.
وأشْكَلَ علينا هذا الأمْرُ فهو مُشْكِلٌ.
وشَكَلْتُ الكِتابَةَ: قَيَّدْتها بالتَنْقِيْط. والشِّكَالُ: حَبْلٌ تُشْكَلُ به الدابَّةُ في قَوائِمها. وهو - أيضاً -: خَيْط يُجْعَلُ بيْنَ الحَقَب والتَّصْدِير ثُمَ يُشَدُّ لكي لا يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيْل، يُقال: شَكَلْتُ عن البَعِير.
وفَرَسٌ به شِكَالٌ من خِلافٍ: إذا كانَ في يَدِه اليُمْنى ورِجْلِه اليُسْرى بيَاضٌ، وهو مكروه. وقيل: أنْ تكونَ الثَّلاثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلَةً.
والشاكِلَتانِ: ظاهِرُ الطفْطَفَتَيْن من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرى إلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْن.
والشَّوَاكِلُ - أيضاً -: بمعنى الرجْلَيْن لأنَّهما يُشْكَلانِ بالقَيْدِ. وقيل: هو الرَحِمُ.
والشَّكْلاَءُ من الضّأْنِ: التي ابْيَضَّتْ شاكِلَتُها.
ولي عِنْدَه أشْكَلَةٌ: أي حاجَة. وقيل: هو الرَّحِمُ والحُرْمَةُ.
وشَكِلْتُ إلى كذا: أي رَكِنْتُ إليه.
والأشْكَلُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
والأشْكَلَةُ: شَجَرَة يُتَخَذُ منها القِسِيُّ.
والأشْكالُ: جَمْعُ الشّكْل وهو شَيْءٌ كانَتِ الجَواري يُعَلِّقْنَه في شُعُورِهنَّ من لُولُؤٍ وفضَّةٍ.
وشَكَلَتِ المَرْأةُ شَعرَها: إذا ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْن من مُقَدَّم رأْسِها عن يَمِيْن وشِمالٍ.
والشَكِيْلُ: الزَّبَدُ المُخْتَلِطُ بالدَّم يَظْهَرُ على شَكِيم اللَّجَام.
وأشْكَلَ النَّخْلُ: إذا طابَ رُطَبُه.
[شكل] الشَكْلُ بالفتح : المِثْلُ، والجمع أَشْكالٌ وشُكولٌ. يقال: هذا أَشْكَلُ بكذا، أي أَشْبَهُ. والشِكْلُ بالكسر: الدال. يقال: امرأة ذات شكل. والأَشْكَلُ من الشاءِ: الأبيضُ الشاكِلَةُ، والأنثى شَكْلاءُ بيِّنَةُ الشَكَلِ. والشَكْلاءُ: الحاجةُ، وكذلك الأَشْكَلَةُ. يقال: لنا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ، أي حاجةٌ. والشُكْلَةُ: كهيئة الحُمْرَةِ تكون في بياض العين، كالشُهْلَةِ في سوادها. وعينٌ شَكْلاءُ بيِّنة الشَكَلِ، ورجلٌ أَشْكَلُ العينِ. ودمٌ أَشْكَلُ، إذا كان فيه بياضٌ وحُمْرَةٌ. قال ابن دريد: إنَّما سُمِّيَ الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المختلطَينِ فيه. والأَشْكَلُ: السدر الجبلى. وقال :

عوجا كما اعوجت قياس الاشكل * وقال آخر:

أو وجبة من جناة أشكلة * يعنى سدرة جبلية. والشاكلة: الخاصرة، وهى الطفطفة. و (كل يعمل على شاكلته) أي على جَدِيلَتِهِ، وطريقته، وجهته. قال قُطْرُبٌ: الشاكِلُ: ما بين العِذارِ والأذُن من البياض. والشِكالُ: العقالُ، والجمع شُكُلٌ. الأصمعي: الشِكالُ حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، كي لا يدنُوَ الحقَب من الثيل. وهو الزوار أيضا عن أبى عمرو. ويقال أيضاً: بالفرسِ شِكالٌ، وهو أن تكون ثلاث قوائم مُحَجَّلَةً وواحدة مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشكالِ، وهو العقال. أو تكون الثلاثُ مُطلقةً ورجلٌ محجَّلة. قال أبو عبيد: وليس يكون الشِكال إلا في الرِجل، ولا يكون في اليد. والفرسُ مشكول، وهو يكره. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم " كره الشكال في الخيل ". وأشكل الامر، أي التبس. قال الكسائي: أَشْكَلَ النخلُ، أي طاب رُطَبه وأدرك. وتَشَكَّلَ العنبُ: أينع بعضُه. وشَكلْتُ الطائر، وشَكَلْتُ الفرس بالشكال. وشكلت عن البعير، إذا شددتَ شِكالَه بين التصدير والحقَبِ، أَشْكُلُ شَكْلاً. وشَكَلْتُ الكتاب أيضاً، أي قيَّدته بالإعراب. ويقال أيضاً: أَشْكَلْتُ الكتاب بالألف، كأنَّك أزلت به عنه الإشْكالَ والالتباسَ وهذا نقلته من غير سماع. والمشاكلة: الموافقة: والتشاكل مثله. وشكل، بالتحريك: بطن من العرب.
شكل: شكل: عقد، ربط (بوشر).
شكل: ناسب، جعله متناسبا مع. كافأ، جعله متكافئاً مع (الكالا).
شكل: والعامة تقول شكل فلان المسألة أي علقّها بما يمنع نفوذها (محيط المحيط).
شكل الخنجر ونحوه جعله في منطقته (محيط المحيط).
يشكل: محتمل، مستساغ، مقبول (بوشر).
شكّل (بالتشديد): وضع الزمام، وضع الرباط (ألكالا).
شكّل: ربط، أوثق، شدّ: قيّد (ألكالا).
شكّل: عذّب، أبرم، أزعج، آلم (ألكالا).
شكّل أذياله جعلها في منطقته وكذلك شكّل الخنجر جعله في منطقته (محيط المحيط) شكّل دكاناً بالبضائع: موّن مخزناً بالبضائع (بوشر).
شكّل: وضع علامة الحركة على الحرف (بوشر).
يشكّل له: يوافقه ويصلح له (فوك).
شاكل: ما أشاكلهم: ما أجانسهم (بوشر).
شاكل: ما يشاكلهم: لا علاقة له بهم (بوشر).
شاكل: ما أشاكله: لا أريد أن يكون ما يجمعني معه (بوشر).
مشاكلة: مجانسة. ملائمة، موافقة، علاقة (بوشر).
شاكل: تغنج وتدلل. يقال شاكلت المرأة إذا كانت تستثير بنظراتها وحركاتها الفاتنة (الف ليلة برسل 2: 276، 11: 367. وكذلك يقال شاكل الرجل (ألف ليلة برسل 11: 366).
شاكل: نازع، ماحك (بوشر).
أشكل: جعله من شكله، جعله شبيهه ونظيره (ديوان الهذليين ص211 البيت 4).
تشكَّل. تشكل الفرس: شكل، عقل، قيّد (فوك) تشكّل: اتخذ أشكالا مختلفة (المقدمة 1: 58).
وفي المقريزي حضرموت: تتشكل حدأة أي تكون بشكل الحدأة.
تشكل: تعثر (هلو).
تشكّل. والعامة تقول تشكّلت المرأة أي تزينت بزهور تشكلها في رأسها. (محيط المحيط).
تشكّل. تشكّلت الأسنان: تصوّرت وتصرفت. (باين سميث 1383).
تشاكل: حاكى، تشبه به (هلو).
تشاكل مع: تعارك، تخاصم، وتشاكلوا: تعاركوا وتخاصموا (بوشر).
انشكل: وضع عليه شكل الحركات (فوك).
تنشكل في: تعثر، وتعرقل سيره (بوشر).
اشكل، اشتكل عليه معنى الكلام: أشكل عليه المعنى والتبس (بوشر).
استشكل: بالمعنى الذي ذكره لين المقري 3: 132، 182، المقدمة 3: 77.
استشكل: حكم بان الشيء غير لائق ومزعج ومكدر (المقدمة 3: 75).
شَكُل: صورة، هيئة. وشكل حرفي: صورة الحرف التي يكتب بها (المقدمة 2: 338).
شكْل: صورة رياضية (بوشر).
شكل منتظم: مظلع منتظم. شكل كثير الأضلاع والزوايا منتظم. (بوشر).
شكل: مسألة هندسية (أبو الفرج ص280، أماري ص480).
شكْل: عند أصحاب الرمل هيئة النقط المرسومة لاستخراج المطلوب (محيط المحيط).
شكل: نوع، صنف، ضرب جنس (بوشر) جنس نوع (همبرت ص46، المقري 1: 33).
أشكال وأنواع الطعام: قائمة الطعام في مطعم (بوشر).
أشكال أشكال: أنواع مختلفة (بوشر).
شكل: هيئة، طريقة، أسلوب، كيفية (بوشر).
شكل: بزّة، ثوب (ألكالا).
شكل: غيَّر شكله: تنكرّ (بدرون ص295) شكل السلاح: شكْة، لأمة (المعجم اللاتيني - العربي).
شكل: عينة، أنموذج (بوشر).
شكل: نوع اللون واختلافه، درجة اللون (بوشر).
أشكال: عمارات المدينة. ففي الادريسي قسم 5 فصل 2: مدينة عجيبة البناء قائمة الأشكال عامرة الأسواق. وفي ملّر في كلامه عن مالقة: حسن أشكالها.
شكل: مؤسسة. ففي الجريدة الأسيوية (1849، 1: 193) وقائد القسطنطينية أقام بها شكلا زائداً على معتاد القيادة كترتيب الرجال. وفيها (1852، 2: 211): السلطان أقام شكلاً جميلاً، ورتب مجلساً جليلاً.
شكل: لطافة، كياسة، ظرافة ملاحة (الكالا).
قلة شكل: قلة لطافة وقلة كياسة (ألكالا).
قليل الشكل: من يتكلم أو يعمل بدون كياسة (ألكالا).
شكل: جمال (فوك) في محيط المحيط: شكل جمال المنظر وهو يقول فلان يحب الشكل. وفي ألف ليلة (برسل 9: 349): بدلة شكل أي بدلة جميلة، وفي طبعة ماكن حلة فاخرة.
شكل: خصام، نزاع. ويقال: طلب معه شكلا لو طلب شكلاً من. (بوشر).
شكل: عند المنطقيين هو هيئة نسبة الحدّ الأوسط إلى الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر كنسبة المتغير إلى العالم والحادث في قولك العالم متغير وكل متغير حادث (محيط المحيط).
شكل: عند الصوفية هو وجود الحق (محيط المحيط).
شكل: لابد أن هذه الكلمة تعنى شيئاً آخر غير حركات الشكل. انظر المقدمة (3: 140) حيث يرى السيد دي سلان أنها الأعداد.
شكلة: واحدة الشكل، الحركة وتوابعها (محيط المحيط) ويستشهد ببيت للمتنبي (ص266 البيت 11 طبعة ديتريشى).
شُكْلَة: الحركة وتوابعها (ألكالا، آرت 2: 21) ومنها أخذ الفعل الأسباني Xuclar شكَّل بالحركات الذي يستعمله الفونس دي كاستلو في (تاريخ أسبانيا 3: 25، 36).
شُكْلِيّ: حسّاس، سريع الانفعال، قريب الغضب، سريع التأثر (بوشر).
شُكلى: مماحك، محب للخصام (بوشر، همبرت ص241) ومنازع، كثير الشغب (همبرت ص241): مجادل، مشاجر، مخاصم، مزعج، مقلق، منكد، ومن يحب إقامة الدعاوى، من يحب المبارزة، سائف، مسايف، محب المسايفة (بوشر).
شِكَال: عقال. ويجمع بالألف والتاء عند بوشر.
وشُكُول عند فوك، وأشْكُل عند ألكالا.
شِكال: حصير صفصاف، حصير لتجفيف الجبن فيما يظهر (بابن سميث 1516). بيت الشكال: رسغ الفرس (بوشر).
شِكال: فصل الأمطار في الهند (ابن بطوطة 2: 6).
شِكالة: جمال، أناقة (باين سميث 1534).
شُكالِيْة (جمع): من يصنعون السيور، وشكالات الخيل وأرسنتها (صفة مصر 18 قسم 2 ص388) شاكِلة: لياقة (فوك) وفي حيان - بسام (3: 143 و) والوزراء هتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة.
كل على شاكلته أي على سجيته وخلقه، وكل في رتبته ومنصبه (تاريخ البربر 2: 198، 330).
تشكيك: تنوع، اختلاف، تشكّل (بوشر).
تشكيل: الزهر المختلف الأشكال (محيط المحيط) تشكيلة وجمعها تشاكيل: الضمة من الزهر. الباقة منه (محيط المحيط) مَشْكَل وجمعها مَشاكل: صورة. ففي حيان - بسام (1: 174 ف): مجلس به مشاكل الجبس مُشْكِل: حديث لم تثبت صحته (دي سلان المقدمة 2: 483).
مُشّكِلَة: صعَوبة. عُسْر (بوشر).
مشاكل: أنيق (ألكالا).
مشاكل: جميل (بوشر).
مشاكَلّة: استساغة، معقولية، احتمال التصديق (بوشر).
(ش ك ل)

الشكل: الشّبَه والمثل.

وَجمعه: أشكال، وشكول، وانشد أَبُو عبيد:

فَلَا تطلبالي أَيّمَا إِن طلبتما ... فَإِن الأيامي لسن لي بشكول

وَقد تشاكل الشيئان.

وشاكل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وشاكلة الْإِنْسَان: شكله وناحيته وطريقته، وَفِي التَّنْزِيل: (قل كل يعْمل على شاكلته) أَي: على طَرِيقَته ومذهبه.

وشكل الشَّيْء: صورته المحسوسة والمتوهمة، وَالْجمع: كالجمع.

وتشكل الشَّيْء: تصور.

وشكله: صوره. واشكل الْأَمر: الْتبس.

وَأُمُور أشكال: ملتبسة.

وَبينهمْ أشكلة: أَي لبس.

والأشكلة، والشكلاء: الْحَاجة.

والأشكل من الْإِبِل وَالْغنم: الَّذِي يخلط سوَاده حمرَة أَو غبرة، كَأَنَّهُ قد اشكل عَلَيْك لَونه.

والأشكل من سَائِر الْأَشْيَاء: الَّذِي فِيهِ حمرَة وَبَيَاض قد اخْتَلَط.

وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض يضْرب إِلَى حمرَة وكدرة، قَالَ:

كشائط الرب عَلَيْهِ الأشكال

وصف الرب بالأشكل، لِأَنَّهُ من الوانه.

وَاسم اللَّوْن: الشكلة.

والشكلة فِي الْعين: مِنْهُ، وَقد أشكلت.

وَيُقَال: فِيهِ شكْلَة من سَمُرَة، وشكلة من سَواد، وَقَوله فِي صفة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ ضليع الْفَم أشكل الْعين منهوس العقبين " فسره سماك بن حَرْب: بِأَنَّهُ طَوِيل شقّ الْعين، وَهَذَا نَادِر، وَيُمكن أَن يكون من الشكلة الْمُتَقَدّمَة.

وشكل الْعِنَب، وتشكل: اسود واخذ فِي النضج، فَأَما قَوْله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

ذرعت بهم دهس الهدملة أينق ... شكل الْغرُور وَفِي الْعُيُون قدوح

فَإِنَّهُ عَنى بالشكلة هُنَا: لون عرقها، والغرور هُنَا: جمع غر، وَهُوَ: تثني جلودها، هَكَذَا قَالَ، وَالصَّحِيح: " تثني جلودها ".

وَفِيه شكْلَة من دم: أَي شَيْء يسير.

وشكل الْكتاب يشكله شكلاً، وأشكله: أعجمه.

وشكل الدَّابَّة يشكلها شكلاً، وشكلها: شدّ قَوَائِمهَا بِحَبل.

وَاسم ذَلِك الْحَبل: الشكال. وَالْجمع: شكل.

والشكال فِي الرحل: خيط يوضع فِي الحقب والتصدير لِئَلَّا يلح الحقب على ثيل الْبَعِير فيحقب: أَي يحتبس بَوْله، وَهُوَ من ذَلِك.

والشكال، أَيْضا: وثاق بَين الحقب والبطان وَكَذَلِكَ: الوثاق بَين الْيَد وَالرجل.

والمشكول من الْعرُوض: مَا حذف ثَانِيه وسابعه، نَحْو حذفك ألف " فاعلاتن " وَالنُّون مِنْهَا، سمي بذلك، لِأَنَّك حذفت من طرفه الآخر وَمن أَوله، فَصَارَ بِمَنْزِلَة الدَّابَّة الَّتِي شكلت يَده وَرجله.

وشكلت الْمَرْأَة شعرهَا: ضفرت خَصْلَتَيْنِ من مقدم رَأسهَا عَن يَمِين وَعَن شمال، ثمَّ شدت بهَا سَائِر ذوائبها.

والشكال فِي الْخَيل: أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجلة، والواحدة مُطلقَة.

أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة، والواحدة محجلة.

وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل، وَفِي الحَدِيث: " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كره الشكال فِي الْخَيل ".

وَفرس مشكول: ذُو شكال.

والشاكلة: الْبيَاض مَا بَين الْأذن والصدغ، وَفِي الحَدِيث: " تفقدوا فِي الطّهُور الشاكلة والمغفلة والمنشلة " المغفلة: العنفقة، والمنشلة: مَا تَحت حَلقَة الْخَاتم من الاصبع، كل ذَلِك عَن الزجاجي.

وشاكلة الشَّيْء: جَانِبه، قَالَ ابْن مقبل:

وعمداً تصدت يَوْم شاكلة الْحمى ... لتنكأ قلباً قد صَحا وتنكرا

وشاكلة الْفرس: الَّذِي بَين عرض الخاصرة والثفنة، وَهُوَ موصل الْفَخْذ فِي السَّاق.

والشاكلتان: ظَاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيري إِلَى حرف الحرقفة من جَانِبي الْبَطن.

والشكلاء من النعاج: الْبَيْضَاء الشاكلة.

والشواكل من الطّرق: مَا انشعب عَن الطَّرِيق الْأَعْظَم. والشكل: غنج الْمَرْأَة وغزلها وَحسن دلها.

شكلت شكلاً، فَهِيَ شكْلَة.

وأشكل النّخل: طَابَ رطبه.

والأشكل: السدر الْجبلي.

واحدته: أشكلة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي بعض الْعَرَب: أَن الأشكل شجر مثل شجر الْعنَّاب فِي شوكه وعقف اغصانه، غير انه اصغر وَرقا، وَأكْثر أفنانا، وَهُوَ صلب جدا، وَله نبيقة حامضة شَدِيدَة الحموضة، منابته شَاهِق الْجبَال. تتَّخذ مِنْهُ القسي، وَإِذا لم تكن شجرته عتيقة متقادمة كَانَ عودهَا اصفر شَدِيد الصُّفْرَة، وَإِذا تقادمت شجرته واستتمت جَاءَ عودهَا نِصْفَيْنِ، نصفا شَدِيد الصُّفْرَة، وَنصفا شَدِيد السوَاد. قَالَ العجاج وَوصف المطايا وسرعتها:

معج المرامي عَن قِيَاس الأشكل

قَالَ: ونبات الأشكل مثل شجر الشريان.

وشكلة: اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو شكل: بطن.

والشوكل: الرجالة.

وَقيل: الميمنة والميسرة، كل ذَلِك عَن الزجاجي.
شكل
شكَلَ1/ شكَلَ على يَشكُل، شُكُولاً، فهو شاكِل، والمفعول مشكول عليه
• شكَل الأمرُ/ شكَل الأمرُ عليه: التبس. 

شكَلَ2 يَشكُل، شَكْلاً، فهو شاكل، والمفعول مَشْكول
• شكَل الكتابَ: ضبَطه بالنقط والحَرَكات "لغة لا شكل لها".
• شكَل الدَّابّةَ ونحوَها: قيَّدها بالشِّكال وهو القيد؛ ربَطها به. 

شكِلَ يَشكَل، شَكَلاً وشُكْلةً، فهو شَكِل وأشكلُ
• شكِل اللونُ: خالطه لونٌ غيرُه.
• شكِلتِ العينُ: خالط بياضَها حُمرةٌ "شخص أشكلُ العَيْنَيْن".
• شكِلتِ الخيلُ: خالط سوادَها حُمْرة "جوادٌ شكِل/ أشكلُ". 

أشكلَ يُشكل، إشكالاً، فهو مُشكِل، والمفعول مُشْكَل (للمتعدِّي)
• أشكل الأمرُ: التبس واشتبه.
• أشكل اللَّونُ: اختلط بغيره.
• أشكل الكِتابَ: أعلمه بعلامات الإعراب، أعجمه، كأنّه أزال عنه الإشكال والالتباس. 

استشكلَ/ استشكلَ على/ استشكلَ في يستشكل، استشكالاً، فهو مُسْتَشكِل، والمفعول مُسْتَشكَل عليه
• استشكلَ الأمرُ: أشكل، التبس.
• استشكل على الحُكْم/ استشكل في تنفيذ الحُكْم: (قن) أورد ما يستدعي وقف التنفيذ حتى ينظر في وجه الاستشكال. 

تشاكلَ يتشاكل، تشاكُلاً، فهو مُتشاكِل
• تشاكل الشَّيئان: تشابها وتماثلا وتوافقا "تشاكلتِ الأجنحة والزَّعانف الصَّدريّة- لو لم يتشاكلا لما ترافقا- رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ ... فتشابها فتشاكل الأمرُ".
• تشاكل الرَّجلان: تعاركا وتخاصما. 

تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من يتشكَّل، تشكُّلاً، فهو مُتشكِّل، والمفعول مُتشكَّل به
• تشكَّل الشَّيءُ: تصوّر وتمثّل، وصار ذا شكْل وهيئة "تشكّل الجنين في بطن أمِّه- تشكّلتِ القضيّةُ: اتَّخذت شكلاً".
• تشكَّل المَعجونُ بشكل الوِعاء: اتَّخذ شكلَه "فستان يتشكَّل بأشكال الجسم: ينسجم معه تمام الانسجام".
• تشكَّل شبحٌ لفلان: ظهر له في صورةٍ مرئيَّة.
• تشكَّل من كذا: تألَّف منه "تشكَّلتِ الوزارةُ الجديدة من رئيس لها وعشرين وزيرًا". 

شاكلَ يشاكل، مُشاكلةً، فهو مُشاكِل، والمفعول مُشاكَل
• شاكلَ فلانًا: شابهه، ماثله، افقه "أنت تشاكل أباك في فضله وعلمه" ° وما شاكل ذلك: ما كان على نمطه. 

شكَّلَ يشكِّل، تشكيلاً، فهو مُشكِّل، والمفعول مُشكَّل
• شكَّل الكتابَ: شكَله، ضبطه بالنّقط والحرَكات.
• شكَّل الفَنَّانُ الشَّيءَ: صوّره، عالجه بغيةَ إعطاء شكلٍ معيّن "شكّل تمثالاً/ قطعة رخام/ مَعْدِنًا".
• شكَّل خطرًا: تسبّب في وقوع ضرر "تشكِّل السياسةُ الإسرائيليّة خطرًا جسيمًا في المنطقة".
• شكَّل حلوى: نوّعها "شكَّل أقلامًا- شكَّل باقةَ ورد".
 • شكَّلَ وزارةً: ألَّفها، جمع فيها عدَّة أعضاء وأسند إليهم مسئوليّاتٍ مُعيَّنة "شكّل حكومةً/ لجنةً". 

إشكال [مفرد]: ج إشكالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشكلَ.
2 - مشكلة، قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "أثار المتحدِّث إشكالاتٍ عدّة- أوقع صديقَه في إشكالات عديدة".
3 - أمر يوجب التباسًا في الفهم، عكسه بيان.
• إشكال التَّنفيذ: (قن) منازعة تتعلّق بإجراءات تنفيذ الحكم. 

إشكاليَّة [مفرد]: ج إشكاليَّات:
1 - مصدر صناعيّ من إشكال: مجموعة المسائل التي يطرحها أحد فروع المعرفة "إشكاليَّة الثّقافة/ النصّ".
2 - التباس واشتباه في أمرٍ أو شيءٍ ما. 

أشْكَلُ [مفرد]: ج شُكْل، مؤ شكلاءُ، ج مؤ شَكْلاوات وشُكْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ.
تشكُّل [مفرد]:
1 - مصدر تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من.
2 - (حي) تكوُّن أنسجة جديدة.
3 - (هس) شكل خارجيّ يحدِّد الجسم.
• علم تشكُّل الصُّخور: (جو) جزء من علم الجيولوجيا يبحث في التغيُّرات التي حصلت في شكل الصخور كالتجعّدات والتكسّرات ونشوء الجبال. 

تشكيل [مفرد]: ج تشكيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَّلَ.
2 - عدد متجانس من شيء ما "هاجم تشكيل من الطائرات أهدافًا للعدوّ".
3 - (لغ) ضبط الحروف بالحركات. 

تشكيلات [جمع]: مف تشكيل: مناقلات بين الموظّفين، وقد يراد بها ما يرافق المناقلات من تعيين وصرف وترقية، إعادة تنظيم. 

تشكيلة [مفرد]: ج تشكيلات:
1 - اسم مرَّة من شكَّلَ.
2 - مجموعة، عدد مُتنوِّع من شيء ما "تشكيلة عسكريَّة/ بحريَّة جوِّيَّة- تشكيلة حلويّات- تشكيلة من الدبَّابات الحديثة". 

تشكيليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تشكيل ° الفنون التَّشكيليَّة: فنون تصوِّر الأشياء وتمثِّلها؛ كالرسم والتصوير والنحت والهندسة المعماريَّة. 

شاكِلَة [مفرد]: ج شاكلات وشواكلُ:
1 - مؤنَّث شاكل.
2 - سجيّة وطبيعة، طريقة ومذهب " {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} " ° جرَى على شاكلة فلان: حاكاه، فعل مثله- هو على شاكلته: هو من طينته، من نوعه.
3 - خاصرة، جانب، جهة "أصاب شاكلةَ الصواب" ° أصاب شاكلةَ الطَّريق: توصّل إلى الحقيقة- شاكلتا الطَّريق: جانباه. 

شِكال [مفرد]: ج شُكُل: قَيْد أو عِقال أو حَبْل تُشدّ به قوائمُ الدّابَّة، ويكون في إحدى أرجل الدابّة والرِّجل التي تخالفها كاليُمنى الأمامِيَّة واليُسرى الخلفيّة. 

شَكْل1 [مفرد]: ج أشكال (لغير المصدر) وشُكول (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَلَ2 ° الشَّكل والمضمون: اللَّفظ والمعنى فالشَّكل يتمثل في صياغة العمل الفنِّيّ وبنائه اللفظيّ، أما المعنى فهو أفكاره ومعانيه ومغزاه.
2 - صورة الشَّيء، هيئته "شكل خارجيّ- اعرض رأيك بشكل واضح" ° بشكلٍ عامّ: بإيجاز، باختصار- بشكلٍ واضح/ بشكلٍ ملموس: بصورة مفهومة- شكل الأرض: تضاريسُها ومعالمُها- فلانٌ حَسن الشَّكل: حسَن المظهر والهِندام.
3 - شبيه، نمط "إنّ الطيور على أشكالها تقع- {وَءَاخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} ".
4 - طريقة، أسلوب "لا تتكلّم بهذا الشّكل".
5 - (عر) حذف الحرف الثاني والسّابع من (فاعلاتن) ليبقى (فَعِلاتُ).
6 - (هس) هيئة للجسم أو السّطح محدودة بحدٍّ واحد كالكرة، أو بحدود مختلفة كالمثلّث والمربّع.
• علم الشَّكل:
1 - (جو) عِلْم يُعنَى بدراسة شَكْل سطح الأرض.
2 - (حي) عِلْم يتناول دراسة الشَّكل الخارجيّ للنبات أو الحيوان. 

شَكْل2 [جمع]: مف شَكْلَة: علامات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النُّطق "اضبط العبارة الآتية بالشَّكْل". 

شَكَل [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ. 

شِكْل [مفرد]: شبيه ومثل "هذان التوءمان شِكلان". 

شَكْلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس "نصّ/ مفهوم شَكْلانيّ". 

شَكْلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من شَكْل1.
3 - (دب) مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر "يظهر في دراساته ميلٌ نحو الشكلانيّة في اللغة- تنامت النظرية الشكلانيّة في النقد في الآونة الأخيرة- هو من كتَّاب الشكلانيَّة الروسيَّة". 

شَكْلة [مفرد]: ج شَكَلات وشَكْلات وشَكْل:
1 - اسم مرَّة من شكَلَ2.
2 - علامة أو رمز يوضع فوق الحرف أو تحته لضبط النطق. 

شُكْلة [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: وهو ما يّتصل بالظاهر دون الباطن، أو بالشكل دون الجوهر، ومنه المذهب الشكليّ في الفنّ والأدب واللغة "إجراء/ احتجاج شكليّ" ° عيب شكليّ: يمس الظّاهر دون الجوهر- فلانٌ رجل شكليّ: يتمسَّك بالقشور ويهمل اللُّباب.
• الدَّفع الشَّكليّ: (قن) دفع المدَّعى عليه المتعلِّق بإجراءات الخصومة دون موضوعها كالدَّفع ببطلان صحيفة الدَّعوى.
• فنّ شَكْليّ: فنّ لا يسلِّم بتمثيل أشكال سهلة المعرفة، بل يسعى للتعبير عن حالات الإحساس بنِسب الأضواء والظِّلال والألوان. 

شكليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شَكْل1: تمسُّك شديد بالأشكال الخارجيّة في الدين والحياة الاجتماعيّة ومجالات أخرى.
2 - مبدأ قوامه أنّ صحّة الأعمال القانونيّة مرتبط ارتباطاً دقيقًا بمراعاة الأشكال.
3 - (دب) شكلانيَّة؛ مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر. 

شُكُول [مفرد]: مصدر شكَلَ1/ شكَلَ على. 

مُشاكلة [مفرد]:
1 - مصدر شاكلَ.
2 - (بغ) أنْ يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته " {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ". 

مُشكِل [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - اسم فاعل من أشكلَ.
2 - (فق) ما لا يُفهم حتى يدلّ عليه دليلٌ من غيره.
• خُنثى مُشكِل: ما لا يُتبيّن من أيّ الجنسين هو. 

مُشْكِلة [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "مشكلة الشرق الأوسط/ المرور" ° يسبِّب المشاكلَ: يخلق المتاعبَ.
2 - صعوبة يجب تذليلها للحصول على نتيجة ما. 

شكل: الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛

وأَنشد أَبو عبيد:

فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما،

فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ

وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو

عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ

ومُشَاكَلَة. وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ

الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ

وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب

آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى

وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع. والشَّكْل: المِثْل،

تقول: هذا على شَكْل هذا أَي على مِثَاله. وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه

في حالاته. ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ

بهذا أَي أَشْبَه. والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.

والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة. وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه

وناحيته وطريقته. وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي

على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على

ناحيته وجهته وخَلِيقته. وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.

والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب. وهذا طَرِيقٌ ذو

شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ. وشَكْلُ الشيء: صورتُه

المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.

وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه. وأَشْكَل الأَمْرُ:

الْتَبَس. وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ. وفي

حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى

وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل

فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه

أَمْرُها.

والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ

والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد

للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال

الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال

للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد. والأَشكل من الإِبل

والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك

لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا

وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء:

بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة:

يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه

مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج

وقول الشاعر:

فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها

بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ

قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع

فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة. وقال شَمِر:

الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض. وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر

المشتَبه مُشْكِلٌ. وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر

(* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في

القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ

الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد. والأَشْكَل عند العرب: اللونان

المختلطان. ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما

سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده:

والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو

الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال:

كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة،

والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ. ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة

وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ

العين. وفي حديث علي

(* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي

في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه

شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا

كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد:

ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها،

كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها

(* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب).

عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن

توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ

عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي

حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع

الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد:

ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ،

سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا

قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه. وقوله في صفة سيدنا رسول الله،

صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ

العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا

نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في

صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود

مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ. وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي

الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل

مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.

وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ

(* قوله «المحكم

شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ

وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن

الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ

شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ

فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو

تَثَنِّي جُلودها

(* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال

والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.

وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم:

شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت

الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه. ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك

أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من

غير سماع. وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.

والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ

بالشَّكَال. وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ

قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ. والشِّكَال

في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ

الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.

والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين

اليد والرجل. وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب،

أَشْكُلُ شَكْلاً.

والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ

فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار

بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.

والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه. ويقال: شَكَلْت

الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً

يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة:

سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ

أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي،

هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ

وشَكَّلَتِ المرأَةُ

(* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم

والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن

القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال

ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها. والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم

منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما

أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن

الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة

والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد،

والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة

مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث

قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل:

هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما

كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس

فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال

شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي

إِحدى يديه. وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو

قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ

الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال

الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى

ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض. وقال أَبو

عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ

قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول.

ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ. وحُكي

عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ

المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر. وورد

في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة

والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة

الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين

العِذَار والأُذُن من البياض. وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل:

وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى،

لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا

وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ

الفَخِذ في الساق. والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ

القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن. والشَّاكِلةُ:

الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة. وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي

من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته. والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ

الشَّاكِلة. ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي

بَيِّنَة الشَّكَل. والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.

والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.

والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً،

فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير

المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ

الدَّلّ. والشَّكْل: المِثْل. والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في

هذا وهذا في هذا. والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال:

امرأَة ذات شِكْل. وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.

والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة:

أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف

أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً

وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ

منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر

شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين:

نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا

وسُرْعَتَها:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ

قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي

للعجاج:

يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي

عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل

والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر:

أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ

يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات

أَصفر وأَحمر.

وشَكْلةُ: اسم امرأَة. وبَنُو شَكَل: بطن من العرب. والشَّوْكَل:

الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء:

الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ

العَوْسَجَة.

