Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=73039#21354d
(تزاحمــوا) ازدحموا
زحم: الزَّحْمُ: أَن يَزْحَمَ القومُ بعضهم بعضاً من كثرة الزحام إذا
ازدحموا. والزَّحْمةُ: الِّزحامُ. وزَحَمَ القومُ بعضهم بعضاً
يَزْحَمُونَهُمْ زَحْماً وزِحاماً: ضايقوهم. وازْدَحَمُوا وَزاحموا: تضايقوا.
وزَحَمْتُهُ وزاحَمْتُهُ، والأَمواج تَزْدَحِمُ وتَــتَزاحَم: تلتطم. والزِّحْمُ:
المزْدَحِمُونَ؛ قال الشاعر:
جا بِزَحْم مع زَحْمٍ فازْدَحَم
تَزاحُمَ المَوْجِ، إذا الموج التطم
ابن سيده: جاء بالمصدر على غير الفعل. وزاحَمَ فلان الخمسين وزاهَمَاها،
بالهاء، إذا بلغها، وكذلك حَبا لها. ورجل مِزْحَمٌ: كثير الزِّحام أَو
شديده، ومنكب مِزْحَمٌ منه. قال رجل من العرب: لتجدَنَّني ذا مَنْكِبٍ
مِزْحَمٍ وركنٍ مِدْعَمٍ ورأْسٍ مصدَم ولسان مِرْجَمٍ ووطءٍ مِيثم. قال
الأَزهري عن ابن الأَعرابي: والفيل والثور ذو القرنين، وفي المحكم: المنكر
القرنين، يكنيان بمُزاحِمٍ، وفي المحكم: بأبي مُزاحِمٍ.
وأَبو مُزاحِمٍ: أَول خاقانَ وَليَ التُّرْكَ وقاتَل العرب.
وزَحْمٌ
ومُزاحِمٌ: اسمان. وزُحْمٌ: من أَسماء مكة، شرفها الله تعالى وحرسها؛
حكاها ثعلب؛ قال ابن سيده: والمعروف رُحْم.
دأدأ: الدِّئْداءُ: أَشدُّ عَدْوِ البعيرِ.
دَأْدَأَ دَأْدأَةً ودِئْداءً، مـمدود: عَدا أَشَدَّ العَدْو، ودَأْدَأْت دَأْدَأَةً.
قال أَبو دُواد يَزِيد بن معاويةَ بن عَمرو بن قَيس بن عُبيد بن رُؤَاس بن كِلاب بن ربِيعةَ بن عامر بن صَعْصَعَة الرُّؤاسي، وقيل في كُنيته أَبو دُوادٍ:
واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه * أُمُّ الفَوارِسِ، بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ
وكان أَبو عُمر الزَّاهِدُ يقول في الرُّؤَاسي أَحدِ القُرّاء والمُحدِّثين
إِنه الرَّواسِي، بفتح الراء والواو من غير همز، منسوب إِلى رَواسٍ قبيلة من بني سليم، وكان ينكر أَن يقال الرؤاسِي بالهمز، كما يقوله الـمُحدِّثُون وغيرهم. وبَيْتُ أَبي دُواد هذا المتقدم يُضْرب مثلاً في شِدَّة الأَمر. يقول: رَكِبَتْ هذه المرأَةُ التي لها بَنُونَ فوارِسُ بَعِيراً صَعْباً عُرْياً من شِدَّة الجَدْبِ، وكان البَعِيرُ لا خِطام له، وإِذا كانت أُمّ الفَوارِس قد بَلَغَ بها هذا الجَهدُ فكيف غَيرُها؟ والفَوارِسُ في البيت: الشُّجْعان. يقال رجل فارِسٌ، أَي شُجاعٌ؛ والعُلُطُ: الذي لا خِطامَ عليه، ويقال: بَعِيرٌ عُلُطٌ مُلُطٌ: إِذا لم يكن عليه وَسْمٌ؛ والدِّئداءُ والرَّبَعةُ: شِدّة العَدْوِ، قيل: هو أَشَدُّ عَدْو البَعِير.وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قَدُومِ ضَأْنٍ أَي أَقْبَلَ علينا مُسْرِعاً، وهو من الدِّئداء أَشدِّ عَدْوِ
البعير؛ وقد دَأْدَأَ وتَدَأْدَأَ ويجوز أَن يكون تَدَهْدَه، فقُلِبَت الهاءُ
همزة، أَي تَدَحْرَجَ وسقط علينا؛ وفي حديث أُحُدٍ: فَتَدَأْدَأَ عن فرسه.
ودَأْدَأَ الهِلالُ إِذا أَسْرَعَ السَّيْرَ؛ قال: وذلك أَن يكون في آخر مَنْزِل من منازِل القمر، فيكون في هُبُوطٍ فَيُدَأْدِئُ فيها دِئْداءً.
ودَأْدأَتِ الدابةُ: عَدَتْ عَدْواً فوق العَنَقِ.
أَبو عمرو: الدَّأْداءُ: النَّخُّ من السير، وهو السَّرِيع، والدَّأْدأَة: السُّرْعة والإِحْضارُ.
<ص:70>
وفي النوادر: دَوْدَأَ فلان دَوْدأَةً وتَوْدَأَ تَوْدَأَةً وكَوْدَأَ كَوْدَأَةً إِذا عَدا.
والدَّأْدأَةُ والدِّئداءُ في سير الابل: قَرْمَطةٌ فوق الحَفْد.
ودَأْدَأَ في أَثَرِه: تَبِعَه مُقْتَفِياً له؛ ودَأْدأَ منه وتَدَأْدَأَ: أَحْضَر نَجاءً منه، فتَبِعَه وهو بين يديه.
والدَّأْداءُ والدُّؤْدُؤُ والدُّؤْداءُ(1)
(1 قوله «والدؤداء» كذا ضبط في هامش نسخة من النهاية يوثق بضبطها معزوّاً للقاموس ووقع فيه وفي شرحه المطبوعين الدؤدؤ كهدهد والثابت فيه على كلا الضبطين ثلاث لغات لا أربع.)
والدِّئداءُ: آخر أَيام الشهر. قال:
نحنُ أَجَزْنا كُلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ، * في الحَجِّ، مِنْ قَبْلِ دَآدِي الـمُؤْتَمِرْ
أَراد دَآدئَ الـمُؤْتَمِر، فأَبدل الهمزة ياءً ثم حذفها لالتقاء الساكنين. قال الأَعشى:
تَدَارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ، بَعْدَما * مَضَى، غير دَأْداءٍ، وقد كادَ يَعْطَبُ
قال الأَزهري: أَراد أَنه تَدارَكَه في آخر ليلة من ليالِي رجبٍ، وقيل الدَأْداءُ والدِّئداءُ: ليلة خمسٍ وسِتٍّ وسبعٍ وعشرين.
وقال ثعلب: العرب تسمي ليلة ثمان وعشرين وتسع وعشرين الدَّآدِئَ، والواحدة دَأْداءة؛ وفي الصحاحِ: الدآدِئُ: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشهر قبلَ ليالي المِحاق، والمِحاقُ آخِرُها؛ وقيل: هِيَ هِيَ؛ أَبو الهيثم: الليالي الثلاثُ التي بَعْدَ المِحاقِ سُمِّينَ دَآدِئَ لأَن القمر فيهايُدَأْدِئُ إِلى الغُيوب أَي يُسْرِعُ، من دَأْدَأَةِ البعير؛ وقال الأَصمعي: في ليالي الشهر ثلاثٌ مِحاقٌ وثلاثٌ دَآدِئُ؛ قال: والدَّآدِئُ: الأَواخر، وأَنشد:
أَبْدَى لنا غُرَّةَ وَجْهٍ بادي، * كَزُهْرَةِ النُّجُومِ في الدَّآدِي
وفي الحديث: أَنه نَهَى عن صَوْمِ الدَّأْداءِ، قيل: هو آخِرُ الشهر؛
وقيل: يومُ الشَّكِّ. وفي الحديث: ليس عُفْرُ الليالِي كالدَّآدِئِ؛
العُفْرُ: البِيضُ الـمُقْمِرةُ، والدَّآدِئُ: الـمُظْلِمةُ لاِختفاءِ القمر
فيها.
والدَّأْداءُ: اليومُ الذي يُشَكُّ فيه أَمِنَ الشَّهْرِ هو أَمْ مِنَ الآخَرِ؛ وفي التهذيب عن أَبي بكر: الدَّأْداءُ التي يُشَكُّ فيها أَمِن آخِر الشهرِ الماضي هي أَمْ مِنْ أَوَّلِ الشَّهرِ الـمُقْبِل، وأَنشد بيت الأَعشى:
مَضَى غيرَ دَأْدَاءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ
وليلةٌ دأْداءُ ودَأْدَاءة: شديدةُ الظُّلْمة.
وتَدَأْدَأَ القومُ: تزاحَمُــوا، وكلُّ ما تَدَحْرَج بين يَدَيْك فذَهَب
فقد تَدَأْدأَ.
ودأْدأَةُ الحَجر: صَوْتُ وَقْعه على الـمَسِيلِ. الليث: الدَّأْداءُ:
صَوْتُ وَقعِ الحِجارة في الـمَسِيل.
الفرّاء، يقال: سمعت له دَودأَةً أَي جَلَبةً، وإِني لأَسْمَع له
دَوْدَأَةً مُنْذ اليومِ أَي جَلَبةً.
ورأَيت في حاشية بعض نسخ الصحاح ودَأْدَأَ: غَطَّى. قال:
وقد دَأْدَأْتُمُ ذاتَ الوُسومِ
وتَدَأْدَأَتِ الإِبِلُ، مثل أَدَّتْ، إِذا رَجَّعَت الحنِينَ في أَجْوافِها. وتَدَأْدَأَ حِمْلُه: مالَ. وتَدَأْدَأَ الرَّجل في مَشْيِه: تَمَايَلَ، وتَدأْدأَ عن الشيءِ: مال فَتَرَجَّحَ به. ودَأْدَأَ الشيءَ: حَرَّكه وسَكَّنَه.
<ص:71> والدَّأْداءُ: عَجلة(1)
(1 قوله «والدأداء عجلة» كذا في النسخ وفي نسخة التهذيب أيضاً والذي في شرح القاموس والدأدأة عجلة إلخ.) جَواب الأَحْمق.
والدَّأْدأَةُ: صوت تَحريكِ الصبي في الـمَهْد. والدَّأْداءُ: ما اتَّسَع من
التِّلاع. والدَّأْداء: الفَضاء، عن أَبي مالك.
