Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بمن

ثحف

ثحف مُهْمَلٌ أيضاً. الثَّحِفُ بمنــزِلَةِ الفَحِثِ، والثِّحِفُ بمنــزِلَةِ الحِفِثِ.
ثحف
أبو عمرو: الثحف: لغة في الفحث، وكذلك الثحف - بالكسر -، والجمع: أثحاف، وهما: ذاة الطرائق من الكرش كأنها أطبقاق الفرث.
ثحف
) الثِّحْفُ، بالمُهْمَلَةِ مَكْسُورَةً، والثَّحِفُ، كَكِتِفٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحبُ اللِّسَانِ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: هما لُغَتَانِ فِي الفَحْثِ والحَفِثِ، وهُمَا ذَاتُ الطَّرِيقِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: ذاتُ الطَّرِائِقِ من الْكَرِشِ، كأَنَّها أَطْبَاقُ الْفَرْثِ، ج: أَثْحَافٌ، كَمَا فِي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.

امم

[امم] نه فيه: اتقوا الخمر فإنها "أم" الخبائث أي تجمع كل خبيث، فلانأم الخير أي يجمع كل خير، وفيه أتى "أم" منزلته أي امرأته، أو من يدبر أمر بيته من النساء و"أم كلبة" الحمى. وفيه: لم يضره "أم الصبيان" أي الريح التي"لبإمام" مبين أي طريق واضح، والنبي والكتاب. ومنه: أحصيناه في "إمام" مبين. نه: "إمالا" فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمرا هو كلمة ترد في المحاورات، وأصلها إن وما فأدغمت وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء، وهو خطأ، ومعناه إن لم تفعل هذا فليكن هذا. ن: "أمالا" فاذهبي حتى تلدي بكسر همزة وتشديد ميم أي إذا أبيت أن تستري على نفسك وترجعي عن قولك فاذهبي حتى تلدي. ومنه: "إمالا" فسل فلانة بكسر همزة وفتح لام وبإمالة خفيفة، وعند بعض إمالي بكسر لام ولعله إمالة. و"أما" أنت طلقت امرأتك طلقة مرة أو مرتين بهمزة مفتوحة أي أن كنت فحذف الفعل، وعوض ما، وفتح أن. قوله أمرني بهذا أي بالرجعة. ك: "أما" والله حتى تموت أما حرف غيري فلا أعلم حاله.

نبذ

نبذ: النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشَّيْءَ من يَدِكَ أمَامَكَ أو خَلْفَكَ. والنُّبْذَةُ: ما تَنْبِذُه.
والمُنَابَذَةُ: في الحَرْبِ، نَبَذْنا إليهم على سَوَاءٍ: أي نابَذْناهم الحَرْبَ. وهي المُلاَمَسَةُ في الحَدِيْثِ؛ وهو أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لصاحِبِه: انْبِذْ إلَيَّ الثَّوْبَ أو أنْبِذُهُ إليكَ، وقد وَجَبَ البَيْعُ.
والمَنْبُوْذُوْنَ: أوْلادُ الزِّنى المَطْرُوْحُوْنَ.
والنَّبْذُ: المُتَفَرِّقُ.
والنَّبِيْذَةُ والنَّبَائذُ: المَنْبُوْذُوْنَ.
والمِنْبَذَةُ: الوِسَادَةُ، وجَمْعُها مَنَابِذُ.
والنَّبِيْذُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الأنْبِذَةُ. أنْبَذْتُه ونَبَذْتُه. والمِنْبَذُ: حَيْثُ يُنْبَذُ فيه النَّبِيْذُ.
والنَّبِيذَةُ: تُرَابُ البِئْرِ والمَقْبُرَةِ، نَبَذَ التُّرَابَ: فَحَصَه.
ونَبَذَ عِرْقُه: بمَعْنى نَبَضَ.
ونَبْذُ الدّارِ ومُنْتَبِذُها: نازِحُها.
وهو يَنْبِذُ عَلَيَّ: أي يَغْلِي غَيْظاً.
وبَيْنَنَا وبَيْنَهم نَبْذَةٌ: أي هَمٌّ قَرِيْبٌ.
وجَلَسَ نُبْذَةً ونَبْذَةً: أي ناحِيَةً.
والنَّبْذُ والنَّبْذَةُ: الشَّيْءُ اليَسِيْرُ، وجَمْعُه أنبَاذٌ.
(نبذ) التَّمْر أَو الْعِنَب وَنَحْوهمَا اتخذ مِنْهُ النَّبِيذ
نبذ: {فنبذناهم}: رميناهم. {فانتبذت}: اعتزلت ناحية، نبذة: معتزلة.
(نبذ) - في الحديث: "فأمرَ بالسِّتْرِ أن يُقطَع، ويُجعَلَ منه وِسَادَتان مَنبُوذَتانِ"
: أي لَطيفَتان تُنْبَذان وتُطرَحان لِلقُعُود عليهما لخِفَّتِهما.
(نبذ)
نبذا ونبذانا نبض يُقَال نبذ عرقه ونبذ قلبه وَالتَّمْر نبذا صَار نبيذا وَالشَّيْء طَرحه يُقَال نبذ النواة ونبذ الْكتاب وَيُقَال نبذ الْأَمر أهمله وَلم يعْمل بِهِ ونبذ الْعَهْد نقضه وَالتَّمْر وَنَحْوه عمله نبيذا
ن ب ذ: (نَبَذَهُ) أَلْقَاهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَبَّذَهُ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَجَلَسَ (نُبْذَةً) وَ (نَبْذَةً) بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ نَاحِيَةً. وَ (انْتَبَذَ) ذَهَبَ نَاحِيَةً. وَذَهَبَ مَالُهُ وَبَقِيَ (نَبْذٌ) مِنْهُ بِفَتْحِ النُّونِ. وَبِأَرْضِ كَذَا نَبْذٌ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ كَلَأٍ. وَفِي رَأْسِهِ نَبْذٌ مِنْ شَيْبٍ. وَأَصَابَ الْأَرْضَ نَبْذٌ مِنْ مَطَرٍ أَيْ شَيْءٌ يَسِيرٌ. وَ (النَّبِيذُ) وَاحِدُ (الْأَنْبِذَةِ) وَ (نَبَذَ نَبِيذًا) اتَّخَذَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: أَنْبَذَهُ. 
[نبذ] نبذت الشئ أنبذه: إذا ألقيته من يدك. ونَبَّذْتَهُ، شدد للكثرة. والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه في الطريق. ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه. وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً، أي ناحيةً. وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً. ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من شَيْبٍ. وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شئ يسير. والنبيذ: واحد الانبذة. يقال: نَبَذْتُ نَبيذاً، أي اتخذته. والعامة تقول: أنبذت. ونَبَذَ العِرْقُ نَبَذاناً: لغة في نبض. والمنبذة: الوسادة .

نبذ


نَبَذَ(n. ac. نَبْذ)
a. Threw, flung; abandoned; rejected; disregarded.
b. [Ila], Threw to.
c. [Bi], Brought forth.
d. [acc. & La], Left, gave up to.
e.(n. ac. نَبْذ
نَبَذَاْن), Beat, throbbed, pulsed.
f. Brewed.

نَبَّذَa. see I (a) (f).
نَاْبَذَa. Threw, flung to; ratified, settled a bargain.
b. Withdrew, retired from.
c. Fought, strove with.

أَنْبَذَa. see I (f)
إِنْتَبَذَa. see I (f)
& III (b).
نَبْذ
(pl.
أَنْبَاْذ)
a. A little, a small quantity; a few.

نَبْذَةa. Side, direction; place.
b. (pl.
نُبَذ), Number ( of a work ).
c. Portion, fragment.

نُبْذَةa. see 1t
مِنْبَذَة
(pl.
مَنَاْبِذُ)
a. Pillow, cushion.

نَبِيْذ
(pl.
أَنْبِذَة)
a. Intoxicating beverage made from dates &c.
b. [ coll. ], Wine.
c. Flung &c.

نَبِيْذَة
(pl.
نَبَاْئِذُ)
a. Loose earth.
b. see N.P.
I (a)
نَبَّاْذa. Thrower, flinger.
b. Brewer of نَبِيْذ

N.P.
نَبڤذَ
( pl.
reg. &
نَبَاْذِ4َة)
a. Foundling; waif, stray; bastard.
b. see 25 (c)
N.Ag.
تَنَبَّذَ
N.Ag.
إِنْتَبَذَa. Alone, solitary.

نَُبْذَةً
a. Aside, apart.

أَنْبَاذ النَّاس
a. Rabble, populace.

هُوَ مُنْتَبِذ الدَّار
a. He is far from home.
ن ب ذ : نَبَذْتُهُ نَبْذًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَلْقَيْتُهُ فَهُوَ مَنْبُوذٌ وَصَبِيٌّ مَنْبُوذٌ مَطْرُوحٌ وَمِنْهُ سُمِّيَ.

النَّبِيذُ لِأَنَّهُ يُنْبَذُ أَيْ يُتْرَكُ حَتَّى يَشْتَدَّ.

وَنَبَذْتُ الْعَهْدَ إلَيْهِمْ نَقَضْتُهُ وقَوْله تَعَالَى {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58] مَعْنَاهُ إذَا هَادَنْتَ قَوْمًا فَعَلِمْتَ مِنْهُمْ النَّقْضَ لِلْعَهْدِ فَلَا تُوقِعْ بِهِمْ سَابِقًا إلَى النَّقْضِ حَتَّى تُعْلِمَهُمْ أَنَّكَ نَقَضْتَ الْعَهْدَ فَتَكُونُوا فِي عِلْمِ النَّقْضِ مُسْتَوِينَ ثُمَّ أَوْقِعْ بِهِمْ وَنَبَذْتُ الْأَمْرَ أَهْمَلْتُهُ وَنَابَذْتُهُمْ خَالَفْتُهُمْ وَنَابَذْتُهُمْ الْحَرْبَ كَاشَفْتُهُمْ إيَّاهَا وَجَاهَرْتُهُمْ بِهَا وَانْتَبَذْتُ مَكَانًا اتَّخَذْتُهُ بِمَعْزِلٍ يَكُونُ بَعِيدًا عَنْ الْقَوْمِ وَنُهِيَ عَنْ الْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ وَهِيَ أَنْ تَقُولَ إذَا نَبَذْتَ مَتَاعَكَ أَوْ نَبَذْتُ مَتَاعِي فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بِكَذَا وَجَلَسَ نُبْذَةً بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ نَاحِيَةً. 
نبذ
النَّبْذُ: إلقاء الشيء وطرحه لقلّة الاعتداد به، ولذلك يقال: نَبَذْتُهُ نَبْذَ النَّعْل الخَلِق، قال تعالى: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
[الهمزة/ 4] ، فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ
[آل عمران/ 187] لقلّة اعتدادهم به، وقال: نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
[البقرة/ 100] أي: طرحوه لقلّة اعتدادهم به، وقال: فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ
[القصص/ 40] ، فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ
[الصافات/ 145] ، لَنُبِذَ بِالْعَراءِ
[القلم/ 49] ، وقوله: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ
[الأنفال/ 58] فمعناه: ألق إليهم السّلم، واستعمال النّبذ في ذلك كاستعمال الإلقاء كقوله: فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ [النحل/ 86] ، وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ [النحل/ 87] تنبيها أن لا يؤكّد العقد معهم بل حقّهم أن يطرح ذلك إليهم طرحا مستحثّا به على سبيل المجاملة، وأن يراعيهم حسب مراعاتهم له، ويعاهدهم على قدر ما عاهدوه، وَانْتَبَذَ فلان: اعتزل اعتزال من لا يقلّ مبالاته بنفسه فيما بين الناس. قال تعالى: فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا
[مريم/ 22] وقعد نَبْذَةً ونُبْذَةً.
أي: ناحية معتزلة، وصبيّ مَنْبُوذٌ ونَبِيذٌ كقولك: ملقوط ولقيط، لكن يقال: منبوذ اعتبارا بمن طرحه، وملقوط ولقيط اعتبارا بمن تناوله، والنَّبِيذُ: التّمرُ والزّبيبُ الملقَى مع الماء في الإناء، ثمّ صار اسما للشّراب المخصوص.
(ن ب ذ) : (نَبَذَ) الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ طَرَحَهُ وَرَمَى بِهِ نَبْذًا وَصَبِيٌّ مَنْبُوذٌ (وَمِنْهُ) انْتَهَى إلَى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ هَكَذَا عَلَى الْإِضَافَةِ وَرُوِيَ إلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ عَلَى الْوَصْفِ أَيْ بَعِيدٍ مِنْ الْقُبُورِ مِنْ (انْتَبَذَ) إذَا تَنَحَّى وَمِنْهُ {فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: 22] وَفِي الْحَدِيثِ «لَا صَلَاةَ لِمُنْتَبِذٍ» أَيْ لَمُنْفَرِدٍ مِنْ الصَّفِّ وَلَفْظُ الْحَدِيث كَمَا هُوَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَكِتَابِ السُّنَنِ الْكَبِيرِ «لَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ» وَجَلَسَ (نُبْذَةً) إلَى نَاحِيَةٍ وَفِي حَدِيثِ (الْمُعْتَدَّةِ) إلَّا نُبْذَةَ قُسْطٍ أَيْ قِطْعَةً مِنْهُ (وَفِي حَدِيثٍ) آخَرَ «رَخَّصَ لَنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إذَا اغْتَسَلَتْ إحْدَانَا مِنْ الْمَحِيضِ فِي نَبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ» هُوَ الْقُسْطُ بِإِبْدَالِ الْكَافِ مِنْ الْقَافِ وَالتَّاءِ مِنْ الطَّاءِ وَالْبَاءِ بِنُقْطَةٍ مِنْ تَحْتُ تَصْحِيفٌ وَأَظْفَارٌ مَوْضِعٌ أُضِيفَ الْكُسْتُ إلَيْهِ وَيُقَالُ الْحَائِضُ تَسْتَعْمِلُ شَيْئًا مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ وَهُمَا مِمَّا يُتَبَخَّرُ بِهِ وَلَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ مَا فِي الْحَدِيثِ كَذَلِكَ وَتَكُونَ الْإِضَافَةُ مِنْ تَحْرِيفِ النَّقَلَةِ (وَبَيْعُ الْمُنَابَذَةِ) وَبَيْعُ الْحَصَاةِ وَبَيْعُ إلْقَاءِ الْحَجَرِ وَاحِدٌ وَهِيَ فِي ل م (وَنَبَذَ الْعَهْدَ) نَقَضَهُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ طَرْحٌ لَهُ (وَالنَّبِيذُ) التَّمْرُ يُنْبَذُ فِي جَرَّةِ الْمَاءِ أَوْ غَيْرِهَا أَيْ يُلْقَى فِيهَا حَتَّى يَغْلِيَ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ.
ن ب ذ

نبذ الشيء من يده: طرحه ورمى به. وصبيٌّ منبوذٌ، والتقط فلان منبوذاً ونبيذةً ونبائذ. ونبّذه: أكثر نبذه. قال:

هلا غضبت لرحل جا ... رك إذ تنبّذه حضاجر

" ونهي عن المنابذة في البيع " وهي أن تقول: انبذ إليّ المتاع أو أنبذه إليك ليجب البيع، ويقال: له بيع الإلقاء. وجلس على المنبذة وهي الوسادة تنبذ للإنسان: تطرح له، وطرحوا لهم المنابذ، وتقول: تعمّموا بالمشاوذ، وجلسوا على المنابذ.

ومن المجاز: نبذ أمري وراء طهره إذا لم يعمل به " فنبذوه وراء ظهورهم " " نبذه فريق منهم ". وانتبذ الرجل: اعتزل ناحيةً، وجلس نبذةً ونبذةً، وهو منتبذ الدار: نازحها، وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعهد ونقضه، ونابذه منابذةً وتنابذوا. ونبذ النبيذ وهو أن يلقى التمر المنبوذ، ومنه: فلان ينبذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفث عليّ. ونبذت فلانة قولاً مليحاً: رمت به. قال القطاميّ:

فهنّ ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلّة الصادي

ونبذت إليه السلام والتحيّة. قال الرّاعي:

فلمّا تداركنا نبذّنا تحيّةً ... ودافع أدنانا العوارض باليد

عوارض الهودج: جوانبه. ونبذت بكذا ورميت به إذا رفع لك وأتيح لقاؤه. قال ابن مقبل:

قد قدت للوحش أبغي بعض غرّتها ... حتى نبذت بعير العانة النّعر

ولله أم نبذت بك. ونبذ الحفّار التراب ونبثه: رمى به وهي النبيثة والنبيذة والنبائث والنبائذ: وبرأسه نبيذ من الشيب. وبالأرض نبذ من الكلإ. وأصابها نبذ من المطر. وفيها نبذ من الناس. وذهب ماله وبقي نبذ منه وهو القليل لأن القليل ينبذ ولا يبالي به.
[ن ب ذ] النَّبْذُ طَرْحُكَ الشَّيْءَ أمامَك أو وَراءَك وكُلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ والنَّبِيذُ الشَّيْءُ المَنْبُوذُ والنَّبِيذُ ما نُبِذَ من عَصِيرٍ ونَحْوِه وقد نَبَذَ النَّبِيذَ وأَنْبَذَه ونَبَّذَه وفي الحَدِيثِ نَبَّذُوا وانْتَبَذُوا وحكى اللِّحيانِيُّ نَبَذَ تَمْرًا جَعَلَه نَبِيذًا قال وهِي قَلِيلةٌ ونَبَذَ الكِتابَ وراءَ ظَهْرِه أَلْقاه وفي التَّنْزِيل {فنبذوه وراء ظهورهم} آل عمران 187 وكذلِكَ نَبَذَ إليه القَوْلَ والمَنْبُوذ وَلَدُ الزِّنا لأَنَّه يُنْبَذُ عَلَى الطُّرُقِ وهُم المُنابِذَةُ والأُنْثَى مَنْبُوذَةٌ ونَبِيذَةٌ والنَّبِيذَةُ والمَنْبُوذَةُ التي لا تُؤْكَلُ من الهُزالِ شاةً كانَتْ أو غَيْرَها وذلك لأَنَّها تُنْبَذُ وجَلَسَ نَبْذَةً ونُبْذَةً أَي ناحِيَةً وانْتَبَذَ عن قَوْمِه تَنَحَّى والمُنابَذَةُ والانْتِباذُ تَحَيُّزُ كُلِّ واحدٍ من الفَرِيقَيْنِ في الحَرِبِ وقد نابَذَهُم الحربَ ونَبَذْتُ إليهم على سَواءٍ أَنْبِذُ أي نابَذْتُهُم الحَرْبَ وفي التَّنْزِيلِ {فانبذ إليهم على سواء} الأنفال 58 قالَ اللِّحْيانِيُّ على سَواءٍ أَي عَلَى الحَقِّ والعَدْلِ والمُنَابَذَةُ في التَّجْرِ أَن يَقُولَ الرجلُ لصاحِبِه انْبِذْ إليَّ الثَّوبَ أو غيرَه مِن المَتاعِ أَو أَنْبِذُه إليكَ فقد وَجَبَ البيعُ بكَذا وكَذا وقالَ اللِّحْيانِيُّ المُنَابَذَةُ أن تَرْمِيَ إليه بالثَّوْبِ ويَرْمِيَ إليكَ بمِثْلِه والمُنابَذَةُ أَيضًا أَن تَرْمِيَ إِليهِ بحَصاةٍ عنه أَيضًا ونَبِيذَةُ البِئْرِ نَبِيثتُها وزَعَم يعقوبُ أَنَّ الذّالَ بدلٌ من الثاءِ والنَّبْذُ الشَّيءُ القَلِيلُ والجَمْع أَنْباذٌ ورَأَيْتُ في العِذْقِ نَبْذًا من خُضْرَةٍ وفِي اللِّحْيَة نَبْذًا من شَيْبٍ أَي قَلِيلاً وكَذلك اليَسِيرُ من النّاسِ والكلأِ والمِنْبَذَةُ الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها هذه عن اللِّحْيانِيِّ ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذًا ضَرَبَ لُغَةٌ في نَبَض 
[نبذ] نه: فيه: نهى عن "المنابذة"، وهو أن يقول: انبذ إلي الثوب أو انبذه إليك ليجب البيع، أو إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع- قولان، نبذته- إذا رميته وابعدته. ك: ومنه: نهى عن "النباذ" بكسر نون، بأن يجعل النبذة بدلًا عن الصيغة أو قاطعًا لخيار البيع. نه: ومنه: "فنبذ" خاتمه، أي ألقاه من يده. وفي ح عدي: أمر له لما أتاه "بمنــبذة"، أي وسادة، سميت بها لأنها تطرح. ومنه: فأمر بالستر أن يقطع ويجعل له منه وسادتان "منبوذتان". وفيه: إنه مر بقبر "منتبذ" عن القبور، أي منفرد بعيد عنها، وفي آخر: انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه، يروى بتنوين القبر فبمعنى الأول، وبالإضافة فالمنبوذ بمعنى اللقيط لأن أمه رمته على الطريق أي بقبر إنسان منبوذ. ج: ومنه: وجد "منبوذًا" في زمن عمر، أي طفلًا رمته أمه. نه: وفي ح الدجال: تلده أمه وهي "منبوذة" في قبرها، أي ملقاة. و"النبيذ": ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير، نبذت التمر والعنب- إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا، وانتبذته: اتخذته نبيذًا، وسواء كان مسكرًا أو لا، ويقال للخمر المعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنبيذ: خمر. ن: الانتباذ: أن يجعل نحو تمر أو زبيب في الماء ليحلو فيشرب، ونهى عنه في الأوعية لأنه يسرع إليه السكر ولم يشعر بخلاف الأدم فإنه لرقتها لا يخفى فيها المسكر بل يشقها إذا أسكر، وهو منسوخ إلا عند جماعة، وجواب ابن عباس به بالحديث للمرأة السائلة عن نبيذ الجرة يدل أن مذهبه عدم النسخ. وفيه: وإن أبيتم "نابذناكم" على سواء، أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم "بالمنابذة" منا ومنكم، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إخبارًا مكشوفًا، والنبذ يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني، ومنه نبذ العهد- إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه. ج: أفلا "ننابذهم" أي نقاتلهم. وح: "فنبذ" أبو بكر إلى الناس، من نبذت إليه العهد أي أعطيته عهده. ش: و"نبذ" بالعراء، من نبذه ينبذه- بالكسر: طرحه. شم: "منتبذ"- بضم ميم وسكون نون وفتح مثناة وكسر موحدة فمعجمة، أي جالس في ناحية. ك: ومنه "فانتبذت" منه، أي ذهبت إلى ناحية فأشار إلي بيده أو برأسه فجئته فقال: استرني، فقمت عند عقبه لأكون سترًا بينه وبين الناس، إذ السباطة تكون في الأفنية المسكونة ولا يخلو عن مار. وح: "فنبذهما"- مر في قال. ن: "فنبذته" الأرض، أي طرحته على وجهها عبرة للناظرين. نه: إنما كان البياض في عنفقته صلى الله عليه وسلم وفي الرأس "نبذ"، أي يسير من شيب، نبذ ونبذة أي شيء يسير. ك: هو بضم نون وفتحها. ش: بفتح. ن: وفي الرأس نبذ- بضم نون وفتح موحدة وبفتح فسكون، أي شعرات متفرقة.
نبذ: نبذ العهد إلى العدو: نقض المعاهدة ويقال اختصارا نبذ إلى العدو أو نبذ العهد (معجم البلاذري).
نبذ إلى أو ب فلان، رمى شيئا إلى فلان (عبد الواحد 225، 1، المقدمة 243، 2) (انظر الجريدة الآسيوية 1869، 2، 174) انظر أيضا ما سيرد على وزن فاعل (نابذ).
نبذه بمكروه: أضر به، ناله بمكروه. ففي (حيان 58): وحلف له كل واحد منهم خمسين يمينا على الوفاء بما عاقدوه عليه وأنه لا ينبذه بمكروه.
نبذ (بالتشديد): خمر (انظر مادة تربة).
نابذ: فشرها (البخاري 2: 168) على النحو الآتي: المنابذة أن ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه وينبذ الآخر ثوبه ويكون ذلك بيعهما عن غير نظر ولا تراض.
نبذ: نقض المعاهدة (إذا تعدى الفعل إلى المفعول به) (معجم البلاذري).
نبذ: خالفه وفارقه عن قلى (محيط المحيط) وفي (حيان 60): خاصموه وحاربوه: (وذلك الذي يحملهم على منابذته وممانعته) وفي (95 منه) حين أعلن أبن حفصون نصرانيته نابذه عوسجة بن الخليع التاكرني ظهيره وانحرف عنه وفي (كارتاس 15: 192 والمقريزي 1: 79 طبعة بولاق): نابذوا العمال.
انتبذ: انفصل عن، ابتعد عن وتأتي مع حرف الجر عن (النويري أسبانيا 437): كنت منتبذا عن الناس (ابن بطوطة 1: 21، البربرية 2: 98 أو كنت منتبذا من، ألف ليلة 1: 12 و 1: 15: ترك، تخلى عن، البربرية 1: 621، 12، 2: 290: 1) أو انتبذ من (بسام 2: 98) بعد انتباذه من منازلة شلب.
إن الاسم الفاعل منتبذ الذي معناه الحرفي: منفصل هو، مجازا، المميز والممتاز وفي معجم مسلم (جارية منتبذة الخلق).
انتبذ: انفصل عن السلطان، ثار عليه (مولر 123: 4).
انتبذ عن: محلاوم من (البربرية 1: 450): وهو بتونس منتبذا عن الحامية والبطالة.
منتبذ: محضر الشراب المسكر (معجم الادريسي).
منتبذ: شارب الشراب المسكر (رياض النفوس 23): دخلت الجامع وأنا ساهي الفكر فاصطدمت ببعض الحصران وخشيت أن يقال أنني منتبذ قد جئتك أيها القاضي لتعلن براءتي فاستنكهني فاستنكهه ابن غانم (القاضي) فوجده بريئا مما قال.
منتبذة: تقال عن الحنطة النامية (فوك).
انتبذ: لم أفهم معنى هذا الفعل الذي ورد في ديوان الهذليين 170: 3: قال والله لقد انتبذ صخر الغي القتلى ووسخهم بالرغم من أنني لا أشك في صحة ما ورد في المخطوطة.
نبذة: والجمع نُبذ (محيط المحيط) (فوك Parum) واسم الجمع هذا معناه: تفاهات، ترهات، أمور وأقوال تنم عن خفة وطيش (المقري 1: 590).
وعد عن كل بذي ... لم يكترث بالنبذ
أهجر من لا حياء عنده ومن لا يخشى أن يتلهى بتوافه الأمور.
نبيذ: وصف النبيذ عند الرازي هو الوصف نفسه اليوم (لين، طبائع وعادات، محيط المحيط بوشر مادة vin) أي كل شراب مسكر سواء كان نبيذا حقيقيا nabidz أو خمرا (معجم المنصوري) وتسمى الخمرة أيضا نبيذ الأرجل لأنها تهرس بالأقدام أما نبيذ الأيدي فلأنه يعصر بالأيدي (رسالة إلى السيد فليشر 196).
نبيذ: خمر العسل (الكالا).
نبيذ المعجين: شراب المربيات السائلة (الكالا).
فاني نبيذ: نطل (أول ما يرفع من عصارة العنب السلاف ثم يصب عليه الماء فيكون ما يخرج منه بعد الماء نطلا وقال ابن دريد النطل ما عصر من الخمر بعد السلاف- محمد النجاري بك. المترجم).
نبيذي: صانع نبيذ العسل (البكري 162: 7).
نباذ: انظر الكلمة عند (فوك) في مادة albiicere.
نبذ
نبَذَ ينبُذ ويَنبِذ، نَبْذًا ونَبَذانًا، فهو نابذ، والمفعول مَنْبوذ ونبيذ
• نبَذ الشّيءَ: طرَحه وألقاه، تركه وهجره "صبيٌّ منبوذ- قبر مَنْبوذ: قبر بعيد منفرد عن القبور- نبذ عاداته السيئة- {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ".
• نبَذ العهْدَ: نقَضَه " {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} " ° نبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعهد، نقض عهده.
• نبَذ الأمرَ: أهمله ولم يعمل به? نبذ المجتمع فلانًا: أهمله وتخلَّى عنه- نبذه نبذ النواة: أهمله ولم يكترث به. 

انتبذَ/ انتبذَ عن ينتبذ، انتِباذًا، فهو مُنتبِذ، والمفعول مُنتبَذ (للمتعدِّي)
• انتبذ العنبُ: صار نبيذًا.
• انتبذ الشَّخصُ ناحيةً: اعتزل فيها وانفرد بعيدًا عن الناس " {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} ".
• انتبذ التَّمرَ: عمله نبيذًا.
• انتبذ عن قومه: تنّحى عنهم. 

تنابذَ يتنابذ، تنابُذًا، فهو مُتنابِذ
• تنابذ القومُ: اختلفوا وتفرّقوا عن عداوة "إذا تنابذتم
 طمِع بكم العدوُّ". 

نابذَ ينابذ، مُنابَذَةً، فهو مُنابِذ، والمفعول مُنابَذ
• نابذ فلانًا: فارقه على خلاف وبُغْض "نابَذ أقارِبَه".
• نابذه الحربَ: جاهره بها وكاشفه "نابذه العداوةَ". 

نبَّذَ ينبّذ، تنبيذًا، فهو مُنبِّذ، والمفعول مُنبَّذ
• نبَّذ الشّيءَ: نبَذه، طرحه وألقاه ورماه، لقلّة الاهتمام به، أهمله "نبَّذ ثمرًا فاسدًا".
• نبَّذ العنبَ: اتّخذ منه نبيذًا. 

منبوذ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نبَذَ ° المنبوذون: طائفة في الهند يتجَّنبهم المجتمع الهنديّ، ويزدريهم لضِعتهم وفقرهم وهوانهم على الله في أصل الخِلقة فيما يزعمون.
2 - لقيط، ولد تلقيه أمُّه في الطريق. 

نابِذة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نبَذَ.
2 - (فز) جهاز مزوَّد بنظام دوران سريع، يمكِّن من تحقيق قوّة طاردة كافية لفرز موادّ ذات كثافة مختلفة "نابذة لتدريب روَّاد الفضاء- نابذة فائقة السرعة: فرّازة بالطرد المركزيّ فائقة السرعة" ° القوَّة النَّابذة: التي تدفع الشّيءَ للابتعاد عن المركز. 

نَبْذ [مفرد]: ج أنباذ (لغير المصدر):
1 - مصدر نبَذَ ° أنباذ القوم: الأوباش منهم.
2 - يسير، شيء قليل "في رأسه نبذٌ من شيب- ذهب مالُه وبقي نَبْذٌ منه".
3 - (فز) فرز موادّ ذات كثافة مختلفة بواسطة قوّة نابذة، أي: قوّة طاردة مركزيّة تنتج بالدوران السريع.
• قوَّة النبذ: قوَّة مؤثِّرة على جِسْم حركته تتميَّز بانحناءات تُوجِّه الجسم بعيدًا عن مركز أو محور الدوران. 

نَبَذان [مفرد]: مصدر نبَذَ. 

نُبْذة [مفرد]: ج نُبُذات ونُبْذات ونُبَذ: قطعة صغيرة من شيءٍ "قرأت نُبْذةً من المقالة- نُبذة عن أديب/ حياته- نُبذة من مؤلَّف- ذكر نُبَذًا من خطابه: مقاطع- نُبْذة تاريخيّة: دراسة تُعطى نظرة إجماليّة" ° نبذة تمهيديّة: مُقدِّمة مختصرة بأعلى باب أو فصل من كتاب أو بأعلى مقالة بجريدة أو مجلّة لفقرة تمهيديّة تبرز النقط الجوهريّة الواردة في الموضوع- نبذة للقارئ: عبارات موجزة على الوجه الأخير من الغلاف لتعريف القارئ بالكتاب ومؤلِّفه، وبما قد يكون له من كتب أخرى- نبذة هامشيّة: حاشية مطبوعة بجانب منطقة النصّ. 

نَبيذ [مفرد]: ج أنْبِذة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من نبَذَ: مُلقَى، متروك، مهمل "هذا النَّمام نبيذ قومه".
2 - خمرٌ، شراب مُسْكِر يتّخذ من عصير العنب أو التمر أو غيرهما ويترك حتى يختمر "نبيذ أحمر/ أبيض- نبيذ عسل: شراب كحوليّ يحصل من تخمُّر العسل- لون نبيذيّ- صناعة نبيذيّة" ° رسوب النَّبيذ: التُّفل الباقي منه في قَعْر الوعاء.
• روح النَّبيذ: الكحول. 

نبذ: النَّبْذُ: طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك. نَبَذْتُ الشيء

أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك، ونَبَّذته، شدد للكثرة. ونبذت

الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته؛ ومنه الحديث: فنبذ خاتمه، فنبذ الناس

خواتيمهم أَي أَلقاها من يده. وكلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه

نَبْذاً.والنبيذ: معروف، واحد الأَنبذة. والنبيذ: الشيء والمنبوذ: والنبيذ: ما

نُبِذَ من عصير ونحوه.

وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا

تخذته، والعامة تقول أَنْبَذْتُ. وفي الحديث: نَبَّذوا وانْتَبَذُوا. وحكى

اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً؛ قال: وهي

قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه

في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً. والنبذ:

الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم. وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ،

وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير

ذلك.

يقال: نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من

مفعول إِلى فعيل. وانتبذته: اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر

فإِنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبيذ، كما يقال

للنبيذ خمر.

ونبذ الكتاب وراء ظهره: أَلقاه. وفي التنزيل: فنبذوه وراء ظهورهم؛ وكذلك

نبذ إِليه القول.

والمنبوذ: ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق، وهم المَنَابذة، والأُنثى

منبوذة ونبيذة، وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون. قال أَبو منصور: المنبوذ

الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم

بأَمره، وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا

لما أَمكن في نسبه من الثبات.

والنبيذة والمنبوذة: التي لا تؤكل من الهزال، شاة كانت أَو غيرها، وذلك

لأَنها تنبذ. ويقال للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها: نبيذة. ويقال

لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة: نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ. وجلس

نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية.

وانتبذ عن قومه: تنحى. وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية؛ قال الله

تعالى في قصة مريم: فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً. والمنتبذ:

المتنحي ناحية؛ قال لبيد:

يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً، مُتَنَبّذاً

بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيَامُها

(* قوله «متنبذاً» هكذا بالأصل الذي بأيدينا، وهو كذلك في عدة من نسخ

الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه، وهو قوله:

والمنتبذ المتنحي إلخ، فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس.)

وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية. وفي الحديث: أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي

منفرد بعيد عنها. وفي حديث آخر: انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه؛ يروى

بتنوين القبر وبالإِضافة، فمع التنوين هو بمعنى الأَول، ومع الإِضافة يكون

المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق. وفي حديث

الدجال: تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة.

والمنابذة والانتباذ: تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب. وقد نابذهم

الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب. وفي التنزيل:

فانبذ إِليهم على سواء؛ قال اللحياني: على سواء أَي على الحق والعدل.

ونابذه الحرب: كاشفه. والمُنابذة: انتباذ الفريقين للحق؛ تقول: نابذناهم الحرب

ونبذنا إِليهم الحرب على سواء. قال أَبو منصور: المنابذة أَن يكون بين

فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال، ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل

فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه؛ ومنه قوله تعالى: وإِما

تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء؛ المعنى: إِن كان بينك وبين قوم

هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد

نقضت ما بينك وبينهم، فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب

مستوين. وفي حديث سلمان: وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم

على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم

على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً. والنبذ: يكون بالفعل والقول في

الأَجسام والمعاني؛ ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه

وبينه. والمنابذة في التَّجْر: أَن يقول الرجل لصاحبه: انْبِذ إِليّ الثوب

أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا. وقال

اللحياني: المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله؛ والمنابذة

أَيضاً: أَن يرمي إِليك بحصاة؛ عنه أَيضاً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو

غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا. قال: ويقال

إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع؛ ومما يحققه

الحديث الآخر: أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا

يصح. ونبيذة البئر: نَبِيثَتُها، وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ.

والنَّبْذ: الشيء القليل، والجمع أَنباذ. ويقال: في هذا العِذْق نَبْذٌ

قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل، وهو أَن يُرْطب في الخطيئة

(* قوله «أن

يرطب في الخطيئة» أَي أن يقع ارطابه أي العذق في الجماعة القائمة من

شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة القليل من كل شيء.) بعد الخطيئة. ويقال: ذهب ماله

وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير؛ وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من

كلإٍ. وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب. وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء

يسير. وفي حديث أَنس: إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي

يسير من شيب؛ يعني به النبي، صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أُمّ عطيَّة:

نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه. ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من

خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً؛ وكذلك القليل من الناس

والكلإِ. والمِنْبَذَةُ: الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها؛ هذه عن اللحياني.

وفي حديث عديّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر له لما

أَتاه بِمِنْــبَذَةٍ وقال: إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه؛ وسميت الوِسادَةُ

مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها؛ ومنه الحديث:

فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان.

ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً: ضرب، لغة في نبض، وفي الصحاح: يَنْبِذُ

نَبَذاناً لغة في نبض، والله أَعلم.

نبذ

1 نَبَذَهُ, aor. ـِ inf. n. نَبْذٌ, (S, L, Msb, K,) He cast, threw, or flung, it away, as a thing esteemed of no account or importance: this is the original signification; and in this sense it is mostly used in the Kur-án: (Er-Rághib:) he cast, threw, or flung, it (S, A, L, Msb. K) from his hand, (S, L,) before him or behind him: (L, K:) and he cast, threw, or flung, it far away, or to a distance: (L:) and (so in the L; but in the K, or) he cast, threw, or flung it in any manner: (L, K:) ↓ نبّذ has teshdeed given to it to denote frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects. (S, A, L.) b2: نَبَذَ خَاتَمَهُ He threw his signet from his hand. (L, from a trad.) b3: فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ (Kur, iii. 184) (tropical:) [lit., And they cast it behind their backs;] means and they did not observe it; (namely, their covenant;) they disregarded it. (Beyd.) b4: نَبْذٌ is both by act and by word; having for its objects both substances and accidents: (L:) you say نَبَذَ العَهْدَ (tropical:) He dissolved the league, or covenant, and cast it from him to him with whom he had made it: (A, L, Msb: *) and نَبَذَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمَا إِلَى

صَاحبه العَهْدَ الَّذِى تَهَادَنَا عَلَيْهِ (tropical:) [Each party of them cast from him, to the other, the league, or covenant, by which they had made a truce; i. e., each party of them rejected it, or renounced it, to the other]: (T:) and نَبَذَ إِلَى العَدُوِّ, and ↓ نابذهُ, (tropical:) He cast from him the league, or covenant, to the enemy, and dissolved it: and ↓ تَنَابَذُوا (tropical:) They mutually cast from themselves the league, or covenant, and dissolved it. (A.) See also 3. b5: نَبَذَ أَمْرِى وَرَآءِ ظَهْرِهِ (tropical:) [lit., He cast my affair behind his back; meaning,] he did not perform my affair; (A;) he neglected it. (Msb.) b6: نَبَذَتْ فُلَانَةُ قَوْلًا مَلِيحًا (tropical:) Such a woman threw out a goodly, beautiful, or pretty, saying. (A.) b7: نَبَذْتُ إِلْيهِ السَّلَامَ, and التَّحِيَّةَ, (tropical:) I threw to him the salutation. (A.) b8: نُبِذْتُ بِكَذَا (tropical:) [I had such a thing as it were thrown to me; I had it thrown in my way;] I had it offered, or presented, to me, the meeting with it being appointed, or prepared; as also رُمِيتُ بِهِ. (A.) b9: لِلّٰهِ أُمٌّ نَبَذَتْ بِكَ (tropical:) To God (be attributed the excellence of) the mother that brought thee forth!] (A.) b10: نَبَذَ He threw forth earth or dust [in digging a hole &c.]; as also نَبَثَ. (A.) See also نَبِيذَةٌ. b11: نَبَذَ He threw dates or raisins into a bag or skin, and poured water upon them, and left the liquor until it fermented and became intoxicating: (T:) [or, simply, he steeped dates or raisins in water; for the beverage thus made, called نَبَيذ, was not always left until it became intoxicating, as is shown by several trads.] b12: نَبَذَ نَبِيذًا, (S, L, K, &c.,) the most usual form of the verb, (Kz,) aor. ـِ only; (MF;) and ↓ نبّذهُ, (A, L, K,) and ↓ انبذهُ, (L, K,) a form used by the vulgar, (S, IDrst,) and rejected by Th and others, but mentioned, on the authority of Er-Ruásee, by Fr, who says that he had not heard it from the Arabs, but that the authority of its transmitter is worthy of reliance, (TA,) and ↓ انتبذهُ; (L, K;) (tropical:) He made beverage of the kind called نَبِيذ. (S, A, L, K.) b13: Also, نَبَذَ تَمْرًا, (Lh, IAth, L,) and عِنَبًا, (IAth, L,) and ↓ انبذهُ, but this is seldom used, (Kutr, Lh, ISk, and others, and L,) and ↓ انتبذهُ, (L,) (tropical:) He made, of the dates, and of the grapes, beverage of the kind called نَبِيذ; (Lh, L;) he left the dates, and the grapes, in water, that it might become beverage of the kind so called. (IAth, L.) b14: Also, ↓ انتبذ (tropical:) He made for himself that beverage. (A.) b15: فُلَانٌ يَنْبِذُ عَلَىَّ (tropical:) Such a one boils against me like [the beverage called] نَبِيذ. (A.) A2: نَبَذَ, [aor. ـِ (S, L, K,) inf. n. نَبْذٌ (L, K) and نَبَذَانٌ, (S, K,) It (a vein) pulsed; (L, K;) a dial. form of نَبَضَ. (S, L.) 2 نَبَّذَ see 1.3 نابذهُ, inf. n. مُنَابَذَةٌ, He bargained with him by saying, Throw thou to me the garment, or piece of cloth, (A'Obeyd, L, K,) or other article of merchandise, (A'Obeyd, L,) or I will throw it to thee, and the sale shall become binding, or settled, or concluded, for such a sum: (A' Obeyd, L, K:) or, by throwing to another a garment, or piece of cloth, the other doing the like: (Lh, L, K:) or, by saying, When thou throwest thy commodity, or when I throw my commodity, the sale is binding, or settled, or concluded, for such a sum: (Msb:) or, by saying, When I throw it to thee, or when thou throwest it to me, the sale is binding, or settled, or concluded: (Mgh, art. لمس:) or, by saying, When I throw the pebble (L, K) to thee, (L,) the sale is binding, or settled, or concluded: (L, K:) or by another's throwing a pebble to him: (L:) بَيْعُ المُنَابَذَةِ and بَيْعُ الحَصَاةِ and بَيْعُ إِلْقَآءِ الحَجَرِ signify the same; (Mgh;) as also بَيْعُ الإِلْقَآءِ: (A:) such bargaining is forbidden. (L.) b2: نابذوا, inf. n. مُنَابَذَةٌ; and ↓ انتبذوا; (tropical:) They retired, each of the two parties, apart, in war. (L, K.) b3: نَابَذَهُمُ الحَرْبَ, and إِلَيْهِمُ الحَرْبَ ↓ نَبَذَ, He retired from them to a place aside, or apart, in war, for a just purpose, (لِلْحَقِّ, in the 'Eyn for war, لِلْحَرْبِ, TT,) they doing the like: (Lth, T, L:) or these two phrases, followed by عَلَى سَوَآءٍ, are used when there is between two parties at variance a covenant, or league, or a truce, after fighting, and they desire to dissolve the league, or covenant, and each party casts it from him (يَنْبِذُهُ) to the other: thus, فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآءٍ, in the Kur, [viii. 60, lit., cast thou from thee, to them, their league, or covenant, in an equitable, or just, manner,] means, announce thou to them that thou hast dissolved the league between thee and them, so that they may have equal knowledge with thee of the dissolving thereof and of the returning to war: (T, L:) على سواء here signifies على الحَقِّ وَالعَدْلِ: (Lh:) نَابَذَهُ الحَرْبَ also signifies he made war with him openly; (S, L, Msb;) and is syn. with نَبَذَ إِلَيْهِ الحَرْبَ: (L:) and نَابَذُوهُمْ عَلَى سَوَآءٍ they made war with them openly, in an equitable manner, declaring their hostile intention, so that it was equally known to their enemies and themselves. (L.) See also 1. b4: نَابَذْتُهُمْ (tropical:) I acted contrarily to, or differently from, or adversely to, them; or was, or became, contrary to, or different from, or adverse to, them; syn. خَالَفْتُهُمْ. (Msb.) 4 أَنْبَذَ see 1.6 تَنَاْبَذَ see 1.8 انتبذ (tropical:) He went, withdrew, or retired, aside, or apart, from others; separated himself from others. (S, A, L, K.) b2: انتبذت مَكَانًا (Kur, xix. 16,) (tropical:) She withdrew, or retired, to a place apart from her family, (L, Msb,) far away. (Msb.) b3: اِنْتَبَذَ عَنْ قَوْمِهِ He withdrew, or retired, from his people. (M.) b4: اِنتبذ نَاحِيَةً He went aside. (T.) See 1. b5: And see اِنْتَبَثَ in art. نبث.

نَبْذٌ (tropical:) A little; a small quantity; (S, A, L, K;) مِنَ المَالِ of wealth, or property; (S, A, L;) as also ↓ نُبْذَةٌ [which is a word much used though I find it explained in few lexicons]; (L, TA;) because what is little is thrown away, and disregarded: (A:) and in like manner, of herbage, and of rain, and of hoariness or hoary hair, (S, A, L,) &c: (L:) and a small number of men: (A, L:) and the latter word, a piece, or portion, of a thing, such as a perfume: (L:) pl. of the former, أَنْبَاذٌ: (L, K:) [and of the latter, نُبَذٌ.] b2: أَنْبَاذٌ مِنَ النَّاسِ (K, * TA) (tropical:) The refuse of the people; (TA;) mixed people of the baser sort. (K, TA.) بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِى فُلَانٍ نَبْذَةٌ: see جَذْبَةٌ. b2: جَلَسَ نَبْذَةً, and ↓ نُبْذَةً, (tropical:) He sat aside, or apart. (S, A, L, Msb, K.) نُبْذَةٌ: see نَبْذٌ: b2: and نَبْذَةٌ.

نَبِيذٌ Cast, thrown, or flung, [&c.; see 1;] (K;) i. q. مَنْبُوذٌ. (L.) But see below. b2: ↓ نَبِيذَةٌ The earth or dust that is thrown forth from a hole or the like that is dug; as also نَبِيثَةٌ: pl. نَبَائِذٌ. (A, * L.) Yaakoob asserts, that the ذ is a substitute for ث. (L.) b3: نَبِيذٌ (tropical:) A kind of beverage, made of dates, and of raisins; i. e., must; and of honey; i. e., mead; and of wheat, and of barley, &c.; i. e. wort: (L:) or made of dates, or of raisins, which one throws (يَنْبِذُ, i. e. يَطْرَح, whence its appellation,) into a vessel or skin of water, and leaves until it ferments (يَفُور, T, L, or يَغْلِى, Mgh) and becomes intoxicating, or not so long as to become intoxicating: before it has become so, it is a lawful beverage: (T, L:) whether intoxicating or not, it is thus called: (L:) or it is thus called because it is left (يُنْبَذُ, i. e., يُتْرَكُ,) until it becomes strong; (Msb;) being expressed juice, or the like, that is left (نُبِذَ) [for a time to acquire strength]: (L, K:) it is said that this word is originally of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, but that it has become obsolete in this latter sense, and, applied to the beverage, is used as though it were a primitive substantive, as is shown by the form of its pl., (M, F,) which is أَنْبِذَةٌ; (S, L, MF;) for a word of the measure فعيل in the sense of the measure مفعول has not this form of pl.: (MF:) wine expressed from grapes is also called نَبِيذٌ, like as نبيذ is also called خَمْرٌ: [نَبِيذٌ is a coll. gen. n., and its n. un. is with ة:] نَبِيذَةٌ signifies some نَبِيذ; lit., a portion thereof. (Msb, art. خمر.) See also مِزْرٌ. (L.) نَبِيذَةٌ: see نَبِيذً, and مَنْبُوذٌ.

نَبَّاذٌ [One who throws things away often, or quickly]. See أَخَّاذٌ.

A2: نَبَّاذٌ [One who makes, or sells, the beverage called نَبيذ]. (S, K, art. سكر.) مِنْبَذَةٌ A pillow, or cushion; (Lh, S, A, L, K;) upon which one reclines, or sits: so called because it is thrown upon the ground to be sat upon: (L:) pl. مَنَابِذُ. (A.) Ex. تَرَبَّعُوا عَلَى

المَنَابِذِ [They sat cross-legged upon the pillows, or cushions]. (A.) مَنْبُوذٌ A child cast out by its mother (T, S, L, Msb, K) in the road, (T, S, L, K,) on the occasion of her bringing it forth, and which a Muslim picks up and maintains; whether a bastard or lawfully begotten; (T, L;) a foundling: (L, K:) such may not be called a bastard because its kin may be established: (T, L:) also, (assumed tropical:) a bastard; (L, K;) because such is cast away in the road: (L:) fem. مَنْبُوذَةٌ (L) and ↓ نَبِيذَةٌ: (A, L:) pl. masc. مَنْبُوذُونَ and مَنَابِذَةٌ; (L;) and pl: of نبيذة, نَبَائِذُ. (A.) b2: مَنْبُوذَةٌ and ↓ نَبِيذَةٌ (assumed tropical:) A ewe or other animal (L) that is not eaten, by reason of its leanness: (L, K:) so called because it is cast away. (L.) b3: صَلَّى

عَلَى قَبْرِ مَنْبُوذٍ He (Mohammad) prayed upon the tomb of a foundling: or, accord. to another reading على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ, meaning, upon a tomb apart, (L,) or distant, (K,) from other tombs; (L, K;) like an expression occurring in another trad., ↓ مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ he passed by a tomb apart from other tombs. (L.) هوَ مُنْتَبِذُ الدَّارِ (tropical:) He is far from his house. (A.) b2: مُنْتَبِذٌ and ↓ مُتَنَبِّذٌ [A man &c.,] aside, or apart, or separate, from others; (L;) [See also مَنْبُودٌ: and see a verse of Lebeed, voce أَصْلٌ.]

مُتَنَبِّذٌ: see مُنْتَبِذٌ.
نبذ
: (النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشيْءَ) مِن يدِك (أَمامَك أَو وَرَاءَك، أَو عَامٌّ) ، يُقَال: نَبَذَ الشيْءَ، إِذا رَمَاه وأَبْعَدَه، وَمِنْه الحَدِيث (فَنَبَذ خَاتَمَه) أَي أَلقاه مِن يَده، وكلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ. ونَبَذَ الكِتَابَ وَرَاءَ ظَهْرِه: أَلقَاه. وَفِي التَّنْزِيل: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 187) وكذالك نَبَذَ إِليه القَوْلَ. وَفِي مُفْرَدَات الرَّاغِب: أَصْلُ النَّبْذِ طَرْحُ مَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ، وغالِبُ النَّبْذِ الَّذِي فِي القرآنِ على هاذا الوَجْهِ. (والفِعْلُ كضَرَبَ) ، نَبَذَه يَنْبِذُه نَبْذاً. (و) النَّبْذُ (: ضَرَبَانُ العِرْقِ) لُغَةٌ فِي النَّبْضِ، (كالنَّبَذَان، مُحَرَّكَةً) ، وهاذا من الصّحاح، فإِنه قَالَ: نَبَذَ يَنْبِذُ نَبَذَاناً لُغَةٌ فِي نَبَضَ. (و) من المَجاز: النَّبْذُ (: الشيءُ القَليلُ اليَسِير، ج أَنْبَاذٌ) ، يُقَال: فِي هاذا العِذْقِ نَبْذٌ قَلِيلٌ من الرُّطَبِ، ووَخْزٌ قليلٌ، وَيُقَال: ذَهَبَ مَالُه وبَقِيَ نَبْذٌ مِنه ونُبْذَةٌ، أَي شيءٌ يَسِيرٌ. وبأَرْضِ كَذَا نَبْذٌ مِن مَالٍ، ومِن كَلإٍ، وَفِي رَأْسِه نَبْذٌ مِن شَيْبٍ، وأَصابَ الأَرْضَ نَبْذٌ مِن مَطَرٍ، أَي شيءٌ يَسيرٌ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ (إِنما كَانَ البياضُ فِي عَنْفَقَتِه وَفِي الرأْسِ نَبْذٌ) ، أَي يَسِيرٌ من شَيْبٍ، يَعْنِي بِهِ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي حديثِ أُمِّ عَطِيَّه (نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظْفَارٍ) أَي قِطْعَةٌ، ورأَيت فِي العِذْقِ نَبْذاً مِن خُضْرَةٍ، أَي قَلِيلا، وَكَذَلِكَ القَليلُ من الناسِ والكَلإِ، قَالَ الزمخشرِيُّ: لأَن الْقَلِيل يُنْبَذُ وَلَا يُبَالَى بِهِ (و) من المَجَاز: (جَلَسَ نَبْذَةً) ، بالتفح (يُضَمّ) ، أَي (نَاحِيَةً) .
(والنَّبِيذُ) ، فعيل بمعنَى المَنْبُوذِ وَهُوَ (المُلْقَى، و) مِنْهُ (مَا نُبِذَ مِن عَصِيرٍ ونَحْوِه) ، كتَمْرٍ وزَبِيبٍ وحْنِطَةٍ وشَعِيرٍ وعَسَلٍ، وَهُوَ مَجازٌ. (وَقد نَبَذَه وأَنْبَذَه وانْتَبَذَه ونَبَّذَه) ، شُدِّد للكثْرَة، قَالَ شيخُنَا: وَظَاهر المُصَنّف بل صَرِيحه أَهنه كَكَتب، لأَنه لم يَذكر آتِيَه، فاقْتَضعى أَنه بالضَّمِّ، وَالْمَعْرُوف الَّذِي نصّ عَلَيْهِ الجماهيرُ أَنه نَبَذَ كضَرَب، بل لَا تُعْرَف فِيهِ لُغَةٌ غَيْرُها، فَلَا يُعْتَدُّ بأَطلاق المُصَنِّف، ثمّ هاذه الْعبارَة الَّتِي سَاقهَا المُصَنِّف هِيَ بعينِهَا نَصُّ عِبَارَة المُحْكَم، وَفِيه أَن أَنْبَذَ رُبَاعِيًّا كنَبَذَ ثُلاثِيًّا فِي الاستهمال، وَقد أَنكرَهَا ثعلبٌ ومَن وافَقَه، وقَال ابنُ رُورُسْتَوَيْهِ: إِنها عَامِّيَّة، وَحكى اللِّحْيَانِيُّ: نَبَذَ تَمْراً: جَعَلَه نَبِيذاً، وحَكَى أَيضاً أَنْبَذَ فُلانٌ تَمْراً، وَهِي قَلِيلَةٌ، وكذالك قَالَ كُرَاع فِي المُجَرَّد وابنُ السِّكّيت فِي الإِصلاح، وقُطْرُب فِي فَعَلْت وأَفعتل، وأَبو الفَتح المَرَاغِيّ فِي لحْنِ، وَقَالَ القَزَّاز: أَكثرُ الناسِ يَقولُون نَبَذْتُ النَّبِيذَ، بغيرِ أَلفٍ، وحكَّى الفَرَّاءُ عَن الرُّؤَاسِيّ: أَنْبَذْتُ النبِيذَ، بالأَلِف، قَالَ الفَرَّاءُ: أَنَا لم أَسمعْهَا مِن العَرَبِ، ولاكن الرُّؤَاسِيَّ ثِقَةٌ. وَفِي ديوَان الأَدب للفارَابِيّ: أَنْبَذَ الرّبَاعِيُّ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. وَفِي النهايَة: يُقَال: نَبَذْتُ التَّمْرَ والعِنَبَ، إِذا تَركْتَ عَلَيْهِ الماءَ لِيَصِيرَ نَبِيذاً، فصُرِف مِن مَفْعُولٍ إِلى فَعِيلٍ، وحَقَّقه شيخُنا فَقَالَ نَقْلاً عَن بعضِهِم: إِن النّبيذَ وإِن كَانَ فِي الأَصلِ فَعِيلاً بمعنَى مَفْعُولٍ، ولاكنه تُنُوسِيَ فِيهِ ذالك وصارَ اسْماً للشَّرَابِ، كأَنَّه من الجَوَامِد، بدلِيل جَمْعِه على أَنْبَذَةٍ، ككثِيبٍ وأَكْثِبَةٍ، وفَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ لَا يُجْمَع هاذا الجَمْعَ، وَالله أَعلمُ. وَفِي الْمُحكم: وإِنما سُمِّيَ نَبيهذاً لأَن الَّذِي يَتَّخِذُ يَأْخُذُ تَمْراً أَوْ زَبِيباً فَيَنْبِذُه فِي وِعَاءٍ أَو سِقَاءٍ عَلَيْهِ الماءُ ويَتْرُكه حَتَّى يَفُور فيَصِير مُسْكِراً، والنَّبْذُ: الطَّرْحُ، وَهُوَ مَا لم يُسْكِرْ حَلاَلٌ، فإِذا أَسْكَرَ حَرُمَ، وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث. وانْتَبَذْتُهُ: اتَّخَذْتُه نَبِيذاً، وسواءُ كَانَ مُسْكِراً أَو غَيْرَ مُسْكِرٍ فإِنه يُقَال لَهُ نَبِيذٌ، وَيُقَال للخَمْر المُعْتَصَرِ مِن العِنَبِ: نَبِيذٌ، كَمَا يُقَال للنَّبِيذ: خَمْر.
(والمَنْبُوذُ: وَلَدُ الزِّنَا) ، لأَنجه يُنْبَذ على الطَّرِيق، وهم المَنَابِذَة، والأُنثَى مَنْبُوذَة ونَبِيذَةٌ، هم المَنْبُوذُون، لأَنَّهُم يُطْرَحُون.

تَابع كتاب (و) المَنْبُوذَة (: الَّتِي لَا تُؤْكَل مِن هَزالٍ) ، شَاة كانَتْ أَو غَيْرَهَا، وذالك لأَنها تُنْبَذُ، (كالنَّبِيذَةِ) ، وهاذه عَن الصاغانيّ، (و) قَالَ أَبو مَنْصُور: المَنْبُوذ (: الصَّبِيُّ تَلْقِيه أُمُّه فِي الطَّرِيق) حِينَ تَلِدُه فيَلْتَقِطُه رَجُلٌ من المُسْلمين ويقومُ بِأَمْرِه، وسواءٌ حَمَلَتْه أُمُّه مِنْ زِناً أَو نِكاحٍ، لَا يَجُوز أَن يُقَال لَهُ وَلَدُ الزِّنَا، لِمَا أَمْكَنِ فِي نَسَبِه مِن الثَّبَاتِ.
(و) من المَجاز: (الانْتِبَاذ: التَّنَحِّي) والاعْتِزَالُ، يُقَال: انْتَبَذَ عَن قَوْمِه إِذَا تَنَحَّى، وانْتَبَذَ فُلانٌ إِلى ناحِيَةٍ، أَي تَنَحَّى نَاحِيَةٌ، قَالَ الله تَعَالَى فِي قِصَّة مَرْيمَ {إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 16) (و) الانتباذ (: تَحَيُّزُ كُلّ) واحدٍ (من الفَريقينِ فِي الحَرْبِ، كالمُنَابَذَةِ) ، وَقد نَابَذَهم الحَرْبَ، ونَبَذَ إِليهم عَلَى سَوَاءٍ، يَنْبِذُ، أَي نَابَذَهُم الحَرْبَ. وَفِي التَّنْزِيل: {فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء} (سُورَة الْأَنْفَال، الْآيَة: 58) قَالَ اللِّحيانيّ، أَي على الحَقِّ والعَدْلِ.
ونابَذَه الحَرْبَ: كاشَفَه: والمُنَابَذَةُ: انْتِبَاذُ الفَرِيقَيْنِ للحَقِّ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: المُنَابَذَة: أَن يَكُون بَيْنَ فَريقَيْنه مُخْتَلِفَيْنِ عَهْدٌ وهُدْنَةٌ بَعْدَ القِتَالِ ثمَّ أَرَادَا نَقْضَ ذالك العَهْدِ فَيَنْبِذُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صاحِبِه العَهْدَ الَّذِي تَهَادَنَا عَلَيْهِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء} المعنَى: إِن كَانَ بَيْنَكَ وبينَ قَوْمٍ هُدْنَةٌ فَخِفْتَ مِنْهم نَقْصاً للعَهْدِ فَلَا تُبَادِرْ إِلى النَّقْضِ حتَّى تُلْقِيَ إِليهم أَنّكَ قَدْ نَقَضْتَ مَا بينَكَ وبينَهم، فيَكُونُوا مَعَك فِي عِلْمِ النَّقْضِ والعَوْدِ إِلى الحَرْبِ مُسْتَوِينَ. وَفِي حَدِيث سَلْمَانَ (وإِن أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُم عَلَى سَواءٍ) أَي كاشَفْنَاكُم وقاتَلْنَاكم على طَرِيقٍ مُسْتقِيمٍ مُسْتَوفِي العِلْمِ بِالمُنَابَذَةِ منَّا ومنكم، بأَن نُظْهِرَ لَهُمُ العَزْمَ عَلى قِتَالِهِم، ونُخْبِرَهُم بِهِ إِخْبَاراً مَكْشُوفاً. والنَّبْذُ يكون بالفِعْل والقَوْلِ فِي الأَجْسَام والمَعَانِي، وَمِنْه نَبَذَ العَهْدَ، إِذا نَقَضَه وأَلْقَاه إِلى مَن كَانَ بَينَه وبَينَه، (و) فِي الحَدِيث أَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمنهَى عَن المُنَابَذَة فِي البَيْعِ والمُلاَمَسة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: (المُنَابَذَةُ) هُوَ (: أَن تَقُول) لصاحبك (انْبِذْ إِلَيَّ الثَّوْبَ) أَو غَيْرَه من المَتَاعِ (أَو أَنْبِذُهُ إِليك، وَقد وَجَبَ البيْعُ بِكَذَا وكذَا) ، وَيُقَال لَهُ بَيْعُ الإِلْقَاءِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، (أَو) هُوَ (: أَن تَرْمِيَ إِليه بالثَّوْبِ ويَرْمِيَ إِليك بمِثْلِهِ) . وهاذا عَن اللِّحْيَانِّي (أَو: أَن تَقولَ: إِذَا نَبَذْتُ الحَصَاةَ) إِليك فقد (وَجَبَ البَيْعُ) ، وَمِمَّا يُحَقِّقُهُ الحَديثُ الآخَرُ أَنّه نَهَى عَن بَيْعِ الحَصَاةِ، فَيكون البَيْعُ مُعْاطَاةً من غَيْرِ عَقْدٍ، وَلَا يصِحُّ.
(والمِنْبَذَةُ، كمِكْنَسةٍ: الوِسَادَةُ) المُتَّكَأُ عَلَيْهَا، هاذه عَن اللحيانيّ، وَفِي حَدِيث عَدِيّ بنِ حَاتمٍ (أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَمَر لَهُ، لَمَّا أَتاهُ، بِمِنْــبَذَة، وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فأَكْرِمُوه) وسُمِّيَتِ الوِسَادَةُ مِنْبذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرْضِ أَي تُطْرَحُ للجُلُوسِ عَلَيْهَا، وَمِنْه الحَدِيث (فأَمَر بالسِّتْرِ أَن يُقْطَعَ ويُجْعَلَ لِه مِنه وِسَادَتَانه مَنْبُوذَتَانِ) ، ومِن سَجَعَاتِ الأَساس: تَعَمَّمُوا بِالمَشَاوِذِ وَتَرَبَّعُوا على المَنَابِذ.
(و) من الْمجَاز: (الأَنْباذُ) من النَّاس (: الأَوْبَاشُ) وهم المَطْرُوحُونَ المَتْرُوكُونَ (وصَلَّى رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمعلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ) وَلَفظ الحَدِيث (انْتَهَى إِلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فصَلَّى عَلَيْهِ) وروى ابنُ عبَّاسٍ (أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلممَرَّ على قَبْرِ مَنْبُوذٍ فأَمَّهُمْ وصَلَّوْا خَلْفَه) (أَي لَقيطٍ) رَمَتْه أُمُّه عَلى الطريقِ. وَفِي حَدِيث الدَّجَّالِ (تَلِدُه أُمُّه وَهِي مَنْبُوذَةٌ فِي قَبْرِهَا) ، أَي مُلْقَاة (ويُرْوَى: (قَبْرٍ مَنْبُوذٍ) مُنَوَّنةً) على الصِّفة (أَي قَبْرٍ بَعِيدٍ) مُنْفَرِد (عَن القُبور) ويَعْضُده مَا رُوِيَ من طريقٍ آخَرَ (أَنَّه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ عَن القُبُورِ فصَلَّى عَلَيْهِ) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال لما يُنْبَثُ مِن تُرَابِ الحَفِيرَة نَبِيثَةٌ ونَبِيذَةٌ، والجَمعُ النَّبائثُ والنَّبائِذُ، وَزعم يَعقوبُ أَنّ الذَال بَدَلٌ من الثاءِ.
والمُتَنَبِّذُ: المُتَنَحِّي نَاحِيَةً، قَالَ لَبِيدٌ:
يَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: نَبَذَ أَمْرِي ورَاءَ ظَهْره: لم يَعْمَلْ بِهِ.
وَهُوَ فِي مُنْتَبَذِ الدَّارِ: فِي مُنْتَزَحِها.
وفُلانٌ يَنْبِذُ عَلَيَّ، أَي يَغْلِي كالنَّبِيذ. ونَبَذَتْ فُلانةُ قَوْلاً مَلِيحاً: رَمَتْ بِهِ. ونَبَذْتُ إِليه السَّلامَ والتَّحِيَّة. وَنُبِذْتَ بِكَذَا ورُمِيتَ بِهِ، إِذا رُفِعَ لَك وأُتِيحَ لِقَاؤه. وَللَّه أُمٌّ نَبَذَتْ بك.
ونَبَثَ التُّرَابَ وَنَبَذَه بمعنَى رَمَى بِه، وَهِي النَّيثَةُ والنَّبِيذَة، وَقد تَقَدَّم.
ونَوْبَذُ، بِالْفَتْح، سِكَّةٌ بِنَيْسَابُورَ.
ونُوبَاذَانُ: من قُرَى هَرَاةَ.

قيد

ق ي د : الْقَيْدُ جَمْعُهُ قُيُودٌ وَأَقْيَادٌ وَقَوْلُهُمْ لِلْفَرَسِ قَيْدُ الْأَوَابِدِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْفَرَسَ لِسُرْعَةِ عَدْوِهِ يُدْرِكُ الْوُحُوشَ وَلَا تَفُوتُهُ فَهُوَ يَمْنَعُهَا الشِّرَادَ كَمَا يَمْنَعُهَا الْقَيْدُ وَقَيَّدْتُهُ تَقْيِيدًا جَعَلْتُ الْقَيْدَ فِي رِجْلِهِ وَمِنْهُ تَقْيِيدُ الْأَلْفَاظِ بِمَا يَمْنَعُ الِاخْتِلَاطَ وَيُزِيلُ الِالْتِبَاسَ وَقِيدُ رُمْحٍ بِالْكَسْرِ وَقَادُ رُمْحٍ أَيْ قَدْرُهُ. 
ق ي د

ظوهرت عليه القيود والأقياد. وقيّده فتقيّد. ومنزل جديب المقيّد. وفرس عبل المقيد، طويل المقلد. ووسم إبله قيد الفرس. قال:

كوم على أعناقها قيد الفرس ... تنجو إذا الليل تدانى والتبس

ومن المجاز: فرس قيد الأوابد. وفي الحديث " أأقيّد جملي " بمعنى أأؤخذ زوجي. ومقيّدها خدل: مخلخلها. وقيّد الكتاب، وكتاب مقيّد: مشكول. وما على هذا الحرف قيد: شكلةٌ. وناقة مقيدة: كالّة لا تنبعث. وقيّدها الكلال. وقيّده بالإحسان. وتقول: إن قيود الأياد، أوثق الأقياد.
(قيد) - في الحديث : "حِينَ مالَت الشّمْسُ قِيدَ الشِّرَاك"
: أي إذَا زالَت فَصارَ للشّخص فَيءٌ يَسيرٌ بقَدْر الشِّراك، وهو الوَقتُ الذي لا يجوز لأَحدٍ أن يَتقَدَّمه في صَلاةِ الظُّهرِ ، وإنَّما يكونُ ذلك في البَلَد الذي يَقلُّ فيه الظّل.
- وفي حديثٍ آخر: "لَقابُ قَوْسِ أحَدِكم مِن الجَنَّة، أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ مِن الدُّنيا "
: أيَ قَدْرُهُ. يُقال: بَينِي وبَينَهُ قِيدُ رُمْحٍ، وقادُه وقِداه وقَداه وقَدَتُه؛ أي قِيسُه ومِقْدارُه. - وفي حديث آخر: "حتّى تَرتفِعَ الشمسُ قِيدَ رُمْح"
: أي في رَأْى العَينِ.
وقيل: أصل قِيدَ قِوْد مِن القَوَد، وهو المُمَاثَلَة والقِصاص يَدُلُّ عليه قِيسَ كذا.
قيد تول وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة أَن امْرَأَة قَالَت لَهَا: أأقَيِّد جملي فَقَالَت: نعم فَقَالَت: أأقيِّد جملي فَلَمَّا عَلِمَتْ مَا تُرِيدُ قَالَت: وَجْهي من وَجهك حرَام قَالَ: حدّثنَاهُ يزِيد عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَ ثمَّ شكّ أَبُو عبيد بعد فِي الْإِسْنَاد. قَوْلهَا: أقيِّد جملي تَعْنِي زَوجهَا وتَقْيِيده أَن تَأْخُذهُ عَن النِّسَاء وَإِنَّمَا كرهت هَذَا لِأَنَّهُ سحر وَهُوَ شَبيه بقول عبد الله فِي التِّوَلَة إِنَّهَا شرك إِلَّا أَن المؤخذ من البغض والتِّوَلَة من الْحبّ وَكِلَاهُمَا سِحْر قَالَ الله عز وَجل {فَيَتَعَلَّمُوْنَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُوْنَ بِه بَين الْمَرْء وزوجه} . 

قيد


قَادَ (ي) [ pass.
a. قِيْدَ ], Was bound, chained.

قَيَّدَa. Bound, pinioned, fettered, shackled; hobbled (
animal ).
b. Pointed (writing).
c. Limited, restricted; inhibited, prevented.
d. Registered, recorded, inscribed, transcribed.
e. [pass.]
see I
تَقَيَّدَa. see Ib. Was registered &c.
c. [Bi], Applied himself to; was attached to.
قَيْد (pl.
قُيُوْد أَقْيَاْد)
a. Bond: fetter, shackle, chain; hobble ( for an
animal ); jesses ( of a falcon ); strap
thong.
b. Wife.
c. Syllabical sign.
d. see 2 (b)
قَادa. see 2 (b)
قِيْدa. Whip of skin, thong.
b. Measure ( of a spear ).
مَقِيْد [] (pl.
مَقَاْيِيْدُ)
a. see N. P.
II (a)
قِيَادa. Leading-rope; halter.

قَيِّدa. Tractable.

مُقَيَّد [ N. P.
a. II], Bound, shackled; hobbled.
b. Pastern; ankle.
c. Inscribed, registered.

تَقْيِيْد [ N.
Ac.
a. II ], (pl.
تَقْيِيْدَات), Note, marginal note.
b. Restriction, limitation.

قَيْد الْأَسْنَان
a. The gum.

قَيْد الفَرَس
a. Brand on a camel's neck.

مُقَيِّدَة الحِمَار
a. Black stony tract.

بَنُو مُقَيِّدَة
a. Scorpions.
[قيد] القَيْدُ: واحدُ القُيودِ. وقد قَيَّدْتُ الدابّةَ. وقَيَّدْتُ الكتابَ: شَكَلْتُهُ. وهؤلاء أجمالٌ مَقاييدُ، أي مُقَيَّداتٌ. ويقال للفرس الجواد: قَيْدُ الأوابدِ، لأنه يمنع الوحشَ من الفَوات، لسرعته. قال امرؤ القيس:

بمُنْــجَرِدٍ قيد الاوابد هيكل * وقيد: اسم فرس كان لبنى تغلب، عن الاصمعي ويقال للقد الذي يضم عُرقوبَي الرحْلِ: قَيْدٌ. قال الأحمر قيد الفرس: سِمَةٌ تكون في عنق البعير على صورة القيد. وأنشد: كوم على أعناقها قيد الفرس * تنجو إذا الليل تدانى والتبس - والمقيد: موضع القيد من رجل الفرس، والخَلخال من المرأة. وتقول: بينهما، قِيدُ رُمْحٍ بالكسر، وقادُ رُمْحٍ، أي قَدْرُ رمح. والقيد: الذى إذا قدته ساهلك. وقال الشاعر: وشاعر قوم قد حسمت خصاءه * وكان له قبل الخصاء كتيت - أشم خبوط بالفراسن مصعب * فأصبح منى قيدا تربوت - والقياد: حبل تقاد به الدابة.
[قيد] نه: "قيد" الإيمان؛ الفتك، أي الإيمان يمنع عن الفتك كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا. ومنه قولهم: الفرس "قيد" الأوابد، أي يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة لا تعدو. وح: الدهناء "مقيدة" الجمل، أي مخصبة ممرعة فالجمل لا يتعدى مرتعه، والمقيد هنا موضع يقيد فيه، أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. وح: قالت امرأة: "أقيد" جملي؟ أي تعمل شيئًا لزوجها يمنعه عن إتيانغيرها من النساء. وفيه: أمر أوسا أن يسم إبله في أعناقها "قيد" الفرس، هي سمة معروفة وصورتها حلقتان بينهما مدة. وفي ح الصلاة: حين مالت الشمس "قيد" الشراك، أي قدره وأراد به وقتًا لا يجوز لأحد أن يتقدمه في صلاة الظهر يعني فوق ظل الزوال، فقدره بالشراك لدقته وهو أقل ما يتبين به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء، وقيد رمح وقاد رمح: قدره. ومنه: لقاب قوس أحدكم من الجنة أو "قيد" سوطه خير من الدنيا. ن: وح: من ظلم "قيد" شبر، بكسر قاف. ط: وح: من خرج "قيد" شبر، أي فارق الجماعة بترك سنة وارتكاب بدعة ولو بشيء يسير نقض عهد الإسلام ونزع اليد عن الطاعة. ك: وفيه: ابعثها قيامًا "مقيدة"، أي قائمة معقولة، ويستحب أن يكون معقولة اليسرى قائمة على قوائمها الأخرى، سنة محمد - بالنصب، أي متبعًا سنته. ج: وفيه: إنما الدنيا عندك "مقيد" الجمل، أي مرعاه ومسرحه فهو لا ينزاح عنه ولا يتجاوز في طلب المرعى فكأنه مقيد هناك.
(ق ي د)

الْقَيْد، مَعْرُوف. وَالْجمع: أقياد، وقيود.

وَقد قَيده.

وفس قيد الاوابد: أَي أَنه لسرعته كَأَنَّهُ يُقيد الأوابد، وَهِي الْحمر الوحشية بلحاقها، قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ نكرَة وَإِن كَانَ بِلَفْظ الْمعرفَة، وَأنْشد قَول امْرِئ الْقَيْس:

بمنــجرد قيد الأوابد لاحه ... طراد لهوادي كل شأو مغرب

قَالَ ابْن جني: أَصله: تَقْيِيد الأوابد، ثمَّ حذف زيادتيه، فجَاء على الْفِعْل، وَإِن شِئْت قلت: وصف بالجوهر لما فِيهِ من معنى الْفِعْل، نَحْو قَوْله: فلولا الله وَالْمهْر المفدى ... لرحت وَأَنت غربال الإهاب

وضع " غربال ": مَوضِع: " المخرق ".

ومقيدة الْحمار: الْحرَّة، لِأَنَّهَا تعقله فَكَأَنَّهَا قيد لَهُ، قَالَ:

لعمرك مَا خشيت على عدى ... سيوف بني مُقَيّدَة الْحمار

وَلَكِنِّي خشيت على عدي ... سيوف الْقَوْم أَو إياك حَار

عَنى: ببني مُقَيّدَة الْحمار: العقارب، لِأَنَّهَا هُنَاكَ تكون.

والقيد: مَا ضم العضدتين المؤخرتين من اعلاهما من الْقد.

والقيد: الْقد الَّذِي يضم العرقوتين من القتب.

وقيود الْأَسْنَان: عمورها، وَهِي: الشف السابلة بَين الاسنان، شبهت بالقيد.

