Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الخمس

علم الحديث الشريف

علم الحديث الشريف
ويسمى ب: علم الرواية والأخبار أيضا على ما في: مجمع السلوك ويسمى جملة: علم الرواية والأخبار: علم الأحاديث. انتهى فعلى هذا علم الحديث يشتمل على علم الآثار أيضا بخلاف ما قيل فإنه لا يشمله والظاهر أن هذا مبني على عدم إطلاق الحديث على أقوال الصحابة وأفعالهم على ما عرف وهو الحق ولا حجة في قول أحد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلم الحديث هو: علم يعرف به أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله فاندرج فيه معرفة موضوعه.
وأما غايته: فهي الفوز بسعادة الدارين كذا في: الفوائد الخاقانية.
وهو ينقسم إلى: العلم برواية الحديث وهو: علم يبحث فيه عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول - عليه الصلاة والسلام - من حيث أحوال رواتها ضبطا وعدالة ومن حيث كيفية السند اتصالا وانقطاعا وغير ذلك وقد اشتهر بأصول الحديث كما سبق.
وإلى: العلم بدراية الحديث وهو: علم باحث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث وعن المراد منها مبنيا على قواعد العربية وضوابط الشريعة ومطابقا لأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم
وموضوعه: أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حيث دلالتها على المعنى المفهوم أو المراد.
وغايته: التحلي بالآداب النبوية والتخلي عما يكرهه وينهاه.
ومنفعته: أعظم المنافع كما لا يخفى على المتأمل.
ومبادئه: العلوم العربية كلها ومعرفة القصص والأخبار المتعلقة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الأصلين والفقه وغير ذلك كذا في: مفتاح السعادة و: مدينة العلوم.
والصواب: ما ذكر في: الفوائد إذ الحديث أعم من القول والفعل والتقرير كما حقق في محله.
وفي: كشاف اصطلاحات الفنون: علم الحديث: علم تعرف به أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأفعاله.
أما أقواله: فهي الكلام العربي فمن لم يعرف حال الكلام العربي فهو بمعزل عن هذا العلم وهو كونه حقيقة ومجازا وكناية وصريحا وعاما وخاصا ومطلقا ومقيدا ومنطوقا ومفهوما ونحو ذلك مع كونه على قانون العربية الذي بينه النحاة بتفاصيله وعلى قواعد استعمال العرب وهو المعبر بعلم اللغة
وأما أفعاله: فهي الأمور الصادرة عنه التي أمرنا باتباعه فيها أولا: كالأفعال الصادرة عنه طبعا أو خاصة كذا في: العيني شرح صحيح البخاري و: زاد الكرماني وأحواله.
ثم في العيني وموضعه ذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم ومبادئه: هي ما تتوقف عليه المباحث وهي: أحوال الحديث وصفاته
ومسائله: هي الأشياء المقصودة منه وغايته: الفوز بسعادة الدارين. انتهى.
قال ابن الأثير في: جامع الأصول: علوم الشريعة تنقسم إلى: فرض ونفل والفرض: ينقسم إلى: فرض عين وفرض كفاية.
ومن أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثار أصحابه التي هي ثاني أدلة الأحكام وله أصول وأحكام وقواعد واصطلاحات ذكرها العلماء وشرحها المحدثون والفقهاء يحتاج طالبه إلى معرفتها والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة الإعراب اللذين هما أصل المعرفة الحديث وغيره لورود الشريعة المطهرة على لسان العرب وتلك الأشياء كالعلم بالرجال وأساميهم وأنسابهم وأعمارهم ووقت وفاتهم والعلم بصفات الرواة وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم والعلم بمستند الرواة وكيفية أخذهم الحديث وتقسيم طرقه والعلم بلفظ الرواة وإيرادهم ما سمعوه واتصاله إلى من يأخذه عنهم وذكر مراتبه والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى ورواية بعضه والزيادة فيه والإضافة إليه بما ليس منه وانفراد الثقة بزيادة فيه والعلم بالمسند وشرائطه والعالي منه والنازل والعلم بالمرسل وانقسامه إلى المنقطع والموقوف والمعضل وغير ذلك لاختلاف الناس في قبوله ورده والعلم بالجرح والتعديل وجوازهما ووقوعهما وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح من الحديث والكذب وانقسام الخبر إليهما وإلى الغريب والحسن وغيرهما والعلم بأخبار التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ وغير ذلك مما توافق عليه أئمة أهل الحديث وهو بينهم متعارف فمن أتقنها أتى دار هذا العلم من بابها وأحاط بها من جميع جهاتها وبقدر ما يفوته منها تزل درجته وتنحط رتبته إلا أن معرفة التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ وإن تعلقت بعلم الحديث إن المحدث لا يفتقر إليه لأن ذلك من وظيفة الفقيه لأنه يستنبط الأحكام من الأحاديث فيحتاج إلى معرفة التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ فأما المحدث فوظيفته أن ينقل ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه فإن تصدى لما رواه فزيادة في الفضل.
وأما مبدأ جمع الحديث وتأليفه وانتشاره فإنه لما كان من أصول الفروض وجب الاعتناء به والاهتمام بضبطه وحفظه ولذلك يسر الله - سبحانه وتعالى - للعلماء الثقات الذين حفظوا قوانينه وأحاطوا فيه فتناقلوه كابرا عن كابر وأوصله كما سمعه أول إلى آخر وحيه الله تعالى إليهم لحكمة حفظ دينه وحراسة شريعته فما زال هذا العلم من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أشرف العلوم وأجلها لدى الصحابة والتابعين وتابعي التابعين خلفا بعد سلف لا يشرف بينهم أحد بعد حفظ كتاب الله - سبحانه وتعالى - إلا بقدر ما يحفظ منه ولا يعظم في النفوس إلا بحسب ما يسمع من الحديث عنه فتوفرت الرغبات فيه فما زال لهم من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن انعطفت الهمم على تعلمه حتى لقد كان أحدهم يرحل المراحل ويقطع الفيافي والمفاوز ويجوب البلاد شرقا وغربا في طلب حديث واحد ليسمعه من راويه.
فمنهم من يكون الباعث له على الرحلة طلب ذلك الحديث لذاته ومنهم من يقرن بتلك الرغبة سماعه من ذلك الراوي بعينه إما لثقته في نفسه وإما لعلو إسناده فانبعثت العزائم إلى تحصيله.
وكان اعتمادهم أولا على الحفظ والضبط في القلوب غير ملتفتين إلى ما يكتبونه محافظة على هذا العلم كحفظهم كتاب الله - سبحانه وتعالى - فلما انتشر الإسلام واتسعت البلاد وتفرقت الصحابة في الأقطار ومات معظمهم قل الضبط احتاج العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة ولعمري إنها الأصل فإن الخاطر يغفل والقلم يحفظ فانتهى الأمر إلى زمن جماعة من الأئمة مثل عبد الملك بن جريج ومالك بن أنس وغيرهما فدونوا الحديث حتى قيل:
إن أول كتاب صنف في الإسلام كتاب ابن جريج وقيل: موطأ مالك بن أنس وقيل: إن أول من صنف وبوب الربيع بن صبيح بالبصرة ثم انتشر جمع الحديث وتدوينه وتسطيره في الأجزاء والكتب. وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري فدونا كتابيهما وأثبتا فيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته وثبت عندهما نقله وسميا الصحيحين من الحديث ولقد صدقا فيما قالا والله مجازيهما عليه ولذلك رزقهما الله تعالى حسن القبول شرقاً وغرباً.
ثم ازداد انتشار هذا النوع من التصنيف وكثر في الأيدي وتفرقت أغراض الناس وتنوعت مقاصدهم إلى أن انقرض ذلك العصر الذي قد اجتمعوا واتفقوا فيه مثل: أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ومثل: أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيرهم فكان ذلك العصر خلاصة العصور في تحصيل هذا العلم وإليه المنتهى.
ثم نقص ذلك الطلب وقل الحرص وفترت الهمم فكذلك كل نوع من أنواع العلوم والصنائع والدول وغيرها فإنه يبتدئ قليلا قليلا ولا يزال ينمو ويزيد إلى أن يصل إلى غاية هي منتهاه ثم يعود وكأن غاية هذا العلم انتهت إلى البخاري ومسلم ومن كان في عصرها ثم نزل وتقاصر إلى ما شاء الله.
ثم إن هذا العلم على شرفه وعلو منزلته كان علما عزيزا مشكل اللفظ أو المعنى ولذلك كان الناس في تصانيفهم مختلفي الأغراض
فمنهم من قصر همته على تدوين الحديث مطلقا ليحفظ لفظه ويستنبط منه الحكم كما فعله عبد الله بن موسى الضبي وأبو داود الطيالسي وغيرهما أولا.
وثانيا: أحمد بن حنبل ومن بعده فأنهم أثبتوا الأحاديث من مسانيد رواتها فيذكرون مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويثنون فيه كل ما رووا عنه ثم يذكرون بعده الصحابة واحدا بعد واحد على هذا النسق.
ومنهم: من يثبت الأحاديث في الأماكن التي هي دليل عليها فيضعون لكل حديث بابا يختص به فإن كان في معنى الصلاة ذكروه في باب الصلاة وإن كان في معنى الزكاة ذكروه فيها كما فعل مالك في الموطأ إلا أنه لقلة ما فيه من الأحاديث قلت أبوابه ثم اقتدى به من بعده. فلما انتهى الأمر إلى زمن البخاري ومسلم وكثرت الأحاديث المودعة في كتابيهما كثرت أبوابهما واقتدى بهما من جاء بعدهما وهذا النوع أسهل مطلبا من الأول لأن الإنسان قد يعرف المعنى وإن لم يعرف رواية بل ربما لا يحتاج إلى معرفة رواية فإذا أراد حديثا يتعلق بالصلاة طلبه من كتاب الصلاة لأن الحديث إذا أورد في كتاب الصلاة علم الناظر أن ذلك الحديث هو دليل ذلك الحكم فلا يحتاج أن يفكر فيه بخلاف الأول.
ومنهم من استخرج أحاديث تتضمن ألفاظ لغوية ومعاني مشكلة فوضع لها كتابا قصره على ذكر متن الحديث وشرح غريبه وإعرابه ومعناه ولم يتعرض لذكر الأحكام كما فعل أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وغيرهما.
ومنهم من أضاف إلى هذا الاختيار ذكر الأحكام وآراء الفقهاء مثل: أبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي في معالم السنن وأعلام السنن وغيره من العلماء.
ومنهم من قصد ذكر الغريب دون متن الحديث واستخراج الكلمات الغريبة ودونها ورتبها وشرحها كما فعل أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي وغيره من العلماء.
ومنهم من قصد إلى استخراج أحاديث تتضمن ترغيبا وترهيبا وأحاديث تتضمن أحكاما شرعية غير جامعة فدونها وأخرج متونها وحدها كما فعله أبو محمد الحسين بن مسعود والبغوي في المصابيح وغير هؤلاء
ولما كان أولئك الأعلام هم السابقون فيه لم يأت صنيعهم على أكمل 2 / 225 الأوضاع فإن غرضهم كان أولا حفظ الحديث مطلقا وإثباته ودفع الكذب عنه والنظر في طرقه وحفظ رجاله وتزكيتهم واعتبار أحوالهم والتفتيش عن أمورهم حتى قدحوا وجرحوا وعدلوا وأخذوا وتركوا هذا بعد الاحتياط والضبط والتدبر فكان هذا مقصدهم الأكبر وغرضهم الأوفى ولم يتسع الزمان لهم والعمر لأكثر من هذا الغرض الأعم والمهم الأعظم ولا رأوا في أيامهم أن يشتغلوا بغيره من لوازم هذا الفن التي هي كالتوابع بل ولا يجوز لهم ذلك فإن الواجب أولا إثبات الذات ثم ترتيب الصفات والأصل إنما هو عين الحديث ثم ترتيبه وتحسين وضعه ففعلوا ما هو الغرض المتعين واخترمتهم المنايا قبل الفراغ والتخلي لما فعله التابعون لهم والمقتدون بهم فتعبوا الراحة من بعدهم.
ثم جاء الخلف الصالح فأحبوا أن يظهروا تلك الفضيلة ويشيعوا هذه العلوم التي أفنوا أعمارهم في جمعها إما بإيداع ترتيب أو بزيادة تهذيب أو اختصار أو تقريب أو استنباط حكم وشرح غريب.
فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار كمن جمع بين كتابي البخاري ومسلم مثل: أبي بكر أحمد بن محمد الرماني وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي وأبي عبد الله محمد الحميدي فإنهم رتبوا على المسانيد دون الأبواب.
وتلاهم أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطأ لمالك وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي ورتب على الأبواب إلا أن هؤلاء أودعوا متون الحديث عارية من الشرح وكان كتاب رزين أكبرها وأعمها حيث حوى هذه الكتب الستة التي هي أم كتب الحديث وأشهرها وبأحاديثها أخذ العلماء واستدل الفقهاء وأثبتوا الأحكام ومصنفوها أشهر علماء الحديث وأكثرهم حفظا وإليهم المنتهى.
وتلاه الإمام أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري فجمع بين كتاب رزين وبين الأصول الستة بتهذيبه ترتيب أبوابه وتسهيل مطالبه وشرح غريبه في جامع الأصول فكان أجمع ما جمع فيه.
ثم جاء الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي فجمع بين الكتب الستة والمسانيد العشرة وغيرها في جمع الجوامع فكان أعظم بكثير من جامع الأصول من جهة المتون إلا أنه لم يبال بما صنع فيه من جمع الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة.
وكان أول ما بدأ به هؤلاء المتأخرون أنهم حذفوا الأسانيد اكتفاء بذكر من روى الحديث من الصحابي إن كان خبرا وبذكر من يرويه عن الصحابي إن كان أثرا والرمز إلى المخرج لأن الغرض ممن ذكر الأسانيد كان أولا إثبات الحديث وتصحيحه وهذه كانت وظيفة الأولين وقد كفوا تلك المؤنة فلا حاجة بهم إلى ذكر ما فرغوا منه.
ووضعوا الأصحاب الكتب الستة علامة ورمزا بالحروف.
فجعلوا البخاري خ لأن نسبته إلى بلده أشهر من اسمه وكنيته وليس في حروف باقي الأسماء خاء.
ولمسلم م لأن اسمه أشهر من نسبه وكنيته.
ولمالك طه لأن اشتهار كتابه بالموطأ أكثر.
ولأن الميم أول حروف اسمه وقد أعطوها مسلما وباقي حروفه مشتبه بغيرها.
والترمذي ت لأن اشتهاره بنسبه أكثر.
ولأبي داود د لأن كنيته أشهر من اسمه ونسبه والدال أشهر حروفها وأبعدها من الاشتباه
وللنسائي س لأن نسبه أشهر من اسمه وكنيته والسين أشهر حروف نسبه وكذلك وضعوا لأصحاب المسانيد بالإفراد والتركيب كما هو مسطور في الجامع.
قال في كشاف اصطلاحات الفنون: لأهل الحديث مراتب.
أولها الطلب وهو المبتدئ الراغب فيه.
ثم المحدث وهو الأستاذ الكامل وكذا الشيخ والإمام بمعناه.
ثم الحافظ وهو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا وإسنادا وأحوال رواته جرحا وتعديلا وتاريخاً.
ثم الحجة وهو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث كذلك قاله ابن المطري.
وقال الجزري: الراوي ناقل الحديث بالإسناد والمحدث من تحمل بروايته واعتنى بدرايته.
والحافظ من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج إليه انتهى.
قال أبو الخير: اعلم أن قصارى نظر أبناء هذا الزمان في علم الحديث النظر في مشارق الأنوار فإن ترفعت إلى مصابيح البغوي ظننت أنها تصل إلى درجة المحدثين وما ذلك إلا لجهلهم بالحديث بل لو حفظهما عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط وإنما الذي يعده أهل الزمان بالغا إلى النهاية وينادونه محدث المحدثين وبخاري العصر من اشتغل بجامع الأصول لابن الأثير مع حفظ علوم الحديث لابن الصلاح أو التقريب للنووي إلا أنه ليس في شيء من رتبة المحدثين وإنما المحدث من عرف المسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثة هذا أقل فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطبقات ورد على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد كان في أول درجة المحدثين.
ثم يزيد الله - سبحانه وتعالى - من يشاء ما يشاء هذا ما ذكره تاج الدين السبكي
وذكر صدر الشريعة في تعديل العلوم أن مشائخ الحديث مشهورون بطول الأعمار
وذكر السبكي.
في طبقات الشافعية أن أبا سهل قال: سمعت ابن الصلاح يقول: سمعت شيوخنا يقولون: دليل طول عمر الرجل اشتغاله بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويصدقه التجربة فان أهل الحديث إذا تتبعت أعمارهم تجدها في غاية الطول انتهى.
الكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من أن تحصى لكن استوعبنا ما وقفنا عليه في كتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين بالفارسية على ترتيب حروف المعجم.
قال في مدينة العلوم لكن اتفق السلف من مشائخ الحديث على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري وصحيح مسلم وأصحهما صحيح البخاري وهو الإمام شيخ السنة ونور الإسلام وحافظ العصر وبركة الله في أرضه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري رحمه الله كان والي بخارا جعفيا وهو نسبة إلى قبيلة باليمن ونسب البخاري إليها بالولاء.
والإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ وأعلم المحدثين إمام خراسان في الحديث بعد البخاري.
ومن الصحاح كتاب سنن أبي داود الأزدي السجستاني وكتاب الترمذي وكتاب النسائي
والنووي عدد هذه الخمســة في الأصول إلا أن الجمهور جعلها ستة وعدوا منها كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة وقدوة المتقين وأحد الأئمة المجتهدين الإمام مالك بن انس.
وجعل بعضهم كتاب الموطأ بعد الترمذي وقيل النسائي والأصح انه بعد مسلم في الرتبة.
وعد بعضهم بدل الموطأ كتاب ابن ماجة محمد بن يزيد الحافظ القزويني.
واعلم أن المحدثين ألحقوا بالكتب الستة جامع أبي الحسن رزين العبدري صاحب الجمع بين الصحاح وجامع الحميدي بين الصحيحين وجامع البرقاتي لجمعه بينهما وجامع أبي مسعود الدمشقي أيضا لجمعه بين الصحيحين.
ثم اختاروا من المصنفين سبعة وألحقوا كتبهم بالصحاح لعظم نفعها منهم الدارقطني والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وأبو محمد عبد الغني الأزدي المصري وأبو نعيم الأصبهاني صاحب الحلية وابن عبد البر حافظ المغرب والبيهقي والخطيب البغدادي انتهى ملخصاً.
فصل في ذكر علوم الحديث
قال ابن خلدون: وأما علوم الحديث فهي كثيرة ومتنوعة لأن منها ما ينظر في ناسخه ومنسوخه وذلك بما ثبت في شريعتنا من جواز النسخ ووقوعه لطفا من الله بعباده وتخفيفا عنهم باعتبار مصالحهم التي تكفل لهم بها قال تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} فإذا تعارض الخبران بالنفي والإثبات وتعذر الجمع بينهما ببعض التأويل وعلم تقدم أحدهما تعين أن المتأخر ناسخ ومعرفة الناسخ والمنسوخ من أهم علوم الحديث وأصعبها.
قال الزهري: أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منسوخه وكان للشافعي - رحمه الله - قدم راسخة فيه1.
ومن علوم الأحاديث النظر في الأسانيد ومعرفة ما يجب العمل به من الأحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط لأن العمل إنما وجب بما يغلب على الظن صدقه من أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجتهد في الطريق التي تحصل ذلك الظن وهو بمعرفة رواة الحديث بالعدالة والضبط وإنما يثبت ذلك بالنقل عن أعلام الدين بتعديلهم وبراءتهم من الجرح والغفلة ويكون لنا ذلك دليلا على القبول أو الترك.
وكذلك مراتب هؤلاء النقلة من الصحابة والتابعين وتفاوتهم في ذلك تميزهم فيه واحدا واحدا وكذلك الأسانيد تتفاوت باتصالها وانقطاعها بأن يكون الراوي الذي نقل عنه وبسلامتها من العلل الموهنة لها وتنتهي بالتفاوت إلى الطرفين فحكم بقبول الأعلى ورد الأسفل ويختلف في المتوسط بحسب المنقول عن أئمة الشأن.
ولهم في ذلك ألفاظ اصطلحوا على وضعها لهذه المراتب المرتبة مثل الصحيح والحسن والضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والشاذ والغريب وغير ذلك من ألقابه المتداولة بينهم.
وبوبوا على كل واحد منها ونقلوا ما فيه من الخلاف لأئمة هذا الشأن أو الوفاق.
ثم النظر في كيفية أخذ الرواة بعضهم عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة وتفاوت رتبها وما للعلماء في ذلك من الخلاف بالقبول والرد ثم أتبعوا ذلك بكلام في ألفاظ تقع في متون الحديث من غريب أو مشكل أو مصحف أو مفترق منها أو مختلف وما يناسب ذلك هذا معظم ما ينظر فيه أهل الحديث وغالبه.
وكانت أحوال نقلة الحديث في عصور السلف من الصحابة والتابعين معروفة عند أهل بلدة فمنهم بالحجاز ومنهم بالبصرة والكوفة من العراق ومنهم بالشام ومصر والجميع معروفون مشهورون في أعصارهم.
وكانت طريقة أهل الحجاز في أعصارهم في الأسانيد أعلى ممن سواهم وأمتن في الصحة لاستبدادهم في شروط النقل من العدالة والضبط وتجافيهم عن قبول المجهول الحال في ذلك.
وسند الطريقة الحجازية بعد السلف الإمام مالك عالم المدينة ثم أصحابه مثل الإمام محمد بن إدريس الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وأمثالهم. وكان علم الشريعة في مبدأ هذا الأمر نقلا صرفا شمر لها السلف وتحروا الصحيح حتى أكملوها.
وكتب مالك - رحمه الله - كتاب الموطأ أودعه أصول الأحكام من الصحيح المتفق عليه ورتبه على أبواب الفقه ثم عني الحفاظ بمعرفة طرق الأحاديث وأسانيده المختلفة وربما يقع إسناد الحديث من طرق متعددة عن رواة مختلفين وقد يقع الحديث أيضا في أبواب متعددة باختلاف المعاني التي اشتمل عليها.
وجاء محمد بن إسماعيل البخاري إمام الحدثين في عصره فخرج أحاديث السنة على أبوابها في مسنده الصحيح بجميع الطرق التي للحجازيين والعراقيين والشاميين واعتمد منها ما أجمعوا عليه دون ما اختلفوا فيه وكرر الأحاديث يسوقها في كل باب بمعنى ذلك الباب الذي تضمنه الحديث فتكررت لذلك أحاديثه حتى يقال انه اشتمل على تسعة آلاف حديث ومائتين منها ثلاثة آلاف متكررة وفرق الطرق والأسانيد عليها مختلفة في كل باب.
ثم جاء الإمام مسلم بن الحجاج القشيري - رحمه الله - فألف مسنده الصحيح حذا فيه حذو البخاري في نقل المجمع عليه وحذف المتكرر منها وجمع الطرق والأسانيد وبوبه على أبواب الفقه وتراجمه ومع ذلك فلم يستوعب الصحيح كله وقد استدرك الناس عليهما في ذلك
ثم كتب أبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي في السنن بأوسع من الصحيح وقصدوا ما توفرت فيه شروط العمل إما من الرتبة العالية في الأسانيد وهو الصحيح كما هو معروف وإما من الذي دونه من الحسن وغيره ليكون ذلك إماما للسنة. والعمل وهذه هي المسانيد المشهورة في الملة وهي أمهات كتب الحديث في السنة فإنها وإن تعددت ترجع إلى هذه في الأغلب ومعرفة هذه الشروط والاصطلاحات كلها هي علم الحديث وربما يفرد عنها الناسخ والمنسوخ فيجعل فنا برأسه وكذا الغريب وللناس فيه تآليف مشهورة.
ثم المؤتلف والمختلف وقد ألف الناس في علوم الحديث وأكثروا.
ومن فحول علمائه وأئمتهم أبو عبد الله الحاكم وتآليفه فيه مشهورة وهو الذي هذبه وأظهر محاسنه وأشهر كتاب للمتأخرين فيه كتاب أبي عمرو بن الصلاح كان لعهد أوائل المائة السابعة وتلاه محيي الدين النووي بمثل ذلك والفن شريف في مغزاه لأنه معرفة ما يحفظ به السنن المنقولة عن صاحب الشريعة وقد انقطع لهذا العهد تخريج شيء من الأحاديث واستدراكها على المتقدمين إذ العادة تشهد بأن هؤلاء الأئمة على تعددهم وتلاحق عصورهم وكفايتهم واجتهادهم لم يكونوا ليغفلوا شيئا من السنة أو يتركوه حتى يعثر عليه المتأخر هذا بعيد عنهم وإنما تنصرف العناية لهذا العهد إلى صحيح الأمهات المكتوبة وضبطها بالرواية عن مصنفيها والنظر في أسانيدها إلى مؤلفيها وعرض ذلك على ما تقرر في علم الحديث من الشروط والأحكام لتتصل الأسانيد محكمة إلى منتهاها ولم يزيدوا في ذلك على العناية بأكثر من هذه الأمهات الخمســة إلا في القليل.
فأما البخاري وهو أعلاها رتبة فاستصعب الناس شرحه واستغفلوا منحاه من اجل ما يحتاج إليه من معرفة الطرق المتعددة ورجالها من أهل الحجاز والشام والعراق ومعرفة أحوالهم واختلاف الناس فيهم ولذلك يحتاج إلى إمعان النظر في التفقه في تراجمه لأنه يترجم الترجمة ويورد فيها الحديث بسند أو طريق ثم يترجم أخرى ويورد فيها ذلك الحديث بعينه لما تضمنه من المعنى الذي ترجم به الباب وكذلك في ترجمة وترجمة إلى أن يتكرر الحديث في أبواب كثيرة بحسب معانيه واختلافها ومن شرحه ولم يستوف هذا فيه فلم يوف حق الشرح كابن بطال وابن المهلب وابن التين ونحوهم ولقد سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون: شرح كتاب البخاري دين على الأمة. يعنون أن أحدا من علماء الأمة لم يوف ما يجب له من الشرح بهذا الاعتبار.
قال في كشف الظنون أقول ولعل ذلك الدين قضي بشرحي المحقق ابن حجر العسقلاني والعيني بعد ذلك انتهى.
قلت وشرح الحافظ ابن حجر أو في الشروح لا يعادله شرح ولا كتاب ولذا لما قيل للشوكاني لشرح البخاري أجاب: أنه لا هجرة بعد الفتح يعني فتح الباري وما ألطف هذا الجواب عند من يفهم لطف الخطاب.
ثم قال ابن خلدون:
وأما صحيح مسلم فكثرت عناية علماء المغرب به وأكبوا عليه وأجمعوا على تفضيله على كتاب البخاري من غير الصحيح مما لم يكن على شرطه وأكثر ما وقع له في التراجم
وأملى الإمام المارزي من فقهاء المالكية عليه شرحا وسماه المعلم بفوائد مسلم اشتمل على عيون من علم الحديث وفنون من الفقه ثم أملاه القاضي عياض من بعده وتممه وسماه إكمال المعلم.
وتلاهما محيي الدين النووي بشرح استوفى ما في الكتابين وزاد عليهما فجاء شرحاً وافياً.
وأما كتب السنن الأخرى وفيها معظم مآخذ الفقهاء فأكثر شرحها في كتب الفقه إلا ما يختص بعلم الحديث فكتب الناس عليها واستوفوا من ذلك ما يحتاج إليه من علم الحديث وموضوعاته والأسانيد التي اشتملت على الأحاديث المعمول بها من السنة.
واعلم أن الأحاديث قد تميزت مراتبها لهذا العهد بين صحيح وحسن وضعيف ومعلول وغيرها تنزلها أئمة الحديث وجهابذته وعرفوها لم يبق طريق في تصحيح ما يصح من قبل ولقد كان الأئمة في الحديث يعرفون الأحاديث بطرقها وأسانيدها بحيث لو روي حديث بغير سنده وطريقه يفطنون إلى أنه قد قلب عن وضعه.
ولقد وقع مثل ذلك للإمام محمد بن إسماعيل البخاري حين ورد على بغداد وقصد المحدثون امتحانه فسألوه عن أحاديث قلبوا أسانيدها فقال: لا أعرف هذه ولكن حدثني فلان.. ثم أتى بجميع تلك الأحاديث على الوضع الصحيح ورد كل متن إلى سنده وأقروا له بالإمامة قف.
قال ابن خلدون: واعلم أيضا أن الأئمة المجتهدين تفاوتوا في الإكثار من هذه الصناعة والإقلال.
فأبو حنيفة1 رضي الله عنه يقال بلغت روايته إلى سبعة عشر حديثا أو نحوها. ومالك - رحمه الله - إنما صح عنده ما في كتاب الموطأ وغايتها ثلاثمائة حديث أو نحوها.
وأحمد بن حنبل - رحمه الله - تعالى في مسنده خمسون ألف حديث ولكل ما أداه إليه اجتهاده في ذلك.
وقد تقول بعض المبغضين المتعسفين إلى أن منهم من كان قليل البضاعة في الحديث فلهذا قلت روايته ولا سبيل إلى هذا المعتقد في كبار الأئمة لأن الشريعة إنما تؤخذ من الكتاب والسنة ومن كان قليل البضاعة من الحديث فيتعين عليه طلبه وروايته والجد والتشمير في ذلك ليأخذ الدين عن أصول صحيحة ويتلقى الأحكام عن صاحبها المبلغ لها وإنما قلل منهم من قلل الرواية الأجل المطاعن التي تعترضه فيها والعلل التي تعرض في طرقها سيما والجرح مقدم عند الأكثر فيؤديه الاجتهاد إلى ترك الأخذ بما يعرض مثل ذلك فيه من الأحاديث وطرق الأسانيد ويكثر ذلك فتقل روايته لضعف في الطرق هذا مع أن أهل الحجاز أكثر رواية للحديث من أهل العراق لأن المدينة دار الهجرة ومأوى الصحابة ومن انتقل منهم إلى العراق كان شغلهم بالجهاد أكثر.
والإمام أبو حنيفة إنما قلت روايته لما شدد في شروط الرواية والتحمل وضعف رواية الحديث اليقيني إذا عارضها الفعل النفسي وقلت من أجلها روايته فقل حديثه لأنه ترك رواية الحديث متعمدا فحاشاه من ذلك ويدل على أنه من كبار المجتهدين في علم الحديث اعتماد مذهبه بينهم والتعويل عليه واعتباره ردا وقبولاً.
وأما غيره من المحدثين وهم الجمهور فتوسعوا في الشروط وكثر حديثهم والكل عن اجتهاد وقد توسع أصحابه من بعده في الشروط وكثرت روايتهم.
وروى الطحاوي فأكثر وكتب مسنده وهو جليل القدر إلا أنه لا يعدل الصحيحين لأن الشروط التي اعتمدها البخاري ومسلم في كتابيهما مجمع عليها بين الأمة كما قالوه
وشروط الطحاوي غير متفق عليها كالرواية عن المستور الحال وغيره فلهذا قدم الصحيحان بل وكتب السنن المعروفة عليه لتأخر شرطه عن شروطهم ومن أجل هذا قيل في الصحيحين بالإجماع على قبولهما من جهة الإجماع على صحة ما فيهما من الشروط المتفق عليها
فلا تأخذك ريبة في ذلك فالقوم أحق الناس بالظن الجميل بهم والتماس المخارج الصحيحة لهم والله - سبحانه وتعالى - أعلم بما في حقائق الأمور.

تخير اللفظ

تخير اللفظ
يتأنق أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه، ولما بين الألفاظ من فروق دقيقة في دلالتها، يستخدم كلا حيث يؤدى معناه في دقة فائقة، تكاد بها تؤمن بأن هذا المكان كأنما خلقت له تلك الكلمة بعينها، وأن كلمة أخرى لا تستطيع توفية المعنى الذى وفت به أختها، فكل لفظة وضعت لتؤدى نصيبها من المعنى أقوى أداء، ولذلك لا تجد في القرآن ترادفا، بل فيه كل كلمة تحمل إليك معنى جديدا.
ولما بين الكلمات من فروق، ولما يبعثه بعضها في النفس من إيحاءات خاصة، دعا القرآن ألا يستخدم لفظ مكان آخر، فقال: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات 14). فهو لا يرى التهاون في استعمال اللفظ ولكنه يرى التدقيق فيه ليدل على الحقيقة من غير لبس ولا تمويه، ولما كانت كلمة راعِنا لها معنى في العبرية مذموم، نهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول بها فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا (البقرة 104).
فالقرآن شديد الدقة فيما يختار من لفظ، يؤدى به المعنى.
استمع إليه في قوله: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة 49). ما تجده قد اختار الفعل ذبح، مصورا به ما حدث، وضعّف عينه للدلالة على كثرة ما حدث من القتل فى أبناء إسرائيل يومئذ، ولا تجد ذلك مستفادا إذا وضعنا مكانها كلمة يقتلون.
وتنكير كلمة حياة، فى قوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ (البقرة 96).
يعبر تعبيرا دقيقا عن حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة يعيشونها، مهما كانت حقيرة القدر، ضئيلة القيمة، وعند ما أضيفت هذه الكلمة إلى ياء المتكلم في قوله تعالى: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (الفجر 23، 24). عبرت بأدق تعبير عن شعور الإنسان يومئذ، وقد أدرك في جلاء ووضوح أن تلك الحياة الدنيا لم تكن إلا وهما باطلا، وسرابا خادعا، أما الحياة الحقة الباقية، فهى تلك التى بعد البعث؛ لأنها دائمة لا انقطاع لها، فلا جرم أن سماها حياته، وندم على أنه لم يقدم عملا صالحا، ينفعه في تلك الحياة.
واستمع إلى قوله تعالى: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (الإنسان 10، 11). تجد كلمة العبوس قد استعملت أدق استعمال؛ لبيان نظرة الكافرين إلى ذلك اليوم، فإنهم يجدونه عابسا مكفهرّا، وما أشد اسوداد اليوم، يفقد فيه المرء الأمل والرجاء، وكلمة قَمْطَرِيراً بثقل طائها مشعرة بثقل هذا اليوم، وفي كلمتى النضرة والسرور تعبير دقيق عن المظهر الحسى لهؤلاء المؤمنين، وما يبدو على وجوههم من الإشراق، وعما يملأ قلوبهم من البهجة.
ومن دقة التمييز بين معانى الكلمات، ما تجده من التفرقة في الاستعمال بين:
يعلمون، ويشعرون، ففي الأمور التى يرجع إلى العقل وحده أمر الفصل فيها، تجد كلمة يَعْلَمُونَ صاحبة الحق في التعبير عنها، أما الأمور التى يكون للحواس مدخل في شأنها، فكلمة يَشْعُرُونَ أولى بها، وتأمل لذلك قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13). فالسفاهة أمر مرجعه إلى العقل، وقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (البقرة 26). وقوله تعالى: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (البقرة 77). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (الأنعام 114). وقوله تعالى: أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (يونس 55). وقوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 24). وقوله تعالى: وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (النور 25). إلى غير ذلك مما يطول بى أمر تعداده، إذا مضيت في إيراد كل ما استخدمت فيه كلمة يعلمون.
وتأمل قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (البقرة 154). فمن الممكن أن يرى الأحياء وأن يحس بهم، وقوله تعالى:
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الزمر 55)، فالعذاب مما يشعر به ويحس، وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 11، 12). وقوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل 18). وقوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (القصص 11). وغير ذلك كثير.
واستخدم القرآن كلمة التراب، ولكنه حين أراد هذا التراب الدقيق الذى لا يقوى على عصف الريح استخدم الكلمة الدقيقة وهى الرماد، فقال: الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (إبراهيم 18). كما أنه آثر عليها كلمة الثرى، عند ما قال: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (طه 4 - 6). لأنه يريد- على ما يبدو من سياق الآيات الكريمة- الأرض المكونة من التراب، وهى من معانى الثرى، فضلا عما في اختيار الكلمة من المحافظة على الموسيقى اللفظية في فواصل الآيات.
وعبر القرآن عن القوة العاقلة في الإنسان بألفاظ، منها الفؤاد واللب والقلب، واستخدم كلا في مكانه المقسوم له، فالفؤاد في الاستخدام القرآنى يراد به تلك الآلة التى منحها الله الإنسان، ليفكر بها، ولذا كانت مما سوف يسأل المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة، كالسمع، والبصر، قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء 36). وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تلك الكلمة من الآيات، واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وقوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (النجم 11). وقوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (الأنعام 113). وقوله تعالى: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةَ (الهمزة 6، 7). وقوله تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (إبراهيم 43).
أما اللب ولم يستخدم في القرآن إلا مجموعا، فيراد به التفكير الذى هو من عمل تلك الآلة، تجد هذا المعنى في قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (آل عمران 190). وقوله تعالى: وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (البقرة 269).
أما القلب، وهو أكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآنى، فهو بمعنى أداة التفكير، فى قوله تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها (الأعراف 179). وقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها (الحج 46). وقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً (آل عمران 8). وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وهو أداة الوجدان، كما تشعر بذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (الأنفال 2). وقوله تعالى: وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ (الأحزاب 10). وقوله تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (النازعات 6 - 8). وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً (الفتح 4). وقوله تعالى: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (القيامة 27). وقوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد 28).
وهو أداة الإرادة، كما يبدو ذلك في قوله تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (القصص 10). وقوله تعالى: وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (الأنفال 11). وقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ (الأحزاب 5).
فالقرآن يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل، وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4).
وفي الصدر حينا، فى قوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). تعبير عما يشعر به الإنسان عند ما يلم به وجدان، أو تملؤه همة وإرادة.
ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ أنه لا يكاد يذكر المشركين، إلا بأنهم أصحاب النار، ولكنا نجده قال في سورة (ص): وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ . فنراه قد استخدم كلمة أَهْلِ وهى هنا أولى بهذا المكان من كلمة (أصحاب)، لما تدل عليه تلك من الإقامة في النار والسكنى بها. وكلمة (ميراث) فى قوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (آل عمران 180). واقعة موقعها، وهى أدق من كلمة (ملك) فى هذا الموضع، لما أن المال يرى في أيدى مالكيه من الناس، ولكنه سوف يصبح ميراثا لله.
وقد يحتاج المرء إلى التريث والتدبر، ليدرك السر في إيثار كلمة على أخرى، ولكنه لا يلبث أن يجد سمو التعبير القرآنى، فمن ذلك قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (طه 63 - 65). فقد يبدو للنظرة العاجلة أن الوجه أن يقال: إما أن تلقى وإما أن نلقى، وربما توهم أن سر العدول يرجع إلى مراعاة النغم الموسيقى فحسب، حتى تتفق الفواصل في هذا النغم، وذلك ما يبدو بادئ الرأى، أما النظرة الفاحصة فإنها تكشف رغبة القرآن في تصوير نفسية هؤلاء السحرة، وأنهم لم يكونوا يوم تحدوا موسى بسحرهم، خائفين، أو شاكين في نجاحهم، وإنما كان الأمل يملأ قلوبهم، فى نصر مؤزر عاجل، فهم لا ينتظرون ما عسى أن تسفر عنه مقدرة موسى عند ما ألقى عصاه، بل كانوا مؤمنين بالنصر سواء أألقى موسى أولا، أم كانوا هم أول من ألقى.
ومن ذلك قوله تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (البقرة 176).
فقد يتراءى أن وصف الشقاق، وهو الخلاف، بالقوة أولى من وصفه بالبعد، ولكن التأمل يدل على أن المراد هنا وصف خلافهم بأنه خلاف تتباعد فيه وجهات النظر إلى درجة يعسر فيها الالتقاء، ولا يدل على ذلك لفظ غير هذا اللفظ الذى اختاره القرآن. ومن ذلك قوله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (الحج 27). فربما كانت الموسيقى، والفاصلة في الآية السابقة دالية- تجعل من المناسب أن يوصف الفج بالبعد، فيقال: فج بعيد، ولكن إيثار الوصف بالعمق، تصوير لما يشعر به المرء أمام طريق حصر بين جبلين، فصار كأن له طولا، وعرضا، وعمقا.
وإيثار كلمة مَسْكُوبٍ فى قوله تعالى: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ (الواقعة 27 - 31). مكان كلمة (غزيرة)، أدق في بيان غزارته، فهو ماء لا يقتصد في استعماله، كما يقتصد أهل الصحراء، بل هو ماء يستخدمونه استخدام من لا يخشى نفاده، بل ربما أوحت تلك الكلمة بمعنى الإسراف في هذا الاستخدام.
واستخدام كلمة يَظُنُّونَ فى الآية الكريمة: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45، 46).
قوية في دلالتها على مدح هؤلاء الناس، الذين يكفى لبعث الخشوع في نفوسهم، وأداء الصلاة، والاتصاف بالصبر- أن يظنوا لقاء ربهم، فكيف يكون حالهم إذا اعتقدوا؟.
ومن دقة أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه ما أشار إليه الجاحظ حين قال :
(وقد يستخف الناس ألفاظا ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع، إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب، ويذكرون الجوع في حالة القدرة والسلامة، وكذلك ذكر المطر، لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر، وذكر الغيث).
لاختيار القرآن للكلمة الدقيقة المعبرة، يفضل الكلمة المصورة للمعنى أكمل تصوير، ليشعرك به أتم شعور وأقواه، وخذ لذلك مثلا كلمة يُسْكِنِ فى قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ (الشورى 33). وكلمة تَسَوَّرُوا فى قوله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (القصص 21). وكلمة (يطوقون) فى الآية الكريمة: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (آل عمران 180). وكلمة يَسْفِكُ فى آية: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (البقرة 30). وكلمة (انفجر) فى قوله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (البقرة 60). وكلمة يَخِرُّونَ فى الآية: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 107، 108). وكلمة مُكِبًّا فى قوله تعالى: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (النمل 22). وكلمة تَفِيضُ فى قوله تعالى: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ (المائدة 83). وكلمة يُصَبُّ فى قوله تعالى: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19). وكلمة (يدس) فى قوله تعالى: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (النحل 58، 59). وكلمة قاصِراتُ فى قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (الصافات 48). وكلمة مُسْتَسْلِمُونَ. فى قوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (الصافات 25، 26). ومُتَشاكِسُونَ فى قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (الزمر 29). ويطول بى القول، إذ أنا مضيت في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة، فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك، وتلمسه بيدك، ولا أريد أن أمضى في تفسير الكلمات التى استشهدت بها؛
لأنها من وضوح الدلالة بمكان.
ولهذا الميل القرآنى إلى ناحية التصوير، نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات، مما أفرد له البيانيون علما خاصّا به دعوه علم البيان، وأوثر أن أرجئ الحديث عن ذلك إلى حين، وحسبى الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس، ذلك أن تصوير الأمر المعنوى في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس، وتأثيرا فيها، ويكفى أن تقرأ قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (البقرة 7). وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ (الجاثية 23). لترى قدرة كلمة خَتَمَ، فى تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس، وقوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (البقرة 257). لترى قيمة كلمتى الظلمات والنور، فى إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل. وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). لترى قيمة هذه الصفات التى تكاد تخرجهم عن دائرة البشر، وقوله سبحانه: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27).
فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل، تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس، وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم، سوف نعرض له في حينه.
وفي القرآن كثير من الألفاظ، تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا، فتشعر به شعورا عميقا، وتحس نحو الفكرة إحساسا قويّا. خذ مثلا قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 17، 18). فتأمل ما توحى به كلمة تَنَفَّسَ من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هدأة الليل، فكأنما كانت الطبيعة هاجعة هادئة، لا تحس فيها حركة ولا حياة، وكأنما الأنفاس قد خفتت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر، فلما أقبل الصبح صحا الكون، ودبت الحياة في أرجائه.
وخذ قوله تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة 117، 118). وقف عند كلمة (ضاق) فى ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، فإنها توحى إليك بما ألم بهؤلاء الثلاثة من الألم والندم، حتى شعروا بأن نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء، فأصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا، يلتمسون فيه الراحة والهدوء، فأصبح القلق يؤرق جفنهم، والحيرة تستبد بهم، وكأنما أصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم.
واقرأ قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً (السجدة 16).
وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تَتَجافى، من هذه الرغبة الملحة التى تملك على المتقين نفوسهم، فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم، ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة، وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها، وتنبو عنها. وقف كذلك عند كلمة يَعْمَهُونَ فى قوله سبحانه: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (البقرة 15). فإن اشتراك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس، بما فيه هؤلاء القوم من حيرة واضطراب نفسى، لا يكادون به يستقرون على حال من القلق.
واقرأ الآية الكريمة: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (النساء 185). أفلا تجد فى كلمة زُحْزِحَ ما يوحى إليك بهذا القلق، الذى يملأ صدور الناس في ذلك اليوم، لشدة اقترابهم من جهنم، وكأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر. وفي كلمة طمس في قوله تعالى: وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (القمر 37). ما يوحى إليك بانمحاء معالم هذه العيون، حتى كأن لم يكن لها من قبل في هذا الوجه وجود. ويوحى إليك الراسخون في قوله سبحانه: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (النساء 7). بهذا الثبات المطمئن، الذى يملأ قلب هؤلاء العلماء، لما ظفروا به من معرفة الحق والإيمان به. وتوحى كلمة شَنَآنُ فى قوله سبحانه: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (المائدة 2). توحى بهذا الجوى، الذى يملأ الصدر، حتى لا يطيق المرء رؤية من يبغضه، ولا تستسيغ نفسه الاقتراب منه.
ولما سمعنا قوله تعالى لعيسى بن مريم: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (النساء 55). أوحى إلينا التعبير بالتطهير، بما يشعر به المؤمن بالله نحو قوم مشركين، اضطر إلى أن يعيش بينهم، فكأنهم يمسونه برجسهم، وكأنه يصاب بشيء من هذا الرجس، فيطهر منه إذا أنقذ من بينهم. وكلمة سُكِّرَتْ فى قوله سبحانه: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14، 15). قد عبر بها الكافرون عما يريدون أن يوهموا به، عما حدث لأبصارهم من الزيغ، فكانت كلمة سُكِّرَتْ، وهى مأخوذة من السكر دالة أشد دلالة على هذا الاضطراب في الرؤية، ولا سيما أن هذا السكر قد أصاب العين واستقل بها، ومعلوم أن الخلط من خصائص السكر، فلا يتبين السكران ما أمامه، ولا يميزه على الوجه الحق. واختار القرآن عند عد المحرمات كلمة أُمَّهاتُ، إذ قال: حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ
(النساء 3). وآثر كلمة الْوالِداتُ فى قوله سبحانه: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (البقرة 233)، لما أن كلمة (الأم) تبعث في النفس إحساسا بالقداسة، وتصور شخصا محاطا بهالة من الإجلال، حتى لتشمئز النفس وتنفر أن يمس بما يشين هذه القداسة، وذلك الإجلال، وتنفر من ذلك أشد النفور، فكانت أنسب كلمة تذكر عند ذكر المحرمات، وكذلك تجد كل كلمة في هذه المحرمات مثيرة معنى يؤيد التحريم، ويدفع إليه، أما كلمة الوالدات فتوحى إلى النفس بأن من الظلم أن ينزع من الوالدة ما ولدته، وأن يصبح فؤادها فارغا، ومن هنا كانت كل كلمة منهما موحية في موضعها، آخذة خير مكان تستطيع أن تحتله.
وقد تكون الكلمة في موضعها مثيرة معنى لا يراد إثارته، فيعدل عنها إلى غيرها، تجد ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (الجن 3).
فقد آثر كلمة صاحِبَةً على زوج وامرأة، لما تثيره كلاهما من معان، لا تثيرهما فى عنف مثلهما- كلمة صاحبة.
وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره، كالجمع بين النَّاسُ وَالْحِجارَةُ فى قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (البقرة 24). فهذا الجمع يوحى إلى النفس بالمشاكلةبينهما والتشابه. وقد تكون العبارة بجملتها هى الموحية كما تجد ذلك في قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (المؤمنون 19). أو لا تجد هذه الثياب من النار، موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب أليم، فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر، فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران.
لو بغير الماء صدرى شرق ... كنت كالغصان، بالماء اعتصارى
ومن هذا الباب قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (الزمر 16). فإن الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس، فكيف إذا كان الظلة نفسها من النيران.
هذه أمثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء، قوية البعث لما تتضمنه من المعانى. وهناك عدد كبير من ألفاظ، تصور بحروفها، فهذه «الظاء والشين» فى قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (الرحمن 35).
و «الشين والهاء» فى قوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (الملك 7). و «الظاء» فى قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (الليل 14). و «الفاء» فى قوله سبحانه: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 11، 12). حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة. وحرف «الصاد» فى قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (القمر 19). يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة، كما تحمل «الخاء» فى قوله سبحانه: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (فاطر 12). إلى أذنك صوت الفلك، تشق عباب الماء.
وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر، ويعذب وقعه على الأذن، في اتساق وانسجام.
قال البارزى في أول كتابه: (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل): اعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزءي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بدّ من استحضار معانى الجمل، واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ، ثم استعمال أنسبها وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر، فى أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله، فلذلك كان القرآن أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح، ولذلك أمثلة منها قوله تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (الرحمن 54). لو قال مكانه: «وثمر الجنتين قريب». لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجنى والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل. ومنها قوله تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ (العنكبوت 48). أحسن من التعبير بتقرأ لثقله بالهمزة. ومنها: لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2). أحسن من (لا شك فيه) لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب. ومنها:
وَلا تَهِنُوا (آل عمران 139). أحسن من (ولا تضعفوا) لخفته. ووَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (مريم 4). أحسن من (ضعف)؛ لأن الفتحة أخف من الضمة، ومنها «آمن» أخف من «صدق»، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق. وآثَرَكَ اللَّهُ (يوسف 91). أخف من (فضّك) و (آتى) أخف من (أعطى) و (أنذر) أخف من (خوّف) و (خير لكم) أخف من (أفضل لكم) والمصدر في نحو: هذا خَلْقُ اللَّهِ (لقمان 11). (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب) و (نكح) أخف من (تزوج)؛ لأن فعل أخف من تفعّل، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر، ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة، والغضب، والرضا، والحب، والمقت، فى أوصاف الله تعالى مع أنه لا يوصف بها حقيقة؛ لأنه لو عبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام، كأن يقال: يعامله معاملة المحب، والماقت، فالمجاز في مثل هذا أفضل من الحقيقة، لخفته، واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ، فإن قوله: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (الزخرف 55). أحسن من (فلما عاملونا معاملة المغضب) أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب) أهـ .
وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما، ولعله وجد فيهما ثقلا، وهما كلمتا «الآجر» و «الأرضين». أما الأولى فقد أعرض عنها في سورة القصص، فبدل أن يقول: (وقال فرعون: يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى، فهيئ لى يا هامان آجرا، فاجعل لى صرحا، لعلى أطلع إلى إله موسى). قال: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
(القصص 38).
وأما الثانية فقد تركها في الآية الكريمة: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (الطّلاق 12).
هذا ومما ينبغى الإشارة إليه أن القرآن قد أقل من استخدام بعض الألفاظ، فكان يستخدم الكلمة مرة أو مرتين، وليس مرجع ذلك لشىء سوى المقام الذى يستدعى ورود هذه الكلمة. وللقرآن استعمالات يؤثرها، فمن ذلك وصفه الحلال بالطّيب، وذكر السّجّيل مع حجارة، وإضافة الأساطير إلى الأولين، وجعل مسنون وصفا للحمأ، ويقرن التأثيم باللغو، وإلّا بذمّة، ومختالا بفخور، ويصف الكذاب بأشر.
ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر، فمن ذلك أنه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر، فجاءت في القرآن جزلة متينة، وفي الشعر ركيكة ضعيفة ... أما الآية فهى قوله تعالى: فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (الأحزاب 53). وأما بيت الشعر، فهو قول أبى الطيب المتنبى:
تلذ له المروءة، وهى تؤذى ... ومن يعشق يلذ له الغرام
وهذا البيت من أبيات المعانى الشريفة، إلا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آية القرآن، فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها، وحسن موقعها في تركيب الآية ... وهذه اللفظة التى هى تؤذى إذا جاءت في الكلام، فينبغى أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها، متعلقة به، كقوله تعالى: إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ وقد جاءت في قول المتنبى منقطعة، ألا ترى أنه قال: تلذ له المروءة وهى تؤذى، ثم قال: ومن يعشق يلذ له الغرام، فجاء بكلام مستأنف، وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوى، وأضيف إليها كاف الخطاب، فأزال ما بها من الضعف والركة، قال: «باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك» . وكذلك ورد في القرآن الكريم، إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ، فلفظة (لى) أيضا مثل لفظة يؤذى، وقد جاءت في الآية مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجىء لائقة، كقول أبى الطيب أيضا:
تمسى الأمانى صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشىء: ليت ذلك لى
وهنا من هذا النوع لفظة أخرى، قد وردت في القرآن الكريم، وفي بيت من شعر الفرزدق، فجاءت في القرآن حسنة، وفي بيت الشعر غير حسنة، وتلك اللفظة هى لفظة القمل، أما الآية فقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ (الأعراف 133). وأما بيت الشعر فقول الفرزدق:
من عزه احتجرت كليب عنده ... زريا، كأنهم لديه القمّل
وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر؛ لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام، ولم ينقطع الكلام عندها، وجاءت في الشعر قافية أى آخرا انقطع الكلام عندها، وإذا نظرنا إلى حكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم، غصنا في بحر عميق لا قرار له، فمن ذلك هذه الآية المشار إليها، فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ، هى: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمســة هى: الطوفان، والجراد، والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمســة بجملتها قدم منها لفظتا الطوفان، والجراد، وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط؛ ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمســة، وينتهى إليه آخرا، ثم إن لفظة الدم أحسن من لفظتى الطوفان، والجراد، وأخف في الاستعمال، ومن أجل ذلك جىء بها آخرا، ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية .
وقال ابن سنان الخفاجى، معلقا على قول الشريف الرضى:
أعزز علىّ بأن أراك وقد خلت ... عن جانبيك مقاعد العواد
إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح، إلا أنه موافق لما يكره في هذا الشأن، لا سيما وقد أضافه إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به . وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره ، قال ابن الأثير: وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية، وهى قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ (آل عمران 121).
وكذلك قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (الجن 8، 9). ألا ترى أنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح إضافته إليه، كما جاءت في الشعر، ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد، مقاعد الزيادة، أو ما جرى مجراه، لذهب ذلك
القبح، وزالت تلك الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن، وجاءت على ما تراه من القبح، فى قول الشريف الرضى .
ومن ذلك استخدام كلمة شىء، ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها. واستمع إلى قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقوله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (الطّور 35). وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). إلى غير ذلك من عشرات الآيات التى وردت فيها تلك اللفظة، وكانت متمكنة في مكانها أفضل تمكن وأقواه، ووازن بينها في تلك، وبينها في قول المتنبى يمدح كافورا:
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شىء عن الدوران
فإنك تحس بقلقها في بيت المتنبى، ذلك أنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشيء، الذى يعوق الفلك عن الدوران، فكأن هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذى يغمرها، عند ما تدرك المعنى وتطمئن إليه.
ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظا لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، فى مكانها من الحسن، وقد يقال: إن كلمة الغائط من قوله سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (المائدة 43). قد أصابها الزمن، فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها، ولكنا إذا تأملنا الموقف، وأنه موقف تشريع وترتيب أحكام، وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى، وصاغه في كناية بارعة، فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، وكانوا يمضون إليه في تلك الحالة، فتأمل أى كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وإن شئت أن تتبين ذلك، فضع مكانها كلمة تبرزتم، أو تبولتم، لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان، ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن، وأنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعى الصريح.

تعريف العدد المعطوف عليه

تعريف العدد المعطوف عليه
الأمثلة: 1 - أَنْفَقت الوَاحِد وعشرين جنيهًا 2 - اشْتَرَى السِّتة وأربعين كتابًا 3 - تَمَّ تعيين الثَّمانية وأربعين الأوائل 4 - تَمَّ فصل الأَرْبَعة وخمسين تلميذًا لكثرة غيابهم 5 - حَضَر الثَّلاثة وأربعون عالمًا 6 - حَضَر المنتدى التِّسْعة وخمسون أديبًا 7 - فَازَ الاثْنَان وعشرون طالبًا بالجوائز 8 - كَتَب الخَمْســة وستين سطرًا الأخيرة 9 - نَجَحَ السَّبعة وثلاثون طالبًا الَّذين تقدّموا للامتحان
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لتعريف الجزء الأول فقط من العدد المعطوف، وهذا مخالف للقاعدة.

الصواب والرتبة:
1 - أنفقت الواحد والعشرين جنيهًا [فصيحة]
2 - اشترى الستة والأربعين كتابًا [فصيحة]
3 - تَمَّ تعيين الثمانية والأربعين الأوائل [فصيحة]
4 - تَمَّ فصل الأربعة والخمســين تلميذًا لكثرة غيابهم [فصيحة]
5 - حضر الثلاثة والأربعون عالمًا [فصيحة]
6 - حضر المنتدى التسعة والخمســون أديبًا [فصيحة]
7 - فاز الاثنان والعشرون طالبًا بالجوائز [فصيحة]
8 - كتب الخمســة والستين سطرًا الأخيرة [فصيحة]
9 - نجح السبعة والثلاثون طالبًا الذين تقدّموا للامتحان [فصيحة]
التعليق: إذا كان العدد معطوفًا، فالقاعدة دخول «أل» على المعطوف والمعطوف عليه لتعريفهما معًا.

أرم

بَاب الأرم

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الأرم العض بالأسنان والبزم العض بالأسنان والبزم العض بالشفتين لَا بالأسنان وَمِنْه الْخَبَر عَن بعض الْعُقَلَاء قَالَ كَانَت لنا بطة تبزم ثيابًا أَي تأخذها بمنقارها والأزم الحمية والأزم الجدب والأزم الْجُوع والختم بَيت النَّحْل الَّذِي تعسل فِيهِ قَالَ ابْن خالويه والختم ايضا جوزة الْملح والجزم الْخِرْقَة تلف وَتدْخل فِي حَيَاء النَّاقة والغتم الْحر الشَّديد وَالْكَرم القلادة وَالْقَرْمُ أكل الْبَهِيمَة قَلِيلا قَلِيلا والفرم مَا تضيق بِهِ الْمَرْأَة فرجهَا وَهُوَ الفرام وَأَخْبرنِي بِهِ العطافي عَن الصياحي عَن رِجَاله أفتى الْحُسَيْن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام رجَالًا فِي فتيا فَاعْترضَ رجل من الشراة قَالَ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلَام مَا أَنْت وَهَذَا عَلَيْك بفرام أمك قَالَ العطافي وَكَانَ الرجل من ثَقِيف وَنِسَاؤُهُمْ فِيهِنَّ سَعَة فيستعملن الفرام ليضيق بِهِ الْفرج قَالَ وَمِنْه كتب إِلَى الطاغية يَا ابْن المستفرمة بعجم الزَّبِيب لِأَن الْحجَّاج كَانَ ثقفيا قَالَ أَبُو عمر وَسَأَلت الْمبرد عَن الرَّوْضَة فَقَالَ هِيَ شَجَرَة مليحة وَقَالَ الْبسَاط هُوَ الْموضع الْوَاسِع يُقَال خرجنَا نتبسط وَسَأَلت ثعلبا فَقَالَ مَأْخُوذ من الْبسط قلت وَمَا الْبسط قَالَ النَّاقة الْحَسْنَاء الَّتِي مَعهَا غروسها أَي أَوْلَادهَا والعزم ثجير الحصرم وَالزَّبِيب إِذا عصر وَالنّظم الثريا

أرم: {إرَمَ}: هو إرم بن سام بن نوح، ويقال: إرم اسم بلدته، وإرم هو أبو عاد.
أر م

تقول: نفس ذات أكرومه، من أطيب أرومه. وتقول: رأيت حسّادك العرم، يحرقون عليك الأرم.
(أرم)
عَلَيْهِ أرما عض وَالشَّيْء استأصله يُقَال أرمت السَّائِمَة المرعى أَتَت عَلَيْهِ وأرم الجدب الْمَاشِيَة وَالْخَيْل فتله فَتلا شَدِيدا

(أرم) أرما فني وَالْأَرْض لم تنْبت شَيْئا فَهُوَ أرم وآرم وَهِي أرماء
(أرم) الْعظم رم وَكَذَلِكَ أرم الْمَيِّت والعظم جرى فِيهِ المخ وَيُقَال للشاة المهزولة مَا يرم مِنْهَا مضرب أَي إِذا كسر عظم من عظامها لم يصب فِيهِ مخ وَفُلَان إِلَى اللَّهْو مَال وَسكت وَفِي الحَدِيث (أَيّكُم الْمُتَكَلّم بِكَذَا وَكَذَا فأرم الْقَوْم)
أ ر م: قَوْلُهُ تَعَالَى: {بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 6] فَمَنْ لَمْ يُضِفْ جَعَلَ إِرَمَ اسْمَهُ وَلَمْ يَصْرِفْهُ لِأَنَّهُ جَعَلَ عَادًا اسْمَ أَبِيهِمْ وَإِرَمَ اسْمَ الْقَبِيلَةِ وَجَعَلَهُ بَدَلًا مِنْهُ. وَمَنْ قَرَأَ بِالْإِضَافَةِ وَلَمْ يَصْرِفْهُ جَعَلَهُ اسْمَ أُمِّهِمْ أَوِ اسْمَ بَلْدَةٍ. 
[أرم] فيه: كيف تبلغك صلاتنا وقد "أرمت" أي بليت، أرم المال إذا فنى، وأرض أرمة لا تنبت شيئاً. وقيل: أرمت بضم الهمزة من الأرم الأكل. ومنه: قيل للأسنان الأرم. الخطابي: أصله أرممت أي بليت وصرت رميماً فحذف إحدى الميمين، ويروى بتشديد ميم مع فتح تاء على لغة من لا يفك الإدغام عند ضمير الفاعل، وقيل مع سكون تاء على أنها تأنيث العظام. ط: فإن قلت: المانع من العرض والسماع الموت وهو قائم بعد، قلت: كما تخرق بحفظ أجسامهم العادة تخرق بتمكينهم للعرض. نه: في "أرام" الجاهلية أي الأعلام وهي حجارة تجمع وتنصب في المفازة يهتدى بها، جمع إرم كعنب، وكان من عادتهم إذا وجدوا شيئاً في طريقهم ولا يمكنهم استصحابه تركوا عليه حجارة يعرفونه إذا عادوا إليه. ومنه ح سلمة: لا يطرحون شيئاً إلا جعلت عليه أراما. ن: هو بهمزة ممدودة فراء مفتوحة. نه: "الأرومة" بوزن الأكولة الأصل. و"إرم" بكسر همزة وفتح راء خفيفة: موضع من ديار جذام. وإرم ذات العماد قيل: دمشق، وقيل: غيرها. مد: أي بعاد أهل إرم.
(أرم) - في الحديث: "فِيما يُوجَد في آرام الجاهِليَّة وخَرِبِها الخُمسُ".
قِيل: هي أَعلامٌ كانت تبنيها عادٌ، ما يُلقونَ شيئًا إلا جَعلُوا عليه آراماً: أَي أعلامًا من حِجارة ليَعرِفوا مَكانَها، فَيلْتَقِطُوها عند انْصِرافهم، قال الكُمَيت:
* بعد نَهْجِ السَّبِيل ذِى الآرامِ *
وواحد الآرام إِرَمٌ، فأما الأَرآم بمَدِّ الهمزة الثانية وقَصْرِ الأولى: فالظِّباء، واحِدُها رِئْم. - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} .
قيل هو اسمُ أَبِي عاد بنِ إرَمَ بن سام بن نُوح، ويقال: هو اسْمُ بلْدَتِهم، وقيل: اسمُ بُستانِهم.
- في الحديث "كيف تَبلُغك صَلاتُنا وقد أرِمْتَ".
قال الرَّاوى: أي بَلِيتَ، يقال: أَرمِ المالُ والنّاسُ: فَنُوا، وأرضٌ أَرِمَة: لا تُنبِت شَيئًا، وقيل: إنما هو أُرِمتَ، والأَرْم: الأَكل، ولذلك قيل للأَسْنان : أُرَّم، وأرمَتِ الِإبلُ تَأْرِم، إذا تَناوَلَت العَلَفَ. ويُروَى: "أرمَمْت" .
- في حديث عُمَيْر بن أفْصَى: "إنّا من العرب في أرُومَةِ بِنائِها" الأَرومة: الأَصلُ، على وزن الأَكُولة، وأَرمتُ الشّىءَ: قلعتُ أَرومَتَه.
وفيه ذِكْر إرَم - بكَسْرِ الهَمْزة وفَتْحِ الرَّاءِ الخَفيفَة - وهو مَوضِعٌ من دِيار جُذام، أقطعَه رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَنِى جِعال بنِ رَبيعة. 
[أرم] الإرَمُ: حجارة تُنْصَبُ عَلَماً في المفازة، والجمع آرامٌ وأُرومٌ، مثل ضلع وأضلاع وضلوع. وقوله تعالى: (إرم ذات العماد) ، فمن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه، لانه جعل عادا اسم أبيهم وإرم اسم القبيلة، وجعله بدلا منه. ومن قرأه بالاضافة ولم يصرفه جعله اسم أمهم أو اسم بلدة. والاروم بفتح الهمزه: أصل الشجرة والقرنِ. قال صخرُ الغَيّ يهجو رجلاً: تَيْسَ تُيوسٍ إذا يُناطِحُها يأْلَمُ قَرْناً أُرومُهُ نَقِدُ قوله: " يألم قرنا " أي يألم قرنه. وقد جاء على هذا حروف، منها قولهم: ييجع ظهرا، ويشتكي عينا، أي يشتكى عينه. ونصب " تيس " على الذم. أبو زيد: ما بالدار أريم وما بها أَرِمٌ، بحذف الياء، أي ما بها أحدٌ. قال زهير: دارٌ لإَسْماء بالَغمْريْنِ ماثلة كالوحْي ليس بها من أهلها أَرِمُ وأرم على الشئ يأرم بالكسر، أي عَض عليه. وأَرَمَهُ أيضاً، أي أكله. قال الكميت: ويأرم كُلَّ نابِتَةٍ رِعاءً وحُشّاشاً لَهُنَّ وحاطبينا  (*) أي من كثرتها. وقوله " لهنَّ " أي للنابتة. ومنه سَنَةٌ آرِمَةٌ، أي مستأصِلَة. ويقال: أَرَمَتِ السَنَةُ بأموالنا، أي أكلتْ كلَّ شئ. وأرمت الحبل آرمه، إذا فتلته فتلا شديدا. وقال :

يمسد أعلى حبله ويأرمه * ويروى بالزاى. والارم: الاضراس، كأنه جمع آرِمٍ. يقال: فلان يَحرُق عليك الأُرَّمَ! إذا تَغَيَِّظَ فحَكَّ أضراسه بَعضَها ببعض. قال الشاعر: نُبِّئْتُ أَحْماَء سُلَيْمى إنَّما باتوا غضابا يحرقون الارما وقولهم: جاريٌة مَأرومَةٌ حَسَنةُ الأَرْمِ، إذا كانت مجدولة الخلق. ويقال: الارم: الحجارة. قال النضر ابن شميل: سألت نوح بن جرير بن الخطفى عن قول الشاعر:

يلوك من حرد على الارما * فقال: الحصى.
أرم: الأَرْمُ: مُلْتَقَى قَبَائِلِ الرَّأْسِ. ويُسَمَّى الرَّأْسُ الضَّخْمُ: مُؤَرَّماً.
وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمَةٌ: واسِعَةُ الأعْلى.
وجَمْعُ إرْمِ الرَّأْسِ: أُرُوْمٌ.
والإِرَمُ: من أعْلاَمِ قَوْمِ عادٍ كهَيْئة القُبُوْرِ، وكذلك الأُرُوْمُ، والأَيْرَمُ مِثْلُه.
والأيْرَمِيُّ: مِثْلُ الصُّوَّةِ في الجِبَالِ، وهي الأَيَارِمُ. ويقال للحِجَارَةِ المُجْتَمِعَةِ: يَرَمِيٌّ وأرَمِيٌّ.
و" ما بها أَرِمٌ ": أي أحَدٌ؛ وإرْمٌ بكَسْرِ الألِفِ وسُكُونِ الرَّاء وأرْمٌ بفَتْحِ الألِفِ بمَعْناه، وآرِمٌ أيضاً، وكذلك أيْرَمٌ. ولا أيْرَمِيٌّ وإرَمِيٌّ وأرِيْمٌ.
والأَرُوْمَةُ: أصْلُ كُلِّ شَجَرَةٍ. وأصْلُ الحَسَبِ: أَرُوْمَتُه، والجَمِيْعُ الأَرُوْمُ والأَرُوْمَاتُ. وأَرَمْتُ الشَّيْءَ: ذَهَبْتُ بأَرُومَتِه وقَلَعْتُه.
والأُرَّمُ: الحِجَارَةُ. والأضْرَاسُ في قَوْلِهم: " فلانٌ يَحْرُقُ عَلَيْكَ الأُرَّمَ ".
والأرْمُ: الغَيْظُ. وقيل: الأكْلُ. وسُمِّيَتْ لأنَّها تَأْرِمُ الشَّيْءَ: أي تَكْسِرُه. وما في فَمِهِ إرْمٌ: أي ما يَعَضُّ عليه من السِّنِّ، وجَمْعُه أُرُوْمٌ.
والأَرْمُ: الجَدْلُ والفَتْلُ، زِمَامٌ مَأْرُوْمٌ.
والأُرَمُ: نَحْوُ السُّيُوْرِ من العِهْنِ، واحِدَتُها أُرْمَةٌ.
وجارِيَةٌ مَأْرُوْمَةٌ: أي مَجْدُوْلَةٌ.
وكُلُّ شَيْءٍ لُزَّ بشَيْءٍ وأُحْكِمَ فهو: مَأْرُوْمٌ.
وبَنُو فلانٍ أشَدُّ أُرْمَةً من العَرَبِِ: أي قَبِيْلَةً.
وهذه سَنَةٌ آرِمَةٌ وأَرُوْمٌ وإرْمَةٌ: أي شَدِيْدَةٌ. وأَرَمَتِ السَّنَةُ النّاسَ: أي هَزَلَتْهم. والأَوَارِمُ: السِّنُوْنَ التي أكَلَتِ المالَ.
وهذه لُمْعَةٌ من الكَلإِ لا تُؤْرَمُ: أي لا تُسْتَأْصَلُ. وأَرِمَ المالُ والناسُ: فَنُوا.
وأرْضٌ أَرِمَةٌ: لا تُنْبِتُ شَيْئاً. ومن كَلاَمِ الرُّوّادِ: وَجَدْتُ أرْضاً أرْمَاءَ عَشْمَاءَ، والأَرْمَاءُ: التي أُرِمَتْ فَلَيْسَ بها أصْلُ شَجَرٍ.
ويَقُولونَ: أَرْمَى واللهِ لأَفْعَلَنَّ: بمَعْنى أمَا واللهِ، وأَرْمَ واللهِ: مِثْلُه.
والآرَامُ: الأسْنِمَةُ، واحِدُها إرَمٌ.
أرم
أرَمَ/ أرَمَ على يَأرِم، أَرْمًا، فهو آرِم، والمفعول مَأْروم
• أرَم الطَّعامَ: أكله ولم يترك منه شيئًا "أرمتِ الماشيةُ الكلأَ".
• أرَم على الشّيء: عضَّ عليه. 

