Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تحمل

البُشمُورُ

البُشمُورُ:
بالضم: كورة بمصر قرب دمياط، وفيها قرى وريف وغياض، وفيها كباش ليس في الدنيا مثلها عظما وحسنا وعظم الأليات، وذلك أن الكبش لا يستطيع حمل أليته، فيعمل له عجلة تحمل عليها أليته وتشدّ تلك العجلة بحبل إلى عنقه، فيظلّ يرعى وهو يجرّ العجلة التي تحمل أليته، وهي ألية فيها طول تشبه أليات الكباش الكردية، فإذا نزعت
العجلة أو انقطعت وسقطت أليته على الأرض ربض الكبش ولم يمكنه القيام لثقلها، فإذا كان أيام السفاد رفع الراعي ألية الأنثى حتى يضربها الفحل ضربة خفيفة، ولا يوجد هذا النوع من الضّأن في موضع آخر من الدنيا، أخبرني بذلك جماعة من أهل مصر والبشمور باتفاق لم يختلفوا في شيء منه.

خَطط

خَطط
{الخَطُّ: الطَّريقَةُ المُسْتَطيلَةُ فِي الشَّيْءِ وقِيل: هُوَ الطَّريقُ الخَفيفُ فِي السَّهْلِ. وَقَدْ أَعادَه المُصَنِّفِ ثَلَاث مَرَّاتٍ، وَهُوَ إيّاه، وَهُوَ غَريبٌ، ج:} خُطوطٌ، وَقَدْ جمعه العَجَّاجُ عَلَى {أَخْطاط فَقَالَ: وشِمْنَ فِي الغُبارِ} كالأخْطاطِ و {الخَطُّ: الكَتْبُ بالقَلَمِ، خَطَّ الشَّيْءَ} يَخُطُّه {خَطًّا: كَتَبَه بقَلَمٍ، أَو غَيْرِه، قالَ امرؤُ القَيس:
(لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجاني ... } كخَطِّ الزَّبورِ فِي عَسيبِ يَمانِ)
وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر:
(فأَصْبَحتْ بَعْدَ {خَطَّ بَهْجَتها ... كأَنَّ قَفْراً رُسومَها قَلَما)
أَراد: فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً، كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسومَها. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضَرْبٌ من الجِماع، وقَد} خَطَّها قُساحاً، والقَسْحُ بقاءُ الإنْعاظِ، نَقَله اللَّيْثُ، كَمَا فِي التَّهْذيب. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضِدُّ الحَطِّ، وَهُوَ الأَكْلُ القَليلُ، وبالحاءِ: الكَثير، {كالتَّخْطيطِ، ومِنْهُ حَديثُ ابْن أُنيسٍ: ذَهَب بِي رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى مَنْزلهِ، فدَعا بطَعامٍ قَليلٍ، فجَعلْتُ} أُخَطِّطُ حتَّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَي: {أَخُطُّ فِي الطَّعامِ، أُريهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ، ووَصَف أَبُو المَكارِم مَدْعاةً دُعِيَ إِلَيْهَا، قالَ: فحَطَطْنا ثمَّ} خَطَطْنا. والخَطُّ: الطَّريقُ عَن ثَعْلَبٍ، يُقَالُ: الْزَمْ ذَلِك {الخَطَّ وَلَا تَظْلِم عَنهُ شَيْئاً، ويُقَالُ: هُوَ بالضَّمِّ، كَمَا سَيَأْتِي، ويُروى بالوَجْهَيْنِ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(صُدودَ القِلاصِ الأُدْمِ فِي لَيْلَةِ الدُّجَى ... عَن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَها الخَطَّ سارِبُ)
وَقَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(حتَّى تُرِكْنا وَمَا تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ)
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الخَطُّ سيفُ البَحْرَيْنِ وعُمانَ أَو كُلُّ سيفٍ: خَطٌّ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَذَلِكَ السِّيفُ كُلُّه يُسَمَّى الخَطّ. وَمن قُرَى الخَطِّ: القَطيفُ، والعُقَيْرُ، وقَطَرُ. وقِيل فِي قَوْلِ امرِئِ القَيْس:
(فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا ... فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَمًّا نَخيلُها)
هُوَ خَطُّ عبدِ القَيْسِ بالَبحْرَيْن، وَهُوَ كَثيرُ النَّخيلِ. والخَطُّ، أَيْضاً: ع، باليَمامَةِ، وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّماحُ الخَطِّيّة لأنَّها تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ، فتُقَوَّمُ بِهِ. كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وقِيل: الخَطُّ مَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْن، قالَ غيرُه: وَقَدْ يُكْسَرُ، وَفِيه نَظَرٌ، فإِنَّه إنَّما يُكْسَرُ)
عِنْد إرادَةِ الاسْمِيَّة، كَمَا يَأْتِي عَن اللَّيْثُ، فتأمَّل. قالَ ابْن سِيدَه: وإلَيْهِ نُسِبَتْ الرِّماحُ يُقَالُ رُمْحٌ} خَطِّيٌّ، ورِماحٌ {خَطِّيَّة} وخِطِّيَّة عَلَى الْقيَاس، وعَلى غيرِ القِياس، لأنَّها تُباعُ بِهِ، لَا أَنَّه مَنْبِتُها، كَمَا قَالُوا: مِسْكُ دارينَ، وَلَيْسَ هُنالك مِسْكٌ، ولكنَّها مَرْفَأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطُّ أَرْضٌ تُنْسَب إِلَيْهَا الرِّماح الخَطِّيّة، فَإِذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسْما لازِماً قُلْتَ: خِطِّيَّةٌ، وَلم تَذْكُرِ الرِّماحَ، وَهُوَ خَطُّ عُمانَ، كَمَا قَالُوا: ثِيابٌ قِبْطِيَّة، فَإِذا جَعَلوها اسْما قَالُوا: قُبْطِيَّةٌ، بتَغْيير النَّسب، وامرأةٌ قِبْطِيَّةٌ لَا غير، لَا يُقَالُ إلاَّ هَكَذا، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {الخَطِّيُّ: الرِّماحُ، وَهُوَ نِسْبةٌ، قَدْ جَرَى مَجْرى الاسمِ العَلَمِ، ونُسِبتْ إِلَى الخَطّ خَطِّ البَحْرَيْنِ، وإِلَيْه تَرْفأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أرضِ الهِنْدِ وَلَيْسَ الخِطِّيّ الَّذي هُوَ الرِّماحُ من نباتِ أَرْضِ العَرَب. وَقَدْ كَثُرَ مَجيئُه فِي أَشْعارِها قالَ الشَّاعِر فِي نبَاتِه:
(وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجَةً ... وتُغْرَسُ إلاَّ فِي مَنَابِتِها النَّخْلُ)
وَفِي العُبَاب قالَ عَمْرو بن كُلْثوم:
(بسُمْرٍ من قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوابِلَ أَو ببِيضٍ يَخْتلِينَا)
وَقَالَ غيرُه:
(ذَكَرْتُكِ} - والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَنا ... وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَةُ السَّمْرُ)
وجَبَلُ الخُطِّ، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ: أَحدُ الأَخْشَبَيْن بمكَّةَ، شرَّفَها الله تَعالَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخُطُّ: مَوْضِعُ الحَيِّ. والخُطُّ: الطَّريقُ الشارِعُ ويُفْتحُ، وَهَكَذَا ضُبِطَ بالوجْهَيْن فِي الجَمْهَرَةِ، ويُروَى بالوَجْهَين قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم. والخِطُّ، بالكَسْرِ: الأرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرُ وَقَدْ مُطِرَ مَا حولَها، عَن أَبي حَنِيفَةَ. والخِطُّ: الأَرْضُ الَّتِي تُنْزِلُها وَلم يَنْزِلُها نازِلٌ قبْلَكَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، {كالخِطَّةُ، بزِيادَةِ الْهَاء، وإِنَّما كُسِرت الخاءُ مِنْهَا لأَنَّها أُخْرِجتْ عَلَى مصدَرٍ بُنِيَ عَلَى فِعله.
وجمعُ الخِطَّة:} خِطَطٌ، وَقَدْ {خَطَّها لنَفْسهِ} خَطًّا {واخْتَطَّها وَهُوَ أَن يُعلِمُ عَلَيْهَا علامَةً} بالخَطِّ ليُعْلَمَ أَنَّه قَدْ اخْتارَها ليَبْنِيَها دَارا، ومِنْهُ {خِطَطُ البصرَةِ والكوفَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَلِهَذَا سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه} الخِطَط. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقَالُ خِطٌّ: للمكان الَّذي {يَخْتَطُّه لنَفسِه، من غيرِ هاءٍ، يُقَالُ: هَذَا خَطُّ بني فُلانٍ. وكلُّ مَا حَظرْتهُ، أَي مَنَعْتَه فَقَدْ} خَطَطْتَ عَلَيْهِ.
{والخَطيطَةُ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَر بَيْنَ أَرْضَينِ مَمْطورَتَيْنِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي يُمْطَرُ مَا حولَها وَلَا تُمْطَر هِيَ، أَو هِيَ الَّتِي مُطِرَ بعضُها دونَ بعضٍ. والجَمْعُ:} خَطَائِطُ، وأَنْشَدَ أَبُو) عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ: عَلَى قِلاَصٍ تَخْتَطِي {الخَطَائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاَطِ مَائِطَا وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(قِلاَتٌ} بالخَطِيطَةِ جاوَرْتُها ... فنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ)
{والخُطَّةُ: بالضَّمِّ: شِبْهُ القِصَّةِ، وَفِي الصّحاح: الخُطَّة: الأَمْرُ والقِصَّةُ، وزادَ غيرُه: والحالُ والخَطبُ، وَفِي اللّسَان: يُقَالُ: سُمْتُه} خُطَّةَ خَسْفٍ {وخُطَّةَ سَوْءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لتأَبَّطَ شَرًّا:
(هُما} خُطَّتَا إِمَّا إِسارٍ ومِنَّةٍ ... وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ)
أَرادَ {خُطَّتان، فحذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ: لَا يسْأَلوني} خُطَّةً يُعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ الله إلاَّ أَعْطَيْتُهم إِيَّاها. وَفِي حديثِها أَيْضاً: قَدْ عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها أَي أَمراً واضِحاً فِي الهُدى والاسْتِقامَة. و! الخُطَّةُ: الجَهْلُ، يُقَالُ: فِي رأْسِهِ خُطَّةٌ، أَي جَهْلٌ، وقِيل: أَمْرٌ مَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الخُطَّة: لُعْبَةٌ للأَعْرابِ. وَفِي الصّحاح: الخُطَّةُ من الخَطِّ، كالنُّقْطَةُ من النَّقْطِ، أَي اسمُ ذَلِك. والخُطَّةُ: الإِقْدامُ عَلَى الأُمورِ، يُقَالُ: جاءَ وَفِي رأْسِهِ خُطَّةٌ إِذا جاءَ وَفِي نفسِهِ حاجَةٌ وَقَدْ عَزَم عَلَيْهَا، والعامَّةُ تَقول: خُطْبةٌ، كَذَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان: وكلامُ العربِ الأَوَّلُ، وَفِي العُبَاب: قالَ القُحَيْفُ العُقَيْلِيّ:
(وَفِي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةٌ ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلَى)
قالَ:! بخَطِّ ابنِ حَبيبٍ النَّسَّابَةِ فِي شِعْرِ القُحَيْف خُطَّةٌ وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ: خِطْبَةً. قُلْتُ: فإنْ صَحَّ مَا فِي نَوادِرِ أَبي زَيْدٍ فنِسْبَةُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاها للعامَّةِ محلُّ نَظَرٍ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي حديثِ قَيْلَةَ نبتِ مَخْرَمَةَ التَّميميَّة: أَيُلامُ ابنُ هَذِه أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وراءِ الحَجَزَة أَي أَنَّهُ إِذا نزَلَ بِهِ أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِل لَا يُهْتَدَى لَهُ، إِنَّهُ لَا يَعْيَا بِهِ، ولكنَّه يَفْصِله حتَّى يُبْرِمَه ويخرُجُ مِنْهُ.
وخُطَّةُ، بِلَا لامٍ: اسمُ عَنْزِ سَوْءٍ، عَن الْأَصْمَعِي، قالَ: ومِنْهُ المَثَلُ: قَبَحَ الله مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: يُضربُ لقوْمٍ أَشْرارٍ يُنسبُ بعضُهم إِلَى أَدْنى فضِيلَةٍ، وَفِي اللّسَان: قالَ الأَصْمَعِيّ: إِذاوقالَ اللَّيْثُ: وحَلْبَسٌ {الخَطَّاطُ: اسمُ رجلٍ زاجِرٍ مَشْهورٍ، وَهُوَ الَّذي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسأَله فخَبَّره بكُلِّ مَا عَرَفَ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: سهَّلَ عليَّ ذَلِك الحديثَ الَّذي يرْويهِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَن النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: كانَ نبِيٌّ من الأَنْبِياءِ} يَخُطُّ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هَكَذا قالَهُ اللَّيْثُ. وأَمَّا الحَدِيث فرَاوِيهِ مُعاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ. قُلْتُ: وَهَكَذَا فِي النِّهايَةِ، ولعلَّهُ رُوِيَ مِنْ طَريقٍ آخَرَ إِلَى أَبي هُرَيْرَةَ أَيْضاً. وَلم نطَّلِعْ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ. وقالَ البَعِيثُ:
(أَلا إنَّما أَزْرَى بِحارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ {الخَطيطَةِ أَسْحَمُ)
كَذَا فِي اللّسَان، وَلم يُفَسِّرْه، وعِنْدي أنَّ الخَطيطَةَ هُنا هِيَ الرَّمْلَة الَّتِي} يَخُطُّ عَلَيْهَا الزّاجِرُ، وأَسْحَم: اسمُ خَطٍّ من خُطوطِ الزَّاجِرِ، وَهُوَ عَلامةُ الخَيْبَةِ عِنْدَهم، وَذَلِكَ أَنْ يأتيَ إِلَى أَرْضٍ رِخْوَةٍ، وَله غُلامٌ مَعَه مِيلٌ فيَخُطَّ الأُسْتاذُ خُطوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة، لِئَلاَّ يَلْحَقَها العَدَدُ، ثمَّ يَرْجِع فيَمْحو مِنْهَا عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإنْ بَقِيَ من الخُطوطِ {خَطّانِ فهُما علامَةُ النُّجْحِ وقَضاءِ الحاجَةِ، قالَ: وَهُوَ يَمْحو وغُلامهُ يَقُولُ للتّفاؤُل: ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان، قالَ ابنُ عَبّاسٍ: فَإِذا مَحا الخُطوطَ فبَقِيَ مِنْهَا خَطٌّ واحدٌ فَهِيَ علامَةُ الخَيْبَةِ. وَقَدْ رَوَى مِثْلَُ ذَلِك أَبُو زَيْدٍ، وَاللَّيْث.
وخَطَّ برِجْلِه الأرْضَ: مَشَى، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ أَبُو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ} تَخُطُّ رِجْلايَ! بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبان فِي الطَّريقِ لامَ أَلِفْ والخَطوط، كصَبورٍ، من بَقَرِ الوَحْشِ: الَّتِي تَخُطُّ الأرْضَ بأَظْلافِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ كُلُّ دابّةٍ، كَمَا فِي اللّسَان. والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه، وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. ويُقَالُ: فُلانٌ يَخُطُّ فِي الأرْضِ، إِذا كانَ يُفَكِّر فِي أَمْرِه ويُدَبِّرهُ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(عَشِيَّةَ مَالِي حيلَةٌ غيرَ أَنَّني ... بِلَقْطِ الحَصَى {والخَطِّ فِي الدّارِ مولَعُ)

(} أَخُطُّ وأَمْحو {الخَطَّ ثمَّ أُعيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ)
} والمِخْطاطُ: عودٌ تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. وكِتابٌ مَخْطوطٌ: مكتوبٌ فِيهِ. وعَلى ظَهْر الحِمار خُطَّتانِ، بالضَّمِّ، أَي جُدَّتانِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وهُما طَريقَتان مُسْتَطيلَتان تُخالِفانِ لَوْنَ سائِر الجَسَد. وخَطّ الله نَوْءها، من الخَطيطَة، وَهِي الأرْضُ الغَيْرُ المَمْطورَةِ، هَكَذا رُوِيَ فِي حَديثِ ابْن عَبّاسٍ، قالَهُ) أَبُو عُبَيْدٍ: ويُرْوَى خَطَّأَ أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصيبُها مَطَرُه، ويُرْوَى {خَطَّى، وأَصْلُه} خَطَّط، كتَقَضَّى الْبَازِي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّواياتِ. ويُقَالُ: الْزَمْ! خَطيطَةَ الذُّلِّ مَخافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن الأَعْرَابِيّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابنِه. وَهُوَ مَجازٌ، استعارها للذُلِّ، لأنَّ الخَطيطَةَ من الأرَضينَ ذَليلَةٌ بِمَا بَخَسَته الأمْطارُ من حَقِّها، كَذَا فِي المُحْكَمِ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الأَخَطُّ: الدَّقيقُ المَحاسِنِ. ويُقَالُ: {خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه، ووَسَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ} خَطَّهُ بالسَّيْفِ نِصْفَيْن. {والخَطيطُ، كأَميرٍ: قَريبٌ من الغَطيطِ، وَهُوَ صَوْتُ النّائم، والغَيْنُ والخاءُ يتقارَبان، يُقَالُ: خَطَّ فِي نَوْمِه، أَي غَطَّ فِيهِ. ويَوْمُ مُخَطَّطِ، كمُحَدِّثٍ: من أَيّامِهِم، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
(إلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ)
} والخُطَّة، بالضَّمِّ: الحُجَّة، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي النّوادِرِ: يُقَالُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا الأمْرِ {بخُطَّةٍ، وبحُجَّةٍ، مَعْناهُما واحدٌ. وقولُهم: خُطَّةٌ نائِيَةٌ، أَي مَقْصِدٌ بَعيدٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِيه أَيْضاً: قَوْلُهُم: خُذْ خُطَّةً، أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصاف، وَمَعْنَاهُ: انْتَصِفْ. وفُلانٌ يَبْني خُطَطَ المَكارِم، وَهُوَ مَجازٌ. وغُلامٌ} مُخْتَطٌّ، كمُخَطِّط، وَهُوَ مَجازٌ. وجاراهُ فَمَا خَطَّ غُبارَهُ، أَي مَا شَقَّ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، واللِّسان، وَهُوَ مَجازٌ. قالَ الفَرَّاءُ: وَمن لُعَبِهم: تَيْسُ عَماءٍ! خُطْخوط، قالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم يُفَسِّرْها.

جَمَشَ

(جَمَشَ)
(هـ) فِيهِ «إنْ لَقِيتَها نَعْجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا بِخَبْتِ الجَمِيش فَلَا تَهِجْهَا» الخَبْتُ: الْأَرْضُ الْوَاسِعَةُ. والجَمِيش: الَّذِي لَا نبَات بِهِ، كَأَنَّهُ جُمِشَ: أَيْ حُلِقَ، وإنَّما خصَّه بالذّكْر لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا سَلَكَه طَال عَلَيْه وَفَنِي زَادُهُ واحتَاج إِلَى مَالِ أخِيه المسْلِم. وَمَعْنَاهُ: إِنْ عَرضَت لَكَ هَذِه الحالَة فَلَا تَعَرّض لِنَعَم أَخِيكَ بوَجْهِ وَلَا سَبَب، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ سَهْلا مُتَيّسرا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ:
تَحْمل شَفْرة وزِناداً، أَيْ معَها آلةُ الذَّبْح والنار . 
جَمَشَ رأسَهُ: حَلَقَهُ.
والجَميش: الرَّكَبُ المَحْلوقُ، والمكانُ لا نَبْتَ فيه، وصَحْراءُ بناحيةِ مكةَ.
والجَموشُ من النُّورةِ: الحالِقةُ،
كالجَميشِ،
وـ من الآبارِ: ما يَخْرُجُ ماؤُها من نَواحِيها،
وـ من السِّنِينَ: المُحْرِقةُ للنبات.
والجَمْشُ: الصوتُ الخَفِيُّ، والحَلْبُ بأَطْرافِ الأصابعِ، والمُغازَلَةُ، والمُلاعَبَةُ،
كالتَّجْميشِ.
ورجلٌ جَمَّاشٌ: مُتَعَرِّضٌ للنساءِ، كأنه يَطْلُبُ الرَّكَبَ الجَميشَ.
والجَمْشاءُ: العظيمةُ الرَّكَبِ. وككِتابٍ: ما يُجْعَلُ بينَ الطَّيّ والجالِ في القَليبِ إذا طُوِيَ بالحِجارَةِ،
وقد جَمَشَها. وككَتَّانٍ: اسمٌ.
ولا يَسْمَعُ فُلانٌ أُذُناً جَمْشاً، أي: أَدْنَى صَوْتٍ، أي: لا يَقْبَل نُصْحاً، أو مَعْناهُ: مُتَصامٌّ عنك وعَمَّا لا يَلْزَمُهُ.

الصّحّة

الصّحّة:
[في الانكليزية] Health ،exactitude ،Well -founded ،validity
[ في الفرنسية] Sante ،exactitude ،bien -fonde ،validite
بالكسر وتشديد الحاء في اللغة مقابلة للمرض. وتطلق أيضا على الثبوت وعلى مطابقة الشيء للواقع، ذكر ذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي في بحث أنّ الإلهام ليس من أسباب المعرفة بصحة الشيء.

قال الحكماء: الصّحة والمرض من الكيفيات النفسانية. وعرّفهما ابن سينا في الفصل الأول من القانون بأنّها ملكة أو حالة تصدر عنها الأفعال الموضوع لها سليمة أي غير مئوفة. فقوله ملكة أو حالة إشارة إلى أنّ الصّحة قد تكون راسخة وقد لا تكون كصحة الناقة.
وإنما قدمت الملكة على الحالة مع أنّ الحالة متقدّمة عليها في الوجود لأنّ الملكة صحة بالاتفاق، والحالة قد اختلف فيها. فقيل هي صحة، وقيل هي واسطة. وقوله تصدر عنها أي لأجلها وبواسطتها. فالموضوع أي المحلّ فاعل للفعل السليم، والصحة آلة في صدوره عنه. وأما ما يقال من أن فاعل أصل الفعل هو الموضوع وفاعل سلامة هو الحالة أو الملكة فليس بشيء، إلّا أن يؤوّل بما ذكرنا. والسليم هو الصحيح، ولا يلزم الدور لأنّ السلامة المأخوذة في التعريف هو صحة الأفعال.
والصحة في الأفعال محسوسة، والصحة في البدن غير محسوسة، فعرّف غير المحسوس بالمحسوس لكونه أجلى. وهذا التعريف يعمّ صحة الإنسان وسائر الحيوانات والنباتات أيضا إذ لم يعتبر فيه إلّا كون الفعل الصادر عن الموضوع سليما. فالنبات إذا صدرت عنه أفعاله من الجذب والهضم والتغذية والتنمية والتوليد سليمة وجب أن يكون صحيحا. وربّما تخصّ الصحة بالحيوان أو الإنسان فيقال هي كيفية لبدن الحيوان أو الإنسان الخ، كما وقع في كلام ابن سينا حيث قال في الشفاء الصحة ملكة في الجسم الحيواني تصدر عنه لأجلها أفعاله الطبعية وغيرها من المجرى الطبيعي غير مئوفة، وكأنّه لم يذكر الحالة هنا إمّا لاختلاف فيها أو لعدم الاعتداد بها، وقال في موضع آخر من القانون: الصحة هيئة بها يكون بدن الإنسان في مزاجه وتركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال صحيحة سالمة. ثم المرض خلاف الصحة فهو حالة أو ملكة تصدر بها الأفعال عن الموضوع لها غير سليمة بل مئوفة، وهذا يعمّ مرض الحيوان والنبات. وقد يخصّ على قياس ما تقدّم في الصحة بالحيوان أو بالإنسان فعلى هذا التقابل بينهما تقابل التضاد. وفي القانون أنّ المرض هيئة مضادة للصحة. وفي الشفاء أنّ المرض من حيث هو مرض بالحقيقة عدمي لست أقول من حيث هو مزاج أو ألم، وهذا يدلّ على أنّ التقابل بينهما تقابل العدم والملكة.
وفي المباحث المشرقية لا مناقضة بين كلامي ابن سينا إذ في وقت المرض أمران أحدهما عدم الأمر الذي كان مبدأ للأفعال السليمة وثانيهما مبدأ الأفعال المئوفة. فإن سمّي الأول مرضا كان التقابل العدم والملكة؛ وإن جعل الثاني مرضا كان التقابل من قبيل التضاد.
والأظهر أن يقال إن اكتفى في المرض بعدم سلامة الأفعال فذلك يكفيه عدم الصحة المقتضية للسلامة، وإن ثبتت هناك آفة وجودية فلا بدّ من إثبات هيئة تقتضيها، فكأنّ ابن سينا كان متردّدا في ذلك.
واعترض الإمام بأنّهم اتفقوا على أنّ أجناس الأمراض المفردة ثلاثة سوء المزاج وسوء التركيب وتفرّق الاتصال، ولا شيء منها بداخل تحت الكيفية النفسانية. أمّا سوء المزاج الذي هو مرض إنّما يحصل إذا صار إحدى الكيفيات الأربع أزيد أو أنقص مما ينبغي، بحيث لا تبقى الأفعال سليمة. فهناك أمور ثلاثة: تلك الكيفيات وكونها غريبة منافرة واتصاف البدن بها. فإن جعل سوء المزاج عبارة عن تلك الكيفية كأن يقال الحمّى هي تلك الحرارة الغريبة كان من الكيفيات المحسوسة.
وإن جعل عبارة عن كون تلك الكيفيات غريبة كان من باب المضاف. وإن جعل عبارة عن اتّصاف البدن بها كان من قبيل الانفعال. وأمّا سوء التركيب فهو عبارة عن مقدار أو عدد أو وضع أو شكل أو انسداد مجرى يخلّ بالأفعال وليس شيء منها من الكيفيات النفسانية. وكون هذه الأمور غريبة من قبيل المضاف واتصاف البدن بها من قبيل الانفعال. وأمّا تفرّق الاتصال فظاهر أنّه عدمي فلا يكون كيفية. وإذا لم يدخل المرض تحت الكيفيات النفسانية لم تدخل الصّحة تحتها أيضا لكونه ضدا لها. والجواب بعد تسليم كون التضاد حقيقيا أنّ تقسيم المرض إلى تلك الأقسام تسامح، والمقصود أنّه كيفية نفسانية تحصل عند هذه الأمور وتنقسم باعتبارها. وهذا معنى ما قيل إنّها منوّعات أطلق عليها اسم الانواع.

تنبيه:
لا واسطة بين الصّحة والمرض على هذين التعريفين، إذ لا خروج من النفي والإثبات.
ومن ذهب إلى الواسطة كجالينوس ومن تبعه وسمّاها الحالة الثالثة فقد شرط في الصّحة كون صدور الأفعال كلها من كلّ عضو في كلّ وقت سليمة لتخرج عنه صحة من يصح وقتا كالشتاء، ويمرض، ومن غير استعداد قريب لزوالها لتخرج عنه صحة الأطفال والمشايخ والفاقهين لأنّها ليست في الغاية ولا ثابتة قوية، وكذا في المرض. فالنزاع لفظي بين الشيخ وجالينوس منشأه اختلاف تفسيري الصّحة والمرض عندهما. ومعنوي بينه وبين من ظنّ أنّ بينهما واسطة في نفس الأمر ومنشأه نسيان الشرائط التي تنبغي أن تراعى فيما له وسط ما ليس له وسط. وتلك الشرائط أن يفرض الموضوع واحدا بعينه في زمان واحد وتكون الجهة والاعتبار واحدة، وحينئذ جاز أن يخلو الموضوع عنهما كأنّ هناك واسطة وإلّا فلا، فإذا فرض إنسان واحد واعتبر منه عضو واحد في زمان واحد، فلا بدّ إمّا أن يكون معتدل.
المزاج وإمّا أن لا يكون كذلك فلا واسطة، هكذا يستفاد من شرح حكمة العين وشرح المواقف.
وعند الصرفيين كون اللفظ بحيث لا يكون شيء من حروفه الأصلية حرف علّة ولا همزة ولا حرف تضعيف، وذلك اللفظ يسمّى صحيحا. هذا هو المشهور، فالمعتل والمضاعف والمهموز ليس واحد منها صحيحا.
وقيل الصحة مقابلة للإعلال. فالصحيح ما ليس بمعتلّ فيشتمل المهموز والمضاعف وسيأتي في لفظ البناء أيضا. والسّالم قيل مرادف للصحيح.
وقيل أخصّ منه وقد سبق. وعند النحاة كون اللفظ بحيث لا يكون في آخره حرف علّة. قال في الفوائد الضيائية في بحث الإضافة إلى ياء المتكلم: الصحيح في عرف النحاة ما ليس في آخره حرف علّة، كما قال قائل منهم شعرا ملمعا: أتدري ما الصحيح عند النحاة. ما لا يكون آخره حرف علة. والملحق بالصحيح ما في آخره واو أو ياء ما قبلها ساكن. وإنّما كان ملحقا به لأنّ حرف العلة بعد السكون لا تثقل عليها الحركة انتهى. فعلى هذا المضاعف والمهموز والمثال والأجوف كلها صحيحة.
وعند المتكلمين والفقهاء فهي تستعمل تارة في العبادات وتارة في المعاملات. أمّا في العبادات فعند المتكلمين كون الفعل موافقا لأمر الشارع سواء سقط به القضاء به أو لا. وعند الفقهاء كون الفعل مسقطا للقضاء. وثمرة الخلاف تظهر فيمن صلى على ظنّ أنّه متطهّر فبان خلافه، فهي صحيحة عند المتكلمين لموافقة الأمر على ظنّه المعتبر شرعا بقدر وسعه، لا عند الفقهاء لعدم سقوط القضاء به.
ويرد على تعريف الطائفتين صحة النوافل إذ ليس فيها موافقة الأمر لعدم الأمر فيها على قول الجمهور، ولا سقوط القضاء. ويرد على تعريف الفقهاء أنّ الصلاة المستجمعة لشرائطها وأركانها صحيحة ولم يسقط به القضاء، فإنّ السقوط مبني على الرفع ولم يجب القضاء، فكيف يسقط؟ وأجيب عن هذا بأنّ المراد من سقوط القضاء رفع وجوبه؛ ثم في الحقيقة لا خلاف بين الفريقين في الحكم لأنّهم اتفقوا على أنّ المكلّف موافق لأمر الشارع فإنّه مثاب على الفعل، وأنّه لا يجب عليه القضاء إذا لم يطلع على الحدث وأنّه يجب عليه القضاء إذا اطلع.
وإنّما الخلاف في وضع لفظ الصحة. وأمّا في المعاملات فعند الفريقين كون الفعل بحيث يترتّب عليه الأثر المطلوب منه شرعا مثل ترتّب الملك على البيع والبينونة على الطلاق، لا كحصول الانتفاع في البيع حتى يرد أنّ مثل حصول الانتفاع من البيع قد يترتّب على الفاسد وقد يتخلّف عن الصحيح، إذ مثل هذا ليس مما يترتّب عليه ويطلب منه شرعا. ولا يردّ البيع بشرط فإنّه صحيح مع عدم ترتّب الثمرة عليه في الحال أنّ الأصل في البيع الصحيح ترتّب ثمرته عليه، وهاهنا إنّما لم يترتّب لمانع وهو عارض.
وقيل لا خلاف في تفسير الصحة في العبادات فإنّها في العبادات أيضا بمعنى ترتّب الأثر المطلوب من الفعل على الفعل إلّا أنّ المتكلمين يجعلون الأثر المطلوب [بأصله دون وصفه] في العبادات هو موافقة الأمر، والفقهاء يجعلونه رفع وجوب القضاء؛ فمن هاهنا اختلفوا في صحة الصلاة بظنّ الطهارة. ويؤيّد هذا القول ما وقع في التوضيح من أنّ الصّحة كون الفعل موصلا إلى المقصود الدنيوي. فالمقصود الدنيوي بالذات في العبادات تفريغ الذّمّة والثواب وإن كان يلزمها وهو المقصود الأخروي، إلّا أنّه غير معتبر في مفهوم الصّحة أوّلا وبالذات، بخلاف الوجوب فإنّ المعتبر في مفهومه أوّلا وبالذات هو الثواب، وإن كان يتبعه تفريغ الذّمّة، والمقصود الدنيوي في المعاملات الاختصاصات الشرعية أي الأغراض المترتّبة على العقود والفسوخ كملك الرقبة في البيع وملك المتعة في النكاح وملك المنفعة في الإجارة والبينونة في الطلاق. فإن قيل ليس في صحّة النفل تفريغ الذّمّة، قلنا لزم النفل بالشروع فحصل بأدائها تفريغ الذمة انتهي.
اعلم أنّ نقيض الصّحة البطلان فهو في العبادات عبارة عن عدم كون الفعل موافقا لأمر الشارع أو عن عدم كونه مسقطا للقضاء. وفي المعاملات عبارة عن كونه بحيث لا يترتّب عليه الأثر المطلوب منه. والفساد يرادف البطلان عند الشافعي. وأما عند الحنفية فكون الفعل موصلا إلى المقصود الدنيوي يسمّى صحّة. وكونه بحيث لا يوصل إليه يسمّى بطلانا. وكونه بحيث يقتضي أركانه وشروطه الإيصال إليه لا أوصافه الخارجية يسمّى فسادا. فالثلاثة معان متقابلة.
ولذا قالوا الصحيح ما يكون مشروعا بأصله ووصفه، والباطل ما لا يكون مشروعا لا بأصله ولا بوصفه، والفاسد ما يكون مشروعا بأصله دون وصفه. وبالجملة فالمعتبر في الصحة عند الحنفية وجود الأركان والشرائط، فما ورد فيه نهي وثبت فيه قبح وعدم مشروعية، فإن كان ذلك باعتبار الأصل فباطل. أما في العبادات فكالصلاة بدون بعض الشرائط والأركان، وأمّا في المعاملات فكبيع الملاقيح وهي ما في البطن من الأجنّة لانعدام ركن البيع، أعني المبيع. وإن كان باعتبار الوصف ففاسد كصوم الأيام المنهيّة في العبادات وكالربا في المعاملات فإنّه يشتمل على فضل خال عن العوض، والزوائد فرع على المزيد عليه، فكان بمنزلة وصف. والمراد بالوصف عندهم ما يكون لازما غير منفكّ، وبالمجاور ما يوجد وقتا ولا يوجد حينا، وأيضا وجد أصل مبادلة المال بالمال لا وصفها الذي هي المبادلة التامة. وإن كان باعتبار أمر مجاور فمكروه لا فاسد كالصلاة في الدار المغصوبة والبيع وقت نداء الجمعة. هذا أصل مذهبهم. نعم قد يطلق الفاسد عندهم على الباطل كذا ذكر المحقق التفتازاني في حاشية العضدي.
فائدة:
المتّصف على هذا بالصّحة والبطلان والفساد حقيقة هو الفعل لا نفس الحكم. نعم يطلق لفظ الحكم عليها بمعنى أنّها تثبت بخطاب الشارع، وهكذا الحال في الانعقاد واللزوم والنفاذ. وكثير من المحققين على أنّ أمثال ذلك راجعة إلى الأحكام الخمسة. فإنّ معنى صحة البيع إباحة الانتفاع بالمبيع، ومعنى بطلانه حرمة الانتفاع به. وبعضهم على أنّها من خطاب الوضع بمعنى أنّه حكم بتعلّق شيء بشيء تعلّقا زائدا على التعلّق الذي لا بدّ منه في كلّ حكم وهو تعلّقه بالمحكوم عليه وبه. وذلك أنّ الشارع حكم بتعلّق الصّحة بهذا الفعل وتعلّق البطلان أو الفساد بذلك. وبعضهم على أنّها أحكام عقلية لا شرعية فإنّ الشارع إذا شرع البيع لحصول الملك وبيّن شرائطه وأركانه فالعقل يحكم بكونه موصلا إليه عند تحقّقها وغير موصل عند عدم تحقّقها، بمنزلة الحكم بكون الشخص مصلّيا أو غير مصلّ، كذا في التلويح. وأمّا عند المحدّثين فهي كون الحديث صحيحا؛ والصحيح هو المرفوع المتّصل بنقل عدل ضابط في الــتحمّل والأداء سالما عن شذوذ وعلّة. فالمرفوع احتراز عن الموقوف على الصحابي أو التابعي، فإنّ المراد به ما رفع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. والاتّصال بنقل العدل احتراز عمّا لم يتّصل سنده إليه صلّى الله عليه وسلّم، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد أو أوسطه أو آخره، فخرج المنقطع والمعضّل والمرسل جليا وخفيا والمعلّق، وتعاليق البخاري في حكم المتّصل لكونها مستجمعة لشرائط الصّحة، وذلك لأنّها وإن كانت على صورة المعلّق، لكن لمّا كانت معروفة من جهة الثقات الذين علّق البخاري عنهم أو كانت متصلة في موضع آخر من كتابه لا يضرّه خلل التعليق، وكذا لا يضرّه خلل الانقطاع لذلك. وعمّا اتصل سنده ولكن لم يكن الاتصال بنقل العدل بل تخلّل فيه مجروح أو مستور العدالة إذ فيه نوع جرح. والضابط احتراز عن المغفّل والساهي والشّاك لأنّ قصور ضبطهم وعلمهم مانع عن الوصول إلى الصحة. وفي الــتحمّل والأداء احتراز عمن لم يكن موصوفا بالعدالة والضبط في أحد الحالين. والسالم عن شذوذ احتراز عن الشّاذ وهو ما يخالف فيه الراوي من هو أرجح منه حفظا أو عددا أو مخالفة لا يمكن الجمع بينهما. وعلة احتراز عن المعتلّ وهو [ما] فيه علّة خفية قادحة لظهور الوهن في هذه الأمور فتمنع من الصحة، هكذا في خلاصة الخلاصة. ولا يحتاج إلى زيادة قيد ثقة ليخرج المنكر. أمّا عند من يسوّي بينه وبين الشاذ فظاهر. وأمّا عند من يقول إنّ المنكر هو ما يخالف فيه الجمهور أعمّ من أن يكون ثقة أو لا، فقد خرج بقيد العدالة كما في شرح شرح النخبة. والقسطلاني ترك قيد المرفوع وقال الصحيح ما اتّصل سنده بعدول ضابطين بلا شذوذ ولا علّة. وقال صاحب النخبة: خبر الواحد بنقل عدل تامّ الضبط متّصل السّند غير معلّل ولا شاذ هو الصحيح لذاته، فإن خفّ الضبط مع بقية الشروط المعتبرة في الصحيح فهو الحسن لذاته.
وفي شرح النخبة وشرحه هذا أول تقسيم المقبول لأنّه إمّا أن يشتمل من صفات القبول على أعلاها أو لا والأوّل الصحيح لذاته، والثاني إن وجد أمر يجبر ذلك القصور بكثرة الطّرق فهو الصحيح أيضا لكن لا لذاته، بل لغيره. وحيث لا جبر فهو الحسن لذاته وإن قامت قرينة ترجّح جانب قبول ما يتوقّف فيه فهو الحسن أيضا لكن لا لذاته، بل لغيره فقولنا لذاته يخرج ما يسمى صحيحا بأمر خارج عنه. فإذا روي الحديث الحسن لذاته من غير وجه كانت روايته منحطّة عن مرتبة الأوّل، أو من وجه واحد مساو له، أو راجح يرتفع عن درجة الحسن إلى درجة الصحيح وصار صحيحا لغيره، كمحمد بن عمرو بن علقمة فإنّه مشهور الصدق والصيانة ولكنه ليس من أهل الاتفاق بحيث ضعّفه البعض من جهة سوء حفظه ووثّقه بعضهم بصدقه وجلالته. فلذا إذا تفرّد هو بما لم يتابع عليه لا يرتقي حديثه عن الحسن، فإذا انضمّ إليه من هو مثله أو أعلى منه أو جماعة صار حديثه صحيحا وإنّما حكمنا بالصحة عند تعدّد الطرق أو طريق واحد مساو له أو راجح لأنّ للصورة المجموعة قوة تجبر القدر الذي قصّر به ضبط راوي الحسن عن راوي الصحيح.
ومن ثمّ تطلق الصّحة على الإسناد الذي يكون حسنا لذاته لو تفرّد عند تعدّد ذلك الإسناد، سواء كان التعدّد لمجيئه من وجه واحد آخر عند التّساوي والرجحان أو أكثر عند عدمهما انتهى.
اعلم أنّ المفهوم من دليل الحصر وظاهر كلام القوم أنّ القصور في الحسن يتطرّق إلى جميع الصفات المذكورة. والتحقيق أنّ المعتبر في الحسن لذاته هو القصور في الضبط فقط، وفي الحسن لغيره والضعيف يجوز تطرّق القصور في الصفات الأخر أيضا، كذا في مقدمة شرح المشكاة.
فائدة:
تتفاوت رتبة الصحيح بتفاوت هذه الأوصاف قوة وضعفا. فمن المرتبة العليا في ذلك ما أطلق عليه بعض الأئمة أنّه أصح الأسانيد كالزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وكمحمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي بن ابي طالب وكإبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود والمعتمد عدم الإطلاق لترجمة معيّنة، فلا يقال لترجمة معيّنة مثلا للترمذي عن سالم الخ إنّه أصح الأسانيد على الإطلاق من أسانيد جميع الصحابة. نعم يستفاد من مجموع ما أطلق عليه الأئمة ذلك أي أنّه أصح الأسانيد أرجحيته على ما لم يطلقوه عليه أنّه أصح الأسانيد، ودون تلك المرتبة في الرتبة كرواية يزيد بن عبد الله عن جدّه عن أبيه أبي موسى، وكحمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس. ودونها في الرتبة كسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وكالعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، فإنّ الجميع يشتملهم اسم العدالة والضبط إلّا أنّ في المرتبة من الصفات الراجحة ما يقتضي تقديم ما رواهم على التي تليها، وكذا الحال في الثانية بالنسبة إلى الثالثة، والمرتبة الثالثة مقدّمة على رواية من يعدّ ما يتفرّد به حسنا بل صحيحا لغيره أيضا كمحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. وقس على هذا ما يشبهها للصحة في الصفات المرجّحة من مراتب الحسن. ومن ثمّة قالوا أعلى مراتب الصحيح ما أخرجه البخاري ومسلم وهو الذي يعبّر عنه أهل الحديث بقولهم متّفق عليه، ودونها ما انفرد به البخاري، ودونها ما انفرد به مسلم، ودونها ما جاء على شرط البخاري وحده، ثم ما جاء على شرط المسلم وحده، ثم ما ليس على شرطهما.
فائدة:
ليس العزيز شرطا للصحيح خلافا لمن زعمه وهو أبو علي الجبّائي من المعتزلة، وإليه يومئ كلام الحاكم أبي عبد الله في علوم الحديث حيث قال: والصحيح أن يرويه الصحابي الزائل عنه اسم الجهالة بأن يكون له راويان ممّن يتداوله أهل الحديث فصاعدا إلى وقتنا كالشّهادة على الشهادة، أي كتداول الشهادة على الشهادة بأن يكون لكلّ واحد منهما راويان. هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة.

كرب

(كرب) : أَكْرَب الرَّجُلُ: إذا طَلَب التَّمْرَ في كَرب النَّخْل.
(كرب) : الكَرَبةُ: الزِّرُّ، وهو الَّذِي يكونُ فيه رَأَسَ عَمُودِ البَيْتِ.
كرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله إِنَّا قوم نتساءل أَمْوَالنَا فَقَالَ: يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة والفَتْق فَإِذا اسْتغنى أَو كرب استعف.
(ك ر ب) : (كَرَبَتْ) الشَّمْسُ دَنَتْ لِلْغُرُوبِ (وَمِنْهُ) الْكَرُوبِيُّونَ وَالْكَرُوبِيَّةُ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْمُقَرَّبُونَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ (وَكَرَبَ) الْأَرْضَ كِرَابًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَتَكْرِيبُ) النَّخْلِ تَشْذِيبُهُ وَالتَّرْكِيبُ فِي مَعْنَاهُ تَصْحِيفٌ.
(كرب)
فلَان كربا زرع فِي الكريب وَأخذ الكرب من النّخل وَأكل الكرابة وَالشَّيْء كروبا دنا وَالشَّمْس للمغيب دنت وَيُقَال كرب يفعل كَذَا وَكَذَا وكرب أَن يَفْعَله قَارب أَن يَفْعَله وَهُوَ من أَفعَال المقاربة وَفُلَانًا الْأَمر وَالْغَم والعبء اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَثقل فَهُوَ مكروب وكرب الْحَبل وَغَيره كربا فتله وَالْأَرْض كربا وكرابا قَلبهَا للحرث وأثارها للزَّرْع والدلو جعل لَهَا كربا
كرب
الكَرْبُ: الغمّ الشّديد. قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
[الأنبياء/ 76] .
والكُرْبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من: كَرْبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ: الكِرَابُ على البقر ، وليس ذلك من قولهم: (الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الكَرْبُ من:
كَرَبَتِ الشمس: إذا دنت للمغيب. وقولهم: إناء كَرْبَانُ، أي: قريب. نحو: قَرْبانَ، أي: قريب من الملء، أو من الكَرَبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال: أَكْرَبْتُ الدّلوَ.
ك ر ب: (الْكُرْبَةُ) بِالضَّمِّ الْغَمُّ الَّذِي يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ وَكَذَا (الْكَرْبُ) تَقُولُ (كَرَبَهُ) الْغَمُّ أَيِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (كَرَبَ) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْضًا أَيْ كَادَ أَنْ يَفْعَلَ. وَكَرَبَ الْأَرْضَ أَيْضًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ. وَ (مَعْدِي كَرِبَ) فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: مَعْدِي كَرِبُ بِرَفْعِ الْبَاءِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وَمَعْدِي كَرِبَ بِفَتْحِ الْبَاءِ مُضَافٌ إِلَيْهِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِأَنَّ كَرِبَ عِنْدَ صَاحِبِ هَذِهِ اللُّغَةِ مُؤَنَّثٌ مَعْرِفَةٌ. وَمَعْدِي كَرِبٍ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَصْرُوفٌ.
وَيَاءُ مَعْدِي سَاكِنَةٌ بِكُلِّ حَالٍ. 
[كرب] نه: فإذا استغنى أو "كرب" استعف، كرب أي دنا وقرب فهو كارب. ومنه: أيفع الغلام أو "كرب"، أي قارب الإيقاع. و"الكروبيون" سادة الملائكة هم المقربون، ويقال لكل حيوان وثيق المفاصل إنه لمكرب الخلق- إذا كان شديد القوى، والأول أشبه. وفيه: إذا أتاه الوحي "كرب" له، أي أصابه الكرب فهو مكروب، ومن كربه فهو كارب. ن: "كرب" لذلك وتربد، بضم كاف وكسر راء. وح: "فكربت كربة" ما "كربت" مثله، بضم الكافين، وضمير مثله للكربة بمعنى الهم والكرب وهو غم يأخذ بالنفس. شم: "فكربت كربًا"، هو بفتح كاف: غم يأخذ النفس. ك: ومنه: من فرج "كربة". وح: وا "كرب" أباه، وألفه للندبة، قيل: وإنما كان كربه شفقة على أمته لما علم من وقوع الفتن، وفيه فإن هذا الغم لا ينقطع بموته بل دائمة فهو ما كان يجده من كرب الموت فإنه كان يجده أشد وإن كان صبره عليه أحسن كما أن أجره أكثر فانقطع ذلك بالرحلة إلى نعيم دائم. ومنه: يدعو عند "الكرب". نه: وفي صفة نخل الجنة: "كربها" ذهب، هو بالحركة أصل السعف، وقيلك ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي. غ: أبُنيَّ إن أباك "كارب" يومه فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل، أي قريب من يوم أجله.
ك ر ب : الْكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الَّتِي تُقْطَعُ مَعَهَا الْوَاحِدَةُ كَرَبَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَبِسَ وَكَرَبَ أَنْ يُقْطَعَ أَيْ حَانَ لَهُ يُقَالُ كَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ وَكَرَبَتِ الْأَرْضُ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا كِرَابًا بِالْكَسْرِ قَلَبْتُهَا لِلْحَرْثِ وَكَرَبْتُ النَّخْلَ شَذَّبْتُهُ وَكَرَبَهُ الْأَمْرُ كَرْبًا أَيْضًا شَقَّ عَلَيْهِ وَبِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّيَ وَمِنْهُ كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو رِشْدِينَ بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ نُونٍ وَهُوَ رَجُلٌ مَكْرُوبٌ مَهْمُومٌ وَالْكُرْبَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ كُرَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالْكِرْبَاسُ الثَّوْبُ الْخَشِنُ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ بِكَسْرِ الْكَافِ وَالْجَمْعُ كَرَابِيسُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ بَيَّاعُهُ فَيُقَالُ كَرَابِيسِيٌّ وَهُوَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - 
كرب: كَرِب: ناح، أعول، انتحب تأوه، شكا بأنين ونواح، تذمّر، توجَّع. (همبرت ص33 جزائرية).
كَرَّب (بالتشديد): كَرَب عند فريتاج: ربط، شدَّ بخيط أو حبل أو شريط. (زيشر 75:22، 120).
كَرَّب: أغمَّ، أحزن. (فوك).
كَرَّب: تستعمل بمعنى حرّ خانق. (المعجم الجغرافي).
كرْب: قمّة، ذروة، أوج، (عند العياشي) (بربروجر ص13).
كُرْب: عدد كبير من ضربات السوط، مائة ضربة سوط. (ألكالا).
كَرَب: غَمّ، حزن. (بوشر). وهذا هو ضبط الكلمة وليس كَرْب.
كَرَب: نَوْح، نحيب، انتحب، غويل، شكوى يصحبها أنين وصراخ. (همبرت ص33).
كَرِب: منزل كَرِب: منزل ضيّق، وموضع فيه المنازل ضيقة. ومؤنثة كربة. (المعجم الجغرافي).
كرب: فُواق، شهقة. (بوشر).
كرب: نير، خشبة معترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين لجر المحراث. (بوشر).
كُرْبَة: تعب، مشقة، عناء الجسم والروح. (ألكالا).
مفرّج الكربات: مواسي المكروبين والمحزونين. (بوشر).
كُرْبى (بضم الكاف وفتحها) والجمع كرابي: هو في الجزائر كوخ، بيت حقير. (همبرت ص180 جزائرية، هلو وفيه قربى، شوا: 316، جرابيرج ص36، دوماس صحارى ص189، وسكرياك ص305) وعند دي يونج فان رودنبورج (ص22): (أهل الجرابة: العرب الفلاحون؛ وجرابة جمع جروبي: خُصّ، كوخ من الموص والحلفاء).
كروب وكروبيّ والجمع كروبيون: ملاك مقرَّب. (باين سميث 1809).
كريب (بالإسبانية cribo) : غربال، منخل. (ألكالا). كرابة: (اسم جمع) حقول، مزارع. ففي (باين سميث 1808): سقيت كرابتها وحقولها (النشيد 65 ص10).
كَرَّاب (بالسريانية كُوريا): فلاّح، حرَّاث، أكَّار. (باين سميث 1810، أبو الوليد ص45).
كاروبيّ: ملاك مقرّب. (باين سميث 1810).
مكرب: مُلِحّ، لجوج. (بوشر).
مَكْرُوب: مَنْ تضايق من كثرة الأكل والشرب عند بعض العامة. (محيط المحيط).

كرب


كَرَبَ(n. ac. كَرْب)
a. Troubled, distressed, grieved; overloaded
overburdened; overworked, overtasked.
b.(n. ac. كُرُوْب), Approached, drew near; was near, nigh to; was on the
point of.
c.(n. ac. كَرْب
كِرَاْب), Was low ( sun, fire ).
d. Ploughed, turned over (ground).
e. Rolled out (dough).
f. ( n. ac.
كَرْب), Twisted (rope).
g. Tied a rope to (bucket).
h. [acc. & 'Ala], Bound tightly with.
i. Tightened.
f. Lopped (palm-tree).
k. see II (c)
. —
كَرِبَ(n. ac. كَرَب)
a. Broke (rope).
b. see VIII
كَرَّبَa. see I (e) (g).
c. Sowed.

كَاْرَبَa. Approached, drew near to.

أَكْرَبَa. see I (a) (g).
c. Hastened, sped along, ran.
d. Filled.

تَكَرَّبَa. Picked dates.

إِنْكَرَبَ
a. [ coll. ], Was surfeited, had
the stomach overloaded.
إِكْتَرَبَa. Was grieved, distressed, afflicted.

كَرْب
(pl.
كُرُوْب)
a. Grief, sorrow, distress, affliction; anxiety.

كَرْبَة
a. [ coll. ], Indigestion, surfeit.

كُرْبَة
(pl.
كُرَب)
a. see 1
كَرَبa. Base of a palm-branch.
b. Well-rope.

كَرَبَة
(pl.
كَرَب)
a. Joist.
b. (pl.
كِرَاْب), Channel.
كَاْرِبa. Approaching; near, nigh.
b. Afflicting, oppressive.

كَرَاْبَةa. see 24t & 25t
كِرَاْبa. Ploughing.

كُرَاْبَة
(pl.
أَكْرِبَة)
a. Scattered dates.

كَرِيْبa. Rolling-pin.
b. Baker's peel or shovel.
c. Knot, joint.
d. (pl.
كِرَاْب), Land ready for sowing.
e. see N. P.
I (a)
كَرِيْبَة
(pl.
كَرَاْئِبُ)
a. Misfortune, calamity; adversity.

كَرُوْب
H.
a. Cherub.

كَرُوْبِيّ
(pl.
كَرُوْبِيُّوْن
كَرُوْبِيَّة )
a. see 26
كَرْبَاْنُ
(pl.
كَرْبَى
1ya
كِرَاْب)
a. Nearly full (vessel).
كَرْبَآءُa. fem. of
كَرْبَاْنُ
N. P.
كَرڤبَa. Afflicted, distressed.
b. see N. P.
أَكْرَبَ
(b).
c. [ coll. ], Surfeited.

N. Ag.
أَكْرَبَa. see 21 (b)
N. P.
أَكْرَبَa. Tight.
b. Firm, compact; strong.
c. Sinewy.

N. Ac.
أَكْرَبَa. Haste, promptness.

كَُرْبُحَا
a. Thereabouts, nearly so.

دَلْو مُكْرَبَة
a. Bucket with a rope attached to it.

مَا بِالدَّار كَرَّاب
a. There is no one in the house.
كرب
الكَرْبُ والكُرْبَةُ: الغم يأْخُذُ بالنَّفْس، كَرَبَه الأمْرُ يَكْرُبُه، وإِنَّه لَمَكْرُوْبٌ.
وأمْرٌ كارِبٌ. والكَرِيْبُ: المَكْرُوْبُ.
وكُرِبَتِ الإِبلُ: إذا أُثْقِلَتْ بالأحمال والأوقارِ.
وكُلُّ شَيْءٍ دانى أمْراً: فقد كَرَبَ. وكَرَبَتِ الشَّمْسُ أنْ تَغِيْبَ. والكِرَابُ: القِرَابُ. وقَدَحٌ كَرْبَانُ: قارَبَ المِلْءَ.
وهي على كِرَابِه: أي ثُلُثَيْهِ.
وله كَرْبُ مائةٍ ونَهْزُ مائةٍ.
وتَكَربَ حتّى لا مُتَكَرب: أي تَقَرَّبَ.
والكَرْبُ: العَقْدُ الغَلِيْظُ في رِشَاءِ الدَّلْوِ يُلَفُّ على ثِنائِهِ رِبَاطاً وَثيْقاً، واسْمُ ذلك المَوْضِع: الكَرَبُ، والفِعْلُ الإِكْرَابُ، يُقال: كَرَبْتُ الدَّلْوَ أيضاً.
والمَفَاصِلُ الشَّدِيدَةُ: مُكْرَبَةٌ.
والمُكْرَبُ من الخَيْل: المُمَرُّ الخَلْقِ.
وتقول العَرَبُ: خُذْ رِجْلَيْكَ بإكْرَابٍ: أي اعْجَلْ بالذَّهاب وأسْرِعْ. والإكْرابُ: الألْوانُ من العَدد.
والكَرَابُ: كَرْبُكَ الأرْضَ حِيْنَ تَقْلِبُها، فهي مَكْرُوْبَةٌ. وفي مَثَل: الكرابُ على البَقَر لأنَّها تَكْرُبُ الأرضَ.
والمِكْرَبَةُ: الخَشَبَةُ العَرِيْضَةُ يُذَرّى بها البُرُّ.
والكَرِيْبُ: كَعْبٌ من قَصَبٍ وقَنَاةٍ. والمِحْوَرُ الذي يُبْسَطُ به العَجِيْنُ. وقَصَبُ الحائكِ.
والكُرَابَةُ: مِثْلُ الجُرَامَةِ من التَّمْرِ وهو ما الْتُقِطَ منه بَعْدَ ما يُصْرَمُ. وقد تَكَرَّبَ الناسُ النَخْلَ: صَرَمُوه.
وكَرَبَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ كَرَبَها.
وكَرَّبْتُ الخَيْلَ: إذا أحْسَنْتَ صَنْعَتَها، وهو من تَكْرِيْبِ النَّخْل. والكِرَابُ: مَجاري الماءِ، الواحِدَةُ كَرَبَةٌ.
وأكْرَبْتُ السِّقَاءَ: مَلأته.
وكَرَّبَ الرجُلُ في القِتال: أقْدَمَ.
وما بها كَرّابٌ: أي أحَدٌ.
والمُكْرَبَاتُ: الإِبلُ التي أصابَها الدُّخَانُ.
[كرب] الكُرْبَةُ بالضم: الغمّ الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على مثال الضرب. تقول منه: كَرَبَهُ الغمُّ، إذا اشتدَّ عليه. والكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وقال : فيال رزام رشحوا بى مقدما * إلى الموت خواضا إليه الكرائبا وكَرَبْتُ القيدَ، إذا ضيَّقته على المقيد. وقال : ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا * إذن يرد وقيد العير مكروب وكرب أن يفعل كذا، أي كاد يفعل. وكَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للحرث. وفى المثل: " الكراب على البقر " ويقال: " الكلاب على البقر ". وكرب الشئ، أي دنا. وإناءٌ كَرْبانُ، إذا كَرَبَ أن يمتلئ. وكَرَبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال كَرَبَت حياةُ النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال : أبنى إن أباك كارب يومه * فإذا دُعيت إلى المكارم فاعْجَلِ وكَرَبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَبُ النخل: أصول السعف أمثال الكتف. وفى المثل:

متى كان حكم الله في كَرَبِ النخل * والكَرَبُ: الحبل الذي يشدّ في وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَبْتُ الدَلْوَ فهي مُكْرَبَةٌ. والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكراب، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف نحلا: جوارسها تأوى الشعوف دوائبا * وتنصب ألهابا مصيفا كرابها والمصيف: المعوج، من صاف السهم. وأبو كرب اليماني بكسر الراء: أحد التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحميرى. ومعدى كرب فيه ثلاث لغات: معدى كرب برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ويصرف كربا، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ولا يصرف كربا يجعله مؤنثا معرفة. والياء من معدى ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه قلت معدى، وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا مثل بعل بك وخمسة عشر تنسب إلى الاسم الاول تقول: بعلى وخمسى وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الاول. والمكرب: الشديد الاسر من الدواب، بضم الميم وفتح الراء. وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد، أي أحدٌ. وأكْرَبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ، إذا أمرته أن يسرعَ السعي. والكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف بعد ما يُصْرَم.
كرب
كرَبَ يَكرُب، كَرْبًا وكُروبًا، فهو كارِب، والمفعول مَكْروب
• كرَبه الغمُّ: اشتدَّ عليه وأحزنه.
• كرَبه العِبءُ الذي حلَّ به: اشتدّ عليه وثقُل.
• كرَب يفعل كذا/ كرَب أن يفعل كذا: (نح) من أفعال المقاربة بمعنى كاد، أوشك، يكثر تجريدُ خبرها من أن ويقلّ اقترانه بها "كرَبتِ الشّمسُ تغيب: دنت، قاربت". 

أكربَ يُكرب، إكرابًا، فهو مُكرِب، والمفعول مُكرَب
• أكربه الدَّيْنُ: أغمّه وأحزنه. 

اكتربَ لـ يكترب، اكترابًا، فهو مُكتَرِب، والمفعول مُكترَب له
• اكترب الأبُ لإخفاق ولده: اغتمَّ واشتدّ حزنُه. 

انكربَ ينكرب، انكرابًا، فهو مُنكَرِب
• انكرب الشَّخصُ: ثقُل عليه الحزنُ والهمّ. 

كَرْب [مفرد]: ج كُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر كرَبَ.
2 - حُزْن وغمّ يأخذ بالنَّفس "فرّج اللهُ كربَه- {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}: الغرق".
• الكَرْبان: الغداة والعشيّ. 

كُرْبة [مفرد]: ج كُرُبات وكُرْبات وكُرَب: غُمّة، حُزْنٌ وغمٌّ يأخذ بالنفس "فرَّج اللهُ كُرْبتك- مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ". 

كروب [مفرد]: مصدر كرَبَ. 

مِكْروب [مفرد]: ج مِكْروبات: (طب) كائن حيّ لا يُرى بالعين المجرّدة، بل بواسطة المجهر. وحيد الخليّة يعيش في الماء والدّم والهواء، ينقل الأمراضَ المُعدية من المرضى إلى
 الأصحّاء، يختلف في شكله أو غذائه أو حاجته للأكسجين، بعضه يعيش بشكل مستقلّ وقد يكون رمِّيًّا أي: يتغذّى على الموادّ العضويّة الميِّتة العَفِنة، وبعض تلك الأنواع مُسبِّب للجراثيم. 
الْكَاف وَالرَّاء وَالْبَاء

الكَرْب: الحُزْن الَّذِي يَأْخُذ بِالنَّفسِ. وَجمعه: كُرُوب.

وكَرَبه الْأَمر يَكْرُبه كَرْبا، فَهُوَ مكروب، وكَرِيب.

وَالِاسْم: الكُرْبة.

واكترب لذَلِك: اغتمّ.

وكَرَب الْأَمر يكرُبُ كُروبا: دنا، قَالَ خُفَاف بن عبد القَيْس البُرْجُمِيّ:

أبُنَيّ إِن اباك كاربُ يومِه ... فَإِذا دُعِيتَ إِلَى المكارم فاعَجلِ

وَقد كَرَب أَن يكون وكَرَب يكون، وَهِي عِنْد سِيبَوَيْهٍ: أحد الْأَفْعَال الَّتِي لَا يسْتَعْمل اسْم الْفَاعِل مِنْهَا مَوضِع الْفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرهَا لَا تَقول: كَرَب كَائِنا.

وكَرَبت الشَّمْس للمغيب: دَنَتْ.

وكِرَاب المكوك وَغَيره من الْآنِية: دون الجمام.

وإناء كَرْبان، وجُمْجُمة كَرْبى.

وَالْجمع: كَرْبى، وكِرَاب.

وَزعم يَعْقُوب أَن كَاف كَرْبان بَدَل من قَاف قَرْبان، وَلَيْسَ بِشَيْء.

وأكرب الإناءَ: قَارب مَلأه.

وَهَذِه إبِلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها: أَي نَحْوهَا وقُرَابتها.

وكَرَب وَظِيفَيِ الحِمار أَو الجَمَل: دَانَى بَينهَا بِحَبْل أَو قَيد.

وكارب الشيءَ: قاربه.

وأكرب الرجلُ: أَسرع.

وخُذْ رِجْليك بإكراب: إِذا أُمِر بالسرعة.

وأكرب الفَرَسُ وَغَيره مِمَّا يعدو: أسْرع، هَذِه وَحدهَا عَن اللحياني.

والكَرَب: أصُول السَعَف الغِلاَظُ العِرَاض الَّتِي تَيْبَسُ فَتَصِير مثل الكَتِف، واحدتها: كَرَبة.

والكَرَابة، والكُرَابة: التَّمْرة الَّتِي تُلْتَقَطُ من اصول الكَرَب بعد الجِدَاد، والضمّ أَعلَى.

وَقد تكَّربها. والكَرَب: حَبل يُشَدّ على عَراقِي الدّلْو ثمَّ يثنّى ثمَّ يُثلَّث وَالْجمع: أكراب.

وَقد كَرَبها يكرُبها كَرْبا، وأكربها، وكَرَّبها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

كالدلو بُتَّتْ عُراها وهيْ مُثْقَلة ... وخانها وَذَمٌ مِنْهَا وتَكْريبُ

على أَن التكريب قد يجوز أَن يكون هُنَا اسْما كالتّنْبِيتِ والتَّمتين، وَذَلِكَ لعطفها على الوَذَم الَّذِي هُوَ اسْم لَكِن الْبَاب الأول أشْيَع وأوسع، أَعنِي: أَن يكون مصدرا وَإِن كَانَ مَعْطُوفًا على الِاسْم الَّذِي هُوَ الوَذَم.

وكلُّ شَدِيد العَقْد من حَبْل أَو بِناء أَو مَفْصِل: مُكْرَب.

ووَظِيف مُكْرَب: امْتَلَأَ عَصَبا.

وحافر مُكْرَب: صُلْب، قَالَ:

يَتْرك خَوَّارَ الصَفَا رَكُوباً ... بِمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا

وفَرَس مُكْرَب: شدِيد.

وكرَبَ الأَرْض يَكْرُبها كَرْبا، وكِرَابا: أثارها للزَّرْع، وَفِي الْمثل: " الكِرابُ على البَقَر " لِأَنَّهَا تكرب الأرضَ، وَبَعْضهمْ يَقُول: " الكِلابَ على البَقَر ".

والمُكْرَبات: الْإِبِل الَّتِي يُؤْتى بهَا إِلَى أَبْوَاب الْبيُوت فِي شدَّة البَرْد ليصيبها الدُّخَانُ فتدفأ.

والكِرَاب: مجاري المَاء فِي الْوَادي، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَحْل:

جَوارِسُها تَأوى الشُّعُوفَ دوائباً ... وتنْصَبّ ألْهابا مَصِيفا كرابُها

واحدتها: كَرَبة، وَقَوله:

كَأَنَّمَا مَضْمَضت من مَاء أكْرِبة ... على سَيَابةِ نخلٍ دونه مَلَقُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: الأكرِبة هَاهُنَا: شعاف يسيل مِنْهَا مَاء الْجبَال، واحدتها: كَرَبة، وَهَذَا لَيْسَ بقويّ، لِأَن فعلا لَا يُجمع على أفعلة. وَقَالَ مرّة: الأكرِبة: جمع كُرابة، وَهُوَ مَا يَقع من ثَمَر النَّخل فِي أصُول الكَرَب قَالَ: وَهُوَ غَلَط وَكَذَلِكَ قَوْله: عِنْدِي غلط أَيْضا، لِأَن فُعَالة لَا يُجمع على أفعلة، اللهمّ إلاّ أَن يكون على طرح الزَّائِد، فَيكون كَأَنَّهُ جمع فُعالا.

وَمَا بِالدَّار كرَّاب: أَي أحد.

والكَرِيب: الكَعْب من القَصب أَو القَنَا.

والكَرِيب أَيْضا: الشُوبَق، عَن كُرَاع.

وَأَبُو كرِب: مَلِك من مُلُوك حِمْيَر.

وكُرَيب، معد يكرب: اسمان.

كرب

1 كَرَبَ, aor. ـُ inf. n. كُرُوبٌ, It was, or became, near; drew near; approached. (S, K.) [Compare قَرُبَ.] b2: [You say] كَرَبَ أَنْ يَكُونَ, and كَرَبَ يَكُونُ, He, or it, was near, or nigh, to being b3: . (TA.) This is one of the verbs to which one does not give as its enunciative the act. part. n. of the verb which is its proper enunciative: [so that] you do not say, كَرَبَ كَائِنًا: [in which كَرَبَ implies the pron. هُوَ, which is called its noun; and كائنا is put for يَكُونُ, or أَنْ يَكُونَ, its proper enunciative]. (Sb.) كَرَبَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was near, or nigh, to doing so; he well nigh, or almost, did so. (S, K.) b4: كَرَبَتِ الشَّمْسُ The sun was, or became, near to setting. (S, K.) b5: كربت الجَارِيَةُ ان تُدْرِكَ The girl was near to coming of age. (TA.) b6: كَرَبَتْ حَيَاةُ النَّارِ The fire was near to becoming extinguished. (S, K.) A2: كَرَبَ He bound near together the two pasterns of an ass or of a camel with a rope or with shackles. (TA.) b2: كَرَبَ القَيْدَ He straitened, or made narrow, the shackle, or shackles, (S, K, TA,) upon the [animal] shackled. (S, K.) 'Abd-Allah Ibn-'Anameh Ed-Dabbee says, أَزْجُرْ حِمَارَكَ لَا يَرْتَعْ بِرَوْضَتِنَا

إِذًا يُرَدَّ وَقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ [Check thine ass: let him not pasture at large in our meadow: in that case he will be sent back with the ass's shackles straitened]: (S:) meaning Do not venture to revile us; for we are able to shackle this ass, and to prevent his acting as he pleaseth. (L.) See Ham, p. 290. b3: كَرَبَ, aor. ـُ He loaded a she-camel. (S, K.) A3: كَرَبَهُ, (aor.

كَرُبَ, inf. n. كَرْبٌ, TA,) It (sorrow, grief, &c., S, K, or an affair, Msb, TA) afflicted, distressed, or oppressed, him, (S, Msb, K,) so that it filled his heart with rage. (Msb.) See also 8.

A4: كَرَبَ الدَّلْوَ, aor. ـُ (inf. n. كَرْبٌ, TA,) and ↓ كرّبها, (K,) and ↓ اكربها, (S, K,) He put or attached, a كَرَب to the bucket. (S, K.) b2: كَرِبَ, aor. ـَ The rope called كَرَب of his bucket broke. (K.) كَرَبَ, aor. ـُ and ↓ كرّب; explained by the words طَقْطَقَ الكَرِيبَ لِخَشَبَةِ الخَبَّازِ [app. meaning, He caused the كريب (a baker's wooden implement) to make a sound, or a reiterated sound, such as is termed طَقْطَقَة]. (K.) A5: كَرَبَ; (accord. to the K;) or ↓ كرّب, inf. n. تَكْرِيبٌ; (accord. to IM;) He sowed land such as is called كَرِيبٌ. (K.) b2: كَرَبَ الأَرْضَ, aor. ـُ inf. n. كَرْبٌ and كِرَابٌ, He turned over the ground for sowing, (K,) or for cultivating. (S, Msb.) A6: كَرَبَ, aor. ـُ He took the كَرَب (or lower parts, or ends, of the branches) from the palm-trees. (IAar, K.) He lopped a palmtree. (Msb.) A7: كَرَبَ, aor. ـُ and ↓ كرّب; He ate the dates called كُرَابَة. (K.) A8: كَرَبَ, aor. ـُ inf. n. كَرْبٌ, He twisted [a rope &c.] (قُتَلَ: accord. to some copies of the K) or he slew (قَتَلَ: accord to other copies of the same).2 كَرَّبَكرّب: see 1 in four places.3 كاربه i. q. قاربه, He, or it, approached, or was or became near to, him, or it. (K.) The ك is substituted for ق. (TA.) 4 أَكربهُ [He, or it, affected him with كَرْب, i. e. sorrow, grief, distress, or affliction: occurring in the TA in several places.]

A2: اكرب, inf. n. إِكْرَابٌ, He filled (K) a skin. (TA.) b2: اكرب الإِنَاءَ He nearly filled the vessel: [as also اقربه]. (TA.) b3: See 1.

A3: اكرب, inf. n. إِكْرَابٌ, (tropical:) He hastened, or sped: (S, K:) he ran, in the manner termed إِحْضَار and عَدْو. (Az.) You say, خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِكْرَابٍ [Take up thy feet with speed,] when you order one to hasten in his pace. (S.) In this sense, أَكْرَبَ is said of a man, but seldom; and of a horse, or other animal that runs. (Lth, Lh.) 5 تكرّب He picked the dates called كُرَابَة (K) from among the roots of the branches (TA) [after the racemes of fruit had been cut off]; and تكرّب النَّخْلَةَ he picked the dates that were among the roots of the branches of the palm-tree, as also تَخَلَّلَهَا. (AHn, TA in art. خل.) 8 اكترب He became afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, &c., (K,) or by an affair (TA) so also ↓ كَرِبَ, aor. ـَ (TA.) كَرْبٌ [an inf. n. of 1, q. v.] b2: [You say]

هٰذَهِ إِبِلٌ مِائَةٌ أَوْ كَرْبُهَا (this is the right reading; and some say that ↓ كُرْبُهَا is correct: TA: [the latter is the reading in the CK:]) There are a hundred camels, or about that number; or nearly so. (K.) كرب is syn. with قُرْبٌ. (L.) A2: كَرْبٌ (S, O, K) and ↓ كُرْبَةٌ (S, O, Msb, K) Grief [or distress, that affects the breath or respiration, [lit.] that takes away the breath: (S, O, and so accord. to some copies of the K, [agreeably with present usage, see بَهْرٌ, last sentence:]) or the soul: (so [erroneously] accord. to some copies of the K) or anxiety, solicitude, or disquietude of the mind: (Msb:) [or grief, or anxiety, that presses heavily upon the heart:] or both signify anxiety, grief, or intense grief: (MA:) pl. of the former كُرُوبٌ, (K,) and of the latter كُرَبٌ. (Msb.) كُرْبٌ: see كَرْبٌ.

كَرَبٌ The rope that is tied to the bucket after the مَنِين, which is the first [or main] rope, so that it (the كرب) remains if the منين break: or the rope that is tied to the middle of the cross-bars of the bucket, (and is then doubled, and then trebled, S,) so as to be that which is next the water, in order that the great rope may not rot: (S, K:) but in a marginal note in a copy of the S, it is said that this latter explanation properly applies to the دَرَك; not to the كرب: (IM:) pl. أَكْرَابٌ. (TA.) A2: كَرَبٌ [coll. gen. n.] The lower parts, or ends, of palm-branches, (S, K,) which are thick and broad, (K,) like shoulderblades: (S:) or the stumps of the branches, or what remain upon the palm-tree, of the lower parts, or ends, of the branches, after the lopping, like steps: n. un. with ة. (TA.) Hence the proverb, مَتَى كَانَ حُكْمُ اللّٰهِ فِى كَرَبِ النَّخْلِ [When was the wisdom of God in the stumps, or lower ends, of palm-branches?] (S.) Said by Jereer, in reply to Es-Salatán El-'Abdee, who had pronounced El-Ferezdak superior to Jereer in point of lineage, and Jereer superior to ElFerezdak as a poet. IB denies it to be a proverb; but IM contends against him that it is, [The meaning is, When was God's wisdom in husbandmen, and possessors of palm-trees? for the region of Es-Salatán's tribe abounded in palm-trees. The words are applied to a man who provokes another to a contest for excellence, being unworthy of the contest. See Freytag, Arab. Prov., ii. 628.]

كُرْبَةٌ: see كَرْبٌ.

كَرَبَةٌ sing. of كِرَابٌ, which latter signifies The channels in which water flows (S) in a valley: (K:) or the upper parts (صُدُور) of valleys. (AA.) Aboo-Dhu-eyb says, describing bees, جَوَارِسُهَا تَأْوِى الشُّعُوفَ دَوَائِبًا وَتَنْصَبُّ أَلْهَابًا مَصِيفًا كِرَابُهَا [The eaters, or feeders, among them, resort to the upper parts of the mountains, busily engaged, and pour down (into) ravines with crooked water-channels]. (S.) [جوارس, شعوف, and مصيف, are explained as above in the TA: and الهاب is said in the S and TA, art. لهب, to be here pl. of لِهْبٌ. In a copy of the S, this last is erroneously written إِلْهَابًا.]

A2: كَرَبَةٌ (in the TA, written كَرَبٌ,) The piece of wood (زِرّ) in which is inserted the head of a tent-pole. (K.) كَرْبَانُ A vessel nearly full: (S:) fem. كَرْبَاءُ; pl. كَرْبَى and كِرَابٌ. (TA.) Yaakoob asserts, that the ك in this word is a substitute for the ق in قَرْبَانُ; but ISd denies this. (TA.) كرابُ إِنَاءٍ [app. كِرَاب or كُرَاب] What is less than جُمَامُ إِنَاوِ; [i. e., what is nearly equal to the full, or piled-up, contents, or measure, of a vessel]. (TA.) See قِرَابٌ.

الكِرَابُ عَلَى البَقَرِ [The turning over of the soil is the work of the oxen]: a proverb. (S, K.) See art. كِلب: [where other readings, namely الكِرَابَ and الكِلَابَ and الكِلَابُ, are mentioned]. (K.) كَرِيبٌ i. q. قَرَاحٌ [Land which has neither water nor trees: or land that is cleared for sowing and planting: pl., app., كِرَابٌ: see an ex. near the end of the first paragraph of art. ختم:] (K:) and جَادِسٌ [land that is not cultivated nor ploughed], that has never been sowed. (TA.) See also جَرِيبٌ.

A2: A wooden implement of a baker, or maker of bread, with which he forms the cakes of bread (يُرَغِّفُ). (K.) [In the TA is added “ in the oven ”: but I doubt the propriety of this addition.]

A3: A knot, or joint, (كَعْبٌ), of a reed or cane. (K.) A4: Accord. to IAar, i. q. شُوبَقٌ, which is the same as فَيْلَكُونٌ. [شوبق is an arabicised word, from the Persian شُوبَجْ, or چُوبَهْ, both of which signify a rolling-pin, and this meaning is given to شوبق and شوبك in the present day. It should be remarked, however, that كَرْنِيب (with ن), which is probably a corruption of كَرِيبٌ, is a name often given in Egypt, in the present day, to a baker's peel.] In the L, كريب is explained, as on the authority of Kr, by سَوِيقٌ; but this is probably a mistake for شوبق. (TA.) See مَكْرُوبٌ.

كَرَابَةٌ: see كُرَابَةٌ كُرَابَةٌ (S, K) and ↓ كَرَابَةٌ (K), but the former is the more approved word, (TA,) Dates that are picked from among the roots of the branches (S, K) after the racemes of fruit have been cut off: (S:) the scattered dates that remain at the roots of the branches: (AHn, TA voce خُلَالَةٌ, which signifies the same:) pl. أَكْرِبَةٌ, in the formation of which, the augmentative letter (meaning the fem. ة, TA,) seems to have been rejected [or disregarded]; for فُعَالَةٌ (this is the right reading; TA; but in some copies of the K we read فُعَالَى, and in others فُعَال;) does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. (K.) b2: AHn says, that in this verse of Aboo-Dhu-eyb, كَأَنَّمَا مَضْمَضَتْ مِن مَّاءِ أَكْرِبَةٍ

عَلَى سَيَابَةِ نَخلٍ دُونَهُ مَلَقُ اكربة signifies Mountain-tops, from which the water of the mountains flows down; and that its pl. is كَرْبَةٌ: but ISd remarks, that this assertion is not valid; because a sing. of such a measure does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. He also says, in one place, that اكربة is [said to be] pl. of كرابة, which signifies “ dates that fall among the roots of the palm-branches; ” but [that] this is a mistake: upon which ISd remarks, In like manner, [this] his saying is in my opinion a mistake. (TA.) كَرِيبَةٌ A misfortune; a calamity: (S:) or a severe misfortune, or calamity: (K:) pl. كَرَائِبُ. (S.) الكَرُوبِيُّونَ (K) and الكَرُّوبِيُّونَ, or this latter is a mistake, and الكَرُوبِيَّةُ, (TA,) [Hebr. כְּרֻבִים

Cherubim,] the chiefs, or princes, of the angels; the archangels; (K;) of whom are Jebraeel and Meekáeel and Isráfeel; who are also called المُقَرَّبُونَ, accord. to Abu-l-'Áliyeh: (TA:) the nearest of the angels to the bearers of the throne: so called from كرب as signifying “ nearness ” or the “ being near: ” (L:) or from their firmness, or compactness, of make; [see مُكْرَبٌ] because of their strength, and their patience in worship: or from كَرَبٌ, “ sorrow &c., ” because of their fear and awe of God. (MF.) Sh quotes the following of Umeiyeh: كَرُوبِيَّةٌ مِنْهُمْ رُكُوعٌ وَسُجَّدٌ [Archangels, among whom are (some) that bend down the body, and (some) that prostrate themselves]. (TA.) مَا بِالدَّارِ كَرَّابٌ There is not any one in the house. (S, K.) كَارِبٌ [Becoming near; drawing near; approaching]: near; nigh. (TA.) b2: 'Abd-Keys Ibn-Khufáf El-Burjumee says, أَبُنَىَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ فَإِذَا دُعِيتَ إِلَى المَكَارِمِ فَاعْجَلِ [O my child, verily thy father is near to his day (of death): therefore when thou shalt be called to (the performance of ) generous actions, make haste]. (S.) A2: أَمْرٌ كَارِبُ An afflicting, distressing, or oppressive, affair. (TA.) مُكْرَبٌ (assumed tropical:) A joint full of sinews (K.) b2: (assumed tropical:) A hard hoof. (TA.) b3: (assumed tropical:) A firm, or compact, beast of carriage: (S:) a horse of strong and firm make: (AA:) a firm, or compact, (or strongly compacted, TA,) rope, building, joint, or horse: (K:) a strong horse. (ISd.) b4: مُكْرَبُ المَفَاصِلِ, (A,) and المفاصل ↓ مَكْرُوبُ, (Lth,) (tropical:) An animal of firm joints. (Lth, A.) b5: مُكْرَبُ الخَلْقِ (assumed tropical:) Of firm make. (TA.) A2: مُكْرَبَاتٌ Camels that are brought to the doors of the tents, or dwellings, in the season of severe cold, in order that they may be warmed by the smoke: (K:) [or] i. q. مُقْرَبَاتٌ: see مُقْرَبٌ. (TA.) A3: دَلْوٌ مُكْرَبَةٌ A bucket having a كَرَب attached to it. (S.) مَكْرُوبٌ and ↓ كَرِيبٌ Afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, or anxiety. (K, Msb.) A2: See also مُكْرَبٌ.

