Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بعض

الحيّز

الحيّز:
[في الانكليزية] Space ،area ،surface ،locus
[ في الفرنسية] Espace ،etendue ،surface ،lieu
بالفتح وكسر الياء المثناة التحتانيّة المشدّدة وقد جاء بتخفيف الياء وسكونها أيضا كما في المنتخب هو في اللغة الفراغ مطلقا، سواء كان مساويا لما يشغله أو زائدا عليه أو ناقصا عنه.
يقال زيد في حيّز وسيع يسعه جمع كثير أو في حيّز ضيّق لا يسعه هو بل بعض أعضائه خارج الحيّز كذا قيل. وفي أكثر كتب اللغة إنّه المكان. وفي اصطلاح الحكماء والمتكلّمين لا يتصوّر زيادة الشيء على حيّزه ولا زيادة حيّزه عليه. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد في بيان الصفات السلبية: الحيّز والمكان واحد عند من جعل المكان السطح أو البعد المجرّد المحقّق، وكذا عند المتكلّمين.
إلّا أنّه بمعنى البعد المتوهم. فما قال الشارح التفتازاني من أنّ الحيز أعمّ من المكان لأنّ الحيّز هو الفراغ المتوهّم الذي يشغله شيء ممتد أو غير ممتد. فالجوهر الفرد متحيّز وليس بمتمكّن لم نجده إلّا في كلامه. وأمّا عباراتهم فتفصح عن اتحاد معنى الحيّز والمكان انتهى.
ويؤيده ما وقع في شرح المواقف في مباحث الكون وهو أنّ المتكلّمين اتفقوا في أنّه إذا تحرّك جسم تحرّك الجواهر الظاهرة منه.
واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك الحال في المستقر في السفينة وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجواهر المتوسطة لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيز كل منهما بعض من الحيز للكل. وإن فسّر الحيّز بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضــا من الجواهر المحيطة به دون بعض. وإن فسّر الحيّز بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا انتهى. فإنّ هذا صريح في أنّ الحيّز والمكان مترادفان لغة واصطلاحا؛ فإنّ المعنى الأخير لغوي للمكان، والأول اصطلاح المتكلّمين على ما صرّح بذلك شارح المواقف في مبحث المكان. وقال شارح الإشارات إنّ المكان عند القائلين بالجزء غير الحيّز لأنّ المكان عندهم قريب من مفهومه اللغوي وهو ما يعتمد عليه المتمكّن كالأرض للسرير. وأمّا الحيّز فهو عندهم الفراغ المتوهّم المشغول بالمتحيّز الذي لو لم يشغله لكان خلاء كداخل الكوز للماء. وأمّا عند الشيخ والجمهور فهما واحد، وهو السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي. وقيل حاصله أنّ المكان عند المتكلمين قريب من معناه اللغوي، ومعناه اللغوي ما يعتمد عليه المتمكن، فإنّ ضمير هو راجع إلى المفهوم اللغوي بدليل أنّ المكان عندهم بعد موهوم لا أمر موجود كالأرض للسرير، وأنّ الحيّز غير المكان عندهم، فالحيّز هو الفراغ المتوهّم مع غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدمه كما قال الشارح المرزباني والمكان هو الفراغ المتوهّم مع اعتبار حصول الجسم فيه، والخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا بالمتحيّز انتهى. يعني أنّ الخلاء هو الفراغ المتوهّم الذي من شأنه أن يكون مشغولا، والآن خال عن الشاغل على ما هو رأي المتكلّمين، وإلّا يصير الخلاء مرادفا للحيز. ولذا قيل إنّ الخلاء عندهم أخصّ من الحيّز لأنّ الخلاء هو الفراغ الموهوم مع اعتبار أن لا يحصل فيه جسم والحيّز هو الفراغ الموهوم من غير اعتبار حصول الجسم فيه أو عدم حصوله. والمفهوم من كلام شارح هداية الحكمة ومحشيه العلمي أنّ الحيّز عند القائلين بأنّ المكان هو السطح أعمّ من المكان، فإنّ الحيّز عندهم ما به يمتاز الأجسام في الإشارة الحسّية فهو متناول أيضا للوضع الذي به يمتاز المحدد أعني الفلك الأعظم من غيره في الإشارة الحسّية فهو متحيّز، وليس في المكان لأنّ المكان هو السطح الباطن المذكور. ولا يرد على هذا التفسير الهيولى والصورة النوعية إذ الأجساد وإن كانت تتمايز بهما لكن لا تتمايز بهما في الإشارة الحسّية إذ لا وضع لهما. إن قيل يلزم أن يكون لغير المحدد حيزان إذ لهذه الأجسام وضع ومكان. قلت بالوضع والمكان يحصل التمايز بين الأجسام في الإشارة الحسّية، فالمجموع حيز واحد والمراد بالوضع هاهنا هو المقولة أو جزؤها.
فائدة:

قال الحكماء: كلّ جسم فله حيّز طبعي ولا يمكن أن يكون له حيزان طبعيان. قال العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة: المفهوم من كلام السيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أنّ الحيز الطبعي هو ما يكون لذات الجسم مدخل فيه سواء كان مستندا إلى جزئه أو نفس ذاته أو لازم ذاته، والمفهوم من بعض مؤلفاته أنّ المكان الطبعي هو ما يكون مستندا إلى الصورة النوعية حيث أبطل استناد ذلك المكان إلى الجسمية المشتركة لكون نسبتها إلى الأحياز كلها على السوية وكذا إلى الهيولى لكونها تابعة للجسمية في اقتضاء حيّزها على الإطلاق، وكذا إلى أمر خارج لكون الفرض خلوه عن جميع ما يمكن خلوه عنه من الأمور الخارجة فهو مستند إلى أمر داخل فيه مختصّ به وهو المراد بالطبعية، وهذا المعنى أخصّ من الأول. والمراد بالطبعية على المعنى الأول الحقيقة. ثم المفهوم من كلام صاحب هداية الحكمة هاهنا هو المعنى الأول، ومن كلام شارحه هاهنا المعنى الثاني، ومن كلام شارحه في مبحث الشكل أنّ المراد من كون المكان طبعيا للجسم أنّ المكان من العوارض الذاتية له لا من الأعراض الغريبة، حيث يقول وما يعرض لشيء بواسطة ليست مستندة إلى ذاته ولا لازمة له من حيث هو لا يكون عارضا له لذاته انتهى.
ويفهم من إشارات الشيخ أنّ المكان الطبعي للجسم ما يكون ملائما لذاته. ولا يخفى أنّه يمكن تطبيقه على الأول والثالث بل على الثاني أيضا من تخصيص في الملائمة، لكنه خلاف الظاهر. وبالجملة كلامهم في هذا الباب لا يخلو عن الاضطراب انتهى ما ذكر العلمي.
فائدة:

قال الحكماء: المكان الطبعي للمركّب مكان البسيط الغالب فيه فإنّه. يقهر ما عداه ويجذبه إلى حيّزه، فيكون الكلّ إذا خلّي وطبعه طالبا لذلك الحيّز. وإن تساوت البسائط كلّها فمكانه هو الذي اتّفق وجوده فيه لعدم أولوية الغير وفيه نظر لأنّه إذا أخرج ذلك المركّب عن ذلك المكان لم يعد إليه طبعا بل يسكن أينما أخرج لعدم المرجّح، فلا يكون ذلك المكان طبعيّا له؛ والبسيطان المتساويان حجما ومقدارا قد يختلفان قوة فإنّه إذا أخذ مقداران متساويان من الأرض والنار فربما كان اقتضاء الأرضية للميل السافل أقوى من اقتضاء النارية للميل الصاعد أو بالعكس بل ربما كان الناقص مقدارا أقوى قوة. فالمعتبر هو التساوي في القوة دون الحجم والمقدار.
وقد يفصّل ويقال إنّه إن تركّب من بسيطين فإن كان أحدهما غالبا قوة وكان هناك ما يحفظ الامتزاج فالمركّب ينجذب بالطبع إلى مكان الغالب وإن تساويا فإمّا أن يكون كلّ منهما متمانعا للآخر في حركته أولا؛ فإن لم يتمانعا افترقا ولم يجتمعا إلّا بقاسر، وإن تمانعا مثل أن تكون النار من تحت الأرض والأرض من فوق فإمّا أن يكون بعد كل منهما عن حيّزه مساويا لبعد الآخر أولا، فعلى الأول يتعاوقان، فيحتبس المركّب في ذلك المكان لا سيما إذا كان في الحدّ المشترك بين حيّزيهما. وعلى الثاني ينجذب المركّب إلى حيّز ما هو أقرب إلى حيّزه لأنّ الحركات الطبعية تشتدّ عند القرب من أحيازها وتفتر عند البعد. وإنّ تركّب من ثلاثة فإن غلب أحدها حصل المركّب لطبعه في حيّز الغالب كما مرّ. وإن تساوت فإن كانت الثلاثة متجاورة كالأرض والماء والهواء حصل المركّب في حيّز العنصر الوسط كالماء. وإن كانت متباينة كالأرض والماء والنار حصل المركّب في الوسط أيضا لتساوى الجذب من الجانبين ولأنّ الأرض والماء يشتركان في الميل إلى أسفل فهما يغلبان النار بهذا الاعتبار. وإن تركّب من أربعة فإن كانت متساوية حصل المركّب في الوسط وإلّا ففي حيّز الغالب. هذا كلّه بالنظر إلى ما يقتضيه التركيب إذا خلا عن مقتض آخر يمنع العناصر عن أفعالها، فإنّه يجوز أن يحصل للمركّب صورة نوعية تعيّن له مكان البسيط المغلوب والله أعلم، كذا في شرح المواقف.
والحيّز عند المنجّمين عبارة عن أنّ كوكبا يوما يكون نهارا فوق الأرض، وكوكبا يكون ذات ليلة ليلا تحت الأرض، قال هذا في الشجرة.

رقص

(رقص) : أَرْضٌ رقَّاصَةٌ: لا تُنْبتُ شَيئاً، أَصابَها المَطَر [وكَثُر العُشْبُ في غيرها] . 
(رقص)
رقصا تنقل وحرك جِسْمه على إِيقَاع موسيقى أَو على الْغناء وتنقل وَمَشى بتفكك وخلاعة والنبيذ جاش وَفِي الْكَلَام أسْرع والجمل رقصا ورقصا ورقصانا خب وأسرع
ر ق ص : رَقَصَ رَقْصًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ رَاقِصٌ وَرَقَّاصٌ مُبَالَغَةٌ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَرْقَصْتُهُ وَرَقَّصَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدهَا بِالتَّثْقِيلِ. 
ر ق ص: (رَقَصَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (رَقَّاصٌ) وَ (رَقَّصَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا (تَرْقِيصًا) وَ (أَرْقَصَتْهُ) أَيْضًا أَيْ نَزَّتْهُ. 
رقص
الرَّقْصُ والرقَصَانُ والر
َّقَصُ: لُغَاتٌ. والسرَابُ يَرْقُصُ، وكذلك النَّبِيْذُ إذا جاشَ.
وأرْقَصْتُ بَعِيري إرْقاصاً: حَمَلْتُه على الرَّقَص. والرَّقْصُ في السِّلْعَة: الارْتفاعُ والانخِفاض. وأرْقَصَ القَوْمُ في سَيْرِهم: ارْتَفَعُوا وانْخَفَضُوا.
[رقص] رقص يرقص رقصا، فهو رقاص. ورَقَصَ الآلُ: اضطرب. ورَقَصَ الشراب: أخَذَ في الغليان. ورَقَّصَتِ المرأةُ ولدَها تَرْقيصاً وأَرْقَصَتْهُ، أي نَزَّتْه. وأَرْقَصَ الرجُل بعيرَه، أي حَمَله على الخبب. 
(رقص) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {ولأوضَعُوا خِلالَكُم} .
قيل: قِراءَة ابْنِ الزُّبَيْر: {ولأَرقَصُوا خِلَالَكم}.
: أي ارتَفَعُوا وانْخَفَضُوا، وهو معنى الرَّقْصِ في اللُّغة، وأَرقصَ القَومُ في سَيرِهم: فَعَلُوا ذلك. والرَّقْص، بسُكُون القَافِ وفَتْحِها، كالخَبَب، وأرقصتُه البَعِير: حَملتُه عليه.
(ر ق ص)

الرقص والرقص، والرقصان: الخبب.

رقص يرقص رقصاً، عَن سِيبَوَيْهٍ، وأرقصه.

وجمل مرقص: كثير الخبب. انشد ثَعْلَب لغادرة الزبيرية:

وزاغ بِالسَّوْطِ علندي مرقصا

ورقص اللعاب يرقص رقصاً.

ورقص السرابُ. والحباب: اضْطربَ.

والراكب يرقصُ بعيره: ينزيه.

وارقصت الْمَرْأَة صبيها، ورقصته: نزته.

وارتقص السّعر: غلا، حَكَاهَا أَبُو عبيد.
ر ق ص

رقص المخنث والصوفي رقصاً، وهذه مرقصة الصوفية. وأرقصت المرأة ولدها ورقّصته، وقالت في ترقيصه كذا.

ومن المجاز: رقص البعير رقصاً ورقصاناً: خب، وأرقصه صاحبه، وأرقصوا في سيرهم. وترقصوا: ارتفعوا وانخفضوا. وقرأ ابن الزبير " ولأرقصوا خلالكم " وأتيته حين رقص السراب: اضطرب. قال لبيد:

حتى إذا رقص اللوامع بالضحى ... واجتاب أردية السراب إكامها

والنبيذ إذا جاش رقص. قال حسان:

بزجاجة رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكب مستعجل

والحمار يرقص إذا لاعب أتنه. وفلاة مرقصة: تحمل سالكيها على الإسراع. وفلان يرقص في كلامه: يسرع. وله رقص في القول: عجلة. ولقد سمعت رقص الناس علينا أي سوء كلامهم. قال أبو وجرة:

فما أردنا بها من خلة بدلاً ... ولا بها رقص الواشين يستمع

وهو يرقص فؤاده بين جناحيه من الفزع. ورقص الطعام وارتقص: غلا سعره وقد غلط راويه بالقاف. وقيل: قد صحّ بالفاء من الرفصة وهي النوبة.

رقص: الرَّقْصُ والرَّقَصانُ: الخَبَبُ، وفي التهذيب: ضَرْبٌ من

الخَبَب، وهو مصدر رَقَصَ يَرْقُص رَقْصاً؛ عن سيبويه، وأَرْقَصَه. ورجل

مِرْقَصٌ: كثير الخبب؛ أَنشد ثعلب لغادية الدبيرية:

وزاغ بالسَّوْطِ عَلَنْدىً مِرْقَصا

ورَقَصَ اللَّعَّابُ يَرْقُص رَقْصاً، فهو رقَّاصٌ. قال ابن بري: قال

ابن دريد يقال رَقَصَ يَرْقُص رَقَصاً، وهو أَحد المصادر التي جاءت على

فَعَلَ فَعَلاً نحو طَرَدَ طَرَداً وحَلَبَ حَلَباً؛ قال حسان:

بِزُجاجةٍ رَقَصَت بما في قَعْرِها،

رَقَصَ القَلُوصِ بِراكبٍ مُسْتَعْجِلِ

وقال مالك بن عمار الفُرَيْعِيّ:

وأَدْبَرُوا، ولَهُمْ من فَوْقِها رَقَصٌ،

والموتُ يَخْطُرُ، والأَرْواحُ تَبْتَدِرُ

وقال أَوس:

نَفْسي الفِداءُ لِمَنْ أَدّاكُمُ رَقَصاً،

تَدْمَى حَراقِفُكم في مَشْيِكم صَكَكُ

وقال المساور:

وإِذا دَعا الداعِي عَلَيّ رَقَصتُمُ

رَقَصَ الخَنافِس من شِعابِ الأَخْرَم

وقال الأَخطل:

وقَيْس عَيْلانَ حتى أَقْبَلُوا رَقَصاً،

فبايَعُوك جِهاراً بَعدما كَفَرُوا

ورَقَصَ السَّرابُ والحَبابُ: اضطرب. والراكب يُرقِصُ بَعِيرَهُ:

يُنَزِّيه ويَحْمِلُه على الخَبَبِ، وقد أَرْقَصَ بَعِيرَه. ولا يقال يَرْقُص

إِلا لِلأعِب والإِبلِ، وما سوى ذلك فإِنه يقال: يَقْفِزُ ويَنْقُزُ،

والعرب تقول: رَقَصَ البعيرُ يَرْقُصُ رَقَصاً، مُحرك القاف، إِذا أَسرع في

سيره؛ قال أَبو وجزة:

فما أَرَدْنا بها مِنْ خَلَّةٍ بدَلاً،

ولا بها رَقَصَ الواشِين نَسْتَمِعُ

أَراد: إِسراعهم في هَتِّ النَّمائم. ويقال للبعير إِذا رَقَصَ في

عَدْوِه: قد الْتَبَطَ وما أَشدَّ لَبْطَتَه. وأَرْقَصَت المرأَة صبِيَّها

ورَقَّصَته: نَزَّتْه. وارْتَقَصَ السِّعْرُ: غلا؛ حكاها أَبو عبيد. ورَقَصَ

الشرابُ: أَخَذَ في الغَلَيَانِ. التهذيب: والشرابُ يَرْقُصُ، والنبِيذُ

إِذا جاشَ رَقَصَ؛ قال حسان:

بِزُجاجةٍ رقَصَتْ بما في قَعْرِها،

رَقَصَ القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِل

وقال لَبِيد في السراب:

فبِتِلْكَ إِذ رَقَصَ اللوامِعُ بالضُّحَى

قال أَبو بكر: والرَّقَصُ في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أَرْقَصَ

القومُ في سَيْرِهم إِذا كانوا يَرْتَفِعُون ويَنْخَفِضُون؛ قال الراعي:

وإِذا ترَقَّصَت المَفازةُ غادَرَتْ

رَبِذاً يُبَغِّلُ خَلْفَها تَبْغِيلا

معنى تَرَقَّصَت ارتفعت وانخفضت وإِنما يرفعها ويخفضها السرابُ:

والرَّبِذُ: السريعُ الخفيف، واللّه أَعلم.

رقص: رَقَص، رقص حواجَبه: حرك الحاجبين (غيضاً أو قلقاً أو استياء) (بوشر، ألف ليلة 2: 426).
تراقص: رقص (ألف ليلة 1: 54).
تراقص، تراقصت الدموع، كانت تتراقص في عينيه: أي تدور في عينيه وتترقرق (ألف ليلة برسل 3: 345).
ورَقْصَة عند روجر (ص265): ((ويجتمع النسوة للاحتفالات أو المناحات اللاتي يسمينها رقصة في بهو كبير أو في صحن الدار أو موضع عال واسع خارج المنزل وينتظمن جميعاً في دائرة كأنهن يردن الرقص دون أن يتماسكن بالأيدي، ثم تأتي عجوز مستأجرة لهذه المناحة فتسخم وجهها وصدرها ويديها بسخام المقلاة (الطاوة) والقدور، ويفعل زوجات الميت وأخواتهن وبناتهن فعلها فيسخمن وجوههن، وقد شعثن شعورهن، وليس عليهن إلا قمصانهن وقد شقت حتى سرتهن، وتقف العجوز المسخمة في وسط الرقصة وتبدأ فتعدد كل أعمال الشجاعة للميت وإبلاءه في الحروب وأفعاله المشهودة على طريقة الأوراد والصلوات، وهي تتوقف عند كل واحد منها، وعند ذلك تعيد النسوة الأخريات أقوالها بصوت حزين مفجع وهن يرقصن رقصاً منسقاً، أما أقارب الميت اللاتي سخمن وجوههن فيلطمن صدورهن وخدودهن براحات أيديهن وقد تورمت خدودهن، ويداومن على هذه الرقصة حتى يحمل الميت إلى قبره)).
رَقِيصَة، وتجمع على رَقائِص: عتلة، رافعة (ألكالا).
رَقَّاص، وتجمع على رَقاقِيص: تطلق في المغرب على الساعي الذي يحمل البريد، البريدي، أو دليل المسافرين، الرسول (فوك، ألكالا، دومب ص140، بوشر (بربرية)، هوست ص278، جرابرج ص158، ريشاردسن مراكس 1: 135، سندوفال ص311، دوماس عادات ص264، المقري 1: 557)، ويقول المقري أن هذه الكلمة مغربية ويقال له في المشرق ساعٍ (ابن صاحب الصلاة ص5 و، ص5 ق، ص10 و، الخطيب ص120 ق، زيشر 18: 567).
ويكتب كل من مؤلف معجم البربرية، وكاريت جغرافية ص178، وبارت 5: 488 هذه الكلمة بالسين، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص242، ص255) هي ركاض، ونجد في الفقرة الأولى منه نفس الحكاية التي ذكرها المقري (1: 557) والتي نقلناها أعلاه.
رقّاص: خلفة الأستاذ (الأسطه) الذي يعمل تحت إدارة الأستاذ، ففي النويري (الأندلسي ص468): وقد بدئ ببناء الزاهرة وتم بناؤها في اثني عشر عاماً وعمل فيها ألف أستاذ بنّاء مع كل بَنَّاء اثنا عشر رقاصاً.
رقّاص: بندول الساعة الكبيرة (هلو، بوشر)، وفي محيط المحيط: رقاص الساعة. رقّاص: عقرب الساعة (الصغيرة) (هلو، دلابورت ص44، رولاند ديال ص569). رقّاص زناد البندقية: جزء من لولب البندقية لإطلاقها (بوشر).
رقّاص: جزء من الرحى له دوي عند إدارتها (مهرن ص28).
رقَّاص: دلالة، شريطة تعلق بأعلى الكتاب للدلالة على الصفحات (دومب ص78، شيرب).
رقّاص: حفلة راقصة، ومرقص (هلو).
رقّاص: نوع من السمك (ياقوت 1: 886).
مُرْقِص: لحن يرقص، نشيد مرقص: ففي كتاب الخطيب (ص38 و): ومن شعره ما يجري مجرى المرقص، وهذا الشعر المشار إليه موجود عند المقري (2: 554).

رقص

1 رَقَصَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. رَقْصٌ, (S, M, Msb, CK,) or رَقَصٌ, of the measure فَعَلٌ, like طَرَدٌ and حَلَبٌ, inf. ns. of طَرَدَ and حَلَبَ, (IDrd, IB, TA,) [He danced; this is what is meant by the explanation] he played, or sported; syn. لَعِبَ: (A, K:) said of a رَقَّاص [or dancer], (A, K,) or of a لَعَّاب [or player or sporter], (M,) and of a مُخَنَّث [or effeminate man, or one who affects the manners &c. of women], and of a صُوفِىّ [or mystic, in a choral celebration of the praises of God, which is termed a ذِكْر, performed by certain orders of darweeshes, all of whom, more or less, pretend to be mystics]. (TA.) b2: Also رَقَصَ, (Lth, A,) aor. ـُ (Lth,) inf. n. رَقْصٌ (Lth, M, A, K) and رَقَصٌ, (Lth, M, K,) or the latter only, (IDrd, Ibn-Málik, TA,) and رَقَصَانٌ, (Lth, M, A, K,) (tropical:) He (a camel, A, TA) went the pace, or in the manner, termed خَبَبٌ; [i. e. ambled;] (Lth, M, A, K, TA;) or went in a manner which was a kind of خَبَب: or went quickly. (TA.) One does not say يَرْقُصُ [in speaking of any animate being] except of a player or sporter and of a camel (Lth, K, * TA) and the like: (Lth, TA:) in relation to others, one uses the terms قَقْزٌ and نَقْزٌ: (Lth, K, TA:) or sometimes, (Lth, TA,) b3: it is also said of an ass, meaning (tropical:) He played with his she-ass. (Lth, A, TA.) b4: You say also, رَقَصَ فُؤَادُهُ بَيْنَ جَنَاحَيْهِ مِنَ الفَزَعِ (tropical:) [His heart throbbed, or leapt, between his two sides, by reason of fright]. (A.) b5: رَقَصَ also signifies (tropical:) It (wine, S, K, and the beverage called نَبِيذ, A) estuated: (A, K:) or began to do so. (S, A.) b6: And (tropical:) It (the mirage) was, or became, in a state of commotion; [it danced;] (S, M, A, K;) and so it signifies when said of bubbles (حَبَاب). (M.) You say, أَنَيْتُهُ حِينَ رَقَصَ السَّرَابُ (A) or الآلُ (TA) (tropical:) [I came to him when the mirage danced; in the heat of the day]. b7: And (tropical:) He hasted, or was quick, فِى كَلَامِهِ in his speech. (A, TA.) You say also, لَهُ رَقْصٌ فِى القَوْلِ (tropical:) He has a haste in speech. (A, TA.) b8: [and (tropical:) He spoke evil against another.] You say, سَمِعْتُ رَقْصَ النَّاسِ عَلَيْنَا (tropical:) I heard the evil speaking of the people against us. (A, TA.) 2 رَقَّصَ see 4, in two places.4 ارقصهُ [He made him to dance; or to play, or sport;] trans. of 1. (Msb.) You say, أَرْقَصَتْ وَلَدَهَا, (S, A,) or صَبِيَّهَا, (M,) She (a woman, S, M) [danced, or dandled, her child; or] made her child to leap or spring or bound [in her arms or on her knee]; (S, M;) as also ↓ رقّصتهُ, (S, M, A,) inf. n. تَرْقِيصٌ: (S, A:) or the latter verb has an intensive signification. (Msb.) b2: ارقص بَعِيرَهُ (tropical:) He made his camel to go in the [ambling] manner termed خَبَبٌ: (S, M, A, K:) and the same, (TA,) or ↓ رقّصهُ, (M,) he made him (i. e. his camel) to leap, spring, or bound. (M, TA.) A2: See also 5.5 ترقّص [lit., He, or it, became danced or dandled. b2: And hence,] (tropical:) He, or it, became raised and lowered; or rose and sank; or went up and down. (K, TA.) You say, ترقّصوا فِى

مَسِيرِهِمْ (tropical:) They went up and down in their journeying; (A;) as also ↓ ارقصوا. (A, TA.) And Er-Rá'ee uses the phrase تَرَقَّصَتِ المَفَازَةُ, meaning, (tropical:) The desert [in appearance] went up and down; the mirage, only, making it [seem] to rise and sink. (TA.) رَقْصَةٌ A dance, or a dancing: pl. رَقَصَاتٌ. See an ex. voce قَرْصَةٌ.]

رَقَّاصٌ [A dancer; a player, or sporter: one who dances, or plays, or sports, much, or often]: (S, A, Msb, K:) an intensive epithet. (Msb.) رَقَّاصَةٌ [A female dancer]. b2: A certain game of the Arabs. (IF, K.) A2: أَرْضٌ رَقَّاصَةٌ (assumed tropical:) Land that does not give growth to anything, though rained upon. (K.) رَاقِصٌ [A man dancing; playing, or sporting]. (Msb.) b2: الرَّاقِصُ The star μ] on the tongue of التِّنِّين [or Draco]. (Kzw.) كَلَامٌ مُرْقِصٌ (tropical:) Speech, or language, that makes one to be affected with a lively emotion of joy, or of grief. (TA.) You say also, هٰذِهِ مُرْقِصَةُ الصُّوفِيَّةِ [app. meaning, (assumed tropical:) This is that poem, or ode, which makes the mystics to dance; or to be affected with a lively emotion of joy: for darweeshes are often seen to be excited to frantic ecstasy, or ecstatic catalepsy, by certain love-songs designed to have a mystic religious sense]. (TA.) b2: فَلَاةٌ مُرْقِصَةٌ (tropical:) A desert that makes the traverser thereof to hasten, or go quickly. (A, TA.) مِرْقَصٌ (tropical:) A camel that goes much, or often, in the [ambling] manner termed خَبَبٌ (M, TA.)
رقص
رقَصَ يَرقُص، رَقْصًا، فهو راقِص
• رقَص الشَّخصُ: اهتزّ وحرّك جسمه على أنغام الموسيقى أو الغناء "فلان يرقُص في كلامه: إذا كان يتكلَّم بخفَّة وسرعة- رقص فرحًا وطربًا- معلِّم الرَّقص- *كالطير يرقص مذبوحًا من الألم*" ° رقَص فؤادُه بين جناحيه: اضطرب وتحرّك- يرقُص على الحَبْل: يجاري كلَّ العهود ويتملَّق مَنْ له مصلحةٌ عنده- يرقص للقرد في دولته.
• رقَص نورُ المصباح: اضطرب.
• رقَص البعيرُ: خَبَّ في سيره وأسرع. 

أرقصَ يُرقص، إرقاصًا، فهو مُرقِص، والمفعول مُرقَص
• أرقص فلانًا: جعله يَهُزُّ جسمَه ويُحرِّكه على إيقاع نغم "أرقصت الأمُّ ولدَها". 

تراقصَ يتراقص، تراقصًا، فهو متراقِص
• تراقصَ الشَّخصُ: رقَص، اهتزَّ وحرّك جسمه على أنغام الموسيقى والغناء "تراقص طربًا" ° تتراقص دموعه في عينيه: تدور وتترقرق.
• تراقص الشَّيءُ: لمَع أو تلألأ.
• تراقص الرَّجلان: رقَص كل منهما أمام الآخر. 

ترقَّصَ يترقَّص، ترقُّصًا، فهو مُترقِّص
• ترقَّصَت الفتاةُ:
1 - رقَصت، تنقَّلت وحرَّكت جسمها على إيقاع الموسيقى أو الغناء "ترقّص الحِصانُ- ترقّص الطفلُ طَرَبًا".
2 - تنقَّلت ومشَت بتفكُّكٍ وخلاعة "ما لهذه الفتاة تترقَّص في مشيتها؟! ". 

راقصَ يُراقص، مُراقصةً، فهو مُراقِص، والمفعول مُراقَص
• راقص الفتاةَ: رقَص معها، حرَّك جسمَه معها على أنغام الموسيقى أو الغناء "راقص ظلَّه". 

رقَّصَ يُرقِّص، ترقيصًا، فهو مُرقِّص، والمفعول مُرقَّص
• رقَّصَ فلانًا: أرقصه، جعله يهُزُّ جسمَه ويتنقَّل على إيقاع نغم "رقَّصت الأمُّ ولدَها: أرجحته على ركبتيها أو بين ذراعيها- رقَّص فرسَه على وقع الطبول- نشيد مُرقِّص" ° رقّص حواجبه. 

راقِص [مفرد]:
1 - اسم فاعل من رقَصَ.
2 - من يحترف الرَّقص (تأدية حركات بجزء أو أكثر من أجزاء الجسم على إيقاع الموسيقى) ° الرَّاقصة الأولى: راقصة الباليه التي تقوم بالدَّور الأول في استعراض الباليه- حَفْلةٌ راقصة: تحتوي على فقرات راقصة- لَيْلَةٌ راقصة: مرحة تُؤدَّى فيها بعض الرقصات- مشهد راقص: أداء قصير كالباليه حيث يقدّم على أنه فترة فاصلة في أوبرا أو مسرح- موسيقى راقِصة: خفيفة تلائم الرَّقْص. 

رَقْص1 [مفرد]: مصدر رقَصَ. 

رَقْص2 [جمع]: مف رَقْصة: تأدية حركات بجزء أو أكثر من أجزاء الجسم على إيقاع الموسيقى وهو أنواع (باليه، جاز، سامبا، رومبا، تانجو، ... إلخ) ° الرَّقص الإيقاعيّ: طريقة في التَّدريب عن طريق حركات الجسم المتلائمة مع الموسيقى للرَّشاقة وحسن الإدراك الموسيقيّ- الرَّقص الحديث: نوع من أنواع الرَّقص المسرحي الذي يهتمُّ بالحركة كتعبير عن الشعور الدّاخليّ- الرَّقصة التَّقابليّة: رقصة شعبيَّة تؤدَّى بصفين من رفاق متقابلين- حَلْقة الرَّقْص: ساحة تُخصَّص للرَّقص في الملاهي وغيرها- رَقْصة التَّأرجح: رقصة تؤدَّى بموسيقا السوينغ أو الجاز ذات الدرجة السريعة، مزيّنة بدورات أو لفّات وأحيانًا الحركة البهلوانية- رَقْصة الحرب: صلاة للنجاح أو شكرًا على النصر (عند بعض الشعوب
 البُدائية) - رَقْصة المذبوح: حركة مُفتعلة لا تدل على نشاط بل تنذر بقرب النهاية- رَقْصٌ تعبيريّ: الباليه- رَقْصٌ جماعيّ: يتمّ بصورة جماعية- رَقْصٌ شَرقِيّ: منسوب إلى الشَّرق، نوع من الرقص حيث يهزّ المؤدِّي الوسط والورك- رَقْصٌ شعبيّ/ رَقْصٌ وطنيّ: رَقْص جماعي يشيع عند بعض الشعوب ويتم على أنغام وطنية. 

رقَّاص [مفرد]: ج رقاقيص (لغير العاقل):
1 - صيغة مبالغة من رقَصَ.
2 - مُحترِفُ الرَّقْص.
3 - بَندول السَّاعة، جسم معلَّق من نقطة ثابتة متحرك حركة تذبذبيّة ويتأرجح ذهابًا وجيئة بتأثير الجاذبيّة كالموجود في ساعة الحائط الكبيرة "ذبذبة رقّاص الساعة". 

مَرقَص [مفرد]: ج مَراقِصُ: اسم مكان من رقَصَ: ملهى، مؤسَّسة سياحيّة مُخصَّصة لعزف الموسيقى ويُسمح فيها بالرقص والغناء وتقديم المشروبات "كان يتردَّد إلى المراقص- ذهب إلى المرقص لمشاهدة بعض الفنون الراقصة". 
رقص
رَقَصَ الرَّقّاصُ يَرْقُصُ رَقَصاً: لَعِبَ، وكَذا رَقَصَ المُخَنَّثُ والصُّوفِيُّ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهُوَ أَحَدُ المَصَادِرِ الَّتِي جاءَت على فَعَلَ فَعَلاً، نَحْو طَرَدَ طَرَداً، وحَلَبَ حَلَباً. وَمن المَجَازِ: أَتَيْتُه حِينَ رَقَص الآلُ، أَي اضْطَرَبَ، قالَ لُبَيْدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(فبِتِلْك إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بالضُّحَى ... واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ رُكَامُهَا)
وَمن المَجَازِ الخَمْرُ إِذا غَلَتْ رَقَصَتْ، ويُقَال: رَقَصَ الشَّرابُ، إِذا أَخَذَ فِي الغَلَيانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقَالَ حَسّان، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(بِزُجَاجَةٍ رَقَصَتْ بِمَا فِي قَعْرهَا ... رَقَصَ القَلُوصِ بِرَاكِبٍ مُسْتَعْجِلِ)
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَمَنْ رَوَاهُ: رَقْصَ، أَي بالإِسْكانِ، فَقَدْ أَخْطَأَ والرَّقْصُ بالفَتْحِ، عَن اللَّيْثِ والرَّقْصُ والرَّقَصَانُ مُحَرَّكَتَيْنِ: الخَبَبُ، ويُقَال: ضَرْبٌ مِنْهُ، يُقَال: رَقَصَ البَعِيرُ رَقْصاً، إِذا أَسْرَعَ فِي سَيْرِه. وَقد تَقَدّم أَنّ الصَحِيحَ فِي مَصْدَرِه التَّحْرِيكُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ وسِيبوَيْهِ ويَدُلّ لذلكَ قولُ مالِكِ بنِ عَمّارٍ القُرَيْعِيُّ:
(وأَدْبَرُوا وَلَهُمْ منْ فَوْقِهَا رَقْصٌ ... والمَوْتُ يَخْطُرُ والأَرْوَاحُ تَبْتَدِرُ)
وقالَ أَوْسٌ:
(نَفْسِي الفِدَاءُ لِمَنْ أَدّاكُمُ رَقَصاً ... تَدْمَى حَرَاقِفُكُمْ فِي مَشْيِكُمْ صَكَكُ)
وَقَالَ المُسَاوِرُ:
(وإِذَا دَعَا الدَّاعِي عَلَيَّ رَقَصْتُم ... رَقَصَ الخَنَافِسِ من شِعَابِ الأَخْرَمِ)
وقالَ الأَخْطَلُ:
(وقَيْس عَيْلانَ حَتَّى أَقْبَلُوا رَقَصاً ... فبايَعُوكَ جِهَاراً بَعْدَ مَا كَفَرُوا)

وقالَ أَبو وَجْزَةَ:
(فَمَا أَرَدْنا بِهَا مِنْ خلَّةٍ بَدَلاً ... وَلَا بِهَا رَقَصَ الوَاشِينَ نَسْتَمِعُ) فقَوْلُ المُصَنِّفِ، رَحِمَه اللهُ تَعَالَى والرَّقْصُ، أَيْ بالفَتْحِ، إِنّمَا تَبِعَ اللّيْثَ، فإِنّه ذَكَرَه مَعَ الرَّقَصِ والرَّقَصانِ، وقالَ: إِنّ الثلاثَةَ لُغاتٌ. قَالَ: وَلَا يَكُونُ الرَّقْصُ، ونَصُّه: وَلَا يُقَال: يَرْقُصُ إِلاّ لِلأعِبِ وللإِبِلِ ونَحْوِهَا، قالَ: ولِمَا سِوَاهُ القَفْزُ والنَّقْرُ، وأَنْشَدَ:
(بِرَبِّ الرّاقِصَاتِ إِلَى قُرَيْشٍ ... يَثِبْنَ البَيْتَ مِنْ خِلَلِ النِّقَابِ)
وقَالَ الأَخْطَلُ:
(إِنِّي حَلَفْتُ برَبِّ الرّاقِصَاتِ وَمَا ... أَضْحَى بمَكَّةَ من حُجْبٍ وأَْستارِ)
قَالَ: ورُبّمَا قِيلَ لِلْحِمَارِ، إِذا لاعَبَ أُتُنَه، يَرْقُصُ. قُلْتُ: وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ، أَيْ رَقَصُ البَعِيرِ، ورَقَصُ الحِمَارِ، كَمَا نصَّ عَلَيْهِ الزَّمَخْشَرِيُّ. والرَّقَّاصَةُ، مُشَدَّدَةً: لُعْبَةٌ لَهُمْ، نَقَلَهُ ابنُ فَارِسٍ. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: والرَّقّاصَةُ الأَرْضُ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً، وإِنْ مُطِرَتْ ومِنَ المَجَازِ: أَرْقَصَ البَعِيرَ: حَمَلَهُ عَلَى الخَبَبِ ونَزّاهُ، قَالَ جَرِيرٌ:
(بزَرُودَ أَرْقَصْتُ القَعُودَ فِرَاشَها ... رعْثَاتِ عُنْبُلِهَا الغِدَفْلِ الأَرْغَلِ)
وقَال عَنْتَرَةُ:
(ومُرْقَصَةٍ رَدَدْتُ الخَيْلَ عَنْهَا ... وقَدْ هَمَّتْ بإِلْقَاءِ الزِّمامِ)
قالَ الأَصْمَعِيُّ: يُرِيدُ امْرَأَةً مُنْهَزِمَةً رَكِبَتْ مَهْرِيّاً يُرِقصُها. وَمن المَجَازِ: تَرَقَّصَ: ارْتَفَعَ وانْخَفَضَ. قَالَ الرّاعِي:
(وإِذَا تَرقَّصَتِ المَفَازَةُ غَادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّلُ خَلْفَهَا تَبْغِيلاَ)
أَي ارْتَفَعَتْ وانْخَفَضَتْ، وإِنَّمَا يَرْفَعُها ويَخْفِضُها السَّرَابُ، والرَّبْذُ: الخَفِيفُ السَرِيعُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ مِرْقَصٌ، كمِنْبَرٍ، كَثِيرُ الخَبَبِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِغَادِيَةَ الدُّبَيْرِيّةِ: وزاغَ بالسَّوْطِ عَلَنْدَي مِرْقَصَا وأَرْقَصَت المَرْأَةُ صَبِيَّهَا، ورَقَّصَتْه: نَزَّتهُ، وقَالَتْ فِي تَرْقِيصِه كَذَا. وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الرَّقْصُ فِي اللُّغَةِ: الارْتِفَاعُ والانْخِفَاضُ، وَقد أَرْقَصَ القَوْمُ فِي سَيْرِهِم، إِذا كَانُوا يَرْتَفِعُون ويَنْخَفِضُونَ.
وفَلاةٌ مُرْقِصَةٌ: تَحْمِلُ سَالِكَها على الإِسْرَاعِ. ورَقَصَ فِي كَلامِه: أَسْرَعَ. وَله رَقَصٌ فِي القَوْلِ: عَجَلَةٌ. ولَقَدْ سَمِعْتُ رَقَصَ النّاسِ عَلَيْنَا أَي سُوءَ كلامِهِم. ورَقَصَ فُؤادُه بَيْنَ جَنَاحَيْهِ من الفَزَعِ.)
ورَقَصَ الطَّعَامُ، وارْتَفَصَ، إِذَا غَلاَ وارْتَفَعَ، قَال الزَّمَخْشَرِيُّ وغُلِّطَ منَروَاه بالقَافِ. وقَدْ تَقَدَّم فِي ر ف ص وَهَذَا كَلاَمٌ مُرْقِصٌ مُطْرِبٌ، وكُلُّ ذلِكَ مَجازٌ. وهذِهِ مَرْقَصَةُ الصُّوفِيَّةِ. ومَرْقَص، كمَقْعَدٍ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، سُمِّيَتْ بمَرْقَص أَحَدِ الكُهَّانِ، أَوْ هِيَ بالسِّينِ المُهْمَلَة، وَقد تَقَدَّم. والرَّقّاصُ الكَلْبِيُّ: شَاعِرٌ واسمُه خُثَيْمُ بنُ عَدِيّ بن غُطَيْف بنِ تُوَيْلٍ، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، والرّضِيُّ الشّاطِبِيُّ عَن جَمْهَرَةِ النَّسَبِ لابْنِ الكَلْبِيّ. والرّقّاصُ: البَرِيدُ.

رقص


رَقَصَ(n. ac. رَقْص)
a. Leapt, bounded, jumped about; danced.
b.(n. ac. رَقْص
رَقَص
رَقَصَاْن), Galloped (camel).
رَقَّصَأَرْقَصَa. Made to gallop; made to leap &c.; danced, dandled
(child).
تَرَقَّصَa. Leapt, bounded; jumped up & down.

رَقْصa. Leap, bound; dance.
b. Gallop (camel).
رَقَّاْصa. Dancer.
b. Pendulum.

رَقَّاْصَةa. Balletgirl.

N. Ag.
أَرْقَصَa. Poetry that enchants & charms.

الاشتراك

الاشتراك:
[في الانكليزية] Homonymy
[ في الفرنسية] Homonymie
في عرف العلماء كأهل العربية والأصول والميزان يطلق بالاشتراك على معنيين: أحدهما كون اللفظ المفرد موضوعا لمفهوم عام مشترك بين الأفراد ويسمّى اشتراكا معنويا، وذلك اللفظ يسمّى مشتركا معنويا، وينقسم إلى المتواطئ والمشكّك. وثانيهما كون اللفظ المفرد موضوعا لمعنيين معا على سبيل البدل من غير ترجيح، ويسمّى اشتراكا لفظيا. وذلك اللفظ يسمّى مشتركا لفظيا. فقولهم لمعنيين أي لا لمعنى واحد فيشمل ما وضع لأكثر من معنيين فهو للاحتراز عن اللفظ المنفرد وهو الموضوع لمعنى واحد، لكنه إذا وقع في معناه شكّ بحيث يتردّد بين معنيين بأنّ هذا اللفظ موضوع لهذا أو لهذا صدق عليه أنّه للمعنيين على سبيل البدل من غير ترجيح، فزيد قيد معا للاحتراز عن مثل هذا المنفرد إذ لا يصدق عليه أنّه لهما معا.
إن قيل إنّا نقطع أنّ المنفرد ليس موضوعا للمعنيين فلا حاجة إلى الاحتراز، قلت: لمّا دار وضعه بين المعنيين عند المشكّك جاز انتسابه إليهما في الوضع بحسب الظاهر عنده، فاحترز عنه بزيادة معا احتياطا، ولذا قيل: إنه للاحتراز عن المشترك معنى كالمتواطئ والمشكّك.
وقولهم على سبيل البدل احتراز عن الموضوع لمجموع المعنيين أو أكثر من حيث المجموع، وعن المتواطئ، لكن بحسب الظاهر لأن المتواطئ يحمل على أفراده بطريق الحقيقة فيظنّ أنه موضوع لها. وقولهم من غير ترجيح احتراز عن اللفظ بالقياس إلى معنييه الحقيقي والمجازي، فإنه بهذا الاعتبار لا يسمّى مشتركا؛ وهذا الاحتراز إنما هو على تقدير أن يقال بأن في المجاز وضعا أيضا، هكذا يستفاد من العضدي وحواشيه.
وبالجملة فالمنقول مطلقا ليس مشتركا لأنه لا بدّ أن يكون في أحد معنييه حقيقة وفي الآخر مجازا، ولزم من هذا أن يكون المعنيان بنوع واحد من الواضع حتى لو كان أحدهما بوضع اللغة والآخر بوضع الشرع، مثلا كالصلاة لا يسمّى مشتركا، وقد صرّح بهذا في بعض حواشي الإرشاد أيضا. وفي بديع الميزان وضع المشترك لمعنيين فصاعدا لا يلزم أن يكون من لغة واحدة، بل يجوز أن يكون من لغة واحدة كالعين للباصرة والجارية والذهب وغيرها، أو من لغات مختلفة مثل بئر فإنه في العربية بمعنى چاه وفي الهندية برادر انتهى.
وقيل المشترك هو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعا أوّلا من حيث أنهما مختلفتان. فاحترز بالموضوع لحقيقتين عن الأسماء المفردة. وبقوله وضعا أولا عن المنقول وبالقيد الأخير عن المشترك معنى انتهى.
وإطلاق اللفظ وعدم تقييده بالمفرد لا يبعد أن يكون إشارة إلى عدم اختصاصه بالمفرد.

فائدة:
اختلف في أن المشترك واقع في اللغة أم لا، وقد يقال المشترك إمّا أن يجب وقوعه، أو يمتنع، أو يمكن، وحينئذ إمّا أن يكون واقعا أو لا، فهي أربعة احتمالات عقلية. وقد ذهبت إلى كلّ منها طائفة، إلّا أنّ مرجعها إلى اثنين إذ لا يتصوّر هاهنا وجوب ولا امتناع بالذات، بل بالغير، فهما راجعان إلى الإمكان. فالواجب هو الممكن الواقع والممتنع هو الممكن الغير الواقع، والصحيح أنه واقع. واختلف أيضا في وقوعه في القرآن والأصح أنه قد وقع، ودلائل الفرق تطلب من العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ في المشترك اختلافات كثيرة.

الاختلاف الأول: في إمكانه، قال الــبعض:
وقوع الاشتراك ليس بممكن لأنّ المقصود من وضع الألفاظ فهم المعاني، وإذا وضع لمعان كثيرة فلا يفهم واحد منها عند خفاء القرينة وإلّا يلزم الترجيح بلا مرجّح، وفهم الجميع يستلزم ملاحظة النفس وتوجّهها إلى أشياء كثيرة بالتفصيل عند زمان الإطلاق، لأن ملاحظة المعاني بالأوضاع المتعددة المفصّلة لا بدّ أن تكون على التفصيل، وهذا باطل لما تقرّر في موضعه. وأجيب عنه بأنّ المقصود قد يكون الإجمال دون التفصيل، وقد يكون في التفصيل مفسدة، وفي الإجمال رفع الفساد كما قال الصدّيق الأكبر عند ذهاب رسول الله في وقت الهجرة من مكة إلى المدينة، حين سأله بعض الكفار عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بقوله: من هذا قدّامك؟ فقال الصدّيق: رجل هادينا. فالتفصيل هاهنا كان موجبا للفساد العظيم فالأصح أنه ممكن لعدم امتناع وضع اللفظ الواحد لمعان متعددة مختلفة بأوضاع متعددة.
وقد يجاب بأنه يفهم واحد من المعاني، ولا يلزم الترجيح بلا مرجّح لجواز أن يكون بين بعض المعاني والذهن مناسبة ينتقل الذهن من اللفظ إليه أو يكون بعضــها مناسبا للفظ بحيث يتبادر الذهن بسبب تلك المناسبة إليه، أو يكون بعضــها مشهورا بحيث يتسارع الذهن بسبب الشهرة إليه، أو تكون القرينة مرجّحة لــبعض المعاني على الآخر.
والاختلاف الثاني في وقوع الاشتراك في اللغة، قال الــبعض: ليس بواقع، لأنّ وقوعه يوجب الإجمال والإبهام وهو مخلّ للاستعمال إذا لم يبيّن. وأمّا إذا بيّن المراد فالبيان هو الكافي للمقصود، ولا حاجة إلى غيره، فيلزم اللغو في وقوع المشترك ولأن الواضع إن كان هو الله تعالى فهو متعال عن اللغو والعبث، وإن كان غيره تعالى فلا بدّ لصدور الوضع من علّة غائية لأنّ الفعل الاختياري لا بدّ له من علّة غائية كما تقرر في موضعه. وأجيب بأنّ الإجمال والإبهام قد يكون مقصودا في الاستعمال كما عرفت، ومثل أن يريد المتكلّم إفهام مقصوده للمخاطب المعيّن وإخفاءه عن غيره، فيتكلّم بلفظ مشترك يفهم المخاطب مراده منه بسبب كونه معهودا بينهما من قبل، أو بسبب قرينة خفيّة بحيث يفهم المخاطب دون غيره؛ والمبيّن قد يكون أبلغ من البيان وحده، وقد يحدث من اجتماعهما لطافة في الكلام لا يحصل من البيان وحده، وغير ذلك من الفوائد.
وأجيب بأن الواضع إذا كان الله تعالى فقد يكون المقصود منه ابتلاء العلماء الراسخين، وقد يكون المقصود منه توسيع المفاهيم بالنظر إلى جماعة العلماء المجتهدين، وقد يكون المقصود تشويق المخاطبين إلى فهم المراد حتى إذا ادركوه بعد التأمل وجدوه لذيذا لأن حصول المطلوب بعد الطلب والتعب يكون ألذ من المنساق بلا تعب وبغير نصب. وإن كان الواضع غيره تعالى فالمقصود قد يكون واحدا من تلك الأغراض وقد يكون غيرها مثل إخفاء المراد من غير المخاطب، ومثل اختبار ذهن المخاطب هل يفهم بالقرائن أم لا، أو اختيار مقدار فهم المخاطب هل يدرك بالقرائن الخفية أم لا، وغيرها من الأغراض. وقد يكون الواضع متعددا، فشخص وضع لفظا لمعنى واحد ثم شخص آخر وضعه لمعنى آخر كما في الأعلام المشتركة، فالأصح أن المشترك واقع في اللغة.
والاختلاف الثالث في كون الاشتراك بين الضّدّين، يعني اختلف بعد تسليم إمكانه ووقوعه في أنه هل هو واقع بين الضّدّين بحيث يكون لفظ واحد مشتركا بين معان متضادة متباينة.
فقال بعضــهم ليس بواقع لأن الاشتراك يقتضي التوحّد، والتضادّ يقتضي التباين، وبينهما منافاة، فلا يكون واقعا. وأجيب بأنّ التوحّد والتباين ليسا من جهة واحدة ليلزم المنافاة، لأن الأول من جهة اللفظ والثاني من جهة المعاني، فلا منافاة حينئذ لاختلاف المحل، فالأصح أنه واقع بين الضّدّين كالقرء للحيض والطّهر.
الاختلاف الرابع في عموم المشترك يعني بعد تسليم إمكانه ووقوعه وتحقّقه بين الضّدّين.
اختلف في عموم المشترك بأن يراد بلفظ المشترك أكثر من معنى واحد معا أو لا. الأول مذهب الشافعي والثاني مذهب الإمام الأعظم.
ثم بعد كون المشترك عاما اختلف في أن إرادة العموم على سبيل الحقيقة أو المجاز. فذهبت طائفة منهم إلى أنه حقيقة لأن كلا من معانيه موضوع له فكان مستعملا في الموضوع له، وهذا هو الحقيقة. وقال الآخرون منهم إنه مجاز وأن لفظ المشترك ليس بموضوع لمجموع المعنيين، وإلّا لما كان استعماله في أحدهما على سبيل الانفراد حقيقة، ضرورة أنّه لا يكون نفس الموضوع له بل جزؤه، واللازم باطل بالاتفاق فثبت أنه ليس بموضوع للمجموع، فلم يكن حقيقة. واستدل الشافعي على إرادة العموم من المشترك بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الخ بأنّ الصلاة مشتركة بين الرحمة والاستغفار والدعاء. وفي الآية الرحمة والاستغفار كلاهما مرادان من لفظ واحد وهو يصلّون، لأن الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار. والجواب عن هذا الاستدلال أنّ الآية سيقت لإيجاب اقتداء المؤمنين بالله وملائكته، ولا يصحّ ذلك إلّا بأخذ معنى عام شامل للكل وهو الاعتناء بشأنه صلى الله عليه وسلم، فيكون المعنى: الله وملائكته يعتنون بشأن النبي يا أيها المؤمنون اعتنوا أنتم أيضا بشأنه، وذلك الاعتناء من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء. فالصلاة هاهنا لمعنى الاعتناء سواء كان حقيقة أو مجازا، وهو مفهوم واحد ومعنى عام، لكن يختلف باختلاف المحال فكانت لها أفراد مختلفة بحسب اختلاف نسبة الصلاة إليها. وعند الإمام لا يجوز استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد لا حقيقة لما مرّ، ولأن الوضع تخصيص اللفظ للمعنى، فكلّ وضع في المشترك يوجب أن لا يراد به إلّا هذا المعنى الموضوع له، ويوجب أن يكون هذا المعنى تمام الموضوع له. فإرادة المعنى الآخر ينافي الوضع للمعنى الأول، فلا يكون استعماله في كلا المعنيين بالوضع، فلم يكن حقيقة ولا مجازا لأنه إذا استعمل في أكثر من معنى واحد فقد استعمل في الموضوع له وغير الموضوع له أيضا، لأنّ كل واحد من المعنيين موضوع له باعتبار وضع اللفظ لذلك المعنى، وغير الموضوع له باعتبار وضعه للمعنى الآخر، فلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز، وهو لا يجوز عند الإمام الأعظم، فبطل استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد. هذا خلاصة ما في التوضيح والتلويح وحاشية المبين والحسن على السلّم.

فائدة:
إذا دار اللفظ بين أن يكون مشتركا أو مجازا كالنّكاح، فإنه يحتمل أن يكون حقيقة في الوطء مجازا في العقد، وأنه مشترك بينهما، فليحمل على المجاز لأنه أقرب.

فائدة:
جوّز الشافعي وأبو بكر الباقلاني وبعض المعتزلة كالجبائي وعبد الجبار وغيرهم أن يراد بالمشترك كلّ واحد من معنييه أو معانيه بطريق الحقيقة إذا صحّ الجمع بينهما، كاستعمال العين في الباصرة والشمس، لا كاستعمال القرء في الحيض والطهر معا، إلّا أنّ عند الشافعي وأبي بكر متى تجرد المشترك عن القرائن الصارفة إلى أحد معنييه أو معانيه وجب حمله على جميع المعاني كسائر الألفاظ العامة، وعند الباقين لا يجب، فصار العام عندهم قسمين:
قسم متفق الحقيقة وقسم مختلفها، وعند بعض المتأخرين يجوز إطلاقه عليهما مجازا حقيقة.
وعند الحنفية وبعض المحققين وجميع أهل اللغة وأبي هاشم وأبي عبد الله البصري يصح ذلك لا حقيقة ولا مجازا.

قنن

قنن
: ( {القَنُّ: تَتَبُّعُ الأَخْبارِ؛ قيلَ: الصَّوابُ فِيهِ القسُّ بالسِّيْن.
(والقَنُّ: (التَّفَقُّدُ بالبَصَرِ؛ وَمِنْه} القِنْقِنُ {والقُناقِنُ للمُهَنْدِسِ.
(والقَنُّ: (الضَّرْبُ بالعَصا، قيل: الصَّوابُ فِيهِ القفنُ.
(} والقُنُّ، (بالضَّمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ؛ وَفِي بعضِ النسخِ: الحَبْلُ بالحاءِ المُهْمَلةِ وسكونِ الموحَّدَةِ.
(! والقِنُّ، (بالكسْرِ: عَبْدٌ مُلِكَ هُوَ وأَبَواهُ للواحِدِ والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا الأَعْرَفُ، (أَو يُجْمَعُ {أَقْناناً} وأَقِنَّةً، الأَخيرَةُ نادِرَةً؛ قالَ جريرٌ:
إنَّ سَلِيطاً فِي الخَسَارِ إِنَّهْأَبْناءُ قوْمٍ خُلِقُوا {أَقِنَّهْ (أَو هُوَ الخالِصُ العُبودَةِ بَيِّنُ} القُنُونَةِ {والقَنانَةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وَعَن اللّحْيانيِّ: بَيِّنُ} القَنانَةِ أَو {القِنَانَةِ.
(أَو الَّذِي وُلِدَ عنْدَكَ وَلَا تَسْتَطِيعُ إخْراجَه عَنْكَ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وحُكِي عَن الأصْمعيِّ: لسْنا بعَبيدِ} قِنَ ولكنَّا عَبيدُ مَمْلُكة، مُضافَانِ جَمِيعاً.
وقالَ أَبو طالِبٍ: قوْلُهم عبدٌ قِنٌّ، قالَ الأصْمعيُّ: {القِنُّ الَّذِي كانَ أَبُوهُ مَمْلوكاً لمَوالِيه، فَإِذا لم يكنْ كذلِكَ فَهُوَ عبدُ مَمْلَكةٍ، وكأنَّ القِنَّ مأْخُوذٌ من القِنْيَةِ وَهِي المِلْكُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: ومِثْلُه الضِّحُّ لنُورِ الشمْسِ وأَصْلُه ضِحْيٌ.
وقالَ ثَعْلَب: مَنْ مُلِكَ وأَبَواهُ من} القُنَانِ وَهُوَ الكُمُّ يقولُ: كأَنَّه كُمِّه هُوَ وأَبَواهُ.
( {والقِنَّةُ، بالكسْرِ: (قُوَّةٌ من قُوَى الحَبْلِ، أَو يَخُصُّ القُوَّةَ من قُوَى حَبْلِ (اللِّيفِ.
قالَ الأصْمعيُّ: وأَنْشَدَنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري:
يَصْفَحُ} للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبَاصَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْب اوالجَمْعُ {قِنَنٌ.
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي مُسْتشْهداً بِهِ على} القِنَّةِ ضَرْبٍ من الأَدْوِيَةِ.
((و) ! القِنَّةُ: (دَواءٌ م) مَعْروفٌ (فارِسِيَّتُه بيرْزَدْ؛ بكسْرِ الباءِ الفارِسِيَّةِ؛ (مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ، مفَشَ للرِّياحِ، نافِعٌ من الإِعْياءِ والكُزَازِ والصَّرْعِ والصُّداعِ والسَّدَدِ (ووَجَعِ السِّنِّ المُتَأكِّلَةِ والأُذُنِ واخْتِنَاقِ الرَّحِمِ تِرْياقٌ للسِّهامِ المَسْمومَةِ ولجميعِ السُّمومِ، ودُخانُه يَطْرُدُ الهَوَامَّ.
((و) {القُنَّةُ، (بالضمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ.
(وأَيْضاً: (قُلَّةُ الجَبَلِ، وَهُوَ أَعْلاهُ، زِنَةً ومعْنًى.
(وقيلَ: هُوَ (المُنْفَرِدُ المُسْتَطِيلُ فِي السَّماءِ وَلَا يكونُ إلاَّ أَسْوَدَ.
وَفِي المُحْكَمِ: وَلَا تكونُ القُلَّةُ إلاَّ سَوْداءَ.
(أَو الجَبَلُ السَّهْلُ المُسْتَوِي المُنْبَسِطُ على الأَرضِ؛ ج} قُنَنٌ) ، كصُرَدٍ، ( {وقِنانٌ، بالكسْرِ، (} وقُنُونٌ، بالضَّمِّ، {وقُنَّاتٌ؛ وشاهِدُ} قِنانٌ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
كأنَّنا {والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنامَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيم ُوشاهِدُ} قُنُونٌ، أَنْشَدَه ثَعْلَب:
وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَنْ يكونابَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِيناتَخالُ فِيهِ {القُنَّةَ} القُنُونا (و) {قُنَّةُ: (ع قُرْبَ جَوْمَةِ الدَّرَّاجِ وبينَ حَوْمانَة وبَيْنَ أَفْراق الغرَّاف.
(} واقْتَنَّ، كاحْمَرَّ: (انْتَصَبَ. يقالُ: {اقْتَنَّ الوَعِلُ: إِذا انْتَصَبَ على} القُنَّةِ؛ أَنْشَدَ الأصْمعيُّ لأبي الأَخْزَرِ الحِمَّانيّ:
لَا تَحْسَبِي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِوالرَّحْلَ {يَقْتَنُّ} اقْتِنانَ الأَعْصَم ِسَوْفَكِ أَطْرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِوقالَ يَزيدُ بنُ الأَعْورِ الشَّنِّيُّ:
كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما! اقْتَنَّا ( {كاقْتَأَنَّ، كاقْشَعَرِّ، والهَمْزَةُ زائِدَةٌ، ومَوْضِعُ ذِكْرِه فِي قتن، وَقد تقدَّمَ، وَهُوَ مِثْلُ كَبَنَ واكْبَأَنَّ.
(و} اقْتَنَّ:.
(واتَّخَذَ {قِنّاً) ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
((و) } اقْتَنَّ: (سَكَتَ مطرقاً.
( {والقُنَانُ، كغُرابٍ رِيحُ الإِبْطِ عامَّةً؛ وقيلَ: هُوَ أَشَدُّ مَا يكونُ مِنْهُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ (الصُّنَانُ عنْدَ الناسِ، وَلَا أَعْرِفُ القُنانَ.
((و) } القُنَانُ: (كُمُّ القَميصِ، يَمانِيَّةٌ، ( {كالقَنانِ، بالفتْحِ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} كالقُنِّ بالضَّمِّ.
((و) {قَنَانُ، (بالفتْحِ: اسمُ مَلِكٍ كانَ يأْخُذُ كلَّ سَفينَةٍ غَصْباً؛ وضَبَطَه الرَّضيّ الشَّاطبيُّ بالضَّمِّ.
(أَو هُوَ هُدَدُ بنُ بُدَدَ.
وَفِي تَفْسيرِ البَيْضاوي: اسْمُه جُلُنْدي بنُ كركر؛ وقيلَ: مغولةُ بنُ جُلُنْدي الأَزدِيُّ.
((و) } قَنَانٌ: (جَبَلٌ لأسَدٍ بآل نَجْدٍ؛ قالَ زهيرٌ:
جَعَلْن {القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُوكم} بالقَنانِ من مُحِلَ ومُحْرِمِ (وأَبو {قَنَانٍ: عابدٌ تَمِيمِيٌّ.
(} والقِنِّينُ، كسِكِّينٍ: الطُّنْبُورُ بالحَبَشِيَّةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ الزَّجَّاجيُّ: طُنْبُورُ الحَبَشَةِ. وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّ اللهَ حرَّم الخَمْرَ والكُوبَة {والقِنِّينَ) .
(وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ:} القِنِّينُ: (لُعْبةٌ للرُّومِ يُتَقامَرُ بهَا؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ.
(وابنُ! القُنِّيِّ، بالضَّمِّ: مُحدِّثٌ؛ وَهُوَ أَبو مُعاذ عبدُ الغالِبِ بنُ جَعْفَرٍ الضَّراب، سَمِعَ محمدَ بنِ إسْماعيل الوَرَّاق، وَعنهُ الخَطِيبُ؛ وابْنُه عليّ.
قالَ الخَطِيبُ: سَمِعَ ببَغْدادَ أَبا أَحمدَ الفَرَضِيَّ وأَبا الصَّلْت الْمُجبر، وبدِمَشْقَ: عَبْد الرَّحمان بن أَبي نَصْر، وبمِصْرَ: ابْن النحَّاس، ورَافَقَني إِلَى خُراسانَ.
( {والقَانونُ: مِقْياسُ كلِّ شيءٍ وطَرِيقُه، (ج} قَوانِينُ؛ قيلَ: رُومِيَّةٌ؛ وقيلَ: فارِسِيَّةٌ.
وَفِي المُحْكَم: أُرَاها دَخِيلةً.
وَفِي الإِصْطِلاحِ: أَمْرٌ كُلِّيٌّ يَنْطَبقُ على جَمِيعِ جُزْئِيَّاتِه الَّتِي تَتَعرَّف أَحْكامَها مِنْهُ كقَوْلِ النُّحاة الفاعِلُ مَرْفوعٌ والمَفْعولُ مَنْصوبٌ.
((و) {قانونُ: (ع بينَ دِمَشْقَ وبَعْلَبَكَّ، عَن نَصْر.
(} والقُناقِنُ، بالضَّمِّ: البَصيرُ بالماءِ فِي حَفْرِ القُنِيِّ.
وقيلَ: هُوَ البَصيرُ بالماءِ تَحْت الأرْضِ، (ج {قَناقِنُ، (بالفتْحِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: القُناقِنُ البَصيرُ بحَفْرِ المِياهِ واسْتْخراجِها؛ قالَ الطرمَّاحُ:
يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغ من خَشْيةِ الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ اسْتِماعَ} القَناقِنِ {القُناقِنُ: المُهَنْدسُ الَّذِي يَعْرفُ مَوْضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ؛ وأَصْلُه بالفارِسِيَّةِ وَهُوَ مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِن الحَفْرِ من قَوْلِهم بالفارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ، أَي احْفِرْ احْفِرْ.
سُئِلَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمنُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قالَ: لأنَّه كانَ} قُناقِناً يَعْرفُ مَواضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ.
وقيلَ:! القُناقِنُ: هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ فيَعْرفُ مقدارَ الماءِ فِي البِئْرِ قَرِيباً أَو بَعِيداً.
( {والقِنْقِنُ، بالكسْرِ: (صَدَفٌ بَحْرِيٌّ، الواحِدَةُ} قِنْقِنَةُ (بهاءٍ.
((و) {القِنْقِنُ: (جُرَذٌ كِبارٌ.
((و) } القِنْقِنُ: (الدَّليلُ الهادِي البَصيرُ.
( {واسْتَقَنَّ: أَقامَ مَعَ غَنَمِه يَشْرَبُ أَلْبانَها ويكونُ مَعهَا حيثُ ذَهَبَتْ؛ قالَ الأعْلَم الهُذَليُّ:
فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ} مُسْتَقِنّاً لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُقالَ الأَزْهرِيُّ: أَي مُسْتَخْدِماً امْرأَةً كأنَّها ضَبُعٌ؛ ويُرْوَى: مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً.
((و) {اسْتَقَنَّ (بالأَمْرِ: اسْتَقَلَّ، النُّونُ بَدَلٌ عَن اللامِ.
(} والقَنَنُ: السَّنَنُ، زِنَةٌ ومعْنًى وكذلِكَ القَمَنُ بالميمِ.
( {والقِنِّينَةُ، كسِكِّينَةٍ: إناءٌ من زُجاجٍ للشَّرابِ، وَلم يُقيِّدْه الجَوْهرِيُّ بالزجَّاجِ، والجَمْعُ} قِنَانٌ، نادِرٌ.
وقيلَ: وِعاءٌ يُتَّخَذُ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخِلُه بحَواجِزَ بينَ مَواضِع الآنِيَةِ على صيغَةِ القَشْوةِ.
( {والقِنَّانَةُ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ: (نَهْرٌ بسَوادِ العِراقِ.
(} وقَنُوناً، بضمِّ النونِ: (وادٍ بالسَّراةِ.
وقالَ نَصْر: جَبَلٌ فِي بِلادِ غَطَفانَ، واخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فقيلَ: فَعُولا، وقيلَ: فَعَوْعَل، وسَيَأْتي فِي قرى.
(! وقُنَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بدِمَشْقَ، وسَيَأْتي للمصنِّفِ قَرِيباً مِثْلَ ذلكَ فِي قَنَى، فأَحدُهما تَصْحيفٌ عَن الآخَرِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {قُنَّةُ كلِّ شيءٍ: أَعْلاهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَما ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُهاعلى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَماوقالَ ابنُ شُمَيْل:} القُنَّةُ: الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وَهِي القارَّةُ لَا تُنْبِتُ شَيْئا.
{واقْتِنانُ الرَّحل: لُزومُه ظهْرَ البَعيرِ.
} والمُسْتَقِنُّ: المُسْتَخْدِمُ.
{والقَنَاني: أَوْعِيةٌ مِن زُجاجٍ يُتَّخَذُ فِيهَا الشَّرابُ؛ وَمِنْه قطر القناني.
} والتَّقْنِينُ: الضَّرْبُ {بالقِنِّينِ، وَهُوَ طُنْبُورُ الحَبَشةِ، وَهُوَ} القَانونُ؛ وَمِنْه قولُ بعضِ المُولِّدِين:
أفدى رشا أسمعني {القانونا من حَاجِب أَزجّ ألْقى نونا} والقانونُ: كتابٌ للرَّئِيسِ أَبي عليِّ بنِ سِينا، ينْقلُ مِنْهُ المصنِّفُ بعضَ الطُّبِّياتِ.
{والقَوانِينُ: الأُصولُ.
وأَشْرافُ اليَمَنِ: بنُو جُلُنْدَى بنِ} قُنَان، بالضمِّ.
وبنُو {قَنانٍ: بَطْنٌ مِن الْحارِثِ بنِ كَعْبٍ.
} وقَنانُ بنُ سَلَمَةَ: فِي مَذْحجٍ مِنْهُم: ذُو الغصةِ الحُصَيْنُ بنُ يَزِيد بنِ شَدَّادِ بنِ قنانٍ، عاشَ مِائَةَ سَنَة، ولابْنِه قَيْس وِفادَةٌ، وإخْوتُه عَمْرُو وزِيادُ ومالِكُ بنُو الحُصَيْنِ يقالُ لَهُم فَوارِسُ الأَرْباعِ.
وبنُو! قُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من تَغْلب، حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ أَيْضاً: جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني {قُنَيْن ِومن حِسابٍ بَينهم وبَيْني وأَنْشَدَ:
كأَنْ لم تُبَرَّكْ} بالقُنَيْنيَّ نِيبُهاولم يُرْتَكَبْ مِنْهَا لرَمْكاءَ حافِل ُوابنُ {قَنانٍ، كسَحابٍ: رجُلٌ مِن الأَعْرابِ.
} والقِنْقِنُ، بالكسْرِ: المُهَنْدسُ.
{وقُنَّةُ الحَجَرِ: قُرْبَ مَعْدنِ بَني سُلَيْم.
} وقُنَّةُ الحُمُرِ: قُرْبَ حِمَى ضريَّةَ؛ وجَبَلٌ فِي دِيارِ أَسَدٍ مُتَّصِلٌ {بالقنانِ.
} وقُنَّةُ إياد: فِي دِيارِ الأَزْدِ.
وأَبو نَصْر محمدُ بنُ أَحمدَ {القَنانيُّ، بالفتْحِ، الكاتِبُ، ويُعْرَفُ بابنِ موسَى، عَن الحافظِ أَبي نَصْر، سَنَة 600، ذَكَرَه الفَرَضِيُّ.
وعبدُ الرَّحمانِ بنُ عبدِ الرَّحيمِ بنِ سعْدِ اللهِ بنِ} قَنانٍ {القَنانيُّ عَن ابنِ كليبٍ، ذَكَرَه مَنْصور.
ودَيْر} ُقُنَّى، بالضمِّ والتَّشْديدِ مَقْصوراً: مَوْضِعٌ ببَغْداد إِلَيْهِ نُسِبَ إبراهيمُ بنُ أَحمدَ الكاتِبُ القُنَّانيُّ عَن الولِيدِ بنِ القاسِمِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحمدَ بنِ عليَ! القُنَّانيُّ عَن ابنِ الطلابَة، وابْنُه أَبو بكْرٍ أَحمدُ سَمِعَ عَن أَبيهِ؛ والحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الرَّحمانِ بنِ موسَى {القَنانيُّ عَن أَبي ثاتيل.
وأَبو الفضْلِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ حُطَيطٍ الكُوفيُّ يُعْرَفُ بابنِ} قِنِّينَةَ، كسِكِّينَة، رَوَى عَن أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ الحُسَيْنِ الخَثْعَميِّ قَيَّده السَّلَفيُّ.
وأَبو عليَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ {قُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، عَن أَبي جَعْفرِ بنِ المسلمةِ.
وعليُّ بنُ محمدِ بنِ قُنَيْنٍ الكُوفيُّ الخَرَّاز عَن أَبي طاهِرِ بنِ الصبَّاغِ.
وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ أَبي الليْثِ الرَّاذَانيُّ المُقْرىءُ صاحِبُ سبط الخيَّاط، لَقَبُه} ال
(قنن) وضع القوانين (مو)
[قنن] نه: فيه: إن الله حرم الكوبة و «القنين»، هو بالكسر والتشديد لعبة للروم يقامرون بها، وقيل: هو الطنبور بالحبشية، والتقنين الضرب بها. وفيه: لم نكن عبيد «قن» إنما كنا عبيد مملكة، القن الذي ملك هو وأبواه، وعبد المملكة هو الذي ملك هو دون أبويه، يقال: عبد قن، وعبدان قن، وعبيد قن، وقد يجمع على أقنان وأقنة.
(قنن) - في حديث عُمَر : "لم نَكُن عَبِيدَ قِنٍّ، إنّما كُنَّا عَبِيدَ مَمْلكة"
بمعنى القِنَانَةِ. يقال: عَبْدَان قِنٌّ، وعَبِيدٌ قِنٌ، كفِطْرٍ. وعن أبي عَمْرو: "أقْنَانٌ"، وعن أبى سَعِيد الضَّرير: "أقِنَّةٌ": وهو الذي مُلِك ومُلِكَ أَبوَاه؛ من القِنَّةِ.
وعَبْد المَمْلكة: هو المَسْبِيُّ وأبوَاه حُرَّان
(ق ن ن) : (الْقِنُّ) مِنْ الْعَبِيدِ الَّذِي مُلِكَ هُوَ وَأَبَوَاهُ وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ وَقَدْ جَاءَ قَنَانٌ أَقْنَانُ أَقِنَّةٌ وَأَمَّا أَمَةٌ قِنَّةٌ فَلَمْ نَسْمَعْهُ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَبْدٌ قِنٌّ أَيْ خَالِصُ الْعُبُودَةِ وَعَلَى هَذَا صَحَّ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ لِأَنَّهُمْ يَعْنُونَ بِهِ خِلَافَ الْمُدَبَّرِ وَالْمُكَاتَبُ.
ق ن ن : الْقِنُّ الرَّقِيقُ يُطْلَقُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى أَقْنَانٍ وَأَقِنَّةٍ قَالَ الْكِسَائِيُّ الْقِنُّ مَنْ يُمْلَكُ هُوَ وَأَبَوَاهُ وَأَمَّا مَنْ يُغْلَبُ عَلَيْهِ وَيُسْتَعْبَدُ فَهُوَ عَبْدُ مَمْلَكَةٍ وَمَنْ كَانَتْ أُمُّهُ أَمَةً وَأَبُوهُ عَرَبِيًّا فَهُوَ هَجِينٌ.

