Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=70289#34266f
(تسافه) عَلَيْهِم سفه
جهل: الجَهْل: نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ
عليه. وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من
نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً.
والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان
عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر. والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم.
ابن شميل: إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به. ورجل جاهِلٌ
والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء؛ عن سيبويه، قال: شَبَّهوه
بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول؛ قال ابن جني: قالوا جُهَلاء كما قالوا
عُلَماء، حَمْلاً له على ضدّه. ورجل جَهُول: كجاهِل، والجمع جُهُل
وجُهْل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه
قوله جُهْل العَشِيِّ يقول: في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ
يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل
فيَحُوطها، فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه.
والمَجْهَلة: ما يحملك على الجَهْل؛ ومنه الحديث: الولد مَبْخَلة مَجْبَنة
مَجْهَلة. وفي الحديث: إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي
يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم، وكل من هذه
الأَلفاظ مذكور في موضعه؛ وقول مُضَرِّس
بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي:
إِنا لَنَصْفَح عن مَجاهِل قومنا،
ونُقِيم سالِفَةَ العدوّ الأَصْيَد
قال ابن سيده: مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم
جَهْل، وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل، فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح
ومَحاسِن. وفي حديث ابن عباس أَنه قال: من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه؛
قال ابن المبارك: يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء
ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك، قال:
وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله. قال شمر:
والمعروف في كلام العرب جَهِلْت الشيء إِذا لم تعرفه، تقول: مِثْلي لا يَجْهَل
مثلك. وفي حديث الإِفْك: ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه
الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل، قال: وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل،
واسْتَجْهَلْته: وجدته جاهِلاً، وأَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلاً. قال: وأَما
الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوَ
الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ، ومثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة؛
قال:فاسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابتنا
يقول: تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة، واسْتَزَلَّهم الشيطان:
حَمَلَهم على الزَّلَّة. وقوله تعالى: يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء؛ يعني الجاهِل
بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل، إِنما أَراد الجَهْل الذي
هو ضد الخِبْرة، يقال: هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه. وقوله عز وجل: إِني
أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين؛ من قولك جَهِل فلان رأْيه. وفي الحديث:
إِن من العِلْم جَهْلاً؛ قيل: وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم
وعلوم الأَوائل، ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة،
وقيل: هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك.
والجاهِلِيَّة: زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ؛ وقالوا الجاهِلِيَّة
الجَهْلاء، فبالَغوا. والمَجْهَل: المَفازة لا أَعْلام فيها، يقال: رَكِبْتُها
على مَجْهولها؛ قال سويد
بن أَبي كاهل:
فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها،
بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع
وقولهم: كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، هو توكيد للأَول، يشتق له
من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة
لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم. وفي الحديث: إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة؛ هي الحال التي
كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع
الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك.
وأَرض مَجْهَل: لا يُهْتَدَى فيها، وأَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سيبويه:
فلم يَبْقَ إِلاَّ كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ،
بِصَحْراء تِيهٍ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ
وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك، وربما ثَنَّوا وجَمَعوا. وأَرض مَجْهولة: لا
أَعلام بها ولا جِبال، وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة. يقال:
عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً؛ وأَنشدنا:
قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ:
تَغَوَّلي ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلي
قال: ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل. وناقة مجهولة: لم تُحْلَب قَطُّ.
وناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها؛ وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد
استجهلك؛ قال النابغة:
دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ،
وكَيْفَ تَصابي المَرءِ، والشَّيْبُ شامِلُ؟
واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فاضطرب.
والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة: الخَشَبة التي يُحَرَّك
بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات. وصَفاة جَيْهَل: عظيمة؛ قال ابن
الأَعرابي: جَيْهَلُ اسم امرأَة؛ وأَنشد:
تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ، جَيهَلُ
خرق: الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه
واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره.
التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في
الأَصل مصدر.
والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه. وخَرَقْت
الثوب إذا شَقَقْتَه. ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق
السِّرْبال. وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير
صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق
أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة
القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من
الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها
السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله:
إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ،
بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ
فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها،
فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.
وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة. وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل:
ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ
الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها
خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي:
كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ،
يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ
كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ
خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ
قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن
بري: والذي في شعره:
كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح
يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور:
بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه
قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ
وأَنشد أَيضاً لزهير:
مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه
رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ
ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها
المواضعَ.
والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا
إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً. والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك
لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد
الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ،
وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي
والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة. والخَرْقُ:
البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما
بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.
وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.
والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم:
اتَّسع. والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو
الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ. ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء
إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي:
فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى،
وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ
وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ:
خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه،
مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ
جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.
والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف
رجلاً صَحِبَه رجل كريم:
أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ
أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ
وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر
عند سيبويه.
والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه
سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ
ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ
أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.
وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ. وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً
مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ
واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم،
نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال
الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي
يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.
والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض
عَرْضاً على غير طريق. واختِراقُ الرِّياح: مُرورها. ومنْخَرَقُ الرياح:
مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض. وريح خَرقاء: شديدة. واخترَقَ
الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته. واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى
والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة:
يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ
وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها. وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها
حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً. وفي التنزيل إنك لن تَخرِق
الأَرض. والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما
قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ
البعيدة؛ ومنه قول عديّ:
كالنَّابِئِ المِخْراقِ
والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب. وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه،
وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير
علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء
قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً
وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو
الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.
ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً،
وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.
والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه
أَخْرَقُ. وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله. وبعير أَخْرَقُ: يقع
مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة. وناقة خَرْقاء: لا
تَتَعَهَّد مواضع قوائمها. وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛
وقال ذو الرمة:
بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم
وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق،
فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً. وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ
شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق. وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو
تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة
يكتسِب بها. وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء
جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق. ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.
والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس. والخُرْق: الحُمق؛
خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء. وفي المثل: لا تَعْدَمُ
الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء
فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان،
فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة
أَحرف
(* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم
بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن
أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ:
الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال:
خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق،
وكذلك أَخواته.
والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء. وقد أَخْرَقْتُه
أَي أَدْهَشْته. وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش. وخَرِق
الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر،
إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر:
وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:
وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه،
كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ
توائمُه في جانِبَيه كأنها
شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ
فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد،
وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق. وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله
عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة،
من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.
وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي:
الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. وقال الليث: الخرَقُ
شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل
إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم
يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ. والخَرَقِ مصدر الأَخْدق،
وهو الرفيق. وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد
خَرِق: لازِقٌ بالأرض. ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد
ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ
المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:
كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم
مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا
ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ
فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:
أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً،
كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب
وهو عربي صحيح. وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ
الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل
عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة
تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من
نور تَزْجُر به الملائكة السحاب. وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً
معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى
الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا،
وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم. والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:
وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه
وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف:
عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ
يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا
وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً:
أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه
مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ
جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن
ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع. والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛
قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال:
والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.
وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم
بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون
ويتصرَّفون في وجُوه الخير.
والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى. وخَرَق في البيت
خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح. والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛
قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ،
خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ
وجمعها خِرَق. والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل:
الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.
والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:
غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو،
وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب
ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان. وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من
شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله:
لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها،
جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ
الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت
بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن. والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.
والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء
لأَبي محمد الفَقْعَسِي:
تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها
إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها،
في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها
(* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح
الميم). وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر
يمدح قوماً:
لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ،
تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ
أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً،
وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ
وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ،
يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ
يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.
والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن
صَعْصَعة.
ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على
الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد:
خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً،
لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا
وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ
كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير:
هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك.
خربق: الخَرْبَقُ
(* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر. وقوله «ولا
يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على
آكله ولا يقتله. وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن
الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة
ولُباخِيَّةٌ.
وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب
وجَبَذَ. وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته. وخَرْبَق عَمَله: أَفسده. وجدَّ
في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ. ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط. وخَرْبَق
النبتُ: اتصل بعضه ببعض. والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.
والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ. وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ
ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية
يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب
مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو
المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه
الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا
كُلِّم. ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد:
صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا
فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا
يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.
واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع. واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.
والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.
والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.
نسف: نسَفَت الريحُ الشيء تَنْسِفه نَسْفاً وانتَسَفَته: سلبَتْه،
وأَنْسَفتِ الريحُ إنسافاً وأَسافَت الترابَ والحصى. والنَّسْف: نَقْر الطائر
بمِنْقاره، وقد انتسَف الطائر الشيء عن وجه الأَرض بمِخْلَبه ونسفه.
والنُّسَّافُ والنَّسَّاف؛ الأَول عن سيبويه والأَخير عن كراع: طائر له
مِنْقار كبير.
ونسَفَ البعيرُ الكلأ يَنْسِفه، بالكسر، إذا اقتلعه بأَصله. وانتسَفْتُ
الشيء: اقْتَلَعْته؛ قال أَبو النجم:
وانتسَفَ الجالِبَ من أَنْدابه
إغباطُنا المَيْسَ على أَصْلابه
والنَّسْف: انتِسافُ الريحِ الشيءَ كأَنَها تَسْلُبه. ونَسَفَتِ
الراعيةُ الكلأَ تَنسِفه نسْفاً: أَخذته بأَفواهها وأَحْناكها. وبعير نَسُوف:
يأَكل بمُقدَّم فيه. الجوهري: بعير نَسُوف يَقْتَلِع الكلأ من أَصله
بمقدَّم فيه، وناقة نَسوف كذلك، وهي المَناسِيف كأَنها جمع مِنْساف وهي من باب
مَلامِحَ ومَذاكير. وفرس نَسُوف: يستَغْرِق الحِزام لإجْفار جنبيه. وفرس
نسُوف السُّنْبُكِ إذا أَدناه من الأَرض في عَدْوِه. ويقال للفرس: إنه
لنَسُوف السنبك من الأَرض، وذلك إذا أَدنى طرَف الحافر من الأَرض في عدْوه،
وكذلك إذا أَدنى الفرسُ مِرْفقيه من الحزام، وذلك إنما يكون لتقارب
مِرفقيه، وهو محمود؛ قال الجعدي:
في مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ، وله
بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَم
قال ابن بري: الجَبْأَةُ خشَبةُ الحَذّاء، شبَّه بها صدر فرسه في
استِدارتها. وقيل: النَّسُوف من الخيل الواسع الخطو. ونسَفه بسُنبكه أَو ظِلْفه
يَنْسِفُه وأَنسَفه: نحّاه؛ وأَنشد ثعلب:
قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا
تَ، يَنْسِفْنَه بالظُّلوفِ انْتِسافا
عجلن عليه: على هذا الموضع؛ ينْسِفْنه: يَنْسِفْن هذا النبات، يقْلَعْنه
بأَرجلهن قبل أَن يبلُغ. والنَّسْفُ: القَلْع. ونسَف نَسْفاً: خَطا.
وناقة نَسُوف: تنْسف التراب في عدْوها. وانتسَف البِناءَ: استأْصله. أَبو
زيد: نسَفْت البناء نسْفاً إذا قلَعْته، والذي يُنْسَف به البناء يسمى
مِنْسَفة، والمِنْسفة آلة يقلع بها البناء. ونسَف البعيرُ الكلأَ نَسْفاً إذا
اقتلعه بمقدَّم فيه. ونسَف البعير برجله إذا ضرب رجله بمقدَّم . . . . .
(* كذا بياض بالأصل.) وكذلك الإنسان. ويقال: بيننا عَقَبة نَسُوف وعقَبة
ناشطة أَي طويلة شاقة. اللحياني: انْتُسِفَ لونُه وانتُشِفَ لونه
والتُمع لونه بمعنى واحد؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف فرساً في حُضْرها:
نَسُوفٌ للحِزام بمِرْفَقَيْها،
يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ
يقول: إذا استَفْرغَت جَرْياً نسَفَت حِزامها بمِرْفَقَيْ يديها، وإذا
ملأَت فُروجها عدْواً سد الغُبار ما بين طُبْيَيْها، وهو خَواؤه. ونسَف
البعيرَ حِمْلُه نسْفاً إذا مرَط حِملُه الوبر عن صفحتي جنبيه. ونسَف
الشيء، وهو نَسِيف: غَرْبله. والنُّسافة: ما سقط من الشيء يَنْسِفه، وخص
اللحياني به نُسافة السَّويق. والنسْف: تَنْقِية الجيّد من الرَّديء، ويقال
لمُنْخُل مُطوَّل المِنْسف. ونسَف الطعام يَنْسِفه نَسْفاً إذا نفَضه.