كرب: الكَرْبُ، على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس، وجمعه كُرُوبٌ. وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ

كَرْباً: اشْتَدَّ عليه، فهو مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ، والاسم الكُرْبة؛ وإِنه

لـمَكْرُوبُ النفس. والكَرِيبُ: الـمَكْروبُ. وأَمْرٌ كارِبٌ. واكْترَبَ

لذلك: اغْتَمَّ. والكَرائِبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِيبةٌ؛ قال سَعْدُ

بن ناشِبٍ المازِنيُّ:

فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً * إِلى الـمَوْتِ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِـبا

قال ابن بري: مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا، على حذف موصوف، تقديره: رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً؛ وأَصل التَّرْشيح: التَّرْبِـيَةُ

والتَّهْيِئَةُ؛ يقال: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّـئَ لها، وهو لها كُفؤٌ.

ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَـيَّـأً لرجل

شُجاع؛ ويروى: رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً، وهذا

بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ. وفي الحديث: كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ

له (1)

(1 قوله «إذا أتاه الوحي كرب له» كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلاً برأسه وليس بالمنقول) أَي أَصابَهُ الكَرْبُ، فهو مَكْروبٌ. والذي كَرَبه كارِبٌ.

وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً: دَنا. يقال كَرَبَتْ حياةُ النارِ

أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِـيُّ (2)

(2 قوله «قال عبدالقيس إلخ» كذا في التهذيب. والذي في المحكم قال خفاف بن عبدالقيس البرجمي.) :

أَبُنَيَّ! إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ، * فإِذا دُعِـيتَ إِلى الـمَكارِمِ فاعْجَلِ

أُوصِـيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لك، ناصِحٍ، * طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللّهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ، * وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ

والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِـيتَه * حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِه * بمَبِـيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ يُسْـأَلِ

وَصِلِ الـمُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه، * واجْذُذْ حِـبالَ الخَائِن الـمُتَبَذِّلِ

واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لا تَحْلُلْ به، * وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ

واسْـتَـأْنِ حِلْمَكَ في أُمُورِكَ كُلِّها * وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ

واسْتَغْنِ، ما أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى، * وإِذا تُصِـبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ

وإِذا افْتَقَرْتَ، فلا تُرَى مُتَخَشِّعاً * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ الـمِفْضَلِ

وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك، مَرَّةً، * أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ

وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، * وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ

وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِـينَ إِلى النَّدَى * غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ

فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَرُوا به، * وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ

ويروى: فابْشَرْ بما بَشِرُوا به، وهو مذكور في الترجمتين.

وكُلُّ شيءٍ دَنا: فقد كَرَبَ. وقد كَرَبَ أَن يكون، وكَرَبَ يكونُ،

وهو، عند سيبويه، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها؛ لا تقول كَرَب كائناً؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للـمَغِـيب: دَنَتْ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ. وفي الحديث: فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ؛ قال أَبو عبيد: كَرَبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ. وكلُّ دانٍ قريبٍ، فهو كارِبٌ. وفي حديث رُقَيْقَةَ: أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيفاع.

وكِرابُ الـمَكُّوكِ وغيره من الآنِـيَةِ: دونَ الجِمام. وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِـئَ؛ وجُمْجَمَة كَرْبى، والجمع كَرْبى وكِرابٌ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سيده: وليس بشيءٍ.

الأَصمعي: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه؛ وأَنشد:

بَجَّ الـمَزادِ مُكْرَباً تَوْكِـيرَا

وأَكْرَبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها.

وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُيِّقَ. وكَرَبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه على الـمُقَيَّدِ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّـيُّ:

ازْجُرْ حِمارَك لا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ

ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ

لشَتْمِنا، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف؛ وهذا البيت في شعره:

أُرْدُدْ حِمارَك لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ

والسَّويَّةُ: كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر، كأَنه قال: إِنْ

تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره. وقوله: إِذاً يُرَدُّ جوابٌ، على تقدير أَنه قال: لا أَرُدُّ حِمارِي، فقال مجيباً له: إِذاً يُرَدُّ. وكَرَبَ وظِـيفَيِ الحِمار أَو الجمل: دانى بينهما بحبل أَو

قَيْدٍ.وكارَبَ الشيءَ: قارَبه.

وأَكْرَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قال الليث: ومن العرب من يقول: أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ، وقَلَّما يقال: وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هذه عن اللحياني. أَبو زيد: أَكْرَبَ

الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا. وكَرَبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها.

الأَصمعي: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الكَرانِـيفُ، واحدتُها

كِرْنافةٌ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ، هي الكَرَبة. ابن الأَعرابي: سُمِّيَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِـيَ عنه، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك.

وكَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ وفي المحكم: الكَرَبُ أُصُولُ

السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها

كَرَبةٌ. وفي صفة نَخْلِ الجنة: كَرَبُها ذَهَبٌ، هو بالتحريك، أَصلُ

السَّعَفِ؛ وقيل: ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالـمَراقي؛ قال الجوهري هنا وفي المثل:

متى كان حُكمُ اللّه في كَرَبِ النخلِ؟

قال ابن بري: ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير؛ وهو بكماله:

أَقولُ ولم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ: * متى كان حُكْمُ اللّهِ في كَرَبِ النخلِ؟

قال ذلك لَـمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِـيب، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله:

أَيا شاعِراً لا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه، * جَريرٌ، ولكن في كُلَيْبٍ تَواضُعُ

فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان، ونُصْرَتَه الفرزدقَ. قلت: هذه

مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله: ليس هذا الشاهدُ مثلاً، وإِنما هو عجز بيت لجرير. والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً، وغيرَ شِعْرٍ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً.

والكَرَابة والكُرابَة: التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من

أُصول الكَرَب، بَعْدَ الجَدَادِ، والضمُّ أَعْلى، وقد تَكَرَّبَها. الجوهري: والكُرَابة، بالضم، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ. الأَزهري: يقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها، من الكَرَب.والكَرَبُ: الـحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو، بعد الـمَنِـينِ، وهو الـحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِـينُ بقي الكَرَبُ. ابن سيده: الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو، ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ، والجمع أَكْرابٌ؛ وفي الصحاح: ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير. رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري: ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير، إِنما هو من صفة الدَّرَك، لا الكَرَبِ. قلت: الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً، فقال: والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو، ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى؛ وقال الحطيئة:

قَوْمٌ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ، * شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا، فَوْقَه، الكَرَبَا

ودَلْو مُكْرَبة: ذاتُ كَرَب؛ وقد كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً، وأَكْرَبَهَا، فهي مُكْرَبةٌ، وكَرَّبَها؛ قال امرؤُ القيس:

كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وهي مُثْقَلَةٌ، * وخانها وَذَمٌ منها وتَكْريبُ

على أَنَّ التَّكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً، كالتَّنْبِـيتِ والتَّمْتين، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم، لكنَّ البابَ

الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. قال ابن سيده: أَعني أَن يكون مصدراً، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ. وكلُّ شديدِ العَقْدِ، من حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُكْرَبٌ. الليث: يقال لكل شيءٍ من الحيوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل: إِنه لـمَكْروب المفاصِل. وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية، أَنه قال: الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ وإِسرافيل، هم الـمُقَرَّبُونَ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة:

كَرُوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ

ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ: إِنه لَـمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى، والأَول أَشبه؛ ابن الأَعرابي: الكَريبُ الشُّوبَقُ،

وهو الفَيْلَكُونُ؛ وأَنشد:

لا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا، * صَوْتُ الكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر

والكَرْبُ: القُرْبُ.

والملائكة الكَرُوبِـيُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش.

ووَظِـيفٌ مُكْرَبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، وحافرٌ مُكْرَبٌ: صُلْبٌ؛ قال:

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا، * بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبا

والـمُكْرَبُ: الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ، بضم الميم، وفتح الراءِ.

وإِنه لـمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كان شديدَ الأَسْر. أَبو عمرو: الـمُكْرَبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ. ابن سيده: وفرسٌ مُكْرَبٌ

شديدٌ.وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً:

قَلَبها للـحَرْثِ، وأَثارَها للزَّرْع. التهذيب: الكِرابُ: كَرْبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِـبَها، وهي مَكْرُوبة مُثَارَة.

التَّكْريبُ: أَن يَزْرَع في الكَريبِ الجادِسِ. والكَريبُ: القَراحُ؛

والجادِسُ: الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ

الوَحْشِ:

تَكَرَّبنَ أُخرى الجَزْءِ، حتى إِذا انْقَضَتْ * بَقاياه والـمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ

وفي المثل: الكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قال: ومنهم مَن يقول: الكِلابَ على البقر، بالنصب، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وقال ابن السكيت:

المثل هو الأول.

والـمُكْرَباتُ: الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة

البرد، ليُصِـيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ.

والكِرابُ: مَجاري الماءِ في الوادي. وقال أَبو عمرو: هي صُدُورُ الأَوْدية؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ:

جَوارِسُها تَـأْري الشُّعُوفَ دَوائِـباً، * وتَنْصَبُّ أَلْهاباً، مَصِـيفاً كِرابُها

واحدتها كَرْبَة. الـمَصِـيفُ: الـمُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ وقوله:

كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْربةٍ، * على سَيابةِ نَخْلٍ، دُونه مَلَقُ

قال أَبو حنيفة: الأَكْرِبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ،

واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويٍّ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. وقال مرَّة: الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الكَرَبِ؛ قال: وهو غلط. قال ابن سيده: وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً. وما بالدار كَرَّابٌ، بالتشديد، أَي أَحَدٌ.

والكَرْبُ: الفَتْلُ؛ يقال: كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه؛ قال:

في مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ

والكَريبُ: الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا؛ والكَريبُ أَيضاً: الشُّوبَقُ، عن كراع.

وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير، واسمه

أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ، وهو أَحد التبابعة.

وكُرَيْبٌ ومَعْدِيَكرِبَ: اسمانِ، فيه ثلاث لغات: معديكربُ برفع

الباءِ، لا يُصرف، ومنهم من يقول: معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً، ومنهم مَن يقول: معديكربَ، يُضيف ولا يَصرف كرباً، يجعله مؤَنثاً معرفة، والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال. وإِذا نسبت إِليه قلت: مَعْديّ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَـأَبـَّطَ شَرّاً، تنسب إِلى الاسم الأَول؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَـأَبـَّطيٌّ، وكذلك إِذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، واللّه أَعلم.

كرب
: (الكَرْبُ) على وزن الضَّرْب، مجزوم: (الحُزْنُ) ، والغَمُّ الَّذي (يَأْخُذُ بالنَّفْسِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وضُبِطَ فِي بعض النُّسَخِ مُحَرَّكةً، ومِثْلُه فِي الصَّحاح: (كالكُرْبَة بالضَّمِّ. ج) أَي: جَمْعُ الكَرْبِ (كُرُوبٌ) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ. وأَما الكُرْبَةُ، فَجَمعه كُرَبٌ، كصُرَدٍ، فَفِي عبارَة المؤلّف إِيهام.
(وكَرَبَهُ) الأَمرُ و (الغَمُّ) يَكْرُبُهُ كَرْباً: اشْتَدَّ عَلَيْهِ، (فاكْتَرَبَ) لذالك: اغْتَمَّ، (فَهُوَ مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ) ، وإِنَّه لَمَكْرُوبُ النَّفْس. والكَرِيبُ: المَكْرُوبُ، وأَمْرٌ كارِبٌ.
(و) الكَرْبُ: (الفَتْلُ) ، يُقَال: كَرَبَتْه كَرْباً، أَي: فَتَلْتُهُ، وقالَ الكُمَيْتُ:
فَقَدْ أَرَانِيَ والأَيْفاعَ فِي لِمَةٍ
فِي مَرْتَعِ اللَّهْوِ لم يُكْرَبْ لِيَ الطِّوَلُ
أَي: لم يُفْتَل.
(و) الكَرْبُ: (تَضْيِيقُ القَيْدِ) . وقَيْدٌ مَكروبٌ: إِذا ضُيِّق. وَفِي الصّحاح: كَرَبْتُ القَيْدَ: إِذا ضَيَّقتَهُ (على المُقَيَّد) ، وَقَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ:
ازْجُرْ حِمارَك لَا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا
إِذاً يُرَدُّ وَقيْدُ العَيْرِ مكرُوبُ
فِي لِسَان الْعَرَب: ضَرَبَ الحِمَارَ وَرتْعَهُ فِي رَوْضَتِهم مَثَلاً، أَي: لَا تَعَرَّضَنَّ لِشَتْمِنا، فإِنّا قادرونَ على تَقْيِيد هاذا العَيْر، وَمَنْعِه من التَّصَرُّف. هَذَا البيتُ فِي شعره:
ارْدُدْ حِمارَكَ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ
إِذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ
والسَّوِيَّةُ: كِساءٌ، يُحْشَى بِثُمامٍ ونَحْوِه، كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظَهْرِ الحِمَارِ وغيرِهِ. وَجزم (يَنْزِع) على جَوَاب الأَمر، كأَنَّه قَالَ: إِنْ تَرْدُدْهُ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ الّتي على ظَهرِه، وَقَوله: (إِذاً يُرَدُّ) جوابٌ، على تقديرِ أَنّه قَالَ: لَا أَرُدُّ حِمَارِي، فَقَالَ مُجِيباً لَهُ: إِذاً يُرَدّ. انْتهى.
(و) الكَرْبُ (إِثَارَةُ الأَرْضِ) للحَرْث. وكَرَبَ الأَرْضَ، كَرْباً: قَلَبَهَا، وأَثارَهَا (للزَّرْعِ) . وَفِي الصَّحاح: للزِّراعة، وبخطِّه فِي الْحَاشِيَة: لِلحَرْث، (كالكِرَابِ) ، بالكَسْر. وإطلاقُه مُوهُمٌ للفَتْح؛ وَمِنْه المَثَلُ الآتِي ذِكْرُهُ. وَفِي التّهذيب: الكِرَابُ: كَرْبُكَ الأَرْضَ حِين تَقْلِبُهَا، وَهِي مَكروبَةٌ: مُثَارةٌ.
(و) الكَرَبُ، (بالتَّحْرِيك: أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ) هِيَ الكَرَانيف، واحِدُها كِرْنافَةٌ، قَالَه الأَصْمَعِيّ. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: سُمِّيَ كَرَبُ النَّخْلِ كَرَباً، لأَنه استُغْنِيَ عَنهُ، وكَرَبَ أَنْ يُقْطَعَ ودَنَا من ذالك. وَفِي المُحْكَم: الكَرَبُ: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ (العِرَاضُ) الّتي تَيْبَسُ، فتصيرُ مِثْلَ الكَتِفِ. وبخطِّ الجَوْهَرِيِّ: أَمثالَ الكَتِف، واحدتُها: كَرَبَةٌ. وَفِي صفةِ نخلِ الجَنَّةِ: (كَرَبُها ذَهَبٌ) . وقيلَ الكَرَب: هُوَ مَا يَبْقَى من أُصوله فِي النَّخلة بعدَ القَطْعِ، كالمَراقِي. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَفِي المَثَل:
مَتَى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ
وَجَدْتُ فِي هَامِش الصّحاح هاذا المَثَل لجَرِيرٍ، قَالَه لَمَّا سَمِعَ بيتَ الصَّلَتانِ العَبْدِيُّ:
أَيا شاعِراً لاَ شاعِرَ اليَومَ مِثْلُهُ
جَرِيرٌ ولكِنْ فِي كُلَيْبٍ تَوَاضُعُ
فَقَالَ جَرِيرٌ:
أَقُولُ ولَمْ أَمْلِكْ سَوابِقَ عَبْرَةٍ
مَتى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ
انْتهى. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: لَيْسَ هاذا الشَّاهِدُ الّذِي ذكرهُ الجَوْهَرِيّ مَثَلاً، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بَيْتٍ لِجَرِيرٍ، فَذكره، قَالَ ذَلِك لَمَّا بَلَغَهُ أَنّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضّلَ الفَرَزْدَقَ عَلَيْهِ فِي النَّسَب، وفَضَّلَ جَرِيراً عَلَيْهِ فِي جَوْدَة الشِّعْر، فِي قَوْله: (أَيا شَاعِرًا) إِلى آخِره، فَلم يَرْضَ جَرِيرٌ قولَ الصَّلَتانِ، ونُصْرَتَهُ الفَرزْدق.
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: قلتُ: هاذه مُشاحَّةٌ من ابنِ بَرِّيّ للجَوْهَرِيّ فِي قَوْله: (لَيْسَ هاذا الشّاهد مثلا، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بيتٍ لجَرير) ، والأَمثالُ قد وَردت شِعْراً وغيرَ شعرٍ، وَمَا يكون شِعراً لَا يمْتَنع أَن يكونَ مثلا. انْتهى.
وللشّيخ عليّ المَقْدِسيّ هُنا فِي حَاشِيَته كلامٌ يقرُبُ من كَلَام ابْن مَنْظُور، بل هُوَ مأْخوذٌ مِنْهُ، نَقله شيخُنا، وكفانا مُؤْنَةَ الرَّدِّ عَلَيْهِ.
(و) الكَرَبُ: (الحَبْلُ) الَّذي يُشَدُّ على الدَّلْوِ بعد المَنِينِ، وَهُوَ الحبلُ الأَوّلُ، فإِذا انْقَطع المَنِينُ، بَقِيَ الكَرَبُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكَرَبُ: الحبْلُ الّذِي (يُشَدُّ فِي وَسَطِ) ، وَفِي أُخْرَى: على وَسَطِ (العَرَاقِي) ، أَي: عَرَاقِي الدَّلْوِ، ثُمّ يُثْنَى، ثُمّ يُثَلَّثُ (لِيَلِيَ) . فِي الصَّحاح: لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي (الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحَبْلُ الكَبِيرُ) ، والجَمْعُ أَكْرَابٌ. قَالَ ابنُ منظورٍ: رأَيتُ فِي حاشيةِ نُسْخَةٍ من الصَّحاح الموثوقِ بهَا قولَ الجوهريّ: (لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحبلُ الكَبِيرُ، إِنّما هُوَ من صِفَةِ الدَّرَك لَا الكرب) .
قلت: الدّليل على صحّة هَذِه الْحَاشِيَة أَنَّ الجوهريّ ذكر فِي تَرْجَمَة دَرك هاذه الصُّورة أَيضاً. فَقَالَ: والدَّرَكُ: قِطْعَة حَبْلٍ، يُشَدُّ فِي طَرَفِ الرِّشَاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدَّلْو، ليكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره فِي مَوْضِعه.
قلتُ: ومِثْلهُ فِي كِفاية المُتَحَفِّظ وكلامُ المُصَنِّفِ فِي الدَّرَك، قريبٌ من كَلَام الجوهريّ فِي كونِ كِلَيْهِما بِمَعْنى.
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجارِهِمُ
شَدُّوا العِنَاجَ وشَدُّوا فَوْقَهُ الكَرَبا
وأَوّلُه:
سِيرِي أَمامِي فإِنّ الأَكْثَرِينَ حَصًى
والأَكْرَمِينَ إِذا مَا يُنْسَبُونَ أَبَا
وآخِرُهُ:
أُولَئكَ الأَنْفُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ
ومَنْ يُسَاوِي بأَنْفِ النّاقَةِ الذَّنَبَا
وأَنشدني غيرُ واحدٍ من شُيُوخنَا قَول الفضلِ بْنِ العبّاس بْن عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ:
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ
(وَقد كَرَبَ الدَّلْوَ) ، يَكْرُبُها، كَرْباً (وأَكْرَبَها) ، فَهِيَ مُكْرَبَةٌ؛ (وكَرَّبَها) ، بالتّشدِيده. قَالَ امْرُؤُ القيسِ:
كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُرَاهَا وَهْيَ مُثْقَلَةٌ
وخَانَها وَذَمٌ مِنْها وَتَكْرِيبُ
ومثلُهُ فِي هَامِش الصِّحاح. زادَ ابنُ منظورٍ: على أَنّ التَّكْرِيب قد يجوزُ أَن يكونَ هُنَا اسْماً، كالتَّنْبِيت والتَّمْتِينِ وذالك لِعَطْفِها على الوَذَم الّذي هُوَ اسْمٌ، لاكنَّ البابَ الأَوّلَ أَوسعُ وأَشيعُ.
(والمُكْرَبُ) ، بضمّ الْمِيم وَفتح الرّاءِ (من المَفَاصِلِ: المُمْتَلِىءُ عَصَباً) . ووَظِيفٌ مُكْرَبٌ: امتلأَ عَصَباً.
وحافِرٌ مُكْرَب: صُلْبٌ، قَالَ:
يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَاً
بمُكْرَبَاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا
وَعَن اللّيث: يقالُ لكلّ شَيْءٍ من الحَيوان إِذا كَانَ وَثِيقَ المَفاصِل: إِنّهُ لَمُكْرَبُ المَفاصلِ. وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: هُوَ مُكْرَبُ المَفَاصِل: مُوَثَّقُهَا. (و) المُكْرَبُ: (الشَّدِيدُ الأَسْرِ) من الدَّوَابّ. وإِنّهُ لَمُكْرَبُ الخَلْقِ: إِذا كَانَ شديدَ الأَسْرِ، وَعَن أَبي عَمْرٍ و: المُكْرَبُ من الخَيْلِ: الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ. وَقَالَ غيرُهُ: كُلّ العَقْدِ (من حَبْلٍ، وبِنَاءٍ، ومَفْصِلٍ) : مُكْرَبٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: أَو مَفْصِلٍ (و) عنِ ابْنِ سِيدَهْ: (فَرَسٌ) مُكْرَبٌ، أَي: شَدِيدٌ.
(والإِكْرَابُ) مصدرُ أَكْرَبَ: (المَلْءُ) . يُقَال: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ، إِكراباً: إِذا ملأْتَهُ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدٍ، وأَنشدَ:
بَجَّ المَزَادِ مُكْرَباً تَوْكِيرَا
وَقيل: أَكْرَبَ الإِنَاءَ: قَارَبَ مَلأَهُ.
(و) الإِكْرَابُ: (الإِسْرَاع) ، يُقال: خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِكْرَابٍ، إِذا أُمِرَ بِالسُّرْعة أَي: اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول: أَكْرَبَ الرَّجُلُ، إِذا أَخَذَ رِجْلَيْهِ بإِكرابٍ، وقَلَّما يُقَالُ.
وأَكْرَبَ الفَرَسُ وغيرُه ممّا يَعْدُو، وَهَذِه عَن اللحْيانيّ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: أَكْرَبَ الرَّجُلُ إِكْرَاباً: إِذا أَحْضَرَ، وعَدَا. والإِكرابُ، بمعنَيَيْهِ، من المَجَاز. (والكُرَابَةُ، بالضَّمِّ وَالْفَتْح) : التَّمْرُ الّذِي يُلْتَقطُ من أُصول الكَرَبِ بَعْدَ الجَدَادِ، والضَّمُّ أَعلَى. وَقَالَ الجوهريُّ: الكُرَابَةُ، بالضّمّ: (مَا يُلْتَقَطُ من التَّمْرِ فِي أُصولِ السَّعَفِ) بعد مَا يُصْرَمُ. (ح: أَكْرِبَةٌ) ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
كَأَنَّما مَضْمَضَتْ من ماءٍ أَكْرِبَةٍ
على سَيَابَةِ نَخْلٍ دُونَهُ مَلَقُ
قَالَ أَبو حنيفَة: الأَكْرِبَةُ، هُنَا: شِعافٌ يَسِيلُ مِنْهَا ماءُ الجِبالِ، واحدتُها كَرْبَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وهاذا لَيْسَ بقَوِيّ؛ لأَنّ فَعْلاً، لَا يُجْمع على أَفْعِلة. وَقَالَ مَرَّة: الأَكرِبَة: جمعُ كُرابَةٍ، وَهُوَ مَا يَقَعُ من ثَمَر النَّخْل فِي أُصولِ الكَرَبِ. قَالَ: وَهُوَ غَلطٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكذالك قَوْله عِنْدِي غَلَط، أَيضاً، (وكأَنَّه على طَرْحِ الزّائِدِ) الّذي هُوَ هاءُ التَّأْنِيثِ، هاكذا فِي نسختنا، وَهُوَ الصَّواب. وَفِي نُسْخَة شيخِنا: (على طرح الزّوائد) أَي: بِالْجمعِ، فاعتُرِضَ؛ (لأَنّ فُعالاً) ، بالضّمّ. هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الأُصُولِ. وَهُوَ خطأٌ، وصوابُهُ: (لأَن فُعالَةً) أَي: كثُمامَةٍ، ومثلُهُ فِي المُحْكَم ولسان الْعَرَب، (لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ) . قَالَ شيخُنا: ثمَّ ظاهرُ كلامِهِما، أَي: ابْن سِيدَهْ وابْنِ منظورٍ، بل صَرِيحُهُ أَنّ فُعَالَةً لَا يُجمَعُ على أَفْعِلَةٍ مُطلقاً، فإِذا سقطتِ الهاءُ جَازَ الجمعُ، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ أَفْعِلَةً من جُموعِ القِلّة الْمَوْضُوعَة لكلِّ اسْمٍ رُباعيّ ممدودِ مَا قبلَ الآخِرِ، مُذكّر، فيشمَلُ ف 2 عالاً، مُثَلَّث الأَوّل، كطَعامٍ وحِمارٍ وغُرَاب، وفَعِيل كرَغِيفٍ، وفَعُولٍ كعَمُود. فكلّ هاذه الأَمثلة مَعَ مَا شابَهها ممّا توفّرتْ فِيهِ الشُّرُوط الْمَذْكُورَة يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ، كأَطْعِمَةٍ وأَحْمِرَةٍ، وأَغْرِبَة وأَرْغِفَةٍ، وأَعْمِدَةٍ، وَمَا لَا يُحْصَى. وكُرَابَةٌ على مَا ذكره ابْنُ سِيدَهْ وابْنُ مَنْظُورٍ، وقلَّدَهما المُصَنِّف يحْتَاج إِلى إِسقاط الزّائد، وَهُوَ الهاءُ، كَمَا هُوَ صَرِيح كلامِ ابْنِ سِيدَهْ وغيرِه، ويُزاد عليهِ الحُكْمُ بالتَّذْكِير بِاعْتِبَار مَعْنَاهُ؛ لأَنّه الْبَاقِي. وأَمّا مَعَ التّأْنيث فَلَا يجوز، لاِءَنّ فِعَالاً إِذا كَانَ مُؤَنَّثاً، كذِراعٍ وعَناق، لَا يُجْمَعُ هاذا الجمعَ، كَمَا صرّحَ بِهِ الشَّيْخُ ابْنُ مالكٍ، وابْنُ هِشامٍ، وأَبُو حَيّان، وغيرُهم من أَئمّة النّحْو، ثُمّ قَالَ: ولِعَلِيَ الْقَارِي فِي نامُوسه هُنَا التَّفْرِقَةُ بينَ المضموم والمفتوح، فجَوَّز الجمعَ فِي المفتوح دُونَ المضموم، وَهُوَ غلطَّ مَحْضٌ، والصّوابُ مَا قَرَّرناه. انْتهى.
(و) قَالَ الأَزهريُّ: (تَكَرَّبَها) ، أَي: الكُرَابَةَ، إِذا (التَقَطَها) . وَفِي بعض النُّسَخ: تَلَقَّطَها، أَي: من الكَرَب.
(وكَرَبَ) الأَمْرُ، يَكْرُب، (كُروباً: دَنَا) . وكلّ شَيْءٍ دَنا، فقد كَرَبَ. وقَدْ كَرَبَ أَنْ يكون، وكَرَب يَكُونُ. وَهُوَ، عندَ سِيبَوَيْه، أَحدُ الأَفْعَالِ الّتي لَا يُسْتَعملُ اسْمُ الفاعلِ مَعَها مَوْضِعَ الفِعْل الّذي هُوَ خَبَرُهَا لَا تَقول: كَرَبَ كَائِنا. (و) كَرَبَ (أَنْ يَفْعَلَ) كَذَا: أَيْ (كادَ يَفْعَلُ) .
(و) كَرَبَ الرَّجُلُ: (أَكَلَ الكُرَابَةَ، ككَرَّبَ) بالتَّشديد، وهاذه عَن الصّاغانيّ.
(و) كَرَبَتِ (الشَّمْسُ: دَنب للمَغِيبِ) ، وكَرَبَت الشّمْسُ: دَنَت للغُرُوب، وكَرَبَت الجاريةُ أَن تُدْرِكَ وَفِي الحَديثِ: (فإِذا استغنَى، أَو كرَبَ استعَفَّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَرَبَ، أَي دَنا من ذالك وقَرُبَ. وكلّ دَان قرِيبٍ فَهُوَ كارِبٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَة. (أَيْفَع الغُلاَمُ، أَو كَرَب) ، إِذا قارَبَ الإِيفاعَ.
وإِناءٌ كَرْبَانُ: إِذَا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ وجُمْجُمَةٌ كَرْباءُ، والجَمع كَرْبَى وكِرَابٌ، وَزعم يعقوبُ أَنَّ كافَ كَرْبانَ بَدلٌ من قَاف قَرْبانَ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ وَلَيْسَ بشَيْءٍ. وكِرَابُ المَكُّوكِ، وغيرِه من الآنيةِ: دُونَ الجِمَامِ.
(و) يُقَال: كَرَبَتْ (حَيَاةُ النَّارِ) ، أَي: (قَرُبَ انطِفاؤُهَا) ؛ قَالَ عَبْدُ قَيْسِ بْنُ خُفَافٍ البُرْجُمِيُّ:
أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كاربُ يَوْمِهِ
فإِذَا دُعِيتَ إِلى المَكَارِمِ فاعْجَلِ
(و) كَرَبَ (النَّاقَةَ: أَوْقَرَها) ، ومثلُه فِي الصَّحاح.
(و) كَرَبَ (الرَّجُلُ: طَقْطَقَ الكَرِيبَ) وَهُوَ الشُوبَقُ، والفَيْلَكُونِ، اسْم (لخَشَبَة الخَبَّازِ، ككَرَّبَ) مشدَّداً. نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرِبَ الرَّجُلُ، (كسَمِعَ: انقَطَع كَرَبُ) ، بالتَّحْرِيك، وَهُوَ حَبْلُ (دَلْوِهِ) نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرَبَ، (كنَصَر: أَخَذَ الكَرَبَ من النَّخْلِ) ، نَقله الصّاغانيُّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيُّ. (و) كَرَبَ الرَّجُلُ: (زَرَعَ فِي الكَرِيبِ) الجادِسِ.
(و) الكَرِيبُ: (هُوَ القَراحُ من الأَرْضِ) ، والجادِسُ: الَّذِي لم يُزْرَعُ قَطُّ، قَالَه ابْنُ الأَعْرَابيّ. وجعَلَ ابْنُ منظورٍ: مَصْدَرَهُ التَّكْرِيبَ. وظاهرُ عبارَة المؤلِّف، أَنّه من الثُّلاثيّ المُجَرّد، وكِلاهُمَا صحيحانِ.
(و) الكَرِيبُ أَيضاً: (خَشَبَةُ الخَبَّازِ يُرَغِّفُ بهَا) فِي التَّنُّورِ ويُدَوِّرُهُ بهَا، قَالَ:
لَا يَسْتَوِي الصَّوْتَانِ حِينَ تَجَاوَبَا
صَوْتُ الكَرِيبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِرِ
أَي: لأَنَّ صوتَ الكَرِيبِ لَا يكون إِلاّ فِي عُرْسٍ أَو خِصْبٍ، وصَوْتَ الذِّئبِ لَا يكونُ إِلاّ فِي قَحْطٍ أَو قَفْر، كَمَا نقلَه أَبو عَمْرو عَن الدُّبَيْرِيَّةِ. (و) الكَرِيبُ: (الكَعْبُ من القَصَبِ) أَو القَنَا؛ نَقله ابْنُ دُرَيْدٍ.
(والكَرُوبِيُّونَ، مُخَفّفَةُ الرّاءِ) ، وحُكِي التَّشْديدُ فِيهِ، وَهُوَ مسموع جائزٌ على مَا حَكَاهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ، على أَنه جَزَم فِي أَثناءِ سُورَةِ غافرٍ فِي العِنَايَة بأَنَّ التَّشديد خطأٌ كَمَا نَقله شيخُنا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ ثلاثُ مُبَالَغاتٍ: إِحْداها أَنَّ كَرَبَ أَبلَغُ من قَرُبَ، الثّانية زِيادَةُ الياءِ فِيهِ للمُبَالَغَة كأَحْمَريّ. قلتُ: وكَونُ كَرَبَ أَبلغَ من قرُبَ، يحتاجُ إِلى نقلٍ صَحِيح يُعتمَدُ عَلَيْهِ: (سادَةُ المَلاَئِكةِ) ، مِنْهُم: جِبْرِيلُ، ومِيكائِيلُ وإِسرافيلُ، هم المُقَرَّبُونَ؛ رَوَاهُ أَبو الرَّبيع، عَن أَبي العاليةِ. وأَنشدَ شَمِرٌ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ:
مَلاَئِكَةٌ لَا يَفْتُرُونَ عِبَادَةً
كَرُوبِيَّةٌ مِنْهُم رُكُوعٌ وسُجَّدُ
ومِثْلُهُ فِي الفَائِق، وَبِه أَجاب أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْيَةَ، حِين سُئِلَ عَنْهُم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكَرْبُ: القُرْبُ والمَلائِكةُ الكَرُوبِيُّونَ: أَقربُ الملائكةِ إِلى حَمَلَةِ العرشِ. قلتُ: فكلامهُ صريحٌ فِي أَنَّه من الكَرْب، بِمَعْنى القُرْب، وَقيل: إِنّه من كَرْبِ الخَلْقِ، أَي: فِي قُوَّتِهِ وشِدَّتِه، لقُوَّتِهِمْ وصَبْرِهم على العِبَادَةَ. وَقيل: من الكَرْب، وَهُوَ الحُزْنُ، لشِدَّة خَوْفِهم من الله تَعَالَى وخَشْيتِهِم إِياه، أَشارَ لَهُ شيخُنا.
(وكارَبَهُ) ، أَي: (قَارَبَهُ) ودَنَاه، فَهُوَ مُكارِبٌ لَهُ مُقارِبٌ، وَالْكَاف بدل من الْقَاف.
(والكِرَابُ: مَجارِي الماءِ فِي الوادِي) واحدُهُ كَرْبَةٌ، كَمَا فِي الصَّحاح. وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: هِيَ صُدُورُ الأَودِيَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّحْلَ:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً
وَتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفاً كِرابُها الجَوارِس: جمع جَارِسٍ، من: جَرَسَتِ النَّحْلُ النّباتَ والشَّجَرَ: إِذَا أَكَلَتْه. والمَصِيفُ: المُعْوَجُّ، من: صَاف السَّهْمُ. والشُّعُوفُ: أَعالِي الجِبالِ، كالشِّعاف.
(والمُكْرَباتُ) ، بِضَم الْمِيم وَفتح الرّاءِ: (الإِبِلُ) الّتي (يُؤْتَى بِهَا إِلى أَبوابِ البُيُوتِ فِي) أَيّام (شِدَّةِ البَرْدِ، لِيُصيبَها الدُّخَانُ، فتَدْفَأَ) ، وَهِي المُقْرَباتُ.
(و) يُقَالُ: (مَا بالدّارِ كَرّابٌ، كشَدّاد) ، أَي: (أَحَدٌ) .
(وأَبو كَرِبٍ) : أَسْعَدُ بْنُ مالكٍ الحِمْيَرِيُّ (اليَمَانِيُّ، ككَتِفٍ) . وَقد سَقَطَ من بَعض النُّسَخ. وَهُوَ مَلِكٌ (مِنْ) مُلُوكِ حِمْيَرَ، أَحَدُ (التَّبابِعَةِ) .
(والكَرَبَةُ، مُحَرَّكة: الزِّرُّ) ، بالكَسْر (يكونُ فِيهِ رَأْسُ عَمُودِ البَيْتِ) من الخَيْمة.
(وكُرْبَةُ، بالضَّمّ: لَقَبُ) أَبي نصرٍ (مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ) بْنِ أَبي مَطَرٍ (قاضِي بَلْخَ) ، حدّث عَن الفضلِ الشَّيْبَانيّ.
(و) كُرَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ، تَابِعِيٌّ) ، وهم أَرْبَعَةٌ: كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الهاشِميُّ، وكُرَيْبُ بْنُ سليمٍ الكِنْدِيُّ، وكُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وكُرَيْبُ بنُ شِهاب.
(و) كُرَيْبٌ: اسْمُ (جماعةٍ) من المُحَدِّثِينَ وغَيْرِهم. وحَسَّانُ بْنُ كُرَيْبٍ الحِمْيَرِيُّ البِصْرِيُّ: تابِعِيٌّ.
(وأَبُو كُرَيْب: محمّدُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ كُرَيْب) ، الهَمْدَانِيُّ الحافظُ: (شيخٌ للبُخَارِيِّ) صاحبِ الصَّحِيح. رَوَى عَن هُشَيْمٍ، وابْنِ المُبَارَك. وَعنهُ الجماعةُ، والسَّرّاجُ، وابْنُ خُزَيْمَة تُوُفِّيَ سنة 248. وَكَانَ أَكبرَ من أَحمدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبلٍ بثلاثِ سِنينَ، وظَهر بِما تقدَّم أَنه شيخُ الجَمَاعَةِ، فَلَا أَدرِي مَا وَجْهُ تخصيصِ المُؤَلِّفِ بقولِه: شيخٌ للبُخَارِيّ، فتأَمَّلْ.
(وذُو كُرَيْبٍ: ع) ، أَنشدَ الأَصمَعِيُّ: تَرَبَّعَ القُلَّةَ فالغَبِيطَيْنْ
فَذَا كُرَيْبٍ فجُنوبَ الفَاوَيْنْ
(ومَعْدِيكَرِبُ) : اسْمانِ، و (فِيهِ لُغَاتٌ) ثلاثةٌ: (رَفْعُ الباءِ مَمْنُوعاً) من الصّرْف، (والإِضافَةُ مَصْرُوفاً) فَتَقول مَعْدِي كَرِبٍ، (و) الإِضافَةُ (مَمْنُوعاً) من الصَّرْف بجعله مؤنَّثاً معرِفَةً. والياءُ من (مَعْدِي) ساكِنَةٌ على كلِّ حالٍ. وإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ، قُلْتُ: مَعْدِيٌّ. وكذالك النَّسَبُ فِي كُلِّ اسْمَيْنِ جُعِلا وَاحِدًا، مثل: بَعْلَبَكَّ، وخَمْسَةَ عَشَرَ، وتَأَبَّطَ شَرّاً، تَنْسِبُ إِلى الِاسْم الأَوّل، تَقُول: بَعْلِيٌّ، وخَمْسِيٌّ، وتَأَبَّطِيٌّ. وكذالك إِذا صَغَّرْتَ تُصَغِّرُ الأَوّل. كَذَا فِي الصَّحاح ولسان الْعَرَب، وصرَّح بِهِ أَئمّةُ النَّحْوِ.
(والكَرِيبَةُ: الدّاهِيَةُ الشَّدِيدَةُ) . والَّذِي فِي الصَّحاح: الكَرَائِبُ: الشَّدَائِدُ، الواحدةُ: كَرِيبَةٌ، قَالَ سَعْدُ بْنُ نَاشِبٍ المازِنِيُّ:
فَيالَ رِزَامٍ رَشِّحُوا بِي مُقَدَّماً
إِلى المَوْتِ خَوَّاضاً إِليهِ الكَرائِبَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مُقَدَّماً: منصوبٌ برَشِّحُوا، على حذف موصوفٍ، تقديرُهُ: رَشِّحُوا بِي رَجُلاً مُقَدَّماً، أَي: اجْعَلُوني كُفُؤاً مُهَيَّأً لرجلٍ شُجَاع. ووجدتُ، فِي هَامِش الصَّحاح مَا نَصُّهُ بخطّ أَبي سهل: (رَشِّحُوا بِيَ مُقْدِماً) ، بتحريك الياءِ، ومُقْدِماً: كَمُحْسِنٍ.
(و) يُقَال: (هاذِهِ إِبِلٌ مِائَةٌ، أَوْ كَرْبُها) بِالْفَتْح على الصَّواب، وصَوَّب بعضُهم الضَّمَّ فِيهِ (أَي: نَحْوُها. وقُرابُها) بالضّم، وَفِي نسخةٍ: قُرابَتُهَا.
(و) فِي المَثَل: (الكِرَابُ على البَقَرِ) لاِءَنَّها تَكْرُبُ الأَرْضَ، أَيْ: لَا تُكْربُ الأَرْضُ إِلاّ بالبَقَر، وَمِنْهُم من يقولُ: الكِلاَبَ على البَقَرِ، بالنَّصْب. أَي: أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المَثَلُ هُوَ الأَوّلُ. وسيأْتي بيانُهُ فِي كلب إِنْ شاءَ الله تَعَالَى قَرِيبا.
(و) أَبو عبدِ الله (عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كُرَبَ) بْنِ غُصَصَ، (كَزُفَرَ: مُتَكَلِّمٌ مَكِّيٌّ، م) ، وَهُوَ شيخُ الصُّوفِيّة، صاحِبُ التَّصانِيف، فِي رَأْسِ الثَّلاثمائة، كَمَا نَقله الحافظُ.
وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ:
كَرِبَ الرَّجُلُ كسَمِعَ: أَصابهُ الكَرْبُ، وَمِنْه الحديثُ: (كَانَ إِذا أَتاه الوَحْيُ كَرِبَ) .
وكِرَابُ المَكُّوكِ وغَيْرِهِ من الآنِيَة: دُونَ الجِمَامِ.
وكَرَبَ وَظِيفَيِ الحِمَار، أَوِ الجَمَلِ: دَانَى بينَهما بحَبْل، أَو قَيدٍ.
وكُورابُ، بالضّمّ: قَريةٌ بالجَزيرة، مِنْهَا القاضِي المُعَمَّرُ شمسُ الدّينِ عليُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخَضِر، الكُرْدِيُّ، حَدَّثَ عَنهُ الذَّهَبِيُّ.
(كرب) - في الحديث: "كان إذَا أَتاهُ الوَحْىُ كُرِبَ لَه"
: أي أَصابَه الكَرْبُ فهو مَكْرُوبٌ، والذى كرَبَه كَارِب. وقد يُقال: مُكْرِبٌ، ولا يَصِحّ.
- في حديث سعيد بن جُبَيْر - في صِفةِ نَخْل الجنَّةِ -: "كَرَبُها ذَهَبٌ"
الكَرَبُ: أصل السَّعَفِ، ومَجْرَى الماء، لا أن السَّعَفَ كَرَب أن يُقطَع: أي قَرُبَ، والجَمْعُ: الكِرابُ. وقيل الكَرَبُ: مَا يَبقَى في النَّخلِ كالمَراقي .
ك ر ب

قيدٌ وعقد مكربٌ ومكروب وكريب: موثّق. وكربه الأمر. غمّه وأخذ بنفسه. ورجل مكروب وكريب. وغمٌّ كاربٌ، واعتراه كرب وكربةٌ وكروب وكربٌ. وشدّ عقد الكرب وهو الحبيل الموصول بالرّشاء الملويّ على العراقي. وأكرب الأمر: اشتدّ قربه وكاد يقع. وكربت الشمس أن تغرب. وكاربه: قاربه، وتكرّب حتى لا متكرّبٌ أي تقرّب، ومنه: الكروبيّون والكروبية من الملائكة. قال أمية:

كوربيّة منهم ركوع وسجد

وإناء كربان وهو فوق القربان. وقطع كرب النخل: أصول سعفها وهي الكرانيف. قال جرير:

متى كان حكم الله في كرب النخل

وكربت الأرض: قلبتها كراباً. وهو من بقر الكراب. وما بها كرّابٌ: أحد.

ومن المجاز: هو مكرب المفاصل: موثقها. وأكرب في سيره إذا شدّ، ويقال: خذ رجليك بإكراب أي عجّل الذهاب. وملأت السقاء حتى أكربته وكظظته.
باب الكاف والراء والباء معهما ك ر ب، ك ب ر، ر ك ب، ب ك ر، ر ب ك، ب ر ك كلهن مستعملات

كرب: الكَرْبُ، مجزوم، [هو] الغم الذي يأخذ بالنفس. [يقال] : كَرَبه أمر، وإنه لمكروب ُالنفس. والكُربة: الاسم، والكَريبُ: المكروبُ. وأمر كاربٌ. والكُرُوبُ: مصدر كَرَبَ يكْرُبُ. وكل شيء داني أمراً فقد كَرَب، [يقال] : كَرَبَتِ الشمس أن تغيب، و [كربت] الجارية أن تدرك، وكَرَبَ الأمر أن يقطع. والكَرَبُ: الكِرْناف، وهو أصل السعفة، قال جرير :

[أقول ولم أملك سوابق عبرة] ... متى كان حكم الله في كَرَب النخل

والكَرَبُ: عقد غليظ في رشاء الدَّلْو إذا جعل طرفه في عروة العرقرة، ثني ثم لف على ثنائه رباط وثيق، فاسم ذلك الموضع: الكرب. والإكراب: الفعل من ذلك، قال :

يملأ الدلو إلى عقد الكَرَبْ

ويقال ذلك في كل عقد. ويقال: خذ رجلك بإكراب، أي: اعجل بالذهاب، وأسرع. وقد يقال: أَكْرَبَ الرجل فهو مُكْرِبٌ، أي: أخذ رجليه بإِكْراب، وقلما يقال والكِراب: كَرْبُك الأرض حتى تقلبها فهي مكروبةٌ مثارة. ومثل: الكراب على البقر، لأنها تكرُبُ الأرض. ويقال: الكِلاب على البقر، نصب، مأخوذ من صيدهم البقر الوحشية بالكلاب، معناه: ينبغي لصاحب الأمر أن يقوم به.

كبر: الكَبَرُ: طبل له وجه بلغة أهل الكوفة. والكِبرُ: الإثم الكبير من الكبيرة، كالخِطء من الخطيئة. والكُبْرُ: أكبرُ ولد الرجل، ويجمع: أكابر. وكُبْرُ كل شيء: عظمه. وقوله عز وجل: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ

. يعني عظم هذا القذف. ومن قرأ : كِبْرَه يعني: إثمه وخطأه. قال علقمة :

بدت سوابق من أولاه نعرفها ... وكُبْرُهُ في سواد الليل مستور

والكُبّار: الكَبير، قال الله تعالى: وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً . والكَبرَةُ: السن، يقال: علته كَبرَةٌ. والكُبْرُ: رفعه في الشرف، قال المدار بن منقذ :

ولي الأعظم من سلافها ... ولي الهامة فيها والكُبُرْ

يعني سلاف عشيرته. والكِبْرِياءُ: اسم للتكبر والعظمة. والكِبْرُ: مصدر الكبير في السن من الناس والدواب. فإذا أردت الأمر العظيم قلت: كَبُرَ علينا كَبارةً. والكبار في معنى الكبير، قال :

إذا رَكِبَ الناس أمراً كُبارا

وتقول: ورثوا المجد كابراً عن كابرٍ، أي: كَبيراً عن كَبيرٍ في الشرف والعز. وكابَرَني فكَبَرْتُه، أي: غلبته. والملوك الأكابرُ جمع الأكبرِ. لا يجوز النِكّرة، لأنه ليس بنعت إنما هو تعجب، ولأنك لا تقول: رجل أكبرُ حتى تقول: من فلان. وكبيرة من الكبائر، يعني الذنوب التي توجب لأهلها النار. ويقال للسهم والنصل العتيق الذي أفسده الوسخ: قد علته كَبْرَة، قال الطرماح :

سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كَبْرَةٌ بعد الجرون

أي: بعد اللين.. يصف السهام.

ركب: رَكِبَ (فلان فلاناً) يَرْكَبُهُ ركبا، إذا قبض على فودي شعره، ثم ضربه على جبهته برُكْبَتَيْهِ. ورُكبةُ البعير في يده، وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: رُكَبٌ. ورُكْبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك. وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. والرِّكْبَةُ: ضرب من الركوب، وإنه لحسن الرِّكبة، ورَكِبَ فلان فلاناً بأمر، وارتكبه، وكل شيء علا شيئاً فقد رَكِبَهُ، ورَكِبَهُ الدين ونحوه. ورواكِبُ الشحم: طرائق بعضها فوق بعض في مقدم السنام، فأما الذي في المؤخر فهو الروادف، الواحدة: راكبة ورادفة. والرّكابة: شبه فسيلة يخرج في أعلى النخلة عند قمتها ربما حملت مع أمها، وإذا قلعت كان أفضل للأم، ويقال: إنما هو راكُوبة. والرّاكوبُ: ما ينبت في جذوع النخل، ليس له في الأرض عروق، والجميع: الرَّواكيب. وركّابُ السفينة: الذين يركبونها. وأما الرُّكبان والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ فراكبو الدابة. وارْتكَبَت الناقة البو، أي: رئمته، ونوق مُرْتكبات. والرّكوبُ: الذلول من المراكب. والرَّكيب: ما بين نهري الكرم، وهو الظهر الذي بين النهرين. والرَّكيبُ: اسم للمركب في الشيء، مثل: الفص ونحوه، لأن المُفَعَّل والمُفْعَلُ، والمفعول كله يرد إلى فَعِيل، يقال: ثوب مُجدد جديد، ورجل مطلق طليق، ومقتول قتيل. والمَرْكَبُ: الدابة، وهو المصدر وموضع الركوب أيضاً. والمُرَكَّبُ: الذي يغزو على فرس غيره. والمُرَكَّبُ: المثبت في الشيء، كتركيب الفصوص. رجل كريم المُرَكَّب، أي: كريم أصل منصبه في قومه. والرَّكُوبُ والرَّكوبةُ: اسم ما يركب، كالحمول والحمولة، ويكون كالحلوبة اسماً للواحد والجميع، وقول رؤبة في مطالع النجوم : وراكبُ المقدار والرديف

يعني بالرّاكب: الطالع، وبالرديف: الناظر من النجوم. يريد: راكبٌ لما أمامه من النجوم. والدبران ورِكاب للثريا، لأنه رديفها. ورِكابُ السرج، والجميع: الرُّكُبُ. والرِّكابُ: الإبل التي تحمل القوم، أو أريد الحمل عليها ... جماعة، لا يفرد. والرياح رِكابُ السحاب في قول أمية :

تردد والرياح لها رِكابُ

والأَرْكابُ للنساء خاصة.

بكر: البَكْرُ من الإبل: ما لم يبزل بعد، والأنثى بَكْرة، فإذا بزلا جميعاً فجمل وناقة. والبِكْرَة والبِكَرة، لغتان: التي يسقى عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل، وفي جوفها محور تدور عليه. والقعو: الخشبة التي تعلق عليها البكْرة. والبكَراتُ: الحلق التي في حلية السيف كأنها فتوخ النساء. والبِكْرُ: التي لم تمس من النساء بعد. والبكرُ: أول ولد الرجل غلاماً كان أو جارية. و (يقال) : أشد الناس بِكرٌ ابن بكرين، والثنيُ: ما يكون بعد البِكر، (يقال) : ما هذا الأمر منك بكراً ولا ثِنياً، أي: ما هو بأول ولا ثانٍ. والبكرُ من كل شيء: أوله. وبقرةٌ بكرٌ ، أي: فتية لم تحمل. وابتكَرَ الرجل المرأة، أي: أخذ قضتها. وبكَّر في حاجته، وبكَر وأَبْكَرَ: واحد. وبنو بَكْر: إخوة بني ثعلب بن وائل. وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، (وإذا نسب إليهما قالوا: بَكْرِيٌّ) . والبُكَرُ: جمع البُكْرَة وهي الغداة. والتّبكيرُ والبُكور والابتكار: المضي في ذلك الوقت. والإبكارُ: السيرورة فيه. والإبكارُ: مصدر للبكرة، كالإصباح للصبح. وباكرت الشيء، أي: بكَرت له. والباكورُ: المبكر في الإدراك من كل شيء، والأنثى: باكورة. وغيث باكور وهو المبكر في أول الوسمي. وهو الساري في آخر الليل وأول النهار، وجمعه: بكر، قال :

(جرر السيل بها عثنونه) ... وتهادتها مداليج بُكُرْ

وسحابة مدلاج، أي: بَكُور. وأتيته باكراً، فمن جعل الباكر نعتاً قال للأنثى: باكِرة، جاءته باكِرةً. وقول الفرزدق :

(إذا هن ساقطن الحديث كأنه ... جنى النخل، أو] أَبْكارُ كرم تقطف

واحدها: بِكْر، وهو الكرم الذي حمل أول حمله . وأبكار كرم يعني: العنب. وعسل أبكار يعسله أبكار النحل، أي: أفتاؤها ، ويقال: بل الأبكار من الجواري تلينه.

ربك: الرَّبكُ: إصلاح الثريد. والرَّبكُ: إلقاؤك إنساناً في الوحل، فيرتبك فيه، ولا يستطيع الخروج منه. والصيد يرتَبِكُ في الحبالة، [إذا نشب فيها] وارتبك الرجل في كلامه: تتعتع فيه، وصلى أعرابي خلف ابن مسعود فتتعتع في قراءته، فقال: ارتبك الشيخ، فقال حين فرغ: يا أعرابي! إنه والله ما من نسجك، ولا من نسج أبيك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل. والرَّبكُ: أن تربك السويق، أو الدقيق بالسمن، أو بالزيت، أي: تخوضه به، واسم الذي رُبِكَ: الرَّبيكة. ومن أمثالهم: قد جاء غرثان فاربكوا له.

برك: البَرْك: الإبل البوارك ، اسم لجماعتها. قال طرفة :

وبَرْكٍ هجودٍ قد أثارت مخافتي ... [نواديها أمشي بعضب مجرد] وأَبْرَكْتُ الناقة فَبَرَكَتْ. والبَرْكُ: كلكلُ البعير وصدره الذي يدوك به الشيء تحته، يقال: حكه ودكه [ببركه] . قال :

فأقعصتهم وحكت بَرْكَها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان

والبِرْكَةُ: ما ولي الأرض من جلد البطن وما يليه من الصدر من كل دابة. اشتق من مبرك البعير، لأنه يبرك عليه. والبِرْكةُ والبِرْكُ: شبه حوض يحفر في الأرض [ولا] يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، قال :

وأنت التي كلفتني البِركَ شاتياً ... وأوردتنيه فانظري أي مورد

والبِرْكة: حلبة الغداة، ويقال بفتح الراء، قال الكميت:

ذو بِركةٍ لم تغض قيداً تشيع به ... من الأفاويق في أحيانها الوظب

والبُرْكةُ، والبُرَكُ جمعه: من طير الماء، أبيض. وابترك الرجل في الآخر يقصبه، إذا اجتهد في ذمه. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب ثم اقتتلوا [ابتراكاً] ، والبراكاء: الاسم منه. قال :

ولا ينجي من الغمرات إلا ... بُراكاءُ القتال أو الفرار

وابترك السحاب: ألح بالمطر على موضع. والبَرَكةُ: الزيادة والنماء . والتَّبْريك: الدعاء بالبَرَكة. والمباركة: مصدر بورك فيه، وتبارك الله: تمجيد وتجليل. والبِرْكانُ، والواحدة بِركانة: من دق الشجر. وسميت الشاة الحلوب بَرَكَة.

وفي الحديث: من كان عنده شاة كانت بَرَكة، والشاتان بركتان.

أَبل

(أَبل) المُسْتَأبِلُ: الظَّلُوم، قال:
قبلان: مِنهُم خاذِلٌ ما يُجِيبُنِي ... ومُسْتَأْبِلٌ منهم يَعُقُّ وَيَظْلِمُ 
أَبل
{الإِبِلُ، بكَسرَتَيْنِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الأَسماءِ كحِبِرٍ، وَلَا ثالِثَ لَهُما، قَالَه سِيبَوَيْهِ، ونَقَلَه شيخُنا، وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي الشّواذِّ: وأَمّا الحِبِكُ ففِعِلٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، مِنْهُ:} إِبِلٌ وِإطِلٌ، وامْرَأَةٌ بِلِزٌ، أَي: ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي ح ب ك وَفِي ب ل ز وَفِي ح ب ر فالاقتصارُ على اللَّفْظَيْنِ فِيهِ نظرٌ، وتُسَكَّنُ الباءُ للتَّخْفِيفِ على الصَّحِيحِ، كَمَا أَشارَ لَهُ الصاغانيُ وابنُ جِنِّي، وجَوَّزَ شيخُنا أَنْ تكونَ لُغَةً مُستَقِلَّةً. قلتُ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ كُراع، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِي للشّاعِرِ:
(إِنْ تَلْقَ عَمْرا فقَدْ لاقَيتَ مُدَّرِعًا ... ولَيس من هَمِّهِ {إِبْلٌ وَلَا شاءُ)
وأَنْشَدَ شَيخُنَا:
(أَلْبانُ إِبْلِ نُخَيلَةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دامَ يَمْلِكُها علىَ حَرامُ)
وأَنْشَدَ صَاحب المِصْباحِ قولَ أبي النَّجْمِ:} والإِبْلُ لَا تَصْلُحُ فِي البستانِ وحَنَّتِ {الإِبْلُ إِلى الأَوْطانِ مَعْرُوفٌ واحِدٌ يَقَعُ على الجَمعِ قالَ شَيخُنا: وَهَذَا مُخالِفٌ لاسْتِعْمالاتِهِم إِذْ لَا يُعْرَف فِي كَلامِهِم إِطْلاقُ الإِبِلِ عَلَى جَمَل واحِدٍ، وقوِلُه: لَيسَ بجَمْعٍ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ ليسَ فِي أبْنِيَةِ الجُمُوعِ فِعِل بكسرَتَيْنِ، وقولُه: وَلَا اسْم جَمْعٍ فِيهِ شِبهُ تَناقُض مَعَ قَوْلِه بعدُ: تَصْغِيرُها} أُبَيلَةٌ لأنَّه إِذا كانَ واحِداً ولَيسَ اسْمَ جَمْعٍ فَمَا المُوجِبُ لتَأْنِيثِه إٍ ذَنْ مَعَ مخالَفَتِه لما أَطْبَقَ عَلَيْهِ جميعُ أرْبابِ التَّآلِيفِ من أَنَّه اسمُ جَمْعٍ، وَفِي العُبابِ: الإِبِلُ: لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَهِي مُؤَنَثةٌ لأَنَّ أَسْماءَ الجُمُوعٍ الَّتِي لَا واحِدَ لَها من لَفْظِها إِذا كانتْ لِغَيرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيث لَهَا لازِمٌ ج: {آبالٌ قَالَ: وَقد سَقَوْا} آبالَهُم بالنّارِ والنّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ وتَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ أَدْخُلُوها الهاءَ كَمَا قالُوا غُنَيمَةٌ. قلتُ: ومُقْتَضاهُ أَنّه اسمُ جَمْعٍ كغَنَمٍ وبَقَرٍ، وَقد صَرَحَ بِهِ الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه والفارابي والزُّبَيدِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَبو حَيّان وابنُ مالِكٍ وابنُ هِشامٍ وابنُ عُصْفُورٍ وَابْن إِياز والأَزْهَرِيُّ وابنُ فارِس، قَالَ شيخُنا: وَقد حَرَّرَ الكلامَ فِيهِ الشِّهابُ الفَيُّومِيُ فِي المِصْباحِ أَخذاً من كلامِ أُسْتاذِه الشَّيخِ أبي حَيّان فقالَ: الإِبِلُ: اسمُ جَمْع لَا واحِدَ لَهَا من لَفظهَا، وَهِي مُؤَنّثَة لِأَن اسْمَ الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه إِذا كانَ لما)
لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنِيثُ، وتَدْخُلُه الهاءُ إِذا صُغِّرَ نَحْو أُبَيلَةٍ وغُنَيمَةٍ، قَالَ شيخُنا: واحْتَرَزَ بِمَا لَا يَعْقِلُ عمّا إِذا كَانَت للعاقِلِ، كقَوْمٍ ورَهْطٍ فإِنها تُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، فتَقُولُ فِي قَوْمٍ: قُوَيْمٌ، وَفِي رَهْطٍ رُهَيطٌ، قَالَ: وظاهِرُ كلامِه أَنَّ جَمِيعَ أَسماءِ الجُمُوعَ الَّتِي لما لَا يَعْقِلُ تُؤَنث، وفيهَا تَفْصِيلٌ ذكَرَه الشيخُ ابنُ هِشامٍ تَبَعًا للشَّيخ ابنِ مالِكٍ فِي مُصَنَّفاتِهِما.
وَقَالَ أَبو عَمْرو فِي قولِه تَعالَى: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ الإِبِلُ: السَّحابُ الَّذِي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ وَهُوَ مجازٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: من قَرَأَها بالتَّخْفِيفِ أَرادَ بِهِ البَعِيرَ لأَنَّه من ذواتِ الأَرْبَعِ يَبرُكُ فــتُحْمَلُ عَلَيْهِ الحَمُولَة، وغيرُه من ذَواتِ الأَرْبَعِ لَا تُحْمَلُ عليهِ إِلاّ وَهُوَ قائِمٌ، ومَنْ قَرَأَها بالتَّثْقِيلِ قالَ: الإِبِلُ: السَّحابُ الَّتِي تَحْمِلُ الماءَ للمَطَرِ، فتأَمل.
ويُقالُ: {إِبِلانِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لأَنَّ} إِبِلاً اسمٌ لم يُكَسَّر عليهِ وِإنّما هما للقَطِيعَيْنِ من الإِبِلِ قَالَ أَبُو الحَسَن: إِنّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناسِ بتَثْنِيَةِ الأَسْماءِ الدّالَّةِ على الجَمْعِ، فَهُوَ يُوَجِّهُها إِلى لفظِ الآحادِ، وَلذَلِك قالَ: إِنَّما يُرِيدونَ القَطِيعَيْنِ، قَالَ: والعربُ تقولُ إِنّه ليَرُوحُ على فلانٍ إِبِلانِ إِذا راحت {إِبِلٌ مَعَ راعٍ} وإِبِلٌ مَعَ راعٍ آخَرَ. وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ فِي نَوادِرِه: لشُعْبَةَ بنِ قُمَيرٍ:
(هُما إِبلانِ فِيهِما مَا عَلِمْتُمَا ... فعَنْ آيَةٍ مَا شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا)
وَقَالَ المُساوِرُ بنُ هِنْد:
(إِذا جارَةٌ شلَّتْ لسَعْدِ بنِ مالِكٍ ... لَهَا إِبِلٌ شلَّتْ لَهَا إِبِلانِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّاد: فلانٌ لَهُ إِبِلٌ، أَي: لَهُ مائِةٌ من الإِبِلِ، وِإبِلانِ: مائتانِ، وَقَالَ غيرُه: أَقلّ مَا يَقعُ عَلَيْهِ اسمُ الإِبِلِ الصِّرمَةُ، وَهِي الَّتِي جاوَزَتْ الذَّوْدَ إِلى ثَلاثِينَ، ثمَّ الهَجْمَةُ، ثمَّ هُنَيدَةٌ: مائةٌ مِنْهَا.
{وتأَبَّلَ} إِبِلاً: اتَّخَذَها كتَغَنَّمَ غَنَمًا اتَّخَذَ الغَنَم، نَقله أَبو زَيْدٍ سَماعًا عَن رَجُلٍ من بني كِلابٍ اسمُه رَدّادٌ.
{وأَبَلَ الرَّجُلُ كضَرَبَ: كَثُرَتْ} إِبِلُه {كأَبَّلَ} تَأبِيلاً، وَقَالَ طُفَيلٌ:
( {فأَبَّلَ واسْتَرخَى بهِ الخَطْبُ بعدَمَا ... أَسافَ وَلَوْلَا سَعْيُنَا لم} يُؤَبَّلِ) نَقَلَه الفَرّاءُ وابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ.
{وآبَلَ إِيبالاً.
(و) } أَبَلَ {يأبل أَبْلاً: إِذا غَلَبَ وامْتَنَعَ عَن كُراع} كأَبَّلَ {تَأبِيلاً، والمَعْرُوف أَبَلَ.
(و) } أَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْش {تَأْبُلُ} وتَأْبِلُ من حَدّيْ نَصَرَ وضَرَبَ {أَبْلاً بالفتحِ} وأبُولاً بِالضَّمِّ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْبِ قالَ لَبِيدٌ رَضِي اللُّه عَنهُ:
(وِإذا حَرَّكْتُ غَرزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ)

{كأَبِلَتْ كسَمِعَتْ} وتَأَبَّلَتْ وَهَذِه عَن الزَّمَخْشَرِيِّ، قالَ: وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قِيلَ للرّاهِبِ: {الأَبِيلُ. الواحِدُ} آبِلٌ {أُبّالٌ ككافِرٍ وكُفّارٍ.
أَو} أَبِلَت الإِبِلُ تَأْبَلُ: إِذا هَمَلَتْ فغابَتْ وليسَ مَعَها راعٍ أَو تَأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ.
وَمن المَجازِ: أَبَلَ الرجُلُ عَن امْرَأَتِه: إِذا امْتَنَعَ عَن غِشْيانِها، {كتَأَبَّلَ، وَمِنْه حَدِيثُ وَهْبِ بنِ منبهٍ: لقد} تَأبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السلامُ على ابْنِه المَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيبُ حَوّاءَ أَي امتَنَعَ من غِشْيانِها مُتَفَجِّعًا على ابنهِ فعُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنِه معنى تَفَجَّعَ.
وَمن المجازِ: {أَبَلَ} يَأْبِلُ {أَبَلاَ: إَذا نَسَكَ.
وأَبَلَ بالعَصَا: ضَرَبَ بهَا عَن ابنِ عَبّاد.
(و) } أَبَلت الإِبِلُ {أُبُولاً كقُعُودٍ: أَقامَتْ بالمكانِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(بِها أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهمَا ... فقَدْ مارَ فِيها نَسؤُها واقْتِرارُها)
وَفِي المُحِيط:} الأُبُولُ: طُولُ الإِقامَةِ فِي المَرعَى والمَوضِع. {وَأَبَل، كنَصَرَ وفرِح الأُولَى حَكاها أَبو نَصْرٍ} أَبالَةً كسَحابَة {وأَبَلاً مُحَرَّكَةً، وهما مَصْدَرَا الأَخِيرِ مثالُ الأَوّل مثل شَكِسَ شَكاسَةً، وِإذا كَانَ الإبالَةُ بكسرِ الهَمْزَةِ فيكونُ من حَدِّ نَصَرَ ككًتَبَ كِتابَةً وأَما سِيبَوَيْه فذَكَرَ} الإِبالَةَ فِي فِعالَةَ مِمَّا كانَ فِيهِ مَعْنَى الولايَةِ كالإِمارَةِ قَالَ: ومثلُ ذَلِك الإبالَةُ والعِياسَةُ فعَلَى قولِه تكونُ الإِبالَةُ مكَسورةً لأَنّها وِلايَةٌ فَهُوَ {آبِلٌ كصاحِبٍ} وأَبِلٌ ككَتِفٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْر مُرتَّبٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشّاءِ، وَفِي الأَساس: هُوَ حَسَنُ الإِبالَةِ أَي السِّياسَةِ والقِيامِ على مالِه. شاهِدُ المَمْدُودِ قولُ بنِ الرِّقاع:
(فنَأَتْ وانْتَوَى بِها عَنْ هَواهَا ... شَظِفُ العَيشِ آبِلٌ سَيّارُ)
وشاهِدُ المَقْصُورِ قولُ الكُمَيتِ:
(تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومِنْ أَيْنَ شُربُه ... يُؤَامِرُ نَفْسَيهِ كذِي الهَجْمَةِ {الأَبِلْ)
ويُقالُ: إِنّه مِنْ} آبَلِ النّاسِ. أَي مِنْ أَشَدِّهِم تَأنقًا فِي رِعْيتِها وأعْلَمِهِم بهَا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَه، وَفِي المَثَلِ: آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الحَناتِمِ وَهُوَ أَحَدُ بني حَنْتَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ ابنِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ، ويُقال لَهُم الحَناتِمُ، قَالَ يَزِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيسِ بنِ الأَحْوصِ:
(لِتَبْكِ النِّساءُ المُرضِعاتُ بسُحْرَة ... وَكِيعًا ومَسعُودا قَتِيلَ الحَناتِمِ)
وَمن {إِبالَتِه أَنَّ ظِمْءَ إِبِلِه كانَ غِبًّا بعدَ العَشْرِ، ومِنْ كَلِماتِه: من قاظَ الشَّرَفَ، وتَرَبَّعَ الحَزْنَ، وتَشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرعَى.)
} وأَبِلَت الإِبِلُ، كفَرِحَ، ونَصَرَ: كَثُرَتْ أَبْلاً وأُبُولاً.
{وأَبَلَ العُشْبُ} أُبُولاً: طالَ فاسْتَمْكَنَ مِنْهُ الإِبِلُ.
{وأَبَلَه} يَأْبُلُه {أَبْلاً بالفتحَ: جَعَلَ لَهُ إِبِلاً سائِمَةً.} وِإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، كمُعَظَّمة: اتّخِذَتْ للقِنْيَةِ.
وَهَذِه {إِبِلٌ} أُبَّلٌ كقُبَّرِ، أَي: مُهْمَلَة بِلَا راعٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وراحَت فِي عَوازِبَ أُبَّلِ وإِبِلٌ {أَوابِلُ، أَي: كَثِيرَةٌ.
وإِبِلٌ} أَبابِيلُ، أَي فِرَقٌ قَالَ الأَخْفَشُ: يُقالُ: جاءَتْ! إِبِلُكَ أَبابِيلَ، أَي: فِرَقًا، وطَيراً أَبابِيلَ قالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكثِيرِ، وَهُوَ جَمعٌ بِلَا واحِدِ كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ، عَن أبي عُبَيدَةَ.
{والإِبّالَةُ، كإِجّانَة عَن الرُّواسِيِّ ويُخَفَّفُ، و} الإِبِّيلُ، {والإِبَّوْلُ} والإِيبالُ كسِكِّيتٍ وعِجَّوْل ودِينارٍ الثلاثَةُ الأُوَلُ عَن ابْن سيدَه، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَو قِيلَ: واحِدُ {الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا، كَمَا قالُوا: دِينارٌ ودَنانِيرُ: القِطْعَةُ من الطَّيرِ والخَيلِ والإِبِلِ قالَ: أَبابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وقالَ ابنُ الأَعرابِي:} الإِبَّوْلُ: طائِرٌ يَنْفَرِدُ من الرَّفَ، وَهُوَ السَّطْرُ من الطّيرِ. أَو المُتَتابعَةُ مِنْها قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعِ، قالَ الأًخْفَشُ: وَقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ {إِبَّوْلٌ مِثَال عِجَّوْلٍ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَقَالَ بعَضْهُم:} إِبِّيلٌ، قَالَ: وَلم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ واحِداً.
(و) {الأَبِيلُ كأَمِير: العَصَا، وقِيلَ: الحَزِينُ بالسُّريانِيَّةِ، وقِيلَ: رَئِيسُ النَّصارَى، أَو هُوَ الرَّاهِبُ سُمِّيَ بِهِ} لتأبّلِه عَن النِّساءِ وتَركِ غِشْيانِهِم قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(إِنَّنِي واللِّه فاقْبَلْ حِلْفَتِي ... {بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ)
أَو صاحِبُ النّاقُوسِ يَدْعُوهُم للصَّلاةِ، عَن أبي الهَيثَمِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: ضارِبُ النّاقُوس، وأَنْشَدَ: وَمَا صَكَّ ناقُوسَ الصَّلاةِ} أَبِيلُها {- كالأَيْبُلِيِّ بِضَم الباءِ} - والأَيْبَلِيِّ بفتحِها، فإِمّا أَن يكونَ أَعْجَمِيًّا وإِمّا أَنْ يكونَ غَيَّرَتْه ياءُ الإِضافَةِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ من بابِ إنْقَحْلٍ والهَيبَلِيِّ بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء {- والأَبُلِيِّ بِضَم الباءِ مَعَ قصر الْهمزَة،} والأيْبَلِ كصَيقَل، وأَنْكَرَه سِيبَوَيْهِ، وقالَ: لَيْسَ فِي الكَلامِ فَيعَلٌ {والأيْبُلِ كأَيْنُق} - والأبِيلِي بِفَتْح الهَمْزَة وكَسرِ الباءِ وسُكونِ الياءِ قَالَ الأعْشَى:
(وَمَا! - أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيكَل ... بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَارا)
قيل: أُرِيدَ {- أَبِيلِي، فَلَمَّا اضْطُّرَّ قدّم الياءَ كَمَا قَالُوا: أَيْنُقٌ والأَصلُ أَنْوُقٌ} آبالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ {وأُبْلٌ، بالضمِّ.
والإِبالَة، ككِتابَةٍ: لُغَةٌ فِي المُشَدَّدِ: الحُزْمَةُ من الحَشِيشِ وَفِي العُبابِ والتَّهْذِيبِ من الحَطَبِ} كالأَبِيلَةِ كسَفِينَة {والإِبّالَةِ، كإِجّانَةٍ نقَلَه الأَزْهَرِيُّ سَماعًا من العَرَبِ، وَكَذَا الجَوْهَرِيُّ، وَبِه رُوِي: ضِغْثٌ على} إِبّالَة أَي بَلِيَّةٌ على أخْرَى كانَتْ قَبلَها {والإيبالَةُ بقَلْبِ إِحْدَى الباءَيْنِ يَاء، نَقَلَها الأَزْهَرِيُّ، وَهَكَذَا رُوِيَ المَثَل والوَبيلَةُ بِالْوَاو، ومَحَلُّ ذِكْرِه فِي وب ل وَمن المُخَفَّفِ قولُ أَسْماءَ ابنِ خارِجَةَ:
(لِي كُلَّ يَوْم مِنْ ذُؤالَهْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبالَهْ)
وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ: وَلَا تَقُلْ إِيبالَة، لأَنّ الاسْمَ إِذا كانَ على فِعالَةٍ بالهاءِ لَا يُبدَلُ مِنْ حَرفَي تَضْعِيفِه يَاء مثل: صِنّارَةٍ ودِنّامَةٍ، وإِنّما يُبدَلُ إِذا كانَ بِلَا هَاء مثل: دِينارٍ وقِيراط، وَفِي سياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفى عِنْد التَّأَمُّل.
ويُرِيدُونَ} بأَبِيل {الأَبِيلِينَ عِيسَى صَلَواتُ اللِّه وسَلامُه عليهِ وعَلى نَبِيِّنا، قَالَ عَمْرُو بنُ عبد الحَقِّ:
(وَمَا سَبَّحَ الرُّهْبانُ فِي كُلِّ بِيعَةٍ ... } أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ ابنَ مَرَيمَا)
ويُرْوَى على النّسَب: أَبِيلَ {الأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابنَ مَرَيمَا} والإِبالَةُ، ككِتابة: السِّياسَةُ أَو حُسنُ القِيامِ بالمالِ، وَقد تَقَدّم.
! والأَبِلَةُ، كفَرِحَةٍ: الطَّلِبَةُ يُقال: لِي قِبَلَه {أَبِلَةٌ، أَي: طَلِبَةٌ، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(وجاءَتْ لتَقْضِي الحِقْدَ مِنْ} أَبِلاتِها ... فثَنَّتْ لَهَا قَحْطانُ حِقْداً على حِقْدِ)
أَي جاءَتْ تَمِيمٌ لتَقْضِيَ الحِقْدَ، أَي لتُدْرِكَه أَي الحِقْد الَّذِي من طَلِباتِ تَمِيم فصَيَّرَتْ قَحْطانُ حِقْدَها اثْنَيْن، أَي زادَتْها حِقْداً على حِقْدٍ إِذ لم تَحْفَظْ حَرِيمَها.
(و) {الأَبِلَةُ أَيضًا: الحاجَةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، يقالُ: مَالِي إِلَيكَ أَبِلَةٌ، أَي حاجَةٌ.
والأَبِلَةُ: النَّاقَةُ المُبارَكَةُ من الوَلَدِ ونَصّ المُحِيطِ فِي الوَلَدِ، وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا.
ويُقال: إِنّه لَا} يَأْتَبِلُ، وَفِي العُباب لَا {يَتَأَبَّلُ، أَي لَا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ وَلَا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وخِدْمَتَها، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: لَا يَقُومُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُها أَو لَا يَثبُتُ علَيها راكِبًا أَي إِذا رَكِبَها، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ حَدِيثَ المُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ: رَأَيْتُ رَجُلاً من أَهْلِ عُمَانَ ومَعَه أَبٌ كَبِيرٌ يَمشِي، فقُلْتُ لَهُ احْمِلْهُ، فَقَالَ: إِنه لَا يَأْتبِلُ.
} وتَأْبِيلُ الإِبِلِ: تَسمِينُها وصَنْعَتُها، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أبي زِيادٍ الكِلابي.
ورَجُلٌ {آبِلٌ،} وأَبِلٌ ككَتِفٍ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وأَنْكَرَ آبِل على فاعِل {- وِإبلِي، بكَسرَتَيْنِ وبفَتْحَتَيْنِ الصوابُ بكسرٍ ففَتْحٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العبابِ، قَالَ: إِنّما يَفْتَحُون الباءَ اسْتِيحاشًا لتَوالِي الكَسراتِ، أَي ذُو} إِبِلٍ وشاهِدُ المَمْدُودِ قَالَ ابنُ هاجَك:) أَنْشَدَني أَبو عُبَيدَةَ للرّاعِي:
(يَسُنُّها آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيدًا وَمَا إِنْ ترتَوي كَرَعَا)
(و) {أَبّالٌ كشَدّادٍ: يَرعاهَا بحُسنِ القِيامِ عَلَيْهَا.
} والإِبْلَةُ، بالكَسرِ: العَداوَةُ عَن كُراع.
وبالضّمِّ: العاهَةُ والآفَةُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَبعْ الثَّمَرةَ حَتّى تَأْمَنَ عَلَيها! الأُبْلَة هَكَذَا ضَبَطه ابنُ الأَثِيرِ، وَهُوَ قولُ أبي مُوسَى، ورأَيْت فِي حاشِيَةِ النِّهاية: وَهَذَا وَهَمٌ والصّوابُ {أَبَلَته بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الأَبْلَةُ بالفَتْحِ، أَو بالتَّحْرِيكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ من الطَّعامِ كالأَبَلِ، مُحَرَّكَةً.
(و) {الأَبَلَةُ، بالتَّحْرِيكِ: الإِثْمُ وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ أَي مَال أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ} أَبَلَتُه أَي وَبالُه ومَأْثَمُه، وهَمْزَتُها مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، من الكَلأ الوَبيلِ، فأُبْدِلَ من الواوِ هَمْزَة كقَوْلِهِم: أَحَدٌ فِي وَحد.
(و) ! الأُبُلَّةُ كعُتُلَّةٍ ويُفْتَحُ أَوّلُه أَيْضًا كَمَا سَمِعَه الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ قُتَيبَةَ الرّازِيُّ عَن أبي بَكْرٍ صالِحِ بنِ شُعَيب القارِئ كَذَا وُجِدَ بخَطِّ بَدِيعِ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبِ الهَمَذاني فِي كتاب قَرأه على ابنِ فارِسٍ اللّغَوِيّ: تَمْرٌ يُرَضّ بينَ حَجَرَيْنِ ويُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقَارِي: هُوَ المَجِيعُ، والمَجِيع: التَّمْرُ باللَّبنَ، قَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُ يَذْكُرُ امرأَتَه أمَيمَةَ:
(فتَأْكُل مَا رُضَّ من زادِهَا ... وتَأبى الأبُلَّةَ لم تُرضَضِ)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبارِيِّ: إِنَّ الأبُلَّةَ عندَهُم: الجُلَّةُ من التَّمْرِ، وأَنْشَدَ الشِّعْرَ المَذْكُورَ.
وَقَالَ أَبُو القاسِمِ الزَّجّاجِيّ: الأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ وليسَتِ الجُلُّةَ كَمَا زَعَمَه ابنُ الأَنْبارِيِّ.
والأُبُلَّةُ: بالبَصْرَةِ الأَوْلَى مَدِينَةٌ بالبَصْرَةِ فإِنّ مثلَ هَذِه لَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْم المَوْضِعِ، فَفِي العُبابِ: مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ البَصْرَةِ، وَفِي مُعْجَمِ ياقوت: بَلْدَةٌ على شاطِئ دِجْلَةِ البَصْرَةِ العُظْمَى فِي زاوِيَةِ الخَلِيجِ الَّذِي يُدْخَلُ مِنْهُ إِلى مَدِينَةِ البَصْرَةِ، وَهِي أَقْدَمُ من البَصْرةِ، لأَنّ البَصْرَةَ مُصِّرَتْ فِي أَيامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، وَكَانَت الأُبُلَّةُ حينَئذٍ مَدِينَةً فِيهَا مَسالِحُ من قِبَلِ كِسرَى وقائِدٌ، قَالَ ياقوت: قَالَ أَبُو عَلِيَ: الأبُلَّةُ: اسمُ البَلَدِ، الهَمْزَةُ فِيهِ فاءٌ وَفُعُلَّةُ قد جاءَ اسْمًا وصِفةً نَحْو خُضُمَّة وغُلُبَّة، وَقَالُوا: قُمُدٌّ، فَلَو قالَ قائِلٌ: إِنّه أُفْعُلَةٌ والهَمْزَةُ زائِدَةٌ مثل أُبْلُمَة وأسْنُمَة لكانَ قَولاً، وذهَبَ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِك إِلى الوَجْهِ الأوّلِ، كأَنّه لما رَأى فُعُلَّةَ أَكْثَرَ من أفْعُلَة كَانَ عِنْدَه أَوْلَى من الحُكْمِ بزِيادَةِ الهَمزةِ، لقِلَّةِ أفْعُلَة، ولِمَنْ ذَهَبَ إِلى الوَجْهِ الآخَرِ أَنْ يَحْتَجَّ بكَثْرَةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ أَوّلاً، ويُقال للفِدْرَةِ من التَّمْرِ: أُبُلَّةٌ فَهَذَا أَيضًا فُعُلَّة من قَوْلِهم: طَيرٌ أَبابِيلُ، فسَّره أَبو عُبَيدَةَ: جَماعاتٍ فِي تَفْرِقَة، فَكَمَا أَنَّ {أَبابيلَ فَعاعِيلُ وليسَتْ بأَفاعِيلَ، كَذَلِك الأبُلَّةُ فُعُلَّةٌ، ولَيسَتْ بأفْعُلَة: أَحَدُ جِنانِ الدُّنْيا وَالَّذِي قالَهُ الأَصْمَعِيُ: جِنانُ الدّنْيا ثَلاثٌ: غُوطَةُ) دِمَشْقَ، ونَهْرُ بَلْخ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ، وحشُوش الدُّنْيا ثلاثَة: الأُبُلَّةُ وسِيرافُ وعُمانُ، وقِيلَ: عُمانُ وأَرْدَبِيلُ وهِيتُ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ هَذَا هُوَ الضّارِبُ إِلى البَصْرَةِ، حفره زِيادٌ، وَكَانَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ يَقُول: مَا رَأَيْتُ أَرضًا مثلَ الأُبُلَّةِ مَسافَةً، وَلَا أَغْذَى نُطْفَةً وَلَا أَوْطَأَ مَطِيَّةً، وَلَا أَرْبَحَ لتاجِر، وَلَا أَحْفى بعابِدٍ مِنْها شَيبانُ بنُ فَرّوخٍ} - الأُبُلِّيُّ شيخُ مُسلم، ومُحَمَّدُ بنُ سُفْيانَ بنِ أبي الوَرْدِ الأبُلِّيُ شَيخُ أبي داودَ، وحَفْصُ بن عُمَر بنِ إِسماعِيلَ الأُبُلِّيُّ رَوَى عَن الثَّوْرِيِّ، ومالِكٌ، ومِسعَرٌ، وأَبو هاشِمٍ كَثِيرُ بنُ سَلِيم الأبُلِّيُّ، كانَ يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَس، وغيرُهم.
{وأُبَيلَى، بالضمِّ وفَتْحِ الباءِ مَقْصُوراً: عَلَمُ امْرَأَة قَالَ رُؤْبَةُ: وضَحِكَتْ مِنِّي} أُبَيلَى عُجْبَا لما رَأَتْنِي بَعْدَ لِين جَأْبَا {وتَأْبيلُ المَيِّتِ: مثل تَأْبِينه وَهُوَ أَنْ تُثْنيَ عَلَيْهِ بعدَ وفاتِه، قَالَه اللِّحْياني، ونَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا.
(و) } المُؤَبَّلُ كمعظَّمٍ: لَقَبُ إِبْراهِيمَ بنِ إِدرِيسَ العَلَويِّ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ كانَ فِي الدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ، نَقله الحافِظُ.
{والأَبْلُ بالفَتْحِ الرَّطْبُ، أَو اليَبِيسُ، ويُضَمُّ.
(و) } أُبْلٌ بالضَّمِّ: وأَنْشَدَ أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ السَّرّاج:
(سَرَى مِثْلَ نَبضِ العِرقِ واللَّيلُ دُونَه ... وأَعْلامُ أُبْلٍ كُلُّها فالأَصالِقُ)
ويُروَى وأَعْلامُ أُبْلَى.
(و) {الأبُلُ بضَمَّتَين: الخِلْفَةُ من الكَلإِ اليابِسِ يَنْبُت بعدَ عامٍ يَسمَنُ عَلَيْهَا المالُ.
ويُقال: جاءَ فلانٌ فِي} إِبالَتِه، بالكَسرِ، {وأبُلَّتِه، بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً وعلىِ الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصّاغانيُّ أَي فِي أَصْحابه وقَبيلَتِه، ونَصُّ نوادِرِ الأَعْرابِ: جاءَ فلانٌ فِي} إبِله {وِإبالَتِه، أَي فِي قَبِيلَته يُقال: هُوَ من إِبِلَّةِ سَوْءٍ، مُشَدَّدَةً بكَسرَتَيْنِ، ويُروَى أَيْضًا بضَمَّتَين أَي مَعَ التّشْدِيدِ أَي طَلِبَةٍ، وَكَذَا من} إِبْلاتِه {وإِبالَتِه بكَسرِهِما.
وَفِي المَثَلِ: ضِغْثٌ على إِبّالَةٍ يُروَى كإِجّانَةٍ نَقَلَه الأزْهِرِيُّ والجَوْهَريُّ ويُخَفَّفُ وَهُوَ الأكْثَرُ، وتَقَدَّم قولُ أَسْماءَ بنِ خارجَةَ شاهِداً لَهُ، أَي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى كانَتْ قَبلَها كَمَا فِي العُباب أَو خِصْبٌ عَلَى خِصْب وكأَنه ضِدٌّ، وِقال الجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ:} إِيبالَة، وَأجازَه الأَزْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم.
{وآبِلُ، كصاحِبٍ: اسمُ أَرْبَعِ مَواضِعَ، الأَوّل: بحِمْصَ من جِهَةِ القِبلَةِ، بينَها وبينَ حِمْصَ نَحْو مِيلَين.
والثّاني: بدِمَشْقَ فِي غُوطَتِها من ناحِيَةِ الْوَادي، وَهِي} آبِلُ السُّوقِ، مِنْهَا أَبُو طاهِرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْحُسَيْن بن عامِر بنِ أَحْمَدَ، يُعْرَفُ بابنِ خُراشَةَ الأَنصارِيُّ الخَزْرَجِيُ المُقْرِئُ {- الآبِلِيُّ إِمامُ جامِعِ دِمَشْقَ، قَرَأَ القُرآنَ على أبي المُظَفَّرِ الفَتْحِ بنِ بَرهانَ الأَصْبَهانيِّ وأَقرانِه، ورَوَى عَن أبي بَكْر الحِنّائي وَأبي بَكْر المَيَانَجِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ)
السَّمّانُ، وأَبو مُحَمَّدٍ الكَتّانيُ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلاً، تُوفي سنة وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُنِيرٍ:
(فالماطِرُونَ فدَارَيَّا فجارَتِها ... } فآبِلٍ فمَغانِي دَيْرِ قانُونِ)
والثالِثُ: بِنابُلُسَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ صَوابُه ببانِياس بَين دِمَشْقَ والساحِلِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُعْجَم.
وَالرَّابِع: قُربَ الأُرْدُنِّ، وَهُوَ {آبِلُ الزَّيْتِ من مَشارِف الشّامِ، قَالَ النَّجاشِيُّ:
(وصَدَّتْ بَنُو وُدِّ صُدُودا عَن القَنَا ... إِلى آبِلٍ فِي ذِلَّةٍ وهَوانِ)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رَسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلّمَ جَهّزَ جَيشًا بعد حِجَّةِ الوَداعِ، وقبلَ وفاتِه، وأَمَّرَ عليهِمْ أْسامَةَ بنَ زَيْد، وأَمَرَه أَنْ يُوطِئَ خَيلَه آبِلَ الزَّيْتِ هُوَ هَذَا الَّذِي بالأرْدُنِّ.
} - وأُبْلِيٌ، بالضّمِّ ثمَّ السكونِ وكسرِ اللامِ وتَشْدِيدِ الياءِ: جَبَلٌ مَعْروفٌ عندَ أَجَأَ وسَلْمَى جَبَلَي طَيّئ، وهناكَ نَجْلٌ سَعَتُه فَراسِخُ، والنَّجْلُ، بِالْجِيم: الماءُ النَّزُّ، ويَستَنْقِعُ فِيهِ ماءُ السَّماءِ أَيْضًا.
{وأُبْلَى، كحُبلَى قالَ عَرّامٌ: تَمْضِي من المَدِينَةِ مُصْعِداً إِلى مَكَّةَ فتَمِيلُ إِلى وَاد يُقال لُه: عُرَيْفِطانُ مَعْنٍ لَيسَ بهِ ماءٌ وَلَا رِعْيٌ وحِذاءه جِبالٌ يُقالُ لَهَا} أبْلَى، فِيهَا مِياهٌ مِنْها بِئْرُ مَعُونَةَ وَذُو ساعِدَةَ وذُو جَماجِمَ والوَسْباءُ، وَهَذِه لبني سُلَيمٍ، وَهِي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بَعْضهَا إِلى بعضٍ، قَالَ فِيها الشّاعِرُ:
(أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أَرُوم فآرامٌ فشابَةُ فالحَضْرُ)