صدم: الصَّدْمُ: ضَرْبُ الشيء الصُّلْب بشيء مثله. وصَدَمَه صَدْماً:
ضَرَبه بجسده. وصادَمَهُ فتَصادَماً واصطَدَما، وصَدَمَه يَصدِمُه
صَدْماً، وصَدَمَهُم أَمْرٌ: أصابهم. والتَّصادُمُ: الــتَّزاحُمُ. والرَّجُلانِ
يَعْدُوانِ فيَتَصادَمانِ أي يَصْدِمُ هذا ذاك وذاك هذا، والجَيْشانِ
يَتَصادَمان. قال الأزهري: واصطِدامُ السفينتين إذا ضربتْ كلُّ واحدة
صاحِبَتَها إذا مَرَّتا فوق الماء بحَمْوَتِهما، والسفينتان في البحر
تتَصادَمانِ وتَصْطَدِمان إذا ضرب بعضُهما بعضاً، والفارسان يَتَصادمان أَيضاً. وفي
الحديث: الصَّبْرُ عند الصَّدْمةِ الأُولى أي عند فَوْرة المصِيبة
وحَمْوَتِها؛ قال شمر: يقول من صَبَرَ تلك الساعة وتَلَقَّاها بالرِّضا فله
الأَجر؛ قال الجوهري: معناه أن كل ذي مَرْزِئةٍ قُصاراه الصبرُ ولكنه إنما
يُحْمَدُ عند حِدَّتِها. ورجل مِصْدَمٌ: مِحْرَبٌ.
والصَّدِمَتان، بكسر الدال: جانبا الجَبِينَينِ. والصَّدمَةُ:
النَّزَعةُ. ورجل أَصْدَمُ إذا كان أَنْزَع. أبو زيد: في الرأْس الصَّدِمَتان،
بكسر الدال، وهما الجبينان. وفي حديث مسيره إلى بَدْرٍ: حتى أَفْتَقَ من
الصَّدِمَتَيْنِ، يعني من جانبي الوادي، سمِّيتا بذلك كأَنهما لتقابلهما
تَتَصادَمانِ، أو لأَنَّ كل واحدة منهما تَصْدِمُ من يَمُرُّ بها
ويُقابلها.والصُّدامُ: داء يأْخذ في رؤوس الدواب؛ قال الجوهري: الصِّدامُ، بالكسر،
داء يأْخذ رؤوسَ الدواب، قال: والعامَّة تضمه، قال: وهو القياس، قال ابن
شميل: الصُّدامُ داء يأْخذ الإبل فتَخْمَصُ بُطُونُها وتَدَعُ الماء وهي
عِطاشٌ أياماً حتى تَبْرأَ أو تموت، يقال منه: جمل مَصْدُوم وإبل
مُصَدَّمَةٌ، وبعضهم يقول: الصُّدامُ ثِقَلٌ يأخذ الإنسان في رأْسه، وهو
الخُشامُ.
أبو العباس عن ابن الأعرابي: الصَّدْمُ الدَّفْعُ، ويقال: لا أَفْعَلُ
الأمرين صَدْمَةً واحدة أي دَفْعَةً واحدة. وقال عبدُ المَلِكِ بنُ
مَرْوانَ وكتب إلى الحجاج: إني وَلَّيْتُكَ العراقين صَدْمةً واحدة أي دَفْعَةَ
واحدةً.
وصِدامٌ: اسْمُ فرس لَقِيط بن زُرارَةَ. وصِدامٌ: فرس معروف؛ قال ابن
بري: وأَنشد الهَرَويُّ في فصل نَقَصَ قول الشاعر:
وما اتَّخَدْتُ صِداماً للمُكوثِ بها،
وما انْتَقَشْناكَ إلاَّ للوَصَرَّاتِ
وقال الأزهري: لا أَدري صِدامٌ أو صَرامٌ. وصِدامٌ ومِصْدَمٌ: اسمان.
عقل: العَقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقولٌ. وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول: كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:
فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً
لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول
وعَقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا
جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.
والمَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك. والمَعْقُول: العَقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.
وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. والعَقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر
الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمه.
ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً. وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً. وتَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.
وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك. وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثير: هو
الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً، والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة. وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه، وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً. واعْتَقَلَ
لِسانُه (* قوله «واعتقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة:
ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ،
يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم
واعْتُقِل: حُبِس. وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه. وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ. وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ،
وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ
وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها:
فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ
قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار
(* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع
تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو
خطأ).
يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب؛
ومن الأَبيات أَيضاً:
يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم
أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن
يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج
والإِعادة له، وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ. والعِقالُ: الرِّباط الذي يُعْقَل به،
وجمعه عُقُلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا
أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَقْلٍ رَفْعٌ.
والعَقْلُ في العَروض: إِسقاط الياء
(* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل
ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو
اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير
مَفاعِلُنْ؛ وبيته:
مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ،
كأَنَّما رسُومُها سُطور
والعَقْلُ: الديَة. وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً: وَدَاهُ، وعَقَل
عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو
الفرق
(* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى
عقله وعقل عنه وعقل له، فلعل قوله الآتي: وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر
عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري)
بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له؛ فأَما قوله:
فإِنْ كان عَقْل، فاعْقِلا عن أَخيكما
بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما
فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا
(* قوله «اعقلوا إلخ» كذا في
الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا
وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.
ويقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ.
وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو
بن مَعْدِيكرِب:
وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه،
إِلى قَوْمِه: لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي
والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن
مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية
المرأَة على النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل
الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل،
ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف
ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ
فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها
في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن
من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن
أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث
فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في
إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا
الثلث كما فعله ابن المسيب. وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود
فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم
بنصفِ العَقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد
أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية
نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَقْلٌ
لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم
كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم. وفي الحديث:
إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر
فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها
على عاقلة الأُخرى. وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،
بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين
إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل
الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ، وأَصلها
اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلة أَن
يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل
العاقِلة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ
إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم
يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب
حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ،
وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلت
لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر
ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن
تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت
المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ،
سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت
أَموالَهم، فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية
إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى
أَوليائه، وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً، وهو
حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان
أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم
وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ
المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه
وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة
مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين
جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها
ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ
عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا
الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه
العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلةُ. ابن
السكيت: يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَقَلْت
المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل
فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَقَلْت
المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَقَلْت فلاناً
إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه
جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه. وفي الحديث: لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا
عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال
الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من
الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم
عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة؛ وروي:
لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما
العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية
عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني
حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله
خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى
على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد، ولم يكن لا
تَعْقِل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في
ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى
فَهَّمْته، قال: ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في
القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها
شيئاً. وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ
مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل
البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛
معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن
أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ
والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل
بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني. وتَعاقَل القومُ دَمَ
فلان: عَقَلُوه بينهم.
والمَعْقُلة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي
بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه. ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه
من أَموالهم. وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال
الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في
الجاهلية، وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك،
واحدتها مَعْقُلة. وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون
من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي
يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من
العَقْل. والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَعْقُلة. والمَعاقِل: حيث تُعْقَل الإِبِل.
ومَعاقِل الإِبل: حيث تُعْقَل فيها. وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وهو الرجل
لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل. ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ
وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن
الصَّعِق:
أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي
عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
(* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).
واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه. وفي حديث أُمِّ زَرْع:
واعْتَقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه
ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه. واعْتَقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه
وفخذه فَحَلبها. وفي حديث عمر: من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع
أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر. ويقال: اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى
رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة:
أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ،
إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها
أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. ويقال: تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى
اعْتَقَلها؛ ومنه قول النابغة
(* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا
أنشده الازهري، والذي في شعره:
فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره:
يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) :
مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار
قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى
أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً، ولو أَناخه لم
يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله
وركب.
والعَقَلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن
يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو
مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة:
وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ،
سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا
مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ،
مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا
وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل: وهو التواء في رجل
البعير واتساعٌ، وقد عَقِلَ.
والعُقَّال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط،
وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ، وفي الصحاح:
العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح:
يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها،
إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال
وداءٌ ذو عُقَّالٍ: لا يُبْرَأُ منه. وذو العُقَّال: فَحْلٌ من خيول
العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم:
لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ
قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ
أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي،
وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي
قال: وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن
الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير:
إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا
من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي العُقَّال
وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا
العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي
به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بري:
والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف. والعَقِيلة من النساء: الكَريمةُ
المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال:
عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه
رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما
وعَقِيلةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه. وفي حديث
عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِيلة، وهي في
الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من
الذوات والمعاني، ومنه عَقائل الكلام. وعَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته
عَقِيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ البحر. قال ابن بري: العَقِيلة
الدُّرَّة في صَدَفتها. وعَقائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري:
العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع العَقائلُ.
وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه. وعَواقيلُ الأَودِية:
دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس
منها. وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ
عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور. وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى
لها.
والعَقَنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض، ويُجْمَع
عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ
وتعَقُّدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّعْقِيل، فهو عنده ثلاثي. والعَقَنْقَل
أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال:
إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا،
وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا
والعَقنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقاقِل، قال:
وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً؛ وعَقنْقَلُ الضبّ:
قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه. وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل
الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع
على الهُزْءِ.
والعَقْلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً؛
وقال:
أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها،
كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا
والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يقال لها: العاقِلة. والعَقْل:
ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر
يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة:
عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه،
كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ
ويقال: هما ضربان من البُرود. وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً
واعْتَقَله: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله. ولفلان
عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، وهو
الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. ويقال أَيضاً: به عُقْلةٌ من السِّحر، وقد
عُمِلَت له نُشْرة. والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث
معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على
صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي:
سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً،
فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟
لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا،
عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ
قال ابن الأَثير: نصَب عِقالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. وفي
حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو
مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم
عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو
بكر، رضي الله عنه، بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي
كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل
أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل:
أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ
أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً،
وقيل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان
إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال
الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، وليس
بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو
مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين،
فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً، فإِذا
جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه
كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر
الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني
حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث
عامله فقال: اعْقِلْ عنهم عِقالَين، فاقسِمْ فيهم عِقالاً، وأْتِني بالآخر؛
يريد صدقة عامَين. وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين. وعَقَلَ
المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى
يَعْقِلها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي
يَقبِضَها. والعِقالُ: القَلوص الفَتِيَّة. وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً
وعُقولاً: لجأَ. وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ
الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْقِلٌ. وفي الحديث:
ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي
ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس
الجبل. والعَقْلُ: الملجأُ. والعَقْلُ: الحِصْن، وجمعه عُقول؛ قال
أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً،
لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ
وهو المَعْقِلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في
الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال:
ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث. وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي
مَلجأ على المثل؛ قال الكميت:
لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ
إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ
وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وبه
سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة. وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ
عَقلاً وعُقولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي
الرجُل. ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من
مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَعْقِليّ. وأَما
مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع. وعَقَلَ الظِّلُّ
يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ
أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار. وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ
منه؛ أَنشد ثعلب:
نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب،
كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها
ولم يذكر لها واحداً.
وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ؛ يُعَقَّلُ
الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب
طَعْمُه.
وعُقَّال الكَلإِ
(* قوله «وعقال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه
شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد
انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.
وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ
للضرورة فقال:
يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً،
وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا
قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله:
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه،
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟
وعُقَيْلٌ، مصغر: قبيلة. ومَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ
الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا
كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها
تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة:
حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ
تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر
قال الجوهري: وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ،
وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء
كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة
الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛
وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا
الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ
أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه
(* قوله
«ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله
من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.
كتت: كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا
غَلَتْ، وهو صوتُ الغَلَيان؛ وقيل: هو صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، وهو أَقَلُّ
صَوْتاً وأَخْفَضُ حالاً من غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تقول:
كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فيها الماءُ. وكَتَّ النبيذُ
وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً: ابْتَدأَ غَلَيانُه قبل أَن يَشْتَدَّ.
والكَتِيتُ: صوتُ البَكْرِ، وهو فوق الكَشِيشِ. وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ
كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً، وهو صَوتٌ بين الكَشِيشِ
والهَديرِ. وقيل: الكَتِيتُ ارتفاع البَكْرِ عن الكَشِيشِ، وهو أَوَّل
هَديره. الأَصمعي: إِذا بلغ الذَّكَرُ من الإِبل الهَدير، فأَوّله
الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفع قليلاً، فهو الكَتِيتُ؛ قال الليث: يَكِتُّ، ثم
يَكِشُّ، ثم يَهْدِرُ. قال الأَزهري: والصواب ما قال الأَصمعي. والكَتِيتُ: صوتٌ
في صَدْر الرجل يُشْبِهُ صوتَ البَكارة، من شدَّةِ الغَيْظ؛ وكَتَّ
الرجُلُ من الغَضَب. وفي حديث وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حمزة، وهو مُكَبِّسٌ: له
كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط. وفي حديث أَبي قتادة: فتَكاتَّ الناسُ على
المِيضَأَة، فقال: أَحْسِنُوا المَلْءَ، فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى. التَّكاتُّ:
الــتَّزاحُمُ مع صَوتٍ، وهو من الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط. قال ابن
الأَثير: هكذا رواه الزمخشري وشرحه،والمحفوظُ تَكابَّ، بالباء الموحدة، وقد مضى
ذكره.
وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً: عَدَّهم وأَحْصاهم، وأَكثرُ ما
يستعملونه في النفي، يقال: أَتانا في جَيشٍ ما يُكَتُّ أَي ما يُعْلَمُ عَدَدُهم
ولا يُحْصَى؛ قال:
إِلاَّ بِجَيْشٍ، ما يُكَتُّ عَدِيدُه،
سُودِ الجُلُودِ، من الحديدِ، غِضابِ
وفي المثل: لا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لا تَعُدُّه ولا
تُحْصِيه. ابن الأَعرابي: جَيْشٌ لا يُكَتُّ أَي لا يُحْصَى، ولا يُسْهَى أَي
لا يُحْزَرُ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُقْطَعُ. وفي حديث حُنَين: قد جاء جيش
لا يُكَتُّ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُحْصى، ولا يُبْلَغُ آخِرُه.
والكَتُّ: الإِحْصاءُ.
وفَعَل به ما كَتَّه أَي ما ساءَه.
ورجل كَتٌّ: قليلُ اللحم؛ ومَرْأَةٌ كَتٌّ، بغير هاء. ورجل كَتِيتٌ:
بخيل؛ قال عمرو بن هُمَيْل اللحياني:
تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ
وأَوضَعَه، خُزاعِيٌّ كَتِيتُ
إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال: أَوكي
على ما في سِقائِكِ، قد رَوِيتُ
وفي التهذيب: هو الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة؛
والكَتِيتُ: الرجلُ البخيلُ السيّء الخُلُق المُغْتاظُ؛ وأَورد هذين البيتين
ونسبهما لبعض شعراء هُذَيل، ولم يُسَمِّه. ويقال: إِنه لكَتِيتُ اليَدَين
أَي بخيلٌ؛ قال ابن جني: أَصلُ ذلك من الكَتيتِ الذي هو صَوتُ غَلَيانِ
القِدْرِ.
وكَتَّ الكلامَ في أُذنه يَكُتُّه كَتّا: سارَّه به، كقولك: قَرَّ
الكلامَ في أُذُنِه. ويقال: كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه، وقُرَّني
وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كما سمعتَه. ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه،
وقُذَّنِيه. وتقول: اقْتَرَّه مني يا فلانُ، واقْتَذَّه، واكْتَتَّه أَي اسمعه
مني كما سمِعتُه. التهذيب عن اللحياني عن أَعرابي فصيح، قال له: ما
تَصْنَعُ بي؟ قال: ما كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ، بمعنى
واحد.والكَتْكَتةُ: صَوْتُ الحُبَارَى. ورجل كَتْكاتٌ: كثير الكلام، يُسْرِعُ
الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بعضاً.
والكَتِيتُ والكَتْكَتَةُ: المَشْيُ رُوَيْداً. والكَتِيتُ والكَتْكَتة:
تَقَارُبُ الخَطْوِ في سُرْعةٍ، وإِنه لكَتْكاتٌ، وقد تَكَتْكَتَ.
والكَتْكَتةُ في الضحك: دون القَهْقَهة.
وكَتْكَتَ الرجلُ: ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً؛ قال ثعلب: وهو مثلُ الخَنين.
الأَحمر: كَتْكَتَ فلانٌ بالضك كَتْكَتَةً، وهو مثل الخَنينِ.
الفراء: الكُتَّة شَرَطُ المال وقَزَمُه، وهو رُذالُه. وفي الحديث
ذِكْرُ كُتاتَة، وهي بضم الكاف، وتخفيف التاء الأُولى: ناحية من أَعراض
المدينة لآل جَعْفر بن أَبي طالب، عليه وعليهم السلام.
دفع: الدَّفْع: الإِزالة بقوّة. دَفَعَه يَدْفَعُه دَفْعاً ودَفاعاً
ودافَعَه ودَفَّعَه فانْدَفَع وتَدَفَّع وتَدافَع، وتدافَعُوا الشيءَ:
دَفَعَه كلّ واحد منهم عن صاحبه، وتدافَع القومُ أَي دفَع بعضُهم بعضاً. ورجل
دَفّاع ومِدْفَع: شديد الدَّفْع. ورُكْن مِدْفَعٌ: قويّ. ودفَع فلان إِلى
فلان شيئاً ودَفع عنه الشرّ على المثل. ومن كلامهم: ادْفَعِ الشرّ ولو
إِصْبعاً؛ حكاه سيبويه. ودافَع عنه بمعنى دفَع، تقول منه: دفَع الله عنك
المَكْروه دَفْعاً، ودافع اللهُ عنك السُّوء دِفاعاً. واستَدْفَعْت اللهَ
تعالى الأَسواء أَي طلبت منه أَن يَدْفَعَها عني. وفي حديث خالد: أَنه
دافَع بالناس يوم مُوتةَ أَي دفعَهم عن مَوْقِف الهَلاك، ويروى بالراء من
رُفع الشيء إِذا أُزيل عن موضعه.
والدَّفْعةُ: انتهاء جماعة القوم إِلى موضع بمرَّة؛ قال:
فنُدْعَى جَميعاً مع الرَّاشِدين،
فنَدْخُلُ في أَوّلِ الدَّفْعةِ
والدُّفْعةُ: ما دُفع من سِقاء أَو إِناء فانْصَبَّ بمرَّة؛ قال:
كقَطِرانِ الشامِ سالَتْ دُفَعُه
وقال الأَعشى:
وسافَتْ من دَمٍ دُفَعا
(* قوله «وسافت» كذا بالأصل وبهامشه خافت.)
وكذلك دُفَعُ المطر ونحوه. والدُّفْعةُ من المطر: مثل الدُّفْقة،
والدَّفعة، بالفتح: المرة الواحدة. وتدَفَّع السيل وانْدفَع: دفَع بعضُه
بعضاً.والدُّفّاع، بالضم والتشديد: طَحْمة السيلِ العظيم والمَوْج؛ قال
جَوادٌ يَفِيضُ على المُعْتَفِين،
كما فاضَ يَمٌّ بدُفّاعِه
والدُّفّاع: كثرة الماء وشدَّته. والدُّفّاع أَيضاً: الشيء العظيم
يُدْفَع به عظيم مثله، على المثل. أَبو عمرو: الدُّفّاع الكثير من الناس ومن
السيل ومن جَرْي الفرس إِذا تدافع جَرْيُه، وفرس دَفَّاعٌ؛ وقال ابن
أَحمر:إِذا صَليتُ بدَفّاعٍ له زَجَلٌ،
يُواضِخُ الشَّدَّ والتَّقْرِيبَ والخَبَبا
ويروى بدُفّاع، يريد الفرس المُتدافِعَ في جَرْيه. ويقال: جاء دُفّاعٌ
من الرجال والنساء إِذا ازدحموا فركب بعضُهم بعضاً.
ابن شميل: الدَّوافِعُ أَسافِلُ المِيثِ حيث تَدْفَع في الأَوْدِية،
أَسفلُ كل مَيْثاء دافعة.
وقال الأَصمعي: الدَّوافِعُ مَدافِعُ الماء إِلى المِيثِ، والمِيث
تَدْفَع إِلى الوادِي الأَعظم.
والدافِعةُ: التَّلْعَةُ من مَسايِل الماء تَدْفَع في تَلْعة أُخرى إِذا
جرى في صَبَبٍ وحَدُورٍ من حَدَبٍ، فَتَرَى له في مواضِعَ قد انْبَسَطَ
شيئاً واسْتدارَ ثم دَفع في أُخرى أَسفل منها، فكلّ واحد من ذلك دافِعةٌ
والجمع الدَّوافِعُ، ومَجْرَى ما بين الدَّافِعَتَين مِذْنَبٌ، وقيل:
المَدافِعُ المَجارِي والمَسايِل؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
شِيبُ المَبارِكِ، مَدْرُوسٌ مَدافِعُه،
هابِي المَراغِ، قلِيلُ الوَدْقِ، مَوْظُوبُ
المَدْرُوس: الذي ليس في مَدافِعه آثار السيل من جُدوبتِه. والموْظُوبُ:
الذي قد ووظب على أَكْله أَي دِيمَ عليه، وقيل: مَدْرُوسٌ مَدافِعُه
مأْكول ما في أَوْدِيته من النبات. هابِي المَراغ: ثائرٌ غُبارُه. شِيبٌ:
بِيضٌ. ابن شميل: مَدْفَعُ الوادي حيث يدْفَع السيل، وهو أَسفله، حيث
يَتفرَّق ماؤُه.
وقال الليث: الانْدِفاعُ المُضيّ في الأَرض، كائناً ما كان؛ وأَمَّا قول
الشاعر:
أَيُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إِلى المَدْ
فَعِ من نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذارِ
فقيل: هو مِذْنَبُ الدّافِعة لأَنها تَدْفع فيه إِلى الدافعة الأُخرى،
وقيل: المَدْفَع اسم موضع.
