Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=63022#e5814a
(باذخــه) فاخره
بذخ: البَذَخ: الكبر. والبَذَخ: تطاول الرجل بكلامه وافتخاره؛ بَذَخَ
يَبْذَخْ ويَبْذُخُ، والفتح أَعلى، بَذَخاً وبُذُوخاً.
وتَبَذَّخَ: تطاول وتكبر وفَخَر وعلا.
وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال، ورجل باذِخٌ، والجمع بُذَخاءُ؛ ونظيره ما حكاه
سيبويه من قولهم عالم وعلماء وهو مذكور في موضعه؛ وقال ساعدة بن جؤية:
بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا ما نُوكِرُوا،
يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ
وبَذَّاخ كــباذِخ؛ قال طرفة:
أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لي: من أَبوك إِذاً؟
لا يُصْلِحُ المُلْكَ إِلاَّ كلُّ بَذَّاخِ
ويروى: لا يَصْلُح المُلْكَ أَي للملك. وباذَخَــه: فاخَرَه، والجمع
البَواذِخُ والــباذِخــاتُ. التهذيب: وفي الكلام هو بَذَّاخٌ، وفي الشعر هو
باذِخٌ؛ وأَنشد:
أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ
وفلان يَتَبَذَّخُ أَي يتعظم ويتكبر. وفي حديث الخيل: والذي يتخذها
أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً؛ البَذَخ، بالتحريك: الفخر والتطاول. والــباذخ:
العالي، ويجمع على بُذَّخ؛ ومنه كلام عليّ، رضي الله عنه: وحَمَّل الجِمالَ
البُذَّخَ على أَكتافِها. والــباذخُ والشامخُ: الجبل الطويل، صفة غالبة،
والجمع البَواذخُ. وقد بَذَخَ بُذُوخاً؛ وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ
بَذَخاناً، فهو باذخٌ وبَذَّاخٌ: اشتدّ هَدْرُه فلم يكن فوقه شيء، وإِنه
لَبَذَّاخٌ. وتقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكيتَه: بِذِخْ بِذِخْ.
والبَيْذَخُ: معروفة بهذا الاسم. وامرأَة بَيْذَخٌ أَي بادِنٌ.
فخر: الفَخْرُ والفَخَرُ، مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ، والفُخْر والفَخار
والفَخارةُ والفِخِّيرَى والفِخِّيراءُ: التمدُّح بالخصال والافتِخارُ وعَدُّ
القديم؛ وقد فَخَرَ يَفْخَرُ فَخْراً وفَخْرَةً حسنة؛ عن اللحياني، فهو
فاخِرٌ وفَخُورٌ، وكذلك افْتَخَرَ. وتَفاخَرَ القومُ: فَخَرَ بعضُهم على
بعض. والتفاخُرُ: التعاظم. والتَّفَخُّر: التعظم والتكبر. ويقال: فلان
مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ. وفاخَرَه مُفاخَرَةً وفِخاراً: عارضه بالفَخْر
فَفَخَره؛ أَنشد ثعلب:
فأَصْمَتُّ عَمْراً وأَعْمَيْتُه،
عن الجودِ والفَخْرِ، يومَ الفِخار
كذا أَنشده بالكسر، وهو نشر المناقب وذكر الكرام بالكَرَمِ.
وفَخِيرُكَ: الذي يُفاخِرُك، ومثاله الخَصِيمُ والفِخِّير: الكثير
الفَخْر، ومثاله السِّكِّير. وفِخِّيرٌ: كثير الافتخار؛ وأَنشد:
يَمْشِي كَمَشْيِ الفَرِحِ الفِخِّير
وقوله تعالى: إِن الله لا يحب كل مُخْتال فَخُور؛ الفَخُور: المتكبر.
وفاخَرَه ففَخَره يَفْخُره فَخْراً: كان أَفْخَرَ منه وأَكرم أَباً وأُمّاً.
وفَخَره عليه يَفْخَره فَخْراً وأَفْخَره عليه: فَضَّله عليه في الفَخْر.
ان السكيت: فَخَرَ فلان اليوم على فلان في الشرف والجَلَد والمنطق أَي
فَضَل عليه. وفي الحديث: أَنا سيد ولد آدم ولا فَخْرَ؛ الفَخْرُ: ادّعاء
العظم والكبر والشرف، أَي لا أَقوله تَبَجُّحاً، ولكن شكراً وتحدثاً
بنعمه. والفَخِيرُ: المغلوب بالفَخْر.
والمَفْخَرَة والمَفْخُرة، بفتح الخاء وضمها: المَأْثُرة وما فُخِرَ به.
وفيه فُخْرَة أَي فَخْرٌ. وإِنه لذو فُخْرةٍ عليهم أَي فَخْرٍ. وما لك
فُخْرَةُ هذا أَي فَخْرُه؛عن اللحياني، وفَخَر الرجلُ: تكبر بالفَخْر؛
وقول لبيد:
حتى تَزَيَّنَت الجِواءُ بفاخِرٍ
قَصِفٍ، كأَلوان الرِّحال، عَميمِ
عنى بالفاخر الذي بلغ وجاد من النبات فكأَنه فَخَرَ على ما حوله.
والفاخرُ من البسر: الذي يعْظُم ولا نوى له. والفاخر: الجيد من كل شيء.
واسْتَفْخَر الشيءَ: اشتراه فاخراً، وكذلك في التزويج. واسْتَفْخَر فلان ما شاء
وأَفْخَرَت المرأَةُ إِذا لم تلد إِلا فاخراً. وقد يكون في الفَخْر من
الفعل ما يكون في المَجْد إِلا أَنك لا تقول فَخِيرٌ مكان مَجيد، ولكن
فَخُور، ولا أَفْخَرْتُه مكان أَمْجَدْته.