(وهَلْ تَرَكَتْ أُبْلَى سَوادَ جِبالِها ... وَهل زالَ بَعْدِي عَن قُنَينَتِه الحِجْر)
وَعَن الزّهْريِّ: بَعث رسولُ اللِّه صَلَّى الله عليهِ وسَلّمَ قِبَلَ أَرضِ بني سلَيمٍ، وَهُوَ يَوْمَئذٍ ببِئْرِ مَعُونَةَ بجُرفِ أُبْلَى، وأُبْلَى بينَ الأَرْحَضِيَّةِ وقُرّآنَ، كَذَا ضَبَطَه أَبُو نُعَيمٍ.
وبَعِيرٌ {أَبِلٌ، ككَتِفٍ: لَحِيمٌ عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: وناقَةٌ} أَبِلَةٌ، كفَرِحَة: مُبارَكَةٌ فِي الوَلَدِ وَهَذَا قد تَقَدَّمَ بعَينِه، فَهُوَ تَكْرارٌ.
قَالَ (و) {الإِبالَةُ ككِتابَةٍ: شَيْء تُصَدَّرُ بِهِ البِئْرُ وَهُوَ نَحْو الطّي وقَدْ} أَبَلْتُها فَهِيَ {مَأْبُولَةٌ، كَذَا فِي المُحِيط.
والإِبالَةُ: الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ من الحَطَبِ وَبِه فُسِّرَ المَثَلُ المَذْكُور ويضَم،} كالبُلَةِ كثُبَةٍ.
قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وأَرْضٌ {مَأْبَلَةٌ كمَقْعَدَةٍ: ذاتُ} إِبِلٍ.
وأَبَّلَ الرجل {تَأْبِيلاً، أَي: اتَّخَذَ} إِبِلاً واقْتَناهَا وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرارٌ، ومَرَ شاهِدُه من قَول طُفَيلٍ الغَانَوِيِّ.
وَمِمَّا يستَدْركُ عَلَيْهِ: أَبَلَ الشَّجَرُ {يَأْبُلُ} أبُولاً: نَبَتَ فِي يَبيسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ بِهِ فيَسمَنُ المالُ عليهِ، عَن ابنِ عَبّادِ.
ويُجْمَعُ {الإِبِلُ أَيْضًا على} أَبِيلٍ، كعَبِيدٍ، كَمَا فِي المِصْباحِ، وإِذا جُمِعَ فالمُراد قَطِيعاتٌ، وَكَذَلِكَ أَسْماءُ الجُمُوعِ كأَغْنامٍ)
وأَبْقارٍ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: {الأَيْبُلُ: قَريَةٌ بالسِّنْدِ، قَالَ الصّاغاني: هَذِه القَريَةُ هِيَ دَيْبل لَا} أَيْبُل.
! وأُبِلَت الإِبِلُ، على مَا لَم يُسَمَّ فاعِلُه: اقْتُنِيَتْ. {والمُستَأْبِلُ: الرَّجُلُ الظَّلُومُ قالَ:
(وقَيلانِ مِنْهُم خاذِلٌ مَا يُجِيبني ... } ومُستَأْبِلٌ مِنْهُم يُعَقُّ ويُظْلَمُ)
وأَبُلَ الرَجُلُ {أَبالَةً فَهُو} أَبِيلٌ، كفَقُهَ فَقاهَةً: إِذا تَرَهَّبَ أَو تَنَسَّكَ.
{- وأُبْلِيٌّ، كدُعْمِي: وادٍ يَصُبُّ فِي الفُراتِ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(يَنْصَبّ فِي بَطْنِ} أُبْلِي ويَبحَثُه ... فِي كُلِّ مُنْبَطِحٍ مِنْهُ أَخادِيدُ)
يَصِفُ حِماراً، أَي: يَنْصَبّ فِي العَدْوِ، ويَبحَثُه، أَي يَبحَثُ عَن الوادِي بحافِرِه.
{والأَبِيلُ، كأَمِيرٍ: الشَّيخُ.
} والأَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الحِقْدُ، عَن ابنِ بَري.
والعَيبُ، عَن أَبي مالِكٍ.
والمَذَمَّةُ، والتَّبِعَةُ، والمَضَرَّةُ، والشَّر.
وأَيْضًا: الحِذْقُ بالقِيامِ على الإِبِلِ.
{والأُبلَّةُ، كعُتُلَّةٍ: الأَخْضَرُ من حَمْلِ الأَراكِ، عَن ابنِ بَريّ، قَالَ: ويُقال:} آبِلَةٌ على فاعِلَةٍ.
{وأُبِلْنا، بالضَّمِّ أَي: مُطِرنَا وابِلاً.
ورَجُلٌ} أَبِلٌ {بالإِبِلِ: حاذِق بالقِيامِ عَلَيها، قَالَ الرّاجِزُ: إِن لَها لَرَاعِيًا جَرِيَّا} أَبْلاً بِمَا يَنْفَعها قَوِيَّا لَم يَرعَ مَأْزُولاً وَلَا مَرعِيَّا ونُوقٌ {أَوابِلُ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْب عَن أبي عَمْرو، وأَنشد:
(أوابِلُ كالأَوْزانِ حوشٌ نُفُوسُها ... يُهَدِّرُ فِيها فَحْلُها ويَرِيسُ)
} وإِبِلٌ {أُبّال، كرُمّان: جُعِلَت قَطِيعًا قَطِيعًا.
وإِبِلٌ} آبِلَةٌ، بِالْمدِّ: تَتْبَعُ! الأُبْلَ، وَهِي الخِلْفَةُ من الكَلإِ، وَقد أَبَلَتْ.
ورِحلَة أُربِع: مَشْهُورَةٌ عَن أَبي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ:) (دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحْلَةِ أُبْلِي وإِنْ كَانَ نائِيَا)
{وآبُلُ، كآنك: بلَد بالمَغْرِبِ، مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ} - الآبُلي شيخُ المَغْرِبِ فِي أُصُولِ الفِقْه، أخَذَ عَنهُ ابنُ عَرَفَةَ وابنُ خَلْدُون، قيَّدَه الحافِظُ.

جمش

جمش: جِمَاش: ثقل (محيط المحيط).

جمش


جَمَشَ(n. ac. جَمْش)
a. Shaved.
ج م ش: (الْجَمِيشُ) الْمَكَانُ الَّذِي لَا نَبْتَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «بِخَبْتِ الْجَمِيشِ» . 
ج م ش

ظل يجمشها جمشاً ويجمشها تجميشاً وهو ان يقرصها ويغازلها، من الجمش وهو الحلب بأطراف الأصابع، ورجل جماش: غزيل وامرأة جماشة. وركب جميش حليق، واطلى بالنورة فجمشت شعره.
(جمش)
نَبَات الأَرْض جمشا حصده وَرَأسه حلقه وَيُقَال جمش شعره والنورة الشّعْر حلقته والجسم أحرقته والضرع حلبه بأطراف الْأَصَابِع وَالْمَرْأَة غازلها بقرص أَو ملاعبة فَهُوَ جامش وجماش وَيُقَال جمشته الْمَرْأَة

(جمش) الْمَرْأَة جمشها
[جمش] فيه: الجميش الذي لا نبات به ومنه ح: إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً بخبت "الجميش" فلا تهجها، الخبت الأرض الواسعة، والجميش كما مر، وخصه لأن الإنسان إذا سلكه طال عليه وفنى زاده واحتاج إلى مال أخيه يعني إن عرضت لك هذه الحالة فلا تعرض لنعم أخيك بوجه وإن سهل ذلك وهو معنى تحمل شفرة وزناداً أي معها آلة الذبح والنار.
[جمش] رَكَبٌ جَميشٌ: أَي حَليقٌ. وقد جَمَشَتْه جَمْشاً. والجَميشُ: المكانُ لا نبت فيه. وفى الحديث: " بخبت الجميش ". والخبت: المفارة وإنما قيل له جميش لانه لا نبت فيه كأنه حليق. وسنة جموش: إذا احتلقت النبت. قال رؤبة: دقا كرقش الوضم المرفوش * أو كاحتلاق النورة الجموش

جمش

1 جَمَشَهُ, (S, A, K,) aor. ـِ and جَمُشَ, (TA,) inf. n. جَمْشٌ, (S,) He shaved it, or removed its hair; (S, A, K;) namely, his pubes; (S;) or his head. (A, K.) And جَمَشَتْهُ She shaved it; namely, her pudendum; or removed its hair: and it (نُورَة, q. v.) removed it; namely, hair. (A.) جَمُوشٌ, applied to نُورَة [q. v.], That removes hair; (S, K;) as also ↓ جَمِيشٌ. (K.) b2: Applied to a year (سَنَةٌ), (assumed tropical:) That shaves off, (S,) or nips, shrinks, shrivels, or blasts, [lit., burns, see أَحْرَقَ,] (K,) the plants, or herbage. (S, K.) جَمِيشٌ, applied to the pubes, Shaven, or having its hair removed, (S, A, K, TA,) by means of نُورَة [q. v.]. (TA.) b2: Applied to a place, (assumed tropical:) [Shorn of its plants, or herbage; or] having in it no plants, or herbage. (S, K.) A2: See also جَمُوشٌ.
جمش
الجمْشُ: حَلْقُ النُّوْرَةِ، ورَكَبٌ جَمِيْشٌ: مَحْلُوْقٌ. والمُغَازَلَةُ والمُلاعَبَة. والصَّوْتُ أيضاً.
وفي المَثَل: " لَقِيْته حِيْنَ لا يَسْمَعُ جَمْشٌ جَمْشاً " أي حِيْنَ هَدَأ كل شَيْءٍ. والجَمِيْشُ: ضَرْبٌ من الحَلَبِ بأطْرَافِ الأصابع.
والجُمَاشُ: ما يُجْعَلُ بين الصُّخُور والحِجارَة إذا طُوِيَ القَلِيْبُ، يُقال: جَمِشَ يَجْمِشُ جَمْشاً.
وجُمَاشُ الرَّكِيَّةِ: ما اجْتَمَعَ في قَعْرِها من الحصى.
والجَمُوْشُ من الآبار: التي يَخْرُجُ ماؤها في نواحيها لأنَها ليستْ بحَبلٍ.
وامْرَأة جَمْشَاءُ: عَظِيمةُ الركَب.
وسَنَةٌ جَمُوْشٌ: نَحْوُ القاشُوْرَةِ.
(ج م ش)

الجَمْش: الصَّوْت.

والجَمْش: ضرب من الْحَلب بأطراف الْأَصَابِع.

والجَمْش: المغازلة ضرب بقرص وَلعب.

وَقد جمَّشه.

وجَمَش شعره يَجْمِشه، ويَجْمُشه: حلقه.

وجَمَشت النُّورة الشّعْر جَمْشاً: حلقته.

وجَمَشَتْ جِسمَه: أحرقته. ونورة جَمُوش، وجَمِيش.

وَركب جَميش: محلوق، قَالَ:

قد علمتْ ذاتُ جَمِيشٍ أبردُهْ

أحمى من التَّنُّور أحمى موقدُهْ

وَسنة جَمُوش: تحرق النَّبَات.

جمش: الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً

يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال

للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه. قال: وقال الكلابي لا تَسْمَعُ

أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا

من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ. والجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها

بأَطراف الأَصابع. والجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّشَه وهو

يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قيل

للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه: هَيْ

هَيْ. والجَمْش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد:

حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش

وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه: حَلَقه. وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ

جَمْشاً: حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. ونُورة جَمُوش

وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، وقد جَمَشه جَمْشاً؛ قال:

قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ

أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ

قال أَبو النجم:

إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً،

أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا

أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق

(* قوله «الدردان المحلوق» كذا بالأصل.).

ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش.

والجَمِيش: المكانُ لا نبت فيه: وفي الحديث: بخَبْت الجميش، والخَبْتُ

المَفازَة، وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق. وسنة جَمُوش:

تُحْرِقُ النبات. غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة:

أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ

أَبو عمرو: الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا

طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ. وروي عن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم: لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه،

فقال عمرو ابن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي

أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً

بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ

لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ

لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ

خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه

واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا

تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى

قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم:

حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش

أَي خُلِق.

جمش
. جَمَشَ رَأْسَه يَجْمِشُه ويَجْمُشُه جَمْشاً: حَلَقَه، وجَمَشَتِ النُّورَةُ الشَّعرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه. ومِنْهُ الجَمِيشُ: كأَمِيرٍ: الرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً، أَي الفَرْجُ المَحْلُوقُ بالنُّورَةِ، وقَدْ جَمَشَه جَمْشاً، قَالَ:
(قد عَلِمَتْ ذاتُ جَمِيشٍ أَبْرَدُهْ ... أَحْمَى من التَّنُّورِ أَحْمَى مُوقِدُهْ)
وقالَ أَبو النّجْمِ:
(إِذا مَا أَقْبَلَتْ أَحْوَى جَمِيشاً ... أَتَيْتُ على حِيَالِكِ فانْثَنَيْنَا)
والجَمِيشُ: المَكَانُ لَا نَبْتَ فيهِ، كَأَنَّه جُمِشَ نَبْتُه، أَي حُلِقَ. وخَبْتُ الجَمِيشِ: صَحْرَاءُ بناحَيِةِ مَكَّةَ، شَرَّفها اللهُ تَعَالَى، والخَبْتُ: المَفَازَةُ، وإِنما قِيل لَهُ: جَمِيشٌ لأَنَّه لَا نَبَاتَ فِيهِ، كأَنّه حَلِيقٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. والجَمُوشُ، كصَبُور، من النُّورَةِ: الحالِقَةُ، كالجَمِيشِ، كأَميرٍ، يُقَالُ: نُورَةٌ جَمُوشٌ، وجَمِيشٌ، وفِعْلُهَا الجَمْشُ، قَالَ حَلْقاً كحَلْقِ النُّورَةِ الجَمِيشِ. وقالَ رُؤْبَة: أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ. والجَمُوشُ مِنَ الآبارِ: مَا يَخْرُج مَاؤُهَا من نَوَاحِيهَا. نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عبّادٍ.عَنْه الجَمْشُ:)
الحَلْبُ بأَطرَافِ الأَصَابِعِ، والجَمْشُ: الصَّوْتُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ جَمّاشٌ: غِزِّيلٌ، وامْرَأَةٌ جَمّاشَةٌ كَذلِك.

الوزن

الوزن: معرفة قدر الشيء، والمتعارف في الوزن عند العامة ما يقدر بالقسطاس أو القبان.
الوزن:
[في الانكليزية] Weight ،weighing ،measure of a metre (prosody) ،form ،group
[ في الفرنسية] Pesage ،mesure d'un vers ،forme ،groupe
بالفتح وسكون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو التقطيع، وقد سبق. وعند الصرفيين هو مقابلة الأصلي بالفاء والعين واللام والزائد بمثله إلّا في مواضع عديدة كما في الأصول الأكبري. قال الرضي في شرح الشافية: إذا أردت وزن الكلمة عبّرت عن الحروف الأصول بالفاء والعين واللام أي جعلت في الوزن مكان الحروف الأصلية هذه الأحرف الثلاثة، كما تقول ضرب على وزن فعل، وما زاد على الثلاثة يعبّر عنه بلام ثانية إن كان رباعيا كما تقول وزن جعفر فعلل، وبلام ثالثة إن كان خماسيا كما تقول وزن سفرجل فعلّل، ويعبّر عن الحرف الزائد بلفظه بأن يزاد في الوزن الحرف الزائد بعينه في مثل مكانه. تقول مضروب على وزن مفعول انتهى. فاللفظ الذي يقابل به لفظ آخر كفعل يسمّى موزونا به وذلك اللفظ الآخر يسمّى موزونا كنصر. وقال أيضا وزن الكلمة وبناؤها وصيغتها هيئتها التي يمكن أن يشاركها فيها غيرها وهي عدد حروفها المرتّبة وحركاتها المعيّنة وسكونها مع اعتبار حروفها الزائدة والأصلية كلّ في موضعه، وقد سبق شرح هذا في بيان تعريف علم الصرف في المقدمة. وقال أيضا اعلم أنّه وضع لبيان الوزن المشترك فيه لفظ متصف بالصفة التي يقال لها الوزن واستعمل ذلك اللفظ في معرفة أوزان جميع الكلمات، فقيل ضرب على وزن فعل وكذا نصر وخرج أي على صفة يتصف بها فعل، وليس قولك فعل هي المشتركة بين هذه الكلمات لأنّ نفس الفاء والعين واللام غير موجودة في شيء من الكلمات المذكورة، فكيف تكون الكلمات مشتركة في فعل، بل هذا اللفظ مصوغ ليكون محلا للهيئة المشتركة فقط بخلاف تلك الكلمات فإنّها لم تصغ لتلك الهيئة، بل صيغت لمعانيها المعلومة. فلما كان المراد من صوغ فعل الموزون به مجرّد الوزن سمّي وزنا وزنة انتهى.
فعلم ممّا ذكر أنّ للوزن ثلاثة معان: أحدها المعنى المصدري وهو المقابلة. والثاني الهيئة المذكورة. والثالث ذو الهيئة المذكورة.

وجاء في بعض كتب الصّرف: الميزان هو في معرفة الحرف الأصلي والزائد، نفس فاء وعين ولام، بدون اعتبار للتركيب في اصطلاح أهل علم الصّرف الذي هو عبارة عن جمع حرفين بسيطين أو عدّة حروف بسيطة على نهج يمكن إطلاق كلمة عليه. أمّا هذه الحروف التي لها استعداد وقابلية التركيب بدون اعتبار التركيب يقال لها: معيار. وأمّا باعتبار التركيب مثل:

فعل وأفعل، وزن وزان فيقال لها: مثل ومثال وبناء. وأمّا اللفظ الذي يستقيم مع الوزن فيسمّى موزونا، وبناء.

ويقول أهل الصّرف: إنّ وزن كلمة شرف:

فعل، ووزن أشرف: أفعل. انتهى. فالمراد بالوزن في هذه العبارة اللّفظ ذو الهيئة.
فائدة:
قال الرضي إنّما اختير لفظ فعل لهذا الغرض من بين سائر الألفاظ لأنّ الغرض الأهمّ من وزن الكلمة معرفة حروفها الأصول والزوائد وما طرأ عليها من تغيّرات حروفها بالحركة والسكون، والمطّرد في هذا المعنى الفعل والأسماء المتصلة به كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة والآلة والموضع إذ لا يوجد فعلا ولا اسما متصلا به إلّا وهو في الأصل مصدر قد غيّر غالبا إمّا بالحركة كضرب وضرب، أو بالحروف كيضرب وضارب، وإمّا الاسم الصريح الذي لا اتصال له بالفعل، فكثير منه خال من هذا المعنى كرجل وفرس وجعفر لا تغيّر في شيء منها عن أصل. ومعنى تركيب ف ع ل مشترك بين جميع الأفعال والأسماء المتصلة بها إذ الضرب فعل وكذا القتل والنوم فجعلوا ما يشترك الأفعال والأسماء المتصلة بها في هيئته اللفظية ما يشترك أيضا في معناه، ثم جعلوا الفاء والعين واللام لكونها أصولا في مقابلة الحروف الأصلية فإن زادت الأصول على الثلاثة كررت اللام لأنّه لما لم يكن بدّ في الوزن من زيادة حرف بعد اللام لأنّ الفاء والعين واللام يكفي في التعبير عن أول الأصول وثانيها وثالثها كانت الزيادة بتكرير الحروف في مقابلة الأصول أولى. ولما كان اللام أقرب كرّرت هي دون البعيد فإن كانت في الكلمة الموزونة حرف زائد فهو على نوعين إن كانت الزيادة بتكرير حرف أصلي كرّر ذلك الحرف الأصلي في الوزن أي الموزون به تنبيها في الوزن على أنّ الزائد يحصل من تكرير حرف أصلي سواء كان التكرير للإلحاق كقردد فإنّه على وزن فعلل لا على وزن فعلد، أو لغيره كقطّع فإنّه على وزن فعّل لا على وزن فعطل.
ويدخل في هذا الحكم المدغم في حرف أصلي فنحو ادّارك افّاعل لا ادفاعل أو اتفاعل. وإن لم تكن الزيادة من تكرير حرف أصلي أورد في الوزن تلك الزيادة بعينها، كما يقال في ضارب فاعل وفي مضروب مفعول. وقد ينكسر هذا الأصل الممهد في أوزان التصغير وهو قولهم التصغير أوزانه ثلاثة فعيل وفعيعل وفعيعيل، ويدخل في فعيعل دريهم مع أنّ وزنه الحقيقي فعيلل وأسيود وهو أفيعل ومطيلق وهو مفيعل، ويدخل في فعيعيل عصيفير وهو فعيليل ومفيتيح وهو مفيعيل ونحو ذلك. وإنّما كان كذلك لأنّهم قصدوا الاختصار بحصر جميع أوزان التصغير فيما تشترك فيه بحسب الحركات المعيّنة والسكنات لا بحسب زيادة الحروف وأصالتها أيضا، فإنّ دريهما وأحيمرا وجديولا مثلا تشترك في ضمّ أول الحروف وفتح ثانيها ومجيء ياء ثالثة وكسر ما بعدها، فقالوا: لمّا قصدوا جمعها في لفظ للاختصار أنّ وزن الجميع فعيعل فوزنوها بوزن يكون في الثلاثي دون الرباعي لكونه أكثر منه وأقدم بالطبع، ثم قصدوا أن لا يأتوا في هذا الوزن الجامع بزيادة إلّا من نفس الفاء والعين واللام إذ لا بدّ للثلاثي إذا كان على هذا الوزن من زيادة واختيار بعض حروف اليوم تنساه للزيادة دون بعض تحكم، فلم يكن بدّ من تكرير إحدى الأصول، وفي الثلاثي لا تكون زيادة التضعيف في الفاء فلم يقولوا ففيعل بل لا يكون إلّا في العين أو اللام. فلو قالوا فعيلل لالتبس بوزن جعيفر أعني بوزن الرباعي المجرّد وهم قصدوا أوزان الثلاثي كما ذكر، فكرّروا العين ليكون الوزن الجامع وزن الثلاثي خاصة، وإن لم يقصدوا الحصر المذكور وزنوا كلّ مصغّر بما يليق به انتهى ما قال الرضى. وقيل يجوز أن يقال بدل فعيعل فعيلل وبدل فعيعيل فعيليل.
فائدة:
قد يجوز في بعض الكلمات أن تحمل الزيادة على التكرير وأن لا تحمل عليه إذا كان الحرف من حروف اليوم تنساه كما في حلتيت يحتمل أن تكون اللام مكرّرة فيكون وزنه فعليلا فيكون ملحقا بقنديل، وأن يكون لم يقصد تكرير لامه وإن اتفق ذلك بل كان القصد إلى زيادة الياء والتاء كما في عفريت فيكون فعليتا.
فائدة:

الوزن لدى أهل الصّرف نوعان:

أحدهما: أن نجعل الميزان تابعا للموزون في أصل احتمال الحركات والسكنات بدون تغيير جوهر الحروف. فنقول: قال على وزن فعل بسكون العين ورمى على وزن فعل بسكون اللام. الثاني: أن نجعل الميزان تابعا للموزون في احتمال الحركات والسكنات مع تغيير جوهر الحروف، كما لو قلنا: قال على وزن: فال ورمى على وزن فعى. وذلك بقلب العين في الميزان من قال وقلب اللام في رمى. وأمّا القسم الأول فهو أعرف وأشهر. كذا في بعض الرسائل، أي الموضح. وفي بعض شروح الشافية أمّا المبدل من الأصل فحكمه حكم الأصل مثل قال وباع فإنّ وزنهما فعل بفتح العين ولا اعتبار للسكون إلّا عند العروضيين انتهى. وقال الرضي قال عبد القاهر في المبدل عن الحرف الأصلي يجوز أن يعبّر عنه بالبدل فيقال في قال إنّه على وزن فال انتهى. وأمّا الزائد المبدل من تاء الافتعال فإنّه يعبّر عنه بالتاء انتهى. قال ابن الحاجب فإن كان في الموزون قلب مكاني قلبت الزّنة مثله كقولهم آدر اعفل، وكذلك الحذف كقولك في قاض فاع إلّا أن يبيّن فيهما. وتفصيل المباحث تطلب من شروح الشافية.

سدد

سدد: {سدا}: مسدودا. قيل: بالضم ما كان خلقة وما كان من عمل الناس فهو سد بالفتح. {السدين}: جبلين. {سديدا}: قصدا.
سدد فتح فتح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة 8 / ب / فَلم يَأْذَن لَهُ فَقَالَ: منْ يَأْتِ سُدَد السُّلْطَان يَقمُ ويَقْعُد وَمن يجد بَابا مغلقا يجد إِلَى جنبه بَابا فَتْحا رَحْبا إِن دَعَا أُجيب وَإِن سَأَلَ أُعطي. [قَالَ -] قَوْله: سدد السُّلْطَان واحدتها: سُدّة وَهِي السَّقِيفَة فَوق بَاب الدَّار وَبَعْضهمْ يَقُول: السُدّة: الْبَاب نَفسه. وَأما الفُتُح فإنّ الْأَصْمَعِي كَانَ يَقُول: الفُتُح: الْوَاسِع وَأرَاهُ يذهب بالفُتُح الطلبَ إِلَى الله تَعَالَى والمسألةَ.
(س د د) : (سَدَّ الثُّلْمَةَ) سَدًّا (وَمِنْهُ) سِدَادُ الْقَارُورَةِ بِالْكَسْرِ (وَالسُّدَّةُ) الْبَابُ أَوَالظُّلَّةُ فَوْقَهُ (وَمِنْهَا) قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَنْ يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ وَيَقْعُدْ وَعَنْ شُرَيْحٍ مَا سَدَدْتُ عَلَى لَهَوَاتِ خَصْمٍ قَطُّ أَيْ لَمْ أَسْدُدْ عَلَيْهِ طَرِيقَ الْكَلَامِ وَمَا مَنَعْتُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا فِي ضَمِيرِهِ وَفِي الْفَائِقِ عَنْ الشَّعْبِيِّ مَا سَدَدْتُ عَلَى خَصْمٍ قَطُّ أَيْ مَا قَطَعْتُ عَلَيْهِ وَرُوِيَ الْأَوَّلُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفُسِّرَ بِالتَّقْوِيَةِ وَهُوَ خَطَأٌ إلَّا أَنْ يُقَامُ مَقَامَ لَهَوَاتِ عَضُدٌ كَمَا فِي قَوْلِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَشُدَّ عَلَى عَضُدِهِ وَلَا يُلَقِّنَهُ حُجَّتَهُ.

سدد


سَدَّ(n. ac. سَدّ)
a. Stopped, closed; filled up; corked.
b. Barred; obstructed.
c.(n. ac. سَدَاْد), Was straight, direct, right; went right, straight;
hit.
d. [Fī], Was upright, honest, straight-forward, sincere
&c. in.
e. Paid in kind (debt).
سَدَّدَa. Directed, guided aright.

أَسْدَدَa. see I (c)
إِنْسَدَدَa. Was stopped, closed &c.

إِسْتَدَدَa. see VIIb. Was directed right, was rightly guided.

سَدّ
(pl.
سُدُوْد
أَسْدَاْد
38)
a. Obstacle, obstruction, barrier.
b. Mountain.
c. (pl.
أَسْدِدَة), Infirmity, defect, fault.
d. (pl.
سِدَاْد
سُدُوْد) Basket.
سَدَّةa. see 1 (d)
سِدّa. see 25
سُدّa. see 1 (a) (b).
c. (pl.
سُدُوْد), Black cloud.
d. (pl.
سِدَدَة), Rock-strewn valley.
e. see 24
سُدَّة
(pl.
سُدَد)
a. Threshold, doorway; porch, portico; vestibule; door
gate, entrance.
b. Seat; bench.
c. see 24
سَدَدa. Straight; right; true.

أَسْدَدُ
(pl.
سُدّ)
a. see 25
مَسْدَدa. Barrier &c.

سَدَاْدa. see 4b. Correctness, precision, exactness.
c. Payment in kind.

سِدَاْد
(pl.
أَسْدِدَة)
a. Stopper, cork.
b. Stop-gap.
c. Means of subsistence.

سِدَاْدَةa. see 23 (a)
سُدَاْدa. Stoppage ( in the nose & c.).
سَدِيْدa. Straight; direct.
b. Right; true; upright, honest, straightforward
truthful.
N, P. II, Well-directed.
(سدد) - في الحديث : "سَلِ الله تعالى السَّداد واذكُر بالسَّداد تَسْدِيدَك السَّهمَ".
السَّداد: القَصدُ، وتَسْدِيد السَّهم: إصابةُ القَصْد به.
ويقال: سدَّ السهمُ إذا استَقام في الرَّمْي: أي انْوِ بما تَسأَله إصابةً كإصابة السهم.
- ومنه الحديث الآخر: "قارِبُوا وسَدِّدوا"
: أي اطْلبُوا بأعمالكم القُربَ من الحَقِّ واطلبوا السدادَ وهو القَصْد .
- وفي صفة متعلم القرآن: "يُغفَر لأبويه إذا كانا مسدَّدَينْ".
يقال: سَدَّد الرجلُ: إذا لَزِم الطريقةَ المستقِيمةَ، فهو مُسدِّد بالكسرء.
ويقال أيضاً: سدَّده الله فتَسدَّدَ، والسَّدادُ: القَصْد والصَّواب.
- في حديث عَرْضِ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسّلام: " فإذا الأُفقُ مُسْتَدَّة بوجوه الرِّجال"
: أي مُنْسَدَّة. قال الأصمعي: جاءنا سَدٌّ إذا سدّ الأفُق من كثرته، والسَدُّ: سحابٌ يُرَى في جانِب السَّماء كَثِيفاً غليظاً قد سَدَّ جانبَه الذي فيه، أَمطَر أم لم يُمطِر.
س د د

سد الثلمة فانسدت واستدت، وهذا سدادها. وضرب بينهما سد وسد، وضربت بينهما الأسداد، وغشيت سدة فلان وهي ما بين يدي بابه أو بابه. قال:

ترى الوفود قياماً عند سدته ... يغشون باب مزور غير زوار

وفي الحديث " الشعث الرءوس الذين لا تفتح لهم السدد " أي الأبواب. وهو على سداد من أمره وسدد. وقلت له سداداً من القول وسددا: صواباً. قال كعب:

ماذا عليها وماذا كان ينقصها ... يوم الترحل لو قالت لنا سددا

واللهم سددني: وفقني. وسد الرجل يسد بكسر السين: صار سديداً، وسدّ قوله وأمره يسد بفتح السين، وأمر سديد. وأسد واستد ساعده، وتسدد على الرمي: استقام. قال:

أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استدّ ساعده رماني

وسدد السهم نحوه، وسد السهم بنفسه.

ومن المجاز: فيه " سداد من عوز " بكسر السين. وجراد سد: يسد الأفق من كثرته. قال العجاج:

سيل الجراد السد يرتاد الخضر ... آواه ليل غرضا ثم ابتكر

وفتأت عنه ضحى الشرق الخصر ... فمد أعراف العجاج وانتشر

أي غرض بمكانه يريد الانتشار ومع الجراد تهيج غبرة إذا طار، شبه به الجيش. وفلان بريء من الأسدة وهي العيوب، يقال: ما به سداد أي عيب يسد فاه فلا يتكلم. وهو يسد مسد أبيه، وهم يسدون مساد أسلافهم. وهو من أسد المسد وهو بستان بني معمر. وأتتنا الريح من سداد أرضهم: من قصدها. قال:

إذا الريح جاءت من سداد بلادها ... أتانا بها مسك ذكيّ وعنبر

وعين سادة: ذهب نورها وهي قائمة.
سدد قَالَ أَبُو عبيد قَالَ: إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا لثَلَاثَة: رجل تحمل بحمالة من قوم وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فاجتاحت مَاله فَيسْأَل حَتَّى يُصِيب سدادا من عَيْش أَو قواما من عَيْش وَرجل أَصَابَته فاقة حَتَّى يشْهد لَهُ ثَلَاثَة من ذَوي الحجىلا من قومه أَن قد أَصَابَته فاقة وَأَن قد حلت لَهُ الْمَسْأَلَة وَمَا سوى ذَلِك من الْمسَائِل سحت. وأما قَوْله: رجل تحمل بحمالة وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فعلى مَا فسرت لَك وَأما الْفَاقَة: / فالفقر. وَقَوله: 48 / الف سدادًا من عَيْش فَهُوَ بِكَسْر السِّين وكل شَيْء سددت بِهِ خللًا فَهُوَ سِداد وَلِهَذَا سمي سِداد القارورة وَهُوَ صِمامُها لِأَنَّهُ يسد رَأسهَا وَمِنْه سداد الثغر - إِذا سد بِالْخَيْلِ وَالرِّجَال قَالَ الشَّاعِر: [الوافر] أضاعوني وأيَّ فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهة وسداد ثغرِ

وَأما السَّداد - بِالْفَتْح - فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْإِصَابَة فِي الْمنطق أَن يكون الرجل مسدَّدا يُقَال مِنْهُ: إِنَّه لذُو سَداد فِي مَنْطِقه وتدبيره وَكَذَلِكَ الرَّمْي فَهَذَا مَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث من الْعَرَبيَّة وَأما مَا فِيهِ من الْفِقْه فَإِنَّهُ أخْبرك لمن تحل لَهُ الْمَسْأَلَة فَخص هَؤُلَاءِ الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة ثمَّ حظر الْمَسْأَلَة على سَائِر الْخلق وَأما حَدِيث ابْن عمر أَن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا من فقر مُدقِع أَو غُرم مُفْظع أَو دم موجع فَإِن هَذِه الْخلال الثَّلَاث هِيَ تِلْكَ الَّتِي فِي حَدِيث أَيُّوب عَن هَارُون بْن رِئَاب عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِأَعْيَانِهَا إِلَّا أَن الْأَلْفَاظ اخْتلفت فيهمَا فَلَا أرى الْمَسْأَلَة تحل فِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا إِلَّا لأولئك الثَّلَاثَة بأعيانهم.
س د د: التَّسْدِيدُ التَّوْفِيقُ (لِلسَّدَادِ) بِالْفَتْحِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَالْقَصْدُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَ (الْمُسَدَّدُ) الَّذِي يَعْمَلُ بِالسَّدَادِ وَالْقَصْدِ وَهُوَ أَيْضًا الْمُقَوَّمُ. وَ (سَدَّدَ) رُمْحَهُ (تَسْدِيدًا) ضِدُّ عَرَّضَهُ. وَ (سَدَّ) قَوْلُهُ يَسِدُّ بِالْكَسْرِ (سَدَادًا) بِالْفَتْحِ صَارَ سَدِيدًا وَأَمْرٌ (سَدِيدٌ) وَ (أَسَدُّ) أَيْ قَاصِدٌ. وَ (اسْتَدَّ) الشَّيْءُ اسْتَقَامَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: اشْتَدَّ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَ (السَّدَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاسْتِقَامَةُ وَالصَّوَابُ مِثْلُ (السَّدَادِ) بِالْفَتْحِ. وَ (سِدَادُ) الْقَارُورَةِ وَالثَّغْرِ: مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ
بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرٍ
وَهُوَ سَدُّهُ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: فِيهِ (سِدَادٌ) مِنْ عَوَزٍ وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ أَيْ مَا تُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةُ فَيُكْسَرُ وَيُفْتَحُ وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (سَدَّ) الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ أَصْلَحَهَا وَأَوْثَقَهَا. وَ (السَّدُ) بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ الْجَبَلُ وَالْحَاجِزُ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السُّدُّ بِالضَّمِّ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَبِالْفَتْحِ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ. وَ (اسْتَدَّتْ) عُيُونُ الْخَرَزِ وَ (انْسَدَّتْ) بِمَعْنًى. وَ (السُّدَّةُ) بِالضَّمِّ بَابُ الدَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الشُّعْثُ الرُّءُوسِ الَّذِينَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ (السُّدَدُ) » . 
س د د : سَدَدْتُ الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا سَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَمِنْهُ قِيلَ سَدَدْتُ عَلَيْهِ بَابَ الْكَلَامِ سَدًّا أَيْضًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْهُ.

وَالسِّدَادُ بِالْكَسْرِ مَا تَسُدُّ بِهِ الْقَارُورَةَ وَغَيْرَهَا.

وَسِدَادُ الثَّغْرِ بِالْكَسْرِ مِنْ ذَلِكَ وَاخْتَلَفُوا فِي سِدَادٍ مِنْ عَيْشٍ وَسِدَادٍ مِنْ عَوَزٍ لِمَا يُرْمَقُ بِهِ الْعَيْشُ وَتُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةَ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَاقْتَصَرَ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الْكَسْرِ مِنْهُمْ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَثَعْلَبٌ وَالْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّهُ مُسْتَعَارٌ مِنْ سِدَادِ الْقَارُورَةِ فَلَا يُغَيَّرُ وَزَادَ جَمَاعَةٌ فَقَالُوا الْفَتْحُ لَحْنٌ وَعَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ إذَا لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَلَا يَجُوزُ فَتْحُهُ وَنَقَلَ فِي الْبَارِعِ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ سِدَادٌ مِنْ عَوَزَ بِالْكَسْرِ وَلَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ وَمَعْنَاهُ إنْ أَعْوَزَ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَفِي هَذَا مَا يَسُدُّ بَعْضَ الْأَمْرِ.

وَالسَّدَادُ بِالْفَتْحِ الصَّوَابُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَأَسَدَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ جَاءَ بِالسَّدَادِ وَسَدَّ يَسُدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ سُدُودًا أَصَابَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ فَهُوَ سَدِيدٌ.

وَالسَّدُّ بِنَاءٌ يُجْعَلُ فِي وَجْهِ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ أَسْدَادٌ وَالسُّدُّ الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ بِالضَّمِّ فِيهِمَا وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَالْجَبَلِ وَالْمَفْتُوحُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ وَالسُّدَّةُ بِالضَّمِّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْفِنَاءُ لِبَيْتِ الشَّعْرِ وَمَا أَشْبَهَهُ وَقِيلَ السُّدَّةُ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا وَقَالَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِالسُّدَّةِ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ أَبْنِيَةٍ وَلَا مَدَرٍ وَاَلَّذِينَ جَعَلُوا السُّدَّةَ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَإِنَّمَا فَسَّرُوهَا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَالسُّدَّةُ الْبَابُ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ السُّدِّيُّ وَمِنْهُ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ وَهُوَ إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الْمَقَانِعَ وَنَحْوَهَا
فِي سُدَّةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَالْجَمْعُ سُدَدٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَسَدَّدَ الرَّامِي السَّهْمَ إلَى الصَّيْدِ بِالتَّثْقِيلِ وَجَّهَهُ إلَيْهِ وَسَدَّدَ رُمْحَهُ وَجَّهَهُ طُولًا خِلَافَ عَرْضِهِ وَاسْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَى افْتَعَلَ انْتَظَمَ وَاسْتَقَامَ. 
[سدد] التَسْديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصوابُ والقصدُ من القول والعمل. ورجلٌ مُسَدَّدٌ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. والمُسَدَّدُ: المُقَوَّمُ. وسَدَّدَ رمحَهُ، وهو خلاف قولك: عَرَّضَهُ. وسَدَّ قولُهُ يَسِدُّ بالكسر، أي صار سَديداً. وإنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ، إذا كان يصيب السداد، أي القصد. ويقال للرجل: أَسْدَدْتَ ما شئتَ، إذا طلب السَدادَ والقصدَ. وأَمْرٌ سَديدٌ وأَسَدُّ، أي قاصدٌ. وقد اسْتَدَّ الشئ، أي استقام. وقال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فلما استد ساعده رماني - قال الاصمعي: اشتد بالشين ليس بشئ. والسداد بالفتح: الاستقامةُ والصوابُ وكذلك السَدَدُ مقصورٌ منه. قال الأعشى: ماذا عَلَيها وماذا كانَ يَنْقُصُها * يَوْمَ التَرَحُّلِ لو قالتْ لنا سَدَدا - فحذف الألف. تقول منه: أَمْرُ بني فلان يجرِي على السَدادِ. وقد قال سَداداً من القول. وأما سِدادُ القارورة وسِدادُ الثَغْرِ فبالكسر لا غير. قال العَرْجِيُّ: أَضاعوني وأَيَّ فَتىً أَضاعوا * لِيَوْمِ كَريهَةٍ وسِدادِ ثَغْرِ - وهو سَدُّهُ بالخيل والرجال. وأما قولهم: فيه سِدَادٌ من عَوَزٍ، وأصَبْتُ به سِدَاداً من عيشٍ، أي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ، فيُكْسَرُ ويُفْتَحُ، والكسر أفصحُ. وسددْت الثُلْمَةَ ونحوَها أَسُدُّها سدا: أصلحتها وأوثقتها. والسد والسد: الجبلُ، والحاجز . وصَبَبْتُ في القربة ماء فاسْتَدَّتْ عيون الخُرَزِ وانْسَدَّتْ، بمعنىً. وأرضٌ بها سَدَدَةٌ، وهي أودية فيها حجارةٌ وصخور، يبقى الماء فيها زماناً، الواحد سُدٌّ بالضم، مثل جحر وجحرة. ويقال أيضا: جاءنا جراد سُدٌّ بالضم، إذا سَدَّ الأُفُقَ من كثرته. قال العجاج:

سَيْلُ الجَرادِ السُدِّ يَرْتادُ الخُضَرْ * والسُدُّ أيضاً: واحد السُدودِ، وهي السحائِبُ السود، عن أبى زيد. والسدة: داء يأخذ بالانف يمنع نسيم الريح. وكذلك السُدَادُ، مثل الصداع والعطاس. والسُدَّةُ: باب الدار. تقول: رأيته قاعداً بسُدَّةِ بابه. وفي الحديث : " الشعث الرؤوس الذين لا تفتح لهم السُدَدُ ". قال أبو الدرداء: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السلطان يَقُمْ ويقعد. وسمى إسماعيل السدى لانه كان يبيع المقانع والخمر في سدة مسجد الكوفة، وهى ما يبقى من الطاق المسدود.والسد بالفتح: واحد الاسدة، وهى العيوب مثل العمى والصم والبَكَم، جمع على غير قياس، وكان قياسه سُدوداً. ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بجنْبك الأسِدَّةَ، أي لا يضيقنَّ صدرُك فتسكتَ عن الجوابِ كمن به صممٌ وبكَمٌ. قال الكميت: وما بِجَنْبِيَ من صَفْحٍ وعائِدةٍ * عند الأَسِدَّةِ إنَّ العى كالعضب - يقول: ليس بي عِيٌّ ولا بكم عن جواب الكاشح، ولكني أصفح عنه، لأن العِيَّ عن الجواب كالعَضْبِ، وهو قطعُ يدٍ أو ذَهاب عضوٍ. والعائدةُ: العطفُ. والسد أيضا: شئ يتخد من قضبان له أطباق. والمسد: بستان ابن معمر، وذلك البستان مأسدة. قال أبو ذؤيب: ألفيت أغلب من أسد المسد حدي‍ * - د الناب أخذته عفر فتطريح قال الاصمعي: سألت ابن أبى طرفة عن المسد فقال: هو بستان ابن معمر، الذى يقول له الناس بستان ابن عامر.
السين والدال س د د

السَّدُّ إغلاَقُ الخَلَلِ وَرَدْمُ الثَّلْم سَدَّهُ يَسُدُّه سَدّا فانْسَدَّ واسْتَدَّ وسدَّدَه والاسمُ السُّدُّ وحكى الزَّجّاجُ ما كانَ مَسْدُوداً خِلْقَةً فهوَ سُدٌّ وما كانَ من عَملِ الناسِ فهو سَدٌّ وعلى ذلك وجَّهَ قراءةَ من قَرأَ بين السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْنِ وقولُه تعالى {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا} يس 9 قال الزجَّاجُ هؤلاء جماعة أرادوا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم سُوءاً فحالَ اللهُ بينهم وبين ذلك فجُعِلُوا بمَنْزِلةِ من غُلَّت يدُه وسُدَّ طريقُه من بين يَدَيْه ومن خَلْفِه وجُعِلَ على بَصَرِه غِشاوَةٌ والسِّدَادُ ما سُدَّ به والجمعُ أَسِدَّة وقالوا سِدَادٌ من عَوَزٍ وسَدَادٌ أي ما يُسَدُّ به الحاجةُ وهو على المَثَلِ والسُّدُّ الرَّدْمُ لأنه يُسَدُّ به والسُّدُّ والسَّدُّ كُلُّ بِناءٍ سُدَّ به موضِعُ وقد قُرئَ {فاجْعَلْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُم سُدّا} الكهف 96 وسَدَا والجمعُ أسِدَّةٌ وسُدودٌ فأما سُدودٌ فعَلَى الغالِبِ وأما أسِدَّةٌ فشاذٌّ وعندي أنه جمعُ سِدَادٍ والسُّدُّ ذَهَابُ البَصَرِ وهو مِنْه والسُّدُّ السَّحابُ المرتفِعُ السَّادُّ للأُفُقِ والجمعُ سُدودٌ قال

(قَعَدْتُ له وشيَّعَنِي رِجَالٌ ... وقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسُّدودُ)

وقد سَدَّ عليهم وأسَدَّ والسُّدُّ القِطْعَةُ من الجَرَادِ تَسُدُّ الأفُقَ قال الرَّاجزُ

(سَيْلُ الجرادِ السُّدِّ يَرْتَادُ الخُضَرْ ... )

فإما أن يكونَ بدلاَ من الجَرادِ فيكونَ اسماً وإما أن يكونَ جمعَ سَدودٍ وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صِفَةً والسُّدُّ والسَّدُّ الجَبَلُ وقيل كل ما قابَلَكَ فَسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ وسُدُّ ومنه قولُهم في المِعْزَي سُدٌّ يُرَى مِنْ ورائِه الفَقْرُ وسَدٌّ أيضاً أي أنّ المِعْزَى ليس إلا مَنْظَرَها وليس لها كَبِيرُ مَنْفَعَةٍ والسَّدُّ سِلَّة من قُضْبانٍ والجمعُ سِدَادٌ وسُدُودٌ والسُّدَّةُ أَمامَ بابِ الدَّارِ وقيل هي السَّقِيفَةُ سُدَّةُ المَسْجدِ الأَعْظَم ما حَوْلَه من الرِّواقِ وسُمِّيَ السُّدَّيُّ بذلك لأنه كان يَبِيعُ الخُمُرَ على بابِ مسجدِ الكوفَةِ واسمُه إسماعيلُ والسُّدَّة جَريدٌ يُشَدُّ بعضُه إلى بعْضٍ يُنامُ عليه والجمعُ أسِدَّة نادِرَة وقياسُه الغالب عليه أسُدٌّ أو سُدُودٌ والسَّدَدُ القَصْدُ في القولِ وقد تسدَّدَ له واسْتَدَّ والسَّديدُ والسَّدادُ الصَّوابُ من القول ورَجُلٌ سَديدٌ وأَسَدُّ من السَّدادِ وقَصْدِ الطَّريقِ وسدَّدَهُ اللهُ وفَّقَهُ والسَّدُّ الظِّلُّ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (قَعَدْتُ له في سَدِّ نَقْضٍ مُعَوَّدٍ ... كذلك في صحَراءِ جِذْمٌ دَرِينُها)

أي جعلتُه سُتْرةً لي من أن يَراني وقوله جذْمٌ دَرِينُها أي قديمٌ لأن الجِذْمَ الأصلُ ولا أَقْدَمَ من الأصْلِ وجَعَلَه صِفَةً إذ كانَ في معنى الصِّفة والدَّرِينُ من النَّباتِ الذي قد أَتَى عليه عامٌ والمُسَدُّ موضِعٌ بمكَّةَ عِنْد بُستانِ ابن عامرٍ وقيل هو موضِعٌ بقُرْبٍ من مكَّة قال أبو ذُؤَيب

(أَلْفَيْتُ أغْلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ جديدَ ... النَّابِ أَخْذَتُهُ عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ)

وسُدُّ قريةٌ باليَمنِ
سدد
سدَّ1 سَدَدْتُ، يسُدّ، اسْدُدْ/ سُدّ، سَدًّا، فهو سادّ، والمفعول مَسْدود
• سدَّ الشَّيءَ: أغلقه "سدَّ البابَ/ الثَّغرةَ/ الخانةَ- سدَّ الشارعَ بمتاريس- سدَّ القارورةَ: وضع عليها السِّداد- مسدود بالماء- مُحْكَم السَّدّ" ° سار في طريق مسدود: سلك سلوكًا لا يوصِّل إلى المطلوب- سدَّ أذنيه: لم ينتبه، لم يستمع إلى الصواب- سُدَّت في وجهه الأبواب: لم يستطع عمل شيء، فشِل في بلوغ غرضه- سدَّ عليه الطريقَ: وضع العراقيلَ أمامه ومنعه من بلوغ أهدافه، أعاقه- سدَّ عليه المنافِذَ: أفحمه- سدَّ عليه بابَ الكلام: منعه منه- سدَّ مسدَّه: قام مقامه.
• سدَّ القناةَ: أقام عليها سدًّا.
• سدَّ العجزَ: غطّاه، أضاف إليه ما يصيِّره تامًّا "سدَّ الخَلَل/ الفجوة"? سدّ حاجته: حقّق له ما يريد- سدَّ رمقَ
 جائع: أطعمه ما يمسك ويحفظ قوَّتَه- سدَّ عوزَ فلان: لبَّى حاجته وأعانه- سدَّ فراغًا أو نقصًا: كان ذا أهمية. 

سدَّ2 سَدَدْتُ، يَسِدّ، اسْدِدْ/ سِدّ، سَدادًا وسُدُودًا، فهو سَدِيد
• سدَّ الشَّخصُ: أصاب في قوله أو فعله.
• سدَّ القولُ والفعلُ: استقام " {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}: قولاً صادقًا عدلاً".
انسدَّ يَنسَدّ، انْسَدِدْ/ انْسَدَّ، انسِدادًا، فهو مُنسَدّ
• انسدَّ الشَّيءُ: مُطاوع سدَّ1: سُدّ، أغلِق "انسدّت في وجهه كلّ السُّبُل- انسدّت عيونُ القربة- انسدّت الماسورةُ". 

تسدَّدَ يتسدَّد، تسدُّدًا، فهو مُتسدِّد
• تسدَّد القولُ والفعلُ: استقام وانتظم.
• تسدَّد الدَّيْنُ: مُطاوع سدَّدَ: دُفع إلى الدَّائن. 

سدَّدَ يُسدِّد، تسديدًا، فهو مُسدِّد، والمفعول مُسدَّد
• سدَّد السَّهمَ ونحوَه إلى هدف: صوّبه ووجّهه إليه "سَدَّد سهمَه إلى عدوِّه- سدَّد الكرة إلى المرمى" ° سدّد الكرة أو الضربة: دفعها وأطلقها بشدّة نحو الهدف.
• سدَّد الدَّيْنَ أو القرضَ ونحوَهما: دفعه إلى الدّائن "سدَّدَ المصاريفَ/ قائمةَ الحساب- اللهمّ سدّد عنّا دَيْنَ الدنيا والآخرة"? سَدَّد عجزًا: غطّاه، أتم نَقْصه.
• سدَّد اللهُ الشَّخصَ: هداه ووفَّقه إلى الصواب، أصلحه وأرشده? سدَّد اللهُ خطاه: قوّاه ووفَّقه، هداه إلى الطريق الصواب. 

انسداد [مفرد]: مصدر انسدَّ.
• الانسداد التَّاجيّ: (طب) انغلاق الشُّريان التَّاجيّ بجلطة دمويّة.
• ذاتيّ الانسداد: يسُدّ نفسَه بنفسه حتّى بعد ثقبه كالإطار المطّاطيّ للعجلة. 

سَداد [مفرد]:
1 - مصدر سدَّ2.
2 - استقامة وقصد "اللّهم اهدنا إلى السَّداد".
3 - صواب القول أو الفعل "أصاب في قوله السَّدادَ".
• سَداد الدَّيْن: دفعُه إلى الدّائن، تَسْديده، وفاؤه "قام بسداد دينه في الموعد المحدّد" ° تحت السَّداد: غير مدفوع.
• سداد هوائيّ: (طب) انسداد ينجم عن دخول فقاقيع هوائيّة في الأوردة الدَّمويّة بعد إجراء جراحة أو الإصابة بجُرْح. 

سُداد [مفرد]:
1 - كلّ ما يسدّ مجرًى في البَدَن ° سُداد الأُذُن: ما سدّ مجرى السّمْع.
2 - (طب) داء يسدّ الأنف فيمنع دخول الهواء. 

سِداد [مفرد]: ج سِدادات:
1 - ما يُسدّ به، أداة يُسدّ بها فم الزجاجة ونحوها "سِداد القارورة" ° سِداد الثغر: ما يسدُّه من خيل ورجال- سِداد من عَوَز: ما يسُدّ الحاجَة من مالٍ وغيره.
2 - (جو) قطعة من حجر بركانيّ تملأ فُوَّهة بركان.
3 - (طب) جلطة دمويّة، أو كتلة من البكتيريا أو جسم غريب آخر يسُدُّ وعاءً دمويًّا. 

سِدادة [مفرد]: سِداد؛ كلّ ما يتّخذ من زجاج أو فلِّين أو غيرهما لسَدِّ القوارير. 

سَدّ [مفرد]: ج سُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر سدَّ1.
2 - حاجِز، فاصل بين شَيْئَيْن " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا}: هما جبلان على حدود بلاد التركستان والصين، وقد سدّ ذو القرنين ما بينهما" ° ضرَب بينهما سدًّا منيعًا- يجتاز السدود: يتخطّى العقبات.
3 - بناء في مجرى الماء ليحجزه، بناء في نهر يقوم بحجز المياه وتصريفها حسب الحاجة "سَدّ أسوان" ° السَّدُّ العالي: سَدّ ضخم أقيم في مصر في العصر الحديث على نهر النيل؛ لضبط الفيضان وتوفير المياه وتوليد الكهرباء.
4 - (طب) إعتام عدسة العين ممّا يسبِّب ضُعف أو فقدان البصر. 

سُدّ [مفرد]: سَدّ؛ حاجز من صُنع الله " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا} [ق] ". 

سُدَّة [مفرد]: ج سُدَد:
1 - ظُلّة بباب الدّار "جلسوا تحت السُّدّة".
2 - ساحة أمام الباب "جلسنا في السُّدَّة".
3 - رُتْبة ومنصب "جلس في سُدَّة الوزارة".
4 - سِداد، ما يُسَدُّ به
 "سُدَّة قارورة".
5 - باب الدار.
6 - مرتفع كالمنبر يصعد إليه الخطيب. 

سُدود [مفرد]: مصدر سدَّ2. 

سَدِيد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سدَّ2 ° نَظْرة سديدة: صائبة. 

سدد: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ.

سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده: أَصلحه وأَوثقه، والاسم

السُّدُّ. وحكى الزجاج: ما كان مسدوداً خلقه، فهو سُدٌّ، وما كان من عمل

الناس، فهو سَدٌّ، وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ

والسَّدَّيْن. التهذيب: السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً.

والسَّدُّ والسُّدّ: الجبل والحاجز. وقرئ قوله تعالى: حتى إِذا بلغ بين

السّدَّين، بالفتح والضم. وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال: بين السُّدّين،

مضموم، إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله، وإِن كان من فعل الآدميين، فهو

سَد، بالفتح، ونحو ذلك قال الأخفش. وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: بين

السَّدَّين وبينهم سَدّاً، بفتح السين. وقرأَ في يس: من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سُدّاً، يضم السين، وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم

ويعقوب، بضم السين، في الأَربعة المواضع، وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين،

بضم السين. غيره: ضم السين وفتحها، سواء السَّدُّ والسُّدُّ؛ وكذلك قوله:

وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً، فتح السين وضمها.

والسَّد، بالفتح والضم: الردم والجبل؛ ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما

موضعان بين مكة والمدينة. وقوله عز وجل: وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سدّاً؛ قال الزجاج: هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي، صلى الله

عليه وسلم، سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك، وسدّ عليهم الطريق الذي

سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه

وجُعل على بصره غشاوة؛ وقيل في معناه قول آخر: إِن الله وصف ضلال الكفار فقال

سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم.

والسِّدادُ: ما سُذَّ به، والجمع أَسِدَّة. وقالوا: سِدادٌ من عَوَزٍ

وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة، وهو على المثل. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في السؤال أَنه قال: لا تحل المسأَلة إِلا

لثلاثة، فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً

من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته؛ قال أَبو عبيدة: قوله سِداداً

من عيش أَي قواماً، هو بكسر السين، وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً، فهو

بالكسر، ولهذا سمي سِداد القارورة، بالكسر، وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ

رأْسَها؛ ومنها سِدادُ الثَّغْرِ، بالكسر، إِذا سُدَّ بالخيل والرجال؛ وأَنشد

العرجي:

أَضاعوني، وأَيَّ فتًى أَضاعوا

ليومِ كريهةٍ، وسِدادِ ثَغْرِ

بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال. الجوهري: وأَما قولهم فيه

سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ،

فيكسر ويفتح، والكسر أَفصح.

قال: وأَما السَّداد، بالفتح، فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون

الرجل مُسَدَّداً. ويقال: إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره، وكذلك في

الرمي. يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام. وسَدَّدْتُه تسديداً.

واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام؛ وقال:

أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ،

فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني

قال الأَصمعي: اشتد، بالشين المعجمة، ليس بشيء؛ قال ابن بري: هذا البيت

ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له، وقال ابن دريد: هو لمالك

بن فَهْم الأَزْدِيِّ، وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ، رماه بسهم فقتله فقال

البيت؛ قال ابن بري: ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس

حين رماه بسهم، وبعده:

فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي،

وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ

وفي الحديث: كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى

عنها.

والسَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به، والسُّدُّ والسَّدُّ: كل بناء

سُدَّ به موضع، وقد قرئ: تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً، والجمع

أَسِدٌّ وسُدودٌ، فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ؛ قال ابن سيده:

وعندي أَنه جمع سداد؛ وقوله:

ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ

يقول: سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي، وواحد الأَسْدادِ

سُدٌّ.

والسُّدُّ: ذهاب البصر، وهو منه. ابن الأَعرابي: السَّدُودُ العُيون

المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً، يقال منه: عين سادَّة. وقال أَبو زيد: عين

سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ.

أَبو زيد: السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء

نشأَ. والسُّدُّ واحد السُّدودِ، وهر السحائب السُّودُ. ابن سيده: والسُّدّ

السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق، والجمع سُدودٌ؛ قال:

قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ،

وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ

وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ. والسُّدّ: القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ؛

قال الراجز:

سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ

فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً، وإِما أَن يكون جمع

سَدودٍ، وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة. ويقال: جاءَنا سُدٌّ من جراد.

وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته.

وأَرض بها سَدَدَةٌ، والواحدة سُدَّةٌ: وهي أَودية فيها حجارة وصخور

يبقى فيها الماءُ زماناً؛ وفي الصحاح: الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ.

والسُّدُّ والسَّدُّ: الجبل، وقيل: ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ

وسُدٌّ. ومنه قولهم في المِعْزَى: سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر، وسُدٌّ

أَيضاً، أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة. ابن الأَعرابي

قال: رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها. قال: والسَّدُّ والدَّرِيئة

والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد؛ وأَنشد

لأَوس:فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ،

ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر في كتابه: يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ

سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ. وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ

سَداداً وسُدوداً، وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال: لم يجبنوا من الإِنصاف

في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً؛ قال

الأَزهري: وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي.

والسَّدُّ: سَلَّة من قضبان، والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ. الليث: السُّدودُ

السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق، والواحدة سَدَّة؛ وقال غيره: السَّلَّة

يقال لها السَّدَّة والطبل.

والسُّدَّة أَمام باب الدار، وقيل: هي السقيفة. التهذيب: والسُّدَّة باب

الدار والبيت؛ يقال: رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره. قال

أَبو سعيد: السُّدَّة في كلام العرب الفِناء، يقال بيت الشَّعَر وما

أَشبهه، والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ، ومن

جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر.

وقال أَبو عمرو: السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، والظُّلَّة

تكون بباب الدار؛ قال أَبو عبيد: ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب

معاوية فلم يأْذن له، فقال: من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد. وفي الحديث

أَيضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ. وسُدَّة

المسجد الأَعظم: ما حوله من الرُّواق، وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه

كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه، وفي الصحاح: في

سُدَّة مسجد الكوفة. قال أَبو عبيد: وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه. وقال

الليث: السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن؛ قال الأَزهري: إن أَراد

إِسمعيل السديّ فقد غلط، لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة. وفي

حديث المغيرة بن شعبة: أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع

الإِمام، وفي رواية: كان لا يصلي، وسُدَّة الجامع: يعني الظلال التي

حوله. وفي الحديث أَنه قيل له: هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة؛ السدة:

كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي

الساحة بين يديه؛ ومنه حديث واردي الحوض: هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ

ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب. وفي حديث أُم سلمة:

أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة: إِنك سُدَّة بين رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء

فقد دخل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حريمه وحَوْنَته

واستُبيحَ ما حماه، فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي

الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك. والسُّدَّة والسُّداد، مثل العُطاس

والصُّداع: داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح.

والسَّدُّ: العيب، والجمع أَسِدَّة، نادر على غير قياس وقياسه الغالب

عليه أَسُدٌّ أَو سُدود، وفي التهذيب: القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو

سُدُوداً. الفراء: الوَدَس والسَّدُّ، بالفتح، العيب مثل العَمى والصمَم

والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه

(* قوله «وكذلك الأَيه والأَبه» كذا بالأصل

ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك، والآهة والماهة الحصبة

والجدري.) أَبو سعيد: يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به

عيب، ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك

فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم؛ قال الكميت:

وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة،

عند الأَسِدَّةِ، إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب

يقول: ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح، ولكني أَصفح عنه لأَن

العِيَّ عن الجواب كالعَضْب، وهو قطع يد أَو ذهاب عضو. والعائدة:

العَطْف.وفي حديث الشعبي: ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ

كلامه. وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى

واحد.والسَّدَد: القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة، وقد تَسَدَّد له

واستَدَّ.

والسَّديدُ والسَّداد: الصواب من القول. يقال: إِنه لَيُسِدُّ في القول

وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد. وسَدَّ قوله يَسِدُّ، بالكسر، إِذا

صار سديداً. وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد

أَي القصد. والسَّدَد: مقصور، من السَّداد، يقال: قل قولاً سَدَداً

وسَداداً وسَديداً أَي صواباً؛ قال الأَعشى:

ماذا عليها؟ وماذا كان ينقُصها

يومَ الترحُّل، لو قالت لنا سَدَدا؟

وقد قال سَداداً من القول.

والتَّسديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصواب والقصد من القول والعمل.

ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ: من السداد وقصد الطريق، وسدَّده الله: وفقه.

وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد. ابن الأَعرابي: يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ

وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ. والسِّدادُ: الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ

في إِحليل الناقة.

وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن الإِزار فقال: سَدِّدْ وقارِبْ؛ قال شمر: سَدِّدْ من السداد وهو

المُوَفَّقُ الذي لا يعاب، أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله، فلا تُفْرِط

في إِرساله ولا تَشْميره، جعله الهروي من حديث أَبي بكر، والزمخشري من

حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَن أَبا بكر، رضي الله عنه، سأَله؛

والوَفْق: المِقْدار. اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له؛ قال: وقوله

وقارِب، القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد. قال

الأَزهري: معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله، ولا

تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك. قال شمر: ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ

أَي علمه واهده، وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به. والتسديد للإِبل: أَن

تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق. ورجل

مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد. والمُسَدَّدُ: المُقوَّم. وسَدَّد

رمحه: وهو خلاف قولك عرّضه. وسهم مُسَدَّد: قويم. ويقال: أَسِدَّ يا رجل

وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ، أَصبته أَو لم

تُصِبْه؛ قال الأَسود بن يعفر:

أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري

يُطَوِّفُ حَوْلَنا، وله زَئِيرُ

يقول: اقصدي له يا منية حتى يموت.

والسَّاد، بالفتح: الاستقامة والصواب؛ وفي الحديث: قاربوا وسَدَّدوا أَي

اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة، وهو القصد في الأَمر والعدل فيه؛

ومنه الحديث: قال لعليّ، كرم الله وجهه: سلِ اللهَ السَّداد، واذكر

بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به. وفي صفة متعلم القرآن: يغفر

لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة؛ ويروى بكسر

الدال وفتحها على الفاعل والمفعول. وفي الحديث: ما من مؤْمن يؤْمن بالله

ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. قال أَبو عدنان: قال لي جابر

البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه، قلت: وكيف

يُسَدِّدُ عليهم؟ قال: ينقض عليهم على كل شيء قالوه. وروى الشعبي أَنه قال:

ما سَددتُ على خَصْم قط؛ قال شمر: زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت

على خصم قط.

والسُّدُّ: الظِّلُّ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ،

لذلك، في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها

أَي جعلته سترة لي من أَن يراني. وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن

الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل، وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة.

والدرين من النبات: الذي قد أَتى عليه عام.

والمُسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة؛ وقيل:

هو موضع بقرب مكة، شرفها الله تعالى؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حديـ

ـدَ النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ

قال الأَصمعي: سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال: هو بستان ابن

مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر. وسُدّ: قرية باليمن. والسُّد،

بالضم: ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، بسدّه.