شكل
الشَّكْلُ: الشَّبَهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و، يُقالُ: فِي فُلاَنٍ شَكْلٌ من أَبيهِ، وشَبَهٌ، والشَّكْلُ أَيْضا: المِثْلُ تَقولُ: هَذَا عَلى شَكْلِ هَذَا، أَي على مِثَالِهِ، وفُلاَنٌ شَكْلُ فُلانٍ، أَي مِثْلُهُ فِي حَالاتِهِ، قالَ اللهُ تَعالَى: وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ، أَي عَذابٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي مِنْ مِثْلِ ذَلِك الأَوَّلِ، قالَهُ الزَّجَّاجُ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ: وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي: وأَنْواعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ لأنَّ مَعْنَى قَولِه: أزْوَاجٌ، أنْوَاعٌ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَي مِثْلٌ لَهُ فِي الهَيْئَةِ، وتَعاطِي الفِعْلِ. ويُكْسَرُ، وبهِ قَرَأَ مَجَاهِدٌ: مِنْ شِكْلِهِ، بالكَسْرِ. والشَّكْلُ أَيْضا: مَا يُوافِقُكَ، ويَصْلُحُ لَكَ، تَقُولُ: هَذَا مِنْ هَوايَ، ومِنْ شَكْلِي، وليسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِي. والشَّكْلُ: وَاحِدُ الأشْكالِ، للأُمُورِ، والحَوَائِجِ المُخْتَلِفَةِ، فِيمَا يُتَكَلَّفُ مِنْهَا، ويُهْتَمُّ لَهَا، قالَهُ اللَّيْثُ، وأنْشَدَ: وتَخْلَجُ الأشْكالُ دُونَ الأشْكالْ والأشْكَالُ أَيْضا: الأُمُورُ الْمُشْكِلَةِ، المُلْتَبِسَةُ. والشَّكْلُ أَيْضا: صُورَةُ الشَّيْءِ الْمَحْسُوسَةُ، والْمُتَوَهَّمَةُ، وقالَ ابنُ الْكَمالِ: الشَّكْلُ هَيْئَةٌ حاصِلَةٌ للجِسْمِ، بِسَبَبِ إِحَاطَةِ حَدٍّ واحِدٍ بالْمِقْدَارِ، كمَا فِي الكُرَةِ، أَو حُدودٍ كَما فِي المُضَلَّعاتِ، مِنْ مُرَبَّعٍ ومُسَدَّسٍ، ج: أشْكَالٌ، وشُكُولٌ، قالَ الرَّاغِبُ: الشَّكْلُ: فِي الحَقِيقَةِ الأَنْسُ الَّذِي بَيْنَ المُتَماثِلَيْنِ فِي الطَّرِيقَةِ، ومنهُ قيلَ: النَّاسُ أشْكالٌ، قالَ الرَّاعِي، يَمْدَحُ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ:
(فأَبوكَ جالَدَ بالمَدِينَةِ وَحْدَهُ ... قَوْماً هُمُ تَرَكُوا الجَميعَ شَكَولاً)
وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ
(فَلا تَطْلُبا لِي أيِّماً إنْ طَلَبْتُما ... فَإِنَّ الأَيامَى لَسْنَ لي بِشُكُولِ)
والشَّكْلُ: نَبَاتٌ مُتَلَوِّنٌ، أصْفَرُ وأحْمَرُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والشَّكْلُ فِي العَرُوضِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبْنِ والْكَفِّ، وبَيْتُهُ:
(لِمَنِ الدِّيارُ غَيَّرَهُنَّ ... كُلُّ دَانِي المُزْنِ جَوْنِ الرَّبَابِ)
كَما فِي العُبابِ. والشَّاكِلَةُ: الشَّكْلُ، يُقالُ: هَذَا عَلى شَاكِلَةِ أبِيهِ، أَي شِبْهه. والشَّاكِلَةُ: النَّاحِيَةُ، والْجِهَةُ وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ، عَن الأَخْفَشِ. وَأَيْضًا: النِّيَّةُ، قالَ قَتادَةُ)
فِي تَفْسِير الآيَةِ: أَي عَلى جَانِبِه، وعَلى مَا يَنْوِي. وَأَيْضًا: الطَّرِيقَةُ، والْجَدِيلَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ.
وَأَيْضًا: الْمَذْهَبُ، والخَلِيقَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ، عَن ابنِ عَرَفَةَ، وقالَ الرَّاغِبُ فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ: أَي عَلى سَجِيَّتِهِ الَّتِي قَيَّدَتْهُ، وذلكَ أنَّ سُلْطَانَ السَّجِيَّةِ عَلى الإِنْسانِ قاهِرٌ، بِحَسَبِ مَا يَثْبُتُ فِي الذَّرِيعَةِ إِلَى مَكارِمِ الشَّرِيعَةِ، وَهَذَا كَمَا قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. والشَّاكِلَةُ: الْبَياضُ مَا بَيْنَ الأُذُنِ والصُّدْغِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ قُطْرُبٌ: مَا بَيْنَ الْعِذَارِ والأُذُنِ ومنهُ الحديثُ: تَفَقَّدُوا فِي الطُّهُورِ الشَّاكِلَةَ. والشَّاكِلَةُ: مِنَ الْفَرَسِ: الْجَلْدُ الَّذِي بَيْنَ عُرْضِ الْخَاصِرَةِ والثَّفِنَةِ، وَهُوَ مَوْصِلُ الفَخِذِ مِنَ السَّاقِ، وَقيل: الشَّاكِلَتَانِ ظَاهِرُ الطَّفْطَفَتَيْنِ، مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلَى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ، مِنْ جَانِبَي البَطْنِ، وقيلَ: الشَّاكِلَةُ الخاصِرَةُ، وَهِي الطَّفْطَفَةُ، وَمِنْه: أصابَ شاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ، أَي خَاصِرَتَها. وتَشَكَّلَ الشَّيْءُ: تَصَوَّرَ، وشَكَّلَهُ تَشْكِيلاً: صَوَّرَهُ.
وشَكَّلَتْ الْمَرْأَةُ شَعَرَهَا: أَي ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ مِنْ مَقَدَّمِ رَأْسِهَا عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، ثُمَّ شَدَّتْ بهَا سَائِرَ ذَوَائِبِها، والصَّوابُ: أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نصر، كَمَا قَيَّدَهُ ابنُ القَطَّاعِ. وأشْكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، واخْتَلَطَ، ويُقالُ: أشْكَلَتْ عَلَيَّ الأَخْبَارُ، وأحْلَكَتْ، بمَعْنىً واحِدٍ، وقالَ شَمِر الشُّكْلَةُ: الحُمْرَةُ تَخْلَطُ بالبَياضِ، وَهَذَا شَيْءٌ أشْكَلُ، ومنهُ قيلَ لِلأَمْرِ المُشْتَبِهِ: مُشْكِلٌ. قالَ الرَّاغِبُ: الإِشْكالُ فِي الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ، كشَكلَ، وشَكَّلَ، شَكْلاً، وتَشْكِيلاً، وأشْكَلَ النَّخْلُ: طَابَ رُطَبُهُ، وأَدْرَكَ، عنِ الكِسَائِيِّ، وَفِي الأسَاسِ: أشْكَلَ النَّخْلُ: طابَ بُسْرُهُ، وحَلاَ، وأشْبَهُ أَن يَصِيرَ رُطَباً.
وأُمُورٌ أشْكَالٌ: أَي مُلْتَبِسَةٌ، مَعَ بعضِها مُخْتَلِفَة. والأشْكَلَةُ، بِفْتحِ الهَمْزَةِ والكَافِ: اللَّبْسُ. وَأَيْضًا: الْحَاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، زادَ الرَّاغِبُ، الَّتِي تُقَيِّدُ الإِنْسانَ، كالشَّكْلاءِ، نقلَهُ ابنُ سِيدَهْ، والصَّاغانِيُّ. والأشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأشْياءِ: مَا فيهِ حُمْرَةٌ وبَياضٌ مُخْتَلِطٌ، أَو مَا فيهِ بَياضٌ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ والكُدْرَة. وَقيل: الأشْكَلُ عندَ العَرَبِ: اللَّوْنَانِ المُخْتَلِطانِ، ودَمٌ أشَكَلُ: فيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ مَخْتَلِطَانِ، قالَ جَرِيرٌ:
(فَما زَالتِ القَتْلَى تَمُورُ دِماؤُها ... بِدِجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أشْكَلُ)
والأشْكَلُ: السِّدْرُ الْجَبَلِيُّ، قالَ العَجَّاجُ: مَعْجَ المُرامِي عَنْ قِياسِ الأشْكَلِ وقالَ أَبُو حنيفَةَ: أَخْبَرَنِي بعضُ العَرَبِ: أنَّ الأشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّابِ فِي شَوْكِهِ، وعَقَفِ أَغْصَانِهِ، غيرَ أَنَّهُ أصْغَرُ وَرَقاً، وأَكْثَرُ أفْناناً، وهوَ صُلْبٌ جِدّاً، وَله نُبَيْقَةٌ حامِضَةٌ شديدَةُ)
الحُمُوضَةِ، مَنابِتُهُ شَواهِقُ الجِبالِ، تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، الْواحِدَةُ بِهَاءٍ، قَالَ:
(أَو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أشْكَلَةٍ ... إِنْ لَمْ يَرُغْها بالقَوْسِ لم يَنَلِ)
يَعْنِي سِدْرَةً جَبَلِيَّةَ. والأشْكَلُ مِنَ الإِبِلِ، والغَنَم: مَا يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ، كأَنَّهُ قد أشْكَلَ عليْكَ لَوْنُهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الضَّبُعُ فِيهَا غُبْرَةٌ وشُكْلَةٌ، لَوْنَانِ فيهِ سَوَادٌ وصُفْرَةٌ سَمْجَةٌ.
واسْمُ اللَّوْنِ: الشُّكْلَةُ، بالضَّمِّ، ومِنْهُ الشُّكْلَةُ فِي الْعَيْنِ، وَهِي كالشُّهْلَةِ، ويُقالُ: فِيهِ شُكْلَةٌ من سُمْرَةٍ، وشُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ، وعَيْنٌ شَكْلاَءُ: بَيِّيَةُ الشَّكَلِ، ورَجُلُ أشْكَلُ الْعَيْنِ، وَقد أشْكَلَتْ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشُّكْلَةُ كَهَيْئَةِ الحُمْرَةِ، تكونُ فِي بَياضِ العَيْنِ، فَإِذا كانتْ فِي سَوادِ العَيْنِ فَهِيَ شُهْلَةٌ، وأنْشَدَ:
(وَلَا عَيْبَ فِيهَا غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها ... كذاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها)
عِتاقُ الطَّيْرِ: هِيَ الصُّقُورُ والبُزَاةُ، وَلَا تُوصَفُ بالحُمْرَةِ، وَلَكِن تُوصَفُ بِزَرْقَةِ العَيْنِ وشُهْلَتِها، قالَ: ويُرْوَى هَذَا البيتُ: غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها. وقيلَ: الشَّكْلَةُ فِي العَيْنِ الصَّفْرَةُ الَّتِي تُخالِطُ بَياضَ العَيْنِ، الَّتِي حَوْلَ الحَدَقَةِ، عَلى صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ، ثُمَّ قالَ: ولكنَّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلاَّ فِي الحُمْرَةِ، وَلم نَسْمَعْها فِي الصُّفْرَةِ. وَفِي الحديثِ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَلِيعَ الفَمِ، أشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ، قالَ ابنُ الأثَيرِ: أَي فِي بَياضِها شَيْءٌ مِن حَمْرَةٍ، وهوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ، وقيلَ: أَي كَانَ طَوِيلَ شَقِّ الْعَيْنِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ سِماكُ ابنُ حَرْبٍ، ورَوَى عنهُ شُعْبُةُ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادِرٌ، وقالَ شَيخُنا: هُوَ تفسيرٌ غريبٌ، نَقَلَهُ التُّرْمِذِيُّ فِي الشَّمائِلِ عَن الأصْمَعِيِّ، وتَعَقَّبَهُ القَاضِي عِياضٌ فِي الْمَشارِقِ، وتَلْمِيذُه فِي المَطالِع، وابنُ الأَثِيرِ فِي النِّهايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الفائِقِ، وغيرُهم، وأطْبَقَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ على أَنَّهُ وَهَمٌ مَحْضٌ، وأَنَّهُ لَو ثَبَتَ لُغَةً لَا يَصِحُّ فِي وَصْفِهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، لأَنَّ طُولَ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ، فكيفَ وهُوَ غيرُ ثابِتٍ عَن العَرَبِ، وَلَا نَقَلَهُ أَحَدٌ مِن أئِمَةِ الأَدَبِ، وإِنَّهُ مِنَ المُصَنِّفِ لَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ. وشَكَلَ الْعِنبُ: أيْنَعَ بَعْضُهُ، أَو اسْوَدَّ، وأَخَذَ فِي النَّضْجِ، كتَشَكَّلَ، وشَكَّلَ، تَشْكِيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وشَكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، وَهَذَا قد تقدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. ومِنَ المْجازِ: شَكَلَ الْكِتابَ، شَكْلاً، إِذا أَعْجَمَهُ، كقولِكَ، قَيَّدَهُ مِن شِكالِ الدَّابَّةِ، وقالَ أَبُو حاتِم: شَكَلَ الكِتَابَ، فهوَ مَشْكُولٌ: إِذا قَيَّدَهُ بالإعْرابِ، وأعْجَمَهُ: إِذا نَقَطَهُ، كَأَشْكَلَهُ، كأَنَّهُ أزَالَ عَنْهُ الإِشْكالَ والاِلْتِباسَ، فالهَمْزَةُ حِينَئِذٍ للسَّلْبِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وشَكَلَ الدَّابَّةَ، يَشْكُلُها، شَكْلاً: شَدَّ قَوائِمَهَا) بِحَبْلٍ، كشَكَّلَها، تَشْكِيلاً، واسْمُ ذَلِك الحَبْلِ: الشِّكَالُ، كَكِتَابٍ، وَهُوَ العِقالُ، ج شُكُلٌ، كَكُتُبٍ، ويُخَفَّفُ، وفَرَسٌ مَشْكُولٌ: قُيِّدَ بالشِّكال، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ فِيهِ شُهوُبَةٌ ... نَهِشَ اليّدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الشِّكَالُ فِي الرَّحْلِ: خَيْطٌ يُوضَعُ بَيْنَ التَّصْدِيرِ والْحَقَبِ، لِكَيْلاَ يَدْنُو الْحَقَبُ مِن الثِّيلِ، وَهُوَ الزِّوَارُ أَيْضا، عَن أبي عَمْرٍ و، وَأَيْضًا: وِثَاقٌ بَيْنَ الْحَقَبِ والْبِطَانِ، وَكَذَلِكَ الوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ والرِّجْلِ. ومِنَ المَجازِ: الشِّكَالُ فِي الخَيْلِ، أَن تَكوُنَ ثَلاَثُ قَوائِمَ منهُ مُحَجَّلَةً، والْواحِدَةُ مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشِّكالِ، وَهُوَ العِقالُ، لأنَّ الشِّكَالَ، إِنَّما يكونُ فِي ثَلاثِ قَوائِمَ، وقِيلَ: عَكْسُهُ أيْضاً، وَهُوَ أنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ مِنْهُ مُطْلَقَةٌ، والواحِدَةُ مُحَجَّلَةٌ، وَلَا يكونُ الشِّكالُ إلاَّ فِي الرِّجْلِ، والفَرَسُ مَشْكُولٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، لأنَّهُ كالمَشْكُولِ صُورَةً تَفاؤُلاً، ويُمْكِنُ أَن يكونَ جَرَّبَ ذلكَ الجِنْسَ، فَلم تَكُنْ فيهِ نَجابَةٌ، وقيلَ: إِذا كانَ مَعَ ذَلِك أَغَرَّ زالَتْ الْكَراهَةُ، لِزَوالِ شَبَهِ الشِّكَالِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشِّكَالُ أنْ يَكُونَ بَياضُ التَّحْجِيلِ فِي رِجْلٍ واحِدَةٍ، ويَدٍ مِن خِلاَفٍ، قَلَّ الْبَيَاضُ أَو كَثُرَ.
والمَشْكُولُ مِنَ الْعَرُوضِ: مَا حُذِفَ ثَانِيهِ وسابِعُهُ، نحوَ حَذْفِكَ أَلِفَ فاعلاتن والنُّونَ مِنْهَا، سُمِّيَ بِذلَ لأنَّكَ حَذَفْتَ من طَرَفِهِ الآخِرَ وَمن أَوَّلِهِ، فصارَ بِمَنْزِلَةِ الدَّابَّةِ الذِي شُكِلَتْ يَدُهُ ورِجْلُهُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والشِّكْلاءُ مِنَ النِّعاجِ: الْبَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، وسائِرُها أَسْوَدُ، وَهِي بَيِّنَةُ الشَّكْلِ. والشَّكْلاَءُ: الْحَاجَةُ، كالأَشْكَلَةِ، وَهَذَانِ قد تقدَّمَ ذكْرُهُما فَهُوَ تَكْرارٌ. والشَّواكِلُ: الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ، يُقالُ: هَذَا طَريقٌ جَماعَةٌ، وَهُوَ جَمْع شَاكِلَةٍ، يُقالُ: اسْتَوَى فِي شَاكِلَتَي الطَّرِيقِ، وهُما جَانِباهُ، وطريقٌ ظاهِرُ الشَّواكِلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والشِّكْلُ بالكسرِ، والفَتْحِ: غُنْجُ الْمَرْأَةِ، ودَلُّهَا وغَزَلُهَا، يُقالُ امَرْأةٌ ذاتُ شِكْلٍ، وَهُوَ مَا تَتَحَسّنُ بِهِ من الغُنْجِ، وحُسْنِ الدَّلِّ، وَقد شَكِلَتْ، كفَرِحَتْ، شَكَلاً، فهيَ شَكِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، ويُقالُ: امْرَأَةٌ شَكِلَةٌ مُشْكِلَةٌ حَسَنَةُ الشِّكْلِ. وشَكْلَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي جارِيَةُ المَهْدِي. وشُكْلٌ، بالضَّمِّ: جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاَءِ، الَّتِي كَهَيْئَةِ الشَّهْلاَءِ.
وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ المِيَاهِ الَّذِي قد خالَطَهُ الدَّمُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ الكِبَاشِ، وغَيْرِها، الَّذِي خالَطَ سَواَدُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ. وشَكَلٌ، مُحَرَّكَةً، أَبُو بَطْنٍ، قلتُ: هما بَطْنانِ، أَحَدُهما فِي بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ كَعْبِ بنِ الحَرِيشِ، والثَّانِي فِي كَلْبٍ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ يَرْبُوعِ بن الحارِثِ. وشَكَلُ بنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ الكُوفِيُّ: صَحَابِيٌّ، مَشْهُورٌ، أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدُّعاءِ، وغيرِه، وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ: مُحَدِّثٌ، بل تَابِعِيٌّ، رَوَى عَن أَبِيهِ،)
وَعَن عليٍّ، وابنِ مَسْعودٍ، وَعنهُ الشَّعْبِيُّ، وأهلُ الكُوفَةِ، ماتَ فِي وِلايَةِ ابنِ الزُّبَيْرِ، قالَهُ ابنُ حِبَّان. والشَّوْكَلُ: الرَّجَّالَةُ، عَن الزُّجاجِيِّ، وقالَ الفَرَّاءُ: الشَّوْكَلَةُ، أَو المَيْمَنَةُ أَو الْمَيْسَرَةُ، عَن الزَّجَّاجِيّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشّوْكَلَةُ: النَّاحِيَةُ، وَأَيْضًا: الْعَوْسَجَةُ. ومِنَ المَجازِ. الشَّكِيلُ، كأَمِيرٍ: الزَّبَدُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّم، يَظْهَرُ عَلى شَكِيمِ اللِّجَامِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ مِنْ لُؤْلؤٍ، أَو فِضَّةٍ، يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، ويُشاكِلُ يُقَرَّطُ بِهِ النِّساءُ، وقيلَ كَانَت الجَوارِي تُعَلِّقُهُ فِي شُعُورِهِنّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا خَرَجْنَ طَفَلَ الآصَالِ يَرْكُضْنَ رَيْطاً وعِتَاقَ الخالِ سَمِعْتُ مِنْ صَلاصِلِ الأَشْكَالِ والشَّذْرِ والْفَرائِدِ الْغَوالِي أَدْباً عَلى لَبَّاتِها الحَوالِي هَزَّ السَّنَى فِي لَيْلَةِ الشَّمالِ يَرْكُضْنَ: يَطَأْنَ، والخالُ: بُرْدٌ مُوَشَّىً، والأَدْبُ: العَجَبُ. الْوَاحِدُ: شَكْلٌ. والمُشَاكَلَةُ: الْمُوَافَقَةُ، يُقالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا يُشاكِلُكَ، أَي لَا يُوافِقُكَ، كالتَّشَاكُلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ المُشاكَلَةِ مِنَ الشَّكْلِ، وَهُوَ تَقْيِيدُ الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يقُالُ: فيهِ أَشكَلَةٌ مِنْ أَبِيهِ، وشُكْلَةٌ، بالضَّمِّ، وشَاكِلٌ: أَي شَبهٌ مِنْهُ، وَهَذَا أَشْكَلُ بِهِ: أَي أَشْبَهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشَّكْلُ: المَذْهَبُ، والقَصْدُ. والشَّوْكَلاَءُ: الحاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَفِيه شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ، بالضَّمِّ: أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
والمُشْكِلُ: كَمُحْسِنٍ: الدَّاخِلُ فِي أَشْكالِهِ، أَي أَمْثالِهِ، وأَشْبَاهِهِ، مِنْ قَوْلِهِم: أَشْكَلَ: صارَ ذَا شَكْلٍ، والجَمْعُ مُشْكِلاَتٌ. وَهُوَ يَفُكُّ المَشاكِلَ: الأُمُورُ المُلْتَبِسَةَ. ونَباتُ الأَشْكَلِ: مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيَانِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: شَكَلَ عَليَّ الأَمْرُ، أَي: أَشْكَلَ. والشَّكْلاءُ: المُداهِنَةُ. وأَشْكَلَ المَرِيْضُ، وشَكَلَ، كَما تَقُولُ: تَمَاثَلَ. وتَشَكَّلَتِ الْمَرْأَةُ: تَدَلَّلَتْ. وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبُؤَةَ: ضَرَبَها، عَن ابنِ القَطَّاعِ. وأَصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ. وَهُوَ يَرْمِي برَأْيِهِ الشَّواكِلَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن يوسفَ الشِّكْلِيُّ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثٌ. وشَكْلانُ، بالفتحِ: قَرْيَةٌ بِمَرْوَ، مِنْهَا أَبُو عِصْمَةَ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الشَّكْلانِيُّ، مُحَدِّثٌ، ماتَ سنة. والمُشَكَّلُ، كمَعَظَّمٍ: صاحبُ الهَيْئَةِ، والشَّكْلِ الحَسَنِ. وعبدُ الرحمنِ بن أبي حَمَّادٍ شُكَيْلٌ، كزُبَيْرٍ، المُقْرِئ: شيخٌ لعُثْمانَ بنِ)
أبِي شَيْبَةَ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ، ماتَ سنة. مَسْكَنُهُم بَيْتُ حُجْرٍ، مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، بِوَادِي سُرْدُدٍ، مِنَ اليَمَنِ. وَأَبُو شُكَيْلٍ، كزُبَيْرٍ: إبراهيمُ بنُ عَليِّ بنِ سالمٍ الخَزْرَجِيُّ، ماتَ بتَرِيمَ، سنة.

شكل

1 شَكَلَ, as an intrans. verb: see 4, in three places. b2: And see 5.

A2: شَكَلَ الفَرَسَ بِالشِّكَالِ, (S,) or شَكَلَ الدَّابَّةَ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَكْلٌ, (Msb,) He bound [the horse or] the beast, with the شِكَال; (Msb;) [i. e.] he bound the legs of [the horse or] the beast with the rope called شِكَال; as also ↓ شَكَّلَهَا, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ. (TA.) and شَكَلْتُ الطَّائِرَ [app. I bound the legs of the bird in like manner]. (S.) And شَكَلْتُ عَنِ البَعِيرِ I bound the camel's شِكَال between the fore girth and the hind girth; (S;) [i. e.] I put [or extended], between the hind girth and the fore girth of the camel, a cord, or string, called شِكَال, and then bound it, in order that the hind girth might not become [too] near to the sheath of the penis. (TA in art. حقب.) b2: And [hence, i. e.] from the شِكَال of the beast, (TA,) شَكَلَ الكِتَابَ, (AHát, S, Msb, K, TA,) inf. n. as above, (Msb, TA,) (tropical:) He restricted [the meaning or pronunciation of] the writing, (قَيَّدَهُ, AHát, S, TA,) or he marked the writing, (أَعْلَمَهُ, Msb,) with the signs of the desinential syntax (AHát, * S, * Msb, TA *) [and the other syllabical signs and the diacritical points]: or i. q. أَعْجَمَهُ: (K:) but AHát says that شَكَلَ الكِتَابَ has the former meaning; and أَعْجَمَهُ signifies he dotted, or pointed, it [with the diacritical points]: (TA:) and الكِتَابَ ↓ اشكل signifies the same as شَكَلَهُ; (S, Msb, K, TA;) as though [meaning] he removed from it dubiousness and confusion; (S, K, * TA;) so that the أ in this case is to denote privation: (TA:) this [J says (TA)] I have transcribed from a book, without having heard it. (S.) b3: And شَكَلَتْ شَعْرَهَا, (O, TA,) aor. ـُ thus correctly, as pointed by IKtt; accord. to the K ↓ شكّلت; (TA;) (assumed tropical:) She (a woman) plaited two locks of her hair, of the fore part of her head, on the right and left, (O, K, TA,) and then bound with them her other ذَوَائِب [or pendent locks or plaits]. (TA.) b4: And شكل [thus in the TA, so that it may be either شَكَلَ or ↓ شكّل,] (assumed tropical:) He (the lion) compressed the lioness: on the authority of IKtt. (TA.) A3: شَكِلَتْ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَكَلٌ, (TA,) She (a woman) used amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; displayed what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل; (K, TA;) and ↓ تشكّلت [signifies the same], i. e. تَدَلَّلَتْ [and in like manner تشكّل is said of a man]. (TA.) b2: See also شَكَلٌ below, in two places. b3: and شَكِلْتُ إِلَى كَذَا, with kesr [to the ك], i. q. رَكَنْتُ [i. e. I inclined to such a thing; or trusted to, or relied upon, it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind]. (O.) 2 شكّل, as an intrans. verb: see 4: b2: and see also 5.

A2: شكّلهُ, inf. n. تَشْكِيلٌ, He formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured, it; syn. صَوَّرَهُ; (K, TA;) namely, a thing. (TA.) b2: See also 1, in three places.3 مُشَاكَلَةٌ signifies The being conformable, suitable, agreeable, similar, homogeneous, or congenial; syn. مُوَافَقَةٌ; (S, K;) as also ↓ تَشَاكُلٌ: (IDrd, S, K:) Er-Rághib [strangely] says that المُشَاكَلَةُ is from الشَّكْلُ signifying “ the binding,” or “ shackling,” a beast [with the شِكَال]. (TA.) You say, هُوَ يُشَاكِلُهُ [He, or it, is conformable, &c., with him, or it; or resembles him, or it]. (Msb.) And هٰذَا الأَمْرُ لَا يُشَاكِلُكَ i. e. لَا يُوَافِقُكَ [This affair will not be suitable to thee]. (TA.) And ↓ تَشَاكَلَا They resembled each other. (MA.) 4 اشكل [primarily] signifies صَارَ ذَا شَكْلٍ

[meaning It, or he, was, or became, such as had a likeness or resemblance, or a like, or match, &c.]. (TA.) b2: [And hence, app.,] said of a thing, or case, or an affair; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ شَكَلَ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شَكِلَ, evidently not meant by the author of the K, as it is his rule, after mentioning a verb of this form, to add كَفَرِحَ or the like,]) inf. n. شَكْلٌ; (TA;) and ↓ شكّل, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ; (TA;) (assumed tropical:) It was, or became, dubious, or confused; syn. اِلْتَبَسَ, (S, O, Msb, K,) and اِخْتَلَطَ, (O, TA,) or اِشْتَبَهَ: (Mgh:) [and ↓ اشتكل is mentioned in this sense by Golius as on the authority of J (whom I do not find to have mentioned it either in this art. or elsewhere), and by Freytag as on the authority of Abu-l-'Alà: accord. to Sh, اشكل in this sense is from شُكْلَةٌ signifying “ redness mixed with whiteness: ” (see مُشْكِلٌ:) but] accord. to Er-Rághib, إِشْكَالٌ in a thing, or case, or an affair, is metaphorical, [and] like اِشْتِبَاهٌ from الشِبْهُ. (TA.) One says, اشكل الأَمْرُ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [The thing, or case, or affair, was, or became, dubious, or confused, to the man]; and ↓ شَكَلَ means the same. (Zj, O.) And أَشْكَلَتْ عَلَىَّ الأَخْبَارُ (assumed tropical:) [The tidings were dubious, or confused, to me], and أَحْكَلَتْ; both meaning the same. (TA.) and one says also, عَلَيْهِ إِشْكَالٌ and عليه إِشْكَالَاتٌ [meaning There is doubt, or uncertainty, and there are doubts, or uncertainties, respecting it: thus using the inf. n. as a simple subst., and therefore pluralizing it]. (Mz, 3rd نوع; &c.) b3: It is also said of a disease; [app. as meaning (assumed tropical:) It became nearly cured; because still in a somewhat doubtful state;] like as you say تَمَاثَلَ; and so ↓ شَكَلَ. (TA.) b4: اشكل النَّخْلُ The palm-trees became in that state in which their dates were sweet (Ks, S, A, O, K) and ripe, (Ks, S, O, Msb,) or nearly ripe; (A, TA;) and ↓ تشكّل signifies the same. (O.) b5: And اشكلت العَيْنُ The eye had in it what is termed شُكْلَةٌ [q. v.: see also شَكَلٌ]. (K.) A2: اشكل الكِتَابَ: see 1.5 تشكّل It (a thing, TA) was, or became, formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured; syn. تَصَوَّرَ. (K, TA.) b2: And He became goodly in shape, form, or aspect. (TK in art. طرز.) b3: تشكّل العِنَبُ, (S, K,) and ↓ شَكَلَ, and ↓ شكّل, (K,) The grapes became in that state in which some of them were ripe: (S, K:) or became black, and beginning to be ripe: (K:) thus in the M. (TA.) b4: See also 4, near the end. b5: and see 1, also near the end.6 تَشَاْكَلَ see 3, in two places.8 إِشْتَكَلَ see 4.10 استشكلهُ is often used by the learned in the present day as meaning He deemed it (i. e. a word or phrase or sentence) dubious, or confused.]

شَكْلٌ i. q. شَبَةٌ [as meaning A likeness, resemblance, or semblance; a well-known signification of the latter word, but one which I do not find unequivocally assigned to it in its proper art. in any of the lexicons]. (AA, K, TA. [In the CK, and in my MS. copy of the K, in the place of الشَّبَهُ as the first explanation of الشَّكْلُ in the K accord. to the TA, we find الشِّبْهُ; but that the explanation which I have given is correct, is shown by what here follows.]) One says, فِى فُلَانٍ شَكْلٌ مِنْ أَبِيهِ, meaning شَبَهٌ [i. e. In such a one is a likeness, or resemblance, of his father]: (AA, TA:) and مِنْ أَبِيهِ ↓ فِيهِ أَشْكَلَةٌ and ↓ شُكْلَةٌ (AA, O, K, TA) and ↓ شَاكِلٌ, (O, K, TA,) [likewise] meaning شَبَهٌ, (AA, O, K, TA,) and مُشَابَهَةٌ: (TK:) and ↓ شَاكِلَةٌ also is syn. with شَكْلٌ [in the sense of شَبَهٌ]; (K, TA;) [for] one says, هٰذَا عَلَى شَاكِلَةِ

أَبِيهِ as meaning شَبَهِهِ [i. e. This is accordant to the likeness of his father]. (TA.) b2: And I. q.

مِثَالٌ: you say, هٰذَا عَلَى شَكْلِ هٰذَا, meaning على مِثَالِهِ [i. e. This is according to the model, or pattern, or the mode, or manner, of this]. (TA.) b3: And The shape, form, or figure, (صُورَة,) of a thing; such as is perceived by the senses; and such as is imagined: (K:) the form (هَيْئَة), of a body, caused by the entire contents' being included by one boundary, as in the case of a sphere; or by several boundaries, as in those bodies that have several angles or sides, such as have four and such as have six [&c.]: so says Ibn-El-Kemál: (TA:) pl. [of pauc., in this and in other senses,] أَشْكَالٌ and [of mult.] شُكُولٌ. (K.) b4: [It often means A kind, sort, or variety, of animals, plants, food, &c.] b5: [And The likeness, or the way or manner, of the actions of a person:] it is said in a trad. respecting the description of the Prophet, سَأَلْتُ

أَبِى عَنْ شَكْلِهِ, meaning [I asked my father respecting the likeness of his actions, or] respecting what was like his actions; accord. to IAmb: or, accord. to Az, respecting his particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct: (O:) and ↓ شَاكِلَةٌ [likewise, and more commonly,] signifies a particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct; (S, O, K, TA;) as in the saying, كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ, (S, O, TA,) in the Kur [xvii. 86], (O, TA,) i. e. Every one does according to his particular way, &c., (Ibn-'Arafeh, S, O, Bd, Jel, TA,) that is suitable to his state in respect of right direction and of error, or to the essential nature of his soul, and to his circumstances that are consequent to the constitution, or temperament, of his body: (Bd:) and according to his nature, or natural disposition, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, O, TA,) by which he is restricted [as with a شِكَال]: (Er-Rághib, TA:) and his direction towards which he would go: (Akh, S, O, K, * TA:) and his side [that he takes]: (Katádeh, O, K, * TA:) and his aim, intention, or purpose: (Katádeh, O, K, TA:) and شَكْلٌ [likewise] signifies aim, intention, or purpose; syn. قَصْدٌ. (TA.) b6: Also A thing that is suitable to one; or fit, or proper, for one: you say, هٰذَا مِنْ هَوَاىَ وَمِنْ شَكْلِى [This is of what is loved by me and of what is suitable to me]: (K, TA:) and لَيْسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِى [What is suitable to him is not of what is suitable to me]. (TA.) [And hence, app.,] one says, مَاشَكْلِى وَشَكْلُهُ, meaning What is my case and [what is] his, or its, case? because of his, or its, remoteness from me. (T and TA voce أُمٌّ.) b7: And sing. of أَشْكَالٌ (L, K, TA) signifying Discordant affairs and objects of want, concerning things on account of which one imposes upon himself difficulty and for which one is anxious: (Lth, TA:) and dubious, or confused, affairs: (TA:) or discordant, and dubious, or confused, affairs. (K. [In the CK, المُشَكَّلَة is erroneously put for المُشْكِلَة.]) A2: Also A like; syn. مِثْلٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and so ↓ شِكْلٌ: (O, K:) or, as some say, the like of another in nature or constitution: (Msb: [and accord. to Er-Rághib, it seems that the attribute properly denoted by it is congruity between two persons in respect of the way or manner of acting or conduct: but in the passage in which this is expressed in the TA, I find erasures and alterations which render it doubtful:]) pl. أَشْكَالٌ (S, Mgh, O, Msb, K *) and شُكُولٌ [as above]. (S, O, Msb, K. *) One says, هٰذَا شَكْلُ هٰذَا This is the like of this. (Msb.) And فُلَانٌ شَكْلُ فُلَانٍ Such a one is the like of such a one in his several states or conditions [&c.]. (TA.) In the saying in the Kur [xxxviii. 58], وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ, (O, TA,) meaning And other punishment of the like thereof, (Zj, TA,) Mujáhid read ↓ من شِكْلِهِ. (O, TA.) A3: Also sing. of أَشْكَالٌ signifying, (O, K,) accord. to IAar, (O,) Certain ornaments (O, K) consisting of pearls or of silver, (K,) resembling one another, worn as ear-drops by women: (O, K:) or, as some say, the sing. signifies a certain thing which girls, or young women, used to append to their hair, of pearls or of silver. (O.) A4: And A species of plant, (IAar, O, K,) diversified in colour, (K,) yellow and red. (IAar, O, K.) A5: [And The various syllabical signs, or vowel-points

&c., by which the pronunciation of words is indicated and restricted: originally an inf. n., and therefore thus used in a pl. sense.]

A6: See also the next paragraph.

شِكْلٌ: see the next preceding paragraph, latter part, in two places.

A2: Also, as an attribute of a woman, Amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, combined with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; syn. دَلٌّ, (S, O, Msb, K,) and غُنْجٌ, and غَزَلٌ; (K; [in the CK, غَزْل, which is a mistranscription;]) or her غُنْج, and comely or pleasing دَلّ, whereby a woman renders herself comely or pleasing; (TA;) and ↓ شَكْلٌ signifies the same. (K.) One says اِمْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ [A woman having amorous gesture or behaviour; &c.]. (S, O, Msb.) شَكَلٌ, in a sheep or goat, The quality of being white in the شَاكِلَة. (S, O. [See أَشْكَلُ.]) [In this sense, accord. to the TK, an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a ram &c.]. b2: and in an eye, The quality of having what is termed شُكْلَة [q. v.]. (S, O.) [Accord. to the TK, in this sense also an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a thing, as meaning It had a redness in its whiteness.]

شُكْلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: One says also, فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ سُمْرَةٍ [In him, or it, is an admixture of a tawny, or brownish, colour], and شُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ [an admixture of blackness]: (TA:) [or] شُكْلَةٌ signifies redness mixed with whiteness: (Sh, Msb, TA:) in camels, (K, TA,) and in sheep or goats, (TA,) blackness mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour: in the hyena, accord. to IAar, a colour in which are blackness and an ugly yellowness: (TA:) in the eye, a redness in the white: (Mgh:) or, in the eye, i. q. شُهْلَةٌ [q. v.]: (K:) or, accord. to AO, (TA,) the like of a redness in the white of the eye; (S, O, TA;) and such was in the eyes of the Prophet; (O;) but if in the black of the eye, it is termed شُهْلَةٌ: (S, O, TA:) and the like is in the eyes of the [hawks, or falcons, termed] صُقُور and بُزَاة: accord. to some, it is yellowness mixing with the white of the eye, around the black, as in the eye of the hawk (الصَّقْر); but he [i. e. AO] says, I have not heard it used except in relation to redness, not in relation to yellowness. (TA.) فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ means In him, or it, is a little [or a small admixture] of blood. (TA.) شَكِلَةٌ A woman using, or displaying, what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل [meaning amorous gesture or behaviour, &c.], (K, TA,) in a comely, or pleasing, manner. (TA.) شَكْلَآءُ fem. of أَشْكَلُ [q. v.]. (S, O.) A2: Also A want; syn. حَاجَةٌ; and so ↓ أَشْكَلَةٌ, (S, O, K, [both of these words twice mentioned in this sense in the K,]) and ↓ شَوْكَلَآءُ; this last and the second on the authority of IAar; (O;) accord. to Er-Rághib, such as binds, or shackles, (تُقَيِّد,) a man [as though with a شِكَال]. (TA.) One says, ↓ لَنَا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ [&c.] i. e. حَاجَةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; meaning we want a thing of thee]. (S, O.) A3: Also i. q. مُدَاهَنَةٌ. (So in the O and TA. [But whether by this explanation be meant the inf. n., or the fem. pass. part. n., of دَاهَنَ, is not indicated. Words of the measure فَعْلَآءُ having the meaning of an inf. n., like بَغْضَآءُ, are rare.]) شِكَالٌ, of which the pl. is شُكُلٌ, (S, O, Msb, K,) the latter also pronounced شُكْلٌ, (TA,) i. q. عِقَالٌ [A cord, or rope, with which a camel's fore shank and arm are bound together]: (S, O:) [or, accord. to the TA, by عقال is here meant what next follows:] a rope with which the legs of a beast (دَابَّة) are bound: (K:) a bond that is attached upon the fore and hind foot [or feet] of a horse [or the like] and of a camel: (KL:) [hobbles for a horse or the like, having a rope extending from the shackles of the fore feet to those of the hind feet: so accord. to present usage; and so accord. to the TK, in Turkish كوستك: Fei says only,] the شِكَال of the beast (دابّة) is well known; and the pl. is as above. (Msb.) In relation to the [camel's saddle called]

رَحْل, (K, TA,) accord. to As, (S, O, TA,) A string, or cord, that is put [or extended and tied] between the تَصْدِير [or fore girth] and the حَقَب [or hind girth], (S, O, K, TA,) in order that the latter may not become [too] near to the sheath of the penis; also called the زِوَار, on the authority of AA: (S, O, TA:) and [in relation to the saddle called قَتَب,] a bond [in like manner extended and tied, for the same purpose,] between the حَقَب [or hind girth] and the بِطَان [by which is meant the fore girth, answering to the تَصْدِير of the رَحْل]: and a bond [probably meaning the rope men-tioned in the explanation given from the K in the preceding sentence] between the fore leg and the hind leg. (K, TA.) b2: Also, in a horse, (tropical:) The quality of having three legs distinguished by [the whiteness of the lower parts which is termed]

تَحْجِيل, and one leg free therefrom; (S, O, K, TA;) [this whiteness] being likened to the عِقَال termed شِكَال: (S, O:) or having three legs free from تَحْجِيل, and one hind leg distinguished thereby: (S, O, K, * TA: *) accord. to A'Obeyd, it is only in the hind leg; not in the fore leg: (S, O:) or, accord. to AO, (TA,) having the whiteness of the تَحْجِيل in one hind leg and fore leg, on the opposite sides, (Mgh, * TA,) whether the whiteness be little or much: (TA:) [when this is the case, the horse is said to be ذُو شِكَالٍ مِنْ خِلَافٍ: see 3 (last sentence) in art. خلف:] the Prophet disliked what is thus termed in horses. (O.) شَكِيلٌ (tropical:) Foam mixed with blood, appearing upon the bit-mouth, or mouth-piece of the bit. (Z, O, K, TA.) شَاكِلٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also A whiteness between the عِذَار [which see, for it has various meanings,] and the ear. (Ktr, S, O. [See also شَاكِلَةٌ.]) شَوْكَلٌ: see شَوْكَلَةٌ. b2: One says, اِجْعَلِ الأَمْرَ شَوْكَلًا وَاحِدًا, meaning Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) شَاكِلَةٌ: see شَكْلٌ, former half, in two places.

A2: الشَّاكِلَةُ, also, signifies The flank; syn. الخَاصِرَةُ, i. e. الطَّفْطَفَةُ: (S, O:) [or,] in a horse, the skin that is between the side (عُرْض) of the خَاصِرَة and the ثَفِنَة, (K, TA,) which latter means [the stifle-joint, i. e.] the joint of the فَخِذ and سَاق: or as some say, the شَاكِلَتَانِ are the two exterior parts of the طَفْطَفَتَانِ [or two flanks] from the place to which the last of the ribs reaches to the edge of [the hip-bone called] the حَرْقَفَة on each side of the belly. (TA.) One says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ, meaning [He hit] the خَاصِرَة [or flank] of the رميّة [or animal shot at]. (TA.) [Hence,] one says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الصَّوَابِ (tropical:) [He hit the point that he aimed at, of the thing that was right]: and هُوَ يَرْمِى بِرَأْيِهِ الشَّوَاكِلَ (tropical:) [He hits, by his opinion, or judgment, the right points]. (TA.) Ibn-'Abbád says that [the pl.]

شَوَاكِلُ signifies [also] The hind legs; because they are shackled [with the شِكَال]. (O.) b2: Also The part between the ear and the temple. (IAar, K, TA.) b3: And شَوَاكِلُ (which is the pl. of شَاكِلَةٌ, TA) (assumed tropical:) Roads branching off from a main road. (K.) You say طَرِيقٌ ذُو شَوَاكِلَ (assumed tropical:) A road having many roads branching off from it. (O.) b4: And شَاكِلَتَا الطَّرِيقِ means (tropical:) The two sides of the road: you say طَرِيقٌ ظَاهِرُ الشَّوَاكِلِ (tropical:) [A road of which the sides are apparent, or conspicuous]. (TA.) شَوْكَلَةٌ, (so in the O, as on the authority of IAar,) or ↓ شَوْكَلٌ, (so in the K,) thus says EzZejjájee, but Fr says the former, [like IAar,] (TA,) i. q. رَجَّالَةٌ [as meaning The footmen of an army or the like]: (Fr, IAar, Ez-Zejjájee, O, K, TA:) or مَيْمَنَةٌ [meaning the right wing of an army]: or مَيْسَرَةٌ [meaning the left wing thereof]. (Ez-Zejjájee, K, TA.) b2: And i. q. نَاحِيْةٌ [probably as meaning The side, region, quarter, or direction, towards which one goes; like شَاكِلَةٌ, as expl. by Akh and others, in a saying mentioned voce شَكْلٌ]. (IAar, O, K.) A2: Also i. q. عَوْسَجَةٌ [i. e. A tree of the species called عَوْسَج, q. v.]. (IAar, O, K.) شَوْكَلَآءُ: see شَكْلَآءُ, above.

أَشْكَلُ More, and most, like; syn. أَشْبَةُ: so in the saying, هٰذَا أَشْكَلُ بِكَذَا [This is more, or most, like to such a thing]. (S, K. *) b2: Also Of a colour in which whiteness and redness are intermixed; (S, Msb, K;) applied to blood; and, accord. to IDrd, a name for blood, because of the redness and whiteness intermixed therein; (S;) [and] applied to a man; (Msb;) or to anything: (TA:) or in which is whiteness inclining to redness and duskiness: (K:) or it signifies, with the Arabs, [of] two colours intermixed. (TA.) [Hence,] it is applied to water, (K, TA,) as meaning (tropical:) Mixed with blood: (TA: [see an ex. in a verse cited voce حَتَّى:]) pl. شُكْلٌ. (K.) And the fem., شَكْلَآءُ, is applied as an epithet to an eye, (S, K,) meaning Having in it what is termed شُكْلَةٌ, which is the like of a redness in the white thereof; like شُهْلَةٌ in the black: (S:) pl. as above. (K.) A man is said to be أَشْكَلُ العَيْنِ, meaning Having a redness, (Mgh,) or the like of a redness, (O,) in the white of the eye: (Mgh, O:) the Prophet is said to have been أَشْكَلُ العَيْنِ: and it has been expl. as meaning long in the slit of the eye: (K:) but ISd says that this is extraordinary; and MF, that the leading authorities on the trads. consentaneously assert it to be a pure mistake, and inapplicable to the Prophet, even if lexicologically correct. (TA.) b3: Applied to a camel, (K, TA,) and to a sheep or goat, (TA,) of which the blackness is mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour; as though its colour were dubious to thee: (TA:) pl. as above, applied to rams &c., (K, TA,) in this sense. (TA.) b4: Applied to a sheep or goat, White in the شَاكِلَة [or flank]: (S, O:) fem.

شَكْلَآءُ; (S;) applied to a ewe, as meaning white in the شَاكِلَة, (K, TA,) the rest of her being black. (TA.) A2: Also The mountain-species of سِدْر [or lote-tree]; (S, O, K;) described to AHn, by some one or more of the Arabs of the desert, as a sort of trees like the عُنَّاب [or jujube] in its thorns and the crookedness of its branches, but smaller in leaf, and having more branches; very hard, and having a small drupe, (نُبَيْقَة, [dim. of نَبِقَةٌ, n. un. of نَبِقٌ, which means the “ drupes of the سِدْر,”]) which is very acid: the places of its growth are lofty mountains; and bows are made of it [as is shown by an ex. in the S and O]: (TA:) [app. with tenween, having a] n. un. with ة: (S, K:) AHn says that the growth of the اشكل is like [that of] the trees called شِرْيَان [of which likewise bows are made]. (TA.) أَشْكَلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also i. q. لُبْسٌ [meaning (assumed tropical:) Dubiousness, or confusedness]. (K.) A2: See also شَكْلَآءُ, in two places.

A3: Also A single tree of the species called أَشْكَل [q. v.]. (S, K.) مُشْكِلٌ, from أَشْكَلَ in the first of the senses assigned to it above, signifies Entering among [meaning confused with] its likes. (TA.) b2: And [hence, app., or] accord. to Sh, from شُكْلَةٌ meaning “ redness mixed with whiteness,” it signifies (assumed tropical:) Dubious, or confused. (TA.) [Used as a subst.,] it has for its pl. مُشْكِلَاتٌ [and مَشَاكِلُ also: for] one says, هُوَ يَفُكُّ المَشَاكِلَ, meaning (assumed tropical:) [He solves] the things, or affairs, that are dubious, or confused. (TA.) b3: مشكل [app. مُشْكِلٌ], applied to a horse, means Having a whiteness in his flanks. (AA, TA in art. دعم.) مُشَكَّلٌ Endowed with a goodly aspect, or appearance, and form. (TA.) مَشْكُولٌ A horse bound, or shackled, with the شِكَال [q. v.]. (O, TA.) b2: And (tropical:) A horse distinguished by the whiteness in the lower parts of certain of the legs which is denoted by the term شِكَالٌ [q. v.]: (S, Mgh, * O, TA:) such was disliked by the Prophet. (S.) [See also مُحَجَّلٌ.]

b3: And (tropical:) A writing restricted [in its meaning or pronunciation] with the signs of the desinential syntax [and the other syllabical signs and the diacritical points]. (AHát, TA.)
شكل: {من شكله}: مثله. {شاكلته}: ناحيته وطريقته.

اليقين

اليقين: لغة: العلم الذي لا شك معه. واصطلاحا: العلم الشيء بعد أن كان صاحبه شاكا فيه، ولذلك لا يطلق على علمه تعالى. وقيل اعتقاده الشيء بأنه كذا مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا مطابقا للواقع غير ممكن الزوال. والقيد الأول جنس يشمل الظن، والثاني يخرج الظن، والثالث يخرج الجهل المركب، والرابع يخرج اعتقاد المقلد المصيب. وعند أهل الحق: رؤية العيان بقوة الإيمان لا بالحجة والبرهان. وقيل: مشاهدة الغيوب بصفاء القلوب، وملاحضة الأسرار بمحافظة الأفكار. 
اليقين:
[في الانكليزية] Certainty ،certitude ،assurance
[ في الفرنسية] Certitude ،assurance
بالقاف كالكريم هو في عرف علماء الرسوم الاعتقاد الجازم المطابق الثابت أي الذي لا يزول بــتشكيك المشكّك. فبالاعتقاد خرج الشّكّ، وبالجازم الظّنّ، وبالمطابق الجهل الغير المركّب، وبالثابت اعتقاد المقلّد، كذا في شرح شرح النخبة في بحث تواتر الخبر. فالمراد بالاعتقاد معناه الغير المشهور وإلّا يلزم استدراك قيد الجازم الخروج الظّنّ من الاعتقاد لو أخذ بالمعنى المشهور. والمراد بالمقلّد المقلّد المصيب لا المخطئ ولا الأعم منهما فإنّ تقليد المخطئ قد خرج بقيد المطابق على ما صرّحوا به. اعلم أنّ اليقين اعتقاد بسيط بالحقيقة، وما قال في القطبي إنّ اليقين هو اعتقاد الشيء بأنّه كذا مع اعتقاده بأنّه لا يمكن أن يكون إلّا كذا اعتقادا مطابقا ثابتا غير ممكن الزوال. فالقيد الأول يخرج الظّنّ والثاني الجهل المركّب، والثالث اعتقاد المقلّد انتهى، فلم يرد به أنّ اليقين مركّب من اعتقادين بل أراد أنّه اعتقاد بسيط على وجه لو التفت المعتقد بأنّ معتقده إمّا مطابق للواقع أو لا لم يعتقد إلّا المطابقة ولم يحتمل عدمها، وهذا مثل قولهم الظّنّ هو الحكم بأحد النقيضين مع تجويز الآخر، فإنّ المتبادر منه أنّ التجويز واقع بالفعل مع أنّ مرادهم أنّ الظّنّ اعتقاد بسيط، لكن بحيث لو فرض النقيض لجوّزه، كذا ذكر النصير في حاشيته. وقيل التيقّن واليقين هو عدم احتمال النقيض أي عدم احتماله لا في نفس الأمر ولا عند العالم لا في الحال ولا في المآل، وحاصله الجزم المطابق الثابت، فخرج به الشّكّ والظّنّ والوهم والجهل المركّب وتقليد المخطئ والمصيب، فرجع إلى الأول. وقيل اليقين والتيقّن هو الجزم المطابق فخرج به ما عدا تقليد المصيب، وهذا خلاف المتعارف. هكذا يستفاد من حواشي الخيالي في بحث خبر الرسول.

درج

درج


دَرَجَ(n. ac. دُرُوْج
دَرَجَاْن)
a. Walked, went along step by step; passed along, on;
perished, passed away.
b. Died childless.
c. Was exterminated.
d. Chanted.
e.(n. ac. دَرْج)
see II (c) (d).
دَرَّجَa. Made to step (child).
b. [acc. & Ila], Brought to, accustomed to, by degrees.
c. Made into storeys (house).
d. Folded, rolled.

أَدْرَجَa. Destroyed, exterminated.
b. Drew up (bucket).
c. Folded, rolled.
d. [acc. & Fī], Folded, wrapped in, inserted.
e. see II (d)
تَدَرَّجَa. Rose, got advancement by degrees.
b. Drew near; became accustomed to
gradually.
إِنْدَرَجَa. Perished, passed away.
b. Was folded.
c. [Fī], Was wrapped up in; was implied, included in.

إِسْتَدْرَجَ
a. [acc. & Ila], Brought by degrees to.
b. Deceived, beguiled.

دَرْج
(pl.
أَدْرَاْج)
a. Roll; scroll; fold.

دُرْج
(pl.
دِرَجَة
أَدْرَاْج
38)
a. Box, jewelcase.

دَرَج
(pl.
دِرَاْج
أَدْرَاْج
38)
a. Way, road, path, track, course.

دَرَجَة
(pl.
دَرَج)
a. Step, stair; ladder, steps, staircase.
b. Degree; stage, grade.

دُرَجَة
دُرَّجَةa. A species of bird.

مَدْرَج
(pl.
مَدَاْرِجُ)
a. see 4
مَدْرَجَة
(pl.
مَدَاْرِجُ)
a. Scroll, roll.

دَاْرِجa. Walking step by step (child).
b. Spreading & covering everything ( dust).
c. [ coll. ], In general use;
vernacular, current (Arabic).
دَرَّاْجa. Slanderer.
b. Hedgehog.

دَرَّاْجَةa. Gocart ( for children ).
دُرَّاْجَةa. Heathcock, francolin, rail.

N. Ac.
دَرَّجَa. Gradation; graduation.

دَرَجَةً دَرَجَةف
a. Gradually, by degrees.

بالتَدْرِيْج
a. By degrees.
(د ر ج) : (دَرَجُ) السُّلَّمِ رُتَبُهُ الْوَاحِدَةُ دَرَجَةٌ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي الْجَنَائِزِ شِبْهُ الدَّرَجِ وَيُسَمَّى بِهَا هَذَا الْمَبْنِيُّ مِنْ خَشَبٍ أَوْ مَدَرٍ مُرَكَّبًا عَلَى حَائِطٍ أَوْ نَحْوِهِ تَسْمِيَةً لِلْكُلِّ بِاسْمِ الْبَعْضِ وَصَبِيٌّ دَارِجٌ إذَا دَبَّ وَنَمَا.
(درج) - في حَديثِ كَعْب : "أَمَّا المَقْتول فَدَرَج" .
: أي مات وذَهَب. يقال: هو أَكذبُ مَنْ دَبَّ ودَرَج ،: أي كذب الأَحياء والأموات. - في حديث الأَذَان: "أَدبَر الشيطان له هَرَج ودَرَجَ".
يذكر في الهاء.
- في حديث عَائِشَةَ: "كن يَبْعَثْن بالدُّرْجَة - وقيل: الدِّرَجَة - فيها الكُرسُف".
كذا يُروَى، قال الِإمام إسماعيل: قال ابنُ الأَعرابِىّ: يقال للذى يَدخُل في حَياءِ النَّاقة إذا ارأدُوا إِرآمها: الدُّرجُ والدُّرْجَة.
(درج)
درجا ودروجا ودرجانا مَشى مشْيَة الصاعد فِي الدرج ودب وَالصَّبِيّ أَخذ فِي الْحَرَكَة وَمَشى قَلِيلا أول مَا يمشي وَالرِّيح مرت مرا هينا وأسفت فَتركت نمائم فِي الرمل وَفُلَان ذهب وَمضى لسبيله وَمَات وَفِي الْمثل (أكذب من دب ودرج) أكذب الْأَحْيَاء والأموات وَالْقَوْم انقرضوا يُقَال هَذِه آثَار قوم درجوا ودرج قرن بعد قرن وَبينهمْ بالنمائم مَشى وَبِه جعله يدرج وَيُقَال درج بِهِ إِلَى كَذَا وَالشَّيْء فِي الشَّيْء أدخلهُ فِي ثناياه

(درج) درجا دَامَ على أكل الدراج وَلزِمَ المحجة فِي الدّين أَو الْكَلَام وَصعد فِي الدرج وَمضى لسبيله وَمَات
د ر ج : دَرَجَ الصَّبِيُّ دُرُوجًا مِنْ بَابِ قَعَدَ مَشَى قَلِيلًا فِي أَوَّلِ مَا يَمْشِي وَمِنْهُ قِيلَ دَرَجْتُ الْإِقَامَةُ إذَا أَرْسَلْتهَا دَرْجًا مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ فِي أَدْرَجْتُهَا بِالْأَلِفِ وَالْمَدْرَجُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ الطَّرِيقُ وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ الْمُعْتَرِضَ أَوْ الْمُنْعَطِفَ وَالْجَمْعُ الْمَدَارِجُ وَدَرَجَ مَاتَ وَفِي الْمَثَلِ أَكْذَبُ مِنْ دَبَّ وَدَرَجَ وَدَرَّجْتُهُ إلَى الْأَمْرِ تَدْرِيجًا فَتَدَرَّجَ وَاسْتَدْرَجْتُهُ أَخَذْتُهُ قَلِيلًا قَلِيلًا وَأَدْرَجْتُ الثَّوْبَ وَالْكِتَابَ بِالْأَلِفِ طَوَيْتُهُ وَالدَّرَجُ الْمَرَاقِي الْوَاحِدَةُ دَرَجَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ. 
د ر ج: (دَرَجَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (انْدَرَجَ) أَيْ مَاتَ. وَ (دَرَّجَهُ) إِلَى كَذَا تَدْرِيجًا وَ (اسْتَدْرَجَهُ) بِمَعْنَى أَدْنَاهُ مِنْهُ عَلَى التَّدْرِيجِ (فَتَدَرَّجَ) . وَ (الْمَدْرَجَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الْمَذْهَبُ وَالْمَسْلَكُ. وَ (الدَّرَجَةُ) الْمِرْقَاةُ وَالْجَمْعُ (الدَّرَجُ) . وَ (الدَّرَجَةُ) أَيْضًا الْمَرْتَبَةُ وَالطَّبَقَةُ وَالْجَمْعُ (الدَّرَجَاتُ) . وَ (الدَّرْجُ) بِسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنْفَذْتُهُ فِي دَرْجِ كِتَابِي بِسُكُونِ الرَّاءِ أَيْ فِي طَيِّهِ. وَ (الدُّرَّاجُ) وَ (الدُّرَّاجَةُ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى. وَأَرْضٌ (مَدْرَجَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ أَيْ ذَاتُ دُرَّاجٍ. 
د ر ج

درج قرن بعد قرن. وهذه آثار قوم درجوا: انقرضوا. ودرج فلان: مات وما ترك نسلاً. ودرج الشيخ والصبيّ درجاناً وهو مشيهماً. وفلان درّاج: يدرج بين القوم بالنمائم. ورقي في الدرجة والدرج. وأدرج الكتاب: طواه. وأدرج الكتيّب في الكتاب: جعله في درجه أي في طيه وثنيه. وأدرجت المرأة صبيها في معاوزها. واستدرجه: رقّاه من درجة إلى درجة، وقيل استدعى هلكته من درج إذا مات. واتخذوا داره مدرجة ومدرجاً: ممتراً. قال العجاج:

أمسى لعافي الرامسات مدرجاً

ومن المجاز: لفلان درجة رفيعة. وامش في مدارج الحق. وعليك بالنحو فإنه مدرجة البيان. و" خلّه درج الضب " واستمر أدراجه. و" ذهب دمه أدراج الرياح " ودرج الرياح. قال:

ذهبت دماء القوم بع ... د مغلس درج الرياح وهم درج السيول. قال ابن هرمة:

أنصب للمنية تعتريهم ... رجالي أم هم درج السيول

رُويَ بالرفع والنصب. ويقال: " قد علم السيل الدرج " و" من يردّ الفرات عن أدراجه " وأنا درج يديك، ونحن درج يديك لا نعصيك، ودرّجه إلى هذا الأمر: عوّده إياه، كأنما رقاه من منزلة إلى منزلة، وتدرّج إليه.
درج
الدّرجة نحو المنزلة، لكن يقال للمنزلة: درجة إذا اعتبرت بالصّعود دون الامتداد على البسيطة، كدرجة السّطح والسّلّم، ويعبّر بها عن المنزلة الرفيعة: قال تعالى: وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة/ 228] ، تنبيها لرفعة منزله الرجال عليهنّ في العقل والسّياسة، ونحو ذلك من المشار إليه بقوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ 
الآية [النساء/ 34] ، وقال: لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [الأنفال/ 4] ، وقال: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران/ 163] ، أي: هم ذوو درجات عند الله، ودرجات النجوم تشبيها بما تقدّم.
ويقال لقارعة الطّريق: مَدْرَجَة، ويقال: فلان يتدرّج في كذا، أي: يتصعّد فيه درجة درجة، ودَرَجَ الشيخ والصّبيّ دَرَجَاناً: مشى مشية الصاعد في درجه. والدَّرْجُ: طيّ الكتاب والثّوب، ويقال للمطويّ: دَرْجٌ. واستعير الدَّرْج للموت، كما استعير الطيّ له في قولهم: طوته المنيّة، وقولهم: من دبّ ودرج، أي: من كان حيّا فمشى، ومن مات فطوى أحواله، وقوله:
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ
[الأعراف/ 182] ، قيل معناه: سنطويهم طيّ الكتاب، عبارة عن إغفالهم نحو: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا [الكهف/ 28] ، والدَّرَجُ: سفط يجعل فيه الشيء، والدُّرْجَة: خرقة تلفّ فتدخل في حياء الناقة، وقيل:
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ معناه: نأخذهم درجة فدرجة، وذلك إدناؤهم من الشيء شيئا فشيئا، كالمراقي والمنازل في ارتقائها ونزولها. والدُّرَّاج: طائر يدرج في مشيته.
[درج] دَرَجَ الرجل والضَبُّ يَدْرُجُ دُروجاً وَدَرَجاناً، أي مشى. ودَرَجَ، أي مضى لسبيله. يقال: درجَ القومُ، إذا انقرضوا. والاندراج مثلُه. وفي المثل: " أكذب مَنْ دَبَّ ودَرَجَ "، أي أكذبُ الأحياءِ والأمواتِ. قال الأصمعي: دَرَجَ الرجل، إذا لم يُخَلِّفْ نسلاً، ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ، إذا جازت السنة ولم تُنْتَجْ، فهي مِدْراجٌ إذا كانت تلك عادَتُها. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طويته. ودَرَّجَهُ إلى كذا واستدرجه، بمعنىً، أي أدناه منه على التدريج، فتَدَرَّجَ هُو. والدَروجُ: الرِيحُ السريعة المَرّ، يقال: ريحٌ دَروجٌ، وقِدْحٌ دروج. والمدرجة: المذهب والمسلك. قال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف سيفا: ترى أثره في صفحتيه كأَنَّه * مَدارِجُ شِبْثانِ لَهُنَّ هَميمُ وقولهم " خَلِّ دَرَجَ الضَبِّ "، أي طريقه، لئلاَّ يسلك بين قدميك فتنتفخ. والجمع الأَدْراجُ، ومنه قولهم: رجعتُ أَدْراجي، أي رجعتُ في الطريق الذي جئت منه. والدَرَجَةُ: المِرقاةُ، والجمع الدَرَجُ. والدَرَجة: واحدة الدَرَجات، وهي الطبقات من المراتب. والدُرَجَةُ، مثال الهُمَزَةِ: لغةٌ في الدَرَجَةِ، وهي المِرقاةُ. والدُرَجَةُ أيضاً: طائر أسود باطنِ الجناحين وظاهِرُهُما أغبرُ على خِلقةِ القطا إلاّ أنَّها ألطف. والدَرْجُ: الذي يُكْتَبُ فيه، وكذلك الدَرَجُ بالتحريك. يقال: أنفذته في دَرْجِ الكتاب، أي في طَيِّهِ. وذهب دمُه أدراجَ الرياح، أي هَدَراً. والدُرْجُ، بالضم: حِفْشُ النساء. والدرجة أيضا: شئ يدرج فيُدْخَلُ في حَياءِ الناقة ثم تشمه فتظنه ولدها فترأمه. قال أبو زياد الكلابي: إذا أرادوا أن ترأم الناقة ولد غيرها شدوا أنفها وعينيها ثم حشوا حياءها مشاقا وخرقا فيتركونها أياما، فيأخذها لذلك غم مثل المخاض، ثم يحلون عنها الرباط فيخرج ذلك وهى ترى أنه ولد، فإذا ألقته حلوا عينيها وقد هيئوا لها حوارا فيدنونه إليها فتحسبه ولدها فترأمه. ويقال لذلك الشئ الذى يشد به عيناها الغمامة، والذى يشد به أنفها الصقاع، والذى يحشى به الدرجة، والجمع الدرج. قال الشاعر :