أَرْم [مفرد]:
1 - مصدر أرَمَ/ أرَمَ على.
2 - اسم بلدة قبيلة عاد، وكانت أبنيتهم عالية، أو من الخيام ذات العماد " {أَرْمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [ق] ".
3 - اسم قبيلة عاد وهي من القبائل البائدة التي كانت تسكن حضرموت، وقيل: جدّ قوم عاد " {أَرْمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [ق] ". 

إِرَمُ1 [مفرد]:
1 - اسم بلدة قبيلة عاد، وكانت أبنيتهم عالية، أو من الخيام ذات العماد " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} ".
2 - اسم قبيلة عاد وهي من القبائل البائدة التي كانت تسكن حضرموت، وقيل: جدّ قوم عاد " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} ". 

إِرَمُ2 [مفرد]: ج آرام وأُرُوم: حجارة تُنصب في الصحراء كعلامة أو دليل ليُهتدى بها " {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} ". 

أَروم [مفرد]:
1 - أصل الشَّجرة أو ما يبقى منها في الأرض بعد قطعها.
2 - حَسَبٌ. 

أَرُومة/ أُرُومة [مفرد]: ج أرومات وأُرُوم:
1 - أروم؛ أصل الشَّجرة، أو ما يبقى منها في الأرض بعد قطعها "هذا شجر ترتقي أرومته إلى مئات السنين".
2 - حَسَب ° طيِّب الأرُومة: كريم الأصل.
3 - (حي) خليّة ذات نواة في مُخّ العظم تنشأ منها كُريّات الدم الحمراء. 
[أر م] أَرَمَ ما عَلَى المائدَةِ يَأْرِمُه أَكَلَه عن ثَعْلَبٍ وأَرَمَت الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْمًا أَكَلَتْ وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ أَرَمَت السّائِمةُ المَرْعَى تَأْرِمُه أَتَتْ عَلَيْه حتى لم تَدَعْ منه شَيْئًا وما فِي فِيه إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرْسٌ والأُرَّمُ الأَضْراسُ وقِيلَ أَطْرافُ الأَصابِعِ وقالُوا هُوَ يَعْلُكُ عَلَيْهِ الأُرَّمَ أي أَطْرافَ أَصابِعِه ويَحْرِقُ عَلَيْهِ الأُرَّمَ أي يَصْرِفُ بأَنْيابِه عَلَيْه حَنَقًا قال

(أُنْبِئْتُ أَحْماءَ سُلَيْمَى إِنَّما ... )

(أَضْحَوْا غِضابًا يَحْرِقُونَ الأُرَّمَا ... )

(أَنْ قُلْت أَسْقى الحَرَّتَيْن الدِّيَمَا ... )

والأَرْمُ القَطْعُ وأَرَمَتْهُم السَّنَةُ أَرْمًا قَطَعَتْهُم وأَرَمَ الرَّجُلَ يَأْرِمُه أَرْمًا لَيَّنَه عن كُراعٍ وأَرْضٌ أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ لم يُتْرَكْ فيها أَصْلٌ ولا فَرْعٌ والإرَمُ والأَرِم الحِجارَةُ والآرامُ الأَعْلامُ وخَصَّ بَعْضُهُم به أَعْلامَ عادٍ واحِدُها إِرَمٌ وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ وقالَ اللِّحْيانِيُّ أَرَمِيٌّ ويَرَمِيٌّ وإِرَمِيٌّ والأُرُومُ أيضًا الأَعْلامُ وقيلَ هي قُبُورُ عادٍ وعَمَّ به أَبُو عُبَيْدٍ في تَفْسِيرِ قولِ ذِي الرُّمَّة

(وساجِرَة العُيُونِ من المَوامِي ... تَرَقَّصُ في نَواشِزِها الأُرُومُ)

فقالَ هِي الأَعْلامُ وقَوْلُه أنشَدَه ثَعلَبٌ

(حَتّى تَعالَى النَّيُّ في آرامِها ... )

قالَ يَعْنِي في أَسْنِمَتِها فلا أَدْرِي إن كانَت الآرامُ في الأَصْلِ الأَسْنِمَةَ أَو شَبَّهَها بالآرامِ الَّتِي هِي الأَعْلامُ لعِظَمِها وطُولِها وإِرَمُ والدُ عادٍ الأُولَى ومَنْ تَركَ صَرْفَ إِرَمَ جَعَلَه اسمًا للقَبِيلَةِ وقِيلَ إِرَمُ عادٌ الأَخيرَةُ وقِيلَ إِرَمُ اسمٌ لبَلْدَتِهم الَّتِي كانُوا فِيها وفي التَّنْزِيلِ {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} الفجر 7 6 وقِيلَ فيها أَيْضًا إِرام وإِرَمٌ اسمُ جَبَلٍ قالَ مُرَقِّشٌ الأكبَرُ

(فاذْهَبْ فِدًى لَكَ ابنُ عَمِّكَ لا ... يَخْلُدُ إلا شابَةٌ وإرَمْ)

والأُرُومَةُ والأَرُومَةُ الأخيرةُ تَمِيمِيَّةٌ الأَصْلُ والجمع أُرُومٌ قال زُهَيْرٌ

(لَه في الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ ... وكانَ لِكُلِّ ذِي حَسَبٍ أُرُومُ)

والآرامُ مُلْتَقَى قَبائلِ الرَّأْسِ ورَأْسٌ مُؤَرَّمٌ ضَخْمُ القَبائلِ وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمَةٌ واسِعَةُ الأَعْلَى وما بالدّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَمِيٌّ عن ثَعْلَبٍ وأَبِي عُبَيْدٍ أي ما بها أَحَدٌ لا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في الجَحْدِ وأَرَمَ الرَّجُلَ يَأْرِمُه أَرْمًا لَيَّنَه وأَرَمَ الشَّيْءَ يَأْرِمُه أَرْمًا شَدَّهُ قالَ

(يَمْسُدُ أَعْلَى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ ... )

وآرام مَوْضِعٌ قال

(مِنْ ذاتِ آرامٍ فجَنْبَيْ أَلْعَسا ... )

أرم: أَرَمَ ما على المائدة يَأْرِمهُ: أَكله؛ عن ثعلب. وأَرَمَتِ

الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً: أَكَلَتْ. وأَرَمَ على الشيء يَأْرِمُ، بالكسر،

أَي عَضَّ عليه. وأَرَمَه أَيضاً: أَكَلَه؛ قال الكميت:

ويَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً،

وحُشَّاشاً لهنَّ وحاطِبينا

أَي من كثرتها؛ قال ابن بري: صوابه ونأْرِم، بالنون، لأَن قبله:

تَضِيقُ بنا الفِجاجُ، وهُنَّ فِيجٌ،

ونَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِينا

ومنه سنَةٌ آرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلة. ويقال: أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا

أَي أَكَلت كل شيء. وقال أَبو حنيفة: أَرَمَتِ السائمة المَرْعَى

تَأْرِمُه أَتَتْ عليه حتى لم تَدَعْ منه شيئاً.

وما فيه إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرس. والأُرَّمُ: الأَضراس؛ قال الجوهري:

كأَنه جمع آرِمٍ. ويقال: فلان يَحْرُقُ عليك الأُرَّم إِذا تغَيَّظ فَحكَّ

أَضْراسه بعضها ببعض، وقيل: الأُرّمُ أَطراف الأَصابع. ابن سيده: وقالوا

هو يَعْلُك عليه الأُرَّم أَي يَصْرِف بأَنيابه عليه حَنَقاً؛ قال:

أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمَى إِنَّما

أَضْحَوا غِضاباً، يَحْرُقُونَ الأُرَّما

أَنْ قُلْت: أَسْقَى الحَرَّتَيْنِ الدِّيمَا

قال ابن بري: لا يصحُّ فتح أَنَّما إِلاّ على أَن تجعل أَحْماء مفعولاً

ثانياً بإِسقاط حرف الجر، تقديره نُبّئتُ عن أَحْماء سُلَيمْى أَنَّهم

فَعلوا ذلك، فإِن جعلت أَحْماء مفعولاً ثانياً من غير إِسقاط حرف الجر كسرت

إِنَّما لا غير لأَنها المفعولُ الثالثُ، وقال أَبو رياش: الأُرَّمُ

الأَنيابُ؛ وأَنشد لعامر بن شقيق الضبيّ:

بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حَبيبٍ،

نُيُوبَهم علينا يَحْرُقُونَا

قال ابن بري: كذا ذكره الجوهري في فصل حَرَق فقال: حَرَقَ نابَه

يَحْرُقه ويَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حتى يسمع له صَرِيف. الجوهري: ويقال الأُرَّم

الحِجارة؛ قال النضر بن شميل: سأَلت نوحَ بن جرير بن الخَطَفَى عن قول

الشاعر:

يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا

قال: الحَصَى. قال ابن بري: ويقال الأُرَّم الأَنياب هنا لقولهم يَحْرُق

عَليَّ الأُرَّمَ، من قولهم حَرَقَ نابُ البعير إِذا صوَّت.

والأَرْمُ: القطع. وأَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً: قطعتهم. وأَرَمَ الرجلَ

يَأْْرِمهُ أَرْماً: ليَّنَه؛ عن كُراع. وأَرْض أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ:

لم يُتْرَك فيها أَصل ولا فَرْعٌ.

والأَرُومةُ: الأَصْل. وفي حديث عُمير بن أَفْصى: أَنا من العرب في

أَرُومة بِنائها؛ قال ابن الأَثير: الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل.

وفيه كيف تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرِمْتَ أَي بَلِيت؛ أَرِمَ المالُ

إِذا فَنِيَ. وأَرض أَرِمةٌ: لا تنبت شيئاً، وقيل: إِنما هو أُرِمْتَ من

الأَرْمِ الأَكل، ومنه قيل للأَسْنان الأُرَّم؛ وقال الخطابي: أَصله

أَرْمَمْت أَي بَلِيت وصرت رَمِيماً، فحذف إِحدى الميمين كقولهم ظَلْت في

ظَلِلْت؛ قال ابن الأَثير: وكثيراً ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم، وهي

لغة ناسٍ من بكر بن وائل، وسنذكره في رمم.

والإِرَمُ: حِجارة تنصب عَلَماً في المَفازة، والجمع آرامٌ وأُرُومٌ مثل

ضِلَع وأَضْلاع وضُلوع. وفي الحديث: ما يوجَد في آرامِ الجاهليَّة

وخِرَبها فيه الخُمْس؛ الآرام: الأَعْلام، وهي حجارة تُجْمَع وتنصَب في

المَفازة يُهْتَدَى بها، واحدها إِرَم كعِنَب. قال: وكان من عادة الجاهلية

أَنهم إِذا وجدوا شيئاً في طريقهم ولا يمكنهم اسْتِصْحابُه تركوا عليه حجارةً

يعرفُونه بها، حتى إِذا عادوا أَخذوه. وفي حديث سلمة بن الأَكْوَع: لا

يطرحون شيئاً إِلاَّ جَعَلْت عليه آراماً. ابن سيده: الإِرَمُ والأَرِمُ

الحجارة، والآرامُ الأَعْلام، وخص بعضهم به أَعْلام عادٍ، واحدُها إِرَمٌ

وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ؛ وقال اللحياني: أَرَمِيّ ويَرَمِيّ وإِرَمِيّ.

والأُرومُ أَيضاً: الأَعْلام، وقيل: هي قُبُور عادٍ؛ وعَمَّ به أَبو عبيد في

تفسير قول ذي الرمة:

وساحِرة العُيون من المَوامي،

تَرَقَّصُ في نَواشِرِها الأُرُومُ

فقال: هي الأَعْلام؛ وقوله أَنشده ثعلب:

حتى تَعالى النِّيُّ في آرامها

قال: يعني في أَسْنِمَتِها؛ قال ابن سيده: فلا أَدْري إِن كانت الآرام

في الأَصل الأَسْمة، أو شبَّهها بالآرام التي هي الأَعْلام لعِظَمِها

وطُولها.

وإِرَمٌ: والِدُ عادٍ الأُولَى، ومن ترَك صرف إِرَمٍ جعله اسماً

للقبيلة، وقيل: إِرَمُ عادٌ الأَخيرة، وقيل: إرَم لبَلْدَتِهم التي كانوا فيها.

وفي التنزيل: بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، وقل فيها أَيضاً أَرامٌ. قال

الجوهري في قوله عز وجل: إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، قال: من لم يُضِف جعل

إِرَم اسمَه ولم يَصْرِفه لأَنه جعل عاداً اسم أَبيهم، ومن قرأَة بالإِضافة

ولم يَصْرف جعله اسم أُمّهم أَو اسم بَلدةٍ. وفي الحديث ذكر إِرَمَ ذاتِ

العِماد، وقد اختلف فيها فقيل دِمَشق، وقيل غيرها.

والأَرُوم، بفتح الهمزة: أَصْل الشجرة والقَرْن؛ قال صخر الغيّ يهجو

رجلاً:

تَيْسَ تُيُوسٍ، إِذا يُناطِحُها

يَأْلَمُ قَرْناً، أَرُومه نَقِدُ

قوله: يَأْلَمُ قَرْناً أَي يَأْلَمُ قَرْنَه، وقد جاء على هذا حروف

منها قولهم: يَيْجَع ظَهراً، ويَشْتكي عيناً أَي يَشْتَكي عَينَه، ونصب

تَيْسَ على الذَّمِّ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جندب الهذلي:

أَولئك ناصري وهُمُ أُرُومِي،

وبَعْضُ القوم ليس بذِي أُرُومِ

وقولهم: جارية مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كانت مَجْدُولة الخَلْق.

وإِرَمٌ: اسم جبل؛ قال مُرَقِّش الأَكْبَرُ:

فاذْهَبْ فِدىً لك ابن عَمّك لائحا

(* هنا بياض في الأصل) . . . الأَشيبة وإِرَمْ

والأُرُومةُ والأَرُومة، الأَخيرة تميمة: الأَصلُ، والجمع أُرُومٌ؛ قال

زهير:

لَهُم في الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ،

وكان لِكُلِّ ذي حَسَب أُرُومُ

والأَرامُ: مُلْتقى قَبائِلِ

الرأْس. ورَأْس مُؤَرَّمٌ: ضخْم القَبائل. وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ

واسِعَةُ الأَعْلى. وما بالدَّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَميّ

وإِيْرَمِيّ؛ عن ثعلب وأَبي عبيد، أَي ما بها أَحَدٌ، لا يستعمل إِلا في

الجَحْد؛ قال زهير:

دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ،

كالوَحْيِ ليس بها من أَهْلِها أَرِمُ

ومثله قول الآخر:

تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ،

فما يُحَسُّ عليها منهمُ أَرِمُ

قال ابن بري: كان ابن دَرَسْتَوَيْه يُخالف أَهل اللغة فيقول: ما بها

آرِم، على فاعل، قال: وهو الذي يَنْصِب الأَرَمَ وهو العَلَم، أَي ما بها

ناصِبُ عَلَم، قال: والمشهور عند أَهل اللغة ما بها أَرِمٌ، على وزن

حَذِرٍ، وبيتُ زهير وغيره يشهد بصحة قولهم، قال: وعلى أَنه أَيضاً حكى

القَزَّاز وغيره آرِم، قال: ويقال ما بها أَرَمٌ أَيضاً أَي ما بها

علَم.وأَرَمَ الرجلَ يَأْرِمُه أَرْماً: لَيَّنه. وأَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه

أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلاً شديداً. وأَرَمَ الشيءَ يَأْرِمُه

أَرْماً: شدَّه؛ قال رؤبة:

يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ

ويروى بالزاي، وقد ذكر في أَجم.

وآرام: موضع؛ قال:

مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَي أَلعسا

(* قوله «فجني ألعسا» هكذا في الأصل وشرح القاموس).

وفي الحديث ذِكْر إِرَمٍ، بكسر الهمزة وفتح الراء الخفيفة، وهو موضع من

ديار جُذام، أَقْطَعَه سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بني جِعال

بن رَبيعة.

أرم

( {أَرَمَ مَا عَلَى المائِدَةِ) } يَأْرِمُه: (أَكَلَهُ) ، عَن ثَعْلَب، زادَ غَيْرُه (فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا) . وَقَالَ أَبُو حنيفَة: {أَرَمَت السائمةُ المَرْعَى} تَأْرِمُهُ: أَتَتْ عَلَيْهِ حتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَهُوَ من حَدِّ ضَرَب، ومُقْتَضَى اصْطِلاح المُصَنّفِ أَنَّه من حَدّ نَصَرَ، وَلَيْسَ كَذَلِك. (و) أَرَمَ (فُلانًا) {يَأْرِمُه} أَرْمًا: (لَيَّنَهُ) ، عَن كُراع. (و) {أَرَمَت (السَّنَةُ القَوْمَ) } تَأْرِمُهم {أَرْمًا: (قَطَعَتْهُم) ، وَيُقَال:} أَرَمَت السَّنَةُ بأَمْوالِنا، أَي: أَكَلَتْ كُلَّ شَيْءٍ (فَهِيَ {أَرِمَةٌ) أَي: مُسْتَأْصِلَة. (و) } أَرَمَ (الشَّيْءَ) {يَأْرِمُهْ} أَرْمًا: (شَدَّهُ) ، قَالَ رؤبة:
(يَمْسُدُ أَعْلَى لَحْمِه {وَيَأْرِمُهْ ... )
ويُرْوَى بالزاي. (و) } أَرَمَ (عَلَيْهِ) {يَأْرِمُ: (عَضَّ) عَلَيْه. (و) أَرَمَ (الحَبْلَ) } يَأْرِمُه {أَرْمًا: إِذا (فَتَلَهُ) فَتْلاً (شَدِيدًا) . (و) } الأُرَّمُ، (كَرُكَّعٍ: الأضراسُ) ، كَأَنَّهُ جمع {آرِمٍ، قَالَه الجوهريُّ. وَيُقَال: فلانٌ يَحْرِقُ عَلَيْكَ الأُرَّمَ: إِذا تَغَيَّظَ فَحَكَّ أَضْراسَهُ بَعْضَها بِبَعْضٍ. وَفِي المُحْكم: قَالُوا: وَهُوَ يَعْلِكُ عَلَيْه الأُرَّمَ، أَي: يَصْرِفُ بِأَنْيابِهِ عَلَيْه حَنَقًا، قَالَ:
(أَضْحَوْا غِضابًا يَحْرِقُون} الأُرَّما ... )
وَقَالَ أَبو رِياشٍ: الأُرَّمُ: الأَنْيابُ. (و) قيل: الأُرَّمُ: (أطرافُ الأصابعِ) ، عَن ابْن سِيدَه. وَقَالَ الجوهريُّ: (و) يُقَال: الأُرَّمُ (الحِجَارَةُ. و) قَالَ النَّضْر بن شُمَيْل: سَأَلْتُ نُوحَ بنَ جَرِيرِ بن الخَطَفَي عَن قولِ الشاعِرِ: (يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عَلَيَّ الأُرَّما ... )
قَالَ: (الحَصَى) ، قَالَ ابْن بَرِّي: وَيُقَال: الأُرَّمُ: الأَنْيابُ هُنَا. (وأَرْضٌ {مأْرُومَةٌ} وأَرْماءُ: لم يُتْرَكْ فِيهَا أَصْلٌ وَلَا فَرْعٌ) . وَفِي العُباب: أرضٌ {أرْماءُ: لَيْسَ بهَا أَصْلُ شَجَرٍ كَأَنَّها مَأْرُومَة. (} والآرامُ) ، بالمَدّ: (الأَعْلامُ) تُنْصَبُ فِي المَفاوِزِ يُهْتَدَى بهَا، قَالَ لَبِيدٌ:
(بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها ... قَفْرُ المَراقِبِ خَوْفَها {آرامُها)
(أَو خاصٌّ بعادٍ) ، أَي: بأَعْلامهم، (الواحِدُ} إِرَمٌ كَعِنَبٍ) كَمَا فِي الصِّحَاح، (و) أَرِمٌ، مثل (كَتِفٍ، {وإِرَمِيٌّ، كعِنَبِيٍّ) نقلهما ابنُ سِيدَه، (ويُحَرَّكُ) ، عَن اللّحيانيّ، (} وأَيْرَمِيٌّ) ، عَن الأزهريّ، قَالَ: سمعتهم يَقُولُونَهُ للعَلَم فَوق القارَة، ( {وَيَرَمِيٌّ، مُحَرَّكة) ، عَن اللّحيانيّ. (} والأُرُومُ: الأَعْلامُ) تُنْصَب فِي المَفاوِز، جمع: {إِرَمٍ، كعِنَبٍ، كَضِلَعٍ وأَضْلاعٍ وضُلُوع. وَكَانَ من عَادَة الْجَاهِلِيَّة أنّهم إِذا وجدوا شَيْئا فِي طريقهم لَا يُمكِنهم استصحابُه تركُوا عَلَيْهِ حِجَارَة يعرفونه بهَا، حَتَّى إِذا عَادوا أَخَذُوهُ. وَفِي حَدِيث سَلَمَة ابْن الأَكْوَع: " لَا يَطرَحُون شَيْئا إِلاَّ جَعَلْت عَلَيْهِ} آرامًا ". (و) قيل: {الأُرُوم: (قُبُورُ عادٍ) ، وعَمَّ بِهِ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِير قولِ ذِي الرُّمَّة:
(وساحِرَة العُيُونِ من المَوامِي ... تَرَقَّص فِي نَواشِرِها} الأُرُومُ)
فَقَالَ: هِيَ الأعْلام. (و) الأُرُوم (من الرَّأْسِ: حُرُوفُه) ، جمع! أُرْمَةٍ، بالضمّ، على التَّشْبِيه بالأعْلام. (و) {إرَمُ} وأَرامٌ (كَعِنَبٍ وسَحابٍ: والِدُ عادٍ الأولىَ، أَو الْأَخِيرَة، أَو اسمُ بَلْدَتِهِم) الَّتِي كَانُوا فِيهَا، (أَو أُمِّهِم أَو قَبِيلَتِهِم) . مَنْ تَرَكَ صَرْفَ إِرَم جعله اسْما للقبيلة، (و) فِي التَّنْزِيل: {بعاد إرم ذَات الْعِمَاد} ، قَالَ الجوهريّ: من لم يُضِفْ، جعل إِرَمَ اسْمَه وَلم يَصْرِفْه، لأنّه جعل عادًا اسمَ أَبِيهم، وَمن قَرَأَهُ بالإضافَة وَلم يَصْرِفْه جعله اسمَ أُمِّهم أَو اسمَ بَلْدَة. وَقَالَ ياقوتُ - نَقْلاً عَن بَعضهم -: إِرَمُ لَا ينْصَرف للتَّعْرِيف والتَّأْنِيث لأنَّه اسمُ قَبِيلَة، فعلى هَذَا يكونُ التقديرُ: إِرَم صاحبِ ذَات العِمادِ، لأنّ ذَات العمادِ مدينةٌ، وَقيل: ذاتُ العِمادِ وصفٌ، كَمَا تَقول: القَبِيلَةُ ذاتُ المُلْك، وَقيل: إِرَمُ مدينةٌ، فعلى هَذَا يكون التَّقْدِير بعادٍ صاحبِ إِرَمَ. ويقرأُ: بِعادِ إِرَمَ ذاتِ العِماد، بالجَرّ على الْإِضَافَة. ثمَّ اختُلِف فِيهَا، مَنْ جعلهَا مَدِينَة، فَمنهمْ من قَالَ هِيَ أَرْضٌ كَانَت وانْدَرَسَتْ، فَهِيَ لَا تُعْرَف، وَقيل: (دِمَشْق) وَهُوَ الأكْثَر، وَلذَلِك قَالَ شبيبُ بن يَزِيدَ بنِ النُّعْمان بنِ بَشِير:
(لَوْلا الَّتي عَلِقَتْنِي من عَلائِقها ... لَمْ تُمْسِ لي إِرَمٌ دَارا وَلَا وَطَنا)
قَالُوا: أَرَادَ دِمَشْقَ، وَإِيَّاهَا أَرَادَ البُحْتَرِيُّ بِقَوْلِه:
(إِلَى إِرَمٍ ذاتِ العِماد وإنّها ... لَمَوْضِعُ قَصْدِي مُوجِفًا وَتَعَمُّدِي)
(أَو الإسْكَنْدَرِيّة) . وَحكى الزمخشريُّ: أنّ إِرَمَ بلدٌ مِنْهُ الإٍ سكندريّة. ورَوَى آخَرُونَ: أنّ إِرَمَ ذَات العِمادِ باليَمَنِ بَين حَضْرموتَ وَصَنْعاءَ من بِناءِ شَدّادِ بن عَاد، وذَكَرُوا فِي ذَلِك خَبرا طَويلا لم أذكرهُ هُنَا خشيَة المَلالِ والإطالَة. (أَو) إِرَمَ (ع، بفارِسَ) ، وإِتْيانُه بأوْ للتنويع يُشِير إِلَى أنّه قَول من الأَقْوال فِي إِرَم ذاتِ العِماد، وَلَيْسَ كذلِكَ، فالصوابُ أَنْ يكونَ بِالْوَاو، وَهُوَ صُقْعٌ بأَذْرَبِيجان، وضَبَطَه ياقوتُ بالضَّمِّ. ( {وإِرَمُ الكَلْبَة أَو} إِرَمِيُّ الكَلْبَةِ) وَهَذِه عَن أبي بَكْرِ بن مُوسَى: (ع) قريبٌ من النِّباج (بَيْنَ البَصْرَة وَمَكَّةَ) ، والكلبةُ اسمُ امرأةٍ ماتَتْ ودُفِنَت هُنَاكَ، فنُسِبَ الإِرَمُ وَهُوَ العَلَمُ إِلَيْهَا. وَيَوْم {إِرَم الكَلْبَة من أيّامِهِم، قُتِلَ فِيهِ بُجَيْرُ ابنُ عبد اللَّهِ القُشَيْرِيُّ، قَتَلَه قَعْنَبٌ الرِّياحيُّ فِي هَذَا المَكانِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَهَذَا اليومُ يُعْرَفُ بِأَمْكِنَةٍ قريبٍ بَعَضُها من بَعْض، فَإِذا لم يَسْتَقِمِ الشِّعْرُ بِذكر موضعٍ ذَكَرُوا موضعا آخر قَرِيبا مِنْهُ يقومُ بِهِ الشِّعْر. (و) } أَرام، (كسَحابٍ: جَبَلٌ، وماءٌ بِدِيارِ جُذامَ بِأَطْرافِ الشامِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ من وُجُوهٍ: الأول: أَنّ سِياقَهُ يَقْتَضِي أنّهما مَوْضِعان، والصوابُ أنّه جَبَلٌ فِيهِ ماءٌ. وَثَانِيا: فإنّ هَذَا الجَبلَ قد جَاءَ ذكره فِي الحَدِيث وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ كَعِنَبٍ، وتلاه ياقوتُ فِي مُعْجَمه فَقَالَ: إِرَمٌ اسمٌ عَلَمٌ لِجَبَلٍ من جِبالِ حِسْمَى من ديار جُذام بَين أَيْلَة وتِيه بني إِسْرَائِيل، عالٍ عَظِيم العُلُوِّ، يزْعم أهلُ البادِيَة أَنَّ فِيهِ كُرومًا وصَنَوْبَرًا. وَكتب النبيُّ - صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم - لِبَني جِعال بنِ رَبِيعَةَ بنِ زَيْدٍ الجُذامِيّينَ أنّ لَهُم إِرَمَ أَقْطَعَهُ لَهُم إِقْطاعًا. فاعرف ذَلِك. (و) {الأَرَامُ: (مُلْتَقَى قَبائل الرَّأْسِ) . (} والأَرُومَةُ) ، بالفَتْح (وتُضَمُّ) لغةٌ تميمية: (الأَصْلُ، ج: {أرُومٌ) . وَفِي الصّحاح:} الأَرُومُ، بالفَتْح: أَصْلُ الشجرةِ والقَرْن، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يهجو رجلا:
(تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها ... يَأْلَمُ قَرْنًا! أَرُومُه نَقِدُ)
وَشَاهد الأُرُوم بالضَّمّ قولُ زُهَيْر: (لَهُمْ فِي الذاهِبِينَ {أُرُومُ صِدْقٍ ... وكانَ لِكُلِّ ذِي حَسَبٍ أُرُومُ)
(ورَأْسٌ} مُؤَرَّمٌ، كَمُعَظَّمٍ: ضَخْمُ القَبائِل) ، عَن ابْن فَارس. (وَبَيْضَةٌ {مُؤَرَّمَةٌ: واسِعَةُ الأَعْلَى) عَن ابنِ سِيدَه. (و) يُقَال: (مَا بِهِ أَرَمٌ، محرّكة} وأَرِيمٌ، كأمِيرٍ) عَن أبي خَيْرَة، {وإِرَمِيُّ، كعِنَبِيُّ، ويحرك، (} وأَيْرَمِيٌّ) ، بِالْفَتْح عَن أبي زَيْد، (ويُكْسَرُ أَوَّلُه) عَن ثَعْلَب وَأبي عُبَيْد، أَي: مَا بِهِ (أَحَدٌ) ، لَا يُسْتعمل إلَّا فِي الجَحْد، (و) قيل أَي: و (لَا عَلَمٌ) ، نَقله ابْن بَرّي عَن القَزّازِ، قَالَ زُهَيْر:
(دارٌ لأسْماءَ بالغَمْرَيْنِ ماثِلَةٌ ... كالوَحْي لَيْسَ بهَا من أَهْلِها {أَرَمُ)
ومثلُه قولُ الآخَر:
(تِلْكَ القُرُونُ وَرِثْنا الأَرْضَ بَعْدَهُمُ ... فَمَا يُحَسُّ عَلَيْهَا مِنْهُمُ أَرَمُ)
(وجارِيَةٌ} مَأْرُومَةٌ: حَسَنَةُ الأَرْمِ) ، بِالْفَتْح: (أَي: مَجْدُولَةُ الخَلْقِ) كَأَنَّها فُتِلَتْ فَتْلاً. (و) يُقَال: ( {أَرَمَا واللَّهِ،} وَأَرَمَ واللَّهِ، بِمَعْنى أَمَا واللَّهِ وأَمَ واللَّهِ) ، نَقله الصاغانيّ. ( {وأُرْمُ بالضمّ: ع، بطَبَرِسْتانَ) قُرْب سارِيَة وَهِي مَدِينَة، ويقالُ فِيهَا أَيْضا:} أُرَم كَزُفَرَ، بَينهَا وَبَين سارِيَة مَرْحَلة، وأهلُها شِيعَةٌ، كَذَا حقَّقَه ياقوتُ، فَفِي كَلَام المصنّف نَظَر. ( {وَأُرْمِيَةُ، بالضَّمِّ) وَكَسْرِ المِيم وَالْيَاء مُخفّفة، قَالَ الْفَارِسِي: قولُهم فِي اسْم البَلْدَةِ} أُرْمِيَة يجوز فِي قِياس العربيّة تخفيفُ الْيَاء وتَشْدِيدُها، فَمن خَفَّفها كَانَت الهَمْزَةُ أَصْلِيّةً وَكَانَ حُكْم الياءِ أنْ تكون واوًا للإلحاق بِيَبْرِيْنَ وَنَحْوه، إِلَّا أنّبحرِآبَسْكُون، وضَبطه أَبُو سَعْدٍ فِي التحبير: كَأَفْعُل. ( {وآرامٌ) بالمدِّ: (جَبَلٌ بَين الحَرَمَيْنِ) ، كَأَنَّه جمع} إِرَم، وَقد ذُكِرَ شاهِدهُ فِي أُبْلَى. (و) قَالَ أَبُو زِيَاد: (ذاتُ {آرامٍ: جَبَلٌ بدِيار الضِّباب) ، وَهِي قُنَّةٌ سوداءُ فِيهَا يَقُول الْقَائِل:
(خَلَتْ ذاتُ آرامٍ وَلم تَخْلُ عَن عَصْرِ ... وأَقْفَرَها من حَلّها سالفُ الدَّهْر)
قلتُ: وَمِنْه قَول الآخر:
(من ذاتِ آرامٍ فجَنْبَى أَلْعَسا ... )
(وَذُو} آرام: حَزْم بِه آرامٌ جَمَعَتْها عادٌ) على عَهْدِها، قَالَه أَبُو مُحَمّد الغُنْدِجانِيُّ فِي شرح قَول " جَامع ابْن مُرْخِيَة ":
(أَرِقْتُ بِذِي آرام وَهْنًا وعادَنِي ... عِدادُ الهَوَى بَين العُنابِ وخَنْثَلِ)

[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقال: مَا فِيهِ {إِرْمٌ} وأَرْمٌ؛ أَي: ضِرْسٌ. {وَأَرِمَ المالُ، كَعَلِمَ: فَنِي. وَأَرْضٌ} أَرِمَةٌ كَفَرِحَةٍ: لَا تُنْبِتُ شَيْئا، وَمِنْه الحَديث: " كَيْفَ تَبْلُغُك صَلاتُنا وَقد {أَرِمْتَ "، ويُرْوَى بِتَشْدِيد المِيم، وَهِي لُغة بَكْر بن وَائِل، وَسَيَأْتِي فِي " ر م م ".} والإِرَمِيُّ، بِالْكَسْرِ: وَاحِد آرام، عَن اللّحياني. وَقَوله، أَنْشَده ثَعْلَبٌ:
(حَتَّى تعالَى النَّيُّ فِي {آرامِها ... )
قَالَ: يَعْنِي فِي أَسْنِمَتِها، قَالَ: ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي إِنْ كَانَت} الآرامُ فِي الأَصْلِ الأَسْنِمَة، أَو شَبَّهها {بالآرام الَّتِي هِيَ الأَعلامُ لِعِظَمها أَو طُولِها. وَمَا بالدّار} أَرِمٌ، كَكَتِفٍ، أَي: أَحَدٌ، عَن أَبِي زَيْد، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَكَانَ ابنُ دُرَسْتَويهِ يُحالِفُ أهلَ اللُّغَة وَيَقُول: مَا بِها {آرِمٌ، على فاعِلٍ، أَي: ناصِبُ عَلَمٍ.} وإِرامُ الكِناس، كَكِتابٍ: رملٌ فِي بِلاد عَبْد اللَّهِ بن كِلاب. {وأُرَمُ خاسْت، كَزُفَرَ: كُورَتان بِطَبَرِسْتانَ العُليا والسُّفْلى.} وإِرْمِيم، بالكَسر: مَوْضِعٌ. {وأُرَمَى، كَأُرَبَي: موضعٌ، نَقله ياقوت، فَيكون رَابِعا للثّلاثة الَّتِي ذُكِرَت فِي أُرَمَى. وَبِناءٌ} مَأْرُومٌ، أَي: مُحْكَم. {والأُرْمَةُ، بالضَّم: القَبِيلَةُ. وَقَالَ النَّضْرُ: الزّمامُ} يُؤارَمُ على يُفاعَلُ، أَي: يُداخَلُ فَتْلُهُ. وإِبْراهيمُ بنُ {أُرْمَةَ الأَصبهانيُّ الحافِظُ، بالضَّمْ، وَقد تُمَدُّ الضَّمّةُ فيُقال أُورْمَة.} وأرميون: قريةٌ بِمصْر.
أرم
الإرم: علم يبنى من الحجارة، وجمعه:
آرام، وقيل للحجارة: أُرَّم.
ومنه قيل للمتغيظ: يحرق الأرم ، وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ [الفجر/ 7] إشارة إلى عمدٍ مرفوعة مزخرفة، وما بها أَرِمٌ وأَرِيمٌ، أي: أحد. وأصله اللازم للأرم، وخص به النفي، كقولهم: ما بها ديّار، وأصله للمقيم في الدار.

بضع

بضع: {في بضع سنين}: البضع ما بين الثلاث إلى التسع.
(ب ض ع)

بَضَع اللَّحْم يَبْضَعُه بَضْعا، وبَضَّعه: قطعه. والبَضْعَة: الْقطعَة مِنْهُ. وَالْجمع: بَضْع، وبِضَع وبَضِيع. وَهُوَ نَادِر. وَنَظِيره الرهين: جمع الرَّهْن.

والبَضِيع أَيْضا: اللَّحْم. والبَضِيع: مَا انمازَ من لحم الْفَخْذ: الْوَاحِدَة: بَضيعة. وَقَوله:

وَلَا عَضِلٌ جَثْلٌ كأنَّ بَضيعَه ... يَرَابيعُ فوْقَ المَنْكِبَينِ جُثُوُمُ

يجوز أَن يكون جمع بَضْعة، وَهُوَ أحسن، لقَوْله: " يرابيع "، وَيجوز أَن يكون اللَّحْم.

وَفُلَان بَضْعةٌ من فلَان: يذهب بِهِ إِلَى الشّبَه.

وبَضَع الشَّيْء يبضَعُه: شقَّه. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ فِي ذكر السِّيَاط: " كلهَا يَبْضَعُ ويحدر " أَي يحدر الدَّم. وَقيل: يحدر: يورم.

والبَضَعة: السِّيَاط. وَقيل: السيوف.

والباضعة من الشجاج: الَّتِي تشق اللَّحْم.

والمِبْضَع: المشرط.

وبَضَعَ من المَاء، وَبِه يَبْضَع بُضُوعا، وبَضْعا: روى وامتلأ.

وأبْضعني: أرواني.

وَمَاء باضِعٌ وبَضِيع: نمير.

وأبْضَعَه الْكَلَام، وبَضَعَه بِهِ: بَينه لَهُ.

وبَضَع هُوَ يَبْضَع بُضُوعا: فهم. وبَضَع الْكَلَام فابْتَضَع: بَينه فَتبين. وبَضَع من صَاحبه يَبْضَع بُضُوعا: إِذا لم يأتمر لَهُ، فسئم أَن يَأْمُرهُ. وبَضَع الْمَرْأَة بَضْعا، وباضَعَها مباضَعَة وبِضاعا: جَامعهَا. وَالِاسْم: البُضْع، وَجمعه: بُضوع، قَالَ عَمْرو بن معدي كرب:

وَفِي كَعْبٍ وإخْوَتِها كِلابٍ ... سَوَامي الطَّرْفِ غاليةُ البُضُوعِ

سوامي الطّرف: أَي متأبيات معتزات. وَقَوله " غَالِيَة البضوع ": كنى بذلك عَن المهور اللواتي يُوصل بهَا إلَيْهِنَّ. والبُضْع: الطَّلَاق. والبُضْعُ: مهر الْمَرْأَة.

والبِضْعُ: ملك الْوَلِيّ للْمَرْأَة.

والبِضَاعة: الْقطعَة من المَال، وَقيل الْيَسِير مِنْهُ. والبِضاعة: مَا حَمَّلْتَ آخر بَيْعه وإدارته. وأبْضَعه البِضاعة: أعطَاهُ إِيَّاهَا.

وابْتَضَعَ مِنْهُ: أَخذ. وَالِاسْم: البِضَاعُ، كالقراض.

واسْتَبْضَعَ الشَّيْء: جعله بِضاعَته. وَفِي مثل " كمُسْتَبْضعِ التَّمْر إِلَى هَجَرَ ". قَالَ حسان:

كمُسْتَبْضعٍ تمْراً إِلَى أهلِ خَيْبَرَا

وَإِنَّمَا عُدّىَ بإلى، لِأَنَّهُ فِي معنى حمل.

والبِضْعُ والبَضْع: مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر، وبالهاء: من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة، يُضَاف إِلَى مَا تُضَاف إِلَيْهِ الْآحَاد، كَقَوْلِه تَعَالَى: (فِي بِضْعِ سِنِين) وَقَوله تَعَالَى: (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنينَ) ويبنى مَعَ الْعشْرَة، كَمَا يبْنى سَائِر الْآحَاد، وَذَلِكَ ثَلَاثَة إِلَى تِسْعَة، فَيُقَال: بضعَة عشر رجلا، وبضع عشرَة امْرَأَة. وَلم تسمع بضعَة عشر، وَلَا بضع عشرَة، وَلَا يمْتَنع ذَلِك. وَقيل: الْبضْع: من الثَّلَاث إِلَى التسع. وَقيل: هُوَ مَا بَين الْوَاحِد إِلَى الْأَرْبَعَة. وَمر بضع من اللَّيْل: أَي وَقت، عَن اللَّحيانيّ.

والباضِعَة: قِطْعَة من الْغنم.

وتَبَضَّعَ الشَّيْء: سَالَ.

والبَضِيع: الْبَحْر. والبَضِيعُ: الجزيرة فِي الْبَحْر. وَقد غلب على بَعْضهَا. قَالَ سَاعِدَة:

سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثمانِياً ... يُلْوَى بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

والبَضِيع: مَكَان فِي الْبَحْر.

والبُضَيْع، والبَضِيع، وباضع: مَوَاضِع.
(بضع) اللَّحْم وَالْجَلد وَغَيرهمَا بضعه
(بضع)
الدمع بضعا جال فِي الْعين وَلم يفض وَمن المَاء وَبِه رُوِيَ وامتلأ وَمن فلَان سئم من تكْرَار النصح فَقَطعه وَفُلَان اتّجر وَاللَّحم قطعه وَالْجَلد شقَّه

بضع


بَضَعَ(n. ac. بَضْع)
a. Cut, cut up, chopped, minced.
b. Compressed.
c. [ n. ac.
بُضُوْع], Comprehended.
بَضَّعَa. see I (a)
بَاْضَعَa. see I (b)
أَبْضَعَa. Gave in marriage.

تَبَضَّعَa. Purchased goods, stock; traded.

إِنْبَضَعَa. Was cut off.

إِسْتَبْضَعَa. see V
بَضْعَةa. Piece, slice of meat.

بِضْع
بِضْعَةa. Any small number ( under ten ); some, a
few.
بُضْعa. Sexual intercourse.

مِبْضَع
(pl.
مَبَاْضِعُ)
a. Lancet, scalpel.

بِضَاْعَة
(pl.
بَضَاْئِعُ)
a. Goods, merchandise, stock.

بَضِيْعa. Meat.
b. Island.
c. Sea.
d. Perspiration.
بضع لحم سمحق لطا قَالَ أَبُو عبيد: وَسمعت إِسْحَاق الْأَزْرَق يحدّث عَن عَوْف قَالَ شهِدت فلَانا قد سَمَّاهُ إِسْحَاق _ يَعْنِي بعض قُضَاة أهل الْبَصْرَة قضى فِي حرصتين بِكَذَا وَكَذَا. ثمَّ الباضعة وَهِي الَّتِي تشق اللَّحْم تبضعه بعد الْجلد. ثمَّ المتلاحمة وَهِي الَّتِي أخذت فِي اللَّحْم وَلم تبلغ السمحاق والسمحاق جلدَة رقيقَة أَو قشرة رقيقَة بَين اللَّحْم والعظم قَالَ الْأَصْمَعِي: وكل قشرة رقيقَة [أَو جلدَة رقيقَة -] فَهِيَ سمحاق فَإِذا بلغت الشَّجَّة تِلْكَ القشرة الرقيقة حَتَّى لَا يبْقى بَين الْعظم وَاللَّحم غَيرهَا فَتلك الشَّجَّة هِيَ السمحاق [و -] قَالَ الْوَاقِدِيّ: هِيَ [عندنَا -] المِلْطا غير مَمْدُود وَقَالَ غَيره: هِيَ الملطاة
بضع
البِضَاعَة: قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة، يقال: أَبْضَعَ بِضَاعَة وابْتَضَعَهَا. قال تعالى: هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا [يوسف/ 65] وقال تعالى: بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ [يوسف/ 88] ، والأصل في هذه الكلمة: البَضْعُ وهو جملة من اللحم تُبْضَعُ ، أي: تقطع. يقال: بَضَعْتُهُ فَابْتَضَعَ وتَبَضَّعَ، كقولك: قطعته وقطّعته فانقطع وتقطّع، والمِبْضَع: ما يبضع به، نحو:
المقطع، وكنّي بالبُضْعِ عن الفرج، فقيل:
ملكت بضعها، أي: تزوجتها، وبَاضَعَهَا بِضَاعاً، أي: باشرها، وفلان: حَسَنُ البَضْع والبَضِيعِ والبَضْعَة، والبضاعة عبارة عن السّمن .
وقيل للجزيرة المنقطعة عن البرّ: بَضِيع، وفلان بَضْعَة مني، أي: جار مجرى بعض جسدي لقربه مني، والبَاضِعَة: الشجّة التي تبضع اللحم ، والبِضع بالكسر: المنقطع من العشرة، ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة، وقيل: بل هو فوق الخمس ودون العشرة، قال تعالى: بِضْعَ سِنِينَ [الروم/ 4] .
ب ض ع: (الْبِضَاعَةُ) بِالْكَسْرِ طَائِفَةٌ مِنْ مَالِكَ تَبْعَثُهَا لِلتِّجَارَةِ، تَقُولُ (أَبْضَعَ) الشَّيْءَ وَ (اسْتَبْضَعَهُ) أَيْ جَعَلَهُ بِضَاعَةً، وَفِي الْمَثَلِ: (كَمُسْتَبْضِعِ) تَمْرٍ إِلَى هَجَرَ وَذَلِكَ أَنَّ هَجَرَ مَعْدِنُ التَّمْرِ. وَ (الْبَاضِعَةُ) الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْطَعُ الْجِلْدَ وَتَشُقُّ اللَّحْمَ وَتُدْمِي إِلَّا أَنَّهُ لَا يَسِيلُ الدَّمُ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ. وَ (بِضْعٌ) فِي الْعَدَدِ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَفْتَحُهَا وَهُوَ مَا بَيْنَ
الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ تَقُولُ بِضْعُ سِنِينَ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَبِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً فَإِذَا جَاوَزْتَ لَفْظَ الْعَشْرِ ذَهَبَ الْبِضْعُ لَا تَقُولُ: بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَ (الْبَضْعَةُ) بِالْفَتْحِ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ وَالْجَمْعُ (بَضْعٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَقِيلَ (بِضَعٌ) مِثْلُ بَدْرَةٍ وَبِدَرٍ. وَ " (بَضَعَ) الْجُرْحَ شَقَّهُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (الْمِبْضَعُ) بِالْكَسْرِ مَا يُبْضَعُ بِهِ الْعِرْقُ وَالْأَدِيمُ. وَبِئْرُ (بِضَاعَةٍ) يُكْسَرُ وَيُضَمُّ. 
بضع: تبضّع: بضع، اتجر (أماري ديب 70، 71) بُضْع: غشاء المهبل، غشاء البكارة، وهي الطية الغشائية التي توجد عادة عند العذارى (البكر) داخل المهبل.
بَضْعَة وجمعها بِضاع: رئة (فوك، المعجم اللاتيني وفيه: بِضَع).
بِضْعَة الرِجل: ربلة الساق (دومب 86 وقد كتبها بطعة) وفي معجم همبرت ص5: بطة الساق. واشتقاق الكلمة ينكر هاتين الكلمتين ويؤيد أن الصواب هو بَضْعة. قارنها بكلمة بَضاعة.
وبضعة الخُبْز: لب الخبز، القسم اللين منه (دومب 60، بوشر (بربرية) وقد كتبها بطعة خطأ).
بَضاعة وجمعها بِضاع، يقال بضاعة من لحم: قطعة منه (فوك).
والجمع بَضائع: اللحم لا عظم فيه (الكالا).
وبضاعة: اللحم الهزيل لا دسم فيه (الكالا) وبضاعة: رئة (فوك).
وبضاعة الساق: ربلة الساق، ففي المعجم اللاتيني: معضل الساق وبضاعته.
وبضاعة: ذكر (عضو التناسل)، (ألف ليلة 2: 390) وهذا المعنى يؤكد ما جاء في القصة 391 السطر الأول وما يليه.
بِضاعة. يقال مع وفور بضاعتهم من الحديث أي مع اكتسابهم معرفة واسعة في علم الحديث (المقدمة 3: 6) ويقال: كانت بضاعته في الحديث وافرة (حياة ابن خلدون 198و). ويقال للتعبير عن ضد هذا: كان قليل البضاعة من العربية (ابن خلكان 1: 242) ومثل هذا: لأجل قلة بضاعتي وعدم استطاعتي (بوشر).
وبضاعة: حرفة، مهنة، ما يتكسب به فوك، ابن عباد (1: 297) وفي كتاب ابن الخطيب (ص29و): كتاب شيخنا أبي البركات المسمى بشعر من لا شعر له مما رواه عمن ليس الشعر له بضاعة.
(بضع) - في الحديث: "فَاطِمَةٌ بَضْعةٌ مِنِّى".
: أي قِطْعَة، وأَصلُه في الّلحْم. وجمعها بِضَعٌ كَبَدْرة وبِدَر، وبَضْعٌ أيضا.
وبُضْع المرأةِ: كِناية عن عُضوِها، والمُباضَعَة: إلصاق العُضْو بالعُضوِ.
- في الحديث: "أَنَّه سُئِل عن بِئْر بُضاعةَ" .
المَحفُوظ بضَمِّ الباء، وأجاز بعضُهم الكَسرَ فيه، وحَكَى بعَضُهم بالصَّاد المُهْمَلة وهي لِبَنِى ساعدة.
- وفيه ذِكْر: "أبضعة"
: ملك من كندة، وَرَد اسْمُه في الحَديثِ على وزن: أَرنبَة، وقيل: بالصَّاد المُهْمَلة، والمَحْفُوظ بالضَّاد المُعْجَمَة. - في حديث أَبِى ذَرٍّ: "وبَضِيعَتُه أَهلَه صَدَقَةٌ" .
: أي مُباضَعَتُه.
- في الحديث: "المَدِينَة كالْكِيرِ تُبضِع طِيبَها".
كذا ذَكَره الزَّمخشرِىُّ. وقال: هو من أبضَعتُه بِضاعَة إذا دفعتَها إليه، ولم أَجِد أحداً ذَكَره بالبَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة غَيرَه، إلا أَنَّ القَزَّاز ذَكَر ثَلَاثَ رِواياتٍ: بالضَّادِ والخَاءِ المُعْجَمَتَيْن، وبالحَاءِ المُهْمَلَة، وبالضَّادِ المُعْجَمة، وبالصَّاد والعَيْن المُهْمَلَتين، والمَحْفُوظ بالنُّون والصَّاد المُهْمَلَة، وفي جَمِيعِ الرِّوايات: "ذِكْر طِيبِها" بكسر الطاء.
بضع
بَضَعَ الَّلحْمَ بَضْعاً؛ وبَضعَه: جَعَلَه قِطَعاً. والقِطْعَةُ: بَضْعَة.
وهو شَديدُ البَضْع والبَضْعَةِ: أي ذو جِسْم ولَحْم. وقيل: خاظي البَضِيْع: جَمْعُ بَضْع، كَعَبد وعَبِيْد. وبَضَعْتُ منه بُضُوْعاً: أمَرْتَه بِشَيْءٍ فلم يَفْعَلْه فَدَخَلَك منه ما سَئِمْتَ معه أنْ تأمُرَه بِشَيْءٍ آخَر.
وبَضَعَ من الماء والجمَاع.: رَوِيَ. وبَضَعَها بَضْعاً. والاسْمُ: البُضْعُ، وأصْلُه مِلْكُ العُقْدَة ثم صُيِّرَ للجِماع. وأبْضَعْتُها: زَوجْتَها. وابْتَضَعَ منها في لَيْلَةٍ وابْتَضَعَتْ منه: أخَذَ كل واحِدٍ بُضْعَ صاحِبه. وكان تَأبًطَ شَراً مُبْتَضَعاً: أي ابْنَ بِكْرَيْن. ورَجُلٌ أبْضَعُ: مَهْزولٌ.
ورأيْتُهم أجْمَعِين أبْضَعِيْن، ويُوَحًدُ فَيُقال: أجْمَعَ أبْضَعَ. والباضِعُ: الذي يَحْمِل بَضائعَ الحَي ويَجْلُبُها، وهي العَلائقُ، والواحِدَةُ: بضيعة.
والبَضِيْعُ: الجَزيرة فيِ البَحْر. وماء بَضِيْعٌ وبَضَاع: نمِيْرٌ. وأبْضَعْتُ البِضَاعَةَ للبَيْع، وابْتَضَعْتُها أيضاً. وابْتَضَعْتُه بالكَلام: بينْتُ له ما تَنازَعْناه حتى اشْتَفى.
والباضِعَةُ: القِطْعَةُ من الغَنَم انْقَطَعَتْ عنها. والبِضْعُ من العَدَد: ما بين الثلاثة إِلى العشَرة، وقيل في قَوْله: " بِضْعَ سِنين " أنَها سَبْعةٌ، وحُكِيَ البَضْعُ بَفَتْح الباء أيضاً.
وتَبَضَّعَتْ جِلْدَتُه: عَرِقَتْ. وبِئْرُ بُضَاعَةَ: بالمَدينة. وأبْضَعَةُ: مَلِكٌ من كِنْدَة.
(ب ض ع) : (الْبَضْعُ) الشَّقُّ وَالْقَطْعُ (وَمِنْهُ) مِبْضَعُ الْفَصَّادِ وَفِي الشِّجَاجِ الْبَاضِعَةُ وَهِيَ الَّتِي جَرَحَتْ الْجِلْدَ وَشَقَّتْ اللَّحْمَ وَمِنْهُ الْبِضَاعَةُ لِأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ الْمَالِ (وَبِهَا) سُمِّيَتْ بِئْرُ بِضَاعَةَ وَهِيَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِالْمَدِينَةِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ فِيهَا (وَقِيلَ) اسْتَبْضَعْتُ الشَّيْءَ أَيْ جَعَلْتُهُ بِضَاعَةً لِنَفْسِي وَأَبْضَعْتُهُ غَيْرِي فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ كَالْمُسْتَبْضِعِ وَالْأَخِيرُ لَحْنٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ الْمُبْضِعُ أَوْ الْمُسْتَبْضِعُ بِالْكَسْرِ (وَالْمُبَاضَعَةُ) الْمُبَاشَرَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ نَوْعِ شَقٍّ وَالْبُضْعُ اسْمٌ مِنْهَا بِمَعْنَى الْجِمَاعِ وَقَدْ كُنِيَ بِهَا عَنْ الْفَرْجِ فِي قَوْلِهِمْ مَلَكَ فُلَانٌ بُضْعَ فُلَانَةَ إذَا عَقَدَ بِهَا (وَمِنْهَا) «تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ» عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ مِثْلُ قُفْلٌ وَأَقْفَالٌ " هَذَا هُوَ الْمُتَدَاوَلُ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ " وَفِي التَّهْذِيبِ فِي إبْضَاعِهِنَّ بِالْكَسْرِ أَيْ فِي إنْكَاحِهِنَّ مَصْدَرُ أَبْضَعْت الْمَرْأَةَ إذَا زَوَّجْتَهَا مِثْلَ نَكَحْتُ وَهَكَذَا فِي الْغَرِيبَيْنِ (وَالْبِضْعُ) بِالْكَسْرِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إلَى الْعَشَرَةِ وَعَنْ قَتَادَةَ إلَى التِّسْعِ أَوْ السَّبْعِ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَهُوَ مِنْ الْبَضْعِ أَيْضًا لِأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ الْعَدَدِ وَتَقُولُ فِي الْعَدَدِ الْمُنَيَّفِ بِضْعَةَ عَشَرَ وَبِضْعَ عَشْرَةَ بِالْهَاءِ فِي الْمُذَكَّرِ وَبِحَذْفِهَا فِي الْمُؤَنَّثِ كَمَا تَقُولُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَثَلَاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً وَكَذَا بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَبِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً.
[بضع] البِضاعَةُ: طائفةٌ من مالِكَ تبعثها للتجارة. تقول: أبضعت الشئ واستبضعته، أي جعلته بضاعة. وفى المثل: " كمستبضع تمر إلى هجر "، وذلك أن هجر معدن التمر. والباضعة: الشَجَّةُ التي تَقْطع الجلدَ وتَشُقّ اللحمَ وتُدمي، إلاَّ أنه لا يسيل الدمُ ; فإن سال فهي الدامية. والباضِعَةُ أيضاً: الفِرْقُ من الغنمُ. قال الأصمعي: سيفٌ باضِعٌ، إذا مر بشئ بضعه، أي قطع منه بَضْعَةً. وبِضْعٌ في العدد بكسر الباء، وبعض العرب يفتحها، وهو ما بين الثلاث إلى التسع. تقول: بِضْعُ سنينَ، وبِضْعَةَ عشرَ رجلاً، وبِضْعَ عشرةَ امرأةً ; فإذا جاوزتَ لفظ العَشْر ذهب البِضْعُ لا تقول بِضْعٌ وعشرون. والبَضْعَةُ: القِطعةُ من اللحم، هذه بالفتح، وأخواتها بالكسر مثل: القطعة، والفلذة، والفدرة، والكسفة، والخرقة، والجذوة وما لا يحصى. والجمع بضع، مثل تمرة وتمر. قال زهير: دما عند سحر تحجل الطير حوله * وبضع لحام في إهاب مقدد * وبعضهم يقول: جمعها بضع، كبدرة وبدر. وبضعت اللحم بضعا بالفتح: قطعته. وبضَعْتُ الجُرح: شققته. والمِبْضَعُ: ما يُبْضَعُ به العِرْقُ والأديمُ. وبَضَعْتُ من الماء بَضْعاً: رَويتُ. وفي المثل: " حتَّى متى تكرع ولا تبضع ". وربما قالوا: بضعت من فلان إذا سئمت منه. وهو على التشبيه. وأبضعنى الماء: أروانى. وربَّما قالوا: سألني فلانٌ عن مسألة فأَبْضَعْتُهُ، إذا شَفَيته. والبُضْعُ بالضم: النكاح، عن ابن السكيت. قال: يقال ملك فلان بضع فلانة. والمباضعة: المجامعة، وهى البضاع. وفى المثل: " كمعلمة أمها البضاعُ ". قال الأصمعي: البَضيعُ: الجزيرةُ في البحر. قال: والبَضيعُ: اللحمُ ; يقال: دابة كثيرة البضيع. ورجل خاظى البضيع. قال: ويقال جَبْهَتُهُ تَبْضَعُ، أي تسيل عرقا. وأنشد لابي ذؤيب: تأبى بدرتها إذا ما استكرهت * إلا الحميم فإنه يتبضع * قال: وكان أبو ذؤيب لا يجيد وصف الخيل، فظن أن هذا مما توصف به. والبضيع: العرق. والبضيع مصغرا: اسم موضع، وهو في شعر حسان بن ثابت . وبئر بضاعة التى في الحديث، تكسر وتضم.
[بضع] فيه: تستأمر النساء في "إبضاعهن"، من أبضعت المرأة إبضاعاً إذا زوجتها. والاستبضاع نوع من نكاح الجاهلية بأن تطلب المرأة جماع الرجل طلباً لنجابة الولد من رؤسائهم، وكان الرجل يقول لأمته أو امرأته أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل. ومنه ح عائشة: وله خصصني ربي من كل بضع أي من كل نكاح، وضمير له للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم تزوجها بكراً. والبضع يطلق على عقد النكاح، والجماع، والفرج. ن: هو بالضم الفرج والجماع، ويصحان في ح "بضع أحدكم" صدقة. وفيه: إن المباح عند النية قربة كنية قضاء حق الزوجة وطلب الولد وعفاف الزوجين، وكذا ملاعبة الزوجة. ج: وكذا ملك "بضع" امرأة. نه ومنه: ألا من أصاب حبلى فلا يقربنها فإن "البضع" يزيد في السمع والبصر أي الجماع. ومنه: و"بضعة" أهله صدقة أي مباشرته، وروى وبضيعته. ومنه ح: عتق "بضعك" فاختاري أي صار فرجك بالعتق حراً فاختاري الثبات على زوجك أو مفارقته. ومنه ح خديجة: لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها عمرو ابن أسيد فلما رآه قال هذا "البضع" الذي لا يقرع أنفه، أي هو كفؤ لا يرد نكاحه، وأصله أن الفحل الهجين إذا أراد ضرب كرائم الإبل قرعوا أنفه بنحو عصا ليتركها. وفيه: فاطمة "بضعة" مني هو بالفتح القطعة من اللحم، وقد تكسر أي أنها جزء مني. ن: وروى إنما بنتي "مضغة" بضم ميم بمعناه. ومنه: ثم أمر من كل بدنة "ببضعة"، وكذا مثل "البضعة" تدردر. ط ومنه: وهل هو إلا "بضعة". وفيه: استحباب التناول من هدى التطوع وأضحيته. نه ومنه: تفضل صلاة الواحد "ببضع" وعشرين، هو بالكسر، وقد يفتح ما بين الواحد إلى العشر أو الثلاث إلى التسع، ومنعه الجوهري مع العشرين، وهذا الحديث يخالفه. ك: وهو خاص بالعشرات إلى التسعين فلا يقال بضع ومائة. نه: "الباضعة" من الشجاج ما تأخذ في اللحم أي تشقه وتقطعه. ومنه: أنه ضرب رجلاً ثلاثين سوطاً كلها "تبضع" وتحدر أي تشق الجلد وتقطعه وتجري الدم. وفيه: المدينة كالكير تنفي خبثها و"تبضع" طيبها من أبضعته بضاعة إذا دفعتها إليه أي المدينة تعطي طيبها بضاعة ساكنها، والمشهور أنه بنون وصاد مهملة، وقد يروى بالضاد المعجمة، والخاء المعجمة، والمهملة، والنضخ والنضح رش الماء. وبضاعة بضم باء بئر بالمدينة وأجيز كسرها وحكى إهمال الصاد. و"أبضعة" كأرنبة: ملك كندة. ك: "البضاعة" عقد بشرط كل الربح للمالك.
بضع حدر حذم خذم جذم [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين ضرب الرجل الَّذِي أقسم على أم سَلمَة ثَلَاثِينَ سَوْطًا كلهَا يَبضَعُ ويحدر. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره [قَوْله -] : يبضغ يَعْنِي يشق الْجلد. وَقَوله: يحدر يَعْنِي يورم وَلَا يشق وَقد اخْتلف الْأَصْمَعِي وَغَيره فِي إعرابه فَقَالَ بَعضهم: يُحدِر إحدارا من أحدرت وَقَالَ بَعضهم يحدُر حُدورا من حدَرت وأظنهما لغتين إِذا جعلت الْفِعْل للضرب فَأَما إِذا كَانَ الْفِعْل للجلد نَفسه أَنه الَّذِي تورم فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: قد حَدَرَ جِلدَه يحدُر حُدورا لَا اخْتِلَاف فِيهِ أعلمهُ وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة: [الْكَامِل]

لَو دَبّ ذَرّ فَوق ضاحي جلدِها ... لأَبَان من آثارهن حُدورُ

ويروى: حدورا يَعْنِي الورم وَكَذَلِكَ يُقَال: حدرت السَّفِينَة فِي المَاء وكل شَيْء أَرْسلتهُ إِلَى أَسْفَل [يُقَال: حدرت -] حُدُورا وحَدْرا بِغَيْر ألف وَلم أسمعهُ بِالْألف أحدرت وَمِنْه سميت الْقِرَاءَة السريعة الحدر لِأَن صَاحبهَا يحدُرها حدرا. وَأما الحَدور بِفَتْح الْحَاء فَإِنَّهُ الْموضع المنحدر يُقَال: وقعنا فِي حَدُور مُنكرَة كَقَوْلِك فِي هَبوط وصَعود كل هَذَا بِالْفَتْح وَقَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {سَأُرْهِقُهُ صَعُوْداً} وَكَذَلِكَ الكؤود وَمِنْه حَدِيث يرْوى عَن أبي الدَّرْدَاء: إِن بَين أَيْدِينَا عَقَبَةً كؤودا لَا يجوزها إِلَّا المُخِفّ. 94 / ب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين / قَالَ لمؤذّن بَيت الْمُقَدّس: إِذا أذّنتَ فَتَرَسّلْ وَإِذا أقمتَ فاْحذم. قَالَ الْأَصْمَعِي: الحَذم الحَدْر فِي الْإِقَامَة وَقطع التَّطْوِيل. [قَالَ -] : وأصل الحذم فِي الْمَشْي إِنَّمَا هُوَ الْإِسْرَاع مِنْهُ وَأَن يكون مَعَ هَذَا كَأَنَّهُ يَهوي بيدَيْهِ إِلَى خَلْفه. وَقَالَ غَيره: هُوَ كالنتف فِي الْمَشْي شَبيه بمشي الأرنب. وَأما الخذم بِالْخَاءِ مُعْجمَة فَهُوَ الْقطع وَقد يكون الجذم بِالْجِيم الْقطع أَيْضا وَمِنْه قيل للاقطع: أَجْذم وَقَالَ المتلمس: [الطَّوِيل]

وَهل كنت إِلَّا مِثلَ قَاطع كَفه ... بكفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأصْبح أجذما

وَقد جذمتها قطعتها وَمِنْه الحَدِيث: من قَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم. وَأما الحَدِيث فَهُوَ بِالْحَاء غير مُعْجمَة. 
ب ض ع : الْبَضْعَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ اللَّحْمِ وَالْجَمْعُ بَضْعٌ وَبَضَعَاتٌ وَبِضَعٌ وَبِضَاعٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَسَجَدَاتٍ وَبِدَرٌ وَصِحَافٍ وَبِضْعٌ فِي الْعَدَدِ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَفْتَحُ وَاسْتِعْمَالُهُ مِنْ الثَّلَاثَةِ إلَى التِّسْعَةِ وَعَنْ ثَعْلَبٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ إلَى التِّسْعَةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَيُقَالُ بِضْعُ رِجَالٍ وَبِضْعُ نِسْوَةٍ وَيُسْتَعْمَلُ أَيْضًا مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةَ عَشَرَ لَكِنْ تَثْبُتُ الْهَاءُ فِي بِضْعٍ مَعَ الْمُذَكَّرِ
وَتُحْذَفُ مَعَ الْمُؤَنَّثِ كَالنَّيِّفِ وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَا زَادَ عَلَى الْعِشْرِينَ وَأَجَازَهُ بَعْضُ الْمَشَايِخِ فَيَقُولُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَبِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً وَهَكَذَا قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَلَى هَذَا مَعْنَى الْبِضْعِ وَالْبِضْعَةُ فِي الْعَدَدِ قِطْعَةٌ مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.

