Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=50262#7d410f
بُقشَة: انظر بُقْجَة.
علق: عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ: نَشِب فيه؛ قال جرير:
إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ،
أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا
وفي الحديث: فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا، وقيل طَفِقُوا؛
وقال أَبو زبيد:
إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ،
رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا
وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه. وقال اللحياني: العَلَقُ النُّشوب في
الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها. وأَعْلَقَ الحابلُ:
عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب. ويقال للصائد: أَعْلَقْتَ
فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك. وقال اللحياني: الإِعْلاقُ وقوع الصيد
في الحبل. يقال: نَصَب له فأَعْلقه. وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به
عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه. وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ، فهي عَلِقةٌ
وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ: لَهِجَتْ به؛ قال:
فقلت لها، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ
عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هواها المُضَلَّلُ
ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت
عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ
وهو كما يقال: جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سيده: وفي المثل:
عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْْدب
يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ. وقالوا: عَلِقَتْ
مَراسِبها بذي رَمْرامِ، وبذي الرَّمْرَام؛ وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت
عيونها بالمرتع، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه، وأَصله أَنَّ
رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب
البئر فادَّعَى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: عَلَّقْت رِشائي
برِشائكَ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل؛ فقال:
عَلُِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب
أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل. ويقال للشيخ: قد عَلِقَ الكِبَرُ
مَعَالقَهُ؛ جمع مِعْلَقٍ، وفي الحديث: فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي
أَحبها وشُغِفَ بها. يقال: عَلِقَ بقليه عَلاقةً، بالفتح. وكلُّ شيءٍ وقع
مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه، والعَلاقة: الهوى والحُبُّ اللازم للقلب.
وقد عَلِقَها، بالكسر، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً
وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً: أَحبها، وهو
مُعَلِّقُ القلب بها؛ قال الأَعشى:
عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقَتْ رجلاً
غَيْري ، وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ
وقول أَبي ذؤَيب:
تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ،
تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها
أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب. وقال اللحياني: العَلَقُ
الهوى يكون للرجل في المرأَة. وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة: كذا عدَّاه بفي.
وقالوا في المثل: نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن
هويه؛ قال كثيِّر:
ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ ، فعاقَني
عَلَقٌ بقَلْبي ، من هَواكِ، قديمُ
وعَلِقَ حبُّها بقلبه: هَوِيَها. وقال اللحياني عن الكسائي: لها في قلبي
عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ، قالك ولم يعرف الأَصمعي
عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب، بالفتح، وعَلَق حبٍّ،
بفتح العين واللام، والعَلاقَةُ، بالفتح؛ قال المرار الأَسدي:
أَعَلاقَةً، أُمَّ الوُلَيِّدِ ، بعدما
أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟
واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه. ويقال: عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها،
وعَلِقَتْ هي بقلبي: تشبثت به؛ قال ذو الرمة:
لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً،
بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها
ورجل علاقِيَةٌ، مثل ثمانية، إِذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه.
وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء: أَنشَبها. وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه
تَعْليقاً: ناطَهُ. والعِلاقةُ: ما عَلَّقْتَه به. وتَعَلَّقَ الشيءَ:
عَلقَهُ من نفسه؛ قال:
تَعَلَّقَ إِبريقاً، وأَظْهَرَ جَعْبةً،
ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ
وقيل: تَعَلَّق هنا لزمه، والصحيح الأَول، وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به
بمعنى. ويقال: تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ؛ ومنه قول عبيد الله بن
زياد لأَبي الأَسود: لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين. وفي الحديث:
من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من
التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه
ضرّاً.
وفي الحديث أَنه قال: أَدُّوا العَلائِقَ، قالوا: يا رسول الله، وما
العَلائِقُ؟ وفي رواية في قوله تعالى: وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين،
قيل: يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم؟ قال: ما تَرَاضَى عليه
أَهْلُوهُم؛ العَلائِقُ: المُهُور، الواحدة عَلاقَةٌ، قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به
من العيش فهو عُلْقةٌ؛ قال ابن بري في هذا المكان: والعِلْقةُ، بالكسر،
الشَّوْذَرُ؛ قال الشاعر:
وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْقَةٍ،
مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما
وقد تقدم الاستشهاد به.
ويقال: لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ. والعَلاقةُ: ما يُتبلغ به من
عيش. والعُلْقةُ والعَلاقُ: ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء.
وقال اللحياني: ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام.
وفي الحديث: وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام. وفي
حديث الإفك: وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام. قال الأَزهري:
والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً، ومنه
قولهم: ارْضَ من المَرْكب
بالتَّعْلِيقِ؛ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون
تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة؛ ويقال: هذا الكلام لنا
فيه عُلْقةٌ أي بلغة، وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية.