وَالْقَانُونُ الْأَصْلُ وَالْجَمْعُ قَوَانِينُ. 
ق ن ن: (الْقِنُّ) الْعَبْدُ إِذَا مُلِكَ هُوَ وَأَبَوَاهُ يَسْتَوِي فِيهِ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ وَرُبَّمَا قَالُوا عَبِيدٌ (أَقْنَانٌ) ثُمَّ يُجْمَعُ عَلَى (أَقِنَّةٍ) . وَ (الْقُنَّةُ) بِالضَّمِّ أَعْلَى الْجَبَلِ مِثْلُ الْقُلَّةِ وَالْجَمْعُ (قِنَانٌ) مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَ (قُنَنٌ) وَ (قُنَّاتٌ) . وَ (الْقِنِّينَةُ) بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ مَا يُجْعَلُ فِيهِ الشَّرَابُ وَالْجَمْعُ (قَنَانِيُّ) . وَ (الْقَوَانِينُ) الْأُصُولُ الْوَاحِدُ (قَانُونٌ) وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.

قنن


قَنَّ(n. ac. قَنّ)
a. Observed, scrutinized, examined.

إِقْتَنَنَa. Was quiet, silent.
b. Bought a slave.
c. Stood upright.

إِسْتَقْنَنَ
a. [Bi], Undertook.
قِنّ
(pl.
أَقْنِنَة
أَقْنَاْن
38)
a. Slave.

قِنَّة
(pl.
قِنَن)
a. Strand, plait.

قُنّa. see 3t (a)b. Hen-house.

قُنَّة
(pl.
قُنَن قِنَاْن
& reg. )
a. Mound.
b. Top, summit.

قَنَنa. Manner, fashion. —
قِنَاْنَة
23t
قُنَاْنَة
قُنُوْنَة
Slavery, servitude.
قِنِّيْن
G.
a. see 40 (c)
قِنِّيْنَة
(pl.
قَنَاْنِيّ)
a. Bottle; phial; can.

قَاْنُوْن
(pl.
قَوَاْنِيْنُ), G.
a. Rule; law; canon; regulation.
b. Custom, usage.
c. Cithern, harp.
d. [ coll. ], Penance.
قَاْنُوْنِيّa. Regular; canonical; legal.

إِقْتَأَنَّ
a. see VIII (c)
ق ن ن

الأنوق تبيض في قنّة الجبل وفي قنن الجبال. وعبد قنٌّ: ملك هو وأبواه، وقيل: هو من القنية وهو عكس التقضّي، وأمةٌ قنٌّ وكذلك الجميع، وقيلك عبيد أقنّةٌ. قال جرير

إن سليطاً في الخسار إنّه ... أولاد قومٍ خلقوا أقنّه

واقتنّ فلان: اتخذ قناً. وشمّر قنان ثوبك: كمه. وعن ابن دريد: ردنه نجدية. وعندي قنينة: وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز بين مواضع الآنية على صنعة القشوة. ورجل قناقن: يعرف مقدار الماء في باطن الأرض فيحفر عنه. قال الطّرماح:

يخافتن بعض المضغ من خشية الردى ... وينصتن إنصات الرجال القناقن

وصف بقراً راعياً.

ومن المجاز: إنه لقن مال: قائم به مصلح له كأنه عبد مال. وإنه لقناقن إذا كان لا يخفى عليه شيء.
[قنن] القِنُّ: العبدُ إذا مُلِكَ هو وأبواه، ويستوي فيه الاثنان والجمع والمؤنَّث. وربَّما قالوا عبيدٌ أقْنانٌ، ثمَّ يجمع على أقِنَّةٍ. وينشد لجرير: أولاد قوم خلقوا أقنة * وقُنُّ القميص وقُنانَهُ بالضم: كُمّه. والقُنانُ أيضاً: ريح الإبط أشدَّ ما تكون. أبو عبيد: القِنَّةُ بالكسر: قوَّة من قِوى حبل الليف، وجمعها قِنَنٌ. والقِنَّةُ أيضاً: ضربٌ من الأدوية، وهو بالفارسية " بيرْزَذْ ". والقُنَّةُ بالضم: أعلى الجبل، مثل القُلَّة. قال: أمَا ودماءٍ مائراتٍ تخالُها * على قُنَّةِ العزَّى وبالنسر عندما والجمع قنان، مثل برمة وبرام، وقنن وقُنَّاتٌ. واقْتَنَّ الوعل، إذا انتصبَ على القنة. وأنشد الاصمعي :

والرحل يقتن اقتنان الاعصم * والقنان: جبل لبنى أسد. قال زهير: * وكم بالقنان من محل ومحرم * والقنقن بالكسر: ضرب من الجرذان: والقِنْقِنُ أيضاً: الدليل الهادي، والبصير بالماء في حفر القُنِيِّ، وكذلك القُناقِنُ بالضم، والجمع القَناقِنُ بالفتح. والقنينة بالكسر والتشديد: ما يُجعل فيه الشراب ; والجمع القَنانِيُّ. والقوانينُ: الأصول , الواحد قانونٌ، وليس بعربي.
قنن
قَنَّنَ يُقَنِّن، تقْنِينًا، فهو مُقَنِّن، والمفعول مُقَنَّن (للمتعدِّي)
• قَنَّنَ المُشَرِّعُ: وضع القوانين ودوَّنها.
• قَنَّنَ العملَ: وضع قوانينَه ودوَّنها "قنَّن اللُّغَةَ".
• قَنَّنَ الطَّعامَ: أعطاه بتقتير. 

قانون [مفرد]: ج قوانينُ:
1 - مقياس كلِّ شيء وطريقه "قانون جماليّ/ أدبيّ".
2 - نظام "القانون الأساسيّ للشركة- قانون الموظَّفين/ السير/ السجون" ° قوانين الطبيعة: ظواهرُها.
3 - قواعد وأحكام تتّبعها النّاسُ في علاقاتهم المختلفة وتنفِّذها الدّولةُ أو الدول بواسطة المحاكم "خالف القانون- يخاطب القانون الجميع بفمٍ واحد- وفقًا لقوانين الحرب وعرفها- إلحاح الحاجة لا يعترف بالقانون [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الضرورات تبيح المحظورات- من خرق القانون لمنفعتك خرقه غدًا لخراب بيتك [مثل] " ° أهل القانون: القضاة والمحامون- خارج على القانون: متمرِّد عاصٍ على نهج القانون- رَجُل قانون: مُشَرِّع- سُلْطَة القانون: قدرته على فرض احترامه- قانونًا: بموجب القانون- قانون الغاب: تحكُّم القويّ في الضعيف، استخدام القوّة دون الرجوع إلى القانون- كلمته قانون: لا يرجع فيها- مِن الوجهة القانونيّة: قرار معلَّل قانونًا- وُضِعَ تحت طائلة القانون: تحت حكمه وعقوبته.
4 - (سق) آلة موسيقيّة وتريَّة مكونة من 30 إلى 40 وترًا مشدودة إلى طرفي صندوق خشبيّ مسطح.
• القانون التِّجاريّ: (قن) فرع من القانون الخاصّ يتمّ بموجبه تنظيم المعاملات التِّجاريّة وأعمال التّجار والمؤسّسات والشّركات التّجاريّة والمصارف.

• قانون إداريّ: (قن) فرع من القانون العام يتناول سير الإدارة العامة وعلاقاتها بالأفراد.
• قانون العقوبات: (قن) مجموع التشريعات التي تحدِّد نظامَ العقوبات المفروضة على مرتكبي المخالفات والجنح.
• قانونٌ دستورِيٌّ: (قن) فرع من القانون العام يحدِّد ترتيب السلطات العامّة وعلاقات بعضــها بــبعض وصلات المواطنين بها.
• قانون دوليّ عامّ: (قن) مجموع القواعد التي تلتزمها الدول في علاقاتها بعضــها بــبعض.
• قانون ضريبيّ: (قن) فرع من القانون العام خاصّ بالضرائب وبتنظيم جبايتها.
• قانون عُرْفيّ: (قن) القواعد القانونيّة التي أقرّتها العادات وتعارف عليها الناسُ.
• قانون عمل: (قن) مجموع القواعد التي تنظِّم علاقات أرباب العمل بالعمَّال.
• قانون مدنيّ: (قن) فرع من القانون الخاصّ يتناول حالة الأفراد وأهليّتهم والميراث ونقل الممتلكات والعقود والموجبات.
• قانون الأحوال الشَّخصيَّة: (قن) قانون ينظم علاقة الفرد بالأسرة من نكاح وطلاق وميراث ونحوها.
• قانون المرافعات المدنيّة: (قن) أصول المحاكمات المدنيّة.
• مشروع قانون: نصٌّ يقترحه وزير ويقدّمه إلى الهيئة التشريعيّة للموافقة عليه وإقراره.
• قانون جنائيّ: ما يخصّ الجنايات من أحكام وقواعد. 

قانونِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قانون: "سلطة/ يمين/ لائحة قانونيّة- يشعر بعدم صحّة المعاهدة من الوجهة القانونيّة- دورة قانونيّة للبرلمان" ° المحاسب القانونيّ: محاسب عام مُعْتَرَف بشهادته.
2 - مطابق للقانون معترفٌ به "حُكم/ صيدليّ قانونيّ- تعديل نص قانونيّ".
• النِّصاب القانونيّ: أقلّ عدد مطلوب من الأعضاء للحضور في الاجتماع لكي يكون قانونيًّا. 

قِنّ [مفرد]: عبد ابن عبد. 

قِنِّينة [مفرد]: ج قنِّينات وقنانٍ وقَنانِيُّ: (كم) إناء زجاجيّ ذو رقبة يُستعان بها لملئه وسدِّه، يُستخدم لحفظ الموادّ الكيميائيّة السَّائلة في المختبرات "وقعت قنِّينة الدَّواء، وانكسرت". 
(ق ن ن) و (ق ن ق ن)

والقن: العَبْد الَّذِي ملك هُوَ وَأَبوهُ، وَكَذَا الِاثْنَان والجميع، هَذَا الاعرف.

وَقد حكى فِي جمعه: أقنان وأقنة، الْأَخِيرَة نادرة وَقَالَ جرير:

إِن سليطا فِي الخسار إِنَّه ... أَبنَاء قوم خلقُوا أقنة

وَالْأُنْثَى: قن، بِغَيْر هَاء.

وَقَالَ اللحياني: العَبْد الْقِنّ: الَّذِي ولد عنْدك وَلَا يَسْتَطِيع أَن يخرج عَنْك.

وَحكى عَن الْأَصْمَعِي: لسنا بعبيد قن وَلَكنَّا عبيد مملكة، مضافان جَمِيعًا.

واقتن قِنَا: اتَّخذهُ، عَن اللحياني أَيْضا.

وَقَالَ: إِنَّه لقن بَين القنانة أَو القنانة.

والقنة: الْقُوَّة من قوى الْحَبل، وَخص بَعضــهم بِهِ: الْقُوَّة من قوى الْحَبل الليف. قَالَ: يصفح للقنة وَجها جأبا

والقنة: الْجَبَل الصَّغِير.

وَقيل: هُوَ الْجَبَل السهل المستوي المنبسط على الأَرْض.

وَقيل: هُوَ الْجَبَل الْمُنْفَرد والمستطيل فِي السَّمَاء. وَلَا تكون القنة إِلَّا سَوْدَاء.

وقنة كل شَيْء: أَعْلَاهُ. وَالْجمع من كل ذَلِك: قنن، وقنان، وقنات، وقنون، وانشد يَعْقُوب:

وهم رعن الْآل أَن يَكُونَا ... بحرا يكب الْحُوت والسفينا

تخال فِيهِ القنة القنونا ... إِذا جرى نوتية زفونا

أوقر مَلِيًّا هابعا ذقونا

وَنَظِير قَوْلهم: قنة وقنون: بدرة وبدور، ومأنة ومؤون، إِلَّا أَن قَاف قنة مَضْمُومَة.

والاقتنان: الانتصاب. قَالَ:

لَا تحسبي عض النسوع الأزم

والرحل يقتن اقتنان الأعصم

سوفك أَطْرَاف النصي الانعم

وانشده أَبُو عبيده " والرحل ". بِالرَّفْع، وَهُوَ خطأ، إِلَّا أَن يُرِيد الْحَال.

وَقَالَ يزِيد بن الاعور الشني:

كالصدع الأعصم لما اقتنا

والمستقن: الَّذِي يُقيم فِي الْغنم يشرب البانها. قَالَ: فشايع وسط ذودك مستقنا ... لتحسب سيدا ضبعا تنول

ويروى: " مقتئنا " و" مقبئنا " فَأَما المقتئن: فالمنتصب، والهمزة زَائِدَة، وَنَظِيره: كبن واكبان. وَأما المقبئن: فالمنتصب أَيْضا، وَهُوَ بِنَاء عَزِيز لم يذكرهُ صَاحب الْكتاب وَلَا استدرك عَلَيْهِ، وَإِن كَانَ قد استدرك عَلَيْهِ اخوه، وَهُوَ: المهوئن.

والمقتن: المنتصب أَيْضا.

والقنينة: وعَاء يتَّخذ من خيزران أَو قضبان قد فصل دَاخله بحواجز بَين مَوَاضِع الْآنِية على صِيغَة القشوة.

والقنينة من الزّجاج: الَّذِي يشرب فِيهِ. وَالْجمع: قنان، نَادِر والقنين طنبور البشة. عَن الزجاجي.

وقانون كل شَيْء: طَرِيقه ومقياسه، وأراها دخيلة.

وقنان الْقَمِيص، وقنه: كمه.

والقنان: ريح الْإِبِط عَامَّة. وَقيل: هُوَ اشد مَا يكون مِنْهُ.

وقنان: اسْم ملك كَانَ يَأْخُذ سفينة غصبا.

وأشراف الْيمن بَنو جلندي بن قنان.

والقنان: اسْم جبل بِعَيْنِه.

وَبَنُو قنان: بطن من بلحارث بن كَعْب.

وَبَنُو قنين: بطن من بني ثَعْلَب. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

جهلت من دين بني قنين ... وَمن حِسَاب بَينهم وبيني

وانشد أَيْضا:

كَأَن لم تبرك بالقنيني نيبها ... وَلم يرتكب مِنْهَا لرمكاء حافل

والقنقن، والقناقن: الْبَصِير بِالْمَاءِ تَحت الأَرْض. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ فَارسي مُعرب. وَقيل: هُوَ مُشْتَقّ من الْحفر، وَمن قَوْلهم بِالْفَارِسِيَّةِ: كن كن: أَي احْفِرْ احْفِرْ. وَقيل: القناقن: هُوَ الَّذِي يسمع فَيعرف مِقْدَار المَاء فيالبئر، قَرِيبا أَو بَعيدا.

والقنقن: ضرب من صدف الْبَحْر.

قنن: القِنُّ: العبد للتَّعْبيدَةِ. وقال ابن سيده: العبد القِنُّ الذي

مُلِكَ هو وأَبواه، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، هذا الأَعراف، وقد حكي

في جمعه أَقْنانٌ وأَقِنَّة؛ الأَخيرة نادرة؛ قال جرير:

إِنَّ سَلِيطاً في الخَسارِ إِنَّهْ

أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ

والأُنثى قِنٌّ، بغير هاء. وقال اللحياني: العبد القِنُّ الذي وُلِدَ

عندك ولا يستطيع أَن يخرج عنك. وحكي عن الأَصمعي: لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ

ولكنا عبيدُ مَمْلُِكة، مضافان جميعاً. وفي حديث عمرو بن الأَشْعَثِ: لم نَكن

عبيدَ قِنٍّ إِنما كنا عبيدَ مَمْلكة. يقال: عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ

وعبيدٌ قِنٌّ. وقال أَبو طالب: قولهم عبدٌ قِنٌّ، قال الأَصمعي: القِنُّ

الذي كان أَبوه مملوكاً لمواليه، فإِذا لم يكن كذلك فهو عبدُ مَمْلَكةٍ،

وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْيَة، وهي المِلْكُ؛ قال الأَزهري:

ومثله الضِّحُّ وهو نور الشمس المُشْرِقُ على وجه الأَرض، وأَصله ضِحْيٌ،

يقال: ضَحِيتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها. قال ثعلب: عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هو

وأَبواه، من القُنَانِ وهو الكُمُّ، يقول: كأَنه في كُمِّه هو وأَبواه،

وقيل: هو من القِنْيَة إِلاَّ أَنه يبدل. ابن الأَعرابي: عبدٌ قِنٌّ خالِصُ

العُبودة، وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ

وأَقنانٌ، وغيرُه لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه. واقْتَنَنَّا قِنّاً:

اتخذناه. واقْتَنَّ قِنّاً: اتخذه؛ عن اللحياني، وقال: إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ

القَنانة أَو القِنانة. والقِنَّةُ: القُوَّةُ من قُوَى الحَبْلِ، وخَصَّ

بعضــهم به القُوَّة من قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ؛ قال الأَصمعي: وأَنشدنا أَبو

القَعْقاعِ اليَشْكُري:

يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا،

صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا

وجمعها قِنَنٌ، وأَنشده ابن بري مستشهداً به على القِنَّةِ ضربٍ من

الأَدْوية، قال: وقوله كلباً ينتصِبُ على التمييز كقوله عز وجل: كَبُرَتْ

كلمةً؛ قال: ويجوز أَن يكون من المقلوب. والقُنَّة: الجبل الصغير، وقيل:

الجبل السَّهْلُ المستوي المنبسط على الأَرض، وقيل: هو الجبل المنفرد

المستطيل في السماء، ولا تكون القُنَّة إِلا سَوْداء. وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ:

أَعلاه مثلُ القُلَّة؛ وقال:

أَما ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها،

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما

وقُنَّةُ الجبل وقُلَّتُه: أَعلاه، والجمع القُنَنُ والقُلَلُ، وقيل:

الجمع قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنَّاتٌ وقُنُونٌ؛ وأَنشد ثعلب:

وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن يكونا

بَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِينا

تَخالُ فيه القُنَّةَ القُنُونا،

إِذا جَرَى، نُوتِيَّةً زَفُونا،

أَو قِرْمِلِيّاً هابِعاً ذَقُونا

قال: ونظير قولهم قُنَّة وقُنُون بَدْرَة وبُدُورٌ ومَأْنة ومُؤُون،

إِلا أَن قاف قُنَّة مضمومة؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمة في جمعه على

قِنانٍ:كأَنَّنا، والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا،

مَوْجُ الفُراتِ، إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ،

والاقْتِنانُ: الانتصاب. يقال: اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب على

القُنَّة؛ أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ:

لا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ،

والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ،

سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ

وأَنشده أَبو عبيد: والرَّحْلُ، بالرفع؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ إِلا

أَن يريد الحال؛ وقال يَزِيدُ بن الأَعْور الشَّنِّيّ:

كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا

واقْتِنانُ الرَّحْلِ: لُزومُه ظهرَ البعير. والمُسْتَقِنُّ الذي يقيم

في الإِبل يشرب أَلبانَها؛ قال الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ:

فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً،

لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ

الأَزهري: مُسْتَقِنّاً من القِنِّ، وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من

أَلبانها ويكون معها حيث ذهبت؛ وقال: معنى قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ

أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع، ويروى: مُقْتَئِنّاً

ومُقْبَئِنّاً، فأَما المُقْتَئِنٌّ فالمُنْتَصِب والهمزة زائدة ونظيره كَبَنَ

واكْبَأَنَّ، وأَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَيضاً، وهو بناء عزيز لم يذكره

صاحب الكتاب ولا اسْتُدْرِكَ عليه، وإِن كان قد استُدْرِكَ عليه أَخوه وهو

المُهْوَئِنُّ. والمُقْتَنُّ: المُنْتَصِبُ أَيضاً. الأَصمعي: اقْتنَّ

الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب. والقِنِّينَةُ: وِعاءٌ يتخذ من

خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بين مواضع الآنية على

صِيغَةِ القَشْوة. والقِنِّينَةُ، بالكسر والتشديد، من الزجاج: الذي

يُجْعَل الشَّرابُ فيه. وفي التهذيب: والقِنِّينةُ من الزجاج معروفة ولم يذكر

في الصحاح من الزُّجاج، والجمع قِنَانٌ، نادر.

والقِنِّينُ: طُنْبُور الحَبَشة؛ عن الزجاجي: وفي الحديث: إِن الله

حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ؛ قال ابن قُتَيْبة: القِنِّينُ لُعْبة

للروم يَتَقامَرون بها. قال الأَزهري: ويروى عن ابن الأَعرابي قال:

التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ، وهو الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة، والكُوبة

الطَّبْل، ويقال النَّرْدُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصحيح. وورد في حديث

علي، عليه السلام: نُهِينا عن الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين؛ قال ابن

الأَعرابي: الكوبة الطبل، والغبيراء خمرة تعمل من الغُبيراء، والقِنِّينُ

طُنْبور الحبشة.

وقانون كل شيء: طريقُه ومقياسه. قال ابن سيده: وأُراها دَخِيلَةً.

وقُنَانُ القميص وكُنُّه وقُنُّه: كُمُّه. والقُنانُ: ريح الإِبِطِ

عامةً، وقيل: هو أَشدّ ما يكون منه؛ قال الأَزهري: هو الصُّنَانُ عند الناس

ولا أَعْرِفُ القُنانَ.

وقَنَانُ: اسم مَلِكٍ كان يأْخذ كلَّ سفينة غَصْباً. وأَشرافُ اليَمن:

بنو جُلُنْدَى بنِ قَنان. والقَنَانُ: اسم جبل بعينه لبني أَسد؛ قال

الشاعر زهير:

جَعَلْنا القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ،

وكم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

وقيل: هو جبل ولم يخصص؛ قال الأَزهري: وقَنانُ جبل بأَعلى نجد

(* قوله

«بأعلى نجد» الذي في التهذيب: بعالية نجد). وبنو قَنانٍ: بطن من بَلْحرث

ابن كعب. وبنو قُنَيْن: بطن من بني ثَعْلَب؛ حكاه ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني قُنَيْنِ،

ومن حِسابٍ بينهم وبَيْني

وأَنشد أَيضاً:

كأَنْ لم تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها،

ولم يُرْتَكَبْ منها لرَمْكاءَ حافِلُ

وابن قَنانٍ: رجل من الأَعراب.

والقِنْقِنُ والقُناقِنُ، بالضم: البصير بالماء تحت الأَرض، وهو الدليل

الهادي والبَصيرُ بالماء في حَفْرِ القُنِيِّ، والجمع القَناقِنُ،

بالفتح. قال ابن الأَعرابي: القُناقِنُ البصير بجرّ المياه واستخراجها، وجمعها

قَناقِنُ؛ قال الطرماح:

يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى،

ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن

قال ابن بري: القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذي يعرف الماء تحت

الأَرض، قال: وأَصلها بالفارسية، وهو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم

بالفارسية كِنْ كِنْ

(* قوله «من قولهم بالفارسية كن كن إلخ» كذا بالأصل،

والذي في المحكم: بكن أي احفر اهـ. وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح

الكاف). أَي احْفِرْ احْفِرْ. وسئل ابن عباس: لم تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ

الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قال: لأَنه كان قُناقِناً، يعرف مواضع الماء تحت

الأَرض؛ وقيل: القُناقِنُ الذي يَسْمَعُ فيعرف مقدارَ الماء في البئر

قريباً أَو بعيداً. والقِنْقِنُ: ضرب من صَدَف البحر

(* قوله «ضرب من صدف

البحر» عبارة التكملة ابن دريد: القنقنة، بالكسر، ضرب من دواب البحر شبيه

بالصدف). والقِنَّة: ضرب من الأَدْوِيَةِ، وبالفارسية يرزَذ.

والقِنْقِنُ: ضَرْبٌ من الجرْذانِ.

والقَوانِينُ: الأُصُول، الواحد قانُونٌ، وليس بعربي.

والقُنَّةُ: نحو من القارَة، وجمعها قِنانٌ؛ قال ابن شميل: القُنَّة

الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وهي القارة لا تُنْبِتُ شيئاً.

رذل

رذل


رَذِلَ
رَذُلَ(n. ac. رَذَاْلَة
رُذُوْلَة)
a. Was vile, base, abject, contemptible; was bad
worthless; was reprobate.

أَرْذَلَa. see I (a) (b), (c).
d. Committed bad actions; had bad associates.

تَرَاْذَلَa. Committed bad actions; was bestial.

إِسْتَرْذَلَa. see I (b)
رَذْل
(pl.
أَرْذُل
رُذُوْل
أَرْذَاْل
38)
a. see 25
أَرْذَلُ
(pl.
أَرَاْذِلُ)
a. see 25b. Worse; worst.

رُذَاْل
رُذَاْلَة
24ta. Vileness, baseness; badness, worthlessness;
viciousness; villainy.
b. The bad, the worst, the refuse of.

رَذِيْل
(pl.
رُذَلَآءُ)
a. Vile, base, ignoble; despicable; bad
worthless.

رَذِيْلَة
(pl.
رَذَاْئِلُ)
a. Badness; defect, flaw, unsoundness; vice, villainy
infamy.
(رذل) رذالة ورذولة ردؤ فَهُوَ رذل ورذيل
رذل: {أراذلنا}: ناقصو الأقدار، {أرذل العمر}: هو الهرم.
[رذل] الرَذْلُ: الدونُ الخسيسُ. وقد رَذلَ فلان بالضم يَرْذُلُ رَذالَةً ورُذولَةً، فهو رَذْلٌ ورُذالٌ بالضم، من قوم رُذولٍ وأَرْذالٍ ورُذّلاءَ، عن يعقوب. وأَرْذَلَهُ غيره ورَذَلَهُ أيضاً، فهو مرذول. ورذال كل شئ: رديئه.
باب الذال والراء والّلام معهما ر ذ ل يستعمل فقط

رذل: الرَّذْلُ: الدُّونَ من كلِّ شيءٍ، مصدرُه الرَّذالةُ، وقد رَذُل، والجميع الأرذال، والأرْذلون والرَّذِلون، ورُذالة كَلِّ شيءٍ أردؤه. ورجْلٌ رَذِل أي وَسِخٌ، وامرأة رَذِلة، وثوبٌ رَذيل أي رَديءٌ.
ر ذ ل: (الرَّذْلُ) الدُّونُ الْخَسِيسُ وَقَدْ (رَذُلَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (رَذْلٌ) وَ (رُذَالٌ) بِالضَّمِّ مِنْ قَوْمٍ (رُذُولٍ) وَ (أَرْذَالٍ) وَ (رُذَلَاءَ) وَ (أَرْذَلَهُ) غَيْرُهُ وَ (رَذَلَهُ) أَيْضًا فَهُوَ (مَرْذُولٌ) . وَ (رُذَالُ) كُلِّ شَيْءٍ رَدِيئُهُ. 
[رذل] فيه: أعوذ من "أرذل" العمر، أي أخره في حال الكبر والعجز والخرق، وأرذل الشيء رديه. ط: لأنه تفوت حينئذ ثمرة العلم من التفكر في ألائه والقيام بموجب شكره. ك: هو أن يهرم حتى ينقص عقله ويخرق حتى يعود كهيئة الطفولية ضعيف البنية سخيف العقل قليل الفهم. مد: وهو خمس وسبعون سنة أو ثمانون أو تسعون. "كيلا يعلم" أي ينمي أو لا يزيد علمًا على ما علم.
رذل
الرَّذْلُ والرُّذَالُ: المرغوب عنه لرداءته، قال تعالى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
[النحل/ 70] ، وقال: إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ
[هود/ 27] ، وقال تعالى: قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ
[الشعراء/ 111] ، جمع الْأَرْذَلِ.
ر ذ ل : رَذُلَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ رَذَالَةً وَرُذُولَةً بِمَعْنَى رَدُؤَ فَهُوَ رَذْلٌ وَالْجَمْعُ أَرْذُلٌ ثُمَّ يَجْمَعُ عَلَى أَرَاذِلَ مِثْلُ: كَلْبٍ وَأَكْلُبٍ وَأَكَالِبُ وَالْأُنْثَى رَذْلَةٌ.

وَالرُّذَالُ بِالضَّمِّ وَالرُّذَالَةُ بِمَعْنَاهُ وَهُوَ الَّذِي اُنْتُقِيَ جَيِّدُهُ وَبَقِيَ أَرْذَلُهُ. 
رذل: الرَّذْلُ: الدُّوْنُ من النّاسِ في حَالاتِه، رَذُلَ رَذَالَةً؛ ورَذِلَ.
وثَوْبٌ رَذْلٌ: وَسِخٌ، ورَذِيْلٌ: رَدِيْءٌ. ورَذَلَه فهو مَرْذُوْلٌ.
وأرْذَلَ من غَنَمِه كذا: أي نَفَاها.
والمُرْذِلُ: الذي أصْحَابُه أرْذَالٌ أو دَابَّتُه رَذْلَةٌ.
والرُّذَالَةُ: النُّفَايَةُ.
ورُدَّ إلى أرْذَلِ العُمرِ: أي أسْوَئِه.
ر ذ ل

رجل رذل ومرذولوهو الدون في منظره وحالاته، وقد رذلك رذولة ورذالة ورذل ورذل، وقوم أرذال، وهو من أراذلهم، وامرأة رذلة. وهم رذال الناس. وهي رذال الغنم. وهذا من رذال المتاع والتمر ورذالته: لخشارته ورديئه. ورجل رذل الثياب. وثوب رذل: وسخ. ودرهم رذل: فسل. وأرذل الصيرفي من دراهمي كذا درهماً. وأرذل فلان من غنمي كذا شاة. وأرذل من أصحابي كذا رجلاً: لم يرضهم. وردوا إلى أرذل العمر وهو الهرم والخرف. وفلان مرذل: صاحبه أو دابته رذل.
[ر ذ ل] الرَّذْلُ والرَّذِيلُ والأَرْذَلُ الدُّونُ من النّاسِ وقِيلَ هو الرَّدِيءُ من كُلِّ شَيْءٍ والجَمْعُ أَرْذالٌ ورُذَلاءُ ورُذُولٌ ورُذالٌ الأَخِيرةُ من الجَمْعِ العَزِيز والأَرْذَلُون ولا تُفارِقُ هذِه الأَلِفَ واللامَ لأَنّها عَقِيبَةُ مِنْ وقولُه تَعالَى {قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} الشعراء 111 قالَ الزَّجّاجُ نَسَبُوهم إِلى الحِياكَةِ والحِجامَةِ والصِّناعاتُ لا تَضُرُّ في باب الدٍّ ياناتِ والأُنْثَى رَذْلَةٌ وقد رَذُلَ رَذالَةً ورُذُولَةً ورَذَلَه يَرْذُلُه رَذْلاً جَعَلَه كذلِك وحَكَى سِيبَوَيْهِ رُذِلَ قالَ كَأَنَّه وُضِعَ ذلِك فيهِ يَعْنِي أَنّه لم يَعْرِض لرُذِلَ ولو عَرَض له لقالَ رَذًّلَه فشَدًّد وثَوْبٌ رَذِيلٌ وَسِخٌ رَدِيءٌ والرُّذالُ والرُّذالَةُ ما انْتُقِيَ جَيِّدُه وبَقِيَ رَدِيئُه والرًّذِيلَةُ ضِدُّ الفَضِيلة
رذل: رَذَّل (بالتشديد)، ذكرت في معجم فوك ومعناها: أذَلْ، أهان، أدان، أرذل (بوشر).
ترذيل (ألف ليلة 4: 476) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: تصرف أو سلوك مُزْرٍ.
رَذَّل: حقَّر، حطّ من شأنه، خفض مقامه (بوشر). رَذّل: أزال النشاط (بوشر).
رَذَّل: حطّ من قدره (بوشر).
تراذل: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها رذل وردؤ.
ترذّل: دنؤ، تذلل، خزي (بوشر).
تراذل: قام بأعمال بذيئة، أحش، نطق بكلام فحش (بوشر).
تراذل مع فلان: سلك معه سلوكاً منافياً للأدب والحشمة، كان معه فظاً سمجاً، كان معه سيئ السلوك، قابله بعمل قبيح (بوشر).
تراذل مع فلان في الكلام: خاطبه بفظاظة (بوشر).
ترذل: صار رذلاً رديئاً (باين سميث 828، 1546).
رَذْل، تجمع على رِذال في معجم فوك 285.
رَذْل: ثقيل، مزعج، مضجر (بوشر).
رَذْل وجمعه أرذال: فظ، سمج، سيئ الخلق (بوشر).
رَذْل: بليد، غليظ، خشن (بوشر).
رَذْلَة: خطيئة، ذنب، وزر (شيرب ديال ص5).
رَذَالَة: فعل الغبيّ، غلطة كبيرة ضد الأدب والحشمة (بوشر).
رَذَالَة: تفاهة، برودة (في الكتاب والخطابة) (بوشر).
رَذَالَة: خلاعة، فجور، فسوق (بوشر).
رَذَالة: شتيمة، سباب، كلام قذر (بوشر).
رَذِيلَة: رجس، دنس (هلو).

رذل: الرَّذْل والرَّذِيل والأَرذل: الدُّون من الناس، وقيل: الدُّون في

مَنْظَره وحالاته، وقيل: هو الدُّون الخَسيس، وقيل: هو الرَّديء من كل

شيء. ورجل رَذْل الثياب والفعل، والجمع أَرذال ورُذَلاء ورُذُول ورُذَال؛

الأَخيرة من الجمع العزيز، والأَرْذَلون، ولا تفارق هذه الأَلف واللام

لأَنها عَقِيبة مِن. وقوله عز وجل: واتَّبَعك الأَرْذَلون؛ قاله قوم نوح

له، قال الزجاج: نسبوهم إِلى الحِياكة والحِجامة، قال: والصِّناعات لا

تَضُرُّ في باب الديانات، والأُنثى رَذْلة، وقد رَذُل فلان، بالضم، يَرْذُل

رَذالة ورُذُولة، فهو رَذْلٌ ورُذال، بالضم، وأَرْذَله غيره، ورَذَله

يَرْذُله رَذْلاً: جعله كذلك، وهم الرَّذْلون والأَرذال وهو مَرْذُول. وحكى

سيبويه رُذِل، قال: كأَنه وضع ذلك فيه يعني أَنه لم يَعْرض لرُذِل، ولو

عَرض له لقال رذَّله وشَدَّد. وثوب رَذْل ورَذيل: وَسِخٌ رديءٌ. والرُّذال

والرُّذالة: ما انْتُقي جَيِّده وبقي رديئه. والرَّذِيلة: ضد الفضيلة.

ورُذالة كل شيء: أَردؤُه. ويقال: أَرْذَلَ فلان دراهمي أَي فَسَّلها،

وأَرْذَلَ غنمي وأَرْذَلَ من رجاله كذا وكذا رَجُلاً، وهم رُذالة الناس

ورُذالهم. وقوله تعالى: ومنكم من يُردُّ إِلى أَرذل العمر؛ قيل: هو الذي

يَخْرَف من الكِبَر حتى لا يَعْقِل، وبَيَّنه بقوله: لكيلا يعلم من بعد علم

شيئاً. وفي الحديث: وأَعوذ بك من أَن أُرَدَّ إِلى أَرذل العمر أَي آخره في

حال الكِبَر والعجز. والأَرْذَل من كل شيء: الرَّديء منه.

رذل
رذُلَ يَرذُل، رَذَالةً ورُذُولةً، فهو رَذْل ورَذيل
• رذُل الشَّيءُ/ رذُل الشَّخصُ: ردُؤ، قبُح واستحقّ الاحْتِقار "رذُل الخسيسُ- رَذَالة شابّ طائش- رذُلت أخلاقُ الفتاة". 

استرذلَ يسترذِل، استرذالاً، فهو مُسترذِل، والمفعول مُسترذَل
• استرذل الشَّيءَ/ استرذل الشَّخصَ: عدَّه قبيحًا حقيرًا، عكسه استجاده "استرذل الفاحشة- عملٌ مسترذَلٌ- أتَسْتَرْذِلُه وتصادقه؟ ". 

تراذلَ يتراذل، تراذُلاً، فهو مُتراذِل
• تراذل فلانٌ: قام بأعمال بذيئة وسلَك سلوكًا منافيًا للأدب والحشمة. 

رذَّلَ يُرذِّل، ترذيلاً، فهو مُرذِّل، والمفعول
 مُرذَّل
• رذَّل الشَّيءَ: جعله رذيلاً، حقّره وحطّ من شأنه. 

أَرذَلُ [مفرد]: ج أَرذَلون وأَراذِلُ:
1 - اسم تفضيل من رذُلَ: أكثر دناءة وخِسَّة " {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} - {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ} " ° أرذل العمر: آخره وهو الهَرَمُ والخَرَفُ.
2 - دونٌ خسيس رديء "شخصٌ أرذل- من أرذل الأنواع". 

رَذالة [مفرد]: مصدر رذُلَ. 

رُذالة [مفرد]: رديء من كلّ شيء أو دُون خسيس "لا تعاشر رُذالة الناس". 

رَذْل [مفرد]: ج أَرذال وأرذُل ورُذَال ورُذُل ورُذَلاءُ ورُذول: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رذُلَ: رديء، دُونٌ في منظره وحالته. 

رُذُولة [مفرد]: مصدر رذُلَ. 

رَذيل [مفرد]: ج رُذَلاءُ ورِذال ورُذَالَى ورذيلون، مؤ رَذيلة، ج مؤ رذيلات ورَذائِلُ (لغير العاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رذُلَ: دونٌ في منظره وحاله، خسيس رديء. 

رَذيلة [مفرد]: ج رَذائِلُ:
1 - ما كان ساقطًا خسيسًا من الأعمال، وعكسها فضيلة "تنتشر الرذيلة حين تعمّ الفَوْضى- تردَّى فلانٌ في الرّذيلة".
2 - سلوك إجراميّ كالبغاء أو الاتجار بالصور المُخلَّة بالآداب، والمقامرة والمخدِّرات وغيرها والتي تسيء إلى المعايير الخلقيّة والاجتماعيّة. 
رذل
الرَّذْلُ، بالفَتْح والرُّذَالُ، بالضَّمِّ، والرَّذِيلُ، بالفَتْحِ والرُّذَالُ، بالضَّمِّ، والرَّذِيلُ، كأَمِيرٍ، والأَرْذَلُ: الدُّونُ مِنَ النَّاسِ فِي مَنْظَرِهِ وحَالاتِهِ، وقيلَ: هُوَ الخَسِيسُ، أَو الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، ورَجُلٌ رَذْلُ الثّيابِ والفِعْلِ، ج أَرْذَالٌ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: أَرَاذِلُ، ورُذُولٌ، بالضَّمِّ، ورُذَلاءُ، جَمْعُ رَذِيلٍ، عَن يَعْقُوبَ ورُذَالٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مِن الجَمْعِ العَزِيزِ، وَقد تقدَّمَتْ نَظَائِرُهُ فِي ر خَ ل قرِيباً، وأَرْذَلُونَ، وَلَا تُفارِقُ هَذِه الألِفَ واللامَ، وقولُه عَزَّ وجَلَّ: واتَّبَعَكَ الأَْذَلُونَ، قالَهُ قَوْمُ نُوحٍ لَهُ، قالَ الزَّجَّاجُ: نَسَبُوهم إِلَى الحِياكَةِ والحِجامَةِ، قَالَ: والصِّناعاتُ لَا تَضُرُّ فِي بابِ الدّياناتِ. وَفِي العُبابِ: ويُجْمَعُ الأَرْذَالُ الأَراذِلَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنا بَادِيَ الرَّأْي، أَي أَخِسَّاءُنَا. وَقد رَذُلَ: ككَرُمَ، وعَلِمَ، الأخِيرَةُ لُغَةٌ نَقَلَها الصّاغَانِيُّ، رَذَالَةً، بالفَتْحِ ورُذُولَةً، بالضَّمِّ، كِلاهُما من مِصادِرِ رَذُلَ، ككَرُمَ، وَقد رَذَلَهُ غَيْرُهُ، يَرْذُلُه، رَذْلاً، وأَرْذَلَهُ: جَعَلَهُ كَذَلِك، وَهُوَ رَذْلٌ، ومَرْذُولٌ، وحكَى سِيبَوَيْه: رُذِلَ، كعُنِيَ، قَالَ: كأنَّه وُضِعَ ذَلِك فِيهِ، يَعْنِي أنَّهُ لم يَعْرض لِرُذِل، وَلَو عَرَضَ لَهُ لَقالَ: رَذَّلَهُ، وشَدَّدَ. والرُّذَالُ، والرُّذَالَةُ، بِضَمِّهِما: مَا انْتُقِيَ جَيِّدُهُ، وبَقِيَ رَدِيئُهُ. والرَّذِيلَةُ: ضِدُّ الْفَضِيلَةِ، والجَمْعُ الرَّذائِلُ. واسْتَرْذَلَهُ: ضِدُّ اسْتَجَادَهُ، وَمِنْه الحديثُ: مَا اسْتَرْذَلَ اللهُ عَبْداً إِلاَّ حَظَرَ عَنْهُ الْعِلْمَ والأَدَبَ. وأَرْذَلَ الرَّجُلُ: صَارَ أَصْحَابُهُ رُذَلاَءَ، ورُذَالَى، كحُبَارَى. وأَرْذَلُ الْعُمُرِ: أَسْوَؤُهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ الصَّحِيحةِ، وتَقْدِيرُهُ: رُذَالى العُمُرِ وأَرْذَلُهُ أسْوَؤُهُ، وإنْ كانَ فِي العبَارَةِ قُصُورٌ مَّا، وَوُجِدَ فِي بَعْضِ النُّسَخْ بحَذْفِ الواوِ هَكَذَا: ورُذَالَى أَرْذَلُ العُمُرُ، وَهُوَ مُطابِقٌ لِما فِي العُبابِ، وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ شَيْخِنا: وَرُذَلاءُ)
العُمُرِ، وكحُبارَى: أَسْوَؤُهُ. قلتُ: وهوَ خَطَأٌ. قَالَ: وزَعَمَ بَعْضٌ أَنَُّبَارَى هُنَا لَفْظٌ مُقْحَمٌ، وَلَوْلَا هِيَ لَكان رُدَّ بالمُهْمَلَةِ وَإِلَى مُتَعَلِّقٌ بِهِ نَظِير الْآيَة، على أنَّ هَذَا الوَزْنَ غَيرُ مَوْجُودٍ فِي كلامِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، فَلْيُحَرِّرْ. قَالَ شيخُنا: وَلَو كَانَ كذلكَ لَكانتْ إِلَى مَكْتُوبَةً بالْياءِ، وَهِي فِي أُصُولِ القامُوسِ بِلامِ ألف، وَهُوَ يُنافِي مَا قالُوه. قلتُ: وَهَذَا بِناءٌ عَلى مَا وَقَعَ فِي نُسْخَتِهِ، وأَمَّا الَّتِي بأُصولِ النُّسَخِ الجَيِّدَِ: رُذَالَى بالْياءِ، وَلذَا صَحَّ وَزْنُهُ بِحُبارَى، فحِينَئِذٍ مَا زَعَمَهُ بعضٌ لامِرْيَةَ فِيهِ. ثمَّ قالَ: وَقَالَ آخَرُونَ: لعلَّه نَظِيرُ مَا وَقَعَ للجَوْهَرِيِّ فِي بَهَازِرة وضريحيات، ثمَّ قَالَ: والظَّاهِرُ أنَّ المَتْنَ ورُذَلاَءُ: أَرْذَلُ العُمُرِ، أَي أنَّهُ بالمَدِّ، وكحُبَارَى، أَي يُقالُ مَقْصُوراً، وقولُه: أَسْوَؤُهُ، شَرْحٌ لَهُ، واللهُ أَعْلَمُ، فَتَأَمَّلْ. قلتُ: وكلُّ ذلكَ خَبْطُ عَشْواءَ، وضَرْبٌ فِي حَدِيدٍ باردٍ، وسَبَبُهُ عَدَمُ التَّأمُّلِ فِي أُصُولِ اللُّغَةِ، والنُّسَخِ المَقْرُوءةِ المُقابِلَةِ. والصَّوابُ فِي العِبارَةِ: وأَرْذَلَ: صارَ أَصْحابُهُ رُذَلاءَ، ورُذَالَى، كحُبَارى. إِلَى هُنَا تَمامُ الجُمْلَةِ، ثمَّ قَالَ: وأَرْذلُ العُمُرِ: أَسْوَؤُهُ، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ الإِشْكالُ، ويَتَّضِحُ تَحْقِيقُ المَقامِ فِي الحالِ. ثمَّ أَرْذَلُ العُمُرِ، فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بالْهَرَمِ والخَرفِ، أَي حَتَّى لَا يَعقِلَ، ويدُلّ لذلكَ قولُه تَعَالَى فِيمَا بَعْدُ فِي الآيةِ: ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً، وَفِي الحديثِ: أعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، أَي حالِ الْكِبَرِ والعَجْزِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ثَوْبٌ رَذْلٌ ورَذِيلٌ: وَسِخٌ رَدِيءٌ. ودِرْهَمٌ رَذْلٌ: فَسْلٌ. وأَرْذَلَ الصَّيْرَفِيُّ مِن دَرَاهِمِي كَذَا: أَي فَسَلها. وأَرْذَلَ غَنَمِي، وأَرْذَلَ مِن رِجالِهِ كَذَا وَكَذَا رَجُلاً: لم يَرْضَهُمْ.

رذل

1 رَذُلَ, (T, S, M, Msb, K,) aor. ـُ (T, S, K,) inf. n. رَذَالَةٌ (T, S, M, Msb, K) and رُذُلَةٌ; (S, M, Msb, K;) and رَذِلَ, aor. ـَ (Sgh, K;) He (a man) was, or became, low, base, vile, mean, or contemptible; (T, S, M, K;) in his aspect, and in his states, or circumstances: (T:) or it (a thing, M, Msb, K, of any kind, M, K) was, or became, bad, corrupt, vile, base, abominable, or disapproved. (M, Msb, K.) A2: رَذَلَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. رَذْلٌ; (M, TA;) and ↓ ارذلهُ; (S, K;) He made, or pronounced, him (a man) to be low, base, vile, mean, or contemptible: (S, * M, K, * TA:) or he made, or pronounced, it (a thing of any kind) to be bad, corrupt, vile, base, abominable, or disapproved. (M, K. *) You say, دَرَاهِمَ ↓ ارذل, (T,) or مِنْ دَرَاهِمِى كَذَا, (TA,) He (a man, T, or a money-changer, TA) pronounced, or showed, dirhems or pieces of money, or such of my dirhems or pieces of money, to be bad; syn. فَسَّلَهَا. (T, TA.) And غَنَمِى ↓ ارذل [He pronounced my sheep, or goats, to be bad; or he disapproved, or refused, them]. (T, TA.) And مِنْ رِجَالِهِ كَذَا وَكَذَا رَجُلًا ↓ ارذل (T, TA) He disapproved, or refused, [as low, base, &c.,] of his men, such and such men. (TA.) 4 ارذل He had low, base, vile, mean, or contemptible, companions. (K.) A2: As a trans. v.: see 1, in four places.10 استرذلهُ [He reckoned him or esteemed him, or he found him to be, or he desired that he might be, low, base, vile, mean, or contemptible: or he reckoned it or esteemed it, or found it to be, or desired that it might be, bad, corrupt, vile, base, abominable, or disapproved:] contr. of اِسْتَجَادَهُ. (O, K.) Hence the trad., مَا اسْتَرْذَلَ اللّٰهُ عَبْدًا إِلَّا حَظَرَ عَنْهُ العِلْمَ وَالأَدَبَ [God desires not that a servant (meaning a man) may be low, base, vile, mean or contemptible, but He withholds from him knowledge, or science, and discipline of the mind, or good qualities and attributes of the mind or soul, &c.]. (O, TA.) رَذْلٌ (T, S, M, Msb, K) and ↓ رُذَالٌ (S, K) and ↓ رَذِيلٌ and ↓ أَرْذَلُ (M, K) applied to a man, Low, base, vile, mean, or contemptible; (T, S, M, K;) in his aspect, and in his states, or circumstances: (T:) or, applied to a thing (M, Msb, K) of any kind, (M, K,) bad, corrupt, vile, base, abominable, or disapproved: (M, Msb, K:) fem. of the first with ة: (M, Msb:) pl. [of pauc.], of the first, أَرْذُلٌ, (Msb,) or [of the same,] أَرْذَالٌ, (T, S, M, O, and so in some copies of the K,) [or this is more probably pl. of ↓ رَذِيلٌ, accord. to analogy,] and رُذُولٌ (S, M, K) and رُذَالٌ, (M, K,) which is of a rare form, (M,) [in the CK رُذّالٌ,] and رَذْلُونَ, (T,) [which is applied only to rational beings,] and (of ↓ رَذِيلٌ, TA) رُذَلَآءُ, (S, M, K,) and, of the pl. أَرْذُلٌ, (Msb, [but] said in the O to be of [the pl.] أَرْذَالٌ, TA,) أَرَاذِلُ, (T, Msb, TA, and so in some copies of the K in the place of أَرْذَالٌ,) and [of ↓ الأَرْذَلُ,] الأَرْذَلُونَ, (T, M, K,) [which is applied only to rational beings, and is said in the M and TA to be used only with the article ال prefixed to it, but is written without the ال in the K.] You say رَجُلٌ رَذْلُ الثِّيَابِ and الفِعْلِ [A man mean, or bad, &c., in respect of clothes and of action]. (T, TA.) And ثَوْبٌ رَذْلٌ A dirty, bad, or vile, garment; (TA;) and so ↓ ثوب رَذِيلٌ: (M, TA:) or ↓ ثوب رَذِلٌ [so accord. to a copy of the T, but perhaps a mistranscription for رَذْلٌ,] a dirty garment: and ↓ ثوب رَذِيلٌ a bad, or vile, garment. (T.) رَذِلٌ: see the next preceding paragraph.

رُذَالٌ: see رَذْلٌ [of which it is both a syn. and a pl.]. b2: Also, (S,) or ↓ رُذَالَةٌ, (T,) or both, (M, Msb, K,) The worse or viler, or the worst or vilest, (T,) or the bad, or vile, (S,) of anything: (T, S:) [or the refuse thereof; i. e.] a thing of which the good has been picked out, (M, Msb, K,) and the bad or vile, (M,) or the worse or viler, or worst or vilest, (Msb,) remains. (M, Msb.) You say also, النَّاسِ ↓ هُمْ رُذَالَةُ and رُذَالُهُمْ [They are the lower or baser &c., or lowest or basest &c., or the refuse, of mankind, or of the people]. (T.) رَذِيلٌ: see رَذْلٌ, in five places.

رُذَالَةٌ: see رُذَالٌ, in two places.

رَذِيلَةٌ A low, base, vile, mean, contemptible, or bad, quality; contr. of فَضِيلَةٌ; (M, K:) pl. رَذَائِلُ. (TA.) رُذَالَى: see the next paragraph.

أَرْذَلُ: see رَذْلٌ, in two places. b2: Also The worse, or worst: so in the phrase أَرْذَلُ العُمُرِ [The worse, or worst, part of life]. (O, K.) [In the K, immediately after the words وَأَرْذَلَ صَارَ أَصْحَابُهُ رُذَلَآءَ, we find, in some copies, وَرُذَالَى كَحُبَارَى

وَأَرْذَلُ العُمُرِ أَسْوَؤْهُ; and in other copies, وَرُذَالَى

كَحُبَارَى أَرْذَلُ العُمُرِ أَسْوَؤُهُ: accord. to the former reading, the meaning is, that ↓ رُذَالَى is syn. with رُذَلَآءُ; and such SM holds to be the case: accord. to the latter reading, that رُذَالَى is syn. with

أَرْذَلُ العُمُرِ. I have no doubt that the latter is the original reading in the K, and that it is taken from the O, where (with a preceding context different from that in the K) the words are, وَرُذَالَى اَرذَلِ العُمُرِ اَسْوَؤُهُ; thus, with ارذل in the gen. case: but I believe, as this word thus written suggests, and as some persons, alluded to by MF, have supposed, that كحبارى has been foisted into the text of the K in consequence of a misunderstanding or of a mistranscription of the words in question in some work earlier than the O; that the correct reading is, وَرُدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ

أَسْوَئِهِ; and that this is taken from what here follows.] It is said in the Kur [xvi. 72 and xxii. 5], وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ, (T, TA,) i. e. [And of you is he who is brought back to] the worse, or worst, [part] of life, (Ksh and Bd and Jel,) and the more, or most, contemptible thereof; (Ksh in xvi. 72;) a state of decrepitude and dotage; (Ksh and Bd and Jel;) which resembles the state of a young infant: (Ksh and Bd:) meaning he who dotes by reason of old age, so that he has no intellect; as is shown by the words in the same [immediately following], لِكَيْلَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا or مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا. (T, TA. *) مَرْذُولٌ A man made, or pronounced, to be low, base, vile, mean, or contemptible: (S, * TA:) and a thing made, or pronounced, to be bad, corrupt, vile, base, abominable, or disapproved. (TA.)

دنخ

(دنخ)
دنخانا تثاقل فِي سيره لعظم حمله

دنخ


دَنَخَ(n. ac. دَنَخَاْن)
a. Trod heavily, as if carrying a burden.

دَنَّخَa. Humbled himself; bowed the head.
دنخ
التَدْنِيْخُ: خُضُوعٌ وذلَةٌ. وتَنْكِيْسُ الرَّأس.
والبِطِّيْخَةُ تَتَدنخُ: أي تَهَشَمُ.
ورَجُلٌ مُدَنج الرأسِ: إذا كان فيه ارْتفاعٌ وانخِفاضٌ. ودَنَخَتْ ذِفْرَاه.
ورَجُلٌ مُدَنَخ: لا يُبالي ما يقال له من الفُحش ولا ما قال.
والدَنَخَانُ بالحِمْل: التثاقُلُ به في المَشْي.
والدنُوْخ: الذلُ.

دنخ: خضوعٌ وذِلَّة وتنكيس الرأْس.

يقال: لما رآني دَنَّخَ؛ ودَنَّخ الرجلُ: خَضَع.

ويقال للرجل إِذا لم يَبْرَحْ بيته: قد دَنَّخَ. ودَنَّخ الرجلُ في

بيته: أَقام فلم يبرح؛ قال العجاج:

وإِن رآني الشعراءُ دَنَّخُوا،

ولو أَقولُ: بَزِّخُوا، لَبَزَّخُوا

ودَنَّخَت البطيخةُ: خرج بعضُــها وانهزم بعضُــها.

ورجل مُدَنِّخ الرأْس إِذا كان في رأْسه ارتفاع وانخفاض. ودَنَّخَتْ

ذِفْراه: أَشْرَفتْ قَمَحْدُوتُه عليها؛ ودخلت الذِّفْرى خَلْفَ

الخُشَشَاوَيْنِ. ورجل مُدَنِّخٌ: فَحَّاشٌ

(* زاد المجد الدنفخ، كجعفر: الضخم، واسم

رجل).

دنخ
: (دَنَّخَ) الرَّجلُ (تَدْنِيخاً: خَضَعَ وذَلَّ وطَأْطَأَ رأْسَه) وظَهْرَه. والتَّدنيخ: خُضُوعٌ وذِلّة، وتَنكيسُ الرَّأْسِ. يُقَال: لمَّا رَآنِي دَنّخ.
(و) دَنَّخَ الرَّجُلُ) (أَقامَ فِي بَيْتِه) فَلم يَبْرَحْ. قَالَ العَجّاج:
وإِنْ رَآنِي الشُّعَرَاءُ دَنَّخُوا
وَلَو أَقُولُ بزِّخُوا لبَزَّخُوا
(و) دنَّخَت (الطبِطِّيخَةُ: انهَزَمَ بَعْضُــهَا وخَرَجَ بعضُــها) .
وَفِي بعض النُّسخ: خَرجَ بعضُــها وانهَزَمَ بعضُــهَا.
(و) دَنَّخَت (ذِفْرَاه: أَشْرفَتْ قَمَحْدُوَتُه عَليها ودَخلَتْ هِيَ) أَي ذِفْرَاه (خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ) ، بضمّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وتحريك الشِّينَين المعجمتَين على صِيغَة التَّثنية.
(والمُدَنِّخ، كمُحَدّث: الفَحَّاشُ) ، ومَنْ رأْسِه ارتفاعٌ وانخِفَاضٌ.
(والدَّنَخَانُ) ، محرّكَةً: (التَّثاقُلُ بالحِمْل فِي المَشْيِ) ، وَقد مرّ فِي حرف الْجِيم.
دنفخ: (الدَّنْفَخُ) ، كجَعفرٍ: (الضَّخْم) من الرِّجال. (و) الدَّنْفَخُ: (اسمُ رَجُلٍ) . وَلم يذكر هاذه المادَّةَ ابنُ مَنْظُور.

القاعدة

القاعدة
انظر: الأصول.
القاعدة: ما يقعد عليه الشيء، أي يستقر ويثبت. وعرفا: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.
القاعدة:
[في الانكليزية] Rule ،norm ،foundation ،principle ،basis
[ في الفرنسية] Regle ،norme ،fondation ،principe ،base
بالعين المهملة هي في اصطلاح العلماء يطلق على معان: مرادف الأصل والقانون والمسألة والضابطة والمقصد. وعرّف بأنّها أمر كلّى منطبق على جميع جزئياته عند تعرّف أحكامها منه. وهذا التفسير مجمل. وبالتفصيل قضية كلّية تصلح أن تكون كبرى الصغرى سهلة الحصول حتى يخرج الفرع من القوة إلى الفعل. قال السّيّد السّند رحمه الله تعالى: وجه كونه تفصيلا أنّه علم به أنّ الأمر الكلّي المذكور أوّلا أريد به القضية الكلّية لا المفهوم الكلّي، كالإنسان مثلا وإن ذهب إليه بعض القاصرين. وعلم أيضا أنّ المراد بالجزئيات ليس جزئيات ذلك الأمر الكلّي كما يتبادر إليه الوهم، إذ ليس للقضية جزئيات تحمل هي عليها فضلا عن أن يكون لها أحكام يتعرّف منها، بل المراد جزئيات موضوع تلك القضية، فإنّ لها أحكاما تتعرّف منها، فخرجت الشرطيات، إذ ليس لها موضوع، وعلم أيضا أنّ تلك الأحكام أيضا منطوية في تلك القضية المشتملة عليها بالقوة. فهذا الاشتمال هو المراد بانطباق الأمر الكلّي على جزئيات موضوعه باعتبار أحكامها التي تتعرّف منه، فقد فصّلت في هذه العبارة أمور ثلاثة أجملت في العبارة الأولى، فصار الحاصل أنّ القاعدة أمر كلّي، أي قضية كلّية منطبق، أي مشتمل بالقوة على جميع جزئياته، أي جزئيات موضوعه عند تعرّف أحكامها، أي يستعمل عند طلب معرفة أحكامها بأن تجعل كبرى الصغرى سهلة الحصول للكسب أو للتنبيه. فقولك كلّ سالبة كلّية ضرورية فإنّها تنعكس سالبة كلّية دائمة قضية كلّية مشتملة بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها، أعني السوالب الكلّية الضرورية.
فإذا أردت أن تتعرّف حكم قولنا لا شيء من الإنسان بحجر بالضرورة، قلت هذه سالبة كلّية ضرورية، وكلّ سالبة كلّية ضرورية تنعكس إلى سالبة كلّية دائمة، فهذه تنعكس إلى سالبة كلّية دائمة، أعني قولنا لا شيء من الحجر بإنسان دائما فالقضية الكلّية أصل لهذه الأحكام، وهي فروع لها، واستخراجها عنها بتحصيل تلك الصغرى وضمّها إليها يسمّى تفريعا، ونسبة الفرع، وإلى أصولها تشبه نسبة الجزئيات إلى كلّياتها المحمولة عليها. فإنّ الإنسان مثلا يتناول زيدا وعمروا وبكرا وغيرهم بالحمل عليها. وقولنا كلّ إنسان حيوان يشتمل بالقوة على أحكامها، فتقييد الأمر بالكلّي للاحتراز عن القضية الجزئية أو الشخصية فإنّها لا تسمّى قاعدة، ووصف الأمر الكلّي بالانطباق المذكور والاستعمال عند التعرّف للإشعار إلى حيثيتين معتبرتين في مفهوم القاعدة أي من حيث إنّه منطبق على أحكام جزئيات موضوعة وصالح للاستعمال عند طلب معرفتها منه. فالحيثية الأولى لإخراج الأمر الكلّي عن تعريف القاعدة إذا أخذ بالقياس إلى أحكام جزئيات ما يساوي موضوعه أو أعمّ منه، كقولنا: كلّ ناطق إنسان، وبالقياس إلى هذا الضاحك إنسان، وبالقياس إلى هذا الحيوان إنسان. فإنّ أمثال تلك القضايا لا تسمّى في الاصطلاح أصولا وقواعد بالقياس إلى تلك النتائج وإن كانت مبدأ لها. والحيثية الثانية لإخراجه عنه إذا أخذ بالقياس إلى أحكام جزئيات موضوعه المستغنية عن التعريف، ككونها مستغنية عن التنبيه أيضا.
فالقواعد المنطقية التي أحكام جزئيات موضوعاتها بديهية كالشكل الأول منتج داخلة في القانون بالقياس إلى بعض منها ومحتاجة إلى التنبيه بالنسبة إلى بعض الأذهان القاصرة، فلا يلزم خروجها عن المنطق المعرف بالقانون كما توهّمه الــبعض. وبالجملة فالقضية الكلّية التي ليست لها جزئيات لا يحتاج إلى استنباطها منها أصلا لا بطريق النظر ولا بطريق التنبيه لا تسمّى قانونا وأصلا، وما يكون لها جزئيات بديهية صرفة وجزئيات أخر ليست كذلك لا تسمّى قانونا بالقياس إلى الجزئيات البديهية الصرفة، وإنما قيّدنا الصغرى بكونها سهلة الحصول لكونها سهلة الحصول غالبا وقال بعض المحقّقين التقييد للتخصيص وإخراج كون القضية الكلّية أصلا وقانونا بالقياس إلى قضية جزئية مستنبطة منها ومن صغرى لا تكون سهلة الحصول فإنّها لا تسمّى أصلا وقانونا بالنسبة إليها وإنّه يظهر لمن تتبع موارد الاستعمالات أنّ القاعدة هي الكلّية التي يسهل تعرّف أحوال الجزئيات منها، فلا يقال كون النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان قاعدة بالنسبة إلى كون زوايا المثلث مساوية لقائمتين انتهى.
وقيل معنى التعريف المجمل قضية كلّية تشتمل على جزئيات تعتبر فيها باعتبار تحقّقها لا باعتبار تعلّقها، فخرجت الشرطيات إذ لا جزئيات لها والسوالب إذ لا تشتمل على الجزئيات المعتبرة في تحقّقها بناء على أنّ السالبة لا تستدعي وجود الموضوع، فالقانون لا يكون إلّا قضية كلّية حملية موجبة وإضافة الجزئيات إلى الأمر الكلّي مع أنّ الواضح إضافتها إلى موضوعها للدلالة على أنّ المراد الجزئيات بحسب نفس الأمر لأنّها جزئيات القضية بمعنى الجزئيات المعتبرة فيها دون الأعمّ الشامل للجزئيات الفرضية، وفيه تكلّفات. الأول أن يراد باشتمالها على الجزئيات أن يكون الحكم فيها على تلك الجزئيات. والثاني أن يراد بجزئياته الجزئيات المعتبرة في تحقّقها ولا دلالة للفظ عليه.
والثالث أنّه يستلزم أن لا يكون قولهم نقيضا المتساويين متساويان ونحوه قانونا لاشتمالهما على نقائض الأمور الشاملة نحو اللاشيء واللاممكن، وهي من الأمور الفرضية. والرابع أنّه يلزم أن لا تكون المسائل التي موضوعها الكلّيات المنحصرة في فرد واحد كمباحث الواجب والعقول والأفلاك قوانين لعدم الجزئيات لها في نفس الأمر، بل بالفرض.
هذا كلّه خلاصة ما في المحاكمات وشرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيهما. وهاهنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب، فمن أراد فليرجع إلى المحاكمات وحواشي شرح المطالع.
اعلم أنّ الأطباء يقسمون القاعدة بالنسبة إلى قاعدة أخرى فوقها أو تحتها إلى كلية وجزئية، ويعنون بالجزئي الإضافي لأنّ الكلّية مأخوذة في تعريف القاعدة فلا يتصوّر كونها جزئية حقيقية، ويريدون بالقاعدة الكلّية قاعدة تحتها قاعدة، وبالقاعدة الجزئية قاعدة فوقها قاعدة. مثلا قولهم علاج كلّ مرض بالضدّ قاعدة كلّية يندرج تحتها قواعد جزئية، كقولهم علاج الغبّ الخالص بالتبريد، وعلى هذا فقس، كذا في الأقسرائي شرح المؤجز. ومنها ضلع من أضلاع المثلّث. ومنها الوتر بالنسبة إلى كل قطعتي دائرة. ومنها الدائرة بالنسبة إلى كلّ قطعتي كرة وبالنسبة إلى المخروط والأسطوانة المستديرين. ومنها غير ذلك كقاعدة المخروط والأسطوانة المضلّعين وسيأتي في لفظ المخروط، والأسطوانة. وهذه المعاني الأخيرة من مصطلحات المهندسين.