ولم تجعل لها درج الظئار * والدراج الدراجة: ضرب من الطير، للذكر والأنثى، حتًّى تقولَ الحَيْقُطانُ، فيختصّ بالذكر. وأرضٌ مَدْرَجَةٌ، أي ذات دُرَّاجٍ. والدَرَّاجَةُ، بالفتح: الحالُ، وهي التي يَدَرَّجُ عليها الصبيّ إذا مشى، حكاه أبو نصر. والدراج: اسم موضع.
[درج] فيه قال لبعض المنافقين وقد دخل المسجد: "أدراجك" يا منافق من مسجد رسول الله صلى الله لعيه وسلم، وهو جمع درج وهو الطريق أي أخرج من المسجد وخذ طريقك الذي جئت منه، من رجع أدراجه أي عاد من حيث جاء، وفي ح من خاطب ناقته صلى الله عليه وسلم:
تعرضي "مدارجًا" وسومي ... هذا أبو القاسم فاستقيمي
المدارج الثنايا الغلاظ، جمع مدرجة وهي مواضع يدرج فيها أي يمشي. وفيه: ليس بعشك "فادرجي" أي اذهبي، وهو مثل يضرب لمن يتعرض إلى شيء ليس منه، وللمطمئن في غير وقته فيؤمر بالجد والحركة. وفي ح كعب قال له عمر: لأي ابني آدم كان النسل؟ فقال: ليس لواحد منهما نسل، أما المقتول "فدرج" أي مات، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان. وفيه: كن يبعثن "بالدرجة" فيها الكرسف، يروى بكسر دال وفتح راء جمع درج وهو كالسفط الصغير تضع فيه المرأة خف متاعها وطيبها، وقيل: هو الدرجة مؤنث درج، وقيل: هو بالضم وجمعها الدرج وأصله شيء يدرج أي يلف فيدخل في حياء الناقة ثم يخرج ويترك على حوار فتشمه فتظنه ولدها فترأمه. ك: كن نساء بدل من ضمير كن والدرجة بكسر ففتح جمع درج بضم فسكون، وروى بضم وسكون، وروى بفتحتين ونوزع فيه، وهي وعاء أوخرقة فيه الكرسف أي القطن فيه الصفرة من دم الحيض بعد وضعه فيالمعنى في القرب إلى الله فمن كان أرفع فهو أقرب إليه. وفيه: رأي رؤوسًا منصوبة على "درج" دمشق، الدرج الطريق وجمعه الأدراج، والدرجة المرقاة وجمعه الدرج، ولعله المراد هنا لقوله منصوبة، وكلاب خبر محذوف، وشر قتلى خبر آخر، وخير قتلى مبتدأ ومن قتلوه خبره، وأراد بالآية "فأما الذين اسودت وجوههم" وأراد بها الخوارج، وقيل: هم المرتدون، وقيل: المبتدعون، قوله: رؤوسًا منصوبة، أي رأى رؤوس المقتولين من الخوارج نصبت أي رفعت على الدرج. وفيه: فإنما هو "استدراج" أي لا يهلكهم فكل ما جدد عليهم نعمة ازدادوا بطرًا ومعصية ظانين أنه أثرة من الله وتقريب حيث يعطيه من الدنيا ما يحبه. ش: و"درجت" تبويبه، بتشديد راء أي طويته. غ: "هم "درجت"" أي ذو طبقات في الفضل. و"سنستدرجهم" نمهلهم ثم نأخذهم كما يرقى الراقي درجة درجة. والاستدراج الأخذ على غرة.
درج: دَرَج. يقال: درج من عشه في كلامهم عن فرخ الطير. بمعنى خرج من عشه. ويقال مجازاً عن الفتى والفتاة أيضاً بمعنى: ترك البيت الذي نشأ فيه (تاريخ البربر 1: 461).
ويقال أيضاً: درج من عش فلان (المقدمة 1: 20).
درجت في الكتاب، والمصدر منه درج. وقد فسرت بأسرعت فيه، ويعني فيما يقول كاترمير (مملوك 2، 2: 222 في الآخر) كتبت الكتابة بسرعة. غير أني أري أن الصواب هو: قرأت الكتاب بسرعة، ففي معجم هلو درج معناها قرأ.
درج في الغناء: دندن، تنغم، تهزج (بوشر) وانظر لين في ادرج.
دَرّج (بالتشديد): قسم إلى درجات، وزاد بالتدريج (بوشر).
ودرّج: أشار إلى درجة الشيء ورتبته. (ابن العوام 1: 100).
بتدريج أو بالتدريج، وكذلك: على تدريج أو على التدريج، أي درجة فدرجة، تدريجياً، شيئاً فشيئاً، رويداً رويداً، قليلاً قليلا (معجم الادريسي، بوشر) وهي ضد: دون تدرج أي بغنة، فجأة (معجم البيان).
ودَرّج: بنى على أسلوب الدرج، بنى طوابق، وجعل له دكات مدَّرجة (معجم الادريسي، البكري ص31).
باب مُدّرج: باب يرتقي إليه بعد صعود عدة درجات (كرتاس ص38، 46. وانظر ص138).
تَدَرّج: تنّزه، تفرَّح. ففي قلائد العقبان (ص57): فأقام فيها أياماً يتدرج في مسارحها.
تدرُّج: نقدُّم، ترقّ (همبرت ص116).
تَدرَّج: جعل على شكل الدرج (المقدمة 3: 405).
وتدرَّج: تجمع، تراكم، تكوم (دي سلان المقدمة 1: 82).
وتدرَّج: ذكرت في معجم فوك في مادة atrahere.
ادَّرج: ذكرت في معجم فوك في مادة Plicare.
استدرج: أغرى اجتذب (فوك) في مادة atrahere.
واستدرج العدو: أغراه واجتذبه إلى كمين (المقري 2: 749).
دَرْج: عامية دِرْج (محيط المحيط). وقد فسرها لين، وتجمع على دُروج.
وكاتب الدرج: كاتب يكتب الأحكام والفتاوى في الورق المسمى درج (مملوك 1، 1: 175، 2،، 2: 221).
ودَرْج: قمع ورقي، قرطاس ملفوف على شكل القمع، ففي ألف ليلة (1: 221): فأحضرت له درجانية ند وعود وعنبر ومسك، غير أن عليك أن تقرأ بدل الكلمة الثالثة والرابعة من هذه العبارة: درجاً فيه، وفقاً لما جاء في طبعة بولاق. وفي طبعة برسل (2: 238): فأمرت له بدرج فيه الخ.
ودَرْج، عند أهل قسطنطينة: خمس دقائق (مارتن ص196).
دَرَج وتجمع على أدراج ومدارج: درجة مرقاة (فوك، الكالا، بوشر).
دَرَج يدَرّج: شيثئاً فشيئاً، رويداً رويداً، قليلاً قليلاً، درجة فدرجة، بالتدريج (الكالا).
دَرَج: دَرَجة عند الفلكيين (معيار ص22).
ودَرَج: الدرجة الدنيا، المرتبة السفلى (الكالا) ويقال أيضاً أقل درج (الكالا).
ودَرَج: سلّم، مَرْقى (معجم الادريسي، دي يونج، معجم اللطائف، بوشر، برتون 2: 167).
ودَرَج: لحظة، هنيهة، دقيقة (الكالا).
ودَرَج: هملجة، رهونة (عدو الخيل إذ ترفع معاً القائمتين اللتين من جهة واحدة)، وعدو بين الهملجة والاحضار (بوشر).
ودَرَج: مصطلح موسيقي وهو ترجيف الصوت وتنغيمه في الغناء، وتعاقب نغمات سريع في مقطع واحد، ودوى منسق متصل (بوشر).
ودَرَج: جارور، دُرْج، جرار (بوشر، همبرت ص201) في محيط المحيط: دِرْج.
درج الزينة: مائدة القربان وهي منضدة صغيرة توضع عليها قوارير النبيذ في الكنيسة (بوشر).
دُرْجَة: درج الحلي، علبة للجواهر، سفط (كوسج لطائف ص118) ويقول محققة أن جمعها دُرُجات.
ودَرَجة وجمعها دَرَج: دكات مدرجة بعضها فوق بعض (بوشر).
ودَرَجَة: أربع دقائق فيما يقوله لين. ولهذا لا بد من فهم هذه الكلمة بهذا المعنى في الأمثلة المنقولة في مملوك (2: 202: 216 - 217) حيث ترجمها كاتدمير بما معناه برهة من الزمن، ومع ذلك فان بوشر يذكر هنيهة، لحظة أيضاً.
ودَرَجَة: حجر رباط في البناء، وهو حجر بارز أو ناتئ في البناء (معجم الأسبانية ص41).
دَرَجَة إلى الماء: السير إلى الماء. ففي حياة ابن خلدون (ص213 و): وأركبني الحراقة يباشر درجتها إلى الماء بيده إغراباً في الفضل والمساهمة.
ودَرَجَة عند أهل الجفر وأرباب علم التكسير: حرف معروف (محيط المحيط). دُرَج (في معجم هلو جمع دَرَجَة) سلم، مرقى، دَرَج (دومب ص90).
دُرَّج: دُرّاج (بوشر).
دراج: ذكرت في معجم فوك في مادة plicare.
ودَراج تعني عند أهل المغرب: شوك الدراجين، أو مشط الراعي، فابن البيطار (1: 466) يقول في مادة ديبساقوس: هو شوك الدراجين عند أهل المغرب ويعرف أيضاً بمشط الراعي.
ونقرأ عند المستعيني في الكلمة نفسها: هو شوك الدراجين وهو المستعمل عند الدراجين.
ومن المعروف أن النبات الذي اسمه العلمي dispacus هو شوك الدراجين واسمه أيضاً cardnus fullonum وكذلك virga postoris ( دودنوس 1241ب).
ونجد أيضاً اسم الدراجين عند ابن البيطار (2: 114، 518) أيضاً فهو يقول: وهو شوك الدراجين عند عامة أهل المغرب والأندلس. وأقرأ شوك الدراجين عند ابن العوام (1: 24، 2: 102).
دارج: مُوَشّحة ضرب من الشعر (صفة مصر 14: 299).
الكسر الدارج: من مصطلح الرياضة وهو الكسر غير العشري (محيط المحيط).
أَدْرَجُ: طريق أَدْرَجُ: طريق (المقري 1: 199) وانظر فليشر في الإضافات).
إدراج: هو في الشعر فسحة الكلمة بين شطري البيت كقوله:
لم يبق سوى العدوا ... ن دّناهم كما دانوا
(محيط المحيط). تَدْرُجَة: كان على فريتاج أن يذكرها هكذا ب faisan غير إنه ذكر تَدْرُج بهذا المعنى في (ح1 ص187).
تَدْرِيجِيّ: متدرج، مدرّج، تدرُّجي (بوشر).
مَدْرَج: مدرج السيل: مجرى السيل وبطحاؤه ومثعية (عباد 3: 168).
ومَدْرج: درجة (فوك).
ومَدْرَج وجمعه مدارج: دَرَج من حجر (الكالا).
ومَدْرج: مرتفع من الحجارة لمنع الفيضان (معجم الأسبانية ص299).
ومَدْرج عند السريان: قطعة من منظومات صلواتهم (محيط المحيط).
مَدْرج الديباج ونحوه: نسيج طويل يلف بعضه على بعض (محيط المحيط) وانظر: رياض النفوس في مادة طاشير. وصَدْرُ مَدْرَج: خوان كبير من النحاس (محيط المحيط).
مُدْرَج: حديث تقع فيه ملاحظة أو تفسير من رواية الأول صحابياً أو تابعياً لشرحه وتوضيحه أو ضبط معنى الكلمة فدخلت في متن الحديث. (دي سلان المقدمة 2: 483).
مُدْرَج ومُدْرَجة والجمع مَدَارج: مرفق. وهي الرسالة المرفقة في طي رسالة أخرى (فوك) وفيه: رسالة ضمن أخرى.
وفي حياة ابن خلدون (ص228 و): وفي طي النسخة مدرجة نصها الخ. وفيها (ص240 ق): في طية مدرجة. (المقري 3: 68، أماري ديب ص26) وقد أخطأ رايت حين ضبطها مَدْرَجة في المقري (1: 236) فلهذه الكلمة معنى آخر انظر الكلمة. وفي مخطوطة حياة ابن خلدون (ص240 ق) وكذلك وفي كتاب محمد بن الحارث (ص252) هي مُدْرَجَة. وهي عند ابن صاحب الصلاة (ص68 ق) مُدْرج.
البيت المُدْرج من الشعر ما قسمت فيه كلمة بين شطرين (محيط المحيط).
مُدّرج: دَرَج من الحجر (برتون 2: 202).
ومُدّرج: طريق ذو درجات (ابن بطوطة 1: 298).
ومُدّرج: أرض مرتاحة (زرعت بور) خضراوات في السنة السابقة (ابن العوام 2: 11) ولا أدري إذا كان بانكري وكلمينت - موليه مصيبين في ضبطهما الكلمة بالشكل هذا الضبط.
ومُدّرج: شماس (المعجم اللاتيني العربي) وفي الإدريسي (ح3 فصل 5) في كلامه عن أورشليم: وفي آخر البستان مجلس الغذاء للقسيسين والمدبجين.
والمُدّرج: الطرة من الشعر ترسل مقصوصة على جبهة الغلام (محيط المحيط).
مُدرّج: مضلع، كثير الأضلاع والزوايا (محيط المحيط).
مَدْرَجة: جمعها مَدارج: الرسالة تطوى على رسالة أخرى. وصاحب محيط المحيط ولو ينقل قول الحريري في مقامته الفراتية (ص214) يضبطها مَدرجة. مُدْرَجَة: انظر مُدْرَج.
مُدَارَجة: تدرّج، تدريج، تتابع.
ومدارجة: تدريجياً، بالتدريج، بالتتابع (بوشر).
(د ر ج)

دَرَجُ الْبناء، ودُرَّجه، بالتثقيل: مَرَاتِب بَعْضهَا فَوق بعض.

واحدته: دَرَجة، ودُرَجَّة، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب.

والدَّرَجة: الْمنزلَة، وَالْجمع: دَرَج.

ودَرَج الشَّيْخ وَالصَّبِيّ يدرُج دَرْجا، ودَرَجانا ودَرِيجا: مشيا مشيا ضَعِيفا ودبا، وَقَوله:

أمّ صبيّ قد حَبَا ودارج إِنَّمَا أَرَادَ: أم صبي حاب ودارج. وَجَاز لَهُ ذَلِك؛ لِأَن قد تقرب الْمَاضِي من الْحَال حَتَّى تلْحقهُ بِحكمِهِ أَو تكَاد أَلا تراهم يَقُولُونَ: قد قَامَت الصَّلَاة قبل حَال قِيَامهَا.

وَجعل مليح الدَّرِيج للقطا فَقَالَ:

يَطُفْن باحمال الْجمال غُدَيَّة ... دَرِيج القَطَا فِي القَزّ غيرِ المشقَّقِ

قَوْله: " فِي القز " من صلَة يطفن.

واستعاره بعض الرُّجّاز للظَّبْي فَقَالَ:

تحسب بالدَوّ الغزالَ الدّارِجا

حمَار وَحْش يَنْعَب المناعِبَا

والثعلبَ المطرودَ قَرْما هائجا

فأكفأ بِالْبَاء وَالْجِيم على تبَاعد مَا بَينهمَا فِي الْمخْرج، وَهَذَا من الإكفاء الشاذ النَّادِر، وَإِنَّمَا يمثل الإكفاء قَلِيلا إِذا كَانَ بالحروف المتقاربة؛ كالنون وَالْمِيم وَالنُّون وَاللَّام وَنَحْو ذَلِك من الْحُرُوف المتدانية المخارج.

والدَّرَّاجة: العجلة الَّتِي يدبان عَلَيْهَا.

وَهِي أَيْضا: الدبابة الَّتِي تتَّخذ فِي الْحَرْب يدْخل فِيهَا الرِّجَال.

والدَّرَّاج: الْقُنْفُذ؛ لِأَنَّهُ يدرج ليلته جَمِيعًا، صفة غالبة.

والدَّوارج: الأرجل، قَالَ الفرزدق:

بَكَى المنبرُ الشَّرْقيّ أَن قَامَ فَوْقه ... خطيبٌ فُقَيميٌّ قصيرُ الدَّوارجِ

وَلَا اعرف لَهُ وَاحِدًا.

والأدراج: الطّرق، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يلُفّ غُفْل البيد بالأدراج

" غفل البيد ": مَا لَا علم فِيهِ، مَعْنَاهُ: أَنه جَيش عَظِيم يخلط هَذَا بِهَذَا ويعفى الطَّرِيق.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: رَجَعَ أدراجِه: أَي فِي طَرِيقه الَّذِي جَاءَ فِيهِ.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَجَعَ على أدراجه: كَذَلِك. الْوَاحِد: دَرَج. وَفُلَان على دَرَج كَذَا: أَي على سَبيله.

وَالنَّاس دَرَج الْمنية: أَي على سَبِيلهَا.

ودَرَجُ السَّيْل، ومَدْرَجه: منحدره وَطَرِيقه فِي معاطف الأودية.

وَقَالُوا: هُوَ دَرَجَ السَّيْل، وَإِن شِئْت رفعت، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:

أنُصْبٌ للمَنِيَّة تعتريهم ... رجالي أم هُمُ دَرَجَ السُّيولِ

ومدارِج الأكمة: طرق مُعْتَرضَة فِيهَا.

والمدْرَجة: ممر الْأَشْيَاء على الطَّرِيق وَغَيره.

ومَدْرَجة الطَّرِيق: معظمه وسننه.

وَهَذَا الْأَمر مَدْرجة لهَذَا: أَي متوصل بِهِ إِلَيْهِ.

ودَرَجت الرّيح: تركت نمانم فِي الرمل.

وريح دَرُوج: يَدْرُج مؤخرها حَتَّى يرى لَهَا مثل ذيل الرسن فِي الرمل.

وَاسم ذَلِك الْموضع: الدَّرَج.

ودَرَج الرجل: مَاتَ، وَفِي الْمثل: " أكذب من دبَّ ودَرَج " أَي اكذب الْأَحْيَاء والأموات، قَالَ:

قبِيلة كشِرا النَّعل درِاجة ... إِن يهبِطوا العَفْو لَا يُوجد لَهُم أثَرُ

وَقيل: دَرَج: مَاتَ وَلم يخلف نَسْلًا، وَلَيْسَ كل من مَاتَ درج.

وأدرجهم الله: أفناهم.

ودَرَج الشَّيْء فِي الشَّيْء يدرُجُهُ دَرْجا، وأدرجه: طواه وَأدْخلهُ.

وَرجل مِدْراج: كثير الإدراج للثياب.

وأدرج الْكتاب فِي الْكتاب: أدخلهُ.

ودَرْجُ الْكتاب: طيه وداخله.

وأدرج الْمَيِّت فِي الْكَفَن والقبر: أدخلهُ.

والدُّرْجة: مشاقة وخرق وَغير ذَلِك تدخل فِي رحم النَّاقة ودبرها، وتشد وتترك أَيَّامًا مشدودة الْعَينَيْنِ وَالْأنف، فيأخذها لذَلِك غم مثل غم الْمَخَاض، ثمَّ يحلونَ الرِّبَاط عَنْهَا فَيخرج ذَلِك عَنْهَا وَهِي ترى أَنه وَلَدهَا وَذَلِكَ إِذا أَرَادوا أَن يرأموها على ولد غَيرهَا.

وَقيل: هِيَ خرقَة تدخل فِي حَيَاء النَّاقة، ثمَّ يعصب انفها حَتَّى يمسكوا نَفسهَا، ثمَّ تحل من انفها وَيخرجُونَ الدُّرْجة فيلطخون الْوَلَد بِمَا يخرج على الْخِرْقَة، ثمَّ يدنونه مِنْهَا فتظنه وَلَدهَا، فترأمه.

والدُّرْجة أَيْضا: خرقَة يوضع فِيهَا دَوَاء ثمَّ تدخل فِي حَيَاء النَّاقة، وَذَلِكَ إِذا اشتكت مِنْهُ.

والدُّرْج: سفيط صَغِير تدخر فِيهِ الْمَرْأَة طيبها.

وَالْجمع: أّدْراج، ودِرَجة.

وأدرجت النَّاقة، وَهِي مُدْرِج: جَاوَزت الْوَقْت الَّذِي ضربت فِيهِ، فَإِن كَانَ ذَلِك لَهَا عَادَة فَهِيَ مِدْراج.

وَقيل: المِدْراج: الَّتِي تزيد على السّنة اياما ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة أَو عشرَة لَيْسَ غير.

والمُدْرِج، والمِدْراج: الَّتِي تُدْرج غرضها وتلحقه بحقبها، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا مَطَونا حِبال المَيْسِ مُصْعِدة ... يَسْلُكن اّخْرَاتَ أرباضِ المداريج

عَنى بالمداريج هُنَا: اللواتي يُدْرِجن غروضهن ويلحقنها بأحقابهن، وَلم يعن المداريج اللواتي تجَاوز الْحول بايام.

وهم دَرْجُ يَديك: أَي طوع يَديك.

والدَّرَّاج: النمام، عَن اللحياني.

وَأَبُو دَرَّاج: طَائِر صَغِير.

والدُّرَّاج: طَائِر شبه الحيقطان، وَهُوَ من طير الْعرَاق أرقط، قَالَ ابْن دُرَيْد أَحْسبهُ مولدا وَهُوَ الدُّرَجة، مِثَال رطبَة، والدُرَّجة، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ.

والدِّرِّيج: طنبور ذُو اوتار يضْرب بِهِ.

والدَّرّاج: مَوضِع، قَالَ زُهَيْر:

بحَوْمانه الدَّرَّاج فالمتثلّم وَرِوَايَة أهل الْمَدِينَة: " الدُرَّاج فالمتثلّم ".

ودُرَّج: اسْم.

ومُدْرِج الرّيح: من شعرائهم: سمي بِهِ لبيت ذكر فِيهِ مُدْرج الرّيح.
درج
درَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في يَدرُج، دَرْجًا ودُروجًا ودَرَجانًا، فهو دارِج، والمفعول مَدْروج (للمتعدِّي)
• درَج الصَّبيُّ ونحوُه: أخذ في الحركة ومَشَى قليلاً أوّل ما يمشي "درَج الشّيخُ/ الطفلُ: دَبَّ، مَشَى ببطءٍ وتَمَهُّلٍ" ° درَجَ بينهم بالنَّمائم: مشى، سعى- يدرُج في كُلّ وَكْر: إمَّعة، تابِعٌ لا رأي له.
• درَج القومُ: ماتوا، انْقَرَضُوا وفَنُوا "هذه آثار قومٍ درجوا- كم من قبائلَ درجَت وأممٍ نشأت"? أكذبُ مَنْ دَبَّ ودرَج: أكذب الأحياءِ والأموات.
• درَج فلانٌ: مات وما ترك نسلاً.
• درَج الشَّيءَ في الشَّيءِ: أَدْخَله في ثناياه "درَج ورقَةً في الكتاب".
• درَج فلانٌ على فعل كذا: اعتاده منذ فترة "درَج على قول الحقِّ"? درجتِ العادةُ على كذا/ درَج العرفُ على كذا: صار من المعتاد والمألوف.
• درَج في الشَّيء: صعد في المراتب، مشى مِشية الصَّاعد في الدَّرج "درج في سُلّم المجد". 

درِجَ يَدرَج، دَرْجًا، فهو دَرِج
• درِج الشَّخصُ:
1 - صعِدَ في الدَّرج أو المراتب "درِج إلى سطح البيت- دَرِجَ الموظَّفٌ".
2 - مضى لسبيله. 

أدرجَ يُدرج، إِدْراجًا، فهو مُدْرِج، والمفعول مُدْرَج
• أدرج الشَّيءَ في الشَّيءِ: ضَمَّنه إيّاه وأَدْخَله في ثناياه "أدرج اسمَه في جَدْول المحاماة- أدرج الموضوعَ في جدول الأعمال".
• أدرج المَيِّتَ في قبرِه: دَفَنَه. 

استدرجَ يستدرج، استدراجًا، فهو مُستدرِج، والمفعول مُستدرَج
• استدرج اللهُ العبدَ: أخذه قليلاً قليلاً ولم يباغته، أمهله ولم يعجّل عذابَه " {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} ".
• استدرج فلانًا إلى كذا: خَدَعه حتى أطاعه، حمله على أن يفعل ما يريد بالإغراء أو الحيلة "استدرجه إلى القتال/ اللهو والمجون". 

اندرجَ في يندرج، اندراجًا، فهو مُنْدرِج، والمفعول مُنْدَرَج فيه
• اندرج فيه: دخَل في ثناياه، كان ممّا انطوى عليه "اندرجتِ الفقرةُ في النَّصّ- هذا الإجراء يندرج في إطارِ القانون- تندرج هذه القضيّة في مجال اهتمام العلماء". 

تدرَّجَ/ تدرَّجَ إلى/ تدرَّجَ في يتدرَّج، تدرُّجًا، فهو مُتَدَرِّج، والمفعول مُتَدَرَّج إليه
• تدرَّج البناءُ: جُعل على شكل الدَّرَج.
• تدرَّج إليه: تقدَّم إليه شيئًا فشيئًا "تدرَّج إلى منصِب المدير العامّ".
• تدرَّج في وظيفةٍ ونحوِها: ترقَّى؛ تَصَعَّد فيها درجةً درجةً "تدرَّج في المناصب/ المراتب/ سُلَّم الحضارة- تدرَّج في الجامعة: نال فيها شهاداتِه وألقابَه الجامعيّة". 

درَّجَ يُدرِّج، تدريجًا، فهو مُدَرِّج، والمفعول مُدَرَّج
• درَّج البناءَ: جعل له دَرَجًا، أو جعله مراتبَ بعضُها فوق بعض.
• دَرَّجَ أداةَ قياسِ المسافة: رقَّمها، قسَّمها إلى درجات "دَرَّجَ مِسْطَرة".
• دَرَّج الشَّخصَ إلى الأمرِ: أخذه به قليلاً قليلاً، أو عَوَّده إيّاه على التَّدريج "دَرَّج المريضَ إلى الأكل- درّج المعلِّمُ التلميذَ إلى حلّ المسائل الحسابيّة". 

إدراج [مفرد]:
1 - مصدر أدرجَ.
2 - (حد) أن يُدخل الراوي كلامًا بلا فصل، فيتوهّم السامعون أنّ كلام الراوي كله حديث. 

تدرُّج [مفرد]:
1 - مصدر تدرَّجَ/ تدرَّجَ إلى/ تدرَّجَ في.
2 - تَرَتُّب الأشخاص أو الأفكار أو الظواهر بحيث تتفاوت مراتِبُها أو قيمُها أو يخضع بعضُها لبعضٍ.
3 - ممارسة العمل مُدَّة من الزَّمن تحت إشراف محترف كَسْبًا للخبرة. 

تدريج [مفرد]:
1 - مصدر درَّجَ ° بالتَّدريج: على مراحل، خطوة فخطوة، درجةً درجة.
2 - نظام من العلامات المرتّبة بفواصل ثابتة تُستخدم كقياس مرجعيّ في القياسات.
3 - (جب) وضع أرقام لخواصّ الأشياء أو الأفراد، أو طبقًا لقاعدةٍ ما لإظهار خواصِّها.
• تدريج فارنهايت: (فز) جهاز يُعطي درجة غليان الماء عند 212 درجة، ودرجة تجمُّده تكون عند 23 درجة فوق درجة الصفر. 

دارِج [مفرد]: مؤ دارِجة، ج مؤ دارجات ودوارجُ:
1 - اسم فاعل من درَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في.
2 - شائعٌ، رائجٌ، متداولٌ، مُسْتعملٌ "تعبير/ زيّ دارِج" ° كلامٌ دارِج: عامِّيٌّ- لُغَة دارِجة: عامِّيَّةٌ. 

دَرْج [مفرد]: مصدر درِجَ ودرَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في ° في دَرْج الكلام: في أثنائه. 

دَرَج1 [مفرد]: ج أَدْراج
• دَرَجُ السَّيل: طريقه ومَمَرُّه في معاطف الأودية "قد ركبَ السَّيلُ الدّرج [مثل]: يُضرب للذي يأتي الأمرَ على عهدٍ- من يردُّ السَّيل على أدراجه [مثل]: يُضرب فيمن لا يقاوَمُ ولا يدافَعُ" ° ذهَب دَمُه أدراج الرِّياح: ذَهَبَ هدرًا لم يؤخذ بثأره- ذهَب عملُه أدراجَ الرِّياح: ضاع جُهده عبثًا ودون فائدة وبلا نتيجة- رجَع أدراجَه/ عاد أدراجَه/ ولَّى أدراجَه: رجَعَ من حيث جاء، رجع إلى الأمر الذي كان قد تركه- في دَرَج الكلام: في أثنائه. 

دَرَج2 [جمع]: جج دُروج، مف دَرَجَة: مراقِي السُّلَّم، أو
 ما يُتَخَطَّى عليه من الأَدْنى إلى الأعلى في الصُّعود أو في النُّزول "اصْعَد الدَّرَج على مَهَلٍ- دَرَجٌ لولبِيٌّ: يرتفع في شكل حلزونيّ" ° الدَّرَج الكهربائيّ: درج ميكانيكيّ متحرّك صعودًا وهبوطًا على نحو متواصل- دَرَجُ البناء: سُلَّمٌ من حجرٍ وغيره يُستخدم في الصُّعود والهبوط. 

دَرِج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من درِجَ. 

دُرْج [مفرد]: ج أَدْراج:
1 - وِعاءٌ صغيرٌ، عُلْبةٌ تَضَعُ فيها المرأةُ الطِّيبَ والأشياءَ الصَّغيرة "رتَّبت جواهِرَاها في الدُّرج".
2 - شبه صندوقٍ يدخُلُ في تجويف المكتب أو الصّوان ويُسْحب داخلاً وخارجًا "أخرجَ أوراقًا من دُرْج مكتبه" ° أصبحت آثاره في أَدْراج النِّسيان: في طَيِّه.
3 - مِقْعدٌ يَشْتمِلُ على دُرْج، يجلس عليه التّلميذ في المدرسة "عدد الأدراج في الفصل أقلّ من عدد التَّلاميذ". 

دَرَجان [مفرد]: مصدر درَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في. 

دَرَجَة [مفرد]: ج دَرَجات ودَرَج:
1 - رتبة ومنزلة في الشَّرف، مرتبة من المراتب "إِنَّ الْجَنَّةَ دَرَجَاتٌ وَالنَّارَ دَرَكَاتٌ [حديث]- {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}: الصّداق أو حقّ التأديب أو غير ذلك" ° دَرَجَة الميل: مستوى الانحدار- دَرَجَة جامعيّة: بكالوريوس/ ليسانس/ ماجستير/ دكتوراه- دَرَجَة دَرَجَة: بالتدريج، شيئًا فشيئًا- دَرَجَة قرابة/ دَرَجَة نسب: منزلة- لدرجة أنّ: لحدّ أنّ- مَحْكَمة أوّل درجة: مَحْكَمة مختصّة بنظر القضايا للمرّة الأولى.
2 - مجموع ما يحصل عليه التِّلميذ من علامات "حصل على عشر درجات- دفتر الدَّرجات".
3 - مرقاة، حجر بارز أو ناتئ في البناء "انحطَّ إلى أسفل درجة".
4 - مستوى الجودة ° دَرَجَة أولى (تقابلها ثانية، ثالثة): مكان مميّز في قطار أو مسرح ونحوهما- مِنْ الدرجة الأولى: ممتاز، فاخر.
5 - رتبة ينالها الموظَّف كُلّ بضع سنوات.
6 - (جغ) واحدة من ثلاثمائة وستين درجة طوليّة ينقسم إليها محيط الكرة الأرضيّة، وهي وحدة قياس زوايا خطوط الطول والعرض، لتحديد موضع مكانٍ ما على سطح الأرض.
7 - (هس) جزء من تسعين جزءًا تنقسم إليها الزّاوية القائمة، أو من ثلاثمائة وستين جزءًا تنقسم إليها الدَّائرة.
• درجة الصِّفْر: (جغ) نقطة البدء، وتقدَّر بعدها الدَّرجاتُ بالموجب وقبلها بالسَّالب.
• حرق من الدَّرجة الأولى: (طب) حرق بسيط يسبِّب احمرارَ البشرة أو الجلد بدون تقرّحه.
• درجة الحرارة: (فز) شِدَّة الطاقة الحراريّة في جسم ما أو في حيِّز من الفضاء، وتعتمد درجة الحرارة على متوسِّط طاقة حركة الجزيئات في حيِّز مُعيَّن، ويمكن التعبير عنها باستخدام أحد تدرُّجات عدّة مثل: تدريج فارنهايت وتدريج سلسيوس (التدريج المئويّ).
• درجة الصَّوْت: (فز) الحالة التي عليها تمديد نغمته من حيث مقدارها في طبقة معيَّنة من الحدّة والثِّقل.
• درجة الانصهار: (فز) درجة الحرارة التي تتغيّر عندها المادّة من الحالة الصُّلبة إلى الحالة السَّائلة.
• درجة الغليان: (فز) كمِّيَّة الحرارة اللازمة لبلوغ سائل درجة الغليان. 

دُرّاج [جمع]: (حن) نوع من الطَّير في حجم الحمام، متثاقل المشي. 

دَرَّاجة [مفرد]:
1 - عجلةٌ يتعلَّم عليها الصبيُّ المشيَ أوَّل مشيه.
2 - مركبة حديديّة ذات عجلتين أو ثلاث تُسَيَّر بتحريك الرِّجلين على بدّالين "سباق الدرّاجات" ° دَرَّاجة آليَّة/ دَرَّاجة بخاريَّة/ دَرَّاجة ناريّة: تُسَيَّر بمحرِّك صغيرٍ- دَرَّاجة مائيَّة: مهيّأة للسَّير على الماءِ، يركبها المصيِّفون وبخاصّة الأطفال للنُّزهة. 

دُروج [مفرد]: مصدر درَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في. 

مَدْرَج [مفرد]: ج مدارِجُ: اسم مكان من درَجَ/ درَجَ على/ درَجَ في: طريقٌ ومَسْلَكٌ "مَدْرجُ النَّمل- سار في مدارِج الرّقي والتقدُّم" ° منذ مَدْرجه: منذ نشأته.
• مَدْرج المطارِ: طريقٌ تَدْرجُ عليه الطَّائراتُ قبل إقلاعها أو بعد نزولها على أرض المطار "مَدْرج الطَّائرات القادمة من الخارج". 

مُدْرَج [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أدرجَ.
2 - (حد) كلام يرويه الراوي مغيِّرًا في سياق إسناده، أو مُدخلاً فيه كلامًا لا يمتّ إليه بصلة، وبلا فَصْل.
• مُدْرَج الإسناد: (حد) حديثٌ تغيّر سياق إسناده، كأن
 يسوق الراوي كلامًا من نفسه تحت تأثير عارض مفاجئ يعرض له.
• مُدْرَج المتن: (حد) حديث أُدخل في متنه ما ليس منه بلا فَصْل. 

مُدَرَّج [مفرد]:
1 - اسم مفعول من درَّجَ.
2 - كلّ ردهة أو مكان صُفَّت فيه مقاعد متدرِّجة، وأمامه منبر للخطابة أو ملعب "مُدَرَّجات الجامعة/ المسرح/ الملعب".
• الهَرَمُ المدَرَّج: هرم تتكوّن جدرانه من مصاطب بعضها فوق بعض، ويُعَدّ هرم سقّارة المدرَّج في مصر أقدم بناء ضخم من الحجر عُرف في التَّاريخ. 

درج: دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه، بالتثقيل: مَراتِبُ بعضها فوق بعض،

واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مثال همزة، الأَخيرة عن ثعلب.

والدَّرَجَةُ: الرفعة في المنزلة. والدَّرَجَةُ: المِرْقاةُ

(* قوله

«والدرجة المرقاة» في القاموس: والدرجة، بالضم وبالتحريك، كهمزة، وتشدد جيم

هذه، والأَدرجة كأَسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة

مفتوحة: المرقاة.). والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات، وهي الطبقات من

المراتب. والدَّرَجَةُ: المنزلة، والجمع دَرَجٌ. ودَرَجاتُ الجنة: منازلُ

أَرفعُ من مَنازِلَ.

والدَّرَجانُ: مِشْيَةُ الشيخ والصبي.

ويقال للصبي إِذا دَبَّ وأَخذ في الحركة: دَرَجَ. ودَرَج الشيخ والصبي

يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً، فهو دارج: مَشَيا مَشْياً ضعيفاً

ودَبَّا؛ وقوله:

يا ليتني قد زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ،

أُمَّ صَبِيٍّ، قد حَبَا، ودارِجِ

إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج، وجاز له ذلك لأَن قد تُقرِّبُ

الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه أَو تكاد، أَلا تراهم يقولون: قد قامت

الصلاة، قبل حال قيامها؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ للقطا فقال:

يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ عُذَيَّةً،

دَريجَ القَطا، في القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ

قوله: في القَزِّ، من صلة يَطُفْنَ؛ وقال:

تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا،

حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا،

والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا

فأَكفأَ بالباء والجيم على تباعد ما بينهما في المخرج. قال ابن سيده:

وهذا من الإِكفاء الشاذ النادر، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قليلاً إِذا كان

بالحروف المتقاربة كالنون والميم، والنون واللام، ونحو ذلك من الحروف

المتدانية المخارج.

والدَّرَّاجةُ: العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشيخ والصبي عليها، وهي أَيضاً

الدَّبَّابة التي تُتَّخذ في الحرب يدخل فيها الرجال. الجوهري:

الدَّرَّاجَةُ، بالفتح، الحالُ وهي التي يَدْرُجُ عليها الصبي إِذا مشى. التهذيب:

ويقال للدَّبَّابات التي تُسَوَّى لحرب الحِصارِ يدخل تحتها الرجال:

الدَّبَّابات والدَّرَّاجات. والدَّرَّاجَةُ: التي يُدَرَّجُ عليها الصبي

أَوَّلَ ما يمشي.

وفي الصحاح: دَرَجَ الرجلُ والضب يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مشى. ودَرَجَ

ودَرِجَ أَي مضى لسبيله.

ودَرَِجَ القومُ إِذا انقرضوا؛ والانْدِراجُ مثله. وكلُّ بُرْج من

بُرُوج السماء ثلاثون دَرَجةً.

والمَدارِجُ: الثنايا الغِلاظُ بين الجبال، واحدته مدْرَجةٌ، وهي

المواضع التي يدرج فيها أَي يمشى؛ ومنه قول المزني، وهو عبد الله ذو

البِجادَينِ:

تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي،

تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ،

هذا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي

ويقال: دَرَّجْتُ العليل تَدْريجاً إِذا أَطعمته شيئاً قليلاً، وذلك

إِذا نَقِهَ، حتى يَتَدَرَّجَ إِلى غاية أَكله، كما كان قبل العلة، دَرَجَةً

درجةً.

والدَّرَاجُ: القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج ليلته جمعاء، صفة غالبة.

والدَّوارِجُ: الأَرجُلُ؛ قال الفرزدق:

بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ، أَنْ قام فَوْقَهُ

خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ، قصيرُ الدَّوارِجِ

قال ابن سيده: ولا أَعرف له واحداً. التهذيب: ودَوارِجُ الدابة قوائمه،

الواحدة دارجةٌ.

وروى الأَزهري بسنده عن الثوري، قال: كنت عند أَبي عبيدة فجاءه رجل من

أَصحاب الأَخفش فقال لنا: أَليس هذا فلاناً؟ قلنا: بلى، فلما انتهى إِليه

الرجل قال: ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِي، قلنا: يا أَبا عبيدة لمن يُضرب

هذا المثل؛ فقال: لمن يرفع له بحبال. قال المبرد: أَي يطرد. وفي خطبة

الحجاج: ليس هذا بِعُشِّكِ فادرُجي أَي اذهبي؛ وهو مثل يضرب لمن يتعرّض

إِلى شيء ليس منه، وللمطمئن في غير وقته فيؤْمر بالجِدِّ والحركة.

ويقال: خلّي دَرَجَ الضَّبِّ؛ ودَرَجُه طريقه، أَي لا تَعَرَّضي له أَي

تَحَوَّلي وامضي واذهبي. ورجع فلان دَرَجَه أَي رجع في طريقه الذي جاء

فيه؛ وقال سلامة بن جندل:

وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً،

كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ

ورجع فلانٌ دَرَجَه إِذا رجع في الأَمر الذي كان تَرَكَ. وفي حديث أَبي

أَيوب: قال لبعض المنافقين، وقد دخل المسجد: أَدْراجَكَ يا منافق

الأَدْراجُ: جمع دَرَجٍ وهو الطريق، أَي اخْرُجْ من المسجد وخُذْ طريقَك الذي

جئت منه. ورَجَعَ أَدْراجَه: عاد من حيث جاء. ويقال: استمرَّ فلان دَرَجَه

وأَدْراجَه. والدَّرَجُ: المَحاجُّ. والدَّرَجُ: الطريق. والأَدْراجُ:

الطُّرُقُ: أَنشد ابن الأَعرابي:

يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ

غُفْل البِيد: ما لا عَلَم فيه. معناه أَنه جيش عظيم يَخْلِطُ هذا بهذا

ويعفي الطريقَ. قال ابن سيده: قال سيبويه وقالوا: رجعَ أَدْراجَه أَي رجع

في طريقه الذي جاء فيه. وقال ابن الأَعرابي: رجع على أَدْراجه كذلك،

الواحد دَرَجٌ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا طلب شيئاً فلم يقدر عليه:

رجع على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، ورجع على إِدراجِه، ورجع دَرْجَه الأَول؛

ومثله عَوْدَهُ على بَدْئِهِ، ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ، وذلك إِذا رجع ولم

يصب شيئاً. ويقال: رجع فلان على حافِرَتِه وإِدْراجه، بكسر الأَلف، إِذا

رجع في طريقه الأَول. وفلان على دَرَجِ كذا أَي على سبيله. ودَرَجُ

السَّيْلِ ومَدْرَجُه: مُنْحَدَرُه وطريقُه في مَعاطف الأَوْدِيةِ. وقالوا: هو

دَرَجَ السَّيْلِ، وإِن شئت رفعت؛ وأَنشد سيبويه:

أَنُصْبٌ، للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ،

رِجالي، أَمْ هُمُوا دَرَجُ السُّيولِ؟

ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فيها.

