Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=70511#5f8feb
(انداح) بَطْنه داح
ندح: النَّدْحُ: الكثرةُ. والنَّدْحُ والنُّدْحُ: السَّعةُ والفُسْحةُ.
والنَّدْحُ: ما اتسع من الأَرض.
تقول: إِنك لفي نَدْحةٍ من الأَمْر ومشنْدُوحةٍ منه، والجمع أَنداحٌ؛
وكذلك النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ. وأَرض مندوحةٌ: واسعة بعيدة؛ قال
أَبو النجم:
يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا،
إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا
الدَّوُّ: بلد مستوٍ أَحدُ طرفيه يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي
موسى وما صاقَبه من الطريق، وطَرَفُه الآخر يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة
وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما. وقالوا: لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَي
مُتَّسَعٌ؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَي اتسع، وليس هذا
من غلط أَهل الصناعة، وذلك أَن انْداحَ انفعل وتركيبه من دوح، وإِنما
مَنْدُوحة مفعولة فكيف يجوز أَن يشتق أَحدهما من صاحبه؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ
في مرابضها ومَسارحها وانْتَدَحَتْ: كلاهما تَبَدَّدتْ وانتشرت واتسعت من
البِطْنةِ؛ ومنه قيل: لي عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة. وإِنك لفي
نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ من كذا أَي سَعَةٍ؛ يعني أَن في التعريض بالقول من
الاتساع ما يغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك. وفي حديث الحجاج: وادٍ نادِحٌ
أَي واسع. الجوهري: النُّدْحُ، بالضم، الأَرض الواسعة. والمَنادِحُ:
المَفاوِزُ. والمُنْتَدَحُ: المكان الواسع. وفي حديث عمران ابن حُصَيْن: إِن
في المَعاريضِ لمَنْدوحةً عن الكذب؛ قال أَبو عبيد: أَي سعة وفُسْحة،
الجوهري: ولا تقل مَمْدوحة، قال: ومنه قيل للرجل إِذا عظم بطنه واتسع: قد
انْداحَ بطنه وانْدَحى، لغتان، فأَراد أَن في المَعاريض ما يستغني به الرجل
عن الاضطرار إِلى الكذب المحض؛ قال الأَزهري: أَصاب أَبو عبيد في تفسير
المَنْدُوحة أَنه بمعنى السَّعة والفُسْحة، وغلط فيما جعله مشتقاً حين
قال: ومنه قيل انْداحَ بطنه وانْدَحى، لأَن النون في المندوحة أَصلية
والنون في انداح واندحى من الدَّحْوِ، فبينهما وبين النَّدْح فُرْقانٌ كبير،
لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ، وهو ما اتسع من
الأَرض؛ ومنه قول رؤْبة:
صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ
ومن هذا قولهم: لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أَي مذهبٌ واسع عريض.
وانْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً: اتسع من البِطْنةِ. وانْداحَ بطنُه
انْدِياحاً إِذا انتفخ وتَدَلَّى، من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة.
وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي الله عنهما، حين أَرادت
الخروج إِلى البَصْرة: قد جمع القرآن ذيْلَكِ فلا تَنْدَحِيه أَي لا
تُوَسِّعِيه ولا تُفَرّقيه بالخروج إِلى البصرة، والهاءُ للذيل، ويروى لا
تَبْدَحيه، بالباءِ، أَي لا تَفْتَحِيه من البَدْح وهو العلانية؛ أَرادت قوله
تعالى: وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ؛ قال الأَزهري: من قاله
بالباءِ ذهب إِلى البَداحِ، وهو ما اتسع من الأَرض، ومن قاله بالنون ذهب به
إِلى النَّدْح.
ويقال: نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وسعته؛ الأَزهري: والنَّدْحُ
الكثرة في قول العجاج حيث يقول:
صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها،
بِنَدْحِ وَهْمٍ، قَطِمٍ قَبْقابُها
ونادِحٌ ومُنادِحٌ: اسمان، وبنو مُنادِح: بُطَيْنٌ.
دوح: الدَّوْحةُ: الشجرة العظيمة المتسعة من أَيّ الشجر كانت، والجمع
دَوْحٌ، وأَدْواحٌ جمع الجمع؛ وقول الراعي:
غَداةً، وحَوْلَيَّ الثَّرَى فوقَ مَتْنِه،
مَدَبُّ الأَنِيِّ، والأَراكُ الدَّوائِحُ
ويقال: داحَت الشجرة تَدُوحُ إِذا عَظُمَتْ، فهي دائحة.
وفي الحديث: كم من عَذْقٍ دَوّاحٍ في الجنة لأَبي الدَّحْداح؟
الدَّوَّاح: العظيم الشديد العُلُوِّ، وكلُّ شجرة عظيمة دَوْحةٌ؛ والعَذْق،
بالفتح: النخلة؛ ومنه حديث الرؤيا: فأَتينا على دَوْحة عظيمة أَي شجرة؛ ومنه
حديث ابن عمر: أَن رجلاً قطع دَوْحةً من الحَرَم فأَمره أَن يعتق رقبة. قال
أَبو حنيفة: الدَّوائح العِظامُ، والواحدة دَوْحة، وكأَنه جمعُ دائحة
وإِن لم يُتكلم به. والدَّوْحة: المِظَلَّة العظيمة؛ يقال: مِظَلَّة
دَوْحةٌ.
والدَّوْحُ، بغير هاء: البيت الضخم الكبير من الشعَر؛ عن ابن الأَعرابي.
وداحَ بطنُه: عَظُم واسْتَرْسَل إِلى أَسْفَل؛ قال الراجز:
فأَصْبَحُوا حَوْلَكَ قد داحُوا السُّرَرْ،
وأَكَلُوا المَأْدُومَ من بعدِ القَفَرْ
أَي قد داحَتْ سُرَرُهم. وانْداحَ بطنُه: كَداحَ. وبطن مُنْداحٌ: خارج
مُدَوَّر، وقيل: متسع دانٍ من السِّمَن.
ودَوَّحَ ماله: فَرَّقَه كدَيَّحَه.
والدَّاحُ: نَقْشٌ يُلَوَّحُ به للصبيان يُعَلَّلونَ به؛ يقال: الدنيا
داحةٌ. التهذيب عن أَبي عبد الله المَلْهوف عن أَبي حَمْزَةَ الصُّوفيّ
أَنه أَنشده:
لولا حُبَّتي داحَهْ،
لكان الموتُ لي راحَهْ
قال فقلت له: ما داحه؟ فقال: الدنيا؛ قال أَبو عمرو: هذا حرف صحيح في
اللغة لم يكن عند أَحمد ابن يحيى؛ قال: وقول الصبيان الدَّاحُ، منه.