وَالْبُضْعُ بِالضَّمِّ جَمْعُهُ أَبْضَاعٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ يُطْلَقُ عَلَى الْفَرْجِ وَالْجِمَاعِ وَيُطْلَقُ عَلَى التَّزْوِيجِ أَيْضًا كَالنِّكَاحِ يُطْلَقُ عَلَى الْعَقْدِ وَالْجِمَاعِ وَقِيلِ الْبُضْعُ مَصْدَرٌ أَيْضًا مِثْلُ: السُّكْرِ وَالْكُفْرِ وَأَبْضَعَتْ الْمَرْأَةُ إبْضَاعًا زَوَّجْتُهَا وَتُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ يُرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا وَهُمَا بِمَعْنًى أَيْ فِي تَزْوِيجِهِنَّ فَالْمَفْتُوحُ جَمْعٌ وَالْمَكْسُورُ مَصْدَرٌ مِنْ أَبْضَعْتُ وَيُقَالُ بَضَعَهَا يَبْضَعُهَا بِفَتْحَتَيْنِ إذَا جَامَعَهَا وَمِنْهُ يُقَالُ مَلَكَ بُضْعَهَا أَيْ جِمَاعَهَا وَالْبِضَاعُ الْجِمَاعُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَاضَعَهَا مُبَاضَعَةٌ وَالْبِضَاعَةُ بِالْكَسْرِ قِطْعَةٌ مِنْ الْمَالِ تُعَدُّ لِلتِّجَارَةِ وَبِئْرُ بُضَاعَةَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِالْمَدِينَةِ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَالضَّمُّ أَكْثَرُ وَاسْتَبْضَعْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ بِضَاعَةً لِنَفْسِي وَأَبْضَعْتُهُ غَيْرِي بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ لَهُ بِضَاعَةً وَجَمْعُهَا بَضَائِعُ وَبَضَعْتُ اللَّحْمَ بَضْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ شَقَقْتُهُ وَمِنْهُ الْبَاضِعَةُ وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَشُقُّ اللَّحْمَ وَلَا تَبْلُغُ الْعَظْمَ وَلَا يَسِيلُ مِنْهَا دَمٌ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ وَبَضَعَهُ بَضْعًا وَقَطَعَهُ قَطْعًا وَبَضَّعَهُ تَبْضِيعًا مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ. 
بضع
بضَعَ يَبضَع، بَضْعًا، فهو باضع، والمفعول مَبْضوع
• بضَع اللَّحْمَ: قطعه.
• بضَع الجلْدَ: شقَّه "بضع الطبيبُ الورمَ". 

أبضعَ يُبضع، إبضاعًا، فهو مُبضِع، والمفعول مُبضَع
• أبضع الفاكهةَ: جعلها بِضاعَة أي سلعة يُتَّجر فيها ° أبضع أعراضَ النَّاس: تقوّل عليهم وتتبَّع عوراتهم، ملأ بسِيَرهم الآذان. 

استبضعَ/ استبضعَ من يستبضع، استِبْضاعًا، فهو مُستبضِع، والمفعول مستبضَع
• استبضعَ الفاكهةَ: أبضَعها، جعلها بضاعة "استبضع التاجرُ الأحذيةَ النسائيّة".
• استبضع من المرأة: تزوّجها. 

باضعَ يباضع، مباضعةً، فهو مُباضِع، والمفعول مُباضَع
• باضَع الزَّوْجةَ: باشَرها، لامَسها، وَطِئَها، جامعها. 
649 - 
بضَّعَ يبضِّع، تَبْضيعًا، فهو مُبضِّع، والمفعول مُبضَّع
• بضَّعَ الفاكهةَ: أبضعها، جعلها بِضَاعة.
• بضَّع اللَّحْمَ: بضَعه، قطعه "بضَّع الجلدَ: شقَّه".
• بضَّع الجثَّةَ: شرَّحها. 

تبضَّعَ يتبضَّع، تبضُّعًا، فهو مُتبضِّع، والمفعول مُتبضَّع (للمتعدِّي)
• تبضَّع الشَّخصُ:
1 - زار المتاجرَ بحثًا عن مشترياتٍ وبضائِعَ.
2 - اشترى بضائِعَ.
• تبضَّعَ الشَّيءَ: أبضعه، جعله بضاعة. 

بِضاعَة [مفرد]: ج بَضائِعُ: سلعة، ما يُتَّجر فيه من سِلَع ومصنوعات وغيرهما "إغراق الأسواق ببضائع رخيصة- {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} " ° أخرج ما عنده من البضاعة: قال ما كان ينوي أن يقوله- بضائعُ عابرة: بضائع مُعفاة من الرُّسوم في طريق نقلها من بلدٍ إلى بلد آخر- قطار البضاعة: نوع معيّن من القطارات غير مُخصّص
 لركوب الناس ينقل البضائعَ فقط- كان قليلَ البضاعة من العربيّة: له معرفة قليلة بها. 

بَضْع [مفرد]: مصدر بضَعَ. 

بُضْع [مفرد]: ج أَبْضاع وبُضوع:
1 - مَهْر المرأة.
2 - فَرْج، عضو الذكورة أو الأنوثة. 

بِضْع [مفرد]
• البِضْع من العدد: من الثّلاث إلى التِّسع، ويُعامل معاملة الأعداد المذكورة، ويركّب مع العشرة ومع ألفاظ العقود ولا يُستعمل مع المِائة والأَلْف "بِضعَةُ رجالٍ وبِضْعُ نساءٍ- بِضْعَ عشرةَ طالبة- بِضْعَة عشرَ طالبًا- بِضْعَةٌ وعشرون رجلاً- بِضْعٌ وعشرون فتاة- {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} ". 

بِضْعَة [مفرد]: ج بِضْعات وبِضَع، مذ بِضْع
• بِضْعةٌ من اللَّحم: قطعةٌ منه ° هو بِضْعَة منِّي: هو في قرابته كالجزء منّي. 

مِبْضَع [مفرد]: ج مَباضِعُ: اسم آلة من بضَعَ: مِشْرط، آلة يُشقّ بها الجلدُ وما شاكله "يستعمل الجرّاحون مباضعَ خاصّةً في إجراء عمليّاتهم". 

بضع: بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قطعه،

والبَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة

مجتمعة، هذه بالفتح، ومثلها الهَبْرة، وأَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ

والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى. وفلان

بَضْعة من فلان: يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعة

منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم،

والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر؛ قال زهير:

أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها،

فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ

(* في ديوان زهير: خلواتها بدل غفلاتها.)

دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه،

وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ

وبَضْعة وبَضْعات مثل تمْرة وتمْرات، وبعضهم يقول: بَضْعة وبِضَعٌ مثل

بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال: المسموع

بَضْعٌ لا غير؛ وأَنشد:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى،

وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ

وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وهو نادر،

ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن. والبَضِيعُ أَيضاً: اللحم. ويقال: دابّة

كثيرة البَضِيعِ، والبَضِيعُ: ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِيعة.

ويقال: رجل خاظِي البَضِيعِ؛ قال الشاعر:

خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا

قال ابن بري: وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قال:

ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب؛ قال

الحادِرةُ:

ومُناخ غير تبيئة* عَرَّسْتُه،

(* قوله «تبيئة» كذا بالأصل هنا، وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة

بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة)

قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ، نابي المَضْجَعِ

عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ

خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ

أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ.

وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن؛ وقوله:

ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه

يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ

يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون

اللحم.

وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه: شَقَّه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه ضرب

رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي

تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم، وقيل: تَحْدُر تُوَرِّم.

والبَضَعةُ: السِّياطُ، وقيل: السُّيوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز:

وللسِّياطِ بَضَعَهْ

قال الأَصمعي: يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه

بَضْعة، وقيل: يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه؛ وقال:

مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ

وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً:

ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة

يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها.

والباضِعُ في الإِبل: مثل الدَّلاَّل في الدُّور

(* أَي انها تحمل بضائع

القوم وتجلبها.) والباضِعةُ من الشِّجاج: التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ

اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم، فإِن سال فهي

الدَّامِيةُ، وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، وقد ذكرت الباضعة في الحديث.

وبَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه.

والمِبْضَعُ: المِشْرَطُ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم.

وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً: رَوِيَ وامْتلأ:

وأَبْضَعني الماءُ: أَرْواني. وفي المثل: حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ؟

وربما قالوا: سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شرب

حتى يَرْوى، قال: بضَعْت أَبْضَع. وماء باضِعٌ وبَضِيع: نَمِير.

وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به: بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ، كائناً

ما كان. وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ. وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ:

بيّنَه فتبيَّن. وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم

يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً، تقول منه: بضعت من فلان؛ قال

الجوهري: وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، وهو على التشبيه.

والبُضْعُ: النّكاح؛ عن ابن السكيت. والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وهي

البِضاعُ. وفي المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع. ويقال: ملَك فلان بُضْع

فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ

فلان وبضع إِذا تزوّج. والمُباضعة: المُباشرة؛ ومنه الحديث: وبُضْعهُ

أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته. وورد في حديث أَبي ذر، رضي الله عنه:

وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ، وهو منه أَيضاً. وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها

مُباضعة وبِضاعاً: جامَعَها، والاسم البُضْع وجمعه بُضوع؛ قال عمرو بن

معديكرب:

وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ،

سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ

سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ. وقوله: غاليةُ البضوع؛ كنى

بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن؛ وقال آخر:

عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ

نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا

والبُضْعُ: مَهْرُ المرأَة. والبُضْع: الطلاق. والبُضْع: مِلْك الوَلِيّ

للمرأَة، قال الأَزهري: واختلف الناس في البُضع فقال قوم: هو الفَرج،

وقال قوم: هو الجِماع، وقد قيل: هو عَقْد النكاح. وفي الحديث: عَتَقَ

بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك

أَو مُفارَقَته. وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ: أَن رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر: أَلا مَن

أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر

أَي الجماع؛ قال الأَزهري: هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره، قال:

ومنه قول عائشةَ في الحديث: وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع؛ تَعْني

النّبي، صلى الله عليه وسلم، من كل بُضع: من كل نكاح، وكان تزوّجها بِكْراً من

بين نسائه. وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت. وفي الحديث:

تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثير:

الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية، وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع،

وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم

يقول لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويعتزلها

فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل، وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في

نَجابة الولد. ومنه الحديث: أَن عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم،

مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها. وفي حديث خَدِيجةَ، رضي

الله عنها: لما تزوجها النبي، صلى الله عليها وسلم، دخل عليها عمرو بن

أُسيد، فلما رآه قال: هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه؛ يريد هذا الكُفْءُ الذي

لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه، وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل

الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها

ليَرْتَدّ عنها ويتركها.

والبِضاعةُ: القِطْعة من المال، وقيل: اليسير منه. والبضاعة: ما

حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه. والبِضاعةُ: طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها

للتجارة. وأَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِيّاها.وابْتَضَع منه: أَخذ، والاسم

البِضاعُ كالقِراض. وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه: جعله بِضاعَتَه، وفي

المثل: كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ، وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال

خارجة بن ضِرارٍ:

فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا،

كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا

وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل. وفي التنزيل: وجئنا ببِضاعةٍ

مُزْجاةٍ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر

فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع، وقيل: البِضاعة جُزء من أَجزاء

المال، وتقول: هو شَرِيكي وبَضِيعي، وهم شُركائي وبُضعائي، وتقول: أبْضَعْت

بِضاعة للبيع، كائنة ما كانت. وفي الحديث: المدِينةُ كالكِير تَنْفِي

خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها؛ ذكره الزمخشري وقال: هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً

إِذا دفعتها إِليه؛ يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها،

والمشهور تَنْصع، بالنون والصاد، وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء

المهملة، من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء.

والبَضْع والبِضْعُ، بالفتح والكسر: ما بين الثلاث إِلى العشر، وبالهاء

من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من

العدد كقوله تعالى: في بِضْعِ سنين، وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر

الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال: بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ

جارية؛ قال ابن سيده: ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك،

وقيل: البضع من الثلاث إِلى التسع، وقيل من أَربع إِلى تسع، وفي التنزيل:

فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين؛ قال الفراء: البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما

دون العشرة؛ وقال شمر: البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة،

وقال أَبو زيد: أَقمت عنده بِضْع سنين، وقال بعضهم: بَضْع سنين، وقال أَبو

عبيدة: البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه؛ يريد ما بين الواحد إِلى

أَربعة. ويقال: البضع سبعة، وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع

وعشرون. وقال أَبو زيد: يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة.

قال ابن بري: وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا

مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك؛ يعني أَنه يقال

مائة ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض

العرب:أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه:

لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ،

من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ،

ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ

وقد جاء في الحديث: بِضْعاً وثلاثين ملَكاً. وفي الحديث: صلاةُ الجماعةِ

تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً. ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي

وقت؛ عن اللحيانب.

والباضعةُ: قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ.

وتَبَضَّع الشيءُ: سالَ، يقال: جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي

تَسِيل عرقاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا اسْتُغْضِبَت،

إِلاَّ الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ

(* راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة)

يَتبضَّع: يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وكان أَبو ذؤيب لا

يُجِيد في وصْفِ الخيل، وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بري: يقول

تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها

لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على

الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو، يقول: هذه تأْبى بدرَّتها

عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق، ووقع في نسخة ابن القطّاع: إِذا ما

استُضْغِبت، وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ

ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، والضُّغابُ صوت الأَرْنب.

والبَضِيعُ: العَرَقُ، والبَضيعُ: البحر، والبَضِيعُ: الجَزِيرةُ في

البحر، وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي:

سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً،

يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

(* قوله «يجنب» هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح

الياء.)

ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل. تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي

أَقام في الجزيرة، وقيل: تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه،

ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ، وأَصله من السُّدَى

وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح. والعَيْقةُ: ساحل البحر، يَلْوِي بَعيقات أَي

يذهب بما في ساحل البحر. ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب؛ وقال القتيبي

في قول أَبي خِراش الهذلي:

فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها،

فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ، خَمِيلُ

قال: البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر، يقول: لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ

شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة. والبُضَيعُ مصغَّر: مكان في

البحر؛ وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله:

أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ

بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ

قال الأَثرم: وقيل هو البُصَيْعُ، بالصاد غير المعجمة، قال الأَزهري:

وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات

الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق، وقيل: هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ.

والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ: مواضِعُ.

وبئر بُضاعة التي في الحديث، تكسر وتضم، وفي الحديث: أَنه سئل عن بئر

بُضاعة قال: هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأَجاز بعضهم

كسرها وحكي بالصاد المهملة.

وفي الحديث ذكر أَبْضَعة، وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وقيل: هو

بالصاد المهملة.

وقال البشتي: مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قال الأَزهري: وهذا

تصحيف واضح، قال أَبو الهيثم الرازي: العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة

توَاكِيدَ فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بالصاد،

وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال: وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع.

بضع
البَضْعُ، كالمَنْعِ: القَطْعُ يُقَالُ: بَضَعْتُ اللَّحْمَ أَبْضَعُهُ بَضْعاً: قَطَعْتُه.
كالتَّبْضِيع، شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ. والبَضْعُ: الشَّقُّ، يُقالُ: بَضَعْتُ الجُرْحَ، أَي شَقَقْتُه، كَما فِي الصّحاح.
والبَضْعُ: تَقْطِيعُ اللَّحْمِ وجَعْلُهُ بَضْعَةً بَضْعَةً. ومِن المَجازِ: البَضْعُ: التَّزَوُّجُ. ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً: البَضْعُ: المُجامَعَةُ، كالمُبَاضَعَةِ والبِضاعِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: وبَضْعُه أَهْلَهُ صَدَقَةٌ، أَي المُبَاشَرَة، وَفِي المَثَلِ: كمُعَلِّمَة أَهْلَهَا البِضَاعَ. والبَضْعُ التَّبْيِينُ: يُقَالُ: بَضعَ، أَي بَيَّن كالإِبضاعِ. والبَضْعُ، أَيْضاً التَّبَيُّن، يُقَالُ: بَضَعْتُه فبَضَعَ، أَي بَيَّنْتُه، فتَبَيَّنَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، ويُقَالُ: بَضَعَهُ الكَلامَ وأَبْضَعَهُ الكَلاَمَ، أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ، فَبَضعَ هُوَ بُضُوعاً، بالضَّمّ، أَيْ فَهِمَ، وقِيلَ: أَبْضَعَهُ الكَلامَ وبَضَعَهُ بِهِ: بَيَّنَ لَهُ مَا يُنَازِعُهُ حَتَّى تَبَيَّنَ كَائِنا مَا كَانَ.
والبَضْعُ فِي الدَّمْعُِ: أَنْ يَصِيرَ فِي الشُّفْرِ وَلَا يَفِيضَ. والبُضْعُ، بالضَّمِّ: الجِمَاعُ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَضَعَها بَضْعاً، إِذا جامَعَها. وَفِي الصّحاح: البُضْعُ، بالضَّمّ: النِّكَاحُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ. وَفِي الحَدِيثِ فإِنَّ البُضْعَ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ والبَصَرِ، أَيْ الجِمَاعَ. وقَالَ سِيبَوَيْه: البَضْعُ مَصْدَرٌ، ُيقال: بَضَعَهَا بَضْعاً، وقَرَعَهَا قَرْعاً، وذَقَطَها ذَقْطاً، وفُعْل فِي المصادر غَيْرُ عَزِيزٍ كالشُّكْرِ، والشُّغْلِ، والكُفْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا ولَهُ حَصَّنَنِي رَبِّي من كُلِّ بُضْعٍ تَعْنِي النَّبِيَّ) صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، أَي من كُلِّ نِكَاحٍ، وكَان تَزَوَّجَهَا بِكْراً مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ. أَو البُضْعُ: الفَرْجُ نَفْسُه، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتَارِي أَيْ صارَ فَرْجُك بالعِتْقِ حُرّاً فاخْتَارِي الثَّبَاتِ عَلَى زَوْجِكَ أَوْ مُفَارَقَتْهُ. وقِيلَ: البُضْعُ: المَهْرُ، أَيْ مَهْرُ المَرْأَةِ، وجَمْعُهُ البُضُوعُ. قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِب:
(وَفِي كَعْبٍ وإِخوَتِها كِلاَبٍ ... سَوَامِي الطَّرْفِ غالِيَةُ البُضُوعِ)
سَوَامِي الطَّرْفِ، أَي مُعْتَزَّاتٌ. وغالِيَةُ البُضُوعِ، كِنَايَةً عَن المُهُورِ اللَّوَاتِي يُوصَلُ بِهَا إِلَيْهِنَّ، وَقَالَ آخَرُ:
(عَلاهُ بِضَرْبَةٍ بَعَثَتْ إِلَيْهِ ... نَوَائِحَهُ وأَرْخَصَتِ البُضُوعَا)
وقِيلَ: البُضْعُ: الطَّلاقُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. وقالَ قَوْمٌ: هُوَ عَقْدُ النِّكَاح، استُعِمِل فِيهِ وَفِي النِّكاح، كَمَا اسْتُعْمِل النِّكاحُ فِي المَعْنَيَيْن، وَهُوَ مَجَاز، ضِدُّ. والبُضْعُ: ع. والبَضْعُ، بالكَسْرِ، ويُفْتَحُ: الطَّائِفَةُ من اللَّيْلِ. يُقَالُ: مَضَى بِضْعٌ من اللَّيْلِ. وقَالَ اللِّحْيَانيّ: مَرَّ بِضْعٌ من اللَّيْلِ، أَيْ وَقْتٌ مِنْهُ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي الصّادِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَهُ بالجَوْشِ مِنْهُ، وقَدْ تَقَدَّمَ البِضْعُ بالكَسْرِ فِي العَدَدِ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَقَمْتُ بَضْعَ سِنينَ، وجَلَسْتُ فِي بَقْعَةٍ طَيِّبَةٍ، وأَقمْتُ بَرْهَةً، كُلُّهَا بالفَتْحِ. وَهُوَ مَا بَيْن الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ، تَقُولُ: بِضْع سِنِين، وبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً. وبِضْعَ عَشْرَةَ امرَأَةً، وقَدْ رُوِيَ هَذَا المَعْنَى فِي حَدِيثٍ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ فِي المُنَاحَبَةِ هَلاَّ احْتَطْتَ فإِنّ البِضْعَ مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ أَو هُوَ مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى الخَمْسِ، رَوَاهُ الأَثْرَمُ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو البِضْعُ: مَا لَمْ يَبْلُغِ العَقْدِ وَلَا نِصْفَه، أَي مَا بَيْنَ الواحِدِ إِلى الأَرْبَعَةِ. يُرْوَى ذلِكَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَيْضاً، كَمَا فِي العُبَابِ، أَو مِنْ أَرْبَعٍ إِلى تِسْعٍ، نَقَلَهُ ابْن سِيدَه، وَهُوَ اخْتِيَارُ ثَعْلَبٍ. أَوْ هُو سَبْعٌ، هُوَ مِنْ نَصِّ أَبِي عُبَيْدَةَ فإِنَّه قالَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ قَوْله السابِقَ ويُقَالُ: إنَّ البَضْعَ سَبْعٌ قالَ: وإِذا جَاوَزْتَ لَفْظَ العَشْرِ ذَهَبَ البِضْعُ، لَا يُقَالُ بِضْعٌ وعِشْرُونَ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا. قَالَ الصّاغَانِيُّ: أَوْ هُو غَلَطٌ، بل يُقَالُ ذلِكَ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لَهُ: بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً، وبِضْعٌ وعِشْرُون امْرَأَةً، وَهُوَ لكُلِّ جَماعَةٍ تَكُونُ دُون عَقْدَيْنِ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وحُكِيَ عَن الفَرَّاءِ فِي قَوْله: بِضْع سِنِينَ أَنَّ البِضْعَ لَا يُذْكَر إِلاَّ مَعَ العَشَرَةِ والعِشْرِينَ إِلَى التِّسْعِينَ، وَلَا يُقَالُ فِيمَا بَعْدَ ذلِك، يَعْنِي أَنَّه يُقَالُ: مائَةٌ ونَيِّفٌ، وَلَا يُقَالُ بِضْعٌ ومائَةٌ، وَلَا بِضْعٌ وأَلْفٌ. وأَنْشَد) أَبُو تَمَّامٍ فِي بَابِ الهِجَاءِ من الحَمَاسَة لِبَعْضِ العَرَبِ:
(أَقُولُ حِينَ أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَهُ ... لَا بارَكَ اللهُ فِي بِضْعٍ وسِتِّينِ)

(مِنَ السِّنِين تَمَلاَّها بِلَا حَسَبٍ ... وَلَا حَيَاءٍ وَلَا قَدْرٍ وَلَا دِينِ)
وَقد جاءَ فِي الحَدِيثِ بِضْعاً وثَلاثِينَ مَلَكاً. وفِي الحَدِيثِ: صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الوَاحِدِ ببِضْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً. وقَالَ مَبْرَمَانُ وَهُوَ لَقَبُ مُحَمَّد بنِ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ اللُّغَوِيّ، أَحد الآخِذِينَ عَن الجَرْمِيّ والمازِنِيّ وقَدْ تَقَدَّم ذِكْرُهُ فِي المُقَدِّمَة: البِضْعُ: مَا بَيْنَ العَقْدَيْنِ، من وَاحِد إِلَى عَشَرَةٍ، ومِنْ أَحَدَ عَشَرَ إِلَى عِشْرِين. وَفِي إِصْلاَحِ المَنْطِقِ: يُذْكَرُ البِضْعُ مَعَ المُذَكَّرِ بهاءٍ، ومَعَها بِغَيْرِ هَاءٍ أَي يُذَكَّرُ مَعَ المُؤَنَّثِ ويُؤَنَّثُ مَعَ المُذَكَّرِ. يُقَالُ: بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً، وبِضْعٌ وعِشْرُونَ امْرَأَةً، وَلَا يُعْكَسُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: لَمْ نَسْمَع ذلِكَ وَلَا يَمْتَنِعُ. قُلْتُ: ورَأَيْتُ فِي بعضِ التَّفَاسِيرِ: قَوْلُهُ تَعالَى: فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ أَيْ خَمْسَةً. ورُوِيَ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: البِضْعُ: مَا بَيْنَ الوَاحِدِ إِلى الخَمْسَــةِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا بَيْنَ الثَّلاثَة إِلَى السَّبْعَةِ. وقالَ مُقَاتِلٌ: خَمْسَةٌ أَو سَبْعَةٌ. وقالَ الضَّحَّاكُ: عَشَرَةٌ، ويُرْوَى عَنِ الفَرَّاءِ مَا بَيْنَ الثّلاثَةِ إِلَى مَا دُونَ العَشَرَةِ.
وَقَالَ شَمِرٌ: البِضْعُ: لَا يَكُونُ أَقَلَّ من ثَلاثٍ وَلَا أَكْثَرَ من عَشَرَةٍ. أَو البِضْعُ من العَدَدِ: غَيْرُ مَعْدُودِ، كَذا فِي النُّسَخِ. والصَّوابُ غَيْرُ مَحْدُودٍ، أَيْ فِي الأَصْلِ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وإِنَّمَا صَارَ مُبَْهَماً لأَنَّهُ بمَعْنَى القِطْعَةِ، والقِطْعَةُ، غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.
والبَضْعَةُ، بالفَتْحِ وقَدْ تُكْسِرُ: القِطْعَةُ اسمٌ من بَضَعَ اللَّحْمَ يَبْضَعُهُ بَضْعاً، أَي قِطْعَةٌ من اللَّحْم المُجْتَمِعَة. قَالَ شَيْخُنا: زَعَمَ الشِّهَابُ أَنَّ الكَسْرَ أَشْهَرُ على الأَلْسِنَةِ. وَفِي شَرْحِ المَوَاهِبِ لشَيْخِنَا: بفَتْح المُوَحَّدَة، وحَكَى ضَمَّهَا وكَسْرَها. قُلْتُ: الفَتْحُ هُوَ الأَفْصَحُ والأَكْثَرُ، كَما فِي الفَصِيحِ وشُرُوحِه. انْتَهَى. قُلْتُ: ويَدُلُّ عَلَى أَنَّ الفَتْحَ هُوَ الأَفْصَحُ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ: والبَضْعَةُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، هذِهِ بِالْفَتْح وَأُخُوَّتهَا بِالْكَسْرِ مثل القِطْعَةِ، والفِلْذَة، والفِدْرَة، والكِسْفَةِ والخِرْقَة، وَمَا لَا يُحْصَى، ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ مِثْل ذلِكَ، ومِثْلُ البَضْعَة الهَبْرَةُ فإِنَّهُ أَيْضاً بالفَتْحِ. ويُقَال: فُلانٌ بَضْعَةٌ مِنْ فُلانٍ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى التَّشْبِيهِ. ومنهُ الحَدِيثُ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي مَا رَابَها، ويُؤْذِينِي مَا آذاها. ويُرْوَى: فمَنْ أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضَبَني. وَفِي بَعْضِ الرِّوايات بُضَيْعَةٌ مِنِّي. والمَعْنَى أَنَّهَا جُزْءٌ مِنّي كَما أَنَّ البُضَيْعَةَ من اللَّحْمِ جُزْءٌ مِنْهُ. ج: بَضْعٌ، بالفَتْح، مِثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ. قَالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً:)
(أَضاعَتْ فَلَمْ تُغْفَرْ لَهَا غَفَلاتُهَا ... فَلاَقَتْ بَيَاناً عِنْدَ آخِرِ مَعْهَدِ)

(دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... وبَضْعَ لِحَامٍ فِي إِهَابٍ مُقَدَّدِ)
ويُجْمَعُ أَيْضاً على بِضَعٍ، كعِنَبٍ. مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نَقَلَهُ بَعْضُهم، وأَنْكَرَه عَلِيُّ بن حَمْزَةَ عَلَى أبي عُبَيْد. وقالَ: المَسْمُوعُ بَضْعٌ لَا غَيْر، وأَنْشَدَ:
(نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ لِلْباعِ والنَّدَى ... وبَعْضُهُم تَغْلى بِذَمٍّ مَناقِعُه)
وعَلى بِضَاعٍ، مِثْلُ صَحْفَةٍ وصِحَاف وجَفْنَةٍ وجِفَانٍ، وأَنْشَدَ المُفَضَّل: لَمَّا نَزَلْنَا حاضِرَ المَدِينَهْ جَاءُوا بعَنْزٍ غَثَّةٍ سَمِينَهْ بِلَا بِضَاعٍ وَبلا سَدِينَهْ قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: قُلْتُ للمُفَضَل: كَيْفَ تَكُونُ غَثَّة سَمِينَةً قالَ: لَيْسَ ذلِكَ من السِّمَنِ إِنَّمَا هُوَ من السَّمْن، وذلِكَ أَنَّه إِذا كانَ اللَّحْمُ مَهْزُولاً رَوّوْه بالسَّمْنِ، والسَّدِينَة: الشَّحْم.
وعَلَى بَضَعَاتٍ، مِثْلُ تَمْرَةٍ وتَمَرَاتٍ. والمِبْضَعُ، كمِنْبَرٍ: المِشْرَطُ، وَهُوَ مَا يُبْضَعُ بِهِ العِرْقُ والأَدِيمُ. والبَاضِعَةُ من الشِّجَاج: الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْطَعُ الجِلْدَ، وتَشُقَّ اللَّحْمَ، تَبْضَعُهُ بَعْدَ الجِلْدِ شَقَّاً خَفِيفاً وتَدْمَى، إِلاّ أَنَّهَا لَا تُسِيلُ الدَّمَ، فإِنْ سالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ، وبَعْدَ البَاضِعَةِ المُتَلاحِمَة. وَمِنْه قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: فِي البَضِعَةِ بَعِيرَانِ. والبَاضِعَةُ أَيْضاً: الفِرْقُ من الغَنَمِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، أَو هِيَ القِطْعَةُ الَّتِّي انْقَطَعَتْ عَن الغَنَمِ، تَقُولُ: فِرْقٌ بَوَاضِعُ، كَمَا قالَهُ اللَّيْثُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: البَاضِعُ فِي الإِبِلِ كالدَّلالِ فِي الدُّورِ، كَذا فِي اللِّسَانِ والعُبَابِ، أَوْ الباضِعُ: مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَ الحَيِّ ويَجْلُبُها نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي الأَسَاسِ: بَاضِعُ الحَيِّ: مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَهُمْ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الباضِعُ: السَّيْفُ القَطَّعُ إِذا مرَّ بشَيْءٍ بَضَعَهُ، أَي قَطَعَ مِنْهُ بَضعَةً وقِيلَ: يَبْضَعُ كُلَّ شَيْءٍ يَقْطَعَهُ. قالَ الرَّاجِزُ: مِثْلِ قُدَامَى النَّسْرِ مَا مَسَّ بَضَعْ ج: بَضْعَةٌ، مُحَرَّكَةً. قالَ الفَرّاءُ: البَضَعَةُ: السُّيُوفُ، والخَضَعَةُ: السَّيَاطُ. وقِيلَ: عَلَى القَلْبِ، كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ويُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَخِيرَ حَدِيثَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ ضَرَبَ رَجُلاً أَقْسَمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ثَلاثِينَ سَوْطاً كُلُّهَا تَبْضَعُ أَي تشق الْجلد وتقطع وتحدر الدَّمَ، وَقيل تَحْدُرُ أَي تُوَرِّمُ.
وبَاضِعٌ: ع، بِسَاحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ، أَو جَزِيرَةٌ فِيه، سَبَى أَهْلَها عبدُ اللهِ وعُبَيْدُ اللهِ ابْنا مَرْوَانَ)
الحِمَارِ آخِرِ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ، كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. قُلْتُ: أَمّا عُبَيْدُ الله فقَتَلَتْهُ الحَبَشَةُ، وأَمّا عَبْدُ اللهِ فكانَ فِي الحَبْسِ إِلَى زَمَنِ الرَّشِيدِ، وَوَلَدُهُ الحَكَمُ كانَ فِي حَبْسِ السَّفّاحِ. وبَضَعْتُ بِهِ، كمَنَع، هكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ونَصَّ اللَّيْثِ: تَقُول: بَضَعْتُ مِنْ صاحِبِي بُضُوعاً: إِذا أَمَرْتَهُ بِشَيْءٍ فَلَمْ يَفْعَلْه فدَخَلَكَ مِنْهُ، وهكَذَا نَقَلَهُ عَنْهُ صاحِبُ اللِّسَان والعُبَابِ. وَقَالَ غَيْرُ اللَّيْثِ: فلَمْ يَأْتَمِرْ لَهُ، فسَئِمَ أَنْ يَأْمُرَهُ بِشَيْءٍ أَيْضاً. وَفِي الصّحاح: بَضَعْتُ من الماءِ بَضْعاً، وزادَ غَيْرُه: وبَضَعَ بالماءِ أَيْضاً، وزادَ فِي المَصَادِر بُضُوعاً، بالضَّمِّ، وبَضَاعاً، بالفَتْحِ، أَي رَوِيتُ، كَما فِي الصّحاح، وزادَ غَيْرُهُ: وامْتَلأْتُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي المَثَلِ حَتَّى مَتَى تَكْرَع لَا تَبْضَعُ.
والبَضِيعُ، كأَمِيرٍ: الجَزِيرَةُ فِي البَحْرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ لأَبِي خِراشٍ الهُذَلِيّ:
(سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِياً ... يَلْوِي بعَيقَاتِ البِحَار ويُجْنَبُ)
هكَذَا نَسَبَه الصّاغَانِيُّ لأَبِي خِرَاشٍ، وراجَعتُ فِي شعْرِه فلَمْ أَجِدْ لَهُ قافِيَةً على هذَا الرَّوِيّ. وَفِي اللّسان: قالَ سَاعِدَهُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ، وأَنْشَدَ البَيْتَ. قُلْتُ: ولساعِدَةَ قصيدَةٌ مِن هَذَا الرَّوِيّ، وأَوَّلها:
(هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْغَبُ)
ولَمْ أَجِدْ هَذَا البَيْتَ فِيها. وَقَالَ الصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان واللَّفْظُ للأَخِير سَادٍ، مَقْلُوبٌ من الإِسْآدِ، وَهُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ. تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ، أَيْ أَقَامَ فِي الجَزِيرَةِ. وقِيلَ تَجَرَّمَ أَيْ قَطَعَ ثَمَانِي لَيالٍ لَا يَبْرَحُ مَكانَهُ. وَيُقَال للَّذِي يُصْبِحُ حَيْثُ أَمْسَى ولَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ: سَادَ، وأَصْلُهُ من السُّدَى، وَهُوَ المُهْمَلُ، وَهَذَا الصَّحِيح. ويَلْوِي بِعَيقات، أَيْ يَذْهَبُ بِمَا فِي سَاحِل البَحْرِ. ويُجْنَبُ أَي تُصِيبُه الجَنُوب. وقالَ القُتَيْبِيّ فِي قَوْلِ أَبِي خِرَاشٍ الهُذَلِيّ:
(فَلَمَّا رَأَيْنَ الشَّمْسَ صَارَتْ كَأَنَّهَا ... فُوَيْقَ البَضِيعِ فِي الشُّعَاعِ خَمِيلُ)
قالَ: البَضِيعُ: جَزِيرَةٌ من جَزائِر البَحْرِ. يَقُولُ: لَمَّا هَمَّتْ بالمَغِيبِ رَأَيْنَ شُعَاعهَا مِثْلَ الخَمِيل، وَهُوَ القَطِيفَةُ. قُلْتُ: والَّذِي فِي الدِّيوانِ: فَظَلَّتْ تُرَاعِي الشَّمْس حَتَّى كَأَنَّها ورَوَى أَبُو عَمْرٍ و: جَمِيلُ بالجِيمِ قالَ: وَهِي الإِهالَةُ، شَبَّهَ الشَّمْسَ بِها لِبَيَاضِها.
وَقَالَ الجُمَحِيُّ: لَمْ يَصْنَعْ أَبُو عَمْرٍ وشَيْئاً إِذْ شَبَّهَها بالإِهالَةِ. وقَدْ قَالُوا: صَحَّفَ أَبُو عَمْرٍ و، كَمَا فِي العُبَابِ. والبَضِيعُ: مَرْسىً بعَيْنِهِ دُونَ جُدَّةَ مِمَّا يَلِي اليَمَنَ، غَلَبَ عليْه هَذَا الاسْمُ.)
والبَضِيعُ: العَرَقُ، لأَنَّه يَبْضَعُ من الجَسَدِ، أَي يَسِيلُ والصادُ لُغَةٌ فِيهِ وَقد تَقَدَّمَ.
والبَضِيعُ: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ. قَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ الله عَنْه:
(عِشْتُ دَهْراً وَمَا يَدُومُ عَلَى الأَي ... امِ إِلاّ يَرَمْرَمٌ، وتِعارُ)
وكُلاَفٌ، وضَلْفَعٌ، وبَضِيعٌ والَّذِي فَوْقَ خُبَّةٍ تِيمَارُ والبَضِيعُ: البَحْرُ نَفْسُه. والبَضِيعُ: المَاءُ النَّمِيرُ، كالبَاضِع. يُقَالُ: ماءٌ بَضِيعٌ وبَاضِعٌ. والبَضِيعُ: الشَّرِيكُ. يُقَالُ: هُوَ شَرِيكي وبَضِيعِي. ج: بُضْعٌ، بالضَّمِّ، هكَذَا هُوَ فِي سائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ والعُبَابِ: هُمْ شُرَكَائِي وبُضَعائِي.
والبَضِيعَةُ، كسَفِينَةٍ: العَلِيقَةُ، وَهِي الجَنِيبَة تُجْنَبُ مَعَ الإِبِلِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(احْمِلْ عَلَيْهَا إِنَّهَا بَضَائِعُ ... وَمَا أَضَاعَ اللهُ فهْوَ ضائِعُ)
البُضَيع، كزُبَيْرٍ: ع من ناحِيَةِ اليَمَنِ، بِهِ وَقْعةٌ. وَقيل: مكانٌ فِي البَحْرِ أَو جَبَلٌ بالشَّامِ، وَقد جاءَ ذِكْرُهُ فِي شِعْر حَسّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(أَسَأَلْتَ رسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ ... بَيْنَ الجَوَابِي فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ)
قالَ الأَثْرَمُ: وقِيلَ: هُوَ البُصَيْع، بالصّادِ المُهْمَلَةِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقد رَأَيْتُه، وَهُوَ جَبَلٌ قَصِيرٌ أَسْوَدُ عَلَى تَلٍّ بأَرْضِ البَثَنِيَّة فِيما بَيْنَ نَشِيل وذاتِ الصَّمَّيْنِ بالشَّأْمِ من كُورَةِ دِمَشْق.
وَهُوَ أَيْضاً: ع، عَنْ يَسَارِ الجَارِ، بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةَ، قِيلَ: هُوَ مِمّا يَلِي الجُحْفَةَ وظُرَيْبَةَ، أَسْفَلَ من عَيْنِ الغِفَارِيِّينَ. وبِئْر بُضَاعَة، بالضَّمِّ، وقَدْ تُكْسَرُ، حَكَى الوَجْهَيْنِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، وقالَ غَيْرُهما: المَحْفُوظُ الضَّمُّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: وحُكِيَ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ أَيْضاً، وقَدْ أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ، والكَسْرُ، نَقَلَهُ ابْنُ فارٍ سٍ أَيْضاً: هِيَ بِئرٌ مَعْرُوفَةٌ بالمَدِينَةِ، كانَ يُطْرَحُ فِيهَا خِرَقُ الحَيْضِ ولُحُومُ الكِلابِ، والمُنْتِن، وَقد جاءَ ذِكْرُهَا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قُطْرُ رَأْسِهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ. قالَ أَبُو دَاوُودَ سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ: قَدَّرْتُ بِئْرَ بُضَاعَةَ بِرِدَائِي، مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا. ثُمَّ ذَرَعْتُهُ، فإِذا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ. قالَ: وسَأَلْت الَّذِي فَتَحَ لِي بابَ البُسْتانِ، فَأَدْخَلَنِي إِلَيْهِ: هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كانَتْ عَلَيْهِ فقَالَ: لَا، ورَأَيْتُ فِيهَا مَاء مُتَغَيِّرَ اللَّوْن.
قَالَ الصّاغَانِيُّ: كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى وَقْتَ سَمَاعِي سُنَنَ أَبِي دَاوُودَ، فَلَمّا تَشَرَّفْتُ بزِيَارَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم وذلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وسِتِّمائة دَخَلْتُ)
البُسْتَانَ الَّذِي فِيهِ بِئْرُ بُضاعَةَ، وقَدَّرْت قُطْر رَأْس البِئْر بعِمامَتِي، فكانَ كَمَا قالَ أَبُو دَاوُودَ. قُلْتُ: ويُقَالُ: إِنَّ بُضَاعَةَ اسْمُ امْرَأَةٍ نُسِبَتْ إِلَيْهَا البئِر.
وأَبْضَعَةُ، كأَرْنَبَة: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ كِنْدَةَ وذِكْرُ مُلُوكٍ مُسْتَدْرَكٌ، أَخُو مِخْوَسٍ ومِشْرَحٍ، وجَمْدٍ، والعَمَرَّدَة بَنُو مَعْدِ يَكَربَ بنِ وَلِيعَةَ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُم فِي حَرْف السِّينِ. وَقد دَعا عَلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم ولَعَنَهُمُ، قالَهُ اللَّيْثُ، ويُرْوَى بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، وَقد تَقَدَّم.
والأَبْضَعُ: المَهْزُولُ من الرِّجَالِ. نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
قالَ: وأَبْضَعَهَا، أَيْ زَوَّجَها، وَهُوَ مِثْلُ أَنْكَحَهَا. وفِي الحَدِيثِ: تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي إِبْضاعِهِنَّ، أَيْ فِي إِنْكَاحِهِنَّ. وأَبْضَعَ الشَّيْءَ: جَعَلهُ بِضَاعَةً كائنَةً مَا كَانَتْ، كاسْتَبْضَعَهُ. وَمِنْه المَثَلُ: كمُسْتَبْضِعِ التَّمْرِ إِلَى هَجَرَ وذلِكَ أَنَّ هَجَرَ مَعْدِنُ التَّمْرِ. قالَ حَسّان رضِيَ اللهُ عَنْه، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ قَالَه فِي الإِسْلامِ:
(فإنَّا ومَنْ يُهِدِي القَصَائِدَ نَحْوَنا ... كمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلَى أَهْلِ خَيْبَرا) وَقَالَ خَارِجَةُ بنُ ضِرَارٍ المُرِّيّ: فإنَّكَ واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْوَنَاكمُسْتَضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرَاً وإِنَّما عُدِّيَ بإِلَى لأَنَّه فِي مَعْنَى حامِلٍ.
وأَبْضَعَ الماءُ فُلاناً: أَرْوَاهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مَجَازٌ.
وأَبْضَعَهُ عَن المَسْأَلَةِ: شَفَاهُ، ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: ورُبَّما قالُوا: سَأَلَنِي فُلانٌ عَن مَسْأَلَةٍ فأَبْضَعْتُه، إِذا شَفَيْتَهُ. وقالَ اللّيْثُ: أَبْضَعَهُ الكَلامَ إِبْضاعاً، إِذا بَيَّنَهُ، أَيْ بَيَّنَ لَهُ مَا يُنَازِعُهُ بَيَاناً شَافِياً كَائناً مَا كَانَ: وتَبَضَّعَ العَرقُ، مِثْلُ تَبَصَّعَ أَي سالَ، وبالمُعْجَمَةِ أَصَحُّ. . وهُنَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقَدْ صَحَّفَه اللَّيْثُ، وتَبِعَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وابْنُ بَرِّيّ، كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ويُقالُ: جَبْهَتُهُ تَبَضَّعُ عَرَقاً، أَيْ تَسِيلُ، وأَنْشَدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(تَأْبَى بِدِرَّتِهَا إِذا مَا اسْتُكْرِهَتْ ... إِلاَّ الحَمِيمَ فإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ)
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكانَ أَبُو ذُؤَيْبٍ لَا يُجِيدُ وَصْفَ الخَيْل، وظَنَّ أَنَّ هَذَا مِمّا تُوصَفُ بِهِ. انْتَهَى. قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ رَدُّ أَبِي سَعِيدٍ السُّكَّرِيّ عَلَيْهِ. ومَعْنَى يَتَبَضَّعُ: يَتَفَتَّحُ ويَتَفَجَّرُ بالعَرَقِ ويَسِيلُ مُتَقَطِّعاً.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ووَقَعَ فِي نُسْخَةِ ابنِ القَطَّاعِ إِذا مَا اسْتُضْغِبَتْ وفَسَّرَهُ بفُزِّعَتْ، لأَنَّ الضَّاغِبَ)
هُوَ الَّذِي يَخْتَبِيُّ فِي الخَمَرِ، ليُفْزِّعَ بمِثْلِ صَوْتِ الأَسَدِ. والضُّغَابُ: صَوْتُ الأَرْنَبِ، وتَقَدَّمَ شَيْءٌُ من ذلِكَ فِي ب ص ع قَرِيباً، فَرَاجَعَهُ.
وانْبَضَعَ: انْقَطَعَ، هُوَ مُطَاوِعُ بَضَعْتُهُ بمَعْنَى قَطَعْتُهُ. وابْتَضَعَ: تَبَيَّنَ، وَهُوَ مُطَاوِعُ بَضَعَهُ بمَعْنَى بَيَّنَهُ، هكَذَا فِي التَّكْمِلَة.
وَفِي اللِّسَانِ: بَضَعْتُه فانْبَضع، وبَضَعَ أَي بَيَّنتَهُ فَتَبَيَّن.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ويُجْمَع بَضْعَةُ اللَّحْمِ عَلَى بَضِيعٍ، وَهُوَ نَادِرٌ، ونَظِيرُه الرَّهِينُ جَمْع الرَّهْنِ، وَكلِيبٌ ومَعِيزٌ جَمْعُ كَلْبٍ ومَعْزٍ.
والبَضِيعُ أَيْضاً: اللَّحْمُ كَمَا فِي الصِّحاحِ. قالَ يُقَالُ: دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ، وهُوَ مَا انْمازَ من لَحْمِ الفَخِذِ. الوَاحِدَةُ بَضِيعَةٌ.
ويقَالُ: رَجُلٌ خَاظِي البَضِيعِ، أَي سَمِين. قَالَ ابنُ بَرِّي: يُقَالُ: سَاعِدٌ خاظِي البَضِيعِ، أَي مُمْتَلِئُ اللَّحْمِ. قَالَ الحادِرَة:
(ومُنَاخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُهُ ... قَمِنٍ مِنَ الحَدَثانِ نَابِي المَضْجَعِ)

(عَرَّسْتُهُ ووِسَادُ رَأْسِي سَاعِدٌ ... خَاظِي البَضِيعِ عُرُوقُه لَمْ تَدْسَعِ)
أَي عُرُوقُ سَاعِدِهِ غَيْرُ مُمْتَلِئَةٍ مِنَ الدَّمِ، لأَنَّ ذلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ لِلشُّيُوخِ. ويُقَال: إِنّ فُلاناً لَشَدِيدُ البَضْعَةِ حَسَنُها، إِذا كَانَ ذَا جِسْمٍ وسِمَنٍ. وقولُهُ:
(وَلَا عَضِلٍ جَثْلٍ كَأَنَّ بَضِيعَهُ ... يَرَابِيعُ فَوْقَ المَنْكِبَيْنِ جُثُومُ)
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ بَضْعَةٍ، وَهُوَ أَحْسَنُ، لِقَوْلِهِ: يَرَابِيع، ويَجُوزَ أَنْ يَكُونَ اللَّحْم.
ويُقال: سَمِعْتُ للسِّياطِ خَضْعَةً، وللسُّيُوفِ بَضَعَةً، بالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، أَي صَوْتَ وَقْعٍ، وصَوْتَ قَطْعٍ، كَمَا فِي الأَساسِ. والمَبْضُوعَةُ: القَوْسُ. قَالَ أَوْسُ ابنُ حَجَرٍ: ومَبْضُوعَةٍ من رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةً يَعْنِي قَوْسَاً بَضَعَها، أَيْ قَطَعَها. وبَضَعْتُ من فُلان: إِذا سَئِمْتَ مِنْهُ، علَى التَّشْبِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي الأَساسِ: سَئِمْتَ مِنْ تَكْرِيرِ نُصْحِه فقطَعتَهُ.
والبُضْعُ بالضَّمِّ: مِلْكُ الوَلِيَّ العَقْدَ لِلْمَرْأَةِ. ويُقَالُ: البُضْع: الكُفْءُ، ومِنْهُ الحَدِيث: هَذَا البُضْعُ لَا يقْرَع أَنْفُهُ أَرادَ صاحِبَ البُضْعِ، يُرِيدُ: هَذَا الكَفءُ لَا يُرَدُّ نِكَاحُهُ، وَلَا يُرْغَبُ عَنْهُ. وقَرْعُ الأَنْفِ عِبَارَةٌ عَن الرَّدِّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: الاسْتِبْضَاعُ: نَوعٌ مِن نِكَاحِ الجاهِلِيَّةِ، وذلِكَ أَنْ تَطْلُبَ المَرْأَةُ) جِماعَ الرَّجُلِ لِتَنالَ مِنْهُ الوَلَدَ فَقَط، كانَ الرَّجُل مِنْهُم يَقُولُ لأَمَتِهِ أَو امْرَأَتِهِ: أَرْسِلِي إِلى فُلانٍ فاسْتَبْضِعِى مِنْهُ، ويَعْتَزِلُهَا فَلا يَمَسُّها، حَتَّى يَتَبَيَّن حَمْلَها من ذلِكَ الرَّجُلِ، وإِنّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةُ الوَلَدِ. والبَضاعَةُ: بالكَسْر، والعامَّة تَضُمّها: السِّلْعَةُ، وَهِي القِطْعَةُ من مَالٍ يُتَّجَرُ فِيهِ، وأَصْلُهَا من البَضْعِ وَهِي القَطْعُ، والجَمْعُ البَضَائِعُ. وأَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ: أَعْطاهُ إِيَّاها. وابْتَضَعَ مِنْهُ: أَخَذَ، والاسْمُ البِضَاعُ، كالقِرَاضِ. ومِنْهُ الحَدِيثُ: المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها، وتَبْضعَُ طِيبَها. أَي تُعْطِي طيبها سَاكِنِيها، هكَذَا فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والمَشْهُورُ فِي الرّوايَة: تَنْصَعُ، بالنُّونِ والصّادِ المُهْمَلَةِ، ويُرْوى بالضّاد والخَاء ِ المُعْجَمَتَيْنِ وبالحاءِ المُهْمَلَةِ من النَّضْحِ، وَهُوَ الرَّش.
وبَضعَتْ جَبْهَتُه: سَالَتْ عَرَقَاً.
وقَالَ البُشْتِيُّ: مَرَرْتُ بالقَوْمِ أَجْمَعِينَ أَبْضَعِينَ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي ب ص ع وقالَ: لَيْسَ بالعَالِي. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: بَلْ هُو تَصْحِيفُ وَاضِحٌ. والَّذِي رُوِيَ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وغَيْره. أَبْصَعِين، بالصَّادِ المُهْمَلَة.
ب ض ع

بضع من الشاة بضعة إذا قطع قطعة، وبضع الخشبة. قال أوس في صفة القوس:

ومبضوعة من رأس فرع شظية ... بطود تراه بالسحاب مكللا

وفلان جيد البضعة إذا كان لحيماً، كقولك جيد الكدنة. وهو خاظى البضيع أي سمين. وعندي بضعة عشر من الرجال، وبضع عشرة من النساء الذكور بالتاء، والإناث بطرحها، على سنن حكم العدد. وأقمت عنده بضع سنين وهو ما بين الثلاث والعشر. وشجة باضعة وهي التي تبلغ اللجم. وسمعت للسيوف بضعه، وللسياط خضعه، أي صوت قطع وصوت وقع. وهذه بضاعة مزجاة. وتقول: قد نعشت ضائعنا، ونفقت بضائعنا. وقال:

إحمل عليها إنها بضائع ... وما أضاع الله هو ضائع

وأبضعته كذا إذا جعلته بضاعة له. واستبضعت كذا. إذا جعلته بضاعة لك. قال زميل:

فإنك واستبضاعك الشعر نحونا ... كمستبضع تمراً إلى أهل خيبرا

ويقولون: هو باضع الحي لمن يحمل بضائعهم.

ومن المجاز: من رضع معك رضعه، فهو منك بضعه، أي هو بعضك.

ومن الكناية: بضع المرأة بضعاً وباضعها بضاعاً وملك بضعها إذا عقد عليها. وبضعت من الماء: رويت لأنك تقطع الشرب عند الريّ. يقال: حتى متى تكرع، ولا تبضع. وبضعت من فلان إذا سئمت من تكرير النصح عليه فقطعته.

بضع

1 بَضَعَهُ, (S, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. بَضْعٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He cut it; (S, Mgh, Msb, K;) namely, flesh, or flesh-meat: (S, TA:) and it (a sword) cut a piece off from it; namely, a thing: (As, S:) and he cut it in pieces; namely, flesh, or flesh-meat: (K, TA:) and ↓ بضّعهُ, inf. n. تَبْضِيعٌ, has the first of these significations: (K: [but only the inf. n. is there mentioned:]) or this latter signifies he cut it much, or in several pieces, or in many pieces. (Msb, TA. *) b2: He slit it; or cut it lengthwise; (S, Mgh, Msb, K;) namely, flesh, or flesh-meat, (Msb,) or a wound, (S, TA,) and a vein, and a hide. (S.) b3: [And hence,] بَضَعَهَا, (Sb, Msb, TA,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. بَضْعٌ (K, TA) and بُضْعٌ, like شُكْرٌ and شُغْلٌ and كُفْرٌ, for فُعْلٌ is not rare as a measure of inf. ns., (Sb, TA,) or accord. to some it is an inf. n. of this verb, (Msb,) but accord. to others it is a simple subst., (TA,) (tropical:) Inivit eam; he lay with her, or compressed her; (Sb, Msb, K, TA;) as also ↓ باضعها, (Msb,) inf. n. مُبَاضَعَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and بِضَاعٌ: (S, Msb, K:) because in the act which it signifies is a kind of slitting. (Mgh.) You say, مَلَكَ بُضْعَهَا, i. e. جِمَاعَهَا. (Msb.) And it is said in a prov., ↓ كَمُعَلِّمَةِ أُمَّهَا البِضَاعَ (tropical:) [Like her who teaches her mother المُجَامَعَة]. (S.) b4: بَضْعٌ also signifies (tropical:) The taking in marriage: (K, TA:) and بُضْعٌ, as an inf. n., (assumed tropical:) The making a contract of marriage. (Msb.) 2 بَضَّعَ see 1.3 بَاْضَعَ see 1, in two places.4 ابضعها, (Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبْضَاعٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) He gave her in marriage. (Mgh, Msb, K.) It is said in a trad., (TA,) تُسْتَأْمَرُ النِّسَآءُ فِى إِبْضَاعِهِنَّ (tropical:) Women shall be consulted respecting the giving them in marriage: (T, Mgh, Msb, TA:) or, accord. to one relation, ↓ أَبْضَاعِهِنَّ, (Mgh, Msb,) which [virtually] means the same; (Msb;) but this is a pl., namely, of بُضْعٌ. (Mgh, Msb.) A2: ابضع الشَّىْءَ He made the thing to be بِضَاعَة [i. e. an article of merchandise], (S, K, TA,) whatever it was; (TA;) as also ↓ استبضعهُ: (S, K:) or الشَّىْءَ ↓ اِسْتَبْضَعْتُ signifies I made [or took] the thing as بضاعة [an article of merchandise] for myself: and you say, أَبْضَعْتُهُ غَيْرِى [I made it, or gave it as, an article of merchandise to another than me]: (Mgh, Msb:) and ابضعهُ البِضَاعَةَ he gave him the article of merchandise. (TA.) Hence the phrase, in a trad. relating to El-Medeeneh, accord. to one relation, تُبْضِعُ طِيبَهَا, meaning (assumed tropical:) It gives the good that it possesses to its inhabitants; as explained by Z; but accord. to the relation commonly known, it is تَنْصَعُ, with ن and with the unpointed ص; [meaning “it purifies;”; (L in art. نصع;)] and there are two other relations, which are تَنْضَخُ and تَنْضَخُ. (TA.) 7 انبضع It was, or became, cut, or cut off. (K, TA.) 8 ابتضع مِنْهُ He took, or received, [merchandise] from him. (TA: [in which the word بِضَاعَةً

requires to be supplied in the explanation, and is indicated by the context.]) 10 اِسْتِبْضَاعٌ denotes a kind of matrimonial connection practised by people in the Time of Ignorance; i. e., A woman's desiring sexual intercourse with a man only to obtain offspring by him: a man of them used to say to his female slave or his wife, أَرْسِلِى إِلَى فُلَان فَآسْتَبْضِعِى مِنْهُ [Send thou to such a one, and demand of him sexual intercourse to obtain offspring]; and he used to separate himself from her, and not touch her, until her pregnancy by that man became apparent: and this he did from a desire of obtaining generous offspring. (IAth, TA.) A2: See also 4, in two places.

بَضْعٌ: see بِضْعٌ, first sentence, and near the end: and see also بَضْعَةٌ.

بُضْعٌ Initus; sexual intercourse: (Mgh, Msb, K:) a subst., (Mgh, Msb, TA,) accord. to some; but accord. to others, an inf. n.; (Msb;) held by Sb to be the latter: (TA:) [see 1:] and marriage; or the taking in marriage; syn. نِكَاحٌ; (ISk, S, Msb, TA;) [which has also the first of the meanings given above;] as in the phrase مَلَكَ فُلَانٌ بُضْعَ فُلَانَةَ [explained above (see 1)]: (ISk, S:) or, (K,) in this phrase, (Mgh,) (tropical:) the pudendum muliebre; the vulva; (Az, Mgh, Msb, K, * TA;) and so in the saying, in a trad., عُتِقَ بُضْعُكِ فَاخْتَارِى (tropical:) Thy vulva hath become freed, therefore choose thou whether thou wilt remain with thy husband or separate thyself from him; (TA;) and in the saying, تُسْتَأْمَرُ النِّسَآءُ فِى أَبْضَاعِهِنَّ, accord. to those who thus relate it, others saying إِبْضَاعِهِنَّ; (see 4;) أَبْضَاعٌ being pl. of بُضْعٌ. (Mgh, Msb.) b2: Also (tropical:) The marriage-contract. (K.) b3: And (tropical:) A dowry; or gift given to, or for, a bride: (K, TA:) pl. بُضُوعٌ. (TA.) So in the saying of 'Amr Ibn-Maadee-Kerib, وَفِى كَعْبٍ وَإِخْوَتِهَا كِلَابٍ

سَوَامِى الطَّرْفِ غَالِيَةُ البُضُوعِ [And among Kaab, and their brethren Kiláb, are females lofty in look, or] proud, and dear in respect of dowries. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) Divorce: (Az, K:) thus having two contr. significations. (K.) b5: And (assumed tropical:) The authority possessed over a woman by her guardian who affiances her. (TA.) b6: And (assumed tropical:) An equal; particularly as a suitor in a case of marriage: as in the saying, in a trad., هٰذَا البُضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ (assumed tropical:) This equal‘s marriage shall not be refused, nor shall it be desired, or wished for; he shall not be rejected. (TA.) بِضْعٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ بَضْعٌ, (S, Msb, K,) some of the Arabs pronouncing it with kesr, (S, Msb,) [A number under ten; and an odd number, meaning] a number between two round, or decimal, numbers; (Az, K;) from one to ten [exclusive of the latter]; and from eleven to twenty [exclusive of the latter]; so accord. to Mebremán; (K;) i. e. Mohammad Ibn-'Alee Ibn-Ismá'eel the Lexicologist, Mebremán being his surname: (TA:) or from three to nine; (S, Msb, K [in the first and last the ns. being in the fem. gender; but in the second, masc.];) so accord. to Katádeh; (Mgh;) from three to less than ten: (Fr [the ns. of number in the masc. gender]:) or not less than three nor more than ten; (Sh [the first n. of number in the fem. gender, and the second masc.];) from three to ten: (Mgh [the ns. of number in the masc. gender]:) or to seven: (Mujáhid, Mgh:) or to five: (AO, K [the n. of number in the fem. gender]:) or from one to four: (AO, O, K [the ns. of number in the masc. gender]:) or to five; an explanation ascribed to AO: (TA:) or from four to nine; (ISd, K [the ns. of number fem.];) and this is the signification preferred by Th: (TA:) or it signifies five: (Mukátil [this n. of number masc.]:) or seven; (Mukátil, K [in the K this n. of number being fem.];) so accord. to some: (AO:) or ten: (Ed-Dahhák [this n. of number masc.]:) or an undefined number; غَيْرُ مَحْدُودٍ; so says Sgh; [and the like is said in the Msb;] in the K, erroneously, غَيْرُ مَعْدُودٍ; (TA;) because it means a portion, (Sgh, K,) which is undefined: (Sgh, TA:) it also signifies, with ten, [in like manner; i. e. ten and a number under ten; or the like: as] from thirteen to nineteen. (Msb.) When used as signifying from three to nine, (Mgh, Msb,) or to ten, or to seven, (Mgh,) [or to signify some number under ten, without another n. of number,] it is masc. and fem. without variation: (Mgh, Msb:) you say بِضْعُ رِجَالٍ

From three to nine [&c.] men: and بِضْعُ نِسْوَةٍ

from three to nine [&c.] women: (Msb:) and بِضْعُ سِنِينَ from three to nine [&c.] years: (S:) and فِى بِضْعِ سِنِينَ [in from three to nine, &c., years]: (Kur xxx. 3:) and فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [And he remained in the prison from three to nine, &c., years]. (Kur xii. 42.) But when used to denote a number above ten, (Mgh, Msb,) with a masc. n. it is with ة, (↓ بِضْعَة,) and with a fem. n. it is without ة: (ISk, Mgh, Msb, K:) you say بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا From thirteen to nineteen [&c.] men: and بِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً from thirteen to nineteen [&c.] women: (S, Mgh, * TA:) like as you say ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا and ثَلَاثَ عَشْرةَ امْرَأَةً. (Mgh.) When you have passed the word denoting ten, (S, K,) [i. e.] to denote a number above twenty, (Msb,) it is not used: (S, Msb, K:) you do not say بِضْعٌ وَعِشْرُونَ, (S, K,) but نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ; and so in the cases of the remaining numbers: (S:) or you do say بِضْعٌ وَعِشْرُونَ: (Sgh, K:) accord. to Az, (Msb,) you say بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا (Mgh, Msb, K) meaning Twenty and odd men: (Az, TA:) and بِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً (Mgh, Msb, K) meaning twenty and odd women: (Az, TA:) but not the reverse: (K:) ISd says, we have not heard this, but there is no objection to it: (TA:) and Fr says, بِضْعٌ is not mentioned save with ten and twenty to ninety; (IB, K;) not with what exceeds this: (IB:) you do not say بِضْعٌ وَمِائَةٌ nor بِضْعٌ وَأَلْفٌ, (IB, K,) but مِائَةٌ وَنَيِّفٌ [and أَلْفٌ وَنَيِّفٌ]: (IB:) it occurs in trads. with عِشْرُونَ and with ثَلَاثُونَ. (TA.) b2: بِضْعٌ and ↓ بَضْعٌ also signify A part, or portion, of the night: (K:) a time thereof. (Lh.) You say, مَضَى بِضْعٌ مِنَ اللَّيْلِ [A part, or portion, of the night passed]. (TA.) J mentions it with ص [in the place of ض]; and explains it by جَوْشٌ, q. v. (TA.) بَضْعَةٌ, (S, Msb, K,) with fet-h, other words of like meaning being with kesr, as قِطْعَةٌ and فِلْذَةٌ and فِدْرَةٌ, (S,) and sometimes with kesr, [↓ بِضْعَةٌ,] (K,) and ↓ بُضْعَةٌ also is mentioned, (TA,) of which the first is the most chaste, though EshShiháb asserts the second to be more common, (TA,) A piece, or lump, or portion cut off; (TA;) particularly of flesh, or flesh-meat, (S, Msb, K,) in a compact, or collective, state: (TA:) pl. ↓ بَضْعٌ, [or rather this is a coll. gen. n., of which بَضْعَةٌ is the n. un.,] and بِضَعٌ, (S, Msb, K,) as some say, (S,) but this is disallowed by 'Alee Ibn-Hamzeh, (TA,) [or it may be a correct pl. of بِضْعَةٌ agreeably with analogy,] and بِضَاعٌ, and بَضَعَاتٌ, (Msb, K,) and [quasi-pl. n.] بَضِيعٌ, which is extr., like رَهِينٌ and كَلِيبٌ and مَعِيزٌ [&c.]. (TA.) Hence the saying [of Mohammad] in a trad., فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنَّى يَرِيبُنِى مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا

آذَاهَا (tropical:) Fátimeh is a part of me: [that displeases and disquiets me which has displeased and disquieted her, and that hurts me which has hurt her:] or, accord. to one relation, he said بُضَيْعَةٌ [a little part]. (TA.) One says also, إِنَّ فُلَانًا لَشَدِيدُ البَضْعَةِ حَسَنُهَا meaning Verily such a one is corpulent and fat. (TA.) b2: See also بَضَعَةٌ.

