Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بوب

معج

معج: معوج والجمع معج ومعج: (الكامل 238: 7 و 8).
معاج: اقتبسها (رايسك) من ديوان الهذليين (ص289 البيت 13 وانظر ص290 البيت الرابع).
[معج] نه: فيه: "فمعج" البحر معجة تفرق لها السفن، أي ماج واضطرب.
[معج] المَعْجُ: سُرعة السير. يقال: مَعَجَ الحِمار والريحُ. وفرس مَعوج على فَعولٍ. وقد مَرَّ يَمْعَجُ، أي يَمُرُّ مَرًّا سَهلاً. ومَعَجَ الفَصيلُ ضَرْعَ أمِّه، إذا لَهَزَهُ وقَلَّبَ فاه في نواحيه ليستمكن منه.
(معج)
معجا أسْرع يُقَال معج السَّيْل وَالْفرس وَنَحْوه فِي سيره سَار لشدَّة عدوه مرّة فِي الشق الْأَيْمن وَمرَّة فِي الشق الْأَيْسَر وَيُقَال الرّيح تمعج فِي النَّبَات تقلبه يَمِينا وَشمَالًا وبالقلم فِي الدواة حركه ليلزق بِهِ المداد والفصيل ضرع أمه لهزه وقلب فَاه فِي نواحيه ليستمكن مِنْهُ
معج
المَعْجُ: الجَرِيءُ السريْعُ في كل وَجْهٍ. وحِمَارٌ معاجٌ: يَشْنَقُ في عَدوه يميناً وشمالاً. والريحُ تَمْعَجُ في النبات: تُقلبُه وتَفْليه.
ومَعَجَ الفَصِيْلُ ضَرْعَ أمه: لَهَزَه وقلبَ فاه في نَواحيه. والوادي يَمْعَجُ بالسيْل: يُسْرِعُ.
والتمعجُ: التلوي والتثَني. وهو في مَعْجَةِ شَبابِه: أوله. وسِرْنا عُقْبَةً مَعُوْجاً: أي بَعيدةً طَويلةً. وتَرَكْتُ القومَ في مَعْج ومَأج: أي قِتال واضطراب.
م ع ج

حمارٌ معّاج: يشتق في عدوه يميناً وشمالاً. وقد معجت الناقة براكبها. وتقول: إبل نواعج، بالرحال مواعج.

ومن المجاز: الريح تمعج في النبات. قال ذو الرمة:

أو نفحة من أعالي حنوة معجت ... فيها الصبا موهناً والروض مرهوم

وتمعج السيل في جريته والحية في انسيابها. ومعج بالملمول في المكحلة: حركه ليلزق به الكحل. ومعج بالقلم في الدواة. والفصيل يمعج ضرع أمه إذا لهزه وقلب فاه في نواحيه ليستمكن. وعل ذلك في موجة شبابه ومعجة شبابه: في أوله.

معج

1 مَعَجَ, aor. ـَ inf. n. مَعْجٌ, He, or it, (a horse, and the wind, S, and a torrent, TA,) went quickly, or swiftly. (S, K.) See art. عمج. b2: مَرَّ يَمْعَجُ He (a horse) went at an easy pace: (S:) and in like manner مَعَجَتْ she (a camel) went at an easy pace. (Th.) b3: مَعَجَتِ الرِّيحُ, aor. ـَ inf. n. مَعْجٌ, The wind blew gently. (IAth.) b4: الرِّيحُ تَمْعَجُ فِى النَّبَاتِ The wind turns over the herbage to the right and left. (IAth.) b5: مَعَجَ فى سَيْرِهِ He inclined, in his course in every direction, by reason of his sprightliness. (TA.) b6: مَعَجَ, aor. ـَ inf. n. مَعْجٌ, He affected various modes in running: he (a horse) pressed against one of the branches of the bit, and then against the other, now on the right and now on the left; [inclining in his run now to the right and now to the left, by reason of his sprightliness: see مَعَّاجٌ]. (TA.) b7: مَعَجَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّهِ, (aor.

مَعَجَ, inf. n. مَعْجٌ, TA,) The young weaned camel struck its head against its mother's udder, and inverted (as in the S, or opened, as in the K) its mouth around it, in order to suck: (S, K,) as also مَغَجَ. (TA, arts. معج and مغج.) فَرَسٌ مَعُوجٌ A swift horse. (S.) رِيحٌ مَعُوجٌ A wind swift in its course. (TA.) b2: فَرَسٌ مَعُوجٌ, and ↓ مِمعَجٌ, A horse that often affects various modes in running: that often presses against one of the branches of the bit, and then against the other, now on the right and now on the left; [inclining in his run now to the right and now to the left, by reason of his sprightliness]. (TA.) [In like manner,] ↓ حِمَارٌ مَعَّاجٌ An ass that inclines in his run to the right and left by reason of his sprightliness. (TA.) مَعَّاجٌ and مِمْعَجٌ: see مَعُوجٌ.
(م ع ج)

المَعْج: سرعَة المر.

وريح مَعْوج: سريعة المر. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب

تُكَرْكِرُه نَجْديةٌ وتمُدُّهُ ... مُسَفْسِفَةٌ فوقَ التُّرَاب مَعُوجُ

ومَعَج السَّيل يَمْعَج: أسْرع. وَقَول سَاعِدَة ابْن جؤية:

مُسْتأْرِضاً بينَ بطْن اللَّيث أيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثا مُرْسِلاً مَعِجا

إِنَّمَا هُوَ على النّسَب: أَي ذُو مَعْجٍ. ومَعَج فِي الجري يَمْعَج مَعْجا: تفنن. وَقيل: المَعْج: أَن يعْتَمد الْفرس على إِحْدَى عضادتي الْعَنَان، مرّة فِي الشق الْأَيْمن، وَمرَّة فِي الشق الْأَيْسَر.

وَفرس ممْعَج: كثير المَعْج.

وحمار مَعَّاج: يستن فِي عدوه يَمِينا وَشمَالًا.

ومَعَجَتِ النَّاقة مَعْجا: سَارَتْ سيرا سهلا، أنْشد ثَعْلَب: من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما ... يُرَى فِي فروع المُقلَتين نُضُوبُ

أَي تسير هَذَا السّير الشَّديد بَعْدَمَا تغور عينهَا من الإعياء والتعب. والمَعْج: هــبوب الرّيح فِي لين.

وَالرِّيح تَمْعَج فِي النَّبَات: تقلبه يَمِينا وَشمَالًا. ومَعَج الفصيل أمه، يَمْعَجُه: لهزه وَقَلبه، ليتَمَكَّن بِالرّضَاعِ.

معج: المَعْجُ: سُرعةُ المَرّ. وريح مَعُوجٌ: سريعةُ المَرّ؛ قال أَبو

ذؤَيب:

تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ، وتَمُدّهُ

مُسَفْسِفةٌ، فَوقَ التُّرابِ، مَعُوجُ

ومَعَجَ السَّيْلُ يَمْعَجُ: أَسْرَعَ؛ وقَولُ ساعِدةَ ابن جُؤَيَّةَ:

مُسْتأْرِضاً بَينَ أَعْلى اللِّيثِ أَيْمَنَهُ

إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجا

(* قوله «بين أعلى» كذا بالأصل هنا. وفي معجم ياقوت: بين بطن؛ وكذا في

غير موضع من هذا الكتاب.)

إِنما هو على النسب أَي ذو مَعْجٍ.

ومَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَجُ مَعْجاً: تَفَنَّنَ.

وقيل: المَعْجُ أَن يَعْتَمِدَ الفَرَسُ على إِحدى عُضادَتَي العنانِ،

مرة في الشِّقِّ الأَيمَنِ ومرة في الشق الأَيسر. وفرسٌ مِمْعَجٌ: كثير

المَعْجِ.

وحمار مَعَّاجٌ ومَعُوجٌ: يَسْتَنُّ في عَدْوِه يميناً وشمالاً.

ومَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً: سارتْ سَيراً سَهْلاً؛ أَنشد ثعلب:

من المُنْطياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَما

يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ

أَي تسير هذا السير الشديد بعدما تَغُور عيناها من الإِعْياء والتعَب.

ومَعَجَ في سيره إِذا سارَ في كل وجه، وذلك من النَّشاطِ؛ قال العجاج

يصف العير:

غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجا

ومَرَّ يَمْعَجُ أَي مَرَّ مَرًّا سَهْلاً. وفي حديث معاوية: فمَعَجَ

البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لها السُّفُنُ أَي ماجَ واضْطَرَبَ. والمَعْجُ:

هُــبُوبُ الرِّيحِ في لينٍ. والرِّيحُ تَمْعَجُ في النبات: تَقْلِبُه

يميناً وشمالاً؛ قال ذو الرمة:

أَو نَفْحة من أَعالي حَنْوةٍ مَعَجَتْ

فيها الصَّبا مَوْهِناً، والرَّوضُ مَرْهُومُ

ومَعَجَ الرجلُ جارِيَتَه يَمْعَجُها إِذا نكحها. ومَعَجَ المُلْمُولَ

في المكْحُلةِ إِذا حَرَّكَه فيها. ومَعَجَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه

يَمْعَجُه مَعْجاً: لَهَزَه وقلَّبَ فاه في نواحِيهِ لِيَتَمَكَّنَ في

الرَّضاع؛ قال عقبة بن غَزوان: فعَلَ ذلك في مَعْجَةِ شَبابه وعلوة

(* قوله

«وعلوة» كذا في الأصل بمهملة، وفي شرح القاموس بغين معجمة. ونص القاموس في

مادة غلو: والغلواء، بالضم وفتح اللام ويسكن: الغلوّ وأَوّل الشباب وسرعته

كالغلوان بالضم.) شبابه، وعُنْفُوانِه، وقال غيره: في مَوْجةِ شَبابه،

بمعناه.

معج
: (مَعَجَ) السَّيْلُ (كَمَنَع) يَمْعَجُ: (أَسْرَعَ) . والمَعْجُ: سُرْعَةُ المَرِّ. ورِيجٌ مَعُوجٌ: سَريعةُ المَرِّ. قَالَ أَبو ذُؤيب.
تُكَرْكِرُه نَجْدِيّة وتَمُدُّه
مُسَفْسِفةٌ فَوْقَ التُّرابِ مَعُوجُ
(و) مَعَجَ (المُلْولَ) ، بالضّمّ، (فِي المُكْحُلَةِ) ، إِذا (حَرَّكَه) فِيهَا. (و) مَعَجَ: (جامَعَ) . يُقَال: مَعَجَ جاريَتَه يَمْعَجُهَا: إِذا نَكَحَها.
(و) مَعَجَ (الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه) يَمْعَجُه مَعْجاً: (لَهَزَه و) قَلَّبَ أَي (فَتَحَ فاهُ فِي نَواحِيه ليَسْتَمْكِنَ) ، وَفِي أَخرى: ليتمكَّن فِي الرَّضاع. وَقد رُوِيَ: مَغَجَ الفَصيل، بالإِعجام أَيضاً.
(والمَعْجُ: القِتالُ والاضْطرابُ) . وَفِي حديثِ معاويةَ (فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفرَّقَ لَهَا السُّفُنُ) ، أَي ماجَ واضظربَ.
(و) المَعْجَمَةُ، (بهاءٍ: العُنْفُوانُ) من الشَّباب. قَالَ عُقْبةُ بنُ غَزْوَانَ: فَعَلَ ذالك فِي مَعْجَةِ شَبَابِه، وغَلْوَةِ شَبَابِه، وعُنْفُوانِه. وَقَالَ غيرُه: فِي مَوْجَةِ شَبَابِهِ، بمعْنًى.
(والتَّمَعُّجُ: التَّلَوِّي والتَّثنِّي) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَعَجَ فِي الجَرْيِ يَمْعَج: تَفنَّنَ. وَقيل: المَعْجُ: أَن يَعْتَمِدَ الفَرُسُ على إِحْدَى عُضادَتَي العِنَانِ، مرَّةً فِي الشِّقّ الأَيمَنِ، ومرَّةً فِي الشِّقِّ الأَيسرِ.
وفَرَسٌ مِمْعَجٌ: كَثيرُ المَعْجِ؛ ومَعُوجٌ.
وحِمَارٌ مَعّاجٌ: يَسْتَنُّ فِي عَدْوِه يَميناً وشِمالاً.
ومَعَجَت النَّاقةُ مَعْجاً: سَارَتْ سَيْراً سَهْلاً؛ قَالَه ثَعْلَب. ومَعَجَ فِي سَيْرِه، إِذا سَار فِي كُلّ وَجْهٍ، وذالك من النَّشاط. ومَرَّ يَمْعَجُ: أَي (مَرَّ) مَرًّا سَهْلاً. وَقَالَ ابْن الأَثير: المَعْجُ: هُــبوبُ الرِّيحِ فِي لِينٍ. والرِّيحُ تَمْعَجُ فِي النَّباتِ: تَقْلِبهُ يَميناً وشِمالاً. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَو نَفْحَةٌ من أَعالِي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ
فِيهَا الصَّبَا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهُومُ

معج


مَعَجَ(n. ac. مَعْج)
a. Went quickly.
b. Went slowly; blew gently (wind).
c. [acc. & Fī], Stirred about in.
d. Lay with.

تَمَعَّجَa. Bent; went zigzag; curveted.

مَعْجa. Tumult; fight.
b. Slow walk.

مَعْجَةa. Bloom of youth.

مِمْعَجa. see 26
مَعُوْجa. Swift; mettlesome (horse).
مَعَّاْجa. see 26b. Driving (rain).
مَعِجْ (a. for
مَعِي ), With me.

عَصَفَ

(عَصَفَ)
فِيهِ «كَانَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيح» أَيِ اشتدَّ هُــبُوبــها. وريحٌ عَاصِف: شديدةُ الهُــبُوب. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

مصخ

(مصخ)
الشَّيْء مصخا انتزعه من جَوف شَيْء آخر واجتذبه
[مصخ] نه: فيه: لو ضربك "بأمصوخ" عيشومة لقتلك، الأمصوخ: خوص النمام وهو أضعف ما يكون.
[مصخ] الأُمْصوخة: خوصةُ الثُمامِ والنَصِيِّ. والجمع الأُمْصوخُ والأماصيخُ. ومَصَخْتُها وامْتَصَخْتُها، إذا انتزعتها منه وأخذتها.
مصخ المصخ اجتذابك الشيء عن جوف شيء آخر. وكل أنــبوبــة أمصوخة، تقول مصخته وامتصخته. والممصوخة من الغنم ما يكون ضرعها مسترخي الأصلكأنما امتصخت ضرتها. وامتصخت 124أالسيف استللته.

مصخ


مَصَخَ(n. ac. مَصْخ)
a. Pulled out; removed.

أَمْصَخَa. Put forth its leaves (plant).

تَمَصَّخَa. see I
إِمْتَصَخَa. see Ib. ( م) ['An], Became disunited from.
مُصَّاْخa. A certain plant.

أُمصُوْخَة (pl.
أُمْصُوَخ
&
أَمَاْصِيْخُ)
a. Sheath or coat ( of a plant ).
b. White pith.

مصخ: المَصْخ: اجتذابك الشيء عن جوف شيءٍ آخر. مصخ الشيءَ يمصَخُه

مَصْخاً وامْتَصَخه وتمصَّخه: جذبه من جوف شيء آخر. وامْتَصخ الشيءُ من الشيء:

انفصل.

والأُمْصوخَة: أُنــبوب الثُّمام؛ الليث: وضرب من الثمام لا ورق له إِنما

هي أَنابيب مركب بعضها في بعض، كل أُنــبوبــة منها أُمْصوخَة إِذا

اجتذبْتَها خرجت من جوف أُخرى، كأَنها عفاص أُخرج من المكحلة، واجتذابه المَصْخُ

والإِمْصاخ. وأَمْضَخ الثمامُ: خرجت أَماصيخُه، وأَحْجَن: خرجت حجنَته،

وكلاهما خوص الثمام؛ وقال أَبو حنيفة: الأُمصوخة والأُمصوخ كلاهما ما تنزعه

من النَّصيّ مثلَ القضيب؛ قال: والأُمْصُوخة أَيضاً شحمة البردي

البيضاء؛ وتمصَّخها: نزع لبها؛ والمُصُوخ: جُدُر الثُّمام بعد شهرين.

والأُمصوخة: خوصة الثمام والنَّصيّ، والجمع الأُمصوخ والأَماصيخ؛ ومصختها وامتصختها

إِذا انتزعتها منه وأَخذتها. وفي الحديث: لو ضربك بأُمصُوخِ عَيْشُومَةٍ

لَقَتَلَك؛ الأُمصوخ: خوص الثمام، وهو أَضعف ما يكون؛ قال الأَزهري:

رأَيت في البادية نباتاً يقال له المُصَّاخ والثُّدَّاءُ، له قشور بعضها فوق

بعض كلما قشرت أُمصوخة ظهرت أُخرى، وقشوره تقوِّي جيداً وأَهل هراة

يسمونه دليزاذ.

والمَصُوخة من الغنم: المسترخية أَصل الضرع.

التهذيب: المَصُوخة من الغنم ما كان ضرعها مسترخي الأَصل، كما

امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عن البطْن أَي انفصلت.

والمصخ: لغة في المسخ مضارعة.

مصخ

1 مَصَخَ, aor. ـَ (L,) inf. n. مَصْخٌ; and ↓ امتصخ and ↓ تمصّخ; (L, K;) He pulled away a thing (L, K) from the inside of another thing, (L,) and took it: (K:) and مَصَخَ and ↓ امتصخ he pulled away an أُمْصُوخَة of the kind of plant called ثُمَام, or of that called نَصِىّ, (S, L,) from within another امصوخة thereof, (L,) and took it: (S, L:) and ↓ تمصّخ he pulled out the white pith called امصوخة of the بَرْدِىّ. (AHn, L.) A2: مَصَخَ, inf. n. مَصْخٌ, a dial form of مَسَخَ, q. v. (L, K. *) 4 امصخ It (a plant of the kind called ثُمَام) put forth its أَمَاصِيخ [pl. of أُمْصُوخَة, q. v.] (K.) 5 تَمَصَّخَ see 1 in two places.7 إِمَّصَخَ, inf. n. إِمِّصَاخٌ, It (a child) became disunited from its mother; (K;) i. e., from the belly of its mother. (L, TA.) 8 امتصخ, It (a thing) became disunited from (عَنْ) another thing. (TA.) b2: See 1 in two places.

مَصُوخَةٌ A ewe or she-goat whose udder is flaccid at the base; (T, K;) as though it were disunited (امتصخت, i. e. انفصلت,) from the belly. (T, L.) مُصَّاخٌ A certain plant having coats (قُشُور) like the onion; (K;) of which Az says, I have seen, in the desert, a plant called مُصَّاخٌ and ئُدَّآءٌ having coats (قشور), one above another; whenever one peels off one أُمْصُوخة (or coat) there appears another; and its coats (قشور) are an excellent fuel: the people of Haráh (هراة) call it دليزاذ. (L.) أُمْصُوخَةٌ A sheath or coat, of a plant, enveloping, or surrounding, another sheath or coat, and the latter another, and so on: (T, L:) a خَوصَة of the kind of plant called ثُمَام, (S, K,) and of that called نَصِىّ; (S;) what is plucked from the نصىّ, like a rod; (AHn;) [i. e., a sheath of the ثمام or the نصىّ;] there is a species of the ثمام having no leaves properly so called, its leaves being sheaths (أَنَابِيب) set one into another, each sheath (أُنْــبُوبَــة) of which is called امصوخة, and when it is pulled away it comes forth from the inside of another, as though it were a stopper taken out from a vessel in which collyrium (كُحْل) is kept: (Lth:) pl. أُمْصُوخٌ and أَمَاصِيخُ: (S, K:) the former is a lexicological pl., [or rather a coll. gen. n., of which امصوخة is the n. un.,] and the latter is the proper pl. (TA.) b2: Also, The white pith of the بَرْدِىّ. (AHn.)
مصخ
: (المَصْخُ) لُغة فِي (المَسْخ. و) المَصْخ: (انتِزَاعُ الشَّيْءِ) واجتذابُه عَن جَوْفِ شيْءٍ آخرَ (وأَخْذُهُ) . مَصَخَ الشَّيْءَ يَمصَخُه مَصْخاً، (كالامتصاخ والتَّمصُّخ) ، امتصَخَه وتَمصّخَه: اجتذَبه.
(والأُمْصُوخَة) ، بالضّمّ: (: خُوصَةُ الثُّمَامِ) ، قَالَ اللَّيث: وضَرْبٌ من الثُّمَامِ لَا وَرَقَ لَهُ، إِنّمَا هِيَ أَنَابِيبُ مُرَكّب بعضْهَا فِي بعض، كلُّ أَنــبوبــةٍ مِنْهَا أُمصوخَةٌ، إِذا اجتذبتَها خَرَجَتْ من جَوْفِ أُخرَى، كأَنَّها عِفَاصٌ أُخْرِج من المُكحُلَة. (ج أُمْصُوخٌ) ، وَهُوَ الجمْعُ اللُّغَوي، (و) الجمعُ الحَقيقيّ (أَمَاصِيخُ) . وَقَالَ أَبو حنيفَة: الأُمصوخَة والأُمصوخُ، كِلَاهُمَا: مَا تَنْزِعه من النَّصِيّ مثْل القَضيب. قَالَ: والأُمْصُوخة أَيضاً: شَحْمَةُ البَرْدِيِّ البيضاءُ.
(وأَمْصَخَ) الثُّمام: (خَرَجَتْ أَمَاصِيخُه) . ومَصَخَها وامتَصَخَهَا، إِذا انتَزَع الأُمصوخةَ مِنْهَا وأَخذَهَا. وتَمَصَّخَ البَرْدِيَّ: نَزَعَ لُبَّهَا. وَفِي الحَدِيث: (لَو ضَرَبَكَ بأُمْصُوخِ عَيْشُومَةٍ لقَتَلَكَ) هُوَ خُوصُ الثُّمَام، وَهُوَ أَضعَفُ مَا يكون.
(والمَصُوخَةُ) من الغَنَم (: الشَّاةُ) الّتي (سْتَرْخَى أَصْلُ ضَرْعِهَا) كأَنّهَا امتُصِخَتْ ضَرتُهَا، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) .
(وكرُمَّانٍ: نَبَاتٌ) ، قَالَ الأَزهريّ: رأَيْت فِي البادِيَةِ نَبَاتاً يُقَال لَهُ المُصَّاخ والثُّدّاءُ (لخ قُشُورٌ كالبَصَلِ) بعضُهَا فوقَ بعضٍ، كلّما قَشرْتَ أُمصوخةً ظهَرَتْ أُخرَى، وقُشُورُه جَيّدة، وأَهل هَرَاةَ يُسمّونَه دليزَادْ (و) امتصخ الشَّيءُ عَن الشَّيْء: انْفَصل.
و (امَّصَخَ الوَلَدُ امِّصَاخاً: انفَصَلَ عَن) بطنِ (أُمِّه) .

النفح

(النفح) الْبرد ويقابله اللقح الْحر
النفح: هــبوب ريح الطّيب وَالضَّرْب بِالرجلِ يُقَال نفحت النَّاقة إِذا ضربت برجلها وَأَيْضًا الضَّرْب بِحَدّ الْحَافِر.