خَزَرُ

خَزَرُ:
بالتحريك، وآخره راء، وهو انقلاب في الحدقة نحو اللّحاظ، وهو أقبح الحال: وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدّربند قريب من سدّ ذي القرنين، ويقولون: هو مسمى بالخزر ابن يافث بن نوح، عليه السلام، وقال في كتاب العين: الخزر جيل خزر العيون، وقال دعبل بن عليّ يمدح آل عليّ، رضي الله عنه:
وليس حيّ من الأحياء نعرفه ... من ذي يمان، ولا بكر، ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم، ... كما تشارك أيسار على جزر
قتل وأسر وتحريق ومنهبة، ... فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
وقال أحمد بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالة له ذكر فيها ما شاهده بتلك البلاد فقال: الخزر اسم إقليم من قصبة تسمّى إتل، وإتل اسم لنهر يجري إلى الخزر من الروس وبلغار، وإتل مدينة، والخزر اسم المملكة لا اسم مدينة، والإتل قطعتان: قطعة على غربي هذا النهر المسمّى إتل وهي أكبرهما، وقطعة على شرقيّه، والملك يسكن الغربي منهما، ويسمى الملك بلسانهم ويلك ويسمّى أيضا باك، وهذه القطعة الغربية مقدارها في الطول نحو فرسخ ويحيط بها سور إلّا أنه مفترش البناء، وأبنيتهم خركاهات
لبود إلّا شيء يسير بني من طين، ولهم أسواق وحمّامات، وفيها خلق كثير من المسلمين يقال إنهم يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجدا، وقصر الملك بعيد من شطّ النهر، وقصره من آجر وليس لأحد بناء من آجر غيره، ولا يمكّن الملك أن يبنى بالآجر غيره، ولهذا السور أربعة أبواب:
أحدها يلي النهر وآخرها يلي الصحراء على ظهر هذه المدينة، وملكهم يهوديّ، ويقال: إنّ له من الحاشية نحو أربعة آلاف رجل، والخزر مسلمون ونصارى وفيهم عبدة الأوثان، وأقل الفرق هناك اليهود على أن الملك منهم، وأكثرهم المسلمون والنصارى إلّا أنّ الملك وخاصته يهود، والغالب على أخلاقهم أخلاق أهل الأوثان، يسجد بعضــهم لــبعض عند التعظيم، وأحكام مصرهم على رسوم مخالفة للمسلمين واليهود والنصارى، وجريدة جيش الملك اثنا عشر ألف رجل، فإذا مات منهم رجل أقيم غيره مقامه، فلا تنقص هذه العدة أبدا، وليست لهم جراية دائرة إلّا شيء نزر يسير يصل إليهم في المدة البعيدة إذا كان لهم حرب أو حزبهم أمر عظيم يجمعون له، وأما أبواب أموال صلات الخزر فمن الأرصاد وعشور التجارات على رسوم لهم من كل طريق وبحر ونهر، ولهم وظائف على أهل المحالّ والنواحي من كل صنف مما يحتاج إليه من طعام وشراب وغير ذلك، وللملك تسعة من الحكام من اليهود والنصارى والمسلمين وأهل الأوثان، إذا عرض للناس حكومة قضى فيها هؤلاء، ولا يصل أهل الحوائج إلى الملك نفسه وإنما يصل إليه هؤلاء الحكام، وبين هؤلاء الحكام وبين الملك يوم القضاء سفير يراسلونه فيما يجري من الأمور ينهون إليه ويردّ عليهم أمره ويمضونه.
وليس لهذه المدينة قرى إلّا أن مزارعهم مفترشة، يخرجون في الصيف إلى المزارع نحوا من عشرين فرسخا فيزرعون ويجمعونه إذا أدرك بعضــه إلى النهر وبعضــه إلى الصحاري فيحملونه على العجل والنهر، والغالب على قوتهم الأرز والسمك وما عدا ذلك مما يوجد عندهم يحمل إليهم من الروس وبلغار وكويابه، والنصف الشرقي من مدينة الخزر فيه معظم التجار والمسلمون والمتاجر، ولسان الخزر غير لسان الترك والفارسية ولا يشاركه لسان فريق من الأمم، والخزر لا يشبهون الأتراك، وهم سود الشعور، وهم صنفان: صنف يسمون قراخزر، وهم سمر يضربون لشدة السمرة إلى السواد كأنهم صنف من الهند، وصنف بيض ظاهر والجمال والحسن، والذي يقع من رقيق الخزر وهم أهل الأوثان الذين يستجيزون بيع أولادهم واسترقاق بعضــهم لــبعض، فأما اليهود والنصارى فإنهم يدينون بتحريم استرقاق بعضــهم بعضــا مثل المسلمين.
وبلد الخزر لا يجلب منه إلى البلاد شيء، وكل ما يرتفع منه إنما هو مجلوب إليه مثل الدقيق والعسل والشمع والخز والأوبار. وأما ملك الخزر فاسمه خاقان، وإنه لا يظهر إلّا في كلّ أربعة أشهر متنزها، ويقال له خاقان الكبير ويقال لخليفته خاقان به، وهو الذي يقود الجيوش ويسوسها ويدبر أمر المملكة ويقوم بها ويظهر ويغزو وله تذعن الملوك الذين يصاقبونه، ويدخل في كل يوم إلى خاقان الأكبر متواضعا يظهر الإخبات والسكينة ولا يدخل عليه إلّا حافيا وبيده حطب، فإذا سلم عليه أوقد بين يديه ذلك الحطب، فإذا فرغ من الوقود جلس مع الملك على سريره عن يمينه، ويخلفه رجل يقال له كندر خاقان ويخلف هذا أيضا رجل يقال له جاويشغر، ورسم الملك الأكبر أن لا يجلس للناس ولا يكلمهم ولا يدخل عليه أحد
غير من ذكرنا، والولايات في الحل والعقد والعقوبات وتدبير المملكة على خليفته خاقان به، ورسم الملك الأكبر إذا مات أن يبنى له دار كبيرة فيها عشرون بيتا ويحفر له في كل بيت منها قبر وتكسر الحجارة حتى تصير مثل الكحل وتفرش فيه وتطرح النورة فوق ذلك، وتحت الدار والنهر نهر كبير يجري، ويجعلون النهر فوق ذلك القبر ويقولون حتى لا يصل إليه شيطان ولا إنسان ولا دود ولا هوام، وإذا دفن ضربت أعناق الذين يدفنونه حتى لا يدرى أين قبره من تلك البيوت، ويسمى قبره الجنّة، ويقولون: قد دخل الجنة، وتفرش البيوت كلها بالديباج المنسوج بالذهب.
ورسم ملك الخزر أن يكون له خمس وعشرون امرأة، كل امرأة منهن ابنة ملك من الملوك الذين يحاذونه يأخذها طوعا أو كرها، وله من الجواري السراري لفراشه ستون، ما منهن إلا فائقة الجمال، وكل واحدة من الحرائر والسراري في قصر مفرد لها قبة مغشاة بالساج، وحول كل قبة مضرب، ولكل واحدة منهن خادم يحجبها، فإذا أراد أن يطأ بعضــهن بعث إلى الخادم الذي يحجبها فيوافي بها في أسرع من لمح البصر حتى يجعلها في فراشه ويقف الخادم على باب قبة الملك، فإذا وطئها أخذ بيدها وانصرف ولم يتركها بعد ذلك لحظة واحدة. وإذا ركب هذا الملك الكبير ركب سائر الجيوش لركوبه، ويكون بينه وبين المواكب ميل، فلا يراه أحد من رعيته إلّا خرّ لوجهه ساجدا له لا يرفع رأسه حتى يجوزه.
ومدة ملكهم أربعون سنة، إذا جاوزها يوما واحدا قتلته الرعية وخاصته وقالوا: هذا قد نقص عقله واضطرب رأيه. وإذا بعث سرية لم تولّ الدّبر بوجه ولا بسبب، فإن انهزمت قتل كل من ينصرف إليه منها، فأما القواد وخليفته فمتى انهزموا أحضرهم وأحضر نساءهم وأولادهم فوهبهم بحضرتهم لغيرهم وهم ينظرون وكذلك دوابهم ومتاعهم وسلاحهم ودورهم، وربما قطع كل واحد منهم قطعتين وصلبهم، وربما علقهم بأعناقهم في الشجر، وربما جعلهم إذا أحسن إليهم ساسة.
ولملك الخزر مدينة عظيمة على نهر إتل، وهي جانبان:
في أحد الجانبين المسلمون وفي الجانب الآخر الملك وأصحابه، وعلى المسلمين رجل من غلمان الملك يقال له خز، وهو مسلم، وأحكام المسلمين المقيمين في بلد الخزر والمختلفين إليهم في التجارات مردودة إلى ذلك الغلام المسلم، لا ينظر في أمورهم ولا يقضي بينهم غيره، وللمسلمين في هذه المدينة مسجد جامع يصلون فيه الصلاة ويحضرون فيه أيام الجمع، وفيه منارة عالية وعدة مؤذنين، فلما اتصل بملك الخزر في سنة 310 أن المسلمين هدموا الكنيسة التي كانت في دار البابونج أمر بالمنارة فهدمت وقتل المؤذنين وقال: لولا أني أخاف أن لا يبقى في بلاد الإسلام كنيسة إلا هدمت لهدمت المسجد. والخزر وملكهم كلهم يهود، وكان الصقالبة وكل من يجاورهم في طاعته، ويخاطبهم بالعبودية ويدينون له بالطاعة، وقد ذهب بعضــهم إلى أن يأجوج ومأجوج هم الخزر.

وأر

(وأر)
النَّار وللنار و (يئرها) وأرا وإرة عمل لَهَا موقدا وَفُلَانًا وأرا أفزعه وذعره وألقاه فِي شَرّ

و

أر The verse of Lebeed, تَسْلُبُ الكَانِسَ لَمْ يُوأَرْ بِهَا شُعْبَةَ السَّاقِ إِذَا الظِّلُّ عَقَلْ means She carries off from the gazelle entering his covert, he not being frightened by her. the branch of the trunk of the tree above him, when the shade contracts, or decreases, or goes away, at midday: he is describing his swift she-camel.10 اِسْتَوْءَرَ He hasted in the darkness; as also استأور. (K, art. أور.)
[وأر] وَأَرَهُ يَئرُهُ وَأْراً، أي أفزعه وذعره. قال لبيد يصف ناقته. تسلب الكانس لم يوأر بها * شعبة الساق إذا الظل عقل - ومن رواه: " لم يؤربها " جعله من قولهم: الدابة تأرى الدابة، إذا انضمت إليها وألفت معها معلفا واحدا. وأريتهما أنا، وهو من الآرى. الاصمعي: استوأرت الابل: تتابعت على نفار، حكاه عنه أبو عبيد. وقال أبو زيد: إذا نفرت فصعدت الجبل، فإذا كان نفارها في السهل قيل: استأورت. قال: هذا كلام بنى عقيل. قال الشاعر: ضَمَمْنا عليهم حَجْرَتَيْهِمْ بصادقٍ * من الطَعنِ حتى اسْتَأْوَروا وتَبَدَّدوا - الكسائي: أرضٌ وَئِرَةٌ، على فَعِلَةٍ: شديدةُ الأُوارِ. قال: وهو مقلوب منه.
[وأ ر] وَأَرَ الرجلَ وَأْرًا فَزَّعَهُ وَوَأَّرَهُ أَلْفَاه على شر واسْتَوْأَتِ الإبل تتابعت على نِفَارٍ وقيل هو نِفارها في السَّهْلِ وكذلك الغَنَمُ والوحش وقد تقدم والإِرَةُ موقد النار وقيل هي النار نفسها والجمع إِراتٌ وإِرونَ على ما يطَّرِد في هذا النحو ولا يُكَسَّر وَوَأَرها وَوَأَرَ لها وَأْرًة وإِرَةً عمِل لها إِرَةً قال أبو حنيفة الوُءْرَةُ في وزن الوُعْرَة حُفْرَةُ المَلَّةِ والجمع وُءَرٌ مثلُ وُعَرٍ ومنهم من يقول أُوَرٌ مثل صُوَرٍ صَيَّروا الواو لمَّا انضمَّت همزة وصَيَّروا الهمزةَ التي بعدها واوًا والإِرَةُ شَحمةُ السَّنام والإِرَةُ أيضًا لحم يُطبخُ في كَرِشٍ وفي الحديث أُهدِيَ لهم إِرَةٌ أي لحم في كَرِشٍ
وأر: تقول: وأرت إرةً، وهذه إرةٌ موءورة، وهي مَسْتَوْقَدُ النّار تحت الأَتّون وتحتَ الحمّام، وتحتَ أَتُّون الجِرارِ والجصّاصة وذلك إذا احتفرت حفرةً لإيقادك النّار، وأنا أَئِرُها إرةً ووَأْراً، وتجمع الإرة على الإرينَ والإراتِ، قال:

كمثل الدواخن فوق الإرينا

و [وأرت الرجل أئره وأراً: ذَعَرْتُهُ وفزّعته] ، قال لبيد :

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يؤر ... بها شُعْبة السّاقِ إذا الظِّلُّ عَقَلْ

يصفُ ناقتَه أنّها تسلبُ من الثَّوْر الكانِس ظلّه، وذلك أنّه إذا رآها نَفَر منْ كِناسه فخرج من تحت شُعَب أرطاتها، [ويروى: لم يؤر بها، بوزن لم يُعْرَ مِنَ الأَرْي أي: لم يلصق بصدره الفزع] ، كقولك: إنّ في صدرك عليّ لأَرْياً، أي: لطخاً من حِقْد، تقول: قد أرى عليَّ صدرُهُ ... وبعضــهم يقول: لم يؤر بها. من رواها كذا بالهمز قال: لم يدخل الفزع جنان رئته.

وأر: وَأَرَ الرجلَ يَئِرُه وأْراً: فَزَّعَهُ وذَعَرَه؛ قال لبيد يصف

ناقته:

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها

شُعْبَةُ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَل

ومن رواه لم يُؤْرَ بها جعله من قولهم: الدابةُ تَأْري الدابة إِذا

انضمت إِليها وأَلفت معها مَعْلَفاً واحداً. وآرَيْتُها أَنا، وهو من

الآرِيِّ. ووَأَرَ الرجلَ: أَلقاه على شَرٍّ. واسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ: تتابعت

على نِفارٍ، وقيل: هو نِفارُها في السهل، وكذلك الغنم والوحش. قال أَبو

زيد: إِذا نفرت الإِبل فَصَعَّدَتِ الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها في

السَّهْلِ قيل: اسْتَأْوَرَت؛ قال: هذا كلام بني عقيل؛ قال الشاعر:

ضَمَمْنا عليهم حُجْرَتَيْهِمْ بِصادِقٍ

من الطَّعْنِ، حتى استأْوَرُوا وتَبَدَّدُوا

ابن الأَعرابي: الوَائرُ الفَزِعُ. والإِرَةُ: مَوْقِدُ النار، وقيل: هي

النار نفسها، والجمع إِراتٌ وإِرُون على ما يَطَّرِدُ في هذا النحو ولا

يُكَسَّرُ. ووَأَرَها ووَأَرَ لها وَأْراً وإِرةً: عمل لها إِرَةً. قال

أَبو حنيفة: الوُؤْرةُ في وزن الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ، والجمع

وُأَرٌ مثل وُعَرٍ، ومنهم من يقول أُوَرٌ مثل عُوَرٍ، صَيَّرُوا الواو لما

انضمت همزة وصيروا الهمزة التي بعدها واواً. والإِرَةُ: شحمة السَّنام.

والإِرَةُ أَيضاً: لحم يطبخ في كرش. وفي الحديث: أُهْدِيَ لهم إِرَةٌ أَي لحم

في كرش. ابن الأَعرابي: الإِرَةُ النار، والإِرَةُ الحُفْرة للنار،

والإِرَةُ اسْتِعارُ النار وشدَّتها، والإِرَةُ الخَلْعُ، وهو أَن يُغْلَى

اللحم والخل إِغلاءً ثم يحمل في الأَسفار، والإِرَةُ القَدِيدُ؛ ومنه خبر

بلال: قال لنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم: أَمعكم شيءٌ من الإِرَةِ

أَي القديد. قال أَبو عمرو: هو الإِرَةُ والقَدِيدُ والمُشَنَّقُ

والمُشَرَّقُ والمُتَمَّرُ والموحر والمفرند

(* قوله« والموحر والمفرند» كذا

بالأصل) والوَشِيقُ. ويقال: ائْتِنا بِإِرَةٍ أَي بنارٍ. والإِرَةُ: العداوة

أَيضاً؛ وأَنشد:

لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذي إِرَةٍ

وقال أَبو عبيد: الإِرَةُ الموضع الذي تكون فيه الخُبْزَةُ، قال: وهي

المَلَّةُ.قال: والخبزة هي المَلِيلُ. وأَرض وَئِرَةٌ، مثل فَعِلَةٍ، وهي

شديدة الأُوارِ، وهو الحَرُّ، قال: وهي مقلوبة. الليث: يقال من الإِرَةِ:

وأَرْتُ إِرَة، وهي إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ، قال: وهي مُسْتَوْقَدُ النار تحت

الحَمَّامِ وتحت أَتُّونِ الجِرارِ والحَصَّاصَةِ، إِذا حَفَرْتَ

حُفْرَة لإِيقاد النار. يقال: وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً وإِرَةً. التهذيب:

الوِئارُ الممدّدة وهي مَخاضُ الطين

(*قوله« وهي مخاض الطين» عبارة القاموس

محافر الطين) الذي يُلاطُ به الحِياض؛ قال:

بذي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ

رَوايا الماء يَظَّلِمُ الوِئارا

وأر
} وَأَرَه {يَئِرُه} وَأْرَاً {وإِرَةً، كَوَزَنه يَزِنُه وَزْنَاً وزِنَةً: أَفْزَعه، وَفِي بعض الْأُصُول المُصحّحة: فَزَّعه وَذَعَره، قَالَ لبيدٌ يصف ناقتَه:
(تَسْلُبُ الكانِسَ لم} يُوأَرْ بهَا ... شُعبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ)
وَأَرَه: ألقاهُ فِي شرٍّ، وَفِي بعض الْأُصُول: على شرٍّ، {كوَأَّرَه} تَوْئِيراً، وَهَذِه عَن أبي زيد، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ. {وَأَرَ النّارَ و) } وَأَرَ لَهَا {وَأْرَاً} وإِرَةً: عَمِلَ لَهَا {إِرَةً أَي مَوْقِداً.} واسْتَوْأَرَت الإبلُ: تَتابَعَتْ على نِفارٍ، وَقيل: هُوَ نِفارُها فِي السَّهْل، وَكَذَلِكَ الغَنَم والوحشُ، قَالَ أَبُو زيد: هَذَا إِذا نَفَرَت الإبلُ فصَعِدَت الجبلَ، وَإِذا كَانَ نِفارُها فِي السَّهل قيل: {اسْتَأْوَرَت. قَالَ: وَهَذَا كلامُ بني عُقَيْل. قَالَ الشَّاعِر:
(ضَمَمْنا عَلَيْهِم حَجْرَتَيْهِم بصادقٍ ... من الطَّعْن حَتَّى} استأْوَروا وتَبَدَّدوا)
{والإرَة، كعِدَةٍ: النارُ نفسُها، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قيل: مَوْقِدها،} كالوُأْرَة، بالضمّ، على وزن الوُعْرَة، ج {إراتٌ} وإرون، على مَا يطَّرِد فِي هَذَا النَّحْو، وَلَا يُكَسَّر. قَالَ أَبُو حنيفَة: {الوُأْرَة: حُفرةُ المِلَّةِ، وَالْجمع} وُأَرٌ، مثل وُعَرٍ. قَالَ: مِنْهُم من يَقُول {أُورٌ مثل عُورٌ، صَيَّروا الواوَ لمّا انضمَّت همزَة، وصيّروا الهمزةَ الَّتِي بعْدهَا واواً وَمن الْغَرِيب أنّ السليمانيِّين من أهل كابُل يُسمُّون النّارَ} أُورا. {الإرَة: لحمٌ يُطبخُ فِي كَرِشٍ، وَمِنْه الحَدِيث: أُهديَ لَهُم} إرَةٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الإرَةُ والقديدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّق والمُتَمَّرُ والمفرند والوَشيق. {وأَوْأَرَه: نَفَّره. و) أَوْأَرهُ: أَعْلَمه، نقلهما الصَّاغانِيّ.} والوِئارُ المُمَدَّرة ككِتاب: مَحافِرُ الطِّينِ الَّذِي تُلاط بِهِ الحِياض، وَفِي بعض الْأُصُول: مخاضُ الطين، وَأنْشد الأَزْهَرِيّ:
(بِذِي وَدَعٍ يَحُلُّ بكلِّ وَهْدٍ ... رَوايا الماءِ يَظَّلِمُ {الوِئارا)
وأرضٌ} وَئِرَةٌ كفَرِحة: كَثِيرَة، وَفِي بعض الْأُصُول: شديدةُ الأُوار، وَهُوَ الحرّ، مَقْلُوبٌ، قَالَ الليثُ: يُقَال من {الإرَة} وَأَرْتُ {إرَةً.} والوَائِرُ: الفِزِع، أَي ككَتِف عَن ابْن الأَعْرابِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الإرَةُ: شَحْمَةُ السَّنام والإرَةُ: استِعارُ النارِ وشِدَّتُها والإرَةُ: الخَلْع. كل ذَلِك عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وَيُرِيد بالخَلع أَن يُغلى اللحمُ والخلُّ إغْلاءً. ثمَّ يُحمل فِي الأسْفار. والإرَة: العَداوة، قَالَ: لمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذِي {إرَةٍ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الإرَة: الموضِع الَّذِي تكون فِيهِ الخُبزة، قَالَ وَهِي المَلَّة. وَقَالَ غيرُه: الإرَة:} الْموْءُورة: مستَوْقَد النَّار تحتَ الحمّام وَتَحْت أَتُون الجِرَار. إِذا حَفَرْتَ حُفرةً لإيقاد النَّار يُقَال: {وَأَرْتُها} أَئِرُها {وَأْرَاً} وإرَةً.)

رَجَعَ

رَجَعَ: يرجع إِذا كَانَ من الرجع يكون مُتَعَدِّيا. وَإِذا كَانَ من الرُّجُوع يكون لَازِما. فاحفظ فَإِنَّهُ ينفعك فِي كثير من الْمَوَاضِع.
(رَجَعَ) عِنْد الْمُصِيبَة وفيهَا أرجع وَالدَّابَّة خطت وصوته وَفِيه ردده فِي حلقه وَفُلَان ردد صَوته فِي قِرَاءَة أَو أَذَان أَو غناء أَو زمر أَو غير ذَلِك مِمَّا يترنم بِهِ والمؤذن فِي أَذَانه كرر الشَّهَادَتَيْنِ جَهرا بعد مخافتة وَالْحمام فِي شدوه والناقة فِي حنينها قطعته والنقش وَالْكِتَابَة أعَاد عَلَيْهِمَا السوَاد مرّة بعد أُخْرَى
(رَجَعَ)
فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بالسَّوِيّة» التَّرَاجُعُ بَيْنَ الخَليطَين:
أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِهِمَا مَثَلًا أَرْبَعُونَ بَقَرة، وللآخَرِ ثَلَاثُونَ وَمَالُهُمَا مُشْتَرَك، فيأخُذُ العاملُ عَنِ الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّةً، وَعَنِ الثَلَاثِينَ تَبِيعًا، فَيَرْجِعُ بَاذِلُ الْمُسِنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْبَاعِهَا عَلَى خَلِيطِه، وباذِلُ التَّبِيع بأربعةِ أسباعِه عَلَى خَلِيطِه؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السِّنَّيْنِ وَاجِبٌ عَلَى الشُّيُوعِ، كَأَنَّ الْمَالَ مِلْكُ وَاحِدٍ. وَفِي قَوْلِهِ: بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعِيَ إِذَا ظَلَمَ أَحَدَهُمَا فَأَخَذَ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فَرْضِهِ فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ بِهَا عَلَى شَرِيكه، وَإِنَّمَا يَغْرَم لَهُ قِيمَةَ مَا يَخُصُّه مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ دونَ الزيادةِ. وَمِنْ أَنْوَاعِ التَّرَاجُعِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ رَجُلين أَرْبَعُونَ شَاةً، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِشْرُونَ، ثُمَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَعْرفُ عينَ مالِه، فَيَأْخُذُ العامِل مِنْ غَنَم أحدِهما شَاةً، فَيَرْجِعُ عَلَى شَرِيكِهِ بِقِيمَةِ نِصْفِ شَاةٍ. وَفِيهِ دليلٌ عَلَى أَنَّ الخُلْطة تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعْيَانِ الْأَمْوَالِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ رَأى فِي إبِل الصَّدقة نَاقَةً كَوْماءَ، فسألَ عَنْهَا المُصَدِّق فَقَالَ: إنِّي ارْتَجَعْتُهَا بإبِل فسَكَتَ» الِارْتِجَاعُ: أَنْ يَقْدَم الرجُل بإبِله المِصْرَ فيَبِيعها ثُمَّ يَشترِي بثَمنِها غيرَها فَهِيَ الرِّجْعَةُ بِالْكَسْرِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الصَّدَقَةِ، إِذَا وَجَبَ غلى رَبّ المالِ سِنٌّ مِنَ الْإِبِلِ فَأَخَذَ مكانَها سِنًّا أخْرَى، فتِلك الَّتِي أخذَ رِجْعَةٌ؛ لِأَنَّهُ ارْتَجَعَهَا من الذي وجَبَتْ عليه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «شكَتْ بنُو تَغْلِبَ إِلَيْهِ السَّنَة، فَقَالَ: كَيْفَ تَشْكون الْحَاجَةَ مَعَ اجْتِلاب المِهارةِ وارْتِجَاعِ الْبِكَارَةِ» أَيْ تَجْلُبُونَ أَوْلَادَ الْخَيْلِ فَتَبِيعُونَهَا وتَرْتَجِعُونَ بِأَثْمَانِهَا الْبِكَارَةَ لِلْقِنْيَةِ، يَعْنِي الإبِل.
(هـ) وَفِيهِ ذِكْرُ «رَجْعَة الطَّلَاقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ» وتُفْتَح راؤُها وتُكْسر عَلَى المرَّة والحالِة، وَهُوَ ارْتِجَاعُ الزَّوْجةِ المُطَلَّقة غَيْرِ الْبَائِنَةِ إِلَى النِّكَاحِ مِنْ غَيْرِ استئْنافِ عَقْد.
وَفِي حَدِيثِ السُّحور «فَإِنَّهُ يُؤَذّن بِلَيْل؛ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ ويُوقِظَ نائِمَكم» القائمُ: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي صلاةَ اللَّيْلِ، ورُجُوعُهُ: عَودُه إِلَى نَومِه، أَوْ قُعودُه عَنْ صَلَاتِهِ إِذَا سَمِع الْأَذَانَ. ويَرْجِعُ:
فِعْلٌ قاصِر ومُتَعدٍّ، تَقُولُ رَجَعَ زيدٌ، ورَجَعْتُهُ أَنَا، وَهُوَ هَاهُنَا مُتَعدٍّ؛ ليُزاوج يُوقِظ.
(س) وَفِي صِفَةِ قِرَاءَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَوْمَ الْفَتْحِ «أَنَّهُ كَانَ يُرَجِّعُ» التَّرْجِيعُ: تَرْدِيدُ القراءةِ، وَمِنْهُ تَرْجِيعُ الْأَذَانِ. وَقِيلَ هُوَ تقاربُ ضُرُوب الحَرَكات فِي الصَّوت. وَقَدْ حَكَى عَبْدُ الله ابن مُغَفَّل تَرْجِيعَهُ بمدِّ الصَّوت فِي القراءةِ نَحْوَ: آءْ آءْ آءْ، وَهَذَا إِنَّمَا حَصَل مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ يَوْمَ الْفَتْحِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ رَاكِبًا، فجَعَلت النَّاقَةُ تُحَرِّكُه وتُنَزِّيه، فحدَثَ التَّرْجِيعُ فِي صَوْته.
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يُرَجِّعُ» وَوَجْهُه أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حينئذٍ رَاكِبًا، فَلَمْ يَحدُث فِي قِراءتِه التَّرْجِيعُ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُث» أَرَادَ بِالرَّجْعَةِ عَودَ طائفةٍ مِنَ الغُزاة إِلَى الغَزْو بَعْدَ قُفُولهم، فيُنَفِّلُهم الثُّلُثَ مِنَ الغَنيمةِ؛ لِأَنَّ نُهوضُهم بَعْدَ القُفول أشقُّ، والخَطَرُ فِيهِ أعظمُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا مُسْتقصًى فِي حَرْفِ الباءِ. والرَّجْعَة: المرَّة مِنَ الرُّجُوعِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَن كَانَ لَهُ مالٌ يُبَلِّغُه حَجَّ بيْتِ اللهِ، أَوْ تجِب عَلَيْهِ فِيهِ زَكَاةٌ فَلَمْ يَفْعل، سَأَلَ الرَّجْعَةَ عِنْدَ الموتِ» أَيْ سألَ أَنْ يُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا ليُحْسِن العملَ، ويَستدْرِكَ مَا فَاتَ.
والرَّجْعَةُ: مَذْهَبُ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ معروفٌ عِنْدَهُمْ. وَمَذْهَبُ طائفةٍ مِنْ فِرَق الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُولِي الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ، يَقُولُونَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَيَكُونُ فِيهَا حَيًّا كَمَا كَانَ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ طَائِفَةٌ مِنَ الرَّافِضَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مُستَتِر فِي السَّحاب، فَلَا يَخرج مَعَ مَنْ خَرَج مِنْ وَلدِه حَتَّى يُنادِيَ مُنادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اخرُجْ مَعَ فُلان، ويشْهَدُ لِهَذَا المَذْهب السُّوءِ قَوْلُهُ تَعَالَى حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً
يُريدُ الكفارَ، نَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى الهِداية وَالْإِيمَانِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ قَالَ للجَلاَّد: اضْرِب وارْجِعْ يَديك» قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ لَا يَرْفَع يَديه إِذَا أَرَادَ الضَّرْب، كَأَنَّهُ كَانَ قَدْ رفَعَ يَده عِنْدَ الضَّرْب، فَقَالَ: ارْجِعْهَا إِلَى مَوضِعها.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ حِينَ نُعِيَ لَهُ قُثَم اسْتَرْجَعَ» أَيْ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. يُقَالُ مِنْهُ: رَجَّعَ واسْتَرْجَعَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُه فِي الْحَدِيثِ. (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْم» الرَّجِيعُ: العَذِرة والرَّوثُ، سمِي رَجِيعاً لِأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ حَالَتِهِ الْأُولَى بَعْدَ أَنْ كَانَ طَعَامًا أَوْ عَلَفا.
(هـ) وَفِيهِ ذِكر «غَزْوة الرَّجِيعِ» وَهُوَ ماءٌ لهُذَيل.
رَجَعَ
رَجَعَ بنَفْسِه يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً، كمَنزِلٍ، ومَرْجِعَةً، كمَنزِلَة. وَمِنْه قَوْله تَعالى: ثمّ إِلَىالرُّجوع، ومصدرُه واقِعاً الرَّجْع، يُقَال: رَجَعْتُه رَجْعَاً، فَرَجَع رُجوعاً. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا هُوَ المشهورُ الْمَعْرُوف سَماعاً وَقِيَاسًا، وزعمَ بعض أنّ الرَجْعَ يكونُ مَصْدَراً للاّزِمِ أَيْضا. قلتُ: كَمَا هُوَ صَنيعُ صاحبِ المُحكَم، فإنّه سَرَدَه فِي جُملة مصادرِ اللاّزم. قَالَ الرَّاغِب: فمِنَ الرُّجوعِ قَوْله تَعالى: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى المدينةِ، فلمّا رَجَعوا إِلَى أبيهِم، ولمّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِه وإنْ قيل لكم ارْجِعوا فارْجِعوا وَمن الرَّجْع قَوْله تَعالى: فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طائفةٍ، وقَوْله تَعالى: ثمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُم يَصِحُّ أَن يكونَ من الرُّجوع، ويصحُّ أَن يكون من الرِّجْع. وقُرِئَ واتَّقُوا يَوْمَاً ترْجعون فِيهِ إِلَى الله بفتحِ التاءِ وضمِّها، وقولُه: لعلَّهُم يَرْجِعون أَي عَن الذَّنْب، وقَوْله تَعالى: وحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنّهم لَا يَرْجِعون أَي حرَّمْنا عَلَيْهِم أَن يَتوبوا ويَرجِعوا عَن الذَّنْب تَنْبِيهاً على أنّه لَا تَوْبَةَ بعدَ)
المَوت، كَمَا قيل: ارْجِعوا وراءَكُم فالْتَمِسوا نُوراً وقَوْله تَعالى: بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون فَمن الرُّجوع، أَو من رَجْعِ الجَواب، وقَوْله تَعالى: ثمّ توَلَّ عَنْهُم فانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعون فَمن رَجْعِ الجوابِ لَا غير، وَكَذَا قولُه: فناظِرَةٌ بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون. قلتُ: وَمن المُتَعَدِّي حديثُ السَّحُور: فإنّه يُؤَذَّنُ بلَيلٍ ليَرْجِعَ قائِمُكُم ويوقِظَ نائِمَكم والقائمُ: هُوَ الَّذِي يُصلّي صَلاةَ اللَّيْل، ورُجوعُه: عَوْدُه إِلَى نَوْمِه، أَو قُعودُه عَن صَلاتِه إِذا سَمِعَ الْأَذَان.الرِّجْعَةُ، بالكَسر: حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ، وَقَالَ خالدٌ: الرِّجْعَةُ: أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً. وَقَالَ بعضُــهم: أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إِنَاثًا، وكذلكَ الرِّجْعَةُ فِي الصَّدَقَة، إِذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها، فتلكَ الَّتِي أَخذَها رِجْعَةٌ، لأَنَّه ارتجَعَها من الَّتِي وجَبَتْ لَهُ، قَالَه أَبو عُبَيدٍ. يُقال: ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ، بِكَسْر الرَّاءِ، ورَجِيعُ سَفَرٍ: قد رَجَعَ فِيهِ) مِراراً. وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايَةٌ عَن النَّضْوِ، وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ، ورَجِيعُ سَفَرٍ. وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً صَالِحَة، بِالْكَسْرِ، إِذا صرَفَ أَثمانَها فِيمَا يَعودُ عَلَيْهِ بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ، قَالَ الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ:
(جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على ال ... أَوْرَقِ لَا رِجْعَةٌ وَلَا جَلَبُ)
قَالَ: وَإِن رَدَّ أَثمانَها إِلَى منزِلِه من غيرِ أَنْ يَشتَرِيَ بهَا سِنّاً، فليستْ برِجْعَةٍ. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: ارْتَجَعَ فلانٌ مَالا، وَهُوَ أَن يبيعَ إبلَهُ المُسِنَّةَ والصِّغارَ، ثمَّ يشترِيَ الفَتِيَّةَ والبِكارَ، وَقيل: هُوَ أَن يبيعَ الذُّكورَ ويشتريَ الإناثَ، وعَمَّ مَرَّةً بِهِ، فَقَالَ: هُوَ أَن يبيعَ الشيءَ ثمَّ يشترِيَ مكانَه مَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّه أَفتى وأَصْلَحَ. قَالَ الرَّاغِبُ: واعْتُبِرَ فِيهِ معنى الرَّجْعِ تَقديراً، وإنْ لم يَحصُلْ فِيهِ ذلكَ عَيناً. وجاءَ فلانٌ برِجْعَةٍ حَسَنَةٍ، أَي بشيءٍ صالحٍ اشتراهُ مكانَ شيءٍ طالِح، أَو مَكَان شيءٍ قد كانَ دُونَه. والمَرْجُوعُ، والمَرْجُوعَةُ، بهاءٍ، والرَّجْعُ، والرَّجُوعَةُ، بفتحِهما، والرُّجْعَةُ، والرُّجْعانُ، والرُّجْعَى، بضمهنَّ: جَوابُ الرِّسالَةِ، يُقال: مَا كانَ من مَرْجُوعَةِ فُلانٍ ومَرْجوعِ فلانٍ عَلَيْك، أَي من مَردودِه وجَوابِه. قَالَ حسَّان رَضِي الله عَنهُ يَذْكُرُ رُسومَ الدِّيارِ:
(سأَلْتُها عَن ذاكَ فاسْتَعْجَمَتْ ... لمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةُ السّائلِ)
ويُقال: رَجَعَ إلىَّ الجَوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعانً، ويقولونَ: هَل جاءَ رُجْعَةُ كِتابِك، ورُجعانُه، أَي جَوابُهُ، ويجوزُ رَجْعُه، بِالْفَتْح، وكُلُّ ذلكَ مَجازٌ. والرَّاجِعُ: المَرْأَةُ يَموتُ زَوجُها وتَرْجِعُ إِلَى أَهلِها، وأَمّا المُطَلَّقَةُ فَهِيَ المَرْدودَة، كَمَا فِي الصِّحاح والعُباب، كالمُراجِعِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: المُراجِعُ من النِّساءِ: الَّتِي يَموتُ زَوجُها، أَو يُطَلِّقُها فتَرْجِعُ إِلَى أَهلِها، وَيُقَال لَهَا أَيضاً راجِعٌ.
الرَّواجِعُ من النُّوقِ والأُتُنِ، يُقال: ناقَةٌ راجِعٌ، وأَتانٌ راجعٌ، وَهِي الَّتِي تَشولُ بذَنبِها، وتَجمَعُ قُطْرَيْها وتُوزِعُ بَوْلَها، وَفِي الصِّحاحِ بِبَوْلِها، فيُظَنُّ أَنَّ بهَا حَمْلاً، ثُمَّ تُخلِفُ، وَقد رجعَتْ تَرجِعُ رِجاعاً، بِالْكَسْرِ، وُجِدَ فِي بعض نُسَخِ الصِّحاح. رُجوعاً، وَهِي راجِعٌ: لَقِحَتْ، ثمَّ أَخلَفَتْ، لأَنَّها رجعَتْ عَمَّا رُجِيَ مِنْهَا، ونُوقٌ رَواجِعُ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِذا ضُرِبَتِ النَّاقَةُ مِراراً فَلم تَلْقَحْ، فهيَ مُمارِنٌ، فإنْ ظَهَرَ لَهُم أَنَّها قد لَقِحَتْ، ثمَّ لمْ يكن بهَا حَمْلٌ، فَهِيَ راجِعٌ ومُخْلِفَةٌ، وَقَالَ القُطامِيُّ يصفُ نَجيبَةً:
(ومِنْ عَيرانَةٍ عَقَدَتْ عَلَيْهَا ... لَقاحاً ثُمَّ مَا كَسَرَتْ رِجاعا)

(لأوّلِ قَرْعَةٍ سَبَقَتْ إِلَيْهَا ... من الذَّوْدِ المَرابيعِ الضِّباعَى)
) أَرادَ أَنَّ النّاقةَ عقدَتْ عَلَيْهَا لَقاحاً، ثمَّ رَمَتْ بماءِ الفَحْلِ، وكسرَتْ ذَنبَها بعدَ مَا شالَتْ بِهِ.
الرِّجاعُ ككِتابٍ: الخِطامُ، أَو مَا وقعَ منهُ على أَنْفِ البَعيرِ. يُقال: رجَعَ فلانٌ على أَنْفِ بَعيرِه، إِذا انْفَسَخَ خَطْمُه، فرَدَّه عَلَيْهِ، ثمَّ يُسَمَّى الخِطامُ رِجاعاً، قَالَه ابنُ دُريد، ج: أَرْجِعَةٌ ورُجْعٌ، كجِرابٍ وأَجْرِبَةٍ، وكِتابٍ وكُتْبٍ. الرِّجاعُ: رُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ الرَّاغِبُ: يَختَصُّ بِهِ. وَفِي اللِّسَان رَجَعَت الطَّيْرُ القَواطِعُ رَجْعاً ورِجاعاً، وَلها قِطاعٌ ورِجاعٌ.
من المَجازِ قولُه تَعَالَى: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ، أَي ذاتِ المَطَرِ بعدَ المطَرِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَرجِع مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وَقيل: لأَنَّه يتكَرَّر كلَّ سنةٍ ويَرْجِعُ، قَالَ ثعلَبٌ: تَرْجِعُ بالمَطَرِ سنة بعدَ سنةٍ، وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: لِأَنَّهَا تَرجِعُ بالغَيْثِ، فَلم يَذكر سنة بعد سنة. وَقَالَ الفرَّاءُ: تَبتَدِئُ بالمَطَرِ، ثمَّ تَرجِعُ بِهِ كلَّ عَام. قيل: ذاتُ الرَّجْع، أَي ذاتُ النَّفْع، يُقال: لَيْسَ لي من فُلانٍ رَجْعٌ، أَي نَفعٌ وفائدةٌ، وتَقولُ: مَا هُوَ إلاّ سَجْعٌ، لَيْسَ تحتَه رَجْعٌ. الرَّجْعُ: نَباتُ الرَّبيعِ، كالرَّجيعِ. رَجْعٌ: اسْمٌ.
قَالَ الكِسائيُّ فِي قولِه تَعَالَى: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ أَرادَ بالرَّجْع مَمْسَك الماءِ ومَحبِسَه، والجَمْعُ رُجْعانٌ، قَالَ غيرُه: الرَّجْعُ: الغَديرُ. قَالَ الرَّاغِب: إمّا تَسمِيَةً بالمَطَرِ الَّذِي فِيهِ، وإمّا لتَراجُعِ أَمواجِه وتَرَدُّدِه فِي مكانِه كالرَّجيع والرَّاجِعَةِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ يصفُ السَّيْفَ:
(أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي)
قَالَ الليثُ: الرَّجْعُ: مَا امْتَدَّ فِيهِ السَّيْلُ كَذَا نصّ العُبابِ. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: الرَّجْعُ: مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْلُ ثمَّ نفَذَ، ج: رِجاعٌ، بالكسْرِ، ورُجْعانٌ، بالضَّمِّ، ورِجْعانٌ، بالكَسرِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
(وعارَضَ أَطرافَ الصَّبا وكأَنَّه ... رِجاعُ غَديرٍ هَزَّهُ الرِّيحُ رائِعُ)
وَقَالَ غيرُه: الرِّجاعُ: جَمْعٌ، ولكنَّه نعَتَه بالواحِدِ الَّذِي هُوَ رائعٌ لأَنَّه على لفظِ الواحِد، وإنَّما قَالَ: رِجاعُ غَديرٍ ليفصلَه من الرّجاع الَّذِي هُوَ غير الغدير، إِذْ الرِّجاع من الأَسماء المُشترَكَةِ، وَقد يكون الرِّجاعُ الغديرَ الواحدَ، كَمَا قَالُوا فِيهِ: إخَاذٌ، وأَضافَه إِلَى نفسِه ليُبَيِّنَه أَيضاً بذلك: لأَن الرِّجاع، واحِداً كَانَ أَو جَمْعاً، من الأَسماء المُشترَكَةِ. الرَّجْعُ: الماءُ عامَّةً، وَقَالَ أَبو عُبيدةَ: الرَّجْعُ فِي كَلَام العرَبِ الماءُ، وأَنشدَ قولَ المُتَنَخِّل:
(أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي)
الرَّجْعُ: الرَّوْثُ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عَن حالِه الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، وَهَذَا رَجْعُ السَّبُعِ، أَي نَجوُه، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الليثُ: الرَّجْعُ من الأَرضِ مَا امْتَدَّ فِيهِ السيلُُ بمَنزِلَةِ الحَجْرِ، قَالَ غيرُه: الرَّجْعُ:)
فوقَ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَن يَجتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَنْ يَجْتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ، ج: رُجْعانٌ، بالضَّمِّ، بمنزلَةِ الحُجْرانِ، وَقد كرَّرَ المُصنِّفُ هُنَا قَول الليثِ مرَّتينِ، وهما واحِدٌ، فلْيُتَنَبَّه لذلكَ.
الرَّجْعُ من الكَتِفِ: أَسفلُها، كالمَرْجِعِ، كمَنْزِلٍ، وَهُوَ مَا يَلِي الإبْطَ مِنْهَا من جِهَة مَنْبِضِ القَلْبِ، قَالَ رُؤْبَةُ: ونَطْعَنُ الأَعناقَ والمَراجِعا ويُقالُ: طعَنَه فِي مَرجِع كتِفَيْه، وكَواهُ عندَ رَجْعِ كتِفِه، ومَرجِع مِرْفَقِهِ، وَهُوَ مَجاز. الرَّجْعُ: خَطْوُ الدَّابَّةِ، أَو رَدُّها يدَيها فِي السَّيْرِ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبو ذؤَيْبٍ يصفُ رَجلاً جريئاً:
(يَعْدُو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّهُ ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لَا يَظْلَعُ)
الرَّجْعُ: خَطُّ الوَاشِمَةِ، قَالَ لَبيدٌ، رَضِي الله عَنهُ:
(أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها)
كالتَّرجِيعِ، فيهمَا. يُقال: رَجَعَت الدَّابَّةُ يدَيْها فِي السَّيْر. ورَجَّعَ النَّقْشَ والوَشْمَ: رَدَّدَ خُطوطَهُما، وتَرجِيعُها: أَن يُعادَ عَلَيْهَا السَّوادُ مَرَّةً بعدَ أُخرى، قَالَ الشَّاعِر:
(كتَرْجيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حارِثِيَّةِ ... يَمانيَّةِ الأَصدافِ باقٍ نَؤُورُها)
قَالَ اللَّيْث: الرَّجيعُ من الكلامِ: المَردودُ إِلَى صاحبِه، زادَ الرَّاغِبُ: أَو المُكَرَّرُ. وَفِي الأَساس: إيّاكَ والرَّجيعَ من القولِ. وَهُوَ المُعادُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ غيرُه: رَجيعُ القَوْلِ: المُكَرَّرُ. منَ المَجاز: الرَّجيعُ: الرَّوْثُ، وذُو البَطْنِ، والنَّجْوُ، لأَنَّه رجَعَ عَن حالتِه الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، وَقد أَرْجَعَ الرَّجُلُ، وَهَذَا رَجيعُ السَّبَعِ ورَجْعُه، أَي نَجْوُه. وَفِي الحَدِيث: نُهِيَ أَنْ يُسْتَنْجَى بعَظْمٍ أَو رَجِيعٍ، الرَّجيعُ: يكونُ الرَوْثَ والعَذِرَةَ جَميعاً، وإنَّما سُمِّيَ رَجيعاً لأَنَّه رَجَعَ عَن حالِه الأَوَّل بعدَ أَنْ كانَ طَعاماً أَو علَفاً أَو غيرَ ذَلِك. وأَرْجَعَ من الرَّجيع، إِذا أَنْجَى. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الرَّجيعُ: كِنايَةٌ عَن ذِي البَطْنِ للإنسانِ وللدَّابَّةِ، وَهُوَ من الرُّجوعِ، ويكونُ بِمَعْنى الفاعِل، أَو من الرَّجْعِ، ويكونُ بِمَعْنى المَفعول. الرَّجيع: الجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإبلُ ونَحوُها، لِرَجْعِهِ لَهَا إِلَى الأَكْلِ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الأَعشَى:
(وفلاةٍ كَأَنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ ... ليسَ إلاّ الرَّجيعَ فِيهَا عَلاقُ)
يَقُول: لَا تجدُ الإبلُ فِيهَا عُلَقاً إلاَّ مَا تُرَدِّدُه من جِرَّتِها. وكُلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قولٍ أَو فعلٍ فَهُوَ رَجيعٌ، لأَنَّ معناهُ مَرْجوع، أَي مَردُود، وَمِنْه قيل للدَّابَّةِ الَّتِي تَرَدِّدُها فِي السَّفَرِ البَعير وَغَيره:)
هُوَ رَجيعُ سَفَرٍ، وَهُوَ الكالُّ من السَّفَرِ. وَهِي رَجيعَةٌ، بهاءٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يصف نَاقَة:
(رَجيعَةُ أَسْفارٍ كَأَنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذِّراعَيْنِ مُطْرِقُ)
الرَّجِيعُ من الدَّوابِّ: المَهْزولُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايَةٌ عَن النَّضْوِ. الرَّجيعُ من الدَّوابِّ: مَا رَجَعْتَهُ من سَفَرٍ إِلَى سَفَرٍ، وَهُوَ الكالُّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ بعَيْنِه القولُ الأَوَّلُ ج: رُجُعٌ، بضَمَّتينِ، وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: جَمْعُ الرَّجيعِ والرَّجيعَةِ: الرَّجائِع. قَالَ ابنُ دُريدٍ: الرَّجيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ المُطَرَّى. قَالَ أَيضاً: الرَّجيعُ: ماءٌ لِهُذَيْلٍ، قَالَه أَبو سعيد: على سَبعَةِ أَمْيالٍ من الهَدَّةِ، والهَدَّةُ على سَبعَةِ أَميالٍ من عُسْفانَ، وَبِه غُدِرَ بمَرْثَدِ بنِ أَبي مَرْثَدٍ، كَنّازِ بنِ الحُصَيْنِ بنِ يَرْبُوع الغَنَوِيّ، رَضِي الله عَنهُ، شَهِدَ هُوَ وأَبوهُ بَدْراً، وَكَانَ أَبوه حَليفَ حَمْزَةَ، وسَرِيَّتِه لمّا بعثَها رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم معَ رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ، وَكَانَت هَذِه السَّرِيَّةُ فِي السّنة الخامِسَة من الهِجْرَةِ فِي صفَر فِي عَشَرَةٍ أَو سِتَّة، على الخِلاف، لمّا سأَلَه عَضَلٌ والقارَةُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهم مَنْ يُعَلِّمَهُم شرائعَ الْإِسْلَام، فأَرسلَ مَرْثَداً، وعاصِمَ بنَ ثَابت، وخُبَيْبَ بن عَدِيٍّ، وزيدَ بن الدَّثِنة، وخَالِد بن البُكَيْرِ، وعَبْد الله بن طَارق، وأَخاهُ لأُمِّه مُعَتِّبَ بنَ عُبَيْدٍ فغدَروا بهم فَقَتَلُوهُمْ، إلاّ خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ، وزَيدَ بن الدّثِنَة فأَسروهُما، وباعوهما فِي مَكَّةَ فقتلوهُما، وصَلَّى خُبَيْبٌ قبل أَنْ يَقتلوه رَكعتينِ، فهوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ ذلكَ، كَذَا فِي مختصَرِ السِّيرَةِ للشَّمْسِ البِرْماوِيِّ، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:
(وإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجيعِ ووِلْدَةٌ ... ويَصْبِحَ قَومِي دونَ دارِهُمُ مِصْرُ)
وَقَالَ حسَّان رَضِي الله عَنهُ يَرثِيهِم:
(صَلَّى الإلَهُ على الّذينَ تَتابَعوا ... يَوْمَ الرَّجيعِ فأُكْرِمُوا وأُثيبوا)
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(رَأَيْتُ وأَهلي بَوادِي الرَّجِي ... عِ فِي أَرْضِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا)
الرَّجيعُ: العَرَقُ، لأَنَّه كَانَ مَاء فرَجَعَ عرَقاً، قَالَ لَبيدٌ، رَضِي الله عَنهُ، يصف الإبِلَ:
(كَساهُنَّ الهَوَاجِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... رَجيعاً فِي المَغابِنِ كالعَصِيمِ) شبَّه العرَقَ الأَصْفَرَ بعَصيمِ الحِنَّاءِ. الرَّجيعُ: الحَبْلُ الَّذِي نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ ثانِيَةً، وَفِي المُفرَداتِ: حَبْلٌ رَجِيعٌ: أُعِيدَ بعدَ نَقْضِهِ، زادَ فِي اللِّسَان: وَقيل: كُلُّ مَا ثَنَيْتَه فَهُوَ رَجيعٌ. وكُلُّ طَعامٍ بَرَدَ، ثُمَّ أُعيدَ إِلَى النّار، فَهُوَ رَجيعٌ. الرَّجيعُ: فَأْسُ اللِّجامِ. الرَّجيعُ: البَخيلُ، كِلاهُما عَن ابنِ عَبّادٍ.)
الرَّجِيعَةُ: ماءٌ لِبَني أَسَدٍ، كَمَا فِي العُبابِ. ومَرْجَعَةٌ، كمَرْحَلَةٍ: عَلَمٌ من الأَعلامِ. وأَرْجَعَ الرَّجُلُ، إِذا أَهْوى بيَدِهِ إِلَى خَلْفِه لِيَتناوَلَ شَيْئا، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ صائداً:
(فبَدا لهُ أَقْرابُ هَذَا رائغاً ... عَجِلاً فعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ يُرْجِعُ)
أَي أَقرابُ الفَحْلِ. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: أَرْجَعَ الرَّجُل يديهِ، إِذا رَدَّهما إِلَى خَلْفِه ليتناوَلَ شَيْئا، وخَصَّه بعضُــهم فَقَالَ: أَرْجَعَ يدَه إِلَى سيفِه ليَسْتَلَّه، أَو إِلَى كِنانَتِه لِيَأْخُذَ سَهماً أَهوى بهَا إِلَيْهِ. أَرْجَعَ فُلانٌ: رَمى بالرَّجيعِ، كأَنْجَى من النَّجْوِ. منَ المَجاز: أَرْجَعَ فِي المُصيبَةِ: قَالَ: إنّا لِلَّه وإنّا إليهِ راجِعُونَ قَالَ جَريرٌ:
(وأَرْجَعْتُ من عِرفانِ دارٍ كأَنَّها ... بقيَةُ وَشْمٍ فِي مُتونِ الأَشاجِعِ)
كرَجَّعَ تَرْجيعاً واسْتَرْجَعَ، نقلَهما الزَّمخشريُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على الأَخيرِ. ويُروَى قَول جَرير: ورَجَّعْتَ. وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاسِ أَنَّه حينَ نُعِيَ لَهُ قُثَمُ اسْتَرْجَعَ. يُقال: أَرْجَعَ اللهُ تَعَالَى بيعَتَه، كَمَا يُقال: أَرْبَحَها. نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ الكِسائيُّ: أَرْجَعَت الإبِلُ، إِذا هُزِلَتْ ثمَّ سَمِنَت، كَذَا نَصُّ الصِّحاحِ والعُبابِ، وَفِي التَّهذيب: قَالَ الكِسائيُّ: إِذا هُزِلَت النّاقَةُ قيل: أَرْجَعَت.
وأَرْجَعَتِ النّاقَةُ فهِي مُرْجِعٌ: حَسُنَتْ بعدَ الهُزال. يُقال: جعلَها اللهُ سَفرَة مُرْجِعَة، كمُحْسِنَة، إِذا كَانَ لَهَا ثوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَة. وَهُوَ مَجازٌ. يُقال: الشَّيْخُ يَمْرَضُ يَومَيْنِِ فَلَا يَرجِعُ شَهْراً، أَي لَا يَثوبُ إِلَيْهِ جسمُه وقوَّته شَهْراً. منَ المَجاز: التَّرجِيعُ فِي الأَذانِ: هُوَ تَكريرُ الشَّهادَتيْنِ جَهْراً بعدّ إخفائهما. هَكَذَا فَسَّره الصَّاغانِيُّ. التَّرْجيعُ أَيضاً: تَرديدُ الصَّوْتِ فِي الحَلْقِ فِي قراءَةٍ أَو غِناءٍ أَو زَمْرٍ، أَو غير ذَلِك مِمَّا يُتَرَنَّم بِهِ، وَقيل: التَّرْجِيع: هُوَ تَقارُبُ ضُروبِ الحَرَكات فِي الصَّوْت.
وَقد حَكَى عَبْد الله بنُ مُغَفَّلٍ تَرجيعَه بمَدِّ الصَّوْت فِي القراءَةِ نَحو: آآ آ. من المَجازِ: اسْتَرْجَعَ منهُ الشيءَ، إِذا أَخَذَ مِنْهُ مَا دفعَه إِلَيْهِ، وَيُقَال: اسْتَرْجَعَ الهِبَةَ، وارْتَجَعَها، إِذا ارْتَدَّها. وراجَعَهُ الكلامَ مُراجَعَةً ورِجاعاً: حاوَرَه إيّاه. وَقيل: عَاوَدَهُ. راجَعَت النّاقةُ رِجاعاً، إِذا كَانَت فِي ضَرْبٍ من السَّير. فرَجَعَتْ من سَيْرٍ إِلَى سَيْرٍ، سِواه، قَالَ البَعيثُ يصِفُ ناقتَه:
(وطُولُ ارتماءِ البيدِ بالبيدِ تعْتَلِي ... بهَا ناقَتي تَخْتَبُّ ثمَّ تُراجِعُ)
وممّا يُستدركُ عَلَيْهِ: الرَّجْعَةُ: المَرَّةُ من الرُّجوعِ. والرَّجْعَةُ: عَوْدُ طائِفَةٍ من الغُزاةِ إِلَى الغَزْوِ بعدَ قُفُولِهم. وقولُه تَعَالَى: إنَّهُ على رَجْعِهِ لَقادِرٌ قيل: على رَجْعِ الماءِ إِلَى الإحْلِيلِ، وَقيل: إِلَى الصُّلْبِ، وَقيل: إِلَى صُلْبِ الرَّجُلِ وتَريبَةِ المَرأَةِ. وَقيل: على إعادَتِه حَيّاً بعدَ موتِه وبِلاهُ، وَقيل:)
على بَعْثِ الإنسانِ يومَ القِيامَةِ. وَالله سبحانَه وَتَعَالَى أَعلمُ بِمَا أَرادَ. ويُقال: أَرْجَعَ اللهُ همَّهُ سُروراً، أَي أَبْدَلَ هَمَّه سُروراً. وحَكَى سِيبَوَيْهٍ: رَجَعَه وأَرْجَعَهُ ناقَتَه: بَاعهَا مِنْهُ ثمَّ أَعطاهُ إيّاها لِيَرْجِعَ عَلَيْهَا. وَهَذِه عَن اللِّحيانيِّ وَهَذَا كَمَا تقولُ أَسْقَيْتُكَ إهاباً. وتَفَرَّقوا فِي أَوَّل النَّهار، ثمَّ تَراجَعوا مَعَ اللَّيْل، أَي رَجَعَ كُلٌّ إِلَى مَحَلِّه. وتَرَجع فِي صَدْري كَذَا: أَي تَرَدَّد، وَهُوَ مَجازٌ.
ورَجَّعَ الْبَعِير فِي شِقْشِقَتِه: هَدَرَ. ورَجَّعَتِ النَّاقةُ فِي حَنينِها: قطَّعَتْه. ورَجَّعَ الحَمامُ فِي غِنائه، واسْتَرْجَعَ كَذَلِك. ورَجَّعَتِ القَوْسُ: صَوَّتَت، عَن أَبي حنيفةَ. ورَجَّعَ الكِتابَةَ: أَعادَ عَلَيْهَا مَرَّةً أُخرى. والمَرْجُوعُ: الّذي أُعيدَ سَوادُهُ، والجَمْعُ المَراجِيعُ، قَالَ زُهَيْرٌ: مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ ورَجَعَ إِلَيْهِ: كَرَّ، ورَجَعَ عَلَيْهِ. ويُقالُ: خالَفني ثمَّ رجَعَ إِلَى قَولي، وصَرَمَني ثمَّ رَجَعَ يُكَلِّمُني.
وَمَا رُجِعَ إِلَيْهِ فِي خَطْبٍ إلاّ كفى. وكُلٌّ من الثَّلاثَةِ مَجاز. وارْتَجعَ كَرَجَعَ. وارْتَجعَ على الغَريم والمُتَّهَم: طالَبَه. وارْتَجعَ إليَّ الأمرَ: ردَّه إليَّ. أنشدَ ثعلبٌ:
(أَمُرْتَجِعٌ لي مِثلَ أيّامِ حَمَّةٍ ... وأيّامِ ذِي قارٍ علَيَّ الرَّواجِعُ)
وارْتَجعَ المرأةَ: راجَعَها. وارْتَجعَتْ المرأةُ جِلْبابَها: إِذا رَدَّتْه على وَجْهِها، وتَجَلَّلَتْ بِهِ.
والرُّجْعى، والمَرْجَعانيُّ من الدّوابِّ: نِضْوُ سفَرٍ، الأخيرةُ عامِيّة. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الرَّجيعَة: بعيرٌ ارْتَجعْتَه، أَي اشتَريْتَه من أجلابِ النَّاس، لَيْسَ من البلدِ الَّذِي هُوَ بِهِ، وَهِي الرَّجائع، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزْنيُّ:
(على حينَ مَا بِي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ ... وبَرَّحَ بِي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجائعُ)
وسفَرٌ رَجيعٌ: مَرْجُوعٌ فِيهِ مِراراً، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وَيُقَال للإيابِ من السفَر: سفَرٌ رَجيعٌ، قَالَ القُحَيْف:
(وأَسقي فِتْيَةً ومُنَفَّهاتٍ ... أَضَرَّ بنِقْيِها سفَرٌ رَجيعُ)
والرَّجْع: الغِرْسُ يكون فِي بَطْنِ الْمَرْأَة، يخرجُ على رأسِ الصبِيِّ. وقَوْله تَعالى: يَرْجِعُ بَعْضُــهم إِلَى بعضٍ القَولَ أَي يتَلاوَمون. والرَّجيع: الشِّواءُ يُسَخَّنُ ثانِيَةً، عَن الأَصْمَعِيّ. ورَجْعُ الرَّشْقِ فِي الرَّمْي: مَا يُرَدُّ عَلَيْهِ. والرَّواجِع: الرِّياحُ المُختَلِفة لمَجيئِها وذَهابِها. وَكَذَا رَواجِعُ الْأَبْوَاب. وَلَيْسَ لهَذَا البَيعِ مَرْجُوعٌ، أَي لَا يُرْجَعُ فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: هَذَا مَتاعٌ مُرْجِعٌ، أَي لَهُ مَرْجُوعٌ. حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَقَالَ الأَصْبَهانيُّ فِي الْمُفْردَات: دابَّةٌ لَهَا) مَرْجُوعٌ: يمكنُ بَيْعُها بعد الاسْتِعمال. وَيُقَال: هَذَا أَرْجَعُ فِي يَدي من هَذَا، أَي أَنْفَع، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي النوادِر: يُقَال: طعامٌ يُسْتَرْجَعُ عَنهُ وتفسيرُ هَذَا فِي رَعْيِ المَال، وطعامِ النَّاس: مَا نَفَعَ مِنْهُ واسْتُمْرِئَ فسَمِنوا عَنهُ. والرَِّجْعَة، بالكَسْر والفَتْح: إبل تَشْتَريها الأعرابُ لَيست من نِتاجِهم، وَلَيْسَت عَلَيْهَا سِماتُهم. وارْتَجعَها: اشْتَرَاهَا. والتَّراجُع بَين الخَليطَيْن: أَن يكون لأحدِهما مَثَلاً أَرْبَعونَ بَقَرَةً، وللآخَرِ ثَلَاثُونَ، ومالُهما مُشتَرَكٌ، فيأخذُ العاملُ عَن الْأَرْبَعين مُسِنَّةً، وَعَن الثَّلَاثِينَ تَبيعاً، فيرجعَ باذلُ المُسنَّة بِثَلَاثَة أَسْبَاعِها على خَليطِه، وباذلُ التَّبيعِ بأربعةِ أَسْبَاعِه على خَليطِه لأنّ لكلِّ واحدٍ من السِّنَّيْنِ واجِبٌ على الشُّيُوع، كأنَّ المالَ مُلْكُ واحدٍ. والرِّجَع، كعِنَبٍ: أَن يبيعَ الذُّكورَ وَيَشْتَرِي الإناثَ، كأنّه مصدر، وَقَالَ ابنُ برِّيّ: وجَمعُ رِجْعَةٍ رِجَع، وَقيل لحَيٍّ من الْعَرَب: بمَ كَثُرَتْ أموالُكم فَقَالُوا: أوصانا أَبونَا بالنُّجَعِ والرُّجَع، وَقَالَ ثَعْلَب: بالنِّجَعِ والرِّجَع، وفَسَّرَه بأنّه: بَيْعُ الهَرْمَى، وشِراءُ البِكارَةِ الفَتِيّة، وَقد فُسِّر بأنّه بيعُ الذُّكورِ وشراءُ الْإِنَاث، وكِلاهما ممّا يَنْمِي عَلَيْهِ المالُ، وأرجع إبِلا: شَراها وباعَها على هَذِه الْحَالة.
والرّاجِعَة: الناقةُ تُباعُ ويُشتَرى بثمَنِها مِثلُها، فالثانيةُ راجِعَةٌ ورَجيعَةٌ، قَالَ عليُّ بنُ حَمْزَة: الرَّجيعَة: أَن يُباعَ الذكَرُ ويُشترى بثمنِه الْأُنْثَى، فالأنثى هِيَ الرَّجيعَة، وَقد ارْتَجَعْتُها وَتَرَجَّعْتُها وَرَجَعْتُها. وَحكى اللِّحْيانيّ: جاءتْ رِجْعَةُ الضِّياع، أَي مَا تعودُ بِهِ على صاحبِها من غَلَّةٍ، وَيُقَال: سَيفٌ نَجيعُ الرَّجْعِ والرَّجيع، إِذا كَانَ ماضِياً فِي الضَّريبة، قَالَ لَبيدٌ يصفُ السَّيْف:
(بأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجيحٍ رَجيعُهُ ... وأَخْشَنَ مَرْهُوبٍ كريمِ المآزِقِ)
وَيُقَال للمريضِ إِذا ثابَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه بعد نُهوكٍ من العِلَّة: راجِعٌ، ورجلٌ راجِعٌ: إِذا رَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه بعد شِدّةِ ضَنى. ورَجَعَ الكلبُ فِي قَيْئِه: عادَ فِيهِ. وراجَعَ الرجلُ: رَجَعَ إِلَى خيرٍ أَو شرٍّ.
وتَراجَعَ الشيءُ إِلَى خَلفٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. ورَجَعَتِ الناقةُ تَرْجِعُ رِجاعاً، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها لغيرِ تَمامٍ، عَن أبي زَيْدٍ. وَقيل: هُوَ أَن تَطْرَحَه مَاء. والرّاجِعَة: الناشِغَةُ من نَواشِغِ الْوَادي، قَالَه ابنُ شُمَيْل، أَي المَجرى من مَجاريه. والرَّجْع: ماءٌ لهُذَيْلٍ غَلَبَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأْتُ بخطِّ أبي الهَيثَم حَكَاهُ عَن الأسَديِّ قَالَ: يَقُولُونَ للرَّعْد: رَجْعٌ. ورَجيع: اسمُ ناقةِ قَالَ جَريرٌ:
(إِذا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجيعُ أَمَلَّها ... نُزولي بالمَوْماةِ ثمّ ارْتِحالِيَا)
والرَّجَّاع: الكثيرُ الرُّجوعِ إِلَى اللهُ تَعَالَى. ورَجَعَ الحَوضُ إِلَى إزائِه: كَثُرَ ماؤُه. وتَراجَعَتْ أَحْوَالُ فلانٍ. وَهُوَ مَجاز. وراجَعَه فِي مُهِمَّاتِه: حاوَرَه. وانْتقَص القُرُّ، ثمّ تَراجَع. وسُمِّي البَرَدُ) رَجْعَاً لرَدِّ مَا تَناولَه من المَاء. والرِّجْعَة، بالكَسْر: الحُجّة، عَن ابنِ عَبَّاد.
رَجَعَ يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً، كمَنْزِلٍ، ومَرْجِعَةً، شاذَّانِ، لأنّ المَصادِرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ إنما تكونُ بالفتح،
ورُجْعَى ورُجْعاناً، بضمهما: انْصَرَفَ،
وـ الشيءَ عن الشيءِ، وإليه رَجْعاً ومَرْجَعاً، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: صَرَفَه ورَدَّه،
كأرْجَعَه،
وـ كلامي فيه: أفادَ،
وـ العَلَفُ في الدابةِ: نَجَعَ.
وجاءني رُجْعَى رِسالَتِي، كبُشْرَى، أي: مَرْجوعُها.
ويؤمِنُ بالرَّجْعَةِ، أي: بالرُّجوعِ إلى الدُّنْيا بعدَ الموتِ، وبالكسرِ والفتح: عَوْدُ المُطَلِّقِ إلى مُطَلَّقَتِهِ، وبالكسر: حَواشي الإِبِلِ تُرْتَجَعُ من السوقِ.
وناقةٌ رِجْعُ سَفَرٍ،
ورَجيعُ سَفَرٍ: قد رَجَعَ فيه مِراراً.
وباعَ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالِحَةً، بالكسرِ: إذا صَرَفَ أثْمانَها فيما يَعودُ عليه بالعائِدَةِ الصالِحَةِ.
والمَرْجُوعُ، وبهاءٍ،
والرَّجْعُ والرَّجُوعَةُ، بفَتْحِهِما،
والرُّجْعَةُ والرُّجْعانُ والرُّجْعَى بِضَمِّهِنَّ: جَوابُ الرِسالَةِ.
والراجِعُ: المَرْأةُ يموتُ زَوْجُها وتَرْجِعُ إلى أهْلِها،
كالمُراجِعِ،
وـ من النُّوقِ والأتُنِ: التي تَشُولُ بذَنَبِها وتَجْمَعُ قُطْرَيْها وتُوزغُ بَوْلَها، فَيُظَنُّ أنّ بها حَمْلاً، وقد رَجَعَتْ تَرْجعُ رِجاعاً، بالكسر. وككِتابٍ: الخِطامُ، أو ما وقَعَ منه على أنْفِ البَعِيرِ، ج: أرْجِعَةٌ ورُجْعٌ، ورُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها.
والرَّجْعُ: المَطَرُ بعدَ المَطَرِ، والنَّفْعُ، ونَباتُ الرَّبِيعِ، واسمٌ، ومَمْسَكُ الماءِ، والغَديرُ،
كالرَّجيعِ والراجِعَةِ، ط أو ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ ثم نَفَذَ ط، ج: رِجاعٌ ورِجْعانٌ ورُجْعانٌ، أو الماءُ عامَّةً، والرَّوْثُ،
وـ من الأرضِ: ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ،
وـ: فَوْقَ التَّلْعَة، ج: رُجْعانٌ، بالضم،
وـ من الكَتِفِ: أسْفَلُها،
كالمَرْجِعِ، كمَنْزِلٍ، وخَطْوُ الدابَّةِ، أو رَدُّها يَدَيْها في السَّيْرِ، وخَطُّ الواشِمَةِ،
كالتَّرْجيعِ فيهما.
والرَّجيعُ من الكلامِ: المَرْدُودُ إلى صاحِبِه، والرَّوْثُ، وذُو البَطْنِ، والجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإِبِلُ ونحوُها، وكلُّ مُرَدَّدٍ، والبَعيرُ الكالُّ من السَّفَرِ، وهي: بهاءٍ، أو المَهْزولُ، أو ما رَجَعْتَه من سَفَرٍ، ج: رُجُعٌ، بضمتينِ، (والثوبُ الخَلَقُ المُطَرَّى) ، وماءٌ لهُذَيْلٍ على سَبْعَةِ أمْيالٍ من الهَدَّةِ، وبه غُدِرَ بِمَرْثَدِ ابنِ أبي مَرْثَدٍ وسَرِيَّتِهِ لَمَّا بَعَثَها صلى الله عليه وسلم مع رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ فَغَدَروا بهم،
وـ: العَرَقُ، والحَبْلُ نُقِضَ ثم فُتِلَ ثانِيَةً، وكلُّ طَعامٍ بَرَدَ ثم أُعِيدَ إلى النارِ، وفأسُ اللِّجامِ، والنَّخيلُ، وبهاءٍ: ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ.
ومَرْجَعَةٌ، كمَرْحَلَةٍ: عَلَمٌ.
وأرجَعَ: أهْوَى بيَدِه إلى خَلْفِهِ ليَتَنَاوَلَ شيئاً،
وـ فلانٌ: رَمَى بالرَّجِيعِ،
وـ في المُصيبَةِ: قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعونَ،
كرَجَّعَ واسْتَرْجَعَ،
وـ اللهُ تعالى بَيْعَتَه: أرْبَحَها،
وـ الإِبِلُ: هُزِلَتْ ثم سَمِنَتْ.
وسَفْرَةٌ مُرْجِعَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: لها ثَوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَةٌ،
والشيخُ يَمْرَضُ يومَيْنِ فلا يَرْجِعُ شَهْراً: لا يَثوبُ إليه جِسْمُه وقُوَّتُهُ.
والتَّرْجيعُ في الأذانِ: تَكريرُ الشَّهادَتَيْنِ جَهْراً بعدَ إخْفائِهما، وتَرْديدُ الصوتِ في الحَلْقِ.
واسْتَرْجَعَ منه الشيءَ: أخَذَ منه ما دَفَعَه إليه.
وراجَعَه الكلامَ: عاوَدَه،
وـ الناقةُ: رَجَعَتْ من سَيْرٍ إلى سَيْرٍ.

