Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بذر

الزرع

الزرع: ما استنبت بالــبذر تسمية بالمصدر، ومنه حصدت الزرع أي النبات، ولا يسمى زرعا إلا وهو غض طري، ومنه المزارعة وهي المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها.

شهدنج

شهدنج
: (الشَّهْدَانِجُ) بِفَتْح الشِّين وَكسر النُّون (وَيُقَال شَاهْدَانِجُ) بِزِيَادَة الأَلف بعد الشين. وَفِي (مَا لَا يَسَعَ الطَّبِيبَ جَهْلُه) ويُقَال لَهُ شاهْدانِكُ، وشاهْدانق بِالْكَاف وَالْقَاف. قَالَ: والكُلُّ مُعرَّب عَن شاهْ دَانه، وَمَعْنَاهُ سُلْطَانُ الحَبِّ، ويُعَبِّرُون فِي كتب الطِّبّ بأَنه (حُبُّ القِنَّبِ) ، بكسرٍ فُنُونٍ مُشدَّدَة. وَفِي المُغْرِب: أَنه بَذْرُ القِنَّب. وَمن خواصّه أَنه (ينْفَع من حُمَّى الرِّبْعِ) شُرْباً، (والبَهَقِ والبَرَصِ) طِلاءً (ويَقْتُل حَبَّ القَرْعِ) وَهُوَ دودُ البَطْنِ (أَكْلاً ووَضْعاً على البَطْنِ من خَارِجٍ أَيضاً) ،

ذَرأ

(ذَرأ) شعره ذَرْءًا علته ذرأة (شيب فِي جَانِبي الرَّأْس) وَالله الْخلق خلقهمْ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَهُوَ الَّذِي ذرأكم فِي الأَرْض وَإِلَيْهِ تحشرون} وَفُلَان الشَّيْء كثره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا وَمن الْأَنْعَام أَزْوَاجًا يذرؤكم فِيهِ} ) وَالْأَرْض بذرها
ذَرأ
: (} ذَرَأَ) اللَّهُ لخَلْقَ (كَجَعل) {يَذْرَؤُهم} ذَرْأً (خَلَق: والشَّيْءَ: كَثَّرَه) قَالَ الله تَعَالَى: { {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} (الشورى: 11) أَي يُكَثِّرُكُم بِالتَّزْوِيجِ، كأَنه قَالَ} يَذْرَؤُكم بِهِ (وَمِنْه) اشتقاق لفظ ( {الذُّرِّيَّة، مُثلَّثة) وَلم تُسمَع فِي كَلَامهم إِلا غير مَهْمُوزَة (لِنَسْلِ الثَّقَلَيْنِ) من الجِنّ والإِنس، وَقد تُطلق على الآباءِ والأُصول أَيضاً، قَالَ الله تَعَالَى: {أَنَّا حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (يس: 41) وَالْجمع} ذَرارِيُّ كَسَراريّ قَالَ الصَّاغَانِي: وَفِي اشتقاقها وجهانِ، أَحدهما أَنها من {الذَّرْءِ، ووزنها فُعُّولَة أَو فُعِّيلة، وَالثَّانِي أَنها من الذَّرِّ بِمَعْنى التَّفْرِيق، لأَن الله تَعَالَى ذَرَّهُم فِي الأَرض، ووزنها فُعْلِيَّة أَو فُعُّولة أَيضاً وأَصلُها ذُرُّورَة فقلبت الرَّاء الثَّالِثَة يَاء، كَمَا فِي تَقَضَّتِ العُقابُ. وَقد أُوقِعَتْ الذُّرِّيَّة على النِّساء، كَقَوْلِهِم للمطرِ سَمَاءٌ، وَمِنْهَا حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ. حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَها وَتَذرُوا أَرْباقَها فِي أَعناقِها. قيل المُرَاد بهَا النِّسَاء لَا الصِّبيان، وضَرب الأَرْبَاقَ مَثلاً لما قُلِّدَت أَعناقُها مِن وُجوب الحَجّ.
(و) } ذَرَأَ (فُوهُ) وذَرَا، بغي رهمز (: سَقَطَ) مَا فِيهِ من الأَسنان مثل ذرَا كدَعَا.
(و) {ذَرأَ (الأَرضَ: بَذَرهَا) قَالَ شَيخنَا: قيل: الأَفصح فِيهِ وَفِيمَا قبله الإِعلال، وأَما الْهمزَة فلغة ضَعِيفَة أَو لثغة (و) يُقَال (زَرْعٌ} - ذَرِيءٌ) على فَعِيل، قَالَ عُبيدُ الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مَسْعُود، ويُروى لِقيس بن ذَرِيح، وَهُوَ موجودٌ فِي دِيوانَيْ شعرهما:
صَدَعْتِ القَلْبَ ثُمّ! ذَرَأْتِ فِيهِ
هَوَاكِ فَلِيمَ فَالْتَأَمَ الفُطُورُ تَبلَّغَ حَيْثُ لَمْ يَبْلُغْ شَرَابٌ
وَلاَ حُزْنٌ وَلَمْ يَبْلُغْ سُرُورُ
ويُروى ثمَّ ذَرَرْتِ وذَرَيْتِ غير مَهْمُوز، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. كَذَا فِي (الْعباب) .
( {والذُّرْأَةُ بالضمّ) الشَّمَطَ و (الشَّيْبُ) قَالَ أَبو نُخَيلة السَّعديُّ:
وَقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةٌ بَادِي بَدِى
وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ فِي تَشَدُّدِ
(أَو أَوَّل بَياضِه فِي مُقَدَّمِ الرأْسِ) ، وَفِي الأَساس: فِي الفَوْدَيْنِ،} كالذَّرَاءِ، مُحرّكةً، كَمَا فِي (الْعباب) و ( {ذَرِىءَ) شَعرُه} وذَرَأَ (كفِرِح ومَنَع) وَحكى صاحبُ المبرّز عَن قُطْرُب {ذَرُؤَ كَكَرُم أَيضاً، (والنعْتُ} أَذْرَأُ {وذَرْآءُ) قَالَ أَبو مُحمد الفقعسيُّ:
قَالَتْ سُلَيْمَى إِنَّنِي لاَ أَبْغِيهْ
أَرَاهُ شَيْخاً عَارِياً تَرَاقِيهْ
مُقَوَّساً قَدْ} ذَرِئَتْ مَجَالِيهْ
(وكبش أَذْرَأُ: فِي رَأْسه بيَاضٌ) وعَنَاقٌ {ذَرْآءُ (أَو) كَبْشٌ أَذْرَأُ بِمَعْنى (أَرْقَش الأُذُنَيْنِ وسائرُه أَسوَدُ) كَذَا فِي (الصّحاح) و (العُباب) ، وَزَاد فِي الأَخير: والذُّرْأَة هِيَ من شِيَات المَعزِ دون الضأْن.
(و) عَن الأَحمر يُقَال (} أَذْرَأَه) فلانٌ وأَشْكَعه أَي (أَغْضَبه وذَعَرَهُ، وأَوْلَعَهُ بالشْيءِ) .
{وأَذْرَأَهُ إِلى كَذَا (: أَلجَأَهُ) إِليه، رَوَاهُ أَبو عبيد أَذْرَاهُ بِغَيْر همز، ورَدّ ذَلِك عَلَيْهِ عليُّ بن حَمْزَة وَقَالَ: إِنما هُوَ أَذرَأَه، بِالْهَمْز (و) أَذرأَه: (أَسَالَهُ، و) يُقَال أَذرَأَت (الناقةُ) إِذا (أَنزلَتِ اللَّبَنَ) من الضَّرْعِ (فَهِيَ} مُذْرِىءٌ) لُغة فِي الدَّال الْمُهْملَة.
(و) يُقَال بَلَغَني ( {ذَرْءٌ مِن خَبَرٍ) ضَبطه ابْن الأَثير بفَتح فَسُكُون، وَفِي بعض النّسخ بالضَّمّ، أَي (شَيْءٌ مِنْهُ) وطرف مِنْهُ،} والذَّرْءُ: الشيءُ الْيَسِير من القَوْل، قَالَ الشَّاعِر:
أَتَانِي عَنْ مُغِيرَةَ ذَرْءُ قَوْلٍ
وَعَنْ عِيسَى فَقُلْتُ لَه كَذَاكَا
(و) يُقَال: (هم ذَرْءُ النارِ) ، جاءَ ذَلِك فِي حَدِيث عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه كتب إِلى خَالِد بن الْوَلِيد: بَلَغَني أَنَّك دَخَلْتَ الحَمَّام بالشَّام وَأَنَّ مَن بهَا من الأَعاجم اتَّخَذُوا لَك دَلُوكاً عُجِن بِخَمْرٍ، وإِني أَظنكم آلَ الْمُغيرَة ذَرْءَ النارِ، أَراد أَنهم (خُلِقُوا لَهَا) وَمن روى: ذَرْوَ النارِ، بِلَا همز أَراد أَنهم يُذْرَوْنَ فِي النَّار.
(ومِلْحٌ {ذَرْآنِيٌّ) بتسكين الرَّاء (ويُحَرَّك) فَيُقَال} ذَرَآنِيٌّ أَي (شَدِيدُ البَيَاضِ) وَهُوَ مأْخوذ (من الذُّرْأَةِ) بالضمِّ (وَلَا تَقُلْ أَنْذَرَانِيٌّ) فإِنه من لحن الْعَوام، وَمِنْهُم من يهمل الذَّال.
(و) يُقَال (مَا بَيْننَا) وَبَينه (ذَرْءٌ) أَي (حائلٌ) .
( {وذِرْأَةُ بِالْكَسْرِ) العَنْز بِنَفسِهَا، كَذَا فِي (الْعباب) و (دُعَاءُ العَنْزِ للحَلَبِ، يُقَال} ذِرْءَ ذِءْءَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ أَبو زيد أَذْرَأْتُ الرجَلَ بِصاحبه إِذا حَرَّشْته عَلَيْهِ وأَولَعْتُه بِهِ.
{وذَرَأْتُ الوَضِينَ: بَسَطْته، وَهَذَا ذكره الليثُ هُنَا، وردّ عَلَيْهِ أَبو مَنْصُور وَقَالَ: الصَّوَاب أَنها دَرَأْت الوَضِينَ، بِالدَّال الْمُهْملَة، وَقد تقدم.