بُضْعَةٌ: see بَضْعَةٌ.

بِضْعَةٌ: see بَضْعَةٌ: and, as a noun of number, see بِضْعٌ, latter half of the paragraph.

بَضَعَةٌ The sound of cutting of swords: occurring in the saying, سَمِعْتُ لِلسِّيَاطِ خَضَعَةً وَلِلسُّيُوفِ بَضَعَةً

I heard a sound of falling of the whips, and a sound of cutting of the swords: (TA:) but in the S and A in art. خضع, and by IB, خضعة and بضعة are written خَضْعَةٌ and ↓ بَضْعَةٌ; and IB explains the former as signifying the sounds of swords; and the latter, the sounds of whips. (TA in art. خضع.) [See also بَاضِعٌ.]

بِضَاعٌ [The giving and receiving merchandise;] a subst. from أَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ and اِبْتَضَعَ مِنْهُ; [or rather an inf. n. of which the verb, بَاضَعَ, is not used;] similar to قِرَاضٌ. (TA.) بَضِيعٌ Flesh. (As, S.) You say, دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ (As, S, TA) A beast abounding in what is distinct from the rest of the flesh of the thigh: n. un. with ة. (TA.) And رَجُلٌ خَاظِى البَضِيعِ (As, S) A fat man. (TA.) And سَاعِدٌ خَاظى البَضِيعِ [A fore arm, or an upper arm,] full of flesh. (IB.) [See also بَضْعَةٌ, of which it is a quasipl. n.]

بِضَاعَةٌ Merchandise; or an article of merchandise; (TA;) a portion of one's property which one sends for traffic; (S;) a portion of property prepared for traffic, (Mgh, * Msb,) or with which one traffics; from بَضْعٌ signifying the act of “cutting,” or “cutting off;” and vulgarly pronounced بُضَاعَةٌ: (TA:) pl. بَضَائِعُ. (Msb, TA.) بَاضِعٌ A sword that cuts off a piece of a thing that it strikes: (S, TA:) or a sharp, or cutting, sword: (K:) or a sword that cuts everything: (TA:) pl. بَضَعَةٌ: (K:) Fr says that بَضَعَةٌ signifies swords; and خَضَعَةٌ, whips: but some say the reverse. (TA.) [See also بَضَعَةٌ above.] b2: [See also the next paragraph.]

A2: [A broker who acts as an intermediary between the sellers and buyers of camels;] the same with respect to camels as the دَلَّال with respect to houses: (O, L, K:) or one who carries the articles of merchandise of the tribe, and conveys those articles from place to place for sale: (Ibn-'Abbád, Sgh, K:) it is said in the A that بَاضِعُ الحَىِّ signifies the person who carries the articles of merchandise of the tribe. (TA.) بَاضِعَةٌ A wound by which the head is broken, (S, Mgh, Msb, K,) which cuts the skin, and cleaves the flesh (S, K) in a slight degree, (K,) and brings blood, but does not make it to flow: (S, K:) or which wounds the skin, and cleaves the flesh: (Mgh:) or which cleaves the flesh, but does not reach to the bone, nor cause the blood to flow: (Msb:) that from which the blood flows is termed دَامِيَةٌ [app. a mistake for دَامِعَةٌ]. (S, Msb.) A2: A large flock (فِرْقٌ [in the CK, erroneously, فِرَق,]) of sheep or goats: (S, Sgh, K:) or a portion separated from the rest of the sheep or goats: (Lth, K:) pl. بَوَاضِعُ: you say, فِرَقٌ بَوَاضِعُ. (Lth.) أَبْضَعُ as a corroborative after أَجْمَعُ: see أَبْصَعُ, with the unpointed ص. Az says that it is an evident mistranscription. (TA.) مِبْضَعٌ A lancet; an instrument with which a vein is cut: (S, Mgh, * K, TA:) and [a currier's knife] with which leather is cut: (S, TA:) [pl. مَبَاضِعُ: accord. to the Mirkát el-Loghah, as cited by Golius, it signifies a farrier's fleam; differing from مِشْرَطٌ, which signifies a surgeon's lancet: but this distinction is probably post-classical; for accord. to the TA, these two words signify the same.]

مَبْضُوعَةٌ [used as a subst.] A bow: a bow cut from a branch. (TA.) مُسْتَبْضِعٌ. It is said in a prov., كَمُسْتَبْضِعِ تَمْرٍ

إِلَى هَجَرٍ [Like the taker of dates as merchandise to Hejer]; because Hejer is [famous as] the place of production (مَعْدِن) of dates. (S.) مستبضع is here made trans. by means of الى because it has the meaning of حَامِل. (TA.)

عزز

عزز وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَمْرو بن مَيْمُون لَو أنّ رجلا أَخذ شَاة عَزُوْزًا فحلبَها مَا فرغ من حَلْبها حَتَّى أصلّي الصَّلَوَات الْخمس.

قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا أَرَادَ التجوّز فِي الصَّلَاة. وَقَوله: شَاة عَزُوزًا هِيَ الضيّقة الإحْليل يُقَال مِنْهُ: قد عزت الشَّاة وتعززت إِذا صَارَت كَذَلِك وَأما الواسعة الإحليل فَإِنَّهَا الثَّرُور وَقد ثَرَّتْ تَثِرّ وتَثُرُّ ثرا] .

[حَدِيث أَبى ميسرَة رَحمَه الله
عزز
عزَّ1 عَزَزْتُ، يَعُزّ، اعْزُزْ/ عُزّ، عَزًّا، فهو عازّ، والمفعول مَعْزوز
• عزَّ الشَّخصَ: غلَبه، وقهرَه في الاحتجاج، لم يقدر عليه "عززناهم في المناقشة- يَعِزُّ علينا أن نراهم في هذه الحالة- مَن عَزَّ بَزَّ [مثل]: مَن غََلَبَ أخذ السَّلَبَ- {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} ". 

عزَّ2/ عزَّ على عَزَزْتُ، يَعِزّ، اعْزِزْ/ عِزَّ، عِزًّا وعَزَازَةً وعِزّةً، فهو عزيز، والمفعول معزوز عليه
• عزَّ الشَّخصُ: قوِي وبرئ من الذُّلّ، عكسه ذلَّ "تحسَّر على أيّام العِزِّ: المجد والرِّفعة والقوة والمتانة- عزَّ جانبُه- {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} " ° إذا عزّ أخوك فَهُنْ [مثل]: عامل أخاك باليسر ولا تعاسره- الله عزّ وجلّ: الله القدير الكبير- عزَّ على فلانٍ: كرُم- عزَّ عليّ أن أفعل كذا: شقّ واشتدّ، صَعُب- عزَّ مِن قائل: أي عزَّ قائلاً من القائلين.
• عزَّ الطّعامُ: نَدَرَ، قلّ فلا يكاد يُوجَد "تَعِزّ المياهُ في المناطق الصّحراويَّة"? عزّ الشَّيءُ: صعُب فكاد لا يُقوى عليه.
• عزَّ الأمرُ عليه: قوِي واشتدّ عليه "عزيزٌ علىَّ فراقُك- *يا من يَعِزُّ علينا أن نفارقهم*- {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ". 

أعزَّ يُعِزّ، أعْزِزْ/ أعِزَّ، إعزازًا، فهو مُعِزّ، والمفعول مُعَزّ
• أعزَّه اللهُ: قوّاه، وجعله عزيزًا "أعزّنا اللهُ بالإسلام- الله المُعِزُّ المُذِلُّ- {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} ".
• أعزَّ أبويه: أحبَّهما وأكرمهما، عاملهما بحُبّ ومَوَدَّة وقّرهما واحترمهما "رجلٌ مُعِزٌّ لأصدقائه- أعززناهم بعد خصام" ° أَعْزِزْ عليَّ بذلك: ما أشدَّ ذلك عليّ. 

اعتزَّ/ اعتزَّ بـ/ اعتزَّ على يعتزّ، اعْتَزِزْ/ اعْتَزَّ، اعتزازًا، فهو مُعتَزّ، والمفعول مُعتَزّ به
• اعتزَّ فلانٌ: صار عزيزًا.
• اعتزَّ بأصلِه: افتخر وتباهى به، تشرَّف به، عَدَّ نفسَه عزيزًا به "اعتزَّ بصداقتك- رجلٌ مُعتَزٌّ بألقابه" ° الاعتزاز بالنَّفس: شعور المرء باحترام الذَّات، وبكرامتِه وشرفِه ورِفْعتِه.
• اعتزَّ على فلان: تعظَّم عليه وغلبه. 

تعزَّزَ/ تعزَّزَ بـ يتعزَّز، تعزُّزًا، فهو مُتعزِّز، والمفعول مُتعزَّزٌ به
• تعزَّز مَركزُه: مُطاوع عزَّزَ: قوِي وصار متينًا "تعزَّزتِ الجهودُ السَّاعيةُ للسَّلام: تكثّفت وتضاعفت- تعزَّز موقفُه في القضيَّة".
• تعزَّز الرَّجلُ: صار عزيزًا.
• تعزَّز بفلان: تشرَّف به. 

عزَّزَ يعزِّز، تعزيزًا، فهو مُعَزِّز، والمفعول مُعَزَّز
• عزَّز فلانًا أو غيرَه: قوَّاه، دعَّمه، شدَّده، جعله عزيزًا، أمدَّه، أيَّده "عَزَّزا صداقتهما- عزَّز موقعًا حربيًّا: حَصَّنه- عزَّز الخبرَ: أكَّده- عَزَّز جهودَه: دعَّمها وكثَّفها- {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّزُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [ق] " ° عزَّز القوات العسكريّة: زاد عددَها وعُدَّتها.
• عزَّزَ سلوكَ طفلِه بالمكافأة: (نف) دعَّمه، أرضى دوافعَه أو رغباته. 

عَزازة [مفرد]: مصدر عزَّ2/ عزَّ على. 

عَزّ [مفرد]: مصدر عزَّ1. 

عِزّ [مفرد]: مصدر عزَّ2/ عزَّ على ° في عِزّ شبابه: في ريعان شبابه، في أكثر أيّام شبابه نشاطًا وقوّةً. 

عِزَّة [مفرد]:
1 - مصدر عزَّ2/ عزَّ على ° عِزَّة الجانبِ: القوَّة والمنعة والسُّموُّ- عِزَّة النَّفسِ: الأنفة والإباء.
2 - أنفة وحميَّة " {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ} ".
3 - قوّة وغلبة، عظمة؛ حالة مانعة الإنسان من أن يُغلب " {وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونََ} ". 

عُزَّى [مفرد]: (انظر: ع ز ز ى - عُزَّى). 

عَزيز [مفرد]: ج أعزَّاءُ وأعِزَّة وعِزَاز، مؤ عَزيزة، ج مؤ عَزيزات وعِزَاز:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عزَّ2/ عزَّ على.
2 - حبيب "أخي العزيز- أصدقائي الأعِزَّاء" ° عزيزي فلان: عبارة تُبدأ بها الرَّسائل والخطابات.
3 - قويّ، منيع " {إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} - {وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا} " ° عزيز الجانب: ذو قوة ومكانة وأثر- عزيز المنال: صعب البلوغ- عزيز النَّفس: أبيّ، شريف.
4 - غالٍ، نفيس القدر، كريمٌ مصون " {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} ".
• العَزيز:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الغالب الذي لا يُقهر ولا يُنال منه " {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ".
2 - لقب أُطلق على الوزير الأكبر في الدَّولة المصريّة القديمة " {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} ". 

مُعِزّ [مفرد]: اسم فاعل من أعزَّ.
• المعِزّ: من أسماء الله الحسنى؛ أي الواهِبُ العزَّة لمن يشاء. 

مَعَزَّة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من عزَّ1 وعزَّ2/ عزَّ على.
2 - حب وتقدير ومكانة واحترام. 
(عزز) - في حديث أبى ذرّ رضي الله عنه: "كانت له أربَع عُزُزٌ"
هو جَمْع عَزُوز، وهي الشَّاةُ البَكِيئَة الضَّيِّقَة الإِحلِيل؛ مأخوذ من العَزَازِ، وهِو الذي رُوِى في الحديث.
- في الحديث: "أنَّه نَهَى عن البَوْلِ في العَزَاز"
وهو الأَرْضُ الصُّلْبَةُ.
- في حديث عمر رضي الله عنه: " تَمَعْزَزُوا"
قيل: هو من العِزِّ، وهو الشِّدَّة: أي تشدَّدُوا وتصلَّبوُا، والميم زَائِدَة، كتَمسْكَن من السُّكُون. وقيل: هو من المَعَز، وهو الشِدّة - أيضا -. ورجل ماعِزٌ: شَدِيدٌ. ومنه الأمْعَز والمَعْزَاءُ.
ع ز ز : عَزَّ عَلَيَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا يَعِزُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ اشْتَدَّ كِنَايَةٌ عَنْ الْأَنَفَةِ عَنْهُ وَعَزَّ الرَّجُلُ عِزًّا بِالْكَسْرِ وَعَزَازَةً بِالْفَتْحِ قَوِيَ وَعَزَّ يَعَزُّ مِنْ بَاب تَعِبَ لُغَةٌ فَهُوَ عَزِيزٌ وَجَمْعُهُ أَعِزَّةٌ وَالِاسْمُ الْعِزَّةُ وَتَعَزَّزَ تَقَوَّى وَعَزَزْتُهُ بِآخَرَ قَوَّيْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ وَبِالتَّخْفِيفِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعَزَّ ضَعُفَ فَيَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَعَزَّ الشَّيْءُ يَعِزُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ لَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ وَقَالَ السَّرَقُسْطِيّ تَعَزَّزَ وَالِاسْمُ الْعِزُّ وَالْعِزَّةُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا فَهُوَ عَزٌّ بِالْفَتْحِ. 
ع ز ز

" من عزّ بزّ ": من عزّه على أمره يعزّه إذا غلبه. قد عازّني فعززته. وجيء به عزّاً بزّاً أي لا محالة. وسيل عزّ: غالب. وأعزز عليّ أن أراك بحال سوء. وعزّ عليّ أن أسوءك أي اشتدّز وتقول للرجل: أتحبّني؟ فيقول: لعزّ ما ولشدّ ما ولحقّ ما. واستعز بالرجل إذا أصيب بعزاء وهي الشدة من مرض أو موت أو غير ذلك. واستعز به المرض. واستعز الرمل: تماسك. قال رؤبة:

إذا رجا استعزازه تعقّفاً

وقال القطاميّ يصف فحلاً:

أنوف حين يغضب مستعز ... جنوح يستبدّ به العزيم

وتعزز لحم الناقة: اشتد وصلب. " فعززنا بثالث ": قوّينا. وعزز بهم أي شدد عليهم ولم يرخّص، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أن قوماً اشتركوا في صيد فقالوا له: أعلى كل واحد منا جزاء أم هو جزاء واحد؟ فقال: إنه لمعزز بكم إذاً بل عليكم جزاء واحد. وتقول: من حسن منه العزاء، هانت عليه العزّاء. وأنا معتز ببني فلان ومستعز بهم. وتقول: ما العزوز كالفتوح، ولا الجرور كالمتوح؛ أي الضيّقة الإحليل كالواسعته والبعيدة القعر كالقريبته.
ع ز ز: (الْعِزُّ) ضِدُّ الذُّلِّ تَقُولُ مِنْهُ: (عَزَّ) (يَعِزُّ) عِزًّا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِيهِمَا وَ (عَزَازَةً) بِالْفَتْحِ، فَهُوَ (عَزِيزٌ) أَيْ قَوِيٌّ بَعْدَ ذِلَّةٍ. وَ (أَعَزَّهُ) اللَّهُ. وَ (عَزَّ) الشَّيْءُ أَيْضًا بِوِزَانِ مَا مَرَّ فَهُوَ (عَزِيزٌ) إِذَا قَلَّ فَلَا يَكَادُ يُوجَدُ. وَ (عَزَزْتُ) عَلَيْهِ بِالْفَتْحِ كَرُمْتُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس: 14] يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ أَيْ قَوَّيْنَا وَشَدَّدْنَا. وَ (تَعَزَّزَ) الرَّجُلُ صَارَ عَزِيزًا. وَهُوَ (يَعْتَزُّ) بِفُلَانٍ.
وَعَزَّ عَلَيَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا. وَعَزَّ عَلَيَّ ذَاكَ أَيْ حَقَّ وَاشْتَدَّ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ. وَ (أَعْزِزْ) عَلَيَّ بِمَا أُصِبْتَ بِهِ وَقَدْ (أُعْزِزْتُ) بِمَا أَصَابَكَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَيْ عَظُمَ عَلَيَّ. وَجَمْعُ (الْعَزِيزِ عِزَازٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ وَقَوْمٌ (أَعِزَّةٌ) وَ (أَعِزَّاءُ) . وَ (عَزَّهُ) غَلَبَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ. وَ (اسْتُعِزَّ) بِالْعَلِيلِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ إِذَا اشْتَدَّ وَجَعُهُ وَغُلِبَ عَلَى عَقْلِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اسْتُعِزَّ بِكُلْثُومٍ» وَ (الْعُزَّى) تَأْنِيثُ (الْأَعَزِّ) وَقَدْ يَكُونُ الْأَعَزُّ بِمَعْنَى الْعَزِيزِ. وَ (الْعُزَّى) بِمَعْنَى الْعَزِيزَةِ. وَالْعُزَّى أَيْضًا اسْمٌ صَنَمٍ. وَقِيلَ: الْعُزَّى سَمُرَةٌ كَانَتْ لِغَطَفَانَ يَعْبُدُونَهَا وَكَانُوا بَنَوْا عَلَيْهَا بَيْتًا وَأَقَامُوا لَهَا سَدَنَةً فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَهَدَمَ الْبَيْتَ وَأَحْرَقَ السَّمُرَةَ. 
[عزز] نه: فيه: "العزيز" تعالى الغالب القوي الذي لا يغلب، وأصل العزة القوة والشدة والغلبة، عز يعز بالسر صار عزيزًا وبالفتح إذا اشتد. ك: وقد يكون بمعنى نفاسة القدر. نه: و"المعز" تعالى من يهب العز لمن يشاء. ومنه ح سر رفع باب الكعبة: "تعززًا" أن لا يدخلها إلا من أرادوه، أي تكبرا وتشددا على الناس، وفي بعض نسخ مسلم: تعزرًا- براء بعد زاي من التعيزر: التوقير، أي توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبرهم على الناس. مد: "أخذته "العزة" بالإثم" أي حملته النخوة وحمية الجاهلية على إثم نهى عنه. نه: وفيه: "فاستعز" به صلى الله عليه وسلم، أي اشتد به المرض وأشرف على الموت، من عز يعز بالفتح إذا اشتد واستعز به المرض وغيره، واستعز عليه إذا اشتد عليه وغلبه ثم بنى الفعل للمفعول به وهو الجار والمجرور. ومنه ح: لما قدم المدينة نزل على كلثوم وهو شاك ثم "استعز" بكلثوم فانتقل إلى سعد بن خيثمة. وفي ح علي: لما رأى طلحة قتيلًا قال: "أعزز" على أبا محمد أن أراك مجدلًا تحت نجوم السماء، يقال: عز علي أن أراك بحال سيئة، أي يشتد ويشق علي، وأعززته: جعلته عزيزًا.أي جانبهم غليظ عليهم.
[عزز] العِزُّ: خلاف الذُلّ. ومطر عز، أي شديد. وعز الشئ يعز وعزة وعزازة، إذا قلَّ لا يكاد يوجد، فهو عزيز. وعز فلان يعز عزا وعِزَّةً وعَزازَةً أيضاً، أي صار عَزيزاً، أي قوي بعد ذِلَّة. وأعَزَّهُ الله. وعَزَزْت عليه أيضاً: كَرُمت عليه. وقوله تعالى: {فَعَزَّزْنا بثالث} ، يخفَّف ويشدد، أي قوَّينا وشددنا. قال الاصمعي: أنشدني فيه أبو عمرو ابن العلاء للمتلمس: أجد إذا رحلت تعزز لحمها * وإذا تشد بنسعها لا تنبس * ويروى: " أجد إذا ضمزت ". قوله: لا تنبس، أي لا ترغو. وتعزز الرجل: صار عزيزا. وهو يَعْتَزُّ بفلان. وعَزَّ عليَّ أن تفعل كذا. وعَزَّ عليَّ ذاك أي حَقّ واشتدَّ. وفي المثل: " إذا عَزَّ أخوك فَهُنْ ". وأعْزِزْ عليّ بما أصبت به. وقد أُعْزِزْتُ بما أصابك، أي عَظُم عليّ. وجمع العزيز عِزازٌ، مثل كريم وكرام. وقوم أعزَّةٌ وأعِزَّاءُ. وقال: بيض الوجوه ألِبَّة ومَعاقل * في كلِّ نائبة عِزاز الآنفِ * والعَزوزُ من النوق: الضيِّقة الإحليل. تقول منه: عَزَّتِ الناقة تَعُزُّ بالضم عُزوزاً وعزازا. وأعزت وتعززت مثله. وعزه أيضاً يَعُزُّهُ عَزًّا: غلبه. وفي المثل: " مَنْ عَزَّ بَزَّ "، أي من غلب سلب. والاسم العِزَّةُ، وهي القوة والغلبة. والعَزَّةُ بالفتح: بنت الظبية. قال الراجز: هان على عزة بنت الشحاج * مهوى جمال مالك في الادلاج * وبها سميت المرأة عزة. وعزه في الخطاب وعازَّهُ، أي غَالَبه. وأعَزَّتِ البقرةُ، إذا عَسُر حمْلُها. والعَزازُ بالفتح: الأرض الصلبة. وقد أعْزَزْنا، أي وقعنا فيها وسِرنا. وأرضٌ معزوزةٌ، أي شديدة. والمطر يُعَزِّزُ الأرض، أي يلبِّدها. والعزَّاءُ: السنة الشديدة. قال الشاعر:

ويَعبِط الكومَ في العزَّاء إن طُرقا * ويقال: إنَّكم معزَّزٌ بكم، أي مشدَّد بكم بر مخفف عنكم. واستعز الرمل وغيره: تماسك فلم ينهل. واسْتَعَزَّ فلانٌ بحقِّي، أي غلبني. واسْتُعِزَّ بفلانٍ، أي غُلِبَ في كل شئ، مرض أو غيره. وقال أبو عمرو: اسْتُعِزَّ بالعليل، إذا اشتد وجعه وغلب على عقله. وفى الحديث: " استعز بكلثوم ". وفلان معزاز المرض، أي شديده. والعُزَّى: تأنيث الأعَزِّ. وقد يكون الأعزُّ بمعنى العزيز والعُزَّى بمعنى العزيزة. وهو أيضا اسم صنم كان لقريش وبنى كنانة. قال الشاعر: أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها * على قُنَّةِ العزى وبالنسر عندما * ويقال: العزى سمرة كانت لغطفان يعبدونها، وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدم البيت وأحرق السمرة، وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك * إنى رأيت الله قد أهانك * والعزيزى من الفرس، يُمدُّ ويقصر. فمن قصر ثنَّى: عُزِيْزَيانِ، ومن مدَّ: عُزِيْزاوانِ ; وهما طرفا الوركين. قال: أُمِرَّت عُزَيْزاهُ ونِيطتْ كُرومه * إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق

عزز: العَزِيزُ: من صفات الله عز وجل وأَسمائه الحسنى؛ قال الزجاج: هو

الممتنع فلا يغلبه شيء، وقال غيره: هو القوي الغالب كل شيء، وقيل: هو الذي

ليس كمثله شيء. ومن أَسمائه عز وجل المُعِزُّ، وهو الذي يَهَبُ العِزَّ

لمن يشاء من عباده. والعِزُّ: خلاف الذُّلِّ. وفي الحديث: قال لعائشة: هل

تَدْرِينَ لِمَ كان قومُك رفعوا باب الكعبة؟ قالت: لا، قال: تَعَزُّزاً

أَن لا يدخلها إِلا من أَرادوا أَي تَكَبُّراً وتشدُّداً على الناس، وجاء

في بعض نسخ مسلم: تَعَزُّراً، براء بعد زايٍ، من التَّعْزير والتوقير،

فإِما أَن يريد توقير البيت وتعظيمه أَو تعظيمَ أَنفسهم وتَكَبُّرَهم على

الناس. والعِزُّ في الأَصل: القوة والشدة والغلبة. والعِزُّ والعِزَّة:

الرفعة والامتناع، والعِزَّة لله؛ وفي التنزيل العزيز: ولله العِزَّةُ

ولرسوله وللمؤمنين؛ أَي له العِزَّة والغلبة سبحانه. وفي التنزيل العزيز: من

كان يريد العِزَّةَ فللَّه العِزَّةُ جميعاً؛ أَي من كان يريد بعبادته

غير الله فإِنما له العِزَّة في الدنيا ولله العِزَّة جميعاً أَي يجمعها

في الدنيا والآخرة بأَن يَنْصُر في الدنيا ويغلب؛ وعَزَّ يَعِزّ، بالكسر،

عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَة، ورجل عَزيزٌ من قوم أَعِزَّة وأَعِزَّاء

وعِزازٍ. وقوله تعالى: فسوف يأْتي اللهُ بقوم يحبهم ويحبونه أَذِلَّةٍ على

المؤمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين؛ أَي جانبُهم غليظٌ على الكافرين لَيِّنٌ

على المؤمنين؛ قال الشاعر:

بِيض الوُجُوهِ كَرِيمَة أَحْسابُهُمْ،

في كلِّ نائِبَةٍ عِزاز الآنُفِ

وروي:

بِيض الوُجُوه أَلِبَّة ومَعاقِل

ولا يقال: عُزَزَاء كراهية التضعيف وامتناع هذا مطرد في هذا النحو

المضاعف. قال الأَزهري: يَتَذَلَّلُون للمؤمنين وإِن كانوا أَعِزَّةً

ويَتَعَزَّزُون على الكافرين وإِن كانوا في شَرَف الأَحْساب دونهم. وأَعَزَّ

الرجلَ: جعله عَزِيزاً. ومَلِكٌ أَعَزُّ: عَزِيزٌ؛ قال الفرزدق:

إِن الذي سَمَكَ السَّماءَ بَنى لنا

بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ

أَي عَزِيزَةٌ طويلة، وهو مثل قوله تعالى: وهو أَهْوَنُ عليه، وإِنما

وَجَّهَ ابنُ سيده هذا على غير المُفاضلة لأَن اللام ومِنْ متعاقبتان، وليس

قولهم الله أَكْبَرُ بحجَّة لأَنه مسموع، وقد كثر استعماله، على أَن هذا

قد وُجِّهَ على كبير أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: ليُخْرِجَنَّ

الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ، وقد قرئ: ليخْرُجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ أَي

ليَخْرُجَنَّ العزيزُ منها ذليلاً، فأَدخل اللام والأَلف على الحال، وهذا

ليس بقويّ لأَن الحال وما وضع موضعها من المصادر لا يكون معرفة؛ وقول

أَبي كبير:

حتى انتهيْتُ إِلى فِراشِ عَزِيزَة

شَعْواءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ

(* قوله« شعواءَ» في القاموس في هذه المادة بدله سوداء.)

عنى عقاباً، وجعلها عَزِيزَةً لامتناعها وسُكْناها أَعالي الجبال. ورجل

عزِيزٌ: مَنِيع لا يُغْلب ولا يُقْهر. وقوله عز وجل: ذُقْ إِنك أَنت

العَزِيزُ الكريم؛ معناه ذُقْ بما كنت تعَدُّ في أَهل العِزّ والكرم كما قال

تعالى في نقيضه: كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون؛ ومن الأَوّل قول

الأَعشى:

على أَنها، إِذْ رَأَتْني أُقا

دُ، قالتْ بما قَدْ أَراهُ بَصِيرا

وقال الزجاج: نزلت في أَبي جهل، وكان يقول: أَنا أَعَزُّ أَهلِ الوادي

وأَمنعُهم، فقال الله تعالى: ذُقْ إِنك أَنت العَزِيزُ الكريم، معناه ذُقْ

هذا العذاب إِنك أَنت القائل أَنا العَزِيزُ الكريم. أَبو زيد: عَزَّ

الرجلُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً إِذا قوي بعد ذِلَّة وصار عزيزاً.

وأَعَزَّه اللهُ وعَزَزْتُ عليه: كَرُمْت عليه. وقوله تعالى: وإِنه لكتاب عَزِيزٌ

لا يأْتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفه؛ أَي أَن الكتب التي

تقدّمته لا تبطله ولا يأْتي بعده كتاب يبطله، وقيل: هو محفوظ من أَن يُنْقَصَ

ما فيه فيأْتيه الباطل من بين يديه، أَو يُزاد فيه فيأْتيه الباطل من

خلفه، وكِلا الوجهين حَسَنٌ، أَي حُفِظَ وعَزَّ مِنْ أَن يلحقه شيء من هذا.

ومَلِكٌ أَعَزّ وعَزِيزٌ بمعنى واحد. وعِزٌّ عَزِيزٌ: إِما أَن يكون على

المبالغة، وإِما أَن يكون بمعنى مُعِزّ؛ قال طرفة:

ولو حَضَرتْهُ تَغْلِبُ ابْنَةُ وائلٍ،

لَكانُوا له عِزّاً عَزيزاً وناصِرا

وتَعَزَّزَ الرجلُ: صار عَزِيزاً. وهو يَعْتَزُّ بفلان واعْتَزَّ به.

وتَعَزَّزَ: تشرَّف. وعَزَّ عَليَّ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً:

كَرُمَ، وأَعْزَزتُه: أَكرمته وأَحببته، وقد ضَعَّفَ شمرٌ هذه الكلمة على

أَبي زيد

(* قوله « على أبي زيد» عبارة شرح القاموس: عن أبي زيد.) وعَزَّ

عَلَيَّ أَنْ تفعل كذا وعَزَّ عَلَيَّ ذلك أَي حَقَّ واشتدَّ. وأُعْزِزْتُ

بما أَصابك: عَظُم عليَّ. وأَعْزِزْ عليَّ بذلك أَي أَعْظِمْ ومعناه

عَظُمَ عليَّ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه، لما رأَى طَلْحَةَ قتيلاً قال:

أَعْزِزْ عليَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلاً تحت نجوم السماء؛ يقال:

عَزَّ عليَّ يَعِزُّ أَن أَراك بحال سيئة أَي يشتدُّ ويشق عليَّ. وكلمةٌ

شنعاء لأَهل الشِّحْر يقولون: بِعِزِّي لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّكَ،

كقولك لَعَمْري ولَعَمْرُكَ. والعِزَّةُ: الشدَّة والقوَّة. يقل: عَزَّ

يَعَزُّ، بالفتح، إِذا اشتدَّ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: اخْشَوْشِنُوا

وتَمَعْزَزُوا أَي تشدَّدوا في الدين وتصلَّبوا، من العِزِّ القوَّةِ

والشدةِ، والميم زائدة، كَتَمَسْكَن من السكون، وقيل: هو من المَعَزِ وهو

الشدة، وسيجيءُ في موضعه. وعَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم:

قَوَّيْتُهم وشَدَّدْتُهم. وفي التنزيل العزيز: فَعَزَّزْنا بثالث؛ أَي

قَوَّينا وشَدَّدنا، وقد قرئت: فَعَزَزْنا بثالث، بالتخفيف، كقولك شَدَدْنا،

ويقال في هذا المعنى أَيضاً: رجل عَزِيزٌ على لفظ ما تقدم، والجمع كالجمع.

وفي التنزيل العزيز: أذِلَّةٍ على المؤْمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين أَي

أَشِداء عليهم، قال: وليس هو من عِزَّةِ النَّفْس. وقال ثعلب: في الكلام

الفصيح: إِذا عَزَّ أَخوكَ فَهُنْ، والعرب تقوله، وهو مَثَلٌ معناه إِذا

تَعَظَّم أَخوكَ شامِخاً عليك فالْتَزِمْ له الهَوانَ. قال الأَزهري:

المعنى إِذا غلبك وقهرك ولم تقاوِمْه فتواضع له، فإِنَّ اضْطِرابَكَ عليه

يزيدك ذُلاً وخَبالاً. قال أَبو إِسحق: الذي قاله ثعلب خطأٌ وإِنما الكلام

إِذا عزَّ أَخوك فَهِنْ، بكسر الهاء، معناه إِذا اشتد عليك فَهِنْ له

ودارِه، وهذا من مكارم الأَخلاق كما روي عن معاوية، رضي الله عنه، أَنه قال:

لو أَنَّ بيني وبين الناس شعرةً يمدُّونها وأَمُدُّها ما انقطعت، قيل:

وكيف ذلك؟ قال: كنت إِذا أَرْخَوْها مَدَدْتُ وإِذا مدُّوها أَرْخَيْت،

فالصحيح في هذا المثل فَهِنْ، بالكسر، من قولهم هان يَهِينُ إِذا صار

هَيِّناً لَيِّناً كقوله:

هَيْنُونَ لَيْنُونَ أَيْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ،

سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ

ويروى: أَيسار. وإِذا قال هُنْ، بضم الهاء، كما قاله ثعلب فهو من

الهَوانِ، والعرب لا تأْمر بذلك لأَنهم أَعزَّة أَبَّاؤُونَ للضَّيْم؛ قال ابن

سيده: وعندي أَن الذي قاله ثعلب صحيح لقول ابن أَحمر:

وقارعةٍ من الأَيامِ لولا

سَبِيلُهُمُ، لزَاحَتْ عنك حِينا

دَبَبْتُ لها الضَّرَاءَ وقلتُ: أَبْقَى

إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا

قال سيبويه: وقالوا عَزَّ ما أَنَّك ذاهبٌ، كقولك: حقّاً أَنك ذاهب.

وعَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً وهو عَزِيز: قَلَّ حتى كاد

لا يوجد،وهذا جامع لكل شيء.

والعَزَزُ والعَزازُ: المكان الصُّلْب السريع السيل. وقال ابن شميل:

العَزازُ ما غَلُظَ من الأَرض وأَسْرَعَ سَيْلُ مطره يكون من القِيعانِ

والصَّحاصِحِ وأَسْنادِ الجبال والإِكامِ وظُهور القِفاف؛ قال العجاج:

من الصَّفا العاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ

عَزَازَهُ، ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ

وقال أَبو عمرو: في مسايل الوادي أَبعدُها سَيْلاً الرَّحَبَة ثم

الشُّعْبَةُ ثم التَّلْعَةُ ثم المِذْنَبُ ثم العَزَازَةُ. وفي كتابه، صلى الله

عليه وسلم، لوَفْدِ هَمْدانَ: على أَن لهم عَزَازَها؛ العَزَازَ: ما

صَلُبَ من الأَرض واشتدّ وخَشُنَ، وإِنما يكون في أَطرافها؛ ومنه حديث

الزهري: قال كنتُ أَخْتَلِفُ إِلى عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة فكنت

أَخدُمُه، وذكَر جُهْدَه في الخِدمة فَقَدَّرْتُ أَني اسْتَنْظَفْتُ ما عنده

واستغنيت عنه، فخرج يوماً فلم أَقُمْ له ولم أُظْهِرْ من تَكْرِمَته ما

كنتُ أُظهره من قبلُ فنظر إِليَّ وقال: إِنك بعدُ في العَزَازِ فَقُمْ أَي

أَنت في الأَطراف من العلم لم تتوسطه بعدُ. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، نهى عن البول في العَزازِ لئلا يَتَرَشَّشَ عليه. وفي حديث

الحجاج في صفة الغيث: وأَسالت العَزازَ؛ وأَرض عَزازٌ وعَزَّاءُ وعَزَازَةٌ

ومَعْزوزةٌ: كذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

عَزَازَة كلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ،

لكلِّ عَزَازَةٍ سالتْ قَرارُ

وأَنشد ثعلب:

قَرارة كل سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ،

لكلِّ قَرارَةٍ سالتْ قَرارُ

قال: وهو أَجود. وأَعْزَزْنا: وقعنا في أَرضٍ عَزَازٍ وسرنا فيها، كما

يقال: أَسْهَلْنا وقعنا في أَرض سهلةٍ.

وعَزَّزَ المطرُ الأَرضَ: لَبَّدَها. ويقال للوابلِ إِذا ضرب الأَرض

السهلة فَشَدَّدَها حتى لا تَسُوخَ فيها الرِّجْلُ: قد عَزَّزَها وعَزَّزَ

منها؛ وقال:

عَزَّزَ منه، وهو مُعْطِي الإِسْهالْ،

ضَرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتالْ

وتَعَزَّز لحمُ الناقة: اشتدَّ وصَلُبَ. وتَعَزَّزَ الشيءُ: اشتدّ؛ قال

المُتَلَمِّسُ:

أُجُدٌ إِذا ضَمَرَتْ تَعَزَّزَ لَحْمُها،

وإِذا تُشَدُّ بِنِسْعِها لا تنْبِسُ

لا تَنْبِسُ أَي لا تَرْغُو. وفرسٌ مُعْتَزَّة: غليظة اللحم شديدته.

وقولهم تَعَزَّيْتُ عنه أَي تصبرت أَصلها تَعَزَّزْت أَي تشدّدت مثل

تَظَنَّيْت من تَظَنَّنْتُ، ولها نظائر تذكر في مواضعها، والاسم منه

العَزاءُ. وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: مَنْ لم يَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ

فليس منَّا؛ فسره ثعلب فقال: معناه من لم يَرُدَّ أَمْرَه إِلى الله فليس

منا. والعَزَّاءُ: السَّنَةُ الشديدة؛ قال:

ويَعْبِطُ الكُومَ في العَزَّاءِ إِنْ طُرِقا

وقيل: هي الشدة. وشاة عَزُوزٌ: ضيِّقة الأَحاليل، وكذلك الناقة، والجمع

عُزُزٌ، وقد عَزَّتْ تَعُزُّ عُزُوزاً وعِزازاً وعَزُزَتْ عُزُزاً،

بضمتين؛ عن ابن الأَعرابي، وتَعَزَّزَتْ، والاسم العَزَزُ والعَزَازُ.

وفلان عَنْزٌ عَزُوزٌ: لها دَرُّ جَمٌّ، وذلك إِذا كان كثير المال

شحيحاً. وشاة عَزُوز: ضيقة الأَحاليل لا تَدِرُّ حتى تُحْلَبَ بجُهْدٍ. وقد

أَعَزَّت إِذا كانت عَزُوزاً، وقيل: عَزُزَتِ الناقة إِذا ضاق إِحليلها

ولها لبن كثير. قال الأَزهري: أَظهر التضعيف في عَزُزَتْ، ومثله قليل. وفي

حديث موسى وشعيب، عليهما السلام: فجاءَت به قالِبَ لَوْنٍ ليس فيها

عَزُوزٌ ولا فَشُوشٌ؛ العزُوزُ: الشاة البَكِيئَةُ القليلة اللبن الضَّيِّقَةُ

الإِحليل؛ ومنه حديث عمرو بن ميمون: لو أَن رجلاً أَخذ شاة عَزُوزاً

فحلبها ما فرغ من حَلْبِها حتى أُصَلِّيَ الصلواتِ الخمسَ؛ يريد التجوّز في

الصلاة وتخفيفَها؛ ومنه حديث أَبي ذرٍّ: هل يَثْبُتُ لكم العدوُّ حَلْبَ

شاةٍ؟ قال: إِي والله وأَرْبَعٍ عُزُزٍ؛ هو جمع عزوز كصَبُور وصُبُرٍ.

وعَزَّ الماءُ يَعِزُّ وعَزَّتِ القَرْحَةُ تَعِزُّ إِذا سال ما فيها،

وكذلك مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضَّ إِذا سال.

وأَعَزَّتِ الشاة: اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها؛ يقال ذلك

للمَعَز والضَّأْن، يقال: أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَعَزَّت وأَضْرَعَتْ بمعنى

واحد.

وعازَّ الرجلُ إِبلَه وغنمه مُعازَّةً إِذا كانت مِراضاً لا تقدر أَن

ترعى فاحْتَشَّ لها ولَقَّمَها، ولا تكون المُعازَّةُ إِلا في المال ولم

نسمع في مصدره عِزازاً. وعَزَّه يَعُزُّه عَزًّا: قهره وغلبه. وفي التنزيل

العزيز: وعَزَّني في الخِطاب؛ أَي غلبني في الاحتجاج. وقرأَ بعضهم:

وعازَّني في الخطاب، أَي غالبني؛ وأَنشد في صفة جَمَل:

يَعُزُّ على الطريقِ بمَنْكِبَيْهِ،

كما ابْتَرَكَ الخَلِيعُ على القِداحِ

يقول: يغلب هذا الجملُ الإِبلَ على لزوم الطريق فشبَّه حرصه على لزوم

الطريق وإِلحاحَه على السير بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح لعله يسترجع

بعض ما ذهب من ماله، والخليع: المخلوع المَقْمُور مالُه. وفي المثل: من

عَزَّ بَزَّ أي غَلَبَ سَلَبَ، والاسم العِزَّة، وهي القوّة والغلبة؛

وقوله:

عَزَّ على الريح الشَّبُوبَ الأَعْفَرا

أَي غلبه وحال بينه وبين الريح فردَّ وجوهها، ويعني بالشَّبُوب الظبي لا

الثور لأَن الأَعفر ليس من صفات البقر.

والعَزْعَزَةُ: الغلبة. وعازَّني فَعَزَزْتُه أَي غالبني فغلبته، وضمُّ

العين في مثل هذا مطَّرد وليس في كل شيءٍ، يقال: فاعلني فَفَعَلْتُه.

والعِزُّ: المطر الغَزير، وقيل: مطر عِزٌّ شديد كثير لا يمتنع منه سهل

ولا جبل إِلا أَساله. وقال أَبو حنيفة: العِزُّ المطر الكثير. أَرض

مَعْزُوزَة: أَصابها عِزٌّ من المطر. والعَزَّاءُ: المطر الشديد الوابل.

والعَزَّاءُ: الشِّدَّةُ.

والعُزَيْزاءُ من الفرس: ما بين عُكْوَتِه وجاعِرَتِه، يمد ويقصر، وهما

العُزَيْزاوانِ؛ والعُزَيْزاوانِ: عَصَبَتانِ في أُصول الصَّلَوَيْنِ

فُصِلَتا من العَجْبِ وأَطرافِ الوَرِكَينِ؛ وقال أَبو مالك: العُزَيْزاءُ

عَصَبَة رقيقة مركبة في الخَوْرانِ إِلى الورك؛ وأَنشد في صفة فرس:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاءُ ونِيطَتْ كُرومُه،

إِلى كَفَلٍ رَابٍ، وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

والكَرْمَةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزَةٌ وموضعُها الذي تدور

فيه من الورك القَلْتُ، قال: ومن مَدَّ العُزَيْزَا من الفرس قال:

عُزَيْزاوانِ، ومن قَصَرَ ثَنَّى عُزَيْزَيانِ، وهما طرفا الوَرِكين. وفي شرح

أَسماء الله الحسنى لابن بَرْجانَ: العَزُوز من أَسماء فرج المرأَة

البكر.والعُزَّى: شجرة كانت تُعبد من دون الله تعالى؛ قال ابن سيده: أُراه

تأْنيث الأَعَزِّ، والأَعَزُّ بمعنى العَزيزِ، والعُزَّى بمعنى العَزِيزَةِ؛

قال بعضهم: وقد يجوز في العُزَّى أَن تكون تأْنيث الأَعَزِّ بمنزلة

الفُضْلى من الأَفْضَل والكُبْرَى من الأَكْبَرِ، فإِذا كان ذلك فاللام في

العُزَّى ليست زائدة بل هي على حد اللام في الحَرثِ والعَبَّاسِ، قال:

والوجه أَن تكون زائدة لأَنا لم نسمع في الصفات العُزَّى كما سمعنا فيها

الصُّغْرى والكُبْرَى. وفي التنزيل العزيز: أَفرأَيتم اللاَّتَ والعُزَّى؛

جاءَ في التفسير: أَن اللاَّتَ صَنَمٌ كان لِثَقِيف، والعُزَّى صنم كان

لقريش وبني كِنانَةَ؛ قال الشاعر:

أَمَا ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها،

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما

ويقال: العُزَّى سَمُرَةٌ كانت لغَطَفان يعبدونها وكانوا بَنَوْا عليها

بيتاً وأَقاموا لها سَدَنَةً فبعث إِليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

خالد بن الوليد فهدم البيت وأَحرق السَّمُرَة وهو يقول:

يا عُزَّ، كُفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ

إِنِّي رأَيتُ الله قد أَهانَكِ

وعبد العُزَّى: اسم أَبي لَهَبٍ، وإِنما كَنَّاه الله عز وجل فقال:

تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ، ولم يُسَمِّه لأَن اسمه مُحالٌ.

وأَعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها.

واسْتَعَزَّ الرَّمْلُ: تَماسَكَ فلم يَنْهَلْ. واسْتَعَزَّ الله بفلان

(* قوله« واستعز الله بفلان» هكذا في الأصل. وعبارة القاموس وشرحه:

واستعز الله به أماته.)

واسْتَعَزَّ فلان بحقِّي أَي غَلَبَني. واسْتُعِزَّ بفلان أَي غُلِبَ في

كل شيءٍ من عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غيره. وقال أَبو عمرو: اسْتُعِزَّ

بالعليل إِذا اشتدَّ وجعُه وغُلِب على عقله. وفي الحديث: لما قَدِمَ المدينة

نزل على كُلْثوم بن الهَدْمِ وهو شاكٍ ثم اسْتُعِزَّ بكُلْثُومٍ فانتقل

إِلى سعد بن خَيْثَمة. وفي الحديث: أَنه اسْتُعِزَّ برسول الله، صلى الله

عليه وسلم، في مرضه الذي مات فيه أَي اشتدّ به المرضُ وأَشرف على الموت؛

يقال: عَزَّ يَعَزُّ، بالفتح

(* قوله« يقال عز يعز بالفتح إلخ» عبارة

النهاية: يقال عز يعز بالفتح إِذا اشتد، واستعز به المرض وغيره واستعز عليه

إذا اشتد عليه وغلبه، ثم يبنى الفعل للمفعول)، إِذا اشتدَّ، واسْتُعِزَّ

عليه إِذا اشتد عليه وغلبه.

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنه: أَن قوماً مُحْرِمِينَ اشتركوا في قتل

صيد فقالوا: على كل رجل مِنَّا جزاءٌ، فسأَلوا بعضَ الصحابة عما يجبُ

عليهم فأَمر لكل واحد منهم بكفَّارة، ثم سأَلوا ابنَ عمر وأَخبروه بفُتْيا

الذي أَفتاهم فقال: إِنكم لَمُعَزَّزٌ بكم، على جميعكم شاةٌ، وفي لفظٍ

آخر: عليكم جزاءٌ واحدٌ، قوله لَمُعَزَّزٌ بكم أَي مشدد بكم ومُثَقَّل عليكم

الأَمرُ: وفلانٌ مِعْزازُ المرض أَي شديده. ويقال له إِذا مات أَيضاً:

قد اسْتُعِزَّ به.

والعَزَّة، بالفتح: بنت الظَّبْية؛ قال الراجز:

هانَ على عَزّةَ بنتِ الشَّحَّاجْ

مَهْوَى جِمالِ مالِك في الإِدْلاجْ

وبها سميت المرأَة عَزَّة.

ويقال للعَنْز إِذا زُجِرت: عَزْعَزْ، وقد عَزْعَزْتُ بها فلم

تَعَزْعَزْ أَي لم تَتَنَحَّ، والله أَعلم.

عزز
{عَزَّ الرجلُ يَعِرُّ} عِزَّاً {وعِزَّةً، بكسرِهما،} وعَزَازَةً، بالفَتْح: صَار {عَزيزاً،} كتَعَزَّزَ، وَمِنْه الحَدِيث: قَالَ لعَائِشَة: هَل تَدْرِين لمَ كَانَ قَوْمُك رَفعوا بابَ الكعبةِ، قَالَت: لَا. قَالَ: {تَعَزُّزاً لَا يَدْخُلها إلاّ من أَرَادوا، أَي تكَبُّراً وتَشدُّداً على النَّاس، وَجَاء فِي بعض نسخِ مُسلِم: تَعَزُّراً، بالراء بعد الزَّاي من التَّعْزِير وَهُوَ التَّوْقير. قَالَ أَبُو زَيْد:} عَزَّ الرجل {يَعِزُّ} عِزَّاً {وعِزَّةً، إِذا قَوِيَ بعد ذلَّةٍ وَصَارَ} عَزيزاً. {وأعَزَّه اللهُ تَعَالَى: جَعَلَه عَزيزاً} وعَزَّزَه تَعْزِيزاً كَذَلِك، وَيُقَال: {عَزَزْتُ القومَ} وأَعْزَزْتُهم {وعَزَّزْتُهم: قَوَّيْتُهم وشدَّدْتُهم وَفِي التَّنْزِيل:} فعَزَّزْنا بثالثٍ أَي قوَّيْنا وشَدَّدنا وَقد قُرِئَت: {فَعَزَزْنا بِالتَّخْفِيفِ كَقَوْلِك: شَدَدْنا.} والعِزّ فِي الأَصْل القُوَّةُ والشِّدَّة والغلَبَة والرِّفْعة والامْتِناع. وَفِي البَصائر:! العِزَّة: حالةٌ مانعةٌ للْإنْسَان من أَن يُغلَب، وَهِي يُمدَح بهَا تَارَة، ويُذَمُّ بهَا تَارَة، كعِزَّة الكُفّار: بل الَّذين كَفروا فِي {عِزَّةٍ وشِقاق ووَجهُ ذَلِك أنّ} العِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ، وَهِي الدائمةُ الْبَاقِيَة، وَهِي العِزَّة الْحَقِيقِيَّة، {والعِزَّةُ الَّتِي هِيَ للكفّار هِيَ} التَّعَزُّز، وَفِي الْحَقِيقَة ذُلّ لأنّه تشَبُّع بِمَا لم يُعطَه، وَقد تُستَعار {العِزّة للحَمِيَّة والأنَفَة المذمومة، وَذَلِكَ فِي قَوْلهُ تَعالى: وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْه العِزَّةُ بالإثْم} عَزَّ الشيءُ {يَعِزُّ} عِزَّاً {وعِزَّةً} وعَزازَة: قَلَّ فَلَا يكادُ يُوجَد، وَهَذَا جامِعٌ لكلِّ شيءٍ، فَهُوَ {عَزيزٌ قليلٌ. وَفِي البَصائر: هُوَ اعْتِبار بِمَا قيل: كلّ موجودٍ مَمْلُولٌ وكلّ مَفْقُودٍ مَطْلُوبٌ، ج} عِزَازٌ، بِالْكَسْرِ، {وأَعِزَّةٌ} وأَعِزَّاء. قَالَ اللهُ تَعَالَى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بقومٍ يُحبُّهم ويُحبِّونَه أَذِلَّةٍ على الْمُؤمنِينَ {أَعِزَّةٍ على الْكَافرين، أَي جانبُهم غليظٌ على الْكَافرين، لَيِّنٌ)
على الْمُؤمنِينَ، وَقَالَ الشَّاعِر:
(بِيضُ الوجوهُ كَريمةٌ أَحْسَابُهم ... فِي كلِّ نائبةٍ} عِزازُ الآنِفِ)
وَلَا يُقَال {عُزَزاء، كراهيةَ التّضعيف، وامْتِناعُ هَذَا مُطَّرِد فِي هَذَا النَّحْو المُضاعَف. قَالَ الأَزْهَرِيّ: يتذَلَّلون للْمُؤْمِنين وَإِن كَانُوا أَعِزَّةً،} وَيَتَعزَّزون على الْكَافرين وَإِن كَانُوا فِي شَرَفِ الأحسابِ دونَهم. {عَزَّ الماءُ} يَعِزُّ، بِالْكَسْرِ، أَي سَالَ، وَكَذَلِكَ مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضّ. {عَزَّت القَرحةُ} تَعِزُّ، بِالْكَسْرِ، إِذا سالَ مَا فِيهَا. وَيُقَال: {عَزَّ عليَّ أَن تَفْعَلَ كَذَا، وعَزَّ عليّ ذَلِك، أَي حَقَّ واشتدَّ وشَقّ، وَكَذَا قولُهم: عَزَّ عليَّ أَن أسوءَك. أَي اشتدّ، كَمَا فِي الأساس،} يَعِزُّ {ويَعَزُّ، كيَقِلّ ويَمَلّ، أَي بِالْكَسْرِ وبالفَتْح، يُقَال: عَزّ يَعَزُّ، بالفَتْح، إِذا اشتدَّ،} وعَزَزْتُ عَلَيْهِ {أَعِزُّ، من حدِّ ضَرَبَ، أَي كَرُمْت عَلَيْهِ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأُعْزِزْتُ بِمَا أصابكَ، بالضمّ، أَي مَبْنِيّاً للمَجهول، أَي عَظُم عليَّ. وَيُقَال: {أَعْزِزْ عليَّ بذلك، أَي أَعْظِمْ، وَمَعْنَاهُ عَظُمَ عَلَيَّ، وَمِنْه حَدِيث عَلِيّ رَضِيَ الله عَنهُ لمّا رأى طَلْحَةَ قَتيلاً قَالَ:} أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبَا مُحَمَّد أنْ أراكَ مُجَدَّلاً تَحت نجومِ السَّمَاء {والعَزُوز، كصَبُور: الناقةُ الضَّيِّقَةُ الإحليل لَا تَدِرُّ حَتَّى تُحلَب بجهْد، وَكَذَلِكَ الشَّاة، ج} عُزُزٌ، بضمَّتَيْن، كصَبور وصُبُر، وَيَقُولُونَ: مَا {العَزُوز كالفَتوح، وَلَا الجَرور كالمَتوح، أَي لَيست الضيِّقةُ الإحليل كالواسعَتُه، والبعيدةُ القَعْرِ كالقَريبَته، وَقد} عَزَّتْ {تَعُزُّ، كمَدَّ يَمُدُّ،} عُزوزاً، كقُعود، {وعِزازاً، بِالْكَسْرِ،} وعَزُزَت، ككَرُمَت، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {عَزُزَت الشاةُ والناقةُ} عُزُزاً شَدِيدا، بضمَّتَيْن، إِذا ضاقَ خَلِفُها وَلها لبَنٌ كثيرٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَظْهَر التَّضعيف فِي {عَزُزَت، ومِثلُه قَلِيل، قد} أَعَزَّت، إِذا كَانَت {عَزوزاً، كَذَلِك} تعَزَّزَت، وَالِاسْم {العَزَز} والعَزَاز.
{وعَزَّه} يعُزّه {عَزَّاً، كمَدَّه: قَهَرَه وغَلَبَه فِي} المُعازَّة، أَي المُحاجَّة. قَالَ الشاعرُ يَصِفُ جمَلاً:
( {يعُزُّ على الطريقِ بمَنْكَبَيْه ... كَمَا ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداحِ)
أَي يَغْلِب هَذَا الجمَلُ الإبلَ على لُزومِ الطَّرِيق، فشَبَّه حِرصَه عَلَيْهِ وإلحاحَه فِي السَّيْر بحِرْص هَذَا الخليعِ على الضَّرْب بالقِداح لعلّه يَسْتَرجِع بعض مَا ذهب من مالِه، والخليع: المَخْلوع المَقْمور مالَه. وَالِاسْم} العِزَّة، بِالْكَسْرِ، وَهِي القُوَّة والغَلَبة، {كعَزْعَزَه} عَزْعَزةً. {عَزَّه فِي الخِطاب، أَي غَلَبَه فِي الاحْتِجاج، وَقيل: غالَبَه} كعازَّه {مُعازَّةً، وقَوْلهُ تَعالى:} - وعَزَّني فِي الخِطاب أَي غَلَبَني، وقُرِئَ: {- وعازَّني، أَي غالَبَني، أَو} - عَزَّني: صارَ {أعزَّ مِنّي فِي المُخاطَبَة والمُحاجَّة، وَيُقَال:} - عازَّني! فَعَزَزْتُه، أَي غالَبَني فَغَلَبْتُه، وضمّ العَينِ فِي مثل هَذَا مُطَّرِدٌ وَلَيْسَ)
فِي كلّ شيءٍ يُقَال فاعَلَني فَفَعَلتُه. {والعَزَّة، بالفَتْح: بِنتُ الظَّبْية، وَقَالَ الراجز:
(هانَ على} عَزَّةَ بِنتِ الشَّحّاجْ ... مَهْوَى جِمالِ مالِكٍ فِي الإدْلاجْ)
وَبهَا سُمِّيت الْمَرْأَة عَزَّة، وَهِي بنتُ جميل الكِنانِيّة صاحبةُ كُثَيِّر، وجميلٌ هُوَ أَبُو بَصْرَة الغِفاريّ. {والعَزاز، كَسَحَاب: الأرضُ الصُّلبَة، وَفِي كتابِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لوَفدِ هَمْدَان: على أنّ لَهُم} عَزازَها وَهُوَ مَا صَلُبَ من الأَرْض وخَشُنَ واشتدَّ، وإنّما يكون فِي أطرافِها، وَيُقَال: {العَزاز: المكانُ الصُّلبُ السَّرِيع السَّيْل. قَالَ ابنُ شُمَيْل: العَزاز: مَا غَلُظَ من الأرضِ وأَسرعَ سَيْلُ مَطَرِه، يكون من القِيعانِ والصَّحاصِح وأسْنادِ الجِبالِ والآكامِ وظُهورِ القِفافِ. قَالَ العَجّاج:
(من الصَّفا العاسِي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ ... } عَزازَهُ ويَهْتَمِرْنَ مَا انْهَمَرْ)
وَقَالَ أَبُو عَمْرُو فِي مسايِلِ الْوَادي: أبعَدُها سَيْلاً الرَّحَبَةُ، ثمّ الشُّعْبَة، ثمّ التَّلْعَة، ثمّ المِذْنَب ثمّ العَزازَة. وَفِي الحَدِيث: أنّه نَهَى عَن البَوْل فِي العَزاز لِئَلَّا يترشَّشَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيث الحَجَّاج فِي صِفةِ الغَيث: وأسالت {العَزازَ.} وأَعَزَّ الرجلُ {إعْزازاً: وَقَعَ فِيهَا، أَي فِي أرضٍ} عَزازٍ وسارَ فِيهَا، كَمَا يُقَال أَسْهَلَ، إِذا وَقَعَ فِي أرضٍ سَهْلَةٍ. عَن أبي زَيْد: {أعَزَّ فلَانا: أَكْرَمَه وأَحَبَّه، وَقد ضَعَّفَ شَمِرٌ هَذِه الْكَلِمَة عَن أبي زَيْد. عَن أبي زَيْد أَيْضا:} أعَزَّت الشاةُ من المَعْزِ والضَّأْن، إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَضْرَعَتْ، بِمَعْنى واحدٍ. {أعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: ساءَ حَمْلُها.} وعَزاز، كَسَحَاب: ع بِالْيمن. وعَزاز: د بالرَّقَّة قرب حَلَب شمالِيَّها. قَالُوا: إِذا تُرِكَ تُرابُها على عَقْرَبٍ قَتَلَها بالخَواصّ، فإنّ أَرْضَها مُطَلْسمة، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا الشِّهابُ {- العَزازِيّ أحدُ الشُّعراءِ المُجيدين، كَانَ بعد السَّبْعِمائة، وَقد ذَكَرَه الحافظُ فِي التبصير.} والعَزَّاءُ، بالمدّ: السَّنَةُ الشديدةُ، قَالَ: ويَعْبِطُ الكُومَ فِي {العَزَّاءِ إِن طُرِقا يُقَال: هُوَ} مِعْزازُ المرَضِ، كمِحْراب: أَي شديدُه. {والعُزَّى، بالضمّ:} العَزيزةُ من النِّساء. قَالَ ابنُ سِيدَه: العُزَّى: تأنيثُ {الأَعَزّ، بمنزلةِ الفُضْلى من الأَفْضَل، فَإِن كَانَ ذَلِك فاللامُ فِي} العُزّى لَيست بزائدة، بل هِيَ فِيهِ على حدِّ اللَّام فِي الحارِثِ والعَبَّاس، قَالَ: والوَجهُ أَن تكون زَائِدَة، لأنّا لم نَسْمَع فِي الصِّفات العُزَّى، كَمَا سَمِعْنا فِيهَا الصُّغْرى والكُبْرى. قَوْلهُ تَعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ والعُزَّى جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّ اللاتَ صَنَمٌ كَانَ لثَقيف، والعُزَّى: صنَمٌ كَانَ لقُرَيْش وبَني كِنانة،)
قَالَ الشَّاعِر:
(أَمَا ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها ... على قُنَّةِ! العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما)
أَو العُزَّى: سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ بنُ سَعْدِ بن قَيْس عَيْلان، أوّلُ من اتَّخَذَها مِنْهُم ظالمُ بنُ أَسْعَد، فَوق ذَات عِرْق إِلَى البُستان بتِسعةِ أَمْيَال، بالنَّخلةِ الشاميَّة، بِقرب مكّة، وَقيل بِالطَّائِف، بنى عَلَيْهَا بَيْتَاً وسَمَّاه بُسَّاً، بالضمّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الكَلبيّ، وَقَالَ غَيْرُه: اسمُه بُسّاء، بالمَدّ كَمَا سَيَأْتِي، وَأَقَامُوا لَهَا سَدَنَة مُضاهاةً للكعبة، وَكَانُوا يَسْمَعون فِيهَا الصَّوْت، فَبَعَث إِلَيْهَا رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم خالدَ بن الْوَلِيد رَضِيَ الله عَنهُ عامَ الفَتح، فَهَدَم البيتَ، وَقتلالسادِنَ وأَحْرَقَ السَّمُرَة. وقرأْتُ فِي شَرْحِ دِيوانِ الهُذَلِيِّين لأبي سعيد السُّكَّريّ مَا نصُّه: أَخْبَرَ هشامُ بنُ الكلبيّ عَن أَبِيه عَن أبي صَالح، عَن ابْن عبّاس قَالَ: كَانَت العُزَّى شَيْطَانةً تَأتي ثلاثَ سَمُرات ببَطْن نَخْلَة فَلَمَّا افتتَح النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم مكَّةَ بَعَثَ خالدَ بنَ الْوَلِيد فَقَالَ: ائْتِ بَطْنَ نَخْلَةَ، فَإنَّك تجدُ بهَا ثلاثَ سَمُراتٍ، فاعْضِد الأُولى، فَأَتَاهَا فَعَضَدها، ثمَّ أَتَى النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالَ: هَل رأيتَ شَيْئا قَالَ: لَا، قَالَ: فاعْضِد الثَّانِيَة، فَأَتَاهَا فَعَضَدها، ثمّ أَتَى النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالَ: هَل رأيتَ شَيْئا قَالَ: لَا، قَالَ: فاعْضِد الثَّالِثَة. فَأَتَاهَا، فَإِذا هُوَ بزِنْجِيّة نافِشَةٍ شَعْرَها واضِعَةٍ يَدَيْها على عاتِقِها تَحْرِق بأنْيابِها وخَلْفَها دُبَيّة السُّلَمِيّ وَكَانَ سادِنَها فلمّا نظر إِلَى خالدٍ قَالَ:
(أيا {عُزَّ شُدِّي شَدَّةً لَا تُكَذِّبي ... على خالدٍ ألقِي الخِمارَ وشَمِّري)