حلا

(حلا)
الشَّيْء حلاوة كَانَ حلوا يُقَال حلت الْفَاكِهَة طابت وَالشَّيْء لَهُ فِي عَيْنَيْهِ لذ وَحسن فَهُوَ حُلْو وَمن فلَان بِخَير ظفر وَالْمَرْأَة حلوا أَعْطَاهَا حليا وَفُلَانًا الشَّيْء وبالشيء حلوا أعطَاهُ إِيَّاه
(حلا) - في الحَدِيث: "فسَلَقَنى لِحُلَاوَةِ القَفَا".
: أي أَضجَعَنى على حُقِّ وَسْط القَفَا؛ أي لم يَمِل به إلى أَحَد جَانِبَيْه.
وفيه لُغاتٌ: فَتْح الحَاءِ وضَمُّها وكَسْرُها - وحَلَاوَى القَفَا أيضا، قاله صاحِبُ التَّتِمَّة.
وقال غَيرُه: بضَمِّ الحَاءِ مَقْصوراً وممدوداً، وحُلْواءُ القَفَا أَيضًا.
ح ل ا: (الْحُلْوُ) ضِدُّ الْمُرِّ وَقَدْ (حَلَا) الشَّيْءُ يَحْلُو (حَلَاوَةً) وَ (احْلَوْلَى) أَيْضًا وَقَدْ جَاءَ احْلَوْلَى مُتَعَدِّيًا فِي الشِّعْرِ وَلَمْ يَجِئِ افْعَوْعَلَ مُتَعَدِّيًا إِلَّا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: اعْرَوْرَيْتُ الْفَرَسَ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (احْلَوْلَيْتُ) الشَّيْءَ اسْتَحْلَيْتُهُ وَ (أَحْلَيْتُ) الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ حُلْوًا. وَ (حَالَاهُ) طَايَبَهُ. وَ (تَحَالَتِ) الْمَرْأَةُ أَظْهَرَتْ حَلَاوَةً وَعُجْبًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنْ (حُلْوَانِ) الْكَاهِنِ» وَهُوَ مَا يُعْطَى عَلَى الْكِهَانَةِ. وَ (حُلْوَانُ) اسْمُ بَلَدٍ. وَ (الْحَلْيُ) حَلْيُ الْمَرْأَةِ وَجَمْعُهُ (حُلِيٌّ) مِثْلُ ثَدْيٍ وَثُدِيٍّ وَقَدْ تُكْسَرُ الْحَاءُ. وَقُرِئَ: {مِنْ حُلِيِّهِمْ} [الأعراف: 148] بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا. وَ (حِلْيَةُ) السَّيْفِ جَمْعُهَا (حِلًى) مِثْلُ لِحْيَةٍ وَلِحًى وَرُبَّمَا ضُمَّ. وَ (حِلْيَةُ) الرَّجُلِ صِفَتُهُ وَ (حَلَيْتُ) الْمَرْأَةَ مِنْ بَابِ رَمَى وَ (حَلَوْتُهَا) مِنْ بَابِ عَدَا جَعَلْتُ لَهَا حُلِيًّا. وَ (حَلِيَ) فُلَانٌ بِعَيْنِي وَفِي عَيْنِي وَبِصَدْرِي وَفِي صَدْرِي بِالْكَسْرِ (حَلَاوَةً) إِذَا أَعْجَبَكَ وَكَذَا (حَلَا) بِعَيْنِي وَفِي عَيْنِي يَحْلُو (حَلَاوَةً) . وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (حَلِيَ) فِي عَيْنِي بِالْكَسْرِ وَ (حَلَا) فِي فَمِي بِالْفَتْحِ. وَ (حَلِيَتِ) الْمَرْأَةُ (حَلْيًا) بِسُكُونِ اللَّامِ صَارَتْ ذَاتَ حُلِيٍّ فَهِيَ (حَلِيَةٌ) وَ (حَالِيَةٌ) وَنِسْوَةٌ (حَوَالٍ) وَ (حَلَّاهَا) غَيْرُهَا (تَحْلِيَةً) وَمِنْهُ سَيْفٌ (مُحَلًّى) وَ (حَلَّيْتُ) الرَّجُلَ (تَحْلِيَةً) وَصَفْتُ حِلْيَتَهُ. وَ (حَلَّيْتُ) الشَّيْءَ أَيْضًا فِي عَيْنِ صَاحِبِهِ. وَحَلَّيْتُ الطَّعَامَ أَيْضًا جَعَلْتُهُ حُلْوًا وَرُبَّمَا قَالُوا: حَلَّأْتُ السَّوِيقَ فَهَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ كَمَا مَرَّ فِي [ح ل أ] وَ (اسْتَحْلَاهُ) مِنَ الْحَلَاوَةِ كَاسْتَجَادَهُ مِنَ الْجَوْدَةِ. وَ (تَحَلَّى) بِالْحُلِيِّ تَزَيَّنَ بِهِ. وَقَوْلُهُمْ: لَمْ يَحْلُ مِنْهُ بِطَائِلٍ أَيْ لَمْ يَسْتَفِدْ كَبِيرَ فَائِدَةٍ وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا مَعَ الْجَحْدِ. وَ (الْحَلْوَاءُ) كُلُّ حُلْوٍ يُؤْكَلُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. 
[حلا] الحُلْوُ: نقيضُ المُرِّ. يقال: حلا الشئ يحلو حلاوة. واحلولى مثله. وقد عداهد ابن ثور بقوله: فلما أتى عامان بعد انفصاله * عن الضرع واحلولى دماثا يرودها ولم يجئ افعو عل متعديا إلا هذا الحرف وحرف آخر، وهو اعروريت الفرس. وأحليت الشئ: جعلته حلوا. يقال: ما أَمَرَّ وما أحْلى، إذا لم يقل شيئاً. وأَحْلَيْتُهُ، إذا وجدتَه حُلْواً. وحالَيْتُهُ، أي طايَبْتُهُ. قال المرّار الفقعسيّ: فإني إذا حوليت حلو مذاقتي * ومر إذا ما رامَ ذو إحْنَةٍ هَضْمي والحُلْوى: نقيض المُرَّى. يقال: خذ الحلوى واعطه المرى. قالت امرأةٌ في بناتها: " صغراهنّ مراهُنَّ ". وتَحالَتِ المرأةُ، إذا أظهرتْ حلاوةً وعجبا. قال أبو ذؤيب:

أذا ما تحالى مثلها لا أطورها * وحلوت فلانا على كذا مالاً، فأنا أَحْلوهُ حَلْواً وحُلْواناً، إذا وهبتَ له شيئاً على شئ يفعله لك غير الاجرة. قال علقمة بن عَبَدة: أَلا رَجُلٌ أَحْلوهُ رَحلي وناقتي * يُبَلّغُ عنى الشعر إذ مات قائله أي ألا ههنا رجل. ويروى: " ألا رجل " بالخفض، على تأويل: أما من رجل. وفى الحديث: " نهى عن حلوان الكاهن ". والحُلْوانُ أيضاً: أن يأخذ الرجلُ من مَهر ابنته لنفسه. وكانت العرب تُعَيَّرُ به. قالت امرأة:

لا يأْخُذُ الحُلْوانَ من بنَاتِنا * وحلوان: اسم بلد. والحلى: حلى المرأة، وجمعه حلى، مثل ثدى وثدى، وهو فعول، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصى. وقرئ: (من حليهم عجلا جسدا) بالضم والكسر. (*) وحلية السيف جمعها حلى، مثل لحية ولحى، وربما ضم. وحلية الرجل: صفته. وحلية، بالفتح: مأسدة بناحية اليمن. قال المعطل الهذلى يصف أسدا: كأنهم يخشون منك مدربا * بحلية مشبوح الذراعين مهزعا والحلى على فعيل: يبيسُ النَصيِّ، والجمع أَحْلِيَةٌ. وحَلَيْتُ المرأة أَحْلِيَها حَلْياً وحَلَوْتُها، إذا جعلتَ لها حُلِيَّاً. ويقال: حَلِيَ فلانٌ بِعَيْني بالكسر وفي عيني، وبصدري وفي صدري، يَحْلى حَلاوَةً، إذا أعجبَك. قال الراجز: إنَّ سراجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُة * تَحْلى به العينُ إذا ما تَجْهَرُهْ وهذا من المقلوب، والمعنى: يَحْلى بالعين. وكذلك حَلا فلانٌ بعيني وفي عيني يَحْلُو حَلاوَةً. قال الأصمعيّ: حلِيَ في عيني بالكسر، وحَلا في فمي بالفتح. ويقال أيضاً: حَلِيَتِ المرأةُ، أي صارت ذاتَ حُليٍّ، فهي حَلِيَّةٌ وحالِيَةٌ ونسوةٌ حَوالٍ. وحَلَّيْتُها تَحْلِيَةً، ومنه سيفٌ محلى. وحليت الرجل تحلية أيضا، أي وصفت حليته. وحليت الشئ في عين صاحبه. وحليت الطعام: جعلته حلوا. وربما قالوا حلات السويق، همزوا ما ليس بمهموز. واستحلاه من الحلاوة، كما يقال استجاده من الجودة. وتحلى بالحلى، أي تزيَّنَ به. وقولهم: لم يَحْلَ منه بطائِلٍ، أي لم يستفد منه كبير فائدة. ولا يتكلَّمُ به إلاّ مع الجَحْدِ. والحلوا: التى تؤكل، تُمَدُّ وتقصر. قال الكميت: من رَيْبِ دَهْرٍ أرى حَوادِثَهُ * تَعْتَزُّ حَلْواءها شَدائدُها والحُلاوى، على فعالى بالضم: نبت. ووقع فلان على حلاوة القفا بالضم، أي على وسط القفا، وكذلك على حُلاوى القفا وحَلاواءِ القفا، إذا فتحْتَ مددْتَ، وإذا ضممت قصرت.

حلا: الحُلْو: نقيض المُرّ، والحَلاوَة ضدُّ المَرارة، والحُلْوُ كل ما

في طعمه حَلاوة، وقد حَلِيَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوةً وحَلْواً وحُلْواناً

واحْلَوْلى، وهذا البناء للمبالغة في الأَمر. ابن بري: حكى قول الجوهري،

واحْلَوْلى مثلُه؛ وقال قال قيس بن الخطيم:

أَمَرُّ على البَاغي ويَغْلُظ جَانِبي،

وذو القَصْدِ أَحْلَوْلي له وأَلِينُ

وحَلِيَ الشيءَ واسْتَحْلاهُ وتَحَلاَّه واحْلَوْلاهُ، قال ذو الرمة:

فلمَّا تَحَلَّى قَرْعَها القاعَ سَمْعُه

بانَ له، وَسْطَ الأَشَاءِِ، انْغِلالُها

يعني أَنّ الصائد في القُتْرَة إذا سمع وَطْءَ الحمير فعلم أَنه وطْؤُها

فرح به وتحَلَّى سمعُه ذلك؛ وجعل حميد بن ثور احْلَوْلى متعدّياً فقال:

فلمَّا أَتى عامانِ بعدَ انْفِصالِه

عن الضَّرْعِ، واحْلَولى دِثاراً يَرودُها

(* قوله «واحلولى دثاراً» كذا بالأصل، والذي في الجوهري: دمائاً).

ولم يجئ افْعَوْعَل متعدّياً إلا هذا الحرف وحرف آخر وهو اعْرَوْرَيْت

الفَرَسَ. الليث: قد احْلَوْلَيْت الشيءَ أَحْلَوْلِيهِ احْلِيلاءً إذا

اسْتَحْلَيْتَه، وقَوْلٌ حَلِيٌّ يَحْلَوْلي في الفَم؛ قال كثَيِّر عزة:

نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ، ونَمْتَطِي

إلَيْك بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ

وحَلِيَ بقَلْبي وعَيْنِي تَجْلَى وحَلا يَحْلُو حَلاوةً وحُلْواناً إذا

أَعْجبك، وهو من المقلوب، والمعنى يَحلى بالعَين، وفصل بعضــهم بينهما

فقال: حَلا الشيءُ في فَمِي، بالفتح، يَحْلُو حَلاوة وحَلِيَ بعيني، بالكسر،

إلا أَنهم يقولون: هو حُلْوٌ في المعنيين؛ وقال قوم من أَهل اللغة: ليس

حَلِيَ من حَلا في شيء، هذه لغة على حِدَتِها كأَنها مشتقة من الحَلْيِ

المَلْبوسِ لأَنه حَسُن في عينك كحُسْن الحَلْيِ، وهذا ليس بقويّ ولا

مرضيّ. الليث: وقال بعضــهم حَلا في عَيْني وحَلا في فمي وهو يَحْلُو حَلْواً،

وحَلِيَ بصدري فهو يَحْلَى حُلْواناً

(* قوله «فهو يحلى حلواناً» هذه

عبارة التهذيب، وقال عقب ذلك: قلت حلوان في مصدر حلي بصدري خطأ عندي).

الأَصمعي: حَلِيَ في صدري يَحْلى وحلا في فمي يَحْلُو، وحَلِيتُ العيشَ

أَحْلاهُ أَي اسْتَحْلَيْته، وحَلَّيْتُ الشيءَ في عَين صاحِبه، وحَلَّيْت

الطعام: جعَلْتُه حُلْواً، وحَلِيتُ بهذا المكان. ويقال: ما حَلِيت منه

حَلْياً أَي ما أَصَبت. وحَلِي منه بخيرٍ وحلا: أَصاب منه خيراً. قال ابن

بري: وقولهم لم يَحْلَ بطائل أَي لم يظفر ولم يستفد منها كبيرَ فائدة، لا

يُتكَلَّم به إلا مع الجَحْد، وما حَلِيتُ بطائل لا يُستعمل إلا في النفي،

وهو من معنى الحَلْيِ والحِلْية، وهما من الياء لأَن النفس تَعْتَدُّ

الحِلْية ظَفَراً، وليس هو من حَلِيَ بعيْني بدليل قولهم حَلِيَ بعيني

حَلاوَة، فهذا من الواو والأَول من الياء لا غير. وحَلَّى الشيء وحَلأَه،

كلاهما: جعله ذا حلاوة، همزوه على غير قياس. الليث: تقول حَلَّيْت السويقَ،

قال: ومن العرب من همزة فقال حَلأْتُ السويقَ، قال: وهذا منهم غلط. قال

الأَزهري: قال الفراء توهمت العربُ فيه الهمز لمَّا رأَوْا قوله حَلأْتُه

عن الماء أَي منعته مهموزاً. الجوهري: أَحْلَيْتُ الشيءَ جعلته حُلْواً،

وأَحْلَيْتُه أَيضاً وجدته حُلْواً؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن الهُذيل

العَبْديّ:

ونحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،

وأَنتَ بِثأْجٍ لا تُمِرُّ ولا تُحْلِي

قلت: وهذا فيه نظر، ويشبه أَن يكون هذا البيت شاهداً على قوله لا

يُمِرُّ ولا يُحْلي أَي ما يتكلم بحُلْوٍ ولا مُرٍّ.

وحالَيْتُه أَي طايَبْتُه؛ قال المرَّار الفقعسي:

فإني، إذا حُولِيتُ، حُلْوٌ مَذاقتي،

ومُرٌّ، إذا ما رامَ ذو إحْنةٍ هَضْمي

والحُلْوُ من الرجال: الذي يَسْتخفه الناسُ ويَسْتَحْلُونه وتستَحْلِيه

العينُ؛ أَنشد اللحياني:

وإني لَحُلْوٌ تَعْتَريني مَرَارَةٌ،

وإني لَصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ

والجمع حُلْووُنَ ولا يُكسَّر، والأُنثى حُلْوَة والجمع حُلْواتٌ ولا

يُكسَّر أَيضاً. ويقال: حَلَتِ الجاريةُ بعيني وفي عيني تَحْلُو حَلاوَةً.

واسْتَحْلاه: من الحَلاوة كما يقال استجاده من الجَوْدة. الأَزهري عن

اللحياني: احْلَوْلَتِ الجاريةُ تَحْلَوْلي إذا استُحْلِيَتْ واحْلَوْلاها

الرجلُ؛ وأَنشد:

فلو كنتَ تُعطي حين تُسْأَلُ سامحَتْ

لك النَّفْسُ، واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ

ويقال: أَحْلَيْتُ هذا المكانَ واستَحْليتُه وحَلِيتُ به بمعنى واحد.

ابن الأَعرابي: احْلَوْلى الرجل إذا حسُنَ خلُقه، واحلَوْى إذا خرَجَ من

بلد إلى بلد. وحُلْوةُ: فرس عبيدِ بن معاوية. وحكى ابن الأَعرابي: رجل

حَلُوٌّ، على مثال عَدُوٍّ، حُلْوٌ، ولم يحكها يعقوب في الأَشياء التي زعم

أَنه حَصَرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. والحُلْوُ الحَلالُ: الرجل الذي لا ريبة

فيه، على المَثل، لأَن ذلك يُسْتَحلَى منه؛ قال:

أَلا ذهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ،

ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلُ

والحَلْواءُ: كلُّ ما عُولج بحُلْو من الطعام، يمدّ ويقصر ويؤنث لا غير.

التهذيب: الحَلْواء اسم لما كان من الطعام إذا كان مُعالَجاً بحَلاوة.

ابن بري: يُحْكى أَن ابنَ شُبْرُمَة عاتَبه ابنه على إتيان السلطان فقال:

يا بُنيّ، إن أَباك أَكل من حَلْوائِهم فحَطَّ في أَهْوائِهم. الجوهري:

الحَلْواء التي تؤكل، تمد وتقصر؛ قال الكميت:

من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه

تَعْتَزُّ، حَلْواءَها، شدائِدُها

والحَلْواءُ أَيضاً: الفاكهة الحُلْوة. التهذيب: وقال بعضــهم يقال

للفاكهة حَلْواءُ. ويقال: حَلُوَتِ الفاكهةُ تَحْلُو حَلاوةً. قال ابن سيده:

وناقة حَلِيَّة عَلِيَّة في الحَلاوة؛ عن اللحياني، هذا نصُّ قوله، وأَصلها

حَلُوَّة. وما يُمِرُّ ولا يُحْلي وما أَمَرَّ ولا أَحْلَى أَي ما يتكلم

بحُلْوٍ ولا مُرٍّ ولا يَفْعل فعلاً حُلْواً ولا مُرّاً، فإن نفَيْتَ

عنه أَنه يكون مُرّاً مَرَّةً وحُلْواً أُخرى قلتَ: ما يَمَرُّ ولا

يَحْلُو، وهذا الفرق عن ابن الأَعرابي.

والحُلْوَى: نقيضُ المُرَّى، يقال: خُذِ الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى.

قالت امرأَة في بناتِها: صُغْراها مُرّاها. وتَحالَتِ المرأَة إذا

أَظْهَرَت حَلاوَةً وعُجْباً؛ قال أَبو ذؤيب:

فشأْنَكُما، إنِّي أَمِينٌ وإنَّني،

إذا ما تَحالى مِثْلُها، لا أَطُورُها

وحَلا الرجلَ الشيءَ يَحْلُوه: أَعطاه إياه؛ قال أَوْسُ ابن حُجْرٍ:

كأَنَي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، يومَ مَدَحْتُه،

صفَا صَخْرَةٍ صَمّاءَ يَبْسٍ بِلالُها

فجعل الشِّعْرَ حُلْواناً مِثلَ العطاء. والحُلْوانُ: أَن يأْخذ الرجلُ

من مَهْرِ ابنتهِ لنفْسهِ، وهذا عارٌ عند العرب؛ قالت امرأَة في زوجها:

لا يأْخُذُ الحُلْوانَ من بَناتِنا

ويقال: احْتَلى فلان لنفقة امرأَته ومهرها، وهو أَن يتَمَحَّلَ لها

ويَحْتالَ، أُخِذَ من الحُلْوانِ. يقال: احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسر اللام،

وابتَسِلْ من البُسْلة، وهو أَجْرُ الراقي. الجوهري: حَلَوْتُ فلاناً على كذا

مالاً فأَنا أَحْلُوه حَلْواً وحُلْواناً إذا وهبتَ له شيئاً على شيء

يفعله لك غيرَ الأُجرة؛ قال عَلْقمةُ ابن عَبَدَة:

أَلا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحْلي وناقتي

يُبَلِّغُ عَنِّي الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائلُهْ؟

أَي أَلا ههنا رجلٌ أَحْلُوه رَحْلي وناقتي، ويروى أَلا رجلٍ، بالخفض،

على تأْويل أَمَا مِنْ رجلٍ؛ قال ابن بري: وهذا البيت يروى لضابئٍ

البُرْجُمِيّ. وحَلا الرجلَ حَلْواً وحُلْواناً: وذلك أَن يزوجه ابنتَه أَو

أُختَه أَو امرأَةً مَّا بمهرٍ مُسَمّىً، على أَن يجعل له من المهر شيئاً

مُسمّىً، وكانت العرب تُعَيِّرُ به. وحُلْوانُ المرأَة: مَهْرُها، وقيل: هو

ما كانت تُعْطى على مُتْعَتِها بمكة. والحُلْوانُ أَيضاً: أُجْرة

الكاهِن. وفي الحديث: أَنه نهى عن حُلْوانِ الكاهِنِ؛ قال الأَصمعي: الحُلْوانُ

ما يُعطاه الكاهنُ ويُجْعَلُ له على كهَانَتهِ، تقول منه: حَلَوْتُه

أَحْلوه حُلواناً إذا حَبَوْته. وقال اللحياني: الحُلْوان أُجْرة

الدَّلاَّلِ خاصةً. والحُلْوانُ: ما أَعْطَيْتَ من رَشْوة ونحوها. ولأَحلُوَنَّك

حُلْوانَكَ أَي لأَجْزِينَّكَ جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي. والحُلْوانُ:

مصدر كالغُفْران، ونونه زائدة وأَصله من الحَلا. والحُلْوانُ: الرَّشْوة.

يقال: حَلَوْتُ أَي رَشوْتُ؛ وأَنشد بيت علقمة:

فَمَنْ راكبٌ أَحْلُوه رَحْلاَ وناقةً

يُبَلِّغُ عني الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائِلُه؟

وحَلاوةُ القفا وحُلاوَتُه وحَلاواؤُه وحُلاواهُ وحَلاءَتُه؛ الأَخيرة

عن اللحياني: وَسَطُه، والجمع حَلاوى. الأَزهري: حَلاوَةُ القَفا حاقٌّ

وَسَطِ القفا، يقال: ضربه على حَلاوَةِ القَفا أَي على وسط القفا.

وحَلاوَةُ القفا: فَأْسُه. وروى أَبو عبيد عن الكسائي: سَقَط على حُلاوَةِ القفا

وحَلاواءِ القفا، وحَلاوةُ القفا تَجُوزُ وليست بمعروفة. قال الجوهري:

ووقع على حُلاوة القفا، بالضم، أَي على وسط القفا، وكذلك على حُلاوَى

وحَلاواءِ القَفا، إذا فَتَحت مددت وإذا ضممت قصرت. وفي حديث المبعث:

فَسَلَقني لِحُلاوَة القفا أَي أَضْجَعَني على وسط القَفا لم يَمِلْ بي إلى أَحد

الجانبين، قال: وتضم حاؤه وتفتح وتكسر؛ ومنه حديث موسى والخَضِر، عليهما

السلام: وهو نائم على حَلاوةِ قفاهُ.

والحِلْو: حَفٌّ صغير يُنسَجُ به؛ وشَبَّه الشماخ لسان الحمار به فقال:

قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه،

إذا صاح، حِلْوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنْسَجِ

ويقال: هي الخشبة التي يُديرها الحائك

وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنْبِت ذُكُورَ البَقْلِ.

والحُلاوى من الجَنْبة: شجَرة تدوم خُضْرتَها، وقيل: هي شجرة صغيرة ذات

شوك. والحُلاوَى: نَبْتة زَهْرتها صفراء ولها شوك كثير وورق صغار مستدير

مثل ورق السذاب، والجمع حُلاوَيات، وقيل: الجمع كالواحد. التهذيب:

الحَلاوى ضرب من النبات يكون بالبادية، والواحدة حَلاوِيَة على تقدير رَباعِية.

قال الأَزهري: لا أَعرف الحَلاوى ولا الحَلاوِية، والذي عرفته الحُلاوى،

بضم الحاء، على فُعالى، وروي أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب فُعالى

خُزامى ورُخامى وحُلاوى كلُّهن نبت، قال: وهذا هو الصحيح.

وحُلْوانُ: اسم بلد؛ وأَنشد ابن بري لقيس الرُّقَيَّات:

سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُروم، وما

صَنَّفَ من تينهِ ومِنْ عِنَبِهْ

وقال مُطِيعُ بن إياس:

أَسْعِداني يا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ،

وابْكِيا لي من رَيْبِ هذا الزَّمانِ

وحُلوانُ: كورة؛ قال الأَزهري: هما قريتان إحْداهما حُلْوان العراق

والأُخْرى حُلْوان الشام. ابن سيده: والحُلاوة ما يُحَكُّ بين حجرين فيُكتحل

به، قال: ولست من هذه الكلمة على ثقة لقولهم الحَلْوُ في هذا المعنى.

وقولهم حَلأْتُه أي كحلته. والحَلْيُ: ما تُزُيِّنَ به من مَصوغِ

المَعْدِنِيَّاتِ أَو الحجارةِ؛ قال:

كأَنها من حُسُنٍ وشارهْ،

والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْر والحِجارهْ،

مَدْفَعُ مَيْثاءَ إلى قَرارهْ

والجمع حُلِيٌّ؛ قال الفارسي: وقد يجوز أَن يكون الحَلْيُ جمعاً، وتكون

الواحدة حلْيَةٌ كشَرْيَةٍ وشَرْيٍ وهَدْيَةٍ وهَدْيٍ. والحِلْيَةُ:

كالحَلْيِ، والجمع حِلىً وحُلىً. الليث: الحَلْيُ كلّ حِلْيةٍ حَلَيت بها

امرأَةً أَو سيفاً ونحوَه، والجمع حُلِيٌّ. قال الله عز وجل: من حُلِيِّهِمْ

عِجْلاً جَسَداً له خُوار. الجوهري: الحَلْيُ حَلْيُ المرأَةِ، وجمعه

حُلِيٌّ مثل ثَدْيٍ وثُدِيٍّ، وهو فُعُولٌ، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل

عِصيٍّ، وقرئ: من حُلِيِّهِم عِجْلاً جَسَداً، بالضم والكسر. وحَلَيْتُ

المرأَةَ أَحْلِيها حَلْياً وحَلَوْتُها إذا جعلت لها حُلِيّاً.

الجوهري: حِلْيَةُ السيفِ جمْعها حِلىً مثل لِحْيةٍ ولِحىً، وربما ضم. وفي

الحديث: أَنه جاءه رجل وعليه خاتم من حديد فقال: ما لي أَرى عليكَ حِلْيَة

أَهلِ النارِ؟ هو اسم لكل ما يُتَزَيَّن به من مصاغ الذهب والفضة، وإنما

جعلها حلية لأَهل النار لأَن الحديد زِيٌّ بعض الكفار وهم أَهل النار، وقيل:

إنما كرهه لأَجل نَتْنِه وزُهوكَتهِ، وقال: في خاتَمِ الشِّبْهِ ريحُ

الأَصْنام، لأَن الأَصنام كانت تُتَّخَذ من الشَّبَهِ. وقال بعضــهم: يقال

حِلْيةُ السيف وحَلْيهُ، وكره آخرون حَلْيَ السيف، وقالوا: هي حِلْيَتُه ؛

قال الأَغْلَبُ العِجْلِي:

جارِيةٌ من قيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ،

بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَهْ،

كأَنها حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ

وحكى أَبو علي حَلاة في حِلْيَةٍ، وهذا في المؤنث كشِبْهٍ وشَبَهٍ في

المذكر. وقوله تعالى: ومن كلٍّ تأْكلون لحماً طريّاً وتستخرجون حِلْيَةً

تلبسونها؛ جاز أَن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، وإلا فالحِلْيَةُ إنما

تُسْتَخرج من المِلْح دون العَذْب. وحَلِيَت المرأَةُ حَلْىاً وهي حالٍ

وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أَو لبسته، وحَلِيَتْ: صارت ذات حَلْيٍ، ونسوة

حَوالٍ. وتَحَلَّتْ: لبست حَلْىاً أَو اتخذت. وحَلاَّها: أَلبسها حَلْياً

أَو اتخذه لها، ومنه سيف مُحَلّىً. وتَحَلَّى بالحَلْي أَي تزيَّن، وقال:

ولغةٌ حَلِيَت المرأَةُ إذا لَبِسَتْه؛ وأَنشد:

وحَلْي الشَّوَى منها، إذا حَلِيَتْ به،

على قَصَباتٍ لا شِخاتٍ ولا عُصْلِ

قال: وإنما يقال الحَلْيُ للمرأَة وما سواها فلا يقال إلا حِلْيةٌ

للسيفِ ونحوه. ويقال: امرأَة حالية ومتحلية. وحَلَّيْت الرجلَ: وصفتُ

حِلْيَته. وقوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فيها من أَساور من ذهب؛ عدَّاه إلى مفعولين

لأَنه في معنى يَلْبَسُون. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: كان

يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ، وحَلَّى السيفَ كذلك. ويقال للشجرة

إذا أَورقت وأَثمرت: حاليةٌ، فإذا تناثر ورقها قيل: تعطَّلت؛ قال ذو

الرمة:وهاجَتْ بَقايا القُلْقُلانِ، وعَطَّلَت

حَوَالِيَّهُ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد

أَي أَيْبَسَتْها الرياح فتناثرت. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه:

كان يَتَوضَّأُ إلى نصف ساقَيْه ويقول إن الحِلْية تبلغ إلى مواضِع

الوضوء؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالحلية ههنا التحجيل يوم القيامة من أَثر

الوضوء من قوله، صلى الله عليه وسلم: غُرٌّ مُحَجَّلون. ابن سيده في معتل

الياء: وحَلِيَ في عيني وصَدْرِي قيل ليس من الحَلاوة، إنما هي مشتقة من

الحَلْي الملبوس لأَنه حَسُنَ في عينك كَحُسْنِ الحَلْيِ، وحكى ابن

الأَعرابي: حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنشد:

كَحْلاءُ تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ

التهذيب: اللحياني حَلِيَتِ المرأَة بعَيْني وفي عَيْني وبِقَلْبي وفي

قَلْبي وهي تَحْلَى حَلاوة، وقال أَيضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوة. الجوهري:

ويقال حَلِيَ فلان بعيني، بالكسر، وفي عيني وبصدري وفي صدري يَحْلَى

حَلاوة إذا أَعجبك؛ قال الراجز:

إنَّ سِرَاجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ،

تَحْلَى به العَيْن إذا ما تَجْهَرُهْ

قال: وهذا شيء من المقلوب، والمعنى يَحْلَى بالعَين. وفي حديث عليّ،

عليه السلام: لكنهم حَلِيَت الدنيا في أَعْينُهم. يقال: حَلِيَ الشيءُ

بعَيْني يَحْلى إذا استَحْسَنْته، وحَلا بفَمِي يَحْلُو. والحِلْيَةُ:

الخِلْقة. والحِلْيَةُ: الصفة والصُّورة. والتَّحْلِيةُ: الوَصْف. وتَحَلاَّه:

عَرَفَ صِفَته. والحلْية: تَحْلِيَتُك وجهَ الرجلِ إذا وصَفْته. ابن سيده:

والحَلَى بَثْرٌ يخرج بأَفواه الصبيان؛ عن كُراع، قال: وإنما قضينا بأَن

لامه ياء لما تقدم من أَن اللام ياء أَكثر منها واواً. والحَلِيُّ: ما

ابيضَّ من يَبِيسِ السِّبَطِ والنَّصِيِّ، واحدته حَلِيَّةٌ؛ قال:

لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ،

ولِمَّتِي كأَنَّها حَلِيَّهْ،

تقول هَذِي قرَّةٌ عَلَيَّهْ

التهذيب: والحَلِيُّ نبات بعَيْنه، وهو من خير مراتع أَهل البادية

للنَّعَم والخيل، وإذا ظهرت ثمرته أَشبه الزرع إذا أَسبل؛ وقال الليث: هو كل

نبت يشبه نبات الزرع؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ إنما الحَلِيُّ اسم نبت

بعينه ولا يشبهه شيء من الكلإ. الجوهري: الحَلِيُّ على فَعيل يبيس

النَّصِيِّ، والجمع أَحْلِية؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:

نَحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ،

ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ

وقد يُعَبَّر بالحَلِيِّ عن اليابس كقوله:

وإنْ عِنْدِي، إن رَكِبْتُ مِسْحَلِي،

سَمَّ ذَراريحَ رطابٍ وحلِي

وفي حديث قُسٍّ: وحَلِيٍّ وأَقَاحٍ؛ هو يَبِيسُ النَّصِيِّ من الكَلإ،

والجمع أَحْلِية.

وحَلْية: موضع؛ قال الشَّنْفَرَى:

بِرَيْحانةٍ من بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ،

لها أَرَجٌ، ما حَوْلَها غَيرُ مُسْنِتِ

وقال بعض نساء أَزدِ مَيْدَعانَ:

لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بِحَلْيَةَ ما

أَلْهاهُمُ، عَنْ نَصْرِكَ، الجُزُرُ

وحُلَيَّة: موضع؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

أَو مُغْزِلٌ بالْخَلِّ، أَو بِحُلَيَّةٍ

تَقْرُو السلامَ بِشَادِنٍ مِخْماصِ

قال ابن جني: تحتمل حُلَيَّة الحرفين جميعاً، يعني الواو والياء، ولا

أُبعِد أَن يكون تحقير حَلْية، ويجوز أَن تكونَ همزةً مخففةً من لفظ حلأْت

الأَديم كما تقول في تخفيف الحُطَيْئة الحُطَيَّة.

وإحْلِيَاءُ: موضع؛ قال الشماخ:

فأَيْقَنَتْ أَنَّ ذا هاشٍ مَنِيَّتُها،

وأَنَّ شَرْقِيَّ إحْلِياءَ مَشْغُولُ

الجوهري: حَلْية، بالفتح، مأْسَدة بناحية اليمن؛ قال يصف أَسداً:

كأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ منْك مُدَرِّباً،

بِحَلْيةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْن مِهْزَعَا

الأَزهري: يقال للبعير إذا زجرته حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ، وللناقة حَلْ

جَزْمٌ وحَلِيْ جَزْم لا حَلِيتِ وحَلٍ، قال: وقال أَبو الهيثم يقال في

زجر الناقة حَلْ حَلْ، قال: فإذا أَدخلت في الزجر أَلِفاً ولاماً جرى بما

يصيبه من الإعراب كقوله:

والحَوْبُ لمَّا لم يُقَلْ والحَلُّ

فرفعه بالفعل الذي لم يسم فاعله.

شيخ

شيخ
رَجُلٌ شَيْخٌ، بَيِّنُ الشَّيْخُوخَة، والجميع الشُّيُوخ والشِّيْخانُ والمَشْيَخَةُ والمَشْيُوْخاء. والعَجُوز شَيْخَةٌ. والشَّيْخُ: شَجَرَةٌ يُقال لها شَجَرَةُ الشُّيُوخ. ورَجُلٌ شَيْخُونٌ: بمعنى شَيْخٍ.
شيخ
يقال لمن طعن في السّنّ: الشَّيْخُ، وقد يعبّر به فيما بيننا عمّن يكثر علمه، لما كان من شأن الشَّيْخِ أن يكثر تجاربه ومعارفه، ويقال: شَيْخٌ بيّن الشَّيْخُوخَةُ، والشَّيْخُ، والتَّشْيِيخُ. قال الله تعالى: هذا بَعْلِي شَيْخاً
[هود/ 72] ، وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ
[القصص/ 23] .
(شيخ) شاخ وَفُلَانًا دَعَاهُ شَيخا وَعَلِيهِ عابه وَبِه فضحه
(شيخ) - في الحديث: "شِيخَان قُرَيْش".
هو جَمْع شَيْخ، كَضِيفَان جمع ضَيْف.
ش ي خ : الشَّيْخُ فَوْقَ الْكَهْلِ وَجَمْعُهُ شُيُوخٌ وَشِيخَانٌ بِالْكَسْرِ وَرُبَّمَا قِيلَ أَشْيَاخٌ وَشِيخَةٌ مِثْلُ غِلْمَةٍ وَالشَّيْخُوخَةُ مَصْدَرُ شَاخَ يَشِيخُ وَامْرَأَةٌ شَيْخَةٌ وَالْمَشْيَخَةُ اسْمُ جَمْعٍ لِلشَّيْخِ وَجَمْعُهَا مَشَايِخُ. 
ش ي خ

شاخ شيخوخة وشيخ تشييخاً، وهو شيخ، وهي شيخة: عجوز، وهم شيوخ وأشياخ ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء وشيخان، وفي حديث رقيقة " شيخان قريش ". وأنشد المفضل:

فلا تصرمي الشيخان يا حمز إنهم ... هم يعصمون الناس في اليوم ذي الوغى

وقال:

بني لي به الشيخان من آل دارم ... بناء يرى عند المجرة عالياً

ومن المجاز: ورث من شيخه الكرم ومن أشياخه: من آبائه.
ش ي خ: جَمْعُ الشَّيْخِ شُيُوخٌ وَ (أَشْيَاخٌ) وَ (شِيَخَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ، وَ (شِيخَانٌ) بِوَزْنِ غِلْمَانٍ وَ (مَشْيَخَةٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْيَاءِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ وَ (مَشَايِخُ) وَ (مَشْيُوخَاءُ) بِالْمَدِّ وَسُكُونِ الشِّينِ وَالْمَرْأَةُ شَيْخَةٌ. وَقَدْ شَاخَ الرَّجُلُ يَشِيخُ (شَيْخُوخَةً) وَ (شَيَخًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْيَاءِ. وَتَصْغِيرُ الشَّيْخِ (شُيَيْخٌ) بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا وَلَا تَقُلْ: شُوَيْخٌ. 

شيخ


شَاخَ (ي)(n. ac. شَيَخ [ ]شُيُوْخَة []
شُيُوْخِيَّة []
شَيْخُوْخَة شَيْخُوْخِيَّة )
a. Was, became old, elderly, aged.

شَيَّخَa. Was old, aged, ancient.
b. Called, made a شَيْخ .
c. [Bi], Affronted.
d. ['Ala], Reproached, rebuked, blamed.
تَشَيَّخَa. see Ib. Pretended to be old, to be a شَيْخ .
شَيْخ (pl.
شِيْخَة []
شَيَخَة []
شِيَخَة []
مَشْيَخَة []
شُيُوْخ [ 27 ]
شِيْخَان []
أَشْيَاخ []
مَشَائِخ [ 44 ] )
a. Old man, graybeard.
b. Elder; ancient; ancestor, forefather.
c. Shaikh (Sheikh), chief.
d. Master; professor; principal, director.

مَشْيَخَة []
a. [ coll. ], Republic.

شَيْخُوْخَة شَيْخُوْخِيَّة
a. Old age.

شَيْخ الإِسْلَام
a. The Shaikh-ulislām ( the ecclesiastical head of
all Muslims ).
شَيْخ البِلَاد
a. Mayor; prefect; headman.

شَيْخ المَرْأَة
a. Husband.

شَيْخ النَّار
a. Satan.
[شيخ] جمع الشَيْخِ شُيوخٌ وأَشْياخٌ وشيخة وشيخان ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء. والمرأة شيخة. قال عبيد :

كأنها شيخة رقوب * وقد شاخ الرجل يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك، جاء على أصله، وشَيْخوخةً وأصل الياء متحركة، سكنت لانه ليس في الكلام فعلول. وما جاء على هذا من ذوات الواو، مثل كينونة وقيدودة وديمومة وهيعوعة، فأصله كينونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا: كونونة وقودودة. ولا يجب ذلك في ذوات الياء مثل الحيدودة والطيرورة والشيخوخة. وشَيَّخَ تَشييخاً، أي شَاخَ. وشَيَّخْته: دعوته شَيْخاً للتبجيل. وتصغير الشَيْخِ شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ أيضاً بالكسر، ولا تقل شويخ.
(ش ي خ) : (الشَّيْخُ) فِي اللُّغَةِ الْمُسِنُّ بَعْدَ الْكَهْلِ وَهُوَ الَّذِي انْتَهَى شَبَابُهُ وَالْجَمْعُ أَشْيَاخٌ وَشُيُوخٌ وَشِيَخَةٌ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا كَغِلْمَةٍ وَعَوْدَةٍ فِي جَمْعَيْ غُلَامٍ وَعَوْدٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْمُنْتَقَى وَلَوْ قَالَ لِلْوَكِيلِ تَصَدَّقْ بِهَا عَلَى الشِّيَخَةِ الضَّعْفَى الَّذِينَ حَطَّمَهُمْ الْكِبَرُ أَيْ كَسَرَهُمْ يَعْنِي: أَسَنُّوا (وَالْمَشْيَخَةُ) اسْمُ جَمْعٍ لَهُ وَالْمَشَايِخُ جَمْعُهَا (وَأَمَّا) اُقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ فَفِيهِ قَوْلَانِ (أَحَدُهُمَا) أَنَّ الشُّيُوخَ الْمَسَانُّ الَّذِينَ بِهِمْ جَلَدٌ وَقُوَّةٌ عَلَى الْقِتَالِ وَالشَّرْخَ الصِّغَارُ الضِّعَافُ مِنْ الشُّبَّانِ (وَالثَّانِي) أَنَّهُ أُرِيدَ بِالشُّيُوخِ الْهَرْمَى الَّذِينَ لَا يُنْتَفَعُ بِهِمْ وَبِالشَّرْخِ الشُّبَّانُ الْأَقْوِيَاءُ عَلَى ظَاهِرِ اللُّغَةِ وَهُوَ جَمْعُ شَارِخٍ كَرَكْبٍ فِي رَاكِبِ وَتَفْسِيرُ الِاسْتِحْيَاءِ بِالِاسْتِرْقَاقِ تَوَسُّعٌ وَمَجَازٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْغَرَضَ مِنْ اسْتِبْقَائِهِمْ أَحْيَاءً اسْتِرْقَاقُهُمْ وَاسْتِخْدَامُهُمْ.
شيخ شرخ حَيا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: اقْتُلُوا شُيُوخ الْمُشْركين واستحيوا شرخهم. يُقَال: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه يُرِيد بالشيوخ الرِّجَال المسانّ أهل الجَلَد مِنْهُم وَالْقُوَّة على الْقِتَال وَلَا يُرِيد الهرمى ويبين ذَلِك حَدِيث أبي بكر حِين أوصى يزِيد بن أبي سُفْيَان فَقَالَ: لَا تقتل شَيخا كَبِيرا. وَقَوله: شرخهم يُرِيد الشَّبَاب. وَمَعْنَاهُ فِي هَذَا القَوْل الصغار الَّذين لم يدركوا فَصَارَ تَأْوِيل الحَدِيث: اقْتُلُوا الرِّجَال واستحيوا النِّسَاء. وَأما التَّفْسِير الآخر فَإِنَّهُ يُرِيد بالشيوخ الهرمَى الَّذين إِن سُبُوا لم ينْتَفع بهم للْخدمَة واستحيوا الشَّبَاب يَعْنِي أهل الْجلد من الرِّجَال الَّذين يصلحون للْملك والخدمة وَقَالَ حسان فِي الشرخ: [الْخَفِيف]

إِن شرخ الشَّبَاب وَالشعر الأس ... ود مَا لم يُعاصَ كَانَ جنونا

وَقَوله: اسْتَحْيوا إِنَّمَا هُوَ استفعلوا من الْحَيَاة أَي دعوهم أَحيَاء لَا تَقْتُلُوهُمْ وَمِنْه قَول اللَّه عز وَجل فِيمَا يرْوى فِي التَّفْسِير {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} .
شيخ: شيَّخ. شيَّخ فلاناً على القوم أو المكان: جعله شيخاً، مولدة (محيط المحيط) وانظر المقري (2: 646).
تشايخ: تزاهر بأنه شيخ (فانسليب ص24).
شَيْخ: ذكر السيد وتزنتاين اصل هذه الكلمة وهو اصل لم يعد له وجود في العربية بل هو موجود بالعبرية وهو سيت أي تكلم ومعناه الحقيقي من يتكلم ومن ينصح (زيشر 22: 91 رقم 2).
شيْخ، وجمعه شاخَة (فوك).
شيُخ: عند عشائر الحضر من أهل الجبال كلبنان وسوريا وما يجاورهما لقب لطوائف من الأعيان دون الأمراء والمقدمين، ويستعمل الشيخ عندهم لغير هؤلاء مجازاً على سبيل التجمل (محيط المحيط، كلارك رحلة 2: 1: 49).
الشيوخ الأربع: الخلفاء الأربعة الراشدون. أو الأولياء الأربعة وهم البدويّ، والدسوقي، والرفاعي، والجيلاني مؤسسو الطرق الأربعة للدراويش (لين ترجمة ألف ليلة 1: 617) وفي بيت في ألف ليلة (1: 631) يذكر خمسة شيوخ، ولا ندري من هم هؤلاء الخمسة (لين 1: 1).
شيْخ: من أصناف القضاة أو البلديون أو من رؤساء البلدية (الكالا).
شَيْخ: رئيس طائفة العمل، وشيخ الطوائف: رئيس طائفة المكدين (زيشر 11: 482 رقم 9).
الشيخ قد يستعمل للجمل ومنه قول الراجز:
مالك من شيخك إلا عمله ... إلا رسمه وإلا رمله
أي مالك من جملك إلا رسيمه وهو السير السريع ورمله وهو السير المتوسط بين المشي والعدو (محيط المحيط).
شيخ البحر: حيوان بحري يسمى البُل أيضاً وهو، إذا ما حكمنا عليه مما وصفوه به عجل البحر واسمه العلمي: Phoca monachus من حيوانات البحر الأبيض المتوسط (ابن البيطار 2: 117) وفي مخطوطتنا شيح بالحاء المهملة وكذلك عند سونثيمر، غير أني أرى إن هذا خطأ.
شيخ البلد: موظف يتولى إصلاح الطرق والعمارات. وفي بيته تعاقب النساء العفيفات اللائى يسحقن العقوبة. انظر: (لوجييه ص236، ناخريشتن 3: 50، يافانتي 2: 146، 205، براون 1: 26، 81، 138).
شيخ الجنان: نبات اسمه العلمي: Parietaria Diffusa ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 347).
شيخ الحَرَم: رئيس الخصيان في المدينة (بركهارت بلاد العرب 2: 187).
شيخ النار: لا يطلق على إبليس فقط بل على موبذان المجوس وهو خادم النار التي يعبدونها (محيط المحيط).
شيخ المُوَحِدّين: كان ثاني رجل كبير في دولة بنى حفص وهو يلي السلطان في المنزلة (المقدمة 2: 12، 15، 2: 276).
شِيَخ (عامية شَيَخ مصدر شاخ): صار شيخاً. أسن وشيخوخة (فوك، الكالا).
شاخة: شيخوخة (البيان 1: 75).
شَيْخة: رئيسة قبيلة (تاريخ البربر 1: 164) شَيْخُوخِيْ: خاص بالشيخوخة، فعند ابن وافد (ص10 ق): الذبول الشيخوخي.
شِيَاخَة: عينه شيخاً ورفعه إلى هذه الرتبة (المقري: 597، وانظر: إضافات، وطبعة بولاق أيضاً).
شِيَاخَة: منصب الشيخ، وهو قاضي المدينة ورئيس بلديتها (الكالا).
مشيخ: قبيح، مشوه (هلو) وفيه اصله شاخ.
مشيخة: منصب الشيخ في مختلف معاني كلمة شيخ (الأستاذ والعالم وكبير القوم ورئيس الصناعة). ومشيخة: أستاذية أو رئاسة جامعة. ففي رحلة ابن بطوطة (مخطوطة ص216 و): مَنْ كان منكم يصلح للوزارة والكتابة والإمارة والقضاء والتدريس والمشيخة. وفي المقري (1: 503): تولى مشيخة دار الحديث وفي (ص819، 547): تولى مشيخة الحديث بتربة ام صالح ومشيخة الرباط الناصري ومشيخة المالكية. وفي (1: 605): وولى مشيخة المدرسة بالقدس ومشيخة الرباط الناصري بالجبل (1: 812، 892).
مَشْيّخة الشَلُقات: منصب مراقب المومسات (زيشر 11: 482 رقم 9) وفيه مَشْيخَة.
مشيخة: أولى درجات العلماء ففي المقري 1: 829): برع في النحو وانتهت إليه الرياسة والمشيخة.
مَشْيَخة: شيوخ، جمع شيخ: أعضاء المجلس البلدي. وفي المعجم اللاتيني - العربي: ( Sento مَشِيخَة) وفي تاريخ البربر (1: 539): واستبد مشيخة كل بلد بأمره.
مَشْيخَة: جمهورية (زيشر 11: 492) وفيه مَشْيِخَة (همبرت ص206) وفيه مَشِيخَة (هلو، بوشر). وفي تاريخ البربر (1: 539، 622): استبدّ بمشيخة قفصه (1: 636، 637، 638، 645، 2، 144).
مَشْيخَة: حق بعض كبار الأسر في تولي أبناءها منصباً في المجلس البلدي أو في مجلس الجمهورية. ففي تاريخ البربر (1: 625): كانت مشيِختها في القديم في بني درمان من أهلها بما كثروا ساكنها وملكوا عامّة ضياعها. وفيه (1: 646، 648): وكانت مشيخة قابس لذلك العهد في بيوت من بيوتاتها وهم الخ.
مشيخي: جمهوري (بوشر).
شيخ
شاخَ يَشيخ، شِخْ، شَيْخًا وشَيْخُوخَةً، فهو شَيْخ
• شاخ الرَّجُلُ: أسنّ، كبِر وتقدّم في السِّنّ "شاخ أبوه وهو لا يزال عَزَبًا- {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} - {ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا} " ° شاخ في وظيفته: قضى فيها وقتًا طويلاً. 

تشيَّخَ يتشيَّخ، تشيُّخًا، فهو مُتَشيِّخ
• تشيَّخ الرَّجلُ: تكلّف الشيخوخَةَ "تشيَّخ شابّ". 

تمشيَخَ يتمشيخ، تَمْشْيُخًا، فهو مُتمشيِِخ (انظر: م ش ي خ - تمشيَخَ). 

شيَّخَ يشيِّخ، تشييخًا، فهو مُشيِّخ، والمفعول مُشيَّخ (للمتعدِّي)
• شيَّخَ فلانٌ: شاخ، تقدّم في السِّنِّ وصار شَيْخًا.
• شيَّخ فلانًا: دعاه شَيْخًا، أو قال له: يا شيخ. 

مشيَخَ يمشيخ، مشيخةً، فهو مُمشيِخ، والمفعول مُمشيَخ (انظر: م ش ي خ - مشيَخَ). 

تشيُّخ [مفرد]:
1 - مصدر تشيَّخَ.
2 - (طب) بُطْء الوظائف الحيويَّة وضعفها الناتجان من الشيخوخة "تشيُّخ أنسجة". 

شايخ [مفرد]
• أنسجة شايخة: (حي) أنسجة تبدو عليها أعراضُ الشيخوخة. 

شُيَاخ [مفرد]: شيخوخة مبكرة تنشأ عن النموّ غير السَّويّ "أصيب بشُيَاخٍ وهو دون الأربعين". 

شِياخة [مفرد]:
1 - منصب الشيخ في بعض البلاد العربية "تولَّى شياخة البلد".
2 - موضع ممارسة الشيخ سلطته "تابع لشياخة كذا".
3 - مبحث أمراض الشيخوخة. 

شَيْخ [مفرد]: ج أشياخ (لغير المصدر) وشيوخ (لغير المصدر) ومشيخة (لغير المصدر)، جج مشايخُ (لغير المصدر):
1 - مصدر شاخَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شاخَ ° دُربة الشُّيوخ: حنكتهم وخبرتهم.
3 - لقب يطلق على رجل الدِّين الإسلاميّ "شيوخ الأزهر" ° شيخ الأزهر: أعلى مسئول في الأزهر الشريف- شيخ الإسلام: لقب يُطلق على فقهاء الإسلام وقد كان محصورًا برجال العلم والتصوّف.
4 - لقب رئاسيّ في بعض بلدان الخليج (من الأسرة الحاكمة) "سمُوّ الشَّيخ".
5 - ذو مكانة في علم أو فضل أو رياسة "فلانٌ شيخ المحقِّقين- أقرّ مجلس الشيوخ مشروع القانون- شَيْخُ الأساتذة" ° الشَّيخ الرَّئيس: لقب ابن سينا- شيخ البلد: من رجال الإدارة في القرية وهو دون العمدة- شيخ القبيلة: رئيسُها القائم على شئونها- شيخ المرأة: زوجُها- شيخُ النّار: إبليس الملعون- مَجْلِس الشُّيوخ: سلطة تشريعيَّة في بعض البلدان تكمّل عمل مَجْلِس النّوّاب، وهي تضمّ أعيان البلد من شخصيّات منتخبة أو معيّنة نظرًا لأهمِّيتها السياسيَّة أو القوميّة.
6 - (سف) إنسان كامل في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة.
• الشَّيْخان:
1 - أبو بكر وعمر من الصحابة.
2 - البخاري ومُسلِم من علماء الحديث. 

شيخوخة [مفرد]:
1 - مصدر شاخَ.
2 - مرحلة أخيرة، أو آخر طور من حياة الإنسان، وهي من الخمسين إلى ما فوقها "تبدو عليه آثار الشيخوخة- الشباب يحلم والشيخوخة تكشف الحساب- تكمن الشيخوخةُ في الروح أكثر مما تكمن في الجسد" ° عصا الشَّيخوخة: سَندُ الشَّيخ، عُكَّازه.
• طبّ الشَّيخوخة: (طب) طبّ هدفُه البحث عن الوسائل القادرة على تأخير ظهور معالم الهرم.
• أمراض الشَّيخوخة: (طب) أمراض تصيب الإنسان عند بلوغه سِنّ الشيخوخة، مثل تصلُّب الشّرايين وغيره. 

مَشْيَخة [جمع]: جج مشايخُ، مف شَيْخ: لقب يُطلق على بعض بلاد الخليج العربيّ التي كان يحكمها شيخ.
• مَشْيَخة الأزهر: المسئولون عنه. 

شيخ

1 شَاخَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. شَيَخٌ, with fet-h to the ى, (S, K,) and شُيُوخَةٌ (K) and شِيُوخَةٌ (TA) and شُيُوخِيَّةٌ (K) and شِيُوخِيَّةٌ (Zbd, TA) and شَيْخُوخَةٌ [the most common form, respecting which see what follows,] (S, A, Msb, K) and شَيْخُوخِيَّةٌ; (K;) and ↓ شيّخ, inf. n. تَشْيِيخٌ; (S, A, K;) and ↓ تشيّخ; (K;) He became a شَيْخ [i. e. an old, or elderly, man; &c.]: (S, A, Msb, K:) in شَيْخُوخَةٌ, the ى is originally movent [with fet-h], and afterwards made quiescent, for there is not in the language a word of the measure فَعْلُولٌ [except صَعْفُوقٌ, as is said in the S in art. حيد]: as to the similar words whose medial radical letter is و, as كَيْنُونَةٌ and قَيْدُودَةٌ and دَيْمُومَةٌ and هَيْعُوعَةٌ, these are originally كَيَّنُونَةٌ [for كَيْوَنُونَةٌ, of the measure فَيْعَلُولَةٌ,] and the like, and are contracted; for were it not so, they would be كَوْنُونَةٌ and the like. (S, L.) 2 شيّخ: see the preceding paragraph.

A2: شيّخهُ, (S, K,) inf. n. تَشْيِيخٌ, (TA,) He called him by the appellation of شَيْخ, to pay him honour, or respect. (S, K, TA.) A3: And شيّخ عَلَيْهِ He attributed or imputed to him, or charged him with, a vice, or fault; blamed, or reproached, him; (K, TA;) cast a bad, an evil, a foul, or an excessively bad or evil or foul, imputation upon him. (TA.) And شيّخ بِهِ [and so شيّخهُ accord. to an explanation of شَيَّخْتُ الرجل, as on the authority of Az, in the TA, but this may be a mistranscription for شيّخت بِالرَّجُلِ,] He exposed his vices, faults, or evil actions; disgraced him; or put him to shame. (K, TA.) 5 تشيّخ: see 1. b2: [It signifies also] He feigned, or made a show of, old age. (KL.) شَيْخٌ (S, A, Mgh, L, Msb, K, &c.) and ↓ شَيْخُونٌ, (K,) but the latter is a strange word, mentioned by some of the expositors of the Fs, as expressing more than the former word, (MF,) [An old, or elderly, man; an elder, as meaning a man whose age gives him a claim to reverence or respect; a senior;] one advanced in age, (Mgh,) such as is beyond him who is termed كَهْلٌ, (Mgh, Msb,) which means him whose شَبَاب [i. e. youthfulness, or prime of manhood,] is ended: (Mgh:) one in whom age has become apparent, (L, K,) and hoariness: (L:) or a man from the age of fifty, or fifty-one, to the end of his life, or to the age of eighty: (L, K:) also expl. as meaning a man advanced in age but having strength, or vigour, to fight: and an old and weak, or a decrepit, man, who is of no service: (Mgh:) [in the present day, شَيْخٌ is used in the senses above mentioned; and is also especially applied, as an appellation of honour, to a doctor of religion and law; a head, or chief, of a religious confraternity; a chief of a tribe or the like, and of a village; and to a reputed saint:] fem. ↓ شَيْخَةٌ, (S, A, Msb, K,) an old, or aged, woman; syn. عَجُوزٌ: (A:) [and applied in the present day particularly to a learned woman; an instructress; and the like:] the pl. [of pauc.] of شَيْخٌ is أَشْيَاخٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and شِيخَةٌ (Kr, ISd, A, Mgh, Msb, K) and [of mult.]

شُيُوخٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and شِيُوخٌ (K, with kesr, to agree with the ى, TA) and شِيخَانٌ (S, A, Msb, K) and شِيَخَةٌ (S, Mgh, K) and شَيَخَةٌ (A [there said to be like عَبَدَةٌ]) and ↓ مَشْيَخَةٌ, (K, and so in one of my copies of the S,) or this last is a quasi-pl. n., (Mgh, Msb,) and [so are]

↓ مِشْيَخَةٌ and ↓ مَشْيُخَةٌ and ↓ مِشْيُخَةٌ (TA) and ↓ مَشِيخَةٌ (K, and so in one of my copies of the S,) and ↓ مَشْيُوخَآءُ, (S, K,) the last like مَشْيُوحَآءُ and مَعْلُوجَآءُ and مَسْلُومَآءُ and مَعْبُودَآءُ and مَعْيُورَآءُ, which are said to be the only other instances of this form, (TA,) [but to these should be added مَحْمُورَآءُ and مَكْبُورَآءُ and مَتْيُوسَآءُ and perhaps some other instances,] and ↓ مَشْيُخَآءُ, (K,) and another pl. is ↓ مَشَايِخُ, (S, A, K,) or this last is pl. of مَشْيَخَةٌ, (Mgh, Msb,) and is disallowed by IDrd and Kz (TA) [though very commonly used in the present day, especially as applied to doctors of religion and law]; and the pl. of أَشْيَاخٌ is أَشَايِيخُ, like أَنَايِيبُ pl. of أَنْيَابٌ: (Z, TA:) the dim. of شَيْخٌ is ↓ شُيَيْخٌ (S, A, K) and ↓ شِيَيْخٌ, (S, K,) with kesr to the ش: (S:) ↓ شُوَيْخٌ is not allowable, (S, A,) or is rare. (K.) b2: [الشَّيْخَانِ, The two Sheykhs, is a title peculiarly applied to the first two Khaleefehs, Aboo-Bekr and 'Omar.]

b3: شَيْخٌ also signifies (assumed tropical:) A woman's husband, (K,) though young: and in like manner, a man's wife, whether old or young, is called his عَجُوز. (Az, TA in art. عجز.) b4: [And (tropical:) An ancestor. Accord. to a copy of the A that seems to have been used by the author of the TA, one says, وَرِثَ مِنْ مَشِيخَةِ الكَرَم and من أَشْيَاخِهِ, which is tropical, meaning مِنْ آبَائِهِ: but the right reading is evidently ↓ من مَشِيخَتِهِ, and الكَرَمَ; and the meaning, (tropical:) He inherited, from his ancestors, generosity.] b5: شَيْخُ النَّارِ means (tropical:) Iblees: because he was created of fire, or because his ultimate place will be the fire of Hell. (Har p. 130.) b6: And الشَّيْخُ (assumed tropical:) The mountain-goat that is advanced in age, or fullgrown. (TA.) b7: And (assumed tropical:) The milk-skin. (TA.) b8: أَشْيَاخُ النُّجُومِ i. q. أُصُولُهَا, (K,) i. e. (assumed tropical:) The seven [or five] planets; (TK;) or the دَرَارِىْء [also applied by some to the five planets, Mercury, Venus, Mars, Jupiter, and Saturn]; accord. to IAar, اشياخ النجوم, (TA in this art.,) or أَسْنَاخُ النُّجُومِ as is related by Th, (TA in art. سنخ,) means the stars that do not make their [temporary] abode in the Mansions of the Moon, which [latter] are called نُجُومُ الأَخْذِ: ISd says, I think that he means, by the نجوم, the fixed stars: Th says that they are called only أَسْنَاخُ النُّجُومِ, i. e. the أُصُول thereof, around which the [other] stars revolve, and pursue their courses. (TA. [See also سِنْخٌ, last sentence.]) A2: شَيْخٌ signifies also A certain tree; (Az, K, TA;) also called شَجَرَةُ الشُّيُوخِ, the fruit of which is a جِرْو [q. v.] like that of the خِرِّيع, which is the bastard saffron (شَجَرَةُ العُصْفُرِ); it grows in the meadows, and the قُرْيَان [or places where water runs to, or in, or into, meadows, &c.]. (Az, TA.) شَيْخَةٌ fem. of شَيْخٌ, q. v. (S, A, Msb, K.) شَيْخُونٌ: see شَيْخٌ.

شُيَيْخٌ and شِيَيْخٌ and شُوَيْخٌ: dims. of شَيْخٌ, q. v.

مَشْيَخَةٌ and مِشْيَخَةٌ &c.; and the pl. مَشَايِخُ: see شَيْخٌ, in seven places.

مَشْيُخَآءُ: see شَيْخٌ.