وعَلَقَ
عَلاقاً وعَلوقاً: أَكل، وأَكثرما يستعمل في الجحد، يقال: ما ذقت
عَلاقاً ولا عَلوقاً. وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به
من عيش، ويقال: ما فيها مَرْتَع؛ قال الأَعشى:
وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ،
ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ
الرجيع: الجِرَّةُ؛ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من
جِرَّتها. وفي المثل: ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق؛ يريد ليس مَنْ
عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه، وقيل: معناه ليس من
يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء. وما بالناقة عَلُوق
أَي شيء من اللبن. وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في
ضرعها شيئاً. والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق: تصيب، وكذلك الطير من الثمر. وفي
الحديث: أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة؛
قال الأَصمعي: تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها، يقال: عَلَقَتْ تَعْلُق
عُلوقاً؛ وأَنشد للكميت يصف ناقته:
أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة،
إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق
يقول: كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل
للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير، وروءاه الفراء عن الدبيريين
تَعْلَق من ثمار الجنة. وقال اللحياني: العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر،
عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً. والصبي يَعْلُقُ: يَمُصُّ أَصابعه. والعَلوقُ: ما
تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه، وقيل هو نبت؛ قال الأَعشى:
هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا
أَي حَسَّنَ النبْتُ
أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من
السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها، وأَراد
بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ. وقال أَبو الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل
لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت،
فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى:
بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا
بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا
قال: وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ
أَحمر؛ وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره:
هو الواهبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا
أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ
حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق
الولد في بطنها، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ. وقال أَبو
الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت
أَلوانها واحْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ
لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى:
بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا
بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا
قال: وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب
أَحمرَ؛ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره:
هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا
فإِنه:
إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا
والعَلْقَى: شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ
دقاق وورق لِطاف، بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث، وبعضهم يجعلها للإلحاق
وتنون؛ قال الجوهري: عَلْقَى نبت، وقال سيبويه: تكون واحدة وجمعاً؛ قال
العجاج يصف ثوراً:
فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ،
بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ
وفي المحكم:
يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ
وقال: ولم ينونه رؤبة، واحدته عَلْقاة، قال ابن جني: الأَلف في عَلْقاة
ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها، وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر
وسلهب، فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَى غير منون، لأَنها لو
كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى، أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء
في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث؟ فإِذا نزع
الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم
ينونها، ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن
أَلف عَلْقَى للتأْنيث.
وبعير عَالِقٌ: يرعى العَلْقَى. والعالِقُ أَيضاً: الذي يَعْلُقُ
العِضاه أَي ينتِف منها، سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها.
وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق، بالضم، عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها
من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها، وهي إِبل عَوالق.
ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه؛ قال:
أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ
وجاء بعُلَقَ
فُلَقَ أَي الداهية، وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ. وعُلَقُ فُلَقُ: لا ينصرف؛
حكاه أَبو عبيد عن الكسائي. ويقال للرجل: أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ
أَي جئت بعُلَقَ
فُلَقَ، وهي الداهية، لا يجري مجرى عمر. ويقال: العُلَقُ الجمع الكثير.
والعَوْلَقُ: الغُول، وقيل: الكلبة الحريصة، قال: وكلبة عَوْلَقٌ حريصة؛
قال الطرماح:
عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ،
ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي
وقولهم: هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب. وقال كراع: إِنه
لطول العَوْلَقِ أَي الذنب، فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره.
والعَليقةُ: البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا
مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها؛ قال الراجز:
أَرسلها عَلِيقةً، وقد عَلِمْ
أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ
يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها. ويقال:
عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً، وأَرسلت معه عليقَةً، وقد عَلَّقها معه أَرسلها؛
وقال الراجز:
إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ،
فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ
وقيل: يقال للدابة عَلوق. وقال ابن الأَعرابي: العَلِيقةُ والعَلاقةُ
البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم؛ قال الشاعر:
وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً،
ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ
شمر: عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج؛ وقال في قول
امرئ القيس:
بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو
نَ عَنْ دمِ عَمْروِ، على مَرْثَدِ؟
(* قوله: عن دم عمرو؛ هكذا في الأصل. وفي رواية أخرى: أَعَنْ، بادخال
همزة الإستفهام على عن).
قال: العَلاقةُ النَّيْل، وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر.
والعِلاقةُ: المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء. والعِلاقةُ، بالكسر:
عِلاقةُ السيفِ والسوط، وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير، وكذلك
عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك. وأَعْلَقَ
السوطَ والمصحف والسيف والقدح: جعل لها عِلاقةً، وعَلَّقهُ على الوَتدِ،
وعَلَّقَ
الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل. وتَعَلَّقَ
به وتَعَلَّقَه، على حذف الوَسيط، سواء. ويقال: لفلان في هذه الدار
عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ، والدَّعْوى له عَلاقةٌ. وعَلِقَ الثوبُ
من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً: بقي متعلقاً به. وفي حديث أَبي هريرة:
رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ؛ العَلَقُ: الخرق،
وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه. والعَلْقُ: الجذبة
في الثوب وغيره، وهو منه. والعَلَقُ: كل ما عُلِّقَ. وقال اللحياني
(*
قوله «وقال اللحياني إلخ» عبارة شرح القاموس: والمعالق، بغير ياء، من
الدواب: هي العلوق؛ عن اللحياني): وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ.
والمِعْلاقُ والمُعْلوق: ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره، لا نظير له إِلا
مُغْْرود لضرب من الكمأَة، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور
ومُزْمور لواحد مزامير داود، عليه السلام؛ عن كراع. ويقال للمِعْلاق مُعْلوق
وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء. قال الليث: أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة
والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن، ثم أَدخلوا عليه المدة.
وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء، فهو مِعْلاقه. ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف: ما
يجعل فيها من كل ما يحْسُن، وفي المحكم: ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ
يجعل فيها من كل ما يحسن فيه. والأَعالِيقُ
كالمَعالِيقِ، كلاهما: ما عُلِّقَ، ولا واحد للأَعالِيقِ. وكل شيء
عُلِّقَ منه شيء، فهو مِعْلاقه. ومِعْلاقُ
الباب: شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح، وفرق ما بين
المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح، والمِعْلاق
يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح، وقد عَلَّق الباب
وأَعلَقه. ويقال: عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ. وتَعْلِيق البابِ أَيضاً:
نَصْبه وترْكِيبُه، وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها؛ قال:
وكنتُ إِذا جاوَرْتُ، أَعْلَقْتُ في الذُّرى
يَدَيَّ، فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ
والمِعْلَقة: بعض أَداة الراعي؛ عن اللحياني.
والعُلَّيْقُ: نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه. وقال أَبو
حنيفة: العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم، وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد
يتخلَّص من كثرة شوكه، وشَوكُه حُجَز شداد، قال: ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً،
قال: وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى، على نبينا وعليه الصلاة
والسلام، فيها النارَ، وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ. وعَلِقَ به عَلَقاً
وعُلوقاً: تعلق.