والمُدَفَّع والمُتدافَعُ: المَحْقُور الذي لا يُضَيَّف إِن اسْتضاف ولا
يُجْدَى إِن اسْتَجْدَى، وقيل: هو الضيْفُ الذي يَتَدافَعُه الحَيُّ،
وقيل: هو الفقير الذليل لأَنَّ كلاًّ يَدْفَعُه عن نفسه. والمُدَفَّع:
المَدْفُوع عن نسبه. ويقال: فلان سيّد قومه غير مُدافَع أَي غير مُزاحَم في
ذلك ولا مَدْفُوعٍ عنه. الأَصمعي: بعير مُدَفَّع كالمُقْرَم الذي يُودَع
للفِحْلةِ فلا يُركب ولا يُحْمَل عليه، وقال: هو الذي إِذا أُتي به
ليُحْمَلَ عليه قيل: ادْفَع هذا أَي دَعْه إِبقاء عليه؛ وأَنشد غيره لذي
الرمة:وقَرَّبْن لِلأَظْعانِ كُلَّ مُدَفَّع
والدافِعُ والمِدفاع: الناقة التي تَدْفَع اللبن على رأْس ولدها لكثرته،
وإِنما يكثر اللبن في ضَرْعها حين تريد أَن تضع، وكذلك الشاة المِدْفاع،
والمصدر الدَّفْعة، وقيل: الشاة التي تَدْفَع اللَّبَأَ في ضَرْعِها
قُبَيْلَ النَّتاج. يقال: دَفَعَتِ الشاةُ إِذا أَضْرَعَت على رأْس الولد.
وقال أَبو عبيدة: قوم يجعلون المُفْكِهَ والدَّافِعَ سواء، يقولون هي
دافِعٌ بولد، وإِن شئت قلت هي دافع بلَبَن، وإِن شئت قلت هي دافع بضَرْعها،
وإِن شئت قلت هي دافع وتسكت؛ وأَنشد:
ودافِعٍ قد دَفَعَتْ للنَّتْجِ،
قد مَخَضَتْ مَخاضَ خَيْلٍ نُتْجِ
وقال النضر: يقال دَفَعَتْ لَبَنَها وباللبن إِذا كان ولدها في بطنها،
فإِذا نُتِجت فلا يقال دَفَعت.
والدَّفُوع من النوق: التي تَدْفع برجلها عند الحَلب.
والانْدِفاعُ: المُضِيُّ في الأَمر. والمُدافَعة: المُزاحمة.
ودَفَع إِلى المكان ودُفِع، كلاهما: انْتَهى. ويقال: هذا طريق يَدْفَع
إِلى مكان كذا أَي يَنْتَهِي إِليه. ودَفَع فلان إِلى فلان أَي انتهى
إِليه. وغَشِيَتْنا سَحابة فَدُفِعْناها إِلى غيرنا أَي ثُنِيَت عنا
وانصَرفَت عنا إِليهم، وأَراد دُفِعَتْنا أَي دُفِعَت عنا. ودَفَع الرجل قوسَه
يدْفَعُها: سَوَّاها؛ حكاه أَبو حنيفة، قال: ويَلْقَى الرجلُ الرجلَ فإِذا
رأَى قوسه قد تغيرت قال: ما لك لا تَدْفَع قوْسَك؟ أَي ما لك لا
تَعْمَلُها هذا العَمَل.
ودافِعٌ ودفَّاع ومُدافِعٌ: أَسماء.
وانْدَفع الفرسُ أَي أَسْرَع في سيْره. وانْدَفعُوا في الحديث. وفي
الحديث: أَنه دَفَع من عَرَفات أَي ابتدأَ السيرَ، ودَفع نفْسَه منها
ونَحَّاها أَو دفع ناقتَه وحَمَلَها على السيْر.
ويقال: دافَع الرجل أَمْرَ كذا إِذا أُولِعَ به وانهمك فيه.
والمُدافَعةُ: المُماطلة. ودافَع فلان فلاناً في حاجته إِذا ماطَلَه فيها فلم
يَقْضِها.
والمَدْفَع: واحد مدافِع المياه التي تجري فيها. والمِدْفَع، بالكسر:
الدَّفُوع؛ ومنه قولها يعني سَجاحِ:
لا بَلْ قَصِيرٌ مِدْفَعُ
بكك: البَكُّ: دق العنق. بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكاً: خرقه أو فرقه.
وبَكَّ فلان يَبُكُّ بَكَّةً أي زحم. وبَكَّ الرجلُ صاحبه يَبُكُّه بَكاً:
زاحمه أو زَحمَهُ؛ قال:
إذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهُ،
فَخَلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّهْ
يقول: إذا ضجر الذي يُورِدُ إبله مع إبلك لشدة الحر انتظاراً فخلِّه حتى
يزاحمك؛ وقال ابن دريد: كأ من الأَضداد يذهب في ذلك إلى أنه التفريق
والازدحام؛ وكل شيء تراكب فقد تَباكَّ. وتباكَّ القوم: تزاحمــوا. وفي الحديث:
فتَباكَّ الناس عليه أي ازدحموا. والبَكْبَكةُ: الازدحام، وقد
تَبَكْبَكُوا.
وبَكْبَكَ الشيءَ: طرح بعضه على بعض ككَبْكَبه. وجمعٌ بَكْباك: كثير.
ورجل بَكْباك: غليظ، وقيل: الضَّكْضاك الرجل القصير، وهو البَكْباكُ.
والبُكْكُ: الأَحداث الأَشِدَّاء، والبُكُك: الحُمُرُ النشيطة؛ وأنشد:
صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِّ
ويقال: فلان أبَكُّ بني فلان إذا كان عَسِيفاً لهم يسعى في أمورهم.
وبَكَّ الرجل المرأة إذا جهدها في الجماع. وبَكَّ الشيء يَبُكُّه بَكّاً: رد
نَخْوَته ووضَعَهُ. ويقال: بَكَكْت الرجل وضعت منه ورددت نَخْوَته، ذكره
ابن بري في ترجمة ركك. وبَكَّ عنقه يَبُكُّها بعكّاً: دقها.
وبَكَّةُ: مَكَّةُ، سميت ذلك لأنها كانت تَبُكّ أعناق الجبابرة إذا
ألحدوا فيها بظلم، وقيل: لأن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يــتزاحمــون،
وقال يعقوب: بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في
الطواف أي يَزْحَمُ؛ حكاه في البدل، وقيل: سميت بَكَّة لأن الناس يبك بعضهم
بعضاً في الطرق أي يدفع، وقال الزجاج في قوله تعالى: إن أول بيت وضع
للناس للذي ببَكَّة مباركاً، قيل: إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله
مَكَّة، قال للذي ببَكَّة، فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من
بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطواف أي دفع بعضهم بعضاً، وقيل: بَكة اسم
بطن مَكَّة سميت بذلك لازدحام الناس. وفي حديث مجاهد: من أسماء مَكَّةَ
بَكَّةُ، قيل: بَكَّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد، وقيل: هما اسما
البلدة، والباء والميم يتعاقبان.
وبَك الشيءَ: فسخه، ومنه أُخذت بَكَّةُ. وبَكَّ الرجلُ: افتقر. وبَكَّ
إذا خشن بدنه شجاعةً. ويقال للجارية السمينة بَكْباكة وكَبْكابة
ووَكْوَاكة ووَكَوْكاةٌ ومَرْمَارة ورَجْراجة.
والأَبَكُّ: العام الشديد لأنه يَبُكّ الضعفاء والمقلّين. والأَبكّ:
الحمر التي يبكّ بعضها بعضاً، ونظيره قولهم الأَعمّ في الجماعة، والأَمَرُّ
لمصارين الفَرْث. والأَبَكُّ: موضع نسبت الحمر إليه؛ فأما ما أنشده ابن
الأَعرابي:
جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ،
لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي
فزعم أنها الحمر يبك بعضها بعضاً؛ قال: ويضعف ذلك أن فيه ضرباً من إضافة
الشيء إلى نفسه وهذا مُسْتَكْرَهٌ، وقد يكون الأَبَكّ ههنا الموضع فذلك
أصح للإضافة.
والبَكْبَكةُ: شيء تفعله العَنْز بولدها. والبَكْبَكة: المجيء والذهاب.
أبو عبيد: أحمق باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائِكٌ، وهو الذي لا يدري ما خطؤه
وصوابه. وبَعْلَبَكّ: موضع، وقد تقدم ذكرها في موضعها.
حزم: الحَزْمُ: ضبط الإنسان أَمره والأَخذ فيه بالثِّقة. حَزُمَ، بالضم،
يَحْزُم حَزْماً وحَزامَةً وحُزُومة، وليست الحُزُومةُ بثبت.
ورجل حازمٌ وحَزيمٌ من قوم حَزَمة وحُزَماء وحُزَّمٍ وأَحْزامٍ
وحُزَّامٍ: وهو العاقل المميز ذو الحُنْكةِ. وقال ابن كَثْوَةَ: من أَمثالهم: إن
الوَحَا من طعام الحَزْمَة؛ يضرب عند التَّحَشُّد على الانْكِماش وحَمْدِ
المُنْكَمِشِ. والحَزْمَةُ: الحَزْمُ. ويقال: تَحَزَّم في أَمرك أَي
اقبله بالحَزْم والوَثاقة. وفي الحديث: الحَزْمُ سوء الظن؛ الحَزْمُ ضبط
الرجل أَمْرَه والحَذَرُ من فواته. وفي حديث الوِتْر: أَنه قال لأَبي بكر
أَخذتَ بالحَزْم. وفي الحديث: ما رأَيتُ من ناقصات عقل ودِينٍ أَذهبَ
للُبِّ الحازِمِ من إحداكن أَي أَذْهَبَ لعقل الرجل المُحْتَرِزِ في الأُمور،
المستظهر فيها. وفي الحديث: أَنه سُئِلَ ما الحَزْمُ؟ فقال: الحَزْمُ أَن
تستشير أَهل الرأْي وتطيعهم. الأَزهري: أُخِذَ الحَزْمُ في الأُمور، وهو
الأَخذ بالثِّقة، من الحَزْمِ، وهو الشدّ بالحِزامِ والحبل استيثاقاً من
المَحْزوم؛ قال ابن بري: وفي المثل: قد أَحْزِمُ لو أَعْزِمُ أَي قد
أَعرف الحَزْمَ ولا أَمضي عليه.