مَشْيُوخَآءُ: see شَيْخٌ.
شيخ
: ( {الشَّيْخ} والشَّيْخُونُ) ، قَالَ شَيخنَا الثّاني غَريبٌ غير مَعْرُوف فِي الأُمّهات الْمَشْهُورَة، وأَوردَه بعض شُرّاح الفصِيح وَقَالُوا: هُوَ مُبالغة فِي الشَّيْخ (: مَنِ اسْتَبَانَتْ فِيهِ السِّنُّ) وظَهَر عَلَيْهِ الشَّيْبُ، (أَو) هُوَ {شَيْخٌ (من خَمْسِينَ) إِلى آخرِه، (أَو) هُوَ من (إِحْدَى وخَمسينَ إِلى آخرِ عُمْرِه) ، وَقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح، (أَو) هُوَ من الْخمسين (إِلى الثّمانين) ، حَكَاهُ ابْن سَيّده فِي (المخصّص) ، والقزّاز فِي (الْجَامِع) ، وكُراع، وَغير وَاحِد. (ج} شُيُوخٌ) ، بالضمّ على الْقيَاس، ( {وشيُوخٌ) ، بِالْكَسْرِ لمناسَبَة التّحتيّة، كَمَا فِي بيوتٍ وبابه، (} وأَشْيَاخٌ) كبَيْت وأَبيات، ( {وشِيَخَةٌ) بكسْر ففتْح، (} وشِيخَةٌ) كصِيبْيَة، ذكرَه ابْن سَيّده وكُراع. ( {وشِيخانٌ) ، بِالْكَسْرِ كضِيفانٍ (} ومشْيخَةٌ) ، بفتْح الْمِيم وكسْرها وَسُكُون الشين وفتْح التحتيّة وضمّها، وَقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ فِي (النَّوَادِر) ( {ومَشِيخَةٌ) ، بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْمُعْجَمَة، (} ومَشْيُوخاءُ) ، وَقد مَرَّ فِي الْجِيم أَنّه لَا نَظِير لَهُ إِلا أَلفاظ ثَلَاثَة، وَيُزَاد مَعْبُودَاءُ ومَعْيُوراءُ، وسيأْتي ذكرهمَا. ( {ومَشْيُخَاءُ) ، بِحَذْف الْوَاو مِنْهَا، وَلم يذكرهُ ابْن مَنْصُور. (} ومَشايِخُ) ، وأَنكره ابْن دُرَيْد، وَقَالَ القزّاج فِي (الْجَامِع) : لَا أَصْل لَهُ فِي كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الزَّمخشريّ: {المَشايخ لَيست جمْعاً} لشَيخ، وتَصلح أَن تكون جمْع الجمَع. وَنقل! شيخُنا عَن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ الْمَائِدَة: قيل مَشَايخ جمع شَيْخ لَا على الْقيَاس، وَالتَّحْقِيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة، وَهِي جمْع شَيخٍ.
وممّا أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ. قَالَ الزَّمَخْشَريّ: وَيَقُولُونَ: هؤلاءِ {الأَشاييخ، يُرَاد جمْع أَشياخٍ، مثل أَنايِيب وأَنيابٍ، نَقله شُرّاح الفصيح، قَالَه شيخُنَا.
(وتصغيره} شُيَيْخ) بالضّمّ، على الأَصل، ( {وشِيَيُخ) ، بِالْكَسْرِ على مَا جَوَّزوه فِي اليائيّ الْعين، كبِيَيْت (} وشُوَيْخ) بِالْوَاو، (قَليلَة) ، بل أَنكرَه جمَاعَة، (وَلم يعرِفها الجوهريّ) الّذي نصُّ عِبَارَته: وَلَا تقل شُوَيْخ. فانْظُرْه مَعَ عبارَة المُصَنّف.
(وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ، وَعبد الله بن محمَّد بن عبد الجليلِ، المحدِّثانِ {الشَّيْخِيَّانِ: نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ) القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ (المِيهَنِيّ) ، بِكَسْر الْمِيم، نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم.
(وَهِي} شَيْخَةٌ) ، وَلَو قَالَ: وَهِي بهاءٍ كفى، وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ المُذَكَّر الّذي يُحال عَلَيْهِ، قَالَه شَيخنَا. ثمَّ إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ وغيرُه من أَئمّة اللُّغة، وأَنشدوا قَول عَبِيد بن الأَبرص:
مأَنّها لِقْوَةٌ طَلُوبٌ
تَيْبَسُ فِي وَكحرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً
كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: الضَّمِير فِي باتت يعود إِلى اللِّقْوَة، وَهِي العُقاب، شبَّهَ بهَا فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد. وعَذُوب: لم تَأْكل شَيْئا. والرَّقُوب: الّتي تَرْقُبُ وَلَدَها خَوفاً أَن يَموت.
(و) قد (شاخَ يَشيخُ {شَيَخاً محرّكةً،} وشُيُوخَةٌ) بضمّ، الشّين وَكسرهَا كسُهُولة ( {وشُيُوخِيَّة) ، بضمّ الشّين وكسْرخها، حَكَاهُ اليَزيديّ فِي (نوادره) . (و) زَاد اللِّحْيَانيّ (} شَيخُوخةً {وشَيْخُوخِيَّة) . فَهُوَ شَيْخٌ.
(} وشَيَّخَ {تَشْيِيخاً} وتَشَيَّخَ) : شاخَ.
وَفِي (اللِّسَان) : أَصلُ الياءِ فِي شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ، لأَنّه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلُول، وَمَا جاءَ على هاذا من الْوَاو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة فأَصله كَيَّنُونة، بِالتَّشْدِيدِ، فخفّف، وَلَوْلَا ذالك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودَة، وَلَا يَجب ذالك فِي ذَوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة. (وأَشياخُ النُّجُومِ) هِيَ الدَّراريّ قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: أَشياخُ النُّجُومِ هِيَ الّتي لَا تَنزِل فِي مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجومِ الأَخْذ. قَالَ ابْن سَيّده: أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجُوم الكواكبَ الثابِتَة. وَقَالَ ثَعْلَب: إِنّما هِيَ أَسناخُ النُّجُوم، وَهِي (أُصُولُهَا) الّتي عَلَيْهَا مَدَارُ الْكَوَاكِب وسَيرُها، وَقد تقدّم فِي سنخ.
(والشَّيْخُ: شَجَرَةٌ) ، قَالَ أَبو زيد: وَمن الأَشخار الشَّيْخ، وَهِي شجَرةٌ يُقَال لَهَا شَجَرةُ الشُّيوخِ، وثَمرتُها جِرْوٌ كجِرْو الخِرِّع. قَالَ: وَهِي شَجَرَة العُصْفُر، مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْبانُ.
(و) الشَّيْخ (للمرأَة: زَوْجُهَا) .
ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ: ع بأَصْفَهَانَ.
( {وشَيْخَانُ: لَقبُ مُصْعَب بن عبد الله المُحَدِّث. و) شَيْخَانِ مَبنيًّا على الْكسر على مَا ضَبطه ابْن الأَثير: (ع بِالْمَدِينَةِ) ، على ساكنَها أَفضلُ الصَّلاة والسلامِ، وَهُوَ (مُعَسْكَرُه صلى الله عَلَيْهِ وسلميومَ أَحُدٍ) ، وَبِه عَرَضَ النّاس.
(} وشَيَّخَه) {تَشييخاً: (دَعَاهُ} شَيْخاً، تَبْجِيلاً) وتَعظيماً.
(و) {شَيَّخَ (عَلَيْهِ: عابَه) وشنَّعَ عَلَيْهِ.
(و) شَيَّخَ (بِهِ: فَضَحَه) . قَالَ أَبو زيد: شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً وسَمَّعتُ بِهِ تَسميعاً، ونَدّدْت بِهِ تَنديداً، إِذا فَضَحْتَه.
(} والشَّيْخَة) ، مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح، وَقد حقّق غَيرُ واحدٍ أَنّه بِالْكَسْرِ: (رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة) ، وهاكذا رَواه الجَرميُّ وَغَيره، (وَمِنْه قولُ ذِي الخِرَقِ) خَليفةَ بنِ حَمَلٍ (الطُّهَويّ) نهسبة لطُهَيَّة بالضّمّ، قَبيلَة يأْتي ذِكْرُهَا، وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ (على الصَّحِيح) ، خلافًا لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وَابْن الأَعرابيّ، فإِنّهما رَوياه بالحاءِ الْمُهْملَة:
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائِهِ
(وَمن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ) وَهُوَ من أَبياتٍ سبْعة أَوردها أَبو زيدٍ فِي نوادره لذِي الخِرَق، وبَسطَه فِي (شرح شَواهد الرَّضيّ) لعبد الْقَادِر البغداديّ.
(و) {الشِّيخَة، (بِكَسْر الشّين: ثَنِيَّةٌ) ، كَذَا فِي سَائِر الأُصول الْمَوْجُودَة عندنَا، وَفِي نُسخة أُخرَى (بِنْيَة) ، بِكَسْر الموحَّدة وَسُكُون النُّون وفتْح الياءِ التّحتيّة، وصحّحَ شَيخنَا الأُولَى والصَّواب على مَا فِي (اللِّسَان) وَغَيره من الأَمَّهَات (نَبْتَة) ، واحدةُ النّبتِ، وبالنُّون ثمَّ الموحَّدَة، (لبَياضِها) ، كَمَا قَالُوا فِي ضَرْبٍ من الحَمْضِ: الهَرْمُ.
(} والشَّاخَة: المعتَدِلُ) ، قَالَ ابْن سَيّده: وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ شاخة ياءٌ لعدم شوخ، وإِلاّ فقد كَانَ حقّها الْوَاو لكَونهَا عَيناً، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ أَبو العبّاس: شَيْخٌ بَيِّنُ {التّشيُّخ} والتَّشيِيخ {والشَّيْخُوخة. والشَّيْخ: وَطْبُ اللَّبنِ، والشَّيْخ: الوَعِلُ المُسِنّ.
وَمن المَجاز: وَرِثَ مِن} مَشْيَخَته الكرَمَ وَمن أَشياخه: آبَائِهِ، كَذَا فِي (الأَساس) .
[شيخ] نه: فيه ذكر "شيخان" قريش، هو جمع شيخ كضيف وضيفان. وفي ح أحد ذكر "شيخان" بفتح شين وكسر نون موضع عسكر به صلى الله عليه وسلم ليلة خرج إلى أحد وبه عرض الناس. ك: " مشيخة" الفتح، جمع شيخ، وهو بفتح ميم وكسر شين. وفيه: وأبو بكر "شيخ" يعرف، وهذا لأنه كان يتردد إليهم في التجارة. وح: إن "شيخًا" أخذ ترابًا، هو أمية بن خلف أو الوليد ابن الوليد.

شيخ: الشيْخُ: الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ؛ وقيل: هو

شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره؛ وقيل: هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره؛ وقيل:

هو من الخمسين إِلى الثمانين، والجمع أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة

وشِيخةٌ ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ، وأَنكره ابن دريد.

وفي الحديث ذكر شِيخانِ قريش، جمع شَيْخ كضَيْف وضِيفانٍ، والأُنثى

شَيْخَة؛ قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَص:

كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ،

تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلُوبُ

باتتْ على أُرَّمٍ عَذُوباً،

كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ

قال ابن بري: والضمير في باتت يعود على اللِّقْوَة وهي العُقاب، شبه بها

فرسه إِذا انقضت للصيد. وعَذُوبٌ: لم تأْكل شيئاً. والرَّقُوبُ: التي

تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن يموت.

وقد شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً، بالتحريك، وشُيُوخة وشُِيِوُخِيَّةً؛ عن

اللحياني، وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة، فهو شَيْخ.

وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ، وأَصل الياءِ في شيخوخة متحرّكة فسكنت

لأَنه ليس في الكلام فَعْلُولٌ، وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونة

وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة، بالتشديد، فخفف ولولا ذلك لقالوا

كَوْنُونة وقَوْدُودة ولا يجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة

والطَّيْرورة والشَّيْخوخة. وشَيَّخْته: دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل؛ وتصغير

الشَّيخ شُيَيْخٌ وشُيَيْخٌ أَيضاً، بكسر الشين، ولا تقل شُوَيْخ. أَبو

زيد: شَيَّخْتُ الرجل تَشْييخاً وسَمَّعت به تَسْميعاً ونَدَّدت به

تَنْديداً إِذا فضحته. وشَيَّخَ عليه: شنَّع؛ أَبو العباس: شَيْخٌ بَيّن

التَّشَيُّخ والتشييخ والشَّيْخُوخة.

وأَشياخُ النجوم: هي الدراريُّ؛ قال ابن الأَعرابي: أَشياخُ النجوم هي

التي لا تنزل في منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ؛ قال ابن سيده: أُرى

أَنه عنى بالنجوم الكواكب الثابتة؛ وقال ثعلب: إِنما هي أَسْناخُ النجوم

وهي أُصولها التي عليها مدار الكواكب وسِرُّها؛ وقوله أَنشده ثعلب عن ابن

الأَعرابي:

يَحْسَبُه الجاهلُ، ما لم يَعْلَما،

شَيْخاً، على كُرْسِيِّه، مُعَمَّما

لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما،

لكان إِيَّاه، ولكن أَعْجَما

وفسره فقال يصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه وقال: ما لم

يعلم، فلما أَطلق الميم رَدَّها إِلى اللام، وأَما سيبويه فقال: هو على

الضرورة وإِنما أَراد يعلمنْ؛ قال: ونظيره في الضرورة قول جَذيمَة

الأَبْرَص:ربما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ

تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ

وقول الشاعر:

مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا؟

لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا

قال: عني بالشيخ الوَعِلَ.

والشِّيخَةُ: نَبْتَةٌ لبياضها، كما قالوا في ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ.

والشاخةُ: المعتدِلُ؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَن أَلف شاخة ياء

لعدم «ش و خ» وإِلا فقد كان حقها الواو لكونها عيناً. قال أَبو زيد: ومن

الأَشجار الشَّيْخُ وهي شجرة يقال لها شجرة الشُّيُوخِ، وثمرتها جِرْوٌ

كجِرْوِ الخِرِّيعِ، قال: وهي شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ

والقُرْيانُ.

وفي حديث أُحُدٍ ذكر شَيْخانِ

(* قوله «ذكر شيخان» قال ابن الأثير: بفتح

الشين وكسر النون. وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ، ثم قال: وشيخة رملة

بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح).بفتح الشين: هو موضع بالمدينة

عَسْكَرَ به سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة خَرَجَ إِلى أُحُدٍ

وبه عَرَضَ الناسَ، والله أَعلم.

ألل

ألل: الإلُّ: قيل: الله، والعهد، والقرابة، والحلف.
(ألل) السقاء وَنَحْوه أللا تَغَيَّرت رَائِحَته وأسنانه فَسدتْ
أ ل ل: الْإِلُّ بِالْكَسْرِ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَيْضًا الْعَهْدُ وَالْقَرَابَةُ.
أ ل ل

" لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً " أي قرابة. وعجب ربكم من ألكم وقنوطكم أي من جؤاركم بالفتح. يقال: ألّ في دعائه يؤلّ ألاً، وأللاً، وأليلاً: إذا جأر. وبات له أليل، كأنه أبيل؛ ومر وفي يده ألة أي حربة. ومنها قولهم: أذن مؤللة أي محددة. وأله: طعنه بالأة. ومنه قول الأعرابية في خاطبها: ألَّ وَغَلَّ.
ألل
أللإلّ [مفرد]
• الإلّ:
1 - العهد والأمان أو التَّحالف " {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} ".
2 - القرابة أو الجوار "يخون العهد ويقطع الإلَّ- {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} ". 
(ألل) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ امرأةً سألت عن المرأة تَحتَلِم، فقالت لها عائشة، رضي الله عنها،: تَربت يَدَاك وأَلَّت، وهل تَرَى المَرأةُ ذَلِك"
ألَّت: أي صاحَت بِما أَصابَها من شِدّة هذا الكلام. والأَلِيل: الصَّوتُ، وقد أورده عَبدُ الغافر وغَيرُه بضم الهمزة وفَسَّروه: أي طُعِنْتِ بالأَلَّة، وقالوا: يقال: مالَه أُلَّ وغُلَّ. وهذا لا وَجهَ له ها هنا البَتَّة؛ لأنه لا يُلائِم لَفظَ الحَديثِ.
ولو كان على ما قالوا فلا يَخلُو من وَجْهَين: إما أن نقول: إن المُرادَ بألَّت عائِشَة، فعلى هذا يَنبَغِى أن تَقولَ: تَرِبت يَداكِ. وأُلِلْت: أي طُعِنْت بالأَلَّة، والله تَعالَى أعلم.
ألل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي بكر [الصّديق -] أَنه لما قدم وَفد الْيَمَامَة بعد مقتل مُسَيْلمَة قَالَ لَهُم: مَا كَانَ صَاحبكُم يَقُول فاستعفوه من ذَلِك فَقَالَ: لتقولن فَقَالُوا: كَانَ يَقُول: يَا ضفدع نقّي كم تنقّين لَا الشَّرَاب تمنعين وَلَا المَاء تكدّرين فِي كَلَام من هَذَا كثير فَقَالَ أَبُو بكر: وَيحكم إِن هَذَا الْكَلَام لم يخرج من إل وَلَا بِرّ فَأَيْنَ ذُهِب بكم. 93 / الف قَوْله من إلّ يَعْنِي من رب. / ويروى عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ فِي قَوْله {لاَ يَرْقُبُوْنَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَّلاَ ذِمَّةً} قَالَ: الله أَو قَالَ: رَبًّا وَمِمَّا يبين هَذَا قَول جِبْرِيل ومكائيل إِنَّمَا أضيف جبر وميكا إِلَى إل وَهُوَ شَبيه بقول ابْن عَبَّاس: إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: عبد الله وَعبد الرَّحْمَن فِي جِبْرِيل وَمِيكَائِيل. 
[ألل] أَلَّهُ يَؤُلُّهُ أَلاَّ: طعنه بالحَرْبة. يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ. وأَلَّ لونُه يَؤُلُّ ألاًّ: صَفا وَبَرَقَ. وأَلَّ أيضاً، بمعنى أسرع. قال الراجز : مهر أبى الحبحاب لا تشلى بارك فيك الله من ذى أل أي من فرس ذى سرعة. وفرس مئل، أي سريع. والأَليلُ: الأنينُ. قال ابن مَيَّادَةَ: وقولا لها تأمرين بوامق له بعد نَوْماتِ العيون أليلُ وقد ألَّ يَئِلُّ أَلاًّ وأَليلاً. يقال له الويل والاليل. وأما قول الكميت يمدح رجلا: وأنت ما أنت في غبراء مضلمة إذا دعت ألليها الكاعب الفضل فيجوز أن يريد الالل ثم ثنى، كأنه يريد صوتا بعد صوت. وذكر أبو عبيد أنه يجوز أن يريد حكاية أصوات النساء بالنبطية إذا صرخن. وأليل الماء: خَريرُهُ وقَسيبه. وأَلِلَ السِقاءُ، بالكسر: تغيرت ريحه. وهذا أحد ما جاء بأظهار التضعيف. وأللت أسنانه أيضاً، أي فَسَدتْ. والإِلُّ بالكسر، هو الله عزّ وجلّ. والإلُّ أيضا: العهد والقرابة. قال حسان بن ثابت: لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام والال بالفتح: جمع أَلَّةٍ، وهي الحربة وفي نصْلها عِرَضٌ. قال الشاعر : تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَ ما مَضى غَيْرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ ويجمع أيضاً على إلالٍ، مثل جفنة وجفان. وأما الالال بالفتح ، فهو اسم جبل بعرفات. وأللت الشئ تأليلا، أي حددت طرفه. ومنه قول طرفة بن العبد يصف أذُني ناقةٍ بالحدَّة والانتصاب: مؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كسامعتي شاة بحومل مفرد
ألل: الإلّ: الرّبوبيّة.

قال أبو بكر: [لما تُلِي عليه سَجْعُ مُسَيْلمة] : ما خرج هذا من إلّ .

[والإلّ] في قوله [تعالى] : إِلًّا وَلا ذِمَّةً *، يقال في بعض التَّفْسير في: هو الله عز وجل. 

والإلّ: قُرْبَى الرَّحِم، قال :

لَعَمْرُك إنّ إلَّكَ في قُرَيشٍ ... كإِلّ السَّقْب من رَأْل النَّعامِ

وإِلالٌ: جبل بمكة هو جبل عرفات، قال :

بمُصْطَحِباتٍ من لَصافٍ وثَبْرةٍ ... يَزُرْنَ إلالاً سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ

وألّ يَئِلُّ ويَؤُلُّ أليلاً وألاّ، والأليلةُ: الاسم، وهو ما يجد الإنسانُ من وَجَع الحُمَّى ونحوها في جَسَدِهِ دونَ الأَنين، قال:

وفي الصَّدْر البلابلُ والأَليلُ 

وقال :

أما تَرَيْن أشتكي الأَلائلا ... من قُحَمِ الدَّين وثِقْلاً ثاقِلا

وألَّ الرّجلُ يَؤُلُّ ويَئِلّ أَلاًّ إذا أسرع. وألَّ لَوْنُه يَؤُلُّ ألاّ، إذا صفا وبَرَق. والأَلَّةُ: أداةُ الحَرْب، وكلّ الأدوات التي يُعْمَلُ بها أَلَّة. والأَلَّةُ: الحَرْبةُ ونحوها من الأَسِنَّة التي تُتَّخَذُ على هيئة رأس الحَرْبة، والجميع: الأَلُّ والإلالُ، قال:

قِياماً بالحِرابِ وبالإلالِ 

وإنّما سُمِّيَ أَلّةً، لأنّه دقيق. 

والتَّأليل: تحريفُك الشَّيءَ كما يُحَرَّفُ رأس القلم. ويُجْعَلُ طَرَفُ السِّكِّينِ ذا حدّين فيكون مُؤَلَّلاً، قال:

له شَوْكَةٌ أَلَّلَتْها الشِّفار ... يُؤَلِّف فرداً إلى فَرْدَةِ 

ويروى: مخالطة اللِّينِ والحِدّةِ. وأُذُنٌ مؤلَّلةٌ: مُحَدّدةٌ، قال طرفة: 

مُؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فيهما ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بِحَوْمَلِ مُفْردِ

والأَلَلُ والأَلَلانِ: وجها السِّكِّين، ووجها كُلِّ شيءٍ عريض، ألّة، أو سنان ونحوهما حتّى القِداح التي يضرب بها في التّساهُم، وكلّ شيء له عرضٌ ولا يكون مُدَحْرَجاً، وكلّ شيئين يُضَمّانِ كالإصْبَعَينِ والسِّنَّيْن أو الوَرِقَيْن المتطابقين ومخرجهما واحدٌ ينضمان فوجهاهما اللّذانِ يلتقيان: الأَلَلان.
[أل ل] ألَّ في سيره ومشيه يَؤُلُّ ويَئِلُّ ألاّ أسرع واهتز فأما قوله أنشده ابن جني

(وإذ أَؤُلُّ المَشْيَ ألاّ ألاَّ ... )

فإما أن يكون أراد أَؤُلُّ في المشي فحذف وأوصل وإما أن يكون أَؤُلُّ متعديًا في موضوعه بغير حرف جر وفرس مِثَلٌّ سريع قال

(مُهْرَ أبي الحبحابِ لا تشلِّي ... )

(بارك فيك الله من ذي أَلِّ ... )

وأَلَّ الفرس يَئِلُّ ألا اضطرب في مَشْيِه وألَّ لَوْنُه يَؤُلُّ أَلاّ وأَلِيلاً صفا وألَّ الشيء يَؤُلُّ وَيئِلُّ الأخيرة عن ابن دريد ألاّ بَرَقَ وألَّتْ فرائصه تَئِلُّ لمعت في عَدْوٍ قال

(حتى رميتُ بها يَئِلُّ فَرِيصُها ... وكأنَّ صَهْوَتَها مَداكُ رُخَامِ)

والآلَّةُ الحَرْبَةُ العريضَةُ النَصْلِ سميت بذلك لبريقها ولمعانها والجمع أَلٌّ وإِلالٌ وأَلِيلُها لمعانُها وألَّهُ يَؤُلُّه ألاّ طعنه بالألَّة والأَلَّةُ السلاح وجميع أداة الحرب والمِثَلُ القرن الذي يُطعن به وكانوا في الجاهلية يتخذون أسنة من قرون البقر الوحشي والتَّأْلِيلُ التحديد والتحريف وأُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ محدَّدة منصوبة ملطًّفة وإنه لَمُؤَلَّلُ الوجه أي حَسَنُه سَهْلُه عن اللِّحْيَانيّ كأنه قد أُلِّلَ وأَلَلاَ السِّكِّينِ والكَتِفِ وكُلِّ شيءٍ عريضٍ وَجْهاهُ وقيل أَلَلاّ الكتف اللَّحمتان المطابَقَتان بينهما فجوة على وجه الكتف فإذا قُشِرَتْ إحداهما عن الأخرى سال من بينهما ماء والأَلَلُ والأَلِيلُ والأَلِيلَةُ والأَلَلاَنُ كلُّه الأَنِينُ وقيل عَلَزُ الحُمَّى وقد أَلَّ يَئِلُّ وألَّ يَؤُلُّ ألاّ وأَلَلاّ وأَلِيلاً رفع صوته بالدعاء والأَلِيلُ والأَلْيلَةُ الثُّكْلُ والأَلِيلُ صليلُ الحصا وقيل هو صليل الحجر أيّا كان الأُولى عن ثعلب والأَلِيلُ خريرُ الماء والإِلُّ الحِلْفُ والعهد وبه فسَّر أبو عبيدة قوله تعالى {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} التوبة 10 قال ابن دُرَيْدٍ وقد خَفَّفَتِ العربُ الإِلَّ قال الأعشى

(أبيضُ لا يرهبُ الهُزالَ ولا ... يقطعُ رحْمًا ولا يخونُ إِلاّ)

قال أبو سعيد السيرافي في هذا البيت وجه آخر وهو أن يكون إلاّ في معنى نِعْمة وهو واحد آلاءِ الله فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب والإِلُّ القرابة والإِلُّ الله جلَّ وعزَّ وفي حديث أبي بكرٍ لما تُلي عليه سَجْع مسيلمةَ إنَّ هذا لشيء ما جاء من إِلٍّ ولا بِرٍّ فأين ذُهِبَ بكم وقال ابن الكلبي كل اسم في العرب آخره إلٌّ أو إِيلٌ فهو مضاف إلى الله جلَّ وعزَّ كشُرَحْبيلَ وشَراحِيلَ وشِهْمِيلَ وهذا ليس بقوي إذ لو كان ذلك لصرِف جبريلُ وما أشبهه والإِلُّ الربوبية والأُلُّ الأَوَّلُ في بعض اللغات وليس من لفظ الأول قال

(ينادي الآخرَ الأُلُّ ... ألا حُلُّوا ألا حُلُّوا)

وإن شئت قلت إنما أراد الأول فبنى من الكلمة على مثال فُعْلٍ فقال وُلٌّ ثم همز الواو لأنها مضمومة غير أنَّا لم نسمعْهم قالوا وُلٌّ وهو الضَّلالُ بن الأَلالِ والتَّلالِ وإلالٌ جبل بمكة قال النابغة

(بمُصْطَحِباتٍ من لَصَاف وتَبْرَةٍ ... يَزُوْنَ إِلالأ سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ)

وإلاَّ حرف استثناء وهي الناصبة في قولك جاءني القوم إلا زيدًا لأنها نائبة عن أستثني وعن لا أعني هذا قول أبي العباس المبرَّد فقال ابن جني هذا مردود عندنا لما في ذلك من تدافع الأمرين الإعمال المُبقي حكمَ الفعل والانصراف عنه إلى الحرف المختصر به القول

أُولُو بمعنى ذَوُو لا يُفردُ له واحدٌ ولا يُتكلَّم به إلا مُضافًا كقولِكَ أُولُو بَأْسٍ وأولو كَرَمٍ كأن واحِدَه أُلٌ والواو للجمع ألا تَرى أنها تكون في الرفع واوًا وفي الجر والنصبِ ياءً وقولُه تعالى {وأولي الأمر منكم} النساء 59 قال أبو إِسْحاقَ هم أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم ومن اتَّبَعَهُم من أهلِ العلمِ وقد قيل إنهم الأمراءُ والأمراءُ إذا كانوا أُولي عِلمٍ ودينٍ وآخذينَ بما يقولُه أهلُ العلمِ فطاعَتُهم فريضَةٌ وجملةُ أولي الأمرِ من المسلمينَ مَنْ يقوم بشأنِهِم في أمر دينِهم وجميعِ ما أَدَّى إلى إصلاحِهم

ألل: الأَلُّ: السرعة، والأَلُّ الإِسراع. وأَلَّ في سيره ومشيه يَؤُلُّ

ويَئِلُّ أَلاًّ إِذا أَسرع واهْتَزَّ؛ فأَما قوله أَنشده ابن جني:

وإِذْ أَؤُلُّ المَشْيَ أَلاًّ أَلاَّ

قال ابن سيده: إِما أَن يكون أَراد أَؤُلُّ في المشي فحذف وأَوصل، وإِما

أَن يكون أَؤُلُّ متعدياً في موضعه بغير حرف جر. وفرس مِئَلَّ أَي سريع.

وقد أَلَّ يَؤُلُّ أَلاًّ: بمعنى أَسرع؛ قال أَبو الخضر اليربوعي يمدح

عبد الملك بن مروان وكان أَجرى مُهْراً فَسَبَق:

مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لا تَشَلِّي،

بارَكَ فيكَ اٍٍّّللهُ من ذي أَلِّ

أَي من فرس ذي سرعة. وأَلَّ الفرسُ يَئِلُّ أَلاًّ: اضطرب. وأَلَّ لونُه

يَؤُلُّ أَلاًّ وأَلِيلاً إِذا صفا وبرَقَ، والأَلُّ صفاء اللون. وأَلَّ

الشيءُ يَؤُلُّ ويَئِلُّ؛ الأَخيرة عن ابن دريد، أَلاًّ: برق. وأَلَّتْ

فرائصُه تَئِلُّ: لمعت في عَدْو؛ قال:

حتى رَمَيْت بها يَئِلُّ فَرِيصُها،

وكأَنَّ صَهْوَتَها مَدَاكُ رُخَام

وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ يصف الفرس والوحش:

فلَهَزْتُهُنَّ بها يَؤُلُّ فَرِيصُها

من لَمْعِ رايَتِنا، وهُنَّ غَوَادي

والأَلَّة: الحَرْبة العظيمة النَّصْل، سميت بذلك لبريقها ولَمَعانها،

وفرَق بعضــهم بين الأَلَّة والحَرْبة فقال: الأَلَّة كلها حديدة، والحَرْبة

بعضــها خشب وبعضــها حديد، والجمع أَلٌّ، بالفتح، وإِلالٌ؛ وأَلِيلُها:

لَمَعانها. والأَلُّ: مصدر أَلَّه يؤُلُّه أَلاًّ طعنه بالأَلَّة. الجوهري:

الأَلُّ، بالفتح، جمع أَلَّة وهي الحَرْبة في نصلها عِرَضٌ؛ قال

الأَعشى:تَدَارَكَه في مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَما

مَضى غيرَ دَأْدَاءٍ، وقد كاد يَعْطَب

ويجمع أَيضاً على إِلالٍ مثل جَفْنَة وجِفَان. والأَلَّة: السِّلاح

وجميع أَداة الحرب. ويقال: ما لَه أُلَّ وغُلَّ؛ قال ابن بري: أُلَّ دُفع في

قفاه، وغُلَّ أَي جُنَّ.

والمِئَلُّ: القَرْنُ الذي يُطْعَنُ به، وكانوا في الجاهلية يتخذون

أَسِنَّة من قرون البقر الوحشي. التهذيب: والمِئَلاَّنِ القَرْنانِ؛ قال رؤبة

يصف الثور:

إِذا مِئَلاًّ قَرْنِه تَزَعْزَعا

قال أَبو عمرو: المِئَلُّ حَدُّ رَوْقه وهو مأْخوذ من الأَلَّة وهي

الحَرْبة.

والتَّأْليل: التحديد والتحريف. وأُذن مُؤَلَّلة: محدّدة منصوبة

مُلَطَّفة. وإِنه لمُؤَلَّل الوجه أَي حَسَنه سَهْله؛ عن اللحياني، كأَنه قد

أُلِّل.

وأَلَلا السِّكين والكتفِ وكل شيء عَريض: وَجْهَاه. وقيل: أَلَلا الكتف

اللَّحمتان المتطابقتان بينهما فَجْوة على وجه الكتف، فإِذا قُشرت

إِحداهما عن الأُخرى سال من بينهما ماء، وهما الأَلَلان. وحكى الأَصمعي عن

عيسىبن أَبي إِسحق أَنه قال: قالت امرأَة من العرب لابنتها لا تُهْدِي إِلى

ضَرَّتِك الكتفَ فإِن الماءَ يَجْري بين أَلَلَيْها أَي أَهْدي شَرًّا

منها؛ قال أَبو منصور: وإِحدى هاتين اللَّحمتين الرُّقَّى وهي كالشحمة

البيضاء تكون في مَرْجِع الكَتِف، وعليها أُخرى مثلُها تسمى المأْتَى.

التهذيب: والأَلَلُ والأَلَلانِ وَجْها السِّكين ووَجْها كل شيء عَرِيض.

وأَلَّلت الشيءَ تَأْليلاً أَي حدّدت طَرَفه؛ ومنه قول طَرَفة

بن العبد يصف أُذني ناقته بالحِدَّة والانتصاب:

مُؤَلَّلتانِ يُعْرَف العِتْقُ فيهما،

كَسَامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

الفراء: الأُلَّة الراعِية البعيدة المَرْعَى من الرُّعاة. والإِلّة:

القرابة. وروي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: عَجِبَ ربكم من إِلِّكم وقُنوطِكم وسرعة

إِجابته إِياكم؛ قال أَبو عبيد: المحدثون رووه من إِلِّكم، بكسر الأَلف،

والمحفوظ عندنا من أَلِّكم، بالفتح، وهو أَشبه بالمصادر كأَنه أَراد من

شدة قنوطكم، ويجوز أَن يكون من قولك أَلَّ يئِلُّ أَلاًّ وأَلَلاَ

وأَلِيلاَ، وهو أَن يرفع الرجل صوته بالدعاء ويَجْأَر؛ وقال الكميت يصف

رجلاً:وأَنتَ ما أَنتَ، في غَبْراءَ مُظْلِمةٍ،

إِذا دَعَتْ أَلَلَيْها الكاعِبُ الفُضُل

قال: وقد يكون أَلَلَيها أَنه يريد الأَلَل المصدر ثم ثَنّاه وهو نادر

كأَنه يريد صوتاً بعد صوت، ويكون قوله أَلَلَيْها أَن يريد حكاية أَصوات

النساء بالنَّبَطية إِذا صَرَخْنَ؛ قال ابن بري: قوله في غبراء في موضع

نصب على الحال، والعامل في الحال ما في قوله ما أَنت من معنى التعظيم كأَنه

قال عَظُمْتَ حالاً في غَبْراء. والأَلُّ: الصِّيَاحُ. ابن سيده:

والأَلَلُ والأَلِيلُ والأَلِيلة والأَلِيلة والأَلَلانُ كله الأَنين، وقيل:

عَلَزُ الحُمَّى. التهذيب: الأَلِيل الأَنين؛ قال الشاعر:

أَما تراني أَشتكي الأَلِيلا

أَبو عمرو: يقال له الوَيْل والأَلِيل، والأَليل الأَنين؛ وأَنشد لابن

مَيّادة:

وقُولا لها: ما تَأْمُرينَ بوامقٍ،

له بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ؟

أَي تَوَجُّع وأَنين؛ وقد أَلَّ يَئِلُّ أَلاًّ وأَلِيلاً. قال ابن بري:

فسر الشيباني الأَلِيل بالحَنين؛ وأَنشد المرّار:

دَنَوْنَ، فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍٍّّ،

إِذا حُشِيَت سَمِعْتَ لها أَلِيلا

وقد أَلَّ يئِلُّ وأَلَّ يؤُلُّ أَلاًّ وأَلَلاً وأَلِيلاً: رفع صوته

بالدعاء. وفي حديث عائشة: أَن امرأَة سأَلت عن المرأَة تَحْتَلِم فقالت لها

عائشة: تَرِبَتْ يَدَاك وأَلَّتْ وهل ترى المرأَة ذلك؟ أَلَّتْ أَي

صاحت لما أَصابها من شدّة هذا الكلام، ويروى بضم الهمزة مع تشديد اللام، أَي

طُعِنَت بالألَّة وهي الحَرْبة؛ قال ابن الأَثير: وفيه بُعد لأَنه لا

يلائم لفظ الحديث. والأَلِيلُ والأَلِيلة: الثُّكْلُ؛ قال الشاعر:

فَلِيَ الأَلِيلةُ، إِن قَتَلْتُ خُؤُولتي،

ولِيَ الأَلِيلَة إِنْ هُمُ لم يُقْتَلوا

وقال آخر:

يا أَيها الذِّئْبُ، لك الأَلِيل،

هل لك في باعٍ كما تقول؟

(* قوله «في باع» كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: في راع، بالراء).

قال: معناه ثَكِلتك أُمُّك هل لك في باع كما تُحِبُّ؛ قال الكُمَيت:

وضِياءُ الأُمُور في كل خَطْبٍ،

قيل للأُمَّهاتِ منه الأَلِيل

أَي بكاء وصياح من الأَلَلِيِّ؛ وقال الكميتُ أَيضاً:

بضَرْبٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيّ منه

فَتاة الحَيِّ، وَسْطَهُمُ، الرَّنِينا

والأَلُّ، بالفتح: السُّرْعةُ والبريق ورفع الصوت، وجمع أَلَّة

للحَرْبة. والأَلِيلُ: صَلِيلُ الحَصَى، وقيل: هو صليل الحَجَر أَيًّا كان؛

الأُولى عن ثعلب. والأَلِيل: خَرِيرُ الماءِ. وأَلِيلُ الماءِ: خَرِيرُه

وقَسِيبُه. وأَلِلَ السِّقاء، بالكسر، أَي تغيرت ريحه، وهذا أَحد ما جاء

بإِظهار التضعيف. التهذيب: قال عبد

الوهاب أَلَّ فلان فأَطال المسأَلة إِذا سأَل، وقد أَطال الأَلَّ إِذا

أَطال السؤَال؛ وقول بعض الرُّجّاز:

قَامَ إِلى حَمْراءَ كالطِّرْبال،

فَهَمَّ بالصَّحْن بلا ائتِلال،

غَمامةً تَرْعُدُ من دَلال

يقول: هَمَّ اللبَن في الصَّحن وهو القَدَح، ومعنى هَمَّ حَلَب، وقوله

بلا ائتلال أَي بلا رفق ولا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب، ونَصَب الغَمامةَ

بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللبن بسحابة تُمْطِر.

التهذيب: اللحياني: في أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وهو أَن تُقْبل الأَسنان

على باطن الفم. وأَلِلَتْ أَسنانُه أَيضاً: فسدت. وحكى ابن بري: رجل

مِئَلٌّ يقع في الناس.

والإِلُّ: الحِلْف والعَهْد. وبه فسَّر أَبو عبيدة قوله تعالى: لا

يَرْقُبون في مؤمن إِلاٍّ ولا ذمة. وفي حديث أُم زرع: وَفِيُّ الإِلِّ كرِيمُ

الخِلِّ؛ أَرادت أَنها وَفِيَّة العهد، وإِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ

به إِلى معنى التشبيه أَي هي مثل الرجل الوَفيِّ العهد. والإِلُّ:

القرابة. وفي حديث علي، عليه السلام: يخون العَهْد ويقطع الإِلَّ؛ قال ابن

دريد: وقد خَفَّفَت العرب الإِلَّ؛ قال الأَعشى:

أَبيض لا يَرْهَب الهُزالَ، ولا

يَقْطعُ رُحْماً، ولا يَخُون إِلاَّ

قال أَبو سعيد السيرافي: في هذا البيت وجه آخر وهو أَن يكون إِلاَّ في

معنى نِعْمة، وهو واحد آلاء الله، فإِن كان ذلك فليس من هذا الباب،

وسيأْتي ذكره في موضعه. والإِلُّ: القرابة؛ قال حَسّان

بن ثابت:

لَعَمْرُك إِنَّ إِلَّك، من قُرَيْش،

كإِلِّ السَّقْبِ من رَأْلِ النَّعَام

وقال مجاهد والشعبي: لا يرقبون في مؤمن إِلاٍّ ولا ذمة، قيل: الإِلُّ

العهد، والذمة ما يُتَذَمَّم به؛ وقال الفراء: الإِلُّ القرابة، والذِّمة

العَهد، وقيل: هو من أَسماء الله عز وجل، قال: وهذا ليس بالوجه لأَن

أَسماء الله تعالى معروفة كما جاءت في القرآن وتليت في الأَخبار. قال: ولم

نسمع الداعي يقول في الدعاء يا إِلُّ كما يقول يا الله ويا رحمن ويا رحيم يا

مؤمن يا مهيمن، قال: وحقيقةُ الإِلِّ على ما توجبه اللغة تحديدُ الشيء،

فمن ذلك الأَلَّة الحَرْبة لأَنها محدّدة، ومن ذلك أُذن مُؤلَّلة إِذا

كانت محددة، فالإِلُّ يخرج في جميع ما فسر من العهد والقرابة والجِوَار،

على هذا إِذا قلت في العهد بينها الإِلُّ، فتأْويله أَنهما قد حدّدا في

أَخذ العهد، وإِذا قلت في الجِوَار بينهما إِلٌّ، فتأْويله جِوَار يحادّ

الإِنسان، وإِذا قلته في القرابة فتأْويله القرابة التي تُحادّ الإِنسان.

والإِلُّ: الجار. ابن سيده: والإِلُّ الله عز وجل، بالكسر. وفي حديث أَبي

بكر، رضي الله عنه، لما تلي عليه سَجْع مُسَيْلِمة: إِنَّ هذا لَشَيْءٌ ما

جاء من إِلّ ولا برٍٍّّ فَأَيْن ذُهِب بكم، أَي من ربوبية؛ وقيل:

الإِلُّ الأَصل الجيد، أَي لم يَجئ من الأَصل الذي جاء منه القرآن، وقيل:

الإِلُّ النَّسَب والقرابة فيكون المعنى إِن هذا كلام غير صادر من مناسبة

الحق والإِدلاء بسبب بينه وبين الصّدِّيق. وفي حديث لَقيط: أُنبئك بمثل ذلك

في إِلِّ الله أَي في ربوبيته وإِلَهيته وقدرته، ويجوز أَن يكون في عهد

الله من الإِلِّ العهدِ. التهذيب: جاء في التفسير أَن يعقوب بن إِسحق، على

نبينا وعليهما الصلاة والسلام، كان شديداً فجاءه مَلَك فقال: صارِعْني،

فصارعه يعقوب، فقال له الملك: إِسْرَإِلّ، وإِلّ اسم من أَسماء الله عز

وجل بِلُغَتهم وإِسْر شدة، وسمي يعقوب إِسْرَإِلّ بذلك ولما عُرِّب قيل

إِسرائيل؛ قال ابن الكلبي: كل اسم في العرب آخره إِلّ أَو إِيل فهو مضاف

إِلى الله عز وجل كَشُرَحْبِيل وشَرَاحيل وشِهْمِيل، وهو كقولك عبدالله

وعبيدالله، وهذا ليس بقويّ إِذ لو كان كذلك لصرف جبريل وما أَشبهه.

والإِلُّ: الربوبية.

والأُلُّ، بالضم: الأَوّل في بعض اللغات وليس من لفظ الأَوّل؛ قال امرؤ

القيس:

لِمَنْ زُحْلوقَةٌ زُلُّ،

بها العَيْنان تَنْهلُّ

ينادي الآخِرَ الأُلُّ:

أَلا حُلُّوا، أَلا حُلّوا

وإِن شئت قلت: إِنما أَراد الأَوَّل فبَنَى من الكلمة على مِثال فُعْل

فقال وُلّ، ثم هَمَزَ الواو لأَنها مضمومة غير أَنا لم نسمعهم قالوا وُلّ،

قال المفضل في قول امرئ القيس أَلا حُلُّوا، قال: هذا معنى لُعْبة

للصبيان يجتمعون فيأْخذون خشبة فيضعونها على قَوْزٍ من رمل، ثم يجلس على أَحد

طَرَفيها جماعة وعلى الآخر جماعة، فأَيُّ الجماعتين كانت أَرزن ارتفعت

الأُخرى، فينادون أَصحاب الطرف الآخر أَلا حُلُّوا أَي خففوا عن عددكم حتى

نساويكم في التعديل، قال: وهذه التي تسميها العرب الدَّوْدَاةَ

والزُّحْلوقة، قال: تسمى أُرْجوحة الحضر المطوّحة.

التهذيب: الأَلِيلة الدُّبَيْلة، والأَلَلة الهَوْدَج الصغير، والإِلُّ

الحِقد. ابن سيده: وهو الضَّلال بنُ الأَلال بن التَّلال؛ وأَنشد:

أَصبحتَ تَنْهَضُ في ضَلالِك سادِراً،

إِن الضَّلال ابْنُ الأَلال، فَأَقْصِر

وإِلالٌ وأَلالٌ: جبل بمكة؛ قال النابغة:

بمُصْطَحَباتٍ من لَصَاف وثَبْرَةٍ

يَزُرْنَ أَلالاً، سَيْرُهنّ التَّدافُعُ

والأَلالُ، بالفتح: جبل بعرفات. قال ابن جني: قال ابن حبيب الإِلُّ

حَبْل من رمل به يقف الناس من عرفات عن يمين الإِمام. وفي الحديث ذكر إِلالٍ،

بكسر الهمزة وتخفيف اللام الأُولى، جَبَل عن يمين الإِمام بعرفة.

وإِلا حرف استثناء وهي الناصبة في قولك جاءني القوم إِلاَّ زيداً،

لأَنها نائبة عن أَستثني وعن لا أَعني؛ هذا قول أَبي العباس المبرد؛ وقال ابن

جني: هذا مردود عندنا لما في ذلك من تدافع الأَمرين الإِعمال المبقي حكم

الفعل والانصراف عنه إِلى الحرف المختص به القول.

قال ابن سيده: ومن خفيف هذا الباب أُولو بمعنى ذَوو لا يُفْرد له واحد

ولا يتكلم به إِلا مضافاً، كقولك أُولو بأْس شديد وأُولو كرم، كأَن واحد

أُلٌ، والواو للجمع، أَلا ترى أَنها تكون في الرفع واواً وفي النصب

والجرياء؟ وقوله عز وجل: وأُولي الأَمر منكم؛ قال أَبو إِسحق: هم أَصحاب

النبي،صلى الله عليه وسلم، ومن اتبعهم من أَهل العلم، وقد قيل: إِنهم الأُمراء،

والأُمراء إِذا كانوا أُولي علم ودين وآخذين بما يقوله أَهل العلم

فطاعتهم فريضة، وجملة أُولي الأَمر من المسلمين من يقوم بشأْنهم في أَمر دينهم

وجميع ما أَدّى إِلى صلاحهم.

ألل
} أَلَّ فِي مَشْيِه {يَؤُلُّ} ويئلّ: أسْرَعَ وَجَدَّ، نَقله السُّهَيلِيُّ، وأنشَدَ الصاغانيُّ لأبي الخُضرِّ اليَربُوعِيّ:
(مُهْرَ أبي الحارِث لَا تَشَلِّي ... بارَكَ فِيكَ اللهُ مِن ذِي {أَلِّ)
أَي مِن فَرَسٍ ذِي سُرعَةٍ. وَأَبُو الْحَارِث هُوَ بِشْرُ بن عبدِ المَلِك بنِ بِشْرِ بن مَروانَ. وقيلَ: اهْتَزَّ أَو اضْطَرَبَ وأمّا قولُ الشاعرِ، أنشَدَه ابنُ جِني: وإذْ أَؤُلُّ المَشْىَ} ألاَّ {ألّا قَالَ ابنُ سِيدَ: إمّا أَنْ يكونَ أرادَ:} أَؤُلُّ فِي المَشْي، فحَذَف وأَوصَل، وإمّا أَنْ يكونَ أَؤُلُّ مُتَعدِّياً فِي مَوْضِعه، بغيرِ حَرف جَر. (و) {أَلَّ اللَّوْنُ} يَؤُلّ: بَرَقَ وصَفَا. (و) {ألَّتْ فَرائِصُهُ: أَي لَمَعَتْ فِي عَدْوٍ وأنشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(حَتَّى رَمَيتُ بِها} يَئِلُّ فَرِيصُها ... وكأنَّ صَهْوَتَها مَداكُ رُخامِ)
وأنشَد الأَزْهرِيُّ، لأبي دُوَاد، يصِف الفَرسَ والوَحْشَ:
(فلَهَزْتُهُنَّ بهَا {يَؤُلُّ فَرِيصُها ... مِن لَمْعِ رايتنا وهُنَّ غَوادِي)
(و) } أَلَّ فُلاناً {يَؤُلُّه} أَلاًّ: طَعَنَهُ {بالأَلَّةِ، وَهِي الحَربَةُ. (و) } ألَّهُ {أَلاًّ: طَرَدَهُ. وأَلَّ الثَّوْبَ} يَؤُلُّه! أَلاًّ: خاطَهُ تَضْرِيباً. (و) {أَلَّ عَلَيهِ} يَؤُلُّ {أَلاً: حَمَلَهُ قَالَ أَبُو عَمرو: يُقال: مَا} ألكَ إليَّ، {يَؤُلكُ، أَي حَمَلَك. (و) } ألَّ المَريضُ والحَزِينُ {يَئِلُّ} أَلاًّ، {وأَلَلاً بفَكِّ الْإِدْغَام،} وأَلِيلاً كأَمِيرٍ: أَنَّ وحَنَّ. وَقيل: أَلَّ {يَؤُلُّ: رَفَع) صَوْتَه بالدُّعاءِ. وَقيل: صَرَخ عِنْدَ المُصِيبةِ وَبِه فَسَّر أَبُو عُبيدٍ قولَ الكُمَيت، يصِفُ رجُلاً:
(وأنْتَ مَا أنْتَ فِي غَبرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... إِذا دَعَتْ} أَلَلَيْها الكاعِبُ الفُضُلُ)
قَالَ: أَرَادَ حِكايةَ أصواتِ النِّساء بالنَّبَطِيَّة، إِذا صَرَخْنَ. (و) {ألَّ الفَرَسُ} يَؤُلُّ: نَصَبَ أُذُنَيه، وحَدّدَهُما وَكَذَلِكَ {أَلَّل،} والتَّألِيل: التَّحْرِيفُ والتَّحْدِيدُ، وَمِنْه أُذُنٌ {مُؤلَّلَةٌ. (و) } ألَّ الصَّقْرُ {يَؤُلُّ} أَلاًّ: أَبى أَن يَصِيدَ. (و) {الأَلِيل كأَمِير: الثُّكْلُ والأَنِينُ، قَالَ ابنُ مَيَّادَةَ:
(فقُولا لَها مَا تَأْمُرِينَ بِعاشِقٍ ... لَهُ بَعْدَ نَوْماتِ العِشاءِ} أَلِيلُ)
وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَا أَيهَا الذِّئبُ لَك {الأَلِيلُ هَل لكَ فِي راعٍ كَمَا تَقُولُ أَي ثَكِلَتْكَ أُمُّك، هَلْ لكَ فِي راعٍ كَمَا تُحِبُّ.} كالأَلِيلَةِ قَالَ:
(فَليَ {الأَلِيلَةُ إِن قَتَلْتُ خُؤُولَتِي ... وَلِيَ الأَلِيلَة إِن هُمُ لَم يُقْتَلُوا)
(و) } الأَلِيلُ: عَلَزُ الحُمَّى كَمَا فِي المُحْكَم، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ الأَنِينُ، قَالَ: أمَا تَراني أشْتَكِي! الأَلِيلَا الألِيلُ: صَلِيلُ الحَصَى، قِيل: هُوَ صَلِيلُ الحَجَرِ أيّاً كَانَ، الأولَى عَن ثَعْلَبٍ. الأَلِيلُ: خَرِيرُ الماءِ وقَسِيبُه، كَمَا فِي اللِّسان. (و) {الأَلِيلَة كسَفِينَةٍ: الرَّاعِيَةُ البَعِيدةُ المَرعَى مِن الرّعاة} كالألَّةِ بالضّمِّ وَهَذِه عَن الفَرّاء. {والإِلُّ، بالكسرِ: العَهْدُ والحَلِفُ وَمِنْه حديثُ أمِّ زَرْعٍ فِي بعض الرِّوَايَات: بِنْتُ أبي زَرْع، وَمَا بنت أبي زَرْع، وَفِي} الإِلِّ، كَرِيمُ الخِل، بَرُودُ الظِّلِّ أَرَادَت أَنَّهَا وَفِيَّةُ العَهْد، وَإِنَّمَا ذَكَّر لِأَنَّهُ إِنَّمَا ذَهب بِهِ إِلَى معنى التَّشْبِيه، أَي هِيَ مِثْلُ الرَّجُل الوَفيِّ العَهْدِ. والإِلُّ: ع بعَرَفَة، وَسَيَأْتِي إنكارهُ ثَانِيًا. (و) {الإِلُّ: الجَأْرُ كَمَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ بالهَمْز والقَرابَةُ وَمِنْه حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: يَخُونُ العَهْدَ ويَقْطَع الإِلَّ. الإِلّ: الأصْلُ الجَيِّدُ وَبِه فُسِّر قولُ أبي بكر الْآتِي، أَي لم يَجِيء من الأَصْل الَّذِي جَاءَ مِنْهُ القُرانُ. والمَعْدِنُ الصَّحِيحُ، عَن المُؤرِّج، وَقَالَ حَسّانُ رَضِي الله عَنهُ:
(لَعَمْرُك إنّ} إِلَّك مِن قُرَيْشٍ ... {كإِلِّ السَّقْبِ مِن رَأْلِ النَّعامِ)
(و) } الإِلُّ: الحِقْدُ والعَداوَة. الإِلُّ الرُّبُوبيَّةُ وَمِنْه قَول الصِّدِّيق رَضِي الله عَنهُ، لمّا سَمِعَ سَجْع مُسَيلِمَة: هَذَا كلامٌ لم يَخْرُجْ مِن {إِلٍّ وَلَا بِرٍّ أَي لم يَصْدُرْ عَن رُبُوييَّةٍ لِأَن الرُّبُوييَّةَ حَقّها واجِبٌ)
معَظَّمٌ، كَذَلِك فَسَّره أَبُو عبيد، نَقله السُّهَيلي. (و) } الإِلُّ: اسمُ اللهِ تَعالَى وَمِنْه جَبرإلّ، كَمَا فِي العُباب، وَبِه صَدَّر صاحبُ الرَّامُوز، وَبِه فُسِّر بعضُ قولِهِ تعالَى: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ! إلاَّ وَلَا ذِمَّةً وأَنْكَرَه السُّهَيلِي فِي الرَّوض، فَقَالَ: وأمّا الإِلُّ، بِالتَّشْدِيدِ فِي قَوْله تَعَالَى: إلاَّ وَلَا ذِمَّةً فحَذَارِ أَنْ تقولَ: هُوَ اسمُ اللهِ تَعالَى، فتُسَمِّىَ اللهَ تعالَى باسمٍ لم يُسَمِّ بِهِ نَفْسَه، لِأَنَّهُ نَكِرةٌ، وإنّما الإِلُّ: كُلُ مَا لَهُ حُرْمةٌ وحَقٌّ، كالقَرَابَة والرَّحِمِ والجِوارِ والعَهْدِ، وَهُوَ من {أَلَلتُ: إِذا اجتهدتَ فِي الشَّيْء، وحافظتَ عَلَيْهِ، وَلم تُضَيِّعْه، وَمِنْه} الأَلُّ فِي السَّيْرِ: هُوَ الجِدُّ، وَإِذا كَانَ {الأَلُّ بِالْفَتْح المَصْدَرُ،} فالإِلُّ بِالْكَسْرِ: الاسمُ، كالذِّبْح مِن الذَّبْح، فَهُوَ إِذا الشَّيء المُحافَظ عَلَيْهِ المُعظَّمُ حَقُّه، فتأمَّلْ. وكُلُّ اسْمٍ آخِرُه إِلٌ أَو إِيلٌ فمُضافٌ إِلَى اللهِ تَعالَى وَمِنْه جَبرائِيلُ، ومِيكائِيلُ، هَذَا قولُ أَكْثرِ أَهْلِ العِلْم. قَالَ السُّهَيليُّ: وَكَانَ شيخُنا رَحمَه الله تَعَالَى يَعْنِي أَبا بَكْرِ بن العَرَبيّ كطائفةٍ مِن أهلِ العِلْم، يذهَبُ إِلَى أنَّ هَذِه الأَسماءَ إضافَتُها مَقْلُوبَةٌ، كإضافَةِ كلامِ العَجَمِ، فَيكون إلٌ وِإيلٌ: العَهْد، وأوَّلُ الاسمِ عِبارةٌ عَن اسمٍ مِن أسماءِ اللهِ تَعَالَى، وَسَيَأْتِي فِي أيل. (و) {الإِلُّ: الوَحْيُ وَبِه فُسِّر قولُ الصِّدِّيقِ أَيْضا. الإِلُّ: الجَزَعُ عِنْدَ المُصِيبَةِ، وَمِنْه رُوِيَ الحَدِيثُ: عَجِبَ رَبُّكُم مِن} إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُم وسُرْعةِ إجابَتِهِ إيَّاكُمْ فِيمَن رَواه بالكَسْرِ قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَكَذَا رَوَاهُ المُحَدِّثُونَ. وروايةُ الفَتْحِ أكْثَرُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ المَحْفوظُ. ويُروَى مِن أَزْلِكُم أَي ضِيقِكُم وشِدَّتِكُم. وَهُوَ أَشْبَهُ بالمَصْدَرِ، كَأَنَّهُ أرادَ: مِن شِدَّةِ قُنُوطِكُم. (و) {الأَلُّ بالفَتْحِ: الجُؤار أَي رَفْعُ الصَّوتِ بالدُّعاءِ وَقد أَلَّ} يَئِلُّ، وَهَذَا قد ذَكره قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرارٌ فِي الجُمْلة. الأَلُّ: جَمْعُ {أَلَّةٍ بحَذْفِ آخِرِه لِلْحَرْبةِ العَرِيضَةِ النَّصْلِ سُمِّيَ بذلك لِبَرِيقِها ولَمَعَانِها، قَالَ الأعْشَى:
(تَدَارَكَهُ فِي مُنْصِلِ} الأَلِّ بَعْدَ مَا ... مَضَى غيرَ دَأْداءٍ وَقد كادَ يَعْطَبُ)
وفَرَّقَ بعضُــهم بينَ! الألةِ والحَرْبةِ، فقالَ: الأّلةُ كُلُّها حَدِيدَةٌ، والحَرْبَةُ بَعْضُــها خَشَبٌ وبَعْضُــها حَدِيدٌ {كالإِلالِ، كَكتابٍ قَالَ لَبِيدٌ، رَضِي الله عَنهُ:
(يُضِيءُ رَبابُه فِي المُزْنِ حُبشاً ... قِياماً بالحِرابِ} وبالإِلالِ)
وَهُوَ جَمْعُ أَلَّةٍ، كجَفْنَةٍ وجِفانٍ. (و) {الأُلُّ، بالضَّمِّ: الأَوَّلُ فِي بعض اللُّغات، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وَلَيْسَ مِن لَفْظِه وَأنْشد:
(لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلُّ ... بِها العَينانِ تَنْهَلُّ)

(يُنادِي الآخِرَ الأُلُّ ... أَلَا حُلُّوا أَلَا حُلُّوا)

وَإِن شِئْتَ قلتَ: إِنَّمَا أَراد: الأَوَّلَ، فبَنَى مِن الْكَلِمَة على مِثال فُعْلٍ، فَقَالَ: وُلُّ، ثمَّ هَمَزَ الواوَ لأنّها مضمومةٌ، غير أَنّا لم نَسْمَعْهُم يَقُولُونَ: وُلٌّ. قَالَ الصَّاغَانِي: هَكَذَا هُوَ بخَطِّ الأَرْزَنيّ، فِي الجمْهَرة، بِالْحَاء المُهْمَلة المَضْمُومة، وبخَط الْأَزْهَرِي فِي التَّهْذِيب: ألَا خَلُّوا ألَا خَلّوا بِفَتْح الخاءِ المُعْجَمة. وقالَ ابنُ الأعرابيّ، عَن المُفَضَّل: بالخاءِ المُعْجَمة، قالَ: ومَن رَوَاهُ بِالْحَاء المُهْمَلة فقد صَحَّف. وَهِي لُعْبَةٌ للصِّبيان، يَجتمعون فيَأْخُذُون خَشَبَةً، فيَضَعُونها على قَوْزٍ لَهُم من الرَّمْل، ثمَّ يَجْلِسُ على أَحَدِ طَرَفَيّها جماعةٌ، وعَلى الآخَرِ جماعةٌ، فَأَي الجَماعَتَيْنِ كَانَت أرْزَنَ ارْتَفَعت الأُخْرَى، فيُنادُون بأَصْحابِ الطَّرَف الآخر: أَلَا خَلُّوا، أَي: خَفِّفُوا مِن عَدَدِكم حتَّى نُساويَكُم فِي التَّعدِيلِ، وَهَذِه الَّتِي تُسَمِّيها العَرَبُ: الزُّحْلُوفَةَ والزّحْلُوقَةَ.
} والأَلَّةُ: الأَنَةُ.
أَيْضا: السِّلاحُ، وقِيل: جَمِيعُ أداةِ الحَربِ وخَصَّه بعضٌ بالحَربَةِ، إِذا كانَ فِي نَصْلِها عِرَضٌ، كَمَا تَقَدَّم. أَيْضا: عُودٌ فِي رَأْسِهِ شُعْبتانِ. أَيْضا: صَوْتُ الماءِ الجارِي! كالأَلِيلِ، وَقد تقدَّم. (و) {الألَّةُ: الطَّعْنَةُ بالحَربَةِ وَقد} ألَّهُ {يَؤلُّه} أَلاًّ، وَقد تقَدّم. (و) {الإِلَّةُ بالكَسرِ: هَيئَةُ الأَنِينِ. قَالَ اللِّحْياني: هُوَ الضَّلالُ بنُ} الأَلالِ بن التَّلالِ كسَحابٍ فِي الكُلِّ: إتباعٌ لَهُ، وَأنْشد:
(أَصْبَحْتَ تَنْهَضُ فِي ضَلالِكَ سادِراً ... أنْتَ الضَّلالُ بنُ الأَلالِ فأَقْصِرِ)
أَو الأَلالُ: الباطِلُ. {وإلَّا، بِالْكَسْرِ: حَرفٌ تكون للاستِثْناء وَهِي الناصبةُ فِي قَوْلك: جَاءَنِي القَوْمُ إلاَّ زيدا، لِأَنَّهَا نائبةٌ عَن: أسْتَثْني، وَعَن: لَا أَعْني، هَذَا قولُ أبي العبّاس المُبَرَّد. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: هَذَا مَردُودٌ عندنَا لِما فِي ذَلِك مِن تدافُعِ الأَمْرَيْن: الإعمالِ المُبقِي حُكْمَ الفِعْلِ، والانصِرافِ عَنهُ إِلَى الحَرفِ المُخْتَصِّ بِهِ القَوْلُ. انْتهى. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَشَرِبُوا مِنْهُ} إلاَّ قَلِيلاً. وَتَكون صِفَةً بمَنْزِلَةِ غَيرٍ، فيُوصَفُ بهَا، أَو بتاليها، أَو بِهِما جَمِيعًا جَمْعٌ مُنَكَّرٌ كقولِه تَعَالَى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا أَو يُوصَفُ بهَا جَمْعٌ شِبهُ مُنَكَّرٍ، كَقَوْل ذِي الرمَّةِ:
(أُنِيخَتْ فألقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدَةٍ ... قَلِيلٍ بهَا الأصْواتُ إلاَّ بُغامُهَا)
فإنّ تَعْرِيفَ الأصواتِ تعريفُ الجِنْسِ. وَتَكون عاطِفَةً كالواوِ، قِيل: وَمِنْه قولُه تَعالَى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيكُم حُجَّةٌ إلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَكَذَا قولُه تَعالَى: إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُونَ. إلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسناً بَعْدَ سُوءٍ. وَتَكون زَائِدَة، كَقَوْلِه أَي ذِي الرُّمَة:
(حَراجِيجُ مَا تَنْفَكُّ إلاَّ مُناخَةً ... علَى الخَسفِ أَو نَرمِي بهَا بَلَداً قَفْرا)
قَرَأت فِي كتاب لَيس، قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاء: أخطَأ ذُو الرمِّة فِي قولِه هَذَا، لَا تَدْخُلُ لَا إلَّا بعدَ تَنْفكّ وتزال إنّما يُقال: مَا زَالَ زيدٌ قائِماً. وَلَا يُقالُ: مَا زالَ زَيْدٌ إلاَّ قائِماً لأَنّ إلّا تُحققُ، وَمَا زَالَ يَنْفِي. وأحكامُها مبسُوطَةٌ فِي المعْنِى، والتَّسهيل، وشُروحِهما، وَأَعَادَهُ المُصنِّفُ فِي الْألف اللَّيِّنة، كَمَا سَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ. {وألَّا بالفَتْح: حَزفُ تَحْضِيضٍ وحَثٍّ، تَخْتَصُّ بالجُمَلِ الفِعْلِيَّةِ الخَبَرِيَّة وَهِي لُغَةٌ فِي هَلَّا، وَسَيَأْتِي البَسطُ فِيهِ فِي هـ ل ل وَفِي آخر الْكتاب. (و) } الأَلالُ كسَحابٍ، وكِتابٍ وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَر الصاغانِيُ: جَبَلٌ بعَرفاتٍ وَفِي الرَّوْضِ: جَبَلُ عَرَفَةَ. أَو حَبلُ رَملٍ بعَرَفاتٍ، عَلَيْهِ يقومُ الإمامُ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، أَو حُبَيلٌ عَن يَمِينِ الإمامِ بِعَرَفَةَ قَالَ النّابِغةُ الذُّبْياني:
(بمُصْطَحِباتٍ مِن لَصافَ وثَبرَةٍ ... يَزُرْنَ {أَلالاً سَيرُهُنَّ التَّدافُعُ)
قَالَ ياقوتُ: وَقد رُوَي:} إِلال، بالكَسرِ ووَهَمَ مَن قَالَ: {الإِلُّ كالخِلِّ وَهَذَا الَّذِي وَهَّمَهُ فقد قَالَ بِهِ غيرُ واحدٍ من الأئمّة، قَالَ ابنُ جِنِّي: قَالَ ابنُ حَبِيب:} الإِلُّ: حَبل مِن رَمْلٍ يَقِفُ بِهِ الناسُ مِن عَرَفَاتٍ، عَن يمينِ الإِمَام، وَقد جَاءَ ذِكرُه فِي الحَديث أَيْضا، وعَجِيبٌ مِن المصَنِّف إنكارُه، فتأمَّلْ. قَالَ ياقوت: وَهَذَا المَوضِعُ أَعنِي {إِلال أرادَه الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ بقوله:
(فأُقْسِمُ بالوُقُوفِ علَى} إلالٍ ... ومَنْ شَهِدَ الجِمارَ ومَن رَماهَا)

(وأرْكانِ العَتِيقِ ومَن بَناهَا ... وزَمْزَمَ والمَقامِ ومَن سَقاهَا)

(لأَنْت النَّفْسُ خالِصَةً فَإِن لَم ... تَكُونِيهَا فأنتِ إِذا مُناهَا) وأمّا وَجْهُ الاشتقاقِ، فِقيل: إِنَّه سُمِّيَ {إلالاً لأَنَّ الحَجِيجَ إِذا رأَوْه} أَلُّوا فِي السَّير: أَي اجتَهدُوا فِيهِ لِيُدْرِكوا الموقِفَ، قَالَه السُّهَيلِي. (و) {أُلَلَةُ كهُمَزَة: ع هَكَذَا فِي النُّسَخ، ومثِلُه فِي التَّكملة، والصَّواب:} أُلَالَةُ، كثُمَامَة، كَمَا فِي العُباب. والمُعْجَم، وَمِنْه قولُ عَمْرِو بن أَحْمَر الباهِلِي:
(لَو كنتَ بالطَّبَسَين أَو {بأُلالَةٍ ... أَو بَربَعِيصَ مَعَ الجَنانِ الأسْوَدِ)
وَقَالَ نَصْرٌ: أُلالَةُ: موضعٌ بِالشَّام. قلت: وَهُوَ صَحيحٌ، فإنّ بَربَعِيصَ أَيْضا: موضِعٌ مِن أَعمال حَلَبَ، وَقد تقَدّم.} وَأَلِلَتْ أَسْنانُه، كفَرِح: فَسَدتْ عَن اللِّحيانيّ. (و) {أَلِلَ السِّقاءُ: أرْوَحَتْ أَي تغيَّرَتْ رائحتُه، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ بِإِظْهَار التَّضعيف.} وألَّلَه أَي الشَّيْء {تَأْلِيلاً: حَدَّدَهُ أَي حَدَّدَ طَرَفَه وحَرفَه، قَالَ طَرَفةُ بن العَبد، يَصِفُ أذنَيْ ناقَتِه بالحِدَّة والانتِصاب:
(} مُؤلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ)

وَقَالَ خَلَفُ بن خَلِيفةَ:
(لَهُ شَوْكَةٌ {أَلَّلَتْها الشِّفارُ ... يُؤَلِّفُ قِرْداً إِلَى قِرْدِهِ)
وأُذُنٌ} مُؤَّلَلةٌ: مُحَدَّدَةٌ منصوبةٌ مُلَطَّفة. {والأَلَلَانِ، مُحَرَّكةً: وَجْها الكَتِفِ، أَو اللَّحْمَتانِ المُتطابِقتان فِي الكَتِف، بَينَهما فَجْوَةٌ على وَجْهِ عَظْم الكَتِف، يَسِيلُ بينَهما ماءٌ إِذا نُزِعَ اللًّحْمُ مِنْها ومُيِّزَتْ إِحْدَاهمَا عَن الأُخْرى، وَهَذَا قَول ابنِ الأعرابيّ. وَقَالَت امرأةٌ مِن العَرب لابنتِها: لَا تُهْدِي إِلَى ضَرَّتِكِ الكَتِفَ فإنّ الماءَ يَجْرِي بَيْن} أَلَلَيها. حَكَاهُ الأصْمَعيُّ، عَن عِيسَى بن أبي إِسْحَاق. قَالَ الأزهريُّ: وَإِحْدَى هاتَيْنِ اللَّحْمَتيْنِ الرُّقَّى، وَهِي كالشَّحْمة البَيضاء، تكون فِي مَرجِعِ الكَتِفِ، وَعَلَيْهَا أُخْرَى مثلُها تُسَمَّى المَأتَى. {والأَلَلُ أَيْضا: صَفْحَةُ السِّكِّينِ، وهُما} أَلَلَانِ وَكَذَا وَجْها كُلِّ شيءٍ عَرِيضٍ. (و) {الأَلَلُ: لُغَةٌ فِي اليَلَلِ، لِقِصَرِ الْأَسْنَان وإقْبالِها على غارِ الفَمِ نَقله الأزهريُّ، عَن اللِّحياني، وسيأتِي. (و) } الإِلَلُ كَعِنَبٍ: القَراباتُ، الواحِدةُ: {إِلَّةٌ بالكسرِ، عَن الفَرّاء. (و) } الأُلَلُ كَصُرَدٍ: جَمْعُ {أُلَّةٍ، بالضَّمِّ: لِلرَّاعِيَةِ البَعِيدةِ المَرْعَى عَن الرُّعاة، عَن الفَرّاء.
ومِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الأَلِيلَةُ، كسَفِينةٍ، {والأَلَلَةُ، مُحرَّكةً: الهَوْدَجُ الصَّغِيرُ، عَن ابْن الأعرابيّ. ويُقال: مالَهُ،} أُلَّ وغلَّ.
قَالَ ابنُ بَرِّي: {أُلَّ: دُفِعَ فِي قَفاه، وغُلَّ: أَي جُنَّ.} والأَلَلُ، مُحَرَّكةً: الصَّوْتُ. وَفِي الظَّبيِ {أَلَلٌ، مُحَرَّكَةً: أَي جُدَّةٌ مِن السَّواد فِي البَياض. وَهَذَا أَمْرٌ} - إِلِّىٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى {الإِلِّ: هُوَ اللهُ تَعالَى، أَو بمَعْنَى الوَحْيِ.} والمِئَلَّانِ، بِالْكَسْرِ: القَرْنانِ، وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يتَّخِذُون أسَنّةً مِن قُرُونِ البَقَرِ الوَحْشِيّ، قَالَ رُؤبَةُ، يَصِفُ ثَوْراً: إِذا {مِئَلَّا شَعْبِهِ تَزَعْزَعا لِلقَصْدِ أَو فِيهِ انحِرافٌ أَوْجَعا وَقَالَ أَبُو عَمْرو:} المِئَلُّ: حَدُّ رَوْقِه، وَهُوَ مأخوذٌ مِن {الألّةِ، وَهِي الحَرْبَة. وَقَالَ عبد الوَهّاب:} ألَّ فُلانٌ فأطالَ المَسئلة: إِذا سَأَلَ، وَقد أَطَالَ {الأَلَّ: أَي السُّؤالَ. وثَوْرٌ} مُؤَلَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: فِي لَوْنِه شيءٌ مِن السَّوادِ وسائِرُه أَبيضُ. وَقَالَ الزُّبَيرُ بن بَكَّار: {الإِلالُ، ككِتابٍ: البيتُ الحَرامُ، وَبِه فَسَّر قولَ النابِغَةِ السابقَ.} وأَلْأَلُ، كعَلْعَلٍ: بَلَدٌ بالجَزِيرة، نَقله يَا قوت. وَقَالَ أَبُو أحمدَ العَسكَرِيُّ: يومُ {الأَلِيلِ، كأَمِيرٍ: وَقْعةٌ كَانَت بصَلْعاءِ النَّعام.} وأَلْيَلُ، كأَحْمَرَ: وادٍ بينَ يَنْبُعَ والعُذَيْبة، ويُقال: يَلْيَلُ، بِالْيَاءِ أَيْضا، قَالَ كُثَيرٌ، يصِفُ سَحاباً:)
(وطَبَّقَ من نَحْوِ النَّخِيلِ كأنَّهُ ... {بأَلْيَلَ لمّا خَلَّفَ النَّخلَ ذامرُ)
} وأَلَّ {يَئِلُّ، بِالْكَسْرِ، لُغةٌ فِي} يَؤُلُّ: بمَعْنَى بَرَقَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. {وأَلِيلُ الحَرْبَةِ: لَمَعانُها. وَيُقَال: إنَّه} لَمُؤَلَّلُ الوَجْهِ، أَي: حَسَنُه سَهْلُه، عَن اللحْيانِيّ، كأنَّه قد {أُلِّلَ.} والأَلِيلَةُ: الحَنِينُ. {- والأَلَلِيُّ، مُحرََّكةً: البُكاءُ والصِّياحُ، قَالَ الكُمَيت:
(بِضَربٍ يُتْبِعُ} - الأَلَلِيَّ مِنْهُ ... فَتاةُ الحَيِّ وَسْطَهُمُ الرَّنِينَا)
{والائْتِلالُ: الوفْقُ وحُشنُ التَّأَتِّي بالعَمَل، قَالَ الراجِزُ: قامَ إِلَى حَمْراءَ كالطِّرْبالِ فَهَمَّ بالضُّحَى بِلا} ائْتِلالِ غَمامَةً تَرْعُذ مِن دَلالِ أَي: بِلا رِفْقٍ وحُسنِ تَأَت للحَلْبِ، ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ، فشبَّه حَلْبَ الَلبنِ بِسَحابةٍ تُمْطِرُ.
{والأَلِيلَةُ: الدُّبَيلَةُ. ورَجُلٌ} مِئَلٌّ، كَمِتَل: يَقَعُ فِي الناسِ، عَن ابنِ بَرِّيّ. أُلُون، بالضّمِّ أهمله الجَوْهرِيّ والصاغانِيُّ، وَقَالَ ابنُ سِيدَهْ: هُوَ بمَعْنَى ذَؤُو، هُوَ جَمْعٌ لَا يُفْرَدُ لَهُ واحِدٌ مِن لَفْظِه، وقِيل: اسمُ جَمْعٍ، واحِدُه: ذُو، وأُلاتُ: الْإِنَاث، واحِدُها: ذاتُ. وَلَا يكونُ إلاَّ مُضافاً كأُولِي الإرْبَةِ، والأمرِ والنَّعمةِ، والطَّوْلِ، والقُوّةِ، وَا لبَأسِ، والعِلْمِ، والنُّهَى، والأرحامِ، والقُربَى، والأيْدِي، والأبصارِ، والألبابِ، وكُلُّ ذَلِك وارِدٌ فِي القُران. كَأَن واحِدَه {أُلٌ مُخَفَّفةً، أَلا تَرَى أَنه فِي الرَّفع واوٌ، وَفِي النَّصب والجَرِّ ياءٌ. فشاهِدُ الرَّفْع قولُه تعالَى: اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ، نَحَنْ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولو بَأسٍ} وأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُــهُم أَوْلَى بِــبَعْضٍ. وشاهِدُ النَّصْبِ والجَرِّ: قولُه تعالَى: ذَرْنِي وَالمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ {أُولِي القُوَّةِ. أمّا} أُولُو الأَمْرِ مِن قولهِ تعالَىِ: أَطِيعُوا الَّلهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَــأولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فقِيل: المُرادُ بِهم: أصحابُ رسُولِ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ومَن اتَّبَعُهم بإحسانٍ من أهل العِلْم قَالَه أَبُو إِسْحَاق. قد قِيل: مَن اتَّبعهم مِن الأُمراء آخِذِين بِمَا يَقُوله أهلُ العِلْم، فطاعتُهم فَرِيضةٌ، وجُمْلَة أُولِي الأمرِ مِن الْمُسلمين مَن يقومُ بشأنِهم فِي أمرِ دِينهم، وجميعِ مَا أدَّى إِلَى إصلاحِهم إِذا كَانُوا أُولِي عِلْمٍ ودِينٍ أَيْضا.
والأمْرُ لفظٌ عامٌّ للأفعالِ والأقوالِ والأَحْوالِ كُلِّها. وَقد أعادَ المُصنِّفُأُولو فِي آخِرِ الْكتاب، تَبَعاً للجوهريِّ، وغيرِه من الأَئمَّة، وَسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ هُنَالك مفصَّلاً، إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
(ألل) : ما أَلَّكَ إِليَّ، يَؤُلِّكَ: أَي ما حَمَلَك.