سدد
: ( {سَدَّدَه} تَسديداً) أَي الرُّمْحَ: (قَوَّمَهُ) كَذَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ أَهلُ الأَفعال:! سَدَّدَ سَهْمَه إِلى المَرْمَى: وَجَّهَه. زَاد فِي (التوشيح) : وبالشين الْمُعْجَمَة، لُغَة فِيهِ.
وَقَالُوا سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ {وسَدَّ الثَّلْمَ: أَصْلَحه وأَوْثَقَه.
(و) سَدَّدَه: (وَفَّقَه} للسَّدادِ) ، بِالْفَتْح (أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل) والقَصْدِ مِنْهُمَا. والإِصابة فِي المَنطق: أَن يكون الرَّجلُ {مَسَدَّداً. وَيُقَال: إِنّه لذُو} سَدَاد فِي مَنطِقه وتَدْبِيرِه. وكذالك فِي الرَّمْي. وَمِنْه: اللهُمّ {- سَدِّدْني، أَي وَفِّقْنِي.
(} وَسدَّ) الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفْسه والرُّمحُ ( {يَسدُّ بِالْكَسْرِ، إِذا (صَار} سَدِيداً) وَكَذَا القوْلُ وَالْعَمَل، يُقَال: إِنه {لَيَسِدُّ فِي القَوْل، وَهُوَ أَن يُصِيبَ} السَّدَادَ. وسَهْمٌ {سَدِيدٌ: مُصِيبٌ، ورُمْحٌ سَدِيدٌ: قَلَّ أَنْ تُخْطِىءَ طَعْنَتُه، ورَجُلٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ، من {السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ، وأَمرٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ: قاصدٌ.
( {وسَدَّ الثُّلْمَةَ) ، بضمّ المثلّثَة، وَهِي الفُرْجَة، (كمَدَّ) ،} يَسُدُّ بالضّمّ، {سَدًّا: رَدَمَهَا و (أَصلَحَها ووَثَّقَهَا) ، وَفِي بعض النُّسخ: أَوْثقَها،} كسَدَّدَها {فانْسَدَّتْ} واسْتَدَّت وهاذا {سدَادُها، بِالْكَسْرِ، (} واستَدَّ) الشَّيْيءُ: (استقامَ) {كأَسَدَّ} وتَسدَّدَ، وَقَالَ:
أُعَلِّمُه الرِّمَايَةَ كلَّ يَومٍ
فَلَمَّا {اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي
قَالَ الأَصمعيّ: اشتَدَّ بالشين المعجمةِ لَيْسَ بشيْءٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: هاذا الْبَيْت يُنْسَب إِلى مَعْن بن أَوْس، قَالَه فِي ابْن أُخت لَهُ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ لمالكِ بن فَهْم الأَزْدِي، وَكَانَ اسمُ ابْنه سُلَيْمَة، رَماه بِسَهْم فقتلَه، فَقَالَ الْبَيْت.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: ورأَيته فِي شعر عَقِيلِ بن عُلَّفة يَقُوله فِي ابْنه عُمَيس، حينَ رمَاه بِسَهْم؛ وَبعده:
فَلَا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حِين تَرْمِي
وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ
(} وأَسَدَّ) الرَّجلُ: (أَصابَ {السَّدَادَ) ، أَي القَصْدَ والاستقامةَ، (أَو) } أَسَدَّ الرَّجلُ: (طَلَبَهُ) ، أَصابَ أَو لم يُصِبْ. وَيُقَال: {أَسِدَّ يَا رجلُ، وَقد} أَسْدَدْت مَا شِئتَ، أَي طَلَبْتَ السَّدَادَ والقَصْدَ، أَصَبْتَه أَو لم تُصِبْ. قَالَ الأَسودُ بن يَعْفُرَ:
{أَسِدِّي يَا مَنِيُّ لِحِمْيَرِيَ
يُطَوِّف حَوْلَنا وَله زَئِيرُ
يَقُول: اقْصِدِي لَهُ يَا مَنِيَّةُ حتّى يَمُوت.
(والسَّدَدُ) ، محرَّكةً: القَصْد و (الاستِقَامَةُ} كالسَّدَادِ) ، بِالْفَتْح، الأَوّل مقصورٌ من الثَّانِي، يُقَال: (قل) قَولاً {سَدَداً} وسَدَاداً {وَسَدِيداً، أَي صَواباً، قَالَ الأَعشى:
مَاذَا عَلَيْهَا وماذَا كَانَ يَنْقُصاها
يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا} سَدَدَا
( {وسَدَادُ بنُ سعِيدٍ) ، كسَحَابٍ، (السَّبْعِيُّ، حَدَّثَ) ، وَهُوَ شَيْخٌ لمُحَمَّد بن الصَّلْت.
(و) قَالَ أَبو عُبيدة: كلُّ شَيْءٍ} سَدَدْتَ بِهِ خَلَلاً فَهُوَ {سِدَادٌ، بِالكسر، ولهاذا سُمِّيَ (} سِدَادُ القَارُورَةِ) وَهُوَ صِمَامُها، لأَنه {يَسُدُّ رَأْسَها.
(و) مِنْهَا} سِدَادُ (الثَّغْرِ) إِذا {سُدَّ بالخَيْلِ والرِّجال (فبالكسر فَقَط) لَا غير، وأَنشد للعَرْجِيّ:
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا
لِيَوْم كَرِيهةٍ} وسِداد ثَغْرِ
(و) وَمن الْمجَاز: فِيهِ (سِدَادٌ مِن عَوَز، و) أَصَبْتُ بِهِ سِدَاداً من (عَيْشٍ، لما! تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ) أَي الحَاجَة، ويُرْمَقُ بِهِ العَيْشُ، فيُكْسَر، (وَقد يُفْتَحُ) ، وَبِهِمَا قَالَ ابْن السِّكِّيت، والفارَابيُّ، وتَنبِعَه الجوهَريُّ، وَالْكَسْر أَفصحُ. وَعَلِيهِ اقتصرَ الأَكثرُون، مِنْهُم ابْن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ، والأَزْهَريُّ، لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَةِ فَلَا يُغَيَّر.
وَفِي حَدِيث النَّبيّ، صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فِي السُّؤَال أَنَّه قَالَ: (لَا تَحِلُّ المَسْأَلةُ إِلَّا لثلاثَةٍ، فذَكَر مِنْهُم رجلا أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالَهُ، فيَسْأَلُ حَتَّى يُصيبَ {سِدَاداً مِن عَيْش، أَو قِوَاماً) ، أَي مَا يَكْفِي حاجَته. قَالَ بو عُبَيْدَة: قولُه سِداداً من عَيْش، أَي قوَاماً، هُوَ بِكَسْر السِّين. وكلُّ شيْءٍ سَدَدْت بِهِ خَلَلاً فَهُوَ سِدَادٌ، بِالْكَسْرِ، (أَو) الفتحُ فِي سداد من عَوَز (لَحْنٌ) ليسَ من كلامِ الْعَرَب. وَفِيه إِشارةٌ إِلى قِصَّة المازنيِّ، أَوردَهَا الحَرِيريُّ فِي (دُرَّة الغَوَّاص) .
وَعَن النَّضر بن شُمَيْل: سِدَادٌ من عَوَزٍ، إِذا لم يكن تامًّا، وَلَا يجزُ فتْحُه.
وَنقل (البارع) عَن الأَصمعيّ: سدَادٌ من عَوَزٍ، بِالْكَسْرِ، وَلَا يُقَال بِالْفَتْح. وَمَعْنَاهُ: إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه فَفِي هاذا مَا يَسُدُّ بعضَ الأَمْر.
(} والسَّدُّ) بِالْفَتْح: (الجَبَلُ، و) {السَّدُّ: (الحاجزُ) ، كَذَا فِي التَّهْذِيب (ويُضَمُّ) فيهمَا، صَرَّحَ بِهِ الفَيُّوميُّ وَغَيره. قَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال لكل جَبَل} سَدٌّ {وسُدٌّ، وصَدٌّ وصُدٌّ (أَو بالضمّ: مَا كَانَ مَخْلُوقاً لله عزّ وجلّ، وبالفَتْح، من عَملِنا) ، حَكَاهُ الزَّجّاج. وعَلى ذالك وَجْهُ قِراءَةِ مِن قَرَأَ: {بَيْنَ} السَّدَّيْنِ} (الْكَهْف: 93) {والسُّدَّيْن، وَرَوَاهُ أَبو عبيدةَ. وَنَحْو ذالك قَالَ الأَخفش وقَرَأَ ابْن كَثِير وأَبو عَمْرو {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} . {وَبَيْنَهُمْ} سَدّا} (الْكَهْف: 94) بِفَتْح السِّين.
وقرآ فِي يللهس: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ {سُدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} (يللهس: 9) بضمّ السِّين.
وقرأَ نَافِع وَابْن عَامر، وأَبو بكر عَن عَاصِم، وَيَعْقُوب: بضمّ السِّين فِي الأَربعة الْمَوَاضِع، وقرأَ حمزةُ والكسائيّ: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بضمّ السِّين.
(و) عَن أَبي زيد: السُّدُّ، (بالضّمّ) ، من (السَّحَاب) : النَّشْءُ (الأَسودُ) من أَيِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ، (ج} سُدودٌ) وَهِي السَّحائبُ السُّودُ. وَهُوَ مَجَاز، لكَونه حَجزاً بَين السماءِ والأَرض.
وَفِي الْمُحكم: السُّدُّ: السَّحَاب المرتَفِع {السادُّ للأُفُقِ. والجَمْع:} سُدُودٌ. قَالَ:
قَعَدْتُ لَهُ وَشَيَّعَني رِجَالٌ
وَقد عثُرَ المَخَايِلُ {والسُّدودُ
وَقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ.
(و) السُّدُّ بالضّمّ: (الوادِي فِيهِ حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماءُ فِيهِ زَماناً، ج:} سِدَدَةٌ، كقِرَدَةٍ) كجُحْرٍ وجِحَرة، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: أَرْضٌ بهَا {سَدَدة، وَالْوَاحد} سُدَّة.
(و) من الْمجَاز: السُّدُّ، بالضّم (الظِّلُّ) ، عَن ابْن الأَعرَابيّ، وأَونشد:
قَعَدْتُ لَهُ فِي {سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ
لذالكَ فِي صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها
أَي جَعلْته سُتْرةً (لي) من أَن يَراني.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (ماءُ سَماءٍ فِي) حَزْمِ بني عُوَالٍ (جُبَيْلٍ لِغَطَفَانَ) أَمرَ رَسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم} بِسَدِّهِ.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (حِصْنٌ باليَمَنِ) وَقيل: قَرْيَةٌ بهَا.
(و) السُّدُّ أَيضاً: (الوادِي) ، لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم. وكلُّ بِناءٍ {سُدَّ بِهِ موضعٌ فَهُوَ} سُدٌّ {وسَدٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (جَرادٌ} سُدٌّ) بالضّمّ، أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفُقَ) ، وَيُقَال: جاءَنا {سُدٌّ من جَرادٍ، وجاءَنا جَرادٌ} سُدٌّ، إِذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته.
( {وسُدُّ أَبي جِرَابٍ) ، بالضّمّ: مَوضِع (أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنْي دُونَ القُبُورِ عَن يَمينِ الذَّاهِبِ إِلى مِنًى) ، منسوبٌ إِلى أَبي جِرَابٍ عبدِ الله بنِ محمّدِ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُمَيَّةَ الأَصغر.
(وسُدُّ قَنَاةٍ) ، بالضّمّ: (وادٍ يَنْصَبُّ فِي الشُّعَيْبَةِ) تَصغيراً لشُعْبة.
(و) } السِّدُّ، (بِالْكَسْرِ: الكَلامُ) السَّدِيد الْمُسْتَقيم (الصَّحِيحُ) ، عَن الصاغانيّ.
(و) من المَجَاز: السَّدّ (بِالْفَتْح: العَيْبُ) كالوَدَس، قَالَه الفرّاءُ. (ج {أَسِدَّةٌ) ، نادرٌ على غير قِيَاس، (والقِياسُ) الغالبُ: (} سُدُودٌ) ، بالضَّمّ، أَو {أَسُدٌّ. وَفِي التَّهْذِيب: الْقيَاس أَن يُجمَع سَدٌّ} أَسُدًّا أَو! سُدُوداً. وَفِي التَّهْذِيب: السُّدُّ كلُّ بِناءٍ سُدَّ بِهِ مَوضِعٌ. والجمْع {أَسِدَّةٌ} وسُدُودٌ. فأَمّا {سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ، وأَمَّا} أَسِدّةٌ فشاذٌّ.
قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه جمع {سِدَادٍ.
(و) عَن أَبي سَعِيد: يُقَال: مَا بفُلانٍ} سَدَادَةٌ يَسُدّ فَاه عَن الْكَلَام، أَي مَا بِهِ عَيْبٌ، وَمِنْه (قولُهُم: لَا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَس 2 دَّةَ، أَي لَا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ فَتسكُت عَن الجوَابِ كمَن بِهِ عَيب، من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ) . قَالَ الْكُمَيْت:
وَمَا بِجَنْبِيَ من صَفحٍ وعائِدةٍ
عِنْدَ {الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ
يَقُول: لَيْسَ بِي عِيٌّ وَلَا بَكَمٌ عَن جَوابِ الْكَاشِح، ولاكنِّي أَصفح عَنهُ، لأَنّ العِيّ عَن الجوَاب كالعَضْب وَهُوَ قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ، والعائدة: العَطْفُ.
(و) السَّدُّ بِالْفَتْح: (شيْءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانٍ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ.
وَالصَّوَاب: سَلَّة من قُضْبانٍ، كَمَا فِي سئر أُصول الأُمهات (لَهُ أَطْبَاقٌ) وَالْجمع: سِدَادٌ وسُدُود. وَقَالَ اللَّيث السُّدُود: السِّلَال تُتَّخذ من قُضْبان لَهَا أَطْبَاق، والواحدة سَدَّةٌ. وَقَالَ غَيره: السَّلَّة يُقَال لَهَا السَّدَّة والطَّبْل.
(} والسُّدَّةُ، بالضَّمِّ: بابُ الدَّارِ) والبيتِ كَمَا فِي التَّهْذِيب. يُقَال: رأَيتُه قاعِداً {بِسُدَّةِ بابِه،} وبِسُدَّةِ دارِه.
وَقيل هِيَ السَّقيفة.
وَقَالَ أَبو سعيد: السُّدّة فِي كَلَام الْعَرَب: الفِنَاءُ، يُقَال لبَيْت الشَّعرِ وَمَا أَشبَهه. والَّذِين تَكلَّموا! بالسُّدَّة لم يَكُونُوا أَصحابَ أَبْنِيَة وَلَا مَدَرٍ، وَمن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّة، أَو كالسَّقِيفَة، فإِنما فَسَّره على مذْهب أَهل الحَضَرِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بَين يَدَي البَيتِ. والظُّلَّة تكون لِبابِ الدَّارِ، (ج: سُدَدٌ) ، بضمّ ففتْح. وَفِي بعض النُّسخ: بضمّتين.
وَفِي حَدِيث أَبي الدرداءِ: (أَنّه أَتى بابَ مُعاوِية فَلم يأْذَنْ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ) .
(و) سُدَّةُ المسْجِدِ الأَعظمِ مَا حَوْلَه من الرُّوَاق، وسُمِّيَ أَبو مُحَمَّد (إِسماعيلُ) ابنُ عبد الرحمان الأَعور الكوفيّ: التَّابِعِيّ الْمَشْهُور، ( {السُّدِّيّ) ، روى عَن أَنَس وابنِ عَبَّاس وَغَيرهمَا، (لِبَيْعِهِ المقَانِعَ) والخُمُرَ على بَاب مَسْجِد الكوفَةِ. وَفِي الصّحاح: (فِي} سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ، وَهِي مَا يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ) .
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُهم يَجْعَل {السُّدَّةَ البَابَ نَفْسَه، وَمِنْه حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنها قَالَت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلى البَصْرَةِ (إِنك} سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم وَبَين أُمَّتِهِ) أَي بابٌ. وقَال الذَّهَبِيُّ: لقَعوده فِي بَاب جامِعِ الكُوفَة. وَقبل اللَّيْث: {- السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلى قَبِيلَة من الْيمن. قَالَ الأَزهَرِيُّ. إِن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيَّ فقد غَلِطَ، لَا يُعْرَف فِي قبائِلِ اليمنِ: سُدٌّ وَلَا سُدَّة. وأَغْرَبَ أَبو الْفَتْح اليَعْمُرِيّ فَقَالَ: كَانَ يَجْلِس فِي المدينةِ، فِي مكانٍ يُقَال لَهُ: السُّدّ، فنُسِب إِليه.
والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابْن مُعين ووثَّقه الإِمامُ أَحمد، واحتَجَّ بِهِ مُسْلمٌ. وَفِي (التَّقْرِيب) أَنّه صَدُوقٌ. مَاتَ سنة سبعٍ وَعشْرين وَمِائَة، وروَى لَهُ الجماعةُ إِلّا البخاريَّ. وَقَالَ الرُّشاطيّ: وَلَيْسَ هُوَ صاحبَ التَّفْسِير، ذَاك محمّدُ بن مروانَ الكوفيّ، يُعرف} - بالسُّدّيِّ، عَن يحيَى بن عبيد الله، والكلبيّ، وَعنهُ هِشَامُ بنُ عبد الله، والمحاربيّ. وَقَالَ جرير: هُوَ كذَّاب.
(و) {السُّدَّة، بالضمّ: (داءٌ فِي الأَنف) } يَسُدُّه، يأْخذ بالكَظَمِ، ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ، ( {كالسُّدَادِ، بالضّمّ) أَيضاً، مثل العُطَاس والصُّدَاع.
(و) } السُّدُّ، بالضّمّ، ذهَابُ البَصرِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: (! السُّدُد، بِضَمَّتَيْنِ؛ العُيُونُ المُفَتَّحَةُ لَا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيًّا) ، وَهُوَ مجَاز.
(و) يُقَال مِنْهُ (هِيَ عَينٌ {سادَّةٌ، أَو) عَيْن} سادَّةٌ وقائمة: هِيَ (الّتي ابْيَضَّت وَلَا يُبْصَر بهَا، وَلم تَنْفَقِيء بَعْدُ) ، قَالَه أَبو زيد.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ( {السّادةَّ) هِيَ (النّاقَةُ الهَرِمَةُ) وَهِي سادَّةٌ وسَلِمَةٌ، وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ.
(و) من المَجَاز: السّادَّة: (ذُؤابةُ الإِنسان (تَشْبيهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: هُوَ من أُسْدِ (} المَسَدِّ) ، وَهُوَ موضعٌ بمكةَ عنتد (بُسْتَانِ ابْنه عَامر) ، وذالك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
أَلفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِي) دَ النَّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ
(لَا) بُسْتان ابْن (مَعْمَرٍ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ) .
قَالَ الأَصمعيّ: سأَلْت ابْن أَبِي طَرفَةَ عَن المَسَدِّ فَقَالَ: هُوَ بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَر الّذِي يَقُول فِيهِ النَّاس: بُستان ابنِ عَامر. هاذا نصُّ عبارَة الجوهريّ، فَلَا وَهَمَ فِيهِ، حَيْثُ بَيَّن الأَمريْنِ، وَلم يُخَالِفْه فِيمَا قَالَه أَحدٌ، بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيرُه، بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ، غَلَطٌ، صوابُه ابْن مَعْمَرٍ. وسيأْتي فِي الراءِ، إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى (وسِدِّينُ كَسِجِّين: د، بالسَّاحل) قريبٌ، يسكنهُ الفُرْسُ. كَذَا فِي المعجم.
(و) السِّدَادُ، (كَكِتَابِ) : الشيْءُ من (اللَّبَن يَيْبَسُ فِي إِحْليلِ النّاقة.
(و) سِدَادُ (بنُ رَشِيد الجُعْفِيُّ، مُحدِّثٌ) ، روَى عَن جَدَّت أُرْجُوانةَ، وَعنهُ ابنُه حُسَيْن، وأَبو نُعَيم، وابنُه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوَى عَن جابرِ بن الحُرّ.
(و) قَوْلهم:
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ {بالأَسْدادِ)
أَي (} سُدَّتْ عَليّ الطُّرُقُ وعَمِيَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُهُ) ، وَوَاحِد ا {لأَسدادِ:} سُدٌّ، وَمِنْه أُخذَ {السُّدُّ بِمَعْنى ذَابِ البَصَرِ. وَقد تقدَّم.
(و) تَقول صَبَبْت فِي القِرْبَةِ مَاء ف (} اسْتَدَّتْ) بِهِ (عُيونُ الخُرَزِ) و ( {انْسدَّت) ، بِمَعْنى واحدٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} سَدُّ الرَّوْحاءِ {وسَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينةِ.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ لَهُ قَوْسٌ يُسَمَّى} السَّدَادَ) سَمِّيَتْ بِهِ تَفَاؤُلاً بإِصابة مَا رُمِيَ عَنْهَا.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: رَمَاه فِي {سَدِّ ناقَتِه، أَي فِي شَخْصِهَا، قَالَ والسَّدُّ، والدَّرِيئة، والدَّرِيعَة: النَّاقَة الَّتِي يَسْتَتِر بهَا الصَّائِدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ، وأَنشد لأَوْس:
فمَا جَبُنُوا أَنَّا نَسُدّ عَلَيهمُ
ولاكنْ لَقُوا نَارا تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قَالَ الأَزهريّ: قرأْ بخطّ شَمِرٍ فِي كِتَابه: يُقَال} سَدَّ عَلَيْك الرَّجلُ {يَسِدُّ} سَدًّا، إِذا أَتَى {السَّدادَ.
وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ: (مَا} سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ) قَالَ شَمِرٌ: زَعَمَ العترِيفِيُّ: أَي مَا قَطَعتُ عَلَيْهِ، فأَسُدَّ كلَامَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال: {سَدِّدْ صاحِبَك، أَي علِّمه واهدِهِ.} وسَدِّدْ مالَكَ، أَيَ أَحْسِن العَمَلَ بِهِ.
{والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَهَا لكلّ مَكانِ مَرْعًى، وكلّ مكانِ لَيانٍ، وكلِّ مكانِ رَقَاق،} والمُسَدَّدُ: المُقَوَّم.
وَفِي الحَدِيث: (قَالَ لعليَ: سَلِ الله السَّدادَ، واذكُرْ بالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ) أَي إِصابَةَ القَصْد بِهِ.
وَفِي صِفَة متعلّم الْقُرْآن: (يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إِذا كَانَا! مُسَدَّدَينِ) أَي لازِمَي الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ. ويُروَى بِكَسْر الدَّال. وَقَالَ أَبو عدْنَانَ: قَالَ لي جابِرُ: البَذِخُ الّذِي إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قَالُوهُ، قلت: وَكَيف {يُسَدِّدُ عَلَيْهِم؟ قَالَ: يَنْقُضُ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قالُوه.
وَفِي الْمثل: (} سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ) وسيأْتِي.
وَمن الْمجَاز: هُوَ {يَسُدُّ} مَسَدَّ أَبيه، {ويسُدُّونَ} مَسَدَّ أَسلافِهم.
وسِدَادُ البَطْحَاءِ، بِالْكَسْرِ: لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وَهُوَ أَخو هاشمٍ والدِ عبد الْمطلب. وَقد انقرضَ وَلَدُه.
وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم: مِن قَصْدِهَا. وَهُوَ مَجَازٌ.
{وسُدُودُ، بالضّمّ، أَنَّه جمْع} سدّ: قَرْيَة بِفِلَسْطِين، وأُخْرَى بمصْر، فِي المُنُوفِيَّةِ. وَيُقَال فِي الأَخيرة: {أُسْدُودُ أَيضاً.
ورجُل} سَدَّادٌ، ككَتَّان: مُستقيمٌ.
{والمَسَدّ: قَرْيَة بالمغرِب.
} وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.
وسَدِيدَةُ بنتُ أَبي المُظفَّر الشاشيّ.
سمع مِنْهُمَا أَبو المحاسن القُرَشيّ.
والسُّدُّ، بالضّمّ: ماءُ سَماءٍ، جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلٌّ عَلَيْهِ، نقلَه الصاغانيُّ. وَهُوَ غير الَّذِي لِغَطفانَ.
(سدد) : السادَّةُ: نَعَفَةُ الرَّحْلِ، وهي ذُؤابَتُه [وعُذْرَتُه] . 
(سدد) السهْم إِلَى الصَّيْد وَجهه إِلَيْهِ وَالله فلَانا قومه ووفقه للسداد وَيُقَال سدد صَاحبه علمه وهداه وسدد مَاله أحسن الْعَمَل بِهِ وَعَلِيهِ القَوْل نقضه

العدالة

العدالة: لغة: الاستقامة. وشرعا: الاستقامة في طريق الحق بتجنب ما هو محظور في دينه. وقيل صفة توجب مراعاتها التحرز عما يخل بالمروءة عادة ظاهرا فالمرة الواحدة من صغار الهفوات وتحريف الكلام لا تخل بالمروءة ظاهرا لاحتمال الغلط والسهو والتأويل بخلاف ما إذا عرف منه ذلك وتكرر فيكون الظاهر الإخلال، ويعتبر عرف كل شخص وما يعتاد في لبسه، كذا في المفردات. وفي جمع الجوامع وشرحه: العدالة ملكة راسخة في النفس تمنع عن اقتراف كل فرد فرد من الكبائر وصغائر الخس كسرقة لقمة وتطفيف ثمرة، والرذائل الجائزة كبول بطريق وأكل غير سوقي به.
العدالة:
[في الانكليزية] Justice ،equity
[ في الفرنسية] Justice ،equite
بالفتح وتخفيف الدال في اللغة الاستقامة.
وعند أهل الشرع هي الانزجار عن محظورات دينية وهي متفاوتة وأقصاها أن يستقيم كما أمر، وهي لا توجد إلّا في النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاعتبر ما لا يؤدّي إلى الحرج وهو رجحان جهة الدين والعقل على الهوى والشهوة. فهذا التفسير عام شامل للمسلم والكافر أيضا لأنّ الكافر ربّما يكون مستقيما على معتقده. ولهذا يسأل القاضي عن عدالة الكافر إذا شهد كافر عند طعن الخصم على مذهب أبي حنيفة رحمه الله. نعم لا يشتمل الكافر إذا فسّرت بأنّها الاتصاف بالبلوغ والإسلام والعقل والسلامة من أسباب الفسق ونواقض المروءة كما وقع في خلاصة الخلاصة.
وقيل العدالة أن يجتنب عن الكبائر ولا يصرّ على الصغائر ويكون صلاحه أكثر من فساده، وأن يستعمل الصدق ويجتنب عن الكذب ديانة ومروءة، وهذا لا يشتمل الكافر لأنّ الكفر من أعظم الكبائر. وفي العضدي العدالة محافظة دينيّة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة من غير بدعة. فقولنا دينية ليخرج الكافر وقولنا على ملازمة التقوى والمروءة ليخرج الفاسق.
وقولنا من غير بدعة ليخرج المبتدع. وهذه لما كانت هيئة نفسية خفية فلا بد لها من علامات تتحقّق بها، وإنّما تتحقّق باجتناب أمور أربعة:
الكبائر والإصرار على الصغائر وبعض الصغائر وهو ما يدلّ على خسّة النفس ودناءة الهمّة كسرقة لقمة والتّطفيف في الوزن بحبّة وكالأكل في الطريق والبول في الطريق، وبعض المباح وهو ما يكون مثل ذلك كاللعب بالحمام والاجتماع مع الأراذل في الحرف الدنيّة كالدّباغة والحجامة والحياكة مما لا يليق به ذلك من غير ضرورة تحملــه على ذلك انتهى. وفي حاشية للتفتازاني في كون البدعة مخلّة بالعدالة نظر. ولهذا لم يتعرّض له الإمام وقال هي هيئة راسخة في النفس من الدين تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة جميعا انتهى. ويقرب منه ما قيل هي ملكة في النفس تمنعها عن اقتران الكبائر والإصرار على الصغائر وعن الرذائل المباحة. ويقرب منه أيضا ما قال الحكماء هي التوسّط بين الإفراط والتفريط وهي مركّبة من الحكمة والعفّة والشجاعة وقد مرّ في لفظ الخلق.
اعلم أنّ العدالة المعتبرة في رواية الحديث أعمّ من العدالة المعتبرة في الشهادة فإنّها تشتمل الحرّ والعبد بخلاف عدالة الشهادة فإنّها لا تشتمل العبد كذا في مقدمة شرح المشكاة.
واعلم أيضا أنّهم اختلفوا في تفسير عدالة الوصف أي العلة، فقال الحنفية هي كونه بحيث يظهر تأثيره في جنس الحكم المعلّل به في موضع آخر نصا أو إجماعا، فهي عندهم تثبت بالتأثير، كذا ذكر فخر الإسلام في بعض مصنّفاته. وقال بعض أصحاب الشافعي هي كونه بحيث يخيّل، فهي عندهم تثبت بكونه مخيلا أي موقعا في القلب خيال القبول والصحة، ثم يعرض بعد ثبوت الإخالة على الأصول بطريق الاحتياط لا بطريق الوجوب ليتحقّق سلامته عن المناقضة والمعارضة. وقال بعضهم بل العدالة تثبت بالعرض فإن لم يردّه أصل مناقض ولا معارض صار معدلا وإلّا فلا، هكذا يستفاد من المفيد شرح الحسامي وغيره.

حَمَلَ 

(حَمَلَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى إِقْلَالِ الشَّيْءِ. يُقَالُ حَمَلْتُ الشَّيْءَ أَحْمِلُهُ حَمْلًا. وَالْحَمْلُ: مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرٍ. يُقَالُ امْرَأَةٌ حَامِلٌ وَحَامِلَةٌ. فَمَنْ قَالَ حَامِلٌ قَالَ هَذَا نَعْتٌ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْإِنَاثِ. وَمَنْ قَالَ حَامِلَةٌ بَنَاهُ عَلَى حَمَلَتْ فَهِيَ حَامِلَةٌ. قَالَ:

تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِ حَامِلَةٍ تِمَامُ

وَالْحِمْلُ: مَا كَانَ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ رَأْسٍ. وَالْحَمَالَةُ: أَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ دِيَةً ثُمَّ يَسْعَى عَلَيْهَا، وَالضَّمَانُ حَمَالَةٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ.

وَمِمَّا هُوَ مُضَافٌ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى الْمَرْأَةُ الْمُحْمِلُ، وَهِيَ الَّتِي تُنْزِلُ لَبَنَهَا مِنْ غَيْرِ حَبَلٍ. يُقَالُ أَحْمَلَتْ تُحْمِلُ إِحْمَالًا. وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلنَّاقَةِ أَيْضًا. وَالْحُمُولُ: الْهَوَادِجُ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَتَحَامَلْتُ، إِذَا تَكَلَّفْتَ الشَّيْءَ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:

لَا أَعْرِفَنَّكَ إِنْ جَدَّتْ عَدَاوَتُنَا ... وَالْتُمِسَ النَّصْرُ مِنْكُمْ عِوَضٌ تُحْتَمَلُ

إِنَّ الِاحْتِمَالَ الْغَضَبُ. قَالَ: وَيُقَالُ احْتُمِلَ، إِذَا غَضِبَ. وَهَذَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ، لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: احْتَمَلَهُ الْغَضَبُ، وَأَقَلَّهُ الْغَضَبُ، وَذَلِكَ إِذَا أَزْعَجَهُ. وَالْحِمَالَةُ وَالْمِحْمَلُ عِلَاقَةُ السَّيْفِ. وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

وَالْحَمُولَةُ: الْإِبِلُ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْأَثْقَالُ، كَانَ عَلَيْهَا ثِقْلٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَالْحَمُولَةُ: الْإِبِلُ بِأَثْقَالِهَا، وَالْأَثْقَالُ أَنْفُسُهَا حَمُولَةٌ. وَيُقَالُ أَحْمَلْتُ فُلَانًا، إِذَا أَعَنْتَهُ عَلَى الْحَمْلِ. وَحَمِيلُ السَّيْلِ: مَا يَحْمِلُهُ مِنْ غُثَائِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» ". فَالْحَمِيلُ: مَا حَمَلَهُ السَّيْلُ مِنْ غُثَاءٍ. وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِلدَّعِيِّ حَمِيلٌ. قَالَ الْكُمَيْتُ يُعَاتِبُ قُضَاعَةَ فِي تَحَوُّلِهِمْ إِلَى الْيَمِينِ:

عَلَامَ نَزَلْتُمُ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةِ الْحَمِيلِ

فَأَمَّا قَوْلُهُمُ الْأَحْمَالُ - وَهُمْ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، وَهُمْ ثَعْلَبَةُ وَعَمْرٌو وَالْحَارِثُ أَبُو سَلِيطٍ وَصُبَيْرٌ - فَيُقَالُ إِنَّ أُمَّهُمْ حَمَلَتْهُمْ عَلَى ظَهْرٍ فِي بَعْضِ أَيَّامِ الْفَزَعِ، فَسُمُّوا الْأَحْمَالَ. وَإِيَّاهُمْ أَرَادَ جَرِيرٌ بِقَوْلِهِ:

أَبَنِي قُفَيْرَةَ مَنْ يُوَرِّعُ وِرْدَنَا ... أَمْ مَنْ يَقُومُ لِشِدَّةِ الْأَحْمَالِ

وَيُقَالُ أَدَلَّ عَلَيَّ فَحَمَلْتُ إِدْلَالَهُ وَاحْتَمَلْتُ إِدْلَالَهُ، بِمَعْنًى. وَقَالَ:

أَدَلَّتْ فَلَمْ أَحْمِلْ وَقَالَتْ فَلَمْ أُجِبْ ... لَعَمْرُ أَبِيهَا إِنَّنِي لَظَلُومُ

وَالْقِيَاسُ مُطَّرِدٌ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. فَأَمَّا الْبَرَقُ فَيُقَالُ لَهُ حَمَلٌ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَمْلِ، كَأَنَّهُ يُقَالُ حَمَلَتِ الشَّاةُ حَمْلًا، وَالْمَحْمُولُ حَمْلٌ وَحَمَلٌ؛ كَمَا يُقَالُ نَفَضْتُ الشَّيْءَ نَفْضًا وَالْمَنْفُوضُ نَفَضٌ، وَحَسَبْتُ الشَّيْءَ حَسْبًا. وَالْمَحْسُوبُ حَسَبٌ، وَهُوَ بَابٌ مُسْتَقِيمٌ. ثُمَّ يُشَبَّهُ بِهَذَا فَيُقَالُ لِبُرْجٍ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ حَمَلٌ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَالسُّحُلِ الْبِيضِ جَلَا لَوْنَهَا ... ساءِ الْحَمَلِ الْأَسْوَلِ

نَقَعَ

(نَقَعَ)
(هـ) فِيهِ «نَهى أَنْ يُمنَعَ نَقْعُ البِئر» أَيْ فَضْل مائِها، لِأَنَّهُ يُنْقَعُ بِهِ العَطش:
أَيْ يُرْوَى. وشَرِب حَتَّى نَقَعَ: أَيْ رَوِيَ. وَقِيلَ: النَّقْعُ: الْمَاءُ النَّاقِعُ، وَهُوَ المُجْتَمِع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يُباع نَقْعُ الْبِئْرِ وَلَا رَهْوُ الْمَاءِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقْعُدُ أحدُكم فِي طريقٍ أَوْ نَقْعِ مَاءٍ» يَعْنِي عِند الحَدَث وقضاءِ الحاجَة.
[هـ] وَفِيهِ «أنَّ عَمر حَمى غَرْزَ النَّقِيعِ» هُوَ موضِعٌ حَماه لِنَعَم الفَيْء وخَيْلِ المُجاهدين، فَلَا يَرعاه غَيْرُهَا، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، كَانَ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ: أَيْ يَجْتَمع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي الْإِسْلَامِ بِالْمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الْخَضِمَاتِ » وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ «إِذَا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ جَاءَ مَلَكُ الموْت» أَيْ إِذَا اجْتَمَعَتْ فِي فِيه تُريد الخُروج، كَمَا يَسْتَنْقع الماءُ فِي قَرارِه، وَأَرَادَ بالنَّفْسِ الرُّوحَ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الحجَّاج «إِنَّكُمْ يَا أهلَ العِراق شَرَّابُون عَلَيّ بِأَنْقُعٍ» هُوَ مَثَلٌ يُضْرَب لِلَّذِي جَرَّب الْأُمُورَ ومارَسها. وَقِيلَ: لِلَّذِي يُعاوِدُ الْأُمُورَ المكروهَةَ. أَرَادَ أنَّهم يَجْتَرئون عَلَيْهِ ويتَنَاكَرون.
وأَنْقُعٌ: جَمْعُ قِلَّة لِنَقْعٍ، وهُو الْمَاءُ النَّاقِعُ، وَالْأَرْضُ الَّتِي يَجْتَمع فِيهَا الْمَاءُ. وأصلُه أَنَّ الطائِر الحَذِرَ لَا يَرِد المَشَارِع، ولكنَّه يَأْتِي الْمَنَاقِعَ يَشْرب مِنْهَا، كَذَلِكَ الرجُل الحَذِر لَا يَتَقَحَّم الْأُمُورَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنَّ الدَّليل إِذَا عَرَف المِياه فِي الفَلَواتِ حَذَقَ سُلُوك الطَّرِيقِ الَّتِي تُؤَدِّيهِ إليها.
(هـ) ومنه حديث ابن جريح «أَنَّهُ ذَكَر مَعْمَر بْنَ رَاشِدٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَشَرَّابٌ بِأَنْقُع» أَيْ إِنَّهُ رَكِبَ فِي طَلَب الْحَدِيثِ كلَّ حَزْن، وكَتَبَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. (س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «رَأَيْتُ البَلايَا تَحْمِل المَنايَا، نَواضِح يَثْرِب تَحْمِل السَمَّ النَّاقِعَ» أَيِ القاتِل. وَقَدْ نَقَعْتُ فُلَانًا، إِذَا قَتَلْتَه. وَقِيلَ: النَّاقِعُ: الثَّابِت المُجْتَمِع، مِنْ نَقْعِ الْمَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الكَرْم «تَتَّخذونه زَبِيباً تُنْقِعُونَهُ» أَيْ تَخْلِطونه بِالْمَاءِ ليَصِير شرَاباً.
وكلُّ مَا أُلْقِي فِي مَاءٍ فَقَدْ أُنْقِعَ. يُقال: أَنْقَعْتُ الدَّواء وغَيْره فِي الْمَاءِ، فَهُوَ مُنْقَعٌ. والنَّقُوعُ بِالْفَتْحِ: مَا يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنَ اللَّيل ليُشْرَب نَهارا، وَبِالْعَكْسِ. والنَّقِيعُ: شَراب يُتَّخَذ مِنْ زَبيب أَوْ غَيره، يُنْقَع فِي الْمَاءِ مِنْ غَير طَبْخ.
وكانَ عَطاء يَسْتَنْقِعُ فِي حِياض عَرَفة: أَيْ يدْخُلها ويَتَبَرَّدُ بِمَائِهَا.
هـ س وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَسْفِكْنَ مِنْ دُموعهنّ عَلَى أَبِي سُليمان مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقة» يَعْنِي خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ. النَّقْعُ: رفْع الصَّوت. ونَقَعَ الصّوتُ واسْتَنْقَعَ، إِذَا ارتَفَع.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالنَّقْعِ شَقَّ الجُيوب.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ وَضْع التُّراب عَلَى الرءُوس، مِنَ النَّقْع: الغُبار، وَهُوَ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ قَرن بِهِ اللَّقْلَقة، وَهِيَ الصَّوت، فَحمْل اللَّفْظَين عَلَى مَعْنَيَين أَوْلَى مِنْ حَمْلهما عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ المولدِ «فاسْتَقْبَلوه فِي الطَّرِيقِ مُنْتَقِعاً لونُه» أَيْ مُتَغَيِّرا. يُقَالُ: انْتَقَعَ لونُه وامْتُقِع، إِذَا تَغَيَّر مِنْ خَوْفٍ أَوْ ألَمٍ وَنَحْوِ ذلك.
ومنه حديث ابْنِ زمْل «فانْتُقع لونُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ» .
(س) وَفِيهِ ذِكْرُ «النَّقِيعَةُ» وَهِيَ طَعام يَتَّخذه الْقَادِمُ مِنَ السَّفَر.

غنا

غنا: في أَسْماء الله عز وجل: الغَنِيُّ. ابن الأثير: هو الذي لا

يَحْتاجُ إلى أَحدٍ في شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إليه، وهذا هو الغِنى

المُطْلَق ولا يُشارِك الله تعالى فيه غيرُهُ. ومن أَسمائه المُغْني، سبحانه

وتعالى، وهو الذي يُغني من يشاءُ من عِباده. ابن سيده: الغنى، مقصورٌ، ضدُّ

الفَقْر، فإذا فُتِح مُدَّ؛ فأَما قوله:

سَيُغْنِيني الذي أَغْناكَ عني،

فلا فَقْرٌ يدوُمُ ولا غِناءٌ

فإنه: يُروى بالفتح والكسر، فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غانَيْت، ومن

رواه بالفتح أَراد الغِنى نَفْسه؛ قال أَبو اسحق: إنما وَجْهُه ولا

غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عن معنى الغِنى؛ قال: وكذلك أَنشده من يُوثَقُ

بعِلْمِه. وفي الحديث: خيرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًى، وفي رواية:

ما كان عن ظَهْرِ غِنًى أَي ما فَضَل عن قُوت العيال وكِفايتِهِمْ، فإذا

أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى، وكانت عن

اسْتِغْناءٍ منكَ ،ومِنْهُم عَنْها، وقيل: خيرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَيْتَ به

مَن أَعْطَيْته عن المسأَلة؛ قال: ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنى عن

المَسْأَلة في وقْتِه أَو يَوْمِه، وأَما أَخْذُه على الإطلاق ففيه مَشقَّة

للعَجْزِ عن ذلك. وفي حديث الخيل: رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا

أَي اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس.

وفي حديث الجُمعة: مَن اسْتَغْنى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنى الله

عنه، واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد، أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى به من عَيْنه

فِعْلَ من اسْتَغْنى عن الشيء فلم يَلْتَفِتْ إليه، وقيل: جَزاهُ جَزاءَ

اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالى: نَسُوا الله فنَسِيَهُم. وقد غَنِيَ به عنه

غُنْية وأَغْناه الله. وقد غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنى واغْتَنى وتَغَانَى

وتَغَنَّى فهو غَنِيٌّ. وفي الحديث: ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ؛

قال أَبو عبيد: كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم

يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت؛ قال أَبو عبيد: وهذا

جائزٌ فاش في كلام العرب، ويقول: تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى

اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً؛ قال الأعشى:

وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق،

عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ

يريد الاسْتِغْناءَ، وقيل: أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة. قال

الأزهري: وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى

بالقرآنِ يَجْهَرُ به، قال: فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن

الشافعي أَنه قال معناه تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها، قال: ومما

يُحَقّقُ ذلك الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم، قال: ونحوَ ذلك قال

أبو عبيد؛ وقال أَبو العباس: الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة في قوله،

صلى الله عليه وسلم: كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ، أَنه على

مَعْنَيَيْنِ: على الاستغناء، وعلى التَّطْرِيبِ؛ قال الأزهري: فمن ذهَب به

إلى الاستغناء فهو من الغِنى، مقصورٌ، ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو

من الغِناء الصَّوْتِ، ممدودٌ. الأصمعي في المقصور والممدود: الغِنى من

المال مقصورٌ، ومن السِّماعِ ممدود، وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ

فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ. والغَناءُ، بالفتح: النَّفْعُ. والغِناء، بالكسر:

من السَّماع. والغِنَى، مقصورٌ: اليَسارُ. قال ابن الأعرابي: كانت العرب

تتَغَنَّى بالرُّكْبانيِّ،

(*قوله «الركباني» في هامش نسخة من النهاية:

هو نشيد بالمد والتمطيط يعني ليس منا من لم يضع القرآن موضع الركباني في

اللهج به والطرب عليه.)

إذا رَكِبَت الإبلَ، وإذا جَلَست في الأفْنِية وعلى أَكثر أَحوالها،

فلمَّا نَزَلَ القرآنُ أَحبَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يكون

هِجِّيرَاهُم بالقرآن مكانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبانيِّ، وأَوْلُ مَن قرَأَ

بالأَلحانِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أبي بَكْرة، فَوَرِثَه عنه عَبَيْدُ الله بنُ

عُمر، ولذلك يقال قرأْتُ العُمَرِيَّ، وأَخَذ ذلك عنه سعيدٌ العَلاَّفُ

الإباضيُّ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندي جارِيتان تُغَنِّيانِ

بغِناءِ بُعاثَ أَي تُنْشِدانِ الأشعارَ التي قيلَتْ يومَ بُعاث، وهو

حربٌ كانت بين الأنصار، ولم تُرِدِ الغِناء المعروفَ بين أَهلِ اللَّهْوِ

واللَّعِبِ، وقد رَخَّصَ عمر، رضي الله عنه، في غناءِ الأعرابِ وهو صوتٌ

كالحُداءِ.

واسْتَغْنَى اللهَ: سأَله أَن يُغْنِيهَ؛ عن الهَجَري، قال: وفي الدعاء

اللهمَّ إني أَسْتَغْنِيكَ عن كلِّ حازِمٍ، وأَسْتَعِينُك على كلِّ

ظالِمٍ. وأَغْناهُ اللهُ وغَنَّاه، وقيل: غَنَّاه في الدعاء وأَغْناه في

الخبر، والاسم من الاستغناء عن الشيء الغُنْيَة والغُنْوة والغِنْية

والغُنْيانُ.

وتَغانُوا أَي استغنى بعضهم عن بعض؛ قال المُغيرة ابن حَبْناء

التَّميمي.كِلانا غَنِيٌّ عن أَخِيه حَياتَه،

ونَحْنُ إذا مُتْنا أَشَدُّ تَغانِيَا

واستغنى الرجلُ: أَصابَ غِنًى. أَبو عبيد: أَغْنَى اللهُ الرجلَ حتى

غَنِيَ غِنًى أَي صار له مالٌ، وأًقناه اللهُ حتى قَنِيَ قِنًى وهو أَن

يَصيرَ له قِنيةٌ من المال. قال الله عز وجل: وأَنّهُ هو أَغْنَى وأَقْنى.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنَّ غُلاماً لأَناسٍ فُقِراء قَطَع أُذُنَ

غُلامٍ لأَغْنِياءَ، فأَتَى أَهلُه النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم

يَجْعَلْ عليه شيئاً. قال ابن الأثير: قال الخطَّابي كانَ الغلامُ الجاني

حُرًّا وكانت جِنايتُه خَطَأَ وكانت عاقِلَتُه فقراءَ فلا شيء عليهم

لفَقْرِهم. قال: ويُشْبِه أَن يكون الغلامُ المَجْنيّ عليه حُرًّا أَيضاً، لأنه

لو كان عبداً لم يكن لاعتذارِ أَهلِ الجاني بالفَقْرِ معنًى، لأن العاقلة

لا تَحْمِلُ عبداً كما لا تحْمِلُ عَمْداً ولا اعترافاً، فأمّا المَمْلوك

إذا جنَى على عَبْدٍ أو حُرٍّ فجنايَتُه في رَقَبَتِه، وللفُقهاء في

اسْتِيفائها منه خلافٌ؛ وقول أبي المُثَلّم:

لَعَمْرُكَ والمَنايا غالِياتٌ، * وما تُغْني التَّمِيماتُ الحِمامَا

(* قوله «غاليات» هو هكذا في المحكم بالمثناة.)

أراد من الحِمامِ، فحذَفَ وعَدَّى. قال ابن سيده: فأَما ما أُثِرَ من

أَنه قيلَ لابْنةِ الخُسِّ ما مِائةٌ من الضأْنِ فقالت غِني، فرُوِي أَن

بعضَهم قال: الغِنَى اسمُ المِائةِ من الغَنمِ، قال: وهذا غيرُ معروفٍ في

موضوعِ اللغةِ، وإنما أَرادَتْ أَن ذلك العدَدَ غِنًى لمالِكِه كما قيل

لها عند ذلك وما مِائةٌ من الإبلِ فقالت مُنى، فقيل لها: وما مِائة من

الخيل؟ فقالت: لا تُرَى؛ فمُنى ولا تُرَى ليسا باسمَين للمائة من الإبلِ

والمِائةِ من الخَيْلِ، وكتَسْمِية أبي النَّجْم في بعضِ شعْره الحِرْباء

بالشقِيِّ، وليس الشَّقِيُّ باسمٍ للحِرْباء، وإنما سمَّاه به

لمكابَدَتِه للشمسِ واستِقبالِه لها، وهذا النحوُ كثيرٌ. والغَنِيُّ والغاني: ذُو

الوَفْرِ؛ أَنشد ابن الأعرابي لعَقِيل بن عُلَّفة قال:

أَرى المالَ يَغْشَى ذا الوُصُومِ فلا تُرى،

ويُدْعى من الأشرافِ مَن كان غانِيا

وقال طرفة:

وإن كنتَ عنها غانياً فاغْنَ وازْدَدِ

ورجل غانٍ عن كذا أَي مُسْتَغْنٍ، وقد غَنِيَ عنه. وما لَك عنه غِنًى

ولا غُنْيَةٌ ولا غُنْيانٌ ولا مَغْنًى أَي ما لك عنهُ بُدٌّ. ويقال: ما

يُغْني عنك هذا أي

ما يُجْزِئُ عنك وما يَنْفَعُك. وقال في معتل الألف: عنه غُنْوَةٌ أَي

غِنًى؛ حكاه اللحياني عن الكسائي، والمعروف غُنية. والغانيَةُ من

النساء: التي غَنِيَتْ بالزَّوْج؛ وقال جميل:

أُحبُّ الأيامى: إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ،

وأَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِيتِ الغَوانيا

وغَنِيَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْياناً أَي اسْتَغْنَتْ، قال قَيْسُ بنُ

الخَطيم:

أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها،

فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها؟

والغانِيَةُ من النساء: الشابَّة المُتَزَوّجة، وجمعُها غَوانٍ؛ وأَنشد

ابن بري لنُصَيْب:

فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بذي سَلمٍ،

كما بَدَأْنَ، وأَيّامي بها الأُوَلُ

أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ،

وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ

والغانية: التي غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحَلْي، وقيل: هي التي

تُطْلَب ولا تَطْلُب، وقيل: هي التي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها ولم

يَقَعْ عليها سِباءٌ. قال ابن سيده: وهذه أَعْزَبُها؛ وهي عن ابن جني، وقيل:

هي الشابَّة العَفيفة، كان لها زَوْجٌ أَو لم يكُنْ. الفراء: الأَغْناءُ

إملاكاتُ العَرائسِ. وقال ابن الأعرابي: الغِنى التَّزْويجُ، والعَرَبُ

تقول: الغِنى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ. أَبو عبيدة: الغَواني

ذواتُ الأزْواج؛ وأَنشد:

أَزْمانُ ليلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ

وقال ابن السكيت عن عمارة: الغَواني الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ

الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ. وقال غيره: الغانية الجاريَةُ

الحَسْناءُ، ذاتَ زوْج كانت أَو غيرَ ذاتِ زَوْج، سميِّتْ غانِيَة لأنها

غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزينَة. وقال ابن شميل: كلُّ امْرأَة غانِيَةٌ، وجمعها

الغَواني؛ وأَما قول ابنِ قيس الرُّقَيَّات:

لا بارَكَ اللهُ في الغَوانِي، هَلْ

يُصْبِحْنَ إلاَّ لَهُنَّ مُطَّلَب؟

فإنما حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُُورة ورَدَّه إلى أَصْله، وجائزٌ

في الشعر أَن يُرَدَّ الشيءُ إلى أَصْله

وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ،

ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ

إنما أَراد الغَواني، فحذَف الياء تشبيهاً لِلام المَعْرفة بالتنوين من

حيث كانت هذه الأشياءُ من خَواصِّ الأَسماء، فحذَفَ الياءَ لأَجل اللام

كما تحذِفها لأجل التنوين؛ وقول المثَقّب العَبْدي:

هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ،

مِنْ نَهْلَةٍ في اليَوْمِ أَوْ في غَدِ؟

إنما أَراد غانِيَةِ فذَكّرَ على إرادة الشخص، وقد غَنِيَتْ غِنًى.

وأَغْنى عنه غَناء فلانٍ ومَغْناه ومَغْناتَه ومُغْناهُ ومُغْناتَه:

نابَ عنه وأَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه. والغَناءُ، بالفتح: النَّفْعُ.

والغَناءُ، بفتح الغين ممدودٌ: الإجْزاءُ والكفايَة. يقال: رَجُلٌ مُغْنٍ أَي

مُجْزئٌ كافٍ؛ قال ابن بري: الغَناءُ مصدرُ أَغْنى عنْكَ أَي كَفاكَ على

حَذْفِ الزّوائد مثل قوله:

وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا

وفي حديث عثمان: أَنّ عَلِيًّا ، رضي الله عنهُما، بَعث إليه بصَحيفة

فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا أَي اصْرفْها وكُفَّها، كقوله تعالى: لكلِّ

امْرِئٍ منهم يومئذ شأْنٌ يُغْنِيه؛ أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه. يقال:

أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ؛ ومنه قوله تعالى: لَنْ يُغْنُوا

عَنْكَ من الله شيئاً؛ وحديث ابن مسعود: وأَنا لا أُغْني لو كانت

مَنَعَة أَي لو كان مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم. وما

فيه غَناءُ ذلك أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ به .

غنا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ. كَانَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يَقُول: مَعْنَاهُ من لم يسْتَغْن بِهِ وَلَا يذهب بِهِ إِلَى الصَّوْت وَلَيْسَ للْحَدِيث عِنْدِي وَجه غير هَذَا لِأَنَّهُ فِي حَدِيث آخر كَأَنَّهُ مُفَسّر عَن [عبد الله -] بْن نَهيك أَو ابْن أبي نهيك أَنه دخل على سعد وَعِنْده مَتَاع رَثّ وَمِثَال رَثّ فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ. قَالَ أَبُو عبيد: فَذكره رثاثة الْمَتَاع والمثال عِنْد هَذَا الحَدِيث يبينك أَنه إِنَّمَا أَرَادَ الِاسْتِغْنَاء بِالْمَالِ الْقَلِيل وَلَيْسَ الصَّوْت من هَذَا فِي شَيْء وَيبين ذَلِك حَدِيث عبد الله من قَرَأَ سُورَة آل عمرَان فَهُوَ غَنِي. وَعنهُ قَالَ: نعم كنز الصعلوك سُورَة آل عمرَان يقوم بهَا من آخر اللَّيْل.
(غنا) - في الحديث: " وعندَ عائِشةَ - رضي الله عَنْها "قَينَتَان تُغَنِّيَان"
قيل: لم يُرِد بالغِناء ذِكْرَ الخَنَا والفُحْش، كما يُسَمِّيه أَهلُ الحِجاز، وإنما أَرادَ الجَهْرَ بالشِّعْرِ، فإن كلَّ مَنْ رَفَع صوتَه بشيءٍ وَوَالَى به مَرَّة بعد أُخْرى، فهو غِناءٌ؛ ولهذا يقال: غَنَّتِ الحَمامَةُ.
- وعلى هذا قَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "لَيسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرآن "
قال أبو عَاصِم النَّبِيل: أَخذَ ابنُ جُريْج بِيدي، فأَوقفَني على أَشْعَب، فقال: "غَنِّ ابنَ أَخي ما بَلَغ من طَمَعِك"
: أي أَخْبِره مُعلِناً به غَيرَ مُسِرٍّ.
وقال الخطابي: هذا يُتَأَوّل على وجوه؛ أحدها: تَحسِينُ الصَّوتِ، والثاني: الاسْتِغناءُ به عن غَيْره، وإليه ذَهَب ابنُ عُيَيْنَة. يقال: تَغَنَّى الرَّجُلُ بمعنى استَغْنَى.
قال الأَعشَى:
وكُنتُ امرأً زَمَناً بالعِرا ... قِ عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ
وقال ابن الأعرابي: إن العربَ كانت تتَغنَّى بالرُّكْبانيِّ إذا رَكِبَت الإبلَ، وإذا جَلَست في الأَفْنِيَة، وعلى أكثر أحوالِهَا؛ فلَمَّا نزلَ القرآنُ أحبَّ النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - أن يكون هِجِّيراهُم القُرآنَ مَكَانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبَانيّ.
- وفي حديث آخر: "ما أَذِنَ الله تَعالَى لشَيء أَذَنَه لنَبيٍّ حَسَن الصَّوتِ يتغَنَّى بالقُرآنِ يَجهَر به"
زَعَم بَعضُهم أَنَّ قَولَه: "يَجْهَر به" تَفسِيرٌ لِقوله: "يتغنَّى به" على معنى حِكايَة أَشْعَب.
قال القُتَبِيُّ: أولُ من قرأَ بالأَلحانِ عُبَيْدُ الله بنُ أَبي بَكْرة قِراءَة حُزْن، فوَرِثه عنه ابنُ ابنِه عُبَيدُ الله بن عمر؛ ولذلك يقال: قِراءَةُ العُمَرَيْن، وأخذ ذلك عنه الإباضِيُّ، وأَخذَ عن الإباضيِّ سَعِيدٌ العَلَّافُ وأَخُوه. وكان هَارون، يَعني الرشيدَ، مُعجَبًا بقِراءَةِ العَلَّاف , فكان يُعطِيه، ويُعرَفُ بِقَارىء أَمير المُؤْمِنِين.
وكان القُرَّاءُ كلهم: الهَيْثَمُ وَأَبَانُ، وابنُ أَعْيُن يُدْخِلون في القِراءة من أَلْحانِ الغِناء والحُداءِ.
وقِيلَ: مَعنَى "ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقُرآنِ" الاستِغْنَاء به عن سَائِر الأَشْياءِ؛ لأنا وَجدْنا مَنْ قَرأَ القُرآن بغَيْر تَحْسِين منه صوته مُثَابًا عليه غَيرَ مَذْمُوم، فعلِمنَا أَنَّه أَرادَ الاسْتِغناءَ دُونَ غَيرِه
- قَولُه تَباركَ وتَعالى: {كَأنْ لَمْ تَغْنَ بالأَمْسِ}
قال قَتادةُ: أي لم تَنْعم ولم تَعْمُر.
وغَنِىَ: لَبِثَ، وبَقِي ، ونَزَلَ، والمَغْنَى: المَنْزِل.
[غنا] في أسمائه "الغنى"، هو من لا يحتاج إلى أحد في شيء وكل واحد محتاج إليه، وهو الغني مطلقًا ولا يشاركه فيه غيره. و"المغني"، وهو من يغني من يشاء من عباده. ومنه ح: خير الصدفة ما أبقت "غنى"، أي ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم فإذا أعطيتها غيرك أبقت بعدها لك ولهم غنى وكانت عن استغناء منك ومنهم عنها، وقيل: ما أغنيت به من أعطيته عن المسألة. وفي ح الخيل: رجل ربطها "تغنيا" وتعففا، أي استغناء بها عن الطلب من الناس. ك: أي تغنيا عن الناس وتعففا عن السؤال بالتجارة في الخيل وإنتاجها، أو يتردد عليها إلى متاجره أو مزارعه فيكون سترًا لها يحجبه عن الفاقة، ثم لا ينسى حق الله في رقابها فيؤدي زكاة تجارتها، ولا في ظهورها فيركب عليها في سبيل الله. ش: و"أغني" به بعد عيلة، يضم همزة وسكون معجمة. نه: وفيه: من "لم يتغن" بالقرآن فليس منا، أي من لم يستغن به عن غيره، من تغنيت وتغانيت واستغنيت، وقيل: من لم يجهر بالقراءة، وفي آخر: ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي "يتغنى" بالقرآن يجهر به، قيل: هو تفسير ليتغنى به، وفسره الشافعي بتحسين القراءة وترفيقها، ويشهد له ح: زينوا القرآن بأصواتكم، وكل صوت رفع فغناء عند العرب، وقيل: كانت العرب تتغنى بالركباني إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها فأحب صلى الله عليه وسلم أن يكون بحيرانهم بالقرآن مكان التغني بالركباني، وأول من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكرة، وورثه عبيد الله بن عمر، ولذا يقال: قراءة العمري، وأخذه عنه سعيد العلافعما في أيدي الناس. غ: "كان "لم يغنوا" فيها"، لم يقيموا راضين بمحلهم مستغنين، غنى بالمكان، والمغاني الأمكنة يقام بها. و"كان لم "تغن" بالأمس"، كأن لم تكن قبل أن حصدت معمورة. و"شان "يغنيه"" يكفه عن الاهتمام لغيره.

عاطت

(عاطت)
الْعُنُق عوطا طَالَتْ فِي اعْتِدَال وَيُقَال عاطت الْمَرْأَة وَالْمَرْأَة والناقة لم تحمل سنوات من غير عقم فَهِيَ عائط (ج) عوط وعوائط
(عاطت)
الْعُنُق عيطا طَالَتْ فِي اعْتِدَال وَالْمَرْأَة والناقة عيطا وعياطا لم تحمل سِنِين من غير عقم وَحمل عَلَيْهَا فَلم تحمل فَهِيَ عائط (ج) عيط وعيط

ختم

ختم: {ختامه}: آخر طعمه، ختم: طبع. خاتم: آخر.
[ختم] ختمت الشئ ختما فهو مختوم، ومختم شدد للمبالغة. وختم الله له بخير. وخَتَمْتُ القرآنَ: بلغت آخره. واختتمت الشئ: نقيض افتتحتُه. والخاتَمُ والخاتِمُ، بكسر التاء وفتحها. والخَيْتامُ والخاتامُ كلُّه بمعنىً، والجمع الخَواتيمُ. وتَخَتَّمْتُ، إذا لبستَه. وخاتمة الشئ: آخره. ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والخِتامُ: الطينُ الذي يُخْتَمُ به. وقوله تعالى: (خِتامُهُ مِسْك) أي آخِره، لأنّ آخر ما يجدونه رائحةُ المسك. وقول الاعشى:

وأبرزها وعليها ختم * أي عليها طينة مختومة، مثل نفض بمعنى منفوض، وقبض بمعنى مقبوض.
(ختم) - في الحديث: "أَنَّه جَاءه رجل عليه خَاتَم شَبَه. فقال: مَا لِي أَجِدُ منكَ رِيحَ الأصنام".
: أي لأَن الأَصنامَ كانت تُتَّخذ من الشَّبَه، فَطرَحَه، ثم جاء وعليه خَاتَم من حَدِيدٍ فقال: "مَا لِي أَرَى عليك حِلْيةَ أَهل النَّار"
قيل: إنما كَرِهَه من أَجل سُهوكة رِيحهِ. وقوله: "حِليةَ أهلِ النَّار": أي أَنَّه من زِيَّ الكُفَّار الذين هم أهلُ النَّار.
- وفي حديث آخر: "أَنَّه نَهَى عن لُبسِ الخَاتَم إلاّ لِذِي سُلْطان" .
: أي إذا لَبِسه لغَيْر حاجَةٍ، وكان للزِّينَةِ المَحْضَة فكَرِه له ذَلِك.
خ ت م: (خَتَمَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (مَخْتُومٌ) وَ (مُخَتَّمٌ) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (خَتَمَ) اللَّهُ لَهُ بِخَيْرٍ. وَخَتَمَ الْقُرْآنَ بَلَغَ آخِرَهُ. وَ (اخْتَتَمَ) الشَّيْءَ ضِدُّ افْتَتَحَهُ. وَ (الْخَاتَمُ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا وَ (الْخَيْتَامُ) وَ (الْخَاتَامُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى وَالْجَمْعُ (الْخَوَاتِيمُ) ، وَ (تَخَتَّمَ) لَبِسَ الْخَاتَمَ. وَ (خَاتِمَةُ) الشَّيْءِ آخِرُهُ. وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَ (الْخِتَامُ) الطِّينُ الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] أَيْ آخِرُهُ لِأَنَّ آخِرَ مَا يَجِدُونَهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. 
(خ ت م) : (خَتَمَ) الشَّيْءَ وَضَعَ عَلَيْهِ الْخَاتِمَ وَمِنْهُ خَتْمُ الشَّهَادَةِ وَذَلِكَ عَلَى مَا ذَكَرَ الْحَلْوَائِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ الشَّاهِدَ كَانَ إذَا كَتَبَ اسْمَهُ فِي الصَّكِّ جَعَلَ اسْمَهُ تَحْتَ رَصَاصٍ مَكْتُوبًا وَوَضَعَ عَلَيْهِ نَقْشَ خَاتَمِهِ حَتَّى لَا يَجْرِيَ فِيهِ التَّزْوِيرُ وَالتَّبْدِيلُ (وَعَنْ) الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ أَرَى نَقْشَ خَاتَمِي فِي الصَّكِّ وَلَا أَذْكُرُ الشَّهَادَةَ قَالَ لَا تَشْهَدْ إلَّا بِمَا تَعْرِفُ فَإِنَّ النَّاسَ يَنْقُشُونَ فِي الْخَوَاتِيمِ (وَأَمَّا خَتْمُ) الْأَعْنَاقِ فَقَدْ ذُكِرَ فِي الرِّسَالَةِ الْيُوسُفِيَّةِ أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَعَثَ ابْنَ حُنَيْفٍ عَلَى خَتْمِ عُلُوجِ السَّوَادِ فَخَتَمَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ عِلْجٍ بِالرَّصَاصِ عَلَى الطَّبَقَاتِ أَيْ أَعْلَمَهَا اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ وَثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ وَصُورَتُهُ أَنْ يُشَدَّ فِي عُنُقِهِ سَيْرٌ وَيُوضَعَ عَلَى الْعُقْدَةِ خَاتَمُ الرَّصَاصِ (وَالْمَخْتُومُ) الصَّاعُ بِعَيْنِهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَيَشْهَدُ لَهُ حَدِيثُ الْخُدْرِيِّ الْوَسْقُ سِتُّونَ مَخْتُومًا (وَخَتَمَ الْقُرْآنَ) أَتَمَّهُ (وَقَوْلُهُ) كَانَ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ يَقْرَأُ خَتَمًا أَيْ يَخْتِمُ خَتْمًا مَرَّةً بِحَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمَرَّةً مِنْ مُصْحَفِ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
باب الخاء والتاء والميم معهما خ ت م، ت خ م، خ م ت مستعملات

ختم: خَتَم يختِمُ خَتْماً أي: طَبَع فهو خاتِمِ. والخاتَمُ: ما يوضع على الطينة، أسم مثل العالم، والخِتام: الطين الذي يُخْتَمَ به على كتابٍ . ويقال: هو الخَتْم يعني: الطين الذي يختم به. وخِتامُ الوادي: أقصاه. ويقرأ: خاتمِهُ مِسْكٌ أي خِتامه، يعني عاقبته ريحُ المسك، ويقال: بل أراد به خاتَمَه يعني خِتامَه المختُوم، ويقال: بل الخِتام والخاتم ها هنا ما خُتِمَ عليه. وخاتِمة السورة: آخرها. وخاتِمُ العمل وكل شيء: آخرهُ. وخَتَمتُ زرعي إذا سقيته أول سقيةٍ، فهو الخَتْم، والخِتامُ اسم لأنه إذا سقي فقد خُتِمَ بالرجاء. وخَتَموا على زرعهم خَتُماً أي سقوه وهو كراب بعدُ.

تخم: تُخُومُ الأرض اسم على فعول، وبعض يقول: تَخُوم الأرض، كأنه جميع ولا يفرد منه واحد. وهو مفصل ما بين الكورتين أو القريتين. ومنتهى أرض كل قريةٍ وكورةٍ تُخَومُها. قال الضرير: التُّخُومُ واحدها تَخْمٌ. والتخمة فاؤها واو في أصل التأسيس ولكنها استعملت فقيل: اتَّخَمَ واتْخَمَه كذا، ويُخَفَّفُ فيقال: تَخَمَ ويَتْخَمُ، بحذف التثقيل من التاء. وبعض يقول: تَخَمَ متروك على ما كان عليه في قولك: اتخم، وكذلك قياس التهمة والتؤدة والتُّكَأة (كأنهم حملوه على تقي يتقي مخفَفاً. وهذا أمر مُتَوَخمَّ ومُسْتَوخَم إذا كان دميماً.

خمت: الخَميتُ: اسم السمين بالحميرية. 
[ختم] فيه: أمين "خاتم" رب العالمين على عباده المؤمنين، قيل أي طابعه وعلامته التي تدفع عنهم الأعراض والعاهات لأن خاتم الكتاب يصونه ويمنع الناظرين عما في باطنه، وتفتح تاؤه وتكسر. وفيه: أنه نهى عن لبس "الخاتم" إلا لذي سلطان، أي إذا لبسه لغير حاجة بل للزينة المحضة. ط: وكذا من يحتاج لحف متاعه وضبط ضياعه وحبس الحقوق، والنهي منسوخ أو محمول للزينة المحضة لا يشوبها مصلحة. وفيه: نهى أن "أتختم" في هذه أو هذه، أو للتقسيم لا للترديد، فيكره للرجل في الوسطى وتاليتها كراهة التنزيه، ويجوز للمرأة في كل الأصابع. وفيه: في أعناقهم "الخواتيم" أراد بها أشياء من ذهب أو غيره تعلق في أعناقهم علامة يعرفون بها. وفيه: "يختم" بقل هو الله، أي يختم قراءته بها أي كان عادته أن يقرأها بعد الفاتحة في كل صلاة. ك: فطرح النبي صلى الله عليه وسلم "خاتمه" فإن قيل: كيف طرح خاتمه وهو في رواية ابن بكير من فضة وهو مباح؟ قلت: قد وهم هذه الرواية من الزهري، وقيل: طرحه إنكارًا على تشبه الناس به، وقيل: مفعول طرح خاتم الذهب لا المصوغ من الفضة. ن: نهى عن "خاتم" الذهب، أي للرجال وأجمعوا على جواز خاتم الفضة للرجال، وكرهه بعض لغير ذي سلطان. وفيه: انظر ولو "خاتم" أي ولو حضر خاتم. وفيه: أو "ليختمن" الله على قلوبكم، الختم الطبع وكذا الرين، وهو عند أكثر أهل السنة خلق الكفر في صدورهم. وفيه: لا تفتح "الخاتم" غلا بحقه، أي لا تفض البكارة إلا بنكاح. ج: استودعتتخذ من الشبه، وقال في خاتم الحديد: ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟ لأنه من زي الكفار الذين هم أهل النار. وفيه: "التختم" بالياقوت ينفي الفقر، يريد أنه إذا ذهب ماله باع خاتمه فوجد فيه غنى، والأشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيه.
الْخَاء وَالتَّاء وَالْمِيم

خَتمه يَخْتِمُه خَتْما وخِتاما، الْأَخِيرَة عَن اللِّحيانيّ: طبعه.

والخَتْم على القَلب: أَلا يفهم شَيْئا وَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء، كَأَنَّهُ طبع.

وَفِي التَّنْزِيل: (خَتَم الله على قَلُوبهم) ، أَي: طبع.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى خَتم، وطبع فِي اللُّغة وَاحِد، وَهُوَ التغطية على الشَّيْء والاستيثاق من أَلا يدْخلهُ شَيْء، كَمَا قَالَ جلّ وَعز: (أم على قُلُوب أقْفالها) .

وَقَوله: (فَإِن يَشأ يَخْتم على قَلْبك) ، قَالَ قَتَادَة: الْمَعْنى: إِن يَشَأْ يُنْسِكَ مَا آتاك.

وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهَا: يرْبط على قَلْبك بِالصبرِ على أذاهم.

والخاتَم: مَا يُوضع على الطِّينة.

والخِتام: الطين الَّذِي يُخْتم بِهِ على الْكتاب.

والخَتَم، والخاتِمُ، والخاتَم، والخاتَام، والخَيْتام: من الحُلي، كَأَن أولَ وَهلةٍ خُتِم بِهِ، فدَخل بذلك فِي بَاب الطابَع، كَثُر اسْتِعْمَاله لذَلِك، وَإِن أُعِدَّ الخاتَم لغير الطَّبع، وَالْجمع: خَواتِم، وخواتيم.

وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الَّذين قَالُوا: خَوَاتِيم، إِنَّمَا جَعَلُوهُ تكسير " فاعال "، وَإِن لم يكن فِي كَلَامهم، وَهَذَا دَلِيل على أَن سِيبَوَيْهٍ لم يعرف " خاتاما ".

وَقد تَخَتَّم بِهِ: لَبِسه.

وخَتم الشَّيْء يَخْتمه خَتْماً: بلغ آخِرَه.

وخاتِمُ كُلُ شَيْء، وخاتِمته: عاقبتُه وآخِره.

وَقَوله، أنْشدهُ الزّجاج:

إِن الخَليفةَ إِن الله سَرْبَله سِربالَ مُلْكٍ بِهِ تُرْجَى الخَواتيمُ

إِنَّمَا جَمع " خَاتمًا " على " خَوَاتِيم " اضطراراً.

وخِتَامُ كُلُ مَشروب: آخرُه، وَفِي التَّنْزِيل: (ختامُهُ مِسك) ، أَي آخِره.

وخِتامُ الْوَادي: أقصاه.

وخِتَام القَوم، وخاتِمُهم: آخِرهم، عَن اللِّحيانيّ، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَكِن رَسول الله وخاتِمُ النَّبيين) ، أَي: آخِرهم. وَقد قريء: (وخاتَمَ النّبيين) .

وَقَول العجاج: مُبَاركٌ للأنبياء خاتِم إِنَّمَا حَمله على الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة.

وَختم زَرْعَه يَخْتِمه خَتْما، وخَتم عَلَيْهِ: سَقاه أوّل سَقْية.

والخِتَام: اسمٌ لَهُ. والخَتْمُ: أَن تَجمع النحلُ من الشَّمع شَيْئا رَقِيقا ارقَّ من شَمع القُرص فَتِطْلَيه بِهِ.

والخاتَمُ: اقل وضَح القوائَم.

وفرسُ مُخَتَّم: بأشَاعره بياضٌ خِفّي كاللُّمَع دون التَّخديم.

وخاتَم الفَرس الْأُنْثَى: الحَلْقة الدُّنيا من ظَبْيتيها. وتَخَتَّم عَن الشَّيْء: تغافل وسَكت.

والمِخْتَمُ: الجَوزة الَّتِي تُدْلك لَتمْلاس فَيُنْقَد بهَا، تُسمى: التِّيز، بِالْفَارِسِيَّةِ.

وَجَاء مُتختِّما، أَي مُتعمِّما.

وَمَا أحْسَن تَختُّمه، عَن الزجّاجّي.
ختم: ختَم - ختم في رقاب الذَّمة، ختم أعناق الذمة، ختم أيدي الذمة: هذه العبارات كانت تستعمل في القرون الإسلامية الأولى حين كان الحاكم يضع في رقاب أهل الجزيرة طوقاً يغلقه بختم من الرصاص أو النحاس. أو كان يسم أيديهم بميسم من الحديد المحمي (معجم البلاذري).
ختم كلامه ب: أنهى كلامه ب (بوشر).
وخَتَم ب: مقابل ابتدأ ب (دي ساسي طرائف 1: 158).
ختم الأمر خيراً: نجح في هذا الأمر (بوشر).
ويقال: اختم بنا نشرب بمعنى لنشرب آخر شربة (ألف ليلة برسل 4: 146).
ولا يستعمل الفعل ختم في قولهم ختم القرآن فقط (انظر لين) بل يستعمل أيضاً في الكلام عن الكتب الأخرى مثل صحيح البخاري (المقري 1: 1) وكتاب سيبويه (المقري 2: 562، الخطيب ص21 ق).
ويقال في الكلام عما هيئ من طعام أو شراب ختمه ب بمعنى أكمله بإضافة شيء إليه. ففي ألف ليلة (1: 190): ختم الزبدية بالمسك والماورد. ويسمى هذا الطعام أو هذا الشراب مختوم ب (ألف ليلة برسل 2: 98، 101).
وختم الجرح: اندمل، التحم، التأم (بوشر).
ختم وقلب: صب، سبك، أفرغ (بوشر).
خَتَّم (بالتشديد) لأم الجرح والحمه (بوشر). وفي ابن البيطار (1: 258): الجمار يختم القروح.
أختم: رسم، وضع سمة أو علامة على الشيء ليميزه (الكالا) وفيه أيضاً: رشم وأطبع.
وأختم: اندمل، التحم، التأم (بوشر).
انختم: أكمل، أتم (فوك) وانختم الكتاب: أتم وأكمل (بابن سميث 1409).
وانختم: التحم، التأم، اندمل، ففي معجم المنصوري في مادة اندمال: واكثر ما يعني به الأطباء في الجرح خاصة الانختام.
وانختم: انسد، ارتج، اغلق، ردم (القليوبي ص2 طبعة القاهرة).
اختتم بالعمامة: بالمعنى الذي ذكره لين في اختتم بالعمامة (ملر ص25).
اختتام: حالة الجرح إذا اندمل (بوشر).
خَتْم: سمة الخاتم والروسم، ويجمع على أخْتام وخُتُوم (بوشر).
وختْم: خاتم، روسم مطبوع على الأبواب والخزائن وغيرها (بوشر).
وخَتْم: رسم الاسم، طرة، طغراء (بوشر).
وخَتْم: ويجمع على خُتُوم: حقلة يختم فيها القرآن وكانت تقام قرب قبور الكبراء.
(مملوك 2، 1: 139، ألف ليلة 1: 591) ويجمع أيضاً على خُتُومات (ألف ليلة برسل 5: 10، 12).
خَتْمَة وخِتْمَة: راجع حول قراءة القرآن كله التي يطلق عليها هذا الاسم ترجمة لين لألف ليلة (1: 425).
وختمة أيضاً ويجمع على خِتَم: قراءة جزء من القرآن، ففي رياض النفوس (ص75 ق): رأيت في آخر الليل كأن قائلاً يقول لي ترقد يا هذا وأبو محمد بن الغنمي ختم الليلة خمس ختم فانتبهت فأتيته وأعلمته بالرؤيا فتبسم وقال هو كذلك قرأت الليلة النصف الأخير عشر مرات.
وخَتْمة وخْتمة بمعنى مصحف أي نسخة من القرآن الكريم (لين) وفي المقري (2: 710) تجد: الختمات الشريفة مقابل مصاحف شريفة (كرتاس ص40) وفيه وأعطاه ختمة كما في مخطوطتنا، (ألف ليلة 1: 125).
وختمة: جلسة يقرأ فيها التلميذ على معلمه كل القرآن أو جزءاً من القرآن. ففي حياة ابن خلدون بقلمه (ص197 ق): قرأت عليه القرآن العظيم بالقراءات السبع المشهورة أفراداً وجمعاً في إحدى وعشرين ختمة ثم جمعتها في ختمة واحدة أخرى ثم قرأت برواية يعقوب ختمة واحدة. وفيها (ص198 ق): قرأتُ عليه القرآن في ختمة لم أكملها.
ليلة الختمة: اسم ليلة من ليالي رمضان (المقري 1: 361).
خَتْمِيَ: تطلق في الهند على قارئ القرآن (ابن بطوطة 3: 432).
خِتْمِيَّة: تصحيف خطمية (انظر الكلمة) وهي الخطمي (محيط المحيط).
خِتَام: خاتمة، نهاية، مآل، آخرة (بوشر).
خَاتَم وخاتِم: است، شرج، باب البدن (بوشر، محيط المحيط).
خاتم ويجمع خواتم وخواتيم: صورة من الفسيفساء (معجم ابن جبير).
خاتم الروس: طين رومي، هذا إذا كان النص صحيحاً عن ابن العوام (1: 97).
خاتم سليمان: حين نقرأ في ألف ليلة وليلة (1: 57) أن فم فتاة جميلة يشبة خاتم سليمان فأني أرى مع تورنسي أن هذا يعني إنه صغير كدور مثل خاتم سليمان وأن التفسيرات التي عرضها لين في ترجمته لألف ليلة (1: 412 رقم 11) هي تفسيرات خاطئة.
وخاتم سليمان: اسم نبات، بولوغانا طن، كثير الركب، كثير العقد (بوشر). وخاتم سليمان: دودة سوداء يلتقي طرفاها فتصير كحلقة الخاتم (محيط المحيط).
وخاتم سليمان: اسم نجمة مسدسة (لين ترجمة ألف ليلة 1: 212 رقم11).
وخاتم سليمان: هيكل يعلو القنديل المسمى بالثريا ويتدلى منه ستة مصابيح (لين عادات 1: 244).
خاتم المَلِك: طين مختوم وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن عليه خاتم الملك (انطر المستعيني في مادة طين مختوم).
خاتمة: إمضاء، توقيع (هلو).
خاتام. الخواتيم عند أهل الجفر الحروف السبعة المنفصلة أي التي لا توصل بما بعدها في الكتابة، وهي: اد ذ ر ز ولا (محيط المحيط).
خُوَيْتيمَة: اسم نبات (محيط المحيط).
مُخَتَّم: مُرصَّع، مُلبَّس ب، مخشب، مُتخت، وهو مركب من القرميد أو صغار الألواح بحيث يشبه الفسيفساء شبهاً كبيراً (معجم ابن جبير).
والمختم من الثياب: المرقط بحيث تكون فيه رسوم بيضاء مربعة أو مثمنة على أرضية زرقاء (معجم ابن جبير، المقري 1: 123، 2: 711) وفي محيط المحيط: والمتختم من الثياب ما تقاطعت فيه خطوط مستقيمة من غير لون رقعته فأحدثت بينها بيوتاً مربعة، وهو من اصطلاح المولدين.
ومُخَتَّم: قطنية، قماش قطني (غدامس ص42).
مَخْتُوم: مُجَّمل، محلى، مُزَّين (هلو).
المختوم الحجاجي: اسم مكيال كبير، ويسمى بالعراق: شابرقان، ويسمى قفيز أيضاً (معجم البلاذري).
ملح مختوم: ملح المنجم، ملح معدني، ملح أندارني (بوشر).
ختم
ختَمَ/ ختَمَ على/ ختَمَ لـ يَختِم، خَتْمًا وخِتامًا، فهو خاتِم، والمفعول مَخْتوم
• ختَم البحثَ ونحوَه: أتمّه وأنهاه، فرغ منه، بلغ آخرَه "ختم الاجتماعَ/ العملَ: - ختم الصَّبيُّ القرآنَ: أتمَّ حفظه أو قراءته- ختمت الصَّلاة".
• ختَم الرِّسالةَ/ ختَم على الرِّسالة: أثّر فيها بنقش الخاتم، وضع عليها الخاتم "ختم عَقْدًا/ الورقةَ: وضع ختمًا في آخره" ° ختَمَ على بياضٍ: أعطى تفويضًا مطلقًا.
• ختَم اللهُ له بخير: أتمّ عليه نعمتَه وجعل له عاقبة حسنة "ختم له بخاتمة السعادة".
• ختَم على الطَّعام والشَّراب: غطّى فوّهة إنائه بمادّة عازلة، أحكم غطاء الإناء الذي يحويه " {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}: مصون غير ممسوس"? ختَمَ بالشَّمْع الأحمر: أغلق بصورة محكمة.
• ختَم على فمه: منعه من الكلام " {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}: نربط ونمنع".
 • ختَم على قلبه: جعله لا يفهم شيئا كأنّه غطّاه، طبع عليه " {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: صرفها عن الحقّ ووسمها بسِمَة الكفر"? ختَمَ فلان عليك بابه: إذا أعرض عنك. 

أختمَ يختم، إختامًا، فهو مُختِم، والمفعول مُختَم
• أختم الشَّيءَ: رسم، وضع عليه علامة ليميِّزه عن غيره. 

اختتمَ يختتم، اختتامًا، فهو مختتِم، والمفعول مختتَم
• اختتم المؤتمرُ أعمالَه: ختَمها، أتمَّها وأنهاها، نقيض افتتحها "حضر اختتام الدَّورة البرلمانيّة- اختتم المناظرةَ/ الندوةَ ببعض التعليقات". 

انختمَ ينختم، انختامًا، فهو مُنختِم
• انختم الجُرحُ: انسدّ، أغلق، التحم، التأم، اندمل. 

تختَّمَ/ تختَّمَ بـ يتختّم، تختُّمًا، فهو متختِّم، والمفعول متَختَّمٌ به
• تختَّم فلانٌ: مُطاوع ختَّمَ: لبس الخاتَم "تزيَّنتِ المرأةُ وتختَّمت".
• تختَّم بالذَّهب: اتّخذه خاتمًا. 

ختَّمَ يختِّم، تختيمًا، فهو مختِّم، والمفعول مختَّم
• ختَّم عقَدَ إيجار: ختَمه، طبعه بخاتم، بالغ في ختمه "ختَّم طرودًا بريديّة".
• ختَّم الطَّائرَ: وضع خاتمًا في رِجله "ختّم حمامَ الزّاجل".
• ختَّم الشَّخصَ:
1 - ألبسه الخاتمَ.
2 - جعله يطبع بخاتَمه على شيءٍ "ختَّم الشاهِدَ على أقواله- ختَّم البائعَ على عقد البيع". 

خاتَم1/ خاتِم1 [مفرد]: ج خَواتِمُ:
1 - حَلْقة ذات فَصٍّ تُلبس في الإصبع "كالخاتم في إصبع زوجته- خاتم الخطوبة/ الزواج- فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ [حديث] " ° خاتم المُلك: يضرب مثلا في النفاسة والشرف- خاتم سليمان: يضرب به المثل في الشَّرف والعلوّ ونفاذ الأمر- فصّ الخاتم: الحجر المركّب فيه.
2 - ما يُختم به "بصمه بخاتمه- ختم الوثيقةَ بخاتم شعار الجمهوريّة- {خَاتَمُهُ مِسْكٌ} [ق] ".
3 - بصمة أو طبعة خاتم، أثر نقش الخاتم "وثيقة تحمل خاتم وزير الماليّة".
4 - بَكارة "زُفَّت إليه بخاتمها" ° ما زالت بخاتم ربِّها: ما زالت بكرًا.
5 - نقرة القفا "احتجم في خاتم قفاه". 

خاتَم2/ خاتِم2 [مفرد]: ج خَواتِمُ وخَواتِيمُ:
1 - آخِر "اللَّهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها- {وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ} [ق] ".
2 - من أسماء نبيّ المسلمين محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أي: آخر النبيين "محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم خاتم النَّبيّين". 

خاتِمة [مفرد]: ج خاتمات وخَواتِمُ وخَواتِيمُ:
1 - عاقبة كلّ شيء وآخِرته ونهايته، عكسه: بدايته "خواتيم الأعمال- العبرة بالخواتم" ° الأعمال بخواتيمها/ الأمور بخواتيمها: الأمور مرهونة بنتائجها وعواقبها- خاتمة الحكاية: مثل أو حكمة يُختم بها السرد القصصيّ- خاتمة السورة: نهايتها، آخرها- خاتمة المطاف: النهاية، وما ينجلي عنه الأمر.
2 - إمضاء، توقيع.
• خاتمة حِكْمِيَّة: (بغ) جملة محتوية على حكمة ينتهي بها شرح أو خطاب. 

خِتام [مفرد]:
1 - مصدر ختَمَ/ ختَمَ على/ ختَمَ لـ.
2 - طين أو شمع يُختم به على الشَّيء "ختامٌ على وصيَّة- {خِتَامُهُ مِسْكٌ} ".
3 - خاتمة، آخر، نهاية، عاقبة "حضر خِتام المؤتمر- {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}: آخر شُرْبه ونهايته" ° جَلْسَة الختام: الجلسة الأخيرة- ختامًا: لفظ تُنْهى به الرسائلُ والخطبُ والمحاضرات ونحوها، أخيرًا، في النهاية- في الختام/ وفي الختام: ختامًا، في آخر الأمر- مِسْك الخِتام: خاتمة حسنة، خلاصةُ الكلام وخاتمته وأجمل ما فيه.
4 - خاتم1، بكارة "فضَّ خِتامها في الحلال". 

خِتاميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى خِتام: نهائيّ، أخير "حضر الجلسة الختاميّة لأعمال المؤتمر". 

خَتْم [مفرد]: ج أختام (لغير المصدر) وختوم (لغير المصدر)، جج ختومات (لغير المصدر):
1 - مصدر ختَمَ/ ختَمَ على/ ختَمَ لـ.
2 - خاتم1، ما يُختم به على الأوراق، يصنع عادة من المعدن أو المطاط، وله مِقْبَض "خَتْم الشهادةِ بخَتْم شعار الدولة" ° خَتْمُ البريد.
3 - خاتم1، أثر نقش
 الخاتم، علامته المميّزة، بصمة أو طبعة خاتم "وثيقة تحمل خَتْمًا جمهوريًّا" ° نَزْعُ الأختام: إنهاء وضعها بأمر من المحكمة، إزالة الأختام الرسميّة الموضوعة على باب أو أثاث- وضعُ الأختام: وَضْع بصمة أو طبعة خاتم رسميّ على باب أو على شيء منقول بحيث لا يمكن أخذ شيء دون كسر الأختام.
4 - حفلة يختم فيها القرآن الكريم. 

خَتْمة [مفرد]: ج خَتَمات وخَتْمات:
1 - اسم مرَّة من ختَمَ/ ختَمَ على/ ختَمَ لـ.
2 - قراءة القرآن الكريم ثوابًا للمتوفّي "قرأ الخَتْمةَ ووهب ثوابها لوالده".
3 - رسمٌ يأخذه المعلِّم من التلميذ إذا ختم القرآن الكريم.
4 - مصحف، نسخة من القرآن الكريم ° والخَتْمة الشريفة/ وحياة الخَتْمة: قَسَمٌ بالقرآن الكريم.
5 - جلسة يقرأ فيها التلميذُ على معلِّمه كلَّ القرآن أو جزءًا منه. 