والعَلوق: ما يعلق بالإنسان؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة. قال ابن سيده:
والعَلوق المنيَّة، صفة غالبة؛ قال المفضل البكري:
وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ،
وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ
يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة. والعُلُق: الدواهي. والعُلُق:
المَنايا. والعُلُق: الأَشغال أَيضاً. وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ
يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر. ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض؛
فأَما قوله:
عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ،
عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ
(* قوله «مل أُسامة»
هكذا هو بالأصل مضبوطاً، وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر
قصته).
فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأََنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته،
وقيل: العَلاَّقة، بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً. ويقال: لفلان في هذا
الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق؛ قال الفرزدق:
حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي،
كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ
أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات. والعَلَق: الذي تُعَلَّق به
البَكَرةُ من القامة؛ قال رؤبة:
قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ
يقال: أَعرني عَلَقَك، أَي أَدة بَكَرتك، وقيل: العَلَقُ البَكَرة،
والجمع أَعْلاق؛ قال:
عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ
وقيل: العَلَقُ القامةُ، والجمع كالجمع، وقيل: العَلَق أَداة البَكَرة،
وقيل: هو البَكَرةُ
وأَداتها، يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو، وهي العَلَقةُ. والعَلَق:
الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ،
وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ
وقيل: العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي
أَيضاً:
بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ،
مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ،
وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ
قال: لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما
الزُّقاء للبَكرة، وقال اللحياني: العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور
والبَكرة؛ قال: يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله، قال الأَصمعي:
العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة، ويدخل فيها الخشبتان اللتان
تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يُوتَدانِ
على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض، ويُمَدَّان في وَتِدَينِ
أُثْبتا في الأَرض، وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين
ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان، ولا يكون العَلَقُ
إِلا السَّانَيَة، وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ
والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها؛ كذلك حفظته عن العرب. وعَلَقُ
القربة: سير تُعَلَّقْ به، وقيل: عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن
به. ويقال: كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ
القربة، لغة في عَرَق القربة، فأَما عَلَقُ
القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من
جهدها، وقد تقدم، وإِنما قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل
عندهم السقي. وفي الحديث: خَطَبَنَا عمر،رضي الله عنه، فقال: أَيها الناس،
أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا
وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أَصْدَقَ
امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة
أُوقيّةً، وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً
حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ، وفي النهاية يقول: حتى جَشِمْتُ
إِليكِ عَلَقَ القربةِ؛ قال أَبو عبيدة: عَلَقُها عِصَامُها الذي
تُعَلَّقُ به، فيقول: تَكَلَّفْت لكِ
كل شيء حتى عِصَامَ القربة. والمُعَلَّقة من النساء: التي فُقِد
زَوجُها، قال تعالى: فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة، وفي التهذيب: وقال تعالى في
المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها: فَتَذَرُوها
كالمُعَلّقة، فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل. وفي حديث أُم زرع: إِن أَنْطق
أُطَلَّقْ، وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا
مطلقةً.
والعَلِيقُ: القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة، وعَلّقها: عَلَّق عليها.
والعَليقُ: الشراب على المثل. قال الأَزهري: ويقال للشراب عَلِيق؛ وأَنشد
لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع:
اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ،
لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا
والعَلاقة: بالفتح: عَلاقة الخصومة. وعَلِقَ به عَلَقاً: خاصمه. يقال:
لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة. ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق:
خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها؛ ولهذا قيل في الخصيم
الجَدِل:لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا
أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها. والمِعْلاق:
اللسان البليغ؛ قال مِهَلْهِلٌ:
إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً،
وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ
ومعْلاق الرجل: لسانه إِذا كان جَدِلاً.
والعَلاقَى، مقصور: الأَلقاب، واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ،
واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَلَّقُ على الناس.
والعَلَقُ: الدم، ما كان وقيل: هو الدم الجامد الغليظ، وقيل: الجامد قبل
أَن ييبس، وقيل: هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة. وفي حديث
سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ: فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم، الواحدة
عَلَقةٌ. وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى: أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في
صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد. وفي التنزيل: ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً؛ ومنه
قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم، وكل دم
غليظ عَلَقٌ، والعَلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ.
وعَلِق الدابةُ عَلَقاً: تعلَّقَتْ به العَلَقَة. وقال الجوهري: عَلِقَت
الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة. وعَلِقَتْ به عَلَقاً:
لزمته. ويقال: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع
العُذّرة من حلقه يشرب الدم، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان
ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم،
والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي
الحديث: اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ
العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ
بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة
لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ
العَلَقُ بحلقه عند الشرب.
والعَلوقُ: التي لا تحب زوجها، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا
تَرْأَمُ الولد، وكلاهما على الفأْل، وقيل: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا
تَدِرُّ، وفي المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛
قال: وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ
عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها
وقيل: العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه؛ وقال
اللحياني: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون
التغلبي:أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ
رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ
وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي:
وما نَحَني كمِنَاح العَلُو
قِ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ
قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ، برفع الباء، وصوابه
بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ وقبله:
وكان الخليلُ، إِذا رَابَني
فعاتَبْتُه، ثم لم يُعْتِبِ
يقول: أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها
الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه. والمَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق. ويقال: عَلَّق
فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها
ليَهْنِئَها.