وإبل مقاييد: مُقَيّدَة، حَكَاهُ يَعْقُوب، وَلَيْسَ بِشَيْء، لِأَنَّهُ إِذا ثَبت " مُقَيّدَة "، فقد ثَبت " مقاييد ".

والقيد من سمات الْإِبِل: وسم مستطيل مثل الْقَيْد فِي عُنُقه وَوَجهه وَفَخذه، عَن أبي حبيب، من تذكرة أبي عَليّ.

وَقيد الْعلم بِالْكتاب: ضَبطه.

وَكَذَلِكَ: قيد الْكتاب بالشكل، وَكِلَاهُمَا على الْمثل.

والمقيد من الشّعْر: خلاف الْمُطلق.

قَالَ الْأَخْفَش: الْمُقَيد على وَجْهَيْن: إِمَّا مُقَيّد قد تمّ، نَحْو قَوْله:

وقاتم الاعماق خاوى المخترق

قَالَ: فَإِن زِدْت فِيهِ حَرَكَة كَانَ فضلا على الْبَيْت. وَإِمَّا مُقَيّد قد مد عَمَّا هُوَ اقصر مِنْهُ، نَحْو: " فعول " فِي آخر المتقارب، مد عَن " فعل " فزيادته على " فعل " عوض لَهُ من الْوَصْل. وَهُوَ مني قيد رمح، وقاد رمح: أَي قدره. والقيدة: النَّاقة الَّتِي يسْتَتر بهَا من الرَّمية ثمَّ ترمى، عَن ثَعْلَب.

وَابْن قيد: من رجازهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
قيد: قاد: عامية أوقد، ومضارعه يقيد: أشعل.
يقال: قاد النار وقاد الشمعة. (بوشر).
قيد: أسف، تأسف، تحسر، ندم على (رولاند).
قيد (بالتشديد): ربط، شد، أوثق. وتستعمل مجازا بمعنى التزم، تكلف.
ففي طرائف دي ساسي (1: 263): طرحوا التقييد بآداب المجالسات والمخاطبات ويقال مجازا أيضا: قيدت عليه انفاسه، أي لم يعد يستطيع التنفس بسهولة. (المقري 1: 136).
قيد: حصر. قصر. وتستعمل مجازا بمعنى نقص. وانقض، وقلص، وقلل. (بوشر).
قيد: ضد اطلق. (محيط المحيط، المقدمة 1: 4) وانظر دي ساسي (المختار من كتب أئمة التفسير والعربية في كشف الغطاء عن غوامض الاصطلاحات النحوية واللغوية) حيث يقول الناشر (ص53 رقم 74): (وتطلق كلمة التقييد في تعريف الشيء على جميع القيود التي تحدد الشيء المعرف وتبعد عنه كل ما يتصل به). (تفسير البيضاوي (2: 48) وحين تفسر كلمة بكلمة أخرى لتحديد معناها فالكلمة المحددة تسمى مقيدة.
وفي معجم المنصوري: زمانة: وأكثر ما تصرف مطلقا على آفة الرجلين وتقيد في غيرهما ... وفيه مادة مرهم: ويقيد باسم ما فيه من الأدوية أو باسم أول طبيب اتخذه أو باسم علة ينفع منها كثيرا أو نحو ذلك (انظر فيه كلمة فالج).
وفي شيكوري (ص183 ق): ولفظ حمية (وهي الامتناع عما يضر من الطعام) قد استعمل مطلقا غير مقيد.
قيد: حدد، عين، خص. (معجم الماوردي، أماري ص576) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص9 و): وانجفل البشر لذلك من الأجناد والقواد والكتاب وأهل الحساب لتقييد الأشغال والإنفاق على الأعمال.
قيد بالكتاب: دونه، سجله أثبته كتابة (المقدمة 1: 405) وغالبا ما تستعمل كلمة قيد وحدها. (عباد 1: 195 رقم 15، بوشر، فوك، ابن بطوطة 4: 264).
قيد: أحصى الضرائب وسجل في سجل الضرائب، (الكالا) وفيه مقيد أي مسجل في سجل الضرائب.
قيد: أحصى العساكر. (الكالا).
قيد: كتب ما اقر به علانية. (رولاند، أماري ديب ملحق رقم 3).
قيد على: قتر في استعمال الشيء، واستعمله ببصيرة وتحفظ. (بوشر).
تقيد: مطاوع قيد بمعنى يجل ودون 0فوك).
تقيد: تستعمل مجازا بمعنى التزم وأوجب على نفسه، ففي طرائف دي ساسي (1: 263): لا يتقيد بهيئة.
تقيد: تسجل، والتزم. (فوك). تقيد في: عكف على، انكب على، انهمك في وتحرز وتحفظ في الإنفاق. (بوشر).
تقيد به وفيه وعليه. حرص على الاحتفاظ به، عني به، احتفظ به.
والمصدر منه معناه: مثابرة، عناية، (بوشر).
متقيد في الدروس: عاكف على الدرس، مجد في الدرس، مجتهد. (عمبرت ص116).
تقيد: في ألف ليلة (1: 806): وأما علي أن أتقيد باستنشاق الأخبار. وفيها (4: 486): تقيد بالملك وكيسه وفيها (4: 579): تقيد بخدمة عمك. وفيها (برسل 9: 383): أتقيد لك به. وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية بما معناه: (سوف أصغي إليه وانتبه لما يقول لأجلك). وفيها (برسل 11: 8): تقيد به مدة شهرين.
تقيد على: ادخر، وفر. (بوشر).
قيد: عقال أو إشكال في يدي البعير (براكس). (مجلة الشرق والجزائر 5: 221).
ما دام في قيد الحياة: ماد دام حيا. (بوشر، ابن بطوطة 1: 280، 2: 427، 3: 55، 177، 321، 42432: 316).
قيد اللسان: عصبة اللسان.
تقيد. المجنون ما عليه تقييد: يغتفر للمجنون كل شيء. (بوشر).
تقييد: اهتمام، مثابرة، اجتهاد، عناية (بوشر).
تقييد والجمع تقييدات، وتقاييد: تسجيل، ويقال تقييد الدعاوى والحجج. صك، عقد. (فوك).
تقييد: إجراءات الدعوى وكتابتها. (الكالا).
تقييد: سجل الضرائب والرسوم. إحصاء دافعي الضرائب والرسوم. (الكالا) وفي المخطوطة المجهولة الهوية في مكتبة كوبنهاجن (ص39): ثم قبض على ابن رجا مشرف مرسية وثقفه وطلب منه إحضار تقييدات (تقيدات) المجاي (المجابي) وأزمتها.
تقييد: إملاء، امالي، ما يمليه الأستاذ على مستمعيه. ومن هذا أطلق على كثير من الكتب اسم تقييد. (عباد 1: 196،رقم 15).
تقيد: مؤلف، كتاب. (نفس المرجع السابق ص195).
مقيد الجوابات: هو في القاهرة: سكرتير، أمين السر، كاتب. (برتون 2: 297).
قيد
قادَ يَقِيد، قِدْ، قَيْدًا، فهو قائِد، والمفعول مَقِيد
• قاد السَّجينَ بالسَّلاسِل: جعلها في رِجله "قادَ الحمارَ بالحبل". 

تقيَّدَ/ تقيَّدَ بـ/ تقيَّدَ في يتقيَّد، تقيُّدًا، فهو مُتقيِّد، والمفعول مُتقيَّدٌ به
• تقيَّد العَقْدُ: التزم بشروط معيَّنة "تقيَّد بعقد عمل".
• تقيَّد بالأمر: حافظ عليه بدقَّة ولم يَحِدْ عمّا يجب عليه مُراعاته "تقيّد بالقَسَم/ بوعد/ بقرار/ بالأنظمة/ بالأوامر/ بالتعليمات/ بالقوانين/ بمعتقداته الدينيّة".
• تقيَّد الطَّالبُ في الجامعة: سجّل اسْمَهُ بها. 

قيَّدَ يُقيِّد، تقييدًا، فهو مُقيِّد، والمفعول مُقيَّد
• قيَّد الحِمارَ: ربطه بقيْد "قيّد حُرّيتَه/ السجينَ- قيّد لسانك قبل أن يقيدك- قيّد شخصًا بوقت أو بمكان معيّن" ° قَيّد فلانًا بالإحسان: ملك قلْبَه به.
• قيَّد اسمَه: سجّله "قيَّد اسمَه في قائمة الناخبين- قيَّد الفكرةَ في الكتاب: أثبتها وضبطها- قيّدوا نعم الله بالشكر- قيِّدوا العلمَ بالكتابة- قَيَّد الحسابَ: رقمه".
• قيَّد العقدَ بشروط: حدّده بها. 

قِياد [مفرد]: ج أَقْوِدة: (انظر: ق و د - قِياد). 

قَيْد [مفرد]: ج قُيُود (لغير المصدر):
1 - مصدر قادَ ° قيد الإعداد/ قيد البحث: تحت الإعداد/ البحث- قَيْد الدَّرس: تحت الدَّرس.
2 - حَبْل ونحوه يُجعل في رِجْل الدَّابّة وغيرها فيمسكها، كلّ ما يمنع التَّصرُّف "قَيْدٌ من حديد- لا أحد يحب قيودَه ولو كانت من ذهب- ولا بد لليل أن ينجلي ... ولا بد للقَيْد أن ينكسر" ° رسَف في القيود: مشى يجر قيودَه- فلانٌ ما زال على قيد الحياة/ فلانٌ ما زال بقيد الحياة: لم يَمُت.
3 - إجْراء يَفْرِضُه القانون "قيود الانتخاب- موقوف قيد المحاكمة- فلان قيد الإقامة الجبريّة" ° بدون قَيْد ولا شرْط: بصورة مطلقة- على قَيْد البصر: يمكن رؤيته بسهولة.
4 - تقييد، تسجيل وإثبات في ورقة أو دفتر أو كتاب
 "ساقط قَيْد".
5 - قَدْر "بينهما قيْد رمح- قيد أنملة- لا يفارقه قيد خطوة- هو مني قيد رحم" ° على قَيْد أنملة: قريب جدًّا، ميسور، سهل- قَيْد الأسنان: اللّثة- قيد النظر: موضوع درس ومراجعة- قَيْد شَعْرَة: قدر شعرة، مسافة ضئيلة. 

قِيد [مفرد]: قَدْر، مقدار "لم يتزحزح عن رأيه قِيد شعرة- {فَكَانَ قِيْدَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [ق] ". 

مُقيَّد [مفرد]: اسم مفعول من قيَّدَ.
• الشِّعر المُقيَّد: (دب) الشِّعر الجاري على أوزان البحور القديمة أو المستحدثة الخاضعة لقواعد العروض والقافية، كما هو الحال في الشّعر العربيّ، ويقابله الشِّعر المرسَل، وهو الذي لا يخضع لنظم ولا قواعد معيَّنة.
• القافية المُقيَّدة: (عر) غير الموصولة، أي التي ليس فيها حرف لين ناشئ عن إشباع حركة الرويّ. 

مُقَيِّد [مفرد]: ج مقيّدون (للعاقل) ومقيّدات (لغير العاقل): اسم فاعل من قيَّدَ.
• المقيِّد النَّحويّ: (نح) حرف أو كلمة أو جملة أو شبه جملة يحدِّد ويبيِّن المعنى ويزيد فيه شيئًا جديدًا.
• قاعدة مقيِّدة: (قن) قاعدة لهيئة تشريعيّة تمنع تداول أو نقاش موضوع معيّن. 

قيد

1 قِيدَ: see 2.2 قيّدهُ, inf. n. تَقْيِيدٌ, He put a قَيْد [or pair of shackles] upon his (a horse's) [fore-] legs; he shackled his [fore-] legs. (Msb.) قَيَّدْتُ الدَّابَّةَ [I shackled the fore-legs of the beast; hobbled him: and, in a general sense, bound him.] (S.) ↓ قِيدَ (inf. n. قَيْدٌ, TA) and قُيِّدَ signify the same, [He had shackles put upon his fore-legs; he had his fore-legs shackled]. (K.) See also 5. b2: قَيِّدْهُ بِالْأَلْتِ (assumed tropical:) [Bind thou him by oath]: said when one has not given thee thy right or due. (TA in art. الت.) b3: أُقَيِّدُ جَمَلِى, (inf. n. تَقْيِيدٌ, K.) [lit., I shackle the fore-legs of my camel; meaning,] (tropical:) I fascinate my husband so as to prevent him from going to other women; as though I shackled his legs. (IAth, L, K, * from a trad.) b4: (tropical:) It (fatigue) kept a she-camel from action. (A.) b5: (tropical:) It (beneficence) shackled, or restrained, a person. (A.) b6: قيّد الإِيمَانُ الفَتْكَ (tropical:) [The giving assurance of safety] inhibits assassinating, or assaulting, the مُؤْمَن [i. e. the person to whom assurance of safety has been given (بالمُؤمِنِ in the CK is a mistranscription for بِالمُؤْمَنِ)]; like as shackles inhibit the mischievous animal from doing mischief. (L, K, * from a trad. [See also 1 in art. فتك; where this trad. is cited in full.]) b7: قيّد, (inf. n. تَقْيِيدٌ K,) (tropical:) He pointed a writing with the syllabical signs, or signs which point out the pronunciation and division of syllables: (S, A, L, K:) he pointed a letter: (L:) he restricted a word or phrase [in its signification or application] by that which prevented equivocation and removed ambiguity. (Msb.) A2: (tropical:) He registered, or recorded, a matter of science [&c.] in a book or the like; i. q. ضَبَطَ. (L.) 5 تقيّد quasi-pass. of قيّد [He had shackles put upon his legs; he had his legs shackled: see also 2]. (A.) قَادٌ: see قِيدٌ, قَيْدٌ [A shackle; or fetter: or, generally, a pair of shackles for the fore-legs of a beast, and generally made of rope, but some are of iron; a pair of hobbles; a pair of fetters]: (S, K, &c.:) pl. [of pauc.] أَقْيَادٌ (L, Msb, K) and [of mult.] قُيُودٌ. (S, L, Msb, K.) b2: إِنّ قُيُودَ الأَيَادْ أَوْثَقُ الأَقْيَادْ (tropical:) [Verily the shackles of benefactions are the firmest of shackles]. (A.) [الأَيَادْ is for الأَيَادِى.] b3: What binds together [the two pieces of wood in a camel's saddle which are called] the عَضُدَانِ of [the two broad pieces of wood called] the مُؤَخَّرَتَانِ, (L, K [in the former of which, however, instead of ما ضمّ العضدين من الموخّرتين, the reading in the K, is put ما ضمّ العضدتين المؤخّرتين, which I suppose to be a mistake]) at their upper part, being a thong. (L.) b4: A plaited thong between [the two pieces of wood called] the حِنْوَانِ of a camel's saddle of the kind called رَحْل, at the upper part; and sometimes, of a horse's saddle. (L.) b5: The thong that binds together [the two pieces of wood called] the عَرْقُوَتَانِ of a camel's saddle of the kind called قَتَب. (S, L, K.) b6: Anything that binds one part of a thing to another part. (L.) b7: The extended thing at the lower extremities of the suspensory cords or strings of a sword, which is held by [the rings called] the بَكَرَات. (L, K.) b8: قَيْدَا البَازِى The jesses of the hawk or falcon; syn. سِبَاقَاهُ (S, O, K, all in art. سبق.) b9: قَيْدُ الأَسْنَانِ The gum wherein the teeth are set: (K:) قُيُودُ الاسنان the gums: (L:) or the portions of the flesh of the gums that rise between the teeth; likened to the red قُيُود which are marks upon camels, made with a hot iron. (ISd, L.) b10: قَيْدُ الفَرَسِ A certain mark made with a hot iron upon the neck of a camel, (S, ISd, L, K,) and upon its face, and thigh, of an oblong shape, (ISd, L,) in the form of a قَيْد [for the legs], (S, L,) or of two rings with a line extending between them. (Nh, L.) b11: قَيْدُ الأَوَابِدِ (tropical:) [lit. Shackles upon the legs of the wild animals which shun, and take fright at, mankind &c.; or, accord. to the L, of the wild asses]: indeterminate in signification, though determinate in its grammatical form: (Sb, L:) an appellation given to a horse, (K,) or to a fleet, or swift, and excellent horse, because, by its swiftness, it overtakes the wild beasts, (T, K,) and prevents their escaping. (T, S.) قيد is here a proper subst. used as an epithet because it imports the attribute of a verb; or it is for تَقْيِد. (IJ, L.) [See also art. ابد and Ham, p. 455.]

b12: (tropical:) A wife: as also غُلٌّ. (TA.) b13: مَا عَلَى هٰذَا الحَرْفِ قيَدْ (tropical:) There is not upon this letter a syllabical sign, or sign which points out the pronunciation, or the division of syllables. (A.) b14: القَيْدُ وَالرَّتْعَةُ, a prov.: see art. رتع.

A2: See also قِيدٌ.

قِيدٌ A whip made of skin. (MF.) A2: قِيدٌ and ↓ قَادٌ (S, L, K) and ↓ قَيْدٌ (K) Measure. (S, L, K.) Ex. بَيْنَهُمَا قِيدُ رُمْحٍ, and قَادُ رمح, Between them two is the measure of a spear. (S.) See also art. قود.

قِيَادٌ A leading-rope (S, K) for a beast of carriage. (S, K.) [But this belongs to art. قود, q. v.]

قَيِّدٌ Tractable; easy to be led. (S, K.) [But this belongs to art. قود, q. v.]

قَيِّدَةٌ: see art. قود.

مَقِيدٌ: see مُقَيَّدٌ.

مُقَيَّدٌ The place of the قَيْد in the leg of a horse; (S, K;) [i. e., the pastern]. Ex. فَرَسٌ عَبْلُ المُقَيَّدِ طَوِيلُ المُقَلَّدِ [A horse large in the place of the shackle, or pastern; long in the place of the collar, or neck]. (A.) b2: The place of the anklet in [the leg of] a woman; (S, K;) [i. e., the ankle]. b3: مُقَيَّدٌ [and ↓ مَقِيدٌ] A camel, or the like, having his legs shackled; having shackles upon his legs: pl. [of the latter] مَقَايِيدُ. (K.) You say هٰؤُلَآءِ

أَجْمَالٌ مَقَايِيدٌ, i. e., مُقَيَّدَاتٌٰ [These are camels having their legs shackled]. (S.) b4: نَاقَةٌ مُقَيَّدَةٌ (tropical:) A jaded she-camel that will not be roused to action. (A.) b5: And مُقَيَّدٌ A place in which a camel is left with his legs shackled. (L, K.) Hence applied to a place abounding with herbage, or pasture. (L.) مُقَيِّدَةُ الحِمَارِ (L) [in the CK, مُقَيَّدَةُ الحِمَارِ, and in most copies of the K, accord. to the TA, الخِمَارِ,] (assumed tropical:) A stony tract, of which the stones are black and worn and crumbling, as though burned with fire; syn. حَرَّةٌ: (L, K: [in a copy of the K, حُرَّةٌ] so called because it impedes the ass, [in the TA, art. حمر, the wild ass,] as though it shackled him. (L.) b2: Hence, (L,) بَنُو مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ, (L,) in the K, بَنُو مَقَيَّدَةَ [with fet-h to the ى, and without الحمار] (TA,) [and in the CK, بَنُو مُقَيَّدٍ,] (assumed tropical:) Scorpions: (L, K:) so called because they are in a tract such as is called مقّيدةالحمار. (L.) [See an ex. in some verses cited voce رُمْحٌ.]

تَقْيِيدٌ A note which determines the correct reading or meaning of a word or phrase or the like: and hence, any marginal note: pl. تَقْيِيدَاتٌ.]
قيد
: ( {القَيْدُ، م) ، أَي مَعْرُوف، (ج} أَقْيَادٌ {وقُيُودٌ) . وَتقول: ظُوهِرَتْ عَلَيْه} القُيُودُ {والأَقْيَادُ (و) } الْقَيْد (: مَا ضَمَّ العَضُدَيْنِ) ، وَفِي بعض الأُمّهات: العَضُدَتَيْنِ (مِنَ المُؤَخِّرَتَيْنِ) ، وَفِي بعض النّسخ بإِسقاطِ من، أَي من أَعلاهما مِن القِدِّ. (و) {القَيْدُ (: قِدٌّ) ، بِالْكَسْرِ، (يَضُمُّ عَرْقُوَتَيِ القَتَبِ) .
(و) } قَيْدٌ (: فَرَسٌ) كَانَ (لبني تَغْلِبَ) بنِ وَائِل الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة، وهاذا عَن الأَصمعيّ، وَنَقله الجوهريّ.
(و) {القَيْدُ (من السَّيْف: ذَاك المَمْدُودُ فِي أُصولِ الحَمَائِلِ تُمْسِكُه البَكَرَاتُ) ، محرَّكةً.
(} وقَيْدُ الأَسْنانِ: اللِّثَةُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
لِمُرْتَجَّةِ الأَطْرَافِ هيفٍ خُصورُهَا
عِذَابٍ ثَنَايَاهَا عِجَافٍ قُيودُهَا
يَعْنِي اللِّثَاتِ وقِلَّةَ لَحْمِهَا، وَقَالَ ابْن سِيده: {وقُيُودُ الأَسْنَانِ: عُمُورُهَا، وَهِي الشُّرُفُ السَّابِلَةُ بَين الأَسنانِ، شُبِّهَتْ} بالقُيُودِ الحُمْرِ مِن سِمَات الإِبل ( {وَقَيْدُ الفَرَسِ: سِمَةٌ فِي عُنُقِ البَعِيرِ) علَى صورَة} القَيْدِ، كَذَا فِي الصّحاح وأَنشد الأَحمرُ:
كَومٌ عَلَى أَعْنَاقِهَا {قَيْدُ الفَرَسُ
تَنْجُو إِذَا اللَّيْلُ تَدَانَى وَالْتَبَسْ
وَفِي الحَدِيث (أَنه أَمر أَوْسَ بنَ عبدِ الله الأَسْلَمِيَّ أَن يَسِمَ إِبلَه فِي أَعْنَاقهَا} قَيْدَ الفَرس) ، وصُورَتُها حَلْقَتَانِ بَينهمَا مَدَّةٌ، كَذَا فِي النِّهَايَة، وَقَالَ ابنُ سَيّده: {والقَيْدُ: من سِمَات الإِبل (وَقَيْدُ الفَرَسِ: سِمَةٌ فِي عُنُقِ البَعِيرِ) علَى صُورَة القَيْدِ، كَذَا فِي الّصحاح وأَنشد الأَحمرُ:
كُومٌ عَلَى أَعْنَاقِهَا قَيْدُ الفَرَسْ
تَنْجُو إِذَا اللَّيْلُ تَدَانَى وَالْتَبَسْ
وَفِي الحَدِيث (أَنه أَمر أَوْسَ بنَ عبدِ الله الأَسْلَمِيَّ أَن يَسِمَ إِبلَه فِي أَعْناقهَا قَيْدَ الفَرس) ، وصُورَتُها حَلْقَتَانِ بَينهمَا مَدَّةٌ، كَذَا فِي النِّهَايَة، وَقَالَ ابنُ سَيّده: والقَيْدُ: من سِمَاتِ الإِبلِ وَسْمٌ مُستطيلٌ مِثلُ القَيْدِ فِي عُنُقِهه ووَجْهِه وفَخذِه، عَن ابْن حَبِيب من تَذكرة أَبيه عَلِيَ.
(و) من المَجاز (يُقال للفَرَسِ: قَيْدُ الأَوَابِدِ) ، أَي (لأَنَّه يَلْحَق الوُحوشَ بِسُرْعَتِه) ، والأَوَابِدُ: الحُمُرُ الوَحْشِيَّة، قَالَ سيبويهِ: هُوَ نَكِرَة وإِن كَانَ بِلَفْظِ المَعْرِفة، وأَنشد قَوْلَ امرِىء القَيْسِ:
وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا
بِمُنْــجَرِدٍ} قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ
وأَنشد لَهُ أَيضاً:
بِمُنْــجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ لاَحَهُ
طِرَادُ الهَوَادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ
قَالَ ابنُ جنّي: أَصلُه! تَقْيِيدُ الأَوَابدِ ثمَّ حذف زِيَادَتَيه، فجاءَ على الفِعْلِ، وإِن شِئْت قُلْتَ وصْفٌ بالجَوْهِر لما فِيهِ من معنى الفِعْل نَحْو قَوْله:
فَلَوْلاَ الله والمُهْرُ المُفدَّى
لَرُحْتَ وأَنْتَ غِرْبَالُ الإِهَابِ
وضَعَ (غِرْبَال) مَوْضِع المُخَرَّق. وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال للفَرسِ الجَوَاد الَّذِي يَلْحَق الطرائدَ من الوَحش: قَيْدُ الأَوَابِدِ، مَعْنَاهُ أَنه يَلْحَقُ الوَحْشَ لِجَوْدَته، ويَمْنَعُ مِن الفَوَاتِ بسُرْعَتِه، فكأَنَّهها {مُقَيَّدة لَهُ لاَ تَعْدُو.
(و) القَيْد (: المِقْدَارُ،} كالقَادِ) {والقِيدِ بِالْكَسْرِ.

تَابع كتاب (} وقِيدَ) {قَيْداً بِالْكَسْرِ، منبيًّا للْمَجْهُول (} قُيِّدَ) تَقييداً، وَقد {قَيَّدَه،} وقَيَّدْت الدَّابَّةَ.
(و) يُقَال: فَرَسٌ عَبْلُ {المُقَيَّدِ طَوهيل المُقَلَّد، (المُقَيَّد، كمُعَظَّم: مَوْضِع القَيْدِ مِن رِجْلِ الفَرَسِ، و) المُقَيَّدُ (: مَوْضِعُ الخَلْخَالِ مِن المرأَةِ. و) المُقَيَّدُ (: مَا} قُيِّدَ مِن بعيرٍ ونَحْوِ، ج {مَقَايِيدُ) ، وهاؤلاءِ أَجْمَالٌ مَقَايِيدُ، أَي} مُقَيَّدَاتٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه إِبِلٌ {مَقايِيدُ:} مُقَيَّدَةٌ. حَكَاهُ يَعْقُوب وَلَيْسَ بشيْءٍ، لأَنّه إِذا ثَبَتَتْ {مُقَيَّدَةٌ فقَد ثَبَتَتْ مَقَايِيدُ. (و) فِي حَدِيث قَيْلَةَ (الدَّهْنَاءُ} مُقَيَّدُ الجَمَلِ) أَي أَنَّهَا مُخْصِبَةٌ مُمْرِعَةٌ، والجَمَلُ لَا يَتَعَدَّى مَرْتَعِ، {والمُقَيَّد هُنَا (المَوْضعُ الَّذِي} يُقَيَّدُ فِيهِ الجَمَلُ ويُخَلَّى) ، أَي أَنه مَكانٌ يَكون الجَمَلُ فِيهِ ذَا قَيْد.
(و) {القَيِّدُ، (كَكَيِّسٍ: مَنْ سَاهَلَكَ إِذا} قُدْتَه) ، قَالَ:
وشَاعِرِ قَوْمٍ قَدْ حَسَمْتُ خِصَاءَهُ
وكَانَ لَهُ قَبْلَ الخِصَاءِ كَتِيتُ
أَشَمَّ خَبُوطٍ بِالفَرَاسِنِ مُصْعَبٍ
فَأَصْبَحَ منِّي! قَيِّداً تَرَبُوتُ (و) {القِيَادُ (ككِتَابٍ: حَبْلٌ} يُقادُ بِهِ) الدابَّةُ، وَقد تقدَّمَ.
( {والتَّقْيِيدُ: التَّأْخِيذُ) ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَت امرأَةٌ لعائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (} أَأُقَيِّدُ جَمَلِي) ؟ أَرادت بذالك تَأْخِيذَها إِيَّاهُ من النساءِ سِوَاهَا. فَقَالَت لَهَا عائشةُ بعد مَا فَهِمَتْ مُرَادَها: وَجْهِي من وَجْهِك حَرامٌ. كَذَا فِي التكملة. قَالَ ابنُ الأَثير: أَرادَتْ أَنها تَعْمَل لزَوْجِهَا شَيْئا يَمْنَعُهُ عَن غيرِهَا من النساءِ، فكأَنَّهَا تَرْبِطُه {وتُقَيِّدُه عَن إِتيانِ غَيْرِهَا.
(و) عَن ابْن بُزُرْج (} تُقَيِّدُ: كمُضَارِعِ {قَيَّدْتَ: أَرْضٌ حَميضَةٌ) سُمِّيتْ لأَنَّها} تُقَيِّد مَا كَانَ بهَا من الإِبل، تَرْتَعِيهَا لكَثْرَة حَمْضِهَا وخُلَّتِهَا.
(و) من الْمجَاز ( {تَقْيِيدُ الكتَابِ: شَكْلُه) ،} وتَقْيِيدُ العِلْمِ بالكتابِ ضَبْطُه، وكتابٌ {مُقَيَّدٌ: مَشْكُولٌ، وَمَا على هاذا الحَرْفِ} قَيْدٌ: شَكْلَةٌ.
( {ومُقَيَّدَةُ الخِمَارِ: الحُرَّةُ) : هاكذا فِي سَائِر النّسخ بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة، وَالْمعْنَى أَنّ الخِمَار قَيْدٌ لَهَا، وَالَّذِي فِي لِسَان الْعَرَب بِكَسْر الحاءِ المُهْمَلَة، وَقَالَ: لأَنَّهَا تَعْقِلُه فكأَنَّها قَيْدٌ لَهُ.
(وَبَنُو} مُقَيِّدَةَ: العَقَارِبُ) كَذَا فِي سَائِر النُّسخ الْمَوْجُودَة، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وَبَنُو {مُقَيِّدَةِ الحمَارِ: العَقارِبُ، وَقَالَ بعد إِنشاد قَول الشَّاعِر:
لَعَمْرُك مَا خَشِيتُ عَلَى عَدِيَ
سُيُوفَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ
ولاكِنِّي خَشِيتُ عَلَى عَديَ
سُيُوفَ القَوْمِ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ
عَنَى بِبَنِي مُقَيِّدَةِ الحمَارِ العَقَارِبَ، لأَنَّها هناكَ تكون. قلت: وَهُوَ أَقربُ إِلى الصَّوابِ، وَقد ذُهبَ على المصنِّف سَهْواً، وَالله أَعلم.
(و) فِي الحَدِيث ((} قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ) أَي) أَنّ الإِيمان (يَمنَعُ من الفَتْكِ بالمُؤْمِنِ كَمَا يَمْنَعُ ذَا العَيْث مِن الفَسَادِ) قَيْدُه الَّذِي {قُيِّدَ بِهِ. وَفِي عبارَة ابْن الأَثير: كَمَا يَمْنَعُ} القَيْدُ عَن التَّصَرُّف، فكأَنّه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً. قلت: فَهُوَ مَجاز.
( {والقِيدُ، بالكَسْر: القَدْرُ) } كالقَادِ {والقَيْدِ، وَقد تقدَّم شاهِدُه فِي الحَدِيث.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} القَيْدُ: كِنايَةٌ عَن المرايةِ، كالغُلّ. {وقَيْدُ الرَّحْل: قِدٌّ مَضفورٌ بَين حِنْوَيْهِ من فَوْق، ورُبَّمَا جُعِل للسَّرْجه قَيْدٌ كذالك، وكذالك كُلُّ شيْءٍ أُسِرَ بعضُه إِلَى بَعْضٍ،} وتَقييد الخَطِّ: ضَبْطُه وإِعجامُه وشَكْلُه.
{والمُقَيَّدُ من الشِّعْر خِلافُ المُطْلَق، قَالَ الأَخْفَش:} المُقَيَّدُ على وَجْهَيْنِ: إِما {مُقَيَّدٌ قد تَمَّ، نَحْو قَوْله:
وقَاتمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْ
قَالَ: فإِن زِدْتَ فِيهِ حَرَكَةً كَانَ فَضْلاً على البَيْت، وإِمَّا مُقَيَّد قَدْ مُدَّ عَلَى مَا هُو أَقْصَرُ مِنه، نَحْو فَعُولْ فِي آخرِ المُتَقَارِب، مُدَّ عَنُ فَعُلْ فَزِيَادَتُه على فَعُل عِوَضٌ لَهُ من الوَصْلِ.
} والقَيِّدَة: الَّتِي يُسْتَتَر بهَا من الرَّمِيَّة، حَكَاهُ ابنُ سيدَه عَن ثعلبٍ.
وابنُ {قَيْدٍ: من رُجَّازِم، عَن ابْن الأَعرابيّ.
} والقِيد، بِالْكَسْرِ: السَّوْطُ المُتَّخَذ مِن الجِلْدِ، وهاذا الأَخير من شَرْح شَيْخنا.
وَمن المَجاز: نَاقَةٌ شكْلَة {مُقَيَّدة، أَي كَالَّةٌ لَا تَنْبَعِثُ.} وقَيَّدَها الكَلاَلُ. {وقَيَّدُه بالإِحْسانَ.
وتُقُول: إِن} قُيُودَ الأَيَاد، أَوْثَقُ {الأَقْيَادِ، كَمَا فِي الأَساس.} وقَيْدٌ الفَزارِيُّ والدُ أَبي صَالح مَسعودِ الشاعِر اسمُه عُثْمَانُ. 
كأَد
: ( {كَأَدَ) الرجلُ، (كَمَنَع: كَئِبَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي النَّوَادِر: كَأَدَ، وكأَبَ، وكَأَنَ، ثلاثتها فِي مَعنَى الشِّدَّةِ والصُّعُوبَة.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (} الكَأْدَاءُ: الشِّدَّةُ، و) ، الكَأْدَاءُ: (الظُّلْمُ) ، وهاذا لَيْسَ فِي نصّ ابنِ الأَعْرَابيّ، (والحُزْنُ) هاكذا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي نَصِّ ابْن الأَعرابيّ: والخَوْف، (والحِذَارُ) ، وَيُقَال: الهَوْلُ، (واللَّيْلُ المُظْلِمُ) .
( {والكَؤُودَاءُ: الصُّعَدَاءُ) . يأْتِي بَيانُه فِي شَرْحِ حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ قَرِيبا.
(} وتَكَأْدَ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَه) ، و ( {تَكأدَ) الأَمْرَ (: كَابَدَه، وصَلِيَ بِهِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
(} - وتَكَأدَنِي الأَمْرُ: شَقَّ عَلَيَّ، {- كتَكَاءَدَنِي) تَفاعَلَ وتَفَعَّل بِمَعْنى وَاحِد، وَفِي حديثِ الدُّعاءِ (وَلَا} يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عَن مذْنِب) ، أَي لَا يَصعُبُ عَلَيْك وَلَا يَشُقُّ. قَالَ عُمَر بن الخَطَّاب رَضِي الله عَنهُ. (مَا {تَكَأدَنِي شيءٌ مَاتَكَأدَنِي خُطْبَةُ النِّكاح) أَي صَعُب عليَّ وثَقُلَ قَالَ سُفَيانُ بن عُيَيْنَةَ: عُمَر رَحمه الله يَخْطُب فِي جَرَادَةٍ نَهاراً طَوِيلاً، فكيْفَ يُظَنُّ أَنه يَتَعَايَا بِخُطْبَةِ النِّكاح؟ ولاكنه كَرِه الكَذِبَ. وَعَن أَبي زيد:} تَكَأَدْتُ الذَّهَابَ إِلى فُلانِ {تَكَؤُّداً، إِذا مَا ذَهَبْتَ إِليه على مَشَقَّةِ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

ويَوْمُ عَمَاسٍ} تَكَأدْتُه
طَوِيلَ النَّهَارِ قَصِيرَ الغَدِ (وعَقَبَةٌ {كَؤُودٌ} وكَأَدَاءُ) شَاقَّةُ المَصْعَد (صَعْبَة) المُرْتَقَى، قَالَ رُؤْبَةُ:
وَلَمْ {تَكَأدْ رُجْلَتِي كَأْدَاؤُهُ
هَوْلٌ وَلَا لَيْلٌ دَجَتْ أَدْجَاؤُهُ
هَيْهَاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاَةِ مَاؤُهُ
وَفِي حَديث أَبي الدَّرْدَاءِ (أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً} كَؤُوداً لاَ يَجُوزُهَا إِلاَّ الرَّجلُ المُخِفُّ) ، وَيُقَال: هِيَ {الكُؤَدَاءُ، وَهِي الصّعَدَاءُ،} والكَؤُودُ: المُرْتَقَى الصَّعْبُ، وَهُوَ الصَّعُودُ.
( {واكْوَأَدَّ الشَّيْخُ: أُرْعِدَ كِبَراً) وضَعْفاً، كاكْوَهَدَّ، واكْمَهَدَّ.
(} والمُكْوَئِدُّ: الشيْخُ المُرْتَعِشُ) مِنَ الكِبَرِ، وكذالك الفَرْخُ، وسيأْتي.
(قيد) : قِيد الدَّقِيقُ: إذا طبِخَ وَتَكتَّلَ وتكَّبب.
ق ي د: (الْقَيْدُ) وَاحِدُ (الْقُيُودِ) وَ (قَيَّدَ) الدَّابَّةَ (تَقْيِيدًا) . وَ (قَيَّدَ) الْكِتَابَ أَيْضًا شَكَلَهُ. وَبَيْنَهُمَا (قِيدُ) رُمْحٍ بِالْكَسْرِ وَ (قَادُ) رُمْحٍ أَيْ قَدْرُ رُمْحٍ. 
قيد
القَيْدُ: معروفٌ، قَيَّده تَقْيِيْداً. والمُقَيَّد من الساقَيْنِ: مَوضِعُ القَيْدِ، ومَوضِعُ الخَلْخَال من المرْأةِ. وقِيْدَ الرَّجُل قَيْداً: أي قُيدَ. وقِدْتُه أقِيْدُه.
وقَيْدُ السَّيْفِ: هو المَمْدُوْدُ في أصُول الحَمَائِل، وكذلك قَيْد الرَّحْل.
ويُقال للفَرَس الجَوَادِ: قَيْدُ الأوَابدِ؛ أي يَلْحَقُ الوَحْشَ فكأنَما هو مُقَيَّدٌ له حتّى يَلْحَقَه.
وقَيْدُ الفَرَس: من سِمَاتِ الإبل في أعناقِها، قال: كُوْمٌ علن أعْنَاقِها قَيْدُ الفَرَسْ وقَيْدُ الأسْنَانِ: اللِّثَةُ.
والقِيْدُ: القِيْس في المِقْدَارِ، وكذلك القادُ.

قيد: القَيْدُ: معروف، والجمع أَقْيادٌ وقُيودٌ، وقد قَيَّدَه

يُقَيِّدُه تَقْييداً وقَيَّدْتُ الدابَّة. وفرس قَيْدُ الأَوابِد أَي أَنه لسرعته

كأَنه يُقَيِّدُ الأَوابد وهي الحُمُرُ الوحشيَّةُ بلحاقها؛ قال سيبويه:

هو نكرة وإِن كان بلفظ المعرفة؛ وأَنشد قول امرئ القيس:

وقد أَغْتَدِي والطَّيرُ في وكَناتِها

بِمُنْــجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابدِ هَيْكَلِ

الوكَناتُ: جمع وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر. والمِنْجَرِدُ: القصيرُ

الشعر. والأَوابِدُ: الوحْشُ. يقال: تأَبَّدَ أَي تَوَحَّشَ والهَيْكَلُ:

العظيم الخَلْقِ؛ وأَنشد أَيضاً لامرئ القيس:

بِمُنْــجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ لاحَه

طِرادُ الهَوادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ

قال ابن حني: أَصله تقييد الأَوابد ثم حذف زيادتيه فجاء على الفعل؛ وإِن

شئت قلت وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل نحو قوله:

فلولا اللَّهُ والمُهْرُ المُفَدَّى،

لَرُحْتَ وأَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ

وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ. التهذيب: يقال للفرس الجَوادِ الذي

يَلْحَق الطرائدَ من الوحش: قَيْد الأَوابِدِ؛ معناه أَنه يلحق الوحش

لجَوْدته ويمنعه من الفوات بسرعته فكأَنها مُقَيَّدَة له لا تعدو. وقالت

امرأَة لعائشة، رضوان الله عليها: أَأُقَيِّدُ جَمَلي؟ أَرادت بذلك

تَأْخِيذَها إِياه من النساءِ سِواها، فقالت لها عائشة بعدما فَهِمَت مرادها:

وجْهِي من وجْهِك حرام؛ قال ابن الأَثير: أَرادت أَنها تعمل لزوجها شيئاً

يمنعه عن غيرها من النساء فكأَنها تَرْبِطه وتُقَيِّدُه عن إِتيان غيرها. وفي

الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك؛ معناه أَنَّ الإِيمانَ يمنع عن

الفَتْك بالمؤمن كما يمنع ذا العَيْثِ عن الفَسادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ

به.ومُقَيِّدَةُ الحِمار: الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَيْدٌ له؛

قال:

لَعمْرُكَ ما خَشِيتُ على عَدِيٍّ

سُيُوفَ بَني مُقَيِّدَة الحِمارِ

ولكِني خَشِيتُ على عَدِيٍّ

سُيُوفَ القَوْمِ أَو إِيَّاكَ حارِ

عنى ببني مُقَيِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هناك تكون. والقَيْدُ:

ما ضَمَّ العَضُدَتَيْنِ المؤَخَّرَتَيْنِ من أَعلاهما من القِدِّ.

والقَيْدُ: القِدُّ الذي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ من القَتبِ. والعرب تكني عن

المرأَة بالقَيْد والغُلّ. وقَيْدُ الرَّحْل: قِدٌّ مَضْفُور بين

حِنْوَيْهِ من فوق، وربما جُعِلَ للسرج قَيْدٌ كذلك، وكذلك كل شيء أُسِرَ بعضُه

إِلى بعض. وقُيُودُ الأَسنان: لِثاتُها؛ قال الشاعر:

لَمُرْتَجَّةُ الأَرْدافِ، هِيفٌ خُصُورُها،

عِذابٌ ثَناياها، عِجافٌ قُيُودُها

يعني اللِّثاتِ وقلَّة لحمها. ابن سيده: وقيود الأَسنانِ عُمورها وهي

الشرُفُ السابِلةُ بين الأَسنان؛ شبهت بالقُيودِ الحمر من سِمات الإِبلِ.

قَيْدُ الفرس: سِمَة في أَعناقها؛ وأَنشد:

كُومٌ على أَعناقِها قَيْدُ الفَرَسْ،

تَنْجُو إِذا الليلُ تَدانَى والتَبَسْ

الجوهري: قَيْدُ الفَرَسِ سِمَة تكون في عنق البعير على صورة القَيْد.

وفي الحديث: أَنه أَمَرَ أَوْس بن عبدِ الله الأَسْلَمِي أَن يَسِمَ إِبله

في أَعناقِها قَيدَ الفَرَسِ؛ هي سمة معروفة وصورتها حَلْقَتان بينهما

مدة.

وهذه أَجمالٌ مقاييدُ أَي مُقَيَّدات. قال ابن سيده: إِبل مَقايِيدُ

مُقَيَّدة، حكاه يعقوب وليس بشيء، لأَنه إِذا ثبتت مُقَيَّدة فقد ثبتت

مقايِيدُه. قال: والقيد من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ مستطيل مثل القيد في عنقه

ووجهه وفخذه؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي عليّ. وقَيْدُ السيف: هو الممدود في

أُصول الحمائل تُمْسِكُه البَكَرات.

وقَيَّد العِلم بالكتاب: ضَبَطَه؛ وكذلك قَيَّدَ الكتاب بالشَّكْل:

شَكَلَه، وكلاهما على المثل. وتَقْييدُ الخط: تنقيطه وإِعجامه وشَكْلُه.

والمُقَيَّدُ من الشِّعْرِ: خلافُ المُطْلَق؛ قال الأَخفش: المُقَيَّدُ على

وجهين: إِمَّا مُقَيَّد قد تمَّ نحو قوله:

وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ

قال: فإِن زدت فيه حركة كان فضلاً على البيت، وإِما مُقَيَّد قد مُدَّ

على ما هو أَقصر منه نحو فَعُولْ في آخر المُتَقارَب مُدَّ عن فَعُلْ،

فزيادته على فعل عوض له من الوصل.

وهو منِّي قِيدَ رُمْحٍ، بالكسر، وقادَ رُمْح أَي قَدْرَه. وفي حديث

الصلاة: حين مالت الشمسُ قِيدَ الشِّراكِ؛ الشراك أَحدُ سُيُور النعل التي

على وجهها، وأَراد بِقِيدِ الشِّراكِ الوقت الذي لا يجوز لأَحد أَن

يَتَقَدَّمه في صلاة الظهر، يعني فوق ظل الزوال فقدّره بالشراك لدقته وهو أَقل

ما تَبِينُ به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء؛ وفي

الحديث رواية أُخرى: حتى ترتفع الشمس قِيدَ رُمح. وفي الحديث: لَقابُ قَوْسِ

أَحدِكم من الجنةِ أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ من الدنيا وما فيها.

والقَيِّدُ: الذي إِذا قُدْتَه ساهَلَكَ؛ قال:

وشاعِرِ قَوْمٍ قد حَسَمْتُ خِصاءَه،

وكانَ له قَبْلَ الخِصاءِ كَتِيتُ

أَشَمُّ خَبُوطٌ بالفراسِنِ مُصْعَبٌ،

فأَصْبَحَ مني قَيِّداً تَرَبوتُ

والقِيادُ: حبل تُقادُ به الدابة.

والقَيِّدَةُ: التي يُسْتَترُ بها من الرَّمِيَّةِ ثم تُرْمَى؛ حكاه ابن

سيده عن ثعلب.

وابن قَيْدٍ: من رُجَّازِهم؛ عن ابن الأَعرابي. وقَيْد: اسم فرس كان

لبني تَغْلِبَ؛ عن الأَصمعي. والمُقَيَّدُ: موضع القَيْدِ من رِجْل الفرس

والخلخال من المرأَة. وفي حديث قَيْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَيَّد الجمل؛

أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة والجمل لا يَتَعدّى مَرْتَعَه.

والمُقَيَّدُ ههنا: الموضِعُ الذي يُقَيَّدُ فيه أَي أَنه مكانٌ يكون الجمل فيه ذا

قَيْد. وفي الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك أَي أَن الإِيمان يمنع عن

الفتك كما يمنع القَيْدُ عن التصرف، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً؛

ومنه قولهم في صفة الفرس: قَيْدُ الأَوابد.

العموم

العموم:
[فى الانكليزية] General ،generality ،common -
[ في الفرنسية] General ،generalite ،commun بالفتح وضم الميم في اللغة الشّمول. يقال مطر عامّ أي مشتمل الأمكنة. وعند المنطقيين هو كون أحد المفهومين اشتمل أفرادا من المفهوم الآخر، إمّا مطلقا بأن يصدق على جميع ما يصدق عليه الآخر من غير عكس كلّي ويسمّى عموما مطلقا، وذلك المفهوم يسمّى عاما مطلقا وأعمّ مطلقا، وذلك المفهوم الآخر يسمّى خاصّا مطلقا وأخصّ مطلقا، كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان فإنّه أعمّ منه مطلقا. وإمّا من وجه بأن يصدق على بعض ما يصدق عليه الآخر ويسمّى عموما من وجه وذلك المفهوم يسمّى عاما من وجه وأعمّ من وجه، والمفهوم الآخر يسمّى خاصا من وجه وأخصّ من وجه، كالحيوان بالنسبة إلى الأبيض. وأمّا ما وقع في العضدي من أنّ المنطقي يقول العامّ ما لا يمنع تصوّره من الشركة والخاص بخلافه فليس بصحيح، صرّح به المحقق التفتازاني في حاشيته. ويجيء العموم والخصوص بمعنى آخر أيضا يذكر في لفظ النسبة.
وعند الأصوليين هو كون اللفظ موضوعا بالوضع الواحد لكثير غير محصور مستغرقا لجميع ما يصلح له، وذلك اللفظ يسمّى عاما.
والمراد بالوضع أعمّ من الوضع الشخصي والنوعي، فدخل النكرة المنفية إذ قد ثبت من استعمالهم لها أنّ الحكم منفي عن الكثير الغير المحصور واللفظ مستغرق لكلّ فرد في حكم النفي، بمعنى عموم النفي عن الآحاد في المفرد وعن الجموع في الجمع، لا نفي العموم. وهذا معنى الوضع النوعي لذلك. ولا يرد أنّ النكرة المنفية مجاز في العموم لتصريحهم بأنّها حقيقة فيه. والمراد بالوضع لكثير أعمّ من الوضع لكلّ واحد من وحدان الكثير، أو لأمر يشترك فيه وحدان الكثير أو لمجموع وحدان الكثير من حيث هو مجموع، فيكون كلّ من الوحدان نفس الموضوع له أو جزئيا من جزئياته أو جزءا من أجزائه، فيندرج فيه المشترك والعلم وأسماء العدد.
إن قيل فيندرج فيه مثل زيد ورجل لأنّه موضوع لكثير بحسب الأجزاء؟ قلنا المعتبر هو الأجزاء المتفقة في الاسم كآحاد المائة. ومعنى كون الكثير غير محصور أن لا تكون في اللفظ دلالة في عدد معين وإلّا فالكثير المتحقّق محصور لا محالة. فبتقييد الوضع بالواحد خرج المشترك بالنسبة إلى معانيه المتعدّدة، وأمّا بالنسبة إلى أفراد معنى واحد كالعين لأفراد العين الجارية فهو عام مندرج تحت الحدّ.
وبقيد الكثير يخرج ما لم يوضع لكثير كزيد ورجل. وبقيد غير محصور يخرج أسماء العدد فإنّ المائة مثلا وضعت وضعا واحدا لكثير وهي مستغرقة لجميع ما تصلح له، لكن الكثير محصور، ومعنى الاستغراق التناول، وخرج منه الجمع المنكّر فإنّه واسطة بين العام والخاص على ما هو اختيار المحقّقين، وأمّا عند من جعله من العام كفخر الإسلام وبعض المشايخ فلم يشترط هذا القيد. فعلى هذا الخاص ما وضع للواحد شخصيا كان كزيد أو نوعيا كرجل وفرس، أو لكثير محصور كالعدد والتثنية. لا يقال قيد غير محصور مستدرك لأنّ الاحتراز عن أسماء العدد حاصل بقيد الاستغراق لأنّ لفظ المائة مثلا إنّما يصلح لجزئيات المائة لا لما يتضمنه المائة من الآحاد، لأنّا نقول أراد بالصلوح صلوح اسم الكلّي لجزئياته أو الكل لأجزائه، فحينئذ يصلح لفظ المائة لما تتضمنه من الآحاد. وبهذا الاعتبار صيغ الجموع وأسماء الجموع بالنسبة إلى الآحاد مستغرقة لما تصلح له فتدخل في الحدّ.

وقال أبو الحسن البصري: العام هو اللفظ المستغرق لما يصلح له. وزاد بعض المتأخّرين بوضع واحد احترازا عن خروج المشترك إذا استغرق جميع أفراد معنى واحد، وكذا عن خروج اللفظ الذي له معنى حقيقي ومجازي باعتبار استغراقه لأفراد معنى واحد فإنّ عمومهما لا يقتضي أن يتناولا مفهوميه معا، وترك هذا القيد إنّما هو بالنظر إلى أنّ ما يصلح له المشترك بحسب إطلاق واحد ليس هو جميع أفراد المفهومين بل أفراد مفهوم واحد.
واعترض عليه بأنّه إن أريد بصلوحه للجميع أن يكون الجميع جزئيات مفهومه لم يصدق على مثل الرجال والمسلمين المتناول لكل فرد فرد، وإن أريد أن يكون الجميع أجزاءه لم يصدق على مثل الرجل ولا رجل ونحو ذلك مما الجميع جزئياته لا أجزاؤه، فتعيّن أن يراد الأعمّ فيصدق على مثل العشرة والمائة من أسماء العدد، ومثل ضرب زيد عمروا من الجمل المذكور فيها ما هو أجزاؤها من الفعل والفاعل والمفعول. ويمكن أن يقال المراد صلوح اسم الكلّي للجزئيات وعموم مثل الرجال والمسلمين إنّما هو باعتبار تناوله للجماعات دون الآحاد.
وقال الغزالي العام اللفظ الواحد الدّال من جهة واحدة على شيئين فصاعدا. فاللفظ بمنــزلة الجنس وفيه إشعار بأنّ العموم من عوارض الألفاظ خاصة، واحترز بالواحد عن سائر المركّبات الدّالة على معاني مفرداتها كضرب زيد عمروا. وبقوله من جهة واحدة عن المشترك إذ دلالته على معنيين باعتبار تعدّد الوضع. وقيل عن مثل رجل فإنّه يدلّ على كلّ واحد على سبيل البدلية، لكن من جهات، أي إطلاقات متعدّدة. وبقوله على شيئين عن مثل زيد ورجل مما مدلوله شيء واحد. وقوله فصاعدا ليدخل فيه العام المستغرق مثل الرجال والمسلمين ولا رجل إذ المتبادر من قولنا شيئين أن مدلوله لا يكون فوق الاثنين، والمراد بالشيء معناه اللغوي الشامل للموجود والمعدوم والموصول، مثل من وما من ألفاظ العموم وحده لا مع الصلة. ولو سلّم فالمراد باللفظ الواحد أن لا يتعدّد بتعدّد المعاني، فإنّ قولنا الذي في الدار لا يتغيّر سواء أريد به زيد أو عمرو أو غيرهما، ولا يرد عليه دخول جمع المعهود والنكرة، إذ الغزالي يرى أنّ جمع المعهود والنكرة عامان، ولا يرد أيضا دخول المثنّى إذ لا يصدق عليه أنّه يدلّ على معنيين فصاعدا إذ لا يصلح لما فوق اثنين. وفيه أنّ مبنى هذا على أنّ قولنا بع بدرهمين فصاعدا معناه الأمر بأن يبيعه بما فوق درهمين حتى لو باعه بدرهمين لم يكن متمثلا، والحقّ خلاف ذلك كما لا يخفى. وتحقيقه أنّه حال محذوف العامل أي فيذهب الثمن صاعدا بمعنى أنّه قد يكون فوق درهمين. فالعام ما يدلّ على شيئين ويذهب المدلول صاعدا أي قد يكون فوق الشيئين فيدخل المثنى في الحدّ لا محالة مع أنّه ليس عاما.

وقال ابن الحاجب: العامّ ما دلّ على مسمّيات باعتبار أمر اشتركت فيه مطلقا ضربة.
فقوله ما دلّ كالجنس يدخل فيه الموصول مع الصّلة، وفيه إشعار بأنّ العموم لا يخصّ الألفاظ، والمسمّيات تعمّ الموجود والمعدوم وتخرج المثنّى ومثل زيد، والمراد المسمّيات التي يصدق على كلّ منها ذلك الأمر المشترك فيخرج أسماء الأعداد لأنّ دلالتها على الآحاد ليست باعتبار أمر تشترك هي فيه بمعنى صدقه عليها، ويدخل المشترك باعتبار استغراقه لأفراد أحد مفهوميه دون أفراد المفهومين، وكذا المجاز باعتبار نوع من العلاقات. فقوله باعتبار متعلّق بقوله دلّ، وكذا قوله ضربة وقوله مطلقا قيد لما اشتركت فيه فيخرج جمع المعهود، مثل جاءني رجال فأكرمت الرجال، فإنّه يدلّ على مسمّيات باعتبار ما اشتركت فيه مع قيد خصّصه بالمعهودين ويشكل بالجموع المضافة مثل علماء البلد فإنّه أيضا مع قيد التخصيص. والجواب أنّ الأمر المشترك فيه هو العام المضاف إلى ذلك البلد، وهو في هذا المعنى مطلق بخلاف الرجال المعهودين فانه لم يرد به افراد الرجل المعهود على (إطلاقه بل مع خصوصية العهد فليتأمل.
وقوله ضربة أي دفعة واحدة ليخرج نحو رجل وامرأة فإنّه يدلّ على مسمّياته لا دفعة بل دفعات على سبيل البدل. ثم الظاهر أنّ جمع النكرة داخل في الحدّ مع أنّ عمومه خلاف ما اختاره.
وقد يقال المراد مسمّيات الدّال حتى كأنّه قال ما دلّ على مسمّياته أي جزئيات مسمّاة، ورجال ليس كذلك، وأنت خبير بأنّه لا حاجة حينئذ إلى قوله باعتبار أمر اشتركت فيه لأنّ عشرة مثلا لا تدلّ على جميع مسمّياته، وأنّه لا يتناول مثل الرجال والمسلمين باعتبار شموله أفراد الرجل والمسلم. وغاية ما يمكن أن يقال إنّ المراد مسمّيات ذلك اللفظ كمن وما، أو مسمّيات ما اشتمل عليه ذلك اللفظ تحقيقا كالرجال والمسلمين أو تقديرا كالنساء لأنّه بمنــزلة الجمع للفظ يرادف المرأة، وحينئذ يكون قيد باعتبار أمر اشتركت فيه للبيان والإيضاح.
فائدة:
العموم من عوارض الالفاظ حقيقة فإذا قيل هذا لفظ عام صدق على سبيل الحقيقة. وأمّا في المعنى فإذا قيل هذا المعنى عام فهل هو حقيقة؟
فيه مذاهب. أحدها لا يصدق حقيقة ولا مجازا.
وثانيها يصدق مجازا. وثالثها هو المختار يصدق حقيقة كما في الألفاظ. قيل النزاع لفظي لأنّه إن أريد بالعموم استغراق اللفظ لمسمّياته على ما هو مصطلح الأصول فهو من عوارض الألفاظ خاصة. وإن أريد به شمول أمر لمتعدّد عمّ الألفاظ والمعاني. وإن أريد شمول مفهوم لأفراد كما هو مصطلح أهل الاستدلال اختصّ بالمعاني.
فائدة:
اختلف في عموم المفهوم والنزاع فيه أيضا لفظي. فمن فسّر العام بما يستغرق في محلّ النطق لم يجعل المفهوم عاما ضرورة أنّه ليس في محلّ النطق. ومن فسّره بما يستغرق في الجملة أي سواء كان في محلّ النطق أولا في محلّ النطق جعل المفهوم عاما، هذا كلّه خلاصة ما في التلويح وشرح مختصر الأصول وحواشيه.

التقسيم:
العام على ثلاثة أقسام. الأول الباقي على عمومه. قال القاضي جلال الدين البلقيني: مثاله في القرآن عزيز، إذ ما من عام إلّا وقد خص منه البعض. وذكر الزركشي في البرهان أنّه كثير، منه قوله تعالى: وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً. وأمثال ذلك.
والظاهر أنّ مراد القاضي أنه عزيز في الأحكام الفرعية لا في غير الأحكام الفرعية. وقوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ الآية باق على عمومه مع كونه من الأحكام الفرعية.
الثاني العام المراد به الخصوص. الثالث العام المخصوص، وللناس بينهما فروق، منها أنّ الأول لم يرد شموله لجميع أفراده لا من جهة تناول اللفظ ولا من جهة الحكم، بل هو ذو أفراد استعمل في فرد منها. والثاني أريد شموله وعمومه لجميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لها لا من جهة الحكم. ومنها أنّ الأول مجاز قطعا لنقل اللفظ عن موضوعه الأصلي بخلاف الثاني، فإنّ فيه مذاهب أصحّها أنّه حقيقة، وعليه أكثر الشافعية وكثير من الحنفية وجميع الحنابلة، ونقله إمام الحرمين عن جميع الفقهاء لأنّ تناول اللفظ للبعض الباقي بعد تخصيص كتناوله بلا تخصيص، وذلك التناول حقيقي اتفاقا، فليكن هذا التناول حقيقيا أيضا. ومنها أنّ قرينة الأول عقلية والثاني لفظية. ومنها أنّ الأول يصحّ أن يراد به واحد اتفاقا وفي الثاني خلاف. أمّا المخصوص فأمثلته كثيرة في القرآن. ومن المراد به الخصوص قوله تعالى:
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ أي رسول الله صلّى الله عليه وسلم لجمعه عليه الصلاة والسّلام ما في الناس من الخصال الحميدة، وقوله تعالى الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ الآية، والقائل به واحد نعيم بن مسعود الأشجعي. وقوله: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي الآية أي جبرئيل كما في قراءة ابن مسعود كذا في الاتقان.

عَرَفَاتٌ

عَرَفَاتٌ:
بالتحريك، وهو واحد في لفظ الجمع، قال الأخفش: إنما صرف لأن التاء صارت بمنــزلة الياء والواو في مسلمين، لا أنه تذكيره، وصار التنوين بمنــزلة النون فلما سمي به ترك على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات، وقال الفراء:
عرفات لا واحد لها بصحة، وقول الناس اليوم يوم عرفة مولّد ليس بعربيّ محض، والذي يدلّ على ما قاله الفراء ان عرفة وعرفات اسم لموضع واحد ولو كان جمعا لم يكن لمسمى واحد، ويحسن أن يقال: إن كل موضع منها اسمه عرفة ثم جمع ولم يتنكّر لما قلنا إنها متقاربة مجتمعة فكأنها مع الجمع شيء واحد، وقيل: إن الاسم جمع والمسمّى مفرد فلم يتنكر، والفصيح في عرفات وأذرعات الصرف، قال امرؤ القيس:
تنوّرتها من أذرعات وأهلها وإنما صرفت لأن التاء فيها لم تتخصص للتأنيث بل هي أيضا للجمع فأشبهت التاء في بيت، ومنهم من جعل التنوين للمقابلة أي مقابلا للنون التي في الجمع المذكر السالم فعلى هذا هي غير مصروفة، وعرفة وعرفات واحد عند أكثر أهل العلم وليس كما قال بعضهم إن عرفة مولّد، وعرفة حدها من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفة، وقرية عرفة: موصل النخل بعد ذلك بميلين، وقيل في سبب تسميتها بعرفة إن جبرائيل، عليه السّلام، عرّف إبراهيم، عليه السلام، المناسك فلما وقفه بعرفة قال له: عرفت؟
قال: نعم، فسميت عرفة، ويقال: بل سميت بذلك لأن آدم وحواء تعارفا بها بعد نزولهما من الجنة، ويقال: إن الناس يعترفون بذنوبهم في ذلك الموقف، وقيل: بل سمي بالصبر على ما يكابدون في الوصول إليها لأن العرف الصبر، قال الشاعر:
قل لابن قيس أخي الرقيات: ... ما أحسن العرف في المصيبات!
وقال ابن عباس: حدّ عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبالها إلى قصر آل مالك ووادي عرفة، وقال البشاري: عرفة قرية فيها مزارع وخضر ومباطخ وبها دور حسنة لأهل مكة ينزلونها يوم عرفة،
والموقف منها على صيحة عند جبل متلاطئ، وبها سقايات وحياض وعلم قد بني يقف عنده الإمام، وقد نسب إلى عرفة من الرواة زنفل بن شداد العرفي لأنه كان يسكنها، يروي عن ابن أبي مليكة، وروى عنه أبو الحجاج والنصر بن طاهر، وروي أن سعيد ابن المسيب مرّ في بعض أزقة مكة فسمع مغنّيا يغني في دار العاصي بن وائل:
تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت ... به زينب في نسوة عطرات
وهي قصيدة مشهورة، فضرب برجله الأرض وقال:
هذا والله مما يلذّ استماعه:
وليست كأخرى أوسعت جيب درعها ... وأبدت بنان الكفّ للجمرات
وحلّت بنان المسك وحفا مرجّلا ... على مثل بدر لاح في الظلمات
وقامت تراءى يوم جمع فأفتنت ... برؤيتها من راح من عرفات