ختم

1 خَتَمَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. خَتْمٌ (S, Mgh, Msb, K) and خِتَامٌ, (Lh, K, TA,) with kesr, (TA,) [in the CK, erroneously, خَتَام,] i. q. طَبَعَهُ [He sealed, stamped, imprinted, or impressed, it]: (Msb, K:) or he put the خَاتَم [or signet] upon it: (Mgh:) namely, a thing, (S, Mgh,) or a writing or book and the like: and خَتَمَ عَلَيْهِ signifies the same [or he put a seal, or the impression of a signet, upon it]. (Msb.) Accord. to Er-Rághib, خَتْمٌ and طَبْعٌ signify The impressing a thing with the engraving of the signet and stamp: and the former [as is indicated, but not plainly expressed, as distinguished from the latter,] is tropically used, sometimes, as meaning the securing oneself from a thing, and protecting [oneself] from it; in consideration of protection by means of sealing upon writings and doors: and sometimes as meaning the producing an impression, or effect, upon a thing from another thing; in consideration of the impress produced [by the signet]: and sometimes it is used as relating to (assumed tropical:) the reaching the end [of a thing]: (TA:) or the primary signification of خَتْمٌ is the act of covering over [a thing]: (Az, TA:) accord. to Zj, the proper meaning of خَتْمٌ and طَبْعٌ is the covering over a thing, and securing oneself from a thing's entering it: some say that the former signifies the concealing a notification of a thing, [as] by putting one's fingers over it, by way of guarding oneself thereby. (TA.) b2: Hence, خَتْمُ الشَّهَادَةِ [The sealing of the testimony]; which is thus described by El-Hulwánee: the witness, when he wrote his name upon a صَكّ [q. v.], caused his written name to be beneath a piece of lead, [i. e. covered it with a piece of lead,] and put upon it the impress of his signet, in order that there might be no falsification of it or substitution for it. (Mgh.) b3: As to خَتْمُ الأَعْنَاقِ [The sealing of the necks], the case is related, in the “Risáleh Yoosufeeyeh,” to have been this: 'Omar sent Ibn-Honeyf to seal the عُلُوج [or unbelievers] of the Sawád; and he sealed five hundred thousand of them, in classes; that is, he marked them twelve dirhems, and twenty-four, and forty-eight; tying a thong upon the neck of each, and putting upon the knot a seal of lead. (Mgh.) b4: خَتْمٌ also signifies The protecting what is in a writing by marking [or stamping] a piece of clay [upon it, or by means of a seal of any kind]. (TA.) b5: And you say, of a man, خَتَمَ عَلَيْكَ بَابَهُ [He sealed his door against thee]; meaning (tropical:) he turned away from thee, avoided thee, or shunned thee. (TA.) b6: And خَتَمَ لَكَ بَابَهُ [He sealed for thee his door]; meaning (tropical:) he preferred thee to others. (TA.) b7: خَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ [which may be rendered He sealed his heart] means (tropical:) he made him to be such that he understood not, and such that nothing proceeded from him; or he made his heart, or mind, to be such that it understood not, &c. (K, TA.) خَتَمَ اللّٰهُ عَلَى

قُلُوبِهِمْ, in the Kur [ii. 6], is like the phrase in the same [xvi. 110 and xlvii. 18] طَبَعَ اللّٰهُ عَلَى

قُلُوبِهِمْ: (TA:) it points to what God has made to be usually the case when a man has ended in believing what is false and in committing that which is forbidden, so that he turns not his face to the truth; this occasioning, as its result, his becoming inured to the approval of acts of disobedience, so that he is as though this habit were impressed upon his heart: the assertion of ElJubbáee, that it means God hath put a seal upon their hearts, as a sign, to the angels, of their infidelity, is nought: (Er-Rághib, TA:) الخَتْمُ is explained by IAar as meaning the preventing of the heart from believing. (L in art. خدع.) [See also طَبَعَ.] b8: خَتَمَ الشَّىْءَ, inf. n. خَتْمٌ, also signifies [as indicated above] (assumed tropical:) He reached the end of the thing. (K.) And الشَّىْءَ ↓ اِخْتَتَمْتُ (assumed tropical:) [I ended, or finished, the thing,] contr. of اِفْتَتَحْتُهُ. (S, TA.) You say, خَتَمَ القُرْآنَ (assumed tropical:) He reached the end of the Kur-án [in reciting it]; (S, Er-Rághib;) [he recited the whole of the Kur-án;] he completed [the recital of] the Kur-án: (Mgh:) [and] he retained in his memory the last portion of the Kur-án; meaning he retained the whole of it in his memory. (Msb.) It is said of Suleymán El-Aamash, كَانَ يَقْرَأُ خَتْمًا, meaning (assumed tropical:) He used to recite the whole of the Kur-án; at one time, according to the reading of Ibn-Mes'ood; at another time, from the edition of 'Othmán. (Mgh.) b9: You say also, خَتَمَ اللّٰهُ لَهُ بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [May God make his end to be good]. (S.) b10: خَتَمَ البَذْرَ (assumed tropical:) He covered over the sown seed: (Az, TA:) or خَتَمُوا عَلَى البَذْرِ (assumed tropical:) they turned up the earth over the sown seed, and then watered it: (Et-Táïfee, TA:) or خَتَمَ الزَّرْعَ, (JK, K, TA,) aor. ـِ inf. n. خَتْمٌ, (TA,) (tropical:) he watered the seed-produce, or sown field, the first time; (JK, K, TA;) because, when it is watered, it is finished (خُتِمَ) with the رحا [app. رَحَا, which here seems to mean the “roller,” as being likened to a mill-stone, though I find no authority for this meaning]; (TA;) as also خَتَمَ عَلَيْهِ: (K:) or خَتَمُوا عَلَى زُرُوعِهِمْ means (assumed tropical:) they watered their sown fields while these were as yet كِرَاب [app. meaning clear of vegetation]. (JK, TA.) b11: خَتَمَ النَّحْلُ (tropical:) The bees filled with honey the place in which they deposited it: (JK, A, TA:) or خَتْمٌ signifies bees' collecting some thin wax, thinner than the wax of the comb, and smearing with it the orifices of their خَلَايَا [or hives]. (M, K, TA.) 2 ختّمهُ, inf. n. تَخْتِيمٌ, He sealed it, stamped it, &c., much. (TA.) b2: [In modern Arabic, He put a خَاتَم, or signet-ring, upon his (another's) finger.]5 تختّم, or تختّم خَاتَمًا, (accord. to different copies of the S,) or تختّم بِخَاتَمٍ, (K, [agreeably with a trad. cited in the TA,]) He put on [i. e. put on his own finger] a خاتم [or signet-ring]. (S, K.) b2: And تختّم (tropical:) He put on a turban: (K, TA:) or تختّم بِعِمَامَتِهِ he put on his turban in the manner of a نِقَاب [q. v.]; syn. تَنَقَّبَ بِهَا. (Z, TA.) The subst. [signifying the act or mode, of doing so] is ↓ تَخْتِمَةٌ [q. v. infrà]. (K.) b3: تختّم بِأَمْرِهِ (assumed tropical:) He concealed his affair, or case. (Z, K.) b4: تختّم عَنْهُ (tropical:) He feigned himself heedless of him, and was silent [to him]. (K, TA.) 8 إِخْتَتَمَ see 1, in the latter half of the paragraph.

خَتْمٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, Mgh, Msb, K.) A2: Also The impress produced by the engraving of a signet. (Er-Rághib, TA.) b2: See also خَاتَمٌ. b3: أَعْطَانِى خَتْمِى means (tropical:) He gave me my sufficiency, or what sufficed me: because what suffices a man is the last [or utmost] of his desire, or demand. (TA.) A3: Also (tropical:) Honey. (K, TA.) b2: And (tropical:) The orifices of the خَلَايَا [or hives] of bees. (K, TA.) خَتَمٌ: see خَاتَمٌ. b2: Also A sealed piece of clay [or wax]: like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ, and قَبَضٌ in the sense of مَقْبُوضٌ: so in the saying of El-Aashà, وَ أَبْرَزَهَا وَ عَلَيْهَا خَتَمْ وَ صَحْبَآءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا [And a jar of reddish-coloured wine, the Jew -vender whereof came, and brought it out, with a sealed piece of clay upon it]. (S.) [See also خِتَامٌ.]

خَتْمَةٌ [an inf. n. of un. of 1, (assumed tropical:) A recitation of the whole of the Kur-án: used in this sense in the present day: pl. خَتَمَاتٌ. b2: And also] vulgarly used as meaning (assumed tropical:) A copy of the Kur-án: and so ↓ خِتْمَةٌ. (TA.) خِتْمَةٌ: see what next precedes.

خَتَامٌ: see the last sentence of the next paragraph.

خِتَامٌ an inf. n. of 1 [q. v.]. (Lh, K.) b2: and a subst. signifying The first watering of seedproduce, or of a sown field: (JK, TA:) or the turning up the earth over sown seed, and then watering it. (Et-Táïfee, TA.) A2: See also خَاتِمٌ. b2: Also The clay, (JK, S, K,) and the wax, (TA,) with which one seals, or stamps, (JK, S, K,) upon a writing, (JK,) or upon a thing: (K:) or which is sealed, or stamped, upon a writing. (Msb.) [See also خَتَمٌ. And see an ex. in a verse of Lebeed cited in art. دكن.]

b3: (tropical:) [The hymen; as being the seal of virginity; as also ↓ خَاتَمٌ.] You say, زُفَّتْ إِلَيْكَ بِخِتَامِهَا (tropical:) [She was conducted as a bride to thee with her seal of virginity], and رَبِّهَا ↓ بِخَاتَمِ [with the seal of her Lord]. (TA.) And [hence, app.,] سِيقَتْ هَدِيَّتُهُمْ إِلَيْهِ بِخِتَامِهَا (tropical:) [if it mean, as I suppose it to do, Their present was sent to him with what rendered it perfect or complete, or with what appertained to it]. (TA.) b4: (assumed tropical:) The furthest part of a valley. (JK, TA.) (assumed tropical:) The last of a company of men; (Lh, TA;) as also ↓ خَاتَمٌ and ↓ خَاتِمٌ: (K:) whence النَّبِيِّينَ ↓ خَاتَمُ (assumed tropical:) [The last of the prophets], in the Kur [xxxiii. 40]; accord. to one reading, ↓ خَاتُم, with damm to the ت; (TA;) or خاتمُ الأَنْبِيَآءِ, i. e. Mohammad; (S;) also called ↓ الخَاتَمُ and ↓ الخَاتِمُ. (TA.) And (assumed tropical:) The last portion of anything that is drunk [&c.]. (TA.) خِتَامُهُ مِسْكٌ, in the Kur [lxxxiii. 26], means (assumed tropical:) The last that they will perceive thereof will be the odour of musk: (S, TA:) or, accord. to 'Alkameh and Mujáhid, its admixture shall be musk: accord. to Ibn-Mes'ood, its result shall be the taste of musk: Fr says, ↓ خَاتَمٌ and ↓ خَاتِمٌ and خِتَامٌ are nearly the same in meaning; whence the reading of 'Alee, مِسْكٌ ↓ خَاتَمُهُ: and the explanation is this; that when any one shall drink thereof, he will find the last cup thereof to have the odour of musk: Er-Rághib says that the meaning is, the end, and the last draught, i. e. what shall remain, thereof shall be in perfume [like] musk: and that the assertion that it means it shall be sealed with musk is nought. (TA.) [See also خَاتَمٌ and خَاتِمَةٌ.]

A3: Also, (IAar, K,) and ↓ خَاتِمٌ, (K,) or, accord. to IAar, ↓ خَتَامٌ, (TA,) sings. of خُتُمٌ, which signifies (assumed tropical:) The places of separation (فُصُوص [q. v.]) of the joints (مَفَاصِل) of horses. (IAar, K.) خَاتَمٌ (JK, S, Msb, K) and خَأْتَمٌ (TA) and ↓ خَاتِمٌ, (S, Msb, K,) which is more commonly known than خَاتَمٌ, (Msb, [but see what follows,]) and ↓ خَاتَامٌ and ↓ خِيتَامٌ (JK, S, K, the last in the CK and TA ↓ خَيْتَام) and ↓ خِتَامٌ (K and TA but omitted in the CK) and ↓ خَتَمٌ (ISd, IHsh, K) and ↓ خَتْمٌ (Ez-Zeyn El-'Irákee, TA) and ↓ خَيْتَمْ (Ibn-Málik, TA) and ↓ خَيْتُومٌ (EzZeyn El-'Irákee, TA) and ↓ خَاتِيَامٌ (K) signify the same; (JK, S, Msb, K, TA;) [A signet; generally a signet-ring; i. e.] a certain ornament (حَلْىٌ, M, K) for the finger, (K,) app., at the first, used for sealing, or stamping, therewith; so that the word is of the same class as طَابَعٌ: afterwards, in consequence of frequency of usage, applied to one not used for that purpose: (ISd, TA:) or a ring having a فَصّ of a substance different therefrom [set in it; i. e., having a stone, or gem, set in it]: if without a فَصّ, it is called فَتَخَةٌ: (Msb:) or ↓ خَاتِمٌ signifies the agent [i. e. the person sealing, or stamping]: (JK, Az, Msb:) خَاتَمٌ, the thing that is put upon the piece of clay [or wax, for the purpose of sealing, or stamping]: (Az, Msb, K:) the pl. [of خَاتَمٌ and خَاتِمٌ] is خَوَاتِمٌ (K) and [properly of خَاتَامٌ] خَوَاتِيمُ: (S, in which the former pl., though more common, is not mentioned, and K:) Sb says that those who use the latter pl. make it to be pl. of a sing. of the measure فَاعَالٌ, though it be not in their language; which shows that he knew not خَاتَامٌ: the pl. of خَتْمٌ is خُتُومٌ. (TA.) b2: خَاتَمٌ also signifies A seal, or stamp, and a mark: so in a trad., in which it is said, آمِينَ خَاتَمُ رَبِّ العَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ, i. e. [آمِينَ (or Amen) is] the seal, or stamp, and the mark, [of the Lord of the beings of the whole world upon his servants the believers,] which removes from them accidents, and causes of mischief; for the seal of the writing protects it, and precludes those who look from [seeing] what is within it. (TA.) b3: See also خِتَامٌ, in seven places. [It is nearly syn. with خِتَامٌ, as Fr says: and thus,] it signifies also, (JK, K,) and so does ↓ خَاتِمَةٌ, (S, K,) (assumed tropical:) The end, or last part or portion, (JK, S, K,) and result, or issue, (K,) of a thing (JK, S, K) of any kind: (JK, K:) ↓ the latter [particularly] signifies (assumed tropical:) the last part or portion (JK, Msb) of a chapter of the Kur-án, (JK,) and of the Kur-án itself: (Msb:) [and (assumed tropical:) a concluding chapter or section: an epilogue: and an appendix:] and ↓ مُخْتَتَمٌ signifies [in like manner] the contr. of مُفْتَتَحٌ; as in the saying, التَّحْمِيدُ مُفْتَتَحُ الْقُرْآنِ وَ الِاسْتِعَاذَةُ مُخْتَتَمُهُ (assumed tropical:) [The declaration of the praises of God is the opening portion of the Kur-án, and the prayer for the protection of God is its closing portion]; (A, TA;) and it is a chaste word, of frequent occurrence, though the contr. has been asserted. (TA.) One says also, الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا [Actions are characterized, or to be judged, as good or evil, by their results]. (TA.) b4: Also, i. e. خَاتَمٌ, of a mare, (tropical:) The lower ring (الحَلْقَةُ الدُّنْيَا [app. meaning the extremity, in which is the orifice, see حَلْقَتَا الرَّحِمِ and حَلْقَةُ الدُّبُرِ, in art. حلق,]) of the طُبْيَة [evidently here used as a dial. var. of طُبْى, i. e. the teat, though I do not find it mentioned in its proper art. in any lexicon; unless مِنْ طُبْيَتِهَا be a mistranscription for من طُبْيِهَا]: (K, TA:) so called by way of comparison [to a signet or seal]. (TA.) b5: And (tropical:) The hollow (نُقْرَة) of the back of the neck; (JK, K, TA;) which is the cuppingplace. (TA.) b6: And (assumed tropical:) The least وَضَح [or whiteness] of the legs (JK, K, TA) of horses; (JK, TA;) i. e. a slight whiteness in the parts next the hoof, less than what is termed تَخْدِيمٌ. (TA.) خَاتُمٌ: see خِتَامٌ.

خَاتِمٌ: see خَاتَمٌ, in two places: b2: and see also خِتَامٌ, in five places.

خَيْتَمٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

خَاتِمَةٌ: see خَاتَمٌ, in two places, in the latter half of the paragraph.

خَاتَامٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

خَيْتَامٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

خِيتَامٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

خَيْتُومٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

خَاتِيَامٌ: see خَاتَمٌ, first sentence.

تَخْتِمَةٌ: see 5. You say, مَا أَحْسَنَ تَخْتِمَتَهُ [How good, or beautiful, is his act, or mode, of putting on the turban! or, of putting it on in the manner of the نِقَاب !]. (Ez-Zejjájee, TA.) مُخْتَّمٌ Sealed, or stamped, &c., much. (S, * TA.) b2: Applied to a horse, (TA,) (assumed tropical:) Having the whiteness of the legs which is termed خَاتَمٌ. (K, TA.) [See the latter word, last sentence.]) مَخْتُومٌ Sealed, or stamped, &c. (S, * TA.) b2: Also The [measure commonly called] صَاع: (A'Obeyd, Mgh, K:) or the sixth part of the [measure called] قَفِيز. (Mgh in art. كر. [It is there added that the قفيز is the tenth part of the جَرِيب: but it seems that this is the قفيز which is a measure of land; not what is here meant in the explanation of مختوم, which is a measure of corn and the like.]) [Pl. مَخَاتِيمُ.]

مُخْتَتَمٌ: see خَاتَمٌ, in the latter half of the paragraph.
(ختم) : تَخَتَّمَ بأَمْرِه: كَتَمَهُ.
خ ت م [ختم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ .
قال: طبع الله على قلوبهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وصهباء طاف يهوديّها ... فأبرزها وعليها ختم 
ختم الخَتْمُ: الطبْعُ، خَتَمَ يَخْتِمُ خَتْماً. والخاتِمُ: الفاعِلُ. والخاتمُ: الاسمُ، والخاتام والخَيْتام مِثْلُه، ومنهم مَنْ يَهْمِزُ الخاتَمَ. والخِتَامُ: الطيْنُ الذي يُخْتَمُ على الكتاب.
وخِتامُ الوادي: أقْصاه.
وخاتِمَةُ السُّورة: آخِرُها. وكذلك خاتِمُ كل شَيْءٍ.
وخَتَمْنا زَرْعَنا: إذا سَقَيْتَ أولَ سَقْيَةٍ، والخِتام اسْم. وخَتَمُوا على زُرُوعِهِم خَتْماً: أي سَقَوْه وهو كِرَاب بَعْدُ.
والخاتَمُ: أقَل وَضَح قَوائم الفَرَس.
وتسَمّى نُقْرَةُ القَفا: خاتَمَ القَفا.
ويُقال للنحْل إذا مَلأ شورَتَه عسلاً: قد خَتَمَ.
(ختم)
النَّحْل ختما وختاما مَلأ خليته عسلا وعَلى الطَّعَام وَالشرَاب وَغَيرهمَا غطى فوهة وعائه بطين أَو شمع أَو غَيرهمَا حَتَّى لَا يدْخلهُ شَيْء وَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء فَهُوَ مختوم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يسقون من رحيق مختوم} وعَلى فَمه مَنعه الْكَلَام وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {الْيَوْم نختم على أَفْوَاههم وتكلمنا أَيْديهم} وَيُقَال ختم على قلبه جعله لَا يفهم شَيْئا كَأَنَّهُ غطاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ختم الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وعَلى أَبْصَارهم غشاوة} وَالشَّيْء وَعَلِيهِ طبعه وَأثر فِيهِ بنقش الْخَاتم يُقَال ختم الْكتاب وَنَحْوه وَختم عَلَيْهِ وبابه على فلَان أعرض عَنهُ وبابه لَهُ آثره على غَيره وَالزَّرْع وَعَلِيهِ سقَاهُ أول سقية بعد الْحَرْث وَالْبذْر وَالشَّيْء أتمه وَبلغ آخِره وَفرغ مِنْهُ يُقَال ختم الْقُرْآن وَنَحْوه
خ ت م

وضع الخاتم على الطعام والخاتم وهو الطابع، وما ختامك طينة أم شمعة؟ وختم الكتاب وعلى الكتاب.

ومن المجاز: ليس الخاتم والخاتم، وتختم بالعقيق، وختم صاحبه، سمى باسم الطابع لأنه يختم به، وختم القرآن وكل عمل إذا أثمه وفرغ منه. والتحميد مفتتح القرآن، والاستعاذة مختتمه. وقد افتتح عمل كذا واختتمه، وختم الله على سمعه وقلبه. ويقال للنحل إذا ملأ شورته عسلاً: قد ختم و" ختامه مسك " أي عاقبته ريح المسك. وهذه خاتمة السورة وكل أمر. والأمور بخواتيمها. وبلغوا ختامه. وإذا أثاروا الأرض بعد البذر، ثم سقوها، قالوا اختموا عليه، وقد ختموا على زرعهم، وختمنا زرعنا. قالوا: لأنه إذا سقى، فقد ختم عليه بالرجاء. وفلان ختم عليك بابه إذا أعرض عنك. وختم لك بابه إذا آثرك على غيرك. وتختم بعمامته: تنقب بها، وجاءنا متختماً متعمماً. وتختم بأمره: كتمه. واحتجم في خاتم القفا وهو نقرته. وما في قوائمه إلا خاتم وهو شيء من الوضح يقال له الزرق شعيرات بيض. وزفت إليه بخاتم ربها وخاتمها وختامها. وسيقت هديهم إليه بخيتامها. وقال بعض ولد سان في عمر بن عبد العزيز:

كما أهديت قبل فتق الصباح ... عروس تزف بخيتامها
ختم
الخَتْمُ والطّبع يقال على وجهين: مصدر خَتَمْتُ وطبعت، وهو تأثير الشيء كنقش الخاتم والطّابع. والثاني: الأثر الحاصل عن النّقش، ويتجوّز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ [الجاثية/ 23] ، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي:
انتهيت إلى آخره، فقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ [الأنعام/ 46] ، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أنّ الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور- ولا يكون منه تلفّت بوجه إلى الحقّ- يورثه ذلك هيئة تمرّنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه، وعلى ذلك: أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ [النحل/ 108] ، وعلى هذا النّحو استعارة الإغفال في قوله عزّ وجلّ: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا [الكهف/ 28] ، واستعارة الكنّ في قوله تعالى: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام/ 25] ، واستعارة القساوة في قوله تعالى: وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً [المائدة/ 13] ، قال الجبّائيّ : يجعل الله ختما على قلوب الكفّار، ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم ، وليس ذلك بشيء فإنّ هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقّها أن يدركها أصحاب التّشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطّلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى:
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ [يس/ 65] ، أي: نمنعهم من الكلام، وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ
[الأحزاب/ 40] ، لأنه خَتَمَ النّبوّة، أي: تمّمها بمجيئه. وقوله عزّ وجلّ: خِتامُهُ مِسْكٌ
[المطففين/ 26] ، قيل: ما يختم به، أي:
يطبع، وإنما معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي:
سؤره في الطيّب مسك، وقول من قال يختم بالمسك أي: يطبع، فليس بشيء، لأنّ الشّراب يجب أن يطيّب في نفسه، فأمّا ختمه بالطّيب فليس ممّا يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه.

ختم: خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً؛ الأَخيرة عن اللحياني:

طَبَعَه، فهو مَختوم ومُخَتَّمٌ، شُدِّد للمبالغة، والخاتِمُ الفاعِلُ،

والخَتْم على القَلْب: أَن لا يَفهَم شيئاً ولا يَخرُج منه شيء كأَنه طبع. وفي

التنزيل العزيز: خَتَم اللهُ على قلوبهم؛ هو كقوله: طَبَعَ الله على

قلوبهم، فلا تَعْقِلُ ولا تَعِي شيئاً؛ قال أَبو إِسحق: معنى خَتَمَ وطَبَعَ

في اللغة واحدٌ، وهو التغطية على الشيء والاستِيثاقُ من أَن لا يَدخله شيء

كما قال جلّ وعلا: أَم على قلوب أَقفالُها؛ وفيه: كلا بلْ رَانَ على

قلوبهم؛ معناه غَلَبَ وغَطَّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون، وقوله عز وجلّ:

فإِن يشإِ الله يَخْتِمْ على قلبك؛ قال قتادة: المعنى إِن يشإِ

الله يُنْسِكَ ما آتاكَ، وقال الزجاج: معناه إِن يشإِ الله يَرْبِطْ على

قلبك بالصبر على أَذاهم وعلى قولهم أَفْتَرَى على الله كَذِباً.

والخاتَمُ: ما يُوضَع على الطيِّنة، وهو اسم مثل العالَمِ. والخِتامُ:

الطِّينُ الذي يُخْتَم به على الكتاب؛ وقول الأَعشى:

وصَهْباء طاف يَهُودِيُّها،

وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ

أَي عليها طينة مختومة، مِثلُ نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ وقَبَضٍ بمعنى

مَقبوضٍ. والخَتْمُ: المنع. والخَتْم أَيضاً: حفْظُ ما في الكتاب بتَعْلِيم

الطِّينَة. وفي الحديث: آمين خاتَمُ رب العالمين على عباده المؤمنين؛

قيل: معناه طَابَعُه، وعلامتُه التي تدفَعُ عنهم الأَعراضَ والعاهات، لأَن

خاتَمَ الكتاب يَصُونهُ ويمنَعُ الناظرين عما في باطنه، وتفتح تاؤه

وتُكْسَرُ، لُغَتان.

والخَتَمُ والخاتِمُ والخاتَمُ والخاتامُ

والخَيْتامُ: من الحَلْي كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ به، فدخل بذلك في

باب الطابَع ثم كثر استعماله لذلك وإِن أُعِدَّ الخاتَمُ لغير الطَّبْع؛

وأَنشد ابن بري في الخَيْتام:

يا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ،

أَخَذْتِ خَيْتامي بغير حقّ

ويروى: خاتامِي؛ قال: وقال آخر:

أَتُوعِدُنا بِخَيْتام الأَمِير

قال: وشاهد الخاتام ما أَنشده الفراء لبعض بني عقيل:

لئِن كان ما حُدِّثْته اليومَ صادقاً،

أَصُمْ في نهارِ القَيْظ للشمس باديا

وأَرْكبْ حِماراً بين سَرْجٍ وفَرْوة،

وأُعْرِ من الخاتامِ صُغْرَى شِمالِيَا

والجمع خَواتِم وخَواتِيم. وقال سيبويه: الذين قالوا خَواتِيم إِنما

جعلوه تكسير فاعالٍ، وإِن لم يكن في كلامهم، وهذا دليل على أَن سيبويه لم

يعرف خاتاماً، وقد تَخَتَّم به: لَبِسَهُ؛ ونَهى النبيُّ، صلى الله عليه

وسلم، عن التختُّم بالذهب. وفي الحديث: التَّخَتُّم بالياقوت يَنْفي الفقر؛

يُريد أَنه إِذا ذهَبَ مالُه باع خاتَمَه فوجدَ فيه غِنىً؛ قال ابن

الأَثير: والأَشبه، إِن صح الحديث، أَن يكون لخاصَّة فيه. وفي الحديث: أَنه

نهى عن لُبْس الخاتَم إِلاَّ لذي سلطان أَي إِذا لَبسه لغير حاجة وكان

للزِّينة المَحْضَةِ، فكره له ذلك ورخَّصها للسلطان لحاجته إِليها في خَتْم

الكُتُب. وفي الحديث: أَنه جاءه رجل عليه خاتَمُ شَبَهٍ فقال: ما لي

أَجدُ مِنك رَيحَ الأَصنام؟ لأَنها كانت تُتّخذُ من الشَّبَه، وقال في خاتَم

الحديد: ما لي أَرى عليكَ حِلْيَةَ أَهلِ النار؟ لأَنه كان من زِيِّ

الكفار الذين هم أَصحاب النار. ويقال: فلان خَتَمَ عليك بابَهُ أَعرَض عنك.

وخَتَم فلان لكَ بابَه إِذا آثرك على غيرك. وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه

إِلى آخره. ابن سيده. خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه، وخَتَمَ

الله له بخَير. وخماتِمُ

كل شيء وخاتِمَته: عاقبته وآخِرُه. واخْتَتَمْتُ الشيء: نَقيض

افتَتَحْتُه. وخاتِمَةُ السورة: آخرُها؛ وقوله أَنشده الزجاج:

إِن الخليفَة، إِن الله سَرْبَلَه

سِرْبالَ مُلْك، به تُرْجى الخَواتِيمُ

إِنما جَمَع خاتِماً على خواتيم اضطراراً. وخِتامُ كل مَشروب: آخرُه.

وفي التنزيل العزيز: خِتامُه مسك، أَي آخرُه لأَن آخر ما يَجدونه رائحة

المسك، وقال عَلْقَمَةُ: أَي خِلْطُه مِسك، أَلم ترَ إِلى المرأَة تقول

للطِّيب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كذا؟ وقال مجاهد: معناه مِزاجُه مسك، قال: وهو

قريب من قول عَلْقَمَة؛ وقال ابن مسعود: عاقِبتُه طَعْم المِسك، وقال

الفراء: قرأَ عليّ، عليه السلام، خاتِمُه مِسك؛ وقال: أَما رأَيتَ

المرأَةَ تقول للعطَّار اجعل لي خاتِمَه مِسكاً، تريد آخرَه؟ قال

الفراء: والخاتِمُ والخِتام متقاربان في المعنى، إِلاَّ أَن الخاتِمَ الاسمُ،

والخِتام المصدر؛ قال الفرزدق:

فبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعاتٍ،

وبِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ

وقال: ومثلُ الخاتِم والخِتام قولك للرجل: هو كريم الطَّابِع

والطِّباع، قال: وتفسيره أَن أَحدهم إِذا شرب وَجَدَ آخر كأْسِه ريحَ المِسك.

وخِتامُ الوادي: أَقصاه. وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم: آخرُهم؛ عن

اللحياني؛ ومحمد، صلى الله عليه وسلم، خاتِمُ

الأَنبياء، عليه وعليهم الصلاة والسلام. التهذيب: والخاتِم والخاتَم من

أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم. وفي التنزيل العزيز: ما كان محمد أَبا

أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين؛ أَي آخرهم، قال: وقد

قرئ وخاتَمَ؛ وقول العَجَّاج:

مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ

إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر، ومن أَسمائه العاقب أَيضاً

ومعناه آخر الأَنبياء. وأَعطاني خَتْمي أَي حَسْبي، قال دُرَيْدُ بن

الصِّمّة:وإِني دَعَوْتُ الله، لما كَفَرْتَني،

دُعاءً فأَعطاني على ماقِطٍ خَتْمِي

وهو من ذلك لأَن حَسْبَ الرجل آخرُ طلبه. وخَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه

خَتْماً وخَتَم عليه: سقاه أَولَ سَقْيَةٍ، وهو الخَتْم، والخِتام اسم له

لأَنه إِذا سقي خُتِم بالرَّجاء، وقد خَتَمُوا على زُروعِهم أَي سَقَوْها

وهي كِرابٌ بَعْدٌ؛ قال الطائفي: الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حتى

يَصير البَذْر تحتَها ثم يَسقونها، يقولون خَتَمُوا عليه؛ قال أَبو منصور:

وأَصل الخَتْم التغطية، وخَتْم البذر تغطيتُه، ولذلك قيل للزَّرَّاع

كافر لأَنه يُغطّي البذر بالتراب. والخَتْم: أَفواه خَلايا النَّحْل.

والخَتْم: أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئاً رقيقاً أَرقّ من شَمَع القُرْص

فَتَطْلَيَه به، والخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ القوائم. وفرس مُخَتَّم:

بأَشاعِرِه بَياضٌ خفيٌّ كاللُّمَع دون التخديم. وخاتَمُ الفَرَسِ

الأُنثى: الحلْقَة الدُّنْيا من ظَبْيَتها

(* قوله «الحلقة الدنيا من

ظبيتها» هكذا هو بالأصل، وهو نص المحكم، وفي نسخة القاموس تحريف له فليتنبه

له). ابن الأَعرابي: الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَيل، واحدها خِتام

وخَتام.

وتَختَّم عن الشيء: تَغافَل وسَكَتَ.

والمِخْتَم: الجَوْزَةُ التي تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ

فَيُنْقَدَ بها، تُسمّى التِّير بالفرسية. وجاء مُتَخَتِّماً أَي

مُتَعمِّماً وما أَحسن تَخَتُّمَهُ؛ عن الزجاجي، والله أَعلم.

ختم


خَتَمَ(n. ac. خَتْم
خِتَاْم)
a. Sealed, stamped, put his seal to.
b. [acc.
or
'Ala], Sealed up.
c. ( n. ac
خَتْم), Finished, ended, concluded.
d. Healed, closed up (wound).
خَتَّمَa. Sealed, stamped.
b. Put a signet-ring in the finger of.

تَخَتَّمَa. Put on a signet-ring.
b. [Bi], Kept secret.
c. ['An], Was silent about.
إِخْتَتَمَa. Finished, completed, concluded.

خَتْم
(pl.
خُتُوْم أَخْتَاْم)
a. Seal, stamp; impression.

خَتْمَة
خِتْمَةa. Recitation of the whole of the Kuran.
b. Copy of the Kuran.

خَتَمa. Sealing clay or wax.

خَاْتِم
(pl.
خَوَاْتِمُ)
a. Signet ring; seal.

خَاْتِمَةa. End, conclusion.
b. Peroration, epilogue.

خِتَاْم
(pl.
خُتُم)
a. End, conclusion.
b. Sealing-wax; clay.

خَاتَم
a. see 21
خ ت م : خَتَمْتُ الْكِتَابَ وَنَحْوَهُ خَتْمًا وَخَتَمْتُ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ طَبَعْتُ وَمِنْهُ الْخَاتَمُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا وَالْكَسْرُ أَشْهَرُ قَالُوا الْخَاتَمُ حَلْقَةٌ ذَاتُ فَصٍّ مِنْ غَيْرِهَا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فَهِيَ فَتَخَةٌ بِفَاءٍ وَتَاءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقُ وَخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وِزَانُ قَصَبَةٍ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْخَاتِمُ بِالْكَسْرِ الْفَاعِلُ وَبِالْفَتْحِ مَا يُوضَعُ عَلَى الطِّينَةِ وَالْخِتَامُ الَّذِي يُخْتَمُ عَلَى الْكِتَابِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» قِيلَ لَوْ هُنَا بِمَعْنَى عَسَى وَالتَّقْدِيرُ الْتَمِسْ صَدَاقًا فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مَا يَكُونُ كَذَلِكَ فَعَسَاك تَجِدُ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَهُوَ لِبَيَانِ أَدْنَى مَا يُلْتَمَسُ مِمَّا يُنْتَفَعُ بِهِ وَخَتَمْتُ الْقُرْآنَ حَفِظْتُ خَاتِمَتَهُ وَهِيَ
آخِرُهُ وَالْمَعْنَى حَفِظْتُهُ جَمِيعَهُ عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ. 

حرو

حرو
الحَرَاوَةُ: حُرَافَةُ الخَرْدَلِ وغيرِه، وكذلك: الحَرْوَةُ. وقال أبو زيدٍ: سَمِعْتُ حَرَاةَ النّاسِ، أي صَوْتَهم وجَلَبَتَهم. وفلانٌ شَدِيْدُ الحَرْوَةِ: أي الغَيْظِ. وهي أيضاً: حَرَارَةٌ يَجِدُها الإنسان في حَلْقِه.
والحَرَاوي: ذو النَّجْدَةِ والبَأْسِ من الرِّجال.

حرو



حَرْوَةٌ A burning (M, K) which a man experiences (M) in the fauces (الحَلْق) and the chest and the head, by reason of anger, wrath, or rage, and of pain. (M, K.) — Acritude (S, K) of food, (S,) or in the taste of mustard (K, TA) and the like; (TA;) as also ↓ حَرَاوَةٌ. (S, K.) You say, إِنِّى لَأَجِدُ لِهٰذَا الطَّعَامِ حَرْوَةً and ↓ حَرَاوَةً

Verily I find that this food has an acrid quality, (S,) or a burning quality. (TA.) [See also حِرَّةٌ, and حَرَارَةٌ.] And one says, ↓ لِهْذَا الكُحْلِ حَرَاوَةٌ فِى العَيْنِ [This collyrium has a burning effect in the eye]. (TA.) — A disagreeable odour, that has a sharpness, or pungency, (M, K,) in the خَيَاشِيم [or air-passages of the nose]. (M.) حَرَاوَةٌ: see above, in three places.

حرو


حَرَا —
حَرْوَة []
a. Heat, burning.
b. see 22t
حَرًا (pl.
أَحْرَآء)
a. Sound, noise.
b. Warbling ( of birds ).
حَرَاة []
a. Crackling ( of the fire ).
b. Rustling ( of the wind ).
حَرَاوَة []
a. Pungency, burning taste ( mustard & c. ).
الْحَاء وَالرَّاء وَالْوَاو

الحَرْوَةُ: حرقة يجدهَا الرجل فِي حلقه وصدره وَرَأسه، من الغيظ والوجع.

والحَرْوَةُ: الرَّائِحَة الكريهة مَعَ حِدة فِي الخياشيم.

والحَرْوَةُ والحَراوَةُ: حرافة تكون فِي طعم الْخَرْدَل وَمَا أشبهه.
حرو
: (و} الحَرْوَةُ: حُرْقَةٌ) يَجدُها الرَّجُلُ (فِي الحَلْق والصَّدْرِ والرَّأْسِ من الغَيْظِ والوَجَعِ) ، كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) أَيْضاً: (حَرافَةٌ) تكونُ (فِي طَعْمِ الخَرْدَلِ) وَمَا أَشْبَهه، ( {كالحَراوَةِ) . يقالُ: إنيِّ لأَجِدُ لهَذَا الطَّعام} حَرْوَة! وحَرَاوَة، أَي حَرارَةً، وذلِكَ مِن حَرافَةِ شَيْء يُؤكَلُ، كَمَا فِي الصِّحاح.
ويقالُ: لهَذَا الكُحْلِ {حَراوَةٌ ومَضاضَةٌ فِي العَيْنِ.
وقالَ النَّضْر: الفُلْفُلُ لَهُ حَرَاوة، بالواوِ، وحَرَارَة، بالراءِ.
(و) الحَرْوَةُ: (الرَّائحَةُ الكَرِيهة مَعَ حِدَّةٍ) فِي الخَياشِيمِ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
ح ر و

فيه حرافة وحراوة، أي حدة. وأنت حرًى أن تفعل، وكذلك الاثنان والجمع والأنثى. قال:


وهن حرًى لا يثبن عطيّةً ... وهنّ حرًى بالنار حين تثيب

وبالحرى أن يفعل، وإن فعلت كذا فبالحري، وهو حر به وحريٌّ، وما أحراه به، وهو أحرى به من غيره، وهم أحرياء، وهو محراة لكذا. ولا تطر حراناً، ونزلت بحراه وبعراه: أي بعقوته. وتحرّاه: قصد حراه. وأفعى حارية: مسنة قد صغر جسمها من كبرها، من حرى الشيء إذا نقص. قال:

حارية قد صغرت من الكبر

وتقول بليت بأفعال جاريه، كأفعى حارية.

ومن المجاز: تحريت في ذلك مسرتك، وهو يتحرى الصواب، وأصله قصد الحرى.
حرو
حرا بـ يحْرُو، احْرُ، حَرًا، فهو حَرِيّ وحَرٍ، والمفعول مَحْروٌّ به
• حرَا به: خَلُق وجَدُر به "يحرو بك أن تخلي مقعدَك لهذا الرجل المسنّ- رجلٌ حريّ/ حرٍ بهذه المكانة" ° ما أحراه بهذا المنصب: ما أجدره به. 

تحرَّى/ تحرَّى عن/ تحرَّى في يَتحرَّى، تَحرَّ، تحرّيًا، فهو مُتحرٍّ، والمفعول مُتحرًّى
• تحرَّى الصَّوابَ: توخّاه وطلبه وقصده "يتحرّى الحرصَ والإتقانَ- {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} ".
• تحرَّى الحدثَ/ تحرَّى عن الحدث: اجتهد في طلبه ودقَّق وبحث عنه باهتمام "يتحرّى علماء الاجتماع أسبابَ ازدياد العنف لدى الشَّباب- تحرّى القاضي الحقيقةَ/ عن الحقيقةِ".
• تحرَّى الأمورَ/ تحرَّى في الأمور: تروّى ليصيب الأفضلَ "تحرّتِ المؤسّسةُ في عقود البيع المقدّمة لها". 

أحْرى [مفرد]: اسم تفضيل من حرا بـ: أجدر وأولى وأحقّ "أنت أحرى بالمعروف- من الأحرى أن تحضر الاجتماعَ- كان الأحرى به أن يقوم بواجبه" ° بالأحرى: بشكل أفضل، على نحوٍ أَدَقّ- طلب أحرى الأمرين: أفضلَهما. 

تحرٍّ [مفرد]: ج تحرِّيّات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحرَّى/ تحرَّى عن/ تحرَّى في.
2 - تحقيق أو ترصُّد أخبار شخص تقوم به جهة رسميّة كالشُّرطة "تحرِّي الأسباب الحقيقيّة يحلّ أعقد المشكلات- يُجري رجال الشُّرطة تحرِّيَّات واسعة عن المشتبه بهم" ° تحرِّيات علماء الآثار: تحقيقاتهم النَّاتجة عن قيامهم بالحفريّات- رجال التَّحرِّي: رجال الشُّرطة يُعهد إليهم في البحث عن الجرائم والمجرمين.
3 - قَصْدُ الأولى والأحقّ.
• إدارة التَّحرِّي/ دائرة التحرِّي/ مصلحة التحرِّيّات/ التّحرِّيّات العسكريّة: دوائر تقوم بجمع الأخبار عمَّن تريد تتبُّعهم. 

حَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرا بـ: حرِيّ، جدير، خليق، حقيق. 

حَرًا [مفرد]: مصدر حرا بـ. 

حَرِيّ [مفرد]: ج حَرِيّون وأحرياءُ، مؤ حَرِيَّة، ج مؤ حَرِيّات وحَرَايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرا بـ: حرٍ، جدير، خليق، حقيق ° حَرِيّ بالذِّكر. 
باب الحاء والراء و (وا ي) معهما ح ر و، ح ر ي، ح ور، ح ي ر، ر ح ا، وح ر، ر وح، ر ي ح مستعملات

حرو: الحَراوَةُ: نحو طَعْمِ الخَرْدَلِ وشِبْهِهِ. ويقال: لهذا الكُحل حَرَاوةٌ ومَضاضةٌ في العين.

حرى: الحَرْيُ: النُّقصانُ بعد الزّيادة. والقمر يَحْري الأول فالأول حتّى ينقص، حَرْياً. والحَرَى- مقصور-: موضع البيض، وهو الأُفْحُوص والأُدْحِيُّ. قال:

بيضةٌ زادَ هَيْقُها عن حَراها ... كلَّ طارٍ عليه أنْ يَطْراها

والحَرَى أيضاً: كلُّ مَوْضِعٍ للظّباء تأوِي إليه. والحَرَى: الجَدَارة. تقول: هو حَرِيٌّ: أي: خليقٌ. وهو حرٍ وبالحَرَى وحَرىً أن يكون كذاك، وما أحراه وأَحْرِ به أن يكون كذا. وفلان يَتَحَرَّى مسرّتي، ويَتَحرَّى بكلامه وأمره الصّوابَ. وحِراءُ- ممدود-: جبل بمكّة معروف. قال الشاعر:

تفرّج عنّا الهمّ لما بدا لنا ... حِراءٌ كرأسِ الفارسيِّ المتوَّجِ

[والحِرُ: يجمع على الأحراح. رجلٌ حَرِحٌ: مُولَعٌ بالأحراحِ. وحرح الرجل أولع]  حور: الحَوْرُ: الرُّجوعُ إلى الشّيءِ وعَنْه. والغُصّةُ إذا انحدرت. يقال: حارت تَحُور، وأَحَارَ صاحبها. وكلُّ شيءٍ تَغَيَّر من حالٍ إلى حال، فقد حار يَحُور حَوْراً، كقول لبيد:

وما المرءُ إلاّ كالشّهابِ وضَوْئِهِ ... يَحُورُ رماداً بعد إذ هو ساطع

والمُحاورةُ: مُراجَعة الكلام. حاوَرتُ فلاناً في المنطق، وأَحَرْتُ إليه جوابا. وما أحار بكلمة، والاسم: الحَوِير، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحوِارَهما. والمَحْوَرةُ من المُحاوَرة، كالمَشْوَرة من المُشاوَرة، وهي مَفْعلة. قال الشاعر:

بحاجة ذي بثٍّ ومَحْوَرَةٍ له ... كَفَى رَجْعُها من قصّة المُتَكِلّمِ

وفي الحديث: نَعوذُ باللهِ من الحور بعد الكور

أي: النّقصان بعد الزّيادة، كقولهم: العنوق بعد النوق، أي: بينا كنت في كَوْرِ الزّيادة إذا أنت تَحُور راجعا إلى النقصان. ويقال: الحَوْر: ما تحت الكَوْر من العمامة، والحَوْرُ خشب يقال لها البيضاء. والحُوارُ: الفصيل أوّل ما يُنْتَج، والجميع: الحِيران. والحَوَرُ: الأديم المصبوغ بحمرة حَوَّرَتْهُ، وجَمْعُهُ: أحوار. قال:  فظلَّ يرشح مِسْكاً فوقَه عَلَقٌ ... كأنّما قُدَّ في أثوابه الحَوَرُ

وخُفٌّ مُحَوَّرٌ: إذا بُطِنَ بحَوَرٍ. والحَوَرُ: شِدّةُ بياضِ العَيْن وشِدّةُ سَوادِها، ولا يُقال: آمرأة حَوْراء إلاّ لبيضاءَ مع حَوَرِها، والجميعُ: حُورٌ. وفي قراءة: وحِيرٌ عِينٌ. والمِحْوَرُ: الحديدة الّتي يدور فيها لسانُ الإِبزِيم في طَرَف المِنْطَقة وغيرها، [والحديدة التي تدور عليها البكرة يُقال لها: المِحْوَرةُ] . والمِحْوَرُ: الخَشَبةُ الّتي يُبْسَط بها العجين يُحَوَّرُ به الخبزُ تَحْويراً. والحُوَّارَى: أَجْوَدُ الدَّقيق، يُقال: حَوَّرتُه تحويراً، أي: بَيَّضتُه وامرأةٌ حَوارِيَّة، أي: بيضاء حضريّة، ولا تكون بدويّة. والحَوارِيُّونَ: الّذين كانوا مع عيسى عليه السّلام ينصرونه، وكانوا قصّارين، يقال: فعل الحواريّون كذا، ونصر الحواريون كذا، فلمّا جرى على ألسنة النّاس سُمّيَ كل ناصر حواريّاً.

حير: يقال: حار بَصَرُهُ يَحارُ حَيْرَةً وحَيِراً، وذلك إذا نظرتَ إلى الشيءِ فَغَشِيَ بَصَرُك، وهو حَيْرانُ تائه، والجميع: حَيَارَى، وامرأة حَيْرَى. قال:

حَيْرانَ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

والطّريق المُسْتَحير الّذي يأخذ في عُرْضِ مفازةٍ لا يُدْرَى أين مَنْفَذُه قال:

ضاحي الأخاديد ومُسْتَحيرِهِ ... في لاحبٍ يركبْنَ ضيفي نيرة والحائر: حوض يُسَيَّبُ إليه مَسيلُ الماء في الأمصار يُسمَّى هذا الاسم بالماء، وبالبصرة: حائر الحُجّاج، معروف يابسٌ لا ماء فيه، وأكثر الناس يُسمّونه: الحَيْر، كما يقال لعائشة: عَيْشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قال العجاج:

سَقاهُ رَيّاً حائرٌ رَوِيُّ

وإنّما سُمّيَ حائراً، لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع أقصاه إلى أدناه. واستحار الرّجل بمكانه إذا نزله أيّاما. والحِيرة بجنب الكوفة، والنّسبة إليها: حاريّ كقولهم في النسبة إلى تَمْر: تَمْريّ، فأراد أن يقول: حَيْريّ فسكّنَ الياء فصارت ألفا. والحارةُ: كلّ مَحَلَّة دنت من منازلهم، فهم أهل حارة. قال أبو عمرو: أنشدتني امرأةٌ من حمير وهي تُرقّص ابناً لها:

يا ربّنا من سرّه أنْ يَكْبَرا ... فَهَبْ له أهلاً ومالا حِيرَا

والحِيَرُ: الكثير من الأهل والمال. والمَحارةُ: الصَّدَفُ.

رحي: رحا ورحيان، ثلاث أَرْحٍ، وأرحاء كثيرة، والأَرْحِيَةُ كأنّها جماعة الجماعة. ورحى الحرب: حَوْمَتُها، ورحى الموت، ومرحى الحرب. قال:  على الجُرْدِ شُبّاناً وشيباً كأنَّهم ... إذا كانتِ المرحى الحديدُ المجرّبُ

وقال:

النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ ... ورَحَى المنيّةِ تَطْحَنُ

ويقال لفَراسِنِ الفيل: أَرْحاءٌ. قال حميد:

تحمل أرحاءً ثقالاً تصدمُ ... من كلّ جانبٍ لهنَّ مَنْسِمُ

والأرحاءُ: الأضراس، الواحد: رحى. ومَرْحَى الجمل: الموضع الذي دارت عليه رحى الحرب. والمرحى: العجب. قال:»

وقال ابنا أميمةَ يالَ بكرٍ ... فقلت: أجهرة مَرْحَى كَبِيرُ

والرَّحَى: قطعةٌ من النّجف تعظُم من نحو ميلٍ مُشرفة على ما حولَها. والرَّحَى: نبات تُسَمِّيه الفرس اسْبَانَخْ والرَّحَى: كِرْكِرةُ البعير.

وحر: الوَحَرُ: وَغْرٌ في الصّدر من الغَيْظ والحِقْد. تقول: وَحِرَ صدره وَحَراً، وإنّه لَوَحِرِ الصّدر. والوَحَرُ: وَزَغَةٌ تكون في الصَّحارَى أصغر من العِظاية، وهي إلف سوامِّ أبرص خِلْقَةً. وامرأة وَحِرة: أي: سوداء دميمة قصيرة. روح: الرُّوحُ: النَّفْسُ التي يحيا بها البدن. يقال: خرجت رُوحُهُ، أي: نَفْسُه، ويقال: خَرَجَ فيُذَكُّرُ، والجميعُ أرواحٌ. والرُّوحانِيُّ من الخلق نحو الملائكة، وخُلِقَ رُوحاً بلا جسمٍ . والرُّوحُ: جبرئيل عليه السّلام. [وهو] روح القدس ويُقال: الرّوح ملك يقوم وحده فيكون صفّا. وإرْواحُ اللَّحم: تغيُّرُ ريحه. والرّواحُ من لدن زوالِ الشَّمسِ إلى الليل. رحنا رواحاً، يعني السير والعمل بالعشيّ. وتروّح القوم في معنى: راحوا. قال:

تَروّحْ بنا يا عمرو قد قصر العصر

والمَرَاحُ: الموضع الذي تروحُ إليه أو منه كالمَغْدَى من الغداة. ويقال: ما لفلان في كذا من رَواحٍ، أي من راحة. والإراحة: ردّ الإبِل بالعشيّ يُرمُحها، وفي لغة: يُهريحها، هَراحَها هراحةً، وقوله:  ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ

أراد: الرَّوَحَة، كما تقول: الكَفَرَة والفَجَرَة، فطرح الهاء. والرَّوَحُ في هذا البيت: المُتَفَرِقةَ. والمُراوَحةُ: عملان في عمل، يُعْمَلُ ذاك مرّة، وهذا مرّة. وتراوحته الأمطار، مرّة هذا، ومرّة هذا قال العجاج:

تراوحتْها رهم الرهائم ... وهضب السّارية الهمائم

ورجل أروح: في صدر قدمه انبساط. وبعيرٌ أروحُ، وقدم أَرْوَحُ وروحاء، وقد روح روحاً. وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قريبة القعر.

ريح: الرّيح: ياؤها واو صُيِّرت ياء لانكسارِ ما قبلَها، وتصغيرها: رُوَيْحة، وجمعُها: رياح وأرواح. وتقول: رِحْتَ منه رائحةً طيّبةً، أي: وجدتها. والرّائحة: ريحٌ طيّبة تجدها في النّسيم، تقول: لهذه البقلة رائحة طيّبة. والريحة: نبات يخضر بعد ما يَيْبَس ورقُه وأَعالي أَغْصانِه. ويومٌ رَيِّحٌ طيّبٌ ذو رَوْحٍ، ويومٌ راحٌ ذو ريح شديدة، بني على قولك: كَبْشٌ صافٌ، أي: كثير الصّوف، قالوا ذلك على رُوحِ وصُوفٍ فلمّا خفّفوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفاً، كما قالوا: قالٌ ومالٌ. ويقال: أرادوا الصّائف والرّائح، فطرحوا الهمزة تخفيفا. قال أبو ذؤيب:  وسوّد ماءُ المَرْدِ فاها فلَونُها ... كلَوْنِ النَّوُورِ وهي أَدْماءُ سارُها

وكما خففوا الحائجة فقالوا: حاجة، ألا تراه جُمِعَ على الحوائج. وأَرْوَحَ الماء وغيره، أي: تغيّر. والرّاحةُ: وجدانُك رَوْحاً بعد مَشقّة، تقول: أَرْحْنِي إراحةً فأَسْتريح. قال الأعشى:

متى ما تُناخي عند باب ابن هاشم ... تُرِيحي وتَلْقَيْ من فواضِلِهِ يدا

والتّرويحهْ للصلاة سُمّيِتَ ْبه لاستراحةِ القومِ بينَ كلّ أَرْبِع رَكَعات. والرّاح: جمعُ راحة الكفّ. والرّاحُ: الخَمْر. قال:

راح إلى الرّاح فلمّا انتشَى ... راح به الرّاح إلى الرّاح

والرّياحةُ: أن يَرَاحَ الإنسانُ إلى الشّيء كأنّه ينشط إليه، وكذلك يرتاح، ويقال: فلان نزلتْ به بَليّةٌ فارتاح اللهُ له برحمةٍ فأنقذه. قال العجاج:

فارتاح ربّي وأراد رَحْمتي

أي: نظر إليّ ورحمني. والأرْيَحِيُّ: الرّجل الواسع الخُلُقِ، البسيط إلى المعروف يرتاح لما طَلَبْتَ إليه، ويَرَاحُ قلبه سروراً به. قال الشاعر:

أريحيٌّ صلت يظل له القوم ... ركودا قيامهم للهلال ويُقال لكلّ شيء واسع: أَرْيَحُ. قال:

ومَحْمِلٌ أَرْيَحُ حجّاجيُّ

والأَرْيَحيُّ مأخوذٌ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتيٌّ وللمُجْتَنِب: أجنبيٌّ. والعربُ تَحمِلُ كثيراً من النَّعْتِ على أفعليّ، فيصير كأنّه نسبةٌ. قال:

ولقد أَغتدي يدافعُ ركني ... أجولي ذو ميعة إضريج

أي: جوّالٌ سريع العَرَق. أَرِيحا: بلدة، والنّسِبْةُ إليها: أَرِيحيٌّ. والرَّيْحان: اسم جامع للرياحين الطيّبة، والطّاقةُ الواحدة: ريحانة. والرَّيْحانُ: الرّزق. والرَّيْحانُ: أطرافُ كلّ بَقْلةٍ طيّبة الرّيح إذا خرج عليه أوائل النَّوْر. والاسترواح: التَّشَمُّم. والغصن يستروح إذا آهتزّ، والمَطَر يستروح الشجر، أي: يُحييِه. قال:

يَستروِحُ العلم من أَمْسَى له بَصَرُ ... وكان حيّاً كما يَسْتروحُ المطر 

دخل

(دخل) : الدَّخْلَةُ: التي تُعَسَّلُ فيها النَّحْلُ الوَحْشِيّ.
دخل: يدْخل - إِذا كَانَ من الدخل يكون مُتَعَدِّيا وَإِذا كَانَ من الدُّخُول يكون لَازِما.
(د خ ل) : (الدُّخُولُ) بِالْمَرْأَةِ كِنَايَةٌ عَنْ الْوَطْءِ مُبَاحًا كَانَ أَوْ مَحْظُورًا وَهِيَ مَدْخُولٌ بِهَا وَأَمَّا الْمَدْخُولَةُ فَخَطَأٌ (وَدَاخِلَةُ) الْإِزَارِ مَا يَلِي جَسَدَك مِنْهُ وَعَنْ الْجُرْجَانِيِّ اتِّصَالُ الْمُدَاخَلَةِ أَنْ يَكُونَ آجُرُّ الْحَائِطِ مُدَاخِلًا لِحَائِطِ الْمُدَّعَى.
(دخل)
الْمَكَان وَنَحْوه وَفِيه دُخُولا صَار دَاخله وَيُقَال دخل الدَّار وَأَصله دخل فِي الدَّار وَبِه فِي كَذَا أدخلهُ فِيهِ وبالعروس اختلى بهَا وَعَلِيهِ الْمَكَان دخله وَهُوَ فِيهِ وَفِي الْأَمر أَخذ فِيهِ

(دخل) دخلا ودخلا فسد دَاخله وأصابه فَسَاد أَو عيب وَيُقَال دخل أمره فَهُوَ دخل

(دخل) دخل وهزل وَالْحب سوس وعَلى فلَان سبق وهمه إِلَى شَيْء فغلط فِيهِ من حَيْثُ لَا يشْعر
د خ ل

هو دخيل فلان. وهو الذي يداخله في أموره كلها. وهو دخيل في بني فلان إذا انتسب معهم وليس منهم، وهم دخلاء فيهم ومفاصله مداخلة. وحلق الدرع مداخل وهو المدمج المحكم، ودوخل بعضه في بعض. وسقى إبله دخالا وهو أن يدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين ناهلين. واغسل داخلة إزارك وهو مايلي جسده. وإنه لخبيث الدخلة، وعفيف الدخلة وهي باطن أمره، وأنا عالم بدخلة أمرك، وفيه دخل ودخل: عيب. وشيء مدخول، وطعام مدخول ومسروف. ونخلة مدخولة: عفنة الجوف. وقد دخلت سلعتك: عيبت.
(دخل) - في الحديث: "إذَا أَوى أَحدُكم إلى فِراشِه فَلْيَنْفُضْه بِداخِلَة إزارهِ" .
قيل: لِمَ يَأْمُره بِدَاخِلة الِإزارِ دون خَارِجَته، لأَنَّ ذَلك أَبلَغُ، أو لأن لها فِعْلًا ليس لغَيرها، وإنّما ذلك على جِهَة الخَبَر عن فِعْلِ الفاعلِ لأن المُتَّزِر إذا اتَزّرَ يَأْخُذ إزارَه بيَمِينه وشِمالِه فَيلزَق ما بِشِمَاله على جَسَدِه فهو دَاخِلَة إزارِه ويَرُدُّ ما بِيَمِينه على دَاخِلة إزاره، فمَتَى ما عَاجَله أَمرٌ فخَشِي سُقوطَ إزاره أمسَكَه بمَرْفِقِه الأيسَر ودَفَع بِيَمِينه عن نفسه، فإذا صار إلى فِراشِه فحَلّ إزارهَ، فإنَّما يَحُلّ بيمينه خارِجَةَ الِإزار وتَبقَى الدَّاخِلُة مُعَلَّقة، وبها يَقَع النَّفضُ لأنها غَيرُ مَشغُولةِ اليَدِ.
دخل
الدَّخْلُ والدًخَلُ: عَيْبٌ في الحَسَب.
والدخْلُ: مَنَالة الضًيْعَة.
ودُخِلَ الرجُلُ فهو مَدْخُول: في عَقْله دَخَل، وقَومٌ مَدْخُولون. وهو المَهْزُولُ أيضاً، وبَعِير مَذخول، وفيه دَخَل من هزَال.
والدخلَة: بِطانَةُ الأهل. وهي في اللون: تَخلِيط من ألوانٍ في لَوْن.
والدخُول: نَقِيض الخُروج. وادخَلَ في غار وتَدَخلَ فيه.
ودَخِيلُ الرجل: الذي يداخِلُه في أمُورِه، وكذلك الدخلُل.
وعَرَفْتُ داخِلَةَ أمرِه: أي بِطانَةَ أمرِه.
ودَخُوْل: مَوضع.
والدخُوْل: بِئر نَمِيرةُ الماء معروفة.
والدخَال في الوِرد: أن تَحمِلَ الإبلَ على الحَوض بمَرة عِرَاكاً، وكذلك الدخلُ. وقيل: هو أن تَحمِل الإبلَ على الحَوض ثانيةً لتَستَوفي بعدما سَقَيتَها قَطِيعاً قطيعاً. وهو في الدروع: إحكَامها. ومُدَاخَلَة المَفاصِل بعضِها في بعض.
والدخِيل: فَرَس يَدْخُلُ بين فَرَسَيْن في الرهان.
والدَوْخلة: سَقِيْفَةٌ من خوص. ودُخِلَ التمْرُ: جُعِلَ في ذلك.
والدخلُ: صِغارُ الطير، والجميع الدخاخِيلُ. واللحم المُجتَمِع. وما دَخل في أغصان الشجر وارتَفَع منه. ونَبْت إذا يَبِسَ احْمَر.
وهو عالِمٌ بِدِخْلَةِ أمرِهم وبدَخْلِه.
ودُخِلَ الطعامُ: ايْتَكَلَ.
والدِّخْلِلُ: ما دَخَلَ من اللَحْم بين اللَّحْم.
ولُعْبَةٌ للعرب تُسَمّى: الدُّخَيليّا.

دخل


دَخَلَ(n. ac. مَدْخَل
دُخُوْل)
a. [acc.
or
Fī], Entered; entered upon, commenced.
b. [Bi], Brought in, introduced.
c. ['Ala], Came in upon, called upon.
d. ['Ala], Was prefixed, placed before (
preposition ).
e. Intervened (between).
f.(n. ac. دَخْل), Came in, accrued (revenue).
دَخَّلَa. see IV
دَاْخَلَa. Entered into; took part in with.

أَدْخَلَa. Made to enter, brought in.
b. Inserted.

تَدَخَّلَa. Got in by degrees, slipped, or wormed himself
into.
b. ['Ala], Begged for, asked as a favour.
تَدَاْخَلَa. Entered into, became intermixed, blended
entangled.
b. Entered into the mind of.
c. Intefered.

إِنْدَخَلَإِدْتَخَلَa. Entered, penetrated into.

دَخْلa. Revenue, income, receipts.
b. see 2t & 3t
دِخْلَة
دُخْلَةa. Intention.
b. Way of acting, conduct.

دَخَلa. Corruptness; perfidiousness, treachery; vice.

مَدْخَل
(pl.
مَدَاْخِلُ)
a. Entry, ingress; entrance, vestibule.
b. Way of acting.
c. Introduction, preamble, prelude.

دَاْخِلa. Entering.
b. Interior, inner, inward, internal.
c. Interior, inside.
d. [], Internally, within.
دَاْخِلَة
(pl.
دَوَاْخِلُ)
a. Bottom or inside of a thing.
b. Intention.

دَخِيْل
(pl.
دُخَلَآءُ)
a. Interior, inward, internal.
b. Stranger.
c. Intruder.
d. Guest.

دَخِيْلَةa. Interior, inside.
b. Secret, inward thoughts; the secret workings of the
mind.

دُخْلُ4a. Companion, intimate friend.
N. P.
دَخڤلَ
(pl.
مَدَاْخِيْلُ)
a. Income, receipts.

دَاخِلِيَّة
a. Internal, home (affairs).
مِن دَاخِل
a. see 21 (d)
أَنَا دَخِيْلَك
a. [ coll. ], I am thy guest, under
thy protection: I beg of you!
د خ ل : دَاخِلُ الشَّيْءِ خِلَافُ خَارِجِهِ وَدَخَلْتَ الدَّارَ وَنَحْوَهَا دُخُولًا صِرْتَ دَاخِلَهَا فَهِيَ حَاوِيَةٌ لَكَ وَهُوَ مَدْخَلُ الْبَيْتِ بِفَتْحِ الْمِيمِ لِمَوْضِعِ الدُّخُولِ إلَيْهِ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَدْخَلْتُ زَيْدًا الدَّارَ مُدْخَلًا بِضَمِّ الْمِيمِ وَدَخَلَ فِي الْأَمْرِ دُخُولًا أَخَذَ فِيهِ وَدَخَلْتُ عَلَى زَيْدٍ الدَّارَ إذَا دَخَلْتَهَا بَعْدَهُ وَهُوَ فِيهَا وَدَخَلَ بِامْرَأَتِهِ دُخُولًا وَالْمَرْأَةُ مَدْخُولٌ بِهَا وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَا أَنْظُرُ إلَى مَنْ لَهُ الدَّوَاخِلُ وَالْخَوَارِجُ تَقَدَّمَ فِي خَرَجَ.

وَالدَّخْلُ بِالسُّكُونِ مَا يَدْخُلُ عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ عَقَارِهِ وَتِجَارَتِهِ وَدَخْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ خَرْجِهِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدُخِلَ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا سَبَقَ وَهَمُهُ إلَى شَيْءٍ فَغَلِطَ فِيهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ وَفُلَانٌ دَخِيلٌ بَيْنَ الْقَوْمِ أَيْ لَيْسَ مِنْ نَسَبِهِمْ بَلْ هُوَ نَزِيلٌ بَيْنَهُمْ وَمِنْهُ قِيلَ هَذَا الْفَرْعُ دَخِيلٌ فِي الْبَابِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ ذُكِرَ اسْتِطْرَادًا وَمُنَاسَبَةً وَلَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ عَقْدُ الْبَابِ. 
دخل
الدّخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان، والزمان، والأعمال، يقال: دخل مكان كذا، قال تعالى: ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ
[البقرة/ 58] ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل/ 32] ، ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها [الزمر/ 72] ، وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
[المجادلة/ 22] ، وقال: يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ [الإنسان/ 31] ، وَقُلْ: رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ
[الإسراء/ 80] ، فمدخل من دخل يدخل، ومدخل من أدخل، لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ [الحج/ 59] ، وقوله: مُدْخَلًا كَرِيماً [النساء/ 31] ، قرئ بالوجهين ، وقال أبو عليّ الفسويّ : من قرأ: «مدخلا» بالفتح فكأنه إشارة إلى أنهم يقصدونه، ولم يكونوا كمن ذكرهم في قوله: الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ [الفرقان/ 34] ، وقوله: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ [غافر/ 71] ، ومن قرأ «مدخلا» فكقوله:
لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ [الحج/ 59] ، وادَّخَلَ: اجتهد في دخوله، قال تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا
[التوبة/ 57] ، والدَّخَلُ: كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة، كالدّغل، وعن الدّعوة في النّسب، يقال: دَخِلَ دَخَلًا ، قال تعالى: تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ [النحل/ 92] ، فيقال:
دُخِلَ فلان فهو مدخول، كناية عن بله في عقله، وفساد في أصله، ومنه قيل: شجرة مدخولة. والدِّخَالُ في الإبل: أن يدخل إبل في أثناء ما لم تشرب لتشرب معها ثانيا. والدَّخَلَ طائر، سمّي بذلك لدخوله فيما بين الأشجار الملتفّة، والدَّوْخَلَّة : معروفة، ودَخَلَ بامرأته:
كناية عن الإفضاء إليها، قال تعالى: مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ [النساء/ 23] . 
د خ ل: (دَخَلَ) يَدْخُلُ (دُخُولًا) وَ (مَدْخَلًا) بِفَتْحِ الْمِيمِ، يُقَالُ: دَخَلَ الْبَيْتَ وَالصَّحِيحُ فِيهِ أَنَّ تَقْدِيرَهُ دَخَلَ فِي الْبَيْتِ فَلَمَّا حُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ انْتَصَبَ انْتِصَابَ الْمَفْعُولِ بِهِ لِأَنَّ الْأَمْكِنَةَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: مُبْهَمٍ وَمَحْدُودٍ. فَالْمُبْهَمُ كَالْجِهَاتِ السِّتِّ وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا مِثْلُ عِنْدَ وَوَسْطَ بِمَعْنَى بَيْنَ وَقُبَالَةَ فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ يَكُونُ ظَرْفًا لِأَنَّهُ مُبْهَمٌ أَلَا تَرَى أَنَّ خَلْفَكَ قَدْ يَكُونُ قُدَّامًا لِغَيْرِكَ وَكَذَا الْبَاقِي. وَالْمَحْدُودُ الَّذِي لَهُ شَخْصٌ وَأَقْطَارٌ تَحُوزُهُ: كَالْجَبَلِ وَالْوَادِي وَالسُّوقِ وَالدَّارِ وَالْمَسْجِدِ وَنَحْوِهَا لَا يَكُونُ ظَرْفًا فَلَا تَقُولُ قَعَدْتُ الدَّارَ وَلَا صَلَّيْتُ الْمَسْجِدَ وَلَا نِمْتُ الْجَبَلَ وَلَا قُمْتُ الْوَادِيَ وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ بِحَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ مِثْلُ
دَخَلَ الْبَيْتَ وَنَزَلَ الْوَادِيَ وَصَعِدَ الْجَبَلَ. وَ (ادَّخَلَ) عَلَى افْتَعَلَ مَثَلُ: دَخَلَ وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ (انْدَخَلَ) وَلَيْسَ بِالْفَصِيحِ. وَ (تَدَخَّلَ) دَخَلَ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَ (تَدَاخَلَنِي) مِنْهُ شَيْءٌ. وَ (الدَّخْلُ) ضِدُّ الْخَرْجِ. وَالدَّخْلُ أَيْضًا الْعَيْبُ وَالرِّيبَةُ. وَمِنْهُ كَلَامُهُمْ:
تَرَى الْفِتْيَانَ كَالنَّخْلِ وَمَا يُدْرِيكَ بِالدَّخْلِ وَكَذَا (الدَّخَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ. يُقَالُ: هَذَا الْأَمْرُ فِيهِ دَخَلٌ وَدَغَلٌ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} [النحل: 94] أَيْ مَكْرًا وَخَدِيعَةً. وَ (الْمَدْخَلُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الدُّخُولُ وَمَوْضِعُ الدُّخُولِ أَيْضًا تَقُولُ: دَخَلَ مَدْخَلًا حَسَنًا وَدَخَلَ مَدْخَلَ صِدْقٍ. وَ (الْمُدْخَلُ) بِضَمِّ الْمِيمِ الْإِدْخَالُ وَالْمَفْعُولُ أَيْضًا مِنْ أَدْخَلَ تَقُولُ: أَدْخَلَهُ مُدْخَلَ صِدْقٍ. وَ (دَخِيلُ) الرَّجُلِ الَّذِي يُدَاخِلُهُ فِي أُمُورِهِ وَيَخْتَصُّ بِهِ. وَ (الدَّوْخَلَّةُ) مَا يُنْسَجُ مِنَ الْخُوصِ وَيُجْعَلُ فِيهِ الرُّطَبُ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِهَا. 
[دخل] دَخَلَ دُخولاً . يقال: دَخَلْتُ البيت. والصحيح فيه أن تريد دَخَلْتُ إلى البيت وحذفت حرف الجرّ فانتصب انتصابَ المفعول به، لان الامكنة على ضربين: مبهم ومحدود، فالمبهم نحو جهات الجسم الست خلف وقدام، ويمين وشمال، وفوق وتحت، وما جرى مجرى ذلك من أسماء هذه الجهات، نحو أمام ووراء، وأعلى وأسفل، وعند ولدن، ووسط بمعنى بين، وقبالة. فهذا وما أشبهه من الامكنة يكون ظرفا، لانه غير محدود. ألا ترى أن خلفك قد يكون قداما لغيرك. فأما المحدود الذى به خلقة وشخص وأقطار تحوزه، نحو الجبل والوادى والسوق والدار والمسجد، فلا يكون ظرفا، لانك لا تقول قعدت الدار، ولا صليت المسجد، ولا نمت الجبل، ولا قمت الوادي. وما جاء من ذلك فإنما هو بحذف حرف الجر، نحو دخلت البيت، ونزلت الوادي، وصعدت الجبل. وادَّخَلَ على افتعل، مثل دَخَلَ. وقد جاء في الشِعر انْدَخَلَ، وليس بالفصيح. قال الكميت وهو مصدر ميمى. * ولا يدى في حميت السكن تندخل * ويقال: تدخل الشئ، أي دَخَلَ قليلاً قليلاً. وقد تداخلنى منه شئ. والدخل: خلاف الخرج. والدخل: العيب والريبة. ومن كلامهم: ترى الفتيان كالنخل وما يدريك بالدخل وكذلك الدَخَلُ بالتحريك. يقال: هذا الأمرُ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ، بمعنىً. وقوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} أي مَكراً وخديعةً. وهم دَخَلٌ في بني فلان، إذا انتسَبوا معهم وليسوا منهم. والمَدْخَلُ بالفتح: الدُخولُ، وموضعُ الدُخولِ أيضاً. وتقول: دخلت مدخلا حسنا، ودخلت مَدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدْخَلُ بضم الميم: الإدْخالُ. والمفعول من أَدْخَلَهُ، تقول: أَدْخَلْتُهُ مُدْخَلَ صدقٍ. وداخِلَةُ الإزارِ: أحد طرفيه الذي يَلي الجسدَ. وداخِلَةُ الرجلِ أيضاً: باطنُ أمره. وكذلك الداخلة بالضم. يقال: هو عالم بدخلته. ودخيل الرجل ودخلله: الذي يُداخِلُهُ في أموره ويختصّ به. والدُخَّلُ: طائرٌ صغيرٌ، والجمع الدَخاليلُ. والدُخَّلُ من الكلأ: ما دخل منه في أصول الشجر. قال الشاعر:

تَباشيرُ أَحْوى دُخَّلٍ وجميم * والدخال في الورد: أن يشرب البعير ثم يُرَدَّ من العَطَنِ إلى الحوض ويُدْخَلَ بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شَرِب منه. ومنه قول الشاعر :

وتوفى الدفوف بشرب دخال * ودُخِلَ فلانٌ فهو مَدْخولٌ، أي في عقله دَخَلٌ. ونَخْلَةٌ مدَخولَةٌ، أي عَفِنَةُ الجوفِ. والمَدْخولُ: المهزولُ. والمدخول: المهزول. والدَوْخَلَةُ: هذا المنسوج من الخُوص يُجْعَلُ فيه الرُطَبُ، يشدَّد ويخفَّف. عن يعقوب. والدخول: اسم موضع.
[دخل] فيه: إذا أوى إلى فراشه فلينفضه "بداخلة" إزاره، أي بطرفه وحاشيته من داخل. ن: أي يستحب أن ينفض فراشه حذرًا عن حية أو عقرب أو فأرة. ط: أو تراب أو قذاة فإنه لا يدري ما خلفه، أي قام مقامه بعده. نه: وأمر بداخلته لأن المؤتزر يأخذ الإزار بيمينه [وشماله فيلزق ما بشماله على جسده وهي داخلة إزاره] ثم يضع ما بيمينه فوق داخلته فمتى عاجله أمر وخشي سقوط إزاره أمسكه بشماله ودفع عن نفسه بيمينه فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره فإنما يحل بيمينه خارجة الإزار وتبقى الداخلة معلقة وبها يقع النفض لأنها غير مشغولة باليد. فأما ح العائن: أنه يغسل داخلة إزاره، فإن حمل على ظاهره كان كالأول، ويجيء في غسل. وكذا ح: فلينزع داخلة إزاره، وقيل: أراد به غسل موضع داخلة إزاره من جسده لا إزاره، وقيل داخلته الورك، وقيل: أراد مذاكيره كناية. وفيه: كنت أرى إسلامه "مدخولًا" الدخل بالحركة العيب والغش والفساد، يعني كان إيمانه متزلزلا فيه نفاق. وفيه: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله "دخلًا" وحقيقته أن يدخلوا في دين الله أمورًا لم يجر بها السنة، ومر في الخول. هد ومنه: "لا تتخذوا أيمانكم "دخلا"". نه وفيه: "دخلت" العمرة في الحج، أي سقط فرضها بوجوب الحج، ومن أوجب العمرة قال: معناه أن عمل العمرة قد دخل في عمل الحج، فلا يرى على القارن أكثر من إحرام واحد وطواف وسعى، وقيل: أي دخلت في وقت الحج وشهوره لأنهم كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج فأبطل الإسلام ذلك وأجازه. ط: أي دخلت أفعالها في أفعاله ويدل عليه تشبيك أصابعه، وقيل: أي يجوز فسخ الحج إلى العمرة. نه وفيه: من "دخلة" الرحم، يريد الخاصة والقرابة، وتضم الدال وتكسر. وفيه: إن من النفاق اختلاف "المدخل" والمخرج، أي سوء الطريقة والسيرة. وفي ح معاذ وذكر الحور العين: لا تؤذيه فإنما هو
دخل: الجرح: عمق (الكالا).
دخل تحت رأسه: داهنه وتملقه (بوشر).
إن ليست تدخل من تحت طريقة زوجها: إن لم تخضع المرأة وتنقاد إلى طريقة زوجها في الحياة. (دي ساسي لطائف 2: 86).
دخل على فلان، في الكلام عن زمان (انظر فراز ولين)، ففي المقري (2: 102) مثلاً: دخل على ستة شهر رمضان (كرتاس ص180).
ودخل على فلان: خدعه ومكر به (بوشر).
ودخل على: ارتضى وقبل به (أماري ص 511).
ودخل على الشيء: استملكه، اختص به ذانه، ففي (1: 417): موشحة دخل فيها على أعجاز نوتية ابن زيدون.
ودخل فيها على فلان فيه: انتزع منه شيئاً وحرمه منه (كليلة ودمنة 269).
ويستعمل الفعل دُخل بمعنى أخذ أي انتزع وسلب، ففي كرتاس (ص39): دخل جميع ما فيه من أموال الاخباس. وفي المخطوطة: أخذ.
دخل في عرضي: ثلب شرفي (مجلة الجمعية الآسيوية 13: 37).
دخول: من مصطلح الموسيقى بمعنى لحن، صوت. ففي ألف ليلة (برسل 7: 95): ما تقول في دخول هذه الجارية. وفي طبعة ماكن: في صوت (انظر: أدَخل).
دخول في الرأس: ذكرها الكالا في معجمه مقابل Sossacamiento، غير أن هذا غير واضح لدى (انظره في مادة خلق).
دَخّل (بالتشديد): أخفى، كتم (الكالا).
داخل. داخلنا من الخبر شئ: بدأنا نرتاب بعض الريبة في أصل هذا الخبر أي بدأنا نشك في إنه حلال فيجوز لنا أكله (رياض النفوس ص83 ق).
داخل فلاناً: كلمه، ففي كتاب الخطيب (19ق): وحين جاء إلى بلاط عمه ليسلم عليه داخله بعض أرباب الأمر محذراً ومشيراً بالامتناع ببلده والدعاء لنفسه). وداخل على فلان في: تكلم معه واستشاره في الأمر (عبد الواحد ص40) وفي ابن خلكان (4: 7ق): فداخله في التدبير على أهل طليطلة. وفيه: داخلهم في الخلع.
وداخل فلاناً: تملقه وتلطف به (بوشر) وفي ابن عباد (1: 46): وحاول الاستيلاء على قرطبة بمداخلة أهلها. وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): فداخله حتى عقد معه صهراً على بنته.
وداخل: عامية أدخل (فهرس المخطوطات الشرقية في ليدن 1: 155).
أدخل: ابتدع بدعة جديدة في الدين. (معجم اللطائف).
أدخل: خرق الصفوف وفضها وتغلغل فيها (كرتاس ص158).
وأدخل: خطط، رسم. ففي رحلة ابن بطوطة (3: 59): نقوش مبانيها مدخلة بأصبغة اللازورد، في ترجمتها ما معناه: نقوش هذه المباني رسمت بلون اللازورد.
أدخل بين الناس: ذكرها فوك بمعنى فرق بينهم. ويظهر ان معناها زرع الشر بين الناس، وأغرى بين. وأثار الناس بعضهم على بعض.
أدخل رأياً على فلاناً: تشاور معه في الأمر (فوك).
تدخل. تدخل على فلان: توسل إليه، طلب رضاه وفضله (بوشر، ألف ليلة 1: 18، 38، 471، برسل 2: 160) ويقال: تدخل عليه في إن (ألف ليلة ماكن 2: 691) وبأن (برسل 2: 80) ويفسرها صاحب في محيط المحيط بقوله: والعامة تقول تدخّل عليه أي توسل إليه بقوله أنا دخيلك أي مترام عليك.
وتدخل فلان: عذر وعنا. وذكر ما يبرؤه من ذنبه (ألف ليلة برسل 3: 190) وفي طبعة ماكن: اعتذر عن.
تداخل. تداخل في: تدخل، دش نفسه سراً في دس أنفه في (بوشر).
تداخل على فلان: توسل إليه. وطلب رضاه وفضله. وهي بمعنى تدخل على فلان (ألف ليلة 2: 688، 3، 80، برسل 11: 396).
اندخل: ذكرت في معجم فوك في مادة introducere.
اندخل بين الناس: اندس بينهم واختفى (تاريخ البربر 1: 3) واندخل في قبيلة أخرى (تاريخ البربر 1: 22).
دخل: واردات، هو خلاف خَرْج: صادرات. (معجم الادريسي).
الدخول: داخلة الأمير وخاصته وبطانته وحاشيته، ففي ابن حيان (ص58 و): وبادر أمية الصعود إلى أعلى القصر فيمن خلص معه من غلمانه ودخوله.
دخلك: من فضلك، أتوسل إليك، إتضرع إليك (بوشر).
دَخْلَة: دخول، ولوج (الكالا، بوشر، كرتاس ص71، 209).
وجد فيهم الدخلة: وجد فيهم شيعته وحزبه (دي سلان تاريخ البربر 2: 95).
وأهل دخلته: أي أهل دخله الأمير وهم داخلته وخاصته وبطانته وحاشيته (معجم الادريسي ملر آخر أيام غرناطة ص28).
وفي واسطة السلوك في سياسة الملوك لأبي حمو (ص83): ثم تدعو إلى الدخول أشايخ دخلتك. وهناك أمثلة أخرى تذكر في مادة دَخْلّيون، وفي مادة ساقة.
تستعمل كلمة دَخْلة وحدها بنفس المعنى (معجم الادريسي) وفي تاريخ البربر 1: 508 (تونس): وكان مقدماً على بطانة السلطان المعروفين بالدخلة. وفي واسطة السلوك لأبي حمو (ص80): ينبغي لك أن تتخذ دخلة من الحماة الأمجاد.
ودخلة: عشيرة (فوك).
الدَخْلُّيون: في الحلل الموشية (ص12 و) وفي كلامه عن يوسف بن تاشفين سنة 470: وضم طائفة أخرى من أعلاجه وأهل دخلته وحاشيته فصاروا جمعاً كثيراً وسماهم الدخليين.
دخول: إتمام الزواج - وعرس، حفلة زواج، يوم الزواج (مملوك 1، 2: 23).
دخيل: محمي، شخص في حماية آخر (انظر: لين) يقال مثلاً: دخيلك يا شيخ (برتون 2: 97) أي أنا في حماك (راجع ابن بطوطة 3: 336، كرتاس ص 156، 247، 270).
دخيل: أجنبي يدخل وطن غيره (بوشر).
دخلاء الجند: الذين جعلت منهم الصدفة جنداً ولم يكونوا قد تهيئوا للجندية (حيان - بسام 3: 142و).
ودخيل: مهتد حديثاً إلى مذهب، داخل حديثاً في دين. ونصير، متحزب ل (بوشر، همبرت ص160).
دخلاء عليه في: متوسلين إليه في (دي سلان، تاريخ البربر 1: 116).
دخل عليه الدخيل من فلان: خدعه فلان ومكر به (ألف ليلة برسل 11: 330).
دخالة: جراية، راتب، رزق اليوم (المقري 1: 372، 384).
ودخالة: ما يعطيه المشتري زيادة على ثمن المشتري. زوده (معجم الأسبانية ص40).
ودخالة: شعار، ثوب داخلي (دومانت ص202).
دخالة: عائلة أهل البيت، أسرة (فوك) وكذلك: دَخْلَة.
دخيلة: نجي، مؤتمن على السر، صديق حميم، وتجمع على دخائل (الكامل ص792).
دُخّل. نوبة الدخل: جوقة الموسيقيين (محيط المحيط).
دَخَال. سيف دَخّال: سيف عميق جرحه (فوك).
دَخّال بَيْنَ الناس: من يثير الناس بعضهم على بعض (فوك).
دَخّال الأُذُن: أم أربعة وأربعين، حريش (باين سميث 1554).
داخل. المدينة الداخلة: قلب المدينة، مقال المدينة البرانية (حيان - بسام 3: 49و، ابن الأثير 10: 432). وداخل: وارد، مقابل خارج أي صادر - (معجم الادريسي).
داخل النهار: ساعة الغذاء، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص330): وكان السوقي قد أخرج في كُمّه من بيته يتغذاه في حانوته في داخل النهار.
داخِلَه: يظهر أن معناها ورطة، أمر شاق ففي المقري (1: 558): ولكنك تدخل علينا به داخلة فإن أعفيتنا فهو أحب إلينا.
داخلي: نسبة إلى الداخل، باطني (بوشر).
أدخل: أكثر دخولاً (المفصل طبعة بروش ص188).
وأَدْخَل: أقدر على الدخول (أبو الوليد ص350).
وأدخل: أحسن غناء وصوتاً. ففي (ألف ليلة برسل 7: 95): إن زبيدة كانت أدخل منها. وفي طبعة ماكن (2: 97): أحسن صوتاً. (راجع دخل).
مدخل، ويجمع على مداخل: افتتاح، فاتحة، مقدمة (بوشر).
ومدخل: تابعه. لاحقة، تابع، لاحق (الكالا).
ومدخل: مبادئ علم (تعليقات ص182 رقم1) ولا أدري كيف أترجم هذه الكلمة المذكورة في كلام ابن جبير (ص296) وهو: وتحت الغارب المستطيل المسمى النسر الذي تحت هاتين القبتين مدخل عظيم هو سقف للمقصورة.
مَدْخُول: مزور، مصنوع، مخترع. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص267): وهي فيما أرى حكاية مدخولة.
ومدخول: دخل، وتجمع على مدخولات (بوشر).
ومدخول: أيراد، ريع (بوشر).
ومدخول: راتب، جراية (بوشر).
مُداخل: متملق، مداهن (بوشر).
ومداخل: فضولي (بوشر).
مُداخَلة: مدخل، دخول في (بوشر).
ومداخلة: فضول، تدخل في شؤون الغير (بوشر).
مُتداخل: محرف، مدسوس (تاريخ البربر 2: 3).
عدد متداخل: قاسم تام، من مصطلح الرياضة وهو العدد الذي يشتمله عدد آخر عدة. مرات (بوشر).

