Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تحسب

التقاء الساكنين

التقاء الساكنين: إِمَّا أَن يكون فِي الْوَقْف أَو فِي الدرج فَإِن كَانَ فِي الْوَقْف فيفتقر مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَا صَحِيحَيْنِ أَو لَا أَولهمَا مُدَّة أَو لَا. وَإِن كَانَ فِي الدرج فإمَّا أَن يكون من الصُّور الَّتِي ذكرهَا الشَّيْخ ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله فِي الشافية مِنْهَا أَن يكون أَولهمَا مُدَّة أَي لينًا وَالثَّانِي مدغما ويكونان فِي كلمة وَاحِدَة. وَإِنَّمَا فسرنا الْمَدّ باللين ليدْخل نَحْو خويصة فَإِن اللين أَعم من الْمَدّ وَبَاقِي الصُّور لَا نطول الْكَلَام بذكرها فاطلب مِنْهَا. أَو لَا يكون من تِلْكَ الصُّور فَإِن كَانَ مِنْهَا فمغفور مَعْفُو أَيْضا. وَإِن كَانَ فِي غَيرهَا فَأَما أَن يكون أول السَّاكِن مُدَّة أَو غير مُدَّة فَإِن كَانَ مُدَّة حذفت سَوَاء كَانَ الساكنان فِي كلمة أَو فِي كَلِمَتَيْنِ مستقلتين مثل يَخْشونَ وَيدعونَ وثرمين ويخشى الْقَوْم واغزوا الْجَيْش وارمي الْعرض. وَإِن لم يكن مُدَّة حرك نَحْو اذْهَبْ اذْهَبْ واخشوا الله واخشى الله. وَمَا فِي آخِره ألف إِذا اتَّصل بِهِ نون التَّأْكِيد فَإِن كَانَ من نَحْو هَل تخشى فتنقلب فِيهِ الْألف يَاء فَتَقول هَل تخشين وَإِن كَانَ من نَحْو اضربا فَتبقى الْألف وَيُقَال اضربان وَيقرب مِنْهُ اضربنان. وَنون التَّأْكِيد كلمة غير مُسْتَقلَّة فَافْهَم فَإِن قيل مَا وَجه مغْفرَة التقاء الساكنين فِي الْوَقْف وعفوه قلت الْوَقْف على الْحَرْف سَاد مسد حركته لِأَنَّهُ يُمكن جرسه وتوفر الصَّوْت عَلَيْهِ فَإنَّك إِذا وقفت على عَمْرو مثلا وجدت للراء من التكرر وتوفر الصَّوْت عَلَيْهِ مَا لَيْسَ لَهُ إِذا وصلته بِغَيْرِهِ وَمَتى أدرجتها زَالَ ذَلِك الصَّوْت لِأَن أخذك فِي حرف سوى الْمَذْكُور يشغلك عَن اتِّبَاع الْحَرْف الأول صَوتا فَبَان بِمَا ذكرنَا أَن الْحَرْف الْمَوْقُوف عَلَيْهِ أتم صَوتا وَأقوى جرسا من المدرج فسد ذَلِك مسد الْحَرَكَة فَجَاز اجتماعه مَعَ سَاكن قبله كَمَا فِي عَمْرو. وَلِأَن الْوَقْف مَحل تَخْفيف وَقطع فاغتفر فِيهِ ذَلِك وَإِن كَانَ فِي الدرج فَلَا يغْتَفر إِلَّا فِي صور ذكرهَا أَصْحَاب التصريف فَإِن قيل لم جَازَ التقاء الساكنين إِذا كَانَ أَولهمَا حرف مد وَالثَّانِي مدغما ويكونان فِي كلمة وَاحِدَة وَالْمرَاد بِالْمدِّ هَا هُنَا هُوَ اللين قلت لما فِي حُرُوف الْمَدّ واللين من الْمَدّ الَّذِي يتَوَصَّل بِهِ إِلَى النُّطْق بالساكن بعده مَعَ أَن المدغم مَعَ المدغم فِيهِ بِمَنْزِلَة حرف وَاحِد لِأَن اللِّسَان يرْتَفع عَنْهُمَا دفْعَة والمدغم فِيهِ متحرك فَيصير الثَّانِي من الساكنين كلا سَاكن فَلَا يتَحَقَّق التقاء الساكنين الخالصي السّكُون بِخِلَاف مَا إِذا كَانَا فِي كَلِمَتَيْنِ نَحْو قَالُوا ادارأنا فَإِنَّهُ بِحَذْف السَّاكِن الأول وَأَصله تدارءنا على زون تفاعلنا فأدغمت التَّاء فِي الدَّال وَجِيء بِهَمْزَة الْوَصْل لِئَلَّا يلْزم الِابْتِدَاء بالساكن. ثمَّ اعْلَم أَنه يجوز التقاء ثَلَاث سواكن إِذا اجْتمع هَذَانِ الْأَمْرَانِ أَعنِي الْوَقْف وَكَون الأول حرف مد وَالثَّانِي مدغما كدواب وَمثله يَقع فِي كَلَام الْعَجم كثيرا نَحْو (كوشت نيست) وَأما الْجمع بَين أَربع سواكن فممتنع فِي كل لُغَة وعَلى كل حَال فَافْهَم واحفظ.
التقاء الساكنين: لَا يخفى على أَرْبَاب الْفطْرَة والفكر وَأَصْحَاب الظّرْف والخبرة أَن نعمت خَان عالي قد أنْشد قِطْعَة شعرية هزلية فِي كدخدائي كامكار خَان، أرخ فِيهَا لَهُ وَقَالَ:
(بِكُل حِكْمَة قلت إِن الخطابة أَصبَحت آلَة وسيعة ... )
(عِنْد أهل الْقلب وَقَول التَّارِيخ أصبح فرض عين ... )
(فَقَالَ عِنْدهَا عَجُوز الْعقل أَنَّك ادغمت حرف الْمَدّ ... )
(وَالَّذِي أجَاز ذَلِك فِي هَذَا الْمَكَان هُوَ التقاء الساكنين ... )
يَقُول الْفَاضِل النامي مير غُلَام عَليّ بلكرامي سلمه الله تَعَالَى فِي شرح هَذَا القَوْل أَن سنة كدخائي كامكار خَان وَالَّتِي يبينها المصراع التأريخي النامي هِيَ سنة 1099 وَأَنه فتح قلعة كولكنده حيدر آباد سنة 1098 وَهَذَا يُوضح كَذَلِك أَن زواج كدخدائي كامكار خَان من ابْنة السَّيِّد مظفر وَزِير أَبُو الْحسن وَالِي حيدر آباد حدث بعد سنة من الْفَتْح، وحروف الْمَدّ فِي اصْطِلَاح عُلَمَاء الصّرْف هِيَ الْألف وَالْوَاو وَالْيَاء، وَيَقُول المؤرخون الْعَرَب أَن الْهمزَة التالية للألف لَا تحسب لِأَن لَيْسَ لَهَا صُورَة من صور حُرُوف الهجاء.
وَلَا يخفى أَن بعض النقاد لمادة تَارِيخ الخطابة يعتبرون أَن مَوْضُوع التقاء الساكنين فِي بعض الْمَوَاضِع هُوَ من مسَائِل علم الصّرْف. وَأَن وُرُود اللَّفْظ فِي هَذَا المصراع هُوَ من هَذَا الْبَاب على مَا هُوَ مَشْهُور فِي هَذَا الْموقع. وَالصَّوَاب أَن هَذِه الْمَسْأَلَة يوردونها من جِهَة علمية وَكَذَلِكَ من جِهَة أُخْرَى تتَعَلَّق بِعلم آخر. وَهنا فِي الْبَحْث الْمُطلق لالتقاء الساكنين فِي علم الصّرْف يعتبرونه من أَعْرَاض جَوْهَر الْكَلِمَة والتقاء آخر الْكَلِمَة بِأول كلمة أُخْرَى فَإِنَّهُم يبحثونه فِي علم النَّحْو لذَلِك فَإِنَّهُ من هَذَا المنطلق هُوَ من أَعْرَاض آخر الْكَلِمَة (الْفَوَائِد الضيائية) أما الملا الجامي فَإِنَّهُ يشْرَح التقاء الساكنين فِي كَلَامه عَن نون التَّأْكِيد (التوكيد) .
وعَلى كل فَفِي أَي مَوضِع خَاص لالتقاء الساكنين هُوَ التقاء الختانين، ولدى النَّحْوِيين أَن التقاء الساكنين من كَلِمَتَيْنِ، والإتيان بِلَفْظ هُوَ الْأَفْضَل. وَيجب أَن نعلم أَن التقاء الساكنين عِنْدَمَا تلْحق نون التوكيد يَقع فِي اطار التَّثْنِيَة وواو الْجَمَاعَة (وَاو الْجمع) وَقد اعْتبر جَمِيع النحات أَن هَذِه النُّون هِيَ النُّون الثَّقِيلَة أما (يُونُس النَّحْوِيّ) فقد اعْتقد على خلافهم أَنَّهَا تجوز كَذَلِك فِي النُّون الْخَفِيفَة. إِذن، فِي مَوضِع خَاص وَفِي صُورَة التَّثْنِيَة يُمكن جمع (ألف داماد) الَّتِي هِيَ فَاعل الْفِعْل مَعَ (نون الْعَرُوس) الَّتِي هِيَ تَأْكِيد للْفِعْل. وَإِذا اعْتبرت (نون الْعَرُوس) ثَقيلَة بِاعْتِبَار التَّشْدِيد فَإِن الْمَقْصُود من مَذْهَب جُمْهُور النَّحْوِيين أَن هَذَا جَائِز. وَأما إِذا اعْتبرت النُّون خَفِيفَة بِاعْتِبَار التسكين من أجل تَحْرِير الْقَضِيَّة وعَلى الرغم من وُرُود الْقبُول وَالشّرط فَإِن المُرَاد من مَذْهَب (يُونُس) هُوَ جَوَاز التقاء الساكنين كحالة خَاصَّة. (انْتهى) .

الخرقاء

الخرقاء: فِي كَوْكَب الخرقاء.
(الخرقاء) الأَرْض الواسعة تنخرق فِيهَا الرِّيَاح وَمن الرّيح الشَّدِيدَة الهبوب وَالَّتِي لَا تدوم على جِهَة فِي هبوبها وَالْمَرْأَة غير الصناع وَفِي الْمثل (تحسبــها خرقاء وَهِي صناع) والناقة لَا تتعهد مَوَاضِع قَوَائِمهَا وَأذن خرقاء فِيهَا خرق نَافِذ وشَاة خرقاء مثقوبة الْأذن ثقبا مستديرا أَو فِي وسط أذنها شقّ وَاحِد إِلَى قرب طرفها

الْكَافِر

(الْكَافِر) وعَاء طلع النّخل وَالثَّمَر (ج) كوافر والظلمة وَمن الأَرْض مَا بعد عَن النَّاس لَا يكَاد ينزله أَو يمر بِهِ أحد والمقيم المختبئ بِالْمَكَانِ من لَا يُؤمن بِاللَّه (ج) كفار
الْكَافِر: من الْكفْر وَهُوَ السّتْر وَالْكَافِر لما ستر الْحق سمي بِهِ وَهُوَ ضد الْمُؤمن. فِي خزانَة المفتيين الْكَافِر إِذا أقرّ بِخِلَاف مَا اعتقده حكم بِإِسْلَامِهِ فَمن يُنكر الوحدانية كالثنوي وَعَبدَة الْأَوْثَان وَالْمُشْرِكين إِذا قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله أَو قَالَ أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله أَو قَالَ أسلمت أَو آمَنت بِاللَّه وَأَنا على دين الْإِسْلَام أَو على الحنيفية فَهَذَا كُله إِسْلَام. وَفِي الْمُحِيط الْكفَّار على نَوْعَيْنِ مِنْهُم من يجْحَد الْبَارِي عز شَأْنه. وَمِنْهُم من يقربهُ إِلَّا أَنه يُنكر وحدانيته تَعَالَى كعبدة الْأَوْثَان فَمن أنكر إِذا أقرّ بِهِ يحكم بِإِسْلَامِهِ وَمن أقرّ بوحدانيته تَعَالَى وَجحد رِسَالَة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أقرّ برسالته يحكم بِإِسْلَامِهِ. وَفِي فَتَاوَى قاضيخان الوثني الَّذِي لَا يقر بوحدانية الله تَعَالَى إِذا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يصير مُسلما حَتَّى لَو رَجَعَ عَن ذَلِك يقتل وَلَو قَالَ الله لَا يصير مُسلما وَلَو قَالَ أَنا مُسلم يصير مُسلما وَمذهب أَصْحَاب الشَّرْع الظَّاهِر أَن الْكفَّار مخلدون فِي النَّار. وَقَالَ قدوة الْمُحَقِّقين الشَّيْخ محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله فِي فص يونسي أما أهل النَّار فمآلهم إِلَى النَّعيم لَكِن فِي النَّار إِذْ لَا بُد لصورة النَّار بعد انْتِهَاء مُدَّة الْعقَاب أَن يكون بردا وَسلَامًا على من فِيهَا وَهَذَا هُوَ النَّعيم وَهُوَ رَحمَه الله يزْعم أَنه لم يرد نَص بخلود عَذَابهمْ بل بخلودهم فِي النَّار. وَقَالَ القيصري فِي شرح فصوص الحكم اعْلَم أَن من اكتحلت عينه بِنور الْحق يعلم أَن الْعَالم بأسره عباد الله وَلَيْسَ لَهُم وجود وَصفَة وَفعل إِلَّا بِاللَّه وَحَوله وقوته وَكلهمْ محتاجون إِلَى رَحمته وَهُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم وَمن شَأْن من هُوَ مَوْصُوف بِهَذِهِ الصِّفَات أَن لَا يعذب أحدا عذَابا أبديا وَلَيْسَ ذَلِك الْمُقدر من الْعَذَاب إِلَّا لأجل إيصالهم إِلَى كمالاتهم الْمقدرَة كَمَا يذاب الذَّهَب وَالْفِضَّة بالنَّار لأجل الْخَلَاص مِمَّا يكدرهما وَينْقص عيارهما وَهُوَ يتَضَمَّن أَمن اللطف وَالرَّحْمَة كَمَا قيل.
(وتعذيبكم عذب وسخطكم رضى ... وقطعكم وصل وجوركم عدل)
وَقَالَ رَحمَه الله فِي فص اسمعيلي الثَّنَاء بِصدق الْوَعْد والحضرة الإلهية يطْلب الثَّنَاء الْمَحْمُود بِالذَّاتِ فيثني عَلَيْهَا بِصدق الْوَعْد لَا يصدق الْوَعيد بل بالتجاوز فَلَا تحسبــن الله مخلف وعده رسله. وَلم يقل ووعيده بل قَالَ ويتجاوز عَن سيئاتهم مَعَ أَنه يوعد على ذَلِك. ويلائم هَذَا الْكَلَام. حَدِيث شَفِيع الْأَنَام. عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام. سَيَأْتِي على جَهَنَّم زمَان ينْبت فِي قعرها الجرجير.

النُّون

(النُّون) حرف من حُرُوف الهجاء (ج) نونات وأنوان وشفرة السَّيْف والحوت والدواة (ج) أنوان ونينان
(النُّون)
الْحَرْف الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مجهور متوسط ومخرجه من طرف اللِّسَان مَعَ أصُول الثنايا الْعليا وَهُوَ أنقى إِذْ يتسرب الْهَوَاء مَعَه من الْأنف مَعَ اللثة الْعليا وامتداد النَّفس من الْأنف
وللنون دلالات مِنْهَا
1 - نون التوكيد وَتدْخل على الْمُضَارع وَهِي خَفِيفَة وثقيلة وَقد اجتمعتا فِي قَوْله تَعَالَى {ليسجنن وليكونن من الصاغرين} وتبدل الْخَفِيفَة عِنْد الْوَقْف ألفا فَيُوقف على (ليكونا) بِالْألف لينَة بعد النُّون وعَلى (ليسجنن) بنُون سَاكِنة ويؤكد بهما صِيغ الْأَمر مُطلقًا وَلَو كَانَ دعائيا كَقَوْلِه
(إِنَّه وَالله لَوْلَا الله مَا اتقينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا)
(فأنزلن سكينَة علينا ... )
وَلَا يُؤَكد بهما الْمَاضِي مُطلقًا وَأما الْمُضَارع فَإِن كَانَ حَالا لم يُؤَكد بهما وَإِن كَانَ مُسْتَقْبلا أكد بهما كثيرا بعد الطّلب نَحْو {وَلَا تحسبــن الله غافلا} وَوَجَب توكيده بعد الْقسم فِي نَحْو قَوْله فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وتالله لأكيدن أصنامكم}
2 - نون الْإِنَاث وَهِي إِمَّا مَفْتُوحَة فَقَط سَاكن مَا قبلهَا نَحْو النسْوَة يذْهبن وَهِي ضمير وَإِمَّا مُشَدّدَة مَفْتُوحَة تتصل بالضمائر للدلالة على جمع الْإِنَاث نَحْو كتابكن ومنهن وضربهن وَهِي حرف
3 - نون الْوِقَايَة وَتسَمى نون الْعِمَاد أَيْضا وتلحق قبل يَاء الْمُتَكَلّم نَحْو سمعني وإنني
4 - النُّون الزَّائِدَة وَهِي اثْنَتَانِ
إِحْدَاهمَا تلْحق الْفِعْل الْمُضَارع إِذا اتَّصل بضمير تَثْنِيَة نَحْو يضربان أَو بضمير مُؤَنّثَة مُخَاطبَة نَحْو تضربين أَو جمع مُذَكّر نَحْو يضْربُونَ وَتَكون مَكْسُورَة فِي الْمثنى ومفتوحة فِي الْبَاقِي
الثَّانِيَة تلْحق الِاسْم الْمثنى مَكْسُورَة نَحْو الزيدان وَالْجمع الْمُذكر مَفْتُوحَة نَحْو الزيدون
النُّون: اسْم لحرف من حُرُوف الهجاء والحوت وَغير ذَلِك كَمَا بَين فِي التفاسير وَأَيْضًا النُّون الْعلم الإجمالي وَيُرَاد بِهِ الذوات فَإِن الْحُرُوف الَّتِي هِيَ صُورَة الْعلم مَوْجُودَة فِي مدادها إِجْمَالا وَفِي قَوْله تَعَالَى: {ن والقلم} - هُوَ الْعلم الإجمالي فِي الحضرة الأحدية والقلم حَضْرَة التَّفْصِيل -
وَفِي كتب التجويد أَن للنون الساكنة وَكَذَا للتنوين أَحْوَال أَرْبَعَة - الْقلب والإدغام والإظهار - والإخفاء - (فَإِذا لقيتهما بَاء) قلبتا ميما مَعَ الغنة كَمَا تَقول أنبتت من كل زوج بهيج. فِي مِثَال النُّون الساكنة والتنوين - (وَإِذا لقيهمَا) حرف من حُرُوف (يومن) أدغمتا فِيهِ مَعَ الغنة - وَقَالَ بَعضهم أَنَّهُمَا تدغمان فِي الْوَاو وَالْيَاء بِلَا غنة كَمَا تَقول آمن يَأْتِي. آمنا يَوْم الْقِيَامَة - وَمن ولي وَلَا نصير - وَمن مَاء مهين - وَلنْ نؤمن لرقيك حَتَّى تنزل علينا كتابا نقرؤه - وَإِذا اجْتمعت النُّون الساكنة مَعَ الْوَاو وَالْيَاء فِي كلمة وَاحِدَة فالقراء كلهم متفقون على إِظْهَار النُّون يَعْنِي لَا يجوز فيهمَا الْإِدْغَام نَحْو صنْوَان وقنوان وبنيان وَدُنْيا. (وَإِذا لقيهمَا) حرف من حرفي (ر ل) أَي الرَّاء الْمُهْملَة وَاللَّام أدغمتا فِيهِ بِلَا غنة نَحْو من رب رَحِيم. وَإِن لبثتم.
وَأما إظهارهما فَعِنْدَ اتصالهما بِحرف من حُرُوف الْحلق السِّتَّة الْمَشْهُورَة فَهِيَ حُرُوف الْإِظْهَار كَمَا تَقول إِن حكمتم. وفالله خير حَافِظًا - وَإِن خَرجْتُمْ. ومثقال ذرة خيرا يره - وَإِن علمْتُم - وَلَا خوف عَلَيْهِم - وفسينغضون - وميثاقا غليظا. وَإِن أَحْسَنْتُم. وبغتة أَو جهرة. وَلَوْلَا إِن هدَانَا الله ومنسكاهم ناسكوه.
وَأما إخفاؤهما فَعِنْدَ اتصالهما بِخَمْسَة عشر حرفا التَّاء بنقطتين والثاء الْمُثَلَّثَة وَالْجِيم وَالدَّال والذال وَالزَّاي الْمُعْجَمَة وَالسِّين والشين وَالصَّاد وَالضَّاد والطاء والظاء وَالْفَاء وَالْقَاف وَالْكَاف فَإِذا اتَّصل بهما حرف من هَذِه الْحُرُوف الْمَذْكُورَة تخفيان مَعَ الغنة فَهَذِهِ حُرُوف الْإخْفَاء كَمَا تَقول انْتَهوا وَمن نعْمَة تجزى وَمن ثَمَرَة. وسائحات ثيبات وَمن جبال وَمن خلق جَدِيد وَمن دبر وَمن مَاء دافق ومنذرون وعزيز ذُو انتقام وأنزلت وَمن كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وينسلون وزلفة سيئت وينشرون وَلكُل صبار شكور وينصرون وريحا صَرْصَرًا وبمن ضل وكلا ضربنا وينطقون وصعيدا طيبا وَيَنْظُرُونَ وظلا ظليلا وينفقون وينقذون ومؤمنات قانتات ومنكم وكراما كاتبين.

خَصل

خَصل
الخَصْلَةُ: الخَلَّةُ نَقله الصاغانيُّ. أَيْضا: الفَضِيلَةُ والرَّذِيلَةُ تكون فِي الإِنسان. أَو قد غَلَبَ على الفَضِيلةِ كَمَا فِي المُحكَم. وَقَالَ الأزهريّ: الخَصلَةُ: حالاتُ الأُمورِ. ج: خِصالٌ بِالْكَسْرِ، تَقول: فُلانٌ فِي خَصْلة حَسَنةٍ، وخَصْلة قَبِيحة، وخِصالٍ وخَصَلاتٍ كَرِيمَة. الخَصْلَةُ: إصابَةُ القِرطاسِ با لرَمْي. أَو هُوَ أَن يَقَع السَّهمُ بلِزْقِ القِرطاس، كالخَصْلِ عَن اللّيث. قَالَ: ومَن قَالَ: الخَصْلُ: الإِصابةُ، فقد أَخطَأ. قَالَ: وخَصْلَتانِ فِي النِّضال تُحْسَبُ مُقَرْطِسَةً وَفِي التَّهْذِيب: وَإِذا تَناضَلُوا عَن سَبَقٍ حَسَبُوا خَصْلَتيْن مُقَرطِسَةً. وَقَالَ بعضُ أَعْرَاب بني كِلاب: الخَصْلُ: مَا وقَع قَرِيبا مِن القِرطاس، وَكَانُوا يَعُدُّون خَصْلَتيْن مُقَرطِسَةً. وَقد أخْصَلَ الرامِي: إِذا أصابَ. الخَصْلَةُ: العُنْقُودُ، أَيْضا: عُودٌ فِيهِ شَوْكٌ، ويُضَمّانِ. أَيْضا: طَرَفُ القَضِيبِ الرَّطْبُ اللَّينُّ. قيل: هُوَ مَا رَخُصَ مِن قُضْبانِ العُرْفُط، ويُحرَّك فيهمَا، أَو لَيْسَ إلاَّ مُحَرَّكةً. وَفِي التَّهْذِيب: كُلُّ غُصْنٍ ناعمٍ مِن أَغْصَان الشَّجرة: خَصْلَةٌ. قَالَ: الخُصْلَةُ بالضّم: الشَّعَرُ المُجتَمِعُ، أَو القَلِيلَةُ مِنْهُ جَمْعُه: خُصَلٌ، قَالَ لَبِيدٌ: تَتَّقِيني بتَلِيِلِ ذِي خُصَلْ كالخَصِيلَةِ كسَفِينِةِ، وَهِي الفَلِيلةُ مِن الشَّعَر، كَمَا فِي المُحكَم. الخُصْلَةُ: العُضْوُ مِن اللَّحم.
وتَخاصَلُوا: أَي تَراهَنُوا علَى النِّضال نقلَه ابنُ سِيدَه، وَقَالَ الأزهريّ: أَي تَسابَقُوا. وأَحْرَزَ خَصْلَه، وأصابَ خَصْلَه: غَلَبَ على الرِّهان. والخَصْلُ فِي النِّضال: هُوَ الخَطَرُ الَّذِي يُخاطَرُ عَلَيْهِ. فِي حَدِيث ابنِ عُمَر أَنه كَانَ يَرمِي فَإِذا أصابَ خَصْلَةً قَالَ: أَنا بِها أَنا بِها قَالَ)
الصاغانيّ: الخَصْلَةُ: المَرَّةُ مِن الخَصْلِ، وَهُوَ الغَلَبَةُ فِي النِّضال. يُقَال: خَصَلَهُم خَصْلاً وخِصالاً، بِالْكَسْرِ: أَي فَضَلَهُم كَأَنَّهُ على: خاصَلْتُهُم فخَصَلْتُهم، كناضَلْتُهم فنَضَلْتُهم، وَمِنْه قولُ الكُمَيت، يمدَحُ مَسلَمةَ بنَ عبدِ الْملك:
(سَبقْتَ إِلَى الخَيراتِ كُلَّ مُناضِل ... وأحْرزْتَ بالعَشْرِ الوِلاءِ خِصالَها)
خَصَلَ الشَّيْء خَصْلاً: قَطَعَهُ وَكَذَلِكَ فَصَلَهُ. الخَصِيلُ كأَمِيرٍ: المَقْمُورُ. أَيْضا: الذَّنَبُ وَفِي بعض النُّسَخ: الذِّنْب وَهُوَ غَلطٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عِندَ خَصِيلِهِ ... بِذَب كنَفْضِ الرِّيحِ آلَ السُّرادِقِ)
أَرَادَ بالفَردِ الثَّورَ المُنفَرِدَ، وآلُهُ: شَخْصُه. الخَصِيلَةُ بِهاءٍ: القِطْعةُ مِن اللَّحم صَغُرتْ أَو عَظُمَتْ، كَمَا فِي المحكَم. أَو كُلُّ لَحمةٍ علَى حَيِّزِها مِن لَحمِ الفَخِذَيْن والعَضُدَين والذِّراعَين وَفِي التَّهْذِيب: والسَّاقَيْن والسّاعِدَين. وَقيل: لَحمةُ الفَخِذ. وَقيل: الطَّفْطَفَةُ. أَو كُلُّ عَصَبَةٍ فِيهَا لَحْمٌ غَليظٌ خَصِيلَةٌ. وَفِي العُباب: كُلُّ لَحْمةٍ استطالَتْ وخالَطَتْ عَصَباً. وكتَب عبدُ الملِك إِلَى الحَجّاج: إِنِّي قد استعملتُك على العِراقَينْ صَدْمَةً، فاخرُجْ إِلَيْهِمَا كَمِيشَ الإزارِ، شَدِيدَ العِذارِ، مُنْطَوِيَ الخَصِيلَةِ، قَليلَ الثَّمِيلة، غِرارَ النَّوم، طَويلَ اليَوْم. ج: خَصِيلٌ وخَصائِلُ. وصفَ بعضُهم فرَساً فَقَالَ: إِنَّه سَبطُ الخَصِيلِ، وهَواهُ الصَّهِيل. ورُّبما استُعمِل فِي الإِنسان، قَالَ:
(يَبِيتُ أَبُو لَيلَى دَفِيئاً وضَيفُهُ ... مِن القُرِّ يُضحِي مُسْتَخَفّاً خَصائِلُهْ)
والمِخْصالُ: المِنْجَلُ وَقَالَ ابنُ عَبّاد: مَا تُخَصَّلُ بِهِ فُروعُ الشَّجرِ، كالفأس. المِخْصَلُ كمِنْبِرِ: السَّيفُ القَطَّاعُ كالمِقْصَل. وَفِي المحكَم: القَطَّاعُ مِن السُّيوفِ وغيرِها، وَكَذَلِكَ المِخْذَمُ، عَن ابنِ الأعرابيّ وَأبي عُبيد. وَقَالَ فِي المُخَصَّص عَن أبي عبيد: المِخْضَلُ بالمُعجَمة وَالضَّاد: تَصحيفٌ. قلت: وأثبته أَبُو حَيَّانَ وغيرُه كَمَا سَيَأْتِي. وخَصَّلَهُ تَخْصِيلاً: جَعَله قِطًعَا كَمَا فِي المُحكَم. خَصَّلَ الشَّجَرَ تَخْصِيلاً: شَذَّبَهُ وقَطع أغصانَه، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيليّ:
(كَمَا صاحَ جَوْنَا ضالَتَينْ تَلاقَيَا ... كَحِيلانِ فِي أَعْلَى ذُرًى لم تُخَصَّلِ)
أَرَادَ بالجَوْنَينْ صُرَدَيْنِ أخْضَرَيْن. خَصَّلَ البَعِيرَ: قَطَعَ لَهُ الخُصْلَةَ وَهُوَ من أَغْصَان الشَّجر مَا رَخُصَ ولانَ. خُصَيلَةُ كجُهَينَةَ هِيَ بِنتُ واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع رَضِي الله عَنهُ، رَوتْ عَن أَبِيهَا، وأبوها مِن أصحابِ الصُّفَّة. وبَنُو خُصَيلَةَ: بُطَينٌ مِن العَرب، عَن ابْن درَيد. والخُصالَةُ بالضمّ لُغَةٌ فِي الحُصالَةِ لقَصائرِ الحِنْطَةِ وَمَا فِيهَا من الأَخْلاط، والحاءُ فِيهِ أَعْرفُ. والتركيبُ يدلُّ)
على القَطْعِ، أَو القِطْعةِ من الشَّيْء، ثمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ تَشبيهاً ومَجازاً.
وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: المُخاصَلَةُ: المُنَاضَلَةُ. والخُصَلُ: أطرافُ الشَّجرِ المُتدلِّيةُ. وخَصَلْتُ الرجُلَ وخَسَلْتُه: أَي رَذَلْتُه، عَن ابْن عبّاد. وَأَبُو الخِصالِ: مِن كُناهُم. وخُصَيْلٌ، كُزبَيرٍ: مَوضِعٌ بِالشَّام. وخَيْصَلٌ، كصَيقَلٍ: مَوضِعٌ فِي جِبال هُذَيل، عِنْد ماءٍ، قَالَه نَصْرٌ.

الْيَقِين

(الْيَقِين) الْعلم الَّذِي لَا شكّ مَعَه و (فِي الفلسفة) اطمئنان النَّفس إِلَى حكم مَعَ الِاعْتِقَاد بِصِحَّتِهِ (مج) وَيُقَال عَلمته يَقِينا وَعلمه الْيَقِين وَعلم يَقِين لَيْسَ فِيهِ شكّ وَرُبمَا عبروا بِالظَّنِّ عَن الْيَقِين وباليقين عَن الظَّن قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة
(فَقلت لَهُم ظنُّوا بألفي مدجج ... سراتهم فِي الْفَارِسِي المسرد) أَي أيقنوا وَقَالَ أَبُو سِدْرَة الْأَسدي
(تحسب هواس وأيقن أنني ... بهَا مفتد من وَاحِد لَا أغامره) أَي ظن ذَلِك وَالْمَوْت وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واعبد رَبك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين}
الْيَقِين: عِنْد أَرْبَاب السلوك ظُهُور نور الْحَقِيقَة فِي الموقن حَال كشف الأستار البشرية بِشَاهِد الوجد والذوق لَا بِدلَالَة الْعقل وَالنَّقْل. فالإيمان نور من وَرَاء الْحجاب - وَالْيَقِين نور عِنْد كشف الْحجاب. وَاعْلَم أَنهم أَجمعُوا على أَنه كلما وجد حكم وجد تَصْدِيق إِمَّا غير جازم فَظن. أَو جازم صَادِق راسخ فيقين. أَو غير راسخ فتقليد. أَو جازم كَاذِب فجهل مركب.
وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَن الْيَقِين فِي الْعرف هُوَ التَّصْدِيق الْجَازِم المطابق الثَّابِت وَبِعِبَارَة أُخْرَى هُوَ اعْتِقَاد الشَّيْء بِأَنَّهُ لَا يُمكن إِلَّا كَذَا مطابقا للْوَاقِع غير مُمكن الزَّوَال. وبالقيد الأول يخرج الظَّن فَإِنَّهُ اعْتِقَاد الشَّيْء بِأَنَّهُ كَذَا مَعَ احْتِمَال مَرْجُوح لنقيضه. وبالقيد الثَّانِي أَعنِي مطابقا للْوَاقِع يخرج الْجَهْل الْمركب وبالقيد الثَّالِث يخرج اعْتِقَاد الْمُقَلّد فَإِنَّهُ غير راسخ مُمكن الزَّوَال بتشكيك المشكك. وَالشَّكّ عبارَة عَن تَسَاوِي طرفِي الْخَبَر أَي وُقُوعه وَلَا وُقُوعه - وَقد يذكر الشَّك وَيُرَاد بِهِ الظَّن كَمَا قَالُوا أَفعَال الْقُلُوب تسمى أَفعَال الشَّك وَالْيَقِين. وَأَرَادُوا بِالشَّكِّ هَا هُنَا الظَّن وَإِلَّا فَلَا شَيْء من هَذِه الْأَفْعَال بِمَعْنى الشَّك الْمُقْتَضِي لتساوي الطَّرفَيْنِ. وَإِن لم يتساويا فالطرف الرَّاجِح ظن والمرجوح وهم. وَقد مر تَحْقِيق حقيق لهَذِهِ الْأُمُور فِي الْعلم فَاعْلَم.

الجهاد

الجهاد
قوبل الدين الجديد بأعنف مظاهر المعارضة، واجتمع أعداؤه يريدون القضاء عليه، ويحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يخنقوه في مهده، وأن يبيدوا فكرته ومبادئه، ولم يقفوا عند حد الجدل اللسانى، أو المعارضة القولية، بل تعدوا ذلك إلى أشد ألوان الإيذاء، فحملوا بقسوة على من اعتنق هذا الدين الجديد، حتى أصبح مقامهم في وطنهم عبئا لا يحتمل، وجحيما لا يطاق، ففروا بدينهم إلى المدينة، وضحوا في سبيل عقيدتهم بأموالهم. وأهليهم، فكان من الطبيعى أن يسمح لمعتنقى هذا الدين الذى اتخذ شعاره: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). أن يعدوا العدة للدفاع عن أنفسهم، والدفاع عن عقيدتهم، حتى يتدبر الناس أمرها في حرية وأمن، ويتدبروا ما فيها من الحق والصواب، فيعتنقوها عن اقتناع، ويدخلوها مطمئنين، لا يخافون، وقد بين القرآن ذلك في قوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39، 40). وإن أحق ما يعطاه المظلوم من الحقوق الدفاع عن النفس، ليعيش آمنا في سربه، مطمئنّا إلى حياته، لا يخشى أحدا على نفسه ولا عقيدته، والجهاد هو الذى يدفع شرّة العدو، ويحول بينه وبين الاعتداء والتعدى، فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (النساء 84).
وإذا كان للجهاد، هذا الأثر القوى في تأمين الجماعة الناشئة على نفسها وعقيدتها، فلا جرم كان له مكانه الممتاز بين مبادئ هذا الدين وقواعده، حتى إنه لينكر أن يسوى به غيره مما لا يبلغ قدره وقيمته، فيقول: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 19 - 22).
ويقول: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء 95).
أرأيت هذا التكرير وما يحمله من معانى التوكيد، مثبتا في النفس فضل الجهاد وقدره وقيمته.
والقرآن يعترف بأن الجهاد فريضة ثقيلة على النفوس، لا تتقبله في يسر، ولا تنقاد إليه في سهولة، فهو يعلم ما لغريزة حب الذات من أثر قوى في حياة الإنسان وتوجيه أفعاله، ولذلك تحدث في صراحة، مقررا موقف النفس الإنسانية، من تلك الفريضة الشاقة، التى يعرض المرء فيها حياته لخطر الموت، وقد طبعت النفوس على بغضه وكراهيته، فقال كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 216). ويقرر في صراحة أن نفوس المسلمين قد رغبت في أن تظفر بتجارة المكيين الآئبة من الشام، والتى يستطيعون الاستيلاء عليها من غير أن يريقوا دماءهم في قتال مرير مع القرشيين، إذ يقول: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (الأنفال 7).
وإذا كانت النفس الإنسانية تجد الجهاد فريضة شاقة، فقد جمع القرآن حولها من المغريات ما يدفع إلى قبولها قبولا حسنا، بل إلى حبها والرغبة فيها.
وإذا كان أول ما يثنى المرء عن الجهاد هو حبه للحياة وبغضه للموت، فقد أكد القرآن مرارا أن هذا الذى يقتل في سبيل الله حىّ عند ربه يرزق، وإن كنا لا نشعر بحياته ولا نحس بها، فقال: وَلا تَحْسَبَــنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 169 - 171). وإذا كان من يقتل في سبيل الله حيا يرزق، ويظفر بحياة سعيدة، فرحا بما أنعم الله به عليه، ولا يمسه خوف، ولا يدركه حزن، فلا معنى للإحجام عن الجهاد، حرصا على حياة لا تنقطع بالموت في ميدان القتال، ولا تنتهى بالاستشهاد، بل يستأنف صاحبها حياة أخرى آمنة، خالصة مما يشوب حياة الدنيا من القلق والمخاوف والأحزان.
ويمضى بعدئذ، غارسا في نفوسهم أن الموت قدر مقدور، لا يستطيع المرء تجنبه أو الهرب منه، فلا معنى إذا لتجنب الجهاد الذى لا يدنى الأجل، إذا كان في العمر فسحة، إذ الأجل لا يتقدم ولا يتأخر، فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف 34). فيقول: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (الأعراف 34). ويقول: يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ (آل عمران 154). ويرد على أولئك الذين يزعمون الجهاد مجلبة للموت ردّا رفيقا حازما في قوله: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 167، 168). وإذا كان المرء يموت عند انقضاء أجله، فلا معنى كذلك للفرار من ميدان القتال خوفا من الموت إذ لا
شىء يحول بينهم وبينه إن كان أجلهم قد دنا، قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (الأحزاب 16، 17).
وإذا كانت الدنيا زائلة لا محالة والموت قادما لا ريب فيه، وإذا كان الباقى الدائم هو الدار الآخرة والجهاد وسيلة من وسائل السعادة في هذه الدار- كان العاقل الحازم هو هذا الذى يقبل على الجهاد بنفس راضية، مؤثرا ما يبقى على ما يزول قال سبحانه: فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 74). ويرد على هؤلاء الذين اعترضوا على فرض القتال بقوله: وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (النساء 77، 78).
ويثير فيهم النخوة الإنسانية، وشهامة الرجولة، حينما يمثل لهم واجبهم المقدس إزاء إنقاذ قوم ضعاف يسامون الذل، ويقاسون الظلم، على أيدى قرية ظالم أهلها، فلا يجدون ملجأ يتجهون إليه سوى الله، يرجونه ويطلبون نصرته، أليس هؤلاء الضعاف أجدر الناس بأن يهب من لديهم نخوة لإنقاذهم من أيدى ظالميهم؟ قال سبحانه: وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (النساء 75).
ويمثلهم وأعداءهم معسكرين، أحدهما ينصر الله، وثانيهما ينصر الشيطان، أحدهما يدافع عن الحق، وثانيهما يدافع عن الباطل والغواية، والدفاع عن الحق من عمل الإنسان الكامل، أما الباطل فلا يلبث أن ينهار في سرعة، لأنه هشّ ضعيف، الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (النساء 76).
أما جزاء الجهاد فقد أعد الله للمجاهد مغفرة منه ورحمة خيرا مما يتكالب الناس على جمعه في هذه الحياة، وهيأ له جنات تجرى من تحتها الأنهار، فقد عقد معه عقد بيع وشراء، يقاتل في سبيله، فيقتل ويقتل، وله في مقابل ذلك جنة الخلد، ذلك عهد قد أكد الله تحقيقه في قوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 111). وأكّد القرآن هذا، وكرره في مواضع عدة، فقال مرة: فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (آل عمران 195). وقال أخرى حاثا على الجهاد مغريا به: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الصف 10 - 12).
ويشجعهم على تتبع أعدائهم بلا تباطؤ ولا وهن، مبينا لهم أن أعداءهم ليسوا بأسعد حالا منهم، فهم يتألمون مثلهم ثمّ هم يمتازون عليهم بأن لهم آمالا في الله، ورجاء في ثوابه وجنته، ما ليس لدى أعدائهم، ولذا كانوا أجدر منهم بالصبر، وأحق منهم بالإقدام، فيقول: وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء 104).
تلك هى المغريات التى بثها القرآن هنا وهناك، يحث بها على الجهاد، ويوطن النفس على الرغبة فيه والإقبال عليه، وأنت تراها مغريات طبيعية تدفع النفس إلى الإقدام على مواطن الخطر غير هيابة ولا وجلة، مؤمنة بأنه لن يصيبها إلا ما كتب الله لها، فلا الخوف بمنجّ من الردى، ولا الإحجام بمؤخر للأجل، مؤملة خير الآمال في حياة سعيدة قادمة، لا يعكر صوفها خوف ولا حزن.
وإذا كان الله قد حث النفس الإنسانية على الجهاد، وحببه إليها، فقد حذرها من الفرار من ميدان القتال تحذيرا كله رهبة وخوف، وإن الفرار يوم الزحف لجدير أن يظفر بهذا التهديد، لأنه يوهن القوى، ويفت في العضد، ويسلم إلى الانحدار، والهزيمة، فلا غرابة أن نسمع هذا الزجر العنيف في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال 15، 16).
ويشير القرآن إلى أن الإعداد للحرب وسيلة من وسائل تجنّبها، وهو من أجل ذلك يحث على إعداد العدة واتخاذ الأهبة، حتى يرهب العدو ويحذر، فيكون ذلك مدعاة إلى العيش في أمن وسلام، ويدعو القرآن إلى البذل في سبيل هذا الإعداد، حتى ليتكفل بوفاء النفقة لمن أنفق من غير ظلم ولا إجحاف به، والقرآن بتقرير هذا المبدأ عليم بالنفس الإنسانية التى يردعها الخوف فيثنيها عن الاعتداء، قال سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (الأنفال 60).
وبهذه القوة التى أمرنا القرآن بإعدادها نرهب العدو، ونستطيع القضاء عليه، إذا هو حاول الهجوم، أو نقض عهدا كان قد أبرمه معنا، وبها نقلّم أظافره، فلا نغتر بما قد يبديه من خضوع، يخفى وراءه رغبة في الانقضاض إن واتته الفرصة، أو وجد عندنا غفلة، وبهذه القوة يشعر العدو بخشونة ملمسنا، وأننا لسنا لقمة سائغة الازدراء،
فالقتال مباح حتى يأمن سرب الجماعة، ويهدأ بالها، فلا تخشى هجوما ولا مباغتة، ولكن من غير أن تحملنا القوة على الزّهو فنعتدى، وبهذه القوة نقابل الاعتداء بمثله، من غير أن نظهر وهنا ولا استكانة يظنها العدو ضعفا، وبها نقضى على أسباب الفتنة، حتى تصبح حرّيّة العبادة مكفولة، وحرية العقيدة، موطدة الأركان، واستمع إلى هذه المبادئ القوية مصوغة في أسلوب قوى في قوله: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 190 - 193).
وإِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (الأنفال 55 - 57)، وكَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 7 - 15). يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة 123). فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (محمد 35).
ولم يدع القرآن بابا لتقوية الروح المعنوية لدى المسلمين إلا سلكه، ففضلا عن المغريات التى أسلفنا الحديث عنها، يؤكد لهم مرارا أن الله معهم، وأنه وعد من ينصره بالنصر المؤزر، ويطمئنهم بأنه يمدهم بالملائكة يساعدونهم ويشدون عضدهم، ويخبرهم بأنه ينزل السكينة على قلوبهم، والأمن على أفئدتهم، ويربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم، وهو يعلم ما للإيمان الصادق، وما للروح المعنوية القوية من أثر بالغ في صدق الدفاع والنصر، ولهذا جعل المؤمن الصابر الصادق يساوى فى المعركة عشرة رجال، ثم رأى أن هذا الجندى المثالى قليل الوجود، فجعل المؤمن الواحد يساوى اثنين، فللقوة المعنوية أثرها الذى لا ينكر في ميدان القتال، واستمع إليه يقول: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال 65).
ويقرر القرآن ما للرعب الذى يلقيه في قلوب أعدائهم من الأثر فيما يلحقهم من الهزائم، وفي كل ذلك تثبيت لقلوب المؤمنين، وتقوية لروحهم المعنوية.
هذا، ومن أهم ما عنى به القرآن وهو يصف القتال الناجح- وصفه المقاتلين يتقدمون إلى العدو في صفوف ملتحمة متجمعة، لا ثغرة للعدو ينفذ منها، ولا جبان بين الصفوف يتقدم في خوف ووهن، وذلك حين يقول: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف 4). وفي كلمة البنيان والرصّ ما يصور لك صفوف المجاهدين يتقدمون في قوة وحزم، يملأ قلوبهم الإيمان، ويحدوهم اليقين.
كما عنى بالحديث عن الجند الخائن، وأن الخير في تطهير الجيش منهم، فهم آفة يبثون الضعف، ويبذرون بذور الوهن في النفس، ويقودون الجيش إلى الانهيار والهزيمة، وقد أطال القرآن في وصف هؤلاء الجند وتهديدهم وتحذير الرسول من صحبتهم، فقال مرة: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (النساء 72، 73). ويصفهم مهددا منذرا فى قوله: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (التوبة 81 - 87). ويبين أن الخير في عدم استصحابهم، فيقول: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (المائدة 47). وهذه النذر القوية تؤذن بما للجهاد من أثر في صيانة الدين، والتمكين له في الأرض.
الجهاد:
[في الانكليزية] Effort ،holywar ،struggle against the desires
[ في الفرنسية] Effort ،guerre sainte ،lutte contre les desirs
بالكسر في اللغة بذل ما في الوسع من القول والفعل كما قال ابن الأثير. وفي الشريعة قتال الكفار ونحوه من ضربهم ونهب أموالهم وهدم معابدهم وكسر أصنامهم وغيرها كذا في جامع الرموز. ومثله في فتح القدير حيث قال:
الجهاد غلب في عرف الشرع على جهاد الكفار وهو دعوتهم إلى الدين الحق وقتالهم إن لم يقبلوا، وهو في اللغة أعمّ من هذا انتهى.
والسّير أشمل من الجهاد كما في البرجندي.
وعند الصوفية هو الجهاد الأصغر. والجهاد الأكبر عندهم هو المجاهدة مع النفس الأمّارة كذا في كشف اللغات.