المحبة

المحبة: حالة لا يعبر عنها مقالة. وقيل استيلاء المحــبوب على السر واستهتار القلب بدائم الذكر. وقيل فناء في المحــبوب، وامتحان عند كل منسوب. وقيل استواء الحضور والغيبة، وارتفاع البعد والقرب.

الْفَتْوَى

(الْفَتْوَى) الْجَواب عَمَّا يشكل من الْمسَائِل الشَّرْعِيَّة أَو القانونية (ج) فتاو وفتاوى وَدَار الْفَتْوَى مَكَان الْمُفْتِي 
الْفَتْوَى: فِي السخاء وَالْكَرم. وَعند أَرْبَاب الْحَقَائِق أَن تُؤثر الْحق على نَفسك بالدنيا وَالْآخِرَة. ثمَّ اعْلَم أَن فتيا على وزن دنيا اسْم مَأْخُوذ من فتا بِالْفَتْح مصدر فَتى على وزن علم كَمَا أَن تقيا اسْم مَأْخُوذ من تقى وَالْفَتْوَى بِالْفَتْح لُغَة فِي فتيا كَمَا أَن تقوى لُغَة فِي تقيا وأصل فَتْوَى فتيا الْيَاء مَقْلُوبَة عَن الْوَاو للخفة. وَقَالَ بَعضهم إِن أفتى فرع فَتْوَى وفتوى فرع فتيا وفتيا فرع فتا مصدرا فافتا فرع الْمصدر بوسائط وَهَذَا الْفِعْل فِي الْمَزِيد من الْأَفْعَال المتصرفة يُقَال أفتى يُفْتِي إِفْتَاء واستفتى يستفتي استفتاء وَفِي الْمغرب أَن فَتْوَى مَأْخُوذ من فَتى وَمعنى فتيا حَادِثَة مُبْهمَة والافتاء تَبْيِين ذَلِك الْمُبْهم والاستفتاء السُّؤَال من الافتاء واشتقاقه اشتقاق صَغِير وَرُبمَا يمال فَتْوَى كَمَا يمال تقوى وَدَعوى وَيجْعَل حَرَكَة الْفَاء تَابِعَة لحركة الْوَاو فِي الْفَتْوَى لَا فِي التَّقْوَى وَالدَّعْوَى وَيكْتب الْألف فِي كلهَا على صُورَة الْيَاء لِأَن الْحَرْف الرَّابِع مَقْصُور إِلَّا وَقت الْإِضَافَة إِلَى الْمُضمر فَيُقَال فتواه ودعواه وتقواه بِخِلَاف فَتْوَى الْعلمَاء وَدَعوى الخصماء وتقوى الأتقياء وَجمع الْفَتْوَى فَتَاوَى بِفَتْح الْوَاو والمفتي من يبين الْحَوَادِث المبهمة. وَفِي الشَّرْع هُوَ الْمُجيب فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة. والنوازل الفرعية. أُولَئِكَ هم خير الْبَريَّة. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي الشريفية شرح السِّرَاجِيَّة فِي بَاب مقاسمة الْجد وَمن رسم الْمُفْتِي أَنه إِذا كَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فِي جَانب وصاحباه فِي جَانب كَانَ هُوَ مُخَيّرا فِي أَي الْقَوْلَيْنِ شَاءَ انْتهى.
ثمَّ اعْلَم أَن هَا هُنَا إشارات ولطائف: الأولى: إِن أفتا بِاعْتِبَار الثلاثي الْمُجَرّد من الْأَفْعَال الْغَيْر المتصرفة وَبِاعْتِبَار الْمَزِيد فِيهِ من الْأَفْعَال المتصرفة فَيَنْبَغِي للمفتي أَن لَا يتَصَرَّف فِي الْأُصُول والنصوص بِوَجْه من الْوُجُوه بل لَهُ جَوَاز التَّصَرُّف وَالِاخْتِيَار فِي الفرعيات والمستنبطات والمجتهدات. الثَّانِيَة: إِن أفتا مُتَعَدٍّ فَيَنْبَغِي أَن يكون علمه مُتَعَدِّيا إِلَى الْغَيْر. وَالثَّالِثَة: إِن أفتا من بَاب الْأَفْعَال وَهُوَ أول أَبْوَاب الْمَزِيد فَمن وصل إِلَى دَرَجَة الْإِفْتَاء لَهُ رَجَاء فتح أَبْوَاب الْمَزِيد. وَالرَّابِعَة: إِن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون ذَا فتوة فَإِن بَين الافتا والفتوة أخوة فَلَا يطْمع من المستفتي شَيْئا وَلَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الملال من كَثْرَة السُّؤَال. وَالْخَامِسَة: إِن أول أفتا وَآخره. ألف يُشِير أَن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون فِي الِابْتِدَاء والانتهاء متصفا بِوَصْف الاسْتقَامَة والصدق وَالْقِيَام بِأُمُور الدّين وَالْألف الْقطعِي الَّذِي فِي أَوله يُشِير أَن أول مَا وَجب على الْمُفْتِي هُوَ قطع الطمع. وَالسَّادِسَة: إِن عدد حُرُوف افتا وَهُوَ بِحِسَاب الْجمل أَربع مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ يُشِير أَن عدد كتب الْمُفْتِي فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع لَا يَنْفِي أَن يكون نَاقِصا عَنهُ. وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ بعد تفحص كتب ظَاهر الرِّوَايَة أَن عدد كتب الافتاء يصل إِلَى ذَلِك الْعدَد وَتلك الْكتب خَمْسَة صنفها الإِمَام مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى وأساميها فِي هَذَا الْبَيْت.
(مَبْسُوط وجامعين وزيادات باسير ... در ظَاهر الرِّوَايَة ايْنَ بنج رانكر)
وَالْمرَاد بالجامعين: الْجَامِع الصَّغِير وَالْجَامِع الْكَبِير. وَالسَّابِعَة: إِن حُرُوف افتا خَمْسَة تُشِير أَن للمفتي أَن يُلَاحظ أَحْكَام الْكتب الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة ويحفظ الْأَركان الْخَمْسَة الإسلامية. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن بَاب الْأَفْعَال أول أَبْوَاب الْمَزِيد لِأَن الْمَزِيد نَوْعَانِ مَا فِيهِ همزَة الْوَصْل وَمَا لَيست فِيهِ وَالْأَصْل هُوَ الثَّانِي لِأَنَّهُ لَا يسْقط فِيهِ حرف زَائِد من ماضيه لَا فِي الِابْتِدَاء وَلَا فِي الدرج. ثمَّ الأَصْل فِي ذَلِك الأَصْل بَاب الْأَفْعَال لِأَن الزَّائِد فِي أَوله حرف من مبدأ المخارج وَهِي الْهمزَة.
ثمَّ اعلموا أَيهَا الناظرون أَن هَا هُنَا فَوَائِد غَرِيبَة نافعة بالعبارة الفارسية فِي كتاب مُخْتَار الِاخْتِيَار كتبتها فِي هَذَا الْمقَام. لينْتَفع بهَا الْخَواص والعوام.
الْفَتْوَى: اعْلَم أَن الافتاء فرض كِفَايَة. أما فرض الْكِفَايَة قد يصبح فرض عين فِي وَقت يصبح من المتوجب والمتعين اعطاء على من كَانَ الافتاء عَلَيْهِ فرض كِفَايَة. وَفِي (الْكَشَّاف) أَن لُقْمَان الْحَكِيم كَانَ يُفْتِي قبل بعثة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، فَلَمَّا بعث دَاوُد ترك لُقْمَان الافتاء.
وَفِي الْكِفَايَة قَالَ إِن الْإِفْتَاء فرض كِفَايَة مثل الْقَضَاء، وَأدنى دَرَجَات فرض الْكِفَايَة هُوَ (الندبة) ، إِذا فالمندوب فِي أَمر الافتاء هُوَ من كَانَ أَهلا لذَلِك، لِأَن فِيهِ خطر عَظِيم لأجل ذَلِك هُوَ بَحر لَا يصل إِلَى شواطئه كل سابح. حَتَّى إِذا كَانَ هُوَ بِذَاتِهِ يُوصل النَّاس إِلَى بر السَّلامَة (ظهر الْمُفْتِي جسر جَهَنَّم) وَهِي إِشَارَة إِلَى أَن أَحْيَانًا هــبوب رِيحه يكون شَدِيدا: {مِنْهُ آيَات محكمات هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله} فتعصف الرّيح وتتلاطم أمواج الِاشْتِبَاه والأشكال وتتراكم وَلَا ترسو وَلَا تَسْتَقِر عِنْدهَا سفية الراسخين على شاطئ التَّوْفِيق الإلهي وَلَا تتحرك فلك الْمُجْتَهدين من دون انسياب نسيم الْفَيْض اللامتناهي. أما شَرط الافتاء فَهُوَ الْإِسْلَام وَالْعقل. وَالْبَعْض قَالَ. إِن شَرط الْإِفْتَاء هُوَ نَفسه شَرط الْقَضَاء أَي الْإِسْلَام وَالْعقل وَالْبُلُوغ وَالْعَدَالَة. وَهَذَا مَا يكون من أهل الِاجْتِهَاد. وَأما الصَّحِيح فَهُوَ أَن هَذَا شَرط الْكَمَال، وَأول الشَّرْط الصِّحَّة، وأهلية الِاجْتِهَاد شَرط الأولية، وَفِي صَحِيح الْمذَاهب فِي (الْفُصُول) جَاءَ إِجْمَاع الْعلمَاء، أَن من الْوَاجِب أَن يكون الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد من أجل أَنه هُوَ الَّذِي يبين أَحْكَام الشَّرْع هَذَا يكون مُمكنا عِنْدَمَا يكون عَالما بالدلائل الشَّرْعِيَّة.
قَالَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى، لَا يحل لأحد أَن يُفْتِي بقولنَا حَتَّى يعلم من أَيْن قُلْنَاهُ. وَفِي (الغياث) جَاءَ أَن معنى هَذَا الْكَلَام هُوَ أَن لَا يُقَاس على الْمَسْأَلَة من عِنْده مَا دَامَ هُوَ لَا يعلم من أَي وَجه أعْطى الإِمَام جَوَابه على الْمَسْأَلَة الأولى. وَجَاء فِي (الْمُلْتَقط) وَغَيره، وَلِأَن جَوَابه غَالب على خطائه، فَمن الْجَائِز لنا الْأَخْذ إِذا مَا أعْطى هُوَ الْفَتْوَى حَتَّى وَلَو لم يكن الْآخِذ من أهل الإجتهاد، وَلَكِن لَا يحل لَهُ أَن يُفْتِي إِلَّا عَن طَرِيق الرِّوَايَة عَن قَول الْفُقَهَاء.
قَالَ فِي (المفاتيح) وَيَنْبَغِي أَن يكون الْمُفْتِي عَاقِلا بَالغا عَالما باللغة والنحو وَالْأَحَادِيث الْمُتَعَلّقَة بِالْأَحْكَامِ والناسخ والمنسوخ وَالصَّحِيح والسقيم وَأَن يكون فَقِيه النَّفس عَالما بالتواريخ وسير الصَّحَابَة ومذاهب الْأَئِمَّة وأصول الْفِقْه. وَجَاء فِي شرح (الْقَدُورِيّ) أَن الإِمَام أَبُو يُوسُف رَحمَه الله فِي هَذَا الْمَعْنى قد أَخذ الْأَمر بِشدَّة وَقَالَ، لَا يصل أحد إِلَى إِعْطَاء الْفَتْوَى إِذا لم يكن من أهل الْعقل والرأي وَإِذا لَا يعرف أَحْكَام الْكتاب وَالسّنة والناسخ والمنسوخ وأقوال الصَّحَابَة وسيرهم ووجوه الْكَلَام، وَيظْهر من هَذِه الْأَقْوَال جَوَاز الْإِفْتَاء مَعَ الِاجْتِهَاد والتقليد مَعَ أَوْلَوِيَّة الأول.
أما الْآدَاب والمستحبات فِي ذَلِك هِيَ أَنه إِذا لم يكن الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد فليجب على الْفُرُوع فَذَلِك أسلم وأحوط، وَكَذَلِكَ أَن لَا يتجرأ على الافتاء استنادا إِلَى علمه وَيَقُول لقد أجازني علمي، لَكِن عَلَيْهِ أَن يلازم الْمُفْتِينَ وَيَأْخُذ الْإِجَازَة عَلَيْهِم حَتَّى يصبح على بَصِيرَة من أمره، قَالُوا وَإِن حفظ جَمِيع كتب أَصْحَابنَا فَلَا بُد أَن يتلمذ للْفَتْوَى حَتَّى يهتدى إِلَيْهِ. وَكَذَلِكَ لَا تقدم على الْجَواب قبل الْقِرَاءَة والمطالعة الجديدة والتأمل الطَّوِيل واجتنب الْمُبَادرَة والتعجيل فِي إِعْطَاء الْجَواب، حَتَّى إِذا وَقع الْخَطَأ عذرت وَمَسْأَلَة التَّحَرِّي فِي هَذَا الْمقَام هِيَ الدَّلِيل التَّام، ويروى عَن الإِمَام الْأَعْظَم رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه لم يجب على كثير من الْمسَائِل الَّتِي سُئِلَ عَنْهَا. وَلَا يجب الِالْتِفَات إِلَى إلحاح المستفتي، ويروى عَن أَبُو نصر رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه كَانَ يَقُول للَّذي يستفتيه ويلح عَلَيْهِ بِالْجَوَابِ وَيَقُول لَهُ أرد جَوَاب فقد أتيت من طَرِيق بعيد:
(فَلَا نَحن ناديناك من حَيْثُ جئتنا ... وَلَا نَحن عمينا عَنْك الذهبا)
وَكَذَلِكَ أَن تصبح ملولا من كَثْرَة السُّؤَال وَالْجَوَاب وَأَن لَا تُعْطِي جَوَابا وَأَنت مشتت الذِّهْن، فَإِذا أجبْت فَلَا تَدعِي الْجَواب لنَفسك وَتقول أَنا أَقُول إِن الحكم كَذَا وَأَنا أُفْتِي بِكَذَا وَغير ذَلِك بل قل بالرواية عَن الْعلمَاء هَكَذَا وَفِي الْكتاب الْفُلَانِيّ هَكَذَا.
وَكَذَلِكَ إِذا سُئِلَ عَن الْعِبَادَات صِحَّتهَا وفسادها وَوجه فَسَادهَا وصحتها، فاختر وَجه الْفساد، وَإِذا كَانَ السُّؤَال فِي الْمُعَامَلَات فاختر وَجه الصِّحَّة، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي (الْمُحِيط) وَفِي (الذَّخِيرَة) أَنه فِي هَذَا النَّوْع من الْمسَائِل فِي المعتقدات عَلَيْهِ أَن يخْتَار الْإِيمَان وَمهما أمكن أَلا يحكم بالْكفْر. وَأَيْضًا أَن لَا يَأْخُذ أجرا على الْإِفْتَاء نَفسه لِأَنَّهُ (طَاعَة) وَهَذِه الْمَسْأَلَة قد فصلناها فِي بَاب (الْأجر) ، وعَلى كل حَال فَإِن عدم أَخذ الْأجر فِي الْعِبَادَات أولى وَأَحْرَى لقَوْله تَعَالَى: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا} ، وَأَيْضًا إِذا سَأَلَهُ أحدهم عَن جَوَاب مَسْأَلَة فَلْيقل إِنَّه على قَول الإِمَام الْأَعْظَم جوابها هَكَذَا.
وَفِي بَاب السيوم من كتاب النِّكَاح لشيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده جَاءَ إِذا زوجت امْرَأَة بكر بَالِغَة شافعية الْمَذْهَب من رجل شَافِعِيّ أَو حَنَفِيّ ووالدها كَانَ غَائِبا، فَإِن هَذَا النِّكَاح يكون صَحِيحا، على الرغم من أَنه عِنْد الشَّافِعِي غير صَحِيح، لِأَن عِنْده يجب أَن يكون الزَّوْج وَالزَّوْجَة على الْمَذْهَب الشَّافِعِي، وعَلى الرغم من اعتقادنا أَن الشَّافِعِي فِي هَذِه الْمَسْأَلَة كَانَ على خطأ، إِلَّا أَن الْوَاجِب علينا أَن نعطي الْجَواب بغض النّظر عَمَّا هُوَ اعتقادنا فِي الْمَسْأَلَة. وَإِذا كَانَ السُّؤَال مَا هُوَ جَوَاب الشَّافِعِي على هَذِه الْمَسْأَلَة، فَالْوَاجِب أَن نقُول إِنَّهَا صَحِيحَة وَعند أبي حنيفَة كَذَا رَحمَه الله تَعَالَى، وَالله أعلم. وَإِذا كَانَ السُّؤَال عَن مسَائِل مؤيده (مصدقه) فَإِن على الْمُفْتِي فِيهَا (ديانَة لَا قَضَاء) مَا هُوَ حكم الدّيانَة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة. فَإِذا كَانَ الْجَواب مَكْتُوبًا فَيكْتب (لَيْسَ مُصدقا، بل قَضَاء) وَإِذا كَانَ الْجَواب شفويا فَيَقُول (مُصدق، وديانة لَيْسَ سليما) .
أَن لَا يُبَادر إِلَى الْجَواب فِي حُضُور شخص أعلم مِنْهُ، لَا تقريرا وَلَا تحريرا وَإِذا ورد عَلَيْهِ جَوَاب مفت آخر على مَسْأَلَة مَا وَيظْهر ان ذَلِك الْمُفْتِي قد أَخطَأ فَإِن ذَلِك الْمُفْتِي مَعْذُور فِي ترك الْجَواب ورد الْفَتْوَى إِذا مَا كَانَ مُجْتَهدا. أما إِذا كَانَ مَنْصُوص عَلَيْهِ فَهُوَ لَيْسَ مَعْذُورًا فِي الرَّد بل يحْتَفظ بِهِ أَو أَن يمزقه حَتَّى لَا يعْمل بِهِ.
وَقد أورد (كَمَال البياعي) أَنه فِي الْفَتَاوَى لَيْسَ مَعْذُورًا مُطلقًا فِي ردهَا إِذا علم بخطئه وَأدْركَ أَنه سيعمل بهَا.
وَإِذا وَردت عَلَيْهِ رقْعَة فِيهَا استفتاء لم يسْتَوْف الْقُيُود الأساسية لَهُ فَلَيْسَ لَهُ أَن لَا يُجيب عَلَيْهِ بل يُعِيدهُ للمستفتي حَتَّى يكمله، وَإِذا قَيده مَعَ التمَاس المستفتي فَإِنَّهُ غير سليم. وَعَلِيهِ أَن يُرَاعِي فِي الْقُيُود شُرُوط الإيجاز ويبتعد عَن الْأَطْنَاب وَكَذَلِكَ الحشو والتطويل، مِثَال الإيجاز: قَالَ زيد لِزَيْنَب كَذَا، وَمِثَال الْأَطْنَاب زيد الْحر والمكلف قَالَ لِزَيْنَب الْحرَّة والمكلفة كَذَا وَكَذَا. وَمِثَال الحشو زيد رجل ابْن عمر قَالَ لِزَيْنَب الْمَرْأَة وَابْنَة خَالِد كَذَا. وَمِثَال التَّطْوِيل زيد الْكَبِير فِي دَار الْإِسْلَام قَالَ على زَيْنَب الْكَبِيرَة فِي دَار الْإِسْلَام كلَاما نابيا وسبها. وَلَا يجب على الْكَلَام النابي حد الْقَذْف الَّذِي هُوَ عبارَة عَن ثَمَانِينَ جلدَة.
وَيجب أَن يحْتَرز من أَن يضر الْقَيْد بالمستفتي، وَأَن لَا يُعْطِيهِ الرقعة من دون اسْتِحْقَاق الْإِجَابَة أَو أَن يكون مشعرا بالحيلة والالتباس. وَإِذا كَانَت الْمَسْأَلَة من الخلافات الَّتِي لَهَا أَكثر من قَول فيعطي الْفَتْوَى على إِحْدَى الْأَقْوَال والطريقة فِي ذَلِك أَن يعلم أَنه فِي هَذِه الْحَادِثَة لَا تُوجد رِوَايَة أُخْرَى تنقض الْفَتْوَى، حَتَّى لَا يطعن بِهِ ويتهم لَدَى الْعَامَّة. وَأَن يجْتَنب مُطلقًا تَعْلِيم الْحِيَل والتلبيس حَتَّى لَا يسْتَحق الْحجر وَالْمَنْع، وَقَالَ الإِمَام الْأَعْظَم رَحمَه الله أَن الْحجر لَا يجوز إِلَّا على ثَلَاثَة وعد الْمُفْتِي الماجن من ضمنهم. وَجَاء فِي (الذَّخِيرَة) وَقد أَمر أَن تستر عَورَة الْمُرْتَد عَن الْإِسْلَام لِأَن زَوجته قد حرمت عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أصبح كَافِرًا، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا.
وَجَاء فِي (جَوَاهِر الْفَتَاوَى) وكل مفتي حَنَفِيّ يَأْمر مُطلقَة بِالثَّلَاثَةِ أَن تنقل مذهبها إِلَى الْمَذْهَب الشَّافِعِي وتقر أَن نِكَاحهَا كَانَ بَاطِلا بِسَبَب كَونهَا من دون ولي من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان أَن يزجره ويمنعه. وَقد قَالَ صَاحب (الْجَوَاهِر) لقد أستفتي أَئِمَّة بخارا عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فَكَانَت إجاباتهم على هَذَا النَّحْو. أجَاب الإِمَام ظهير الدّين المرغيناني بعد قَول المستفتي كَانَ من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان زَجره وَمنع هَذَا الْمُفْتِي وتعزيزه وَالله أعلم، وَعَن أَئِمَّة السّلف، سُئِلَ عَن مثل هَذِه الْمَسْأَلَة فَأجَاب، أعتقد هَذَا رجل خرج من دنيا الْإِيمَان وَالله العاصم. وَالْقَاضِي الإِمَام فَخر الدّين حُسَيْن بن مَنْصُور الأوزجندي أجَاب بِمثل ذَلِك وَالله أعلم. أما الإِمَام قوام الدّين الصفار فَأجَاب لَا يجب أَن يفعل وَإِن فعل فَذَلِك لَيْسَ حَلَالا. وعَلى سُلْطَان الْوَقْت أَن يزجره وَأَن يحْجر على هَذَا الْمُفْتِي وَألا يفعل مثل ذَلِك. وَلَيْسَ سليما من الْمُفْتِي أَن يقبل الْهَدِيَّة وَلَكِن إِذا قبل الْهَدِيَّة بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ هُوَ أقرب للْحلّ وَأبْعد عَن الرِّشْوَة.
يَقُول شيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده إِذا جَاءَ المستفتي بهدية إِلَى الْمُفْتِي بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ فَلَا عيب فِي قبُولهَا.
وَيجب عَلَيْهِ أَن يحْتَاط كثيرا فِي أُمُور الْفرج بِقدر الِاسْتِطَاعَة كَمَا جَاءَ فِي (الْمُحِيط) ، وَأَن يذيل الرِّوَايَة بِلَفْظ (هُوَ الْأَصَح) أَو (هُوَ الأولى) أَو (هُوَ الْأَيْسَر) أَو (افتى بِهِ فلَان) أَو (بِهِ أَخذ فلَان) أَو (عَلَيْهِ فَتْوَى فلَان) أَو (مَا فِي هَذَا الْمَعْنى) وَيجوز للمفتي أَن يُفْتِي اعْتِمَادًا على الرِّوَايَات بِمَا خَالف ذَلِك. أما إِذا كَانَت الرِّوَايَة مذيلة بِلَفْظ (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) أَو (هُوَ الصَّحِيح) أَو (هُوَ الْمَأْخُوذ للْفَتْوَى) أَو (بِهِ يُفْتِي) وَمَا شابه ذَلِك، فَلَا يجوز عِنْدهَا للمفتي أَن يُفْتِي بِخِلَاف ذَلِك. وَقد جَاءَ فِي (الْمُضْمرَات) بعض عَلَامَات الْفَتْوَى هِيَ: (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) _ بِهِ نَأْخُذ _ بِهِ يعْتَمد _ عَلَيْهِ الِاعْتِمَاد _ عَلَيْهِ عمل النَّاس الْيَوْم _ عَلَيْهِ عمل الِاعْتِمَاد _ هُوَ الصَّحِيح _ هُوَ الظَّاهِر _ هُوَ الْأَظْهر _ هُوَ الْمُخْتَار _ عَلَيْهِ فَتْوَى مَشَايِخنَا _ هُوَ الْأَشْبَه _ هُوَ الْأَوْجه. وَفِي حَاشِيَة (بزدوي) أَن لفظ (الْأَصَح) يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا، أما لفظ (صَحِيح) فَلَا يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا:
(انْظُر أَيهَا الْقلب كم هِيَ شُرُوط الافتاء عِنْد الْمُجْتَهدين ... )
(وَلَكِن فِي عصرنا فَإِن للمفتي حكم العنقاء والكيمياء ... )
وَمن الحرمان والخسران أنني قضيت مُدَّة من عمري الْعَزِيز فِي طلب هَذِه الطَّائِفَة فَلم أجد إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُم الَّذين يتحلون بِهَذِهِ الصِّفَات، ولأنني حرمت من تَحْقِيق مقصودي فقد رَأَيْت كثيرا من الَّذين لَا علم لَهُم وَلَا عمل ويتصدون لهَذَا الْأَمر الْجَلِيل عَن جهل وَعدم الدّين فأنشدت قصيدة من ثَلَاثِينَ بَيْتا:
(قيل الْآن كَانَ مفتي كل مَدِينَة ... على اطلَاع على الْعُلُوم الدِّينِيَّة)
(وَكَانُوا من سالكي طَرِيق الله ... وَمن وارثي علم الْمُصْطَفى)
(وَكَانَ علمهمْ دستورا قبل حلمهم ... عُلَمَاء فِي الْعلم وحلمهم عَامر ومعمور) (تنير الدُّنْيَا من نور علمهمْ ويتضوع ... الْعَالم من عطر زهورهم)
(طويتهم نور تحرق الظلمَة وَلَكِن ... علمهمْ بِنَاء وَدينهمْ ثَابت)
(أقلامهم تسطر علم الْغَيْب ... ورسم توقيعهم بَرِيء من الْعَيْب)
(كل وَاحِد مِنْهُم فِي صفائه كَأَنَّهُ صوفي ... وَالثَّانِي أَبُو حنيفَة الْكُوفِي)
(سعيت سنوات عدَّة من أجل اكْتِسَاب ... الْكَمَال جادا وجاهدا)
(فدرست علم النَّحْو وَالصرْف ورأينا ... الْمنطق وَالْحكمَة وَالْبَيَان)
(وَبعد أَن أنفقت السنوات فِي هَذِه الْعُلُوم ... اتجهت إِلَى علم الْأُصُول)
(فَأَصْبَحت مَشْهُورا بَين الْخَاصَّة والعامة ... فِي علم الْأُصُول والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْكَلَام)
(بعد ذَلِك اتجهت لعلم الْفِقْه ... وقضيت السنوات فِي ممارسته)
(وَمُدَّة أُخْرَى سرا وجهرا كنت ... تركض وَرَاء الأساتذة)
(وَلما أَصبَحت فِي الدُّنْيَا صَاحب علم الْعلم ... فَجعلت من الْعلم أفضل من الْعَمَل)
(وَإِذا لم يبْق من الْمَرْء عَلامَة وَاسم ... فَلَا أثر لَهُ فِي هَذِه الدُّنْيَا)
(من هُوَ الْمُفْتِي فِي هَذِه الْأَيَّام ... أشخص جَاهِل بعيد عَن النّسَب وحسبه عاطل)
(لَك كل مَا أردْت من الفضول وَعدم الْمَعْنى ... فَهُوَ لَا يعرف من الْجَهْل الْمَوْجُود من عَدمه)
(يَقُولُونَ إِن الْحق وبال ... وَالدَّم الْحَرَام حَلَال)
وَهَكَذَا حَتَّى الآخر.