ردع

ر د ع : رَدَعْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ أَرْدَعُهُ رَدْعًا مَنَعَتُهُ وَزَجَرْتُهُ وَارْتَدَعَ بِرَوَادِعِ الْقُرْآنِ. 
(ردع) ردعا وردعة ورداعا تغير لَونه إِلَى صفرَة كالزعفران وصرع وَالْمَرِيض نكس وَصَارَ بِهِ رداع وَيُقَال ردع فلَان وَجَعه جسده كُله فَهُوَ مردوع
ر د ع: (رَدَعَهُ) عَنِ الشَّيْءِ (فَارْتَدَعَ) أَيْ كَفَّهُ فَكَفَّ وَبَابُهُ قَطَعَ. 
(ر د ع) : (الرَّدْعُ) أَثَرُ الطِّيبِ وَالْحِنَّاءِ وَقَدْ رَدَعَهُ بِالزَّعْفَرَانِ أَوْ الدَّمِ رَدْعًا أَيْ لَطَخَهُ (وَقَوْلُهُمْ) رَكِبَ رَدْعَهُ مَعْنَاهُ جُرِحَ فَسَالَ دَمُهُ فَسَقَطَ فَوْقَهُ.
(ردع) - في حَديثِ عائِشةَ، رَضِى الله عنها: "كُفِّنَ أبو بَكْر، رضي الله عنه، في ثلاثَةِ أَثوابٍ، أَحدُها به رَدْع" .
: أي لَمْع من زَغفَران، لم يَعُمّه كُلّه.
والمَرْدَعة: قَمِيص يَلمَع بالطَّيبِ والزّعفران. والرَّدْع: أَثرَ الطِّيب ونَحوِه .

ردع


رَدَعَ(n. ac. رَدْع)
a. [acc. & 'An], Kept off from; hindered, prevented from; repelled
drove away from; dissuaded from; warned against; remonstrated
with.
b. Hammered, drove in (nail).
c. [acc. & Bi], Dyed, stained with.
إِرْتَدَعَ
a. ['An], Was kept from; was hindered, prevented, dissuaded from; abstained from; yielded.
b. [Bi], Was dyed, stained with.
c. Broke off short (arrow).
رَدْعa. Remonstrance, warning, admonition.
b. Saffron.
c. Stain, mark, trace.
d. Neck.

مِرْدَعa. Unsuccessful, foiled.
b. see 25
رِدَاْعa. Mire, slime.

رِدَاْعَةa. Hunter's covert or shelter

رُدَاْعa. Relapse.

رَدِيْعa. Headless (arrow).
[ردع] نه في ح الإسراء: فمررنا بقوم "ردع" هو جمع أردع وهو من الغنم ما صدره أسود وباقيه أبيض، وشاة ردعاء. وفيه ح: رميت ظبيًا فركب "ردعه" فمات، الردع العنق أي سقط على رأسه فاندقت عنقه، وقيل: ركب ردعه أي خر صريعًا لوجهه، فكلما هم بالنهوض ركب مقاديمه، الزمخري: الردع هنا اسم للدم على تشبيهه بالزعفران، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال دمه فسقط فوقه متشحطًا فيه، ومن جعله العنق فالتقدير ركب ذات ردعه أي عنقه فحذف المضاف أو سمي العنق ردعًا اتساعًا. وح: لم ينه عن الأردية إلا مزعفرة "تردع" على الجلد، أي ينفض صبغها عليه، وثوب رديع مصبوغ بالزعفران. وح: كفن أبو بكر في ثلاثة أثواب أحدها به "ردع" من زعفران، أي لطخ لم يعمه كله. ك: هو بمفتوحة فساكنة، ولــبعض بغين معجمة. نه وفيه: و"ردع" لها "ردعة" أي وجم لها حتى تغير لونه على الصفرة.
ردع رَكِبَ رَدْعَه ورَدِيْعَه: أي خَر صَريْعاً لِوَجْهِه - والرَّدْعُ: مَقاديمُ الإنسان - إِذا كانَ فيه مَنيته.
ورَدَعْتُه فارْتَدَعَ: كَفَفْتَه فَكف. والسهْمُ المُرْتَدِعُ: الذي إذا صادَفَ الهَدَفَ انْكَسَرَ عُوْدُه.
وسَهْمٌ مِرْدَعٌ ورَدِيْعٌ: الذي إِذا سَقَطَ نَصْلُه رُدِعَ أي ضُرِبَ به الأرضُ حتّى يَثْبُتَ نَصْلُه.
وقَصِيْرٌ مِرْدَع: أي كأنَّه قُطْبَةُ سَهْمٍ.
ورَجُلٌ مِرْدَعٌ: من الردَاع والرَّدْع: وهما النُّكْسُ، وقيل: الوَجَعُ في الجَسَد، يُقال منه: رُدِعَ، فهو مَرْدُوْعٌ. والمِرْدَع: الكَسْلان. والرادِعَةُ والمُرْدَعَةُ: قَميصٌ لُفَعَ بالزَعْفَران أو الطِّيْب، والفِعْلُ: الرَّدْعُ، وثَوْبٌ مَرْدوْع. وكذلك الأثَر ُيُسَمّى الرَّدْع.
ورَدَعَ جَيْبَه عنه: فَرَجَه. وأحْمَرُ رادِعٌ: صافٍ. وبتقديم الدال على الألف: رَدَاع.
والرِّدَاعُ: الطِّين والماء، وماءٌ رَدَعَةٌ. وقد يُقالان بالغَيْن المعجَمة.
[ردع] ردعته عن الشئ أردعه رَدْعاً فارْتَدَعَ، أي كففتُه فكَفَّ. وبه رَدْعٌ من زعفرانٍ أو دَمٍ، أي لَطْخٌ وأثرٌ. ورَدَعْتُهُ بالشئ فارتدع، أي لطخته به فتلطَّخ. ومنه قول ابن مقبل: يَخْدي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُهُ * يَجْري بديباجَتَيْهِ الرشحُ مُرْتَدِعُ * ويقال للقتيل: ركب رَدْعَهُ، إذا خَرَّ لوجهه على دمه. والرُداعُ بالضم: النُكْسُ، ويقال وَجَعُ الجسدِ أجمَع. قال الشاعر : صفراء من بقر الجواء كأنما * ترك الحياء بها رداع سقيم * وقال آخر : فواحزنا وعاودني رداعى * وكان فِراقُ لُبْنَى كالخِداعِ * والمَرْدوعُ: المنكوس، وقد ردع. والرداع، بالكسر: اسم ماء. قال عنترة: بركت على جنب الرداع كأنما * بركت على قصب أجش مهضم * والمرتدع من السهام: الذي إذا أصاب الهدفَ انفضح عوده، عن أبى عبيد: والرديع: السهم الذى سقط نصله. 

ردع

1 رَدَعَهُ, aor. ـَ inf. n. رَدْعٌ, He restrained, withheld, prevented, or hindered, him; made him to restrain himself, withhold himself, refrain, forbear, or abstain; (S, Msb, K;) turned him back, repelled him, or averted him; (K;) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (S, Msb, K. *) b2: [Hence, app.,] رَدَعَ جَيْبَهُ عَنْهُ (assumed tropical:) He cleared his bosom, or heart, of it; syn. فَرَجَهُ, or فَرَّجَهُ; (accord. to different copies of the K;) [as though he withheld his mind from it;] meaning, grief, and perturbation; جيب being used to signify the “ bosom,” and the “ heart: ” (TK:) mentioned by Sgh. (TA.) 6 ترادع القَوْمُ The people, or company of men, restrained, withheld, prevented, or hindered, one another; made one another to restrain himself, withhold himself, refrain, forbear, or abstain; turned back, repelled, or averted, one another. (TA.) 8 ارتدع He became restrained, withheld, prevented, or hindered; was made to restrain himself, withhold himself, refrain, forbear, or abstain; or he restrained himself, withheld himself, refrained, forbore, or abstained; (S, Msb, K, TA;) he became turned back, repelled, or averted; or he turned back, or reverted. (K.) You say, ارتدع بِرَوَادِعِ القُرْآنِ [He became restrained by the restrictions of the Kur-án]. (Msb.) رَادِعَةٌ, app. for آيَةٌ رَادِعَةٌ A restraining verse of the Kur-án, seems to be the sing. of رَوَادِعُ, of which an ex. occurs above: see 8.]
ر د ع

رأيت به ردعاً من الطيب، وردعاً من الحناء ومن الدم. وردعته بالطيب ردعاً فارتدع به، وردعته ترديعاً فتردع به. وهو مردوع بالزعفران ومردع ومرتدع ومتردع. وردعته عن كذا فارتدع. وأصاب السهم الهدف فارتدع إذا انفضخ عوده. وردع فلان فهو مردوع إذا وجع جسده كله. وبه رداع. قال قيس بن ذريح:

فواحزني وعاودني رداعي ... وكان فراق لبني كالخداع

وتقول: من شكا الرداع، شكر الصداع.

ومن المجاز: ردعته روادع الشيب. وطعنته فركب ردعه. قال الأصمعي: سال دمه فوقع عليه، شبه الدم بردع الزعفران وهو أثره، وقيل هو أن يجرّ لوجهه ورأسه. يقال: وقع في البئر فركب ردعه، من ردعت السهم ردعاً إذا ضربت به الأرض حتى ثبت في رعظه لأنك إذا فعلت به ذلك نكشته على رأسه وهو نصله ومعناه ركب موضع ردعه، ويقال: ركب فلان ردعه إذا ردع فلم يرتدع أي فعل ما ردع عنه، كما تقول: ركب النهى إذا فعل ما نهي عنه.
ردع: رَدَعَ رَدْعَة، يظهر أن معناها: أصابته خيبة أو خسران في الحرب، ففي المقري (2: 35): وكان اليمانية في جيش عبد الرحمن يقولون عن أميرهم: هذا فَتَى حديث السنّ تَحْتَه جوادٌ وما نأمن من أول ردعة يردعها أن يطير منهزماً على جواده.
رَدّع: شَذّب الكرم بطريقة خاصة (مخطوطة ليدن لكتاب ابن العوام ص119 ق) والمطبوع منه (1: 509) وهو ناقص أكثر من تسع صفحات.
أردع: رَدَع، زجر، كفَّ، منع، كبح (فوك).
ارتدع: ارتد، تراجع. ففي حيان (ص89 و): حرب ارتدع الناس بها إلى الأخبية. وفي (ص103 ق): ثم كانت لهم كرَّة - على أهل العسكر ارتدعوا لها فقتل منهم الخ (أبو الوليد ص 222).
رَدْعٍ: ركب العدوّ رَدْعَهم: تتبعهم العدوّ وتعقَّبهم (حيان ص101 و).
رَدْعَة: هزيمة، خسارة كبرى يخسرها الجيش في القتال (انظر: رَدَعَ) (بيان1: 171)، وفي كتاب ابن القوطية (ص45 ق): فقال فجيل لعلّ ردعة أو هزيمة. وفي حيان (ص56 و): وقعت عليه هناك ردعة شديدة فاضطرَّ إلى أن ترجَّل. وفي (ص76 و) منه: ووقعت عليهم ردعة لعد ردعة ثبتوا لها ساعة. وفي (ص90 و) منه: ووقعت على أصحاب السلطان ردعة تلافاها القائد أبو العباس، وفي (ص103 و) منه: وكان على أهل العسكر ردعة شديدة قُتل فيها جماعة منهم.
ردع
ردَعَ يَردَع، رَدْعًا، فهو رادع، والمفعول مَرْدوع
• ردَع الوالدُ ولدَه عن الكذِب: زجَره وكفَّه ومنَعه عنه "حاول ارتكاب جريمة فردعتُه- يجب أن يشتمل القانون على عقوبات رادعة" ° رُدِعَ به: صُرِع- عَمَليَّة رادعة: عمليّة تجريها القوَّات الأمنيَّة لصدّ هجوم مرتقب- قوَّات رادعة: قوّات لصدّ العدوّ ومنعه من الهجوم والاعتداء- لا يَردَعه رادع: لا يهاب أحدًا. 

ارتدعَ/ ارتدعَ عن يرتدع، ارتداعًا، فهو مُرتَدِع، والمفعول مُرتدَعٌ عنه
• ارتدع الشَّخصُ/ ارتدع الشَّخصُ عن الأمر: كفَّ وامتنع وتراجع عنه "ارتدع عن الإجرام- ارتدع بروادع القرآن". 

رَدْع [مفرد]:
1 - مصدر ردَعَ ° قوات الرَّدْع: قوات عربيّة دخلت لبنان لصدِّ العدو الإسرائيليّ عن العدوان واحتلال أجزاء من لبنان.
2 - (نف) رقابة سلبيَّة لمنع اتِّجاه مُعيَّن في السلوك صادر عن شعور الفرد. 
(ر د ع)

رَدَعَهُ يَرْدعُهُ رَدْعا فارتْدع: كَفَّه. قَالَ:

أهْلُ الأمانِة إنْ مالوا ومَسَّهُمُ ... طَيفُ العَدُوّ إِذا مَا ذُكِّرُوا ارتْدَعَدوا

وترادع القومُ: رَدَع بعضُــهم بَعْضًــا.

وبالثوب رَدْعٌ من زعفرانٍ أَي شَيْء يسيرٌ فِي مَوَاضِع شَتَّى. وَقيل: الرَّدْعُ: أثَرُ الخَلُوقِ والطِّيبِ فِي الجَسَدِ.

وقميصٌ رادِعٌ ومَرْدَوعٌ ومَرْدَّعٌ: فِيهِ أثَرُ الطِّيبِ والزَّعْفَرانِ أَو الدَّمِ. وجمْعُ الرَّادع: رُدُعُ، قَالَ:

بني قُمَيرٍ تركْتُ سَيَّدكْم ... أثوابُه من دمائه رُدُع

وغِلالَةٌ رَادِعُ ومُردَّعَةٌ: مُلَمَّعةٌ بالطيب والزَّعْفرانِ فِي مَوَاضِع.

وَالْمَرْأَة تَرْدَعُ صَدْرَها ومَقاديم جَيْبِهِا بالزعفران: تُلَمِّعُه.

ورَدَعَه يَرْدَعُه رَدْعا فارتدع: لَطَخَهُ، قَالَ ابْن مُقْبل:

يَخْدى بهَا بازِلٌ فُتْل مَرَافِقُهُ ... يَجْري بديِباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرُتْدَعْ

والرَّدْعُ: مقاديم الْإِنْسَان إِذا كَانَت فِيهِ مَيِّتا.

وطَعَنهُ فَركب رَدْعه: أَي خرّ صَرِيعًا لوَجهه وعَلى رَأسه وَإِن لم يَمُتْ بعْدُ غيرَ أنَّهُ كلَّما همَّ بالنهض رِكب مَقاديمَهُ فخَّر لوجهِه وَقيل: رَدْعُه: دَمُه، وركوبُه إيَّاه: أَن الدَّمَ يسيل ثمَّ يَخِرُّ عَلَيْهِ صَرِيعًا. وَقيل: رَدْعُه: عُنُقُه، حكى هَذِه الهَرَوِىُّ فِي الغَرِيبْين. وَقيل: مَعْنَاهُ أَن الأَرْض رَدَعَتْه: أَي كَفَّتْه عَن أَن يَهْوِى إِلَى مَا تحتهَا. وَقيل: رَكِبَ رَدْعَهُ، أَي لم يَرْدَعْه شَيْء فيمنعه عَن وَجْهه، وَلكنه رِكب ذَلِك فَمضى لوجهه. وخَرَّ فِي بِئْر فركِب رَدْعَه فماتَ. وَركب رَدْع المِنيَّة على الْمثل.

وسَهْمٌ مُرْتَدِعٌ: أصَاب الهدَفَ وانكسر عُودُه.

ورَدَعَ السَّهْمَ: ضرب بِنَصْلِه الأرضَ ليثْبتَ فِي الرُّعْظِ.

والمِرْدَعَةُ: نَصْلٌ كالنَّواة.

والرَّدْعُ: النُّكْسُ. وجمعهُ رُدُوعٌ. قَالَ:

وَمَا مَاتَ مُذْرِى الدَّمْعِ بل مَاتَ مَنْ بِهِ ... ضَنًى باطِنٌ فِي قَلْبِهِ ورُدُوعٌ

والرُّادعُ كالرَّدْع. والرُّدَاعُ: الوَجَعُ فِي الْجَسَد، قَالَ:

فيا حزنا وعاوَدَني رُدَاعي ... وَكَانَ فِرَاق لُبْنَى كاِلخداعِ

ورجلٌ رَدِيع: بِهِ رُدَاعٌ. وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّث. قَالَ أَبُو صَخْر الهُذَليّ:

وأشْفِى جَوًى باليأْسِ مِنِّى قَد ابْتَرَىَ ... عِظامي كَما يَبْرِى الرَّدِيعَ هيُامُها

والرِّداعَةُ: شبهُ بيتٍ يُتَّخذ من صفيح ثُمَّ تُجعل فِيهِ لحمةٌ يُصادُ بهاالضَّبُعُ والذئْبُ.

والرِّداع: مَوضِع، قَالَ لبيد:

وصاحِبُ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيَوْمِهِ ... وَعند الرّداعِ بَيتُ آخرَ كَوْثَر

ردع: الرَّدْعُ: الكَفُّ عن الشيء. رَدَعَه يَرْدَعه رَدْعاً فارْتَدَع:

كفَّه فكفَّ؛ قال:

أَهْلُ الأَمانةِ إِن مالُوا ومَسَّهمُ

طَيْفُ العَدُوِّ، إِذا ما ذُوكِرُوا، ارْتَدَعُوا

وتَرادَع القومُ: ردَعَ بعضُــهم بعضــاً. والرَّدْعُ: اللطْخ بالزعفران.

وفي حديث حُذيفةَ: ورُدِعَ لها رَدْعةً أَي وَجَم لها حتى تغيَّرَ لونه

إِلى الصُّفرة. وبالثوب رَدْعٌ من زَعْفران أَي شيء يَسير في مَواضِعَ

شتَّى، وقيل: الرَّدْع أَثَر الخَلُوق والطِّيب في الجسد. وقميص رادِعٌ

ومَرْدُوعٌ ومُرَدَّعٌ: فيه أَثَر الطِّيب والزعفران أَو الدّم، وجمع الرّادِع

رُدُعٌ؛ قال:

بَني نُمَيْرٍ تَرَكْتُ سَيِّدَكم،

أَثْوابُه مِن دِمائكم رُدُعُ

وغِلالةٌ رادِعٌ ومُرَدَّعة: مُلَمَّعةٌ بالطيب والزعفران في مواضع.

والرَّدْعُ: أَن تَرْدَع ثوباً بِطِيب أَو زعفران كما تَردَع الجارِيةُ

صَدْرَها ومَقادِيمَ جَيْبها بالزعفران مِلْءَ كفِّها تُلَمِّعُه؛ قال امرؤ

القيس:

حُوراً يُعَلَّلْنَ العَبِيرَ رَوادِعاً،

كَمَها الشَّقائقِ أَو ظِباء سَلامِ

السَّلام: الشجر؛ وأَنشد الأَزهري قول الأَعشى في رَدْع الزعفران وهو

لطْخُه:

ورادِعة بالطِّيب صَفْراء عندنا،

لجَسّ النَّدامَى في يَدِ الدِّرْع مَفْتَقُ

(* في قصيدة الأعشى: المسك مكان الطيب.)

وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لم يُنْه عن شيء من الأَرْدِيةِ

إِلا عن المُزعْفرة التي تَرْدَعُ على الجلد أَي تَنْفُض صِبْغَها عليه.

وثوب رَدِيع: مصبوغ بالزعفران. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّن أَبو

بكر، رضي الله عنه، في ثلاثة أَثواب، أَحدها به رَدْع من زعفران أَي

لَطْخٌ لم يَعُمّه كله. وردَعَه بالشيء يَرْدَعُه رَدْعاً فارْتَدَعَ:

لَطَخَه به فتلطَّخ؛ قال ابن مقبل:

يَخْدِي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه،

يَجْرِي بِدِيباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ

وقال الأَزهري: في تفسيره قولان: قال بعضــهم مُتَصَبِّغ بالعرَق الأَسود

كما يُرْدَع الثوب بالزعفران، قال: وقال خالد مُرْتَدِع قد انتهَتْ

سِنُّه. يقال: قد ارْتَدَعَ إِذا انتهت سِنه، وفي حديث الإِسراء: فمررنا بقوم

رُدْعٍ؛ الرُّدْعُ: جمع أَرْدَعَ وهو من الغنم الذي صدره أَسود وباقيه

أَبيض. يقال: تيس أَرْدَعُ وشاة رَدْعاء.

ويقال: رَكِب فلان رَدْع المَنِيّةِ إِذا كانت في ذلك مَنِيَّتُه. ويقال

للقتيل: ركب رَدْعه إِذا خَرّ لوجهه على دَمِه. وطَعَنَه فَركِبَ

رَدْعَه أَي مقادِيمَه وعلى ما سالَ من دمه، وقيل: ركب ردعه أَي خَرَّ صَريعاً

لوجهه على دمه وعلى رأْسه وإِن لم يَمُت بعد غير أَنه كلما هَمّ

بالنُّهوض ركب مَقادِيمه فخرّ لوجهه، وقيل: رَدْعُه دمه، وركوبه إِياه أَنّ الدم

يَسِيل ثم يَخِرّ عليه صريعاً، وقيل: ردعه عُنُقه؛ حكى هذه الهروي في

الغريبين، وقيل: معناه أَن الأَرض رَدَعَتْه أَي كفَّتْه عن أَن يَهْوِي

إِلى ما تحتها، وقيل: ركب رَدْعَه أَي لم يَرْدَعه شيء فيمنعه عن وجهه،

ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه ورُدِعَ فلم يَرْتَدِع كما يقال: ركب النَّهْي

وخرَّ في بئر فركب رَدْعَه وهَوَى فيها، وقيل: فمات وركب ردعَ المَنِيّةِ على

المثل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً أَتاه فقال له: إِني رميت

ظَبْياً وأَنا محرم فأَصبْتُ خُشَشاءَه فركب رَدْعَه فأَسَنَّ فمات؛

قاله ابن الأَثير، الرَّدْعُ: العنُقُ، أَي سقَط على رأْسه فانْدَقَّت عنقه،

وقيل: هو ما تقدّم أَي خَرَّ صَرِيعاً لمجهه فكُلّما هَمّ بالنُّهوض ركب

مقادِيمَه، وقيل: الرَّدْع ههنا اسم الدم على سبيل التشبيه بالزعفران،

ومعنى ركوبه دمه أَنه جُرح فسال دمه فسقط فوقه مُتَشَحِّطاً فيه؛ قال: ومن

جعل الردْع العنق فالتقدير ركب ذاتَ رَدْعه أَي عنُقه فحذف المضاف أَو

سمى العنُق رَدْعاً على الاتساع؛ وأَنشد ابن بري لنُعيم بن الحرث بن يزيد

السعْديّ:

أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعه،

وفيهِ سِنانٌ ذُو غِرارَيْنِ نائس؟

قال ابن جني: من رواه يابس فقد أَفحش في التصحيف، وإِنما هو نائسٌ أَي

مُضْطَرِب من ناسَ يَنُوس؛ وقال غيره: من رواه يابس فإِنما يريد أَنّ

حديده ذكر ليس بِأَنِيث أَي أَنه صُلْب، وحكى الأَزهري عن أَبي سعيد قال:

الردْع العنُقُ، رُدِع بالدم أَو لم يُرْدَعْ. يقال: اضرب رَدْعَه كما يقال

اضرب كرْدَه؛ قال: وسمي العنق رَدعاً لأَنه به يَرْتَدِعُ كل ذي عُنُق من

الخيل وغيرهما، وقال ابن الأَعرابي: ركب ردعه إِذا وقع على وجهه،

ورَكِبَ كُسْأَه إِذا وقع على قَفاه، وقيل: ركب رَدْعَه أَنَّ الرَّدْع كلُّ ما

أَصاب الأَرض من الصَّرِيع حين يهوي إِليها، فما مس منه الأَرض أَوَّلاً

فهو الرَّدع، أَيَّ أَقْطاره كان؛ وقول أَبي دُواد:

فَعَلَّ وأَنْهَلَ مِنْها السِّنا

نَ، يَركَبُ مِنها الرَّدِيعُ الظِّلالا

قال: والرَّدِيع الصريع يركب ظله. ويقال: رُدِعَ بفلان أَي صُرِع.

وأَخَذ فلاناً فَرَدَع به الأَرض إِذا ضرب به الأَرضَ. وسَهْم مُرْتَدِع:

أَصاب الهَدَف وانكسر عُوده. والرَّدِيعُ: السَّهْم الذي قد سقَط نَصْلُه.

ورَدَعَ السهمَ: ضرب بنصله الأَرض ليثبت في الرُّعْظِ. والرَّدْعُ: رَدْعُ

النصل في السهم وهو تركيبه وضربك إِياه بحجر أَو غيره حتى يدخل.

والمِرْدَعُ: السهم الذي يكون في فُوقه ضِيق فيُدَقُّ فُوقه حتى ينفتح، ويقال

بالغين. والمِرْدعةُ: نَصل كالنَّواة. والرَّدْعُ: النُّكْسُ. قال ابن

الأَعرابي: رُدِعَ إِذا نُكِسَ في مَرضه؛ قال أَبو العِيال الهذلي:

ذَكَرْتُ أَخِي، فَعاوَدَني

رُدَاعُ السُّقْمِ والوَصَبِ

الرُّداع: النُّكْس؛ وقال كثيِّر:

وإِنِّي على ذاك التَّجَلُّدِ؛ إِنَّني

مُسِرُّ هُيام يَسْتَبِلُّ ويَرْدَعُ

والمَرْدوعُ: المَنْكُوس، وجمعه رُدُوع؛ قال:

وما ماتَ مُذْرِي الدَّمع، بل ماتَ من به

ضنًى باطِنٌ في قَلْبِه ورُدُوع

وقد رُدِع من مرضه. والرُّداعُ: كالرَّدْع، والرُّداعُ: الوجَع في الجسد

أَجمع؛ قال قَيْس بن معاذ مجنون بني عامر:

صَفْراء من بَقَرِ الجِواءِ، كأَنما

ترك الحَياةَ بها رُداعُ سَقِيمِ

وقال قيس بن ذَرِيح:

فَيا حَزَناً وعاوَدَني رُداع،

وكان فِراقُ لُبْنى كالخِداع

والمِرْدَعُ: الذي يمضي في حاجته فيرجع خائباً. والمِرْدَعُ: الكَسْلان

من المَلاَّحِين. ورجل رَدِيعٌ: به رُداع، وكذلك المؤَنث؛ قال صخر

الهذلي:وأَشْفِي جَوًى باليَأْسِ مِنِّي قد ابْتَرَى

عِظامِي، كما يَبْرِي الرَّديعَ هُيامُها

ورَدَعَ الرجلُ المرأَة إِذا وَطِئها.

والرِّداعةُ: شِبه بيت يُتخذ من صَفِيح ثم يُجعل فيه لحمة يُصادُ بها

الضَّبُع والذِّئب. والرٍّداع، بالكسر: موضع أَو اسم ماء؛ قال عنترة:

بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداع، كأَنَّما

بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وقال لبيد:

وصاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بمَوْتِهِ،

وعند الرِّداعِ بَيْتُ آخرَ كَوْثَر

قال الأَزهري: وأَقرأَني المُنْذِري لأَبي عبيد فيما قرأَ على الهيثم:

الرَّدِيعُ الأَحمق، بالعين غير معجمة. قال: وأَما الإِيادي فإِنه

أَقرأَنيه عن شمر الرديغ معجمة، قال: وكلاهما عندي من نعت الأَحمق.

ردع
رَدَعَه عَنهُ، كَمنَعَه يَرْدَعُه رَدْعَاً: كَفَّه ورَدَّه، فارْتَدَع، أَي فكَفَّ، وأنشدَ الليثُ:
(أَهْل الأمانةِ إنْ مالوا ومَسَّهُمُ ... طَيْفُ العَدُوِّ إِذا مَا ذُوكِروا ارْتَدَعوا)
رَدَعَ جَيْبَه عَنهُ: فَرَجَه، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. رَدَعَه بالشيءِ: لَطَخَه بِهِ، يَرْدَعُه رَدْعَاً، فارْتَدعَ: تلَطَّخ. رَدَعَ السهمَ: ضَرَبَ بنَصلِه الأرضَ ليَثبُتَ فِي الرُّعْظ، نَقَلَه ابْن دُرَيْدٍ. رَدَعَ المرأةَ يَرْدَعُها رَدْعَاً: وَطِئَها. حكى الأَزْهَرِيّ عَن أبي سعيدٍ قَالَ: الرَّدْع: العُنُقُ رُدِعَ بالدَّمِ أَو لم يُردَعْ، يُقَال: اضْرِبْ رَدْعَه، كَمَا يُقَال: اضرِبْ كَرْدَه. قَالَ: وسُمِّي العُنُقُ رَدْعَاً لأنّه بهَا يَرْتَدِعُ كلُّ ذِي عُنُقٍ من الخَيلِ وغيرِها، وَقَالَ غيرُه: سُمِّي العنُقُ رَدْعَاً على الاتِّساع. الرَّدْع: الزَّعْفَرانُ سُمِّي بِهِ كَمَا سُمِّي الجسَدُ زَعْفَراناً، يُقَال: بِهِ رَدْعٌ من زَعْفَرانٍ أَو دمٍ، أَي لَطْخٌ مِنْهُ وأثَر، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حديثِ عَائِشَة: كُفِّنَ أَبُو بكرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فِي ثلاثةِ أَثْوَابٍ، أحدُها بِهِ رَدْعٌ من زَعْفَران. أَي لطخٌ لم يَعُمَّه كلَّه. وَيُقَال: بالثَّوبِ رَدْعٌ من زَعْفَرانٍ، أَي شيءٌ يسيرٌ فِي مواضِعَ شَتَّى. الرَّدْع: أَثَرُ الخَلُوقِ والطِّيبِ فِي الجسَدِ وَكَذَلِكَ أثرُ الحِنّاء، قَالَ:
(مَمْكُورَةٌ رَدْعُ العَبيرِ بهَا ... دُرْمُ العِظامِ دَقيقَةُ الخَصْرِ)
كالرُّدَاع: كغُرابٍ: هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَهُوَ خطأٌ، فَإِن الرُّدَاعَ، بالضَّمّ، إنّما يُستعمَلُ فِي النُّكْسِ لَا فِي الطِّيب، وَهُوَ مثلُ الرَّدْع، والرَّدْعُ يُستعمَلُ فيهمَا، وَسَيَأْتِي قَرِيبا مثلُ ذَلِك. منَ المَجاز: يُقَال للقَتيل: رَكِبَ رَدْعَه، إِذا خَرَّ لوَجهِه على دَمِه وعَلى رَأْسِه، قيل: وإنْ لم يَمُتْ بعد، غير أنّه كلَّما هَمَّ بالنُّهوضِ رَكِبَ مَقاديمَه، فَخَرَّ لوَجهِه، وَقيل: رَدْعُه: دمُه، ورُكوبُه إيّاه أنّ الدمَ يسيلُ، ثمّ يَخِرُّ عَلَيْهِ صَريعاً، وَقيل: رَكِبَ رَدْعَه، أَي لم يَرْدَعْه شيءٌ فَيَمْنعْه عَن وَجْهِه، ولكنّه رَكِبَ ذَلِك فَمَضَى لوَجهِه، ورُدِعَ فَلم يَرْتَدِعْ، كَمَا يُقَال: رَكِبَ النَّهْيَ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الرَّدْع: العُنُق، أَي سَقَطَ على رَأْسِه، فانْدَقَّتْ عُنُقُه. وَقيل: الرَّدْع هُنَا: الدَّم، على سبيلِ التَّشْبِيه بالزَّعفران، وَمعنى رُكوبِه دَمِه، أنّه جُرِحَ، فسالَ دَمه، فَسَقَط فَوْقَه مُتَشَحِّطاً فِيهِ. قَالَ: ومَن جَعَلَ الرَّدْعَ العُنُقَ فالتَّقدير: رَكِبَ ذاتَ رَدْعِه، أَي عُنُقَه، فحذفَ المُضافَ، أَو سمّى العنُق رَدْعَاً على الاتِّساع، وأنشدَ ابنُ بَرّيّ لنُعَيمِ بنِ الحارثِ بنِ يَزيدَ السَّعْديّ:
(أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعَه ... وَفِيه سِنانٌ ذُو غِرارَيْنِ نائسُ)

وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: رَكِبَ رَدْعَه: إِذا وَقَعَ على وَجْهِه. ورَكِبَ كُسْأَهُ: إِذا وَقَعَ على قَفاه. وَقيل: رَكِبَ رَدْعَه: أنَّ الرَّدْع: كلُّ مَا أصابَ الأرضَ من الصَّريعِ حِين يَهْوِي إِلَيْهَا، فَمَا مَسَّ مِنْهُ الأرضَ أوّلاً فَهُوَ الرَّدْع، أَي أَقْطَارِه كَانَ. وَقَالَ المُبَرِّد: معناهُ سَقَطَ فَدَخَلتْ عنُقُه فِي جَوْفِه. وثَوبٌ مَرْدُوعٌ: مُزَعْفَرٌ، أَي مَصْبُوغٌ بالزَّعفَران. يُقَال: قَميصٌ رادِعٌ ومَرْدُوع ومُرَدَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: فِيهِ أثَرُ طِيبٍ أَو زَعْفَرانٍ أَو دَمٍ. ورُدِعَ الرجلُ، كعُنِيَ، تغَيَّرَ لَوْنُه، وَمِنْه حديثُ حُذَيْفةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنّه ذَكَرَ فِتنَةً شبَّهَها بفِتنَةِ الدَّجَّالِ، وَفِي القومِ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ: سُبحانَ اللهِ يَا أصحابَ مُحَمَّد: كيفَ وَقد نُعِتَ المَسيحُ وَهُوَ رجلٌ عريضُ الكَبْهَةِ، مُشرِفُ الكَتَدِ، بعيدُ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْن، فرُدِعَ لَهَا حُذَيْفةُ، ثمّ تَسايَرَ عَن وَجْهِه الغضبُ. أَي وَجِمَ لَهَا حَتَّى تغَيَّرَ لَوْنُه إِلَى الصُّفرة، وقولُه: الكَبْهَة، أرادَ الجَبهة، فَأَخْرجَ الجيمَ بينَ مَخْرَجها ومَخْرَجِ الكافِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهِي لغةٌ غيرُ مُستَحسَنَةٍ، وَلَا كثيرةٍ فِي لغةِ مَن تُرتَضى عرَبِيَّتُه، وإنّما تغَيَّرَ لَوْنُه وُجوماً وضَجَرَاً. الرَّديع كأميرٍ ومِنْبَرٍ: السهمُ الَّذِي سَقَطَ نَصْلُه فيُرْدَعُ بِهِ الأَرْض، أَي يُضرَبُ حَتَّى يَثْبُتَ نَصْلُه. قَالَ الليثُ: الرَّادِعة: قَميصٌ قد لُمِّعَ بالزعفَرانِ أَو بالطِّيب فِي مواضِع، وَلَيْسَ مَصْبُوغاً كلّه، إنّما هُوَ مُبْلَقٌّ، كَمَا تَرْدَعُ الجارِيَةُ صَدْرَ جَيْبِها بالزعفرانِ بمِلءِ كَفِّها، والمصدرُ: الرَّدْع، قَالَ امرؤُ القَيس:
(حُواراً يُعَلِّلْنَ العَبيرَ رَوادِعاً ... كَمَهَا الشَّقائِقِ أَو ظِباءِ سَلامِ)
وَأنْشد الأَزْهَرِيّ قولَ الْأَعْشَى:
(ورادِعَةٍ بالطِّيبِ صَفْرَاءَ عندَنا ... لجَسِّ النَّدامى فِي يَدِ الدِّرْعِ مَفْتَقُ)
يَعْنِي جَارِيَة قد جَعَلَتْ على ثِيابِها فِي مواضِعَ زَعْفَراناً. وكمِنْبَرٍ: مَن يمْضِي فِي حاجتِه فيرْجِعُ خائِباً. المِرْدَع: السهمُ الَّذِي يكونُ فِي فُوقِهِ ضِيقٌ، فيُدَقُّ فُوقُه حَتَّى يَنْفَتِح، قَالَ أَبُو عمروٍ: وَيُقَال فيهمَا بالغَينِ مُعجَمةً أَيْضا. المِرْدَع: الكَسلانُ من المَلاّحين. المِرْدَع: القصيرُ الَّذِي كأنّه قُطْبَةُ سَهمٍ. المِرْدَع: من بِهِ رُداعٌ من طِيبٍ، كالمَرْدوع، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ وَهُوَ خطأٌ، فإنّ الرُّداع بالضَّمّ لَا يُستعمَلُ فِي الطِّيبِ، إنّما هُوَ فِي النُّكْس، وانظُرْ نَصَّ العُباب: رجلٌ مِرْدَعٌ ومَرْدُوعٌ، من الرُّداعِ، فَلم يقُلْ من طِيبٍ وَقَالَ قبلَ ذَلِك: والرَّدْع: النُّكْس، وَأنْشد:
(أَلِمَّا بذاتِ الخالِ إنَّ مُقامَها ... لَدَى البابِ زادَ القَلبَ رَدْعَاً على رَدْعِ)
ثمّ قَالَ: وَكَذَلِكَ الرُّداع، وأنشدَ لقَيسِ بنِ المُلَوَّح:)
(صَفْرَاءَ من بقرِ الجِواءِ كأنَّما ... تَرَكَ الحَياءُ بهَا رُداعَ سَقيمِ)
وَقَالَ قيسُ بنُ ذَريحٍ:
(فواحَزَني وعاوَدَني رُداعي ... وَكَانَ فِراقُ لُبْنى كالخِداعِ)
ومِثلُه فِي الصِّحَاح والأساس الرُّداع: وَجَعُ الجسَدِ أَجْمَع. وَفِي الأساس: من شَكا الرُّداعَ، شَكَرَ الصُّداع، وَقد رُدِعَ، فَهُوَ مَرْدُوعٌ، ومثلُه فِي الصِّحَاح، وَفِي اللِّسان عَن ابْن الأَعْرابِيّ: رُدِعَ، إِذا نُكِسَ فِي مرَضِه، قَالَ أَبُو العِيَالِ الهُذَلِيُّ:
(ذَكَرْتُ أخي فعاوَدَني ... رُداعُ السُّقْمِ والوَصَبُ)
وَقَالَ كُثَيِّرٌ:
(وإنِّي على ذاكَ التَّجَلُّدِ إنَّني ... مُسِرُّ هُيامٍ يَسْتَبِلُّ ويُرْدَعُ)
والمَرْدوع: المَنْكوس، وكلّ ذَلِك ممّا يُؤَيِّدُ أنّ الرُّداع بالضَّمّ إنّما يُستعمَل فِي النُّكْسِ لَا فِي الطِّيب. وَفِي كَلَام المُصَنِّف نظرٌ من وجوهٍ. الرِّداع، ككِتابٍ: الطِّيب هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ: الطِّينُ وَالْمَاء. والغَينُ مُعجَمةً لغةٌ فِيهِ. نَقله الصَّاغانِيّ. الرِّداع: اسمُ ماءٍ، نَقله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وَأنْشد لعنْتَرَةَ يصفُ ناقتَه:
(بَرَكَتْ على جَنْبِ الرِّداعِ كأنَّما ... بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ)
قلتُ: وأنشدَ أَبُو القاسمِ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ للَبيدِ بنِ رَبيعةَ:
(وصاحبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيَومِه ... وَعند الرِّداعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرِ)
قَالَ: وصاحبُ الرِّداعِ شُرَيْحُ بنُ الأَحْوَصِ فِي قولِ ابنِ هشامٍ، والرِّداعُ من أرضِ اليمامةِ، وَقيل: هُوَ حبّان بنُ عُتبَةَ بن مالكِ بن جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ، وَقد تقدّمَ ذَلِك فِي لحب. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الرِّداعَةُ، بهاءٍ: مثلُ البيتِ يُتَّخَذُ من صَفيح ثمّ يُجعَلُ فِيهِ لَحْمَةٌ يُصادُ فِيهِ الضَّبُعُ والذِّئب. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المُرْتَدِع: سهمٌ إِذا أصابَ الهدفَ انْفَضَخَ عُودُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْد. قَالَ خالدٌ: المُرْتَدِع: الجمَلُ انْتهَتْ سِنُّه، وَبِه فُسِّرَ قولُ ابنِ مُقْبِلٍ يصفُ أُختَ بَني رَأْلان:
(يَخْدِي بهَا بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه ... يَجْرِي بديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ)
قَالَ أَبُو عمروٍ: المُرْتَدِع فِي قولِ ابنِ مُقبِلٍ: المُتلَطِّخُ بالزَّعفران وَإِلَيْهِ مالَ الجَوْهَرِيّ، وزادَ بَعْضُــهم: أَو الطِّيب، وَقَالَ بَعْضُــهم: مُرْتَدِعٌ أَي عرَقٌ أَصْفَرُ كأنّه خَلُوقٌ، وكلُّ سَمينٍ عرَقُه) أَصْفَرُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: تَرادَعَ القومُ: رَدَعَ بَعْضُــهم بَعْضَــاً. وجَمعُ الرَّادِع: رُدُعٌ، بضمَّتَيْن، قَالَ:
(بَني نُمَيْرٍ تَرَكْتُ سَيِّدَكُمْ ... أَثْوَابُه من دِمائِكمْ رُدُعُ)
وَرَدَعَ الزعفَرانُ على الجِلْدِ، إِذا نَفَضَ صِبْغَه عَلَيْهِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبّاس أنّه: لم يُنْهَ عَن شيءٍ من الأَرْدِيَةِ إلاّ عَن المُزَعْفَرَةِ الَّتِي تَرْدَعُ على الجِلْد. وثوبٌ رَديعٌ: مَصْبُوغٌ بالزَّعفَرانِ وَقَالَ الأَزْهَرِيّ فِي قولِ ابنِ مُقبِل: قَالَ بعضُــهم: مُرْتَدِعٌ، أَي مُتَصَبِّغٌ بالعَرَقِ الأسْوَد، كَمَا يُردَعُ الثوبُ بالزعفَران. وَفِي الأساس: رَدَّعْتُه بالزَّعْفَرانِ تَرْدِيعاً، فَهُوَ مُرَدَّعٌ، ومُتَرَدِّعٌ. وَيُقَال: رَدَعَتْه رَوادِعُ الشَّيب. وطَعَنْتُه فرَكِبَ رَدْعَه، وَهُوَ مَجاز. والأَرْدَعُ من الغنَمِ: الَّذِي صَدْرُه أسودُ وباقِيهِ أَبْيَضُ، يُقَال: تَيْسٌ أَرْدَعُ، وشاةٌ رَدْعَاء، والجَمعُ رُدْعٌ. والرَّدْع: كلُّ مَا أصابَ الأرضَ من الصَّريعِ حِين يَهْوِي إِلَيْهَا وَقَالَ الليثُ: الرَّدْع: مقاديمُ الْإِنْسَان. ورَكِبَ رَدْعَ المَنيَّةِ، على المَثَل. والرَّديع: الصريعُ يَرْكَبُ ظِلَّه، وَمِنْه قولُ أبي دُوادٍ:
(فَعَلَّ وأَنْهَلَ مِنْهَا السِّنَا ... نَ يَرْكَبُ مِنْهَا الرَّديعُ الظِّلالا) وَيُقَال: رُدِعَ بفلانٍ، أَي صُرِعَ. وأخذَ فلَانا فَرَدَعَ بِهِ الأرضَ، إِذا ضَرَبَ بِهِ الأرضَ. والرَّدْع: رَدْعُ النَّصلِ فِي السهْم، وَهُوَ تركيبُه، وضَربُكَ إيّاه بحجَرٍ أَو غيرِه حَتَّى يَدْخُلَ. والمِرْدَعَة: نَصْلٌ كالنَّواة. والرُّدوع، بالضَّمّ: جَمْعُ رَدْعٍ، بِمَعْنى النُّكْس، قَالَ:
(وَمَا ماتَ مُذْري الدَّمْعِ بل ماتَ مَن بهِ ... ضَنىً باطِنٌ فِي قَلْبِه ورُدوعُ)
ورجلٌ رَديعٌ: بِهِ رُداعٌ، وَكَذَلِكَ المُؤنَّث، قَالَ أَبُو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ:
(وأَشْفي جَوىً باليَأْسِ مِنِّي قد ابْتَرى ... عِظامي كَمَا يَبْرِي الرَّديعَ هُيامُها)
والرَّديع: الأحمق. قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا أَقْرَأَني المُنْذريُّ لأبي عُبَيْدٍ فِيمَا قرأَ على أبي الهَيثَم، قَالَ: وأمّا الإيادِيُّ فإنّه أَقْرَأَنيه عَن شَمِرٍ بالغَينِ مُعجَمةً، قَالَ: وكِلاهُما عِنْدِي من نَعْتِ الأحمق.
وأَحمَرُ رَدَاعٌ، كَسَحَابٍ: صَاف. وماءٌ رَدَعَةٌ، ورَدَغَةٌ، بِمَعْنى. والرَّدْع: الدَّقُّ بالحَجَر. ورَداعُ العَرشِ، كَسَحَابٍ: مدينةُ أَهْلِ فارِسَ باليمَن. وكغُرابٍ: ماءَةٌ لبَني الأَعْرَجِ بنِ كَعْبِ بنِ سعدٍ، ويُروى بالكَسْر أَيْضا. ورَكِبَ رَدْعَه، أَي فَعَلَ مَا رُدِعَ عَنهُ، كَمَا يُقَال: رَكِبَ النَّهْيَ، إِذا فَعَلَ مَا نُهِيَ عَنهُ. وَهُوَ مَجاز.

الْفَم

(الْفَم)
من الْإِنْسَان فَتْحة ظَاهِرَة فِي الْوَجْه وَرَاءَهَا تجويف يحتوي على جهازي المضغ والنطق وَقد تشدد الْمِيم وَقد تضم الْفَاء (وَانْظُر فوه) (ج) أفمام وَيسْتَعْمل لغير الْإِنْسَان مجَازًا فَيُقَال فَم الْقرْبَة وفم الترعة لمدخل المَاء وفم الْوَادي أَوله
(بَاب الْفَم)
قَالَ الأصمعيّ (7) : يُقالُ: هَذَا فَمُ الرجلِ وفِمُ الرجلِ وفُمُ الرجلِ. وَقَالَ الشاعرُ: يفتحُ للضَّغْم فَماً لَهِمَّا عَن سُبُكٍ كأنَّ فِيهِ السَّمَّا ويُروى: السُّمّا، وهما لُغَتَانِ. والضَّغْمُ: العَضُّ، يُقالُ: ضَغَمّهُ يَضْغَمُهُ ضَغْماً. واللَّهِمّ: الواسِعُ. وقالَ آخَرُ (8) : عَجبَتْ هُنَيْدَةُ أنْ رأتْ ذَا رُئَّةٍ وفُماً بِهِ قَصَمٌ وجِلْداً أَسْوَداالقَراحُ: الخالصُ الَّذِي لَا يَشُوبُهُ شيءٌ: فقالَ: لَا أَرْوَى اللهُ عَيْمَتَها، فلمَّا أَنشدَهُ (38) : أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المطايا وأَنْدَى الْعَالمين بُطُونَ رَاحِ اسْتَوَى قاعِداً وكانَ مُتكِئاً فقالَ: أَعِدْ، فَأَعَادَ الْبَيْت عَلَيْهِ فقالَ: وَيحك أَتُرويها مائةٌ من الْإِبِل؟ فقالَ: نَعَمْ إنْ كَانَت من نَعَمِ كَلْبٍ. وَقَالَ الفرزدقُ (39) : وَمَا نَظُفَتْ كأسٌ وَلَا طابَ ريحُها ضُرَبْتَ على حافاتِها بالمشافِرِ وَقَالَ أَيْضا (40) : فَلَو كنتَ ظبِّيّاً إِذا مَا سَبَبْتَني ولكِنَّ زَنْجِيّاً طَويلا مشافِرُهُ ويُروى: غليظ المشافِرِ. ويُقالُ: زِنجِيٌّ، وَمِنْه قَوْلهم: مشافِرُ الحَبَشِ. وقالَ (156) ابنُ الْأَعرَابِي: زَنْجِيّ بالفتحِ. وغيرُهُ يَقُول بكَسْرٍ وفَتحٍ.

حوب

ح و ب: (الْحُوبُ) بِالضَّمِّ وَ (الْحَابُ) الْإِثْمُ وَقَدْ (حَابَ) بِكَذَا أَيْ أَثِمَ، وَبَابُهُ قَالَ وَكَتَبَ وَ (حَوْبَةً) أَيْضًا بِفَتْحِ الْحَاءِ. 
ح و ب : حَابَ حَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ إذَا اكْتَسَبَ الْإِثْمَ وَالِاسْمُ الْحُوبُ بِالضَّمِّ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ وَالْمَفْتُوحُ لُغَتَانِ فَالضَّمُّ لُغَةُ الْحِجَازِ وَالْفَتْحُ لُغَةُ تَمِيمٍ وَالْحَوْبَةُ بِالْفَتْحِ الْخَطِيئَةُ. 

حوب


حَابَ (و)(n. ac. حَاب [ ]حُوْب [ ]حِيَابة [] )
a. [Bi], Committed a sin, crime.
أَحْوَبَ
(و)
a. [Ila], Followed evil, crime.
تَحَوَّبَa. Kept away from sin.

حَوْبa. Sin, crime.
b. Grief, sorrow; misfortune.

حَوْبَة []
a. Maternal love.
b. Anxiety, distress.
c. see 2t
حِيبَة []
a. Relationship on the mother's side.
b. Necessity, need.
c. State, condition.

حُوْب [ ]
a. see 1
ح و ب

فيه حوب كبير، واللهم اغفر لي حوبتي. وهو يتحوب من القبيح: يتحرج منه. وحرس الله حوباك. وفعلت كذا لحوبة فلان أي لحرمته وحقه وما يأثم الرجل إن لم يراعه. قال الفرزدق:

فهب لي خنيساً واتخذ فيه منة ... لحوبة أم ما يسوغ شرابها
ح وب [حوبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً .
قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
فإنّي وما كلّفتموني من أمركم ... ليعلم من أمسى أعقّ وأحوبا 
حوب
الحُوبُ: الإثم، قال عزّ وجلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً [النساء/ 2] ، والحَوْبُ المصدر منه، وروي: (طلاق أمّ أيّوب حوب) ، وتسميته بذلك لكونه مزجورا عنه، من قولهم: حَابَ حُوباً وحَوْباً وحِيَابَةً، والأصل فيه حوب لزجر الإبل، وفلان يَتَحَوَّبُ من كذا، أي: يتأثّم، وقولهم:
ألحق الله به الحَوْبَةَ ، أي: المسكنة والحاجة.
وحقيقتها: هي الحاجة التي تحمل صاحبها على ارتكاب الإثم، وقيل: بات فلان بِحَيْبَةِ سوء .
والحَوْبَاء قيل هي النّفس ، وحقيقتها هي النّفس المرتكبة للحوب، وهي الموصوفة بقوله تعالى:
إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف/ 53] .
(حوب) - في الحَدِيث: "ما زَالَ صَفْوانُ يتحَوَّبُ رِحالَنا مُنذُ اللَّيْلَة".
قال أبو عَمْرو، والأَصمعىّ: التَّحَوُّب، والنَّحِيطُ، والنَّشِيجُ: صَوتٌ مع تَوجُّع، وأَرادَ به شِدَّةَ صِياحِه بالدُّعاء. من قولهم: "اجعَلْ حَوْبَتِى إليك": أي تَضَرُّعِى، ونَصَب رِحالَنا على الظَّرفِ؛ أَىْ في رِحالِنا.
والحَوْبَة والحَيْبَة: الهَمُّ والحُزْن، والمُتَحوِّب: المُتَحَزِّن.
- في حَدِيثِ عَمرِو بنِ العَاص، رَضِى الله عنه: "فَعَرفَ أَنَّه يُرِيد حَوباءَ نَفسِه".
قال الأصمَعِىُّ: الحَوبَاءُ: رُوحُ القَلْبِ، وقيل: هو النَّفْس، وأنشد:
* ونَفسٍ تَجُودُ بَحْوبَائِها *
حوب حَوْبِ: زَجْرٌ للبَعْيِر لِيَمْضِيَ. والحَوْبُ: البَعيرُ، يُسَمّى بِزَجْرِه، ويقولونَ للنّاقَةِ: حابِ لا حُبْتِ، كقَوْلهم: جاهِ لا جُهْتِ. وحَوَّبْتُ بالإبِلِ: زَجَرْتَه بِحَوْبِ. والحَوْبَةُ والحَوْبُ: الأبَوانِ. ولفلانٍ في بني فلانٍ حَوْبَةٌ وحِبْيَةٌ: وهي الأُمُّ والُأْخُت والبِنْتُ. والحَوْبَةُ: رِقَّةُ فُؤادِ الأُمِّ. وكذلك الحاجَةُ: والمَسْكَنَةُ. والحائبُ: المُحْتاجُ. وفي الدُّعاء: ألْحَقَ اللهُ به الحَوْبَةَ. وارْحَمُوا الحَوْباتِ: أي النِّسَاءَ المُحْتاجاتِ. وال
مُحَوَّبُ: الذي يَذْهَبُ مالُه ويَهْلِكُ ثُمَّ يَعُوْدُ. والحِبْيَةُ - أيضاً -: الحاجَةُ. والحُوْبُ: سُوْءُ الحال. والحُزْنُ. وهو يَتَحَوَّبُ في دُعائه: أي يَتَضَرَّعُ. وذكلك إذا صاحَ الصّائحُ.
وتَحَوَّبَ من كذا: تَوَجَّعَ. والحَوْباءُ: رُوْحُ القَلْبِ. والحُوْبُ: الاثْمُ الكَبيرُ، والحَوْبَةُ: مِثْلُها. وأَحْوَبَ الرَّجُلُ: جاء بالحُوْبِ، وحابَ يَحُوْبُ حِيَابَةً وحَوْباً وحُوْباً وحابَاً: أي أثِمَ، وتَحَوَّبَ تَحَوُّباً، وتَحَوَّبَ الرَّجُلُ: ألْقى الحُوْبَ عن نَفْسِه. والحائبُ: القاتِلُ.
وحافِرٌ حَوْأبٌ: مُقّعَّبٌ ضَخْمٌ. والحَوْأبُ: مَوْضِعٌ. والواسِعُ من الأوْدِيَةِ ومن السِّقَاءِ والدِّلاءِ وغيرِها. والحَوْأَبَةُ: المَزَادَةُ العَظيمةُ الرَّقِيْقَةُ، وجَمْعُها: حَوَائبُ.
ورَجُلٌ حَوْأبُ البَطْنِ: عَظِيْمُه. ونَزَلْنا بِحَوْبَةٍ من الأرْضِ: أي بمكانٍ واسِعٍ.
حوب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يَدْعُو فِي دُعَائِهِ يَقُول: رَبِّ تقبل تَوْبَتِي وأغسل حوبتي. 44 / الف قَوْله: حَوْبَتِيْ يَعْنِي المأثم وَهُوَ من قَول اللَّه عز وَجل {إنَّهُ كَاَن حُوْباً كَبِيْراً} / وكل مأثم حوب (حوب) وحوبة وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَن رجلا أَتَى إِلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُك لأجاهد مَعَك فَقَالَ: أَلَك حَوْبة فَقَالَ: نعم قَالَ: فَفِيهَا فَجَاهد. يرْوى عَن أَشْعَث بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن الْحَسَن يرفعهُ قَوْله: حوبة يَعْنِي مَا تأثم فِيهِ إِن ضيعته من حُرْمَة وَــبَعض أهل الْعلم يتأوله على الْأُم خَاصَّة وَهِي عِنْدِي كل حُرْمَة تضيع إِن تركتهَا من أم أَو أُخْت أَو بِنْت أَو غير ذَلِك. قَالَ الْأَصْمَعِي: بَات بحيبة سوء إِذا بَات بِسوء حَال وَشدَّة قَالَ وَيُقَال: فلَان يتحوب من كَذَا وَكَذَا إِذا كَانَ يتغيظ مِنْهُ ويتوجع قَالَ الطُّفَيْل بن عَوْف الغنوي: [الطَّوِيل]

فَذُوْقوا كَمَا ذقنا غذاة مُحَجّرِ ... مِن الغَيْظ فِي أكْبَادِنا والتَّحَوّبِ

وَقد يكون التحوب التَّعَبُّد والتجنب للمأثم وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يرْوى عَن زَيْدُ بْن عَمْرو بْن نفَيْل أَنه كَانَ يخرج إِلَى هُنَالك للتحوب وَــبَعْضــهمْ يرويهِ: التحيب.
[حوب] الحوبُ، بالضم: الإثم، والحابُ مثله. ويقال: حبت بكذا أي أثِمْتَ، تحوب حَوْباً وحَوْبَةً وحِيَابَةً. قال النابغة: صبرا بغيض بن ريث إنها رحم * حبتم بها فأناختكم بجعجاع وفلان أَعَقُّ وأحوبُ. وإن لي حَوْبَةً أعولُها، أي ضَعَفَةً وعيالاً. ابن السكيت: لي في بني فلان حُوبَةٌ، وبعضــهم يقوله حِيبَةً فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها. وهي كل حُرْمَةٍ تضيع من أمٍّ أو أختٍ أو بنتٍ أو غير ذلك من كل ذات رَحِمٍ. قال: وهي في موضعٍ آخَرَ الهَمُّ والحاجَةُ. وأنشد للفرزدق: فهَبْ لي خُنَيْساً واتَّخِذْ فيه مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أمٍّ ما يَسوغُ شَرابُها وقال أبو كَبير في الحِيبَةِ: ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي * رَعِشَ العِظامِ أَطيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ ويقال: ألحق الله به الحَوْبَةَ، أي المَسْكَنَةَ والحاجة. وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبَةٌ، أي ليس عنده خير ولا شرٌّ. وفي نوادر أبي زيد: الحُوبة: الرجل الضعيف، والجمع الحُوَبُ. والحَوباء: النفْس، والجمع الحَوْباواتُ. وحَوْبُ: زَجْرٌ للإبل، فيه ثلاث لغات حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ . تقول منه حوَّبْتُ بالإِبل. وفلان يتحوَّبُ من كذا، أي يتأثَّم. والتحوُّبُ أيضاً: التوجُّعُ والتحزُّنُ. قال طُفَيلٌ . فذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ * من الغَيظِ في أكبادِنا والتَحَوُّبِ ويقال لابن آوى: هو يَتَحَوَّبُ، لأنَّ صوته كذلك، كأنه يتضور. والحوأب مهموز : ماء من مياه العرب على طريق البصرة. قال الراجز: ما هي إلا شربة بالحوأب فصعدى من بعدها أو صوبي
حوب
حابَ يَحوب، حُبْ، حَوْبًا، فهو حائب
• حابَ فلانٌ: ارتكبَ إثمًا. 

تحوَّبَ/ تحوَّبَ في/ تحوَّبَ من يتحوَّب، تَحَوُّبًا، فهو مُتحوِّب، والمفعول مُتحوَّب فيه
• تحوَّب فلانٌ:
1 - ترك الإثْمَ.
2 - تعبَّد ليكفِّر عن آثامه "كان عاصيًا ثمّ تاب إلى الله وتحوَّب".
3 - عطَف "تحوَّبتِ الأمُّ على ولدها".
• تحوَّب في دعائه: تضرَّع "يقف خاشعًا يدعو اللهَ ويتحوَّب".
• تحوَّب من القبيح ونحوه: تحرَّج منه. 

حائب [مفرد]: اسم فاعل من حابَ. 

حَوْب [مفرد]:
1 - مصدر حابَ.
2 - إثم وذنب " {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حَوْبًا كَبِيرًا} [ق] ". 