الخزم

(الخزم) فِي الشّعْر زِيَادَة تكون فِي أول الْبَيْت لَا يعْتد بهَا فِي التقطيع وَتَكون بِحرف إِلَى أَرْبَعَة أحرف

(الخزم) شجر تتَّخذ من لحائه الحبال وخوص الدوم وَكَانَت أسفاط النِّسَاء تعْمل مِنْهُ
الخزم:
[في الانكليزية] Adding of some letters (one ،two or three)
[ في الفرنسية] Addintion de quelques lettres (une ،deux ou trois)
بالفتح وسكون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو زيادة حرفين أو ثلاثة أحرف أو أربعة فقط على الحرف الأول كذا في عنوان الشرف. وفي بعض رسائل العروض العربي الخزم بالزاء المعجمة زيادة تلحق أول البيت تسقط في التقطيع، وذلك إمّا بحرف كالواو في قوله:
وإذا أنت جازيت امرئ السوء فعله أتيت من الأخلاق ما ليس راضيا وإمّا بحرفين كقد في قوله:
قد فاتني اليوم حديثك ما لست مدركه وإمّا بثلاثة أحرف كنحن في قوله:
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهمين فلم يخطئ فؤاده وإمّا بأربعة أحرف كأشدد في قوله:
أشدد حيازيمك للموت إنّ الموت ملاقيكا ولا تجزع من الموت إذا حلّ بواديكا والخزم في غير الأول قبيح كقوله:
الفخر أوله جهل وآخره حقد إذا تذكرت الأقوال والكلم فخزم بحقد في الوسط. وأمّا الخرم بالراء المهملة فجائز في أول البيت وفي أول الابتداء في البيت المقفّى أو المصراع وكذا في غيرهما على رأي انتهى كلامه. ويقول في جامع الصنائع: الخزم بخاء وزاي معجمتين هو أن يزيد في أوّل البيت حرفا إلى ثلاثة حروف.
ويجوز أن تسقط هذه الحروف من الوزن فلا تحسب. وكذلك الحرف الذي يسقط في حشو البيت وهو خارج عن الأوزان فانّه يوزن، وقد دعاه الأخفش أيضا خزما وأجازه، بينما الخليل لا يراه صحيحا.

الرّديف

الرّديف:
[في الانكليزية] Homonym
[ في الفرنسية] Homonyme
مثل الكريم عند شعراء العجم عبارة عن كلمة أو أكثر توضع قبل القافية بشكل مكرّر، لها معنى واحد، والشعر إذا كان مشتملا على الرّديف فيسمّى المردّف، وليس الرّديف عند الشعراء العرب معتبرا. ثم إنّ الرّديف على نوعين:

الأوّل: الكلمة تكون تامّة مثل البيت وترجمته:
أيها الحبيب لقد أخذت القلب من العبد (منّي) وما أحسن أخذ القلب من العبد (منّي) والثاني: حرف بدلا من الكلمة التّامة.
والمقصود حرف مفيد للمعنى مثل ضمير المخاطب (ت) أو الغائب (ش) أو المتكلّم (م) ومثاله في البيت وترجمته:
أيّها الملك، السّماء مرتبتك وأمّا عند أعتابك وضعت الشمس رأسها، والفلك دار حول رأسك كذا في جامع الصنائع ورسالة (عبد الرحمن) الجاميّ.

ويقول في منتخب تكميل الصناعة: هذا التعريف المذكور هو على القول المشهور، ويقول صاحب معيار الأشعار: المختار في تعريف الرّديف هو تكرار اللّفظ وليس للمعنى اعتبار ما. فإذا كان الرّديف في كلّ القصيدة بمعنى واحد أو بمعان مختلفة أو بعضها له معنى وبعضها الآخر لا معنى له، والسّبب أنّه قد يكون للفظ معنى وهو منفرد وأحيانا قد يكون الرّديف جزءا من كلمة. وكل ذلك جائز.

وقال أيضا: في الرديف ليس للمقدار اعتبار، فلو كان المصراع مشتملا على القافية والرّديف فهو جائز. وكذلك في القلّة أيضا لا أهمية لذلك. وقال أيضا: كلّ ما جاء بعد الرّوي والوصل فالأولى أن تحسب الجملة من الرديف. وهذا عكس المتعارف عليه. وقال شمس قيس (الرازي) في تعريف الرّديف: يجب أن يكون الشّعر محتاجا للرديف سواء من ناحية المعنى أو الوزن. وهذا موضع بحث لأنّه قال هو نفسه في آخر المبحث: إذا كانت كلمة الرّديف ليست متمكنة في موضعها فلا يكون الشعر من حيث المعنى بحاجة إليها وهذا عيب.
فإذن معلوم أنّه على تقدير عدم الاحتياج يبقى الرّديف على حاله إلّا أنّه يتضمّن عيبا.
وهذا مناف لقول الأول، إلّا إذا قلنا بأنّ المراد هو تعريف الرّديف الذي لا عيب فيه، وليس مطلق رديف.
واعلم بأنّ الشعر المشتمل على القافية يقال له مقفّى، والمشتمل على القافية والرّديف فهو المقفّى المردّف بفتح الراء وتشديد الدال.
وفي الشعر المقفّى المردّف كما أنّ عدم اختلاف القافية واجب فهكذا عدم اختلاف الرّديف أيضا واجب، ولو أنّ الرّديف ليس واجبا في الأصل بل مستحسن. انتهى كلامه.

الطّبقة

الطّبقة:
[في الانكليزية] Classe ،category
[ في الفرنسية] Classe ،categorie
بالفتح وسكون الموحدة لغة القوم المتشابهون. وفي اصطلاح المحدّثين عبارة عن جماعة اشتركوا في السّنّ ولقاء المشايخ والأخذ عنهم. فإمّا أن يكون شيوخ هذا الراوي شيوخ ذلك، أو يماثل، أو يقارن شيوخ هذا شيوخ ذلك، وبهما اكتفوا بالتشابه في الأخذ.
وقد يكون الشخص الواحد من طبقتين باعتبارين بأن يكون الراوي من طبقة لمشابهته بتلك الطبقة من وجه، ومن طبقة أخرى لمشابهته بها من وجه آخر، كأنس بن مالك فإنّه من حيث ثبوت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم يعدّ من طبقة العشرة المبشّرة لهم بالجنة مثلا، ومن حيث صغر السّنّ يعدّ في طبقة من بعدهم.
فمن نظر إلى الصحابة باعتبار الصّحبة جعل الجميع طبقة واحدة كما صنع ابن حبّان وغيره، ومن نظر إليهم باعتبار قدر زائد كالسّبق إلى الإسلام وشهود المشاهد الفاضلة جعلهم طبقات، وإلى ذلك مال صاحب الطبقات أبو عبد الله محمد بن سعد البغدادي وكذلك من جاء بعد الصّحابة وهم التّابعون، من نظر إليهم باعتبار الأخذ من الصّحابة فقط جعل الجميع طبقة واحدة كما صنع ابن حبان أيضا، ومن نظر إليهم باعتبار اللّقاء قسّمهم كما فعل محمد بن سعد، ولكلّ وجه.
ومعرفة الطّبقات من المهمات، وفائدتها الأمن من تداخل المشتبهين وإمكان الاطّلاع على تبيين التّدليس والوقوف على حقيقة المراد من العنفة، كذا في شرح النخبة وشرحه.
الطّباق بالكسر عند أهل البديع من المحسّنات المعنوية، ويسمّى أيضا بالمطابقة والتطبيق والتّضاد والتكافؤ، وهو الجمع بين المتضادين. وليس المراد بالمتضادين الأمرين الوجوديين المتواردين على محلّ واحد بينهما غاية الخلاف كالسواد والبياض، بل أعمّ من ذلك وهو ما يكون بينهما تقابل وتناف في الجملة، وفي بعض الأحوال، سواء كان التقابل حقيقيا أو اعتباريا، وسواء كان تقابل التضاد، أو تقابل الإيجاب والسّلب، أو تقابل العدم والملكة، أو تقابل التضايف، أو ما يشبه شيئا من ذلك، كذا في المطول. وقيل المطابقة ويسمّى بالطباق أيضا وهي أن يجمع بين الشيئين المتوافقين وبين ضديهما، ثم إذا شرطت المتوافقين بشرط وجب أن تشترط ضديهما بضدّ ذلك الشرط كقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى الآية. فالإعطاء والاتّقاء والتّصديق ضدّ البخل والاستغناء والتكذيب، والمجموع الأول شرط لليسرى، والمجموع الثاني شرط للعسرى، كذا في الجرجاني.
والتقييد بالمتضادين باعتبار الأخذ بالأقلّ لا للاحتراز عن الأكثر، فإنّه جار فيما فوق المتضادين أيضا وإنّما قال في بعض الأحوال ليشتمل طباق السّلب كما في قوله تعالى: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يعلمون الآية، فإنّ بينهما وإن لم يكن التقابل موجودا بناء على تعلّق العلم بشيء وعدم العلم بشيء آخر، إلّا أنّ التقابل بينهما في الحالة التي علّق كل واحد منهما بشيء واحد ونظر إلى مجرّد مفهوميهما مع قطع النّظر عمّا يتعلقانه، كذا في بعض الحواشي.
فالطباق ضربان. طباق الإيجاب سواء كان الجمع فيه بلفظين من نوع اسمين نحو وَــتَحْسَبُــهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ، أو فعلين نحو يُحْيِي وَيُمِيتُ، أو حرفين نحو لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ، فإنّ في اللام معنى الانتفاع، وفي على معنى التّضرّر. أو كان من نوعين وهذا ثلاثة أقسام: اسم مع فعل أو حرف، وفعل مع حرف لكن الموجود هو الأول فقط نحو أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ، فإنّ الموت والإحياء مما يتقابلان في الجملة.
وطباق السّلب وهو أن يجمع بين فعلي مصدر واحد أحدهما مثبت والآخر منفي، أو أحدهما أمر والآخر نهي نحو وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ. ومن الطباق ما سمّاه البعض تدبيجا وقد مرّ، ومنه ما يخصّ باسم المقابلة كما يجيء. ويلحق بالطباق شيئان: أحدهما الجمع بين معنيين يتعلّق أحدهما بما يقابل الآخر نوع تعلّق مثل السببية واللزوم نحو أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ، فإنّ الرحمة وإن لم تكن مقابلة للشّدّة لكنها مسبّبة عن اللين الذي هو ضدّ الشّدّة، ومنه قوله تعالى أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً لأنّ إدخال النار يستلزم الإحراق المضاد للإغراق. وثانيهما ما يسمّى إيهام التضاد كما مرّ كذا في المطول.
قيل لا وجه لإلحاق النوع الأول بالطباق لأنّه داخل في تعريفه لأنّ منافي اللّازم مناف للملزوم، فبين المذكورين تناف في الجملة فيكون طباقا لا ملحقا به انتهى. ويؤيّد هذا جعله صاحب الاتقان من الطباق وتسميته بالطباق الخفي، قال المطابقة ويسمّى الطباق الجمع بين متضادين في الجملة، وهو قسمان:
حقيقي ومجازي، والثاني يسمّى التكافؤ وكلّ منهما إمّا لفظي أو معنوي وإمّا طباق إيجاب أو سلب. فمن أمثلة ذلك فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً، وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ووَ تَحْسَبُــهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ. ومن أمثلة المجازي أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالا فهديناه. ومن أمثلة طباق السلب تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ. ومن أمثلة المعنوي إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ، قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ معناه ربّنا يعلم إنّا لصادقون، والَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً. قال أبو علي الفارسي: لمّا كان البناء رفعا للمبني قوبل بالفراش الذي هو على خلاف البناء. ومنه نوع يسمّى الطّباق الخفي كقوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً لأنّ الغرق من صفات الماء فكأنّه جمع بين الماء والنار. قال ابن المعتز من أملح الطّباق وأخفاه قوله تعالى وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ لأنّ معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة. ومنه نوع يسمّى ترصيع الكلام. ومنه نوع يسمّى المقابلة، انتهى ما في الإتقان.

علم الكلام

علم الكلام:
[في الانكليزية] Kalam (islamic rational or dogmatic theology)
[ في الفرنسية]
Le Kalam( theologie dogmatique ou rationnelle musulmane )
ويسمّى بعلم أصول الدين أيضا، هو اسم علم من العلوم الشرعية المدونة وقد سبق في المقدمة.
علم الكلام
قال أبو الخير في الموضوعات: هو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها وموضوعه ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته عند المتقدمين. وقيل: موضوعه الموجود من حيث هو موجود.
وعند المتأخرين موضوعه المعلوم من حيث ما يتعلق به من إثبات العقائد الدينية متعلقا قريبا أو بعيدا أو أرادوا بالدينية المنسوبة إلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى ملخصاً.
والكتب المؤلفة فيه كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون.
وللسيد الإمام العلامة محمد بن الوزير كتاب ترجيح أساليب القرآن لأهل الإيمان على أساليب اليونان وبيان ذلك بإجماع الأعيان بأوضح التبيان وكتاب البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع رد في هذين الكتابين على المتكلمين والكلام وأثبت أن جميع مسائل هذا العلم تثبت بالسنة والقرآن ولا يحتاج معهما إلى قوانين المتكلمين وقواعد الكلام وهما نفيسان جدا وما أحسن ما قال الغزالي في الإحياء.
وحاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه وما خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبة بالتعلق بمناقضات الفرق وتطويل بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتمجها الأسماع وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين ولم يكن شيئا منها مألوفا في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع انتهى.
قال ابن خلدون: علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد فلنقدم هنا لطيفة في برهان عقلي يكشف لنا عن التوحيد على أقرب الطرق والمآخذ ثم نرجع إلى تحقيق علمه وفيما ينظر ويشير إلى حدوثه في الملة وما دعا إلى وضعه.
فنقول إن الحوادث في عالم الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الأفعال البشرية أو الحيوانية فلا بد لها من أسباب متقدمة عليها بها تقع في مستقر العادة وعنها يتم كونه وكل واحد من هذه الأسباب حادث أيضا فلا بد له من أسباب أخر ولا تزال تلك الأسباب مرتقية حتى تنتهي إلى مسبب الأسباب وموجدها وخالقها سبحانه لا إله إلا هو وتلك الأسباب في ارتقائها تتفسح وتتضاعف طولا وعرضا ويحار العقل في إدراكها وتعديدها فإذا لا يحصرها إلا العلم المحيط سيما الأفعال البشرية والحيوانية فإن من جملة أسبابها في الشاهد المقصود والإرادات إذ لا يتم كون الفعل إلا بإرادته والقصد إليه والقصود والإرادات أمور نفسانية ناشئة في الغالب عن تصورات سابقة يتلو بعضها بعضا وتلك التصورات هي أسباب قصد الفعل وقد تكون أسباب تلك التصورات تصورات أخرى وكل ما يقع في النفس من التصورات مجهول سببه إذ لا يطلع أحد على مبادئ الأمور النفسانية ولا على ترتيبها إنما هي أشياء يلقيها الله في الفكر يتبع بعضها بعضا والإنسان عاجز عن معرفة مباديها وغاياتها وإنما يحيط علما في الغالب بالأسباب التي هي طبيعية ظاهرة يوقع في مداركها على نظام وترتيب لأن لا طبيعة محصورة للنفس وتحت طورها.
وأما التصورات فنطاقها أوسع من النفس لأنها للعقل الذي هو فوق طور النفس فلا تدرك الكثير منها فضلا عن الإحاطة بها وتأمل من ذلك حكمة الشارع في نهيه عن النظر إلى الأسباب والوقوف معها فإنه واد يهيم فيه الفكر ولا يحلو منه بطائل ولا يظفر بحقيقة {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} وربما انقطع في وقوفه عن الارتقاء إلى ما فوقه فزلت قدمه وأصبح من الضالين الهالكين نعوذ بالله من الحرمان والخسران المبين ولا تحسبــن أن هذا الوقوف أو الرجوع عنه في قدرتك واختيارك بل هو لون يحصل للنفس وصبغة تستحكم من الخوض في الأسباب على نسبة لا نعلمها إذ لو عملناها لتحرزنا منها فلنتحرز من ذلك بقطع النظر عنها جملة وأيضا فوجه تأثير هذه الأسباب في الكثير من مسبباتها مجهول لأنها إنما يوقف عليها بالعادة لاقتران الشاهد بالاستناد إلى الظاهر. وحقيقة التأثير وكيفية مجهولة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} فلذلك أمرنا بقطع النظر عنها وإلغائها جملة والتوجه إلى مسبب الأسباب كلها وفاعلها وموجدها لترسخ صفة التوحيد في النفس على ماعلمنا الشارع الذي هو أعرف بمصالح ديننا وطرق سعادتنا لاطلاعه على ما وراء الحس قال صلى الله عليه وآله وسلم:
"من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" فإن وقف عند تلك الأسباب فقد انقطع وحقت عليه كلمة الكفر وإن سبح في بحر النظر والبحث عنها وعن أسبابها وتأثيراتها واحدا بعد واحد فأنا الضامن له أن لا يعود إلا بالخيبة فلذلك نهانا الشارع عن النظر في الأسباب وأمرنا بالتوحيد المطلق {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ولا تثقن بما يزعم لك الفكر من أنه مقتدر على الإحاطة بالكائنات وأسبابها والوقوف على تفصيل الوجود كله وسفه رأيه في ذلك.
واعلم أن الوجود عند كل مدرك في بادئ رأيه منحصر في مداركه لا يعدوها والأمر في نفسه بخلاف ذلك والحق من ورائه ألا ترى الأصم كيف ينحصر الوجود عنده في المحسوسات الأربع والمعقولات ويسقط من الوجود عنده صنف المسموعات وكذلك الأعمى أيضا يسقط عنده صنف المرئيات
ولولا ما يردهم إلى ذلك تقليد الآباء هذه الأصناف لا بمقتضى فطرتهم وطبيعة إدراكهم ولو سئل الحيوان الأعجم ونطق لوجدناه منكرا للمعقولات وساقطة لديه بالكلية فإذا علمت هذا فلعل هناك ضربا من الإدراك غير مدركاتنا لأن إدراكاتنا مخلوقة محدثة وخلق الله أكبر من خلق الناس والحصر مجهول الوجود أوسع نطاقا من ذلك {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} فاتهم إدراكك ومدركاتك في الحصر واتبع ما أمرك الشارع به من اعتقادك وعملك فهو أحرص على سعادتك واعلم بما ينفعك لأنه من طور فوق إدراكك ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه بل العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية لا كذب فيها غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والآخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية وكل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال ومثال ذلك: مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال وهذا لا يدرك على أن الميزان في أحكامه غير صادق لكن العقل قد يقف عنده ولا يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه وتفطن في هذا الغلط من يقدم العقل على السمع في أمثال هذه القضايا وقصور فهمه واضمحلال رأيه فقد تبين لك الحق من ذلك إذا تبين ذلك فلعل الأسباب إذا تجاوزت في الارتقاء نطاق إدراكنا ووجودنا خرجت عن أن تكون مدركة فيضل العقل في بيداء الأوهام ويحار وينقطع فإذا التوحيد هو العجز عن إدراك الأسباب وكيفيات تأثيرها وتفويض ذلك إلى خالقها المحيط بها إذ لا فاعل غيره وكلها ترتقي إليه وترجع إلى قدرته وعلمنا به إنما هو من حيث صدورنا عنه وهذا هو معنى ما نقل عن بعض الصديقين العجز عن الإدراك إدراك.
ثم إن المعتبر في هذا التوحيد ليس هو الإيمان فقط الذي هو تصديق حكمي فإن ذلك من حديث النفس وإنما الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس كما أن المطلوب من الأعمال والعبادات أيضا حصول ملكة الطاعات والانقياد وتفريغ القلب عن شواغل ما سوى المعبود حتى ينقلب المريد السالك ربانياً.
والفرق بين الحال والعلم في العقائد فرق ما بين القول والاتصاف.
وشرحه أن كثيرا من الناس يعلم أن رحمة اليتيم والمسكين قربة إلى الله تعالى مندوب إليها ويقول بذلك ويعترف به ويذكر مأخذه من الشريعة وهو لو رأى يتيما أو مسكينا من أبناء المستضعفين لفر عنه واستنكف أن يباشره فضلا عن التمسح عليه للرحمة وما بعد ذلك من مقامات العطف والحنو والصدقة
فهذا إنما حصل له من رحمة اليتيم مقام العلم ولم يحصل له مقام الحال والاتصاف ومن الناس من يحصل له مع مقام العلم والاعتراف بأن رحمة المسكين قربة إلى الله تعالى مقام آخر أعلى من الأول وهو الاتصاف بالرحمة وحصول ملكتها فمتى رأى يتيما أو مسكينا بادر إليه ومسح عليه والتمس الثواب في الشفقة عليه لا يكاد يصبر عن ذلك ولو دفع عنه ثم يتصدق عليه بما حضره من ذات يده وكذا علمك بالتوحيد مع اتصافك وليس الاتصاف ضرورة هو أوثق مبني من العلم الحاصل قبل الاتصاف وليس الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف والتحقيق ويجيء العلم الثاني النافع في الآخرة فان العلم الأول المجرد عن الاتصاف قليل الجدوى والنفع وهذا علم أكثر النظار والمطلوب إنما هو العلم الحالي الناشئ عن العادة.
واعلم أن الكمال عند الشارع في كل ما كلف به إنما هو في هذا فما طلب اعتقاده فالكمال في العلم الثاني الحاصل عن الاتصاف وما طلب عمله من العبادات فالكمال فيها في حصول الاتصاف والتحقق بها ثم إن الإقبال على العبادات والمواظبة عليها هو المحصل لهذه الثمرة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم في رأس العبادات: "جعلت قرة عيني في الصلاة" فإن الصلاة صارت له صفة وحالا يجد فيها منتهى لذته وقرة عينه وأين هذا من صلاة الناس ومن لهم بها {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} اللهم وفقنا واهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
فقد تبين لك من جميع ما قررنا أن المطلوب في التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس يحصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد وهو: العقيدة الإيمانية وهو: الذي تحصل به السعادة وإن ذلك سواء في التكاليف القلبية والبدنية ويتفهم منه أن الإيمان الذي هو أصل التكاليف وينبوعها هو بهذه المثابة ذو مراتب: أولها: التصديق القلبي الموافق اللسان.
وأعلاها: حصول كيفية من ذلك الاعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب فيستتبع الخوارج وتندرج في طاعتها جميع التصرفات حتى تنخرط الأفعال كلها في طاعة ذلك التصديق الإيماني.
وهذا ارفع مراتب الإيمان وهو الإيمان الكامل الذي لا يقارف المؤمن معه صغير ولا كبيرة إذ حصول الملكة ورسوخها مانع من الانحراف عن مناهجه طرفة عين قال صلى الله عليه وسلم:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" وفي حديث هرقل لما سأل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله فقال في أصحابه: هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟ قال: لا قال: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
ومعناه: أن ملكة الإيمان إذا استقرت عسر على النفس مخالفتها شأن الملكات إذا استقرت فإنها تحصل بمثابة الجبلة والفطرة وهذه هي المرتبة العالية من الإيمان وهي في المرتبة الثانية من العصمة لأن العصمة واجبة للأنبياء وجوبا سابقا وهذه حاصلة للمؤمنين حصولا تابعا لأعمالهم وتصديقهم وبهذه الملكة ورسوخها يقع التفاوت في الإيمان كالذي يتلى عليك من أقاويل السلف وفي تراجم البخاري رضي الله عنه في باب الإيمان كثير منه مثل: أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص وأن الصلاة والصيام من الإيمان وإن تطوع1 رمضان من الإيمان والحياء من الإيمان والمراد بهذا كله الإيمان الكامل الذي أشرنا إليه وإلى ملكته وهو فعلي.
وأما التصديق الذي هو أول مراتبه ومن اعتبروا آخر الأسماء وحمله على هذه الملكة التي هي الإيمان الكامل ظهر له التفاوت وليس ذلك بقادح في اتحاد حقيقته الأولى التي هي التصديق إذ التصديق موجود في جميع رتبه لأنه أقل ما يطلق عليه اسم الإيمان وهو المخلص من عهدة الكفر والفيصل بين الكافر والمسلم فلا يجزى أقل منه وهو في نفسه حقيقة واحدة لا تتفاوت وإنما التفاوت في الحال الحاصلة عن الأعمال كما قلناه فافهم.
واعلم أن الشارع وصف لنا هذه الإيمان الذي في المرتبة الأولى الذي هو تصديق وعين أمورا مخصوصة كلفنا التصديق بها بقلوبنا واعتقادها في أنفسنا مع الإقرار بألسنتنا وهي العقائد التي تقررت في الدين قال صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" وهذه هي العقائد الإيماينة المقررة في علم الكلام.
ولنشر إليها بجملة لتتبين لك حقيقة هذا الفن وكيفية حدوثه فنقول.
اعلم أن الشارع لما أمرنا بالإيمان بهذا الخالق الذي رد الأفعال كلها إليه وأفرده به كما قدمناه وعرفنا أن في هذا الإيمان نجاتنا عند الموت إذا حضرنا لم يعرفنا بكنه حقيقة هذا الخالق المعبود إذ ذاك متعذر على إدراكنا ومن فوق طورنا فكلفنا أولا اعتقاد تنزيهه في ذاته عن مشابهة المخلوقين وإلا لما صح أنه خالق لهم لعدم الفارق على هذا التقديم ثم تنزيهه عن صفات النقص وإلا لشابه المخلوقين ثم توحيده بالاتحاد وإلا لم يتم الخلق للتمانع ثم اعتقاد أنه عالم قادر فبذلك تتم الأفعال شاهد قضيته لكمال الاتحاد والخلق.
ومريد وإلا لم يخصص شيء من المخلوقات.
ومقدر لكل كائن وإلا فالإرادة حادثة.
وأنه يعيدنا بعد الموت
ثم اعتقاد بعثة الرسل لنجاة من شقاء هذا المعاد لاختلاف أحواله بالشقاء والسعادة وعدم معرفتنا بذلك وتمام لطفه بنا في الإيتاء بذلك وبيان الطريقين وأن الجنة للنعيم وجهنم للعذاب.
هذه أمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثيرة وعن تلك الأدلة أخذها السلف وأرشد إليها العلماء وحققتها الأئمة إلا أنه عرض بعد ذلك خلاف في تفاصيل هذه العقائد أكثر مثارها من الآي المتشابهة فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر. والاستدلال بالعقل زيادة إلى النقل فحدث بذلك علم الكلام ولنبين لك تفصيل هذا المجمل وذلك.
أن القرآن ورد فيه وصف المعبود بالتنزيه المطلق الظاهر الدلالة من غير تأويل في آي كثيرة وهي سلوب كلها وصريحة في بابها فوجب الإيمان بها ووقع في كلام الشارع صلوات الله عليه وكلام الصحابة والتابعين تفسيرها على ظاهرها.
ثم وردت في القرآن آي أخر قليلة توهم التشبيه مرة في الذات وأخرى في الصفات.
فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضح دلالتها وعلموا استحالة التشبيه وقضوا بأن الآيات من كلام الله فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل وهذا معنى قول الكثير منهم اقرؤوها كما جاءت أي: آمنوا بأنها من عند الله ولا تتعرضوا لتأويلها ولا تفسيرها لجواز أن تكون ابتلاء فيجب الوقف والإذعان له.
وشذ لعصرهم مبتدعة اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغلوا في التشبيه.
ففريق أشبهوا في الذات باعتقاد اليد والقدم والوجه عملا بظاهر وردت بذلك فوقعوا في التجسيم الصريح ومخالفة آي التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار وتغليب آيات السلوب في التنزيه المطلق الذي هي أكثر موارد وأوضح دلالة أولى من التعلق بظواهر هذه التي لنا عنها غنية وجمع بين الدليلين بتأويلهم ثم يفرون من شناعة ذلك بقولهم جسم لا كالأجسام وليس ذلك بدافع لأنه قول متناقض وجمع بين نفي وإثبات إن كان بالمعقولية واحدا من الجسم وإن خالفوا بينهما ونفوا المعقولية المتعارفة فقد وافقونا في التنزيه ولم يبق إلا جعلهم لفظ الجسم اسما من أسمائه ويتوقف مثله على الأذن.
وفريق منهم ذهبوا إلى التشبيه في الصفات كثبات الجبهة والاستواء والنزول والصوت والحرف وأمثال ذلك وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم وصوت لا كالأصوات جهة لا كالجهات، ونزول لا كالنزول يعنون من الأجسام واندفع ذلك بما اندفع به الأول ولم يبق في هذه الظواهر إلا اعتقادات السلف ومذاهبهم والإيمان بها كما هي لئلا يكر النفي على معانيها بنفيها مع أنها صحيحة ثابتة من القرآن ولهذا تنظر ما تراه في عقيدة الرسالة لابن أبي زيد وكتاب المختصر له وفي كتاب الحافظ ابن عبد البر وغيرهم فإنهم يحومون على هذا المعنى ولا تغمض عينك عن القرائن الدالة على ذلك في غصون كلامهم.
ثم لما كثرت العلوم والصنائع وولع الناس بالتدوين والبحث في سائر الأنحاء وألف المتكلمون في التنزيه حدثت بدعة المعتزلة في تعميم هذا التنزيه في آي السلوب.
فقضوا بنفي صفات المعاني من العلم والقدرة والإرادة والحياة زائدة على أحكامها لما يلزم على ذلك من تعدد القديم بزعمهم وهو مردود بأن الصفات ليست عين الذات ولا غيرها.
وقضوا بنفي السمع والبصر لكونهما من عوارض الأجسام وهو مردود لعدم اشتراط البينة في مدلول هذا اللفظ وإنما هو إدراك المسموع أو المبصر.
وقضوا بنفي الكلام لشبه ما في السمع والبصر ولم يعقلوا صفة الكلام التي تقوم بالنفس فقضوا بأن القرآن مخلوق بدعة صرح السلف بخلافها وعظم ضرر هذه البدعة ولقنها بعض الخلفاء عن أئمتهم فحمل الناس عليها وخالفهم أئمة السلف فاستحل لخلافهم أيسار كثير منهم ودماءهم كان ذلك سببا لإنتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد دفعا في صدور هذه البدع وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري ما المتكلمين فوسط بين الطرق ونفي التشبيه وأثبت الصفات المعنوية وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف وشهدت له الأدلة المخصصة لعمومه فأثبت الصفات الأربع المعنوية والسمع والبصر والكلام القائم بالنفس بطريق النقل والعقل ورد على المبتدعة في ذلك كله وتكلم معهم فيما مهدوه لهذه البدع من القول بالصلاح والأصلح والتحسين والتقبيح وكمل العقائد في البعثة وأحوال الجنة والنار والثواب والعقاب وألحق بذلك الكلام في الإمامة لما ظهر حينئذ من بدعة الإمامية من قولهم: أنها من عقائد الإيمان وأنه يجب على النبي تعيينها والخروج عن العهدة في ذلك لمن هي له وكذلك على الأمة وقصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية إجماعية لا تلحق بالعقائد فلذلك ألحقوها بمسائل هذا الفن وسموا مجموعة علم الكلام.
أما لما فيه من المناظرة على البدع وهي كلام صرف وليست براجعة إلى عمل.
وأما لأن سبب وضعه والخوض فيه هو تنازعهم في إثبات الكلام النفسي.
وكثر اتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري واقتفى طريقته من بعده تلميذه كابن مجاهد وغيره وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلاني فتصدر للأمة في طريقتهم وهذبها ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد والخلاء وإن العرض لا يقوم بالعرض وأنه لا يبقى زمانين وأمثال ذلك مما تتوقف عليه أدلتهم وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتوقف تلك الأدلة عليها
وإن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول وجملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظرية والعلوم الدينية إلا أن صور الأدلة تعتبر بها الأقيسة ولم تكن حينئذ ظاهرة في الملة، ولو ظهر منها بعض الشيء فلم يأخذ به المتكلمون لملابستها للعلوم الفلسفية المباينة للعقائد الشرعية بالجملة فكانت مهجورة عندهم لذلك.
ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب الشامل وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب الإرشاد واتخذه الناس إماما لعقائدهم ثم انتشرت من بعد ذلك علوم المنطق في الملة وقرأه الناس وفرقوا بينه وبين العلوم الفلسفية بأنه قانون ومعيار للأدلة فقط يسير به الأدلة منها كما يسير من سواها.
ثم نظروا في تلك القواعد والمقدمات في فن الكلام للأقدمين فخالفوا الكثير منها بالبراهين التي أدلت إلى ذلك وربما أن كثيرا منها مقتبس من كلام الفلاسفة في الطبيعيات والإلهيات فلما سيروها لمعيار المنطق ردهم إلى ذلك فيها ولم يعتقدوا بطلان المدلول من بطلان دليله كما صار إليه القاضي فصارت هذه الطريقة من مصطلحهم مباينة للطريقة الأولى وتسمى طريقة المتأخرين وربما أدخلوا فيها الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه من العقائد الإيمانية وجعلوهم من خصوم العقائد لتناسب الكثير من مذاهب المبتدعة ومذاهبهم.
وأول من كتب في طريقة الكلام على هذا المنحى الغزالي رحمه الله وتبعه الإمام ابن الخطيب وجماعة قفوا أثرهم واعتمدوا تقليدهم ثم توغل المتأخرون من بعدهم في مخالطة كتب الفلسفة والتبس عليهم شأن الموضوع في العلمين فحسبوه فيها واحدا من اشتباه المسائل فيهما.
واعلم أن المتكلمين لما كانوا يستدلون في أكثر أحوالهم بالكائنات وأحوالها على وجود الباري وصفاته وهو نوع استدلالهم غالبا والجسم الطبيعي ينظر فيه الفيلسوفي في الطبيعيات وهو بعض من هذه الكائنات إلا أن نظره فيها مخالف لنظر المتكلم وهو ينظر في الجسم من حيث يتحرك ويسكن.
والمتكلم ينظر فيه من حيث يدل على الفاعل.
وكذا نظر الفيلسوفي في الإلهيات إنما هو نظر في الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته.
ونظر المتكلم في الوجود من حيث أنه يدل على الموجد وبالجملة فموضوع علم الكلام عند أهله إنما هو العقائد الإيمانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية فترفع البدع وتزول الشكوك والشبه عن تلك العقائد.
وإذا تأملت حال الفن في حدوثه وكيف تدرج كلام الناس فيه صدرا بعد صدر وكلهم يفرض العقائد صحيحة ويستنهض الحجج والأدلة علمت حينئذ ما قررناه لك في موضوع الفن وأنه لا يعدوه.
ولقد اختلطت الطريقتان عند هؤلاء المتأخرين والتبست مسائل الكلام بمسائل الفلسفة بحيث لا يتميز أحد الفنين من الآخر ولا يحصل عليه طالبه من كتبهم كما فعله البيضاوي في الطوالع ومن جاء بعده من علماء العجم في جميع تآليفهم إلا أن هذه الطريقة قد يعني بها بعض طلبة العلم للاطلاع على المذاهب والإغراق في معرفة الحجاج لوفور ذلك فيها.
وأما محاذاة طريقة السلف بعقائد علم الكلام فإنما هو الطريقة القديمة للمتكلمين وأصلها كتاب الإرشاد وما حذا حذوه. ومن أراد إدخال الرد على الفلاسفة في عقائده فعليه بكتب الغزالي والإمام ابن الخطيب فإنها وإن وقع فيها مخالفة للاصطلاح القديم فليس فيها من الاختلاط في المسائل والالتباس في الموضوع ما في طريقة هؤلاء المتأخرين من بعدهما.
وعلى الجملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم إذ الملحدة والمبتدعة قد انقرضوا والأئمة من أهل السنة كفونا شأنهم فيما كتبوا ودونوا والأدلة العقلية إنما احتاجوا إليها حين دافعوا ونصروا وأما الآن فلم يبق منها إلا كلام تنزه الباري عن كثير إيهاماته وإطلاقه.
ولقد سئل الجنيد رحمه الله عن قوم مر بهم من المتكلمين يفيضون فيه فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: قوم ينزهون الله بالأدلة عن صفات الحدوث وسمات النقص فقال: نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب.
لكن فائدته في آحاد الناس وطلبة العلم فائدة معتبرة إذ لا يحسن بحامل السنة الجهل بالحجج النظرية على عقائدها والله تعالى ولي المؤمنين.

مزيّن) و (ساخت

المسروقة:
[في الانكليزية] Play in prosody
[ في الفرنسية] Jeu en prosodie
عند شعراء الفرس هو أن تقع كلمات في الحشو تتضمّن حرفين متواليين ساكنين أو أكثر.
وكلّ حرفين يكونان من شبح الكلمة بحيث لو حذف أحدهما فبقية الحروف لا تفيد المعنى، وذلك لأنّه لم يجر في الاستعمال حذف ذلك الوزن، وتقرأ تلك الحروف بطريق الإشمام ولا تحسب في الوزن مثل التاء من كلمة (آراست: مزيّن) و (ساخت: صنع) و (باخت: خسر) وإذا وقعت في حشو البيت فتوضع في شكل بحيث تقبل الحركة ولا تكون سببا في اختلال الوزن.
ومن الأفضل إذا كانت مثل تلك الكلمات في حشو البيت أن تكون الكلمات التي تأتي بعدها أن تكون مبدوءة بألف فتتعدّى إليها الحركة من الألف فينطق بها حينئذ ومثاله:

البيت وترجمته:
لقد صنع الله قامتك مستقيمة مثل السّرو فالألف هنا جاءت بعد التاء من (راست:

مستقيم) و (ساخت: صنع) كذا في جامع الصنائع.