والفَخُور من الإِبل: العظيمة الضرع القليلة اللبن، ومن الغنم كذلك،
وقيل: هي التي تعطيك ما عندنا من اللبن ولا بقاء للبنها، وقيل: الناقة
الفَخُورُ العظيمة الضَّرْع الضيّقة الأَحاليل: وضَرْع فَخُورٌ: غليظ ضيِّق
الأَحاليل قليل اللبن، والاسم الفُخْر والفُخُرُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
حَنْدَلَسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكُرْ،
واسعة الأَخْلافِ في غير فُخُرْ
ونخلة فَخُورٌ: عظيمة الجِذْع غليظة السَّعَف. وفرس فَخور: عظيم
الجُرْدانِ طويله. وغُرْمُول فَيْخَر: عظيم. ورجل فَيْخَر: عظم ذلك منه، وقد
يقال بالزاي، وهي قليلة. الأَصمعي: يقال من الكِبْر والفَخْر فَخِزَ الرجلُ،
بالزاي؛ قال أَبو منصور: فجعل الفَخْر والفَخْز واحداً. قال أَبو عبيدة:
فرس فَيْخَر وفَيْخَزٌ، بالراء والزاي، إِذا كان عظيم الجُرْدانِ. ابن
الأَعرابي: فَخِرَ الرجل يَفْخَر إِذا أَنِفَ؛ وقول الشاعر:
وتَراه يَفْخَرُ أَنْ تَحُلّ بيوتُه،
بمَحَلَّة الزَّمِر القصيرِ، عِنانا
وفسره ابن الأَعرابي فقال: معناه يأْنَفُ.
والفَخَّار: الخَزَف. وفي الحديث: أَنه خرج يَتَبَرَّز فاتبعه عمر
بإِداوةٍ وفَخَّارة؛ الفَخَّار: ضرب من الخَزَف معروف تعمل منه الجِرادُ
والكِيزان وغيرها. والفَخَّارةُ: الجَرَّة، وجمعها فَخَّار معروف. وفي
التنزيل: من صَلْصال كالفَخَّار.
والفاخُور: نبت طيب الريح، وقيل: ضرب من الرياحين؛ قال أَبو حنيفة: هو
المَرْوُ العريض الورقِ، وقيل: هو الذي خرجت له جَمامِيحُ في وسطه كأَنه
أَذناب الثعالب، عليها نَوْرٌ أَحمر في وسطه، طيب الريح، يسميه أَهْل
البصرة رَيْحان الشيوخ، زعم أَطباؤهم أَنه يقطع الشُّبابَ؛ وأَما قول
الراجز:إِنَّ لنا لجَارَةً فُناخِره،
تَكْدَحُ للدنيا وتَنْسى الآخره
فيقال: هي المرأَة التي تتدحرج في مشيتها.
سنمر: أَبو عمرو: يقال للقمر السِّنِمَّارُ والطَّوْسُ.
ابن سيده: قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضيءٌ؛ حكي عن ثعلب.
وسِنِمَّار: اسم رجل أَعجمي؛ قال الشاعر:
جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا،
جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وما كانَ ذا ذَنْبِ
وحكي فيه السنمار بالأَلف واللاَّم. قال أَبو عبيد: سِنِمَّار اسم
إِسْكافٍ بَنَى لبعض الملوك قَصْراً، فلما أَتمه أَشرف به على أَعلاه فرماه
منه غَيْرَةً منه أَن يبنى لغيره مثله، فضرب ذلك مثلاً لكل من فعل خيراً
فجوزي بضدّه. وفي التهذيب: من أَمثال العرب في الذي يجازي المحسن
بالسُّوأَى قولهم: جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ؛ قال أَبو عبيد: سِنِمَّار بَنَّاءٌ
مُجِيدٌ روميّ فَبَنَى الخَوَرْنَق الذي بظهر الكوفة للنُّعمان بن
المُنْذِرِ، وفي الصحاح: للنعمان بن امرئ القيس، فلما نظر إِليه النعمان كره
أَن يعمل مثله لغيره، فلما فرغ منه أَلقاه من أَعلى الخورنق فخرّ ميتاً؛
وقال يونس: السِّنِمَّارُ من الرجال الذي لا ينام بالليل، وهو اللص في
كلام هذيل، وسمي اللِّصُّ سِنِمَّاراً لقلة نومه، وقد جعله كراع
فِنِعْلالاً، وهو اسم رومي وليس بعربي لأَن سيبويه نفى أَن يكون في الكلام
سِفِرْجالٌ، فأَما سِرِطْراطٌ عنده فَفِعِلْعَالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْعُ،
ونظيره من الرومية سِجِلاَّطٌ، وهو ضرب من الثياب.
بخخ: بَخٍ: كلمةُ فَخْرٍ.
ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ: كتب عليه بَخْ. ودرهم مَعْمَعِيّ إِذا كتب عليه مع
مضاعفاً لأَنه منقوص، وإِنما يضاعف إِذا كان في حال إِفراده مخففاً،
لأَنه لا يتمكن في التصريف وفي حال تخفيفه، فيحتمل طُول التضاعف، ومن ذلك ما
يُثَقَّل فيكتفى بتثقيله، وإِنما حمل ذلك على ما يجري على أَلسنة الناس
فوجدوا بَخ مثقلاً في مستعمل الكلام، ووجدوا مع مخففاً، وجَرْسُ الخاء
أَمتن من جَرْس العين فكرهوا تثقيل العين، فافهم ذلك. الأَصمعي: درهم بَخِيّ
خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ، وبَخْ خفيفة الخاء، وهو كقولهم ثوب
يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيِّق، وهو من الأَضداد؛ قال: والعامة تقول:
بَخِّيٌّ، بتشديد الخاء، وليس بصواب.
وبَخْبَخَ الرجلُ: قال بَخٍ بَخٍ. وفي الحديث: أَنه لما قرأَ: وسارِعوا
إِلى مغفرةٍ من ربكم وجنة؛ قال: بَخٍ بَخٍ وقال الحجاجُ لأَعْشَى
هَمْدانَ في قوله:
بينَ الأَشَجِّ وبين قَيْسٍ باذِخٌ،
بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَوْلودِ
والله لا بَخْبَخْتَ بعدها.
ابن الأَعرابي: إِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف، وهي المُبَخْبَخة مقلوب
مأْخوذ من بَخْ بَخْ. والعرب تقول للشيء تمدحه: بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخْ
قال: فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا: ما أَحسنها
قال: والبَخُّ السَّرِيُّ من الرجال.
