Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بعر

ستذ

س ت ذ : الْأُسْتَاذُ كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ وَمَعْنَاهَا الْمَاهِرُ بِالشَّيْءِ وَإِنَّمَا قِيلَ أَعْجَمِيَّةٌ لِأَنَّ السِّينَ وَالذَّالَ الْمُعْجَمَةَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ وَهَمْزَتُهُ مَضْمُومَةٌ. 
ستذ
: واستدرك شيخُنَا لفظَ الأُستاذ، وَهُوَ من الأَلفاظ الدائرة الْمَشْهُورَة الَّتِي يَنْبَغِي التعرُّض لَهَا وإِيضاحها وإِن كَانَ عَجَمِيًّا، وَكَون الْهمزَة أَصْلاً هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ صَنِيع الشهَاب الفيُّوميّ، لأَنه ذكره فِي الْهمزَة، وَقَالَ: الأُستاذ: كلمة أَعجميّة، وَمَعْنَاهَا الماهِرُ بالشيءِ الْعَظِيم، وَفِي شفاءِ الغليل: وَلم يُوجد فِي كلامغ جاهليَ، والعامّة تقولُه بِمَعْنى الخَصِيّ، لأَنّه يُؤَدّب الصِّغَار غَالِباً، وَقَالَ الْحَافِظ أَبو الخطّاب بن دِحْيَةَ فِي كتابٍ لَهُ سمّاهُ المُطرِب فِي أَشعار أَهْل المغرِب: الأُسْتَاذ: كلمةٌ ليستْ بِعَربيَّةٍ، وَلَا تُوجد فِي الشِّعْرِ الجاهليّ، واصطلَحَتِ العامَّةُ إِذا عَظَّمُوا المَحْبُوب أَن يخاطبوه بالأُستاذِ، وإِنما أَخذُوا ذالك مِن الماهرِ بِصَنْعَتِه، لأَنه ربّما كانَ تَحْتَ يدِه غِلمانٌ يُؤَدِّبهم، فكأَنَّه أُستاذٌ فِي حُسْنِ الأَدبِ، حَدَّثنا بهشذا جماعةٌ ببغدادَ، مِنْهُم أَبو الْفرج بن الجَوْزِيّ، قَالَ: سمعتُه من شيخِنَا اللُّغوِيّ أَبي مَنصور الجَوَالِيقي فِي كِتَابه المُعَرّب، من تأْليفه، قَالَه شيخُنَا. قلت:
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

السَّفْرُ

السَّفْرُ: الكَنْسُ، وابنُ نُسَيْرٍ التابِعيُّ، ووالِدُ أبي الفَيْضِ يوسفَ، والأسماءُ: بالسكونِ، والكُنَى: بالحركةِ.
والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ.
والسُّفارَةُ: الكُناسةُ، والكَشْطُ، والتفريقُ، يَسْفِرُ في الكلِّ، والأَثَرُ
ج: سُفُورٌ. وسَفْرُ بنُ نُسَيْرٍ: محدثٌ.
ورجلٌ سَفْرٌ وقومٌ سَفْرٌ وسافِرةٌ وأسْفارٌ وسُفَّارٌ: ذَوُو سَفَرٍ، لِضِدِ الحَضَرِ.
والسافِرُ: المُسافِرُ، لا فِعْلَ له، والقليلُ اللحمِ من الخيلِ، وبهاءٍ: أُمَّةٌ من الرُّومِ، كأنه لبُعدِهِمْ وتَوَغُّلِهِم في المَغْرِبِ، ومنه الحديثُ: " لولا أصواتُ السافِرَةِ، لَسَمِعْتُمْ وجْبَةَ الشمسِ".
والمِسْفَرُ: الكثيرُ الأَسْفارِ، والقَوِيُّ على السَّفَرِ، وهي: بهاءٍ.
والسُّفْرَةُ، بالضم: طَعامُ المُسافِرِ، ومنه: سُفْرَةُ الجِلدِ. وككتابٍ: حديدَةٌ، أو جِلْدَةٌ تُوضَعُ على أنْفِ البعيرِ بمنزلةِ الحَكَمَةِ من الفرسِ
ج: أسْفِرَةٌ وسُفْرٌ وسَفائِرُ، وقد سَفَرَهُ يَسْفِرُهُ وأسْفَرَه وسَفَّرَه.
وسَفَرَ الصُّبْحُ يَسْفِرُ: أضاءَ وأشْرَقَ كأَسْفَرَ،
وـ الحَرْبُ: ولَّتْ،
وـ المرأةُ: كشَفَتْ عن وجْهِها، فهي سافِرٌ،
وـ الغَنَمَ: باع خيارَها،
وـ بين القومِ: أصْلَحَ، يَسْفِرُ ويَسْفُرُ سَفْراً وسَفارَةً وسِفارَةً، فهو سَفِيرٌ. وكتَنُّورٍ: سَمَكةٌ كثيرَةُ الشَّوْكِ، وبهاءٍ: السَّبُّورَةُ. وكقَطَامِ: بِئْرٌ قِبَلَ ذِي قارٍ لِبَنِي مازِنِ بنِ مالِكٍ.
والسَّفيرُ: ما سَقَطَ من ورقِ الشَّجَرِ،
وع، وبهاءٍ: قِلادَةٌ بِعُرًــى من ذهبٍ وفِضَّةٍ، وناحيةٌ ببلادِ طَيِّئٍ.
وكزبيرٍ: ع. وكجُهَيْنَةَ: هَضْبَةٌ.
ومَسافِرُ الوَجْهِ: ما يَظْهَرُ منه.
وأسْفَرَ: دَخَلَ في سَفَرِ الصُّبْحِ،
وـ الشَّجَرَةُ: صارَ ورَقُها سَفِيراً،
وـ الحَرْبُ: اشْتَدَّتْ.
وسَفَّرَه تَسْفيراً: أرْسَلَه إلى السَّفَرِ،
وـ الإِبِلَ: رَعاها بين العِشاءَيْنِ وفي السَّفيرِ، فَتَسَفَّرَتْ هي،
وـ النارَ: أَلْهَبَها.
وتَسَفَّرَ: أتى بِسَفَرٍ،
وـ الجِلْدُ: تأثَّرَ،
وـ شيئاً من حاجتِهِ: تَدارَكَه،
وـ النِّساءَ: اسْتَسْفَرَهُنَّ،
وـ فلاناً: طَلَبَ عنده النِّصْفَ من تَبِعَةٍ كانت له قِبَلَه.
والسِّفْرُ: الكِتابُ الكبيرُ، أو جُزْءٌ من أجْزاءِ التَّوْراةِ.
والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ، جَمْعُ سافِرٍ، والملائِكَةُ يُحْصونَ الأَعْمَالَ، وبلا هاءٍ: قَطْعُ المَسافةِ
ج: أسْفار، وبَقِيَّةُ بياضِ النهارِ بعدَ مغِيبِ الشمسِ،
وع، وة بِحَرَّانَ. وأبو السَّفَرِ، محركةً: سَعيدُ بنُ محمدٍ من التابعينَ. وعبدُ اللهِ بنُ أبي السَّفَرِ: من أتباعِهِمْ. وأبو الأَسْفَرِ: رَوَى عن ابنِ حَكيمٍ عن عَلِيٍّ: مَجْهولٌ.
والناقةُ المُسْفِرَةُ الحُمْرَةِ: التي ارتَفَعَتْ عن الصَّهْباءِ شيئاً. وكمُعَظَّمَةٍ: كُبَّةُ الغَزْلِ.
وسافَرَ إلى بَلَدِ كذا سِفاراً ومُسافَرَةً: مَضَى،
وـ فلانٌ: ماتَ.
وانْسَفَرَ: انْحَسَرَ،
وـ الإِبِلُ: ذَهَبَتْ،
وـ الرِّياحُ: يُسافِرُ بعضُها بَعْضاً، لأَنَّ الصَّبَا تَسْفِرُ ما أسْدَتْهُ الدَّبُورُ، والجَنوبُ تُلْحِمُه.

القَتْرُ

القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقَةُ من العَيشِ. قَتَرَ يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً، فهو قاتِرٌ وقَتُورٌ وأقْتَرُ.
وقَتَّرَ عليهم،
وأقْتَرَ: ضَيَّقَ في النَّفَقَةِ.
والقَتَرُ والقَتَرَةُ، محرَّكتينِ،
والقَتْرَةُ، بالفتح: الغَبَرَةُ، وكهُمامٍ: ريحُ البَخُورِ والقِدْرِ والشِّوَاءِ والعَظْمِ المُحْرَقِ.
قَتِرَ، كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ،
وقَتَّرَ تَقْتِيراً: سَطَعَتْ رائحَتُهُ.
وقَتَّرَ للأَسَدِ تَقْتيراً: وضَعَ له لَحْماً يَجِدُ قُتارَهُ،
وـ لِلوَحْشِ: دَخَّنَ بِأَوْبَارِ الإِبِلِ لِئَلاَّ يَجِدَ ريحَ الصَّائِد،
وـ فلاناً: صَرَعَه على قُتْرَةٍ.
وقَتَّرَ بينهما تَقْتيراً: قارَبَ.
والقُتْرُ، بالضم وبضَّمتينِ: الناحِيَةُ، والجانِبُ
ج: أقْتارٌ.
وتَقَتَّرَ: غَضِبَ، وتَنَفَّشَ،
وـ للأَمْرِ: تَهَيَّأ له،
وـ فُلاناً: حاوَلَ خَتْلَهُ،
وـ عنه: تَنَحَّى.
والتَّقاتُرُ: التَّخَاتُلُ.
والقَتْرُ: القَدْرُ، ويُحَرَّكُ، وبالكسر: نَصْلٌ لِسهامِ الهَدَفِ، أو قَصَبٌ يُرْمَى بها الهَدَفُ. وككتفٍ: المُتَكَبِّرُ. وكأميرٍ: الشَّيْبُّ، أو أولُهُ، ورُؤُوسُ مَساميرِ الدُّرُوعِ.
والقاتِرُ والمُقْتِرُ، كمُحْسِنٍ، من الرِّحالِ والسُّرُوجِ: الجَيِّدُ الوُقُوعِ على الظَّهْرِ، أو اللطيفُ منها.
والقُتْرَةُ، بالضم: ناموسُ الصائِدِ، وقد أقْتَرَ فيها، وكُثْبَةٌ من بَعَرٍ أو حَصًى.
وقَتَرَ الشيءَ: ضَمَّ بعضَه إلى بعضٍ،
وـ الدِّرْعَ: جَعَلَ فيها قتِيراً،
وـ الشيءَ: لَزِمَهُ،
كأَقْتَرَ.
وابنُ قِتْرَةَ، بالكسر: حَيَّةٌ خبيثَةٌ إلى الصِّغَرِ.
وأبو قِتْرَةَ: إبليسُ، لَعَنَه الله تعالى،
أو قِتْرَةُ: عَلَمٌ للشَّيطانِ.
وأقْتَرَ: افْتَقَرَ،
وـ المرأةُ: تَبَخَّرَتْ بالعودِ.
والقَتُورُ: البَخيلُ. وكجُهَينة: اسمٌ، وأبو قَبيلةٍ من تُجِيبَ، منهم: المُحدِّثانِ محمدُ بنُ رَوْحٍ، والحسنُ بنُ العَلاءِ القُتَيْريانِ.