المثل

المثل: إن كان من الجنس فهو ما سد مسد غيره في الجنس، وإن كان من غيره فالمراد ما كان فيه معنى يقرب به من غيره كقربه من جنسه. وقال الراغب: المثل عبارة عن قول في شيء قولا في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره. وقال الحرالي: المثل أمر ظاهر للحس ونحوه يعتبر به أمر خفي يطابقه فينفهم معناه باعتباره. وقال في موضع آخر: المثل ما يتحصل في باطن الإدراك من حقائق الأشياء المحسوسة فيكون ألطف من الشيء المحسوس فيقع لذلك جاليا لمعنى مثل المعنى المعقول، ويكون الأظهر منهما مثلا للأخفى.
المثل:
[في الانكليزية] Similar ،proverb
[ في الفرنسية] Semblable ،Proverbe
بفتح الميم والثاء المثلثة في الأصل بمعنى النظير ثم نقل منه إلى القول السائر أي الفاشي الممثّل بمضربه وبمورده، والمراد بالمورد الحالة الأصلية التي ورد فيها الكلام وبالمضرب الحالة المشبّهة بها التي أريد بالكلام وهو من المجاز المركّب، بل لفشو استعمال المجاز المركّب بكونه على سبيل الاستعارة، سمّي بالمثل ثم إنّه لا تغيّر ألفاظ الأمثال تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا، بل إنما ينظر إلى مورد المثل. مثلا إذا طلب رجل شيئا ضيّعه قبل ذلك تقول له: ضيّعت اللّبن بالصيف بكسر تاء الخطاب لأنّ المثل قد ورد في امرأة، وذلك لأنّ الاستعارة يجب أن يكون لفظ المشبّه به المستعمل في المشبّه، فلو تطرق تغيّر إلى الأمثال لما كان لفظ المشبّه به بعينه فلا يكون استعارة فلا يكون مثلا. وتحقيق ذلك أنّ المستعار يجب أن يكون اللفظ الذي هو حقّ المشبّه به، أخذ منه عارية للمشبّه، فلو وقع فيه تغيير لما كان هو اللفظ الذي يختصّ المشبّه به فلا يكون أخذ منه عارية. وينبغي أن لا يلتبس عليك الفرق بين المثل والإشارة إلى المثل كما في ضيّعت على صيغة المتكلّم فإنّه مأخوذ من المثل وإشارة إليه فلا ينتقض به الحكم لعدم تغيّر الأمثال. وللأمثال تأثير عجيب في الآذان وتقرير غريب لمعانيها في الأذهان. ولكون المثل مما فيه غرابة استعير لفظه للحال أو الصفة أو القصة إذا كان لها شأن عجيب ونوع غرابة كقوله تعالى مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً أي حالهم العجيب الشأن. وكقوله وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي الصفة العجيبة.
وكقوله مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ أي فيما قصصنا عليكم من العجائب قصّة الجنة العجيبة، هكذا من المطول وحاشيته لأبي القاسم والأطول.
فائدة:

في الإتقان أمثال القرآن قسمان: ظاهر مصرّح به كقوله مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً الآيات ضرب فيها للمنافقين مثلين مثلا بالنار ومثلا بالمطر، وكامن. قال الماوردي:
سمعت أبا إسحاق ابراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول: سمعت أبي يقول: سألت الحسين بن الفضل فقلت: إنّك تخرّج أمثال العرب والعجم من القرآن. فهل تجد في كتاب الله خير الأمور أوسطها؟ قال: نعم، في أربعة مواضع. قوله لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ وقوله وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وقوله وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ، وقوله وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ الآية. قلت فهل تجد فيه من جهل شيئا عاداه؟