والعِلْق: المال الكريم. يقال: عِلْقُ
خير، وقد قالوا عِلْق شرٍّ، والجمع أَعْلاق. ويقال: فلان عِلْقُ علمٍ
وتِبْعُ
علمٍ وطلْب علمٍ. ويقال: هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به،
وجمعه أَعْلاق. ويقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، وقد تقدم. وقال اللحياني:
العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف، قال: وكذا الشيءُ الواحد
الكريم من غير الروحانيين، ويقال له العَلوق. والعِلْق، بالكسر: النفيس
من كل شيءٍ. وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي
نفائس أَموالنا، الواحد عِلْق، بالكسر،سمي به لتَعَلُّقِ
القلب به. والعِلْقُ
أَيضاً: الخمر لنفاستها، وقيل: هي القديمة منها؛ قال:
إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ
أُرِيدَ به قَيْلٌ، فَغُودِرَ في سَابِ
أَراد سأْباً فخفف وأَبدل، وهو الزِّقّ
أَو الدَّنّ. والعَلَق في الثوب: ما عَلِق به. وأَصاب ثوبي عَلْقٌ،
بالفتح، وهو ما عَلِِقَهُ فجذبه. والعِلْقُ والعِلْقةُ: الثوب النفيس يكون
للرجل. والعِلْقةُ: قميص بلا كمين، وقيل: هو ثوب صغير يتخذ للصبي، وقيل:
هو أَول ثوب يلبسه المولود؛ قال:
وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِلْقةٍ،
مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما
ويقال: ما عليه عِلْقة، إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة، ويقال:
العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها؛ قال امرؤ القيس:
بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو
ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ؟
(* راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة).
وقد تقدم الاستشهاد به في المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم
أَقحم الباء، والعَلاقة: التباعد؛ فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون، أَتأْبون دم
عمرو على مرثد ولا ترضون به؟ قال: والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال
أَو عِلْقةٌ أَيضاً، وعِلْق للنفيس من المال، وقيل: كان مرثد قتل عمراً
فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا، وأَرادوا أَكثر من رجل برجل، فقال:
بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم؟
والعُلْقة: نبات لا يَلْبَثُ. والعُلْقةُ: شجر يبقى في الشتاء
تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع. وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً،
وتَعَلَّقت: أَكلت من عُلْقةِ الشجر. والعَلَقُ: ما تتبلغ به الماشية من
الشجر، وكذلك العُلْقةُ، بالضم. وقال اللحياني: العَلائِقُ البضائع. وعَلِقَ
فلانٌ يفعل كذا، ظَلَّ، كقولك طَفِقَ يفعل كذا؛ فال الراجز:
عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ،
إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ
أَي طَفِقَ يرِدهُ، ويقال: أَحبه واعتاده. وفي الحديث: فَعَلِقُوا وجهه
ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه. والإِعْلاقُ: رفع اللَّهاةِ. وفي
الحديث: أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد
أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ
فقال: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق؟ عليكم بكذا، وفي حديث:
بهذا الإِعْلاق، وفي حديث أُم قيس: دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم،
بابنٍ لي وقد أَعلقتُ
عليه؛ الإِعْلاقُ: معالجة عُذْرةِ الصبي، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه
أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها. يقال: أَعْلَقَتْ
عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته. أَبو
العباس: أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر، وحقيقة
أَعْلقتُ
عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية. قال الخطابي: المحدثون يقولون
أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه، ومعنى
أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها؛ ومنه
قولهم: أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ، وجاءَ في بعض
الروايات العِلاق، وإِما المعروف الإِعْلاق، وهو مصدر أَعْلَقَتُ، فإِن
كان العِلاقُ
الاسمَ فيَجُوز، وأَما العُلُق فجمع عَلُوق، والإعْلاق: الدَّغْر.
والمِعْلَقُ: العُلْبة إِذا كانت صغيرة، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من
جَنْب الناقة، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن. والمِعْلَقُ: قدح يعلقه الراكب
معه، وجمعه مَعَالق. والمَعَالقُ: العِلاب الصغار، واحدها مِعْلَق؛ قال
الفرزدق:
وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا،
إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ
والمِعْلَقة: متاع الراعي؛ عن اللحياني، أَو قال: بعض متاع الراعي.
وعَلَقَه بلسانه: لَحاهُ كَسَلَقَةُ؛ عن اللحياني. ويقال سَلَقَه بلسانه
وعَلَقَه إِذا تناوله؛ وهو معنى قول الأَعشى:
نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي،
ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلق
ومَعَاليق: ضرب من النخل معروف؛ قال يذكر نخلاً:
لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ
من الدَّبَى، إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ
والعُلاَّقُ: شجر أَو نبت. وبنو عَلْقَةَ: رهط الصِّمَّةِ، ومنهم
العَلَقاتُ، جمعوه على حد الهُبَيْراتِ. وعَلَقَةُ: اسم. وذو عَلاقٍ: جبل. وذو
عَلَقٍ: اسم جبل؛ عن أَبي عبيدة؛ وأَنشد ابن أَحمر:
ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ،
يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ
وفي حديث حليمة: ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ
بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها. وفي حديث ابن مسعود: إنَّ
امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال: أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله، صلى
عليه وسلم، كان يفعلها؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها؟ وفي حديث
المِقْدام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج
المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا
هَرَماً؛ قال الحربي: يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى
يموتا هَرَماً، والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي
أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم. وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ.
وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة. والعُلَّيْقُ، مثال القُبَّيْط: نبت يتعلق
بالشجر يقال له بالفارسية «سَبرَنْد »
(* قوله «سبرند» كذا بالأصل، والذي في
الصحاح: سرند مضبوطاً كفرند). وربما قالوا العُلَّيْقَى مثال
القُبَّيْطَى. وفي التهذيب في هذه الترجمة: روي عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قال:
لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل؛ قال
الأَزهري: معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب
بالتَّعْلِيق، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ
البعير، وهو التَّعْليق، والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز، وقد
تقدم.
طوق: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يجعل في العنق. وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ
كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك. والطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق،
وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ
أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، وقيل: الطَّوْقُ ما استدار بالشيء،
والجمع أَطْواقٌ.