دخل: الدُّخُول: نقيض الخروج، دَخَل يَدْخُل دُخُولاً وتَدَخَّل ودَخَل

به؛ وقوله:

تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ،

بين رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ،

مثل الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِّ

إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد للوقف، ثم احتاج فأَجرى الوصل

مُجْرَى الوقف. وادَّخَل، على افْتَعَل: مثل دَخَل؛ وقد جاء في الشعر

انْدَخَل وليس بالفصيح؛ قال الكميت:

لا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ موضعها،

ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل

وتَدَخَّل الشيءُ أَي دَخَل قليلاً قليلاً، وقد تَدَاخَلَني منه شيء.

ويقال: دَخَلْتُ البيت، والصحيح فيه أَن تريد دَخَلْت إِلى البيت وحذفت حرف

الجر فانتصب انتصاب المفعول به، لأَن الأَمكنة على ضربين: مبهم ومحدود،

فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين وشِمال وفوق

وتحت، وما جرى مجرى ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام ووراء وأَعلى وأَسفل وعند

ولَدُنْ ووَسَط بمعنى بين وقُبَالة، فهذا وما أَشبهه من الأَمكنة يكون

ظرفاً لأَنه غير محدود، أَلا ترى أَن خَلْفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك؟

فأَما المحدود الذي له خِلْقة وشخص وأَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل والوادي

والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار، ولا صليت

المسجد، ولا نِمْت الجبل، ولا قمت الوادي، وما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف

حرف الجر نحو دخلت البيت وصَعَّدت الجَبَل ونزلت الوادي.

والمَدْخَل، بالفتح: الدُّخول وموضع الدُّخول أَيضاً، تقول دَخَلْتُ

مَدْخَلاً حسناً ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدْخَل، بضم الميم:

الإِدْخال والمفعول من أَدْخَله، تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدَّخَل:

شبه الغار يُدْخَل فيه، وهو مُفْتَعَل من الدُّخول. قال شمر: ويقال

فلانَ حسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطريقة محمودُها، وكذلك هو حَسَن

المَذْهَب. وفي حديث الحسن قال: كان يقال إِن من النفاق اختلافَ

المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية؛ قال: أَراد باختلاف

المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطريقة وسُوءَ السِّيرة.

ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأَيمن

من الرَّجُل إِذا ائتزر، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بجانبه الأَيمن

فذلك الطَّرَف يباشر جسده وهو الذي يُغْسَل. وفي حديث الزهري في العائن:

ويغسل دَاخِلَة إِزاره؛ قال ابن الأَثير: أَراد يغسل الإِزار، وقيل: أَراد

يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه، وقيل:

داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وقيل: أَراد به مذاكيره فكَنَى بالداخلة عنها كما

كُنِي عن الفَرْج بالسراويل. وفي الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يضطجع على

فراشه فليَنْزِع داخلة إِزاره وليَنْفُض بها فراشه فإِنه لا يدري ما

خَلَفه عليه؛ أَراد بها طَرَف إِزاره الذي يلي جَسدَه؛ قال ابن الأَثير:

داخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وحاشيته من داخل، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دون

خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بيمينه وشِماله فيُلْزِق ما

بشِماله على جَسَده وهي داخِلة إِزاره، ثم يضع ما بيمينه فوق داخِلته، فمتى

عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سقوط إِزاره أَمسكه بشماله ودَفَع عن نفسه بيمينه،

فإِذا صار إِلى فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بيمينه خارجة الإِزار،

وتبقى الداخلة مُعَلَّقة، وبها يقع النَّقْض لأَنها غير مشغولة باليد.

وداخِلُ كلِّ شيء: باطنُه الداخل؛ قال سيبويه: وهو من الظروف التي لا

تُسْتَعْمَل إِلاّ بالحرف يعني أَنه لا يكون إِلاّ اسماً لأَنه مختص كاليد

والرجل. وأَما دَاخِلة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها. يقال: ما في أَرضهم

داخلةٌ من خَمَرٍ، وجمعها الدَّواخِل؛ وقال ابن الرِّقَاع:

فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا،

لما اسْتَتَبَّ بها ولم يَتَدَخَّل

يقول: لم يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصيد ولكنه جاهرها كما قال:

مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه

وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وكذلك الدُّخْلة، بالضم. ويقال: هو

عالم بدُخْلَته. ابن سيده: ودَخْلة الرجل ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله

ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه،

لأَن ذلك كلَّه يداخِله. وقال اللحياني: عرفت داخِلته ودَخْلته ودِخْلته

ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي باطنته الدَّاخِلة، وقد يضاف كل ذلك إِلى

الأَمر كقولك دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، ومعنى كل ذلك عَرَفْت جميع

أَمره. التهذيب: والدُّخْلة بطانة الأَمر، تقول: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة

وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي باطن أَمره.

ودَخيلُ الرجل: الذي يداخله في أُموره كلها، فهو له دَخِيل ودُخْلُل.

ابن السكيت: فلان دُخْلُل فلان ودُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه وصاحبَ

سِرِّه، وفي الصحاح: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الذي يُدَاخِله في أُموره

ويختص به. والدوخلة: البطنة. والدخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل، كله:

المُداخِل المباطن. وقال اللحياني: بينهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاص

يُدَاخِلُهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا. وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه، بفتح

اللام: صفاء داخله. ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته: بِطانتُه الداخلة.

ويقال: إِنه عالم بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم. وقال أَبو عبيدة: بينهم

دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ، وهو من الأَضداد؛ وقال امرؤ القيس:

ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا

قال: والدُّخْلُلون الخاصَّة ههنا. وإِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّي

مدخولاً ومسروفاً.

والدَّخَل: ما داخَل الإِنسانَ من فساد في عقل أَو جسم، وقد دَخِلَ

دَخَلاً ودُخِلَ دَخْلاً، فهو مَدْخول أَي في عقله دَخَلٌ. وفي حديث قتادة بن

النعمان: وكنت أَرى إِسْلامه مَدْخولاً؛ الدَّخَل، بالتحريك: العيب

والغِشُّ والفَساد، يعني أَن إِيمانه كان فيه نِفَاق. وفي حديث أَبي هريرة:

إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثين كان دِينُ الله دَخَلاً؛ قال ابن الأَثير:

وحقيقته أَن يُدْخِلوا في دين الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة.

وداءٌ دَخِيل: داخل، وكذلك حُبٌّ دَخِيل؛ أَنشد ثعلب:

فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ،

ويُشْفَى هَوًى، بين الضلوعِ، دَخِيلُ

ودَخِلَ أَمرُه دَخَلاً: فسَدَ داخلُه؛ وقوله:

غَيْبِي له وشهادتي أَبداً

كالشمس، لا دَخِنٌ ولا دَخْل

يجوز أَن يريد ولا دَخِل أَي ولا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصيدة

فَعْلن بسكون العين، ويجوز أَن يريد ولا ذُو دَخْل، فأَقام المضاف إِليه

مُقام المضاف. ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف. والدَّخْل: العيب

والرِّيبة؛ ومن كلامهم:

تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل،

وما يُدْريك بالدَّخْل

وكذلك الدَّخَل، بالتحريك؛ قال ابن بري: أَي ترى أَجساماً تامة حَسَنة

ولا تدري ما باطنُهم. ويقال: هذا الأَمر فيه دَخَل ودَغَلٌ بمعنًى. وقوله

تعالى: ولا تتخذوا أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَن تكون أُمَّة هي أَرْبَى من

أُمَّة؛ قال الفراء: يعني دَغَلاً وخَدِيعةً ومَكْراً، قال: ومعناه لا

تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم وكثرتكم أَو كثرتهم وقِلَّتِكم وقد غَرَرْتُموهم

بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها؛ وقال الزجاج: تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلاً

بينكم أَي غِشّاً بينكم وغِلاًّ، قال: ودَخَلاً منصوب لأَنه مفعول له؛

وكل ما دَخَله عيب، فهو مدخول وفيه دَخَلٌ؛ وقال القتيبي: أَن تكون أُمَّة

هي أَرْبى من أُمَّة أَي لأَن تكون أُمَّة هي أَغْنى من قوم وأَشرف من

قوم تَقْتَطعون بأَيمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء. والدَّخَل

والدَّخْل: العيب الداخل في الحَسَب. والمَدْخول: المهزول والداخل في جوفه

الهُزال، بعير مدخول وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزال، ورجل مدخول إِذا كان في

عقله دَخَلٌ أَو في حَسَبه، ورجل مدخول الحَسَب، وفلان دَخِيل في بني

فلان إِذا كان من غيرهم فتَدخَّل فيهم، والأُنثى دَخِيل. وكلمة دَخِيل:

أُدْخِلت في كلام العرب وليست منه، استعملها ابن دريد كثيراً في الجمهرة؛

والدَّخِيل: الحرف الذي بين حرف الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كالصاد من

قوله:كِلِيني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمة، ناصب

سُمِّي بذلك لأَنه كأَنه دَخِيل في القافية، أَلا تراه يجيء مختلفاً بعد

الحرف الذي لا يجوز اختلافه أَعني أَلف التأْسيس؟

والمُدْخَل: الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل في القوم؛ قال:

فلئِن كَفرْتَ بلاءهم وجَحَدْتَهم،

وجَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل

لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر، ظالماً،

بالمُدْخَلين من اللئيم المُدْخَل

والدَّخْل: خلاف الخَرْج. وهم في بني فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم في

نسبهم وليس أَصله منهم؛ قال ابن سيده: وأُرى الدَّخَل ههنا اسماً للجمع

كالرَّوَح والخَوَل. والدَّخِيل: الضيف لدخوله على المَضيف. وفي حديث معاذ

وذكرِ الحُور العِين: لا تُؤذِيه فإِنما هو دَخِيلٌ عندكِ؛ الدَّخِيل:

الضيف والنَّزيل؛ ومنه حديث عديٍّ: وكان لنا جاراً أَو دَخِيلاً.

والدَّخْل: ما دَخَل على الإِنسان من ضَيْعته خلاف الخَرْج. ورجل مُتَداخل

ودُخَّل، كلاهما: غليظ، دَخَل بعضُه في بعض. وناقة متداخلة الخلق إِذا تَلاحكت

واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها.

ودُخَّلُ اللحم: ما عاذ بالعظم وهو أَطيب اللحم. والدُّخَّل من اللحم:

ما دَخَل العَصَب من الخصائل. والدُّخَّل: ما دخل من الكَلإِ في أُصول

أَغصان الشجر ومَنَعه التفافُه عن أَن يُرْعى وهو العُوَّذ؛ قال الشاعر:

تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم

والدُّخَّل من الريش. ما دخل بين الظُّهْران والبُطْنان؛ حكاه أَبو

حنيفة قال: وهو أَجوده لأَنه لا تصيبه الشمس ولا الأَرض؛ قال الشاعر:

رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل

جوانحٌ سُوِّين غير مُيَّل،

من مستطيلات الجناح الدُّخَّل

والدُّخَّل: طائر صغير أَغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها،

واحدتها دُخَّلة، والجمع الدَّخاخِيل، ثبتت فيه الياء على غير القياس.

والدُّخَّل والدُّخلُل والدُّخلَل: طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور يكون

بالحجاز؛ الأَخيرة عن كراع. وفي التهذيب: الدُّخَّل صغار الطير أَمثال

العصافير يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ، وقيل للعصفور الصغير دُخَّل

لأَنه يعوذ بكل ثَقْب ضَيِّق من الجوارح، والجمع الدَّخاخيل.

وقوله في الحديث: دَخَلَت العُمْرةُ في الحج؛ قال ابن الأَثير: معناه

سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه، قال: هذا تأْويل من لم يرها واجبة، فأَما

من أَوجبها فقال: إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل في عمل الحج، فلا

يرى على القارن أَكثر من إِحرام واحد وطواف وسعي، وقيل: معناه أَنها

دَخَلَت في وقت الحج وشهوره لأَنهم كانوا لا يعتمرون في أَشهر الحج فأَبطل

الإِسلام ذلك وأَجازه.

وقول عمر في حديثه: من دُخْلة الرَّحِم؛ يريد الخاصة والقرابة، وتضم

الدال وتكسر.

ابن الأَعرابي: الداخل والدَّخَّال والدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن، وهو

الهِرْنِصان.

والدِّخال في الوِرْد: أَن يشرب البعير ثم يردّ من العطن إِلى الحوض

ويُدْخَل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب؛ ومنه قول أُمية

بن أَبي عائذ:

وتلقى البَلاعِيم في برده،

وتوفي الدفوف بشرب دِخال

قال الأَصمعي. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالاً فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ

رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك

الدِّخال، وإِنما يُفْعَل ذلك في قلة الماء؛ وأَنشد غيره بيت لبيد:

فأَوردها العِراك ولم يَذُدْها،

ولم يُشْفِق على نَغَص الدِّخال

وقال الليث: الدِّخال في وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً

حتى إِذا ما شربت جميعاً حُمِلت على الحوض ثانية لتستوفي شربها، فذلك

الدِّخال. قال أَبو منصور: والدِّخال ما وصفه الأَصمعي لا ما قاله الليث. ابن

سيده: الدِّخال أَن تدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين لم يشربا؛ قال كعب بن

زهير:

ويَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن

بأَن لا دِخال، وأَن لا عُطُونا

وقيل: هو أَن تحملــها على الحوض بمَرَّة عِراكاً. وتَداخُلُ المفاصل

ودِخالُها: دخولُ بعضها في بعض. الليث: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها في

بعض؛ وأَنشد:

وطِرْفة شُدَّت دِخالاً مُدْمَجا

وتَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض.

والدِّخْلة في اللون: تخليط أَلوان في لون؛ وقول الراعي:

كأَنَّ مَناط العِقْد، حيث عَقَدْنه،

لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّد

قال: الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق في عنقه الوَدَع فشَبَّه

الوَدَع في الرَّحْل بالودع في عُنُق الظَّبْي، يقول: جعلن الوَدَع في مقدم

الرحل، قال: والظبي الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب واحد؛ ذكر ذلك

كله عن ابن الأَعرابي. وقال أَبو نصر: الدَّخِيلِيُّ في بيت الراعي

الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف؛ قال: وأَما قوله:

هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودَخِيلا

فإِن ابن الأَعرابي قال: أَراد هَمّاً داخل القلب وآخر قريباً من ذلك

كالضيف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدخلوه فهو دَخِيل، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فهو

جَنْبة؛ وأَنشد:

وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعدما

كان الزبير مُجاوِراً ودَخِيلا

والدِّخال والدُّخال: ذوائب الفرس لتداخلها.

والدَّوْخَلَّة، مشدّدة اللام: سَفِيفة من خوص يوضع فيها التمر

والرُّطَب وهي الدَّوْخَلَة، بالتخفيف؛ عن كراع. وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم:

فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها؛ هي سَفِيفة من خُوص

كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يترك فيها الرُّطَب، والواو زائدة. والدَّخُول:

موضع.

دخل
دخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في يَدخُل، دُخولاً، فهو داخِل، والمفعول مَدْخول (للمتعدِّي)
• دخَل وقتُ الصَّلاة: حان "دخَل وقتُ الظُّهر/ العصر".
• دخَل المكانَ/ دخَل إلى المكان/ دخَل في المكان: صار داخله، عكس خرج منه "دخل الدّارَ/ إلى الدار/ في الدار- دخل الغزاةُ بلدًا: احتلّوه- دخلت شظايا في جسمه: نفذت إليه- دخل التعليمُ كلّ الطبقات: تغلغل فيها- {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} " ° دخَلت خطوطُ الغاز/ دخَلت خطوطُ التِّليفونات: وصلت- دخَل في حياته: صار جزءًا منها- دخَل في عرضه: ثلب شرفه.
• دخَل النِّقاشَ/ دخَل في النِّقاشِ: شارك فيه "دخل السِّباقَ/ في السِّباق- دخل الجيشُ الحربَ".
• دخَل فلانٌ الخِدْمةَ/ دخَل فلانٌ في الخدمة: شغلها، باشرها وتسلّمها "دخل وظيفةً/ في وظيفة".
• دخَل الولدُ المدرسةَ: التحق بها "دخل ناديًا رياضيًّا".
• دخَل عليه المكانَ: دخله بعده وهو فيه "دخل على صديقه- {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} "? دخَل تحت رأسِه: داهنه وتملّقه.
• دخَل به في كذا: أقحمه فيه "دخل بصديقه في مشروع صناعيّ- دخل به القاعة".
• دخَل الزَّوجُ بفلانة/دخَل الزَّوجُ على فلانة: اختلى بها، تزوّجها وجامعها " {مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} ".
• دخَل على فلان:
1 - خدعه ومكر به "دخل عليه بقصَّةٍ كاذبة".
2 - زاره "دخل عليه في مرضه".
• دخَل تعديلٌ على القانون: غُيِّرت بعضُ موادّه "دخلت على هذه المادّة تعديلات كثيرة".
• دخَل في القوم: انضمّ إليهم والتحق بهم وانتظم في سلكهم "دخل في حزب السَّلام: انتمى" ° دخَل بعضُهم في بعض: اختلطوا.
• دخَل في الدِّين: اعتنقه " {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} ".
• دخَل في الأمر: أخذ فيه "دخل في الحديث- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}: استسلموا لله وأطيعوه"? دخَل في التَّفاصيل: بدأ فحصها- دخَل في الحسبان: أخذ بعين الاعتبار- دخَل في الموضوع: انتقل إلى جوهره وتجنّب المقدِّمات الطويلة- دخَل في عداد المفقودين: عُدّ منهم. 

دخِلَ يَدخَل، دَخْلاً ودَخَلاً، فهو دخِل
• دخِل الشَّخْصُ: فَسَدَ داخِلُه "به دَخَل- دخِل في سلوكه/ خُلُقِه- مَنْ حقد دَخِل". 

دُخلَ على/ دُخلَ في يُدخَل، دُخولاً، والمفعول مدخول عليه
• دُخِل عليه:
1 - سبَق وهمُه إلى شيءٍ فَغَلِطَ فيه من حيث لا يَشْعُر.
2 - هُوجم واقتُحم مكانُه " {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا}: تشير الآية إلى بيوت المدينة".
• دُخِل في عَقْله: خُولِطَ فيه، داخله الفسادُ. 

أدخلَ يُدخل، إِدْخالاً، فهو مُدْخِل، والمفعول مُدْخَل
• أدخله المكانَ وغيرَه/ أدخله في المكانِ وغيرِه: صيّره داخِلَه، سمح له بالدّخول، عكس أخرجَه "أدخل البيانات في الحاسب: خزّنها للاستفادة منها- {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} ".
• أدخلَ تعديلاً على شيء/ أدخلَ تغييرًا على شيءٍ: أجراه، أحدثه "أدخل المهندسُ تغييرًا على المشروع". 

ادَّخلَ يدَّخل، ادِّخالاً، فهو مُدَّخل، والمفعول مُدَّخل (للمتعدِّي)
• ادَّخلَ الشَّخصُ: اجتهد في الدخول.
• ادَّخلَ المكانَ: دخله، صار داخله. 

تداخلَ/ تداخلَ في يتداخل، تداخُلاً، فهو مُتداخِل، والمفعول مُتداخَل (للمتعدِّي)
• تداخلتِ الأشياءُ: دخل بعضُها في بعض، اختلطت

واشتبكت "تداخلتِ الألوانُ/ الخيوطُ/ الذكرياتَ- مسائل متداخلة".
• تداخلتِ الأمورُ: تشابهت والتبست "تداخلت جوانبُ الموضوع".
• تداخل الجسمُ: غلظ واكتنز.
• تداخلني من القلق شيءٌ: خامرني، داخل نفسي.
• تداخل في الموضوع: تدخّل، دسّ نفسَه فيه "تداخل في شئونه". 

تدخَّلَ في يتدخَّل، تدخُّلاً، فهو مُتدخِّل، والمفعول مُتدخَّل فيه
• تدخَّل في الحديث: قاطَعَ المتحدِّثين، شاركَهُم القولَ "لا تتدخّل في الحديث".
• تدخَّل في الأمر: أَقْحَم وأدخَل نَفْسَه فيه، دخل وشارك فيه "من تدخَّل في ما لا يعنيه سمع ما لا يُرضيه- {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُتَدَخَّلاً} [ق]: مكان يدخلون فيه بمشقّة؛ كالنَّفق أو المسلك الوعر".
• تدخَّل في الخُصومة: (قن) دخَل في دَعْواها من تلقاء نفسه للدِّفاع عن مصلحة له فيها دون أن يكون طرفًا من أطرافها. 

داخلَ يُداخل، مُداخَلَةً، فهو مُداخِل، والمفعول مُداخَل
• داخل الأمرُ فلانًا: تَسَرَّبَ إلى نفسه ووقَع فيها "داخله العُجْبُ/ الكِبرُ/ شَكٌّ/ يأسٌ/ خوفٌ شديدٌ".
• داخل فلانًا في أُموره:
1 - كلَّمه وشاركَه فيها "لم يداخل شريكه إلاّ فيما يعود بالنفع على المؤسَّسة".
2 - عارضه "داخله أثناء إلقائه كلمة في المؤتمر". 

دخَّلَ يدخِّل، تدخيلاً، فهو مُدَخِّل، والمفعول مُدَخَّل
• دخَّل الشَّخْصَ: سمحَ له بالدُّخول، جعله يدخل "دخَّله السكرتيرُ مكتبَ الوزير- دخَّله مجموعُه الجامعةَ".
• دخَّله المكانَ وغيرَه: أدخَلَه، صَيَّره داخِلَه "دخَّل ضيفَه القاعةَ- دخَّل المفتاحَ في القفل". 

إدخال [مفرد]:
1 - مصدر أدخلَ.
2 - (قن) طلب يوجه من أحد المتخاصمين إلى ثالث خارج عن الخصومة.
• مفتاح الإدخال: (حس) المفتاح المستخدم في نهاية سطر، أو تعليمة لأمر الحاسوب بمعالجة الأمر أو النصّ. 

تداخُل [مفرد]: ج تداخلات (لغير المصدر):
1 - مصدر تداخلَ/ تداخلَ في.
2 - (فز) ظاهرة تنتج من التقاء موجتين ذوَاتَيْ طولين مَوْجيَّيْن متساويين حيث تُوجد مواضِعُ تلتقي فيها قمّة إحداهما بقمّة الأخرى، ومواضِعُ تلتقي فيها قمة إحداهما بقرار الأخرى، حدوث حركتين اهتزازيّتين في آن واحد في نقطة واحدة.
3 - ضجيج وإشارات خارجيّة تؤثّر في أداء قناة الاتّصالات. 

تَدَخُّل [مفرد]: ج تدخُّلات (لغير المصدر):
1 - مصدر تدخَّلَ في.
2 - (قن) أن تُقْحِمَ دولةٌ نفسَها في شئون دولة أخرى على غير رغبةٍ منها مخالفةً بذلك القانون الدولِيّ ° سياسَةُ عدمِ التَّدخُّل: عدم تدخُّل أيّ دولة في الشئون الدَّاخلية لدولة أُخْرى، مبدأ الحياد.
• التَّدخُّل العسكريّ: تدخُّل الجيش في شئون الدَّولة. 

داخِل [مفرد]: مؤ داخِلة، ج مؤ داخِلات ودواخِلُ: اسم فاعل من دخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في ° داخِلٌ في اعتبارِه: مَعْدودٌ مَحْسوبٌ.
• داخِل كُلّ شيء: باطنُه وجَوْفه، عكس خارِجه "داخِلُ الأرضِ- فحصه الطبيبُ من الدَّاخِل- غاص في داخل الموضوع فاكتشف جوانبَ كانت غامضة- لبث داخل الدار". 

داخِلة [مفرد]: ج داخلات ودواخِلُ: مؤنَّث داخِل.
• الدَّاخلة: (لغ) زائدة تتَّصل بأواسط الكلمة.
• داخِلةُ الثَّوبِ: حاشيتُه الدَّاخليّة التي تلي الجسدَ مباشرة "يَغسِلُ داخِلَةَ إِزَارِهِ [حديث] ".
• داخِلَةُ الإنسانِ: نيّتُه وباطِنُ أمرِه "هو نقيّ الدَّاخلةِ". 

داخليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى داخِل: "ألم/ إلهام/ أمن/ شعور داخليّ".
 • العنوان الدَّاخليّ: عنوان الكتاب المطبوع في رأس الصَّفحة الأولى، أو على صفحة منفصلة تلي الصَّفحة المعنونة الرَّئيسيَّة التي تحوي اسم المؤلِّف والنَّاشر ومكان النَّشر.
• القانون العامّ الدَّاخليّ: (قن) مجموع القواعد القانونيّة التي تحكم ما يتّصل بالسِّيادة الدَّاخليّة في الدَّولة. 

داخِليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى داخِل: "إفرازات/ تجارةٌ/ خلافاتٌ/ شئونٌ/ غرفةٌ داخليّةٌ" ° حَرْبٌ داخليّة: حَرْبٌ أهليَّةٌ، حرب بين أبناء الوطن الواحد- مَدْرسَة داخليَّة: مَدْرسَة للتَّعليم والإقامة- مشكلة داخليَّة: خاصَّة- ملابِسُ داخليَّةٌ: تلي الجسدَ مباشرةً.
2 - مصدر صناعيّ من داخِل: باطن "أصلح الله داخليّتك".
3 - (سف) اهتمام المرء بأحاسيسه ومشاعره الداخليَّة، وتأمُّله في الذَّات.
4 - (سف) كلُّ ما يقع في نطاق الوعي الإنسانيّ.
• وزارة الدَّاخليَّة: وزارة تختصُّ بشئون الدّاخل، ومهمّتها الإشراف على الأمن في البلاد.
• زاوية داخليَّة: (هس) زاوية من الزَّوايا الأربع التي تتشكَّل بين خطَّين مستقيمين يتقاطعان مع خطٍّ مستقيم ثالث. 

دخّال [مفرد]: صيغة مبالغة من دخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في.
• عِرْقٌ دَخَّالٌ: عِرْقٌ دَسَّاسٌ، يشبه ويتّصل في خفاء بالآباء والأمّهات.
• دخَّال الأُذْن: (حن) حشرة كثيرة الأرجل شبيهة بأمِّ أربع وأربعين. 

دَخْل [مفرد]: ج دُخول (لغير المصدر):
1 - مصدر دخِلَ.
2 - إيرادٌ يحصُل عليه الإنسانُ من عمله أو مالِه، كزراعة أو صناعة أو تجارة، أو فوائد إيداعات في المصارف، عكْسُه خَرْجٌ "دَخْلٌ شَهْرِيّ: ما يقبض من مال في شهر- من ذوي الدَّخل المحدود- هذا المشروع لا يدرُّ دَخْلاً" ° ضريبة الدَّخل: ما يدفعه المواطنُ على دخله- لا دَخْل له فيه: لا مسئوليَّةَ عليه ولا علاقةَ له به.
• الدَّخْلُ القَوْميّ: (قص) جملةُ الأُجور والأرباح والفوائد والقيم لجميع السِّلع المنتجَة والخدمات المقدّمة في سنة معيّنة لدولة ما، أو هو مجموع دخول الأفراد والهيئات في خلال مدَّة معيّنة تقدّر عادة بسنةٍ.
• الدَّخْلُ الجاري: (قص) العائد أو الفائدة ونحوهما من موارد الدّخل الأخرى التي يتمّ تقاضيها بصفة دوريّة مستمرّة. 

دَخَل [مفرد]:
1 - مصدر دخِلَ.
2 - خديعةٌ وغِشٌّ وغَدْرٌ ومَكْرٌ "هذا أمرٌ فيه دَخَلٌ- {وَلاَ تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} ".
3 - عيب خفيّ في الحَسَب. 

دَخِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دخِلَ: فاسد الدَّاخل. 

دُخْلة [مفرد]: ج دُخُلات ودُخْلات: زِفافٌ بالمرأة "تهيّأتِ العروسُ لدُخلتها" ° لَيْلَةُ الدُّخلة: ليلة الزِّفاف. 

دُخول [مفرد]:
1 - مصدر دُخلَ على/ دُخلَ في ودخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في.
2 - إتمام الزَّواج، يوم الزَّواج. 

دُخُوليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من دُخول.
2 - (قص) رسم الدّخول على البضائع. 

دخيل [مفرد]: ج دُخَلاءُ:
1 - مَنْ دخَل في قومٍ وانتسب إليهم وليس منهم "هو دخيل في هذه العائلة- دُخَلاء الجند: الذين جعلت منهم الصدفةُ جندًا ولم يكونوا قد تهيَّأوا للجنديَّة" ° دخيلَك: أَطْلبُ مساعَدَتَك وأستنجِدُ بك- علومٌ دخيلةٌ: تدخُلُ على أمّةٍ من أمَّة أُخْرى.
2 - كُلُّ أجنبيٍّ يدخُلُ وطنَ غيرِه ليستغِلّه "لا بدَّ من طردِ المستعمِر الدَّخيل- هؤلاء المستعمرون دُخَلاء على بلادنا".
3 - (حي) غريب عن الجسم وعن الكائنات العضويَّة الحيّة.
4 - (دب) مادّة مُقحمة من الخارج لا تتواءم مع الفكرة الرئيسيّة أو الصِّراع الرئيسيّ أو مشهد النصّ الأدبيّ نفسه.
5 - (لغ) كُلُّ كلمةٍ أجنبيَّةٍ أُدخِلت في كلام العرب دون تغيير فيها وليست منه، كالتلفون والأكسجين "كلامٌ دخيلٌ- هذه الكلمات من الدَّخيل في اللُّغة العربيّة". 

دخيلة [مفرد]: ج دخيلات ودَخائلُ:
1 - مؤنَّث دخيل.
 2 - دسيسة.
• دخِيلةُ الإنسان: داخِلتُه، سريرتُه، باطِنُ أمرِه وضمِيرُه "الله يعلمُ دخائِلَ نفوسنا- دخائِلُ الأمور: بواطِنُها". 

مُداخَلَة [مفرد]: ج مُداخلات:
1 - مصدر داخلَ.
2 - مشاركة بالحوار في مناقشة بحث أو محاضرة أو ندوة عامَّة "تعدَّدتِ المداخلاتُ من الحضور عقب إلقاء البحث". 

مَدْخَل [مفرد]: ج مداخِلُ:
1 - مصدر ميميّ من دخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في.
2 - اسم مكان من دخَلَ/ دخَلَ إلى/ دخَلَ بـ/ دخَلَ على/ دخَلَ في: "مَدْخَلُ البيت/ المدينة- {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مَدْخَلاً} [ق]: مكانًا للدخول أو الاختفاء- {وَنُدْخِلْكُمْ مَدْخَلاً كَرِيمًا} [ق] " ° حُسْن المَدْخل: براعة الوصول إلى المطلوب- يعرف مداخِلَ الشَّيء ومخارِجَه: بارِعٌ في تحقيق أغراضِه.
3 - مُقَدِّمة، فاتحة "مدخَلُ الكِتاب- مدخَلٌ لدراسة القانون".
• المدخل: (لغ) الكلمة الأمّ التي تُكتب في المعجم بحرفٍ متميّز عن الحروف الأخرى أو التي توضع بين قوسين لتمييزها عن بقيَّة الكلمات. 

مُدْخَل [مفرد]: ج مُدخلون (للعاقل) ومُدخلات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من أدخلَ.
2 - اسم مكان من أدخلَ: " {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} ".
3 - دخيل، دَعيّ منسوب إلى القوم وليس منهم "هؤلاء الثَّلاثة مُدْخلون على العائلة".
4 - (حس) مجموع البيانات أو المعلومات الداخلة أو الجاهزة للإدخال في الحاسب الإلكترونيّ لمعالجتها، عكسه مُخْرَج "تحليل المُدخلات والمُخْرَجات". 

مُدَّخَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ادَّخلَ.
2 - اسم مكان من ادَّخلَ: نفق أو مسلك يمكن الاختفاء فيه " {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} ". 

دخل

1 دَخَلَ, (S, K, &c.,) aor. ـُ (TA,) inf. n. دُخُولٌ (S, Msb, K) and مَدْخَلٌ, (S, K,) He, or it, entered; or went, came, passed, or got, in; contr. of خَرَجَ; (K;) as also ↓ اِدَّخَلَ, of the measure اِفْتَعَلَ, and ↓ اندخل, (S, K,) this last occuring in poetry, but not chaste, (S,) and ↓ تدخّل, (K,) or this signifies it (a thing) entered by little and little. (S, O.) You say, دَخَلْتُ مَدْخَلًا حَسَنًا [like دُخُولًا حَسَنًا I entered with a good entering]. (S.) And دَخَلْتُ البَيْتَ (S) or الدَّارَ, i. e. [I entered the house, or] I became within the house, and the like, (Msb,) correctly meaning إِلَى البَيْتِ [&c., or فِى البَيْتِ &c., i. e. I entered into the house, &c.], the prep. being suppressed, and the noun put in the accus. case after the manner of an objective complement: for nouns of place are of two kinds, vague and definite; the vague being such as the six relative locations, خَلْفٌ, and قُدَّامٌ, and يَمِينٌ, and شِمَالٌ, and فَوْقٌ, and تَحْتٌ, and the like, such as أَمَامٌ, and وَرَآءٌ, and أَعْلَى, and أَسْفَلُ, and عِنْدَ, and لَدُنْ, and وَسْطٌ in the sense of بَيْنٌ, and قُبَالَةٌ, all which, and similar nouns of place, may become adverbs, because indefinite; for dost thou not see that what is خَلْف to thee may be قُدَّام to another? but that which is definite, having make, and corporeal substance, and tracts that comprehend it, as a mountain and a valley and a market and a house and a mosque, the noun signifying such a thing cannot become an adverb; for you may not say, قَعَدْتُ الدَّارَ, nor صَلَّيْتُ المَسْجِدَ, nor نِمْتُ الجَبَلَ, nor قُمْتُ الوَادِىَ; the phrases of this kind that occur being instances of the suppression of a prep.; as دَخَلْتُ البَيْتَ, and نَزَلْتُ الوَادِىَ, and صَعِدْتُ الجَبَلَ. (S, O, TA.) You say also, دَخَلْتُ عَلَى زَيْدٍ الدَّارَ, meaning I entered the house after Zeyd, he being in it. (Msb.) [And simply دَخَلَ عَلَيْهِ He came in upon him: and also he came upon him; i. e. invaded him.] And دَخَلَ بِامْرَأَتِهِ, (Msb, TA,) and عَلَيْهَا, (MA,) inf. n. دُخُولٌ, (Mgh, Msb,) [like دَخَلَ بِأَهْلِهِ, and عَلَيْهَا, (see أَهْلٌ,) i. e. (tropical:) He went in to his wife or woman,] is a metonymical phrase, denoting الجِمَاع, (Msb, TA,) i. e. الوَطْء, (Mgh, Msb, TA,) whether it be such as is allowed by the law or such as is forbidden, (Mgh,) generally such as is lawful. (Msb, TA. [See what is said in explanation of the term خَلْوَةٌ in the first paragraph of art. خلو.]) And دَخَلَ بَعْضُهُ فِى بَعْضٍ i. q. تَدَاخَلَ [q. v.]. (TA in art. قصر, &c.) [For ex.,] you say, دَخَلَ بَعْضُ النُّجُومِ فِى بَعْضٍ

[The stars became confused together]. (Mgh and TA in art. شبك: in the former coupled with اِخْتَلَطَتْ.) And دَخَلَ فِيهِمْ [He entered among them, so as to become a member of their community, confraternity, party, sect, or the like;] said of a stranger. (K.) [And دَخَلَ فِى طَاعَتِهِ: see طَائِعٌ, in art. طوع.] When دَخَلَ is said of income, or revenue, [meaning It came in, accrued, or was received,] the aor. is as above, and the inf. n. دَخْلٌ: (Msb:) and you say, يَدْخُلُ عَلَى الإِنْسَانِ [It comes in, or accrues, to the man]. (Msb, K. *) دَخَلَ بِهِ [lit. He entered with him, or it]: see 4. b2: [Hence, دَخَلَ فِيهِ meaning (assumed tropical:) It became included, comprehended, or comprised, in it. And hence,] دَخَلَ فِى دِينِ الإِسْلَامِ (assumed tropical:) [He entered within the pale of the religion of ElIslám; he entered the communion of that religion; he entered into, embraced, or became a proselyte to, that religion]. (Msb in art. سلم, &c. [See Kur cx. 2.]) And دَخَلَ فِى الأَمْرِ, inf. n. دُخُولٌ, (assumed tropical:) He entered upon, began, or commenced, the affair. (Msb.) [And دَخَلَ فِى أَمْرِ غَيْرِهِ, and أُمُورِ غَيْرِهِ, and ↓ تدخّل, and ↓ تداخل (assumed tropical:) He entered into, or mixed himself in, another's affair, and another's affairs.] b3: [Hence also, دَخَلَ عَلَيْهِ said of night, &c., It came upon him, or invaded him. And said of a word, such as a prep. &c., It was, or became, prefixed to it, preposed to it, or put before it.] b4: [دَخَلَنِى مِنْهُ seems (from an instance in art. بضع in the K) to mean (assumed tropical:) An evil opinion of him entered my mind; from دَخْلٌ as signifying “ a thing that induces doubt, or suspicion, or evil opinion. ”]

A2: دُخِلَ, (S, K,) like عُنِىَ; (K;) and دَخِلَ, aor. ـَ inf. n. [of the former] دَخْلٌ and [of the latter] دَخَلٌ; (K;) (assumed tropical:) He had an unsoundness (دَخَلٌ, S, K, i. e. فَسَادٌ, K) in his intel-lect, (S, K,) or in his body, (K,) or in his grounds of pretension to respect. (TA in explanation of the former verb.) And دَخِلَ أَمْرُهُ, aor. ـَ (K,) inf. n. دَخَلٌ, (TA,) (assumed tropical:) His affair, or case, or state, was, or became, intrinsically bad or corrupt or unsound. (K.) b2: دُخِلَ الطَّعَامُ The corn, or food, became eaten by worms or the like. (JK.) b3: دُخِلَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) He was led into a mistake, or an error, respecting a thing, without knowing it, by his having preconceived it. (Msb.) 2 دخّل, inf. n. تَدْخِيلٌ, He put dates into a دَوْخَلَّة [q. v.]. (TA.) [In the present day, دخّلهُ is used in the first of the senses assigned below to أَدْخَلَهُ; but for this I have not found any classical authority.]3 مُدَاخَلَةٌ [inf. n. of داخل] signifies The entering [with another] into a place: or (assumed tropical:) into an affair. (KL.) You say, داخلهُ فِى أُمُورِهِ (assumed tropical:) [He entered with him into, or mixed with him in, his affairs]. (JK, S.) And دَاخَلَهُمْ [alone (assumed tropical:) He entered with them into, or mixed with them in, their affairs: he mixed with them in familiar, or social, intercourse: he conversed with them; or was, or became, intimate with them]. (Lh, TA in the present art. and in art. خلط. [See 3 in art. خلط.]) And دَاخَلَهُ فَسَادٌ فِى عَقْلٍ أَوْ جِسْمٍ (assumed tropical:) [Unsoundness in intellect, or body, infected him, as though commingling with him; like خَالَطَهُ]. (K.) دِخَالٌ [also is an inf. n. of داخل]: see 6, in two places. b2: [See also دِخَالٌ below.]4 ادخلهُ, inf. n. إِدْخَالٌ and مُدْخَلٌ, (S, K,) He made, or caused, him, or it, to enter; or to go, come, pass, or get, in; he put in, inserted, brought in, or introduced, him, or it; as also بِهِ ↓ دَخَلَ [lit. he entered with him, or it], (K, TA,) inf. n. دُخُولٌ. (TA.) You say, أَدْخَلْتُ زَيْدًا الدَّارَ, [for فِىالدَّارِ, I made, or caused, Zeyd to enter the house, or I brought, or introduced, Zeyd into the house,] inf. n. مُدْخَلٌ. (Msb.) Hence, in the Kur [xvii. 82], رَبِّ أَدْخَلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ (S, * TA) O my Lord, cause me to enter El-Medeeneh in a good, or an agreeable, manner: (Jel: [see also various similar explanations in Bd:]) [or ↓ مُدْخَل may be here a n. of place, or of time: see, in art. خرج, what is said of the words of the Kur that follow, أَخْرِجْنِى مَخْرَجَ صِدْقٍ.] One says also, أَدْخَلْتُ الخُفَّ فِى رِجْلِى and القَلَنْسُوَةَ فِى رَأْسِى [for أَدْخَلْتُ رِجْلِى فِى الخُفِّ and رَأْسِى فِى القَلَنْسُوَةِ I put, or inserted, my leg, or foot, into the boot and my head into the cap]. (Ham p. 43.) b2: Hence the saying, يُدْخِلُ عَلَى قَوْمِهِ مَكْرُوهًا يَلْطَخُهُمْ بِهِ [He brings against his people an abominable, or evil, charge, aspersing them with it]. (S in art. عر.) 5 تَدَخَّلَ see 1, first sentence: and again in the latter half of the paragraph.6 تداخل signifies دَخَلَ بَعْضُهُ فِى بَعْضٍ [One part of it entered into another, or parts of it into others; meaning it became intermixed, intermingled, commixed, or commingled; it intermixed; it became confused: and hence it often means it became compact, or contracted]. (TA in art. قصر.) [Hence,] تَدَاخَلٌ signifies The entering of joints one into another; (M;) as also ↓ دِخَالٌ (JK, M, K) and ↓ دَخِيلٌ; (K;) but this last is not in the M [nor in the JK], and requires consideration: (TA:) [perhaps the joints (مَفَاصِل) here mentioned are those of a coat of mail; for it is said immediately before in the JK that دِخَالٌ in coats of mail signifies firmness, or compactness, of make. Hence also,] تَدَاخُلُ اللُّغَاتِ [The intermixture, or commixture, of dialects]. (Mz 17th نوع.) And تَدَاخُلُ الأُمُورِ (assumed tropical:) The dubiousness and confusedness of affairs; as also الأُمُورِ ↓ دِخَالُ. (TA.) b2: See also 1, in the latter half of the paragraph.

A2: [It is also trans.] You say, تَدَاخَلَنِ مِنْهُ شَىْءٌ [Something thereof, or therefrom, crept into me, i. e., into my mind]. (S, TA. [In the former, this meaning seems to be indicated by what there immediately precedes.]) And تَدَاخَلَنِى مِنْ هٰذَا الأَمْرِ رَمَضٌ (assumed tropical:) [Distress and disquietude, or grief, crept into me from, or in consequence of, this thing]. (A and TA in art. رمض.) 7 إِنْدَخَلَ see 1, first sentence.8 إِدَّخَلَ: see 1, first sentence. ادّخل عَلَىَّ [app. He encroached upon me]. (TA in art. هيض: see 1 in that art.) 10 استدخل He wished, desired, asked, or begged, to enter. (KL.) b2: And He entered a خَمَر [or covert of trees &c., or some other place of concealment]: said of one lurking to shoot, or cast, at objects of the chase. (TA.) دَخْلٌ Income, or revenue, or profit, that comes in, or accrues, to a man from his immovable property, such as land and houses and palm-trees

&c., (T, Msb, K,) and from his merchandise; (Msb;) contr. of خَرْجٌ; (S;) as also ↓ مَدْخُولٌ [for مَدْخُولٌ بِهِ]: (TA:) the former is originally an inf. n., of which the verb is دَخَلَ, aor. ـُ (Msb.) You say, دَخْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ خَرْجِهِ [His income is more than his outgoings, or expenditure]. (Msb.) A2: See also دُخْلَةٌ. b2: A disease; (K;) as also ↓ دَخَلٌ: (K, TA; but not decisively shown to have this meaning in the CK:) a vice, fault, defect, or blemish; (S, K;) and particularly in one's grounds of pretension to respect, (Az, TA,) as also, thus restricted, ↓ دَخَلٌ: (K, TA:) and a thing that induces doubt, or suspicion, or evil opinion; as also ↓ دَخَلٌ [app. in all the senses explained in this sentence: each originally an inf. n.: see دُخِلَ and دَخِلَ]. (S, K.) Hence the saying, (S, TA,) of دَخُلَ Athmeh Bint-Matrood, (TA,) وَمَا يُدْرِيكَ بِالدَّخْلِ تَرَى الفِتْيَانَ كَالنَّخْلِ [Thou seest the youths, or young men, like palmtrees; but what will acquaint thee with the vice, &c., that is, or may be, in them]: (S, O, TA:) applied in relation to him who is of pleasing aspect, but devoid of good. (O, TA. [See also another reading of this verse voce رَقْلَةٌ.]) A3: See also دِخَالٌ: A4: and دَخِلٌ.

دُخْلٌ [A species of millet;] i. q. جَاوَرْسٌ; as also دُخْنٌ. (TA.) دِخْلٌ: see دُخْلَةٌ.

دَخَلٌ primarily signifies A thing that enters into another thing and is not of it. (Bd in xvi. 94.) See دَخْلٌ, in three places. Also Badness, corruptness, or unsoundness; or a bad, a corrupt, or an unsound, state or quality; (S in art. دغل, and K;) in intellect or in body [&c.]. (K.) You say, فِى عَقْلِهِ دَخَلٌ [In his intellect is an unsoundness]. (S, K.) And هٰذَاالأَمْرُ فِيهِ دَخَلٌ and دَغَلٌ [This affair, or case, in it is an unsoundness]: both signify the same. (S.) b2: Rottenness in a palm-tree. (TA.) b3: Leanness, or emaciation. (TA.) b4: Perfidiousness, faithlessness, or treachery: (K and TA; but not in the CK:) deceit, guile, or circumvention. (S, K.) Hence, in the Kur [xvi. 96], وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ [And make ye not your oaths to be a means of] deceit, or guile, or circumvention, between you. (S, TA. [And in the same sense it is used in verse 94 of the same ch.]) A2: Also People, or persons, who assert their relationship to those of whom they are not: (K:) in this sense thought by ISd to be a quasi-pl. n. [app. of دَخِيلٌ (q. v.), like as شَرَفٌ is of شَرِيفٌ]. (TA.) You say, هُمْ دَخَلٌ فِى بَنِى فُلَانٍ They are, among the sons of such a one, persons who assert their relationship to them not being of them. (S, K.) [But Freytag asserts, though without naming any authority, evidently taking it from the TK, in which I find it, that one says, هم دخل لهم, and also هو; thus applying it to a single person (which is questionable) as well as to a plurality.]

b2: And Tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees; (K;) as also دَغَلٌ. (TA.) دَخِلٌ Intrinsically bad or corrupt or unsound: and ↓ دَخْلٌ occurs in the same sense at the end of a verse: this may be a contraction of the former, or it may be for ذُو دَخْلٍ. (TA.) دَخْلَةٌ A place in which bees, (K,) or wild bees, (AA, TA,) deposit their honey. (AA, K, TA.) A2: See also the next paragraph.

دُخْلَةٌ The night of the ceremony of conducting a bride to her husband. (TA.) [In the present day, this night is commonly called لَيْلَةُالدُّخْلَةِ; vulgarly لَيْلَة اَلدُّخْلَهْ.]

A2: (assumed tropical:) The inward, or intrinsic, state, or circumstances, of a man; as also ↓ دَاخِلَةٌ: (S:) or, as also ↓ دِخْلَةٌ and ↓ دَخْلَةٌ and ↓ دَخِيلَةٌ and ↓ دَخِيلٌ and ↓ دُخْلُلٌ and ↓ دُخْلَلٌ and ↓ دُخَيْلَآءُ and ↓ دَاخِلَةٌ and ↓ دُخَّلٌ and ↓ دِخَالٌ, (K,) or, accord. to Lth, ↓ دُخَالٌ, (TA,) and ↓ دُخَّيْلَى and ↓ دِخْلٌ and ↓ دَخْلٌ (assumed tropical:) a man's intention: his way of acting, or his opinion: his whole case or circumstances: his mind, or heart: and his secret. (K.) You say, هُوَ عَالِمٌ بِدُخْلَتِهِ (assumed tropical:) He is acquainted with his inward, or intrinsic, state or circumstances. (S.) And every one of the foregoing fourteen syn. words is prefixed to the word أَمْر, so that you say, عَرَفْتُ دُخْلَةَ أَمْرِهِ &c., meaning (assumed tropical:) I knew the whole [of the inward, or intrinsic, circumstances] of his case. (TA.) ↓ فَرَشْتُهُ دِخْلَةَ

أَمْرِى, or فَرَشْتُ لَهُ دِخْلَةَ أَمْرِى, is a post-classical prov., meaning (assumed tropical:) I laid open to him the inward, or intrinsic, and true, or real, state of my case. (Har p. 306.) One says also, ↓ هُوَ حَسَنُّ الدِّخْلَةِ and ↓ المَدْخَلِ (tropical:) He is good in his way of acting in his affairs: (K, TA:) and ↓ فُلَانٌ حَسَنُ المَدْخَلِ وَالمَخْرَجِ (assumed tropical:) Such a one is good, and laudable, in his way of acting, or conduct. (TA.) دِخْلَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places: b2: and see دُخْلُلٌ. b3: Also A mixture of colours in a colour. (T, M, K.) دُخْلَلٌ: see دُخَّلٌ.

A2: and see also دُخْلَةٌ: b2: and the paragraph here next following.

دُخْلُلٌ (assumed tropical:) A companion, [such as is] a confidant, and special friend; as also ↓ دَخِيلٌ (KL) and ↓ دَخِيلَةٌ [app. for صَاحِبُ دَخِيلَةٍ] (K * and TA voce وَلِيجَةٌ) and ↓ دِخْلَةٌ [app. for صَاحِبُ دِخْلَة]: (L voce وَلِيجَةٌ:) [the pl.] دُخْلُلُونَ signifies special, or particular, and choice, or select, friends: (Az, TA:) or دُخْلُلٌ signifies, as also ↓ دِخْلَلٌ and ↓ دَخِيلٌ and ↓ مُدَاخِلٌ, one who enters with another into the affairs of the latter: (K, TA:) [i. e.] الرَّجُلِ ↓ دَخِيلُ and دُخْلُلُهُ signify the man's particular, or special, intimate, who enters with him into his affairs. (S.) You say, بَيْنَهُمَا دُخْلُلٌ and ↓ دِخْلَلٌ, meaning (assumed tropical:) Between them two is a particular, or special, intimate, who enters with them into their affairs: so says Lh: but ISd says, I know not what it is: accord. to the T, on the authority of AO, the meaning is, between them is brotherhood, or fraternization, and love, or affection: and accord. to ISd and the K, الحُبِّ ↓ دُخْلَلٌ and دُخْلُلُهُ [the latter not in the CK nor in my MS. copy of the K] and ↓ دَاخِلُهُ signify (assumed tropical:) purity of inward love. (TA.) b2: دُخْلُلُونَ signifies also Persons of the lower, or lowest, sort, who enter among a people, or party, of whom they are not: thus having two contr. meanings. (Az, TA.) b3: الدخلل [app. الدُّخْلُلُ] and ↓ الدُّخَّالُ [thus in the TA] and ↓ الدَّاخِلُ, accord. to IAar, all signify The same as الأُذُنِ ↓ دَخَّالِ [an appellation now applied to the ear-wig; in the K, art. عقرب, said to be the عُقْرُبَان, but not as meaning the عَقْرَب or the male عَقْرَب]: accord. to Az, it is the هرنصان [i. e. هِرْنِصَان or هِرِنْصَان, a kind of worm, the species of which is doubtful]. (TA.) b4: See also دِخَّلٌ.

A2: And see دُخْلَةٌ.

دِخْلَلٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

دِخْلِلٌ A portion of flesh (in some copies of the K of fat, TA) in the midst of flesh. (JK, Ibn-'Abbád, K.) دُخَالٌ: see دِخَالٌ: A2: and see also دُخْلَةٌ.

دِخَالٌ [an inf. n. of 3, q. v.]. b2: In watering, (S, K,) it is The putting in a camel, that has drunk, between two camels that have not drunk, (K,) or the bringing back a camel, that has drunk, from the resting-place by the water, to the watering-trough, and putting him in between two thirsty camels, (S,) in order that he may drink what, may-be, he has not drunk: (S, K:) in like manner it is explained in the T, on the authority of As, who adds that this is done only when the water is scanty: (TA:) or the putting in a weak or sick camel [that has already drunk] with those that are drinking, and then, after that, with those that are returning to the water, so that he drinks three times: (Skr:) or the driving of camels to the watering-trough a second time, in order that they may complete their drinking, after they have already been watered drove by drove: (JK, TA:) so says Lth; but the approved explanation is that of As: (TA:) or the driving of camels to the watering-trough at once, all together; as also ↓ دَخْلٌ. (JK.) A2: The forelocks of a horse; (K;) because of their entering, one into another; (TA;) as also ↓ دُخَالٌ: (K:) so in the M. (TA.) A3: See also دُخْلَةٌ.

دَخِيلٌ A guest. (M, TA.) Hence the saying of the vulgar, أَنَا دَخِيلُ فُلَانٍ [I am the guest of such a one; generally meaning I am under his protection]. (TA.) b2: See also دُخْلُلٌ, in three places. b3: [An adventive abider among a people.] You say, فُلَانٌ دَخِيلٌ بَيْنَ القَوْمِ Such a one is a person abiding among the people, not related to them. (Msb.) And هُوَ دَخِيلٌ فِيهِمْ He is a stranger to them (M, K) who has entered, (M,) or who enters, (K,) among them: (M, K:) applied also to a female. (TA.) [See دَخَلٌ, which is app. a quasi-pl. n. of دَخِيلٌ in this sense.] b4: Hence, A subject of discourse introduced by way of digression, or as having some relation to the class, or category, of the proper subjects treated of, but not included therein. (Msb.) b5: And A word that is adventitious, not indigenous, to the language of the Arabs; that is introduced into that language, and does not belong to it. (K.) There are many such words in the Jemharah of Ibn-Dureyd. (TA.) b6: And A horse that is introduced between two other horses in a race for a wager. (JK, O, TA.) [See مُحَلِّلٌ.] See also دَخِيلِىُّ. b7: And see دُخْلَةٌ: b8: and دَاخِلٌ.

A2: It is also said in the K to be syn. with دِخَالٌ in a sense explained above: see 6.

دَخِيلَةٌ: see دُخْلَةٌ: b2: and دُخْلُلٌ.

دُخَيْلَآءُ: see دُخْلَةٌ.

دَخِيلِىٌّ A gazelle [and any animal] brought up in, or near, the house or tent, and there fed, syn. رَبِيبٌ, (IAar, K, TA,) like أَهْلِىٌّ, (TA,) upon the neck of which are hung cowries. (IAar, TA.) And A horse that is fed only with fodder: so accord. to Aboo-Nasr and others: a meaning erroneously assigned in the K to ↓ دَخِيلٌ. (TA.) Accord. to Skr, A horse of a race called بَنَاتُ دَخِيلٍ. (TA.) دُخَيْلِيَآءُ [in the CK with ة in the place of the ء] A certain game of the Arabs. (JK, O, K, TA.) دُخَّلٌ Herbage that enters among the stems of trees, (S, K,) or among the lower parts of the branches of trees, (M, TA,) or among the branches of trees, and cannot be depastured by reason of its tangled state; also termed عُوَّذٌ. (T, TA.) b2: The feathers, or portions of feathers, that enter between the ظُهْرَان and بُطْنَان [here app. meaning the outermost and innermost portions]: (K:) they are the best thereof, because the sun does not strike upon them. (TA.) b3: A portion, or portions, of flesh, or of muscle, lying within sinews: (M, K:) or flesh whereof one portion is intermixed with another: (TA:) or دُخَّلُ اللَّحْمِ means flesh that cleaves to the bone; and such is the best of flesh. (T, TA.) b4: Applied to a man, (TA,) Thick, and compact, or contracted, in body; (K, * TA;) lit, having one portion thereof inserted into another. (TA.) b5: A certain bird, (S, K,) of small size, (S, TA,) dust-coloured, (K, TA,) that alights upon palm-trees and other trees, and enters among them; (TA;) also called ↓ دُخْلَلٌ and ↓ دُخْلُلٌ: (K:) n. un. دُخَّلَةٌ: ISd says that it is an intrusive bird, smaller than the sparrow, found in El-Hijáz: accord. to the T, it is a kind of small bird, like the sparrow, that has its abode in caves and in dense trees: AHát says, in “the Book of Birds,” that the دُخَّلَة is a certain bird that is found in caves, and enters houses or tents, and is caught by children: when winter comes, the birds of this kind disperse; and some of them become of a dusky colour, and of a dark and somewhat reddish colour, and gray (زَرْقَآء); and some, variegated with blackness and redness, and with whiteness: they are of the size of the lark, but the latter is larger than they are in the head; neither short nor long in the tail; but short in the legs, which are like the legs of the lark: (TA:) the pl. is دَخَاخِيلُ, (S, M, K,) which is anomalous in respect of the insertion of the ى: (M:) in the T, دخاليل [which is app. a mistranscription]. (TA.) A2: See also دُخْلَةٌ.

دُخَّلَةٌ Any compact portion of flesh. (Sgh, K.) b2: Also n. un. of دُخَّلٌ [q. v.]. (TA.) دَخَّالٌ That enters [into anything] much, or often; wont to enter. (TA.) [See دَسَّاسٌ.] b2: [Hence,] دَخَّالُ الأُذُنِ: see دُخْلُلٌ.

الدُّخَّالُ: see دُخْلُلٌ.

دُخَّيْلَى: see دُخْلَةٌ.

دَاخِلٌ [act. part. n. of 1, Entering, &c. Hence,] الدَّاخِلُ as meaning دَخَّالُ الأُذُنِ: see دُخْلُلٌ. b2: It is [also] applied as an epithet to a disease, and to love; [as meaning Internal, or inward;] and so ↓ دَخِيلٌ, in the same sense. (K.) b3: [Also, as a subst.,] The interior of anything; (M, Msb, * TA;) contr. of خَارِجٌ. (Msb.) Sb says that it is not used adverbially unless with a particle; [so that you may not say دَاخِلًا as meaning Within; but you say فِى دَاخِلٍ; and in like manner you say إِلَى دَاخِلٍ meaning In, or inwards; and مِنْ دَاخِلٍ meaning From within;] i. e. it is only a subst.; because it has a special signification, like يَدٌ and رِجْلٌ. (TA.) b4: دَاخِلُ الحُبِّ: see دُخْلُلٌ.

دَاخِلَةُ الإِزَارِ The part of the ازار [or waist-wrapper] that is next the body; (Mgh;) the extremity of the ازار that is next the body, (S, K,) next the right side (K, TA) of a man when he puts it on; being the inner extremity in that case: and the part of the body which is the place thereof; not of the ازار: IAmb says that, accord. to some, it is a metonymical term for the مَذَاكِير [meaning the penis with what is around it]: or, accord. to some, the hip, or haunch. (TA.) b2: دَاخِلَةُ الأَرْضِ The part of the ground that may serve as a place for concealment, and that is low, or depressed: pl. دَوَاخِلُ. (T, K.) One says, مَا فِى أَرْضِهِمْ دَاخِلَةٌ مِنْ خَمَرٍ [There is not in their land a place for concealment such as a hollow or a covert of trees]. (TA.) b3: [In the K and TA in art. جوز, the term دَاخِلَة is applied to Bad pieces of money intermixed and concealed among good pieces; as is there indicated in the K, and plainly shown in the TA.] b4: الدَّوَاخِلُ in the phrase الدَّوَاخِلُ وَالخَوَارِجُ has been explained in art خرج. (Msb. See خَارِجَةٌ.) b5: See also دُخْلَةٌ, in two places.

دَوْخَلَّةٌ and دَوْخَلَةٌ, with and without teshdeed, A thing [or receptacle] made of palm-leaves woven together, (ISk, S, K,) in which fresh ripe dates are put, (ISk, S,) or in which dates are put: (K:) pl. دَوَاخِيلُ, occurring in poetry, [the ى being app. inserted by poetic license,] (TA,) and دَوَاخِلُ. (K in art. لهث.) مَدْخَلٌ An entrance, i. e. a place of entrance, or ingress, (S, Msb,) of a house [or the like; and any inlet]. (Msb.) b2: [Hence,] (tropical:) A way of act-ing. (K, TA: see دُخْلَةٌ, last sentence, in two places.) [And مَدْخَلُ خَيْرٍ (assumed tropical:) A means of attaining, or doing, good.] b3: [Also A time of entrance.]

مُدْخَلٌ is syn. with إِدْخَالٌ: and is also the pass. part. n. of أَدْخَلَهُ: (S:) [and a n. of place: and of time:] see 4. b2: Also (assumed tropical:) Base, base-born, or ignoble; of suspected origin or lineage, or adopted, or who claims for his father one who is not: (K, * TA:) because he is introduced among a people [to whom he is not related]. (TA.) مِدْخَلٌ An instrument by means of which one enters: mentioned by Golius as meaning a key; on the authority of Ibn-Seenà (Avicenna).]

مُدَّخَلًا, in the Kur [ix. 57, accord. to the most usual reading, there meaning A place into which to enter], is originally مُدْتَخَلًا. (TA.) مَدْخُولٌ [for مَدْخُولٌ بِهِ]: see دَخْلٌ. b2: مَدْخُولٌ بِهَا [and عَلَيْهَا] (tropical:) A wife, or woman, to whom a man has gone in; meaning compressed; whether with the sanction of the law or not; (Mgh, TA;) but generally the former. (TA.) A2: (assumed tropical:) Having an unsoundness in his intellect, (S, K,) or in his body, or in his grounds of pretension to respect. (TA.) b2: (assumed tropical:) Emaciated. (S, K.) b3: Corn, or food, eaten by worms or the like. (TA.) b4: نَخْلَةٌ مَدْخُولَةٌ A palm-tree rotten (S, K) within. (S.) مُدَاخِلٌ: see دُخْلُلٌ. b2: نَاقَةٌ مُدَاخِلَةٌ الخَلْقِ A she-camel compact, and firm, or strong, in make. (TA.) And الجِسْمِ ↓ رَجُلٌ مُتَداخِلُ (K, * TA) A man compact, or contracted, in body; lit., having one portion thereof inserted into another. (TA.) مُتَدَخَّلٌ فِى أُمُورٍ One who puts himself to trouble, or inconvenience, to enter into affairs. (K.) [One who intrudes in affairs.]

مُتَداخِلُ الجِسْمِ: see مُدَاخِلٌ.

جرم

جرم
أصل الجَرْم: قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة:
رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب:

جريمة ناهض في رأس نيق
فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد- وإن كان بهيمة- إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عزّ وجل: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ [المطففين/ 29] ، وقال تعالى: فَعَلَيَّ إِجْرامِي [هود/ 35] ، وقال تعالى: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ [المرسلات/ 46] ، وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر/ 47] ، وقال عزّ وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ [الزخرف/ 74] .
- ومن جَرَم، قال تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ [هود/ 89] ، فمن قرأ بالفتح فنحو: بغيته مالا، ومن ضمّ فنحو: أبغيته مالا، أي أغثته.
وقوله عزّ وجلّ: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا [المائدة/ 8] ، وقوله عزّ وجل: فَعَلَيَّ إِجْرامِي
[هود/ 35] ، فمن كسر فمصدر، ومن فتح فجمع جرم.
واستعير من الجرم- أي: القطع- جَرَمْتُ صوف الشاة، وتَجَرَّمَ الليل .
والجِرْمُ في الأصل: المجروم، نحو نقض ونفض للمنقوض والمنفوض، وجعل اسما للجسم المجروم، وقولهم: فلان حسن الجرم، أي: اللون، فحقيقته كقولك: حسن السخاء.
وأمّا قولهم: حسن الجرم، أي: الصوت .
فالجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت، ولكن لمّا كان المقصود بوصفه بالحسن هو الصوت فسّر به، كقولك: فلان طيب الحلق، وإنما ذلك إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه. وقوله عزّ وجل: لا جَرَمَ
قيل: إنّ «لا» يتناول محذوفا، نحو «لا» في قوله تعالى: لا أُقْسِمُ [القيامة/ 1] ، وفي قول الشاعر:
لا وأبيك ابنة العامري 
ومعنى جرم: كسب، أو جنى. و: أَنَّ لَهُمُ النَّارَ [النحل/ 62] ، في موضع المفعول، كأنه قال: كسب لنفسه النار.
وقيل: جَرَمَ وجَرِمَ بمعنى، لكن خصّ بهذا الموضع «جرم» كما خصّ عمر بالقسم، وإن كان عمر وعمر بمعنى، ومعناه: ليس بجرم أنّ لهم النار، تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى قوله تعالى: وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها [الجاثية/ 15] . وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق .
وعلى ذلك قوله عزّ وجل: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [النحل/ 22] ، لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ [النحل/ 23] ، وقال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ [النحل/ 109] .
الْجِيم وَالرَّاء وَالْمِيم

جَرَمه يَجْرِمه جَرْما: قطعه.

وشجرة جَرِيمة: مَقْطُوعَة.

وجَرَم النّخل وَالتَّمْر يجرِمه جَرْما، وجِراما، وجَرَاما: صرمه عَن اللحياني.

وتمر جَرِيم، ومجروم: مصروم.

وأَجرم: حَان جِرَامُه.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

سادٍ تَجرَّم فِي البَضِيع ثمانيا ... يُلْوِى بعَيْقات البِحار ويُجْنَبُ

يَقُول: قطع ثَمَانِي لَيَال مُقيما فِي البضيع يشرب المَاء.

والجَرِيم: النَّوَى، واحدته: جَرِيمة، وَهُوَ الجَرَام أَيْضا، وَلم أسمع للجَرَام بِوَاحِد.

وَقيل: الجَرِيم، والجَرَام: التَّمْر الْيَابِس، قَالَ:

يرى مجدا ومكرُمة وعِزّا ... إِذا عَشَّى الصّديق جَرِيمَ َتْمِر

والجُرَامة: التَّمْر المجروم.

وَقيل: هُوَ مَا يُجرم مِنْهُ بعد مَا يصرم، يلقط من الكرب.

والجُرَامة: قصد الْبر وَالشعِير، وَهِي أَطْرَافه تدق ثمَّ تنقى، والأعرف: الجدامة، بِالدَّال. وَكله من الْقطع.

وجَرَم النّخل جَرْما، واجترَمه: خرصه.

والجُرْم: الذَّنب.

وَالْجمع: اجرام، وجُرُوم.

وَهُوَ الجَرِيمة.

وَقد جَرَم يَجْرِم جَرْما، واجترم، وأَجرم، فَهُوَ مُجْرِم وجَرِيم وَقَوله تَعَالَى: (حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياط وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين) قَالَ الزّجاج: المجرمون هَاهُنَا، وَالله أعلم: الْكَافِرُونَ لِأَن الَّذِي ذكر من قصتهم التَّكْذِيب بآيَات الله والاستكبار عَنْهَا.

وتجرَّم: ادّعى عَلَيْهِ الجُرْم وَإِن لم يُجْرِم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قد يُعتزَى الهِجرانُ بالتجرُّمِ

وَقَالُوا: اجترَم الذَّنب، فعدوه، قَالَ الشَّاعِر أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَترى اللبيب مُحَسَّدا لم يَجْتَرِم ... عِرْضَ الرِّجَال وعِرْضُه مشتومُ

وجَرَم عَلَيْهِم، وإليهم، جَرِيمة، وأجرم: جنى جِنَايَة، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا معشَر شُوسُ العُيون كَأَنَّهُمْ ... إليَّ وَلم أُجْرِم بهم طالبو ذَحْل

قَالَ: أَرَادَ لم أُجرم اليهم أَو عَلَيْهِم، فأبدل الْبَاء مَكَان إِلَى أَو على.

وجَرَم يَجْرِم، واجترم: كسب.

وَهُوَ يَجْرِم لأَهله، ويجترم: يتكسب وَيطْلب ويحتال.

وجَرِيمة الْقَوْم: كاسبهم، قَالَ الْهُذلِيّ يصف عقَابا ترزق فرخها وتكسب لَهُ:

جَرِيمةَ ناهض فِي رأْس نِيقٍٍ ... ترى لعظام مَا جَمَعَتْ صَلِيبا

والجِرْم: الْجَسَد. وَالْجمع الْقَلِيل: أَجرام، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:

وَكم موطنٍ لولاي طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بأجرامه من قُلَّة النِّيق مُنْهَوٍ

وَجمع كَأَنَّهُ صير كل جُزْء من جِرْمه جِرْما. وَالْكثير: جُرُوم، وجُرْمان، عَن الْفَارِسِي، وجُرُم، قَالَ:

مَاذَا تَقول لأشياخ أولى جُرُمٍ ... سُودِ الْوُجُوه كأمثال المَلاَجيب

وَألقى عَلَيْهِ أَجْرامه، عَن اللحياني وَلم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه يُرِيد ثقل جِرْمه. وَجمع على مَا تقدم فِي بَيت يزِيد.

وَرجل جَرِيم: عَظِيم الجِرْم، وَأنْشد ثَعْلَب:

وَقد تزدري العينُ الْفَتى وهْو عَاقل ... ويُؤْفَن بعضُ الْقَوْم وهْو جَرِيم

ويروى: " وَهُوَ حزيم " وَقد تقدم، وَالْأُنْثَى: جَرِيمة.

وإبل جريم: عِظَام الأجرام.

حكى يَعْقُوب عَن أبي عَمْرو: جلة جَرِيم، وَفَسرهُ فَقَالَ: عِظَام الأجرام.

والجِرْم: الْحلق، قَالَ معن بن أَوْس:

لأستلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حتّى استللته ... وَقد كَانَ ذَا ضِغْن يضيق بِهِ الجِرْمُ

يَقُول: هُوَ أَمر عَظِيم لَا يسيغه الْحلق.

والجِرْم: الصَّوْت، قَالَ: وَقيل جهارته، وكرهها بَعضهم.

والجِرْم: اللَّوْن، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وحول مُجَرَّم: تَامّ، وَقد تَجَرَّم.

وجَرَّمْنا الْقَوْم: خرجنَا عَنْهُم.

وَلَا جَرَم: أَي لابدَّ.

وَقيل: مَعْنَاهُ: حَقًا، قَالَ:

وَلَقَد طعنتَ أَبَا عُيَينة طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فزارةَ بعْدهَا أَن يغظبوا أَي حقت لَهَا الْغَضَب.

وَقيل: مَعْنَاهُ: كسبتها الْغَضَب، قَامَ سِيبَوَيْهٍ: فَأَما قَوْله تَعَالَى: (لَا جَرَم أَن لَهُم النَّار) فَإِن جَرَم عملت لِأَنَّهَا فعل، وَمَعْنَاهَا: لقد حق أَن لَهُم النَّار، وَلَقَد اسْتحق أَن لَهُم النَّار. وَقَول الْمُفَسّرين: مَعْنَاهَا: حَقًا أَن لَهُم النَّار يدلك أَنَّهَا بِمَنْزِلَة هَذَا الْفِعْل إِذا مثلت. فجرم عملت بعد فِي أَن.

وَزعم الْخَلِيل: أَن جَرَم إِنَّمَا تكون جَوَابا لما قبلهَا من الْكَلَام. يَقُول الرجل: كَانَ كَذَا وَكَذَا، وفعلوا كَذَا فَتَقول: لَا جرم أَنهم سيندمون أَو أَنه سَيكون كَذَا وَكَذَا.

وَقَالَ ثَعْلَب: وَالْفراء وَالْكسَائِيّ يَقُولَانِ: لَا جَرَم تبرئة.

وَيُقَال: لَا جَرَم، وَلَا ذَا جرم، وَلَا أَنْ ذَا جرم، وَلَا عَنْ ذَا جرم، وَلَا جَرَ، حذفوه لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاه.

وَأَرْض جَرْم: حارة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: دفيئة.

وَالْجمع: جُرُوم.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَرض جَرْم: تُوصَف بِالْحرِّ، وَهُوَ دخيل.

والجَرْم: زورق من زوارق الْيمن.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُرُوم.

وجَرْم: بطْنَان: بطن فِي قضاعة، وَالْآخر فِي طَيء.

وَبَنُو جارِم: بطْنَان بطن فِي بني ضبة وَالْآخر فِي بني سعد.
(جرم) : جَرمَ به الدَّمُ: لَصِقَ به.
(ج ر م) : (الْجِرْمُ) اللَّوْنُ وَالصَّوْتُ وَالْجَسَدُ.
(جرم) : جَرِيمُ الطَّعام: ما كانَ فيه من مَدَرٍ، وعِيدان، وغيرهنا.
(جرم) يُقَال لَا جرم لَآتِيَن لَا بُد وَلَا محَالة أَو حَقًا
(جرم) - في الحَدِيث: "لا تَذهَبُ مِائَةُ سَنةٍ وعلى الأَرضِ عَينٌ تَطرِف، يُرِيدُ بذلك تَجَرُّمَ ذلك القَرْن".
: أي تَصَرُّمَه وانْقِراضَه، والجَرْمُ: القَطْع، والجِرامُ: صِرامُ النَّخل ويُروَى "تَخَرّم " بالخَاء المُعجَمة.
(جرم)
جرما أذْنب وَيُقَال جرم نَفسه وَقَومه وجرم عَلَيْهِم وإليهم جنى جِنَايَة وَفُلَان لأَهله كسب وَالرجل أكسبه جرما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا يجرمنكم شنآن قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى} لَا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء عَلَيْهِم وَالشَّيْء قطعه وَالنَّخْل وَنَحْوه جرما وجراما جنى ثمره وَالتَّمْر جناه

(جرم) جرامة عظم جرمه

(جرم) لَونه جرما صفا

جرم


جَرَمَ(n. ac. جَرْم)
a. Cut, cut off.
b. [La], Gained, earned for.
c. ['Ala], Sinned, offended against.
جَرَّمَa. Lopped off, cut off, cut out.

أَجْرَمَ
a. ['Ala]
see I (c)
تَجَرَّمَa. Was cut off.
b. Was ended; passed; was completed.
c. ['Ala], Accused falsely.
إِجْتَرَمَ
a. ['Ala], Offended, transgressed against.
جَرْم
(pl.
جُرُوْم)
a. Boat, bark.

جِرْم
(pl.
جُرُم
جُرُوْم
أَجْرَاْم
38)
a. Body; bulk, volume.

جُرْم
(pl.
جُرُوْم أَجْرَاْم)
a. Fault, crime, offence.

جَرَاْمa. Dried dates.

جَرِيْم
(pl.
جِرَاْم)
a. Cut, cut off.
b. Bulky.

جَرِيْمَة
(pl.
جَرَاْئِمُ)
a. see 3b. A fine, mulct.

N. Ag.
أَجْرَمَa. Criminal; culprit.

لَا جَُرْمَ
a. Verily, assuredly.
[جرم] نه فيه: أعظم المسلمين "جرما" من سأل. هو الذنب، جرم واجترم وتجرم. وفيه: لا تذهب مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف، يريد "تجرم" ذلك القرن، من تجرم القرن أي انقضى، من الجرم القطع، ويروى بخاء معجمة من الخرم القطع. ومنه: "لا جرم" لأفلن حدها، هي كلمة تجيء للتحقيق بمعنى لابد، وقيل: جرم بمعنى كسب، وقيل: بمعنى وجب ولا رد لما قبلها، نحو "لا جرم أن لهم النار" أي ليس الأمر كما قالوا، ثم ابتدأ: وجب لهم النار، وقيل في "لا يجرمنكم" شقاقي" لا يحملنكم ويحدوكم. وفي ح على: اتقوا الصبحة فإنها مجفرة منتنة "للجرم" أي للبدن. ومنه: كان حسن "الجرم" وقيل أي حسن الصوت. وفيه: والذي أخرج العذق من "الجريمة" أي النواة.
ج ر م: (الْجُرْمُ) وَ (الْجَرِيمَةُ) الذَّنْبُ تَقُولُ مِنْهُ: (جَرَمَ) وَ (أَجْرَمَ) وَ (اجْتَرَمَ) . وَ (الْجِرْمُ) بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَ (جَرَمَ) أَيْضًا كَسَبَ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2] أَيْ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ وَيُقَالُ لَا يُكْسِبَنَّكُمْ. وَ (تَجَرَّمَ) عَلَيْهِ أَيِ ادَّعَى عَلَيْهِ ذَنْبًا لَمْ يَفْعَلْهُ. وَقَوْلُهُمْ: (لَا جَرَمَ) قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانَتْ فِي الْأَصْلِ بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ فَجَرَتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: لَا جَرَمَ لَآتِيَنَّكَ، قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ.
ج ر م : جَرَمَ جَرْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَذْنَبَ وَاكْتَسَبَ الْإِثْمَ وَبِالْمَصْدَرِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ بَنُو جَرْمٍ وَالِاسْمُ مِنْهُ جُرْمٌ بِالضَّمِّ وَالْجَرِيمَةُ مِثْلُهُ وَأَجْرَمَ إجْرَامًا كَذَلِكَ وَجَرَمْتُ النَّخْلَ قَطَعْتُهُ وَالْجِرْمُ بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَالْجَمْعُ أَجْرَامٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْجَرْمُ أَيْضًا اللَّوْنُ فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ نَجَاسَةٌ لَا جَرْمَ لَهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ وَقَوْلُهُمْ لَا جَرَمَ قَالَ الْفَرَّاءُ هِيَ فِي الْأَصْلِ بِمَعْنَى لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ ثُمَّ كَثُرَتْ فَحُوِّلَتْ إلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَعْنَى حَقًّا وَلِهَذَا يُجَابُ بِاللَّامِ نَحْوَ لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ.