علم السحر

علم السحر
هو: علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأشياء خفية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون: هو ما خفي سببه وصعب استنابطه لأكثر العقول.
وحقيقته: كل ما سحر العقول وانقادت إليه النفوس بخدعة وتعجب واستحسان فتميل إلى إصغاء الأقوال والأفعال الصادرة عن الساحر.
فعلى هذا التقدير هو: علم باحث عن معرفة الأحوال الفلكية وأوضاع الكواكب وعن ارتباط كل منها مع الأمور الأرضية من المواليد الثلاثة على وجه خاص ليظهر من ذلك الارتباط والامتزاج عللها وأسبابها وتركيب الساحر في أوقات المناسبة من الأوضاع الفلكية والأنظار الكوكبية بعض المواليد ببعض فيظهر ما جل أثره وخفي سببه من أوضاع عجيبة وأفعال غريبة تحيرت فيها العقول وعجزت عن حل خفاها أفكار الفحول.
أما منفعة هذا: العلم فالاحتراز عن عمله لأنه محرم شرعا إلا أن يكون لدفع ساحر يدعي النبوة فعند ذلك يفترض وجود شخص قادر لدفعه بالعمل ولذلك قال بعض العلماء:
إن تعلم السحر فرض كفاية وإباحة الأكثرون دون عمله إلا إذا تعين لدفع المتنبي.
واختلف الحكماء في طرق السحر:
فطريق الهند: بتصفية النفس وطريق النبط: بعمل العزائم في بعض الأوقات المناسبة.
وطريق اليونان: بتسخير روحانية الأفلاك والكواكب.
وطريق العبرانيين والقبط والعرب: بذكر بعض الأسماء المجهولة المعاني فكأنه قسم من العزائم زعموا أنهم سخروا الملائكة القاهرة للجن. فمن الكتب المؤلفة في هذا الفن: الإيضاح للأندلسي والبساطين لاستخدام الأنس وأرواح الجن والشياطين وبغية الناشد ومطلب القاصد على طريقة العبرانيين والجمهرة أيضا ورسائل أرسطو إلى الإسكندر وغاية الحكيم للمجريطي وكتاب طيماؤس وكتاب الوقوفات للكواكب على طريقة اليونانيين وكتاب سحر النبط لابن وحشية وكتاب العمي على طريقة العبرانيين ومرآة المعاني في إدراك العالم الإنساني على طريقة الهند انتهى ما في كشف الظنون
وفي تاريخ ابن خلدون علم السحر والطلسمات هو: علم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو: السحر والثاني: هو الطلسمات.
ولما كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر ولما يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره كانت كتبها كالمفقود بين الناس إلا ما وجد في كتب الأمم الأقدمين فيما قبل نبوة موسى عليه السلام مثل: النبط والكلدانيين فإن جميع من تقدمه من الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاؤوا بالأحكام إنما كانت كتبهم مواعظ توحيد الله وتذكير بالجنة والنار وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم وكان لهم فيها التأليف والآثار ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل:
الفلاحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل: مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرهم.
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص على زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التآليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات فلخص جميع تلك الكتب وهذبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه غاية الحكيم ولم يكتب أحد في هذا العلم بعده ولنقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر وذلك أن النفوس البشرية وإن كانت واحدة بالنوع فهي مختلفة بالخواص وهي أصناف كل صنف مختص بخاصية واحدة بالنوع لا توجد في الصنف الآخر وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها.
فنفوس الأنبياء عليهم السلام لها خاصية تستعد بها للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكة عليهم السلام عن الله - سبحانه وتعالى - كما مر وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية.
فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوى شيطانية وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر.
والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثة يأتي شرحها:
فأولها: المؤثرة بالهمة فقط من غير إله ولا معين وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة: السحر.
والثاني: بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه: الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث: تأثير في القوى المتخيلة يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكات وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسن من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك كما يحكي عن بعضهم أنه يرى البساتين والأنهار والقصور وليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة هذا تفصيل مراتبه.
ثم هذه الخاصية تكون في الساحرة بالقوة شأن القوى البشرية كلها وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهه إلى غير الله وسجود له والوجهة إلى غير الله كفر فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت ولهذا اختلف الفقهاء في قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالإفساد وما ينشأ عنه من الفساد في الأكوان والكل حاصل منه.
ولما كانت المرتبتان الأوليان من السحر لهما حقيقة في الخارج والمرتبة الأخيرة الثالثة لا حقيقة لها اختلف العلماء في السحر هل هو حقيقة أو إنما هو تخييل؟
فالقائلون بأن له حقيقة: نظروا إلى المرتبتين الأوليين.
والقائلون بأن لا حقيقة له: نظروا إلى المرتبة الثالثة الأخيرة فليس بينهم اختلاف في نفس الأمر بل إنما جاء من قبل اشتباه هذه المراتب والله أعلم.
واعلم أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكرناه وقد نطق به القرآن قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} .
وسحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله وجعل سحره في مشط ومشاقة وجف طلعة ودفن في بئر ذروان فأنزل الله عز وجل عليه في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} .
قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرأ على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت.
وأما وجود السحر في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط والسريانيون فكثير ونطق به القرآن وجاءت به الأخبار
وكان للسحر في بابل ومصر زمان بعثه موسى عليه السلام أسواق نافقة ولهذا كانت معجزة موسى من جنس ما يدعون ويتناغون فيه وبقي من آثار ذلك في البرابي بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك ورأينا بالعيان من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحلوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق
ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارا للعزيمة ولتلك البنية والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر.
وشاهدنا أيضا من المنتحلين للسحر عمله من يشير إلى كساء أو جلد ويتكلم عليه في سره فإذا هو مقطوع مترف ويشير إلى بطون الغنم كذلك في مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها إلى الأرض.
وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع ميتا وينقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد من حــبوبــها شيء.
وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب فيمطر الأرض المخصوصة.
وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة وهي رك رف د أحد العددين مائتان وعشرون والآخر مائتان وأربعة وثمانون.
ومعنى المتحابة: أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها إذا جمع كان مساويا للعدد الآخر صاحبه فيسمى لأجل ذلك: المتحابة.
ونقل أصحاب الطلسمات: أن لتلك الأعداد أثرا في الإلفة بين المتحابين واجتماعهما إذا وضع لهما مثالان أحدهما بطالع الزهرة وهي في بيتها أو شرفها ناظرة إلى القمر نظر مودة وقبول ويجعل طالع الثاني سابع الأول ويضع على أحد التمثالين أحد العددين والآخر على الآخر ويقصد بالأكثر الذي يراد ائتلافه أعني المحــبوب ما أدري الأكثر كمية أو الأكثر أجزاء فيكون لذلك من التأليف العظيم بين المتحابين ما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر قاله صاحب الغاية وغيره من أئمة هذا الشأن وشهدت له التجربة.
وكذا طابع الأسد ويسمى أيضا: طابع الحصى وهو أن يرسم في قالب هذا الطابع صورة أسد شائلا ذنبه عاضا على حصاة قد قسمها بنصفين وبين يديه صورة حية منسابة من رجليه إلى قبالة وجهه فاغرة فاها إلى فيه وعلى ظهره صورة عقرب تدب ويتحين برسمه حلول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد بشرط صلاح النيرين وسلامتهما من النحوس فإذا وجد ذلك وعثر عليه طبع في ذلك الوقت في مقدار المثقال فما دونه من الذهب وغمس بعد في الزعفران محلولا بماء الورد ورفع في خرقة حرير صفراء فإنهم يزعمون أن لممسكه من العز على السلاطين في مباشرتهم وخدمتهم وتسخيرهم له ما لا يعبر عنه وكذلك السلاطين فيه من القوة والعز على من تحت أيديهم ذكر ذلك أيضا أهل هذا الشأن في الغاية وغيرها وشهدت له التجرية.
وكذلك وفق المسدس المختص بالشمس ذكروا أنه يوضع عند حلول الشمس في شرفها وسلامتها من النحوس وسلامة القمر بطالع ملوكي يعتبر فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة وقبول ويصلح فيه ما يكون في مواليد الملوك من الأدلة الشريفة ويرفع خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس في الطيب فزعموا أنه له أثرا في صحابة الملوك وخدمتهم ومعاشرتهم وأمثال ذلك كثيرة.
وكتاب الغاية لمسلمة بن أحمد المجريطي هو مدون هذه الصناعة وفيه استيفاؤها وكمال مسائلها. وذكر لنا1 أن الإمام الفخر بن الخطيب وضع كتابا في ذلك وسماه: بالسر المكتوم وإنه بالمشرق يتداوله أهله ونحن لم نقف عليه والإمام لم يكن من أئمة هذا الشأن فيما نظن ولعل الأمر بخلاف ذلك وبالمغرب صنف من هؤلاء المنتحلين لهذه الأعمال السحرية يعرفون بالبعاجين وهم الذين ذكرت أولا أنهم يشيرون إلى الكساء أو الجلد فيتخرق ويشيرون إلى بطون الغنم بالبعج فتنبعج ويسمى أحدهم لهذا العهد باسم: البعاج لأن أكثر ما ينتحل من السحر بعج الأنعام يرتب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها وهم متسترون بذلك في الغاية خوفا على أنفسهم من الحكام لقيت منهم جماعة وشاهدت من أفعالهم هذه بذلك وأخبروني أن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية وإشراك روحانيات الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الخزيرية يتدارسونها وإن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم وإن التأثير الذي لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المتاع والحيوان والرقيق يعبرون عن ذلك بقولهم: إنما انفعل فيما تمشي فيه الدراهم أي: ما يملك ويباع ويشترى من سائر الممتلكات هذا ما زعموه وسألت بعضهم فأخبرني به.
وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك هذا شأن السحر والطلسمات وآثارهما في العالم
فأما الفلاسفة ففرقوا بين السحر والطلسمات بعد أن أثبتوا أنهما جميعا أثر للنفس الإنسانية واستدلوا على وجود الأثر للنفس الإنسانية بأن لها آثارا في بدنها على غير المجرى الطبعي وأسبابه الجسمانية بل آثار عارضة من كيفيات الأرواح تارة كالسخونة الحادثة عن الفرح والسرور من جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم فإن الماشي على حرف حائط أو على حبل منتصب إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك ولهذا تجد كثيرا من الناس يعودون أنفسهم ذلك حتى يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يمشون على حرف الحائط والحبل المنتصب ولا يخافون السقوط فثبت أن ذلك من آثار النفس الإنسانية وتصورها للسقوط من أجل الوهم وإذا كان ذلك أثرا للنفس في بدنها من غير الأسباب الجسمانية الطبيعية فجائز أن يكون لها مثل هذا الأثر في غير بدنها إذ نسبتها إلى الأبدان في ذلك النوع من التأثير واحدة لأنها غير حالة في البدن ولا منطبعة فيه فثبت أنها مؤثرة في سائر الأجسام.
وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلسمات فهو: أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المنجمون.
ويقولون: السحر اتحاد روح بروح. والطلسم: اتحاد روح بجسم.
ومعناه عندهم: ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية.
والطبائع العلوية هي: روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في غالب الأمر بالنجامة.
والساحر عندهم: غير مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك الجبلة المختصة بذلك النوع من التأثير.
والفرق عندهم بين المعجزة والسحر أن المعجزة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو مؤيد بروح الله على فعله ذلك والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال.
فبينهما الفرق في المعقولية والحقيقة والذات في نفس الأمر وإنما نستدل نحن على التفرقة بالعلامات الظاهرة وهي: وجود المعجزة لصاحب الخير وفي مقاصد الخير وللنفوس المتمحضة للخير والتحدي بها على دعوى النبوة والسحر إنما يوجد لصاحب الشر وفي أفعال الشر في الغالب من التفريق بين الزوجين وضرر الأعداء وأمثال ذلك وللنفوس المتمحضة للشر
هذا هو الفرق بينهما عند الحكماء الإلهيين وقد يوجد لبعض المتصوفة وأصحاب الكرامات تأثير أيضا في أحوال العالم وليس معدودا من جنس السحر وإنما هو بالإمداد الإلهي لأن طريقتهم ونحلتهم من آثار النبوة وتوابعها ولهم في المدد الإلهي حظ على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكلمة الله وإذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر فلا يأتيها لأنه متقيد فيما يأتيه ويذره للأمر الإلهي فما لا يقع لهم فيه الإذن لا يأتونه بوجه ومن أتاه منهم فقد عدل عن طريق الحق وربما سلب حاله.
ولما كانت المعجزة بإمداد روح الله والقوى الإلهية فلذلك لا يعارضها شيء من السحر وانظر شأن سحرة فرعون مع موسى في معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا يأفكون وذهب سحرهم واضمحل كأن لم يكن وكذلك لما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرؤها على عقدة من العقد التي سحر فيها إلا انحلت فالسحر لا يثبت مع اسم الله وذكره.
وقد نقل المؤرخون أن زركش كاويان وهي راية كسرى كان فيه الوفق المئيني العددي منسوجا بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم وهو الطلسمات والأوفاق مخصوص بالغلب في الحروب وإن الراية التي يكون فيها أو معها لا تنهزم أصلا إلا أن هذه عارضها المدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتمسكهم بكلمة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت وبطل ما كانوا يعملون.
وأما الشريعة فلم تفرق بين السحر والطلسمات وجعلتهما بابا واحدا محظورا لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا وما لا يهمنا في شيء منهما فإن كان فيه ضرر ونوع ضرر كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع يلحق به الطلسمات لأن أثرهما واحد وكالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله تعالى فيكون حينئذ ذلك الفعل محظورا على نسبته في الضرر وإن لم يكن مهما علينا ولا فيه ضرر فلا أقل من أن تركه قربة إلى الله فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات والشعوذة بابا واحدا لما فيها من الضرر وخصته بالحظر والتحريم.
وأما الفرق عندهم بين المعجزة والسحر: فالذي ذكره المتكلمون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه قالوا: والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه وقوع المعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذبا وهو محال فإذا لا تقع المعجزة مع الكاذب بإطلاق.
وأما الحكماء: فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بين الخير والشر في نهاية الطرفين فالساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر فكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهم والله يهدي من يشاء وهو القوي العزيز لا رب سواه.
ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين.
والفرق بينها وبين التأثيرات وإن كان منها ما لا يكتسب أن صدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدروها لا نفس صدروها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره عنه والله أعلم بما في الغيوب ومطلع على ما في السرائر انتهى كلام ابن خلدون ومن عينه نقلت هنا وفي كل موضع من هذا الكتاب والله تعالى الموفق للحق والصواب.

كوع

كوع



كُوعٌ The extremity of the radius, or bone of the fore-arm, next the thumb: (S, Msb, K:) or the protuberance formed thereby.
(كوع) فلَان كوعا عظم كوعه ويبس رسغه وَأَقْبَلت إِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى فَهُوَ أكوع وَهِي كوعاء
كوع: كوّع: اتكأ، استند إلى، ارتفق (بوشر).
كوع: مرفق وجمعه كيعان (بوشر، همبرت 4).
مكاوع: (اسم جمع): Pedes saitatorii gryllorum ( نيبور ب 38).
ك و ع

رجل أكوع، وبه كوع وهو خروج الكوع. وفلان لا يفرق بين الكوع والكرسوع، الكوع: من ناحية الإبهام، والكرسوع: من ناحية الخنصر.
(ك و ع) : (الْكَوَعُ) أَنْ يَعْظُمَ الْكُوعُ وَهُوَ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ وَقِيلَ الْتِوَاؤُهُ وَقِيلَ يُبْسٌ فِي الرُّسْغَيْنِ وَإِقْبَالُ إحْدَى الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى.

كوع


كَوِعَ(n. ac. كَوَع)
a. Had prominent wristbones.

كَوَّعَ
a. [acc. & Bi], Broke the wrist of .... with ( the
sword ).
b. [ coll. ], Stanched, stopped the
bleeding of ( a wounded limb ).
تَكَوَّعَa. Was dislocated (hand).
b. [ coll. ], Pass. of
II (b).
كَاعa. see 3
كُوْع (pl.
أَكْوَاْع)
a. Wrist-bone. —
b. [ coll. ], Elbow.
أَكْوَع [] (pl.
كُوْع)
a. Broken-wristed.
ك و ع: (الْكُوعُ) وَ (الْكَاعُ) طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ. وَ (كَاعَ) عَنِ الشَّيْءِ مِنْ بَابِ بَاعَ وَيَكَاعُ أَيْضًا لُغَةٌ فِي (كَعَّ) عَنْهُ يَكِعُّ بِالْكَسْرِ إِذَا هَابَهُ وَجَبُنَ عَنْهُ. 
[كوع] الكوعُ والكاعُ: طرف الزَنْد الذي يلي الإبهام. يقال: " أحمقُ يَمْتَخِطُ بكوعه ". والأَكْوَعُ: المعوجُّ الكوع. وامرأة كوعاء بينة الكوع. وكاع الكلبُ يَكوعُ، أي مشى على كوعه في الرَمل من شدَّة الحر.
كوع
الكَوْعُ والكَاعُ: طَرَفا الزَّنْدَيْنِ في الذِّراع، فالكُوْعُ يَلي الإِبْهَام، والكَاعُ يَلي الخِنْصِرَ، كالكُرْ سُوْع. فإذا عَظُمَ قيل: رَجُلٌ أَكْوَعُ، والمَصْدَرُ: الكَوَعُ. والكَوَعُ - أيضاً -: يُبْسٌ في الرُّسْغَيْنِ وإقْبالُ احدى اليَدَيْنِ على الأُخْرى. وكَاعَ العَقِيْرُ: كَاسَ. وتَكَوَّعَ في الشَّوْك: مَالَ على هذه الرِّجْلِ مَرَّةً وعلى هذه أخْرى. وكَوَّعْتُه: شِبْهُ أشْلَلْتُه. والأكْوَعُ: اسْمُ رَجُلٍ.
[كوع] فيه: فسحروه "فتكوعت" أصابعه، الكوع بالحركة أن يعوج اليد من قبل الكوع، وهو رأس اليد مما يلي الإبهام، والكرسوع رأسه مما يلي الخنصر، كوعت يده وتكوعت وكوعه: صير أكواعه معوجة. در: والرجل أكوع. ج: غسلهما إلى الكوعين، هو موصل ما بين الزند والكف. ش: والمكاع كالكوع. نه: وفي ح سلمة: يا ثكلته أمه "أكوعه" بكرة، أي أنت الأكوع الذي كان يتعبنا من بكرة اليوم لأنه كان أول ما لحقهم صاح بهم: أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا: أنت الذي كنت معنا بكرة، قال: نعم، أنا أكوعك بكرة، الزمخشري: قال المشربكرة أكوعه، يعنون أن سلمة بكر أبيه الأكوع. ن: أكوعه برفع عين، وبكرة- بالنصب بلا تنوين، لأنه أراد معينة.
(ك وع)

الكاعُ والكُوعُ: طرف الزَّنْد الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام. وَقيل: هُوَ من الْإِبْهَام إِلَى الزند. وَقيل: هما طرفا الزندين فِي الذِّرَاع.