قال: نعم، في موضعين بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ. قلت فهل تجد فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. قال هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ. قلت: فهل تجد فيه قولهم لا تلد الحيّة إلّا الحية؟ قال: وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً. وفي مجمع الصنائع يقول: إنّ إرسال المثل عند الشعراء هو: أن يورد الشاعر في كلّ بيت مثلا. مثاله: ومعناه: لا يطفئ ماء الخصم نارك. ولا تسحب حرارة الشمس حلقات الأفعى. ومثال آخر: معناه:
العظمة تقتضي منك الكرم فما لم تــبذر الحبّ لا ينبت وأمّا إرسال مثلين فهو إيراد مثلين في بيت واحد ومثاله (ومعناه):
نصيحة كلّ الناس كالهواء في القفص وهي في أذن الجهّال كالماء في غربال
المثل:
[في الانكليزية] Equal ،identical
[ في الفرنسية] Pareil ،identique
بالكسر والسكون عند الحكماء هو المشارك للشيء في تمام الماهية، قالوا التماثل والمماثلة اتّحاد الشيئين في النوع أي في تمام الماهية. فإذا قيل هما متماثلان أو مثلان أو مماثلان كان المعنى أنّهما متفقان في تمام الماهية. فكلّ اثنين إن اشتركا في تمام الماهية فهما المثلان وإن لم يشتركا فهما المتخالفان، وكذا عند بعض المتكلّمين حيث قال في شرح الطوالع: حقيقته تعالى لا تماثل غيره أي لا يكون مشاركا لغيره في تمام الماهية. وفي شرح المواقف: الله تعالى منزّه عن المثل أي المشارك في تمام الماهية. وقال بعضهم كالأشاعرة: التماثل هو الاتحاد في جميع الصفات النفسية وهي التي لا تحتاج في توصيف الشيء بها إلى ملاحظة أمر زائد عليها كالإنسانية والحقيقة والوجود والشيئية للإنسان. وقال مثبتوا الحال: الصفات النفسية ما لا يصحّ توهّم ارتفاعها عن موصوفها ويجيء ذكرها في محلها.
فالمثلان والمتماثلان هما الموجودان المشتركان في جميع الصفات النفسية، ويلزم من تلك المشاركة المشاركة فيما يجب ويمكن ويمتنع، ولذلك يقال المثلان هما الموجودان اللذان يشارك كلّ منهما الآخر فيما يجب له ويمكن ويمتنع أي بالنظر إلى ذاتيهما فلا يرد أنّ الصفات منحصرة في الأقسام الثلاثة، فيلزم منه اشتراك المثلين في جميع الصفات، سواء كانت نفسية أولا، فيرتفع التعدّد عنهما. وقد يقال بعبارة أخرى المثلان ما يسدّ أحدهما مسدّ الآخر في الأحكام الواجبة والجائزة والممتنعة، أي بالنظر إلى ذاتيهما، وتلازم التعاريف الثلاثة ظاهر بالتأمّل. ثم لما كانت الصفة النفسية ما يعود إلى نفس الذات لا إلى معنى زائد على الذات فالتّماثل أيضا من الصفات النفسية لأنّه أمر ذاتي ليس معلّلا بأمر زائد عليها. وأمّا عند مثبتي الأحوال منا كالقاضي ففيه تردّد إذ قال تارة إنّه زائد على الصفات النفسية ويخلو موصوفه عنه بتقدير عدم خلق الغير، فلا يكون من الأحوال اللازمة التي تنحصر الصفات النفسية فيها. وقال تارة أخرى إنّه غير زائد.
ويكفي في اتصاف الشيء بالتّماثل تقدير الغير، فيكون الشيء حال انفراده في الوجود متصفا بالتماثل غير خال عنه، ثم أيّد هذا بأنّ صفات الأجناس لا تعلّل بالغير اتفاقا، فلا يكون التماثل موقوفا على وجود الغير تحقيقا، وأمّا تقديرا فلا يضر. ثم من الناس من ينفى التّماثل لأنّ الشيئين إن اشتركا من كلّ وجه فلا تعدّد فضلا عن التّماثل، وإن اختلفا من وجه فلا تماثل، والجواب منع الشرطية الثانية إذ قد يختلفان بغير الصفة النفسية. وقال جمهور المعتزلة المثلان هما المتشاركان في أخصّ وصف النفس، فإن أرادوا أنّهما مشتركان في الأخص دون الأعم فمحال، وإن ارادوا اشتراكهما في الأخص والأعم جميعا فما ذكر سابقا أصرح من هذا. ولهم أن يقولوا الاشتراك في الأعم وإن كان لازما منه لكنه خارج عن مفهوم التماثل إذ مداره على الاشتراك في الأخصّ. فقيد الأخصّ ليس احترازيا بل لتحقيق الماهية. ويرد عليهم أنّ التماثل للمثلين إمّا واجب الحصول لموصوفه عند حصول الموصوف فلا يعلّل على رأيهم، إذ من قواعدهم أنّ الصفة الواجبة يمتنع تعليلها فلا يجوز تعريفه بالاشتراك في أخصّ صفات النفس لاقتضائه كونه معلّلا بالأخصّ، أولا يكون واجب الحصول فيجوز حينئذ كون السوادين مختلفين تارة وغير مختلفين أخرى. وقال النّجّار من المعتزلة المثلان هما المشتركان في صفة إثبات وليس أحدهما بالثاني قيد الصفة بالثبوتية لأنّ الاشتراك في الصفات السلبية لا يوجب التماثل ويلزمه تماثل السواد والبياض لاشتراكهما في صفات ثبوتية كالعرضية واللونية والحدوث، وكذا مماثلة الرّبّ للمربوب إذ يشتركان في بعض الصفات الثبوتية كالعالمية والقادرية. اعلم أنّ المتشاركين في بعض الصفات النفسية أو غيرها لهم تردّد وخلاف ويرجع إلى مجرّد الاصطلاح، لأنّ المماثلة في ذلك المشترك ثابتة معنى والمنازعة في إطلاق الاسم. قال القاضي القلانسي من الأشاعرة:
لا مانع من ذلك في الحوادث معنى ولفظا إذ لم يرد التماثل في غير ما وقع فيه الاشتراك حتى صرّح القلانسي بأنّ كلّ مشتركين في الحدوث متماثلان في الحدوث، وعليه يحمل قول النّجار، فلا مماثل عنده للحوادث في وجوده عقلا أي بحسب المعنى، والنزاع في إطلاق المتماثل للحدوث عليه تعالى، ومأخذ الإطلاق السمع. فللنّجار أن يلزم التماثل بين الرّبّ والمربوب معنى وإن منع إطلاق اللفظ عليه وأن يلزم في السواد والبياض معنى ولفظا.
فائدة:
كلّ متماثلين فإنّهما لا يجتمعان في محلّ وإليه ذهب الشيخ الأشعري ومنعه المعتزلة، واتفقوا على جواز اجتماعهما مطلقا إلّا شرذمة منهم فإنّهم قالوا لا تجتمع الحركتان المتماثلتان في محلّ وإن شئت التفصيل فارجع إلى شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