وَضَعَ

(وَضَعَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَجِّ «وأَوْضَع فِي وَادِي مُحَسِّر» يُقَالُ: وَضَعَ الْبَعِيرُ يَضَعُ وَضْعاً، وأَوْضَعَهُ راكِبُه إِيضَاعاً، إِذَا حَمله على سُرْعَة السَّير. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِنَّكَ واللَّهِ سَقَعْتَ الحاجِبَ، وأَوْضَعْتَ بالراكِب» أَيْ حَملْته عَلَى أنْ يُوضِع مَرْكُوبَه.
وَمِنْهُ حَدِيثِ حُذَيْفة بْنِ أسِيد «شَرُّ النَّاسِ فِي الفتْنة الراكِبُ الْمُوضِعُ» أَيِ المُسْرِع فِيهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَن رَفَع السلاحَ ثُمَّ وَضَعَهُ فدَمُه هَدَرٌ» وَفِي رِوَايَةٍ «مَن شَهَر سَيْفَه ثُمَّ وَضَعَه» أَيْ مَن قاتَل بِهِ، يَعْني فِي الفتْنة. يُقَالُ: وَضَعَ الشَّيءَ مِنْ يَدِه يَضَعُهُ وَضْعاً، إِذَا أَلْقَاهُ، فَكَأَنَّهُ ألقاهُ فِي الضَّرِيبَةِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ سَدَيْف للسَّفَّاح:
فَضَعِ السَّيفَ وارْفَعِ السَّوطَ حتَّى ... لَا تَرى فَوْق ظَهرِها أُمَوِيَّا
أَيْ ضَعِ السَّيْفَ فِي المَضْرُوب بِهِ، وارْفَعِ السَّوطَ لِتَضْرِبَ بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ «لَا يَضَع عَصاه عَنْ عاتِقه» أَيْ أَنَّهُ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ.
وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ كَثْرة أسْفارِه؛ لِأَنَّ المُسافِر يَحْمِل عَصَاهُ فِي سَفَره.
وَفِيهِ «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ» أَيْ تَفْرِشُها لتَكُون تَحْتَ أقدامِه إِذَا مَشَى. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ مُسْتَوْفىً فِي حَرْفِ الْجِيمِ.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ وَاضِعٌ يَدَه لُمِسِيء اللَّيْلِ لِيَتُوبَ بِالنَّهَارِ، ولُمِسِيء النَّهَارِ لِيَتُوبَ بِاللَّيْلِ» أراد بالوضع هاهنا البَسْط. وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «إِنَّ اللَّه باسِطٌ يَدَه لُمِسِيء اللَّيْلِ» وَهُوَ مَجَازٌ فِي البَسْط واليَد، كَوَضْع أجْنِحَة الْمَلَائِكَةِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْوَضْعِ الإمْهَالَ، وَتركَ المُعاجَلة بالعُقُوبة. يُقَالُ: وَضَعَ يَدَه عَنْ فُلَانٍ، إِذَا كَفَّ عَنْهُ. وَتَكُونُ اللَّامُ بِمَعْنَى عَنْ: أَيْ يَضَعُها عَنْهُ، أَوْ لامُ أجْلِ: أَيْ يَكُفُّها لأجْلِه. وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَتَقاضَى المُذْنِبين بالتَّوْبَة لِيَقْبَلَها مِنْهُمْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ وَضَعَ يَده فِي كُشْيَةِ ضَبٍّ، وَقَالَ: إِنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُحَرِّمْه» وَضْعُ اليدِ: كِناية عَنِ الأخْذ فِي أكلِه.
(س) وفيه «يَنْزِل عيسى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَضَعُ الجِزْيةَ» أَيْ يَحْمِل الناسَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ، فَلَا يَبْقَى ذمِّيٌّ تَجْري عَلَيْهِ الْجِزْيَةُ. وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَبْقَى فَقيرٌ مُحْتاج؛ لإستِغناءِ النَّاسِ بكَثْرة الأمْوال، فتُوضَع الجِزْية وتَسْقُط، لِأَنَّهَا إِنَّمَا شُرِعَت لِتزيدَ فِي مَصالح الْمُسْلِمِينَ وتَقْوِيةً لَهُمْ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ مُحْتاجٌ لَمْ تُؤْخَذ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ويَضَعُ العِلَم» أَيْ يَهْدِمُه ويُلْصِقُه بِالْأَرْضِ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِنْ كنتَ وضَعْتَ الحرْبَ بيْنَنا وَبَيْنَهُمْ» أَيْ أسْقَطْتَها.
(هـ) وَفِيهِ «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَع لَهُ» أَيْ حَطَّ عَنْهُ مِنْ أَصْلِ الدَّيْن شَيْئًا .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِذَا أحدُهُما يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ ويَسْتَرْفِقُه» أَيْ يَسْتَحِطُّه مِنْ دَيْنِه.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «إِنْ كَانَ أحدُنا ليَضَعُ كَمَا تَضَع الشَّاةَ» أَرَادَ أَنَّ نَجْوَهُم كَانَ يَخْرُج بَعْراً؛ ليُبْسِه مِنْ أكلِهم وَرَقَ السَّمُر، وعَدَمِ الغِذاء الْمَأْلُوفِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ «لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ، ووَضَائِعُ المِلْك» الْوَضَائِعُ:
جَمْعُ وَضِيعَةٍ وَهِيَ الْوَظِيفَةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى المِلْك، وَهِيَ مَا يَلْزم الناسَ فِي أموالِهم؛ مِنَ الصَّدقة وَالزَّكَاةِ: أَيْ لَكُمُ الوظائِفُ الَّتِي تَلْزمُ الْمُسْلِمِينَ، لَا نَتجاوَزُها مَعَكُمْ، وَلَا نَزيدُ عَلَيْكُمْ فِيهَا شَيْئًا.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ مُلوكُ الجاهليَّة يُوظِّفون عَلَى رعيَّتِهم، ويَسْتأثرون بِهِ فِي الْحُرُوبِ وغيرِها مِنَ المَغْنَم: أَيْ لَا نأخُذ مِنْكُمْ مَا كَانَ مُلوكُكم وظَّفوه عَلَيْكُمْ، بَلْ هُو لَكم.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّهُ نَبيٌّ، وَإِنَّ اسمَهُ وصُورتَه فِي الوَضائع» هِيَ كُتُبٌ تُكْتَب فِيهَا الحِكْمة. قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ.
وَفِي حَدِيثِ شُرَيح «الْوَضِيعَةُ عَلَى الْمَالِ، والرِّبْحُ عَلَى مَا اصْطَلَحا عَلَيْهِ» الْوَضِيعَةُ:
الخَسارة. وَقَدْ وُضِعَ فِي البَيْع يُوضَعُ وَضِيعَةً. يَعْنِي أَنَّ الخَسارة مِنْ رأسِ الْمَالِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلاً مِنْ خُزاعَةَ يُقَالُ لَهُ: هِيتٌ كَانَ فِيهِ تَوْضِيعٌ» أَيْ تَخْنيث.

الهَقْعَةُ

الهَقْعَةُ: دائرةٌ تكونُ بِعُرْــضِ زَوْرِ الفَرَسِ، أو بِحَيْثُ تُصيبُ رِجْلَ الفارِسِ، يُتَشاءَمُ بها، أو لُمْعَةُ بياضٍ في جنْبِه الأَيْسَرِ، وثلاثُ كَواكِبَ فَوْقَ مَنْكِبَي الجَوْزاءِ كالأَثافي، إذا طَلَعَتْ مَعَ الفَجْرِ اشْتَدَّ حَرُّ الصَّيْفِ.
وهَقَعَه، كمنَعَه: كَواهُ. وكغُرابٍ: الغَفْلَةُ من هَمٍّ أو مَرَضٍ. وكهُمَزَةٍ: المُكْثِرُ من الاتِّكاءِ والاضْطجاعِ بين القومِ.
والهَيْقَعَةُ، كهَيْنَمَةٍ: حكايَةُ وقْعِ السَّيْفِ، أو ضَربُكَ الشيءَ اليابِسَ على اليابِسِ لتَسْمَعَ صَوْتَهُ، أو أنْ تَضْرِبَ بالحَديدِ من فَوْقُ. وككَتِفٍ: الحَريصُ.
وهَقِعَتِ الناقَةُ، كفرِحَ، فهي هَقِعَةٌ: وهي التي إذا أرادَتِ الفَحْلَ وقَعَتْ من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ،
كتَهَقَّعَتْ.
واهْتَقَعَه عِرْقُ سُوءٍ: أقْعَدَهُ عن بلُوغِ الشَّرَفِ والخَيْرِ،
وـ فلاناً: صَدَّهُ ومَنَعَه،
وـ الفَحْلُ الناقةَ: أبْرَكَها وتَسَدَّاها،
وـ الحُمَّى فلاناً: تَرَكَتْهُ يوماً فَعاوَدَتْهُ وأثْخَنَتْه،
وكلُّ ما عاوَدَكَ فَقَد اهْتَقَعَكَ.
واهْتُقِعَ لَوْنُهُ، مَجْهولاً: تَغَيَّرَ.
وتَهَقَّعَ: تَسَفَّهَ، وتَكَبَّرَ، وجاءَ بأمرٍ قَبيحٍ،
وـ القومُ وِرْداً: ورَدوا كُلُّهم.
وتُهُقِّعَ، مَجهولاً: نُكِسَ.
وانْهَقَعَ: جاعَ وخَمُصَ.