والمُطَوَّقةُ: الحمامةُ
التي في عنقها طَوْقٌ. والمُطَوَّقُ من الحمام: ما كان له طَوْقٌ.
وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه: جعله له طَوْقاً. وفي التنزيل:
سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة؛ يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل
به من حق الفقراء من النار يوم القيامة، نعوذ بالله من سخط الله. ويروى
في حديث: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين؛
يقول: جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة
المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق، وقيل: هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم
القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد؛ ومن الأَول
حديث الزكاة: يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في
عنقه؛ ومنه الحديث: والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق
في الأعناق؛ ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ
النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصوم فقال، صلى الله عليه وسلم: ودِدْت
أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتي وقدرتي، ولم يكن،
صلى الله عليه وسلم، عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل
أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه، فإِن إِدامةَ
الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه. وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه: صارت عليه
كالطَّوْق.
والطَّوْقة: أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ. وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه، وفي
التهذيب: طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، والجمع
الأَطْواق. ابن سيده: ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة: وعلى الذين
يُطَوَّقُونه، ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ، فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق
في أَعناقهم، ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ
في الطاء، ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها
في سيّد وميّت، وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر،
على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير، فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ
وليست على المعاقبة، قال: ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما
ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل، ومن قرأَ
يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه، أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت
الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد، وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر،
ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو، وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه
إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت. وطَوَّقْتُك الشيء أَي
كلَّفْتكَه. وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني. وطوَّقتْ له
نفسُه: لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت؛ حكاها الأَخفش.
والطَّائِقُ: حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر، منه، وفي البئر ذلك
ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة؛ وقال عمارة بن طارق في صفة
الغرب:مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق،
ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق،
أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق
أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة؛ وقال في جمعه:
على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق
والطائِقُ: ما بين كل خشبتين من السفينة. أَبو عبيد: الطَّائِقُ ما بين
كل خشبتين. ويقال: الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو
الشيباني: الطائِقُ وسط السفينة؛ وأَنشد للبيد:
فالْتامَ طائِقُها القديمُ، فأَصْبَحَتْ
ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ
الأصمعي: الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل؛
قال ذو الرمة:
قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ
قال: وهو حرف نادر في القُنّة. الليث: طائِقُ كل شيء ما استدار به من
حَبْل أَو أَكمة، وجمعه أَطْواقٌ، والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ. ويقال للكَرِّ
الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق، وهو البَرْوَنْد بالفارسية؛ قال
الشاعر يصف نخلة:
ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى،
وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ
تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها
قَصِيرُ الخُطى، في طَوْقِه، مُتَقاعِسُ
يعني البروند؛ التهذيب: أَنشد عمر بن بكر:
بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ،
يُغَنِّي، في طَوائِقه، الحَمامُ
قال: طَوائِقه عُقوده؛ قال الأَزهري: وصف قَصْراً. والطَّوائِقُ: جمع
الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ، وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل
مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة؛ وأَنشد لعمرو بن حسان:
أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ،
أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟
بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً،
يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ
قال: ويجمع أَيضاً أَطْواقاً. والطَّوْقُ والإِطاقةُ: القدرة على الشيء.
والطَّوْقُ: الطَّاقةُ. وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ
عليه، والاسم الطَّاقةُ. وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي؛ قال ابن بري: وقول
عمرو بن أُمامة:
لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه،
إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه
كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه،
كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه
أَراد بالطَّوْق العُنق، ورواه الليث:
كل امرئ مجاهد بطوقه
قال: والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن
يفعله بمشقَّة منه. ابن الأَعرابي: يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا
أَطاق. الليث: الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة؛ وأَنشد:
كل امرئ مُجاهِد بطوقه،
والثور يحمي أَنفه بروقه
يقول: كل امرئ مُكلّف ما أَطاق؛ قال أَبو منصور: يقال طاقَ يَطُوق
طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً، كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً
وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً. والطَّاقةُ والطاعةُ: اسمان يوضَعان موضع
المصدر؛ قال سيبويه: وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك، أَضافوا المصدر وإِن كان في
موضع الحال، كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ،
وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون
إِلا كذلك. والطاقةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو
نحو ذلك. ويقال: طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ، والطاقُ: ما عطف من
الأَبنية، والجمع الطَّاقات. والطَّيقان: فارسي معرب. والطاق: عَقْدُ البناء حيث
كان، والجمع أَطواق وطِيقانٌ. والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الملابس. قال ابن
الأَعرابي: هو الطَّيْلَسان، وقيل هو الطيلسان الأَخضر؛ عن كراع؛ قال
رؤبة:ولو تَرَى، إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ،
ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ
وقال الشاعر:
لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ
تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ
والطَّيقانُ جمع طاق: الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان؛ قال مليح الهذلي:
من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم،
كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ
والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الثياب؛ قال الراجز:
يَكْفِيك، من طاقٍ كثير الأَثْمان،
جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان
قال ابن بري: الطَّاقُ الكساء، والطَّاقُ الخِمارُ؛ وأَنشد ابن
الأََعرابي:
سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها،
كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها
وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها. ورأَيت
أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها.
وشراب الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِيل، وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب
وأَشدُّ إِفساداً للعقل.
وذات الطُِّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:
تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ
ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ
والطَّوْقُ: أَرض سهلة مستديرة. وطاقُ القوس: سِيَتُها، وقال ابن حمزة:
طائِقُها لا غير، ولا يقال طاقُها.