والكُوعُ: الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام.

والكَاعُ: الَّذِي يَلِي الْخِنْصر وَجَمعهَا أكوَاعٌ.

وَرجل أكْوَعُ: عَظِيم الكُوع، وَقد كَوعَ كَوَعا. وكَوَّعَه: ضربه وصيره معوج الأكْوَاعِ.

وكاعَ الْكَلْب يَكُوعُ: مَشى فِي الرمل وتمايل على كُوعِهِ.

وكاعَ كَوْعا: عُقِر فَمشى على كُوعه لِأَنَّهُ لَا يقدر على الْقيام.

والكَوَعُ: يبس الرسغين وإقبال إِحْدَى الْيَدَيْنِ على الْأُخْرَى.

وبعير أكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يَابسا الرسغين.

والأكُوَعُ: اسْم رجل.
ك و ع : الْكُوعُ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ وَالْجَمْعُ أَكْوَاعٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْكَاعُ لُغَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكُوعُ طَرَفُ الْعَظْمِ الَّذِي يَلِي رُسْغَ الْيَدِ الْمُحَاذِيَ لِلْإِبْهَامِ وَهُمَا عَظْمَاتُ مُتَلَاصِقَانِ فِي السَّاعِدِ أَحَدُهُمَا أَدَقُّ مِنْ الْآخَرِ وَطَرَفَاهُمَا يَلْتَقِيَانِ عِنْدَ مَفْصِلِ الْكَفِّ فَاَلَّذِي يَلِي الْخِنْصِرَ يُقَالُ لَهُ الْكُرْسُوعُ وَاَلَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ يُقَالُ لَهُ الْكُوعُ وَهُمَا عَظْمَاتُ سَاعِدِ الذِّرَاعِ وَيُقَالُ فِي الْبَلِيدِ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُوعِ وَالْكُرْسُوعِ وَالْكَوَعُ بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ اعْوِجَاجُ الْكُوعِ وَقِيلَ هُوَ إقْبَالُ الرُّسْغَيْنِ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: كَوِعَ كَوَعًا أَقْبَلَتْ إحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى أَوْ عَظُمَ كُوعُهُ فَالرَّجُلُ أَكْوَعُ وَبِهِ لَقَبٌ وَمِنْهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَاسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانٌ وَالْأُنْثَى كَوْعَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ. 
كوع
كوِعَ يَكوَع، كَوَعًا، فهو أكوعُ
• كوِع الشّخصُ:
1 - عظُم كُوعُه.
2 - أقبلت إحدى يديه على الأخرى. 

تكوَّعَ يتكوّع، تكوُّعًا، فهو مُتكوِّع
• تكوَّع الشَّيءُ: اعوجّ "تكوَّع الطريقُ: انحنى ومال- تكوَّعتِ الماسورةُ/ يدُه" ° تكوَّع الرَّجلُ: نام. 

أكْوَعُ [مفرد]: ج كُوعٌ، مؤ كَوْعاءُ، ج مؤ كَوْعات وكُوعٌ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كوِعَ: عظيم الكوع.
2 - من تعوَّجت يدُه من قِبل الكُوع. 

كَوَع [مفرد]: مصدر كوِعَ. 

كُوع [مفرد]: ج أكْواع وكِيعان:
1 - (شر) طرَفُ الزنْدِ، رأس الساعد الذي يلي الإبهام، مذكّر ولا يؤنّث "في
 الوضوء غسل اليديْن إلى الكوعين" ° لا يَعْرف كُوعَهُ من بُوعه: جاهل بالأمور.
2 - عَطْفة، ثنية "كُوع أُنْــبوب/ غليون/ بندقيَّة/ ماسورة". 

كوع: الكاعُ والكُوعُ: طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ، وقيل: هو

من أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ، وقيل: هما طرفا الزندين في الذراع

الكوع الذي يلي الإِبهام، والكاعُ: طرَفُ الزند الذي يلي الخِنْصِر، وهو

الكُرْسُوعُ، وجمعها أَكْواعٌ. قال الأصمعي: يقال كاعٌ وكُوعٌ في اليد. ورجل

أَكْوَعُ: عظيمُ الكُوعِ، وقيل مُعْوَجُّه؛ قال الشاعر:

دَواحِسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا

والمصدر الكَوَعُ، وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ. وفي حديث ابن عمر،

رضي الله عنهما: بعث به أبوه إِلى خيبرَ وقاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه

فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه؛ الكَوَعُ، بالتحريك: أَن تَعْوَجَّ اليدُ من قِبَلِ

الكُوعِ، وهو رأْس اليد مما يلي الإِبهام، والكُرْسُوعُ رأْسه مما يلي

الخنصر. وقد كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه: ضربه فصيره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ.

ويقال: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه. وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ: يا

ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه بُكْرَةَ، يعني أَنت الأَكْوَعُ الذي كان قد

تبعنا بُكْرة اليوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم: أَنا ابن الأَكوع،

واليومُ يومُ الرُّضَّع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا:

أَنت الذي كنت معنا بُكْرةَ فقال: نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة؛ قال ابن

الأَثير: ورأَيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا: قال له المشركون بِكْرَةَ

أَكْوَعِه، يعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه، قال: والمروي في الصحيح ما

ذكرناه أَولاً، وتصغير الكاعِ كُوَيْعٌ. والكَوَعُ في الناس: أَن

تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ، وقد تَكَوَّعَتْ يده.

وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ:مشَى في الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الحر.

وكاعَ كَوْعاً: عُقِرَ فمشى على كوعه لأَنه لا يقدر على القيام، وقيل:

مشى في شِقّ.

والكَوَعُ: يُبْسٌ في الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى اليدين على الأُخرى.

بعير أَكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يابِسا الرسْغَيْنِ. أَبو زيد:

الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نحو بطن الذراع، والأَكْوَعُ

من الإِبل: الذي قد أَقبل خفه نحو الوظيف فهو يمشي على رسغه، ولا يكون

الكَوَعُ إِلا في اليدين؛ وقال غيره: الكَوَعُ التواء الكُوعِ. وقال في

ترجمة وكع: الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ على أَخواتها إِقْبالاً

شديداً حتى يظهر عظم أَصلها، قال: والكَوَعُ في اليد انْقِلابُ الكُوعِ

حتى يزول فترى شخص أَصله خارجاً.

الكسائي: كِعْتُ عن الشيء أَكِيعُ وأَكاعُ لغة في كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ

إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عنه؛ حكاه يعقوب.

والأَكْوَعُ: اسم رجل.

كوع
( {الكَوْعُ: مَشْىُ الكَلْبِ) فِي الرَّمْلِ، وتَمايُلُه (عَلَى} كُوعِه مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ) كَمَا فِي الصِّحاحِ. (و) {الكُوعُ (بالضَّمِّ: طَرَفُ الزَّنْد الَّذِي يَلِى الإِبْهَامَ،} كالكَاعِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: هُو مِنْ أَصْلِ الإٍ بْهامِ إِلَى الزَّنْدِ، (أَو هُمَا طَرَفَا الزَّنْدَيْنَ فِي الذِّراعِ مِمّا يَلِى الرُّسْغَ) ، قالَ اللَّيْثُ: هكَذَا زَعَمَهُ أَبُو الدُّقَيْشِ، (أَو الكُوعُ: طَرَفُ الزَّنْدِ الّذِي يَلِي الإِبْهَامَ) ، كَمَا مَرَّ عَن الجَوْهَرِيِّ. ( {والكاعُ: طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الخِنْصَرَ، وهَوَ الكُرْسُوعُ) ، وَفِي الأَسِاس: الغَبِىُّ: هُوَ الَّذِي لَا يُفَرِّقُ بينَ} الكُوعِ والكُرْسُوع، الكُوعُ: مِنْ ناحِيَة الإِبْهَامِ، والكُرْسُوعُ: من ناحِيَةِ الخِنْصَرِ. (أَو الكُوعُ: أَخْفَاهُما وأَشَدُّهُما دُرْمَةً) نَقَلَه الصّاغَانِي، قالَ: (والدَّرَمُ) مُحَرَّكَةً: (أًنْ لَا يَظْهَرَ للعَظْمِ حَجْمٌ) . (و) قالَ: (الأَكْوَعُ: العَظِيمُ الكاعِ) وَفِي الصِّحاحِ: المُعْوَجُّ الكُوعِ. وامْرَأَةٌ {كَوْعَاءُ بيِّنًةُ الكَوَعِ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي سَعِيد. (و) } الأَكْوَعُ: (مَن أَقْبَلَ رُسْغاهُ عَلَى مَنْكَبَيْهِ، وقَدْ {كَوِعَ، كفَرِحَ) } كوَعاً، وقالَ اللَّيْثُ: {الكَوَعُ: يُبْسٌ فِي الرُّسْغَيْنَ، وإِقْبَالُ إِحْدَى اليَدَيْنِ عَلَى الأُخْرَى، يُقَالُ: بَعِيرٌ} أَكْوَعُ. (و) الأَكْوَعُ: (لَقَبُ سِنَان) بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ الأَسْلَمِيِّ (جَدِّ الصَّحابِيِّ سَلَمَة بنِ عَمْرِو بنِ سِنَانِ ابنٍ الأَكْوَعِ) ، كُنْيَتُه أَبُو مُسْلِم، وقِيلَ: أَبُو إِياس، بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، ونَزَلَ الرَّبَذَةَ مُدَّةً، وكانَ شُجَاعاً رامِياً، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قالَ ابْنُه إِياسٌ: " مَا كَذَبَ أَبِي قَطُّ " تُوُفِّيَ بالمَدِينَة سَنَةَ أَرْبَعٍ وسَبْعِينَ، وَهُوَ (القائِلُ يَوْمَ ذِي قَرَدٍ وغَطَفانَ، وهُوَ يَرْمِي:
(خُذْهَا وأَنَا ابنُ {الأَكْوَعْ ... )

(واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ ... )
وَقد مَرَّ تَفْسِيرُ الرُّضَّعِ فِي " ر ض ع " (} وكَوَّعَهُ بالسَّيْفِ) {تَكْوِيعاً: (ضَرَبَهُ بهِ حَتّى اعْوَجَّتْ أَكْواعُه) . (} وتَكَوَّعَتْ يَدْه: أَصابَهَا الكَوَعُ) ومِنْهُ الحَدِيثُ:! فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه " وَقد تَقَدَّمَ. ومّما يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: {كاعَ} كَوْعاً: عُقِرَ فمَشَى عَلَى كُوعِه؛ لأَنَّه لَا يَقْدِرُ عَلَى القِيَامِ، وقِيلَ: مَشَى فِي شِقٍّ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الأَكْوَعُ: اليابِسُ اليَدِ منَ الرُّسْغِ، الَّذِي أَقْبَلَتْ يَدُه نَحْوَ بَطْنِ الذِّراعِ، ومِنَ الإِبِلِ: الّذِي قَدْ أَقْبَلَ خُفُّه نَحْوَ الوَظيف، فهُوَ يَمْشَى عَلَى رُسْغِه، وَلَا يَكُوُن {الكَوَعُ إلاّ فِي اليَدَيْنَ. وَفِي التَّهْذِيبِ - فِي تَرْجَمَةِ " وك ع " -[الكَوَعُ] : أَنْ تُقْبِلَ إِبْهَامُ الرِّجْلِ عَلَى أَخَواتِهَا إِقْبَالاً شَدِيداً، حَتّى يَظْهَرَ عَظْمُ أَصْلِهَا قالَ:} والكَوَعُ فِي اليَدِ: انْقِلابُ الكُوعِ حَتّى يَزُولَ، فتَرىَ شَخْصَ أَصْلِه خارِجاً. {والكُوَيْعُ: تَصْغيرُ الكاعِ. ويُقَالُ: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ} بكُوعهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. {وكاعَ عَن الشَّيْءِ} يَكاعُ، كخَافَ يَخافُ: لُغَةٌ فِي كَعَّ عَنهُ يَكُعُّ، عَنْ يَعْقُوبَ، نَقَلَه عَن الكِسائِيِّ، وهُوَ فِي الصِّحاحِ، والمَعْنَى: هابَهُ وجَبُنَ عَنهُ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي الّذي يَليه اسْتِطْراداً، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه. {وكُوعَةُ بالضمِّ: مَوْضِعٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلةِ.

صقر

(صقر) اصطاد بالصقر
صقر
عن التركية صاقار بمعنى غرة وبياض في الجبهة والواضح.
(صقر) : الصَّقَرةُ: الماءُ الَّذِي يَثْبُت في الحَوْضِ يَبُول فيه الثَّعلَبُ والكَلْبُ تقولُ: اغْسِلْ صَقَرَةَ حَوضِكَ.
ص ق ر: الصَّقْرُ الطَّائِرُ الَّذِي يُصَادُ بِهِ. وَالصَّقْرُ أَيْضًا الدِّبْسُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. 
صقر: تصاقر. تصاقر على الله: جدَّف، سبَّ الله (ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 8، تعليقة ص21).
صقورة: في المغرب قطاع طرق، لصوص (ابن بطوطة 3: 65).
صُقَيْرَة: شاهين، طائر من الجوارح يشبه العقاب (بوشر) وفي معجم ألكالا: صَقْر بهذا المعنى.
[صقر] فيه: كل "صقار" معلون، قال: نشأن يكونون في أخر الزمان تكون تحتيهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن، وروى بسين - وقد مر وفسره مالك بالنمام، ويجوز إرادة ذي الكبر لأنه يميل بخده. ومنه: لا يقبل من "الصقور" صرفًا ولا عدلًا، هو بمعمنى الصقار، وقيل: هو الديوث القواد على حرمه. وفيه: ليس "الصقر" في رؤس النخل، الصقر عسل الرطب هنا وهو الدبس وهو في غير هذا اللبن الحامض، وتكرر ذكر الصقر وهو الجارح المعروف من الصائدة. 
(ص ق ر) : (الصَّقْرُ) دِبْسُ الرُّطَبِ (وَمِنْهُ) وَلَوْ جُعِلَ التَّمْرُ صَقْرًا صقع: (وَفِي الْحَدِيثِ) «وَمَنْ زَنَى مِمْ بِكْرٍ فَاصْقَعُوهُ وَاسْتَوْقِضُوهُ وَمَنْ زَنَى مِمْ ثَيِّبٍ فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ» أَيْ اضْرِبُوهُ وَغَرِّبُوهُ مِنْ صَقَعَهُ إذَا ضَرَبَ أَعْلَى رَأْسِهِ (وَمِنْهُ) فَرَسٌ أَصْقَعُ أَعْلَى رَأْسِهِ أَبْيَضُ وَالِاسْتِيفَاضُ اسْتِفْعَالٌ مِنْ وَفَضَ وَأَوْفَضَ إذَا عَدَا وَأَسْرَعَ وَالتَّضْرِيجُ التَّدْمِيَةُ وَالْأَضَامِيمُ جَمَاعَاتُ الْحِجَارَةِ جَمْعُ إضْمَامَةٍ وَالْمُرَادُ الرَّجْمُ.
ص ق ر

خرج المصقر بالصقور والصقورة وهو البازيار. قال الجعدي:

كما انصلت البازي بكفّ المصقر

وكنا نتصقر اليوم: نتصيد بالصقور: وسمّي الصقر بالصقر الذي هو شدّة الضرب. يقال: صقر الصخرة بالصاقور وهو المعول. " وجاء بصقرة تزوي الوجه " وهي اللبن الحامض. ورطب مصقر: مصــبوب عليه دبس الرطب، وأهل مكة يصبون عليه العسل في البرانيّ.

ومن المجاز: صقرني بكلامه. ولعن الله تعالى كل صقار نقّار ومنه: " جاء بالصقر والبقر " وهي الأكاذيب والتضاريب. وصقرته الشمس: آذته بحرّها ورمته بصقراتها.

صقر


صَقَرَ(n. ac. صَقْر)
a. [acc. & Bi], Struck, beat with; smote, broke with (
hammer ).
b.(n. ac. صَقْر
صَقْرَة), Was burning, scorching (sun).
c. Burned, scorched.
d. see II
& IX.
صَقَّرَa. Lit, kindled (fire).
أَصْقَرَa. see I (b)
تَصَقَّرَa. Went hawking.
b. see VIII
إِصْتَقَرَ
(ط)
a. Burned, was kindled (fire).
إِصْقَرَّa. Was sour (milk).
صَقْر
(pl.
صُقُر
أَصْقُر
صِقَاْر
صِقَاْرَة
صُقُوْر صُقُوْرَة)
a. Saker, hawk; falcon; bird of prey.
b. Sour milk.
c. (pl.
صِقَاْر صُقُوْر), Syrup.
صَقِرa. Juicy; melliferous.

صَاْقِرa. Keen-sighted, hawk-eyed.

صَاْقِرَةa. Calamity.

صَقَّاْرa. Impious; blasphemer; swearer, reviler.
b. Seller of preserved dates.

صَاْقُوْرa. Large hammer.
b. Pick-axe.

N. P.
صَقَّرَa. A kind of confectionery.
ص ق ر : صَقْرُ الرُّطَبِ دِبْسُهُ قَبْلَ أَنْ يُطْبَخَ وَهُوَ مَا يَسِيلُ مِنْهُ كَالْعَسَلِ فَإِذَا طُبِخَ فَهُوَ الرُّبُّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الصَّقْرُ مَا يَتَحَلَّبُ مِنْ الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الصَّقْرُ السَّائِلُ مِنْ الرُّطَبِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالصَّقْرُ مِنْ الْجَوَارِحِ يُسَمَّى الْقَطَامِيَّ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِهَا وَبِهِ سُمِّيَ الشَّاعِرُ وَالْأُنْثَى صَقْرَةٌ بِالْهَاءِ قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قَالَ وَالصَّقْرَةُ الْأُنْثَى تَبِيضُ الصَّقْرَا وَجَمْعُ الصَّقْرِ أَصْقُرٌ وَصُقُورٌ وَصُقُورَةٌ بِالْهَاءِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الصَّقْرُ مَا يَصِيدُ مِنْ الْجَوَارِحِ كَالشَّاهِينِ وَغَيْرِهِ وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَيَقَعُ الصَّقْرُ عَلَى كُلِّ صَائِدٍ مِنْ
الْبُزَاةِ وَالشَّوَاهِينِ. 
[صقر] الصَقْرُ: الطائر الذي يصاد به. والصَقْرُ أيضاً: اللبن الشديد الحموضة. يقال: جاءنا بصَقْرَةٍ تَزوي الوجه، كما يقال: بصربة. حكاهما الكسائي. والصقر أيضاً: الدِبْسُ عند أهل المدينة. يقال: رُطَبٌ صقْرٌ، للذي يصلُح للدبس. والمصقر من الرطب: المصلب يصب عليه الدبس ليلين. وربما بماء جاء بالسين، لانهم كثيرا ما يقلبون الصاد سينا إذا كان في الكلمة قاف، أو طاء أو غين، أو خاء: مثل الصدغ، والصماخ، والصراط، والبصاق. أبو عمرو: الصاقورُ: الفأسُ العظيمة التي لها رأس واحدٌ دقيقٌ تكسر به الحجارة، وهو المعول أيضا. والاصمعى مثله. وقد صَقرْتُ الحجارةَ صقْراً، إذا كسرتَها بالصاقور. والصَقْرُ والصَقْرَةُ: شِدَّة وقع الشمس. يقال: صقَرَتْهُ الشمس. قال الشاعر ذو الرمة: إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقَى صقَراتِها * بأَفْنان مَرْبوعِ الصريمة معبل - 
صقر
الصَّقْرُ: طائرٌ من الجَوارح. وص
َقْرٌ صاقِرٌ: حَدِيدُ البَصَرِ. وجَمْعُ الصَّقْرِ صِقَارٌ وصُقُوْرٌ. وتَصَقَّرْنا: صِدْنا بالصُّقُور. والصُقْرَةُ: ما تَحَلَّبَ من العِنَب ومن الزَّبيب والتَمْرِ من غير عَصْرٍ، وكذلك ما مَصلَ من اللَّبَنِ وصَفَتْ صُفْرَتُه وحَمُضَ، وذلك لِصَقْر الشَمس إيّاها. وكذلك المُصْقَئرُّ من اللَّبَنِ. والمُصَقَّرَةُ من المِياهِ: المُتَغَيِّرَةُ. والصاقِرَةُ: النازِلةُ الشَّدِيدةُ؛ كالدّامِغَة.
والصاقُورَةُ: اسْمُ السَّماءِ الثالثة.
والصَوْقَرُ والصاقُوْرَةُ: الفَأسُ العَظِيمةُ. وهي في الرّأس: باطِنُ القِحْفِ المُشْرِفِ فوق الدِّماغ. والصَّوْقَرِيْرُ: حِكايَةُ صَوْتِ طائرٍ يُصوْقِرُ في صِياحِه.
وُيقال لوَرَقِ العِضَاهِ إذا انْحَتَّ: صَقْرُ العِضاهِ.
والصَّقْرَةُ: ما يَبْقى في الغَدِيرِ من أبْوال الإِبِل والشاء.
و" جاءنا بالصقّارى والبُقّارى " أي بالكَذِبِ. و " حَدَّثْتُكَ الصقَرَ والبُقَرَ ".
والصَقّارُ: الكافِرُ في دِينِه. وامْرَأةٌ صَقِرَة: ذَكِيَّةٌ شَدِيدة البَصرِ بالعَيْنَيْنِ.
واصْطَقَرَتِ النارُ وتَصَقَرَتْ: أي اتَّقَدَتْ، وصَقرْ نارَكَ.
وصُقِرَ به: أي ضُرِبَ به الأرْضُ. وصَقَرْتُه: عَلَوْته ضَرْباً.
وصَقَرَه بكلامٍ: أبْلَغَه إليه. والصَّقْرَانِ: الدائرَتانِ من الشَعْرِ عند مُؤخَّرِ اللِّبْدِ.
وصَقَرَتِ الشِّمْسُ في السَّماء: أي ارْتَفَعَت.
وإذا وُضِعَ التَّمْرُ في الجِرَارِ وقد يَبِسَ وقد صُبَّ عليه الدِّبْسُ فهو المُصَقَرُ.
والصقْرُ: الدِّبْسُ.
صقر
تصقَّرَ يتصقَّر، تصقُّرًا، فهو مُتصقِّر
• تصقَّر الشَّخصُ: اصطاد بالصَّقْر. 

صقَّرَ يُصقِّر، تَصْقِيرًا، فهو مُصقِّر
• صقَّر الشَّخصُ: اصطاد بالصَّقْر. 

صاقُور [مفرد]: ج صواقيرُ: فأس عظيمة ذات رأس دقيق تُكسر بها الحجارة. 

صَقْر [مفرد]: ج أَصْقُر وصُقُور، مؤ صَقْرة: (حن) طائر من الجوارح من فصيلة الصَّقريَّات، يستخدم في الصَّيد مشهور بحدَّة البصر، مختلف الألوان "الصَّقْر الأمريكيّ- صقر الدَّجاج/ السَّمك" ° الحمائم والصُّقور: كناية عن فريق متساهل وآخر متشدِّد في موقف سياسيّ معيّن. 