وَالْجُرْمُوقُ مَا يُلْبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ وَالْجَمْعُ الْجَرَامِيقُ مِثْلُ: عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ. 
ج ر م

جرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي التمر. وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:

فلو كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا وتجرم العام، والشتاء، والصيف: تصرم. وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول أهل الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجرم فلان، وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:

وإن جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم

كفوه ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم

ومالي في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة أهله، وجارمتهم وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة، وجلة جريم. ورمي عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
[جرم] الجُرْمُ: الذَنْبُ، والجريمةُ مثله. تقول منه: جَرَمَ وأَجْرَمَ واجْتَرَمَ بمعنىً. والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسيٌّ معرّبٌ. والجرومُ من البلادِ: خلاف الصُرود. وجرم: بطنان من العرب، أحدهما في قضاعة، وهو جرم بن زبان، والآخر في طيئ. وبنو جارم: قوم من العرب. وقال:

والجارمى عميدها * والجَرْمُ: القطعُ. وقد جَرَمَ النخلَ واجْتَرَمَهُ، أي صَرَمَهُ فهو جارِمٌ. وقومٌ جُرَّمٌ وجُرَّامٌ. وهذا زمن الجِرامِ والجَرامِ. وجَرَمْتُ صوفَ الشاة، أي جَزَزْتُهُ. وقد جَرَمْتُ منه، إذا أخذتَ منه، مثل جَلَمْتُ. والجِرْمُ بالكسر: الجسدُ. والجِرْمُ: اللون. والجرم: الصوت، حكاه ابن السكيت وغيره. وقال أبو حاتم: قد أولعت العامة بقولهم: فلان صافى الجرم، أي الصوت أو الحلق. وهو خطأ. والجرمة: القوم الذين يجترمون النخل، (*) أي يصرمون. قال امرؤ القيس: علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل أو كجنة يثرب وجرم يجرم، أي كسب. وفلان جريمة أهله، أي كاسبهم. وقال أبو خراش: جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وقوله تعالى: (ولا يجر منكم شنان قوم) ، أي لا يَحْملنّكم، ويقال: لا يكسبنّكم. والجُرامَةُ بالضم: ما سَقَطَ من التمر إذا جُرِمَ. والجَريمُ: التمرُ المصروم. وحكى أبو عمرو: الجَرامُ بالفتح. والجريم: النوى. قال: وهما أيضا التمر اليابس، ذكره ابن السكيت في باب فعيل وفعال، مثل شحاح وشحيح، وكهام وكهيم، وبجال وبجيل، وصحاح الاديم وصحيح. وأما الجرام بالكسر، فهو جمع جريم، مثل كريم وكرام. ويقال: جِلَّةٌ جَريمٌ، أي عظام الأَجْرامِ. والجِلَّةُ: الإِبلُ المَسَانُّ. وحَوْلٌ مَجَرَّمٌ وسنة محرمة، أي تامة. وتجرمت السنونَ، أي انقضَتْ. وتَجَرَّمَ الليل: ذهب. وقول لبيد: * دمن تجرم بعد عَهْدِ أَنيسِها * أي تَكَمَّلَ. وتَجَرَّمَ عَليَّ فلان، أي ادَّعى ذنباً لم أفعله. قال الشاعر: تَعُدُّ عَلَيَّ الذَنْبَ إنْ ظَفِرَتْ به وإن لا تجذ ذنبا على تجرم وقولهم: لاجرم، قال الفرّاء: هي كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ ولا محالة، فجرت على ذلك وكثُرت حتَّى تحوّلت إلى معنى القَسَمِ، وصارت بمنزلة حقاً، فلذلك يجاب عنه باللام، كما يجاب بها عن القَسَم. ألا تراهم يقولون لا جرم لآتينك. قال: وليس قول من قال جرمت: حققت، بشئ، وإنما لبس عليهم الشاعر بقوله: ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا فرفعوا فزاره كأنه حق لها الغضب. قال: وفزارة منصوبة. أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا قال أبو عبيدة: أحقت عليهم الغضب، أي أحقت الطعنة فزارة أن يغضبوا. وحقت أيضا من قولهم: لا جرم لافعلن كذا، أي حقا. (*)
جرم: الجَرْمُ: نَقِيْضُ الصَّرْدِ، أرْضٌ جَرْمٌ. والجِرْمُ: ألْوَاح؛ ُ الجَسَدِ وجُثْمانُه. ورَجُلٌ جَرِيْمٌ ومَجْرُوْمٌ. وامْرَأَةٌ جَرَيْمَةٌ. ذاتُ جِرْمٍ وجِسْمٍ عَظِيمٍ. ويُقال: جُرْمَانٌ مِثْلُ جُسْمَانٍ. وهي الرائحَةُ أيضاً. ورَمى بأجْرَامِه: أي بِجِسْمِه. وجِرْمُ الصَّوْتِ: جَهَارَتُه. والجُرْمُ: الذَّنْبُ، وجَمْعُه أجْرَامٌ. والمُجْرِمُ: المذْنِبُ، والجارِمُ: مُِْلُه. والجُرْمُ: الباطِلُ، حَلَفْتَ يَمِيناً ما فيها جُرُماتٌ: أي أباطِيْلُ. وأصابَهُ ذاكَ من جَرَمِك: أي من جَرِيمَتِكَ وجِنَايَتِكَ. ومالي عِنْدَه جَرِمَةٌ. وقَرَأ يَحْيَى بن وثّابٍ: " لاَ يُجْرِمَنَّكُم " برَفْعِ الياء؛ من أجْرَمَ أجْرَاماً. وقَوْلُه: " لاَ جَرَمَ " أيْ لا بُدَّ، وقيل: حَقّاً. وجَرَمَ له كذا: أي حَقَّ له. وفي " جَرَم " لُغَاتٌ: لا جَرَم ولا جرمَ ولا جَرَ بحَذْفِ الميم ولا ذا جَرَمَ ولا أنْ ذا جَرَمَ ولا جَرُمَ بوَزْنِ كَرُمَ. ومَعْنى لا ذا جَرَمَ: أي أسْتَغْفِرُ اللهَ. وأقَمْتُ عِنْدَهم حَوْلاً مُجَرَّماً: أي تامّاً. وجَرَّمْنا هذه السَّنَةَ: أي خَرَجْنَا منها. وتَجَرَّمَتِ الٍسنَةُ والشِّتاءُ. وفلانٌ جَرِيْمَةُ أهْلِه: أي كاشِبُهم، وكذلك الجارِمُ. والجَرِيْمُ من الإِبِلِ: الجِلَّةُ التي لَبْسَ فيها حَشْوٌ. واعْطُوا الرامِيَ جَرِيْمَتَه: أي زَوِّدُوْه. والأجْرَامُ: مَتَاعُ الراعي. والجَرِيْمَةُ: آخِرُ وَلَدُ الرَّجُلُ. والجَرِيْمُ والجَرَامُ: النَّوى، الواحِدُ جَرِيْمَةٌ. وقيل: التَّمْرُ اليابِسُ. والجَرَامُ: صِرَامُ النَّخْلِ. والجُرَامَةُ: ما الْتُقِطَ من التَّمْرِ بَعْدَمَا يَصْرَمُ. والجُرّامُ: الصُّرّامُ. والجَرْمُ: القَطْعُ، جَرَمَ صُوْفَ الشاةِ: إذا جَزَّه عنها. والأَجْرَامُ من السَّمَكِ: لَوْنَانِ مُسْتَدِيْرٌ بِلَوْنٍ؛ وأسْوَدُ له أجْنِحَةٌ. وجَرْمٌ: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ. وجَرْجَمَه فلانٌ: أي صَرَعَه. والجُرْجُوْمُ: نَعْتٌ؛ منه. وجَرْجَمْتُ الشَّيْءَ بَعْضَه على بَعْضٍ: أي أسْقَطتَه. وتَجَرْجَمَ: أي تَجَدَّلَ. والتَّجَرْجُمُ: الانْحِدَارُ في البِئْرِ. وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ في وِجَارِهِ: أي تَقَبَّضَ فيه. والتَّجَرْجُمُ: التَّقَوُّضُ والانْهِدَامُ. وتَجَرْجَمَ في الأكْلِ والشُّرْبِ: أكْثَرَ. ورَجُلُ جُرْجُمَانٌ. والجُرْجُوْمُ: العُصْفُرُ. والجَرِيْمُ والجَرِيْنُ: للتَّمْرِ والزَّبِيْبِ. وجَرْجَمْتُ القَدَحَ: أتَيْتَ على ما فيه. وتَجَرْ<َمَ: تَدَحْرَجَ. والجَرَاجِمُ: صَوْتُ اللَّبِنِ في الوَطْبِ. والجَرْمُ: مَصْدَرُ الجارِمِ الذي يجْرِمُ على نَفْسِه وقَوْمِه شّرَّاً. واجْتَرَمَ سَيئَّةً: اقْتَرَفَها. ومعنى: " لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ " بمعنى لا باطلَ. وجَرَّمْتُ الكَلامَ عن نَفْسي تَجْرِيماً: نَفَّذْته عَنّي. وجَرَمَ النَّخْلَ يَجْرِمُه جَرْماً وجَرَاماً. وهذا زَمَنُ الجَرَامِ والجِرَامِ: أي الصَّرَام. والجَرَامُ: ما دقَّ من النَّوى.
جرم: جرم: غَرم (بوشر، همبرت 214، محيط المحيط).
جرم اللحم عن العظم: جرده (محيط المحيط).
وجَرُم على في معجم فوك.
وربما كان معناها اجترأ عليه، مثل جَرُؤَ على التي يذكرها في نفس المادة. وجرم= جَرَن: درس القمح بالنورج (ميهرن 26).
جَرَّم، جَرَّمه: نسب إليه الجرم (محيط المحيط).
تَجرَمَّ: اجترم، ارتكب جريمة، ذكره لين. ومثاله في بيان (2: 284).
جَرْم: كثير من الرحالة يتكلمون عن هذا النوع من الزوارق التي تستخدم في مصر. يقول ببلون الذي يكتبه جرب خطأ: إنه كمن زوارق النيل وإن منه ثلاثة أنواع أو أربعة ويذكر صفاتها.
ويقول كوبان (119): (جرم زورق منبسط مكشوف مثل هذه التي تحمل الملح في نهر الرون).
ويقول دارفيو (1: 183): (جروم: إنها لا سطوح لها، وهي طويلة بعض الطول مثل هذه التي تحمل الخشب إلى باريس).
ويقول فانسليب (106): (جروم زوارق طويلة جدا جعلت لتفريغ المكراكب ولسحبها من وحاف الرمال).
ويقول ترنر (2: 302): (وكان الزورق جرما كبيرا ذا ثلاثة صوار، لا سقف له كما هو مألوف في مثل هذه الزوارق، غير أن سطحه واسع فسيح).
وأنظر أيضاً: جيستل 182، 235، وشوايجر 256، ومنجازا 82 ومواضع أخرى، وبراون 1: 51، وفيسكيه 60، وريشتر 7، وأماري ديب 424.
جِرْم. جرم محذوف: قذيفة، جسم مقذوف (بوشر). ومعناه الأصلي جسم، ويستعمل بمعنى حجم الشيء وامتداده ومقدار كتلته.
ففي حيان - بسام (49 ق): صخرة عظيمة الجِرم، (عبد الواحد 182).
وأجرام (جمع جِرم): كتل عظيمة من الحجر. (المقدمة 2: 206) - وعمارات كبيرة (المقدمة 2، 201، 319، 323).
وفي ألف ليلة (3: 29) في الحديث عن مسخ (غول) شاذ الخلقة له أذنان مثل الجرَمْين، وأرى أن معناه مثل كتلتين كبيرتين من الحجر. وقد ترجمها لين، الذي وجدها في ألف ليلة، وهي أيضاً موجودة في طبعة بولاق، بما معناه (جرن أو مهراس)، غير أن كلمة جرم لم تدل على هذا المعنى.
وجرم وحدها من غير أن توصف بفلكي تعني أيضاً: فلك، وأحد أجرام السماء وهي نجومها وكواكبها (بوشر).
وجرم البَريّة، التي وردت في شعر يمدح ملك الفرس، يظهر أن معناها: إنه بين البريّة جرم سماوي أو الشمس (أنظر التعليقات على ابن بدرون 45). حسّ جرم: صوت غليظ، خفيض وعميق (بوشر).
جُرْم: جرأة، جسارة (فوك) وفي المعجم اللاتيني: abstinatio صوابه obstinatio وجُرْم: قَصْوَة (صوابه قَسْوَة).
وعَاشَر الأجْرام: عاشر المجرمين، عاشر أرذال الناس أو سفلتهم (بوشر).
جَرْمَة: مِسجّة، مِيسعة، مالج (همبرت 83، هلو).
جُرْمَة: إناء كبير يستعمله الخلالون (باعة الخل) (صفة مصر 12: 37، 437).
جُرْمَيْر: (مركبة من جَرْم ومن اللاحقة الأسبانية ( ero) : جريء، جسور (فوك).
جَرِيم: جريء، جسور (فوك).
جَرَامَة: جرأة، جسارة (فوك).
جَرِيمَة. سجن الجرائم: سجن يلقي فيه من ارتكب جريمة. (ابن خلكان 1: 107، 108). ويظن دي سلان في تعليقه على ترجمة هذا النص أن هذا الاسم أطلق على هذا السجن لتمييزه عن مَطْبق أي سجن الدولة.
وجريمة: ضرر أو أذى يصاب به الإنسان (فوك) - وتهمة (رولاند) - وغرامة (كاترمير في جريدة الجنوب 1834، 397 - 398، همبرت 214، بوشر، محيط المحيط، المقري: 159، وأنظر إضافات وتصحيحات).
جروميّ. الفواكه الجرومية: يظهر أن معناها الفواكه ذات البذر، ففي الادريسي (2 فصل 1): الفواكه الجرومية من الموز والرومان والتين والعنب ونحو ذلك.
جَرِّيمة: ذنب، ذيل، (دومب 66، بوشر) أجْرَمُ: أعظم جُرْما (عباد 1: 51 وأنظر 3، 21).
تَجْرِيم: لقد علمنا مما ذكره فانسليب أن الزوارق التي يطلق على واحدها اسم جَرْم تستخدم لتفريغ المراكب، وأعتقد أن كلمة تجريم تعني نقل البضاعة من المراكب الأرصفة بزوارق الجرم، غير أن هذه الكلمة عند أماري (ديب 132) تعني الأجرة التي تدفع لهذا النقل، كما أن كلمة تفريغ التي تليها، ومعناها الأصلي إنزال الحمولة، تدل هنا على نفس المعنى وهي الأجرة التي تدفع لنقل البضاعة من الراكب. إن العبارتين التي بعدها وهما: من أجر معتادة، ومن غير زيادة لا تدعان مجالا للشك في هذا الموضوع.
مُجْرم: نذل، صعلوك، متشرد (بوشر) ومحكوم بالأشغال الشاقة (بوشر) وفي المعجم اللاتيني هي broce بوضوح ولم أفهم ما تعني.
وقد جعلها سكاليجر brocus ولا أدري كيف أن الكلمة العربية أصبحت تدل على معنى الكلمات اللاتينية broccus و brocchus الخ.
جرم
جرَمَ يَجرِم، جَرْمًا وجَريمةً، فهو جارِم، والمفعول مجروم (للمتعدِّي)
• جرَم الشَّخْصُ: أذنب واكتسب الإثم "لا يجرِم الظالمُ إلاّ على نفسه" ° جرَم نفسَه/ جرَم قومَه/ جرَم على نفسه/ جرَم على قومه: جنَى جنايةً.
• جرَمه على السَّرقة: حمله عليها " {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا} ". 

جرُمَ يجرُم، جَرَامَةً، فهو جارم
• جرُمَ الشَّخْصُ: عَظُمَ جُرمُه "جَرُم بحقِّ وطنه وأسرته ونفسه". 

أجرمَ يُجرم، إجرامًا، فهو مُجْرِم، والمفعول مُجْرَم (للمتعدِّي)
• أجرم الرَّجُلُ: ارتكب ذنبًا أو جنَى جناية "يُجرم بعض الآباء في حقّ أبنائهم- اعتاد الإجرام من صغره- {وَمَا أَضَلَّنَا إلاَّ الْمُجْرِمُونَ} - {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ} " ° سوابق مجرم: الأفعال أو الوقائع الخاصَّة بحياته الماضية- مجرم حرب: من يُتَّهم بارتكاب الجرائم خلال العمليّات الحربيّة- مجرم عائد: مَنْ يكرِّر الجريمة.
• أجرم الشَّخصَ: ألصق به الجُرْمَ أو الذَّنْبَ "مؤامرة مجرمة- أجرم شريكَه وبرّأ ساحته". 

جرَّمَ يجرِّم، تجريمًا، فهو مُجرِّم، والمفعول مُجرَّم
• جرَّم الشَّخْصَ: (قن) اتَّهمه بجُرْم أو أثبت جُرْمَه ° قانون تجريم: قرار تشريعيّ يحكم على الشخص بأنّه مذنب بقضية الخيانة ويتعرّض خلالها للإعدام والتجريد من الحقوق
 المدنيّة دون محاكمة. 

إجرام [مفرد]: مصدر أجرمَ.
• علم الإجرام: علم يدرس أسباب الجريمة وطرق معالجتها ومعالجة المجرمين مستندًا إلى علوم النفس والاجتماع والإحصاء. 

جِرام [مفرد]: (انظر: ج ر ا م - جِرام). 

جَرامة [مفرد]: مصدر جرُمَ. 

جَرْم [مفرد]: مصدر جرَمَ. 

جَرَم [مفرد]
• لا جَرَمَ: لابُدَّ، لا محالة، وتأتي بمعنى حقًّا فتكون كالقَسَم " {لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ". 

جُرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُوم:
1 - ذنب، خطأ "ارتكب جُرْمًا- ما لي في هذا جُرْم".
2 - (قن) كُلُّ فعل يُخالف القانون. 

جِرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُم وجُرُوم: جسم كُلِّ شيء من حيوان وغيره "أجرام سماويّة" ° الأجرام الفلكيّة: الأجسام التي في الفلك مع مافيها- جِرْم سماويّ: نجم أو كوكب. 

جَريمة [مفرد]: ج جرائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جرَمَ.
2 - كلُّ عمل يجلب الأذى المعنويّ العميق لقيم مجتمعٍ ما.
3 - (قن) بوجه عامّ: كُلّ أمر إيجابيّ أو سلبيّ يُعاقب عليه القانون سواء أكانت مُخالَفة أم جُنحة أم جناية أم تُهمة وبوجه خاصّ: جناية "ارتكب جريمة- ضُبط متلبِّسًا بالجريمة" ° جريمة أخلاقيّة: جريمة تَمَسّ العرض والشرف، كُلُّ جُرْم أو ذنب يقترفه الموظَّف في أثناء القيام بأعمال وظيفته- قانون الجرائم- مَسْرَح الجريمة: المكان الذي ارتكبت فيه.
• علم الجريمة: (قن) العلم الذي يبحث في التصرُّف الجُرْميّ والإصلاحات الخاصَّة به.
• جَريمة حرب: (سك) أية جريمة من الجرائم مثل التطهير العرقيّ أو إساءة معاملة سجناء الحرب وغير ذلك مما يُعدّ خرقًا لأعراف الحرب. 

سنتجرام [مفرد]: ج سنتجرامات: وحدة من وحدات الوزن تساوي جزءًا من مائة جزء من الجرام. 
باب الجيم والراء والميم معهما ج ر م، ر ج م، م ر ج، ر م ج، ج م ر، م ج ر، مستعملات

جرم: أرض جَرمٌ، وأرضٌ صَردٌ دَخيلانِ مُستعملانِ في الحر والبردِ. والجِرمُ، ألواح الجَسدِ وجُثمانهُ. ورجل جَريمٌ وامرأةٌ جَريمةٌ أي ذات جِرمٍ أي جِسمٍ. وجِرمُ الصَّوتِ: جهارتهُ، تقول: ما عَرفته إلا بِجِرمِ صوته. وفُلانٌ له جَريمةٌ أي جُرمٌ، وهو مصدر الجارِم الذي يَجرِمُ على نفسه وقومهِ شراً، وهو الجارمُ، قال الشاعر:

وإن جارٌ لهم جَرِمَتْ يداه ... وحَوَّله البلاءُ عن النعيمِ  والجرم: الذنب، وفِعله الإجرام، والمُجرمُ: المذنب، والجارِمُ: الجاني، قال:

ولا الجارِمُ الجاني عليهم بمُسلمِ

ولا جَرَمَ يَجري مَجرَى لا بدَّ، ويُفسَّر حقاً. وجَرمٌ: قبيلةٌ من اليمن. وأقمتُ عنده حولاً مًجَرَّماً، أي حولاً تاماً حتى انقضى، وقال أبو طالب:

شهوراً وأياماً علينا مُجَرَّما

وجَرَّمنا هذه السنةَ أي خرجنا منها، وتَجَرَّمتِ السَّنَةُ والشِّتاء والصَّيف، قال الشاعر:

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بعد عهدِ أنيسِها ... حِجَجٌ خَلون حلاُلها وحرامُها

رجم: الرَّجمُ في القرآن القتل في شأن نُوح- عليه السلام-. والرَّجمُ: اسم لما يُرجمُ به الشيء، والجميع الرجوم، وهي الحِجارةُ. والرُّجُومُ: التي تُرمى بها الشّياطين، والشَّيطانُ رجيم مرجوم ملعُونٌ. والرَّجمُ: الرَّميُ بالحجارة، والرَّجم: القذفُ بالغيب وبالظنِّ، ومنه قوله تعالى: لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا

أي لأقولن فيك ما تكرهُ. والرَّجمُ: القبرُ ويُجمع على أرجامٍ. والرُّجمةُ: حِجارةٌ مجموعة كأنها قُبورُ عادٍ، وتجمع رِجاماً، ورَجَمتُ القبر: جَعلتُ فوقه رجمة. والرِّجامانِ: خشبتان تُنصبانِ على رأس البئرِ يُنصبُ القَعرُ ونحوه من المَساقي، وقول زهير:

وما هو عنها بالحَديثِ المَرَجمِ

أي قوله بالغيب والظَّنِّ. ورجلٌ مِرجم: مدافعٌ عن حسبه ونَسبه في الحرب. وبعير مِرجَم: يَرجُم الأرض بأخفافه رجماً، وهو الثقيل المشي من غير بطء.

مرج: المَرجُ: أرضٌ واسعة فيها نبتٌ كثيرُ تُمرَجُ فيها الدَّوابُّ، قال العَجاج:

رعى بها مَرجَ ربيعٍ مُمرَجَا

وقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ

أي لاقى بين البحر العذبِ والمِلحِ قد مرجا فالتقيا، لا يختلط أحدهما بالآخر. والمارِجُ من النّارِ: الشُّعلة السّاطعة، ذات لهبٍ شديد، ومنه قوله تعالى: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ . وأمرٌ مَريجٌ أي مُلتبِسٌ قد مَرجَ مَرَجاً وغُصنٌ مَريجٌ: قد التَبَسَت شناغيبه، قال:

فجالت فالتَمَست به حَشاها ... فَخَرَّ كأنَّه خُوطٌ مَريجُ

وفي الحديث: قد مَرِجَت عُهُودُهُم وأمرَجُوها

أي لم يَفُوا بها وخلطُوها.

رمج: الرامِجُ: المِلواحُ الذي تُصاد به الصُقُورةُ ونحوها من جَوارِحِ الطَّير. والتَّرميج: إفساد السطور بعد كتابتها، وكذلك تقول: رَمَّجَه بالتُّرابِ حتى يُفسده.

جمر: الجَمرُ: المُتَّقِدُ، فإذا برد فهو فَحمٌ. والمِجمَرُ قد تؤنَّثُ، وهي التي تدخن بها الثَّيابُ. وثوبٌ مُجمَّر إذا دخن عليه. ورجلٌ جامِرٌ أي يلي ذلك، من غير أن يقال: جمر، قال:

وريح يلنجوج يذكيه جامره

والتجمير: ترك الجند في نحر العدو فلا يقفلون، وقد نُهي أن يُجَمِّر غُزاةُ المسلمين في ثُغورِ المُشركين. والجَمرةُ: كلُّ قومٍ يَصيرونَ إلى قِتال من قاتلهم لا يُخالِفون أحداً ولا ينضَمُّون إلى أحدٍ، وتكون القبيلة نفسها جَمرةً تَصبرُ لمُقارعةِ القبائل، كما صَبَرَت عبس لقيسٍ كُلَّها. وبلغنا أن عُمَرَ بن الخطاب سأل الحطيئة عن ذاك، فقال: يا أمير المؤمنين كنّا ألف فارسٍ كأنَّنا ذهبةٌ حمراءُ لا تَستَجمرِ ولا تُحالِفُ. وبعضُ الناس يقول: كانت القبيلة إذا اجتمع فيها ثلاثمائةِ فارسٍ صارت جَمرَةً. والجَمرةُ: المُرماة الواحدة من جِمارِ المَناسكِ، وهي ثلاثُ جَمَرات، وكُلُّ جَمرةٍ تُرمَى بسبع حَصَباتٍ، مع كُلِّ حصاةٍ تكبيرهٌ. وحافرٌ مُجمرٌ، ومنسِمٌ مُجمَرٌ، وهو الذي نَكبته الحِجارةُ وصَلُبَ. وأجمَرَ البعيرُ إجماراً أي أسرع، قال لبيد:

وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جون قد أبل  والجُمّارُ: شَحمُ النخل الذي في قِمةِ رأسهِ، تُقطع قِمتُه ثم يكشط عن جُمّارِةٍ في جوفها بيضاء كأنَّها قطعةُ سَنامٍ ضخمةٌ، رخصةٌ تتفتَّتُ بالفَمِ، تؤكلُ بالعسل. والكافورُ يُخرجُ من جَوف الجُمّار بين مَشقِّ السعفَتين، وهو الكُفرَّى. والاستجمارُ: استِنجاءٌ بالحجارة. وشعرٌ مُجمَّرٌ أي مُلبدٌ. وابن جَميرٍ: اللَّيلة التي لا يطلعُ فيها القمرُ.

مجر: المَجرُ: الدهم، وهم قومٌ في حربٍ عليهم السِّلاحُ، قال:

جئنا بدَهمٍ يَدحَرُ الدُّهُوما ... مجَرٍ كأنَّ فوقه النُّجُوما

وقيل للجيش الضَّخم: مَجرٌ. وشاةٌ مَجارٌ إذا حَملت فقلَّ ما تسلم أن يعظُمَ بطنها فتهزل فترمي به. وأمجرت فهي مُمجِرٌ. والمَجرُ: بيعُ المضامين والملاقيحِ، والفعل منه المُماجَرةُ. والمِجارُ: العِقالُ. ويقال: أمجَرتُ في البيعِ إمجاراً، والملاقيحُ: الحَوامِلُ، والمضامينُ: ما في الأصلابِ، والواحد ملقوح ومضمون. 

جرم

1 جَرَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. جَرْمٌ, (S,) [like جَزَمَهُ,] He cut it, or cut it off. (S, K.) b2: جَرَمَ الشَّاةَ, (K,) or جَرَمَ صُوفَ الشَّاةِ, (S,) inf. n. as above, (TA,) He shore, or sheared, or cut off the wool of, the sheep. (S, K, * TA.) And جَرَمْتُ مِنْهُ I took [or clipped somewhat] from it; [namely, the wool;] like جَلَمْتُ. (S.) b3: جَرَمَ النَّخْلَ, (S, Msb, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. جَرْمٌ (K) and جَرَامٌ and جِرَامٌ, (S, * K,) He cut the palmtrees; (Msb;) [meaning] he cut off the fruit of the palm-trees; (S, K;) as also ↓ اجترمهُ: (S:) and in like manner, جَرَمَ التَّمْرَ he cut off the dates. (TA.) You say, هٰذَا زَمَنُ الجَرَامِ and الجِرَامِ, (S,) i. e. [This is] the time of the cutting off of the fruit of the palm-trees. (TA.) b4: and جَرَمَ النَّخْلَ, inf. n. جَرْمٌ, He computed by conjecture the quantity of fruit upon the palm-trees; (K;) and so ↓ اجترمهُ: (Lh, K:) [like جَزَمَهُ and اجتزمهُ.]

A2: جَرَمَ, (S, K,) aor. ـِ (S,) inf. n. جَرْمٌ, (TK,) also signifies He gained, acquired, or earned, [wealth, &c.,] (S, K,) لِأَهْلِهِ for his family; and so ↓ اجترم. (K.) And you say, خَرَجَ يَجْرِمُ لِأَهْلِهِ and يَجْرِمُ أَهْلَهُ, meaning He went forth seeking [sustenance], and practising skill, or artifice, for his family. (TA.) b2: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ, in the Kur [v. 3 and 11], is explained by some as meaning And let not a people's hatred by any means occasion you. or cause you: or it means let not a people's hatred by any means induce you, or incite you. (S, TA.) Some read ↓ لا يُجْرِمَنَّكُمْ, with damm to the ى; and Zj says that جَرَمْتُ and أَجْرَمْتُ signify the same: but some say that the meaning is, let it not by any means lead you into crime, or sin; أَجْرَمْتُهُ being like آثَمْتُهُ, I led him into sin, &c. (TA.) b3: Fr says that the asserting جَرَمْتُ to mean حَقَقْتُ [or rather حُقِقْتُ, for this is evidently, I think, the right reading, though I find حَقَقْتُ in the TA as well as in a copy of the S, in another copy of which I find جَرَمَتْ and حَقَّقَتْ, suggesting that the right reading may perhaps be جَرَمَتْ and حُقَّتْ,] is nought: they who so explain it having been confused in their judgment by the saying of the poet Aboo-Asmà, (S, TA,) or, as some say, El-Howfazán, (TA,) or, accord. to some, 'Ateeyeh Ibn-'Ofeyf, (IB, TA,) وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا in which they made فزارة to be in the nom. case, as though the meaning were حُقَّ لَهَا الغَضَبُ [it was right, or fit, or proper, for it, (the tribe of Fezárah,) to be angry; nearly agreeing with an explanation of جَرَمَ given by Golius as on the authority of Ibn-Maaroof, namely, “meritus, dignus fuit ”]: but, he says, فزارة is in the accus. case; the meaning being, جَرَمَتْهُمُ الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا [which will be found explained, on the authority of IB, in what follows]: AO says that the meaning is, أَحَقَّتْ عَلَيْهِمُ الغَضَبَ, i. e., أَحَقَّتِ الطَّعْنَةُ فَزَارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا, and حَقَّت also, [both having the same signification, i. e., the thrust required Fezá-rah to be angry,] from لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا meaning حَقًّا [Verily I will do thus]: (S, TA:) accord. to Fr, the meaning is, كَسَبَتْ فَزَارَةَ الغَضَبَ عَلَيْكَ, the right reading being, وَلَقَدْ طَعَنْتَ, with fet-h to the ت; [so that the verse means And verily thou didst thrust Aboo-'Oyeyneh with a thrust of thy spear that occasioned, or caused, Fezárah, after it, to be angry against thee:] for he is addressing Kurz El-'Okeylee, bewailing his death; and Kurz had thrust Aboo-'Oyeyneh, who was Hisn Ibn-Hudheyfeh Ibn-Bedr El-Fezáree. (IB, TA.) b4: And جَرَمَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. جَرْمٌ, (Msb,) He committed a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; (S, Msb, K;) syn. أَذْنَبَ, (Msb, K,) and اِكْتَسَبَ الإِثْمَ; (Msb;) [perhaps because he who does so brings upon himself the consequence thereof; as though originally جَرَمَ نَفْسَهُ اولِنَفْسِهِ أَثَرَ جُرْمٍ he drew upon himself the effect of a sin, &c.; (compare كَسَبَ and اِكْتَسَبَ;)] as also ↓ اجرم, (S, Msb, K,) inf. n. إِجْرَامٌ; (Msb;) and ↓ اجترم; (S, K;) and ↓ تجرّم. (El-'Okberee, Har p. 207.) Yousay, جَرَمَ عَلَيْهِمْ جَرِيمَةً, and إِلَيْهِمْ, (K,) and بِهِمْ, used by a poet for عليهم or اليهم, (IAar, TA,) He committed against them a crime, or an offence for which he should be punished; as also ↓ اجزم. (K.) They said also, الذَّنْبَ ↓ اجرم [He committed the sin, or crime, amp;c.]; making the verb trans. (TA.) And a poet says, وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّدًا لَمْ يَجْتَرِمْ عِرْضَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومٌ

[And thou seest the intelligent envied, or much envied: he has not injured the honour of men, while his honour is reviled]. (Th, TA.) A3: جَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. جَرَمٌ, (TK,) He (a man, TA) betook himself to eating the جُرَامَة [in the CK, erroneously, جَرامَة,] of the palm-trees, (AA, K,) [i. e., the dates which had fallen in the cutting, and] which were among the branches. (AA, TA.) A4: جَرِمَ, said of a man, also signifies عَظُمَ جُرْمُهُ [His sin, or crime, &c., was, or became, great]; and so جَرُمَ, like كَرُم: [both are thus explained, in different places in this art, by the author of the TA; and the explanation in the latter case is followed by اى اذنب, i. e., he committed a six, &c.; probably added by him to show that the reading found by him was جُرْمُهُ, not جِرْمُهُ: but [think that the right reading is عَظُمَ جِرْمُهُ his body became great; and this is confirmed by what here follows:] ↓ اجرم explained in the copies of the K by عَظُمَ [in the TK عظم يعنى جرمه وجسده] should be جَرِمَ, a triliteral; and the meaning is عَظُمَ جُرْمُهُ: and in like manner, the three significations here following, assigned in the K to ↓ اجرم, belong to جَرِمَ. (TA.) A5: It (his colour) was, or became, clear. (K, * TA.) b2: He (a man, TA) was, or became, clear in his voice. (K, * TA.) A6: جَرِمَ بِهِ It (blood) stuck to him, or it: (K, * TA, and so in a marginal note in a copy of the S:) and in like manner, tar to a camel. (The same marginal note.) 2 جَرَّمَ [جرّم He cut off vehemently, or much. (Golius, on the authority of a gloss in the KL.)]

b2: جَرَّمْنَا هُمْ, inf. n. تَجْرِيمٌ, We went forth from them. (Lth, K.) b3: جَرَّمْنَا الشِّتَآءَ We completed the winter. (TA.) [See also 5.]4 اجرم التَّمْرُ The dates attained to the time for their being cut off. (TA.) A2: See also 1, in six places.5 تجرّم [It became cut off. b2: And hence,] (tropical:) It (a year, حَوْلٌ) became completed; (Az, K, TA;) as though it became cut off from the preceding year: (Az, TA:) it ended; (S;) and so the winter: (TA:) and it (a night) passed away, (S, K,) and became completed; (K;) it ended. (TA.) A2: تجرّم ثَمَانِيًا, a phrase used by Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh, means He passed eight nights. (TA.) [See also 2]

A3: تجرّم عَلَيْهِ He accused him of a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, (Abu-l-'Abbás, S, K,) which he had not committed, (Abu-l-'Abbás, S,) or though he had not committed any (K.) b2: and تجرّم He guarded against the commission of sin, or crime, &c; like تأثّم. (Har p. 207.) b3: See also 1.

A4: Also He called, cried out, shouted, or vociferated; from جِرْمٌ meaning صَوْتٌ. (Har p. 207. [But see جِرْمٌ.]) 8 إِجْتَرَمَ see 1, in five places.

جَرْمٌ Hot; syn. حَرٌّ, (S,) or [rather] حَارٌّ; (K;) contr. of صَرْدٌ; (Lth, TA;) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally گَرْم. (TA.) Yousay أَرْضٌ جَرْمٌ A warm land: (AHn, TA:) or a hot land: (IDrd, TA:) or a vehemently hot land: (K:) pl. جُرُومٌ, (AHn, TA,) which, applied to countries, or regions, means the contr. of صُرُودٌ. (S.) A2: A boat (زَوْرَقٌ) of El-Yemen; (K;) also called نَقِيرَةٌ: (TA:) pl. as above. (K.) [In the dial. of Egypt, The largest kind of Egyptian boat used on the Nile for the conveyance of grain and merchandise in general, but used only when the river is high, and also in the coastingtrade, and generally carrying from 5,000 to 15,000 bushels of grain.]

جُرْمٌ A sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, syn. ذَنْبٌ, (S, Msb, * K,) whether intentional or committed through inadvertence; (Kull voce إِثْمٌ;) as also ↓ جَرِيمَةٌ; (S, Msb, K;) and ↓ جَرِمَةٌ: (K:) transgression: (TA:) pl. [of pauc.] أَجْرَامٌ and [of mult.] جُرُومٌ, (K,) both of جُرْمٌ: the pl. of جَرِيَمةٌ is جَرَائِمُ. (TA.) A2: See also جَرَامٌ.

A3: لَا جُرْمَ: see لَا جَرَمَ.

جِرْمٌ The body; syn. جَسَدٌ; (S, Msb, K;) or بَدَنٌ; (Th, TA;) as also ↓ جِرْمَانٌ: (K:) or the أَلْوَاحِ [pl. of لَوْح q. v.] and جُثْمَان [q. v.] of the جَسَد: (T, TA:) pl. (of pauc., TA) أجْرَامٌ, (Msb, K,) which is also used as a sing., (TA,) and (of mult., TA) جُرُومٌ and جُرُمٌ. (K.) أَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرَامَهُ is a phrase mentioned, but not explained, by Lh: ISd thinks that it means He threw upon him the weight of his body; as though the term جِرْمٌ applied to each separate part of his body. (TA.) b2: [Hence,] الأَجْرَامُ الفَلَكِيَّةُ The [heavenly] bodies that are above the عَنَاصِر, of the orbs and stars. (KT.) A2: The throat, or fauces; syn. حَلْقٌ. (K.) The phrase يَضِيقُ بِهِ الجِرْمُ, used by the poet Maan Ibn-'Ows, means (assumed tropical:) It is a great, or formidable, thing, or matter: [properly,] the throat (الحَلْقُ) will not easily swallow it. (TA.) b2: The voice; (S, K;) mentioned by ISk and others; (S;) and so explained as used in the phrase إِنَّ فُلَانًا لَحَسَنُ الجِرْمِ [Verily such a one is good in respect of voice]: (TA:) or highness, or loudness, of the voice: (K, TA:) you say, مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بِجِرْمِهِ [I knew him not save by his voice, or his highness, or loudness, of voice]: but some disapprove this: (TA:) AHát says that the vulgar are addicted to saying, فُلَانٌ صَافِى الجِرْمِ Such a one is clear in voice, or in throat: but it is a mistake. (S, TA.) A3: Colour. (IAar, S, Msb, K.) One may say, of نَجَاسَة [or filth], لَا جِرْمَ لَهَا, meaning It has no colour. (Msb.) A4: الأَجْرَامُ (app. as pl. of جِرْمٌ, TA) The utensils, or apparatus, of the pastor. (K.) لَا جَرَمَ (S, Msb, K, &c.) and لَا ذَا جَرَمَ, (IAar, K,) ذا being here a redundant connective as in several other instances, (IAar, TA,) and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ (K) and لَا جَرَ, (Ks, K, [in the CK لا جَرْمَ,]) in which the م is elided in consequence of frequency of usage, as the ى is in حَاشَ لِلّهِ for حَاشَى لِلّٰهِ, and the ى and ء in أَيْشَ for أَىُّ شَىْءٍ, (Ks, TA,) and لَا ذَا جَرَ (IAar, TA) and ↓ لَا جَرُمَ and ↓ لَا جُرْمَ, (K,) originally i. q. لَا بُدَّ and لَامَحَالَةٌ [There is no avoiding it; it is absolutely necessary; &c.]: then, by reason of frequency of usage, employed in the manner of an oath, as meaning حَقًّا [verily, or truly]; wherefore, as in the case of an oath, ل is prefixed to its complement, (Fr, S, Msb, K, *) so that they say, لَا جَرَمَ لَآتِيَنّكَ [Verily I will come to thee], (Fr, S, K,) and لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا [Verily I will do thus], (S, Msb, *) and لَا جَرَمَ لَقَدْ كَانَ كَذَا and لَا ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ [Verily it was thus, or verily such a thing happened]: (IAar, TA:) ISd says, Kh asserts that جَرَمَ [or لَا جَرَمَ] is only a reply to something said before it; as when a man says, “They did such a thing,” and you say, لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ سَيَنْدَمُونَ, or أَنَّهُ سَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا; and Az says that لا in لَا جَرَمَ is said to be a [mere] connective; and the meaning [of the former of the last two phrases] is كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهُمُ النَّدَمَ [It (their deed) will earn for them, or occasion them, repentance; and that of the latter, it will occasion that such and such things shall happen]: and some say that جَرَمَ means وَجَبَ, and حَقَّ, and that لا is a contradiction to the words preceding it, and that a new proposition then begins; as in the Kur [xvi. 64] where it is said, لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ, i. e., [Nay, or] the case is not as they have said: the fire [of Hell] is their due. (TA.) لَا جَرُمَ: see the paragraph next preceding.

جِرْمَةٌ People cutting off the fruit of palmtrees. (S, K, TA.) [In this sense it is app. a pl. of pauc., or a quasi-pl. n., of جَارِمٌ, q. v.] b2: Also Ripening dates cut off from the trees: and this sense, not the former as is implied in the S, is meant by Imra-el-Keys, where he says, عَلَوْنَ بِأَنْطَاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ

كَجِرْمَةٍ نَخْلٍ أَوْ كَجَنَّةِ يَثْرِبَ [They mounted, at Antioch, upon a variegated cloth, like the ripening dates cut off from palmtrees, or like the garden of Yethrib]: he likens the variegated cloth and wool upon the هَوْدَج to red and yellow ripening dates, or to the garden of Yethrib because it abounded with palm-trees. (TA.) جَرِمَةٌ: see جُرْمٌ.

جِرْمَانٌ: see جِرْمٌ.

جَرَامٌ (erroneously said in the K to be [جُرَامٌ] like غُرَابٌ, TA) and ↓ جَرِيمٌ Dry dates: (AA, S, M, K:) mentioned by ISk among [syn.] words of the measures فَعَالٌ and فَعِيلٌ, like شَحَاحٌ and شَحِيحٌ, and بَجَالٌ and بَجِيلٌ, &c. (S.) b2: Also, both these words, (AA, S, K, *) but the former not heard in this sense by ISd, (TA,) Datestones; (AA, S, K;) and so ↓ جُرْمٌ: (mentioned in one copy of the S, but not in the TA, [probably an interpolation in the copy of the S above mentioned:]) and ↓ جَرِيمَةٌ a date-stone; as in the saying of 'Ows Ibn-Háritheh, لَا وَالَّذِى أَخْرَجَ العَذْقَ مِنَ الجَرِيمَةِ وَالنَّارَ مِنَ الوَثِيمَةِ [No, by Him who has produced the palm-tree with its fruit from the date-stone, and fire from broken stones]. (TA.) جَرِيمٌ Dates (تَمْرٌ) cut off from the tree; (S, TA;) as also ↓ مَجْرُومٌ. (TA.) And شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ A cut tree. (TA.) b2: See also جَرَامٌ, with which it is syn. in two senses: in the latter sense having جَرِيمَةٌ for its n un. b3: Also A thing with which date-stones are brayed, or crushed. (TA.) A2: See also مُجْرِمٌ.

A3: Also Large-bodied; (S, * K;) and so ↓ مَجْرُومٌ: (K:) pl. (of the former, S) جِرَامٌ. (S, K.) The fem. of the former is with ة: (K:) [but] one says also جِلَّةٌ جَرِيمٌ, meaning Largebodied camels advanced in age. (S.) A4: In El-Hijáz, The [measure commonly termed] مُدّ is thus called; accord. to Z, the مُدّ of the Prophet. (TA.) جُرَامَةٌ i. q. جُذَامَةٌ; (K;) i. e., (TA,) The dates that have fallen when they are cut off from the tree: (S, TA:) so says As: (TA:) [but see the latter word as explained on the authority of the S in art. جذم:] and, (K,) or as some say, (TA,) dates cut off from the tree: or what are gotten (يُجْرَمُ) thereof, after their being cut off, being picked up from the lower ends of the branches. (K, TA. [See جَرِمَ.]) And The قَصَل of wheat and barley; i. e., the extremities thereof, which are bruised, and then cleared, or picked: (K, TA:) but the term more known is جُذَامَةٌ, with ذال. (TA.) جَرِيمَةٌ The last of one's offspring: (K:) as though there were a cutting off after it. (TA.) A2: See also جَارِمٌ: A3: and see جُرْمٌ: A4: and جَرَامٌ.

جَارِمٌ Cutting off, or one who cuts off, the fruit of the palm-tree: pl. جُرَّمٌ and جُرَّامٌ. (S.) [See also جِرْمَةٌ.]

A2: جَارِمُ أَهْلِهِ (TA) and أَهْلِهِ ↓ جَرِيمَةُ (S, K *) The gainer, acquirer, or earner, [of the sustenance] of his family. (S, K, TA.) A3: See also مُجْرِمٌ, in two places.

مُجْرِمٌ A sinner; a criminal; committing, or a committer of, a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; as also ↓ جَرِيمٌ (K) and ↓ جَارِمٌ: (TA:) and المُجْرِمُونَ particularly signifies the unbelievers: (Zj, K:) so in the Kur vii. 38. (Zj, TA.) You say, عَلَى نَفْسِهِ ↓ هُوَ جَارِمٌ وَقَوْمِهِ, [as also مُجْرِمٌ,] He is committing a crime, or an offence for which he should be punished, against himself and his people or party. (TA.) مُجَرَّمٌ, (fem. with ة, S,) A complete year (S, K) and month; (Ibn-Háni, TA;) a year past, completed. (Az, TA.) مَجْرُومٌ: see جَرِيمٌ, in two places.

جرم: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. وشجرة

جَرِيمَةٌ: مقطوعة. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً

وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحياني، فهو جارمٌ، وقوم جُرَّمٌ

وجُرَّام، وتمر جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ وقول ساعدة بن

جؤية:

(* قوله «وقول ساعدة بن جؤية» أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله:

أفعنك لا برق كأنّ وميضه * غاب تشيمه ضرام مثقب

قال الأزهري: ساد أي مهمل، وقال أَبو عمرو: السادي الذي يبيت حيث يمسي.

وتجرم أي قطع ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر. يلوي بماء البحر: أي

يحمله ليمطره ببلده).

سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثمانِياً،

يَلْوِي بعَيْقاتِ البحار ويَجْنُبُ

يقول: قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء؛ والجَرِيم:

النَّوَى، واحدته جَرِيمة، وهو الجَرامُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع للجَرام

بواحد، وقيل: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفتح، التمر اليابس؛ قال:

يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً،

إذا عَشَّى الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ

والجُرامَة: التمر المَجْرُوم، وقيل: هو ما يُجْرَمُ منه بعدما يُصْرَمُ

يُلْقَطُ من الكَرَب؛ وقال الشماخ:

مُفِجُّ الحَوامِي عن نُسُورٍ، كأَنَّها

نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِيم مُلَجْلَجِ

(* قوله «عن نسور» الذي في نسخة التهذيب: من، بالميم).

أَراد النوى؛ وقيل: الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى.

أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر

اليابس؛ ذكرهما ابن السكيت في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ

وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح.

قال: وأَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِيم مثل كريم وكرام. يقال: جِلَّةٌ

جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإبلُ المَسانُّ. وروي عن

أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَريمة والنارَ

من الوثِيمةِ؛ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها النخلة.

والوَثِيمةُ: الحجارة المكسورة. والجَريمُ: التمر المَصْرُوم.

والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ والشعير، وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى،

والأعرفُ الجُدَامَة، بالدال، وكله من القَطْع.

وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه.

والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون؛ قال امرؤ القيس:

عَلَوْنَ بأَنْطاكِيَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ،

كجِرْمةِ نَخْلٍ أو كجَنَّة يَثْرِبِ

الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر، شبه ما على الهودج من وَشْيٍ

وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل،

والعَقْمةُ: ضرب من الوَشْيِ.

الأصمعي: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، وقيل: الجُرامة

ما الْتُقِطَ من التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو:

جَرِمَ الرجل

(* قوله «أبو عمرو جرم الرجل إلخ» عبارة الازهري: عمرو عن

أبيه جرم إلخ) إذا صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ. ويقال: جاء

زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ النخل. والجُرَّامُ: الذي يِصْرِمونَ

التمر. وفي الحديث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ،

يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. يقال: نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي انْقَضَى

وانْصَرَم، وأصله من الجَرْم القَطْعِ، ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم، وهو

القطع.

وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته، وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه

مثل جَلَمْتُ.

والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذنب، والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ،

وهو الجَرِيَمةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فهو

مُجْرِم وجَرِيمٌ. وفي الحديث: أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من

سأَل عن شيء لم يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب.

وقولُه تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي

المُجْرِمين؛ قال الزجاج: المُجْرِمون ههنا، والله أعلم، الكافرون لأن الذي ذكر من

قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها.

وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر:

تَعُدُّ عَليَّ الذَّنْبَ، إنْ ظَفِرَتْ به،

وإلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم

ابن سيده: تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

قد يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم

وقالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب:

وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ

عِرْضَ الرجالِ، وعِرْضُه مَشْتُومُ

وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إذا

عَظُمَ جُرْمُه أي أَذنب. أَبو العباس: فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى

ما لم نَجْنه؛ وأَنشد:

ألا لا تُباتلي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا

قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علينا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وكذلك

الجَرِيمَةُ؛ قال الشاعر:

فإنَّ مَوْلايَ ذو يُعَيِّرُني،

لا إحْنَةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ

وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

ولا مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم

إليَّ، ولم أجْرِمْ بهم، طالِبُو ذحْلِ

قال: أَراد لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على.

والجُرْم: مصدر الجارِم الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً. وفلان له

جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الجاني. والمُجْرِم: المذنب؛ وقال:

ولا الجَارِمُ الجاني عليهم بمُسْلَم

قال: وقوله عز وجل: ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم، قال الفراء:

القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم، وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا

يُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، وكلام العرب بفتح الياء، وجاء في التفسير:

ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا، قال: وسمعت العرب يقولون

فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم. وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي يَكْسبهم، والمعنى

فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ

واجْتَرم: كَسَبَ؛ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص

بني سَعْد:

طَريدُ عَشِيرةٍ، ورهينُ جُرْمٍ

بما جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني

وهو يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ.

وجَريمةُ القوم: كاسِبُهم. يقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم؛

قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له:

جَريمَةُ ناهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ،

تَرى لِعظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا

جَريمَةُ: بمعنى كاسبة، وقال في التهذيب عن هذا البيت: قال يصف عُقاباً

تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته، وبقي عظامه يسيل منها

الودك. قال ابن بري: وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة. وقال أَبو إسحق:

يقال: أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد، وقيل في

قوله تعالى لا يُجْرِمنَّكم: لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم، كما يقال

آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم. الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم

أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله: لا جَرَمَ أن لهم النار، إنما هو حَقٌّ

أن لهم النار؛ وأَنشد:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أن يَغْضَبوا

يقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما

أَحْقَقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً، وإنما معنى الآية،

والله أَعلم، في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم، وقيل في قوله

ولا يَجْرِمَنَّكم قال: لا يَحْمِلَنَّكم

(* قوله «وقيل في قوله ولا

يجرمنكم قال لا يحملنكم»، هذا القول ليونس كما نص عليه الأزهري)، وأنشد بيت أبي

أَسماء.

والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، والجمع القليل أَجرام؛ قال يزيدُ بن

الحَكَمِ الثَّقَفيُّ:

وكم مَوْطِنٍ، لَوْلاي، طِحْتَ كما هَوى

بأَجْرامِه من قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي

وجَمَعَ، كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، والكثير جُرُومٌ

وجُرُم؛ قال:

ماذا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ،

سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ

التهذيب: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عليه أَجْرامه؛

عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثَقَلَ جِرْمِه،

وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد. وفي حديث عليّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها

مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. ورجل جَريمٌ:

عظيم الجِرْم؛ وأَنشد ثعلب:

وقد تَزْذَري العينُ الفَتى، وهو عاقِلٌ،

ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، وهو جَريمُ

ويروى: وهو حزيم، وسنذكره، والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم. وإبل

جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكى يعقوب عن أَبي عمرو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وفسره

فقال: عِظام الأَجْرام يعني الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن

أَوْسٍ:

لأسْتَلّ منه الضِّغْنَ حتى اسْتَلَلْتُه،

وقد كانَ ذا ضِغْنٍ يَضِيقُ به الجِرْمُ

يقول: هو أمر عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصوت، وقيل:

جَهارَتُه، وكرهها بعضهم. وجِرْمُ الصوت: جَهارته. ويقال: ما عرفته إلا

بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم

أي الصوت أو الحَلْق، وهو خطأٌ. وفي حديث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛

قيل: الجِرْم هنا الصوت، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن

الأعرابي. وجَرِمَ لونُه

(* قوله «وجرم لونه» وكذلك جرم إذا عظم بدنه،

وبابهما فرح كما ضبط بالأصل والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول

المجد: وأَجرم عظم لونه وصفا) إذا صفا.

وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وسنة مُجَرَّمة: تامَّة، وقد تَجَرَّم. أَبو

زيد: العامُ المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن

أَبي ربيعة:

ولكنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْني ثلاثَةً

مُجَرَّمةً، ثم اسْتَمَرَّتْ بنا غِبَّا

ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما، ويوم

مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وهو التام، الليث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها،

وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت، وتَجَرَّمَ الليلُ ذهب؛ قال لبيد:

دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها،

حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها وحَرامُها

أي تَكَمَّل؛ قال الأَزهري: وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت

صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. وجَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم.

ولا جَرَم أي لا بدّ ولا محالة، وقيل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن

الضَّريبَةِ:

ولقد طَعَنْتُ أبا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أن يَغْضَبُوا

أي حَقَّتْ لها الغَضَبَ، وقيل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سيبويه:

فأما قوله تعالى: لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ، فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها

فعل، ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أن

لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ

عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ، والعرب تقول: لا جرم لآتِيَنَّك، لا جَرَم لقد

أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة اليمين، وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في

الآخرة هم الأَخْسَرُون، وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ؛ وقال

الفراء: وليس قول من قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشيء، وإنما

لَبَّس عليه قولُ الشاعر:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أن يَغْضَبُوا

فرفعوا فَزارة وقالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو

حُقَّ لها أن تَغْضَبَ، قال: وفزارة منصوب في البيت، المعنى جَرَمَتْهُم

الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم. وقال غير الفراء: حقيقة معنى لا جَرَم أن

لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم؛ فرُدَّ ذلك عليهم فقيل: لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال:

جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم

الخُسْرانَ، وكذلك قوله: لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ؛ المعنى لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي

كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأزهري: وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه. الجوهري:

قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة،

فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً،

فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون لا جَرَم

لآتينك؟ قال: وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشيء، وإنما لبس عليه

الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ وقال أَبو عبيدة: أَحَقّت

عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا، وحَقَّتْ أيضاً: من

قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً؛ قال ابن بري: وهذا القول ردٌّ

على سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي

بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه

لأن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك، قال: والبيت لأَبي أَسماء

بن الضَّريبة، ويقال لعَطِية بن عفيف، وصوابه: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة،

بفتح التاء، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وقبل البيت:

يا كُرْزُ إنَّك قد قُتِلْتَ بفارسٍ

بَطَلٍ، إذا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا

وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ.

ابن سيده: وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام،

يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سيندمون، أو

أَنه سيكون كذا وكذا. وقال ثعلب: الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ

تَبْرِئةٌ. ويقال: لا جَرَم

(* قوله «ويقال لا جرم إلخ» زاد الصاغاني: لا جرم

بضم فسكون، ولا جرم بوزن كرم، ومعنى لا ذا جرم ولا أن ذا جرم استغفر

الله، والاجرام: متاع الراعي. والاجرام من السمك: لونان مستدير بلون وأسود له

أجنحة) ولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ،

حذفوه لكثرة استعمالهم إياه. قال الكسائي: من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن

ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ، بلا ميم، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت

الميم، كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى، وكما قالوا أَيْشْ وإنما

هو أيُّ شيء، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى. قال الأزهري:

وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد

ثعلب:

يا أُمَّ عَمْرٍو، بَيِّني لا أو نَعَمْ،

إن تَصْرمِي فراحةٌ ممن صَرَمْ،

أو تَصِلِي الحَبْلَ فقد رَثَّ ورَمّ

قُلْتُ لها: بِينِي فقالت: لا جَرَمْ

أنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظُلَمْ

ابن الأعرابي: لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً، ولا ذا جَرَ ولا ذا

جَرَم، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ

بها؛ وأَنشد:

إن كِلاباً والِدِي لا ذا جَرَمْ

وفي حديث قَيْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن

الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها

التبرئة بمعنى لا بُدَّ، وقد استعملت في معنى حقّاً، وقيل: جَرَمَ بمعنى

كَسَب، وقيل: بمعنى وَجَبَ وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم

يبتدأُ بها كقوله تعالى: لا جَرَم أن لهم النار؛ أي ليس الأْمْرُ كما قالوا،

ثم ابتدأَ وقال: وَجَبَ لهم النار.

والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسي معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حارّة، وقال أَبو

حنيفة: دَفِيئةٌ، والجمع جُرُومٌ، وقال ابن دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف

بالحرِّ، وهو دخيل. الليث: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يقال: هذه أَرض جَرْمٌ

وهذه أَرض صَرْدٌ، وهما دخِيلان

(* قوله «وهما دخيلان إلخ» عبارة

التهذيب: دخيلان مستعملان). في الحرِّ والبرد. الجوهري: والجُروُمُ من البلاد

خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ اليَمَن، والجمع من كل

ذلك جُرُومٌ.

والمُدّ يُدْعَى بالحجاز: جَرِيماً. يقال: أَعطيته كذا وكذا جَرِيماً من

الطعام.

وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، والآخر في

طيِّء. وبنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة، والآخر في بني سَعْدٍ.

الليث: جَرْمٌ قبيلة من اليمن، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ وقال:

إذا ما رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ

إلى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها

(* قوله «إذا ما إلخ» تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل

الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم).

عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وقد يثقل، وهو أَيضاً اسم قبيلة.

جرم

(جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ) جَرْماً (قَطَعَهُ) .
(و) جَرَمَ (النَّخْلَ) يَجْرِمُهُ (جَرْماً) وَكَذلِكَ التَّمْرَ (وَجَراماً) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ) : أَي: (صَرَمَهُ) ، فَهُوَ جارِمٌ. يُقال: جَاءَ زَمَنُ الجَرامِ والجِرام، أَي: صِرام النَّخْلَ. (و) جَرَمَ (النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ) وَجَزَّهُ، (كاجْتَرَمَهُ) ، عَن اللِّحيانّي. (و) جَرَمَ (فُلانٌ) جَرْماً: (أَذْنَبَ، كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، فَهُوَ مُجْرِمٌ وجَريمٌ) .
(و) جَرَمَ (لأَهْلِهِ: كَسَبَ) لَهُم، يُقال: خَرَجَ يَجْرِمُ لأهْلِهِ ويَجْرِمُ أَهْلَه، أَي: يَطْلُبُ وَيَحْتالُ (كاجْتَرَمَ) ، وَهُوَ جارِمُ أَهْلِه: كاسِبُهم، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة لِلهَيْرُدانِ أَحَدُ لُصُوصِ بَنِي سَعْدٍ:
(طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ جُرْمٍ ... بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وجَنى لِسانِي)

وَقد فُسِّرَت الْآيَة: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} بِهَذَا المَعْنَى، أَي: لَا يَكْسِبَنَّكُم، وَقيل: لَا يَحْمِلَنَّكم. (و) جَرَمَ (عَلَيْهِم، وإِلَيْهِم، جَرِيمَةً: جَنَى جِنايَةً) ، وَقَول الشاعِر، أنشدَه ابنُ الأعرابيّ:
(ولاَ مَعْشَرٌ شُوسُ العُيونِ كَأَنَّهُمْ ... إِلَيَّ ولَمْ أَجْرِمْ بهم طالِبُو ذَحْلِ)

قَالَ: أرادَ لم أَجْرِمْ إِلَيْهِم أَو عَلَيْهم، فَأَبْدَلَ الباءَ مكانَ إِلَى أَو عَلَى، (كَأَجْرَمَ) إِجْراماً، يُقَال: هُوَ جارِمٌ على نَفْسِهِ وقَوْمِهِ.
(و) جَرَمَ (الشّاةَ) جَرْماً: (جَزَّهَا) أَي: جَزَّ صُوفَها، وَقد جَرَمْتُ مِنْهُ: إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ، مثل جَلَمْتُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
(والجِرْمَةُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ) الّذين (يَجْتَرِمُونَ النَّخْلَ) ، أَي: يَصْرِمُون، نَقله الجوهريُّ وَأنْشد لامْرِئ القَيْس:
(عَلَوْنَ بأنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ ... كجِرْمَةِ نَخْلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثْرِبِ)

هَكَذَا أنشدَهُ الجوهريُّ شاهِداً على الجِرْمَة بِمَعْنى القَوْم، والصَّحيحُ أَنَّ الجِرْمَةَ هُنا مَا جُرِم وصُرِمَ من البُسْرِ، شَبَّه مَا على الهَوْدَجِ من وَشْي وعِهْنٍ بالبُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ، أَو بجَنَّةِ يَثْرِبَ؛ لأَنَّها كثيرةُ النَّخْل.
(والجُرْمُ، بالضَّمِّ: الذَّنْبُ كالجَرِيمَةِ) ، كسفينة، (والجَرِمَةِ كَكَلِمَة) ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي ... لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ)

(ج: أَجْرامٌ وجُرُومٌ) كِلاهُما جَمْعان للجُرْمِ، وَأما الجَريمَةُ فَجَمْعُها الجَرائِمُ وَفِي الحَديث: " أَعظَمُ المُسْلِمِين جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَن شَيْءٍ لم يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ من أَجْلِ مَسْئَلَتِه ".
(و) الجُرامَةُ، (كَثُمامَةٍ: الجُذامَةُ) وَهُوَ مَا سَقَط من التَّمْرِ إِذا جُرِمَ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، (و) قيل: هُوَ (التَّمْرُ المَجْرُومُ) أَي: المَصْرُومُ، (أَو مَا يُجْرَمُ مِنْهُ، بَعْدَ مَا يُصْرَمُ، يُلْقَطُ من الكَرَبِ؛ و) أَيضاً: (قِصَدُ البُرِّ والشَّعِيرِ وَهِي أَطْرافُه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى) ، والأَعْرَف الجُدامَةُ، بالدّال، وكُلُّه من القَطْع.
(و) الجَرِيمُ والجُرامُ، (كَأَمِيرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ) وَفِي الصِّحاح: المَصْرُومُ، وَاقْتصر على الأُوْلَى، يُقَال: تَمْرٌ جَرِيمٌ أَي: مَجْرُومٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(يَرَى مَجْداً وَمَكْرُمَةً وعِزاً ... إِذا عَشَّى الصَّدِيِقَ جَرِيمَ تَمْرِ)

ثمَّ قولُ المُصَنِّف: وغُراب، غَلَطٌ ظاهِر، والصَّوابُ: كَأَمِير وسَحابٍ، وَهَكَذَا ضَبَطه أَبو عَمْرو، ومثلُه فِي المُحْكَم، قَالَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفَتْحِ: التَّمْرُ اليابِسُ. (و) فِي الصِّحَاح: الجَرامُ، بالفَتْح، والجَرِيمُ: (النَّوَى) وهُما أَيْضا التَّمْرُ اليابِسُ، ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت فِي بَاب فَعِيلِ وفَعالٍ، مثل: شَحاجٍ وشَحِيجٍ، وَعَقامٍ وَعَقِيمٍ، وكَهامٍ وَكَهِيمٍ، وبَجالٍ وَبَجِيلٍ، وصَحاحِ الأَدِيمِ وصَحِيح، وَقَالَ الشمّاخ:
(مُفَجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ كَأَنَّها ... نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمٍ مُلَجْلَجِ)

أَرَادَ النَّوَى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع للجَرامِ بِمَعْنى النَّوَى بواحِدٍ.
(والمُجْرِمُونَ) فِي قَوْله تعالَى: {وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين} : (الكافِرُونَ) لأنَّ الّذِي ذُكِرِ مِنْ قِصَّتِهم التَّكْذِيبُ بآياتِ الله والاسْتِكْبارُ عَنْهَا، قَالَه الزجّاج.
(وَتَجَرَّمَ عَلَيْه) : إِذا (ادَّعَى عَلَيْه الجُرْمَ وإِنْ لَمْ يُحْرِمْ) ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَأنْشد: (قد يُفْتَرَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ ... )

وَقَالَ غَيْرُه: تَجَرَّم عَلَيْهِ: ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه، وَأنْشد:
(تَعُدُّ عَلَيَّ الذَّنْبَ إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ ... وَإِلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَلَيَّ تَجَرَّمِ)

وَقَالَ أَبُو العَبّاس: فُلانٌ يَتَجَرَّم عَلَيْنا، أَي: يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنِه، وَأنْشد:
(أَلاَ لَا تُبالِي حَرْبَ قَوْمٍ تَجَرَّمُوا ... )

(و) تَجَرَّم (اللَّيْلُ: ذَهَبَ وَتَكَمَّلَ) وانْقَضَى، وَهُوَ مجَاز.
(وَجَرِيمَةُ القَوْمِ: كاسِبُهُم) ، قَالَ أَبُو خِراشٍ يذكر عُقاباً تَزُقُّ فَرْخَها وَتَكْسِبُ لَهُ:
(جَرِيَمةُ ناهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيباً)

(والجِرْمُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ) وَفِي حَدِيثٍ: " اتَّقُوا الصُّبْحَةَ فَإِنَّها مَجْفَرَةٌ مَنْتَنَةٌ للجِرْم " قَالَ ثَعْلَب: الجِرْمُ: البَدَن، (كالجِرْمانِ) بِالْكَسْرِ أَيْضا. (ج) فِي القَلِيلِ: (أَجْرامٌ) ، قَالَ يَزِيدُ ابْن الحَكَم الثَّقَفيُّ:
(وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بِأَجْرامِهِ من قُلَّةِ النَّيقِ مُنْهَوِي)

وَجَمَع كَأَنَّه صَيَّر كُلَّ جزءٍ من جِرْمِهِ جِرْماً، (و) فِي الكَثِير: (جُرُومٌ وجُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، قَالَ:
(ماذَا تَقُولُ لأَشْياخٍ أُولِي جُرُمٍ ... سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثالِ المَلاحِيبِ)

وَفِي التَّهْذِيب: الجِرْمُ: أَلْواحُ الجَسَد وجُثْمانُه، وَأَلْقَى عَلَيْه أَجْرامَه، عَن اللّحْيانيّ وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه يريدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ على مَا تَقَدَّم فِي بَيْت يَزيد.
(و) الجِرْمُ (الحَلْقُ) ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْس: لأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه
وَقد كانَ ذَا ضِغْنِ يَضِيق بِهِ الجِرْمُ يقولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ.
(و) الجِرمُ: (الصَّوْتُ) حَكَاهُ ابنُ السِكِّيت وَغَيْرُه، وَبِه فَسّر قَول بَعضهم: إِنّ فُلاناً لَحَسَن الجِرْمِ أَي: الصَّوْت.
(أَو) جِرْمُ الصَوْتِ: (جِهارَتُهُ) ، يُقَال: مَا عَرَفْتُه إِلا بجِرْمِ صَوْتِه، وَقد كَرِهَها بعضُهم، وَفِي الصِّحَاح قَالَ أَبُو حَاتِم: أُولِعَت العامّةُ بقَوْلهمْ: فلانٌ صافِي الجِرْم، أَي: الصَّوْت أَو الحَلْقِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (و) الجِرْمُ: (اللَّوْنُ) ، نَقله الجوهريُّ وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ.
(والجَرِيمُ) ، كأمِيرٍ (العَظِيمُ) الجِرْمِ أَي: (الجَسَد) ، أنْشد ثَعْلَب:
(وَقد تَزْدَرِي العَيْنُ الفَتَى وَهْوَ عاقِلٌ ... ويُؤْفَنُ بَعْضُ القَوْمِ وَهْوَ جَرِيمُ)

ويُرْوَى وَهُوَ حَزِيمُ، (وَهِي) جَرِيمَةٌ (بهاءٍ) أَي: ذَات جِرْمٍ وجِسْمٍ، (كالمَجْرُومٍ، ج: جِرامٌ) بالكَسْر، كَكَرِيم وكِرامٍ، نَقله الجوهريُّ، قَالَ: ويُقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَي: عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّةُ: الإِبِل المَسانّ.
(وَحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كَمُعَظَّم) أَي: (تامٌّ) ، وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ: الماضِي المُكَمَّل، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمَرَ بنِ أبِي رَبِيعَةَ:
(ولكِنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْنِي ثَلاثَةً ... مُجَرَّمَةً ثُمَّ اسْتَمَرَّت بِنا غِبَّا)

وَقَالَ ابنُ هانِئ: سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ، وشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وَكَرِيتٌ، وَهُوَ التامُّ، (وَقد تَجَرَّمَ) أَي: انْقَضَى، قَالَ لَبِيد:
(دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْد عَهْدِ أَنِيسِها ... حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وحَرامُها)

أَي: تَكَمَّل، قَالَ الأزهريّ، وَهَذَا كُلُّه من القَطْعِ، كأنَّ السَّنَة لمّا مَضَتْ صَارَت مَقْطُوعة من المُسْتَقْبَلَة.
(وَجَرَّمْناهُمْ تَجْرِيماً) أَي: (خَرَجْنا عَنْهُم) ، نَقله اللَّيث.
(وَلَا جَرَمَ، و) يُقَال (لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ، وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ) ، بِلَا مِيم، قَالَ الكسائِيُّ: حُذِفَت الْمِيم لِكَثْرَة استِعمالهم إِيّاه، كَمَا قَالُوا: حاشَ لِلَّه وَهُوَ فِي الأَصْل حاشَا لِلّه، وكما قالُوا: أَيْش، وإِنَّما هُوَ أَيُّ شَيْءٍ، وكما قَالُوا: سَوْ تَرَى، وَإِنَّما هُوَ سَوْفَ تَرَى. (و) يُقال أَيْضا: (لَا جَرُمَ، كَكَرُمَ، وَلَا جُرْمَ، بِالضَّمِّ) ، كُلُّ ذَلِك (أيْ: لَا بُدَّ، أَو) مَعْناه: (حَقَّا، أًوْ لَا مَحاَلَة، أوْ هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ) اسْتِعْمالُهُم إِيَّاه (حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَعْنَى القَسَمِ) . وَنَصُّ الصِّحَاح: قَالَ الفَرّاءُ: لَا جَرَمَ كلمةٌ كانَتْ فِي الأَصْلِ بِمَنْزِلَة لَا مَحالَةَ وَلَا بُدَّ، فَجَرَت على ذلِكَ، وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم، وصارَتْ بمنزلةِ حَقَّاً، (فَلِذلِكَ يُجابُ عَنْهُ) ، كَذَا بِخَطِّ أبي زَكَرِيَّا، وَفِي سَائِر نسخ الصِّحَاح: عَنْها، (باللَّامِ) كَمَا يُجابُ بهَا عَن القَسَمِ (فيُقالُ) وَفِي الصِّحَاح: أَلاَ تَراهُم يَقولُون: (لَا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ) ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْلُ من قَالَ: جَرَمْتُ: حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّما لَبَّسَ عَلَيْهِم قَوْلُ الشاعِرِ وَهُوَ أَبُو أَسْماءَ بنِ الضَّرِيبَة، وَيُقَال للحَوْفَزانِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: ويُقال لِعَطيَّةَ بن عَفِيفٍ:
(وَلَقَدْ طَعَنْت أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزارَة بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا)

فرفَعُوا فَزارَة كَأَنَّه قَالَ: حَقَّ لَهَا الغَضَبُ، قَالَ: وفَزارَةُ مَنْصُوبَة، أَي: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحَقَّتْ عَلَيْهِم الغَضَبَ، أَي: أَحَقَّت الطَّعْنَةُ فَزارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا؛ وَحَقَّتْ أَيْضا مِنْ قَوْلهم: لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنّ كَذَا، أَي: حَقَّاً. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا القَوْلُ رَدٌّ على سِيبَوَيْه والخَلِيلِ؛ لأنّهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةُ الغَضَب، أَي: بالغَضَبِ، فأسقط الْبَاء. قَالَ: وَفِي قَوْل الفَرَّاء لَا يحْتَاج إِلَى إِسْقاطِ حَرْفِ الجَرِّ فِيهِ؛ لأنَّ تقديرَهُ عِنْده كَسَبَتْ فَزارَةَ الغَضَبَ عَلَيْك. قَالَ: والصَّوابُ فِي إِنشاد البَيْتِ ولَقَد طَعَنْتَ بِفَتْح التاءِ؛ لأنّه يُخاطِبُ كُرْزاً العُقَيْلِيَّ يَرْثِيه، وقَبْلَ الْبَيْت:
(يَا كُرْزُ إِنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ بفارِسٍ ... بَطَلٍ إِذا هابَ الكُماةُ وَجَبَّبُوا)

وكانُ كُرْزٌ قد طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَة، وَهُوَ حِصْنُ بن حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيّ.
قَالَ ابنُ سَيّده: وَزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ جَرَمَ إِنّما تكونُ جَواباً لٍ مَا قَبْلَها من الكَلامِ، يَقُول الرجلُ: كَانَ كَذا وكَذا، وفَعَلُوا كَذَا، فَتَقُولُ، لَا جَرَمَ أَنَّهم سَيَنْدَمُون، أَو أنّه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذا.
وَقَالَ ثَعْلَب: الْفراء والكِسائِيُّ يَقُولان: لَا جَرَمَ تَبْرِئَةٌ. قَالَ الأزهريُّ: وَقد قيل: لَا، صِلَةٌ فِي لَا جَرَمَ، والمَعنى: كَسَبَ لَهُم عَمَلُهُمُ النَّدَمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: لَا جَرَمَ لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَمَ، والعَرَبُ تَصِل كلامَها بِذِي وَذَا وَذُو فَتكون حَشْواً وَلَا يُعْتَدّ بهَا، وَأنْشد:
(إِنّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ ... )

وَقَالَ ابْن الْأَثِير: لَا جَرَمَ كلمةٌ تَرِدُ بِمَعْنى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ وَقد اخْتُلِف فِي تَقْدِيرِها فَقيل: أَصْلُها التَّبْرِئةُ بِمَعْنى لَا بُدَّ، وَقد استُعْمِلَت فِي مَعْنى حَقَّاً. وَقيل: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ، وَقيل: بمَعْنَى وَجَبَ وَحَقَّ، وَلَا: رَدٌّ لِما قَبْلها من الكَلامِ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بهَا كَقَوله تعالَى: {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَي: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثمَّ ابْتَدَأ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُم النارُ. قُلتُ: وَقد حَقَّق الكَلامَ فِيهِ ابنُ هِشام فِي المُغْنِي فِي بَحْث " لَا "، والجَلالُ فِي هَمْع الهَوامِعِ أثْنَاء بَحْثِ " إِنَّ " والقَسَم، والخَفاجِي فِي العِنايَةِ أَثْناءَ غافِرٍ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أثناءَ النَّحْلِ، وَفِيمَا أَوْرَدْناه كِفايَة.
(والجَرْمُ: الحارُّ) ، فارِسي (مُعَرَّب) كَرْم. (و) أَيْضا: (الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الحَرِّ) . وَقَالَ أَبُو حَنيِفَةَ: أرضٌ جَرْمٌ دَفِيئَةٌ والجَمْع جُرُومٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أرضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحَرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْمُ: نقيضُ الصَّرْدِ، يُقَال: هَذِه أَرْضٌ جَرْمٌ، وهذهِ أَرْضٌ صَرْدٌ، وهُما دَخِيلانِ فِي الحَرّ والبَرْدِ. وَقَالَ الجوهريّ: الجُرُوم من الْبِلَاد: خِلافُ الصُّرُودِ.
(و) الجَرْمُ: (زَوْرَقٌ يَمَنِيٌّ، ج: جُرُومٌ) ، وَهِي النَّقِيرَة، جَمْعُها نَقائِرُ.
(و) جَرْمٌ: (بَطْنٌ فِي طيِّئٍ) ، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرِو بن الغَوْثِ بن جُلْهُمَةَ وَهُوَ طَيِّئ، مَساكِنهُم صَعِيدُ مِصْرَ، قَالَه صاحبُ العِبَر، وَمِنْهُم بَقِيَّةٌ فِي نَواحِي غَزَّةَ، وَمن وَلَدِه حَيّانُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَإِلَيْهِ يَنْتَسِب أَبُو عبد الله محمَدُ بنُ مالِكٍ النَّحْوِيُّ المِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ سَلَمَة الجَرْمِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو قِلابَة عَبْدُ الله بنُ يَزيدَ الجَرْمِيُّ البَصْريُّ تابِعِيٌّ جَليلٌ، وَأَبُو عُمَر صالحُ ابْن إِسْحَاق الجَرمِيُّ، لُغَوِيٌّ مَشْهُورٌ، أَخَذَ عَن الأَخْفَشِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وأبِي ذَرِّ والأَصْمَعِيِّ، ورَوَى الحَدِيثَ، توفِّي سنة مائتَيْنِ وخَمْسٍ وعِشْرِين.
(و) جَرْمُ (بْنُ زَبَّانَ) بنِ حُلوان بن عِمْرانَ بنِ الحافِي: (بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ) ، مِنْهُم: شِهابُ بنُ المَجْنونِ، صَحابِيٌّ، وَأَخُوهُ عامِرٌ مَدْرَجُ الرِّيحِ، شاعِرٌ، وَهَوْذَةُ بن عَمْرٍ والجَرْمِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ.
(و) الجِرْمُ، (بالكَسْرِ: بلادٌ) وَرَاء وَلْوالِج (قُرْبَ بَذَخْشانَ) وَلم يَذْكُر المُصَنَّفِّ بَذخْشانَ فِي مَوْضِعِه، وَمِنْهَا الفَقِيهُ أَبُو عَبْد الله سَعِيدُ بنُ حَيْدَر الجِرْمِيّ، سَمِعَ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بنَ أَيوُّبَ الهَمْدانِيّ، توفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة خَمْسِمائةٍ وثلاثٍ وَأَرْبَعِين.
(وَبَنُو جارِمٍ، بَطْنان) ، أحَدُهُما فِي بني ضَبَّةَ، والآخَرُ فِي بني سَعْدٍ، فالتي فِي ضَبَّةَ هم بَنو جارِم بن مالِك بن بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ، وَكَانَ لَهُ خطّة بالبَصْرة، وَأنْشد الجوهريُّ:
(إِذا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ ... إِلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيدُها)
وَأنْشد الحافِظُ فِي التَبْصِير للفرزدق:
(ولَوْ أَنَّ مَا فِي سُفْنِ دارِينَ صَبَّحَتْ ... بِنِي جارِمٍ مَا طَيَّبَتْ رِيحَ خَنْبَشِ)

(و) جَرِمَ الرجلُ (كَفَرِحَ: صَار يَأْكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ) بَين السَّعَف، عَن أبي عَمْرو.
(وَأَجْرَمَ) الرجلُ: (عَظُمَ) جِرْمُهُ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّواب جَرِمَ ثلاثياً، (و) كَذَا مَا بَعْدَه: جَرِمَ (لَوْنُه) : إِذا (صَفَا، و) جَرِم (الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، و) جَرِمَ الرَّجُلُ: (صَفَا صَوْتُهُ) .
(وجاجَرْمُ) بِسُكُون الرَّاء: (د) بَين نَيْسابُور وجُرْجانَ، مِنْهُ أَبُو القاسِم عبدُ العَزِيز بن مُحَمّد بن مُحَمّد الجاجَرْمِي النَّيْسابُوريّ، أحدُ مَشايخ أبي مُحَمّد عبد الْعَزِيز بن أبي بَكْرٍ النَّخْشَبِيّ، تُوُفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وأَرْبَعِمائَة.
(و) أَجْرَمُ، (كَأَحْمَدَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ) وَهَكَذَا نَقله الحافِظُ أَيْضا. (والجَرِيمَةُ) ، كَسَفينة: (آخِرُ وَلَدِكَ) ، كَأَنَّهُ جَرَم بَعْدَه، أَي: قطع.
(والأَجْرامُ: مَتاعُ الرَّاعِي) ، كَأَنَّه جمع جِرْمٍ، بالكَسْر. (و) الأَجْرامُ: (لَوْنانِ من السَّمَكِ) .
(و) مُجْرِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: اسمٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَة.
وقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرّامٌ، كَسُكَّرٍ وَرُمّانٍ: جَمْعا جارِمٍ للصَّارِمِ.
وأَجْرَمَ التَّمْرُ: حانَ جِرامُه، وَقَول ساعدَة بن جُؤية:
(سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِيَا ... )

أَي: قَطَعَ ثمانِيَ لَيالٍ مُقيماً فِي البَضِيعِ يَشْرَبُ الماءَ.
والجَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: مَا يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى.
والجَرِيمَةُ: النَّواةُ، وَمِنْه قولُ أَوْسِ ابْن حارِثَة: لَا والَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَرِيمَة، والنارَ من الوَثِيمَة. أَي: أَخْرَج النَّخْلَة من النَّواةِ، والنارِ من الحِجارَةِ المَكْسُورَة.
والجِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْرِ.
وَفِي الحَدِيث: " لَا تَذْهَبُ مائةُ سَنَةٍ وعَلى الأَرْضِ عَيْنٌ تَجَرَّمُ " أَي: تَطْرِفُ. يُرِيد: تَجَرُّمَ ذَلِك القَرْنِ وانقِضَائِهِ.
وَأَبُو مُجْرَم، كَمُحْسِنٍ، كُنْيَة أبي مُسْلِم صاحبِ الدَّوْلَة، هَكَذَا كَناهُ المَنْصُور.
والجُرْم، بالضَّمِّ: التَّعِّدي.
وقالُوا: اجْتَرَمَ الذَّنْبَ فَعَدُّوه. قالَ الشَّاعِر: أَنشده ثَعْلَب:
(وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحسَّداً لم يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتُومُ)

وَجَرُمَ الرجلُ كَكَرُمَ: إِذا عَظُمَ جُرْمُه، أَي: أَذْنَب. وَجعله المُصَنِّف أَجْرَم، وَهُوَ غَلَظٌ من النُّسّاخ.
والجارِمُ: الجانِي، قَالَ:
(وَلَا الجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ ... )

وَقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثاب والأَعْمَش {لَا يجرمنكم} بِضَمّ الْيَاء. قَالَ الزجّاج: جَرَمْتُ وَأَجْرَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل مَعْناه لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم، مِن أَجْرَمَهُ، كَمَا يُقَال: آثَمْتُه، أَدْخَلْتُه فِي الإِثْم.
والمُدّ بالحِجاز يُدْعَى جَرِيماً، يُقَال: أَعْطَيْتُه كَذَا وَكَذَا جَرِيماً. قَالَ الزَّمَخشريّ: هُوَ مُدُّ رَسُول الله - صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم -.
وَتَجَرَّمَ الشِّتاءُ: انْقَضَى.
وجَرَمْناهُ: أَتْمَمْناه. وَفِي بَجِيلَةَ جَرْمُ بن عَلَقَة بن أَنْمار.
وَفِي عامِلَة: جرم بنُ شَعْلِ بن مُعاوِية، بُطُونٌ من العَرَب.
وابنُ آجُرُّوم: مؤلّف الأَجُرُّومِيّة مشهورٌ.
وجارِمُ بن هُذَيْلٍ شاعرٌ قَدِيمٌ من الأَعْراب.
(جرم) السّنة أتمهَا
(جرم) : الجُرْمُ: النَّوَى. 
جرم: {يجرمنكم}: يكسبنكم. {المجرمين}: أصحاب الجرم وهو الذنب. {لا جرم}: قيل لا رد. وجرم بمعنى كسب. وقيل: لا جرم بمعنى حقا. 