والمَدْرَجةُ: مَمَرُّ الأَشياء على الطريق وغيره. ومَدْرَجَةُ الطريق:

مُعْظَمُه وسَنَنُه. وهذا الأَمر مَدْرَجةٌ لهذا أَي مُتَوَصَّلٌ به

إِليه. ويقال للطريق الذي يَدْرُجُ فيه الغلام والريح وغيرهما: مَدْرَجٌ

ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ، وجمعه أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ. والمَدْرَجةُ:

المَذْهَب والمسلَكُ؛ وقال ساعدة بن جؤَية:

تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ، كأَنَّهُ

مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهُنَّ هَمِيمُ

يريد بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الذي تراه العين، كأَنه أَرجل النمل.

وشِبْثانٌ: جمع شَبَثٍ لدابة كثيرة الأَرجل من أَحناش الأَرض. وأَما هذا الذي

يسمى الشِّبِثَّ، وهو ما تُطيَّب به القدور من النبات المعروف، فقال الشيخ

أَبو منصور موهوب بن أَحمد بن محمد بن الخضر المعروف بابن الجُواليقي:

والشِّبِثُّ على مثال الطِّمِرِّ، وهو بالتاء المثناة لا غير. والهَمِيم:

الدَّبِيبُ.

وقولهم: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طريقه لئلا يَسْلُك بين قدميك

فتنتفخ.ودَرَّجَه إِلى كذا واسْتَدْرَجه، بمعنًى، أَي أَدناه منه على التدريج،

فتَدَرَّجَ هو. وفي التنزيل العزيز: سنستَدْرِجُهُم من حيثُ لا يعلمون؛

قال بعضهم: معناه سنأْخُذُهم قليلاً قليلاً ولا نُباغِتُهم؛ وقيل: معناه

سنأْخذهم من حيث لا يحتسبون؛ وذلك أَن الله تعالى يفتح عليهم من النعيم ما

يغتبطون به فيركنون إِليه ويأْنسون به فلا يذكرون الموت، فيأْخذهم على

غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كانوا. ولهذا قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما

حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى: اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكونَ

مُسْتَدْرَجاً، فإِني أَسمعك تقول: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وروي عن أَبي

الهيثم: امتنع فلان من كذا وكذا حتى أَتاه فلان فاسْتَدْرجه أَي خدعه حتى

حمله على أَن دَرَجَ في ذلك. أَبو سعيد: اسْتَدْرجَه كلامي أَي أَقلقه حتى

تركه يَدْرُجُ على الأَرض؛ قال الأَعشى:

لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهُزَّه،

وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ

والدَّرُوجُ من الرياح: السريعة المَرِّ، وقيل: هي التي تَدْرُجُ أَي

تَمُرُّ مَرّاً ليس بالقَويّ ولا الشديد. يقال: ريح دَروجٌ، وقِدْحٌ

دَرُوجٌ. والريح إِذا عصفت اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن

يَدْرُجَ على وجه الأَرض مِن غير أَن ترفعه إِلى الهواء، فيقال: دَرَجَتْ

بالحصى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى. أَمَّا دَرَجَتْ به فجرت عليه جرياً شديداً

دَرَجَتْ في سيرها، وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فصيرته بجريه عليها

(* قوله

«بجريه عليها» كذا بالأصل ولعل الأولى بجريها عليه.) إِلى أَنْ دَرَجَ

الحَصى هو بنفسه.

ويقال: ذهب دمه أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً.

ودَرَجَتِ الريح: تركت نَمانِمَ في الرَّمْلِ. وريح دَرُوجٌ: يَدْرُجُ

مؤَخرها حتى يُرى لها مثل ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ، واسم ذلك الموضع

الدَّرَجُ.

ويقال: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ؛ كما قال ذو الرمة:

صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ

أَي صيرتها إِلى أَن تَدْرُجَ. ويقال: اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ ولدها إِذا

استتبعته بعدما تلقيه من بطنها. ويقال: دَرِجَ إِذا صَعِدَ في المراتب،

ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدين والكلام، كله بكسر العين من

فَعِلَ. ودَرَجَ ودَرِج الرجل: مات. ويقال للقوم إِذا ماتوا ولم يُخَلِّفوا

عَقِباً: قد دَرِجوا ودَرَجُوا. وقبيلة دارِجَةٌ إِذا انقرضت ولم يبق

لها عقب؛ وأَنشد ابن السكيت للأَخطل:

قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ،

إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ

وكأَن أَصل هذا من دَرَجْتُ الثوب إِذا طويته، كأَنَّ هؤلاء لما ماتوا

ولم يخلفوا عَقِباً طَوَوْا طريق النسل والبقاء. ويقال للقوم إِذا

انقرضوا: دَرِجُوا. وفي المثل: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء

والأَموات. وقيل: دَرَِجَ مات ولم يخلف نسلاً، وليس كل من مات دَرَِجَ؛

وقيل: دَرَجَ مثل دَبَّ. أَبو طالب في قولهم: أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ؛

فَدَبَّ مشى ودَرَجَ مات. وفي حديث كعب قال له عمر: لأَيّ ابني آدم كان

النسل؟ فقال: ليس لواحد منهما نسل، أَما المقتول فدَرَجَ، وأَما القاتل

فَهَلَكَ نَسْلُه في الطوفان. دَرَجَ أَي مات، وأَدْرَجَهُم الله أَفناهم.

ويقال: دَرَجَ قَرْنٌ بعد قرن أَي فَنَوْا.

والإِدْراجُ: لف الشيء في الشيء؛ وأَدْرَجَتِ المرأَة صبيها في

مَعاوزها.والدَّرْجُ: لَفُّ الشيء. يقال: دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه،

والرباعي أَفصحها. ودَرَجَ الشيءَ في الشيء يَدْرُجُه دَرْجاً، وأَدْرَجَه:

طواه وأَدخله. ويقال لما طويته: أَدْرَجْتُه لأَنه يطوى على وجهه.

وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طويته.

ورجل مِدْراجٌ: كثير الإِدْراجِ للثياب.

والدَّرْجُ: الذي يُكتب فيه، وكذلك الدَّرَجُ، بالتحريك. يقال: أَنقذته

في دَرْجِ الكتاب أَي في طَيِّه. وأَدْرَجَ الكتابَ في الكتاب: أَدخله

وجعله في دَرْجِه أَي في طيِّه. ودَرْجُ الكتابِ: طَيُّه وداخِلُه؛ وفي

دَرْجِ الكتاب كذا وكذا. وأَدْرَجَ الميتَ في الكفن والقبر: أَدخله.

التهذيب: ويقال للخِرَقِ التي تُدْرَجُ إِدراجاً، وتلف وتجمع ثم تدسُّ

في حياء الناقة التي يريدون ظَأْرَها على ولد ناقة أُخرى، فإِذا نزعت من

حيائها حسبت أَنها ولدت ولداً، فيدنى منها ولد الناقة الأُخرى

فَتَرْأَمُه، ويقال لتلك اللفيفة: الدُّرْجَةُ والجَزْمُ والوثيقة. ابن سيده:

والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وغير ذلك، تدرج وتدخل في رحم الناقة ودبرها،

وتشدّ وتترك أَياماً مشدودة العينين والأَنف، فيأْخذها لذلك غَمٌّ مِثْلُ

غَمِّ المخاض، ثم يحلُّون الرباط عنها فيخرج ذلك عنها، وهي ترى أَنه ولدها؛

وذلك إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها على ولد غيرها؛ زاد الجوهري: فإِذا

أَلقته حَلُّوا عينيها وقد هَيَّأُوا لها حُواراً فيُدْنونَه إِليها

فتحسبه ولدها فتَرْأَمُه. قال: ويقال لذلك الشيء الذي يشدّ به عيناها:

الغِمامَةُ، والذي يشدَّ به أَنفها: الصِّقاعُ، والذي يحشى به: الدُّرْجَةُ،

والجمع الدُّرَجُ؛ قال عمران بن حطان:

جَمادٌ لا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها،

ولم يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ

والجَماد: الناقة التي لا لبن فيها، وهو أَصلب لجسمها. والظِّئار: أَن

تعالج الناقة بالغِمامَةِ في أَنفها لكي تَظْأَرَ؛ وقيل: الظِّئار خرقة

تدخل في حياء الناقة ثم يعصب أَنفها حتى يمسكوا نفَسها، ثم يحل من أَنفها

ويخرجون الدرجة فيلطخون الولد بما يخرج على الخرقة، ثم يدنونه منها فتظنه

ولدها فترأَمه. وفي الصحاح: فتشمه فتظنه ولدها فترأَمه. والدُّرْجَةُ

أَيضاً: خرقة يوضع فيها دواء ثم يدخل في حياء الناقة، وذلك إِذا اشتكت

منه.والدُّرْجُ، بالضم: سُفَيْطٌ صغير تَدَّخِرُ فيه المرأَةُ طيبها

وأَداتَها، وهو الحِفْشُ أَيضاً، والجمع أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ. وفي حديث عائشة:

كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ. قال ابن الأَثير: هكذا يروى

بكسر الدال وفتح الراء، جمع دُرْجٍ، وهو كالسَّقَطِ الصغير تضع فيه

المرأَةُ خِفَّ متاعها وطيبها، وقال: إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ؛

وقيل: إِنما هي الدُّرجة، بالضم، وجمعها الدُّرَجُ، وأَصله ما يُلف ويدخل

في حياء الناقة وقد ذكرناه آنفاً.

التهذيب: المِدْراجُ الناقة التي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت على

مَضْرَبِها.

ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جازت السنة ولم تُنْتَجْ.

وأَدْرَجَتِ الناقة، وهي مُدْرِجٌ: جاوزت الوقت الذي ضربت فيه، فإِن كان ذلك لها

عادة، فهي مِدْراجٌ؛ وقيل: المِدْراجُ التي تزيد على السنة أَياماً ثلاثة

أَو أَربعة أَو عشرة ليس غير. والمُدْرِجُ والمِدْراجُ: التي تؤخر جهازها

وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وهي ضِدُّ المِسْنافِ؛ قال

ذو الرمة:

إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً،

يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج

عنى بالمَداريج هنا اللواتي يُدْرِجْنَ عروضهن ويلحقنها بأَحقابهن؛ قال

ابن سيده: ولم يعن المداريج اللواتي تجاوز الحَوْلَ بأَيام.

أَبو طالب: الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حتى

يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ، وإِنما يُسَنَّفُ

بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ. أَبو عمرو: أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ

به في رفق؛ وأَنشد:

يا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا،

بالدَّلْوِ لا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا

ولا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا،

كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا

قال: وتسمى الدال والجيم الإِجازة. قال الرياشي: الإِدْرَاجُ النَّزْعُ

قليلاً قليلاً.

ويقال: هم دَرْجُ يدك أَي طَوْعُ يدك. التهذيب: يقال فلانٌ دَرْجُ يديك،

وبنو فلان لا يعصونك، لا يثنى ولا يجمع.

والدَّرَّاجُ: النَّمَّامُ؛ عن اللحياني. وأَبو دَرَّاجٍ: طائر صغير.

والدُّرَّاجُ: طائر شبه الحَيْقُطانِ، وهو من طير العراق، أَرقط، وفي

التهذيب: أَنقط، قال ابن دريد: أَحسبه مولَّداً.

وهي الدُّرَجَةُ مثال رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرة عن سيبويه؛

التهذيب: وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابن السكيت قال: هو طائر أَسود باطنِ

الجناحين، وظاهرهما أَغبر، وهو على خلقة القطا إِلاَّ أَنها أَلطف.

الجوهري: والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضرب من الطير للذكر والأُنثى حتى

تقول الحَيْقُطانُ فيختص بالذكر. وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ.

والدِّرِّيجُ: شيءٌ يضرب به، ذو أَوتار كالطُّنْبُورِ. ابن سيده:

الدِّرِّيجُ طنبور ذو أَوتار تضرب.

والدَّرَّاج: موضع؛ قال زهير:

بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ

ورواه أَهل المدينة: بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم. ودُرَّاجٌ: اسم.

ومَدْرَجُ الريح: من شعرائهم، سمي به لبيت ذكر فيه مَدْرَج الريح.

درج

1 دَرَجَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. دُرُوجٌ (S, Msb, K) and دَرَجَانٌ, (K,) said of a man, and of a [lizard of the kind called] ضَبّ, (S,) He went on foot; [went step by step; stepped along;] or walked: (S, K:) and said of a child, he walked a little, at his first beginning to walk: (Msb, TA: *) or, said of an old man, and of a child, and of a bird of the kind called قَطًا, aor. as above, inf. n. [دُرُوجٌ and] دَرْجٌ and دَرَجَانٌ and دَرِيجٌ, he walked with a weak gait; crept along; or went, or walked, leisurely, slowly, softly, or gently. (TA.) b2: [Hence,] دَرَجَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ Generation after generation passed away. (A.) And دَرَجَ القَوْمُ The people passed away, or perished, none of them remaining; (S, A, K;) as also ↓ اندرجوا. (S, K.) And دَرَجَ He left no progeny, or offspring: (As, S, K:) he died, and left no progeny, or offspring: [opposed to أَعْقَبَ:] but you do not say so of every one who has died: (TA:) or it signifies also [simply] he died: (Aboo-Tálib, S, A, Msb:) so in the prov., أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ (S, Msb) The most lying of the living and the dead. (S.) Or دَرَجَ signifies, (K,) or signifies also, (S,) He went his way; (S, K;) and so دَرِجَ, [aor. ـَ like سَمِعَ. (K.) لَيْسَ هٰذَا بِعُشِّكِ فَادْرُجِى, i. e. [This is not thy nest, therefore] go thou away, is a saying occurring in a خُطْبَة of El-Hajjáj, addressed to him who applies himself to a thing not of his business to do; or to him who is at ease in an improper time; wherefore he is thus ordered to be diligent and in motion. (TA. [See also art. عش.]) b3: دَرَجَتْ and ↓ أَدْرَجَتْ She (a camel) went beyond the year [from the day when she was covered] without bringing forth. (S, K.) b4: دَرَجَتِ الرِّيحُ The wind left marks, or lines, [or ripples,] upon the sand. (TA.) b5: دَرَجَتِ الرِّيحُ بِالحَصَا The wind passed violently over the pebbles [app. so as to make them move along: see also 10]. (K.) A2: دَرِجَ, aor. ـَ He rose in grade, degree, rank, condition, or station. (K, TA.) b2: He kept to the plain and manifest way in religion or in speech. (K, TA.) A3: Also (i. e. دَرِجَ) He continued to eat the kind of bird called دُرَّاج. (K.) A4: دَرَجَ as a trans. v.: see 4, in two places.2 دَرَّجَ [درّجهُ, inf. n. تَدْرِيجٌ, He made him to go on foot; to go step by step; to step along; or to walk: he made him (a child) to walk a little, at his first beginning to walk: or he made him (an old man and a child) to walk with a weak gait; to creep along; or to go, or walk, leisurely, slowly, softly, or gently: see 1, first sentence: and see also 10, first sentence.] You say, of a child, يُدَرَّجُ عَلَى الحَالِ [He is made to walk, &c., leaning upon the go-cart]. (S, K.) b2: [Hence,] درّجهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَدْرِيجٌ, (Msb,) He brought him near, or caused him to draw near, (S, Msb, * K,) by degrees (عَلَى التَّدْرِيجِ, S), or by little and little, (Msb,) إِلَى كَذَا to such a thing, (S,) or إِلَى الأَمْرِ to the thing or affair; (Msb;) as also ↓ استدرجهُ. (S, Msb, K.) b3: and He exalted him, or elevated him, from one grade, or station, to another, by degrees (عَلَى التَّدْرِيجِ); as also ↓ استدرجهُ. (A.) b4: And hence, (tropical:) He accustomed him, or habituated him, إِلَى كَذَا to such a thing. (A.) b5: [Hence] also, inf. n. as above, (assumed tropical:) He fed him, namely, a sick person, when in a state of convalescence, by little and little, until he attained by degrees to the full amount of food that he ate before his illness. (TA.) b6: دَرَّجَنِى, inf. n. as above, said of corn, or food, and of an affair, It was beyond, or it baffled, my ability, or power, to attain it, or accomplish it. (K.) b7: See also 4.

A2: درّج as an intrans. v. signifies He went on foot, or walked, [&c.,] much. (Har p. 380.) A3: [It is also said to signify He imitated the cry of the bird called دُرَّاج: see De Sacy's “ Chrest. Ar. ” 2nd ed. ii. 39.]4 ادرج He (God) caused people to pass away, or perish. (TA. [See also 10.]) [Hence,] ادرجهُ بِالسَّيْفِ [He destroyed him with the sword]. (K in art. شمر.) b2: تُدْزِجُ غَرْضَهَا وَتُلْحِقُهُ بِحَقَبِهَا said of a she-camel when she makes her saddle with its appertenances to shift backwards [She makes her fore girth to slip back and to become close to her kind girth]. (TA.) Accord. to Aboo-Tálib, إِدْرَاجٌ signifies A camel's becoming lank in the belly, so that his belly-girth shifts back to the kind girth; the load also shifting back. (TA.) b3: ادرج الدَّلْوَ He drew up the bucket gently: (K:) drew it up, or out, by little and little. (Er-Riyáshee, TA.) b4: ادرج الإِقَامَةَ; and ↓ دَرَجَهَا aor. ـُ inf. n. دَرْجٌ; i. q. أَرْسَلَهَا [i. e. He chanted the إِقَامَة (q. v.); meaning he chanted it in a quick, or an uninterrupted, manner; for such is the usual and prescribed manner of doing so: see 1 in art. حذم: in the present day, دَرَجَ, aor. and inf. n. as above, signifies he chanted, or sang, in a trilling, or quavering, manner; and uninterruptedly, or quickly]. (Msb.) b5: [إِدْرَاجٌ in speaking signifies, in like manner, The conjoining of words, without pausing; i. q. وَصْلٌ, as opposed to وَقْفٌ: it occurs in this sense in the S in art. هل, &c.]

b6: ادرج (inf. n. إِدْرَاجٌ, TA) also signifies He folded, folded up, or rolled up, (S, A, Msb, K,) a thing, (TA,) a writing, (S, A, Msb,) and a garment, or piece of cloth; (Msb;) as also ↓ درّج, (K,) inf. n. تَدْرِيجٌ; (TA;) and ↓ دَرَجَ, (K,) aor. ـُ inf. n. دَرْجٌ: (TA:) the first of these verbs is the most chaste: (L:) [it signifies also he rolled a thing like a scroll; made it into a roll, or scroll: and hence, he made it round like a scroll; he rounded it: (see أَدْمَجَ and مُدْمَجٌ and مُدَمْلَجٌ and حَرَّدَ &c.:) and he wound a thing upon another thing:] also he infolded a thing; put it in, or inserted it: and he wrapped, wrapped up, or inwrapped, a thing in another thing. (L.) You say, أَدْرَجَ الكِتَابَ فِى الكِتَابِ He infolded, enclosed, or inserted, the writing in the [other] writing; or put it within it. (A, L.) And ادرج المَيِّتَ فِى الكَفَنِ وَالقَبْرِ He put the dead man into the grave-clothing and the grave. (TA.) and أَدْرَجَنِى فِى طَىّ النِّسْيَانِ (assumed tropical:) [He, or it, infolded me in the folding of oblivion]. (TA in art. طوى.) b7: [And hence, (assumed tropical:) He foisted, or inserted spuriously, a verse or verses into a poem.]

A2: رَجَعَ

إِدْرَاجَهُ or عَلَى إِدْرَاجِهِ: see دَرَجٌ. b2: أَدْرَجَتْ said of a she-camel: see 1.

A3: ادرج بِالنَّاقَةِ He bound (صَرَّ) the she-camel's teats (K, TA) with a ↓ دُرْجَة [app. meaning a piece of rag wrapped about them]. (TA.) 5 تدرّج He progressed, or advanced, by degrees, إِلَى شَىْءٍ to a thing. (TA.) He was, or became, drawn near, or he drew near, (S, Msb,) by degrees (عَلَى التَّدْرِيجِ, S), or by little and little, (Msb,) إِلَى كَذَا to such a thing, (S,) or إِلَى الأَمْرِ to the thing or affair. (Msb.) b2: and (tropical:) He became accustomed, or habituated, إِلَى كَذَا to such a thing. (A.) 7 اندرجوا: see 1. b2: اندرج also signifies It was, or became, folded, folded up, or rolled up. (KL.) [And It was, or became, infolded, or inwrapped. b3: And hence, اندرج فِيهِ (assumed tropical:) It was, or became, involved, implied, or included, in it. b4: And اندرج تَحْتَ كَذَا (assumed tropical:) It was, or became, classed as a subordinate to such a thing.]10 استدرجهُ [is syn. with دَرَّجَهُ in the first of the senses assigned to this latter above. Hence,] Dhu-Rummeh says, صَرِيفُ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْهَا المَحَاوِرُ meaning [The creaking of the large sheaves of pulleys] which the pivots made to go [round] slowly (صَيَّرَتْهَا إِلَى أَنْ تَدْرُجَ). (TA.) b2: See also 2, in two places. b3: [Also] He caused him to ascend, and to descend, by degrees. (Bd in vii. 181.) b4: And hence, He (God) drew him near to destruction by little and little: (Bd ibid:) He brought him near to punishment by degrees, by means of respite, and the continuance of health, and the increase of favour: (Idem in lxviii. 44:) He (God) took him (a man) so that he did not reckon upon it; [as though by degrees;] bestowing upon him enjoyments in which he delighted, and on which he placed his reliance, and with which he became familiar so as not to be mindful of death, and then taking him in his most heedless state: such is said to be the meaning in the Kur vii. 181 and lxviii. 44: (TA:) or He bestowed upon him new favours as often as he committed new wrong actions, and caused him to forget to ask for forgiveness [thus leading him by degrees to perdition]: and [or as some say, TA] He took him by little and little; [or by degrees;] not suddenly: (K:) or اِسْتَدْرَجَهُمْ signifies He took them by little and little; [one, or a few, at a time;] not [all of them together,] suddenly. (L.) And He, or it, called for, demanded, or required, his destruction: from دَرَجَ

“ he died. ” (A, TA.) b5: It (another's speech, Aboo-Sa'eed, TA) disquieted him so as to make him creep along, or go slowly or softly, upon the ground. (Aboo-Sa'eed, K.) b6: He deceived him, or beguiled him, (AHeyth, K, TA,) so as to induce him to proceed in an affair from which he had refrained. (AHeyth, TA.) b7: استدرج النَّاقَةَ He invited the she-camel's young one to follow after she had cast it forth from her belly: so accord. to the K: [in the CK, for النَّاقَةَ and وَلَدَهَا, we find النّاقةُ and وَلَدُها:] but accord, to the L and other lexicons, استدرجت النَّاقَةُ وَلَدَهَا, i. e. the she-camel invited her young one to follow [her] after she had cast it forth from her belly. (TA.) b8: استدرجت الرِّيحُ الحَصَا The wind [blew so violently that it] made the pebbles to be as though they were going along of themselves (K, TA) upon the surface of the ground, without its raising them in the air. (TA.) [See also 1.]) b9: اِسْتِدْرَاجٌ also signifies The drawing forth (in Pers\. بيرون اوردن) speech, or words, from the mouth. (KL.) b10: And The rejecting a letter, such as the و in يَعِدُ for يَوْعِدُ. (Msb in art. وعد.) دَرْجٌ: see دَرَجٌ, in two places.

A2: Also, and ↓ دَرَجٌ, A thing in, or upon, which one writes; (S, K;) [a scroll, or long paper, or the like, generally composed of several pieces joined together, which is folded or rolled up:] and ↓ مُدْرَجٌ, [used as a subst.,] a writing folded or rolled up; pl. مَدَارِجُ: (Har p. 254:) and مدرجة [app. ↓ مُدْرَجَةٌ, from أَدْرَجَ “ he folded ” or “ rolled up,”

with ة added to transfer it from the predicament of part. ns. to that of substs.,] signifies [in like manner] a paper upon which one writes a رِسَالَة [or message, &c.], and which one folds, or rolls up; pl. مَدَارِجُ. (Har p. 246.) b2: فِى دَرْجِ الكِتَابِ signifies فِى طَيِّهِ [lit. Within the folding of the writing; meaning infolded, or included, in the writing]; (S, A, TA;) and فِى ثِنْيِهِ [which means the same]; (A;) and فِى دَاخِلِهِ [an explicative adjunct, meaning in the inside of the writing]. (TA.) You say, أَنْفَذْتُهُ فِى دَرْجِ الكِتَابِ [I transmitted it in the inside of the writing]. (S, TA.) And جَعَلَهُ فِى دَرْجِ الكِتَابِ [He put it in the inside of the writing]. (A, L, TA.) and فِى دَرْجِ الكِتَابِ كَذَا وَ كَذَا [In the inside of the writing are such and such things; or in the writing are enclosed, or included, or written, or mentioned, such and such things; this being commonly meant by the phrase فِى طَىِّ الكِتَابِ كذا وكذا]. (TA.) دُرْجٌ A woman's حِفش; (S, K;) i. e. a small receptacle of the kind called سَفَط, in which a woman keeps her perfumes and apparatus, or implements: (TA:) [accord. to the K, it is a coll. gen. n.; for it is there added, (I think in consequence of a false reading in a trad.,)] the n. un. is with ة: and the pl. [of mult.] is دِرَجَةٌ and [of pauc.] أَدْرَاجٌ. (K.) دَرَجٌ A way, road, or path; (S, L, K;) as also ↓ دَرْجٌ: (L:) and ↓ مَدْرَجَةٌ (S, A) and ↓ مَدْرَجٌ (A, K) signify [the same; or] a way by, or through, which one goes or passes; a way which one pursues; a course, or route; syn. مَذْهَبٌ (S) and مَسْلَكٌ (S, K) and مَمَرٌّ; (A;) and particularly the way along which a boy and the wind &c. go; as also دَرَجٌ; respecting which last, in relation to the wind, see دَرُوجٌ: (L:) or ↓ مَدْرَجٌ signifies a road; or a cross-road; or a bending road; and its pl. is مَدَارِجٌ: (Msb:) and ↓ مَدْرَجَةٌ is explained by Er-Rághib as signifying a beaten way or road: and it signifies also the course by which things pass, on a road &c.: and the main part of a road: and a rugged [road such as is termed] ثَنِيَّة, between mountains: (TA:) the pl. of دَرَجٌ (S, L) and of ↓ دَرْجٌ (L) is أَدْرَاجٌ (S, L) and دِرَاجٌ, which occurs in a prov. cited below: (Meyd:) and the pl. of مَدْرَجَةٌ is ↓ مَدَارِجٌ: (S, TA:) أَكَمَةٍ ↓ مَدَارِجُ signifies the roads that lie across a hill such as is termed اكمة. (TA.) You say أَدْرَاجَكَ meaning Go thy way, as thou camest. (TA from a trad.) And رَجَعَ دَرَجَهُ (TA) and رَجَعَ أَدْرَاجَهُ (Sb, S, K) and ↓ إِدْرَاجَهُ (K) or عَلَى إِدْرَاجِهِ (IAar) He returned by the way by which he had come. (S, K, TA.) and رَجَعَ دَرَجَهُ He returned to the thing, or affair, that he had left. (TA.) And رَجَعَ عَلَى أَدْرَاجِهِ and رَجَعَ دَرَجَهُ الأَوَّلَ He returned without having been able to accomplish what he desired. (IAar.) And اِسْتَمَرَّ دَرَجَهُ and أَدْرَاجَهُ [He kept on his way; persevered in his course]. (TA.) and هُوَ عَلَى دَرَجِ كَذَا He is on the way of, or to, such a thing. (TA.) And ↓ اِتَّخَذُوا دَارَهُ مَدْرَجَةً and ↓ مَدْرَجًا They made his house a way through which to pass. (A.) And لِهٰذَا ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَدْرَجَةٌ (assumed tropical:) This thing, or affair, is a way that leads to this. (TA.) And الحَقِّ ↓ اِمْشَ فِى مَدَارِجِ (tropical:) Walk thou in the ways of truth. (TA.) And ذَهَبَ دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ (tropical:) His blood went for nothing; [lit., in the ways of the winds; meaning] so that no account was taken of it, and it was not avenged. (S, A, * K.) And خَلّ دَرَجَ الضَّبِّ Leave thou the way of the ضبّ [a species of lizard], (S, Meyd,) and oppose not thyself to him, (TA,) lest he pass between thy feet, and thou become angry (فَتَنْتَفِخَ): (S, Meyd:) a prov., applied in the case of demanding security from evil. (Meyd. [See another reading, and explanations thereof, in Har p. 220, or in Freytag's Arab. Prov. i. 437.]) And مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِهِ or أَدْرَاجِهِ, accord. to different readings, with two different pls. of دَرَجٌ; i. e. Who will turn back Euphrates from its course? a prov. applied to an impossible affair. (Meyd.) And مَنْ يَرُدُّ السَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِهِ Who will turn back the torrent to its channels? another prov. so applied. (Meyd.) دَرَجُ سَيْلٍ and سَيْلٍ ↓ مَدْرَجُ signify The way by which a torrent descends in the bendings of valleys. (TA.) b2: [Hence, perhaps, as denoting a way, or means,] (assumed tropical:) A mediator between two persons for the purpose of effecting a reconciliation. (K.) b3: أَنَاَ دَرَجُ يَدَيْكَ means (tropical:) [I am submissive, or obedient, to thee;] I will not disobey thee: (A, TA: *) and درج used in this sense does not assume a dual nor a pl. form: [therefore] you say also, هُمْ دَرَجُ يَدِكَ (tropical:) They are submissive, or obedient, to thee. (TA.) b4: دَرَجُ الرَّمْلِ and المَآءِ signify [The ripples of sand and of water;] what are seen upon sand, and upon water, when moved by the wind. (Az and TA in art. حبك.) See دَرُوجٌ. b5: See also دَرَجَةٌ, in two places.

A2: And see دَرْجٌ.

دُرْجَةٌ A thing which is rolled up, and inserted into a she-camel's vulva, and then [taken forth, whereupon] she smells it, and, thinking it to be her young one, inclines to it [and yields her milk]: (S:) or, accord. to Aboo-Ziyád El-Kilá- bee, (S,) a thing (T, S, K) consisting of rags, (T,) or of tow and rags (S, M) and other things, (M,) which is rolled up, (T, K,) and stuffed into a she-camel's vulva, (T, S, M, K,) and into her tuel, (K,) and bound, (TA,) when they desire her to incline to the young one of another, (T, S,) having first bound her nose and her eyes: (S:) they leave her thus, (S, K,) with her eyes and nose bound, (K,) for some days, (S,) and she in consequence suffers distress like that occasioned by labour: then they loose the bandage [of her vulva] from her, and this thing comes forth from her, (S, K,) and she thinks it to be a young one; and when she has dropped it, they unbind her eyes, having prepared for her a young camel, which they bring near to her, and she thinks it to be her own young one, and inclines to it: (S:) or with the thing that comes forth from her they besmear the young one of another she-camel, and she thinks it to be her own young one, and inclines to it: (K:) the thing thus rolled up is called دُرْجَةٌ (T, S) and جَزْمٌ and وَثِيقَةٌ; (T;) and the thing with which her eyes are bound, غِمَامَةٌ; and that with which her nose is bound, صِقَاعٌ: (S:) the pl. [of mult.] is دُرَجٌ (S, TA) and [of pauc.] أَدْرَاجٌ: (TA:) or it signifies [or signifies also] a piece of rag containing medicine, which is put into a she-camel's vulva when she has a complaint thereof: pl. دُرَجٌ. (L, K.) b2: Also (tropical:) A piece of rag stuffed with cotton, which a woman in the time of the menses puts into her vulva, (K, TA,) to see if there be any remains of the blood: (MF:) likened to the درجة of a she-camel. (K.) It is said in a trad. of 'Áïsheh, كُنَّ يَبْعَثْنَ بِاالدَّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ [They (women) used to send the درجة, with cotton therein]: (IAth, K, * TA:) but accord. to one reading it is دِرَجَة, (IAth, K,) pl. of دُرْجٌ [explained above], meaning “ a thing like a small سَفَط, in which a woman puts her light articles and her perfumes: ” (IAth:) El-Bájee read دَرَجَة, which seems to be a mistake. (K.) b3: See also 4, last sentence.

A2: And see what here next follows.

دَرَجَةٌ A single stair, or step, of a series of stairs or of a ladder; one of the دَرَج of a سُلَّم: (Mgh:) and hence, by a synecdoche, (Mgh,) a series of stairs, or a ladder, (S, A, Mgh, Msb, K, TA,) constructed of wood or of clay [&c.] against a wall or the like, (Mgh,) by which one ascends to the roof of a house; (TA;) as also ↓ دُرَجَةٌ (S, K) and ↓ دُرْجَةٌ and ↓ دُرَجَّةٌ and ↓ أَدْرُجَّةٌ: (K:) the pl. of the first is ↓ دَرَجٌ, (S,) or [rather] دَرَجَةٌ [has for its proper pl. دَرَجَاتٌ, and] is n. un. of دَرَجٌ like as قَصَبَةٌ is of قَصَبٌ. (Msb.) ↓ دَرَجٌ and دَرَجَاتٌ also signify Stages upwards: opposed to دَرَكٌ and دَرَكَاتٌ: and hence دَرَجَاتٌ is used in relation to Paradise; and دَرَكَاتٌ, in relation to Hell. (B voce دَرَكٌ, q. v.) b2: A degree in progress and the like: you say دَرَجَةً دَرَجَةً By degrees; gradually. (TA.) b3: (tropical:) A degree, grade, or order, of rank or dignity: (S, A, K: *) degree, grade, rank, condition, or station: and exalted, or high, grade &c.: (TA:) pl. دَرَجَاتٌ. (S, K, TA.) b4: [A degree of a circle:] a thirtieth part of a sign of the Zodiac: (TA:) [pl. دَرَجَاتٌ.]

b5: [A degree, i. e. four minutes, of time: pl. دَرَجَاتٌ.]

دُرَجَةٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also, (ISk, S, K,) and ↓ دُرَّجَةٌ, (Sb, TA,) A certain bird, (ISk, S, K,) of which the inside of the wings is black, and the outside thereof dustcoloured; in form like the قَطَا, but smaller, or more slender: (ISk, S:) thought by IDrd to be the same as the دُرَّاج. (TA.) [See also دَرَّاجَةٌ, last sentence.]

دُرَجَّةٌ: see دَرَجَةٌ.

رِيحٌ دَرُوجٌ A wind swift in its course: (S, K:) or not swift nor violent in its course: (TA:) and in like manner قِدْحٌ an arrow: (S, TA:) or ريح دروج signifies a wind of which the latter part leaves marks (يَدْرُجُ) so as to produce what resembles [the track made by the trailing of] the tail of a halter upon the sand: and the place is called ↓ دَرَجٌ. (L.) دُرَّجٌ Great and difficult affairs or circumstances. (K.) You say, وَقَعَ فُلَانٌ فِى دُرَّجٍ Such a one fell into great and difficult affairs or circumstances. (TA.) دُرَّجَةٌ: see دُرَجَةٌ.

دَرَّاجٌ One who creeps along (يَدْرُجُ) with calumny, or slander, among people: (A:) one who calumniates, or slanders, much or frequently. (Lh, K.) b2: الدَّرَّاجُ The hedge-hog; syn. القُنْفُذُ: (K:) because he creeps along all the night: an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: أَبُو دَرَّاجٍ A certain small bird. (TA.) دُرَّاجٌ A certain bird, (S, K,) [the attagen, francolin, heath-cock, or rail,] resembling the حَيْقُطَان, and of the birds of El-'Irák, marked with black and white spots, or, accord. to the T, spotted: IDrd says, I think it is a post-classical word; and it is the same as the دُرَجَة and دُرَّجَة: in the S it is said that the names دُرَّاجٌ and ↓ دُرَّاجَةٌ are applied to the male and the female [respectively] until one says حَيْقُطَان, which is applied peculiarly to the male. (TA.) [See also De Sacy's “ Chrest. Ar. ” 2nd ed. ii. 39.]