صَقَر [مفرد]: اسم من أسماء جهنَّم، لغة في سَقَر " {مَا سَلَكَكُمْ فِي صَقَرَ} [ق] ". 

صَقْرِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة طير من الجوارح تتميّز بأجسامها الرِّبْعة وعيونها النَّاشطة وأعناقها القصيرة، وهي أجسرُ الطُّيور وأقواها تشمل العُقْبان والحدَّاء والصُّقور والبُزاة والسَّقاويَّات والمرزيَّات. 

صَقَّار [مفرد]: مُدرِّب الصَّقْر والصَّائد به "انتقل الصَّقَّار للعمل بالسِّيرك". 
(ص ق ر)

والصقر: كل شَيْء يصيد من البزاة والشواهين، وَالْجمع: أصقر، وصقور، وصقورة، وصقار، وصقارة.

والصقر: جمع الصقور، الَّذِي هُوَ جمع صقر. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

كَأَن عَيْنَيْهِ إِذا توقدا ... عينا قطامي من الصَّقْر بدا

فسره ثَعْلَب بِمَا ذكرنَا. وَعِنْدِي: أَن الصَّقْر: جمع صقر، كَمَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو حنيفَة: من أَن زهواً جمع: زهو، وَإِنَّمَا وجهناه على ذَلِك: فِرَارًا من جمع الْجمع، كَمَا ذهب الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى: (فَرُهُنٌ مَقْبوُضَةٌ) إِلَى انه جمع: رهن، لَا جمع: رهان، الَّذِي هُوَ جمع: رهن، هرباً من جمع الْجمع، وَإِن كَانَ تكسير " فعل " على " فعل " و" فعل " قَلِيلا.

وَالْأُنْثَى: صقرة.

والصقران: الدائرتان اللَّتَان خلف اللبد.

والصقرة: شدَّة وَقع الشَّمْس وحدة حرهَا.

وَقيل: هِيَ شدَّة وقعها على راسه، صقرته تصقره صقراً، وَقيل: هُوَ إِذا حميت عَلَيْهِ.

وصقر النَّار صقراً، وصقرها: أوقدها: وَقد اصتقرت واصطقرت، جَاءُوا بهَا مرّة على الأَصْل، وَمرَّة على المضارعة.

واصقرت الشَّمْس: اتقدت، وَهُوَ مُشْتَقّ من ذَلِك. وصقره بالعصا صقراً: ضربه بهَا على رَأسه.

والصوقر، والصاقور: الفأس الْعَظِيمَة، لَهَا رَأس وَاحِد دَقِيق تكسر بِهِ الْحِجَارَة.

وصقر الْحجر يصقره صقراً: ضربه بالصاقور.

والصاقور: اللِّسَان.

والصاقرة: الداهية النَّازِلَة كالدامغة.

والصقر، والصقر: مَا تحلب من الْعِنَب وَالزَّبِيب وَالتَّمْر من غير أَن يعصر وَخص بَعضهم بِهِ دبس التَّمْر. وَقيل: هُوَ مَا يسيل من الرطب إِذا يبس.

وصقر التَّمْر: صب عَلَيْهِ الصَّقْر.

وَرطب صقر مقرّ: ذُو صقر، ومقر: إتباع.

وَهَذَا التَّمْر أصقر من هَذَا: أَي اكثر صقراً. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَإِن لم يكن لَهُ فعل، وَهَذَا كَقَوْلِهِم: أحنك الشاتين. وَقد تقدم مرَارًا.

وَمَاء مصقر: متغير.

والصقر: مَا انحت من ورق العضاه والعرفط وَالسّلم والطلح والسمر. وَلَا يُقَال لَهُ صقر حَتَّى يسْقط.

والصاقورة: بَاطِن القحف المشرف على الدِّمَاغ.

والصاقورة: اسْم السَّمَاء الثَّالِثَة.

والصقار: النمام.

والصقار: اللّعان لغير الْمُسْتَحقّين. وَفِي حَدِيث انس: " مَلْعُون كل صقار، قيل: يَا رَسُول الله وَمَا الصقار؟ قَالَ: نشء يكونُونَ فِي آخر الزَّمن تحيتهم بَينهم إِذا تلاقوا التلاعن ".

والصقار: الْكَافِر.

والصقر: القيادة على الْحرم، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والصقور: الديوث. وَفِي الحَدِيث: " لَا يقبل الله من الصقور يَوْم الْقِيَامَة " حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصقر: من أَسمَاء جَهَنَّم، لُغَة فِي: سقر. والصوقرير: صَوت طَائِر يرجع فَتسمع فِيهِ نَحْو هَذِه النغمة.

وصقارى: مَوضِع.

صقر: الصَّْرُ: الطائر الذي يُصاد به، من الجوارح. ابن سيده: والصَّقْرُ

كل شيء يَصيد من البُزَاةِ والشَّواهينِ وقد تكرر ذكره في الحديث،

والجمع أَصْقُرٌ وصُقُورٌ وصُقُورَةٌ وصِقَارٌ وصِقَارَةٌ. والصُّقْرُ: جَمْعُ

الصُّقُور الذي هو جمع صَقْرٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كَأَنَّ عَيْنَيْهِ، إِذا تَوَقَّدَا،

عَيْنَا قَطَامِيٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا

قال ابن سيده: فسره ثعلب بما ذكرنا؛ قال: وعندي أَن الصُّقْرَ جمع

صَقْرٍ كما ذهب إِليه أَبو حنيفة من أَن زُهْواً جمع زَهْو، قال: وإِنما

وجهناه على ذلك فراراً من جمع الجمع، كما ذهب الأَخفش في قوله تعالى: فرُهُنٌ

مَقْبُوضَة، إِلى أَنه جمع رَهْنٍ لا جمع رِهَان الذي هو جمع رَهْنٍ

هَرَباً من جمع الجمع، وإِن كان تكسير فَعْلٍ على فُعْلٍ وفُعُلٍ قليلاً،

والأُنثى صَفْرَةٌ. والصَّقْرُ: اللبن الشديد الحُمُوضَة. يقال: حَبَانا

بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الوجه، كما يقال بِصَرْبَةٍ؛ حكاهما الكسائي. وما مَصَلَ

من اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته وصَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كانت

صِبَاغاً طيِّباً، فهو صَقْرَة. قال الأَصمعي: إِذا بلغ اللبن من

الحَمَضِ ما ليس فوقه شيء، فهو الصَّقْرُ. وقال شمر: الصَّقْر الحامض الذي

ضربته الشمس فَحَمِضَ. يقال: أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة. قال: مِكْوَزَةُ: كأَن

الصَّقْرَ منه. قال ابن بُزُرج: المُصْقَئِرُّ من اللبن الذي قد حَمِضَ

وامتنع. والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ: شدة وقعِ الشمس وحِدَّةُ حرّها، وقيل:

شدة وقْعِها على رأْسه؛ صَقَرَتْهُ صَقْراً: آذاه حَرُّها، وقيل: هو إِذا

حَمِيَتْ عليه؛ قال ذو الرمة:

إِذا ذَابَت الشمْسُ، اتَّقَى صَقَرَاتِها

بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ

وصَقَرَ النَّارَ صَقْراً وصَقَّرَهَا: أَوْقَدَها؛ وقد اصْتَقَرَتْ

واصْطَقَرَتْ: جاؤوا بها مَرَّةً على الأَصل ومَرَّةً على المضارَعة.

وأَصْقَرَت الشمس: اتَّقَدَتْ، وهو مشتق من ذلك. وصَقَرَهُ بالعصا صَقْراً:

ضربه بها على رأْسه. والصَّوْقَرُ والصَّاقُورُ: الفأْس العظيمة التي لها

رأْس واحد دقيق تكسر به الحجارة، وهو المِعْوَل أَيضاً. والصَّقْر: ضرب

الحجارة بالمِعْوَل. وصَقَرَ الحَجَرَ يَصْقُرُهُ صَقْراً: ضربه بالصَّاقُور

وكسره به.

والصَّاقُورُ: اللِّسان. والصَّاقِرَةُ: الداهية النازلة الشديدة

كالدَّامِغَةِ.

والصَّقْرُ والصَّقَرُ: ما تَحَلَّب من العِنَب والزبيب والتمر من غير

أَن يُعْصَر، وخص بعضهم من أَهل المدينة به دِبْسَ التمر، وقيل: هو ما

يسيل من الرُّطَب إِذا يبسَ. والصَّقْرُ: الدِّبس عند أَهل المدينة.

وصَقَّرَ التمر: صبَّ عليه الصَّقْرَ. ورطب صَقِرٌ مَقِرٌ: صَقِرٌ ذو صَقْرٍ

ومَقِرٌ إِتباع، وذلك التمر الذي يصلح للدِّبس. وهذا التمر أَصْقَرُ مَنْ

هذا أَي أَكْثَرُ صَقْراً؛ حكاه أَبو حنيفة وإِن لم يك له فِعْل. وهو

كقولهم للسانين

(* قوله: «للسانين» هكذا بالأَصل). وقد تقدم مراراً.

والمُصَقَّرُ من الرطب: المُصَلِّبُ يُصَبُّ عليه الدّبس ليَلينَ، وربما جاء

بالسين، لأَنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إِذا كان في الكلمة قاف أَو طاء

أَو عين أَو خاء مثل الصَّدْع والصِّماخ والصِّراط والبُصاق. قال أَبو

منصور: والصَّقْر، عند البَحْرَانِيِّينَ، ما سال من جِلالِ التمر التي

كُنِزَتْ وسُدِّك بعضُها فوق بعض في بيت مُصَرَّج تحتها خَوابٍ خُضْر،

فينعصر منها دِبْس خامٌ كأَنه العسل، وربما أَخذوا الرُّطَب الجَيِّد ملقوطاً

من العِذْقِ فجعلوه في بَساتِيقَ وصَبّوا عليه من ذلك الصَّقْر، فيقال له

رُطَب مُصَقِّر، ويبقى رُطباً طيباً طول السنة وقال الأَصمعي:

التَّصْقِيرُ أَن يُصَب على الرُّطَب الدِّبْسُ فيقال رُطَب مُصَقَّر، مأْخوذ من

الصَّقْرِ، وهو الدِّبْس. وفي حديث أَبي حَثْمَةَ: ليس الصَّقْر في رؤوس

النَّحل. قال ابن الأَثير: هو عسل الرُّطَب ههنا، وهو الدِّبْس، وهو في

غير هذا اللَّبَنُ الحامض. وماء مُصْقَرٌّ: متغير. والصَّقَر: ما انْحَتَّ

من ورق العِضاهِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ والطَّلْح والسَّمُر، ولا يقال

له صَقَرٌ حتى يَسْقط.

والصَّقْرُ: المَاءُ الآجِنُ.

والصَّاقُورَةُ: باطن القِحْف المُشْرِفُ على الدِّماغ، وفي التهذيب:

والصَّاقُور باطن القِحْفِ المُشْرِف فوق الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة.

وصَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ: اسم السماء الثَّالثة.

والصَّقَّارُ: النَّمَّامُ. والصَّقَّار: اللَّعَّانُ لغير

المُسْتَحِقين. وفي حديث أَنس: مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قيل: يا رسولُ الله، وما

الصَّقِّار؟ قال: نَشْءٌ يكونون في آخر الزمن تَحِيْتُهم بينهم إِذا تلاقوا

التَّلاعُن. التهذيب عن سهل بن معاذ عن أَبيه: أَن رسولُ الله، صلى الله

عليه وسلم، قال: لا تزال الأُمة على شَريعَةٍ ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم

يُقْبَضْ منهم العِلْمُ، ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم

السَّقَّارُونَ، قالوا: وما السَّقَّارُون يا رسولُ الله؟ قال: نَشَأٌ يكونون

في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إِذا تلاقوا التلاعنَ، وروي بالسين

وبالصاد، وفسره بالنَّمَّامِ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون أَراد به ذا

الكْبرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يميل بخدّه. أَبو عبيدة: الصَّقْرَانِ

دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس، قال: وحدُّ الظهر إِلى

الصَّقْرين.

الفراء: جاء فلان بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا

جاءَ بالكَذِب الفاحش. وفي النوادر: تَصَقَّرْت بموضع كذا وتشكلت وتنكفت

(*

قوله: «وتشكلت وتنكفت» كذا بالأَصل وشرح القاموس). بمعنى تَلَبَّثْت.

والصَّقَّار: الكافر. والصَّقَّار: الدَّبِّاس، وقيل: السَّقَّار الكافر،

بالسين. والصَّقْرُ: القِيَادَةُ على الحُرَم؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه

الصَّقِّار الذي جاء في الحديث.

والصَّقُّور: الدَّيُّوث، وفي الحديث: لا يَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور

يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ قال ابن الأَثير: هو بمعنى الصَّقَّار،

وقيل: هو الدَّيُّوث القَوَّاد على حُرَمه.

وصَقَرُ: من أَسماء جهنم، نعوذ بالله منها، لغة في سَقَر.

والصَّوْقَرِيرُ: صَوْت طائر يُرَجِّع فتسمع فيه نحو هذه النَّغْمَة.

وفي التهذيب: الصَّوْقَرِيرُ حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه يسمع في

صوته نحو هذه النغمة.

وصُقارَى: موضع.

صقر

1 صَقَرَ, (S, M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. صَقْرٌ, (S, M,) He broke, (S, K,) or struck, (M,) stones, (S,) or a stone, (M, K,) with a صَاقُور [q. v.]. (S, M, K.) b2: صَقَرَهُ بِالعَصَا, (M, K,) inf. n. as above, (M,) He struck him, or beat him, (M, K,) on his head, (M,) with the staff, or stick. (M, K.) b3: صُقِرَ بِهِ الأَرْضُ He was thrown, or cast, upon the ground; lit. the ground was struck with him. (O, K. [In some copies of the K, صقر in this instance and the verb explaining it (ضرب) are in the act. form, and الارض is therefore in the accus. case.]) b4: صَقَرَ النَّارَ, (M, K,) inf. n. as above; (M;) and ↓ صقّرها, (M, K,) inf. n. تَصْقِيرٌ; (TA;) He lighted, or kindled, the fire; or made it to burn, burn up, burn brightly or fiercely, blaze, or flame. (M, K.) b5: صَقَرَتْهُ الشَّمْسُ, (S, M, A,) aor. and inf. n. as above, (M,) (tropical:) The sun hurt him by its heat: (A:) or pained his brain: (S:) or fell vehemently, with fierce heat, upon him, or upon his head: or was hot upon him. (M, TA.) [See also 1 in art. سقر.] b6: صَقَرَنِى

بِكَلَامِهِ (tropical:) [app. He cursed me, and calumniated me]. (A. [These meanings seem to be there indicated by the context.]) A2: صَقَرَ اللَّبَنُ The milk was, or became, intensely sour; as also ↓ اصقرّ, inf. n. اِصْقِرَارٌ; (K;) and ↓ صَمْقَرَ, (K in art. صمقر,) and ↓ اِصْمَقَرَّ. (K in that art and in the present art. also.) b2: [See also صَقْرٌ, below, last explanation but one.]2 صقّر النَّارَ: see 1.

A2: صقّر التَّمْرَ, (M,) or الرُّطَبَ, inf. n. تَصْقِيرٌ, (As, TA,) He poured صَقَر [q. v.], (M,) or دِبْس, [which is the same,] (As,) upon the dates, (M,) or upon the fresh ripe dates. (As.) 4 اصقرت الشَّمْسُ (tropical:) The sun was, or became, burning, or fiercely burning; syn. اِتَّقَدَت; (M, K;) as also ↓ اِصْمَقَرَّت, (L and K in art. صمقر,) in which the م is augmentative: (L in that art.:) the former is from اصتقرت said of fire. (M.) 5 تصقّرت النَّارُ: see 8.

A2: تصقّر [He hawked;] he hunted with the صَقْر. (A, K.) A3: And He tarried, stayed, or waited, (K, TA,) in a place. (TA.) 8 اصتقرت النَّارُ and اصطقرت The fire became lighted or kindle; burned, burned up, burned brightly or fiercely, blazed, or flamed; (M, K;) as also ↓ تصقّرت. (K.) 9 اصقرّ: see 1, last explanation. Q. Q. 1 صَمْقَرَ: see 1, last explanation. Q. Q. 1 صَوْقَرَ He (a bird) uttered the cry termed صَوْقَرِير [q. v.]: (K:) reiterated his cry. (TA.) Q. Q. 4 اِصْمَقَرَّ: see 1, last explanation: b2: and see also 4.

صَقْرٌ [The hawk;] the bird with which one hunts, or catches, game; (S;) whatever preys, or hunts or catches game, of the birds called بُزِاة [pl. of بَازٍ] and شَوَاهِين [pl. of شَاهِين]; (M, A, K;) a kind of bird including the بَازِى and the شَاهِين and the زُرَّق and the يُؤْيُؤ and the بَاشَق: (AHát, TA in art. بشق:) [like our term “ saker,” and the French “ sacre,” &c:] pl. [of pauc.]

أَصْقُرٌ (M, K) and [of mult.] صُقُورٌ and صُقُورَةٌ (M, A, K) and صِقَارٌ and صِقَارَةٌ and صُقُرٌ; (M, K;) the last of which is said by Th to be pl. of صُقُورٌ, which is pl. of صَقْرٌ, but [ISd says] I hold it to be pl. of صَقْرٌ: the fem. is ↓ صَقْرَةٌ. (M.) b2: [and accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, A liberal man: perhaps a noble man, as likened to a hawk.]

A2: Also, (S, K,) and ↓ صَقْرَةٌ, (S, M, K,) Vehemence of the stroke of the sun, (S, M, K,) and fierceness of its heat: (M:) or the vehemence of its stroke upon the head: (M:) pl. [of the latter] صَقَرَاتٌ. (S, A.) A3: Also the former, Sour milk; (K;) [and] so ↓ صَقْرَةٌ: (A:) or milk rendered sour by a stroke of the sun: (Sh:) or milk sour in the utmost degree: (As:) or very sour milk; as also ↓ صَقْرَةٌ: (S:) or this latter is milk that has curdled, and of which the thick part has become separate, and the whey become clear, and that has become sour, so as to be a good kind of sauce. (L.) One says, تَزْوِى الوَجْهَ ↓ جَآءَنَا بِصَقْرَةٍ

[He brought us some sour milk, or very sour milk, &c., such as contracts the face, or makes it to wrinkle: like as one says بِصَرْبَةٍ]. (S, A, L.) b2: Also, (T, S, M, Msb, K,) and ↓ صَقْرَةٌ, (M,) [The exuded, or expressed, juice called] دِبْس; (S, K;) in the dial. of the people of El-Medeeneh: (S:) or the دِبْس of dates; (M;) or of fresh ripe dates, (Mgh, Msb,) before it is cooked; i. e. what flows from them, like honey, and what, when it is cooked, is called رُبّ: (Msb:) or the honey of fresh ripe dates and of raisins; as also ↓ صَقَرٌ: (K:) or the honey of fresh ripe dates when it has become dry, or tough: or what exudes from grapes, and from raisins, and from dates, without their being pressed; (M;) as also ↓ صَقَرٌ: (TA:) or, in the dial. of the Bahránees, [or people of El-Bahreyn,] the crude دِبْس, resembling honey, which flows from baskets of dates when they [i. e. the dates] are deposited and congested, in an uncovered chamber, [so I render بَيْت مُصَرَّح, but the meaning of the epithet is not clear,] with green earthen pots beneath them. (AM, TA.) b3: And the former, (صَقْرٌ,) (assumed tropical:) Water that has become altered for the worse in taste and colour. (K, O, TA. [See also مُصَقَّرٌ and صَقَرَةٌ.]) A4: صَقْرْ also signifies A دَائِرَة [or feather, i. e. portion of the hair naturally curled or frizzled in a spiral manner or otherwise,] behind the place of the liver (AO, K, TA) of a horse or similar beast, (K, TA,) on the right and on the left, (TA,) or in the back of a horse: (AO, TA:) there are two such feathers, (AO, K, TA,) which are the limit of the back. (AO, TA.) A5: Also, [probably as an inf. n., of which the verb is صَقَرَ,] The acting the part, or performing the office, of a pimp to [men's] wives, or women under covert. (IAar, M, O, K. [In the CK, الحَرَمِ is erroneously put for الحُرَمِ.]) Hence the epithet صَقَّار, [as some explain it,] occurring in a trad. [which see below]. (TA.) b2: And A cursing of such as is not deserving [thereof]: pl. صُقُورٌ and صِقَارٌ. (K.) صَقَرُ a name of Hell; a dial. var. of سَقَرُ [q. v.]. (K.) A2: صَقَرٌ Fallen leaves of the [kind of trees called] عِضَاه, and [particularly] of the عُرْفُط, (M, K,) and of the سَلَم, and of the طَلْح, and of the سَمُر: not so called until they fall. (M.) A3: See also صَقْرٌ, in two places.

رُطَبٌ صَقرِ, (S,) or صَقِرٌ مَقِرٌ, (M, K,) in which the latter word is an imitative sequent, (K,) Fresh ripe dates containing صَقْر: (M, K:) [melliferous:] or proper for دِبْس [or صَقْر]. (S.) A2: اِمْرَأَةٌ صَقِرَةٌ A woman sharp, or acute, of mind, (ذَكِيَّةٌ, [in the CK, erroneously, زَكِيَّةٌ,]) strongsighted. (Sgh, K.) جَآءَ بِالصُّقَرِ وَالبُقَرِ, (A, K, TA,) and ↓ بِالصُّقَارَى

وَالبُقَارَى, (K, TA,) (tropical:) He came with lies, and excitements of dissension: (A, TA:) or with sheer lying: (K:) or with sheer, and excessive, or abominable, lying: (TA:) each being a name for that which is unknown: (K, TA:) and in like manner one says جآء بِالشُّقَرِ وَالبُقَرِ, and بِالشُّقَارَى

وَالبُقَارَى; mentioned by IDrd, in the JM; and by Meyd, in the Collection of Proverbs. (TA in art. بقر.) [See also Har p. 399.]

صَقْرَةٌ: see صَقْرٌ, in six places.

صَقَرَةٌ (assumed tropical:) Water remaining in a watering-trough in which dogs and foxes void their urine, (O, K, TA,) altered for the worse in taste and colour. (TA. [See also صَقْرٌ and مُصَقَّرٌ.]) صُقْرَةٌ (assumed tropical:) A colour, of a bird, in which the خُضْرَة [or dark, or ashy, dust-colour] thereof, or the blackness thereof, is mixed with redness or yel-lowness; as being likened to [the colour of] صَقْرَة [or صَقْر], i. e. دِبْس: a bird of that colour is termed ↓ مُصَقَّرٌ: so in the book entitled “ Ghareeb el-Hamám,” by Hoseyn Ibn-'Abd-Allah el-Kátib El-Isbahánee. (TA.) صَقُورٌ, (so in a copy of the M in two instances, and so in the O in one instance,) or ↓ صَقُّورٌ, (so in the O in another instance, and so accord. to the K, in which latter it is expressly likened to تَنُّورٌ,) A wittol, or tame cuckold; syn. دَيُّوثٌ: (M, K:) or one who acts the part of a pimp to his own wives, or women under covert; as also ↓ صَقَّارٌ: (O:) the former epithet occurring in a trad. (M, O.) صُقَارَى: see جَآءَ بِالصُّقَرِ وَالبُقَرِ, above.