النّفس

النّفس:
[في الانكليزية] Blood ،diversion
[ في الفرنسية] Sang ،divertissement
بفتحتين في اللغة الفارسية دم. وفي اصطلاح الصّوفية هو التّرويح عن القلب بمطالب الغيوب النّازلة من حضرة المحبوب تبارك وتعالى. كذا في لطائف اللغات.
النّفس:
[في الانكليزية] Soul ،spirit ،water
[ في الفرنسية] Ame ،eau ،espri
بالفتح وسكون الفاء عند أهل الرمل اسم للجماعة وأهل الرّمل يسمّون النفس والنفس الكلّية: الجماعة. ويطلقون النفس على عنصر الماء. والماء الأول هو النفس الأولى كما يقولون. والماء الثاني هو النفس الثانية. إذا فالماء هو عتبة داخل النفس السّابقة. وقد مرّ ذلك في جدول أدوار الطالب والمطلوب بالتفصيل من دائرة أبدح وسكن. والنفس يطلق عند الحكماء بالاشتراك اللفظي على الجوهر المفارق عن المادة في ذاته دون فعله، وهو على قسمين: نفس فلكية ونفس إنسانية، وعلى ما ليس بمجرّد بل قوة مادية وهو على قسمين أيضا نفس نباتية ونفس حيوانية، هكذا يستفاد من تهذيب الكلام ويجعل النفس الأرضية اسما للنفس النباتية والحيوانية والإنسانية، والنفس الفلكية تسمّى بالنفس السماوية أيضا.
فالنفس النباتية كمال أول لجسم طبيعي آليّ من حيث يتولّد ويتغذّى وينمو، فالكمال جنس بمعنى ما يتمّ به الشيء وقد سبق في محلّه، وبقيد أول خرج الكمالات الثانية كالعلم والقدرة وغيرها من توابع الكمال الأول، وبقيد الجسم خرج كمالات المجرّدات وبقيد طبيعي خرج صور الجسم الصناعي كصور السرير والكرسي وبقيد آليّ خرج صور العناصر إذ لا يصدر عنها أفعال بواسطة الآلات، وكذا الصور المعدنية.
فالآلي صفة الكمال أي كمال أول آليّ، أي ذو آلة. ويجوز جرّه على أنّه صفة لجسم أي جسم مشتمل على الآلة بأن يكون له آلات مختلفة يصدر عنها هذه الأفعال من التغذية والتنمية وتوليد المثل وهذا أظهر لعدم الفصل بين الصفة والموصوف على التقديرين، فليس المراد بالآلي أنّ الجسم ذو أجزاء متخالفة فقط بل يكون أيضا ذا قوى مختلفة كالغاذية والنامية، فإنّ آلات النفس بالذات هي القوى وبتوسطها الأعضاء. وقيل الأولى أن لا يراد بالطبيعي ما يقابل الصناعي فقط بل يراد به ما يقابل الجسم التعليمي والصناعي معا لئلّا يفتقر إلى إخراج الكمال الأول للجسم التعليمي إلى قيد آخر.
ومنهم من رفع طبيعيا صفة للكمال احترازا عن الكمال الصناعي فإنّ الكمال الأول قد يكون صناعيا يحصل بصنع الحيوان كما في السرير والصندوق ووكر الطير وقد يكون طبيعيا لا مدخل لصنعه فيه، لكن الظاهر حينئذ أن يقال كمال أول طبيعي لجسم آليّ الخ. وبقيد الحيثية خرج كلّ كمال لا يلحق من هاتين الحيثيتين كالنفس الحيوانية والانسانية والفلكية. اعلم أنّهم اختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّ الشيء إذا صار حيوانا تكون نفسه النباتية باقية فيه وتلك الأفعال صادرة عنها لا عن النفس الحيوانية والأفعال الحيوانية من الحسّ والحركة الإرادية صادرة عن النفس الحيوانية. والمحقّقون على أنّ الأفعال المذكورة في النفس النباتية صادرة في الحيوان عن النفس الحيوانية وتبطل النفس النباتية عند فيضان النفس الحيوانية، فعلى هذا بعض أفعال النفس الحيوانية بالاختيار وبعضها بلا اختيار، ولا يخفى ما فيه من التأمّل. فعلى المذهب الأول لا حاجة إلى زيادة قيد فقط وعلى المذهب الثاني لا بد من زيادته. ولذا قال البعض هي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يتولّد ويزيد ويغتذي فقط، والحصر إضافي بالنسبة إلى ما يحسّ ويتحرّك بالإرادة، فلا يرد أنّ أفعال النفس النباتية غير منحصرة فيما ذكر، بل لا بد مع ذلك أيضا من جهة ما يتصوّر ويجذب ويضم ويمسك ويدفع. لكن بقي هاهنا بحث من وجوه: الأول أنّ التعريف صادق على صورة النطفة التي بها تصير سببا للتغذية والتنمية، وكذا على الصورة اللحمية والعظمية وغيرها مع أنه لا يقال لها نفس نباتية وإلّا يلزم أن تكون هذه الأشياء نباتا. والجواب أنّ عدم إطلاق النفس النباتية عليها إنّما هو في عرف العام وأمّا في عرف الخاص فيجوز إطلاقها عليها وإطلاق النبات على تلك الأجسام أيضا جائز اصطلاحا. الثاني أنّه صادق على الصور النوعية للبسائط الموجودة في المركّبات النباتية.
والجواب أنّ تلك الصور ليست كمالات أولية بالنسبة إلى المركّبات إذ الكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لحصول النوع وجزءا أخيرا له، وما هو بمنزلته، وتلك الصور ليست كذلك بالنسبة إلى المركّبات.
الثالث أنّه يكفي أن يقال كمال أول من حيث يتغذّى وينمو ويتولّد بل يكفي أن يقال كمال من حيث ينمو وباقي القيود مستدرك إذ الكمال الثاني وكمال الجسم الصناعي وغير الآلي ليس من جهة ما ينمو. والجواب أنّ قيود التعريف قد تكون للاحتراز وقد تكون للتحقيق وبعض هذه القيود للاحتراز وبعضها للتحقيق. والنفس الحيوانية كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات الجسمانية ويتحرّك بالإرادة والقيد الأخير لإخراج النفس النباتية والإنسانية والفلكية. أقول والمراد أن يكون منشأ تمييز ذلك الكمال عن الكمالات الأخر هو هذين الأمرين أعني إدراك الجزئيات الجسمانية والحركة الإرادية لا غير فينطبق التعريف على المذهبين المذكورين. ولا يرد ما قيل من أنّه إن أريد الآلي من جهة هذين الأمرين فقط فلا يصدق التعريف على النفس الحيوانية على مذهب المحقّقين لأنّها آليّة من جهة الأفعال النباتية أيضا، وإن أريد الآلي من جهتهما مطلقا فينتقض التعريف بالنفس الناطقة. وأورد عليه أنّه غير جامع لعدم صدقه على النفس الحيوانية في الإنسان لأنّها ليست مدركة عند المحقّقين بل المدرك للكلّيات والجزئيات مطلقا هو النفس الناطقة. وأجيب بأنّ المراد بالمدرك أعمّ من أن يكون مدركا بالحقيقة أو يكون وسيلة للإدراك والنفس الحيوانية وسيلة لإدراك النفس الناطقة للجزئيات الجسمانية، ولا يرد القوى المدركة الظاهرة والباطنة لأنّ هذه القوى ليست من قبيل الكمال الأول لأنّها كما مرّ عبارة عن الجزء الأخير للنوع أو ما هو بمنزلته. والنفس الإنسانية وتسمّى بالنفس الناطقة والروح أيضا كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الأمور الكلّية والجزئية المجرّدة ويفعل الأفعال الفكرية والحدسية، وقد سبق أنّ المراد بالكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لتحقّقه وجزءا أخيرا له وما هو بمنزلته، والنفس الناطقة بالنسبة إلى بدن الإنسان من قبيل الثاني. ثم قولهم كمال أول لجسم طبيعي آليّ مشترك بين النفوس الثلاثة وباقي القيود في التعريفات لإخراج بعضها عن بعض. وأمّا النفوس الفلكية فخارجة عن هذا لأنّ السماويات لا تفعل بواسطة الآلات على ما هو المشهور من أنّ لكلّ فلك من الخارج المركز والحوامل والتداوير والممثلات نفسا على حدة على سبيل الاستقلال، وأمّا على رأي من يقول إنّ الكواكب والتداوير والخارج المركز هي الأعضاء والآلات للنفس المدبّرة للفلك الكلّي فالنفوس للأفلاك الكلّية فقط فداخلة فيه، إلّا أنّه لا يشتمل القدر المذكور لنفس الفلك الأعظم عندهم أيضا. فاخراجها عن تعريف النفس النباتية على رأيهم بقيد الحيثية المذكورة في تعريف النفس النباتية، وعن تعريف النفس الناطقة بقيد وبفعل الأفعال الفكرية. وأمّا إخراجها عن تعريف النفس الحيوانية فبقيد ما يدرك الجزئيات الجسمانية لأنّ النفوس الفلكية مجرّدة والمجرّد لا يدرك الجزئي المادي.
والنفس الفلكية كمال أول لجسم طبيعي ذي إدراك وحركة دائمين يتبعان تعقلا كلّيا حاصلا بالفعل وهذا مبني على المذهب المشهور، وعليك بالتأمّل فيما سبق حتى يحصل تعريف النفس الفلكية على المذهب الغير المشهور أيضا. اعلم أنّهم قالوا إنّ النفس الفلكية مجرّدة عن المادة وتوابعها مدركة للكلّيات والجزئيات المجرّدة، وقالوا حركات الأفلاك إرادية، وكلّ ما يصدر عنه الحركة الجزئية الإرادية فيرتسم فيه الصغير والكبير، ولا شيء من المجرّدات كذلك، فليس المباشر القريب لتحريك الفلك جوهرا مجرّدا، بل لا بدّ هاهنا من قوة جسمانية أخرى فائضة عن المحرّكات العاقلة المجرّدة على أجرام الأفلاك وتسمّى تلك القوة الفائضة نفسا منطبعة ونسبتها إلى الفلك كنسبة الخيال إلينا في أنّ كلا منهما محلّ ارتسام الصورة الجزئية، إلّا أنّ الخيال مختصّ بالدماغ والنفس المنطبعة سارية في الفلك كلّه لبساطته وعدم رجحان بعض أجزائه على بعض في المحلية.
وإلى هذا ذهب الإمام الرازي. وقال المحقّق الطوسي: ذلك شيء لم يذهب إليه أحد قبله فإنّ الجسم الواحد يمتنع أن يكون ذا نفسين أعني ذا ذاتين هو آله لهما. والحقّ أنّ له نفسا مجرّدة وقوة خيالية وهذا مراد الإمام. غاية ما في الباب أنّه عبّر عن القوة الخيالية بالنفس المنطبعة، والمشّاءون على أنّ للفلك نفسا منطبعة لا غير، فإنّ الظاهر من مذهبهم أنّ المباشر لتحريك الفلك قوة جسمانية هي صورته المنطبعة في مادته وأنّ الجوهر المجرّد الذي يستكمل به نفسه عقل غير مباشر للتحريك.
والشيخ الرئيس على أنّ له نفسا مجرّدة لا غير.
وقال إنّ النفس الكلّي هي ذات إرادة عقلية وذات إرادة جزئية. وقال إنّ لكل فلك نفسا مجرّدة يفيض عنها صورة جسمانية على مادة الفلك فتقوم بها، وهي تدرك المعقولات بالذات وتدرك الجزئيات بجسم الفلك، وتحريك الفلك بواسطة تلك الصورة التي هي باعتبار تحريكاته كالخيال بالنسبة إلى نفوسنا وأبداننا، فإنّ المدرك حقيقة هو النفس والخيال آلة وواسطة لإدراكه، فالمباشر على هذا هو النفس إلّا أنّها بواسطة الآلة وتحقيقه في شرح الإشارات. ثم اعلم أنّ عدد النفوس الفلكية المحرّكة للأفلاك على المذهب المشهور هو عدد الأفلاك والكواكب جميعا، وعلى المذهب الغير المشهور تسعة بعدد الأفلاك الكلّية فإنّهم قالوا: كلّ كوكب منها ينزّل مع أفلاكه منزلة حيوان واحد ذي نفس واحدة تتعلّق تلك النفس بالكوكب أولا وبأفلاكه ثانيا كما تتعلّق نفس الحيوان بقلبه أولا وبأعضائه بعد ذلك بتوسطه. وقيل لجميع الأفلاك نفس واحدة تتعلّق بالمحيط وبالباقية بالواسطة.
فائدة:
في المباحث المشرقية الشيء قد يكون له في ذاته وجوهره اسم يخصه وباعتبار إضافته إلى غيره اسم آخر كالفاعل والمنفعل والأب والابن وقد لا يكون له اسم إلّا باعتبار الإضافة كالرأس واليد والجناح، فمتى أردنا أن نعطيها حدودها من جهة أسمائها بما هي مضافة أخذنا الأشياء الخارجة عن جواهرها في حدودها لأنّها ذاتيات لها بحسب الأسماء التي لها تلك الحدود والنفس في بعض الأشياء كالإنسان قد تتجرّد عن البدن ولا تتعلّق به لكن لا يتناوله اسم النفس إلّا باعتبار تعلّقها به حتى إذا انقطع ذلك التعلّق أو قطع النظر عنه لم يتناوله اسم النفس إلّا باشتراك اللفظ، بل الاسم الخاص بها حينئذ هو العقل. فما ذكر في تعريف النفس ليس تعريفا لها من حيث ماهيتها وجوهرها بل من حيث إضافتها إلى الجسم الذي هي نفس، له إذ لفظ النفس إنّما يطلق عليها من جهة تلك الإضافة فوجب أن يؤخذ الجسم في تعريفها كما يؤخذ البناء في تعريف الباني من حيث إنّه بان وإن لم يجز أخذه في حدّه من حيث إنّه إنسان.
فائدة:
قيل إطلاق النفس على النفوس الأرضية والسماوية ليس بحسب اشتراك اللفظ فإنّ الأفعال الصادرة عن صور أنواع الأجسام منها ما يصدر من إرادة وإدراك وينقسم إلى ما يكون الفعل الصادر عنه على وتيرة واحدة كما للأفلاك، وإلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما للإنسان والحيوانات.
ومنها ما لا يصدر عن إرادة وإدراك وينقسم إلى ما يكون على وتيرة واحدة وهي القوة السخرية كما يكون للبسائط العنصرية من الميل إلى المركز أو المحيط وإلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما يكون للنبات والحيوان من أفاعيل القوة التي توجب الزيادة في الأقطار المختلفة والقوة السخرية خصّت باسم الطبيعة والبواقي باسم النفس وإطلاق اسم النفس عليها لا يمكن إلّا بالاشتراك لأنّه لو اقتصر على أنّها مبدأ فعل ما أو قوة يصدر منها أمر ما يصير كلّ قوة طبيعية نفسانية وليس كذلك، وإن فسرناها بأنّها التي تكون مع ذلك فاعلة بالقصد خرجت النفس النباتية وأن نفرض وقوع الأفعال على جهات مختلفة فيخرج النفس الفلكية، وكذا لا يشتمل للجميع قولهم النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي ما يمكن أن يصدر عن الأحياء ولا يكون الصدور عنهم دائما بل قد يكون بالقوة لأنّه يخرج بقيد آلي النفوس الفلكية لأنّ أفعالها لا تصدر بواسطة الآلة على المذهب المشهور، وعلى المذهب الغير المشهور بالقيد الأخير لأنّ النفوس الفلكية وإن كانت كمالات أولية لأجسام طبيعية آلية على هذا المذهب لكنها ليس يصدر عنها أفاعيل الحياة بالقوة أصلا، بل يصدر منها أفاعيل الحياة كالحركة الإرادية مثلا دائما.
واعترض عليه أيضا بأنّه إن أريد بما يصدر عن الأحياء ما يتوقّف على الحياة فيخرج النفس النباتية. وإن أريد أعمّ من ذلك فإن أريد جميعها خرج النفس النباتية والحيوانية. وإن أريد بعضها دخل فيه صور البسائط والمعدنيات إذ يصدر عنها بعض ما يصدر عن الأحياء.
وأجيب بأنّ المراد البعض وصور المعدنيات والبسائط خارجة بقيد الآلي فإنّها تفعل أفعالها بلا توسّط آلة بينها وبين آثارها. هذا لكن الشيخ ذكر في الشفاء أنّ النفس اسم لمبدإ صدور أفاعيل ليست على وتيرة واحدة عادمة للإرادة ولا خفاء في أنّه معنى شامل للنفوس كلّها على المذهبين لأنّ ما يكون مبدأ لأفاعيل موصوفة بما ذكر، إمّا أن يكون مبدأ لأفاعيل مختلفة وهو النفس الأرضية أو يكون مبدأ لأفاعيل لا على وتيرة واحدة عادمة للإرادة، بل يكون مختلفة ومع الإرادة على رأي وعلى وتيرة واحدة ومع الإرادة على الصحيح.
فائدة:
النفس لها اعتبارات ثلاثة وأسماء بحسبها، فإنّها من حيث هي مبدأ الآثار قوة وبالقياس إلى المادة التي تحملها صورة وبالقياس إلى طبيعة الجنس التي بها تتحصّل وتتكمل كمال، وتعريف النفس بالكمال أولى من الصورة إذ الصورة هي الحالة في المادة والنفس الناطقة ليست كذلك لأنّها مجرّدة فلا يتناولها اسم الصورة إلّا مجازا من حيث إنّها متعلّقة بالبدن لكنها مع تجرّدها كمال للبدن كما أنّ الملك كمال للمدينة باعتبار التدبير والتصرّف وإن لم يكن فيها وكذا تعريفها بالكمال أولى من القوة لأن القوة اسم لها من حيث هي مبدأ الآثار وهو بعض جهات المعرّف والكمال اسم لها من حيث يتمّ بها الحقيقة النوعية المستتبعة لآثارها، فتعريفها به تعريف من جميع جهاتها.
فائدة:
للنفس النباتية قوى منها مخدومة ومنها خادمة وتسمّى بالقوى الطبيعية، وكذا للنفس الحيوانية قوى وتسمّى قواها التي لا توجد في النبات نفسانية ومنها مدركة وغير مدركة، وكذا للنفس الناطقة وتسمّى قواها المختصة بها قوة عقلية. فباعتبار إدراكها للكلّيات تسمّى قوة نظرية وعقلا نظريا، وباعتبار استنباطها لها تسمّى قوة عملية وعقلا عمليا، ولكلّ من القوة النظرية والعملية مراتب سبق ذكرها في لفظ العقل.
فائدة:
النفوس الإنسانية مجرّدة أي ليست قوة جسمانية حالة في المادة ولا جسما بل هي لإمكانية لا تقبل الإشارة الحسّية وإنّما تعلّقها بالبدن تعلّق التدبير والتصرّف من غير أن تكون داخلة فيه بالجزئية أو الحلول، وهذا مذهب الفلاسفة المشهورين من المتقدمين والمتأخّرين، ووافقهم على ذلك من المسلمين الغزالي والراغب وجمع من الصوفية المكاشفة، وتعلّقها بالبدن تعلّق العاشق بالمعشوق عشقا جبلّيا لا يتمكّن العاشق بسببه من مفارقة معشوقه ما دامت مصاحبته ممكنة. ألا ترى أنّها تحبه ولا تكرهه مع طول الصحبة وتكره مفارقته، وسبب التعلّق توقّف كمالاتها ولذّاتها الحسّيتين والعقليتين على البدن، فإنّ النفس في مبدأ الفطرة عارية عن العلوم قابلة لها متمكّنة من تحصيلها بالآلات والقوى البدنية. قال تعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ وهي تتعلّق بالروح الحيواني أولا أي بالجسم اللطيف البخاري المنبعث عن القلب المتكوّن من ألطف أجزاء الأغذية، فيفيض من النفس على الروح قوة تسري بسريان الروح إلى أجزاء البدن وأعماقه فتثير تلك القوة في كلّ عضو من أعضاء البدن ظاهرة وباطنة قوى تليق بذلك العضو ويكمل بالقوى المثارة في ذلك العضو نفعه كل ذلك بإرادة العليم الحكيم، وخالفهم فيه جمهور المتكلمين بناء على ما تقرّر عندهم من نفي المجرّدات على الإطلاق عقولا كانت أو نفوسا.
واحتج المثبتون للتجرّد عقلا بوجوه منها أنّها تعقل المفهوم الكلّي فتكون مجرّدة لأنّ النفس إذا كانت ذا وضع كان المعنى الكلّي حالا في ذي وضع، والحال في ذي الوضع يختص بمقدار مخصوص ووضع معيّن ثابتين لمحلّه فلا يكون ذلك الحال مطابقا لكثيرين مختلفين بالمقدار والوضع، بل لا يكون مطابقا إلّا لما له ذلك المقدار والوضع فلا يكون كلّيّا، هذا خلف وردّ بأنّا لا نسلّم أنّ عاقل الكلّي محلّ له لابتنائه على الوجود الذهني، وأيضا الحال فيما له مقدار وشكل ووضع معيّن لا يلزم أن يكون متصفا به لجواز أن لا يكون الحلول سريانيا.
وأمّا نقلا فمن وجوه أيضا. الأول قوله تعالى وَلا تَحْسَبَــنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ الآية، ولا شكّ أنّ البدن ميت فالحيّ شيء آخر مغاير له هو النفس. والثاني قوله تعالى النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا والمعروض عليها ليس البدن الميّت فإنّ تعذيب الجماد محال. والثالث قوله تعالى: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ الآية، والبدن الميت غير راجع ولا مخاطب. والرابع قوله عليه السلام: (إذا حمل الميت على نعشه يرفرف روحه فوق النعش ويقول يا أهلي ويا ولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال من حلّه ومن غير حلّه ثم تركته لغيري) الحديث، فالمرفرف غير المرفرف فوقه. والجواب أنّ الأدلة تدلّ على المغايرة بينها وبين البدن لا على تجرّدها. واحتج النافون للتجرّد أيضا بوجوه. منها أنّ المشار إليه بأنا وهو معنى النفس يوصف بأوصاف الجسم فكيف تكون مجرّدة. وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرح المواقف وشرح التجريد وغيرهما. ثم المنكرون للتجرّد اختلفوا في النفس الناطقة على أقوال سبقت في لفظ الروح ولفظ الإنسان ولفظ السّر.

اعلم أنّ صاحب الإنسان الكامل قال:
النفس في اصطلاح الصوفية خمسة أضرب حيوانية وأمّارة وملهمة ولوّامة ومطمئنّة وكلّها أسماء الروح إذ ليس حقيقة النفس إلّا الروح وليس حقيقة الروح إلّا الحق فافهم. فالنفس الحيوانية تسمّى بالروح باعتبار تدبيرها للبدن فقط. وأمّا الفلسفيون فالنفس الحيوانية عندهم هو الدم الجاري في العروق وليس هذا بمذهبنا.
ثم النفس الأمّارة تسمّى بها باعتبار ما يأتيها من المقتضيات الطبيعية الشهوانية للانهماك في اللذات الحيوانية وعدم المبالاة بالأوامر والنواهي. ثم النفس الملهمة تسمّى بها لاعتبار ما يلهمها الله من الخير، فكلّ ما تفعله من الخير هو بالإلهام الإلهي، وكلّ ما تفعله من الشّر هو بالاقتضاء الطبيعي وذلك الاقتضاء منها بمثابة الأمر لها بالفعل، فكأنّها هي الأمّارة لنفسها يفعل تلك المقتضيات فلذا سمّيت أمّارة، وللإلهام الإلهي سمّيت ملهمة. ثم النفس اللّوّامة سمّيت بها لاعتبار أخذها في الرجوع والإقلاع فكأنّها تلوم نفسها عن الخوض في تلك المهالك ولذا سمّيت لوّامة. ثم النفس المطمئنّة سمّيت بها لاعتبار سكونها إلى الحقّ واطمئنانها به وذلك إذا قطع الأفعال المذمومة والخواطر المذمومة مطلقا، فإنّه متى لم ينقطع عنها الخواطر المذمومة لا تسمّى مطمئنّة بل هي لوّامة، ثم إذا ظهر على جسدها الآثار الروحية من طيّ الأرض وعلم الغيب وأمثال ذلك فليس لها إلّا اسم الروح. ثم إذا انقطعت الخواطر المحمودة كما انقطعت المذمومة واتصفت بالأوصاف الإلهية وتحقّقت بالحقائق الذاتية فاسم العارف اسم معروفه وصفاته صفاته وذاته ذاته انتهى. وقال في مجمع السّلوك: النفس اللّوّامة عند بعضهم هي الكافرة التي تلوم ذاتها وتقول: يا ليتني قدّمت لحياتي. ويقول بعضهم:
هي نفس الكافر والمؤمن، لأنّه ورد في الحديث: في يوم القيامة كلّ نفس تكون لوّامة لذاتها، فالفسّاق يقولون: لماذا ارتكبنا أعمال الفسوق، والصّالحون يقولون: لماذا لم نزد من أعمال الصّلاح. انتهى. وقد سبق أيضا في لفظ الخلق.
معنى النفس الأمّارة واللّوّامة والمطمئنّة ناقلا من التلويح.
فائدة:
النفس الناطقة حادثة اتفق عليه الملّيّون إذ لا قديم عندهم إلّا الله وصفاته عند من أثبتها زائدة على ذاته، لكنهم اختلفوا في أنّها هل تحدث مع حدوث البدن أو قبله؟ فذهب بعضهم إلى أنّها تحدث معه لقوله تعالى ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ والمراد بالإنشاء إفاضة النفس على البدن. وقال بعضهم بل قبله لقوله عليه الصلاة والسلام: (خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام)، وغاية هذه الأدلة الظّنّ أما الآية فلجواز أن يكون المراد بالإنشاء جعل النفس متعلّقة به فيلزم حدوث تعلّقها لا حدوث ذاتها.
وأمّا الحديث فلأنّه خبر واحد فيعارضه الآية وهي مقطوعة المتن مظنونة الدلالة والحديث بالعكس، فلكلّ رجحان فيتقاومان. وأمّا الحكماء فإنّهم قد اختلفوا في حدوثها فقال به أرسطو ومن تبعه، وقال شرط حدوثها حدوث البدن، ومنعه من قبله وقالوا بقدمها. ثم القائلون بحدوثها يقولون إنّ عدد النفوس مساو لعدد الأبدان لا يزيد أحدهما على الآخر فلا تتعلّق نفس واحدة إلّا ببدن واحد وهذا بخلاف مذهب القائلين بالتناسخ.
فائدة:
اتفق القائلون بمغايرة النفس للبدن على أنّها لا تفنى بفناء البدن، أمّا عند أهل الشرع فبدلالات النصوص، وأمّا عند الحكماء فبناء على استنادها إلى القديم استقلالا أو بشرط حادث في الحدوث دون البقاء وعلى أنّها غير مادية، وكلّ ما يقبل العدم فهو مادي فالنفس لا تقبل العدم.
فائدة:
مدرك الجزئيات عند الأشاعرة هو النفس لأنها الحاكمة بها وعليها ولها السمع والإبصار، وعند الفلاسفة الحواس للقطع بأنّ الإبصار للباصرة وآفتها آفة له، والقول بأنّها لا تدرك الجزئيات إلّا بالآلات يرفع النزاع، إلّا أنّه يقتضي أن لا يبقى إدراك الجزئيات عند فقد الآلات، والشريعة بخلافه وقد سبق في لفظ الإدراك.
فائدة:
ذهب جمع من الحكماء كأرسطو وأتباعه إلى أنّ النفوس البشرية متّحدة بالنوع وإنّما تختلف بالصفات والملكات لاختلاف الأمزجة والأدوات. وذهب بعضهم إلى أنّها مختلفة بالماهية بمعنى أنّها جنس تحته أنواع مختلفة، تحت كلّ نوع أفراد متحدة بالماهية. قيل يشبه أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) وقوله (الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) إشارة إلى هذا. قال الإمام: إنّ هذا المذهب هو المختار عندنا.
وأما بمعنى أن يكون كلّ فرد منها مخالفا بالماهية لسائر الأفراد حتى لا يشترك منهم اثنان في الماهية فالظاهر أنّه لم يقل به أحد، كذا في شرح التجريد وأكثر هذه موضّحة فيه.

أَزب

أَزب
: ( {أَزِبَت الإِبلُ، كَفَرِحَ) } تَأْزَبُ {أَزَباً (: لَمْ تَجْتَرَّ) فَهِيَ إِبِلٌ} أَزِبَةٌ أَيْ ضَامزَةٌ بجِرتِهَا لاَ تَجْتَرّ، قَالَه المُفَضَّلُ ( {والإِزْبُ بالكَسْرِ) فالسُّكُونِ (: القَصِيرُ) عنِ الفَرَّاءِ وقَيلَ: هُوَ (الغَليظُ) مِنَ الرِّجَال قَالَ:
وأُبْغِضُ مِنْ قُرَيْشِ كُلَّ} إِزْبٍ
قَصِيرِ الشَّخْصِ تَحْسَبُــهُ وَلِيدَا
كَأَنَّهُمُ كُلَى بَقَرِ الأَضَاحِي
إِذَا قَامُوا حَسِبْتَهُمُ قُعُودَا
(و) {الإِزْبُ (: الدَّاهِيَةُ) يُقَال: رَجُلٌ} إِزْبٌ حِزْبٌ أَيْ دَاهِيَةٌ، (و) الإِزْبُ (: اللَّئيمُ و:) القَصِيرُ (الدَّمِيمُ، و) قَالَ الليثُ: الإِزْبُ (: الدَّقِيقُ) بالدَّالِ المُهْمَلَة فيهمَا، من الدَّامَةِ ودِقَّةِ الجِسْمِ كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي أُخرى: الرَّقيقُ (المَفَاصِلِ الضّاوِيُّ) الضِّئيلُ الَّذِي (لاَ تَزِيدُ عِظَامُهُ) ولاَ أَلْوَاحُه، (وإِنَّمَا زِيَادَتُهُ فِي بَطْنِهِ وسُفْلَتِه) كَأَنَّهُ ضَاوِيٌّ مُحْثَلٌ. (و) : فِي حديثِ العَقَبَةِ هُوَ شَيْطَانٌ اسمُه (إِزْبُ العَقَبَةِ) وَهُوَ الحَيَّةُ، إِنْ كَانَ بكَسْرِ الهَمْزَةِ وسُكُون الزَّايِ، كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) و (سِيرَةِ الحَلَبِيُّ) ، فَلاَ يخفى أَن محلَّ ذكره هُنا، وإِن كَانَ بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الموحَّدَة، فإِنه يأْتي ذكرُه (فبزبب، وَوَهمَ مَن ذَكرَه هُنَا) كَابْن مَنْظُور وَغَيره، لأَن همزته زَائِدَة.
{والأَزِبُ، ككتف: الطَّوِيلُ} كالأَزِيبِ) {والآزِبِ، فَعَلَى هَذَا يكونُ ضِدًّا.
(} والأَزْبَةُ) لُغَةٌ فِي الأَزْمَة، وَهِي (الشِّدَّةُ والقَحْطُ) ، يُقَال: أَصَابَتْنَا {أَزْبَةٌ} وآزِبة، أَي شِدَّة، وَيُقَال للسَّنَة الشديدةِ: {أَزْبَة وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ، بمَعْنى واحدِ، وَفِي حَدِيث أَبِي الأَحْوَصِ (لتَسْبيحَةٌ فِي طَلَبِ حاجَةٍ خَيْرٌ مِنْ لَقُوحٍ صَفِيَ فِي عَامِ أَزْبَةٍ، أَوْ لَزْبَةٍ) يقالُ: أَصَابَتْهُمْ أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ، أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ.
} وإِزَاب بالكَسْرِ: مَاءٌ لِبَنِي العَنْبَرِ) من بني تَمِيم، قَالَ مُسَاوِرُ بنُ هِنْدٍ:
وجَلَبْتُه مِنْ أَهْلِ أُبْضَةَ طَائِعاً
حَتَّى تَحَكَّمَ فِيهِ أَهْلُ إِزَابِ
ويُرْوى إِراب بالمُهْمَلَةِ.
قُلْتُ: ورَأَيْتُ فِي أَسْمَاء البِقَاعِ: {وَآزاب، بالمَدِّ والزَّاي المُعْجَمَةِ: مَوْضعٌ جَاءَ ذِكْرُه فِي شِعْرٍ لسُهَيْلِ بن عَليِّ، فَلْيُعْلَمْ.
(} وأَزَبَ المَاءُ كضَرَبَ) مثْلُ وَزَبَ بالوَاوِ: (جَرَى) ، قِيلَ: (ومِنْهُ! المئزَابُ) ، أَي المرْزَابُ، وَهُوَ المَثْعَبُ الَّذِي يَبُولُ المَاءَ، وَفِي التَّرْشِيحِ: هُوَ مَا يَسِيلُ مِنْهُ المَاءُ من مَوْضِعٍ عالٍ، وَمِنْه مِيزَابُ الكَعْبَةِ، وهُو مَصَبُّ مَاءِ المَطَرِ، (أَوْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ) ، قَالَهُ الجَوَالِيقِيُّ، (أَي بُلِ المَاءَ) ورُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وجَمْعُه {المَآزِيبُ} والمَيَازِيبُ، وَيُقَال: المِرْزَابُ بِتَقْديم الرَّاءِ على الزَّايِ. قَالَ شيخُنَا: ومَنَعَه ابنُ السِّكِّيتِ والفَرَّاءُ وأَبُو حَاتِم، وَفِي التَّهْذِيبِ عنِ ابْن الأَعْرَابيِّ: يُقَال لِلْمِيزَابِ: مِرْزَابٌ ومِزْرَابٌ، بتَقْدِيمِ الرَّاءِ وتَأْخيرِهَا، وَنَقله اللَّيْث وَجَمَاعَة.
(وإِبلٌ {آزِبَةٌ) ، أَي (ضَامِزَةٌ) بِجِرَّتِهَا لاَ تَجْتَرُّ، قَالَه المُفَضَّلُ، وأَنْشَد فِي التَّهْذِيب قولَ الأَعشى:
ولَبُونِ معْزَابٍ أَصَبْتَ فَأَصْبَحَتْ
غَرْثى وَآزِبَةِ قَضَبْتَ عِقَالَهَا
قَالَ اللَّيْث: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو بَكْرٍ الإِيادِيُّ بالبَاءِ المُوَحَّدَة، قَالَ: وَهِي الَّتِي تَعَافُ المَاءَ وتَرْفَعُ رَأْسَهَا، وَرَوَاهُ ابْن الأَعرَابيّ باليَاءِ التَّحْتِيَّةِ، وَقَالَ: هِيَ العَيُوفُ القَذور، وكأَنها تَشْرَبُ من الإِزاءِ وَهُوَ مَصَبُّ الدَّلْوِ، وسيأْتي. (} وتَأْزَّبُوا المَالَ بَيْنَهُمْ) إِذا (اقْتَسَمُوهُ) ، نَقَله الصاغانيّ.

فَرد

(فَرد)
فرودا انْفَرد وتوحد وبالأمر والرأي انْفَرد
(فَرد) الرجل تفقه وَاعْتَزل النَّاس وخلا لِلْعِبَادَةِ وَفِي الحَدِيث (طُوبَى للمفردين) وبرأيه استبد وَالذَّهَب فَصله بالفريد وَالشَّيْء جعله أفرادا والأشياء باعد بَين بَعْضهَا وَبَعض (محدثتان)
فَرد
: (الفَرْدُ: نِصْفُ الزَّوْجِ. و) الفَرْد: (المُتَّحِدُ، ج: فِرَادٌ) ، بالكسرِ، على القِيَاسِ فِي جَمْع فَعْل بِالْفَتْح.
(و) عَن اللّيثِ: الفَرْدُ فِي صِفاتِ اللهِ تَعَالَى: (مَن لَا نَظِيرَ لَهُ) وَلَا مِثْلَ وَلَا ثانِيَ.
قَالَ الأَزهريّ: وَلم أَجِدْه فِي صفاتِ الله تَعَالَى الَّتِي وَرَدَت فِي السُّنَّةِ، قَالَ: وَلَا يُوصَف اللهُ تَعَالَى إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نفْسَ، أَو وصَفَه بِهِ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم قَالَ:.
وَلَا أَدري من أَين جاءَ بِهِ الليثُ. والفَرْدُ: الوِتْر، و (ج أَفرادٌ وفُرَادَى) ، على غيرِ قياسٍ، كأَنَّه جمع فَرْدَانَ كسَكْرَى وسَكْرَان، وسُكارَى. وبعضُهم أَلْحقَه بالأَلفاظ الثّلاثةِ الّتي كرت فِي: فرخ.
(و) الفَرْد: (الجانِبُ الوَاحِدُ من اللَّحْيِ) ، كأَنَّهُ يُتَوَهَّم مُفْرَدا، والجَمْع أَفرادٌ، قَالَ ابْن سَيّده: وَهُوَ الّذي عَنَاه سيبويهِ بقوله: نَحْو فَرْد وأَفراد، وَلم يَعْنِ الفَرْد الّذِي هُوَ ضدّ الزَّوج، لأَن ذالك لَا يكَاد يُجْمَع.
(و) الفَرْد (من النِّعَالِ: السَّمْط الَّتِي لم تُخْصَفْ) طاقاً على طاقٍ (وَلم تُطارَقْ) ، وَفِي الحَدِيث: (جاءَ رَجُلٌ يشكو رَجُلاً من الأَنصارِ شَجَّه، فَقَالَ:
يَا خَيْرَ مَن يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْده
أَوْهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ
أَراد النَّعْلَ الّتي هِيَ طاقٌ واحدٌ، وهم يُمدَحُون بِرِقَّةِ النِّعَال، وإِنما يَلْبَسُهَا ملوكُهم وسادتُهم. أَراد: يَا خَيْرَ الأَكاِبِر من العَرَب، لأَنَّ لُبْس النِّعَال لَهُم دون العَجَم. كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) يُقَال: (شيْءٌ فارِدٌ وفَرْدٌ) ، بفتْح فَسُكُون (وفردَّ، كجَبَلٍ، وكَتِفٍ، ونَدُسٍ وعُنُقٍ وسَحْبَانَ وحَلِيمً وقَبُولٍ: مُتَفَرِّدٌ) ، ويُنْشَد بيتُ النَّابِغَة:
مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مَوْشِيَ أَكارِعُهُ
طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ
بِفَتْح الرّاءِ، وضمّها، وَكسرهَا مَعَ فتح الفاءِ، وبضمتين، وكذالك. ثَوْر فارِدٌ وفَرَدٌ وفَرُدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد بمعنَى مُنفردٍ.
(وشَجَرةٌ فارِدٌ) وفارِدَةٌ: (مُتَنَحِّيَةٌ) انفردَت عَن سائرِ الأَشجارِ، قَالَ المسيَّب بن عَلَسٍ:
فِي ظِل فارِدَةٍ مِنَ السِّدْرِ
وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انفردَت عَن سَائِر السِّدْرِ. (وظَبْيَةٌ فارِدٌ: مُنْفَرِدةٌ) ، انْقَطَعَتْ (عَن القطِيعِ، وناقَةُ فارِدةُ، ومِفْرَادٌ، وفَرُودٌ) كصَبُورٍ، إِذا كَانَت (تَنْفَرِدُ) وتَتَنَحَّى (فِي المَرْعَى) والمَشْرُوب. والذَّكَر فارِدٌ لَا غَيْرُ.
(وأَفرادُ النُّجومِ وفُرُودُها: الّتي تَطْلُع فِي آفاقِ السَّماءِ) ، وَهِي الدَّرَارِيُّ، سُمِّيَت بذالك لتَنَحِّيها وانفرادِهَا من سائِر لنُّجومِ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: (فَرَّدَ) الرَّجلُ (تَفْرِيداً) ، إِذا (تَفَقهَ، واعزَلَ النَّاسَ، وخَلَا لِمُرَاعَاةِ الأَمْرِ والنَّهْيِ، وَمِنْه) الحديثُ: ((طُوبَى للمُفَرِّدِينَ) و) هِيَ روايةٌ من الحدِيثِ المرويِّ عَن أَبي هُريرة، رَضِي الله عَنهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صلَّى الله عليْه وسلّم، كَانَ فِي طَرِيقِ مكَّةَ على جَبَلٍ، يُقَال لَهُ: يُجْدَانُ فَقَالَ: سِيرُوا، هاذا بُجْدَانُ، (سَبَقَ المُفَرِّدُون) ، قَالُوا: يَا رسولَ الله، وَمن المُفَرِّدُون؟ قَالَ: الذَّاكِرُون الله كثيرا وَالذَّاكِرَات) هاكذا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِه. (و)يُقَال أَيضاً: (هُم المُهْتَرُون بِذِكْرِ الله تَعَالَى) كَمَا جاءَ ذالك فِي روايةٍ أُخْرَى، ونصّها: (قَالَ: الَّذين أُهْتِرُوا فِي ذِكْرِ الله يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُم أَثقالَهُمْ، فيأْتُون يَومَ القِيَامَ خِفَافاً) (وهم) أَي المُفَرِّدون (أَيضاً) على قَول القُتَيْبِيِّ فِي تَفْسِير الحَدِيث؛ الهَرْمَى (الَّذين قد هَلَكَتْ (كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: هَلَكَ (لداتُهُمْ) ، بالكسرِ، أَي من الناسِ، وذَهَب القَرْنُ الّذي كَانُوا فِيهِ، (وبَقُوا هم) يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجَلَّ. وَفِي بعض النّسخ: هَلَكت لَذَّتُهم. قَالَ أَبو مَنْصُور: وقولُ ابنِ الأَعرَابِيِّ فِي التَّفْرِيد عِنْدِي أَصْوَبُ من قَول القُتَيْبِيّ.
(وراكِبٌ مُفَرِّدٌ: مَا مَعَهُ غَيْرُ بَعِيرِهِ) . فِي الأَساس: بَعَثُوا فِي حاجَتِهِم راكِباً مُفَرِّداً: لَا ثانِيَ مَعَه.
(وفَردَ بالأَمرِ، مثلْثَةَ الرّاءِ) ، الفتحُ هُوَ الْمَشْهُور، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرى اللِّحْيَانيَّ حكَى الكَسْرَ والضّمَّ. وَأَفْرَدَ، وانفَرَدَ، واستَفْرَدَ) ، إِذا (تَفَرَّدَ بِهِ) ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فَرَدْتُ بهاذا الأَمْرِ أَفرُدُ بِهِ فُرُداً، إِذا انفرَدْت بِهِ (و) قولُهم: (جاءُوا فُرَاداً وفِرَاداً) بالضّمّ وَالْكَسْر مَعَ التَّنْوِين، (وفُرادَى) كسُكَارَى، (فُرَادَ) ، كثُلاثَ ورُبَاعَ، (وفَرَادَ) ، بِالْفَتْح، غَيْرَ منصرفَيْنِ، (وفَرْدَى كسَكْرَى، أَي واحِداً بَعْدَ واحِدٍ) ، قَالَ أَبو زَيْدٍ عَن الكِلابِيِّين: جِئْتُمُونا فُرَادى، وهم فُرَادٌ وأَزواجٌ، نَوَّنوا قَالَ: وأَما قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} (الْأَنْعَام: 94) فإِنَّ الفَرَّاءَ قَالَ: فُرَادَى جمْعٌ، قَالَ: وَالْعرب تَقول: قَوْمٌ فُرَادَى، وفُرَادَ، فَلَا يُجْرُونها، شُبِّهَتْ بثُلَاثَ ورُبَاعَ، قَالَ: (والوَاحِدُ: فَرَدٌ) ، بِالتَّحْرِيكِ، (وفَرِدٌ) ككَتفٍ، (وفَرِيد) ، كأَمِير، (وفَرْدَانُ) كسَكْرَانَ، (وَلَا يَجُوزُ فَرْدٌ فِي هَذَا الْمَعْنى) ، أَي بفتْح فَسُكُون، قَالَ الفرَّاءُ: وأَنشدني بعضُهم:
تَرَى النُّعَرَاتِ الزُّرْقَ تَحْتَ لَبَانِهِ
فُرَادَى ومَثْنَى أَضْعَفَتْهَا صَوَاهِلُهْ
وَفِي (بصائر ذَوي التَّمْيِيز) للمصنِّف: هُوَ قَولُ تَمِيمِ بنِ أُبيِّ بن مُقْبل، يصف فرسا. ويروى أَيضاً: (أُحَاد ومَثْنَى) ثمَّ قَالَ: وجاءَ فَرْدَى، مِثَال سَكْرَى، وَمِنْه قِراءَة الأَعرجِ ونافِعٍ، وأَبي عَمْرٍ و: {8. 029 وَلَقَد جئتمونا فردى} .
واسْتَفْرَد فُلاناً: انفَرَدَ بِهِ و) استَفْرَد (الشيْءَ: أَخرَجَهُ من بينِ أَصحابِهِ) وأَفْرَدَه: جَعَلَهُ فَرْداً.
وَفِي الأَساس: واستَفْردْته فحدَّثْته (بشُقورى) أَي وَجدتُه فَردا لَا ثانِيَ مَعَه. وَيُقَال: استَطْرَدَ للقَوْمِ فلمَّا استَفْرَدَ مِنْهُم رَجُلاً كَرَّ عَلَيْهِ فجَدَّلَهُ.
(وفَرْدٌ) بِفَتْح فَسُكُون، (وفِرْدٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وفُرْدٌ) ، بالضّمّ، (وفَرْدَةُ) ، وفَرْدَةُ) ، كتَمْرَة، (وَفَرَدَى، كَجَمَزَى، وفارِدٌ، والفُرُداتُ) ، الأَخِير (بِضَمتَيْنِ) ، كُلّ ذالكَ أَسماءُ (مَوَاضِع) جاءَ ذِكْرُ آخرِهَا فِي قَول عَمْرِو بنِ قَميئةَ. وأَمَّا بِفَتْحٍ فسُكونٍ، فجَبَلٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، يُقَال لَهما: الفَرْدَانِ، وأَمَّا بِكَسْر فَسُكُون فمَوْضعٌ عِندَ بَطْنِ الإِيادِ، من بِلَاد يَرْبُوع بن حَنْظَلة، ثَمَّ وَقْعَةٌ. كَذَا فِي المعجم.
وفَارِدٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ، (وفَرْدَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَةِ) ورَمْلَةُ مَعْرُوفَةٌ، قَالَ الرَّاعِي:
إِلَى ضَوْءِ نارٍ بَين فَرْدَةَ والرَّحَى
وَقيل: موضعٌ بينَ المدينةِ والشامِ انْتهى إِليه زَيْدُ بنُ حارِثةَ لَمَّا بَعَثَه النّبيُّ صَلَّى الله عليْه وسلَّم، لاعتراض عِيرِ قُرَيْش، ورُوِيَ قولُ عَبِيدٍ:
فَفَرْدَةٌ فَقَفَا عِبِرَ
لَيْسَ بهَا مِنْهُم عَرِيبُ
وَقد تقدم فِي: ع ر د.
وَقَالَ لبيد:
بِمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ أَو بِمُحَجَّرٍ
فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فرُخَامُها
(و) فَرْدَةُ: جَبَلٌ (آخَرُ لِطَيِّءَ) يُقَال لَهُ: فَرْدَةُ الشّموس. (و) فَرْدَة (ماءٌ لِجَرمٍ) ، وهُنَاكَ قبْرُ زيدِ الخَيْلِ (أَو هُوَ بِالْقَافِ) ، وسيأْتي.
وَفِي قَول الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لأَعْرَابِيَّةٌ فِي عَبَاءَةٍ
تَحُلَّ الكَثِيبَ سُوَيْقَةَ أَو فَرْدَا
فَقيل: إِنه مُرَخَّم من فَرْدَة، رخَّمه فِي غيرِ النداءِ اضطراراً (و) قولُهم: فُلان يُفَصِّل كلامَه تَفْصِيلَ الفَرِيدِ، (الفَرِيدُ: الشَّذْرُ) الَّذِي (يَفْصِلُ بَين اللُّؤْلُؤِ والذَّهَب) ، وَيُقَال لَهُ: الجَاوَرْسَقُ، بِلِسَان العَجَمِ، (ج: فَرَائِدُ، و) قيل: الفَرِيد، بِغَيْر هاءٍ: (الجَوْهَرَةُ النَّفِيسَةُ) ، كأَنَّهَا مُفْرَدَةٌ فِي نَوْعِها، (كالفَرِيدَة) ، بالهَاءِ (و) الفَرِيدُ أَيضاً: (الدُّرُّ، إِذا نُظِمَ وفُصِّلَ بِغيرِه) ، وفَسَّر العِصَامُ الفَرِيدَةَ بالدُّرَّةِ الثَّمِينَة الَّتِي تُحْفَظُ فِي ظَرْفٍ على حِدَةٍ، وَلَا تُخْلَطُ باللآليءِ، لِشَرَفِها.
قَالَ شيخُنَا: وَهَذِه القُيُودُ تَفَقُّهاتٌ مِنْهُ، على عَادَتِه.
(وبائِعُهَا، وصانِعُها: فَرَّادٌ) .
وَقَالَ إبراهِيمُ الحَرْبيّ: الفَرِيدُ جمْع لفَرِيدةٍ، وَهِي الشَّذْرُ من فِضَّةٍ كاللُّؤْلُؤ، وفَرائدُ الدُّرِّ: كِبَارُها.
(و) الفَرِيد، أَيضاً (المَحَالُ الّتي انفردَتْ فوَقَعَت بَين آخِرِ المَحَالاتِ السِّتِّ الّتي تَلِي دَأْيَ العُنُقِ، وبينَ السِّتِّ الّتي بَين العَجْبِ وبَيْن هاذه، كالفَرَائِدِ) ، سُمِّيَتْ بِهِ لانفِرَادِهَا، وَقيل: الفَرِيدَةُ: المَحَالَةُ الّتي تَحْرُج من الصهْوَةِ الّتي تَلِي المَعَاقِمَ، وإِنَّمَا دُعِيَتْ فَرِيدَةً لأَنَّهَا وَقَعَتْ بينَ فَقَارِ الظَّهْرِ ومَعَاقِمِ العَجُزِ، والمَعَاقِمُ: مُلْتَقَى أَطْرَافِ العِظَامِ.
(والفُرْدُودُ) ، كسُرْسُورٍ، كَمَا هُوَ نصُّ التكملة، وَفِي بعض النُّسخ: الفُرُودُ: (كَوَاكِبُ) زاهِرةٌ، (مُصْطَفَّةٌ خَلْفَ) ، وَفِي بعض النُّسخ: حَوْلَ (الثُّرَيَّا) ، وَهِي النَّسَقُ أَيضاً، قَالَه ابنُ الأَعرابيِّ. وَيُقَال: الفُرُودُ هاذه نُجومٌ حولَ حَضَارِ. أَحدِ المُحْلِفَيْنِ، أَنشَدَ ثَعْلَبٌ:
أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّهَا
حَضَارِ إِذا مَا أَعْرَضَت وفُرُودُها
كَذَا فِي اللِّسَان.
قلْت: وثانِي المُحْلِفَيْنِ الوَزْن، وهما كَوكَبانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ، تَقول الْعَرَب: حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفَان وذالك أَنَّهما يَطْلُعان قَبْلَه، فيَظنُّ النَّاسُ بكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَنَّه سُهَيْلٌ، فيَحالفون على ذالك. وَفِي كتاب (أَنواء الْعَرَب) : ويكونُ مَعَ حَضارِ كواكِبُ صِغارٌ، يقالُ لَهُ: الفُرُودُ، سُمِّيَتْ بذالك لانفِرادِهَ عَنهُ من جَانب.
(وذَهَبٌ فَرَّدٌ) كمُعَظَّمٍ (مُفَصَّلٌ بالفَرِيدِ) . وَمن سَجَعَاتِ الأَساس: كَم فِي تَفَاصِيلِ المُبَرَّد، مِن تَفْصِيلٍ فَرِيدٍ ومُفْرَّد:.
(والفِرِنْدَادُ) بِالْكَسْرِ: (شَجَرٌ) قَالَه ابنُ سَيّده (و: ع بِهِ قَبْرُ ذِي الرُّمَّةِ) الشاعرِ المشهورِ. وَقيل: رَمْلَةٌ مُشْرِفَةٌ فِي بلادِ بَنِي تَمِيمٍ، ويزعُمون أَنَّ قَبر ذِي الرُّمَّة فِي ذِرْوَتِهَا قَالَ ذُو الرُّمَّة:
ويافِعٌ من فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
ثَنَّاه ضَرُورَة.
وَفِي التَّهْذِيب: فِرِنْدَادٌ: جَبَلٌ بناحيةِ الدَّهْنَاءِ، وبِحِذائِهِ جَبَلٌ آخَرُ، وَيُقَال لَهما مَعًا: الفِرِنْدَادَانِ. وأَنشدَ بيتَ ذِي الرُّمة، ذكَره فِي الرُّباعيِّ.
كتاب م كتاب (والفَوَارِدُ مِن الإِبلِ: الَّتي لَا تُشْبِهُهَا فُحُولٌ) .
(و) يُقَال: (لَقِيتُه فَرْدَيْنِ، أَي لم يكن مَعَنَا أَحَدٌ، وَعبارَة اللِّسَان لَقِيتُ زَيداً فَرْدَيْنِ، إِذا لم يكن مَعَكُمَا أَحدٌ.
(والفَرْدَيْنِ) ، بِصِيغَة التَّثْنِية: (قناةٌ) .
وزيادُ بنُ الفَرْدِ أَو (ابنُ) أَبِي (الفَرْدِ) ، وَيُقَال: القرْد، بِالْقَافِ: (صَحابِيٌّ) لم يَصِحَّ حَدِيثُه. كَذَا فِي مُعْجم الصَّحَابَة.
(وَحفْصٌ الفَرْدُ المِصْرِيُّ) ، أَبو حَفْص (مِنَ الجَبْرِيَّةِ) مشهورٌ، من المتكلِّمين. وَكَانَ قد تَلمذَ أَبا يُوسُفَ، وناظرَ الشافِعِيَّ.
(والفَرْدُ) : اسْم (سَيْفِ عبدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ) بن ثَعْلَبَةَ الأَنصاريّ، أَبي محمَّدٍ النّقِيبِ البَدْريِّ، رَضِي الله عَنهُ.
(والفارِدُ من السُّكَّرِ: أَجْوَدُهُ وأَبْيَضُهُ) .
(و) الفارِد: (جَبَلٌ بِنَجْدٍ) ، تقدَّمَ ذِكْره.
(و) الفُرَدَةُ، (كَهُمَزَةٍ: مَن) يَتْرُك الرُّفْقَة، و (يَذْهَبُ وَحْدَه) .
(والفُرْدَاتُ بضمّ الفاءِ) وَسُكُون الراءِ: (الآكامُ) .
(و) يُقَال: (سَيْفٌ فَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وَفَرِدٌ) ، ككَتِفٍ، (وفَريدٌ) كأَمِيرٍ، (وفَرَدٌ) ، محرّكَة، (وفَرْدَدٌ) ، كجعفرٍ، (وفِرِنْدٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي (لَا نَظيرَ لَهُ) من جَوْدتِه، فَهُوَ مُنْقَطِعُ القَرِينِ، هاكذا فَسَّر بنُ السِّكّيت فِي قَوْله:
طاوِي المَصِيرِ كسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفردِ
قَالَ: الفَرَدُ والفُرُدُ، بِالْفَتْح والضّمِّ، وَلم أَسمعْ بالفَرَد إِلَّا فِي هاذا الْبَيْت. وَالَّذِي فِي التكملة: سيف فَرَدٌ وفَرِيدٌ: ذُو فِرِنْد. فتأَمَّلْ ذالك.
(وأَفْرَدَهُ: عَزَلَهُ) . (و) أَفْرَدَ (إِليه رَسُولَا: جَهَّزَهُ.
(و) أَفردَت (المَرْأَةُ: وضَعَت وَاحِدَة) ، هاكذا فِي النُّسْخَة: وَفِي بعْضها: وَاحِدًا، (فَهِيَ مُفْرِدٌ) ، ومُوحِدٌ، ومُفِذٌّ. وَزَاد فِي الأَساس: وأَتْأَمَت، إِذا وَضَعَت اثْنَيْنِ. قَالَ الأَزهريُّ (وَلَا يُقالُ) ذالك فِي (الناقَةِ، لأَنَّها لَا تَلِد إِلَّا واحِداً) ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(وفَرْدَدُ) ، كجعفر: (ة بِسَمَرْقَنْدَ) ، مِنْهَا أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ منصورِ بنِ شُرَيْحٍ، عَن محمّد بن أَيّوبَ الرازيّ.
ومِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المُفْرَد: ثَوْرُ الوَحْشِ. وَفِي قصيدة كَعْب:
تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ
شَبَّهَ بِهِ النّاقَةَ.
وَفِي الحَدِيث: (لَا تُعَدُّ فارِدَتُكم) يَعْنِي الزائدةَ على الفَرِيضةِ، أَي لَا تُضَمُّ إِلى غيرِهَا فَتُعَدّ مَعهَا وتُحْسَب. وَقَالَ الزّمخشريُّ فِي الأَساس: الفاردةُ هُنَا. هِيَ الَّتِي أَفرَدْتهَا عَن الغَنَمِ تَحْلبُها فِي بَيْتِك.
وَفِي حَدِيث أَي بَكْرٍ: (فَمِنْكُمْ المُزْدَلِفُ صاحِبُ العِمَامَةِ الفَرْدَةِ) إِنَّما قِيل لَه ذالك، لأَنّه كَانَ إِذا رَكِبَ لم يَعْتَمَّ مَعَه غَيْرُه إجلالاً لَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (لَا يَغُلَّ فارِدَتُكم) فَسَّرَه ثعلبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَن انفرَدَ مِنْكُم، مثْل واحدٍ أَو اثْنَيْنِ، فأَصاب غَنِيمَةً فلْيَرُدَّها على الجَمَاعَةِ، وَلَا يَغُلَّها أَي لَا يَأْخذْها وَحْدَه.
اسْتَفْرَدْتُ الشيءَ، إِذا أَخذْته فَرْداً لَا ثانِيَ لَهُ وَلَا مِثْل، قَالَ الطِّرِمَّاحُ يذْكُر قِدْحاً من قِدَاحِ المَيْسِرِ:
إِذَا انْتَحَت بالشَّمَالِ بارِحَةً
جالَ بَرِيحاً واستفرَدَتْهُ يَدُهْ
والفارِدُ والفَرَدُ: الثَّوْرُ.
وعَدَدْتُ الجَوْزَ، أَو الدَّرَاهِمَ أَفراداً، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ مُنْفَرِدٌ عَن الكُثْبَانِ، غَلَبَ عَلَيْهِ ذالك، و (لَيْسَ) فِيهِ الأَلفُ والّلام حتّى جُعِلَ ذالك إسماً لَهُ كَزَيْدٍ، وَلم يُسمَع فِيهِ الفَرْد.
وَفِي حديثِ الحُدَيْبِيَة: (لأُقاتِلَنّهم حتَّى تَنْفَرِدَ سالِفَتِي) أَي حتَّى أَموتَ. السالِفةُ: صَفْحةُ العُنُقِ وَكَنَى بانفِرَادِهَا عَن المَوْت، لأَنَّهَا لَا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيها إِلَّا بِهِ.
واستفَردَ الغَوَّاصُ الدُّرَّة: لم يَجِدُ معَها أُخرَى. كَذَا فِي الأَساس.
وفُرُودُ النُّجومِ، مثل أَفرادِهَا.