والحَزْمُ: حزْمُكَ الحطب حُزْمةً. وحَزَمَ الشيء يَْْزِمُه حَزْماً:
شده. والحُزْمَةُ: ما حُزِمَ. والمِحْزَمُ والمِحْزَمةُ والحِزامُ
والحِزامَةُ: اسم ما حُزِمَ به، والجمع حُزُمٌ. واحْتَزَمَ الرجلُ وتَحَزَّمَ
بمعنى، وذلك إذا شَدَّ وسطه بحبل. وفي الحديث: نهى أَن يصلي الرجل بغير
حِزامٍ أَي من غير أَن يشُدَّ ثوبه عليه، وإنما أَمر بذلك لأَنهم قَلَّما
يَتَسَرْوَلُونَ، ومن لم يكن عليه سَراويلُ، أَو كان عليه إزار، أَو كان
جَيْبُه واسعاً ولم يَتَلَبَّبْ أَو لم يشد وسْطه فربما إنكشفت عورتُه وبطلت
صلاته. وفي الحديث: نهى أَن يصلي الرجلُ حتى يَحْتَزِمَ أَي يتَلَبَّبَ
ويشد وسطه. وفي الحديث الآخر: أَنه أَمر بالتَّحَزُّمِ في الصلاة. وفي
حديث الصوم: فتَحَزَّمَ المفطرون أَي تلَبَّبُوا وشدوا أَوساطهم وعَمِلُوا
للصائمين. والحِزامُ للسِّرْج والرحْل والدابةِ والصبيّ في مَهْدِه. وفرس
نبيلُ المِحْزَمِ. وحِزامُ الدابة معروف، ومنه قولهم: جاوَزَ الحِزامُ
الطُّبْيَيْنِ. وحَزَمَ الفرسَ: شَدَّ حزامَهُ: قال لبيد:
حتى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأَنها
زَلَفٌ، وأُلقِيَ قِتْبُها المَحْزوم
تَحَيَّرَت: امتلأَت ماءً. والدّبارُ: جمع دَبْرةٍ أَو دِبارَة، وهي
مَشارَةُ الزرع. والزَّلَفُ: جمع زَلَفَةٍ وهي مَصْنَعة الماء الممتلئة،
وقيل: الزَّلَفَةُ المَحارَةُ أَي كأَنها محار مملوءة. وأَحْزَمهُ: جعل له
حِزاماً، وقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ. ومَحْزِمُ الدابة: ما جرى عليه
حِزامُها.
والحَزيمُ: موضع الحِزامِ من الصدر والظهرِ كله ما استدار، يقال: قد
شَمَّر وشدَّ حَزيمَهُ؛ وأَنشد:
شيخٌ، إذا حُمِّلَ مَكْروهة،
شَدَّ الحَيازِيمَ لها والحَزِيما
وفي حديث عليّ، عليه السلام:
اشْدُدْ حَيازيمكَ للمَوْتِ،
فإن المَوْتَ لاقِيكا
(* قوله «اشدد حيازيمك إلخ» هذا بيت من الهزج
مخزوم كما استشهد به العروضيون على ذلك وبعده:
ولا تجزع من الموت * إذا حل بناديكا).
هي جمع الحَيْزُوم، وهو الصَّدْر، وقيل: وسطه، وهذا الكلام كناية عن
التَّشَمُّرِ للأَمر والاستعداد له. والحَزيمُ: الصدر، والجمع حُزُمٌ
وأَحْزِمَةٌ؛ عن كراع. قال ابن سيده: والحَزيمُ والحَيْزُومُ وسط الصدر وما
يُضَمُّ عليه الحِزامُ حيث تلتقي رؤوس الجَوانح فوق الرُّهابةِ بحِيالِ
الكاهِل؛ قال الجوهري: والحَزيمُ مثله. يقال: شددت لهذا الأَمر حَزيمي،
واستحسن الأَزهري التفريق بين الحَزيم والحَيْزُوم وقال: لم أَر لغير الليث
هذا الفرق. قال ابن سيده: والحَيْزوم أَيضاً الصدر، وقيل: الوسط، وقيل:
الحيَازيمُ ضلوع الفُؤاد، وقيل: الحَيْزوم ما استدار بالظهر والبطن، وقيل:
الحَيْزومانِ ما اكتنف الحُلْقوم من جانب الصدر؛ أَنشد ثعلب:
يدافِعُ حَيْزومَيْهِ سُخْنُ صَريحِها،
وحلقاً تراه للثُّمالَةِ مُقْنَعا
واشْدُدْ حَيْزومَكَ وحيَازيمك لهذا الأَمر أَي وطِّنْ عليه. وبعير
أَحْزَمُ: عظيم الحَيْزوم، وفي التهذيب: عظيمُ موضعِ الحِزام.
والأَحْزَمُ: هو المَحْزِمُ أَيضاً، يقال: بعير مُجْفَرُ الأَحْزَمِ؛
قال ابن فَسْوة التميمي:
تَرى ظَلِفات الرَّحْل شُمّاً تُبينها
بأَحْزَمَ، كالتابوت أَحزَمَ مُجْفَرِ
ومنه قول ابنة الخُسِّ لأَبيها: اشْتَرِه أَحْزَمَ أَرْقَب. الجوهري:
والحَزَمُ
ضدُّ الهَضَمِ، يقال: فرس أَحْزَمُ وهو خلاف الأَهْضَم. والحُزْمةُ: من
الحطب وغيره.
والحَزْمُ: الغليظ من الأَرض، وقيل: المرتفع وهو أَغْلَظُ وأَرفع من
الحَزْنِ، والجمع حُزومٌ؛ قال لبيد:
فكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ، لما أَشْرَفَتْ
في الآلِ، وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزومُ،
نَخْلٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ
حَمَلَتْ، فمنها موقَرٌ مَكْمومُ
وزعم يعقوب أَن ميم حَزْمٍ بدل من نون حَزْنٍ. والأَحْزَمُ والحَيْزُوم:
كالحَزْم؛ قال:
تاللهِ لولا قُرْزُلٌ، إذ نَجا،
لكانَ مأوى خَدِّكَ الأَحْزَما
ورواه بعضم الأَحَرَما أَي لقطع رأسك فسقط على أَخْرَمِ
كتفيه. والحَزْمُ من الأَرض: ما احْتَزَمَ من السيل من نَجَوات الأَرض
والظُّهور، والجمع الحُزُوم. والحَزْمُ: ما غَلُظ من الأَرض وكثرت حجارته
وأَشرف حتى صار له إقبال لا تعلوه الإبلُ والناس إلا بالجَهْد، يعلونه من
قِبَلِ قُبْلهِ، أَو هو طين وحجارة وحجارته أَغلظ وأَخشن وأكْلَبُ من
حجارة الأَكَمَةِ، غير أَن ظهره عريض طويل ينقاد الفرسخين والثلاثةَ، ودون
ذلك لا تعلوها الإبل إلا في طريق له قُبْل، وقد يكون الحَزْم في القُِفِّ
لأَنه جبل وقُفٌّ غير أَنه ليس بمستطيل مثل الجَبَلِ، ولا يُلْفَى
الحَزْمُ إلا في خشونة وقُفٍّ؛ قال المَرَّارُ بن سعيد في حَزمِ
الأَنْعَمَيْنِ:
بحَزْم الأَنْعَمَيْنِ لهُنَّ حادٍ،
مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسولُ
قال: وهي حُزومٌ عِدَّةٌ، فمنها حَزْما شَعَبْعَبٍ وحَزْمُ خَزارى، وهو
الذي ذكره ابن الرِّقاعِ في شعره:
فَقُلْتُ لها: أَنَّى اهْتَدَيْتِ ودونَنا
دُلوكٌ، وأَشرافُ الجِبالِ القَواهِرُ
وجَيْحانُ جَيْحانُ الجُيوشِ وآلِسٌ،
وحَزْمُ خَزازَى والشُّعوبُ القَواسِرُ
ويروى العَواسِرُ؛ ومنها حَزْمُ جَديدٍ ذكره المرَّار فقال:
يقولُ صِحابي، إذ نَظَرْتُ صَبابةً
بحَزْمِ جَدِيدٍ: ما لِطَرْفِك يَطْمَحُ؟
ومنها حَزْمُ الأَنْعَمَيْنِ الذي ذكره المرار أَيضاً؛ وسَمَّى الأَخطلُ
الحَزْمَ من الأَرض حَيْزُوماً فقال:
فَظَلّ بحَيْزُومٍ يفُلُّ نُسورَهُ،
ويوجِعُها صَوَّانُهُ وأَعابِلُهْ
ابن بري: الحَيزُوم الأَرض الغليظة؛ عن اليزيدي. والحَزَمُ: كالغَصَصِ
في الصدر، وقد حَزِمَ يَحْزَمُ حَزَماً. وحَزْمَةُ: اسم فرس معروفة من خيل
العرب، قال: وحَزْمَةُ في قول حَنْظَلَةَ بن فاتِكٍ الأَسَدِيّ:
أَعْدَدْتُ حَزْمَةَ، وهي مُقْرَبَةٌ،
تُقْفَى بقوتِ عِيالِنا وتُصانُ
اسم فرس؛ قال ابن بري: ذكر الكلبيُّ أَن اسمها حَزْمَةُ، قال: وكذا
وجدته، بفتح الحاء، بخط من له عِلمٌ؛ وأَنشد لحَنْظَلَة بن فاتِكٍ الأَسديّ
أَيضاً:
جَزَتْني أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْيَ صِدْقٍ،
وما أَقْفَيْتُها دون العِيالِ
وحَيْزُومُ: اسم فرس جبريل، عليه السلام. وفي حديث بَدْرٍ: أَنه سمع
صوته يوم بدر يقول: أَقْدِم حَيْزُومُ؛ أَراد أقْدِمْ يا حَيْزومُ فحذف حرف
النداء، والياء فيه زائدة؛ قال الجوهري: حَيْزُوم اسم فرس من خيل
الملائكة.
وحِزامٌ وحازِمٌ: إسمان. وحَزيمةُ: اسم فارس من فرسان العرب.
والحَزيمَتانِ والزَّبينتانِ من باهِلَةَ بن عَمْرو بن ثَعْلبَة، وهما
حَزِيمَةُ وزبينةُ؛ قال أَبو مَعْدانَ الباهليّ:
جاء الحزائِمُ والزّبائِنُ دُلْدُلاً،
لا سابِقينَ ولا مَعَ القُطَّانِ
فَعَجِبْتُ من عَوفٍ وماذا كُلِّفَتْ،
وتَجِيء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ
كوس: الكَوْسُ: المَشي على رجل واحدة، ومن ذوات الأَربع على ثلاث
قَوائم، وقيل: الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قوائمه ويَنْزُوَ على ما بقي، وقد
كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قال الأَعور النَّبْهانيُّ:
ولو عند غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ،
رَغا فَرِقٌ منها، وكاسَ عَقِيرُ
وقال حاتم الطائي:
وإِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها
عَقِيراً، أَمامَ البيت، حِينَ أُثِيرُها
أَي تعقر إِحدى قوائم البعير فيَكُوس على ثلاث؛ وقالت عمرة أُخت العباس
بن مِرْداس وأُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها وتذكر أَنه كان يُعَرْقِبُ
الإِبل:
فَظَلَّتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ
ثَلاثٍ، وغادَرَتْ أُخْرى خَضِيبا
تعني القائمة التي عَرْقَبَها فهي مُخَضَّبَة بالدم. وكاس البعير إِذا
مشى على ثلاث قوائم وهو مُعَرْقَبٌ. والتَّكاوُس: التَّراكُمُ والــتزاحم.