نجد كَبْكَب

نجد كَبْكَب:
بتكرير الكاف والباء، طريق كبكب:
هو الجبل الأحمر الذي تجعله خلف ظهرك إذا وقفت بعرفة، وقد ذكر في كبكب، قال امرؤ القيس:
فلله عينا من رأى من تفرّق ... أشدّ وأنأى من فراق المحصّب
فريقان منهم قاطع بطن نخلة، ... وآخر منهم جازع نجد كبكب

نَجْرَانُ

نَجْرَانُ:
بالفتح ثم السكون، وآخره نون، والنجران في كلامهم: خشبة يدور عليها رتاج الباب، وأنشدوا:
وصيت الباب في النجران حتى ... تركت الباب ليس له صرير
وقال ابن الأعرابي: يقال لأنف الباب الرتاج ولد رونده النّجاف والنجران ولمترسه المفتاح، قال ابن دريد: نجران الباب الخشبة التي يدور عليها، ونجران في عدة مواضع، منها: نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة، قالوا: سمي بنجران بن زيدان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها ونزلها وهو المرعف وإنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به، كذا ذكره في كتاب الكلبي بخط صحيح زيدان بن سبإ، وفي كتاب غيره زيد، روى ذلك الزيادي عن الشرقي، وأما سبب دخول أهلها في دين النصرانية قال ابن إسحاق: حدثني المغيرة بن لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى يقال له فيميون، بالفاء ويروى بالقاف، وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بالقرى فإذا عرف بقرية خرج منها إلى أخرى، وكان لا يأكل إلّا من كسب يديه، وكان بنّاء يعمل في الطين، وكان يعظّم الأحد فلا يعمل فيه شيئا فيخرج إلى فلاة من الأرض فيصلي بها حتى يمسي، ففطن لشأنه رجل من أهل قرية بالشام كان يعمل فيها فيميون عمله، وكان ذلك الرجل اسمه صالح فأحبه صالح حبّا شديدا فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه صالح فجلس منه منظر العين مستخفيا منه، فقام فيميون يصلي فإذا قد أقبل نحوه تنّين، وهو الحية العظيمة، فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها فخاف عليه فصرخ: يا فيميون التنين قد أقبل نحوك! فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ منها فخرج إليه صالح وقال: يا فيميون يعلم الله أنني ما أحببت شيئا قط مثل حبك وقد أحببت صحبتك والكينونة معك حيث كنت، فقال: ما شئت، أمري كما ترى فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم، فلزمه صالح، وقد كان أهل القرية يفطنون لشأنه، وكان إذا جاءه العبد وبه ضرّ دعا له فشفي، وكان إذا دعي لمنزل أحد لم يأته، وكان لرجل من أهل تلك القرية ولد ضرير فقال لفيميون: إن لي عملا فانطلق معي إلى منزلي، فانطلق معه فلما حصل في بيته رفع الرجل الثوب عن الصبيّ وقال له: يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع الله له! فدعا الله فقام الصبيّ ليس به بأس، فعرف فيميون أنه عرف فخرج من القرية واتبعه صالح حتى وطئا بعض أراضي العرب فعدوا عليهما فاختطفهما سيّارة من العرب فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران، وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة لهم عظيمة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة فإذا كان ذلك العيد علّقوا عليها كلّ ثوب حسن وجدوه وحليّ النساء، فخرجوا إليها يوما وعكفوا عليها يوما، فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخر، فكان فيميون إذا قام بالليل في بيت له أسكنه إياه سيّده استسرج له البيت نورا حتى يصبح
من غير مصباح، فأعجب سيّده ما رأى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له فيميون: إنما أنتم على باطل وهذه الشجرة لا تضرّ ولا تنفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له، فقال له سيّده: افعل فإنك إن فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه، فقام فيميون وتطهّر وصلّى ركعتين ثم دعا الله تعالى عليها فأرسل الله ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فعند ذلك اتبعه أهل نجران فحملهم على الشريعة من دين عيسى بن مريم ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على غيرهم من أهل دينهم بكلّ أرض فمن هناك كانت النصرانية بنجران من أرض العرب.
قال ابن إسحاق: فهذا حديث وهب بن منبّه عن أهل نجران، قال: وحدّثني يزيد بن زياد عن محمد ابن كعب القرظي وحدثني أيضا بعض أهل نجران أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأصنام وكان في قرية من قراها قريبا من نجران، ونجران القرية العظيمة التي إليها إجماع تلك البلاد، كان عندهم ساحر يعلّم غلمان أهل نجران السحر، فلما نزلها فيميون ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به ابن منبه إنما قالوا رجل نزلها وابتنى خيمة بين نجران وبين القرية التي بها الساحر، فجعل أهل نجران يرسلون أولادهم إلى ذلك الساحر يعلّمهم السحر فبعث الثامر ابنه عبد الله مع غلمان أهل نجران فكان ابن الثامر إذا مر بتلك الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم وعبد الله تعالى وحده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى فقه فيه فسأله عن الاسم الأعظم فكتمه إياه وقال: إنك لن تحمله، أخشى ضعفك عنه، والثامر أبو عبد الله لا يظنّ إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضنّ به عنه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله تعالى اسما يعلمه إلا كتب كل واحد في قدح فلما أحصاها أوقد نارا وجعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى مرّ بالاسم الأعظم فقذفه فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها ولم تضرّه النار شيئا، فأتى صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم وهو كذا، فقال: كيف علمته؟ فأخبره بما صنع، فقال: يا ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظنّ أن تفعل، وجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضرّ إلا قال له: يا عبد الله أتوحّد الله وتدخل في ديني فأدعو الله فيعافيك؟
فيقول: نعم، فيدعو الله فيشفى حتى لم يبق بنجران أحد به ضرّ إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي، فرفع أمره إلى ملك نجران فأحضره وقال له:
أفسدت عليّ أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي، لأمثّلنّ بك! فقال: لا تقدر على ذلك، فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح من رأسه فيقع على الأرض ويقوم وليس به بأس، وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس، فلما غلبه قال عبد الله بن الثامر، لا تقدر على قتلي حتى توحّد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلّطت عليّ فتقتلني، قال: فوحّد الله ذلك الملك وشهد شهادة عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا كانت في يده فشجّه شجّة غير كبيرة فقتله، قال عبيد الله الفقير إليه: فاختلفوا ههنا، ففي حديث رواه الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، على غير هذا السياق وإن قاربه في المعنى، فقال: إن الملك لما رمى الغلام في رأسه وضع الغلام يده على صدغه ثم مات، فقال أهل نجران: لقد علم هذا الغلام علما ما علمه
أحد فإنّا نؤمن بربّ هذا الغلام، قال: فقيل الملك أجزعت أن خالفك ثلاثة؟ فهذا العالم كلهم قد خالفوك! قال: فخدّ أخدودا ثم ألقى فيه الحطب والنار ثم جمع الناس وقال: من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في ذلك الأخدود، فذلك قوله تعالى: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود، حتى بلغ إلى:
العزيز الحميد، وأما الغلام فإنه دفن وذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل، روى هذا الحديث الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق ابن معمر، ورواه مسلم عن هدّاب بن خالد عن حماد بن سلمة ثم اتفقا، عن سالم عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وفي حديث ابن إسحاق: إن الملك لما قتل الغلام هلك مكانه واجتمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وهو النصرانية وكان على ما جاء به عيسى، عليه السّلام، من الإنجيل وحكمه، ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث، فمن هنالك أصل النصرانية بنجران، قال: فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيّرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل، فخدّ لهم الأخدود فحرق من حرق في النار وقتل من قتل بالسيف ومثّل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا، ففي ذي نواس وجنوده أنزل الله تعالى: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود، إلى آخر الآية، قال عبيد الله الفقير إليه: خبر الترمذي ومسلم أعجب إليّ من خبر ابن إسحاق لأن في خبر ابن إسحاق أن الذي قتل النصارى ذو نواس وكان يهوديّا صحيح الدين اتبع اليهودية بآيات رآها، كما ذكرناه في امام من هذا الكتاب، من الحبرين اللذين صحباه من المدينة ودين عيسى إنما جاء مؤيدا ومسددا للعمل بالتوراة فيكون القاتل والمقتول من أهل التوحيد والله قد ذمّ المحرق والقاتل لأصحاب الأخدود فبعد إذا ما ذكره ابن إسحاق وليس لقائل أن يقول إن ذا نواس بدّل أو غيّر دين موسى، عليه السلام، لأن الأخبار غير شاهدة بصحة ذلك، وأما خبر الترمذي أن الملك كان كافرا وأصحاب الأخدود مؤمنين فصحّ إذا، والله أعلم، وفتح نجران في زمن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في سنة عشر صلحا على الفيء وعلى أن يقاسموا العشر ونصف العشر، وفيها يقول الأعشى:
وكعبة نجران حتم علي ... ك حتى تناخي بأبوابها
نزور يزيدا وعبد المسيح ... وقيسا هم خير أربابها
وشاهدنا الورد والياسمي ... ن والمسمعات بقصّابها
وبربطنا دائم معمل، ... فأيّ الثلاثة أزرى بها؟
وكعبة نجران هذه يقال بيعة بناها بنو عبد المدان بن الدّيّان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمّون وهم الذين جاءوا إلى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، ودعاهم إلى المباهلة، وذكر هشام بن الكلبي أنها كانت قبّة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد، وكان لعظمها عندهم يسمّونها كعبة نجران، وكانت على نهر بنجران، وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل، وكان يستغلّ
من ذلك النهر عشرة آلاف دينار وكانت القبّة تستغرقها، ثم كان أول من سكن نجران من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان يزيد بن عبد المدان، وذلك أن عبد المسيح زوّجه ابنته دهيمة فولدت له عبد الله بن يزيد ومات عبد الله بن يزيد فانتقل ماله إلى يزيد فكان أول حارثيّ حلّ في نجران، وكان من أمر المباهلة ما ليس ذكره من شرط كتابي ذا وقد ذكرته في غيره، وقد روي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: القرى المحفوظة أربع: مكة والمدينة وإيلياء ونجران، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا، قال أبو عبيد في كتاب الأموال: حدثني يزيد عن حجاج عن ابن الزبير عن جابر قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لأخرجنّ اليهود والنصارى عن جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما، قال:
فأخرجهم عمر، رضي الله عنه، قال: وإنما أجاز عمر إخراج أهل نجران وهم أهل صلح بحديث روي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فيهم خاصة عن أبي عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه كان آخر ما تكلم به أنه قال: أخرجوا اليهود من الحجاز وأخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب، وعن سالم بن أبي الجعد قال: جاء أهل نجران إلى عليّ، رضي الله عنه، فقالوا:
شفاعتك بلسانك وكتابتك بيدك، أخرجنا عمر من أرضنا فردّها إلينا صنيعة، فقال: يا ويلكم إن كان عمر رشيد الأمر فلا أغيّر شيئا صنعه! فكان الأعمش يقول: لو كان في نفسه عليه شيء لاغتنم هذا.
ونجران أيضا: موضع على يومين من الكوفة فيما بينها وبين واسط على الطريق، يقال إن نصارى نجران لما أخرجوا سكنوا هذا الموضع وسمّي باسم بلدهم، وقال عبيد الله بن موسى بن جار بن الهذيل الحارثي يرثي عليّ بن أبي طالب ويذكر أنه حمل نعشه في هذا الموضع فقال:
بكيت عليّا جهد عيني فلم أجد ... على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها
فما أمسكت مكنون دمعي وما شفت ... حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها
وقد حمل النّعش ابن قيس ورهطه ... بنجران والأعيان تبكي شهودها
على خير من يبكى ويفجع فقده، ... ويضربن بالأيدي عليه خدودها
ووفد على النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وفد نجران وفيهم السيّد واسمه وهب والعاقب واسمه عبد المسيح والأسقف وهو أبو حارثة، وأراد رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فكتب لهم كتابا، فلما ولي أبو بكر، رضي الله عنه، أنفذ ذلك لهم، فلما ولي عمر، رضي الله عنه، أجلاهم واشترى منهم أموالهم، فقال أبو حسّان الزيادي: انتقل أهل نجران إلى قرية تدعى نهر ابان من أرض الهجر المنقطع من كورة البهقباذ من طساسيج الكوفة وكانت هذه القرية من الضواحي وكان كسرى أقطعها امرأة يقال لها ابان وكان زوجها من أوراد المملكة يقال له باني وكان قد احتفر نهر الضيعة لزوجته وسماه نهر ابان ثم ظهر عليها الإسلام وكان أولادها يعملون في تلك الأرض، فلما أجلى عمر، رضي الله عنه، أهل نجران نزلوا
قرية من حمراء ديلم يرتادون موضعا فاجتاز بهم رجل من المجوس يقال له فيروز فرغب في النصرانية فتنصر ثم أتى بهم حتى غلبوا على القرية وأخرجوا أهلها عنها وابتنوا كنيسة دعوها الأكيراح، فشخصوا إلى عمر فتظلّموا منهم فكتب إلى المغيرة في أمرهم فرجع الجواب وقد مات عمر، رضي الله عنه، فانصرف النجرانيون إلى نهر ابان واستقروا به، ثم شخص العجم إلى عثمان، رضي الله عنه، فكتب في أمرهم إلى الوليد بن عتبة فألفوه وقد أخرجه أهل الكوفة فانصرف النجرانيون إلى قريتهم وكثر أهلها وغلبوا عليها.
ونجران أيضا: موضع بالبحرين فيما قيل. ونجران أيضا: موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمّقة بالفسيفساء وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى، ولنذور هذا الموضع قوم يدورون في البلدان ينادون من نذر نذر نجران المبارك، وهم ركاب الخيل، وللسلطان عليهم قطيعة وافرة يؤدّونها إليه في كل عام، وقيل: هي قرية أصحاب الأخدود باليمن، ينسب إليها يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد النجراني يكنى أبا عبد الله من أهل دمشق من نجران التي بحوران، روى عن الحسين بن ذكوان والقاسم بن أبي عبد الرحمن ومسحر السكسكي، روى عنه يحيى بن حمزة وسويد ابن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وأيوب بن حسّان وهشام بن الغاز، وقال أبو الفضل المقدسي النجراني:
والنجراني الأول منسوب إلى نجران هجر وفيهم كثرة، قال عبيد الله الفقير إليه: هذا قول فيه نظر فإن نجران هجر مجهول والمنسوب إليه معدوم، وقال أبو الفضل: والثاني نجران اليمن، منهم: عبيد الله ابن العباس بن الربيع النجراني، حدث عن محمد بن إبراهيم البيلماني، روى عنه محمد بن بكر بن خالد النيسابوري ونسبه إلى نجران اليمن وقال: سمعت منه بعرفات، وقال الحازمي: وممن ينسب إلى نجران بشر بن رافع النجراني أبو الأسباط اليماني، حدث عنه حاتم بن إسماعيل وعبد الرزاق، وينسب إلى نجران اليمن أيضا أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري يقال له النجراني لأنه ولد بها في حياة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، سنة عشر وولّاه الأنصار أمرهم يوم الحرّة فقتل بها سنة 63، روى عنه ابنه أبو بكر، وقد أكثرت الشعراء من ذكر نجران في أشعارها، قال اعرابيّ:
إن تكونوا قد غبتم وحضرنا، ... ونزلنا أرضا بها الأسواق
واضعا في سراة نجران رحلي، ... ناعما غير أنني مشتاق
وقال عطارد بن قرّان أحد اللصوص وكان قد أخذ وحبس بنجران:
يطول عليّ الليل حتى أملّه ... فأجلس والنهديّ عندي جالس
كلانا به كبلان يرسف فيهما، ... ومستحكم الأقفال أسمر يابس
له حلقات فيه سمر يحبها ال ... عناة كما حبّ الظماء الخوامس
إذا ما ابن صبّاح أرنّت كبوله ... لهنّ على ساقيّ وهنا وساوس
تذكّرت هل لي من حميم يهمّه ... بنجران كبلاي اللذان أمارس
فأما بنو عبد المدان فإنهم ... وإني من خير الحصين ليائس
روى نمر من أهل نجران أنكم ... عبيد العصا لو صبّحتكم فوارس