خَبَأَ

(خَبَأَ)
فِي حَدِيثِ ابن صياد «قَدْ خَبَأْتُ لك خَبْأً» الْخَبْءُ كُلُ شَيْءٍ غَائِب مَسْتُورٍ. يُقَالُ خَبَأْتُ الشيء أَخْبَؤُهُ خَبْأً إذا أخْفَيْتَه والْخَبْءُ والْخَبِيُّ، والْخَبِيئَةُ: الشَّيْءُ الْمَخْبُوءُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «ابْتَغُوا الرِّزْق في خَبَايَا الأرض» هي جَمْعُ خَبِيئَةٍ كخطٍيئَة وخَطَاَياَ، وَأَرَادَ بِالْخَبَايَا الزٍّرع؛ لِأَنَّهُ إِذَا ألقَى الــبَذْر فِي الْأَرْضِ فَقَدْ خَبَأَهُ فِيهَا. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
ازرَع فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
تَتَبَّعْ خَبَايَا الْأَرْضِ وادْعُ مَلِيكَهَا ... لَعلَّك يّوْماً أَنْ تُجَابَ وتُرَزَقَا
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَا خَبَأَهُ اللَّه فِي مَعَادن الْأَرْضِ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «قَالَ: اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّه خِصاَلاً؛ إِنِّي لَرابعُ الْإِسْلَامِ، وَكَذَا وَكَذَا» أَيِ ادّخَرْتُها وجَعَلْتُها عِنْدَهُ لِي خَبِيئَةً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «ولَفَظَتْ لَهُ خَبِيئُهَا» أَيْ مَا كَانَ مَخْبُوءاً فِيهَا مِنَ النَّبات؛ تَعْنِي الأرضَ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ «لَمْ أَرَ كَاليَوْم ولاَ جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ» الْمُخَبَّأَةُ: الجَارِيَة الَّتِي فِي خدْرِها لَمْ تَتَزَوّج بعدُ؛ لِأَنَّ صِيَانَتَها أَبْلَغُ مِمَّنْ قَدْ تزَوّجت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزِّبْرِقان «أبْغَضُ كنَائِني إليِّ الطُّلَعَةُ الْخُبَأَةُ» هِيَ الَّتِي تطَّلعُ مرة ثم تَخْتَبِئُ أخرى.

ذَرَأَ

(ذَرَأَ)
فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَر كُلّ مَا خَلق وذَرَأَ وبرَأ» ذَرَأَ اللهُ الخلقَ يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءاً إِذَا خَلَقَهُمْ، وكأنَّ الذَّرْءَ مُختصٌّ بخلْق الذُّرِّيَّة. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى خَالِدٍ «وَإِنِّي لأظُنُّكم آلَ المُغِيرة ذَرْءَ النَّارِ» يَعْنِي خَلْقَها الَّذِينَ خُلِقُوا لَهَا. ويُروى ذَرْوَ النَّارِ بِالْوَاوِ، أرادَ الَّذِينَ يُفَرَّقُون فِيهَا، مِنْ ذَرَت الرّيحُ التُّرابَ إِذَا فرَّقَتْه.
ذَرَأَ، كَجَعَلَ: خَلَقَ،
وـ الشَّيءَ: كَثَّرَهُ،
ومنه: الذُّرِيِّةُ، مُثَلَّثةً: لِنَسْلِ الثَّقَلَيْنِ،
وـ فُوهُ: سَقَطَ،
وـ الأرْضَ: بَذَرَــهَا، وزَرْعٌ ذَريءٌ.
والذُّرْأةُ، بالضم: الشَّيْبُ، أو أوَّل بَياضِهِ في مُقَدَّمِ الرَّأْسِ،
ذَرِئَ كَفَرِحَ ومَنَعَ، والنَّعْتُ: أذْرَأُ وذَرْآءُ.
وكَبْشٌ أذْرَأُ: في رَأسِهِ بَياضٌ، أو أرْقَشُ الأُذُنَيْنِ، وسائِرُهُ أسْوَدُ.
وأذْرَأَهُ: أغْضَبَهُ، وذَعَرَهُ، وأوْلَعَهُ بالشَّيْءِ، وألجَأَهُ، وأسَالَهُ،
وـ النَّاقَةُ: أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ، فهي مُذْرِئٌ.
وذَرْءٌ من خَبَرٍ: شَيْءٌ منه.
وهُمْ ذَرْءُ النَّارِ: خُلِقُوا لها.
ومِلْحٌ ذَرْآنِيَّ، ويُحَرَّكُ: شَدِيدُ البَياضِ، من الذُّرْأَةِ، ولا تَقُلْ: أنْذَرَانِيُّ.
وما بَيْنَنا ذَرْءٌ: حائِلٌ.
وذِرْأةُ، بالكسرِ: دُعاءُ العَنْزِ للحَلْبِ، يُقالُ: ذِرْءَ ذِرْءَ.

ذَرَرَ

(ذَرَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَأى امْرَأةً مَقْتُولَةً فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقاتِلُ! الْحَق خَالِدًا فقُلْ لَهُ: لَا تَقتُل ذُرِّيَّةً ولاَ عَسِيفاً» الذُّرِّيَّةُ اسمٌ يَجْمعُ نَسل الْإِنْسَانِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَأَصْلُهَا الْهَمْزُ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوه فَلَمْ يَستعْمِلوها إلاَّ غَيْرَ مهموزَة، وتُجمعُ عَلَى ذُرِّيَّاتٍ، وذَرَارِيّ مُشَدَّداً. وَقِيلَ أصلُها مِنَ الذَّرِّ بِمَعْنَى التَّفرِيقِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَرَّهُم فِي الْأَرْضِ، والمرادُ بِهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ النِّساء لِأَجْلِ الْمَرْأَةِ المقتولةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «حُجُّوا بالذُّرِّيَّة وَلَا تأكُلوا أرْزاقَها وتذَرُوا أرْبَاقَها فِي أعْناقِها» أَيْ حُجُّوا بالنِّساء، وضَرَب الأرْباقَ وَهِيَ القَلائدُ مَثلاً لِمَا قُلِّدَت أعْناقُها مِنْ وجُوب الْحَجِّ.
وَقِيلَ كَنَى بِهَا عَنِ الأوْزَار.
وَفِي حَدِيثِ جُبَير بْنِ مُطعِم «رأيتُ يَوْمَ حُنَين شَيْئًا أَسْوَدَ يَنزل مِنَ السَّماء، فوقَع إِلَى الأرضِ، فدَبَّ مثلَ الذَّرِّ، وهزَمَ اللَّهُ المُشركينَ» الذَّرُّ: النَّملُ الأحمرُ الصَّغير، واحِدتُها ذَرَّةٌ. وسُئِلَ ثَعلب عَنْهَا فَقَالَ: إنَّ مائةَ نملةٍ وزنُ حبَّةٍ، والذَّرَّةُ واحدةٌ مِنْهَا. وَقِيلَ الذَّرَّةُ لَيْسَ لَهَا وزْنٌ، ويُرَاد بِهَا مَا يُرى فِي شُعاع الشَّمْسِ الدَّاخل فِي النَّافِذَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «طيَّبتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإحْرامِه بِذَرِــيرَةٍ» هُوَ نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ مجموعٌ مِنْ أخْلاَطٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعيّ «يُنْثَرُ عَلَى قَميصِ الميّتِ الذَّرِيرَةُ» قِيلَ: هِيَ فُتَاتُ قَصَب مَّا كَانَ لنُشَّاب وَغَيْرِهِ . كَذَا جاءَ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى.
(س) وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «تَكْتَحِلُ الْمُحِدُّ بِالذَّرُورِ» . الذَّرُورُ بِالْفَتْحِ: مَا يُذَرُّ فِي الْعَيْنِ مِنَ الدَّوَاءِ اليابسِ. يُقَالُ ذَرَرْتُ عينَه إذا دَاوَيْتَهَا به (س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «ذُرِّي وَأَنَا أحِرُّ لكِ» أَيْ ذُرِّي الدَّقيقَ فِي القِدْرِ لأعملَ لَكِ مِنْهُ حَرِيرَهً.