خَرف

خَرف
) خَرَفَ الثِّمَارَ، يَخْرُفُها، خَرْفاً، بالفضتْحِ، ومَخْرَفاً كمَقْعَدٍ، وخَرَافاً، ويُكْسَرُ: جَنَاهُ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: جَنَاهَا، وَفِي المُحْكَمِ: خَرَفَ النَّخْلَ يَخْرُفُهُ خَرْفاً وخَرَافاً: صَرَمَهُ، واجْتَنَاهُ، كاخْتَرَفَهُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الاخْتِرَافُ: لَقْطُ النَّخْلِ بُسْراً كَانَ أَو رُطَبَا. وَقَالَ شَمِرٌ خَرَفَ فُلاناً، يَخْرُفُه، خَرْفاً: لَقَطَ لَهُ التَّمْرَ، هَكَذَا بفَتْحِ التَّاءِ وسُكُونِ المِيمِ، وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ الثَمَرَ بالمُثَلَّثَةِ مُحَرَّكَةً.
والمَخْرَفَةُ، كمَرْحَلَةٍ: الْبُسْتَانُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقَيَّدَهُ بعضُهُم مِن النَّخْلِ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَخْرَفَةُ: سِكَّةٌ بيْن صَفَّيْنِ مِن نَخْلٍ يَخْتَرِفُ الْمُخْتَرِفُ مِن أَيِّهِمَا شَاءَ، أَي يَجْتَنِي، وبهٌ فُسِّرَ حديثُ ثَوْبانَ رَضِيَ اللهث عَنهُ، رَفَعَهُ: عَائِدُ المَرِيضِ علَى مَخْرَفَةِ الجَنَّةِ ويُرْوَى: مَخَارِفِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، أَي: أَنَّ العائدَ فِيمَا يَحُوزُهُ مِن الثَّوَابِ كأَنَّهُ على نَخْلِ الجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمارَهَا، قَالَهُ ابنُ الأَثِيرِ.
قلتُ: وَقد رُوِيَ أَيضاً عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، رَفَعَهُ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً إِيمَاناً باللهِ ورَسُولِهِ، وتَصْدِيقاً لِكِتَابِهِ، كأَنَّمَا كَانَ قَاعِداً فِي خِرَافِ الجَنَّةِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ أَيك مَخْزُوفٌ مِن ثِمَارِهَا، وَفِي أُخْرَى: علَى خُرْفَةِ الجَنَّةِ.
والمَخْرَفَةُ: الطَّرِيقُ اللاَّحِبُ الوَاضِحُ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: تَرَكْتُكُمْ عَلَى مثل مَخْرَفَةِ النَّعَمِ، فَاتَّبَعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَراد تَرَكْتُكُمْ علَى مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ، كالجَادَّةِ الَّتِي كَدَّتْهَا النَّعَمُ بأَخْفَافِها، حَتَّى وَضَحَتْ واسْتَبَانَتْ، وَبِه أَيضاً فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ المُتَقَدِّم، والمَعْنَى: عَائِدُ المَرِيضِ علَى طَرِيقِ الجَنَّةِ، أَي: يُؤَدِّيهِ ذَلِك إِلى طُرُقِها، كالمَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ فِيهِمَا، أَي: فِي سِكَّةِ النَّخْلِ، والطَّرِيقِ.
فمِن الأَوَّل حديثُ أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، لمَّا أَعْطَاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ سَلَبَ القَتِيلِ، قَالَ: فبِعْتُهُ، فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفاً، فَهُوَ أَوَّل ُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه فِي الإِسْلامِ ورِوَايَةُ المُوَطَّأ: فإِنَّه لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ، ويُرْوَى: اعْتَقَدْتُهُ، أَي اتَّخَذْتُ مِنْهُ عُقْدَةً، كَمَا فِي الرَّوْضِ، قَالَ: ومَعْنَاه: البُسْتَانُ مِن النَّخْلِ، هَكَذَا فَسَّرُوهُ، وفَسَّره الحَرْبِيُّ وأَجَادَ فِي تَفْسِيرِه، فَقَالَ: المَخْرَفُ: نَخْلَةٌ واحدةٌ، أَو نَخَلاتٌ يَسِيرَةٌ إِلى عَشَرَة، فَمَا فَوْقَ ذَلِك فَهُوَ بُسْتَانق أَو حَدِيقَةٌ، قَالَ: ويُقَوِّي هَذَا القَوْلَ مَا قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ مِن أَنَّ المَخْرَفَ مِثْلُ المَخْرُوفَةِ، وَهِي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرجلُ لِنَفْسِه)
وعِيَالِهِ، وأَنْشِدَ: مِثل المَخَارِفِ مِن جَيْلاَنَ أَو هَجَرَا وَفِي اللِّسَانِ: المَخْرَفُ: القطعةُ الصّغِيرَةُ مِن النَّخْلِ، سِتٌّ أَو سَبْعٌ، يَشْتَرِيها الرَّجُلُ للخُرْفَةِ، وَقيل: هِيَ جَمَاعَةُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: المَخْرَفُ: الْحَائِطُ مِن النَّخْلِن وَبِه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ أَبي طَلْحَةَ: إِنَّ لِي مَخْرَفاً، وإِنِّي قد جَعَلْتُه صَدَقَةً فَقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاءِ قَوْمِكَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، فِي تَفْسِيرِحدِيثِ: عَائِد الْمَرِيضِ مَا نَصُّهُ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: المَخَارِفُ: جَمْعُ مَخْرَفٍ، كمَقْعَدٍ، وَهُوَ جَنَى النَّخْلِ، وإِنَّمَا سُمِّيَ مَخْرَفاً لأَنَّه يُخْرَفُ مِنْهُ، أَي: يُجْتَنَى.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ، فِيمَا رَدَّ علَى أَبي عُبَيْدٍ: لَا يكونُ المَخْرَفُ جَنَى النَّخْلِ، وإِنَّمَا المَخْرَفُ النَّخْلُ، قَالَ: ومَعْنَى الحديثِ: عَائِدُ المَرِيضِ فِي بَسَاتِينِ الجَنَّةِ. قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: بل هُوَ المُخْطِىءُ، لأَنَّ المَخْرَفَ يَقَعُ علَى النَّخْلِ، وعلَى المَخْرُوفِ مِن النَّخْلِ، كَمَا يَقَعُ المَشْرَفُ علَى الشُّرْبِ، والمَوْضِعِ، والمَشْرُوبِ، وكذلِكَ المَطْعَمُ، والمَرْكَبُ، يَقَعَان علَى الطَّعَامِ المَأْكُولِ، وعلَى المَرْكوبِ، فإِذَا جازَ ذَلِك جازَ أَنْ يَقَعَ المَخْرَفُ علَى الرُّطَبِ المَخْرُوفِ، قَالَ: وَلَا يَجْهَلُ هَذَا إِلاَّ قَلِيلُ التَّفْتِيشِ لِكَلامِ العَرَبِ، قَالَ الشاعرُ:
(وأُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قد أَرَاهَا ... تُعَرَّضُ لِي وَفِي الْبَطْنِ انْطِوَاءُ)
قَالَ: وقَوْلُهُ: عَائِدُ المَرِيضِ علَى بَسَاتِينِ الجَنَّةِ، لأَنَّ علَى لَا تكونُ بِمَعْنَى فِي، لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ: الكيسُ عَلَى كُمِّي، يُرِيدُ: فِي أَخَوَاتِهَا إِلاَّ بأَثَرٍ، وَمَا رَوَى لُغَوِيٌّ قَطُّ أَنَّهم يضَعُون علَى مَوْضِعَ فِي. انْتهى ومِن المَخْرَفِ بمَعْنَى الطَّرِيقِ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ، يَصِفُ رَجُلاً ضَرَبَهُ ضَرْبَةً:
(فَأَجَزْتُهُ بِأَفْلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ ... نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ)
ويُرْوَى: مِجْرَفِ، كمِنْبَرٍ بالجِيم والرَّاءِ، أَي: يَجْرُفُ كلَّ شَيْءٍ، وَهِي رِوَايَةُ ابنُ حَبِيب، وَقد تقدَّم.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَخَارِفُ: الطَّرِيقُ، وَلم يُعَيِّنْ أَيَّةَ الطُّرُقِ هِيَ. والْمِخْرَفُ، كمِنْبَرٍ: زِنْبِيلٌ صَغِيرٌ يُخْتَرَفُ فِيهِ مِن أَطايِبِ الرُّطَبِ، هَذَا نَصُّ العُبَابِ، وأَخْضَرُ مِنْهُ عبارةُ الرَّوْضِ: الْمِخْرَفُ، بكَسْرِ المِيمِ: الآلَةُ الَّتِي تُخْتَرَفُ بهَا الثِّمَارُ، وأَخْضَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيِّ: الْمِخْرَفُ، بالكَسْرِ:)
مَا تُجْتَنَى فِيهِ الثِّمَارُ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: خَرَجُوا إِلَى المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ، أَي: إِلى البَسَاتِينِ بالزُّبُلِ.
والخُرَفَةُ، كهُمَزَةَ: ة بَيْنَ سِنْجَارَ ونَصِيبِيْنَ، مِنْهَا: أَبُو الْعَبَّاس أَحمدُ بنُ الْمُبَارَكِ بنِ نَوْفَلٍ النَّصِيبِيُّ الخُرَفِيُّ المُقْرِىءُ، وَله تَصَانِيفُ، مَاتَ فِي رَجَب سنة، ويُفْهَم مِن سِياقِ الْحَافِظ فِي التَّبْصِيرِ أَنَّه بالضَّمِّ فالسُّكُونِ.
والإِمامُ أَبو عليٍّ ضِياءُ ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي عليِّ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ الْخُرَيفِ، كزُبَيْرٍ: مُحَدِّثٌ، عَن القَاضِي أَبي بكرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقِي بنِ محمدِ البَزَّار النَصْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَعنهُ الأَخَوان: النَّجِيبُ عبدُ اللَّطِيف، والعِزُّ عبدُ الْعَزِيز، ابْنَا عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ، وَقد وَقَعَ لنا طَرِيقُهُ عَالِياً، فِي كتابِ شَرَفِ أَصْحَابِ الحَدِيثِ، لِلْحَافِظِ أَبي بكرٍ الخَطِيبِ.
والْخَرُوفَةُ: النَّخْلَةُ يُخْرَفُ ثَمَرُها، أَي: يُصْرَمُ، فَعُولَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَكَذَلِكَ الْخَرِيفَةُ: هِيَ النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرَّجُلُ لنفسِه وعِيَالِهِ، وَفِي العُبَابِ: نَخْلَةٌ تَأْخُذُهَا لِتَلْقُطَ رُطَبَهَا. قَالَه شَمِرٌ: وَقيل: الخَرِيفَةُ: هِيَ الَّتِي تُعْزَلُ للخَرْفَةِ، جَمْعُهَا خَرَائِفُ، أَو الْخَرَائِف: النَّخْلُ الَّتِي، ونَصُّ الصِّحاحِ: اللاَّتِي تُخْرَصُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ.
والخَرُوفُ كصَبُورٍ: وَلَدُ الحَمَلِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الذَّكَرُ مِن أَوْلاَدِ الضَّأْنِ، أَو إِذا رَعَى وقَوِيَ مِنْهُ خَاصَّةً، وَهُوَ دُونَ الجَذَعِ، وَهِي خَرُوفَةٌ، وَقد خَالَفَ هُنَا قَاعِدَتَهُ، وَهُوَ قَوْلُه: والأُنْثَى بهاءٍ، فلْيُتَنَبَّه لذَلِك، ج: أَخْرِفَةٌ، فِي أَدْنَى العَدَدِ، وخِرْفَانٌ، بالكَسْرِ، فِي الجَمِيعِ، وإِنَّمَا اشْتِقَاقُهُ مِن أَنَّه يخْرُفُ مِن ههُنَا وههُنَا، أَي: يَرْتَعُ.
وَقد يُرَادُ بالخِرْفَانِ: الصِّغارُ والجُهَّالُ، كَمَا يُرَادُ بالكِباشِ: الكِبَارُ والعُلَمَاءُ، وَمِنْه حديثُ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّمَا أَبْعَثُكُمْ كَالْكِبَاشِ تَلْتَقِطُونَ خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. والخَرُوفُ: مُهْرُ الْفَرَسِ إِلَى مُضِيِّ الْحَوْلِ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ رَجُلٌ مِن بَلحَارِث بنِ كَعْبٍ يَصِفُ طَعْنَةً:
(ومُسْتَنَّةٍ كَاسْتِنَانِ الْخَرُو ... فِ قد قَطَعَ الْحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ)

(دَفُوعِ الأَصَابِع ضَرْحَ الشَّمُو ... سِ نَجْلاَءَ مؤْيِسَةِ الْعُوَّدِ)
مُسْتَنَّة: يَعْنِي طَعْنَةً فَارَ دَمُها، واسْتَنَّ: أَي مَرَّ عَلَى وَجْهِه، كَمَا يَمْضِي المُهْرُ الأَرِنُ، وبالمِرْوَدِ: أَي مَعَ المِرْوَدِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلم يَعْرِفْهُ أَبو الغَوْثِ. أَو الخَرُوفُ: وَلَدُ الفَرَسِ إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَو سَبْعَةً، حَكَاهُ الأَصْمَعِيُّ، فِي كتابِ الفَرَسِ، وأَنْشَدَ البَيْتَ المُتَقَدِّمَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ)
السُّهَيْلِيُّ، فِي الرَّوْضِ هَذَا البيتَ، وَقَالَ: قِيل: الخَرُوفُ هُنَا: المُهْرُ، وَقَالَ قَوْمٌ: الفَرَسُ يُسَمَّى خَرُوفاً.
قلتُ: فِي اللِّسَانِ: الخَرُوفُ مِن الخَيْلِ: مَا نُتِجَ فِي الخَرِيفِ، وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَبَلَةَ: مَا رَعَى الخَرِيفَ. ثمَّ قَالَ السُّهَيْلِيُّ: ومَعْنَاهُ عندِي فِي هَذَا البيتِ: أَنَّه صِفَةٌ مِن خَرَفْتُ الثَّمْرَةَ، إِذا جَنَيْتَها، فالفَرَسُ خَرُوفٌ للشَّجَرِ والنَّبَاتِ، لَا تَقول: إِنَّ الفَرَسَ يُسَمَّى خَرُوفاً فِي عُرْفِ اللُّغَةِ، ولكنْ خَرُوفٌ، فِي مَعْنَى أَكُولٍ، لأَنَّه يَخْرُفُ، أَي: يَأْكُلُ، فَهُوَ صِفَةٌ لكلِّ مَن فَعَلَ ذَلِك الفِعْلَ مِن الدَّوَابِّ.
والْخَارِفُ: حَافِظُ النَّخْلِ، وَمِنْه حديثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، رَفَعَهُ: أَيُّ الشَّجَرَةِ أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ قَالُوا: فَرْعُهَا، قَالَ: فَكَذَلِكَ الصَّفُّ الأَوَّلُ. وجَمْعُ الخَارِفِ: خُرَّافٌ، ويُقَالُ: أَرْسَلُوا خُرّافَهم: أَي نُظَّارَهُمْ. وخَارِفٌ، بِلاَ لاَمٍ: لَقَبُ مالِكِ ابنِ عبدِ اللهِ بن كَثِيرٍ، أَبِي قَبيلَةٍ مِن هَمْدَانَ وَفِي اللِّسَانِ: خَارِف ويَامٌ، وهما قَبِيلَتان، وَقد نُسِبَ إِليهما المِخْلاَفُ باليَمَنِ.
والْخُرْفَةُ، بِالضَّمِّ: المُخْتَرَفُ، والْمُجْتَنَى مِن الثِّمَارِ والفَوَاكِهِ، وَمِنْه حديثُ أَبي عَمْرَةَ: النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصائِمِ: أَي ثَمَرَتُه الَّتِي يَأْكُلُهَا، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فِي التَّمْرِ خُرْفَةُ الصَّائِمِ، وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ، وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ الإِفْطارُ عَلَيْهِ.
كالخُرافَةِ، ككُناسَةٍ وَهُوَ: مَا خُرِفَ من النَّخْلُ. والخَرائِفُ: النَّخْلُ الَّتِي تُخْرَصُ، وَهَذَا قد تقدَّم للمُصَنِّف قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ، وأًسْبَقْنَا أَنَّه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ.
والخَرِيفُ، كأَمِيرٍ: أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ الَّذِي تُخْتَرَفُ فِيهِ الثِّمَارُ، قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ، بيْن آخِرِ الْقَيْظِ وأَوَّل الشِّتَاءِ، سُمِّيَ خَرِيفاً لأَنَّه تُخْتَرَفُ فِيهَا الثِّمَارُ، والنِّسْبَةُ إِليه خَرْفِيٌّ بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، ويُحَرَّكُ، كُلُّ ذَلِك على غيرِ قِيَاسٍ.
والخَرِيفُ: الْمَطَرُ فِي ذلِك الْفَصْلِ، والنِّسْبَةُ كالنِّسْبَةِ، قَالَ العَجَّاجُ: جَرَّ السَّحَابُ فَوْقَهُ الخَرْفِيُّ ومُرْدِفَاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ أَو هُوَ أَوَّلُ الْمَطَرِ فِي أَوَّلِ الشِّتَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي عندَ صِرَامِ النَّخْلِ، ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ الوَسْمِيُّ، وَهُوَ عندَ دُخُولِ الشِّتَاءِ، ثمَّ يَلِيهِ الرَّبِيعُ، ثمَّ يَلِيهِ الصَّيْفُ، ثمَّ الحَمِيمُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ. وَقَالَ الغَنَوِيُّ: الخَرِيفُ: مَا بَيْنَ طُلوعِ الشِّعْرَي إِلى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ، والغَوْرُ، ورُكْبَةُ، والحِجَازُ،) كُلُّه يُمْطَرُ بالخَرِيفِ، ونَجْدٌ لَا تُمْطَرُ فِيهِ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِيُّ، ثمَّ الشَّتَوِيُّ، ثمَّ الخَرِيفُ، ثمَّ الحَمِيمُ، ثمَّ الخَرِيفُ، وَلذَلِك جُعِلَتِ السَّنَةُ سِتَّةَ أَزْمِنَةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَيْسَ الخَرِيفُ فِي الأَصْلِ باسْمٍ لِلْفَصْلِ، وإِنَّمَا هُوَ اسْمُ مَطَرِ القَيْظِ، ثمَّ سُمِّيَ الزَّمَنُ بِهِ. ويُقَال: خُرِفْنَا، مَجْهُولاً، أَي: أَصَابَنَا ذَلِك الْمَطَرُ، فَنحْن مَخْرُوفُونَ، وَكَذَا خَرِفَتِ الأَرْضُ، خَرْفاً: إِذا أَصَابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصَابَهَا خَرِيفُ المَطَرِ، ومَرْبُوعَةٌ: أَصَابَها الرَّبِيعُ، وَهُوَ المَطَرُ، ومَصِيفَةٌ: أَصَابَهَا الصَّيْفُ. والخَرِيفُ: الرُّطَبُ الْمَجْنِيُّ، فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ. وَقَالَ أَبو عمرٍ: الخَرِيفُ: السَّاقِيَةُ.
والْخَرِيفُ: السَّنَةُ والْعَامُ، وَمِنْه الحديثُ: فُقَرَاءُ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ الزَّمَانُ المعرُوفُ فِي فُصُولِ السَّنَةِ، مَا بَيْنَ الصَّيْفِ والشِّتَاءِ، ويُرِيدُ أَربعينَ سَنَةً، لأَنَّ الخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فإِذا انْقَضَى أَرْبعون خَرِيفاً، فقد مَضَتْ أَربعونَ سَنَةً.
وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً أَرْبعينَ خَرِيفاً. وَفِي حديثٍ آخَر: مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ خَرِيفٌ، أَراد مَسَافَةً تُقْطَعُ مِن الخَرِيفِ إِلَى الخَرِيفِ، وَهُوَ السَّنَةُ، ثمَّ إِنَّه ذكَر العامَ والسَّنَةَ وإِن كَانَ أَحَدُهما يُغْنِي عَن الآخَرِ إِشَارَةً إِلَى مَا فيهمَا مِن الفَرْقِ الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ، الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ، وفَصَّلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض، وسَنذْكُره فِي مَوْضِعِه، إِن شاءَ اللهُ تعالَى. وقَيْسُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ علَى مَا سَبَق لَهُ فِي ق ق س قَاقِيسُ بنُ صَعْصَعَةَ ابنش أَبي الْخَرِيفِ، مُحَدِّثٌ رَوَى عَن أَبِيهِ، وأَضَافَ فِي إِسْنَادِ حَدِيثِه، عَلَى مَا أَسْلَفْنَا ذِكْرَه فِي السِّين، فَراجِعْهُ.
والخَرِيفَةُ، كَسَفِينَةٍ: أَنْ يُحْفَرَ لِلْنَّخْلَةِ فِي البَطْحَاءِ، وَهِي مَجْرَى السَّيْلِ الذِي فِيهِ الْحَصَى حَتَّى يُنْتَهَى إِلى الْكُدْيَةِ، ثمَّ يُحْشَى رَمْلاً، وتُوضَعُ فِيهِ النَّخْلَةُ، كَمَا فِي العُبَابِ. والْخَزْفَي، كسَكْرَى: الْجُلَّبَانُ، بتَشْدِيدِ الَّلامِ، وتَخْفِيفُها غيرُ فَصِيحٍ.
قَالَ أَبو حَنيفَةَ: وَهُوَ اسْمٌ لِحَب م مَعْرُوف، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وأَصْلُهُ فَارِسيٌّ، مِن القَطَانِيِّ، وفَارِسِيَّتُه: خَرْبَا، وخُلَّر، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخُرَافَةُ، كثُمَامَةٍ: رَجُلٌ مِن عُذْرَةَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَو مِنْ جُهَيْنَةَ، كَمَا لابْنِ الكَلْبِي، اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ، واخْتَطَفَتْهُ، ثمَّ رَجَعَ إِلى قَوْمِهِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بمَا) رَأَى أَحادِيثَ يَعْجَبُ مِنْهَا النَّاسُ، فَكَذَبُوهُ فجَرَى على أَلْسُنِ النَّاسِ، وقَالُوا: حَدِيثُ خُرَافة، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والرَّاءُ مُخَفَّفَةٌ، وَلَا يَدْخُلُه الأَلفُ والَّلامُ، لأَنَّه مَعْرِفَةٌ، إِلاَّ أَنْ تُرِيدَ بِهِ الخُرَافَاتِ المَوْضُوعَةَ مِن حَدِثِ اللَّيْلِ، أَو هِيَ حَدِيثٌ مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الكَلْبِيِّ، فقد اسْتَنْبَطَهُ الحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الحديثِ من تَأْلِيفِهِ أَنَّ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: حَدِّثِينِي، قلتُ: مَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرَافَةَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ. والْخَرَفُ، مُحَرَّكَةً: الشِّيصُ مِن التَّمْرِ، نَقَلَهُ أَبو عمرٍ و. والخُرُفُ، بِضَمَّتَيْنِ فِي قَوْلِ الْجَارُودِ بنِ المُنْذِرِ بنِ مُعَلَّى الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، قالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَلِمْتَ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْرِ ذَودٌ نَأْتِي عَلَيْهِنَّ فِي خُرُف فنَسْتَمِتِعُ مِن ظُهُورِهِن. قَالَ: ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ خَرَقُ النَّارِ، أَرَادَ: فِي وَقْتِ خُرُوجِهِمْ هَكَذَا نَصُّ العُبَابِ، وَفِي النِّهايةِ: خُرُوجِهِنَّ إِلى الْخَرِيفِ.
والخَرَافُ، كسَحَابٍ، ويُكْسَرُ: وَقْتُ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، كالحَصَادِ والحِصَادِ، نَقَلَهُ الكِسَائِيُّ. وخَرَفَ الرَّجُلُ، كنَصَرَ، وفِرحَ، وكَرُمَ، وعلَى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان، فَهُوَ خَرِفٌ، ككَتِفٍ ك فَسَدَ عَقْلُهُ من الكِبَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والأُنْثَى خِرْفَةٌ، وَقَالَ عبدُ اللهِ بن طَاوُس: العَالِمُ لَا يَخْرَفُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْمِ: أَتَيْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ كَالْخَرِفْ تَخُطُّ رِجْلاَيَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ وتَكْتُبَانِ فِي الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ورَواهُ بعضُهُم: تِكِتِّبان بالكَسراتِ، وَهِي لُغَةٌ لِبَغْضِهِمْ، وَقَالَ آخَرُ:
(مَجْهَالُ رَأْدِ الضُّحَى حَتَّى يُوَرِّعَها ... كَمَا يَوَرِّعُ عَن تَهْذائِهِ الخرِفَا)
وخَرِف الرَّجُلُ، كَفَرِحَ: أَولِعَ بِأَكْلِ الْخُرْفَةِ، بالضَّمِّ، وَهِي جَنَى النَّخْلَةِ. وأَخْرَفَهُ الدَّهْرُ: أَفْسَدَهُ، وأَخْرَفَ النَّخْلُ: حَان لَهُ أَنْ يُخْرَفَ، أَي يُجْنَى، كقولِك: أَحْصَدَ الزَّرْعُ، وَلَو قَالَ حَانَ خَرَافُهُ، كَانَ أَخْضَرَ.
وأَخْرَفَتِ الشَّاةُ: وَلَدَتْ فِي الْخَرِيفِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ: (تَلْقَى الأَمَانَ علَى حِيَاضِ مُحَمدٍ ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِهِ: قلتُ: ويُرْوَى بَعْدَهُ:
(لاذِي تَخافُ وَلَا لِذَلِكَ جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ)
) يَمْدَحُ محمدَ بنَ سليمانَ الهَاشِمِيَّ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي حَوْض وَفِي رَأس. وأَخْرَفَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِيهِ، أَي: فِي الخَرِيفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَلِكَ: أَصَافُوا، وأَشْتَوْا، إِذا دَخَلُوا فِي الصَّيْفِ والشِّتاءِ. وأَخْرَفَتِ الذُّرَةُ: طَالَتْ جِدًّا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: أَخْرَفَ فُلاناً نَخْلَةً: إِذا جَعَلَهَا لَهُ خُرْفَةً يَخْتَرِفُهَا. وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ الأُمَوِيُّ: أَخْرَفَتِ النَّاقَةُ: وَلَدَتْ فِي مِثْلِ الْوَقْتِ الذِي حَمَلَتْ فِيهِ مِن قابِلٍ، وَهِي مُخْرِفٌ، وَقَالَ غيرُهُ: المُخْرِفُ: النَّاقَةُ الَّتِي تُنْتَجُ فِي فِي الخَرِيفِ، وَهَذَا أَصَحُّ، لأَنَّ الاشْتِقَاقَ يَمُدُّهُ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ.
وخَرَّفَهُ، تَخْرِيفاً: نَسَبَهُ إِلى الْخَرَفِ، أَي: فَسَادِ العَقْلِ. وخَارَفَهُ، مُخَارَفَةً: عَامَلَهُ بالْخَرِيفِ، وَفِي العُبَابِ: مِن الخَرِيفِ، كالمُشَاهَرَةِ، مِنَ الشَّهْرِ. ورَجُلٌ مُخَارَفٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَي: مَحْرُومٌ مَحْدُودٌ، والجِيمُ والحاءُ لُغَتَانِ فِيهِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ. وخُرِقَتِ البَهائِمُ، بالضَّمِّ: أَصَابَها الخَرِيفُ، أَو أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعَاهُ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ: (مَثْلَ مَا كَافَحَتْ مَخْرُوفَةً ... نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامّ)
يعِْي الظَّبْيَةَ الَّتِي أًصابَهَا الخَرِيفُ. وأَخْرَفُوا: أَقَامُوا بالمَكَانِ خَرِيفَهم. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ إِقَامَتِهم ذلكَ الزَّمَنَ، كأَنَّهُ على طَرْح الزَّائِدِ، قَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:
(فَغَيْقَةُ فَالأَخْيَافُ أَخْيَافُ ظَبْيَةٍ ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرَابِعُ)
وخَرَفُوا فِي حَائِطِهم: أَقَامُوا فِيهِ وَقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، وَقد جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ، كقَوْلِك: صَافُوا وشَتُوا، إِذا أَقَامُوا فِي الصَّيْفِ والشِّتَاءِ. وعَامَلَهُ مُخَارَفَةً، وخِرَافاً: مِنَ الخَريفِ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَا اسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَةً وخِرَافاً، عَنهُ أَيضاً.
واللَّبَنُ الْخَرِيفُ: الطَّرِيفُّ الحَدِيثُ العَهْدِ بالحَلْبِ، أُجْرِيَ مُجْرَة الثِّمَارِ الَّتِي تُخْتَرَفُ، علَى الاسْتِعَارةِ، وَبِه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ رَجَزَ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: لم يَغُذُهَا مُدٌّ ولاَ نَصِيفُ ولاَ تُمَيْراتٌ ولاَ رَغِيفُ لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ وَرَوَاهُ الأَزْهَرِيُّ: لَبَنُ الْخَرِيفِ وَقَالَ: اللَّبَنُ يكونُ فِي الخَرِيفِ أَدْسَمَ. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: النَّخْلَةُ) نَفْسُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَرَفَ الرَّجُلُ، يَخْرُفُ، مِن حَدِّ نَصَرَ: أَخَذَ مِن طُرَفِ الفَوَاكِهِ.
والمَخْرِفُ، كمَجْلِسٍ: لُغَةٌ فِي المَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ، بمَعْنَى البُسْتَانِ مِن النَّخْلِ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، فِي تَفْسِيرِ حديثِ أَبي قَتَادَةَ.
والخَرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: النَّخْلَةُ تُعْزَلُ لِلْخُرْفَةِ. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: الرُّطَبُ. وخَرَّفْتُهُ أَخَارِيفَ. نَقْلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. ومِن أَمْثَالِهِمْ: كالخَرُوفِ، أَيْنَمَا أتَّكَأَ أتَّكَأَ علَى الصُّوفِ، يُضْرَب لذِي الرَّفاهِيَةِ.
والإِمَامُ جارُ اللهِ أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَبي الفَضْلِ، خَرُوف، الأَنْصَارِيُّ التُّونِسُي، نَزِيلُ فاسَ، تُوُفِّيَ بهَا سنة لِلْهِجْرَةِ، أَخَذَ عَن محمدِ ابنِ عليٍّ الطَّوِيلِ القادِرِيِّ، والشمسِ اللَّقَّانِيِّ، وأَخِيهِ ناصِرِ الدِّينِ، وَعنهُ مُحَمَّد بنُ قاسِمٍ القَصَّارُ، وأَبو المَحاسِنِ يُوسُفُ بنُ محمدٍ الفَاسِيُّ.

خَنْدَق

(خَنْدَق)
حفر خَنْدَقًا وَيُقَال خَنْدَق الخَنْدَق (لَازم ومتعد)
خَنْدَق
الخنْدَقُ كجَعْفَر: حَفِيرٌ حوْل أسْوار المُدُنِ، قالَ ابنُ دُرَيد: فَارسي مُعَرَّبَ كَنْدَه وَقد، تَكلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ، قالَ الرّاجِزُ: لَا تَحْسَبَــنَّ الخنْدَق المَحْفُورا يَدْفَعُ عنكَ القَدَرَ المقْدُوَرا والجمْعُ الخَنادِقُ، قالَ عُمارَةُ بن طارِق: يَحُطُّ بالعَبْدِ الشَّدِيدِ العاتِقِ مِثْلُ حِطاطِ البَغْل فِي الخَنادِقِ والخَنْدَق: مَحَلَّة كَبيرَة بجُرْجانَ فِي حَوالَيها. مِنْها: أَبو تَمِيمٍ كامِلُ بنُ إِبراهِيمَ الخَنْدَقِي الجُرْجانِي شَيْخ ثِقَة، يَرْوِي عَن أصْحابِ أبي بكْرٍ الإسماعِيلي، وأَبي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، مِنْهُم: أَبو القاسِم حَمْزَةُ بنُ يُوسُفَ السَّهْمي، قَالَ بنُ السَّمعانيِّ: رَوَى لنا عَنهُ عُمَرُ بنُ مُحَمدٍ الفَرْغُولِيّ بمَرْوَ، وَأَبُو القاسِم الرّمّانِي بالدّامِغانِ، وَتُوفِّي بعدَ سنَةِ سَبْعِينَ وأَرْبَعِمائةٍ.
والخَنْدَقُ: ة ببابِ القاهِرَةِ تُعدُّ من ضَواحِي الشَّرْقِيّة، وتُعْرَفُ بخَنْدَقِ المَوالِي، وَهُوَ ظاهِرُ الحُسَيْنِية، مِنْهَا: مُوسَى بنُ عبدِ الرَّحْمنِ.
والخَنْدَقُ: حَفِيرٌ لسابُورَ المَلِكِ ببَرِّيَّةِ الكوفَةِ كَانَ حَفَرَه خَوْفاً من العَرَبِ.
وخَنْدَقُ بنُ إيادٍ الدبيْرِي: راجِزٌ وَكَانَ صَدِيقاً لكُثَيِّرِ عَزَّة.
وخَنْدَقَه وخَنْدَقَ حَوْلَه: إِذا حَفَرَه وجَعَلَه خَنْدَقاً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الخَنْدَقُ: الْوَادي، وَهُوَ أيْضاً: اسْم مَوضِعٍ، قَالَ القُّطامِي:
(كعَنَاءِ لَيْلَتِنا الَّتِي جُعِلَت لَنا ... بالقَرْيَتَين ولَيْلَة بالخَنْدَقِّ) والخَنْدَقُوق: الطَّوِيلُ.

يقن

يقن

1 يَقِنَهُ

, (S, Msb, K,) and يَقِنَ بِهِ; (Msb;) and ↓ أَيْقَنَهُ, (S, K,) and بِهِ ↓ ايقن; (K;) and ↓ تَيَقَّنَهُ; and ↓ اِسْتَيْقَنَهُ, (S, Msb, K,) and ↓ استيقن بِهِ; (K;) all signify the same; (S;) He knew it; he was, or became, certain, or sure, or he made sure, of it; syn. عَلِمَهُ; (Msb, K;) intuitively, and inferentially; (Msb;) [see 1 in art. علم;] and تَحَقَقَّهُ. (K.) 4 أَيْقَنَ see 1.5 تَيَقَّنَ see 1.10 إِسْتَيْقَنَ see 1.

يَقِينٌ is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, signifying Sure, or certain, and manifest. (Msb.) b2: And knowledge, or certainty; [see ظَنٌّ;] instinctive and inferential. (Msb.) b3: عَيْنُ اليَقِينِ: see عَيْنٌ (latter part). b4: الحقُّ اليَقِينُ and حَقُّ اليَقِينِ: see جَامِعٌ; where the two words are said to have the same meaning: and Bd and Jel in lvi. 95; in the latter of which, اليقين in حَقُّ اليَقِينِ is expressly said to be an epithet: see also Ham, p. 335.
يقن:
يقّن: أكد، ثبت، صدّق certifieir ( فوك).
(يقن)
الشَّيْء (ييقن) يقنا ويقينا ثَبت وَتحقّق ووضح فَهُوَ يقن ويقين وَالشَّيْء وَبِه علمه وتحققه
يقن
اليَقَنُ: اليَقِيْنُ وإزَاحَةُ الشَّك، يَقِنْتُ الأمْرَ يَقَناً وبالأمْرِ. ويَقِنَ فلان بفلانٍ: أُولِعَ به. ورَجُلٌ يَقَنَةٌ: يُوقِنُ بكُلِّ ما يَسْمَعُ به، ورَجُلٌ يَقِنٌ.
ي ق ن

يقن الأمر يقناً، وهو يقين. قال الأعشى:

وما بالذي أبصرته العيو ... ن من قط يأسٍ ولا من يقن

ويقال يقنت اعلأمر وأيقنته وتيقّنته واستيقنته.
[يقن] غ: فيه: يأتيك "باليقين"، أي الموت، أيقن واستيقن وتيقن. ط: "حتى يأتيك "اليقين"" أي الموت. ج: لأنه أمر متيقن. ط: أول إصلاح هذه الأمة "اليقين" والزهد، أي التيقن بأن الله هو الرزاق المتكفل للأرزاق، غذ به يتحقق الزهد وعدم البخل.
باب يل
ي ق ن: (الْيَقِينُ) الْعِلْمُ وَزَوَالُ الشَّكِّ، يُقَالُ مِنْهُ: (يَقِنْتُ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (أَيْقَنْتُ) وَ (اسْتَيْقَنْتُ) وَ (تَيَقَّنْتُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَأَنَا عَلَى (يَقِينٍ) مِنْهُ. وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنِ الظَّنِّ بِالْيَقِينِ وَعَنِ الْيَقِينِ بِالظَّنِّ. 
[يقن] اليَقينُ: العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً ، وأيْقَنْتُ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه، بمعنًى. وأنا على يَقين منه. وإنَّما صارت الياء واواً في قولك موقِنٌ للضمة قبلها. وإذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت مُيَيْقِنٌ. وربَّما عبَّروا عن الظنّ باليَقينِ، وباليقين عن الظن. قال الشاعر : تحسب هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد لا أغامره يقول: تشمم الاسد ناقتي يظن أنى أفتدى بها منه وأستحمى نفسي فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته.
يقن
اليَقِينُ من صفة العلم فوق المعرفة والدّراية وأخواتها، يقال: علم يَقِينٍ، ولا يقال: معرفة يَقِينٍ، وهو سكون الفهم مع ثبات الحكم، وقال: عِلْمَ الْيَقِينِ
[التكاثر/ 5] ، وعَيْنَ الْيَقِينِ
[التكاثر/ 7] وحَقُّ الْيَقِينِ
[الواقعة/ 95] وبينها فروق مذكورة في غير هذا الكتاب، يقال: اسْتَيْقَنَ وأَيْقَنَ، قال تعالى: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ
[الجاثية/ 32] ، وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ
[الذاريات/ 20] ، لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
[البقرة/ 118] وقوله عزّ وجلّ: وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً
[النساء/ 157] أي: ما قتلوه قتلا تَيَقَّنُوهُ، بل إنما حكموا تخمينا ووهما.