النَّجَفَةُ

النَّجَفَةُ:
بالتحريك، مثل الذي قبله وزيادة هاء، والنجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض له طول منقاد من بين معوجّ ومستقيم لا يعلوها الماء وقد يكون في بطن الأرض، وقد يقال لإبط الكثيب نجفة الكثيب، وهو الموضع الذي تصفّقه الرياح فتنجّفه فيصير كأنه جرف منخرق، وقبر منجوف: هو الذي يحفر في عرضه وهو غير مضروح أي موسّع، والنجفة: موضع بين البصرة والبحرين، وقال السكوني: النجفة رملة فيها نخل تحفر له فيخرج الماء، وهو في شرقي الحاجر بالقرب منه.

نَمِرَةُ

نَمِرَةُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، أنثى النمر: ناحية بعرفة نزل بها النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقال عبد الله بن أقرم: رأيته بالقاع من نمرة، وقيل:
الحرم من طريق الطائف على طرف عرفة من نمرة على أحد عشر ميلا، وقيل: نمرة الجبل الذي عليه
أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من المأزمين تريد الموقف، قال الأزرقي: حيث ضرب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في حجة الوداع وكذلك عائشة. ونمرة أيضا: موضع بقديد، عن القاضي عياض إن لم يكن الأول.