صَقَّارٌ [A falconer, or rearer of hawks. (Golius, from Meyd: and so in the present day.) A2: And] i. q. دَبَّاسٌ [A seller of دِبْس, or صَقْر]. (O, K.) A3: Also (assumed tropical:) One who is in the habit of cursing (M, O, K) those who are not deserving [of being cursed]: (M, O, K:) and (assumed tropical:) a calumniator: and (assumed tropical:) an unbeliever. (M, O, K.) The Prophet, being asked the meaning of صَقَّارٌ, (M, TA,) or of سَقَّارَةٌ, (T, TA,) or of صَقَّارُونَ, (O,) occurring in a trad., said (assumed tropical:) Young people who shall be in the end of time, whose mutual greeting will be mutual cursing. (T, M, O, TA.) See also صَقُورٌ.

صَقُّورٌ: see صَقُورٌ.

صَاقِرٌ, applied to a صَقْر [or hawk] Sharp-sighted. (K.) صَوْقَرٌ: see صَاقُورٌ.

صَاقِرَةٌ A calamity, (M, K,) or a vehement calamity, (O,) befalling. (M, K.) صَاقُورٌ [A pickaxe;] a large فَأْس (AA, S, M, K) with one slender head, with which stones are broken; (AA, S, M;) i. q. مِعْوَلٌ; (AA, S, A;) and ↓ صَوْقَرٌ signifies the same; (M, K;) [but] this latter is expl. by IDrd as meaning a thick فَأْس with which stones are broken. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The tongue. (M, K.) b3: See also what next follows.

صَاقُورَةٌ The inner side of the cranium, over the brain, (M, K, TA,) as though it were the bottom of a bowl: in the T said to be termed ↓ صَاقُورٌ. (TA.) b2: And صَاقُورَةُ, (M,) and الصَّاقُورَةُ, (M, K,) a name of (assumed tropical:) The Third Heaven. (M, K.) صَوْقَرِيرٌ A cry of a bird, (M, K,) with a reiteration, (M,) resembling the sound of this word. (M, K.) أَصْقَرُ in the following saying, (M,) هٰذَا التَّمْرُ

أَصْقَرُ مِنْ هٰذَا These dates have more صَقْر than these, (AHn, M, K,) has no verb. (M.) مُصْقَرٌّ Milk that is sour and disagreeable: (Ibn-Buzurj, TA:) and ↓ مُصْمَقِرٌّ signifies milk intensely sour. (TA in art. صمقر.) رُطَبٌ مُصَقَّرٌ Fresh ripe dates, (A,) or fresh ripe dates that have become dry, (S,) upon which is poured دِبْس (S, A) of ripe dates, (A,) in order that they may become soft: and sometimes it occurs with س; for they often change ص into س when there is in the word ق or ط or غ or خ; as in بُصَاقٌ and صِرَاطٌ and صُدْغٌ and صَمَاخٌ: (S:) or excellent fresh ripe dates, picked from the raceme, which are put into [earthen vessels of the kind called] بَسَاتِيق [pl. of بُسْتُوقَةٌ (in the TA erroneously written بَسَاتِين)], and upon which صَقْر is poured: they remain moist and good all the year. (AHn, L.) b2: And مَآءٌ مُصَقَّرٌ (assumed tropical:) Water altered for the worse [in colour, as though صَقْر, i. e. دِبْس had been mixed with it]. (M. [See also صَقْرٌ and صَقَرَةٌ.]) b3: And طَائِرٌ مُصَقَّرٌ (assumed tropical:) A bird of the colour termed, صُقْرَةٌ, q. v. (TA.) مُصَقِّرٌ One who hunts with hawks. (A, * TA.) مُصْمَقِرٌّ A day intensely hot: the two م in this word are augmentative. (TA.) b2: See also مُصْقَرٌّ.
صقر
: (الصَّقْرُ) : الطّائِرُ الَّذِي يُصادُ بِهِ، من الجَوَارِحِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الصَّقْرُ: (كلُّ شيْءٍ يَصِيدُ من البُزَاةِ والشَّوَاهِينِ) وَقد تَكَرّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث.
(و) قَالَ الصّاغانيّ: (صَقْرٌ: صاقِرٌ حَدِيدُ البَصَر) .
(ج: أَصْقُرٌ: وصُقُورٌ، وصُقُورَةٌ) ، بضمّهما (وصِقَارٌ، وصِقَارَةٌ) ، بكسرهما، (وصُقْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، وَاخْتلف فِيهِ، فَقيل: هُوَ جمْعُ صُقُور الَّذِي هُوَ جمْع صَقْر، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
كأَنَّ عَيْنَيْه إِذا تَوَقَّدَا
عَيْناً قُطَامِيَ من الصُّقْرِ بَدَا
قَالَ ابنُ سَيّده: فَسَّره ثَعْلَبٌ بِمَا ذَكَرْنا، قَالَ: وعِندِي أَنّ الصُّقْرَ: جمعُ صَقْر، كَمَا ذَهَبَ إِليه أَبو حنيفَةَ من أَنّ زَهْواً جمْع زَهْوٍ، قَالَ: وإِنما وَجَّهناه على ذالك فِرَاراً من جَمْعِ الجَمْعِ، كَمَا ذَهَبَ الأَخفشُ فِي قَوْله: {فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ} (الْبَقَرَة: 283) ، إِلى أَنه جَمْعُ رَهْن لَا جَمْع رِهَان الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَهْنِ، هَرَباً من جَمْع الجمعِ، وإِن كَانَ تكسير فَعْل على فُعُل وفُعْلٍ قَلِيلا.
والأُنثَى صَقْرَةٌ.
(وتَصَقَّرَ: صادَ بِه) ، وكُنَّا نَتَصَقَّرُ اليومَ، أَي نَتَصَيَّدُ بالصُّقُورِ. (و) الصَّقْرُ: (قارَةٌ باليَمَامَةِ) بالمَرُّوتِ، لبني نُمَيْر، وَهُنَاكَ قارَةٌ أُخرَى بهاذا الاسمِ، يُقَال لكلّ واحدٍ: الصَّقْرَان.
(و) الصَّقْرُ: (اللَّبَنُ الحَامِضُ) الَّذِي ضَرَبَتْه الشَّمسُ فحَمِضَ، قَالَه شَمر. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا بَلَغَ اللَّبَنُ من الحَمَضِ مَا لَيْسَ فوقَه شيءٌ فَهُوَ الصَّقْرُ.
(و) الصَّقْرُ: (الدّائِرَةُ) من الشَّعرِ (خَلْفَ مَوْضِعِ لِبْدِ الدّابّةِ) عَن يمينٍ وشمالٍ، (وهما اثْنَتانِ) .
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الصَّقْرانِ: دَائرتانِ من الشَّعرِ عِنْد مُؤَخَّر اللِّبْدِ من ظَهرِ الفَرَسِ، قَالَ: وحَدُّ الظَّهْرِ إِلى الصَّقْرَيْنِ.
(و) الصَّقْرُ: (الدِّبْسُ) ، عِنْد أَهلِ الْمَدِينَة، وخصّ بعضُهم من أَهلِ المدينةِ بِهِ دِبْسَ التَّمْرِ.
(و) قيل: هُوَ (عَسَلُ الرُّطَبِ) إِذا يَبِسَ، قيل: هُوَ مَا تَحَلَّبَ من العِنَبِ، و (الزَّبِيبِ) والتَّمْر من غيرِ أَن يُعْصَر. (ويُحَرَّكُ) فِي الأَخيرَةِ.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الصَّقْرُ عِنْد البَحْرَانِيِّينَ: مَا سالَ من جِلاَلِ التَّمْر الَّتِي كُنِزَتْ وسُدِّكَ بعضُها على بَعْضٍ فِي بَيْتٍ مُصَرَّج تحتهَا خَوَابٍ خُضْر، فيَنْعَصِرُ مِنْهَا دِبْسٌ خامٌ، كأَنّه العَسَل.
(و) الصَّقْرُ: (شِدَّةُ وَقْعِ الشَّمْسِ) وحِدَّةُ حَرّهَا، وَقيل: شِدَّةُ وَقْعِهَا على رأْسِه، (كالصَّقْرَة) .
صَقَرَتْه تَصْقُرُه صَقْراً: آذَاه حَرُّها، وَقيل: هُوَ إِذا حَمِيَتْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجَاز.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: صَقَرَتْه الشَّمْسُ: آذَتْهُ بحَرِّها، ورَمَتْه بصَقَراتِهَا، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا ذَابَت الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِهَا
بأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَة مُعْبِلِ
(و) الصَّقْرُ: (الماءُ الآجِنُ) المُتَغَيِّر.
(و) الصَّقْرُ: (القِيَادَةُ على الحُرَمِ) ، عَن ابْن الأَعرابِيّ، وَمِنْه الصَّقّارُ الَّذِي جاءَ فِي الحَدِيثِ.
(و) الصَّقْرُ: (اللَّعْنُ لمن لَا يَسْتَحِقّ، ج: صُقُورٌ) ، بالضّمّ، (وصِقَارٌ) ، بالكَسْر.
(و) الصَّقَرُ، (بالتَّحْرِيكِ: مَا انْحَطَّ مِن وَرَقِ العِضَاهِ والعُرْفُطِ) والسَّلَمِ والطَّلْحِ والسَّمُرِ، وَلَا يُقَال صَقَرٌ حتّى يَسْقُطَ.
(وَبلا لامٍ: اسْمُ جَهَنَّمَ) ، نعوذُ باللَّهِ مِنْهَا، (لغةٌ فِي السِّينِ) ، وَقد تَقَدَّم.
(والصَّاقُورَةُ: باطِنُ القِحْفِ المُشْرِفُ على الدِّماغِ) ، كأَنّه قَعْرُ قَصْعَة، وَفِي التّهذيبِ: هُوَ الصّاقُورُ.
(و) صَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ: اسمُ (السَّماءِ الثّالِثَة) ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
لِمُصَفَّدِينَ عَلَيْهِم صاقُورَةٌ
صَمَّاءُ ثالِثَةٌ تُمَاعُ وتَجْمُدُ
(و) الصّاقُورُ، (بِلَا هاءٍ: الفَأْسُ العَظِيمَةُ) الَّتِي لهَا رَأْسٌ، واحِدٌ دَقِيقٌ تُكْسَرُ بِهِ الحِجَارَةُ، وَهُوَ المِعْوَلُ أَيضاً، (كالصَّوْقَرِ) ، كجَوْهَر.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الصَّوْقَرُ: الفَأْسُ الغَلِيظَةُ الَّتِي تُكْسَر بهَا الحِجَارةُ، ووَزْنُه فَوْعَل.
(و) الصّاقُور: (اللِّسانُ) .
(و) الصَّقّارُ، (ككَتَّان: اللَّعّانُ) ، وَمِنْه حديثُ أَنَس: (ملْعُونٌ كلُّ صَقّارٍ. قيل: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الصَّقَّارُ؟ قَالَ: نَشْءٌ يكونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَنِ تَحِيَّتُهُم بينَهُم التَّلاعُنُ) .
وَفِي التّهْذِيبِ عَن سَهْلِ بنِ مُعَاذٍ، عَن أَبيهِ، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا تَزَال الأُمَّةُ على شَرِيعَة مَا لم يَظْهَر فيهم ثَلاثٌ: مَا لم يُقْبَضْ مِنْهُم العِلْمُ، ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم السَّقّارَةُ. قَالُوا: وَمَا السَّقَّارَةُ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: نَشْءٌ يكونُونَ فِي آخرِ الزَّمَانِ تَكُونُ تَحِيَّتُهُم بيْنَهُم إِذَا تَلاَقَوْا التَّلاعُنُ) ، روى بِالسِّين وبالصاد.
(و) الصَّقّارُ أَيْضاً: (النَّمَّامُ) ، وَبِه فَسّرَ الأَزْهَرِيُّ الحَدِيثَ أَيضاً.
(و) الصَّقَّارُ: (الكافِرُ) ، ويقالُ بالسّينِ أَيضاً.
(و) الصَّقّارُ: (الدَّبّاسُ) .
(و) الصَّقُّورُ، (كتَنُّور: الدَّيُّوثُ) ، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَقْبَلُ اللَّهُ من الصَّقُّورِ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ بمعْنَى الصَّقّارِ، وَقيل: هُوَ القَوّادُ على حُرَمه.
(و) يُقَال: (هاذا التَّمْرُ أَصْقَرُ مِنْ هاذا، أَي أَكْثَرُ صَقْراً) ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، وإِن لم يَكُ لَهُ فِعْل.
(و) يُقَال: (رُطَبٌ صَقِرٌ مَقِرٌ، ككَتِف) ، صَقِرٌ: (ذُو صَقْرٍ) ، ومَقِرٌ، إِتْبَاعٌ، وذالك التَّمْرُ الَّذِي يَصْلُحُ للدِّبْسِ.
(والصَّاقِرَةُ: الدّاهِيَةُ النّازِلَةُ) الشَّدِيدَةُ، كالدّامِغَةِ.
و (صَقَرَهُ بالعَصَا) صَقْراً: (ضَرَبَه) بهَا على رَأْسِه.
(و) صَقَرَ (الحَجَرَ) يَصْقُرُه صَقْراً (كَسَرَه بالصّاقُورِ) ، وَهُوَ الفَأْس.
(و) صَقَرَ (اللَّبَنُ: اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُه، كاصْقَرَّ اصْقِرَاراً، و) صَمْقَرَ (واصْمَقَرَّ) .
وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: المُصْقَئِرُّ من اللَّبَنِ: الَّذِي قد حَمِضَ وامْتَنَع.
(و) صَقَرَ (النّارَ) صَقْراً: (أَوْقَدَهَا، كصَقَّرَهَا) تَصْقِيراً، (وَقد اصتَقَرَتْ، واصْطَقَرَتْ، وتَصَقَّرَتْ) ، جاءُوا بهَا مرَّة على الأَصْل، ومرّةً على المُضارَعَةِ، الأَخِيرة عَن الصّاغانيّ.
(وأَصْقَرَتِ الشَّمْسُ: اتَّقَدَتْ) ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ من ذالك. (و) قَالَ الفَرّاءُ: (جاءَ) فلانٌ (بالصُّقَرِ والبُقَرِ، كزُفَرَ، وبالصُّقَارَى والبُقَارَى، كسُمَانَى، أَي بالكَذِبِ الصّرِيح) الفاحِشِ، (وَهُوَ اسْمٌ لمَا لَا يُعْرَفُ) ، وَهُوَ مَجاز، وَقد تَقدَّمَ فِي سقر وَفِي بقر.
وَفِي الأَساس: أَي جاءَ بالأَكاذيب والتَّضاريب.
وسيأْتِي فِي كلامِ المصنّف أَن السُّمانَى بالتَّشْدِيد، وَسبق لَهُ أَيضاً تَنظيره بحُبَارى، وَهُوَ مُخَفّف، فليُنْظَر.
(و) قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: صُعَارَى، و (صُقَارَى: ع) ، أَي مَوْضِعان، ذكرهمَا فِي بَاب فُعَالَى، بالضّمّ.
(والصَّوْقَرِيرُ) ، كزَمْهَرِير: (حِكَايَةُ صَوْتِ الطّائِر) يُصَوْقِرُ فِي صِيَاحِه يُسْمَع فِي صَوْتِه نَحوُ هاذه النَّغْمَة، كَذَا فِي التَّهْذِيب، (وَقد صَوْقَرَ) ، إِذا رَجَّعَ صَوْتَه.
(وصَقَرَ بهِ الأَرْضَ: ضَرَبَ بِهِ) ، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا بالمَبْنِيّ للمعلوم فِي الفِعْلَيْن، وَالَّذِي فِي التَّكْمِلَة بالمبنيّ للمَجْهُول هاكذا ضَبطه، وصحَّحه.
(والصَّقَرَةُ محرَّكَةً: الماءُ يَبْقَى فِي الحَوْضِ، تَبُولُ فِيهِ الكِلابُ والثَّعَالِبُ) ، وَهُوَ الآجِنُ المُتَغَيِّرُ.
(و) فِي النَّوَادِر: (تَصَقَّرَ) بموضِع كَذَا، وتَشَكَّلَ وتَنَكَّفَ بمَعْنَى (تَلَبَّثَ) .
(و) يُقَال: (امرأَةٌ صَقِرَةٌ) ، كفَرِحَة: (ذَكِيَّةٌ شَدِيدَةُ البَصَرِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(وسَمَّوْا صقْراً) ، بالفَتْح، (وصُقَيْراً) ، بِالتَّصْغِيرِ، مِنْهُم: مُوسَى بنُ صُقَيْر، ويُوسُفُ بنُ عُمَرَ بنِ صُقَيْر، وَغَيرهمَا.
والصَّقْرُ بنُ حَبيبٍ، والصَّقْرُ بنُ عبدِ الرَّحمان، مُحَدِّثانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المُصَقِّرُ، كمُحَدِّثٍ: الصّائِدُ بالصُّقُورِ، يُقَال: خَرَجَ المُصَقِّرُ بالصُّقُورِ.
وَيُقَال: جاءَنَا بصَقْرَةٍ تَزْوِي الوَجْهَ، كَمَا يُقَال: بصَرْبَةٍ. حَكَاهُمَا الكسائِيّ.
وَمَا مَصَلَ من اللَّبَنِ فامّازَتْ خُثَارَتُه، وصَفَتْ صَفْوَتُه، فإِذا حَمِضَتْ كَانَت صِبَاغاً طَيِّباً، فَهُوَ صَقْرَةٌ.
والمُصْقَئِرُّ من اللَّبَن: الحَامِضُ المُمْتَنِعُ.
والصّاقِرِيَّةُ من قُرَى مِصر، مِنْهَا أَبو مُحَمَّدٍ المُهَلَّب بن أَحمد بنِ مَرْزُوقٍ المِصْرِيّ، ذُو الفُنُون، صَحِبَ أَبا يَعْقُوب النَّهْرَجُورِيّ.
وصَقَّرَ التَّمْرَ: صَبَّ عَلَيْهِ الصَّقْر.
والمُصَقَّر من الرُّطَبِ: المُصَلِّبُ يُصَبُّ عَلَيْه الدِّبْسُ ليَلِينَ، وَرُبمَا جاءَ بِالسِّين.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: وَرُبمَا أَخَذُوا الرُّطَبَ الجَيِّدَ مَلْقُوطاً من العِذْق، فجَعَلُوه فِي بَسَاتِينَ، وصَبُّوا عَلَيْهِ من ذالك الصَّقْرِ، فيُقَال لَهُ: رُطَبٌ مُصَقَّر، ويَبْقَى رُطَباً طُولَ السّنة.
وَقَالَ الأَصمعيّ: التَّصْقِيرُ: أَنْ يُصَبَّ على الرُّطَب الدِّبْسُ، فَيُقَال: رُطَبٌ مُصَقَّرٌ.
وماءٌ مُصَقَّرٌ: مُتَغَيِّر.
ويَومٌ مُصْمَقِرٌّ: شَدِيدُ الحَرّ. والميمات زَائِدَة.
وإِذَا كَانَ لونُ الطائِرِ مخْتَلِطاً خُضْرَتُه أَو سَوادُه بحُمْرَة أَو صُفْرَة، فتلْك الصَّقْر، شُبِّه بالصّقْرِ، وَهُوَ الدِّبّسُ، والطّائر مُصَقِّرٌ، كَذَا فِي كتاب غريبِ الحَمَام للحُسَيْنِ بنِ عبدِ اللَّهِ الكاتِب الأَصْبهانِيّ.

بشطر

بشطر: بَشاطِر: معول صغير، رفش - ومجرفة من الخشب لجرف الحــبوب (الكالا وفيه مجرفة ذات اسنان لها يد).
بُشَيْطرة: جَرَبية، زهرة الجَرَب (نبات) (الكالا escaviosa yerva) .

هدل

(هـ د ل) : (رَجُلٌ أَهْدَلُ) مُسْتَرْخِي الشَّفَةِ السُّفْلَى.
هدل:
هَدِل: مائل قليلاً إلى أسفل، متهدل (بقطر) هداول: (؟) تكررت مرتين عند (باين سميث 1365 - 5): اسم لآلة قاطعة.
هـ د ل

هدل الحمام هديلاً. وتهدّلت الثمرة. وتهدّل الثوب: استرسل؛ وهدّلته هدلاً. ومشفر أهدل ومشافر هدلٌ. وشفة هدلاء، وبها هدلٌ.

هدل

1 هَدَلَ He uttered a cry: see هَدَرَ, in two places.5 تَهَدَّلَ It hung down; [it dangled;] said of a branch of a tree, (S, TA,) and of fruit; it hung loosely; said of the former. (TA.) مِشْفَرٌ أَهْدَلُ [A camel's lip] flaccid, or pendulous. (K, TA.)
[هدل] نه: فيه: أعطهم صدقتك وإن أتاك "أهدل" الشفتين، هو المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أي وإن كان الأخذ أسود حبشيًا أو زنجيًا، وضمير أعطهم للولاة وأولي الأمر. ومنه ح: أهدب "أهدل". وفي ح قس: وروضة قد "تهدل" أغصانها، أي تدلت واسترخت لثقلها بالثمرة. وح: من ثمار "متهدلة".
(هدل)
الْحمام أَو الْغُلَام هديلا صَوت وَالشَّيْء هدلا أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل وأرخاه

(هدل) الْبَعِير هدلا استرخى مشفره وَيُقَال هدل مشفر الْبَعِير وَالرجل استرخت شفته السُّفْلى والسحاب تدلى هيدبه فَهُوَ هادل وهدل وَهُوَ أهدل وَهِي هدلاء (ج) هدل

هدل


هَدَلَ(n. ac. هَدِيْل)
a. Cooed.
b.(n. ac. هَدْل), Let hang down.
هَدِلَ(n. ac. هَدَل)
a. Hung down, dangled.
b. Had an ulcerated & hanging lip ( camel).
تَهَدَّلَa. see (هَدِلَ) (a).
هِدْلa. Thick milk.

هَدِلa. Having a hanging lip.

أَهْدَلُ
(pl.
هُدْل)
a. Hanging (lip).
b. see 5
هَاْدِل
(pl.
هَوَاْدِلُ)
a. Cooing.
b. see 5 & 14
(a).
هَدَاْلa. Hanging branches.

هَدَاْلَةa. Crowd, throng.
b. (pl.
هِدَاْل), A certain tree.
هَدِيْلa. Cooing.
b. Young pigeon.