يقن


يَقِنَ(n. ac. يَقْن
يَقَن)
a. Was certain, positive about; knew; assured himself
of.
b. Was certain, sure, evident.
c. [Bi], Was confused, ashamed at.
أَيْقَنَ
a. [acc.
or
Bi]
see I (a)b. Was convinced of; believed.

تَيَقَّنَa. see I (a)
إِيْتَقَنَ
(ت)
a. X [acc.
or
Bi]
see I (a)
& IV (b).
يَقَنa. Certainty, sureness, positiveness.
b. see 5 (a) (b).
يَقَنَةa. see 5 (b)b. Cow.

يَقِنa. Certain, positive, sure, convinced.
b. Credulous; simpleton.
c. [Bi], Devoted to, eager for.
يَقُنa. see 5 (a)
يَقِيْنa. see 4 (a)b. Conviction, persuasion; belief, faith; verity.
c. Certain, sure, positive; indubitable; true;
veritable.
d. Death.

يَقِيْنِيّa. Positive; axiomatic; scientific; fundamental.

مِيْقَاْن
مِيْقَاْنَةa. see 5 (a) (b).
مُوْقِن [ N. Ag.
a. IV]
see 5 (a)
إِيْقَان [ N.
Ac.
a. IV], Certitude, conviction; positiveness.

يَقِيْنِيَّات
a. Fundamental truths; axioms.
يَقِيْنًا
a. Certainly, surely, positively; for certain;
indubitably.

اليَقِيْنِ
a. or
عِلْم يَقِيْن Positive knowledge or
science.
(ي ق ن)

الْيَقِين: إزاحة الشَّك. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِنَّه لحق الْيَقِين) أضَاف الْحق إِلَى الْيَقِين، وَلَيْسَ هُوَ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه، لِأَن الْحق هُوَ غير الْيَقِين، إِنَّمَا هُوَ خالصه وأصحه، فَجرى مجْرى إِضَافَة الْبَعْض إِلَى الْكل. وَقَوله تَعَالَى: (واعبد رَبك حَتَّى ياتيك الْيَقِين) أَي: حَتَّى يَأْتِيك الْمَوْت كَمَا قَالَ عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام: (وأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة مَا دمت حياًّ) وَقَالَ: (مَا دمت حيّا) ، وَإِن لم تكن عبَادَة لغير حَيّ، لِأَن مَعْنَاهُ: اعبد رَبك أبدا، واعبده إِلَى الْمَمَات، وَإِذا أَمر بذلك فقد أَمر بالاقامة على الْعِبَادَة. يقن الْأَمر يقناً، ويقنا، وايقنه، وايقن بِهِ، وتيقنه، واستيقنه، واستيقن بِهِ.

وَرجل يقن، ويقن: لَا يسمع شَيْئا إِلَّا أيقنه كَقَوْلِهِم: رجل أذن.

وَرجل يقنة، بِفَتْح الْيَاء وَالْقَاف وبالهاء: كيقن، عَن كرَاع.

وَرجل ميقان: كَذَلِك، عَن اللحياني، وَالْأُنْثَى: ميقانة.

وَرجل ذُو يقن: لَا يسمع شَيْئا إِلَّا أَيقَن بِهِ.

يقن: اليَقِينُ: العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر، وقد أَيْقَنَ

يُوقِنُ إيقاناً، فهو مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً، فهو يَقنٌ.

واليَقِين: نَقيض الشك، والعلم نقيضُ الجهل، تقول عَلِمْتُه يَقيناً. وفي التنزيل

العزيز: وإنَّه لَحَقُّ اليَقِين؛ أَضاف الحق إلى اليقين وليس هو من

إضافة الشيء إلى نفسه، لأَن الحق هو غير اليقين، إنما هو خالصُه وأَصَحُّه،

فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل. وقوله تعالى: واعْبُدْ رَبَّك حتى

يأْتيك اليَقِينُ؛ أَي حتى يأْتيك الموتُ، كما قال عيسى بن مريم، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام: وأَوْصانِي بالصَّلاة والزكاةِ ما دُمْتُ حَيَّاً،

وقال: ما دُمْتُ حَيّاً وإن لم تكن عبَادَةٌ

لغير حَيٍّ، لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إلى الممات،

وإذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإقامة على العبادة.

ويَقِنْتُ الأَمْرَ، بالكسر؛ ابن سيده: يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً

وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن به

وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد، وأَنا على يَقين منه،

وإنما صارت الياء واواً في قولك مُوقِنٌ

للضمة قبلها، وإذا صَغَّرْته رددتَه إلى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ، وربما

عبروا بالظن عن اليَقِين وباليَقِين عن الظن؛ قال أَبو سِدْرَة

الأَسدِيُّ، ويقال الهُجَيْمِيُّ:

تَحَسَّبَ هَوّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني

بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه

يقول: تَشَمَّمَ الأَسدُ ناقتي يظن أَنني أَفتدي بها منه وأَسْتَحْمِي

نفسي فأَتركها له ولا أَقتحم المهالك بمقاتلته، وإنما سمي الأَسدُ

هَوَّاساً لأَنه يَهُوس الفَريسة أَي يَدُقُّها. ورجل يَقِنٌ ويَقَنٌ: لا يسمع

شيئاً إلا أَيْقَنَه، كقولهم: رجل أُذُنٌ. ورجل يَقَنَةٌ، بفتح الياء

والقاف وبالهاء: كيَقُنٍ؛ عن كراع، ورجل مِيقَانٌ كذلك؛ عن اللحياني،

والأُنثى مِيقَانةٌ، بالهاء، وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب. وقال أَبو زيد: رجل

ذو يَقَنٍ لا يسمع شيئاً إلا أَيْقَنَ به. أَبو زيد: رجل أُذُنٌ

يَقَنٌ، وهما واحد، وهو الذي لا يسمع بشيء إلا أَيْقَنَ به. ورجل يَقَنٌ

ويَقَنَةٌ. مثل أُذُنٍ في المعنى أَي إذا سمع شيئاً أَيْقَنَ به ولم

يُكَذِّبه. الليث: اليَقَنُ اليَقِينُ؛ وأَنشد قول الأَعشى:

وما بالَّذي أَبْصَرَتْه العُيُو

نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ، ولا منْ يَقَنْ

ابن الأَعرابي: الممَوْقُونَةُ الجارية المَصُونة المُخدَّرة.

يقن
: (} يَقِنَ الأَمْرَ، كفَرِحَ، {يَقْناً) ، بالفتْحِ (ويُحرَّكُ،} وأَيْقَنَه و) {أَيْقَنَ (بِهِ} وتَيَقَّنَه {واسْتَيْقَنَهُ و) } اسْتَيْقَنَ (بِهِ) :) أَي (عَلِمَهُ وتَحَقَّقَهُ) كُلّه، بمعْنًى واحِدٍ، وكَذلِكَ {تَيَقَّنَ بالأَمْرِ وإنَّما صارَتِ الواوُ يَاء فِي قَوْلِكَ} مُوقِنٌ للضمَّةِ قَبْلَها، وَإِذا صَغَّرْتَه رَدَدْتَه إِلَى الأصْلِ وقُلْتَ مُيَيْقِنٌ.
(وَهُوَ {يَقِنٌ، مُثَلَّثَة القافِ،} ويَقَنَةٌ، محرَّكةً) ، عَن كُراعٍ: (لَا يَسْمَعُ شَيْئا إلاَّ {أَيْقَنَهُ) وَلم يُكذّبْ بِهِ، كقَوْلِهم: رجُلٌ أُذُنٌ؛ (وَكَذَا} مِيقانٌ) ، عَن اللِّحْيانيّ، (وَهِي {مِيقانَةٌ) ، وَهُوَ أَحَدُ مَا شَذَّ مِن هَذَا الضَّرْبِ.
(} واليَقِينُ: إزاحَةُ الشَّكِّ) والعِلْمُ وتَحْقِيقُ الأمْرِ، ونَقِيضُه الشَّكّ؛ وَفِي الاصْطِلاحِ: اعْتِقادُ الشيءِ بأنَّه كَذَا مَعَ اعْتِقادِ أنَّه لَا يُمْكِن إلاَّ كَذَا مُطابِقاً للواقِعِ غَيْر مُمْكِن الزَّوالِ والقَيْد، الأوّل: جنْسٌ يَشْملُ الظّنَّ، وَالثَّانِي: يُخْرجُه؛ والثالِثُ: يخرجُ الجَهْلَ المُركَّبَ؛ والرابعُ: يخرجُ اعْتِقاد المُقَلد المُصِيب.
وعنْدَ أَهْلِ الحَقِيقَةِ رُؤْيَةُ العِيانِ بقوَّةِ الإيمانِ لَا بالحجَّةِ والبُرْهانِ.
وقيلَ: مشاهَدَةُ الغُيوبِ بصَفَاءِ القُلوبِ ومُلاحَظَة الأَسْرار بمحافَظَةِ الأفْكارِ. ( {كاليَقَنِ، محرّكةً) عَن اللّيْثِ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشى:
وَمَا بالذِي أَبْصَرَتْه العُيُونُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ وَلَا مِنْ} يَقَنْ (و) {اليَقِينُ: (الموتُ) ، لأنَّه} تَيَقّنٌ لحاقَه لكلِّ مَخْلوقٍ حيَ.
قالَ البَيْضاوِي: ومالَ كَثيرُونَ إِلَى أنّه حَقِيقيٌّ، وصَوَّبَ بعضُهم أَنَّه مَجازِيٌّ من تَسْمِيةِ الشيءِ بِمَا يَتَعَلَّق بِهِ، حَقَّقَه شيْخُنا؛ وَبِه فسّرَ قَوْله تَعَالَى: {واعْبُدْ رَبَّك حَتَّى يأْتِيكَ اليَقِينُ} .
( {ويقين: ة بالقُدْسِ) ، بهَا مَقامٌ مَشْهورٌ للُوط، عَلَيْهِ السّلام، والعامَّةُ تُسَمِّيه مَسْجِد اليَقِينِ.
(وهاشِمُ بنُ} يَقِينٍ: مُحَدِّثٌ.
(و) رجُلٌ ( {يَقِنٌ بالشَّيءِ، كخَجِلٍ) ، أَي (مُولَعٌ بِهِ.
(وذُو يَقَنٍ، محرَّكةً: ماءٌ) لبَني نميرِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حقُّ} اليَقِينِ: خالِصُه وواضِحُه، مِن إِضَافَة البعضِ إِلَى الكُلِّ لَا مِن إضافَةِ الشيءِ إِلَى نَفْسِه، لأنَّ الحقَّ هُوَ غيرُ اليَقِينِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: رجُلٌ ذُو {يَقَنٍ، محرَّكةً، لَا يَسْمَعُ شَيْئا إلاَّ} أَيْقَنَ بِهِ، ورُبَّما عَبَّرُوا عَن الظَّنِّ {باليَقِينِ،} وباليَقِينِ عَن الظَّنِّ؛ قالَ أَبو سِدْرَةَ الهُجَيْمِيُّ:
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ {وأَيْقَنَ أَنَّني بهَا مُفْتَدٍ من واحدٍ لَا أُغامِرُهيقولُ: تَشَمَّمَ الأَسَدُ ناقَتِي يظنُّ أَنَّني أَفْتَدِي بهَا مِنْهُ، وأَسْتَحْمِي نَفْسِي فأَتْركُها لَهُ وَلَا أَقْتَحِمُ المَهالِكَ بمُقاتَلَتِه.
يقن
يقِنَ/ يقِنَ بـ ييقَن، يَقْنًا ويَقِينًا، فهو يَقَن ويَقِن ويَقِين، والمفعول ميقون (للمتعدِّي)
• يقِنَ الشَّيءُ: ثبَت وتحقّق ووضَح "يقِن إيمانُه".
• يقِنَ فلانٌ الأمرَ/ يقِنَ فلانٌ بالأمر:
1 - علِمه وتحقّق منه، تثبّت منه "يقِن الخبرَ- قاضٍ يقِن".
2 - أولع به "شابّ يقِن بالرِّياضة البدنيَّة". 

أيقنَ/ أيقنَ بـ/ أيقنَ من يُوقن، إيقانًا، فهو مُوقِن، والمفعول مُوقَن
• أيقنَ الأمرَ/ أيقنَ بالأمر/ أيقنَ من الأمر: يقِنه، علِمه وتحقّق منه "أيقن كَذِبَه- {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} ". 

استيقنَ/ استيقنَ بـ يستيقن، استيقانًا، فهو مُسْتَيْقِن، والمفعول مُسْتَيْقَن
• استيقنَ الأمرَ/ استيقنَ بالأمر: يقِنه، علِمه، وتحقّق منه "استيقن الخبرَ- {وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} - {إِنْ نَظُنُّ إلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} ". 

تيقَّنَ/ تيقَّنَ بـ/ تيقَّنَ من يَتيقَّن، تيقُّنًا، فهو مُتيقِّن، والمفعول مُتيقَّن
• تيقَّنَ الأمرَ/ تيقَّنَ بالأمر/ تيقَّنَ من الأمر: يقِنه، تحقّقه، وعلمِه، تأكَّد منه "تيقّن تفوُّقَ ابنه- تيقَّن التاجرُ من وصول بضاعته إلى الميناء- هو متيقّن من معلوماته". 

إيقان [مفرد]:
1 - مصدر أيقنَ/ أيقنَ بـ/ أيقنَ من.
2 - (فق) علم بحقيقة الأمور بعد إنعام النَّظر والاستقراء والاستدلال. 

مُوقِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أيقنَ/ أيقنَ بـ/ أيقنَ من: " {وَفِي الأَرْضِ ءَايَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} ".
2 - مُصَدّق بالبعث، أو بما جاء به محمد " {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} ". 

يَقْن [مفرد]: مصدر يقِنَ/ يقِنَ بـ. 

يَقَن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يقِنَ/ يقِنَ بـ. 

يَقِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يقِنَ/ يقِنَ بـ. 

يَقين [مفرد]:
1 - مصدر يقِنَ/ يقِنَ بـ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يقِنَ/ يقِنَ بـ.
3 - ما يعلمه الإنسان عِلْما لا شَكَّ فيه، إزاحة الرّيب وتحقيق الأمر (وصف بالمصدر) "أتاهم الخبر/ الأمر اليقين- عند جُهَيْنة الخَبَر اليَقين [مثل]: يُضرب في معرفة حقيقة الأمر- {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} - {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} " ° أمر يقين: ثابت الصدق- أنا على يقين من أمري: متأكِّد منه- على يقين من الأمر: عالم به حقّ العلم- عين اليقين: أعلى درجات العلم- يقينًا: بلا شكّ، بالتأكيد، حتمًا.
4 - موت " {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} ".
5 - (سف) فناء العبد في الحقّ والبقاء به علمًا وشهودًا.
6 - (سف) اطمئنان النفسِ إلى حُكْم مع الاعتقاد بصحّته، علم حاصل عن نظر واستدلال.
• حقُّ اليَقين: (سف) ما يُعبَّر به عن عُليا مراتب المعرفة عند الصوفيَّة وفيها تتوحَّد ذات العارف مع موضوع المعرفة، بمعنى فناء العبد في الحقّ والبقاء به علمًا وشهودًا، وأولى
 مراتب المعرفة علم اليقين يليها مرتبة عين اليقين ثم حق اليقين. 

يَقينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى يَقين.
• العلم اليقينيّ: (سف) العلم الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافًا لا يبقى معه ريب. 

يقينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى يَقين: "أحكام يقينيّة".
2 - مصدر صناعيّ من يَقين: وضْعيَّة، إيجابيَّة "يقينيّة الأمر". 
ي ق ن : الْيَقِينُ الْعِلْمُ الْحَاصِلُ عَنْ نَظَرٍ وَاسْتِدْلَالٍ وَلِهَذَا لَا يُسَمَّى عِلْمُ اللَّهِ يَقِينًا وَيَقِنَ الْأَمْرُ يَيْقَنُ يَقَنًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا ثَبَتَ وَوَضَحَ فَهُوَ يَقِينٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَيُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا أَيْضًا بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ يَقِنْتُهُ وَيَقْنُتُ بِهِ وَأَيْقَنْتُ بِهِ وَتَيَقَّنْتُهُ وَاسْتَيْقَنْتُهُ أَيْ عَلِمْتُهُ. 

فرج

(فرج) الشَّيْء وَسعه وَالله الْغم كشفه
(فرج)
بَين الشَّيْئَيْنِ فرجا شقّ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا السَّمَاء فرجت} انشقت وَالْقَوْم لَهُ أوسعوا لَهُ وَالله الْغم كشفه فَالله فارج وَالْكرب مفروج

(فرج) فرجا انكشفت عَوْرَته وَجبن وفزع فَهُوَ فرج وعظمت أليتاه وثناياه فلجت فَهُوَ أفرج وَهِي فرجاء (ج) فرج

(فرج) فراجة لم يكتم السِّرّ
فرج
الفَرْجُ والفُرْجَةُ: الشّقّ بين الشّيئين كفرجة الحائط، والفَرْجُ: ما بين الرّجلين، وكنّي به عن السّوأة، وكثر حتى صار كالصّريح فيه. قال تعالى: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها [الأنبياء/ 91] ، لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ
[المؤمنون/ 5] ، وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور/ 31] ، واستعير الفَرْجُ للثّغر وكلّ موضع مخافة. وقيل: الفَرْجَانِ في الإسلام: التّرك والسّودان ، وقوله: وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ
[ق/ 6] ، أي: شقوق وفتوق، قال: وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ
[المرسلات/ 9] ، أي: انشقّت، والفَرَجُ: انكشاف الغمّ. يقال: فَرَّجَ الله عنك، وقوس فَرْجٌ: انفرجت سيتاها، ورجل فَرْجٌ: لا يكتم سرّه، وفَرَجٌ: لا يزال ينكشف فرجه ، وفَرَارِيجُ الدّجاج لانفراج البيض عنها، ودجاجة مُفْرِجٌ: ذات فراريج، والْمُفْرَجُ:
القتيل الذي انكشف عنه القوم فلا يدرى من قتله.
ف ر ج: (الْفَرَجُ) مِنَ الْغَمِّ. تَقُولُ: (فَرَّجَ) اللَّهُ غَمَّهُ (تَفْرِيجًا) وَ (فَرَجَهُ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (الْفَرْجَةُ) بِالْفَتْحِ التَّفَصِّي مِنَ الْهَمِّ قَالَ الشَّاعِرُ:

رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الْأَمْ ... رِ لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ الْعِقَالِ
وَ (الْفُرْجَةُ) بِالضَّمِّ فُرْجَةُ الْحَائِطِ وَمَا أَشْبَهَهُ. يُقَالُ: بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ أَيِ انْفِرَاجٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يُتْرَكُ فِي الْإِسْلَامِ (مُفْرَجٌ) » قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ بِالْحَاءِ. وَأَنْكَرَ الْجِيمَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: يُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ وَمَعْنَاهُ بِالْجِيمِ الْقَتِيلُ يُوجَدُ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ لَا عِنْدَ قَرْيَةٍ. يَقُولُ: يُودَى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ الَّذِي لَا يُوَالِي أَحَدًا فَإِذَا جَنَى جِنَايَةً كَانَتْ فِي بَيْتِ الْمَالِ لِأَنَّهُ لَا عَاقِلَةَ لَهُ. وَ (الْفَرُّوجَةُ) بِالْفَتْحِ وَاحِدَةُ (الْفَرَارِيجِ) . وَدَجَاجَةٌ (مُفْرِجٌ) ذَاتُ فَرَارِيجَ. 
(ف ر ج) : (الْفَرْجُ) قُبُلُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ اللُّغَةِ (وَقَوْلُهُ) الْقُبُل وَالدُّبُر كِلَاهُمَا فَرْجٌ يَعْنِي فِي الْحُكْمِ (وَأَفْرَجُوا) عَنْ الْقَتِيلِ أَجْلَوْا عَنْهُ وَانْكَشَفُوا (وَالْمُفْرَجُ) فِي حَدِيثِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «الْعَقْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً وَلَا يُتْرَكُ فِي الْإِسْلَامِ مَفْرَجٌ» قَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هُوَ الْقَتِيل الَّذِي وُجِدَ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ لَا يَكُونُ عِنْدَ قَرْيَةٍ فَإِنَّهُ يُودَى مِنْ بَيْتِ الْمَال وَلَا يَبْطُلُ دَمُهُ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ هُوَ أَنْ يُسْلِمَ الرَّجُلُ فَلَا يُوَالِي أَحَدًا فَإِذَا جَنَى جِنَايَةً كَانَتْ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ هُوَ الَّذِي لَا عَشِيرَةَ لَهُ (وَأَمَّا الْمُفْرَحُ) بِالْحَاءِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ فَهُوَ الَّذِي أَثْقَله الدَّيْنُ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَالْهَمْزَة فِي كِلَيْهِمَا لِلسَّلْبِ وَقِيلَ بِالْجِيمِ مِنْ أَفْرَجَ الْوَلَدُ النَّاقَةَ فَفَرِجَتْ وَذَلِكَ أَنْ تَضَعَ أَوَّلَ بَطْنٍ حَمَلَتْهُ فَتَنْفَرِجَ فِي الْوِلَادَة وَذَلِكَ مِمَّا يُجْهِدُهَا غَايَةَ الْجَهْدِ (وَمِنْهُ) قِيلَ لِلْمَجْهُودِ الْفَارِجُ (وَالْفَرُّوجُ) وَلَدُ الدَّجَاجَة خَاصَّةً وَجَمْعُهُ فَرَارِيجُ وَكَأَنَّهُ اُسْتُعِيرَ لِلْقَبَاءِ الَّذِي فِيهِ شَقٌّ مِنْ خَلْفِهِ (وَمِنْهُ) «أُهْدِيَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَرُّوجُ خَزٍّ فَلَبِسَهُ وَصَلَّى فِيهِ» .
فرج فَرح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يتْرك فِي الْإِسْلَام مفرج. قيل: المفرج: هُوَ الرجل يكون فِي الْقَوْم من غَيرهم فَحق عَلَيْهِم أَن يعقلوا عَنْهُ. وَرُوِيَ أَيْضا: مفرح - بِالْحَاء. وَرُوِيَ أَيْضا عَن النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: وعَلى الْمُسلمين أَلا يتْركُوا مفدوحًا فِي فدَاء أَو عقل. / الف قَالَ الْأَصْمَعِي: المفرح - بِالْحَاء: هُوَ الَّذِي قد أفرحه الدَّين يَعْنِي أثقله قَالَ يَقُول: يقْضِي عَنْهُ دينه من بَيت المَال / وَلَا يتْرك مدينا وَأنكر قَوْلهم: مفرج - بِالْجِيم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المفرح هُوَ المثقل بِالدّينِ أَيْضا وأنشدنا: [الطَّوِيل]

إِذا أَنْت لم تَبْرَحْ تُؤدي أَمَانَة ... وتحمِل أُخْرَى أفرحْتك الودائُع

أفرحتك يَعْنِي أثقلتك. وَقَالَ الْكسَائي فِي المفرح مثله أَو نَحوه. قَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : وَسمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول: هُوَ يرْوى بِالْحَاء وَالْجِيم فَمن رَوَاهُ بِالْحَاء فأحسبه قَالَ فِيهِ مثل قَول هَؤُلَاءِ وَمن قَالَ: مفرج - بِالْجِيم - فَإِنَّهُ الْقَتِيل يُوجد فِي أَرض فلاة لَا يكون عِنْده قَرْيَة فَإِنَّهُ يُؤَدِّي من بَيت المَال وَلَا يبطل دَمه. وَعَن أَبِي عُبَيْدَة قَالَ: المفرج - بِالْجِيم - أَن يسلم الرجل وَلَا يوالي أحدا يَقُول: فَتكون جِنَايَته على بَيت المَال لِأَنَّهُ لَا عَاقِلَة لَهُ فَهُوَ مفرج وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الَّذِي لَا ديوَان لَهُ. 
[فرج] الفَرَج من الغمّ بالتحريك، تقول: فرَّج الله غَمَّك تفريجاً، وكذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك يَفْرِج بالكسر. والفَرْج: العَوْرة. والفَرْج: الثغر وموضع المخافة. قال أبو عبيدة: الفرجان السند وخراسان. وقال الاصمعي: سجستان وخراسان. والفرج بالتحريك ، في قول أبى ذؤيب: * وللشر بعد القارِعاتِ فُروج * أي تفرُّج وانكشاف. والفرْج ساكنٌ في قول امرئ القيس: لها ذنب مثل ذيل العروس * تسد به فرجها من دُبُرْ: ما بين رجلي الفرس. والفرجة: التفصى من الهم. وقال أمية ابن أبي الصلت: ربَّما تكرهُ النفوسُ من الأمْ‍ * ر له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ والفُرْجَةُ بالضم: فُرجَةُ الحائط وما أشبهه. يقال: بينهما فُرْجَةٌ، أي انفراج. والفرج، بالكسر: الذى لا يكتم السر، وكذلك الفرج بضم الفاء والراء. والفرج أيضا: القوس البائنة عن الوتر، وكذلك الفارج والفَريج. ويقال: رجل أفْرَجٌ بيِّن الفَرَج، للذي لا تلتقي أليتاه لعظمهما. وأكثر ما يكون ذلك في الحبشة. والمرأة فَرْجاءُ. وفَرِج الرجل بالكسر فَرَجاً فهو فَرِجٌ، أي لا يزال ينكشف فرجه. ويقال أفرج الناس عن طريقه، أي انكشفوا. وفى الحديث: " لا يترك في الاسلام مفرج ". وكان الاصمعي يقول: هو " مفرح " بالحاء، وينكر قولهم مفرج بالجيم. وقال أبو عبيد: سمعت محمد بن الحسن يقول: هو يروى بالجيم والحاء. قال: فمن قال مفرج بالجيم فهو القتيل يوجد بأرض فلاة، لا يكون عند قرية. يقول: فإنه يودى من بيت المال. وقال أبو عبيدة: المفرج بالجيم: الذى يسلم ولا يوالى أحدا، فإذا جنى جناية كان ذلك على بيت المال، لانه لا عاقلة له. والفروجة: واحدة الفراريج. يقال: دجاجة مُفْرِجٌ، أي ذات فَراريج. والفَرُّوج بفتح الفاء: القباء، وفرخ الدجاجة.
ف ر ج

لكلّ غمّ فرجة أي كشفة. قال:

ربما تكره النفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال

يقال: فرّج الله غمّه فانفرج، والله فارج الغموم. قال:

يا فارج الكرب مسدولاً عساكره ... كما يفرّج غم الظلمة الفلق

وفرج الباب: فتحه. وأنشد سيبويه:

الفارجي باب الأمير المبهم

ومكان فرج: فيه تفرّج. وملأ فروج دابته إذا أحضره وهو ما بين قوائمه. وكلّ فرجة بين شيئين فهو فرج. قال الأخطل:

إذا طعنت ريح الصبا في فروجه ... تحلّب ريّان الأسافل أنجل

واسع مخرج الماء.

وقال آخر:

كأن هزيز الريح بين فروجه ... أحاديث جنّ زرن جنّا بجبيهما

وهو مكان تنسب إليه الجنّ بناحية الغور. والريح تعصف بين فروج الجبال. والكرم في أثناء حلته وفروج درعه. وخضت إليه فروح الظلام قال الفرزدق:

نخوض فروجه حتى أتينا ... على بعد المناخ من المزار

وفلان يسدّ به الفرج أي يحمى به الثغر. وأمّر على الفرجين وهما السند وخراسان. وأفرج القوم عن قتيل. وتسابقا فأفرج الغبار عن سابق وسكيت، كما يقال: أجلى. وما لهذا الأمر مفارج ولا مطالع أي مخارج. وجاء رجل ففرّج بيني وبين فلان فأوسعنا له. ولا تفش سرك إليه فإنه فرجٌ: لا يكتم سراً. ولا تنظر إليه فإنه فرجٌ أي لا يزال يبدو فرجه. ودجاجة مفرجة: ذات فراريج. وبيضة مفرجة ومفرخة من الفرّوج والفرخ. وجاؤا وعليهم فراريج وهي الأقبية المشقوقة من وراء. وعن عقبة بن عامر: صلّى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه فرّوج من حرير.
ف ر ج : فَرَجْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَرْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَتَحْتُ وَفَرَجَ الْقَوْمُ لِلرَّجُلِ فَرْجًا أَيْضًا أَوْسَعُوا فِي الْمَوْقِفِ وَالْمَجْلِسِ وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ فُرْجَةٌ وَالْجَمْعُ فُرَجٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَكُلُّ مُنْفَرِجٍ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَهُوَ فُرْجَةٌ وَالْفُرْجَةُ بِالضَّمِّ أَيْضًا فِي الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ الْخَلَلُ وَكُلُّ مَوْضِعِ مَخَافَةٍ
فُرْجَةٌ. .

وَالْفَرْجَةُ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ يَكُونُ فِي الْمَعَانِي وَهِيَ الْخُلُوصُ مِنْ شِدَّةٍ قَالَ الشَّاعِرُ 
رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنْ الْأَمْرِ ... لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ الْعِقَالِ
وَالضَّمُّ فِيهَا لُغَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ لَكَ فُرْجَةٌ وَفَرْجَةٌ أَيْ فَرَجٌ وَزَادَ الْأَزْهَرِيُّ وَفِرْجَةٌ وَفَرَّجَ اللَّهُ الْغَمَّ بِالتَّشْدِيدِ كَشَفَهُ وَالِاسْمُ الْفَرَجُ بِفَتْحَتَيْنِ وَفَرَجَهُ فَرْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ وَقَدْ جَمَعَ الشَّاعِرُ اللُّغَتَيْنِ فَقَالَ
يَا فَارِجَ الْكَرْبِ مَسْدُولًا عَسَاكِرُهُ ... كَمَا يُفَرِّجُ غَمَّ الظُّلْمَةِ الْفَلَقُ.

وَالْفَرْجُ مِنْ الْإِنْسَانِ يُطْلَقُ عَلَى الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مُنْفَرِجٌ أَيْ مُنْفَتِحٌ وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالِهِ فِي الْعُرْفِ فِي الْقُبُلِ الْفَرْجُ أَيْضًا الْفَتْقُ وَجَمْعُهُمَا فُرُوجٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَأَفْرَجَ الْقَوْمُ عَنْ قَتِيلٍ بِالْأَلِفِ انْكَشَفُوا عَنْهُ وَالْمَعْنَى لَا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ بَعْضُهُمْ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ «لَا يُتْرَكُ فِي الْإِسْلَامِ مُفْرَجٌ» أَيْ مُفْرَجٌ عَنْهُ وَفُسِّرَ بِالْقَتِيلِ يُوجَدُ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ فَإِنَّهُ يُودَى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا يُطَلُّ دَمَهُ. 
[فرج] نه: فيه" العقل على المسلمين عامة ولا يترك في الإسلام "مفرج"، قيل: هو القتيل يوجد بفلاة ولا يكون قريبا من قرية فإنه يودي من بيت المال ولا يبطل دمه، وقيل غير ذلك، والمفرج من لا عشيرة له، وقيل: المثقل بحق دية أو فداء أو غرم، ويروى بحاء مهملة -ويجيء. وفيه: إنه صلى وعليه "فروج" من حرير، هو قباء وفيه شق من خلفه. ك: فروج حرير-بإضافة من باب: خاتم فضة، وروى تركها، وهو بفتح فاء وتشديد راء مضمومةٍ وآخره جين، وحكي بوزن خروج. ط: قيل" كان قبل التحريم فنزعه لكراهته لما فيه من الرعونة، وقيل: كان بعده استمالة لقلب من أهداه إليه. نه: وفيه: ولا تذروا "فرجات" الشيطان، جمع فرجة، وهي خللٌ يكون بين المصلين في الصفوف فأضافها إليه تفظيعا لشأنها وحملًا على الاحتراز منها، وروى: فرج-جمعه، كظلمة وظلم. وفيه ح: قدم رجل من بعض "الفروج"، أي الثغور جمع فرج. وح: استعملتك على "الفرجين" والمصرين، الفرجان: خراسان وسجستان، والمصران: الكوفة والبصرة. وح: فملأت ما بين "فروجي"، جمع فرج وهو ما بين الرجلين، يقال للفرس: ملأ فرجه وفروجه- إذا عدا وأسرع، وبه من سمى فرج الرجل والمرأة لأنه بين الرجلين. ومنه ح الزبير: إنه كان أجلع "فرجًا"، هو من يبدو فرجه إذا جلس وينكشف، فرج فرجًا فهو فرج. وفيه: أدركوا القوم على "فرجتهم"، أي على هزيمتهم، ويروى بقاف وحاء. ك: من رأى "فرجة" -بضم فاء بمعنى المفروج، وقيل: بالضم والفتح: الخلل بين الشيئين. ن: ويسكن الراء أيضا، والفرجة بمعنى الراحة من الغم، ذكر فيه تثليث الفاء. ك: وح: كان إذا صلى "فرج" بين يديه، هو بفتح فاء وتشديد راء عند بعض، والمعروف لغة التخفيف. وح: إلا "انفرجت" وصارت المدينة مثل الجوبة، أي انكشف أو تدورت كما تدور جيب القميص. وح: "فافرج" عنا "فرجةً"- بضم فاء وسكون راء، وأفرج روى من باب الإفعال ومن نصر، أي اكشف. وح: فصلوا حتى "يفرج" عنكم، بضم تحتية مبنيًا للمفعول، من الإفراج. وح:"فرج" عن سقف بيتي، بضم فاءٍ وكسر راء، أي فتح، وإضافة البيت بأدنى ملابسة إذ هو بيت أم هانئ. ط: والجمع بينه وبين ح: أنا في الحطيم، أنه كان معراجان: () في اليقظة () في النوم. ك:"ففرج" صدري، بفتحات أي شق. ش: هذا الشق لاستدخال الإيمان فيه، والشق الذي كان في صباه عند حليمة لاستخراج الهوى منه. ن: و"فرج" بين يديه، أي بين يديه وجنبيه. ط: حتى "فرجه بفرجه"، خصه أنه محل أكبر الكبائر بعد الشرك فهو ترق، وقيل: تنزل للتحقير بالنسبة إلى باقي الأعضاء. غ:"فرجت" شقت. و ((مالها من "فروج")) أي صدوع أي هي مدمجة الخلق.
فرج: المُفْرَجُ: القَتِيْلُ لا يُدْرى مَنْ قَتَلَه. والفَرَجُ: ذَهَابُ الغَمِّ وانْكِشَافُ الكَرْبِ. وفَرَجَه اللهُ فانْفَرَجَ، وفَرَّجَه تَفْرِيْجاً. والفَرْجُ: اسْمٌ يَجْمَعُ سَوْْاتِ الرِّجالِ والنِّساء. وما حَوَالَيْهِما كُلُّه فَرْجٌ. وفُرْوجُ الجِبَالِ والثُّغُورِ. وقَوْلُه: كأنَّ هُوِيَّ الرَّيْحِ بَيْنَ فُرُوجِهِ. أي قَوَائِمه. والفَرْجَانِ: سِجِسْتَانُ وخُرَاسَانُ. وفرَارِيْجُ الدَّجَاجِ، الواحِدُ فَرُّوجٌ. ودَجَاجَةٌ مُفْرِجَةٌ: ذاتُ فَرَاريْجَ: وَبَيْضَةٌ مُفْرِجَةٌ. والفَرِيْجُ: البَارِدُ. والفَرُّوجُ: القَبَاءُ المَشْقُوقُ من خَلْفٍ. وقال الفَرّاءُ: يُقال فَرِجٌ: لا يَزَالُ تَبْدُو عَوْرَتُه. وقيل: هو الحَبَانُ. وفُرِجُ الرَّأْيِ: لا يَكَادُ يُبْصِرُ الأُمُورَ. والذي لا يَكْتُمُ سِرَّه؛ وفُرُجٌ، وقد فَوْجَ فُرُوْجَةً وفَرَاجَةً، وجَمْعُه أفْرَاجٌ، ويُقالُ: فِرْجٌ وفَرِجٌ. وبَيْتٌ فُرْجٌ: لا سِتْرَ عليه. والفارِجُ والفُرْجُ والفَرِيْجُ: القَوْسُ التي بانَ وِتَرُها عن كَبِدِها. والفارِجُ: المَهْزُوْلُ المَجْهُوْدُ، وقد فَرَجَ: أي أعْيَا. وشَيْخٌ قد فَكَّ، وفَرَّجَ: أي هَرِمَ. والإِفْرَاجُ: الإِثْقَالُ، يُقال: أفْرَجَه الدَّيْنُ وأفْرَحه: أي أثْقَلَه. والمُفْرِجُ: الذي يُسْلِمُ ولا يُوَالي أحَداً؛ فإذا جَنى جِنَايَةً كان ذلك على بَيْتِ المالِ. وقيل: هو الذي لا دِيْوَانَ له. ورَأيْتُ القَوْمَ فَرِجيْنَ: أي مُتَفَرِّقيْنَ انْقَطَعَ بَعْضُهم عن بَعْضٍ. وأفْرَجَ الوَلَدُ المَرْأةَ، وفَرِجَتْ هي. والفَرِيْجُ: هي الناقَةُ التي وَضَعَتْ أوَّلَ بَطْنٍ حَمَلَتْهُ، وجَمْعُه فُرُجٌ وفَرَائِجُ. وقيل: فَرْجُها: وَلَدُها عِنْدَ نِتاجِها. والتَّفَارِيْجُ جَمْعُ التَّفْرَاجِ: هي الأبوابُ الصِّغَارُ. وقيل: المَصَارِيْعُ. جفر: الجَفْرُ والجَفْرَةُ من أوْلادِ الشاءِ: ما اسْتَجْفَرَ أي صارَله بَطْنٌ وسَعَةُ جَوْفٍ. واسْتَجْفَرَ الصَّبيُّ: عَظُمَ جَوْفُه وأُجْفِرَ جَبْبَاه. وهو مُجْفَرُ الجَنْبَيْنِ: من كُلِّ شَيْءٍ. والجُفْرَةُ من الأرْضِ: المُسْتَدِيْرَةُ الواسِعَةُ. والصَّدْرُ. والوَسَطُ. وجَفَرَ من مَرَضِه: إذا خَرَجَ منه. وجَفَرَ عنّي فلانٌ: إذا انْقَطَعَ. وأجْفَرَني فلانٌ: تَرَكَني. وكُنْتُ آتِيْكُم فأجْفَرْتُكم. والجَفِيْرُ: شِبْهُ كِنَانَةٍ إلاّ أنَّه أوْسَعُ. والقِرْبَةُ اليابِسَةُ يُجْعَلُ فيها الأَقِطُ. والجُفُوْرُ: فُتُوْرُ الفَحْلِ إذا فَتَرَ وكَسِلَ عن الضِّرَابِ، جَفَرَ فهو جافِرٌ. [و] رَجُلٌ مُجْفِرٌ قد أجْفَرَ: أي تَغَيَّرَ رِيْحُ جَسَدِه. والجُفَرّى والكُفَرّى: واحِدٌ؛ وهو طَلْعُ النَّخْلِ، الواحِدَةُ جُفْرّةٌ. والتَّجْفِيْرُ في الرَّكِيَّةِ: تَوْسِيْعٌ من نَواحِيها. والجَوْفَرُ: الجَوْهَرُ. ورَكِيَّةٌ مُجَفَّرَةٌ.
فرج
فرَجَ يَفرِج، فَرْجًا، فهو فارِج، والمفعول مَفْروج (للمتعدِّي)
• فرَج بين الشَّيئين: جعل بينهما فُرْجةً أو شقًّا وسَّع بينهما "فرَج بين ممرّين- {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} ".
• فرَجَ اللهُ الغمَّ: كشفه، أزاله "فرَج الله همّه/ كَرْبه- ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرِجَت وكنت أظنُّها لا تُفرجِ". 

أفرجَ عن يُفرِج، إفراجًا، فهو مُفرِج، والمفعول مُفرَج عنه
• أفرج عن الشَّيء/ أفرج عن الشَّخص: أطلق سراحه، خلّى سبيله "أفرج عن المعتقلين- أفرجوا عن المتهم لحسن سلوكه- أُفْرج عن أرصدته المجمّدة: سُمح له بسحبها والتّصرّف فيها" ° إفراج دائم: لم تلحقه متابعة- إفراج شَرْطِيّ: يتوقّف على شرط. 

انفرجَ ينفرج، انفراجًا، فهو مُنفرِج
• انفرج الغمُّ: مُطاوع فرَجَ: انكشف وزال "انفرجت الأزمة/ المشكلةُ- انفرج الكربُ- مظاهر انفراج الموقف آخذة في الازدياد- اشتدّي أزمة تنفرجي [مثل] " ° انفرجت أسارير وجهه: ابتسم وبدا عليه السرور.
 • انفرج الشَّيءُ: انفتح واتَّسع "انفرجت النافذة/ أشعة الشمس- انفرج الطَّريقُ بعد أن هُدمت البيوت على جانبيه". 

تفرَّجَ/ تفرَّجَ بـ/ تفرَّجَ على يتفرَّج، تفرُّجًا، فهو مُتفرِّج، والمفعول مُتفرَّج به
• تفرَّج الغمُّ: انكشف وزال "تفرَّجت الأزمةُ- تفرَّج الكَرْبُ".
• تفرَّج به/ تفرَّج عليه: شاهده للتسلية والتَّرفيه، تسلَّى بمشاهدته "تفرَّج الجمهور على المسرحيّة- تفرَّجتُ على العرض السِّينمائيّ- تفرّج الأطفال بالسيرك- تفرّج ولم يشارك في عمل ما- شاهد المباراة مائةُ ألف متفرِّج". 

فرَّجَ يُفرِّج، تفريجًا، فهو مُفرِّج، والمفعول مُفرَّج (للمتعدِّي)
• فرَّج بين الشَّيئين: باعد بينهما "فرّج بين أصابعه".
• فرَّج الشيءَ: فتحه ووسَّعه "فرَّج النافذة- {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِّجَتْ} [ق]: فُتحِت وشُقَّت".
• فرَّج الغمَّ: كشفه، أزاله، تخلَّص منه، حرَّر نفسَه منه "فرّج الهمّ/ الأزمة- اللهمّ فرِّج كَرْب المكروبين: دعاء- فرّج الحزنَ عن صديقه" ° فرِّج عنك: سرِّ عنك ورفِّه.
• فرَّجه على شيء لم يره من قبل: أراه إيّاه "فرّجت مالَها/ جواهرَها للآخرين- فرَّجنا على أشياء غريبة". 

انْفراج [مفرد]:
1 - مصدر انفرجَ.
2 - فَرَحٌ بعد حُزْنٍ.
3 - (سة) سياسة نحو دولة أو كتلة معادية تتسم بزيادة العلاقات الدبلوماسيَّة والتجاريّة والثقافيّة والرَّغبة في تقليل التوتُّر من خلال المفاوضة. 

تفاريجُ [جمع]: مف تِفْراج: فَتَحات أو شقوق ° تفاريج الأصابع: الفتحات بينها- تفاريج الدَّرابِزين: الفتحات التي بين قُضْبانه. 

فرارجيّ [مفرد]: ج فَرارجيّة:
1 - اسم منسوب إلى فَرَاريج: على غير قياس.
2 - بائع الطيور عامّة والدواجن خاصّة "يوجد بالمنطقة محلّ بقالة وفرارجيّ". 

فَرْج [مفرد]: ج فُروج (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَجَ.
2 - فُرْجَة، شقٌّ بين شيئين، خلَلٌ بين شيئين "بين النافذتين فرْج- {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} " ° فروج الأرض: نواحيها- فروج الأصابع: فُتْحاتُها.
• فَرْج الإنسان: عَوْرة الرجُل أو المرأة، ويُطلق على القُبل والدُّبر أو العضو التّناسليّ الخارجيّ لهما " {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} - {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} ".
• الفَرْجان: فَرْج الرَّجل وفَرْج المرأة. 

فَرَج [مفرد]: انكشاف الغمّ أو الشدَّة أو الهمّ "بعد كلّ شدّة فرج- كلّ همٍّ إلى فرَج- الصَّبْر مفتاح الفَرَج [مثل]- وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا [حديث] " ° زفرة الفَرَج: تنهّد الارتياح. 