غرق: الغَرَقُ: الرُّسُوب في الماء. ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه
البَلايا، يقال: رجل غَرِق وغَريق، وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ؛ قال
أَبو النجم:
فأَصبحُوا في الماء والخَنادِقِ،
من بين مَقْتول وطَافٍ غارِقِ
والجمع غَرْقى، وهو فعيل بمعنى مُفْعَل، أَغْرَقه الله إِغْراقاً، فهو
غَرِيقٌ، وكذلك مريض أَمْرضه الله فهو مريض وقوم مَرْضَى، والنَّزِيفُ:
السكران، وجمعه نَزْفَى، والنَّزِيفُ فَعِيل بمعنى مَفْعُول أَو مُفْعَل
لأَنه يقال نَزَفَتْه الخمرُ وأَنزفَتْه، ثم يُرَدُّ مُفْعَل أَو مفعول
إِلى فَعِيل فيُجْمَع فَعْلَى؛ وقيل: الغَرِقُ الراسب في الماء، والغَرِيقُ
الميت فيه، وقد أَغْرَقَهُ غيره وغَرَّقه، فهو مُغَرَّقٌ وغَرِيق. وفي
الحديث الحَرَقُ والغرق، وفيه: يأْتي على الناس زمان لا ينجو فيه إِلا من
دَعَا دُعاء الغَرِقِ؛ قال أَبو عدنان: الغَرِقُ، بكسر الراء، الذي قد
غلبه الماء ولمَّا يٍغْرَقْ، فإِذا غَرِقَ فهو الغَرِيق؛ قال الشاعر:
أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ،
هل ما أَرى تاركٌ للعَينِ إِنْسانا؟
(* هذا البيت لجرير، ورواية ديوانه: هل ما ترى تارك؛ وفي رواية أخرى: هل
يا ترى تارك).
يقول: هذا الذي أَرى من البَيْن والبكاء غيرُ مُبْقٍ للعين إِنسانها،
ومعنى الحديث كأَنه أَراد إِلاَّ مَنْ أَخلص الدعاء لأَن من أَشفى على
الهلاك أَخلص في دعائه طلبَ النجاةِ؛ ومنه الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من
الغَرَق والحَرَق؛ الغَرَقُ، بفتح الراء: المصدر. وفي حديث وحشيّ: أَنه مات
غَرِقاً في الخمر أَي متناهياً في شربها والإِكثار منه، مستعار من
الغَرَقِ.
وفي حديث علي وذكر مسجد الكوفة في زاويته: فَار التَّنُّور وفيه هلك
يَغُوثُ ويَعُوقُ وهو الغارُوق؛ هو فاعول من الغَرق لأَن الغَرَق في زمان
نوح، عليه السلام، كان منه.
وفي حديث أَنس: وغُرَقاً فيه دُبَّاء؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في
رواية والمعروف ومَرَقاً، والغُرَق المَرَق.
وفي التنزيل: أَخَرَقْتَها لتُغْرِق أَهلها. والغرِقُ: الذي غلبه
الدَّيْن. ورجل غَرِقٌ في الدَّين والبَلْوَى وغَرِيق وقد غَرِقَ فيه، وهو مثل
بذلك. والمُغْرَقُ: الذي قد أَغرقه قوم فطردوه وهو هارب عَجْلان.
والتَّغْريق: القتل. والغَرَق في الأَصل: دخول الماء في سَمَّيِ الأَنف حتى
تمتلئ مَنافذُه فيَهلك، والشَّرَق في الفم حتى يُغَص به لكثرته. يقال:
غَرِقَ في الماء وشَرِقَ إِذا غمره الماء فملأَ مَنافذَه حتى يموت، ومن هذا
يقال غَرَّقَتِ القابلة الولد، وذلك إِذا لم تَرْفُقْ بالولد حتى تدخل
السّابِياءُ أَنفه فتقتله، وغَرَّقَتِ القابلة المولود فَِغَرِقَ: خَرُقت به
فانْفَتَقَتِ السابياءُ فانسد أَنفه وفمه وعيناه فمات؛ قال الأَعشى يعني
قيسَ بن مسعود الشيباني:
أَطَوْرَيْن في عامٍ غَزَاةً ورِحْلَةً،.
أَلا لَيْتَ قَيْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ
ويقال: إِن القابلة كانت تُغَرِّقُ المولود في ماء السَّلَى عام القحط،
ذكراً كان أَو أُنثى، حتى يموت، ثم جعل كلّ قتل تَغْريقاً؛ ومنه قول ذي
الرمة:
إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ
بتَيْهاءَ، لم تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها
الأَرْباض: الحِبال، والبَكْرة: الناقة الفَتِيّة، وثِنْيُها: بطنها
الثاني، وإِنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب. التهذيب: والعُشَراءُ
من النُّوق إِذا شدَّ عليها الرَّحْلُ بالحبال ربما غُرِّقَ الجنين في
ماء السّابياء فتسقطه، وأَنشد قول ذي الرمة.
وأَغْرَقَ النبلَ وغَرَّقه: بلغ به غاية المدّ في القوس. وأَغْرَقَ
النازع في القَوْس أَي استوفى مدها. والاسْتِغْراقُ: الاستيعاب. وأَغْرَقَ في
الشيء: جاوز الحد وأَصله من نزع السهم. وفي التنزيل: والنَّازِعاتِ
غَرْقاً؛ قال الفراء: ذكر أَنها الملائكة وأَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس من
صدور الكفار، وهو قولك والنازعات إِغْراقاً كما يُغْرِقُ النازعُ في القوس؛
قال الأَزهري: الغَرْقُ اسم أُقيم مقام المصدر الحقيقي من أَغْرَقْتُ
إِغْراقاً. ابن شميل: يقال نَزَع في قوسه فأَغْرَقَ، قال: والإِغْراقُ الطرح
وهو أَن يباعد السهم من شدة النزع يقال إِنه لطَرُوح. أُسيد الغنوي:
الإِغْراق في النَّزْع أَن ينزع حتى يُشْرِبَ بالرِّصاف وينتهي إِلى كَبِدِ
القَوْس وربما قطع يد الرامي، قال: وشُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن يأْتي
النزع على الرِّصاف كله إِلى الحديدة؛ يضرب مثلاً للغُلُوِّ والإِفراط.