عِنْد

(عِنْد) ظرف مَكَان للشَّيْء الْحَاضِر تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كَانَ فِي الْبَيْت الَّذِي أَنْت فِيهِ وللشيء الْقَرِيب تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كنت فِي مَكَان عَمَلك والمصحف فِي بَيْتك وهما متجاوران مثلا وللشيء الْغَائِب تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كنت تملكه وَهُوَ غَائِب عَنْك كَأَن يكون مستعارا وَمن هُنَا اسْتعْمل (عِنْد) فِي الْمعَانِي فَقيل عِنْده أَخْبَار وَعِنْده خير أَو شَرّ وَيكون عِنْد ظرف زمَان إِذا أضيف إِلَى الزَّمَان نَحْو نهضت عِنْد الْفجْر وَيكون بِمَعْنى الحكم أَو الظَّن فَتَقول هَذَا عِنْدِي أفضل من هَذَا أَي فِي حكمي أَو ظَنِّي وَهُوَ مُعرب مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة وَقد يجر ب (من) وَحدهَا فَتَقول سأخرج من عنْدك ظهرا وَلَا يُقَال ذهبت إِلَى عِنْده وَلَا لعنده
(عِنْد)
عَنهُ عندا وعنودا تبَاعد وَانْصَرف والناقة تَبَاعَدت عَن الْإِبِل ورعت وَحدهَا والعرق أَو الْجرْح سَالَ دَمه وَلم يجِف وَفُلَان استكبر وَتجَاوز الْحَد فِي الْعِصْيَان وَخَالف الْحق ورده وَهُوَ يعرفهُ فَهُوَ عاند (ج) عِنْد وعندة وَهُوَ عنود وعنيد (ج) عِنْد وَهِي عنود (ج) عِنْد وَهِي عاند وعاندة (ج) عواند
عِنْد
: (عَنَدَ عَنِ) الحَقِّ، والشيْءِ، و (الطَّرِيقِ، كنصَر وسَمِع) هـ كَذَا فِي النُّسخ. والصّواب: وضَرَب. وهاذِه عَن الفَرَّاءِ فِي نوادِرِه، فإِنه قَالَ عَنَدَ عَنِ الطَّرِيقِ يَعْنِد، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي يعنُد، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي يعنُد بالضّمّ، فتأَمَّلْ (وكَرُم) ، يَعْنُد، ويَعنَد، ويَعْنِد (عُنُوداً) كَقُعُودٍ، وعَنَداً، محرَّكةً: تَبَاعَدَ و (مالَ) وعَدَلَ انحرَفَ إِلى عَنَدٍ أَي جانِبٍ.
(و) مِنَ المَجَازِ: عَنَدَ (العِرْقُ) يَعنُد ويَعنَد ويَعْنِد، هُوَ من الأَبواب الثلاثةِ، نصَر وضَرَبَ وكَرُمَ، الثَّانِيَة عَن الفَرَّاء: (سالَ فَلَمْ يَرْقَأْ، كَأَعْندَ) ، وهاذه عَن الصاغانيِّ، وَهُوَ عِرْقٌ عانِدٌ، قَالَ عَمْرُو بن مِلْقَطٍ:
بَطَعْنةٍ يَجْرِي لَهَا عانِدٌ
كالمَاءِ من غائِلَةِ الجابِيَهْ وأَعْنَدَ أَنْفُه: كَثُر سَيَلَانُ الدَّمِ مِنْهُ.
وسُئِلَ ابنُ عَبَّاس عَن المُسْتَحاضَةِ، فَقَالَ: (إِنَّه عِرْقٌ عانِدٌ، أَو رَكْضَة مِن الشَّيطانِ) قَالَ أَبو عُبَيْد: العِرْقُ العانِدُ: الَّذي عَنَدَ وبَغَى، كالإِنسان يُعَانِدُ، فهاذا العِرْقُ فِي كَثْرةِ مَا يَخْرُج مِنْهُ بمنــزِلَتِهِ، شُبِّهَ بِهِ لكَثْرةِ مَا يَخرُج مِنْهُ على خِلافِ عادَتهِ. وَقَالَ الرَّاعِي:
ونحنُ تَرَكْنَا بالفَعَالِيِّ طَعْنَةً
لَهَا عانِدٌ فوْقَ الذِّراعَيْنِ مُسْبِلُ
وَقيل: دَمٌ عانِدٌ: يَسِيلُ جانباً. وَقَالَ الكِسَائِيُّ: عَنَدَت الطَّعْنَة تَعْنِد وتَعْنُد، إِذا سالَ دَمها بَعيدا من صاحِبِها، وَهِي طَعْنَةٌ عاندَةٌ. وعَنَدَ الدَّمُ يَعْنِد، إِذا سالَ فِي جانِبٍ.
(و) عَنَد (النّاقَةُ: رَعَتْ وَحْدَها) وأَنِفَتْ أَن تَرْعَى مَعَ الإِبِلِ، فَهِيَ تَطْلُبُ خِيَارَ المَرْتَعِ، وبعْضُ الإِبِل يَرْتَعُ مَا وَجَدَ.
(و) عَنَدَ الرَّجُلُ يَعنُد ويَعْنِد عَنْداً عُنُوداً: عَتَا، وطَغَى، وجاوَزَ قَدْرَه و (خَلَفَ الحَقِّ، ورَدَّهُ عارِفاً بِهِ) ، كعانَدَ مُعانَدةً، (فَهُوَ عَنِيدٌ وعانِدٌ) ، والعَنُود والعَنِيدُ: بِمَعْنى فاعلٍ أَو مُفاعِل، والعُنُود بالضّمّ: الجَوْرُ والمَيْلُ عَن الحَقِّ. وَكَانَ كُفْرُ أَبِي طالِبٍ مُعَانَدةً، لأَنه عَرفَ الحَقَّ وأَقَرَّ وأَنِفَ أَن يُقَال: تَبِع ابنَ أَخِيه، فصارَ بذالك كَافِرًا.
(وأَعْنَدَ) (فِي قَيْئِه) ، إِذا (أَتْبَعَ بَعضَهُ بَعْضاً) ، وذالك إِذَا غَلَب عَلَيْهِ، وكَثُرَ خُرُوجهُ. وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: استعْنَدَه القَيْءُ أَيضاً، كَمَا سيأْتي.
(والعانِدُ البَعِيرُ) الّذِي (يَحُورُ عَن الطَّرِيقِ، ويَعْدِلُ) عَن القَصْدِ. وناقَةٌ عَنُودٌ: لَا تُخَالِطُ الإِبِلَ، تَبَاعَدُ عَنْهُنَّ فتَرْعَى نَاحِيَةً أَبداً. والجَمْع: عُنُدٌ، وناقَةٌ عانِدٌ وعانِدَةٌ، و (ج) أَي جَمْعُهَا جَمِيعاً عَوَانِدُ، و (عُنَّدٌ كرُكَّع) قَالَ:
إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلُوني وسَطَا
إِني كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ العُنَّدَا جَمع بينَ الطَّاءِ والدَّالِ، وَهُوَ إِكفاءٌ.
وَفِي حديثِ عُمَرَ يَذْكُر سِيرَتَه، يَصِف نفْسَه بالسياسةِ، فَقَالَ: (إِنِّي أَنْهَرُ اللَّفُوتَ وأَضُمُّ العَنُودَ، وأُلحِقُ القَطُوفَ، وأَزْجُر العَرُوضَ) . قَالَ ابنُ الأَثير: العَنُود من الإِبِلِ: الّذي لَا يُخَالِطُهَا وَلَا يَزالُ مِنْفَرِداً عَنْهَا. وأَرادَ مَن خَرَج عَن الْجَمَاعَة أَعَدْتُه إِليها، وعَطَفْتُه عَلَيْها.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وأَبو نَصْرٍ: هِيَ الَّتِي تكون فِي طَائِفَةِ الإِبِل، أَي فِي ناحِيَتِها.
وَقَالَ القَيْسِيُّ: العَنُود من الإِبل: الَّتِي تُعانِدُ الإِبِلَ فتُعَارِضُها. قَالَ: فإِذا قادَتْهُنَّ قُدُماً أَمامَهُنَّ فتِلكَ السَّلُوفُ.
وَفِي المحكَم: العَنُودُ من الدَّوَابِّ: المُتَقَدِّمةُ فِي السَّيْرِ. وكذالك هِيَ من حُمُرِ الوَحْشِ. ونَاقَةٌ عَنُودٌ: تَنْكُبُ الطَّرِيقَ من نَشَاطِها وقُوَّتِها. والجمْع: عُنُدٌ وعِنَّدٌ. قَالَ ابْن سَيّده: وعَنْدِي أَنَّ عُنَّداً ليسَ جمْع عَنُودٍ، لأَنَّ فَعُولاً لَا يُكَسَّر على فُعَّلٍ، وإِنما هِيَ جمْع عانِدٍ. وإِيَّاه تَبِعَ المصنِّفُ، على عادتِه.
(والمُعَانَدَةُ: المُفَارَقَةُ والمُجَانَبَةُ) ، وَقد عَانَدَه، إِذا جَانَبَه، وَهُوَ مِن عَنَدَ الرَّجُلُ أَصحابَه يَعنُد عُنُوداً، إِذا مَا تَرَكهم واجْتَازَ عَلَيْهِم، وعَنَدَ عَنْهُم، إِذا مَا تَرَكَهُم فِي سَفَرٍ، وأَخَذَ فِي غَيْرِ طَرِيقِهم، أَو تَخَلَّف عَنْهُم. قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. والعُنُود كأَنَّه الخِلافُ والتَّبَاعُدُ والتَّرْكُ، لَو رأَيْتُ رَجُلاً بالبَصْرةِ من الحِجَازِ لقُلْتُ: شَدَّ مَا عَنَدْت عَن قَومِكَ، أَي تَبَاعِدْت عَنْهُم. (و) المُعانَدَةُ: (المُعارَضَةُ بالخِلافِ) لَا بالوِفاقِ. وهاذا الَّذِي يَعْرِفُه العَوَامُّ.
وَفِي التَّهْذِيب: عانَدَ فلانٌ فلَانا: فعلَ مِثْلَ فِعْلِه، يُقَال: فلانٌ يُعَانِدُ فلَانا، أَي يَفْعَلمِ مِثْلَ فِعْلِه، وَهُوَ يُعارِضه ويُبَارِيه. قَالَ: والعامَّة يُفَسَّرُونَه: يُعَانِدُه: يَفْعَلُ خِلَافَ فِعْلِه. قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ ذالك وَلَا أُثْبِتُه.
(العِنَادِ) . وَفِي اللِّسَان: وَقد يكونُ العِنَادُ مُعارَضةً لغيرِ الخِلافِ، كَمَا قَالَ الأَصمعيُّ، واستَخْرَجَهُ من عَنَد الحُبَارَى، جَعَلَه إسماً مِن عانَدَ الحُبارَى فَرْخَه، إِذا عارَضَهُ فِي الطَّيرانِ شَفَقَةٌ عَلَيْهِ.
وعَانَدَ البَعيرُ خِطَامَه: عارَضَهُ، مُعَانَدَةً وعِنَاداً.
(و) المُعَانَدَةُ فِي الشيْءِ: (الملازَمَةُ) فَهُوَ ضِدٌّ مَعَ معنَى المفارَقَةِ، وَلم يُنَبِّهْ عَلَيْهِ المصنِّف.
(وعنْدَ مُثَلَّثَةَ الأَوّلِ) ، صَرَّحَ بِهِ جماهِيرُ أَهلِ اللّغَةِ. وَفِي (المغنى) : وبالكسر أَكثر، وَفِي الْمِصْبَاح: هِيَ اللّغَةُ الفُصْحَى. وَفِي (التسهيل) : ورُبَّمَا فُتِحَت عينُهَا أَو ضُمَّت. وَمَعْنَاهَا حُضُورُ الشيْءِ ودُنُوُّه، وَهِي) ظَرْفٌ فِي المكانِ والزَّمَانِ) بِحَسَبِ مَا تُضافُ إِليه، فإِن أُضِيفَتْ إِلى المَكَانِ كَانَت ظَرْفَ مكانٍ، كعِنْدَ البَيْتِ، وعندَ الدَّارِ نحوهِ، وإِن أُضِيفَتْ إِلى الزَّمانِ فكذالكَ، نَحْو: عِنْدَ الصُّبْحِ، وعِنْدَ الفَجرِ، وعِنْدَ الغُروبِ، ونحْوِ ذالك (غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ) ، ومثْلُه فِي الصّحاح. وَفِي اصْطِلَاح النُّحَاة: غيرُ مُتَصَرِّف، أَي لازِمٌ للظَّرْفِيَّةِ، لَا يَخْرُج عَنْهَا أَصْلاً. (ويَدْخُلُهُ من حُرُوفِ الجَرِّ مِنْ) وَحْدَها، كَمَا أَدخلوها على لَدُن، قَالَ تَعَالَى: {رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا} (الْكَهْف: 65) وَقَالَ تَعَالَى: {مّن لَّدُنَّآ} (النِّسَاء: 67) .
قَالَ شيخُنَا: وَجَرُّه بِمِنْ مِن قَبِيلِ الظَّرْفِيَّةِ، فَلَا يُرَدُّ، كَمَا صَرَّحُوا بِهِ، أَي إِنما جَرُّ بِمن خاصَّةً.
(و) فِي التَّهْذِيب: هِيَ بلُغَاتِها الثَّلاثِ أَقْصَى نِهاياتِ القُرْب.، وَلذَلِك لم تُصغَّر، وَهُوَ ظَرفٌ مُبْهَم، ولذالك لم يَتَمَكَّن إِلَّا فِي موضعٍ واحدٍ، وَهُوَ أَن (يُقَال) لشيْءٍ بِلَا عِلْمٍ هاذا (عنْدِي كَذَا) وَكَذَا، (فَيُقَال) أَ (ولَكَ عِنْدٌ) . قَالَ شيخُنا: فَعِنْدٌ مُبتدأَ، ولَك: خَبَرُهُ، (استُعْمِلَ غيْرَ ظَرْفٍ) ، لأَنَّه قُصِدَ لَفْظُه، أَي هَل لَك عِنْدٌ تُضِيفُه إِليكَ، نَطِير قولِ الآخر:
ومَنْ أَنتُمُ حَتَّى يكونَ لَكُمْ عِنْدُ
وَقَول الآخر:
كُلُّ عِنْدٍ لَكَ عِنْدِي
لَا يُسَاوِي نِصْفَ عِنْدِ
فَهَذَا كُلُّه قُصِدَ الحُكْمُ على لَفْظِه دُونَ مَعْنَاه. (و) قَالَ الأَزهريُّ: زَعَمُوا أَنه فِي هاذا الموضِعِ (يُرادُ بِهِ القَلْبِ و) مَا فِيهِ (المَعْقُولُ) واللُّبُّ قَالَ: وهاذا غيرُ قَوِيَ.
قلْت: وحَكَى ثَعْلَبٌ عَن الفَرَّاءِ: قَالُوا: أَنت عِنْدِي ذاهِبٌ، أَي فِي ظَنِّي.
وَقَالَ اللَّيْث: وَهُوَ فِي التقريبِ شِبّه اللِّزْقِ، وَلَا يَكادُ يَجِيءُ فِي الكلامِ إِلَّا مَنْصُوبًا، لأَنه لَا يكون إِلَّا صفة مَعْمُولا فِيهَا، أَو مُضْمراً فِيهَا فِعْلٌ، إِلَّا فِي قَوْلهم: أَو لَك عِنْدٌ. كَمَا تقدَّم.
(وَقد يُغْرَى بِهَا) ، أَي حالَة كونِها مُضَافَةً لَا وحدَهَا، كَمَا فَهِمَ غيرُ واحدٍ من ظاهِرِ عبارةِ المصنَّف، لأَن الموضوعَ للإِغراءِ هُوَ مجموعُ الْمُضَاف والمضافِ إِليه. صَرَّحَ بِهِ شيخُنا. ويدلّ لذالك قَوْله: (عندَك زَيداً، أَي خُذْهُ) ، وَقَالَ سيبويهِ: وَقَالُوا: عَنْدَكَ، تُحَذِّرُه شَيْئاً بَين يَدَيْهِ، أَو تأَمُره أَن يَتَقَدَّم، وَهُوَ من أَسماءِ الفِعْلِ لَا يَتَعَدَّى. وَقَالَ الفرّاءُ: العَرَبُ تأْمُر من الصِّفاتِ بِعَلَيْكَ، وعِنْدَكَ، ودُونَك، وإِلَيْك، يَقُولُونَ: إِليكَ إِليكَ عَنِّي، كَمَا يَقُولون: وراءَك وَراءَك، فهاذه الحروفُ كَثِيرَة.
وزَعَم الكسائِيُّ أَنَّه سَمِعَ، بَيْنَكُا البَعيرَ فَخُذَاه. فنَصَب البَعِيرَ. وأعجاز ذالك فِي كلِّ الصِّفاتِ الَّتِي تُفْرَد، وَلم يُجِزْه فِي اللَّام، وَلَا الباءِ، وَلَا الكافِ، وسَمِعهَ الكسائيُّ العَرَب تقولُ: مَا أَنْتَ وزيداً، ومكانَك وزيداً. قَالَ الأَزهريُّ: وسَمِعْتُ بعضَ بني سُلَيْمٍ يَقُول: كَمَا أَنْتَنِي، يَقُول: انتَظِرْنِي فِي مكانِكَ.
قَالَ شيخُنا: وبَقِيَ عَلَيْهِم أَنهم استَعْملوا، عِنْد فِي مُجَرَّد الحكْم من غيرِ نَظَرٍ لظَرْفِيّةٍ أَو غَيرِهَا، كقولِهم عنْدِي مالٌ، لما هُوَ بِحَضْرتك، ولِما غابَ عَنْك، ضُمِّنَ معنى المِلْك والسُّلطانِ على الشيْءِ، من هُنا استُعْمِل فِي المَعَانِي، فَيُقَال: عِنْدَه خَيْرٌ، وَمَا عِنْدَه شَرٌّ، لأَنَّ المَعَانِيَ لَيْسَ لَهَا جِهَاتٌ. وَمِنْه: {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ} (الْقَصَص: 27) أَي مِن فضْلِكَ. وَيكون بِمَعْنى الحُكْم، يُقَال: هاذا عِنْدِي أفضلُ من هاذا، أَي فِي حُكْمِي. وأَصلُه فِي (درة الغوّاص) للحريريِّ.
(وَلَا تَقُلْ: مَضَى إِلى عنْدِهِ، وَلَا إِلى لَدُنْهُ) وهاكذا فِي الصّحاح. وَفِي (درة الغواص) : قولُهم: ذَهَبتُ إِلى عِنْدِه لَحْنٌ لَا يجُوز استعمالُه، ونسَبَه للعامَّةِ.
وفَرَّ الدَّمامِينِيُّ بينَها وَبَين لَدُن، من وُجوهً سِتَّةٍ، زَعَمَه المعرِّيُّ من اتِّحادِهما، ومَحَلُّ بَسْطِه المُطَوَّلاتُ.
(والعنْدُ مُثَلَّثَةً: النّاحيَةُ. وبالتَّحْرِيكِ: الجانبُ) ، وَقد عانَد فُلانٌ فُلاناً، إِذا جَانَبه، ودَمٌ عانِدٌ: يَسِيل جانباً. وبِه فسر قَول الراجز:
حُبَّ الحُبَارَى ويَزِفُّ عَنَدَهُ
وَقَالَ ثَعْلَب المُرَادُ بالجَانِبِ هُنَا الاعتراضُ. وَالْمعْنَى يُعَلِّمه الطَّيرَانَ، كَمَا يعَلِّمُ العُصفورُ وَلَدَه، وأَنشد:
وكُلُّ خنْزِيرٍ يُحِبُّ وَلَدَه
حَبْ الحُبَارَى ... الخ
(و) وَمن الْمجَاز: (سَحَابَةٌ عَنُودٌ) ، كَصَبُورٍ: (كَثِيرةُ المَطَرِ) لَا تَكاد تُقْلِع، وجَمْعُه: عُنُ، قَالَ الرَّاعِي:
باتَتْ إِلى دِفْءِ أَرْطاةٍ مُباشِرَةً
دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ
نَقله الصاغانيُّ.
(وقِدْحٌ عَنُودٌ) ، وَهُوَ الَّذِي (يَخْرُجُ فائِزاً على غيرِ جِهَةِ سائرِ القِدَاحِ) ، نَقله الصاغانيُّ (وبالخِلافِ، ضِدٌّ) .
وَقَالَ الأَزهَريّ: المُعَانِدُ هُوَ المُعَارِضُ بالخِلافِ، لَا بالوِفاق. وهاذا الَّذِي يَعرِفُه العَوامُّ. وَقد يكونُ العِنادُ معارضةٌ لغيرِ الخِلاف. وَقد تقدَّم.
قلت: فإِذا كانتْ عامَّةً فَلَا يَظهر للضِّدِّيّةِ كَبِيرُ مَعْنًى. أَشار لَهُ شيخُنا، رَحِمَ الله تَعَالَى.
(والعِنْدَأَوةُ) بِالْكَسْرِ، والهمز، قد مَرَّ ذِكْرُه (فِي بَاب الهَمْزِ) ، قَالَ أَبو زيد: يُقَال: (إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَكَ لَعِنْدَأْوَةً) أَي تحتَ سُكونِك لَنَزْوةً وطِمَاحاً. وَمِنْهُم من جَعَل الهَمْزةَ زَائِد، فذكَرَها هُنَا، وَمِنْهُم من قَالَ بأَصالةِ الْوَاو فذَكرها فِي المُعْتَلّ، فوزْنه فِنْعَلْوَة أَو فِعْلَلْوَة.
(و) يُقَال (مالِي عَنْهُ عُنْدَدٌ) وعُنْدُدٌ (كَجُندَبٍ وقُنْفُذٍ. و) كَذَا: مَالِي عَنهُ (مُعْلَنْدَدٌ، وتكسر الدَّال) وتُفُتح، وَكَذَا: مالِي عَنهُ احتيال (أَي بُدٌّ) ، قَالَ:
لَقَدْ ظَعَن الحَيُّ الجَمِيعُ فأَصعنُوا
نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفعلُ اللهُ عُنْدَدُ
وإِنَّما لم يُقْضَ علَيْهَا أَنَّهَا فُنْعَلٌ لأَنَّ لتَّكْرِير إِذا وَقَع، وَجَبَ القَضَاءُ بالزِّيادةِ، إِلّا أَن يَجيءَ ثَبَتٌ. وإِنَّما قُضِيَ على النُونِ هَا هُنَا أنَّهَا أصلٌ، لأَنَّهَا ثانِيَةٌ، والنُّونُ لَا تُزادُ ثَانِيَة إِلَّا بِثَبتٍ.
وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: مالِي عَن ذااك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ، أَي مَحِيصٌ.
(و) فِي الْمُحكم: (مالِي إِليه مُعْلَنْدَدٌ، سَبِيلٌ) ، وَمَا وَجدْتُ إِلى كَذَا مُعْلَنْدَداً، أَي سَبِيلاً.
وَقَالَ الِّحْيَانِيُّ مرّة: مَا وَجَدْتُ إِلى ذالك عُنْدُداً وعُنْدَداً، أَي سَبِيلاً. وَلَا ثَبَتَ هُنا.
وَفِي اللِّسَان، مادَّة: علند: ويُقَال: مالِي عَنهُ مُعْلَنْدِدٌ، أَي لَيْسَ دُونَه مُنَاخٌ وَلَا مَقِيلٌ إِلّا القَصْد نَحْوَه (والمُعْلَنْدَدُ: البَلَدُ لَا ماءَ بهَا وَلَا مَرعَى) ، قَالَ الشَّاعِر:
كَمْ دُونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدَدِ وَذكره أَئِمَّةُ اللغَةِ مُفَرَّقاً فِي: علد، وعلند، وَعند.
(و) من الْمجَاز: (استَعْنَدَهُ) (القَيّءُ) ، وكذَا الدَّمُ، إِذا (غَلَبَ) وكَثُر خُرُوجُه، كعَنَدَه.
(و) استَعْنَدَ (البَعِيرُ، و) كَذَا (الفَرَسُ: غَلَبَا على الزِّمامِ والرَّسَنِ) وعارَضَا وأَبَيَا الانقِيادَ فَجرَّاه. نقلَ الصاغانيُّ.
(و) استَعْنَدَ (عَصَاهُ: ضَرَبَ بهَا فِي النَّاسِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) استَعْنَدَ (الذَّكَرَ: زَنَى بِهِ فِيهِم) ، ونصُّ التكملة: واسْتَعْنَد ذَكَرَه: زَنَى فِي النَّاسِ (و) استَعْنَدَ (السِّقاءَ: اخْتَنَثَهُ) ، أَي أَمالَه. (فَشَرِبَ من فِيهِ) ، أَي من فَمِه (و) استعنَدَ (فُلاناً) من بينِ القَوْم (قَصَدَهُ) .
(والعُنْدَدُ كَجُنْدَبٍ: الحِيلَةُ) والمحيص، يُقَال: مَالِي عَنهُ عُنْدَدٌ (و) العُنْدَدُ أَيضاً: (القَدِيمُ) .
(وسَمَّوْا عَنَاداً وَعِنَادة) ، كَسَحَابٍ وسَحابة، وكِتَابٍ وكِتَابَة.
(عَنْدَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: اسمُ (امْرَأَةٍ من) بني (مَهْرَةَ) بن حِيْدانَ، وَهِي (أُمُّ عَلْقَمَةَ بنِ سَلَمَةَ) بنِ ملِكِ بن الحارِث بن مُعَاويةَ الأَكرمينَ، وَهُوَ ابْن عَنْدَةَ، ولَقبه الزُّوَيْر.
(والعُوَيْنِدُ، كدْرَيْهم: ة لبنِي خَدِيجٍ. و) العُوَيْنِدُ: (ماءٌ لبني عَمْرِو بن كِلابٍ، وماءٌ) آخَرُ (لبَنِي نُمَيْرٍ) .
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَعَانَدَ الخَصْمانِ: تَجَادَلَا.
وعانِدَةُ الطَّرِيقِ: مَا عُدِلَ عَنهُ فَعَنَدَ، أَنشَدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
فإِنَّكَ والبُكَا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍ
ولكالسَّارِي بعَانِدَةِ الطَّرِيقِ
يَقُول رُزِئْتَ عَظِيماً، فبُكاؤُكَ على هالِكٍ بعْدَه ضَلالٌ، أَي لَا يَنْبَغِي لكَ أَن تَبْكِيَ على أَحدٍ بعْدَه.
والعَنَد. محرّكةً: الاعتراضُ.
وعَقَبَةً عَنُودٌ: صَعْبَةُ المُرْتَقَى. والعاند: المائِلُ.
وعانِدٌ: وادٍ، قبل السُّقْيَا بمِيلٍ.
وعانِدَانِ: وادِيانِ معروفانِ، قَالَ:
شُبَّتْ بأَعْلَى عانِدَيْنِ من إِضَمْ
وعانِدُونَ وعانِدِينَ: اسْم وادٍ أَيضاً، وَفِي النّصْب وَفِي الخَفض: عانِدِينَ، حَكَاهُ كُراع. ومثَّلَه بِقَاصِرِينَ، وخانِقِين، ومارِدِينَ، وماكِسِينَ، وناعِتِين. وكُلُّ هاذه أَسماءُ مواضِعَ، وَقَول سَالم بنَ قحفان:
يَتْبَعْنَ وَرقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ
لاحِق الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفقِ
يَعْنِي بعيدةَ المِرْفَقِ من الزَّوْرِ.
(وطَعْنٌ عَنِدٌ، كَتِفٍ، إِذا كَانَ يمْنَةً ويَسْرَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: أَخَفُّ الطَّعْنِ الوَلْقُ، والعانِدُ مِثلُه.
وعِلْباءُ بنُ قَيْسِ بنِ عانِدةَ بنِ مالِكِ بنِ بَكْرٍ، جاهِليّ.

مَنَاةُ

مَنَاةُ:
لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه، وأنا أقول فيه ما يسنح لي فإن وافق الصواب فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب، فلعله يكون من المنا وهو القدر وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل، قال: ومناه أي قدره:
ولا تقولن لشيء سوف أفعله ... حتى تبيّن ما يمني لك الماني
أي ما يقدّر عليك، فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل، ويجوز أن يكون من المنا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمّي به، ويجوز أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي، ويجوز أن يكون من منوت الرجل ومنيته إذا اختبرته أي أنه الخبير، وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء كقولهم مناه يمنيه في قدّره يقدّره، وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته منوان: وهذا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديدا بالمشلّل على سبعة أميال من المدينة وكانت الأزد وغسان يهلّلون له ويحجون إليه، وكان أول من نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي، وقال ابن الكلبي: كانت مناة صخرة لهذيل بقديد، وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة، وإليه أضيف زيد مناة وعبد مناة، وقال أبو المنذر هشام بن محمد:
كان عمرو بن لحيّ واسم لحيّ ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهم حتى أخرجهم عن حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهم عنها وتولى حجابة البيت بعدهم، ثم إنه مرض مرضا شديدا فقيل له إن بالبلقاء من أرض الشام حمّة إن أتيتها برأت، فأتاها فاستحمّ بها فبرأ، ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال: ما هذه؟
فقالوا: نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدوّ، فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة، فلما صنع عمرو بن لحيّ ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمها كلها مناة وقد كانت العرب تسمّي عبد مناة، وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له، وكان أولاد معدّ على بقية من دين إسماعيل، وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه،
ولم يكن أحد أشدّ إعظاما له من الأوس والخزرج، قال أبو المنذر: وحدث رجل من قريش عن أبي عبيدة عبد الله بن أبي عبيدة بن عمّار بن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال: كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم فإذا نفروا وأتوا مناة وحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك، فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد العزّى بن وديعة المزني أو غيره من العرب:
إني حلفت يمين صدق برّة ... بمنــاة عند محلّ آل الخزرج
وكانت العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا الخزرج، فلذلك يقول:
بمنــاة عند محل آل الخزرج
ومناة هذه التي ذكرها الله تعالى في قوله عز وجل:
ومناة الثالثة الأخرى، وكانت لهذيل وخزاعة، وكانت قريش وجميع العرب تعظمها فلم تزل على ذلك حتى خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من المدينة في سنة ثمان للهجرة وهو عام الفتح، فلما سار من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث علي ابن أبي طالب إليها فهدمها وأخذ ما كان لها وأقبل به إلى رسول الله، وكان من جملة ما أخذه سيفان كان الحارث بن أبي شمر الغساني أهداهما لها أحدهما يسمّى مخذما والآخر رسوبا وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة في شعره فقال:
مظاهر سربالي حديد عليهما ... عقيلا سيوف مخذم ورسوب
فوهبهما النبي، صلّى الله عليه وسلّم، لعلي، رضي الله عنه، فأحدهما يقال له ذو الفقار سيف الإمام علي، ويقال إن عليّا وجد هذين السيفين في الفلس وهو صنم طيء حيث بعثه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فهدمه، وقد جرى ذكر ذلك في الفلس على وجهه، وقال ابن حبيب: كانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد يعبدون مناة وكان بسيف البحر سدنته الغطاريف من الأزد، قال الحازمي: ومناة أيضا موضع بالحجاز قريب من ودّان.

عوي

عوي


عَوَى(n. ac. عَيّ
عَوَّة عَوِيَّة عُوَآء )
a. Howled, yelped; barked.

عَوَّيَ
a. [ coll. ]
see I
عَاْوَيَa. Imitated ( the dogs ).
إِسْتَعْوَيَa. Caused to howl.

عُوَآء []
a. Howling, yelping, barking.

عَوِيّ []
a. [ coll. ]
see 24
عَوَّآء []
a. Howler; dog.
ع و ي

" فلان لا يعوي ولا ينبحُ "، " لو لك عويت لم أعوه "، ومعاوية منقول من المعاوية وهي الكلبة التي تستحرم فتعاوي الكلاب، وقال شريك بن الأعور: إنك لمعاوية وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت.

ومن المستعار: عوّيت عن الرجل إذا اغتيب فرددت عنه عواء المغتاب. واستعوى الناجم لفيفاً من بني فلان إذا نعق بهم إلى الفتنة أو طلب إليهم أن يعووا وراءه. وقيل للنجم: العوّاء: لأنه يطلع في ذنب البرد فكأنه يعوى في أثره يطرده ولذلك تسمّيه العرب: طاردة البرد، يمدّ ويقصر. وتقول: فلان وضع تحت الأرض العوّا، ورفع الخرطوم فوق العوّا؛ وهو كقولهم: أنف في السماء، وسرمٌ في الماء.
عوي
عوَى يَعوِي، اعْوِ، عُواءً، فهو عاوٍ
• عوَى الكلبُ: لوى أنفه ثم صاح صياحًا ممدودًا ليس بنُباح "ظلّ الذّئب يَعوِي حتَّى مطلع الفجر- فلان لا يَعْوي ولا يَنْبحُ [مثل]: ضعيف لا حول له ولا قُوَّة". 

تعاوى يتعاوى، تَعاوَ، تعاويًا، فهو مُتعاوٍ
• تعاوتِ الكلابُ: تصايحت "تعاوتِ الذِّئابُ في الليل". 

عاوى يعاوي، عاوِ، مُعاواةً، فهو مُعاوٍ، والمفعول مُعاوًى
• عاوى الكلابَ: صايحها "عاوى الصَّيَّادُ كلابَه- عاوى الرّاعي الذِّئابَ". 

عُواء [مفرد]:
1 - مصدر عوَى.
2 - صياح الكلب أو الذِّئب وما أشبه. 
عوي: عَوَتِ السِّباعُ تَعْوي عَوًى . وللكلْب عُواءٌ، وهو صوْتٌ يمُدُّهُ وليس بنَبْح. وعَوَيْتُ الحَبْلَ عيّاً: لوَيْتُهُ. وعَوَيْتُ رأس النّاقة : أي عُجْتُها فانْعَوَى. والناقةُ تَعْوي بُرَتها في سيْرها: أيْ تلويها بخَطْمها، قال :

تَعْوي البُرَى مُسْتوفِضاتٌ وفْضا

وعَوَى فلانٌ قَوْماً واسْتَعْوَى: دَعاهُم إلى الفِتنة. وعَوَيْتُ المُعْوَجَّ حتّى أقَمْتُه. والمُعاويَةُ: الكَلْبَةُ المُسْتحرِمةُ تَعْوي إليهنَّ ويَعْوِينَ، يُقال: تَعاوَى الكِلابُ. والعَوَّاءُ: نَجْمٌ في السَّماءِ يُؤَنَّث، (يُقال لها عَوَّاء) ، ويقال: إذا طَلَعَتِ العَوّاءُ جَثَمَ الشِّتاءُ وطابَ الصِّلاءُ، وهي من نُجُوم السُّنْبُلة من أنْواء البَرْدِ في الرَّبيع، إذا طلعت وسَقَطَتْ جاءَتْ بالبَرد، ويُقالُ لها عواء البرد. والعواء والعَوَّة ، لغتان: الدُبُرْ، قال:

فهلاّ شَدَدْتَ العَقْدَ أو بِتَّ طاوِياً ... ولم يَفْرَحِ العَوّا كما يَفْرَحُ القَتْبُ
وقال:

قِياماً يُوارُون عَوّاتِهم ... بِشَتْمي وعَوّاتُهُمْ أظْهَرُ

عا، مقصُورٌ، زَجْرُ الضئين، ورُبّما قالوا: عو وعاي، كلّ ذلك يُخفَّف، فإذا استُعملَ فِعْلُه قيل: عَاعَى يُعاعِي مُعَاعاةً»

وعَاعاةً ، ويُقالُ أيضاً، عَوْعَى يُعَوْعِي عَوْعَاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي عَيْعاة وعِيعاء مصدرٌ لكلّ تلك اللغات، قال :

وإنّ ثِيابي من ثِيابِ مُحَرَّقٍ ... ولم أَسْتَعِرْها من مُعاعٍ وناعِقِ
الْعين وَالْوَاو وَالْيَاء

عوى الْكَلْب وَالذِّئْب يعوي عيا وعواء، وعوة وعوية كِلَاهُمَا نَادِر: لوى خطمه ثمَّ صَوت. وَقيل: مد صَوته وَلم يفصح.

واعتوى كعوى. قَالَ جرير:

أَلا إِنَّمَا العكلى كلب فَقل لَهُ ... إِذا مَا اعتوى إخسأ والق لَهُ عرقا

وَكَذَلِكَ الْأسد.

والعوة: الصَّوْت.

وكلب عواء: كثير العواء.

وَفِي الدُّعَاء " عَلَيْهِ العفاء، وَالْكَلب العواء " ز عاوت الْكلاب الكلبة: نابحتها.

وَمُعَاوِيَة: اسْم وَهُوَ مِنْهُ.

وَفِي الْمثل " لَو لَك اعوي مَا عويت " واصله أَن الرجل كَانَ إِذا امسى بالقفر عوى ليسمع الْكلاب، فَإِن كَانَ قربه انيس اجابته الْكلاب فاستدل بعوائها. فعوى هَذَا الرجل فجَاء الذِّئْب فَقَالَ " لَو لَك اعوي مَا عويت ". وَمَا لَهُ عاو وَلَا نابح. أَي مَا لَهُ غنم يعوي فِيهَا الذِّئْب وينبح دونهَا الْكَلْب.

وَرُبمَا سمي رُغَاء الفصيل إِذا ضعف عواء، قَالَ:

بهَا الذِّئْب مَحْزُونا كَأَن عواءه ... عواء فصيل آخر اللَّيْل محثل

وعوى الشَّيْء عيا، واعتواه: عطفه قَالَ:

فَلَمَّا جرى ادركنه فاعوينه ... عَن الْغَايَة الكرمي وَهن قعُود

وعوى رَأس النَّاقة فانعوى: عاجه.

وعوت النَّاقة الْبرة: لوتها بخطمها.

وكل مَا عطف من حَبل وَنَحْوه فقد عواه عيا.

وَقل: العي اشد من اللي.

وعوى الرجل: بلغ الثَّلَاثِينَ فَقَوِيت يَده فعوى يَد غَيره أَي لواها ليا شَدِيدا.

والعوا: منزل من منَازِل الْقَمَر يمد وَيقصر وَالْألف فِي آخِره للتأنيث بِمَنْــزِلَة بشرى وحبلى وعينها ولامها واوان فِي اللَّفْظ كَمَا ترى، أَلا ترى أَن الْوَاو الْآخِرَة هِيَ الَّتِي لَام بدل من يَاء، واصلها عوياء، وَهِي فعلى من عويت.

قَالَ ابْن جني: قَالَ لي أَبُو عَليّ: إِنَّمَا قيل: العواء لِأَنَّهَا كواكب ملتوية، قَالَ: وَهِي من عويت يَده أَي لويتها. فَإِن قيل: فَإِذا كَانَ اصلها عوياء وَقد اجْتمعت الْوَاو وَالْيَاء وسبقت الأولى بِالسُّكُونِ، وَهَذِه حَال توجب قلب الْوَاو يَاء، وَلَيْسَت تَقْتَضِي قلب الْيَاء واوا، أَلا تراهم قَالُوا طويت طيا وشويت شيا. فَالْجَوَاب أَن فعلى إِذا كَانَت اسْما لَا وَصفا وَكَانَت لامها يَاء قلبت ياؤها واوا وَذَلِكَ نَحْو التَّقْوَى، اصلها وقى لِأَنَّهَا فعلى من وقيت، والثنوى وَهِي فعلى من ثنيت، والبقوى وَهِي فعلى من بقيت، والرعوى وَهِي فعلى من رعيت، فَكَذَلِك العوى فعلى من عويت، وَهِي مَعَ ذَلِك اسْم لَا صفة بِمَنْــزِلَة التَّقْوَى والبقوى وَالْفَتْوَى فقلبت الْيَاء الَّتِي هِيَ لَام واوا وَقبلهَا الْعين الَّتِي هِيَ وَاو، فالتقت واوان، الأولى سَاكِنة فادغمت فِي الْآخِرَة فَصَارَت عوى كَمَا ترى، وَلَو كَانَت فعلى صفة لما قلبت ياؤها واوا ولبقيت بِحَالِهَا نَحْو: الخزيا والصديا وَلَو كَانَت قبل هَذِه الْيَاء وَاو لقلبت الْوَاو يَاء كَمَا يجب فِي الْوَاو وَالْيَاء إِذا التقتا وَسكن الأول مِنْهُمَا. وَذَلِكَ نَحْو مراة طيا وريا واصلهما طويا ورويا لانهما من طويت وَرويت فقلبت الْوَاو مِنْهُمَا يَاء وادغمت فِي الْيَاء بعْدهَا فَصَارَت طيا وريا، وَلَو كَانَت ريا اسْما لوَجَبَ أَن يُقَال روى وحالها كَحال العوى. قَالَ: وَقد حكى عَنْهُم العواء بِالْمدِّ فِي هَذَا الْمنزل من منَازِل الْقَمَر، وَالْقَوْل عِنْدِي فِي ذَلِك انه زَاد للمد الْفَاصِل ألف التانيث الَّتِي فِي العوى فَصَارَ التَّقْدِير مِثَال العواا الفين كَمَا ترى ساكنين فقلبت الْآخِرَة الَّتِي هِيَ علم التانيث همزَة لما تحركت لالتقاء الساكنين. وَالْقَوْل فِيهَا القَوْل فِي حمراا وصحراا وصلفاا وخبراا.

فَإِن قيل: فَلَمَّا نقلت من فعلى إِلَى فعلاء فَزَالَ الْقصر عَنْهَا هلا ردَّتْ إِلَى الْقيَاس فقلبت الْوَاو يَاء لزوَال وزن فعلى الْمَقْصُورَة كَمَا يُقَال رجل الوى وَامْرَأَة لياء، فَهَلا قَالُوا على هَذَا: العياء؟ فَالْجَوَاب انهم لم يبنوا الْكَلِمَة على إِنَّهَا ممدودة الْبَتَّةَ وَلَو أَرَادوا ذَلِك لقالوا العياء، فمدوا واصله العوياء كَمَا قَالُوا امْرَأَة لياء وَأَصلهَا لوياء وَلَكنهُمْ إِنَّمَا أَرَادوا الْقصر الَّذِي فِي العوى ثمَّ انهم اضطروا إِلَى الْمَدّ فِي بعض الْمَوَاضِع ضَرُورَة فبقوا الْكَلِمَة بِحَالِهَا الأولي من قلب الْيَاء الَّتِي هِيَ لَام واوا وَكَانَ تَركهم الْقلب بِحَالَة ادل شَيْء على انهم لم يعتزموا الْمَدّ الْبَتَّةَ وانهم إِنَّمَا اضطروا إِلَيْهِ فركبوه وهم حِينَئِذٍ للقصر ناوون وَبِه معنيون قَالَ الفرزدق:

فَلَو بلغت عوى السماك قَبيلَة ... لزادت عَلَيْهَا نهشل وتعلت

وعواه عَن الشَّيْء عيا: صرفه.

وعوى عَن الرجل: كذب عَنهُ ورده.

واعواء: مَوضِع. قَالَ عبد منَاف بن ربع الْهُذلِيّ:

أَلا رب دَاع لَا يُجَاب ومدع ... بِسَاحَة اعواء وناج موائل
عوي
: (و ( {عَوَى) الكَلْبُ والذِّئْبُ وابنُ آوَى (} يَعْوِي {عَيًّا} وعُواءً، بالضَّمِّ، {وعَوَّةً} وعَوْيَةً) بفَتْح فسكونٍ كَذَا هُوَ ضَبْطُ المُحْكم، وَفِي نسخ القاموسِ كغِنيّةٍ؛ (لَوَى خَطْمَهُ ثمَّ صَوَّتَ) .
(واقْتَصَرَ الجوهرِيُّ فِي المصادِرِ على! العُواءِ، وقالَ: صَاحَ.
(أَو مَدَّ صَوْتَه وَلم يُفْصِح) ؛) وقيلَ فِي {العَوَّةِ: صَوْتٌ تَمَدُّه وليسَ بنَبْحٍ.
وجاءَ فِي الحديثِ: (كأَنِّي أَسْمَعُ} عُواءَ أَهْلِ النارِ) ، أَي صِياحَهُم. قالَ ابنُ الأثِير: وَهُوَ بالذِّئْبِ والكَلْبِ أَخَصّ.
(و) عَوَى (الشَّيءَ) كالشَّعْرِ والحبْلِ {عَيًّا: (عَطَفَهُ) ولَواهُ؛ وَمِنْه حديثُ أُنَيْف وَقد سَأَلَه عَن نحْرِ الإبِلِ: فأَمَرَه بأَنْ} يَعْوِيَ رؤُوسَها، أَي يَعْطِفَها إِلَى أَحَدِ شِقَّيها ليبرُزَ المَنْحَر، وأَنْشَدَ الجوهرِي:
فكأَنَّها لمّا {عَوَيْت قُرُونَها
أدْماءُ ساوَقَها أَغَرُّ نَجِيبُ ويقالُ: عَوَيْتُ رأْسَ الناقَةِ: أَي عجْتها.
والنَّاقَةُ} تَعْوي بُرتَها فِي سَيْرِها: إِذا لَوَتْها بخطَامِها، قالَ رُؤْبَة:
تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضاً وقيلَ: {العَيُّ أَشَدُّ مِن اللّيِّ.
(} كاعْتَوَى فيهمَا) ، أَي فِي الصَّوْتِ وعَطْفِ الشَّيْء، شاهِدُ الصَّوْت قولُ الراجزِ:
أَلا إنَّما العُكْلِيُّ كلْبٌ فقُل لهُ
إِذا مَا {اعْتَوَى اخْسَأْ وأَلْقِ لَهُ العَرْقَا (و) عَوَى (الرَّجُلُ: بَلَغَ ثَلاثيِنَ سَنَةً فقَوِيَتْ يَدُه} فَعَوَى يَدَ غَيرِهِ أَي لَوَاها) لَيًّا (شَدِيداً) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) عَوَى (البُرَةَ) ، أَي بُرَةُ الناقَةِ، (و) كَذَا عَوَى (القَوْسَ) :) أَي (عَطَفَها {كعَوَّاها) } تَعْوِيَةً (! فانْعَوَى) :) انْعَطَفَ.
(و) عَوَّى (عَن الرَّجلِ: كَذَّبَ ورَدَّ) .
(وَفِي المُحْكم: {عَوَّى عَن الرَّجُلِ: كَذَّبَ عَنهُ ورَدَّه؛ وضَبَطَه بالتَّشْديدِ فِي عَوَّى وَفِي كَذَّبَ؛ ومِثْلُه فِي الصِّحاح قالَ:} عَوَّيْت عَن الرَّجلِ إِذا كَذَّبْت عَنهُ وَرَدَدْتُ على مُغْتَابِه.
وَفِي الأساس: ومِن المُسْتعارِ: عَوَّيْت عَن الرَّجُل: إِذا اغْتِيبَ فرَدَدْتُ عَنهُ {عُواءَ المُغْتابِ؛ فَهَذِهِ كُلُّها نُصوصٌ فِي التَّشْديدِ فليُنْظَر ذلكَ.
(و) عَوَى القَوْمَ (إِلَى الفِتْنَةِ) :) إِذا (دَعا) هُم.
(} والعَوَّاءُ) ، ككَتَّانٍ (ويُقْصَرُ: الكَلْبُ) {يَعْوِي كَثِيراً؛ وَمِنْه قولُهم فِي الدُّعاء: عَلَيْهِ العَفاءُ والكَلْبُ} العَوَّاءُ؛ وَلم يَذْكُر الجوهرِي فِيهِ إلاَّ المدَّ وَهُوَ الصَّوابُ.
(و) إنَّما ذُكِرَ المَدُّ والقَصْرُ فِي مَعْنى (الإسْت) وَهِي سافِلَةُ الإنْسانِ، والمَدّ فِيهِ أكْثَر كَمَا قالَهُ الأزهرِي؛ وَهُوَ أَيْضاً مَفْهومُ عِبارَةِ الجوْهرِي.
وقالَ شيْخنا: ظاهِرُه أنَّ المدَّ هُوَ الأفْصَح الأرْجَح، والقَصْر مَرْجُوحٌ غَيْر فصِيحٍ، والصَّوابُ عكْسُه، فإنَّ أَبا عليَ الفارِسِيّ أَنْكَر المَدَّ بالكليَّةِ وقالَ: لَو مُدَّتْ لقيلَ العَياء كَمَا قيلَ فِيهِ من العلوا العَلْياء لأنَّها ليسَتْ بصِيغَةٍ وإنَّما هِيَ مَقْصورَةٌ. وقالَ القالِي: من مَدّها فَهِيَ عنْدَه فَعَّال مِن {عَوَيْت الشَّيءَ إِذا لَوَيْت طَرَفَهُ، انتَهَى.
قُلْت: الظَّاهِرُ مِن عَوَى يَعْوِي إِذا صاحَ؛ وشاهِدُ القَصْر:
فهَلاَّ شَدَدْتَ العَقْدَ أَو بِتَّ طاوِياً
وَلم تفرج} العَوّا كَمَا يفرج القتْبُ (! كالعُوَّةِ، بالضَّمِّ والفَتْح) ، فِي مَعْنى الدُّبُر، الفَتْح عَن اللَّيْث؛ والضَّم عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ ويُجْمَعُ المَفْتوحُ على {عَوَ} وعَوّاتٍ؛ قَالَ الشَّاعرُ:
قِياماً يُوارُونَ {عَوَّاتِهِمْ
بشَتْمِي} وعَوَّاتُهُم أَظْهَروفي ياقوتة الْوَقْت: {العوُّ: الاسْتاهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) مِن الْمجَاز:} العَوَّاءُ، بالمدِّ والقَصْر: (مَنْزِلٌ للقَمَرِ) ، والقَصْرُ أَكْثَر وأَلِفُها للتَّأْنِيثِ كحُبْلَى، وعَيْنُها ولامُها واوَانِ وَهِي مُؤَنَّثَة؛ وَهِي (خَمْسَةُ كواكِبَ) يقالُ: إنَّها وركُ الأسَدِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح. (أَو أَرْبعةٌ كأَنَّها كِتابَةُ أَلِفٍ) وتُعْرَفُ أَيْضاً بعُرْقُوبِ الأسَدِ.
وَفِي الأساسِ: سُمِّي بِهِ لأنَّه يَطْلعُ فِي ذنَبِ البَرْدِ، فكأَنَّه {يعْوِي فِي أثرِه يَطْرِدُ؛ ولذلكَ يسمُّونَه: طارِدَةُ البَرْدِ.
(و) العَوّاءُ: (النَّابُ مِن الإبِلِ) ؛) عَن أبي عَمْرٍ و.
(و) مِن المجازِ: (} اسْتَعْوَاهُم) :) إِذا (اسْتَغاثَ بهم) .
(وَفِي الصِّحاح: نَعَقَ بهم إِلَى الفِتْنةِ.
(قالَ الزَّمَخْشري: أَي طَلَبَهُم أَنْ {يَعْووا وَراءَهُ.
(} والمُعاوِيَةُ: الكَلْبَةُ) المُسْتَحْرِمَةُ الَّتِي {تَعْوِي إِلَى الكِلابِ إِذا صَرَفَتْ} ويَعْوينَ إِلَيْهَا؛ قالَهُ الليْثُ.
وَفِي الأساسِ: الَّتِي تَسْتَحرِمُ {فتُعاوِي الكِلابَ، وقالَ شريكُ بنُ الأعْور: إِنَّك} لمُعاوِيَةُ وَمَا {مُعاوِيَةُ إلاَّ كَلْبةٌ} عَوَتْ {فاسْتَعْوَتْ؛ وقيلَ: وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ، وَهُوَ اسْمٌ مَنْقولٌ مِنْهُ.
(و) } المُعاوِيَةُ أَيْضاً: (جِرْوُ الثَّعْلَبِ) ، ويقالُ: اسْمُ الَّرجُلِ مَنْقولٌ مِنْهُ. (وبِلا لامٍ) مُعاوِيَةُ (بنُ أَبي سُفْيانَ) صَخْر بن حَرْبٍ الأُمَوي (الصَّحابيُّ) الخَلِيفَةُ بدِمَشْقَ رحِمَه اللهُ تَعَالَى، وتسقطُ أَلِفُه فِي الرّسْم كَثِيراً، يكنَى أَبا عَبْدِ الرحمنِ وَهُوَ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْح رَوَى عَنهُ خالِدُ بنُ مَعْدان وعبدُ اللهِ بنُ عامِرٍ والأعْرَج، وعاشَ ثَمانِياً وسَبْعِينَ سَنَة، وماتَ فِي رَجَب سَنَة 60.
والمُسَمَّى بمُعاوِيَة سِواهُ مِن الصحابَةِ سَبْعَةَ عَشَر رجُلاً، ومِن المُحدِّثِينَ كَثِيرُونَ.
ومُعاوِيَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفرٍ الطَّيَّار يقالُ إنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أَبي سُفْيان بَدَّلَ لوالِدِهِ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفَر أَلْفَ أَلْف دِرْهَمٍ أَن يُسَمِّيَ ولدا مِن أوْلادِه بِهَذَا الاسْم فسمَّاه بِهِ.
(وَأَبُو مُعاوِيَةَ) :) كُنْيَةُ (الفَهْدِ وتَصْغِيرُها) ، أَي مُعاوِيَة: ( {مُعَيْوَةٌ) ، على قَوْلِ مَنْ يقولُ أُسَيْوِد، (} ومُعَيَّةٌ) هَذَا قَوْلُ أَهْلِ البَصْرةِ، لأنَّ كلَّ اسمٍ اجْتَمَعَ فِيهِ ثلاثُ ياآتٍ أُولاهنَّ يَاء التَّصْغِير حُذِفَتْ واحِدَةٌ مِنْهُنَّ، فَإِن لم تكنْ أُولاهنَّ يَاء التَّصْغِير لم تحذفْ مِنْهُ شَيْئا تقولُ فِي تَصْغِير مَيَّة مُيَيَّة. (و) أَمَّا أَهْلُ الكُوفَةِ فَلَا يَحْذِفُون مِنْهُ شَيْئا يقولونَ فِي تَصْغِيرِ مُعاوِيَةَ ( {مُعَيِّيَةٌ) على قَوْلِ من يَقُول أسَيِّد؛ وَمِنْهُم مَنْ يقولُ} مُعَيْوِيَةَ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
( {ومَعْوِيَةُ، بالفتحِ وسكونِ العينِ) وكسْرِ الواوِ: (ابنُ امرىءِ القيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ) بنِ مالِكِ بنِ كِنانَةَ بنِ القَيْن بنِ جسرٍ أَبو بَطْنٍ فِي قُضاعَةَ، وكلُّ مَا فِي العَرَبِ مُعاوِيَةُ بضمِ الميمِ وعَيْنٍ مَفْتوحَةٍ إلاَّ هَذَا، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} مَعَوِيٌّ، كَمَا أنَّ النِّسْبَةَ إِلَى مُعاوِيَة {مُعَاوِيّ.
(} وعَا) ، مَقْصورٌ، (و) رُبَّما قَالُوا: ( {عَوْ} وعَايْ) وعَاء: كُلُّه (زَجْرٌ للضّئِين) ، جَمْع الضَّأنِ، (والفِعْلُ) مِنْهُ: ( {عاعَى} يُعاعِي مُعاعاةً) وعَاعاةً، ( {وعَوْعَى} يُعَوْعِي) {عَوْعاةً، (} وعَيْعَى {يُعَيْعِي} عَيْعاةً {وعِيعاءً) ؛) وأَنْشَدَ اللّيْثُ:
وإنَّ ثِيابِي مِنْ ثِيابِ مُحَرِّقٍ
وَلم أَسْتَعِرْها من} مُعاعٍ وناعِقِ ( {وعَوَّةُ: اسْمُ) رجُلٍ؛ وَهُوَ} عَوَّةُ بنُ حجية من بَنِي سامَةَ.
( {وأعْواءٌ} وعُوَيٌّ، كسُمَيَ: مَوْضِعانِ) :) الأوَّلُ ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه؛ وقالَ ياقوتُ: رُوِيَ بالمدِّ وبالقَصْرِ، وكلّ مِنْهُمَا فِي قوْلِ الشَّاعِرِ فَلَا أَدْرِي أَهُما مَوْضِعانِ أَمْ أَصْله المَدّ فقُصِرَ ضَرُورَةً على رَأْي الجماعَةِ، أَمْ أَصْله القَصْر فمُدَّ على رَأْي الكُوفِيِّين.
( {وعاواهُم) } مُعاواةً: (صايَحَهُمْ) وَهُوَ {يُعاوِي الكِلابَ: يُصايِحُهُم.
(} وتعَاوَوْا عَلَيْهِ) ، بالعَيْنِ والغَيْن: (اجْتَمَعُوا) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ مُسْلماً قَتَلَ مُشْرِكاً سَبَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،! فتَعاوَى المُشْرِكونَ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلوه) ، أَي تَعاوَنُوا وتَساعَدُوا. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَعْواهُ: طَلَبَ مِنْهُ} تَعْوِيَةَ الحَبْل أَو الشَّعْر.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: {العَوَّةُ الصَّوْتُ والجلَبَةُ، مِثْلِ الضَّوَّةِ، يقالُ: سَمِعْتُ عَوَّةَ القَوْمِ وضَوَّتهُم، أَي أَصْواتَهُم وجَلَبَتَهمُ؛ والأَصْمعي مِثْله.
} والعَوّا، مَقْصورٌ: الذّئْبُ.
وَفِي المَثَلِ: لولَكَ {أَعْوِي مَا} عَوَيْتُ؛ أَصْلُه أَنَّ الرجُلَ كانَ إِذا أَمْسَى بالقَفْر {عَوَى ليُسمِعَ الكِلابَ، فَإِن كانَ قُرْبَه أَنِيسٌ أَجابَتْه، فاسْتَدَلّ} بعُوائِها {فعَوَى هَذَا الرَّجُل فجاءَهُ الذِّئْبُ فقالَهُ، يُضْرَبُ للمُسْتَغِيث بمَنْ لَا يُغِيثُه.
ومالَهُ} عاوٍ وَلَا نابحٌ: أَي مالَهُ غَنَم {يَعْوِي فِيهَا الذئبُ ويَنْبَح دونَها الكَلْب، ورُبَّما سُمِّي رُغاءُ الفَصِيلِ إِذا ضَعُفَ} عُواءٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
بهَا الذِّئْبُ مَحزُوناً كأَنَّ عُواءَهُ
عُواءُ فصِيلٍ آخِرَ الليْلِ مُحْثَل {وتَعاوتِ الكِلابُ: تَصايَحَتْ.
} وعَوَّى القَومُ صُدُورَ رِكابِهِمْ {وعَوَوْها إِذا عَطَفُوها.
} وعَواهُ عَن الشَيءِ: صَرَفَهُ.
ويقالُ للرَّجُلِ الحازِمِ الجَلْدِ: مَا يُنْهى وَلَا {يُعْوَى.
} وعَوَى العِمامَةَ {عَيَّهٌ: لَوَاها لَيَّةٌ.
وَعبد اللهِ بنُ} مُعَيَّة السّوائيُّ العامِرِيُّ، كسُمَيَّةَ: أَدْرَكَ الجاهِلِيَّة، وَله صُحْبَة، روى عَنهُ سعيدُ بنُ المُسَيِّب.
وحكيمُ بنُ مُعَيَّة: شاعِرٌ.
وبَنُو مُعَيَّة: بَطْنٌ مِن العَلَويِّين، مِنْهُم: أَبو الفَوارِسِ ناصِرُ بنُ الحَسَنِ شيخٌ لأبي النَّرْسِي، وأَخُوه عبدُ الجبَّار بنُ الحَسَن الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ المسْجِدُ بالكُوفَةِ، وَقد رَوَى عنِ الشَّريفِ محمدِ بنِ عليَ العَلَويّ، وَمِنْهُم محمدُ بنُ أحمدَ بنِ المُحْسِن حدَّثَ بواسِطَ فسَمِعَ مِنْهُ عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ نَغُوبا، وأَخُوه الحَسَنُ بنُ أَحمدَ يُعْرَفُ بالزّكِي ظَهِير الدَّوْلة النَّقِيب، مِن ولدِه الإمامُ تاجُ الدِّين بنُ مُعَيَّةَ أَحَدُ الحفَّاظِ فِي عِلْمِ النَّسَبِ، {ومُعَيَّةُ هَذِه الَّتِي انْتَسَبُوا إِلَيْهَا امْرأَةٌ مِن الأنْصارِ، وَهِي جَدَّتُهم، وَهِي مُعَيَّةُ بنْتُ محمدِ بنِ حارثَةَ الأَوْسِيَّةُ الكُوفيَّةُ.
وبَنُو صبحِ بنِ} عُوَيَّةَ بنِ كعْبٍ، كسُمَيَّة، أَبُو بَطْنٍ.
وحُصَيْنُ بنُ عُوَيَّة الكوزي هُوَ الَّذِي أَسَرَ شبيباً وجعيباً ابْنَي الهُذَيْل بِذِي بَهْدَى.
والعُوَّةُ، بالضمِّ: عَلَمٌ يُنْصَبُ مِن حجارَةٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ: وَقد غَلِطَّ فِيهِ والصَّوابُ بالفَتْح.
وَقد سَمَّوْا {عُوَيّان مُصَغَّراً.

عوي: العَوِيُّ: الذِّئْبُ. عَوَى الكَلْبُ والذئبُ يَعْوِي عَيّاً

وعُواءً وعَوَّةً وعَوْيَةً، كلاهما نادرٌ: لَوَى خَطْمَه ثم صوَّت، وقيل:

مَدَّ صَوْته ولم يُفْصِحْ. واعْتَوَى: كَعَوى؛ قال جرير:

أَلا إِنما العُكْلِيُّ كلْبٌ، فقُل لهُ،

إِذا ما اعْتَوَى: إِخْسَأْ وأَلْقِ له عَرْقَا

وكذلك الأَسَد. الأَزهري: عَوَت الكِلابُ والسِّباعُ تَعْوِي عُواءً،

وهو صوت تَمُدُّه وليس بِنَبْحٍ، وقال أَبو الجَرَّاح: الذِّئْبُ

يَعْوِي؛وأَنشدني أَعرابي:

هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بالتَّرْكِ،

الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكي

وقال الجوهري: عَوَى الكلْبُ والذِّئبُ وابنُ آوى يَعْوِي عُواءً صاحَ.

وهو يُعاوِي الكلابَ أَي يُصايِحُها. قال ابن بري: الأَعلم العِواء في

الكلاب لا يكون إِلاَّ عِندَ السِّفادِ. يقال: عاوَتِ الكِلاب إِذا

اسْتَحْرَمَتْ، فإِنْ لم يكن للسفاد فهو النُّباحُ لا غَيْر؛ قال وعلى ذلك

قوله:جَزَى رَبُّه عَنِّي عَدِيَّ بن حاتِمٍ

جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ، وقَدْ فَعَلْ

وفي حديث حارثة: كأَني أَسْمَعُ عُواءَ أَهل النَّارِ أَي صِياحَهُمْ.

قال ابن الأَثير: العُواءُ صَوْتُ السِّباع، وكأَنَّه بالذئْبِ والكَلْبِ

أَخَصُّ.والعَوَّةُ: الصَّوْتُ، نادِر. والعَوَّاءُ، ممدُود: الكَلْب

يَعْوي كَثيراً. وكَلْبٌ عَوّاءٌ: كثير العُواء. وفي الدُّعاء عليه: عليه

العَفاءُ والكَلْبُ العَوَّاءُ. والمُعاويَة: الكَلْبَة المُسْتَحْرِمَةُ

تَعْوي إِلى الكلاب إِذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ، وقد تَعاوَتِ الكِلابُ.

وعاوَت الكِلابُ الكَلْبَة: نابَحَتْها. ومُعاوِيَةُ: اسم، وهو منه، وتصغير

مُعاوِيَة مُعَيَّة؛ هذا قول أَهل البصرة، لأَن كلَّ اسم اجْتمَع فيه ثلاث

ياءاتٍ أُولاهُنَّ ياءُ التصغير خُذِفَتْ واحدة مِنْهُنَّ، فإِن لم تكن

أُولاهن ياء التَّصْغِير لم يُحْذَف منه شيءٌ، تقول في تصغير مَيَّة

مُيَيَّة، وأَما أَهلُ الكوفة فلا يحذفون منه شيئاً يقولون في تصغير مُعاوية

مُعَيِّيَة، على قول من قال أُسَيِّد، ومُعَيْوة، على قول من يقول

أُسَيْوِد؛ قال ابن بري: تصغير معاوية، عند البصريين، مُعَيْويَة على لغة من

يقول في أَسْودَأُسَيْوِد، ومُعَيَّة على قول من يقول أُسَيَّدٌ،

ومُعَيَّيَة على لغة من يقول في أَحْوَى أُحَيِّيٌ، قال: وهو مذهب أَبي عمرو بن

العَلاء، قال: وقولُ الجَوْهري ومُعَيْوة على قَوْلِ من يقولُ أُسَيْوِد

غَلَطٌ، وصوابه كما قُلنا، ولا يجوز مُعَيْوة كما لا يجوز جُرَيْوة في

تصغير جِرْوة، وإِنما يجوز جُرَيَّة.

وفي المَثَل: لَوْ لَك أَعْوِي ما عَوَيْتُ؛ وأَصله أَنَّ الرجلَ كان

إِذا أَمْسى بالقَفْرِ عَوَى ليُسمِعَ الكِلابَ، فإن كان قُرْبَه أَنِيسٌ

أَجابَتْه الكلابُ فاستَدَلَّ بعُوائها، فعَوَى هذا الرجلُ فجاءَهُ

الذِّئْب فقال: لَو لَك أَعْوِي ما عَوَيْتُ، وحكاه الأَزهري. ومن أَمثالهم في

المُستَغِيث بمَنْ لا يُغِيثُه قولُهم:

لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لم أَعْوِهْ؛ قال: وأَصله الرجلُ يبيت بالبَلَدِ

القَفْرِ فيَستَنْبِحُ الكِلابَ بعُوائِه ليَسْتَدِلَّ بنُباحِها على

الحَيِّ، وذلك أَنّ رجلاً باتَ بالقَفْرِ فاستَنْبَح فأَتاه ذِئْبٌ فقال: لَوْ

لَكَ عَوَيْتُ لم أَعْوِهْ، قال: ويقال للرجل إِذا دَعا قوماً إِلى

الفِتنة، عَوَى قوماً فاستُعْوُوا، وروى الأَزهري عن الفراء أَنه قال: هو

يَستَعْوي القَوْمَ ويَسْتَغْويهم أَي يَستَغِيثُ بهمْ. ويقال: تَعاوى بنُو

فلانٍ على فلانٍ وتَغاوَوْا عليه إِذا تَجَمَّعُوا عليه، بالعين والغين.

ويقال: استَعْوى فلان جَماعَةً إِذا نَعَقَ بهم إِلى الفِتنَة. ويقال

للرجُل الحازمِ الجَلْدِ: مايُنْهى ولا يُعْوَى. وما له عاوٍ ولا نابحٌ أَي

ما له غَنَم يَعْوي فيها الذئبُ ويَنْبَح دونها الكَلب، ورُبَّما سُمِّي

رُغاءُ الفصِيلِ عُواءً إِذا ضَعُف؛ قال:

بها الذِّئْبُ مَحزُوناً كأَنَّ عُواءَهُ

عُواءُ فَصِيلٍ، آخِرَ الليْلِ، مُحْثَلِ وعَوَى الشيءَ عَيّاً

واعْتَواهُ: عَطَفَه؛ قال:

فلَمَّا جَرَى أَدْرَكنَه فاعْتَوَينَه

عَنِ الغايَة الكُرْمى، وهُنَّ قُعودُ

وعَوَى القَوْسَ: عَطَفَها.

وعَوَى رأْسَ الناقة فانْعَوَى: عاجَه. وعَوَتِ الناقَةُ البُرَةَ

عَيّاً إِذا لَوَتْها بخَطْمِها؛ قال رؤبة:

إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقضا،

تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا

وعَوى القَومُ صُدُورَ رِكابهمْ وعَوَّوْها إِذا عَطَفُوها. وفي الحديث:

أَنَّ أُنَيْفاً سأَله عن نَحرِ الإِبلِ فأَمَرَه أَن يَعْوِيَ رُؤوسَها

أَي يَعْطِفَها إِلى أَحَد شِقَّيها لتَبرُز اللَّبةُ، وهي المَنحَرُ.

والعَيُّ: اللَّيُّ والعَطْفُ. قال الجوهري: وعَوَيْتُ الشَّعْر والحَبل

عَيّاً وعَوَّيْته تَعْوِيَةً لَوَيته؛ قال الشاعر:

وكأَنَّها، لما عَوَيْت قُرُونَها،

أَدْماءُ ساوَقَها أَغَرُّ نَجِيبُ

واستَعْوَيته أَنا إِذا طَلَبتَ منه ذلك. وكلُّ ما عَطَفَ من حَبْلٍ

ونحوه فقد عَواهُ عَيّاً، وقيل: العَيُّ أَشَدُّ من اللَّيِّ. الأَزهري:

عَوَيْتُ الحبلَ إِذا لَوَيتَه، والمصدَر العَيُّ. والعَيُّ في كلِّ شيءٍ:

اللَّيُّ. وعَفَتَ يَدَهُ وعَواها إِذا لَواها. وقال أَبو العَمَيثَلِ:

عَوَيْت الشيءَ عَيّاً إِذا أَمَلْته. وقال الفراء: عَوَيْت العِمامَة

عَيَّةً ولَوَيتُها لَيَّةً. وعَوَى الرجلُ: بلغ الثلاثين فقَويَتْ يَدهُ

فعَوَى يَدَ غيره أَي لَواها لَيّاً شديداً.

وفي حديث المسلم قاتِلِ المشرِكِ الذي سَبَّ النبيَّ، صلى الله عليه

وسلم: فتَعاوى المشركون عليه حتى قتلوه أَي تعاوَنوا وتَساعَدوا، ويروى

بالغين المعجمة وهو بمعناه.

الأَزهري: العَوّا اسمُ نَجمٍ، مقصورٌ، يكتَب بالأَلف، قال: وهي مؤنثة

من أَنْواءِ البَرْدِ؛ قال ساجع العرب: إِذا طَلَعَتِ العَوَّاءُ وجَثَم

الشِّتاءُ طاب الصِّلاءُ؛ وقال ابن كُناسة: هي أَربعة كواكبَ ثلاثةٌ

مُثَقَّاةٌ متفرقة، والرابع قريبٌ منها كأَنه من الناحية الشاميَّة، وبه سميت

العَوَّاءُ كأَنه يَعْوِي إِليها من عُواءِ الذئْب، قال: وهو من قولك

عَوَيْتُ الثوبَ إِذا لَوَيتَه كأَنه يعْوي لما انفرد. قال: والعَوَّاءُ في

الحساب يَمانيَةٌ، وجاءت مُؤَنَّثَة عن العرب، قال: ومنهم من يقول أَوَّل

اليَمانية السِّماكُ الرامِحُ، ولا يجعل العَوَّاء يمانية للكوكب

الفَردْ الذي في الناحية الشاميَّة. وقال أَبو زيد: العَوَّاءُ ممدودةٌ،

والجوزاء ممدودة، والشِّعْرى مقصور. وقال شمر: العَوَّاءُ خمسة كواكِبَ كأَنها

كِتابة أَلِفٍ أَعْلاها أَخفاها، ويقال: كأَنها نُونٌ، وتُدْعى ورِكي

الأَسَد وعُرْقوبَ الأَسَد، والعرب لا تُكْثِرُ ذِكْرَ نَوْئِها لأَن

السِّماكَ قد استَغْرَقَها، وهو أَشهر منها، وطُلوعها لاثنَتين وعشرين ليلةً من

أَيلولٍ، وسقُوطُها لاثنتين وعشرين ليلةً تَخْلُو من أَذار؛ وقال

الحُصَيْني في قصيدته التي يذكر فيها المنازل:

وانْتَثَرَت عَوَّاؤه

تَناثُرَ العِقْد انْقَطعْ

ومن سجعهم فيها: إِذا طَلَعت العَوَّاءُ ضُرِبَ الخِباءُ وطابَ الهواءُ

وكُرِه العَراءُ وشَثُنَ السِّقاءُ. قال الأَزهري: مَن قَصَرَ العَوَّا

شَبَّهَها باسْتِ الكلبِ، ومَن مَدَّها جَعَلها تَعْوِي كما يَعْوِي

الكلبُ،والقَصْرُ فيها أَكثرُ

(* قوله «والقصر فيها اكثر» هكذا في الأصل

والمحكم، والذي في التهذيب: والمدّ فيها أكثر.) قال ابن سيده: العَوَّاءُ

مَنْزِلٌ من منازل القمر يُمَدُّ ويُقَصَر، والألف في آخره للتأْنيث بمنــزلة

ألف بُشْرَى وحُبْلى، وعينُها ولامُها واوان في اللفظ كما ترى ، ألا ترى

أَن الواوَ الآخرة التي هي لامٌ بدل من ياءٍ، وأَصلها عَوْيَا وهي فَعْلَى

من عَوَيْت؟ قال ابن جني: قال أَبو علي إنما قيلَ العَوَّا لأَنها

كواكبُ مُلْتَويةٌ، قال: وهي من عَوَيْتُ يدَه أَي لَوَيتها، فإن قيل: فإذا

كان أَصلها عَوْيا وقد اجتمعت الواو والياء وسبقت الأَولى بالسكون، وهذه

حالٌ توجب قَلْب الواو ياءً وليستْ تقتضي قلبَ الياء واواً، أَلا تراهم

قالوا طَوَيْت طَيّاً وشوَيْت شَيّاً، وأَصلُهما طَوْياً وشَوْياً، فقلت

الواوَ ياءً، فهلاَّ إذ كان أَصل العَوَّا عَوْيَا قالوا عَيّاً فقلَبوا

الواو ياءً كما قلبوها في طَوَيت طَيّاً وشَوَيت شَيّاً؟ فالجواب أَن

فَعْلَى إذا كانت اسماً لا وصفاً، وكانت لامُها ياءً، فقلبت ياؤها واواً، وذلك

نحو التَّقْوَى أَصلُها وَقْيَا، لأَنها فَعْلَى من وَقَيْت،

والثَّنْوَى وهي فَعْلَى من ثَنَيْتُ، والبَقْوَى وهي فَعْلى من بَقِيت،

والرَّعْوَى وهي فَعْلَى من رَعَيْت، فكذلك العَوَّى فَعْلى من عَوَيْت، وهي مع ذلك

اسمٌ لا صفة بمنــزلة البَقْوَى والتَّقْوَى والفَتْوَى، فقلبت الياء التي

هي لامٌ واواً، وقبلها العين التي هي واو، فالتقت واوان الأُولى ساكنة

فأُدغمت في الآخِرة فصارت عَوًّا كما تَرَى، ولو كانت فَعْلَى صفة لما

قُلِبَت ياؤها واواً، ولَبَقِيَت بحالها نحو الخَزْيَا والصَّدْيا، ولو كانت

قبل هذه الياء واوٌ لَقُلِبَت الواوُ ياءً كما يجب في الواوِ والياء إذ

التَقَتا وسَكَن الأَوَّل منهما، وذلك نحو قولهم امرأَة طَيَّا ورَيَّا،

وأَصلُهما طوْيَا ورَوْيَا، لأَنهما من طَوَيْت ورَوِيت، فقلبت الواوُ

منهما ياءً وأُدغِمَت في الياء بَعْدَها فصارت طَيَّا وريَّا، ولو كانت

ريّاً اسماً لوَجَب أَن يُقال رَوَّى وحالُها كحالِ العَوَّا، قال: وقد

حُكِيَ عنهم العَوَّاءُ، بالمدِّ، في هذا المنزِلِ من منازِل القَمر؛ قال ابن

سيده: والقولُ عندي في ذلك أَنه زاد للمدّ الفاصل أَلفَ التأْنيثِ التي

في العَوَّاء، فصار في التقدير مثالُ العَوَّاا أَلفين، كما ترى ،

ساكنين، فقلبت الآخرة التي هي علم التأْنيث همزة لمَّا تحركت لالتقاء الساكنين،

والقولُ فيها القولُ في حمراء وصَحْراءَ وصَلْفاءَ وخَبْراءَ، فإن قيل:

فلَمَّا نُقِلَت من فَعْلى إلى فَعْلاء فزال القَصْرُ عنها هلاّ رُدَّت

إلى القياس فقلبت الواو ياء لزوال وزن فَعْلى المقصورة ، كما يقال رجل

أَلْوى وامرأَة لَيَّاءُ، فهلاَّ قالوا على هذا العَيَّاء؟ فالجواب أَنهم لم

يَبْنوا الكَلِمةِ على أَنها ممدودة البَتْة، ولو أَرادوا ذلك لقالوا

العَيَّاء فمدّوا، وأَصله العَوْياء، كما قالوا امرأَة لَيَّاء وأَصلها

لَوْياء، ولكنهم إنما أَرادوا القَصْر الذي في العَوّا، ثم إنهم اضْطُرُّوا

إلى المدّ في بعض المواضِع ضرورة، فبَقّوا الكلمة بحالِها الأُولى من قلب

الياء التي هي لامٌ واواً، وكان تَرْكُهُم القلبَ بحالِه أَدلَّ شيءٍ

على أَنهم لم يَعتَزِموا المدّ البتَّة، وأَنهم إنما اضْطُرُّوا إليه

فَرَكبوه، وهم حينئذ للقصر ناوُون وبه مَعْنيُّون؛ قال الفرزدق:

فلَو بَلَغَتْ عَوّا السِّماكِ قَبيلةٌ،

لزادَت علَيها نَهْشَلٌ ونَعَلَّت

ونسبه ابن بري إلى الحطيئة. الأزهري: والعوّاء النابُ من الإبلِ،

ممدودةٌ، وقيل: هي في لُغة هُذيل النابُ الكَبيرة التي لا سَنامَ لها؛

وأنشد:وكانوا السَّنامَ اجْتُثَّ أَمْسِ، فقَوْمُهُم

كَعَوَّاءَ بعد النِّيِّ غابَ رَبِيعُها

وعَواهُ عن الشيء عَيّاً: صَرفه. وعَوَّى عن الرجُل: كَذَّب عنه وردَّ

على مُغْتابه.

وأَعواءٌ: موضع؛ قال عبدُ منافِ بنُ رِبْع الهُذ :

أَلا رُبَّ داعٍ لا يُجابُ، ومُدَّعٍ صلى الله عليه وسلم

بساحةِ أَعْواءِ وناجِ مُوائِلِ

الجوهري: العَوَّاءُ سافِلَة الإنسانِ، وقد تُقْصر. ابن سيده: العَوَّا

والعُوَّى والعَوَّاء والعُوَّة كلُّه الدُّبُر. والعَوَّةُ: عَلَم من

حِجارة يُنْصَب على غَلْظِ الأَرض. والعَوَّةُ. الضَّوَّة وعَوْعَى

عَوْعاةً: زجَرَ الضأْنَ. الليث: العَوَّا والعَوّة لغتان وهي الدُّبُر؛

وأَنشد: قِياماً يُوارُون عَوّاتِهمْ * بِشَتْمِي، وعَوََّّاتُهُم أَظْهَر

وقال الآخر في العَوَّا بمعنى العَوَّة:

فَهَلاَّ شَدَدْتَ العَقْدَ أَو بِتَّ طاوِياً،

ولم يفرح العوّا كما يفرح القتْبُ

(* قوله« ولم يفرح إلخ» هكذا في الأصل.)

والعَوّةُ والضَّوَّةُ: الصَّوْتُ والجلَبَة. يقال: سمِعت عَوَّةَ

القومِ وضَوَّتَهُم أَي أَصْواتَهُم وجَلَبَتَهُم، والعَوُّ جمع عَوَّةٍ، وهي

أُمُّ سُوَيْد. وقال الليث: عَا، مَقْصورٌ، زجْرٌ للضِّئِينَ، ورُبَّما

قالوا عَوْ وعاء وعايْ، كل ذلك يُقال ، والفعل منه عاعَى يُعاعِي مُعاعاةً

وعاعاةً. ويقال أَيضاً: عَوْعَى يُعَوْعِي عَوْعاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي

عَيْعاة وعِيعاءً؛ وأَنشد:

وإنّ ثِيابي من ثِيابِ مُحَرَّقٍ،

ولمْ أَسْتَعِرْها من مُعاعٍ وناعِقِ

عمل

(ع م ل) : (عَمِلْتُ) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فَعَمَّلَنِي) أَيْ فَأَعْطَانِي الْعُمَالَةَ وَهِيَ أُجْرَةُ الْعَامِلِ لِعَمَلِهِ فِي ن ك.
(عمل)
عملا فعل فعلا عَن قصد ومهن وصنع وَفُلَان على الصَّدَقَة سعى فِي جمعهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين والعاملين عَلَيْهَا} وللسلطان على بلد كَانَ واليا عَلَيْهِ فَهُوَ عَامل
(عمل) - في حديث عُمَرَ، رَضي الله عنه -: "فعَمَّلنِي"
: أي أَعْطانِي عُمَالتِي، وأجرةَ عَمَلي، وكذا أعْمَلَني؛ وقد يكون عَمَّلَني بمعنَى: ولاَّني وأَمَّرني.
- في الحديث: "ما تَركْتُ بعد نفَقَةِ عِيالِي ومَؤونَةِ عَامِلي صَدَقَةٌ".
قيل: عامِلُه: الخَلِيفةُ بَعدَه وأَزْواجه.
قال ابنُ عُيَيْنَة: هُنَّ كالمُعْتَدَّات إذ لا يَجُوز لَهُنَّ أن يَنْكِحْنَ، فَجَرت لَهُنَّ النَّفَقَة.
ع م ل: (عَمِلَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (أَعْمَلَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَعْمَلَهُ) بِمَعْنًى. وَاسْتَعْمَلَهُ أَيْضًا أَيْ طَلَبَ إِلَيْهِ الْعَمَلَ. وَ (اعْتَمَلَ) اضْطَرَبَ فِي (الْعَمَلِ) . وَرَجُلٌ (عَمِلٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ مَطْبُوعٌ عَلَى الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ (عَمُولٌ) . وَ (عَامِلُ) الرُّمْحِ مَا يَلِي السِّنَّانِ وَهُوَ دُونَ الثَّعْلَبِ. وَ (تَعَمَّلَ) فُلَانٌ لِكَذَا. وَ (التَّعْمِيلُ) تَوْلِيَةُ الْعَمَلِ يُقَالُ: (عَمَّلَهُ) عَلَى الْبَصْرَةِ. وَ (الْعُمَالَةُ) بِالضَّمِّ رِزْقُ (الْعَامِلِ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ: (اسْتَعْمَلَ) فُلَانٌ اللَّبِنَ إِذَا بَنَى بِهِ بِنَاءً. قُلْتُ: وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ مَاءٌ (مُسْتَعْمَلٌ) قِيَاسٌ عَلَى هَذَا وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لِصِحَّتِهِ غَيْرُ هَذَا الْقِيَاسِ. 
ع م ل : عَمِلْتُهُ أَعْمَلُهُ عَمَلًا صَنَعْتُهُ وَعَمِلْتُ عَلَى الصَّدَقَةِ سَعَيْتُ فِي جَمْعِهَا وَالْفَاعِلُ عَامِلٌ وَالْجَمْعُ عُمَّالٌ وَعَامِلُونَ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْمَلْتُهُ كَذَا وَاسْتَعْمَلْتُهُ أَيْ جَعَلْتُهُ عَامِلًا.

وَاسْتَعْمَلْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يَعْمَلَ.

وَاسْتَعْمَلْتُ الثَّوْبَ وَنَحْوَهُ أَيْ أَعْمَلْتُهُ فِيمَا يُعَدُّ لَهُ وَعَامَلْتُهُ فِي كَلَامِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ يُرَادُ بِهِ التَّصَرُّفُ مِنْ الْبَيْعِ وَنَحْوِهِ وَقَالَ الصَّغَانِيّ الْمُعَامَلَةُ فِي كَلَامِ أَهْلِ الْعِرَاقِ هِيَ الْمُسَاقَاةُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِيِّينَ وَعَمَّلْتُهُ عَلَى الْبَلَدِ بِالتَّشْدِيدِ وَلَّيْتُهُ عَمَلَهُ.

وَالْعُمَالَةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ أُجْرَةُ الْعَامِلِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ. 
عمل
العَمَلُ: كلّ فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخصّ من الفعل ، لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعَمَلُ قلّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العَمَلُ في الحيوانات إلّا في قولهم: البقر العَوَامِلُ، والعَمَلُ يستعمل في الأَعْمَالِ الصالحة والسّيّئة، قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
[البقرة/ 277] ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ
[النساء/ 124] ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء/ 123] ، وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
[التحريم/ 11] ، وأشباه ذلك. إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ
[هود/ 46] ، وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ، وقوله تعالى: وَالْعامِلِينَ عَلَيْها
[التوبة/ 60] : هم المتولّون على الصّدقة، والعَمَالَةُ: أجرته، وعَامِلُ الرُّمْحِ: ما يلي السّنان، والْيَعْمُلَةُ: مشتقّة من الْعَمَلِ .
[عمل] عَمِلَ عَمَلاً. وأعْمَلَهُ غيره واسْتَعْمَلهُ بمعنًى. واسْتَعْمَلَهُ أيضاً، أي طلب إليه العمل. واعْتَمَلَ: اضطرب في العمل. وقال: إنَّ الكريم وأبيك يَعْتَمِلْ إن لم يَجِدْ يوما على من يتكل وعمل: اسم رجل. وقالت امرأة ترقص ولدها  أشبه أبا أمك أو أشبه عمل ولا تكونن كهلوف وكل وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل ورجل عمل بكسر الميم، أي مطبوع على العمل. ورجلٌ عَمولٌ. واليَعْمَلَةُ : الناقة النجيبة المطبوعة على العمل. وطريقٌ مُعْمَلٌ، أي لحب مسلوك. وعامل الرمح: ما يلي السِنان، وهو دون الثعلب. وعاملة: حى من اليمن، وهو عاملة بن سبأ. ويزعم نساب مضر أنهم من ولد قاسط. قال الاعشى: أعامل حتى متى تذهبين إلى غير والدك الاكرم ووالدكم قاسط فارجعوا إلى النسب الا تلد الاقدم وتعمل فلان لكذا. والتعميل: توليةُ العمل. يقال: عَمَّلْتُ فلاناً على البصرة. والعمالة بالضم: رزق العامل. 

عمل


عَمِلَ(n. ac. عَمَل)
a. Worked, laboured, wrought.
b. Did; made; performed, accomplished, executed;
practised, exercised.
c. Acted, worked, operated, produced an effect.
d. ['Ala], Worked, laboured, toiled at; applied himself to
busied himself with, engaged in.
e. [Fī], Acted upon; influenced; governed ( a
case ).
f. [La & 'Ala], Ruled over, governed.... under (
province ).
g. Was continual.
h. Was brisk, quick.

عَمَّلَa. Made governor, ruler.
b. [ coll. ], Suppurated; festered
(wound).
عَاْمَلَa. Transacted business, had dealings with; acted in
concert with.
b. Treated, behaved to.

أَعْمَلَa. Made to work; set working, put in motion, started (
machine ).
b. Employed; used; made to do, perform.
c. Urged on; drove.

تَعَمَّلَ
a. [La
or
Fī], Worked, laboured, toiled at; applied himself to.

تَعَاْمَلَa. Had dealings with each other; acted together.
b. Treated, behaved to each other ( ill or
well ).
إِنْعَمَلَ
a. [ coll. ], Was done, made
executed, accomplished, performed, finished.
إِعْتَمَلَa. Occupied himself; worked, laboured &c.; was busy
occupied, engaged.

إِسْتَعْمَلَa. Made, bid to work; employed; used, made use of.

عَمْلa. Business, office, function; sphere, province.

عَمْلَةa. Theft.
b. Perfidy, treachery.

عِمْلَةa. Mode, manner, way of working; action;
operation.
b. see 3t (a)
عُمْلَةa. Wages, pay; salary.
b. [ coll. ], Currency, current
money.
عَمَل
(pl.
أَعْمَاْل)
a. Deed, action, act.
b. Work, labour, toil; occupation, employment.
c. Work, making, make, manufacture.
d. Governing (grammatical).
e. Pus, matter, discharge.

عَمَلِيّa. Practical.
b. Artificial, made up; counterfeit.

عَمَلِيَّةa. Practice; use; experience.
b. Management, tact.
c. [ coll. ], Work, occupation.

عَمِلa. Active, energetic; fit for work.

عَمِلَةa. fem. of
عَمِلb. Work; action, act, deed.
c. Affair, matter, business; thing.

مَعْمَل
(pl.
مَعَاْمِلُ)
a. [ coll. ], Work-shop; factory;
mill.
عَاْمِل
( pl.
reg.
عَمَلَة
عُمَّاْل
29)
a. Working, labouring; acting, performing; making
constructing &c.
b. Worker; workman; labourer; operative, hand.
c. Governor, prefect.
d. (pl.
عَوَاْمِلُ), Governing (word).
e. Top, upper part of the lance ( into which the
head fits ).
عَاْمِلَة
(pl.
عَوَاْمِلُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْمِل
. —
عَمَاْلَة
22t
عِمَاْلَة
عُمَاْلَة
Wages, pay; salary.
عَمِيْل
(pl.
عُمَلَآءُ)
a. [ coll. ]
Business-correspondent.
عَمُوْلa. Industrious, hardworking; worker; workman.

عَمَّاْلa. Worker; labourer; toiler.

عَمَلَاْنa. Action.

عَوَاْمِلُa. Feet, legs.
b. Beasts of burden.

N. P.
عَمڤلَa. Done, made.
b. [ coll. ], A kind of
confectionery.
N. Ag.
عَمَّلَ
a. [ coll. ], Festering, gangrened
(wound).
N. Ac.
عَاْمَلَ
(عِمْل), ( pl.
reg. )
a. Commercial transactions.
b. Proceedings; behaviour.
c. [ coll. ], Money, cash.

N. Ac.
إِسْتَعْمَلَa. Use, employment, service.

مُسْتَعْمَلَة
a. [ coll. ], Urinal, chamber.

يَعْمَل
a. Excellent camel.

بَنو الْعَمَل
a. Foot-passengers.

أَعْمَال البَلَد
a. The provinces of a country.

عَمَّال يَكْتُب
a. [ coll. ], He is writing, he is
engaged at writing ( عَمَّال
is often used to express the present tense of the verb To be).
(ع م ل)

العَمَلُ: المهنة وَالْفِعْل. وَالْجمع أَعمال. عَمِلَ عَمَلاً وأعْمَلَه واسْتَعْمَلَه.