فُرْجة [مفرد]: ج فُرُجات وفُرْجات وفُرَج:
1 - شقٌّ بين شيئين، مسافة، ثُقْب "نظر من الفُرْجة- فُرْجة في الحائط- بين المباني فُرَج واسعة في المدينة الجديدة".
2 - فَرَج، انكشاف الغمّ وزواله "بعد كلِّ شدّة فُرْجة- أما لهذه الأزمة من فُرْجة".
3 - مُشاهدة ما يُتسلّى به "يحب الأطفال الفُرْجة على أفلام الكرتون- من هواياته الفُرْجة على الآثار- ذهب إلى المسرح للفُرْجة".
4 - (جو) أخدود عميق في جبل.
• فُرْجة هوائيّة: (فز) في دائرة مغناطيسيّة مقفلة: جزء من الدائرة حيث لا يسري الدَّفْق في الحديد. 

فَرُّوج [مفرد]: ج فَرَاريُج: فَرْخ الدَّجاجة "يحبُّ الأطفال اللَّعب مع الفراريج- ذبحت الأمُّ لطفلها فَرُّوجًا". 

مُنفَرِج [مفرد]: اسم فاعل من انفرجَ.
• زاوية منفرجة: (هس) ما كانت أكثر من 90 درجة وأقلّ من 180 درجة. 
فرج: فرج: مضارعة يفرج أيضا (رايت ص90 رقم 8، معجم مسلم، الكامل ص400، ابن دريد كتاب الاشتقاق ص301).
فرج من فلان: أفرج عنه، أطلقه (معجم الإدريسي) فرج: في المعجم اللاتيني - العربي: curat يفرج ويبري ويحضن.
فرج (بالتشديد): سلى ألهى. (ألكالا).
فرج: تسلى، تلهى. (ألكالا).
فرج: أغدق النعم. (رولاند).
فرج: فرجه: أخذه في نزهة. (فوك).
فرج فلاناً على: أراه إياه. (بوشر، محيط المحيط)، ألف ليلة 40:1، 97).
فرجنا في دارك: هذه الجملة التي نقلها فريتاج موجودة في طرائف دي ساسي (13:1) وكذلك في ألف ليلة (158:2).
تفرج أو فراجك: سترى ما أفعل بك، سأنتقم بك. ويقال: وبعده تفرج: سترى، وسأريك، وهو قول للتهديد (بوشر) وكذلك فرج، ففي ألف ليلة (150:1): ولولا أني في السفر لكنت عملت معك العبر ولكن لما أرجع من سفري فرج أريك ما تقتضي مروتي.
أفرج: عن السجين: أطلقه (معجم أبي الفدا، معجم الطرائف، ألف ليلة 797:1، 895، برسل 401:12، ولابد أن تبدل فيه أفرغوا بكلمة أفرجوا).
أفرج عن فلان: أطلع عليه، أراه إياه (معجم الطرائف).
أفرج له عن الطريق، وكذلك أفرج عنه الطريق: تخلى له عن طريق، ترك له الطريق، ومن هذا: هرب منه (معجم الطرائف، فريتاج طرائف ص131، تاريخ البربر 397:1، المقري 809:1، ابن صاحب الصلاة ص67 و).
أفرج له: نعنى أيضا سمح بمرور جيش العدو وتراجعه، ففي كتاب الخطيب (ص160 و): فصالح القوم صاحب نيارة على الإفراج لهم.
أفرج لفلان عن: ترك له الشيء، والدراهم، والحصن. (معجم الطرائف، فريتاج طرائف ص134، فريتاج أمثال ص55، مختارات ص53) وانظر رحلة ابن جبير (ص137).
أفرج الناس عن القتيل: تعني لا يدري من قتله (محيط المحيط).
وهذا الرجل القتيل يجب أن تدفع ديته من بيت مال الإسلام ويسمى مفرج (معجم الطرائف). أفرجت الدجاجة: كانت ذات فراريج. يقال: دجاجة مفرج. ودجاجة مفرجة، كما يقال: بيضة مفرخة. وكذلك بيضة مفرجة (معجم الطرائف).
أفرج عن: ما نقله فريتاج من معجم كاموس ومعجم ج بمعنى أسرع في الهرب لا يوجد في هذين المعجمين. (معجم الطرائف).
تفرج: هذا الفعل الذي يعني عاش خلي البال يتعدى إلى المفعول بمن. ففي (الأخبار) (ص126): تفرج من أمور الرعية.
تفرج: تسلى في الريف. (ألكالا).
تفرج: تنزه، جال في نزهة. (فوك، دوب ص122، همبرت ص43).
تفرج في البحر: تنزه في قارب. (ألكالا).
تفرج: بمعنى رأى ولاحظ، شاهد. قد ذكرت في معجم هلو، وعند دولابورت (ص94). ويقال: تفرج على الشيء وتفرجه (محيط المحيط) (ألف ليلة 95:1، يرسل 315:7).
تفرج على كتاب: تصفحه بسرعة. (بوشر).
تفرج على: شاهد تمثلية. (مارتن ص109) فهو متفرج أي شاهد المسرحية. والمتفرجون الحاضرون في المسرح الذين يشاهدون المسرحية. (بوشر).
يحب يتفرج أو متفرج: متطلع إلى الرؤية والمشاهدة. (بوشر).
انفرج الأمر غير المؤكد: تأكد. (عباد 133:1 رقم 363).
انفرج عن فلان: فارقه وهجره وانفصل عنه (أخبار ص43).
أنفرج: انقشع وتشتت، وانكشف، ويقال: انفرج العم عنه: انكشف (محيط المحيط).
انفرج عن: أظهر، أبدى، أرى (معجم الطرائف).
أنفرج من: تخلص من (محيط المحيط).
افترج: انفتح. ففي حيان - بسام (23:1 و) ثم جلس علي لمظالم الناس وهو مفترج الباب مرفوع الحجاب للوارد والصادر. ولعل الصواب: منفرج الباب.
فرج: يقول فريتاج أن الجوهري يذكر هذه الكلمة بمعنى انكشاف الغم والتخلص من الهم وهو مخطئ، فليس في صحاح الجوهري إلا الفرج بهذا المعنى.
فرج: أخطأ فريتاج أيضا حين ذكر أن معنى فرج ثغور الأعداء وموضع المخافة منها. والصواب أن كلمة فروج تدل على هذا المعنى، أما المفرد فرج فمعناه الثغر المخوف، مكان عند الحدود (معجم البلاذري).
فرج النيس: فلين، قرْق. (رولاند) وهي فيه: فيرج، غير أن دولابورت يكتبها فرجنيس.
فرج: منظر جميل، وفي حلب باب تسمى باب الفرج أي باب المنظر الجميل لأنهم إذا خرجوا منها. أبصروا بساتين كثيرة (تيفينو 58:2).
ولعل كلمة أفرجة تدل على هذا المعنى عند الإدريسي ففي الباب السادس الفصل الرابع منه: بينهما مزارع (في ب مسارح) وخصب وربيع دائم ومياه عذبة جارية وأفرجة ممكنة.
فرج: صحة، عافية (فوك).
فرج: (دواء، ففي المعجم اللاتيني العربي: remedium مرقع وفرج).
فرج، مطرح فرج: مكان مروح متعرض للهواء مهوى. الفلاة (بوشر).
فُرجة: انشراح، حُبور، سرور، تسلية، لهو، لعب. (ألكالا، المقري 309:1). وفي حيان (ص29 ق): أرادها للفرجة. وفي ألف ليلة (103:1): خمسون مركباً أصغر للفرجة. وفيها (143:1): من أراد الفرجة على شنق جعفر. أي من يريد أن يسر برؤية شنق جعفر. لعب الفرجة: لعبة. تسلية (ألكالا).
فرجة: نزهة، ملذة، لعب. (المقري 420:1، 693، ابن بطوطة 70:1).
فرجة: موضع اللهو والتسلية (ألف ليلة برسل 84:3).
فُرجة: مشهد، منظر، كل ما يجلب النظر، والجمع فرج. وكل مشهد أو منظر غريب (بوشر، هلو، ألكالا، محيط المحيط).
كان فرجه للناس: كان منظراً يتسلى به الناس. (بوشر).
فُرجة: منظر، مجموعة أشياء معروضة للنظر (بوشر).
فُرجة: ملعب، مرسح، دار التمثيل. (هلو).
فُرجة: متحف. موضع التحف الفنية والأثرية، دار الآثار. (هلو).
فُرجة: عرض، المعروض من البضائع في واجهة المخزن. (بوشر).
مضرب الفرجة: مُشرف، منظر في الجزائر. (بربروجرص ص280) وكذلك: منظر الفرجة. (المقري 688:1).
فرج: منظر جميل، (ألف ليلة برسل 145:2، 200).
فَرَجيّ: ثوب فرجي: فصل تفصيل الفرجية.
فرجية: ثوب فضفاض يعمل عادة من الجوخ وله كمان واسعان طويلان يتجاوزان أطراف الأصابع قليلاً لا تفريج لهما. (الملابس ص327 وما يليها).
فريج، موضع فريج، قطر فريج: بهيج، نزيه أنيق، لطيف. (فوك).
فريجة: منظر (رولاند ديال ص577).
فروج: بفتح الفاء وضمها: ديك (ألكالا، دوب). وفي رياض النفوس (ص100 و): خصي سمناه. وهو مرادف فروج.
فروج الرواح: اسم طلسم على القصر القديم في غرناطة (المقري 796:2).
فروجة برية: دجاجة الإحراج. (بوشر).
أفريجة (بلأسبانية frisa) : نسيج من صوف ذو زئير (وبر) مجعد. وشبه أفريجة: قطعة أريجة.
تفريج: فتحة الثوب (مملوك 2،78:2).
مفرج. ثوب مفرج: مفتوح (مملوك 2،78:2) ومترجما رحلة ابن بطوطة اللذين ترجماه بما معناه فضفاض إنما تابعا في ذلك فريتاج، غير أن فريتاج لم يذكر نصاً يدل على هذا المعنى.
قالس مفرج: قلنسوة عالية مضغوطة الوسط. ففي ابن البيطار (317:2): على رأسه قالس مفرج أعلاه.
مُفرج: اسم ثوب. ففي رياض النفوس (ص42 ق) وكنا في القيروان فإذا بشاب خراز يقول لجاره (لجار) له ما رأيت أوحش من هذا الشيخ ولا أوحش لباساً من لباسه وكان زيد يلبس المفرج.
متفرج: متنزه، موضع النزهة، والجمع متفرجات. (ابن جبير ص267، المقري 111:1، 112) وأقرأ كذلك: المتفرجات في ألف ليلة (199:1) وفي طبعة بولاق مرادفها المتنزهات متفرج: بيت ريفي (ابن جبير ص223).
متفرج: منظر. (بربر وجر ص288). مُفترج: مكان اللهو والتسلية (مختارات من تاريخ دمشق مخطوطة ليدن رقم (1516) ونجد في تاريخ ابن إياس المفترجات أو أماكن المفترجات قد تكرر ذكرها عدة مرات بمعنى الدعارة فيما يظهر. (انظر الملابس ص274 رقم 15).
(ف ر ج)

الفَرْج: الْخلَل بَين الشَّيْئَيْنِ.

وَالْجمع: فُروج، لَا يكسر على غير ذَلِك، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف ثورا:

فانصاع من فَزَع وسَدَّ فُرُوجَه ... غُبْرٌ ضَوَارٍ وافيانِ وأجْدَع

فروجه: مَا بَين قوائمه. سد فروجه أَي مَلأ قوائمه عدوا، كَأَن الْعَدو سد فُرُوجه وملأها. وافيان: صَحِيحا الآذان. وأجدع: مَقْطُوع الْأذن.

والفُرْجة، والفَرْجة: كالفَرْج وَقَالَ اللحياني: بَين الرُّكْبَتَيْنِ فَرْجة وفُرْجة.

وَقيل: الفُرْجة: الخَصَاصة بَين الشَّيْئَيْنِ والفَرْجة: الرَّاحَة من حزن أَو مرض، قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:

رُبَّما تَكْرَهُ النُّفوسُ من الْأُم ... رلة فَرْجة كحَلّ العِقَال

وَقيل: الفَرْجة فِي الْأَمر، والفُرْجة، بِالضَّمِّ: فِي الْجِدَار وَالْبَاب، والمعنيان متقاربان.

وَقد فَرَج لَهُ يَفْرِج فَرْجا، وفَرْجَة.

والفَرْج: الثَّغْر، وَهُوَ مَوضِع المخافة، قَالَ: فغدت كِلاَ الفَرْجين تحسب أَنه ... مولى المخافة خَلْفُها وأمامُها

والفَرْج: شِوَار الرجل وَالْمَرْأَة.

وَالْجمع: فُرُوج، وَفِي التَّنْزِيل: (والحافظين فُروجَهم والحافظات) .

وقيه: (والَّذين هم لفُروجهم حافظون إلاَّ على أَزوَاجهم) . قَالَ الْفراء: أَرَادَ: على فروجهم محافظون فَجعل اللَّام بِمَعْنى على وَاسْتثنى الثَّانِيَة مِنْهَا، فَقَالَ: " إِلَّا على أَزوَاجهم " هَذِه حِكَايَة ثَعْلَب عَنهُ، قَالَ: وَقَالَ مرّة: " على " من قَوْله: (إِلَّا على أَزوَاجهم) من صلَة " مَلُومين " وَلَو جعل اللَّام بِمَنْزِلَة الأول لَكَانَ أَجود.

وَرجل فَرِج: لَا يزَال ينْكَشف فَرْجُه.

والفَرْج: مَا بَين الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ.

وجَرَت الدَّابَّة ملْء فُرُوجها: وَهُوَ مَا بَين القوائم، وَاحِدهَا: فَرْج، قَالَ:

وَأَنت إِذا استدبرته سَدَّ فَرْجَه ... بضافٍ فُوَيق الأرضِ لَيْسَ بأعزلِ

وَبَاب مَفْروج: مُفَتَّح.

والأفْرَج: الْعَظِيم الأليتين لَا تكادان تلتقيان، وَهَذَا فِي الْحَبَش.

وَقد فَرِج فَرَجا.

والمُفَرَّج: كالأفرج.

والفُرُج، والفِرْج: الَّذِي لَا يكتم السِّرّ.

وأُرى: الفُرُج، والفِرْج لغتين، عَن كرَاع.

وقوس فُرُج، وفارج، وفَرِيج: مُنَفَّجة السِّيَتَين.

وَقيل: هِيَ الَّتِي بَان وترها عَن كَبِدهَا.

والفَرَج: انكشاف الكرب.

وَقد فَرَج الله عَنهُ، وفَرَّج فانفرج، وتَفَرَّج، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ليُحْسَب جَلْدا أَو ليخبَر شامت ... وللشرّ بعد القارعات فُرُوجُ يجوز أَن يكون جمع فَرْجة على فُروج كصخرة وصخور. وَيجوز أَن يكون مصدرا لفَرَج يَفْرِج: أَي تَفرُّجٌ وانكشاف.

والفَريج: الظَّاهِر البارز المنكشف.

وَكَذَلِكَ: الانثى، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف درة:

بكفِّي رَقَاحِيّ يُرِيد نماءها ... ليُبْرِزها للْبيع فَهْي فَرِيج

وَرجل نِفْرِج، ونِفْرِجة، ونِفْراج، ونِفْرِجاء، مَمْدُود: ينْكَشف عِنْد الْحَرْب.

ونِفْرِج، ونِفْرِجة، وتِفْرِج، وتِفْرِجة: ضَعِيف جبان، أنْشد ثَعْلَب:

نِفْرِجة الْقلب قليلُ النَّيْلْ

يُلْقَى عَلَيْهِ النِئدُلان بالليلْ

هَكَذَا أنْشدهُ بتقييد اللَّام، وَقد أَخطَأ فِي الْوَزْن، إِنَّمَا هُوَ:

نِفْرِجة القَلْب قَلِيل النيلِ ... يلقى عَلَيْهِ نئدلان اللَّيْل

أَو هُوَ:

نِفْرِجة القَلْب بخيل بالنيل ... يلقى عَلَيْهِ النئدلان بِاللَّيْلِ

ويروى: " تِفْرِجة ".

والنِّفْرِج: القصَّار.

وَامْرَأَة فُرُج: متفضلة فِي ثوب يَمَانِية كَمَا يَقُول أهل نجد: فضل.

وَامْرَأَة فَرِيج: قد أعيت من الْولادَة.

وناقة فَرِيج: كالَّة شُبِّهت بِالْمَرْأَةِ الَّتِي قد أعيت من الْولادَة، هَذَا قَول كرَاع.

وَقَالَ مرّة: الفَرِيج من الْإِبِل: الَّذِي قد أعيا وأزحف.

والمُفْرَج: الْحميل الَّذِي لَا ولد لَهُ.

وَقيل: الَّذِي لَا عشيرة لَهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي. والمُفْرَج: الْقَتِيل يُوجد فِي فلاة من الأَرْض، وَفِي الحَدِيث: " لَا يُتْرك فِي أَرض الْإِسْلَام مُفْرَج ". يَقُول: إِن وجد قَتِيل لَا يعرف قَاتله ودى من بَيت مَال الْإِسْلَام وَلم يطلّ، وَرُوِيَ بِالْحَاء وَقد تقدم.

وفَرَج فَاه: فَتحه للْمَوْت، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

صِفْرِ المباءة ذِي هَرْسَين مُنْعجِف ... إِذا نظرتَ إِلَيْهِ قلت قد فَرَجا

والفَرُّوج: الفتِىّ من ولد الدَّجَاج، وَالضَّم فِيهِ لُغَة، رَوَاهُ اللحياني.

والفَرُّوج: قَبَاء فِيهِ شقّ من خَلفه سمي بذلك للتفريج الَّذِي فِيهِ وَفِي الحَدِيث: " صلى بِنَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ فَرُّوج من حَرِير ".

وفّرُّوج: لقب إِبْرَاهِيم بن حَوْران، قَالَ بعض الشُّعَرَاء يهجوه:

يُعَرّض فَرّوجُ بن حَوْران بنتَه ... كَمَا عُرِضت للمشترين جزورُ

لحا اللهُ فَرُّوجاً وخرَّب دَاره ... وأخزى بني حوران خزي حَمِير

وفَرَجٌ، وفَرَّاج، ومُفْرِج: أَسمَاء.

وَبَنُو مُفْرِج: بطن من الْعَرَب.

فرج: الفَرْجُ: الخَلَلُ بين الشيئين، والجمع فُرُوجٌ، لا يكسَّر على

غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب يصف الثور:

فانْصاعَ مِنْ فَزَعٍ، وسَدَّ فُرُوجَهُ،

غُبْرٌ ضَوارٍ، وافِيانِ وأَجْدَعُ

فُروجه: ما بين قوائمه. سَدَّ فُرُوجَه أَي مَلأَ قوائمه عَدْواً كأَن

العَدْوَ سَدَّ فُروجَه ومَلأَها. وافيان: صحيحان. وأَجْدَع: مقطوع

الأُذُن. والفُرْجَة والفَرْجَة: كالفَرْج؛ وقيل: الفُرْجَة الخَصاصَة بين

الشيئين. ابن الأَعرابي: فَتَحات الأَصابع يقال لها التَّفارِيجُ، واحدها

تِفْراجٌ

(* قوله «واحدها تفراج» عبارة القاموس جمع تفرجة كزبرجة.)، وخُرُوق

الدَّرابِزِينِ يقال لها التَّفارِيجُ والحُلْفُق. النضر: فَرْجُ الوادي

ما بين عُدْوَتَيْهِ، وهو بطْنُه، وفَرْجُ الطريق منه وفُوْهَتُه.

وفَرْج الجبَل: فَجُّه؛ قال:

مُتَوَسِّدِين زِمامَ كُلِّ نَجِيبةٍ،

ومُفَرَّجٍ، عَرِقِ المَقَذِّ، مُنَوَّقِ

وهو الوَساعُ المُفَرَّجُ الذي بان مِرْفَقُه عن إِبطِه. والفُرْجَة،

بالضم: فُرْجَة الحائط وما أَشبهه، يقال: بينهما فُرْجَة أَي انْفِراج. وفي

حديث صلاة الجماعة: ولا تَذَرُوا فُرُجات الشيطان؛ جمع فُرْجَة، وهو

الخَلَلُ الذي يكون بين المُصَلِّينَ في الصُّفُوف، فأَضافها إِلى الشيطان

تَفظِيعاً لشأْنها، وحَمْلاً على الاحتراز منها؛ وفي رواية: فُرُجَ

الشيطان، جمع فُرْجَة كَظُلْمَة وظُلَم. والفَرْجَة: الرَّاحة من حُزْن أَو

مَرَض؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

لا تَضِيقَنَّ في الأُمور، فقد تُكْـ

ـشَفُ غَمَّاؤُها بغير احْتِيالِ

رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأَمْـ

ـرِ له فَرْجَةٌ، كَحَلِّ العِقالِ

ابن الأَعرابي: فُرْجَة اسم، وفَرْجَةٌ مصدر.

والفَرْجَة: التَّفَصِّي من الهَمِّ؛ وقيل: الفَرْجَة في الأَمر؛

والفُرْجَة، بالضم، في الجدار والباب، والمعنَيان مُتَقارِبان؛ وقد فَرَج له

يَفْرِج فَرْجاً وفَرْجَة. التهذيب: ويقال ما لهذا الغَمِّ من فَرْجَة ولا

فُرْجَة ولا فِرْجَة. الجوهري: الفَرَجُ من الغم، بالتحريك. يقال:

فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْريجاً، وكذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك يَفْرِج، بالكسر.

وفي حديث عبد الله ابن جعفر: ذَكَرَتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجَعَلَتْ

تُفْرَحُ له؛ قال أَبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، قال: وقد أَضرب

الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث، قال: فإِن كانت بالحاء، فهو من

أَفرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ، وأَفْرَحَه الدَّيْن إِذا

أَثْقَله، وإِن كانت بالجيم، فهو من المُفْرَجِ الذي لا عَشِيرة له، فكأَنَّ

أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم، فقال النبي، صلى الله

عليه وسلم: أَتَخافِينَ العَيْلة وأَنا وَلِيُّهُم؟ والفَرْجُ: الثَّغْرُ

المَخُوف، وهو موضع المخافة؛ قال:

فَغَدَت، كِلا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه

مَولى المَخافة: خَلْفُها وأَمامُها

وجمعه فُرُوج، سُمِّي فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُود. وفي حديث عُمَر:

قَدِمَ رجل من بعض الفُرُوجِ؛ يعني الثُّغُور، واحدها فَرْج. أَبو عبيدة:

الفَرْجانِ السِّنْد وخُراسانُ، وقال الأَصمعي: سِجِسْتانُ وخُراسانُ؛

وأَنشد قول الهذلي:

على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمَّرِي

وفي عهد الحجَّاج: اسْتَعْمَلْتُك على الفَرْجَين والمِصْرَينِ؛

الفَرْجانِ: خُراسانُ وسِجِسْتانُ، والمِصْرانِ: الكُوفة والبَِصْرَة.

والفَرْجُ: العَوْرَة. والفَرْجُ: شِوارُ الرجل والمرأَة، والجمع

فُرُوج. والفَرْجُ: اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها،

كله فَرْج، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخَلْق. وفي التنزيل:

والحافِظِين فُرُوجَهُم والحافِظات؛ وفيه: والذين هم لِفُرُوجِهِم حافِظون إِلا

على أَزواجِهم؛ قال الفراء: أَراد على فُروجِهِم يُحافِظون، فجعل اللام

بمعنى على، واستثنى الثانية منها، فقال: إِلا على أَزواجِهم. قال ابن

سيده: هذه حكاية ثعلب عنه قال: وقال مرة: على مِن قوله: إِلا على أَزواجِهم؛

من صِلةِ مَلُومِينَ، ولو جعل اللام بمنزلة الأَول لكان أَجود.

ورجل فَرِجٌ: لا يزال ينكشِف فَرْجُه. وفَرِجَ، بالكسر، فَرَجاً. وفي

حديث الزبير: أَنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً؛ الفَرِجُ: الذي يَبْدو فَرْجُه

إِذا جَلَس، وينكَشِف.

والفَرْجُ: ما بين اليَدَيْن والرجلين. وجَرَتِ الدَّابة مِلْءَ

فُرُوجِها، وهو ما بين القوائم، واحدها فَرْج؛ قال:

وأَنت إِذا اسْتَدْبَرْتَهُ، سَدَّ فَرْجَه

بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْض، ليْسَ بأَعْزَلِ

وقول الشاعر:

شُعَبُ العِلافِيَّات بَيْنَ فُرُوجِهِمْ،

والمُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ

العِلافِيَّاتُ، رِحالٌ منسوبة إِلى عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ. والفُرُوج

جمع فَرْج، وهو ما بين الرِّجلين، يريد أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ على

أَطهار نسائهم؛ وكلُّ فُرْجَةٍ بين شيئين، فهو فَرْجٌ كله، كقوله:

إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً،

بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِهْ

جعل ما بين يديه فَرْجاً؛ وقال امرؤُ القيس:

لها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيْلِ العَروسِ،

تَسُدُّ به فَرْجَها مِن دُبُرْ

أَراد ما بين فَخِذَي الفَرَسِ ورِجْلَيْها. وفي حديث أَبي جعفر

الأَنصاري: فَمَلأْتُ ما بين فُروجي، جمع فَرْجٍ، وهو ما بين الرجلين. يقال

للفرس: مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه إِذا عَدا وأَسْرَع به. وسُمِّي فَرْجُ

المرأَة والرجل فَرْجاً لأَنه بين الرِّجْلين. وفُروجُ الأَرض:

نواحِيها.وباب مَفْرُوجٌ: مُفَتَّجٌ.

ورجلٌ أَفْرَجُ الثَّنايا وأَفْلَجُ الثَّنايا، بمعنى واحد.

والأَفْرَجُ: العظيم الأَلْيَتَيْنِ لا تَكادان تَلْتقيان، وهذا في الحَبَشِ. رجل

أَفْرَجُ وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنا الفَرَج؛ وقد فَرِجَ فَرَجاً.

والمُفَرَّجُ كالأَفْرَجِ.

والفُرُجُ والفِرْجُ، بالكسر: الذي لا يَكْتُمُ السِّرَّ؛ قال ابن سيده:

وأُرى الفُرُجَ، بضم الفاءِ والراء، والفِرْجَ لُغَتَيْن؛ عن كراع.

وقَوْسٌ فُرُجٌ وفارِجٌ وفَرِيجٌ: مُنَفَّجَةُ السِّيَتَيْنِ، وقيل: هي

النَّاتِئَة عن الوَتَرِ، وقيل: هي التي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.

والفَرَجُ: انْكِشافُ الكَرْب وذهابُ الغَمِّ. وقد فَرَجَ الله عنه

وفَرَّجَ فانْفَرَجَ وتَفَرَّجَ. ويقال: فَرَجَه الله وفَرَّجه؛ قال

الشاعر:يا فارِجَ الهَمِّ وكشَّاف الكُرَبْ

وقول أَبي ذؤَيب:

فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبَسٍ،

وقد لَجَّ، مِنْ ماءِ الشُّؤُونِ، لَجُوجُ

لِيُحْسَبَ جَلْداً، أَو لِيُخْبَرَ شامِتٌ،

وللشَّرِّ، بَعْدَ القارِعاتِ، فُرُوجُ

يقول: إِني صَبَرْتُ على رُزْئي بابن عَنْبَسٍ لأُحْسَبَ جَلْداً أَو

لِيُخْبَر شامتٌ بتَجَلُّدي فينكسر عَني؛ ويجوز أَن يكون قوله فُرُوجٌ، جمع

فَرْجة على فُروج كَصَخْرةٍ وصُخُور، ويجوز أَن يكون مصدراً لفَرَجَ

يَفْرِجُ أَي تَفَرُّجٌ وانكشاف.

أَبو زيد: يقال لِلْمُشْطِ النحِيتُ والمُفَرَّجُ والمِرْجَلُ؛ وأَنشد

ثعلب لبعضهم يصف رجلاً شاهد الزور:

فَاتَهُ المَجْدُ والعَلاءُ، فأَضْحَى

يَنْقُصُ الحَيْسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّج

(* قوله «ينقص الحيس» كذا في الأصل، ومثله في شرح القاموس.)

التهذيب: في حديث عَقِيلٍ: أَدْرِكُوا القومَ على فَرْجَتِهم أَي على

هَزيمَتِهم، قال: ويُرْوى بالقاف والحاءِ. والفَريجُ: الظَّاهِرُ البارِزُ

المُنْكَشِفُ، وكذلك الأُنثى؛ قال أَبو ذؤَيب يصف دُرَّةً:

بكَفَّيْ رَقاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها،

لِيُبْرِزَها للبَيْعِ، فَهْيَ فَريجُ

كَشَفَ عن هذه الدُّرَّة غِطاءَها لِيَراها الناس.

ورجل نِفْرِجٌ ونِفْرِجَةٌ ونِفْراجٌ ونِفْرِجاءُ، ممدود: ينكشف عند

الحرب. ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ، وتِفْرِجٌ وتِفْرِجَةٌ: ضعيف جَبانٌ؛ أَنشد

ثعلب:

تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَلِيلُ النَّيْلِ،

يُلْقَى عَليه نِيدُِلانُ اللَّيْلِ

أَو أَنشد:

تِفْرِجَةُ القَلْبِ بَخِيلٌ بالنَّيل،

يُلْقى عليه النِّيدُِلانُ بالليل

ويروى نِفْرِجةٌ. والنِّفْرِجُ: القَصَّارُ. وامرأَة فُرُجٌ:

مُتَفَضِّلَةٌ في ثوبٍ، يُمانِيةٌ، كما تقول: أَهل نَجْد فُضُلٌ.

ومَرَةٌ فَريجٌ: قد أَعْيَتْ من الولادة. وناقَةٌ فَريجٌ: كالَّة،

شُبِّهَتْ بالمرأَة التي قد أَعيت من الولادة؛ قال ابن سيده: هذا قول كراع،

وقال مرّة: الفَريجُ من الإِبل الذي قد أَعْيا وأَزْحَفَ. ونعجة فَريجٌ

إِذا ولَدت فانفَرَج وَرِكاها؛ أَنشده أَبو عمرو مستشهداً به على مخخ:

أَمْسى حَبيبٌ كالفَريجِ رائِخا

والمُفرَجُ: الحَمِيلُ الذي لا وَلَدَ له، وقيل: الذي لا عشيرة له؛ عن

ابن الأَعرابي. والمُفْرَجُ: القَتِيل يُوجَد في فَلاةٍ من الأَرض. وفي

الحديث: العَقْلُ على المسلمين عامَّةً؛ وفي الحديث: لا يُتْرَك في

الإِسلام مُفْرَجٌ؛ يقول: إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لا يُعرف قاتله وُدِيَ من بيت مال

الإِسلام ولم يُترك، ويروى بالحاءِ وسيذكر في موضعه. وكان الأَصمعي يقول:

هو مُفْرَحٌ، بالحاءِ، ويُنْكِر قولَهم مُفْرَجٌ، بالجيم؛ وروى أَبو

عبيد عن جابر الجعْفِيّ: أَنه هو الرجل الذي يكون في القوم من غيرهم فحقَّ

عليهم أَن يَعْقِلوا عنه؛ قال: وسمعت محمد بن الحسن يقول: يروى بالجيم

والحاءِ، فمن قال مُفْرَج، بالجيم، فهو القتيل يُوجَد بأَرض فَلاة، ولا يكون

عنده قَرْيةٌ، فهو يُودى من بيت المال ولا يَبْطُلُ دَمُه، وقيل: هو

الرجل يكون في القوم من غيرهم فيلزمهم أَن يَعْقِلوا عنه، وقيل: هو المثقل

بحق دية أَو فِداءٍ أَو غُرم. والمَفْروجُ: الذي أَثقله الدين

(* قوله

«والمفروج الذي أَثقله الدين» مقتضى ذكره هنا أَنه بالجيم. قال في شرح

القاموس: وصوابه بالحاء، وتقدم للمصنف في هذه المادة في شرح حديث عبد الله بن

جعفر ما يؤخذ منه ذلك. وكذا يؤخذ من القاموس في مادة فرج.).

وقال أَبو عبيدة: المُفْرَج أَن يُسْلِمَ الرجل ولا يُوالي أَحداً،

فإِذا جنى جناية كانت جِنايَتُه على بَيْت المال لأَنه لا عاقِلة له؛ وقال

بعضهم: هو الذي لا دِيوانَ له. ابن الأَعرابي: المُفْرَج الذي لا مال له،

والمُفْرَج الذي لا عشيرة له.

ويقال: أَفْرَجَ القومُ عن قَتِيلٍ إِذا انْكَشَفُوا، وأَفْرَجَ فلان عن

مكان كذا وكذا إِذا حلَّ به وتركه، وأَفْرَجَ الناس عن طريقه أَي

انْكَشَفُوا. وفَرَجَ فاهُ: فَتَحَهُ للموْتِ؛ قال ساعدة بن جؤَية:

صِفْرِ المَباءَة ذِي هَِرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ،

إِذا نَظَرْتَ إِلَيْه قُلْتَ: قد فَرَجا

والفَرُّوجُ: الفَتِيُّ من ولد الدُّجاج، والضم فيه لغة، رواه اللحياني.

وفَرُّوجة الدُّجاجةِ تجمع فَراريجَ، يقال: دُجاجة مُفْرِجٌ أَي ذات

فَراريجَ. والفَرُّوجُ، بفتح الفاءِ: القَباءُ، وقيل: الفَرُّوج قَباءٌ فيه

شَقٌّ من خَلْفِه. وفي الحديث: صلى بنا النبي، صلى الله عليه وسلم،

ويعليه فَرُّوجٌ من حَريرٍ. وفَرُّوج: لَقَبُ إِبراهيم بن حَوْرانَ؛ قال بعض

الشعراءِ يَهْجُوه:

يُعَرِّضُ فَرُّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه،

كما عُرِّضَتْ للمُشْتَرينَ جَزُورُ

لَحى اللهُ فَرُّوجاً، وخَرَّبَ دارَه

وأَخْزى بني حَوْرانَ خِزْيَ حَمِير

وفَرَجٌ وفرَّاجٌ ومُفَرِّجٌ أَسماء. وبنو مُفْرِجٍ: بطن.

فرج
: (فَرَجَ الله الغَمَّ) ، من بَاب ضَرَبَ، (يَفْرِجه) بِالْكَسْرِ (: كشَفَه، كَفَرَّجَه) مشدّداً، فانفرَجَ وتَفَرَّجَ. قَالَ الشَّاعِر:
يَا فَارِجَ الهَمِّ وكَشّافَ الكُرَبْ
والفَرَجُ من الغَمّ، بالتحريج، يُقَال: فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْرِيجاً.
(والفَرْجُ: العَوْرَةُ) ، فَهُوَ اسْم لجَمِيع سَوْآتِ الرَّجال والنِّسَاءِ والفِتْيَانِ وَمَا حَوالَيْهَا، كُلُّه فَرْجٌ، وكذالك من الدَّوابِّ ونحوِها. وَفِي (اللِّسَان) : الفَرْجُ: مَا بَين اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن. وَفِي المُغْرِب: الفَرْجُ) قُبُلُ الرَّجْلِ والمرأَةِ، باتّفاق أَهلِ اللّغَة. وَقَول الفقهاءِ: القُبُلُ والدُّبُرُ كِلَاهُمَا فَرْجٌ يَعْنِي فِي الحُكْمِ. وَفِي (الْمِصْبَاح) : الفَرْجُ من الإِنسان يُطْلَق على القُبُلِ والدُّبُر، لأَنّ كلّ وَاحِد مُنفرِجٌ أَي مُنْفَتِحٌ، وأَكثر اسْتِعْمَاله فِي العُرْف فِي القُبُل.
(و) فُلانٌ تُسَدّ بِهِ الفُرُوجُ: جمعُ الفَرْجِ، وَهُوَ (الثَّغْر) المَخُوفُ، (و) هُوَ (مَوْضِعُ المَخَافَةِ) . قَالَ:
فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَب أَنه
مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمامُها
سُمِّيَ فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُودٍ. و (فِي حَدِيث عُمَر) (قَدِمَ رَجُلٌ من بعضِ الفُرُوجِ) ، يَعْنِي الثُّغُورَ.
(و) الفَرْجُ: (مَا بَيْنِ رِجْلَيِ الفَرَسِ) ، وَقَالَ امرؤُ القَيْس:
لَهَا ذَنَبٌ مثلُ ذَيْلِ العَرُوسِ
تَسُدّ بِهِ فَرْجَها مِنْ دُبُرْ
أَراد مَا بَين فَخِذَيِ الفَرَسِ ورِجْلَيْهَا. وسَمِّيَ فَرْجُ المَرْأَةِ والرّجُلِ فَرْجاً لأَنّه بَين الرِّجْلَيْنِ.
(و) الفَرْجُ: (كُورَةٌ بالمَوْصِل) .
(و) الفَرْجُ: (طَريقٌ عِنْد أُضَاخَ) كغُرَاب.
(و) أُمِّرَ علَن الفَرْجَيْنِ. وَفِي عَهْدِ الحَجّاج: (استعْملتُك على الفَرُجَيْن والمِصْرَيْن) (الفَرْجَانِ: خُرَاسَانُ وسِجِسْتَانُ) ، والمِصْرَانِ: الكُوفَةُ والبَصْرَةُ: قَالَهُ الأَصمعِيّ. وأَنشد قَول الهُذليّ:
علَى أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كَانَ مُؤَمِّرِي
ومقله فِي النّهَايَة. وَهُوَ قولُ أَبي الطَّيِّبِ اللّغويّ وغيرِه (أَو) المُرَاد بالفَرْجَيْنِ خراسانُ (والسندَ) ؛ وَهُوَ قولُ أَبي عُبَيْدَةَ. وَقد أَوردَهما فِي (الصّحاج).
(و) الفَرْجَانُ: (الفَرْجُ) كالجُحْرَانِ لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
(و) لَا تُفْشِ سِرَّك إِليه فإِنه فُرُجٌ، (بضَمَّتينِ) ، هُوَ (الَّذِي لَا يَكْتُم سِرًّا، ويُكْسَر) : الأَوّلُ، عَن ابْن سَيّده. وَحكى اللُّغَتَيْنِ كُرَاع.
(و) الفُرُجُ: (القَوْسُ البائِنةُ عَن الوَتَرِ) وَهُوَ المُنْفَجَّة السِّيَتَيْن. وَقيل هِيَ الَّتِي بانَ وَتَرُهَا عَن كَبِدهَا، (كالفَارِجِ والفَرِيجِ) ، وَقد تقدّمَت الإِسارةُ إِليه.
(و) الفُرُجُ: (المَرْأَةُ تكونُ فِي ثَوْبٍ واحدٍ) . وَفِي (اللِّسَان) : امرأَةٌ فُرُجٌ: مُتَفَضِّلَةٌ فِي ثَوْبٍ، يَمَانِيَةٌ، كَمَا يقولُ أَهلُ نجدٍ: فُضُلٌ.
(و) الفُرْجُ (بالضّمِّ: د، بفارِسَ، مِنْهُ الْحسن بن عليّ المُحَدّث) وأَبو بكرٍ عبدُ الله بنُ إِبراهِيمَ بنِ محمّدِ بن جَنْكَوَيْه، شيخٌ صالحٌ وَرِعٌ، عَن أَبي طالِبٍ حَمزةَ بن الحُسَيْن الصُّوفيّ، وَعنهُ أَبو القَاسم هِبَةُ الله بن عبدِ الوارثِ الشِّيرَازيّ، سمع مِنْهُ بفُرْج وأَثنَى عَلَيْهِ.
(والَفُِرْجَةُ، مثلّثَةً: التَّفَصِّي) ، أَي الخَلاَصُ (من الهَمّ) . والفَرْجَة، بِالْفَتْح: الرَّاحَةُ من حُزْنٍ أَو مَرَضٍ. قَالَ أُميَّةُ بن أَبي الصَّلْت:
لَا تَضِيقَنَّ فِي الأُمُورِ فَقْد تُكْ
شَفُ غَمّاؤُهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ
رُبمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأَمْ
رِ لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: فُرْجَةٌ اسمٌ، وفَرْجَةٌ مَصْدَرٌ (و) قيل: الفَرْجَةُ فِي الأَمْرِ، و (فُرْجَة الحائطِ) والبابِ (بالضّمّ) ، والمَعْنَيَانِ متقارِبَانِ. وَقد فَرَجَ لَهُ يَفْرِجُ فَرْجاً وفَرْجَةً. والمصنِّف أَخذ التثليثَ من (التّهذيب) ، فإِن نِصّه: ويُقَال: مَا لهاذا الغَمِّ من فَرْجَة وَلَا فُرْجَةٍ وَلَا فِرْجَةٍ.
(والأَفْرَجُ: الّذِي لَا) تكَاد (تَلْتَقِي أَلْيَتاهُ لعِظَمِهما) ، وهاطا فِي الحَبَش. رجلٌ أَفْرَجُ، وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنَا الفَرَجِ.
(و) يُقَال: لَا تَنظُرْ إِليه فإِنه فَرِجٌ. الفَرِجُ والأَفْرَجُ: (الَّذِي لَا يَزالُ يَنْكشِف فَرْجُه) إِذا جلسَ ويَتكشَّفُ. (و) فَرِجَ بِالْكَسْرِ فَرَجاً، و (الِاسْم الفَرَجُ، مُحَرّكةً) . وَفِي حَدِيث الزُّبَيْر: (إِنه كَان أَجْلَعَ فَرِجاً) .
(والمُفْرِج، بِكَسْر الراءِ: الدَّجَاجَةُ ذاتُ فَرَارِيجَ. و) المُفْرِج أَيضاً: (مَنْ كَانَ حَسَنَ الرَّمْيِ فيُصْبِح (يَوْمًا) وَقد) أَفْرَجَ، أَي (تَغَيَّر رَمْيُه) .
(وَبَنُو مُفْرِجٍ) كمُحْسِن: (قبيلةٌ) من ظَيِّىءٍ.
(وَبِفَتْحِهَا) وَفِي بعض النُّسخ: وكمُكْرَمِ (: القَتِيلِ يُوجَد فِي فَلاَةٍ) من الأَرض (بَعِيدَةٍ من القُرَى) ، كَذَا عَن ابْن الأَعرابيّ، أَي فَهُوَ يُودَى من بيتِ المالِ وَلَا يَبْطُلُ دَمُه (و) قَالَ أَبو عبيدَة: المُفْرَج: هُوَ (الَّذِي يُسلِمُ وَلَا يُوالِي أَحَداً، أَي إِذا جَنَى) جِنَايَةً (كَانَ) ، أَي كَانَت جِنَايَتُه (عَلَى بَيْتِ المَال. لأَنه لَا عاقِلَةَ لَهُ. وَمِنْه) الحَدِيث: ((لَا يُتْرَك فِي الإِسلام مُفْرَجٌ)) يَعْنِي إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لَا يُعْرَفُ قاتلُه وُدِيَ من بيتِ مالِ الإِسلام وَلَا يُتْرَكُ ويُرْوَى بالحَاءِ، وسَيُذْكَرُ فِي موضعِه. وَكَانَ الأَصمعيّ يَقُول: هُوَ مُفْرَحٌ، بالحَاءِ، ويُنْكِر قولَهُم: مُفْرَجٌ، بِالْجِيم وروى أَبو عُبَيْدٍ عَن جابرٍ الجُعْفيّ أَنه هُوَ الرّجُلُ يكون فِي القَوْمِ من غيرِهم فحُقَّ عَلَيْهِم أَن يَعْقِلُوا عَنهُ. قَالَ: وسمعتُ محمّدَ بنَ الحسنِ يَقُول: يُرْوَى بِالْجِيم والحَءِ. وَقيل: هُوَ المُثْقَلُ بحَقِّ دِيَةٍ أَو فِداءٍ أَو غُرْمٍ.
(و) عَن أَبي زيد: المُفرَّجُ (كمُحَمَّدٍ) وَكَذَا المِرْجَلُ والنَّحِيتُ كلّ ذالك (: المُشْطُ) . وأَنشَدَ ثَعْلَب لبَعْضهِم يَصف رَجُلاٍ شاهِدَ زُورٍ:
يَفْتُق الخِيسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّجْ
(و) المُفَرَّج أَيضاً: (مَنْ بانَ مِرْفَقُهُ عَن إِبْطِه) ، قَالَ الشَّاعِر:
مُتوسِّدينَ زِمَامَ كُلِّ نَجِيبةٍ
ومُفَرَّجٍ عَرِقِ المَقَذِّ مُنَوَّقِ (والفَرُوجُ، كصَبُورِ: القَوْسُ الَّتِي انْفَرَجَتْ سِيَتَاهَا) وانْفَجَّت.
(و) الفَرُّوج (كَتَنُّورٍ: قَمِيصُ الصّغِيرِ. و) قيلَ: هُوَ (قَبَاءٌ) فِيهِ (شَقٌّ مِن خَلْفِه) . و (صلَّى بِنَا النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموعليه فَرُّوجٌ من حَرير، والجمعُ الفَرَاريجُ.
(و) الفَرّوج: (فَرْخ الدَّجَاج) ، وَهُوَ الفَتِيُّ مِنْهُ، (وبُضَمّ، كسُبُّوحٍ) ، لُغَة فِيهِ، رَوَاهُ اللِّحْيَانيّ.
(وتَفَاريجُ القَبَاءِ والدَّرَابِزِينِ: شُقوقُهما) وخُروقُهما، وَهِي الحُلْفُق، واحدُها تِفْرَاجٌ. (و) التَّفَاريج (من الأَصابعِ: فَتَحَاتُها) ، عَن ابْن الأَعْرابيّ (جمع تِفْرِجَة) ، بِكَسْر الأَوّل وَالثَّالِث. وَفِي (اللِّسَان) أَنه جمع تِفْرَاجٍ. (وَرجل تِفْرِجَةٌ) ، بالضّبط المُتَقدِّم، (وتِفْرَاجَةٌ) ، بِزِيَادَة الأَلف وَالْهَاء، وحكاهما أَبو حيّان فِي (شرح التسهيل) ، (ونِفْرَاجاءُ) مكسوراً، (وهاذه) أَي الأَخيرة (بالنّون) بدل التَّاءِ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) و (التَّهْذِيب) : رجل نِفْرِجُ ونِفْرِجَةٌ ونِفْرَاج ونِفْرِجَاءُ، كلّ ذَلِك بالنُّون: يَنْكَشفُ عِنْد الحَرْب. ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ وتِفْرِجٌ وتِفْرِجةٌ: (جَبانٌ ضعيفٌ) . أَنشد ثَعْلَب:
تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَليلُ النَّيْلِ
يُلْقَى عَلَيْهِ نِيِدْلاَنُ اللَّيْلِ
(وأَفْرَجُوا عَن الطّريق، و) أَفْرَجَ القَوْمُ عَن (القَتيل) ، إِذا (انكَشَفوا. و) أَفْرَجُوا (عَن المكانِ) ، إِذا أَخَلُّوا بِهِ و (تَرَكُوه) .
(وفَرَّجَ تَفْريجاً: هَرِمَ) .
(والفَرِيج) ، كأَميرٍ (: البارِدُ) ، هاكذا فِي نسختنا بالدّال، وَهُوَ خطأُ، وَالصَّوَاب: البارِزُ المُنْكَشِفُ الظَّاهِر، وكذالك الأُنثَى. قَالَ أَبو ذُؤَيبٍ يَصِف دُرِّةً.
بِكَفَّىْ رَقاحِيَ يُرِيدُ نَمعاءَهَا
لِيُبْرِزَهَا لِلْبَيْعِ فَهْيَ فَرِيجُ
كَشَفَ عَن هاذه الدُّرَّةِ غِطَاءَها لِيرَاهَا النّاسُ. (و) الفَرِيجُ: (النّاقة الّتي وَضَعَت أَوَّلَ بَطْنٍ حَمَلتْه) ، وَقَالَ كُرَاع: امرأَةٌ فَرِيجٌ: قد أَعْيَتْ من الوِلادةِ. وناقةٌ فَرِيجٌ كالَّةٌ، شُبِّهَتْ بالمَرْأَة الّتي قد أَعْيَتْ من الوِلادَة: نقَلَه ابْن سَيّده. وَقَالَ مَرَّةً: الفَرِيجُ من الإِبلِ: الَّذِي قد أَعيا وأَزحَفَ.
(وفَرَاوَجَانُ) ، بِالْفَتْح، وَيُقَال: بَرَاوَجَانُ، (: ة بمَرْو) مِنْهَا أَبو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن زيد المَرْوَزيّ، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبو عبد الله وغيرُه.
(ورجُلٌ أَفْرَجُ الثَّنَايا) و (أَفْلَجُها) بِمَعْنى واحدٍ.
(والفارِجَ: الناقَةُ انْفَرَجَتْ عَن الوِلادة فتُبغِض الفَحْلَ وتَكْرَهُه) .
(و) أَبو جَعْفَر (محمّد بنُ يَعْقُوبَ) بنِ الفَرَجِ الصُّوفيّ السّامُرِّيّ (الفَرَجِيّ مُحَرَّكَةً) ، منسوبٌ إِلى الجَدّ، (زاهِدٌ مشهورٌ) ، أَنفَقَ الكثيرَ على العلماءِ والفُقَرَاءِ، وتَفَقَّه، وسَمِعَ علِيَّ بنَ المَدِينيّ وأَبا ثَوْرٍ، صحب أَبا تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ وَذَا النُّونِ المِصريَّ، وَعنهُ محمّدُ بنْ يُوسفَ بنِ بِشْرٍ الهَرَويُّ، وَمَات بالرَّمْلَة بعد سبعين وَمِائَتَيْنِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هاذا الْبَاب:
الفَرْجُ: الخَلَل بَين شَيْئينِ. وَالْجمع فُرُوجٌ، لَا يُكْسَّر على غير ذالك.
والفُرْجَة: الخَصَاصَةُ بَين الشَّيئينِ.
وَعَن النَّضْر بن شُمَيْلٍ: فَرْجُ الْوَادي: مَا بَين عُدْوَتَيْه، وَهُوَ بَطْنُه وفَرْجُ الطَّريقِ مِنْهُ، وفُوَّهَتُه. وفَرْجُ الجَبَل: فَجُّه.
وَبَينهمَا فُرْجَةٌ: أَي انْفرَاجٌ. وجمعُ الفُرْجَة فُرُجاتٌ، كظُلماتٍ. وَفِي الحَدِيث: (فُرَجُ الشَّيْطَانلا) ، جمع فُرْجَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلَمٍ.
والمُفْرَجُ، كمُكْرَمٍ: الَّذِي لَا عَشيرَةَ لَهُ، قَالَه أَبو مُوسَى.
وَمَكَان فَرِجٌ: فِيهِ تَفَرُّجٌ.
وجَرَت الدَّابةُ مِلْءَ فُرُوجِهَا. وَهُوَ مَا بَين القَوَائمِ، يُقَال للفَرس: مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه: إِذا عَدَا وأَسرعَ بِهِ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب يصف الثَّور:
فَانْصَاعَ منْ فَزَعٍ وسَدَّ فُرُوجَه
غُبْرٌ صَوَارٍ وَافِيَانِ وأَجُدَعُ
أَي مَلأَ قَوَائمَه عَدْواً كأَنّ العَدْوَ سَدَّ فُرُوجَهومَلأَها. وافيَانِ، أَي صَحيحانِ وأَجْدَعُ: مقْطُوعُ الأُذنِ.
وفُرُوجُ الأَرْضِ: نَواحيها.
وفَرَجَ البَابَ: فَتَحَه. وبابٌ مَفْرُوجٌ مُفَتَّحٌ. وَقَول أَبي ذُؤَيب:
وللشَّرِّ بَعْدَ القَارعَات فُرُوجُ
يحْتَمل أَن يكون جمْعَ فَرْجَة كصَخْرةٍ وصُخُورٍ أَو مَصدراً لفَرَجَ يَفْرِجُ، أَي تَفَرُّجٌ وانْكشَافٌ.
وَفِي (التَّهْذِيب) : فِي حَدِيث عَقيلٍ (أَدْرِكوا القَوْمَ على فَرْجَتهم) أَي على هَزيمتهم. قَالَ: ويُرْوَى بالقَاف والحاءِ.
والفارِجيّ: إِلى بَاب فارْجَك مَحلَّة ببُخَارَا، مِنْهَا أَبو الأَشعث عبد الْعَزِيز بن (أَبي) الْحَارِث النِّزاريّ، عَن الْحَاكِم أَبي أَحمد وَغَيره، وَعنهُ أَبو محمَّدٍ النَّخْشَبيّ وَغَيره.
وفارِجُ بنُ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ القَيْن: بَطْنٌ، مِنْهُم مالكٌ وعَقيلٌ ابْنَا فارجٍ اللَّذَانِ جَاءَا بعَمْرِو بنِ عَديّ إِلى خَاله جَذيمةَ الأَبْرَشِ.
وفَرْجَيَان: قَرْيَةٌ بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا أَبو جعفَرٍ محمّد بنُ إِبراهيمَ بن مُحدث.
ونَعْجَةٌ فَرِيجٌ: إِذا وَلَدَتْ فانْفَرَجَ وَرِكَاهَا.
والمُفْرَج: الّذي لَا وَلَدَ لَهُ. وَقيل الّذي لَا عشيرَةَ لَهُ؛ عَن ابْن الأَعرَابيّ وَقيل: الَّذِي لَا مالَ لَهُ.
والمَفْرُوجُ: الّذي أَثقلَه الدَّيْنُ، وَصَوَابه الحاءِ. وفَرَجَ فَاه: فَتَحَه للمَوْت. قَالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيّةَ:
صِفْرِ المَبَاءَةِ ذِي هِرْسَيْنِ مُنْعَجفٍ
إِذا نَظَرْتَ إِليه قْلْتَ قد فَرَجَا
وأَفْرَجَ الغُبَارُ: أَجْلَى.
والمَفَارِجُ: المَخَارجُ.
وفَرُّوجٌ، كَتَنُّورٍ: لَقبُ إِبراهيمَ بن حَوْرانَ، قَالَ بعضُ الشُّعَراءِ يهجوه.
يُعرِّض فَرّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه
كَمَا عُرِّضتْ للمُشْتَرينَ جَزُورُ
لَحَا اللَّهُ فَرُّوجاً وخَرَّب دارَه
وأَخْزَى بني حَوْرَانَ خِزْيَ حَمِيرِ
وفَرَجٌ وفَرّاجٌ ومُفَرِّجٌ: أَسماءٌ.
واستدرك شيخُنا:
الفَيْرَجُ لضَرْبٍ من الأَصْباغ، عَن الْمُحكم، قلت: هاكذا فِي نُسختنا، ولعلْه الفَيْرُوزَجُ؛ وسيأْتي.
(فرج) : المُفْرِجُ: الذي كانَ حَسَن الرَّمْىِ، ثم يُصْبحُ يوماً قد تَغَيَّرَ رَمْيُه.
فرج وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن عقبَة بْن عَامر قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ فروج من حَرِير. قَالَ: هُوَ القَباء الَّذِي فِيهِ شقّ من خَلفه.
(فرج) - في حديث أبي جَعفَر الأَنصاري: "فمَلأتُ فُروجِي "
قال الإمام إسماعيل - رحمه الله -: الفَرْج: ما بين الرِّجْلَين.
يقال لِلفَرس: مَلأَ فَرجَه وفُروجَه: إذا عَدَا وأسرَع.
- وفي حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "قَدِمَ رجلٌ من بَعْضِ الفُروج"
يَعنِي: الثُّغُورَ، الوَاحِد فَرْج. قال لبيد:
* رابِطُ الجَأْشِ على فَرجِهِم *
وأصْلُ الفَرْج الشَّقُّ.
- في حديث عَقِيل: "أَدْرِكَوا القَومَ على فَرْجَتِهم"
قال أبو عمر: أي على هَزِيمَتهم، ويروى: "على قَرْحَتِهم."
- في حديث الزُّبَيْر: "أنه كان أَجْلَع فَرِجًا "
هُمَا بمَعْنًى: أي لا يَزَال يَبدُو فَرجُه.