دِرِّيجٌ, like سِكِّينٌ, (K,) or دُرَّيْجٌ, (so in the L,) A thing, (K,) i. e. a stringed instrument, (TA,) resembling the طُنْبُور, with which one plays: (K, TA:) the like of this is said by ISd. (TA.) دَرَّاجَةٌ A حَال [or kind of go-cart]; i. e. the thing upon which a child is made [to lean so as] to step along, or walk slowly, when he [first] walks: (Aboo-Nasr, S, K:) or the machine on wheels on which an old man and a child [lean so as to] step along, or walk slowly. (TA.) b2: Also A دَبَّابَة [or musculus, or testudo], which is made for the purpose of besieging, beneath which men enter. (K.) [The first and last of these significations are also assigned by Golius and Freytag to دُرَجَةٌ: but for this I find no authority; although, after the latter of them, Golius indicates the authority of the S and K; and Freytag, that of the K.]

دُرَّاجَةٌ: see دُرَّاجٌ.

دَارِجٌ [part. n. of 1, q. v.:] A boy that has begun to walk slowly, and has grown; (Mgh;) a boy in the stage next after the period when he has been weaned. (IAar, TA voce مُطَبِّخٌ, q. v.) b2: Dust (تُرَاب) caused by the wind to cover the traces, or vestiges, of dwellings, and raised, and passed over violently, thereby. (K.) b3: [Also, in the present day, The trilling, or quavering, or the quick, part of a piece of music or of a song or chant: see 4. b4: And Current, or in general use. And hence الدَّارِجُ, or الكَلَامُ الدَّارِجُ, or اللِّسَانُ الدَّارِجُ, The modern speech; i. e. the modern Arabic.]

دَارِجَةٌ sing. of دَوَارِجُ, (T, TA,) which signifies The legs of a beast (T, K) and of a man: ISd knew not the sing. (TA.) أُدْرُجَّةٌ: see دَرَجَةٌ.

مَدْرَجٌ; pl. مَدَارِجُ: see دَرَجٌ, in four places.

مُدْرَجٌ: see دَرْجٌ. b2: [Also (assumed tropical:) A verse foisted, or inserted spuriously, into a poem.]

مُدْرِجٌ A she-camel that has gone beyond the year [from the day when she was covered] without bringing forth. (TA.) b2: And A she-camel that makes her fore girth to slip back and to become close to her hind girth; contr. of مِسْنَافٌ; as also ↓ مِدْرَاجٌ; of which the pl. is مَدَارِيجُ. (TA.) مَدْرَجَةٌ, and its pl. مَدَارِجُ, which is also pl. of مَدْرَجٌ: see دَرَجٌ, in seven places.

A2: أَرْضٌ مَدْرَجَةٌ A land in which are birds of the kind called دُرَّاجٌ. (S.) مُدْرَجَةٌ: see دَرْجٌ.

مِدْرَاجٌ A she-camel that is accustomed to go beyond the year [from the day when she was covered] without bringing forth: (S:) or that exceeds the year by some days, three or four or ten; not more. (TA.) b2: See also مُدْرِجٌ.
درج
: (دَرَجَ) الرَّجُلُ والضَّبُّ يَدْرُجُ (دُرُوجاً) ، بالضّمّ، أَي مَشَى، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) دَرَجَ الشّيخٌ والصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً و (دَرَجَاناً) ، محرّكةٌ، ودَرِيجاً، فَهُوَ دارِجٌ، إِذا (مَشَى) كلٌّ مِنْهُمَا مَشْياً ضَعيفاً ودَبَّا، والدَّرَجَانُ: مِشْيَةُ الشَّيْخِ والصَّبِيِّ.
وَيُقَال للصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخَذَ فِي الحَرَكَة: دَرَجَ، وَقَوله:
يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خَارِجِ
أُمَّ صَبِيَ قَدْ حَبَا ودَارِجِ إِنّمَا أَرادَ أُمَّ صَبِيَ حابٍ ودَارِجٍ وجَازَ لَهُ ذالك لأَن (قَدْ) تُقَرِّبُ المَاضِيَ مِنَ الحَالِ حتَّى تُلْحِقَه بِحُكْمِه أَو تَكادُ أَلاَ تَراهُم يَقولونَ قد قَامَتِ الصَّلاةُ، قبل حالِ قِيامِها.
(و) دَرَجَ (القَوْمُ) إِذا (انْقَرَضُوا، كانْدَرَجُوا) ، وَيُقَال للقومِ إِذا مَاتُوا ولمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً: قد دَرَجُوا.
وقبيلةٌ دَارِجَةٌ، إِذا انْقَرَضَتْ وَلم يَبْقَ لَهَا عقَبٌ.
وَفِي الْمثل (أَكذبُ مَن دَجَّ ودَرَجَ) أَي أَكذَبُ الأَحياء والأَمواتِ.
(و) قيلَ: دَرَجَ (فُلانٌ) مَات و (لمْ يُخَلِّفْ نَسْلاً) ، وَلَيْسَ كلُّ مَن ماتَ دَرَجَ.
أَبو طَالب: فِي قَوْلهم (أَحْسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ (فَدَبَّ: مَشَى، ودَرَجَ: مَاتَ وَفِي حَدِيث كَعْبٍ (قَالَ لَهُ عُمَرُ: لِأَيِّ ابْنَيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ لواحدِ مِنْهُمَا نَسْل، أَمَّا المَقتولُ فدَرَجَ، وأَما القاتِلُ فهَلَكَ نَسْلُهُ فِي الطوفَانِ (دَرَجَ أَي مَاتَ) .
وأَدْرَجَهم الله: أَفْنَاهُمْ.
و (يُقَال) دَرَجَ قَرْنٌ بَعْد قَرْنٍ، أَي فَنَوْا.
وأَنشد ابْن السِّكّيت للأَخطل:
قَبِليَةٌ بِشِرَاكِ النَّعْلِ دَرِاجَةٌ
إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لاَ يُوجَدْ لَهُمْ أَثرُ
وَكَانَ أَصْل هاذا من دَرَجْت الثَّوْبَ إِذا طوَيْته، كأَنَّ هاؤلاء لمّا ماتُوا وَلم يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ والبَقَاءِ كَذَا فِي اللِّسان، فَهُوَ مَجَازٌ، وَلم يُشْرْ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ.
(أَو) دَرَجَ (: مَضَى لِسبِيلِه، كدَرِجَ كسَمِعَ) .
وفُلانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا، أَي على سَبِلِهِ.
(و) دَرَجَتِ (النَّاقَةُ) إِذا (جَازَت السَّنَةَ وَلم تُنْتَجُ، كأَدْرَجَتْ) .
وَهِي مُدْرِجٌ: جَاوَزَتِ الوَقْتِ الَّذي ضُرِبَتْ فِيه، فإِن كَانَ ذالك لَهَا عَادَة فَهِيَ مِدْرَاجٌ، وَقيل: المِدْرَاجُ: الَّتِي تَزيد على السَّنَةِ أَيّاماً ثلاثةٌ أَو أَربعةً أَو عَشرةً لَيْسَ غيرُ.
(و) دَرَجَ الشيْءَ يَدْرُجه دَرْجاً (طَوَى) ، وأَدْخَلَه، (كَدَرَّج) تَدْرِيجاً، (وأَدْرَجَ) ، والرُّبَاعيّ أَفصحُها.
والإِدْرَاجُ: لَفُّ الشَّيْءِ، وَيُقَال لما طَوَيْتَه: أَدْرَجْته، لأَنه يُطْوَى على وَجْهِه.
وأَدْرَجْتُ الكِتَابَ: طَوَيْتُه.
(و) من الْمجَاز: يُقَال: دَرِجَ الرَّجُلُ (كسَمِعَ) ، إِذا (صَعِدَ فِي المَرَاتِبِ) لأَن الدَّرَجَة بمعنَى المَنْزِلةِ والمَرْتَبَة.
(و) دَرِجَ إِذا (لَزِمَ المَحَجَّةَ) ، أَي الطَّرِيقَ الوَاضِحَ (مِنَ الدِّينِ أَو الكَلاَمِ) ، كُلُّه بكَسرِ العَيْن من فَعِلَ.
(والدَّرَّاجُ كشَدَّادِ: النَّمَّامُ) ، عَن اللِّحْيَانيّ. فِي الأَساس، أَي يَدْرُجُ بينَ القومِ بالنَّمِيمَةِ.
(و) الدَّرَّاجُ أَيضاً (: القُنْفُذُ) ، لأَنّه يَدْرُج لَيلَتَه جَمعاءَ، صِفَةٌ غالبةٌ.
(و) الدَّرّاجُ أَيضاً (: ع) قَالَ زُهيرٌ:
بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ
كَذَا فِي اللِّسَان، وسيأْتي فِي كلامِ المصنّف قَرِيبا.

(و) الدُّرَّاج (كرُمَّانٍ، طائرٌ) شِبْهُ الحَيْقُطَانِ، وَهُوَ من طَيْرِ العِرَاقِ أَرْقَطُ.
وَفِي التَّهْذِيب: أَنْقَطُ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَحسَبُه مُولَّداً، وَهِي الدُّرَجَةُ، مثالُ رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ.
وَفِي الصّحاح: الدُّرَّاجُ، والدُّرَّاجَةُ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ، للذَّكَر والأُنْثَى، حَتَّى تَقول الحَيْقُطَانُ فيخْتَصُّ بالذَّكَر.
(ودَرِجَ) الرجُلُ (كسَمِعَ: دَامَ على أَكْلِهِ) أَي الدُّرَّاجِ.
(والدَّرُوجُ) كصَبورٍ (الرِّيحُ السَّرِيعَةُ المَرِّ) ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرًّا لَيْسَ بالقَوِيِّ وَلَا الشَّديدِ، يُقَال: رِيحٌ دَرُوجٌ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ. وَفِي اللّسان: رِيحٌ دَرُوجٌ يَدْرُجُ مُؤَخَّرُهَا حتَّى يُرَى لَهَا مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ فِي الرَّمْلِ، وَاسم ذالك المَوْضعِ الدَّرَجُ.
وَيُقَال: اسْتَدْرَجَتْ المَحَاوِرُ المَحَالَ كَمَا قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
صَرِيفَ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحَاوِرُ
أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَنْ تَدْرُجَ. (الوَاحِدَةُ) دُرْجَة، (بهاءٍ) و (ج) دِرَجَة وأَدْرَاجٌ (كعِنَبَةِ وأَتْرَاسٍ) ، وَفِي حَدِيث عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (كُنَّ يَبْعَثْنَ بالدَّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ) . قَالَ ابنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بكسرِ الدَّالِ وَفتح الرّاءِ جمْع دُرْجٍ، وَهُوَ كالسَّفَطِ الصغيرِ تَضعُ فِيهِ المرأَةُ خِفَّ مَتَاعِها وطِيبها، وَقَالَ إِنما هُوَ الدُّرْجَةُ، تأَنِيثُ الدُّرْجِ. وَقيل: إِنما هِيَ الدُّرْجَةُ: بالضَّمّ، وَجَمعهَا الدُّرَجُ، وأَصلُه مَا يُلَفُّ ويُدْخَل فِي حَياءِ النَّاقةِ، كَمَا سيأْتي.
(و) الدَّرْجُ (بِالْفَتْح: الّذي يُكْتَبُ فِيهِ، ويُحَرَّك) ، يُقَال أَنْفَذْتُه فِي دَرْجِ الكِتَابِ أَي فِي طَيِّه، وجَعلَه فِي دَرْجِه، ودَرْكُ الكتَابِ: طَيُّه ودَاخِلُه، وَفِي دَرْجِ الكتابِ كذَا وَكَذَا.
(و) الدَّرَجُ (بالتَّحْرِيك: الطَّرِيقُ) والمَحَاجُّ، وجمعُه أَدراجٌ.
وَفِي اللّسَان: يُقَال للطّرِيقِ الّذي يَدْرُج فِيهِ الغُلامُ والرِّيحُ وغيرُهما مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ (وَجمعه أَدراجٌ) أَي مَمَرُّ ومَذْهَبٌ.
(و) يُقَال: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ، ودَرَجُه: طَريقُهُ، أَي لَا تَتَعرَّضْ لَهُ لئلاّ يَسْلُكَ بَين قَدَمَيْك فتَنْتَفِخَ.
ورجَ فُلانٌ دَرَجَه، أَي فِي طَرِيقه الذِي جاءَ فيهِ.
ورَجَع فُلانٌ دَرَجَه إِذا رَجعَ فِي الأَمْرِ الّذي كَانَ تَرَكَ.
وَفِي حَدِيث أَبي أَيُّوبَ (قَالَ لبَعض المُنَافِقِين وَقد دَخلَ المَسجِدَ (أَدْرَاجَكَ يَا مُنَافِقُ) الأَدْرَاجُ جمعُ دَرَجٍ (وَهُوَ الطّريق) أَي اخْرُجْ مِن المَسجِد وخُذْ طرِيقَك الّذي جِئْتَ مِنْهُ.
و (رَجَع أَدْرَاجَه) : عَادَ من حَيثُ جَاءَ، (ويُكْسَر) . نَقله ابْن منظورٍ عَن ابْن الأَعرابيّ، كَمَا يأْتي، فَلم يُصِبْ شيخُنَا فِي تَخْطِئَةِ المُصَنِّف. وإِذَا لَمْ تَرَ الهِلالَ فَسَلِّمْ.
وَيُقَال استَمَرَّ فُلانٌ دَرَجَه وأَدْرَاجَه.
وَقَالَ سِيبويهِ: وَقَالُوا رَجَعَ فُلانٌ أَدْرَاجَه (أَي) رَجَعَ (فِي الطَّرِيق الذِي جَاءَ مِنْهُ) ، وَفِي نُسخَة: فِيهِ.
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَال للرَّجُل إِذا طَلبَ شَيْئاً فَلم يَقْدِرْ عَلَيْهِ: رَجَعَ عَلى غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ ورَجَعَ على إِدْرَاجِه، ورَجَعَ دَرْجَهُ الأَوَّلَ، ومثلُه عَوْدَه على بَدْئه، ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ، وذالك إِذا رَجعَ وَلم يُصِبْ شَيْئاً.
ويقالُ: رَجَع فُلان على حَافِرَتِهِ وإِدْرَاجِه بِكسر، الأَلف، إِذا رَجعَ فِي طريقِه الأَوَّلِ.
وفُلانٌ على دَرَجِ كَذا، أَي (على) سَبيلِه.
(و) من الْمجَاز: (ذَهَبَ) دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ (أَي هَدَراً) .
ودَرَجَت الرِّيحُ: تَرَكَتْ نَمَانِمَ فِي الرَّمْلِ. (و) فِي التَّهْذِيب: (دَوَارِجُ الدَّابَّةِ: قَوَائِمُهَا) الوَاحِدةٌ دارِجَةٌ.
(والدُّرْجَةُ، بالضّمّ: شَيْءٌ) ، وعبارةُ التّهذيب: وَيُقَال للخِرَقِ الّتي تُدْرَجُ إِدراجاً وتُلَفُّ وتُجْمَعُ ثمّ تُدَسُّ فِي حَياءِ النَّاقة الّتي يُريدون ظَأْرَهَا عَلَى وَلَدِ نَاقة أُخْرَى فإِذا نُزِعَتْ مِن حَيائِهَا حَسِبَتْ أَنَّهَا وَلَدَتْ ولَداً فيُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ النّاقةِ الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ، وَيُقَال لتِلْك اللَّفِيفَةِ: الدُّرْجَةُ، والجَزْمُ والوَثِيقَةُ.
وَعبارَة المُحكمِ: والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخرَقٌ وغيرُ ذالك (يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ) وَفِي نُسخة: ويُدْخَلُ (فِي حَيَاءٍ النَّاقَةِ) ، ونِصُّ الْمُحكم: فِي رَحِمِ النَّاقَةِ (ودُبُرِهَا) ويُشَدُّ (وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدودةَ العَيْنِ والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لِذالك غَمٌّ كغَمِّ المَخَاضِ، ثمَّ يَحُلُّونَ الرِّباطَ عَنْهَا فيَخْرُج ذالك منِها) ، ونصُّ الْمُحكم: عَنْهَا (ويُلْطَخُ بِهِ وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ) وتَرَى (أَنه وَلدُهَا) .
وَعبارَة الجوهريّ: فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وَقد هَيَّبُّوا لَهَا حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها (فَتَرْأَمُهُ) ، قَالَ: وَيُقَال لذالك الشيءِ الذِي يُشَدُّ بِهِ عَيناها: الغِمَامَة، وَالَّذِي يُشَدُّ بِهِ أَنْفْها: الصِّقَاعُ.
والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ، قَالَ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ:
جَمَادٌ لَا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا
وَلم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ
والجَمَادُ: النَّاقَةُ الَّتي لَا لَبَنَ فِيهَا، وَهُوَ أَصْلَبُ لجِسْمِها.
(أَو) الدُّرْجَةُ (: خِرْقَةٌ يُوضَع فِيهَا دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ فِي حَيَائِهَا) أَي النّاقَةِ، وذالك (إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه) ، هاكذا نَصَّ عَلَيْهِ ابنُ منظورٍ وغيرُه فَلَا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا: قد أَنكره الجَماهِيرُ. (ج) دُرَجٌ (كصُرَدٍ) وَقد تقدَّم الشاهِدُ عَلَيْهِ.
(وَفِي الحدِيث) المَرْوِيّ فِي الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا، عَن عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (كن (يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ) بضمّ فسكونِ، وَهُوَ مجازٌ، لأَنهم (شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بهَا الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ، بدُرْجَةِ النَّاقَةِ) .
وَقد تقدَّمَ تفسيرُهَا، (ورُوِيَ: بِالدِّرَجَةِ، كعِنَبَةٍ) ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: هاكذا يُرْوَى، (وتَقَدَّمَ) أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ (وضَبَطَه) القَاضِي أَبو الْوَلِيد (البَاجِيُّ) فِي شَرْحِ المُوطَّإِ (بالتَّحْرِيكِ) كغيرِه (وكأَنَّهُ وَهَمٌ) ، أَخذ ذالك من قولِ القاضِي عياضٍ، قَالَ شيخُنَا، وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فَلَا بُعْدَ وَلَا تَشْكِيكَ.
(والدَّرَّاجَةُ، كجَبَّانَةٍ: الحَالُ) ، وَهِي (الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى) هاكذا نصُّ عبارَة الجوهريّ. وَقَالَ غيرُه: الدَّرَّاجَةُ: العَجَلَةُ الَّتِي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عَلَيْهَا.
(و) هِيَ أَيضاً (الدَّبَّابَةُ) الَّتِي تُتَّخَذُ و (تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا) وَفِي بعض الأُمهاتِ: فِيهَا (الرِّجَالُ) ، وَفِي التّهذيب: وَيُقَال للدَّبَّابَاتِ الَّتِي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ: (الدَّبَّاباتُ) والدَّرَّاجَاتُ.
(والدُّرْجَةُ، بالضّمّ، و) الدَّرَجَةُ (بالتَّحْرِيك، و) الدُّرَجَة (كهُمَزَةٍ) الأَخِيرَة عَن ثَعْلَبٍ (وتُشَدَّدُ جِيمُ هاذه، والأُدْرُجَّةُ، كالأُسْكُفَّةِ: المِرْقَاةُ) الَّتِي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ.
(و) وَقَعَ فُلانٌ فِي دُرَّجٍ، (كَسُكَّرٍ) ، أَي (الأُمُور العَظِيمة الشَّاقَة) .
(و) الدِّرِّيجُ، (كسِكِّينٍ: شَيءٌ كالطُّنْبُورِ) ذُو أَوْتَارٍ (يُضْرَبُ بِه) ، ومثلَه قَالَ ابنُ سِيدَه.
(وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً) .
وَدرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً، إِذا أَطْعَمْتِ شَيْئاً قَلِيلا، وذالك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً.
(و) رُوِيَ عَن أَبي الهَيثمِ: امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكذَا، حتَّى أَتاه فُلانٌ ف (اسْتَدْرَجَه) ، أَي (خَدَعَهُ) حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ فِي ذالك. (و) اسْتَدْرَجَه: رَقَّاهُ، و (أَدْنَاهُ) مِنْهُ على التَّدْرِيج، فتَدَرَّجَ هُوَ (كدَرَّجَه) إِلى كَذَا تَدْرِيجاً: عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةٌ بعد أُخْرَى، وهاذا مَجاز.
(و) عَن أَبي سعيد: اسْتَدْرَجَه كَلامِي أَي (أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ) ، قَالَ الأَعشى:
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّهُ
وتَعْلَمَ أَنِّي مِنْكُمُ غَيْرُ مُلْجَمِ
(و) يُقَال: استدْرَجَ فُلانٌ (النَّاقَةَ) إِذا (اسْتَتْبَع وَلَدَهَا بَعْدَ مَا أَلْقَتْه مِن بَطْنِها) هاذا نصُّ كَلامِه، والّذي فِي اللِّسان وغيرِه: وَيُقَال: اسْتَدْرَجَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا، إِذا اسْتَتْبَعَتْهُ بعدَ مَا تُلْقِيه مِن بَطْنِها.
(واسْتدْرَاجُ الله تَعَالَى العَبْدَ) بِمَعْنى (أَنَّه كُلَّمَا جَدَّدَ خَطِيئَةٌ جَدَّدَ لَهُ نعْمَةً وأَنْسَاه الاسْتَغْفَارَ) ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} أَي سَنأَخُذُهم من حَيْثُ لَا يَحْتَسِبون، وذالك أَنّ الله تَعَالَى يَفتح عَلَيْهِم من النَّعِيم مَا يَغْتَبِطُون بِهِ، فيَرْكَنُون إِلَيْهِ، ويَأْنَسون بِهِ، فَلَا يَذْكرون المَوْتَ، فَيأَخذُهُم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ مَا كَانُوا، ولهاذا قَالَ عُمَر بن الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ، لما حُمِلَ إِليه كُنوزُ كِسْرَى: اللهُمَّ إِني أَعوذُ بك أَن أَكون مُسْتَدْرَجاً فإِني أَسمعُك تقولُ {سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 182) .
(أَو) قيل: اسْتِدْراجُ الله تَعَالى العَبْدَ (: أَنْ يَأْخُذَه قَليلاً قَليلاً وَلَا يُبَاغِتَه) ، وَبِه فسَّرَ بعضُهُم الْآيَة المذكورةَ:
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و (أَدْرَجَ الدَّلْوَ) إِدراجاً، إِذا (مَتَحَ بهَا فِي رِفْقٍ) وأَنشد:
يَا صَاحِبَيَّ أَدْرِجَا إِدْرَاجَا
بِالدَّلْوِ لاَ تَنْضَرِجُ انْضِرَاجَا
قَالَ الرِّياشيّ: الإِدراج: النِّزْعُ قَلِيلاً قَلِيلا.
(و) أَدْرَجَ (بالنَّاقَةِ: صَرَّ أَخْلاَفَها) بالدُّرْجَة. (و) الدُّرَجَةُ (كهُمَزَةٍ) ، وتُشدَّد الرّاءُ، عَن سبيويه، قَالَ ابْن السَّكِّيت: هُوَ (طائِرٌ) أَسْودُ باطِنِ الجَنَاحَينِ، وظاهِرُهما أَغبرُ، وَهُوَ على خِلْقَةِ القَطَا إِلاّ أَنها أَلطَفُ، وَالتَّشْدِيد نقَله أَبو حَيَّانَ فِي شرح التّسهيلِ، وَرَوَاهُ يعْقُوبُ بالتّخفيف.
(وحَوْمَانَةُ الدُّرَّاجِ) بالضّمّ (وَقد تُفْتَح) لُغَة (: ع) ، قَالَ الصّاغانيّ فِي التكملة: الدُّرَّاج بالضّمّ، لغةٌ فِي الْفَتْح وذَكَر بيتَ زُهَيرٍ المشهورَ السابقَ ذِكْرُه، ورَوَاهُ أَهلُ الْمَدِينَة (بالدّرّاج فالمُتَثلّم) ويُنْظَر هاذا مَعَ كلامِ المُصَنِّف آنِفا، هَل هما موضعٌ واحدٌ أَو موضعانِ.
(و) المُدَرَّج (كمُعَظَّمٍ: ع بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ وعَرَفَاتٍ) .
و (ابنُ دُرَّاجٍ كَرُمَّانٍ) هُوَ (عَلِيُّ بنُ محمَّدٍ، مُحَدِّثٌ) هاكذا فِي نسختنا، وَالَّذِي فِي التكملة أَبو دُرَّاجٍ.
(والدُّرَّجُ كقُبَّرٍ: الأُمورُ الّتي تُعْجِزُ) ، وَقد مرّ ذالك فِي كلامِ المصنّف بِعَيْنِه، فَهُوَ تَكرارٌ.
(و) الدَّرَجُ (جَبَلٍ: السَّفِيرُ بَينَ اثْنَيْنِ) يَدْرُج بَينهمَا (للصُّلْحِ) .
(و) دُرَيْجٌ (كزُبَيْرٍ: جَدٌّ لِشُعَيْبِ ابنِ أَحْمَدَ) .
(والدَّرَجَاتُ، محرَّكَةً) جَمْعُ الدَّرَجَة، وَهِي (الطَّبَقَاتُ مِن المَرَاتِبِ) بَعْضهَا فَوق بعضٍ.
(و) يُقَال (دَرَجَتِ الرِّيحُ بالحَصَى أَي جَرَتْ عَلَيْهِ جَرْياً شَديداً) ، دَرَجَتْ فِي سَيْرِهَا.
(و) أَمَّا (اسْتَدْرَجَتْه) فَمَعْنَاه (جَعَلْتُه كأَنَّه يَدْرُجُ بِنَفْسِه) علَى وَجْهِ الأَرْض من غيرِ أَن تَرفَعَه إِلى الهواءِ.
(وتُرَابٌ دَارِجٌ: تُغَشِّيهِ الرِّيَاحُ) إِذا عَصفَتْ (رُسُومَ الدِّيارِ وتُثِيرُه) ، أَي تِلْكَ الرياحُ ذالك التُّرَابَ (وتَدْرُجُ بِهِ) فِي سَيْرِهَا، ورِيحُ دَرُوجٌ، وَقد تقدَّم شيءٌ من ذالك. وَمِمَّا بَقِي على المصنّف رَحمَه الله تَعَالَى:
الدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي المَنْزِلَة.
ودَرَجعاتُ الجَنَّةِ مَنَازِلُ أَرْفَعُ مِن مَنَازِلَ.
والدَّرِيجُ للقَطَا، قَالَ مُلَيْحٌ:
يُطِفْنَ بِأَحْمَالِ الجِمَالِ غُدَيَّةً
درِيجَ القَطَا فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ
وكلّ بُرْجٍ مِن بُروجِ السماءِ ثلاثُونَ دَرَجَةً.
والمَدَارِجُ: الثَّنَايَا الغِلاَظُ بَين الجِبَالِ، واحدتُها مَدْرَجَةٌ، وَهِي المواضعُ الَّتِي يُدْرَج فِيهَا، أَي يُمْشَى، وَمِنْه قولُ ذِي البِجَادَيْن عبدِ الله المُزَنِيّ:
تَعَرَّضِي مَدَارِجاً وسُومِى
تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
هاذا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقِيمِى
والدَّوَارِجُ: الأَرْجُلُ، قَالَ الفرزدق:
بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قَامَ فَوْقَه
خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ قَصِيرُ الدَّوَارِجِ
قَالَ ابْن سِيده: وَلَا أَعرِفُ لَهُ وَاحِدًا.
وَفِي خُطْبَةِ الحجّاجِ، (لَيْسَ هاذا بِعُشِّكِ فادْرُجهي) أَي اذْهَبي (وَهُوَ مَثلٌ) يُضْرَبُ لمن يَتَعَرَّض إِلى شيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وللمُطْمَئِنِّ فِي غيرِ وَقْته فيُؤْمَر بالجِدِّ والحَرَكةِ.
وَمن الْمجَاز: هُمْ دَرَجُّ السُّيُولِ. دَرَجُ السَّيْلِ وَمَدْرَجُهُ: مُنْحَدَرُهُ وطَرِيقُهُ فِي مَعَاطِف الأَوْدِيَةِ، وأَنشد سيبويهِ:
أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ
رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجُّ السُّيُولِ
ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَةٌ فِيهَا.
والمَدْرَجَةُ: مَمَرُّ الأَشياءِ على الطّريق وغيرِه.
ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه وسَنَنُه. وهاذا الأَمرُ مَدْرَجَةٌ لهاذا، أَي مُتَوَصِّلٌ بِهِ إِلَيْهِ.
وَمن الْمجَاز: امْشِ فِي مَدَارِج الحَقِّ.
وعليكَ بالنَّحْوِ فإِنه مَدْرَجَةُ البَيان، كَذَا فِي الأَساس.
واستَدْرَجَه: اسْتَدْعَى هَلَكَتَه، من دَرَج: مَاتَ.
ورجُلٌ مِدْرَاجٌ: كثيرُ الإِدراجِ للثِّيابِ.
وأَدْرَجَ المَيتَ فِي الكَفَنِ والقَبْرِ: أَدْخَلَه.
وَفِي التّهذيب: المِدْرَاجُ: النَّاقَةُ الّتي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتَتْ عَلَى مَصْرَبِها.
والمُدْرِجُ والمِدْرَاجُ: الَّتي تُؤَخِّر جَهَازَها وتُدْرِجُ عَرَضَهَا وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وَهِي ضِدُّ المِسْنَافِ، جَمْعُه مَدَارِيجُ.
وَقَالَ أَبو طالبٍ: الإِدراجُ: أَنْ يَضْمُرَ البَعِيرُ فيَطْطَرِبَ بِطَانُه حتَّى يَستأْخِرَ إِلى الحَقَبِ فيَسْتَأْخِرَ الحِمْلُ، وإِنما يُسَنَّفُ بِالسِّنافِ مَخَافَةَ الإِدْراجِ.
وَمن الْمجَاز: يُقَال: هم دَرْجُ يَدِك، أَي طَوْعُ يَدِك.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: فُلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ، وَبَنُو فُلانٍ لَا يَعْصُونَك، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع.
وأَبُو دَرَّاجٍ: طائرٌ صغيرٌ.
وَمن الْمجَاز: فُلانٌ تَدَرّج إِليه.
ومَدْرَجُ الرِّيحِ لَقَبُ عامرِ بن المَجْنُونِ الجَرْمِيّ الشَّاعِر، سَمَّوْه بِهِ لقولِه:
أَعَرَفْتَ رَسْماً مِنْ سُمَيَّةَ بِاللِّوَى
دَرَجَتْ عليهِ الرِّيحُ بَعْدَكَ فَاسْتَوَى
قَالَه ابْن دُرَيْد فِي الوِشاح، ومحمّد بن سلاَّم فِي طبقاته.
وَمن الأَمثال (مَنْ يَرُدُّ اللَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِه) . و (مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِه) ويُروى (عَنْ أَدْرَجِه) رَاجِعِ الميدانيّ.
وأَبو الحَسَن الصُّوفيّ الدَّرَّاج، بغداديٌّ، صَحِبَ إِبراهيمَ الخَوّاصَ، وَمَات سنة 320.
وأَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ دَرَّاجٍ القَطَّانُ، عَن الحَسَن بنِ عَرَفَةَ، وَعنهُ أَبو حَفصِ بنُ شَاهِينَ.
والبُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ إِبراهِيمَ الدَّرجِيّ أَبو إِسحاقَ القُرشيّ الدِّمشقيّ، حدَّث بالمعجم الكبيرِ للطَّبرانيّ، وَعنهُ الدِّمْياطيّ والبَرزالِيّ، مَاتَ سنة 681.
(درج) : المُدْرِجُ من الإِبل: الَّتِي تُعَجِّلُ النِّتاجَ.
درج: {درجات}: منازل بعضها فوق بعض. 

لبس

لبس اللُّبْسُ - بالضم -: مصدر قولِكَ: لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه.
ولَبِسْتُ امْرَأةً: أيْ تَمَتَّعْتُ بها زماناً.
ولَبِسْتُ قَوماً: أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْراً.
ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري: أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:
لَبِسْتُ أُناساً فأفْنَيْتُهُم ... وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا
ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم ... وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا
وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ:
لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا
واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس - بالكسر -: ما يُلْبَس، قال العجّاج:
يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ ... دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ
ولِبْسُ الكعبة - شرَّفَها الله تعالى -: ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة. وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر - رضي الله عنه - يَصِفُ الغَبِيْطَ:
فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ ... بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما
واللِّبْسَة: حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر - رضي الله عنه -: عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة.
وقال ابن عبّاد: اللِّبْسُ واللِّبْسَة: ضَرْبٌ من الثِّياب.
قال: واللِّبْس: السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم.
وقَولُهم لِلَّئيمِ: جِبْسٌ لِبْسٌ: إتْبَاعٌ.
ولباسُ الرجُل: امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى:) هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ (أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:
إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها ... تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا
وقال مُجاهِدٌ: أي سَكَنَ. وقال ابن عَرَفَة: اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع. وروى أبو عمرو: " ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ ".
ولِباس التَّقوى: الحَيَاء، وقيل: الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ: هو الإيمان، وقيل: هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين.
وقوله تعالى:) جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا (أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس.
وقوله تعالى:) فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ (أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلاً؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه.
واللَّبُوْسُ: ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ:
إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها ... إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها
وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح.
وقوله تعالى:) وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم (يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوساً لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ: رَكُوْب.
وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء: أي مُنْكَرَة.
وثوب لَبيس: أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل - رضي الله عنه - أنَّه كان يقول باليَمَن: ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة.
ويقال: ليسَ لِفلان لَبيس: أي مِثْل.
ومُلاءةٌ لَبِيس - بغير هاء -.
وقال الليث: اللَّبَسَة - بالتحريك -: بَقْلَة. قال الأزهري: لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث.
وقال أبو زيد: يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَساً - بالفتح -: أي ليسَ به كِبْرٌ.
والمَلْبَس - أيضاً -: اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس:
ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً ... وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا وفي المَثَل: أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس. قال الأعرابي: يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال: والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ: اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال: إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ. ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال: يُقال للرَجُل: مِمَّنْ أنتَ؟ فيقول: من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ. ومَنْ قال: ثَوْبُ المُلْبِس - بضم الميم - أرادَ: الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ.
ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ - بالفتح - ألْبِسُه - بالكسر - لَبْساً: أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى:) ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون (أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا.
وقال ابنُ عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى:) ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ (أي لا تَخْلِطُوه به.
وقوله تعالى:) أو يَلْبِسَكُم شِيَعاً (أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ.
وقوله جَلَّ ذِكْرُه:) ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ (أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ. قال العجّاج:
ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ ... من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ
واللَّبْس - أيضاً -: اخْتِلاط الظلام.
وفي الأمرِ لُبْسَة - بالضم -: أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح.
وألْبَسَه الثوب.
وألْبَسْتُ الشَّيْءَ: إذا غَطّيْتَه، يقال: ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ: إذا غَطَّتْها، ويقال: الحَرَّة: الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ.
وأمرٌ مُلْبِس: أي مُشْتَبِه.
والتَّلْبيس: التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ:
وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ ... فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا
والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة.
والعامّة تقول: هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب: لَبّاس.
وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال:
تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي ... تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ
أي اخْتَلَطَ.
وفي صفة أكْلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في حالِ صِغَرِه: فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ. أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه.
ويقال: الْتَبَسَ عَليهِ الأمر: أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه. وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ: فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال: فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي. أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ: في رأيِه لَبْسٌ: أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ: مُخالَطٌ.
ولابَسْتُ الأمْرَ: خالَطْتُه.
ولابَسْتُ فُلاناً: عَرَفْتُ باطِنَه.
والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة.