اليمامة

اليمامة:
منقول عن اسم طائر يقال له اليمام واحدته يمامة، واختلف فيه فقال الكسائيّ: اليمام من الحمام التي تكون في البيوت والحمام البري، وقال الأصمعي:
اليمام ضرب من الحمام بريّ، وأما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري والفاختة، ويجوز أن يكون من أمّ يؤمّ إذا قصد ثم غيّر لأن الحمام يقصد مساكنه في جميع حالاته، والله أعلم، وقال المرّار الفقعسي:
إذا خفّ ماء المزن فيها تيمّمت ... يمامتها أيّ العداد تروم
وقال بعضهم: يمامة كلّ شيء قطنه، يقال: الحق بيمامتك، وهذا مبلغ اجتهادنا في اشتقاقه ثم وجدت ابن الأنباري قال: هو مأخوذ من اليمم واليمم طائر، قال: ويجوز أن يكون فعالة من يمّمت الشيء إذا
تعمدته، ويجوز أن يكون من الأمام من قولك:
زيد أمامك أي قدامك فأبدلت الهمزة ياء وأدخلت الهاء لأن العرب تقول: أمامة وأمام، قال أبو القاسم الزجاجي: هذا الوجه الأخير غير مستقيم أن يكون يمامة من أمام وأبدلت الهمزة ياء لأنه ليس بمعروف إبدال الهمزة إذا كانت أولا ياء، وأما الذي حكي أن اليمم طائر فإنما هو اليمام، حكى الأصمعي أن العرب تسمي هذه الدواجن التي في البيوت التي يسميها الناس حماما اليمام واحدتها يمامة، قال: والحمام عند العرب ذات أطواق كالقماريّ والقطا والفواخت، واليمامة في الإقليم الثاني، طولها من جهة المغرب إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وفي كتاب العزيزي: إنها في الإقليم الثالث، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، سنة 12 للهجرة وفتحها أمير المسلمين خالد ابن الوليد عنوة ثم صولحوا، وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام، وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر، وتسمى اليمامة جوّا والعروض، بفتح العين، وكان اسمها قديما جوّا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم، قال أهل السير: كانت منازل طسم وجديس اليمامة وكانت تدعى جوّا وما حولها إلى البحرين ومنازل عاد الأولى الأحقاف، وهو الرمل ما بين عمان إلى الشحر إلى حضرموت إلى عدن أبين، وكانت منازل عبيل يثرب ومساكن أميم برمل عالج، وهي أرض وبار، ومساكن جرهم بتهائم اليمن ثم لحقوا بمكة ونزلوا على إسماعيل، عليه السّلام، فنشأ معهم وتزوج منهم كما ذكرنا في مكة، وكانت منازل العماليق موضع صنعاء اليوم ثم خرجوا فنزلوا حول مكة ولحقت طائفة منهم بالشام وبمصر وتفرقت طائفة منهم في جزيرة العرب إلى العراق والبحرين إلى عمان، وقيل: إن فراعنة مصر كانوا من العماليق كان منهم فرعون إبراهيم، عليه السّلام، واسمه سنان ابن علوان، وفرعون يوسف، عليه السّلام، واسمه الريّان بن الوليد، وفرعون موسى، عليه السّلام، واسمه الوليد بن مصعب، وكان ملك الحجاز رجلا من العماليق يقال له الأرقم، وكان الضحاك المعروف عند العجم ببيوراسف من العماليق غلب على ملك العجم بالعراق وهو فيما بين موسى وداود، عليه السّلام، وكان منزله بقرية يقال لها ترس، ويقال إنه من الأزد، ويقال إن طسما وجديسا هما من ولد الأزد ابن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السّلام، أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوّا والقرية وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له عمليق ابن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم وكان جبارا ظلوما غشوما، وكانت اليمامة أحسن بلاد الله أرضا وأكثرها خيرا وشجرا ونخلا، قالوا:
وتنازع رجل يقال له قابس وامرأته هزيلة جديسيّان في مولود لهما أراد أبوه أخذه فأبت أمه فارتفعا إلى الملك عمليق فقالت المرأة: أيها الملك هذا ابني حملته تسعا، ووضعته رفعا، وأرضعته شبعا، ولم أنل منه نفعا، حتى إذا تمت أوصاله، واستوفى فصاله، أراد بعلي أن يأخذه كرها، ويتركني ولهى، فقال الرجل: أيها الملك أعطيتها المهر كاملا، ولم أصب منها طائلا، إلا ولدا خاملا، فافعل ما كنت فاعلا، على أنني حملته قبل أن تحمله، وكفلت أمه قبل أن تكفله، فقالت: أيها الملك حمله خفّا وحملته ثقلا، ووضعه شهوة ووضعته كرها! فلما رأى عمليق متانة حجتهما تحير فلم يدر بم يحكم فأمر بالغلام أن
يقبض منهما وأن يجعل في غلمانه وقال للمرأة:
أبغيه ولدا، وأجزيه صفدا، ولا تنكحي بعد أحدا، فقالت: أما النكاح فبالمهر، وأما السفاح فبالقهر، وما لي فيهما من أمر، فأمر عمليق بالزوج والمرأة أن يباعا ويردّ على زوجها خمس ثمنها ويرد على المرأة عشر ثمن زوجها، فاسترقّا، فقالت هزيلة:
أتينا أخا طسم ليحكم بيننا، ... فأظهر حكما في هزيلة ظالما
لعمري لقد حكمت لا متورّعا، ... ولا كنت فيما يلزم الحكم حاكما
ندمت ولم أندم، وأنّى بعترتي، ... وأصبح بعلي في الحكومة نادما
فبلغت أبياتها إلى عمليق فأمر أن لا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفترعها قبل زوجها، فلقوا من ذلك ذلّا حتى تزوجت امرأة من جديس يقال لها عفيرة بنت غفار أخت سيد جديس أي الأسود بن غفار وكان جلدا فاتكا، فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والبنات حولها لتحمل إلى عمليق وهنّ يضربن بمعازفهنّ ويقلن:
ابدي بعمليق وقومي فاركبي، ... وبادري الصبح بأمر معجب
فسوف تلقين الذي لم تطلبي، ... وما لبكر دونه من مهرب
ثم أدخلت على عمليق فافترعها، وقيل: انها امتنعت عليه وكانت أيّدة فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها فخرجت وقد تقاصرت عليها نفسها فشقت ثوبها من خلفها ودماؤها تسيل على قدميها فمرّت بأخيها وهو في جمع من قومه وهي تبكي وتقول:
لا أحد أذلّ من جديس ... أهكذا يفعل بالعروس؟
يرضى بهذا الفعل قطّ الحرّ ... هذا وقد أعطى وسيق المهر
لأخذه الموت كذا لنفسه ... خير من أن يفعل ذا بعرسه
فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ورفعها إلى نادي قومها وهي تقول:
أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم ... وأنتم رجال فيكم عدد الرمل؟
أيجمل تمشي في الدماء فتاتكم ... صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل؟
فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه ... فكونوا نساء لا تغبّ من الكحل
ودونكم ثوب العروس فإنما ... خلقتم لأثواب العروس وللغسل
فلو أننا كنا رجالا وكنتم ... نساء لكنّا لا نقرّ على الذلّ
فموتوا كراما أو أميتوا عدوّكم، ... وكونوا كنار شبّ بالحطب الجزل
وإلّا فخلّوا بطنها وتحمّلوا ... إلى بلد قفر وهزل من الهزل
فللموت خير من مقام على أذى، ... وللهزل خير من مقام على ثكل
فدبّوا إليهم بالصوارم والقنا ... وكلّ حسام محدث العهد بالصقل
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنما ... يقوم رجال للرجال على رجل
فيهلك فيها كل وغل مواكل، ... ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل
فلما سمعت جديس منها ذلك امتلأوا غضبا ونكّسوا حياء وخجلا فقال أخوها الأسود: يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة، فقال له قومه:
أشر بما ترى فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددا ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة، فقال لهم: قد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه وقومه فإذا جاءونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة، فنهتهم أخت الأسود بن غفار عن الغدر وقالت: نافروهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم بكم، فعصوها، فقالت:
لا تغدرنّ فإن الغدر منقصة، ... وكل عيب يرى عيبا وإن صغرا
إني أخاف عليكم مثل تلك غدا، ... وفي الأمور تدابير لمن نظرا
حشّوا شعيرا لهم فينا مناهدة، ... فكلكم باسل أرجو له الظفرا
شتّان باغ علينا غير موتئد ... يغشى الظّلامة لن تبقي ولن تذرا
فأجابها أخوها الأسود وقال:
إنّا لعمرك لا نبدي مناهدة ... نخاف منها صروف الدهر إن ظفرا
اني زعيم لطسم حين تحضرنا ... عند الطعام بضرب يهتك القصرا
وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورا، وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم، وقال الأسود بن غفار عند ذلك:
ذوقي ببغيك يا طسم مجلّلة، ... فقد أتيت لعمري أعجب العجب
إنا أنفنا فلم ننفكّ نقتلهم، ... والبغي هيّج منا سورة الغضب
فلن تعودوا لبغي بعدها أبدا، ... لكن تكونوا بلا أنف ولا ذنب
فلو رعيتم لنا قربى مؤكّدة ... كنّا الأقارب في الأرحام والنسب
وقال جديلة بن المشمخرّ الجديسي وكان من سادات جديس:
لقد نهيت أخا طسم وقلت له: ... لا يذهبنّ بك الأهواء والمرح
واخش العواقب، إنّ الظلم مهلكة، ... وكلّ فرحة ظلم عندها ترح
فما أطاع لنا أمرا فنعذره، ... وذو النصيحة عند الأمر ينتصح
فلم يزل ذاك ينمي من فعالهم ... حتى استعادوا لأمر الغي فافتضحوا
فباد آخرهم من عند أولهم، ... ولم يكن لهم رشد ولا فلح
فنحن بعدهم في الحقّ نفعله ... نسقي الغبوق إذا شئنا ونصطبح
فليت طسما على ما كان إذ فسدوا ... كانوا بعافية من بعد ذا صلحوا
إذا لكنّا لهم عزّا وممنعة ... فينا مقاول تسمو للعلى رجح
وهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى لحق بتبّع قيل أسعد تبان بن كليكرب بن تبع الأكبر ابن الأقرن بن شمر يرعش بن أفريقس، وقيل: بل لحق بحسان بن تبع الحميري وكان بنجران، وقيل:
بالحرم من مكة، فاستغاث به وقال: نحن عبيدك ورعيتك وقد اعتدى علينا جديس، ثم رفع عقيرته ينشده:
أجبني إلى قوم دعوك لغدرهم ... إلى قتلهم فيها عليهم لك العذر
دعونا وكنّا آمنين لغدرهم، ... فأهلكنا غدر يشاب به مكر
وقالوا: اشهدونا مؤنسين لتنعموا ... ونقضي حقوقا من جوار له حجر
فلما انتهينا للمجالس كلّلوا ... كما كللت أسد مجوّعة خزر
فإنك لم تسمع بيوم ولن ترى ... كيوم أباد الحيّ طسما به المكر
أتيناهم في أزرنا ونعالنا، ... علينا الملاء الخضر والحلل الحمر
فصرنا لحوما بالعراء وطعمة ... تنازعنا ذئب الرّثيمة والنّمر
فدونك قوم ليس لله منهم ... ولا لهم منه حجاب ولا ستر
فأجابه إلى سواله ووعده بنصره ثم رأى منه تباطؤا فقال:
إني طلبت لأوتاري ومظلمتي ... يا آل حسّان يال العزّ والكرم
المنعمين إذا ما نعمة ذكرت، ... الواصلين بلا قربى ولا رحم
وعند حسّان نصر إن ظفرت به ... منه يمين ورأي غير مقتسم
إني أتيتك كيما أن تكون لنا ... حصنا حصينا ووردا غير مزدحم
فارحم أيامى وأيتاما بمهلكة، ... يا خير ماش على ساق وذي قدم
إني رأيت جديسا ليس يمنعها ... من المحارم ما يخشى من النّقم
فسر بخيلك تظفر إن قتلتهم ... تشفي الصدور من الأضرار والسقم
لا تزهدنّ فإنّ القوم عندهم ... مثل النعاج تراعي زاهر السّلم
ومقربات خناذيذ مسوّمة ... تعشي العيون وأصناف من النعم
قال: فسار تبع في جيوشه حتى قرب من جوّ، فلما
كان على مقدار ليلة منها عند جبل هناك قال رياح الطسمي: توقف أيها الملك فإن لي أختا متزوّجة في جديس يقال لها يمامة وهي أبصر خلق الله على بعد فإنها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وإني أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم، فأقام تبع في ذلك الجبل وأمر رجلا أن يصعد الجبل فينظر ماذا يرى، فلما صعد الجبل دخل في رجله شوكة فأكبّ على رجله يستخرجها فأبصرته اليمامة وكانت زرقاء العين فقالت:
يا قوم إني أرى على الجبل الفلاني رجلا وما أظنه إلّا عينا فاحذروه! فقالوا لها: ما يصنع؟ فقالت: إما يخصف نعلا أو ينهش كتفا، فكذّبوها، ثمّ إنّ رياحا قال للملك: مر أصحابك ليقطعوا من الشجر أغصانا ويستتروا بها ليشبهوا على اليمامة وليسيروا كذلك ليلا، فقال تبع: أوفي الليل تبصر مثل النهار؟ قال: نعم أيها الملك بصرها بالليل أنفذ، فأمر تبع أصحابه بذلك فقطعوا الشجر وأخذ كل رجل بيده غصنا حتى إذا دنوا من اليمامة ليلا نظرت اليمامة فقالت: يا آل جديس سارت إليكم الشّجراء أو جاءتكم أوائل خيل حمير، فكذبوها فصبحتهم حمير فهرب الأسود بن غفار في نفر من قومه ومعه أخته فلحق بجبلي طيّء فنزل هناك، فيقال إن له هناك بقية، وفي شرح هذه القصة يقول الأعشى:
إذا أبصرت نظرة ليست بفاحشة ... إذا رفّع الآل رأس الكلب فارتفعا
قالت: أرى رجلا في كفه كتف، ... أو يخصف النعل، لهفا أيّة صنعا!
فكذّبوها بما قالت فصبّحهم ... ذو آل حسّان يزجي السّمر والسّلعا
فاستنزلوا آل جوّ من منازلهم، ... وهدّموا شاخص البنيان فاتضعا
ولما نزل بجديس ما نزل قالت لهم زرقاء اليمامة:
كيف رأيتم قولي؟ وأنشأت تقول:
خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم، ... فليس ما قد أرى م الأمر يحتقر
إني أرى شجرا من خلفها بشر، ... لأمر اجتمع الأقوام والشجر
وهي من أبيات ركيكة، وفتح تبّع حصون اليمامة وامتنع عليه الحصن الذي كانت فيه زرقاء اليمامة فصابره تبّع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وعلى صاحب الحصن وكان اسمه لا يكلم ثم قال لليمامة: ماذا رأيت وكيف أنذرت قومك بنا؟ فقالت: رأيت رجلا عليه مسح أسود وهو ينكبّ على شيء فأخبرتهم أنه ينهش كتفا أو يخصف نعلا، فقال تبّع للرجل: ماذا صنعت حين صعدت الجبل؟ فقال: انقطع شراك نعلي ودخلت شوكة في رجلي فعالجت إصلاحها بفمي وعالجت نعلي بيدي، قال: فأمر تبّع بقلع عينيها وقال: أحب أن أرى الذي أرى لها هذا النظر، فلما قلع عينيها وجد عروقهما كلها محشوة بالإثمد، قالوا:
وكان قال لها أنّى لك حدّة البصر هذه؟ قالت: إني كنت آخذ حجرا أسود فأدقّه وأكتحل به فكان يقوّي بصري، فيقال إنها أول من اكتحل بالإثمد من العرب، قالوا: ولما قلع عينيها أمر بصلبها على باب جوّ وأن تسمى باسمها فسميت باسمها إلى الآن، وقال تبع يذكر ذلك:
وسمّيت جوّا باليمامة بعد ما ... تركت عيونا باليمامة همّلا
نزعت بها عيني فتاة بصيرة ... رغاما ولم أحفل بذلك محفلا
تركت جديسا كالحصيد مطرّحا، ... وسقت نساء القوم سوقا معجّلا
أدنت جديسا دين طسم بفعلها، ... ولم أك لولا فعلها ذاك أفعلا
وقلت: خذيها يا جديس بأختها، ... وأنت لعمري كنت للظلم أولا!
فلا تدع جوّ ما بقيت باسمها، ... ولكنها تدعى اليمامة مقبلا
قالوا: وخربت اليمامة من يومئذ لأن تبّعا قتل أهلها وسار عنها ولم يخلّف بها أحدا فلم تزل على ذلك حتى كان من حديث عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدّؤل بن حنيفة ما ذكرته في حجر، وممن ينسب إلى اليمامة جبير بن الحسن من أهل اليمامة قدم الشام ورأى عمر بن عبد العزيز وسمع رجاء بن حيوة ويعلى بن شدّاد بن أوس وعطاء ونافعا وعون بن عبد الله بن عتبة والحسن البصري، وروى عنه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ويحيى بن حمزة وعبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي وعكرمة بن عمّار وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وعلي بن الجعد، قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عن جبير فقال: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لا أرى بحديثه بأسا، قال النسائي: هو ضعيف.