وتَكاوَسَ النخل والشجر والعُشْب: كَثُرَ والتفَّ؛ قال عُطارِد ابنُ
قُرَّان:
ودُونيَ من نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ،
ومُعْتَلِجٌ من نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ
وتَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ وسقط بعضه على بعض، فهو مُتَكاوِس. وفي
حديث قتادة ذكر أَصحاب الأَيْكة فقال: كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس أَي
مُلْتَف متراكب، ويروى مُتَكادِس، وهو بمعناه. وفي النوادر: اكْتاسَني فلان عن
حاجتي وارْتَكَسَني أَي حبسني.
والكُوسُ، بالضم: الطَّبْل، ويقال: هو معرَّب. ومَكْوَسٌ على مَفْعَل:
اسم حمار
(* قوله «ومكوس على مفعل اسم حمار» مثله في الصحاح، وعبارة
القاموس وشرحه: ومكوّس كمعظم: حمار، ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل، وإِذا
كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً.). ولُمْعَةٌ كَوْساء: متراكمة
ملتفَّة.
والمُتَكاوِسُ في القوافي: نوع منها وهو ما توالى فيه أَربع متحركات بين
ساكنين، شبّه بذلك لكثرة الحركات فيه كأَنها التفَّت.
وكاسَ الرجُلُ كَوْساً وكَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض،
وقيل: كَبَّه على رأْسه. وكاسَ هُوَ يَكُوسُ: انقلب. وفي حديث عبد اللَّه
بن عمر: أَنه كان عند الحجاج فقال: ما نَدِمْتُ على شيء نَدَمي أَن لا
أَكون قَتَلْتُ ابن عمر، فقال عبد اللَّه: أَما واللَّه لو فعلتَ ذلك
لَكَوَّسَك اللَّه في النار أَعلاك أَسفلك؛ قال أَبو عبيد: قوله لَكَوَّسَك
اللَّه يعني لَكَبَّك اللَّه فيها وجعل أَعلاك أَسْفَلك، وهو كقولهم:
كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ، في وقوعه موقع الحال. ويقال. كَوَّسْتُهُ على رأْسه
تَكْويساً، وقد كاسَ يَكوسُ إِذا فعل ذلك.
والكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تكون مع النَّجَّار يَقِيس بها تَرْبيعً
الخشَب، وهي كلمة فارسية، والكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية والعرب تكلَّمت
بها، وذلك إِذا أَصاب الناس خَبٌّ في البحر فخافوا الغَرَق، قيل: خافوا
الكَوْسَ. ابن سيده: والكَوْسُ هَيْجُ البحر وخَبُّه ومُقارَبة الغرق فيه،
وقيل: هو الغرَق، وهو دَخِيل.
والكُوسِيُّ من الخيل: القصير الدَّوارِج فلا تراه إِلا مُنَكَّساً إِذا
جَرَى، والأُنثى كُوسِيَّة، وقال غيره: هو القصير اليدَيْنِ. وكاسَتِ
الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها، وفي نسخة في مَساكِها. وكَوْساءُ:
موضع؛ قال أَبو ذؤيب:
إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ
كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها
لزن: لَزَنَ القومُ يَلْزُنُونَ لَزْناً ولَزَناً ولَزِنوا وتَلازَنوا:
تزاحمــوا. الليث: اللَّزَنُ، بالتحريك، اجتماع القوم على البئر للاستقاء
حتى ضاقت بهم وعجزت عنهم؛ قال الجوهري: وكذلك في كل أَمر. ويقال ماء
مَلْزُون؛ وأَنشد:
في مَشْرَبٍ لا كَدِرٍ ولا لَزِنْ
وأَنشد غيره:
ومَعاذِراً كَذِباً ووَجْهاً باسِراً،
وتَشَكِّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ
ومَشْرَبٌ لَزِنٌ ولَزْنٌ ومَلْزُون: مُزْدَحَمٌ عليه؛ عن ابن
الأَعرابي. واللَّزْنُ: الشدَّة. وعَيْشٌ لَزْنٌ أَي ضيق. وليلة لَزْنة ولِزْنة:
ضيَِّقة، من جوع كان أَو بَرْدٍ أَو خوف؛ عن ابن الأَعرابي أَيضاً؛ وروي
بيت الأَعشى:
ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والرَّاغِبو
نَ في لَيْلةٍ هي إِحْدَى اللَّزَنْ
وأَنشده اللَّزَنْ، بفتح اللام، والمعروف في شعره اللَّزَن، بكسر اللام،
فكأَنه أَراد هي إِحدى ليالي اللِّزَن. وأَصابهم لَزْنٌ من العيش أَي
ضيق. واللَّزْنُ: جمع لَزْنة وهي السنة الشديدة. ابن سيده: اللِّزْنة السنة
الشديدة الضيقة. واللَّزْنَة: الشِّدَّة والضيق، وجمعها لِزَنٌ؛ قال:
ومما يدل على صحة ذلك إِضافة إِحدى إِليها، وإِحدى لا تضاف إِلى مفرد،
ونظير لَزْنة ولِزَنٍ حَلْقَة وحِلَقٌ وفَلْكَة وفِلَكٌ، وقد قيل في الواحد
لِزْنة، بالكسر أَيضاً، وهي الشِّدَّة، فأَما إِذا وصفت بها فقلت ليلة
لَزْنة فبالفتح لا غير. وتقول العرب في الدعاء على الإنسان: ما لَه سُقِيَ
في لَزْنٍ ضاحٍ أَي في ضيق مع حَرِّ الشمس، لأَن الضّاحِيَ من الأَرض
البارِزُ الذي ليس يستره شيء عن الشمس. وماء لَزْنٌ: ضَيِّق لا يُنال إِلا
بعد مَشَقَّة.
قلق: القَلَقُ: الانزعاج. يقال: بات قَلِقاً، وأقلَقَهُ غيره؛ وفي
الحديث:
إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها،
مخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها
القَلَقُ: الانزعاج، والوَضِينُ: حزام الرحل؛ أخرجه الهروي عن عبد الله
بن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، أفاض من عَرَفات وهو يقول ذلك، والحديث مشهور
بابن عمر من قوله قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً، فهو قَلِقٌ ومِقْلاق، وكذلك
الأنثى بغير هاء؛ قال الأعشى:
رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْ
تَع، لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق
وامرأة مِقْلاق الوِشاح: لا يثبت على خصرها من رقته. وأقْلَقَ الشيءَ من
مكانه وقَلَقَه: حركه. والقَلَقُ: أن لا يستقر في مكان واحد، وقد
أقلَقَهُ فقَلِقَ. وفي حديث عليّ: أقلِقُوا السيوف في الغمد أي حرِّكوها في
أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سَلّها ليسهل عند الحاجة إليها.
والقَلَقِيُّ: ضرب من الحلي؛ قال ابن سيده: ولا أدري إلى أي شيء نسب إلا
أن يكون منسوباً إلى القَلَق الذي هو الاضطراب كأنه يضطرب في سلكه ولا
يثبت، فهو ذو قَلَقٍ لذلك؛ قال علقة بن عبدة:
مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، ولُؤلُؤٌ
من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ
التهذيب: ويقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِيّ.
والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ: من طير الماء.
دكك: الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً.
الليث: الدَّكّ كسر الحائط والجبل. وجبل دُكٌّ: ذليل، وجمعه دِكَكَةٌ مثل
جُحْر وجِحرَة. وقد تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَي صارت دَكَّاوَات، وهي رواب من
طين، واحدتها دَكَّاء. وقوله سبحانه وتعالى: وحُمِلت الأَرض والجبالُ
فدُكَّتَا دَكَّةً واحدة؛ قال الفراء: دَكُّها زلزلتها، ولم يقل فدكِكْنَ
لأنه جعل الجبال كالواحدة، ولو قال فدُكَّتْ دَكَّةً لكان صواباً. قال ابن
الإعرابي: دَكَّ هَدَم ودُكَّ هُدِمَ.
والدِّكَكُ: القيرانُ المُنْهالة. والدِّكَكُ: الهِضاب المفسَّخة.
والدَّكُّ: شبيه بالتل. والدَّكَّاءُ: الرَّابية من الطين ليست بالغليظة،
والجمع دَكَّاوَاتٌ، أَجروه مجرى الأسماء لغلبته كقولهم ليس في الخَضْرَاواتِ
صدقة. وأَكَمة دَكَّاء إذا اتسع أَعلاها، والجمع كالجمع نادر لأن هذا
صفة. والدَّكَّاواتُ: تلال خلقة، لا يفرد لها واحد؛ قال ابن سيده: هذا قول
أَهل اللغة، قال: وعندي أَن واحدتها دَكَّاءِ كما تقدم. قال الأصمعي:
الدَّكَّاوَاتُ من الأَرض الواحدة دَكَّاء وهي رَوَابٍ من طين ليست بالغِلاظ،
قال: وفي الأَرض الدِّكَكَةُ، والواحد دُكّ، وهي رََوابٍ مشرفة من طين
فيها شيء من غلظ، ويُجْمَع الدَّكَّاءُ من الأَرض دَكَّاوات ودُكّاً، مثل
حَمْراوات وحُمْر.
والدُّكُكُ: النوق المنفضِخة الأَسْنِمَةِ. وبعير أَدَكُّ: لا سنام له،
وناقة دَكَّاءِ كذلك، والجمع دُكّ ودَكَّاوات مثل حُمْر حُمْراوات قال
ابن بري: حَمْراء لا يجمعع بالألف والتاء فيقال حَمْراوات كما لا يجمع
مذكره بالواو والنون فيقال أَحْمَرُون، وأَما دَكَّاءِ فليس لها مذكر ولذلك
جاز أَن يقال دَكَّاوَات، وقيل: ناقة دَكَّاءُ للتي افترش سنامها في جنبيها
ولم يُشْرِف، والاسم الدَّكَكُ، وقد اندك. وفرس مَدْكُوك: لا إشْرَاف
لِحَجَبَتِه. وفرس أَدَكُّ إذا كان مُتدانياً عريض الظهر. وكتب أبو موسى
إلى عمر: إنَّا وجدنا بالعِراق خيلاً عِرَاضاً دُكَّا فما يرى أَمير
المؤمنين من أَسهامها أَي عِراض الظهور قصارها. وخيل دُكٌّ وفرس أَدَكّ إذا كان
عريض الظهر قصيراً؛ حكاه أَبو عبيدة عن الكسائي، قال: وهي البَرَاذين.
والدَّكَّةُ: بناء يسطح أَعلاه. وانْدَكَّ الرمل: تلبد، والدُّكَّانُ من
البناء مشتق من ذلك. الليث: اختلفوا في الدُّكَّان فقال بعضهم هو
فَعْلان من الدَّكّ، وقال بعضهم هو فُعّال من الدَّكَن، وقال الجوهري:
الدَّكَّة والدُّكَّانُ الذي يقعد عليه؛ قال المُثَقّب العبدي:
فأَبقَى باطِلِي، والجِدُّ منها،
كدُكَّآنِ الدَّرَابِنَةِ المَطِين
قال: وقوم يجعلون النون أَصلية، والدَّرَابِنَة: البَوَّابُون، واحدهم
دَرْبانٌ. والدَّكُّ والدَّكَّةُ: ما استوى من الرمل وسهل، وجمعها دِكاكٌ.