واعْتَمَلَ: عَمِلَ بِنَفسِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إنَّ الكرِيم وأبِيكَ يَعْتَمِلْ

إنْ لمْ يَجِدْ يَوْما عَلى مَنْ يتَّكِلْ

فَيكتَسِي منْ بَعدِها ويكْتَحِلْ

أَرَادَ: من يتكل عَلَيْهِ. فَحذف " عَلَيْهِ " هَذِه، وَأَرَادَ " على " مُتَقَدّمَة، أَلا ترى انه: يَعْتَمِلُ إِن لم يجد من يتكل عَلَيْهِ.

وَقيل: العَملُ لغيره، والِاعتِمالُ لنَفسِهِ.

وأعملَ رَأْيه وآلته وَلسَانه واستَعْمله: عمل بِهِ.

وَرجل عَمِلٌ: ذُو عَمَلٍ. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَأنْشد لساعد بن جؤية:

حَتى شآها كِليلٌ مَوْهِنا عَمِلٌ ... باتَتْ طِرابا وباتَ اللَّيلَ لم يَنمِ

نصب سِيبَوَيْهٍ موهنا بِعَمِلٍ، وَدفعه غَيره من النَّحْوِيين فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ ظرف، وَهَذَا حسن مِنْهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يحمل الشَّيْء على إِعْمَال فعل إِذا لم يُوجد من إعماله بُد.

والعَمِلَةُ: العَمَلُ. إِذا أدخلُوا الْهَاء كسروا الْمِيم.

والعَمِلَةُ والعِمْلَةُ: مَا عُمِلَ.

والعِمْلَةُ: حَالَة العَمَلِ.

وعِمْلَةُ الرجل: باطنته فِي الشَّرّ خَاصَّة. وَكله من العَمَلِ.

والعِمْلَةُ والعُمْلَةُ والعُمالةُ والعَمالةُ والعِمالةُ - الْأَخِيرَة عَن اللحياني - كُله: أجْرُ مَا عُمِلَ.

والعَمَلَةُ: الْقَوْم يَعْمَلُون بِأَيْدِيهِم.

وعامَلَهُ: سامه بِعَمَل.

والعامِلُ فِي الْعَرَبيَّة: مَا عَمِلَ عَمَلاً مَا، فَرفع أَو نصب أَو جر كالفعل الرافع والناصب والجازم وكالأسماء الَّتِي من شَأْنهَا أَن تعْمل أَيْضا وكأسماء الفِعْلِ. وَقد عَمِل الشَّيْء فِي الشَّيْء: أحدث فِيهِ نوعا من الْإِعْرَاب.

وعَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ: بَالغ فِي أَذَاهُ وعَمِلَهُ بِهِ. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَمِلَ بِهِ العِمْلينَ بِكَسْر الْعين وَسُكُون الْمِيم. وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ العملين بِكَسْر الْعين وَفتح الْمِيم وتخفيفها.

واليَعْمَلَةُ من الْإِبِل: النجيبة المُعْتَمَلةُ، وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا للْأُنْثَى. هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَقد حكى أَبُو عَليّ يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، واليَعْمَلُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم لِأَنَّهُ لَا يُقَال: جمل يَعْمَلٌ وَلَا نَاقَة يَعْمَلَةٌ، إِنَّمَا يُقَال: يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، فيُعْلَمُ انه يَعْنِي بهما الْبَعِير والناقة. وَلذَلِك قَالَ: لَا نَعْلَمُ يَفْعَلاً جَاءَ وَصفا. وَقَالَ فِي بَاب مَا ينْصَرف: إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلَةٍ فحجر بِلَفْظ الْجمع أَن يكون صفة للْوَاحِد الْمُذكر، وَبَعْضهمْ يرد هَذَا وَيجْعَل اليَعْمَل وَصفا.

وَقَالَ كرَاع: اليَعْمَلَةُ: النَّاقة السريعة، اشتق لَهَا اسْم من الْعَمَل.

وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنَة العَمالَةِ: فارهة وَقد عَمِلَتْ، قَالَ الْقطَامِي:

نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إلَيْه مَطِيَّتِي ... لَا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا

وحبل مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِلَ بِهِ ومهن.

وعَمِلَ الْبَرْق عَمَلاً فَهُوَ عَمِلٌ: دَامَ، قَالَ سَاعِدَة:

حَي شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عمِلٌ ... باتَتْ طِرَابا وباتَ اللَّيْلَ لمْ يَنَمِ

وعُمِّلَ فلَان على الْقَوْم: أُمر.

والعَوَامِلُ: الأرجل.

والعَوَامِلُ: بقر الْحَرْث والدياسة.

وعامِلُ الرمْح وعامِلَتُه: صَدره.

وَحكى اللحياني: لم أر النَّفَقَة تَعْمَل كَمَا تَعْمَل بِمَكَّة. وَلم يفسره إِلَّا أنَّه أتبعه بقوله: وكما تنْفق بِمَكَّة، فَعَسَى أَن يكون الأول فِي هَذَا الْمَعْنى.

وَبَنُو عامِلَةَ وَبَنُو عُمَيلَة حَيَّان من الْعَرَب.

وعَمَلي: مَوضِع.
[عمل] نه: فيه: دفع إليهم أرضهم على أن "يعتملوها" من أموالهم، أي يقومون بما يحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة ونحوها. وفيه: ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة "عاملي" فهو صدقة، أراد بعياله زوجاته وبعامله الخليفة بعده، وخص أزواجه لأنه لا يجوز نكاحهن فهن كالمعتدات، والعامل هو من يتولى أمور الرجل في ماله وعمله، ومنه قيل لمن يستخرج الزكاة: عامل، والعمالة- بالضم: أجرة العامل. ومنه ح عمر: خذ ما أعطيت فإني "عملت" على عهده صلى الله عليه وسلم "فعملني"، أي أعطاني عمالتي، يقال منه: أعملته وعملته، وقد يكون عملته بمعنى جعلته عاملًا. ن: "فعملني"- بتشديد ميم، أعطاني أجرة عملي؛ وفيه جواز أخذ الأجرة على أعمال المسلمين كالقضاء والحسبة. ك: يأكل منه بقدر "عمالته"- بضم وخفة ميم: رزق العامل، أي بقدر حق سعيه وأجر مثله، وروي: بقدر ماله، أي إذا كان وليًّا لليتامى يأخذ من كل بالقسط، وفي بعضها: ما له- بفتح لامه، أي بقدر الذي له من العمل، بالمعروف بيان له. وفيه: "استعملت" فلانًا و"لم تستعملني" قال: إنكم سترون بعدي أثرة، وجه مطابقته السؤال أن استعمال فلان ليس لمصلحة خاصة بل لك ولجميع المسلمين نعم يصير بعدي الاستعمالات خاصة فيصدق أنه لفلان وليس لي. ومنه: ثم "تستعمل" من أراده، أي لا تفوض الأمر إلى الحريص عليه. ط: و"استعمل" ابن اللتية، أي جعله عاملًا في جمع الزكاة- ومر بيانه في جلس. وح: و"إن استعمل" عليكم عبدًا حبشيًّا، أي ولاه الإمام الأعظم على سبيل الفرض. ج: و"أن تعملا" فيها بما كان يعمل النبي صلى الله عليه وسلم، هذا يبين أنهما إنما اختصما إليه في استناب الولاية والحفظ وأن يولي كلًّا منهما نصفا ولم يسألاه أن يقسمه بينهما ميراثًا وملكًا بعد أن كان أسلماها أيام أبي بكر، وكيف يجوز ذلكوإلا وجب نصب عمل.

عمل: قال الله عز وجل في آية الصَّدَقات: والعامِلِين عليها؛ هم

السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من أَربابها، واحدهم عامِلٌ وساعٍ. وفي

الحديث: ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ؛ أَراد بعياله

زَوْجاتِه، وبعامِله الخَلِيفة بعده، وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا يجوز

نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات. والعامِلُ: هو

الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه، ومنه قيل للذي

يَسْتَخْرج الزكاة: عامِل. والعَمَل: المِهْنة والفِعْل، والجمع أَعمال، عَمِلَ

عَمَلاً، وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله، واعْتَمَل الرجلُ: عَمِلَ

بنفسه؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ الكَرِيمَ، وأَبِيك، يَعْتَمِل

إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل،

فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل

أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه، فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً، أَلا

ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه؟ وقيل: العَمَلُ

لغيره والاعْتِمالُ لنفسه؛ قال الأَزهري: هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم

نَفْسَه، واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه. واسْتَعْمَلَ فلان

غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له، واسْتَعْمَلَه: طَلَب إِليه العَمَل.

واعْتَمَل: اضطرب في العَمَل. واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من

أَعْمالِ السلطان. وفي حديث خيبر: دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن

يَعْتَمِلوها من أَموالهم؛ الاعْتمال: افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما

يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك. وأَعْمَلَ فلان

ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه. وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه

ولِسانَه واسْتَعْمَله: عَمِل به. قال الأَزهري: عَمِلَ فلان العَمَلَ

يَعْمَلُه عَمَلاً، فهو عامِلٌ، قال: ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً

متعدِّياً إِلا في هذا الحرف، وفي قولهم: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً، وإِلاَّ

فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة

سَرْطاً، وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه. ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً. ورجل

عَمِلٌ: ذو عَمَلٍ؛ حكاه سيبويه؛ وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة:

حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ،

باتت طِراباً، وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ

نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل

(* قوله «نصب سيبويه موهناً بعمل» هي

عبارة المحكم، وفي المغني: وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل

بقوله: حتى شآها كليل) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال: إِنما هو ظرف، وهذا

حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد

من إِعْماله بُدٌّ. ورجل عَمُولٌ: بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على

العَمَل. وتَعَمَّل فلان لكذا، والتعميل: تولية العَمَل. يقال: عَمَّلْت فلاناً

على البصرة؛ قال ابن الأَثير: قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته

عامِلاً؛ وأَما ما أَنشده الفراء للبيد:

أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ،

بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم

فقال: أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج، قال: ولو كانت عامِل لكان

أَبْيَنَ في العربية، قال الأَزهري: العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد،

وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل

(* قوله «فجعل عمل

بمعنى معمل إلخ» عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال: فلان عضد فلان وعضادته

ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه، وقال لبيد: أَو مسحل سنق عضادة إلخ ثم

قال في تفسيره: يقول هو يعضدها، يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا

يفارقها) أَو عامِل، ثم جعله عَمِلاً، والله أَعلم. واسْتَعْمَل فلان

اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً.

والعَمِلةُ: العَمَلُ، إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم. والعَمِلَة

والعِمْلة: ما عُمِلَ. والعِمْلة: حالَةُ العَمَل. ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة

إِذا كان خبيث الكسب. وعِمْلةُ الرجل: باطِنَته في الشرِّ خاصة، وكلُّه من

العَمَل. وقالت امرأَة من العرب: ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما

كان لي عَمَلٌ. والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة؛

الأَخيرة عن اللحياني، كله: أَجْرُ ما عُمِل. ويقال: عَمَّلْت القومَ

عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لابن

السَّعْدي: خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي، يقال

منه: أَعْملته وعَمَّلْته. قال الأَزهري: العُمالة، بالضم، رِزْقُ العامِلِ

الذي جُعِل له على ما قُلِّد من العَمَل.

وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً، والمُعامَلة في كلام أَهل

العراق: هي المُساقاة في كلام الحِجازيين. والعَمَلة: القومُ يَعْمَلون

بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره. وعامَلَه: سامَه

بعَمَلٍ.

والعامِلُ في العربية: ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو

جَرَّ، كالفِعْل والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ

أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل، وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء: أَحْدَثَ فيه نوعاً

من الإِعراب.

وعَمِلَ به العِمِلِّين: بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به، وحكى ابن

الأَعرابي: عَمِلَ به العِمْلِين، بكسر العين وسكون الميم؛ وقال ثعلب: إِنما هو

العِمَلِين، بكسر العين وفتح الميم وتخفيفها.

ويقال: لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ. وقد تَعَمَّلْت

لك أَي تَعَنَّيْت من أَجلك؛ قال مُزَاحم العُقَيلي:

تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى

لِسائِلها عن أَهْلِها؛ لا تَعَمَّل

أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في سؤالك. وقال أَبو سعيد: سَوْفَ

أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى؛ وقول الجعدي يصف فرساً:

وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ،

سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها

أَي تَرْقُبه بعين بعيدة النَّظَر.

واليَعْمَلَة من الإِبل: النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على العَمَل،

ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى؛ هذا قول أَهل اللغة، وقد حكى أَبو علي

يَعْمَلٌ ويَعْمَلة. واليَعْمَلُ عند سيبويه: اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ

يَعْمَلُ عند سيبويه: اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ،

إِنما يقال يَعْمَلٌ ويَعْمَلة، فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير

والناقة، ولذلك قال لا نَعلَم يَفْعَلاً جاء وصفاً، وقال في باب ما لا ينصرف:

إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة

للواحد المذكر، وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ اليَعْمَلَ وصفاً. وقال كراع:

اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل، والجمع يَعْمَلات؛

وأَنشد ابن بري للراجز:

يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل،

تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ، فانْزِل

قال: وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين لعبد الله بن رَوَاحة.

وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة: فارهة مثل اليَعْمَلة، وقد عَمِلَتْ؛

قال القَطامِيّ:

نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي،

لا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كلانا

وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِل به ومُهِن. ويقال: أَعْمَلْت الناقةَ

فَعَمِلَت. وفي الحديث: لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي

لا تُحَثُّ ولا تُساق؛ ومنه حديث الإِسْراء والبُراق: فعَمِلَتْ

بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير.

وفي حديث لقمان: يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ،؛ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير

راكباً وماشياً، فهو يجمع بين الأَمرين، وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب

والمَشْي. وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً، فهو عَمِلٌ: دامَ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة

وأَنشد:

حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ

وعُمِّلَ فلان على القوم: أُمِّرَ.

والعَوامِلُ: الأَرجل؛ قال الأَزهري: عَوامِلُ الدابة قوائمه، واحدتها

عامِلة. والعَوامِل: بَقَر الحَرْث والدِّياسة. وفي حديث الزكاة: ليس في

العَوامِل شيء؛ العَوامِل من البقر: جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها

ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال، وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل. وعامِلُ

الرُّمح وعامِلته: صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل، وقيل: عامِلُ الرُّمْح

ما يَلي السِّنان، وهو دون الثَّعْلب.

وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك، وحكى اللحياني: لم أَرَ النَّفَقة

تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة، ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله: وكما

تُنْفَق بمكة، فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى:

وعَمَلٌ: اسم رجل؛ قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها:

أَشْبِهْ أَبا أُمِّك، أَو أَشبِهْ عَمَل،

وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل

قال ابن بري: قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس

بن عاصم، واسم الولد حكيم، واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل؛ وأَما

الذي قالته أُمه فيه فهو:

أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا،

أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا،

تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا

قال الأَزهري: والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني

العَمَل؛ وأَنشد الأَصمعي:

فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل

(* قوله «ونزل» قال في التهذيب: أي أقام بمنــى).

بِمَنْــزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل،

لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل

وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة: حَيَّان من العرب؛ قال الأَزهري: عاملة

قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ، وعامِلة حيٌّ من

اليمن، وهو عاملة بن سَبإٍ، وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط؛ قال

الأَعشى:

أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين

إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم؟

ووالِدُكُم قاسِطٌ، فارْجِعوا

إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم

وعَمَلى: موضع. وفي الحديث: سئل عن أَولاد المشركين فقال: الله أَعلم

بما كانوا عاملين؛ روى ابن الأَثير عن الخطابي قال: ظاهر هذا الكلام يوهم

أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل،

وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم، لأَن الله تعالى قد علم

أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار، ويدل

عليه حديث عائشة، رضي الله عنها: قلت فذراريّ المشركين؟ قال: هم من

آبائهم، قلت: بِلا عَملٍ، قال: الله أَعلم بما كانوا عاملين؛ وقال ابن المبارك

فيه: إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة

والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان، فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا

بالعمل المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه، فمن

علامات الشقاوة للطفل أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد

دينهما ويُعَلِّمانه إِياه، أَو يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم

له بحُكم والديه إِذ هو في حكم الشريعة تَبَعٌ لهما، وهذا فيه نظر لأَنا

رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما

وعَلَّماه، ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه تَعُدُّه من جملة المسلمين

الصالحين، وأَما الذي في حديث الشَّعْبي: أَنه أُتي بشراب مَعْمول،

فقيل: هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج.

عمل
العمَل، مُحَرَّكَةً: المِهنة، وَأَيْضًا الفِعلُ ج: أعمالٌ وزعمَ بعضٌ من أئمّةِ اللُّغَة والأصولِ أنّ العمَلَ أخَصُّ من الفِعلِ لأنّه فِعلٌ بنَوعِ مشَقّةٍ، قَالُوا:يَعْمَلُه عمَلاً، فَهُوَ عامِلٌ، قَالَ: وَلم يَجيءْ فَعِلْتُ أَفْعَلُ فعَلاً مُتعَدِّياً إلاّ فِي هَذَا الحرفِ، وَفِي قولِهم: هَبِلْتْه أمُّه هبَلاً، وإلاّ فسائرُ)
الكلامِ يجيءُ على فَعْلٍ، ساكِنِ العَينِ، كقَولِكَ: سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ سَرْطَاً، وبَلِعْتُه بَلْعَاً، وَمَا أَشْبَهه.
ورجلٌ عَمِلٌ وعَمُولٌ، ككَتِفٍ وصَبُورٍ: أَي ذُو عمَلٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي معنى عَمِلٍ. وَقَالُوا فِي رجلٍ عَمُولٍ: أَي كَسُوبٍ، وأنشدَ سيبويهِ لساعِدةَ بن جُؤْيَّةَ:
(حَتَّى شآها كَليلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَتْ طِراباً وباتَ الليلَ لم يَنَمِ)
نصبَ سِيبَوَيْهٍ مَوْهِناً بعَمِلٍ: بعد هَدْءٍ من اللَّيْل، باتتْ طِراباً: يَعْنِي البقرَ، وباتَ الليلَ لم ينَمِ: يَعْنِي البَرْقَ. وَقَالَ القُطاميُّ: فقد يَهونُ على المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ وَهُوَ الدَّؤوبُ فِي العمَل. أَو رجُلٌ عَمُولٌ وعَمِلٌ: مَطْبُوعٌ عَلَيْهِ أَي على العَمَل. والعَمِلَةُ بكسرِ الْمِيم: العمَل، إِذا أدخلُوا الهاءَ كسروا الْمِيم، قَالَت امرأةٌ من العربِ: مَا كَانَ لي عَمِلَةٌ إلاّ فسادُكم، أَي: مَا كَانَ لي عَمَلٌ. العَمِلَة: مَا عُمِلَ كالعِمْلَةِ بالكَسْر. والعِمْلَة أَيْضا، أَي بالكَسْر: هَيْئَةُ العَمَلِ وحالَتُه، يُقَال: رجلٌ خَبيثُ العِمْلَةِ: إِذا كَانَ خبيثَ الكَسبِ. العِمْلَةِ: باطِنَةُ الرَّجُلِ فِي الشرِّ خاصّةً. العِمْلَة: أَجْرُ العَمَل، كالعُمْلَةِ بالضَّمّ. العُمالَةُ مُثَلَّثةً، الكسرُ عَن اللِّحيانيِّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العُمالَةُ بالضَّمّ: رِزقُ العامِلِ الَّذِي جُعِلَ لَهُ على مَا قُلِّدَ من العَمَل. وعَمَّلَه تَعْمِيلاً: أعطَاهُ إيّاها، وَمِنْه الحديثُ: عَمِلْتُ على عهدِ رسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فعَمَّلَني أَي أَعْطَانِي عُمالَتي. والعمَلَة، مُحَرَّكَةً: العامِلونَ بِأَيْدِيهِم ضُروباً من العمَلِ فِي طِينٍ أَو حَفْرٍ أَو غيرِه. وبَنو العمَل: المُشاةُ على أرجُلِهم من المُسافرين، وأنشدَ الأَصْمَعِيّ لبعضِ الأعرابِ يصفُ حاجَّاً: يَحُثُّ بَكْرَاً كلَّما نُصَّ ذَمَلْ قد احْتَذى من الدِّماءِ وانْتَعلْ ونَقِبَ الأَشْعَرُ مِنْهُ والأَظَلّْ حَتَّى أَتَى ظِلَّ الأراكِ فاعَتَزَلْ وَذَكَرَ اللهَ وصلَّى وَنَزَلْ بمَنــزِلٍ يَنْزِلهُ بَنو عَمَلْ لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَلْ وعاملَه مُعَاملَة سامَه بعمَلٍ. قَالَ أَبُو زيدٍ: عَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ بكسرتَيْن مُشدَّدةَ اللَّام، أَو كغِسْلينٍ)
وَهَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي أَو كبر حِين ومُقتضاه أَن يكونَ بضمٍّ ففتحٍ فكسرٍ، وَالَّذِي رَوَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ثعلبٍ بكسرِ العينِ وفتحِ الميمِ وتخفيفها: أَي بالَغَ فِي أَذَاهُ واستقصى فِي شَتْمِه.
واليَعْمَلَة، بفتحِ الْمِيم، من الْإِبِل: الناقةُ النَّجيبَةُ المُعْتَمِلَةُ المَطبوعةُ على العمَل، وَلَا يُقَال ذَلِك إلاّ للأُنثى، هَذَا قولُ أهلِ اللُّغَة، وَقَالَ كُراع: اليَعْمَل: الناقةُ السريعةُ، اشتُقَّ لَهَا اسمٌ من العمَل، والجمعُ يَعْمَلاتٌ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي للراجز: يَا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّلِ تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِلْ نُقِلَ عَن بعضِهم: الجمَلُ يَعْمَلٌ وَهُوَ النَّجيبُ، حَكَاهُ أَبُو عليٍّ، وأنشدَ غيرُه:
(إِذْ لَا أزالُ على أَقْتَادِ ناجِيَةٍ ... صَهْبَاءَ يَعْمَلةٍ أَو يَعْمَلٍ جَمَلِ)
أَرَادَ: أَو جمَلٍ يَعْمَلٍ وَلَا يُوصَفُ بهما، إنّما هما اسْمانِ، وَفِي المُحكَم: اليَعْمَلُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسمٌ، لأنّه لَا يُقَال: جمَلٌ يَعْمَلٌ، وَلَا ناقةٌ يَعْمَلةٌ، إنّما يُقَال: يَعْمَلٌ ويَعْمَلةٌ، فيُعلَمُ أنّه يُعنى بهما للبَعيرِ والناقة، وَلذَلِك قَالَ: لَا نعلمُ يَفْعَلاً جاءَ وَصْفَاً. وَقَالَ فِي بابِ مَا لَا يَنْصَرِفْ: إنْ سمَّيْتَه بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلةٍ فحَجِّرْ بلفظِ الجمعِ أَن يكونَ صِفةً للواحدِ المُذَكَّر، وبعضُهم يَرُدُّ هَذَا، ويجعلُ اليَعْمَلَ وَصْفَاً. وناقةٌ عَمِلَةٌ، كفَرِحةٍ، بَيِّنَةُ العَمالَة: فارِهةٌ مثل اليَعْمَلَةِ وَقد عَمِلَتْ كفَرِح، قَالَ القُطاميُّ:
(نِعْمَ الْفَتى عَمِلَتْ إليهِ مَطِيَّتي ... لَا تَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا)
وعَمِلَ البَرقُ أَيْضا، أَي كفَرِح: دامَ، فَهُوَ عَمِلٌ ككَتِفٍ، وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤيَّةَ الْمَاضِي ذِكرُه. العامِلُ فِي العربيَّة: مَا عَمِلَ عمَلاً مَا، فَرَفَعَ أَو نَصَبَ أَو جَرَّ، وَقد عَمِلَ الشيءُ فِي الشيءِ: أَحْدَثَ فِيهِ نوعا من الْإِعْرَاب. عَمِلَت الناقةُ بأُذُنَيْها: أَي أَسْرَعَتْ، وَمِنْه حديثُ الإسراءِ والبُراق: فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها، أَي أَسْرَعتْ لأنّها إِذا أَسْرَعتْ حرَّكَتْ أُذُنَيْها لشِدّةِ السَّيرِ. وعُمِّلَ فلانٌ عَلَيْهِم بالضَّمّ تَعْمِيلاً، أَي أُمِّرَ ووُلِّيَ العمَل عَلَيْهِم، وَيُقَال: من الَّذِي عُمِّل عَلَيْكُم أَي نُصِّبَ عامِلاً. والعَوامِل: الأرْجُل، قَالَ الأَزْهَرِيّ: عوامِلُ الدّابّةِ: قوائِمُها، واحدتُها عامِلَةٌ، وَمن سَجَعَاتِ الأساس: الرُّمْحُ بعاملِه، والفرَسُ بعَواملِه. العَوامِل: بقَرُ الحَرْثِ والدِّياسَة، وَفِي حديثِ الزَّكاة: لَيْسَ فِي العَوامِلِ شيءٌ، العَوامِلُ من البقَر: جمعُ عامِلَةٍ، وَهِي الَّتِي يُستَقى عَلَيْهَا ويُحرَثُ وتُستعمَلُ فِي الأَشْغالِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا الحُكمُ مُطَّرِدٌ فِي الْإِبِل. وعامِلُ الرُّمْحِ، وعامِلَتُه: صَدْرُه دونَ السِّنان، زادَ أَبُو عُبَيْدٍ: بذراعَيْن، والجمعُ العَوامِل، وَقيل: مَا يَلِي السِّنانَ)
دونَ الثَّعلب، وَقَالَ قومٌ: إنّ السِّنانَ نَفْسَه عامِلٌ، وأنشدَ ابْن دُرَيْدٍ: وَأَطْعُنُ النَّجْلاءَ تَعْوِي وتَهِرّْ لَهَا من الجَوفِ رَشاشٌ مُنْهَمِرْ وَثَعْلبُ العامِلِ فِيهَا مُنْكَسِرْ وبَنو عامِلَةَ بنِ سبأَ: حَيٌّ بِالْيمن، هم من ولَدِ الحارثِ بن عَدِيِّ بن الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زيدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَريبِ بن زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بن سَبَأَ، نُسِبوا إِلَى أمِّهم عامِلَةَ بنتِ مالكِ بنِ وَديعةَ بنِ قُضاعةَ، أمِّ الزاهرِ ومُعاوِيَةَ ابْني الحارثِ بنِ عَدِيِّ نفسِه، وَمِنْهُم عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ العامِليُّ الشاعرُ وَغَيره، قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويزعُم نُسّابُ مُضَرَ أنّهم من ولَدِ قاسِطٍ، قَالَ الْأَعْشَى:
(أعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبينَ ... إِلَى غيرِ والدِكِ الأكْرَمِ)

(ووالِدُكم قاسِطٌ فارْجِعوا ... إِلَى النَّسَبِ الفاخِرِ الأقْدَمِ)
وشذَّ ابنُ الأثيرِ حيثُ جَعَلَ عامِلَةَ من العَمالِقَةِ، وَقد ردَّ عَلَيْهِ أَبُو سعدٍ وغيرُه. وبَنو عَمَلٍ، مُحَرَّكَةً: حيٌّ بهَا أَي بِالْيمن، وَفِي الأساس: يُقَال لمُشاةِ اليمنِ: بَنو عَمَلٍ، وَبِه فَسَّرَ أَيْضا مَا أنشدَه الأَصْمَعِيّ من قولِ الراجزِ: بمَنــزِلٍ يَنْزِلُهُ بَنو عَمَلْ قلتُ: ورأيتُ فِي جبَلِ الخَليلِ جماعةٌ يُقَال لَهُم: بَنو العمَلَى، ولعلَّهُم شِرْذِمَةٌ من هؤلاءِ أَو غَيرهم. وبَنو عُمَيْلةَ، كجُهَيْنَةٍ: قبيلةٌ من الْعَرَب. عَمَلَى، كَجَمَزى: ع، كَمَا فِي المُحكَم. والعَمْلَة، بالفَتْح: السَّرِقَةُ أَو الخِيانَة، وَلَا تُستعمَلُ إلاّ فِي الشرِّ، كَمَا فِي العُباب. والمَعْمولُ من الشَّراب: مَا فِيهِ اللبَنُ والعسَلُ والثلْجُ، جاءَ ذِكرُه فِي حديثِ الشَّعْبيِّ. وعَمَّلَة، مُحَرَّكَةً مُشدَّدةَ الْمِيم: ع بِالشَّام، قَالَ النابغةُ الذُّبْيانيُّ:
(تأَوَّبَني بعَمَّلَةَ اللَّواتي ... مَنَعْنَ النومَ إذْ هَدَأَتْ عُيونُ)
ويُروى بيَعْمَلَةَ. والمَعْمَل، كَمَقْعَدٍ: مِلْكٌ لبَني هاشِمٍ بوادي بِيشَةَ. ويومُ اليَعْمَلَة: من أيّامِهم كَمَا فِي العُباب، قَالَ عامرٌ الخَصَفيُّ: أَحْيَا أَبَاهُ هاشِمُ بنُ حَرْمَلَهْ يَوْمَ الهَباداتِ ويومَ اليَعْمَلَهْ وَتَعَمَّلَ فلانٌ من أَجْلِه وَفِي حاجتِه: إِذا تعَنَّى واجتهد، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيليُّ:)
(تكادُ مَغانيها تقولُ من البِلى ... لسائلِها عَن أَهْلِها لَا تعَمَّلِ)
أَي لَا تَتَعَنَّ فليسَ لَك فَرَجٌ فِي سؤالِك. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العامِلُ: هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى أمورَ

عمل

1 عَمِلَ, aor. ـَ inf. n. عَمَلٌ, (S, O, Msb, K,) He worked, or wrought; laboured; served, or did service: he did, acted, or performed: (K, TA:) [generally, he did, &c., with a sort of difficulty, or with intention; but sometimes said of an inanimate thing: (see عَمَلٌ, below:)] he did, or he made, wrought, manufactured, or constructed, a thing. (Msb. [See, again, عَمَلٌ, below.]) Accord. to Az, عَمِلَ is the only trans. verb of its measure having the inf. n. of the measure فَعَلٌ, except هَبِلَت, said of a mother, inf. n. هَبَلٌ; other similar verbs having the inf. n. of the measure فَعْلٌ; as سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ, inf. n. سَرْطٌ; and بَلِعْتُهُ, inf. n. بَلْعٌ. (TA. [But see arts. سرط and بلع; with respect to the former of which I must here state that, since it was printed, I have found an authority for سَرْطٌ as inf. n. of سَرِطَ in a copy of the S; though in the K it is said to be مُحَرَّكَة, and accord. to the Msb it is like تَعَبٌ.]) You say, عَمِلْتُ عَلَى الصَّدَقَةِ I officiated in the collecting of the poor-rate. (Msb.) [And عَمِلَ بِمَا فِى كِتَابِ اللّٰهِ He did according to what is enjoined in the Book of God.] and عَمِلَ فِى هَلَاكِهِ [He laboured to destroy him, or to kill him]. (K in art. شيط.) [And عَمِلَ فِيهِ It acted upon him, or it: and, said of a sword &c., it had effect, or made an impression, upon him, or it.] b2: [Hence,] عَمِلَ فِيهِ signifies [also (assumed tropical:) It governed it syntactically; or caused it to be مَرْفُوع or مَنْصُوب or مَجْرُور &c.; i. e.] it produced in it a certain species of syntactical desinence. (K.) b3: And عَمِلَ البَرْقُ The lightning was continual. (K.) And عَمِلَتْ بِأُذُنَيْهَا, said of a she-camel, (K,) and also, in a trad., of [the beast]

البُرَاق, (O, * TA,) She went quickly, or swiftly; (O, K, TA;) because she that does thus puts her ears in motion by reason of the vehemence of the pace. (TA.) And عَمِلَت [alone] said of a she-camel, signifies [the same: or] She was, or became, brisk, light, active, or quick. (K.) b4: and [hence, app.,] لَمْ أَرَ النَّفَقَةَ تَعْمَلُ كَمَا تَعْمَلُ بِمَكَّةَ, a saying mentioned by Lh, is expl. by ISd as meaning تَنْفَقُ [i. e. I have not seen the money that that one expends pass away as it passes away in Mekkeh]. (TA.) 2 عَمَّلْتُ فُلَانًا عَلَى البَصْرَةِ, (S, O,) or عَلَى البَلَدِ, (Msb,) inf. n. تَعْمِيلٌ, (S, O,) I made, or appointed, such a one governor (S, O, Msb) over El-Basrah, (S, O,) or over the province, or city, &c. (Msb.) And عُمِّلَ فُلَانٌ عَلَيْهِمْ, inf. n. as above, Such a one was made, or appointed, governor over them. (K, TA.) And one says, مَنَ الَّذِى عُمِّلَ عَلَيْكُمْ Who is he that has been set up as governor over you? (TA.) And فُلَانٌ ↓ اُسْتُعْمِلَ [Such a one was employed as governor over a people: (see a saying of 'Omar in art. ضعف, conj. 2:) or] such a one was appointed to one of the sovereign's offices of government. (TA.) b2: And عمّلهُ, (Mgh, O, K,) inf. n. as above, (K,) He gave him his عُمَالَة, or pay, or salary, for work, service, or agency; (Mgh, O, K;) as also ↓ اعملهُ. (TA.) 3 عاملهُ [He worked, laboured, served, acted, or transacted business, with him. Hence,] He dealt with him in buying and selling, (Msb, KL,) and the like: so in the language of the people of the cities. (Msb.) See also 6. [And hence the saying, عاملهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ (mentioned in the S in art. ليث) He did, acted, or dealt, with him in the manner of the lion.] b2: And i. q. سَامَهُ بِعَمَلٍ

[He made to him an offer of working, mentioning the rate of payment; or bargained, or contracted, with him for work]. (K.) Sgh says that المُعَامَلَةُ in the language of the people of El-'Irák is what is termed in the dial. of the people of El-Hijáz المُسَاقَاةُ, (Msb,) which is The employing a man to take upon himself, or manage, the culture' [or watering &c.] of palm-trees or grape-vines [or the like] on the condition of his having a certain share of their produce. (S and TA in art. سقى.) 4 اعملهُ He made him to work, labour, serve, or do service; or to do, act, or perform; (S, * O, * K, TA;) as also ↓ استعملهُ: (S, K:) he made him, or caused him, to do, or to make, manufacture, or construct, a thing. (Msb.) And one says also, يُعْمِلُ نَفْسَهُ فِى الأَمْرِ [He plies himself in the affair]. (S in art. عسم.) b2: And [hence,] He worked with it, [i. e. employed it, or used it, or plied it,] namely, his judgment, or opinion, and [properly] his instrument, or implement, (K, TA,) and his tongue; (TA;) as also ↓ استعملهُ. (K, TA.) And أَعْمَلَ ذِهْنَهُ فِى كَذَا وَكَذَا [He employed, or used, his intellect, or understanding, in such and such things;] meaning he considered, or forecast, the issues, or results, of such and such things with his intellect, or understanding. (TA.) b3: And أَعْمَلْتُ النَّاقَةَ [I hastened, and urged, the she-camel]: whence the saying, in a trad., لَا تُعْمَلُ المَطِىُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ, meaning [The camels that are used for riding] shall not be hastened nor urged [or plied, save to three mosques; that of Mekkeh, that of El-Medeeneh, and that of ElAksà at Jerusalem: see also a variation of this saying in the first paragraph of art. ضرب; and another voce عُرْوَةٌ]: and in a trad. of Lukmán, يُعْمِلُ النَّاقَةَ وَالسَّاقَ [He hastens, and urges, the she-camel and the shank], meaning he is strong to journey, riding and walking. (TA.) b4: See also 2, last sentence.

A2: [مَا أَعْمَلَهُمْ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ, a phrase occurring in art. صبر in the K, means How much do they occupy themselves in doing the deed of the the people of the fire of Hell!]

A3: أَعْمَلْتُ الرُّمْحَ means I thrust, or pierced, with the عَامِل [q. v.] of the spear. (Har p. 77.) [Or one says, أَعْمَلْتُهُ بِالرُّمْحِ, meaning I thrust him, or pierced him, with the عَامِل of the spear. (See De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii. 191.)]5 تعمّل He suffered fatigue, or difficulty; and strove, laboured, or toiled; syn. تَعَنَّى, (O, K, TA,) and اِجْتَهَدَ; (TA;) لِكَذَا [for such a thing]; (S, O;) and مِنْ أَجْلِهِ [on his account, or for his sake]; (K;) and فِى حَاجَتِهِ [in the case of his object of want]. (TA.) 6 تَعَامُلٌ is syn. with ↓ مُعَامَلَةٌ [generally as meaning The dealing together in buying and selling, and the like]. (TA.) One says, تعامل النَّاسُ بِالدَّرَاهِمِ [Men, or the people, dealt together in buying and selling with the dirhems; i. e. used the dirhems in buying and selling]. (Msb in art. روج.) And يُتَعَامَلُ بِهِ [The business of buying and selling is transacted with it; i. e. it is used in buying and selling]; referring to the [coin called]

فَلْس. (Msb in art. فلس.) 8 اعتمل signifies اِضْطَرَبَ فِى العَمَلِ [He went to and fro occupied in work, labour, or service]: (S, O, TA:) or he worked, laboured, or did service, for himself; like as one says اِخْتَدَمَ meaning خَدَمَ نَفْسَهُ: (T, TA:) or he worked, &c., by himself: (K, TA:) or he worked, &c., for another: (TA:) with an instrument, or tool, or the like; or with instruments, or tools, or the like. (M and K in art. اول.) A2: [It is also trans.] One says, اِعْتَمَلْتُ أَعْمَالًا, meaning اِكْتَسَبْتُ [I laboured to earn, or gain, sustenance]. (Msb.) and it is said in a trad., respecting Kheyber, دَفَعَ إِلَيْهِمْ

أَرْضَهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ i. e. [He gave to them their land] on the condition of their [bestowing labour upon it, or] doing what they required to be done [upon it], of cultivation, and sowing, and fecundating of the palm-trees, and guarding, and the like, from their own property. (IAth, TA.) b2: [And اعتملهُ signifies also He employed him, or used him, for work, or service; like استعملهُ: but is perhaps post-classical.]10 استعملهُ He asked, required, or desired, him to work, labour, do service, or act, (S, O, Msb, * TA,) for him. (TA.) [And استعمل, app. for استعمل نَفْسَهُ, He desired to act: see an ex. in art. روى conj. 2.] b2: See also 4, in two places. b3: And see 2. One says also, اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى

الجَالَّةِ [Such a one was employed as collecter of the poll-tax]. (S and Msb in art. جل. See also a similar ex. voce ضِحٌّ.) And اِسْتَعْمَلْتُ الثَّوْبَ I made the garment to serve [i. e. made use of it] for clothing. (Msb.) And اِسْتَعْمَلْتُ اللَّبِنَ [I made use of the bricks], meaning I built with the bricks a building. (Msb.) And استعمل البَلَهَ [He feigned heedlessness, &c.; or made use of it as a mask, or pretext]. (K in explanation of تَبَالَهَ and تَبَلَّهَ. See also a similar ex. voce تَحَلَّمَ.) عَمَلٌ [mentioned in the beginning of this art. as an inf. n.] is syn. with مَِهْنَةٌ and فِعْلٌ: (K:) [accordingly, when used as a simple subst., it may be rendered Work, labour, or service: and a deed, or an action:] or it has a more particular meaning than فِعْلٌ; for it is a فِعْل [or deed] with a sort of difficulty; and therefore it is not attributed to God: or, accord. to Er-Rághib, it is any فِعْل [i. e. deed or action] that proceeds from an animate being by his intention; and thus it has a more particular meaning than فِعْلٌ; for the فعل is sometimes attributed to animate beings from which it proceeds without intention; and sometimes to inanimate things, to which the عَمَل is seldom attributed; and this is not used in relation to [irrational] animals except [as implied] in the phrases إِبِلٌ عَوَامِلُ and بَقَرٌ عَوَامِلُ: or, accord. to MF, the عَمَل is a motion of the whole, or of a portion, of the body; and sometimes, of the mind; so that it is the utterance of a saying, as well as the doing a deed with the member, or limb, with which things are gained or earned; though most readily understood as applied particularly to the latter; and some apply it particularly to that which is not a saying: it is also said that a saying is not termed عَمَلٌ in the common conventional language: and the truth is said to be, that it is not included in the terms عَمَلٌ and فِعْلٌ otherwise than tropically: (TA:) [see also عَمِلَةٌ:] the pl. of عَمَلٌ [used as a simple subst.] is أَعْمَالٌ. (K.) In the following saying, of a woman dandling her child, (S,) or of Keys Ibn-Ásim, (O, TA,) dandling his child Hakeem, (TA,) أَشْبِهْ أَبَا أُمِّكَ أَوْ أَشْبِهْ عَمَلْ the last word is a proper name of a man: (S, O, TA:) or, accord. to Aboo-Zekereeyà, [the meaning is, Share thou in the qualities of the father of thy mother, or share thou in the qualities of my course of action; for he says that] by عَمَلْ is here meant عَمَلِى. (TA.) اِبْنُ عَمَلِى means He who does my work, or the like of what I do. (TA in art. بنى.) And [hence,] فُلَانٌ ابْنُ عَمَلٍ Such a one is strong. (TA.) And بَنُو عَمَلٍ Those who journey on foot. (O, K, * TA.) [And عَمَلُ النَّخْلِ, occurring in the T, voce ضَيْعَةٌ, means The culture of palm-trees: like as عَمَلُ الأرْضِ means agriculture]. b2: And عَمَلٌ signifies also The striving, labouring, or toiling, in work; or the holding on, or continuing, in work: so in the saying of El-Kutámee فَقَدْ يَهُونُ عَلَى المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ [For verily the striving, &c., in work is a light matter to him who seeks success]. (TA.) b3: [Also An office of administration; and particularly the office of governor of a province; and the office of collector of the poor-rates, and the like: and an agency of any kind; the management of the affairs and property of another; an employment. b4: Also A province; or territory under a governor appointed by a sovereign. Pl. in this and other senses as above.]

عَمِلٌ, as an epithet applied to a man, i. q. ذُو عَمَلٍ [Having work, labour, or service]; (Sb, K;) as also ↓ عَمُولٌ: (K:) or adapted, or disposed, by nature, to work, labour, or service; (S, O, K;) and so ↓ عَمُولٌ: (S, * O, * K:) or this latter signifies that makes much gain. (TA.) b2: And, applied to lightning, Continuing, or continual. (K.) b3: And عَمِلَةٌ, applied to a she-camel, Brisk, light, active, or quick; (K, TA;) like ↓ يَعْمَلَةٌ; (TA;) and so ↓ عَمَّالَةٌ. (A, TA.) عَمْلَةٌ Theft: or treachery, perfidy, or unfaithfulness: (O, K:) it is not used otherwise than in relation to evil. (O.) عُمْلَةٌ: see عُمَالَةٌ.

عِمْلَةٌ A mode, or manner, of work, labour, or service; or of doing, or acting; or of making. (K, TA.) One says رَجُلٌ خَبِيثُ العِمْلَةِ, meaning A man bad, or corrupt, in respect of [the mode of] gain. (TA.) b2: See also عَمِلَةٌ. b3: And see عُمَالَةٌ.

A2: Also The internal state, or condition, of a man, in relation to evil. (K.) عَمِلَةٌ, with kesr to the م, is syn. with عَمَلٌ [as signifying A deed, or an action]: (O, K:) so in the saying of a woman of the Arabs, مَا كَانَ لِى

عَمِلَةٌ إِلَّا فَسَادُكُمْ [There was no deed, or action, for me, except the corrupting of you]. (O.) b2: And A thing that is done, or performed; or that is made; (مَا عُمِلَ;) as also ↓ عِمْلةٌ. (K.) عِمْلَى: see عُمَالَةٌ.

عَمَلِىٌّ Practical; opposed to عِلْمِىٌّ: and fabrile; factitious; or artificial.]

عَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ, with two kesrehs and with the ل musheddedeh, (K, TA, but in the CK العِمِلَّيْنِ,) or العِمْلِينَ, or العُمَلِينَ, (K, TA,) or, accord. to ISd as on the authority of Th, العِمَلين and العِمْلين, [app. العِمَلِينَ and العِمْلِينَ,] (TA,) or العِملَيْنِ, [thus written without any vowel-sign to the م, and in the dual form,] (O as on the authority of Aboo-Zeyd,) and IAar adds العِمْلَيْنِ, with the م quiescent, (O,) [compare البُلَغِينَ and البُِرَحِينْ, which suggest that the correct forms may be العُمَلِينَ and العِمَلِينَ,] He exceeded the ordinary bounds, (K,) or went to the utmost point, (O, K,) in annoying him, (K,) or in reviling him and annoying him. (O.) عَمُولٌ: see عَمِلٌ, in two places.

عَمَالَةٌ Briskness, lightness, activity, or quickness, of a she-camel. (K.) b2: See also what next follows.

عُمَالَةٌ (T, S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ عِمَالَةٌ (Lh, Msb, K) and ↓ عَمَالَةٌ (K) and ↓ عِمْلَةٌ and ↓ عُمْلَةٌ (K) or ↓ عُمَّلَةٌ, with damm, and ↓ عِمْلَى, like ذِكْرَى [in measure], this last on the authority of Fr, (O,) The hire, pay, or recompense, (T, S, Mgh, O, Msb, K,) of him who works, labours, or serves, (T, S, Mgh, O, Msb,) or for work, labour, or service. (K.) b2: And عُمَالَةٌ signifies also The state, or condition, of being occupied; or having work, labour, or service, to perform; contr. of بُطَالَةٌ as syn. with بَطَالَةٌ, inf. n. of بَطَلَ in the phrase بَطَلَ مِنَ العَمَلِ. (Msb in art. بطل.) عِمَالَةٌ: see the next preceding paragraph.

عُمَّلَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَمَّالٌ One who does much work or labour or service: or who strives, labours, or toils, in work; or holds on, or continues, in work. (TA.) b2: عَمَّالَةٌ, applied to a she-camel: see عَمِلٌ.

عَامِلٌ [Working; labouring; serving, or doing service: doing, acting, or performing: and doing, making, working, manufacturing, or constructing, a thing:] act. part. n. of عَمِلَ: (T, Msb, TA:) pl. عَامِلُونَ (Msb, K, TA) and عُمَّالٌ (Msb) and عَمَلَةٌ, (K, TA,) which last signifies [particularly] workers with their hands, (Mgh in art. فعل, K, TA,) in various sorts of work, (TA,) in clay (Mgh, TA) or building (Mgh) or digging (Mgh, TA) &c.; (TA;) like فَعَلَةٌ [a pl. of فَاعِلٌ]: (Mgh:) and عَوَامِلُ, (K, TA,) as pl. of [the fem.]

عَامِلَةٌ, (TA,) [and likewise in this case of عَامِلٌ,] signifies oxen that plough, and that tread the corn, (K, TA,) and upon which water is drawn, and that are employed in other labours; and in like manner applied to camels: and it is said in a trad. that in the case of such animals no poorrate is required. (TA.) b2: Also [An administrator of public affairs; and particularly a governor of a province; and] a collector of the poor-rates [and the like]: and an agent who manages the affairs and property of another. (TA.) A2: عَامِلُ الرُّمْحِ (S, O, K) and ↓ عَامِلَتُهُ (K) The part, of the spear, that is next to the head, exclusive of the ثَعْلَب [or portion that enters into the head]: (S, O:) or the صَدْر [or fore part] of the spear, (K, TA,) exclusive of the head, accord. to A'Obeyd two cubits in length: (TA:) or, as some say, the spear-head itself is called عَامِلٌ: (O, TA:) pl. عَوَامِلُ. (TA.) See also ذِرَاعٌ, last sentence.

عَامِلَةٌ [as a subst., rendered so by the affix ة,] sing. of عَوَامِلُ, (T, TA,) which signifies The legs (T, K, TA) of a beast or horse or the like. (T, TA.) b2: عَامِلَةُ الرُّمْحِ: see عَامِلٌ, near the end.

طَرِيقٌ مُعْمَلٌ A conspicuous, travelled, road. (S.) مَعْمُولٌ [pass. part. n. of عَمِلَ, as such signifying Done, made, &c. b2: And] applied to beverage, or wine, (شَرَاب,) as meaning In which are milk and honey (Th, O, K) and snow: (Th, O:) occurring in a trad. of El-Shaabee. (O.) b3: [and An ass whose testicles have been extracted. (Freytag on the authority of Meyd.)]

مُسْتَعْمَلٌ as an epithet applied to a camel means Employed in work, labour, or service. (TA.) يَعْمَلٌ An excellent, or a strong, light, and swift, he-camel; (O, K;) though disallowed by Kh: (O:) and (O, K) يَعْمَلَةٌ an excellent, or a strong, light, and swift, she-camel, adapted, or disposed, by nature, to work, labour, or service: (S, O, K: *) or, accord. to Kr, the former signifies a swift she-camel; [but see what follows, as well as what precedes;] and is a subst. applied thereto, derived from العَمَلُ: and the pl. is يَعْمَلَاتٌ: (TA: see also عَمِلٌ:) neither of them is used as an epithet, each being only a subst., (M, K, TA,) accord. to Sb, for one does not say جَمَلٌ يَعْمَلٌ nor نَاقَةٌ يَعْمَلَةٌ, but only يَعْمَلٌ and يَعْمَلَةٌ as meaning a he-camel and a she-camel; and hence, he says, we know not يَفْعَل occurring as [the measure of] an epithet: but some make يَعْمَل to be an epithet. (M, TA.) يَوْمُ اليَعْمَلَةِ was one of the days [meaning days of conflict] of the Arabs. (O, K.)
عمل
عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ يَعمَل، عَمَلاً، فهو عامل، والمفعول معمول (للمتعدِّي)
• عمِلَ الرَّجلُ:
1 - مهن "عمِل نجّارًا/ طبيبًا/ مهندسًا".
2 - مارس نشاطًا وقام بجهد للوصول إلى نتيجة نافعة "عمل بنظام- عمل على إرضاء والده- عمل للصالح العامّ" ° يُعمل بالقانون: يطبَّق ويُنفَّذ- يعمل عن بُعد: يمارس العمل عن طريق حاسوب في بيته متّصل بمكان عمله.
• عمِلَ شيئًا: فعله عن قصد وصنعه "ماذا تعمل طوال النّهار؟ - {أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} - {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} "? عمِل الشّيء طوعًا: عمله برضاه، غير مُكْرهٍ عليه- عمِل حسابًا للأمر: وضعه في تقديره وحسبانه- عمِل من أجله المستحيل: بذل أقصى ما يقدر عليه- عمِل من الحبَّة قبَّة: بالغ في الأمر- وِفقًا للقواعد المعمول بها: المعتمدة- يعمل الخيرَ ويرميه في البحر: لا ينتظر جزاءً عليه.
• عمِلَ فيه السّمُّ عملَه: أثر فيه تأثيرًا واضحًا "عمِل فيه الدواءُ- عمِلت فيه النصيحةُ: أخذ بها".
• عمِلَ بقرار المدير: نفَّذه.
• عمِلَ على الصَّدقة: سعى في جمعها من أهلها " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} ".
• عمِلَتِ الكلمةُ في الكلمة: (نح) أحدثت فيها أثرًا إعرابيًّا "يعمل الفعلُ في المفعول به".
• عمِلَ للأمير على بلدٍ: كان حاكمًا عليها من قِبَله. 

أعملَ يُعمل، إعمالاً، فهو مُعمِل، والمفعول مُعمَل
• أعمل آلتَه: عمِل بها، اتَّخذها أداةً في عمله "أعمل رأيَه".
• أعمل النَّصَّ: عمل بمنــطوقه.
• أعمل ذهنَه في الدَّرس: فكّر فيه، ركَّز تفكيرَه واهتمامَه فيه ° أعمل فيهم السِّكِّينَ: ذبحهم. 

استعملَ يستعمل، استعمالاً، فهو مُستعمِل، والمفعول مُستعمَل
• استعملَ أداةً: استخدمها، جعلها تؤدِّي عملاً ما لغايةٍ ما "استعمل منشارًا لقطع الخشب- استعمل القوّة لحفظ السَّلام: لجأ لاستخدامها" ° دواء للاستعمال الخارجيّ: يوضع على سطح الجسم- شائع الاستعمال: مستعمَل عادة أو عمومًا- طريقة الاستعمال: كيفيّته.
• استعمل شخصًا: اتّخذه عامِلاً له "استعمل عشرة عُمَّال لقضاء مُهمَّاته- يستعمل هذا المصنع مئات العمال"? اُسْتُعمِل فلانٌ: وَلِي عملاً من أعمال السلطان. 

اعتملَ في يعتمل، اعتمالاً، فهو مُعتمِل، والمفعول مُعتمَل فيه
• اعتملت المشاعرُ في داخله: ثارت واضطرمت "شكوك عميقة تعتمل في النُّفوس العربيَّة حول النوايا الأمريكيَّة- اعتملت في داخله فكرة الانتقام". 

تعاملَ يتعامل، تعامُلاً، فهو مُتعامِل، والمفعول مُتعامَل
• تعامل الشَّريكان: عامل كُلٌّ منهما الآخر ° ازدواجيّة التعامل: نفاق، خيانة- تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب: أي ليس في المعاملات التِّجاريَّة والماليّة محاباة- طريقة التَّعامُل: الطريقة التي يتعامل فيها الشّخص.
• تعاملَ مع صديقَه: عامله، تصرَّف معه "تعامل مع صديقه بإخلاص/ بالحسنى/ بالمثل- تعامل مع الموقف بحكمة". 

عاملَ يعامل، معاملةً، فهو معامِل، والمفعول معامَل
• عامل فلانًا: تصرَّف معه في بيع أو غيره "عامله بإنسانيَّة- عامِل النَّاس بما تُحِبُّ أن يعاملوك به" ° عاملهم بالمِثْل: تصرّف معهم بمثل تصرُّفاتهم معه- عامَله مُزامنةً: عامله قياسًا على الزَّمن- عامله معاملة حسنة: تصرَّف حِياله بلُطْف- عامله معاملة سيِّئة: تصرّف حِياله بخشونة. 

استعماليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استعمال.

• القيم الاستعماليَّة: القيم التي تدعو لتبادل المنفعة بين الفرد والمجتمع "يدعو لانتشار القيم الاستعماليّة".
• نظرة استعماليّة: نظرة عنصريّة تنظر للآخرين بعين الاحتقار لهم والاستعلاء عليهم وتجعلهم كأنّهم خدم.
• القيمة الاستعماليَّة للسِّلعة: القيمة الحقيقيّة لها. 

عامِل1 [مفرد]: ج عاملون وعَمَلة وعُمّال: اسم فاعل من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ ° القوى العاملة: العمّال والموظفون في مشروع أو نشاط معيَّن- عمّاليّ: متعلِّق بالمنظمات السياسيَّة التي تمثل اهتمامات طبقة العمَّال ومصالحها- يَوْمُ العمّال/ عيد العمّال: احتفال يقام في أول اثنين من شهر سبتمبر ويعتبر عطلة رسميّة في كلّ من الولايات المتّحدة الأمريكيّة وكندا تكريمًا لطبقة العمَّال، ويحتفل به في باقي العالم في أوَّل مايو من كلِّ عام. 

عامِل2 [مفرد]: ج عوامِلُ:
1 - (جب {عدد صحيح يقسم عددًا صحيحًا آخَر دون باقٍ مثل العدد} 6) بالنِّسبة للعدد (60) "عامل مشترك".
2 - (كم) مُسبِّب، باعث، قوّة أو مادَّة تُحْدِث تغييرًا "تعدَّدت عواملُ النجاح/ الإنتاج- عوامل سياسيّة تقليديّة- عوامل التعرية: تأثير العوامل الطبيعيَّة كالماء والنار والهواء على صخور القشرة الأرضية- عامل كيميائيّ" ° تحت عامل الغضب: تحت تأثيره.
3 - (نح) ما يقتضي أثرًا إعرابيًّا في الكلام "عامل رفع- عوامل جزم الفعل". 

عِمالة [جمع]:
1 - مجموع الأيدي العاملة "يحتاج المصنع إلى عمَالة كثيرة- عمالة غير مدرَّبة- نقص في العِمالة".
2 - حرفة العامل "قوانين/ قطاعات العِمالة- العِمالة الكاملة".
3 - أجرة العامل "أخذ العامل عِمالته".
4 - تآمر مع أعداء الدَّولة "حوكِم بتهمة العِمالة".
5 - (قص) تشغيل الموارد الاقتصاديّة كافة من موارد طبيعيّة وغيرها. 

عمَل [مفرد]:
1 - مصدر عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ ° عملاً بالقانون: تطبيقًا له.
2 - مهنة، شغل، وظيفة "مصاريف العمل- عمل نصفيّ: عمل نصف ساعات العمل فقط، وبنصف راتب- البحث عن عمل- عمل يدويّ: عمل يصنع باليد دون استعمال آلة" ° جدول الأعمال: قائمة تضمّ رءوس الموضوعات المعروضة في اجتماع ما- مكتب العمل: إدارة حكوميّة للموظفين- وزارة العمل: الوزارة المسئولة عن شئون العُمّال.
3 - فعل مقصود، ونشاط تلقائيّ "عمل عسكريّ/ بنّاء- أعمال منزليَّة/ كتابيَّة/ استفزازيَّة- أعمالك تعكس أفكارك- لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد- إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى [حديث] " ° عمَل رصيف: عمل محكم- قائم بكافَّة الأعمال: شخص مكلَّف بقضاء جميع حاجات سيِّده- يَوْمُ عمل: يَوْم يتمّ فيه إنجاز عملٍ ما.
4 - (قص) مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة.
5 - (نح) دور أو أثر الكلمة في الإعراب "عمل حرف الجرّ- عمل إنّ وأخواتها".
• عمل فنِّي: عمل تصويريّ أو تشكيليّ خاصّة الأعمال الزخرفيّة الصغيرة "الأعمال الكاملة: مجموع أعمال الفنّان أو الكاتب أو المؤلِّف طِيلة حياته".
• عمل اجتماعيّ: عمل منظم يهدف إلى تقدُّم وتطوُّر الظروف الاجتماعيّة لمجتمع ما وخاصّة المجتمع المحروم وذلك بتقديم استشارة نفسيّة وتوجيه ومساعدة على شكل خدمات اجتماعيّة.
• عمل جماعيّ: مجهود تعاونيّ لأفراد مجموعة أو فريق لتحقيق هدف مشترك.
• وَرْشة عَمَل: حلقة دراسيَّة أو سلسلة من الاجتماعات لمجموعة صغيرة من النَّاس تؤكِّد على التَّفاعل والتَّعاون. 

عَمْلَة [مفرد]: ج عَمَلات وعَمْلات: اسم مرَّة من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ: فَعْلَة منكرة كالسَّرقة والخيانة "نفّذ عملَته الشنعاء في جُنْح الظَّلام- كانت عَمْلَتُه سببًا في سجنه". 

عُمْلَة [مفرد]: ج عُمُلات وعُمْلات: نقد يتعامل به الناسُ "عُمْلة مَعدِنيَّة- قبضت أجهزة الأمن على مهرِّبي العملة- عُمْلة مُزَوَّرَة/ ورقيَّة/ أجنبيَّة" ° العُمْلة الصَّعبة: العُمْلة القويَّة، عُمْلة إحدى الدّول الكُبرى التي تُستخدم في المعاملات التِّجاريَّة الدَّوليَّة كالدُّولار الأمريكيّ والفرنك السويسريّ- عُمْلة متداوَلة: عملة مستعملَة- قابليَّة العُملة للتَّحويل: إمكان تحويلها إلى عملة أخرى- هما وجهان لعُملة واحدة: متلازمان يُكمِّل أحدُهما الآخرَ.
 • العملة الرَّمزيَّة: عُملة لها قيمة اسميّة أعْظم من قيمة محتواها المعْدنيّ. 

عَمَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عمَل: تطبيقيّ، عكسه نظريّ "دراسة/ طريقة عَمَليَّة" ° العِلْم العَمليّ: ما كان متعلّقًا بكيفيَّة تطبيق قواعد الفنون والعلوم ومبادئها.
2 - واقعيّ، فعْلِيّ "رجلٌ عمليّ". 

عمليّات [جمع]: مف عمليّة: مركز القيادة الذي يتمّ من خلاله التَّحكم بالنَّشاطات والأعمال العسكريّة.
• غُرْفة العمليّات: غُرْفة مزودة بأدوات لإجراء العمليّات الجراحيَّة.
• مَسْرح العمليَّات: منطقة واسعة تتمّ فيها العمليَّات العسكريّة. 

عَمَليَّة [مفرد]: ج عمليّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَمَل ° الحياة العَمَليَّة: الحياة الواقعيَّة التي يتعامل فيها الإنسانُ مع غيره من النَّاس- تربية عَمَليَّة: تدريب المعلمِّين على التَّدريس من النَّاحية التَّطبيقيَّة.
2 - مصدر صناعيّ من عمَل: جملة أعمال مُتَّصلة تُحدِثُ أثرًا خاصًّا "عَمَليّة جراحيَّة/ عسكريَّة/ حسابيَّة- عَمَليَّة الهضم- عَمَليَّة إنزال: عمليّة إنزال قوَّات بحريَّة أو جوّيَّة للسَّيطرة على العدوّ" ° عَمَليَّة مصرفيَّة: عَمَلٌ تقوم به المصارف مقابل عُمولة كقبول الودائع وفتح الاعتمادات والحساب الجاري وخصم الأوراق التجاريَّة .. إلخ.
• عَمَليَّة قَيْصريَّة: (طب) عمليَّة جراحيَّة يخرج بها الجنين من الرحم عند استحالة الولادة الطبيعيّة. 

عُمولَة [مفرد]: ج عُمُولات: (قص) ما يأخذه السِّمْسارُ أو المَصْرفُ أجرًا له على تنفيذ صفقات شراء أو بيع للأوراق الماليّة، وعادة ما تكون العمولة مبنيَّة على قيمة الصَّفقة أو عدد الأسهم المراد تداولها "أخذ عمولة على الصفقة- تاجر بالعمولة: تاجر يقوم بشراء البضائع وبيعها مقابل عُمولة". 

عَميل [مفرد]: ج عُمَلاء:
1 - مَن يُعامل غيره في شأن من الشئون كالتِّجارة وغيرها "عميل دائم للشَّركة- عميل متجر".
2 - جاسوس يعمل لصالح دولة أجنبيَّة "عميل استخبارات/ الاستعمار" ° عميل سِرِّيّ: شخص يُعهَد إليه بجمع معلومات سريّة تتعلّق بدولة أجنبيّة.
• عميل مُزدَوَج: جاسوس يعمل في وقت واحد لحساب دولتين عدوّتين. 

مُستعمَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استعملَ.
2 - قديم، غير جديد، سبق استعمالُه "جهاز مُستعمَل- سيَّارة مستعملة".
3 - شائع ومألوف "تعبير مستعمل". 

مُعامِل [مفرد]: ج مُعامِلات:
1 - اسم فاعل من عاملَ.
2 - (جب) جُزء عدديّ في الحدّ الجَبْريّ، عدد أو رْمز مضروب في متغيِّر أو قيمة غيْر معلومة في الحدِّ الجبريّ.
• مُعامِل الانكسار: (فز) رقم يُعبِّر عن مقدار التغيُّر النِّسبيّ في اتِّجاه حزمة ضوئيَّة عندما تنتقل من الفراغ إلى مادّة شفَّافة معلومة أو من مادَّة إلى أخرى. 

مُعامَلة [مفرد]: ج مُعامَلات:
1 - مصدر عاملَ.
2 - صيغة المؤنَّث لمفعول عاملَ: "زوجته معاملة من قبل أهله معاملة حسنة".
3 - تعامُل بين اثنين "بينهما معاملات مادِّيَّة- قانون المعاملات- شرط معاملة الدّول الأكثر رعايةً- معاملة تجاريّة: عمليّة الشِّراء أو البيع- الدِّين المعاملة" ° المعامَلة بالمثل: إقرار الدّولة للأجنبيّ الحقوقَ التي تطابق أو تعادل حقوقَه في دولته.
• المعاملات: (فق) الأحكام الشرعيّة أو القانونيَّة المتعلِّقة بأمر دنيويّ كالبيع والشّراء والإجارة ونحوها. 