(فإنَّك إنْ لم تَقْتُلي اليومَ خالِداً ... فبُوئي بذُلٍّ عاجِلٍ وتَنَصَّري)
فَقَالَ خالدٌ:
(يَا عُزَّ كُفْرانَكِ لَا سُبْحانَكِ ... إِنِّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ)
ثمَّ ضَرَبَها فَفَلَق رَأْسَها، فَإِذا هِيَ حُمَمَةٌ، ثمّ عَضَدَ السَّمُرَةَ وَقَتَل دُبَيَّةَ السادِن، ثمّ أَتَى النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَأخْبرهُ، فَقَالَ: تِلك} العُزَّى وَلَا {عُزَّى للعربِ بعْدهَا أبدا، أما إنّها لَا تُعبَد بعدَ اليومِ أبدا. قَالَ: وَكَانَ سدنةُ العُزَّى بني شَيْبَان بن جابرِ بن مُرَّةَ، من بني سُلَيْم، وَكَانَ آخِرَ من سَدَنَها مِنْهُم دُبَيَّةُ بن حرَميّ.} والعُزَيْزَى، مُصغَّراً مَقْصُوراً ويُمَدّ: طرَفُ وَرِكِ الفرَسِ، أَو مَا بَين العَكْوَة والجاعِرَة، وهما {عُزَيْزَيان وَمن مد يَقُول} عُزَيزاوَان وَقيل: {العُزَيْزَاوان: عَصَبَتان فِي أصولِ الصَّلَوَيْن، فُصِلَتا من العَجْب وأطرافِ الوَرِكَيْن، وَقَالَ أَبُو مَالك: العُزَيْزَى: عَصَبَةٌ رقيقةٌ مُركّبةٌ فِي الخَوْزانِ إِلَى)
الوَرِك، وَأنْشد فِي صِفةِ فرَسٍ:
(أُمِرَّت} عُزَيْزاهُ ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلَى كفَلٍ رابٍ وصُلبٍ مُوَثَّقِ)
المُراد بالكروم رَأْسُ الفَخِذ المُستَدير كأنّه جَوْزَةٌ. وسَمَّت العربُ {عِزَّان، بِالْكَسْرِ،} وأَعزَّ، {وعَزازَة، بالفَتْح،} وعَزُّون، كحَمْدون، {وعَزيزاً، كأمير،} وعُزَيْزاً كزُبَيْر، {وأَعَزُّ بن عمر بن مُحَمَّد السُّهْرَوَرْديّ البَكريّ، حدّث عَن أبي الْقَاسِم بن بَيان وَغَيرِه، مَاتَ سنة.} الأَعَزُّ بن عليّ بن المُظَفَّر البغداديّ الظَّهيريّ، بِفَتْح الظاءِ المَنْقوطة، أَبُو المَكارم، روى عَن أبي الْقَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ، قيل اسمُه المُظَفَّر، وولَدُه أَبُو الْحسن عليّ من شُيُوخ الدِّمياطيّ، سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا المَكارم المَذكور فِي سنة وَقد رَأَيْته فِي مُعجَم شُيُوخ الدِّمياطيّ هَكَذَا، وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ فِي: ظَهْر. أَبُو نَصْر {الأعزّ بنُ فَضائل بن العُلَّيْق سَمِعَ شُهدَة الكاتِبة، وَعنهُ أمّ عَبْد الله زَيْنَب بنتُ الكَمال وَأَبُو} الأعزِّ قَراتَكينُ، سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، مُحدِّثون. قلت: وفاتَه عَبْد الله بنُ أعزّ، شيخٌ لأبي إِسْحَاق السَّبيعيّ، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا. ويَحيى بنُ عَبْد الله بن أعَزَّ، روى عَن أبي الوَقت ذكره ابنُ نُقطَة.! وأعزّ بن كَرَم الحَرْبيّ، عَن يحيى بنِ ثَابت بن بُنْدار، وَابْنه عبد الرَّحْمَن، روى عَن عَبْد الله بن أبي المَجد الحَرْبيّ، والحسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ أَكْرَم بن أعَزَّ الموسويّ، ذَكَرَه ابنُ سَليم. والأعزُّ بن قَلاقِس، شاعرُ الإسْكَندريّة، مَدَحَ السِّلَفيّ وسَمِعَ مِنْهُ، واسمُه نَصْر، وكُنيَتُه أَبُو الْفتُوح. {والأعزّ بنُ عبد السيّد بن عبد الْكَرِيم السُّلَميّ، روى عَن أبي طَالب بن يُوسُف، وَعمر بن} الأعزّ بن عمر، كتب عَنهُ ابنُ نُقطَة، {والأعزّ بنُ مَأْنُوس، ذَكَرَه المُصَنِّف فِي أنس، وَأَبُو الفَضائل أحمدُ بنُ عبد الوهّاب بن خَلَف بن بَدْر بن بِنتِ الأعزّ العلائيّ، وُلِدَ بِالْقَاهِرَةِ سنة وَتُوفِّي سنة والأعزّ الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ ابْن شُكْر وَزيرُ الملكِ الْكَامِل.} وعَزَّان، بالفَتْح: حِصنٌ على الْفُرَات، بل هِيَ مَدِينَة كَانَت للزَّبَّاء، ولأُختِها أُخرى يُقَال لَهَا عَدَّان. {وعَزَّانُ خَبْتٍ. وعَزَّانُ ذَخِرٍ، ككَتِف: من حصون الْيمن. قلتُ: هِيَ من حصون تَعِزّ فِي جبل صَبِر،} وتَعِزّ كتَقِلّ: قاعِدةُ الْيمن، وَهِي مدينةٌ عظيمةٌ ذاتُ أسوارٍ وقصور، كَانَت دارَ مُلكِ بني أيُّوبَ ثمّ بَني رسولٍ من بَعْدِهم. يُقَال: {عَزْعَزَ بالعَنْزِ فَلم} تَتَعَزْعَز، أَي زَجَرَها فَلم تَتَنَحَّ، {وعَزْ} عَزْ زَجْرٌ لَهَا، كَذَا فِي اللِّسان والتكملة. {واعْتَزَّ بفلانٍ: عَدَّ نَفْسَه} عَزيزاً بِهِ، واعتزَّ بِهِ {وَتَعَزَّزَ، إِذا تشَرَّفَ وَمِنْه المُعتَزُّ بِاللَّه أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُتوَكِّل العباسيّ، وُلِدَ سنة وبُويِع لَهُ سنة وتُوفّي فِي رَجَب سنة وَابْنه عَبْد الله ابنُ المُعتزَّ الشاعرِ المَشهور.)
} واسْتَعَزَّ عَلَيْهِ المرَضُ، إِذا اشتدَّ عَلَيْهِ وَغَلَبه، وَكَذَلِكَ {اسْتعَزَّ بِهِ، كَمَا فِي الأساس، واسْتَعزَّ اللهُ بِهِ: أماتَه، واسْتَعزَّ الرَّمْلُ: تَماسَكَ فَلم يَنْهَلْ.} وعَزَّزَ المطرُ الأرضَ، وَكَذَا {عَزَّزَ المطرُ مِنْهَا} تَعْزِيزاً، إِذا لَبَّدَها وَشَدَّدَهَا فَلَا تَسوخُ فِيهَا الأرجُلُ، قَالَ العَجَّاج:
(! عَزَّزَ مِنْهُ وَهُوَ مُعطي الإسْهالْ ... ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالِ) {وعَزَوْزى، كَشَرَوْرى، وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بضمِّ الزَّاي الأُولى: ع بَين الحَرَمَيْن الشريفَيْن، فِيمَا يُقَال، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ.} والمَعَزَّة: فرَسُ الخَمْخامِ بن حَمَلَةَ بن أبي الْأسود. {وعِزّ، بِالْكَسْرِ: قَلْعَةٌ برُسْتاقِ بَرْذَعَةَ، من نواحي أَرَّان.} والعِزّ أَيْضا، أَي بِالْكَسْرِ: المطَرُ الشَّديد، وَقيل: هُوَ الْعَزِيز الْكثير الَّذِي لَا يَمْتَنِع مِنْهُ سَهْلٌ وَلَا جبَل إلاّ أسالَه. {والأعزّ: الْعَزِيز، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: ليُخرِجَنّ} الأعزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ أَي {الْعَزِيز مِنْهَا ذليلاً. وَيُقَال: مَلِكٌ} أعزّ {وعزيزٌ بِمَعْنى واحدٍ، قَالَ الفرزدق:
(إنّ الَّذِي سَمَكَ السَّماءَ بنى لنا ... بَيْتَاً دعائِمُه} أعَزُّ وأَطْوَلُ)
أَي {عزيزةٌ طويلةٌ، وَهُوَ مثل قَوْلهُ تَعالى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وإنّما وجَّهَ ابنُ سِيدَه هَذَا على غير المُفاضَلة، لأنّ اللَّام وَمن مُتَعاقِبَتان، وَلَيْسَ قَوْلُهم: الله أَكْبَر بحُجَّة، لأنّه مَسْمُوع، وَقد كَثُرَ اسْتِعمالُه على أنّ هَذَا قد وُجِّه على كَبِير أَيْضا.} والمَعْزوزَة: الشديدةُ، يُقَال: أرضٌ {مَعْزُوزةٌ: أَصَابَهَا عِزٌّ من المطَر، وَفِي قَوْلِ المُصَنِّف نظَرٌ، فإنّ الشَّدِيدَة والمَمطورة كلاهُما من صِفةِ الأَرْض، كَمَا عَرَفْتَ، فَلَا وَجْهَ لتَخصيص أحدِهما دونَ الآخر، مَعَ القُصور فِي ذِكرِ نَظائِر الأُولى، وَهِي} العَزازَة! والعَزَّاء، كَمَا نبّه عَلَيْهِ فِي المستدركات. أَبُو بكر مُحَمَّد بن {عُزَيْز، كزُبَير، وَقد أَغْفَل ضَبْطَه قُصوراً، فإنّه لَا يُعتَمد هُنَا على الشُّهرة مَعَ وجود الاختِلاف،} - العُزَيْزِيّ السِّجِسْتانيّ المُفسِّر، مُؤلِّفُ غريبِ الْقُرْآن والمُتَوفِّي سنة والبَغادِدَةُ، أَي البغداديّون يَقُولُونَ: هُوَ مُحَمَّد بن عُزَيْز، بالراء، وَمِنْهُم الحافظُ أَبُو الفَضل مُحَمَّد بنُ نَاصِر السّلاميّ، والحافظ أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الغنيّ بن نُقطَة، وابنُ النَّجَّار صَاحب التَّارِيخ، وَأَبُو مُحَمَّد بن عُبَيْد الله، وعَبْد الله بن الصّبّاح البغداديّ، فَهَؤُلَاءِ كلُّهم ضبَطوا بالرّاء، وتَبِعَهم من المَغارِبَة الحُفّاظِ أَبُو عليّ الصّدفِيّ، وَأَبُو بكر بن العربيّ، وَأَبُو عَامر العَبْدَريّ، وَالقَاسِم التُّجِيبيّ، فِي آخَرين، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الصَّلاحُ الصَّدَفيّ فِي الوافي بالوفيات، وَهُوَ تَصحيف، وبعضُهم، أَي من البغاددة، والمُرادُ بِهِ الحافظُ ابنُ نَاصِر، قد صنَّفَ فِيهِ رِسالةً مُستقلِّةً، وجمعَ)
كلامَ الناسِ، ورجَّحَ أنّه بالراء، وَقد ضَرَبَ فِي حديدٍ باردٍ لأنّ جَمِيع مَا احتجَّ بِهِ فِيهَا راجعٌ إِلَى الْكِتَابَة لَا إِلَى الضَّبْط من قبل الْحُرُوف، بل هُوَ من قبل الناظرين فِي تِلْكَ الكتابات، وَلَيْسَ فِي مَجْمُوعه مَا يُفيد العِلمَ بأنّ آخِرَه راءٌ، بل الاحتِمال يطْرق هَذِه المواضِعَ الَّتِي احتَجَّ بهَا، إِذْ الكاتبُ قد يَذْهَل عَن نَقْط الزَّاي فتَصير رَاء، ثمّ مَا الْمَانِع أَن يكون فَوْقَها نُقطة فَجَعَلها بعضُ من لَا يُميِّزُ علامةَ الإهمال، ولنَذْكُر فِيهِ أقوالَ العُلماءِ ليظهرَ لَك تَصويبُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُصَنِّف، قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبيّ فِي المِيزان فِي تَرْجَمته: قَالَ ابنُ نَاصِر وغيرُه: من قَالَه بزاءَيْن مُعجمَتَيْن فقد صَحَّف، ثمّ احتجَّ ابنُ نَاصِر لقَوْله بِأُمُور يَطول شَرْحُها تُفيدُ العِلم بأنّه برَاء، وَكَذَا ابنُ نُقطة وابنُ النّجّار، وَقد تمَّ الوَهمُ فِيهِ على الدارقُطْنيّ وعبدِ الغنيّ، والخطيب، وابنِ مَاكُولَا فَقَالُوا: عَزِيز، بزاي مكرَّرة،بخطِّ ابْن عُزَيْرٍ نفسِه الَّذِي لَا يَشُكّ فِيهِ أحدٌ من أهل الْمعرفَة. هَذَا آخرُ مَا احتجَّ بِهِ ابنُ نَاصِر وابنُ نُقطة. وَقد تقدّم مَا فِيهِ. ثمَّ قَالَ الْحَافِظ: فَكيف يَقْطَع على وَهم الدارقطنيّ الَّذِي لَقِيَه)
وَأخذ عَنهُ وَلم يَنْفَرِد بذلك حَتَّى تابعَه جماعةٌ. هَذَا عِنْدِي لَا يتّجِه، بل الْأَمر فِيهِ على الِاحْتِمَال، وَقد اشْتهر فِي الشرق والغرب بزاءَيْن مُعجَمتَيْن إلاّ عِنْد مَن سمَّيْناه، وَوجد بخطّ أبي طَاهِر السِّلَفيّ أنّه بزاءَيْن. وَقيل فِيهِ: براءٍ آخِره، والأصحّ بزاءَيْن. قَالَ: والقَلبُ إِلَى مَا اتَّفقَ عَلَيْهِ الدارقطنيّ وأتْباعُه أميلُ، إلاّ أَن يثبت عَن بعض أهل الضَّبْط أنّه قيّدَه بالحروف لَا بالقلم. قَالَ: وممّن ضَبَطَه من المَغاربة بزاءَيْن مُعجمَتَيْن أَبُو العبّاس أَحْمد بنُ عبد الْجَلِيل بن سُلَيْمان الغَسّانيّ التُّدْميريّ، كَمَا نَقَلَه ابنُ عبد الْملك فِي التّكملة وتعقّب ذَلِك عَلَيْهِ بِكَلَام ابنِ نُقطة، ثمَّ رَجَعَ فِي آخرِ الْكَلَام أنّه على الِاحْتِمَال، قلتُ: ونسَبَه الصَّفَديّ إِلَى الدَّار قُطنيّ، قَالَ: وَهُوَ مُعاصِرُه وأخذا جَمِيعًا عَن أبي بكر بنِ الأنْباريّ، أَي فَهُوَ أعرفُ باسمه ونسَبِه من غَيره.
{وعُزَيْز أَيْضا، أَي كزُبَيْر كُحْلٌ م مَعْرُوف من الأكحال، نَقله الصَّاغانِيّ. وحَفْر} عزَّى، ظَاهره أَنه بِفَتْح العَيْن، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبُوط بخطِّ الصَّاغانِيّ، وَالَّذِي ضَبَطَه من تكلَّم على البِقاع والبُلدان أَنه بكسرِ العَين وَقَالُوا: هُوَ ناحيةٌ بالمَوْصِل. {وتعَزَّزَ لَحْمُه، وَفِي الأساس واللِّسان: لحمُ الناقةِ: اشتدَّ وصَلُبَ، قَالَ المُتَلَمِّس:
(أُجُدٌ إِذا ضَمَرَت} تعَزَّزَ لَحْمُها ... وَإِذا تُشَدّ بنِسْعِها لَا تَنْبِسُ) {والعَزيزَةُ فِي قَوْلِ أبي كبيرٍ ثابتِ بنِ عَبْدِ شَمْس الهُذَليّ من قصيدةٍ فائيّةٍ عِدَّتُها ثلاثةٌ وعِشرون بَيْتَاً:
(حَتَّى انتَهيْتُ إِلَى فِراشِ} عَزيزةٍ ... سَوْدَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ)
وأوَّلُها:
(أَزُهَيْرَ هَل عَن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ ... أم لَا خُلودَ لباذلٍ مُتكَلِّفِ)
يُرِيد زُهَيْرة وَهِي ابْنَته، وقبلَ هَذَا الْبَيْت:
(وَلَقَد غَدَوْتُ وصاحبي وحَشِيَّةٌ ... نحت الرِّداءِ بَصيرَةٌ بالمُشْرِفِ)
يُرِيد بالوَحشيّة الرِّيح. يَقُول: الرِّيح تَصْفُقُني. وبَصيرة الخ، أَي هَذِه الرّيح مَن أَشْرَفَ لَهَا أصابَتْه إلاّ أَن يَسْتَتِرَ تدخل فِي ثِيَابه، والمُراد {بالعَزيزة العُقاب، وبالفِراش وَكْرُها، ورَوْثَةُ أَنْفِها، أَي طرف أَنْفِها. يَعْنِي مِنقارَها، أَرَادَ: لم أَزَلْ أَعْلُو حَتَّى بَلَغْت وَكْرَ الطَّيْر. والمِخْصَف: الَّذِي يُخصَف بِهِ، كالإشْفى، ويُروى عَزيبة، وَهِي الَّتِي عَزَبَت عمّن أرادها، ويُروى أَيْضا غَريبة، بالغَيْن وَالرَّاء، وَهِي السَّوداء، كَمَا نَقله السُّكَّريّ فِي شَرْحِ ديوَان الهُذليِّين. وَيَقُولُونَ للرجل:) تُحبُّني فَيَقُول:} لَعَزَّ مَا، أَي لَشَدَّما ولَحَقَّ مَا، كَذَا فِي الأساس. يَقُولُونَ: فلَان جِئْ بِهِ {عَزَّاً بَزَّاً، أَي لَا مَحالة، أَي طَوْعَاً أَو كَرْهَاً. قَالَ ثَعْلَب فِي الْكَلَام الفَصيح: إِذا} عَزَّ أَخُوك فهُنْ، والعربُ تقولُه، وَهُوَ مثَلٌ، أَي إِذا تعَظَّمَ أَخُوك شامِخاً عَلَيْك فهُن، فالتَزِم لَهُ الهَوان، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الْمَعْنى: إِذا غَلَبَك وقَهَرَك وَلم تُقاوِمه فلِنْ لَهُ: أَي تَواضَع لَهُ فَإِن اضطرابَك عَلَيْهِ يزيدُك ذُلاًّ وخَبالاً. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الَّذِي قَالَه ثَعْلَب خطأٌ، وإنّما الْكَلَام: إِذا عَزَّ أَخُوك فهِنْ. بكسرِ الهاءِ، مَعْنَاهُ: إِذا اشتدَّ عَلَيْك فهِنْ لَهُ ودارِه. وَهَذَا من مَكَارِم الْأَخْلَاق. وأمّا هُنْ، بالضمّ، كَمَا قَالَه ثَعْلَب، فَهُوَ من الهَوان، وَالْعرب لَا تَأْمُر بذلك، لأنّهم أَعِزَّةٌ أَبَّاؤُونَ للضَّيْم. قَالَ ابنُ سِيدَه: إِن الَّذِي ذهبَ إِلَيْهِ ثَعْلَبٌ صحيحٌ، لقولِ ابنِ أَحْمَر:
(وقارِعَةٍ من الأيّامِ لَوْلَا ... سَبيلُهمُ لَزاحَتْ عَنْك حِينا)

(دَبَبْتُ لَهَا الضَّرَاءُ فقلتُ أَبْقَى ... إِذا عَزَّ ابنُ عمِّك أَن تَهونا)
وَمن عَزَّ بَزَّ. أَي من غَلَبَ سَلَبَ، وَهُوَ أَيْضا من الْأَمْثَال، وَقد تقدّم فِي بزز. {والعَزيز كأمير، المَلِك، مَأْخُوذٌ من} العِزّ، وَهُوَ الشِّدَّة والقَهْر، وسُمِّي بِهِ لِغَلَبَتِه على أهلِ مَمْلَكَتِه، أَي فَلَيْسَ هُوَ من عِزَّةِ النَّفس. العَزيزُ أَيْضا: لقَبُ مَن مَلَكَ مِصرَ مَعَ الإسكَنْدَرِيَّة، كَمَا يُقَال النَّجاشيّ لمن مَلَكَ الحَبَشة، وقَيْصَر لمن مَلَكَ الرُّوم، وَبِهِمَا فُسِّر قَوْله تَعالى: يَا أيُّها العَزيزُ مَسَّنا وأَهْلَنا الضُّرُّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العَزيز: من صِفات اللهُ تَعَالَى وأسمائِه الحُسنى، قَالَ الزَّجَّاج: هُوَ المُمْتَنِعُ فَلَا يَغْلِبُه شيءٌ. وَقَالَ غَيره: هُوَ القويُّ الغالِبُ كلِّ شَيْء، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كمِثله شيءٌ. وَمن أسمائِه عزَّ وجلَّ: المُعِزّ، وَهُوَ الَّذِي يَهَب العِزَّ لمن يَشَاء من عِبادِه.
والتَّعَزُّز: التَّكَبُّر، ورجلٌ عَزيزٌ: مَنيعٌ لَا يُغلَب وَلَا يُقهَر، وقَوْلهُ تَعالى: وإنّه لكِتابٌ {عَزيزٌ لَا يأتيهِ الباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْه وَلَا مِن خَلْفِه أَي حُفِظَ وعَزَّ من أَن يَلْحَقَه شيءٌ من هَذَا.} وعِزٌّ {عَزيزٌ، على المُبالَغة، أَو بِمَعْنى مُعِزّ، قَالَ طَرَفَةُ:
(وَلَو حَضَرَتْه تَغْلِبُ ابنَةُ وائِلٍ ... لكانوا لَهُ} عِزَّاً! عَزيزاً وناصِرا)
وكلمةٌ شَنْعَاءُ لأهلِ الشِّحْر، يَقُولُونَ: {- بعِزِّي لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا،} وبِعِزِّك، كقولِك: لَعَمْري ولَعَمْرُك. وَفِي حَدِيث عمر: اخْشَوْشِنوا {وتَمَعْزَزوا، أَي تشَدَّدوا فِي الدِّين وتصَلَّبوا. من} العِزّ القُوَّة والشِّدّة. وَالْمِيم زَائِدَة، كَتَمَسْكَن من السُّكون، وَقيل: هُوَ من المَعَز وَهُوَ الشِّدّة، وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه ويُروى: وتَمَعْدَدوا. وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعه. وعَزَّزْتُ القَوم: قَوَّيْتُهم. {والأَعِزَّاء: الأَشِدَّاء)
وَلَيْسَ من} عِزَّةِ النَّفْس. ونقلَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: {عَزَّ مَا أنّك ذاهِبٌ. كقولِك: حقَّاً أنّك ذَاهِب.
} والعَزَز، مُحرّكة: المكانُ الصُّلْبُ السريعُ السَّيْل. وأرضٌ {عَزازَةٌ} وعَزَّاء: {مَعْزُوزة، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(عَزازَة كلِّ سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ ... لكلِّ} عَزازةٍ سالَتْ قَرارُ)
وفَرَسٌ {مُعْتَزَّةٌ: غَلِيظَة اللَّحْم شديدته. وَقَوْلهمْ تعَزَّيْت عَنهُ، أَي تصَبَّرْت، أَصْلهَا} تعَزَّزْت، أَي تشدَّدْت مثل تظَنَّيْت من تظَنَّنْت، وَلها نَظَائِر تُذْكّر فِي مَوضعها. وَالِاسْم مِنْهُ العَزَاءُ. وَفِي الحَدِيث: من لم {يَتَعَزَّ} بعَزاءِ الله فليسَ مِنَّا فسَّرَه ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ من لم يَرُدَّ أَمْرَه إِلَى الله فَلَيْسَ مِنّا. {والعَزّاء: السَّنة الشَّديدة.} وعَزَّه {يَعُزه} عَزَّاً: أَعانَه، نَقله ابْن القطّاع، قَالَ: وَبِه فَسَّر من قرأَ {فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ. يُقَال: فلانٌ عَنْزٌ} عَزوز، كصَبُور: لَهَا دَرٌّ جَمٌّ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ كثير المَال شَحِيحاً، {وعازَّ الرَّجلُ إبِلَه وغَنَمَه} مُعَازَّةً، إِذا كَانَت مِراضاً لَا تقدر أَنْ تَرْعَى فاحْتَشَّلها ولَقَّمَها، وَلَا تكون {المُعازَّةُ إلاّ فِي المَال، وَلم يُسْمَع فِي مَصدره} عِزازاً. وسَيْلٌ {عِزٌّ، بالكسْر: غالبٌ.} والمُعْتَزّ: {المَسْتَعِزّ.} وعِزَّ، بالكسْر مَبنِيّاً على الْفَتْح: زَجْرٌ للغَنَم، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ.
! وعَزيز، كأَمير: بَطْن من الأَوس من الأَنصار. وَفِي شرح أَسماء الله الْحسنى لِابْنِ بَرْجان: {العَزُوزُ، كصَبُور: من أَسماء فَرْج المَرأَة البِكْر.} وعُزَّى، على اسْم الصَّنَم: لَقَبُ سَلَمَة بن أَبي حَيَّةَ الكاهن العُذرِيّ. {والعُزَّيان، مُثَنَّى، هما بِظَاهِر الكُوفة حَيْثُ قبر أَمير الْمُؤمنِينَ عليّ رَضِي الله عَنهُ، زَعَمُوا أَنَّهما بناهما بعضُ مُلُوك الْحيرَة. وخَيالان من أَخيِلَة حِمَى فَيْد، يطَؤُهما طَرِيق الحاجّ، بَينهمَا وَبَين فَيْدٍ ستَّةَ عشَرَ مِيلاً.} واسْتَعَزَّ فلانٌ بحَقِّي، أَي غلبَني، {واسْتُعِزَّ بفلان أَي غُلِبَ فِي كلِّ شيءٍ من عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غيرِه. وَقَالَ أَبو عَمْرو:} اسْتُعِزَّ بالعليل، إِذا اشتدَّ وجَعُه وغُلِبَ على عَقْلِه. وَفِي الحَدِيث لمّا قدِمَ المَدينةَ نزلَ على كُلْثُومِ بنِ الهَدْمِ، وَهُوَ شاكٍ، ثمَّ اسْتُعِزَّ بكُلثومٍ فانتقلَ إِلَى سعد بنِ خَيْثَمَة. وَيُقَال أَيضاً: {اسْتُعِزَّ بِهِ، إِذا ماتَ.} وعَزَّزَ بهم {تَعْزيزاً: شَدَّدَ عَلَيْهِم وَلم يُرَخِّص. وَمِنْه حديثُ ابْن عُمَ: إنَّه} لَمُعَزَّزٌ بكم، عَلَيْكُم جَزاءٌ واحدٌ أَي مُثَقَّلٌ عَلَيْكُم الأَمرُ. ومحمّد بن {عِزَّان، بالكَسْر، رَوَى عَن صالحٍ مَولَى مَعْنِ بن زَائِدَة.} وعَزَّاز بن أَوْس، كشدَّاد: مُحَدِّث. {وعُزَيْز، كزُبَيْر: مُحَمَّد بن} عُزَيْزِ الأَيْلِيّ، وعَبْد الله بن مُحَمَّد بن عُزَيز المَوصِلِيّ. وأَحمد بن إِبْرَاهِيم بن عُزَيز الغرناطيّ. ومَيْسَرة بن عُزَيْز: مَحَدِّثون. وكأَمير، أَبو هُرَيْرَة عَزيز بن مُحَمَّد المَالقيّ الأَندلُسِيّ. وعزيز بن مُكْنِف، {وعَزيز بن مُحَمَّد بن أَحمد)
النَّيسابوريّ، ومُصعَب بن عبد الرَّحمن بن شُرَحْبيل ابْن أّبي عَزيز، وعَبْد الله بن يَحيى بن مُعَاوِيَة بن عَزيز بن ذِي هِجْران السّبائيّ المِصريّ، وعُمَر بن مُصْعَب بن أَبي عَزيزٍ الأَندلُسيّ: مُحَدِّثون. وأَبو إهابِ بنُ} عَزِيز بن قَيس الدَّارِميّ: أَحَدُ سُرَّاق غَزالِ الكَعْبَة، وابنتاه أُمُّ حُجَيْر وأُمُّ يَحْيى، وقعَ ذِكْرُ الأَخيرةِ فِي صَحِيح البخاريّ، الْمَشْهُور فِيهِ الْفَتْح: وقيَّده أَبو ذَرّ الهَرَويّ فِي رِوَايَته عَن المُسْتَمْلى والحَمَوِيّ بالضَّمّ. وأَبو عَزيز بن عُمَيْر العَبْدَرِيّ، قُتِل يومَ أحد كافِراً، وحفيده مُصعب بن عُمَيْر بن أَبي عَزيز قُتِل بالحَرَّة. وهانئُ بن عزيزٍ أَوَّل مَن قُتِل من مُشركي مَكَّة، ذكرَه ابْن دُريد. وَيحيى بن يَزيد بن حُمْران بن عَزيز الكِلابيّ، من صحابة الْمَنْصُور، وشُمَيْسَة بنت عَزيز، لَهَا رِوَايَة. وعَزيزة ابنةُ عليّ بن يَحيى بن الطَّرَّاح، عَن جَدِّها، مَاتَت سنة600، {وعَزيزة بنت مُشَرِّف مَاتَت سنة619، وعزيزةُ لقب مَسندة مِصر أُمّ الْفضل هاجَر القُدْسيّة. وبالضَّمّ أَبو بكر مُحَمَّد بنُ عُمَر بن إِبْرَاهِيم بن} عُزَيْزَة الأَصْبَهانيّ من شُيُوخ السَّلَفيّ، وأَخوه عَبْد الله، وَابْنه أَبو الخَير عُمَر بن محمّد، حدَّث عَنْهُمَا أَبو مُوسَى المَدِينيّ، وعنهما، يَعْنِي أَخبرَنا {العُزَيْزِيّان، وَولده أَبو الوفاءِ مُحَمَّد بن عُمر، حدَّث أَيضاً، وأَبو المَكارم أَحمد بن هبة الله بن} عُزيزة الشَّاهد، وَابْن عمِّه مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مَحْمُود، حدَّثا.
والشِّهاب عليّ بن أَبي الْقَاسِم بن تَمِيم الدّهِسْتانيّ {- العَزيزيّ، بِالْفَتْح، سَمع من أَبي اليُمْن بنِ عَساكِرَ، مولده سنة.} - وعُزَيْزِيّ بِلَفْظ النَّسَب، اسْم شَيْذَلَةَ الواعِظِ المَشْهور، يأْتي للمصنّف فِي شَذل. وَأَبُو عَبْد رَبّ العِزَّة، بِالْكَسْرِ، رَوَى عَن مُعاوِيةَ، وَعنهُ عبد الرَّحمن بن يزِيد بن جَابر. وعَبد {العُزَّى اسْم أَبي لَهَبٍ، وعَبد العُزَّى بن غطَفان أَخو رَيْث ويُسَمَّى عَبْد الله. وَعبد العُزَّى وَالِد أَبي الكُنود وجَعدةَ الشاعرَين.} وعزازة بن عبد الدَّائم شيخٌ لأَبي أَحمد العَسْكَريّ.
والحُسَين بن عَليّ {- المُعْتَزِّي المِصريّ، روَى عَن جَعفر بن عبد الْوَاحِد الهاشِميّ، وَذكره المَالينِيّ} ومُعْتَزَّة بنتُ الحُصَيْن الأَصبهانِيَّة، روتْ عَن عبد الْملك بن الحُسين بن عبد رَبِّه العطَّار، مَاتَت بعد الْخَمْســمِائَةِ. {والعَزيزيَّة، بِالْفَتْح: اسمٌ لثلاث قرى بمِصرَ بالشَّرقِيَّة والمُرْتاحِيَّة والسَّمَنودِيَّة. ومُنية} العِزّ، اسمٌ لأَربع قُرىً بمِصرَ أَيضاً، بالدَّقهليَّة وبالشَّرقيَّة وبالمُنُوفيَّة وبالأَشمُونين، وكُوْم عِزّ الْملك ومُنية عِزّ الْملك، ومُنْيَة ! عَزُّونَ قرى بالدِّيار المِصريَّة. وأَبو العِزّ مُحَمَّد بن أَحمد بن أَحمد بن عبد الرَّحمن القاهِريّ شيخ شُيوخِنا، أَجازَه المُعَمَّر مُحَمَّد بن عُمَر الشّوبريّ والشّمس البابليّ والشَّمس بن سُليمان المَغْرِبيّ، سمع مِنْهُ شُيوخُنا: الشِّهابان:) أَحمد بن عبد الفتَّاح المجيريّ، وأَحمد بن الْحسن الخالديّ، والمُحَمَّدان: ابنُ يَحيى بن حِجازيّ، وابنُ أَحمد بن مُحَمَّد الأَحمديّ، وغيرُهم، وَهُوَ من أَعظم مسندي مصر، كأَبيه. وعَبْد الله بن عُزَيِّز، مُصَغَّراً مثَقَّلاً، من شُيُوخ العِزّ عبد السَّلام البَغدادِيّ الحَنَفِيّ.
عزز: {فعززنا}: قوينا. {وعزني}: غلبني. {العزى}: صنم من حجارة كان في جوف الكعبة. 
(ع ز ز) : (عَزَّ عَلَيَّ) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ اشْتَدَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَبِالْكَسْرِ عَنْ الْغُورِيُّ الْأَوَّلُ مِنْ بَاب لَبِسَ وَالثَّانِي مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إلَيَّ غِنًى أَنْتِ وَأَعَزَّهُمْ فَقْرًا أَنْتِ أَيْ أَشَدَّهُمْ يَعْنِي مَنْ يَشْتَدّ عَلَيَّ فَقْرُهُ وَيَشُقُّ عَلَيَّ حَاجَتُهُ.

عزز


عَزَّ(n. ac. عَزّ
عِزّ
عِزَّة
عَزَاْزَة)
a. Was, became mighty, powerful; was great, exalted; was
loved, honoured.
b. Was rare, scarce; was valuable, precious, costly
dear.
c. Strengthened himself.
d. ['Ala], Was hard, difficult for; tried, distressed.
e. Resisted, withstood.
f.(n. ac. عَزّ) [acc. & Fī], Surpassed, excelled, vanquished, overcame in.

عَزَّزَa. Made strong, mighty, powerful; strengthened;
exalted.
b. Honoured, respected.
عَاْزَزَa. Vied with in honour, influence &c.

أَعْزَزَa. see II (a) (b).
c. Loved, cherished.
d. [pass.] [Bi], Was pained, grieved at.
تَعَزَّزَa. see I (a) (b).
c. Was affected, fantastical.
d. see VIII (b)
إِعْتَزَزَa. Became mighty, powerful, great, influential
&c.
b. [Bi], Boasted of, gloried in.
c. ['Ala], Surpassed, excelled; vanquished.
إِسْتَعْزَزَ
a. ['Ala], Overcame, overpowered; overwhelmed; outdid.
b. [Bi], Visited, caused to die (God).
c. Was firm, compact (ground).
عَزَّةa. Young gazelle, young doe.

عِزّa. Power, might, strength; influence; honour
glory.

عِزَّةa. see 2b. Rareness, scarceness; scarcity, dearth.

عَزِيْز
(pl.
أَعْزِزَة
عِزَاْز
أَعْزِزَآءُ
68)
a. Mighty, powerful, potent.
b. Honoured, respected; influential.
c. Rare, precious, costly, dear.
d. Loved, cherished.

عَزِيْزَةa. fem. of
عَزِيْز
عَزًّا بَزًّا
a. Necessarily, inevitably.

عَزِيْز النَّفْس
a. Noble, high-minded.

عَزِيْز مِصْر
a. Governor, Viceroy of Egypt.

اللّٰهُ عَزَّوجَلّ
a. To God belong might & majesty: Exalted &
magnified may He be!

عَزَازِيْل
H.
a. A certain demon.

كَهْلٌ في التسعين

كَهْلٌ في التسعين
الجذر: ك هـ ل

مثال: كَهْلٌ في التسعين من عُمْره
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في استعمال كلمة «كَهْل».

الصواب والرتبة: -شيخٌ في التسعين من عُمْره [فصيحة]
التعليق: «الشَّيْخُ» مَنْ اسْتَبانَت فيه السِّنُّ وظَهَرَ عليه الشَّيب، أو هو من بلغ الخمســين فما فوقها. أما «الكَهْلُ» فهو الذي جاوز الثلاثين، وقيل: من الثلاثين إلى الخمســين. قال تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} آل عمران/46. وقال ثعلب: يَنْزل عيسى إلى الأرض كهلاً ابن ثلاثين سنة.

شكر

شكر

1 شَكَرَ لَهُ, and شَكَرَهُ, (S, Mgh, K,) but the former is the more chaste, (S,) and the latter is for شَكَرَ نِعْمَتَهُ, (A,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شُكْرٌ and شُكْرَانٌ (S, A, * Msb, K) and شُكُورٌ, (S, K) which last, in the Kur lxxvi. 9, may be either an inf. n. or pl. of شُكْرٌ [used as a simple subst.], (S,) He thanked him; or praised, eulogized, or commended, him, for a benefit or benefits: (S:) he was grateful, or thankful, to him; or he acknowledged his beneficence, and spoke of it largely: (S, * K: [but in the S, the verb in the former sense has شُكْرٌ only for its inf. n., and it is implied that in the latter sense it has for its inf. n. only شُكْرَانٌ, as will be seen below:]) and شَكَرَ لِلّٰهِ, and شَكَرَ اللّٰهَ, (Lh, Msb, K,) which latter is less common than the former, and even disallowed by As in prose, though allowed by him in verse, (Msb,) and شَكَرَ بِاللّٰهِ and شَكَرَ نِعْمَةَ اللّٰهِ, and شَكَرَ بِنِعْمَةِ اللّٰهِ, (Lh, K,) and شَكَرَ لِلّٰهِ نِعْمَتَهُ, (A,) inf. n. شُكْرٌ and شُكْرَانٌ (Msb) [and شُكُورٌ], He thanked, or praised, God for his beneficence: (A:) he was grateful, or thankful, to God; or acknowledged his beneficence, and spoke of it largely: (K:) he acknowledge the beneficence of God, and acted in the manner incumbent on him in rendering Him obedience and abstaining from disobedience; so that شُكْر is in word and in deed: (Msb:) and لَهُ ↓ تَشَكَّرَ signifies the same as شَكَرَ لَهُ: (S, A, Msb, K:) you say, لَهُ مَا صَنَعَ ↓ تَشَكَّرْتُ [I thanked him, &c., for what he did]: (A:) and لَهُ بَلَآءَهُ ↓ تشكّر [He was grateful to Him, &c., i. e. to God, for his probation]: (K:) and أَشْكُرُ إِلَيْكَ نِعَمَ اللّٰهِ [I praise to thee, or mention to thee with thanks, the favours of God]: (L in art. حمد:) [but there are many explanations of شَكَرَ beside those given above: its meanings will be more fully shown by what here follows:] شُكْرٌ is the thanking a benefactor; or praising, eulogizing, or commending, him, (S, A,) for a benefits: (S:) or the being grateful, or thankful; or acknowledging beneficence; and speaking of it largely; and [in the copies of the K, “or,” but this is evidently a mistake,] it is only on account of favour received; (K;) and شُكْرَانٌ is [the same, being] contr. of كُفْرَانٌ: (S:) شُكْرٌ [sometimes] differs from حَمْدٌ; (Msb in art. حمد;) for شكر is only on account of favour received; whereas حمد is sometimes because of favour received, (Th, Az, TA in art. حمد, and Msb ubi suprà,) and sometimes form other causes; (Th ubi suprà;) [and thus] the latter is of more common application than the former; (S in art. حمد;) therefore you do not say شَكَرْتُهُ عَلَى

شَجَاعَتِهِ, but you say حَمِدْتُهُ على شجاعته: (Msb ubi suprà:) or شُكْرٌ is more common than حَمْدٌ with respect to its kinds and means, and more particular with respect to the objects to which it relates; and the latter is more common with respect to the objects to which it relates, and more particular with respect to the means; for the former is, with the heart, the being humble, or lowly, and submissive; and with the tongue, the act of praising, eulogizing, or commending; and acknowledging beneficence; and with the members, the act of obeying, and submitting one's self; and the object to which it relates is the benefactor, exclusively of his essential qualities; therefore one does not say شَكَرْنَا اللّٰهَ عَلَى حَيَاتِهِ [we thanked God for his existence, or praised Him, &c.]; but He is مَحْمُود on that account, like as He is for his beneficence; and شُكْرٌ is also for beneficence: thus حَمْدٌ relates to every object to which, as an object, شُكْرٌ relates; but the reverse is not the case: and everything whereby is حمد, thereby is شكر; but the reverse is not the case; for the latter is by means of the members, or limbs, and the former is by means of the tongue: شُكْرٌ is of three kinds; with the heart, or mind, which is the forming an [adequate] idea of the benefit; and with the tongue, which is the praising, eulogizing, or commending, the benefactor; and with the members, or limbs, which is the requiting the benefit according to its desert: it rests upon five foundations; humility of him who renders it towards him to whom it is rendered; his love of him; his acknowledgment of his benefit; the eulogizing him for it; and his not making use of the benefit in a manner which he [who has conferred it] dislikes: it is also explained as devotion of the heart to love of the benefactor, and of the members to obey him, and the employment of the tongue in mentioning him and eulogizing him: [and there are several other explanations of it which it is unnecessary to add:] some say that it is formed by transposition from كَشْرٌ, the “ act of uncovering, or exposing to view: ” others, that it is from عَيْنٌ شَكْرَى “ a full fountain, or eye; ” accord. to which etymology it would signify the being full of the praise of the benefactor. (B, TA.) b2: شُكْرٌ on the part of God signifies (tropical:) The requiting and commending [a person]: (K:) or (assumed tropical:) the forgiving a man: or (tropical:) the regarding him with content, satisfaction, good will, or favour: and hence, necessarily, (tropical:) the recompensing, or rewarding, him: the saying شَكَرَ اللّٰهُ سَعْيَهُ signifies (tropical:) May God recompense, or reward, his work, or labour. (TA.) A2: شَكِرَتْ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. شَكَرٌ, (S,) (tropical:) Her (a camel's) udder became full (S, K, TA) of milk: (S, TA:) or she (a camel) obtained a good share of leguminous herbage, or [other] pasturage, and in consequence abounded with milk after having had little milk: (T, TA:) and she (a beast;) became fat, (K, TA,) and her udder became full of milk. (TA.) b2: And شَكِرَ (tropical:) He was, or became, liberal, or bountiful, (A, K,) after having been niggardly: (A:) or he gave largely after having been niggardly. (K.) A3: شَكِرَتْ said of a tree (شَجَرَةٌ), (Fr, S, A, K,) aor. ـَ inf. n. شَكَرٌ, (S,) (assumed tropical:) It produced, or put forth, what are termed شَكِير, (Fr, S, K,) i. e. what grow around it, from its أَصْل [i. e. root, or base, or stem]; (S;) as also ↓ اشكرت, (Fr, TA,) and ↓ اشتكرت: (Sgh, TA:) or its شَكِير, i. e. sappy twigs or shoots, from its stem, or small leaves beneath the large, became abundant. (A.) b2: and شَكِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَكَرٌ; (TA;) and شَكَرَ, aor. ـُ and ↓ اشكر; (K;) said of palm-trees (نَخْلٌ), (assumed tropical:) They had many شَكِير, i. e. offsets, or suckers. (AHn, K, * TA.) b3: And شَكَرَ and ↓ اشكر and ↓ اشتكر are all verbs from شكِيرٌ. (K.) [It is said in the K that these verbs are from شكير in all of certain significations there mentioned; app. meaning, all that are there mentioned after the next preceding verb: and hence they seem to have the significations here following: b4: said of palmtrees (نَخْل), (assumed tropical:) They put forth leaves around their branches:: b5: and, said of trees in general شَجَرَ, (assumed tropical:) They put forth branches: b6: and (assumed tropical:) They produced bark: b7: and, said of a grape-vine, (assumed tropical:) it grew from a shoot planted: b8: in the TA it seems to be implied that, said of a vine, they signify (assumed tropical:) It put forth long shoots, or upper shoots.]3 شَاكَرْتُهُ I showed him that I was thankful, or grateful, (A, O, K,) to him. (A.) A2: and شَاكَرْتُهُ الحَدِيثَ I commenced with him discourse. (O, K.) 4 اشكر القَوْمُ (assumed tropical:) The people's camels had their udders full of milk (شَكِرَتْ إِبِلُهُمْ): (K:) or the people's camels became fat: (TA:) or the people milked a camel or sheep or goat having her udder full of milk, i. e., such as is termed شَكِرَة: (S:) or the people milked camels or sheep or goats having their udders full of milk, one such after another: (O, TA: [but for اِحْتَلَبُوا شَكْرَةً شَكْرَةً in the O, and شُكْرَةً شُكْرَةً in the TA, I read احتلبوا شَكِرَةً شَكِرَةً, agreeably with what here next precedes:]) or the people, having alighted in a place where their camels found herbs, or leguminous plants, had abundance of milk from them. (T, TA.) b2: اشكر said of an udder: see 8. b3: اشكرت الأَرْضُ (assumed tropical:) The land produced fresh herbage after other herbage that had become dried up and dusty. (TA.) b4: See also 1, near the end of the paragraph, in three places.5 تشكّر: see 1, in three places. b2: Also [He affected, or made a show of, thankfulness, or gratitude: (see تَحَمَّدَ:) or] he seemed, or appeared, thankful, or grateful. (KL.) 8 اشتكر (tropical:) It (an udder) became full (S, K, TA) of milk; (S, TA;) as also ↓ اشكر. (K.) b2: اشتكرت السَّمَآءُ (assumed tropical:) The rain fell vehemently: (S:) or the sky rained much. (K.) b3: اشتكرت الرِيَاحُ (assumed tropical:) The winds brought rain: (K:) or blew violently: or, as is said on the authority of A'Obeyd, were contrary; but ISd says that this is a mistake. (TA.) b4: Also اشتكر (assumed tropical:) It (heat, and cold,) became intense. (K.) b5: (tropical:) He (a man) strove, exerted himself, or did his utmost, in his running. (K, TA.) A2: Also (assumed tropical:) It became what is termed شَكِير [q. v.]. (TA.) b2: See also 1, near the end of the paragraph, in two places. b3: [Hence, app.,] (tropical:) It (a fœtus) put forth downy hair. (A.) شَكْرٌ The vulva, or pudendum, of a woman: (S, M, Msb, K:) or the flesh thereof: (M, K, * MF:) as also ↓ شِكْرٌ, in either of these senses: (K:) pl. شِكَارٌ: (Msb, TA:) لَحْمُهَا, in the K, as the second explanation, is a mistake for لَحْمُهُ. (MF.) It is said in a trad., نَهَى عَنْ شَكْرِ البَغِىِ, meaning He forbade the giving hire for prostitution; the word ثَمَنِ being understood as prefixed to شكر. (TA.) b2: Also i. q. نِكَاحٌ [i. e. The act of compressing, or of contracting marriage with, a woman]. (TS, K.) شُكْرٌ and inf. n. of شَكَرَ: (S, A, * Msb, K:) and it may [be used as a simple subst., and, as such,] have for its pl. شُكُورٌ. (S. [See 1.]) شِكْرٌ: see شَكْرٌ.

شُكْرَةٌ (assumed tropical:) [Fulness of the udder of a camel; and so ↓ شَكَرِيَّةٌ is expl. in the TK;] a subst. from أَشْكَرَ القَوْمُ [q. v.]. (K.) One says, هٰذَا زَمَنُ الشُّكْرَةِ, so in the L and other lexicons, (TA,) or ↓ الشَّكَرَةِ, (so in my copies of the S,) or ↓ الشَّكَرِيَّةِ, (so in the O and K,) (assumed tropical:) [This is the time of the fulness of the udder,] when the camels abound with milk, or have their udders full, (إِذَا حَفَلَتْ, q. v.,) from the [herbage called] رَبِيع. (S, O, L, K.) شَكَرَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَكِرَةٌ (tropical:) A she-camel, (As, S, A, K,) and ewe or she-goat, (A,) having her udder full (As, S, A, K) of milk, (S,) whatever be the fodder, or herbage, she has eaten; (A;) as also ↓ مِشْكَارٌ: (K:) or the former, that has obtained a good share of leguminous herbage, or of [other] pasture, and in consequence abounds with milk after having had little milk: (T, TA:) and ↓ the latter, that abounds with milk though having had but a small share of pasture: (TA:) or that abounds with milk in summer and ceases in winter: (IAar, TA:) pl. of the former شَكَارَى, (S, K,) applied to camels and to sheep or goats, (S,) and شَكْرَى (K) and شَكِرَاتٌ: (S, K:) and شَكَارَى is applied to camels, and sheep or goats, as meaning abounding with milk, or having their udders full, (إِذَا حَفَلَتْ,) from the [herbage called] رَبِيع. (S, TA.) [↓ شَكْرَى is also a sing. epithet, having a similar signification: as well as a pl.] One says ↓ ضَرَّةٌ شَكْرَى (tropical:) An udder abounding with milk: (A:) or having much milk. (S.) And ↓ عَيْنٌ شَكْرَى (assumed tropical:) A full source or eye. (B, TA.) And ↓ فِدْرَةٌ شَكْرَى (assumed tropical:) A fat piece of flesh-meat: (K:) or (tropical:) [a piece of flesh-meat] flowing with grease, or gravy: (A: [but in my copy, قِدْرَةٌ is erroneously put for فِدْرَةٌ:]) pl. شَكَارَى. (A.) شَكْرَى: see the next four preceding sentences.

شَكَرِيَّةٌ: see شُكْرَةٌ, in two places.

شَكُورٌ an intensive epithet, (TA,) signifying كَثِيرُ الشُّكْرِ [i. e. One who thanks much; or who is very thankful or grateful: see 1]: (K, TA:) and one who is earnest, or does his utmost, in thanking his Lord, or in being thankful or grateful to Him, by obedience to Him, performing his appointed religious services: (TA:) or one who does his utmost in showing his thankfulness, or gratitude, with his heart and his tongue and his members, or limbs, with firm belief, and with acknowledgment [of benefits received]: or who sees his inability to be [sufficiently] thankful or grateful: or who renders thanks, or is thankful or grateful, for probation: or, for what is denied him: (KT:) pl. شُكُرٌ. (TA.) b2: (tropical:) A beast that is sufficed by little fodder or herbage, (S, A,) and that fattens upon it: (A:) or that fattens upon little fodder or herbage: (K:) as though thankful for that small benefit. (TA.) b3: الشَّكُورُ, applied to God, (tropical:) [He who approves, or rewards, or forgives, much, or largely:] He who gives large reward for small, or few, works: He in whose estimation small, or few, works performed by his servants increase, and who multiplies his rewards to them. (TA.) شَكِيرٌ (tropical:) The shoots that grow around a tree, from its أَصْل [i. e. root, or base, or stem]: (S:) or sappy twigs or shoots, that grow from the stem of a tree: or small leaves beneath the large: (A:) or fresh and tender twigs or shoots, that grow among such as have become thick and tough: and what grow at, or upon, the أُصُول [i. e. roots, or bases, or stems,] of large trees: or small leaves that grow at, or upon, the root, or base, or stem, of a tree: (IAar, TA:) and offsets, or suckers, or sprouts, of palm-trees: (K:) and the leaves that are around the branches of the palm-tree: (Yaa-koob, K:) and plants, and hair, and feathers, and abundant ostrich-feathers (عِفَآء, K, TA, in the CK عَفاء), such as are small, growing among such as are large: or the first, of herbage, growing after other herbage that has become dried up and dusty: (K:) and downy hair, or down: and any soft, fine hair: (A:) or hair growing among the plaits: pl. شُكُرٌ: and weak hair: (TA:) and hair at the roots of a horse's mane, (K, TA,) like down, and in the forelock: (TA:) and the hair that is next to the face and the back of the neck: (A, K:) and branches: (AHn, K: [in the CK, والغُصُونِ is erroneously put for والغُصُونُ:]) and the bark (لِحَآء) of trees: pl. شُكُرٌ: (K:) and the pl. also signifies the long shoots of a grape-vine: or its higher, or highest, shoots: (AHn, TA:) and the sing., a grape-vine growing from a planted shoot. (AHn, K, TA.) b2: Also (tropical:) Young men: (A:) or young offspring. (TA, from a trad.) b3: And (tropical:) The young ones of camels: (K, TA:) as being likened to the شَكِير of palm-trees. (TA.) شَكَائِرُ (assumed tropical:) Forelocks: (K, TA:) as though pl. of شَكِيرَةٌ [which may be n. un. of شَكِيرٌ]. (TA.) شِكُورِيَةٌ a name applied in the present day to Cichorium, intybus and endivia; wild and garden-succory, and endive; as also هِنْدَبَى, correctly هِنْدَبًى.]

شَاكِرِىٌّ A hired man, or hireling; one taken as a servant: an arabicized word, from [the Pers\.] چَاكَرْ. (O, K.) شَوْكَرَانٌ: see the next paragraph.

شَيْكُرَانٌ (S, K) and شَيْكَرَانٌ, (K,) [in the CK, erroneously, شَكْرَان and with damm to the ك,] or the correct form is شَيْكُرَانٌ, with damm to the ك as Ibn-Hishám El-Lakhmee and El-Fárábee have expressly affirmed; (TA;) or it is correctly with س, (K,) unpointed, and so it is mentioned by AHn; (TA;) [but see سَيْكُرَانٌ;] or correctly ↓ شَوْكَرَانٌ, (K,) as Sgh holds to be the case, (TA,) [and thus it is written in several medical books, from the Pers\. شَوْكَرَانْ; accord. to Golius, Cicuta herba, and applied in the present day to conium, i. e. hemlock, or a species thereof; and this is probably what is meant by Golius, as the conium maculatum, or common hemlock, is called by some cicuta;] a certain plant, (S, K,) of the kind called حَمْض, (so in a marginal note in a copy of the S,) the stem of which is like that of the رَازِيَانَج [or fennel], and the leaves of which are like those of the [species of cucumber called.]

قِثَّآء, or, as some say, like those of the يَبْرُوح [q. v.], and smaller; having a white flower, and a slender stem, without any fruit; and its seed is like [that of] the نَانَخَوَاة [or ammi], or [of] the أَنِيسُون [or anise], without taste or odour, and mucilaginous. (TA.) أَشْكَرُ [More, and most, thankful, or grateful, &c.: see an ex. voce بَرْوَقٌ].

عُشْبٌ مَشْكَرَةٌ (O, K, TA, in the CK مُشْكِرَةٌ,) (assumed tropical:) Herbage that causes milk to be copious. (O, K, TA. [In the CK, مُغْزَرَةُ اللَّبَنِ is erroneously put for مَغْزَرَةٌ لِلَّبَنِ.]) مِشْكَارٌ: see شَكِرَةٌ, in two places.

رِيحٌ مُشْتَكِرَةٌ (assumed tropical:) A violent wind: (O, K:) or, as some say, a contrary wind; (O, TA;) but ISd, says that this is a mistake. (TA.)
(شكر) في الخبر "فَشَكَرتُ الشَّاةَ":
أي أَبدَلْتُ شَكرَها؛ وهو الفَرْجُ.
(ش ك ر) : (شَكَرَهُ) لُغَةٌ فِي شَكَرَ لَهُ وَفِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ نَشْكُرُكَ كَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَامَّةِ لَيْسَ بِمُثْبَتٍ فِي الرِّوَايَةِ أَصْلًا.
ش ك ر: (الشُّكْرُ) الثَّنَاءُ عَلَى الْمُحْسِنِ بِمَا أَوْلَاكَهُ مِنَ الْمَعْرُوفِ. وَقَدْ (شَكَرَهُ) يَشْكُرُهُ بِالضَّمِّ (شُكْرًا) وَ (شُكْرَانًا) أَيْضًا. يُقَالُ: شَكَرَهُ وَشَكَرَ لَهُ وَهُوَ بِاللَّامِ أَفْصَحُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9] يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كَقَعَدَ قُعُودًا وَأَنْ يَكُونَ جَمْعًا كَبُرْدٍ وَبُرُودٍ وَكُفْرٍ وَكُفُورٍ. وَ (الشُّكْرَانُ) ضِدُّ الْكُفْرَانِ. وَ (تَشَكَّرَ) لَهُ مِثْلُ شَكَرَ لَهُ. 
ش ك ر : شَكَرْتُ لِلَّهِ اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِهِ وَفَعَلْتُ مَا يَجِبُ
مِنْ فِعْلِ الطَّاعَةِ وَتَرْكِ الْمَعْصِيَةِ وَلِهَذَا يَكُونُ الشُّكْرُ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَيَتَعَدَّى فِي الْأَكْثَرِ بِاللَّامِ فَيُقَالُ شَكَرْتُ لَهُ شُكْرًا وَشُكْرَانًا وَرُبَّمَا تَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ شَكَرْتُهُ وَأَنْكَرَهُ الْأَصْمَعِيُّ فِي السَّعَةِ وَقَالَ بَابُهُ الشِّعْرُ وَقَوْلُ النَّاسِ فِي الْقُنُوتِ نَشْكُرُكَ وَلَا نَكْفُرُكَ لَمْ يَثْبُتْ فِي الرِّوَايَةِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ عُمَرَ عَلَى أَنَّ لَهُ وَجْهًا وَهُوَ الِازْدِوَاجُ وَتَشَكَّرْتُ لَهُ مِثْلُ شَكَرْتُ لَهُ. 
شكر
الشُّكْرُ: عِرْفانُ الإِحْسَانِ ونَحْوِه، وهو الشُّكُوْرُ أيضاً.
والشَّكُوْرُ من الدَّوابِّ: ما يَكْفِيه للسِّمَن العَلَفُ القَليلُ.
والشَّكِرَةُ من الحَلُوْباتِ: التي تُصِيْبُ حَظّاً من بَقْل أو مَرْعىً فَتَغْزُرُ عليه. وأشْكَرَ القَوْمُ. وهم يَحْتَلِبُونَ شَكْرَةً. وشَكِرَتِ الحَلُوبَةُ.
وشَكِرَ فلانٌ بَعْدَ البُخْل: أي صار سَخِيّاً.
والشَّكِيْرُ من الشَّعرِ والنَّبات: ما يَنْبُتُ من الشَّعر بين الضَّفَائر، وفي ساقٍ الشَّجَرَةِ من قُضْبانٍ غَضَّةٍ، والجميع الشُكُرُ.
والشَّكَايِرُ: النواصي.
والمُشْتَكِرَةُ من الرياح: الشَّدِيدةُ، وقيل: هِيَ المُخْتَلِفَةُ.
ويَشْكُرُ: قَبِيْلَةٌ من رَبِيْعَةَ.
وشاكِرٌ: من اليَمَن.

شكر


شَكَرَ(n. ac. شُكْر
شُكُوْر
شُكْرَاْن)
a. Thanked; praised; rewarded.

شَكِرَ(n. ac. شَكَر)
a. Became fat.
b. Was, became generous, liberal, bountiful.
c. Had much milk.

شَاْكَرَa. Proved grateful to.
b. Entered into (conversation) with.

أَشْكَرَa. Had much milk.

تَشَكَّرَ
a. [La], Thanked; praised; was grateful to.
إِشْتَكَرَa. Became full.

شَكْر
(pl.
شِكَاْر)
a. Vulva, pudendum.

شَكْرَىa. Full.

شِكْرa. see 1
شُكْر
(pl.
شُكُوْر)
a. Thanks; thanksgiving, praise.

مَشْكَرَةa. Milk-producing (herbage).
شَاْكِر
(pl.
شُكَّر)
a. Thankful, grateful.

شَاْكِرِيّ
(pl.
شَاْكِرِيَّة), P.
a. Servant, hireling.

شَاْكِرِيَّةa. Hire, wages.
b. [ coll. ], A kind of poniard.

شَكَاْرَة
(pl.
شَكَاْئِرُ)
a. Part, portion.
b. Seed-plot.

شَكِيْر
(pl.
شُكُر)
a. Shoot, sprout, sucker.
b. Hair, feathers.

شَكُوْرa. see 21b. Paying; profitable, remunerative.

شُكْرَاْنa. Gratitude, thankfulness.

شَوْكَرَان
P.
a. Hemlock.
ش ك ر

شكرت لله تعالى نعمته. " واشكروا لي " وقد يقال: شكرت فلاناً، يريدون نعمة فلان، وقد جاء زياد الأعجم بهما في قوله:

ويشكر تشكر من ضامها ... ويشكر لله لا تشكر

وعليه: فلان محمود مشكور، وهو كثير الشكر والشكران والشكور. ورجل شكور، وقوم شكر، وتشكرت له ما صنع، وكاشرته وشاكرته: أريته أني شاكر له.

ومن المجاز: دابة شكور: يكفيها قليل العلف وهي تسمن عليه وتصلح، وناقة وشاة شكرة: تعتلف أي علف كان ويصبح ضرعها ملآن، وقد شكرت حلوبتهم، وضرة شكرى: حفول بالدرة. قال الراعي:

أغن غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرة شكرى فأصبح طاوياً وفردة شكرى، وفدر شكارى: سيالة دسماً. قال الراعي:

تبيت المحال الغرّ في حجراتها ... شكارى مراها ماؤها وحديدها

وشكر فلان: بعد أن كان شحيحاً صار سخياً. وشكرت الشجرة: كثر شكيرها وهي قضبان غضة تنبت من ساقها أو ورق صغار تحت ورقها الكبار. واشتكر الجنين: نبت عليه الشكير وهو الزغب، وكل شعر لين رقيق فهو شكير كشعر الشيخ والنابت تحت الضفائر، وفلانة ذات شكير وهو ما ولي الوجه والقفا. وقال عمر بن عبد العزيز لهلال بن مجاعة: هل بقي من شيوخ مجاعة أحد؟ فقال: نعم وشكير كثير، يريد الأحداث.
[شكر] الشُكْرُ: الثناء على المحسِن بما أولا كه من المعروف. يقال: شَكَرْتُهُ وشَكَرْتُ له، وباللام أفصح. وقوله تعالى:

(لا نُريدُ منكُمْ جَزاء ولا شُكوراً) *، يحتمل أن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعوداً، ويحتمل أن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرودٍ، وكُفْرٍ وكُفورٍ. والشُكْرانُ: خلاف الكفران. وتشكرت له: مثل شَكَرْتُ له. والشَكورُ من الدوابّ: ما يكفيه العلَفُ القليل. وشَكْرُ المرأة فَرْجُهَا. قال الهذَليّ: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ بقوتِ البطنِ والعِرْقُ زاخِرُ - واشْتَكَرَتِ السماءُ: اشتد وقعها. قال امرؤ القيس يصف مطرا: تظهر الود إذا ما أَشْجَذَتْ * وتُواريهِ إذا ما تَشْتَكِرْ - ويروى: " تعتكر ". واشتكر الضرع: املا لبناً. تقول منه: شَكِرَتِ الناقةُ بالكسر تَشْكَرُ شَكَراً، فهي شَكِرَةٌ. قال الحطيئة: إذا لم تكن إلا الا ما ليس أصبحت * لها حلق ضَرَّاتُها شَكِراتُ - وأَشْكَرَ القومُ، أي يحلبون شكرة. وهذا زمن الشكرة، إذا حفَلتْ من الربيع. وهي إبلٌ شَكارى، وغنمٌ شَكارى. وضَرَّةٌ شَكْرى، إذا كانت ملأى من اللبن وشَكِرَتِ الشجرة أيضاً تَشْكَرُ شَكَراً، أي خرج منها الشِكيرُ، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصلها. قال الشاعر : ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً * شَكِيرُ جحافله قد كتن - والشيكران : ضرب من النبت. 
[شكر] نه: "الشكور" تعالى من يزكو عنده العمل القليل فيضاعف
شكر
الشُّكْرُ: تصوّر النّعمة وإظهارها، قيل: وهو مقلوب عن الكشر، أي: الكشف، ويضادّه الكفر، وهو: نسيان النّعمة وسترها، ودابّة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل: أصله من عين شكرى، أي:
ممتلئة، فَالشُّكْرُ على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشُّكْرُ ثلاثة أضرب:
شُكْرُ القلب، وهو تصوّر النّعمة.
وشُكْرُ اللّسان، وهو الثّناء على المنعم.
وشُكْرُ سائر الجوارح، وهو مكافأة النّعمة بقدر استحقاقه.
وقوله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً [سبأ/ 13] ، فقد قيل (شكرا) انتصب على التّمييز . ومعناه: اعملوا ما تعملونه شكرا لله.
وقيل: (شكرا) مفعول لقوله: (اعملوا) ، وذكر اعملوا ولم يقل اشكروا، لينبّه على التزام الأنواع الثّلاثة من الشّكر بالقلب واللّسان وسائر الجوارح. قال: اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ
[لقمان/ 14] ، وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
[آل عمران/ 145] ، وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
[النمل/ 40] ، وقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ
[سبأ/ 13] ، ففيه تنبيه أنّ توفية شكر الله صعب، ولذلك لم يثن بالشّكر من أوليائه إلّا على اثنين، قال في إبراهيم عليه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ
[النحل/ 121] ، وقال في نوح: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، وإذا وصف الله بالشّكر في قوله:
وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن/ 17] ، فإنما يعنى به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموه من العبادة. ويقال: ناقة شَكِرَةٌ: ممتلئة الضّرع من اللّبن، وقيل: هو أَشْكَرُ من بروق ، وهو نبت يخضرّ ويتربّى بأدنى مطر، والشَّكْرُ يكنّى به عن فرج المرأة، وعن النكاح. قال بعضهم :
أإن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلّها
والشَّكِيرُ: نبت في أصل الشّجرة غضّ، وقد شَكَرَتِ الشّجرةُ: كَثُرَ غصنها.
شكر: شكر: اللغة الفصحى تفرق بين شكر وحمد (انظر لين). غير انهما اصبحا مترادفين بمعنى واحد وهو عظّم، فخم، مجد، زكى، أطرى، مدح (دلابورت ص90، 97) وبمعنى أطرى ومدح يقال: شكره عند الناس أي مدح. وشكر روحه أو نفسه: تبجح تباهى، تفاخر (بوشر). وفي طرائف دي ساسي (2: 178): شكرت سيرته أي حمدت (أماري ص151، 323، المقري 2: 552، ألف ليلة 1: 458، 2: 296، 3: 205، 231، برسل 4: 111 ويقال: شكر فيه أو شكره وفي طبعة ماكن 1: 417): الجارية التي تمدحها وتشكر فيها وفي عقلها وأدبها.
شكر: استغنى عن، رفت، صرف، سرّح، إنظر زيشر (11: 685 رقم4).
انشكر: استغنى عنه، صُرف، سُرّح (فوك).
شُكْر (بالأسبانية Suegro) وكذلك شُقْر: حمو، والد الزوج أو الزوجة، وزوج الأم (فوك).
شُكْر: مدح، ثناء حمد (الكالا) وفيه = حَمْو.
شُكْر: جائزة، مكافأة (ألكالا).
شُكْر: نوع من التمر (ينبور رحلة 2: 215).
شَكُور. الوجه الشكور عند العامة: الذي لا يهزل مع هزال جسم صاحبه إذا مرض (محيط المحيط).
شكور (بالأسبانية): ( Segur) فأس، بلطة وكذلك شاكور وجمعها شواكر (مارسيل، بوشر) (بربرية). وانظر: شُقُور.
الشَكَارَة وجمعها شَكائر عند العامة: ما يزرعه الخولي لنفسه في قطعة صغيرة من أرض المالك (محيط المحيط).
الشكارة: ما يريبه الخباز من دود القز ويجمع له ورقاً من عند الذين يخبزون عنده.
الشكارة: الحصة من غير دود القز كالشرذمة من الجراد ونحوها. وجمعها شكائر (محيط المحيط).
شِكَارَة وجمعها شكائر: كيس، جراب (فوك، الكالا، هلو، دلابورت ص133، دوماس حياة العرب ص110، مارسيل معجم البربرية) وكيس كبير، جوالق للحبوب (بوشر) وخرج، عدل (هلو، ابن بطوطة 2: 352، 4: 39، المقدمة 1: 328، العقد الغرناطي، تاريخ تونس ص39.
شكائر: أكياس مملوءة تراباً (همبرت ص144 جزائرية) ومجلس الحرب.
شِكارَة: كيس نقود، صرة (دومب ص82).
شَكّار: مصفّق، مستحسن (بوشر).
شكار روحه: متشدق، مدّع، متبجح، (بوشر).
شاكر: مجز، مكسب، مثيب. (بوشر).
شاكريّ: ساع (في سوريا) (باين سميث 1426).
شكورية: هندباء، لعاعة (771) (بوشر).
شكورية: خندرلي، بقل بري من الفصيلة المركبة قريب من الهندباء (بوشر).
شاكِرِيَة: راتب الشاكري أي الأجير المستخدم (محيط المحيط).
شاكِريّة: سيف ضَلَعٌ، سيف عريض ومعقوف أصلاً.
(بوشر، همبرت ص143) وخنجر في وسط كل صفحة منه حرف ناتئ.
شاكِرِيّة: طعام من اللحم المطبوخ باللبن (محيط المحيط).
شاكور: انظر شكور.
أشْكُر: نوع من التمر (نيبور رحلة 2: 215). اشكاراً: بوضوح، بصراحة، واضحاً، جلياً (بوشر).
شكر
شكَرَ/ شكَرَ لـ يَشكُر، شُكْرًا وشُكرانًا وشُكورًا، فهو شاكر، والمفعول مَشْكور (للمتعدِّي)
• شكَر اللهَ/ شكَر للهِ: حمِده، ذكر نعمته وأثنى عليه "من شكر القليل استحق الجزيل- لا يشكر اللهَ من لا يشكر النَّاس- اشكرْ من أنعم عليك، وأنعِمْ على من شكرك [مثل]- {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} - {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} ".
• شكَر اللهُ عبدَه: رضي عنه وأثابه " {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} - {فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} " ° شكَر الله سعيَك: أثابك.
• شكَر عملَه: أثابه عليه "اجتهدتُ فشكر الأستاذُ عملي".
• شكَره على نصائحه: أعرب له عن امتنانه بها. 