لبس: اللُّبْسُ، بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، واللَّبْس،

بالفتح: مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. واللِّباسُ: ما

يُلْبَس، وكذلك المَلْبَس واللِّبْسُ، بالكسر، مثلُه. ابن سيده: لَبِسَ

الثوب يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه، وأَلْبَس عليك ثوبَك. وثوب

لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه، وقيل: قد لُبِسَ فأَخْلَق، وكذلك مِلْحَفَة

لَبِيسٌ، بغير هاء، والجمع لُبُسٌ؛ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس؛ قال الكميت

يصف الثور والكلاب:

تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حتى كأَنما

يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا

يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ، فهو أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق.

ودارٌ لَبِيسٌ: على التشبيه بالثوْب الملبوس الخَلَق؛ قال:

دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ،

ليس بها من أَهلها أَنيسُ

وحَبْل لَبيسٌ:مستعمَل؛ عن أَبي حنيفة. ورجل لَبِيسٌ: ذو لِبَاسٍ، على

التَّشبيه؛ حكاه سيبويه. ولَبُوسٌ: كثير اللِّباس. واللَّبُوس: ما يُلبس؛

وأَنشد ابن السكيت لِبَيْهَس الفزاري، وكان بَيْهس هذا قتل له ستة إِخوة

هو سابعُهم لما أَغارَتْ عليهم أَشْجَع، وإِنما تركوا بَيْهَساً لأَنه

كان يحمُق فتركوه احْتِقاراً له، ثم إِنه مرَّ يوماً على نِسْوَة من قومه،

وهنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه.

فكشف ثوبه عن اسْتِه وغطَّى رأَسه فقلْنَ له: وَيْلَك أَيَّ شيء تصنَع؟

فقال:

الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها:

إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا

واللَّبُوس: الثياب والسِّلاح. مُذكَّر، فإِن ذهبت به إِلى الدِّرْع

أَنَّثْتَ. وقال اللَّه تعالى: وعلَّمناه صَنْعَة لَبُوس لكم؛ قالوا: هو

الدِّرْعُ تُلبَس في الحروب. ولِبْسُ الهَوْدج: ما عليه من الثياب. يقال:

كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه، وكذلك لِبْس الكعبة، وهو ما علينا من

اللِّباسِ؛ قال حميد بن ثور يصف فرَساً خدمته جَواري الحيِّ:

فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ

بأَطْرافِ طَفْلٍ، زانَ غَيْلاً مُوَشَّما

وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس. واللِّبْسَةُ: حالة من حالات

اللُّبْس؛ ولَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة. وفي الحديث: أَنه نهى عن

لِبْسَتَيْن، هي بكسر اللام، الهيئة والحالة، وروي بالضم على المصدر؛ قال الأَثير:

والأَوّل الوجه. ولِباسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِباسُ كل شيء:

غِشاؤُه. ولِباس الرجل: امرأَتُه، وزوجُها لِباسُها. وقوله تعالى في النساء:

هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لِباسٌ لهنَّ؛ أَي مثل اللِّباسِ؛ قال الزجاج:: قد

قيل فيه غيرُ ما قوْلٍ قيل: المعنى تُعانِقونهنَّ ويُعانِقْنَكم، وقيل:

كلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُنُ إِلى صاحبه ويُلابِسُه كما قال تعالى: وجَعَل

منها زوجها ليَسْكُنْ إِليها. والعرب تسَمِّي المرأَة لِباساً وإِزاراً؛

قال الجعدي يصف امرأَة:

إِذا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها،

تَثَنَّتْ، فكانت عليه لِباسا

ويقال: لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بها زماناً، ولَبِست قَوْماً أَي

تملَّيْت بهم دهراً؛ وقال الجعدي:

لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ،

وأَفْنَيْتُ بعد أُناسٍ أُناسا

ويقال: لَبِسْت فلانة عُمْرِي أَي كانت معي شَبابي كلَّه. وتَلَبَّسَ

حُبُّ فلانة بَدَمِي ولَحْمِي أَي اختلط. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الليل

لِباساً أَي تَسْكُنُون فيه، وهو مشتملٌ عليكم. وقال أَبو إِسحق في قوله

تعالى: فأَذاقها اللَّه لِباسَ الجُوعِ والخَوْف، جاعُوا حتى أَكلوا

الوَبَرَ بالدَّمِ وبلغ منهم الجُوعُ الحالَ التي لا غاية بعدها، فضُرِبَ

اللِّباسُ لما نالهم مثلاً لاشتماله على لابِسِه. ولِباسُ التَّقْوَى:

الحياءُ؛ هكذا جاء في التفسير، ويقال: الغليظ الخشِنُ القصير.

وأُلْبِسَتِ الأَرض: غطَّاها النَّبْتُ. وأَلبَسْت الشيء، بالأَلف، إِذا

غَطَّيْته. يقال: أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها. ويقال:

الحَرَّةُ الأَرض التي لَبِسَتها حجارة سُودٌ. أَبو عمرو: يقال للشيء إِذا

غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه ولا يكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا الليل، وأَلْبَسَ

السماءَ السحابُ ولا يكون لَبِسَنا الليل ولا لَبِس السماءَ السحابُ.

ويقال: هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَي غطَّتْها. والدَّجْنُ: أَن

يُلْبِسَ الغيمُ السماء.

والمَلْبَسُ: كاللِّباسِ. وفي فلان مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ. قال أَبو

زيد: يقال إَن في فلان لمَلْبَساً أَي ليس به كِبْرٌ، ويقال: كِبَرٌ،

ويقال: ليس لفلان لَبِيسٌ أَي ليس له مثل. وقال أَبو مالك: هو من

المُلابَسَة وهي المُخالَطة. وجاء لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً، وقد لَبِس له

أُذُنَهُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ، حتَّى

أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني

يقول: تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ.

واللَّبْسُ واللَّبَسُ: اختلاط الأَمر. لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه

لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه. وفي

المَوْلَدِ والمَبْعَثِ: فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه، قال: فَخِفْتْ أَن يكون قد

الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي، من قولك في رَأْيهِ لَبْسٌ أَي

اختلاطٌ، ويقال للمجنون: مُخالَط. والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ

واشْتَبَه. والتَّلْبيسُ: كالتَّدْليس والتَّخليط، شُدِّد للمبالغة، ورجل

لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبَّس. وفي حديث جابر: لما نزل قوله تعالى: أَو

يُلْبِسَكُم شِيَعاً؛ اللَّبْس: الخلْط. يقال: لَبَسْت الأَمر، بالفتح، أَلْبِسُه

إِذا خَلَطت بعضه ببعض، أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين؛ ومنه الحديث:

فَلَبَسَ عليه صَلاتَه. والحديث الآخر: من لَبَسَ على نفسه لَبْساً، كلُّه

بالتخفيف؛ قال: وربما شدد للتكثير؛ ومنه حديث ابن صيّاد: فَلَبَسَني أَي

جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره، والحديث الآخر: لَبَسَ عليه. وتَلَبَّس بيَ

الأَمرُ: اختلط وتعلق؛ أَنشد أَبو حنيفة:

تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي،

تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ

وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب. ولابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه. وفيه

لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ. وفي التنزيل العزيز: وللبَسْنا عليهم ما

يَلْبِسُون؛ يقال: لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا

شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً، وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على

ضَعَفَتهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: هَلاَّ أُنزل إِلينا

مَلَك؟ قال اللَّه تعالى: ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه، يعني المَلَك،

رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه. ومن

أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم

يُبَيِّنْهُ لك. وفي التهذيب: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ يُضرَب هذا المَثَل

لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه.

والمِلْبَس: الذي يلبسُك ويُجلِّلك. والمِلْبَسُ: الليل بعَيْنه كما

تقول إِزارٌ ومِئْزًرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ؛ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب

اللُّبْس كما قال:

وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا

وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال: ويقال ذلك للرجل، يقال له:

ممن أَنت؟ فيقول: من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت ولم

تخصَّ. واللَّبْسُ: اختِلاطُ الظلام. وفي الحديث: لُبْسَةٌ، بالضم، أَي

شُبْهَةٌ ليس بواضح. وفي الحديث: فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام

أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله؛ ومنه الحديث: ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها

بشيء يعني من الدنيا. وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس؛

عن اللحياني، ولَبَّسَ الشيءُ: الْتَبَسَ، وهو من باب:

قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن

ولابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه. ولابَسْتَ فلاناً: عَرَفت باطنَه. وما

في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع. ورجل البِيسٌ: أَحمق

(* قوله «البيس

أَحمق» كذا في الأصل. وفي شرح القاموس: ورجل لبيس، بكسر اللام. أَحمق.).

الليث: اللَّبَسَة بَقْلة؛ قال الأَزهري: لا أَعرف اللَّبَسَة في

البُقُول ولم أَسمع بها لغير الليث.

لبس



مُلَبَّسٌ pl. مُلَبَّسَات Sugared almonds, &c.
لبس: {لبسنا}: خلطنا. {لبوس}: دروع، تكون واحدا وجمعا.
(لبس) الْأَمر الْتبس وَفُلَان دلّس فَهُوَ ملبس وَعَلِيهِ الْأَمر خلطه
(ل ب س) : (قَمِيصٌ) هَرَوِيٌّ (لَبِيسٌ) أَيْ خَلَقٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَدْ سَبَقَ فِي خ م.
(لبس)
عَلَيْهِ الْأَمر لبسا خلطه عَلَيْهِ حَتَّى لَا يعرف حَقِيقَته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تلبسوا الْحق بِالْبَاطِلِ}

(لبس) الثَّوْب لبسا استتر بِهِ وَيُقَال لبس الْحيَاء وَيُقَال لبس قوما تملى بهم دهرا وَلبس النَّاس عَاشَ مَعَهم وَفُلَان فُلَانَة عمره كَانَت مَعَه شبابه كُله وَفُلَانًا على مَا فِيهِ احتمله وَقَبله وَيُقَال لبست على كَذَا أُذُنِي تصاممت عَنهُ وَجَاء فلَان لابسا أُذُنَيْهِ متغافلا
ل ب س : لَبِسْتُ الثَّوْبَ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُبْسًا بِضَمِّ اللَّامِ وَاللِّبْسُ بِالْكَسْرِ وَاللِّبَاسُ مَا يُلْبَسُ وَلِبَاسُ الْكَعْبَةِ وَالْهَوْدَجِ كَذَلِكَ وَجَمْعُ اللِّبَاسِ لُبُسٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ أَلْبَسْتُهُ الثَّوْبَ وَالْمَلْبَسُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْبَاءِ مِثْلُ اللِّبَاسِ وَجَمْعُهُ مَلَابِسُ.

وَلَبِسْتُ الْأَمْرَ لَبْسًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَلَطْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9] وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَفِي الْأَمْرِ لُبْسٌ بِالضَّمِّ وَلُبْسَةٌ أَيْضًا أَيْ إشْكَالٌ وَالْتَبَسَ الْأَمْرُ أَشْكَلَ وَلَابَسْتُهُ بِمَعْنَى خَالَطْتُهُ.

وَاللَّبِيسُ مِثَالُ كَرِيمٍ الثَّوْبُ يُلْبَسُ كَثِيرًا. 
لبس
اللبَاسُ: ما وارَيْتَ به جَسَدَكَ. ولبَاسُ التقْوى: الحَيَاءُ. والفِعْلُ: لَبِسَ يَلْبَسُ لُبْساً ولُبْسَةً ولَبْسَةً. وثَوْب لَبِيْس، وجَمْعُه لُبُسٌ. واللبْسَةُ: ضَرْبٌ من اللبَاسِ، واللَّبِيْسُ مِثْلُه. واللبْسُ: السِّمْحَاقُ وهي الجُلَيْدَةُ الرقِيْقَةُ التي تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللحْمِ. وهو جِبْسٌ لِبْسٌ: أي لَئيمٌ جَبَان. وفي كَلامِه بَعْضُ اللبُوْسَةِ: أي العُهْدَة.
ولَيْسَ له لَبِيْس: أي نَظِيْرٌ.
واللبَاسُ: الخُلْقَانُ من الجُلُوْدِ والمَزَادِ. وفي المَثَل: " الْبَسْ لكُل حالَةٍ لَبُوْسَها ". واللبْسُ: خَلْطُ الأمُوْرِ بَعْضها ببَعْضٍ إذا الْتَبَسَتْ. واللبُوْسُ: الدرْعُ وما تَحَصَّنْتَ به.
واللبَسَةُ: بَقْلَةٌ. وشَجَرَةٌ.
وداهِيَةٌ لَبْسَاءُ: مِثْلُ رَبْسَاءَ. ولَبِسْتُ عليه أُذني: تَصَامَمْت عليه. ولَسْت بلُبْسَةٍ: أي لَسْتُ بمُلْتَبِسِ الرَّأْيِ والأمْرِ.
وأنا في لَبْسَةٍ من أمْرٍ: أي في شَكٍّ منه. و " لَبِسْتُ أُناساً فأفْنَيْتهم ": أي اسْتَمْتَعْتُ بهم.
[لبس] اللُبْسُ بالضم: مصدر قولك لبست الثوب ألبس. واللبس بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسونَ} . واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام. وفي الحديث: " في الأمر لُبْسَةٌ " بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح. واللِباسُ: ما يُلْبَسُ. وكذلك المَلْبَسُ. واللِبْسُ بالكسر مثله. ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ: ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور : فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ عنه مَسَحْنَهُ * بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما * ولِباسُ الرجل: امرأته. وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لَهُنَّ} . قال الجعديّ: إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها * تثَنَّتْ عليه فكانت لباسا * ولباس التقوى: الحياء، هكذا جاء في التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ. واللبوسُ: ما يُلْبَسُ. وأنشد ابن السكيت : الْبَسْ لكلِّ حالةٍ لَبوسَها * إمَّا نَعيمَها وإمَّا بوسَها * وقوله تعالى: {وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ} ، يعني الدروع. وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب. ولابَسْتُ الأمر: خالطته. ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه. وما في فلان مَلْبَسٌ، أي مُسْتَمْتَعٌ. والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ. والتَلبيسُ كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة. ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل ملبس.
لبس
لَبِسَ الثّوب: استتر به، وأَلْبَسَهُ غيره، ومنه:
يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً
[الكهف/ 31] واللِّبَاسُ واللَّبُوسُ واللَّبْسُ ما يلبس. قال تعالى: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] وجعل اللّباس لكلّ ما يغطّي من الإنسان عن قبيح، فجعل الزّوج لزوجه لباسا من حيث إنه يمنعها ويصدّها عن تعاطي قبيح. قال تعالى:
هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ
[البقرة/ 187] فسمّاهنّ لباسا كما سمّاها الشاعر إزارا في قوله:
فدى لك من أخي ثقة إزاري
وجعل التّقوى لِبَاساً على طريق التّمثيل والتّشبيه، قال تعالى: وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ [الأعراف/ 26] وقوله: صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ
[الأنبياء/ 80] يعني به: الدِّرْعَ، وقوله:
فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ [النحل/ 112] ، وجعل الجوع والخوف لباسا على التّجسيم والتشبيه تصويرا له، وذلك بحسب ما يقولون: تدرّع فلان الفقر، ولَبِسَ الجوعَ، ونحو ذلك. قال الشاعر:
كسوتهم من حبر بزّ متحّم
نوع من برود اليمن يعني به شعرا. وقرأ بعضهم : وَلِباسُ التَّقْوى
من اللّبس. أي: السّتر. وأصل اللَّبْسِ: ستر الشيء، ويقال ذلك في المعاني، يقال: لَبَسْتُ عليه أمره. قال:
وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ
[الأنعام/ 9] وقال: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ [البقرة/ 42] ، لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ [آل عمران/ 71] ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام/ 82] ويقال: في الأمر لُبْسَةٌ أي: الْتِبَاسٌ، ولَابَسْتُ الأمر: إذا زاولته، ولَابَسْتُ فلانا: خالطته، وفي فلان مَلْبَسٌ. أي:
مستمتع، قال الشاعر:
وبعد المشيب طول عمر وملبسا

لبس


لَبَسَ(n. ac. لَبْس)
a. Concealed, hid.
b. [acc. & 'Ala], Rendered obscure to; concealed from.
c. [acc. & Bi], Confused, confounded with.
لَبِسَ(n. ac. لُبْس
لِبَاْس)
a. Put on, wore.
b. Associated, consorted, lived with.
c. [La
or
'Ala], Feigned inattention to.
d. [ coll. ], Dressed up, adorned
himself.
لَبَّسَa. see I (a) (b) & VIII (a).
d. Dissembled, dissimulated; disguised; perverted
misrepresented.
e. [ coll. ]
see IV (b)
لَاْبَسَa. Associated, mixed with; knew intimately.
b. Interfered, intermeddled with; engaged in.

أَلْبَسَa. Covered; overspread.
b. Put on, clad, clothed, decked with, in.
c. see VIII (a)
تَلَبَّسَ
a. [Bi], Put on; clad, dressed himself in; wore.
b. [Bi], Occupied himself with; engaged in; intermeddled
with; became implicated in.
c. [Bi], Clung, clave, stuck to.
إِلْتَبَسَa. Was obscure, confused, enigmatical; was involved
complicated.
b. Was disordered; was entangled, ravelled (
thread ).
c. [Bi], Became mixed with.
d. ['Ala], Was obscure, dubious to.
e. [Fī], Was doubtful about.
f. see V (b)g. [Bi], Overtook (horseman).
h. [Bi], Made to be an accompaniment, an adjunct.

لَبْسa. Confusion, confusedness; obscurity; ambiguity
ambiguousness, dubiousness.

لَبْسَةa. A putting on ( a garment ).
لِبْس
(pl.
لُبُوْس)
a. see 23 (a)
لِبْسَةa. Dress, attire.

لُبْس
لُبْسَة
لَبَسa. see 1
مَلْبَس
(pl.
مَلَاْبِسُ)
a. see 23 (a)
b. Profit.

مِلْبَسa. see 23 (a)
لَاْبِسa. see 25 (a)
لِبَاْس
(pl.
لُبُس
أَلْبِسَة
15t)
a. Garment, vestment; clothes, clothing, dress, apparel
raiment, vesture.
b. Covering.
c. Confusion, disorder; hurly-burly, hubbub.

لَبِيْس
(pl.
لُبُس
لَبَاْئِسُ
46)
a. Clothed, dressed.
b. Worn, used, shabby.
c. Like, equal, match.

لَبُوْسa. see 23 (a)b. Coat of mail.
c. Weapon.
d. see 28
لَبُوْسَة
لُبُوْسَةa. see 1
لَبَّاْسa. One wearing much clothing.
b. Muddler.
c. Dissembler.

N. P.
لَبڤسَ
(pl.
مَلَاْبِيْسُ)
a. see 23 (a)
N. P.
لَبَّسَa. see N. Ag.
إِلْتَبَسَb. [ coll. ], Comfits, sugar-plums;
bonbons; lozenges.
N. Ac.
لَبَّسَa. Obscurity; ambiguity, equivocation.

N. Ag.
أَلْبَسَa. see N. Ag.
VIII
N. Ag.
إِلْتَبَسَa. Obscure, ambiguous, intricate; enigmatical; dubious
equivocal.

N. Ac.
إِلْتَبَسَa. see 1
لِبَاس الرُّجُل
a. A man's wife.

لِبَاس المَرْأَة
a. A woman's husband.

لِبَاس التَّقْوَى
a. The apparel of piety: modesty, shame; righteous
conduct; faith.

لِبَاس الجُوْع
a. The utmost degree of hunger.

إِنَّ فِيْهِ لَمَلْبَسًا
a. He has no pride.
لَبَسَ لَهُ أُذُنَهُ
a. He feigned himself heedless of him.
ل ب س

لبس الثوب لبساً، وتلبّس بلباس حسن ولباساً حسناً، وعليه ملبس بهيٌّ ولبوس من ثوب أو درع، وعليهم ملابس ولبس. وملاءة لبيس، ومزادة لبيس: خلق. قال الكميت:

تتبّعها بالطعن شرراً كأنما ... يُبجّس روقاه المزاد اللبائسا

وهو لبس الكعبة. وكشف عن الهودج لبسه. قال:

فلما كشفن اللبس عنه مسحنه ... بأطراف طفلٍ زان غيلاً موشّماً

وما لبست هذا الثوب إلا لبسةً واحدةً، وما أحسن لبسته! ولبّس الحقّ بالباطل. ولبس عليه الأمر ولبسه. ولابس عمل كذا. والتبس به وتلبّس. ولابست فلاناً حتى عرفت دخلته: خالطته. والتبست عليه الأمور، وفي أمره لبسٌ ولبسة بالضم إذا لم يكن واضحاً.

ومن المجاز: فيه ملبسٌ: مستمتع. قال امرؤ القيس:

ألا إن بعد العدم للمرء قنية ... وبعد المشيب طول عمرٍ وملبساً

وفلان قد لبس الاس: عاش معهم، ولبس أياه: مليه. قال:

لبست أبي حتى تملّيت عمره ... وملّيت أعمامي وملّيت خاليا وقال:

لبست أناساً فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا

والبس الناس على قدر أخلاقهم: عاشرهم. ولكل زمان لبسه أي حالة يلبس عليها من شدّه ورخاه. ولبست فلاناً على ما فيه: احتملته وقبلته. قال لبيد:

وإني لأعطي المال من لا أودّه ... وألبي أقواماً على الشّنآن

ولبست على كذا أذني إذا سكتّ عليه ولم تتكلّم وتصائمت عنه. قال ابن مفزّع:

فلبست سمعك ثم قلت أرى العدى ... كثروا وأخلف موعدي أشياعي

ويقال: لباس التقوى الحياء " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف " والسمحاق لبس العظم. والتبست به الخيل: لحقته. قال الفرزدق:

وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... يقظ عانياً أو جيفةً بين أنسر
[لبس] فيه: "أو "يلبسكم" شيعًا"، اللبس: الخلط، لبست الأمر- بالفتح، إذا خلطت بعضه ببعض، أي فرقًا مختلفين. ك: أصحاب أهواء مختلفة، "ويذيق بعضكم باس بعض" أي يقتل بعضكم بعضًا، وهاتان أي المحنتان أو البليتان وهما اللبس والإذاقة أهون، ومر "شيعًا" في ش. ش: يزيح كل "لبس"، هو بالفتح مصدر لبست عليه الأمر -بالخفة: خلطته عليه وشككته فيه، والأمر لبسة بالضم. نه: ومنه: ح: "فلبس" عليه صلاته. وح: من "لبس" على نفسه لبسًا، كله بالتخفيف وربما شدد للتكثير. ك: "فلبس" عليه صلاته، أي خلط عليه أمر صلاته. ط: لبس بالفتح، قوله: فليطرح الشك- أي ما فيه شك. مف: هو بتشديد أي خلط وشوش عليه خاطره. ط: إنما "يلبس" علينا القرآن مثل هؤلاء، فيه أن ترك السنن والآداب منه باب الفتوحات الغيبية وأنه يسري إلى الغير وأن بركتها تسري في الغير، ثم تأمل أن مثله صلى الله عليه وسلم إذا كان يتأثر من مثل تلك الهيئة فكيف بالغير من أهل الأهواء والبدع! وصحبة الصالحين بعكسه. نه: ومنه ح ابن صياد: "فلبسني"، أي جعلني ألتبس في أمره. وحديثه: "لبس" عليه. ط: بضم لام وخفة باء. وح: "لا تلتبس" به الألسن، أي لا يقرأ بكل لغات بل بالعربية، أو لا يخلط به غيره بحيث يشتبه الأمر، أو لا يتعسر على أهل اللغات المختلفة بل يسهل عليهم أجمعين. ش: أي لا تغيره عما هو فيه فيختلط بكلام مخلوق. ن: و"يلبسها" علي، بفتح ياء وكسر موحدة، أي يخلطها. وح: قد اسود من طول ما "لبس"، لبس الحصير: افتراشه. ك: بضم لام وكسر باء. ج: لا "تلبسوا" علينا، التلبيس: التخليط والــتشكيك. ك: "لا يلبس" القميص- بفتح أوله وثالثه وضم سين خبرًا وكسرها نهيًا، يريد أنه يجوز الصلاة بدون القميص وغيره من المخيط. وح: "لتلبسها" صاحبتها- مر في جلباب. وح: "فليلبس" سراويل- للمحرم، باللام الجارة للبيان، أي هذا الحكم للمحرم، وفي بعضها بحذفها فهو فاعل يلبس. وح: "يلبس" من لا خلاق له، بفتح موحدة، ويقيد بالرجال. ن: إياكم و"لبوس" الحرير، بفتح لام. نه: ومنه ح: فجاء الملك فشق عن قلبه، قال: فخفت أن يكون قد "التبس" بي، أي خولطت في عقلي. وفيه: فيأكل وما "يتلبس" بيده طعام، أي لا يلزق به لنظافة أكله. ومنه: ذهب ولم "يتلبس" من الدنيا بشيء. وفيه: نهى عن "لبستين"، هي بكسر لام: الهيئة والحالة، ويروى بالضم على المصدر، والأول الوجه. ك: وهما الاحتباء واشتمال الصماء، واختصر بذكر أحدهما لشهرة الآخر. غ: "و"للبسنا" عليهم ما "يلبسون"": شبهنا عليهم وأضللناهم كما ضلوا. "و"لباس" التقوى" الإيمان أو الحياء. و"اللبوس": الدرع، لأنه يلبس. وح: من "لبس" ثوب شهرة- مر في ثوب.
ل ب س

لبِسَ الثَّوَب لُبْساً ولِبَاساً وألْبَسَهُ إيَّاهُ وأَلْبَسَ عليكَ ثَوْبَكَ وثَوْبٌ لَبِيسٌ قد لُبِسَ فأخْلَقَ وكذلك مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ والجمع لُبُسٌ وكذلك المَزَادةُ وجمعُها لبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يصِفُ الثَّورَ والكِلابَ

(تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حتَّى كأنَّما ... يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبائِسَا)

يعني التي قد اسْتُعمِلَت حتى أخْلَقَتْ فهو أطْوعُ للشَّقِّ والخَرْق ودارٌ لبيسٌ على التشْبيهِ بالثَّوْبِ الملْبوسِ الخَلَق قال

(دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسٌ ... ) (ليْسَ بِها من أهْلِها انيسُ ... )

وحَبْلٌ لَبيسٌ مستعْملٌ عن أبي حنيفَةَ ورَجُلٌ لَبِيسٌ ذُو لِبَاسٍ على النَّسَب حكاهُ سيبويه ولَبُوسٌ كثيرُ اللِّباسِ واللَّبُوسُ الثِّيابُ والسِّلاحُ مذكَّر فإن ذَهَبْتَ بِهِ إلى الدِّرْعِ أنَّثْتَ ولِبْسُ الهَوْدجِ ما عليه من الثياب وكذلك لِبْسُ الكَعْبةِ وإنه لحَسَنُ اللِّبْسَةِ واللَّباسِ ولِبَاسُ الثَّورْ أَكِمَّتُهُ ولِبَاسُ كلِّ شيء غِشاؤه وقوله تعالى {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} البقرة 187 أي مثْلُ اللِّبَاسِ قالَ الزَّجَّاجُ قد قِيلَ فيِه غير ما قَوْلٍ قيل المَعْنَى تُعانِقونَهُنَّ وتُعَانِقْنَكم وقيل كلُّ فريقٍ منك يسْكُن إلى صاحبِه ويُلابِسُهُ كما قال تعالى

(وجَعَلَ مِنِها زَوْجَها ليسْكُن إِليْها} الأعراف 189 والعربُ تسمِّي المرأةَ لِباساً وإزاراً ولِباسُ التَّقْوَى الحَياءُ وأُلْبِسَتِ الأَرضُ غطَّاها النَّبْتُ والمَلْبَسُ كاللِّباس وفي فلانٍ مَلْبسٌ أي مُسْتَمَعٌ وجاءْ لابِساً أُذُنَيْهِ أي مُتغافِلاً وقد لَبِسَ له أُذُنَهُ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(لبِسْتُ لِغالبٍ أُذُنيَّ حتى ... أراد لِقَوْمِهِ أنْ يَأْكُلُونِي)

يقول تغافَلْتُ عنهم حتَّى أطْمَعَ قَوْمَه فيِّ واللَّبْسُ واللَّبَسُ اختلاطُ الأمر لبَسَهُ علَيْهِ يَلْبِسُهُ لَبْساً فالْتَبَسَ وتلَبَّسَ بي الأمْرُ اختلَطَ وتعلَّق أنشد أبو حنيفةَ

(تلبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ)

وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أي الْتِباسٌ وأعْرض ثوبُ المُلْبِسِ إذا سأَلْتَه في أمْرٍ فلم يُبَيِّنْه لكَ وفي كَلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ أي أنه مُتَلَبِّس عن اللِّحيانِيِّ ولبَّسَ الشيءُ الْتَبَسَ وهو من باب قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لذي عَيْنَيْنِ ولابَسَ الرَّجُلَ خالَطَهُ ورجُلٌ إِلْبِيسٌ أحْمَقُ واللَّبْسَة بقْلَةٌ
لبس
لبَسَ/ لبَسَ على يَلبِس، لَبْسًا، فهو لابس، والمفعول ملبوس
• لبَس الأمرَ عليه: خلَطه وعمّاه حتّى لا يعرف حقيقتَه " {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} ".
• لبَس عليه الأمرُ: اختلط واشتبه بغيرِه. 

لبِسَ يَلبَس، لُبْسًا، فهو لابس، والمفعول مَلْبوس
• لبِس الثَّوبَ وغيره: اكتسى به، استتر به "لبس ملابسَ النَّوم- {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} - {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} " ° لبِس الحِدادَ: لبس لباسًا خاصًّا إثر وفاة عزيز عليه- لبِس النّاسَ: عاش معهم- لبِس بها زمانًا: تزوّجها زمنًا- لبِس فلانًا على ما فيه: احتمله وقبله- لبِس له أذنيه: تغافل عنه ولم يتكلَّم- لبِس له جِلْدَ النِّمر [مثل]: كشف له عن عداوته، عامله بوحشيَّة- لبِس مُسوحَ الرُّهبان: تظاهر بالبراءة والطِّيبة. 

ألبسَ/ ألبسَ على يُلبس، إلباسًا، فهو مُلْبِس،

والمفعول مُلْبَس
• ألبسه ثوبًا ونحوَه: كساه إيّاه، غطّاه به "ألبستهم ملابسَ جديدة- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يُلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [ق] ".
• ألبس عليه الأمرُ: لبَس؛ اشتبه واختلط. 

التبسَ بـ/ التبسَ على يلتبس، التباسًا، فهو مُلْتَبِس، والمفعول مُلتبَس به
• التبس بعمل كذا: خالطه.
• التبس عليه الأمرُ: لبَس؛ أُشكل واختلط واشتبه، كان غير واضح "أعاد صياغة فكرته منعًا للالتباس- التبس عليه الحقُّ بالباطل- المشكلة ملتبسة على الطَّرفين- رفع الالتباس عن الموضوع" ° الْتُبِسَ به: خُولط في عقله. 

تلبَّسَ بـ يتلبَّس، تلبُّسًا، فهو مُتلبِّس، والمفعول مُتلبَّس به
• تلبَّس به الأمرُ: اشتبه واختلط عليه، تعلّق به واختلط "تلبَّس حُبُّها بدمه- ذهب من الدُّنيا ولم يتلبَّس منها بشيء".
• تلبَّس الشَّخْصُ بجريمة: ارتكبها "تلبس بجريمة قتل- داهمته رجالُ الشُّرطة في حالة تلبُّس".
• تلبَّس الشَّخْصُ بدور مسرحيّ: تفاعل معه تفاعلاً كاملاً "تلبَّس بدور عمر بن عبد العزيز". 

لابسَ يلابس، مُلابَسةً، فهو مُلابِس، والمفعول مُلابَس
• لابس الشَّخصَ: خالطه واتَّصل به "يُلابِس القضيَّةَ غموض كبير".
• لابس التِّجارةَ: زاولها. 

لبَّسَ يلبِّس، تلبيسًا، فهو مُلبِّس، والمفعول مُلبَّس
• لبَّس الشَّخْصَ/ لبَّس الشَّيءَ: ألبسه؛ كساه، غطَّاه "لبَّست أطفالَها ملابسَ المدرسة- لبَّسه تاجَ الإمارة".
• لبَّس عليه الحقائقَ: خلَّطها وستر حقيقتَها وأظهر خِلافَها، جعلها غير واضحة "لبَّس على القاضي- لبّس المشكلةَ على أبيه- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَّسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [ق]: عمَّينا وشبَّهنا". 

التباس [مفرد]:
1 - مصدر التبسَ بـ/ التبسَ على.
2 - (سف) عدم التَّمييز بين شيئين مختلفين واعتبارهما شيئًا واحدًا، عدم الوضوح وإدراك المضمون.
3 - (نف) اختلاط الأفكار بدون رابط منطقي بينها.
• الالتباس الدِّلاليّ: (لغ) احتمال الكلام لأكثر من معنى، وقد يكون ذلك نتيجة للتَّعقيد المعنويّ.
• الالتباس النَّحويّ: (نح) عبارة تتحمّل أكثر من معنى بسبب تركيبها النَّحويّ. 

لِباس [مفرد]: ج ألبسة ولُبُس:
1 - لِبْس؛ ما يستر الجسمَ، أو ما يُلْبَس من كسوة "لباس السَّهرة: ثوب السَّهرة الرسميّ- لباس رسميّ/ عسكريّ- لباس الشَّاطئ: ملابس مناسبة للسِّباحة أو ركوب القارب أو التَّشمُّس- {يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} " ° لباس التقوى: الإيمان والعمل الصالح/ الحياء- لباس الجوع والخوف: الآلام.
2 - زوج وزوجة " {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}: أن كليهما يمنع الآخرَ عمَّا لا يحلّ، فكما يمنع اللباسُ الحرَّ والبرد فكذلك كلّ منهما يمنع الآخرَ ويستره عن الفاحشة". 

لَبَّاسة [مفرد]: اسم آلة من لبِسَ: أداةٌ يُستعان بها على لُبْس الحذاء. 

لَبْس [مفرد]:
1 - مصدر لبَسَ/ لبَسَ على.
2 - شكّ وشبهة وحيرة " {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} ".
3 - (لغ) الالتباس؛ احتمال اللّفظ أو العبارة لأكثر من معنى، وقد يكون اللّبس نتيجة للتعقيد اللفظيّ. 

لُبْس [مفرد]:
1 - مصدر لبِسَ.
2 - ما يُلْبَس "لُبْس هذه المرأة أنيق". 

لِبْس [مفرد]: ج لُبُوس: لِباس؛ ما يُلْبَس من كسوة "علّق لِبْسَه على الشمَّاعة- اشترى لِبْس العيد" ° حجرة اللِّبْس: حجرة في بيت أو مسرح ونحوهما لتغيير الملابس ووضع الزِّينة. 

لَبُوس1 [مفرد]: ج لُبُس:
1 - لِبْس؛ ما يُلْبَس من كسوةٍ وغيرها "الْبِس لكلِّ حالةٍ لَبُوسَها: ما يلائمها".
2 - دِرْعٌ
 " {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} ". 