مَعْمَل [مفرد]: ج مَعَامِلُ:
1 - اسم مكان من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ.
2 - مكان يجمع العُمّال وآلات العمل لتصنيع منتجٍ ما "مَعْمل نسيج/ صابون/ كبريت".
3 - مُختبَر تُجرى فيه التّجاربُ العلميَّة، أو بيئة تستخدم في البحث العلميّ كالغابة أو قاع المحيط أو الفضاء الخارجيّ "الفحصُ في المعمل- معامل التَّحليل- معمل أشعَّة". 
عمل: عَمِل: يسند هذا الفعل إلى الأشياء والأمور إذا شخّصت. فقد جاء في كوسج (طرائف ص78).
مثلاً: ولم يزل الحرب يُعمَل (يَعمل). وفي ابن إياس (ص356): ارتفع الموت من الأطفال والشباب وصار يعمل في الشيوخ والعجائز. وفي قصة عنتر (ص3): وعَمِلتْ بينهم الضجَّة والرنة.
عَمِل: جعله منه ملكا ووزيراً إلى غير ذلك. (ألف ليلة 1: 92).
عَمِل: شدّ باقة زهر. (ألف ليلة 1: 60).
عَمِل: سار مراحل. ففي كتاب عبد الواحد (ص200): فعمل من بجاية إلى فاس سبع عشرة مرحلة وهذا نهاية ما يكون من سرعة السير لمثله.
عمل له موضعاً: جعل له موضعاً. (فوك). عُمل: احتفل بعيد. (دي ساسي طرائف 1: 158).
عَمِل: هَيأ طعاماً. ففي رياض النفوس (ص52 ق): تأخذ لنا خروفاً- وتعمله في التنور. وفي (ص57 ق): منه في كلامه عن سمكتين: وغسلتهم (غسلتهما) وجعلتهما في طاجن وادخلتهما الفرن واشتغلت في عملهم (عملهما) إلى نصف النهار. وانظره أيضاً في مادة قلفط والفعل وحده يدل على: هيأ طعاماً وحضره. ففي رياض النفوس (ص57 ق): واشتريت أنا ومولاي رأساً وخبزاً وحين وضعناهما أمامنا لنتغذى جاء سائل فأعطاهما مولاي له كله، ثم عملنا اليوم الثاني ففعل كما فعل اليوم الأول.
عَمِل: نظم شعراً. (المقري 1: 538، 2: 412).
عَمِل: خصص راتباً. ففي ألف ليلة (1: 30): وأنا من اليوم أرتب له الرواتب والجرايات واعمل له في كل شهر ألف دينار.
عَمَل: قام بعمل مبرور أمر به الدين.
وعمل: برٌ. (حيان ص27 و، ابن خلكان 1: 671، المقري 1: 488، 521، 553، 561، 583، 585، 587) (وقد صححته في رسالتي إلى السيد فليشر ص74)، (601، 661، 669، 712، 807، 846، 2: 423) وهي اختصار: عمل بما في كتاب الله.
عَمل: تحرك. ففي الأغاني (ص31): وكان إذا غنَّى عمل منخراه.
عَمل: صار، أصبح، اتخذ صناعة أو مهنة أو حرفة. يقال: عمل نجاراً أي صار نجاراً وامتهن النجارة واحترفها. (بوشر). وعمل طباخاً (ألف ليلة 1: 193).
واعمل خواجة أي امتهن التجارة (ألف ليلة برسل 9: 353) وفي معجم بوشر: مارس، زاول تعاطى. يقال يعمل حكيماً (يمارس الطب) ويزاوله، وهذا في الواقع نفس المعنى، ويقال أيضاً: عمل شاعراً أي مارس الشعر وتعاطاه.
عَمل: مارس وظيفة، يقال مثلاً: عمل ترجمانا، أي مارس وظيفة الترجمان. (بوشر).
عمل: تظاهر، وتكلف. يقال مثلاً: عمل روحه وعمل حاله غشيم أي تظاهر بالجهل وعمل أطرش.
تظاهر بأنه أطرش، تصنّع الطرش.
عمل حاله مريض: تظاهر بأنه مريض وتصنع المرض. عمل حاله مغموم: تظاهر بالحزن والغم وتصنعه. عمل روحه: تظاهر، يقال مثلاً: عمل روحه رائح إلى الصيد، أي تظاهر بأنه ذاهب إلى الصيد.
وعمل روحه: تظاهر خدعة. (بوشر)، وفي ألف ليلة (برسل 1: 125): فناولتْني القدح فاهرقته وعملت روحي شرْبته. وفي (3: 197، 391): عملت نفسك السندباد أي تظاهرت بأن السندباد مخادعاً وفي (7: 65): أنت عامل نفسك ميتا، أي أنت تتظاهر بأنك ميت مخادعاً. وفي طبعة ماكن: جعل.
وفي معجم فوك: يعمل كأنَّه، كأنّ. أنه، أي يتظاهر كأنه.
عمل نفسه خرية كبيرة: تكلف العظمة، تظاهر بالعظمة. بأنه سيد كبير. (بوشر).
عَمِل: وطأ، نكح. ففي ألف ليلة (برسل 12): وما زال هو عَمل وإياها إلى أن عمل عشر مرار.
عمل: أنتج، أغلّ، أعطى محصولاً. ففي منتخبات عربية لفريتاج (ص58) فأرسل إلى أخته الملكة بحلب يطلب منها أن تقايضه بقلعة جعبر وبالس إلى شيء يعمل له بمقدار قلعة جعبر وبالس فاتفق الأمر على أن تعوضه بعزاز ومواضع تعمل بمقدار ذلك.
عَمِل لفلان على البلد: كان عاملاً له عليها. أي والياً عليها. (محيط المحيط). عَمِل: كثيرا: ما يستعمل هذا الفعل بمعنى جعل في ألف ليلة طبعة برسلاو وكذلك في طبعة ماكن (2: 87) ففيها: أن نسيبي عمل علىَّ عشرة آلاف دينار مهرها.
عَمِل: دقّ الموسيقي، ففي ابن الأثير (10: 435): وكان أهل بغداد يعملون بأنفسهم فيه وكانوا يتناوبون العمل يعمل أهل كل محلَّة منفردين بالطبل والزمور. وفي (المقري 2: 156): فلما فرغ من استهلاله وعمله.
عمل ب: حاول، سعى، اجتهد في، بذل وسعه في. وغالباً ما يقال: عمل في (لين، معجم الطرائف) وفي حيَّان (ص15 ق): ومحمد يعمل بالفتك به دائباً.
عمل ب: عكف على. ففي معجم أبي الفداء: ثم اخطئوا وعملوها بالمعاصي.
عمل الجارية بألفين: عرض ألفي دينار ثمناً للجارية. (ألف ليلة 2: 100، 222).
عمل على: نوى، صمَّم على، عزم علي. (معجم الطرائف، كوسج طرائف ص107). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص238): عملناً على المقام بمصر.
عمل على: قصد، توجه إلى. (معجم الادريسي) عمل على: توقع شيئاً، أمل (معجم الطرائف).
عمل على: تآمر عليه، دس، تآمر على حياته، دبر مؤامرة لقتله. (معجم البيان)، وفي طرائف دي ساسي (1: 96): عمل على هلاكه. وفي النويري (الأندلس ص467): عمل عليه حتى قتله. وفي رياض النفوس (ص64 ق): وكان الذي عمل وسعى به إلى المرودي (وقد غير أماري هذا الاسم فجعله المَرْوَزيّ).
عمل على فلان: اختصار عمل عليه حيلة. بمعنى احتال عليه وخدعه وغشه. ففي ألف ليلة (برسل 10: 284): عُمل عليك في هذه الجارية، أي خدعوك واحتالوا عليك حين باعوك هذه الجارية. وفي طبعة ماكن: عُملت عليك حيلة في هذه الجارية وفي (برسل 10: 310، 3) وأنا خائفة أن يكون عمل عليه من أجلي وباعني وفي طبعة (ماكن 4: 297، 4): وأنا خائفة أن يكون أحد عمل عليه حيلة من أجلي لأجل أن يبيعني.
عمل عند: له قيمة، ففي المقري (1: 558). هذه شهادة لا تعمل عندي.
فكيف تعمل في فلان: ماذا تعتقد في فلان؟ (المقري 1: 829).
عمل الحديد: عالج الحديد وصنع منه آلات. (معجم البلاذري) وفي الادريسي (الباب الأول الفصل السابع معدن حديد يحتفرونه ويعملونه.
ويقال هذا أيضاً عن أشياء أخرى كالعاج مثلاً. (دي ساسي طرائف 1: 151).
عمل ريقه: جعل رقه يتردد في فمه. (ألف ليلة 1: 37).
عمل الشهور: ضبط مبدأ الشهور. (دي ساسي طرائف 1: 90، 92).
عمل صحبة: صادق، صاحب. (بوشر).
عمل معدناً: استغل منجماً واستخرج ما فيه. (معجم الادريسي).
عمل فِكْرته: ركَّز ذهنه، أجهد ذهنه، وذلك كما كانوا يقولون فيما مضى جدَّ في التفكير، وفكر مركزاً انتباهه. (عبد الواحد ص221) عمل بالشيء فكراً: فكّر بالشيء. (المقري 1: 704) وعليك أن تقرأ فيه: ولم اعمل به فكرا كما جاء في طبعة بولاق.
عمل قلبه: افتخر، ادعى بالعظمة، ادعى لنفسه مزايا لا يملكها. (بوشر).
عَمَّل (بالتشديد): باع واشترى واتجر وتكسب. (ألكالا).
عامَل: قايض، بادل، (ألكالا).
عامَل فلاناً: تصرف معه بهذه الطريقة أو تلك بوشر). وعامله بمن (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
عامله: عايشه، وعاش معه. (ألكالا) والمصدر فيه معاملة بمعنى صداقة وصحبة (ألكالا).
وفي كتاب الخطيب (ص33 ق): كان حسن المعاملة، أي كان حسن المعاشرة، لين الجانب.
عامل فلاناً: تعاقد معه، أتفق معه. (معجم البلاذري، فوك، أخبار ص13).
عامل الله: فعل ما يرجو به ثواب الله في الحياة الآخرة. ففي تاريخ البربر 2: 377): عامل الله في أسباب الجهاد وفي معناها في تهيئة وفيه (2:485): وكتب الله أجرها لمن أخلص في معاملته. (دي سلان المقدمة 1: 75). ويقال أيضاً: عامل وَجْه الله. (عباد 2: 162، 3: 222) والذين يقومون بذلك يسمون أرباب المعاملات. ففي كتاب الخطيب (ص86 و): حاله خاتمة الرجال بالأندلس وشيخ (ذوي؟) المجاهدات وأرباب المعاملات ..
عامل الدراهم: حسم الدراهم وأسقطها من الحساب. (بوشر).
عامل بالدراهم: استعمل الدراهم في التجارة واستخدمها باعتبارها عملة سائدة. (دي ساسي طرائف 1: 247).
دراهم معامل بها: دراهم متداولة (بوشر).
عامل: عمل، صنع. ففي ألف ليلة (1: 30): وعامل له طاسة من الذهب معلَّقة في رقبته يسقيه منها.
أعَمَل. يقال: طريق مُعمل أي لحب مسلوك. وطريق ليس يُعمل أي غير لحب ولا مسلوك، (دي ساسي طرائف 2: 142، 395 رقم 79).
تَعَمَّل. ظهر عليه التعَّمل: يرى بوضوح أن رجل المنضدة قد أضيفت إليها، وأنها مرمَّمة. (المقري 1: 171).
تَعَمَّل. تاجر. (ألكالا).
تعامل مع: تعاقد مع. (فوك).
تعاملَ: تظاهر بما ليس هو عليه في الحقيقة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص307): وتتعامل أيضاً وتتحلَّم كأنا لا نعرفك.
تعامل على فلان: كادله، تآمر عليه، دبَّر مؤامرة لقتله. (بوشر).
يتعامل: سهل الاستعمال، طيعّ القيادة، مرن. ولا يتعامل شرس، شموس، لا ينقاد. (بوشر) اعتمل كما يقال اعتمل الأرض أي زرعها، يقال: اعتمل الخضراوات أي زرعها. (البكري ص175).
اعتمل: مثل تعمَّل أي استعمل كل قوته. ولذلك يقال عن النوتي إنه معتمل الظهر أي أن ظهره قوي قوة يديه لجر الحبال. (معجم مسلم).
اعتمل: روَّض البغل. (المقري 2: 426) وانظر فليشر (بريشت ص53).
اعتمل: انقاد إلى العمل. ففي تاريخ البربر (1: 602): صاروا إلى الانقياد والاعتمال في مذاهب السلطان ومرضاته. وانظر (1: 607) منه استعمل: يستعمل هذا الفعل للدلالة على معنى بذيء أيضاً، يقول الجوبري (ص85 و) في كلامه عن لوطي: استعمل الصبيّ مرَّتينْ.
استعمل: اشتغل ب، كرَّس وقته ل. ومارس فنَّاً. (معجم الادريسي، المقدمة 1: 70).
استعمل نفسه في العبادة وكرس وقته لها (المقري 1: 598).
استعمل: عمل، صنع. (معجم الادريسي المقدمة 1: 7).
استعمل: ضمَّد جرحاً. ففي كتاب العقود (ص5) في الكلام عن جرَّاح: استعمل شجةً.
استعمل: تظاهر ب تصنَّع، أظهر ما ليس بنفسه (لين، البكري ص184، 185) وفي معجم فوك: استعمل إنه بهذا المعنى.
استعمل مهنة الدلاّلين: امتهن الدلالة، صار دلاَلاً. (بوشر).
عَمْلٌ: ذكرت في معجم فريتاج ويجب حذفها لأن الكلمة عمَل.
عمَل: تطبيق، ممارسة مقابل علم بمعنى نظرية ونظري. (المقدمة 3: 309).
ما العمل عليه: ما نتبعه، ونختاره ونفضله، ونعمل به. (معجم أبي الفداء). عَمَل: عند الفقهاء العادة المتبعة. مثل مَذْهَب. (المقري 1: 365، 366، 474).
عَمَل: بِر، خير، إحسان. (انظر عَمل).
عَمَل: يطلق مفرداً وجمعا على القيام وتطبيق ما يأمر به الشرع من العبادات. (المقري 1: 894، المقدمة 21: 163.
عَمَل: عند أصحاب الكيمياء القديمة صنع الكبريت الأحمر، حجر الفلاسفة. (المقدمة 3: 194) مع تعليقة السيد دي سلان.
عَمَل: اختصار عملُ الأرض أي زراعتها. (معجم البلاذري).
عَمَل: لعلها زائدة فيما يظهر في قولهم: ثياب من عمل الصوف، أي ثياب من الصوف. (تاريخ البربر 2: 292).
عَمَل: نتاج العمل أي عمل كان. (المقدمة 2: 235) مع تعليقة السيد دي سلان.
عَمَل: شيء مصنوع. (معجم الادريسي، ملر ص13).
اعمال: زخارف، نقوش صُور، رسوم (معجم الإدريسي).
عَمل: قائمة، جَردْ، لائحة، كشف، جدول، دفتر الحساب، سجل الضرائب. (المجلة الآسيوية 1862، 2: 178، أخبار ص142، ابن خلكان 9: 41، 11، 92، المقري 1: 556).
أصول الأعمال: أصول السجلات. ففي الفخري (ص273): فأمره بلزوم سدَّته التي كان فيها حسابه وأصول أعماله.
كُتَّاب العمل أو للعمل: الموظفون في إدارة السجلات، الموظفون في إدارة المالية. (المقري 1: 273). وفي حيَّان (ص12 و): وله أصحاب الرأي وكتاب للعمل.
موضع العمل: مكتب جابي الضرائب. (تاريخ البربر 1: 432).
موضع الأعمال: هي أيضاً مكاتب إدارة المالية. ففي المقري (1: 381): اتخذ فيها الدواوين والأعمال.
والعمل أو الأعمال: تعني في الغالب دواوين المالية، وإدارة المالية والضرائب. ففي كتاب الخطيب (ص36 ق):وهو بيت القيادة والوزارة والقضاء والكتابة والعمل. وفيه (ص123 ق): وهو إذ ذاك وزير الأمير وبيده المجابي والأعمال. (ألفخري ص210، 351)، وفي المقدمة (2: 15): ديوان الأعمال والجبايات.
(تاريخ البربر 1: 361، 395، 1، 401). وفي المقري (1: 273): قُلد بعض الأعمال: أي ولي إدارة بعض دواوين المالية. وفي تاريخ البربر (1: 432): ولي أعمال الجباية. عمل العمود: انظره في مادة عمود.
عَمَل: عند أهل لبنان: ما يتولى إدارته العامل. (محيط المحيط) وانظر: عامل.
دار العمل: دكان الخزفي، معمل صانع الخزف. (دوب ص98) وانظره في مادة عامل.
ذراع العمل: في ألف ليلة (1: 361): وكان عرض النهر ستة اذرع بذراع العمل، أي بالذراع العادي المألوف.
عَمْلَة: سرقة، نشل، اختلاس، والجمع عَمْلات. ففي ألف ليلة (برسل 11: 382): وضربناه بالمقارع فاقرَّ بعملات كثيرة. وفي طبعة ماكن (2: 105) عمل عملة أي سرق واختلس. وغالباً ما تدل عليه هذه الكلمة في كتاب ألف ليلة هو الشيء المختلس. وجمعه عَمْلات أيضاً. ففي طبعة ماكن (2: 101، 113): سرق العملة ووضعها في دارابي. وفي طبعة برسلاو (4: 371): الحرامية الذين يقتلون الناس ويسرقوا العملات. وفي طبعة ماكن: ويسرقوا الأشياء. وفي طبعة برسل (7: 137) سرق العملة بتاع الخليفة، حيث في طبعة ماكن: أمتعة الخليفة.
وفي (برسل 11: 228): وكان من جملة العملة سيفا (سيف) (11: 331، 380). وينقل هابيشت في شرحه للمجلد السابع من طبعته لألف ليلة فقرة من حياة تيمور هي: كأنَّه سارق عملتُه تحت ابطه. عَمْلَة: شكل، هيئة. (ألكالا).
عَمْلَة: مكرمة، والجمع عَمْلات. (ألكالا).
عَمْلَة، والجمع عمائل: عمل، فعل، (بوشر).
بعملته: في حالة تلبس بالجريمة. (بوشر).
عمائل (جمع عملة): أساليب، طرائق، أنماط. (بوشر).
عمائل (جمع عملة): دسائس، مكائد، حيل (بوشر).
عمل عمائل: ارتكب حماقات، (بوشر).
عُمْلَة: نقود. (بوشر). والعملة عند العامة النقود لأنها تعطى أجرةً للعمل (محيط المحيط) والعامة يقولون فلان سيئ العُمْلَة أي المعاملة، أي لا يفي ما عليه من الدَيْن في وقته (محيط المحيط).
عَمَليّ، الصنائع العملية: الصنائع اليدوية مثل تجليد الكتب والتذهيب. (المقري 2: 105).
وانظر مادة سَفر.
الآلات العملية: الآلات التي تستخدم في الصنائع العملية: الصنائع اليدوية ففي كتاب الخطيب (مخطوطة باريس ص1 ق): صناع اليد محكم لعمل كثير من الآلات العملية.
عَمَلِيّ: مصطنع. (بوشر).
دعوى عملي: مسألة رياضية. (بوشر).
عَمِيل: والجمع عُمَلاء: عند التجار من تعامله ويعاملك في التجارة. (بوشر، محيط المحيط).
عَمِيل: وكيل التاجر في الجهات. (محيط المحيط).
عمالة: في مصطلح التجارة: عمولة، هي ما يأخذه الدلال من التاجر أجرة عمله (محيط المحيط).
عمالة: مكس، رسم المرور، والعبور ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص45 ق) في كلامه عن قنطرة: قد سبلَّها على المسلمين للعبور عليها في مصالحهم دون قَبَالَة ولا اجازة عَمَالَةٍ. (وضبط الكلمات هذا في المخطوطة).
عمالة: وظيفة جابي الضرائب (معجم البلاذري).
أهل العمالة: موظفو ديوان المالية (ابن جبير ص335).
عمالة: محصول الضرائب (معجم البلاذري).
عمالة: منطقة، مقاطعة، إقليم، رستاق، إيالة، ولاية. (معجم الادريسي).
عمالة: حرفة العامل في لبنان (محيط المحيط. وانظر: عامل.
عمولة: في ألف ليلة (برسل 10: 302): هذا المنديل من أين لك فقال له نور الدين هذا شغل والدتي عملته لي عمولة. وفي طبعة ماكن: عملته ماكن: عملته لي بيدها.
عَمَّال: عامل، من يعمل في مهنة أو صنعة. (فوك) وفي رياض النفوس (ص88 و): كان أخي منذ قدم من الحجّ سلّم إليَّ الحانوتَ فتوليته وقُمْتُ به مع العمالين.
عَمال: وكيل، نائب، مندوب، منتدب (هلو).
عَمَّال: سمسار، وسيط، دلاّل، (هلو).
عَمَّال: عامل، والي. (هلو).
عمال مركب: نوتي، بحار. (بوشر).
عَمَّال: أرض مزروعة، ضد بَطّال أي أرض بور، أرض بلا زرع. (الترجمة القديمة للعقد الصقلي عند ليلو ص14).
عَمَّال: تدل على استمرار العمل في لغة العامة والسياق يدل على هذا المعنى، أو يدل عليه عند ذكر اسم الفاعل. (فليشر معجم ص66) وقد نقل هذه الأمثلة التي استخرجها من ألف ليلة، وهي: ولا زال عمال حتى أقبل على الزقاق. أي ولا زال دائبا على المشي حتى أقبل الخ.
والبخور عمال. أي البخور مستمر بلا انقطاع. ولا زال سائق عمال إلى أن جاء إلى بيت نور الدين. أي ولا زال يسوق حصانه إلى أن الخ. ومن هذا فان العامة تستعمل كلمة عمال أو مختصرهم عم. يليهما. فعل مضارع للدلالة على تخصيص المضارع بالحال. ففي معجم بوشر: عمّال يتغذّى، أي يتغذى الآن. وعمال يطلع الفجر، أو عمال يشقّ الفجر، أي بدأ الفجر يطلع الآن. وكذلك في محيط المحيط وفي قصة عنتر (ص19): بني زياد عمالين يبغضوا ولدى لان مالهم مثله. وفيها (ص29): وهو عمال يصنع طعامه.
عامل: زرّاع، مزَارع. (معجم البلاذري).
عامِل: أكّار، مستأجر مزرعة (همبرت ص177).
عامِل: صَانع، صانع. (معجم الادريسي).
عامل: خزفي، وصانع الخزف. (ألكالا) دار العامل: دكان الخزفي، ومصنع الخزف. (ألكالا) وانظره في مادة عَمَل.
عوامل الخراج: المكلفون بدفع الضريبة والخراج (تاريخ البربر 2: 4).
عامِل، عند أهل لبنان: من تولى مقاطعة، وهو دون المدير وفوق شيخ الصلح. (محيط المحيط).
عامِليَّة، عند أهل لبنان هو ما تولاّه العامل. (محيط المحيط).
تَعَمُّل: المشي الرُوَيد في دورات الطواف الأربعة الأخيرة حول الكعبة. (برتون 2: 191).
تَعامُل: مُعاملة، أسلوب التصرف مع شخص ما. (بوشر).
مَعْمَل، والجمع مَعامِل: مصنع. (صفة مصر 18 قسم 2 ص139).
مَعْمَل: مَشْغَل، محترف، ورشة، مختبر، مصنع، (بوشر، محيط المحيط).
معمل القَزَّاز: مصنع الزجاج (صفة مصر 12: 405، 475).
معمل الفَروُّج أو الفراخ: مفرخ اصطناكي، لتفقيس الفراخ. (صفة مصر 17: 246، لين عادات 2: 5).
مَعْموُل: مقلدَ، مزوّر، مزيف، مستعار، مصطنع (ألكالا) وفيه: فلسفة معمولة أي تقليدية.
مَعْمُول. نقود معمولة: مزيفة. (معجم البلاذري).
معمول: يقول ابن البيطار، (2: 334) في كلامه عن الكافور الذي يستخرج بالتصعيد: وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منه كافور أبيض صفائح شبيهة في شكل صفائح الزجاج الذي يصعد فيها ويدعى المعمول.
مَعْمُول: شيء مصنوع. (معجم الادريسي).
مَعْمُول: نوع من البقسماط، البسكويت. (بوشر، محيط المحيط) والواحدة معمولة.
معمول احذف من معجم فريتاج ومن معجم لين الذي تابعه المعنى غبي، أحمق، أبله، فالكلمة تحريف ممعول. وقد صححها فريتاج في طبعة كتاب الأمثال للميداني (2: 928).
مُعامِل: مموّن، مجّهز. ففي الفرج بعد الشدة (مخطوطة رقم 61 ص209): أضقتُ إضاقةً بلغت منها الغاية حتى ألحَّ عليَّ الخَّباز والبقَّال والقصَّاب وسائر المعاملين ولم يبق لي حيلة. وبعد ذلك: فأحضرت المعاملين فقضيتُ جميع ديوني. وفي ألف ليلة (2: 305) نفس القصة. (ألكالا). مُعاملة: سلوك، تصرف. (بوشر).
مُعامَلة: مقايضة، تبادل، تبديل. (ألكالا).
مُعَامَلة: صيرفة. (بوشر).
معاملات: أعمال تجارية. (أماري ص192)، وفي ألف ليلة (1: 10) كان كثير المال والمعاملات في البلاد.
معَاملة: تعاقد، اتفاق تجاري. (معجم البيان، معجم البلاذري، فوك).
مُعامَلة: نقود متعامل بها. (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 500).
درهم معاملة: نقود رائجة الاستعمال. (دي ساسي طرائف 3: 383) وانظر أماري (ديب ص443 رقم ب): معاملة دراهم: توظيف النقود (بوشر).
معاملات: أعمال تجارية، مشاريع تجارية. (فاندنبرج ص17).
المعاملات الديوانية: نوع من الضرائب. (مملوك 1، 1: 37).
مُسْتَعمل. ريح مستعملة: ريح ملائمة. ففي الإدريسي (القسم الأول الفصل السادس): الخروج منه (الجون) صعب ألا أن يكون بريح مستعملة.
مُسْتعمْل: يظهر أن معناها ما صنعه الخياط.
ففي رياض النفوس (ص95 ق): رزمة فيها جُبَّة شرب رفيعة مستعملة. ويسميها المؤلف بعد ذلك: جبة جديدة.
مستعمل مركب: نوتي، (بوشر).
مُستْعْملة: مبولة، قصرية، إناء يوضع في الغرفة يبال فيه بالليل. (بوشر، همبرت ص203، محيط المحيط في مادة خَدَّامة).
كرسي فيه مستعملة: كرسي بيت الخلاء، كرسي فيه قصرية. منصع. (بوشر).
عمل
اعْتَمَلَ: عَمِلَ لِنَفْسِه خاصَّةً. وبِنَفْسِه أيضاً. وتَعَمَّلَ فيه: تَعَنّى. وما عَمِلَتْه - بكَسْر الميم -: إذا أنَّث. فإن ذَكَّرَ قُلْتَ: عَمَلَه. وهو حَسَنُ العِمْلَةِ: أي العَمَل. والعَمْلَةُ: للمَرَّة.
وهو خَبِيثُ العِمْلَةِ والخِمْلَة: أي البِطانَةِ. وأعْمَلْتُ الرَّأْيَ وغيرَه. قال أبو سعيد: يُقال للجَمَلِ: يَعْمَلٌ: اسْمٌ له من العَمَل، كما يُقال للنّاقة: يَعْمَلَةٌ، وامْتَنَعَ الخَليلُ منه، قال:
إذْ لا أزالُ على أقْتاد ناجِيَةٍ ... صَهبَاءَ يَعْمَلَةٍ أو يَعْمَلَةٍ جَمَلِ
أرادَ: أو جَمَلٍ يَعْمَلٍ. وعَمَّلْتُهم وأعْمَلْتُهم: أعْطَيْتهم. والعُمَالَةُ: رِزْقُ العامِل. وعَمَّلَةُ: مَوْضَعٌ. وعامِلُ الرُّمْحِ: دُوْنَ الثَّعْلَب قَليلاً ممّا يَلي السِّنانَ.
ع م ل

تقول: أعط العامل عمالته، ووفّه جعالته. وفلان ابن عمل إذا كان قوياً عليه. ويقال لمشاة اليمن: بنو عمل. قال:

فذكر الله وسمّى ونزل ... بمنــزل ينزله بنو عمل

لا ضفف يشغله ولا ثقل ويقال للذين يعملون بأيديهم في طين وبناء ونحوه: العملة. وإنه لحسن العملة. ويقال: من الذي عمّل عليكم أي نصب عاملاً. والرجل يعتمل لنفسه ويستعمل غيره. ويعمل رأيه. ويتعمّل في حاجات المسلمين أي يتعنّى ويجتهد. وأنشد سيبويه:

إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل

بمعنى إن لم يعلم. وأنشد الجاحظ لبشامة بن الغرير:

وجدت أبي فيهم وجدّي كلاهما ... يطاع ويؤتى أمره وهو محتبى

فلم أتعمل للسيادة فيهم ... ولكن أتتني طائعاً غير متعب

وناقة عملة وعمّالة ويعملة: فارهة. قال عبد الله ابن رواحة:

يا زيد زيد اليعملات الذبل

وأراد الجعدي بقوله:

وترقبه بعاملة قذوف ... سريع طرفها قلق قذاها

العين. وخانت المطهم عوامله أي قوائمه، الواحدة: عاملة. وتقول: الرمح بعامله، والفرس بعوامله.

كثر

(كثر) الشَّيْء جعله كثيرا
كثر: {الكوثر}: نهر في الجنة. وكوثر: فوعل من الكثرة.
(كثر) الشَّيْء كثرا وَكَثْرَة خلاف قل فَهُوَ كثر وَكثير وكثار
كثر.

وكثر ثَمَر قَالَ أَبُو عُبَيْد وَغَيره: الكَثَر جُمَّار النّخل فِي كَلَام الْأَنْصَار وَهُوَ الجذب أَيْضا
(ك ث ر) : (الْكَثْرَةُ) خِلَافُ الْقِلَّةِ وَتُجْعَلُ عِبَارَةً عَنْ السَّعَةِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُمْ الْخَرْقُ الْكَثِيرُ وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ثَلَاثُ أَصَابِعَ (وَبِهِ سُمِّيَ) كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ أَدْرَكَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا (الْكَثْرُ) فِي (ث م) .
(ك ث ر) : وَالْكَثْرُ الْجُمَّارُ وَهُوَ شَيْءٌ أَبْيَضُ رَخْصٌ يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِ النَّخْلِ وَمَنْ قَالَ هُوَ حَطَبٌ أَوْ قَالَ صِغَارُ النَّخْلِ قَدْ أَخْطَأَ (وَثَمَرَةُ) السَّوْطِ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ وَاحِدَةِ ثَمَرِ الشَّجَرِ وَهِيَ عَذَبَتُهُ وَذَنَبُهُ وَطَرَفُهُ وَفِي الْمُجْمَلِ ثَمَرُ السِّيَاطِ عُقَدُ أَطْرَافِهَا (وَمِنْهُ) يَأْمُرُ الْإِمَامُ بِضَرْبِهِ بِسَوْطٍ لَا ثَمَرَةَ لَهُ يَعْنِي الْعُقْدَةَ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ لِمَا ذَكَرَ الطَّحَاوِيُّ أَنَّ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - جَلَدَ الْوَلِيدَ بِسَوْطٍ لَهُ طَرَفَانِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ ذَنَبَانِ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً فَكَانَتْ الضَّرْبَةُ ضَرْبَتَيْنِ.
ك ث ر

خير كثير وكوثر: بليغ الكثرة. قال الكميت:

وأنت كثير يا ابن مروان كوثر ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا

وتكوثر الغبار. قال حسّان بن نشيبة:

أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا وكاثروهم فكثروهم: كانوا أكثر منهم. قال الأعشى:

ولست بالأكثر منهم حصًى ... وإنما العزة للكاثر

والحمد لله على القلّ والكثر: على القلّة والكثرة وله كثر المال أي أكثره، وأكثر الله ماله وكثّره، وهو مكثر: مثرٍن وكثر ماله، وتكاثرت أمواله، وتكثّر بشيء غيره، وتكثّر من العلم، يقال: تقلل من العلم لتحفظ وتكثّر منه لتفهم. وهو يستكثر القليل. واستكثر من المال. ورجل مكثور: مغلوب في الكثرة، ومكثور عليه: كثر من يطلب إليه المعروف. ورجل وامرأة مكثار: مهذار.
كثر
الكَثْرَةُ: نماَءُ العَدَد. وكاثَرْناهم فَكَثَرْناهم، وبعضٌ يقول: كَثُرْناهم.
وكُثْرُ الشَّيْءِ: أكْثَرُه.
ورَجُلٌ مُكْثِرٌ من المالِ، ومَكْثُوْرٌ عليه: إذا كَثُرَ طُلاّبُ مَعْرُوْفه.
وأكْثَرْتُ الشَّيْءَ إكْثاراً، وكَثرْتُه تَكْثِيراً.
والكُثْرُ من المالِ: الكَثِيرُ، يُقال: الحَمْدُ للَّهِ على القُل والكُثْرِ. وكذلك الكُثَارُ.
والكُثْرى من النَبِيْذِ: الاسْتِكْثارُ منه.
ورَجُلٌ مِكْثَارٌ وامْرَأةٌ كذلك: للكَثِيرَي الكَلام.
والكَوْثَرُ: نَهَرٌ في الجَنَّةِ خاصَّةً، وقيل: هو الخَيْرُ الذي أعْطى اللَّهُ عَز وجلَّ النَّبِيَّ - عليه السَّلامُ - وأُمَتَه يوم القِيامَة.
وتَكَوْثَرَ النَّقْعُ والعَجَاجُ: الْتَفَّ بعضُه على بعض. والكَوْثَرُ: العَجَاجُ والغُبَارُ.
والكَوْثَرُ: الرَّجُلُ السَّخِيُّ السَّمْحُ. وهو من أعضاءِ البَعِيرِ: الكَثِيرُ اللَّحْم، وهو فَوْعَلٌ من الكَثْرَة، ويُقال: كَيْثَرٌ أيضاً.
والكَوْثَرُ: الكَثِيرُ العَطاءِ والخَيْرِ. والكَثَرُ: جُمّارُ النَّخْل.
ك ث ر: (الْكَثْرَةُ) ضِدُّ الْقِلَّةِ. وَالْكِثْرَةُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَقَدْ (كَثُرَ) يَكْثُرُ بِالضَّمِّ (كَثْرَةً) فَهُوَ (كَثِيرٌ) وَقَوْمٌ (كَثِيرٌ) وَهُمْ كَثِيرُونَ. وَ (أَكْثَرَ) الرَّجُلُ كَثُرَ مَالُهُ. وَ (كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ غَلَبُوهُمْ بِالْكَثْرَةِ. وَ (اسْتَكْثَرَ) مِنَ الشَّيْءِ (أَكْثَرَ) مِنْهُ. وَ (الْكُثْرُ) بِالضَّمِّ الْمَالُ الْكَثِيرُ، يُقَالُ: مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ. وَيُقَالُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْقُلِّ وَ (الْكُثْرِ) ، وَالْقِلِّ وَ (الْكِثْرِ) بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَ (التَّكَاثُرُ) (الْمُكَاثَرَةُ) . وَ (الْكَوْثَرُ) مِنَ الرِّجَالِ السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ، وَالْكَوْثَرُ مِنَ الْغُبَارِ الْكَثِيرُ. وَالْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ. وَ (الْكَثَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُمَّارُ النَّخْلِ وَقِيلَ: طَلْعُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ» . 
باب الكاف والثاء والراء معهما ك ث ر، ك ر ث مستعملان فقط

كثر: [الكَثْرَةُ: نماء العدد] ، كثر الشيء كثرة فهو كثير. و [تقول] : كاثرناهم [فَكَثرناهم] . وكُثْرُ الشيء: أكْثَرُهُ، وقله: أقله. ورجل مُكْثِرٌ: كثيرُ المال. ورجل مكثور عليه، أي: كَثُر من يطلب إليه معروفه. ورجل مِكثارٌ، وامرأة مِكثارٌ، وهما الكثيرا الكلام. وأكثرتُ الشيء، وكَثّرته: جعلته كثيراً. والكَوْثَرُ: نهر في الجنة يتشعب منه أكثرُ أنهار الجنة. وعن عائشة: من أراد أن يسمع خرير الكَوْثَرُ فليدخل إصبعه في أذنه. ويقال: بل الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه النبي ص. والكَثْرُ [والكَثَرُ] : جمار النخل، ويقال: الكَثْر: الجذب وهو الجمار أيضاً. قال الضرير: الجذبُ: نخل ينبت في جذوع النخل، فيجذب، ويؤكل جماره، أي: يقلع.

كرث: اكترث: فعل لازم من قولك: ما كرثني هذا الأمر، أي: ما بلغ مني المشقة. كرثته أَكْرِثُه كَرْثاً، جزم. والكُرّاثُ: بقلة ممدودة، إذا تركت خرج من وسطها طاقة طويلة تبزر . والكُرَّاث: الهليون، وهو ذو الباءة. والكَرِيثُ هو المكروث.
ك ث ر : كَثُرَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَكْثُرُ كَثْرَةً بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْكَسْرُ قَلِيلٌ وَيُقَالُ هُوَ خَطَأٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ الْكُثْرُ وَالْكَثِيرُ وَاحِدٌ وَهُوَ وِزَانُ قُفْلٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ كَثَّرْتُهُ وَأَكْثَرْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} [هود: 32] وَاسْتَكْثَرْتَ مِنْ الشَّيْءِ إذَا أَكْثَرْتَ فِعْلَهُ وَقَوْلُ النَّاسِ أَكْثَرْتُ مِنْ الْأَكْلِ وَنَحْوِهِ يَحْتَمِلُ الزِّيَادَةَ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِلْبَيَانِ عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ أَكْثَرْتُ الْفِعْلَ مِنْ الْأَكْلِ وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ وَاسْتَكْثَرْتُهُ عَدَدْتُهُ كَثِيرًا قَالَ يُونُسُ وَيُقَالُ رِجَالٌ كَثِيرٌ وَكَثِيرَةٌ وَنِسَاءٌ كَثِيرٌ وَكَثِيرَةٌ وَأَكْثَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ مَالُهُ وَالْكَثَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجُمَّارُ وَيُقَالُ الطَّلْعُ وَسُكُونُ الثَّاءِ لُغَةٌ وَعَدَدٌ كَاثِرٌ أَيْ كَثِيرٌ وَالْكَوْثَرُ فَوْعَلٌ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَقِيلَ هُوَ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. 
[كثر] الكثرة: نقيض القلة. ولا تقل الكثرة بالكسر، فإنها لغة رديئة. وقد كثر الشئ فهو كثير. وقوم كَثيرٌ، وهم كَثيرونَ. وأكْثَرَ الرجل، أي كثر ماله. ويقال: كاثرناهم فكثرناهم، أي غلبناهم بالكثرة. ومنه قول الكميت يصف الكلاب والثور: وعاث في غابرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ * نحرَ المكافئ والمكثور يهتبل - والعثعثة: اللين من الارض. والمكافئ: الذى يذبح شاتين إحداهما مقابلة الاخرى، للعقيقة. ويهتبل: يفترص ويحتال. واستكثرت من الشئ، أي أكثرت منه. والكُثْرُ بالضم من المال: الكَثيرُ. ويقال: ماله قُلٌّ ولا كُثْرٌ. وأنشد أبو عمرو لرجل من ربيعة : فإنَّ الكُثْرَ أعياني قديماً * ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ - يقال: الحمد لله على القلِّ والكُثْرِ، والقلِّ والكِثْرِ. والتكاثُرُ: المُكاثَرةُ. وعددٌ كاثِرٌ، أي كَثيرٌ. قال الأعشى: ولستَ بالأكْثَرِ منهم حصًى * وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ - وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. ابن السكيت: فلان مكثور عليه، إذا نفد ما عنده وكثرت عليه الحقوق، مثل مثمود، ومشفوه، ومضفوف. والكوثر من الرجال: السيد الكَثيرُ الخير. قال الكميت: وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَروانَ طيِّبٌ * وكان أبوك ابنُ العقائِلِ كَوْثَرا - والكَوْثَرُ من الغبار: الكَثيرُ. وقد تَكَوْثَرَ. قال الشاعر :

وقد ثارَ نقع الموتِ حتى تكوثرا * والكوثر: نهر في الجنة. والكثار بالضم: الكثير. والكثرُ: جمار النخل، ويقال طَلعها. وفي الحديث: " لا قَطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ ". وقد أكْثَرَ النخل، أي أطلع.
كثر
قد تقدّم أنّ الْكِثْرَةَ والقلّة يستعملان في الكمّيّة المنفصلة كالأعداد . قال تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً
[المائدة/ 64] ، وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
[المؤمنون/ 70] ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ [الأنبياء/ 24] ، قال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
[البقرة/ 249] ، وقال:
وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً [النساء/ 1] ، وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ [البقرة/ 109] إلى آيات كثيرة، وقوله: بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [ص/ 51] فإنه جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدّنيا، وليست الْكَثْرَةُ إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل، ويقال: عدد كَثِيرٌ وكُثَارٌ وكَاثِرٌ: زائد، ورجل كَاثِرٌ: إذا كان كَثِيرَ المال، قال الشاعر:
ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر
والْمُكَاثَرَةُ والتّكَاثُرُ: التّباري في كثرة المال والعزّ. قال تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر/ 1] وفلان مَكْثُورٌ، أي: مغلوب في الكثرة، والمِكْثَارُ متعارف في كثرة الكلام، والكَثَرُ:
الجمّار الكثير، وقد حكي بتسكين الثاء، وروي:
«لا قطع في ثمر ولا كَثْرٍ» وقوله: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ
[الكوثر/ 1] قيل: هو نهر في الجنّة يتشعّب عنه الأنهار، وقيل: بل هو الخير العظيم الذي أعطاه النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وقد يقال للرّجل السّخيّ: كَوْثَرٌ، ويقال: تَكَوْثَرَ الشيءُ: كَثُرَ كَثْرَةً متناهية، قال الشاعر:
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا

كثر


كَثَرَ(n. ac. كَثْر)
a. Outnumbered. _ast;

كَثُرَ(n. ac. كَثْرَة
كِثْرَة
كَثَاْرَة)
a. Was numerous, many; was much, abundant; increased;
multiplied; accumulated.
b. [Min], Happened, occurred to constantly; was frequently
done by.
c. [Fī], Occupied himself much with.
d. ['Ala], Multiplied against, swarmed upon.
كَثَّرَa. see IV (a)
كَاْثَرَa. Vied, competed with, rivalled in number.
b. see X (b)
أَكْثَرَa. Increased, augmented, added to; multiplied; made
numerous, many.
b. [Min], Did much, often.
c. [Fī], Was profuse in (speech); was loquacious, made many words.
d. Brought, did, said much; became abundant; became
rich.
e. Put forth its spadix (palm-tree).

تَكَثَّرَa. see (كَثُرَ) (a).
b. [Bi], Was profuse in.
c. [Min], Endeavoured to acquire much of.
d. [Bi], Boasted, bragged about.
تَكَاْثَرَa. Vied together as to number.
b. Became numerous; multiplied.
c. see (كَثُرَ) (d).
إِسْتَكْثَرَ
a. [Min], Desired, wished for much of.
b. Asked much (water) of.
c. Considered much, abundant, many.
d. [acc. & Bi] [ coll. ], Gave many (
thanks ) to, thanked much.
كَثْرa. see 4 & 25
كَثْرَةa. Muchness; abundance, plenty; large quantity or number;
copiousness; plenteousness, plentifulness; numerousness;
multiplicity, multitudinousness.
b. Large number; numbers; many; multitude.
c. Plurality, majority.
d. Frequency.
e. Richness, wealthiness.

كِثْرa. Much.
b. see 1t
كِثْرَةa. see 1t (a) (b), (c), (d).

كُثْرa. see 1t (a) (b), (c), (d)
&
كِثْر
(a).
f. The greater or main part of.

كُثْرَىa. Excess; overplus.

كَثَرa. Heart, spadix ( of a palmtree ).

أَكْثَرُa. More; most.
b. Most numerous.
c. Most frequent.

أَكْثَرِيّa. see 14 (c)
مَكْثَرَةa. Cause of abundance, of increase.

كَاْثِرa. see 25
كِثَاْرa. see 24 (a)
كُثَاْرa. Crowds, multitudes, swarms; concourse; troops.
b. see 25 (a)
كَثِيْرa. Much; abundant, copious, plenteous, plentiful; many
numerous, multitudinous.
b. Large (number).
كَثِيْرَةa. fem. of
كَثِيْرb. Much of.

مِكْثَاْرa. Loquacious, talkative; talker, babbler.

N. P.
كَثڤرَa. Outnumbered.

N. Ag.
أَكْثَرَa. Rich, wealthy.

N. Ac.
تَكَاْثَرَa. Increase, multiplication.
b. Frequency.

كَوْثَر
a. see 25 (a) (b).
c. Generous lord or master.
d. River.
e. [art.], A certain river in Paradise.
كَيْثَر
a. see 25 (a)
& كَوْثَر ( c).
مِكْثِيْر
a. see 45
كَثِيْرًا
a. Much.
b. see infra.

بِتَكَاثُر
a. Often, frequently.

أَكْثَرِيًّا
a. Mostly; generally.

أَكْثَر النَّاس
a. Most men, the majority of people.

مَكْثُوْر عَلَيْهِ
a. Overwhelmed with debt.
b. Frequented, thronged (place).
الْكَاف والثاء وَالرَّاء

الْكَثْرَة، وَالْكَثْرَة، والكثر، نقيض الْقلَّة.

والكثر: مُعظم الشَّيْء وَأَكْثَره.

كثر كثارة، فَهُوَ كثير، وكثار، وَكثر، وَقَوله تَعَالَى: (والعنهم لعناً كثيرا) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: ذمّ عَلَيْهِ. وَهُوَ رَاجع إِلَى هَذَا، لِأَنَّهُ إِذا دَامَ عَلَيْهِ كثر.

وَكثر الشَّيْء: جعله كثيرا.

وَأكْثر الله مثلك: أَي أَدخل، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وَرجل مكثر: ذُو كثر من المَال.

ومكثار، ومكثير: كثير الْكَلَام، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى، بِغَيْر هَاء.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون، لِأَن مؤنثه لَا تدخله الْهَاء.

والكاثر: الْكثير، قَالَ الْأَعْشَى:

وَلست بِالْأَكْثَرِ مِنْهُم حَصى ... وَإِنَّمَا الْعِزَّة للكاثر

الْأَكْثَر هَاهُنَا: بِمَعْنى: الْكثير، وَلَيْسَت للتفضل، لِأَن الْألف وَاللَّام و" من " تتعاقبان فِي مثل هَذَا، وَقد يجوز أَن تكون للتفضيل وَتَكون " من " غير مُتَعَلقَة بالاكثر، وَلَكِن على قَول أَوْس بن حجر:

فَإنَّا رَأينَا الْعرض أحْوج سَاعَة ... إِلَى الصون من ريط يمَان مسهم

وَرجل كثير، يَعْنِي بِهِ: كَثْرَة آبَائِهِ وضروب عليائه.

وَفِي الدَّار كثار، وكثار من النَّاس: أَي جماعات، وَلَا يكون إِلَّا من الْحَيَوَان.

وكاثروهم فكثروهم يكثرونهم: كَانُوا اكثر مِنْهُم. وكاثره المَاء، واستكثره إِيَّاه: إِذا أَرَادَ لنَفسِهِ مِنْهُ كثيرا ليشْرب مِنْهُ، وَإِن كَانَ المَاء قَلِيلا.

واستكثر من الشَّيْء: رغب فِي الْكثير مِنْهُ.

وَرجل مكثور عَلَيْهِ: كثر عَلَيْهِ من يطْلب مِنْهُ الْمَعْرُوف.

والكوثر: الْكثير من كل شَيْء.

والكوثر: الْكثير الملتف من الْغُبَار، هذلية، قَالَ أُميَّة:

يحامي الْحقيق إِذا مَا احتد من ... وحمحمن فِي كوثر كالجلال

وَقد تكوثر.

وَرجل كوثر: كثير الْعَطاء وَالْخَيْر.

والكوثر: السَّيِّد الْكثير الْخَيْر، قَالَ الْكُمَيْت:

وَأَنت كثير يَا بن مَرْوَان طيب ... وَكَانَ أَبوك ابْن العقائل كوثرا

والكوثر: النَّهر، عَن كرَاع.

والكوثر: نهر فِي الْجنَّة، يتشعب مِنْهُ جَمِيع أنهارها وَهُوَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر) وَقيل: الْكَوْثَر هَاهُنَا: الْخَيْر الَّذِي يُعْطِيهِ الله امته يَوْم الْقِيَامَة، وَكله رَاجع إِلَى معنى: الْكَثْرَة.

والكثر، والكثر، جمار النّخل، أنصارية وَمِنْه الحَدِيث: " لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر) .

وَقيل: الكثر: الْجمار عَامَّة.

واحدته: كَثْرَة.

وَكثير: اسْم رجل، وَمِنْه: كثير بن أبي جُمُعَة وَقد غلب عَلَيْهِ لفظ التصغير.

وكثيرة: اسْم امْرَأَة.

والكثيراء: عقير مَعْرُوف.
كثر: كثر: زاد، كثّر، وفّر، أوفر، (معجم البلاذري).
كَثَّر (بالتشديد): زاد وكَثَّر: جاوز الحدّ، غالى، أفرط، جاوز القدر. (بوشر).
كثّر الله خيرَك: جُزيت خيراً، أشكر فضلك أو جميلك، تُقال لمَنْ قدَّم هدية. (بوشر).
كثَّر خيرك: شكراً جزيلاً، لكح جزيل الشكر. (بوشر).
كثَّر على فلان: اغتابه، ذكر معايبه ومثالبه ومساوئه ومقابحه، ففي الفخري (ص339): كثَرُوا (كَثَّروا) عليه عند الخليفة.
كثَّر قاطع الطريق: حاول أن يوحي بالخوف إلى مسافر بتهديده ووعيده. (الماوردي تفسير سخيف).
تكثير: تدلّ على كَمْ عند النحويين (المقري 518:2).
كاثَر: كان أكثر عدداً. (معجم البلاذري).
كاثَر: هجم على، صاول، صادم، أغار. (معجم بدرون).
كاثَر: غلب، انتصر، قهر. (معجم البلاذري).
المكاثرة بالماء: استعمال كثير من الماء في الوضوء مثلاً. (معجم التنبيه).
أكثر. أكثر في كلامه: أطال الكلام. (فوك).
أكثر في: أطال الكلام في. (معجم بدورن، دي يونج). ويقال أيضاً: أكثر في ذكر الشيء بهذا المعنى (معجم أبي الفدا).
وأكثر من ذكر الشيء بهذا المعنى. يقال: أكثروا له من الدعاء والشكر. وأكثرت العرب من مراثي المفتولين. (معجم أبي الفدا).
أكثر على فلان (بتقدير القيل والقال مثلاً): عنَّفه ووبَّخه وشتمه، أو تشكَّى منه. (معجم أبي الفدا). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص298): فكتب سليمن بن أسود إلى الأمير رقة يُكْثر على عبد الله بن خالد ويصف تناقله (تَثاقُله).
أكثر: غنّي، ثريّ. وليس أرغس وأغنى وموّل كما جاء في جوليوس- فريتاج. (معجم البلاذري).
تكثّر: ليس معناها تكلَّف الكثرة (فريتاج) بل تفوّق على غيره، وفاقه، وفضله، وصار خيراً منه. (معجم البلاذري).
تكاثر. يقال: تكاثرت أمواله، ومنه التكاثر وهو الحرص على جمع الأموال. (المعجم الجغرافي).
استكثر. إذا تمنيت فاستكثر: إذا تمنيت فتمنٌ الكثير وارغب في الكثير (بوشر).
استكثر من: رغب في الكثير من (عباد 257:1) (صحيح في 110:3، معجم البلاذري). ويقال أيضاً: في ذلك الحين فان الرجال كانوا يستكثرون من الحرص على أحاديث النساء. أي كانوا يميلون كل الميل إلى الأحاديث التي تدور عن النساء. (الثعالبي لطائف ص70).
استكثر من: فرض ضرائب كثيرة الموارد (معجم البلاذري).
استكثرت: حصل على كثير من المعارف في علوم الحديث وروايته. ففي المقري (659:3): شرَّق وحجَّ وتطوَّف واستكثر ودوَّن رحلة سفرة. وفيه (23:1) روى عن مشيخة بلده واستكثر.
استكثره عليه: تجد أمثلة له في معجم البلاذري.
استكثر ذلك عليه: رأى أن هذا الشيء عزيز عليه وأثير عنده (الملابس ص357).
استكثر: تشكَّى، تذمَّر. (رولاند).
استكثر على فلان: تبرَّم، تذمَّر. وتجد مثالاً عليه في مادة قلق.
استكثر بخير: شكره قائلاً كثَّر الله خيرك (بوشر).
استكثر بخيره عن شيء أو على شيء: شكره على ذلك الشيء (بوشر).
استكثر بخيره عن غيرته إليه: شكره على مبادرته إليه. (بوشر).
كثر. من كثر ما: من فرط ما، من كثرة ما.
يقال مثلاً: من كثر ما بكى، ومن كثر ما أكل حصل له ضرر، ومن كثر ما كانوا الناس مزدحمين ما قدرت أدخل. (بوشر).
كَثْرة: عدد كثير من السكان، معمور، كثير الناس. كثير الرؤوس: اسم يطلقه بعضهم على القرصعنّة. (ابن البيطار 251:2).
كثير الأرجل: هو البسبايج (ابن البيطار 351:2).
كثير الركب أو كثير العُقَد: بولوغا ناطن. خاتم سليمان. (ابن البيطار351:2).
كثير الأضلاع: نبات اسمه العلمي: plantage maior ( ابن البيطار 351:2).
كثير الورق: مريافلون، ذو الألف ورقة (ابن البيطار 351:2).
كَثِرّاء: صمغ الشجر، حلوسيا (معجم الإسبانية ص186).
كَوْثَر: الشراب العذب عند المولّدين. (محيط المحيط).
كَوْثَر: السفينة الصغيرة عند المولَّدين. (محيط المحيط).
الكَوْثَريّة: قراءة سورة الكَوْثَر إلى آخر القرآن الكريم. (ابن جبير ص373 = ابن بطوطة 205:1).
أكْثَر. أكثر وما: حدّ أقصى. (فوك).
أنت الأكثر (ألف ليلة 197:3) وقد ترجمها لين بما معناه: أنت الأفضل (في الجود والسخاء والكرم).
أكْثَر: مُزَيّد. مَنْ يجعل الشيء أكثر عدداً. ففي ابن العوام (281:1) عليك أن تقرأ وفقاً لمخطوطتنا: والأرض الرخوة أعْظَمُ لشجرة وأكثَرُ لنزله.
أكْثَريّ: ما حدث عادة، ما يحدث في أكثر الأحيان (مقدمة درّة الغوَّاص ص18) وفي شيكوري (ص189 ق): وهذا ليس حُكْماً جًزْماً بل حُكْماً أكثريّاً تكسيره: من أعياد الأسرة (باربيه) غير أني لا أجرأ على أن أؤكد ان هذه الكلمة من الفعل كثر.
مُكْثَر. والجمع مكاثر: مجمع، اجتماع (دي سلان تاريخ البربر: 596:1). مَكْثُور: أنظر البيضاوي (12:1)
[كثر] فيه: لا قطع في ثمر ولا "كثر". هو بفتحتين جمار النخل وهو شحمه الذي في وسط النخلة. مف: وهو شيء أبيض وسط النخل يؤكل، وقيل: الكثر: الطلح أول ما يؤكل. نه: وفيه: نعم المال أربعون و"الكثر" ستون، هو بضم كاف: الكثير، كالقل في القليل. وفيه: إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا "كثرتاه"، أي غلبتاه بالكثرة وكانتا أكثر منه، كاثرته فكثرته أي غلبته وكنت أكثر منه. ومنه ح مقتل الحسين: ما رأينا "مكثورًا" أجرأ مقدمًا منه، المكثور: المغلوب، وهو من تكاثر عليه الناس فقهروه، أي ما رأينا مقهورًا أجرأالخل. وح: خلفاء "فيكثرون"، أي يقوم في كل ناحية شخص يطلب الإمامة. غ: "التكاثر" المفاخرة بكثرة المال. و""استكثرتم" من الإنس" اضللتم منهم كثيرًا. ش: عاد "كثره" كالعدم، هو بضم كاف: المال الكثير، و"أكثر" به بعد القلة، بضم همزة وكسر مثلثة مشددة. غ: "الكوثر" نهر في الجنة أو القرآن والنبوة، فوعل. ك: "فأكثر" الناس في البكاء، لما سمعوا من الأمور العظام الهائلة، واستكثاره صلى الله عليه وسلم من طلب السؤال كان على سبيل الغضب منه.

كثر

1 كَثُرَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. كَثْرَةٌ (Msb, TA) and كِثْرَةٌ, or this is erroneous, (Msb,) [and perhaps كُثْرَةٌ, and كُثْرٌ, or these are simple substs., (see كَثْرَةٌ, below,)] and كَثَارَةٌ, (TA,) It was, or became, much, copious, abundant, many, numerous, great in number or quantity; it multiplied; it accumulated. (S, K, TA.) كَثُرُوا عَلَيْهِ فَغَلَبُوهُ [They multiplied against him and overcame him.] (TA in art. غرق). [كَثُرَ مِنْهُ كَذَا Such a thing proceeded from him, or was done by him, much, or often.] See also 4.

A2: كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ: see 3.2 كَثَّرَ see 4.3 كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ, (S, K,) inf. n. of the former, مُكَاثَرَةٌ, (S,) [and aor. of the latter, accord. to analogy, كَثُرَ,] They contended with them for superiority in number, and overcame them therein, (S, K, TA,) or surpassed, or exceeded, them in number. (TA.) A2: See also 10.4 اكثرهُ He made it much, abundant, many, or numerous, he multiplied it; as also ↓ كثّرهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَكْثِيرٌ. (K.) b2: أَكْثَرْتُ مِنَ الشَّىْءِ and مِنْهُ ↓ استكثرتُ signify the same; (S, Msb;) i. e., أَكْثَرْتُ فِعْلَهُ [I did the thing much; lit., I made the doing of it much]: or أَكْثَرْتُ مِنَ الأَكْلِ وَنَحْوِهِ [I ate, and the like, much] presents an instance of pleonasm, [being for أَكْثَرْتُ الأَكْلَ وَنَحْوَهُ,] accord. to the opinion of the Koofees: or it is an instance of explication [of the vague signification of the verb], accord. to the opinion of the Basrees; the objective complement being suppressed, and the complete phrase being أَكْثَرْتُ الفِعْلَ مِنَ الأَكْلِ: and so in the like cases. (Msb.) [You say also أَكْثَرَ فِى الكَلَامِ He spoke, or talked, much; was profuse, or immoderate, in speech, or talk. and in like manner, فِى الأَمْرِ ↓ كَثُرَ He did, acted, or occupied himself, much in the affair.] b3: اكثر [as an intrans. v.] signifies أَتَى بِكَثِيرٍ [He brought, or he did, or he said, much]. (K.) b4: Also, [He became rich; he abounded in property;] his property became much, or abundant. (S, Msb, K.) A2: اكثر It (a palm-tree) produced, or put forth, its طَلْع [or spadix], (S, K,) i. e., its كَثَر, whence the verb. (TA.) A3: [مَا أَكْثَرَ مَالَهُ How abundant is his wealth! or how numerous are his cattle!]5 تكثّر [He endeavoured to acquire much, or abundance, of a thing]. You say تكثّر مِنَ العِلْمِ لِيَحْفَظَ [He endeavoured to acquire much knowledge, in order that he might preserve it in his memory]. And تَكثّر مِنْهُ لِيَفْهَمَ [He endeavoured to acquire much thereof in order that he might understand]. (A.) See also 10. b2: He made a vain, or false, boast of abundance, or riches; or a boast of more than he possessed; and invested himself with that which did not belong to him. (TA, voce تَشَبَّعَ, which signifies the same.) You say تكثّر بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ He made a boast of abundance, or riches, which he did not possess; syn. تَشَبَّعَ. (Msb, art. شبع.) And فُلَانٌ يَتَكَثَّرُ بِمَالِ غَيْرِهِ [Such a one makes a vain or false show of abundance or riches with the wealth or property of another]. (S.) 6 تَكَاْثَرَ i. q. 3 [but relating to more than two]. (S.) [You say تَكَاتَرُوا They contended, one with another, for superiority in number.] التَّكَاثُرُ in the Kur, ci. 1, signifies The contending together for superiority in [the amount or number of] property and children and men. (Jel.) A2: تَكَاثَرَتْ أَمْوَالُهُ [His riches multiplied by degrees]. (A.) b2: تكاثر عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَهَرُوهُ [The people multiplied by degrees against him, and overcame him, or subdued him]. (TA.) 10 استكثر مِنَ الشَّىْءِ He desired, or wished for, much of the thing. (K.) You say استكثر مِنَ المَالِ [He desired, or wished for, much of the property]. (A.) b2: استكثرهُ المَآءِ, and المَآءَ ↓ كاثرهُ, He desired of him for himself much of the water that he might drink of it: (K:) and so if the water were little. (TA.) b3: استكثر مِنَ الشّىُءِ also signifies i. q. أَكْثَرَ مِنْهُ, q. v. (S, Msb.) b4: Also استكثرهُ He reckoned it much, abundant, or many. (Msb.) You say هُوَ يَسْتَكْثِرُ الفَلِيلَ [He reckons little, or few, much, abundant, or many]. (A.) Q. Q. 2 تَكَوْثَرَ It (dust) was, or became, much, or abundant. (S.) See كُوْثَرٌ.

كَثْرٌ: see كَثِيرٌ.

A2: See also كَثَرٌ.

كُثْرٌ: see كَثْرَةٌ.

A2: The greater, or greatest, or main, part, of a thing; the most thereof. (K.) كِثْرٌ: see كَثْرَةٌ.

كَثَرٌ (S, Msb, K) and ↓ كَثْرٌ (Msb, K) The heart, or pith, (syn. جُمَّارٌ, S, Msb, K, and شَحْمٌ, and جَذَبٌ, TA,) of a palm-tree: (S, Msb, K:) of the dial. of the Ansár: (TA:) or its spadix; syn. طَلْعٌ. (S, Msb, K.) كَثْرَةٌ, (S, A, K,) and ↓ كِثْرَةٌ, (K,) or the latter should not be used, for it is a bad dial. form, (S,) or it is correct when coupled with قِلَّةٌ, for the sake of assimilation, (TA,) and ↓ كُثْرَةٌ, though the first is the best known, (Ibn-'Allán, in his Sharh el-Iktiráh,) or the last is not allowable, (TA,) and ↓ كُثْرٌ, (S, A, K,) and ↓ كِثْرٌ, (S,) Muchness; much, as a subst.; copiousness; abundance; a large quantity; numerousness; multiplicity; multitudinousness; a multitude; a plurality; a large number; numbers; and frequency: contr. of قِلَّةٌ. (S, A, K.) [See also كَثُرَ.] You say ↓ مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ He has not little nor much of property. (S.) and ↓ الحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى القُلٌّ وَالكُثْرِ, (S, A,) and ↓ عَلَى القِلِّ وَالكِثْرِ, (S,) Praise be to God for little and much. (S, * A.) [↓ كُثْرٌ is explained in the S by كَثِيرٌ, and so in one place in the TA; but it is a subst., or an epithet in which the quality of a subst. predominates.] b2: كَثْرَةٌ is also used to signify Richness, or wealthiness; syn. سَعَةٌ. (Mgh.) كُثْرَةٌ: see كَثْرَةُ.

كِثْرَةٌ: see كَثْرَةُ.

كُثَارٌ: see كَثِيرٌ.

A2: Also, and ↓ كِثَارٌ, Companies, or troops, or the like, (K, TA,) of men or animals only. (TA.) You say فِى الدَّارِ كُثَارٌ مِنَ النَّاسِ, and كِثَارٌ, In the house are companies of men. (TA.) كِثَارٌ: see كُثَارٌ.

كَثِيرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ كُثَارٌ (S, K) and ↓ كَاثِرٌ and ↓ كَثْرٌ and ↓ كَيْثَرٌ and ↓ كُوْثَرٌ (K) Much; copious; abundant; many; numerous; multitudinous. (S, A, Msb, K.) You say خَيْرٌ كَثِيرٌ, and ↓ كَيْثَرٌ, Much, or abundant, good. (A.) And قَوْمٌ كَثِيرٌ A numerous party, or people: and هُمْ كَثِيرُونَ They are many. (S.) And رِجَالٌ كَثِيرٌ, and كَثِيرَةٌ, Many men: and نِسَآءٌ كَثِيرٌ, and كَثِيرَةٌ, Many women. (Yoo, ISh, Msb.) And ↓ عَدَدٌ كَاثِرٌ, (S, Msb,) and, as some say, ↓ كَوْثَرٌ, (Msb,) and كَثِيرٌ, (K in art. بول, &c.) A large number. (S, Msb.) And ↓ غُبَارٌ كُوْثَرٌ Much dust: (S:) or much confused dust (K, TA) rising and diffusing itself: of the dial. of Hudheyl. (TA.) b2: [A large quantity, or number, مِنْ مَالٍ وَغَيْرِهِ of property, or cattle, &c.] b3: كَثِيرًا, as an adv., Much; often. (The lexicons passim.) b4: رَجُلٌ كثيرٌ [in the TA كثر: probably the right reading is ↓ كَيْثَرٌ, q. v.:] A man whose ancestors are many, and whose high deeds are various. (L.) b5: See also مُطَّرِدٌ.

كَثِيرَةٌ, with ة, [as a subst., signifying Much,] is used only in negative phrases; like [its contr.]

قَلِيلَةٌ, q. v. (Az, in TA, art. قل.) كَاثِرٌ: see كَثِيرٌ, in two places.

كُوْثَرٌ: see كَثِيرٌ, in three places.

A2: A lord, or master, (S, K,) abounding in good: (S:) a man possessing good, or much good, and who gives much or often; as also ↓ كَيْثَرٌ. (K, TA.) A3: A river. (Kr, K.) b2: And الكَوْثَرُ A certain river in paradise, (S, Msb, K,) from which flow all the [other] rivers thereof, (K,) pertaining specially to the Prophet, described as being whiter than milk and sweeter than honey and as having its margin composed of pavilions of hollowed pearls. (TA.) كَيْثَرٌ: see كَثِيرٌ, in two places: and كُوْثَرٌ.

أَكْثَرُ More, and most, in quantity, and in number. (The lexicons passim.) أَكْثَزِىٌّ Having relation to the greater number of things or cases.]

مُكْثِرٌ A man possessing wealth: (K:) or possessing much wealth. (A, TA.) مَكْثَرَةٌ A cause of rendering abundant, or multiplying; syn. مَثْرَاةٌ, q. v. (S, K in art. ثرو.) مِكْثَارٌ (A, K, TA) and ↓ مِكْثِيرٌ, (K, TA,) applied to a man, and to a woman, (A, TA,) Loquacious; talkative; a great talker; (K, TA;) a great babbler. (A.) مَكْثُورٌ Overcome in number: (S, * A:) one against whom people have multiplied by degrees (ثَكَاثَرُوا عَلَيْهِ) so that they have overcome or subdued him. (TA.) b2: مَكْثُورٌ عَلَيْهِ [A place thronged]. b3: فُلَانٌ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ Such a one has spent what he had, and claims upon him have become numerous: (S:) or such a one has many seekers of his beneficence. (A.) See also مَشْفُوفٌ.

مِكْثِيرٌ: see مِكْثَارٌ.

كثر: الكَثْرَةُ والكِثْرَةُ والكُثْرُ: نقيض القلة. التهذيب: ولا تقل

الكِثْرَةُ، بالكسر، فإِنها لغة رديئة، وقوم كثير وهم كثيرون. الليث:

الكَثْرَة نماء العدد. يقال: كَثُرَ الشيءُ يَكْثُر كَثْرَةً، فهو كَثِيرٌ.

وكُثْرُ الشيء: أَكْثَرُه، وقُلُّه: أَقله. والكُثْرُ، بالضم، من المال:

الكثيرُ؛ يقال: ما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من

ربيعة:فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قديماً،

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ

قال ابن بري: الشعر لعمرو بن حَسَّان من بني الحرث ابن هَمَّام؛ يقول:

أَعياني طلبُ الكثرة من المال وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِي إِلى

كِبَرِي، فلست من المُكْثِرِين ولا المُقْتِرِين؛ قال: وهذا يقوله لامرأَته

وكانت لامته في نابين عقرهما لضيف نزل به يقال له إِساف فقال:

أَفي نابين نالهما إِسافٌ

تَأَوَّهُ طَلَّتي ما أَن تَنامُ؟

أَجَدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ،

أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟

بَنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا،

تَغَنَّى في طوئقِه الحَمامُ

تَمَخَّضَت المَنُونُ له بيَوْمٍ

أَنَى، ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

وكِسْرى، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ

بأَسيافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ

قوله: أَبا قبيس يعني به النعمان بن المنذر وكنيته أَبو قابوس فصغره

تصغير الترخيم. والركام: الكثير؛ يقول: لو كانت كثرة المال تُخْلِدُ أَحداً

لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس. والطوائق: الأَبنية التي تعقد بالآجُرِّ. وشيء

كَثِير وكُثارٌ: مثل طَويل وطُوال. ويقال: الحمد على القُلِّ والكُثْرِ

والقِلِّ والكِثْرِ. وفي الحديث: نعم المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون؛

الكُثْرُ، بالضم: الكثير كالقُلِّ في القليل، والكُثْرُ معظم الشيء

وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَةً فهو كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ. وقوله تعالى:

والْعَنْهم لَعْناً كثيراً، قال ثعلب: معناه دُمْ عليه وهو راجع إِلى

هذا لأَنه إِذا دام عليه كَثُرَ. وكَثَّر الشيءَ: جعله كثيراً. وأَكْثَر:

أَتى بكَثِير، وقيل: كَثَّرَ الشيء وأَكْثَره جعله كَثيراً. وأَكْثَر اللهُ

فينا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ ؛ حكاه سيبويه. وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه.

وفي حديث الإِفْك: ولها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فيها أَي كَثَّرْنَ

القولَ فيها والعَنَتَ لها؛ وفيه أَيضاً: وكان حسانُ ممن كَثَّرَ عليها،

ويروى بالباء الموحدة، وقد تقدّم. ورجل مُكْثِرٌ: ذو كُثْرٍ من المال؛

ومِكْثارٌ ومِكْثير: كثير الكلام، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال سيبويه: ولا

يجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء. والكاثِرُ: الكَثِير.

وعَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِير؛ قال الأَعشى:

ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى،

وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ

الأَكثر ههنا بمعنى الكثير، وليست للتفضيل، لأَن الأَلف واللام ومن

يتعاقبان في مثل هذا؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن تكون للتفضيل وتكون من غير

متعلقة بالأَكثر، ولكن على قول أَوْسِ بن حَجَرٍ:

فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً،

إِلى الصِّدْقِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ

ورجل كَثِيرٌ: يعني به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ عَلْيائة. ابن شميل عن

يونس: رِجالٌ كَثير ونساء كَثِير ورجال كَثيرة ونساء كَثِيرة. والكُثارُ،

بالضم: الكَثِيرُ. وفي الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جماعات، ولا يكون

إِلا من الحيوانات.وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ.

وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ يَكْثُرونَهُمْ: كانوا أَكْثَرَ منهم؛ ومنه قول

الكُمَيْتِ يصف الثور والكلاب:

وعاثَ في غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ

نَحْرَ المُكافئِ، والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ

العَثْعَثَة: اللَّيِّنْ من الأَرض. والمُكافئُ: الذي يَذْبَحُ شاتين

إِحداهما مقابلة الأُخرى للعقيقة. ويَهْتَبِلُ: يَفْتَرِصُ ويَحْتال.

والتَّكاثُر: المُكاثَرة. وفي الحديث: إِنكم لمع خَلِيقَتَيْنِ ما كانتا مع

شيء إِلا كَثَّرتاه؛ أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا أَكْثَر منه.

الفراء في قوله تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زُرْتُم المقابر؛ نزلت في

حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وهم بنو عبد مناف وبنو سَهْم

فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بني سهم، فقالت بنو سهم: إِن البَغْيَ أَهلكنا في

الجاهلية فعادُّونا بالأَحياء والأَموات. فكَثَرَتْهم بنو سَهْم، فأَنزل الله

تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر؛ أَي حتى زرتم الأَموات؛ وقال

غيره: أَلهاكم التفاخر بكثرة العدد والمال حتى زرتم المقابر أَي حتى متم؛

قال جرير للأَخطل:

زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ،

فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها

(* وفي رواية أخرى: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها)

فجعل زيارةَ القبور بالموت؛ وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. وكاثَره

الماءَ واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيراً ليشرب منه، وإِن كان

الماء قليلاً. واستكثر من الشيء: رغب في الكثير منه وأَكثر منه أَيضاً.

ورجل مَكْثُورٌ عليه إِذا كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ، وفي

الصحاح: إِذا نَفِدَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ

ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ. وفي حديث قَزَعَةَ: أَتيتُ أَبا سعيد وهو مَكْثُور عليه.

يقال: رجل مكثور عليه إِذا كَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ؛ أَراد أَنه

كان عنده جمع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنهم كان لهم عليه حقوق

فهم يطلبونها. وفي حديث مقتل الحسين، عليه السلام: ما رأَينا مَكْثُوراً

أَجْرَأَ مَقْدَماً منه؛ المكثور: المغلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس

فقهروه، أَي ما رأَينا مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه.

والكَوْثَر: الكثير من كل شيء. والكَوْثَر: الكثير الملتف من الغبار

إِذا سطع وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قال أُمَيَّةُ يصف حماراً وعانته:

يُحامي الحَقِيقَ إِذا ما احْتَدَمْن،

وحَمْحَمْنَ في كَوْثَرٍ كالجَلالْ

أَراد: في غُبار كأَنه جَلالُ السفينة. وقد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر؛

قال حَسّان بن نُشْبَة:

أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ،

وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتى تَكَوْثَرا

وقد تَكَوْثَرَ. ورجل كَوْثَرٌ: كثير العطاء والخير.

والكَوْثَرُ: السيد الكثير لخير؛ قال الكميت:

وأَنتَ كَثِيرٌ،يا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ،

وكان أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا

وقال لبيد:

وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَكَوْثَرُ

والكَوْثَرُ: النهر؛ عن كراع. والكوثر: نهر في الجنة يتشعب منه جميع

أَنهارها وهو للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة. وفي حديث مجاهد: أُعطِيتُ

الكَوْثَر، وهو نهر في الجنة، وهو فَوْعَل من الكثرة والواو زائدة، ومعناه

الخير الكثير. وجاء في التفسير: أَن الكوثر القرآن والنبوّة. وفي

التنزيل العزيز: إِنا أَعطيناك الكوثر؛ قيل: الكوثر ههنا الخير الكثير الذي

يعطيه الله أُمته يوم القيامة، وكله راجع إِلى معنى الكثرة. وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الكوثر نهر في الجنة أَشد بياضاً من اللبن

وأَحلى من العسل، في حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، وجاء أَيضاً

في التفسير: أَن الكوثر الإِسلام والنبوّة، وجميع ما جاء في تفسير الكوثر

قد أُعطيه النبي، صلى الله عليه وسلم، أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي

بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه والشفاعة لأُمته، وما لا يحصى من

الخير، وقد أُعطي من الجنة على قدر فضله على أَهل الجنة، صلى الله عليه

وسلم. وقال أَبو عبيدة: قال عبد الكريم أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ

كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تراب: الكَيْثَرُ بمعنى الكَثِير؛

وأَنشد:

هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَا

ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟

فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ واحد. والكَثْرُ والكَثَرُ، بفتحتين: جُمَّار

النخل، أَنصارية، وهو شحمه الذي في وسط النخلة؛ في كلام الأَنصار: وهو

الجَذَبُ أَيضاً. ويقال: الكَثْرُ طلع النخل؛ ومنه الحديث: لا قَطْعَ في

ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ، وقيل: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، واحدته كَثَرَةٌ.

وقد أَكثر النخلُ أَي أَطْلَعَ.

وكَثِير: اسم رجل؛ ومنه كُثَيِّرُ بن أَبي جُمْعَةَ، وقد غلب عليه لفظ

التصغير. وكَثِيرَةُ: اسم امرأَة. والكَثِيراءُ: عِقِّيرٌ معروف.

كثر
الكَثْرَةُ، ويُكْسَر: نَقيضُ القِلَّةِ، وَفِي الصِّحاح: الكَسْرُ لغةٌ رَدِيئَة، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ فِي الفصيح، وجَزَم شُرَّاحُه بأَنَّ الأَفصحَ هُوَ الْفَتْح. وَحكى ابنُ عَلاّن فِي شرح الاقتراح أنَّ الكثْرة مُثَلَّثة الْكَاف، والفتحُ أَشهَر، ونَقَلَهُ غيرُه، وأَنكَر الضَّمَّ جماعةٌ، وصَوَّبَ جماعةٌ الكَسْرَ إِذا كانَ مَقْرُونا مَعَ القِلَّةِ للازدواج، كالكُثْرِ، بالضَّمِّ، يُقال: الحمْدُ للهِ على القُلِّ والكُثْرِ والقِلّ والكِثْر، وَفِي الحَدِيث نِعْمَ المالُ أَرْبَعُون، والكُثرُ سِتُّون، الكُثْر بالضّمّ: الْكثير، كالقُلِّ فِي الْقَلِيل.
الكُثْرُ هُوَ: مُعْظَمُ الشَّيْءِ وأَكثَرُهُ. قَالَ اللَّيْث: الكَثْرَةُ: نماءُ العَدَدِ، يُقال: كَثُرَ الشيءُ، ككَرُمَ، يَكْثُرُ كَثْرَةً وكَثارَةً، فَهُوَ كَثْرُ وكثيرٌ وكُثارٌ وكاثِرٌ وكَيْثَرٌ، كعَدْل وأَمير وغُراب وصاحِب وصَيْقَل الْأَخير نقلَهُ الصَّاغانيّ، وأَنشد أَبو تُراب:
(هلِ العِزُّ إِلاّ اللُّهَى والثَّرَا ... ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ) وكَثَّرَهُ تَكثيراً: جعلَهُ كَثيراًَ، وأَكْثَرَهُ كَذَلِك. ورَجُلٌ مُكْثِرٌ، كمُحسِن: ذُو مَال كثير، أَو ذُو كُثْرٍ من المَال، ومِكْثارٌ ومِكْثيرٌ بكسرِهما: كثيرُ الكلامِ، يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجلُ والمرأَةُ. وأَكْثَرَ الرجلُ: أَتى بكَثير. وأَكْثَرَ النَّخْلُ: أَطْلَعَ، من الكَثَر محرَّكة وَهُوَ طَلْع النَّخْل، كَمَا سيأْتي. أَكثَرَ الرَّجلُ: كَثُرَ مالُهُ، كأَثْرَى. والكُثارُ، كغُرابٍ: الكَثير. الكِثار، مثل كٍ تَابَ: الجماعاتُ. يُقال: فِي الدَّارِ كُثارٌ من النَّاس وكِثارٌ. وَلَا يكون إلاّ من الْحَيَوَانَات. وكاثَروهم: فكَثروهم: غالَبوهُم فغَلَبوهم بالكَثْرة، أَو كَانُوا أَكثرَ مِنْهُم، وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّكُمْ لَمَع خَليقَتَيْن مَا كَانَتَا مَعَ شيءٍ إلاّ كَثَّرَتاه، أَي غَلَبَتاه بالكَثرة وَكَانَت أَكثر مِنْهُ، وكاثره الماءَ، واستكثَرَه إيَّاهُ، إِذا أَرادَ لِنفسِهِ مِنْهُ كَثيراً لِيشرَبَ مِنْهُ وَإِن كَانَ الماءُ قَلِيلا. واستكثَرَ من الشيءِ: رَغِبَ فِي الكثيرِ مِنْهُ، وأَكْثَرَ مِنْهُ أَيضاً. والكَوْثَرُ، كجَوْهَر: الْكثير من كلِّ شيءٍ.
والكوثر: الْكثير الملتَفّ من الغُبَارِ إِذا سطعَ وكَثُر. هُذَلِيَّةٌ، قَالَ أُميَّةُ يصف حمارا وعانتَهُ:
(بِحامِي الحَقيقِ إِذا مَا احْتَدَمْنَ ... وحَمْحَمْنَ فِي كَوْثَرٍ كالجِلالِ)
أَرَادَ فِي غُبارٍ كأَنَّه جِلالُ السَّفينة. جاءَ فِي بعضِ التفاسيرِ أَنَّ المُرادَ بالكَوْثَرِ فِي الْآيَة الإسلامُ والنُّبُوَّةُ، وَقيل: القرءآنُ، وَقيل الشَّفاعةُ العُظمى لأُمَّتِه، وَقيل: الخَيْرُ الكَثير الّذي يُعطيه اللهُ أُمَّتَه يومَ الْقِيَامَة. كَوْثَر: بالطَّائِفِ كَانَ الحجّاجُ مُعَلِّماً بهَا، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ، وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ أَنَّه: جَبَلٌ بينَ الْمَدِينَة وَالشَّام. الكَوْثَرُ: الرَّجُلُ الخَيِّرُ المِعطاءُ، كثير العَطاءِ والخَير، كالكَيْثَرِ، كصَيْقَلٍ: وَهُوَ السَّخِيُّ الجَيِّد، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وأَنْتَ كَثيرٌ يَا ابنَ مَرْوانَ طَيِّبٌ ... وكانَ أَبوكَ ابنُ العَقائِلِ كَوْثَرا)
قيل: الكَوْثَرُ هُوَ السَّيِّدُ الْكثير الخَيْرِ. الكَوْثَر: النهرُ، عَن كُراع. فِي حَدِيث مُجَاهِد: أُعْطِيتُ الكَوْثَر وَهُوَ نهرٌ فِي الجَنَّةِ، وَهُوَ فَوْعَلٌ من الكَثْرَةِ وَالْوَاو زَائِدَة، وَمَعْنَاهُ الخَيْر الكَثير يَتَفَجَّر مِنْهُ جَمِيع أَنهارِها وَهُوَ للنَّبِي صلّى اللهُ)
تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم خاصَّة، وَبِه فُسِّرت الآيةُ، وجاءَ فِي صِفَتِهِ أَنَّهُ أَشدُّ بَيَاضًا من اللَّبَنِ وأَحْلَى من العَسَل، حافَتُه قِباب الدُّرِّ المُجَوَّف. والكَثْر، بالفَتْح، عَن ابْن درَيْد، ويُحَرَّكُ: جُمَّارُ النَّخْلِ عامَّةً، أَنصارِيَّة، وهوشَحْمُهُ الَّذِي فِي وسط النَّخلة، وَهُوَ الجَذَب أَيْضا أَو طَلْعُها، وَمِنْه الحَدِيث: لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ وَمِنْه قولُهم: أَكْثَرَ النَّخْلُ، إِذا أَطْلَعَ.
وَقد تقدّم فِي كَلَام المصنِّف. كثيرٌ، كأَمير، اسمٌ، وكُثَيِّرٌ، بالتَّصغير مَعَ التَّشديد: صاحِب عَزَّة، مَشْهُور، وَهُوَ أَبُو صَخْرٍ كُثَيِّرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الشاعرُ. قد سَمَّوا كَثيرَةَ، وَهُوَ اسمُ امرأَةٍ، وكُثَيْراً، كزُبَيْر، ومُكَثِّراً، كمُحَدِّث، ومُكْثِراً كمُحْسِن، وكُثرَةَ، بالضَّمِّ، فَمن الأَوّل: كَثيرَةُ مولاةُ عائشَةَ، حَدَّثَ عَنْهَا فَضالَة بن حُصَيْن، وكَثيرةُ بنتُ جُبَيْر، عَن أَبيها، وعنها حُمَيْدٌ الطَّويل، وَأَبُو كَثيرَة اسْمه رُفَيْعٌ، روى عَن عَلِيّ، وَعنهُ عُمَرُ بنُ حُدَير، وكَثيرةُ بنتُ أَبي سُفيانَ الخُزاعِيَّةُ، لَهَا صُحبَة، ذكرهَا ابنُ مَنْدَه وأَبو نُعَيْم، وَذكرهَا ابنُ ماكُولا بموَحّدَة. قلت: روى عَنْهَا مَولاها أَبو ورَقَة فِي فضلِ الأُضْحِيَّة. وَأَبُو كَثيرٍ مَولَى عبدِ اللهِ بنِ جحش، كأَمير، جعله بَعضهم صَحابيّاً، وَهُوَ وَهَمٌ. وبالتَّصغير مَعَ التَّشديد كُثَيِّر بن عمروٍ الهِلاليّ شَاعِر. وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن كَثيرِ بنِ الصَّلْت الكَثيريّ، بِالْفَتْح، روى عَنهُ الزُّ بيرُ بن بَكّار، وَولده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الكَثيريّ، روى عَنهُ الطَّحاويّ. وجعفر بن الْحسن الكَثيريّ، شيخٌ للسَّمْعاني، وأَحمدُ ابنُ جوادِ بن قَطَنِ بن كُثَيْر، كزُبَيْر، سمع القَعْنَبِيّ، ذكره المالينيّ.
وبالضَّمِّ: كُثَيْرَة بنتُ مالكِ بن عبد الله بن مُحَمَّد التَّيميّ، حدَّثت. وكَثرَى، كسَكْرى: صَنَمٌ كَانَ لجَديسٍ وطَسْمٍ، كَسَرَهُ نَهْشَلُ بنُ الرُّبَيْسِ بن عَرعَرَةَ، ولحِقَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، فأَسلمَ، وكتبَ لَهُ كِتاباً: قَالَ عَمْرو ابْن صَخْرِ بن أَشنع:
(حَلَفْتُ بكَثْرَى حَلْفَةً غَيرَ بَرَّةٍ ... لتُسْتَلَبَنْ أَثوابُ قُسِّ بنِ عازِبِ)
والكَثيراءُ، عِقِّيرٌ معروفٌ، وَهُوَ رُطوبَةٌ تَخرُجُ من أَصلِ شجرةٍ تكونُ بجبالِ بيروتَ ولُبنانَ فِي ساحلِ الشَّام، وَله منافعُ وخواصّ مذكورةٌ فِي كتب الطِّبّ. والكُثرَى، كبُشْرَى، من النَّبيذِ: الاستكثارُمنه، نَقله الصَّاغانيّ. وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهُم: أَكْثَرَ اللهُ فِينَا مِثلَك: أَدخَلَ، حَكَاهُ سِيبَوَيه. وَفِي حَدِيث الْإِفْك: وَلها ضرائرُ كَثَّرْنَ فِيهَا أَي كَثَّرْنَ القولَ فِيهَا والعَنَتَ لَهَا. وَفِيه أَيضاً: وَكَانَ حسَّان مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْهَا، ورُويَ بالموحَّدة أَيضاً. وعَدَدٌ كاثِرٌ: كثيرٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
(ولستَ بالأكثرِ مِنْهُم حَصىً ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ)
ورجلٌ كَثْرٌ يعْنى بِهِ كَثْرَةُ آبَائِهِ وضُروبُ عَليائِه. وروى ابْن شُمَيل عَن يونُسَ: رَجُلٌ كثيرٌ ورجالٌ كثيرةٌ، ونساءٌ كثيرةٌ. والتَّكاثُرُ: المُكاثَرَةُ. ورجلٌ مَكثورٌ عَلَيْهِ، إِذا كَثُرَ عَلَيْهِ من يطْلب مِنْهُ المعروفَ. وَفِي الصِّحَاح: إِذا نفِدَ مَا عندَهُ وكَثُرَتْ عَلَيْهِ الحقوقُ والمطالَباتُ. والمَكثور: المغلوب، وَهُوَ الَّذِي تكاثرَ عَلَيْهِ الناسُ فقَهَروه. وتَكَوْثَرَ الغُبارُ،)
إِذا كَثُرَ، قَالَ حسَّانُ بنُ نُشْبَةَ:
(أَبَوا أَنْ يُبيحوا جارَهُم لِعَدُوِّهِمْ ... وَقد ثارَ نقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا)
وكثَرَةُ محرَّكةً: وادٍ فِي ديار الأَزْدِ. وكَوثَرُ بنُ حَكِيم، عَم نَافِع. وآلُ باكَثِير، كأمير: قبيلةٌ بحضْرَمَوت، فيهم مُحدِّثون، مِنْهُم الإِمَام المحدِّثُ المعمَّر عبد الْمُعْطِي بنُ حَسنِ بنِ عبد الله بَاكَثير الحَضْرَميّ المتَوَفَّى بأَحمد آباد، ولد سنة وتوفِّي سنة أَجازه شيخُ الْإِسْلَام زَكَرِيّا، وَعنهُ أَخذ عبد الْقَادِر بنُ شيخ العَيْدَروس بِالْإِجَازَةِ. وَعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر باكثير الشَّباميّ، ممّن أَخذ عَن البُخَارِيّ.
كثر
كثَرَ يَكثُر، كَثْرًا، فهو كاثِر، والمفعول مَكْثور
• كثَر جارَه بالأولاد: غَلَبه أو فاقه في العدد ° كاثَروهم فكثروهم: غالبوهم فغلبوهم. 