تشكَّرَ لـ يتشكّر، تشكُّرًا، فهو مُتشكِّر، والمفعول مُتشكَّر له
• تشكَّر لصديقه: شكره وأثنى عليه لحُسن صنيعه. 

شاكر [مفرد]: اسم فاعل من شكَرَ/ شكَرَ لـ.
• الشَّاكر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المادح لمن يُطيعه المُثني عليه، المُثيب للشَّاكر على شكره، المُجازي على الحسنة بأضعافها. 

شَكَائرُ [جمع]: نواصٍ، شعر مُقدّم الرأس "شابت شكائرهم". 

شِكارة [مفرد]: ج شكائِرُ: كيس من قماش أو ورق متين تعبَّأ فيه موادّ البناء في الغالب "شكارة أسمنت/ جبس". 

شُكْر [مفرد]: مصدر شكَرَ/ شكَرَ لـ ° أسدَى له الشُّكرَ: وجَّهه إليه- بمزيد الشُّكر: بوافر الشكر- شكرًا جزيلاً- شكرًا لك- لا شكر على واجب- مدين بالشّكر. 

شُكران [مفرد]: مصدر شكَرَ/ شكَرَ لـ. 

شَكور [مفرد]: ج شكورون وشُكُر، مؤ شكورة وشَكور، ج مؤ شكورات وشُكُر: صيغة مبالغة من شكَرَ/ شكَرَ لـ: كثير الشكر (للمذكر والمؤنث) "أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا [حديث]- {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ".
• الشَّكور: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المثيب للشَّاكر على شكره، المجازي على الحسنة بأضعافها " {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} ". 

شُكور [مفرد]: مصدر شكَرَ/ شكَرَ لـ. 
(ش ك ر)

الشُّكْر: عرفان الْإِحْسَان ونشره.

قَالَ ثَعْلَب: الشُّكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، وَقد قدمنَا أَن الْحَمد يكون عَن يَد وَعَن غير يَد، فَهَذَا الْفرق بَينهمَا.

وَالشُّكْر من الله تَعَالَى: المجازاة وَالثنَاء الْجَمِيل.

شكره، وشكر لَهُ، يشْكر شكرا، وشكورا، وشكراناً، قَالَ أَبُو نخيلة:

شكرتك إِن الشُّكْر حَبل من التقى ... وَمَا كل من اوليه نعْمَة يقْضى

وَهَذَا يدل على أَن الشُّكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، أَلا ترى أَنه قَالَ:

وَمَا كل مَا اوليته نعْمَة يقْضى

أَي: لَيْسَ كل من اوليته نعْمَة يشكرك عَلَيْهَا.

شكرت الله، وشكرت لله، وشكرت بِاللَّه، وَكَذَلِكَ: شكرت نعْمَة الله.

وتشكر لَهُ بلاءه: كشكره، وَفِي حَدِيث يَعْقُوب: " أَنه كَانَ لَا يَأْكُل شحوم الْإِبِل تشكراً لله عز وَجل " انشد أَبُو عَليّ:

وَإِنِّي لآتيكم تشكر مَا مضى ... من الْأَمر واستحباب مَا كَانَ فِي الْغَد

أَي: لتشكر مَا مضى، وَأَرَادَ: مَا يكون فَوضع الْمَاضِي مَوضِع الْآتِي.

وَرجل شكور: كثير الشُّكْر، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّه كَانَ عبدا شكُورًا) وَفِي الحَدِيث: " حِين رئي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد جهد نَفسه بِالْعبَادَة، فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله، أتفعل هَذَا وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر؟؟ أَنه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: أَفلا أكون عبدا شكُورًا " وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

والشكور من الدَّوَابّ: الَّذِي يسمن على قلَّة الْعلف، كَأَنَّهُ يشْكر، وَإِن كَانَ ذَلِك الْإِحْسَان قيلا، وشكره: ظُهُور نمائه وَظُهُور الْعلف فِيهِ، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابد من غَزْوَة فِي الرّبيع ... حجون تكل الوقاح الشكورا

والشكرة، والمشكار من الحلوبات: الَّتِي تغزر على قلَّة الْحَظ من المرعى. ونعت اعرابي نَاقَة فَقَالَ: " إِنَّهَا معشار مشكار مغبار ". فَأَما المشكار: فَمَا ذكرنَا، وَأما المعشار، والمغبار: فقد تقدما.

وَجمع الشكرة: شكارى، وشكرى.

وضرة شكرى: ممتلئة.

وَقد شكرت شكرا.

وأشكر الضَّرع، واشتكر: امْتَلَأَ.

وأشكر الْقَوْم: شكرت إبلهم.

وَالِاسْم: الشكرة.

واشتكرت السَّمَاء: جد مطرها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

تخرج الود إِذا مَا أشجذت ... وتواليه إِذا مَا تشتكر

واشتكرت الرِّيَاح: أَتَت بالمطر.

واشتكرت الرِّيَاح: اخْتلفت، عَن أبي عبيد، وَهُوَ خطأ.

وشكير الْإِبِل: صغارها.

والشكير: الشّعْر الَّذِي فِي اصل عرف الْفرس كَأَنَّهُ زغب: وَكَذَلِكَ: فِي الناصية.

والشكير من الشّعْر والريش والعفا والنبت: مَا نبت من صغاره بَين كباره. وَقيل: هُوَ أول النبت على اثر الهائج المغبر. وَقد أشكرت الأَرْض.

وَقيل: هُوَ الشّجر ينْبت حول الشّجر.

وَقيل: الْوَرق الصغار ينْبت بعد الْكِبَار.

والشكير، أَيْضا: مَا ينْبت من القضبان الرُّخْصَة بَين القضبان العاسية.

والشكير: مَا ينْبت فِي اصول الشّجر الْكِبَار.

وشكير النّخل: فِرَاخه.

وشكر النّخل شكرا: كثر فِرَاخه.

وشكر النّخل: فِرَاخه، عَن أبي حنيفَة.

وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ من النّخل: الخوص الَّذِي حول السعف، وانشد لكثير:

بروك باعلى ذِي البليد كَأَنَّهَا ... صريمة نخل مغطئل شكيرها

مغطئل: كثير متراكب.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشكير: الغصون.

والشكير: لحاء الشّجر، قَالَ هَوْذَة بن عَوْف العامري:

على كل خوار الْعَنَان كَأَنَّهَا ... عَصا أرزن قد طَار عَنْهَا شكيرها

وَالْجمع: شكر.

وشكر الْكَرم: قضبانه الطوَال.

وَقيل: قضبانه الاعالي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشكير: الْكَرم يغْرس من قضيبه.

وَالْفِعْل من كل ذَلِك: أشكرت، واشتكرت وشكرت.

وَالشُّكْر: فرج الْمَرْأَة.

وَقيل: لحم فرجهَا، قَالَ:

صناع بإشفاها حصان بشكرها ... جواد بقوت الْبَطن وَالْعرض وافر وَقيل: الشُّكْر: بضعهَا، وَالشُّكْر: لُغَة فِيهِ، وَرُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ بَيت الْأَعْشَى:

.....خلوت بشكرها ... و.... " بشكرها "

وَبَنُو شكر: قَبيلَة فِي الأزد.

وشاكر: قَبيلَة بِالْيمن، قَالَ:

معاوي لم رع الْأَمَانَة فارعها ... وَكن شاكراً لله وَالدّين شَاكر

أَرَادَ: لم رع الْأَمَانَة شاكرٌ، فارعها، وَكن شاكراً لله وَالدّين، فَاعْترضَ بَين الْفِعْل وَالْفَاعِل جملَة أُخْرَى، والاعتراض للتشديد، قد جَاءَ بَين الْفِعْل وَالْفَاعِل، والمبتدأ وَالْخَبَر، والصلة والموصول، وَغير ذَلِك، مجيئا كثيرا فِي الْقُرْآن وفصيح الْكَلَام.

وَبَنُو شَاكر: فِي هَمدَان.

وشوكر: اسْم.

ويشكر: قَبيلَة فِي ربيعَة.

وَبَنُو يشْكر: قَبيلَة فِي بكر بن وَائِل.

شكر: الشُّكْرُ: عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه، وهو الشُّكُورُ أَيضاً.

قال ثعلب: الشُّكْرُ لا يكون إِلاَّ عن يَدٍ، والحَمْدُ يكون عن يد وعن غير

يد، فهذا الفرق بينهما. والشُّكْرُ من الله: المجازاة والثناء الجميل،

شَكَرَهُ وشَكَرَ له يَشْكُرُ شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً؛ قال أَبو

نخيلة:

شَكَرْتُكَ، إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى،

وما كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي

قال ابن سيده: وهذا يدل على أَن الشكر لا يكون إِلا عن يد، أَلا ترى

أَنه قال: وما كل من أَوليته نعمة يقضي؟ أَي ليس كل من أَوليته نعمة يشكرك

عليها. وحكى اللحياني: شكرت اللهوشكرت لله وشَكَرْتُ بالله، وكذلك شكرت

نعمة الله، وتَشَكَّرَ له بلاءَه: كشَكَرَهُ. وتَشَكَّرْتُ له: مثل

شَكَرْتُ له. وفي حديث يعقوب: إِنه كان لا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لله

عز وجل؛ أَنشد أَبو علي:

وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى

من الأَمْرِ، واسْتيجابَ ما كان في الغَدِ

أَي لِتَشَكُّرِ ما مضى، وأَراد ما يكون فوضع الماضي موضع الآتي. ورجل

شَكورٌ: كثير الشُّكْرِ. وفي التنزيل العزيز: إِنه كان عَبْداً شَكُوراً.

وفي الحديث: حين رُؤيَ، صلى الله عليه وسلم، وقد جَهَدَ نَفْسَهُ

بالعبادة فقيل له: يا رسول الله، أَتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك

وما تأَخر؟ أَنه قال، عليه السلام: أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً؟ وكذلك

الأُنثى بغير هاء. والشَّكُور: من صفات الله جل اسمه، معناه: أَنه يزكو

عنده القليلُ من أَعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشُكْرُه لعباده:

مغفرته لهم. والشَّكُورُ: من أَبنية المبالغة. وأَما الشَّكُورُ من عباد الله

فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته.

وقال الله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داودَ شُكْراً وقليلٌ من عِبادِيَ

الشَّكُورُ؛ نصب شُكْراً لأَنه مفعول له، كأَنه قال: اعملوا لله شُكْراً، وإِن

شئت كان انتصابه على أَنه مصدر مؤكد. والشُّكْرُ: مثل الحمد إِلا أَن

الحمد أَعم منه، فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ على صفاته الجميلة وعلى معروفه،

ولا تشكره إِلا على معروفه دون صفاته. والشُّكْرُ: مقابلة النعمة بالقول

والفعل والنية، فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أَنه

مُولِيها؛ وهو من شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ

عليه. وفي الحديث: لا يَشْكُرُ الله من لا يَشْكُرُ الناسَ؛ معناه أَن

الله لا يقبل شكر العبد على إِحسانه إِليه، إِذا كان العبد لا يَشكُرُ

إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر؛ وقيل: معناه

أَن من كان من طبعه وعادته كُفْرانُ نعمة الناس وتركُ الشُّكْرِ لهم، كان

من عادته كُفْرُ نعمة الله وتركُ الشكر له، وقيل: معناه أَن من لا يشكُر

الناس كان كمن لا يشكُر الله وإِن شَكَرَهُ، كما تقول: لا يُحِبُّني من

لا يُحِبُّك أَي أَن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أَحبني يحبك ومن لم يحبك لم

يحبني؛ وهذه الأَقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه. والشُّكْرُ:

الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف. يقال: شَكَرْتُه

وشَكَرْتُ له، وباللام أَفصح. وقوله تعالى: لا نريد منكم جزاءً ولا شُكُوراً؛

يحتمل أَن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً، ويحتمل أَن يكون جمعاً مثل

بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ. والشُّكْرانُ: خلاف الكُفْرانِ.

والشَّكُور من الدواب: ما يكفيه العَلَفُ القليلُ، وقيل: الشكور من الدواب الذي

يسمن على قلة العلف كأَنه يَشْكُرُ وإِن كان ذلك الإِحسان قليلاً،

وشُكْرُه ظهورُ نمائه وظُهُورُ العَلَفِ فيه؛ قال الأَعشى:

ولا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ في الرَّبيعِ

حَجُونٍ، تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا

والشَّكِرَةُ والمِشْكارُ من الحَلُوباتِ: التي تَغْزُرُ على قلة الحظ

من المرعى. ونَعَتَ أَعرابيٌّ ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ

مِغْبارٌ، فأَما المشكار فما ذكرنا، وأَما المعشار والمغبار فكل منهما مشروح في

بابه؛ وجَمْعُ الشَّكِرَةِ شَكارَى وشَكْرَى. التهذيب: والشَّكِرَةُ من

الحلائب التي تصيب حظّاً من بَقْل أَو مَرْعًى فَتَغْزُرُ عليه بعد قلة

لبن، وإِذا نزل القوم منزلاً فأَصابتْ نَعَمُهم شيئاً من بَقْلٍ قَدْ

رَبَّ قيل: أَشْكَرَ القومُ، وإِنهم لَيَحْتَلِبُونَ شَكِرَةَ حَيْرَمٍ، وقد

شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً؛ وأَنشد:

نَضْرِبُ دِرَّاتِها، إِذا شَكِرَتْ،

بِأَقْطِها، والرِّخافَ نَسْلَؤُها

والرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ. وضَرَّةٌ شَكْرَى إِذا كانت مَلأَى من

اللبن، وقد شِكْرَتْ شَكَراً.

وأَشْكَرَ الضَّرْعُ واشْتَكَرَ: امتلأَ لبناً.

وأَشْكَرَ القومُ: شَكِرتْ إِبِلُهُمْ، والاسم الشَّكْرَةُ. الأَصمعي:

الشَّكِرَةُ الممتلئة الضرع من النوق؛ قال الحطيئة يصف إِبلاً غزاراً:

إِذا لم يَكُنْ إِلاَّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ

لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها، شَكِرات

قال ابن بري: ويروى بها حُلَّقاً ضَرَّاتُها، وإِعرابه على أَن يكون في

أَصبحت ضمير الإِبل وهو اسمها، وحُلَّقاً خبرها، وضراتها فاعل بِحُلَّق،

وشكرات خبر بعد خبر، والهاء في بها تعود على الأَمالِيسِ؛ وهي جمع

إمْلِيسٍ، وهي الأَرض التي لا نبات لها؛ قال: ويجوز أَن يكون ضراتها اسم

أَصبحت، وحلقاً خبرها، وشكرات خبر بعد بعد خبر؛ قال: وأَما من روى لها حلق،

فالهاء في لها تعود على الإِبل، وحلق اسم أَصبحت، وهي نعت لمحذوف تقديره

أَصبحت لها ضروع حلق، والحلق جمع حالق، وهو الممتلئ، وضراتها رفع بحلق

وشكرات خبر أَصبحت؛ ويجوز أَن يكون في أَصبحت ضمير الأَبل، وحلق رفع

بالإِبتداء وخبره في قوله لها، وشكرات منصوب على الحال، وأَما قوله: إِذا لم يكن

إِلاَّ الأَماليس، فإِنَّ يكن يجوز أَن تكون تامة، ويجوز أَن تكون ناقصة،

فإِن جعلتها ناقصة احتجت إِلى خبر محذوف تقديره إِذا لم يكن ثَمَّ

إِلاَّ الأَماليس أَو في الأَرض إِلاَّ الأَماليس، وإِن جعلتها تامة لم تحتج

إِلى خبر؛ ومعنى البيت أَنه يصف هذه الإِبل بالكرم وجودة الأَصل، وأَنه

إِذا لم يكن لها ما ترعاه وكانت الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تجد فيها لبناً

غزيراً. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً،

بالتحريك، إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لبناً. وعُشْبٌ مَشْكَرَة: مَغْزَرَةٌ

للبن، تقول منه: شَكِرَتِ الناقة، بالكسر، تَشْكَرُ شَكَراً، وهي

شَكِرَةٌ. وأَشْكَرَ القومُ أَي يَحْلُبُون شَكِرَةً. وهذا زمان الشَّكْرَةِ

إِذا حَفَلتْ من الربيع، وهي إِبل شَكَارَى وغَنَمٌ شَكَارَى. واشْتَكَرَتِ

السماءُ وحَفَلَتْ واغْبَرَّتْ: جَدَّ مطرها واشتْدَّ وقْعُها؛ قال امرؤ

القيس يصف مطراً:

تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ،

وتُوالِيهِ إِذا ما تَشْتَكِرْ

ويروى: تَعْتَكِرْ. واشْتَكَرَِت الرياحُ: أَتت بالمطر. واشْتَكَرَتِ

الريحُ: اشتدّ هُبوبُها؛ قال ابن أَحمر:

المُطْعِمُونَ إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ،

والطَّاعِنُونَ إِذا ما اسْتَلْحَمَ البَطَلُ

واشْتَكَرَتِ الرياحُ: اختلفت؛ عن أَبي عبيد؛ قال ابن سيده: وهو خطأُ.

واشْتَكَرَ الحرُّ والبرد: اشتدّ؛ قال الشاعر:

غَداةَ الخِمْسِ واشْتَكَرَتْ حَرُورٌ،

كأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ

وشَكِيرُ الإِبل: صغارها. والشَّكِيرُ من الشَّعَرِ والنبات: ما ينبت من

الشعر بين الضفائر، والجمع الشُّكْرُ؛ وأَنشد:

فَبَيْنا الفَتى لِلْعَيْنِ ناضِراً،

كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منها شَكِيرُها

ابن الأَعرابي: الشَّكِيرُ ما ينبت في أَصل الشجرة من الورق وليس

بالكبار. والشَّكيرُ من الفَرْخِ: الزَّغَبُ. الفراء: يقال شَكِرَتِ

الشَّجَرَةُ وأَشْكَرَتْ إِذا خرج فيها الشيء.

ابن الأَعرابي: المِشْكارُ من النُّوقِ التي تَغْزرُ في الصيف وتنقطع في

الشتاء، والتي يدوم لبنها سنتها كلها يقال لها: رَكُودٌ ومَكُودٌ

وَوَشُولٌ وصَفِيٌّ. ابن سيده: والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الذي في أَصل عُرْفِ

الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ، وكذلك في الناصية. والشَّكِيرُ من الشعر والريش

والعَفا والنَّبْتِ: ما نَبَتَ من صغاره بين كباره، وقيل: هو أَول النبت على

أَثر النبت الهائج المُغْبَرِّ، وقد أَشْكَرَتِ الأَرضُ، وقيل: هو الشجر

ينبت حول الشجر، وقيل: هو الورق الصغار ينبت بعد الكبار. وشَكِرَتِ الشجرة

أَيضاً تَشْكَرُ شَكَراً أَي خرج منها الشَّكِيرُ، وهو ما ينبت حول

الشجرة من أَصلها؛ قال الشاعر:

ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها

قال: وربما قالوا للشَّعَرِ الضعيف شَكِيرٌ؛ قال ابن مقبل يصف فرساً:

ذَعَرْتُ بِهِ العَيرَ مُسْتَوْزِياً،

شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ

ومُسْتَوْزِياً: مُشْرِفاً منتصباً. وكَتِنَ: بمعنى تَلَزَّجَ

وتَوَسَّخَ. والشَّكِيرُ أَيضاً: ما ينبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين

القُضْبانِ العاسِيَةِ. والشَّكِيرُ: ما ينبت في أُصول الشجر الكبار. وشَكِيرُ

النخلِ: فِراخُه. وشَكِرَ النخلُ شَكَراً: كثرت فراخه؛ عن أَبي حَنيفة؛ وقال

يعقوب: هو من النخل الخُوصُ الدر حول السَّعَفِ؛ وأَنشد لكثيِّر:

بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ، كأَنَّها

صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها

مغطئل: كثير متراكب. وقال أَبو حنيفة: الشكير الغصون؛ وروي الأَزهري

بسنده: أَن مَجَّاعَةَ أَتى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فقال

قائلهم:ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قد أَتانا،

يُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ

فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا،

وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ ما يَقُولُ

فأَقْطَعَه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وكتب له بذلك كتاباً: بسم

الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله، لِمَجَّاعَةَ

بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَى، إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ من العَرَمَةِ

والجَبَل فمن حاجَّكَ فإِليَّ. فلما قبض رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، وَفَدَ إِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، فأَقطعه الخِضْرِمَةَ، ثم وَفَدَ

إِلى عمر، رضي الله عنه، فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ، ثم إِن هِلالَ بنَ

سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسولُ الله،

صلى الله عليه وسلم، بعدما استخلف فأَخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به

وجهه رجاء أَن يصيب وجهه موضع يد رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فَسَمَرَ

عنده هلالٌ ليلةً، فقال له: يا هلال أَبَقِيَ من كُهُولِ بني مَجَّاعَةَ

أَحدٌ؟ ثقال: نَعَمْ وشَكِيرٌ كثير؛ قال: فضحك عمر وقال: كَلِمَةٌ

عربيةٌ، قال: فقال جلساؤه: وما الشَّكير يا أَمير المؤمنين؟ قال: أَلم تَرَ

إِلى الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت في أُصوله فذلكم الشَّكيرُ. ثم أَجازه

وأَعطاه وأَكرمه وأَعطاه في فرائض العيال والمُقاتِلَةِ؛ قال أَبو منصور:

أَراد بقوله وشَكِير كثير أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ،. شبههم بشَكِيرِ الزرع،

وهو ما نبت منه صغاراً في أُصول الكبار؛ وقال العجاج يصف رِكاباً

أَجْهَضَتْ أَولادَها:

والشَّدِنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ،

خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ،

مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ

ما اسْتَطَرَّ: من الطَّرِّ. يقال: طَرَّ شَعَرُه أَي نبت، وطَرَّ شاربه

مثله. يقول: ما اسْتَطَرَّ منهنَّ. إِتمام يعني بلوغ التمام.

والشَّكِيرُ: ما نبت صغيراً فاشْتَكَر: صار شَكِيراً.

بِحاجِبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ

مِنْهُنَّ سِيساءٌ، ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ

والشَّكِيرُ: لِحاءُ الشجر؛ قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ:

على كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها

عَصَا أَرْزَنٍ، قد طارَ عَنْهَا شَكِيرُها

والجمع شُكُرٌ. وشُكُرُ الكَرْمِ: قُضْبانَه الطِّوالُ، وقيل: قُضبانه

الأَعالي. وقال أَبو حنيفة: الشَّكِير الكَرْم يُغرَسُ من قضيبه، والفعل

كل ذلك أَشْكَرَتْ واشْتَكَرَت وشَكِرَتْ.

والشَّكْرُ: فَرْجُ المرأَة وقيل لحم فرجها؛ قال الشاعر يصف امرأَة،

أَنشده ابن السكيت:

صَناعٌ بإِشْفاها، حَصانٌ بِشَكْرِها،

جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ، والعِرْضُ وافِرُ

وفي رواية: جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ، وقيل: الشَّكْرُ

بُضْعُها والشَّكْرُ لغة فيه؛ وروي بالوجهين بيت الأَعشى:

خَلَوْتُ بِشِكْرِها وشَكرها

(* قوله: «خلوت إلخ» كذا بالأَصل).

وفي الحديث: نَهَى عن شَكْرِ البَغِيِّ، هو بالفتح، الفرج، أَراد عن

وطئها أَي عن ثمن شَكْرِها فحذف المضاف، كقوله: نهى عن عَسِيبِ الفَحْلِ أَي

عن ثمن عَسْبِهِ. وفي الحديث: فَشَكَرْتُ الشاةَ، أَي أَبدلت شَكْرَها

أَي فرجها؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمُر لرجل خاصمته إِليه امرأَته في

مَهْرِها: أَإِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَكْرِها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها

وتَضْهَلُها؟ والشِّكارُ: فروج النساء، واحدها شَكْرٌ. ويقال للفِدرَة من اللحم

إِذا كانت سمينة: شَكْرَى؛ قال الراعي:

تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ في حَجَراتِها

شَكارَى، مَراها ماؤُها وحَدِيدُها

أَراد بحديدها مِغْرَفَةٍ من حديد تُساطُ القِدْرُ بها وتغترف بها

إِهالتها. وقال أَبو سعيد: يقال فاتحْتُ فلاناً الحديث وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه؛

أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ.

والشَّيْكَرانُ: ضرب من النبت.

وبَنُو شَكِرٍ: قبيلة في الأَزْدِ. وشاكر: قبيلة في اليمن؛ قال:

مُعاوِيَ، لم تَرْعَ الأَمانَةَ، فارْعَها

وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ، شاكِرُ

أَراد: لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها وكن شاكراً لله، فاعترض بين

الفعل والفاعل جملةٌ أُخرى، والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل

والمبتدإِ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئاً كثيراً في القرآن وفصيح

الكلام. وبَنُو شاكرٍ: في هَمْدان. وشاكر: قبيلة من هَمْدان باليمن.

وشَوْكَرٌ: اسم. ويَشْكُرُ: قبيلة في ربيعة. وبنو يَشْكُرَ قبيلة في بكر بن

وائل.

شكر
: (الشُّكْرُ، بالضَّمّ: عِرْفانُ الإِحْسَانِ ونَشْرُه) ، وَهُوَ الشُّكُورُ أَيضاً، (أَو لَا يَكُونُ) الشُّكْرُ (إِلاّ عَنْ يَدٍ) ، والحَمْدُ يكونُ عَن يَدٍ وَعَن غَيْرِ يَدٍ، فهاذا الفَرْقُ بَينهمَا، قَالَه ثَعْلَبٌ، واستدلَّ ابنُ سِيدَه على ذالك بقول أَبي نُخَيْلَة:
شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ من التُّقَى
وَمَا كُلُّ من أَوْلَيْتَه نِعْمَةً يَقْضِي
قالَ: فهاذا يَدُلُّ على أَن الشُّكْرَ لَا يكونُ إِلاّ عَن يَدٍ، أَلاَ تَرَى أَنّه قَالَ: وَمَا كُلُّ من أَوْلَيْتَهُ الخ، أَي لَيْسَ كُلُّ مَن أَوْلَيْتَه نِعْمَةً يَشْكُرُكَ عَلَيْهَا. وَقَالَ المصنِّفُ فِي البصائر: وَقيل: الشُّكْرُ مقلوبُ الكَشْرِ، أَي الكَشْفِ، وَقيل: أَصلُه من عَيْنٍ شَكْرَى أَي مُمْتَلِئَةٍ، والشُّكْرُ على هاذا: الامتِلاءُ من ذِكْرِ المُنْعِم.
والشُكْرُ على ثَلَاثَة أَضْرُبٍ: شُكْر بالقَلْبِ، وَهُوَ تَصَوُّرُ النِّعْمَة، وشُكْر بِاللِّسَانِ، وَهُوَ الثَّناءُ على المُنْعِم، وشُكْر بالجَوَارِحِ، وَهُوَ مكافَأَةُ النِّعْمَةِ بقدرِ استحقاقِه.
وقالَ أَيضاً: الشُّكْرُ مَبْنِيٌّ على خَمْسِ قَوَاعِدَ: خُضُوع الشّاكِرِ للمَشْكُورِ، وحُبّه لَهُ، واعترافه بنِعْمتِهِ، والثَّنَاء عَلَيْهِ بهَا، وأَن لَا يَسْتَعْمِلَها فِيمَا يكْرَه، هاذه الخَمْسَــة هِيَ أَساسُ الشُّكْرِ، وبناؤُه عَلَيْهَا، فإِن عَدِمَ مِنْهَا واحدَة اختَلّت قاعدةٌ من قواعِدَ الشُّكْرِ، وكلّ من تَكَلَّمَ فِي الشُّكْرِ فإِن كلامَه إِليها يَرْجِعُ، وَعَلَيْهَا يدُورُ، فقيلَ مَرَّةً: إِنّه الاعترافُ بنِعْمَة المُنْعِم على وَجْهِ الخُضُوعِ. وَقيل: الثَّناءُ على المُحْسِنِ بذِكْرِ إِحْسانِه، وَقيل: هُوَ عُكُوفُ القَلْبِ على مَحَبَّةِ المُنْعِمِ، والجَوَارِحِ على طاعَتِه، وجَرَيَان اللّسَانِ بذِكْرِه والثَّنَاء عَلَيْهِ، وَقيل: هُوَ مُشَاهَدَةُ المِنَّةِ وحِفْظُ الحُرْمَةِ.
وَمَا أَلْطَفَ مَا قالَ حَمْدُونُ القَصّارُ: شُكْرُ النِّعْمَة أَنْ تَرَى نَفْسَك فِيهَا طُفَيْلِيّاً.
ويَقْرُبُه قولُ الجُنَيْدِ: الشُّكْرُ أَنْ لَا تَرَى نَفْسَك أَهْلاً للنِّعْمَةِ.
وَقَالَ أَبو عُثْمَان: الشُّكْرُ معرِفَةُ العَجْزِ عَن الشُّكْرِ، وَقيل: هُوَ إِضافَةُ النِّعَمِ إِلى مَوْلاها.
وَقَالَ رُوَيْمٌ: الشُّكْرُ: اسْتِفْراغُ الطَّاقَةِ، يعنِي فِي الخِدْمَةِ.
وَقَالَ الشِّبْلِيّ: الشُّكْرُ رُؤْيَةُ المُنْعِمِ لَا رَؤْيَةُ النِّعْمَة، وَمَعْنَاهُ: أَن لَا يَحْجُبَه رُؤْيةُ النِّعْمَةِ ومُشَاهدَتُها عَن رُؤْيَةِ المُنْعِمِ بهَا، والكَمَالُ أَن يَشْهَدَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ؛ لأَنّ شُكْرَه بِحسَبِ شُهوِه للنِّعْمَة، وكُلَّما كَانَ أَتَمَّ كَانَ الشُّكْرُ أَكمَلَ، واللَّهُ يُحِبُّ من عَبْدِه أَن يَشْهَد نِعَمَه، ويَعْتَرِفَ بهَا، ويُثْنِيَ عَلَيْهِ بهَا، ويُحِبَّه عَلَيْهَا، لَا أَنْ يَفْنَى عَنْهَا، ويَغِيبَ عَن شُهودِهَا.
وَقيل: الشُّكْرُ قَيْدُ النِّعَمِ المَوْجودةِ، وصَيْدُ النِّعمِ المَفْقُودةِ.
ثمَّ قَالَ: وتكلَّم الناسُ فِي الفَرْقِ بَين الحَمْدِ والشُّكْرِ، أَيُّهُما أَفْضَلُ؟ وَفِي الحَدِيث: (الحَمْدُ رَأْسُ الشُّكْرِ، فَمن لم يَحْمَدِ اللَّهَ لم يَشْكُرْه) ، والفَرْقُ بَينهمَا أَنَّ الشُّكْرَ أَعمُّ من جِهَةِ أَنواعِه وأَسبابِه، وأَخَصُّ من جِهَةُ مُتَعلَّقاتِه، والحَمْدُ أَعَمُّ من جِهَةِ المُتَعَلّقات وأَخَصُّ من جِهَةِ الأَسبابِ، ومعنَى هاذا أَنَّ الشُّكْرَ يكونُ بالقَلْبِ خُضُوعاً واستكانَةً، وباللِّسانِ ثَنَاءَ واعترافاً، وبالجوارِحِ طاعَةً وانْقِياداً، ومُتَعَلَّقَه المُنْعِمُ دونَ الأَوْصافِ الذّاتِيّة، فَلَا يُقَال: شَكَرْنا اللَّهَ على حَيَاتِه وسَمْعِه وبَصرِه وعِلْمِه، وَهُوَ المَحْمُودُ بهَا، كَمَا هُوَ مَحمودٌ على إِحسانِه وعَدْله، والشُّكْرُ يكون على الإِحسانِ والنِّعَمِ، فكلُّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الشُّكْرُ يَتَعَلَّق بِهِ الحَمْدُ، من غَيْرِ عَكْسٍ، وكُلُّ مَا يَقَعُ بِهِ الحَمْدُ يَقع بِهِ الشُّكْرُ، من غير عكس، فإِنّ الشُّكْرَ يَقَعُ بالجَوَارِحِ، والحَمْدُ بِاللِّسَانِ.
(و) الشُّكْرُ (منَ اللَّهِ المُجَازاةُ والثَّنَاءُ الجَمِيلُ) .
يُقَال: (شَكَرَه و) شَكَرَ (لَهُ) ، يَشْكُرُه (شُكْراً) ، بالضَّمّ، (وشُكُوراً) ، كقُعُودٍ، (وشُكْراناً) ، كعُثْمَان، (و) حَكَى اللِّحْيَانِيّ: (شَكَرْ) تُ (اللَّهَ، و) شَكَرْتُ (لِلَّهِ، و) شَكَرْتُ (بِاللَّهِ، و) كذالك شكَرْتُ (نِعْمَةَ اللَّهِ، و) شَكَرْتُ (بِهَا) .
وَفِي البصائِرِ للمصَنّف: والشُّكْرُ: الثَّنَاءُ على المُحْسِنِ بِمَا أَوْلاَكَه من المَعْرُوفِ، يُقَال: شَكَرْتُه، وشَكَرْتُ لَهُ، وباللامِ أَفْصَحُ. قَالَ تَعالَى: {وَاشْكُرُواْ لِي} (الْبَقَرَة: 152) ، وَقَالَ جَلّ ذِكْرُه: {أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ} (لُقْمَان: 14) ، وَقَوله تَعَالَى: {لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآء وَلاَ شُكُوراً} (الْإِنْسَان: 9) ، يحْتمل أَن يكون مَصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً، وَيحْتَمل أَن يكونَ جَمْعاً مثْل بُرْدٍ وبُرُودٍ. (وتَشَكَّرَ لَهُ بَلاءَه، كشَكَرَهُ) ، وتَشَكَّرْتُ لَهُ، مثل شَكَرْتُ لَهُ، وَفِي حديثِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ: (أَنّه كَانَ لَا يَأْكُلُ شُحُومَ الإِبِلِ تَشَكُّراً لِلَّهِ عزَّ وجَلَّ) . أَنشد أَبو عَليَ:
وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ مَا مَضَى
من الأَمْرِ واسْتِيجَابَ مَا كَانَ فِي الغَدِ
(والشَّكُور) ، كصَبُورٍ: (الكَثِيرُ الشُّكْرِ) والجمعُ شُكُرٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (الْإِسْرَاء: 3) ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبَالغة، وَهُوَ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِي شُكْرِ رَبِّه بطاعَتِه، وأَدائِه مَا وَظَّفَ عَلَيْهِ من عبادَتِه.
وأَما الشَّكُورُ فِي صِفاتِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فَمَعْنَاه: أَنه يَزْكُو عندَه القَلِيلُ من أَعمالِ العِبَادِ فيُضَاعِفُ لَهُم الجَزَاءَ، وشُكْرُه لِعِبَادِه مَغْفِرَتُه لَهُم.
وَقَالَ شيخُنَا: الشَّكُورُ فِي أَسمائِه هُوَ مُعْطِي الثَّوابِ الجَزِيلِ بالعمَلِ القَلِيلِ؛ لاستِحالة حَقِيقَتِهِ فِيهِ تَعَالَى، أَو الشُّكْرُ فِي حَقِّه تَعَالَى بمَعنَى الرِّضَا، والإِثَابَةُ لازمَةٌ للرِّضا، فَهُوَ مَجَازٌ فِي الرِّضا، ثمَّ تُجُوِّزَ بِهِ إِلى الإِثابَةِ.
وقولُهم: شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَه، بمعنَى أَثَابَهُ.
(و) من المَجاز: الشَّكُورُ: (الدّابَّةُ) يَكفِيها العَلَفُ القَلِيلُ. وَقيل: هِيَ الَّتِي (تَسْمَنُ على قِلَّةِ العَلَفِ) ، كأَنَّها تَشْكُرُ وإِنْ كانَ ذالك الإِحسانُ قَلِيلاً، وشُكْرُهَا ظَهُورُ نَمَائِها وظُهُورُ العَلَفِ فِيهَا، قَالَ الأَعْشَى:
وَلَا بُدَّ من غَزْوَةٍ فِي الرَّبِيعِ
حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا
(والشَّكْرُ) ، بالفَتْح (الحِرُ) ، أَي فَرْجُ المَرْأَةِ، (أَو لحْمُهَا) ، أَي لحْمُ فَرْجِهَا، هاكذا فِي النُّسخ، قَالَ شيخُنا: والصوابُ أَو لَحْمُه، سواءٌ رَجَعَ إِلى الشَّكْرِ أَو إِلى الحِرِ، فإِنَّ كلاًّ مِنْهُمَا مُذَكّر، والتأْوِيلُ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه. قلْت: وكأَن المُصَنِّفَ تَبِع عبارَةَ المُحْكَم على عَادَته، فإِنّه قَالَ: والشَّكْرُ: فَرْجُ المَرْأَةِ، وَقيل: لَحْمُ فَرْجِهَا، ولاكِنه ذَكَرَ المرأَةَ، ثمَّ أَعادَ الضَّمير إِليها، بِخلاَف المُصَنّف فتَأَمَّل، ثمَّ قَالَ: قَالَ الشَّاعر يَصِفُ امرأَةً، أَنْشَدَه ابنُ السِّكِّيتِ:
صَنّاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكْرِهَا
جَوَادٌ بِقُوتِ البَطْنِ والعِرْضُ وافِرُ
وَفِي رِوَايَة:
جَوادٌ بِزَادِ الرَّكْبِ والعِرْقُ زاخِرُ
(ويُكْسَرُ فِيهِما) ، وبالوَجْهَيْن رُوِيَ بيتُ الأَعشى:
(خَلَوْتُ بِشِكْرِهَا) و (بشَكْرِهَا)
والجَمْعُ شِكَارٌ، وَفِي الحَدِيثِ: (نَهَى عَن شَكْرِ البَغِيّ) ، وَهُوَ بِالْفَتْح الفَرْجُ، أَراد مَا تُعْطَى علَى وَطْئها، أَي عَن ثَمَنِ شَكْرِهَا، فحَذَف المُضَافَ، كقولِهِ: (نَهَى عَن عَسْبِ الفَحْلِ) أَي عَن ثَمَن عَسْبِه.
(و) الشَّكْرُ: (النِّكَاحُ) ، وَبِه صَدَّر الصَّاغانيّ فِي التكملة.
(و) شَكْرٌ، بالفَتْح: (لَقَبُ وَالاَنَ ابنِ عَمْرٍ و، أَبِي حَيَ بالسَّرَاةِ) ، وَقيل: هُوَ اسمُ صُقْعٍ بالسَّرَاةِ، ورُوِيَ أَنّ النّبِيّ، صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، قَالَ يَوْماً: (بأَيّ بلادِ اللَّهِ شَكْرٌ: قَالُوا: بموضِعِ كَذَا، قَالَ: فإِنّ بُدْنَ اللَّهِ تُنْحَرُ عِنْدَه الآنَ، وَكَانَ هُنَاكَ قومٌ من ذالك المَوْضِعِ، فلمّا رَجَعُوا رَأَوْا قَوْمَهُم قُتِلُوا فِي ذالِكَ اليَومِ) ، قَالَ البَكْرِيُّ: وَمن قَبَائِلِ الأَزْدِ شَكْرٌ، أُراهُم سُمُّوا باسمِ هاذا المَوضعِ.
(و) شَكْرٌ: (جَبَلٌ باليَمَنِ) ، قريبٌ من جُرَشَ.
(و) من المَجَاز: (شَكَرَت النّاقَةُ، كفَرِحَ) ، تَشْكَرُ شَكَراً: (امْتَلأَ ضَرْعُهَا) لَبَناً (فَهِيَ شَكِرَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (ومِشْكَارٌ، من) نُوقٍ (شَكَارَى) ، كسَكَارَى، (وشَكْرَى) ، كسَكْرَى، (وشَكِرَاتٍ) .
ونَعتَ أَعرابيٌّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ. فالْمِشْكَارُ من الحُلُوباتِ هِيَ الَّتِي تَغْزُرُ على قِلَّةِ الخَطِّ من المَرْعَى.
وَفِي التَّهْذِيب: والشَّكِرةُ من الحَلائِبِ الَّتِي تُصِيبُ حَظّاً من بَقْلٍ أَو مَرْعًى فتَغْزُرُ عَلَيْهِ بعْدَ قِلَّةِ لَبنٍ، وَقد شَكِرَت الحَلُوبَةُ شَكَراً، وأَنشد:
نَضْرِبُ دِرّاتِهَا إِذَا شَكِرَتْ
بأَقْطِها والرِّخَافَ نَسْلَؤُهَا
الرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ، وضَرَّةٌ شَكْرَى، إِذا كانَت مَلأَى من اللَّبَنِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الشَّكِرَةُ: المُمْتَلِئَةُ الضَّرْعِ من النُّوقِ، قَالَ الحُطَيْئَةُ يَصِفُ إِبِلاً غِزَاراً:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلاّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ
لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِراتُ
قَالَ ابنُ بَرّيّ: الأَمالِيسُ: جَمْعُ إِمْلِيسٍ، وَهِي الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ لَهَا، والمعنَى: أَصْبَحَت لَهَا ضُرُوعٌ حُلَّقٌ، أَي مُمْتَلِئاتٌ، أَي إِذا لم يَكُنْ لَهَا مَا تَرْعَاهُ وكانَت الأَرْضُ جَدْبَةً فإِنَّكَ تَجِدُ فِيهَا لَبَنًا غزيراً.
(والدَّابَّةُ) تَشْكَرُ شَكَراً، إِذا (سَمِنَتْ) وامْتَلأَ ضَرْعُها لَبَناً، وَقد جاءَ ذالك فِي حديثِ يأْجوجَ ومَأْجُوجَ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: المِشْكَارُ من النُّوقِ: الَّتِي تَغْزُرُ فِي الصَّيْفِ، وتَنْقَطع فِي الشِّتَاءِ، والَّتِي يَدُومُ لبَنُهَا سَنَتها كُلَّها يُقَال لَهَا: رَفُودٌ، ومَكُودٌ، ووَشُولٌ، وصَفِيٌّ.
(و) من المَجَاز: شَكِرَ (فُلانٌ) ، إِذَا (سَخَا) بمَالِه، (ءَو غَزُرَ عَطَاؤُه بعدَ بُخْلِه) وشُحِّه.
(و) من المَجَاز: شَكِرَت (الشَّجَرَةُ) تَشْكَرُ شَكَراً، إِذَا (خَرَجَ مِنْهَا الشَّكِيرُ) ، كأَميرٍ، وَهِي قُضْبانٌ غَضَّةٌ تَنْبُتُ من ساقِها، كَمَا سيأْتي، وَيُقَال أَيضاً: أَشْكَرَتْ، رَوَاهُمَا الفَرّاءُ، وسيأْتي للمصنِّف، وزادَ الصاغانيّ: واشْتَكَرَتْ.
(و) يُقَال: (عُشْبٌ مَشْكَرَةٌ) ، بِالْفَتْح، أَي (مُغْزَرَةٌ للَّبَنِ) .
(و) من المَجَاز: (أَشْكَرَ الضَّرْعُ: امْتَلأَ) لَبَناً، (كاشْتَكَرَ) .
(و) أَشْكَرَ (القَوْمُ: شَكِرَتْ إِبِلُهُمْ) أَي سَمِنَتْ، (والاسْمُ: الشُّكْرَةُ) ، بالضّمّ.
وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا نَزَلَ القومُ مَنْزِلاً فأَصَابَ نَعَمُهُم شَيْئا من بَقْلٍ قَدْ رَبَّ، قيل: أَشْكَرَ القَوْمُ، وإِنّهُم ليَحْتَلِبُونَ شَكِرَة.
وَفِي التكملة: يُقَال: أَشْكَرَ القَوْمُ: احْتَلَبُوا شَكِرَةً شَكِرَةً.
(واشْتَكَرَتِ السَّمَاءُ) وحَفَلَتْ وأَغْبَرَتْ: (جَدّ مَطَرُها) ، واشْتَدَّ وَقْعُهَا، قَالَ امرُؤُ القَيْس يَصِف مَطَراً:
تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ
وتُوَارِيهِ إِذا مَا تَشْتَكِرْ
ويُرْوَى: تَعْتَكِر.
(و) اشْتَكَرَت: (الرِّياحُ: أَتَتْ بالمَطَرِ) ، وَيُقَال: اشْتَكَرَت الرِّيحُ، إِذَا اشتَدَّ هُبُوبُهَا، قَالَ ابْن أَحْمَر:
المُطْعِمُون إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ
والطّاعِنُونَ إِذَا مَا اسْتَلْحَمَ الثَّقَلُ
هاكذا رَوَاه الصّاغانيّ.
(و) اشْتَكَرَ (الحَرُّ والبَرْدُ: اشْتَدّا) ، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
غَدَاةَ الخِمْسِ واشْتَكَرَتْ حَرُورٌ
كَأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ
(و) من المَجَاز: اشْتَكَر الرَّجُلُ (فِي عَدْوِه) إِذا (اجْتَهَدَ) .
(والشَّكِير) ، كأَمِيرٍ: (الشَّعرُ فِي أَصْلِ عُرْفِ الفًرًسِ) كأَنَّه زَغَبٌ، وكذالِك فِي النّاصَيَةِ.
(و) من المَجَاز: فُلانَةُ ذَاتُ شَكِيرٍ، هُوَ (مَا وَلِيَ الوَجْهَ والقَفَا مِن الشَّعرِ) ، كَذَا فِي الأَساسِ.
(و) الشَّكِيرُ (من الإِبِلِ: صِغَارُها) ، أَي أَحْدَاثها، وَهُوَ مَجاز، تَشْبِيهاً بشَكِيرِ النَّخلِ.
(و) الشَّكِيرُ (مِنَ الشَّعرِ والرِّيش والعِفَاءِ والنَّبْتِ) : مَا نَبَتَ من (صِغاره بَيْنَ كِبَارِه) ، وربّما قَالُوا للشَّعْرِ الضَّعِيفِ شَكِيرٌ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصفُ فَرَساً:
ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزِياً
شَكِيرُ جَحَافِلِه قَدْ كَتِنْ
(أَو) هُوَ (أَوّلُ النَّبْتِ على أَثَرِ النَّبْتِ الهائِجِ المُغَبَرِّ) ، وَقد أَشْكَرَتِ الأَرْضُ.
(و) قيل: الشَّكِيرُ: (مَا يَنْبُتُ من القُضْبانِ) الغَضَّةِ (الرَّخْصَة بينَ) القُضْبانِ (العَاسِيَةِ) .
وَقيل: الشَّكِيرُ من الشَّعرِ والنّباتِ: مَا يَنْبُتُ من الشَّعرِ بَين الضّفائِرِ، والجَمْعُ الشُّكُرُ، وأَنشد:
وبَيْنَا الفَتَى يَهْتَزُّ للعَيْنِ ناضِراً
كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منْهَا شَكِيرُهَا
(و) قيل: هُوَ (مَا يَنْبُتُ فِي أُصولِ الشَّجَرِ الكِبَارِ) .
وَقيل: مَا يَنْبَتُ حَوْلَ الشَّجرةِ من أَصْلِهَا.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الشَّكِيرُ: مَا يَنْبُت فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ من الوَرَقِ لَيْسَ بالكِبَارِ.
(و) الشَّكِيرُ: (فِرَاخُ النَّخْلِ، والنَّخْلُ قد شَكَرَ) وشَكِرَ، (كَنَصَرَ، وفَرِحَ) ، شَكراً كَثُرَ فِراخُه، هَذَا عَن أَبي حنيفَة.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: شَكِرَت الشَّجَرَةُ، و (أَشْكَرَ) تْ: خَرَج فِيهَا الشَّكِيرُ.
(و) قَالَ يَعْقُوب: الشَّكِيرُ: هُوَ (الخُوصُ الَّذِي حَوْلَ السَّعَفُ) ، وأَنشد لكُثَيِّرٍ:
بُرُوك بأَعْلَى ذِي البُلَيْدِ كأَنَّها
صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلَ شَكِيرُهَا
(و) قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّكِيرُ: (الغُصُونُ) .
(و) الشَّكِيرُ أَيضاً: (لِحَاءُ الشَّجَرِ) ، قَالَ هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العَامِرِيّ:
علَى كُلِّ خَوَّارِ العِنَانِ كأَنَّهَا
عَصَا أَرْزَنٍ قد طَارَ عَنْهَا شَكِيرُها
(ج: شُكْرٌ) ، بضَمَّتَيْنِ.
(و) قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الشَّكِيرُ: (الكَرْمُ يُغْرَسُ من قَضِيبِه) ، وشُكُرُ الكَرْمِ: قُضْبانُه الطِّوَالُ، وَقيل: قُضْبَانُه الأَعالِي.
(والفِعْلُ من الكُلِّ أَشْكَرَ، وشَكَرَ، واشْتَكَرَ) .
ويروى أَنَّ هِلاَلَ بنَ سِرَاجِ بنِ مَجّاعَةَ بنِ مُرَارَة بنِ سَلْمَى، وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ بكتَابِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلملجَدّه مَجَّاعَة بالإِقطاع، فوضَعَه على عَيْنَيْهِ، ومَسَحَ بِهِ وَجْهَه؛ رَجَاءَ أَن يُصِيبَ وَجْهَه مَوضِعُ يَدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَجازَه وأَعْطَاهُ وأَكْرَمه، فسَمَرَ عنْدَه هِلالٌ لَيلةً، فَقَالَ لَهُ: يَا هِلالُ، أَبَقِيَ من كُهُولةِ بَنِي مَجّاعَةَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وشَكِيرٌ كثيرٌ، قَالَ: فضَحِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: كَلِمَةٌ عَربيّةٌ، قَالَ: فَقَالَ جُلَساؤُه: وَمَا الشَّكِيرُ يَا أَميرَ الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: أَلمْ تَرَ إِلى الزَّرْعِ إِذا زَكَا، فَأَخْرَجَ، فنَبَتَ فِي أُصوله؟ فذالكم الشَّكِيرُ، وأَرادَ بقَوله: وشَكِيرٌ كثير: ذُرِّيَّةً صِغَاراً، شَبَّهَهم بشَكِيرِ الزَّرْعِ، وَهُوَ مَا نَبَتَ مِنْهُ صِغَاراً فِي أُصول الكبارِ.
وَقَالَ العجَّاج يَصِفُ رِكَاباً أَجْهَضَتْ أَوْلاَدَها: والشَّدَنِيَّاتُ يُساقِطْنَ النُّغَرْ
خُوصُ العُيُونِ مُجْهِضَاتٌ مَا اسْتَطَ
مِنْهُنّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ
والشَّكِيرُ: مَا نَبَتَ صَغِيراً، فاشْتَكَر: صَار شَكِيراً.
(و) يُقال: (هاذَا زَمَانُ الشَّكَرِيَّةِ، مُحَرَّكَةً) ، هاكذا فِي النُّسخ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ وغيرِه: هاذا زَمانُ الشَّكْرَةِ، (إِذا حَفَلَت الإِبِلُ من الرَّبِيعِ) ، وَهِي إِبِلٌ شَكَارَى، وغَنَمٌ شَكَارَى.
(ويَشْكُرُ بنُ عَلِيّ بنِ بَكْرِ بنِ وائِلِ) بنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْضَى بنِ دُعْمِيِّ بن جَدِيلَة بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ. (ويَشْكُرُ بنُ مُبَشِّرِ بنِ صَعْبٍ) فِي الأَزْدِ: (أَبَوَا قَبِيلَتَيْنِ) عَظيمتيْنِ.
(و) شُكَيْرٌ، (كزُبَيْرٍ: جَبَلٌ بأَنْدَلُسِ لَا يُفَارِقُه الثَّلْجُ) صيفاً وَلَا شِتَاءً.
(و) شُكَرُ، (كزُفَرَ: جَزِيرَةُ بهَا) شَرْقِيّها، ويُقَال: هِيَ شَقْرٌ بالقَاف، وَقد تقدّم.
(و) شَكَّرُ، (كبَقَّم: لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْذِر السُّلَمِيّ الهَرَوِيّ (الحَافظ) ، من حُفّاظِ خُراسانَ.
(وشُكْرٌ، بالضَّمّ، وَ) شَوْكَرٌ، (كجَوْهَرٍ: من الأَعْلامِ) ، فَمن الأَوّل: الوَزِيرُ عبدُ اللَّهِ بن عَلِيّ بنِ شُكْرٍ، والشّرِيفُ شُكْرُ بنُ أَبِي الفُتُوح الحَسَنِيّ، وَآخَرُونَ.
(والشَّاكِرِيّ: الأَجِيرُ، والمُسْتَخْدَمُ) ، وَهُوَ (مُعَرَّبُ جَاكَر) ، صَّحَ بِهِ الصَّاغانيُّ فِي التكملة.
(والشَّكَائِرُ: النَّوَاصِي) ، كأَنَّه جَمْع شَكِيرَة.
(والمُشْتَكِرَةُ من الرِّيَاح: الشَّدِيدَةُ) وَقيل: المُخْتَلِفَة.
ورُوِيَ عَن أَبي عُبَيْدٍ: اشْتَكَرَت الرِّيَاحُ: اخْتَلَفَتْ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ خَطأٌ.
(والشَّيْكَرَانُ، وتُضَمُّ الكَافُ) ، وضَمُّ الكافِ هُوَ الصَّواب، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيّ فِي لَحْنِ العامّة، والفارابِيّ فِي ديوانِ الأَدبِ: (نَبْتٌ) ، هُنَا ذَكَرَه الجوهريّ، (أَو الصوابُ بالسّينِ) الْمُهْملَة، كَمَا ذَكره أَبو حنيفَة، (ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ) فِي ذِكْرِه فِي الْمُعْجَمَة، (أَو الصّوابُ الشَّوْكَرَانُ) ، بِالْوَاو، كَمَا ذَهَبَ إِليه الصَّاغانيّ، وَقَالَ: هُوَ نَبَاتٌ ساقُه كسَاقِ الرّازِيَانَجِ ووَرَقُه كوَرَقِ القِثَّاءِ، وَقيل: كَوَرَقِ اليَبْرُوحِ وأَصغَرُ وأَشَدُّ صُفْرَةً وَله زَهرٌ أَبيضُ، وأَصلُه دَقِيقٌ لَا ثَمَرَ لَهُ، وبَزْرُهُ مِثْلُ النّانَخَواةِ أَو الأَنِيسُونِ من غير طَعْمٍ وَلَا رَائِحَة، وَله لُعَابٌ.
وَقَالَ البَدْرُ القَرَافِيّ: جَزَمَ فِي السّينِ المُهْمَلَةِ مُقْتَصِراً عَلَيْهِ، وَفِي الْمُعْجَمَة صَدَّر بِمَا قَالَه الجوهريّ، ثمَّ حَكَى مَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ فِي المُهْمَلَةِ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ، وعَبّر بأْو إِشارةً إِلى الْخلاف، كَمَا هِيَ عَادَته بالتَّتَبُّع، ومثْلُ هاذا لَا وَهَمَ؛ إِذ هُوَ قَوْلٌ لأَهْلِ اللُّغَة، وَقد صَدَّرَ بِهِ، وَكَانَ مُقْتَضَى اقتصارِه فِي بَاب السِّين المُهْمَلَة أَن يؤَخِّرَ فِي الشين الْمُعْجَمَة مَا اقتصرَ عَلَيْهِ الجوهريّ، ويُقَدِّم مَا وَهِمَ فِيهِ الجَوْهَرِيّ، انْتهى.
(وشاكَرْتُه الحَدِيثَ) ، أَي (فَاتَحْتُه، و) قَالَ أَبو سَعيدٍ: يُقَالُ: فاتَحْتُ فلَانا الحَدِيثَ وكَاشَرْتُه، و (شَاكَرْتُه، أَرَيْتُه أَنّى) لَهُ (شاكِرٌ) .
(والشَّكْرَى، كسَكْرَى: الفِدْرَةُ السَّمِينَةُ من اللَّحْمِ) ، قَالَ الرّاعِي:
تَبِيتُ المَحَالُ الغُرُّ فِي حَجَراتِهَا
شَكَارَى مَرَاها مَاؤُهَا وحَدِيدُها
أَرادَ بحدِيدِها مِغْرَفَةً من حَدِيدٍ تُسَاطُ القِدْرُ بهَا، وتُغْتَرَفُ بهَا إِهالَتُها.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:.
اشْتَكَر الجَنِينُ: نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّكِيرُ، وَهُوَ الزَّغَبُ.
وبَطَّنَ خُفَّه بالأُشْكُزِّ ورجلٌ شَكّازٌ: معربد، وَهُوَ من شَكَزَه يَشْكُزُه، إِذا طَعَنَه ونَخَسَه بالإِصبع، كل ذالك من الأَساس.
وبَنُو شاكِر: قَبِيلَةٌ فِي اليَمَن من هَمْدان، وَهُوَ شاكِرُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكِ بن مُعَاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دَوْمان بنِ بَكِيلٍ.
وبنُو شُكْرٍ: قَبِيلَةٌ من الأَزْدِ.
وَقد سَمَّوْا شاكِراً وشَكْراً، بالفَتْح، وشَكَرَاً مُحَرَّكةً.
وعبدُ الْعَزِيز بنُ عليّ بن شَكَرٍ الأَزَجِيّ المُحَدِّث، مُحَرَّكَةً: شيخٌ لأَبي الحُسَيْنِ بن الطّيُورِيّ.
وَعبد اللَّهِ بنُ يُوسُفَ بنِ شَكَّرَةَ، مَفْتُوحًا مشدَّداً، أَصْبَهَانِيّ، سَمِعَ أَسِيدَ بنَ عَاصمٍ، وَعنهُ الشريحانيّ.
وأَبو نَصْرٍ الشَّكَرِيّ الباشَانِيّ، مُحَرَّكَةً: شيخٌ لأَبي سَعْدٍ المالينِيّ، وبالضّمّ: ناصِرُ الدّينِ محمّدُ بن مَسْعُود الشُّكرِيّ الحَلَبِيّ عَن يوسفَ بنِ خليلٍ مَاتَ سنة 678.
ومدينَةُ شاكِرَةَ بالبَصْرَة، وَفِي نسخةٍ: بالمنصورة.
والشّاكِرِيَّةُ: طائِفَةٌ مَنسوبَةٌ إِلى ابنِ شاكِرٍ، وفيهِم يقولُ القائِلُ:
فنَحْنُ على دِينِ ابنِ شاكِر
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمّد بن شَوْكرٍ المُعَدِّل البَغْدَادِيّ: ثِقَةٌ، رَوَى عَن أَبي القاسِم البَغَوِيّ.
وَالْقَاضِي أَبو مَنْصُور محمّدُ بنُ أَحمد بن عليّ بن شُكْرَوَيه الأَصْبَهَانِيّ آخرُ من رَوَى عَن أَبي عليَ البَغْدَادِيّ، وابنُ خُرشِيد قَوْلَه، تُوُفِّي سنة 482.
(شكر) : اشْتَكَر في عَدْوِه: اجْتَهد.
الشكر: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشكر الله، أي يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشكر العبد، أي يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.

الشكر اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان والجنان والأركان.

الشكر العرفي: هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق لأجله، فبين الشكر اللغوي والشكر العرفي عموم وخصوص مطلق، كما أن بين الحمد العرفي والشكر العرفي أيضًا كذلك، وبين الحمد اللغوي والحمد العرفي عموم وخصوص من وجه، كما أن بين الحمد اللغوي والشكر اللغوي أيضًا كذلك، وبين الحمد العرفي والشكر العرفي عموم وخصوص مطلق، كما أن بين الشكر العرفي والحمد اللغوي عمومًا وخصوصًا من وجه، ولا فرق بين الشكر اللغوي والحمد العرفي.

شيخ

شيخ
رَجُلٌ شَيْخٌ، بَيِّنُ الشَّيْخُوخَة، والجميع الشُّيُوخ والشِّيْخانُ والمَشْيَخَةُ والمَشْيُوْخاء. والعَجُوز شَيْخَةٌ. والشَّيْخُ: شَجَرَةٌ يُقال لها شَجَرَةُ الشُّيُوخ. ورَجُلٌ شَيْخُونٌ: بمعنى شَيْخٍ.
شيخ
يقال لمن طعن في السّنّ: الشَّيْخُ، وقد يعبّر به فيما بيننا عمّن يكثر علمه، لما كان من شأن الشَّيْخِ أن يكثر تجاربه ومعارفه، ويقال: شَيْخٌ بيّن الشَّيْخُوخَةُ، والشَّيْخُ، والتَّشْيِيخُ. قال الله تعالى: هذا بَعْلِي شَيْخاً
[هود/ 72] ، وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ
[القصص/ 23] .
(شيخ) شاخ وَفُلَانًا دَعَاهُ شَيخا وَعَلِيهِ عابه وَبِه فضحه
(شيخ) - في الحديث: "شِيخَان قُرَيْش".
هو جَمْع شَيْخ، كَضِيفَان جمع ضَيْف.
ش ي خ : الشَّيْخُ فَوْقَ الْكَهْلِ وَجَمْعُهُ شُيُوخٌ وَشِيخَانٌ بِالْكَسْرِ وَرُبَّمَا قِيلَ أَشْيَاخٌ وَشِيخَةٌ مِثْلُ غِلْمَةٍ وَالشَّيْخُوخَةُ مَصْدَرُ شَاخَ يَشِيخُ وَامْرَأَةٌ شَيْخَةٌ وَالْمَشْيَخَةُ اسْمُ جَمْعٍ لِلشَّيْخِ وَجَمْعُهَا مَشَايِخُ. 
ش ي خ

شاخ شيخوخة وشيخ تشييخاً، وهو شيخ، وهي شيخة: عجوز، وهم شيوخ وأشياخ ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء وشيخان، وفي حديث رقيقة " شيخان قريش ". وأنشد المفضل:

فلا تصرمي الشيخان يا حمز إنهم ... هم يعصمون الناس في اليوم ذي الوغى

وقال:

بني لي به الشيخان من آل دارم ... بناء يرى عند المجرة عالياً

ومن المجاز: ورث من شيخه الكرم ومن أشياخه: من آبائه.
ش ي خ: جَمْعُ الشَّيْخِ شُيُوخٌ وَ (أَشْيَاخٌ) وَ (شِيَخَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ، وَ (شِيخَانٌ) بِوَزْنِ غِلْمَانٍ وَ (مَشْيَخَةٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْيَاءِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ وَ (مَشَايِخُ) وَ (مَشْيُوخَاءُ) بِالْمَدِّ وَسُكُونِ الشِّينِ وَالْمَرْأَةُ شَيْخَةٌ. وَقَدْ شَاخَ الرَّجُلُ يَشِيخُ (شَيْخُوخَةً) وَ (شَيَخًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْيَاءِ. وَتَصْغِيرُ الشَّيْخِ (شُيَيْخٌ) بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا وَلَا تَقُلْ: شُوَيْخٌ. 

شيخ


شَاخَ (ي)(n. ac. شَيَخ [ ]شُيُوْخَة []
شُيُوْخِيَّة []
شَيْخُوْخَة شَيْخُوْخِيَّة )
a. Was, became old, elderly, aged.

شَيَّخَa. Was old, aged, ancient.
b. Called, made a شَيْخ .
c. [Bi], Affronted.
d. ['Ala], Reproached, rebuked, blamed.
تَشَيَّخَa. see Ib. Pretended to be old, to be a شَيْخ .
شَيْخ (pl.
شِيْخَة []
شَيَخَة []
شِيَخَة []
مَشْيَخَة []
شُيُوْخ [ 27 ]
شِيْخَان []
أَشْيَاخ []
مَشَائِخ [ 44 ] )
a. Old man, graybeard.
b. Elder; ancient; ancestor, forefather.
c. Shaikh (Sheikh), chief.
d. Master; professor; principal, director.

مَشْيَخَة []
a. [ coll. ], Republic.

شَيْخُوْخَة شَيْخُوْخِيَّة
a. Old age.

شَيْخ الإِسْلَام
a. The Shaikh-ulislām ( the ecclesiastical head of
all Muslims ).
شَيْخ البِلَاد
a. Mayor; prefect; headman.

شَيْخ المَرْأَة
a. Husband.