قال ابن الأَنباري: معنى بَخْ بَخْ تعظيم الأَمر وتفخيمه، وسكنت الخاء
فيه كما سكنت اللام في هل وبل. قال ابن السكيت: بَخٍ بَخٍ وبَهٍْ بَهٍْ
بمعنى واحد؛ قال ابن سيده: وإِبل مُبَخْبَخة يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً
بها وقد عللنا قوله:
حتى تجيء الخَطَبَه
بإبلٍ مُخَبْخَبه
وذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب.
وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْباخُه: هدير يملأُ فمه بشِقْشِقَته، وهو جمل
بَخْباخ الهدير؛ قال:
بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ
يقال: بَخْبَخَ البعير إِذا هَدَرَ؛ قال: وبَخْبَخَةُ البعير هَدِيرٌ
يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه؛ وقيل: بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِيره.
وتَبَخْبَخَ لحمه: صَوَّتَ من الهُزال وربما شُدِّدت كالاسم؛ وقد جمعهما
الشاعر فقال يصف بيتاً:
روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ،
بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمّْ
وتَبَخْبَخَ لحمه: هو الذي تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن. الأَصمعي:
رجل وَخْواخ وبَخْباخ إِذا استرخى بطنُه واتسع جلده. وتَبَخْبَخَ
الحرُّ: كتَخَبْخَبَ. وباخَ: سكن بعضُ فَوْرَتِه. وبَخْبِخوا عنكم من الظهيرة:
أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا، وهو مقلوب منه. وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ: سكنت
أَينما كانت.
وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ؛ بالتنوين، وبَخٍ بَخْ: كقولك غاقٍ غاقْ ونحوه: كل
ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإِنسان، وعند التعجب من الشيء، وعند المدح
والرضا بالشيء، وتكرر للمبالغة فيقال بَخْ بَخْ. فإِن فصلت خففت ونوِّنت
فقلت بَخٍ. التهذيب: وبَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشيء، تخفف وتثقل؛
وقال:بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ.
أَبو الهيثم: بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء؛ وكذلك بَدَخْ
وجَخْ بمعنى بخ؛ قال العجاج:
إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا
أَي قالوا: بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ.
قال أَبو حاتم: لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل: بَخَوِيّ كما إِذا نسب
إِلى دَمٍ قيل: دَمَوِيّ.
أَبو عمرو: بَخَّ إِذا سكن من غضبه، وخَبَّ من الخَبَب.
دعع: دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه في جَفْوة، وقال ابن دريد: دَعَّه
دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً. وفي التنزيل: فذلك الذي يَدُعُّ اليَتيم؛ أَي
يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً، وفيه: يومَ يُدَعُّون إِلى نار
جهنَّم دَعًّا؛ وبذلك فسره أَبو عبيدة فقال: يُدْفَعُون دَفْعاً
عَنِيفاً. وفي الحديث: اللهم دُعَّها إِلى النار دَعًّا. وقال مجاهد: دَفْراً في
أَقْفِيَتِهم. وفي حديث الشعبي: أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا
يُكْرَهُون؛ الدَّعُّ: الطرد والدَّفْعُ.
والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وهي ذات قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة
النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سوداء،
والجمع دُعاع.
والدَّعادِعُ: نبت يكون فيه ماء في الصيف تأْكله البقر؛ وأَنشد في صفة
جمل:
رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ،
ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما
(* قوله «سقمان» فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم
ياقوت. وقوله «أشمس» كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت، وقال في شرح القاموس:
أشمس موضع وسديم فحل.)
قال: ويجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ، وهذه الكلمة وجدتها في غير نسخة
من التهذيب الدعادع، على هذه الصورة بدالين، ورأَيتها في غير نسخة من
أمالي ابن بري على الصحاح الدُّعاع، بدال واحدة؛ ونسب هذا البيت إِلى حُميد
بن ثور وأَنشده:
ومن بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما
وقال: واحدته دُعاعةٌ، وهو نَبْت معروف. قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر
للطرماح:
لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً،
شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ
قال: الطَّخْفُ اللبن الحامِضُ. واللَّدْمُ: اللَّعْقُ. والدَّعاعُ:
عِيالُ الرجلِ الصغار. ويقال: أَدَعَّ الرجل إِذا كثر دَعاعُه؛ قال: وقرأْت
أَيضاً بخطه في قصيدة أُخرى:
أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَـ
ـثّ، ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ
قال: الدُّعاعُ في هذا البيت حب شجرة بريَّة، وكذلك الفَثُّ. والأَتانُ:
صخرة. وقال الليث: الدُّعاعةُ حبة سوداء يأْكلها فقراء البادية إِذا
أَجدبوا. وقال أَبو حنيفة: الدُّعاعُ بقلة يخرج فيها حب تَسَطَّحُ على
الأَرض تَسَطُّحاً لا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا يَبست جمع الناس يابسها ثم
دَقُّوه ثم ذَرُّوه ثم استخرجوا منه حبّاً أَسود يملؤون منه الغَرائر.
والدُّعاعةُ: نملة سوداء ذات جناحين شبهت بتلك الحبة، والجمع الدُّعاع. ورجل
دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قال أَبو منصور: هما
حبتان بريتان إِذا جاع البدويّ في القَحط دقَّهما وعجنهما واختبزهما
وأَكلهما.
وفي حديث قُس: ذات دَعادِعَ وزَعازِعَ؛ الدَّعادِعُ: جمع دَعْدَعٍ وهي
الأَرض الجَرْداء التي لا نبات بها؛ وروي عن المُؤرّج بيت طرفة بالدال
المهملة:
وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ
في دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ
وفسر الدُّعاع ما بين النخلتين، وكذا وجد بخط شمر بالدال، رواية عن ابن
الأَعرابي، قال: والدُّعاعُ متفرّق النخل، والدُّعاع النخل المتفرّق.