واغْتَرَقَ الفرسُ الخيل: خالطها ثم سبقها، وفي حديث ابن الأَكوع: وأَنا
على رِجْلي فأَغْتَرِقُها. يقال: اغترق الفرس الخيل إِذا خالطها ثم
سبقها، ويروى بالعين المهملة، وهو مذكور في موضعه. واغْتِراقُ النَّفَس:
استيعابه في الزَّفِير؛ قال الليث: والفرس إِذا خالط الخيل ثم سبقها يقال
اغْتَرَقها؛ وأَنشد للبيد:
يُغْرِقُ الثَّعلبَ، في شِرَّتِهِ،
صائب الخَدْبة في غير فَشَلْ
قال أَبو منصور: لا أَدري بِمَ جَعَل قوله:
يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه
حجة لقوله اغْتَرقَ الخيلَ إِذا سبقها، ومعنى الإِغْراقِ غير معنى
الاغْتِرَاقِ، والاغْتِراقُ مثل الاسْتِغْراقِ. قال أَبو عبيدة: يقال للفرس
إِذا سبق ا لخيلَ قد اغْتَرَقَ حَلْبة الخيل المتقدمة؛ وقيل في قول لبيد:
يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه
قولان: أَحدهما أَنه يعني الفرس يسبق الثعلب بحُضْرِه في شِرَّتِه أَي
نشاطه فيُخَلِّفه، والثاني أَن الثعلب ههنا ثعلب الرمح في السِّنان،
فأَراد أَنه يَطْعُن به حتى يغيبه في المطعون لشدة حُضْره. ويقال: فلانة
تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها
بحسنها؛ ومنه قول قيس بن الخَطِيم:
تَغْترقُ الطَّرْفَ، وهي لاهيةٌ،
كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ
قوله تغْتَرق الطَّرْف يعني امرأَة تَغْتَرِقُ وتَسْتَغْرِقُ واحد أَي
تستغرِق عُيون الناس بالنظَر إِليها، وهي لاهِية أَي غافلة، كأَنما شَفَّ
وجهها نُزْفٌ: معناه أَنها رَقِيقة المَحاسن وكأَن دمها ودم وجهِها
نُزِفَ، والمرأَة أَحسن ما تكون غِبَّ نفاسها لأَنه ذهب تهيُّج الدم فصارت
رقيقة المَحاسن، والطَّرْف ههنا: النظر لا العين؛ ويقال: طَرَف يَطْرف
طَرْفاً إِذا نظر، أَراد أَنها تستميل نظَر النُّظَّار إِليها بحسنها وهي غير
مُحتَفِلة ولا عامدة لذلك، ولكنها لاهية، وإِنما يفعل ذلك حسنُها. ويقال
للبعير إِذا أَجْفَرَ جَنْباه وضخُم بطنه فاستوعب الحِزام حتى ضاق عنها:
قد اغْتَرَقَ التَّصْدير والبِطَان واستغرقه.
والمُغْرِق من الإِبل: التي تُلْقي ولدَها لتمامٍ أَو لغيره فلا
تُظْأَرُ ولا تُحْلَب وليست مَرِيّة ولا خَلِفة.
واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع: امتلأتا، زاد التهذيب: ولم تَفِيضا،
وقال: كذلك قال ابن السكيت. وفي الحديث: فلما رآهم رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، احمرَّ وجهه واغْرَوْرَقَت عيناه أَي غَرِقتا بالدموع، وهو
افْعَوْعَلَت من الغَرَق.
والغُرْقة، بالضم: القليل من اللبن قدْر القدح، وقيل: هي الشَّرْبة من
اللبن، والجمع غُرَق؛ قال الشماخ يصف الإِبل:
تُضْحِ، وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها غُرَقاً،
من ناصِع اللَّوْنِ، حُلْو الطَّعْم مَجْهود
ورواه ابن القطاع: حُلْو غير مجهود، والروايتان تصحان، والمجهود:
المشتهى من الطعام، والمَجْهود من اللبن: الذي أُخرجَ زُبده، والرواية الصحيحة:
تُصْبِحْْ وقد ضَمِنَتْ؛ وقبله:
إِنْ تُمْسِ في عُرْفُط صُلْعٍ جَماجِمهُ،
من الأَسَالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
ويروى مَخْضُودِ، والأَسالِقُ: العُرْفط الذي ذهب ورقه، والصُّلْع: التي
أُكل رؤُوسها؛ يقول: هي على قلة رَعْيها وخُبْثِه غَزيرة اللبن. أَبو
عبيد: الغُرْقة مثل الشَّرْبة من اللبن وغيره من الأَشربة؛ ومنه الحديث:
فتكون أُصولُ السِّلْق غُرَقَه، وفي أُخرى: فصارَتْ عَرْقَه، وقد رواه
بعضهم بالفاء، أَي مما يُغْرَف.
وفي حديث ابن عباس: فعمل بالمعاصي حتى أَغْرَقَ أَعماله أَي أَضاع
أَعمالَه الصالحة بما ارتكب من المعاصي. وفي حديث عليّ: لقد أَغْرَقَ في
النَّزْع أَي بالغ في الأَمر وانتهى فيه، وأَصله من نَزْعِ القوس ومَدِّها، ثم
استعير لِمَن بالغ في كل شيء. وأَغْرَقَه الناس: كثروا عليه فغلَبوه،
وأَغْرَقَته السِّباع كذلك؛ عن ابن الأَعرابي.
والغِرْياق: طائر.