كثُرَ يَكثُر، كُثْرًا وكَثْرةً، فهو كثير
• كثُر مالُه: وَفُر وزاد عددُه؛ خلاف قلَّ "كثُرت الأخطاءُ المطبعيّة في الكتاب- مَنْ كثُر كلامُه كثُر خطؤه- {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ} - {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} - {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} " ° كثُر الضجيجُ: زاد، ارتفع. 

أكثرَ/ أكثرَ من يُكثِر، إكثارًا، فهو مُكثِر، والمفعول مُكثَر (للمتعدِّي)
• أكثر الرَّجُلُ: كثُر مالُه؛ غنِي "جارنا مكثِر: غنيّ".
• أكثر العطاءَ: زاده، جعله كثيرًا "من يكثر الاجتهادَ ينجح- أكثر لهم في الأعطية: أجزل لهم منها- {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} " ° أكثر اللهُ فينا مثلك: نرغب في أن يكون بيننا كثيرون من أمثالك.
• أكثر الكلامَ/ أكثر من الكلام: أطالَ وزاد "من أكثرَ أسقط [مثل]- {يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} "? أكثر من الأخطاء: ارتكب الكثيرَ منها. 

استكثرَ/ استكثرَ من يستكثر، استكثارًا، فهو مُستكثِر، والمفعول مُستكثَر
• استكثر الشَّيءَ/ استكثره عليه: عدَّه أو رآه كثيرًا "استكثر غيابَه- استكثر عليه القيامَ بهذا العمل- استكثر مدير العمل العاملين فصرف بعضًا منهم- {وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ".
• استكثر طيِّبَ الطَّعام/ استكثر من طيِّب الطَّعام: طلَبه ورغِب في الكثير منه " {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} ".
• استكثر من الأتباع: استحوذ على كثير منهم " {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} ". 

تكاثرَ يتكاثر، تكاثُرًا، فهو مُتكاثِر
• تكاثر المالُ: كثُر؛ نما وازداد، صار كثيرًا "تكاثر الإنتاجُ الزراعيّ- تتكاثر السُّحُبُ على شمال البلاد- سريع التَّكاثُر" ° تكاثر الإجرامُ: تجاوز الحدَّ.
• تكاثر القومُ: صاروا كثرةً وتفاخروا وتباهوا "نجح بتكاثُر أنصاره ومؤيّديه- تكاثُر الجنس البشريّ- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ". 

تكثَّرَ بـ يتكثَّر، تكثُّرًا، فهو مُتَكثِّر، والمفعول مُتكثَّر به
• تكثَّر بماله: تفاخَر به "تكثَّر بأولاد أخيه". 

كاثرَ يُكاثِر، مكاثرةً، فهو مُكاثِر، والمفعول مُكاثَر
• كاثر جارَه: غالبه في الكثرة، وفاخره بكثرة المال والعدد "كاثَرُوهم فكثَروهم- كانت القبائل قديمًا يكاثر بعضُها بعضًا". 

كثَّرَ/ كثَّرَ من يُكثِّر، تكثيرًا، فهو مُكثِّر، والمفعول مُكثَّر
• كثَّر مالَه/ كثَّر من مالِه: جعله كثيرًا، زاده "كثَّر من زرع أشجار الزيتون- كثَّر من الحيوانات: زاد عددها بالتناسُل- يكثّر الكاتبُ الصورَ في أسلوبه- {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ} ". 

أكثرُ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من كثُرَ: "أنت أكثر من صديق لي: أقرب لي كأنّك أخي- زرته أكثر من مرّة- {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا} " ° أَعْطاه حقَّه لا أكثر ولا أقلّ: أنصفه حقَّه.
 2 - أغلب ومعظم "في أكثر الأوقات- {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} - {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} " ° السِّلعة الأكثر رواجًا: السِّلعة المشهورة التي يبلغ حجم مبيعاتها أكبر من حجم مبيعات السِّلع المنافِسة لها- على الأكثر: على الأغلب. 

أكثريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أكثرُ: أغلبيَّة؛ عكسه أقليَّة "نجح في الانتخابات بأكثريَّة الثُّلُثَيْن- رأي الأكثريَّة- أقرّ الدستور بأكثريّة الثُّلثين- صُدِّق على القانون بالأكثريّة" ° نال الأكثريَّة: نال مجموعة تشكِّل تفوُّقًا عدديًّا في اقتراع أو انتخاب.
• نوّاب الأكثريَّة: (سة) جماعة أو حزب يملك أكثريَّة الأصوات أو يمثل العددَ الأكبر من الأعضاء في جمعيَّة انتخابيَّة.
• الأكثريَّة المطْلقة: أصوات نصف الحاضرين بزيادة واحد.
• الأكثريَّة النِّسبيَّة: العدد الأكبر من أصوات المقترعين، دون بلوغ الأكثريّة المطلقة، أو زيادة أحد المرشحين في الأصوات بالنسبة إلى غيره ولكن دون بلوغ الأكثريّة المطلقة. 

تكاثُر [مفرد]:
1 - مصدر تكاثرَ.
2 - تعدُّد "تكاثُر المذاهب/ النظريّات".
3 - (رع) تزايد بالتطعيم أو الترقيد.
• التَّكاثُر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 102 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثماني آيات. 

تكاثريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تكاثُر: "جُرْثومة تكاثرية: لها خاصيّة التوالد والتزايد بسرعة".
• الاستجابة التَّكاثريَّة: (حي) رغبة الكائنات الحيَّة في النّموّ والتّزايد وحفظ النَّوع عن طريق التّناسل والتّوالد. 

تكثُّر [مفرد]:
1 - مصدر تكثَّرَ بـ.
2 - (حي) عمليّة إنتاج الكائن الحيّ لذرِّيّته.
3 - (نت) زيادة عدد أفراد النبات بانفصال بعض من أجزائه الخضريَّة، ويكون ذلك طبيعيًّا أو بعمل الإنسان. 

كَثْر [مفرد]: مصدر كثَرَ. 

كُثْر [مفرد]: مصدر كثُرَ. 

كَثْرَة [مفرد]:
1 - مصدر كثُرَ ° بكثرة: بوفرة- كثرة كاثرة: جمع هائل، أغلبيّة.
2 - معظم، أغلبيّة "كثرة الناس على هذا الأمر".
• جمع كَثْرة: (نح) جمع لما فوق العشرة، مثل شهور، عكسه جمع قلّة. 

كثير [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كثُرَ ° كثير الرماد: كريم سخيّ- كثيرًا ما: غالبًا، في أحيان عديدة- كثيرًا ما أفعل كذا: أفعله بكثرة.
• كثير الأرجل: (نت) نبات من السرخسيّات يتَّسم بسيقانه المتسلِّقة. 

كَوْثَر [مفرد]: كثير متراكم من كلّ شيء (انظر: ك و ث ر - كَوْثَر).
• الكَوْثر:
1 - نهر في الجنَّة " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ".
2 - الخير الكثير في الدُّنيا والآخرة " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ".
3 - الشَّراب العذب.
4 - السَّيِّد الكثير الخير، الرجل الكثير العطاء.
5 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 108 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاث آيات. 

مِكْثار [مفرد]: مؤ مِكْثار ومِكثارة: مهذار كثير الكلام، ثرثار، يستعمل للمذكّر والمؤنّث "خطيب مكثار- امرأة مِكْثار/ مِكثارة- لا تكن مكثارًا فيمَلّ الناسُ سماعَك". 

عيل

(عيل) صبره نفد فَهُوَ معول
(عيل) - في حديث صِلَة: "أَمَّا أَنَا فلا أَعِيلُ فِيها"
: أي لا أَفتَقِر.
(ع ي ل) : (عَالَ) عَيْلَةً افْتَقَرَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَهُوَ عَائِلٌ وَهُمْ عَالَةٌ) .
(عيل) كثر عِيَاله وَعِيَاله قاتهم وكفلهم وَأنْفق عَلَيْهِم وَالْقَوْم أهملهم
(عيل) : العَيْلَي: التِي تَبْكِي على المَيِّتِ (عقر) : العَقْراءُ المُشْرِفَةُ من الرَّمْلِ المُرْتَفِعَةُ، من الأَرْضِ.
عيل: عال: انظر في مادة عول الكلمات التي لا تجدها هنا.
عيلولة (على وزن قيلولة): النوم بعد صلاة الصبح. (بارتون 1: 287، زيشر 16: 227).
عيال وجمعه عيالات: دابة حمل مجهزة. (ألكالا).
ع ي ل

تقول: هذا يتيم عائل؛ أي فقير ليس له من يمونه. وتقول: فلان في بكاء وعوله، من شقاء وعيله. وفي الحديث: " ما عال مقتصد ولا يعيل " والخليع المعيّل: المسيب. وعيّل الرجل فرسه بالفلاة. وقال حجل الباهلي:

نسقي قلائصنا بماء آجن ... وإذا يقوم به الحسير تعيل
ع ي ل : الْعَيْلَةُ بِالْفَتْحِ الْفَقْرُ وَهِيَ مَصْدَرُ عَالَ يَعِيلُ مِنْ بَابِ سَارَ فَهُوَ عَائِلٌ وَالْجَمْعُ عَالَةٌ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ فَعَلَةٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ وَعَيْلَانَ بِالْفَتْحِ اسْمُ رَجُلٍ وَمِنْهُ قَيْسُ عَيْلَانَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَيْلَانَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ إلَّا هَذَا. 
عيل
عَالَ عَيْلَةً: افْتَقَرَ. وعِلْتُ للضَّالَّةِ عَيْلاً وعَيَلاناً: لم أدْرِ أيْنَ أبْغِيْها. وعَالَ في الأرْضِ عَيَلاناً وعُيُوْلاً: ذَهَبَ فيها وطَلَبَ الرِّزْقَ. وعَالَ الذِّئْبُ وأعَالَ: طَلَبَ شَيْئاً. وعَيَّلَ فَرَسَه بالفَلاة: سَيَّبَه. وعَالَ عَيْلاً: تَبَخْتَرَ، وهو عائلٌ وعَيَّالٌ. وعالَني عَيْلاً ومَعِيْلاً: أعْجَزَني. والمُعَيَّلُ: المُسَاءُ غِذاؤه. وعَيْلانُ: اسْمُ رَجُلٍ.
عيل
قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً
[التوبة/ 28] ، أي: فقرأ. يقال: عَالَ الرّجل: إذا افتقر يَعِيلُ عَيْلَةً فهو عَائِلٌ ، وأما أَعَالَ: إذا كثر عِيَالُهُ فمن بنات الواو، وقوله: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
أي: أزال عنك فقر النّفس وجعل لك الغنى الأكبر المعنيّ بقوله عليه السلام:
«الغنى غنى النّفس» . وقيل: «ما عَالَ مقتصد» ، وقيل: ووجدك فقيرا إلى رحمة الله وعفوه، فأغناك بمغفرته لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. 
ع ي ل: (الْعَيْلَةُ) وَ (الْعَالَةُ) الْفَاقَةُ. يُقَالُ: (عَالَ) يَعِيلُ (عَيْلَةً) وَعُيُولًا إِذَا افْتَقَرَ فَهُوَ (عَائِلٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} [التوبة: 28] . وَعِيَالُ الرَّجُلِ مَنْ يَعُولُهُ وَوَاحِدُ الْعِيَالِ (عَيِّلٌ) كَجَيِّدٍ وَالْجَمْعُ (عَيَائِلُ) مِثْلُ جَيَائِدَ. وَ (أَعَالَ) الرَّجُلُ كَثُرَتْ عِيَالُهُ فَهُوَ (مُعِيلٌ) وَالْمَرْأَةُ (مُعِيلَةٌ) قَالَ الْأَخْفَشُ: أَيْ صَارَ ذَا عِيَالٍ. 

عيل


عَالَ (ي)(n. ac. عَيْل
عَيْلَةمَعِيْل [] عُيُوْل)
a. Became poor, indigent, needy, destitute.
b.(n. ac. عَيْل
مَعْيِل), Impoverished, reduced to poverty.
c. Lost, mislaid.
d. [Fī], Swaggered in (walking).
e. [Fī], Sought sustenance.
عَيَّلَa. Neglected (family).
أَعْيَلَa. Had a large family.

تَعَيَّلَa. see I (d)
عَيْلَة []
a. Poverty, indigence, penury.
b. [ coll. ]
see 21t (b)
مَعَالَة []
a. see 23t
عَائِل [] (pl.
عَالَة []
عَيْلَى []
عُيَّل [] )
a. Poor, indigent, needy, penurious.

عَائِلَة []
a. fem. of
عَاْيِلb. (pl.
عِيَاْل) [ coll. ], Family, household.

عِيَالَة []
a. Fodder, hay, provender.

عَيِّلa. see 21t (b)
عَيَّال []
a. Swaggerer.

مُعِيْل [ N. Ag.
a. IV], Burdened with anumerous family.
b. .
see 21 (a)
عَيْلَم
a. see under
عَلَمَ
[عيل] فيه: إن الله تعالى يبغض "العائل" المختال، أي الفقير، من عال يعيل عيلة إذا افتقر. ومنه ح: أما أنا فلا "أعيل"، أي لا أفتقر. وح: ما "عال" مقتصد ولا "يعيل". وح: وترى "العالة" رؤس الناس، هم الفقراء جمع عائل. ج: ومنه: و"عالة" فأغناكم الله. ك: ومنه: يشكو "العيلة"- بفتح مهملة، أي الفقر. نه: وفيه: إن من القول "عيلًا"، هو عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده وليس من شأنه، من علت الضالة أعيل عيلًا إذا لم تدر أي جهة تبغيها كأنه لم يهتد لمن يطلب كلامه فعرضه على من لا يريده. غ: "عيلا"، أي هدرًا لا يسمع. ط: أي من القوللًا"، أي وبالًا كما جاء: البلاء موكل بالمنطق، بأن يكون من إثم أو ملالًا على السامع الجاهل الذي لا يفهمه أو العالم الذي يعلمه. نه: ومنه: خير من أن تتركهم "عالة". ك: وخير خبر محذوف والجملة جواب إ، مكسورة الهمزة، وإن فتحت فخير وحده خبره، والجملة علة قوله: فالشطر والثلث- بالجر والنصب، والثلث الأخيرة بالنصب على الإغراء والرفع بمعنى يكفيك. ط: وابدأ بمن "تعول"، من عاله إذا قاته، أي ابدأ في إعطاء الزائد على الكفاف بمن تنفق عليهم مما يحتاجون إليه.
[عيل] عالَ الفرسُ يَعيلُ عَيْلاً، إذا ما تَكَفَّاَ في مشيته وتمايل، فهو فرسٌ عَيَّالٌ، وذلك لكرمه. وكذلك الرجل إذا تبختر في مشيته وتمايل. قال أوس في صفة الفرس:

كالمرزباني عيال بأوصال * ويروى: " عيار ". والتعييل: سوء الغذاء. وعَيَّلَ الرجل فرسَه، إذا سيبه في المفازة. ويقال لالياس بن مضر بن نزار: قيس عيلان، وليس في العرب عيلان غيره، وهو في الاصل اسم فرسه، ويقال: هو لقب مضر، لانه يقال قيس بن عيلان. قال زفر بن الحارث : ألا إنما قيس بن عيلان بقة إذا وجدت ريح العصير تغنت والعيلان: الذكر من الضِباع. والعَيْلَةُ والعالَة: الفاقةُ، يقال: عالَ يَعيلُ عَيْلَةً وعُيولاً، إذا افتقر. قال تعالى: (وإن خِفْتُمْ عَيْلَةً) ، وقال أحيحة: وما يدري الفقيرُ متى غِناه وما يدرى الغنى متى يعيل  وهو عائلٌ وقومٌ عَيْلَةٌ. وترك أولاده يتامى عَيْلى، أي فقراء. وعيالُ الرجل: من يَعولُه. وواحد العِيالِ عيل، والجمع عيائل، مثل جيد وجياد وجيائد. وأعال الرجل، أي كثرت عِيالُهُ، فهو مُعيلٌ والمرأة مُعيلَةٌ. قال الأخفش: أي صار ذا عِيالٍ. أبو زيد: عِلتُ الضالَّةَ أعيلُ عَيْلاً وعَيَلاناً، فأنا عائِلٌ، إذا لم تدرِ أيَّ وجهةٍ تبغيها.. وقال الأحمر: عالنى الشئ يعيلنى عيلا ومعيلا، إذا أعجزك. قال أبو زيد: أعال الرجلُ وأعْوَلَ، إعوالاً، أي حرَصَ.
عيل
عالَ يَعيل، عِلْ، عَيْلاً وعَيْلةً، فهو عائل
• عال الشَّخصُ: افتقر " {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} - {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} ". 

أعالَ يُعيل، أعِلْ، إعالةً، فهو مُعيل، والمفعول مُعال (للمتعدِّي) (انظر: ع و ل - أعالَ). 

إعالة [مفرد]: مصدر أعالَ. 

عائل [مفرد]: ج عائلون وعالة وعُيَّل: اسم فاعل من عالَ. 

عائلة [جمع]: جج عائلات وعوائلُ: (انظر: ع و ل - عائلة). 

عالة [مفرد]: فقر وحاجة "اغتنى بعد عالة- لم يَعُد يشكو من العالة" ° عاش عالةً على غيره: عاش يعتمد على غيره فيما يحتاج إليه من طعام وكساء وغيرهما متطفِّلاً عليهم. 

عَيْل [مفرد]: مصدر عالَ. 

عَيْلة [مفرد]: مصدر عالَ. 

عَيِّل [مفرد]: ج عِيال: (انظر: ع و ل - عَيِّل). 
(ع ي ل)

عَال يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلَةً وعُيُولاً ومَعِيلاً: افْتقر وَقَالُوا فِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَاله مَال وعالَ فمالَ: عدل عَن الْحق. وعال افْتقر. وَقَالَ مرّة: مَال وعال الْمَعْنى وَاحِد: افْتقر وَاحْتَاجَ. وَرجل عائل من قوم عَالَة وعُيَّلٍ، قَالَ:

فَترَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أبْناؤُهُمْ ... وَبَنُو كِنانَةَ كاللَّصُوتِ المُرَّدِ

وَالِاسْم العَيْلَةُ. وَفِي التَّنْزِيل (وإنْ خِفْتمْ عَيْلَةً) .

وعِيالُ الرجل وعَيِّلُه: الَّذين يتكفل بهم، قَالَ:

سلامٌ على يَحْيى وَلَا يُرْجَ عِنْدَهُ ... وَلاءٌ وإنْ أزْرى بِعَيِّله الفَقْرُ

وَقد يكون العَيِّلُ وَاحِدًا. ونسوة عَيائِل.

وَرجل مُعَيَّلٌ: ذُو عِيالٍ.

وعَيَّلَ عِيالَهُ: أهمَلهُمْ، قَالَ:

لقد عَيَّلَ الأيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه

وَقيل: عَيَّلَهُمْ: صيرهم عِيالا.

وعالَ الرجل وأعالَ وأعْيَلَ وعَيَّلَ: كثر عِيالُهُ.

وأعال الذِّئْب والأسد والنمر إِذا التمس شَيْئا، والعَيِّل مِنْهُنَّ: الملتمس الباحث، وَالْجمع عَياييلُ على غير قِيَاس، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

فِيهَا عَيايِيلُ أُسود ونُمر وعالني الشَّيْء يُعِيلُني عَيْلاً ومَعِيلاً: أعوزني.

وعال الْمِيزَان يَعِيلُ: جَار. وَقيل: زَاد، قَالَ أَبُو طَالب:

بميزانِ صِدْقٍ لَا يُغِلُّ شَعِيرَةً ... لَهُ شاهِدٌ من نَفسه غَيْرُ عائِلِ

ومكيال عائل: زَائِد على غَيره، وَهَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعال للضالة يَعِيلُ عَيْلاً وعَيَلانا إِذا لم يدر أَيْن يبغيها.

وعال فِي مَشْيه يَعِيلُ عَيْلاً وَهُوَ عَيَّال وتَعَيَّلَ: تمايل واختال.

وعال فِي الأَرْض عَيْلاً وعُيُولاً وعِيُولا وَهُوَ عَيَّالٌ: ذهب وَدَار كعار، قَالَ:

ليثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِىّ هِبْرَيةٌ ... كالمَرْزُبانِيّ عَيَّالٌ بأوْصالِ

وَيرى عيّار وَقد تقدم.

وَامْرَأَة عَيَّالَةٌ: متبخترة ميالة.

وعَيْلانُ: اسْم أبي قيس بن عَيْلانَ، وَقيل: كَانَ اسْم فرس فأُضِيفَ إِلَيْهِ.

عيل

1 عَالَ, aor. ـِ inf. n. عَيْلَةٌ (S, Mgh, O, Msb, K) [afterwards said in the K to be the subst. from this verb] and عُيُولٌ (S, O, K) and عِيُولٌ (TA) and عَيْلٌ and مَعِيلٌ; (K;) and عال, aor. ـُ (Ks, TA in art. عول;) and ↓ اعال; (K in that art.;) He was, or became, poor, (S, Mgh, O, Msb, K,) and in want. (S, O.) So in the saying مَا لَهُ مَالَ وَعَالَ, [of which see another explanation in art. عول,] a form of imprecation. (TA.) It is said in a trad., مَا عَالَ مُقْتَصِدٌ وَلَا يَعِيلُ i. e. [One following the right course] has not become poor [nor will he become poor]. (TA.) And one says, لَا يَعِيلُ أَحَدٌ عَلَى القَصْدِ [and لَا يَقُولُ, expl. in art. عول], (Yoo, TA.) b2: See also 4.

A2: عَالَنِى, (S, O, K,) aor. as above, (S, O,) inf. n. عَيْلٌ and مَعِيلٌ, It (a thing) was, or became, wanted by me, and unattainable to me: (S, O, K:) mentioned by El-Ahmar. (S, O.) b2: And عال الضَّالَّةَ, (S, O, K,) aor. as above, inf. n. عَيْلٌ and عَيَلَانٌ, (S, O,) He knew not where to seek the stray beast. (S, O, K.) A3: عال, (S, O,) or عال فِى مَشْيِهِ, (K,) aor. as above, inf. n. عَيْلٌ, (S, O,) said of a horse, (S, O, TA,) and of a man, (S, TA,) He inclined from side to side in his gait, (S, O, K,) and (when said of a man, S) was proud, haughty, or self-conceited, therein: (S, K:) the doing so in a horse is commended, as indicative of his generousness: (TA:) and ↓ تعيّل signifies the same, (O, K,) said of a man. (O.) b2: And عال فِى الأَرْضِ, (O, K,) aor. as above, (O,) inf. n. عَيْلٌ and عُيُول and عُيُولٌ, thus in the K, i. e. with damm and fet-h, but in the M [عُيُولٌ and عِيُولٌ, i. e.] with damm and kesr, [of the like whereof there are many instances, one of them in the first sentence above,] (TA,) He (a man, O) went, or went away, (O, K,) and round about, (K, TA, but not in the CK) in the land; (O, K;) or journeyed therein seeking sustenance, or for the purpose of traffic; syn. ضَرَبَ فِيهَا: so says IAmb. (O.) b3: عال المِيزَانُ, aor. ـِ and يَعُولُ, inf. n. عَيْلٌ and عَوْلٌ: see art. عول.2 عيّل as intrans.: see 4; and see also 1 in art. عول, fourth sentence.

A2: عيّل عيَالَهُ He neglected his family, or household: (TA, and K in art. عول:) or تَعْيِيلٌ signifies the feeding badly. (S, O.) See also 2 in art. عول, second sentence. b2: And see 1 in that art., first sentence. b3: عيّل فَرَسَهُ He (a man) left his horse alone, or by himself, to pasture where he would, without a pastor, in the desert. (S, O.) 4 اعال He (a man) had a family, or household; so accord. to Akh: or he had a numerous family or household; (S, O, TA;) as also أَعْيَلَ, and ↓ عال, and ↓ عيّل. (TA.) [See also 1 in art. عول, fourth sentence.] b2: And see the first sentence of the present art. b3: Also, said of a wolf, (O, K,) and of a lion, and of a leopard, (K,) He sought, or sought after, (O, K,) a thing, (O,) or prey. (K.) b4: See also 4 in art. عول, last sentence.5 تَعَيَّلَ see 1, latter half.

عِيلٌ: see عَيْلَةٌ: A2: and see also عَائِلٌ.

عَيَلٌ The propounding of one's narration, and talk, to him who does not desire it and whom it does not concern; (O, K;) [and so, app., ↓ عِيَالٌ; for it is said that] this is what is meant in the saying of the Prophet, إِنَّ مِنَ القَوْلِ عَيَلًا, or, as some relate it, عِيَالًا: [whence it seems that both readings mean Verily of what is said is the propounding of one's narration, &c.:] so says Saasa'ah. (O.) عَالَةٌ: see the next paragraph. A2: And see عَائِلٌ, of which it is a pl.]

A3: See also art. عول.

عَيْلَةٌ [mentioned above as an inf. n., and also said in the K to be a subst.,] Poverty, (S, O, K,) and want; thus in the Kur ix. 28; as also ↓ عَالَةٌ; (S, O;) and ↓ عَائِلَةٌ, and thus accord. to one reading in the Kur ix. 28; and accord. to IAar, ↓ عِيلٌ, with kesr, is syn. with عَيْلَةٌ. (TA.) A2: It is also a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of عَائِلٌ q. v. (S, TA.) A3: طَالَ عَيْلَتِى إِيَّاكَ meansLong has continued my feeding, nourishing, or sustaining, thee. (O, K. [But this app. belongs to art. عول: see the first sentence in that art.]) عَيْلَى A woman that weeps [or wails] for the dead. (AA, O. [But this also app. belongs to art. عول.]) A2: Also a pl. of عَائِلٌ [q. v.]. (S, O, K.) عيْلَانٌ The male hyena. (S, O, K.) عِيَالٌ a pl. of which the sing is عَيِّلٌ and of which the pl. is عَيَائِلُ, this last being a pl. pl.: see art. عول.

A2: See also عَيَلٌ, above.

عِيَالَةٌ The fodder, or provender, of a بِرْذَوْن [or hackney]; as also ↓ مَعَالَةٌ. (Fr, O, K.) عَيَّالٌ That inclines from side to side in gait, and is proud, haughty, or self-conceited, therein: (S, O, TA;) as also ↓ عَائِلٌ, of which عَيْلَةٌ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.]: (IAar, TA:) the former applied to a horse, (S, TA,) and to a lion: (S, O, TA:) and so with ة applied to a woman. (K, TA.) Respecting the saying of Hokeym Ibn-Mo'eiyeh Er-Raba'ee, cited by Sb, فِيهَا عَيَايِيلُ أُسُودٍ وَنُمُرْ Ibn-Es-Seeráfee says, it is as though he said فيها مُتَبَخْتِرَاتُ &c. [i. e. In it are such as walk with a proud gait and an inclining from side to side, of lions and of leopards]; making عياييل to be pl. of عَيَّالٌ; not of ↓ عَيِّلٌ; (O, TA; *) of which latter, as signifying seeking [prey, like مُعِيلٌ], it is also [said to be] an anomalous pl.: (TA:) but Aboo-Mohammad Ibn-El-Aarábee says that Ibn-Es-Seeráfee has miswritten عياييل, and that it is correctly غَيَايِيلُ, with the pointed غ, an anomalous pl. of غِيلٌ [signifying “ a thicket,” &c.; so that the meaning is, in it are thickets the lurking-places of lions and of leopards]. (O, TA.) عَائِلٌ Poor, (S, Mgh, O, Msb, K,) and needy, or in want; (S, O;) occurring in the Kur xciii. 8; (TA;) as also ↓ عَيِّلٌ, (TA,) and ↓ مُعِيلٌ: (Ibn-El-Kelbee, TA:) pl. of the first عَالَةٌ, (Mgh, O, Msb, K,) [originally] of the measure فَعَلَةٌ, like كَفَرَةٌ pl. of كَافِرٌ, (Msb,) and عُيَّلٌ (K) and عَيْلَى (S, O, K) and [quasi-pl. ns.]

↓ عَيْلَةٌ (S, TA) and ↓ عِيلٌ. (IAar, TA.) A2: See also عَيَّالٌ.

عَائِلَةٌ: see عَيْلَةٌ.

عَيِّلٌ, originally of the measure فَيْعِلٌ: (ISd, TA in art. عول:) see عِيَالٌ, in two places, in art. عول.

A2: See also عَائِلٌ.

A3: And see مُعِيلٌ: and عَيَّالٌ.

مُعِيلٌ: see عَائِلٌ. b2: Also A man having a family, or household; and so ↓ مُعَيَّلٌ: (TA:) or having a numerous family or household; and in like manner, with ة, applied to a woman. (S, O, TA.) [See also art. عول.] b3: Also, applied to a wolf, a lion, and a leopard, Seeking, or seeking after, prey; (K, TA;) and so ↓ عَيِّلٌ. (TA.) مُعَيَّلٌ: see مُعِيلٌ in this art., and also in art. عول.

مُعَيِّلٌ: see art. عول.

مَعَالَةٌ: see عِيَالَةٌ.

عيل: عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً:

افتقر. والعَيِّلُ: الفقير، وكذلك العائل؛ قال الله تعالى: وَوَجَدَك عائلاً

فأَغْنى. وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال؛ العائل:

الفقير؛ ومنه حديث صِلة: أَمَّا أَنا فلا أَعِيلُ فيها أَي لا أَفْتقر. وفي

حديث الإِيمان: وترى العالَة رؤوسَ الناس؛ العالة: الفقراء، جمع عائل،

وقالوا في الدعاء على الإِنسان: ما لَه مالَ وعالَ، فمالَ: عَدَلَ عن الحق،

وعالَ: افتقر. وقال مرَّة

(* قوله «وقال مرة إلخ» هي عبارة المحكم، ولعل

فاعل القول ابن جني المتقدم في عبارته كما يعلم بالوقوف عليها): مالَ

وعالَ بمعنى واحد افتقر واحتاج. ورجل عائلٌ من قوم عالةٍ وعُيَّلٍ؛ قال:

فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أَبناؤُهم،

وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد

والاسم العَيْلة. والعَيْلة والعالةُ: الفاقة. يقال: عالَ يَعِيل

عَيْلةً وعُيولاً إِذا افتقر. وفي التنزيل: وإِن خِفْتُمْ عَيْلةً؛ وقال

أُحَيْحة:

فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذي إِلَهٍ،

إِذا ما كان من ريِّي قُفُول

(* قوله «ربي» هكذا في الأصل).

أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه،

وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقول

وما يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه،

وما يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل

وما تَدْري، إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً،

بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل

وهو عائلٌ وقوم عَيْلة. وفي الحديث: ما عالَ مُقْتَصِدٌ ولا يَعِيل أَي

ما افتقر. والعالةُ: جمع عائل، تقول: قوم عالةٌ مثل حائكٍ وحاكةٍ؛ قال

ابن بري: ومنه الحديث: أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ من أَن تتركهم

عالة يتَكَفَّفُون الناس أَي فقراء. وعِيالُ الرجل وعَيِّله: الذين

يَتَكَفَّل بهم ويَعولهم؛ قال:

سَلامٌ على يَحْيى ولا يُرْجَ عِنْدَه

وَلاءٌ، وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ

وقد يكون العَيِّلُ واحداً، ونسوة عَيائل، فخصَّص النسوة. ورجل

مُعَيَّلٌ: ذو عِيال. ويقال: عنده كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفساً من

العيال.

ويقال: ترَك يَتامى عَيْلى أَي فقراء؛ وواحد العِيال عَيِّلٌ، ويجمع

عَيائل، فعمَّ ولم يُخَصّص.

وعَيَّلَ عِيالَه: أَهملهم؛ قال:

لقد عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه

وقيل: عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالاً. وعَيَّل فلان دابَّته إِذا أَهملها

وسيَّبَها؛ وأَنشد:

وإِذا يَقومُ به الحَسِيرُ يُعَيَّل

أَي يُسَيَّب. قال ابن سيده: وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ

كله كَثُر عِيالُه، فهو مُعِيلٌ، والمرأَة مُعِيلة؛ وقال الأَخفش: صار ذا

عِيال. ابن الكلبي: ما زِلْت مُعِيلاً من العَيْلة أَي محتاجاً، ابن

الأَعرابي: العِيَلُ

(* قوله «ابن الاعرابي العيل إلخ» كذا ضبط في الأصل

بالكسر وكذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلاً عن ابن الاعرابي، والذي في نسخة

من التهذيب: العيل، مضبوطاً بضمتين) العَيْلة، والعِيلُ جمع العائل وهو

الفقير، والعِيلُ جمع العائل وهو المُتَكَبِّر والمتبختر. وقال يونس:

يقال طالت عَيْلتي إِياك، بالياء، أَي طالما عُلْتُك. وأَعال الذئبُ والأَسد

والنِّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شيئاً؛ والعَيِّل منهن: الملتمس

الباحث، والجمع عَياييل على غير قياس؛ أَنشد سيبويه:

فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُر

وعالَ في مشْيه يَعِيل عَيْلاً، وهو عَيَّال، وتعَيَّل: تبختر وتمايل

واختال، وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فعل ذلك. وفلان عَيَّالٌ: متعيِّل أَي

متبختر. وعالَ في الأَرض يَعِيل عَيْلاً وعُيولاً وعِيُولاً: ضرَب فيها،

وهو عَيَّال

(* قوله «ضرب فيها وهو عيال إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة

المحكم: وعال في الارض عيلاً وعيولاً وعيولاً وهو عيال ذهب إلخ) ذهَب ودار

كعارَ؛ قال أَوس في صفة فرس:

لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ

كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال

أَي متبختر، ويروى عَيَّار، وقد تقدم ذكره. والعَيَّال: المتبختر في

مشيه؛ قال ابن بري: والمشهور في رواية من رواه عَيَّال أَن يكون تمام البيت

بآصال أَي يخرج العَيَّال المتبختر بالعَشِيَّات، وهي الأَصائل،

متبختراً، والذي ذكره الجوهري عَيَّال بأَوصال في ترجمة رزب، وليس كذلك في شعره

إِنما هو على ما ذكرناه. وجمع عَيَّال المتبختر عَيايِيلُ؛ قال حكيم ابن

مُعَيَّة الرَّبَعي من تميم يصف قَناةً نبتت في موضع محفوف بالجبال

والشجر:حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر،

في أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر،

فيه عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر

الحُظُر: الموضع الذي حوله شجر كالحَظِيرة؛ قال ابن بري: ومن العَيْل

التبختُر قول حميد:

.... لم تَجِدْ لها

تَكالِيفَ إِلاَّ أَن تَعِيلَ وتَسْأَما

وامرأَة عَيَّالةٌ: متبخترة. وعالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلاً إِذا ما

تَكفَّأَ في مِشْيته وتمايل، فهو فرس عَيَّالٌ، وذلك لكرمه، وكذلك الرجل إِذا

تبختر في مِشْيته وتمايل. وأَعالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالاً أَي حَرَص

وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فقراء. وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً

ومَعِيلاً: أَعْوَزني وأَعْجَزَني. وعالَ الميزانُ يَعِيل: جار، وقيل:

زاد؛ قال أَبو طالب ابن عبد المطلب:

جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلاً

عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل

بميزانِ صِدْقٍ، لا يُغِلُّ شَعِيرةً،

له شاهِدٌ من نَفْسِه غيرُ عائِل

ومكيال عائلٌ: زائد على غيره؛ هذه عن ابن الأَعرابي. وعالَ للضَّالَّةِ

(* قوله «وعال للضالة» كذا في الأصل باللام، وهو الذي في نسختي النهاية

والمحكم والتهذيب، وفي القاموس ونسختين من الصحاح: وعال الضالة، من غير

لام) يَعِيل عَيْلاً وعَيَلاناً إِذا لم يَدْرِ أَين يَبْغِيها. روى صخر بن

عبد الله بن بُرَيدة عن أَبيه عن جده قال: بَيْنا هو جالس بالكوفة في

مجلس مع أَصحابه فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إِنَّ من

البَيانِ لسِحْراً، وإِنَّ من العِلم جَهْلاً، وإِنَّ من الشِّعر

حِكَماً، وإِن من القول عَيْلاً؛ قيل: قوله عَيْلاً عَرْضُك كلامَك على من لا

يريده وليس من شأْنه كأَنه لم يَهْتَدِ لمن يطلب كلامَه فَعَرَضه على من

لا يريد. يونس: لا يَعُول أَحد على القَصْد أَي لا يحتاج، ولا يَعِيل

مثله.والتعييل: سُوءُ الغِذاء. وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه في

المفازة؛ قال ابن بري: شاهده قول الباهلي:

نَسْقي قَلائصَنا بماء آجِنٍ،

وإِذا يَقُوم به الحَسِيرُ يُعَيَّل

أَي إِذا حَسِر البعير أُخِذَتْ عنه أَداته وتُركَ مُهمَلاً بالفلاة.

والعَيْلان: الذَّكَر من الضِّباع. وعَيْلان: اسم أَبي قَيْس بن

عَيْلان، وقيل: كان اسم فرس فأُضيف إِليه، قال الجوهري: ويقال للناس بن

مُضَر بن نِزار قَيْسُ عَيْلان، وليس في العرب عَيْلانُ غيره، وهو في

الأَصل اسم فرسه، ويقال: هو لقب مُضَر لأَنه يقال قَيْسُ بن عَيْلانَ؛ وقال

زُفَر بن الحرث:

أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ،

إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ

عيل
{عالَ} يَعيلُ {عَيْلاً} وعَيْلَةً {وعُيولاً، بالضَّمّ وبالكَسْر،} ومَعيلاً: افتقرَ، قَالُوا فِي الدُّعاءِ: مالَه مالَ {وعالَ، عالَ: أَي افتقرَ، وَقيل: مالَ وعالَ بِمَعْنى واحدٍ: افتقرَ واحتاجَ، وَفِي الحَدِيث: مَا عالَ نُقْتَصِدٌ وَلَا} يَعيلُ، أَي مَا افتقرَ، وَفِي حديثِ صِلَةٍ: أمّا أَنا فَلَا! أَعيلُ فِيهَا، وَقَالَ أُحَيْحةُ بنُ الجُلاَح: (وَمَا يدْرِي الفَقيرُ مَتى غِناهُ ... وَمَا يدْرِي الغَنِيُّ مَتى {يَعيلُ)
فَهُوَ} عائِلٌ، قَالَ الله تَعالى: وَوَجَدكَ {عائِلاً فَأَغْنى أَي أزالَ عنكَ فَقْرَ النَّفسِ، وجعلَ لَك الغَناءَ الأكبرَ المعنيَّ بقوله: الغِنى غِنى النَّفسِ، أَو وَجَدَكَ فَقِيرا إِلَى رحمةِ الله وعفوِه فَأَغْناكَ بِمَا تقدّمَ من ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر، وَفِي الحَدِيث: إنّ الله يُبْغِضُ} العائِلَ المُخْتالَ، ج: {عالَةٌ، كحائِكٍ وحاكَةٍ، وَمِنْه الحَدِيث: أنْ تَدَعَ وَرَثَتكَ أَغْنِياءَ خيرٌ من أَن تترُكَهم عالَةً يَتَكَفَّفون الناسَ أَي فُقَرَاء،} وعُيَّلٌ بضمٍ فتشديد، قَالَ:
(فَتَرَكْنَ نَهْدَاً {عُيَّلاً أَبْنَاؤُهم ... وبَنو كِنانَةَ كاللُّصوصِ المُرَّدِ)
تركَ أولادَه يتامى} عَيْلَى كَسَكْرى، أَي فُقراء. والاسمُ {العَيْلَة، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَإِن خِفتُم} عَيْلَةً. {والمُعيل: الأسدُ والنَّمِرُ والذِّئْبُ لأنّه} يُعيلُ صَيْدَاً إعالَةً أَي يَلْتَمِسُ. {وعالَني الشيءُ} يَعيلُني عَيْلاً وَمَعيلاً: أَعْوَزني وأَعْجَزَني، رَوَاهُ الأحمرُ. عالَ الرجلُ، وَكَذَا الفرَسُ فِي مَشْيِه يَعيلُ: إِذا تمايَلَ وتكفَّأَ واختالَ وتبختَرَ، وَهُوَ فِي الفرَسِ مَمْدُوحٌ، يدُلُّ على كرَمِه {كَتَعَيَّلَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَمن} العَيْل: التبَخْتُر، قولُ حُمَيْدٍ:
... . لم تَجِدْ لَهَا ... تَكاليفَ إلاّ أَن {تَعيلَ وَتَسْأَما)
عالَ الضالَّة يَعيلُ عَيْلاً} وَعَيَلاناً: إِذا لم يَدْرِ أَيْن يَبْغِيها، رَوَاهُ أَبُو زيدٍ. عالَ فِي الأرضِ يَعيلُ عَيْلاً {وعَيولاً، بالضَّمّ والفتحِ هَكَذَا فِي النسخِ، وضبطَ فِي المُحكَمِ بالضَّمّ والكسرِ: ذهبَ ودارَ كعارَ، وَقَالَ ابنُ الأَنْباريِّ: إِذا ذهبَ فِيهَا. وامرأةٌ} عَيَّالَةٌ: مُتَبَخْتِرَةٌ مَيّالَةٌ فِي مِشْيَتِها. {والعَيْلان: الذكَرُ من الضِّباع. (و) } عَيْلان بِلَا لامٍ: أَبُو قَيسٍ وَهُوَ إلياسُ بنُ مُضَرَ بنِ نزارٍ، أَو الصوابُ: قَيْسُ عَيْلانَ مُضافاً، ويُؤَيِّدُ القولَ الأوّلَ قولُ سَحْبَانَ:)
(لقد عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلانَ أنَّني ... إِذا قلتُ: أمّا بَعْدُ أنِّي خَطيبُها)
وَقَالَ زُفَرُ بنُ الحارثِ:
(أَلا إنّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ ... إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العَصيرِ تغَنَّتِ)
ويؤَيِّدُ القولَ الثَّانِي قولُ الآخَر:
(إِلَى حَكَمٍ من قَيْسِ عَيْلانَ فَيْصَلٍ ... وآخَرُ من حَيَّيْ رَبيعَةَ عالِمِ)
وقولُ العَجّاج: وَقَيْسَ عَيْلانَ وَمَنْ تقَيَّسا وليسَ لَهُ سَمِيٌّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ فِي العربِ عَيلانُ غَيره. قلتُ:! وعَيلانُ بنُ جاوَةَ: بَطْنٌ من باهِلَةَ، هَكَذَا ضبطَه الرُّشاطِيُّ. يُقال: هُوَ فِي الأَصل اسمُ فرَسِهِ، فأُضيفَ إِلَيْهِ، وَقَالَ ابْن الكلبيِّ فِي جَمهَرَة نسَبِ قيسِ بنِ عيلانَ: إنَّما عَيلانٌ عَبدٌ لِمُضَرَ، فحَضَنَ إلياسَ فغَلَبَ عَلَيْهِ،، ونُسِبَ إِلَيْهِ، وَقَالَ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْضِ: قيسُ بنُ عَيلانَ هُوَ المَشهورُ عندَ أَهل النَّسَبِ، وَبَعْضهمْ يَقُول قيسٌ هُوَ عَيلانُ لَا ابنُه، قَالَ: وعُرِفَ قيسُ بنُ عَيلانَ بفَرَسٍ لَهُ يُسَمَّى عَيلانَ، كَمَا عُرِفَ قيسُ كُبَّةَ فِي بَجيلَةَ بفَرِسٍ لَهُ اسمُهُ كُبَةُ، وَكَانَ هُوَ وقيسُ عَيلانَ مُتجاوِرَيْنِ، فَإِذا ذُكِرَ أَحدُهما وَقيل: أَيُّ القَيْسَينِ هوَ قيل: قَيسُ عَيلانَ، أَو قيسُ كُبَّةَ، وَقيل: عَيلانُ: اسمُ كلبٍ كانَ لَهُ، وَقيل: اسمُ جَبَلٍ وُلِدَ عندَه، وَقيل: اسمُ غلامٍ لِمُضَرَ كانَ حضَنَهُ، وَقيل: كانَ جواداً أَتلَفَ مالَه فأدرَكَتْهُ عَيْلَةٌ، فسُمِّيَ عَيلانُ. {والعِيالُ، ككِتابٍ: جمعُ} عَيِّلٍ، كسَيِّدٍ، وهم الذينَ يتكَفَّلُ بهمُ الرَّجُلُ {ويَعولُهُم، قَالَ:
(سلامٌ على يَحيى وَلَا يُرْجَ عِندَهُ ... وَلاءٌ وإنْ أَزْرَى} بعَيِّلِهِ الفَقْرُ)
ويُقال: عندَه كَذَا وَكَذَا {عَيِّلاً، أَي كَذَا وَكَذَا نفْساً من} العِيالِ، وجج: أَي جَمْعُ الجَمعِ {عَيايِلُ، وخَصَّه بعضُهُم بالنِّسْوَةِ، فَقَالَ: ونِسوَةٌ} عَيايِلُ، وَذكر فِي عول قَرِيبا. وصَخْرُ بنُ {العَيْلَةِ، أَو} العَيِّلَةِ، ككَيِّسَةٍ، ويُقال: ابنُ أَبي {العَيِّلَةِ بنِ عَبْدِ الله بينِ ربيعةَ البَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ: صَحابِيٌّ، نزلَ الكوفَةَ، لَهُ وِفادَةٌ ورِوايَةٌ، وَله حديثٌ رواهُ أَبو داودَ، روى عَنهُ أَبو حازِمٍ، وَلم يُصَرِّح المصنِّفُ بكونِه صحابيّاً، وكأَنَّه سَها. قَالَ الفرَّاءُ: يُقال:} عِيالَةُ البِرْذَوْنِ، اليَوْمَ، بالكَسْرِ، {ومَعالَّتُه، شَديدَةٌ، أَي علَفُه، وَلَا يَخفى مَا فِي عبارَة المصنِّف من القصورِ. قَالَ يونُسُ: يُقال: طالَ} عَيلَتي إيّاكَ، أَي كالَ مَا {عُلْتُكَ، أَي مُنْتُكَ. روى صَخرُ بنُ عَبْد اللهِ بنِ ربيعةَ عَن أَبيهِ عَن) جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ جالسٌ بالكوفةِ فِي مَجلسٍ مَعَ أَصحابه، فَقَالَ: سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يَقُول: إنَّ من البَيانِ لسِحراً، وإنَّ من العِلمِ جَهلاً، وإنَّ من الشِّعرِ حُكْماً وإنَّ من القولِ} عَيَلاًً ويُروَى: {عَيالاً، قَالَ صعصَعَةُ:} العَيَلُ، مُحَرَّكَةً: عَرْضُكَ حديثَكَ وكلامَكَ على من لَا يَريدُهُ وليسَ من شأْنِهِ، كأَنَّه لمْ يَهْتَدِ لِمَنْ يُريدُه، كَمَا فِي العبابِ والنِّهايَةِ. (و) {العَيِّلَةُ، ككَيِّسَةٍ: من أَسمائهِنَّ، مِنْهُم العَيِّلَةُ بنتُ المُطَّلِبِ، جَدَّةٌ للزُّبَيْرِ.} والعَيِّلَةُ بنتُ مَعبَدِ بنِ بُجَيرِ بنِ عبدِ بنِ قصيِّ بنِ كلابٍ، كَانَت زوجَ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدٍ والدِ الزُّبَيرِ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: {العالَةُ: الفاقَةُ.
} والعائلَةُ: {العَيْلَةُ، وَبِه قُرِئَ: وإنْ خِفْتُمْ} عائلَةً. {والعَيِّلُ، كسَيِّدٍ: الفقيرُ. ورَجُلٌ مُعَيَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: ذُو} عِيالٍ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً: {مُعْيِلٌ كمُكرِمٍ، وَقد تقدَّم.} وعَيَّلَ {عِيالَهُ: أَهملَهُم، ودابَّتَهُ: أَهملَها فِي المفازَةِ وسَيَّبَها، قَالَ ابنُ برّيّ: شاهِدُه قولُ الباهِليِّ:
(نَسقي قَلائصَنا بماءٍ آجِنٍ ... وإذذا يقومُ بهَا الحَسيرُ} يُعَيَّلُ)
أَي يُسَيَّبُ. {وعالَ الرَّجُلُ} وأَعالَ {وأَعْيَلَ} وعَيَّلَ: كَثُرَ {عِيالُه فَهُوَ} مُعِيلٌ، والمرأَةُ {مُعِيلَةٌ، وَقَالَ الأَخفش: صارَ ذَا} عِيالٍ، وَقَالَ ابنُ الكَلبِيِّ: مَا زِلْتَ {مُعيلاً، من} العَيْلَةِ، أَي مُحتاجاً، {والعِيلَةُ جَمْعُ} العائلِ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: {العِيلُ، بالكَسرِ:} العَيْلَةُ، وأَيضاً جمع {العائلِ لِلفقيرِ ولِلمُتَكَبِّرِ والمُتَبَخْتِرِ.} والعَيَّالُ، كشَدّادٍ: المُتَبَخْتِرُ المُتمايِلُ فِي مَشيِه، يوصَفُ بِهِ الرَّجُلُ والفرَسُ والأَسَدُ، قَالَ أَوْسٌ: لَيْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِيِّ هِبرِيَّةٌ كالمَرْزُبانِيِّ {عَيّالٌ بآصالِ ويُروى: عَيَّارٌ.} والعَيِّلُ، ككَيِّسٍ: من الذِّئبِ والأَسَدِ والنَّمِرِ: المُلتَمِسُ الباحِثُ، والجَمعُ {عَياييلُ، على غير قياسٍ، أَنشدَ سيبويهِ لِحَكيمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ يصِفُ قَناةً نَبَتَتْ فِي مَوضِعٍ مَحفوفٍ بالجِبالِ والشَّجَرِ: حُفَّتْ بأَطوارِ جِبالٍ وحُظُرْ فِي أَشِبِ الغِيطالِ مُلتَفِّ السَّمُرْ فِيهَا عياييلُ أُسودٌ ونُمُرْ وَقيل:} العَيايِيلُ: جَمعُ {العَيَّالِ، للمتبخْتِر فِي مَشيِه، وَقَالَ ابنُ السِّيرافِيِّ: كأَنَّه قَالَ: فِيهَا مُتَبَخْتِراتٌ أَسُودٌ، وَلم يجعلْها جَمعَ} عَيِّلٍ، لَكِن جعلَها جمع عَيَّالٍ، وَقَالَ أَبو محمّد بن الأَعرابيِّ: صَحَّفَ ابنُ السِّيرافِيِّ، والصّوابُ غَيايِيلُ بالغَينِ المُعجَمَةِ، جَمعُ غِيلٍ على غيرِ قِياسٍ. ومِكيالٌ {عائلٌ:)
زائدٌ على غَيره، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والتَّعْيِيلُ: سوءُ الغِذاءِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ يونُسُ: لَا يَعيلُ أَحَدٌ على القَصْدِ، أَي لَا يَحتاجُ. وَقَالَ أَبو عَمروٍ: {العَيْلَى، كسَكْرَى: الَّتِي تبْكي على المَيِّتِ. والخَليعُ} المُعَيَّلُ: المُسَيَّبُ، وَقيل: هُوَ الَّذِي أُسيءَ غِذاؤُه، قَالَ تأَبَّطَ شّراً:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُهُ ... بِهِ الذِّئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ) وزُفَرُ بنُ {عَيلانَ عَن إبراهيمَ بنِ دُحَيم. وجُنادَةُ بنُ جَرادَةَ} العَيلانِيُّ: صَحابِيٌّ نسبته إِلَى عَيلانَ بنِ جاوَةَ، بَطْنٌ من باهِلَةَ. وَفِي المُتأَخِّرينَ مُظَفَّرُ بنُ إبراهيمَ بنِ جماعَةَ! العَيلانِيُّ الضَّريرُ الشاعِرُ، فِي زمن الكاملِ بنِ العادِلِ، قيَّدَه الحافِظُ أَبو القاسِمِ الإسْعِرْدِيُّ.

قصَع

قصَع
القَصْعَةُ: الصَّحْفَةُ أَو الضَّخْمَةُ مِنْهَا تُشْبِعُ العَشَرَةَ، ج: قَصَعاتٌ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وأنْشَدَ قوْلَ أبي نُخَيْلَةَ: مَا زالَ عَنَّا قَصَعاتٌ أرْبَعُ شَهْرَينِ دَأْباً فبَوَادٍ رُجَّعُ عَبْدَايَ وابْنَايَ وشَيْخٌ يُرْفَعُ كَمَا يَقُومُ الجَمَلُ المُطَبَّعُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ فِي جُمُوع القَصْعَة على قِصَعٍ وقِصَاعٍ، كَعِنَبٍ وجِبالٍ، وأنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ ف شاهِدِ الأخِير:
(ويَحْرُمُ سِرُّ جارَنِهِم عَلَيْهم ... ويَأْكُلُ جارُهمُ أُنُفَ القِصَاعِ)
وَمِنْه أَبُو العّبّاس الفَضْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ نَصْر السُّغْدِيُّ القِصَاعِيُّ المُحَدِّثُ كأنَّه إِلَى صَنْعةِ القِصَاعِ، رَوى عَن مُحَمَّد بنِ مَعْبدٍ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ الإدْرِيسيُّ.
وفَاتَهُ: ثَوْرُ بنُ مُحَمَّد القِصَاعِيُّ، عَن إبْرَاهيمَ بنِ يُوسُفَ، رَوَى المُسْتَمِلي عَن رجُلٍ عَنهُ.
والقُصَيْعَةُ، كجُهَينَةَ، تَصْغِيرُها وَمِنْه فِي تَعْلِيمِ آدَمَ الأسْماءَ حَتّى القَصْعَةَ والقُصَيْعَةَ.
والقُصَيْعَةُ: قَرْيَتَانِ بِمصْرَ، إحْدَاهِمَا بالشَّرْقِيَّةِ من أعْمَالِ صَهْرَجْت، أَو من أعْمَال فَاقُوس، والأُخْرَى بالسَّمَنُّودِيَّة والصَّوابُ فِيهِمَا: القُطَيْعَة، بالطاءِ كَمَا فِي قَوَانينِ ابْنِ الجَيْعَانِ وَقد صَحَّفَ المُصَنِّفُ.
وقَصَعَ، كمَنَعَ: ابْتَلَعَ جُرَعَ الماءِ أَو الجِرَّةَ، وَقد قَصَعَت النّاقَةُ بجرَّتِها: رَدَّتْهَا إِلَى جَوْفِها، كَمَا فِي الصّحاحِ، أَو مَضَغَتْهَا، أَو هُوَ بَعْدَ الدَّسْعِ وقَبْلَ المَضْغِ والدَّسْعُ: أنْ تَنْزِعَ الجِرَّةَ من كَرِشِها، ثمَّ القَصْعُ بعدَ ذلكَ، والمَضْغُ والإفَاضَةُ أَو هُوَ أنْ تَمْلأَ بهَا فاهَا وعِبَارَةُ الصّحاح وقالَ بَعْضُهم: أَي)
أخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها.
أَو قَصْعُ الجِرَّةِ: شِدَّةُ المَضْغِ، وضَمُّ بَعْضِ الأسْنَانِ على بَعْضٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيْدٍ، قَالَ جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَةِ، وَهُوَ أنْ تَهْشِمَها وتَقْتُلَها، والجِرَّةُ: اللُّقْمَةُ الَّتِي يُعَلَّلُ بهَا البَعِيرُ إِلَى عَلَفِه، وبكُلِّ مَا ذُكِر فُسِّرَ الحَديثُ: أنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطَبَهُم على راحِلَتِه، وإنَّهَا لَتَقْصَعُ بجِرَّتِهَا.
وقاَ أَبُو سَعَيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النّاقَةِ الجِرَّةَ: اسْتِقَامَةُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إِلَى الشِّدْقِ غيرَ مُتَقَطِّعةٍ وَلَا نَزْرَة، ومتَابَعَةُ بَعْضِها بَعْضاً، وإنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَةُ ذلكَ إِذا كانَتْ مُطْمَئِنَّةً ساكِنَةً لَا تَسِيرُ، فَإِذا خافَت شَيْئاً قَطَعَت الجِرَّةَ وَلم تُخْرِجْهَا، قالَ: وأصْلُ هَذَا من تَقْصِيع اليَرْبُوعِ التُّرَابَ، فجعَلَ هذِه الجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بهَا النّاقَةُ بمنْــزِلَةِ التُّرَابِ الَّذي يُخْرِجُه اليَرْبُوعُ من قَاصِعائِه.
وقَصَعَ البَيْتَ قَصْعاً: لَزِمَهُ ولَمْ يَبْرَحْه.
ويُقَال: قَصَعَ الماءُ عَطَشَه: أذْهَبَه وسَكَّنَهُ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَهُوَ مجَازٌ، وأنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:
(فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وَقد نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هيمُ)
وأنشَدَ الصّاغَانِيُّ للعَجَّاجِ: حَتَّى إِذا مَا بَلَّت الأغْمَارا رِيّاً ولَمَّا تَقْصَعِ الأصْرارا كقَصَّعَهُ تَقْصِيعاً، فِيهِمَا، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ فِي الأوّلِ:
(إنِّي لأُخْلِي لَهَا الفِرَاشَ إِذا ... قَصَّع فِي حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ)
وقصع الْجرْح بِالدَّمِ قصعاً: شَرق بِهِ عَن ابْن دُرَيْد وَلكنه شدد قصع وَزَاد غَيره وامتلأ.
وقَصَعَ القَمْلَةَ بينَ الظُّفْرَيْن: قَتَلَها وفِي الحَدِيثِ: نَهَى أنْ تُقْصَعَ القَمْلَةُ بالنَّواةِ وإنّمَا خُصَّتِ النَّواةُ لأنَّهُمْ كَانُوا يأكُلُونَه عِنْد الضَّرُورَة، أَو لِفَضْلِ النَّخْلَة.
وقَصَعَ فُلاناً يَقْصَعُه قَصْعاً: صَغَّرَهُ وحَقَّرَه، وَكَذَلِكَ: قَمَعَه قَمْعاً.
وقَصَعَ اللهُ شَبَابهُ: أكْدَاهُ، وَهُوَ مَجازٌ، أصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ، وفِي بَعْضِ النُّسَخ: أقْمَأه أَي أذَلَّه، وهُمَا مُتَقَارِبانِ.
وقَصَعَ الغُلامَ، أَو قَصَعَ هَامَتَهُ: ضَرَبَه أَو ضَرَبَهَا ببُسْطِ كَفِّه على رَأسِهِ. قيل: والّذي يُفْعَلُ بِهِ ذلكَ لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدَادُ.
وغُلامٌ مَقْصُوعٌ، وقَصِيعٌ، وقَصِعُ، الأخيرُ ككَتِفٍ: كَادِي الشَّبابِ قَمئٌ، لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدادُ، ويُقَالُ)
للصَّبيِّ إِذا كانَ بطئَ الشَّبابِ: قَصِيعٌ، يُرِيدُونَ أنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ، فَلَيْسَ يَطُولُ، وَهِي قَصِيعَةٌ بِهاءٍ، عَن كُرَاع.
وَقد قَصُعَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، قَصَاعَةً وقَصَعاً، مُحَرَّكةً، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب، وَكَذَا مَعَ قولِه: قَصِيعٌ وقَصِعٌ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ على قَصُعَ ككَرُمَ، فَهُوَ قَصِيعٌ.
والقُصْعَةُ، الضَّمِّ. غُلْفَةُ الصّبيِّ إِذا اتَّسعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُه، ج: قُصَعٌ، كصُرَدٍ.
والقُصْعَةُ أيْضاً، أَي بالضَّمِّ، والقُصَعَةُ، والقُصَعَاءُ، والقُصَيْعَاءُ، والقُصَاعَةُ، والقَاصِعاءُ، كهُمَزَةٍ، وهذهِ عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، وثُؤَباءَ، وحُمَيْراءَ، وثُمَامَةٍ، ونَافِقَاءَ، والأشْهَرُ الثانِيَةُ والأخيرَةُ، وَعَلَيْهِمَا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: جُحْرٌ لليَرْبُوعِ يَحْفِرُه ويَدْخُلُه فَإِذا فَزِعَ ودَخَلَ فِيهِ، سَدَّ فَمَه، لئلاّ يَدْخُلَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ أَو دابَّةٌ، وقِيلَ: هِيَ بابُ جُحْرِه يَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَر، وَقيل: فَمُ جُحْرِه أوَّلَ مَا يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِه، ومَأْخَذُه من القَصْعِ، وَهُوَ ضَمُّ الشَّيءِ على الشَّيءِ، وقيلَ: قاصِعَاؤُه: تُرَابٌ يَسُدُّ بِهِ بابَ الجُحْرِ، ج: قَوَاصِعُ. 5 (قالَ الجَوهَرِيُّ: شَبَّهُوا فاعِلاْءَ بفَاعِلَةٍ، وجَعَلُوا ألفَيِ التَّأْنيثِ بمَنْــزِلَةِ الهاءِ، انْتَهَى. وتَقْصِيعُهُ:) إخراجُه تُرابَ قاصِعائِه، قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعاً: خَرَج من الأرْضِ، فَإِذا صارَ لَهُ شُعَبٌ قِيلَ: شَعَّبَ.
وقالَ غَيْرُه: قَصَّع أوَّلُ القَوْم منْ نَقْبِ الجَبَلِ: إِذا طَلَعُوا وَمن المَجَاز: قَصَّعَ فِي ثَوْبِهِ: تَلَفَّفَ، وَفِي الأسَاسِ: تَدَثَّر.
ويُقَالُ: سَيْفٌ مُقصَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: قَطّاعٌ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَفِيه نظَر، وَهُوَ فِي العُبَابِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ وسائِرِ أُمَّهاتِ اللُّغَةِ: مِقْصَعٌ، كمِنْبَرٍ، وَزَاد صاحِبُ اللِّسَانِ: ومِقْصَلٌ كذلِك، فَفِي ضَبْطِ المُصَنِّف إيّاه نَظَرٌ ظاهِرٌ، وكأنَّه مقلوبُ مِصْقَعٍ، كمِنْبَر أَيْضا، فتأمَّلْ.
وتَقَصَّع الدُّمَّلُ بالصَّديد: امْتَلأ مِنْه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القَصَنْصَعُ، كسَمَنْدَلٍ: القَصِيرُ المُتَداخِلُ الخَلْقِ. وجَعَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ تَرْكِيباً مُسْتَقِلاً.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القَصِيعُ، كأميرٍ: الرَّحَى، نَقَله أَبُو سعِيدٍ.
وقَصَعَت الرَّحى الحَبَّ قَصْعاً فَضَخَتْهُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ.)
والقَصْعُ: دَلْكُ الشَّيءِ بالظُّفْرِ، وكذلكَ المَصْعُ، بالمِيمِ.
وقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالتَّشدِيدِ، كتَقَصَّعَ.
وقَصَّعَتِ النّاقَةُ بجِرَّتِهَا: مثلُ قَصَعتْ.
وقَصَّعَ الضَّبُّ تَقْصِيعاً: سَدَّ بابَ جُحْرِهِ، وقِيلَ: كُلُّ سادٍّ مُقَصِّعٌ، وَمِنْه تَقَصَّعَ البَيْتَ: لَزِمَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
ويُقال: قَصَّعَ الضَّبُّ: دَخَلَ فِي قاصعائِه، واسْتَعَارَه بعضُهُم للشَّيْطَانِ، فَقَالَ إِذا الشَّيْطَانُ قَصَّع فِي قَفَاهَا. تَنَفَّقْنَاه بالحَبْلِ التُّؤَامِ.
قولُه: تَنَفَّقْناه، أَي اسْتَخْرَجْنَاه، كاسْتِخْرَاجِ الضَّبِّ من نَافِقائه.
وَفِي الأساسِ: قَصَّع الشَّيْطانُ فِي قَفَاهُ، إِذا ساءَ خُلُقُه.
وَأما قولُ الفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيراً:
(وَإِذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لَمْ تَجِدْ ... أحَداً يُعِينُكَ غَيْرَ من يَتَقَصَّعُ)
فمَعْناه: إنَّمَا أنْتَ فِي ضَعْفِكَ إِذا قَصَدْتُ لكَ، كَبنِى يرْبُوعٍ، لَا يُعِينُكَ إلاّ ضَعيفٌ مِثْلُك. وإنَّمَا شَبَّههُم بِهَذَا لأنَّه عَنَى جَرِيراً، وَهُوَ مِِنْ بنِي يرْبُوع.
وقَصَعَةُ قَصْعَةً: دَفَعَه وكَسَرَه.
والأقْصَعُ من الصِّبْيَانِ: القَصِيرُ القُلْفَةِ، الَّذِي يكونُ طَرَفُ كَمَرَتِه بَادِياً، وَمِنْه حَدِيثُ الزِّبْرقانِ بنِ بَدْرٍ: أبْغَضُ صِبْيَاننا إلَيْنَا الأُفَيْصِعُ الكَمَرَةِ.
وقَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيِّ: فيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ من نَافِقَائِهومن جُحْره ذُو الشَّيْخَةِ اليَتَقصَّعُ قالَ الأخفَشُ: أرادَ الّذي يَتَقَصَّعُ فِيهِ، وقالَ ابنُ السَّرَّاجِ: لمّا احْتَاجَ إِلَى رَفْعِ القَافِيَةِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً، وَهُوَ من أقْبَح ضَرُورات الشِّعْرِ.
والقَصّاع، كشَدّادٍ: من يَصْنَع القِصَاعَ.

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الفاتك اللهج أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنــزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنــزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.

الرّويّ

الرّويّ:
[في الانكليزية] Rhyme
[ في الفرنسية] Rime
بالفتح وتشديد الياء عند أهل العربية هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال قافية لامية أو ميمية كاللام في أن تفعلا، والميم في أن تسلما. وبعبارة أخرى هو الحرف الأخير من القافية الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه بأن يقال قصيدة لامية أو ميمية.
وقيل الأولى أن يفسّر الرّويّ بالحرف الأخير من القافية أو الفاصلة. ويقال هو الحرف الذي تبنى عليه أواخر الأبيات أو الفقر، ويجب تكرار الرّويّ في كلّ منها. وقد يطلق الروي على القافية. وجميع الحروف يقع رويا إلّا حرف المد واللين للإطلاق كالالف في أن يفعلا والواو في مصر ومو والياء في نحو يلي، وكذلك اللواتي بعد هاء الضمير نحو بها وبهي ولهو، وكذا اللواتي للتثنية والجمع وضمير المؤنّث نحو اضربا واضربوا واضربي، فإن انفتح ما قبل بعض هذه الحروف وهو الواو والياء كان رويا نحو اخشو واخشي. ومن ذلك التنوين ونون التأكيد كزيدن واضربن، والألف المبدلة من التنوين نحو رأيت زيدا، والهمزة والمبدلة من الألف في الوقف نحو رأيت رجلا وهو يضربها وكذلك هاء الضمير وهاء التأنيث إذا تحرّك ما قبلها نحو غلامهو وحمزه، فإن سكن ما قبلها كانت رويا نحو عصاها، فهذه ستة أحرف:
حروف المد واللين والنون والألف المبدلة والهمزة المبدلة والهاء على ما فصلت، وما عداها فهو رويّ. هكذا يستفاد من بعض الرسائل وما ذكر المحقق التفتازاني في المطول وحواشي العضدي. والرّويّ عند شعراء العجم هو ما ذكره صاحب منتخب تكميل الصناعة قال:

الروي: هو عبارة عن الحروف الأخيرة الأصلية للقافية، يعني من اللفظة التي تعدّ في الحرف قافية أو ما كان بمنــزلتها إذا كان حرفا في الواقع أو إذا تكلّف الشاعر فجعله بمثابة الحرف.

ومثال القسم الأول: حرف الدال من الكلمات: فريادم وآزادم معنى الكلمتين هو:

فريادم: صراخي. آزادم: أنا حر.
وأمّا المراد بما هو بمنــزلة الحرف فهو في الواقع حرف زائد ظاهر التلفّظ وليس مشهور التركيب؛ وإنّما لكثرة الاستعمال يبدو مثل كلمة، وذلك قبل الألف في دانا وبينا والراء في مزدور ورنجور. دانا: عالم. بينا: مبصر.

مزدور: اجير. رنجور: مريض. فإذا اعتبرت هذه الحروف رويا وكانت الأبيات قريبة من بعضها فلا عيب في ذلك، وإن كان الأولى أن لا تستعمل أكثر من مرّة، وألّا تكون قريبة من بعضها.
والمراد بما يتكلّفه الشاعر فيجعله بمنــزلة الروي فهو الحرف المتوسّط في كلمة كما هو الحال في حرف الراء في قافية المصراع الثاني لهذا البيت الفارسي وترجمته: لقد غرق قلبي من ذكرى شفتيك الحمراء واغرورقت عيني بالدمع أيضا فاجعل وصلك مرهما لجراحات هجرانك وإمّا أن يكون الحرف الزائد مشهور التركيب فيحوّره الشاعر متكلفا من نفس الكلمة ويجعله حرفا أخيرا أصليا، كما مثل الشاعر بحرف الميم في قافية المصراع الثاني للبيت التالي وترجمته:
أراك مع العزّال دوما فأموت غما سأذهب من هذا البلد لكي اغمض عيني ومثل هذه القافية الثانية لا يؤتى بها أكثر من مرّة وبدون ضرورة، وإن حصل ذلك فلا تكون قريبة من بعضها. وإنّ تكرار الروي في القوافي يعتبر واجبا.
ثمّ اعلم بأنّ الروي قسّموه إلى قسمين:
الروي المفرد كما مرّ والروي المضاف كما هو مذكور في لفظ ردف.

وأيضا فإنّ الروي نوعان: مقيّد وهو ما كان حرف الروي ساكنا ولا يتّصل به حرف الوصل، وذلك مثل: (كار): (عمل) و (بار): ثمر، حمل.

ومطلق: وهو الذي يتّصل به حرف الوصل مثل: (كارم: عملى) و (بارم: حملي).
وإنّ كلا من حرف الرّويّ المقيّد أو المطلق إذا لم يجمع به حرف آخر من حروف القافية فيوصف بالمجرّد. أمّا إذا جمع به حرف ما فإنّه ينسب. فمثلا الرّويّ المقيّد في كلمة (تن: جسم) مقيّد مجرّد. وفي كلمة (جان:

روح). مقيّد بردف. وفي كلمة (گداخت: ذاب) مقيّد بردف مركب، وعلى هذا القياس.

خول

خول: {ما خولناكم}: ملكناكم. 
خول وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يَتَخَوَّلَهم بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَة السَّآمَة عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو عَمْرو: يتخولهم أَي يتعهدهم بهَا والخائل المتعهد للشَّيْء والحافظ لَهُ والقائم بِهِ. [و -] قَالَ الْفراء: والخائل الرَّاعِي للشَّيْء / والحافظ لَهُ وَقد خَال يخول خولا.
[خول] الخائل: الحافظ للشئ. يقال: فلان يخولُ على أهله، أي يرعى عليهم. وخوله الله الشئ، أي ملَّكه إيَّاه. وقد خُلْتُ المالَ أَخُولُهُ، إذا أحسنتَ القيام عليه. يقال: هو خالُ مالٍ وخائِلُ مالٍ وخَوْليُّ مالٍ، أي حَسَنُ القيام عليه والتَخَوُّلُ: التعهُّدُ. وفي الحديث: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنا بالموعِظة مخافة السآمة ". وكان الاصمعي يقول: " يتخوننا " بالنون، أي يتعهد نا. وربما قالوا: تخولت الريح الارض، إذا تعهدتها. وتخولت في فلان خالاً من الخير، أي أَخَلْتُ وتوسَّمت. وخَوَلُ الرجلِ: حَشَمُهُ، الواحد خائل. وقد يكون الخول واحد، وهو اسمٌ يقع على العَبد والأمَةِ. قال الفراء: هو جمع خائِلٍ، وهو الراعي. وقال غيره: هو مأخوذٌ من التَخْويلِ، وهو التمليك. والخالُ: أخو الأمِّ، والخالَةُ أختها. يقال: خالٌ بيِّن الخُؤُولَةِ. وبيني وبين فلان خُؤُولَةٌ. وتقول: اسْتَخِلْ خالاً غير خالِكَ، واسْتَخْولْ خالا عير خالك، أي اتخذ. والاستخوال أيضا: مثل الستخيال. وكان أبو عبيدة يروي قول زهير:

هُنالِكَ إنْ يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا * والخال: لواء الجيش. والخال: نوع من البرود. قال الشماخ: وبردان من خال وسبعون درهما على ذاك مقروظ من القد ماعز وخولة: اسم امرأة من كلب، شبب بها طرفة.وخولان: قبيلة من اليمن. ويقال: تطاير الشرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ، أي متفرِّقاً، وهو الشرر الذي يتطايَر من الحديد الحارِّ إذا ضُرِبَ. قال ضابئ : يُساقِطُ عنه رَوْقُهُ ضارِياتِها سِقاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلا وذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ، إذا تفرَّقوا شتَّى. وهما اسمان جُعِلا واحدا وبنيا على الفتح.
(خول) - في حَديثِ عبدِ الله بن عُمَر، رضي الله عنهما: "أَنَّه دعا خَوْلِيَّه".
الخَوْلِيُّ: القَيِّم بأَمرِ الِإبل والمُتَعَهِّدُ لها، وهو من الخَائِل أَيضًا.
يقال: هو خَائِلُ مالٍ، إذا كان حَسَنَ القيام عليه، والتَّخَوُّل: حُسنُ الرِّعاية، وهو من قَولِهِم: خَوَّلَه اللهُ عزَّ وجَلَّ: أي مَلَّكَه.
خول
قوله تعالى: وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ
[الأنعام/ 94] ، أي: ما أعطيناكم، والتّخويل في الأصل: إعطاء الخَوَل، وقيل:
إعطاء ما يصير له خولا، وقيل: إعطاء ما يحتاج أن يتعهّده، من قولهم: فلان خَالُ مَالٍ، وخَايِلُ مالٍ، أي: حسن القيام به. والخَال: ثوب يعلّق فيخيّل للوحوش، والخَال في الجسد: شامة فيه.

خول


خَالَ (و)(n. ac. خَوْل [ ]حِيَال [] )
a. Managed, administered (property).
b. ['Ala], Took care of, cared, provided for.
خَوَّلَa. Granted to, conferred upon.
أَخْوَلَa. Augured or thought well of.

تَخَوَّلَa. Had or adopted, as uncle.
b. Augured or thought well of.

خَال (pl.
خُوَّل []
أَخْوِلَة []
خُؤُوْل []
خُؤُوْلَة []
أَخْوَال [ 38 ] )
a. Maternal uncle, mother's brother.

خَالَة []
a. Maternal aunt, mother's sister.
b. Cruel step-mother.

خَوْلِيّ [] (pl.
خَوَل)
a. Steward, superintendant, overseer, farmbailiff.
b. (pl.
خَوْلِيَّة), Keeper ( of gardens ).
خَوَلa. Property; possessions.

خَائِل [] (pl.
خَوَل)
a. Manager.

خُؤُوْلَة []
a. Relationship of maternal uncle.

أَخْوَل أَخْوَل
a. In all directions!

خَام (pl.
أَخْوَام)
a. Unbleached cotton; cloth.

خَامَة
a. Unhealthy (country).
خ و ل : الْخَالُ مِنْ النَّسَبِ جَمْعُهُ أَخْوَالٌ وَجَمْعُ الْخَالَةِ خَالَاتٌ وَأَخْوَلَ الرَّجُلُ وِزَانُ أَكْرَمَ فَهُوَ مُخْوِلٌ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ وَبِالْفَتْحِ عَلَى مَعْنَى أَنَّ غَيْرَهُ جَعَلَهُ ذَا أَخْوَالٍ كَثِيرَةٍ وَرَجُلٌ مُعِمُّ مُخْوِلٌ أَيْ كَرِيمُ الْأَعْمَامِ وَالْأَخْوَالِ وَمَنَعَ الْأَصْمَعِيُّ الْكَسْرَ فِيهِمَا وَقَالَ كَلَامُ الْعَرَبِ الْفَتْحُ وَرُبَّمَا جُمِعَ الْخَالُ عَلَى خُئُولَةٍ.