ومكان دَكٌّ مسْتَوٍ. وفي التزيل العزيز: حتى إِذا جاء وعد ربي جعله
دَكّاً؛ قال الأَخفش في قوله دَكّاً بالتنوين قال: كأَنه قال دَكَّهُ دَكّاً
مصدر مؤَكد، قال: ويجوز جعله أَرضاً ذا دَكٍّ كقوله تعالى: واسأَلِ
القريةَ، قال: ومن قرأَها دَكَّاءَ ممدوداً أَراد جَعَله مثل دَكَّاءَ وحذف
مثل؛ قال أَبو العباس: ولا حاجة به إلى مثل وإِنما المعنى جعل الجبل
أَرضاً دَكَّاء واحداً
(* قوله واحداً: هكذا في الأصل)، قال: وناقة دَكَّاءُ
إذا ذهب سنَامها. قال الأَزهري: وأَفادني ابن اليزيدي عن أَبي زيد جعله
دَكَّاً، قال المفسرون ساخ في الأرض فهو يذهب حتى الآن، ومن قرأَ دَكَّاءَ
على التأَنيث فلتأْنيث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء. الأَخفش: أَرض
دَكٌّ والجمع دُكُوك. قال الله تعالى: جعله دَكَّا، قال: ويحتمل أَن يكون
مصدراً لأنه حين قال جعَلَه كأَنه قال دَكَّه فقال دَكَّهُ فقال دَكّاً، أَو
أَراد جَعله ذا دَكٍّ فحذف، وقد قُرئ بالمد، أي جعله أرضاً دَكَّاء محذف
لأَن الجبل مذكر.
ودَكَّ الأَرضَ دَكّاً: سَوّى صَعُودَها وهَبُوطها، وقد انْدَكَّ
المكان. ودَكَّ الترابَ يَدُكُّه دَكّاً: كبسه وسَوّاه. وقال أَبو حنيفة عن
أَبي زيد: إِذا كبس السطح بالتراب قيل دَكّ التراب عليه دَكّاً. ودَكَّ
التراب على الميت يَدُكُّه دَكّاً: هاله.
ودَكَكْتُ التراب على الميت أَدُكُّه إِذا هِلْته عليه. ودَكْدَكْتُ
الرَّكِيَّ أَي دفنته بالتراب. ودَكَّ الرَّكِيّة دَكّاً: دفنها وطَمَّها.
والدَّك: الدقّ، وقد دَكَكْتُ الشيء أَدُكُّه دَكّاً إذا ضربته وكسرته حتى
سوّيته بالأَرض؛ ومنه قوله عز وجل: فَدُكَّتا دَكَّةً واحدة.
والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ من الرمل. ما تَكَبَّس واستوى، وقيل:
هوبطن من الأَرض مستو، وقال أَبو حنيفة: هو رمل ذو تراب يتلبد. الأَصمعي:
الدَّكْدَاكُ من الرمل ما الْتَبَد بعضه على بعض بالأَرض ولم يرتفع كثيراً.
وفي الحديث: أَنه سأَل جرير بن عبد الله عن منزله فقال: سَهْلٌ
ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أَي أَن أَرضهم ليست ذات خُزُونة؛ قال لبيد:
وغيث بدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ
نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب
والجمع الدَّكادِك والدَّكادِيك؛ وفي حديث عمرو بن مرة:
إليك أَجُوبُ القُورَ بعد الدَّكادِكِ
وقال الراجز:
يا دار سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ
سَقْياً فقد هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ
والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ: أَرض فيها غلظ. وأَرض مَدْكوكة
إذا كثر بها الناس ورُِعاة المال حتى يفسدها ذلك وتكثر فيها آثار المال
وأَبواله، وهم يكرهون ذلك إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة فلا يجدون منه
بدّاً. وقال أَبو حنيفة: أَرض مَدْكوكة لا أَسناد لها تُنْبتُ الرِّمْث.
ودُكَّ الرجل، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَدْكوك إذا دَكَّتْه الحُمَّى
وأَصابه مرض. ودَكَّتْه الحمى دكّاً: أضعفته. وأَمة مِدَكَّةٌ: قوية على
العمل. ورجل مِدَكٌّ، بكسر الميم: شديد الوطء على الأَرض. الأَصمعي:
صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دفعته. ويوم
دَكِيك: تامّ، وكذلك الشهر والحول. يقال: أَقمت عنده حولاً دَكيكاً أَي
تامّاً. ابن السكيت: عامٌ دَكِيكٌ كقولك حول كَرِيتٌ أَي تامٌّ؛ قال:
أَقمت بجُرْجَانَ حولاً دَكِيكا
وحَنْظل مُدَكّكٌ: يؤكل بتمر أَو غيره. ودَكَّكه: خلطه. يقال: دَكَّكُوا
لنا. وتَدَاكَّ عليه القوم إذا ازدحموا عليه. وفي حديث عليّ: ثم
تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإبل الهِيم على حياضها أَي ازدحمتم، وأَصل
الدَّكّ الكسر. وفي حديث أَبي هريرة: أَنا أَعلم الناس بشفاعة محمد يوم
القيامة، قال فتَدَاكَّ الناس عليه. أَبو عمرو: دَكَّ الرجل جاريته إذا جهدها
بإلقائه ثقله عليها إذا أَراد جماعها؛ وأَنشد الإبادي:
فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني
بصدرك، لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي؟
دكأ: الـمُداكأَةُ: الـمُدافَعةُ.
دَاكَأْتُ القومَ مُداكأَةً: دَافَعْتُهم وزاحَمْتُهم. وقد تَداكَؤُوا
عليه: تَزاحَمُــوا. قال ابن مقبل:
وقَرَّبُوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبُه، * إِذا تَدَاكَأَ منه دَفْعُه شَنَفا
أَبو الهيثم: الصِّهْمِيمُ من الرّجال والجِمال إِذا كانَ حَميَّ الأَنْفِ
أَبِيّاً شدِيدَ النَّفْسِ بطِيءَ الانْكِسارِ.
وتَداكَأَ تَداكُؤاً: تَدافَع. ودَفْعُه سَيْرُه. ويقال: دَاكأَتْ عليه
الدُّيون.
<ص:78> @دنأ: الدَّنيءُ، من الرجال: الخَسيسُ، الدُّونُ، الخَبِيثُ البطن
والفَرْجِ، الماجِنُ. وقيل: الدَّقيقُ، الحَقيرُ، والجمع: أَدْنِياءُ
ودُنَآءُ.وقد دَنَأَ يَدْنَأُ دَناءةً فهو دَانِئٌ: خَبُثَ. ودَنُؤَ دَنَاءةً
ودُنُوءةً: صارَ دَنيئاً لا خَيْرَ فيه، وسَفُلَ في فعْله، ومَجُنَ.
وأَدْنَأَ: ركِب أَمراً دَنيئاً.
والدَّنَأُ: الحَدَبُ. والأَدْنأُ: الأَحْدَبُ. ورجُل أَجْنَأُ وأَدْنَأُ
وأَقْعَسُ بمعنى واحد. وانه لدَانِئٌ: خَبيثٌ. ورجل أَدْنَأُ: أَجْنَأُ
الظَّهر. وقد دَنِئَ دَنَأً.
والدَّنيئةُ: النَّقيصةُ.
ويقال: ما كنتَ يا فلانُ دَنِيئاً، ولقد دَنُؤْتَ تَدْنُؤُ دَناءةً، مصدره مهموز. ويقال: ما يَزْدادُ منا إِلاَّ قُرْباً ودَناوةً، فُرِق بين مصدر دَنأَ ومصدر دَنا بجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنأَ دَناءةً كما ترى.ابن السكيت، يقال: لقد دَنَأْتَ تَدْنَأُ أَي سفَلْتَ في فِعْلك ومَجُنْتَ. وقال اللّه تعالى: أَتَسْتَبْدِلُون الذي هو أَدْنَى بالذي هو خَيْرٌ. قال الفرّاء: هو من الدَّناءة. والعرب تَقول: انه لَدَنِيٌّ في الأُمور، غير مهموز، يَتَّبِعُ خِساسَها وأَصاغِرها. وكان زُهير الفروي يهمز أَتَستبدلون الذي هو أَدْنأُ بالذي هو خير. قال الفرَّاء: ولم نر العرب تهمز أَدنأَ إِذا كان من الخِسَّة، وهم في ذلك يقولون: إِنه لدَانِئٌ خَبيثٌ، فيهمزون. قال: وأَنشدني بعض بني كلاب:
باسِلة الوَقْعِ، سَرابِيلُها * بِيضٌ إِلى دانِئِها الظاهِرِ
وقال في كتاب الـمَصادِرِ: دَنُؤَ الرَّجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءاً ودَناءة
إِذا كان ماجناً. وقال الزجاج: معنى قوله أَتَسْتَبْدِلُون الذي هو
أَدْنَى، غير مهموز، أَي أَقْرَبُ، ومعنى أَقْربُ أَقَلُّ قِيمةً كما يقال ثوب مُقارِبٌ، فأَما الخَسِيسُ، فاللغة فيه دَنُؤَ دناءة، وهو دَنِيءٌ،
بالهمز، وهو أَدْنَأُ منه. قال أَبو منصور: أَهل اللغة لا يهمزون دنُوَ في باب الخِسَّة، وإِنما يهمزونه في باب الـمُجُونِ والخُبْثِ. وقال أَبو زيد في النوادر: رجل دَنِيءٌ من قَوْمٍ أَدْنِئاءَ، وقد دَنُؤَ دَناءة، وهو الخَبِيثُ البَطْنِ والفَرْجِ. ورَجل دَنيٌّ من قَوْمِ أَدْنِياءَ، وقد دَنا يَدْنأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوًّا، وهو الضَّعِيفُ الخَسِيسُ الذي لا
غَنَاء عنده، الـمُقصِّر في كل ما أَخَذ فيه. وأَنشد:
فَلا وأَبِيكَ، ما خُلُقِي بِوَعْرٍ ، * ولا أَنا بالدَّنِيِّ، ولا الـمُدَنِّي
وقال أَبو زيد في كتاب الهمز: دَنَأَ الرَّجل يَدْنَأُ دَناءة ودَنُؤَ
يَدْنُؤُ دُنُوءاً إِذا كان دَنِيئاً لا خَيْر فيه.
وقال اللحياني: رجل دَنِيءٌ ودانِئٌ، وهو الخبيث البَطن والفرج،
الماجِن، من قوم أَدْنِئاءَ، اللام مهموزة. قال: ويقال للخسيس: إِنه لدَنِيٌّ من أَدْنِياءَ، بغير همز. قال الأَزهري: والذي قاله أَبو زيد واللحياني وابن السكيت هو الصحيح، والذي قاله الزجاج غير محفوظ.