زَرَعَ

(زَرَعَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ ذِكْرُ «الزِّرَاعَةِ» وَهي معروفةٌ. وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الحَديث «الزَّرَّاعَةُ» بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ. قِيلَ هِيَ الْأَرْضُ الَّتِي تُزْرَعُ.
زَرَعَ، كَمَنع: طَرَحَ الــبَذْرَ،
كالزْدَرَعَ، وأصْلُهُ: أزْتَرَعَ، أبْدَلوها دالاً لتُوافِقَ الزايَ،
وـ اللهُ: أنْبَتَ. ويُقالُ للصبِيِّ: زرَعَهُ الله، أي: جَبَرَهُ.
والزَّرْعُ: الوَلَدُ، والمَزْرُوعُ، ج: زُرُوعٌ،
وموضِعُهُ: المَزْرَعَةُ، مثلثةَ الراءِ والمُزْدَرَعُ. وكسفينةٍ: الشيءُ المَزْروعُ، وكسِكِّيتٍ: ما يَنْبُتُ في الأرضِ المُسْتَحِيلَةِ مما يَتَنَاثَرُ فيها أيامَ الحَصادِ.
والزُّرْعَةُ، بالضم: الــبَذْرُ، وبلا لامٍ: اسمٌ، وسَمَّوا كزبيرٍ وسَحْبانَ وعُثْمانَ.
وزارِعٌ: اسمُ كلبٍ، ومنه قيلَ للكِلاب: أولادُ زارِعٍ. ومحمدُ بنُ مَكيِّ ابنِ زُراعٍ، كغُرابٍ: راوي صحيحِ البُخارِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ.
والمَزْروعانِ من بنِي كعْبٍ: كعْبُ بنُ سَعْد، ومالكُ بنُ كعْبٍ.
وما في الأرضِ زُرْعةٌ، مثلثةً وتُحَرَّكُ: أي موضعٌ يُزْرَعُ فيه.
وزُرِعَ له بعدَ شَقاوَةٍ، كعُنِيَ: أصابَ مالاً بعدَ الحاجةِ.
وأَزْرَعَ الزَّرْعُ: طالَ،
وـ الناسُ: أمْكَنَهُم الزَّرْعُ.
والمُزارَعَةُ: المُعَامَلَةُ على الأرضِ ببَعْضِ ما يَخْرُجُ منها، ويكونُ الــبَذْرُ من مالِكِها.
وتَزَرَّعَ إلى الشَّرِّ: تَسَرَّعَ.

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْــبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ النُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.

نشك

نشك: نشك: نثر، بذر (بوشر).
نشك
النَّشّاكُ، كشَدّادٍ أَهْمَلَه الجَماعة، وَهُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ المُبارَكِ المُحَدِّثِ سمِعَ أَبا مَنْصُورِ بنَ خَيرُونَ. قلت: الصّوابُ فِي هَذَا النَّشّال بِاللَّامِ فِي آخرِهِ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وابنُ السَّمْعاني وابنُ الأَثِيرِ، وَقد أَخْطَأَ المُصَنّفُ هُنَا واشْتَبَه عَلَيْهِ، فتَنَبَّهْ لذَلِك وَلَا تَغْتَّر بِهِ، وسيأْتي ذِكْرُه فِي ن ش ل إِن شاءَ الله تعالَى.

أَكَلَ

(أَكَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ «مَا زَالَتْ أُكْلَة خَيْبر تُعادُّني» الأُكْلَة بالضم اللقمة التى يأكل مِنَ الشَّاةِ، وَبَعْضُ الرُّوَاةِ يَفْتَحُ الْأَلِفَ وَهُوَ خَطَأٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا إِلَّا لُقْمَة وَاحِدَةً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فليَضَعْ فِي يَدِهِ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ» أَيْ لُقْمة أَوْ لُقمتين.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ أُكْلَةً» مَعْنَاهُ الرَّجُلُ يَكُونُ صَدِيقا لِرَجُلٍ، ثم يَذْهَبُ إِلَى عَدُوِّهِ فَيَتَكَلَّمُ فِيهِ بِغَيْرِ الْجَمِيلِ ليُجِيزه عَلَيْهِ بِجَائِزَةٍ، فَلَا يُبارك اللَّهُ لَهُ فِيهَا، هِيَ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ مِنَ الأَكْل .
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «أَخْرَجَ لَنَا ثَلَاثَ أُكَلٍ» هِيَ جَمْعُ أُكْلَة بِالضَّمِّ: مِثْلُ غُرْفةٍ وغُرَف.
وَهِيَ الْقُرْصُ مِنَ الخُبزِ.
وَفِي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما «وبَعَجَ الْأَرْضَ فَقَاءَتْ أُكْلَهَا» الأُكْل بِالضَّمِّ وَسُكُونِ الْكَافِ اسْمُ المَأْكُول، وَبِالْفَتْحِ المصدرُ، تُرِيد أَنَّ الْأَرْضَ حَفِظَت الــبَذر وشربَتْ مَاءَ الْمَطَرِ، ثُمَّ قاءَتْ حِينَ أنْبَتتْ، فكَنَتْ عَنِ النَّبَاتِ بالقَيء. وَالْمُرَادُ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبِلَادِ بِمَا أغْزَى إِلَيْهَا مِنَ الْجُيُوشِ.
وَفِي حَدِيثِ الرِّبَا «لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا ومُؤَكِّلَهُ» يُرِيدُ بِهِ الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ المُؤَاكَلَة» هُوَ أَنْ يَكُونَ للرَّجُل عَلَى الرَّجُلِ دَيْن فَيُهْدي إِلَيْهِ شَيْئًا» ، لِيُؤَخّرُهُ ويُمْسك عَنِ اقْتِضَائِهِ. سُمِّيَ مُؤَاكَلَة لِأَنَّ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُؤَكِّلُ صاحبَه أَيْ يُطْعمه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «ليَضْربَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَة اللَّحْمِ ثُمَّ يَرى أَنِّي لَا أُقِيده» الآكِلَة عَصًا مُحَدَّدَة. وَقِيلَ الْأَصْلُ فِيهَا السِّكِّينُ، شُبّهَت العَصَا المحدَّدَة بِهَا. وَقِيلَ هِيَ السّيَاط.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ «دَعِ الرُّبَّى والماخِض والأَكُولة» أَمَرَ المُصَدّق أَنَّ يَعُدّ عَلَى رَبِّ الْغَنَمِ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ وَلَا يَأْخُذَهَا فِي الصَّدَقَةِ لِأَنَّهَا خِيار الْمَالِ. والأَكُولَة الَّتِي تسَمّن لِلْأَكْلِ. وَقِيلَ هِيَ الْخَصِيُّ والهَرِمة وَالْعَاقِرُ مِنَ الْغَنَمِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ الأَكِيلَة، وَإِنَّمَا الأَكِيلَة المَأْكُولَة، يُقَالُ هَذِهِ أَكِيلَة الأَسد وَالذِّئْبِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَإِنَّهَا الأَكُولَة.
وَفِي حَدِيثِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ «فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وشَريبَه» الأَكِيل والشَّريب: الَّذِي يُصاحبك فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفاعل.
(س) وَفِيهِ «أُمِرْتُ بقَرْيَة تَأْكُلُ القُرى» هِيَ الْمَدِينَةُ، أَيْ يَغْلِبُ أهلُها وَهُمُ الْأَنْصَارُ بِالْإِسْلَامِ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ القُرى، ويَنْصُر اللَّهُ دينَهُ بِأَهْلِهَا، ويفتحُ القُرى عَلَيْهِمْ ويُغَنِّمُهُم إيَّاها فيأكلونها. (س [هـ] ) وَفِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَة «ومَأْكُول حِمْير خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا» المَأْكُول الرعيَّة والآكِلُون الْمُلُوكُ جعَلوا أَمْوَالَ الرعيَّة لَهُمْ مأكَلَة، أرَاد أَنَّ عوَامّ أَهْلِ اليَمن خَيْرٌ مِنْ مُلُوكِهِمْ.
وَقِيلَ أَرَادَ بِمَأْكُولِهِمْ مَن مَاتَ مِنْهُمْ فأكلتْهم الْأَرْضُ، أَيْ هُمْ خَيْرٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ الآكِلين وَهُمُ الْبَاقُونَ.