والغِرْقئُ: القشرة المُلْتزقة ببياض البيض. النضر: الغِرْقئُ البياض
الذي يؤكل. أَبو زيد: الغِرْقئُ القشرة القِيقيّةُ. وغرْقأَتِ البَيضة:
خرجت وعليها قشرة رقيقة، وغَرْقأَت الدُّجاجة: فعلت ذلك. وغَرْقَأَ
البيضة: أَزال غِرْقِئَها؛ قال ابن جني: ذهب أَبو إِسحق إِلى أَن همزة
الغِرْقئ زائدة ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره، قال: ولسْت أَرى للقضاء بزيادة
هذه الهمزة وجهاً من طريق القياس، وذلك أَنها ليس بأُولى فنقضي بزيادتها
ولا نَجِد فيها معنى غَرِق، اللهم إِلا أَن يقول إِنَّ الغِرْقئ يحتوي
على جميع ما يُخفِيه من البَيْضة ويَغْترقُه، قال: وهذا عندي فيه بعد، ولو
جاز اعتقاد مثله على ضَعْفه لجاز لك أَن تعتقد في همزة كِرْفِئَة أَنها
زائدة، وتذهب إِلى أَنها في معنى كَرَف الحمار إِذا رفع رأْسه لشَمِّ
البَوْل، وذلك لأَن السَّحاب أَبداً كما تراه مرتفع، وهذا مذهب ضعيف؛ قال
أَبو منصور: واتفقوا على همزة الغِرْقئ وأَن همزته ليست بأَصلية.
ولجامٌ مُغَرَّق بالفضة أَي مُحَلىًّ، وقيل: هو إِذا عَمَّتْه الحلية،
وقد غُرِّق.
قشش: قَشَّ القومُ يَقُشُّون ويَقِشُّون قُشُوشاً، والضم أَعْلى:
أَحْيَوْا بعد هُزال. وأَقَشُّوا إِقْشاشاً وانْقَشُّوا: انطلقوا وجَفَلوا،
فجعلوا الفاء لغةً
(* يريد بقوله: جعلوا الفاء لغة أَي انهم قالوا أَفشوا،
بالفاء، بمعنى أَقشوا، بالقاف.)، فهم مُقِشُّون. قال: ولا يقال ذلك إلا
للجميع فقط. والقَشُّ: ما يُكْنَسُ من المنازل أشو غيرها.
والقَشُّ والتقْشَِيشُ والاقْتِشاشُ والتقَشّشُ: تطَلّبُ الأَكل من هنا
وهنا ولَفُّ ما يُقْدر عليه. والقَشِيشُ والقُشَاشُ: ما اقْتَشَشْته،
ورجل قَشَّان وقَشَّاش وقَشُوش ومِقَشّ. وقَشَّ الشيء يَقُشُّه قَشّاً:
جمعه. وقَشَّ الماءُ قَشِيشاً: صَوَّتَ. وقَشَّشَهم بكلامه: سَبَعَهم
وآذاهم.والقِشَّةُ: دُوَيْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل. والقِشَّةُ،
بالكسر: الأُنثى من ولد القُرود، وقيل: هي كل أُنثى منها؛ يمانية، والذكر
رُبّاحٌ. وفي حديث جعفر الصادق، رضي اللَّه عنه: كونوا قِشَشاً؛ هي جمع
قِشَّة وهي القرد، وقيل جِرْوُه، وقيل دُوَيْبّة تُشْبِه الجُعَلَ.
والقِشَّةُ: الصَّبِيّةُ الصغيرةُ الجُثّةِ القصيرةُ الجُبَّةِ التي لا تكاد
تَنْبُت ولا تَنْمي، يقال: إِنما هي قِشَّةٌ.
والقَشُّ: رَدِيءُ التمر نحو الدَّقَل، عُمانِيّة؛ قال:
يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا
والبَلْعَقُ مذكور في موضعه، وجمعه قُشُوشٌ. وقَشَّ الرجل من مَرَضِه
يَقشُّ قُشُوشاً وتقَشْقَشَ: بَرأَ. قال ابن السكيت: يقال للقَرْح
والجُدَرِيّ إِذا يَبِس وتَقَرَّفَ وللجَرَب في الإِبل إِذا قَفَل: قد تَوَسَّفَ
جلدُه وتقَشَّر جلْدُه وتقَشْقَشَ جلدُه. والقَشْقَشَةُ: تَهيُّؤُُ
البُرْء وقد تقَشْقَشَ. وتَقَشْقَشَ الجُرْحُ: تَقَرَّفَ قَرْحُه
للبُرْء.والمُقَشْقِشَتان: قل هو اللَّه أَحد، وقل أَعوذ برب الناس، لأَنهما
كانا يُبْرَأُ بهما من النفاق؛ قال أَبو عبيد: كما يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ
الجرَبَ فيُبْرِئُه، وقيل: هما: قل يا أَيها الكافرون، وقل هو اللَّه أَحد؛
وفي الحديث كان يقال لسورتي: قل هو اللَّه أَحد، وقل يا أَيها الكافرون،
المُقَشْقِشَتان، سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان من الشرك
والنفاق إِبراءَ المريضِ من علَّته. قال أَبو عبيدة: إِذا بَرَأَ الرجل من
عِلّته قيل: قد تَقَشْقَشَ، والعرب تقول للراتع الذي يلقُطُ الشيء الحقيرَ
من الطعام فيأْكله: القَشّاشُ والرمّامُ، وقد قَشَّ يَقُشُّ قَشّاً.
والقَشُّ: أَكْلُ كِسَرِ السؤال. والقَشُّ: أَكلُ ما على المزابِل مما
يُلْقِيه الناسُ. وصُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بها الهِناءُ ودُلِك بها
البعيرُ وأُلقِيَت، فهي قِشَّةٌ.
والقَشْقَشةُ: حكايةُ الصوت قبل الهَدير في مَخْض الشَقْشِقةِ قبل أَن
يَزْغَدَ البَكْرُ بالهدير. قال الأَزهري: الذي قاله الليث في القَشْقَشةِ
أَنه الصوت قبل الهدير فهو الكشْكَشةُ، بالكاف، وهو الكَشِيشُ، فإِذا
ارتفع قليلاً فهو الكَتِيتُ. والقَشْقَشةُ: نَشِيشُ اللحم في النار.
والقِشْقِشةُ: ثمرةُ أُمّ غَيْلان، والجمع قِشْقِش.