حُوب [مفرد]: إثم وذنب " {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} ". 

حَوْبة [مفرد]: ج حَوْبات وحَوَبات:
1 - اسم مرَّة من حابَ.
2 - إثم "غسل الله حَوْبتَه: طهَّره". 
(ح وب)

الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأبوان وَالْأُخْت وَالْبِنْت، وَقيل: لي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ، أَي قرَابَة من قبل الْأُم، وَكَذَلِكَ كل ذِي رحم محرم.

والحَوْبَةُ: رقة فؤاد الْأُم، قَالَ الفرزدق:

فَهَبْ لي خُنَيْسا واحتسِبْ فِيهِ مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أمٍّ مَا يَسوغُ شَرابُها والحَوْبَةُ والحِيبَةُ: الهمُّ وَالْحَاجة، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

ثمَّ انصرَفتُ وَلَا أبُثَّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ البَنانِ أطيشُ مَشْىَ الأصْوَرِ

وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: ألحق الله بِهِ الحَوْبَةَ، أَي الْحَاجة والمسكنة.

والحَوْبُ: الْجهد والمسكنة وَالْحَاجة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ مَنحتها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبتْهُ أقارِبُهْ

وَقَالَ مرّة: ابْن حَوْبٍ: رجل مجهود مُحْتَاج، لَا يَعْنِي فِي كل ذَلِك رجلا بعْيِنِه، إِنَّمَا يُرِيد هَذَا النَّوْع.

والحَوْبُ والحُوبُ: الْحزن، وَقيل الوحشة وَبِه فسر الْهَرَوِيّ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، وَقد ذهب إِلَى طَلَاق أم أَيُّوب،: " إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحُوبٌ ".

التَّفْسِير عَن شمر، وَقيل: هُوَ الوجع.

والتَّحَوُّبُ: التوجع والشكوى.

وتحَوَّب فِي دُعَائِهِ: تضرع.

والتَّحَوُّبُ أَيْضا: الْبكاء فِي جزع وصياح، وَرُبمَا عَم بِهِ الصياح، قَالَ العجاج:

وصَرَّحَتْ عنهُ إِذا تحَوَّبا ... رَواجِبُ الجَوْفِ السَّحيلَ الصُّلَّبا

وَفِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " اللَّهُمَّ اقبل تَوْبَتِي وَارْحَمْ حَوْبتي " فحوبتي يجوز أَن يكون هُنَا توجعي، وَأَن يكون تخشعي وتمسكني.

والحَوْبَةُ والحُوبَةُ: الرجل الضَّعِيف، وَالْجمع حَوْبٌ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا كَانَت ضَعِيفَة زمنة.

وَبَات بِحِيبَةِ سوء وحَوبَةِ سوء أَي بِحَال سوء، لَا يُقَال إِلَّا فِي الشَّرّ، وَقد اسْتعْمل مِنْهُ فعل، قَالَ:

وإنُ قَلُّوا وحابوا ونزلنا بِحِيبَةٍ من الأَرْض وحُوبَةٍ، أَي بِأَرْض سوء.

والحَوْباءُ: النَّفس، قَالَ رؤبة:

وقاتلٍ حَوْباءَهُ من اجلي ... لَيْسَ لهُ مِثلي وَأَيْنَ مِثلي

وَقيل الحوباء: روح الْقلب قَالَ:

ونفسٌ تجودُ بحَوْبائها

والحُوبُ والحَوْبُ والحابُ: الْإِثْم. والحَوْبَةُ: الْمرة الْوَاحِدَة مِنْهُ، قَالَ المخبل:

فَلَا تُدْخِلنَّ الدهرَ قَبرَك حوبَةً ... يقوم بهَا يوْما عليكَ حَسِيبُ

وَقد حابَ حَوْبا وحَوْبَةً قَالَ الزّجاج: الحُوبُ الِاسْم والحَوْبُ فعل الرجل، تَقول حَابَ حَوباً، كَقَوْلِك: قد خَان خونا.

وتَحَوَّبَ الرجل: تأثم، قَالَ ابْن جني: تَحَوَّب: ترك الحُوبَ، من بَاب السَّلب وَنَظِيره تأثم، أَي ترك الْإِثْم، وَإِن كَانَت تَفَعَّلَ للإثبات اكثر مِنْهَا للسلب، وَذَلِكَ نَحْو تقدم وَتَأَخر وتعجل وتأجل.

والمُحَوَّبُ والمُتَحَوَّبُ الَّذِي يذهب مَاله ثمَّ يعود.

والحَوْبُ: الْجمل، ثمَّ كثر حَتَّى صَار زجرا لَهُ، يُقَال للجمل إِذا زجر: حَوْبَ وحَوْبِ وحابِ.

وحَوَّبَ الْإِبِل: قَالَ لَهَا: حَوْب، فَأَما قَوْله:

هيَ ابنةُ حَوْبٍ أمُّ تِسعينَ آزَرَتْ ... أخاثِقَةٍ تَمْرِى جَباها ذَوائِبُه

فَإِنَّهُ تمنى كنَانَة عملت من جلد بعير وفيهَا تسعون سَهْما فَجَعلهَا أما للسهام، لِأَنَّهَا قد جمعتها، وَقَوله أخاثقة يَعْنِي سَيْفا، وجباها: حرفها. وذوائبه: حمائله، أَي انه تقلد السَّيْف ثمَّ تقلد بعده الكنانة، تمرى حرفها، يُرِيد حرف الكنانة.

وَقَالَ بَعضــهم فِي كَلَام لَهُ: حَوْبٌ حَوْبْ إِنَّه يَوْم دعق وشوب، لالعا لبني الصوب.

الدعق: الْوَطْء الشَّديد. 

حوب

1 حَابَ, (Msb, K,) sec. Pers\. حُبْتُ, (S,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. حَوْبٌ (S, Msb, K) and حَوْبَةٌ and حِيَابَةٌ, (S, K, accord. to one copy of the K حِيَابٌ,) and حِيبَةٌ (TA) and حُوبٌ; (K;) or this last is a simple subst.; or, as some say, it and حَوْبٌ are two dial. vars.; that with damm, of the dial. of El-Hijáz; and that with fet-h, of the dial. of Temeem; (Msb;) accord. to Zj, that with damm signifies “ sin, or crime; ” and that with fet-h, the “ act ” of a man; [i. e. the “ act of committing a sin, or crime; ”] (TA;) He sinned; committed a sin, or crime; did what was unlawful; (S, Msb, K;) بِكَذَا [by such a thing]. (S, K.) b2: Also, aor. as above, [inf. n. not mentioned,] He, or it, became in an evil condition, or state. (TA.) b3: He slew [another]: of the dial. of the tribe of Asad. (TA.) A2: حَوْبٌ also signifies The act of chiding a male camel [by the cry حَوْبِ]. (Lth, TA.) [See also 2.]2 حوّب بِالإِبِلِ, (S, K, *) inf. n. تَحْوِيبٌ, (K,) He chid the camels (S, K) by the cry حَوْبِ حَوْبِ. (S.) [See also 1.]4 أَحْوَبَ He pursued a course that led him to sin, or crime. (K, TA.) A2: مَا أَحَبْتُهُ for مَا أَحْبَبْتُهُ: see 4 in art. حب.5 تحوّب He abstained from, shunned, or avoided, sin, or crime; put it away from himself: (A 'Obeyd, S, K, TA:) he applied himself to acts, or exercises, of devotion; became devout, or a devotee. (IJ, TA.) Here the form تَفَعَّلَ is deprived of the radical signification, as in the cases of the syn. words تَأَثَّمَ and تَحَنَّثَ; though its property is oftener to confirm the radical signification. (TA. [See تحنّث.]) You say, تحوّب مِنْ كَذَا He abstained from such a thing as a sin, or crime. (A 'Obeyd, S, TA. [See also another explanation below.]) b2: He humbled himself in his prayer, or supplication. (TA.) b3: He expressed pain, grief, or sorrow; lamented, or complained. (S, K, * TA.) And تحوّب مِنْ كَذَا He was enraged, and expressed pain or grief or sorrow, or lamented, or complained, by reason of such a thing. (TA. [See another explanation above.]) b4: He cried out, expressing pain or grief or sorrow, or lamenting, or complaining: he cried aloud, or vehemently, in prayer, or supplication. (TA.) He wept, in impatience, or sorrow, and with loud crying: and sometimes, in a general sense, he cried out, or aloud, (TA.) b5: He (a jackal) cried, or howled: because his cry is like that of a person expressing pain or grief or sorrow, or lamenting, or complaining, as though he were writhing from the pain of hunger or beating. (S, TA.) حَبْ and حَبٍ: see حَوْبٍ, in five places.

حَابْ and حَابِ: see حَوْبِ, in five places.

حَابٌ: see حُوبٌ.

حَوْبِ and حَوْبُ and حَوْبَ (S, K) and ↓ حَابِ (K) A cry used for chiding a camel: (S:) or a cry by which a male camel is chidden, (Lth, IAth, K,) to urge him on; (Lth, TA;) like as a she-camel is by the cry حَلْ and حَلِ and حَلِى: the first form (حَوْبِ) is that used by the Arabs [in general]; but the other forms are allowable: حَوْبْ حَوْبْ also occurs, with the ب quiescent; and حَوْبًا حَوْبًا occurs in a trad., in the same sense: also, لَا مَشَيْتُ ↓ حَبْ and ↓ حَبِ and ↓ حَابْ and ↓ حَابِ [On! mayest thou not walk, or mayest thou not be rightly directed; حب &c. being syn. with حَوْبِ, and followed by an imprecation]. (TA.) Hence, حَوْبَكَ هَلْ يُعْتَمُ بِالسَّمَارِ Urge on! Should a delay be made in bringing milk much diluted with water? i. e., if thou entertain with milk much diluted with water, wherefore tardiness? a prov., applied to him who delays the fulfilment of his promise, and then gives little. (MF.) حَوْبٌ: see حُوبٌ, in two places: A2: and see also حَوْبَةٌ, in four places. b2: Also Grief, or sorrow: and loneliness, or solitariness: and so ↓ حُوبٌ, in both these senses. (K.) b3: Difficulty, distress, trouble, or fatigue; syn. جَهْدٌ. (K. [That جهد is to be thus understood here is indicated in the TA.]) b4: Pain. (K.) A3: A difficult road. (TA.) A4: A kind, or sort: and a mode, or manner. (K, TA.) You say, سَمِعْتُ مِنْ هٰذَا حَوْبَيْنِ I heard, or have heard, of this, two kinds, or modes: and رَأَيْتُ مِنْهُ حَوْبَيْنِ I saw, or have seen, of it, two kinds, or modes. (TA.) A5: A he-camel: (K:) or a bulky he-camel: so called from the cry حَوْبِ, by which he is urged; like as a mule is called عَدَسٌ: (Lth, TA:) or it signifies originally a he-camel, and hence, from its frequency of usage, the cry حوب by which he is urged. (K, * TA.) حُوبٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حَوْبٌ, (Msb, * K,) said by some to be two dial. vars., (Msb, [see 1, first sentence,]) and ↓ حَابٌ (S, K) and ↓ حَوْبَةٌ (A 'Obeyd, K) and ↓ حُوبَةٌ (A 'Obeyd, TA) and ↓ حَابَةٌ (K) and ↓ حِيبَةٌ, (TA,) Sin, or crime: or a sin, or a crime: (S, A, Msb, K:) accord. to A 'Obeyd, the first and second signify any sin or crime; (TA;) [as also, app., حَابٌ;] and حوبة [i. e. حَوْبَةٌ and حُوبَةٌ, the former particularly mentioned in the Msb, and app. حَابَةٌ also], a single sin or crime: (Msb, TA:) accord. to Fr, حُوبٌ signifies great sin, or a great sin: accord. to Katádeh, wrong, injustice, or tyranny: thus in the Kur iv. 2; where El-Hasan read ↓ حَوْبًا instead of حُوبًا. (TA.) One says, رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِى

↓ وَاغْسِلْ حَوْبَتِى (T, TA) i. e. [O my Lord, accept my repentance, and wash away] my sin, or crime. (A 'Obeyd, TA.) El-Mukhabbal Es-Saadee says, ↓ فَلَا تُدْخِلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةً

يَقُومُ بِهَا يَوْمًا عَلَيْكِ حَسِيبُ [Then introduce not thou, ever, into thy grave, a sin with which a reckoner, or taker of vengeance, may one day rise up against thee]. (TA.) A2: حُوبٌ also signifies Perdition, destruction, or death. (K.) [Hence, app.,] اِبْنَةُ حوبٍ A quiver; syn. كِنَانَةٌ. (TA. [The vowel of the ح is not indicated.]) b2: Disease. (K.) b3: A trial, a trouble, or an affliction. (K.) You say, هٰؤُلَآءِ عِيَالُ أَبِى

حُوبٍ [These are the family of the father of trouble; i. e., of one who is in trouble]. (TA.) b4: See also حَوْبٌ.

A3: And see حَوْبَآءُ.

حَابَةٌ: see حُوبٌ.

حَوْبَةٌ: see حُوبٌ, in three places.

A2: Also Maternal tenderness of heart. (K.) b2: Anxiety; (S, K;) and so ↓ حِيبَةٌ. (TA.) b3: Want; poverty; indigence; (S, K;) as also ↓ حِيبَةٌ and ↓ حَوْبٌ. (K.) You say, in prayer, إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِى i. e. [To Thee I make known] my want. (TA from a trad.) And أَلْحَقَ اللّٰهُ بِهِ الحَوْبَةَ May God bring upon him want, or poverty, or indigence. (S, * TA.) [And hence,] ↓ اِبْنُ حَوْبٍ A man oppressed by difficulty, trouble, distress, or adversity; a man in need: i. e. any man in such a state. (IAar, TA.) And ↓ عِيَالُ ابْنِ حَوْبٍ [The family of a man oppressed by difficulty, &c.]. (TA.) b4: A state, or condition; as also ↓ حِيبَةٌ: (K:) but only used in speaking of an evil state; as in the phrases, بَاتَ بِحَوْبَةِ سُوْءٍ and سُوْءٍ ↓ بِحِيبَةِ He passed the night in an evil state or condition. (TA.) b5: [Hence also, for ذُو حَوْبَةٍ, and ذَاتُ حَوْبَةٍ, and ذَوُو حَوْبَةٍ,] A weak man; (Az, S, K;) as also ↓ حُوبَةٌ: (K:) and a weak woman: (TA:) and weak persons: (S:) and [a man who can neither profit nor harm; or] a man having neither good nor evil: (S:) pl. حُوَبٌ. (Az, S.) It is said in a trad., اِتَّقُوا اللّٰهَ فِى الحَوْبَاتِ, for ذَوَاتِ الحَوْبَاتِ, i. e. Fear ye God with respect to the needy women, who cannot do without some one to maintain them, and to take constant care of them. (TA.) And you say, إِنَّ لِى أَعُولُهَا Verily I have a weak family to maintain. (S.) b6: A person whom one is under an obligation to respect, or honour, or defend, and who may be subjected to loss, or ruin, [if abandoned,] such as a mother, or sister, or daughter, or any other female relation within the prohibited degrees of marriage; as also ↓ حِيبَةٌ: (ISk, S:) any such relation whom it is sinful to subject to loss, or ruin, by abandoning her: (A 'Obeyd, TA:) or a mother: (K:) by some explained peculiarly as having this meaning: (A 'Obeyd, TA:) and a wife; or a concubine; (K;) because both require to be maintained: (TA:) and, as also ↓ حَوْبٌ, The father and mother: and a sister: and a daughter. (K.) You say, لِى فِى بَنِى فُلَانٍ حَوْبَةٍ and ↓ حِيبَةٌ (ISk, S, K *) and ↓ حُوبَةٌ (K) I have, among the sons of such a one, a female relation such as any of those above specified: (ISk, S:) or one to whom I bear relationship on the side of the mother: (K:) or a relation within the prohibited degrees of marriage. (Az, TA.) b7: A sacred, or an inviolable, right of a person, which it would be sinful to disregard; as in the saying, فَعَلْتُهُ لِحَوْبَةِ فُلَانٍ [I did it for the sake of the sacred, or inviolable, right of such a one]. (A.) b8: A horse, or similar beast; syn. دَابَّةٌ: (K:) for this, also, cannot do without some one to take constant care of it, and to sustain it. (TA.) A3: The middle of a house. (K.) Perhaps the ب in this instance is a substitute for م. (TA.) حُوبَةٌ: see حُوبٌ: A2: and see also حَوْبَةٌ, in two places.

A3: حُوبَةٌ مِنَ الأَرْضِ A bad tract of land; as also ↓ حِيبَةٌ. (TA.) حِيبَةٌ: see حُوبٌ: A2: and see also حَوْبَةٌ, in six places: A3: and حُوبَةٌ.

حَوْبَآءُ The soul; syn. نَفْسٌ; (Az, S, K;) as also ↓ حُوبٌ: (Az, K:) or the soul whose seat is in the heart; syn. رُوحُ القَلْبِ [also called the animal soul, رُوح حَيَوَانِىّ: see art. روح]: AHei asserts, in a disquisition on the heart, that this word is formed by transcription form حَبْوَآءُ: (TA:) pl. حَوْبَاوَاتٌ. (S, K.) You say, حَرَسَ اللّٰهُ حَوْبَآءَكَ [May God guard, or preserve, thy soul]. (A.) b2: [Also] The body, or person; in Persian تَنْ. (KL.) حَائِبٌ Slaying; or a slayer: of the dial. of the tribe of Asad. (TA.) أَحْوَبُ, as an epithet applied to a man, More, or most, or very, sinful, or criminal. (S, TA. [This meaning is implied, but not expressed.]) مُحَوِّبٌ, (K,) or, accord. to some, مُحَوَّبٌ, (MF,) and ↓ مُتَحَوِّبٌ, (K,) A man whose wealth passes away from him, and then returns. (K.) مُتَحَوِّبٌ: see what next precedes.

حوب: الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأَبَوانِ والأُخْتُ والبِنْتُ. وقيل: لِي

فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ أَي قرابة من قِبَلِ الأُمِّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وإِن لِي حَوْبَةً أَعُولُها أَي ضَعَفَة وعِيالاً. ابن السكيت: لي في بَني فُلان حَوْبَةٌ، وبعضُــهم يقول حِيبَةٌ، فتذهب

الواوُ إِذا انْكَسَر ما قَبْلَها، وهي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيع من أُمٍّ أَو

أُخْتٍ أَو بِنتٍ، أَو غير ذلك من كل ذاتِ رَحِمٍ. وقال أَبو زيد: لي فيهم حَوْبَة إِذا كانت قرابةً من قِبَلِ الأُمّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ

مَحْرَمٍ.

وفي الحديث: اتَّقُوا اللّهَ في الحَوْبَاتِ؛ يريدُ النِّساءَ الـمُحْتاجات، اللاَّتي لا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يقومُ عليهِنَّ، ويَتَعَهَّدُهُنَّ؛ ولا بُدَّ في الكلامِ من حذفِ مُضافٍ تَقْدِيرُه ذات حَوْبَةٍ، وذات حَوْباتٍ.

والحَوْبَةُ: الحاجَة. وفي حديث الدعاءِ: إِليك أَرْفَعُ حَوْبَتي أَي

حاجَتي. وفي رواية: نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إِليك أَي حاجَتَنا. والحَوْبَة رقة

فُؤَادِ الأُمِّ؛ قال الفرزدق:

فهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فيه مِنَّةً * لحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرَابُها

قال الشيخ ابن بري: والسبب في قول الفرزدق هذا البيت، أَن امرأَةً عاذتْ بقبر أَبيه غالبٍ، فقال لها: ما الذي دَعاكِ إِلى هذا؟ فقالت: إِن لِي ابْناً بالسِّنْدِ، في اعْتِقالِ تميم بن زيد القَيْنيِّ(1)

(1 قوله «تميم بن زيد إلخ» هكذا في الأصل وفي تفسير روح المعاني للعلامة الالوسي عند قوله تعالى نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب، الآية روايته بلفظ تميم بن مرّ.) ، وكان عامِلَ خالدٍ القَسْرِيِّ على السِّنْدِ؛ فكتَبَ من ساعتِه إِليه:

كَتَبْتُ وعَجَّلْتُ البِرَادَةَ إِنَّنِي، * إِذا حاجَة حاوَلْتُ، عَجَّتْ رِكابُها

ولِي، بِبِلادِ السِّنْدِ، عند أَميرِها، * حَوائِجُ جَمَّاتٌ، وعندِي ثوابُها

أَتتْنِي، فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَى بغالِبٍ، * وبالحرَّةِ، السَّافِي عليه تُرابُها

فقُلْتُ لَها: إِيهِ؛ اطْلُبِي كُلَّ حاجةٍ * لَدَيَّ، فخَفَّتْ حاجةٌ وطِلاَبُها

فقالَتْ بِحُزْنٍ: حاجَتِي أَنَّ واحِدِي * خُنَيْساً، بأَرْضِ السِّنْدِ، خَوَّى سَحابُها

فَهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرابُهَا

تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ، لا تَكُونَنَّ حاجَتِي، * بِظَهْرٍ، ولا يَعْيَا، عَلَيْكَ، جَوابُها

ولا تَقْلِبَنْ، ظَهْراً لِبَطْنٍ، صَحِيفَتِي، * فَشَاهِدُهَا، فِيها، عَلَيْكَ كِتابُها

فلما ورد الكِتابُ على تَميمٍ، قال لكاتبه: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فقال:

كَيفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ يُنْسَبْ إِلى أَبٍ ولا قَبِيلَةٍ، ولا تحَقَّقْت اسْمَه أَهُو خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؟ فقال: أَحْضِرْ كلّ مَن اسْمُه خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؛ فأَحْضَرَهم، فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِين رجُلاً، فأَعْطَى كلَّ واحِدٍ منهُم ما يَتَسَفَّرُ بهِ، وقال: اقْفُلُوا إِلى حَضْرة أَبي فِراسٍ. والحَوْبَة والحِيبَة: الهَمُّ والحاجَة؛ قال أَبو كَبِير الهُذلي:

ثُمَّ انْصَرَفْتُ، ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِي، * رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ، مَشْيَ الأَصْورِ

وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ: أَلْحَقَ اللّهُ به الحَوْبَة أَي الحاجَةَ

والـمَسْكَنَة والفَقْرَ.

والحَوْبُ: الجَهْدُ والحاجَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ، مَنَحْتها * عِيالَ ابنِ حَوْبٍ، جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ

وقال مرَّة: ابنُ حَوْبِ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ، لا يَعْنِي في كلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه، إِنما يريدُ هذا النوعَ. ابن الأَعرابي: الحُوبُ: الغَمُّ والهَمُّ والبَلاءُ. ويقال: هَؤُلاءِ عيالُ ابنِ حَوْبٍ. قال: والحَوْبُ: الجَهْدُ والشِّدَّة. الأَزهري: والحُوبُ: الهَلاكُ؛ وقال الهذلي(1)

(1 قوله «وقال الهذلي إلخ» سيأتي أنه لابي دواد الايادي وفي شرح القاموس أن فيه خلافاً.) :

وكُلُّ حِصْنٍ، وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُه، * يَوماً، ستُدْرِكُه النَّكْراءُ والحُوبُ

أَي يَهْلِكُ. والحَوْبُ والحُوبُ: الحُزنُ؛ وقيل: الوَحْشة؛ قال

الشاعر:

إِنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ

أَي وَعْثٌ صَعْبٌ. وقيل في قول أَبي دُوَاد الإِيادي:

يوماً سَتُدْرِكه النَّكْراءُ والحُوبُ

أَي الوَحْشَة؛ وبه فسر الهَرَوِيُّ قوله، صلى اللّه عليه وسلم، لأَبي

أَيُّوب الأَنصاري، وقد ذهب إِلى طَلاق أُمِّ أَيُّوبَ: إِنَّ طَلاقَ أُمِّ

أَيُّوبَ لَحُوبٌ. التفسير عن شمر، قال ابن الأَثير: أَي لَوَحْشَة أَو

إِثْمٌ. وإِنما أَثَّمهَ بطلاقِها لأَنـَّها كانت مُصْلِحةً له في دِينِهِ. والحَوْبُ: الوجع.

والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، والشَّكْوَى، والتَّحَزُّنُ. ويقال: فلان يَتَحَوَّب من كذا أَي يَتَغَيَّظُ منه، ويَتَوَجَّعُ.

وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلى وَلَدِها وتَحَوُّبُها: رِقَّتُها وتَوَجُّعُها.

وفيه: ما زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ

اللَيْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مع تَوَجُّعٍ، أَراد به شِدَّةَ صِياحِهِ بالدُّعاءِ؛

ورِحَالَنَا مصوبٌ على الظُّرْفِ.

والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. وفي حديث عُرْوَة لـمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ.

والحِيبَةُ والحَوْبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. والحِيبَة أَيضاً: الحاجَةُ

والـمَسْكَنة؛ قال طُفَيْل الغَنَوي:

فَذُوقُوا كما ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ، * مِنَ الغَيْظِ، في أَكْبادِنا،

والتَّحَوُّبِ

وقال أَبو عبيد: التَّحَوُّبُ في غير هذا التَّأَثُّم من الشيءِ، وهو من

الأَوَّلِ، وبعضُــه قريبٌ من بعض.

ويقال لابنِ آوَى: هو يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك، كأَنه يَتَضَوَّرُ. وتحَوَّبَ في دعائه: تَضَرَّعَ. والتَّحَوُّب أَيضاً: البكاءُ في جَزَعٍ وصِياحٍ، ورُبَّما عَمَّ به الصِّياحَ؛ قال العجاج:

وصَرَّحَتْ عنه، إِذا تحوَّبا، * رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا(1)

(1 قوله «وصرحت عنه إلخ» هو هكذا في الأصل وانظر ديوان العجاج.)

ويقال: تحَوَّبَ إِذا تَعَبَّد، كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عن نَفسِه، كما

يقال: تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إِذا أَلْقَى الحِنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ؛ وقال الكُمَيْت يذكر ذِئْباً سَقاهُ وأَطْعَمَه:

وصُبَّ له شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ * به كَفَّ عنه، الحِيبةَ، الـمُتَحَوِّبُ

والحِيبة: ما يُتَأَثَّم منه.

وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِي،

وارْحَمْ حَوْبَتِي؛ فَحَوْبَتِي، يجوز أَن تكون هنا توَجُّعِي، وأَن تكونَ

تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ. وفي التهذيب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي. قال أَبو عبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي الـمَأْثمَ، وتُفْتَح الحاء وتُضَم، وهو من قوله عز وجل: إِنه كان حُوباً كَبيراً. قال: وكل مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ؛ ومنه الحديث الآخر: أَن رجُلاً

أَتَى النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إِني أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛

فقال: أَلَكَ حَوْبةٌ؟ قال: نعم. قال: فَفِيها فجاهِدْ. قال أَبو عبيد:

يعني ما يَأْثَمُ به إِنْ ضَيَّعه من حُرْمةٍ. قال: وبعضُ أَهلِ العِلْمِ

يَتَأَوّلُه على الأُمِّ خاصَّةٌ. قال: وهي عندي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إِن

تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غيرها. وقولهم: إِنما فلانٌ

حَوْبةٌ أَي ليس عنده خيرٌ ولا شرٌّ.

ويقال: سمعتُ من هذا حَوْبَيْنِ، ورأَيتُ منه حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن

وضَرْبَيْن؛ وقال ذو الرمة:

تَسْمَعُ، من تَيْهائهِ الأَفْلالِ، * حَوْبَينِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ

أَي فنَّيْن وضَرْبَين، وقد رُوِيَ بيتُ ذي الرُّمَّة بفتح الحاء.

والحَوْبَة والحُوبة: الرجُلُ الضَّعيفُ، والجمع حُوَب، وكذلك المرأَة إِذا كانت ضعِيفة زَمِنة. وبات فلانٌ بِحيبةُ سوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ؛وقيل: إِذا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لا يقال إِلا في الشَّر؛ وقد استُعمل منه فعْلٌ قال:

وإِن قَلُّوا وحابُوا

ونزَلنا بِحيبةٍ من الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ.

أَبو زيد: الحُوبُ: النَّفْسُ، والحَوْباءُ: النفْس، مـمدودةٌ ساكنةُ

الواو، والجمع حَوْباوَاتٌ؛ قال رؤْبة:

وقاتِلٍ حَوْباءَهُ من أَجْلي، * ليس له مِثْلي، وأَينَ مِثْلي؟

وقيل: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قال:

ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها

وفي حديث ابنِ العاص: فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه.

والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بالفتح، لأَهْلِ

الحجاز، والحُوبُ، بالضم، لتَميمٍ، والحَوْبةُ: الـمَرَّة الواحدة منه؛ قال المخبل:

فَلا يَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ * يَقُومُ، بها، يَوماً، عَليْكَ حَسيبُ

وقد حَابَ حَوباً وحِيبَةً. قال الزجاج: الحُوبُ الإِثْمُ، والحَوْبُ

فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كقولك: قد خانَ خَوناً. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، أَنّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ على أُمِّهِ، وأَرْبَى الرِّبا عِرْض الـمُسْلِمِ. قال شمر: قوله سَبْعون حَوْباً،

كأَنـَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ. الفرَّاءُ في قوله تعالى إِنه كان

حُوباً: الحُوبُ الإِثم العظيم. وقرأَ الحسن: انـَّه كان حَوْباً؛ وروى

سعد عن قَتادة أَنه قال: انـَّه كان حُوباً أَي ظُلْماً.

وفلان يَتَحوَّب من كذَا أَي يتَأَثَّم. وتَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ.

قال ابن جني: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، من باب السَّلْبِ، ونَظِيرُه

تأَثَّمَ أَي ترَكَ الإِثْمَ، وإِن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه، للسلب، وكذلك نحو تَقَدَّم وتأَخَّر، وتعَجَّل وتأَجَّل. وفي الحديث: كان إِذا

دَخَلَ إِلى أَهْلِه قال: تَوْباً تَوْباً، لا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً. ومنه الحديث: إِنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ في أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ.

وتَحَوَّب من الإِثمِ إِذا تَوَقَّاه، وأَلقى الحَوْبَ عن نفسِه.

ويقال: حُبْتَ بكذا أَي أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً؛

قال النابغة(1)

(1 قوله «قال النابغة إلخ» سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت

لنهيكة الفزاري.) :

صَبْراً، بَغِيض بنَ رَيْثٍ؛ انـَّها رَحِمٌ * حُبْتُمْ بها، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ

وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ.

قال الأَزهري: وبنو أَسد يقولون: الحائِبُ للقاتِل، وقد حَاب يحُوبُ.

والـمُحَوِّب والـمُتَحَوِّبُ الذي يَذْهَب مالُه ثم يَعودُ. الليث:

الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ؛ وأَنشد:

ولا شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ

قال: وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً

بزَجْرِه، وسُمِّيَ الغُراب غاقاً بصَوْتِهِ. غيره: الحَوْبُ الجَمَلُ،

ثم كَثُر حتى صارَ زجْراً له. قال الليث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعير

ليَمْضِيَ، وللنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، وحَلٍ وحَلي. يقال للبَعير إِذا زُجِرَ:

حَوْبَ، وحوبِ، وحَوْبُ، وحابِ.

وحَوَّبَ بالإِبِلِ: قال لها حَوْب، والعَرَبُ تَجُرُّ ذلك، ولو رُفِعَ

أَو نُصِبَ، لكان جائِزاً، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكاياتِ تُحَرَّك أَواخِرُها، على غيرِ إِعرابٍ لازمٍ، وكذلك الأَدواتُ التي لا تَتَمَكَّن في

التَّصْريفِ، فإِذا حُوِّلَ من ذلك شيءٌ إِلى الأَسماءِ، حُمِلَ عليه الأَلف واللام، فأُجْريَ مُجْرَى الأَسْماءِ، كقوله:

والحَوْبُ لـمَّا يُقَلْ والحَلُ

وحَوَّبْت بالإِبل: من الحوب. وحَكَى بعضــهم: حَبْ لا مَشَيْتَ، وحَبٍ لا مَشَيْتَ، وحَابِ لا مَشَيْت، وحَابٍ لا مَشَيْتَ. وفي الحديث: أَنه كان إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ قال: آيِبُون تائِبُون، لرَبِّنا حامدُون، حَوْباً حَوْباً. قال: كأَنه لما فَرَغَ من كلامه، زَجَر بَعِيرَه. والحَوْبُ: زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ. ابن الأَثير: حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل، مثلُ حَلْ لإِناثِها، وتضمّ الباء وتفتح وتكسر، وإِذا نُكِّر دَخَلَهُ التنوين، فقوله: حَوْباً، بمنزلةِ قولك: سيراً سيراً؛ فأَما

قوله:

هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ، أُمُّ تِسْعينَ، آزَرَتْ * أَخا ثِقَةٍ، تَمْري، جَباها، ذَوائِبُهْ

فإِنه عَنى كِنانَةً عُمِلَت من جِلْدِ بعيرٍ، وفيها تِسْعونَ سَهْماً،

فجعلها أُمّاً للسهام، لأَنها قد جمعتها، وقوله: أَخَا ثِقَةٍ، يعني

سَيْفاً، وَجَباها: حَرْفُها، وَذَوائِبُه: حمائله أَي إِنه تَقَلَّد السَّيْفَ،

ثم تَقَلَّدَ بعده الكِنانةَ تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانَة. وقال

بعضــهم في كلام له: حَوْبُِ حَوْبُِ، إِنه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لا لعاً لبَني الصَّوبِ. الدَّعْق: الوَطْءُ الشدِيدُ، وذكر الجوهري الحوأَب هنا. قال ابن بري: وحقه أَن يُذْكر في حأَب، وقد ذكرناه هناك.

حوب
: ( {الحَوْبُ} والحَوْبَةُ الأَبوَانِ) ، قَالَه اللَّيْث، (و) قيلَ: هما (الأُخْتُ والبِنْتُ، و) قيل: (لِي فيهم {حَوْبَةٌ} وحُوبَةٌ {وحِيبَةٌ) قُلِبَتِ الواوُ يَاء لانكسار مَا قبلَها، أَي (قَرَابَةٌ مِنْ) قِبَلِ (الأُمِّ) ، وَكَذَلِكَ كُلُّ ذِي رَحِمٍ، قَالَه أَبو زيد، وَقَالَ ابْن السكّيت: هِيَ كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ مِنْ أُمَ أَوْ أُخْتٍ أَوْ بِنْتٍ أَو غَيْرِ ذَلِك من كُلِّ ذَاتِ رَحِمٍ.
(والحَوْبَةُ: رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ) قَالَ الفرزدق:
فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيهِ مِنَّةً
} لِحَوْبَةِ أُمَ مَا يَسُوغُ شَرَابُهَا
{وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلَى وَلَدِهَا:} تَحَوُّبُهَا ورِقَّتُهَا وتَوَجُّعُهَا، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقالَ أَتَيْتُكَ لاِجَاهِدَ مَعَكَ، قَالَ: أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَفِيهَا فَجَاهِدْ) قَالَ أَبو عُبَيْد: يَعْنِي بالحَوْبَةِ مَا يَأْثَمُ إِنْ ضَيَّعَهُ مِنْ حُرْمَةٍ، قَالَ: وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَتَأَوَّلَهُ على الأُمِّ خَاصَّةً، قَالَ: وَهِي عِنْدِي كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ إِنْ تَرَكَهَا مِنْ أُمَ أَوْ أُخْتٍ أَوِ ابنَةٍ أَوْ غَيْرِها. (و) الحَوْبَةُ (: الحَاجَةُ) والمَسْكَنَةُ والفَقْرُ، كالحَوْبِ، وَفِي حَدِيث الدُّعَاء (إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي) أَي حَاجَتِي، وَفِي الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ (أَلْحَقَ اللَّهُ بِهِ الحَوْبَةَ) أَيِ الحَاجَةَ والمَسْكَنَة والفَقْرَ، (و) الحَوْبَةُ (: الحَالَةُ، كالحِيبَةِ، بالكَسْرِ فِيهِمَا) يقالُ: باتَ فلانٌ {بحِيبَة سُوءٍ} وحَوْبَةِ سُوءٍ، أَي بحالِ سُوءٍ، وقيلَ: إِذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحَالَةٍ سَيِّئةٍ، لَا يقالُ إِلاَّ فِي الشَّرِّ، وَقد اسْتُعْمِلَ مِنْهُ فِعْلٌ، قَالَ:
... وَإِنْ قَلُّوا {وحَابُوا
وَفِي حَدِيث عُرْوَةَ (لَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ} حِيبَةٍ) أَيْ بِشَرِّ حَالٍ،! والحِيبَةُ: الهَمُّ والحُزْنُ، {والحيبَةُ: الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ، قَالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلاَ أَبُثُّكَ حِيبَتِي
رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ
(و) الحَوْبَةُ (: الرَّجُلُ الضِّعِيفُ، ويُضَمُّ) والجَمْعُ} حُوَبٌ؛ وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ إِذَا كَانَت ضَعِيفَةً زَمِنَةً، وَيُقَال: إِنَّمَا فلانٌ حَوْبَةٌ، أَي ليسَ عندَه خَيْرٌ ولاَ شَرٌّ، (و) الحَوحبَةُ: (الأُمُّ) : خاصَّة، وَقد تقدَّم بيانُ بعضِ تأْوِيلِ أَهلِ الْعلم بِهِ، (و) الحَوْبَةُ (: امْرَأَتُكَ وسُرِّيَّتُك) مِلْكُ يَمِينِكَ، وَفِي الحدِيث (اتَّقُوا اللَّهَ فِي {الحَوْبَاتِ) يُرِيدُ النِّسَاءَ المُحْتَاجَاتِ اللائِي لاَ يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يَقُومُ عليهِنَّ وَيَتَعَهَّدُهُنَّ، وَلاَ بُدَّ فِي الكَلاَمِ من حَذْفِ مضافٍ تقدِيرُه: ذَات} حَوْبَاتٍ، و) الحَوْبَةُ (: الدَّابَّة) ، كَذَا فِي النّسخ بالموحَّدَة المُشَدَّدَةِ، وَفِي التكملة: الدَّايَةُ بالتَّحْتِيَّةِ (و) الحَوْبَةُ (وَسَطُ الدَّارِ) لعَلَّ البَاءَ بدلٌ عنِ المِيمِ، وَيُقَال: نَزَلْنَا بحِيبَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وحُوبَةٍ بالضَّمِّ أَي بِأَرْضِ سُوءٍ (و) الحَوْبَةُ: (الإِثْم) ، فِي (التَّهْذِيب) : رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ {- حَوْبَتِي، قَالَ أَبو عُبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثَمَ، بِفَتْحِ الحَاءِ وتُضَمُّ، وَهُوَ من قَوْله عَزَّ وجَلَّ: {2. 023 انه كَانَ} حُوباً كَبِيرا} (النِّسَاء: 2) قَالَ: وكلُّ مَأْثَمٍ {حُوبٌ وحَوْبٌ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ، وَبِه أَيضاً فُسِّرَ الحَدِيثُ المُتَقدِّمُ (أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ) (كالحَابَةِ والحَابِ والحَوْبِ ويُضَمُّ) ، فالحَوْبُ بالفَتْحِ لاِءَهْلِ الحِجَازِ، والحُوبُ بالضَّمِّ لِتَمِيمٍ، والحَوْبَة: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ مِنْهُ، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
فَلاَ تَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةٌ
يَقُومُ بِهَا يَوْماً عَلَيْكَ حَسِيبُ
} والحِيبَةُ: مَا يُتَأْثَّمُ مِنْهُ، قَالَ:
وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِنَ المَاءِ غَائِرٌ
بِهِ كَفَّ عَنْهُ {الحِيبَةَ} المُتَحَوِّبُ
وكُلُّ مَأْثَم حُوبٌ وحَوْبٌ، قَالَه أَبو عبيدٍ: (و) قَدْ (! حَابَ بِكَذَا) يَحُوبُ (: أَثِمَ، حَوْباً ويُضَمُّ، وحَوْبَةً {وحِيَابَةً) ، وَفِي نُسْخَة:} حِيَاباً، {وحِيبَةً،} وحُبْتُ بِكَذَا: أَثِمْتُ، قَالَ النابغةُ:
صَبْراً بَغِيضُ بنَ رَيْثٍ إِنَّهَا رَحِمٌ
{حُبْتُمْ بِهَا فَأَناخَتْكُمْ بِجَعْجَاعِ
وفُلانٌ أَعَقُّ} وأَحْوَبُ، قَالَ الأَزهَريّ: وبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: {الحَائِبُ، للقاتِلِ، وَقد حَابَ يَحُوبُ، وَقَالَ الزجّاج: الحُوب: الإِثمُ، والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ، تقولُ: حَابَ} حَوْباً، كَقَوْلِك خانَ خَوْناً، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيرةَ (أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ: الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْباً، أَيْسَرُهَا مِثْلُ وُقُوعِ الرَّجُلِ عَلَى أُمِّهِ، وأَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ المُسْلِم) قَالَ شَمِرٌ: قَوْله حَوْباً، كأَنَّه سَبْعُونَ ضَرْباً مِنَ الإِثْمِ، وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 023 انه كَانَ حوبا} (النِّسَاء: 2) الحُوبُ: الإِثْمُ العَظِيمُ، وقَرَأَ الحَسَنُ (إِنَّه كانَ {حَوْباً) وَرَوى سَعِيدٌ عَن قَتَادَةَ أَنَّه قَالَ: (إِنَّهُ كانَ حُوباً) أَي ظُلْماً، وَفِي الحَديث (كَانَ إِذَا دخَلَ إِلَى أَهْلِهِ قَالَ: تَوْباً تَوْباً لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْباً) .
(والحَوْبُ: الحُزْنُ و) قِيلَ: (: الوَحْشَةُ، ويُضَمُّ فيهمَا) ، الأَخِيرُ عَن خالِدِ بنِ جَنبَة، قَالَ الشَّاعِر:
إِنَّ طَرِيقَ مِثْقَبٍ} لَحُوبُ
أَيْ وَعْثٌ صَعْبٌ، وَقيل فِي قَول أَبِي دُوَادٍ الإِيَادِيِّ.
يَوْماً سَتُدْرِكُهُ النَّكْبَاءُ والحُوبُ
أَيِ الوَحْشَةُ، وَبِه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ قَولَهُ صلى الله عَلَيْهِ وسلملاِءَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وقَدْ ذَهَبَ إِلى طَلاَقِ أُمِّ أَيُّوبَ (إِنَّ طَلاَقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ) التفسيرُ عَن شَمِرٍ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَي لوَحْشَةٌ أَوْ إِثْمٌ. وإِنَّمَا أَثَّمَه بِطَلاَقِهَا لاِءَنَّهَا كانَتْ مُصْلِحَةً لَهُ فِي دِينِه.
(و) الحَوْبُ (: الفَنُّ) ، يُقَال: سَمِعْتُ مِنْ هاذَا! حَوْبَيْنِ، ورأَيْتُ مِنْهُ حَوْبَيْنِ، أَي فَنَّيْنِ وضَرْبَيْنِ، قَالَ ذُو الرمّة: تَسْمَعُ مِنْ تَيْهَائِهِ الأَفْلالِ
عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ
{حَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ
(و) الحَوْبُ (: الجَهْدُ (والمَسْكَنَةُ)) والحَاجَةُ، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَاحَة مِثْل الفَنِيقِ مَنَحْتها
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْهُ أَقَارِبُهْ
(و) قَالَ مَرَّةً: ابنُ حَوْبٍ رَجُلٌ مَجْهُودٌ مُحْتَاجٌ، لَا يَعْنِي فِي كُلِّ ذَلِك رجُلاً بعَيْنِه، إِنَّمَا يُرِيدُ هَذَا (النَّوَع، و) الحَوْبُ (: الوَجَعُ) ويوجدُ فِي بعض النّسخ هُنَا الرُّجُوعُ، وخَطَأٌ.
(و) الحَوْبُ (: ع بِدِيَارِ رَبِيعَة) .
(و) الحَوْبُ (: الجَمَلُ) الضَّخْمُ، قَالَه اللَّيْث، وأَنشد للفرزدق:
وَمَا رَجَعَتْ أَزْدِيَّةٌ فِي خِتَانِهَا
وَلاَ شَرِبَتْ فِي جِلْدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ
قَالَ: وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْرِهِ، كَمَا سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِهِ، وسُمِّيَ الغُرَابُ غاقاً بصَوْتِهِ، وَقَالَ غيرُه: الحَوْبُ: الجَمَلُ (ثُمَّ كَثُرَ) استعمالُه (حَتَّى صَار زَجْراً لَهُ) ، وَعَن اللَّيْث: الحَوْبُ: زَجْرُ البَعِيرِ لِيَمْضِيَ (فَقَالوا: حَوْبُ مُثَلّثَةَ البَاءِ وحابِ بكسْرِهَا) وللناقَةِ: حَلْ وحَلٍ وحَلَى، وَقَالَ ابْن الأَثير: حَوْب زجرٌ لذكورِ الإِبلِ، مِثْل حَلْ لإِنَاثِهَا، وتُضَمُّ الباءُ وتُفْتَحُ وتُكْسَرُ، وإِذا نُكِّرَ دَخَلَه التنوينُ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ كانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ، لِرَبَّنَا حَامِدُونَ: حَوْباً حَوْباً) كأَنَّهُ لمّا فَرَغَ من كلامِه زَجَرَ بعيرَه،} فحَوْباً حَوْباً بِمَنْزِلَة سَيْراً سَيْراً.
(والحُوبُ بالضَّمِّ: الهَلاَكُ) ، قَالَ الهُذَلِيُّ، وقِيلَ لاِءَبِي دُوَادٍ الإِيادِيِّ:
وكُلُّ حِصْنٍ وإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ
يَوْماً سَيُدْرِكُهُ النَّكْرَاءُ والحُوبُ أَي كُلُّ امرِىءٍ يَهْلِكُ وإِن طالتْ سلامَتُه. (و) الحُوبُ: الغَمُّ والهَمُّ و (البَلاَءُ) ، عَن ابْن الأَعرابيُّ، وَيُقَال: هؤلاَءِ عِيَالُ ابنِ حَوْب (والنَّفْسُ) قَالَه أَبو زيد (والمَرَضُ) والظُّلْمُ.
( {والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ) والشَّكُوَى والتَّحَزُّنُ، وَيُقَال: فلانٌ} يَتَحَوَّبُ مِنْ كَذَا أَي يَتَغَيَّظُ مِنْهُ وَيَتَوَجَّعُ، وَفِي الحَدِيث (مَا زَالَ صَفْوَانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا) ، التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مَعَ تَوَجُّعٍ، أَرَادَ بِهِ شِدَّةَ صِيَاحِهِ بالدُّعَاءِ، ورِحَالنا منصوبٌ على الظَّرْفِ. وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنَويّ:
فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ
مِنَ الغَيْظِ فِي أَكْبَادِنَا والتَّحَوُّبِ
وَقَالَ أَبو عُبيد: {التَّحَوُّبُ فِي غيرِ هَذَا: التَّأَثُّمُ مِن الشيْءِ، وفلانٌ يَتَحَوَّبُ من كَذَا أَي يَتَأَثَّمُ،} وتَحَوَّبَ: تَأَثَّمَ، وَهُوَ من الأَوَّل، وبعضُــهُ قريبٌ من بعضٍ، ويقالُ لابْنِ آوَى: هُوَ يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كَذَلِك، كأَنَّه يَتَضَوَّرُ، وتَحَوَّب فِي دُعَائِهِ: تَضَرَّعَ، والتَّحَوُّبُ أَيضاً: البُكَاءُ فِي جَزَعٍ وصِيَاحٍ، ورُبَّمَا عُمَّ بِهِ الصِّيَاحُ، قَالَ العجّاج:
وصَرَّحَتْ عَنهُ إِذَا تَحَوَّبا
رَوَاحِبُ الجَوْفِ السَّجِيلَ الصُّلَّبَا
(و) التَّحَوُّبُ أَيضاً (: تَرْكُ الحُوبِ عَن نَفْسِه، وَهُوَ الإِثْمُ (كالتَّأَثُّم) والتَّحَنُّثِ، وَهُوَ إِلْقَاءُ الإِثْم والحِنْثِ عَن نَفسه بالعِبَادَةِ، وَيُقَال: تَحَوَّبَ إِذَا تَعَبَّدَ، قَالَه ابْن جِنّي، فَهُوَ من بابِ السَّلْبَ، وإِن كَانَت (تَفَعَّلَ للإِثْبَاتِ أَكْثَرَ مِنْهَا للسَّلْبِ.
( {والمُتَحَوِّبُ} والمُحَوِّبُ كمُحَدِّثٍ) وضَبَطَ الصاغانيّ كمُحَمَّدٍ (: مَنْ يَذْهَبُ مَالُهُ ثُمَّ يَعُودُ) ، ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {والحَوْبَاءُ) مُمْدُوداً (: النَّفْسُ) قَالَه أَبو زيد، (ج} حَوْبَاوَاتٌ) قَالَ رُؤبة: وَقَاتِلٍ {حَوْبَاءَهُ مِنْ أَجْلِي
لَيْسَ لَهُ مِثْلِي وأَيْنَ مِثْلِي
وقيلَ:} الحَوْبَاءُ: رُوحُ القَلْبِ قَالَ:
ونَفْسٍ تَجُودُ بِحَوْبَائِهَا
وَفِي حَدِيث ابنِ العَاصِ (فَعَرَفَ أَنَّهُ يُرِيدُ حَوْبَاءَ نَفْسِهِ) قَالَ شيخُنَا: وجَزَمَ أَبُو حَيَّانَ فِي بَحْثِ القَلْبِ من (شرح التسهيل) أَنَّهَا مَقْلُوبَة من حَبْوَاء، وَعَلِيهِ فموضعُه فِي المُعْتَل، وسيأْتي.
( {وحَوْبَانُ: ع باليَمَنِ) بَيْنَ تَعِزّ والجَنَدِ.
(} وأَحْوَبَ: صَارَ إِلى) الحُوبِ، وَهُوَ (الإِثْمُ) ، نَقله الزجَّاج.
( {وحَوَّبَ} تَحْوِيباً: زَجَرَ بِالجَمَلِ) أَي قَالَ لَهُ: حَوْبِ حَوْبِ، والعَرَبُ تجُرُّ ذلكَ، وَلَو رُفِعَ أَو نُصِبَ لكانَ جَائِزا، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكَايَاتِ تُحَرَّكُ أَوَاخِرُهَا على غيرِ إِعْرَابٍ لازمٍ، وَكَذَلِكَ الأَدَوَاتُ الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ فِي التَّصْرِيفِ، وإِذا حُوِّلَ من ذَلِك شَيْء إِلى الأَسْمَاء حُمِلَ عَلَيْهِ الأَلِفُ وَاللَّام فأُجْرِيَ مُجْرَى الأَسماءِ، كَقَوْل الكُميت:
هَمَرْجَلَة الأَوْبِ قَبْلَ السِّيَا
طِ والحَوْبُ لَمَّا يُقَلْ والحَلُ
وحُكِيَ: حَبْ لَا مَشَيْتَ، وحَبٍ لاَ مَشَيْتَ، وحَابٍ لَا مَشَيْتَ، وحَابِ لَا مَشَيْتَ.
وابْنَةُ حَوْبٍ: الكِنَانَةُ قَالَ:
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسْعِينَ آزَرَتْ
أَخَا ثِقَةٍ تَمْرِي جَبَاهَا ذَوَائِبُهْ
يَصِفُ كِنَانَةً عُمِلَتْ مِنْ جِلْدِ بَعِيرٍ وفيهَا تِسْعُونَ سَهُماً، وقولُه: أَخَائِقَةٍ، يَعْنِي سَيْفاً، وجَبَاهَا: حَرْفُهَا، وَفِي كَلامِ بعضِــهم: حَوْبُ حَوْبُ، إِنَّهُ يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْبٍ لاَ لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ.
(والحَوْأَبُ) ذَكَرَه الجوهريُّ هُنَا، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وحقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي (حَأَب) وَقد ذكر (فِي أَوَّلِ الفَصْلِ) وَتقدم فِي الشَّرْح مَا يَتَعَلَّق بِهِ هناكَ، وَفِي المَثَل ( {حَوْبَكَ هَلْ يُعْتَمُ بالسَّمَارِ) أَي ازْجُرْ زَجْراً فعِلْ يُبْطَأُ بِالسَّمَارِ، كسَحَابٍ: لَبَنٌ كَثُرَ مَاؤُه، أَي إِذا كانَ قِرَاكَ سَمَاراً فَمَا الإِبْطَاءُ؟ يُضْرَبُ لِمَنْ يَمْطُلُ ثُمَّ يُعْطِي قَلِيلاً، استدْرَكَه شيخُنا.
(حوب) فلَان ذهب مَاله ثمَّ عَاد وبالإبل زجرها بقوله حوب
[حوب] فيه: اغسل "حوبتي" أي إثمي، تفتح الحاء وتضم. ومنه: الربا سبعون "حوبا" أي ضربا من الإثم. وح: الجفا و"الحوب" في أهل الوبر. وقال للمستأذن في الجهاد: ألك "حوبة"؟ يعني ما يأثم به إن ضيعه، وتحوب من الإثم إذا توقاه وألقى الإثم عن نفسه، وقيل: هي هنا الأم والحرم. ومنه ح: اتقوا الله في "الحوبات" الحوبة الحاجة، يريد النساء ذات الحاجات: بحذف مضاف، لأنهن لا يستغنين عمن يقوم عليهن ويتعهدهن. وح: إليك أرفع "حوبتي" أي حاجتي. وح: إن طلاق أم أيوب "لحوب" أي لوحشة أو إثم، لأنها كانت مصلحة لأبي أيوب في دينه. وفيه ما زال صفوان "يتحوب" رحالنا منذ الليلة، التحوب صوت مع توجع، أراد شدة صياحه بالدعاء، ورحالنا بالنصب ظرف، والوبة والحيبة الهم والحزن. وفيه: أئبون تائبون لربنا حامدون "حوبا حوبا" حوب زجر لذكور الإبل، وحل لإناثها، وهو بتثليث حركة الباء، وهما كسيرا سيراً، كأنه لما فرغ من دعائه زجر جمله. وفي ح ابن العاص: فعرف أنه يريد "حوباء" نفسه، هو روح القلب، وقيل: هي النفس. وفيه: أنه قال لنسائه: أيتكن تنبحها كلاب "الحوأب" هو منزل بين البصرة ومكة، وهو الذي نزلته عائشة في وقعة الجمل ويتم في دب من د. ش: هو بفتح مهملة وسكون واو فهمزة مفتوحة فموحدة.

ناحِيَةُ

ناحِيَةُ:
قرأت بخط بعض الفضلاء الأئمة وهو أبو الفضل العباس بن علي المعروف بابن برد الخيار قال: حدثني أبو عوانة عن أبيه عن ابن عباس بن سهل بن ساعد الساعدي عن أبيه عباس بن سهل قال: لمّا ولي عثمان ابن حيّان المرّي المدينة عرّض ذات يوم بالفتنة، وذكرها ابن سهل فقال له بعض جلسائه: إن عباس ابن سهل كان شيعة لابن الزبير وكان قد وجّهه في جيش إلى المدينة فتغيظ عثمان عليّ وحلف ليقتلني، فتواريت حتى طال ذلك عليّ فلقيت بعض جلسائه فشكوت له أمري وقلت: قد أمنني أمير المؤمنين؟
فقال: لا والله ما يجري ذكرك عند الأمير إذا تغيّظ عليك وأوعدك وهو ينبسط عن الحوائج على طعامه فتنكّر واحضر طعامه وقل ما تريد، قال: ففعلت ذلك وحضرت طعامه فأتي بجفنة فيها ثريد عليه لحم وهي ضخمة فقلت: كأني أنظر إلى جفنة حيّان بن معبد وتكاوس الناس عليها بناحية، فجعل عثمان يقول لي: رأيته والله بعينك! قلت: أجل لعمري كأني أنظر إليه حين يخرج علينا وعليه مطرف خزّ هدبه يتعلّقه شوك السعدان فما يكفه ثم يؤتى بالجفنة فكأني أرى الناس عليها فمنهم القائم ومنهم القاعد، فقال: صدقت بعد أبوك فمن أنت؟ قلت: أنا عباس ابن سهل الأنصاري، فقال: مرحبا وأهلا بأهل الشرف والحق! قال عباس: فرأيتني وما بالمدينة رجل أوجه مني عنده، قال: فقال لي بعض القوم بعد ذلك: يا عباس أنت رأيت حيّان بن معبد يسحب الخزّ ويتكاوس الناس على جفناته؟ قلت: والله لقد رأيته وقد نزلنا ناحية فأتانا في رحالنا وعليه عباءة قطوانية فجعلت أذوده بالسوط عن رحالنا مخافة أن يسرقها.

جحف

(جحف)
فلَان مَعَ فلَان حجفا مَال وَالشَّيْء قشره وَأَخذه وَيُقَال جحف لَهُم الطَّعَام غرفه والكرة من وَجه الأَرْض خطفها بالصولجان وَالشَّيْء بِرجلِهِ رفسه حَتَّى يَرْمِي بِهِ

(جحف) الرجل أَصَابَهُ الجحاف
(ج ح ف) : (جَحَفَهُ) وَاجْتَحَفَهُ وَأَجْحَفَ بِهِ أَهْلَكَهُ وَاسْتَأْصَلَهُ (وَمِنْهُ) الْجُحْفَةُ لِمِيقَاتِ أَهْلِ الشَّامِ لِأَنَّ سَيْلًا فِيمَا يُقَالُ اجْتَحَفَ أَهْلَهَا وَبِتَصْغِيرِهَا كُنِّيَ وَالِدُ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَاسْمُهُ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّوَائِيُّ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

جحف


جَحَفَ(n. ac. جَحْف)
a. Scraped, stripped off, peeled.
b. Swept, carried away.
c. [La], Inclined to, sided with.
d. [pass.], Had diarrhœa.
e. Kicked.

جَاْحَفَa. Pushed, pressed against, jostled. (b) [Bi], Clave to, kept near to.
c. ['An], Pushed back, repelled.
أَجْحَفَ
a. [Bi], Carried, took away, removed, swept off.
b. [Bi], Injured.
c. [Bi], Approached, drew near; was near to.
إِجْتَحَفَa. Seized, carried off.

جَحْفَة
جُحْفَةa. Piece, portion.

جُحَاْفa. Torrent.
b. Death.
c. Diarrhœa.
ج ح ف

أجحف بهم الدهر، واجتحفهم: استأصلهم. وأجحف بهم فلان: كلفهم ما لا يطاق. وسنة مجحفة، وموت جحاف، وسيل جحاف وجراف. وتجاحفوا في القتال: تناوشوا بالسيوف. وتجاحف الفتيان بالكرة بينهم. ودلوا جحوف: تأخذ الماء. وإنه ليجحف الزبد بالتمر. قال جرير:

ودعا الزبير فما تحركت الحبى ... لو سمتهم جحف الخزير لثاروا
[جحف] فيه: خذوا العطاء ما كان عطاء فإذا "تجاحفت" قريش الملك بينهم فارفضوه. تجاحفوا في القتال إذا تناول بعضــهم بعضــاً بالسيوف، يريد إذا تقاتلوا على الملك. وفيه: إنما فرضت لقوم "أجحفت" بهمالفاقة، أي أفقرتهم الحاجة وأذهبت أموالهم. وفي ح عمار: أنه دخل على أم سلمة فاجتحف ابنتها من حجرها، أي استلبها، يقال: جحفت الكرة من وجه الأرض واجتحفتها. ك: فاجعلها"بالجحفة، بضم جيم كان مسكن اليهود حينئذ. ط وفيه: جواز الدعاء على الكفار بالأمراض، و"الجحفة" من يومئذ محمية من شرب ماءها حم.
جحف
الجَحْفُ: مِثْلُ الجَرْفِ. اجْتَحَفْنا ماءَ البِئْر إِلاّ جُحْفَةً واحِدَةً بالكَفِّ. والجِحَافُ: أنْ يَسْتَسْقِيَ الرَّجُلُ فَيُصِيْبُ الدَّلْوُ فَمَ البِئْرِ فَتَتَخَرَّق. والجَحُوْفُ: الدَّلْوُ التي تَجْحَفُ بالماءِ تأخُذُه. والفِتْيانُ يَتَجَاحَفُونَ الكُرَةَ. وهو في القِتالِ: تَنَاوُلُ بعضِــهم بعضــاً بالسُّيُوْفِ. والسَّنَةُ المُجْحِفَةُ: تَجْتَحِفُ أمْوالَهم. والجُحَافُ: المَوْتُ. والجُحْفَةُ: من مَواقِيتِ الإِحْرَام. ووَجَدْتُ جُحْفَةً من كَلأٍ: أي نُقْطَةً، وجَمْعُها: جُحَفٌ. والجَحْفُ: أكْلُ الزُّبْدِ بالتَّمْرِ. ومَرَّ مُجْحِفاً: أي مُقارِباً.
ج ح ف : أَجْحَفَ السَّيْلُ بِالشَّيْءِ إجْحَافًا ذَهَبَ بِهِ وَأَجْحَفَتْ السَّنَةُ إذَا كَانَتْ ذَاتَ جَدْبٍ وَقَحْطٍ.

وَأَجْحَفَ بِعَبْدِهِ كَلَّفَهُ مَا لَا يُطِيقُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ الْإِجْحَافُ فِي النَّقْصِ الْفَاحِشِ

وَالْجُحْفَةُ مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَرِيبٌ مِنْ رَابِغٍ بَيْنَ بَدْرٍ وَخُلَيْصٍ وَيُقَالُ كَانَ اسْمُهَا مَهْيَعَةَ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الْبَوَاقِي وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ
لِأَنَّ السَّيْلَ أَجْحَفَ بِأَهْلِهَا. 
(جحف) - في الحديث: "أنَّ عَمَّار بنَ يَاسِر دَخَل على أُمِّ سَلَمَة - وكان أَخاهَا من الرَّضَاعة - فاجتَحَفَ زينبَ ابنَتَها من حِجْرِها".
يَعنِي حين أَرادَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أن يَبْنِي بها. يقال: جَحفْت الكُرةَ من وَجْه الأرضِ واجْتَحَفْتُها ، استَلبْتُها، والسَّيلُ الجُحافُ : الذي كان وَقَع، سُمِّي به لأَنَّه أَذهبَ كُلَّ ما مَرَّ به، ومنه الجُحفَة: قَريةٌ بين مَكِّةَ والمَدِينة، وكان اسْمُها "مَهْيَعَة" فجَحَف السَّيلُ بأَهِلها، فَسُمِّيت به. وجَحَف الشىءُ وأَجحفَ: ذَهَب به.
وقيل: كانت الجُحْفَة بعد دَارًا لليَهُود.
جحف: أجحف، قال لين معناه: كلفه ما لا يستطيع القيام به. غير إنه يجب أن يقال: أجحف به (عباد 3: 150).
وجاء في المقري (1: 600): أجحف المصنف في ترجمته جدا، بمعنى إنه لم يذكر كل ما يستحقه من مدح.
ولم يتضح لي معنى هذا الفعل في تاريخ البربر (1: 518) وتجد فيه أجحف ولما كان هذا الفعل غير موجود (فهو من خطأ الطباعة. وربما كان الصواب فأحدَحْجَم).
جَحْفة: (كرسي من الخيزران مغشى بالجلود أو بشالات السودان أو القاهرة أو تمبكتو) (دنهام 1: 31)، ويحمل هذا الكرسي على الإبل وتستخدمه النساء استخدام الهودج (انظر: بارت 5: 122 مع صورة له).
وقد ذكرت هذه الكلمة الأفريقية في مخطوطة رحلة ابن بطوطة التي يمتلكها دي جانيجوس وهي في المطبوع منها (3: 376، وكذلك في ص386): محفَّة. وأرى أن الكلمة الصحيحة هي جحفة وأن محفة تفسير لها
جحف
جحَفَ يَجحَف، جَحْفًا، فهو جاحف
• جحَف فلانٌ: مالَ وجارَ وظَلَمَ. 

أجحفَ بـ يُجحف، إجحافًا، فهو مُجْحِف، والمفعول مجحَفٌ به
• أجحف بخصمه: اشتدّ في الإضرار به "لحق به إجحافٌ شديد- قانون مُجحِف- ينبغي حلّ مشكلة اللاجئين دون إجحاف بحقوقهم المشروعة" ° أجحف الحاكمُ بالنَّاس: ظلمهم وكلَّفهم مالا يطيقون- أجحف بهم الدَّهْرُ: استأصلهم وأهلكهم- أجحف بهم الفقرُ: أذهب أموالهم. 

جُحاف [مفرد]: (طب) خروج الطَّعام من البطن بدون أن يُهضم ° سيلٌ جُحاف: يجرف كلَّ شيء ويذهب به- موتٌ جُحاف/ وباء جُحاف: يحصد الأرواحَ. 

جَحْف [مفرد]: مصدر جحَفَ. 
[جحف] أَجْحَفَ به، أي ذهب به. وأَجْحَفَ به أيضاً، أي قار به ودنا منه. وجاحفه، أي زاحمه وداناه. ويقال: مر الشئ مُضِراً ومُجْحِفاً، أي مقارباً. وسيلٌ جُحافٌ بالضم، إذا جرفَ كلَّ شئ وذهب به. وقال : لها كفل كصفاة المسيل ابرز عنها جحاف مضر والجحاف أيضا: الموت، عن أبى عمرو. يقال: موت جحاف، يذهب بكل شئ. قال ذو الرمة: وكائن تخطت ناقَتي من مَفازَةٍ وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادر والجحاف أيضاً: مَشْيُ البطن من تُخمَة. والرجل مجحوف، قال الراجز: أرفقة تشكو الجحاف والقبص جلودهم ألين من مس القمص والجحاف بكسر الجيم: أن تصيب الدلوُ. فمَ البئر فينصب ماؤها، وربما تخرقت. قال الراجز: قد علمت دلو بنى مناف تقويم فرغيها عن الجحاف والجحوف. الدلوُ التي تَجْحَفُ الماء، أي تأخذه وتذهبُ به. وقول الشاعر: ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ ثَرِيدَةٍ وجَحْفُ حَرورَيٍّ بأبيضَ صارِمِ قال أبو عمرو: يعني أكْلَ الزبدِ بالتمر والضرب بالسيف. وجحفة: موضع بين مكة والمدينة، وهى ميقات أهل الشأم، وكان اسمها مهيعة فأجحف السيل بأهلها، فسميت جحفة.
(ج ح ف)

جَحَفَ الشَّيْء يَجْحَفُه جَحْفا: قشره.

والجَحْفُ والمجاحَفَةُ: أَخذ الشَّيْء واجترافه، إِلَّا أَن الاجتراف للشَّيْء الْكثير، والجَحْف للْمَاء والكرة وَنَحْوهمَا.

وسيل جُحافٌ: يذهب بِكُل شَيْء. وَقد اجْتَحَفَه.

والجُحْفَةُ، مَوضِع بالحجاز، زعم ابْن الْكَلْبِيّ أَن العماليق اخْرُجُوا بني عبيل، وهم إخْوَة عَاد، من يثرب فنزلوا الجُحْفةَ وَكَانَ اسْمهَا مهيعة فَجَاءَهُمْ سيل فاجْتحفُهمْ.

واجْتَحفْنا مَاء الْبِئْر، نزفناه بالكف أَو بِالْإِنَاءِ.

والجُحْفَةُ، مَا اجْتُحفَ مِنْهَا أَو بَقِي فِيهَا بعد الاجتحاف. والجُحْفَةُ والجَحْفَةُ، بَقِيَّة المَاء فِي جَوَانِب الْحَوْض، الْأَخِيرَة عَن كرَاع.

والجَحْفَةُ، الْيَسِير من الثَّرِيد يكون فِي الْإِنَاء لَيْسَ يملؤه.

والجحْفَةُ أَيْضا، ملْء الْيَد.

وجَحَفَ لَهُم، غَرَفَ.

وتَجاحَفوا الكرة بَينهم، دحرجوها، بالصوالجة.

وتجاحُفُ الْقَوْم فِي الْقِتَال، تنَاول بَعضــهم بَعْضًــا بِالْعِصِيِّ وَالسُّيُوف. وَفِي الحَدِيث: " إِذا تَجاحَفَت قُرَيْش المُلك فاتركوا الْعَطاء " أَي تناولته. والجِحافُ مزاحمة الْحَرْب.

والجِحافُ: أَن تصيب الدَّلْو فَم الْبِئْر فتنخرق، قَالَ:

قد علمَتْ دَلْوُ بني مَنافِ

تَقْويمَ فَرْغَيْها عَن الجِحافِ

والجِحافُ، المزاولة فِي الْأَمر.

وجاحَفَ عَنهُ، كجاحش.

وَمَوْت جُحافٌ، شَدِيد، قَالَ ذُو الرمة:

وكمْ زَلَّ عَنْهَا من جُحافِ المقادِرِ

وَقيل: الجُحاف، الْمَوْت، فجعلوه اسْما لَهُ.