سَقْسَقَ

(سَقْسَقَ)
(س [هـ] ) فِيهِ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ جَالِسًا إِذْ سَقْسَقَ عَلَى رَأسه عُصْفور فنكَته بِيَدِهِ» أَيْ ذَرَق. يُقَالُ سَقْسَقَ وزَقزَق، وسَقَّ وزَقَّ إِذَا حَذَفَ بِذَرْــقة .

سقسق

(سقسق)
الطَّائِر صَوت بِصَوْت ضَعِيف وذرق
(س ق س ق)

سقسق الطَّائِر: ذرق، عَن كرَاع.
[سقسق] فيه: كان ابن مسعود جالسا إذ "سقسق" علىى رأسه عصفور فنكته بيده، أي ذرق، سقسق وزقزق وسق وزق إذا حذف بذرقه.
سقسق
سقسقَ يسقسق، سقسقةً، فهو مُسَقْسِق
• سقسق الطَّائِرُ: صَوّت بصوتٍ ضعيف. 

عَيَثَ

(عَيَثَ)
(س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «كِسْرَى وقَيْصَرُ يَعِيثَان فِيمَا يَعِيثَان فِيهِ وَأَنْتَ هَكَذَا!» عَاثَ فِي مَالِهِ يَعِيثُ عَيْثاً وعَيَثَاناً إِذَا بَذَّرَــه وأفْسَده. وأصْل العَيْث: الْفَسَادُ.
ومنه حديث الدّجّال «فعَاثَ يمينا وشمالا» . 

مَصَعَ

(مَصَعَ)
(س [هـ] ) فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «والفِتْنَةُ قَدْ مَصَعَتْهم» أَيْ عَرَكَتهم وَنَالَتْ مِنْهُمْ. وأصلُ المَصْع: الحَرَكةُ والضربُ. والمُمَاصَعةُ والمِصاعُ: المُجالدةُ والمُضارَبة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ثَقِيف «تَرَكُوا المِصاعَ» أَيِ الجِلادَ والضَّرابَ.
(هـ) وَحَدِيثُ مُجَاهِدٍ «البَرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يَسُوقُ السَّحابَ» أَيْ يَضْرِبُ السحابَ ضَرْبَةً فيُرَى البَرْقُ يَلْمَعُ.
(س [هـ] ) وَحَدِيثُ عُبيد بْنِ عُمَير، فِي المَوْقُوذة «إِذَا مَصَعَت بذَنَبِها» أَيْ حَرَّكْته وضَربَتْ بِهِ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ دمِ الْحَيْضِ «فَمَصَعَتْه بظُفرِها» أي حَرَّكَته وفَرَكَته.
مَصَعَ البَرْقُ، كمنَعَ: لَمَعَ،
وـ الدابَّةُ بذَنَبِها: حَرَّكَتْهُ، وضَرَبَتْ به،
وـ فلاناً: ضَرَبَهُ بالسَّيْفِ، أو بالسَّوْطِ، أو ضَرَبَهُ ضَرَباتٍ قَليلَةً ثلاثاً أو أربَعاً،
وـ المرأةُ بالوَلَدِ،
وـ الطائِرُ بذَرْــقِهِ: رَمَيا به،
كأَمْصَعَ، فيهما،
وـ بسَلْحِه على عَقِبَيْهِ: إذا سَبَقَه من فَرَقٍ أو عَجَلَةٍ،
وـ في مُرورِه: أسْرَعَ، أو عَدا شديداً مُحَرِّكاً ذَنَبَه،
وـ الفَرَسُ مَصْعاً: ذهَبَ،
كامْتَصَعَ،
وـ فُؤادُه: زالَ من فَرَقٍ أو عَجَلَةٍ،
وـ ضَرْعَ الناقةِ: ضَرَبَهُ بالماءِ البارد،
وـ البَرْقُ: أومَضَ،
وـ الحَوْضَ بماءٍ قليلٍ: بَلَّهُ ونَضَحَه،
وـ لَبَنُ الناقةِ مُصُوعاً: ولَّى، فهي ماصِعةٌ،
وـ البَرْدُ، وغيرُه: ذهَبَ وولَّى،
وـ في الأرضِ: ذهَبَ،
كامْتَصَعَ وانْمَصَعَ.
ورجلٌ مَصْعٌ، وككتِفٍ: ضارِبٌ بالسيفِ، أو شديدٌ، أو شيخٌ زَحَّارٌ، أو لاعِبٌ بالمِخْراقِ.
والمَصُوعُ، كصبورٍ: الرجلُ الفَرِقُ المَنْخُوبُ الفُؤادِ.
والماصِعُ: الماءُ المِلْحُ، والقليلُ الكَدِرُ، والبَرَّاقُ، ضِدٌّ، والمُتَغَيِّر. وكهُمَزَةٍ وغُرْفةٍ: ثَمَرَةُ العَوْسَجِ، ج: كصُرَدٍ وقُفْلٍ، وطائِرٌ أخْضَرُ.
ومُصَعُ العُصْفُورِ: ذَكَرُهُ.
وأمْصَعَ العَوْسَجُ: خَرَجَ مُصَعُه،
وـ القومُ: ذهَبَتْ ألْبانُ إبِلِهم،
وـ له بِحَقِّه: أقَرَّ.
والتَّمْصيعُ: أن يُتْرَكَ على القَضيبِ قِشره حتى يَجِفَّ عليه لِيطُه.
وتَماصَعُوا في الحَرْبِ: تَعالَجوا.
وماصَعُوا: قاتَلوا وجالَدوا.
وانْمَصَعَ الحِمارُ: صَرَّ أُذُنَيْهِ.