فرج


فَرَجَ(n. ac. فَرْج)
a. Disclosed; opened.
b. [Bain], Made a space between.
c. ['An
or acc. & 'An ], Removed, cleared
away, dispelled (grief).
d. [La], Made way for.
فَرِجَ(n. ac. فَرَج)
a. Was dispelled, removed; was disclosed.

فَرَّجَa. Opened, widened.
b. Relieved from (trouble).
c. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Showed.

أَفْرَجَ
a. ['An], Removed away from; made clear ( the way).
b. Hatched, had chickes.

تَفَرَّجَa. Was removed, cleared away, dispelled.
b. ['Ala] [ coll. ], Saw, viewed (
show ).
c. [ coll. ], Amused, diverted
himself.
إِنْفَرَجَa. Was opened; was separated.
b. ['An], Was removed from (grief).
c. Was consoled, relieved.

فَرْج
(pl.
فُرُوْج)
a. Rent, split, gap, opening.
b. Pudenda, organs of geeration; pudendum, vagina.
c. Frontier-road.

فَرْجَة
(pl.
فُرُوْج)
a. see 4
فِرْجa. see 10
فِرْجَةa. see 4
فُرْجa. see 10
فُرْجَة
(pl.
فُرَج)
a. Opening, space.
b. see 4c. [ coll. ], Show, spectacle.

فَرَجa. Relief, consolation; pleasure.

فَرِجa. Diverting (place).
فُرَجَةa. see 10 (b)
فُرُجa. Wide; distended (bow).
b. Blabber.

فَاْرِجa. see 10 (a) & 28
فَرِيْجa. see 10 (a)b. Uncovered.

فَرُوْجa. see 10 (a)
فَرَّاْجa. Consoler, comforter.

فَرُّوْج
فُرُّوْج (pl.
فَرَاْرِيْجُ)
a. Chicke, chick; pullet.

N. P.
فَرڤجَa. Open, ajar (door).
b. Consoled, comforted.

N. Ag.
فَرَّجَa. see 28
N. P.
فَرَّجَa. Wide-stepping (camel).
b. Comb.

N. Ag.
أَفْرَجَa. Brood-hen.

N. P.
أَفْرَجَa. Slain person ( in a desert ). N. Ac VII
see 4
تَفْرِجَة (pl.
تَفَاْرِج
تَفَاْرِيْج
64)
a. Interstice, interval.
b. Weakly.
c. [ coll. ]
see 3t (c)
أُمّ الفَرَج
a. A kind of dish.

زَاوِيَة مُنْفَرِجَة
a. Obtuse angle.

فِرْجَار
P.
a. Pair of compasses.

فرج

1 فَرَجَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ, aor. ـِ inf. n. فَرْجٌ, He made an opening, or intervening space, [or a gap, or beach,] between the two things; or he opened the interstice, or interval, between the two things: (Msb:) [and فَرَجَ الشّىْءَ He opened the thing; and particularly by diduction, or so as to form an intervening space, or a gap, or breach; he unclosed it: and in like manner ↓ فرِّج, inf. n. تَفْرِيجٌ; for ex.,] you say, حَلُوبَتِهِ فَرَّجَ مَا بَيْنَ رِجْلَىْ [He made an opening, or intervening space, between the hind legs of his milch camel; i. e. he parted her hind legs]; (S and O and K in art. فحج, &c.;) and فرّج بَيْنَ أَصَابِعِهِ He made openings, or intervening spaces, between his fingers. (MA.) b2: The saying in the Kur lxxvii. 9 وَإِذَا السَّمَآءُ فُرِجَتْ means [and when the sky] shall be opened so that it shall become portals: (Ksh:) or shall become cloven, or split, or rent. (Bd and Jel.) b3: And you say, فَرَجَ البَابَ He opened the door. (A, TA.) and فَرَجَ فَاهُ He opened his mouth to die. (TA.) b4: And فَرَجَ القَوْمُ لِلرَّجُلِ, aor. ـِ inf. n. فَرْجٌ, [and فَرَجَ لَهُ, aor. ـُ inf. n. فَرْجٌ and فُرْجَةٌ, seems from the context to be mentioned in this sense in the L,] The people, or party, made room, or ample space, for the man, in the place of standing or of sitting. (Msb.) b5: And فَرَجَ, aor. ـِ (O, Msb, K,) inf. n. فَرْجٌ; (O, Msb;) and ↓ فرّج, (O, Msb, K,) inf. n. تَفْرِيجٌ; (S, O;) signify also He (God) removed, cleared away, or dispelled, grief, or sorrow; syn. كَشَفَهُ. (Msb, K.) You say, ↓ فَرَّجَ اللّٰهُ غَمَّكَ and فَرَجَ اللّٰهُ عَنْكَ غَمَّكَ [May God remove, or clear away, from thee thy grief, or sorrow; and in like manner, suppressing the objective complement but meaning it to be understood, عَنْكَ ↓ فَرَّجَ and فَرَجَ عَنْكَ]. (S.) A2: See also 7, in two places.

A3: فَرِجَ, [aor. ـَ inf. n. فَرَجٌ, He had his pudendum (فَرْج) constantly uncovered (S, TA) when he sat. (TA.) b2: [And, app., He had buttocks which did not meet, or which scarcely met, by reason of their bigness. (See فَرِجٌ and أَفْرَجُ.)]

b3: فَرِجَتْ said of a she-camel: see 4. b4: [Freytag adds, as from the S, another signification of فَرِجَ, “ Liberatus fuit curis, tristitia, laetatus fuit: ” but for this I do not find any authority.]2 فرّج: see the preceding paragraph, first sentence: b2: and again, in the latter half, in three places.

A2: Also, (O, K,) inf. n. تَفْرِيجٌ, (K,) He was, or became, extremely aged, or old and weak. (O, K.) [From فرّج لَحْيَيْهِ, which see expl. voce فَكَّ.]4 افرج النَّاسُ عَنْ طَرِيقِهِ The people cleared themselves away from his road, or path; removed out of his way. (S, O, K. *) And افرجوا عَنِ القَتِيلِ [as also ↓ انفرجوا (occurring thus in the S and Msb and TA in art. جلو)] They cleared themselves away, or removed, from the slain person: (Mgh, O, Msb, K:) implying that it was not known who had killed him. (Msb.) and افرجوا عَنِ المَكَانِ They left, abandoned, or quitted, the place. (O, K.) b2: افرج الغُبَارُ The dust became dispersed. (TA.) b3: And افرج signifies also His shooting, or casting, became altered [for the worse], having been good. (TA.) A2: افرج الوَلَدُ النَّاقَةَ The young one caused the she-camel to be in the state in which one says of her ↓ فَرِجَتْ, i. e. ↓ اِنْفَرَجَتْ فِى الوِلَادَةِ [app. meaning She became unknit, or loosened, in the joints of the hips in parturition (see explanations of فَرِيجٌ as applied to a ewe and to a woman)], when bringing forth for the first time; whereby she was caused to suffer extreme distress: whence ↓ فَارِجٌ signifies Distressed. (Mgh.) 5 تفرّج: see 7, in two places. b2: [It also signifies He diverted, amused, or cheered, himself; or became diverted, &c.; often followed by عَلَى

شَىْءٍ, meaning by viewing a thing, i. e., some rare, or pleasing, object: but thus used, it is app. postclassical. (See also the next paragraph.)]7 انفرج It opened; [and particularly by diduction, or so as to form an intervening space, or a gap, or breach; it gaped; it became unclosed; and so ↓ تَفَرَّجَ; (see exs. in art. فيض, voce أَفَاصَ, in three places;) and it became unknit, or loosened, said of a bone, and of a limb or member, and of a joint; (see فَرِيجٌ, in two places; and see also فَكِكْتَ, and اِنْفَكَّ in three places, and فَكَكٌ;)] syn. انفتح. (Msb in art. فتح; &c. [See also فُرْجَةٌ.]) b2: اِنْفَرَجَتْ سِيَتَاهَا is said of a bow such as is termed ↓ فَرُوجٌ, (O, K, TA,) as also اِنْفَجَّتْ [i. e.

انفجّت هِىَ, which shows that the meaning is, Its two curved extremities were such as to have an open space between them and between the intermediate portion and the string]. (TA.) b3: See also 4, second sentence: b4: and the same, last sentence; and فَرِيجٌ, in two places; and فَارِجٌ. b5: [اِنْفَرَجْتُ عَنِ الكَلَامِ occurs in the L, in art. فص, app. meaning I broke off from, or intermitted, speaking.] b6: انفرج said of grief, or sorrow, or anxiety, [and the like,] signifies It was, or became, removed, cleared away, or dispelled; (A, O, TA;) as also ↓ تفرّج; (S, * O, * TA;) and so ↓ فَرَجَ, aor. ـُ inf. n. فُرُوجٌ. (TA.) Aboo-Dhu-eyb says, ↓ وَلِلشَّرِّ بَعْدَ القَارِعَاتِ فُرُوجُ meaning [And to evil, after striking and agitating calamities, there is, or shall be,] a removing, clearing away, or dispelling: (S, O, TA:) the last word being the inf. n. of the last of the verbs above mentioned; or it may be a pl. of ↓ فَرْجَةٌ, like as صُخُورٌ is of صَخْرَةٌ. (TA.) b7: Also He was, or became, happy, or cheerful. (KL. [See also 5.]) فَرْجٌ: see فُرْجَةٌ. b2: The space between the hind legs of a horse or mare: (S, O, K:) so in the saying of Imra-el-Keys, لَهَا ذَنَبٌ مِثْلُ ذَيْلِ العَرُوسِ تَسُدُّ بِهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرٌ

[She has a tail like the skirt of the bride, with which she fills up the space between her hind legs, from behind]. (S, O.) And The space between the fore and hind legs of a horse or the like. (L.) [Hence, app.,] one says, مَلَأَ فَرْجَهُ and فُرُوجَهُ, and سدَّ فُرُوجَهُ [in which phrase مَدَّ is erroneously put for سَدَّ in one place in the TA], and جَرَى مِلْءَ فُرُوجِهِ, meaning (assumed tropical:) He (a horse) ran swiftly. (TA.) And مَلَأَ فُرُوجَ فَرَسِهِ (assumed tropical:) He made his horse to run at the utmost rate of the pace termed حُضْر. (TA in art. ملأ.) b3: The pudendum, or pudenda; the part, or parts, of the person, which it is indecent to expose; (S, O, Msb, K, &c.;) applied to the pudenda of men and of women and of youths, with what is around them; and so of horses and the like: (TA:) or the anterior pudendum [i. e. the external portion of the organs of generation] of a man and of a woman, by common consent of the lexicologists; and applied to this and the posterior pudendum [in the conventional language of the law] because both belong to the same [legal] predicament [in certain cases]; (Mgh, Msb;) or because each of them is a place of opening; (Msb;) or because between the legs: (TA:) but in common parlance it is mostly applied to the anterior pudendum: (Msb:) or peculiarly, accord. to some, the anterior pudendum of a woman [i. e. the vulva, or external portion of the organs of generation of a woman: and the vagina]: (MF, TA:) pl. فُرُوجٌ. (Msb.) فُلَانٌ ابْنُ فَرْجِهِ means (assumed tropical:) Such a one is solicitous for his فَرْج. (Er-Rághib, TA in art. بنى.) b4: And i. q. فَتْقٌ [app. as meaning An open, wide, place]: pl. فُرُوجٌ: (Msb:) which latter also signifies The sides, or lateral parts, quarters, or tracts, of a land. (TA.) and The part between the two sides, i. e. the بَطْن, of a valley: and hence used in relation to a road, as meaning its entrance: and a فَجّ [or wide, or depressed, road,] of a mountain. (ISh, TA.) and A frontier-way of acces to a country; and [particularly such as is] a place of fear; (S, O, K, TA;) so called because not obstructed; (TA;) and so ↓ فُرْجَةٌ, (Msb,) [pl. فُرَجٌ, whence] one says, فُلَانٌ تُسَدُّ بِهِ الفُرَجُ, (A,) or الفُرُوجٌ, which is the pl. of فَرْجٌ, (TA,) meaning [Such a one, by him are obstructed] the frontier-ways of access [to the enemy's country]. (A, TA.) فُرْجٌ: see فُرُجٌ; the latter in two places.

فِرْجٌ: see فُرُجٌ; the latter in two places.

فَرَجٌ inf. n. of فَرِجَ [q. v.]. (S, TA.) b2: and [app. as such also, or] as a simple subst., The having the pudendum (الفَرْج) constantly uncovered, (K, TA,) when sitting. (TA.) b3: Also a subst. [or quasi-inf. n.] from فَرَجَ الغَمَّ; (Msb;) [as such signifying] The removal, or clearing away, of grief, or sorrow: or freedom from grief, or sorrow: (S, * O, * KL:) or i. q. رَاحَةٌ [i. e. rest, repose, or ease; or cessation of trouble, or inconvenience, and of toil, or fatigue; or freedom therefrom]: (MA:) and ↓ فَرْجَةٌ and ↓ فُرْجَةٌ accord. to ISk, and ↓ فِرْجَةٌ: also accord. to Az, signify the same as فَرَجٌ: (Msb:) one says, مَا لِهٰذَا الغَمِّ مِنْ

↓ فَرْجَةٍ and ↓ فُرْجَةٍ and ↓ فِرْجَةٍ [There is not for this grief any removal, or clearing away]: (T, TA:) and ↓ لِكُلِّ غَمِّ فُرْجَةٌ i. e. كَشْفَةٌ [For every grief there is a removal, clearing away, or dispel-ling]: (A:) or ↓ فَرْجَةٌ, of which فُرُوجٌ may be a pl., (see 7, in two places,) signifies rest from grief, or mourning, or from disease: (TA:) or freedom from difficulty, distress, or straitness; as also ↓ فُرْجَةٌ: (Msb:) or freedom from anxiety; (S, O, K;) as also ↓ فُرْجَةٌ and ↓ فِرْجَةٌ: (O, K:) or ↓ فَرْجَةٌ, with fet-h, is an inf. n. [app. of unity]; and ↓ فُرْجَةٌ, with damm, is a simple subst.: (IAar, Msb:) or ↓ فَرْجَةٌ relates to an affair or event; and ↓ فُرْجَةٌ, [which see expl. below,] to a wall, and a door; but the two [primary] significations are nearly the same: the authority for the three [syn.] forms of the word is taken by the author of the K from the statement in the T, cited above, that one says, مَا لِهٰذَا الغَمِّ مِنْ فَرْجَةٍ and فُرجَةٍ and فِرْجَةٍ. (TA.) b4: [Hence,] أُمُّ الفَرَجِ is a name of The جُوذَابَة [n. un. of جُوذَابٌ: see art. جذب]. (Har p. 227.) فَرِجٌ (S, O, TA) and ↓ أَفْرَجُ (K, TA) A man whose pudendum (فَرْج) is constantly uncovered (S, O, K, TA) when he sits. (TA.) b2: مَكَانٌ فَرِجٌ A place in which is تَفَرُّج [app. as meaning diversion, amusement, or cheering pastime; such a place as is termed in Pers\. تَفَرُّج گَاهْ]. (A, TA.) فُرُجٌ (S, O, K) and ↓ فِرْجٌ, with kesr, (O,) or ↓ فُرْجٌ, (K,) and ↓ فَارِجٌ and ↓ فَرِيجٌ, (S, O, K,) [like فَرُوجٌ (see 7) and فَجَّآءُ,] A bow wide apart from the string; (S, O, K;) or of which the string is distant from its كَبِد [q. v.]. (TA.) b2: And the first, A woman wearing a single garment; (O, L, K;) of the dial. of El-Yemen; (O, L;) like فُضُلٌ in the dial. of Nejd; (L;) as also ↓ فُرْجٌ. (K.) b3: And, as also ↓ فِرْجٌ, One who will not conceal a secret: (O, K:) and ↓ فُرَجَةٌ a man wont to reveal his secrets. (Ham p. 49.) فَرْجَةٌ: see فَرَجٌ, in five places. b2: It is said in the T, that أَدْرَكُوا القَوْمَ عَلَى فَرْجَتِهِمْ or ↓ فُرْجَتِهِمْ occurs in a trad. as meaning على هزِيمَتِهِمْ [i. e. They overtook the people, or party, in their state of defeat]: but it is also related as with قاف and حآء [app. قَرْحَتِهِمْ]. (TA.) فُرْجَةٌ An opening, or intervening space, [or a gap, or breach,] between two things; (Msb, TA;) as also ↓ فَرْجٌ, (A,) of which the pl. is فُرُوجٌ only; (TA;) [and so ↓ مَفْرَجٌ, lit. a place of opening, occurring in the K in art. ودى, &c.;] and ↓ مُنْفَرَجٌ: (JK and K voce خَلَلٌ, &c.:) the pl. of the first is فُرَجٌ (Msb, TA) and فُرُجَاتٌ: (TA:) and it is also in a wall, (S, Msb, K,) and the like: (S, Msb:) and signifies also an opening, or a space, or room, made by persons for a man entering among them, in a place of standing or of sitting. (Msb.) One says, بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ, meaning انْفِرَاجٌ [i. e. Between them two is an opening, or intervening space, &c.]. (S.) فُرَجُ الشَّيْطَانِ [The Devil's gaps], occurring in a trad., means the gaps, or unoccupied spaces, in the ranks of men praying [in the mosque]. (L.) b2: See also فَرْجٌ, last sentence: b3: and see فَرَجٌ, in seven places: b4: and فَرْجَةٌ.

فِرْجَةٌ: see فَرَجٌ, in three places.

فُرَجَةٌ: see فُرُجٌ, last sentence.

فَرُوجٌ, applied to a bow [like فُرُجٌ &c.]: see 7.

فَرِيجٌ: see فُرُجٌ. b2: Also A ewe whose hips are unknit, or loosened, [in the joints], (وَرِكَاهَا ↓ اِنْفَرَجَ [see 4],) when she brings forth. (TA.) And A woman whose bones are unknit, or loosened, (عِظَامُهَا ↓ اِنْفَرَجَتْ) in consequence of parturition: and hence, as likened thereto, (tropical:) a camel that is fatigued, and drags his feet, or stands still: (Skr, O:) or a woman fatigued in consequence of parturition: and hence, as being likened thereto, (tropical:) a she-camel that is fatigued. (Kr, TA.) And A she-camel that has brought forth her first offspring. (O, K.) [See also فَارِجٌ.] b3: Also, accord. to the K, [and the O as on the authority of Ibn-'Abbád,] i. q. بَارِدٌ: but [SM says that] this is a mistake for بَارِزٌ, meaning Uncovered, appearing, or apparent; in which sense it is applied also to a fem. noun: (TA:) it is applied, in a verse of Aboo-Dhu-eyb, to a pearl (دُرَّة), as meaning uncovered, and exposed to view, for sale. (O, TA.) فَرَّاجٌ One who often removes, clears away, or dispels, grief, or anxiety, from those affected therewith; or who does so much. (O.) فَرُّوجٌ The young of the domestic hen; [the chicken, and chickens;] (S, Mgh, O, K; [but the explanation is omitted in one of my copies of the S;]) as also فُرُّوجٌ, (S, O, K,) like سُبُّوحٌ [q. v.], (K,) a dial. var., (S, O, TA,) mentioned by Lh: (TA:) n. un. with ة: (S:) pl. فَرَارِيجُ. (S, Mgh, O.) b2: And hence, app., by a metaphorical application, (Mgh,) it signifies also A [garment of the kind called] قَبَآءِ, (S, Mgh, O, K, [but omitted in one of my copies of the S,]) having a slit in its hinder part: (Mgh, O, K:) or the shirt of a child: (O, K:) [but] the Prophet is related to have prayed in a فرّوج (Mgh, TA) of خَزّ (Mgh) or of silk; (TA;) or he pulled off one that he had put on. (O.) فَارِجٌ: see فُرُجٌ. b2: Also A she-came that has become unknit, or loosened, [app. in the joints of the hips,] (↓ اِنْفَرَجَتْ [see 4],) in consequence of parturition, and therefore hates the stallion, (O, K,) and dislikes his being near. (O.) [See also فَرِيجٌ.] And see 4, last sentence.

أَفْرَجُ, in the phrase أَفْرَجُ الثَّنَايَا, i. q. أَفْلَجُ [q. v.]. b2: And A man whose buttocks do not meet, (S, O, K,) or scarcely meet, (TA,) by reason of their bigness: (S, O, K:) fem. فَرْجَآءُ: it is mostly the case among the Abyssinians. (S, O.) b3: See also فَرِجٌ.

تِفْرِجٌ, accord. to Akh, A beater and washer and whitener of clothes; syn. قَصَّارٌ. (O.) b2: See also the next paragraph.

تِفْرِجَةٌ and ↓ تِفْرَاجٌ are sings. of تَفَارِيجٌ, (O,) which signifies, (IAar, O, K,) as pl. of the first, (K,) or of the second, (IAar, O,) The openings [or interstices] of the fingers: (IAar, O, K:) and the apertures, (IAar, O,) or clefts, (K,) of a railing: (IAar, O, K:) and also, (O, K,) accord. to IDrd, as pl. of تِفْرِجَةٌ, (O,) the slits of the [kind of garment called] قَبَآء [and فَرُّوجْ]. (O, K.) A2: تِفْرِجَةٌ as an epithet, applied to a man, signifies Cowardly and weak; as also ↓ تِفْرَاجَةٌ; (O, K;) and نِفْرَاجَآءُ, with ن, (O, * K,) mentioned by IAmb, as imperfectly decl., and as signifying cowardly; (O;) or so, accord. to the T and L, ↓ تِفْرِجٌ and تِفْرِجَةٌ, and نِفْرِجٌ and نِفْرِجَةٌ: and the last two, and نِفْرَاجٌ and نِفْرِجَآءٌ, all with ن, signify one who becomes defeated, or put to flight, (يَنْكَشِفُ,) on the occasion of war, or battle. (TA.) تِفْرَاجٌ and تِفْرَاجَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَفْرَجٌ: see فُرْجَةٌ. [Hence] مَفْرَجُ الغَمِ [The place of opening of the mouth]. (TA in art. شجر.) مَفَارِجُ [is its pl.; and] signifies Places of exit, or egress. (TA.) مُفْرَجٌ, occurring in the saying, in a trad., لَا يُتْرَكُ فِى الإسْلَامِ مُفْرَجٌ, [meaning that he who is thus termed shall not be left unbefriended among the Muslims,] is variously explained: As used to say that it is with ح; and disapproved of the saying مفرج, with ج: A'Obeyd says, I heard Mohammad Ibn-El-Hasan say, it is related with ح and with ج; and he who says مفرج, with ج, means A slain person found in a desert tract, not by a town or village, [which signification is mentioned in the K,] the fine for whose blood is to be paid from the government-treasury: AO says that it means one who becomes a Muslim and has no alliance of friendship with any one [among the Muslims]; wherefore, if he commits a crime, [such as maiming another, &c.,] the governmenttreasury must make amends for it, because he has no relations or others bound to aid him by paying a bloodwit [or the like]: (S, O: and the like is also said in the Mgh and in the K:) or, accord. to Jábir El-Joafee, it means a man who is among a people to whom he does not belong; wherefore they are bound to pay for him a bloodwit [or the like]: (O, TA:) or it means one who has no kinsfolk, or near relations: so accord. to IAar: (Mgh, TA:) or one who has no offspring: or one who has no wealth, or property: and it is also said to mean one burdened by the obligation to pay a bloodwit, or a ransom, or a debt that must be discharged: and [in like manner] ↓ مَفْرُوجٌ is said to mean one who is burdened with a debt: but it is correctly with ح [unpointed]; (TA;) [i. e.] such is termed مُفْرَحْ, with ح: (As, Mgh:) and مُفْرَجٌ means one burdened by his family, although he be not in debt. (Az, TA voce مُفْرَحٌ [q. v.].) مُفْرِجٌ One whose shooting, or casting, has become altered [for the worse], having been good. (AA, O, * K.) A2: And thus, without ة, A hen having chickens. (S, O, K.) مُفَرَّجٌ A camel (O) whose elbow is distant from his armpit: (O, K:) or wide in step: (O:) or, with ة, a she-camel whose elbows are far from her chest, and whose armpits are [therefore] wide. (Ham p. 783.) b2: And A comb. (O, K.) مَفْرُوجٌ An opened door. (TA.) b2: See also مُفْرَجٌ, near the end.

مُنْفَرَجٌ: see فُرْجَةٌ.

صرح

(صرح) : خَرج باللهِ صَرْحَةَ بَرْحَةِ، أي بارزاً لَهُمْ، وإِنَّ خُروجَ صَرْحَةَ بَرْحةِ لكَبيرٌ. 
(صرح)
الْأَمر صرحا بَينه وأظهره

(صرح) الشَّيْء صَرَاحَة وصروحة صفا وخلص مِمَّا يشوبه فَهُوَ صَرِيح (ج) صرحاء وصراح (للعاقل) وصرائح (لغير الْعَاقِل)
(صرح) - في حديث الوَسْوَسَةِ: "ذاك صَرِيحُ الإيمان" .
: أي تفَادِيكم من ذلك وكَراهَتِكم له صَريحُ الإيمان.
والصَّرِيح: الخَالِص من كل شىء، وصَرَّحَ الحَقُّ: انكشَف ووَضَح، وصَرَّح ما في نَفْسِه وبما في نَفسِه: أَظهَرَه. 
صرح
الصَّرْحُ: بيت عال مزوّق سمّي بذلك اعتبارا بكونه صَرْحاً عن الشّوب أي: خالصا. قال الله تعالى: صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
[النمل/ 44] ، يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
[النمل/ 44] ، ولبن صَرِيحٌ بيّن الصَّرَاحَةِ، والصَّرُوحَةِ، وصَرِيحُ الحقّ: خلص عن محضه، وصَرَّحَ فلان بما في نفسه، وقيل: عاد تعريضك تَصْرِيحًا، وجاء صُرَاحاً جهارا.
صرح: تصرّح: مطاوع صرَّح بمعنى ظهر وانكشف (فوك).
صَرْح: غرفة من القصب والغصون وخوص النخل في أعلى البيت لها منفذ إلى السطح حيث تقضى الليلة (ابن جبير ص73).
الاستعارة التَصْرِيحيَّة أو المُصَرَّحة عند البيانين هي التي يذكر فيها المشبَّه به ويترك المشبَّه نحو رأيت أسداً يرمي النبال أي رجلاً شجاعاً كالأسد (محيط المحيط).
مُصَرَّح: بيان عام، منشور (بوشر).
مُصرَّح: انظره في مادة تصريحية.
عدوٌ مُصَرَّح: عدوّ لدود عدوّ أزرق (بوشر).
ص ر ح

لبن صريح: ذهبت رغوته وخلص. وعربي صريح من عرب صرحاء: غير هجناء، ونسب صريح. وكأس صراح: لم تمزج. وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد. ولقيته مصارحة: مجاهرة. وصرح النهار: ذهب سحابه وأضاءت شمسه. قال الطرماح في صفة ذئب:

إذا امتلّ بعدو قلت ظل طخاءة ... ذرى الريح في أعقاب يوم مصرح

وصرح بما في نفسه. وبنى صرحاً وصروحاً. وقعد في صرحة داره: في ساحتها.

ومن المجاز: شر صراح. " وصرح الحق عن محضه ".
[صرح] نه: في ح الوسوسة: ذاك "صريح" الإيمان، أي كراهتكم له صريحة، وهو الخالص من كل شيء وهو ضد الكناية؛ أي صريحة هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن فيها، ولا تطمئن إليه نفوسكم، ولا يعني أن نفس الوسوسة صريحة لأنها تتولد من فعل الشيطان وتسويله. ن: أي استعظامكم التكلم به، فإن شدة خوفكم منه فضلًا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان، وفي الرواية الثانية وإن لم يذكر الاستعظام لكنه مراد، وقيل: سبب الوسوسة علامة محض الإيمان فإن الشيطان إنما يوسوس من أيس عن إغوائه - ويتم في وس. نه: وفيه:
دعاها بشاة حائل فتحلبت ... له "بصريح" ضرة الشاة مزبد أي لبن خالص لم يمذق، والضرة أصل الضرع. وفيه يحل شراء النخل حين "يصرح"، أي يستبين الحلو من المر، وصوابه: يصوح - وسيجيء. غ: "الصرح" البناء المشرف.

صرح


صَرَح(n. ac. صَرْح)
a. Manifested; explained; revealed. _ast;

صَرُحَ(n. ac. صَرَاْحَة
صُرُوْحَة)
a. Was pure, unmixed, genuine.

صَرَّحَa. Manifested; explained.
b. [Bi & Fī], Disclosed, revealed, stated, expressed ( what
was in his mind ).
c. Was clear, cloudless, serene (sky).
d. Was clear, evident, manifest, plain ( truth).
e. Was clarified, pure (wine).
f. Missed (archer).
صَاْرَحَa. see II (b)b. Confronted.

أَصْرَحَa. see II (a)b. Published, made known.

إِنْصَرَحَa. see II (d)
صَرْح
(pl.
صُرُوْح)
a. Lofty building: castle, tower, citadel.

صَرْحَةa. Hard level ground.
b. Open space, area; lobby, vestibule ( of a
house ).
صَرَحa. Pure, unmixed; clear.

صَرَاْحa. see 4
صَرَاْحَةa. Pureness, purity.
b. Clearness, explicitness, distinetness.

صُرَاْحa. see 4
صَرِيْح
, (pl.
صُرَحَآءُ)
a. see 4b. Clear, evident; explicit, distinct
unambiguous.

صُرُوْحَةa. see 22t
N. P.
صَرَّحَa. Clear, manifest, evident.

صَرْحَةً
a. Openly; publicly.

صَرِيْحًا
a. Openly, frankly.
b. Clearly, explicitly, distinctly.

صُرَاحِيَة
a. Pure wine.

صُرَاحِيَّة
a. Demi-john ( large bottle ).
صرح الصَّرْحُ: بَيْتٌ يُبْنى مُنْفَرِداً ضَخْماً طويلاً، والجَميعُ: الصُّرُوْحُ. وهو القَصْرُ أيضاً. والصَّرْحَةُ: مَوْضِعٌ، وقيل: مَتْنٌ من الأرْضِ مُسْتَوٍ. وصَرْحَةُ الدّارِ: ساحَتُها. والصَّرَحُ: الخالِصُ. والصَّرِيْحُ: المَحْضُ الخالِصُ من كلِّ شَيْءٍ. والرَّجُلُ الصَّرِيْحُ يُجْمَعُ على الصُّرَحاء. وخَيْلٌ صَرَائحُ. وصَرِيْحُ النُّصْحِ: مَحْضُ النُّصْح. وعَرَبٌ صَرِيْحٌ وصَرِيْحَةٌ. وصَرَّحَ بما في نَفْسِه: أي أبْداه. وخَمْرَ صُرَاحٌ: لم تُشَبْ بمِزاجٍ. وصَرَّحَتِ الخَمْرُ تَصْرِيْحاً: ذَهَبَ عنها الزَّبَدُ. والصُّرَاحُ: الجِهَارُ. ولَقِيْتُه صَرْحاً: أي واضِحاً بَيِّناً. والنّاقَةُ المِصْرَاحُ: التي لا يُرْغي شُخْبُها. وإبِلٌ مَصَارِيْحُ: لا لَبَنَ لها. وصَرَّحَ الرّامي: إذا لم يُصِبْ في الرَّمْيِ. ومن كَلاَمِهِم: " صَرَّحَتْ بِجِلْدَانَ وبِجِدّانَ " - غير مَصْروفَينِ -: إذا أظْهَرَ أقْصَى ما في نَفْسِه. وهو صَرِيْحٌ من كَذَا: أي بَرِيءُ. وصَرَّحَتْ: خَرَجَتْ من مِنىً.
[صرح] الصَرح: القصر، وكلُّ بناءٍ عالِ، والجمع الصُروح. والصرحة: المَتْن من الارض. قال أبو عبيد:

فتخاء لاح لها بالصرحة الذيب * وصرحة الدار: عرصتها. والصرواح: حصن باليمن. والصَرَحُ، بالتحريك: الخالص من كلِّ شئ. قال الشاعر : تعلو السيوف بأيديهم جماجمهم * كما يفلق مرو الامعز الصرح والصريح: اللبن إذا ذهبت رَغْوَتَه. وتقول: جاء بنو تميم صَريحَةً، إذا لم يخالطْهُمْ غيرهم. والصَريحُ: الرجل الخالص النَسَب، والجمع الصُرَحاءُ. وكلُّ خالِصٍ صَريح. وقد صرح بالضم صراحة وصروحة. وصريح: اسم فحل منجب. وقال : ومركضة صريحى أبوها * يهان لها الغلامة والغلام وانصرح الحَقُّ: أي بان. وشَتمْتُ فلاناً مُصارَحَةً وصِراحاً، أي كِفاحاً ومُواجهة، والاسم الصُراح بالضم. وكأسٌ صُراحٌ، إذا لم تُشَبْ بِمِزاجٍ. والتصريح: خلاف التعريض. ويوم مُصَرِّحٌ: أي ليس فيه سحاب، وهو في شعر الطرماح  وتصريح الخمر: أن يذهب عنها الزَبَد، تقول: قد صَرَّحَتْ من بَعْدِ تَهْدارٍ وإزبادٍ. وصَرَّح فلانٌ بما في نفسه، أي اَظْهَرَهُ. وفي المثل: " صَرَّحَ الحقّ عن مَحْضِهِ "، أي انكشف. وتقول أيضاً: " صَرَّحَتْ كَحْلُ "، أي أحدبت وصارت صريحة، أي خالصة في الشدة. والصمارح بالضم: الخالص من كل شئ والميم زائدة، ويروى عن أبى عمرو: " الصمادح " بالدال، ولا أظنه محفوظا.
(ص رح)

الصَّرَحُ والصريحُ والصِّرَاحُ والصُّرَاحُ، وَالْكَسْر أفْصح، الْخَالِص من كل شَيْء. رجل صَريحٌ وَقوم صَريحٌ وصُرَحاءُ، وَهِي أَعلَى. وَالِاسْم الصَّرَاحةُ والصُّروحَةُ.

وصَرَح الشَّيْء، خلص.

وَفرس صَريحٌ من خيل صَرائحَ، خَالص. قَالَ طفيل:

عناجيجُ من آلِ الصريحِ ولاحقٍ ... مغاويرُ فِيهَا للأريبِ مُعَقَّبُ

غلبت الصّفة على هَذَا الْفَحْل فَصَارَت لَهُ اسْما وَأَتَاهُ بِالْأَمر صُراحِيَةً، أَي خَالِصا.

وخمر صُرَاحٌ وصُرَاحِيَةٌ، خَالِصَة لم تشب بمزج.

والصُّرَاحِيَّة: آنِية للخمر. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.