ويقال: اعْزِل النُّسافة وكلْ من الخالص. ونَسْفُ الطعامِ: نَفْضُه.
والمِنْسف: هَنٌ طويل أَعلاه مرتفع وهو مُتَصَوِّب الصدر يكون عند القاشر، ومنه
يقال: أَتانا فلانٌ كأَنّ لحيته مِنْسف؛ قال الجوهري: حكاها أَبو نصر أحمد
بن حاتم. والمِنْسفة: الغِرْبال. وكلام نَسِيف: خفيّ، هُذلية؛ قال أَبو
ذؤيب:
فأَلْغَى القومَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا،
أَمامَ القوم، مَنْطِقُهم نَسِيفُ
قال الأَصمعي: أَي ينتسِفُون الكلام انتِسافاً لا يُتِمُّونه من
الفَرَق، يَهْمِسون به رويداً من الفرق فهو خفي لئلا يُنْذَر بهم ولأَنهم في
أَرض عدوّ، وقوله فضمّوا أَي اجتمعوا وضمّوا إليهم دوابهم ورحالهم.ويقال:
هما يَتناسَفان. قال ابن بري في قوله فضَمّوا أَي كفُّوا عن الكلام، وقيل:
اجتمعوا أَمام قوم آخرين. وانتَسَفوا الكلام بينهم: أَخْفَوه وقلَّلُوه.
ومِنْسفُ الحِمار: فَمُه. نسَف الأَتان بفِيه ينْسِفُها نَسْفاً
ومَنْسَفاً ومَنْسِفاً: عضَّها فترك فيها أَثراً؛ الأَخيرة كمَرْجِع من قوله
تعالى: إلى اللّه مَرْجِعكم. وترك فيها نَسِيفاً أَي أَثراً من عَضِّه، أَو
انْحِصاصَ وبَرٍ؛ قال المُمَزَّق:
وقد تَخِذَتْ رِجْلي، لَدي جَنْبِ غَرْزِها،
نَسِيفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّق
والنسيفُ: أَثر كَدْم الحِمار وأَثر رَكْض الرِّجل بجنبي البعير إذا
انحصّ عنه الوبر. ويقال للحمار: به نَسيفٌ، وذلك إذا أَخذ الفحل منه لحماً
أَو شعراً فبقي أَثره. ويقال: اتخذ فلان في جنب ناقته نَسيفاً إذا انجرد
وبَر مَرْكَضَيْه برجليه، وأَنشد بيت الممزَّق أَيضاً. ويقال لفم الحمار:
مِنْسَف، وقيل: مَنْسِف. ونسَف الحِملُ ظهرَ البعير نَسْفاً وانتسفه:
حَصَّ ما عليه من الوبر. وما في ظهره مَنْسَف: كقولك ما في ظهره
مَضْرَب.والنَّسْفة: حِجارة يُنْسَف بها الوَسَخ؛ قال ابن سيده: حكاها صاحب
العين، قال: والمعروف بالشين. التهذيب: وضرب من الطير يُشبه الخُطَّاف
يَنْتَسِف ويسمى النُّسَّاف، وبالسين.
النِّسْفة: من حجارة الحَرَّة، تكون نَخِرة ذات نَخاريب يُنسف بها
الوسَخُ عن الأَقدام في الحمّامات. وانْتُسِفَ لونُه: انْتُقِع، وسيذكر في
الشين.
ونسَفَ البعيرُ برجله نَسْفاً: ضرب بها قُدُماً. ونسَف الإناءُ
يَنْسِفُ: فاض. والنسْفُ الطعْن مثل النزْع. ونسَفٌ: كُورة.
ابن الأَعرابي: يقال للرجل إنه لكثير النَّسيف، وهو السِّرارُ. يقال:
أَطال نَسيفه أَي سِراره، واللّه أَعلم.