شَيْخ النَّار
a. Satan.
[شيخ] جمع الشَيْخِ شُيوخٌ وأَشْياخٌ وشيخة وشيخان ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء. والمرأة شيخة. قال عبيد :

كأنها شيخة رقوب * وقد شاخ الرجل يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك، جاء على أصله، وشَيْخوخةً وأصل الياء متحركة، سكنت لانه ليس في الكلام فعلول. وما جاء على هذا من ذوات الواو، مثل كينونة وقيدودة وديمومة وهيعوعة، فأصله كينونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا: كونونة وقودودة. ولا يجب ذلك في ذوات الياء مثل الحيدودة والطيرورة والشيخوخة. وشَيَّخَ تَشييخاً، أي شَاخَ. وشَيَّخْته: دعوته شَيْخاً للتبجيل. وتصغير الشَيْخِ شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ أيضاً بالكسر، ولا تقل شويخ.
(ش ي خ) : (الشَّيْخُ) فِي اللُّغَةِ الْمُسِنُّ بَعْدَ الْكَهْلِ وَهُوَ الَّذِي انْتَهَى شَبَابُهُ وَالْجَمْعُ أَشْيَاخٌ وَشُيُوخٌ وَشِيَخَةٌ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا كَغِلْمَةٍ وَعَوْدَةٍ فِي جَمْعَيْ غُلَامٍ وَعَوْدٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْمُنْتَقَى وَلَوْ قَالَ لِلْوَكِيلِ تَصَدَّقْ بِهَا عَلَى الشِّيَخَةِ الضَّعْفَى الَّذِينَ حَطَّمَهُمْ الْكِبَرُ أَيْ كَسَرَهُمْ يَعْنِي: أَسَنُّوا (وَالْمَشْيَخَةُ) اسْمُ جَمْعٍ لَهُ وَالْمَشَايِخُ جَمْعُهَا (وَأَمَّا) اُقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ فَفِيهِ قَوْلَانِ (أَحَدُهُمَا) أَنَّ الشُّيُوخَ الْمَسَانُّ الَّذِينَ بِهِمْ جَلَدٌ وَقُوَّةٌ عَلَى الْقِتَالِ وَالشَّرْخَ الصِّغَارُ الضِّعَافُ مِنْ الشُّبَّانِ (وَالثَّانِي) أَنَّهُ أُرِيدَ بِالشُّيُوخِ الْهَرْمَى الَّذِينَ لَا يُنْتَفَعُ بِهِمْ وَبِالشَّرْخِ الشُّبَّانُ الْأَقْوِيَاءُ عَلَى ظَاهِرِ اللُّغَةِ وَهُوَ جَمْعُ شَارِخٍ كَرَكْبٍ فِي رَاكِبِ وَتَفْسِيرُ الِاسْتِحْيَاءِ بِالِاسْتِرْقَاقِ تَوَسُّعٌ وَمَجَازٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْغَرَضَ مِنْ اسْتِبْقَائِهِمْ أَحْيَاءً اسْتِرْقَاقُهُمْ وَاسْتِخْدَامُهُمْ.
شيخ شرخ حَيا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: اقْتُلُوا شُيُوخ الْمُشْركين واستحيوا شرخهم. يُقَال: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه يُرِيد بالشيوخ الرِّجَال المسانّ أهل الجَلَد مِنْهُم وَالْقُوَّة على الْقِتَال وَلَا يُرِيد الهرمى ويبين ذَلِك حَدِيث أبي بكر حِين أوصى يزِيد بن أبي سُفْيَان فَقَالَ: لَا تقتل شَيخا كَبِيرا. وَقَوله: شرخهم يُرِيد الشَّبَاب. وَمَعْنَاهُ فِي هَذَا القَوْل الصغار الَّذين لم يدركوا فَصَارَ تَأْوِيل الحَدِيث: اقْتُلُوا الرِّجَال واستحيوا النِّسَاء. وَأما التَّفْسِير الآخر فَإِنَّهُ يُرِيد بالشيوخ الهرمَى الَّذين إِن سُبُوا لم ينْتَفع بهم للْخدمَة واستحيوا الشَّبَاب يَعْنِي أهل الْجلد من الرِّجَال الَّذين يصلحون للْملك والخدمة وَقَالَ حسان فِي الشرخ: [الْخَفِيف]

إِن شرخ الشَّبَاب وَالشعر الأس ... ود مَا لم يُعاصَ كَانَ جنونا

وَقَوله: اسْتَحْيوا إِنَّمَا هُوَ استفعلوا من الْحَيَاة أَي دعوهم أَحيَاء لَا تَقْتُلُوهُمْ وَمِنْه قَول اللَّه عز وَجل فِيمَا يرْوى فِي التَّفْسِير {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} .
شيخ: شيَّخ. شيَّخ فلاناً على القوم أو المكان: جعله شيخاً، مولدة (محيط المحيط) وانظر المقري (2: 646).
تشايخ: تزاهر بأنه شيخ (فانسليب ص24).
شَيْخ: ذكر السيد وتزنتاين اصل هذه الكلمة وهو اصل لم يعد له وجود في العربية بل هو موجود بالعبرية وهو سيت أي تكلم ومعناه الحقيقي من يتكلم ومن ينصح (زيشر 22: 91 رقم 2).
شيْخ، وجمعه شاخَة (فوك).
شيُخ: عند عشائر الحضر من أهل الجبال كلبنان وسوريا وما يجاورهما لقب لطوائف من الأعيان دون الأمراء والمقدمين، ويستعمل الشيخ عندهم لغير هؤلاء مجازاً على سبيل التجمل (محيط المحيط، كلارك رحلة 2: 1: 49).
الشيوخ الأربع: الخلفاء الأربعة الراشدون. أو الأولياء الأربعة وهم البدويّ، والدسوقي، والرفاعي، والجيلاني مؤسسو الطرق الأربعة للدراويش (لين ترجمة ألف ليلة 1: 617) وفي بيت في ألف ليلة (1: 631) يذكر خمسة شيوخ، ولا ندري من هم هؤلاء الخمســة (لين 1: 1).
شيْخ: من أصناف القضاة أو البلديون أو من رؤساء البلدية (الكالا).
شَيْخ: رئيس طائفة العمل، وشيخ الطوائف: رئيس طائفة المكدين (زيشر 11: 482 رقم 9).
الشيخ قد يستعمل للجمل ومنه قول الراجز:
مالك من شيخك إلا عمله ... إلا رسمه وإلا رمله
أي مالك من جملك إلا رسيمه وهو السير السريع ورمله وهو السير المتوسط بين المشي والعدو (محيط المحيط).
شيخ البحر: حيوان بحري يسمى البُل أيضاً وهو، إذا ما حكمنا عليه مما وصفوه به عجل البحر واسمه العلمي: Phoca monachus من حيوانات البحر الأبيض المتوسط (ابن البيطار 2: 117) وفي مخطوطتنا شيح بالحاء المهملة وكذلك عند سونثيمر، غير أني أرى إن هذا خطأ.
شيخ البلد: موظف يتولى إصلاح الطرق والعمارات. وفي بيته تعاقب النساء العفيفات اللائى يسحقن العقوبة. انظر: (لوجييه ص236، ناخريشتن 3: 50، يافانتي 2: 146، 205، براون 1: 26، 81، 138).
شيخ الجنان: نبات اسمه العلمي: Parietaria Diffusa ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 347).
شيخ الحَرَم: رئيس الخصيان في المدينة (بركهارت بلاد العرب 2: 187).
شيخ النار: لا يطلق على إبليس فقط بل على موبذان المجوس وهو خادم النار التي يعبدونها (محيط المحيط).
شيخ المُوَحِدّين: كان ثاني رجل كبير في دولة بنى حفص وهو يلي السلطان في المنزلة (المقدمة 2: 12، 15، 2: 276).
شِيَخ (عامية شَيَخ مصدر شاخ): صار شيخاً. أسن وشيخوخة (فوك، الكالا).
شاخة: شيخوخة (البيان 1: 75).
شَيْخة: رئيسة قبيلة (تاريخ البربر 1: 164) شَيْخُوخِيْ: خاص بالشيخوخة، فعند ابن وافد (ص10 ق): الذبول الشيخوخي.
شِيَاخَة: عينه شيخاً ورفعه إلى هذه الرتبة (المقري: 597، وانظر: إضافات، وطبعة بولاق أيضاً).
شِيَاخَة: منصب الشيخ، وهو قاضي المدينة ورئيس بلديتها (الكالا).
مشيخ: قبيح، مشوه (هلو) وفيه اصله شاخ.
مشيخة: منصب الشيخ في مختلف معاني كلمة شيخ (الأستاذ والعالم وكبير القوم ورئيس الصناعة). ومشيخة: أستاذية أو رئاسة جامعة. ففي رحلة ابن بطوطة (مخطوطة ص216 و): مَنْ كان منكم يصلح للوزارة والكتابة والإمارة والقضاء والتدريس والمشيخة. وفي المقري (1: 503): تولى مشيخة دار الحديث وفي (ص819، 547): تولى مشيخة الحديث بتربة ام صالح ومشيخة الرباط الناصري ومشيخة المالكية. وفي (1: 605): وولى مشيخة المدرسة بالقدس ومشيخة الرباط الناصري بالجبل (1: 812، 892).
مَشْيّخة الشَلُقات: منصب مراقب المومسات (زيشر 11: 482 رقم 9) وفيه مَشْيخَة.
مشيخة: أولى درجات العلماء ففي المقري 1: 829): برع في النحو وانتهت إليه الرياسة والمشيخة.
مَشْيَخة: شيوخ، جمع شيخ: أعضاء المجلس البلدي. وفي المعجم اللاتيني - العربي: ( Sento مَشِيخَة) وفي تاريخ البربر (1: 539): واستبد مشيخة كل بلد بأمره.
مَشْيخَة: جمهورية (زيشر 11: 492) وفيه مَشْيِخَة (همبرت ص206) وفيه مَشِيخَة (هلو، بوشر). وفي تاريخ البربر (1: 539، 622): استبدّ بمشيخة قفصه (1: 636، 637، 638، 645، 2، 144).
مَشْيخَة: حق بعض كبار الأسر في تولي أبناءها منصباً في المجلس البلدي أو في مجلس الجمهورية. ففي تاريخ البربر (1: 625): كانت مشيِختها في القديم في بني درمان من أهلها بما كثروا ساكنها وملكوا عامّة ضياعها. وفيه (1: 646، 648): وكانت مشيخة قابس لذلك العهد في بيوت من بيوتاتها وهم الخ.
مشيخي: جمهوري (بوشر).
شيخ
شاخَ يَشيخ، شِخْ، شَيْخًا وشَيْخُوخَةً، فهو شَيْخ
• شاخ الرَّجُلُ: أسنّ، كبِر وتقدّم في السِّنّ "شاخ أبوه وهو لا يزال عَزَبًا- {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} - {ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا} " ° شاخ في وظيفته: قضى فيها وقتًا طويلاً. 

تشيَّخَ يتشيَّخ، تشيُّخًا، فهو مُتَشيِّخ
• تشيَّخ الرَّجلُ: تكلّف الشيخوخَةَ "تشيَّخ شابّ". 

تمشيَخَ يتمشيخ، تَمْشْيُخًا، فهو مُتمشيِِخ (انظر: م ش ي خ - تمشيَخَ). 

شيَّخَ يشيِّخ، تشييخًا، فهو مُشيِّخ، والمفعول مُشيَّخ (للمتعدِّي)
• شيَّخَ فلانٌ: شاخ، تقدّم في السِّنِّ وصار شَيْخًا.
• شيَّخ فلانًا: دعاه شَيْخًا، أو قال له: يا شيخ. 

مشيَخَ يمشيخ، مشيخةً، فهو مُمشيِخ، والمفعول مُمشيَخ (انظر: م ش ي خ - مشيَخَ). 

تشيُّخ [مفرد]:
1 - مصدر تشيَّخَ.
2 - (طب) بُطْء الوظائف الحيويَّة وضعفها الناتجان من الشيخوخة "تشيُّخ أنسجة". 

شايخ [مفرد]
• أنسجة شايخة: (حي) أنسجة تبدو عليها أعراضُ الشيخوخة. 

شُيَاخ [مفرد]: شيخوخة مبكرة تنشأ عن النموّ غير السَّويّ "أصيب بشُيَاخٍ وهو دون الأربعين". 

شِياخة [مفرد]:
1 - منصب الشيخ في بعض البلاد العربية "تولَّى شياخة البلد".
2 - موضع ممارسة الشيخ سلطته "تابع لشياخة كذا".
3 - مبحث أمراض الشيخوخة. 

شَيْخ [مفرد]: ج أشياخ (لغير المصدر) وشيوخ (لغير المصدر) ومشيخة (لغير المصدر)، جج مشايخُ (لغير المصدر):
1 - مصدر شاخَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شاخَ ° دُربة الشُّيوخ: حنكتهم وخبرتهم.
3 - لقب يطلق على رجل الدِّين الإسلاميّ "شيوخ الأزهر" ° شيخ الأزهر: أعلى مسئول في الأزهر الشريف- شيخ الإسلام: لقب يُطلق على فقهاء الإسلام وقد كان محصورًا برجال العلم والتصوّف.
4 - لقب رئاسيّ في بعض بلدان الخليج (من الأسرة الحاكمة) "سمُوّ الشَّيخ".
5 - ذو مكانة في علم أو فضل أو رياسة "فلانٌ شيخ المحقِّقين- أقرّ مجلس الشيوخ مشروع القانون- شَيْخُ الأساتذة" ° الشَّيخ الرَّئيس: لقب ابن سينا- شيخ البلد: من رجال الإدارة في القرية وهو دون العمدة- شيخ القبيلة: رئيسُها القائم على شئونها- شيخ المرأة: زوجُها- شيخُ النّار: إبليس الملعون- مَجْلِس الشُّيوخ: سلطة تشريعيَّة في بعض البلدان تكمّل عمل مَجْلِس النّوّاب، وهي تضمّ أعيان البلد من شخصيّات منتخبة أو معيّنة نظرًا لأهمِّيتها السياسيَّة أو القوميّة.
6 - (سف) إنسان كامل في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة.
• الشَّيْخان:
1 - أبو بكر وعمر من الصحابة.
2 - البخاري ومُسلِم من علماء الحديث. 

شيخوخة [مفرد]:
1 - مصدر شاخَ.
2 - مرحلة أخيرة، أو آخر طور من حياة الإنسان، وهي من الخمســين إلى ما فوقها "تبدو عليه آثار الشيخوخة- الشباب يحلم والشيخوخة تكشف الحساب- تكمن الشيخوخةُ في الروح أكثر مما تكمن في الجسد" ° عصا الشَّيخوخة: سَندُ الشَّيخ، عُكَّازه.
• طبّ الشَّيخوخة: (طب) طبّ هدفُه البحث عن الوسائل القادرة على تأخير ظهور معالم الهرم.
• أمراض الشَّيخوخة: (طب) أمراض تصيب الإنسان عند بلوغه سِنّ الشيخوخة، مثل تصلُّب الشّرايين وغيره. 

مَشْيَخة [جمع]: جج مشايخُ، مف شَيْخ: لقب يُطلق على بعض بلاد الخليج العربيّ التي كان يحكمها شيخ.
• مَشْيَخة الأزهر: المسئولون عنه. 

شيخ

1 شَاخَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. شَيَخٌ, with fet-h to the ى, (S, K,) and شُيُوخَةٌ (K) and شِيُوخَةٌ (TA) and شُيُوخِيَّةٌ (K) and شِيُوخِيَّةٌ (Zbd, TA) and شَيْخُوخَةٌ [the most common form, respecting which see what follows,] (S, A, Msb, K) and شَيْخُوخِيَّةٌ; (K;) and ↓ شيّخ, inf. n. تَشْيِيخٌ; (S, A, K;) and ↓ تشيّخ; (K;) He became a شَيْخ [i. e. an old, or elderly, man; &c.]: (S, A, Msb, K:) in شَيْخُوخَةٌ, the ى is originally movent [with fet-h], and afterwards made quiescent, for there is not in the language a word of the measure فَعْلُولٌ [except صَعْفُوقٌ, as is said in the S in art. حيد]: as to the similar words whose medial radical letter is و, as كَيْنُونَةٌ and قَيْدُودَةٌ and دَيْمُومَةٌ and هَيْعُوعَةٌ, these are originally كَيَّنُونَةٌ [for كَيْوَنُونَةٌ, of the measure فَيْعَلُولَةٌ,] and the like, and are contracted; for were it not so, they would be كَوْنُونَةٌ and the like. (S, L.) 2 شيّخ: see the preceding paragraph.

A2: شيّخهُ, (S, K,) inf. n. تَشْيِيخٌ, (TA,) He called him by the appellation of شَيْخ, to pay him honour, or respect. (S, K, TA.) A3: And شيّخ عَلَيْهِ He attributed or imputed to him, or charged him with, a vice, or fault; blamed, or reproached, him; (K, TA;) cast a bad, an evil, a foul, or an excessively bad or evil or foul, imputation upon him. (TA.) And شيّخ بِهِ [and so شيّخهُ accord. to an explanation of شَيَّخْتُ الرجل, as on the authority of Az, in the TA, but this may be a mistranscription for شيّخت بِالرَّجُلِ,] He exposed his vices, faults, or evil actions; disgraced him; or put him to shame. (K, TA.) 5 تشيّخ: see 1. b2: [It signifies also] He feigned, or made a show of, old age. (KL.) شَيْخٌ (S, A, Mgh, L, Msb, K, &c.) and ↓ شَيْخُونٌ, (K,) but the latter is a strange word, mentioned by some of the expositors of the Fs, as expressing more than the former word, (MF,) [An old, or elderly, man; an elder, as meaning a man whose age gives him a claim to reverence or respect; a senior;] one advanced in age, (Mgh,) such as is beyond him who is termed كَهْلٌ, (Mgh, Msb,) which means him whose شَبَاب [i. e. youthfulness, or prime of manhood,] is ended: (Mgh:) one in whom age has become apparent, (L, K,) and hoariness: (L:) or a man from the age of fifty, or fifty-one, to the end of his life, or to the age of eighty: (L, K:) also expl. as meaning a man advanced in age but having strength, or vigour, to fight: and an old and weak, or a decrepit, man, who is of no service: (Mgh:) [in the present day, شَيْخٌ is used in the senses above mentioned; and is also especially applied, as an appellation of honour, to a doctor of religion and law; a head, or chief, of a religious confraternity; a chief of a tribe or the like, and of a village; and to a reputed saint:] fem. ↓ شَيْخَةٌ, (S, A, Msb, K,) an old, or aged, woman; syn. عَجُوزٌ: (A:) [and applied in the present day particularly to a learned woman; an instructress; and the like:] the pl. [of pauc.] of شَيْخٌ is أَشْيَاخٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and شِيخَةٌ (Kr, ISd, A, Mgh, Msb, K) and [of mult.]

شُيُوخٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and شِيُوخٌ (K, with kesr, to agree with the ى, TA) and شِيخَانٌ (S, A, Msb, K) and شِيَخَةٌ (S, Mgh, K) and شَيَخَةٌ (A [there said to be like عَبَدَةٌ]) and ↓ مَشْيَخَةٌ, (K, and so in one of my copies of the S,) or this last is a quasi-pl. n., (Mgh, Msb,) and [so are]

↓ مِشْيَخَةٌ and ↓ مَشْيُخَةٌ and ↓ مِشْيُخَةٌ (TA) and ↓ مَشِيخَةٌ (K, and so in one of my copies of the S,) and ↓ مَشْيُوخَآءُ, (S, K,) the last like مَشْيُوحَآءُ and مَعْلُوجَآءُ and مَسْلُومَآءُ and مَعْبُودَآءُ and مَعْيُورَآءُ, which are said to be the only other instances of this form, (TA,) [but to these should be added مَحْمُورَآءُ and مَكْبُورَآءُ and مَتْيُوسَآءُ and perhaps some other instances,] and ↓ مَشْيُخَآءُ, (K,) and another pl. is ↓ مَشَايِخُ, (S, A, K,) or this last is pl. of مَشْيَخَةٌ, (Mgh, Msb,) and is disallowed by IDrd and Kz (TA) [though very commonly used in the present day, especially as applied to doctors of religion and law]; and the pl. of أَشْيَاخٌ is أَشَايِيخُ, like أَنَايِيبُ pl. of أَنْيَابٌ: (Z, TA:) the dim. of شَيْخٌ is ↓ شُيَيْخٌ (S, A, K) and ↓ شِيَيْخٌ, (S, K,) with kesr to the ش: (S:) ↓ شُوَيْخٌ is not allowable, (S, A,) or is rare. (K.) b2: [الشَّيْخَانِ, The two Sheykhs, is a title peculiarly applied to the first two Khaleefehs, Aboo-Bekr and 'Omar.]

b3: شَيْخٌ also signifies (assumed tropical:) A woman's husband, (K,) though young: and in like manner, a man's wife, whether old or young, is called his عَجُوز. (Az, TA in art. عجز.) b4: [And (tropical:) An ancestor. Accord. to a copy of the A that seems to have been used by the author of the TA, one says, وَرِثَ مِنْ مَشِيخَةِ الكَرَم and من أَشْيَاخِهِ, which is tropical, meaning مِنْ آبَائِهِ: but the right reading is evidently ↓ من مَشِيخَتِهِ, and الكَرَمَ; and the meaning, (tropical:) He inherited, from his ancestors, generosity.] b5: شَيْخُ النَّارِ means (tropical:) Iblees: because he was created of fire, or because his ultimate place will be the fire of Hell. (Har p. 130.) b6: And الشَّيْخُ (assumed tropical:) The mountain-goat that is advanced in age, or fullgrown. (TA.) b7: And (assumed tropical:) The milk-skin. (TA.) b8: أَشْيَاخُ النُّجُومِ i. q. أُصُولُهَا, (K,) i. e. (assumed tropical:) The seven [or five] planets; (TK;) or the دَرَارِىْء [also applied by some to the five planets, Mercury, Venus, Mars, Jupiter, and Saturn]; accord. to IAar, اشياخ النجوم, (TA in this art.,) or أَسْنَاخُ النُّجُومِ as is related by Th, (TA in art. سنخ,) means the stars that do not make their [temporary] abode in the Mansions of the Moon, which [latter] are called نُجُومُ الأَخْذِ: ISd says, I think that he means, by the نجوم, the fixed stars: Th says that they are called only أَسْنَاخُ النُّجُومِ, i. e. the أُصُول thereof, around which the [other] stars revolve, and pursue their courses. (TA. [See also سِنْخٌ, last sentence.]) A2: شَيْخٌ signifies also A certain tree; (Az, K, TA;) also called شَجَرَةُ الشُّيُوخِ, the fruit of which is a جِرْو [q. v.] like that of the خِرِّيع, which is the bastard saffron (شَجَرَةُ العُصْفُرِ); it grows in the meadows, and the قُرْيَان [or places where water runs to, or in, or into, meadows, &c.]. (Az, TA.) شَيْخَةٌ fem. of شَيْخٌ, q. v. (S, A, Msb, K.) شَيْخُونٌ: see شَيْخٌ.

شُيَيْخٌ and شِيَيْخٌ and شُوَيْخٌ: dims. of شَيْخٌ, q. v.

مَشْيَخَةٌ and مِشْيَخَةٌ &c.; and the pl. مَشَايِخُ: see شَيْخٌ, in seven places.

مَشْيُخَآءُ: see شَيْخٌ.

مَشْيُوخَآءُ: see شَيْخٌ.
شيخ
: ( {الشَّيْخ} والشَّيْخُونُ) ، قَالَ شَيخنَا الثّاني غَريبٌ غير مَعْرُوف فِي الأُمّهات الْمَشْهُورَة، وأَوردَه بعض شُرّاح الفصِيح وَقَالُوا: هُوَ مُبالغة فِي الشَّيْخ (: مَنِ اسْتَبَانَتْ فِيهِ السِّنُّ) وظَهَر عَلَيْهِ الشَّيْبُ، (أَو) هُوَ {شَيْخٌ (من خَمْسِينَ) إِلى آخرِه، (أَو) هُوَ من (إِحْدَى وخَمسينَ إِلى آخرِ عُمْرِه) ، وَقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح، (أَو) هُوَ من الْخمســين (إِلى الثّمانين) ، حَكَاهُ ابْن سَيّده فِي (المخصّص) ، والقزّاز فِي (الْجَامِع) ، وكُراع، وَغير وَاحِد. (ج} شُيُوخٌ) ، بالضمّ على الْقيَاس، ( {وشيُوخٌ) ، بِالْكَسْرِ لمناسَبَة التّحتيّة، كَمَا فِي بيوتٍ وبابه، (} وأَشْيَاخٌ) كبَيْت وأَبيات، ( {وشِيَخَةٌ) بكسْر ففتْح، (} وشِيخَةٌ) كصِيبْيَة، ذكرَه ابْن سَيّده وكُراع. ( {وشِيخانٌ) ، بِالْكَسْرِ كضِيفانٍ (} ومشْيخَةٌ) ، بفتْح الْمِيم وكسْرها وَسُكُون الشين وفتْح التحتيّة وضمّها، وَقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ فِي (النَّوَادِر) ( {ومَشِيخَةٌ) ، بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْمُعْجَمَة، (} ومَشْيُوخاءُ) ، وَقد مَرَّ فِي الْجِيم أَنّه لَا نَظِير لَهُ إِلا أَلفاظ ثَلَاثَة، وَيُزَاد مَعْبُودَاءُ ومَعْيُوراءُ، وسيأْتي ذكرهمَا. ( {ومَشْيُخَاءُ) ، بِحَذْف الْوَاو مِنْهَا، وَلم يذكرهُ ابْن مَنْصُور. (} ومَشايِخُ) ، وأَنكره ابْن دُرَيْد، وَقَالَ القزّاج فِي (الْجَامِع) : لَا أَصْل لَهُ فِي كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الزَّمخشريّ: {المَشايخ لَيست جمْعاً} لشَيخ، وتَصلح أَن تكون جمْع الجمَع. وَنقل! شيخُنا عَن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ الْمَائِدَة: قيل مَشَايخ جمع شَيْخ لَا على الْقيَاس، وَالتَّحْقِيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة، وَهِي جمْع شَيخٍ.
وممّا أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ. قَالَ الزَّمَخْشَريّ: وَيَقُولُونَ: هؤلاءِ {الأَشاييخ، يُرَاد جمْع أَشياخٍ، مثل أَنايِيب وأَنيابٍ، نَقله شُرّاح الفصيح، قَالَه شيخُنَا.
(وتصغيره} شُيَيْخ) بالضّمّ، على الأَصل، ( {وشِيَيُخ) ، بِالْكَسْرِ على مَا جَوَّزوه فِي اليائيّ الْعين، كبِيَيْت (} وشُوَيْخ) بِالْوَاو، (قَليلَة) ، بل أَنكرَه جمَاعَة، (وَلم يعرِفها الجوهريّ) الّذي نصُّ عِبَارَته: وَلَا تقل شُوَيْخ. فانْظُرْه مَعَ عبارَة المُصَنّف.
(وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ، وَعبد الله بن محمَّد بن عبد الجليلِ، المحدِّثانِ {الشَّيْخِيَّانِ: نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ) القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ (المِيهَنِيّ) ، بِكَسْر الْمِيم، نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم.
(وَهِي} شَيْخَةٌ) ، وَلَو قَالَ: وَهِي بهاءٍ كفى، وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ المُذَكَّر الّذي يُحال عَلَيْهِ، قَالَه شَيخنَا. ثمَّ إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ وغيرُه من أَئمّة اللُّغة، وأَنشدوا قَول عَبِيد بن الأَبرص:
مأَنّها لِقْوَةٌ طَلُوبٌ
تَيْبَسُ فِي وَكحرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً
كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: الضَّمِير فِي باتت يعود إِلى اللِّقْوَة، وَهِي العُقاب، شبَّهَ بهَا فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد. وعَذُوب: لم تَأْكل شَيْئا. والرَّقُوب: الّتي تَرْقُبُ وَلَدَها خَوفاً أَن يَموت.
(و) قد (شاخَ يَشيخُ {شَيَخاً محرّكةً،} وشُيُوخَةٌ) بضمّ، الشّين وَكسرهَا كسُهُولة ( {وشُيُوخِيَّة) ، بضمّ الشّين وكسْرخها، حَكَاهُ اليَزيديّ فِي (نوادره) . (و) زَاد اللِّحْيَانيّ (} شَيخُوخةً {وشَيْخُوخِيَّة) . فَهُوَ شَيْخٌ.
(} وشَيَّخَ {تَشْيِيخاً} وتَشَيَّخَ) : شاخَ.
وَفِي (اللِّسَان) : أَصلُ الياءِ فِي شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ، لأَنّه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلُول، وَمَا جاءَ على هاذا من الْوَاو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة فأَصله كَيَّنُونة، بِالتَّشْدِيدِ، فخفّف، وَلَوْلَا ذالك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودَة، وَلَا يَجب ذالك فِي ذَوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة. (وأَشياخُ النُّجُومِ) هِيَ الدَّراريّ قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: أَشياخُ النُّجُومِ هِيَ الّتي لَا تَنزِل فِي مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجومِ الأَخْذ. قَالَ ابْن سَيّده: أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجُوم الكواكبَ الثابِتَة. وَقَالَ ثَعْلَب: إِنّما هِيَ أَسناخُ النُّجُوم، وَهِي (أُصُولُهَا) الّتي عَلَيْهَا مَدَارُ الْكَوَاكِب وسَيرُها، وَقد تقدّم فِي سنخ.
(والشَّيْخُ: شَجَرَةٌ) ، قَالَ أَبو زيد: وَمن الأَشخار الشَّيْخ، وَهِي شجَرةٌ يُقَال لَهَا شَجَرةُ الشُّيوخِ، وثَمرتُها جِرْوٌ كجِرْو الخِرِّع. قَالَ: وَهِي شَجَرَة العُصْفُر، مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْبانُ.
(و) الشَّيْخ (للمرأَة: زَوْجُهَا) .
ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ: ع بأَصْفَهَانَ.
( {وشَيْخَانُ: لَقبُ مُصْعَب بن عبد الله المُحَدِّث. و) شَيْخَانِ مَبنيًّا على الْكسر على مَا ضَبطه ابْن الأَثير: (ع بِالْمَدِينَةِ) ، على ساكنَها أَفضلُ الصَّلاة والسلامِ، وَهُوَ (مُعَسْكَرُه صلى الله عَلَيْهِ وسلميومَ أَحُدٍ) ، وَبِه عَرَضَ النّاس.
(} وشَيَّخَه) {تَشييخاً: (دَعَاهُ} شَيْخاً، تَبْجِيلاً) وتَعظيماً.
(و) {شَيَّخَ (عَلَيْهِ: عابَه) وشنَّعَ عَلَيْهِ.
(و) شَيَّخَ (بِهِ: فَضَحَه) . قَالَ أَبو زيد: شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً وسَمَّعتُ بِهِ تَسميعاً، ونَدّدْت بِهِ تَنديداً، إِذا فَضَحْتَه.
(} والشَّيْخَة) ، مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح، وَقد حقّق غَيرُ واحدٍ أَنّه بِالْكَسْرِ: (رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة) ، وهاكذا رَواه الجَرميُّ وَغَيره، (وَمِنْه قولُ ذِي الخِرَقِ) خَليفةَ بنِ حَمَلٍ (الطُّهَويّ) نهسبة لطُهَيَّة بالضّمّ، قَبيلَة يأْتي ذِكْرُهَا، وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ (على الصَّحِيح) ، خلافًا لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وَابْن الأَعرابيّ، فإِنّهما رَوياه بالحاءِ الْمُهْملَة:
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائِهِ
(وَمن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ) وَهُوَ من أَبياتٍ سبْعة أَوردها أَبو زيدٍ فِي نوادره لذِي الخِرَق، وبَسطَه فِي (شرح شَواهد الرَّضيّ) لعبد الْقَادِر البغداديّ.
(و) {الشِّيخَة، (بِكَسْر الشّين: ثَنِيَّةٌ) ، كَذَا فِي سَائِر الأُصول الْمَوْجُودَة عندنَا، وَفِي نُسخة أُخرَى (بِنْيَة) ، بِكَسْر الموحَّدة وَسُكُون النُّون وفتْح الياءِ التّحتيّة، وصحّحَ شَيخنَا الأُولَى والصَّواب على مَا فِي (اللِّسَان) وَغَيره من الأَمَّهَات (نَبْتَة) ، واحدةُ النّبتِ، وبالنُّون ثمَّ الموحَّدَة، (لبَياضِها) ، كَمَا قَالُوا فِي ضَرْبٍ من الحَمْضِ: الهَرْمُ.
(} والشَّاخَة: المعتَدِلُ) ، قَالَ ابْن سَيّده: وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ شاخة ياءٌ لعدم شوخ، وإِلاّ فقد كَانَ حقّها الْوَاو لكَونهَا عَيناً، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ أَبو العبّاس: شَيْخٌ بَيِّنُ {التّشيُّخ} والتَّشيِيخ {والشَّيْخُوخة. والشَّيْخ: وَطْبُ اللَّبنِ، والشَّيْخ: الوَعِلُ المُسِنّ.
وَمن المَجاز: وَرِثَ مِن} مَشْيَخَته الكرَمَ وَمن أَشياخه: آبَائِهِ، كَذَا فِي (الأَساس) .
[شيخ] نه: فيه ذكر "شيخان" قريش، هو جمع شيخ كضيف وضيفان. وفي ح أحد ذكر "شيخان" بفتح شين وكسر نون موضع عسكر به صلى الله عليه وسلم ليلة خرج إلى أحد وبه عرض الناس. ك: " مشيخة" الفتح، جمع شيخ، وهو بفتح ميم وكسر شين. وفيه: وأبو بكر "شيخ" يعرف، وهذا لأنه كان يتردد إليهم في التجارة. وح: إن "شيخًا" أخذ ترابًا، هو أمية بن خلف أو الوليد ابن الوليد.

شيخ: الشيْخُ: الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ؛ وقيل: هو

شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره؛ وقيل: هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره؛ وقيل:

هو من الخمســين إِلى الثمانين، والجمع أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة

وشِيخةٌ ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ، وأَنكره ابن دريد.

وفي الحديث ذكر شِيخانِ قريش، جمع شَيْخ كضَيْف وضِيفانٍ، والأُنثى

شَيْخَة؛ قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَص:

كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ،

تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلُوبُ

باتتْ على أُرَّمٍ عَذُوباً،

كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ

قال ابن بري: والضمير في باتت يعود على اللِّقْوَة وهي العُقاب، شبه بها

فرسه إِذا انقضت للصيد. وعَذُوبٌ: لم تأْكل شيئاً. والرَّقُوبُ: التي

تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن يموت.

وقد شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً، بالتحريك، وشُيُوخة وشُِيِوُخِيَّةً؛ عن

اللحياني، وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة، فهو شَيْخ.

وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ، وأَصل الياءِ في شيخوخة متحرّكة فسكنت

لأَنه ليس في الكلام فَعْلُولٌ، وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونة

وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة، بالتشديد، فخفف ولولا ذلك لقالوا

كَوْنُونة وقَوْدُودة ولا يجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة

والطَّيْرورة والشَّيْخوخة. وشَيَّخْته: دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل؛ وتصغير

الشَّيخ شُيَيْخٌ وشُيَيْخٌ أَيضاً، بكسر الشين، ولا تقل شُوَيْخ. أَبو

زيد: شَيَّخْتُ الرجل تَشْييخاً وسَمَّعت به تَسْميعاً ونَدَّدت به

تَنْديداً إِذا فضحته. وشَيَّخَ عليه: شنَّع؛ أَبو العباس: شَيْخٌ بَيّن

التَّشَيُّخ والتشييخ والشَّيْخُوخة.

وأَشياخُ النجوم: هي الدراريُّ؛ قال ابن الأَعرابي: أَشياخُ النجوم هي

التي لا تنزل في منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ؛ قال ابن سيده: أُرى

أَنه عنى بالنجوم الكواكب الثابتة؛ وقال ثعلب: إِنما هي أَسْناخُ النجوم

وهي أُصولها التي عليها مدار الكواكب وسِرُّها؛ وقوله أَنشده ثعلب عن ابن

الأَعرابي:

يَحْسَبُه الجاهلُ، ما لم يَعْلَما،

شَيْخاً، على كُرْسِيِّه، مُعَمَّما

لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما،

لكان إِيَّاه، ولكن أَعْجَما

وفسره فقال يصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه وقال: ما لم

يعلم، فلما أَطلق الميم رَدَّها إِلى اللام، وأَما سيبويه فقال: هو على

الضرورة وإِنما أَراد يعلمنْ؛ قال: ونظيره في الضرورة قول جَذيمَة

الأَبْرَص:ربما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ

تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ

وقول الشاعر:

مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا؟

لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا

قال: عني بالشيخ الوَعِلَ.

والشِّيخَةُ: نَبْتَةٌ لبياضها، كما قالوا في ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ.

والشاخةُ: المعتدِلُ؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَن أَلف شاخة ياء

لعدم «ش و خ» وإِلا فقد كان حقها الواو لكونها عيناً. قال أَبو زيد: ومن

الأَشجار الشَّيْخُ وهي شجرة يقال لها شجرة الشُّيُوخِ، وثمرتها جِرْوٌ

كجِرْوِ الخِرِّيعِ، قال: وهي شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ

والقُرْيانُ.

وفي حديث أُحُدٍ ذكر شَيْخانِ

(* قوله «ذكر شيخان» قال ابن الأثير: بفتح

الشين وكسر النون. وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ، ثم قال: وشيخة رملة

بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح).بفتح الشين: هو موضع بالمدينة

عَسْكَرَ به سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة خَرَجَ إِلى أُحُدٍ

وبه عَرَضَ الناسَ، والله أَعلم.

صرم

ص ر م: (صَرَمَ) الشَّيْءَ قَطَعَهُ. وَصَرَمَ الرَّجُلَ قَطْعَ كَلَامَهُ. وَالِاسْمُ (الصُّرْمُ) بِالضَّمِّ. وَ (صَرَمَ) النَّخْلَ جَدَّهُ. وَبَابُ الثَّلَاثَةِ ضَرَبَ. وَ (أَصْرَمَ) النَّخْلُ حَانَ لَهُ أَنْ (يُصْرَمَ) وَ (الِانْصِرَامُ) الِانْقِطَاعُ وَ (التَّصَارُمُ) التَّقَاطُعُ وَ (التَّصَرُّمُ) التَّقَطُّعُ. وَ (الصَّرْمُ) الْجِلْدُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَ (الصِّرَامُ) بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا جِدَادُالنَّخْلِ. وَ (الصَّارِمُ) السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وَرَجُلٌ (صَارِمٌ) أَيْ جَلْدٌ شُجَاعٌ وَقَدْ (صَرُمَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَ (الصَّرِيمُ) اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ. وَالصَّرِيمُ أَيْضًا الصُّبْحُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَالصَّرِيمُ أَيْضًا الْمَجْدُودُ الْمَقْطُوعُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20] أَيِ احْتَرَقَتْ وَاسْوَدَّتْ. وَ (الصَّرِيمَةُ) الْعَزِيمَةُ عَلَى الشَّيْءِ. 

صرم


صَرَم(n. ac. صَرْم
صُرْم)
a. Cut, cut off, severd; plucked, gathered (
fruit ).
b. Interrupted, cut short.
c. Broke, snapped (cord).
d. Stayed, resided, sojourned (with).

صَرُمَ(n. ac. صَرَاْمَة
صُرُوْمَة)
a. Was brave, courageous; was determined, energetic
enterprising.
b. [ coll. ], Was stern, austere
unbending.
صَرَّمَa. see I (a)
صَاْرَمَa. Broke off with, became estranged from.

أَصْرَمَa. Had ripe fruit (date-tree).
b. Became poor.

تَصَرَّمَa. Was brave, courageous, determined.
b. Ceased, ended (fight).
c. see VII
تَصَاْرَمَa. Became estranged.
إِنْصَرَمَa. Was cut.

إِصْتَرَمَ
(ط)
a. see I (a)
صَرْم
P.
a. Leather.

صِرْم
(pl.
صُرْمَاْن
أَصْرَاْم أَصَاْرِيْمُ)
a. Company, band; crowd.
b. Group of houses or tents.
c. Manner, fashion; sort, kind.
d. Shoe.

صِرْمَة
(pl.
صِرَم)
a. Herd of camels.
b. Detached portion.

صُرْمa. Separation.

أَصْرَمُa. Poor, needy.

صَاْرِم
(pl.
صَوَاْرِمُ)
a. Sharp, keen (sword).
b. Brave, courageous; determined; energetic.
c. [ coll. ], Severe, stern
austere, unbending, inflexible.
صَرَاْمَةa. Vigour, vigourness; courage.
b. Selfreliance.

صَرِيْمa. Cut, severed.
b. Determined, decided (thing).
c. see 25t (b) (c).
صَرِيْمَةa. Firmness; determination; energy.
b. Dawn.
c. Portion of the night.
d. (pl.
صَرَاْئِمُ), Sandheap, sand-hill.
صَرُوْمa. see 21
صَرَّاْمa. Currier.

صَرْمَآءُa. Waterless desert.

N. Ag.
أَصْرَمَa. see 14
العَام المُنْصَرِم
a. Last year.

صِرْمَايَة (pl.
صَرَامِي)
a. [ coll. ], Shoe.
صَرَنْفَح
a. Shouting, crying, vociferation.
(صرم) السَّيْف صرامة وصرومة كَانَ قَاطعا مَاضِيا وَفُلَان كَانَ جلدا مَاضِيا فِي أمره فَهُوَ صارم وصروم
(ص ر م) : (الصَّرْمُ) الْجِلْدُ تَعْرِيب جرم (وَمِنْهُ) الصَّرَّامُ (وَصَرَمَهُ) قَطَعَهُ (وَمِنْهُ) الصِّرْمَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الْإِبِلِ (وَبِهَا) سُمِّيَ صِرْمَةُ بْنُ أَنَسٍ أَوْ ابْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ قَيْسُ ابْنُ صِرْمَةَ وَكِلْتَا الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ الْوَاحِدِيِّ فِي سَبَبِ نُزُولِ قَوْله تَعَالَى {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ} [البقرة: 187] (وَرَجُلٌ أَصْرَمُ) مَقْطُوعُ طَرَفِ الْأُذُنَيْنِ وَنَاقَةٌ مُصَرَّمَةُ الْأَطْبَاءِ عُولِجَتْ حَتَّى انْقَطَعَ لَبَنُهَا (وَتَصَرَّمَ) الْقِتَالُ انْقَطَعَ وَسَكَنَ.
[صرم] فيه: هذه "صرم"، هي جمع صريم ما صرمت أذنه أي قطعت، والصرم القطع. ومنه ح: لا يحل لمسلم أن "يصارم" مسلمًا فوق ثلاث، أي يهجره ويقطع مكالمته. ط: وأخوان "متصارمان"، أي متقاطعان، والأخوة من جهة الدين أو النسب. نه: وح: إن الدنيا أذنت "بصرم"، أي بانقطاع وانقضاء. ن: هو بضم صاد، وحذاء مر في ح. نه: لا تجوز "المصرمة" الأطباء، أي المقطوعة الضروع، وقد يكون من انقطاع اللبن، وهو أن يصيب الضرع داء فضمز لي بعض أصحابه، هو من ضمز إذا سكت، وضمز غيره إذا أسكته، وروى بدل اللام نونًا أي سكتني وهو أشبه، وروى بالراء والنون، والأول أشبهها. ك: فضمز بلفظ ماضي التضميز، وروى بالتخفيف.
صرم
الصَّرْمُ: القطيعة، والصَّرِيمَةُ: إحكام الأمر وإبرامه، والصَّرِيمُ: قطعةٌ مُنْصَرِمَةٌ عن الرّمل.
قال تعالى: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ
[القلم/ 20] ، قيل: أصبحت كالأشجار الصَّرِيمَةِ، أي:
الْمَصْرُومِ حملُهَا، وقيل: كاللّيل، لأنّ اللّيل يقال له: الصَّرِيمُ، أي: صارت سوداء كاللّيل لاحتراقها، قال: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ
[القلم/ 17] ، أي: يجتنونها ويتناولونها، فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ
[القلم/ 21- 22] .
والصَّارِمُ: الماضي، وناقةٌ مَصْرُومَةٌ: كأنها قطع ثديها، فلا يخرج لبنها حتّى يقوى. وتَصَرَّمَتِ السَّنَةُ.
وانْصَرَمَ الشيءُ: انقطع، وأَصْرَمَ: ساءت حاله.
(صرم) - في حديث أبى ذَرٍّ، - رضي الله عنه -: " فأَغَار على الصِّرمِ" .
- وكذلك في حديث المرأةِ صاحبة الماءِ: "أنهم كانوا يُغِيرون على مَنْ حولهَم ولا يُغِيرُون على الصِّرم الذي هي فيه".
الصِّرمُ: الجماعةُ يَنْزِلوُن بإبلهم ناحيةً على ماء. ويقال أيضا: أَهلُ صِرْم وجَمعُها أَصْرام. والصِّرم أيضا: قِطَع من السَّحاب. الواحدة: صِرْمَة والصِّرمةُ والصِّرم: القَطِيعُ من الإبل من العِشْرِين إلى الثلاثين ويُصَغَّر صُرَيْمة. ومنه يُقال للففِير مَصْرُوم.
- ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: "أَدخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَة والغُنَيْمة" 
- في الحديث: "لا يَحِلّ لمُسْلم أن يُصارِمَ مُسلِماً فوقَ ثلاثٍ".
: أي يَقَطع كلامَه ويَهْجُرَه وفي الهجرة تَفْصِيل نَذكُرُه فيما بعد إن شاء الله تعالى.
والصِّرْم: القَطْع. يقال: صَرَمَه صَرْماً. ومنه صِرامُ النَّخلِ وهو جِدادهُ.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لمَّا كان حين يُصْرَم النَّخل بَعَث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَبد الله بنَ رواحَةَ - رضي الله عنه -"
يعنى إلى خَيْبَر، أي يُقْطَع ويُجَدُّ النَّخلُ إن رويته بنَصْب الرَّاء، وإن كَسَرْت الرَّاءَ فمِنْ قولِهم: أَصرَم النَّخلُ: بَلغَ وَقتُ صِرَامِه، وقد يكون الصِّرام النَّخل لأنه يُصْرَم: أي يُجْتَنَى ثَمرُه.
- وفي حديث آخر: "لنا من دِفْئِهم وصِرَامهم" 
: أي نخلهم. والصِّرام: التَّمر بعَيْنه أيضاً؛ لأنه يُصرَم فَسُمِّى بالمَصْدر وأَصْرَمَه وصَرمَه والصَّارِم: السَّيفُ القاطع، يجمع صَوارِمُ.
ص ر م

زرع صريم ومصروم: مجزوز. وصرم النخل واصطرمه، وهو وقت الصرام والاصطرام. وأصرم النخل والزرع. وصرمت أخي وصارمته وتصارمنا، وبينهما صرم وصريمة: قطيعة. وسيف صارم، وسيوف صوارم. وناقة مصرمة: صرم طبياها فيبس الإحليل وذلك أقوى لها. وطبيٌ مصرم. قال عنترة:

لعنت بمحروم الشراب مصرم

وتصرمت السنة. وانصرم الشتاء. وله صرمة من الإبل وصرم. ومنه: أصرم فلان وهو مصرم أي افتقر وفيه تماسك. قال:

نسوّد ذا المال القليل إذا بدت ... مروته فينا وإن كان مصرما

وحول الماء أصرام وأصاريم: طوائف نزلوا ناحية من الماء، الواحد: صرم. " وتركته بوحش الأصرمين ": بمفازة ليس فيها إلا الذئب والغراب. قال مالك بن نويرة:

على صرماء فيها أصرماها ... وخريت الفلاة بها مليل

على مفازة لا ماء فيها. ونزلوا بالصريمة وبالصرائم وبالصريم وهي الرملة المنصرمة من الرمال ذات الشجر. قال:

ظلت تلوذ أمس بالصريم ... وصلّيان كسبال الروم

ورجل ذو صريمة وصرائم: ذو عزيمة.

ومن المجاز: الريح تحدو صرماً من السحاب. قال النابغة:

وهبت الريح من تلقاء ذي أركٍ ... تزجي مع الليل من صرّادها صرماً

وله صرمة من النخل. ورجل صارم: ماض في الأمور، وقد صرم صرامة. ويقال: رجل صرامة وصفاً بالمصدر. وفلان صريم سحر على هذا الأمر: متعب حريص عليه. قال:

أيذهب ما جمعت صريم سحر ... طليقاً إن ذا لهو العجيب

الأول حال من الجامع والثاني من الذاهب، وأنا منه " صريم سحر ": آيس. قال:

وإني منك غير صريم سحر
صرم:
صَرَم. صرم الخياط الثوب: جعله متقبّضاً، مولّدة (محيط المحيط).
صَرَّم (بالتشديد): سدَّ (فوك).
صرَّم: ألجم (هلو).
أصرم على، وأصرم في: اشتدّ، صار صارماً على أي جلداً ماضياً (فوك).
تصرّم: انسدّ (فوك).
صَرْم = صَرَامة: قسوة (المقري 1: 168) وانظر إضافات.
صُرْم الديك: هو عند عامة أهل الشام ثمرة شجرة الورد (ابن البيطار 1: 424 ويقول صاحب محيط المحيط (في حرف السين) والعامة تقول صُرُم الديك بدل سرْم الديك غير أن تفسيره (اسم نبات) غير صحيح.
صِرْمَة وجمعها صرم: حذاء، نعل (بوشر، همبرت ص21) وحذاء من الجلد المراكشي (صفة مصر 18: 109).
صِرْمَة: قطيع من الغنم (تاريخ البربر 1: 150).
صرمية: سَرْمايَة: رأس مال (بوشر).
صِرْماتي: حذَاء، اسكاف، صانع الاحذية. (بوشر، همبرت ص78، وهي عنده بضم الصاد).
صِرْماية: هي عند العامة الصِرْم وهو الخف النعل. (محيط المحيط) وهي بالسين بدل الصاد خطأ. (برجرف ص801، زيشر 11: 511 رقم 37).
صِرْماياتيّ: حذّاء، اسكاف، صانع الأحذية (زيشر 11: 484) وهي فيه بالسين.
صَرُوم: جرئ، باسل، مقدام (المعجم اللاتيني - العربي).
صَريم: رَصين، ثابت (فوك).
صَرَامَة: قسوة (بوشر، همبرت ص292).
صَريمة وجمعها صَرائِم: ما جمع ثمره (فوك).
صَريمة: عنان، زمام (بربرية) ولَبَب، ما يشد من سيَور السرج في صدر الفرس (بوشر) وزمام البغل (درومب ص81، هلو وهي عنده بالسين).
صريمة الجدى: سلطان الجبل (ابن البيطار) 1: 120، 2: 46، 85، 128، 260، 488).
صارِم: قاسٍ عنيف (بوشر، همبرت) (ص212، محيط المحيط).
صارم على حاله: قاسٍ على نفسه (بوشر).
صارْمَة: هي عند البربر نوع من قلانس النساء من الذهب أو الفضة مخرمّة أو هي حسب نزوات الأزياء نوع من القرون من الذهب أو الفضة طولها قدمان. انظر (شو 1: 324، 325، ناخر يشتن 1: 499، 513، بوزيه 2: 58، 219، بود 1: 22، مجلة الجزائر (اوترخت 1836 ص2110) دوماس حياة العرب ص488).
وقد كتبت الكلمة حسب ما وجدتها في تعليقات إمام قسطنطينية. وربما أخذت الكلمة من كلمة سِرمَه التركية بمعنى خيط ذهب.
صارمية وجمعها صوارم: سلفة، قرض (بوسييه) وسلفة نقود من صاحب الأرض إلى الخماس (مجلة الشرق والجزائر 6: 76).
[صرم] صرمت الشئ صرما، إذا قطعتَه. وصَرَمْتُ الرجلَ صَرْماً، إذا قطعت كلامه. والاسم الصُرْمُ. وصَرَمَ النخلَ، أي جَدَّهُ. وأَصْرَمَ النخلُ، أي حان له أن يُصْرَمَ. واصْطِرامُ النخل: اجترامه. والانْصِرامُ: الانقطاعُ. والتَصارُمُ: التقاطع. والتَصَرُّمُ: التقطع. وتَصَرَّمَ، أي تجلد. وتصريم الحبال: تقطيعها، شدِّد للكثرة. وناقةٌ مُصَرَّمَةٌ، وهو أن يقطع طُبْياها ليَيْبَس الإحليل ولا يخرج اللبن، ليكونَ أقوى لها. وكان أبو عمرو يقول: وقد تكون المصرمة الاطباء ، من انقطاع اللبن، وذلك أن يصيب الضرع شئ فيكوى بالنار فلا يخرج منه لبن أبدا. وأصرم الرجل: افتقر. والصرم: الجلدُ، فارسيّ معرّب. والصِرْمُ بالكسر: أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أصْرامٌ وأَصارمُ. والصِرْمَةُ: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. والصِرْمَةُ: القطعة من السَحاب، والجمع صِرَمٌ. قال النابغة:

تزْجي مع الليلِ من صُرَّادِها صِرَما * والأصْرَمانِ: الذئبُ والغرابُ، قال ابن السكِّيت: لأنَّهما انْصَرَما من الناس، أي انقطعا. وأنشد للمرار: على صرماء فيها أصرماها وخريت الفلاة بها مليل أي هو مليل. والصرماء: المفازة التى لاماء فيها. والصَرامُ والصِرامُ: جَدادُ النخل. والصُرامُ، بالضم: آخر اللبنِ بعد التغزيرِ إذا احتاج إليه الرجلُ حلبَة ضرورةً. قال بشر: ألا أَبْلِغْ بَني سَعْدٍ رَسُولاً ومَوْلاهمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ يقول: بلغ العُذر آخرَه، وهو مَثَلٌ. هذا قولُ أبي عبيدة. وقال الأصمعيّ الصُرامُ: اسمٌ من أسماء الحربِ والداهيةِ. وأنشد اللحيانى للكميت: مآشير ما كان الرخاء حسافة إذا الحرب سماها صرام الملقب والمصرم، بالكسر: منجل المغازلى. والصارم: السيف القاطع. ورجلٌ صارِمٌ، أي جَلْدٌ شجاعٌ. وقد صَرُمَ بالضم صَرامَةً. والصَريمُ: الليل المظلم. قال النابغة:

كالليل يَخْلِطُ أَصْراماً بأَصْرامِ * والصَريمُ: الصبحُ، وهو من الأضداد قال بشر تجلى عن صريمته الظلام * والصَريمُ: المجدود المقطوع. قال تعالى: (فأصحبت كالصريم) ، أي احترقت واسودت. والصريمة: العزيمة على الشئ. والصريمة: ما انصَرم من معظم الرمل. يقال: أَفْعى صَرِيمَةٍ. وصَريمَةٌ من غَضىً ومن سَلَمٍ، أي جماعة منه. والصَريمَةُ: الأرض المحصود زرعُها. والصَيْرَمُ: الوَجْبة. يقال: فلانٌ يأكل الصيرم.
صرم
الصرْمُ: الجِلْدُ - دَخِيْلٌ -. والقَطْعُ البائنُ للحَبْلِ والعِذْقِ. والصرَامُ: وَقْتُ صَرْم العِذْقِ. وأصْرَمَ النَّخْلُ: بَلَغَ وَقْتَ الصِّرَامِ. وتَمْرٌ صِرَام: أي تَمْرُ العامِ. وُيسَقَى كُدْسُ التَّمْرِ: الصرِيْمَ. وصَرَمْنا الزَّرْعَ: أي جَزَزْناه. وزَرْعٌ صَرِيْم ومَصْرُوْمٌ. والأصْرَمُ: المَقْطُوْعُ الأذُنِ؛ كالأصْلَمِ. والصُّرْمُ: اسْمٌ للقَطِيْعَةِ. والفِعْلُ المصَارَمَةُ. ورَجُلٌ صارِمٌ: ماضِ في كُل أمْرٍ، قد صَرُمَ صَرَامَةً. وسَيْفٌ صارِمٌ: قاطِعٌَ. والصرِيْمُ: السيْفُ الصّارِمُ. وناقَةٌ مُصَرمَةٌ: وهو أنْ يُصَرَّمَ طُبْيَاها فيُقْرَحَ عَمْداً حَتى يَفْسُدَ الإحْلِيْلُ فلا يَخْرُجَ اللبَنُ، وهو أقْوَى لها.
وقد تَصَرمَتِ السنةُ. وتَصَرَّمَ الأمْرُ والشَّيْءُ: انْقَضى فَذَهَبَ. وأصْرَمَ الرجُلُ فهو مُصْرِمٌ: إذا ساءَتْ حاله وفيه تَماسُك بَعْدُ، والاسْمُ منه: الإصْرَامُ. والصرَامُ: الحَرْبُ. والصرِيْمَةُ: إحْكامُكَ أمْراً وعَزْمُكَ عليه.

والصرِيْمُ: الليْلُ. والصُبحُ، وهو من الأضْدَاد، وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " فأصْبَحَتْ كالصَّرِيْمِ " أي بَيْضَاءَ كالنَهار، وقيل: سَوْداءَ كالليْلِ المُظْلِمِ لأنَّها احْتَرَقَتْ بالصاعِقَة، وقيل: أصْبَحَتْ لَيْسَ فيها ثَمَرٌ كأنَّه قد صُرِمَ. وقِطْعَةٌ من الرمْلِ ضخْمَةٌ مُنْصَرِمَةٌ عن سائرِ الرمْلِ. وقِطْعَةٌ من الشَجَرِ، يُقال: صَرِيْمَةٌ من غَضى وسَلَمٍ: أي جَماعَةَ؛ وكذلك من النَّخْلِ، وكذلك الصِّرْمَةُ. والصرْمَةُ: القَطِيْعُ من الإبلِ نحو الثَّلاثين. ورَجلٌ مُصْرِمٌ: له صِرْمَةٌ. والصرَمُ: القِطَعُ من السحَابِ، واحِدُها صِرْمَة.
والصِّرْم: طائفةٌ من القَوْمِ يَنْزِلُوْنَ بإبلهم في ناحِيَةٍ؛ فَهمْ أهْلُ صِرْمٍ، والجَميعُ الأصْرَام. وبها صِرْمَانٌ يَسِيْرٌ: جَمْعُ صِرْم.
وأكَلَ فلان الصيْرَمَ: وهي الأكْلَةُ عِنْدَ الضحى. وجاءَ برَأْيٍ صَرِيْمٍ: أي مُحْكَمٍ وَثيْقٍ غير منْتَشِرٍ.
ورَجُلٌ صَرَمَةٌ: لا يُفِيْقُ من غَضَبِه. وصَرّامَة؛ ورِجَالٌ صَرّاماتٌ: وهو الذي يَمْضي لرَأْيِه لا يُشَاوِرُ أَحدا ولا يُبالي كَيْفَ وَقَعَ رَأْيُه.
والأصْرَمَانِ: الذَئْبُ والغُرابُ؛ سُميَا لانْقِطاعِهما عن الناسِ، وقيل: لاجتماعِهما على المَأكَلِ جَمِيعاً. والصرْمَاءُ: المَفَازَةُ التي لا شَيْءَ بها ولا ماء. وأرْضٌ صَرْمَاءُ: كذلك. و " تَرَكْتُه بوَحْشِ الأصْرَمَيْنِ ": أي بفَلاةٍ لَيْسَ فيها إلّا الأصْرَمَانِ وهما الغُرابُ والصرَدُ. وداهِيَة صَرْمَاءُ: شَديدةٌ. وصَرَامِ - على حَذَامِ -: الداهِيَةُ أيضاً. والمَصْرِمُ: المَكَانُ الضَّيقُ السرِيعُ السَّيْلِ.
[صرم] فيه: هذه "صرم"، هي جمع صريم ما صرمت أذنه أي قطعت، والصرم القطع. ومنه ح: لا يحل لمسلم أن "يصارم" مسلمًا فوق ثلاث، أي يهجره ويقطع مكالمته. ط: وأخوان "متصارمان"، أي متقاطعان، والأخوة من جهة الدين أو النسب. نه: وح: إن الدنيا أذنت "بصرم"، أي بانقطاع وانقضاء. ن: هو بضم صاد، وحذاء مر في ح. نه: لا تجوز "المصرمة" الأطباء، أي المقطوعة الضروع، وقد يكون من انقطاع اللبن، وهو أن يصيب الضرع داءإياي نهى نفسه عن إدخال الأغنياء ليكون هو مأمورًا بالأولى، قوله: يأتيه ببنيه، أي بأولاده فيقول: يا أمير المؤمنين! نحن فقراء محتاجون وأنا لا أجوز تركهم على الاحتياج فلابد لي من إعطاء الذهب والفضة إياهم بدل كلأ، يريد لو منعوا من الكلأ هلكت مواشيهم واحتاج إلى صرف النقود عليهم، قوله: ليرون، أي أرباب المواشي أني ظلمتهم، قوله: لولا المال، أي خيل أعددتها للجهاد لمن لا مركوب له، قيل: كان عدها ربعين ألفًا. نه: في هذه الأمة خمس فتن، مضت أربع وبقيت "الصيرم"، يريد داهية مستأصلة كالصليم. غ: "كالصريم" أي سوداء كالليل المظلم، والنهار أيضًا صريم، وهما الأصرمان، والأصرمان الذئب والغراب.
باب الصاد والراء والميم معهما ص ر م، م ر ص، ص م ر، م ص ر مستعملات

صرم: الصَّرْمُ دَخيلٌ. والصَّرْمُ: قَطعٌ بائِنٌ لحَبْل وعِذْقٍ ونحوه. والصِّرامُ: وقت صِرام [النّخْل] ، وصَرَمَ العِذْقُ عن النَّخْلة، وأصْرَمَ النَّخْلُ اذا حان وقتُ اصِطِرامِه. والصَّريمة: إحكامُكَ أمراً والعَزْمُ عليه. وقوله تعالى: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ

أي كاللَّيلِ. والصَّريمةُ: الرأيُ النافِذُ. والصريمة: الرَّمْلُ المُتَصَرِمُ من مُعظَم الرَّملِ، قال: (به لا بظَبْيٍ بالصريمة أعفرا

) والصِّرْمةُ: قطيعٌ من الاِبلِ نحوُ ثلاثين. والصِّرْمُ: طائفة من القومِ ينزِلون بِابلِهم في ناحيةِ الماء فهم أهل صَرْمٍ، والجمع على أصرام، ثم يُجمَع على أصارم. وصَرمَ الرجلُ صَرامةً فهو صارمٌ: ماضٍ في أمره. وناقَةٌ مُصَرَّمةٌ، وذلك أن يُصَرَّم طُبْيُها فيَقْرَحُ عمداً حتى يفسُدَ الإِحليلُ فلا يخرُجُ منه لَبَنٌ، فيَيْبَسُ وذلك أقْوَى لها. والصِّرْمةُ: قِطعةٌ من السَّحاب، قال النابغة:

تُزجى مع الليل، من صُرّادِها، صِرَما

وتَصَرَّمَتِ الأيّام والسَّنَةُ والأمر أي انقَضَى. وانصَرَمَ الأَمرُ والشيءُ اذا انقطع فذَهَبَ. وأَصْرَمَ الرجلُ: ساءَتْ حالُه وفيه تماسُكٌ بَعْدُ، والاسْمُ الاصِرامُ. وصَرامِ: الحَرْبُ، قال الكُمَيت:

على حين دَرَّةٍ من صَرامِ

وسَيْفٌ صارمٌ أي قاطِعٌ ذو صَرامةٍ. مرص: المَرْصُ: غَمْزُ الثَّدْيِ بالأصابع، والمَرْسُ مثلُه، إِلاّ أنَّه يُمْرَسُ في الماء حتى يتميث فيه، مرس ومرص واحد.

رمص: الرَّمَصُ: غَمَصٌ أبيضُ تَلْفِظُه العَيْنُ فتَوْجَع له. وعينٌ رَمْصاءُ [وقد رَمِصَتْ رَمَصاً اذا لَزِمَها ذلك] .

صمر: صَمَرَ الماء يَصمُر صُمُوراً اذا جَرَى من حَدورٍ في مُستَوٍ، فسَكَنَ فهو يَجري، وذلك الموضع يسمى صمر الوادي. وصَيمَرةُ: أرضٌ (مِنْ) مِهرِجان، وإليها يُنْسَب الجُبْنُ الصَّيْمَريُّ.

مصر: المَصْرُ: حَلبٌ بأَطرافِ الأصابِع، السَّبّابةِ والوُسْطَى والإِبْهام. وناقةٌ مَصُورٌ اذا كانَ لَبَنُها بَطيءَ الخُروج، لا تُحْلَبُ إِلاّ مَصْراً.والتَمَصُّر: حَلْبُ بَقايا اللَّبَن في الضَّرْعِ بعد الدَّرِّ، وصار مستعمَلاً في تَتَبُّع الغَلَّةِ ونحوِها، يقال: لهم غَلَّةٌ يَتَمَصَّرونَها. وَمصَّرَ عليه الشيءَ اذا أعطاه قليلاً قليلاً. والمِصْرُ: كُلُّ كُورةٍ تُقام فيها الحُدودُ وتُغزَى منها الثُغُور، ويُقسَم فيها الفّيْءُ والصَّدَقات من غير مُؤامَرة الخليفة، وقد مَصَّرَ عُمَرُ [بن الخطّاب] سبعةَ أمصارٍ منها: البصرةُ والكوفةُ، فالأمصارُ عند العَرَبِ تلكَ. وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً من الأمصار، ولذلك نونه، ولو أراد مِصرَ الكورةَ بعَينِها كما نَوَّنَ، لأنَ الاسْمَ المؤنَّثَ في المعرفةِ لا يُجرَى. ومِصْرُ هي اليَومَ كورةٌ معروفةٌ بعَينِها لا تُصْرَفُ. والمَصيرُ: المِعَى، وجمعُه مُصْرانٌ كالغَدير والغُدْران، والمَصارين خَطَأٌ . والمُمَصَّرُ: ثوبٌ مصبُوغ فيه صُفْرةٌ قليلةٌ. 
صرم
صرَمَ يَصرِم، صَرْمًا، فهو صارِم، والمفعول مَصْروم
 وصرِيم
• صرَم الشَّيءَ: جزَّه وقطعه "صرَم الحبلَ/ رابطةَ المودَّة- {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}: يقطعون ثمارَها" ° صرم أذنه: صَلَمَها وقطعها. 

صرُمَ يَصرُم، صَرَامةً وصُرُومةً، فهو صارِم
• صَرُمَ الشَّخصُ: كان قويًّا ماضيًا في أمره، تشدَّد، عزَم على فِعْلٍ ما "مديرٌ صارمٌ- {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ} ".
• صَرُمَ السَّيفُ: كان قاطعًا ماضيًا "سيفٌ صارِمٌ". 

أصرمَ يُصرم، إصرامًا، فهو مُصرِم
• أصرمَ النَّباتُ: حانَ وقت قطعه. 

انصرمَ ينصرم، انصرامًا، فهو مُنصرِم
• انصرم الخيطُ وغيرُه: مُطاوع صرَمَ: انقطع "انصرم حَبْلُ الوُدّ" ° انصرم حَبْلُهم: تفرَّقوا.
• انصرم العامُ ونحوُه: ذهب، مضى وانقضى "انصرم الشِّتاءُ/ العمرُ/ الشهرُ- مودَّة منصرمة". 

تصارمَ يتصارم، تصارُمًا، فهو مُتصارِم
• تصارمَ القومُ: تقاطعوا. 

صارمَ يُصارم، مُصارمةً، فهو مُصارِم، والمفعول مُصارَم
• صارم فلانٌ فلانًا: قاطَعَه "لم يصارم صديقَه إلاّ بعد أن تبيَّن له أنّه كذوب". 

صرَّمَ يُصرّم، تصريمًا، فهو مُصرِّم، والمفعول مُصرَّم
• صرَّم فلانٌ الشَّيءَ: قطَّعه "صرَّم الأحمقُ حبلَ المودّة الذي يربطه بجيرانه". 

أصرمان [مثنى]: مف أصرم
• الأصرمان: اللَّيل والنَّهار. 

صارم1 [مفرد]: ج صارمون وصُرَّم:
1 - اسم فاعل من صرَمَ وصرُمَ.
2 - متشدِّد، قوِيٌّ ماضٍ في أمرِه "رجلٌ صارمٌ- كلّمه بلهجة صارمةٍ". 

صارم2 [مفرد]: ج صارمون (للعاقل) وصوارِمُ:
1 - اسم فاعل من صرَمَ وصرُمَ.
2 - قاطِعٌ "سيفٌ صارِمٌ- عاداتٌ صارمة". 

صَرامة [مفرد]:
1 - مصدر صرُمَ.
2 - (سف) تشدُّد ملحوظ في تفسير القوانين الأخلاقيّة وتطبيقها. 

صَرْم [مفرد]:
1 - مصدر صرَمَ.
2 - جلد مدبوغ. 

صِرْم [مفرد]: ج أَصْرَام وصَرْمَان:
1 - قطعة.
2 - جماعة مُنْعَزِلة.
3 - خُفّ مُنتَعَل. 

صَروم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صرُمَ: مُتَشَدِّد. 

صُرُومة [مفرد]: مصدر صرُمَ. 