ضزن: الضَّيْزَنُ: النِّخاسُ، والضَّيْزَنُ: الشريك، وقيل: الشريك في
المرأَة. والضَّيْزَنُ: الذي يزاحم أَباه في امرأَته؛ قال أَوس بن حجر:
والفارِسيَّةُ فيهم غيرُ مُنكَرةٍ،
فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ
(* قوله «والفارسية فيهم إلخ» كذا في الأصل والجوهري والمحكم، والذي في
التهذيب: فيكم، وفكلكم بالكاف، قال الصاغاني: الرواية بالكاف لا غير).
يقول: هم مثل المجوس يتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبيه وامرأَة ابنه.
والضَّيْزَنُ أَيضاً: ولد الرجل وعياله وشركاؤه، وكذلك كل من زاحم رجلاً من
أَمر فهو ضَيْزَنٌ، والجمع الضَّيازِنُ. ابن الأَعرابي: الضَّيزَنُ الذي
يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إذا طلقها أَو مات عنها. والضَّيزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ
السَّقْيِ التي سائبها ههنا وههنا. ويقال للنِّخاس الذي يُنْخَس به
البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها: الضَّيزَنُ؛ وأَنشد:
على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا
وقال أَبو عمرو: الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ البَكرة والساعِد، والساعدُ
خشبة تعلق عليها البكرة، وقال أَبو عبيدة: يقال للفرس إذا كان لم
يتَبطَّنِ الإناث ولم يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ. والضَّيزَان: السَّلِفان.
والضَّيزَن: الذي يزاحمك عند الاستقاء في البئر. وفي المحكم: الضَّيزَنُ الذي
يُزاحم على الحوض؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ،
وعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ،
خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ.
وقيل: الضَّيْزَنانِ المُستَقيان من بئر واحدة، وهو من الــتزاحُم. وقال
اللحياني: كل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَيْزَنٌ له. والضَّيْزَنُ: الساقي
الجَلْدُ. والضَّيْزَنُ: الحافظ الثقة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: بعث
بعامل ثم عَزَله فانصرف إلى منزله بلا شيء، فقالت له امرأَته: أَينَ
مَرافِقُ العَمَل؟ فقال لها: كان معي ضَيْزنانِ يحفظان ويعلمان؛ يعني الملكين
الكاتبين، أَرْضَى أَهلَه بهذا القول وعَرَّضَ بالملكين، وهو من معاريض
الكلام ومحاسنه، والياء في الضَّيْزَن زائدة. والضَّيْزنُ: ضدّ الشيء: قال:
في كلِّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ. وضَيْزَنُ:
اسم صنم، والضَّيْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب
الحِيرَة ليسجد لهما من دخل الحيرة امْتِحاناً للطاعة. والضَّيْزنُ: الذي
يسميه أَهل العراق البُنْدارَ، يكون مع عامل الخَراج. وحكى اللحياني:
جعلته ضَيْزَناً عليه أَي بُنْدَاراً
عليه، قال: وأَرسلته مُضْغِطاً عليه، وأَهل مكة والمدينة يقولون:
أَرسلته ضاغِطاً عليه.
ضيم: الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وضامه حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إياه. قال
الليث: يقال ضَامَه في الأَمر وضامَهُ في حقه يَضِيمُه ضَيْماً، وهو
الانتقاصُ، واسْتَضامَه فهو مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم، وقد جُمعَ المصدرُ
من هذا فقيل فيه ضُيُومٌ؛ قال المُثَقِّبُ العبدي:
ونَحْمي على الثَّغْرِ المَخُوفِ، ونَتَّقِي
بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُيُومَها
ويقال: ما ضِمْتُ أَحداً وما ضُمْتُ
أَي ما ضامَني أَحدٌ. والمَضِيمٌ: المَظْلُوم. الجوهري: وقد ضِمْتُ أَي
ظُلِمْتُ، على ما لم يسم فاعله، وفيه ثلاث لغات: ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ
وضُومَ كما قيل في بِيعَ؛ قال الشاعر:
وإني على المَوْلى، وإن قَلَّ نَفْعُه،
دَفُوعٌ، إذا ما ضُمتُ، غَيْرُ صَبورِ
وفي حديث الرؤية، وقد قيل له، عليه السلام: أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ
الله؟ فقال: أَتُضامُونَ في رؤية الشمس في غير سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال:
فإنكم لا تضامُونَ في رؤيته، وروي تُضارُونَ وتُضارُّونَ، وقد تقدم. التهذيب:
تضامُون وتُضامُّون، بالتشديد والتخفيف، التشديدُ من الضَّمِّ ومعناه
تُزاحَمُــون، والتخفيف من الضَّيْم لا يَظْلِمُ بعضُكم بعضاً.
والضِّيمُ، بالكسرِ: ناحيةُ الجَبَل والأَكَمةِ. وضِيمٌ: جَبَلٌ في بلاد
هُذَيْلٍ؛ قال أَبو جُنْدَب:
وغَرَّبْتُ الدعاءَ، وأَيْنَ مِنِّي
أُناسٌ بين مَرِّ وذي يَدُومِ؟
وحَيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها،
لدى قُرَّانَ حتى بَطْنِ ضِيمِ
مَرِّ، بالخفض، والمَناقِبُ: طريقُ الطائف من مكة. وضِيمٌ: جَبَلٌ.
والضِّيمُ: وادٍ في السَّراةِ؛ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ:
فما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي ذَنُوبَها
دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فضِيمُها
الجوهري: الضِّيمُ، بالكسر، ناحيةُ الجَبَل في قول الهُذَلي، وأَنشد
البيت. قال ابن بري: ذَنوبها نصيبها. ودُفاقٌ: وادٍ، وكذلك عُرْوانُ
وضِيمٌ.
ضنط: الضَّنْطُ: الضِّيقُ. والضِّناطُ: الزِّحامُ على الشيء؛ قال رؤبة:
إِنِّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ
وفي نوادر أَبي زيد: ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً؛ قال الشاعر:
أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا
ضغط: الضَّغْطُ والضَّغْطةُ: عصر شيء إِلى شيء. ضَغَطَه يَضْغَطُه
ضَغْطاً: زَحَمه إِلى حائطٍ ونحوه، ومنه ضَغْطةُ القبر. وفي الحديث:
لتَضْغَطُنّ على باب الجنة أَي تُزْحَمُون. يقال: ضَغَطَه إِذا عصَره وضيَّق عليه
وقَهَره.
ومنه حديث الحُدَيْبِيةِ: لا يتحدّث العرب أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً أَي
عَصْراً وقَهراً. وأَخذت فلاناً ضُغْطة، بالضم، إِذا ضيَّقت عليه
لتُكْرِهَهُ على الشيء. وفي الحديث: لا يَشْتَرِيَنَّ أَحدُكم مالَ امرِئٍ في
ضُغْطةٍ من سُلطان أَي قَهْرٍ. والضُّغْطةُ: الضِّيق. والضُّغطة:
الإِكْراه.
والضِّغاطُ: المُزاحَمةُ. والتَّضاغُطُ: الــتَّزاحُم. وفي التهذيب:
تَضاغَطَ الناسُ في الزِّحامِ.
والضُّغطة، بالضم: الشدة والمَشقة. يقال: ارفع عنا هذه الضُّغطة.
والضاغِطُ: كالرَّقِيبِ والأَمِين يُلْزَمُ به العامل لئلا يَخُونَ فيما
يَجْبي. يقال: أَرسَلَه ضاغِطاً على فلان، سمي بذلك لتضييقه على العامل؛
ومنه الحديث: قالت امرأَةُ مُعاذٍ له وقد قَدِمَ من اليمن لمّا رجع عن
العمل: أَين ما يَحْمِلُه العامِلُ من عُراضة أَهله؟ فقال: كان معي ضاغِطٌ
أَي أَمِينٌ حافِظٌ، يعني اللّه عزّ وجلّ المُطَّلِعَ على سَرائرِ
العِباد، وقيل: أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللّه التي تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ
امرأَته أَنه كان معه حافظ يُضيِّق عليه ويمنعه على الأَخذ ليُرْضِيَها.
ويقال: فعل ذلك ضُغطة أَي قَهْراً واضْطِراراً. وضَغط عليه واضْتَغَطَ:
تَشدّد عليه في غُرْمٍ أَو نحوه؛ عن اللحياني، كذا حكاه اضْتَغَطَ
بالإِظهار، والقِياسُ اضْطَغَطَ. والضاغِطُ: أَن يتحرّكَ مِرْفَقُ البعير حتى يقعَ
في جنبه فيَخْرِقَه. والضاغِطُ في البعير: انْفِتاقٌ من الإِبْطِ وكثرةٌ
من اللحم، وهو الضَّبُّ أَيضاً. والضاغطُ في الإِبل: أَن يكون في البعير
تحت إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مجتمع؛ وقال حَلْحلةُ بن قيس بن اشيم
وكان عبد الملك قد أَقْعده ليُقادَ منه وقال له: صَبْراً حَلْحَل،
فأَجابه:أَصْبَرُ من ذي ضاغِطٍ عَرَكْرَك
قال: الضاغط الذي أَصل كِرْكِرَتِه يَضْغَط موضع إِبطه ويؤثِّر فيه
ويَسْحَجُه.
والمَضاغِطُ: مواضع ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة، واحدها مَضْغَطٌ.
والضغيط: رَكِيّةٌ يكون إِلى جنبها رَكِيّةٌ أُخرى فتَنْدَفِنُ إِحداهما
فتَحْمَأُ فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ في ماء العذْبة فيُفْسِدُها فلا
يُشْرَبُ، قال: فتلك الضَّغِيطُ والمَسِيطُ؛ وأَنشد:
يَشْرَبْنَ ماء الأَجْنِ والضَّغِيطِ،
ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ
أَراد ماء المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشيء إِلى نفسه. ورجل ضَغِيطٌ:
ضعيفُ الرأْي لا يَنْبَعِثُ مع القوم، وجمعه ضَعْطى لأَنه كأَنه داء.
وضُغاطٌ: موضع.
وروي عن شريح أَنه كان لا يُجِيزُ الضُّغْطةَ، يُفَسَّر تفسيرين:
أَحدهما الإِكْراهُ، والآَخَر أَن يُماطِل بائعه بأَداء الثَّمن ليَحُطّ عنه
بعضَه؛ قال النضر: الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ، يقول: لا أُعْطِيك أَو تَدَعَ
ممّا لك عليَّ شيئاً؛ وقال ابن الأَثير في حديث شريح: هو أَن يَمْطُلَ
الغريمُ بما عليه من الدِّينِ حتى يَضْجَرَ صاحب الحقّ ثم يقول له: أَتَدَعُ
منه كذا وكذا وتأْخذ الباقيَ مُعَجَّلاً؟ فيَرْضى بذلك. وفي الحديث:
يُعتق الرجل من عبده ما شاء إِن شاء ثلثاً أَو ربعاً أَو خمساً ليس بينه
وبين اللّه ضُغْطة. وفي الحديث: لا تجوز الضُّغْطة؛ قيل: هي أَن تُصالِحَ من
لك عليه مالٌ على بعضه ثم تَجِد البينة فتأْخذه بجميع المال.