منّ

منّ: من: منّ عليه ب: في محيط المحيط (من عليه ب أنعم به) (دي ساسي كرست 1: 97) وعلى سبيل المثال: من عليه البقاء أي أبقاه حيا. وإيجازا من عليه (معجم البلاذري). (المفروض: من عليه بالبقاء. المترجم).
من عليه: في محيط المحيط (من على فلان منا عدله ما فعله له من الصنائع. مولدة) (فوك، دي ساسي كرست 2: 449 الكامل 397: 9) وفي معجم (مسلم) من عليه ب: صنع له معروفا.
منن (الشجر): في محيط المحيط (منن الشجر علاه الكن).
منن: في محيط المحيط (منن فلان فلانا عدله ما فعله له من صنائع مولدة).
تمنن: عد له ما فعله له من صنائع وتصاغ في معجم (مسلم) بعلى وب.
مَن: (بالفرنسية manne أيضا) والجمع امنان (المقري 1: 123).
مَنّ: في محيط المحيط (المن عند العامة دويبة بقدر البعوض تعلو الشجر فتضر به).
مُن (بالفرنسية manne أيضا) (فوك) (انظر الهامش السابق أي المرقم 264).
مَنة: (بالفرنسية manne أيضا) (باين سميث 1474) (انظر الهامش السابق أي المرقم 264).
مِنة والجمع مِنن: نعمة، فضل (عباد 1، 77، محيط المحيط، فوك في مادة dare) .
مِنة خاصة: امتياز، مزية، هبة طبيعية (بوشر).
مِنة: شكر، حمد، عرفان الجميل (عباد 1: 1).
مِنة: الالتزام الذي يفرضه واجب الإنسان بعرفان الجميل للإحسان والمعروف لمن اصطنع عنده هذه الصنيعة (بوشر).
مُنة (بالفرنسية manne) ( انظر الهامش السابق أي المرقم 264).
منية -منة: التزام، واجب (بوشر).
منيتك علي: أنا مديون لك من إحسانك إلي، لك علي جميل وفضل ومنة واليد البيضاء (بوشر).
كان تحت المنية وحمل منية: مدين (بوشر).
منان: تعداد ما يفعل من صنائع (الكالا). منون: (مؤنثة) المنية (عباد 3: 172 رقم 132، محيط المحيط، أبحاث 2 على أن تقرأ كلمة سلبته في مخطوطة A) ( انظر الهامش السابق أي المرقم 264).
منينة: قطع صغيرة من (البسكويت) تصنع من لباب الدقيق المعجون بالزبد (ألف ليلة 2: 18 ترجمة لين 2: 329 رقم 102).
منان: الذي يمن على الآخرين بما فعله من صنيع (رايت 135 رقم 67، فوك وقد وردت عنده منان على).
المنانة: (في رياض النفوس 31 في الحديث عن امرأة متزوجة): المنانة هي التي تمن بشيء كان منها إليك (انظر الهامش السابق أي المرقم 264).
ممنون: مقر بالفضل. شاكر. عارف الجميل (بوشر، همبرت 234 ممنون ل مدين أكون لك ممنونا بذلك (بوشر، محيط المحيط) (انظر الهامش 264).
ممنونية: شكر، وعرفان الجميل (بوشر) أنا تحت ممنونيتك: أنا مدين لك كثيرا (محيط المحيط، وانظر الهامش 264).

المَرْغُ

المَرْغُ: اللُّعابُ، ومُجْتَمَعُ بَعَرِ الشاةِ، والرَوْضَةُ، أو الكَثيرَةُ النَّباتِ،
كالمَرْغَةِ. وكَمَنَعَ: أكَلَ العُشْبَ،
وـ في العُشْبِ: أقامَ،
وـ البَعيرُ: رَمَى باللُّغام.
وبِكارٌ مُرَّغٌ، كسُكَّرٍ، ولا واحِدَ لَهَا. وكسَحابَةٍ: مُتَمَرَّغُ الدابَّةِ،
كالمَراغِ،
وـ: الأتانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ، وأمُّ جَريرٍ، لَقَّبَها الفَرَزْدَقُ لا الأَخْطَلُ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، أي: مَراغَةٌ للرِجالِ، أوْ لُقِّبَتْ لأِنَّ أمَّهُ وُلِدَتْ في مَراغَةِ الإِبِلِ،
ود بِأذْرَبيجانَ،
ود لِبَنِي يَرْبُوعٍ.
وبنُو المَراغَةِ: بُطَيْنٌ.
وهو مَرَاغَةُ مالٍ: إزاؤُهُ، وبالتشديدِ: المُتَمَرَّغُ.
والمَرائِغُ: كُورةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ.
والمِمْرَغَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِعَى الأعْوَرُ، كالكِيسِ لا مَنْفَذَ له، يُرْمَى به،
والمارِغُ: الأحمقُ.
والأَمْرَغُ: المُتَمَرِّغُ في الرَّذائِلِ. مَرغَ عِرْضُهُ، كفرِحَ.
وشَعَرٌ مَرغٌ، ككتِفٍ: ذُو قَبُولٍ للدُّهْنِ.
وأمْرَغَ: سالَ لُعابُه،
وـ الرجلُ: كَثُرَ كَلامُه في خَطَأٍ،
وـ العَجينَ: أكثَرَ ماءَهُ.
ومَرَّغَ الدابةَ في التُّرابِ تَمْريغاً: قَلَّبَهَا.
وتَمَرَّغَ: تَقَلَّبَ، وتَنَزَّهَ، وتَلَوَّى من وَجَعٍ يَجِدُهُ،
وـ الحَيَوانُ: رَشَّ اللُّعابَ من فيه،
وـ المالُ: أطالَ الرَّعْيَ في الرَّوْضَةِ،
وـ في الأمرِ: تَرَدَّدَ،
وـ على فلانٍ: تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ،
وـ الرَّجُلُ: صَبَغَ نَفْسَهُ بالأدْهان والتَّزَلُّق.

عَسْجَلٌ

عَسْجَلٌ مَوْضِعٌ من حَرَّةِ بنَي سُلَيمٍ.
عَسْجَلٌ، كجعفرٍ: ع بحَرَّةِ بني سُلَيْمٍ.
عَسْجَلٌ:
بوزن الذي قبله إلا أنه باللام، وهو مرتجل لا أعرف له في النكرات أصلا: اسم لموضع في حرّة بني سليم، قال العباس بن مرداس:
أبلغ أبا سلمى رسولا يروعه ... ولو حلّ ذا سدر وأهلي بعسجل
رسول امرئ يهدي إليك نصيحة:
فان معشر جادوا بعرضك فابخل ... وإن بوّأوك مبركا غير طائل
غليظا فلا تبرك به وتحلحل

نبَعَ

نبَعَ الماءُ يَنْبُعُ، مُثَلَّثَةً، نَبْعاً ونُبُوعاً: خَرَجَ من العَينِ.
واليَنْبُوعُ: العَيْنُ، أو الجَدْوَلُ الكثيرُ الماءِ.
ويَنْبُعُ، كيَنْصُرُ: حِصْنٌ له عُيُونٌ، ونَخيلٌ وزُرُوعٌ بطريقِ حاجِّ مِصْرَ.
ونُبايعُ، أو نُبايِعاتٌ: وادٍ، أو جبلٌ.
وكزُبَيْرٍ: ع.
والنَبْعَةُ، والنُّبَيْعَةُ، كجُهَيْنَةَ: مَوْضِعانِ بعَرَــفاتٍ.
ونابعٌ: ع بالمدينةِ.
ونَوابِعُ البعيرِ: مَسايِلُ عَرَقه.
والنَّبْعُ: شجرٌ للقِسِيِّ وللسِهامِ، يَنْبُتُ في قُلَّةِ الجبلِ، والنابتُ منه في السَّفْحِ: الشِرْيانُ، وفي الحَضيضِ: الشَّوْحَطُ.
وقَوْلُهُم: "لَوِ اقْتَدَحَ بالنَّبْعِ لأوْرَى ناراً": مَثَلٌ في جَوْدَةِ الرَّأْيِ، لأنه لا نار فيه.
والنَّبَّاعةُ: الاسْتُ.
وانْباعَ: في: ب وع، ووَهِمَ مَن ذَكَرَه هنا.
وتَنَبَّعَ الماءُ: جاءَ قليلاً قليلاً.