وَالْخَوَلُ مِثَالُ الْخَدَمِ وَالْحَشَمِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَخَوَّلَهُ اللَّهُ مَالًا أَعْطَاهُ وَتَخَوَّلْتُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ تَعَهَّدْتُهُمْ. 
خول
الخَوَلُ: العَبِيْدُ والنِّعَمُ، من قَوْلكَ: خَوَّلَكَ اللهُ الشَّيْءَ: أي مَلَّكَكَ إيّاه. وخَوَلُ اللِّجام: أصْلُ فأْسِه. وخالاني فلانٌ: أي خالَفَنيِ. وذَهَبُوا أخْوَلَ أخْوَلَ: أي مُتَفَرِّقِين واحِداً في اثرِ واحدٍ كَتَفَرُّقِ الشًرَرِ من الحَدِيد. وقيل: الشَّرَرُهو الأخْوَل بعَيْنِه. والخائلُ: الراعي يَخُول الغَنَمَ. وتَخَوَّلْتُ الشَّيْءَ: تَعَهَّدْته، في الحديث: " كانَ يَتَخَوَّلُهم بالمَوْعِظة ". ورَجُلٌ خَوْلانيٌّ: إذا كان عامَّ المَنْفَعَة للقَريب والبَعِيد، وهو من قَوْلهم: خالَ عليهم أي ساسَهم. والخُوْلُ: الأخْوَال وهُمْ جَمْعُ الخُوْلة. ورَجُلٌ مُخَالٌ مُعَمٌ: بمعنى مُخْوَلٍ. والخَوْلانِيَّةً من النِّصال: الرَّقِيقُ السَّخِيفُ.
خ و ل: (خَوَّلَهُ) اللَّهُ الشَّيْءَ (تَخْوِيلًا) مَلَّكَهُ إِيَّاهُ. وَ (التَّخَوُّلُ) التَّعَهُّدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ» . وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: يَتَخَوَّنُنَا بِالنُّونِ أَيْ يَتَعَهَّدُنَا. وَ (خَوَلُ) الرَّجُلِ حَشَمُهُ، الْوَاحِدُ (خَائِلٌ) وَقَدْ يَكُونُ الْخَوَلُ وَاحِدًا وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ وَالْأَمَةِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ خَائِلٍ وَهُوَ الرَّاعِي. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّخْوِيلِ وَهُوَ التَّمْلِيكُ. وَ (الْخَالُ) أَخُو الْأُمِّ وَ (الْخَالَةُ) أُخْتُهَا وَمَصْدَرُهُ (الْخُئُولَةُ) . 
خول: تخوّل: قبل الهدايا (المقري 2: 709).
خَوَل: راقص، رقاص (لين عادات 1: 260).
خَوّلّي: رئيس المساحة وتقسيم الأراضي ومتوليها (صفة مصر 11: 480، 12: 67، فسكيه ص25 (راجع لين وتاج العروس).
خَوّلي: بستاني (محيط المحيط) وفيه جمعه خولية (ألف ليلة: 145، 298، 633، 636، 877، 2: 241، 3: 171، 4: 255) وقد وجدت عند ابن البيطار (2: 182) خولة بمعنى بستانية، ففيه: عيب وهو اسم لشجرة الكاكنج ويعرف بذلك بالقاهرة أيضاً سمعته من الخولة ببستان الكافوري حين سألتهم عن شجر الكاكنج ما اسمه عندهم فقالوا عُبب.
وخَوْلي: مؤاكر، مزراع، مخابر، شريك مرابع أو خماس الخ (بوشر).
وخَولي: حارس، يقال مثلاً: خولي الساقية أي حارس الساقية (ألف ليلة برسل 11: 381).
وخُوْلي: جابي المال الأميري، جامع الصدقات (فانسليب ص291).
وخَولي: وكيل تجارة (هلو).
خَوْلّية: أجرة الخولي (محيط المحيط).
خَوْلان: نبات اسمه العلمي: succus lycu ( ابن البيطار 1: 400). خُولان: اسم دواء (صفة مصر 12: 137).
عود الخولان: حضض، عوسج (بوشر).
مُخْوِل: من يشبه خاله (محيط المحيط).
خ و ل

خوله الله مالاً. قال أبو النجم:

كوم الذرى من خول المخول

ولفلان خيل وخول أي حشم، جمع خائل. يقال: فلان خائل مال أي راعيه ومصلحه، وقد خال المال يخوله خولاً. وهو يخول على أهله: يرعى عليهم أغنامهم ويكفيهم. قال:

ولا تحسبن أني لأمك خائل

ويقال للفهارمة: الخوّال. " وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخول أصحابه بالموعظة " يتعهدهم بها. وفلان تخدم بني فلان واستخولهم أي اتخذهم خولاً. وأدلى بالخؤلة والعمومة، وهو معم مخول، وتعممت عمّا، وتخولت خالاً واستخولته، يقال: استخول خالاً غير خالك.

ومن المجاز: جاؤا الأول فالأول، ثم تفرقوا أخول أخول؛ وكان أصله في الرعاة يتفرقون في الكلأ فيأخذ هذا في شق وهذا في شق وكلهم يقول: أنا أخول من الآخرين أي أحسن رعية وتعهدا للمال. قال البعيث:

ودافعت عن ذود الخصاف بن ضمضم ... وقد قسمت في الجيش أخول أخولا
[خول] فيه إخوانكم "خولكم" الخول حشم الرجل وأتباعه، جمع خائل، وقد يكون واحدًا ويقع على العبد والأمة مأخوذ من التخويل التمليك، وقيل من الرعاية. ك: خولكم مبتدأ قدم خبره، أي إخوانكم في الإسلام أو في بني آدم، وهو بفتحتين أي خدمكم أي عبيدكم الذين يتخولون الأمور أي يصلحونها، ويجوز النصب بتقدير احفظوا، فليطعمه وليلبسه بضم يائهما مما يلبسه بفتح ياء، والأمر للاستحباب على الأكثر، وقيل للوجوب. وح: فليناوله لقمة، يؤيد الندب، ولاتكلفوا نهي التحريم، وقيل للتنزيه بدليل فإن كلفتموهم، ويا باذر بحذف همزة أبا للتخفيف، وعيرت رجلًا أي عبدًا بابن السوداء، قيل إنه بلال فقال صلى الله عليه وسلم: ما كنت أحسب أنه بقي في صدرك من كبر الجاهلية شيء، فوضع أبو ذر خده على الأرض فلم يرفع حتى وطئه البلال بقدمه، ويتم في طعم. نه: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان عباد الله "خولا" أي خدمًا وعبيدًا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. وفيه: إنه كان "يتخولنا" بالموعظة، أي يتعهدنا، فلان خائل مال أي يصلحه ويقوم به، وقيل: يتحولنا، بمهملة أي يطلب حالًا ينشطون فيها للموعظة فيعظهم ولا يكثر عليهم فيملوا، وقيل: يتخوننا، بالنون أي يتعهدنا. ومنه ح: دعا "خوليه" الخولي عند أهل الشام القيم بأمر الإبل وإصلاحها، من التخول التعهد. وفيه: إنا لا ننبو في يديك ولا "نخول" عليك، أي لا نتكبر عليك، خال يخول واختال إذا تكبر وهو ذو مخيلة.
خول
أخالَ يُخيل، أَخِلْ، إخالةً، فهو مُخِيل، والمفعول مُخال
• أخال فيه الخيرَ: توسَّمه فيه. 

أخولَ يُخوِل، إخوالاً، فهو مُخوِل
• أخول الشَّخصُ: كان كثير الأخوال ° رَجُل مُعِمّ مُخوِل/ رَجُلٌ مُعَمّ مُخوَل: كريم الأعمام والأخوال. 

استخولَ في يستخول، استخوالاً، فهو مُستخوِل، والمفعول مُسْتَخْوَل فيه
• استخول في بني فلان: اتخذهم أخوالاً. 

تخوَّلَ يتخوَّل، تخوُّلاً، فهو مُتخوِّل، والمفعول مُتخَوَّل
• تخوَّل الرَّجلَ وغيرَه: دعاه خالاً، اتَّخذه خالاً له "تخوَّل اليتيمُ الرجلَ الذي حنّ عليه- تخَوَّل خالاً".
• تخوَّله بالرِّعاية: اعتنى به وتعهَّده بها "تخوَّله بالتربية الحسنة- إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ [حديث] ".
• تخوَّلَ فيه الخيرَ: أخاله، توسَّمه فيه. 

خوَّلَ يخوِّل، تخويلاً، فهو مخوِّل، والمفعول مخوَّل
• خوَّل صديقَه فِعْلَ كذا/ خوَّل إلى صديقه فِعْلَ كذا/ خوَّل لصديقه فِعْلَ كذا: فوّضه بشأنه، أوكل إليه، أسند إليه "خوّل رئيسَ الوزراء توقيع المعاهدة/ تمثيل بلاده- خوَّل إليه إدارة أعمال الشركة: منحه السلطة عليها والتصرف بشأنها- خوّلت له اللائحةُ الحقّ في الاعتراض: أجازت له وسمحت".
• خوَّله الشَّيءَ: أعطاه إيَّاه تفضُّلاً ومِنَّةً، ملَّكه إيّاه "خوَّله جائزة مالية: منحه السلطة عليها والتصرف بشأنها- {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ} ". 

إخالة [مفرد]: مصدر أخالَ. 

خُئولة [مفرد]: (مصدر لم يُسْمع له فِعْل) علاقة بين الولد وخاله، انتساب إلى الخال "تباهى بخئولته العريقة". 

خال [مفرد]: ج أخوال وخِيلان، جج خُئول: أخو الأمّ "تربّى عند أخواله- الخالُ والد: يعطف عطف الأب وله ما للأب من الاحترام- {أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ} ". 

خالة [مفرد]: أخت الأُمّ " {وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ} ". 

خَوْليّ [مفرد]: ج خَوَل:
1 - رئيس العُمَّال في المزرعة والمسئول عنهم "خوْليّ يشرف على جَمعِ القطن".
2 - حسن القيام على المال أو الماشية، والقائم عليه الذي يدبّره.
3 - رئيس المساحة وتقسيم الأراضي ومتولِّيها. 
باب الخاء واللام و (وا يء) معهما خ ول، خ ي ل، خ ل و، ول خ، ل وخ، ل خ ومستعملات

خول: أَخْوَلَ الرجلُ إذا كان ذا أخوالٍ، فهو مُخْوِلٌ ومُخْوَل، وهو كريم الخالِ أيضاً. والخُؤولةُ مصدر الخال. والخالُ: بَثْرةٌ في الوجه تضرب إلى السواد، وجمعه خِيلانٌ. والخالُ: ثوب ناعم من ثياب اليمن، قال:

والخالُ ثوبٌ من ثِياب الجهال

ويقالُ: رجل خالٌ ومُختالٌ أي شديد الخُيَلاءِ، قال:

إذا تجرد لا خالٌ ولا بَخِلُ

والخالُ كالظلع والغَمْزِ في الدابة. يقال: خالَ الفرس يخالُ خالاً، والفرس خَائِلٌ، قال:

نادى الصريخ فَرَدُّوا الخيل عانيةً ... تَشكُو الكَلالَ وتَشكُو من حفاً خالِ  والخَوَلُ: ما أعطاك الله من العَبيد والنَّعَم، قال أبو النجم:

كوم الذرى من خَوَلِ المُخَوَّلِ

وهؤلاء خَوَلٌ لفلان أي: اتَّخَذَهم كالعبيد ذلا وقهرا. وهؤلاء خَوَلٌ لفلان أي: اتَّخَذَهم كالعبيد ذلا وقَهْراً. وخَوَل اللِّجام: أصلُ فَأْسِه. وخَالاني فلان أي خالَفَني. والخالُ: اللواء، قال:

......... لا يُرَّوِّح خالُها

أي لواؤها والأَخْيَلُ : تذكير الخُيَلاء، قال:

لها بعد إدلاجٍ مِراحٌ وأخْيَلُ

والأَخْيَلُ: طائر يسميه الفرس كاجول، خضرته مشربة حمرة، يتشاءم به العرب. والأَخْيَل: الشاهين، والجميع: أَخايِلُ. والخَيال: كل شيء تراه كالظِّلِّ. وخيالك في المرآة. وهو ما يأتي العاشق أيضا في النوم على صورة عشيقته. وتقول: تَخَيَّلَ لي الخَيالُ. والخالُ: الرجل السمح، يشبه بالغيم البارق. وتَخَيَّلَ إلي أي: شبه. والخَيال: غيم ينشأ، يُخَيَّلُ إليك أنه ماطر ثم يعدوك. فإذا أرعد وأبرق فالاسم المَخِيلَةُ، فإذا ذهب غيما لم يسم مَخِيلَةً، وإن لم يمطر سُمْيَ خُلَّباً. وخَيَّلَتِ السماء: أغامت ولم تمطر. وكل خَليقٍ لشيء فهو مَخيلٌ له. ويقال: خِلْتُه خَيَلاناً. ويقال: خَيَّلَ علينا وتَخَيَّلَ علينا أي: أدْخَل علينا التُّهَمَةَ وشبهها. وإخالُ زيدا يكرمك. وتَخَيَّلَ عليك فلان، إذا اختارَكَ وتفرس فيك الخَيْرَ. ويقال: إن فلاناً مُخِيلٌ للخَير، وكل شيء اشتَبَه عليك فهو مُخيلُ، وقد أخالَ، قال:

الحقُّ أبلجُ لا يخيلُ سبيله ... والصدقُ يعرفه ذَوو الألبابِ

وأخالَتِ الناقةُ فهي مُخِيلةٌ، إذا كانت حَسَنةَ العَطَل. وإذا كان في ضَرْعِها لبن فهي مُخيلةٌ أيضاً .

خيل: والخَيْلُ جَماعُة الفَرس، لم تُؤْخَذْ من واحد مثل النَّبْل والإبل. والتَّخايُل: خُيَلاءُ في مهلة.

خلو: خَلاَ يَخْلُو خَلاءً فهو خالٍ. والخَلاءُ من الأرضِ: قرار خالٍ لا شيء فيه. والرجل يخل خَلْوةً. واستَخْلَيْتُ الملك فأخْلاني أي خَلا معي وأَخْلَى لي مجلسه، وخَلاَنِي، وخَلاَلي. وفلانٌ خَلا لفلان أي خادعه. وخَلَّى مكانَه أي مات. وخَلَّيْتُ عنه أي أرسَلْتُه. وخَلاَ قرن أي مضى، فهو خالٍ. والخَلِىُّ، مقصور، هو الحشيش، واختَلَيْتُه، وبه سميت المِخلاة، والواحدة بالهاء، واختِلاءُ السيف: إبانته اليد والرجل. والخَلِيُّ: الذي لا هم له، قال:

نام الخَلِيُّ وبتُّ اللَّيلَ مُرْتَفِقا ... مما أعالج من همٍ وأحزانِ

وخالَيْت فلانا إذا صارعته، قال:

ولا يدري الشقي بمن يُخالي

وواحدة الخَلَى خَلاةٌ، قال الأعشى:

فلست خلاة بمن أو عدن

وأنت خِلْوٌ منه، وهي خِلْوٌ منه، ويجمع أخْلاءً. والخَلِيُّ والخَلِيَّةُ: الموضع الذي يعسل فيه النحل، والكُوَارةُ التي تتخذ من طين، قال:

تيمم وقبةً فيها خَلِيٌّ ... دوين النجم ذات جَنىً أنيقِ

والخَلاءُ، ممدود،: البراز، قال:

أقْبَلَتْ تنفض الخَلاءَ برجليها ... وتمشي تَخَلُّجَ المجنُونِ

وأخَلْيتُ فلانا وصاحبه، وخَلَّيْتُ بينهما. والخَلِيّةُ: السفينة تسير من ذاتها من غير جذب، وجمعها خَلايا، قال طرفة:

خَلايا سَفينٍ بالنواصف من دد  والخَلِيْةُ: الناقة خَلَتْ من ولدها ورعت ولد غيرها. ويقال: هي التي ليس معها ولد، قال خالد بن جعفر:

أمرت بها الرعاء ليكرموها ... لها لبن الخَلِيَةِ والصعودِ

والخِلاءُ في الإبل كالحِران في الدابة، خَلأَتِ الناقة خلاء أي لم تَبْرَحْ مكانَها تعسراً منها. وقد يقال للإنسان: خَلا يَخْلُو خُلُوَاً إذا لزم مكانه فلم يبرح. وما في الدار خلا زَيْداً، نَصْبٌ وجَر، فإذا أَدْخَلْتَ ما فيه لم تجر. لأنه قد بين الفعل. وما أردت مساءتك خَلا أني وعظتك أي إلا أني وعظتك، قال:

خَلا الله لا أرجو سواك وإنما ... أعد عيالي شعبةً من عيالكا

ولخ: الوَلَخْ من العشب، يقال: ائتلخت الروضة أي: اختلطت وعظمت، وطالت ولم يؤكل منها شيء. وأرضٌ مؤتلخة أي: معشبةٌ.

لوخ: يقال للوادي العميق في الأرض: وادٍ لاخٌ، وأوديةٌ لاخَةٌ.

لخو: اللَّخْوُ: نعت القبلِ المضطرب، الكثير الماء. واللَّخاءُ: الغذاء للصبي سوى الرضاع. ويَلْتَخي الصبي أي: يأكل خبزاً مبلولاً ، قال الراجز:

فهن مثل الأمهات يُلْخِينْ ... يُطعِمْنَ أحياناً وحيناً يسقين

والمُلاخاة: التحريش والتحميل، تقول: لاخيت بي عند فلان إذا أتيت بي عنده، لخائو ملاخاةً. والتَخَيتُ جران البَعير إذا قددت منه سيراً للسوط ونحوه، وقول الطرماح:

لاخَ العدوُّ بنا

فمعناه التحريش.

خول

1 خَالَ, aor. ـُ inf. n. خَوْلٌ, He became possessed of خَوَل [so I read, meaning slaves, or servants, and other dependents, in the place of خوال, an evident mistranscription, in the TA,] after having been alone. (TA.) b2: فُلَانٌ يَخُولُ عَلَى أَهْلِهِ Such a one pastures for his family: (S:) or يَخُولُ عَلَيْهِمْ signifies he milks and waters and pastures for them. (T, TA.) And خال عَلَيْهِمْ He ruled, or governed, them. (JK.) And خال مَالَهُ, (K, * TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. خَوْلٌ and خِيَالٌ, (K,) He pastured his cattle, or camels &c., and managed them, or tended them, and sustained them, (K, * TA,) well: (K:) or خُلْتُ المَالَ, aor. ـُ I managed the cattle, &c., well: (S:) and خال عَلَى المَالِ, aor. ـُ he pastured the cattle, &c., and managed them well; as also خال, aor. ـِ (TA in art. خيل.) A2: خال, aor. ـُ and يَخَالُ or يَخِيلُ, see اختال (with which it is syn.) in art. خيل.2 خوّلهُ اللّٰهُ الشَّىْءَ, (JK, S,) or مَالًا, (Msb,) or المَالَ, (K,) inf. n. تَخْوِيلٌ, (S,) God made him to possess, (JK, S,) or gave him, (Msb, K,) or conferred upon him, as a favour, (K,) the thing, (JK, S,) or property, (Msb,) or the property. (K.) So in the Kur vi. 94 and xxxix. 11 [and 50]. (TA.) 4 أَخْوَلَ (JK, Msb, K) and أُخْوِلَ (K) He (a man, JK, Msb) had maternal uncles: (JK, K:) or he had many maternal uncles: (Msb:) [both signify the same accord. to the K: but the latter properly signifies he was made to have maternal uncles, or many maternal uncles: see مُخْوَلٌ.]

A2: مِنَ الخَيْرِ ↓ اخال فيه خَالًا He perceived, or discovered, in him an indication, or a symptom, sign, mark, or token, of good; as also ↓ تخوّل (JK, S, K) and تخيّل. (K.) [See also 2 in art. خيل.]

A3: See also 10, in two places.5 تَخَوَّلَ see 4: A2: and see also 10, in three places.

A3: تخوّلهُ also signifies He paid frequent attention, or returned time after time, (JK, S, K,) to it, (JK,) or to him; syn. تَعَهَّدَهُ. (JK, S, K.) You say, تَخَوَّلْتُهُمْ بِالمَوْعِظَةِ I paid frequent attention to them with exhorting, or admonishing; syn. تَعَهَّدْتُهُمْ. (Msb.) It is said in a trad., of the Prophet, كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ [He used to pay frequent attention to us with exhorting, or admonishing, for fear of loathing on our part, or disgust]; (S;) or يَتَخَوَّلُهُمْ, i. e. يَتَعَهَّدُهُمْ: (TA:) As used to say يَتَخَوَّنُنَا, i. e. يَتَعَهَّدُنَا; (S;) or يَتَخَوَّنُهُمْ: and some read يَتَحَوَّلُهُمْ, with the unpointed ح, explained in art. حول. (TA.) And sometimes they said, تخوّلتِ, الرِّيحُ الأَرْضَ, i. e. تَعَهَّدَتْهَا [app. meaning The wind returned to the land time after time]. (S.) 10 اِسْتَخْوَلَهُمْ He took them as خَوَل, (K, TA,) i. e. slaves, or servants, and other dependents. (TA.) A2: استخول فِيهِمْ and استخال He took, or adopted, them as maternal uncles: and خَالًا ↓ تخوّل he took, or adopted, a maternal uncle; (K;) like as one says, تَعَمَّمَ عَمًّا: and ↓ تَخَوَّلَتْهُ She called him her maternal uncle. (TA.) You say, اِسْتَخِلْ خَالًا غَيْرَ خَالِكَ and اِسْتَخْوِلْ (JK, S) and ↓ تَخَوَّلَ (JK) Adopt thou a maternal uncle other than thy [proper] maternal uncle. (JK, * S.) A3: الاِسْتِخْوَالُ is also like الاِسْتِخْبَالُ [as meaning The asking one to lend cattle, or camels &c.: and ↓ الإِخْوَالُ is like الإِخْبَالُ as meaning The lending cattle, or camels &c.]: and AO used to recite thus the saying of Zuheyr: ↓ هُنَالَكَ إِنْ يُسْتَخْوَلُوا المَالَ يُخْوِلُوا [There, if they be asked to lend cattle, they lend]. (S, TA. [See also 10 in art. خبل.]) خَالٌ A maternal uncle; one's mother's brother: (JK, S, K:) pl. أَخْوَالٌ (S, Msb, K) and أَخْوِلَةٌ, (K,) [both pls. of pauc.,] the latter anomalous, (TA,) and (of mult., TA) خُوَّلٌ and خُؤُولٌ (K) and خُؤُولَةٌ: (Msb, K:) the fem. is خَالَ, (JK, S, K,) a maternal aunt; one's mother's sister: (JK, S:) and the pl. of this is خَالَاتٌ. (Msb.) One says, هُمَاابْنَا خَالَةٍ [meaning Each of them two is a son of a maternal aunt of the other]; but one cannot say, ابْنَا عَمَّةٍ: (K:) and in like manner one says, ابْنَا عَمًّ; but one cannot say, ابْنَا خَالٍ. (TA.) A2: An owner of a horse: you say, أَنَا خَالُ هٰذَا الفَرَسِ I am the owner of this horse. (K.) [See also خَالٌ in art. خيل.] b2: هُوَ خَالُ مَالٍ and مَالٍ ↓ خَائِلُ He is a manager, or tender, of cattle, or camels &c.; (K;) or a good manager or tender thereof; (S, K; *) and so مَالٍ ↓ خَوْلِىُّ: (S:) ↓ خَائِلٌ signifies also a keeper, or guardian, of a thing; (T, S;) or a pastor; (Fr, TA;) a people's pastor, who milks and waters and pastures for them; and one who pays frequent attention to a thing, puts it into a good or right state, or restores it to such a state, and undertakes the management of it: (T, TA:) خُوَّلٌ [is a pl. of خَائِلٌ, like as نُوَّمٌ is of نَائِمٌ, &c., and] signifies pastors who take care of cattle, or camels &c.: (TA:) and ↓ خَوْلِىٌّ, (K,) or, accord. to the M, ↓ خَوَلِىٌّ, (TA,) signifies a pastor who is a good manager of cattle, or camels, and sheep or goats; (M, K, * TA;) or a good manager and orderer of the affairs of men; (TA;) and its pl. [or quasi-pl. n. or n. un.] is ↓ خَوَلٌ; (M, K;) accord. to the M, like as عَرَبٌ is of عَرَبِىٌّ. (TA.) [See also خَالٌ in art. خيل.]

A3: An indication, or a symptom, sign, mark, or token, of good (S, * K, TA) in a person. (S, TA.) See 4.

A4: A mole; i. e. [a thing resembling] a pimple in the face, inclining to blackness: dim. ↓ خُوَيْلٌ and خُيَيْلٌ: and pl. خِيلَانٌ. (JK. [See also art. خيل.]) A5: The [kind of banner called] لِوَآء, of an army or a military force. (S, K. [See also art. خيل.]) b2: A kind of soft garment, or cloth, of the fabric of El-Yemen: (JK:) a kind of بُرْد, (S, K,) well known, (K,) having a red [or brown] ground, with black lines or stripes. (TA. [Mentioned also in art. خيل.]) A6: A black stallion-camel. (IAar, K. [See also art. خيل.]) خَوَلٌ A man's slaves, or servants, and other dependents: (S, Msb, TA:) or slaves, and cattle, or camels &c.: (JK:) or the cattle, camels &c., [in the CK, النِّعَم is erroneously put for النَّعَم,] and male and female slaves, and other dependents, given to one by God: (K:) said to be (S) from 2 [q. v.]: (JK, S, TA:) it is said to be a quasi-pl. n.; (TA;) and the sing. is ↓ خَائِلٌ; (S, K, TA;) though used as sing. and pl., and masc. and fem.: (K:) sometimes used as a sing. applied to a male slave and a female slave: but Fr says that it is pl. [or quasi-pl. n.] of ↓ خَائِلٌ meaning a pastor. (S.) You say هٰؤُلَآءِ خَوَلُ فُلَانٍ, meaning These are persons who have been subjected, and taken as slaves, by such a one. (TA.) b2: See also خَالٌ. b3: Also A gift, or gifts: [and this seems to be the primary signification; whence

“ a slave ” &c., and “ slaves ” &c., as being given by God:] so in the phrase, هُوَ كَثرُ الخَوَلِ [He is a person of many gifts]. (TA.) A2: Accord. to Lth, (TA,) it signifies also The lower part (أَصْل) of the فَأْس [q. v.] of a bit: (JK, K, TA:) but Az says, “I know not the خول of the bit nor what it is. (TA.) [See خَالٌ, last sentence but one, in art. خيل.]

خَوْلَةٌ A female gazelle. (IAar, K.) خَوْلِىٌّ: see خَالٌ, in two places. b2: Also A measurer of land with the measuring-cane. (TA.) خَوَلِىٌّ: see خَالٌ.

خُوَيْلٌ: see خَالٌ, of which it is the dim.

خُؤُولَةٌ The relationship of a maternal uncle [and of a maternal aunt]: (JK, S, K, TA:) an inf. n. (JK, TA) having no verb. (TA.) Yousay, بَيْنِى وَ بَيْنَهُ خُؤُولَةٌ [Between me and him is a relationship of maternal uncle]. (S, K.) A2: Also a pl. of خَالٌ in the first of the senses assigned to the latter above. (Msb, K.) خَوَّالٌ A giver of many gifts. (TA.) خَائِلٌ: see خَالٌ, in two places: b2: and خَوَلٌ, also in two places.

تَطَايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ The sparks flew about scattered; meaning the sparks that fly about from hot iron when it is beaten; as in a verse of Dábi [El-Burjumee] cited in art. سقط: see 3 in that art. (S.) And ذَهَبُو أَخْوَلَ أَخْوَلَ They went away scattered, (JK, S, K,) one after another, like as sparks are scattered from iron: or, as some say, الأَخْوَلُ itself means sparks: (JK:) [but here,] اخول اخول are two nouns made into one, and indecl., with fet-h for the termination: (S:) Sb says that they may be like شَغَرَ بَغَرَ, or like يَوْمَ يَوْمَ. (TA.) A2: هُوَ أَخْوَلُ مِنْ فُلَانٍ He is prouder than such a one. (Suh, TA.) [See also أَخْيَلُ, in art. خيل.]

مُخَالٌ: see مُخْوَلٌ.

مَخُولٌ: see أَخْيَلٌ, in art. خيل.

مُخْوَلٌ and ↓ مُخْوِلٌ A man having maternal uncles: (TA:) or the former signifies a man made to have many maternal uncles; and ↓ the latter, having many maternal uncles: (Msb:) and رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ (Msb, K) and ↓ مُخَالٌ, (JK, K,) and ↓ مُعِمٌّ مُخْوِلٌ, A man who has generous paternal and maternal uncles: (Msb, K:) but As disallows مُعِمٌّ and ↓ مُخْوِلٌ: (Msb:) and the latter word in each case is not used, (K,) or is scarcely ever used, (TA,) without the former. (K, TA.) مُخْوِلٌ: see what next precedes, in four places.

إِنَّهُ لَمَخِيلٌ لِلْخَيْرِ, (K in this art.,) or مُخِيلٌ, (S in art. خيل,) Verily he is adapted or disposed by nature to good [i. e. to be, or to do, or to effect, or to produce, what is good]. (S, K.) [See also مُخِيلٌ in art. خيل.]

خول: الخالُ: أَخو الأُم، والخالة أُخْتُها، يقال: خالٌ بَيِّن

الخُؤُولة. وبَيْني وبين فلان خُؤُولة، والجمع أَخوال وأَخْوِلة؛ هذه عن

اللحياني، وهي شاذة، والكثير خُؤُول وخُؤُولة؛ كلاهما عن اللحياني؛ والأُنثى

بالهاء، والعُمُومة: جمع العَمِّ، وهما ابْنا خالةٍ ولا يقال ابْنا عَمَّة،

وهما ابْنَا عَمٍّ ولا يقال ابْنا خال، والمصدر الخُؤُولة ولا فعل له. وقد

تَخَوَّل خالاً وتَعَمَّم عَمًّا إِذا اتخذَ عَمًّا أَو خالاً.

وتَخَوَّلَتْني المرأَةُ: دَعَتْني خالَها. ويقال: اسْتَخِلْ خالاً غير خالك،

واسْتَخْوِل خالاً غير خالك أَي اتَّخِذْ. والاسْتِخْوال أَيضاً: مثل

الاستخبال من أَخْبَلته المال إِذا أَعرته ناقة لينتفع بأَلبانها وأَوبارها أَو

فرساً يغزو عليه؛ ومنه قول زهير:

هنالك إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا،

وإِن يُسْأَلوا يُعْصُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا

وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِل إِذا كان ذا أَخوال، فهو مُخْوِل ومُخْوَل.

ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ ومُعَمٌّ مُخْوَل: كريم الأَعمام والأَخوال، لا

يكاد يستعمل إِلا مع مُعِمٍّ ومُعَمٍّ. الأَصمعي وغيره: غلام مُعَمٌّ

مُخْوَل، ولا يقال مُعِمٌّ ولا مُخْوِل. واسْتَخْوَل في بني فلان: اتَّخَذهم

أَخوالاً.

وخَوَلُ الرجلِ: حَشَمُه، الواحد خائل، وقد يكوْن الخَوَل واحداً وهو

اسم يقع على العبد والأَمة؛ قال الفراء: هو جمع خائل وهو الراعي، وقال

غيره: هو مأْخوذ من التخويل وهو التمليك؛ قال ابن سيده: والخَوَل ما أَعطى

اللهُ سبحانه وتعالى الإِنسانَ من النِّعَم. والخَوَل: العبيد والإِماءُ

وغيرهم من الحاشية، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وهو مما

جاء شاذّاً عن القياس وإِن اطَّرد في الاستعمال، ولا يكون مثل هذا في الياء

أَعني أَنه لا يجيء مثل البَيَعة والسَّيَرة في جمع بائع وسائر، وعلة

ذلك قرب الأَلف من الياء وبُعْدُها عن الواو، فإِذا صحت نحو الخَوَل

والحَوَكة والخَوَنة كان أَسهل من تصحيح نحو البَيَعة، وذلك أَن الأَلف لما

قَرُبت من الياء أَسْرَع انقلابُ الياء إِليها، وكان ذلك أَسْوَغ من انقلاب

الواو إِليها لبعد الواو عنها، أَلا ترى إِلى كثرة قلب الياء أَلفاً

استحساناً لا وجوباً في طَيِّءٍ طائِيٌّ، وفي الحِيرَة حارِيٌّ، وفي قولهم

عَيْعَيْت وحَيحَيْت وهَيْهَيْت عاعَيْت وحاحَيْت وهاهَيْت؟ وقَلَّما يرى

في الواو مثل هذا، فإِذا كان مثل هذه القُرْبَى بين الأَلف والياء، كان

تصحيح نحو بَيَعة وسَيَرة أَشقَّ عليهم من تصحيح نحو الخَوَل والحَوَكة

والخَوَنة لبعد الواو من الأَلف، وبقدر بُعْدها عنها ما يَقِلُّ انقلابها

إِليها، ولأَجل هذا الذي ذكرنا ما كثر عنهم نحو اجْتَوروا واعْتَوَنوا

واحْتَوَشوا، ولم يأْت عنهم شيء من هذا التصحيح في الياء، لم يقولوا

ابْتَيَعوا ولا اشْتَرَيُوا، وإِن كان في معنى تبايعوا وتشاريوا، على أَنه قد جاء

حرف واحد من الياء في هذا فلم يأْت إِلاَّ مُعَلاًّ، وهو قولهم

اسْتَافوا بمعنى تَسَايفوا، ولم يقولوا اسْتَيَفوا لما ذكرناه من جفاء ترك قلب

الياء في هذا الموضع الذي قَوِيَت عنه داعيةُ القلب. والخَوَل: ما أَعْطَى

اللهُ تعالى الإِنسانَ من العبيد والخَدَم؛ قال أَبو النجم:

كُومُ الذُّرى من خَوَل المُخَوَّل

ويقال: هؤُلاء خَوَل فلان إِذا اتخذهم كالعبيد وقَهَرهم. وقال الفراء في

قولهم: القوم خَوَل فلان، معناه أَتباعه، وقال: خَوَل الرجل الذي يملك

أُمورهم. وخَوَّلك اللهُ مالاً أَي مَلَّكك. وخالَ يَخَالُ خَوْلاً إِذا

صار ذا خَوَل بعد انفراد. وفي حديث العبيد: هم إِخوانكم وخَوَلُكم؛

الخَوَل حَشَمُ الرجل وأَتباعُه، ويقع على العبد والأَمة، وهو مأْخوذ من

التخويل والتمليك، وقيل من الرِّعاية؛ ومنه حديث أَبي هريرة: إِذا بلغ بَنُو

العاص ثلاثين كان عِبَاد الله خَوَلاً أَي خَدَماً وعبيداً، يعني أَنهم

يستخدمونهم ويستعبدونهم. واسْتَخْوَل في بني فلان: اتخذهم خَوَلاً.

وخَوَّله المالَ: أَعْطاه إِياه، وقيل أَعطاه إِياه تَفَضُّلاً؛ وقول

الهذلي:

وخَوَّال لِمَوْلاه، إِذا ما

أَتاه عائلاً قَرِع المُراح

يدل على أَنهم قد قالوا خالَه، ولا يكون على النسب لأَنه قد عدّاه

باللام، فافْهَمْ. وخَوَّله اللهُ نِعْمة: مَلَّكه إِياها. والخائل: الحافظ

للشيء؛ يقال: فلان يَخُول على أَهله وعياله أَي يَرْعَى عليهم. ورَاعِي

القوم يَخُول عليهم أَي يَحْلُب ويَسْعَى ويَرْعَى. وخال المالَ يَخُوله

إِذا ساسه وأَحسن القيام عليه، وكذلك خلته أَخوله. والخَوْلِيُّ: القائم

بأَمر الناس السائس له. والخائل: الراعي للشيء الحافظ له، وقد خال يَخُول

خَوْلاً؛ وأَنشد:

فهو لَهُنَّ خائل وفارِط

قال أَبو منصور: والعرب تقول مَنْ خالُ هذا الفرس أَي مَنْ صاحبُها؛

ومنه قول الشاعر:

يَصُبُّ لها نِطَافَ القوم سِرًّا،

ويَشْهَدُ خالُها أَمْرَ الزَّعِيم

يقول: لفارسها قَدْرٌ فالرئيس يشاوره في تدبيره؛ وأَنشد الأَزهري في

مكان آخر:

أَلا لا تُبالي الإِبْلُ مَنْ كان خالَها،

إِذا شَبِعَتْ من قَرْمَلٍ وأُثال

والخُوال: الرِّعاء الحُفَّاظ للمال. والخَوَل: الرُّعاة.

والخَوَلِيُّ: الراعي الحسن القيام على المال والغنم، والجمع خَوَلٌ

كَعَرَبِيٍّ وعَرَب. وفي حديث ابن عمر: أَنه دعا خَوَلِيّه. قال ابن

الأَثير: الخَوَلِيُّ عند أَهل الشام القَيِّم بأَمر الإِبل وإِصلاحها، من

التَّخَوُّل التعهُّد وحُسْنِ الرِّعاية. وإِنه لخالُ مالٍ وخائلُ مالٍ

وخَوَلُ مالٍ أَي حَسَنُ القيام على نَعَمه يدبره ويقوم عليه. والخَوَل أَيضاً:

اسم لجمع خائل كرائح ورَوَح، وليس بجمع خائل، لأَن فاعلاً لا يُكَسَّر

على فَعَل، وقد خالَ يَخُولُ خَوْلاً، وخال على أَهله خَوْلاً

وخِيَالاً.والتَّخَوُّل: التعهد. وتَخَوَّل الرجلَ: تَعَهَّدَه. وفي الحديث: كان

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَتخوَّلنا بالمَوْعِظة أَي يتعهدنا بها

مخافة السآمة علينا، وكان الأَصمعي يقول يَتَخَوَّننا، بالنون، أَي

يتعهدنا، وربما قالوا تَخَوَّلت الريحُ الأَرضَ إِذا تعَهَّدَتْها. والخائل:

المتعهد للشيء والمصلح له القائم به؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو عمرو:

الصواب يَتَحَوَّلنا، بالحاء، أَي يطلب الحال التي يَنْشَطون فيها للموعظة

فيَعِظهم فيها ولا يُكْثر عليهم فَيَملُّوا.

والخَوَل: أَصل فأْس اللِّجام.

والخالُ: لواءُ الجيش؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:

بأَسيافنا حتى تَوَجَّه خالُها

والخالُ: نوع من البُرود؛ قال الشماخ:

وبُرْدَانِ من خال وسَبْعُون دِرْهَماً،

على ذاك مَقْرُوظٌ من القَدِّ ماعز

وقال امرؤ القيس:

وأَكرعه وَشْي البُرود من الخال

والخالُ: اللِّواء والبُرُود؛ ذكرهما الجوهري هنا وذكرهما في خيل،

وسنذكرهما أَيضاً هناك. وفي حديث طلحة: قال لعمر، رضي الله عنهما: إِنَّا لا

نَنْبُو في يدك ولا نَخُول عليك أَي لا نتكبر؛ يقال: خالَ الرجلُ يَخُول

خَوْلاً واخْتال إِذا تكبر وهو ذو مَخِيلة.

وتَطايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي متفرقاً، وهو الشَّررُ الذي

يتطاير من الحديد الحار إِذا ضُرِب. وذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَل أَي

متفرقين واحداً بعد واحد، وكان الغالب إِنما هو إِذا نَجَل الفرسُ الحصى

برجله وشرار النار إِذا تتابع؛ قال ضابئ البُرْجُمي يصف الكلاب والثور:

يُسَاقِط عنه رَوْقُه ضارِيَاتِها،

سِقَاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَل أَخْوَلا

قال سيبويه: يجوز أَن يكون أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر، وأَن يكون

كيَوْمَ يَوْمَ. الجوهري: ذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ إِذا تفرقوا شَتَّى،

وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً وبُنِيا على الفتح. ابن الأَعرابي:

الخَوْلة الظَّبْية. وإِنَّه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له. والخال: ما

تَوَسَّمت فيه من الخير. وأَخال فيه خالاً وتَخَوَّل: تَفَرَّس. وتَخَوَّلْتُ

في بني فلان خالاً من الخير أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت، وتَخَيَّل يُذكر في

الياء. التهذيب: وخَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه؛ قال أَبو منصور: لا

أَعرف خَوَل اللِّجام ولا أَدري ما هو.

والخُوَيْلاء: موضع. وخَوَلِيٌّ: اسم. وخَوْلانُ: قبيلة من اليمن.

وكُحْل الخَوْلان: ضرب من الأَكحال، قال: لا أَدري لِمَ سمي ذلك. وخَوْلة: اسم

امرأَة من كلب شَبَّب بها طَرَفة. وخُوَيْلة: اسم امرأَة.

المِقْيَاسُ

المِقْيَاسُ:
هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطئ النيل بمصر له طريق إلى النيل يدخل الماء إذا زاد عليه وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء إليها مقدار زيادته فأقلّ ما يكفي أهل مصر لسنتهم أن يزيد أربعة عشر ذراعا فإن زاد ستة عشر ذراعا زرعوا بحيث يفضل عندهم قوت عام وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا والذراع أربعة وعشرون إصبعا، قال القاضي القضاعي:
وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف، عليه السّلام، وبنى مقياسه بمنــف وهو أول مقياس وضع، وقيل:
إنه كان يقاس بأرض علوة بالرصاصة قبل ذلك، ثم لما صار الأمر إلى دلوكة العجوز التي ذكرتها في حائط العجوز بنت مقياسا بأنصنا وهو صغير ومقياسا آخر بإخميم، وقيل: إنهم كانوا يقيسون الماء قبل ذلك بالرصاصة، قال: ولم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الأكسية ومعالمه هناك باقية إلى أن ابتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية إلى الآن ثم ابتنى عمرو بن العاص عند فتحه مصر مقياسا بأسوان ثم بني في أيام معاوية مقياس بأنصنا ثم ابتنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وكانت منزله، قال: فأما المقياس القديم الذي بالجزيرة فالذي وضع أساسه أسامة بن زيد التنوخي وهو الذي بنى بيت المال بمصر في أيام سليمان بن عبد الملك وكان بناؤه المقياس في سنة 97، قال ابن بكير: أدركت المقياس يقيس الماء بمنــف ويدخل زيادته كل يوم إلى الفسطاط، ثم بنى بها المتوكل مقياسا في سنة 247 وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد وأمر أن يعزل النصارى عن قياسه فجعل على المقياس أبا الرّدّاد المعلّم واسمه عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي الردّاد وأصله من البصرة، ذكره ابن يونس وقال: قدم مصر وحدّث بها وجعل على قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة دنانير في كل شهر فلم يزل المقياس منذ ذلك الوقت في يد أبي الرداد وولده إلى الآن، وتوفي أبو الرداد سنة 266، ثم ركب أحمد بن طولون سنة 259 ومعه أبو أيوب صاحب خراجه وبكّار بن قتيبة قاضيه فنظر إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدّر له ألف دينار فعمّر، وبنى الخازن في الصّنّاعة مقياسا وأثره باق ولا يعتمد عليه.

عدا

عدا
عدا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ع د و - عدَا). 
(عدا) عدوا وعدوا وتعداء وعدوانا جرى وَعَلِيهِ عدوا وعدوا وعداء وعدوانا ظلمه وَتجَاوز الْحَد واللص على الشَّيْء عداء وعدوانا وعدوانا سَرقه وَعَلِيهِ وثب وَفُلَانًا عَن الْأَمر عدوا وعدوانا صرفه وشغله وَمِنْه (فَمَا عدا مِمَّا بدا) وَالْأَمر وَعنهُ جاوزه وَتَركه
و (عدا) من أدوات الِاسْتِثْنَاء تنصب مَا بعْدهَا على أَنَّهَا فعل وتجره على أَنَّهَا حرف جر وَإِذا دخلت عَلَيْهَا (مَا) المصدرية وَجب نصب مَا بعْدهَا على المفعولية تَقول جَاءَ الْقَوْم عدا مُحَمَّدًا وَعدا مُحَمَّد وَمَا عدا مُحَمَّدًا
(عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه"
قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه.
- في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم"
: أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا.
- في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها"
وفي رواية: "في الزَّكاة"
قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ.
- في حديث قُسٍّ : "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ"
: أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ ، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك.
ع د ا: (الْعَدُوُّ) ضِدُّ الْوَلِيِّ وَالْجَمْعُ (الْأَعْدَاءُ) يُقَالُ: (عَدُوٌّ) بَيِّنُ (الْعَدَاوَةِ) وَ (الْمُعَادَاةِ) وَالْأُنْثَى (عَدُوَّةٌ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ: رَجُلٌ صَبُورٌ وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جَاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّةُ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدْخَلُوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بِصَدِيقَةٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يُبْنَى عَلَى ضِدِّهِ. وَ (الْعِدَا) بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْأَعْدَاءُ وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْمٌ عِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ أَعْدَاءٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَوْمٌ أَعْدَاءٌ وَعِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: (عُدَاةٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَادِي) الْعَدُوُّ. وَ (تَعَادَى) الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ. وَ (الْعَدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَجَاوُزُ الْحَدِّ فِي الظُّلْمِ. يُقَالُ (عَدَا) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ سَمَا وَ (عَدَاءً) بِالْمَدِّ وَ (عَدْوًا) أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَقَرَأَ الْحَسَنُ عُدُوًّا مِثْلُ سُمُوٍّ. وَ (عَدَا) فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ عَدَا زَيْدًا وَمَا عَدَا زَيْدًا بِنَصْبِ مَا بَعْدَهَا. وَ (عَدَاهُ) يَعْدُوهُ (عَدْوًا) جَاوَزَهُ. وَ (التَّعَدِي) مُجَاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ يُقَالُ: (عَدَّاهُ تَعْدِيَةً فَتَعَدَّى) أَيْ تَجَاوَزَ. وَ (عَدٍّ) عَمَّا تَرَى أَيِ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُ. وَ (الْعُدْوَانُ) الظُّلْمُ الصُّرَاحُ وَقَدْ (عَدَا) عَلَيْهِ (عَدْوًا) وَ (عُدُوًّا) وَ (اعْتَدَى) عَلَيْهِ وَ (تَعَدَّى) عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (عَوَادِي) الدَّهْرِ عَوَائِقُهُ. وَ (الْعُدْوَةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جَانِبُ الْوَادِي وَحَافَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (الْعَدْوَى) طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ يُقَالُ: (اسْتَعْدَيْتُ) الْأَمِيرَ عَلَى فُلَانٍ (فَأَعْدَانِي) أَيِ اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَعَانَنِي وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْعَدْوَى) وَهِيَ الْمَعُونَةُ. وَ (الْعَدْوَى) أَيْضًا مَا يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَهُوَ مُجَاوَزَتُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ أَوْ مِنْ عِلَّةٍ بِهِ أَوْ مِنْ جَرَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى» أَيْ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا. وَ (الْعَدْوُ) الْحُضْرُ تَقُولُ: (عَدَا) يَعْدُو (عَدْوًا) وَ (أَعْدَى) فَرَسَهُ. وَأَعْدَى فِي مَنْطِقِهِ أَيْ جَارَ. وَدَفَعْتُ عَنْكَ (عَادِيَةَ) فُلَانٍ أَيْ ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. 
عدا
العَدُوُّ: التّجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب، فيقال له: العَدَاوَةُ والمُعَادَاةُ، وتارة بالمشي، فيقال له: العَدْوُ، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العُدْوَانُ والعَدْوُ. قال تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وتارة بأجزاء المقرّ، فيقال له: العَدْوَاءُ. يقال: مكان ذو عَدْوَاءَ ، أي: غير متلائم الأجزاء. فمن المُعَادَاةِ يقال:
رجلٌ عَدُوٌّ، وقومٌ عَدُوٌّ. قال تعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [طه/ 123] ، وقد يجمع على عِدًى وأَعْدَاءٍ. قال تعالى: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ [فصلت/ 19] ، والعَدُوُّ ضربان:
أحدهما: بقصد من المُعَادِي نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء/ 92] ، جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان/ 31] ، وفي أخرى: عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [الأنعام/ 112] .
والثاني: لا بقصده بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العِدَى، نحو قوله:
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 77] ، وقوله في الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن/ 14] ، ومن العَدْوِ يقال: فَعَادَى عِدَاءً بين ثور ونعجة
أي: أَعْدَى أحدهما إثر الآخر، وتَعَادَتِ المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عِدَاءَ القوم الّذين يَعْدُونَ من الرَّجَّالَةِ. والاعْتِدَاءُ:
مجاوزة الحقّ. قال تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا
[البقرة/ 231] ، وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
[النساء/ 14] ، اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
[البقرة/ 65] ، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها
[البقرة/ 229] ، وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
[المؤمنون/ 7] ، فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ
[البقرة/ 178] ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
[الشعراء/ 166] ، أي: مُعْتَدُونَ، أو مُعَادُونَ، أو متجاوزون الطّور، من قولهم: عَدَا طوره، وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
[البقرة/ 190] . فهذا هو الاعْتِدَاءُ على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة، لأنه قال:
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 194] ، أي: قابلوه بحسب اعْتِدَائِهِ وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه.
ومن العُدْوَانِ المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة/ 2] ، ومن العُدْوَانِ الذي هو على سبيل المجازاة، ويصحّ أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير باغ لتناول لذّة، وَلا عادٍ
أي متجاوز سدّ الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عَادٍ في المعصية طريق المخبتين . وقد عَدَا طورَهُ: تجاوزه، وتَعَدَّى إلى غيره، ومنه: التَّعَدِّي في الفعل. وتَعْدِيَةُ الفعلِ في النّحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عَدَا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
[عدا] العَدُوُّ: ضدُّ الوَليِّ ; والجمع الأعداءُ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال: عَدَوٌّ بيِّن العَداوَةِ والمعاداة، والانثى عدوة. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا، قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء. تشبيها لها بصديقة، لان الشئ قد يبنى على ضده. والعدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت: ولم يأت فِعَلٌ في النُعوت إلا حرف واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدًا، أي غرباء، وقومٌ عدا أي أعداء. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان : إذا كنت في قوم عدا لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب قال: ويقال قوم عِدًا وعُدًا، أي أعْداءٌ، مثل سوى وسوى. قال الأخطل: ألا يا اسْلَمي يا هندُ هندَ بني بَدْرِ * وإنْ كانَ حَيَّاناً عُدًا آخر الدهر يروى بالضم والكسر. وقال ثعلب: يقال قوم أعْداءٌ وعِدًا بكسر العين، فإن أدخلت الهاء قلت عداة بالضيم. (*) والعادي: العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب: أشْمَتَ ربّ العالمين عادِيَكَ. وتَعادى القوم من العَداوَة. وتَعادى ما بينهم أي فسَد. وتَعادى: تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ‍ * جوهُ إلا عُفافَةً أو فواق يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئبُ بها على ولدها. والعِداءُ بالكسر والمدّ: الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر في طَلَق واحد. قال امرؤ القيس: فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ * دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماء فيُغْسَلِ والعَداءُ بالفتح والمدّ: طَوارُ كلّ شئ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والعَداءُ أيضاً: تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً، ومنه قوله تعالى: (فيَسُبُّوا الله عَدْوًا بغير علم) . وقرأ الحسن: (عدوا) مثل جلوس. وعدا: فعل يستثنى به مع ما وبغير ما، تقول: جاءني القوم ما عدا زيداً وجاءوني عدا زيداً، تنصب ما بعدها بها، والفاعل مضمرٌ فيها. وعداه يعدوه، أي جاوزه. وما عدا فلانٌ أن صنع كذا. ومالي عن فلان مَعْدًى، أي لا تَجاوُز لي إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أي تجاوز. وعَدِّ عما ترى، أي اصرف بصرَك عنه. وتَعادى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءٍ هذا من العَدْوى، أو يموت بعضهم في إثر بعض. قال الشاعر: فمالك من أروى تَعادَيْتِ بالعَمى * ولاقيتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا والعُدْوانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدى كلُّه بمعنًى. وعَوادي الدهر: عوائقه. قال الشاعر : هَجَرَتْ غَضوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وَليكَ تَشْعَبُ والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانبُ الوادي وحافَتُه. قال الله تعالى: (إذ أنتم بالعُدْوَةِ الدُنيا وهُمْ بالعدوة القصوى) . والجمع عداء، مثل برمة (*) وبرام، ورهمة ورهام، وعديات . وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع. والعَدْوى: طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على من ظلمك، أي ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأعْداني عليه، أي استعَنت به عليه فأعانَني عليه، والاسم منه العَدْوى، وهي المَعونَةُ. والعَدْوى أيضاً: ما يُعْدي من جَربٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أعْدى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّة به أو جربٍ. وفى الحديث: " لا عدوى " أي لا يعدى شئ شيئا. والعَدو: الحُضّرُ. وأعْدَيْتُ فرسي واسْتَعْدَيْتُهُ، أي استحضرته. وأعْدَيْتَ في منطقك، أي جرت. وفلان مَعْدِيٌّ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر: وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني * أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا الأصمعي: العُدَواءُ على وزن الغُلَواءِ: المكان الذي لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال: جئتُ على مركبٍ ذي عُدَواءَ، أي ليس بمطمئنٍّ ولا مستو. وأبو زيد مثله. الاصمعي: نمت على مكان مُتَعادٍ، إذا كانَ متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعادِيَةٌ: ذات جِحَرَةٍ ولخاقيقَ: وعُدَواءُ الشغلِ أيضا: موانعه. قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا. وإن أصاب عدواء احرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والعدواء أيضا: بعد الدار. ويقال: إنَّه لعَدَوانٌ بفتح العين والدال، أي شديد العَدْوِ. وذئبٌ عَدَوانٌ أيضاً: يَعْدو على الناس. ومنه قولهم: السطان ذو عدوان وذو بدوان. وعدوان بالتسكين: قبيلة، وهو عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان. والعادية من الإبل: المقيمة في العِضاهِ لا تفارقها، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثَّير: وإنّ الذي يبغي من المال أهلُها * أوارِكُ لمَّا تأتلفْ وعَوادي يقول: أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن، كما لا تأتلف هذه الابل الاوارك والعوادي. وكذلك العادِياتُ. وقال: رأى صاحبي في العادِياتِ نَجيبَةً * وأمْثالَها في الواضعاتِ القَوامِسِ ودفعتُ عنك عادِيَةَ فلانٍ، على أي ظلمه وشرَّه. والعَدِيُّ: الذين يَعْدونَ على أقدامهم، وهو جمع عاد مثل غاز وغزى. وقال : لما رأيت عدى القومِ يَسْلُبُهُمْ * طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسلم وعدى من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنسبة إليه عدوى. وعدى بن مناة من الرباب رهط ذى الرمة. وعدى في بنى حنيفة. وعدى في فزارة. وبنو العدوية: قوم من حنظلة وتميم. والعدوية من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع، يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال: أصابت الابل عدوية. وسموأل بن عادياء ممدود. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وقد قصره المرادى في الشعر فقال: بنى لنا عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت
[عدا] فيه: لا "عدوى" ولا صفر، العدوى اسم من الإعداء، كالبقوى من الإبقاء، أعداه الداء بأن يصيبه مثل ما بصاحب الداء بأن يكون ببعير جرب مثلًا فيتقي مخالطته بابل أخرى حذرًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها ويظنون أنه بنفسه يتعدى فأبطله الإسلام وأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يمرض وينزل الداء، ولذا قال: فمن أعدى الأول، أي من أين صار فيه الجرب. ك: أي لا عدوى بطبعه ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصح، وقال: وفر من المجذوم، وقيل: إنه مستثنى من لا عدوى. ط: العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير وهو بزعم الطب في سبع: الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية، فأبطله الشرع أي لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشيئة الله، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل والسفينة المعيبة، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عامة، وأرى القول الثاني أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد. بغوي: وقيل: إن الجذام ذو رائحة تسقم من أطال صحبته ومؤاكلته ومضاجعته، وليس من العدوى بل من باب الطب كما يتضرر بأكل ما يعاف وشم ما يكره والمقام في مقام لا يوافق هواه، وكله بإذن اللهوفلم "يعد" أن رأى الناس- ويشرح في كاف. غ: "فمن "اعتدى" عليكم" أي ظلمكم "فاعتدوا" عليه" أمر إباحة لا ندب. "ولا "تعد" عينك عنهم"، لا تجاوزهم إلى غيرهم. "وأولادكم "عدوا" لكم" أي سببًا إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد وغيره. و"العدواء" الأرض الصلبة.

عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً

وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل،

وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع. وقالوا: هو مِنِّي

عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه

إذا حَمَله على الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ في

مَنْطِقِكَ أَي جُرت. ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله

تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، رضي الله

عنه: الإِبل ههنا. والعَدَوانُ والعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛

قال:

ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

وقال الأَعشى:

والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ

لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم

بذلك. وقال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ

إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ؛ وأَنشد:

تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ،

نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ،

وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي

والعِداء والعَداءَ: الطَّلَق الواحد، وفي التهذيب: الطَّلَق الواحد

للفرس؛ وأَنشد:

يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

وقال: فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك، ومن كَسَر العِدَاء

فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ، من العَدْو وهو الحُضْر، حتى يَلْحقَه.

وتَعادىَ القومُ: تَبارَوْا في العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ

يَعْدون لِقِتال ونحوه، وقيل: العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة، وذلك

لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ

وهو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي:

لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم

طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يَسْلُبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم، وهذا البيت استشهد به

الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم، قال: وهو جمع عادٍ

مثل غازٍ وغَزِيٍّ؛ وبعده:

كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ،

إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم

والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، يقول: لمَّا

هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وفي حديث لُقْمان: أَنا

لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، والعادي

الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ؛

ومنه حديث خيبر: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم.

قال ابن سيده: والعاديةُ كالعَدِيِّ، وقيل: هو من الخَيْلِ خاصَّة، وقيل:

العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤيب:

وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما

تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ

ويقال: رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون

الفُرْسان. وقال أَبو عبيد: العَدِيُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَيل.

وقوله تعالى: ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ

عَدْواً بغير علم، وقرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل

أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها،

وقوله: فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً

وظُلْماً، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأَن المعنى

فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله

للظلم، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً.

يقال في الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي

ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر، وقرئ: فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح

العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَعداء، وعَدُوّاً

منصوب على الحال في هذا القول؛ وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ

عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ؛ عَدُوّاً في معنى أَعداءً، المعنى كما

جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك

من الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به، وشياطينَ

الإِنس منصوب على البدل، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول

ثان وشياطين الإنس المفعول الأول. والعادي: الظالم، يقال: لا أَشْمَتَ

اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب

فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه. ويقال:

فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان

وعَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ

التأْنيثِ لازمةٌ له، ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه

بمنــزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قال الأَزهري: هذا إِذا

جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً

مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وقوله

تعالى: فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين؛ أَي فلا سَبيل، وكذلك قوله: فلا

عُدْوانَ عليَّ؛ أَي فلا سبيل عليَّ. وقولهم: عَدَا عليه فَضَربه بسيفه،

لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم. وعَدَا

عَدْواً: ظَلَمَ وجار. وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عليه أَي

سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وفي الحديث: ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ

غَنَمٍ؛ العادي: الظَّالِمُ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء. وفي

الحديث: ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي

الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا قَطْعَ على

عادِي ظَهْرٍ. وفي حديث ابن عبد العزيز: أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً

فلم يَرَ قَطْعَه وقال: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ؛ العادِية: من عَدَا

يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء،

ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ. وقوله

تعالى: فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ قال يعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا

يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ. قال: وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ

فقلب، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وقوله تعالى: ولا

تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان؛ يقول: لا تَعاوَنوا على المَعْصية

والظُّلْم. وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً

وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فلان على بني

فلان أَي ظَلَمُوهم. وفي الحديث: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم

الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء؛ العَداءُ، بالفتح والمد: الظُّلْم

وتَجاوُز الحدّ. وقوله تعالى: وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا

تَعْتَدوا؛ قيل: معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا

تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وقيل: ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل

النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كلاهما:

تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ على المَثَل. ويقال: ما يَعْدُو

فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشيء إِلى

غَيْرِه، يقال: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فلا تَعْتَدُوها أَي

لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها، وكذلك قوله: ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله؛

أَي يُجاوِزْها. وقوله عز وجل: فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم

العادُون؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به، وقوله عز وجل: فمن

اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه

من الضرورة، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ. يقال:

تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وقد قالت العرب:

اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى

الظلم. وعَدَّى عن الأَمر: جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وفي الحديث:

المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها، وفي رواية: في الزَّكاة؛ هُو أَن

يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وقيل: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ

خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما

في الإِثم سواء. وفي الحديث: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ؛ هو

الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وقوله

تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛

سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين

واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني

فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا،

والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل

قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة

وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ

يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً.

قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه. وقوله:

إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به.

والعَدْوَى: الفساد، والفعلُ كالفعل. وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً

وعُدْواناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبي زيد. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ

عَدَوانٌ: يَعْدُو على الناسِ؛ ومنه الحديث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو

بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، من قولك: ما

عَداك أَي ما صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه، على قَلْب

الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص

الحارثِي:

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني

أَنا الليث، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا

أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً. وعدا عليه: وَثَب؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي:

لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً،

على الناس، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ

وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم. وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً

وعُدْواناً وعَدّاه، كلاهما: صَرَفَه وشَغَله. والعَداءُ والعُدَواءُ

والعادية، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ

الشُّغْل، وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه. ويقال: جِئْتَني وأَنا في

عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ؛ قال الليث: العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر

يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك، وجمعها عَوَادٍ، وقد عَداني عنك أَمرٌ

فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وقول زهير:

وعادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء

قالوا: معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، ويقال: معنى قوله عادَكَ عادَ لك

وعاوَدَك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي:

عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ،

عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ

فسره فقال: عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وهذا كقوله

زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَواءُ: إِناخةٌ قليلة.

وتعادَى المكانُ: تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ. وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير

استقامة. ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سيده: وفي بعض

نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف، وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد

إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.

والتَّعادِي: أَمكنةٌ غير مستويةٍ. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:

وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية؛ وأَما

قول الشاعر:

منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ

(* قوله «منها على عدواء إلخ» هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها وخامره)

قال الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه، وقال المؤرّج: عُدَواء على

غير قَصْدٍ، وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ

وانْخفاضٌ قال: نِمْتُ على عُدَواءَ. وقال النضر: العُدَواءُ من الأَرض

المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه، وإلى جنبه مكانٌ

مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه

أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا

يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَواءُ

المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ، وهو المُتَعادِي. ومكانٌ

مُتَعادٍ: بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتعادِيةٌ: ذاتُ

جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَواءُ، على وَزْن الغُُلَواءِ: المكان الذي لا

يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه.

وقد عادَيْتُ القِدْر: وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت

الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار.وتعادَى ما بينهم: تَباعَدَ؛ قال

الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها:

وتعادَى عنه النهارَ، فمَا تَعْـ

ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

يقول: تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على

ولدِها. والعُدَواءُ: بُعْدُ الدار. والعَداءُ: البُعْد، وكذلك

العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء،

والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قال

الشاعر:

إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم،

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب

قال ابن بري: هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وقيل: هو

لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وقال ابن السيرافي: هو لدُودانَ بنِ

سَعْدٍ الأَسَدِي، قال: ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ

سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وقد جاء

الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى، قال: وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ

زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قال عليّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ،

بالكسرة، لا غيرُ، فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ. وفي حديث

حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضي الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ

الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ

(* في النهاية:

العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء، فأما بالضم قهم الأعداء خاصة.) ؛

العِدَى، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي

الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قال: وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَعْداءِ؛

قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري:

فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ

فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِداءُ

قال: وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ، أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة؛ وقال

ابن الأعرابي في قول الأَخطل:

أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ

قال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا

أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً، وقد رُوِي هذا

البيتُ بالكسر والضم، مثل سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يقال هؤلاء قومِ عدًى ،

مقصور، يكون للأعداء وللغُرَباء، ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء

فتقول عُداة في وزن قضاة، قال أَبو زيد: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم

وتَفَرُّقُهم.

والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى

والذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهري: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وهو وصْفٌ

ولكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان

مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً

جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: وإنما أَدخلوا فيها

الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ، ومما وضَع به ابن

سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم

فقال: وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ

الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر: العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير

هاء، والجمع أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هذا

كلَّه لشيءٍ واحد؟ وإنما أَعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً

كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ

في العِدَّةِ والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب

اختلاف حَرفَيِ اللَّين، وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا، أَلا

تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وقد

كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا

ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو

كراهية الحركة عليها، فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ

آؤآؤ ٍُى

ُْدٌ ، وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّى إلى ذلك

قياس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ،

فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو

فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ

الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً على أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْداءً على أَعادٍ

وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في

الواحدِ ثبتَ في الجمع، واكان ياء، إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله

أَنشده سيبويه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع

مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ،

فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ، وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكى أَبو زيد

عن العرب: أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وهذا مُطَّرِدٌ في باب

فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة

عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً

جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ، وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ

أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زيد، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه

وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع، لأن فِعَلاً

وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة، وذلك

قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم.

والعَداوة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، يقا: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة،

وفلانٌ يُعادِي بني فلان. قال الله عز وجل: عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم

وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة؛ وفي التنزيل العزيز: فإِنَّهم

عَدَوٌّ لي؛ قال سيبويه: عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم، وقد يُثنَّى

ويُجمع ويُؤَنَّث، والجمع أَعْداءٌ، قال سيبويه: ولم يكسرَّ على فُعُلٍ، وإن

كان كصَبُورٍ، كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال، ولم يكسَّر على فِعْلانٍ

كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين، والأعادِي جمع

الجمع. والعِدَى، بكسر العين، الأَعْداءُ، وهوجمعٌ لا نظير له، وقالوا في

جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر. وقوله تعالى

هُمفاحْذَرْهُم؛ قيل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى، وقيل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ

لأَنهم كانوا أَعْداء النبي،صلى الله عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم معه.

والعادي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب:

أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ

وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قال: وكان حَدُّ الواحد

عَدُو،بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ، لأنهم لم يجدوا في

كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى،

وحكى أَبو العباس: قومٌ عُدًى، بضم العين، إلا أَنه قال: الاخْتِيار إذا

كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء، والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن

تأْتيَ بالهاء؛ وأَنشد:

مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى

بلَيلى، وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها

وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً، والاسمُ العَداوة، وهو الأَشدُّ عادياً.

قال أَبو العباس: العُدَى جمع عَدوّ، والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ، والذُّرَى جمع

ذِرْوَة؛ وقال الكوفيون: إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء

فصارت عُدًى، وهو جمع عادٍ. وتَعادَى القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً. وقومٌ

عِدًى: يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله،

وعُدًى مثله، وقيل: العُدَى الأَعْداءُ، والعِدَى الأَعْداءُ الذين لا

قَرابة بينك وبينَهُم، قال: والقول هو الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى من

الذئبِ، قال ثعلب: يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة، وكونُه من العَدْوِ

أَكثر، وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز

أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. وتَعادَى ما بينَهم: اخْتَلف.

وعَدِيتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن شميل: رَدَدْت عني

عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه. ويقال: كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك

وشرّك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية. يقال: سمعت راغِيَةَ

البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة، وكذلك عاديَةُ الرجل

عَدْوُه عليك بالمكروه.والعُدَواء: أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في

البئر إذا حُفِرَتْ، قال: وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ؛ قال

العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عَنْها، وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا

أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه

جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ

الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بري: هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ

ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ، وفسره ابن بري أَيضاً قال :

ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه؛ قال الأزهري: وهذا من قولهم

أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً. ابن

الأَعرابي: العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن. وقال ابن السكيت: زعم

أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور؛ وأَنشد قول كُثَيَّر:

وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى،

ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ

أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر، وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من

الصَّفائح.

وأَعْداءُ الوادي وأَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ

العِدَى، وهي الحجارة والصخور:

أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ، أَثْوَى به

بِقَرارِ ملْحَدةِ العِداءِ شَطُونِ

وقال أَبو عمرو: العِداءُ، ممدودٌ، ما عادَيْت على المَيّت حينَ

تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءة. ويقال

أَيضاً: العِدَى والعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء، ويقال لكلِّ حجر يوضع

على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلي:

تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى

قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى،

مُغادَراً تحتَ العِداء والثَّرَى

معناه: ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ. ابن الأعرابي: الأعْداء حِجارَة

المَقابر، قال: والأدْعاء آلام النار

(* قوله «آلام النار» هو هكذا في الأصل

والتهذيب.)

ويقال: جـئْـتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء، غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا

طُمَأْنينة وسُهولة.

وعُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه.

والمُتَعَدِّي من الأفعال: ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره. والتَّعَدِّي في

القافِية: حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف؛

والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله:

تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو

فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي؛ وكذلك قوله:

وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي

حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي، وإنما سميت

هاتان الحركتان تَعَدِّياً، والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه

تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ، ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد

تَناهى قبلَه، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنــزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

وعَدَّاه إليه: أَجازَه وأَنْفَذَه.

ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا، وقد يُخْفَض بها دون ما

، قال الجوهري: وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما ، تقولُ جاءَني

القومُ ما عَدَا زيداً، وجاؤوني عدًا زيداً، تنصبُ ما بعدها بها

والفاعلُ مُضْمَر فيها. قال الأَزهري: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً

ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً، وتَنْصب زيداً في هذَيْن، فإذا

أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا

زَيْداً وخَلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى.

وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ

لك عليها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي

تجاوَزْه. وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره.

وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته. وتقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّي إلى غيري:

ويقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها، وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا،

وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه.

وعَدَوْته عن الأمر: صرَفْته عنه. وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ

فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها. يقال: عدِّ

عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره؛ ومنه حديثه الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ

له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه.

والإعْداءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً: جاوزَ غيره

إليه، وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ.

وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به: جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك

العَدْوى. وفي الحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا

غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً. وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث، وهو اسمٌ

من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ. والعَدْوى:

أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن

يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله

الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الأَمر ليس كذلك، وإنما الله تعالى هو الذي

يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له، صلى الله

عليه وسلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها،

فقال النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، للذي خاطبه: فمَن الذي أَعدَى البعيرَ

الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري: العَدْوَى أَن يكون

ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته

حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه.

ويقال: إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى

يَجْرَبَ، وقد نَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، مع إنكاره العَدْوى، أَن

يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها

العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي، فهو مُعْدٍ، ومعنى

أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره، أَو أَجاز جَرَباً بغيره

إِليه، وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. وتعادَى القومُ أَي

أَصاب هذا مثلُ داء هذا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ

ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه. قال ابن سيده: العَدْوَى النُّصْرَة

والمَعُونَة. وأَعْداهُ عليه: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْداهُ: اسْتَنْصَره

واستعانه. واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. وأَعْداهُ

عليه: قَوَّاه وأَعانه عليه؛ قال يزيد ابن حذاق:

ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدي

أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك؛

وقال آخر:

وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ

فتُعْطِي، وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ

ويقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل

اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها. ويقال: آدَيْتُك

وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى، وهي المَعونة. وعادى بين اثنين فصاعِداً

مُعاداةً وعِداءً: وإلي؛ قال امرؤ القيس:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ،

وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

ويقال: عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين

مُتَوالِيَتَيْن. والعِدَاء، بالكسر، والمُعاداة: المُوالاة والمتابَعة

بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد؛ وأَنشد

لامرئ القيس:

فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ

دِراكاً، ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقال: عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً.

وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ

وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وهو ما انْقادَ معه

مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن

العلاء:بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لها البُكاءُ،

وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء

(* قوله« المحابش» هكذا في الأصل.)

وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته:

خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ

إِلاّ العَداءُ، وإِلا مكنع ضرر

(* قوله« إلا مكنع ضرر» هو هكذا في الأصل.)

ويقال: لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره. ابن

شميل: يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق، وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. ويقال:

خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه، وإِن

اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه. وقال ابن بزرج: يقال الْزَمِ عِدْوَ

أَعْدَاءِ الطريقِ

(* قوله« عدو أعداء الطريق» هكذا في الأصل والتهذيب.)

والْزَمْ أَعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه. وقال رجل من العرب لآخر:

أَلَبناً نسقيك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من

أَحدهما ولا يكونن ثالث.

ويقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ.

قال الأَزهري: والتَّعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز.

والعِدَى والعَدَا: الناحية؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَعْداءٌ.

والعُدْوةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ

والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادي؛ حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس.

والعُدْوة: سنَدُ الوادي، قال: ومن الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم

بالعَدْوةِ الدنيا.والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً: المكان المرتفع. قال الليث:

العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي، ويقال عِدْوة. وفي التنزيل: إِذ أَنتم

بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى؛ قال الفراء: العُدْوة شاطئُ

الوادي، الدنيا مما يَلي المدينة، والقُصْوَى مما يلي مكة، قال ابن السكيت:

عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه، والجمع عِدًى وعُدًى؛ قال

الجوهري: والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛

قال ابن بري: قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ، قال: وصوابه عِدَاواتٌ ولا

يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ. قال سيبويه: لا يقولون في جمع جِرْوةٍ

جِرِياتٌ، كراهة قلْب الواو ياءً، فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ

بالإِسكان لا غيرُ. وفي حديث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له

عُدْوتانِ؛ العدوة، بالضم والكسر: جانبُ الوادي، وقيل: العُدوة المكان المرتفع

شيئاً على ما هو منه. وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي: بطنُه وعادَى

شعرَه: أَخَذَ منه. وفي حديث حُذَيْفَة: أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال:

إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي

كما تَرَوْنَ؛ التفسير لشمر: معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ

الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وقال غيره: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه

ولم أَدْهُنْه، وقيل: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ.

ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة: عادَى شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَويّ في

الغريبين، وفي التهذيب: رَفَعَه عند الغسلِ. وعادَيْت الوسادةَ أَي

ثَنَيْتُها. وعادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت. وفي

النوادر: فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني؛ قال: لا يُعاديني أَي لا

يُجافِيني، ولا يُواديني أَي لا يُواتيني.

والعَدَوِيَّة: الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع.قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يقال: أَصاب المالُ عَدَويَّةً، وقال

أَبو حنيفة: لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ. الليث: العَدَوِيَّة من

نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل،

تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً؛ قال الأَزهري: العَدَويَّة الإِبل التي

تَرْعى العُدْوة، وهي الخُلَّة، ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله

نَباتاً، وهو غلط، ثم خَلَّط فقال: والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم،

يقال: هي بنات أَربعين يوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا

الاسم؛ قال الأَزهري: وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلك

الغَدَويَّة، بالغين، أَو الغَذَويَّة، بالذال، والغِذاء: صغار الغنم، واحدها

غَذِيٌّ؛ قال الأَزهري: وهي كلها مفسرة في معتل الغين، ومن قال العَدَويةُ

سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف، وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال:

والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ، وقيل: هي بناتُ أَربعين يوماً.

أَبو عبيد عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً

وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض. قال ابن سيده: وتَعادَى القومُ

وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ، وقد تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعادَى

القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد؛ قال:

فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى،

ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا

يدعُو عليها بالهلاكِ.

والعُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها

الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ، وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ

القِياسِ، وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن

الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر:

وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من

المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ

والعَوادي، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى

الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ، وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن

الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى، والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ،

والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ.

وحكى الأَزهري عن ابن السكيت: وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا

تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ؛ وأَنشد بيت كثير

أَيضاً وقال: وكذلك العادِيات؛ وقال:

رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

قال: ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ

وأَوارِكَ، قال: والفرق بينهما ما ذكر. وفي حديث أَبي ذرّ: فقَرَّبوها

إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر؛ يعني الإِبلَ أَي

تَرْعى العُدْوَةَ، وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل.

قال الجوهري: والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها

وليست تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: فإذا شَجَرة

عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى

الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم، وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم

يُدْرِكْهُم. وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية: لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا

وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.

وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن

اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ

فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وقول سَلامَة بن جَنْدَل:

يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها،

ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب

معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وقول الكميت:

يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الـ

أَبعدِ، هَلْ في مطافِهِ رِيَب؟

قال: عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ. وقال

الأَصمعي: عداني منه شر أَي بَلَغني، وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ

يَعْدُوني عَدْواً؛ وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً،

وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وفي حديث عليّ،

رضي الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بالحجاز

وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة

وجاءَ يقاتله بالبَصْرة، أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على

التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة، وقيل: معناه ما

بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وقيل: معنى قوله ما عَدَا مِمَّا

بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك؛ وأَنشد:

عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي

عَجايا كلُّها، إِلاَّ قَلِيلاَ

وقال الأَصمعي في قول العامة: ما عدَا مَنْ بَدَا،

هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، على الاستفهام؛ يقول: أَلمْ

يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، ولو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ

بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو

العباس: ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً

جِهاراً.وعَوادي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ،

وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وقال المازني: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد:

وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ،

حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ

وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قال الجوهري: وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن

الخطاب، رضي الله عنه، وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ

بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة

مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في

اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى

مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى

حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة،

والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ في بني حَنيفة، وعَدِيٌّ في فَزارة.

وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ.وعَدْوانُ، بالتسكين:

قَبيلَةٌ، وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ؛ قال الشاعر:

عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا

نَ، كانوا حيَّةَ الأَرضِ

أَراد: كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. وبَنُو

عِدًى: حَيٌّ من بني مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ؛ قال:

عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِ يكرَبَ: من جَعله مَفْعِلاً كان له

مَخْرَج من الياء والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً

واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً، وهو الفتح. وبنو عِداءٍ

(* قوله« وبنو عداء

إلخ» ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي

القاموس: وبنو عداء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.): قبيلة؛ هن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ،

توارَثْنا من الآباء داءَ؟

وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قال

النَّمِر بن تَوْلب:

هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه،

والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع

وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال:

بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً،

إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

نسي

نسي: {نسيا}: الشيء الحقير الذي إذا ألقي نُسِي ولم يلتفت إليه.
(ن س ي) : (النِّسْيُ) الْمَنْسِيُّ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عُبَادَةَ بْنِ (نُسَيٍّ) قَاضِي الْأُرْدُنِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ بِالْكَسْرِ وَعَنْ ابْنِ أَبِي عُمَارَةَ تَصْحِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمَسْحِ نُسْءٌ فِي (سن) سُورَةُ النِّسَاءِ فِي (ق ص) .
(نسي)
فلَان نسى اشْتَكَى نساه فَهُوَ نس وَهِي نسية وَهُوَ أنسى وَهِي نسياء وَالشَّيْء نسْوَة ونساوة ونسيانا تَركه على ذُهُول وغفلة أَو تَركه على عمد وَالْأَمر أهملته ذاكرته وَلم يعه فَهُوَ نَاس وَنسَاء وَهِي ناسية ونساءة وَهُوَ وَهِي نسي أَيْضا
ن س ي

رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:

ونسيت وصاته وهي نسيّ

وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.

ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.

نسي


نَسِيَ(n. ac. نَسْي
نِسْي
نِسَاْيَة
نِسْيَاْن
نَسْوَة )
a. Forgot; overlooked, neglected; discarded
abandoned.

نَسَّيَa. Made to forget.

نَاْسَيَa. Forgot.

أَنْسَيَa. see II
تَنَاْسَيَa. Feigned forgetfulness.

نَسْي (pl.
أَنْسَآء [] )
a. Forgotten; to be forgotten.
b. Lost luggage.
c. Dirty rag.
d. Milk & water.

نَسْوَة []
a. Forgetfulness; neglect, remissness.
b. see
نَسَوَ .
نِسْيa. see 1 (a) (b), (c).
مِنْسَاة []
a. Staff, rod.

نَسِيّa. Forgetful; absentminded; unmindful, oblivious.
b. Forgotten; disregarded, ignored.

نَسْيَان []
a. see 25 (a)
نِسْيَان []
a. Forgetfulness; obliviousness; supineness;
apathy.

مَنْسِيّ [ N. P.
a. I], Forgotten.

مُنْسِيَّة
a. see 34
ن س ي

النِّسْيانُ ضِدّ الذِّكْر نَسِيَهُ نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوَةً ونِسَاوةً ونَسَاوَةً الأخيرتان على المعاقبة وتَناسَاهُ وأنْساه إيَّاه وقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} التوبة 67 قال ثعلب لا يَنْسَى اللهُ جَلَّ وعَز إنما معناه تَرَكُوا الله فَتَرَكَهُم فلما كان النسيان ضَرْباً من التَّرْك وَضَعَه موضعه وقوله تعالى {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} طه 115 معناه أيضا ترك لأن الناسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيَانِه وآدم عليه السلام قد أُوخِذَ بِنِسْيانِه فهبَطَ من الجَنَّة وجاء في الحديث لو وُزِن حِلْم بني آدم وحَزْمُهم مذ كان آدمُ إلى أن تقوم الساعة ما وَفَى بحِلْمِ آدم وحزمه وقال الله تعالى فيه {فنسي ولم نجد له عزما} طه 115 وقوله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} الحشر 19 قال إنما معناه أَنْسَاهم أن يعملوا لأنفسهم وقوله تعالى {وتنسون ما تشركون} الأنعام 41 قال الزجاج تَنْسَوْن هنا على ضَرْبَيْن جائز أن يكون تَنْسَوْن تَتْركُون وجائز أن يكون المعنى أنكم في تَرْكِكُم دُعاءهم بمنــزلة من قد نَسِيَهم وكذلك قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} الأعراف أي نتركهم في عذابهم كما تَرَكُوا العَمَل للقاء يومهم وكذلك قوله {فلما نسوا ما ذكروا به} الأعراف 165 يجوز أن يكون معناه تَرَكُوا ويجوز أن يكونوا في تَرْكِهم القبول بمنــزلة من نَسِيَ والنِّسْيُ والنَّسْيُ الأخيرة عن كراع والأولى أَقْيَس الشيء المنسيُّ وقوله تعالى {وكنت نسيا منسيا} مريم 23 فَسّره ثعلب فقال النِّسْيُ خِرَق الحَيْض التي يُرْمَى بها فتُنْسَى والنَّسِيُّ الكثير النّسْيان يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيل أكثر لأنه لو كان فَعِيلاً لقيل نَسُوّ أيضاً وقال ثَعْلَب رَجُل ناسٍ ونَسِيُّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِمٌ وعَلِيمٌ وشاهِدٌ وشَهِيدٌ وسامِعٌ وسَمِيعٌ وفي التَّنْزِيل {وما كان ربك نسيا} مريك 64 أي لا يَنْسَى شيئاً قال الزجاج وجائز أن يكون معناه والله أعلم ما نَسِيَكَ رَبُّكَ يا مُحَمَّد وإن تأخَّر عنك الوَحْيُ لأنه يُروَى أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبْطَأ عليه جِبْرِيل عليه السلام بالوَحْي فقال وقد أتاه جِبْريلُ ما زُرْتَنَا حتى اشْتَقْناك فقال ما نَتَنَزَّلُ إلا بأَمْرِ رَبِّكَ والنَّسِيُّ الذي لا يُعَدُّ في القَوْمِ لأنه مَنْسِيٌّ والنَّسَا عِرْقٌ من الوَرِك إلى الكَعْب ولا يقال عِرْق النَّسَا وقد غَلِط فيه ثعلب فأضافه وأَلِفُه مُنْقَلِبة عن ياء كقولهم نسيان وقد تكون في واو لقولهم نَسَوان والجمع أَنْسَاء قال أبو ذُؤيب

(مُتَفَلِّقٌ أنْساؤُها عن قانِئٍ ... كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لا يُرْضَعُ)

وإنما قال مُتَفَلِّق أَنْسَاؤُها والنَّسا لا يتفلَّقُ إنما يتَفَلَّقُ موضعه لأنه أراد يتفَلَّق فَخِذاه عن موضع النَّسَا لما سمنت تَفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا صاوٍ يابِسٌ يعني الضَّرْع كالقُرْط شبهه بقُرْط المرأة ولم يُرد أن ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع إنما أراد أنه لا غُبْرَ هنالك فيرضع كقول امْرِئ القَيس

(على لاحِبٍ لا يُهْتَدَى لِمَنارِه ... )

أراد لا مَنَار هنالك فَيُهْتَدَى به ونَسَيْتُه نَسْياً ضَرَبْتَ نَسَاه ونَسِيَ نَساً فهو أَنْسَى والأنثى نَسْآء شكا نَسَاه
نسي
نسِيَ يَنسَى، انْسَ، نَسْيًا ونِسْيانًا، فهو ناسٍ، والمفعول مَنْسِيّ
• نسِي الأمرَ:
1 - فقد ذكرَه أو صورتَه، لم يحفظه، عكسه حفِظه "نسِي موعدَه مع الطبيب- ملاحظة لا تُنسى- إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ [حديث]- {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} " ° لا يُنسَى: يبقى حيًّا في الذاكرة- نسِي الجميلَ: جَحَدَه- نسِي نفسَه: غفل عن مكانة من يخاطبه.
2 - ضلّ " {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} ". 

أنسى يُنسي، أَنْسِ، إنساءً، فهو مُنْسٍ، والمفعول مُنْسًى
• أنسى الشَّيءَ: محاه " {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}: نمحوها من قلبك وننسخ حكمَها".
• أنساه الشَّيءَ: حمله على تركه أو على نسيانه "أنساه موعدًا هامًّا- أنساه اللّهوُ أداءَ واجباته المنزليّة- {وَمَا أَنْسَانِيهُ إلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} ". 

تناسى يتَناسَى، تَنَاسَ، تناسيًا، فهو مُتناسٍ، والمفعول مُتناسًى
• تناسى الشَّيءَ:
1 - حاول نِسيانَه "تناسى آلامَه/ جراحَه/ أحزانَه".
2 - تظاهر بنسيانه "تناسى موعدَ أداء ديونه- تناسَى وعودَه- {وَلاَ تَنَاسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [ق] ". 

نسَّى يُنسِّي، نَسِّ، تَنْسيةً، فهو مُنسٍّ، والمفعول مُنسًّى
• نسَّاه الشّيءَ: أنساه؛ حمله على تركه أو نسيانه "نسّاه موعدًا- {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ فَنُسِّيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ق]- {وَإِمَّا يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [ق] ". 

إنساء [مفرد]: مصدر أنسى. 

تنسية [مفرد]: مصدر نسَّى. 

نَسَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من نسِيَ: كثير النِّسيان أو سريع النِّسيان والشائع تسهيل الهمزة (نسَّاي). 

نَسْي [مفرد]: ج أنساء (لغير المصدر):
1 - مصدر نسِيَ.
2 - شيء منسيّ، يقلّ الاعتدادُ به " {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} ". 

نَسْيان [مفرد]: كثير الغفلة والنِّسْيَان "ما أقلّ ما يحافظ النَّسْيَان على مواعيده". 

نِسْيان [مفرد]:
1 - مصدر نسِيَ ° صار في طيّ النسيان: اضمحل ذكرُه.
2 - (نف) اضطراب شديد في الحياة العقليّة يسبِّبه القلق أو الصراع النفسيّ وقد يكون مرضيًّا بسبب اضطراب أو عطب في المخ "آفة العلم النِّسْيان".
• نسيان مُطلق: (نف) عدم قدرة الإنسان على استرجاع خبراته الحياتيّة السابقة. 

نَسِيّ [مفرد]: ج أنساء، مؤ نَسِيّ:
1 - صيغة مبالغة من
 نسِيَ: كثير النِّسيان " {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} ".
2 - ما يُنْسَى "هو نَسِيّ قومِهِ: لا يعدّ فيهم لحقارته". 
نسي
: (ي} نَسِيَهُ) ، كرَضِيَ؛ وإنَّما أَطْلَقه عَن الضَّبْط لشُهْرتِه؛ {يَنْساه (} نَسْياً {ونِسْياناً} ونِسايَةً، بكسْرهنَّ، {ونَسْوَةً) ، بِالْفَتْح، كَذَا مُقْتضَى سِياقِه؛ ووُجِدَ فِي نسخ، المُحْكم بالكَسْر أَيْضاً، وَكَذَا فِي التكْملَةِ بالكَسْر أَيْضاً، وأنْشَدَ ابنُ خَالَويه فِي كتابِ اللغاتِ:
فلَسْت بصَرَّام وَلَا ذِي مَلالةٍ
وَلَا} نِسْوةٍ للعَهْدِ يَا أُمَّ جَعْفَرِ (ضِدُّ حَفِظَه) وذَكَرَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {نَسِيتُ الشيءَ} نِسْياناً، وَلَا تَقُلْ نَسَياناً، بالتّحْريكِ، لأنَّ النَّسَيان إنَّما هُوَ تَثْنِيَةُ نَسا العِرْق.
( {وأَنْساهُ إيَّاهُ) } إنساءً؛ ثمَّ إنَّ تَفْسيرَ! النِّسْيان بضِدِّ الحفْظِ والذِّكْر هُوَ الَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ.
قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ لَا يَخْلو عَن تأَمّلٍ، وأَكْثَر أَهْلِ اللغَةِ فَسَّرُوه بالتَّرْكِ وَهُوَ المَشْهورُ عنْدَهُم، كَمَا فِي المَشارِقِ وغيرِهِ، وجَعَلَه فِي الأساسِ مجَازًا؛ وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هُوَ مِن إطْلاقِ المَلْزومِ وإرادَة الَّلازِم لأنَّه مِن {نَسِيَ الشيءَ تَرَكَه بِلا عكْسٍ.
قُلْت: قالَ الرَّاغبُ: النِّسْيانُ: تَرْكُ الإِنْسانِ ضَبْط مَا اسْتُوْدِعَ إمَّا لضَعْفِ قَلْبِه وإمَّا عَن غَفْلةٍ أَو عَن قَصْدٍ حَتَّى يَنْحذفَ عَن القَلْبِ ذِكْرُه، انتَهَى.
} والنِّسْيانُ عنْدَ الأطبَّاء: نُقْصانٌ أَو بُطْلان لقُوّةِ الذَّكاءِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: { {نَسُوا الله} فنَسِيَهُم} ؛ قالَ ثَعْلبُ: لَا يَنْسى اللهاُ، عزَّ وجلَّ، إنَّما مَعْناه تَرَكُوا اللهاَ فتَرَكَهم، فلمَّا كانَ النِّسْيانُ ضَرْباً من التَّرْكِ وَضَعَه مَوْضِعَه.
وَفِي التَّهْذيب: أَي تَرَكُوا أَمْرَ اللهاِ فتَرَكَهم مِن رَحْمتَهِ.
وقولهُ تَعَالَى: { {فنَسِيتَها وكَذلكَ اليَوْم} تُنْسَى} ، أَي تَرَكْتَها فكَذلكَ تُتْرَكُ فِي النارِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَلَقَد عَهِدْنا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ {فنَسِيَ} ، مَعْناه أَيْضاً تَرَكَ لأنّ الناسِي لَا يُؤاخَذُ} بنِسْيانِه، والأوَّل أَقْيَس.
وقولهُ تَعَالَى: {سنُقْرِئك فَلَا {تَنْسَى} ، إخْبارٌ وضَمانٌ مِن اللهاِ تَعَالَى أَنْ يَجْعلَه بحيثُ أنَّه لَا} يَنْسى مَا يَسْمَعه من الحَقِّ؛ وكلُّ! نِسْيانٍ مِن الإِنْسانِ ذَمّه اللهاُ تَعَالَى فَهُوَ مَا كانَ أَصْله عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُ لَا يُعْذَرُ فِيهِ، وَمَا كانَ عَن عُذْرٍ فإنَّه لَا يُؤاخَذُ بِهِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (رفِعَ عَن أُمَّتِي الخَطَأ {والنِّسْيان) ، فَهُوَ مَا لم يَكُنْ سَبَبه مِنْهُ؛ وقولُه، عزَّ وجلَّ: {فذُوقُوا بِمَا} نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمكم هَذَا إنّا {نسيناكم} هُوَ مَا كانَ سَبَيه عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُم، وتَركه على طرِيقِ الاسْتِهانَةِ، وَإِذا نسبَ ذلكَ إِلَى اللهاِ فَهُوَ تَركه إيَّاهم اسْتِهانَةً بهم ومُجازَاةً لمَا تَرَكُوه.
وقولهُ تَعَالَى: {لَا تكُونوا كَالَّذِين} نَسُوا الله {فأَنْساهُم أَنْفُسَهم} ، فِيهِ تَنْبِيه على أنَّ الإِنسانَ بمَعْرِفَتِه لنَفْسِهِ يَعْرفُ اللهاَ، عزَّ وجلَّ،} فنِسْيانُه للهِ هُوَ مِن {نِسْيانِه نَفْسه.
وقولهُ تَعَالَى: {واذْكُر رَبّك إِذا} نَسِيتَ} ، حَمَلَه العامَّة على النَّسْيانِ خِلاف الحِفْظ والذِّكْر. وقالَ ابنُ عبَّاس: مَعَناهْ إِذا قُلْت شَيْئا وَلم تَقُل إِن شاءَ الله فقُلْه إِذا تَذَكَّرْتَه.
قَالَ الرَّاغبُ: وَبِهَذَا أَجازَ الاسْتِثْناءَ بَعْد مدَّة.
وَقَالَ عِكْرِمةِ: مَعْناه ارْتَكَبْتَ ذَنْباً، أَي اذْكُرٍ اللهاَ إِذا أَرَدْتَ أَو قَصَدْتَ ارْتِكابَ ذَنْبٍ يَكُن ذلكَ كافالك.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِن آيَةٍ أَو! نُنْسِها} ، عامَّة القُرَّاء يَجْعلُونَه مِن النِّسْيان، والنِّسْيانُ هُنَا على وَجْهَيْن: أَحَدُهما على التَّرْك المَعْنى نَتْرُكُها فَلَا نَنْسَخها وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوا الفَضْلَ بَيْنكم} ؛ والوَجْه الآخَرْ: مِن النِّسْيان الَّذِي} يُنْسَى.
وَقَالَ الزجَّاج: وقُرِىءَ: أَو نُنْسِها، وقُرِىءَ: {نُنَسِّها، وقُرِىء، نَنْسَأَها، قالَ: وقولُ أَهْل اللغَةِ فِي قولهِ أَو نُنْسِها على وَجْهَيْنِ: يكونُ مِن النِّسْيان واحْتَجُوا بقولهِ تَعَالَى: {سَنُقْرِئك فَلَا} تَنْسَى إِلَّا مَا شاءَ ا} ، فقد أَعْلَم اللهاُ أَنَّه يَشاءُ أَن! يَنْسَى، قالَ: وَهَذَا القولُ عنْدِي غيْرُ جائِزٍ، لأنَّ اللهاَ تَعَالَى قد أَخْبَر النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قولِه: {ولئِنْ شِئْنا لنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا} ، أنَّه لَا يَشاءُ أَن يَذْهَبَ بِمَا أَوْحَى بِهِ إِلَى النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ) وقولهُ: {فَلَا تَنْسى} ، أَي فلسْتَ تَتْرُك إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ أَن يَتْرُك، قالَ: ويجوزُ أَن يكونَ إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ ممَّا يَلْحَق بالبَشَرِيَّة ثمَّ يَذْكُر بعْدُ ليسَ أنَّه على طرِيقِ السّلْب للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلمشيئاً أُوتِيَه مِن الحِكْمةِ، قالَ: وَقيل فِي قولهِ تَعَالَى: {أَو نُنْسِها} قولٌ آخَرُ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، ونَتْرُكُهَا، وَهَذَا إنَّما يقالُ فِيهِ {نَسِيتُ إِذا تَرَكْت، وَلَا يقالُ} أُنْسِيتُ تَرَكْت، قالَ: وإنَّما مَعْنى أَو نُنْسِها أَي نَأْمُرْكُم بتَرْكِها.
قَالَ الأزْهري: وممَّا يقوِّي هَذَا مَا رُوِي عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي أنَّه أَنْشَدَه:
إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقْضِيها
لَسْتُ {بناسِيها وَلَا} مُنْسِيها قَالَ بناسِيها بتارِكِها، وَلَا مُنْسِيها: وَلَا مُؤخِّرها، فوافَقَ قولُ ابْن الأعْرابي قولَه فِي {النَّاسِي إنَّه التَّارِكِ لَا} المُنْسِي، واخْتَلَفا فِي المُنْسِي.
قالَ الأزْهرِي: وكأنَّ ابنَ الأعْرابي ذَهَبَ فِي قولِه: وَلَا مُنْسِيها إِلَى تَرْكِ الهَمْز مِن أَنْسَأْتُ الدَّيْن إِذا أَخَّرْته، على لُغَةِ مَنْ يُخَفِّفُ الهَمْزةَ.
هَذَا مَا ذَكَرَه أَهْلُ اللغةِ فِي النِّسْيان والانْساءِ. وأَمَّا إطْلاقُ {المُنْسِي على اللهاِ تَعَالَى هَل يَجوزُ أَو لَا، فقد اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الكَلام، وغايَةُ مَن احْتَج بعدَم إطْلاقِه على اللهاِ تَعَالَى أنَّه خِلافُ الأدَبِ، وليسَ هَذَا محلُّ بَسْطه، وإنَّما أَطَلْتُ الكَلامَ فِي هَذَا المجال، لأنَّه جَرَى ذِكْرُ ذلكَ فِي مجْلِسِ أَحَدِ الأُمرَاءِ فِي زمانِنا فحصَلَتِ المُشاغَبَةُ مِن الطَّرفَيْن وأَلَّفُوا فِي خُصوصِ ذلكَ رسائِلَ، وجَعَلوها للتَّقَرُّبِ إِلَى الجاهِ وسائِلَ، والحَقُّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَع وَهُوَ أَعْلَم بالصَّواب.
(} والنِّسْيُ بِالْكَسْرِ ويُفْتَحُ) ، وَهَذِه عَن كُراعٍ (مَا {نُسِيَ) .
وقالَ الْأَخْفَش هُوَ مَا أُغْفِلَ مِن شيءٍ حَقِيرٍ} ونُسِيَ.
وَقَالَ الزجَّاج: هُوَ الشيءُ المَطْروحُ لَا يُؤْبَه لَهُ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى:
كأنَّ لَهَا فِي الأرضِ {نِسْياً تَقُصُّه
على أمِّها أَو إِن تُخاطِبْكَ تَبْلَت ِوقال الرَّاغبُ:} النِّسْيُ أَصْلُه مَا {يُنْسَى كالنّقْض لمَا يُنْقَضُ، وصارَ فِي التَّعارُفِ اسْماً لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى حِكايَةً عَن مَرْيم: {وكُنْت} نِسْياً {مَنْسِيًّا} ، وأَعْقَبَه بقولِه: مَنْسِيّا لأنَّ النِّسْيَ قد يقالُ لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ وَإِن لم} يُنْسَ، قالَ: وقُرِىءَ {نَسْياً، بالفَتْح، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوْضوعٌ مَوْضِع المَفْعول.
(و) قَالَ الفرَّاء:} النِّسْيُ، بِالْكَسْرِ والفَتْح، (مَا تُلْقِيهِ المرأَةُ من خِرَقِ اعْتِلالِها) ، مِثْلَ وتْرٍ ووَتْرٍ، قالَ: وَلَو أَرَدْتَ! بالنِّسْي مَصْدَر النِّسْيان لجازَ، أَي فِي الآيَةِ.
وَقَالَ ثعْلَب: قُرِىءَ بالوَجْهَيْن، فمَنْ قَرَأَ بالكَسْر فعَنَى خِرَقَ الحَيْض الَّتِي يُرْمَى بهَا {فتُنْسَى، ومَنْ قَرَأَ بِالْفَتْح فمعْناهُ شَيْئا} مَنْسِيًّا لَا أُعْرَفُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (وَدِدْتُ أَنِي كُنْتُ {نِسْياً} مَنْسِيًّا) ، أَي شَيْئا حَقِيراً مُطَّرَحاً لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
( {والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: مَنْ لَا يُعَدُّ فِي القوْمِ) لأنَّه} مَنْسِيٌّ.
(و) أيْضاً: (الكثيرُ {النِّسْيانِ) يكونُ فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكْثَر لأنَّه لَو كانَ فَعُولاً لقيلَ نَسُوّ أيْضاً.
(} كالنَّسْيانِ، بِالْفَتْح) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {ونَسِيَهُ} نَسْياً) ، كعَلِمَ: (ضَرَبَ {نَساهُ) ، هَكَذَا فِي النّسخ.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ:} ونَسَيْتُه فَهُوَ {مَنْسِيٌّ: أَصَبْتُ} نَساهُ، أَي مِن حَدِّ رَمَى وَهُوَ الصَّوابُ، فكانَ عَلَيْهِ أَنْ يقولَ {ونَساهُ} نَسياً.
( {ونَسِيَ، كرَضِيَ،} نَسًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ) {نَسٍ على فَعِلٍ؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِي، وَفِي المُحّكم: هُوَ (} أَنْسَى، و) الأُنْثَى {نَساء؛ وَفِي التَّهْذِيب: (هِيَ} نَسْياءُ) وَفِي كتابِ القالِي عَن أَبي زيْدٍ: هاج بِهِ {النَّسَا وَقد} نَسِيَ {يَنْسَى} نَسًى، ورجُلٌ {أنْسَى وامْرأَةٌ} نَسْياءٌ؛ (شَكا {نَساهُ.
(} والأَنْسَى: عِرْقٌ فِي السَّاقِ السُّفْلَى) ، والعامَّةُ تقولُه، عِرْقُ الأنْثَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{نَسِيَه} نَسْياً، بِالْفَتْح، {ونِسْوَةً} ونِساوَةً، بكسْرِها،! ونَساوَةً، بالفَتْح، الأخيرَتَانِ على المُعاقَبَةِ نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، {والنَّسى، بالفَتْح والنِّساوَةُ والنِّسْوَةُ، بكَسْرِ هما حكاهنَّ ابنُ برِّي عَن ابنِ خالويه فِي كتابِ اللغاتِ.
} ونَسَّاه {تَنْسِيَةً مِثْلُ} أَنْساهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه الحديثُ: (وإنَّما {أَنَسَّى لأَسُنَّ) ، أَي لأَذْكر لكُم مَا يَلْزمُ} النَّاسِيَ لشيءٍ من عبادَتِه وأَفْعَل ذلكَ فتَقْتَدُوا بِي.
وَفِي حديثٍ آخر: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكم {نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هُوَ} نُسِّيَ) ، كَرِهَ نِسْبةَ {النِّسْيانِ إِلَى النفْسِ لمعْنَيَيْنِ: أَحَدُهما أَنَّ اللهاَ، عزَّ وجلَّ، هُوَ الَّذِي} أَنْساهُ إيَّاه لأنَّه المقدِّرُ للأشْياءِ كُلِّها، وَالثَّانِي: أنَّ أَصْلَ {النِّسْيان التَّركُ فكَرِهَ لَهُ أَنْ يقولَ تَرَكْتُ القُرْآن، وقَصَدْتُ إِلَى} نِسْيانِه ولأنَّ ذلكَ لم يكُنْ باخْتِيارِه؛ وَلَو رُوِيَ: {نُسِيَ بالتَّخفيفِ لكانَ مَعْناه تُرِكَ مِن الخَيْرِ وحُرِمَ.
} وأَنْساهُ: أَمَرَه بتَرْكهِ.
{والنّسْوَةُ: التَّرْكُ للعَمَلِ؛ وذَكَرَه المصنِّفُ فِي الَّذِي تقدَّمَ.
} والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: {الناسِي؛ قَالَ ثَعْلَب: هُوَ كعَالِمٍ وعَلِيمٍ وشاهِدٍ وشَهِيدٍ وسامِعٍ وسَمِيعٍ وحاكِمٍ وحَكِيمٍ؛ وقولهُ تَعَالَى: {وَمَا كانَ رَبُّكَ} نَسِيًّا} ، أَي لَا {يَنْسَى شَيْئا.
} وتَناسَاهُ: أَرَى من نَفْسِه أنَّه! نَسِيَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأَنْشَدَ لامرىءِ القَيْس:
ومِثْلِكِ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلةٍ
لَعُوبٍ {تَناسَانِي إِذا قُمْتُ سِرْبالي أَي} تُنْسِيني؛ عَن أَبي عُبيدَةَ.
{وتَناسَيْته:} نَسِيتُه.
وتقولُ العَرَبُ إِذا ارْتَحَلُوا مِن المَنْزلِ: تَتَبَّعُوا {أنْساءَكُمُ يُريدُونَ الأشْياءَ الحَقِيرَةَ الَّتِي ليسَتْ ببالٍ عنْدَهم مِثْل العَصَا والقَدَح والشِّظاظ، أَي اعْتَبرُوها لئلاَّ} تَنْسَوْها فِي المَنْزلِ، وَهُوَ جَمْعُ {النِّسْي لمَا سَقَطَ فِي مَنازِلِ المُرْتَحِلِين؛ قَالَ دُكَيْنٌ الفُقَيْمي:
بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ
} كالنَّسْي مُلْقًى بالجِهادِ البَسْبَسِوفي الصِّحاح: قالَ الْمبرد: كلُّ واوٍ مَضْمومَةٍ لكَ أَن تَهْمزَها إلاَّ واحِدَة فإنَّهم اخْتَلَفوا فِيهَا، وَهِي قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوْا الفَضْل بَيْنكم} وَمَا أَشْبَهها من واوِ الجَمْع، وأَجازَ بعضُهم الهَمْز، وَهُوَ قَليلٌ، والاخْتِيارُ تَرْكُ الهَمْزِ، وأَصْلُه تَنْسيوا فسُكِّنَتِ الياءُ وأُسْقِطَتْ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ، فلمَّا احْتِيج إِلَى تَحْريكِ الواوِ رُدَّت فِيهَا ضَمَّة الياءِ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنْ برِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِي فسُكِّنَت الْيَاء وأُسْقِطَت صَوابُه فتَحَرَّكَتِ الياءُ وَانْفَتح مَا قَبْلها فانْقَلَبَتْ ألِفاً ثمَّ حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكنين.
ورجُلٌ} نَسَّاءٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ {النِّسْيانِ، ورُبَّما يَقُولُونَ: نَسَّايَةٌ، كعلاَّمَةٍ، وليسَ بمَسْموع.
} ونَاساهُ {مُناساةً: أَبْعَدَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ جاءَ بِهِ غَيْر مَهْموزٍ وأَصْلُه الهَمْزِ.
} والمِنْساةُ: العَصَا؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
إِذا دَبَبْتَ على {المِنْساةِ مِن هَرَمٍ
فقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُقالَ: وأَصْلُه الهَمْز، وَقد ذُكِرَ.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّ ابنَ الأعْرابي أَنْشَدَه:
سَقَوْني} النَّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني
عُداةَ اللهاِ من كَذِبٍ وزُورِبغيرِ هَمْزٍ، وَهُوَ كلُّ مَا {ينسى العَقْل، قالَ: وَهُوَ مِن اللّبَنِ حَلِيب يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: وقالَ غيرُهُ: هُوَ} النَّسِيُّ، كغَنِيَ، بغيرِ هَمْز وأَنْشَدَ:
لَا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا
وَلَا {نَسِيًّا فتَجيءُ فاتِرا} ونُسِيَ، كعُنِيَ: شَكا نَساهُ؛ هَكَذَا مَضْبوط فِي نسخةِ القالِي، ونقلَهُ ابنُ القطَّاعِ أيْضاً.
وَقد سَمَّوا {منسيًّا} ومُنَيْسيَّا.
! والمُنْسِي: الَّذِي يصر خلفين أَو ثَلَاثَة.

ي

ي
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّامن والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ غاريّ (من الغار ومقدّم اللّسان)، بين الشِّدَّة والرَّخاوة، مُرقَّق. 

ي2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ضمير رفع متَّصل للمفردة المؤنَّثة المخاطبة "تكتبين- اكتبي".
2 - ضمير نصب للمفرد المتكلِّم، وغالبا ما يسبقه نون الوقاية، وقد يأتي بدونها "أعلمني- {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} ".
3 - ضمير جرّ للمفرد المتكلِّم "بي- قلمي في جيبي- *ليلاي منكن أم ليلى من البشر*: قصدَ بالإضافة إلى المعرفة إزالة الغموض".
4 - حرف مضارعة للغائب، يُفتح وجوبا إن كان الفعل غير رباعي، ويضمّ إن كان رباعيًّا "يَحْدُث: مضارع حدَث الثلاثيّ- يُحدِث: مضارع أحدث الثلاثيّ المزيد بالهمزة".
5 - حرف يكون علامة على التثنية في النصب والجرِّ، ويفتح ما قبله وجوبا "قرأت الكتابَيْنِ- احتفظت بالكتابَيْنِ".
6 - حرف يكون علامة على جمع المذكَّر السالم في حالتي النصب والجرِّ، ويكسر ما قبله وجوبا "ترتقي المدرسة بالمعلِّمِينَ- رأيت المعلِّمينَ".
7 - حرف يدلّ على التصغير "قُلَيم: تصغير قَلَم".
8 - حرف يكون للنِّسبة إذا كان مشدّدًا "مصرِيّ".
9 - حرف للإطلاق والإشباع.
10 - حرف يكون علامة على الجرّ في الأسماء الخمسة "تحدثت مع أخيك". 
ي:
ي: تحريف يا (الملابس عند العرب، 26، عدد 2).
الياء: حرف ينبه به من يكون بمسمع من المنبه ليقبل على الخطاب. وقال ابن الكمال. أصله لنداء البعيد، وأما نداء الداعي المتضرع لربه يقوله يا رب مع علمه بأنه أقرب إليه من حبل الوريد فلهضم نفسه استحقارا لها، واستبعادا من مظان القربى والزلفى.

ي


ي
a. Ya . The twenty-eighth letter of the alphabet. Its numerical value is Ten
(يُ2ُ3).
ي
a. My ( contracted in the vocative into
( يَ2ِ3َ).
b. ( after verbs or preps. ), Me.
يَا (a. vocative particle ), Ho! Oh!
يَا زَيْدُ أَقْبِل
a. Oh, Zaid come here!

يَا لَهُ رَجُلًا
a. omicron, what a man!

يَا لَيْتَ
a. Would that!
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسةِ، وهي التي بين الشَّديدةِ والرِخْوةِ، ومن المُنْفَتِحةِ، ومن المُنْخَفِضَةِ، ومن المُصْمَتَةِ،
يقال: يَيَّيْتُ ياءً: كتَبْتُها، وتأتي على ثلاثةِ أوْجُهٍ: تكونُ ضميرَاً للمُؤَنَّثَةِ: كتَقُومِينَ وقُومِي، وحَرْفَ إنْكارٍ، نحوُ: أزَيْدَنِيهِ، وحَرْفَ تَذْكارٍ، نحوُ: قَدِي.
(الْيَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ وَمِنْ حَرْفِ الْمَدِّ اللَّيِّنِ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَجْرُورِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى كَقَوْلِكَ: ثَوْبِي وَغُلَامِي. إِنْ شِئْتَ فَتَحْتَهَا وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَهَا. وَلَكَ أَنْ تَحْذِفَهَا فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً، تَقُولُ: يَا قَوْمِ وَيَا عِبَادِ بِالْكَسْرِ فَإِنْ جَاءَتْ بَعْدَ الْأَلِفِ فَتَحْتَ لَا غَيْرُ نَحْوُ عَصَايَ وَرَحَايَ وَكَذَا إِنْ جَاءَتْ بَعْدَ يَاءِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] وَكَسَرَهَا بَعْضُ الْقُرَّاءِ وَلَيْسَ بِوَجْهٍ. وَقَدْ يُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُتَكَلِّمِ الْمَنْصُوبِ مِثْلُ نَصَرَنِي وَأَكْرَمَنِي وَنَحْوِهِمَا. وَقَدْ تَكُونُ عَلَامَةً لِلتَّأْنِيثِ كَقَوْلِكَ: افْعَلِي وَأَنْتِ تَفْعَلِينَ. وَتُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى الْيَاءِ يَاوِيَّةً. وَ (يَا) حَرْفٌ يُنَادَى بِهِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

يَا لَكَ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ
هِيَ كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: «أَلَا يَا اسْجُدُوا لِلَّهِ» بِالتَّخْفِيفِ مَعْنَاهُ ألَا يَا هَؤُلَاءِ اسْجُدُوا فَحَذَفَ فِيهِ الْمُنَادَى اكْتِفَاءً بِحَرْفِ النِّدَاءِ كَمَا حَذَفَ حَرْفَ النِّدَاءِ اكْتِفَاءً بِالْمُنَادَى فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [يوسف: 29] لِأَنَّ الْمُرَادَ مَعْلُومٌ. وَقِيلَ: إِنَّ يَا هَاهُنَا لِلتَّنْبِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ: أَلَا اسْجُدُوا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ يَا لِلتَّنْبِيهِ سَقَطَتْ أَلِفُ اسْجُدُوا لِأَنَّهَا أَلِفُ وَصْلٍ وَسَقَطَتْ أَلِفُ يَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ الْأَلِفِ وَالسِّينِ. وَنَظِيرُهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

ألَا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ مَيَّ عَلَى الْبِلَى ... وَلَازَالَ مُنْهَلًّا بِجَرْعَائِكِ الْقَطْرُ 
الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسَةِ وَهِي الَّتِي بينَ الشَّديدةِ والرِّخْوةِ) ؛
قولُه: مِن المَهْموسَةِ سَهْوٌ مِن قَلَم النَّاسخِ نَبَّه عَلَيْهِ غَالب المحشين؛ ولكنْ هَكَذَا وُجِدَ فِي التكملةِ.
ثمَّ قالَ:) (ومِن المُنْفَتِحةِ ومِن المُنْخَفِضَةِ (ومِن المُصْمَتَةِ) ، قالَ: وَقد ذَكَرَ الجَوْهرِي المَهْموسَة، وذَكَرْت بَقِيّتَها فِي مواضِعِها.
وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الياءُ حَرفُ هِجاءٍ شَجَريّ مَخْرجُه مِن مفْتَتَحِ الفمِ جِوَار مَخْرجِ الصَّادِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ يائِيٌّ وياوِيٌّ ويَوِيٌّ.
(يقالُ: يَيّت يَاء) حَسَنَةً وحَسْناءَ: أَي (كَتَبْتُها) .
(وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: الفِعْلُ مِنْهُ يابَيْتُ، والأصْلُ يَيَّيْتُ اجْتَمَعَتْ أَرْبعُ يَاءَاتٍ مُتَوالِيَة قَلَبُوا الياءَيْن المُتَوسِّطَتَيْن أَلَفاً وهَمْزةً طَلَباً للتَّخْفيفِ. (قُلْتُ: ومَشَى المصنِّفُ فِي كتابِه هَذَا على رأْيِ الكِسائي فإنَّه أَجازَ يَيَّيْتُ يَاء.
(وتأْتي على ثلاثَةِ أَوْجُهٍ:
(تكونُ ضَميراً للمُؤَنَّثِ كتَقُومِينَ) ، للمُخاطبَةِ، (وقُومِي) للأَمْرِ. وَفِي الصِّحاحِ: وَقد تكونُ عَلامَةَ التَّأْنيثِ كقولِكَ: إفْعَلي وأَنتِ تَفْعَلِينَ.
وسَيَأتي للمصنِّفِ تِكْرارَ ذِكْر هَذَا الوَجْه.
(وحَرْفَ إنْكارٍ: نَحْو أَزَيْدَنِيهِ) ؛ وَفِي التهذيبِ: وَمِنْهَا يَاء الاستنكار، كقولِكَ: مَرَرْتُ بالحَسَن، فيقولُ المُجِيبُ مُسْتَنْكِراً لقولهِ: ألحَسَنِيهْ، مدَّ النونِ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ.
(وحَرْفَ تَذْكارٍ نحوُ: قَدِي) ، وَمِنْه قَوْله:
قدني من نصرالخبيبين قدي وق مَرَّ فِي الَّدالِ.
(يَا: (وَيَا: حَرْفٌ لنِداءِ البَعِيدِ) ؛ وإيَّاه أَلغَزَ الحَرِيرِي فِي مَقامَاتِه فَقَالَ: وَمَا العَامِل الَّذِي يَتَّصِل آخِرُه بأَوَّلِه ويَعْمَل مَعْكوسُه مِثْلَ عَمَل وَهُوَ يَاء ومَعْكوسُها، أَي وكِلْتاهُما مِن حُروفِ النِّداءِ، وعَمَلُها فِي الاسمِ المُنادَى على حُكْمٍ واحِدٍ، وَإِن كانتْ يَا أَجْمَل فِي الكَلامِ وأَكْثَر فِي الاسْتِعمالِ، وَقد اخْتارَ بعضُهم أَن يُنادِي بأَي القَرِيب فَقَط كالهَمْزةِ انتَهَى؛ وَقَالَ ابنُ الحاجِبِ فِي الكافِيَةِ: حُروفُ النِّداءِ خَمْسةٌ: يَا وأيا وهيا وأَي والهَمْز للقَرِيبِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشري فِي المُفَصَّل: يَا وأَيا وهيا للبَعِيدِ أَو لمَنْ هُوَ بمنْــزِلَةِ البَعيدِ مِن نائِمٍ أَو ساهٍ؛ وَإِلَيْهِ يُشِيرُ قَوْل المصنِّفِ؛ (حَقِيقَةً أَوْ حُكماً وَقد يُنادَى بهَا القَرِيبُ تَوْكيداً) ؛ ومِن ذلكَ قولُ الدَّاعِي: يَا الله يَا رَبّ، وَقد يكونُ ذلكَ هضماً لنَفْسِ الدَّاعِي لكَمالِ تَقْصِيرِه وبُعْده عَن مَظانَّ القبولِ، وَهَذَا لَا يَتَمَخض إلاَّ على مَا مَشَى عَلَيْهِ المصنِّفُ، كَوْنه لنِداءِ البَعِيدِ. وأَمَّا على قوْلِ ابنِ الحاجبِ القَائِل بالأعميّةِ فَلَا يحتاجُ إِلَى ذلِكَ؛ (وَهِي مُشْتَرَكةٌ بينَهما) ، أَي بينَ البَعِيدِ والقرِيبِ، (أَو بَيْنَهما وبينَ المُتَوسِّطِ) ؛ وَقَالَ ابنُ كَيْسان: فِي حُروفِ النِّداءِ ثمانِيَةُ أَوْجُهٍ: يَا زَيْدُ ووا زَيْدُ وأَزَيْدُ وأَيا زَيْدُ وهَيا زَيْدُ وأَيْ زَيْدُ وآزَيْدُ وآي زَيْدُ، ولكلَ شواهِدُ مَرَّ ذِكْرُها؛
(وَهِي أَكْثَرُ حُروفِ النِّداءِ اسْتِعْمالاً، وَلِهَذَا لَا يُقَدَّرُ عنْدَ الحذْفِ سِواها، نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} ، أَي يَا يُوسُفُ.
قالَ الأزْهرِي: ورُبَّما قَالُوا: فلانٌ بِلا حَرْفِ النِّداءِ، أَي يَا فُلانِ.
(وَلَا يُنادَى اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى، والاسْمُ المُستغاثُ، وأَيُّها وأَيَّتُها إلاَّ بهَا وَلَا المَنْدوبُ إلاَّ بهَا أَوْ بِوَا) ، كَمَا تقدَّمَ.
وَفِي اللُّبابِ: وَلَا يجوزُ حَذْف حَرْف النِّداءِ إلاَّ مِن اسْم الجِنْسِ واسْمِ الإشارَةِ والمُسْتغاثِ والمَنْدوبِ لمَا فِي الأوَّلَيْنِ مِن وُجُوهِ الحَذْفِ، وَفِي الثانيين مِن التَّخْفِيفِ المُنافى لمقْتَضاهُما نحوُ: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا، وأَيُّها الرَّجُلُ، ومِثْل أَصْبح لَيْل، وافْتَد مَخْنُوق، وأَعْور عَيْنك، وَالْحجر شَاذ وَالْتزم حَذْفه فِي اللَّهُمَّ لوُقُوعِ الميمِ خَلَفاً عَنهُ.
(وَإِذا وَلِيَ يَا مَا ليسَ بمُضافٍ كالفِعْلِ فِي) قَوْله تَعَالَى: {أَلاَ يَا اسْجُدوا} ، بالتَّخْفِيفِ فِي قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ لَهُ؛ (وقولُه) ، أَي الشمَّاخ:
(أَلاَ يَا اسْقِياني قبلَ غارةِ سِنْجالِ) وَقبل منا غادياتٍ وأوجالِ ويُرْوَى أَلاَ يَا اصْبِحاني، ويُرْوَى: وآجالِ وسِنْجالِ، مَوْضِع؛ ذُكِرَ فِي مَوْضِعه؛
(والحَرْفِ فِي نحوِ) قَوْله تَعَالَى: 2 {يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهم} ، والْحَدِيث: ((يَا رُبَّ كاسِيَةٍ فِي الدُّنْيا عاريَةٌ يومَ القِيامَةِ) ؛ قد ذُكِرَ فِي المُعْتل.
(والجُمْلَةِ الإسْمِيَّةِ نحوُ) قولِ الشَّاعرِ:
(يَا لَعْنَةُ اللَّهِ والأَقْوامِ كُلِّهِمِ (والصالِحِينَ على سَمْعانَ مِنْ جارِ) (فَهِيَ) فِي كلِّ مَا ذُكِرَ (للنِّداءِ، والمُنادَى مَحْذوفٌ) عنْدَ الدَّلالةِ.
قَالَ الجَوْهري: وأَمَّا قولُه تَعَالَى: {ألاَ يَا اسْجُدوا للَّهِ} بالتَّخْفيفِ، فالمَعْنى أَلا يَا هَؤُلاء اسْجُدوا، فحُذِفَ المُنادَى اكْتِفاء بحرّفِ النِّداءِ كَمَا حُذِفَ حِرْفُ النِّداءِ اكْتِفاءً بالمُنادَى فِي قولِه تَعَالَى: {يُوسَفُ أَعْرِضْ عَن هَذَا} إِذْ كانَ المُرادُ مَعْلوماً؛ وَقَالَ بعضُهم: إنَّ يَا فِي هَذَا المَوْضِعِ إنَّما هُوَ للتَّنْبيهِ كأَنَّه قَالَ: أَلاَ اسْجُدُوا، فلمَّا أُدْخل عَلَيْهِ يَا للتَّنْبيهِ سَقَطَتِ الألفُ الَّتِي فِي اسْجُدُوا لأنَّها أَلفُ وَصْلٍ، وذَهَبتِ الألفُ الَّتِي فِي يَا لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّها والسِّين ساكِنَتانِ، انتَهَى.
وكَذلكَ القَوْلُ فِي بَقِيَّة الأَمْثِلةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ من تَقْديرِ المُنادَى: أَلا يَا خَلِيليَّ اسْقِياني، وَيَا قَوْم لَيْتَني، ورُبّ.
(أَو لمُجَرَّدِ التَّنْبيهِ لٍ ئَلاَّ يَلْزَمَ الإجْحافُ بحَذْفِ الجُملٍ ةِ كُلِّها) ؛ وَهُوَ إشارَةٌ إِلَى مَا ذَكَرَه الجَوْهرِي مِن القولِ الثَّانِي فِي الآيةِ.
(أَو إنْ وَلِيَها دُعاءٌ أَو أَمْرٌ فللنِّداءِ) ؛ كَقَوْل ذِي الرُّمَّة:
ألاَ أيا اسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البِلى (وإلاَّ فللتَّنْبيهِ) . قَالَ شيْخُنا: وَهَذَا القَوْلُ هُوَ المُختارُ مِن الثلاثَةِ لوُجُوهٍ ذَكَرَها شُرَّاح التَّسْهيل. ثمَّ اعْلَم أنَّ المصنِّفٍ ذَكَرَ حَرْفَ النِّداءِ واسْتَطْرَدَ لبعضِ أَحْكامِ المُنادَى مَعَ إخْلالٍ بِأَكْثَرَها وَنحن نلمُّ بهَا بالقَوْلِ المُوجَزِ.
قَالَ صاحِبُ اللّبابِ: إِذا قلْتَ يَا عبْدَ اللَّهِ، فالأصْلُ: يَا إيَّاك أَعْنِي، نَصَّ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، فأُقِيم المُظْهَر مَقام المُضْمَر تَنْبيهاً للمُخاطَبِ أنَّ القَصْدَ يتوجَّه إِلَيْهِ لَا غَيْر، ثمَّ حَذْف الفِعْلِ لازِماً لِنيابَةِ يَا عَنهُ، ولمَا فِي الحذْفِ من رَفْعِ اللّبْسِ بالخَبَرِ؛ وحُكِي يَا إيَّاك، وَقد قَالُوا أَيْضاً يَا أَنْتَ نَظَرٌ إِلَى اللّفْظِ؛ قالَ الشاعرُ:
يَا أَقْرَع بن جابِسِ يَا أَنْتاأَنْتَ الَّذِي طعلَّقْتَ عامَ جِعْتاوقيل: إنَّما نصبَ أيا لأنَّه مُضافٌ وَلَا يَجوزُ نَصْبُ أَنتَ لأنَّه مُفْردٌ ثمَّ إنَّه يَنْتَصِب لَفْظاً كالمُضافِ والمُضارِعِ لَهُ، وَهُوَ مَا تَعَلَّق بشيءٍ هُوَ مِن تمامِ مَعْناه نَحْو: يَا خَيْراً مَن زَيْدٍ وَيَا ضارِباً زَيْداً وَيَا مَضْرُوباً غُلامُه وَيَا حَسَناً وَجْهَ الأخِ وَيَا ثلاثَةَ وثَلاثِيْن اسْمِ رَجُلٍ، وانْتَصَب الأوَّل للنِّداءِ وَالثَّانِي ثباتاً على المِنْهاج الأوَّل الَّذِي قَبْل التَّسْميةِ، أَعْنِي مُتابَعَةَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ فِي الإعْرابِ وَإِن لم يَكُنْ فِيهِ مَعْنى عَطْفٍ على الحَقِيقَةِ؛ والنَّكِرَةُ إمَّا مَوْصُوفَة نَحْو: يَا رَجُلاً صالِحاً، وعَوْد الضَّميرِ مِن الوَصْفِ على لَفْظِ الغيبةِ لَا غَيْر نَحْو:

يَا لَيْلة سَرَقْتها من عُمْري أَو غَيْر مَوْصوفَةٍ كقَوْلِ الأعْمى لمَنْ لَا يَضْبِطه: يَا بَصيراً خُذْ بِيَدِي، ءَو مَحلاًّ كالمُفْردِ المَعْرفَةِ مُبْهماً أَو غَيْرَ مُبْهمٍ فإنَّه يُبْنى على مَا يُرْفَعُ بِهِ نَحْو: يَا زَيْد، وَيَا رَجُلَ، وَيَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا زَيْدَانِ، وَيَا زَيْدُونَ، لوُقُوعِه مَوْقِع ضَمِيرِ الخِطابِ، وَلم يُبْنَ المُضافُ لأنَّه إنَّما وَقَعَ مَوْقِعَه مَعَ قَيْدِ الإضافَةِ، فَلَو بُنيْ وَحْدُه كانَ تَقْديماً للحُكْم على العِلَّةِ ونِدَاء العَلَم بَعْد تَنْكِيرِه على رأْيٍ، وأمَّا قولُه
سَلامُ اللَّهِ يَا مَطَر عَلَيْهَا فقَبِيحٌ بَعِيدٌ عَن القِياسِ شَبَّهه ببابِ مَا لَا يَنْصرفُ أَو الدَّاخِل عَلَيْهِ اللاّم الجارَّة للاسْتِغاثَةِ أَو التَّعَجُّبِ، واللاّم مَفْتوحَة بخِلافِ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ فَرْقاً بينَ المَدْعُوِّ والمَدْعُو إِلَيْهِ، والفَتْحة بِهِ أَوْلى مِنْهَا بالمُدْعُو إِلَيْهِ كَقَوْل عُمَر بنِ الخطَّابِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ: (يَا للَّهِ للمُسْلِمِين وَيَا للْعَجَبِ) ، وقولُهم يَا للبَهِيتَةِ وَيَا للفَلِيتَةِ وَيَا للعَضِيهَةِ على تَرْكِ المَدْعُوِّ، ويَدْخلُ الضَّمِير نحوُ: فيَا لَكَ مِن لَيْلٍ. و:
يَا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ أَو الألِف للاستغَاثَةِ فلالام أَو النُّدْبَة فإنَّه يُفْتَح نَحْو يَا زَيْداهْ والهاءُ للوَقْفِ خاصَّةً وَلَا يَجوزُ تَحْرِيكُه إِلَّا لضَرُورَةٍ نَحْو:
يَا رَبّ يَا رَبَّاه إيَّاك أَسَلْ أَو مَا كانَ مَبْنيّاً قَبْل النِّداءِ تحْقِيقاً أَو تَقْديراً نَحْو: يَا خَمْسَةَ عَشَرَ وَيَا حذامَ وَيَا لكَاعَ، ويجوزُ وَصْفُ المُنادَى المَعْرِفَة مُطْلقاً على الأعْرفِ خِلافاً للأصْمعي لأنَّه وَإِن وَقَعَ مَوْقِعَ مَا لَا يُوصَفُ لم يَجْرِ مَجْراه فِي كلِّ حالٍ وَلم يَصْرِفُوه عَن حُكْمِ الغيبةِ رأْساً لجوازِ عَوْدِ الضَّميرِ إِلَيْهِ بلَفْظِ الغَيبةِ واسْتَثْنى بعضُهم النَّكِرَةَ المُتَعرفَةَ بالنِّداءِ مِثْلُ يَا رَجُلُ فإنَّه ليسَ ممَّا يُوصَفُ. وَقد حَكَى يُونُس: يَا فَاسِق الخَبِيث، وليسَ بقِياسٍ، والعِلَّة اسْتِطالَتهم إيَّاه بوَصْفِه مَعَ مَا ذُكِرَ فِي امْتِناعِ بِناءِ المُضافِ، وأمَّا الْعلم فَلَمَّا لم يَكُنْ مُفِيدا مِن الألْفاظِ وَلَا مَعْنى لَهُ إلاَّ الإشَارَة لم يُسْتَطَل، فَإِذا انْتَهَيْتَ إِلَى الظَّرِيفِ مِن قولِكَ يَا زَيْد الظَّرِيف كأنَّك قلْتَ يَا ظَرِيفُ، فالمُفْرد مِنْهُ أَو مَا هُوَ فِي حُكْم المُفْردِ إِذا كانَ جارِياً على مَضْمومٍ غَيْر مُبْهمٍ جازَ فِيهِ النَّصْبُ حَمْلاً على المَوْضِعِ؛ مِنْهُ قولُه:
فَمَا كَعْب بن مَامَةَ وَابْن سُعْدى
بأَكْرَم مِنْكَ يَا عمر الجَوادَافالرَّفْعُ حَمْلاً على اللَّفْظِ لأنَّ الضمَّ لاطِّردِه هُنَا أَشْبَه الرَّفْع؛ وعَلى هَذَا: زَيْد الكَرِيم الخيم، رَفْعاً ونَصْباً، وَإِذا كانَ مُضافاً أَو لمُضافٍ فالنّصْب ليسَ إلاَّ، نَحْو: يَا زَيْد ذَا الجمةِ وَيَا عَبْدُ اللَّهِ الظَّريف، وَكَذَا سائِرُ التَّوابِعِ إلاَّ البَدَل، وَنَحْو: زَيْد وعَمْرو مِن المَعْطوفاتِ، فإنَّ حُكْمَهما حُكْمُ المُنادَى بعَيْنهِ مُطْلقاً كسائِرِ التَّوابِعِ مُضافَةً، تَقول: يَا زَيْد زَيْد، وَيَا زَيْدُ صاحِب عَمْرو، إِذا أبْدَلْتَ، وَيَا زَيْد وعَمرٍ و، وَيَا زَيْد وعَبْد الله، تَقول: يَا تَمِيم أَجْمَعِين وأَجْمَعُون وكُلّهم أَو كُلّكم، وَيَا غُلام بِشْر أَو بِشْر وأَبا عَبْدِ اللَّهِ، وَجَاز فِي قولِه:
إنِّي وأَسْطارٍ سُطرنَ سطراً
لقائِلٍ يَا نصرُ نصرٌ نصراأَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَيَا عَمْرو والْحَارث. ويختارُ الخَليلُ فِي المَعْطوفِ الرَّفْعَ، وأَبو عَمْرٍ والنَّصْبَ، وأَبو العبَّاس الرَّفْعَ فيمَا يصحُّ نَزْع اللاَّمِ عَنهُ كالحَسَنِ والنَّصْبَ فيمَا لَا يصحُّ كالنجم والصّعْق، وكَذلكَ الرَّجُل حيثُ لم يسوغوا يَا زَيْد ورَجُل، كأَنَّهم كَرِهوا بِناءَهُ مِن غَيْرِ عَلامَة تَعْريفٍ بخِلافِ العلمِ. وَإِذا وُصِفَ المَضْمومُ بابنٍ وَهُوَ بَيْنَ عَلَمَيْن بُني المُنادَى مَعَه على الفَتْح إتْباعاً لحَرَكَةِ الأوَّل حَرَكَة الثَّانِي، وتَنْزِيلاً لَهُما مَنْزلَة كلمةٍ واحِدَةٍ بِخلافِ مَا إِذا لم يَقَعْ، وَكَذَا فِي غَيْرِ النِّداءِ فيُحْذَفُ التَّنْوين مِن المَوْصُوفِ بابنٍ بينَ عَلَمَيْن نَحْو يَا زَيْد بن عَمْرو وَيَا زَيْد ابْن أَخِي، وَهَذَا زَيْد بن عَمْرو وزَيْد ابْن أَخِي، وجَوَّزُوا فِي الوَصْفِ التَّنْوين فِي الضَّرُورَةِ نَحْو:
جَارِيَة من قيس بن ثَعْلَبَة وَلَا يُنادَى مَا فِيهِ الألِف واللاّم كَراهَة اجْتِماع عَلامَتي التَّعْريفِ، بل يتَوَسَّل إِلَيْهِ بالمُبْهم نَحْو: يَا أَيّها الرَّجُل، وَيَا هَذَا الرَّجُل، وأَيّهذا الرّجُل، وَلَا يسوغُ فِي الوصْفِ هُنَا إلاَّ الرَّفْع لأنَّه المَقْصودُ بالنِّداءِ، وَكَذَا فِي تَوابِعِه لأنَّها تَوابِعُ مُعْربٍ، ويدلُّ على إعْرابِه نَحْو:
يَا أَيُّها الجاهِلُ ذُو التنزي وَلِهَذَا وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أنْ يكونَ بمنْــزِلَةِ غَيْرِه مِن الأسْماءِ المُسْتَقلّةِ بأَنْفُسِها فجازَ فِي وَصْفِه النَّصْب نَحْو: يَا هَذَا الطَّوِيل، وَيَنْبَغي أَنْ لَا يكون الوَصْفُ فِي هَذَا اسْمَ جِنْسٍ وَلَكِن مُشْتَقّاً لأنَّه لَا يُوصَفُ باسْمِ الجِنْسِ إلاَّ وَهُوَ غيْرُ مَعْلومٍ بتَمامِه وَلَا مُسْتقلٌّ بِنَفْسِه، وَقَالُوا: يَا ألله خاصَّةً حيثُ تَمحضت اللاَّمُ للتَّعْوِيضِ مُضْمحلاً عَنْهَا مَعْنى التَّعْريفِ اسْتِغْناءً بالتَّعْريفِ النُّدائِي، وَقد شَذَّ:
مِن أجْلِكِ يَا الَّتِي تَيَّمَتِ قَلْبي
وأَنتِ بَخِيْلةٌ بالوَصْلِ عَنِّيوأَبْعد مِنْهُ قَوْله:
فيا الغُلامانِ اللَّذَان فَرَّا
إيَّا كُما أَنْ تَكْسَبا ناشِراوإذا كُرِّر المُنادَى فِي حالِ الإضافَةِ جازَ فِيهِ نَصْب الاسْمَيْن على حَذْفِ المُضاف إِلَيْهِ مِن الأوَّل، أَو على إقْحامِ الثَّانِي بينَ المُضافِ والمُضافِ إِلَيْهِ وضَمّ الأوَّل، نَحْو:
يَا تَيْم تَيْم عَدِيّ لَا أَبَا لَكُم وَإِذا أُضِيفَ المُنادَى إِلَى ياءِ المُتَكلِّم جازَ إسْكانُ الياءِ وفَتْحُه كَمَا فِي غَيْرِ النِّداءِ وحذفه اجْتِزاء بالكسْرةِ إِذا كانَ قَبْله كَسْرة، وَهُوَ فِي غَيْر النِّداءِ قَليلٌ، وإبْدالُه أَلفاً وَلَا يَكادُ يُوجَدُ فِي غَيْر النِّداءِ نَحْو: يَا رَبًّا تَجاوَز عنِّي، وَعَلِيهِ يُحْمَلُ الحديثُ أنْفِقْ بِلالاً، فيمَنَ رَوَى) ، وتاء تَأْنِيث فِي يَا أَبَتِ وَيَا أَمَتِ خاصَّةً، وجازَ فِيهِ الحَرَكات الثَّلاث، وحَكَى يُونُسُ يَا أَب وَيَا أُم، والوَقْف عَلَيْهِ بالهاءِ عنْد أَصْحابِنا، وجازَ الألفَ دونَ الياءِ نَحْو:
يَا أَبا عَلَّكَ أَو عَساكَا وقولُها:
يَا أَمتا أبصرني راكبٌ
يَسيرُ فِي مُسْحَنْفرٍ لاحبِويا ابنَ أُمِّ وَيَا ابنَ عَمِّ خاصَّةً مِثْلُ بابِ يَا غُلام. وجازَ الفَتْح كخَمْسَةَ عَشَرَ تَجْعَلُ الاسْمَيْن اسْماً واحِداً. انتَهَى مَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللُّبابِ. وإنَّما ذَكَرْته بكَمالِه لتَمامِ الفائِدَةِ؛ وَهُوَ تاجُ الدِّيْن محمدُ بنُ محمدِ ين أَحمدَ المَعْروفُ بالفاضِلِ، رَحِمَه الله تَعَالَى، وعَلى كتابِه هَذَا شُرُوحٌ عِدَّة.
وَقَالَ الجَوْهري: الياءُ مِن حُروفِ الزِّياداتِ، وَهِي مِن حُروفِ المَدِّ واللِّينِ، وَقد يُكنى بهَا عَن المُتَكلِّمِ المَجْرورِ، ذكرا كانَ أَو أُنْثى، نَحْو قولِكَ ثَوْبي وغُلامِي، وإنْ شِئتَ فَتَحْتَها، وإنْ شِئْتَ سَكَّنْت، ولكَ أَن تَحْذِفَها فِي النِّداءِ خاصَّةً، تَقول: يَا قوْمكِ وَيَا عِبادِ، بالكسْر، فإنْ جاءَتْ بعْدَ الألفِ فتحْتَ لَا غَيْرُ نَحْو عَصايَ ورَحايَ، وكَذلكَ إِن جاءَتْ بعْدَ ياءِ الجَمْعِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا أَنتُم بمُصْرِخيّ} ، وأَصْلُه بمُصْرِخِيني، سقطَتِ النونُ للإضافَةِ، فاجْتَمَعَ السَّاكنانِ فحرِّكَتِ الثانيةُ بالفَتْح لأنَّها ياءُ المُتَكلِّم رُدَّتْ إِلَى أَصْلِها، وكَسَرَها بعضُ القُرَّاءِ تَوَهُّماً أَنَّ السَّاكنَ إِذا حُرِّكَ حُرِّك إِلَى الكَسْر، وليسَ بالوَجْه، وَقد يُكْنى بهَا عَن المُتَكلِّم المَنْصوبِ إلاَّ أنَّه لَا بُدَّ مِن أَنْ تُزادَ قَبْلها نُونُ وِقايَةٍ للفِعْلِ ليَسْلَم مِن الجَرِّ، كقولِكَ: ضَرَبَني، وَقد زِيدَتْ فِي المَجْرورِ فِي أَسْماءٍ مَخْصُوصةٍ لَا يُقاسُ عليا نَحْو مِنِّي وعَنِّي ولَدُنِّي وقَطْني، وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ ليَسْلَم السُّكون الَّذِي بُنيَ الاسْمُ عَلَيْهِ، انتَهَى.كذلكَ حرفُ الاسْتفهام وحرفُ النَّفْي، وإنَّما تُدْخِلُها على الجُمْلةِ المُسْتَقلةِ، فَتَقول: مَا قامَ زَيْدٌ وَهل زيدٌ أَخُوكَ، فَلَمَّا قَوِيَتْ يَا فِي نَفْسِها وأَوْغَلَتْ فِي شَبَهِ الفِعْل تولَّتْ بنفْسِها العَمَلَ، انتَهَى.
وَفِي التهذيبِ: (ولِليَاءاتِ أَلْقابٌ تُعْرَفُ بهَا) كأَلْقابِ الألِفاتِ، فَمِنْهَا:
(ياءُ التَّأْنيثِ) : تكونُ فِي الأفْعالِ وَفِي الأسْماءِ، فَفِي الأفْعالِ (كاضْرِبي) وتَضْرِبينَ وَلم تَضْرِبي، وَهَذَا القسْمُ قد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي أَوَّلِ التَّرْكيبِ ومَثَّلَ هُنا بتَقُومِين وقومِي وهُما واحِدٌ، وَهَذَا غَيْرُ مَقْبولٍ عنْدَ أَرْبابِ التَّصْنيفِ لَا سيَّما عنْدَ مُراعاةِ الاخْتِصارِ مِنْهُم؛ (و) فِي الأسماءِ مِثْل (يَا حُبْلَى وعَطْشَى وجمادى) ، يقالُ: هُما حُبْلَيانِ وَعطْشَيانِ وجُمادَيانِ وَمَا أَشْبهها؛ (و) مِن هَذَا القسْم ياءُ (ذِكْرَى وَيُسمى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّثْنيةِ وياءُ الجَمْعِ) ، كَقَوْلِك: رأَيْتُ الزَّيْدَيْنِ والزَّيدِيَن، ورأَيْتُ الصالِحَيْن والصَّالِحِينَ والمُسْلِمَيْن والمُسْلِمِين.
(و) مِنْهَا:) ياءُ (الصِّلَةِ فِي القَوافِي) ، كَقَوْلِه:
يَا دَارَ مَيَّة بالعَلْياءِ فالسَّنَدِي فوَصَلَ كَسْرة الَّدالِ بالياءِ، والخليلُ يُسَمِّيها ياءَ التَّرنُّم يَمْدُّ بهَا القوافِي، والعربُ تَصِلُ الكَسْرةَ بالياءِ، أَنْشَدَ الفرَّاء:
لَا عَهْدَ لي بنِيضالِ
أَصْبَحْتُ كالشَّنِّ البالِي أَرادَ: بنِضالِ؛ وقالَ:
على عَجَلٍ منِّي أُطَأْطِيءُ شِيمالي أَرَادَ شِمالي فَوَصَلَ الكَسْرةَ بالياءِ.
(و) مِنْهَا:) (ياءُ المُحَوَّلَةِ كالمِيزانِ) والميعادِ وقيلَ: ودُعِيَ ومُحِيَ فِي الأصْلِ واوٌ فقُلِبَتْ يَاء لكَسْرةِ مَا قبْلَها.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الاسْتِنْكارِ: كقولِ المُسْتَنْكِرِ: أَبِحَسَنيهِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضِها ألْحَسَنيهِ؛ (للقائِلِ مَرَرْتُ بالحَسَنِ) ، فمدَّ النونَ بياءٍ وأَلْحَقَ بهَا هاءَ الوَقْفِ؛ وَهَذَا القسْمُ أَيْضاً قد مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ التركيبِ وجَعَلَه هُنَاكَ حَرْفَ إنْكارٍ ومثَّلَه بأَزَيْدنِيهِ وهُما واحِدٌ فَفِيهِ تِكْرارٌ لَا يِخْفى.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّعابِي) ، كَقَوْلِك: مَرَرْتُ بالحَسَني ثمَّ تقولُ أَخي بَني فلانٍ، وَقد فُسِّرتْ فِي الألفاتِ.
(و) مِنْهَا: (ياءُ المُنادَى) ، كنِدائِهم: يَا بِّشْر، يمدُّونَ أَلفَ يَا ويُشَدِّدونَ باءَ بشْر وَمِنْهُم مَنْ يمدُّ الكَسْرةَ حَتَّى تَصِيرَ يَاء فيقولُ يَا بيشْر فيَجْمَع بينَ ساكِنَيْن، وَيَقُولُونَ: يَا مُنْذير ويُريدُون يَا مُنْذِر، وَمِنْهُم مَنْ يقولُ يَا بِشِير بِكَسْرِ الشِّين ويتبعُها الياءَ يمدُّها بهَا، كلُّ ذلكَ قد يقالُ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ الفاصِلَةُ فِي الأبْنِيةِ) ، مثلُ يَاء صَيْقَلٍ، وياء بَيْطارٍ وعَيْهرةٍ وَمَا أَشْبَهها. (و) مِنْهَا: (ياءُ الهَمْزةِ فِي الخَطِّ) مَرَّةً، (وَفِي اللّفْظِ) أُخْرى؛ فأَمَّا الخَطّ فمِثْلُ يَاء قائِمٍ وسائِلٍ صُوِّرَتِ الهَمْزةُ يَاء وكذلكَ مِن شُرَكائِهم وأُولئِكَ وَمَا أَشْبهها؛ وأَمَّا اللّفْظ فقولُهم فِي جَمْع الخَطِيئةِ خَطَايا، وَفِي جَمْع المِرآةِ مَرَايا، اجْتَمَعَتْ لَهُم هَمْزتانِ فكَتَبُوهُما وجَعَلوا إحْدَاهما أَلفاً.
(و) مِنْهَا: (ياءُ التَّصْغيرِ) ، كَقَوْلِك فِي تَصْغيرِ عمر عُمَيْر، وَفِي تَصْغيرِ رَجُل رُيْل، وَفِي تَصْغيرِ ذَاذَيَّا، وَفِي تَصْغيرِ شَيْخ شُوَيْخ.
(و) مِنْهَا: (الياءُ المُبْدلَةُ مِن لامِ الفِعْل كالخامِي والسادِي فِي الخامِسِ والسادِسِ) ، يفصلون ذلكَ فِي القوافِي وغَيْرِ القوافِي؛ قَالَ الشاعرُ:
إِذا مَا عُدَّ أَرْبعةٌ فِسالٌ
فزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوك سادِي (و) مِن ذَلِك: (ياءُ الثَّعالِي) والضَّفادِي، (أَي الثَّعالِب والضَّفادِع؛ قالَ:
ولِضَفادِي جَمّة نَقانِقُ (و) مِنْهَا: (الياءُ السَّاكِنَةُ تُتْرَكُ على حالِها فِي مَوْضِعِ الجَزْمِ) ، فِي بعضِ اللّغاتِ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
(أَلم يأْتِيكَ والأنبْاءُ تَنْميبما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ؟ فأَثْبَتَ الياءَ فِي يأْتِيكَ وَهِي فِي موضِعِ جَزْمٍ؛ ومثْلُه قَوْله:
هُزِّي إِلَيْك الجِذْعَ يَجْنِيكِ الجَنَى كَانَ الوَجْهُ أَنْ يقولَ يَجْنِكِ بِلا ياءٍ، وَقد فَعَلُوا مثلَ ذلكَ فِي الواوِ؛ وأنْشَدَ الفرَّاء:
هَجَوْتَ زَبَّانَ ثمَّ جِئْتَ مُعْتَذِراً من هَجْو زَبَّانَ لم تَهْجُو وَلم تَدَع (و) مِنْهَا: (ياءُ نِداءِ مَا لَا يُجيبُ تَشْبِيها بِمَنْ يَعْقِلُ) ؛ ونَصّ التّهْذيبِ: تَنْبيهاً لمَنْ يَعْقِلُ مِن ذلكَ وَهُوَ الصَّوابُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَا حَسْرَةً على العِبادِ} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وأَنا عَجوزٌ} ، والمَعْنى أَنَّ اسْتِهْزاءَ العِبادِ بالرُّسُلِ صارَ حَسْرةً عَلَيْهِم فنُودِيَتْ تلْكَ الحَسْرةُ تَنْبيهاً للمُتَحَسِّرينَ، المَعْنى يَا حَسْرَةً على العِبادِ أَينَ أَنتِ فَهَذَا أَوانُكِ، وكذلكَ مَا أَشْبَهه.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُرْسَلِ) ، كَقَوْلِك: (أقْصِ الأمْرَ، وتُحْذَفُ لأنَّ قَبْلَها كَسْرةً تَخْلُفُها) ، أَي تخلُفُ مِنْهَا.
(و) مِنْهَا: (ياءُ الجَزْمِ المُنْبَسِطِ) ، كَقَوْلِك: (رأَيْتُ عَبْدَيِ اللَّهِ) ، ومَرَرْتُ بِعَبْدَيِ اللَّهِ، (لم تَسْقُطْ لأنَّه لَا خَلَفَ عَنْهَا) ، أَي لم تَكُنْ قَبْل الياءِ كَسْرَة وتكونُ عِوَضاً مِنْهَا فَلم تَسْقُط وكُسِرتْ لإلْتِقاءِ الساكنين.
وَقد خَتَمَ المصنِّفُ كتابَهُ بقولِه: لَا خَلَفَ عَنْهَا؛ والظاهِرُ أنَّه قَصَدَ بذلكَ التَّفاؤُل كَمَا فَعَلَه الجَوْهرِي، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، حيثُ خَتَم كتابَه بقولِ ذِي الرُّمَّة:
أَلا يَا أسْلَمِي يَا دارَ مَيَّ على البلى
وَلَا زالَ مُنْهلاًّ بجَرْعائِكِ القَطْرُفإنَّه قَصَدَ ذلكَ تَقُاؤلاً بِهِ. وتَبِعَه صاحِبُ اللِّسانِ فختَمَ كتابَهُ أَيْضاً بِمَا خَتَم بِهِ الجَوْهرِي رَجاءَ ذلكَ التَّفاؤُل، وَقد خَتَمْنا نحنُ أَيْضاً كتابَنا تَفاؤُلاً. والحمدُ للَّهِ رَبّ العالمينَ حَمْداً يفوقُ حَمْد الحامدِين، وصلَّى الله على سيِّدنا ومَوْلانا محمدٍ وعَلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمعين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ياءُ الإشْباعِ فِي المَصادِرِ والنُّعوتِ، كَقَوْلِك: كاذَبْتُه كِيذَاباً وضارَبْتُه ضِيرَاباً، أَرادَ كِذاباً وضِراباً. وَقَالَ الفرَّاء: أَرادُوا الألِفَ الَّتِي فِي ضارَبْتُه فِي المصْدرِ فجعَلُوها يَاء لكَسْرةِ مَا قَبْلها.
وَمِنْهَا: ياءُ الإعْرابِ فِي الأسْماءِ نَحْو: رعبِّ اغْفِر لي ولأَبي، وَلَا أَمْلِك إلاَّ نَفْسِي وأَخِي.
وَمِنْهَا: ياءُ الاسْتِقْبالِ فِي حالِ الإخْبارِ، نَحْو يَدْخُلُ ويَخْرجُ.
وَمِنْهَا: ياءُ الإضافَةِ: كغُلامِي، وتكونُ مُخَّفَّفةً.
وَمِنْهَا: ياءُ النَّسَبِ، وتكونُ مُشدّدةً كقُرَشِيَ وعربيَ. وَمِنْهَا: الياءُ المُبَدَلَةُ، قد تكونُ عَن أَلِفٍ كحملاقٍ وحمليقٍ، أَو عَن ثاءٍ كالثالِي فِي الثالِثِ، أَو عَن راءٍ كقِيراطٍ فِي قرّاطٍ، أَو عَن صادٍ كقَصَّيتُ أَظْفارِي والأصْلُ قَصعصْت، أَو عَن ضادٍ كتَقَضّي البازِي والأصْل تَقَضَّض، أَو عَن كافٍ كالمكاكِي فِي جَمْع مَكّوكٍ، أَو عَن لامٍ نَحْو أَمْلَيت فِي أَمْلَلْت، أَو عَن ميمٍ نَحْو دِيماسٍ فِي دِمّاسٍ، أَو عَن نونٍ كدِينارٍ فِي دِنارٍ، أَو عَن هاءٍ كدَهْدَيْت الحَجعر فِي دَهْدَهْته.
وَمِنْهَا: ياآتٌ تدلُّ على أَفْعالٍ، بَعْدها فِي أَوائِلِها ياآتٌ؛ وأَنْشَدَ بَعضُهم:
مَا للظَّلِيمِ عَال كيفَ لايا
يَنْقَدُّ عَنهُ جِلْدُه إذايا يُذْرى التُّرابُ خَلْفَه إذْرايا أَرادَ: كيفَ لَا يَنْقُدُّ جِلْدُه إِذا يخذْى الترابُ خَلْفَه.
وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: إِذا كانتِ الياءُ زائِدَةً فِي حرفٍ رُباعيَ أَو خُماسيَ أَو ثلاثيَ، فالرُّباعيُّ كالقَهْقَري لخَوْزلي وثَوْرٌ جَعلْبَى، فَإِذا ثَنَّتْه العربُ أَسقَطَتِ الياءُ فَقَالُوا: الخَوْزلانِ والقَهْقَرانِ، وَلم يُثْبِتوا الياءَ اسْتِثْقالاً، وَفِي الثلاثيِّ إِذا حُرِّكَتْ حُروفُه كُلّها مثل الجَمَزَى والوَثَبَى، ثمَّ ثَنَّوْه فَقَالُوا: الجَمَزانِ والوَثَبانِ، ورأَيْتُ الجَمَزَيْن والوَثَبَيْن.
قَالَ الفرَّاءُ: مَا لم تَجْتَمعْ فِيهِ ياآنِ كُتِبَ بالياءِ للتّأْنيثِ، فَإِذا اجْتَمَعَ الياآنِ كُتِبَتْ إحْدَاهما أَلفاً لثِقِلهما.
(سقط: من منتصف الصفحة (572) حَتَّى نِهَايَة الْكتاب.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.