والصَّرَح: الْأَبْيَض الْخَالِص من كل شَيْء، قَالَ الْهُذلِيّ:

تَعْلو السيوفُ بِأَيْدِينَا جماجمَهُمْ ... كَمَا يُفَلَّقُ مَروُ الأمْعَزِ الصَّرَحُ

وأبيض صَرَاحٌ، كلياح، خَالص ناصع. وَلبن صَرِيح، سَاكن الرغوة خَالص. وَفِي الْمثل: برز الصَّريحُ بِجَانِب الْمَتْن. يضْرب هَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي وضح.

وناقة مِصْرَاحٌ: قَليلَة الرغوة خَالِصَة اللَّبن.

وَبَوْل صريحٌ: خَالص لَيْسَ عَلَيْهِ رغوة.

وصَرَّحَت الْخمر: انجلى زبدها فخلصت. وتَصَرَّحَ الزّبد عَنْهَا: انجلى فخلص.

وَكذب صُرْحانٌ: خَالص، عَن الَّلحيانيّ.

ولقيته مُصارحَةً وصِرَاحا وصُراحا، أَي مُوَاجهَة. قَالَ:

قد كنت أنذرتُ أَخا مُباحِ

عَمْراً، وعَمْرٌو عُرْضَةُ الصُّراحِ وَكذب صُرَاحِيَةٌ وصُرَاحِيٌّ وصِراحٌ: بيِّن يعرفهُ النَّاس.

وَتكلم بذلك صُرَاحا وصِرَاحا، أَي جهارا. وصَرَّحَ بِمَا فِي نَفسه وصارَحَ، أبداه. أنْشد: أَبُو زِيَاد:

وَإِنِّي لأكْنِى عَن قَذُورَ بِغيرِها ... وأُعْرِب أَحْيَانًا بهَا فأصارِحُ

أمنحدِراً ترِمي بكَ العيسُ غُربةً ... ومُصْعِدَةً، برْحٌ لِعَيْنَيكَ بارحُ

والصُّرَاحُ: اللَّبن الرَّقِيق الَّذِي أَكثر مَاؤُهُ فترى فِي بعضه سَمُرَة من مَائه وخضرة.

والصُّرَاحُ: عرق الدَّابَّة يكون فِي اللبد كَذَا حَكَاهُ كرَاع بالراء، وَالْمَعْرُوف: الصماح.

والصَّرْحُ: بَيت وَاحِد يبْنى مُنْفَردا ضخما طَويلا فِي السَّمَاء. وَقيل: هُوَ كل بِنَاء متسع مُرْتَفع. وَقيل: هُوَ الْقصر. وَقيل: هُوَ كل بِنَاء عَال مُرْتَفع. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ) وَالْجمع صروح، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

على طُرُقٍ كنُحورِ الظِّبا ... ءِ تحسِب آرامَهُنَّ الصُّروحا

والصَّرْحُ، الأَرْض المملسة.

وصَرْحَةُ الدَّار: ساحتها.

والصَّرْحَةُ: متن من الأَرْض مستو، قَالَ الرَّاعِي:

فَتْخاءُ لاحَ لَهَا بالصَّرْحَةِ الذيبُ

والصَّريحُ: اسْم فرس لبني نهشل.

والصَّرْحةُ: مَوضِع.

وصِرْواحٌ: حصن بِالْيمن أَمر سُلَيْمَان الْجِنّ فبنوه لبلقيس.
صرح
صرَحَ يَصرَح، صَرْحًا، فهو صارِح، والمفعول مَصْروح
• صرَح الأمرَ: بيَّنه وأظهره "صرَح الحقيقةَ". 

صرُحَ يَصرُح، صَراحةً وصُرُوحةً، فهو صارِح وصَريح
• صرُح الشَّيءُ: صفا وخلُص ممّا يشوبه "صَرُح نسبُه/ اللَّبنُ".
• صرُح الأمرُ: بان وأصبح واضحًا "صرُح الحقُّ/ القولُ". 

تصارَحَ يتصارَح، تصارُحًا، فهو مُتصارِح
• تصارحَ الزَّوجان: تجاهرا، أظهر كلٌّ منهما ما في نفسه للآخر "اتَّسم حوارُهما بالتّصارُح والاعتراف بالخطأ- تصارح الاثنان بحقيقة مشاعر كلٍّ منهما نحو الآخر". 

تصرَّحَ يتصرَّح، تَصرُّحًا، فهو مُتصرِّح
• تصرَّح الأمرُ: صرُح؛ بان وانجلى "تصرَّح الحقُّ مؤخَّرًا- تصرّح الزَّبَدُ عن الشَّراب". 

صارحَ يصارح، مُصارَحةً، فهو مُصارِح، والمفعول
 مُصارَح
• صارحَ صديقَه بالأمر/ صارح صديقَه في الأمر: جاهره به وأظهره وبيَّنه "صارحه بشعوره- المصارحة قبل المصالحة" ° صارحه بدخائل نفسه: أظهرها وبيَّنها له. 

صرَّحَ/ صرَّحَ بـ يصرِّح، تصريحًا، فهو مُصرِّح، والمفعول مُصرَّح
• صرَّح الخَبرَ/ صرَّح بالخَبر: صرَحه، أظهره وأوضحه، تحدَّث عنه وأعلنه رسميًّا، أَدْلى به "صرَّح الرَّئيسُ بأسماء الوزراء الجُدد- صرَّح مصدرٌ مسئولٌ بأنباء عن الحادث" ° صرّح الحقّ عن محضه: انكشف- صرَّح المخْضي عن الزَّبد: كشف وأظهر- صَرَّح بما في نفسه: أبداه وأظهره.
• صرَّح له بالأمر: سمح له به، أذِن له به "صَرّح له باستيراد اللُّحوم/ بالسَّفر/ بالمرور". 

تَصْريح [مفرد]: ج تصريحات (لغير المصدر) وتصاريح (لغير المصدر):
1 - مصدر صرَّحَ/ صرَّحَ بـ.
2 - إدلاء شخص مسئول ببيان عن أمر إداريّ أو سياسيّ "أدلى الرئيسُ بتصريحات لاذعة في المؤتمر- لم يعلن نصّ التصريح- تصريح رسميّ- تصريحات سياسيّة".
3 - (بغ) إتيان بلفظٍ للمعنى المراد لا يحتمل المجازَ ولا التَّأويل.
4 - (قن) وثيقة مُحرَّرة تتيح لحاملها الحقّ في القيام بنشاط مُعيَّن.
5 - (قن) إعلانٌ يصدر من دولتين فأكثر مُبيِّن لسياسة مُشتركة متَّفق عليها بينهما.
• التَّصريح الضَّريبيّ: (قن) تصريح رسميّ بالبضائع الخاضعة للضّريبة، أو الممتلكات الخاضعة للجمارك. 

تصريحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَصْريح. 

تصريحيَّة [مفرد]
• الاستعارة التَّصريحيَّة: الصورة البيانيّة التي ذكر فيها المشبّه به وحُذِف المشبَّه كقول المتنبي: فلم أرَ قبل مَنْ مشى البحرُ نحوَه ... ولا رجلاً قامت تعانقه الأُسْدُ، فالمشبّه المحذوف (الرجل الكريم) والمشبّه به المذكور (البحر). 

صُراح/ صِراح [مفرد]: خالص ممّا يشوبه "لَبَنٌ/ قولٌ/ نَسَبٌ/ خمرٌ صُراحٌ" ° تكلَّم به صُراحًا: جهارًا واضحًا- كأس صُرَاح: لم تُشَب بمزج. 

صَراحة [مفرد]: مصدر صرُحَ ° بصراحة/ بكلّ صراحة: بوضوح ودون التواء أو غموض. 

صَرْح [مفرد]: ج صُروح (لغير المصدر):
1 - مصدر صرَحَ.
2 - قصرٌ عالٍ " {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً} ".
3 - بناءٌ عالٍ، ناطحة سحاب "بنى صَرْحًا مكوّنًا من خمسين طابقًا- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} " ° بنى صُروحًا في الهواء/ بنى صَرْحًا من الورق: تعلَّق بالأوهام. 

صُرُوحة [مفرد]: مصدر صرُحَ. 

صَريح [مفرد]: ج صرائحُ وصِرَاح (للعاقل) وصُرَحاءُ (للعاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صرُحَ: شديد الوضوح، الذي لا لبس فيه، عكسها ضِمنيّ ° أَخٌ صَريح: من الأبوين كليهما- الصَّريح تحت الرَّغوة: تعبير عن ظهور حقيقة الأمر بعد ستره- صريح النَّسب: لا هجنة في نسبه- فرسٌ صَريح: أصيل.
• المَصدر الصَّريح: (نح) مصدر خالصٌ من التّأويل بالفعل مثل: ضَرْب.
• الدَّالة الصَّريحة: (جب) عمليَّة حسابيَّة يمكن حساب قيمتها العدديّة من متغيِّراتها المستقلّة. 

صرح

1 صَرُحَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. صَرَاحَةٌ and صُرُوحَةٌ, (S, O, Msb,) [both strangely said in the K, to be substs.,] It was, or became, pure, sheer, free from admixture, unmingled, unmixed, genuine, or clear; (S, O, Msb, K;) said of a thing (S, O, Msb) of any kind of which the meaning is predicable, (S, O,) [and particularly] said of one's race, or genealogy. (K.) A2: صَرَحَ: see 2, in two places.2 صَرَّحَتْ She (a camel) yielded pure, or clear, milk. (TA in art. حلب.) b2: [Hence, probably,] تَصْرِيحٌ signifies The speaking clearly, plainly, explicitly, directly, or without ambiguity or equivocation; contr. of تَعْرِيضٌ. (S, A, K.) Yousay, صرّح بِمَا فِى نَفْسِهِ, (S, A, L, Msb, K,) and بِمَا عِنْدَهُ, (A,) He made apparent, manifest, or plain, or he manifested, exposed, or revealed, (S, A, L, K,) what was in his mind, (S, L, K,) and what he had; (A;) as also بِهِ ↓ صارح; (L, K;) and به ↓ صَرَحَ: (TA:) or he declared, or made clear, what was in his mind, so as to express the intended meaning according to the first [or most obvious] interpretation; or he made it free from expressions susceptible of tropical meanings and a secondary [or remote] interpretation. (Msb.) And صرّح الشَّىْءَ, (TA,) inf. n. تَصْرِيحٌ; (K, TA;) and ↓ صَرَحَهُ, (TA,) inf. n. صَرْحٌ; (K, TA;) and ↓ اصرحهُ, (TA,) inf. n. إِصْرَاحٌ; (K, TA;) He made the thing apparent, manifest, clear, or plain. (K, TA.) A2: This verb is also intrans. (K.) One says, صرّحت الخَمْرُ, (S, A, Msb,) inf. n. تَصْرِيحٌ, (S, K,) The wine became free from froth; (S, A, Msb, K;) [it became clear] after fermenting and frothing. (S.) And صرّح النَّهَارُ The day became free from clouds, and sunny: (A:) or صرّح اليَوْمُ the day became free from mists and clouds. (Msb.) And صرّحت كَحْلُ The year of drought, or sterility, became one of unmixed severity; (S, Meyd, L, K;) and in like manner, صرّحت السَّنَةُ: (L:) or the former means the sky became clear of clouds. (S in art. كحل, and Meyd.) And صرّح, (S, Msb, TA,) inf. n. as above, (K, TA,) said of an affair, (K, TA,) or, as in a copy of the K, [and in the S and Msb,] said of the truth, (TA,) It became apparent, manifest, exposed, or revealed; (S, Msb, K, TA;) and so ↓ انصرح, (S, K, TA,) said of the truth. (S, TA.) Hence the prov. عِنْدَ التَّصْرِيحِ تُرِيحُ, meaning On the appearing of the truth thou findest rest; (Meyd, TA;) no doubt remaining in thy mind. (Meyd.) And صَرَّحَ الحَقٌّ عَنْ مَحْضِهِ, (S, Meyd, A, Msb,) another prov., meaning (tropical:) The truth, or affair, became revealed, or manifest, (S, Meyd, Msb,) after its being concealed: (Meyd, Msb:) or, as AA says, falsity became detected, or exposed, and the truth became apparent and known. (Meyd. [See also زُبْدٌ.]) And صَرَّحَتْ بِجِلْذَانَ, another prov., (Meyd, L,) meaning It (the affair, or case,) became apparent, or manifest, to thee, in Jildhán; which last word is variously written, [see Freytag's Arab. Prov. i.

730, and Har p. 106,] a place in Et-Táïf, soft and even, like the palm of the hand, containing no covert in which one may conceal himself; the ت in صرّحت denoting the قِصَّة or خُطَّة: (Meyd:) i. e. the man made apparent, or revealed, the utmost of what he desired, or meant. (L.) b2: See also a trad. cited in art. صوح, conj. 2. b3: صرّح said of an archer or the like means [He made his arrow, or missile, to go clear of the butt or mark; or] he shot, or cast, and missed (K, TA) the butt [or mark]. (TA.) 3 صارح بِهِ: see 2.

A2: [صارحهُ, inf. n. مُصَارَحَةٌ and صِرَاحٌ, He confronted him, or faced him.] One says, شَتَمَهُ مُصَارَحَةً, and صِرَاحًا, (S, K,) and ↓ صُرَاحًا, (K,) which last is a subst. [used as an inf. n., i. e. a quasi-inf. n.], (S, K,) He reviled him confronting him, or face to face, or to his face. (S, K.) And لَقِيتُهُ مُصَارَحَةً, (A, TA,) and صِرَاحًا, and ↓ صُرَاحًا, (TA,) I met him face to face. (A, TA.) 4 أَصْرَحَ see 2.5 تصرّح الزَّبَدُ عَنِ الخَمْرِ The froth became cleared away from the wine. (TA.) 7 إِنْصَرَحَ see 2.

صَرْحٌ A قَصْر [i. e. palace, or pavilion, &c.]: (Zj, S, A, K:) and (as some say, TA) any lofty building: (S, A, K, TA:) or a single house or chamber, built apart, or detached, large, and lofty: (Msb, TA:) pl. صُرُوحٌ. (S, A.) صَرَحٌ: see صَرِيح.

صَرْحَةٌ The court, or open area, of a house; i. e. a spacious vacant part or portion thereof, in which is no building; its عَرْصَة, (S, TA,) or its سَاحَة [which means the same]: (A, Msb, TA:) pl. صَرَحَاتٌ. (Msb.) b2: And A tract of ground that is hard and elevated (S, L) and even: or a tract that is even, and open to view, of ground, and of a place where camels or other animals are confined, or where dates are dried, and of a house or dwelling: or a tract that is even, and of goodly appearance, though not open to view: Aboo-Aslam asserts it to mean a [desert tract such as is called] صَحْرَآء. (L.) b3: [Hence, app.,] one says, خَرَجَ لَهُمْ صَرْحَةَ بَرْحَةَ, (so accord. to the TA as from the K,) or صَرْحَةَ بَرْحَةٍ, (O, and so in my MS. copy of the K,) or صَرْحَةً بَرْحَةً, (so in the CK,) He went forth openly, or into the field [of battle], to them: (O, K:) and أِنَّ خُرُوجَ صَرْحَةٍ

بَرْحَةٍ لَكَثِيرٌ, (so accord. to the TA as from the K,) or صَرْحَةَ بَرْحَةٍ, (O, and so in the CK,) or صَرْحَةَ بَرْحَةَ, (so in my MS. copy of the K,) [accord. to SM,] with fet-h in the end of each [app. in the former phrase], and with tenween in each [app. in the latter phrase], (TA,) [i. e. Verily the going forth openly, or into the field of battle, is frequent. See also صَحْرَة, and بَحْرَة.]

صُرْحَانٌ: see صَرِيحٌ.

صَرَاحٌ: see صَرِيحٌ.

صُرَاحٌ: see صَرِيحٌ, in six places. b2: Also Thin milk, containing much water, so that in some parts of it one sees a tawniness and خُضْرَة [here app. meaning a blackish hue]. (L.) A2: See also 3, in two places.

صِرَاحٌ: see the next paragraph, in two places.

صَرِيحٌ Anything pure, sheer, free from admixture, unmingled, unmixed, genuine, or clear; (S, A, Msb, K, TA;) as also ↓ صَرَحٌ, (S, K,) which is by some restricted by the [additional] epithet white, (TA,) and ↓ صُرَاحٌ, (L, K,) and ↓ صِرَاحٌ, which is [said to be] more chaste [though much less usual] than صُرَاحٌ, (L,) and ↓ صَرَاحٌ, (K,) and ↓ صُمَارِحٌ, (S, K,) in which last the م is augmentative, or, as is related on the authority of AA, it is صُمَادِحٌ, with د, but [J says] I do not think this to have been retained in the memory [as transmitted from the Arabs of classical times]. (S.) You say لَبَنٌ صَرِيحٌ Milk of which the froth has gone, (S, A, L,) or free from froth, (T, L,) and clear: (T, A, L:) or just drawn. (TA in art. زهر.) And بَوْلٌ صَرِيحٌ Urine free from froth. (T, L.) And ↓ خَمْرٌ صُرَاحٌ, (L,) and ↓ صُرَاحِيَةٌ, (L, K,) without teshdeed, (K,) Pure wine, (L, K,) without admixture. (TA.) And ↓ كَأْسٌ صُرَاحٌ A cup of wine without admixture. (S, A, Msb, K.) And جَآءَ بَنُو تَمِيمٍ صَرِيحَةً The sons of Temeem came unmixed with any others. (S.) And رَجُلٌ صَرِيحٌ, (T, S, L, K, *) and عَرَبِىٌّ صَرِيحٌ, (A, Msb,) A man, (T, S, L,) and an Arab, (A, Msb,) of pure, or unmixed, race or genealogy; pl. صُرَحَآءُ: (T, S, A, L, Msb, K:) and فَرَسٌ صَرِيحٌ a horse of pure race; (T, TA;) pl. صَرَائِحُ, (T, K, TA,) in this case as distinguished from the former. (T, TA.) And نَسَبٌ صَرِيحٌ Pure, or unmixed, race or genealogy. (A.) And كَلِمَةٌ

↓ صُرَاحٌ and ↓ صُرَاحِيَةٌ [A word, an expression, or a sentence,] that is pure, genuine, or clear. (K.) And ↓ كَذِبٌ صُرَاحٌ and ↓ صِرَاحٌ, the latter with kesr, and ↓ صُرَاحِيَةٌ and ↓ صُرَاحِىٌّ (TA) and ↓ صُرْحَانٌ with damm, (Lh, TA,) (assumed tropical:) A pure, sheer, or unmixed, lie, (Lh, TA,) manifest, and known to men. (TA.) And قَوْلٌ صَرِيحٌ (assumed tropical:) A saying [that is explicit, plain, or clear,] not requiring anything to be conceived in the mind, nor any interpretation. (Msb.) And ↓ شَرٌّ صُرَاحٌ (tropical:) [Pure unmixed, evil, or mischief]. (A, TA.) and صَرِيحُ النُّصْحِ (assumed tropical:) Pure, or sincere, in admonition, or counsel. (L, TA.) صَرَاحَةٌ: inf. ns. of صَرُحَ [q. v.]. (S, O, Msb.) صُرُوحَةٌ: inf. ns. of صَرُحَ [q. v.]. (S, O, Msb.) صُرَاحِيَةٌ: see صَرِيحٌ, in three places. b2: [Hence the saying,] أَتَاهُ بِالأَمْرِ صُرَاحِيَةً [app. He stated to him the affair, or case,] clearly, or without admixture. (L, TA.) صُرَاحِىٌّ: see صَرِيحٌ.

صَرِيحِىٌّ an epithet applied to a horse, in relation to a certain stallion named صَرِيحٌ, (S, TA,) or الصَّرِيحُ, (TA,) that begat a generous breed. (S, TA.) صُرَاحِيَّةٌ A vessel for wine: (K:) [in Pers\.

صُرَاحِى:] but IDrd doubts its correctness. (TA.) صُرَّاحٌ A certain flying thing, resembling the [species of locust called] جُنْدَب, which is eaten. (K.) صُمَارِحٌ: see صَرِيحٌ.

يَوْمٌ مُصَرِّحٌ, (S, K,) like مُحَدِّثٌ [in measure], (K,) [in one of my two copies of the S مُصَرَّحٌ also, and in the other copy the latter only,] A day free from clouds: (S, K:) occurring in the poetry of Et-Tirimmáh. (S.) مِصْرَاحٌ A she-camel that does not yield frothy milk; (T, K; [in the CK, لا تَرْعَى is put for لا تُرَغِّى;]) that yields pure milk, with little froth. (M, TA.)

صرح: الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ، والكسر

أَفصح: المَحْضُ الخالصُ من كل شيء؛ رجل صَرِيحٌ وصُرَحاء، وهي أَعلى

(*

قوله «رجل صريح وصرحاء وهي أَعلى» كذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً. والأصل: رجل

صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى. وعبارة القاموس وشرحه: وهو أي الرجل

الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء، وهي أعلى، وصرائح.)، والاسم

الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ.

وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ. وكل خالص: صَريح. والصَّريحُ من الرجال والخيل:

المَحْضُ، ويجمع الرجال على الصُّرَحاء، والخيل على الصَّرائح؛ قال ابن

سيده: الصَّريح الرجل الخالص النسب، والجمع الصُّرَحاء؛ وقد صَرُحَ،

بالضم، صَراحة وصُرُوحة؛ تقول: جاء بنو تميم صَرِيحةً إِذا لم يخالطهم غيرهم؛

وقول الهذلي:

وكَرَّمَ ماءً صَريحا

أَي خالصاً، وأَراد بالتكريم التكثير، قال: وهي لغة هذلية. وفي الحديث:

حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان. والصريحُ:

الخالص من كل شيء، وهو ضِدُّ الكناية؛ يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي

يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في

قلوبكم، ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم؛ وليس معناه أَن الوسوسة نفسها صريح

الإِيمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف تكون إِيماناً

صَريحاً؟ وصَريحٌ: اسم فحلٍ مُنْجِبٍ؛ وقال أَوْسُ بن غَلْفاء

الهُجَيْمِي:ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها،

يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ، لأَن قبله:

أَعانَ على مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ

مُضاعَفَةٌ، لها حَلَقٌ تُؤامُ

وفرس صريحٌ من خيل صَرائِحَ؛ والصَّريحُ: فحل من خيل العرب معروف؛ قال

طُفيل:

عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ،

مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ

ويروى من آل الصَّريح وأَعْوَجٍ، غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له

اسماً.

وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً. وخَمْر صُراح وصُراحِية: خالصة.

وكأْسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمَزْج؛ وفي حديث أُم مَعْبَدٍ:

دَعاها بِشاةٍ حائلٍ، فَتَحََلَّبَتْ

له بصَرِيحٍ، ضَرَّةُ الشاةِ، مُزْبِدِ

أَي لبن خالص لم يُمْذَقْ. والضَّرَّة: أَصل الضَّرْع. وفي حديث ابن

عباس: سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حين يُصَرِّحُ، قيل: وما التصريح؟

قال: حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ؛ قال الخطابي: هكذا يُرْوَى

ويُفَسر، والصواب يُصَوِّحُ، بالواو، وسيذكر في موضعه.

والصُّراحِيَّة: آنيةٌ للخمر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته.

والصَّرَح، بالتحريك: الأَبيض الخالص من كل شيء؛ قال المتنخل الهذلي:

تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم،

كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ

وأَورد الأَزهري والجوهري هذا البيت مستشهداً به على الخالص من غير

تقييد بالأَبيض.

وأَبْيَضُ صَرَاحٌ، كَلَياحٍ: خالصٌ ناصعٌ.

والصَّريحُ: اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه. ولبن صَريح: ساكن الرَّغْوَةِ

خالص. وفي المثل: بَرَزَ الصريحُ بجانب المَتْنِ؛ يضرب هذا للأَمر الذي

وَضَحَ.

وناقة مِصْراح: قليلة الرغوة خالصة اللبن؛ الأَزهري: يقال للناقة التي

لا تُرَغِّي: مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها ولا تُرَغِّي أَبداً.

وبول صَرِيحٌ: خالص ليس عليه رغوة؛ قال الأَزهري: يقال للَّبن والبول

صريح إِذا لم يكن فيه رغوة؛ قال أَبو النجم:

يَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّريحا

وصَرِيحُ النُّصْحِ: مَحْضُه.

ويوم مُصَرِّحٌ أَي ليس فيه سحاب؛ وهو في شعر الطِّرِمَّاح في قوله يصف

ذئباً:

إِذا امْتَلَّ يَهْوِي، قلتَ: ظِلُّ طَخاءةٍ،

ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ

امْتَلَّ: عدا. وطَخاءَة: سحابة خفيفة أَي ذراه الرِّيح في يوم مُصْحٍ؛

شبه الذئب في عدوه في الأَرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء.

وصَرَّحَتِ الخَمْر تصريحاً: انجلى زَبَدُها فَخَلَصَتْ، وهو التصريحُ؛

تقول: قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ وإِزْبادٍ. وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ

عنها: انْجَلَى فَخَلَصَ؛ قال الأَعشى:

كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عن حُمْرَةٍ،

إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها

وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ، وكَذِبٌ صُرْحانٌ: خالِصٌ؛ عن اللحياني.

ولقيته مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بمعنى واحد

إِذا لقيته مواجهة؛ قال:

قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ

عَمْراً، وعَمْرٌو وعُرْضةُ الصُّرَاحِ

وشَتَمْتُ فلاناً مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحاَ ومواجهة،

والاسم الصُّراحُ، بالضم. وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ: بَيِّنٌ

يعرفه الناسُ. وتكلم بذلك صُراحاً وصِراحاً أَي جهاراً. ويقال: جاء بالكفر

صُراحاً خالصاً أَي جهاراً؛ قال الأَزهري: كأَنه أَراد صَريحاً. وصَرَّحَ

فلانٌ بما في نفسه وصارَحَ: أَبداه وأَظهره؛ وأَنشد أَبو زياد:

وإِني لأَكْنُو عن قَذُورٍ بغيرها،

وأُعْرِبُ أَحياناً بها، فأُصارِحُ

أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً،

ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ؟

وفي المثل: صَرَّحَ الحقُّ عن مَحْضِهِ أَي انكشف. الأَزهري: وصَرَحَ

الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره؛ ويقال: صَرَّحَ فلانٌ ما

في نَفْسِه تصريحاً إِذا أَبداه. والتصريحُ: خلافُ التعريض؛ ومن أَمثال

العرب: صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ

(* قوله «صرحت بجدان وجلدان» الضمير

في صرحت للقصة، وروي اعجام الدال واهمالها، وانظر ياقوت والميداني.)

إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى ما يريده.

والصُّراحُ: اللبن الرقيق الذي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى في بعضه سُمْرَة

من مائه وخُضْرَةً. والصُّراحُ: عَرَق الدابة يكون في اليد؛ كذا حكاه

كراع، بالراء، والمعروف الصُّمَاحُ.

والصَّرْحُ: بيت واحد يُبْنى منفرداً ضَخْماً طويلاً في السماء؛ وقيل:

هو القَصْرُ؛ وقيل: هو كل بناء عال مرتفع؛ وفي التنزيل: إِنه صَرْحٌ

مُمَرَّدٌ من قَوارِيرَ؛ والجمع صُرُوحٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

على طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبا

ءِ، تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا

وقال الزجاج في قوله تعالى: قِيلَ لها ادْخُلي الصَّرْحَ؛ قال:

الصَّرْحُ، في اللغة، القَصْرُ والصَّحْنُ؛ يقال: هذه صَرْحةُ الدار وقارِعَتُها

أَي ساحتها وعَرْصَتُها؛ وقال بعضُ المُفَسرين: الصَّرْحُ بَلاطٌ

اتُّخِذَ لها من قَوارير. والصَّرْحُ: الأَرض المُمَلَّسةُ.

والصَّرْحةُ: مَتْنٌ من الأَرض مُسْتَوٍ. والصَّرْحةُ من الأَرض: ما

استوى وظهر؛ يقال: هم في صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدار، وهو ما استوى

وظهر؛ وإِن لم يظهر، فهو صَرْحة بعد أَن يكون مستوياً حسناً، قال: وهي

الصحراء فيما زعم أَبو أِسلم؛ وأَنشد للراعي:

كأَنها، حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ،

فَتْخاءُ، لاحَ لها، بالصَّرْحةِ، الذِّيبُ

والصَّرْحةُ: موضع.

وصِرْواحُ: حِصْن باليمن؛ أَمر سليمان، عليه السلام، الجنَّ فَبَنَوْه

لِبَلْقِيسَ، وهو في الصحاح معرَّف بالأَلف واللام.

وتقول: صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وصارت صريحة أَي خالصة في

الشدَّة؛ وكذلك تقول: صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظهرت جُدُوبَتُها؛ قال سَلامة

بنُ جَنْدل:

قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ

مَأْوَى الضُّيوفِ، ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ

(* قوله «مأوى الضيوف» أنشده

الجوهري مأوى الضريك، والضريك والقرضوب واحد، فعلى ما أنشده المؤلف هنا

يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده

الجوهري.)القُرْضُوبُ: الفقيرُ. والصُّمارِحُ، بالضم: الخالصُ من كل شيء، والميم

زائدة. ويروى الصُّمادِحُ، بالدال، قال الجوهري: ولا أَظنه محفوظاً.

صرح
: (الصَّرْحُ) : بيتٌ واحدٌ يُبْنَى مُنْفَرِداً ضَخْماً طَويلا فِي السَّماءِ. وَقيل: هُوَ (القَصْر) ، قَالَه الزّجّاج. (و) قيل: هُوَ (كلُّ بِناءٍ عالٍ) مرتفِع. وَفِي التَّنْزِيل: {6. 029 انه صرح. . قَوَارِير} (النَّمْل: 44) والجَمْع صُرُوحٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
عَلى طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبَا
ءِ تَحْسَبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا
وَقَالَ بعضُ المُفَسِّرِين: الصَّرْحُ: بَلاطٌ اتُّخذَ لِبلْقِيسَ من قَوَارِيرَ. (و) الصَّرْح: (قَصْرٌ لبُخْتَ نَصَّرَ) الجَبّارِ المشهورِ (قُرْبَ بابِلَ) بالعِراق، كَانَ اتَّخَذَه لتَجبُّره وعِنَادِه، وقِصَّتُه مشهورةٌ.
(و) الصَّرَحُ (بالتّحْرِيك) : المَحْضُ (الخَالِصُ من كُلِّ شيْءٍ) . وَمِنْهُم من قَيَّدَه بالأَبيضِ، وأَنشد للمُتنخِّل الهُذليّ:
تَعْلُو السيوفُ بأَيْدِينا جَماجِمَهمْ
كَمَا يُفلَّق مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ
وأَورَدَ الأَزهريّ والجوهَرِيّ هاذا البيتَ مُسْتَشْهَداً بِهِ على الْخَالِص، من غير تَقْيِيد، (كالصَّريحِ) كأَميرٍ (والصّرَاح، بِالْفَتْح والضّمّ) ، والكشر أَفصح. (والاسمُ الصَّراحةُ بِالْفَتْح، (والصُّرُوحةُ) . بالضَّمّ.
(وصَرُحَ نَسَبُه، ككَرُمَ: خَلُصَ) ، وَكَذَا كلُّ شُيءٍ.
وكُلُّ خَالص: صَرِيحٌ، (وَهُوَ) أَي الرّجلُ الخالِصُ النَّسبِ: (صَريحٌ من) قَوْم (صُرَحاءَ) ، وَهِي أَعْلَى. (و) فِي (التَّهْذِيب) : والصَّريح من الرِّجال والخيلِ: المَحْضُ، ويُجْمَع الرِّجالُ على صُرَحاءَ، والخَيْلُ على الصَّرائِحِ يُقَال: فَرَسٌ صَريحٌ من خَيلِ (صَرَائِحَ) .
(و) يُقَال: (شَتَمَه مُصَارَحةً) وصُراحاً، بالضّمّ وَالْكَسْر، أَي) كِفَاحاً و (مُوَاجَهَةً. والاسمُ) الصُّرَاحُ بالضّمّ، (كغُرَاب) . وَيُقَال: لَقِيته مُصَارَحَةً، وصُرَاحاً، وصِرَاحاً وكِفَاحاً: بِمَعْنى واحدٍ، إِذا لقِيته مُوَاجهةً. قَالَ:
قد كنتُ أَنذَرْتُ أَخا مَنّاحِ
عَمْراً وَعَمْرٌ وعُرْضَةُ الصُّرَاحِ
(وكأْسٌ صُرَاحٌ) ، بالضَّمّ: (: لم تُشَبْ) ، أَي خالِصَةٌ لم تُخْلَطْ (بمِزاجٍ) ، هاكذا فِي النُّسخد وَفِي بَعْضهَا: بمِزْجٍ.
(والتَّصْريحُ: خِلافُ التَّعْريضِ) يُقَال: صَرَّح فُلانٌ بِمَا فِي نَفْسه تَصْرِيحاً: إِذا أَبداه. (و) التَّصْريح: (تَبْيِين الأَمرِ، كالصَّرْحِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (والإِصْرَاحِ) . يُقَال: صَرَحَ الشَّيْءَ وصَرَّحَه وأَصْرَحه، إِذا بَيَّنه وأَظْهَرَه. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: (سُئِلَ متَى يَحِلُّ شِرَاءُ النَّخْل؟ قَالَ: حِين يُصرِّحُ، قيل: وَمَا التَّصْريح؟ قَالَ: حِين يَسْتَبِينُ الحُلْوُ من المُرّ) . قَالَ الخَطّابيّ: هاكذا يُرْوَى ويُفَسَّر، والصَّوَاب: يُصوِّح، بِالْوَاو، وسيُذْكَر فِي مَوْضِعه. وَمن أَمثالهم: (صَرَّحَتْ بجِدّان. وجِلْدَانٍ) أَي أَبْدَى الرَّجلُ أَقْصَى مَا يُريدُه. (و) نُسخة: الحَقِّ، يُقَال: انْصَرَح الحَقُّ، وَصَرَّحَ، إِذَا بانَ. وَمن ذَلِك المَثَل (عندَ التَّصْريح تَسْتَرِيح) . وَهُوَ فِي (مجمع الأَمثال) للمَيْدانيّ، (لازِمٌ) و (مُتَعدَ. و) التَّصْرِيح (فِي الخَمْرِ: ذَهَابُ زَبَدِهَا) وَقد صَرَّحَت، إِذا انْجَلَى زَبَدُهَا فخَلَصَتْ. قَالَ الأَعشى:
كُمَيتاً تَكشَّفُ عَن حُمْرةٍ
إِذا صرَّحتْ بعدَ إِزْبادِهَا
يَقُول: قد صَرَّحَتْ بَعْدَ تهدارٍ وإِزْبادٍ. وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عَنْهَا: انْجَلَى فَخَلَصَ. (و) تَقول: (صَرَّحَتْ كَحْلُ، أَي أَجْدَبَتْ وصارتْ صَريحةً) ، أَي حالِصَةً فِي الشِّدَّة. وكذالك تَقول: صَرَّحَت السَّنَةُ، إِذا ظَهَرَتْ خدُوبَتُها. قَالَ سَلاَمنَةُ بن جَنْدَل:
قَوْمٌ إِذا صَرَّحتْ كَحْلٌ، بيوتُهمُ
مَأْوَى الضُّيُوفِ ومَأْوَى كلِّ قُرْضوبِ
(و) صَرَّحَ (الرَّامي) تَصْرِيحاً، إِذا (رَمَى ولمْ يُصِب) الهَدَفَ.
(والمِصْراح) بِالْكَسْرِ: (النّاقَةُ لَا تُرْغِي) ؛ كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . وَفِي (الْمُحكم) وَغَيره: ناقَةٌ مِصْراحٌ: قليلةُ الرّغْوَةِ خالصةُ اللَّبن.
(والصُّراحِيَّة) ، بالضّمّ وَتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحتيَّة: (آنِيَةٌ للخَمْر) ، قَالَ ابْن دُرَيد: وَلَا أَدرِي مَا صِحَّتُه.
(والصُّرَاحِيَة (بالتّخفيف) مَعَ الضّم: الخَمْرُ نفْسها (الخالِصةُ) ، أَي من غيرِ مَزْجٍ. (و) كذالك (من الكلماتِ الخالصةُ) . وكَذِبٌ صُرَاحيَةٌ، (كالصُّرَاحِ، بالضّمّ) . وكَذِبٌ صُرَاحِيٌّ، كالصِّراحِ، بالكسرِ أَيضاً، أَي بَيِّنٌ يَعرِفه النّاسُ.
(ويومٌ مُصَرِّحٌ، كمُحَدِّثِ) ، أَي (بِلَا سَحابٍ) ، وَهُوَ فِي شعر الطِّرِمّاح، فِي قَوْله يَصف ذِئباً:
إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قُلْت ظِلُّ طَخَاءَةٍ
ذَرَى الرِّيحُ فِي أَعْقابِ يَوْمٍ مُصرِّحِ
امْتَلَّ: عَدَا. وطَخَاءَةٌ: سَحَابَةٌ خفيفةٌ. أَي ذَرَاهُ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ مُصْحٍ. شَبَّهَ الذِّئبَ فِي عَدْوِه فِي الأَرض بسحابةٍ خفيفةٍ فِي ناحيةٍ من نواحِي السَّماءِ.
وصَرَّحَ النَّهَارُ: ذَهَبَ سَحَابُه وأَضاءَتْ شَمْسُه؛ كَمَا فِي (الأَساس) .
(وانْصَرَحَ) الحَقُّ: (بانَ) وانْكَشفَ.
(وصَارَحَ بِمَا فِي نفسِه: أَبْداه) وأَظْهَرَه، (كصَرَّح) مُشدَّداً ومُخفَّفاً. وأَنشد أَبو زِياد:
وإِني لأَكْنُو عَنْ قَذُورَ بغَيْرِهَا
وأُعْرِبُ أَحْياناً بهَا فأُصارِحُ
أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً
ومُصْعِدةً بَرْحٌ لعَيْنَيك بارِحُ
(والصَّريح، كجَريحٍ) : فَحْلٌ من خَيل الْعَرَب، وَهُوَ (فَرَسُ عَبْدِ يَغُوثَ بنِ حَرْبٍ، وآخَرُ لبني نَهْشَلٍ، وَآخر للَخْمٍ) .
وبلالام: اسمُ فَحْل مُنْجِبٍ. وَقَالَ أَوْسُ بنُ غَلْفَاءَ الهُجَيْميّ:
ومِرْكَضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها
يُهابُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ
وَقَالَ طُفَيل:
عَنَاجِيحُ فيهنّ الصّريحُ ولاحِقٌ
مَغَاوِيرُ فِيهَا للأَريبِ مُعَقَّبُ
ويُرْوَى: (مِنْ آلِ الصَّرِيح وأَعْوَجٍ، غَلَبَت الصِّفة على هاذا الفَحْلِ فصارَت لَهُ اسْما.
(و) صُرّاحٌ (كرُمّانٍ: طائرٌ كالجُنْدَبِ) ، وحُكْمُه أَنه (يُؤْكَل) .
(وصِرْوَاحٌ، بِالْكَسْرِ: حِصْنٌ) باليَمن (بنَاه الجِنُّ لبِلْقِيسَ) بأَمر سيّدنا سُليمانَ عَلَيْهِ السّلامُ، وَهُوَ فِي (الصّحاح) معرّف بالأَلفِ واللاّم.
(والصُّمارِحُ بالضمّ: الخالِص) . من كلّ شيْءٍ، وَالْمِيم زائدةٌ، ويُرْوَى عَن أَبي عَمْرو: الصُّمَادِح، بالدّال. قَالَ الجوهريّ: وَلَا أَظنُّه مَحْفُوظًا.
(وخَرَجَ لَهُم صَرْحَةً بَرْحَةً، أَي بارِزاً لهُمْ. وإِنّ خُرُوجَ صَرْحَةً بَرْحةَ بِالْفَتْح فِي آخرِهما، وبالتّنوين مَعًا (لَكَثيرٌ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلهم: أَتاه بالأَمْرِ صُرَاحِيَةً، أَي خالِصاً.
ولَبنٌ صَريحٌ: ساكِنٌ الرّغْوَةِ خالصٌ. وَفِي الْمثل:
بَرَزَ الصَّرِيحُ بجانبِ المَتْنِ
يُضْرَب للأَمرِ الّذِي وَضَح. وبَوْلٌ صَرِيحٌ: خالصٌ لَيْسَ عَلَيْهِ رَغْوَةٌ. قَالَ الأَزهريّ: يُقَال للّبنِ والبَوْلِ: صَرِيحٌ، إِذا لم يكن فيِ رغْوَة. قَالَ أَبو النّجم:
يَسُوفُ من أَبوالِها الصَّريحَا
وصَريحُ النُّصْحِ: مَحْضُه.
وَمن الْمجَاز: شَرٌّ صُرَاحٌ.
وصَرَّحَ الحَقُّ عَن مَحْضِه، أَي انكَشَفَ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .
وكَذِبٌ صُرْحَانٌ، بالضّمّ، أَي خالِصٌ؛ عَن اللِّحْيَانيّ.
والصُّرَاحُ: اللَّبنُ الرَّقِيقُ الّذِي أُكْثِرَ ماؤُه فتَرَى فِي بَعْضِ سُمْرَةً من مَائه وخُضْرةً. والصُّرَاحُ: عَرَقُ الدَّابَّةِ يكون فِي اليَدِ: كَذَا حَكَاهُ كُراع، بالرّاءِ، وَالْمَعْرُوف: الصُّماح.
وَيُقَال: هاذه صَرْحَةُ الدّارِ، وقَارِعَتُها، أَي ساحَتُها وعَرْصَتها. وَقيل: الصَّرْحَة مَتْنٌ من الأَرْض مُسْتَوٍ. والصَّرْحَةُ من الأَرْض مُسْتَوٍ. والصَّرْحَةُ من الأَرض: مَا اسْتَوَى وظَهَرَ. يُقَال: هم فِي صَرْحَةِ المِرْبَدِ وصَرْحَةِ الدَّارِ: وَهُوَ مَا اسْتَوَى وظَهَرَ، وإِنْ لم يَظْهَرَ فَهُوَ صَرْحَةٌ بَعْدَ أَن يكون مُستوِياً حَسَناً. قَالَ: وَهُوَ الصّحراءُ، فِيمَا زعم أَبو أَسْلَمَ، وأَنشد للرّاعي:
كأَنها حِين فاضَ الماءُ واخْتَلَفتْ
فَتْخاءُ لاحَ لَها بالصَّرْحَةِ الذِّيبُ
وَفِي (هَامِش الصّحاح) أَن البَيْت للنُّعمان بن بشير يصف فَرساً. وَفِي نُسخة: صَقْعَاءُ، بدل: فتخاءَ.
والصَّرْحَةُ أَيضاً: موضعٌ.
والصّريحان: قبيلةٌ.
صرح: {صرح}: قصر وكل بناء مشرف من قصر أو غيره فهو صرح.
(صرح) الشَّيْء انْكَشَفَ وَظهر يُقَال صرح الْحق وصرحت الْخمر انجلى زبدها فخلصت وَالنَّهَار ذهب سحابه وأضاءت شمسه وَالْأَمر أظهره وبالأمر أدلى بِهِ
ص ر ح: (الصَّرْحُ) الْقَصْرُ وَكُلُّ بَنَّاءٍ عَالٍ وَجَمْعُهُ (صُرُوحٌ) . وَ (الصَّرِيحُ) كُلُّ خَالِصٍ وَ (التَّصْرِيحُ) ضِدُّ التَّعْرِيضِ وَ (صَرَّحَ) بِمَا فِي نَفْسِهِ (تَصْرِيحًا) أَيْ أَظْهَرَهُ. 
ص ر ح : صَرُحَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ صَرَاحَةً وَصُرُوحَةً خَلَصَ مِنْ تَعَلُّقَاتِ غَيْرِهِ فَهُوَ صَرِيحٌ وَعَرَبِيٌّ صَرِيحٌ خَالِصُ النَّسَبِ وَالْجَمْعُ صُرَحَاءُ وَكُلُّ خَالِصٍ صَرِيحٌ وَمِنْهُ الْقَوْلُ الصَّرِيحُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَفْتَقِرُ إلَى إضْمَارٍ أَوْ تَأْوِيلٍ.

وَصَرَّحَتْ الْخَمْرُ بِالتَّثْقِيلِ ذَهَبَ زَبَدُهَا وَكَأْسٌ صُرَاحٌ لَمْ تُشَبْ بِمِزَاجٍ وَصَرَّحَ بِمَا فِي نَفْسِهِ أَخْلَصَهُ لِلْمَعْنَى الْمُرَادِ عَلَى التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ أَوْ أَذْهَبَ عَنْهُ احْتِمَالَاتِ الْمَجَازِ وَالتَّأْوِيلِ عَلَى التَّفْسِيرِ الثَّانِي وَصَرَّحَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ مِثْلُ انْكَشَفَ الْأَمْرُ بَعْدَ خَفَائِهِ وَصَرَّحَ الْيَوْمُ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ غَيْمٌ وَلَا سَحَابٌ.

وَالصَّرْحُ بَيْتٌ وَاحِدٌ يُبْنَى مُفْرَدًا طَوِيلًا ضَخْمًا وَصَرْحَةُ الدَّارِ سَاحَتُهَا وَالْجَمْعُ صَرَحَاتٌ مِثْلَ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.