وقال أَبو عبيدة: ما بين النخلة إِلى النخلة دُعاعٌ. قال الأَزهري: ورواه
بعضهم ذُعاع النخل، بالذال المعجمة، أَي في مُتفرقه من ذَعْذَعْت الشيء
إِذا فرّقته. ودَعْدَع الشيءَ: حركه حتى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال
والجُوالِق ليَسَعَ الشيء وهو الدَّعْدعةُ؛ قال لبيد:
المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ
أَي المَمْلوءة. ودَعْدَعَها: ملأها من الثريد واللحم. ودَعْدَعْتُ
الشيءَ: ملأته. ودَعْدَع السيلُ الوادي: مَلأه؛ قال لبيد يصف ماءيْن التقيا
من السَّيْل:
فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كما
دَعْدَع ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا
الرَّكاء: وادٍ معروف، وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: سُرَّة
الرِّكاء، بالكسر. ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأتْه، وكذلك الناقة.
ودَعْ دَعْ: كلمة يُدْعى بها للعاثِرِ في معنى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ
كما يقال له لَعاً؛ قال:
لَحَى اللهُ قَوْماً لم يَقُولوا لعاثِرٍ،
ولا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا
قال أَبو منصور: أَراه جعل لَعاً ودَعْدَعا دُعاء له بالانتعاش، وجعله
في البيت اسماً كالكلمة وأَعربه. ودَعْدَعَ بالعاثر: قالها له، وهي
الدَّعْدَعةُ؛ وقال أَبو سعيد: معناه دَعِ العِثارَ؛ ومنه قول رؤبة:
وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا
له، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ: لَعا
قال ابن الأَعرابي: معناه إِذا وقع منَّا واقع نَعَشْناه ولم نَدَعْه
أَن يَهْلِك، وقال غيره: دَعْدَعا معناه أَن نقول له رَفعك اللهُ وهو مثل
لَعاً. أَبو زيد: إِذا دُعِي للعاثِر قيل: لَعاً له عالِياً، ومثله: دَعْ
دَعْ؛ وقال: دَعْدَعْت بالصبي دَعْدَعةً إِذا عثرَ فقلت له: دَعْ دَعْ
أَي ارتفع. ودَعْدَعَ بالمعز دَعْدَعة: زجرها، ودَعْدَع بها دَعْدَعة:
دَعاها، وقيل: الدعْدعةُ بالغنم الصغار خاصّة، وهو أَن تقول لها: داعْ داعْ،
وإِن شئت كسرت ونوَّنت، والدَّعْدعة: قِصَرُ الخَطْو في المشي مع عَجَل.
والدَّعْدَعةُ: عَدْو في التواء وبُطْء؛ وأَنشد:
أَسْعَى على كلِّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُمُ،
وَسْطَ العَشيرةِ، سَعْياً غيرَ دَعْداعِ
أَي غير بَطِيء. ودَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة ودَعْداعاً: عدا عدْواً فيه
بُطْء والتواء، وسَعْيٌ دَعْداع مثله.
والدَّعْداعُ والدَّحْداحُ: القصير من الرجال.
ابنه الأَعرابي: يقال للراعي دُعْ دُعْ، بالضم، إِذا أَمرته بالنَّعِيق
بغنمه، يقال: دَعْدَعَ بها. ويقال: دَعْ دَعْ، بالفتح، وهما لغتان؛ ومنه
قول الفرزدق:
دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم، إِنَّني
في باذِخٍ، يا ابنَ المَراغةِ، عالِي
ابن الأَعرابي: قال فقال أَعرابي كم تَدُعُّ ليلتُهم هذه من الشهر؟ أَي
كم تُبْقِي سِواها؛ قال وأَنشدنا:
ولَسْنا لأَضْيافِنا بالدُّعُعْ
كلف: الكلَف: شيء يعلو الوجه كالسِّمسم. كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كلَفاً،
وهو أَكلف: تغيَّر. والكلَف والكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تعلو الوجه، وقيل:
لون بين السواد والحمرة، وقيل: هو سواد يكون في الوجه، وقد كَلِفَ.
وبعير أَكلَف وناقة كلْفاء وبه كُلْفة، كلُّ هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو
الجلد فيغير بشرته. وثور أَكلف وخدّ أَكلَفُ: أَسفَع؛ قال العجاج يصف
الثور:
عن حَرْفِ خَيْشومٍ وخَدٍّ أَكْلَفا
ويقال للبَهَق الكَلَف. والبعير الأَكلف: يكون في خديه سواد خَفيّ.
الأَصمعي: إذا كان البعير شديد الحمرة يخلِط حُمرته سواد ليس بخالص فتلك
الكلفة. ويقال: كُمَيْت أَكلف للذي كلِفَت حُمرته فلم تَصْفُ ويرى في أَطراف
شعره سواد إلى الاحتراق ما هو. والكَلْفاء: الخمر التي تشتد حُمرتها حتى
تضرب إلى السواد. شمر وغيره: من أَسماء الخمر الكَلْفاء والعَذْراء.
وكَلِف بالشيء كلَفاً وكُلْفة، فهو كلِفٌ ومُكلَّف: لهِج به. أَبو زيد:
كَلِفْت منك أَمْراً كلَفاً. وكلِفَ بها أَشْد الكَلَفِ أَي أَحَبَّها.
ورجل مِكْلاف: مُحِبّ للنساء.
والمُكلَّف والمُتكلِّف: الوقّاعُ فيما لا يَعْنيه. والمُتكلِّف:
العِرِّيض لما لا يعنيه. الليث: يقال كلِفْت هذا الأَمْر وتكلَّفْتُه.
والكُلْفةُ: ما تكلَّفْت من أَمر في نائبة أَو حق. ويقال: كلِفْتُ بهذا الأَمر
أَي أُولِعْتُ به. وفي الحديث: اكلَفُوا من العمل ما تُطيقون، هو من
كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته. وفي الحديث: عثمان كَلِفٌ
بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم. والكلَف: الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة.