مَنَنَ

(مَنَنَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْمَنَّانُ» هُوَ المُنْعِمُ المُعْطِي، مِنَ الْمَنِّ: العَطاء، لَا مِنَ الْمِنَّةِ.
وَكَثِيرًا مَا يَرِدُ المَنُّ فِي كلامِهِمْ بِمَعْنَى الْإِحْسَانِ إِلَى مَنْ لَا يَسْتَثِيبُه وَلَا يَطْلبُ الجَزَاءَ عَلَيْهِ. فَالْمَنَّانُ مِنْ أبنيةِ المُبَالَغة، كالسَّفاكِ والوَهَّابِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا أحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا مِنَ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ» أَيْ مَا أحَدٌ أجْوَدُ بمالِه وذاتِ يَدِه.
وَقَدْ تَكَرَّرَ [أَيْضًا] في الحديث. وَقَدْ يَقَعُ الْمَنَّانُ عَلَى الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إلاَّ مَنَّهُ. واعْتَدَّ بِهِ عَلَى مَن أعطاهُ، وَهُوَ مَذمُومٌ لِأَنَّ الْمِنَّةَ تُفْسِدُ الصَّنِيعَةَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلَاثَةٌ يَشْنَؤُهُم اللَّهُ، مِنْهُمُ البَخيلُ الْمَنَّانُ» وَقَدْ تَكَرَّرَ أَيْضًا فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً وَلَا مَنَّانَةً» هِيَ الَّتِي يتزوّج بها لماها، فَهِيَ أَبَدًا تَمُنُّ عَلَى زَوجِهَا. وَيُقَالُ لَهَا: الْمَنُونُ، أَيْضًا.
[هـ] وَمِنَ الْأَوَّلِ الْحَدِيثُ «الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وماؤُها شِفَاءٌ لِلعَيْن» أَيْ هِيَ ممَّا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ.
وَقِيلَ: شَبَّهها بِالْمَنِّ، وَهُوَ العَسلُ الحُلْوُ، الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَفْواً بِلاَ عِلاَجٍ. وَكَذَلِكَ الْكَمْأَة، لَا مَؤُونَةَ فِيهَا بِــبَذْرٍ وَلَا سَقْيٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ:
يَا فاصِلَ الخُطَّةِ أعْيَتْ مَنْ وَمَنْ
هَذَا كَمَا يُقَالُ: أعْيَا هَذَا الأمرُ فُلَانًا وَفُلَانًا، عِنْدَ المُبَالَغةِ وَالتَّعْظِيمِ: أَيْ أعيَتْ كُلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه، فحُذِفَ. يَعْنِي أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا تَقْصُرُ الْعِبَارَةُ عَنْهُ لِعِظَمِهِ، كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ بَعْدَ اللَّتَيَّا والتَّي، اسْتِعْظاماً لِشأْن المحذوف.
(س) وَفِيهِ «مَن غَشَّنَا فَلَيْســَ مِنَّا» أَيْ لَيْسَ عَلَى سِيرتِنا ومذْهَبِنَا، والتَّمسُّكِ بِسُنَّتِنَا، كَمَا يقُولُ الرَّجُلُ: أَنَا مِنْكَ وإليْكَ، يُرِيدُ المتَابَعَةَ والمُوافَقَةَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ مِنَّا مَن حَلَقَ وخَرَق وصَلَقَ» وَقَدْ تَكَرَّرَ أمثالُه فِي الْحَدِيثِ بِهَذَا الْمَعْنَى.
وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ النَّفْيَ عَنْ دِين الْإِسْلَامِ، وَلَا يصحُّ.

غبو

غبو
غَبِيَ فلانٌ غَبَاوَةً فهو غَب: لا يَفْطنُ. والغَبْوُ: بَذْرُ الحَبِّ، غَبَوْتُ الحًبَّ أغْبُوه. والتُّرَاب إذا ذَرَوْتَة. والغَبَاءُ: الهَبَاءُ. ويقولون: " لا آتيكَ ما غَبَا غُبَيْسٌ " أي الدَهْرَ.
الْغَيْن وَالْبَاء وَالْوَاو

غبى للشَّيْء، وغبى عَنهُ، غبا وغباوة: لم يفْطن لَهُ.

وغبى الْأَمر عني: خفى فَلم اعرفه. وَقَول قيس بن ذريح:

وَكَيف يُصَلِّي من إِذا غبيت لَهُ ... دِمَاء ذَوي الذمات والعهد طلت

لم يُفَسر ثَعْلَب: غبيت لَهُ.

وتغابى عَنهُ: تغافل.

وَفِيه غبوة: أَي غَفلَة.

والغبي: الغافل. فَأَما أَبُو عَليّ فاشتق " الغبي " من قَوْلهم: شَجَرَة غبياء كَأَن جَهله غطى عَنهُ مَا وضح لغيره، وَقد تقدم.
غبو
: (و (} غَبَى الشَّيءَ و) {غَبِيَ (عَنهُ) ، كرَضِيَ، وَكَذَا غَبِيَ عَلَيْهِ الشَّيءَ، (} غَباً) ، مَقْصورٌ، ( {وغَباوَةً: لم يَفْطِنْ لَهُ) وَلم يَعْرِفه، (فَهُوَ} غَبِيٌّ) ، على فَعِيلٍ، قلِيلُ الفِطْنةِ.
وَفِي التّهْذيبِ: لم يَفْطَنْ للخِبِّ ونحوِهِ.
(و) غَبِيَ (الشَّيءُ مِنْهُ: خَفِيَ) عَنهُ فَلم يَعْرِفه.
(وَفِيه {غَبْوَةٌ) ، بالفَتْح، (} وغُبُوَّةٌ) ، بالضمِّ مُشدّد الواوِ، ( {وغُبِيٌّ، كصُلِيَ) ، وَهَذِه عَن الفرّاء: أَي (غَفْلَةٌ) ؛) قيلَ: وَمِنْه} الغَبِيُّ بمعْنَى الغافِل. {والغَبِيُّ من الواوِ كَمَا صرَّحَ بِهِ الجَوْهرِي وغيرُهُ، فأَمَّا أَبُو عليَ فاشْتَقّه من: شَجَرَة} غَبْياءُ كأنَّ جهْلَه غَطَّى مِنْهُ مَا وَضَحَ إِلَى غيرِهِ.
( {والغَباءُ) ، كسَحابٍ: (الخَفاءُ من الأرضِ) وَمَا خَفِيَ عَنْك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَغابَى عَنهُ: تَغافَلَ.
وادْخُلْ فِي الناسِ فإنَّه! أَغْبَى لَك: أَي أَخْفَى. وَهُوَ ذُو {غَباوَةٍ: تَخْفَى عَلَيْهِ الأُمورُ.
وهم} الأَغْبياءُ جَمْعُ غبِيَ.
{والغباءُ: التُّرابُ يُجْعَلُ فوْقَ الشيءِ ليُوارِيَه عَنْك.
} وغَبْيَةُ ذِي طَرِيفٍ: مَوْضِعٌ.