كَرَّ

كَرَّ عليه كَرًّا وكُرُوراً وتَكْراراً: عَطَفَ،
وـ عنه: رَجَعَ، فهو كَرَّارٌ ومِكَرٌّ، بكسر الميم.
وكَرَّرَهُ تَكْريراً وتَكْراراً وتَكِرَّةً، كتَحِلَّةٍ،
وكَرْكَرَهُ: أعادَهُ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى.
والمُكَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: الراءُ.
والكَريرُ، كأميرٍ: صَوْتٌ في الصَّدْرِ كصَوْتِ المُنْخَنِقِ، الفِعْلُ كمَلَّ وقَلَّ، وبُحَّةٌ تَعْتَرِي مِنَ الغُبارِ، ونَهْرٌ.
والكُرُّ: قَيْدٌ من ليفٍ أو خُوصٍ، وحَبْلٌ يُصْعَدُ به على النَّخْلِ، أو الحَبْلُ الغليظُ، أو عام، وما ضَمَّ ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَعَ بينهما، والبِئْرُ، ويُضَمُّ مُذَكَّراً، أو الحِسْيُ، أو مَوضِعٌ يُجْمَعُ فيه الماءُ لِيَصْفُوَ
ج: كِرارٌ، ومِنْديلٌ يُصَلَّى عليه
ج: أكْرارٌ وكُرُورٌ، وبالضم: مِكْيالٌ لِلعراقِ، وسِتَّةُ أوقارِ حِمارٍ، أو هو سِتُّونَ قَفِيزاً، أو أربعون إِرْدَبّاً، والكِساءُ، ونَهْرٌ يَشُقُّ تَفْليسَ،
وع بفارِسَ، وكُورَةٌ بناحيةِ المَوْصِلِ.
والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والحَمْلَةُ،
كالكُرَّى، كبُشْرَى
ج: كَرَّاتٌ، والغَداةُ، والعَشِيُّ، وبالضم: الــبَعَرُ العَفِنُ تُجْلَى به الدُّرُوعُ.
والمَكَرُّ: المَعْرَكَةُ.
وكَرَارِ، كقَطامِ: خَرَزَةٌ للتَأخِيذِ، تَقولُ الساحِرَةُ: يا كَرارِ كُرِّيه، ويا هَمْرَةُ اهْمِرِيهِ، إِن أقْبَلَ، فَسُرِّيهِ، وإن أدْبَرَ، فَضُرِّيهِ.
والكِرْكِرَةُ، بالكسر: رَحَى زَوْرِ البعيرِ، أو صَدْرُ كلِّ ذِي خُفٍّ، والجماعَةُ من الناس، ووَالدُ عَمْرٍو اللُّغَوِيِّ، وبالفتح: جَشُّ الحَبِّ، والقَرْقَرَةُ في الضَّحِكِ، وتَصْريفُ الرِياحِ السَّحابَ.
أو كَرْكَرَ: ضَحِكَ، وانْهَزَمَ،
وـ بالدَّجاجَةِ: صاحَ بها،
وـ الشيءَ: جَمَعَهُ،
وـ عنه: دَفَعَهُ، وحَبَسَهُ،
وـ الرَّحَى: أدارَها.
وناقَةٌ مِكَرَّةٌ: تُحْلَبُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.
وكَرَّانُ، مُشدَّدَةً: مَحَلَّةٌ بأصْفَهانَ،
ود بِناحِيَةِ تُبَّتَ، وحِصْنٌ بالمَغْرِبِ.
والكَرْكَرُ: وعاءُ قَضيبِ البَعيرِ والتَّيْسِ والثَّوْرِ،
ود قُرْبَ بَيْلَقَانَ، بَنَاهُ أنُوشَرْوانَ،
وة بَيْنَ بَغْدَادَ والقُفْصِ.
والكُرْكُورَةُ، بالضم: وادٍ بَعيدُ القَعْرِ.
وتَكَرْكَرَ: تَرَدَّى في الهَواءِ،
وـ الماءُ: تَرَاجَعَ في مَسِيلِهِ،
وـ في أمْرِهِ: تَرَدَّدَ.

فَرْعُ

فَرْعُ كلِّ شيءٍ: أعلاهُ،
وـ من القومِ: شَريفُهُم، والمالُ الطائلُ المُعَدُّ، ووَهِمَ الجوهريُّ فحرَّكَهُ، قال الشُّوَيْعِرُ:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ ... من فَرْعِه مالاً ولم يَكْسِرِ
وـ: الشَّعَرُ التامُّ، والقَوْسُ عُمِلَتْ من طَرَفِ القَضيبِ، والقَوْسُ الغَيْرُ المَشْقُوقةِ، أو الفَرْعُ من خيرِ القِسِيِّ، ويقالُ: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ،
وـ من المرأةِ: شَعَرُها،
ج: فُرُوعٌ، ومَجْرَى الماءِ إلى الشِّعْبِ، ج: فِراعٌ،
وـ من الأُذُنِ: فَرْعُه، وبالضم:
ع من أضْخَمِ أعْراضِ المدينةِ، وفَرْعٌ: يَتَفَرَّعُ من كَبْكَبٍ بعرَــفاتٍ، ويفتحُ، وماءٌ بعيْنِه، وجمعُ الأَفْرَعِ، لِضِدِّ الأَصْلَعِ،
كالفُرْعانِ، بالضم، وبالتحريك: أوَّلُ ولَدٍ تُنْتِجُهُ الناقةُ أو الغَنَمُ، كانوا يَذْبَحُونَه لألِهَتِهِم، ومنه: "لا فَرَعَ"، أو كانوا إذا تَمَّتْ إبِلُ واحدٍ مئَةً، قَدَّمَ بَكْرَهُ فَنَحَرَه لصَنَمِه، وكان المُسْلمونَ يَفْعَلونَه في صَدْرِ الإِسلامِ، ثم نُسِخَ، ج: فُرُعٌ، بضمتين،
وـ: القِسْمُ،
وع بين البَصْرَةِ والكُوفةِ، ومَصْدَرُ الأَفْرَعِ والفَرْعاءِ للتامِّ الشَّعَرِ، وكان أبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه أفْرَعَ، وعُمَرُ أصْلَعَ،
وـ: القَمْلُ، ويُسَكَّنُ،
والفَرَعَةُ: واحدتُها، وتُسَكَّنُ، وجِلْدَةٌ تُزادُ في القِرْبَةِ إذا لم تَكُنْ وفْراءَ تامَّةً.
وفَرَعَ، كمنَع: صَعِد، ونَزَلَ، ضِدٌّ،
وـ البِكْرَ: افْتَضَّها،
كافْتَرعَها،
وـ رأسَه بالعَصا: عَلاهُ بها،
وـ القومَ فَرْعاً وفُرُوعاً: عَلاهم بالشَّرَف أو بالجمال،
وـ الفَرَسَ باللِّجام: قَدَعَه وكبحَه،
وـ بينَهم: حَجَزَ، وكَفَّ، وأصْلَحَ.
والفارِعُ: المُرْتَفِعُ، الهَيِّئُ الحَسَنُ، والمُسْتَفِلُ، ضِدٌّ، وحِصْنٌ بالمدينة،
وة بِوادي السَّراةِ قربَ سايَةَ،
وع بالطائف.
والفَرَعةُ، محركةً: أعْوانُ السُّلْطانِ، جمعُ فارِعٍ.
والفَوارِعُ: تِلاعٌ مُشْرِفاتُ المَسايِلِ،
وع. وكجُهَيْنَةَ: فُرَيْعَةُ بنتُ أبي أُمامةَ، وبنتُ رافعٍ، وبنتُ عُمَرَ، وبنتُ قَيْسٍ، وبنتُ مالِكِ بنِ الدَّخْشَمِ، وبنتُ مُعَوِّذٍ. وفارعةُ بنتُ أبي سُفْيانَ، وبنتُ أبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّةُ، وبنتُ مالكِ بنِ سِنانٍ، أو هي كجُهَيْنَةَ: صحابيَّاتٌ، وحَسَّانُ بنُ ثابتٍ يُعْرَفُ بابنِ الفُرَيْعَةِ، كجُهَيْنَةَ: وهي أُمُّه. وتَميمُ بنُ فِرَعٍ، كعِنَبٍ: تابعيٌّ.
وأفْرَعَ في الجَبَلِ: انْحَدَرَ،
كفَرَّعَ، تَفْريعاً،
وـ بِهِم: نَزَلَ.
وـ الفَرَعةَ: نَحَرَها،
وـ الإِبِلُ: نُتِجَتِ الفَرَعَ،
وـ القومُ: فَعَلَتْ إبِلُهُم ذلك، وانْتَجَعُوا في أوَّلِ الناسِ،
وـ أهْلَهُ: كفَلَهُم،
وـ اللِّجامُ الفَرَسَ: أدْمَى فاهُ،
وـ الحديثَ،
وـ الشيءَ: ابْتَدَأه،
كاسْتَفْرَعَهُ،
وـ الأرضَ: جَوَّلَ فيها فَعَرَفَ خَبَرَها،
وـ فلانٌ العَرُوسَ: فَرَغَ من غِشْيانِها،
وـ المرأةُ: رَأتِ الدَّمَ عندَ الوِلادةِ، أو في أوَّلِ ما حاضَتْ،
وـ الضَّبُعُ الغَنَم: أفْسَدَتْ، وأدْمَتْ.
وأفْرِع بسَيِّدِ بني فلانٍ، بالضم: أخَذوه.
وفَرَّعَ تَفْريعاً: انْحَدَرَ، وصَعِدَ، ضِدٌّ،
وـ: ذَبَحَ الفَرَعَ كاسْتَفْرَعَ،
وـ من هذا الأصْلِ مَسائِلَ: جَعَلَها فُرُوعَه فَتَفَرَّعَتْ.
وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهُم وعَلاهُم، أو تَزَوَّجَ سَيِّدَةَ نِسائِهِم،
وـ الأغْصانُ: كثُرَتْ.
وفَرْوَعٌ، كجَدْوَلٍ: ع.
والفَيْفَرَعُ، كفَيْفَعَل: شجَرٌ.
وكزبيرٍ: لَقَبُ ثَعْلَبةَ بن معاوِيَةَ، ولُغَةٌ في فِرْعَونَ، أو ضَرُورَةُ شِعْرٍ في قولِ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ:
حَيِّ داوُدَ وابنَ عادٍ ومُوسَى ... وفُرَيْعٌ بُنْيانُهُ بالثِّقَالِ
وفُرْعانُ بنُ الأَعْرَفِ، بالضم: أحدُ بنِي النَزَّالِ قال لنَفْسِه وهو يَجُودُ بها: اخْرُجِي لَكَاعِ، وفُرْعانُ بنُ الأعْرَفِ: أحَدُ بَنِي مُرَّةَ، شاعِرٌ لِصٌّ، وعبدُ اللهِ بنُ لَهِيعَةَ ابنِ فُرْعانَ: قاضي مِصْرَ، محدِّثٌ.
والمَفارِعُ: الذين يَكُفُّونَ بينَ الناسِ، الواحِدُ: كمِنْبَرٍ، وفي الحديث: "لا يؤُمَّنَّكُمُ الأَفْرَعُ" أي: المُوَسْوِسُ.