وكلَّفه تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه. وتكلَّفت الشيء: تجشَّمْته على
مشقَّة وعلى خلاف عادتك. وفي الحديث أَراك كلِفْت بعلم القرآن، وكلِفْته إذا
تحمَّلته. ويقال: فلان يتكلف لإخوانه الكُلَف والتكاليف. ويقال: حَمَلْت
الشيء تَكْلِفة إذا لم تُطقه إلا تكلُّفاً، وهو تَفْعِلةٌ. وفي الحديث:
أَنا وأُمتي بُراءٌ من التكلُّف. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: نُهِينا
عن التكلُّف؛ أَراد كثرة السؤال والبحثَ عن الأَشياء الغامضة التي لا يجب
البحث عنها والأَخذَ بظاهر الشريعة وقبولَ ما أَتت به. ابن سيده: كَلِفَ
الأَمرَ وكلفَه تجشَّمه
(* قوله «وكلفه تجشمه» كذا بالأصل مخففاً، ولعله
كلف الأمر وتكلفه تجشمه كما يرشد إليه الشاهد بعد.) على مشقَّة وعُسْرة؛
قال أَبو كبير:
أَزُهَيْرُ، هل عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ،
أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟
وهي الكُلَف والتكالِف، واحدتها تَكلِفة؛ وقوله:
وهُنَّ يَطْوِينَ على التكالِف
بالسَّوْمِ، أَحياناً، وبالتقاذُف
قال ابن سيده: يجوز أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له، ويجوز أَن يكون
جمع تَكْلفة؛ ورواه ابن جني:
وهن يطوين على التكالُف
جاء به في السناد لأَن قبل هذا:
إذا احتسى، يومَ هَجِيرٍ هائف،
غُرورَ عِيدِيَّاتِها الخَوانِف
قال ابن سيده: ولم أَرَ أَحداً رواه التكالُف، بضم اللام، إلا ابن جني.
والكُلافيّ: ضرب من العنب أَبيض فيه خُضرة وإذا زُبِّب جاء زبيبه أَكلف
ولذلك سمي الكُلافي، وقيل: هو منسوب إلى كُلاف، بلد في شق اليمن معروف.
وذو كُلافٍ وكُلْفى: موضعان. التهذيب: وذو كُلاف اسم واد في شعر ابن
مقبل.
ربح: الرِّبْح والرَّبَحُ
(* قوله «الربح إلخ» ربح ربحاً وربحاً كعلم
علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.) والرَّباحُ: النَّماء في
التَّجْر. ابن الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ، وقال
الجوهري: مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، هو اسم ما رَبِحَه.
ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛
والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة: بالرَّباح والسَّماح. الأَزهري:
رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه؛
والعرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها. وتجارة رابحةٌ:
يُرْبَحُ فيها.وقوله تعالى: فما رَبِحَت تجارَتُهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه ما
رَبِحُوا في تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فيها
ويوضع فيها، والعرب تقول: قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يريدون بذلك
الاختصار وسَعَة الكلام؛ قال الأَزهري: جعل الفعل للتجارة، وهي لا
تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها، وهو كقولهم: ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه
ويُسْهَر؛ قال جرير:
ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم
وقوله: فما رَبِحَتْ تجارتُهم؛ أَي ما رَبِحوا في تجارتهم، وإِذا ربحوا
فيها فقد رَبحَتْ، ومثله: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ على
الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وقوله: والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر
فيه، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه. وفي حديث أَبي طلحة: ذاك
مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ، قال: ويروى بالياء.
وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وقد أَرْبحَه بمتاعه،
وأَعطاه مالاً مُرابَحة أَي على الربح بينهما، وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً.
ويقال: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة على كل عشرة دراهم درهمٌ، وكذلك
اشتريته مُرابَحة، ولا بدّ من تسمية الرِّبْح. وفي الحديث: أَنه نهى عن ربْح
ما لم يُضْمَن؛ ابن الأَثير: هو أَن يبيع سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها
بِربْح، ولا يصح البيع ولا يحل الرِّبْح لأَنها في ضمان البائع الأَوَّل
وليست من ضمان الثاني، فَرِبْحُها وخَسارتُها للأوَّل.
والرَّبَحُ: ما اشْتُرِيَ من الإِبل للتجارة. والرَّبَحُ: الفصالُ،
واحدها رابِحٌ. والرَّبَحُ: الفَصِيلُ، وجمعه رِباحٌ مثل جَمَل وجِمال.
والرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قال خُفَافُ بن نُدْبَة:
قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ،
يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ
البُحُّ: قِداحُ المَيْسر؛ يعني قداحاً بُحّاً من رزانتها. والرَّبَحُ
هنا يكون الشَّحْمَ ويكون الفِصالَ، وقيل: هي ما يَرْبَحون من المَيْسِر؛
الأَزهري: يقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا على الفِصال.
ويقال:أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ، وهي الفُصْلان
الصغار، يقال: رابح ورَبَحٌ مثل حارس وحَرَسٍ؛ قال: ومن رواه رُبَحاً، فهو
ولد الناقة؛ وأَنشد:
قد هَدِلَتْ أَفواه ذي الرُّبُوحِ
وقال ابن بري في ترجمة بحح في شرح بيت خُفافِ بن نُدْبَة، قال ثعلب:
الرَّبَحُ ههنا جمع رابح كخادم خَدَم، وهي الفصال.
والرُّبَحُ: من أَولاد الغنم، وهو أَيضاً طائر يشبه الزَّاغ؛ قال
الأَعشى:
فترى القومَ نَشاوَى كلَّهم،
مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ
وقيل: الرَّبَحُ، بفتح أَوله، طائر يشبه الزَّاغَ؛ عن كراع.والرُّبَحُ
والرُّبَّاحُ، بالضم والتشديد جميعاً: القِرْد الذكر، قاله أَبو عبيد في
باب فُعَّال؛ قال بشر بن المعتمر:
وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها،
والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ
الإِلْقة ههنا القِرْدَة. ورُبَّاحها: ولدها. وتُرغِثُ: تُرْضِع.
والسهل: الغراب. والنوفل: البحر. والنضر: الذهب؛ وقبله:
تبارك الله وسبحانه،
مَنْ بيديه النَّفْعُ والضَّرُّ
مَنْ خَلْقُه في رزقه كلُّهم:
الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ
وساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا
فيه، ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ
والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ،
وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ
والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ في جُحْرِها،
والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ
الذيخ: ذكر الضباع. والتَّيتل: المُسِنُّ من الوُعُول. والغُفْر: ولد
الأُرْوِيَّة، وهي الأُنثى من الوعول أَيضاً. والأَعْصَم: الذي في يديه
بياض. والجَأْبَةُ: بقرة الوحش، وإِذا قلت: جَأْبَةُ المِدْرَى، فهي الظبية.