غبو

1 غَبِىَ, aor. ـْ inf. n. غَبًا and غَبَاوَةٌ, [the latter of which is the more common,] He had little [or no] intelligence. (Msb.) b2: And غَبِىَ الشَّئْ (S, K, TA, in the CK [erroneously] غَبَى,) or الأَمْرَ, (Msb,) and غَبِىَ عَنِ الشَّئْ (S, K) or عَنِ الأَمْرِ, (Msb,) aor. as above, (S,) inf. n. غَبَاوَةٌ (S, K) and غَبًا, (K,) He did not understand (S, Msb, K) the thing (S, K) or the affair. (Msb.) And غَبِىَ عَنِ الخَبَرِ He was ignorant of the information. (Msb.) b3: And in like manner, عَبِىَ عَلَىَّ الشَّئُْ, inf. n. غَبًا, [The thing was not understood, or not known, by me; or] I knew not the thing: (S:) [or] غَبِىَ الشَّئُْ مِنْهُ i. e. خَفِىَ [the thing was hidden from him], (K, TA,) so that he did not know it: (TA:) and غَبَا is used in the dial. of Teiyi for غَبِىَ in the sense of خَفِىَ: (A and TA in art. غبس:) or it is for غَبَّ, like تَقَضَّى for تَقَضَّضَ. (S in that art. [See غُبَيْسٌ: and see also غَبِيَةٌ, in art. غبى.]) 5 تغبّاهُ: see 10.6 تغابى i. q. تَغَافَلَ, (S, MA, TA,) i. e. He was, or he feigned himself, unmindful, &c. (MA.) So in the phrase تغابى عَنْهُ: (TA: [see تَغَافَلَ and تَغَفَّلَ:]) and one says تغاباهُ [also, app. in the same sense]. (IAar, TA in art. عمش.) 10 استغباهُ and ↓ تغبّاهُ [app. He esteemed him unintelligent, or one having little intelligence] (TA in art. زبن: see 10 in that art.) فِيهِ غَبْوَةٌ and ↓ غُبُوَّةٌ and ↓ غُبِيٌّ In him is unmindfulness, forgetfulness, neglectfulness, heedlessness, or inadvertence. (K.) غَبَاةٌ Stupidity. (Freytag, from El-Meydánee.)]

غَبَآءٌ Low, or depressed, ground. (K, TA.) and A thing that is hidden, or concealed, from one. (TA.) b2: And Earth, or dust, that is put over a thing to conceal it from one. (TA.) [See also art. غبى.]

غَبِىٌّ Having little, (S, Msb,) or no, (K,) intel-ligence: (S, Msb, K:) or one who does not understand deceit, or guile, and the like: (T, TA:) or unmindful, forgetful, neglectful, heedless, or inadvertent: (TA:) and ignorant: (Msb:) pl. أَغْبِيَآءُ (IAth, Msb, TA) and أَغْبِيَآءٌ: (IAth, TA:) accord. to J and others, (TA,) it belongs to this art.; (S, TA;) but Aboo-'Alee derives it from شَجَرَةٌ غَبْيَآءُ, [see أَغْبَى in art. غبى,] as though his ignorance hid from him to whom it is applied what is plainly apparent to others. (TA.) b2: [And A hunter, or sportsman, concealing himself. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

غُبِىٌّ: see غَبْوَةٌ.

غَبَاوَةٌ an inf. n. of غَبِىَ [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: هُوَ ذُو غَبَاوَةٍ means He is one to whom things, or affairs, are unapparent, or obscure; or from whom they are hidden, or concealed. (TA.) غُبُوَّةٌ: see غَبْوَةٌ.

أَغْبَى: see the next article.

الصُّلْبُ

الصُّلْبُ، بالضم، وكسُكَّرٍ وأميرٍ: الشديدُ.
صَلُبَ، ككَرُمَ وسَمِعَ، صلابةً، وصَلَّبَ تَصْليباً، وصَلَّبْتُه أنا، وبالضم وبالتَّحريكِ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِلِ إلى العَجْبِ كالصَّالِبِ، ج: أصْلُبٌ وأصْلابٌ وصِلَبَةٌ، والمَكانُ الغليظُ المُحَجَّرُ، ج: صِلَبَةٌ، وبالضم: الحَسَبُ والقُوَّةُ،
وع بالصَمَّانِ، وقولُه:
سُقْنا بِه الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا
إمَّا تَثْنِيَةٌ للضَّرورَةِ، كَرامَتَينِ في رامَةٍ، وإمَّا هُما مَوْضِعانِ تَغْلِبُ عليهما هذه الصِّفةُ.
وصَلَبَه، كَضَرَبَه: جَعَله مَصْلوباً،
كصَلَّبَهُ تَصْليباً،
وـ حُمَّاه عليه: دامَتْ واشْتَدَّتْ،
وـ اللَّحْمَ: شَواه،
وـ العظامَ: اسْتَخْرَجَ ودكَهَا،
كاصْطَلَبَهَا، وأحْرَقَه، يَصْلِبُه ويَصْلُبُه،
وـ الدَّلْوَ: جَعَلَ عليها صَليبَيْنِ.
والصَّليبُ: الوَدَكُ،
كالصَّلَبِ، مُحَرَّكَةً، والمَصْلوبُ، ج: ككُتُبٍ، ومنه الحديثُ: "لَمَّا قَدِمَ مكةَ أتاه أصْحابُ
الصُّلُب"، أي: الذين يَجْمَعونَ العِظامَ ويَسْتَخْرِجونَ ودكَهَا، ويَأْتَدِمونَ به،
و= العَلَمُ، والأَنْجُمُ الأَرْبَعَةُ التي خَلْفَ النَّسْرِ الطَّائرِ، وقولُ الجَوْهَرِيِّ: التي خَلْفَ الواقِعِ، سَهْوٌ، والذي للنَّصارَى،
وصَلَبوا: اتَّخذوا صَليباً، وسِمَةٌ للإِبِلِ.
وحُمَّى صالِبٌ: فيها الرِّعْدةُ.
والصُّلَيْبُ، كزُبَيْرٍ: ع، وجَبَلٌ. وكَصُرَدٍ: طائرٌ.
والصَّوْلَبُ والصَّوْلِيبُ: الــبَذْرُ يُنْثَرُ ثم يُكْرَبُ عليه. وذُو الصَّليب: الأَخْطَلُ التَّغْلَبِيُّ الشاعِرُ.
والصُّلْبُوبُ: المِزْمارُ.
والتَّصْلِيبُ: خِمْرَةٌ للمَرْأةِ.
ودَيْرُ صَليبا: بِدِمَشْقَ.
ودَيْرُ صَلوبَا: ة بالمَوْصِلِ.
والصَّلوبُ: ع.
وتَصْلَبُ، كَتَمْنَعُ: ماءَةٌ بنَجْدٍ.
وأصْلَبَتِ الناقةُ: قامَتْ، ومَدَّتْ عُنُقَها نحوَ السَّماءِ لِتَدِرَّ لوَلَدها جَهْدَها.
والصُّلّبُ، كسُكَّرٍ،
والصُّلَّبِيَّةُ والصُّلَّبِيُّ: حِجارَةُ المِسَنِّ.
والصُّلَّبِيُّ: ما جُلِيَ وشُحِذَ بها.
وصَلَّبَ الرُّطَبُ: يَبِسَ، فهو مُصَلِّبٌ، بالكسر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.