لَعَطَهُ

لَعَطَهُ، كَمَنَعه: كواهُ في عُرْضِ العُنُقِ،
وـ فلانٌ: أسْرَعَ،
وـ الإِبِلُ: رَعَتْ،
وـ فلاناً بِحَقِّهِ: اتَّقاهُ به،
وـ بِسَهْمٍ أو بِعَينٍ: أصابَهُ.
واللُّعْطَةُ، بالضم: الاسمُ منه، والعُلْطَةُ، وسُفْعَةٌ في وجْهِ الصَّقْرِ، وسَوادٌ بِعُرْــضِ عُنُقِ الشَّاةِ،
وهي لَعْطاءُ، وخَطٌّ بِسوادٍ أو صُفْرَةٍ تَخُطُّه المرأةُ في خَدِّها.
والأَلْعاطُ: خُطُوطٌ تَخُطُّها الحَبَشُ في وُجُوهِها، الواحِدُ: لَعْطٌ. وأسامَةُ بنُ لُعْطٍ، بالضم: في هُذَيْلٍ.
وَمرَّ لاعِطاً، أي: مُعارِضاً إلى جَنْبِ حائِطٍ أو جَبَلٍ. وذلك المَوْضِعُ من الحائِطِ والجَبَلِ: لُعْطٌ، بالضم.
وكمَقْعَدٍ: كُلُّ مكانٍ يُلْعَطُ نَباتُه، أي: يُلْحَسُ من المَرَاعِي، أو المَرْعَى القَريبُ إنما يكونُ حَوْلَ البُيوتِ. وكجَرْوَلٍ: اسمٌ.

الدمالُ

الدمالُ، كسَحابٍ: التَّمْرُ العَفِنُ الأسْوَدُ القَديمُ، وما رَمَى بِه البَحْرُ من خُشارَةٍ، والسِّرْقينُ، وما وَطِئَتْهُ الدَّوابُّ من الــبَعْرِ والتُّرابِ، وفَسادُ الطَّلْعِ قَبْلَ إِدْرَاكِهِ حتى يَسْوَدَّ.
ودَمَلَ الأرْضَ دَمْلاً ودَمَلاناً، محرَّكةً: أصْلَحَها،
أو سَرْقَنَها فَتَدَمَّلَتْ: صَلَحَتْ به،
وـ بينهم: أصْلَحَ،
كدَوْمَل.
وتَدامَلوا: تَصالَحوا.
والدُّمَّلُ، كسُكَّرٍ وصُرَدٍ: الخُرَاجُ، ج: دَماميلُ. وكسَمِعَ: بَرِئَ،
كانْدَمَلَ، ودَمَلَهُ الدواءُ.
والدَّمْلُ: الرِّفْقُ.
ودامَلَهُ: داراه.

حَشَّ

حَشَّ النار: أوقَدَهَا،
وـ الوَلَدُ في البَطْنِ: يَبِسَ،
وـ اليَدُ: شَلَّتْ،
كأحَشَّتْ واسْتَحَشَّتْ،
وـ الوَدِيُّ من النَّخْلِ: يَبِسَ،
وـ الفَرَسُ: أسْرَعَ،
وـ الحَشِيشَ: قَطَعَهُ،
وـ فلاناً: أصْلَحَ من حالِهِ،
وـ المالَ: كثَّرَهُ،
وـ زَيْداً بَعيراً وبِبَعيرٍ: أعْطَاهُ إيَّاهُ،
وـ الصَّيْدَ: ضَمَّهُ من جانِبَيْهِ،
وـ الفَرَسَ: ألقَى له حَشيشاً، ومنه المَثَلُ: "أحُشُّكَ وتَرُوثُني"، يُضْرَبُ لِمَنْ أساء إلى مَنْ أَحْسَنَ إليه.
والمِحَشُّ: حَديدَةٌ تُحَشُّ بها النار، أي: تُحَرَّكُ، كالمِحَشَّةِ، والشُّجاعُ، وما يُجْعَلُ فيه الحَشِيشُ،
كالمِحَشَّةِ، وفتحُ ميمهما أفْصَحُ، ومِنْجَلٌ ساذَجٌ يُحَشُّ به، وكَسْرُهُ أفْصَحُ، والأرضُ الكثيرَةُ الحَشِيش،
كالمِحَشَّةِ، ومُجْتَمَعُ العَذِرَةِ، ويُكْسَرُ،
وهو مِحَشُّ حَرْبٍ، بالكسر: مُوقِدٌ لها، طَبِنٌ بها.
والحُشُّ، مُثَلَّثَةً: المَخْرَجُ، لأنَّهُمْ كانوا يَقْضُونَ حَوائِجَهُمْ في البَساتِينِ
ج: حُشوشٌ وحُشُّونَ، وبالفتح: النَّخْلُ الناقِصُ القصيرُ، ليسَ بمَسْقِيٍّ ولا مَعْمُورٍ
ج: حِشَّانٌ، بالكسر، كضَيْفٍ وضِيفانٍ، وبالضم: الوَلَدُ الهالِكُ في بَطْنِ أُمِّهِ.
وحُشُّ كَوْكَبٍ،
وحُشُّ طَلْحَةَ: مَوْضِعَانِ بالمدينة. وابنُ حُشَّةَ الجُهَنِيُّ، بالضم: تابِعِيٌّ. ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَشَّاشُ: محدِّثٌ. وزُبَيْنَةُ بنُ مالِكٍ، وعبدُ اللهِ، وحِشَّانُ، والحِرْمازُ: بنُو مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ تَميمٍ وكَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ تَميمٍ، يقالُ لهذه القبائل: الحِشَّانُ، بالكسر، وبالضم: أُطُمٌ بالمدينة.
والمَحَشَّةُ: الدُّبُرُ
ج: مَحاشُّ.
والمَحَشَّاةُ: أسْفَلُ مَواضِعِ الطَّعامِ المُؤَدِّي إلى المَذْهَبِ،
وـ من الدَّوابِّ: المَــبْعَرُ.
والحَشيشُ: الكَلأُ اليَابِسُ، والزَّاهِدُ المَوْصِلِيُّ الكَبِيرُ. وهِبَةُ اللهِ بنُ حَشيشٍ: ناظِرُ الجُيُوشِ، حَدَّثَ. وكزُبَيْرٍ: ابنُ عِمْران: في تَميمٍ، وابنُ هِلالٍ: في بَجِيلَةَ، وابنُ عَدِيٍّ: في كنانَةَ، وابنُ حُرْقُوصٍ: في تَميمٍ أيضاً.
والمَحَشُّ: المَكانُ الكثيرُ الكَلأِ والخَيْرِ.
والحُشَاشُ والحُشَاشَةُ، بِضَمِّهِما: بَقِيَّةُ الرُّوحِ في المَرِيضِ والجَرِيحِ.
وحُشاشاكَ أن تَفْعَلَ كذا، بالضم: قُصاراكَ.
ويومُ حُشاشٍ: من أيَّامِهِمْ، وبالكسر: الجُوَالِقُ فيه الحَشِيشُ.
وحِشاشَا كلِّ شيءٍ: جانِبَاهُ.
والحُشَّةُ، بالضم: القُبَّةُ العظيمةُ
ج: حُششٌ.
وأحْشَشْتُهُ عن حاجتِهِ: أعْجَلْتُهُ عنها،
وـ فلاناً: حَشَشْتُ معه،
وـ الكَلأُ: أمْكَنَ لِأَنْ يُحَشَّ،
وـ المرأةُ: يَبِسَ الوَلَدُ في بَطْنِهَا، وهي مُحِشٌّ.
واحْتَشَّ الحَشيشَ: طَلَبَهُ، وجَمَعَهُ.
وتَحَشْحَشُوا: تَفَرَّقُوا، وتَحَرَّكُوا،
كحَشْحَشُوا.
والمُسْتَحِشَّةُ من النُّوقِ: التي دَقَّتْ أوْظِفَتُها من عِظَمِها وكَثْرَةِ شَحْمِهَا، وقد اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ وأحَشَّهَا.
واسْتَحَشَّ: عَطِشَ،
وـ الغُصْنُ: طال،
وـ ساعِدُهَا كفَّهَا: عَظُمَ حتى صَغُرَتِ الكفُّ عندَهُ. وألْحِقِ الحِشَّ بالإِشِّ: في السِّينِ.

بَرَاقِشَ

أبو بَرَاقِشَ: طائرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ، أعْلَى ريشِهِ أغَرُّ، وأوسَطُهُ أحْمَرُ، وأسْفَلُهُ أسْوَدُ. فإذا هُيِّجَ، انْتَفَشَ فَتَغَيَّرَ لَوْنُه ألْواناً شَتَّى.
والبِرْقِشُ، بالكسر: طائِرٌ آخَرُ يُسَمَّى الشُّرْشُورَ، وشاعِرٌ تَيْمِيٌّ.
والبَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، وخَلْطُ الكلامِ، والإِقْبَالُ على الأكلِ.
وبراقِشُ: كَلْبَةٌ سَمِعَتْ وَقْعَ حَوافِرِ دَوابَّ، فَنَبَحَتْ، فاسْتَدَلُّوا بِنُبَاحِهَا على القبيلةِ، فاسْتَبَاحُوهم، أو اسمُ امرأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، اسْتَخْلَفَهَا زَوْجُها، وكان لهُمْ مَوْضِعٌ، إذا فَزِعُوا، دَخَّنُوا فيه، فَيَجْتَمِعُ الجُنْدُ. وإنَّ جَوارِيها عَبِثْنَ لَيْلَةً، فَدَخَّنَّ، فاجْتَمَعُوا، فقيل لها: إنْ رَدَدْتِيهِم ولم تَسْتَعْمِلِيهِمْ في شيءٍ، لم يَأْتِكِ أحدٌ مَرَّةً أُخْرَى. فأمَرَتْهُمْ، فَبَنَوْا بناءً. فلما جاءَ، سألَ عن البِناءِ، فأُخْبرَ. فقال: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ"، يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرُهُ عليه. أو كان قَوْمُهُمْ لا يأكُلُونَ الإِبِلَ، فأصابَ لُقْمَانُ من بَراقِشَ غُلاماً، فَنَزَلَ مع لُقْمَانَ في بني أبِيها، فَراحَ ابنُ بَراقِشَ إلى أبِيهِ بِعَرْــقٍ من جَزُورٍ، فأكَلَ لُقْمَانُ، فقال: ما هذا؟ فما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَهُ. فقال: جَزورٌ نَحَرَها أخْوالي. فقالت: جَمِّلُوا واجْتَمِلْ. أي: أطْعِمْنَا الجَمَلَ، واطْعَمْ أنتَ منه. وكانتْ بَراقِشُ أكثَرَ قَوْمِهَا بعيراً، فأقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا، فأسْرَعَ فيها، وفَعَلَ ذلك بَنُو أبيه، لَمَّا أكلوا لَحْمَ الجَزُورِ. فقيل: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ".
وبَراقِشُ وهَيْلاَنُ: جَبَلانِ، أو وادِيَانِ، أو مَدينَتانِ عادِيَّتانِ باليمنِ خَرِبَتَا.
وبَرْقَشَ عليَّ في الكلامِ: خَلَّطَهُ،
وـ في الأكلِ: أقْبَلَ عليه، أو خَلَطَهُ.
أو البَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، واخْتِلاَفُ لونِ الأَرْقَشِ،
وتَبَرْقَشَ لنا: تَزَيَّنَ بألْوانٍ مُخْتَلِفَةٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.