هجن

هجن


هَجَنَ(n. ac.
هَجْن)
a. Was married too early.

هَجُنَ(n. ac. هُجْنَة
هَجَاْنَة
هُجُوْن)
a. Was vile, base, low-born.
b. Was inexact, inaccurate (language).

هَجَّنَa. Insulted, outraged; debased, lowered, degraded.

أَهْجَنَa. Had a good breed of camels.
b. Gave in marriage very young (girl).
c. Despised.

إِهْتَجَنَ
a. [pass.]
see I
إِسْتَهْجَنَa. Disapproved of, contemned.

هُجْنَة
(pl.
هُجَن)
a. Fault, defect; vice
b. Inaccuracy. —
مَهْجَنَة
17t
مَهْجَنَى
مَهْجُنَى
Mongrels, halfcasts; rabble &c.
هَاْجِنa. Girl married too early.
b. Flint that gives no fire.

هَاْجِنَةa. Palmtree that yields too soon.

هِجَاْنa. Noble, of good extraction; excellent.

هِجَاْنَةa. Noble birth; good extraction.

هَجِيْن
(pl.
هُجْن هُجُن
هُجْنَاْن
هُجَنَآءُ
مَهَاْجِنَة
مَهَاْجِيْنُ)
a. Vile, base, low-bred; half-bred, half-cast; mongrel;
son of a slave-woman.
b. [ coll. ], Dromedary.

هَجِيْنَة
(pl.
هُجُن هِجَاْن
هَجَاْئِنُ)
a. fem. of
هَجِيْن
مَهْجُنَآء
a. see 17t
مُتَهَجِّنَة
a. see 21t
هِجَنْس
a. Deliberate.

هَجَنَّع
a. Big.
b. Bald.

هَجَنَّف
a. see supra
(a)
(هجن) الشَّيْء جعله هجينا وَالْأَمر قبحه وعابه
(هجن) هجنة وهجونة وهجانة كَانَ هجينا وَالْكَلَام وَغَيره صَار معيبا مرذولا
(هجن) - وفي حديث علىٍّ - رضي الله عنه -:
* هذا جَناىَ وهِجانُه فِيه *
: أي خالِصُه وخِيارُه.

هجن

1 نَكَحَ فِى بَنِى فُلاَنٍ وَهَجَّنَ أَوْلَادَهُمْ [He married among the sons of such a one, and made their children to be base-born, or ignoble]. (TA in art. بغل.) هُجْنَةٌ [Meanness of race, in a horse]. (K, voce إِعْراَبٌ.) هَجِينٌ One whose father is free, or an Arab, and whose mother is a slave. (S, K.) b2: A horse [half-blooded] got by a stallion of generous race out of a mare not of such race: (S:) or got by an Arabian stallion out of a mare not of Arabian birth: (Msb:) or not of generous birth; a jade. (K.) هَاجِنٌ A girl not arrived at puberty, or a beast not yet fit to be covered: see an ex. voce جَلَّ.
هـ ج ن: امْرَأَةٌ (هِجَانٌ) كَرِيمَةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: (هَذَا جَنَايَ وَهِجَانُهُ فِيهِ وَكُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ) : يَعْنِي خِيَارَهُ. وَرَجُلٌ (هَجِينٌ) بَيِّنُ (الْهُجْنَةِ) . وَ (الْهُجْنَةُ) فِي النَّاسِ وَالْخَيْلِ إِنَّمَا تَكُونُ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ فَإِذَا كَانَ الْأَبُ عَتِيقًا - أَيْ كَرِيمًا، وَالْأُمُّ لَيْسَتْ كَذَلِكَ - كَانَ الْوَلَدُ هَجِينًا. وَالْإِقْرَافُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ. وَ (تَهْجِينُ) الْأَمْرِ تَقْبِيحُهُ. 
[هجن] نه: في ح الدجال: أزهر "هجان"، هو الأبيض، ويستوي فيه الواحد وغيره. وفيه: فما بها لبن وقد "اهتجنت"، أي تبين حملها، والهاجن: التي قد حملت قبل وقت حملها، الجوهري: اهتجنت الجارية - إذا وطئت وهي صغيرة، وكذا الصغيرة من البهائم، وهجنت هي هجونا واهتجنها الفحل - إذا ضربها فألقحها. وفي شعر كعب: من "مهجنة"، أي حمل عليها في صغرها، وقيل: أراد أنها من إبل كرام، من امرأة هجان وناقة هجان: كريمة. ومنه: هذا جناي و"هجانه" فيه، أي خياره وخالصه فيه - كذا روى، والهجين في الناس والخيل نما يكون من قبل الأم، فإذا كان الأب عتيقًا والأم ليست كذلك كان الولد هجينا، والإقراف من قبل الأب.
(هـ ج ن) : جَمَلٌ (وَنَاقَةٌ هِجَانٌ) أَبْيَضُ سَوَاءٌ فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْأَبْيَضِ فَيُقَالُ (رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ هِجَانٌ) وَقَوْمٌ هِجَانٌ (وَالْهَجِينُ) الَّذِي وَلَدَتْهُ أَمَةٌ أَوْ غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ وَخِلَافُهُ الْمُقْرَفُ وَالْجَمْعُ هُجُنٌ قَالَ الْمُبَرِّدُ أَصْلُهُ بَيَاضُ الرُّومِ وَالصَّقَالِبَةِ وَيُقَالُ لِلَّئِيمِ (هَجِينٌ) عَلَى الِاسْتِعَارَةِ (وَقَدْ هَجُنَ هَجَانَةً وَهُجْنَةً) وَمِنْهَا قَوْلُهُ الصَّبِيُّ يُمْنَعُ عَمَّا يُورِثُ (الْهُجْنَةَ) وَالْوَقَاحَةَ يَعْنِي الْعَيْبَ (وَقَدْ هَجَّنَهُ تَهْجِينًا) .
هـ ج ن : جَمَلٌ هِجَانٌ وِزَانُ كِتَابٍ أَبْيَضُ كَرِيمٌ
وَنَاقَةٌ هِجَانٌ وَإِبِلٌ هِجَانٌ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْكُلِّ وَنَاقَةٌ مُهَجَّنَةٌ مُثَقَّلٌ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مَنْسُوبَةٌ إلَى الْهِجَانِ وَالْهَجِينُ الَّذِي أَبُوهُ عَرَبِيٌّ وَأُمُّهُ أَمَةٌ غَيْرُ مُحْصَنَةٍ فَإِذَا أُحْصِنَتْ فَلَيْسَ الْوَلَدُ بِهَجِينٍ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْ هُنَا يُقَالُ لِلَّئِيمِ هَجِينٌ وَهَجُنَ بِالضَّمِّ هَجَانَةً وَهُجْنَةً فَهُوَ هَجِينٌ وَالْجَمْعُ هُجَنَاءُ وَالْهُجْنَةُ فِي الْكَلَامِ الْعَيْبُ وَالْقُبْحُ وَالْهَجِينُ مِنْ الْخَيْلِ الَّذِي وَلَدَتْهُ بِرْذَوْنَةٌ مِنْ حِصَانٍ عَرَبِيٍّ وَخَيْلٌ هُجُنٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَهَوَاجِنُ أَيْضًا وَالْأَصْلُ فِي الْهُجْنَةِ بَيَاضُ الرُّومِ وَالصَّقَالِبَةِ وَهَجَّنْتُ الشَّيْءَ تَهْجِينًا جَعَلْتُهُ هَجِينًا. 
هـ ج ن

جمل وناقة هجان وإبل هجان: بيض كرام. ورجل وفرس هجين إذا لم تكن الأم عربية. والأصل في الهجنة: بياض الروم الصّقالبة. وقوم مهجنة بوزن مشيخة هجناء ومهاجين ومهاجنة. وأنشد أبو زيد:

مهاجنة إذا نسبوا عبيد ... عضاريط مغالثة الزناد

وناقة مهجّنة: منسوبة إلى الهجان. قال كعب:

حرف أخوها أبوها من مهجّنة ... وخالها عمها قوداء شمليل

ومن المجاز: رجل وامرأة هجانٌ. وأرض هجانٌ: كريمة التّربة. قال ذو الرمة:

بأرض هجان التّرب وسمية الثّرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر وقال: " هذا جناي وهجانه فيه " وأنا أستهجن فعلك، وهذا مما يستهجن. وفيه. هجنة. وهجّنته تهجيناً. ولبنٌ هجين: ليس بصريح ولا لباءٍ، قال:

تريع إنّي الفواق إلى ابن سبع ... غضيض الطّرف أثقله الهجين

وفي زناده هجنة إذ كان أحد الزندين وارياً والآخر صلودا.
هجن
الهاجِنُ: العَنَاقُ العَتِيْقُ التي تَحْمِلُ قَبْل أنْ تَبْلُغَ السِّفَادَ، والجميع الهَوَاجِنُ.
والهِجَانُ: الإِبِلُ البِيْضُ الكِرَامُ، ناقَةٌ وبَعِيْرٌ هِجَانٌ، ويُجْمَعُ على الهَجَائِن. والقَرْمُ الهِجَانُ نَحْوُه. والمُهَجَّنَةُ من الإبِلِ: الكِرَامُ الخِيَارُ. وأرْضٌ هِجَانٌ: إذا كانتْ تُرْبَتُها لَيِّنَةٌ بيضاء. واهْتَجَنَ الفَحْلُ ابْنَةَ اللَّبُونِ: ضَرَبَها فألْقَحَها قبل أنْ تَسْتَحِقَّ، هَجَنَتْ تَهْجُنُ هُجُوناً؛ فهيَ هاجِنٌ. وفي المَثَل: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ أي صَغُرَتْ عن أنْ تُحْلَبَ.
والمُتَهَجِّنَةُ والمُهْتَجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ وهي صَغِيرة. والهَجِيْنُ: ابنُ العَرَبِيِّ من الأمَةِ الراعِيَة، والجميع الهُجَنَاءُ، وهَجُنَ يَهْجُنُ هَجَانَةً وهُجْنَةً.
والهُجْنَةُ: العَيْبُ. وهو من اللَّبَنِ: الذي ليس بِصَرِيْحٍ ولا لِبَإٍ. والمَهْجَنَةُ والمَهْجُنَةُ: الهُجْنَاءُ. والمُهَاجَنَةُ كذلك. وفي الزِّنادِ هُجْنَةٌ أيضاً: وهو أنْ يكونَ أحَدُهما وارِياً والآخَرُ ليس كذلك. وتَهَاجَنْتُ بالشَّيْءِ تَهَاجُناً: إذا ارْتَبْتَ به ثم رَكِنْتَ إليه. ووَقَعْنا في تَهْجِيْنٍ من الأمْرِ: أي لَبْسٍ.
هجن:
أهجن: بمعنى احتقر. وانظر أهجن ب في (دي ساسي كرست 3:91:2).
تهجن: أنظر الكلمة عند (فوك) في مادة ( Vilescere) .
هُجنة: خلع، عزل من منصب، تنزيل رتبة، ذّلة، تلف، خراب (البربرية 12:132:1).
هجنة: سخف (المقدمة 408:1).
هجنة: في (محيط المحيط): (الهجنة مصدر ومن الكلام العيب والقبيح أو ما يعييه وفي العلم إضاعته. ويقال احفظ علمك عن الهجن. أي الإضاعة. وربما استعملت العامة الهُجنة للشيء الفائق يضنُّ به). هجين والجمع هجّان: وفي (فوك) ( vilis) ( هِجنة) (ابحاث، ملحق 2:53، أنظر ما يسمى ب: هجين في (الكامل 21:302 وما تلاه، معجم أبي الفداء) هو الخلاسّي. (المقدمة 6:304:3).
هجين والجمع هجن: الجمل السريع الجري، وفي مصر أنثاه، والجمل ذو البرذعة (بقطر هربرت 60 مارمول 23:1 هويست 289 بركهارد نوبيا 214، برتوف 400:1 مالجراف 325:1 داسكرياك 600).
الهجن: من انواع الحمام وهي المتولدة بين صنفين من الطير (مخطوطة الاسكوريال 893).
هجين الخلق: الشيء الطبع (فوك) (= سبي الخلق).
هجين اللسان: ثالب وثلاّب وسبّاب في عِرض القريب (فوك).
هجّان: الساعي الذي يركب الجمل السريع الجري (بقطر، همبرت 108، مملوك 196:1:1، وكذلك 120:1:1 و 90:2:2 وقد ساءت ترجمتهما في هاتين العبارتين، ابن إياس 48 - ورد ذكر الكلمة مرتين- 55، 57): وفي ربيع الأول حضر هجان وعلى يده مراسم شريفة وفي 275:76: جاء هجان وأخبر أن ...
[هجن] الهِجانُ من الإبل: البيضُ. وقال عمرو ابن كلثوم:

هِجانِ اللون لم تقرأ جَنينا * ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال بعيرٌ هجانٌ، وناقةٌ هِجانٌ وإبلٌ هِجانٌ، وربَّما قالوا هَجائنُ. قال عمرو بن أحمر: كأنَّ على الجِمالِ أوانَ خفَّتْ * هَجائنَ من نعاج أراق عينا وأرض هجان: طيبة التُرب مَرَبٌّ. وامرأةٌ هِجانٌ: كريمةٌ. وقال الأصمعيّ في قول عليٍّ رضوان الله عليه: هذا جَنايَ وهِجانُهُ فيه * وكلُّ جانٍ يده إلى فيه يعنى خياره. اليزيدى: هو هِجانٌ بيِّن الهَجانة، ورجلٌ هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ. والهُجْنَةُ في الناس والخيل، إنما تكون من قبل الأمّ، فإذا كان الأب عتيقاً والأمُّ ليست كذلك كان الولد هجينا. وقال الراجز:

العبد والهجين والفلنقس * والاقراف من قبل الاب. وقالت هند : فإن نتجت حرا كريما فبالحرا * وإن يك إقراف فمن قبل الفحل والهاجن: الصبية تزوج قبل بلوغها، وكذلك الصغيرة من البهائم. وفي المثل: " جلَّت الهاجِنُ عن الولد " أي صغُرت، و " جلَّت الهاجِنُ عن الرِفْدِ " وهو القدح الضخم. وقال ابن الأعرابي: " جلَّتِ العلبة عن الهاجِنِ " أي كبرت. قال: وهى بنت اللبون يحمل عليها فتلقح ثم تنتج وهى حقة. قال: ولا يصلح أن يفعل بها ذلك. ويقال: هجنة، أي جعله هَجيناً. وتَهْجينُ الأمر أيضاً: تقبيحه. واهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا وطئتْ وهي صغيرة. (*) والمهتجنة: النخلة أول ما تلقح.
الْهَاء وَالْجِيم وَالنُّون

الهُجْنَة من الْكَلَام: مَا يعيبك.

والهَجِينُ: الْعَرَبِيّ ابْن الامة، لِأَنَّهُ معيب، وَقيل: هُوَ ابْن الْأمة الراعية مَا لم تحصن، وَالْجمع هُجُنٌ وهُجَناءُ وهُجْنانٌ ومَهاجينُ ومَهاجِنَةٌ، قَالَ حسان:

مَهاجِنَةٌ إِذا نُسِبُوا عَبِيدٌ ... عَضَارِيطٌ مَغالِثَةُ الزِّنادِ

أَي مؤتشبو الزِّنَاد، وَقيل: رخوو الزِّنَاد، وَإِنَّمَا قلت فِي مَهاجِنَ ومَهاجِنَةٍ: انهما جمع هَجِينٍ مُسَامَحَة، وَحَقِيقَته انه من بَاب محَاسِن وملامح، وَالْأُنْثَى هَجِينَةٌ من نسْوَة هُجُنٍ. وهَجائِنَ وهِجانٍ، وَقد هَجُنا هُجْنَةً وهَجانَةً وهُجونَةً.

وَفرس هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ، إِذا لم يكن عتيقا، وبرذونة هَجِينٌ، بِغَيْر هَاء.

وَقَالُوا: إِن للْعلم نكدا وَآفَة وهُجْنَةً، يعنون بالهجنة هَاهُنَا الإضاعة.

وَقَول الأعلم:

ولعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ عَلى ... رحْبِ المَباءةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عَنى بالهجين هُنَا اللَّئِيم. والهِجانُ: الْخِيَار، وروى: " هَذَا جناي وهِجانُه فِيهِ ".

وَرجل هِجانٌ: كريم الْحسب نقيه.

وبعير هِجانٌ: كريم.

والهِجان من الْإِبِل: الْبَيْضَاء الْخَالِصَة اللَّوْن وَالْعِتْق، من نُوق هُجُنٍ وهَجائِنَ وهِجانٍ، فَمنهمْ من يَجعله من بَاب جنب ورضى، وَمِنْهُم من يَجعله تكسيرا، وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَذَلِكَ أَن الْألف فِي هجان الْوَاحِد بِمَنْزِلَة ألف نَاقَة كناز ومرأة ضناك، وَالْألف فِي هجان فِي الْجمع بِمَنْزِلَة ألف ظراف وشراف، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب كسرت فعالا على فعال، كَمَا كسرت فعيلا على فعال، وعذرها فِي ذَلِك أَن فعيلا أُخْت فعال، أَلا ترى أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ثلاثي الأَصْل، وثالثه حرف لين، وَقد اعتقبا أَيْضا على الْمَعْنى الْوَاحِد، نَحْو كُلَيْب وكلاب، وَعبيد وَعباد، فَلَمَّا كَانَا كَذَلِك، وَإِنَّمَا بَينهمَا اخْتِلَاف فِي حرف اللين لَا غير، وَمَعْلُوم مَعَ ذَلِك قرب الْيَاء من الْألف، وَإِنَّهَا إِلَى الْيَاء أقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاو، كسر أَحدهمَا على مَا كسر عَلَيْهِ صَاحبه، فَقيل: نَاقَة هِجَان، وأينق هِجان، كَمَا قيل: ظريف وظراف، وشريف وشراف، فَأَما قَوْله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْمِن الحُسْن سِرْبالا عَتِيقَ البَنائِقِ

فقد تكون النقية، وَقد تكون الْبَيْضَاء.

وَأَرْض هِجان: بَيْضَاء لينَة الترب، قَالَ:

بأرْضٍ هِجانَ اللَّوْنِ وسْمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذاةٍ نَأَتْ عَنْهَا المُؤُوجَةُ والبَحْرُ

ويروى: الملوحة وَالْبَحْر.

والهَاجِنُ: العناق الَّتِي تحمل قبل أَن تبلغ أَوَان السفاد. وَعم بَعضهم بِهِ إناث نوعى الْغنم، وَقَالَ ثَعْلَب: الهاجِنُ: الَّتِي حمل عَلَيْهَا قبل أَن تبلغ. فَلم يخص بهَا شَيْئا من شَيْء.

والهَاجِنَة والمُهْتَجِنَةُ من النّخل: الَّتِي تحمل صَغِيرَة.

والهاجِنَة والمُهْتَجِنَةُ: الْمَرْأَة الَّتِي تتَزَوَّج قبل أَن تبلغ، فَأَما قَول الْعَرَب: " جَلَّتِ الهاجِنُ عَن الْوَلَد " فعلى التفاؤل. 
هـجن
هجُنَ يهجُن، هُجْنَةً وهُجُونةً وهَجانةً، فهو هَجِين
• هجُن الشخصُ: كان أبوه عربيًّا وأمّه أعجميّة.
• هجُن الكلامُ وغيرُه: كان معيبًا مرذولاً، دخَل فيه عيبٌ "في كلامه هُجْنة". 

استهجنَ يستهجن، استهجانًا، فهو مُستهجِن، والمفعول مُستهجَن
• استهجن الأمرَ: استقبحه "عادات مُستهجَنة- هذا ممّا يُستهجَن قولاً وفعلاً- يَسْتَهْجِنُ شُرْبَ الخمر". 

هجَّنَ يهجِّن، تهجينًا، فهو مُهجِّن، والمفعول مُهجَّن
• هجَّن الأمرَ: قبَّحه وعابه "هجَّن المعلِّمُ سُلوكَ بعض التّلاميذ- لا تهجِّن كلَّ جديد لم تعرفه من قبل".
• هجَّن النِّتاجَ: جعله هجينًا؛ أي: ما ينتج عن تزاوج نوعين أو سلالتين أو صنفين مختلفين ويكون مختلفًا عنهما "هجَّن النَّباتَ/ أرانبَ- شجر مُهجَّن: ذو أصول مُختلطة".
• هجَّن اللُّغة: أدخل إليها مفردات وأفكارًا من لغة أو لغات أخرى "طالب بتهجين لغة العلوم بدلاً من تعريبها وتأصيلها".
• هجَّن الأدبَ: خلط بين أنواع واتِّجاهات مختلفة "هجَّن روايته الأخيرة: جمع فيها بين الأسلوب الروائي والشعري- هجَّن النظام الاقتصاديّ: مزج بين النظام الاشتراكيّ والرأسماليّ". 

استهجان [مفرد]:
1 - مصدر استهجنَ.
2 - شعور بعدم الموافقة أو الاستنكار الذي تُبديه جماعة ما معبّرة عن عدم موافقتها أو رفضها للأفعال الخلقيّة المقبولة. 

تهجين [مفرد]:
1 - مصدر هجَّنَ.
2 - (حي) تدخُّل بشريٌّ في إنتاج الحيوانات أو النّباتات؛ لضمان الحصول على الصفات المرغوب فيها لدى الأجيال القادمة، مزج السُّلالات. 

هِجان [مفرد]: ج هَجائنُ وهِجان وهُجُن: أجود كل شيء وأكرمه أصلاً (يستوى فيه المذكر والمؤنث، والمفرد والجمع) "إبل هِجان: إبل كرام بيض- رجل هِجان: كريم النسب- أرض هجان: كريمة التربة". 

هَجانة [مفرد]: مصدر هجُنَ. 

هَجّان [مفرد]: ج هَجّانون وهجّانة: راكب الهَجين وهو نوعٌ من النّوق خفيف الجسم سريع السير، شخص يقود أو يركب الجمل ° فرقة الهَجّانة: مجموعة من شرطة الحدود
 تستخدم الإبل في تنقُّلاتها. 

هُجْنَة [مفرد]: ج هُجُنات (لغير المصدر) وهُجْنَات (لغير المصدر):
1 - مصدر هجُنَ.
2 - خِسَّةُ النَّسب من قِبَل الأمّ.
3 - غِلَظُ الخَلْق في الخيل. 

هُجونة [مفرد]: مصدر هجُنَ. 

هَجين1 [مفرد]: ج هُجُن وهُجَناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هجُنَ. 

هَجين2 [مفرد]: ج هَجائنُ وهِجان وهُجُن، مؤ هَجِين وهَجِينة، ج مؤ هَجائنُ وهِجان وهُجُن:
1 - نبات أو حيوان ينتج من تزاوج نوعين أو سلالتين أو صنفين مختلفين لجنس واحد.
2 - (حي) رجل مولود من أبوين أو عرقين مختلفين.
• الأيون الهَجِين: (فز) الجزيء الحامل للشُّحنتين السَّالبة والموجبة. 
هجن
: (الهُجْنَةُ، بالضَّمِّ، مِن الكَلامِ: مَا يَعِيبُهُ) .) تقولُ: لَا تَفْعلُ كَذَا فيكونُ عَلَيْك هُجْنةً.
(و) الهُجْنَةُ (فِي العِلْمِ: إِضاعَتُه) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: إنَّ للعِلْمِ آفَةً ونَكَداً وهُجْنَةً.
(والهَجينُ: اللَّئِيمُ.
(و) أَيْضاً: (عَرَبيٌّ وُلِدَ من أَمَةٍ) ، وَهُوَ مَعِيبٌ.
وقيلَ: هُوَ ابنُ الأَمَةِ الرَّاعِيَة مَا لم تُحَصَّنْ، فَإِذا حُصِّنَتْ فليسَ الوَلَد بهَجِينٍ.
(أَو مَنْ أَبوهُ خَيْرٌ مِن أُمِّهِ) ، عَن ثَعْلب.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.
قالَ المُبرِّدُ: قيلَ لوَلَدِ العَرَبيِّ مِن غيرِ العَربيَّةِ هَجِينٌ لأنَّ الغالِبَ على أَوْلادِ العَرَبِ الأُدْمَة، وكانتِ العَرَبُ تُسَمي العجمَ الحَمْراءَ ورقابَ المزاوِد لغلَبَةِ البَياضِ على أَلْوانِهم، (ج هُجْنٌ) ، بالضمِّ، (وهُجَناءُ) ، ككُرَماء، (وهُجْنانٌ) ، كبُطْنان، وَفِي بعضِ النُّسخِ هِجانٍ وَهُوَ غَلَطٌ، (ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ) ؛) قالَ حَسَّان:
مَهاجِنَةٌ إِذا نُسِبوا عَبيدٌ عَضَارِيطٌ مَغالِثَةُ الزِّنادِقالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قُلْتُ فِي مَهاجِن ومَهاجِنَة إنَّهما جَمْعُ هَجِين مُسامَحةً، وحَقِيقَتُه أَنَّه مِن بابِ مَحاسِنَ ومَلامِحَ؛ (وَهِي هَجِينَةٌ، ج هُجْنٌ) ، بالضَّمِّ، (وهَجائِنُ وهِجانٌ؛ وَقد هَجُنَ ككَرُمَ، هُجْنَةً بالضَّمِّ، وهَجانَةً وهُجُونَةً) ، بالضَّمِّ.
(وفَرَسٌ) هَجِينٌ (وبِرْذَوْنَةٌ هَجِينٌ) ، بغيرِ هاءٍ، أَي (غير عَتِيقٍ) .
(قالَ الأَزْهرِيُّ: الهَجِينُ مِن الخَيْلِ الَّذِي وَلَدَتْه بِرْذَوْنَةٌ مِن حِصانٍ عَرَبيَ؛ وخَيْلٌ هُجْنٌ.
(و) الهِجانُ، (ككِتابٍ: الخِيارُ) والخالِصُ مِن كلِّ شيءٍ؛ قالَ:
وَإِذا قيلَ: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟ كنتَ أَنتَ الفَتَى وأنتَ الهِجانُوالعَرَبُ تَعُدُّ البَياضَ مِنَ الأَلْوانِ هِجاناً وكَرَماً.
(و) الهِجانُ (مِن الإِبِلِ: البِيضُ) الكِرَامُ، (والبَيْضاءُ) الكَرِيمةُ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
ذِرَاعَيْ عَبْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنِيناوقيلَ: الهِجانُ مِن الإِبِلِ هِيَ الخالِصَةُ اللّوْنِ والعِتْقِ، وَهِي أَكْرَمُ الإِبِلِ؛ قالَ لَبيدٌ:
كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ وَفِي الأقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ (و) مِن المجازِ: الهِجانُ: (الرَّجُلُ الحَسِيبُ) الكَرِيمُ النَّقيُّ الحَسَبِ؛ وَفِي بعضِ النُّسخِ: الخَبيثُ، وَهُوَ غَلَطٌ. (وَهُوَ بَيِّنُ الهِجانَةِ، ككِتابَةٍ) .
(وقالَ الزَّمَخْشريُّ: رجُلٌ هِجانٌ كَرِيمُ التُّرْبةِ؛ وكَذلِكَ امْرأَةٌ هِجانٌ.
(و) مِن المجازِ: الهِجانُ: (الأرْضُ الكَرِيمةُ) البَيضاءُ اللَّيِّنَةُ التُّرْبةِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
بأَرضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وسْمِيَّةِ الثَّرى غَدَاةَ نَأَتْ عَنْهَا المَؤْوجةُ والبَحْرُ (و) يقالُ: (ناقَةٌ) وبَعيرٌ (هِجانٌ، وإِبِلٌ هِجانٌ أَيْضاً) ، يَسْتَوِي فِيهِ المُذَكَّر والمُؤَنَّث والجَمْعُ؛ (و) رُبَّما قَالُوا: (هَجائِن) أَي (بيضٌ كِرامٌ) ؛) قالَ ابنُ أَحْمر:
كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْهَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِيناقالَ ابنُ سِيدَه: الهِجانُ مِن الإِبِلِ البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ والعِتْقِ من نُوقٍ هُجُنٍ وهَجائِن وهِجانٍ، فَمنهمْ مَنْ يَجْعَله مِن بابِ جُنُبٍ، وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَله تَكْسِيراً، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه، وذلكَ أَنَّ الأَلِفَ فِي هِجانٍ الوَاحِد بمنْزِلَةِ أَلِفِ ناقَةٍ كِنَازٍ وامرأَةٍ ضِنَاكٍ، والأَلِفُ فِي هِجانٍ فِي الجَمْعِ بمنْزِلَةِ أَلِفِ ظِرافٍ وشِرَافٍ، وذلكَ أنَّ العَرَبَ كَسَّرَتْ فِعَالاً على فِعَالٍ، كَمَا كَسَّرَتْ فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها فِي ذلكَ أَنَّ فَعِيلاً أُخْتُ فِعَالٍ، أَلا تَرَى أَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا ثلاثيُّ الأصْلِ وثالِثُهُ حَرْفُ لينٍ؟ وَقد اعْتَقَبَا أَيْضاً على معْنًى واحِدٍ، نَحْو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبَادٍ، فلمَّا كَانَ كذلِكَ كُسّر أَحَدُهما على مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ صاحِبُه فقيلَ: ناقَةٌ هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فِي قَوْلِ عليَ، كرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهه: ((هَذَا جَنايَ وهجانُه فِيهِ) إِذْ كلّ جانٍ يدُه إِلَى فِيهِ) ، يعْنِي خِيارَه وخالِصَه.
(و) مِن المجازِ: (الهاجِنُ: زَنْدٌ لَا يُورِي بقَدْحَةٍ واحِدَةٍ) ، وَفِيه هُجْنَةٌ شَديدَةٌ.
وَفِي الأساسِ: فِي زِنادِه هُجْنَةٌ إِذا كانَ أَحدُ الزَّنْديْنِ وارِياً والآخَرُ صَلُوداً.
ويقالُ: هَجَنَتْ زَنْدُ فلانٍ؛ قالَ بشْرٌ:
لعَمْرُكَ لَو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةًلأَوْرَيْتَ إِذْ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ (و) الهاجِنُ: (الصَّبِيَّةُ) الصَّغِيرَةُ.
وَفِي المُحْكَم: هِيَ المرْأَةُ (تُزَوَّجُ قبل بُلوغِها) ، وكَذلِكَ الصَّغيرَةُ مِن البَهائِم.
(و) الهاجِنُ: (العَناقُ) الَّتِي (تَحْمِلُ قبل بُلوغِ) أَوانِ (السِّفادِ) ، والجَمْعُ هَواجِنٌ، وَلم يُسْمَعْ لَهُ فِعْلٌ، وعَمَّ بِهِ بعضُهم إناثَ نَوْعَي الغَنَم.
(أَو كُلُّ مَا حُمِلَ عَلَيْهَا قَبْل بُلوغِها) قالَهُ ثَعْلَب فَلم يَخُصَّ بِهِ شَيْئا من شيءٍ.
(والهاجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ صَغِيرَةً، كالمُتَهَجِّنَةِ.
(وفِعْلُ الكُلِّ يَهْجِنُ ويَهْجُنُ) ، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، مَا عَدا الهَاجِنُ بمعْنَى العَناقِ، فإنَّه لم يُسْمَعْ لَهُ فِعْلٌ كَمَا تقدَّمَ.
(والمَهْجَنَةُ، كمَشْيَخَةٍ، والمَهْجَنَا والمَهْجُنا، بضمِّ الجيمِ وتُمَدُّ: القَوْمُ لَا خَيْرَ فيهم) .
(وَفِي الأساسِ: قَوْمٌ مَهْجَنَةٌ، كمَشْيَخَةٍ، هُجَناءُ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةُ.
(و) المُهَجَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ) :) هِيَ (المَمْنوعةُ) مِن فحولِ الناسِ (إلاَّ مِنْ فُحولِ بِلادِها لعِتْقِها) وكَرَمِها؛ قالَ كَعْبٌ:
حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَوْس:
حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُوقالَ: هِيَ الناقَةُ أَوَّلَ مَا تَحْمِل.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي حُمِلَ عَلَيْهَا فِي صِغَرِها.
وقيلَ: أَرادَ بهَا أَنَّها مِن كِرامِ الإِبِلِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هَذِه ناقَةٌ ضَرَبَها أَبوها ليسَ أَخوها، فجاءَتْ بذَكَرٍ، ثمَّ ضَرَبَها ثَانِيَة فجاءَتْ بذَكَرٍ آخَر، فالوَلَدانِ إبْناها لأنَّهما وُلْدَا مِنْهَا، وهُما أَخواها أَيْضاً لأَبيها لأنّهما وَلَدَا أَبيها، ثمَّ ضَرَبَ أَحدُ الأَخَوَيْن الأُمَّ فجاءَتْ الأمُّ بِهَذِهِ الناقَةِ وَهِي الحَرْفُ، فأَبُوها أَخُوها لأُمِّها لأنَّه وُلِدَ مِن أُمِّها، والأخُ الآخَرُ الَّذِي لم يَضْرِبْ عَمُّها لأنَّه أَخُو أَبِيها، وَهُوَ خالُها لأنَّه أَخُو أُمّها مِن أَبيها لأنَّه مِن أَبيها وأَبوه نَزَا على أُمِّه.
وقالَ ثَعْلَب: أَنْشَدَني أَبو نَصْر عَن الأَصْمعيّ بيتَ كعْبٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وقالَ فِي تفْسِيرِه: إنَّها ناقَةٌ كَريمةٌ مُداخَلَة النَّسَبِ لشَرَفِها.
وقالَ ثَعْلَب: عَرَضْتُ هَذَا القَوْلَ على ابنِ الأَعْرابيِّ فخطَّأَ الأَصْمعيّ وقالَ: تَداخُل النَّسَبِ يُضْوِي الوَلَدَ؛ قالَ: وقالَ المفضَّلُ هَذَا جَمَلٌ نَزا على أُمِّه، وَلها ابنٌ آخَرُ هُوَ أَخُو هَذَا الجَمَلِ، فوَضَعَت ناقَةً، فَهَذِهِ الناقَةُ الثانِيَةُ هِيَ المَوْصُوفَةُ، فصارَ أَحدُهما أَباها لأنَّه وَطِىءَ أُمَّها، وصارَ هُوَ أَخاها لأنَّ أُمَّها وَضَعَتْه، وصارَ الآخَرُ عَمَّها لأنَّه أَخُو أَبِيها، وصارَ هُوَ خالُها لأنَّه أَخو أُمِّها.
وقالَ ثَعْلَب: وَهَذَا هُوَ القَوْلُ.
(و) المَهْجَنَةُ: (النَّخْلَةُ أَوَّلَ مَا تُلْقَحُ.
(وأَهْجَنَ) الرَّجُلُ: (كثُرَتْ هِجانُ إِبِلِهِ) ، وَهِي كِرامُها.
(و) أَهْجَنَ (الجَمَلُ النَّاقَةَ: ضَرَبَها وَهِي بنْتُ لَبُونٍ فلَقَحَتْ ونُتِجَتْ) ، وَهِي حِقَّةٌ.
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: وَلَا يفعلُ ذلِكَ إلاَّ فِي سَنَةٍ مُخْصِبَةٍ فتِلْكَ الهاجِنُ، وَقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً؛ وأَنْشَدَ: ابْنُوا على ذِي صِهْركم وأَحْسِنُواأَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟ وقالَ آخَرُ:
هَجَنَتْ بأَكْبرِهم ولمَّا تُقْطَبِ أَي لمَّا تُخْفَض؛ قالَهُ رجُلٌ لأهْلِ امْرأَتِه واعْتَلُّوا عَلَيْهِ بصِغَرِها عَن الوَطْءِ.
(والتَّهْجِينُ: التَّقْبيحُ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: (أَنا أَسْتَهْجِنُ فِعْلَكَ) ، أَي أَسْتَقْبحُه، (وَهَذَا ممَّا يُسْتَهْجَنُ) ذِكْرُه؛ (وَفِيه هُجْنَةٌ) ، بالضَّمِّ.
(واهْتُجِنَتِ الجارِيَةُ) ، مَبْنيًّا للمَفْعولِ: (وُطِئَتْ صَغيرَةً) ؛) وقيلَ: افْتُرِعَتْ قَبْل أَوانِها.
(و) قالَ ابنُ بُزُرْج: (غِلْمةٌ أُهَيْجِنَةٌ) ، على التّصْغِيرِ: (أَي أَهْلُهُم أَهْجَنُوهُم، أَي زَوَّجُوهُم صِغاراً، الصَّغائِرَ.
(و) مِن المجازِ: (لَبَنٌ هَجِينٌ: لَا صَريحٌ وَلَا لِبَأٌ) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: جَلَّتِ الهاجِنُ عَن الوَلدِ: أَي صَغُرَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للصَّغيرِ يَتَزَيَّنُ بزِينَةِ الكَبيرِ. يقالُ: هُوَ على التَّفاؤُل.
وجَلَّتِ الهاجِنُ عَن الرِّفْدِ: وَهُوَ القَدَحُ الضَّخْمُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلَّتِ العُلْبَةُ عَن الهاجِنِ، أَي كَبُرَتْ.
قالَ: وَهِي بنتُ اللَّبُونِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا فتَلْقَحُ، ثمَّ تُنْتَجُ، وَهِي حِقَّةٌ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: الهاجِنُ على مَيْسُورِها ابْنَة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورِها ابنَ اللَّبُونِ.
وناقَةٌ مُهَجَّنَة، كمُعَظَّمَةٍ: مُعْتَسَرَةٌ.
ويقالُ للقَوْمِ الكِرامِ: إنَّهم سَرَاةُ الهِجَانِ.
وهِجانُ المُحَيَّا: نَقِيّة.
والهِجَانَةُ: البَياضُ.
واهْتَجَنَتِ الشاةُ: تبيَّنَ حَمْلُها.
والهاجِنُ من النّخْلِ: الَّتِي تَحْمِلُ صَغِيرَةً، عَن شَمِرٍ.
والهِجانُ: راكِبُ الهَجِينِ، ويُطْلَقُ على البرِيدِ.

هجن: الهُجْنة من الكلام: ما يَعِيبُك. والهَجِينُ: العربيّ ابنُ الأَمة

لأَنه مَعِيبٌ، وقيل: هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا

حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ، والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ

ومَهاجِنَةٌ؛ قال حسان:

مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ

عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ

أَي مُؤْتَشِبُو الزناد، وقيل: رِخْوُو الزناد. قال ابن سيده: وإِنما

قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً، وحقيقته أَنه من باب

مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وقد

هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة. أَبو العباس أَحمد ابن يحيى

قال: الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصحيح. قال

المبرد: قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان

العرب الأُدْمة، وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ

المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ

أَحمرُ؛ ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة: يا حُمَيراء، لغلبة

البياض على لونها، رضي الله عنه. قال، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ إِلى

الأَحمر والأَسود، فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم. وقالت العرب

لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض: هُجْنٌ وهُجَناء، لغلبة

البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم. وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة

إِذا لم يكن عتيقاً. وبِرْذَوْنَة هَجِين، بغير هاء. الأَزهري: الهجين من

الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي، وخيل هُجْنٌ. والهِجانُ من

الإِبل: البيضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم:

ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ،

هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا

قال: ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ

وربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر:

كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا

ابن سيده: والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من

نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً، ومنهم

من يجعله تكسيراً، وهو مذهب سيبويه، وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد

بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع

بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على

فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت

فِعَالٍ، أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين؟ وقد

اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ

وعِبادٍ، فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير، قال:

ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف، وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى

الواو، كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ

هِجانٌ، كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف؛ فأَما قوله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ

من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق

فقد تكونُ النَّقِيَّةَ، وقد تكون البيضاء. وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر

هِجانُ إِبله، وهي كِرامها؛ وقال في قول كعب:

حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ

قال: أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها

لعِتْقِها وكرمها، وقيل: حُمِلَ عليها في صِغَرها، وقيل: أَراد

بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام. يقال: امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة.

وقال الأَزهري: هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها

ثانية فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، وهما أَخواها

أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ

فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من

أُمها، والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وهو خالها

لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه. وقال ثعلب:

أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره: إِنها ناقة كريمة

مُداخَلة النسب لشرفها. قال ثعلب: عَرَضْتُ هذا القول على ابن

الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وقال: تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ؛ قال: وقال

المفضل هذا جمل نزا على أُمه، ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة

فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها،

وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها، وصار

هو خالها

(* قوله «وصار هو خالها» كذا في الأصل والتهذيب، وهذا لا يتم

على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين

الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة) لأَنه أَخو أُمها؛ وقال ثعلب:

وهذا هو القول. والهِجانُ: الخيار. وامرأَة هجان: كريمة من نسوة هَجائنَ،

وهي الكريمة الحَسَبِ

التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً. أَبو زيد: رجل هَجِينٌ

بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كريمة، وتكون

البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة. ورجل هِجانٌ: كريمُ الحَسَبِ

نَقِيُّه. وبعير هِجانٌ: كريم. وقال الأَصمعي في قول علي، كرم الله

وجهه: هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه، يعني خياره

وخالصه. اليزيديُّ: هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، ورجل هَجِينَ بَيِّنُ

الهُجْنةِ، والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان

الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً؛ قال الراجز:

العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ

ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ

والإِقْرافُ: من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري: روى الرواةُ أَن رَوْح بن

زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة:

وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ،

سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ

فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى،

وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ

(* قوله «فمن قبل الفحل» كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء.

وفي رواية أخرى: وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ، وهكذا ينتفي الأقواء).

قال: والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب. قال ابن حمزة:

الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة، وهي الغِلَظُ، والهِجانُ الكريم مأْخوذ من

الهِجَانِ، وهو الأَبيض. والهِجان: البِيضُ، وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في

الإبل والرجال والنساء، ويقال: خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه. قال: وإِنما

أُخذ ذلك من الإبل. وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ. والهِجانُ

من كل شيء: الخالصُ؛ وأَنشد:

وإذا قيل: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟

كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ

والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً. وفي المثل:

جَلَّتِ

الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة

الكبير. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، وهو القَدَح الضخم. وقال ابن

الأَعرابي: جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ؛ قال: وهي بنتُ اللبون

يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة، قال: ولا تصلح أَن يفعل

بها ذلك. ابن شميل: الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ، وهي إبنة

لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وهي حِقَّةٌ، ولا تفعل ذلك إلا في سنة

مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وقد أَهْجَنَها الجملُ

إذا ضربها فأَلقحها؛ وأَنشد:

ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا،

أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟

(* قوله «صغرى اللقاح» الذي في التهذيب: صغرى القلاص).

قال رجل لأَهل إمرأَته، واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء؛ وقال:

هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ

يقال: قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت. ابن بُزُرْج: غِلْمَةٌ

أُهَيْجنة، وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً،

يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال:

والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة

اللَّبُون.وناقة مُهَجَّنة: وهي المُعْتَسَرَة. ويقال للقوم الكرام: إِنهم

لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وقال الشماخ:

ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا

إلى الرُّبُعِ الهِجانِ، ولا الثَّمينِ

الأَزهري: وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا

البيت:

إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين

يقول: لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه، قال: والرِّهانُ

الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها، يقول: مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى

رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها؛ وقول

الشاعر:

من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْـ

ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ

قال: الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء. والهِجانُ من الإِبل: الناقة

الأَدْماء، وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن. والهِجَانةُ:

البياضُ؛ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض، وهي أَكرم الإبل، وقال لبيد:

كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ،

وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ

مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإباضِ، وهو العِقالُ. وفي الحديث في ذكر

الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبيض. ويقال: هَجَّنه أَي جعله هجيناً.

والمُهَجَّنة: الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس:

حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ

وفي حديث الهُجرة: مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال:

والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ

وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ائتنا بها؛

اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها. والهاجنُ: التي حملت قبل وقت حملها.

والهُجْنة في الكلام: ما يَلْزَمُك منه العيبُ. تقول: لا تفعل كذا فيكون عليك

هُجْنةً. وقالوا: إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا

الإضاعة؛ وقول الأَعلم:

ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على

رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عنى بالهَجِين هنا اللئيم: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ

واحدة. يقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال

بشر:

لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً،

لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ

وقال آخر:

مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ

وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه. وأَرض هِجانٌ: بيضاء لينة التُّرْبِ

مِرَبٌّ؛ قال:

بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى

عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ

ويروى المُلُوحة. والهاجِنُ: العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ

السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال: ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به

إناثَ نوعي الغنم. وقال ثعلب: الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم

يَخُصَّ بها شيئاً من شيء. والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل: التي تحمل

صغيرة؛ قال شمر: وكذلك الهاجنُ. ويقال للجارية الصغيرة: هاجن، وقد

اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها. واهْتُجِنَتِ الجارية إذا

وُطِئت وهي صغيرة. والمُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح. ابن سيده:

الهاجِنُ

(* قوله «ابن سيده الهاجن إلخ» كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات

ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن

دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم) . والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم:

المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول

العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل.

باب الهاء والجيم والنون معهما هـ ج ن، ن هـ ج، ج هـ ن، ن ج هـ مستعملات

هجن: الهاجِنُ: العَناقُ التي تَحمِلُ قبلَ وقتِ السِّفاد، والجميعُ: الهواجن، ولم أسمعْ له فِعْلاً. والهِجان من الأبل: البيضُ الكِرامُ. ناقة هِجانٌ وبعيرٌ هجانٌ، ويُجْمَعُ على الهَجائن. وأرضٌ هجانٌ إذا كانت تُربتُها بيضاءَ. قال:

بأرضٍ هجانِ الترب وسمية الثرى ... عذاة نأتْ عنها المُؤُوجةُ والبحرُ

ويقالُ للقومِ الكِرامِ: إنّهم لمن سَراةِ الهِجان. قال:

ومثْلُ سَراةِ قومِكَ لم يُجارَوا ... إلى الرُّبَعِ الهِجانِ ولا الثَّمينِ

والهَجينُ: ابن العربيّ من الأُمَةِ الرّاعية الّتي لا تُحْصَن، فإذا حُصِنَتْ فليس ولدُها بهَجينٍ، والجميع: الهُجَناء. والاسمُ من الهَجين: هَجانة وهُجْنة، وقد هَجُنَ هَجانةً وهُجْنَة. والهُجْنَةُ في الكلام: ما يَلْزَمُكَ منه عيبٌ. تقول: لا تَفْعَلْهُ فيكونَ عليكَ هُجْنَة.

نهج: طريقٌ نَهْجٌ: واسِعٌ واضِحٌ، وطُرُقٌ نَهْجةٌ. ونَهَجَ الأمرُ وأنْهَجَ- لغتان- أي: وضح. ومِنْهَجُ الطّريقِ: وَضَحُه. والمِنْهاج: الطّريقُ الواضِحُ. قال:

وأَنْ أفوزَ بنُور أَستضيءُ بِه ... أَمضي على سُنّةٍ منه ومنهاج والنَّهْجةُ: الرّبو يعلو الإنسان والدّابة، ولم أسمعْ منه فعلاً. ويُقال للثّوب إذا بَليَ ولمّا يتشقّقْ: قد نَهَج ونَهِجَ وأَنْهَجَ. وأَنْهَجَهُ البِلَى، قال:

وكيف رجائي جدّة النّاهج البالي

وقال:

من طلل كالأتحميّ أَنْهَجا

وقال:

إذا ما أديمُ القومِ أنْهَجُه البِلىَ ... قديماً فلو كَتَّبتهُ لتخرّما

جهن: جاريةٌ جُهانةٌ، أي: تارّةٌ ناعمة.

نجه: نَجَهْتُ الرَّجُلَ نَجْهاً، إذا استقبلتَهُ بما يُنَهْنِهُهُ عنك، فيَنْقَدِع. وتَنَجَّهته أيضاً بمعنى نَجَهْته، قال:

كَعْكَعْتُهُ بالرَّجْم والتنجه

وفي الحديث بعد ما نجهها عمر

، أي: بعد ما ردها وانتهرها 

خط

الخاء والطاء
خط الخط أرض تنسب إليه الرماح الخطية. ويقال هو خط عمان. والخطة من الخط، كالنقطة من النقط. والخطوط من بقر الوحش الذي يخط الأرض بأطراف أظلافه، وكذلك كل دابة. وجاراه فيما خط غباره أي لم يلحقه. والتخطيط التسطير. وخط وجهه واختط. وخططته بالسيف. والخط الكتابة وما يخط. والخطة أرض يختطها الرجل لم تكن لأحد قبله، والخط مثله. والخطة اسم مشتق من الخط. وشبه القصة. وهو يكلفني خطة من الخسف. والخطيطة أرض يصيب بعضها الأمطار وبعضها لا يصيب، والجميع الخطائط. وقيل هي أرض لا تمطر بين أرضين ممطورتين. والخط ضرب من البضع، خط بها. والخط الطريق الخفيف في السهل. وخط في نومه يخط بمنزلة غط. وخطخطت الإبل في السير تمايلت كلالاً. وخطخطت بقولي مخالفا به كما يعمله الصبي.
باب الخاء والطاء خ ط، ط خ مستعملان

خط: الخَطُّ أرضٌ تُنْسَبُ إليها الرَّماحُ، يُقال: رماحٌ خَطِّيّة، فإذا جَعلْتَ النسبة اسما لازما قلت: خِّطِّيّة. والخُطَّة من الخَطِّ كالنُّقطة من النَّقْط. والخَطُوط: من بقر الوحش الذي يَخُطُّ الأرض بأظلافه، وكل دابة تَخُطُّ الأرض بأظلافها فكذاك. والتخطيط كالتسطير، وتقول: خَطَّطْتُ عليه ذنوبه، أي: سَطَّرتها. وخطَّ وَجْهُهُ واختطَّ: [صارت فيه خطوط] . وخَطَطْتُ بالسَّيْف وسطه. والخُطَّة: شبه القصَّة، يقال: إن فلانا ليكلفني خُطَّةُ من الخسف. والخَطيطةُ: الأرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين، وتجمع: خَطائِط، قال :

على قلاص تختطي الخطائطا

والخَطُّ: ضرب من البضع، تقول: خَطّ بها، أي: نكحها، [ويقال: خطّ بها قساحاً] . والخَطُّ: الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ. والخِطَّة: ارض يختطُّها الرجل إذا لم تكن لأحد قبله. وإنما كسرت الخاء، لأنها أخرجت على مصدر [بني على فعلة] .

طخ: الطخوخ: الشرس الخلق، السيء العشرة. والطَّخْطَخة: تسوية الشيء، كنحو السحاب يكون فيه فرج، ثم يَتَطَخْطَخُ، أي: ينضم بعضه إلى بعض، وهو الطَّخْطاخ. والمُتَطَخْطِخُ: الرجل الضعيف البصر، والجميع: مُتَطَخْطِخُونَ، وهو المُطْرَخِمُّ ايضا، واطرِخْمامُهُ: كلالة بصره. وطَخْطَخَ فلان إذا ضحك،. أي: إذا قال: طِيخْ طِيخْ، وهو أقبح القَهْقَهة. والطَخطاخُ: اسم رجل. وربما حكي به صوت الحلي ونحوه. 
الْخَاء والطاء

الخَطُّ: الطَّرِيقَة المستطيلة فِي الشَّيْء، وَالْجمع خُطُوطٌ، وَقد جمعه العجاج على أخْطاطٍ، قَالَ:

وشِمْنَ فِي الغُبارِ كالأَخْطاطِ

وخَطَّ الشَّيْء يَخُطُّه خَطاًّ: كتبه بالقلم أَو غَيره، وَقَوله:

فأصْبَحَتْ بَعْدَ خَطِّ بَهْجَتِها ... كأنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَمَا

أَرَادَ: فَأَصْبَحت بعد بهجتها قفرا كَأَن قَلما خَطَّ رسومها.

والتَّخْطِيطُ: التسطير والماشي يَخُطُّ بِرجلِهِ الأَرْض على التَّشْبِيه بذلك. قَالَ أَبُو النَّجْم

أقْبَلْتُ مِنْ عِندِ زِيادٍ كالخَرِفْ

تخطُّ رجلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفُ

يُكَتِّبانِ فِي الطَّرِيقِ لامَ الِفْ والخَطُوط: من بقر الْوَحْش: الَّتِي تَخُطُّ الأَرْض بأظلافها.

وخَطَّ الزاجر فِي الأَرْض يَخُطُّ خَطاًّ: عمل فِيهَا خَطاًّ ثمَّ زجر، قَالَ ذُو الرمة:

عَشِيَّةَ مالِي حيلَةٌ غَيرَ أنَّنِي ... بِلقْطِ الحَصَى والخَطِّ فِي التُّرْبِ مُولَعُ

وثوب مُخَطَّطٌ: فِيهِ خُطوطٌ، وَكَذَلِكَ تمر مُخَطَّطٌ وَوَحْشِي مخطَّطٌ.

وخَطَّ وَجهه واختَطَّ: صَارَت فِيهِ خُطوطٌ.

والخُطَّةُ كالخَطِّ، كَأَنَّهَا اسْم للطريقة.

والمِخَطُّ: الْعود الَّذِي يَخُطُّ بِهِ الحائك الثَّوْب.

والخَطُّ: الطَّرِيق، عَن ثَعْلَب، قَالَ سَلامَة ابْن جندل:

حَتى تُرِكْنا ومَا تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يَأخُذْنَ بَينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

والخَطُّ: ضرب من الْبضْع، خَطَّها يَخُطُّها خَطاًّ.

والخِطُّ والخِطَّةُ: الأَرْض تنزل من غير أَن ينزلها نَازل قبل ذَلِك، وَقد خَطَّها لنَفسِهِ خَطاًّ، واخْتَطَّها وكل مَا حظرته فقد خَطَطْتَ عَلَيْهِ.

والخَطِيَطةُ: الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين، وَقيل: هِيَ الَّتِي مطر بَعْضهَا، وَأما مَا حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَول بعض الْعَرَب لِابْنِهِ: يَا بني، الزم خَطِيطَةَ الذُّل مَخَافَة مَا هُوَ أَشد مِنْهُ، فَإِن أصل الخَطِيطَةِ الأَرْض الَّتِي لم تمطر، فاستعارها للذل، لِأَن الخَطِيطةَ من الْأَرْضين ذليلة بِمَا بخسته من حَقّهَا.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أَرض خِطٌّ: لم تمطر وَقد مطر مَا حولهَا.

والخُطَّةُ: شبه الْقِصَّة يُقَال: سُمْتُه خُطَّةَ خسف، وخُطَّةَ سوء.

وَفِي رَأسه خُطَّةٌ أَي أَمر مَا، وَقيل: فِي رَأسه خُطَّةٌ، أَي جهل وإقدام على الْأُمُور.

وأتانا بِطَعَام فَخَطَطْنا فِيهِ، أَي أكلناه، وَقيل: فحططنا، بِالْحَاء غير الْمُعْجَمَة: عذرنا.

وَرجل مُخَطَّطٌ: جميل.

والخَطُّ: سيف الْبَحْرين وعمان. وَقيل: بل كل سيف خطّ، وَقيل: الْخط: مرفأ السفن بِالْبَحْرَيْنِ، تنْسب إِلَيْهَا الرماح، يُقَال: رمح خَطِّىٌّ، ورماح خَطِّيَّةٌ وخِطِّيَّةٌ على الْقيَاس وعَلى غير الْقيَاس، وَلَيْسَت الخَطُّ بمنبت للرماح. وَلكنهَا مرفأ السفن الَّتِي تحمل القنا من الْهِنْد، كَمَا قَالُوا: مسك دارين وَلَيْسَ هُنَاكَ مسك، وَلكنهَا مرفأ السفن الَّتِي تحمل الْمسك من الْهِنْد، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَطِّىُّ من الرماح، وَهُوَ نِسْبَة قد جرى مجْرى الِاسْم الْعلم، ونسبته إِلَى الخَطِّ خَطِّ الْبَحْرين، وَإِلَيْهِ ترفأ السفن إِذا جَاءَت من أَرض الْهِنْد وَلَيْسَ الخَطِّىُّ الَّذِي هُوَ الرماح من نَبَات أَرض الْعَرَب، وَقد كثر مَجِيئه فِي أشعارها، قَالَ الشَّاعِر فِي نَبَاته:

وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّىَّ إِلَّا وَشِيجُهُ ... وتُغْرَسُ إِلَّا فِي مَنابِتِها النَّخْلُ

وخِطَّةُ: اسْم عنز، وَفِي الْمثل: " قبح الله عَنْزًا خَيرهَا خطة ".

وحِلْسُ الخِطاطِ: اسْم رجل زاجر.

ومُخَطِّطٌ: مَوضِع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِلَّا أكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ ... فَقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أتَوَدَّدُ
الْخَاء والطاء

النِّخرطُ: نَبْتٌ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: وَلَيْسَ بثبت.

والخَنْطَةُ: مَشىٌ فِيهِ تَبختُر.

والخِنْطِير: العجَوز المُسترخية الجُفون وَلحم الْوَجْه. والطَّرْخُون: بَقْلٌ طّيب، يُطْبخ بِاللَّحْمِ.

والخُطْرُوف: المُستدير.

وعَنَقٌ خِطْريفٌ: واسِعٌ.

وخَطْرَف فِي مَشيه، وتَخَطْرف: توسَّع.

وخَطْرَفه بالسَّيف: ضَربه.

والطِّرْخِفُ: مَا رَقَّ من الزُّبْد.

والخَطْرَبَة: الضِّيق فِي المَعاش.

وخُطْرُبٌ وخُطَاربٌ: المُتَقوِّل بِمَا لم يَكُن جَاءَ.

وَقد تَخَطْرَب.

وَجَاء وَمَا عَلَيْهِ طَخْربة: أَي: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء، وَقد تقدم فِي " الْحَاء " غير الْمُعْجَمَة.

والخُرطوم: الْأنف.

وَقيل: مُقدَّم الْأنف.

وَقيل: هُوَ مَا ضَمَّ عَلَيْهِ الرَّجُلُ الحَنكين، وَقَوله تَعَالَى: (سَنسمه على الخُرطوم) ، فسّره ثَعْلَب، فَقَالَ: يَعني على الْوَجْه.

وَعِنْدِي أَنه الانف، واستعاره للْإنْسَان، لِأَن فِي الْمُمكن أَن يُقبِّحه يَوْم الْقِيَامَة فَيَجْعَلهُ كخرطوم السَّبع.

وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

أصبح فِيهِ شَبَهٌ من أُمّه من عِظَم الرَّأْس وَمن خُرْطُمِّه

فقد يكون " الخُرطُمُّ " لُغَة فِي الخُرطوم، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ " الخُرْطُمَ " فشدّد للضَّرُورَة، وَحذف الْوَاو لذَلِك أَيْضا.

والخراطيم للسِّباع، بِمَنْزِلَة " المناقير " للطير.

وخَرْطَمه: ضَرب خُرطومه وخَرطمه: عَوَّج خُرطومه.

واخْرَنْطم الرجلُ: عَوَّج خُرطومه وَسكت على غَضب. وَقيل: رَفع أَنفه واسْتكبر.

والمُخْرنطم: الغَضبان المُتكبِّر مَعَ رَفع رَأسه.

وَذُو الخرطُوم: سيف بِعَيْنِه، عَن أبي عليّ، وَأنْشد:

تظلُّ لذِي الخُرطوم فِيهِنَّ سَوْرةٌ إِذا لم يُدافع بعضَها الضيفُ عَن بَعضِ

والخرطوم: الْخمر السريعة الْإِسْكَار.

وَقيل: هُوَ أول مَا يجْرِي من العِنب قَبل أَن يُداس، انشد أَبُو حنيفَة:

وَكَأن ريقتها إِذا نبّهتها بعد الرُّقاد تُعلُّ بالخُرطومِ

وَقَالَ الرَّاعِي:

وفِتيةٍ غير أنذالٍ دَلفتُ لَهُم بِذِي رِقاعٍ من الخُرطوم نَشّاجِ

يَعْنِي " بِذِي الرِّقاع ": الزقّ.

وخراطيم الْقَوْم: ساداتهم ومُقدَّموهم فِي الْأُمُور.

والخُرَاطم، من النِّسَاء: الَّتِي دَخلت فِي السِّن.

وَمَاء خَمْطَرير، كخَمْجَرِير.

وَرجل طَمْخَرير: عظيمُ الْجوف، وَقد تقدم فِي " الْحَاء ".

والطٌّمَاخِر: البَعير.

والمُطْرَخم: المُضطجع.

وَقيل: الغَضبان، وَقيل المتكبر.

واطْرَخَمَّ اللَّيْل: اسودّ، كاطرهمّ، وَقد تقدم.

وشَرب حَتَّى اطْمَخرّ، أَي: امْتَلَأَ.

وَقيل: هُوَ أَن يمتليء من الشَّرَاب وَلَا يضرُّه، و" الْحَاء " لُغَة.

والحِنْطِلية: الْقطعَة من الْإِبِل وَالْبَقر والسحاب، قَالَ ذُو الرمة:

خَنَاطِيل يَسْتَقْرِين كُلّ قَرارَةٍ مَرَبٍّ نفت عَنْهَا الغُثاءَ الرَّوائسُ الروائس: أعالي الْوَادي.

والخُنْطُولة: الطَّائِفَة من الدَّوَابّ وَالْإِبِل وَنَحْوهمَا.

وإبلٌ خَناطيلُ: مُتفرِّقة.

ولُعابٌ خَناطيلُ: مُتلزّج مُعترض، قَالَ ابنُ مقبل يصف بقرة وَحش:

كَاد اللُّعاعُ من الحَوْذان يَسْحَطها ورِجْرِجٌ بَين لَحْيَيْهَا خَناطيلُ

وَقَالَ يَعْقُوب: الخناطيل، هُنَا: القِطع المُتفرِّقة.

والطَّلْخَنة: التلطُّخ بِمَا يُكره، طَلخْنتُهُ، وطَلَحنته، وَقد تقدم فِي الْحَاء.

والطِّلَخْفُ: والطِّلَّخْف، والطَّلْخَفُ، والطِّلْخاف: الشَّديد من الضَّرْب والطعن.

وجوع طِلَخْفٌ: شَدِيد، وَقد تقدم فِي " الْحَاء ".

وَتركت الْقَوْم فِي خَطْلَبة، أَي: اخْتِلَاط.

والخَطْلبة: كَثْرَة الْكَلَام واختلاطه.

واطلخمّ الليلُ والسحابُ: أظلم وتراكم.

وأمُور مُطْلَخمّات: شِداد.

واطْلخمّ الرجلُ: تكبَّرَ.

والطُّلْخوم: الْعَظِيم الْخلق.

والطِّلخامُ: الفِيلُ الْأُنْثَى.

وطِلْخام: موضعٌ.

والخُنْطُبة: دُوَيبة، حَكَاهَا ابْن دُريد.
خط
الخطّ كالمدّ، ويقال لما له طول، والخطوط أضرب فيما يذكره أهل الهندسة من مسطوح، ومستدير، ومقوّس، وممال، ويعبّر عن كلّ أرض فيها طول بالخطّ كخطّ اليمن، وإليه ينسب الرّمح الخطّيّ، وكلّ مكان يَخُطُّهُ الإنسان لنفسه ويحفره يقال له خَطُّ وخِطَّةٌ. والخَطِيطَة:
أرض لم يصبها مطر بين أرضين ممطورتين كالخطّ المنحرف عنه، ويعبّر عن الكتابة بالخَطِّ، قال تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ [العنكبوت/ 48] .

خط

1 خَطَّ, aor. ـُ inf. n. خَطٌّ, He made [a line, or lines, or] a mark, عَلَى الأَرْضِ, upon the ground. (Msb.) You say, خَطَّ الزَّاجِرُ فِى الأَرْضِ, aor. and inf. n. as above, The diviner made a line, or a mark, or lines, or marks, upon the ground, and then divined. (TA.) And الزَّاجِرُ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ فِى

الرَّمْلِ وَيَزْجُرُ [The diviner makes lines, or marks, with his finger upon the sand, and divines]. (S.) Th says, on the authority of IAar, that عِلْمُ الخَطِّ is عِلْمُ الرَّمْلِ [or geomancy]: I 'Ab says that it is an ancient science, which men have relinquished: but Lth says that it is practised to the present time; [to which I may add, that it has not even now ceased; being still practised on sand and the like, and also on paper;] and they have conventional terms which they employ in it, and they elicit thereby the secret thoughts &c., and often hit upon the right therein: the diviner comes to a piece of soft ground, and he has a boy, with whom is a style; and the master makes many lines, or marks, in haste, that they may not be counted; then he returns, and obliterates leisurely lines, or marks, two by two; and if there remain two lines, or marks, they are a sign of success, and of the attainment of the thing wanted: while he obliterates, his boy says, for the sake of auguring well, اِبْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيَانْ [O two sons of 'Iyán (meaning two lines or marks), hasten ye the manifestation]: I 'Ab says that when he has obliterated the lines, or marks, and one remains, it is the sign of disappointment: and Az and Lth relate the like of this. (TA.) It is said in a trad. of Mo'áwiyeh Ibn-El-Hakam Es-Sulamee, traced up by him to its author, كَانَ نَبِىٌّ مِنَ الأَنْبِيَآءِ يَخُطُّ فَمَنْ خَطَّهُ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ [A prophet of the prophets used to practise geomancy; and he who matches his geomancy knows the like of his knowledge]. (TA.) You say also, when a man is meditating upon his affair, and considering what may be its issue, or result, فُلَانٌ يَخُطُّ فِى الأَرْضِ (tropical:) [Such a one makes lines, or marks, upon the ground]. (TA.) [See also نَكَتَ: and see St. John's Gospel, ch. viii. verses 6 and 8.] And خَطَّ بِرِجْلِهِ الأَرْضَ means (tropical:) He walked, or went along. (TA.) b2: Also, (S, Msb,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (Msb, K,) He wrote (S, Msb, K) a writing, or book, (Msb,) or a thing, (TA,) with the reed prepared for that purpose, (S, K,) or with some other thing; (K, TA;) [and so ↓ خطّط, for] تَخْطِيطٌ is syn. with تَسْطِيرٌ, or, as in the T, like تسطير; whence the saying, خُطِّطَتْ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ His sins were written [or registered] against him. (TA.) b3: خَطَّ الخِطَّةَ, and خَطَّهَا لِنَفْسِهِ: see 8; for the latter, in two places. b4: [Hence,] خَطَّ عَلَيْهِ (assumed tropical:) He prohibited it; or took it for himself; relating to anything. (K, TA.) b5: خُطُّ وَحْهُهُ: or خَطَّ: see 8. b6: خَطَّ الغُلَامُ: see 8. b7: خَطَطْتُ بِالسَّيْفِ وَجْهَهُ وَوَسَطَهُ (tropical:) [I cut, or clave, with the sword his face and his waist]. (TA.) And خَطَّهُ بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ (tropical:) [He clave him, or it, in halves with the sword]. (TA.) And جَارَاهُ فَمَا خَطَّ غُبَارَهُ (tropical:) He contended with him in running, and did not cleave his dust. (JK, S, * A, L.) b8: خَطَّ اللّٰهُ نَوْءَهَا [God made its (a land's) rain-giving star or asterism (see نَوْءٌ) to pass it over: or may God make &c.]: from خَطِيطَةٌ signifying “ a land not rained upon between two lands that have been rained upon: ” (S, TA: *) it was said by I' Ab [in a tropical sense, by way of imprecation, with reference to a woman], when he was asked respecting a man who had put the affair of his wife in her own hand and she had in consequence divorced him by a triple sentence: (S:) accord. to one relation, it is خَطَّأَ; the meaning being “ may he make its rain to miss it: ” (S, TA:) and accord. to another, ↓ خَطَّى, originally خَطَّطَ, like تَقَضَّى البَازِى: the former, or first, is the weaker, or weakest, in authority, of these relations. (TA. [See also 2 in art. خطأ.]) 2 خطّط, inf. n. تَخْطِيطٌ, [He marked with lines, streaks, or stripes. Also] He wove a piece of cloth with lines, streaks, or stripes. (KL.) And He drew lines well and elegantly. (KL.) b2: See also 1, in two places, in the latter half of the paragraph.4 أَخْطَ3َ see 8, in three places.8 اختطّ الخِطَّةَ, (Msb, K,) or اختطّها لِنَفْسِهِ, (S,) He took the خِطَّة [q. v.] to himself, and (K) made a mark upon it, (S, K,) in order to its being known that he had chosen it to build there a house; (S, TA;) as also ↓ خَطَّهَا; (as in some copies of the K;) or ↓ اخطّها; (as in other copies of the K, and as in the TA;) and لِنَفْسِهِ ↓ خَطَّهَا: (TA:) and he alighted and took up his abode in the خِطَّة, none having done so before him; as also لِنَفْسِهِ ↓ خَطَّهَا. (K.) [And hence, اختطّ signifies also He founded a town or the like.] b2: اختطّ وَجْهُهُ (tropical:) His face became marked with lines [app. by the growth of his beard]; (K, TA;) as also ↓ خَطَّ; (K, L, TA;) or ↓ خُطَّ; (JK;) or ↓ اخطّ: (CK:) or (tropical:) the hair of his beard extended [so as to form lines] upon the two sides of his face. (A, TA.) b3: اختطّ الغُلَامُ (tropical:) The two sides of the boy's, or young man's, beard grew forth; (S, L, K, TA;) as also ↓ خَطَّ; or ↓ اخطّ. (K, accord. to different copies.) خَطٌّ A line, streak, or stripe; in, or upon, a thing: (K:) pl. خُطُوطٌ (S, K) and أَخْطَاطٌ; (K;) the latter, [a pl. of pauc.,] used by El-'Ajjáj: (TA:) and ↓ خُطَّةٌ is [syn. with خَطٌّ as explained above, being] a subst. form [the inf. n.] الخَطُّ, like as نُقْطَةٌ is from النَّقْطُ: (S, K: *) you say, ↓ عَلَى ظَهْرِ الحِمَارِ خُطَّتَانِ Upon the back of the ass are two lines, or streaks, differing in colour from the rest of the body. (TA.) b2: [In mathematics, A line. And hence, خَطُّ الاِسْتِوَآءِ The equinoctial line.] b3: A slight track, or path, or road, in plain, or smooth, or soft, ground: pl. as above. (K.) And A road, or path: (Th, K:) as in the saying, اِلْزَمْ ذٰلِكَ الخَطَّ وَلَا تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا [Keep thou to that road, or path, and do not deviate from it at all]: or in this sense the word is ↓ خُطٌّ. (TA.) Also A road, or way, or street, that is a common thoroughfare; and so ↓ خُطٌّ. (IDrd, K.) b4: (tropical:) [A streak, or stripe, of herbage.] Yousay, الكَلَأُ خُطُوطٌ فِى الأَرْضِ (tropical:) The herbage consists of streaks, or stripes, upon the ground; the rain not having watered the country in common. (L, TA.) b5: Writing, and the like. (TA.) [Handwriting. Character; or particular form of letters. b6: See also 1.]

خُطٌّ: see خَطٌّ, in two places. b2: The place of the tribe. (AA, K.) خِطٌّ: see خِطَّةٌ: b2: and see also خَطِيطٌ, in two places.

خُطَّةٌ: see خَطٌّ, in two places. b2: Also An affair: a matter: a case: an event: a state, or condition: syn. أَمْرٌ: (S, K:) and قِصَّةٌ: (S:) or the like of قِصَّةٌ: (JK, K:) and خَطْبٌ: and حَالٌ: (TA:) or حَالَةٌ: (Msb:) or, as some say, a dubious affair, of great magnitude or moment, to accomplish which, or to perform which, one finds not the way: (Har p. 436:) and a quality, or property. (Msb.) You say, سُمْتُهُ خُطَّةَ خَسْفٍ

[I required, or constrained, him to do an affair of difficulty; or to become in a state of abasement, or ignominy]: and خُطَّةَ سُوْءٍ [an evil affair]. (L.) And هُوَيُكَلِّفُنِى خُطَّةً مِنَ الخَسْفِ [He requires, or constrains, me to do an affair of difficulty; &c.]. (JK. [See also خَسْفٌ.]) And it is said in a trad., of Keyleh, أَيُلَامُ ابْنُ هٰذِهِ أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ وَيَنْتَصِرَ مِنْ وَرَآءِ الحَجَزَةِ [Is the son of this woman to be blamed for deciding the affair, or matter, or case, &c., and defending himself in the absence of the wrongdoers who would prevent his obtaining his right; or, of those who defend men, one from another, and decide between them justly?]: i. e., when a dubious event, to the encountering of which he does not find the right way, befalls him, that he should not care for it, but decide it so as to settle it and extricate himself from it. (S, TA.) [See also حَاجِزٌ.] Also, in a trad. respecting El-Hodeybiyeh, لَايَسْألُونِى خُطَّةً

يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللّٰهِ تَعَالَى إِلَّا أَعْطِيْتُهُمْ إِيَّاهَا [They shall not ask of me a matter wherein they honour the sacred things of God, (exalted be He,) but I will grant it to them]. (TA.) And in the same, قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا He hath proposed to you a case of evident rectitude; therefore do ye accept it. (TA.) And Taäbbatasharrà says, هُمَا خَطَّتَا إِمَّا إِسَارٌ وَمِنَّةٌ وَإِمَّا دَمٌ وَالقَتْلُ بِالحُرِّ أَجْدَرُ [They are two case; either bondage and reproach, or else blood; and slaughter is more befitting to the free, or ingenuous]: he means خُطَّتَانِ. (S. [See Ham p. 34.]) b3: Also A course: as in the phrase خُطَّةٌ نَائِيَةٌ A distant, or far-extending, course. (S, TA.) You say also, خُذْ خُطَّةً, i. e. خُذْ خُطَّةَ الاِنْتِصَافِ [Take thou the course of exacting thy right, or due, with equity]; meaning اِنْتَصِفْ [exact thou thy right, or due, with equity]. (S.) b4: A proof; an evidence; a testimony; an argument; a plea; or an allegation; syn. حُجَّةٌ. (O, TA.) So in the phrase, أَقِمْ عَلَى هٰذَا الأَمْرِ بِخُطَّةٍ [app. Establish thou a proof, &c., against this thing, or case]; as is said in the “ Nawádir. ” (TA.) b5: An object of want which one has determined to accomplish: as in the saying, جَآءَ وَفِى رَأْسِهِ خُطَّةٌ He came having in his mind [lit. his head] an object of want &c. : [but see the last sentence in this paragraph:] the vulgar say خُطْبَةٌ: (S, L:) the former is the word used by the Arabs: (L:) the latter, however, occurs in the “ Nawádir ” of Az; therefore the attribution of it to the vulgar demands consideration. (TA.) b6: Boldness to undertake affairs. (K.) b7: Ignorance. (K.) You say, فِى رَأْسِهِ خُطَّةٌ In his head is ignorance: or, as some say, some affair: and it has another meaning explained above. (TA.) خِطَّةٌ A piece of ground, or land, which a man takes to himself, and upon which he makes a mark, in order to its being known that he has chosen it to build there a house; whence the خِطَط of El-Koofeh and of El-Basrah: (S:) or a piece of ground, and a house, which a man takes to himself, and upon which he makes a mark, in land not possessed, that he may have it for himself exclusively, and build there; this being done when the Sultán gives permission to a number of the Muslims to found houses in a particular place, and to make their abodes there, as they did in El-Koofeh and El-Basrah: (L:) or a place which is taken and marked for building houses, or for habitation, or the like: (Mgh, Msb:) or, as is said in the Bári', a piece of ground, or land, which a man takes to himself, and upon which he makes a mark, it not having belonged to any one before him; as also ↓ خِطٌّ; (Msb;) which latter is explained by IDrd as signifying a place which one takes to himself, and marks, from other places: (IB, L:) or both signify a piece of land in which one alights and takes up his abode, none having done so before him: (K:) the pl. of the former is حِطَزٌ. (S, Msb.) b2: [Hence,] فُلَانٌ بَيِّنٌ خِطَطِ المَكَارِمِ (tropical:) [Such a one exhibits in himself the marks of generous, or honourable, qualities]. (TA.) خَطُوطٌ A wild bull, (S, L,) and any beast, (L,) that marks the ground with the extremities of his hoofs. (S, L.) وَادٌ خَطِيطٌ [A valley not rained upon]. (AO, TA voce خَطْوَةٌ, q. v.) And خَطِيطَةٌ [or أَرْضٌ خَطِيطَةٌ] Land not rained upon; (TA;) as also ↓ خِطٌّ: (K:) or land not rained upon between two lands that have been rained upon: (S, K:) or land of which part has been rained upon, (K, TA,) and part has not: (TA:) or land not rained upon surrounded by land that has been rained upon; (ISh;) as also ↓ the latter word: (AHn:) pl. of the former, خَطَائِطُ. (S.) b2: Hence the saying of a certain Arab, to his son, اِلْزَمْ خَطِيطَةَ الذُّلِّ مَخَافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ (tropical:) [Keep thou to the condition of abasement in fear of what is more grievous than it]. (IAar, M.) b3: خَطِيطَةٌ also signifies A strip of ground differing in roughness and smoothness from what is on either side of it: pl. as above. (L.) خَطَّاطٌ A practiser of what is termed عِلْمُ الخَطِّ [or geomancy]. (Lth.) b2: [Also A practiser of the art of writing:] a caligraphist. (KL.) رِمَاحٌ خَطِّيَّةٌ Spears of El-Khatt; so called from الخَطُّ, a place in El-Yemámeh, (S, Msb,) also called خَطُّ هَجَرٍ, (S,) because they are brought thither (S, Msb) from India, (S,) and straightened in that place, (S, Msb, *) which is a coast for ships; not that the canes grow there: (Msb:) or they are so called from الخَطُّ which is the station for ships in El-Bahreyn, because they are sold there; not that it is the place of their growth: this place is also called الخِطُّ: (K:) but this demands consideration; for it is said [in the 'Eyn, i. e.] by Lth, (TA,) or by Kh, (Msb,) that when you convert the rel. n. into a subst., you say ↓ خِطِيَّةٌ, (Msb, TA,) with kesr to the خ, (Msb,) without رماح, like as you say, ثِيَابٌ قِبْطِيَّةٌ, (Msb, TA,) with kesr, (Msb,) but when you convert the rel. n. into a subst., you say, قُبْطِيَّةٌ, (Msb, TA,) with damm, to distinguish the subst. from the rel. n., without ثياب: (Msb:) a single spear of this kind is called رُمْحٌ خَطِّىٌّ: (TA:) AHn says that الخَطِّىُّ signifies the spears; and that it is a rel. n. used in the manner of a proper name; being a rel. n. from الخَطُّ, which is خَطُّ البَحْرَيْنِ, where ships moor when they come from India. (TA.) خِطِّيَّةٌ: see the next preceding paragraph.

أَخَطُّ (assumed tropical:) Delicate in beauties. (IAar.) [See also مُخَطَّطٌ.]

مَخَطٌّ [A place marked with a line or lines, with a streak or streaks, or with a stripe or stripes]. (TA in art. طر.) مِخَطٌّ A wooden instrument with which one makes lines or marks or the like: (S:) or the wooden instrument with which the weaver makes lines or marks or the like, in, or upon, a piece of cloth. (L, K.) مُخَطَّطٌ A [garment of the kind called] كِسَآء, (S, TA,) and a date, and a wild animal, (TA,) or anything, (K, TA,) marked with lines, streaks, or stripes. (S, K, TA.) b2: (tropical:) Beautiful; (K, TA;) applied to a boy [whose hair of his beard has appeared upon the sides of his face, forming lines]; as also ↓ مُخْتَطٌّ [originally مُخْتَطِطٌ: see 8]. (TA.) مِخْطَاطٌ [A wooden ruler;] an instrument of wood by means of which lines are made even. (S, O.) مَخْطُوطٌ A book or the like written in, or upon. (TA.) مُخْتَطٌّ: see مُخَطَّطٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.