لَبُوس2 [جمع]: مف لَبُوسة: (طب) دواءٌ على شكل أقماع يُوضَع في الدُّبُر أو القُبُل فيذوب. 

مُلابسة [مفرد]: ج مُلابسات:
1 - مصدر لابسَ.
2 - ما يتعلّق بأمر أو شيء (عادة في صيغة الجمع) "تحيط بالقضيّة ملابسات غامضة". 

مُلَبَّس [جمع]: مف مُلبَّسة: لَوْزٌ ونحوه يُغَلَّف بطبقة يابسة من الحلوى "يُحِبُّ الأطفالُ أكلَ المُلَبَّس". 

مَلْبَس [مفرد]: ج مَلاَبِسُ: لباس، كُلُّ ما يُلْبَس من ثيابٍ ونحوها "ملبس الوقاية- ملابس داخليّة: ثياب تحتيّة ترتدى تحت ثياب خارجيّة- حجرة/ صناعة الملابس". 

ملبوسات [جمع]: مف ملبوس: ملابسُ؛ كُلُّ ما يُرْتَدَى من ثيابٍ ونحوها "ملبوسات رياضيَّة/ جاهزة/ سياحيَّة/ جلديَّة". 

لبس

1 لَبِسَ الثَّوْبَ, aor. ـَ inf. n. لُبْسٌ (S, M, A, Msb, K) and لِبَاسٌ, (M,) [He put on, or wore, the garment.] You also say, اِلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ [Put on thee thy garment]. (M.) And لَبِسَ السِّلَاحَ [He wore, or put on, the weapon, or weapons]. (S, K, in art. سلح, &c.) [See also 5.] b2: لَبِسَ الحَيَآءَ لِبَاسًا (assumed tropical:) [He put on pudency as a garment;] he protected himself by pudency. (IKtt.) b3: لَبِسَ لَهُ أُذُنَهُ (tropical:) He feigned himself inattentive to him, or heedless of him. (M. [See also أُذُنٌ.]) And لَبِسْتُ عَلَى كَذَا أَذُنِى (tropical:) I was silent respecting such a thing, and feigned myself deaf to it. (A.) [Contr. of نَشَرْتُ لَهُ أُذُنِى.] b4: لَبِسَ امْرَأَةً (tropical:) He had the enjoyment of a woman, or wife, [meaning, of her converse and services,] for a long time. (K, TA.) And لَبِسَ فُلَانَةَ عُمْرَهُ (tropical:) He had such a girl, or woman, with him during the whole period of his youth. (K, TA.) and لَبِسَ الناسَ (tropical:) He lived with the people. (A.) And لَبِسَ قَوْمًا (tropical:) He lived, or enjoyed, a period of time, or a long period of time, (دَهْرًا,) with the people. (K, * TA.) [And لَبِسَ أَبَاهُ, which is explained in the TA by مَلَّهُ, which I also find in a copy of the A thought to have been used by the author of the TA: but, from what follows, it appears to me that the right reading is مُلِّيَهُ, and the meaning, (tropical:) He enjoyed long life with his father: or he lived the period that his father lived: or he lived with his father all his (the latter's) life: see a verse of Ibn-Ahmar cited voce أَبْلَى in art. بلو. See also a verse of El-'Ajjáj cited voce خَلَجَ.] You say also, لَبِسْتُ فُلَانًا (tropical:) I took, or chose, such a one particularly, or specially, as a friend or companion. (Er-Rághib in TA art. بطن.) And اِلْبَسِ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ أَخْلَاقهِمِْ (tropical:) Consort thou with men [according to their natural dispositions]. (A, TA.) And لَبِسْتُ فُلَانًا عَلَى مَا فِيهِ (tropical:) I tolerated such a one, and accepted him, [and continued to associate with him, notwithstanding what was in him.] (A, TA.) A2: لَبَسَ عَلَيْهِ الأَمْرَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, M, Msb, K,) inf. n. لَبْسٌ, (S, M, Msb,) He made, or rendered, the thing, or case, or affair, confused to him: (S, M, Msb, K:) and ↓ لبّسهُ, (A, Msb,) inf. n. تَلْبِيسٌ, (S, K,) signifies the same in an intensive degree: (S, * Msb, K: *) or the former signifies either as above, or he concealed the thing, or case, or affair, from him: (R, MF:) and [in like manner] تَلْبِيسٌ is syn. with تَدْلِيسٌ, (K,) or is similar thereto: (S:) and the former also signifies he made, or rendered, the thing, or case, or affair, dubious to him; (TA;) [as also ↓ لبّسهُ: both signify he involved the thing, or case, or affair, in confusion, or doubt, to him: and he concealed, disguised, or cloaked, it to him.] It is said in the Kur., [vi. 9,] وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ And we would make confused to them what they make confused: (S, Msb:) or make dubious to them what they make dubious, and would make them to err like as they have made to err. (TA.) and again, [ii. 39,] وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ And do not ye confound the truth with falsity. (Ibn-'Arafeh.) And again, [vi. 82,] وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ And have not mixed up their belief with polytheism. (TA.) And again, [vi. 65,] أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا Or to confuse your case, [making you to be of different parties,] with the confusion of discordance and of agreement. (TA.) You say also, لَبَسَنِى, meaning, He, or it, made me to become confounded, or in doubt, (جَعَلَنِى أَلْتَبِسُ,) respecting his case, or affair. (TA, from a trad.) 2 لَبَّسَ see 4: b2: and see also لَبَسَ, in three places. [تَلْبِيسٌ, alone, often signifies The involving a thing in confusion, or doubt: and the practising concealment, or disguise.]

A2: See also 8.3 لابس الرَّجُلَ, [inf. n. مُلَابَسَةٌ and لِبَاسٌ,] He mixed, consorted, or held social intercourse, with the man; syn. خَالَطَهُ. (M, A, Msb. *) [Hence, app., it is said that] اللِّبَاسُ signifies, (K,) or is from المُلَابَسَةُ, which signifies, (Ibn-'Arafeh) The mixing one's self and congregating: or the being mixed and congregated. (Ibn-'Arafeh, K.) Yousay, لَا بَسْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ دُخْلَتَهُ I mixed with him [until I knew his mind, or inward state or circumstances]. (A.) And لَا بَسْتُهُ [alone] signifies I knew his mind, or inward state or circumstances. (S, K.) b2: لابس الأَمْرَ, and لابس عَمَلَهُ: see 5. b3: [مُلَابَسَةٌ often signifies A close, or an intimate, connexion between two things.] See also 8.4 البسهُ الثَّوْبَ [He put on him, or clad or decked him with, the garment, and so, vulg., ↓ لبّسهُ]. (M, Msb.) b2: البسهُ also signifies He, or it, covered him, or it: (K:) or overspread him, or it; i. e. covered the whole thereof. (AA.) Yousay, الحَرَّةُ الأَرْضُ الَّتِى أَلْبَسَتْهَا حِجَارَةٌ سُودٌ [The حرّة is ground which black stones have covered, or covered the wholly]. (TA.) And أَلْبَسَتِ السَّمَآءَ السَّحَابُ. (TA,) or أَلْبَسَ, (AA,) [The clouds covered the sky, &c.;] but you do not say, لَبِسَ السَّمَآءُ السَّحَابَ. (AA.) And أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ [The night covered us, &c.]; but not لَبِسْنَا اللَّيْلَ. (AA.) And البسهُ الشَّبَابُ: see 1 in art. غطو and غطى.

A2: أَلْبَسَتِ الأَرْضُ The land became covered by plants, or herbage. (M.) A3: See also 8.5 تلبّس بِالثَّوْبِ (S, K) He clad himself [lit. mixed himself, being explained by إِخْتَلَطَ,] with the garment. (K.) You say, تلبّس بِلِبَاسٍ حَسَنٍ and لِبَاسًا حَسَنًا [He clad himself with goodly clothing]. (A, TA.) b2: [Hence,] تلبّس بِالأَمْرِ (S, K) [and بِهِ ↓ التبس] He employed, busied, or occupied, himself [lit. mixed himself] with the affair; engaged in it; entered into it; became involved in it, or implicated in it; (K;) and [in like manner] الأَمْرَ ↓ لَابَسَ, syn. خَالَطَهُ. (S, K. *) You say also, عَمَلَهُ ↓ لَابَسَ and بِهِ ↓ التبس and تلبسّ بِهِ [He employed, busied, or occupied, himself with his work, or the like]. (A, TA.) [See 8.]

b3: تلبّس الطَّعَامُ بِاليَدِ The food stuck to the hand. (K.) b4: تلبّس بِىَ الأَمْرُ The thing, as, for instance, love, mingled with me, and clung to me. (M.) [See an ex. in a verse cited voce عَطْفَةٌ.]8 التبس It (spun thread) became entangled. (Lth, Az, Sgh, in TA, art. عسر.) b2: It (a thing, or an affair, or a case) became [involved, complicated,] confounded, or confused, (S, M, Msb, *) and dubious; (S, Msb;) as also ↓ أَلْبَسَ, (TA,) and ↓ لَبَّسَ, which last belongs to the class of بَيَّنَ in the phrase قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ (M, TA.) [You say, التبس الشَّىْءُ بِشَىْءٍ آخَرَ The thing became confounded with another thing; as, for instance, a subst. with a part. n. when both are written in the same manner, as in the case of كَاهِلٌ.] And التبس عَلَيْهِ الأَمْرُ The thing, or affair, became confused and dubious to him. (S.) And جَعَلَنِى أَلْتَبِسُ فِى أَمْرِهِ [He, or it, made me to become confounded, or in doubt, respecting his case, or affair]. (TA.) and اُلْتُبِسَ بِى I was, or became, disordered in my mind. (K, * TA, from a trad.) b3: التبس بِعَمَلِهِ

&c.: see 5. b4: اِلْتَبَسَتْ بِهِ الخَيْلُ (tropical:) The horsemen overtook him. (A, TA.) b5: [التبس بِهِ also signifies He, or it, made it to be, or had it, as an accompaniment, or an adjunct. Hence, one of the uses of the preposition بِ is explained by some as being لِلْاِلْتِبَاسِ: by others, ↓ لِلْمُلَابَسَةِ, or لِلْمُصَاحَبَةِ: all of which signify nearly the same. For instance, it is said in the Mgh, art. توج, that in the phrase التَّمَاثِيلُ بِالتِيجَانِ “ the effigies with the crowns ” upon pieces of money, بالتيجان is used as a denotative of state, meaning مُلْتَبِسَةً بِالِتّيجَانِ and مَقْرُونَةً مَعَهَا accompanied with the crowns, as their attributes: and نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ “ we declare thy remoteness from evil, with the praising of Thee,” in the Kur ii. 28, is explained by Bd and others as meaning, مُلْتَبِسِينَ بِحَمْدِكَ making the praising of Thee to be as an accompaniment, or an adjunct, to our doing that: and تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ “ growing, with oil ”, in the same, xxiii. 20, as meaning, مُلْتَبِسًا بِالدُّهْنِ having oil as an accompaniment to its growth. Sometimes, in such instances, we find مُتَلَبِّسًا and مُتَلَبِّسِينَ in the places of مُلْتَبِسًا and مُلْتَبِسِينَ: see 5.]

لَبْسٌ Confusedness of a thing or an affair or a case; as also ↓ لَبَسٌ: (M:) [and ↓ لُبْسٌ and ↓ لُبْسَةٌ and ↓ لَبُوسَةٌ and ↓ لُبُوسَةٌ have the same, or a similar, signification.] You say, فِى رَأْيِهِ لَبْسٌ In his judgment, or opinion, is confusedness. (K.) and ↓ فِى الأَمْرِ لُبْسَةٌ (S, M, * A, Msb, K *) and ↓ لُبْسٌ (M, A, Msb.) In the thing, or affair, or case, is confusedness, and dubiousness; (S, M, Msb, K; *) obscureness, or want of clearness. (S, A.) And ↓ فِى حَدِيثِهِ لُبْسَةٌ In his discourse is confusedness and dubiousness; it is not clear. (TA.) And ↓ فِى كَلَامِهِ لَبُوسَةٌ and ↓ لُبُوسَةٌ In his language is confusedness and dubiousness. (M.) b2: Also, The confusedness of darkness, or the beginning of night. (S.) لُبْسٌ: see لَبْسٌ, in two places: A2: and see لِبَاسٌ.

لِبْسٌ: see لِبَاسٌ, in five places: b2: and see لِبْسَةٌ.

لَبَسٌ: see لَبْسٌ.

لَبِسٌ A man possessing clothing, dress, or apparel: a possessive epithet. (Sb, M.) لَبْسَةٌ [A single art of putting on, or wearing, a garment]. You say, لَبِسْتُ الثَّوْبَ لَبْسَةً وَاحِدَةً

[I put on, or wore, the garment once]. (TA.) لُبْسَةٌ: see لَبْسٌ, in three places.

لِبْسَةٌ A mode, or manner, of putting on, or wearing, apparel; or of dressing one's self. (IAth, K.) [Hence the saying,] لِكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ (tropical:) For every time there is a mode of attiring one's self, according as it is a time of straitness or of plenty. (A, TA.) A2: A certain sort of garments, or cloths; as also ↓ لِبْسٌ. (K.) لِبَاسٌ [Clothing; dress; apparel;] what is worn; as also ↓ لِبْسٌ, and ↓ مَلْبَسٌ (S, M, * Msb, K) and ↓ مِلْبَسٌ (K) and ↓ لَبُوسٌ; (S, K;) or the last signifies garments, or pieces of cloth: (M:) the pl. of the first is لُبُسٌ, like as كُتُبٌ is pl. of كِتَابٌ: and that of مَلْبَسٌ is مَلَابِسُ. (Msb.) Hence, لَباسُ الكَعْبَةِ, and الهَوْدَجِ, (Msb,) or الكَعْبَةِ ↓ لِبْسُ, and الهَوْدَجِ, (S, M, A, K,) The clothing, (S, Msb, K,) or covering of pieces of cloth, (M,) of the Kaabeh, and of the [camel-litter called] هودج. (S, M, Msb, K.) and لِبَاسُ التَّقْوَى, in the Kur [vii. 25,] (TA,) [(assumed tropical:) The apparel of piety: or] (tropical:) thick, or coarse, and rough, and short, apparel: (S:) or (tropical:) the covering of that portion of the person which modesty forbids one to expose; (K;) at which the preceding words of the verse glance; indicating that this is the main purpose of clothing; the additional purpose being to beautify and adorn one's self, and to repel heat and cold: (TA:) or (tropical:) honest shame, or the shrinking of the soul from foul conduct, through fear of blame; syn. الحَيَآءُ: (S, M, A, K:) or (tropical:) righteous conduct: (TA:) or (tropical:) faith. (Es-Suddee, K.) And ↓ اللِّبْسُ, (K,) written by Sgh ↓ اللُّبْسُ, (TA,) or لِبْسُ العَظْمِ, (A, TA,) (tropical:) i. q. السِّمْحَاقُ [The pericranium]: (A, K:) to which is added, in some of the copies of the K, in the handwriting of the author, i. e., a thing pellicle that is between the skin and the flesh. (TA.) b2: The covering of anything. (M.) [Hence,] لِبَاسُ النَّوْرِ The outer coverings, or calyxes, of flowers. (M.) It is said in the Kur [lxxviii. 10,] وَجَعَلْنَا الْلَّيْلَ لِبَاسًا (assumed tropical:) [And we have made the night to be a covering]: i. e., it covers, veils, or conceals, you by its darkness. (TA.) b3: A man's wife; (S, M, * K; *) like إِزَارٌ: (M:) and a woman's husband: (S, M, * K: *) occurring in the Kur ii. 183: (S, M:) or there meaning like a garment: (M, TA:) because each embraces the other: or because each goes to the other for rest, and consorts with (يُلَابِسُ) the other: (Zj, M, Bd, * TA:) from المُلَابَسَةُ, signifying “ the mixing one's self and congregating,” or “ the being mixed and congregated: ” (Ibn-'Arafeh, TA:) or because each conceals the state of the other, and prevents the other from acting viciously. (Bd.) b4: لِبَاسُ الجُوعِ (tropical:) The utmost degree of hunger; (K, TA;) when people are so hungry that they eat camels' fur with blood: (TA:) so termed because all-involving. (K.) It is said in the Kur [xvi. 113,] فَأَذَاقَهَا اللّٰهَ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ (tropical:) [So God made her to taste the utmost degree of hunger and of fear]. (K, * TA. [See also 4 in art. ذوق.]) لَبُوسٌ: see لِبَاسٌ. b2: A coat of mail: (S, M, K:) in which sense it is fem: (M:) [and, like دِرْعٌ, sometimes masc.: see an instance voce مَسْرُودٌ:] or coats of mail: (so in one copy of the S:) so in the Kur xxi. 80. (S, TA.) b3: A weapon: in which sense it is masc. (M.) A2: See also لَبَّاسٌ.

لَبِيسٌ Much, or often, worn: (Msb:) or worn-out: (M, A, K:) applied to a garment: (M, Msb, K:) and to [the kind of garment called] a مِلْحَفَة: (M:) and to [the kind called] a مُلَآءَة: (A, TA:) without ة: (M, * A, * TA:) and to [a leather water-bag such as is called] a مَزَادَة: (M, A;) meaning used until worn-out: (M:) and to a rope; meaning used: (AHn, M:) and to a house (دار); [meaning impaired by time;] likened to a worn-out garment: (M:) pl. لُبُسٌ; and, when the sing. is applied to a مزادة, the pl. is لَبَائِسُ. (M.) A2: A like: (K:) from المُلَابَسَةُ, signifying “ the mixing ”, or “ consorting ”. (Aboo-Málik.) You say, لَيْسَ لَهُ لَبِيسٌ He, or it, has not a like. (K.) لَبُوسَةٌ and لُبُوسَةٌ: see لَبْسٌ; each in two places.

لَبَّاسٌ A man having many clothes; (K;) as also ↓ لَبُوسٌ: (M, TA:) or who wears much clothing; syn. كَثِيرُ اللُّبْسِ: (so in the K accord. to the TA:) or who confuses, or confounds, much; syn. كَثِيرُ اللَّبْسِ: (so in a copy of the K [and this signification seems to be implied by what immediately precedes, and by what follows, رَجُلٌ لَبَّاسٌ in the S: in the CK, اللَّبْسِ, which is evidently a mistake:]) you should not say مُلَبِّسٌ; (S, K;) for this is vulgar. (TA.) جَآءَ لَابِسًا أُذُنَيْهِ (tropical:) He came feigning himself inattentive, or heedless. (M.) [Contr. of نَاشِرًا

أُذُنَيْهِ.]

مَلْبَسٌ: see لِبَاسٌ. b2: مَا فِى فَلَانٍ مَلْبَسٌ (tropical:) There is no profit (مُسْتَمْتَعٌ) in such a one, (S, M, A, [but in the M and A, مَا is omitted, and the only explanation is the word which I have given in Arabic.]) b3: إِنَّ فِيهِ لَمَلْبَسًا Verily in him is no pride, or greatness; expl. by مَا بِهِ كِبْرٌ, or كِبرٌ, accord. to different authorities [and different copies of the K]: this explanation is by Az. (TA.) b4: أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ and ↓ المِلْبَسِ and ↓ المُلْبِسِ (IAar, K) and ↓ المُلْتَبِسِ: (TA:) see عَرُضَ, under which it is explained.

مُلْبِسٌ: see مُلْتَبِسٌ: and مَلْبَسٌ.

مِلْبَسٌ: see لِبَاسٌ: and مَلْبَسٌ.

مُلَبِّسٌ: see لَبَّاسٌ.

أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ A confounded, or confused, and dubious, thing affair, or case; as also ↓ مُلْبِسٌ. (K, TA. [In the CK, بِالاَمْرِ is wrongly inserted after ملتبس.]) b2: See 8. b3: And see also مَلْبَسٌ.
لبس
لَبِسَ الثَّوْبَ، كسَمِعَ، يَلْبَسَه لُبْساً، بالضّمّ، وأَلْبَسَه إِيّاه، ويُقَال: إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ. ومنَ المَجاز: لَبِسَ امْرَأَةً، إِذا تَمَتَّعَ بهَا زَماناً. وَمن المَجَاز: لَبِسَ قَوْماً، إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً، قَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
(لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً)

(ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا)
ومِن المَجَاز: لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ، إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه. واللِّبَاسُ، بالكَسْرِ، وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه، واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ، واللِّبْسُ، بالكَسْر، والمَلْبَسُ، كمَقْعَدٍ، والمِلْبَسُ، مِثالُ مِنْبَرٍ مَا يُلْبَسُ، الأَخيرُ، كَمَا يُقَال: مِئْزَرٌ وإِزازٌ، ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ:
(إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا، بُوسَهَا) ومِن المَجَازِ: اللِّبْسُ، بالكسرِ: السِّمْحاقُ، عَن ابْن عبّادٍ، يقَال: السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ. وَفِي كتابِ الصّاغَانِيِّ: اللُّبْسُ، بالضّمّ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ويوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ: هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ، فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ، فأَلْحَقه بِهِ، والصّوابُ إِسْقَاطُه، لكَوْنهِ تَطْوِيلاً، وليسَ من عادَتهِ فِي مِثْلِ هَذِه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب. ولِبْسُ الكَعْبةِ: كِسْوتُهَا، وَهُوَ مَا عَلَيْها من اللِّبَاسِ، وَكَذَا لِبْسُ الهَوْدَجِ، يُقَال: كَشَفْتُ عَن الهَوْدَجِ لِبْسَه، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، يصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ:
(فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً)
واللِّبْسَةُ، بالكَسْرِ: حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ، وَمِنْه الحَديثُ: نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ، ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: والأَوّلُ الوَجْهُ. واللِّبْسَةُ: ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ، كاللَّبْسِ. وَعَن ابْن عَبّادٍ: اللُّبْسَةُ بالضمِّ: الشُّبْهَةُ، ويقَال: فِي حَدِيثهِ لُبْسَةٌ، أَي شُبْهَةٌ،)
لَيْسَ بوَاضِحِ. وَمن المَجَاز: اللِّبَاسُ، ككِتَاب: الزَّوجُ والزَّوْجةُ، كُلٌّ مِنْهُمَا لِبَاسٌ للآخَرِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ، وقالَ الزَّجَّاجُ: ويقَال: إِن المَعْنَى: تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ. وقِيلَ: كُلُّ فَرِيقٍ مِنْكُم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا وَالْعرب ُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً، قَالَ الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً:
(إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاً)
وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: اللِّبَاسُ، مِن المُلاَبَسَةِ، أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ وَمن المَجَازِ قولُه تعالَى: وَلِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ قيل: هُوَ الإِيمانُ، قالَه السُّدِّيُّ، أَو الحَيَاءُ، وَقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً، إِذا إسْتَتَر بِهِ، نقلَه ابنُ القَطّاع، وَقيل: هُوَ العَمَلُ الصالحُ، أَو سَتْرُ العَوْرَةِ، وَهُوَ سَتْرُ المُتَّقِين، وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى: أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ، وَمَا زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ، إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ. وقِيلَ: هُوَ الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ. وقولُه تَعالَى فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم، وَهُوَ العِلْهِزُ، ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ، أَي الحالَة الّتِي لَا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ، أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك، مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه. واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ: الثِّيَابُ والسِّلاحُ. مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ بِهِ إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت، وقالَ اللهُ تَعَالى: وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ قَالُوا: هِيَ الدِّرْعُ تُلْبَسُ فِي الحُرُوبِ، كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ. واللَّبيسُ، كأَمِيرٍ: الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ، يُقَال: ثَوْبٌ لَبِيسٌ، ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ. بِغَيْر هَاء. واللَّبِيسُ: الْمِثلُ يُقَال: ليسَ لَه لَبِيسٌ، أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ. وَقَالَ أَبو مالِكٍ: هُوَ من المُلابَسَةِ، وَهِي المُخَالَطَةُ. ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ: مُنْكَرَةٌ، وكذلكَ رَبْسَاءُ، وَقد تقدَّم.
واللَّبَسَةُ، مُحَرَّكةً: بَقْلَةٌ، قَالَه اللَّيْثُ، وقالِ الأَزهريُّ: لَا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ فِي البُقُولِ، وَلم أَسْمَعْ بهَا لغَيْرِ اللَّيْثِ. ويُقَال: إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً، كمَقْعَدٍ، أَي مُسْتَمْتَعاً، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَي مَا بهِ كِبْرٌ، بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون المُوَحَّدَةِ، وَيُقَال: كِبَرٌ، بكسرٍ فَفتح. وَمن أَمْثَالِهم: أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ، إِذا سَأَلْتَه عَن أَمرٍ فَلم يُبَيِّنْهُ لَك، ويُرْوَى: ثَوْبُ الملْبسِ، كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ، نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ، وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه. أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فِيمَا سَرَقه، هَذَا نَصُّ الأَزْهَرِيّ، ونَصُّ التَّكْمِلة: فِيمَا قَالَ. ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ، من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً، بالفَتْحِ، أَي خَلَطَهُ، أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ مَا يَلْبِسُونَ أَي شَبَّهْنَا عليهِم، وأَضْلَلْنَاهم كَمَا ضَلُّوا، وَقَالَ ابنُ عرفَةَ فِي تَفْسير قَولهِ تَعَالى: ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ أَي لَا) تَخْلِطُوه بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لَا خَلْطَ إتَّفَاقٍ.
وَقَوله جلّ ذِكْرُه ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ، وَفِي الحَدِيث: فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه وَفِيه أَيْضاً: مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً. ونَقَل شيخُنَا عَن السُّهَيْليِّ فِي الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ، كسَمِعَ، ولَبَسَ الأَمْرَ، كضَرَبَ، فَقَالَ: لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ مَعْنَاهُ خَلَطَه أَو سَتَرهَ، جَاءَ بوَزْنِه، ولَمَّا كَانَ لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وَفِي مُقَابلة عَرِيتُ، جاءَ بوَزْنِه، وَهِي لَطِيفَةٌ. وأَلْبَسَه: غَطَّاه، يُقَال: أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ، إِذا غَطّاها، ويُقَال: الحَرَّةُ: الأَرْضُ الَّتِي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ، قَالَ أَبو عَمْروٍ: يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ: أَلْبَسَه، كَقَوْلِهِم: أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ، وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ، وَلَا يكُونُ: لَبِسَنا الليْلُ، وَلَا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ. وأَمْرٌ مُلْبِسٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْتَبِسٌ، أَي مُشْتَبِهٌ، وَقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ. والتلْبِيسُ: التَّخْلِيطُ، مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ، قَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ:
(وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا)
والتَّلْبِيسُ: شِبْهُ التَّدْلِيسِ. ويُقَال: رجلٌ لَبَّاسٌ، كشَدَّادٍ: كَثِيرُ اللِّبَاسِ، أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ، وَقد سُمَّىَ بِهِ: وَلَا تَقُلْ: مُلَبِّسٌ، كمحَدِّثٍ، فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ. وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ: إخْتَلَطَ، وَفِي الحَدِيث ذَهَبَ وَلم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا. ويُقَال أَيضاً: تَلَبَّسَ فِي الأَمْرِ: إخْتَلَط وتَعَلَّقَ، وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ.
(تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ)
وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ: إلتَزَقَ، وَمِنْه الحَدِيث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لَا يَلْزَقُ بِهِ، لِنظَافَةِ أَكْلِه. ولاَبَسَه، أَي الأَمْرَ، إِذا خَاَلَطَهُ. ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه: باطِنَهَ. وَفِي الحَدِيثِ فِي المَوْلدِ. والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه، قالَ: فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بِي، أَي خُولطْتُ فِي عَقْلِي، من قَوْلِك: فِي رَأْيه لَبْسٌ. أَي إخْتِلاطٌ، ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ. وإلتَبَسَ عَلَيْهِ الأَمْرُ، أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه. ومَما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ، ولِبَاساً حَسَناً وَعَلِيهِ مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ.
واللُّبُسُ، بضمَّتَيْنِ: جَمْعُ لَبِيس، يُقَالُ: مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ، ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ، وجَمْعُها لَبَائِسُ قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ:
(تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا)
يَعْنِي الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ، فَهُوَ أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ. ودارٌ لَبِيسٌ: خَلَقٌ، على التشْبِيهِ)
بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ، قَالَ:
(دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ)
وحَبْلٌ لِبيس: مسْتَعْمَلٌ، عَن أَبِي حَنيفَةَ. وَرجُلٌ لَبِيسٌ: ذُو لِبَاسٍ، حَكَاهُ سيبوَيه. ورجُلٌ لَبُوسٌ: كَثيرُ اللِّبَاسِ. ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً. ولِبَاسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ: غِشَاؤُه.
ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ. وَفِي أَمْرِه لُبْسٌ، بالضّمِّ، أَي شُبْهَةٌ. وَفِي فُلانٍ مَلْبَسٌ، أَي مُسْتَمْتَعٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ، بكسرهما، أَي لَئِيمٌ. ولِبَسَ أَباه: مُلِّيَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:
(لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً)
وَيُقَال: ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ، أَي عاشِرْهم، وَهُوَ مَجَازٌ. ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ، أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عَلَيْهَا، من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ. وَفِي حَديثِ ابْن صَيّادٍ: فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ فِي أَمْرِه. ولَبَسَ الأَمْرَ عَلَيْهِ، إِذا شَبَّهَهُ عَلَيْهِ وجَعَلَه مُشْكِلاً. واللَّبْسُ: إخْتِلاَطُ الظلاَمِ. ولَبِسْتُ فُلاناً على مَا فِيهِ: إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ، أَي أَنه مُلْتَبِسٌ، عَن اللِّحْيَانِيّ. ولَبَّسَ الشْيءُ: إلْتَبَسَ، وَهُوَ من بَاب: قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه، أَي مُتَغَافِلاً، وَقد لَبِسَ لَهُ أُذُنَه، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأَنْشَدَ:
(لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى ... أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي)
يَقُولُ: تَغَافَلْتُ لَهُ حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ. وَفِي الأَساسِ: لَبِسْتُ عَلَى كَذَا أُذُنَيَّ: سَكَتَّ عَلَيْهِ وَلم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عَنهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ: أَي أَحْمَقُ. ويُقَالُ: إلَتَبَسَتْ بِهِ الخَيْلُ، إِذا لَحِقَتْه، وَهُوَ مَجازٌ. وقولُه تَعالَى: وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه.
ل ب س: (لَبِسَ) الثَّوْبَ يَلْبَسُهُ بِالْفَتْحِ (لُبْسًا) بِالضَّمِّ. وَ (لَبَسَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ خَلَطَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9] وَفِي الْأَمْرِ (لُبْسَةٌ) بِالضَّمِّ أَيْ شُبْهَةٌ يَعْنِي لَيْسَ بِوَاضِحٍ. وَ (اللِّبَاسُ) بِالْكَسْرِ مَا يُلْبَسُ وَكَذَا (الْمَلْبَسُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ وَ (اللِّبْسُ) أَيْضًا بِوَزْنِ الدِّبْسِ. وَ (لِبْسُ) الْكَعْبَةِ أَيْضًا وَالْهَوْدَجِ مَا عَلَيْهِمَا مِنْ لِبَاسٍ. وَ (لِبَاسُ) الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ وَزَوْجُهَا لِبَاسُهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [ا

السّبعية

السّبعية:
[في الانكليزية] AL -Sabiyya (sect)
[ في الفرنسية] AL -Sabiyya (secte)
فرقة من غلاة الشيعة لقّبوا بذلك لأنهم زعموا أنّ النّطقاء بالشريعة أي الرّسل سبع:
آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ومحمد المهدي سابع النّطقاء، وبين كلّ اثنين من النطقاء سبعة أئمة يتمّمون شريعة، ولا بد في كل شريعة من سبعة بهم يقتدى إمام يؤدّي عن الله، حجة يؤدّي عن ذلك الإمام ويحمل عليه ويحتج به له، وذو مصّة يمصّ أي يأخذ العلم من الحجة، وأبواب وهم الدّعاة، فداع أكبرهم وهو لرفع درجات المؤمنين، وداع مأذون يأخذ العهود على الطالبين من أهل الظاهر فيدخلهم في ذمّة الإمام ويفتح لهم باب العلم والمعرفة، ومكلّب قد ارتفعت درجته في الدين، لكن لم يؤذّن له في الدعوة بل في الاحتجاج على الناس فهو يحتج ويرغب إلى الداعي، ومؤمن يتبعه أي يتبع الداعي وهو الذي أخذ عليه العهد وآمن وأيقن بالعهد ودخل في ذمته وحزبه. قالوا ذلك الذي ذكرنا كالسماوات والأرضين والبحار وأيام الأسبوع والكواكب السّيّارة وهي المدبّرات أمرا، كلّ منها سبعة كما هو المشهور. وأصل دعوتهم على إبطال الشرائع لأنّ الغبارية وهم طائفة من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع على وجه يعود إلى قواعد أسلافهم ليوجب ذلك اختلافا في الإسلام. ورئيسهم في ذلك حمدان قرمط وقيل عبد الله ابن ميمون القداح، ولهم في الدعوة واستدراج الضّعفاء مراتب الذّوق وهو تفرّس حال المدعو هل هو قابل للدعوة أم لا. ولذا منعوا دعوة من ليس قابلا لها، ومنعوا التكلّم في بيت فيه سراج أي موضع فيه فقيه أو متكلّم، ثم التأنيس باستمالة كلّ واحد من المدعوّين بما يميل إليه هواه وطبعه من زهد وخلاعة، فإن كان يميل إلى الزهد زيّنه في عينه وقبّح نقيضه، وإن كان يميل إلى الخلاعة زيّنها وقبّح نقيضها حتى يحصل له الأنس [به،] ثم الــتّشكيك في أركان الشريعة، ثم التدليس وهو دعوى موافقة أكابر الدين والدنيا لهم حتى يزداد ميله، ثم التأسيس وهو تمهيد مقدمات يسلّمها المدعو وتكون سائقة له إلى ما يدعوه إليه من الباطل، ثم الخلع وهو الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية، ثم السلخ من الاعتقادات الدينية وحينئذ يأخذون في الإباحة والحثّ على استعمال اللّذات وتأويل الشرائع، كقولهم الوضوء عبارة عن موالاة الإمام والتيمم هو الأخذ من المأذون عند غيبة الإمام الذي هو الحجة، والصلاة عبارة عن الناطق أي الرسول، والاحتلام عبارة عن إفشاء شيء من أسرارهم إلى من ليس هو أهله بغير قصد منه، والغسل تجديد العهد، والزكاة تزكية النفس بمعرفة ما هم عليه من الدين، والكعبة النبي، والباب عليّ، والصفا هو النبي، والمروة علي، والميقات الإيناس، والتلبية إجابة المدعو، والطواف بالبيت سبعا موالاة الأئمة السبعة، والجنة راحة الأبدان عن التكاليف، والنار مشقتها بمزاولة التكاليف إلى غير ذلك من خرافاتهم.
اعلم أنّهم كما يلقبون بالسّبعية كذلك بالإسماعيلية لانتسابهم إلى محمد بن إسماعيل. وقيل لإثباتهم الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق، وبالقرامطة لأنّ أولهم رجل يقال له حمدان قرمط، وقرمط إحدى قرى واسط. وبالخرّمية لإباحتهم المحرّمات والمحارم. وبالبابكية إذا تبعت طائفة منهم بابك الخرّمي في الخروج بآذربيجان، وبالمحمّرة للبسهم الحمرة في أيام بابك، أو لتسميتهم المخالفين [لهم] من المسلمين حميرا، وبالباطنية لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره، قالوا للقرآن ظاهر وباطن، والمراد باطنه لا ظاهره المعلوم من اللغة، والمتمسّك بظاهره معذّب بالمشقة في الاكتساب، وباطنه مؤدّ إلى ترك العمل بظاهره، كذا في شرح المواقف.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.