هِدْلِق
a. Sieve.
b. Lax, flabby.
هدل
هَدَلَتِ الحَمامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلاً، والغُلامُ: صَوَّتَ. وهَدِيْلُها: فَرْخها. وهو الذَّكَرُ من الحَمَام أيضاً. والهَدَلُ: اسْتِرْخاءُ المِشْفَر، مِشْفَرٌ هادِلٌ وأهْدَلٌ. وشَفَةٌ هَدْلاء. والتَّهَدُّلُ: اسْتْرِخَاءُ جِلْدَةِ الخُصْيَةِ. وهَدَلْتُ الشَّيْءَ أَهْدِلُه: أرْسَلْتَه إلى أسْفَلَ. والهَدَالُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ. وكُلُّ غُصْنٍ يَنْبُتُ مُسْتَقيماً في أرَاكةٍ أو طَلْحَةٍ فهي: هَدَالةٌ. ورأيتُ هَدَالةً من الناس: أي جَمَاعَةً. ويقال للعَنْزِ إذا دُعِيَتْ للحَلَب: أهْدِ هَدَالَةَ أسِي سَيَالَة.
هـ د ل: (الْهَدِيلُ) الذَّكَرُ مِنَ الْحَمَامِ. وَهُوَ أَيْضًا صَوْتُ الْحَمَامِ، يُقَالُ: (هَدَلَ) الْقُمْرِيُّ يَهْدِلُ بِالْكَسْرِ (هَدِيلًا) . وَ (الْهَدِيلُ) أَيْضًا فَرْخٌ كَانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَصَادَهُ جَارِحٌ مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ، قَالُوا: فَلَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ. وَ (هَدَلَ) الشَّيْءَ أَرْخَاهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى أَسْفَلَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (تَهَدَّلَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرِ أَيْ تَدَلَّتْ. 
(هدل) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إن أتاكَ أهْدَلُ الشَّفَتَيْن، منفَّشُ المَنْخَرين فأعْطِه الصَّدَقة"
الأَهدَلُ: المُسْتَرْخِى الشَّفَة السُّفْلَى الغَليظُها، وشفَة هَدْلَاء، وجمعُهُ هُدْلٌ، ومِشْفَرٌ هَدِلٌ: إذا كان طَوِيلاً؛ وتهَدَّلَ الغُصْنُ؛ إذا أثقلَه الثَّمرُ فاسْتَرخَى، وسَقطَ بَعْضُه على بَعضٍ، وقد هَدِلَ وهدَلْتُه أنَا؛ أي لَوْ كان الطالِبُ أسْوَدَ حَبَشِيًّا أو زِنْجِيًّا. كما في الحدِيث الآخَرِ: "ولَوْ سُلِّطَ عليكم غُلَامٌ مُجَدَّعٌ"
: أرادَ الطَاعَة لِلوُلاةِ.
- ومنه في حديث زياد: "طَوِيل العُنُق أهْدَبُ أهْدَل"
- وفي حديث الأحنف: "مِن ثِمارٍ مُتَهَدِّلَةٍ"
: أي مُتَدَلِّيةٍ.
[هدل] الهَديلُ: الذكرُ من الحمام. قال جِرانُ العَوْدِ: كأنَّ الهَديلَ الظالعَ الرِجلِ وَسْطها من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ والهَديلُ: صوت الحمام. يقال: هَدَلَ القُمْرِيُّ يَهْدِلُ هَديلاً، مثل يَهْدِرُ. قال ذو الرمّة: أرى ناقَتي عندَ المُحَصَّبِ شاقَها رَواحُ اليماني والهَديلُ المُرَجَّعُ والهديل: فرخ كان على عهد نوح عليه السلام فصاده جارح من جوارح الطير. قالوا: فليس من حمامة إلا وتبكى عليه. قال الشاعر : وما من تهتفين به لنصر بأسرع جابة لك من هديل وهدلت الشئ أهدله هدلا، إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل. ويقال: هَدَلَ البعيرُ هَدْلاً، وهو أن تأخذه القَرحةُ فيَهْدِلُ مِشْفَرُهُ، فهو فَصيلٌ هادِلٌ. وبعيرٌ هَدِلٌ، إذا كان طويل المِشفر، وذلك ممَّا يُمْدَحُ به. وقد هَدِلَ بالكسر يهدل هدلا. قال الراجز:

بكل شعشاع صهابى هدل * وبعير أهدل أيضا. وقد تَهَدَّلَتْ شفتُهُ، أي استرختْ. وتَهَدَّلَتْ أغصانُ الشجرة، أي تدلَّتْ. والهَدالُ بالفتح: ما تدلَّى من الغُصن. وقال: يدعو الهَديلُ وساقُ حر فوقه أصلا بأودية ذوات هدال
باب الهاء والدال واللام معهما هـ د ل، د هـ ل، ل هـ د، د ل هـ مستعملات هـ ل د، ل د هـ مهملان

هدل: هَدَلَتِ الحَمامةُ تَهْدِلُ هديلاً. [ويقالُ] : هديلُها فرخُها. والهَدَل : استرخاءٌ في المِشْفَر الأسفل. مِشْفَرٌ هادلٌ، وأَهْدَلُ، وشَفةٌ هَدْلاء: مُنقلبةٌ على الذَّقَنِ. والتَهَدُّل: استرخاءُ جِلْدةِ الخصية ونحوها. قال  كأنّ خُصْيَيْهِ من التّهدُّلِ ... ظرف عجوز فيه ثنتا حَنْظلِ

والهَدَالُ: ضربُ من الشّجر، ويُقال: كلُّ غُصْنٍ ينبت في أراكة أو طلحةٍ مستقيماً فهو هَدالة. كأنّه مُخالفٌ لغيره من الأغصان، وربما يُداوَى به من السِّحْر والجنون.

دهل: لا دَهْلَ بالنَّبطَية: لا تَخَفْ، قال بشّار يَهْجو الطرماح :

فقلت له: لا دهل ما لكمل بعد ما ... مَلاَ نَيْفَقَ التُّبّانِ منه بعاذِرِ

لهد: اللَّهْدُ: الصّدْمُ الشَّديدُ في الصَّدْر. والبَعيرُ اللَّهيدُ: الذي أصاب جنَبْهَ ُضَغْطَةٌ من حِمْلٍ ثَقيلٍ، فأَورثه داءً أفسد عليه رِئَتَهُ، فهو مَلْهودٌ. قال الكميت :

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكوم ... ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

ورجلٌ مُلَهَّدٌ، أي: مُدَفَّعٌ من الذُّلِّ. ولَهَدْتُ الرَّجلَ أَلْهَدُهُ لَهْداً، إذا دفعتُه فهو مَلْهُوٌد.

دله: الدَّلَهُ: ذَهابُ الفُؤاد من هَمٍّ، كما تُدَلَّهُ المرأةُ على وَلَدها إذا فَقَدَتْهُ، وكما يُدَلَّهُ العَقْلُ من عِشقٍ أو غيره، يُقال: دُلِّهَ الرجل تدليها. 
الْهَاء وَالدَّال وَاللَّام

الهَدِيلُ: صَوت الْحمام، وَخص بَعضهم بِهِ وحشيها كالدباسي والقماري وَنَحْوهَا، هَدَل يَهْدِل هَدِيلا. وَقيل: الهَديلُ: ذكر الْحمام، وَقيل: هُوَ فرخها، وَقَالَ بَعضهم: تزْعم الْأَعْرَاب فِي الهَديلِ أَنه فرخ كَانَ على عهد نوح فَمَاتَ ضَيْعَة وعطشا، فَيَقُولُونَ: إِنَّه لَيْسَ من حمامة إِلَّا وَهِي تبْكي عَلَيْهِ، قَالَ نصيب:

فَقُلتُ أتَبكي ذاتُ طَوْقٍ تذَكَّرَتْ ... هَدِيلاً وقدْ أودَى وَمَا كانَ تُبَّعُ

يَقُول: وَلم يخلق تبع بعد.

وهَدَلَ الشَّيْء يَهدِلُه هَدْلا: أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل.

والهَدَلُ: استرخاء المشفر الْأَسْفَل، هَدِلَ يَهَدُل هَدَلا، وَهُوَ هادِلٌ وأهْدَلُ، وشفة هَدْلاءُ: منقلبة عَن الذقن.

وهَدِلَ الْبَعِير هَدَلا: أَخَذته القرحة فَهدِلَ مشفره.

وهَدِلَ فَهُوَ هَدِلٌ: طَال مشفره، وَذَلِكَ مِمَّا يمدح بِهِ قَالَ الشَّاعِر:

بكُلِّ شَعْشاعٍ صُهابِيٍّ هَدِلْ

وَقيل: الهَدَلُ فِي الشّفة: عظمها واسترخاؤها، وَذَلِكَ للبعير، وَإِنَّمَا يُقَال: رجل أهدَلُ، وَامْرَأَة هَدلاءُ مستعارا من الْبَعِير.

والتَّهَدُّلُ: استرخاء جلدَة الخصية وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:

كأنَّ خُصْيَيْهِ منَ التَّهَدُّلِ

ويروى: من التَّدَلْدُلِ.

والهَدالُ: مَا تهدَّلَ من الأغصان، قَالَ الْأَعْشَى:

ظَبيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أدْما ... ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تَحتَ الهَدالِ والهَدَالَةُ: شَجَرَة تنْبت فِي السمر لَيست مِنْهُ، وتنبت فِي اللوز وَالرُّمَّان، وَفِي كل شَجَرَة، وثمرتها بَيْضَاء، وَقيل: الهدالة: كل غُصْن نبت مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحَة أَو أراكة، وَهُوَ مِمَّا يشفى بِهِ المطــبوب، وَالْجمع هَدالٌ.

والهَدالُ: شجر بالحجاز لَهُ ورق عراض أَمْثَال الدَّرَاهِم الضخام، لَا ينْبت إِلَّا مَعَ شجر السّلع والسمر، يسحقه أهل الْيمن ويطبخونه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: لبن هِدْلٌ، لُغَة فِي إدل: لَا يُطَاق حمضا، وَأرَاهُ على الْبَدَل.
هـدل
هدَلَ1 يهدِل، هَدْلاً، فهو هادل، والمفعول مَهْدول
• هدَل السِّتارَ ونحوَه: أرسله إلى أسفل وأرخاه "هَدَل الشَّعْرَ". 

هدَلَ2 يَهدِل، هَديلاً، فهو هادل
• هدَل الحَمامُ: صوَّت "هدَل الغلامُ- وكأنَّ تسبيحًا هديلُ حمامةٍ ... في مجد ربِّك أُلِّفَتْ سجعاتُها". 

هَدِلَ يَهدَل، هَدَلاً، فهو هادل وأهْدَلُ وهَدِل
• هَدِلَ الشخصُ: استرخت شفتُه السُّفلى "هدِلَ البعيرُ: أخذته القرحة فاسترخى مِشْفرُه".
• هدِل السَّحابُ: تدلَّى، دنا من الأرض. 

تهدَّلَ يتهدَّل، تََهدُّلاً، فهو مُتهدِّل
• تهدَّلَ شعرُ الفتاة: هدِلَ؛ استرخى، استرسل "تهدَّلت شفتُه/ أغصانُ الشَّجرة- تَهدّلت الثَّمرةُ: تدَّلت". 

أهدلُ [مفرد]: ج هُدْل، مؤ هَدْلاءُ، ج مؤ هدلاوات وهُدْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

مُتهدِّل [مفرد]: اسم فاعل من تهدَّلَ ° قبَّعة متهدِّلة: قبّعة ناعمة ذات حافة عريضة مرنة.
• الصَّفصاف المتهدِّل: (نت) نوع من النّباتات موجود في الصِّين له أغصان متهدِّلة، وأوراق رفيعة. 

هَدَال [جمع]: مف هدالة:
1 - ما تهدّل من أغصان الشجر.
2 - (نت) نبات طفيليّ من الفصيلة العِنبيَّة يعيش على أغصان بعض الأشجار المثمرة، ويمتصَّ نسغها ويسمَّى الدِّبق، له أوراق دائمة الخضرةَ، وهو على أنواع منها أبيض الثِّمار يظهر في فصل الشِّتاء على اللََّوز والتّفّاح، ومنها أحمر الثِّمار يظهر على أغصان الزَّيتون. 

هدْل [مفرد]: مصدر هدَلَ1. 

هدَل [مفرد]: مصدر هَدِلَ. 

هدِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

هَديل [مفرد]: مصدر هدَلَ2. 

هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قال ذو الرمة:

طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه

عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام

أَي غِناءُ غُلام. ابن سيده: الهَدِيل صوتُ الحمام، وخصَّ بعضهم به

وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها، هَدَل القُمْرِيُّ، وفي

المحكم: هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً؛ قال ذو الرمة:

إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها

رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ

(* قوله «إذا ناقتي» في الصحاح:ارى ناقتي).

وأَنشد ابن بري:

ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ،

تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما

قال ابن بري: وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد؛ قال الراعي:

كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ،

يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا

قال: وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف، قال: ومثله دُوابَّةٌ،

حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث. وهَدَلت الحمامة تَهْدِل

هَدِيلاً، وقيل: الهَدِيل ذكَرُ الحمام، وقيل: هو فَرْخها؛ قال جِرانُ

العَوْد:كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها،

من البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ

وقال بعضهم: تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح،

عليه السلام، فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي

تبكي عليه؛ قال نُصيب

(* قوله «قال نصيب إلخ» في المحكم: قال نصيب، ولم

يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي

لنصيب).وقيل هو لأَبي وجزة:

فقلت: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ

هَدِيلاً، وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ؟

يقول: ولم يخلق تُبَّع بعدُ، قال: ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من

جَوارِح الطير؛ وأَنشد الكميت الأَسدي:

وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ

بأَسْرَعَ، جابةً لكِ، من هَدِيلِ

فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه، ومرَّة يجعلونه الصَّوْت. والهَدِيلُ

أَيضاً: الرجل الكثير الشعَر، وقيل: هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا

يدهنه؛ أَنشد أَبو زيد:

هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة،

هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ

النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. ورجل هَدِيل: ثقيل. وتَهَدَّلتِ

الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت، فهي مُتَهَدِّلة. وفي حديث قُسّ: وروضةٍ

قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر. وفي حديث

الأَحْنف: من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.

وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل:

استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِل هَدَلاً. ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل

وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عن الذَّقَن. وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو

أَهْدَل: أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال. وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو

هَدِل: طال مِشْفره، وبعير هَدِل منه. وبعير أَهْدَل، وذلك مما يمدح به؛

قال أَبو محمد الحَذْلَمي:

يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ،

بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ

(* قوله «يبادر الحوض إلخ» هكذا في الأصل، وانشده للعجاج في شعشع بلفظ:

تبادر الحوض إذا الحوض شغل * بشعشعانيّ صهابيّ

هدل

والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا).

وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ، وقيل: الهَدَل في الشفة عِظَمُها

واسترخاؤها وذلك للبعير، وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً

من البعير. وفي حديث ابن عباس: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل

الشفتين؛ الأَهْدَلُ: المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أَي وإِن كان الآخذ

أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي

الأَمْرِ. وفي حديث زياد: أَهْدَبُ أَهْدَلُ: والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه

فهو أَهدَل؛ قال الكميت:

بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ

ويقال: شِدْق أَهدَل؛ قال الراجز:

يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ

قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

(* قوله «يلقيه في طرق إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً).

والتَّهَدُّل: استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك؛ قال:

كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ،

ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ

ويروى: من التَّدَلْدُل.

والهَدال: ما تَهَدَّل من الأَغصان؛ قال الأَعشى:

ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما

ءُ، تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ

الجوهري: والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن؛ وقال:

يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه،

أُصُلاً، بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ

وأَنشد ابن بري:

طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ

والهَدالةُ: شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان

وفي كل شجرة

(* قوله «وفي كل شجرة» كذا في الأصل والمحكم، وفي الصاغاني:

وفي كل الشجر). وثمرتها بيضاء، وقيل: الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في

طَلْحة أَو أَراكة، وهو مما يُشْفَى به المَطْــبوب، والجمع هَدَالٌ،

ويقال: كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ، كأَنها مخالفة

لسائرها من الأَغصان، وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون.

والهَدَال: ضرْب من الشجر. والهَدَال: شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال

الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه

أَهلُ اليمن ويطبُخُونه. وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا

يُطاق حَمَضاً، قال ابن سيده: وأُراه على البدَل.

هـدل
(الهَدِيْلُ) ، كَأَمِيْرٍ: (صَوْتُ الحَمامِ، أَو خَاصٌّ بِوَحْشِيِّها) كالدَّباسِيّ والقَمارِيّ وَنَحْوِها، كَذا فِي المُحْكَم، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا نَاقَتِي عِنْدَ المُحَصَّبِ شَاقَهَا ... رَواحُ اليَمانِي والهَديْلُ المُرَجَّعُ)
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي: (مَا هاجَ شَوْقَكَ مِنْ هَدِيْلِ حَمامَةٍ ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُونِ حَمامَا)
(هَدَلَ يَهْدِلُ) هَدِيْلًا: إِذا دَعا. (و) قِيْلَ: الهَدِيْلُ: (فَرْخُها) ، الاسْمُ والمَصْدَرُ وَاحِد، وَكَذلِكَ أَهْدَرَ يَهْدِرُ هَدِيْرًا، الاسْمُ والمَصْدَر فِيْهِ وَاحِد ذَكَرَهُ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهَِّ بنِ مُحَمَّد الأَصْبَهانِيّ فِي كِتابِهِ: " غَرائِبُ الحَمام الهديّ "، وَأَنْشَدَ لِلْشَّاعِر:
(أَأَنْ نَادَى هَدِيلاً يَوْمَ بَلْجٍ ... مَعَ التَّشْرافِ مِنْ فَنَنِ الحَمامِ)
وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
(وَوَرْقاءَ يَدْعُوهَا الهَدِيْلُ بِسَجْعِهِ ... يُجاوِبُ ذَاكَ السَّجْعَ مِنْها هَدِيْرُها)
(أَو) الهَدِيْلُ: (ذَكَرُها) ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِيُّ لِجرانِ العَوْدِ النُّمَيْرِيِّ:
(كَأَنَّ الهَدِيْلَ الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها ... مِنَ البَغْيِ شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ)
(أَو هُوَ فَرْخٌ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَاتَ عَطَشًا وَضْيَعةً، أَوْ صَادَهُ جَارِحٌ مِنْ) جَوارحِ (الطَّيْرِ فَما مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِي تَبْكِي عَلَيْهِ) ، هكَذا تَزْعُمُ العَرَب، قَالَ نُصَيْبٌ:
(وَيَوْمَ اللِّوَى أَبْكَاكَ نَوْحُ حَمامَةٍ ... هَتُوفِ الضُّحَى بِالنَّوْحِ ظَلَّتْ تَفَجَّعُ)

(فَقُلْتُ أَتَبْكِي ذَاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرَتْ ... هَدِيلًا وَقَدْ أَوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ)

(وَأَدْري وَلَا أَبْكِي وَتَبْكِي وَمَا دَرَتْ ... بَعَوْلَتِهَا غَيْرُ البُكَى كَيْفَ تَصْنَعُ)

(وَلَمْ تَرَ مَا تَبْكِي وَأَتْرُكُ مَا أَرَى ... وَتَحْفَظُ مَا تَبْكِي لَهُ وَأُضَيِّعُ)
هكَذَا أَنْشَدَهُنَّ الأَصْبَهَانِي، وَقِيْلَ: الأَبْيَاتُ لِأَبِي وَجْزَة. وَقَالَ الكُمَيْت: (وَمَا مَنْ تَهْتِفِيْنَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بِأَسْرَع جَابَةً لَكِ مِنْ هَدِيْلِ)
فَمَرَّةً يَجْعَلُوَنَهُ الطَّائِرَ نَفْسهُ، وَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. (وَهَدَلَهُ يَهْدِلُهُ هَدْلاً: أَرْسَلَهُ اِلَى أَسْفَلَ وَأَرْخاهُ. وَهَدِلَ المِشْفَرُ، كَفَرِحَ) هَدَلاً: (اسْتَرْخَى، فَهُوَ هَادِلٌ وَأَهْدَلُ) مُسْتَرْخٍ. (و) هَدَلَ (البَعِيْرُ) هَدْلاً: (أَخَذَتْهُ القَرْحَةُ فَاسْتَرْخَى مِشْفَرُهُ) فَهُوَ فَصِيْلٌ هَادِلٌ. وَبَعِيْرٌ هَدِلٌ وَأَهْدَلُ: إِذا كَانَ طَوِيْلَ المِشْفَرِ، وَذلِكَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، قَالَ ابْنُ شَوال، وَيُقَالُ لِأَبي مُحَمَّد الحَذْلَمِيّ:
(يُبادِرُ الحَوْضَ إِذَا الحَوْضُ شُغِلْ ... )

(بَكُلِّ شَعْشَاعٍ صُهابِيِّ هَدِلْ ... )
(وَشَفَةٌ هَدْلَاءُ: مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الذَّقَنِ) وَقِيْلَ: الهَدَلُ فِي الشَّفَةِ عِظَمُها وَاسْتِرْخاؤُها، وَذلِكَ لِلْبَعِير، وَإِنَّمَا يُقَالُ: رَجُلٌ أَهْدَلُ وَامْرَأَةٌ هَدْلَاءُ مُسْتَعارًا مِنَ البَعِيْرِ. وَفِي حَدْيثِ ابْنِ عَبَّاس: " أَعْطِهِمْ صَدَقَتَكَ وَإِنْ أَتَاكَ أَهْدَلُ الشَّفَتَيْن " أَيْ المُسْتَرْخِي الشّفَة السُّفْلَى الغَلِيْظُها، أَيْ: وَإِنْ كَانَ الآخِذُ حَبَشِيَّا أَوْ زِنْجِيًّا. قُلْتُ: وَبِهِ لُقِّبَ قُطْبُ اليَمَنِ أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأَهْدَل قَدَّس اللَّهُ سِرَّهُ صَاحِبُ المَقامِ العَظِيمِ بِالمُراوَعَة، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ طَيِّبَةٌ كَثَّرَ اللَّهُ مِنْ أَمْثَالِهِمْ، يُقَالُ لَهُمْ المَهَادِلَة، قَدْ ذَكَرْتُهُم فِي مُشَجَّرِي. (والتَّهَدُّلُ: اسْتِرخاءُ جِلْدِ الخُصْيَةِ) ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(كَأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّهَدُّلِ ... )

(ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيْهِ ثِنْتا حَنْظَلِ ... )
وَيُرْوَى: " مِنَ التَّدَلْدُلِ ". (و) الهَدَالُ، (كَسَحابٍ: مَا تَهَدَّلَ مِنَ الأَغْصانِ) ، أَيْ: تَدَلىَّ، وَقَالَ الجَعْدِيُّ:
(يَدْعُو الهَدِيْلُ وَسَاقُ مُرِّ فَوْقَهُ ... أُصُلاً بِأَوْدِيَةٍ ذَواتِ هَدَالِ)
(و) الهَدَالَةُ، (بِهاءٍ: الجَماعَةُ) يُقَالُ: رَأَيْتُ هَدَالَةً. (و) الهَدَالَةً: (شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي السَّمُرِ) وَفِي اللَّوْزِ والرُّمّانِ وَكُلِّ الشَّجَرِ، (وَلَيْسَتْ مِنْهُ) ، وَثَمَرَتُها بيَضْاء، رَواهُ أَبُو حَنِيْفَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، (ج: هَدالٌ) ، قَالَ: وَقَالَت الكِلَابِيَّة: الهَدالُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالحِجَازِ يَلْتَبِسُ بِالشَّجَر، لَهُ وَرَقٌ عِراضٌ أَمْثَالُ الدَّراهِم الضٍّ خام، وَلَا يَنْبُتُ وَحْدَهُ إِلَّا مَعَ شَجَرةٍ، وَأَهْلُ اليَمَنِ يَطْبُخونَ وَرَقَهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي:
(طَامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدالِ ... )
وَيُقَالُ: كُلُّ غُصْنٍ نَبَتَ فِي أَراكَهٍ أَوْ طَلْحَةٍ مُسْتَقِيْمةٍ فَهِىَ هَدَالَة، كَأَنَّها مُخالِفَةٌ لِسَائِرِهَا مِنَ الأَغْصَانِ، وَرُبَّمَا دَاوَوْا بِهِ مِنَ السِّحْرِ والجُنُون. (و) هَدَالَةُ: (ة، بِاليَمَنِ) فِي أَوَائِلها مِن قُرَى " عَثَّر " مِن جِهَةِ القِبْلَة. (والهَيْدَلَةُ: الحُداءُ) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(كَأَنَّهُ صَوْتُ غُلَامٍ لَعّابْ ... )

(هَبْهَبَ أَو هَيْدَلَ بَعْدَ الهَبْهَابْ ... )
كَذا فِي العُباب. (و) قَالَ أَبُو حَنِيْفَة: (لَبَنٌ هِدْلٌ، بِالكَسْرِ) ، فِي (إِدْل) : لَا يُطاقُ حَمْضًا، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَأُراهُ عَلَى البَدَلِ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: هَدَلَ الغُلاَمُ وَهَدَرَ: إِذا صَوَّتَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(طَوَى البَطْنَ زَمّامٌ كَأَنَّ سَحِيْلَهُ ... عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيْلُ غُلَامِ) أَيْ: غِنَاءُ غُلاَمٍ، كَمَا فِي التَّهذِيب، قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيْلُ فِي صَوْتِ الهُدْهُد، قَالَ الرَّاعِي:
(كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ ... يَدْعُو بِقارِعَةِ الطَّرِيْقِ هَدِيْلاَ)
قُلْتُ: لَيْسَ الهُداهِدُ الهُدْهُدَ كَمَا ظَنَّهُ، بَلْ هُوَ ذَكَرُ الحَمَامِ، حَقَّقَهُ الحَسَنُ بِنُ عَبْدِ اللَّه الأَصْبَهانِيُّ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْشَدَ هذَا البَيْت، فَتَأَمَّل ذلِك. وَتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ: تَدَلَّت، وَكَذلِكَ الأَغْصانُ، فَهِيَ مُتَهَدِّلَة، وَفِي حَدِيْثِ قُسٍّ: " وَرَوْضَةٌ قَدَْتَهَدَّلَت أَغْصَانُها "، أَيْ: تَدَلَّت وَاسْتَرْخَت لِثقلِها بِالثَّمَرة. وَتَهَدَّلَت شَفَتُهُ: اسْتَرْخَت. والسَّحابُ إِذا تَدَلَّى هَيْدَبُهُ فَهُوَ أَهْدَلُ، قَالَ الكُمَيْت:
(بِتَهْتانِ دِيْمَتِهِ الأَهْدَلِ ... )
والهَدِيْلُ: الثَّقِيْلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَيُقَالُ لِلْعَنْزِ إِذا حُلِبَت: اهْدِ هَدالَة أَسِي سَيالَة. والتَّهْدَالُ، بِالفَتْحِ: تَفْعَالٌ مِنَ الهَدِيْلِ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِي:
(صَدُوحُ الضُّحَى مَعْروفةُ اللَّحْنِ لَمْ تَزَلْ ... يَقُودُ الهَوَى تَهْدَالُها وَيَقُودُها)

شعبذ

شعبذ


شَعْبَذَ
a. Performed feats of conjuring, tumbling &c.
juggled.