والمجاحَفَةُ، الدنو، وَمِنْه قَول الْأَحْنَف: إِنَّمَا أَنا لبني تَمِيم كعلبة الرَّاعِي يُجاحِفُونَ بهَا يَوْم الْورْد. وأجْحفَ بِالطَّرِيقِ، دنا مِنْهُ وَلم يخالطه. وأجْحَفَ بِالْأَمر، قَارب الْإِخْلَال بِهِ.

وسَنَةٌ مُجْحفَةٌ: مضرَّة بِالْمَالِ.

وأجْحفَ بهم الدَّهْر، استأصلهم.

والجُحْفَةُ، النقطة من المرتع فِي قرن الفلاة، وقرنها رَأسهَا وقلتها الَّتِي تشتبه بالمياه من جوانبها جَمْعَاء، فَلَا يدْرِي القارب أَي الْمِيَاه مِنْهُ أقرب بطرفها.

وجَحَفَ الشَّيْء بِرجلِهِ يَجْحَفُهُ جَحْفا، إِذا رفسه حَتَّى يَرْمِي بِهِ. والجُحَافُ: وجع فِي الْبَطن يَأْخُذ من أكل اللَّحْم بحتا، كالحُجاف، وَقد جُحِف.

وجَحَّافٌ والجَحَّاف: اسْم.

وَأَبُو جُحيفة: آخر من مَاتَ بِالْكُوفَةِ من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جحف
ابن دريد: جحف الشيء برجله: إذا رفسه بها حتى يرمي به.
وقال ابن الأعرابي: جحفت لك: أي غرفت لك. والجحوف: الدلو التي تجحف الماء: أي تأخذه.
والجحوف: الثريد يبقى في وسط الجفنة.
وجحفت له من المال والمشروب جميعاً.
وجحف: قشر.
وجحف معه: مال.
وجحف لنفسه: جمع.
وأبو الجحاف - بالفتح والتشديد -: رؤبة بن أبي الشعثاء العجاج - واسمه عبد الله - بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
والجحاف - أيضاً -: محلة بنيسابور.
والجحفة: الغرفة من الطعام، وقال ابن الأعرابي: الجحفة ملء اليد، وجمعها: جحف، وتقول: بقيت من ماء البئر جحفة: أي غرفة.
والجحفة: ميقات أهل الشأم. وقال ابن دريد: ذكر أبن الكلبي: أن العماليق أخرجوا بني عبيل وهم اخوة عاد من يثرب فنزلوا الجحفة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها.
والجحفة - أيضاً -: القطعة من السمن.
وجبل جحاف - بالكسر -: من جبال اليمن.
وسيل جحاف - بالضم - وجراف: إذا جحف كل شيء وجرفه: أي قشره، قال امرؤ القيس:
لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسِيْلِ ... أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ
والجحاف - أيضاً -: الموت؛ عن أبي عمرو؛ ويقال: موت جحاف: أي يذهب بكل شيء، قال ذو الرمة:
وكائنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفَازَةٍ ... وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادير
والجحاف - أيضا -: مشي البطن عن تخمة، والرجل مجحوف، قال:
أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ ... جُلُوْدُهم ألْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ
وقول الشاعر:
ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ نَهِيْدَةٍ ... وجَحْفُ حَرُوْرِيٍِّ بأبيض صارم
قال أبو عمر: يعني أكل الزبد بالتمر والضرب بالسيف.
وأجحف به: أي ذهب به.
وأجحف به أيضاً: أي قاربه ودنا منه، يقال: مر الشيء مضراً ومجحفاً: أي مقارباً؛ وأجحفت بالطريق: وهو أن تدنو من الطريق ولا تخالطه.
والمجحفة: الداهية، لأنها تجحف بالقوم: أي تستأصلهم.
واجتحف الثريد: حمله بالأصابع الثلاث.
واجتحف: استلب، ومنه الحديث: فاجتحفها، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ش ق ح.
واجتحفنا ماء البئر: أي نزحناه ونزفناه.
والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة.
والتجاحف - أيضاً - في القتال: تناول بعضــهم بعضــاً بالعصي والسيوف، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه. " عن دِين أحَدِكُم ": أي مجاوزاً لدين أحدكم مباعداً له.
والمجاحف: أن تصيب الدلو فم البئر؛ وربما تخرقت، قال:
قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَني مَنَافِ ... تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحَافِ
وقال ابن فارسٍ: جاحف الذنب: إذا داناه.
والجحاف: القتال، قال العجاج:
وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجِا
والتركيب يدل على الذهاب بالشيء مستوعباً وعلى الميل والعدول.

جحف: جَحَفَ الشيءَ يَجْحَفُه جَحْفاً: قَشَرَه. والجَحْفُ

والـمُجاحَفَةُ: أَخْذُ الشيء واجْتِرافُه. والجَحْفُ: شِدَّةُ الجَرْفِ إلاَّ أَن

الجَرْفَ للشيء الكثير والجَحْفَ للماء والكُرَةِ ونحوهما. تقول:

اجْتَحَفْنا ماء البئرِ إِلا جَحْفَةً واحدةً بالكَفِّ أَو بالإناء. يقال:

جَحَفْتُ الكُرةَ من وجْهِ الأَرض واجْتَحَفْتُها. وسَيْلٌ جُرافٌ وجُحافٌ:

يَجْرُفُ كلَّ شيء ويَذْهَبُ به. قال ابن سيده: وسيل جُحاف، بالضم، يذهب بكل

شيء ويَجْحَفُه أَي يَقْشُرُه وقد اجْتَحَفَه؛ وأَنشد الأَزهريّ لامرِئ

القيس:

لَها كَفَلٌ كصَفاةِ المسيـ

ـلِ، أَبْرَزَ عنها جُحافٌ مُضِرُ

وأَجْحَفَ به أَي ذَهَبَ به، وأَجْحَفَ به أَي قاربه ودَنا منه، وجاحَفَ

به أَي زاحَمه وداناهُ. ويقال: مرَّ الشيء مُضِرًّا ومُجْحِفاً أَي

مُقارِباً. وفي حديث عَمّار: أَنه دخل على أُمّ سَلَمَة، وكان أَخاها من

الرَّضاعةِ، فاجْتَحَفَ ابْنَتَها زَيْنَبَ من حِجْرِها أَي

اسْتَلَبَها.والجُحْفَةُ: موضع بالحجاز بين مكة والمدينة، وفي الصحاح: جُحْفَةُ بغير

أَلف ولام، وهي مِيقاتُ أَهلِ الشامِ؛ زعم ابن الكلبي أَن العَمالِيقَ

أَخرجوا بني عَبِيلٍ، وهم إخْوة عادٍ، من يَثْرِبَ فنزلوا الجُحفة وكان

اسمها مَهْيَعَة فجاءَهم سَيْلٌ فاجْتَحَفَهم فسميت جُحْفةَ، وقيل: الجحفة

قرية تقرُب من سِيفِ البحر أَجْحَفَ السيلُ بأَهْلِها فسميت جُحْفَة.

واجْتَحَفْنا ماء البئر: نَزَفْناه بالكفّ أَو بالإناء. والجُحْفَةُ: ما

اجْتُحِفَ منها أَو بقي فيها بعد الاجْتحاف. والجَحْفَةُ والجُحْفَةُ:

بقيَّةُ الماء في جوانب الحَوْض؛ الأَخيرة عن كراع.

والجَحْفُ: أَكل الثَّرِيدِ. والجَحْفُ: الضرْبُ بالسيف؛ وأَنشد:

ولا يَسْتَوِي الجَحْفانِ: جَحْفُ ثَرِيدَةٍ،

وجَحْفُ حَرُورِيٍّ بأَبْيَضَ صارِمِ

يعني أَكلَ الزُّبْدِ بالتمر والضَرْبَ بالسيفِ. والجُحْفَةُ: اليَسيرُ

من الثريد يكون في الإناء ليس يملؤُه. والجَحُوفُ: الثّرِيدُ يَبْقَى في

وسَطِ الجَفْنَةِ. قال ابن سيده: والجُحْفَةُ أَيضاً مِلءُ اليدِ، وجمعها

جُحَفٌ.

وجَحَفَ لهم: غَرَفَ.

وتَجاحفُوا الكُرَةَ بينهم: دَحْرَجُوها بالصَّوالجة. وتَجاحُفُ القومِ

في القِتال: تناوُلُ بعضــهم بعضــاً بالعِصِيّ والسُّيُوفِ؛ قال العجاج:

وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا

يعني ما كسره التَّجاحُفُ بينهم، يريد به القتل. وفي الحديث: خذوا

العطاء ما كان عَطاء، فإذا تَجاحَفَتْ قُرَيْشٌ الـمُلْكَ بينهم فارْفُضُوه،

وقيل: فاتركوا العَطاء، أَي تَنَاوَلَ بعضــهم بعضــاً بالسيوف، يريد إذا

تَقاتَلُوا على الملك.

والجِحافُ: مُزاحمةُ الحرْبِ. والجَحُوفُ: الدَّلْوُ التي تَجْحَفُ

الماء أَي تأْخذه وتذهَب به. والجِحافُ، بالكسر: أَن يَسْتَقِيَ الرجلُ

فَتُصِيبَ الدَّلْوُ فمَ البئر فتَنْخَرِقَ ويَنْصَبّ ماؤها؛ قال:

قد عَلِمَتْ دَلْوُ بني مَنافِ

تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ

والجِحافُ: الـمُزاولةُ في الأَمر. وجاحَفَ عنه كجاحَشَ، ومَوْتٌ

جُحافٌ: شَدِيد يذهب بكل شيء؛ قال ذو الرمة:

وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفازةٍ،

وكمْ زَلَّ عنها من جُحافِ الـمَقادِرِ

وقيل: الجُحافُ الموتُ فجعلوه اسماً له. والـمُجاحَفةُ: الدُّنوُّ؛ ومنه

قول الأَحْنف: إنما أَنا لبني تَمِيمٍ كعُلْبةِ الرّاعي يُجاحِفُون بها

يومَ الوِرْدِ.

وأَجْحَف بالطريق: دَنا منه ولم يُخالِطْه. وأَجْحفَ بالأَمـْرِ: قارَبَ

الإخْلالَ به. وسنةٌ مُجْحِفةٌ: مُضِرَّةٌ بالمال. وأَجْحَفَ بهم

الدهرُ: اسْتأْصَلَهم. والسنة الـمُجْحِفَة:: التي تُجْحِفُ بالقوم قَتْلاً

وإفساداً لَلأَمـْوالِ. وفي حديث عمر أَنه قال لعديّ: إنما فَرَضْتُ لقوم

أَجْحَفَتْ بهم الفاقةُ أَي أَذْهَبَت أَموالَهم وأَفْقَرتْهم الحاجةُ.

وقال بعض الحكماء: مَن آثَرَ الدنيا أَجْحَفَتْ بآخِرته. ويقال: أَجْحفَ

العَدُوُّ بهم أَو السماء أَو الغيث أَو السيلُ دَنا منهم وأَخْطَأَهُم.

والجُحْفَةُ: النُّقْطَةُ من الـمَرْتَعِ في قَرْنِ الفَلاةِ، وقَرْنُها

رَأْسُها وقُلَّتُها التي تَشْتَبِهُ المياهُ من جوانبها جَمْعاء، فلا

يَدْرِي القارِبُ أَيُّ المياه منه أَقْربُ بطَرَفِها.

وجَحَفَ الشيءَ بِرِجْلِه يَجْحَفُه جَحْفاً إذا رَفَسَه حتى يرمي به.

والجُحافُ: وجَعٌ في البَطْنِ يأْخذ من أَكلِ اللحم بَحتاً كالحُجاف،

وقد جُحِفَ، والرجل مَجْحُوفٌ. وفي التهذيب: الجُحافُ مَشْيُ البَطْنُ عن

تُخَمةٍ، والرجل مَجْحُوفٌ؛ قال الراجز:

أَرُفقةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ،

جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ

الجُحافُ: وجع يأْخذ عن أَكل اللحم بَحْتاً، والقَبَص: عن أَكل التمر.

وجَحّافٌ والجَحّافُ: اسم رجل من العرب معروف. وأَبو جُحَيْفةَ: آخِرُ من

ماتَ بالكُوفة من أَصحاب رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.

جحف

1 جَحَفَهُ, aor. ـَ (K,) inf. n. جَحْفٌ, (TA,) He, or it, stripped off, scraped off, or otherwise removed, its superficial part; (K;) [and so ↓ اجتحفهُ; for you say,] اجتحف السَّيْلُ الوَادِي The torrent stripped off [or swept away] the superficial parts of the valley. (TA.) b2: He, or it, took away, carried away, or removed, the whole of it, or the greater part of it, or much of it; or swept it away: (K, TA:) or, as some say, vehemently. (TA.) And مُجَاحَفَةٌ [an inf. n. of ↓ جاحف] signifies The taking a thing, taking it away, removing it, or sweeping it away. (TA.) b3: He, or it, destroyed, and extirpated, him, or it; as also ↓ اجتحفهُ and به ↓ اجحف. (Mgh.) b4: It (a bucket) took it and bore it away; namely, water. (S, K.) b5: He collected it, لَنَفْسه for himself. (K.) b6: He laded it out with his hand or with a ladle, namely, food, (IAar, K,) and beverage, (TA,) لَهُ for him. (IAar, K.) b7: He threw it (a thing, IDrd) by kicking it with his foot. (IDrd, K.) b8: جَحَفَ الكُرَةَ (K) and ↓ اجتحفها (TA) He snatched away the ball (K, TA) from the ground. (TA in explanation of the former. See also جَحْفَةٌ.) b9: [The inf. n.] جَحْفٌ also signifies The act of eating (AA, S, TA) what is called ثَرِيد, (S, * TA,) or butter with dates, or with dried dates. (AA, S.) b10: And The act of striking, or smiting, with the sword. (AA, S, TA.) b11: And The act of ejecting, or expelling. (KL.) b12: And The doing damage, or an injury. (KL. [See also 4.]) b13: And جَحَفَ مَعَهُ He inclined with him, (K, TA,) عَلَى غَيْرِهِ against another: and in like manner, جَحَفَ لَهُ [he inclined to him]. (TA.) A2: جَحِفَ He (a man) was affected with the flux of the belly termed جُحَاف. (TA.) 3 جاحف, inf. n. مُجَاحَفَةٌ: see 1. b2: جاحفهُ, (S, K,) inf. n. as above, (TA,) also signifies He pushed, or pressed, against, or upon, him, or it; (S, K, TA;) and so جاحف بِهِ: (TA:) and clave to him, or it: (Ham p. 62:) and جِحَافٌ [which is also an inf. n. of the same verb] signifies the pushing, or pressing, one against another, or one upon another, in war: and the striving, struggling, contending, or conflicting, in an affair. (AA, TA.) Hence the saying of El-Ahnaf, إِنَّمَا أَنَا بَيْنَ تَمِيمٍ كَعُلْبَةِ الرَّاعِى يُجَاحِفُونَ بِهَا يَوْمَ الوِرْدِ, i. e. [I am, among Temeem, only like the milkingvessel of the pastor,] upon which they press, or crowd, together [on the day of coming to water]. (TA.) b3: He was, or became, near to him, or it. (S, IF, K.) So in the phrase جاحف الذَّنْبَ [He was, or became, near to committing the crime, or sin, or act of disobedience]. (IF, TA.) [See also 4.] b4: جاحف عَنْهُ He repelled from him. (TA.) b5: [The inf. n.] جِحَافٌ also signifies The act of fighting, or combating: (K:) and slaying. (TA.) b6: And A bucket's striking against the mouth of the well, so that its water pours out, and sometimes it becomes rent. (S, K.) 4 اجحف بِهِ, (inf. n. إِجْحَافٌ, Msb,) He, or it, took away, carried away, or removed, him, or it; (S, Msb, K;) said, in this sense, of a torrent: (Msb:) and extirpated him, or it; (S, Mgh, Msb;) said of a torrent, (S, Msb,) and of time, or fortune, and of a calamity. (TA.) See also 1. b2: He, or it, did damage, or an injury, to him. (KL, * MA.) [See also 1.] It is said by one of the sages, مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا أَجْحَفَ بِآخِرَتِهِ [He who prefers the enjoyments of the present life mars his enjoyments of the life to come]. (TA.) And you say, أَجْحَفَتْ بِهِ الفَاقَهُ Want reduced him to poverty, (K, TA,) and caused his property to pass away. (TA.) And أَجْحَفَتِ السَّنَةُ The year was, or became, one of drought, and dearth, or sterility. (Msb.) [Accord. to Fei,] إِجْحَافٌ is met. used as meaning (tropical:) The making to suffer excessive loss or detriment. (Msb.) [It is also used as a simple subst., meaning Damage, harm, or injury: pl. إِجْحَافَاتٌ.] b3: He imposed upon him, or tasked him with, (namely, his slave, Msb,) that which he was unable to do. (Msb, TA.) b4: [Hence, perhaps, (assumed tropical:) He strained it, or wrested it; namely, a word, or an expression.]

b5: He approached him, or it; was, or became, near to him, or it. (S, K.) [See also 3.] b6: He approached it, or drew near to it, (namely, a road,) but did not enter it. (TA.) And اجحف بِهِمْ, said of an enemy, and of a torrent, or rain, He, or it, approached them, or drew near to them, but missed them. (TA.) b7: He was near to falling short of accomplishing it, namely, an affair, or of doing what was requisite therein; or was near to being remiss therein. (TA.) 6 تجاحفوا They reached, or hit, one another with staves, (K, TA,) in the O, with bows, (TA,) and swords, (K, TA,) in fighting. (TA.) Hence the phrase, in a trad., إِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَيشٌ المُلْكَ بَيْنَهُمْ, i. e., When Kureysh shall contend together in fight for dominion. (TA.) b2: تجاحفوا الكُرَةَ بَيْنَهُمْ They contended together in snatching away the ball (تَخَاطَفُوهَا) with the goff-sticks, (K, * TA,) after rolling it along. (TA.) 8 اجتحفهُ: see 1, in three places. b2: Also He seized it, took it, or carried it off, by force. (K, TA.) b3: He took it up, namely, the food called ثَريد, with the three fingers. (Sgh, K.) b4: He exhausted it, namely, the water of a well, (K, TA,) with the hand or with a vessel. (TA.) جَحْفٌ: see the next paragraph.

جَحْفَةٌ A portion of clarified butter. (Sgh, K.) b2: See also the next paragraph.

A2: An affection resembling مَغَص [or pain and griping] in the belly, (K, TA,) arising from indigestion. (TA.) [See also جَحَافٌ.]

A3: The playing with the ball; as also ↓ جَحْفٌ [inf. n. of جَحَفَ, q. v.]. (K.) جُحْفَةٌ A portion of water remaining in the sides of a watering-trough or tank; as also ↓ جَحْفَةٌ. (Kr, K.) b2: The water that is exhausted from a well: or, that remains in the well after the exhausting [of the rest]. (K.) b3: A small quantity of the food called ثَرِيد, in a vessel, not filling it. (K.) b4: The quantity that is laded out at once, of food: or a handful: (IAar, K:) pl. جُحَفٌ. (TA.) b5: A portion of scattered herbage in the قَوْز (a mistake for قَرْن, meaning the most elevated part, TA) of a desert, (K, TA,) resembling waters on all its sides, such as that the seeker of water knows not which of the waters is the nearest to the extremity thereof. (TA.) جُحَافٌ That carries away everything; applied to a torrent; (S, K;) as also ↓ جَاحِفٌ; (TA;) and to death. (S, K.) b2: Death [itself]. (S, K.) b3: A flux of the belly, arising from indigestion: (S, K:) or a pain that attacks in consequence of eating flesh-meat without bread. (TA.) [See also جَحْفَةٌ.]

جَحُوفٌ A bucket (دَلْوٌ) that takes and bears away water. (S, K.) b2: Food of the kind called ثَرِيد remaining in the middle of a bowl. (IAar, K.) جَاحِفٌ: see جُحَافٌ مَرَّ الشَّىْءُ مُضِرًّا وَمُجْحِفًا The thing passed by approaching, or coming near. (S.) b2: سَنَةٌ مُجْحِفَةٌ A year that renders the cattle lean: or a year that destroys people, or impoverishes them, or injures them, (تُجْحِفُ بِهِمْ,) by slaughter, or by marring, or destroying, the cattle. (TA.) b3: and مُجْحِفَةٌ, alone, A calamity; (K;) because it extirminates people. (TA.) مَجْحُوفٌ A man affected with the flux of the belly termed جُحَافٌ. (S, K.)
جحف
) جَحَفَهُ، كَمَنَعَهُ جَحْفاً: قَشَرَهُ، وجَحَفَهُ: جَرَفَهُ، وأَخَذَهُ، وَقيل: الجَحْفُ: شِدَّةُ الجَرْفِ، إِلاّ أَنَّ الجَرْفَ للشَّيْءِ الكثيرِ. جَحَفَهُ لنفسهِ: جَمَعُه، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: جَحَفَ الشَّيْءِ بِرِجْلِهِ: رَفَسَهُ بهَا حَتَّى يَرْمِيَ بِهِ، وجحف مَعَه على غيرهمال وَكَذَلِكَ جَحَفَ لَهُ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ جَحَفَ لَهُ الطَّعَامَ: أَي غَرَفَ، وكذلِكَ المَشْرُوبَ جَحَفَ لنَفْسِهِ: جَمَعَ وَهَذَا تَكْرارٌ مَعَ مَا سَبَقَ لَهُ. وجَحَفَ الكُرَةَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ خَطَفَهَا.
والْجَحُوفُ، كصَبُورٍ: الثَرِيدُ يَبْقَى فِي وَسَطِ الْجَفْنَةِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَفِي الصِّحاحِ: الْجَحُوفُ: الدَّلْوُ الَّتِي تَجْحَفُ الْمَاءَ، أَي تَأْخُذُهُ وتَذْهَبُ بِهِ.
الجَحّافُ كشَدَّادٍ: مَحَلَّةٌ بِنَيْسَابُورَ نُسِبَ إِليها بعضُ المُحَدِّثينَ.
وأَبو الجَحَّافِ: رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ، واسمُ العَجّاجِ عبدُ اللهِ، وكُنْيَتُه أَبو الشَّعَثَاءِ: رَاجِزٌ من بني سَعْدِ بنِ مالكِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْد مَناةَ بنِ تَمِيمٍ، تَقَدَّم نَسَبُه فِي) رأب (وَفِي) ع ج ج (.
وأَبُو جُحَيْفَةَ، كجُهَيْنَةَ: كُنْيَةُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ويُقَال: وَهْبُ بنُ وَهْبٍ السُّوَائِيُّ الصَّحَابِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم وَهُوَ مُرَاهِقٌ، ووَلِيَ بَيْتَ المالِ لعلىٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ آخِرُ مَن مَاتَ بِالْكُوفَةِ مِن الصَّحابةِ.
والْجَحْفَةُ: الْقِطْعَةُ مِن السَّمْنِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والْجَحْفَةُ أَيضاً: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي جَاَونبِ الْحَوْضِ، ويُضَمُّ، وهذِه عَن كُرَاعٍ، الْجَحْفَةُ: شِبْهُ الْمَغَصِ فِي الْبَطْنِ عَن تُخَمَةٍ، والجَحْفَةُ: اللَّعِبُ بالكُرَةِ، كالْجَحْفِ بغَيْرِ هاءٍ، وَقد جَحَفَها مِن الأَرْضِ: إِذا خَطَفَهَا. الجُحْفَةُ، بِالضَّمِّ: مَا اجْتُحِفَ مِن مَاءِ الْبِئْرِ، أَو بَقِيَ فِيهَا بَعْدَ الاجْتِحَافِ، والمُرَادُ بالاجْتِحَافِ النَّزْفُ بالْكَفِّ أَو بالإِنَاءِ، والجُحْفَةُ: الْيَسِيرُ مِن الثَّرِيدِ فِي الإِنَاءِ لَا يَمْلَؤُهُ، يُقال: أَتَي بقَصْعَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِلاَّ جُحْفَةٌ: أَي ليستْ مَلأْي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والجُحْفَةُ: النُّقْطَةُ مِن الْمَرْتَعِ فِي قَوْزِ الْفَلاَةِ، هكذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ فِي) قَرْنِ الفَلاَةِ، وقَرْنُهَا: رَأْسُهَا وقُتَّلُهَا الَّتِي تَشْبَهُِ المِياهُ من جَوانِبِهَا جَمْعَاء فَلَا يَدْرِي القَارِبُ أَيَّ الْمِياهِ مِنْهُ أَقْرَب بِطَرَفِهَا، والجُحْفَةُ الْغَرْفَةُ مِن الطَّعَامِ، أَو مِلءُ الْيَدِ، وَهَذَا عنِ ابنِ الأعْرَابِيِّ، والجمعُ: جُحَفٌ.
الجُحْفَةُ: مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّأْمِ، كَمَا جاءَ فِي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وكانَتْ قَرْيَةً جَامِعَةً، على اثْنَيْنِ وثَمَانِينَ مِيلاً مِن مَكَّةَ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وكانَتْ بِهِ، وكانتْ تُسَمَّى مَهْيَعَةَ كَمَا تقدَّم فِي هيع فَنَزَلَ بهَا بَنو عُبَيْدٍ كأَميرٍ بالَّلام، وَهُوَ الصَّوابُ، وَفِي بعض النّسخ بَنو عُبَيْدٍ، كزُبَيْرٍ بالدَّالِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وهم إِخْوَةُ عَادِ ابْن عَوْصِ بن إِرَمَ، وَكَانَ أَخْرَجَهُم الْعَمَالِيقُ، وهم مِن وَلَدِ عِمْلِيقِ بنِ لاَوَذَ بنِ إِرَمَ من يَثْرِبَ، فَجَاءَهُمْ سَيْلُ الْجُحَافِ، فَاجتْحَفَهُمْ، فَسُمِّيَتِ الْجُحْفَةَ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ الْكَلبِيِّ، وَقَالَ غيرُه: الجُحْفَةُ قَرْيَةٌ تَقْرُبُ مِن سِيفِ البَحْرِ، أجْحَفَ السَّيْلُ بِأَهْلِهَا فَسُمِّيَتْ جُحْفَةً.
وجَبَلُ جِحَافٍ، ككِتَابٍ باليَمَنِ، هكذَا ضَبَطَهُ الصَّاغَانيُّ فِي العُبَابِ، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلَةِ ضَبْطُهُ بِالضَّمِّ، ومثلُه فِي التَّبْصِيرِ للحافظِ، وَهُوَ الصَّوابُ، وَمِنْه الفَقِيهُ إِسماعِيلُ الجُحَافِيُّ، قَالَ الحافِظُ: شاعِرٌ مُعَاصِرٌ، من أَهْل تَعِزَّ طَارَحَنِي بأَبيات لَمَّا قَدِمْتُهَا، فَأَجَبْتُهُ.
والجُحَافُ كغُراب: المَوْتُ عَن أَبِي عمروٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، جعَلَه اسْما لَهُ.
الجُحاف: مَشْىُ الْبَطْنِ عَن تُخَمَةٍ، والرَّجُلُ مَجْحُوفٌ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ: أَرُفَقهٌ تَشْكُو الْجُحَافُ والْقَبَصْ جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ الْقُمُصْ وقيلَ: الجُحَافُ: وَجَعٌ يأْخُذ عَن أَكْلِ اللَّحْمِ بَحتاً، والقَبَصُ: عَن أكْلِ التَّمْرِ، وَقد جُحِفَ الرَّجُلُ كَعُنِيَ.
وسَيْلٌ جُحاف: يَجْحَفُ كُلَّ شْيءٍ ويَجْرُفُه ويَقْشِرُه، وكذلِك جُرَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(لَهَا كَفَلٌ كَصَفَاةِ الْمَسِي ... لِ أَبْرَزَ عَنْهَا جُحَافٌ مُضِرّْ)
ومَوْتٌ جُحَافٌ: شَدِيدٌ: يَذْهَبُ بكلِّ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لذِي الرُّمَّةِ:
(وكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازَةٍ ... وكَمْ زَلَّ عَنْهَا مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ)

وأجْحَفَ بِهِ: ذَهَبَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَجْحَفَتْ بِهِ الْفَاقَةُ: أَذْهَبَتْ مَالَهُ، وأَفْقَرَتْهُ الْحَاجَةُ، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: قَال لِعَدِيٍّ:) إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بهمُ الْفَاقَةُ (وَقَالَ بعضُ الحُكَمَاءِ، مَن آثَرَ الدُّنْيَا أَجْحََف بآخِرَتِهِ.
وأَجْحَفَ بِهِ أَيضاً: قَارَبَهُ، ودَنَا مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: مَرَّ الشَّيْءِ مُضِرّاً، ومُجْحِفاً، أَي: مُقَارِباً، ويُقَال: أجْحَفَ بالطَّرِيقِ: دَنَا مِنْهُ، وَلم يُخَالِطْهُ.
والْمُجْحِفَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الدَّاهِيَةُ لأَنَّهَا تُجْحِفُ بالقَوْمِ، أَي: تَسْتَأْصِلُهم.
واجْتَحَفَهُ اجْتِحَافاً: اسْتَلَبَهُ، وَمِنْه حديثُ عَمَّارٍ:) أَنَّه دخَل علَى أٌ مِّ سَلَمَةَ وَكَانَ أَخَاهَا مِن الرَّضاعَةِ فاجْتَحَفَ ابْنَتَهَا زَيْنَبَ مِن حِجْرِهَا (.
اجْتَحَفَ الثَّرِيدَ: حَمَلَهُ بِالأَصَابِعِ الثَّلاَثِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ.
اجْتَحَفَ مَاءَ الْبِئْرِ: نَزَحَهُ ونَزَفَهُ بالكَفِّ، أَو بالإِناءِ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ هِيَ الجُحْفَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ آنِفاً.
وتَجَاحَفُوا فِي الْقِتَال: تَنَاوَلَ بَعْضُــهُمْ بَعْضــاً بالْعِصِىَّ، وَوَقَعَ العُبابِ: بِالْقِسِيِّ والسُّيُوفِ وَمِنْه الحَديثُ:) خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطَاءً، فَإِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ فارْفُضُوهُ، يُرِيدُ: إِذا تَقاتَلُوا عَلَى المُلْكِ.
وتَجَاحَفُوا الْكُرَةَ بينهُمْ: دَحْرَجُوهَا، وتَخَاطَفُوهَا بِالصَّوَالِجِ.
ويُقَال: جَاحَفَهُ مُجَاحَفَةً: إِذا زَاحَمَهُ، وَكَذَا جَاحَفَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ الأَحْنِفِ:) إِنَّمَا أَنا لِبَنِي تَمِيمٍ كعُلْبَةِ الرَّاعِي يُجَاحِفُونَ بهَا يَوْمَ الوِرْدِ (.
وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: جَاحَف الذَّنْبَ: دَانَاهُ.
الجِحَافُ، كَكِتَابٍ الْقِتَالُ.
قَالَ العَجّاجُ: وكَانَ مَا اهْتَضَّ الْجِحَافُ بَهْرَجَا يعْنِي مَا كَسَرَهُ التَّجاحُفُ بَيْنَهم يُرِيدُ بِهِ القْتَلَ. فِي الصِّحاحِ: الجِحَافُ: أَنْ تُصِيبَ الدَّلْوُ فَمَ الْبِئْرِ فَيَنْصَبَّ مَاؤُهَا، ورُبَّمَا تَخَرَّقَتْ، قَالَ الرَّاجِزُ: قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِي مُنَافِ)
تقْوِيمَ فَرْغَيْهَا عَنِ الْجِحَافِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُجَاحَفَةُ: أَخْذُ الشَّيْءِ: واجْتِرَافُهُ، واجْتَحَفَ السَّيْلُ الوَادِيَ: قَشَرَهُ.
واجْتَحَفَ الْكُرَةَ خَطَفَها.
والَجْحُف، بالفَتْحِ أَكْلُ الثَّرِيدِ.
والجَحْفُ أَيضاً الضَّرْبُ بالسَّيْفِ، وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر:
(ولاَ يَسْتَوِي الْجَحْفَانِ جَحْفُ ثَرِيدَةٍ ... وجَحْفُ حَرُورِيٍّ بِأَبْيَضَ صَارِمِ)
قَالَ أَبو عَمْروٍ، والجِحَافُ بالكَسْرِ: المُزَاحَمَةُ فِي الحَرْاِب، والمُزَاوَلَةُ فِي الأَمْرِ. وَجَاحَفَ عَنهُ كجَاحَشَ.
وأَْجْحَفَ بالأَمْرِ: قارَبَ الإِخْلالَ بِهِ.
وأَجْحَفَ بهم فُلانٌ: كَلَّفَهُم مَا لَا يُطِيقُونَ.
وسَنَةٌ مُجْحِفَةٌ: مُضِرَّةٌ بالْمَالِ.
وأَجْحَفَ بهم الدَّهْرُ: اسْتَأْصَلَهُم.
وقيلَ: السَّنَةُ: المُجْحِفَةُ: الَّتِي تُجْحِفُ بالقَوْمِ قَتْلاً وإِفْسَاداً لِلأَمْوَالِ، وأَجْحَفَ العدُوُّ بِهِمْ، والسماءُ والسَّيْلُ، أَو الغَيْثُ: دَنَا مِنْهُم: وأَخْطَأَهُم، وسَيْلٌ جَاحِفٌ، كجُحَافٍ.
وجَحَّافٌ، كشَدَّادٍ: اسمُ رجلٍ من العَرَبِ مَعروفٌ، وَيُقَال: الجَحَّافُ بالَّلامِ.
وَالْقَاضِي أَبو أَحمد جَعْفَرُ بنُ عبد اللهِ الجَحَّافِيُّ، قُتِلَ بِبَلَنْسِيَةَ سنة ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ.
قلتُ: وَهُوَ نِسْبةٌ إِلَى الجَدِّ، أَو إِلَى مَوْضِع بالغَرْبِ، ويبُعد أَن يكونَ مَنْسُوباً إِلَى مَحَلٍّ بنَيْسَابُورَ بِالضَّمِّ، والتَّخْفيفِ، محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن أَبي الوَزِيرِ التَّاجِرُ الجُحَافِيُّ سَمع أَبا حاتمٍ الرَّازِيَّ، وَعنهُ الحاكمُ وغيرُه، مَاتَ سمة، وَهُوَ ابنُ إِحْدَى وتِسْعِين سَنَةً.
والجَحَّافُ، كشَدَّادٍ: لَقَبُ محمدِ بِن جعفرِ بن القاسِمِ بن عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ محمدِ بنِالقاسم الرَّسِّيِّ الْحَسَنِيِّ، وَمن وَلَدِه إِبراهيمُ بن المَهْدِيِّ بن أَحمدَ بنُ يحيى بنِ القاسِمِ بنِ يحيى بن عليان بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الحَسَنِ بن مُحَمَّدٍ ابنِ حَيّانَ بنِ مُحَمَّد الجَحَّافُ، عَقِبُهُ بالْيَمَنِ سَادَةٌ عُلَمَاء بُلَغاءُ شُعَرَاءُ وُوَزَرَاءُ أُمَرَاءُ.
ج ح ف: (أَجْحَفَ) بِهِ ذَهَبَ بِهِ. وَ (جُحْفَةُ) مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَهِيَ مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّامِ وَكَانَ اسْمُهَا مَهْيَعَةَ فَأَجْحَفَ السَّيْلُ بِأَهْلِهَا فَسُمِّيَتْ جُحْفَةَ. 

السّطح

السّطح:
[في الانكليزية] Surface ،area
[ في الفرنسية] Surface ،superficie
بالفتح وسكون الطاء المهملة بمعنى بام وبالاى هر چيز- الجهة العليا لأي شيء- كما في الصّراح. وعند بعض المتكلمين هو الجواهر الفردة المنضمّة في جهتين فقط، أي في الطول والعرض. وقد يسمّى سطحا جوهريّا. وعند الحكماء هو العرض المنقسم في جهتين فقط، أي العرض الذي يقبل الانقسام طولا وعرضا لا عمقا، ونهايته الخطّ. والخطّ عرض يقبل الانقسام في جهة واحدة أي طولا فقط، ونهايته النقطة. والنقطة عرض لا يقبل الانقسام أصلا أي لا طولا ولا عرضا ولا عمقا. والسطح يسمّى بسيطا أيضا، وهو عندهم قسم من المقدار الذي هو الكم المتصل كما يجيء في موضعه، وهو قسمان: إمّا مفرد وهو ما يعبّر عنه باسم واحد كثلاثة وكجذر خمسة. وإمّا مركّب وهو ما يعبّر عنه باسمين ويسمّى ذا الاسمين كثلاثة وجذر خمسة مجموعين. وأيضا إمّا مستو وهو ما يكون الخطوط المستقيمة المفروضة عليه متحاذية أي متقابلة بأن لا يكون بعضــها أرفع وبعضــها أخفض، فخرج سطح الكرة لعدم كون الخطوط المفروضة عليه مستقيمة، وسطح الأسطوانة والمخروط المستديرين لعدم كون الخطوط المفروضة عليه متحاذية. أو يقال هو ما يماسّه جميع الخطوط المستقيمة المخرجة عليه في أيّ جهة تخرج. فبقيد المستقيمة خرج سطح الكرة.
وبقيد أي جهة يخرج سطح الأسطوانة والمخروط المستديرين، فإنّه وإن ماسّته جميع الخطوط المستقيمة المخرجة عليه لكن لا في أي جهة، بل في بعضــها. وإما غير مستو وهو بخلافه فإن كان بحيث إذا قطع بسطح مستو حدثت فيه أي في ذلك السطح المقطوع دائرة، إمّا في جميع الجهات كسطح الكرة أو في بعضــها كسطح المخروط والأسطوانة المستديرين فهو مستدير.
وقد يخص السطح المستدير بالأول أي بما إذا قطع بسطح مستو حدثت فيه الدّائرة في جميع الجهات فيكون المستدير بهذا المعنى مرادفا للسطح الكروي. وقد يطلق على سطح الأسطوانة المستديرة وعلى سطح إحدى نهايتيه نقطة والأخرى محيط دائرة تكون بحيث تتساوى الخطوط المخرجة من تلك النقطة إلى ذلك المحيط وهو السطح المخروطي. وإن لم يكن السطح الغير المستوي بحيث إذا قطع بسطح مستو حدثت فيه دائرة في جميع الجهات أو في بعضــها يسمّى منحنيا ومحدّبا. هكذا يستفاد من شرح خلاصة الحساب.
قال عبد العلي البرجندي في حاشية الچغمني: السطح المستدير يطلق على معنيين:
أحدهما عام شامل لسطح الأسطوانة والمخروط والبيضي وغيرها، وهو الذي إذا قطع بسطح مستو في بعض الجهات تحدث دائرة. وثانيهما خاص وهو الذي إذا قطع بسطح مستو في أي جهة كانت تحدث دائرة. وقد يطلق السطح المستدير على بعضــه انتهى. ثم إنّ كلا من المستوي والمستدير إمّا متواز أو غير متواز، وقد مرّ في لفظ التوازي. والسطح المحدّب والسطح المقعّر من الفلك يجيء ذكره في لفظ الفلك.

أَمن

(أَمن) على دُعَائِهِ قَالَ آمين وعَلى الشَّيْء دفع مَالا منجما لينال هُوَ أَو ورثته قدرا من المَال مُتَّفقا عَلَيْهِ أَو تعويضا عَمَّا فقد يُقَال أَمن على حَيَاته أَو على دَاره أَو سيارته (مج) وَفُلَانًا جعله فِي أَمن وَفُلَانًا على كَذَا أَمنه
(أَمن)
أمنا وأمانا وَأَمَانَة وَأمنا وإمنا وأمنة اطْمَأَن وَلم يخف فَهُوَ آمن وَأمن وَأمين يُقَال لَك الْأمان أَي قد آمنتك والبلد اطْمَأَن فِيهِ أَهله وَالشَّر وَمِنْه سلم وَفُلَانًا على كَذَا وثق بِهِ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ أَو جعله أَمينا عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {هَل آمنكم عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أمنتكم على أَخِيه من قبل}

(أَمن) أَمَانَة كَانَ أَمينا
أَمن
: ( {الأَمْنُ} والآمِنُ، كصاحِبٍ) ،
(يقالُ: أَنْتَ فِي {آمِنٍ أَي} أَمْنٍ.
وقالَ أَبو زِيادٍ: أَنْتَ فِي آمن مِن ذلِكَ أَي فِي {أَمانٍ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ مِن وُرُودِ المَصْدرِ على فاعِلٍ وَهُوَ غَريبٌ.
(ضِدُّ الخَوْفِ) .
(وقالَ المَناوِي: عدمُ تَوقُعِ مَكْروهٍ فِي الزَّمنِ الْآتِي، وأَصْلُه طمأْنِينَةُ النَّفْسِ وزَوالُ الخَوْفِ. وَقد (} أَمِنَ، كفَرِحَ، {أَمْناً} وأماناً بفتْحِهِما) ، وَكَانَ الإِطْلاقُ فيهمَا كافِياً عَن ضبْطِهما، ( {وأَمَناً} وأَمَنَةً، محرَّكتينِ، {وإِمْناً، بالكسْرِ) وَهَذِه عَن الزجَّاج. وَفِي التنْزِيلِ العَزيزِ: {} أَمَنَةً نُعاساً} نُصِبَ لأنَّه مَفْعولٌ لَهُ كقوْلِكَ فعَلْتُ ذلكَ حَذَرَ الشَّرِّ؛ وَمِنْه حدِيثُ نُزولِ عيسَى، عَلَيْهِ السّلام: (وتَقَعُ {الأَمَنَةُ فِي الأرضِ) ، أَي الأَمْنُ. (فَهُوَ} أَمِنٌ {وأَمِينٌ، كفَرِحٍ وأَميرٍ) :) عَن اللّحْيانيّ.
(ورَجُلٌ} أُمَنَةٌ، كهُمَزَةٍ ويُحَرَّكُ: {يأْمَنُهُ كلُّ أَحَدٍ فِي كلِّ شيءٍ) ؛) ونَقَلَ الجوْهرِيُّ اللّغَتَيْن.
وقَرَأَ أَبو جَعْفرٍ المَدنيُّ: لسْتُ} مُؤْمِناً أَي لَا {نُؤَمِّنك؛ (وَقد} آمَنَهُ) ، بالمدِّ، ( {وأَمَّنَهُ) ، بالتّشْديدِ على كَذَا.
(} والأَمِنُ، ككَتِفٍ: المُسْتَجِيرُ {ليَأْمَنَ على نَفْسِه) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقُرِىءَ فِي سورَةِ بَراءَة: {إنَّهم لَا} إيمانَ لَهُم} ، بالكسْرِ، أَي لَا إجارَةَ، أَي لم يَفُوا وغَدَروا.
( {والأَمانَةُ} والأَمَنَةُ) ، محرَّكةً: (ضِدُّ الخِيانَةِ، وَقد {أَمِنَهُ) ؛) وقالَ اللَّحْيانيُّ: رَجُلٌ أَمَنةٌ، محرَّكةً: لَا يُصَدِّق بكلِّ مَا سمعَ وَلَا يُكَذِّبُ بشيءٍ، (كسَمِعَ وأَمَّنَهُ} تأْمِيناً {وائْتَمَنَه} واسْتَأْمَنَه) بمعْنًى واحِدٍ.
وقَرَأَ: {مَا لَكَ لَا {تأْمَننا على يوسفَ} بينَ الإِدغامِ والإِظهارِ.
قالَ الإِمامُ الأَخْفش: والإِدْغامُ أَحْسنُ. وتقولُ:} اؤْتُمِن فلانٌ، على مَا لم يُسمَّ فاعلُه، فَإِن ابْتَدَأَتَ بِهِ صيَّرْتَ الهَمْزَةَ الثانيَةَ واواً، لأنَّ كلَّ كلمةٍ اجْتمَعَ فِي أَوَّلِها هَمْزتانِ وَكَانَت الأُخْرى مِنْهُمَا ساكِنَةً، فلكَ أَن تُصَيِّرها واواً إِن كانتِ الأُولى مَضْمومَة، أَو يَاء إنْ كانتِ الأُولى مكْسورَةً نَحْو إِيتَمَنه، أَو أَلِفاً إِن كانتِ الأُولى مَفْتوحَةً نَحْو آمَنُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤَذِّنُ {مُؤْتَمَنٌ) ؛ مُؤْتَمَنُ القوْمِ: الَّذِي يثِقُون إِلَيْهِ ويتَّخِذُونَه أَمِيناً حافِظاً.
ويقالُ: مَا كانَ فلانٌ أَمِيناً، (وَقد} أَمُنَ، ككَرُمَ، فَهُوَ {أَمينٌ} وأُمَّانٌ، كرُمَّانٍ) ، أَي لَهُ دينٌ، وقيلَ: ( {مَأْمونٌ بِهِ ثِقَةٌ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للأَعْشَى:
ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجر} الأُمَّانِ مَوْروداً شرابُهْ (وَمَا أَحْسَنَ {أَمْنَكَ) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) ، أَي (دينَكَ وخُلُقَكَ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه (} وآمَنَ بِهِ {إِيماناً: صَدَّقَهُ.
(} والإِيمانُ) :) التَّصدِيقُ، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ الزَّمَخَشْريُّ فِي الأساسِ واتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ العلْمِ مِن اللّغَويِّين وغيرِهم.
وقالَ السَّعْد، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: إنَّه حَقيقَةٌ وظاهِرُ كَلامِه فِي الْكَشَّاف أنَّ حَقيقَةَ آمَنَ بِهِ {آمَنَه التّكْذِيبَ، لأنَّ} أَمِنَ ثُلاثيًّا مُتَعدَ لواحِدٍ بنفْسِه، فَإِذا نقل لبابِ الأَفْعالِ تعدَّى لاثْنَيْن، فالتَّصْدِيق عَلَيْهِ معْنَى مجازِي {للإِيمانِ وَهُوَ خِلافُ كَلامِه فِي الأَساسِ، ثمَّ إنَّ} آمن يتعدَّى لواحِدٍ بنفْسِه وبالحَرْفِ ولاثنين بالهَمْزَةِ، على مَا فِي الكشافِ والمصْباحِ وغيرِهِ.
وقيلَ: إِنَّه بالهَمْزَةِ يتعدَّى لواحِدٍ كَمَا نَقَلَه عبدُ الحكِيمِ فِي حاشِيَةِ القاضِي.
وقالَ فِي حاشِيَةِ المطول: أَمَن يتعدَّى وَلَا يتَعدَّى.
وقالَ بعضُ المُحَقّقين:! الإِيمانُ يتعدَّى بنفْسِه كصَدَّق، وباللامِ باعْتِبارِ معْنَى الإذْعانِ، وبالباءِ باعْتِبارِ معْنَى الاعْتِرافِ إشارَةً إِلَى أنَّ التَّصْدِيقَ لَا يُعْتَبرُ بدُون اعْتِرافٍ.
(و) قد يكونُ الإِيمانُ بمعْنَى: (الثِّقَةُ) يتعدَّى بالباءِ بِلا تَضْمِينٍ؛ قالَهُ البَيْضاوِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وقالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُ آمَنَ {أَأْمَنَ بهَمْزَتَيْن، لُيِّنَت الثانِيَةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: أَصْلُ الإِيمانِ الدُّخولُ فِي صِدْقِ الأمانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَه اللَّهُ تعالَى عَلَيْهَا، فإنِ اعْتَقَدَ التَّصْديقَ بقلْبِه كَمَا صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدَّى} الأَمانَةَ وَهُوَ {مُؤْمنٌ، وَمن لم يَعْتَقدِ التَّصْديقَ بقلْبِه فَهُوَ غيرُ مُؤَدَ} للأَمانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَه اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُنافِقٌ، ومَن زَعَمَ أَنَّ الإِيمانَ هُوَ إِظْهارُ القَوْل دُونَ التَّصْديقِ بالقلْبِ فَهُوَ لَا يَخْلُو مِن أَنْ يكونَ مُنافِقاً أَو جَاهِلا لَا يَعْلم مَا يقولُ أَو يُقالُ لَهُ.
قُلْتُ: وَقد يُطْلَقُ الإِيمانُ على الإقْرارِ باللِّسانِ فَقَط كقوْلِه تَعَالَى: {ذَلِك بأنَّهم {آمَنُوا ثمَّ كَفَرُوا} ، أَي آمَنُوا باللِّسانِ وكَفَرُوا بالجنانِ فتأَمَّل.
(و) قد يكونُ الإيمانُ (إظهارُ الخُضوعِ.
(و) أَيْضاً: (قُبولُ الشَّريعَةِ) وَمَا أَتَى بِهِ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واعْتقادُه وتَصْديقُه بالقلْبِ؛ قالَهُ الزجَّاجُ.
قالَ الإمامُ الرَّاغبُ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: الإيمانُ يُسْتَعْملُ تارَةً اسْماً للشَّريعَةِ الَّتِي جاءَ بهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتارَةً يُسْتَعْملُ على سبيلِ المدْحِ، ويُرادُ بِهِ إذْعانُ النَّفْسِ للحقِّ على سبيلِ التَّصْديقِ وذلكَ باجْتِماعِ ثلاثَةِ أَشْياءٍ تَحْقيقٌ بالقلْبِ وإقرارٌ باللِّسانِ وعَمَلٌ بالأرْكانِ، ويقالُ لكلِّ واحِدٍ مِنَ الاعْتِقادِ والقَوْلِ والصِّدْقِ والعَمَلِ الصالحِ} إيمانٌ. ( {والأمينُ: القَوِيُّ) لأنَّه يُوثَقُ بقُوَّتِهِ} ويُؤْمَنُ ضعفُه.
(و) قالَ ابنُ السِّكّيت، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَمينُ: ( {المُؤْتَمِنُ؛ و) أَيْضاً: (المُؤْتَمَنُ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) } الأَمينُ: (صفَةُ اللَّهِ تَعَالَى) ، هَكَذَا مُقْتَضَى سِياقِه وَفِيه نَظَرٌ إلاَّ أَنْ يكونَ الأَمينُ بمعْنَى {المُؤْمن للغَيْرِ، وإلاَّ فَالَّذِي فِي صفَتِه تَعَالَى فَهُوَ المُؤْمن جلَّ شَأْنه، ومعْناه أَنَّه تعالَى آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، أَو} آمَنَ أَوْلياءَه عذَابَه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ورَوَى المنْذرِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى عَن أَبي العبَّاس: هُوَ المصدِّقُ عبادَه المُسْلمين يومَ القِيامَةِ إِذا سُئِلَ الأُمَمُ عَن تَبْلِيغِ رُسُلِهم، فيُكذِّبونَ أَنْبياءَهم، ويُؤْتَى بسيِّدِنا محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيَسْأَلُونَه عَن ذلِكَ فيُصدِّقُونَ الماضِينَ، فيُصدِّقُهم اللَّهُ تَعَالَى، ويصدِّقُهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وقيلَ: هُوَ الَّذِي يَصْدُقُ عِبادَه مَا وَعَدَهُم فَهُوَ مِن الإِيمانِ التَّصدِيقِ، أَو {يُؤْمِنُهم فِي القِيامَةِ عَذابَه فَهُوَ مِن} الأَمانِ ضِدّ الخَوْف؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(وناقَةٌ {أَمونٌ: وَثيقَةُ الخَلْقِ) } يُؤْمَنُ فُتورُها وعِثارُها، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: هِيَ الموثقةُ الخَلْقِ الَّتِي {أُمِنَتْ أَن تكونَ ضعيفَةً، اه. وَهُوَ فَعولَةٌ جَاءَ فِي موْضِعِ مَفْعولةٍ، كَمَا يقالُ: ناقَةٌ عَضوبٌ وحَلوبٌ.
وَفِي الأساسِ: ناقَةٌ أَمونٌ: قويَّةٌ} مأْمونٌ فُتُورُها، جُعِلَ الأَمْنُ لَهَا وَهُوَ لصاحِبِها؛ (ج) {أُمُنٌ، (ككُتُبٍ.
(و) مِن المجازِ: (أَعْطَيْتُه مِن} آمَنِ مالِي) ، كصاحِبٍ: أَي (مِن خالِصِه وشرِيفِه) ، يعْنِي بالمالِ الإِبِلَ، أَو أَيَّ مالٍ كانَ، كأَنَّه لَو عَقَلَ! لأَمِنَ أَن يُبْدَلَ؛ قالَ الحُوَيْدرَةُ: ونَقِي {بآمِنِ مالِنا أحْسابَناونُجِرُّ فِي الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعِي (و) مِن المجازِ: (مَا} أَمِنَ أَن يَجِدَ صَحابَةً) :) أَي (مَا وَثِقَ) أَن يَظْفَرَ. يقالُ ذلِكَ لمَنْ نَوى السَّفَرَ، (أَو مَا كادَ.
( {وآمينُ، بالمدِّ والقَصْرِ) ، نَقَلَهما ثَعْلَب وغيرُهُ، وكِلاهُما يصحُّ مَشْهوراً، ويقالُ: القَصْرُ لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ: والمدُّ إشْباعٌ بدَليلِ أَنَّه ليسَ فِي اللغَةِ العربيَّةِ كَلمةٌ على فاعِيلٍ.
قالَ ثَعْلَب: قوْلُهم} آمينُ هُوَ على إشْباعِ فتْحَةِ الهَمْزَةِ فنَشَأَتْ بعْدَها أَلِفٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ فِي القَصْرِ لجبيرِ بنِ الأَضْبط:
تَباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ رأيْتُه {أَمينَ فزادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنا بُعْداوأَنْشَدَ فِي المَمْدُودِ لمجنُونِ بَني عامِرٍ:
يَا ربِّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبداً ويَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قَالَ} آمِينا وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي فِي لُغَةِ القَصْر:
سَقَى اللَّهُ حَيًّا بينَ صارَةَ والحِمَى حِمَى فَيْدَ صَوْبَ المُدْجِناتِ المَواطرِأَمِينَ ورَدَّ اللَّهُ رَكْباً إليهمبِخَيْرٍ ووَقَّاهُمْ حِمامَ المَقادِرِ (وَقد يُشَدَّدُ المَمْدودُ) ؛) أَشارَ بقوْلِهِ: وَقد إِلَى ضعْفِ هَذِه اللغَةِ. ونَقَلَها عياضٌ عَن الدَّاودي، وأَنْكَرَها غيرُ واحِدٍ مِن أَئمَةِ اللُّغَةِ؛ فَفِي الصِّحاحِ فتَشْديدُ الميمِ خَطَأٌ.
وَفِي الفصيح: قالَ المَناوي: وقوْلُ بعضِ أَهْلِ اللُّغَةِ إنَّه لُغَةٌ وهمٌ قدِيمٌ وسبَبُه أنَّ (أَبَا) العبَّاسِ أحْمد بن يَحْيَى قالَ:! وآمِينَ كعاصِينَ لُغَةٌ فتَوَهم أنَّ المُرادَ بِهِ صِيغَة الجَمْع لأنَّه قابلَه بالجَمْعِ ويردُّه قَوْل ابْن جنِّي مَا نَصَّه: فأَمَّا قَوْل أَبي العبَّاس أنَّ آمِينَ بمنْزلَةِ عاصِينَ فَإِنَّمَا يُريدُ بِهِ أنَّ الميمَ خَفيفَةٌ كصادِ عاصِينَ، لَا يُريدُ بِهِ حَقيقَةَ الجَمْعِ، وكيفَ ذلكَ وَقد حُكي عَن الإمامِ الحَسَنِ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَنَّه قالَ: إنَّ آمِينَ اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، فأَيْنَ لكَ فِي اعْتِقادِ معْنَى الجَمْع على هَذَا التَّفْسِير؟
قالَ المَناوِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: ثمَّ إنَّ المعْنَى غيرُ مُسْتَقيمٍ على التَّشديدِ لأنَّ التَّقديرَ وَلَا الضَّالِّين قاصِدِينَ إِلَيْك، وذلكَ لَا يَرْتَبِط بمَا قَبْله.
(ويُمالُ أَيْضاً) ، نُقِلَ ذلكَ (عَن) الإِمامِ الحَسَنِ أَحْمد بن محمدٍ (الواحِدِي فِي) تفْسِيرِه (البَسِيطِ) وَهُوَ أَكْبَر مِن الوَسِيط والوَجِيز، وَقد شارَكَه الإِمامُ أَبو حامِدٍ الغَزاليّ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي تَسْمِيةِ كُتُبِه الثلاثَةِ المَذْكُورَةِ، تُوفي الإمامُ الواحِدِيُّ سَنَة 468، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهَذِه الإمالَةُ غَيْر مَعْروفَةٍ فِي مُصنَّفاتِ كُتُبِ اللُّغَةِ، وحَكَاها بعضُ القرَّاءِ وقالَ: هِيَ لثْغَةٌ لــبعضِ أَعْرابِ اليَمَنِ.
واخْتَلَفُوا فِي معْنَى هَذِه الكَلِمَةِ فقيلَ: (اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تعالَى) .
(رَوَاه ابنُ جنِّي عَن الحَسَنِ، رحِمَه اللَّهُ.
والأَزْهريُّ عَن مجاهِدٍ قالَ: وَلَا يصحُّ ذلكَ عنْدَ أَهْلِ اللّغَةِ من أنَّه بمنْزِلَةِ يَا أللَّه وأَضْمِر اسْتَجِبْ لي، قالَ وَلَو كانَ كَمَا قالَ لرُفِع إِذا أُجْرِي وَلم يكنْ مَنْصوباً.
(أَو مَعْناه: اللَّهمَّ اسْتَجِبْ) لي، فَهِيَ جمْلةٌ مُركَّبَةٌ مِن اسمٍ وفِعْلٍ؛ قالَهُ الفارِسِيُّ؛ قالَ: ودَليلُ ذلكَ أنَّ موسَى، عَلَيْهِ السَّلام، لمَّا دَعَا على فِرْعونَ وأَتْباعِه قالَ هَارون، عَلَيْهِ السّلام: آمِينَ، فطبَّق الجُمْلةَ بالجمْلةِ فِي موْضِعِ اسمِ الاسْتِجابَةِ: كَمَا أنَّ صَهْ مَوْضوعٌ موْضِعُ، اسْكُتْ، وحقُّه مِنَ الإِعرابِ الوَقفُ لأنَّه بمنْزِلَةِ الأَصْواتِ إِذا كانَ غَيْرَ مُشْتقَ مِن فِعْلٍ لَهُ، لأنَّ النونَ فُتِحَتْ فِيهِ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن وَلم تُكْسرِ النُّونُ لثقلِ الكَسْرةِ بعْدَ الياءِ، كَمَا فَتَحوا كيفَ وأَينَ.
(أَو) مَعْناه: (كذلِكَ فليكُنْ) ، أَو كذلكَ يكونُ، (أَو كذلكَ) ربّ (فافْعَلْ) وَفِي حدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ رَفَعَه: (آمِينَ خَاتِمَة ربِّ العالَمِيْن على عبادِهِ {المُؤْمِنِين) .
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: ومِن الغَريبِ قَوْل بعض العُلَماء: آمِينَ بَعْد الفاتِحَةِ دُعاءٌ مُجْمَل ويَشْتملُ على جَمِيعِ مَا دُعي بِهِ فِي الفاتِحَةِ مفصَّلاً، فكأَنَّه دعى مَرَّتَيْن؛ كَذَا فِي التَّوْشيحِ.
(وعبْدُ الرَّحْمنِ بنُ آمِينَ) ، بالمدِّ، (أَو يامينٍ) ، بالياءِ، (تابِعِيٌّ) ذَكَرَه ابنُ الطَحَّانِ؛ وعَلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الإمامُ ابنُ حبَّان فِي الثِّقات وقالَ: هُوَ مَدنيٌّ يَرْوِي عَن أَنَس بن مالِكٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وَعنهُ عبدُ الرحمنِ أَبو العَلاءِ.
(} والأُمَّانُ، كرُمَّانٍ: مَنْ لَا يَكْتُبُ كأَنَّه أُمِّيٌّ.
(و) أَيْضاً: (الزُّرَاعُ) ، كرُمَّانٍ أَيْضاً؛ وَفِي نسخةِ: الزِّرَّاعُ، بالكسْرِ.
( {والمَأْمُونِيَّةُ} والمَأْمَنُ: بَلَدانِ بالعِراقِ) ، الأُولى نِسْبَة إِلَى {المَأْمُون العبَّاسِيّ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(} وآمنةُ بنْتُ وهْبِ) بنِ عبْدِ مَنَاف بنِ مرَّةَ بنِ كِلابٍ (أُمُّ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛) وأُمُّ وهْبٍ عاتِكَةُ بنْتُ الأَقصى السّلَميَّة، وأُمُّ السيِّدَةِ! آمِنَة، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهَا، مرَّةُ بنْتُ عبدِ العُزى بنِ غنمِ بنِ عبدِ الدَّارِ بنِ قصيَ، كَمَا ذَكَرْناه فِي العقْدِ المنظم فِي ذِكْرِ أُمَّهاتِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(و) المُسَمَّات {بآمِنَةَ (سَبْعُ صَحابِيَّاتٍ) وَهِي: آمِنَةُ بنْتُ الفَرجِ الجُرْهمِيَّةُ، وابْنَةُ الأَرْقَم، وابْنَةُ خَلَف الأَسْلميَّة، وابْنَةُ رقش، وابْنَةُ سعْدِ بنِ وهْبٍ، وابْنَةُ عفَّان، وابْنَةُ أَبي الصَّلْت.
وفَاتَهُ: ذِكْرُ آمِنَة بنْتُ غفار، وابْنَة قرْط بنِ خنارٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عنهنَّ.
(وَأَبُو آمِنَةَ الفَزارِيُّ؛ وقيلَ) :) أَبو أُمَيَّةَ (بالياءِ، صَحابِيٌّ) رأَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبحنجم، رَوَى عَنهُ أَبو جَعْفرٍ الفرَّاءُ.
(} وأَمَنَةُ بنُ عيسَى، محرَّكةً) ، عَن أَبي صالِحٍ: (كاتِبُ اللّيْثِ، مُحَدِّثٌ) .
(وسِياقُ المصنِّفِ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، يَقْتَضي أَنَّه هُوَ كاتِبُ اللّيْثِ.
قالَ الحافِظُ: وَهُوَ فَرْدٌ.
(وكزُبَيْرٍ) :) ابنُ دَرْء بنِ نضلَةَ بنِ نهضَةَ (الحِرْمازِيُّ) عَن جَدِّه نضلَةَ، وَعنهُ ابْنُه الجُنَيْد؛ (و) {أُمَيْنُ بنُ مُسْلمٍ (العَبْسِيُّ) مِن عَبْس مُرَاد، حَكَى عَنهُ سعيدُ بنُ عفير؛ (و) أُمَيْنُ (بنُ عَمْرٍ والمَعافِرِيُّ) أَبو خارِجَةَ، تابِعِيٌّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ؛ (وأَبو أُمَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، البَهْرانِيُّ) عَن القاسِمِ بنِ عبْدِ الرَّحمنِ الشَّاميِّ؛ (وأَبو أُمَيْنٍ: صاحِبُ أَبي هُرَيْرَةَ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ أَبو الْوَازِع، (رُواةُ) الآثارِ.
(و) قوْلُه تعالَى: { (إنَّا عَرَضْنا} الأَمانَةَ) على السَّمواتِ والأرْضِ} الآيَة؛ فقد رُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ وابنِ جُبَيْرٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهما قَالَا: (أَي الفَرائِضَ المَفْروضَةَ) على عِبادِهِ.
وقالَ ابنُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: (عُرِضَتْ على آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، الطاعةُ والمَعْصيةُ وعُرِّفَ ثَوابَ الطاعَةِ وعِقابَ المَعْصيةِ) .
(أَو) الأَمانَةَ هُنَا (النِّيَّةَ الَّتِي يَعْتَقِدُها) الإِنْسانُ (فيمَا يُظْهِرُه باللِّسانِ مِن الإِيمانِ ويُؤَدِّيَه من جَميعِ الفَرائِضِ فِي الظَّاهِرِ، لأنَّ اللَّهَ تعالَى ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، وَلم يُظْهِرْها لأَحَدٍ من خَلْقِه، فَمَنْ أَضْمَرَ من التَّوْحيدِ) ومِن التَّصْديقِ (مِثْلَ مَا أَظْهَرَ فقد أَدَّى الأَمانَةَ) ، ومَنْ أَضْمَرَ التّكْذيبَ وَهُوَ مُصَدِّقٌ باللِّسانِ فِي الظاهِرِ فقد حَمَل الأَمانَةَ وَلم يُؤَدِّها، وكلُّ مَنْ خانَ فيمَا اؤتُمِنَ عَلَيْهِ فَهُوَ حامِلٌ؛ والإِنْسانُ فِي قوْلِه: {وحَمَلَها الإنْسانُ} ؛ هُوَ الكافِرُ الشاكُّ الَّذِي لَا يُصدِّقُ، وَهُوَ الظَّلُومُ الجَهُولُ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ وأَيَّدَه.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، رَفَعَه: (الإِيمانُ {أَمانَةٌ وَلَا دِينَ لمَنْ لَا أَمانَةَ لَهُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأمانُ: ضِدّ الخَوْفِ.
{وآمنَهُ: ضِدُّ أَخَافَه.
ورجُلٌ} آمِنٌ ورِجالٌ {أَمَنةٌ، ككاتِبٍ وكَتَبَةٍ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وأَصْحابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي) ، وقيلَ: جَمْعُ} أَمِينٍ وَهُوَ الحافِظُ؛ وجَمْعُه أُمَنَاهُ أَيْضاً.
ورجُلٌ {أَمِنٌ} وأَمِينٌ بمعْنًى واحِدٍ.
والبَلَدُ {الأَمِينُ: مكَّةُ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى.
} والأَمِينُ أَيْضاً: {المَأْمُونُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ الشاعِرِ:
أَلم تَعْلِمي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنيحلَفْتُ يَمِينا لَا أَخونُ أَمِينيوفي الحدِيثِ: (مَنْ حَلَفَ} بالأَمانَةِ فليسَ مِنَّا) ، وكأَنَّهم نُهُوا عَن ذلِكَ، لأنَّ الأَمانَةَ ليْسَتْ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وإِنَّما هِيَ أَمْرٌ مِن أُمُورِه فَلَا يُسَوَّى بَيْنَها وبينَ أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا نُهُوا عَن الحَلْفِ بالآباءِ، وَإِذا قالَ الحالِفُ: {وأَمانَةِ اللَّهِ كانتْ يَمِيناً عنْدَ الإِمامِ أَبي حَنيفَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، والشافِعِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، لَا يعدُّها يَمِيناً.
} والأمانَةُ: الأَهْلُ والمَالُ المَوْدُوعُ.
وَقد يُرادُ {بالإيمانِ الصَّلاةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَا يُضِيعَ} إيمَانكُمْ} .
{وآمِنُ الحِلْم: وَثِيقُه الَّذِي قد أَمِنَ اخْتِلالَهُ وانْحِلالَهُ؛ قالَ:
والخَمْرُ ليْسَتْ منْ أَخِيكَ ولكنْ قد تَغُرُّ} بآمِنِ الحِلْمِورُوِي: قد تَخُون بثامِرِ الحِلْم، أَي بِتامِّه.
{والمَأْمُونَةُ مِن النِّساءِ: المُسْترادُ لمِثْلِها.
} والأَمِينُ {والمَأْمُونُ: من بَني العبَّاسِ، مَشْهورَان.
} والمُؤْتمِنُ: إِسْحَاق بنُ جَعْفرٍ الصَّادِق، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا، رَوَى عَنهُ الثَّوْريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
{واسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ: دَخَلَ فِي} أَمانه؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
{وأُمَيْنُ بنُ أَحمدَ اليَشْكرِيُّ، كزُبَيْرٍ: وَلِيَ خُراسانَ لعُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ؛ هَكَذَا ضَبَطَه سَيْف، ويقالُ آخِره رَاءٌ.
} وأَمْنٌ، بالفتْحِ: ماءٌ فِي بِلادِ غَطَفانَ، ويقالُ: يَمْنٌ أَيْضاً كَمَا سَيَأْتِي.
{والمَأْمونِيَّةُ: نوعٌ مِنَ الأَطْعِمةِ نُسِبَ إِلَى المَأْمُون.
} والمَأْمَنُ: موْضِعُ الأمانِ.
{والأمنية: مِن أَسْماءِ المَدينَةِ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاةِ والسَّلام.
} وأَمَّنَ {تَأْمِيناً: قالَ: آمِينَ.
} وَإيْتَمَنَهُ {كائْتَمَنَه، عَن ثَعْلَب.
} واسْتَأْمَنَه: طَلَبَ مِنْهُ الأَمانَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
شَرِبْتُ مِنْ! أَمْنِ دَواءِ المَشْي يُدْعى المَشُوَّ طَعْمُه كالشَّرْيقالَ الأَزْهرِيُّ: أَي مِنْ خالِصِ دَواءِ المَشْيِ.
وَفِي النوادِرِ: أَعَطَيْتُ فلَانا مِنْ أَمْنِ مَالِي؛ فسَّرَه الأزْهرِيُّ فقالَ: مِن خالِصِ مالِي.
{والأَمِينُ، كأَميرٍ: بليد فِي كُورَةِ الغربية مِن أَعْمالِ مِصْرَ؛ نَقَلَهُ ياقوت.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.