والتَّتْفُل: ولد الثعلب. ورأَيت في حواشي نسخة من حواشي ابن بري بخط
سيدنا الإِمام العلامة الراوية الحافظ رَضِيِّ الدين الشاطبي، وفقه الله،
وإِليه انتهى علم اللغة في عصره نقلاً ودراية وتصريفاً؛ قال أَول
القصيدة:الناسُ دَأْباً في طِلابِ الثَّرَى،
فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ
كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ،
لها عُواءٌ، ولها زَفْرُ
تَراهُمُ فَوْضَى، وأَيْدِي سَبَا،
كلٌّ له، في نَفْسِهِ، سِحْرُ
تبارك الله وسبحانه . . .
وقال: بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سهل كان أَبرص، وهو أَحد
رؤساء المتَكلمين، وكان راوية ناسباً له الأَشعار في الاحتجاج للدين وفي
غير ذلك، ويقال إِن له قصيدة في ثلثمائة ورقة احتج فيها، وقصيدة في
الغول؛ قال: وذكر الجاحظ أَنه لم ير أَحداً أَقوى على المُخَمَّس المزدوج
منه؛ وهو القائل:
إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقو
ل وما أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ
أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا وذا
ك، فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ
وقال: هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانيِّ. الأَزهري: قال الليث:
رُبَّاحٌ اسم للقرد، قال: وضرب من التمر يقال له زُبُّ رُبَّاحٍ؛ وأَنشد شمر
للبَعِيث:
شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون، كأَنها
رَبابِيحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ
قال ابن الأَعرابي: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، وهو الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ،
وقيل: هو ولد القرد، وقيل: الجَدْيُ، وقيل: الرُّبَّاحُ الفصيل،
والحاشيةُ الصغير الضَّاوِيّ؛ وأَنشد:
حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي،
كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني
قال أَبو الهيثم: كيف يكون فصيلاً صغيراً، وقد جعله ثَنِيّاً، والثنيّ
ابن خمس سنين؟ وأشنشد شمر لِخِداش بن زهير:
ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثم تُرِكْتُم،
تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ
والرَّبَاحُ: دُوَيبَّة مثل السِّنَّوْر؛ هكذا في الأَصل الذي نقلت منه.
وقال ابن بري في الحواشي: قال الجوهري: الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة
كالسنور يجلب منه الكافور، وقال: هكذا وقع في أَصلي، قال: وكذا هو في أَصل
الجوهري بخطه، قال: وهو وَهَمٌ، لأَن الكافور لا يجلب من دابة، وإِنما هو
صمغ شجر بالهند.
ورَباحٌ: موضع هناك ينسب إِليه الكافور، فيقال كافور رَباحِيٌّ، وأَما
الدُّوَيْبَّةُ التي تشبه السنور التي ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها
الزَّبادة، والذي يجلب منها من الطيب ليس بكافور، وإِنما يسمى باسم الدابة،
فيقال له الزَّبادة؛ قال ابن دريد: والزبادة التي يجلب منها الطيب أَحسبها
عربية، قال: ووقع في بعض النسخ: والرَّباح دويبَّة، قال: والرَّباحُ
أَيضاً بلد يجلب منه الكافور؛ قال ابن بري: وهذا من زيادة ابن القطاع
وإصلاحه، وخط الجوهري بخلافه. وزُبُّ الرُّبَّاح: ضرب من التمر. والرَّبَاحُ:
بلد يجلب منه الكافور. ورَبَاحٌ: اسم؛ ورَبَاح في قول الشاعر:
هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ
اسم ساقٍ.
والمُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بن دُلَفٍ. والرُّبَحُ: الفصيل كأَنه لغة في
الرُّبَع، وأَنشد بيت الأَعشى:
مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ
قيل: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الحاء من العين. والرَّبَحُ: ما
يَرْبَحون من المَيْسِر.
عمر: العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه،
لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع
أَعْمار. وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى. والعرب تقول في
القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال:
لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه
القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك
لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما
أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ
ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.
وفي التنزيل العزيز: لَعَمْرُك إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون؛ لم يقرأْ
إِلا بالفتح؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال:
لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً
على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ
(* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل).
أَي لحم شريف كريم. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَعَمْرُك أَي
لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه
وسلم. وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك
لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة:
أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً،
عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟
قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد:
عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا،
وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا
فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله. وقال الأَخفش في
قوله: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ. وقال أَهل
البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء
الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله
أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت
بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة:
عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان
يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال
الأَزهري: وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء
فقلت: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ،
نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه
عَمْراً وعِمارةً، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله
نعتاً لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت
الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْرِك
فلَعَمْرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال:
الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم،
كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم. وقال المبرد في قوله عَمْرَك
اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته
وعَمْرِك
(* قوله: بواو حذفته وعمرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت
كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم
وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير؛ وأَنشد فيه:
عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا،
هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟
يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَعَمْلُك، يريدون
لَعَمْرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَعَمْرُك
ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله، مرفوعة. وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي
حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ:
عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك،
وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ. وفي حديث
لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه. وقالوا: عَمْرَك اللهَ
افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو
من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ
إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على
الفعل. وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله
بطول عُمْرِه؛ قال:
عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني
أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي
الكسائي: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي
سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِيَّاك. قال:
ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ، وهو قبيح.
وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ
ويَعْمِر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال
لبيد:وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ،
لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ
وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير:
لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ،
لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا
ومنه قولهم: أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا
أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.
وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه. وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً
محدوداً. وقوله عز وجل: وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من
عُمُرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ
مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء
كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز
أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية
الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن
عُمُرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُرِه، والهاء في
هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه
شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو
قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.
والعُمْرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه. وقال ثعلب:
العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُرَك أَو
عُمُرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.
وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي؛
والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى. وفي الحديث: لا تُعْمِرُوا ولا
تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي
العُمْرَى والرُّقْبَى. يقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له
يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية
فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو
لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ
فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من
يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي
أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك. وأَصل
العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل
النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث
أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة
جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو
إِبِلاً؛ قال لبيد:
وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى،
وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ،
ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ
أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك. ويقال: لك في هذه الدار
عُمْرَى حتى تموت.
وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى العُمْر، وقيل: هو العُبْرِيّ من
السدر، والميم بدل. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم،
على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة:
قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي،
ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا
(* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر
بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).
وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار. وفي حديث محمد بن
مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي
(* قوله: «قال الراوي» بهامش
الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله
الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما
مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة، فجعل كل
واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما
يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق
فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة
العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر
العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب. ويقال: عَمَر
اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً. ومكان
عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ. ومكان عَمِيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَعْمَر
الرجلُ منزلَه بالأَلف. وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً. وثوبٌ
عَمِيرٌ أَي صَفِيق. وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي
مَعْمورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة. وعَمَر الرجلُ
مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو
حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل:
أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ
كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم
ويقال: عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ. ويقال لساكن الدار: عامِرٌ،
والجمع عُمّار.
وقوله تعالى: والبَيْت المَعْمور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء
بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.
والمَعْمورُ: المخدومُ. وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته. وعَمَر
المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَعْمَره
المكانَ واسْتَعْمَره فيه: جعله يَعْمُره. وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من
الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ
قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها.
والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛
قال طرفة
بن العبد:
يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ
ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض
مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو
كبير:
فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه،
فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ
والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها
بيت الكتاب:
لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،
فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي
فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف
معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف
بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك
كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة. ويقال: أَتَيْتُ
أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً. والعِمَارةُ: ما
يُعْمَر به المكان. والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة. وأَعْمَرَ عليه:
أَغناه.والعُمْرة: طاعة الله عز وجل. والعُمْرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر،
وأَصله من الزيارة، والجمع العُمَر. وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ
والعُمْرة لله؛ قال الزجاج: معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ
بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون
للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في
السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة
وعشر من ذي الحجة، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا
والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة. والعُمْرة: مأَخوذة
من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما
خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ:
مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر. وفي الحديث
ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في
الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة. وفي حديث الأَسود قال:
خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم
الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم
يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر
فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم. والعَمَار
والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو
غير ذلك. وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ:
مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى:
فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى،
سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا
أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.
واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه
قول أَعشى باهلة:
وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ،
وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ
قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة؛
وقول ابن أَحمر:
يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها،
كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ
فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ
أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج
لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من
المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي
كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء. ويقال للاعْتِمار: القصد.
واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج:
لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ،
مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ
المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً. وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.
والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى
أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.
والعَمَارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَارٌ. والعَمّارُ: الطَّيِّب
الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، وهو الآس.
والعِمَارة والعَمارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا العمارا»
أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل: العَمَارُ ههنا
الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم
داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده
«ووَضَعْنا العَمارا» فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا، هو الريحان أَو الدعاء
أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا العمارا» هو
العِمَامة؛ وقيل: معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل:
العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن
سيده: ولا أَدري كيف هذا.
ورجل عَمّارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر، وهو المنديل أَو غيره،
تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن العَمَرَ
أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في
كمها؛ وأَنشد:
قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ
وحكى ابن الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي
عابدٌ. وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم.
ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام. ورجل
عَمّار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ:
مأْخوذ من العَمِير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على
العمل، قال: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على
السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، وهي العمامة، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، وهو
البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى
أَن يموت. قال: وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، وهي
اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله
محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم
سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك
فقال: مقيمين مجتمعين.
والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي
يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان
الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عمائر؛ ومنه
قول جرير:
يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى
لنا، حتى يُجاوزَها دَليل
قال الجوهري: والعَمَارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي:
لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ
عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ
وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس. وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر
كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح
فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ
الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم
العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ. والعَمْرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها
النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال:
وعَمْرة مِن سَرَوات النسا
ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها
وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ. والعَمْر: الشَّنْف، وقيل: العَمْر حلقة
القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط. والعَمَّار: الزَّيْن في
المجالس، مأْخوذ من العَمْر، وهو القرط.
والعَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن. وفي الحديث: أَوْصاني
جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي؛ العُمُور: منابت الأَسنان
واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد
يضم؛ وقال ابن أَحمر:
بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ،
وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ
والجمع عُمور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر. وقد قيل: إِنه
أَراد العُمْر. وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف،
وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً.
اللحياني: دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من
الجن. وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها
شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في
البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها.
والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ
وجَلبة.والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان
(* قوله: «العمرتان» هو
بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب
شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني). والعُمَيْمِرتان: عظمان صغيران
في أَصل اللسان.
واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ
وصغارُ الضأْن، واحدها يَعْمور؛ قال أَبو زيد الطائي:
ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً،
مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير
أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال
الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَعْمورة
شجرة، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.
والعُمْرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.
والعُمور: نخلُ السُّكَّر
(* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد).
خاصة، وقيل: هو العُمُر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي العَمْر،
بالفتح، واحدتها عَمْرة، وهي طِوال سُحُقٌ. وقال أَبو حنيفة: العَمْرُ نخل
السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين. والعَمْرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.
وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق
الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير العَمْر، والعَمْرُ نخل السُّكَّر،
يقال له العُمُر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة
حائط نخل:
أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ،
مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه،
بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ
والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب
الحلاوة. والعُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان
الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن
تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ
ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها،
ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه.
ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قال الأَزهري:
هكذا قال بالعين.
والعَمَرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ
على عَمَرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في
الغريبين وغيره. وعَمِيرة: أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه
عَمِيرِيّ شاذ، وعَمْرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر
وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور؛ قال الفرزدق
يفتخر بأَبيه وأَجداده:
وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخــاتٍ،
وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ
الــباذِخــاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد. وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى
به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي:
فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة،
دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر
وأَما قول الشاعر:
وممن ولَدُوا عامِـ
ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض
فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو
ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر:
قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه:
مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟
تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ،
قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ
أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول
لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل
عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر. وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو
عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وعُمَير وعُوَيْمِر
وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كلها: أَسماء؛ وقول
عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها
لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمارا
هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي. وعُمارةُ بن
عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً. والعَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال
بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن
لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت
لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما:
إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر
وبَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا
وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما،
جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا
والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن
كلاب وهو أَبو علي. والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما،
وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ
الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز
لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري:
العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان
قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب
تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم
يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه
افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس
ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع
المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان
قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه
العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد
كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول
أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه
الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ
في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل
فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه. وروي عن قتادة:
أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من
الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه
عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر
خليفةٌ. وعَمْرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما
عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية
وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا
ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل
وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن
نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر، وقال:
عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في
تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال
هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه،
ولم يشرطه المبرد. ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَعْمَر لأَنه
مثل يَذْهَب. ويَعْمَر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب. وأَبو عَمْرة:
رسولُ المختار
(* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).
وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به. وأَبو
عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال:
إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار
وقال:
حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي
وأَبو عَمْرة: كنية الجوع. والعُمُور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن
الأَعرابي:
جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً
لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما
شَنٌّ: من قيس أَيضاً. والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة. وبنو
عمرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:
لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم،
ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا
قيل: معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث، وقيل: معناه من
جاء العُمْرة. واليَعْمَريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من
الشَّرَبّة. واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي:
يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم:
لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ
(* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان
اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).
وأَبو عُمَيْر: كنية الفَرْج. وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر، الأُولى نادرة:
الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز:
يا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى،
مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى
وقال الشنفرى:
لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم
عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر
يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي:
وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص،
به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ
ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ
رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب
تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله
لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن
يُخْدع بلين الكلام.
رجس: الرِّجْسُ: القَذَرُ، وقيل: الشيء القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ
يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. ورجل
مَرْجوسٌ ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قد نالوا
رَجَسٌ نَجَسٌ، وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وفي الحديث: أَعوذ بك من
الرَّجْسِ النَجْسِ؛ الرِّجْسُ: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح
والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأَول. قال الفراء: إِذا
بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجيم، وإِذا بدأُوا
بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون؛ ومنه الحديث: نهى أَن
يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وقال: إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة.
والرِّجْس: العذاب كالرِّجز. التهذيب: وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي
إِلى العذاب. والرِّجْسُ في القرآن: العذاب كالرِّجْز. وجاء في دعاء
الوتر: وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك؛ قال أَبو منصور: الرجس ههنا بمعنى
الرجز، وهو العذاب، قلبت الزاي سيناً، كما قيل الأَسد والأَزد. وقال الفراء
في قوله تعالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون؛ إِنه العقاب
والغضب، وهو مضارع لقوله الرجز، قال: ولعلها لغتان. وقال ابن الكلبي في
قوله تعالى: فإِنه رِجْسٌ؛ الرجس: المَأْتَمُ، وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه
الرجس، قال: ما لا خير فيه، قال أَبو جعفر: إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم
الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم، قال: الرجل الشك. ابن الأَعرابي:
مرَّ بنا جماعى رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار. وفي التنزيل العزيز: إِنما
الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه؛ قال
الزجاج: الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه
تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً.
ويقال: رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً
قبيحاً. والرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح
ذكره ويرتفع في القبح. وقال ابن الكلبي: رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي
مَأْثَمٌ؛ قال ابن السكيت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه. غيره:
الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير. ورجَسَت السماء
تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مثله. وفي حديث سَطِيح:
لما وُلِدَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوان
كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في
الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ
ريحاً. ورِجْسُ الشيطان: وَسْوَسَتُه. والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ
والارْتِجاسُ: صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد. رَجَسَ
يَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ. ويقال: سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد
الصوت، وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن؛ قال:
وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا،
من السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا
يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها. وبعير رَجَّاس
ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير. وناقة رَجْساء الحَنِين: متتابعته؛ حكاه ابن
الأَعرابي، وأَنشد:
يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا،
تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،
مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا
ورَجْسُ البعير: هَديرُه؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:
بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ
وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي في التباس واختلاط
ودَوَرانٍ؛ وأَنشد:
نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ،
بذاتِ خالٍ، ليلةً الخَمِيسِ
والمِرْجاسُ: حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها ويعلم به قَدْرُ
قعر الماء وعُمْقه؛ قاله ابن سيده، والمعروف المِرْداسُ. وأَرْجَسَ
الرجلُ: إِذا قدََّّر الماء بالمِرْجاس. الجوهري: المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في
طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى
ذلك الماء فتنقى البئر؛ قال الشاعر:
إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي،
رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي
والنَّرْجِسُ: من الرياحين، معرّب، والنون زائدة لأَنه ليس في كلامهم
فَعْلِلٌ وفي الكلام نَفْعِل، قاله أَبو علي. ويقال: النَّرْجِسُ، فإِن
سميت رجلاً بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس، وليس
برباعي، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بًنِرْجِسٍ صرفته لأَنه
على زنة فِعْلِلٍ، فهو رباعي كهِجْرِس؛ قال الجوهري: ولو كان في الأَسماء
شيء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً لأَن في الأَسماء
فَعْللاً مثل جَعْفَرٍ.