مُشَعْبِذ
a. Conjurer, juggler.

شعبذ

Q. 1 شَعْبَذَ, and its inf. n. شَعْبَذَةٌ: see شَعْوَذَ and شَعْوَذَةٌ in art. شعذ.

مُشَعْبِذٌ: see مُشَعْوِذٌ in art. شعذ.
شعبذ: شعباذ: فن المشعبذ أو الحاو (حيان 100): بحيلة من الشعباذ وجمعه شعابيذ (أبو الفرج 289: 10).
شعبط: تسلق، تسور أي تشعبط.
تشعبط على: طلع بعناء (بوشر).
شعبطة: تسلق، ارتقاء.
(شعبذ)
شعبذة مهر فِي الاحتيال وَأرى الشَّيْء على غير حَقِيقَته مُعْتَمدًا على خداع الْحَواس وزين الْبَاطِل لإيهام أَنه حق فَهُوَ مشعبذ
شعبذ
شعبذَ يشعبذ، شَعبذةً، فهو مُشعبِذ
• شَعبذ الرَّجلُ:
1 - شعوذ؛ أي: مَهَر في الاحتيال، وأرى الشّيءَ على غير حقيقته معتمدًا على خِداع الحواسّ.
2 - زيَّن الباطلَ لإيهام الآخَرين بأنّه حقّ "سياسيّ مُشعبِذ". 
شعبذ
: (المُشَعْبِذُ) بِكَسْر الباءِ وَفتحهَا، أَهمله الجوْهَرِيّ، وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ (المُشَعْوَذُ) بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا (وَقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ) قَالَ الثعالبي فِي (الجنى المحــبوب الْمُلْتَقط من ثمار الْقُلُوب) : لَا أَصل لقَولهم مشعْبذ، وإِنما هُوَ بِالْوَاو، ويكنى أَبا العَجَب، قَالَ أَبو تَمام.
مَا الدَّهْرُ فِي فِعْلِه إِلاَّ أَبُو العَجَبِ
قَالَه شَيخنَا، وَقد أَثبته الزمخشريُّ وَغَيره، وَتقول الْعَامَّة: الشَّعْبَثَة.

السّبع المثاني

السّبع المثاني:
[في الانكليزية] First chapter of the Koran ،the first seven chapters of the Koran ،the Koran
[ في الفرنسية] Premier chapitre du Coran ،les sept Premiers chapitres du Coran ،le Coran
هي سورة الفاتحة وسيأتي وجه تسميتها في لفظ السورة. وقيل هي عبارة عن سبع سور وهي من الفاتحة إلى الأنفال. وقيل هي اسم القرآن. وعند أهل السلوك يشار بسبع المثاني إلى حدّ المحــبوب كذا في كشف اللغات.
والسّبع الطوال ستعرف معناه في لفظ السورة.

محمد

ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، والمرضيّ عنه، ونبي المسلمين. وقد ورد ذكره في القرآن باسم رسول، ورسول الله، وأحمد، والنبي، والنبي الأميّ. ورد في صحيح البخاري هذه الأسماء أيضًا: الماحي (لأنه يمحو الله به الكفر) والحاشر (لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون غيره) والعاقب (لأنه عَقَب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم) والمقفَّى (المكرَّم) والشاهد (أي الشاهد على أمته بالإبلاغ والرسالة عملًا بالآية: ((إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا))، والبشر، والنذير، والضحوك، والخاتَم (خاتمة الأنبياء أي آخرهم) والمتوكل، والمصطفى، والفاتح (أي الحاكم القاضي بين الناس) والقتّال، والمتوكل، والقُتَم (أي الكثير الطاء وجامع الخير والعيال) ونبيّ الملاحم (جمع مَلحمة، موضع التحام الحرب، أي نبيّ القتال، أو نبيّ الصلاح وتأليف الناس كأنه يؤلف أمر الأمة) ونبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
محمد
رسم القرآن لمحمد صورة محبّبة إلى النفوس، فيها لين ورقة، وفيها الخلق المثالى، والقلب الرءوف الرحيم، والنّفس الوادعة المطمئنة، نزل عليه روح من أمر الله، يهدى إلى الصراط المستقيم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى يخاطبه: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 1 - 4). ويقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). ويقول:
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(آل عمران 159). ويقول: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (الشورى 52، 53). ويقول: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الطلاق 10، 11).
ويدعوه سراجا منيرا، فى قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب 45، 46). ورحمة في قوله: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء 107). ويأمره باستشارتهم وخفض الجناح لهم إذ يقول:
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (آل عمران 159). ويقول: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (الحجر 88 - 89).
ولكن هذه الصفات في سموّها المثالى لم ترفع محمدا عن البشرية، وهذه صفة من الصفات التى أكدها القرآن وأطال في الحديث عنها، فهو حينا يثبت هذه الصفة على لسانه، وحينا ينفى عن نفسه القدرة على ما لا يقدر عليه البشر، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الكهف 110). وهو لهذا لا يملك لنفسه أمرا، ولا يدرى من الغيب شيئا، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188).
ولننصت إليه يتبرأ من قدرته على فعل ما ليس في طاقته، عند ما سألوه ما ليس فى طوقه، وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (الإسراء 90 - 93)، ومما يلحظ أنهم طالبوه بأمور يستحيل وجودها في الصحراء، من تفجير الأرض ينابيع وأنهارا، وانظر إليه كيف يعجب من أمرهم، وكيف يقرر في صراحة أنه ليس سوى بشر رسول. ولأنه بشر، يجوز أن يموت كما يموت سائر البشر، وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144). ولم يتميز محمد من البشر إلا بأنه كالرسل بشير ونذير، قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الأحقاف 9). إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (البقرة 119). وهو ليس إلا مذكّرا، لا سيطرة له على القلوب، ولا مقدرة عنده على تحويل الأفئدة، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 21، 22).
ومما أكده القرآن من صفات محمد الأمّية، يصفه بها في قوله: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). ويبين حكمة اختياره أميا في قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 48). وإذا كانت الأمية مما يعاب فهى المعجزة التى تحول بين رسالة النبى والشك فيها، ولو أنه كان يقرأ ويكتب، لكان للمبطلين مجال للرّيب في صدق رسالته.
والقرآن يعظم أمر الرسول، فيحدّثنا عن صلاة الله عليه والملائكة، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56). ويعظم من أمر مبايعته، حتى لكأن من يبايعه إنما يبايع الله، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ (الفتح 10). ويشهد له القرآن بالخلق القويم كما سبق أن نقلنا، وبأنه لا ينطق عن هوى النفس، ولا يميل إلى ضلالة ولا غواية، ويقسم على ذلك: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 1 - 4)، كما يقسم على رسالته فيقول: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (يس 2 - 5). ويعدّد القرآن نعم الله عليه فيقول: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (الضحى 6 - 8). ويقسم له القرآن أن الله ما تخلى عنه وما قلاه، ويؤكد أن الذين يناصبونه العداء سيكبتون ويخذلون مذلولين، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (المجادلة 20). ويحذر المؤمنين من معصيته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (المجادلة 9). ويأمرهم بأن يقفوا عند الحدود التى رسمها الرسول، ولا يبطلوا أعمالهم بعصيانه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (محمد 33). وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر 7). وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الأحزاب 36). ويؤكد لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين حقا حتى يجدوا العدالة المطلقة في أحكامه، ولا يجدوا فيها غضاضة ولا حرجا في نفوسهم، ويقسم على ذلك قائلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى.
وإذا كان محمد رسولا، فله حرمته ومنزلته الاجتماعية، ومن الواجب احترامه، فلا يليق أن ينادى باسمه، كما ينادى الناس بعضهم بعضا، ولا أن ترتفع أصواتهم فوق صوته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(الحجرات 2 - 5). ولا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً (النور 63). وفي تربية الشعب على احترام الرسول ما يدفعهم إلى طاعته، فإن الطاعة أساسها الاحترام كما وضع القرآن أساسها الثانى وهو الحب، بما وصف القرآن به محمدا من حبّ لهداية قومه، وحدب عليهم، ورحمة بهم ورأفة، وشوق ملح إلى هدايتهم، حتى صح للقرآن أن يقول: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (الكهف 6). وهكذا بنى القرآن الطاعة على أساسين من الحب والاحترام معا.
ويؤيد القرآن رسالة محمد بشهادة الله الذى لا يشهد بغير الحق، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (المنافقون 1). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (الرعد 43). لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وبأن عيسى قد بشر به قومه، وأخبرهم برسالته، وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (الصف 6). وبأنه فيما أتى ليس بدعا، فقد أوحى الله إلى كثير من الرسل قبله، إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (النساء 163).
وبأنه أمى ما كان يتلو قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه. كما سبق أن ذكرنا، أوليس من يشهد الله له بالرسالة، ويبشر به رسول ذو كتاب، ويجرى على سنن من سبقه من الأنبياء- جديرا بأن يصدق إذا ادعى، وأن يطاع إذا أمر؟ ويناقش من أنكر رسالته، ويدفع دعاويهم في هدوء وقوّة معا، فأخبرنا القرآن مرّة أنهم كانوا ينسبون ما يعرفه محمد من قصص وأخبار وأحكام إلى عالم فارسى يعلمه، وما كان أسهل دحض تلك الدعوى بأن لسان من يدعون أنه يعلّم محمدا- أعجمى، أما هذا الكتاب فعربى مبين، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). وحينا نسبوه إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ (الأنبياء 5)، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (الصافات 36). فوجه القرآن أنظارهم إلى أن النظرة الصائبة تنفى عن القرآن السحر والشعر والكهانة، فللحق آياته البينات التى لا تشتبه بالسحر، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). ونفى القرآن عن النبى قول الشعر والكهانة، وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42).
ومن أكبر ما أنكروه على الرسول أنهم وجدوه لا يمتاز على البشر في شىء فهو يأكل الطعام كما يأكلون، ويمشى في الأسواق يبيع ويشترى كما يمشون، وظنوا أنه لا يكون نبيا إلا إذا امتاز بملك ينذر الناس معه، أو أصبح غنيا غنى مطلقا عن الناس، فألقى إليه كنز، أو كانت له جنة يأكل منها، وقد حكى القرآن عنهم ذلك الحديث، وردّ عليهم ردّا رفيقا في قوله: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (الفرقان 7 - 10). فهو يشير في رفق إلى أن الحكمة إنما هى فى أن يساوى الرسول الشعب في الاحتياج، حتى لا يكون امتيازه على الناس في أمور لا تتصل بالرسالة، ولا دخل لها في النبوة، وحتى يبقى تقويم الرسول بعيدا عن زخارف الحياة وما ليس من صميم الرسالة، فقد يتهيأ الغنى الفاحش لفرد من الناس، من غير أن يجلب له ذلك رسالة ولا نبوّة ولو أراد الله لفعل للرسول ما اقترحوه وزاد عليه، ولكن الخير والحكمة فيما كان، أما ما اقترحوه من نزول الملك مع الرسول فقد رد عليه في قوله: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9). ألا ترى أن نزول الملك كما اقترحوا لا يدع لهم فرصة التفكير بعد نزوله، ومن الخير أن يترك لهم مجال التدبّر وتقليب الأمر على وجوهه، وإنزال الملك لن يحل المشكل، لأنه سيكون في هيئة رجل، ويلتبس الأمر كما لو كان الرسول رجلا والقرآن برغم ذلك، يوحى بأن الرسول كانت عنده رغبة ملحة في أن يحقق لهم بعض ما اقترحوه ليؤمنوا، ولتجتمع كلمتهم على الدين، حتى صحّ للقرآن أن يقول للرسول: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (الأنعام 35).
ويقول في أخرى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12).
وكانت صفة البشرية حائلة دون الايمان به، ومدعاة للهزء بالرسول والسخرية به، فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر 24). وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (المؤمنون 34). وقد رد الله تلك الدعوى بأن الحكمة تقضى بأن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم، ليكون أدنى إلى نفوسهم، يألفونه ويسهل اتصالهم به، ولو أن في الأرض ملائكة يسكنونها، ما أرسل الله إليهم رسولا، سوى ملك من جنسهم، قال سبحانه: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الإسراء 94 - 95).
وعند ما تعرّض القرآن للاستهزاء بالرسول، كان لا يعنيه كثيرا الردّ على ما يتعلق بشخص الرسول، بل ينتقل مباشرة إلى صميم الدعوى يناقشهم فيها، ويحدثهم عن مغبّة كفرهم، قال تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (الأنبياء 36 - 40). ألا تراه قد مرّ مرّ الكرام باستهزائهم بالرسول، وكأنه لغو لا يؤبه له، ولا يستحق الالتفات إليه، ولا التّنبّه لشأنه، وانتقل من ذلك إلى الحديث عما يعنى القرآن بشأنه، من الحديث عن الله واليوم الآخر، وما ينتظرهم من عذاب كان جديرا به أن يصرفهم عن التمادى في الباطل، لو أنهم فكروا في الأمر وتدبّروا العاقبة، ويقول في موضع آخر: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان 41 - 44). وهو هنا أيضا ينتقل إلى صميم الدعوى، فيتحدث عن اتخاذهم الهوى إلها، وأنهم لا يستخدمون آذانهم وعقولهم فيما خلقت لأجله، فصاروا بذلك أضل سبيلا من الأنعام.
ويهوّن القرآن على الرسول أمر الاستهزاء به وتكذيبه، فحينا يخبره بأن ذلك دأب الرّسل، يكذّبون برغم ما يجيئون به من البينات والهدى، ويؤكد له مرة بأن هؤلاء الساخرين سينالهم ما نبّئوا بنزوله بهم، وكانوا يسخرون ولا يطيعون، فيقول للرسول: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 184). وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10).
وينذر القرآن المكذبين والمستهزئين بأن عاقبتهم كعاقبة من كذّب الرسل من قبل: أخذ شديد وعقاب أليم، وهنا يلجأ القرآن إلى غريزة المحافظة على النفس، فيصوّر رفض الدعوة والتكذيب لها معرّضا أنفسهم للتهلكة، وجالبا الوبال عليها، فماذا تكون النتيجة إذا هم أصرّوا على كفرهم؟ أضمنوا أعمارا طويلة، يصلحون فيها ما كانوا قد أفسدوه؟ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 185). أأمنوا مكر الله؟ أم اطمأنوا إلى أن القيامة لن تأتيهم فجأة؟ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (يوسف 107). إنهم بنهيهم عنه، ونأيهم عنه لا يضرون إلا أنفسهم ولا يهلكون غيرها، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26). ولن يضرّ الرسول بكفرهم، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل 82). فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ (الشورى 48).
أوليس في قصر أمر الرسول على البلاغ، ما يدفعهم إلى التفكير في أمر هذه الدعوة التى لن يحمل عبء أضرار رفضها غيرهم، والتى يتحمّل الرسول المشاق فى سبيل إذاعتها، لا يبغى من وراء ذلك أجرا، ولا يريد إلا أن تصل الهداية إلى قلوبهم، قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ 47).
وإن في تنزّه الرسول عن الغرض المادىّ، وإخلاصه في دعوتهم وإرشادهم، لبعثا لهم على تدبر أمر هذه الدعوة المبرأة من الهوى والغرض، والنفس بطبيعتها تنقاد لمثل هذه الدعوة وتؤمن بها. وقد دعاهم القرآن إلى التفكير في شأن الرسول، فرادى وجماعات، ليقلبوا أمره على وجوهه، ويتفكروا أبه جنّة أو شذوذ؟ وسوف يصلون إذا فكروا إلى أنه نذير لهم بين يدى عذاب شديد.
ويمضى القرآن محببا لهم إجابة دعوة محمد، مبينا طبيعتها، وأنها توافق الإنسانية السليمة، فهو لا يأمر إلا بما تعترف به النفوس الصحيحة ولا ينهى إلا عما تنكره، ولا يحلّ سوى الطّيب، ولا يحرّم سوى الخبيث، وأنه يعمل على تخليصهم من عادات ثقيلة على النفوس، وقيود كانت تغل حياتهم، وقد خفف الإسلام كثيرا من القيود التى كانت على أهل الكتاب، يقول الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157). أما الأميون، وقد كانوا في ضلال مبين فإنه يعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2). ويجعل طريق حب الله ونيل رضوانه اتباع منهجه والاقتداء به، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31). ومن أطاعه فسيكون مع من أنعم الله عليهم من أكرم الرفقاء، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء 69). ومن آمن وعمل صالحا فسوف يورّثه الله الأرض، ويمكن له دينه، ويبدله بالخوف أمنا وطمأنينة، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور 55).
ولا يكتفى القرآن بالوعد المحــبوب حين طلب إليهم طاعة الرسول، بل أنذرهم وأوعدهم، وأكّد لهم أن النهاية ستكون نصرا مؤزرا للرسول أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها (التوبة 63). ويقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور 63). إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
(الأحزاب 57). ويخاطب الرسول قائلا:
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). وينزل القرآن إلى أعماق نفوسهم، فيحدثنا عن شكوكهم التى تنتابهم، فهم يقولون في أغوار قلوبهم: إذا كان محمد على صواب، ونحن على خطأ، فلم يدعنا الله أحرارا في هذه الحياة ولا يعذبنا بسبب هذه التّصرّفات، والله ينبئهم بأن جهنم مصيرهم المنتظر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (المجادلة 8).
ويعلم القرآن ما لحوادث التاريخ من الأثر في النفوس، ولذا أكثر، فى معرض الأمر بطاعة الرسول، من توجيه أنظارهم إلى من كذّب من الماضين كيف كانت عاقبتهم، فلعلهم يتّعظون بها، فيسأل: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (غافر 21، 22). ويقصّ عليهم قصص الماضين كقوله: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (فصلت 13 - 18).
ولم يأل القرآن جهدا في تصوير من لا يستجيب إلى دعوة محمد في صورة ينفر منها العاقل، ويأنف من أن تكون صورته، فحينا يرسمهم أمواتا لا يعون، صما لا يسمعون، عميا لا يبصرون، فيقول: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (يونس 42، 43).
وأكثر القرآن من أمر الرسول بالصّبر، وهو خليقة أولى العزم من الرسل فقال:
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (الأحقاف 35). وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الطور 48). وقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (النحل 127). وقال: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (المزمل 10). إلى غير ذلك من كثير الآيات التى تدعو الرسول إلى الصبر، وتحثه عليه، ولا ريب أن دعوة دينية جديدة تتطلب زادا لا ينفد من الصبر على المكروه حتى تنجح وتؤتى ثمارها.
أما المنهج الذى رسمه ــالقرآن، لكى ينهجه محمد في دعوته، فقد بينه في قوله:
ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). وتلك هى خطة الإقناع التى تتألف القلوب وتستهوى الأفئدة.
ولكى أكمل الصورة التى رسمها القرآن لمحمد صلوات الله عليه، أضعه بين صحبه الذين أخلصوا له، فهم رحماء فيما بينهم، أشداء على أعدائهم، قد أخذ أمره بهم يشتد، كما يشتد الزرع إذا أخرج براعمه، فيصبح مرآة باعثا الزراع على الإعجاب به، فهم بين يدى الله يبتغون رضوانه، وأمام أعدائهم قوة لا يستهان بها، ترى تلك الصورة في قوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمراض العقليّة، ومستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْــبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

باذَغِيس

باذَغِيس:
بفتح الذال، وكسر الغين المعجمة، وياء ساكنة، وسين مهملة: ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ومرو الروذ، قصبتها بون وبامئين، بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة، وهي ذات خير ورخص يكثر فيها شجر الفستق، وقيل: إنها كانت دار مملكة الهياطلة، وقيل: أصلها بالفارسية باذخيز، معناه قيام الريح أو هــبوب الريح، لكثرة الرياح بها، نسب إليها جماعة من أهل الذكر، منهم:
أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها، يروي عن ابن عيينة.

الحبيب

(الحبيب) المحــبوب والمحب قَالَ المخبل
(أتهجر ليلى بالفراق حبيبها وَمَا كَانَ نفسا بالفراق تطيب) (ج) أحباء وأحبة وَهِي حَبِيبَة (ج) حبائب
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.