صَريم [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من صرَمَ: مصْرومٌ؛ مقطوعٌ.
2 - قطعة من اللّيل، ليل شديد الظُّلمة " {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}: سوداء محترقة كاللّيل، كأنّ زرعها محصود" ° صريما اللّيل/ صريما النّهار: أوّله وآخره. 
الصاد والراء والميم ص ر م

الصَّرْمُ القَطْعُ البائنُ وعمَّ بعضُهم به القَطْعَ أيَّ نَوْعٍ كان صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَمَ وقد قالوا صَرَمَ الحَبْلُ نَفْسَه قال كعبُ بن زُهَيْرٍ (وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ ... )

قال سيبويه وقالوا للصارِمِ صَرِيمٌ كما قالوا ضَرِيبُ قِدَاحٍ للضاربِ وصَرَّمَهُ فَتَصَرَّمَ وقيل الصَّرْمُ المصْدَرُ والصُّرْمُ الاسْمُ وصَرَمَه صَرْماً قطعَ كَلاَمَهُ وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّن الصَّرامة والصُّرُومةِ قاطعٌ لا يَنْثَني وأمرٌ صَرِيمٌ مُعْتَزَمٌ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائِغاً ... عند الصَّرِيمِ كرَوْغَةٍ من ثَعْلَبِ)

وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل ورَجلٌ صارمٌ وصَرَّامٌ وصَرُومٌ قال لبيدٌ

(فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تعرَّضَ وَصْلُهُ ... ولَخَيْرُ واصلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها)

ويُرْوَى ولَشَرُّ وأنشد ابنُ الأعرابيِّ

(صَرمْتَ ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ ... وكيف تَصابى مَنْ يُقَال حَلِيمُ)

يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِم إلا بعد ما صُرِمْتَ هذا قولُ ابن الأعرابيِّ وقال غيره قوْلُه ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قويٌّ على الصَّرْمِ والصَّريمَةُ العَزيمة وقَطْعُ الأَمْرِ ورجلٌ صارِمٌ ماضٍ شجاعٌ وقد صَرُمَ صَرامةً والصَّرامَةُ المُسْتَبِدُّ برأيه عن المُشاورةِ وصَرَمَ النَّخلَ والشَّجَرَ يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمَهُ جَزَّهُ قال طَرَفَةُ

(أَنْتُمُ نَخْلٌ نُظيفُ به ... فإذا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ)

والصَّرِيم الكُدْسُ المَصْرومُ من الزَّرعِ ونَخْلٌ صَرِيمٌ مَصْرومٌ وصِرَامُ النَّخلِ وصَرَامُه أَوان إدراكِه وأصْرم حانَ صِرامُهُ والصُّرامةُ ما صُرِمَمن النَّخْلِ عن اللحيانيِّ والصَّريمُ والصَّريمةُ القِطعةُ المُنْقطعةُ من مُعْظَمِ الرَّمْلِ وصَرِيمةٌ من غضّا وسَلَمٍ وأَرْطىً ونَخْلٍ أي قِطْعةٌ وصِرْمةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك والصَّرِيمُ الصُّبْحُ لانْقطاعِهِ عن اللَّيْلِ والصَّريمُ الليلُ لانقطاعهِ عن النهارِ والقطعةُ منه صَرِيمٌ وصَرِيمةٌ الأولى عن ثعلبٍ قال تعالى {فأصبحت كالصريم} القلم 20 أي احترقت فصارت سَوْداءَ مثلَ الليلِ وقال بِشْر بن أبي خازمٍ

(فَبَاتَ يقولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حتى ... تَكَشَّفَ عن صَرِيمَته الظَّلامُ)

والصِّرْمَةُ القطعةُ من الإِبِلِ قيل هو ما بين العِشرين إلى الثلاثين وقيل ما بين الثلاثين إلى الخَمْس والأربعين وقيل هي ما بين العَشرة إلى الأربعين وقيل ما بين عشر إلى بِضْع عشرةَ والصَّرْمةُ القطعة من السَّحابِ قال النَّابِغةُ

(وهَبَّتِ الرِّيحُ من تِلْقاءِ ذي أُرُكٍ ... تُزْجِي مع الليلِ من صُرّاَرِها صِرَمَا)

ورجلٌ مُصْرِمٌ قليل المالِ مِنْ ذلك والأصْرَمُ كالمُصْرِم قال

(ولقد مَرَرْتُ على قَطِيعٍ هالكٍ ... من مالِ أَصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ)

يعني بالقطيعِ هنا السَّوْطَ أَلا تَراهُ يقولُ بعد هذا

(مِنْ بَعْدِ ما اعْتلَّتْ عليَّ مَطِيَّتِي ... فأَزَحْتُ عِلَّتَها فَظَلَّتْ تَرْتَمِي)

يقول أَزَحْتُ عِلَّتَها بَضَرْبِي لها به وقول أبي سهمٍ الهُذَليُّ

(أَبُوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غَيرِه ... وأنْتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ)

مُصْرِمٌ يقال ليس لك أبٌ غيرُه ولم يَدْعُ هو غَيْرَك يَمْدَحُه ويذكِّرُه بالبِرِّ ويُقال كَلأٌ تَنْجَمعُ منه كَبِدُ المُصْرِم أي أنه كَثِيرٌ فإذا رآه القليلُ المالِ تأسَّفَ ألا يكونَ له إبل كثيرةٌ يُرْعِيها فيه والصِّرْمُ الأبياتُ المجتمعةُ المنقطعةُ من النّاس والصِّرْمُ أيضاً الجماعةُ والجمعُ أصرام وأَصَاريمٌ وصُرْمانٌ الأخيرَةُ عن سيبويه وناقَةٌ مُصَرَّمةٌ مقطوعةُ الطُّبْيَيْنِ وصَرْمَاءُ قليلة اللَّبنِ لأن غُزْرَها انْقَطَع وفلاةٌ صَرْماءُ لا ماءَ بِها وهو من ذلك والأَصْرمانِ الذِّئبُ والغُرابُ لانْصرامِهما وانقطاعِهما قال المرَّارُ

(علَى صَرْمَاءَ فيها أَصْرَماها ... وخِرِّيتُ الفَلاَةِ بها قليلُ)

وتَرَكْتُه بِوَحْشِ الأصْرَميْن حكاه اللحيانيُّ ولم يُفسِّره وعندي أنه يَعْنِي الفَلاةَ والصَّرم الخِفُّ المُنَعَّلُ والصِّريمُ العودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْيِ أو الفَصيلِ ثم يُشَدُّ إلى رأسِه لئِلا يَرْضَعَ وأَكَلَ الصَّيْرَمَ أي الوجبةَ الواحدةَ في اليوم وقال يعقوبُ هل أكلةٌ عند الضحَى وبنو صُرَيَمْ حَيٌّ وصِرْمةُ وصُرَيمٌ وأصْرَمُ أسماءٌ

صرم

1 صَرَمَهُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (M, Msb, K,) inf. n. صَرْمٌ (S, M, Msb, K) and صُرْمٌ, (M, K,) or the latter is a simple subst., (M, Msb,) He cut it, syn. قَطَعَهُ, (S, M, Mgh, Msb,) in any manner: [i. e. it signifies also he cut it through; or he cut it off, or severed it; for thus the meaning of قَطَعَهُ is generally explained:] (M:) or it signifies [only] he cut it (قَطَعَهُ) so as to separate it: (M, K:) namely, a thing, (S,) such as a rope, and a raceme of dates. (TA.) One says, صُرِمَتْ أُذُنُهُ i. q. صُلِمَتْ [i. e. His ear was cut off, entirely]. (TA.) And صَرَمَ النَّخْلَ, (S, M, Msb, K,) and الشَّجَرَ, (M, K,) and الزَّرْعَ, aor. as above, inf. n. صَرْمٌ, (M,) He cut off the fruit, or produce, of the palm-trees, (S, M, Msb, * K,) and the trees, (M, K,) and the corn, or the like; (M;) as also ↓ اصطرمهُ. (S, M, K.) b2: [Hence,] صَرَمَهُ, (S, M, MA, K,) [aor. as above,] inf. n. صَرْمٌ (S, MA,) or صُرْمٌ, (M, MA,) or the latter is a simple subst., (S,) (assumed tropical:) He cut him (i. e. another man); meaning he ceased to speak to him, or to associate with him; he cut him off from friendly, or loving, communion or intercourse; forsook him, or abandoned him; syn. قَطَعَ كَلَامَهُ; (S, M, K;) and هَجَرَهُ: (A and Mgh and K in art. هجر:) or he cut himself off, or separated himself, from him, namely, his friend; he cut off [or withdrew] his friendship from him. (MA.) [See an ex. in a verse cited voce أَبَّ.] And صَرَمَ وَصْلَهُ, aor. as above, inf. n. صَرْمٌ and صُرْمٌ, (assumed tropical:) [He cut, or severed, his bond of union,] as indicative of resemblance [to the act of cutting, or severing, properly thus termed]. (M.) b3: And صَرَمَ أَمْرَهُ (assumed tropical:) [He decided his affair]. (O voce ضَهْيَأَ, q. v. [See also صَارِمٌ, and صَرِيمَةٌ.]) A2: صَرَمَ is also intrans., as syn. with انصرم, q. v. (M, K.) And [hence] one says, أَدْبَرَتِ الدُّنْيَا بِصَرْمٍ i. e. (assumed tropical:) [Worldly good departed] by becoming cut off, or by ceasing, and coming to an end. (TA.) b2: One says also, صَرَمَ عِنْدَنَا شَهْرًا, meaning (assumed tropical:) He stopped, stayed, or tarried, with us a month: (K, TA:) mentioned by El-Mufad- dal, on the authority of his father. (TA.) A3: صَرَمَ, (Msb,) [aor. ـُ inf. n. صَرَامَةٌ and صُرُومَةٌ, (M,) It (a sword) was, or became, sharp, (M, Msb,) and did not bend. (M.) b2: And [hence,] صَرُمَ inf. n. صَرَامَةٌ, said of a man, (S, M, Msb, K, TA,) as being likened to a sword, (TA,) (tropical:) He was, or became, courageous; (Msb;) or hardy, strong, or sturdy, (S, TA,) or sharp, penetrating, or vigorous and effective, (M, K, TA,) and courageous. (S, M, K, TA.) 2 صرّمهُ [He cut it; cut it through; or cut it off, or severed it; namely, a number of things considered collectively; or a single thing much, or in several places]: (M:) تَصْرِيمُ الحِبَالِ signifies تَقْطِيعُهَا [i. e. the severing of the ropes]: the verb being with teshdeed to denote muchness [of the action], or multiplicity [of the objects]. (S, TA.) [Hence, تَصْرِيمُ الأَطْبَآءِ The cutting off of the teats of camels: a phrase mentioned in the TA.]3 صارمهُ, (MA,) inf. n. مُصَارَمَةٌ, (KL, TA,) (assumed tropical:) He effected a disunion with him: (MA:) or he cut him off from himself, being in like manner cut off by him: (KL:) or he cut him off from friendly, or loving, communion or intercourse, being so cut off by him: forsook him, or abandoned him, being forsaken, or abandoned, by him: cut him, i. e. ceased to speak to him, being in like manner cut by him: for المُصَارَمَةُ signifies المُهَاجَرَةُ and قَطْعُ الكَلَامِ. (TA.) 4 اصرم النَّخْلُ The palm-trees attained, or were near, to the time, or season, for the cutting off of their fruit. (S, M, Msb, K, TA.) b2: and [hence perhaps,] اصرم said of a man, (S, K, TA,) inf. n. إِصْرَامٌ, (TA,) (assumed tropical:) He was, or became, poor, (S, K,) having a numerous family, or household: (K:) or in a evil condition, though having in him intelligence (تَمَاسُك): [it is said that] the original meaning is he had a صِرْمَة, i. e. portion, of property remaining to him. (TA.) 5 تصرّم quasi-pass. of صَرَّمَهُ; (M;) i. q. تقطّع [i. e. It became cut; cut through; or cut off, or severed; said of number of things considered collectively; or of a single thing as meaning it became cut, &c., much, or in many places, or into many pieces]. (S, K.) b2: See also 7, in three places.

A2: Also (assumed tropical:) He affected hardiness, strength, sturdiness, and endurance, or patience; or constrained himself to behave with hardiness, &c. (S, K.) 6 تصارموا (assumed tropical:) They cut, forsook, or abandoned, one another; (MA;) they separated themselves, one from another; (KL, in which only the inf. n. is mentioned;) they severed the bond of union, or communion, that was between them; disunited, or dissociated, themselves, one from another; syn. تَقَاطَعُوا. (S, * MA, in the former of which only the inf. n. is mentioned.) 7 انصرم It became cut; cut through; or cut off, or severed; (S, M, K, TA;) quasi-pass. of صَرَمَهُ; (M, TA;) said of a rope [&c.]; and so ↓ صَرَمَ. (M, K, TA.) b2: [Hence,] انصرم مِنَ النَّاسِ [or عَنِ النَّاسِ] (assumed tropical:) He separated himself from mankind; said of the wolf and of the crow [&c.]. (ISk, S, M. *) And انصرم اللَّيْلُ (assumed tropical:) The night went away, or departed; as also ↓ تصرّم: (Msb:) and انصرم الشِّتَآءُ (assumed tropical:) The winter ended; and ↓ تصرّمت السَّنَةُ (assumed tropical:) The year ended: (TA:) and القِتَالُ ↓ تصرّم (assumed tropical:) The fighting ended, or ceased. (Mgh.) 8 اصطرمهُ: see 1, third sentence.

صَرْمٌ Skin: [or leather:] (S, Mgh, Msb, K:) a Pers\. word (S, Msb) arabicized, (S, Mgh, Msb, K,) originally جَرْم [correctly چَرْم]. (Mgh, Msb, TA.) صُرْمٌ is an inf. n. like صَرْمٌ, (M, K,) or a simple subst.: (M, Msb:) [see the first paragraph, in three places: in one of its senses, there expl.,] it is syn. with هِجْرَانٌ and قَطِيعَةٌ: (TA:) and ↓ صَرِيمَةٌ [likewise] signifies (assumed tropical:) Separation from a friend: pl. صُرَمٌ. (MA. [This pl. is app. there mentioned as of صَرِيمَةٌ; but it is more probably of صُرْمٌ.]) A2: صُرْمُ الدِّيكِ: see دَلِيكٌ.

صِرْمٌ Tents (أَبْيَاتٌ), (S, M,) of men, (S,) collected together, (S, M,) separate from [those of other] men: (M:) or i. q. صِرْبٌ, (O in art. صرب,) which means a few tents (بُيُوت [in the O, erroneously, بُتُوت]) of the weak sort of the Arabs of the desert: (IAar, O, * K, TA; all in art. صرب:) and hence, (M,) a company (M, Msb, K, TA) of men, (Msb, TA,) not many; or simply a company (TA) alighting and abiding with their camels by the side of the water: (Msb, TA:) pl. أَصْرَامٌ [a pl. of pauc.] (S, M, Msb, K) and أَصَارِمُ, (S,) or أَصَارِيمُ, (M,) or both, (K,) but accord. to IB the latter of these two is the right, [being a pl. pl., i. e. pl. of أَصْرَامٌ,] (TA,) and صُرْمَانٌ, (Sb, M, K,) with damm. (K.) b2: And i. q. ضَرْبٌ. (K. [So, app., in all the copies; accord. to the TK as meaning A sort, or species: but I think it most probable that this is a mistranscription for صِرْبٌ, with which, as has been stated above, صِرْمٌ is syn. accord. to the O.]) A2: Also i. q. خُفٌّ مُنْعَلٌ (M) or خُفٌّ مُنَعَّلٌ (K) [i. e. A soled boot: that خُفّ here means a boot, not a camel's foot, is indicated by its being immediately added by SM that]

↓ صَرَّامٌ signifies A seller thereof. (TA.) صَرْمَةٌ [an epithet applied to a man, but used as a subst., and therefore having for its pl. صَرَمَاتٌ]. One says, هُوَ صَرْمَةٌ مِنَ الصَّرَمَاتِ, [the last word said to be thus (مُحَرَّكَة) in the TA, but in the CK (in which as well as in my MS. copy of the K من is omitted) written الصَّرْماتِ,] meaning (tropical:) He is [a person] slow to revert from his anger. (K, TA.) A2: Also, [if not a mistranscription for ↓ صِرْمَة,] A portion of silver, melted, and cleared of its dross, and poured forth into a mould. (TA.) صِرْمَة A herd, or detached number, of camels, (S, M, Mgh, Msb, K,) consisting of about thirty: (S:) or from twenty to thirty: (M, K:) or from thirty to five and forty: (M:) or to fifty, and forty; (K;) if amounting to sixty, termed صِدْعَة: (TA: [but see this latter word:]) or from ten to forty: (M, Msb, K:) or from ten to some number between that and twenty: (M, K:) or more than a ذَوْد [which is at least two or three] up to thirty: (T voce إِبِلٌ:) or about forty: (Ham p.

753:) or less than a هَجْمَة, which is a hundred or nearly a hundred: (Id. p. 637:) pl. صِرَمٌ. (S, * M, * Msb.) b2: A portion of property. (TA.) b3: And A detached portion of clouds: (S, M, Msb, K:) pl. as above. (S, M.) b4: See also صَرِيمَةٌ. b5: And see صَرْمَةٌ.

صَرَامٌ and ↓ صِرَامٌ The cutting off of the fruit of palm-trees: (S, * Msb, and L voce جَدَادٌ:) and (L voce جَذَادٌ) the time, or season, thereof: (S, L:) or the time, or season, of the ripening of the fruit of palm-trees. (M, K.) A2: صَرَامِ: see the next paragraph, in two places.

صُرَامٌ: see صَارِمٌ.

A2: Also The last milk [remaining in the udder] after what is termed التَّغْرِيز [which is variously explained (see 2 in art. غرز), in the CK and in one of my copies of the S erroneously written التَّغْزِير,] which a man draws when in need of it. (S, K. *) Bishr says, أَلَا أَبْلِغْ بَنِى سَعْدٍ رَسُولًا وَمَوْلَا هُمْ فَقَدْ حُلِبَتْ صُرَامُ

[Now deliver thou to Benoo-Saad a message, and to their chief, that the last milk in the udder has been drawn]: (S:) the last two words [the latter of which is written in the CK ↓ صَرامِ] are a prov., meaning (assumed tropical:) the excuse has reached its uttermost: (S, K:) thus says AO: (S:) IB says that صُرَامُ in the saying of Bishr means the she-camel that is termed ↓ الصَّرْمَآءُ, that has no milk; [i.e. that the phrase means the she-camel that has now no milk has been milked;] and that he makes it a proper name; and that he [also] means thereby the latter of the two senses here following. (TA.) b2: الصُّرَامُ is also one of the names for War, or battle; (As, S, K; *) and so ↓ صَرَامِ, [indecl.,] like قَطَامِ: (K:) and one of the names for calamity, or misfortune. (As, S, K. * [See also صَيْرَمٌ.]) صِرَامٌ: see صَرَامٌ. b2: Sometimes it is applied to signify Palm-trees themselves; because the fruit is cut off: so in a trad. (TA.) صَرُومٌ: see صَارِمٌ, in two places. b2: Also a she-camel that will not come to the watering-trough to drink until it is left to her unoccupied; (K, TA;) cutting herself off from the other camels. (TA.) صَرِيمٌ i. q. ↓ مَصْرُومٌ, (M, Msb,) Cut; cut through; or cut off, or severed: (S, Msb, K:) and having the fruit cut off; syn. مَجْدُودٌ; (S, K;) applied to palm-trees (نَخْل). (M.) and the former, A heap (كُدْس) of corn or the like that has been cut, or of which the produce has been cut off; syn. ↓ مَصْرُومٌ. (M, TA.) and Whose ear has been cut off entirely (اَلَّذِى صُرِمَتْ

أُذُنُهُ): pl. صُرْمٌ. (TA. [See also the fem., with ة, voce بَحِيرَةٌ, where the pl. is said to be صُرُمٌ.]) b2: [Applied to the lungs, it means properly Burst asunder. Hence the saying,] جَآءَ صَرِيمَ سَحَرٍ, [so in copies of the K, accord. the TA سِحْر, but correctly either سَحَرٍ or سَحْرٍ q. v., in the CK باءَ and صَرِيمُ, which last word is obviously wrong,] meaning (tropical:) He came disappointed of attaining what he desired, or sought, and in a state of despair. (K, TA.) And هُوَ صَرَيمُ سحرٍ عَلَى هٰذَا الأَمْرِ [i. e. صَرِيمُ سَحْرٍ or سَحَرٍ] (tropical:) He is wearied and eager for this thing, or affair. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) An affair decided, determined, or resolved, upon. (M, TA.) b4: Used as a subst., see صَرِيمَةٌ, in two places. b5: Also (assumed tropical:) The daybreak, or dawn; (S, M, K;) because cut off from the night; (M;) as also ↓ صَرِيمَةٌ: (S:) and the night; (ISk, M, K;) because cut off from the day; (M;) or the dark night: (S:) thus having two contr. meanings: (S, K:) and a portion thereof; (Th, M, K;) i. e., of the night; (TA;) as also ↓ صَرِيمَةٌ: (M, K:) and صَرِيمَا اللَّيْلِ the first and last parts, or beginning and end, of the night. (TA.) The phrase in the Kur [lxviii. 20] فَأَصْبَحَتٌ كَالصَّرِيمِ means [And it became in the morning] burnt up and black like the night: (S, M, Bd, TA:) or like the dark night, being burnt up: (Er-Rághib, TA:) or like the black night: (Katádeh, TA:) or like the day, by its whiteness from excessive dryness: (Bd:) or like that garden of which the fruits have been cut off: (Bd, TA: *) or like the sands [that are termed صَرِيم (see صَرِيمَةٌ)]: (Bd:) or the meaning of صريم in this instance is that which here next follows. (TA.) b6: Black land, that does not give growth to anything. (K.) b7: And A piece of wood, or stick, which is placed across upon the mouth of a kid, (M, K,) or of a young weaned camel, and then tied to his head, (M,) in order that he may not such. (M, K.) A2: See also صَارِمٌ.

صَرَامَةٌ (tropical:) A man (TA) who follows his own opinion, cutting himself off from consultation with others: (M, TA:) or who acts with penetrative energy, or vigorousness and effectiveness, in the performing of his affairs: an inf. n. used as an epithet. (TA.) صُرَامَةٌ What is cut off [of the fruit] of palmtrees. (Lh, M.) صَرِيمَةٌ Land (أَرْض) of which the seed-produce has been reaped: (S, K:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (TA.) b2: and A portion, (S, M, K,) or large portion, (TA,) detached from the main aggregate, of sand; (S, M, K;) as also ↓ صَرِيمٌ: (M, K:) [or the latter is a coll. gen. n., being used in a pl. sense:] one says أَفْعَى صَرِيمَةٍ (S) or ↓ صَرِيمٍ (K) [A viper of a detached sand-heap or of detached sand-heaps]; like as one says حَيَّةُ خَلٍّ. (S in art. خل.) b3: And A group, or an assemblage, (S,) or a detached number, (M,) of the trees called غَضًا, and سَلَم, (S, M,) and أَرْطًى, and of palm-trees; and likewise ↓ صِرْمَةٌ, of أَرْطًى, and of سَمُر. (M.) b4: See also صَرِيمٌ, in two places.

A2: Also (assumed tropical:) Decision, or determination, (S, M, K TA,) عَلَى شَىْءٍ [to do a thing]: (S, TA:) and the deciding of an affair, (M, K, TA,) and the firm, or sound, execution thereof: (TA:) or an object of want upon accomplishment of which one has decided, or determined; as also عَزِيمَةٌ: (AHeyth, TA:) pl. صَرَائِمُ. (TA.) One says, هُوَ مَاضِ الصَّرِيمَةِ and الصَّرَائِمِ [He is effective of decision &c. and of decisions &c.]. (TA.) b2: See also صُرْمٌ.

صُرَيْمَةٌ A detached number [or a small detached number, for it is app. dim. of صِرْمَةٌ,] of camels. (TA.) صَرَّامٌ: see صَارِمٌ. b2: Also A preparer, or seller, of صَرْم, (MA,) whence it is derived, (Mgh,) i. e. skin, or leather: (MA:) or it signifies as expl. voce صِرْمٌ, last sentence. (TA.) صَارِمٌ Cutting; cutting through; or cutting off, or severing; and Sb says that ↓ صَرِيمٌ is used in the same sense, like as ضَرِيب in the phrase ضَرِيبُ قِدَاحٍ is used in the sense of ضَارِب. (M.) إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ, in the Kur [lxviii. 22], means If ye be deciding, or determining, upon the cutting off of the fruit of the palm-trees. (TA.) b2: and (assumed tropical:) A man cutting, or severing, his bond of union; or one who cuts, or severs, that bond; and so [but in an intensive sense] ↓ صَرَّامٌ and ↓ صَرُومٌ; (M;) or this last signifies, (M, K,) as also ↓ صُرَامٌ, (K,) having strength to cut, or sever, (M, K,) the bond of his union. (M.) b3: Also, applied to a sword, (S, M, Msb, K,) and [in an intensive sense] ↓ صَرُومٌ, (M, K,) Sharp, (S, M, Msb, K,) and not bending: (M:) pl. of the former صَوَارِمُ. (TA.) b4: And the former, (S, M, K, TA,) applied to a man, (S, M, TA,) as being likened to a sword, (TA,) (tropical:) Hardy, strong, or sturdy, (S, TA,) or sharp, penetrating, or vigorous and effective, (M, K, TA,) and courageous. (S, M, K, TA.) b5: And الصَّارِمُ (tropical:) The lion. (K, TA.) صَيْرَمٌ A calamity (K, TA) that extirpates everything. (TA. [See also صُرَامٌ, last sentence.]) A2: Also Firm, or sound, of judgment. (K.) A3: And i. q. وَجْبَةٌ, (S, M, K,) like صَيْلَمٌ, (TA,) i. e. An eating once in the day: (M, K, * TA: *) or, accord. to Yaakoob, an eating at the time [of morning] called الضُّحَى (M, TA) [and not again] to the like time of the morrow: (TA:) one says, فُلَانٌ يَأْكُلُ الصَّيْرَمَ (S, M, * K *) i. e. [Such a one eats] once (K, TA) in the day: but AHát says, I asked El-Asma'ee respecting the بَزْمَة and the صَيْرَم, and he said, I know it not: this is the language of the devil. (TA.) أَصْرَمُ A man having the extremity of his ear cut off. (Mgh.) b2: See also مُصْرِمٌ. b3: Also [the fem.] صَرْمَآءُ A she-camel having little milk; (M, K;) because her abundance of milk has become cut off: (M:) pl. صُرْمٌ. (K.) See also صُرَامٌ. [In the Ham, p. 230, it is implied that it signifies A she-camel such as is termed ↓ مُصَرَّمَةٌ as meaning whose أَخْلَاف (or teats) have been cut off: for it is there said that the poet 'Orweh has applied the term صَرْمَآء to (assumed tropical:) a cooking-pot, likening it to the she-camel termed مُصَرَّمَةٌ meaning as expl. above.]

b4: Also, (S, K,) or فَلَاةٌ صَرْمَآءُ, (M,) A desert in which is no water. (S, M, K. [See also one of the explanations of the dual, here following.]) b5: الأَصْرَمَانِ signifies The wolf and the crow; (ISk, S, M, K;) because of their separating themselves (ISk, S, M) from mankind: (ISk, S:) and the [bird called] صُرَد and the crow: and the night and the day; (K, TA;) because each is cut off from the other. (TA.) El-Marrár says, عَلَى صَرْمَآءَ فِيهَا أَصْرَمَاهَا وَخِرِّيتُ الفَلَاةِ بِهَا مَلِيلُ

[Upon a waterless desert, in which are its wolf and crow, and in which the skilful guide of the desert is burned by the sun]. (ISk, S, M.) and تَرَكْتُهُ بِوَحْشِ الأَصْرَمَيْنِ is a saying mentioned by Lh, but not expl. by him: (M, TA:) ISd says, (TA,) in my opinion it means, [I left him in] the desert, or waterless desert: (M, TA:) or, accord. to Z, in a desert, or waterless desert, in which was nothing but the wolf and the crow. (TA.) مَصْرِمٌ A narrow place, that quickly flows with water: (K, TA:) so called because the flow of water is quickly cut off from it. (TA.) مُصْرِمٌ A possessor of a صِرْمَة of camels. (TA.) b2: And [hence], as also ↓ أَصْرَمُ, (M, K,) Having little property: (M:) or poor, [and] having a numerous household, or family. (K.) One says, كَلَأٌ تِيجَعُ مِنْهُ كَبِدُ المُصْرِمِ [Herbage by reason of which the liver of him who has little property is pained]; i. e., abundant, so that when he who has little property sees it, he grieves that he has not many camels which he may pasture upon it. (M.) مِصْرَمٌ The curved knife of the parer of spindles. (S, MA, K.) مُصَرَّمَةٌ A she-camel whose [fore or kind] pair of teats have been cut off, (S, M, K,) in order that the إِحْلِيل [or orifice through which the milk passes forth from the udder of each teat] may dry up and the milk not issue, for the purpose of giving greater strength to her: and (AA used to say, S) this is sometimes in consequence of the stoppage of the milk, something having happened to the udder, for which it is cauterized, and her milk stops, (S, K,) no milk ever issuing from the udder: (S:) see also صَرْمَآءُ, voce أَصْرَمُ: or مُصَرَّمَةُ الأَطْبَآءِ means a she-camel treated (عُولِجَتْ) so that her milk has stopped. (Mgh.) مَصْرُومٌ: see صَرِيمٌ, first and second sentences.

صرم: الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، وعم بعضهم به القطع أيَّ نَوْعٍ كان،

صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم، وقد قالوا صَرَمَ

الحبلُ نَفْسُه؛ قال كعب بن زهير:

وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ

قال سيبويه: وقالوا للصارِمِ صَرِيم كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضارب،

وصَرَّمَه فَتَصَرَّم، وقيل: الصَّرم المصدر، والصُّرْمُ الاسم. وصَرَمَه

صَرْماً: قطع كلامه. التهذيب: الصَّرْمُ الهِجْرانُ في موضعه. وفي

الحديث: لا يَحِلُّ لمسلم أن يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أي يَهْجُرَه ويقطع

مُكالمتَه. الليث: الصَّرْمُ دخيل، والصَّرْمُ القَطْع البائن للحبل

والعِذْقِ، ونحو ذلك الصِّرامُ، وقد صَرَمَ العِذْقَ عن النخلة.

والصُّرْمُ: اسم للقطيعة، وفِعْلُه الصَّرْمُ، والمُصارمةُ بين الاثنين.

الجوهري: والانْصِرامُ الانقطاع، والتصارُمُ التقاطع، والتَّصَرُّم

التَّقَطُّعُ. وتَصََرَّمَ أي تَجَلّد. وتَصْرِيمُ الحبال: تقطيعها شُدِّدَ

للكثرة. الجوهري: صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قطعته. يقال: صَرَمْتُ أُذُنَه

وصَلَمْتُ بمعنىً. وفي حديث الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وتقول هذه صُرُمٌ؛

هي جمع صَرِيمٍ، وهو الذي صُرِمَتْ أُذُنُه أي قُطِعَتْ؛ ومنه حديث

عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إن الدنيا قد أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ

(* قوله «وقد أدبرت

بصرم» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: قد آذنت بصرم) أي بانقطاع

وانقضاء. وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ: قاطع لا

ينثني. والصارمُ: السيف القاطع. وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابن

الأعرابي:

ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً،

عِنْدَ الصَّرِيمِ، كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ

وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل، ورجل صارِمٌ

وصَرَّامٌ وصَرُومٌ؛ قال لبيد:

فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه،

ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها

ويروى: ولَشَرٌّ؛ وأنشد ابن الأعرابي:

صرمْتَ ولم تَصْرِمْ، وأنتَ صَرُومُ،

وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟

يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِمْ إلا بعدما صُرِمْتَ؛ هذا قول ابن

الأعرابي، وقال غيره: قوله ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قَوِيٌّ على

الصَّرْمِ. والصَّرِيمَةُ: العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر.

والصَّريمةُ: إحْكامُك أَمُْراً وعَزْمُكَ عليه. وقوله عز وجل: إن كنتم

صارِمِينَ؛ أي عازمين على صَرْم النخل. ويقال: فلان ماضي الصَّريمة

والعَزِيمة؛ قال أَبو الهيثم: الصَّرِيمَةُ والعزيمة واحد، وهي الحاجة التي

عَزَمْتَ عليها؛ وأَنشد:

وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ

حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا

وقَضاءُ الشيء: إحكامه والفَراغُ منه. وقَضَيْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ

منها. ويقال: طَوى فلانٌ فُؤَاده على عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه على عَداوة أي

لم يظهرها. ورجل صارِمٌ أي ماضٍ في كل أمر. المحكم وغيره: رجل صارِمٌ

جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وقد صَرُمَ بالضم، صَرامَةً. والصَّرامَةُ:

المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة. وصَرامِ: من أسماء الحرب

(* قوله

«وصرام من اسماء الحرب» قال في القاموس: وكغراب الحرب كصرام كقطام اهـ.

ولذلك تركنا صراح في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأصل) ؛

قال الكميت:

جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْـ

ـرِ، على حِينِ دَرَّةٍ من صَرامِ

وقال الجَعْدِيُّ واسمه قيس بن عبد الله وكنيته أبو ليلى:

ألا أَبْلِغْ بني شَيْبانَ عَنِّي:

فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها

وفي الألفاظ لابن السكيت: صُرامُ داهيةٌ، وأنشد بيت الكميت:

على حين دَرَّةٍ من صُرامِ

والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ.

والصَّرامُ والصِّرامُ: جَدادُ النخل. وصَرَمَ النخلَ والشجرَ والزرع

يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه: جَزَّه. واصْطِرامُ النخل: اجْتِرامُه؛ قال

طَرَفَةُ:

أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به،

فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ

والصَّريمُ: الكُدْسُ المَصْروُم من الزَّرْع. ونَخْلٌ صَريمٌ:

مَصْروُمٌ. وصِرامُ النخل وصَرامُه: أوانُ إدراكه. وأَصْرَمَ النخلُ: حان وقتُ

صِرامِه. والصُّرامَةُ: ما صُرِمَ من النخل؛ عن اللحياني. وفي حديث ابن

عباس: لما كان حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

عبدَ الله بن رَواحة إلى خَيْبَر؛ قال ابن الأثير: المشهور في الرواية

فتح الراء أي حِينُ يُقْطَعُ ثمر النخل ويُجَذُّ. والصِّرامُ: قَطْعُ

الثمرة واجتناؤها من النخلة؛ يقال: هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ، قال: ويروى

حينُ يُصْرِمُ النخلُ، بكسر الراء، وهو من قولك أَصْرَمَ النخلُ إذا جاء

وقتُ صِرامه. قال: وقد يطلق الصِّرامُ على النخل نفسه لأَنه يُصْرَمُ.

ومنه الحديث: لنا من دِفْئِهم وصِرامِهم أي نخلهم. والصَّريمُ والصَّريمةُ:

القِطعة المنقطعة من معظم الرمل، يقال: أَفْعى صَريمةٍ. وصَريمةٌ من

غَضىً وسَلَمٍ أي جماعةٌ منه. قال ابن بري: ويقال في المثل: بالصَّرائِمِ

اعْفُرْ، يضرب مثلاً عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع في شَرٍّ لا أَخْطَأَه.

المحكم: وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أي قطعةٌ وجماعة منه،

وصِرْمَةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان في

وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وفي يدي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها

سُنَّةُ ثَمْغَ؛ قال ابن عيينة: الصِّرْمةُ هي قطعة من النخل خفيفة،

ويقال للقطعة من الإبل صِرْمةٌ إذا كانت خفيفة، وصاحبها مُصْرِمٌ، وثَمْغٌ:

مالٌ لعمر، رضي الله عنه، وقفه، أَي سبيلُها سبيلُ تلك. والصَّريمَةُ:

الأَرضُ المحصودُ زرعُها.

والصَّريمُ: الصبحُ لانقطاعه عن الليل. والصَّريم: الليلُ لانقطاعه عن

النهار، والقطعة منه صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عن ثعلب. قال تعالى:

فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ؛ أي احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ الليل؛ وقال الفراء:

يريد كالليل المُسْوَدِّ، ويقال فأصبحت كالصريم أي كالشيء المصروم الذي ذهب

ما فيه، وقال قتادة: فأَصْبَحَتْ كالصَّريم، قال: كأَنها صُرِمَتْ، وقيل:

الصريم أرضٌ سوداء لا تنبت شيئاً. الجوهري: الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ

المقطوع، وأصبحت كالصَّريمِ أي احْتَرقت واسْوادَّتْ، وقيل: الصَّريمُ هنا

الشيء المَصْرومُ الذي لا شيء فيه، وقيل: الأرضُ المحصودة، ويقال لليل

والنهار الأَصْرَمانِ لأن كل واحد منهما يَنْصَرِمُ عن صاحبه. والصَّريم:

الليل. والصَّرِيمُ: النهارُ يَنْصَرِمُ الليل من النهار والنهارُ من الليل.

الجوهري: الصَّريمُ الليل المظلم؛ قال النابغة:

أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له،

كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ

قوله تزجروا فعل منصوب معطوف على ما قبله؛ وهو:

إني لأَخْشى عليكم أن يكون لَكُمْ،

من أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ

والمُكْفَهِرّ: الجيش العظيم، لا كِفاء له أي لا نظير له، وقيل في قوله

يخلط أصراماً بأَصرام أي يخلط كل حَيٍّ بقبيلته خوفاً من الإغارة عليه،

فيخلط، على هذا، من صفة الجيش دون الليل؛ قال ابن بري: وقول زهير:

غَدَوْتُ عليه، غَدْوَة، فتركتُه

قُعُوداً، لديه بالصَّريم، عَواذِلُهْ

(* رواية ديوان زهير:

بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه).

قال ابن السكيت: أراد بالصَّريم الليل. والصريم: الصبح وهو من الأضداد.

والأَصْرَمانِ: الليلُ والنهار لأن كل واحد منهما انْصَرَمَ عن صاحبه؛

وقال بِشْرُ بن أبي خازم في الصريم بمعنى الصبح يصف ثوراً:

فبات يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى

تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ

قال الأصمعي وأبو عمرو وابن الأَعرابي: تَكَشَّفَ عن صريمته أي عن رملته

التي هو فيها يعني الثور؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو:

تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ،

فما يَنْجابُ، عن ليلٍ، صَريمُ

ويروى بيت بشر:

تَكَشَّفَ عن صَريمَيْهِ

قال: وصَريماه أَوَّلُه وآخره. وقال الأصمعي: الصَّريمةُ من الرمل قطعة

ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عن سائر الرمال، وتُجْمَعُ الصَّرائمَ. ويقال: جاء

فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إذا جاء يائساً خائباً؛ وقال الشاعر:

أَيَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ

طَليفاً؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ

أيََذْهَبُ ما جمعتُ وأنا يائس منه.

الجوهري: الصُّرامُ، بالضم، آخر اللبن بعد التَّغْزير إذا احتاج إليه

الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وقال بشر:

ألاَ أَبْلِغْ بني سَعْدٍ، رَسُولاً،

ومَوْلاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ

يقول: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وهو مثل؛ قال الجوهري: هذا قول أبي عبيدة،

قال: وقال الأصمعي الصُّرامُ اسم من أسماء الحرب والداهية؛ وأنشد اللحياني

للكميت:

مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ، حُسافَةٌ

إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ

وقال ابن بري في قول بشر:

فقد حُلِبَتْ صُرامُ

يريد الناقة الصَّرِمَةَ التي لا لبن لها، قال: وهذا مثل ضربه وجعَل

الاسمَ معرفة يريد الداهية؛ قال: ويقوّي قولَ الأَصمعي قولُ الكميت:

إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب

وتفسير بيت الكميت قال: يقول هم مآشير ما كانوا في رخاء وخِصْبٍ، وهم

حُسافةٌ ما كانوا في حرب، والحسافة ما تنائر من التمر الفاسد.

والصَّريمةُ: القِطْعة من النخل ومن الإبل أيضاً.

والصِّرْمَةُ: القِطْعة من السحاب. والصِّرْمَة: القطعة من الإبل، قيل:

هي ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل: ما بين الثلاثين إلى الخمســين

والأربعين، فإذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَة، وقيل: ما بين العشرة إلى

الأَربعين، وقيل: ما بين عشرة إلى بِضْع عَشْرةَ. وفي كتابه لعمرو بن مُرَّةَ:

في التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شاتان ان اجتمعتا، وإن تَفرّقتا فشاةٌ

شاةٌ؛ الصُّرَيْمة تصغير الصِّرْمَةِ وهي القطيع من الإبل والغنم، قيل: هي من

العشرين إلى الثلاثين والأربعين كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها

فيَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله وغنمه، والمراد بها في الحديث من

مائة وإحدى وعشرين شاةً إلى المائتين إذا اجتمعت ففيها شاتان، فإن كانت

لرجلين وفُرِّق بينهما فعلى كل واحد منهما شاةٌ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله

عنه: قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة، يعني في الحِمى

والمَرْعى، يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة. والصِّرْمَةُ:

القطعة من السحاب، والجمع صِرَمٌ؛ قال النابغة:

وهَبَّتِ الريحُ، من تلْقاءِ ذي أُرْكٍ،

تُزْجي مع الليلِ، من صُرَّادِها، صِرَما

(* في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك).

والصُّرَّادُ: غيم رقيق لا ماء فيه، جمع صارِدٍ. وأَصْرَمَ الرجلُ:

افتقر. ورجل مُصْرِمٌ: قليل المال من ذلك. والأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛

قال:ولقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ

من مالِ أصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ

يعني بالقطيع هنا السَّوْطَ؛ ألا تراه يقول بعد هذا:

من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي،

فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي

يقول: أزحت علتها بضربي لها.

ويقال: أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مصْرِمٌ إذا ساءت حاله وفيه تَماسُك،

والأصل فيه: أنه بقيت له صِرْمة من المال أي قطعة؛ وقول أبي سَهْمٍ

الهُذَلي:

أَبوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غيرِه،

وأنتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ

مُصْرِمٌ، يقول: ليس لك أب غيره ولم يَدْعُ هو غيركَ؛ يمدحه ويُذَكِّره

بالبِرِّ. ويقال: كَلأٌ تَيْجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ أي أنه كثير فإذا

رآه القليلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثيرة يُرْعِيها فيه.

والمِصْرَمُ، بالكسر: مِنْجَلُ المَغازِليّ.

والصِّرْمُ، بالكسر: الأبياتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس،

والصِّرْم أَيضاً: الجماعة من ذلك. والصِّرْمُ: الفِرْقة من الناس ليسوا

بالكثير، والجمع أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ؛ الأخيرة عن سيبويه؛ قال

الطرماح:يا دارُ أقْوَتْ بعد أَصرامِها

عاماً، وما يُبْكِيكَ من عامِها

وذكر الجوهري في جمعه أصارِمَ؛ قال ابن بري: صوابه أصاريم؛ ومنه قول ذي

الرمة:

وانْعَدَلَتْ عنه الأَصاريمُ

وفي حديث أبي ذر: وكان يُغِيرُ على الصِّرمِ في عَماية الصبح؛

الصِّرْمُ: الجماعةُ ينزلون بإبلهم ناحيةً على ماء. وفي حديث المرأَة صاحبةِ

الماء: أنهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُون على الصِّرْمِ

الذي هي فيه.

وناقة مُصَرَّمةٌ: مقطوعة الطُّبْيَيْنِ، وصَرْماءُ: قليلة اللبن لأن

غُزْرَها انقطع. التهذيب: وناقة مُصَرَّمةٌ وذلك أن يُصَرَّمَ طُبْيُها

فيُقْرَحَ عَمْداً حتى يَفْسُدَ الإحْليلُ فلا يخرج اللبن فَيَيْبَس وذلك

أقوى لها، وقيل: ناقة مُصَرَّمةٌ وهي التي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها،

وربما صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قال الأزهري: ومنه قول

عنترة:لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ

(* صدر البيت:

هَلْ تُبلِغَنِِّي دارَها شدنيَّةٌ).

قال الجوهري: وكان أَبو عمرو يقول وقد تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ من

انقطاع اللبن، وذلك أن يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بالنار فلا يخرج

منه لبن أبداً؛ ومنه حديث ابن عباس: لا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء؛

يعني المقطوعة الضُّروع.

والصَّرْماءُ: الفلاة من الأرض. الجوهري: والصَّرْماء المفازة التي لا

ماء فيها. وفَلاة صرماء: لا ماء بها، قال: وهو من ذلك

(* قوله «قال وهو من

ذلك» ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابن سيده في المحكم،

وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ).

والأصْرمانِ: الذئب والغُرابُ لانْصِرامِهِما وانقطاعهما عن الناس؛ قال

المَرَّارُ:

على صَرْماءَ فيها أصْرَماها،

وحِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ

أي هو مَليل، قال: كأَنه على مَلَّةٍ من القَلَق، قال ابن بري: مَلِيلٌ

مَلَّتْه الشمس أي أَحرقته؛ ومنه خُبْزةٌ مَلِيلٌ. وتركته بوَحْشِ

الأَصْرَمَيْنِ؛ حكاه اللحياني ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه يعني

الفلاة.والصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ.

والصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْي أو الفَصِيل ثم يُشَدُّ

إلى رأْسه لئلا يَرْضَعَ.

والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ. وأكلَ الصَّيْرَمَ أي الوَجْبَةَ، وهي

الأَكْلَةُ الواحِدةُ في اليوم؛ يقال: فلان يأْكل الصَّيْرَمَ إذا كان يأْكل

الوَجْبة في اليوم والليلة، وقال يعقوب: هي أَكْلَة عند الضحى إلى مثلها من

الغَدِ، وقال أبو عبيدة: هي الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ

(* قوله

«وهي الحرزم» كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما

بأيدينا من الكتب) ؛ وأنشد:

وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ،

لَيْلاً إلى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ

وفي الحديث: في هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع وبقيت واحدةٌ

وهي الصَّيْرَمُ؛ وكأَنها بمنزلة الصَّيْلَم، وهي الداهية التي تستأْصل كل

شيء كأَنها فتنة قَطَّاعة، وهي من الصَّرْمِ القَطْعِ، والياء زائدة.

والصَّرُومُ: الناقةُ التي لا تَرِدُّ النَّضِيحَ حتى يَخْلُوَ لها،

تَنْصَرِمُ عن الإبل، ويقال لها القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ

والآزِيَةُ، بالزاي.

المُفَضَّلُ عن أبيه: وصَرَمَ شَهْراً بمعنى مكث. والصَّرْمُ: الجِلْدُ،

فارسي معرّب.

وبنو صُرَيْمٍ: حَيٌّ. وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ: أسماء. وفي

الحديث: أنه غَيَّر اسم أصْرَمَ فجعله زُرْعةَ، كَرِهَهُ لما فيه من معنى

القطع، وسماه زُرْعةَ لأنه من الزَّرْع النباتِ.

صرم

(صَرَمَه يَصْرِمه صَرْماً) بالفَتْح، (ويُضُمّ) . وَقيل: الصَّرْم: المَصْدَر، والصُّرم الاسْم: (قَطَعَه بائِناً) يكون فِي الحَبْل والعِذْق. وعَمّ بِهِ بَعْضُم القَطْع أيَّ نَوعٍ كَانَ. (و) صَرَم (فُلاناً) صَرْماً: (قَطَع كَلامَه. و) صَرَمَ (النَّخْلَ والشَّجَر) : إِذا (جَزَّه كاْصْطَرَمَه) ، وَكَذلِكَ الزَّرعَ، واْصَطِرامُ النَّخْل: اْجْتِرَامُه، قَالَ طرفَةُ:
(أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فَإِذا مَا جَزَّ نَصْطَرِمُهْ)

(و) صَرَم (عِنْدَنَا شَهْراً) أَي: (مَكَث) ، رَوَاهُ المُفَضّل عَن أَبِيه.
(و) قَالُوا: صَرَم (الحَبْلُ) نَفْسُه إِذا (انْقَطَع) ، قَالَ كَعْب: (وكُنْتُ إِذا مَا الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ ... )

(كاْنْصَرَم) ، وَهُوَ مُطاوع صَرَمه صَرْماً.
(وَأًصْرَم النَّخْلُ: حَانَ لَهُ أَنْ يُصْرَم) أَي: يُجُزَّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أَنَّه لَمَّا كانَ حِينَ يُصْرِم النَّخْل بَعَث عَبدَ اللهِ بنَ رَواحَة إِلَى خَيْبَر "، هكَذا بكَسْر الرَّاء، ويُروَى بِفْتْحِها أَيْضا أَي: يُقْطع.
(وَصَرَامُهُ) بالفَتْح (ويُكْسَر: أَوانُ إِدْراكِهِ) ، وَهُوَ الجُذاذ والجَداد.
(والصَّرِيمَةُ: العَزِيْمَة) على الشَّيء (وقَطْع الْأَمر) وإِحْكامُه، والجَمْع الصَّرائِمُ. يُقَال: هُوَ مَاضِي الصَّرِيمَة والصَّرائِم. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: الصَّرِيمَةُ والعَزِيمَةُ وَاحِدٌ، وَهِي الحَاجَةُ الَّتِي عَزَمْت عَلَيْهَا، وَأنْشد:
(وطَوَى الفْؤادَ على قَضاءِ صَرِيمَةٍ ... حَذَّاءَ واتَّخَذَ الزَّماع خَلِيلاً)

وقَضاءُ الشَّيْء: إِحْكامُه وفرَاغُه. وَيُقَال: طَوَى فُلانٌ فُؤادَه على عَزِيمَةٍ. وَطَوى كَشْحَة على عَدَاوة أَي: لم يُظْهِرْهُما.
(و) الصَّرِيمَةُ: (القِطْعَة) الضَّخْمَة المُنْقَطِعَة (من مُعْظَمِ الرَّمْل) ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ بِشْر:
(تكَشَّفَ عَن صَرِيمَتِه الظَّلامُ ... )

أَي: عَن رَمْلَتِه الَّتِي هُوَ فِيهَا يَعْنِي الثَّور، قَالَه الأصمعيُّ وَأَبُو عَمْرو واْبنُ الأَعرابِيّ.
(كالصَّرِيم، يُقَال: أَفْعَى صَرِيم) ، وَفِي الصّحاح: أَفْعَى صَرِيمَة. (و) الصَّرِيمَةُ: (الأَرضُ المَحْصُودُ زَرعُها) ، فَعِيلَة بِمَعْنَى مَفْعُولة.
(و) الصَّرِيمَةُ: (ع) بِعَيْنِه.
(والصَّارِمُ: السَّيفُ القَاطِع) ، وَالْجمع: الصَّوارِمُ، (كالصَّرومِ) بَيّن الصَّرامة والصُّرومة، وَهُوَ الَّذِي لَا يَنْثَنِي فِي قَطْعِه.
(و) من المَجازِ: الصَّارِمُ: الجَلْدُ (المَاضِي الشُّجاعُ) من الرِّجال، شُبِّه بالسَّيْف. (وَقد صَرُم كَكَرُم) صَرامةً.
(و) من مجَاز المَجازِ: الصّارِم: (الأَسدُ، والصَّرُومُ: القَوِيُّ على الصَّرْم) ، وَمِنْه قولُ الشّاعِر:
(صَرمْتَ وَلم تَصْرِم وَأَنْتَ صَرُومُ ... وكَيْفَ تَصابِي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ)

(كالصُّرام بالضَّمّ) .
(و) الصَّرُومُ: (النَّاقَة) الَّتِي (لَا تَرِد النَّضِيحَ حَتَّى يَخْلُوْ لَهَا) ، تَنْصَرِم عَن الإِبِل، وَيُقَال لَهَا أَيْضا: القَذُورُ والكَنُوفُ والصَّدُوفُ والعَضَادُ والآزِيَةُ.
(والصَّرِيمُ: الصُّبْح. و) الصَّرِيمُ: (اللَّيْلُ) ، زَادَ الجَوْهَرِيّ: المُظْلِمُ يَتَصَرَّم كُلٌّ مِنْهُمَا مِنَ الآخر، فَهُوَ (ضِدٌّ) . قَالَ زُهَيْر:
(غَدَوتُ عَلَيْهِ غَدْوةً فَتَرَكْتُه ... قُعوداً لَدَيْه بالصَّرِيمِ عَواذِلُهْ)

قَالَ اْبنُ السِّكِّيت: أَرادَ بالصَّرِيم اللَّيل، وَأنْشد أَبُو عَمْرو:
(تَطاوَلَ لَيلُك الجَوْنُ البَهِيمُ ... فَمَا يَنْجَابُ عَن لَيْلٍ صَرِيمُ)

أَرَادَ بِهِ النَّهار.
وقَولهُ تَعالَى: {فَأَصْبَحت كالصريم} أَي: كاللَّيل المُظْلِم لاحْتِراقِها، قَالَه الرَّاغِب. وَقَالَ غَيْرُه أَي: احْتَرَقَت فصارَت سَوداءَ كاللَّيل. وَقَالَ قَتادَةُ: كاللَّيل المُسْودّ.
(و) الصًّرِيمُ: (القِطْعَة مِنْهُ) أَي: مِنَ اللَّيْل، عَن ثَعْلب (كالصَّرِيمَة) . وَقَالَ بِشْر فِي القِطْعَة من الصُّبْح يَصِف ثَوْرًا:
(فَباتَ يَقولُ أصْبِح لَيْلُ حَتَّى ... تَكَشَّف عَن صَرِيمَتِه الظَّلامُ ...
(و) الصَّرِيمُ: (عُودٌ يُعْرَض على فَمِ الجَدْي) أَو الفَصِيلِ، ثمَّ يُشَدّ إِلَى رَأْسِه (لَئِلاَّ يَرْضَع) .
(و) الصَّرِيمُ: (الأَرْضُ السَّوداءُ لَا تُنْبِت شَيْئًا) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ أَيْضا.
(و) الصَّرِيمُ: (ع) بعَيْنه. (و) أَيْضا: (اسمُ) رَجُل، وَهُوَ جدّ أَبِي جَعْفَر محمدِ بنِ أَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ ابنِ صَرِيم الصَّرِيمّي. (وبَنُو صَرِيم: حَيُّ) من العَرَب، وهم بَنُو الحَارِث بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مناةُ بنِ تَمِيم.
(و) الصَّرِيمُ: (المَجْذُوذُ المَقْطُوعُ) ، نَقلَه الجوهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ أَيضًا. وَقَالَ قَتادَة أَي: كَأَنَّها صُرِمَت. وَقَالَ غَيره: كالشَّيء المَصْرُوم الَّذِي ذَهَب مَا فِيهِ.
(وتَصَرَّم: إِذا (تَجَلَّد، و) أَيْضا: (تَقَطَّع) .
(و) المُصَرَّمَةُ (كَمُعَظَّمَةٍ: ناقَةٌ يُقْطَع طُبْيَاها لِيَيْبَس الإحْلِيلُ فَلَا يَخْرُج اللَّبنُ لِيَكُون أَقْوَى لَهَا) يُفْعَل ذلِك بهَا عَمْدًا. قَالَ الأزهريّ: وَمِنْه قَولُ عَنْتَرَة:
(لُعِنَت بِمَحْرُوم الشَّرابِ مُصَرَّم ... )

قَالَ الجَوْهَريّ: وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: (وَقد يَكُونُ) تَصْرِيمُ الأَطْباءِ (من انْقِطَاع اللَّبَنِ بِأًنْ يُصِيب ضَرْعَها شَيءٌ فَيُكْوَى) بالنَّار (فَيَنْقَطِع لَبَنُها) . وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس: " لَا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ " يَعْنِي المَقْطُوعة الضُّروع.
(والصَّرمَةُ بالكَسْر: القِطْعَةُ من الإِبِل) ، واختُلِف فِي تَحْدِيدِها فَقيل: هِيَ نَحْو الثَّلاثِين كَمَا فِي الصّحاح، وَقيل: هِيَ (مَا بَيْن العِشْرِين إِلَى الثَّلاَثِين، أَو) مَا بَيْن الثَّلاَثِين (إِلَى الخَمْسِــين والأَرْبَعِين) ، فَإِذا بَلَغَت السِّتِّين فَهِيَ الصِّدْعَة. (أَو مَا بَيْن العَشَرة إِلَى الأَرْبَعِين، أَو مَا بَيْن عشَرة إِلَى بَضْع عَشَرةَ) ، كَأَنَّها إِذا بَلَغَت هذَا القَدْرَ تَسْتَقِلّ بِنَفسَها، فيقطَعُها صاحِبُها عَن مُعْظَم إبِله ,
(و) الصِّرْمَةُ: (القِطْعَةُ من السَّحَاب) ، والجَمْع: صِرَمٌ. وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنَّابَغَةِ:
(وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقاءِ ذِي أُرُمٍ ... تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ من صُرّادِها صِرَمَا)

(وصْرْمَةُ بنُ قَيْس) الأَنْصارِيّ الخطمي أَبُو قَيْس. (و) قيل: هُوَ صِرْمَة (بنُ أَنَسِ) ، لَهُ حَدِيث. (أَو) صِرْمَةُ (بنُ أَبِي أَنَس) بنِ صِرْمة بنِ مَالِك الخَزْرَجِيّ النّجّاري، واسمُ أَبِيه قَيْس. قَالَ ابنُ عَبدِ البَرّ: كَانَ قد تَرهَّب، وفَارَق الأَوثانَ، ولَبِسَ المُسُوحَ، واغْتَسَل من الجَنابة، وهَمَّ بالنَّصْرانية، ثمَّ جاءَ الإِسلام فأَسْلم وَهُوَ شَيْخ كَبيرٌ، وَله شِعْر كَثِيرٌ، وَكَانَ ابنُ عَبّاس يَخْتَلِف إِلَيْهِ يَأْخُذُ عَنهُ، لَهُ ذِكْر فِي الصَّوْم. (وصِرْمَةُ أَو) هُوَ (أَبُو صِرْمة العُذْرِيّ) ، رَوَى عَنهُ رَبِيعةُ بنُ أبي عَبْدِ الرَّحْمن، فِيهِ نَظَر: (صَحَابِيُّون) رَضِي الله تَعالَى عَنْهُم.
وفَاتَه أَبُو صِرْمَةَ الأَنْصارِيّ، بَدْرِيّ لَهُ فِي مُسْلِم والسُّنَن.
(و) صِرْمَةُ (والِدُ ضَرَمَة) مُحَرَّكَة، (وسَيَأْتِي فِي الضّادِ) المُعْجَمَة.
(والصَّرْمُ: الجِلْد مُعَرَّب) كَمَا فِي الصّحاح، فارسِيَّته: جرم. (و) الصِّرْمُ (بالكَسْر: الضَّرٍ بُ. و) الصِّرْمُ: (الجَماعَة) من النَّاس لَيْسُوا بالكَثِير. وَفِي الصّحاح: أَبياتٌ من النَّاس مُجْتَمِعَة. وَقَالَ غَيرُه: هم جَماعةٌ يَنْزِلُون بإِبِلهم نَاحيَة على مَاء. وَمِنْه حَدِيثُ المَرْأة صاحِبةِ المَاءِ: " أَنَّهم كَانُوا يُغِيرون على مَنْ حَوْلِمَ وَلَا يُغِيرون على الصِّرم الَّذِي هِيَ فِيهِ " (ج: أَصرامٌ) ، وَمِنْه قَولُ النَابِغَةِ يَصِفُ الجَيْشَ لَا اللَّيْلَ، وَقد وَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، نَبَّه عَلَيْهِ أَبُو سَهْل وابنُ بَرّي:
(أَو تَزْجُروا مُكَفَهِرًّا لَا كُفاءَ لَهُ ... كاللَّيْل يَخْلِطُ أَصْرامًا بِأَصْرامِ)

أَي: يَخْلِط كُلَّ حَيٍّ بِقَبِيلَة خَوْفًا من الإِغَارة عَلَيْهِ.
وَقَالَ الطَّرِمَّاح:
(يَا دَارُ أَقْوَتْ بعد أَصْرامِهَا ... عَاما وَقد يُبْكِيكَ من عَامِهَا)

(و) ذَكَر الجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِه (أَصَارِم) . قَالَ ابنُ بَرّي: (و) صَوابُه (أَصارِيمُ) ، وَمِنْه قَولُ ذِي الرُّمَّة:
(وانْعَدَلَت عَنهُ الأَصارِيمُ ... )

(وصُرْمَان بالضَّم) ، وَهذِه عَن سِيبَوَيْه.
(و) الصِّرم: (الخُفُّ المُنْعَل) وبَائِعُه الصَّرَّام.
(والأَصْرَمانِ: الصُّرَدُ والغُرَاب، و) أَيْضا: (اللَّيلُ والنَّهار) ؛ لِأَن كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يَنْصَرِم عَن صاحِبه، (و) أَيْضًا: (الذِّئْبُ والغُرابُ) لانْصِرَامِهِما عَن النَّاس، قَالَ المَرَّار:
(عَلى صَرْماءَ فِيهَا أَصْرَمَاهَا ... وخِرِّيتُ الفَلاةِ بهَا مَلِيلُ) (و) المَصْرِم (كَمَنْزِل: المَكانُ الضَّيِّق السَّرِيع السَّيْل) ، سُمِّي بِهِ لانْصِرامِ السَّيلِ عَنهُ بِسُرِعَة.
(و) المِصْرَمُ (كَمِنْبَرٍ: مِنْجَل المَغَازِلِيِّ) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
(والصَّرْماءُ) : الفَلاةُ من الأرضِ. وَقَالَ الجوهَرِيُّ: هِيَ (المَفازَةُ) الَّتِي (لاَ مَاءَ بهَا) . وَمِنْه قَوْلُ المَرَّار السَّابِق.
(و) الصَّرْمَاءُ: (النًّاقَة القَلِيلَةُ اللَّبَن) ؛ لِأَن غَزَرَها انْقَطَع (ج:) صُرْم (كَقُفْل) .
(والصَّيْرَمُ) كَحَيْدَرٍ: (المُحْكَمُ الرَّأي، و) فِي الحَدِيثِ: " فِي هَذِه الْأمة خَمْسُ فِتَن، قد مَضَت أَرْبَعٌ، وَبَقِيت واحِدَةٌ، وَهِي الصَّيْرم "، وَكَأَنَّها بِمَنْزِلة الصَّيْلَم، وَهِي (الدَّاهِيَة) الَّتِي تَسْتَأْصِل كُلَّ شَيْء كَأَنَّها فِتْنَة قَطَّاعة، وَهِي من الصَّرْمِ بِمَعْنَى القَطْع، والياءُ زَائِدَة.
(و) الصَّيْرمُ: (الوَجْبَةُ) ، كالصَّيْلَم باللاَّم. (وَهُوَ يَأْكُل الصَّيْرَمَ) أَي: يَأْكُل (مَرَّة واحِدَةً) فِي الْيَوْم. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ أَكْلَةٌ عِنْد الضُّحَى إِلَى مِثْلِها من الغَدِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلتُ الأَصْمَعِيَّ عَن البزْمة والصَّيْرم فَقَالَ: لَا أعرِفُه، هَذَا كَلَام الشَّيطان.
(والأصْرَمُ، و) المُصْرِمُ (كَمُحْسِنٍ: الفَقِير الكَثِيرُ العِيال) . قَالَ:
(وَلَقَد مَررتُ على قَطِيعٍ هالِكٍ ... من مالِ أَصْرَم ذِي عِيالٍ مُصْرِمِ)

أرادَ بالقَطِيع هُنَا السَّوط، أَلا تَراُه يَقولُ بَعْدَ هَذَا:
(مِنْ بَعْدِ مَا اعتَلَّت عليَّ مَطِيَّتِي ... فَأَزحْتُ عِلَّتَها فَظَلَّتْ تَرْتَمِي)

يَقُول: أَزَحْتُ عِلَّتَها بضَرْبِي لَهَا.
(وَقد أَصْرَم) الرجلُ إصرامًا: إِذا ساءَت حَالُه وَفِيه تَماسُكٌ. والأصلُ فِيهِ أَنه بَقِيَت لَهُ صِرْمَةٌ من المَالِ أَي: قِطْعَة. (و) الصُّرَام (كَغُراب: الحَرْب) ، اسْم من أسمائها. نَقله الجوهريُّ عَن الأصمعيّ (كَصُرام كَقَطامِ، و) أَيْضا من أَسْماءِ (الدَّاهِيَة) ، وَأنْشَدَ اللِّحياني للكُمَيْت:
(مآشِيرُ مَا كَانَ الرَخاءُ حُسافَةٌ ... إِذا الحَرْبُ سَمَّاهَا صُرامُ المُلَقِّبُ)

قَالَ الأصمَعِيّ: يَقولُ هم مآشِيرُ مَا كَانُوا فِي رَخَاء وَخِصْب، وهم حُسافَةٌ مَا كَانُوا فِي حَرْب. والحُسافَةُ: مَا تَناثَر من التَّمْر الفَاسِد.
(و) الصُّرامُ: (آخِرُ اللَّبَن بَعْدَ التَّعزيرْ إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ الرَّجُل) حَلَبَه (ضَرُورَةً) ، كَذَا نَص الصِّحاح، (وَفِي المَثَل) قَالَ بِشْر:
(أَلا أَبْلِغْ بَنِي سَعْدٍ رَسُولاً ... وَمَوْلاَهُم فقد (حُلِبَت صُرامُ)

ضُبِط بالوَجْهَيْن: قَالَ الجَوْهَرِيّ
(أَي: بَلَغ العُذْرُ آخِرَه) ، قَالَ: وهذَا قَولُ أَبِي عُبَيْدَة، قَالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قَوْل بِشْر: فقد حُلِبَتْ صُرامُ، يُرِيدُ النَّاقَة الصَّرِمَةَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، قَالَ: وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَه، وجَعَلَ الاسْمَ مَعْرِفَة يُرِيد الدَّاهِيَة. قَالَ: وقَولُ الكُمَيْت يُقَوِّي قَولَ الأصمَعِيّ الَّذِي تَقدَّم.
(و) من المَجازِ: (جَاء صَرِيمَ سِحْر) بِكَسْر السِّين (أَي: خَائِبًا يَائِسًا) ، وَفِي نُسْخَة: آيسًا. قَالَ:
(أَيَذْهَبُ مَا جَمَعْتُ صَرِيمَ سَحْرٍ ... طَلِيقًا إِنّ ذَا لَهُوَ العَجِيبُ)

أَي: أيذْهَبُ مَا جَمَعْت وَأَنَا يائِسٌ مِنْهُ.
(وسًّمَّوْا صُرَيْما) وصِرْمَى (كَزُبَيْر وذِكْرَى) . وَمن الأَخير: أَبُو الحَسَن ابنُ صِرْمَى المُحدِّث المَشْهور، وَمن الأَوَّل صُرَيْم بنُ سَعِيد بنِ كَعْب أَبُو بَطْن من قُضاعَة، وصُرَيْمُ بنُ وَائِلَة بنِ كَعْب: بَطْنٌ من تَيْم الرَّبابَ.
(وَأَصْرُم الشَّقَرِيُّ) مُحَرَّكَة: الَّذِي سَمَّاه النَّبِي [
] زُرْعَة تَفَاؤُلاً. (وَأَصْرَمُ أَوْ) هُوَ (أُصَيْرِم الأَشْهَلِيّ) الأَنْصَارِيّ، (واسمُه عَمْرُو بنُ ثَابِت: صَحَابِيَّان) رَضِي اللهُ تَعالَى عَنْهُما.
(و) يُقالُ: (هُوَ صَرْمُةٌ من الصَّرَمات) مُحَرَّكة (أَي: بَطِيءُ الرُّجُوع من غَضَبهِ) ، وَهُوَ مجَاز.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ سِيبَوَيْه: وَقَالُوا للصَّارِم صَرِيم كَمَا قَالُوا ضَرِب قِداح للضَّارِب.
والصُّرم بالضَّم: الهِجران، والقِطْعة.
والمُصَارَمة: المُهَاجَرة وقَطْع الكَلاَم. وتُصْرِيمُ الحِبال: تَقْطِيعُها، شُدِّد للكَثْرة. وصَرمْت أُذنَه وصَلَمْت بِمَعْنًى وَاحِد. والصَّرِيمُ: الَّذِي صُرِمَت أُذُنُه والجَمْع صُرم بالضَّم. وَأَدْبَرَتِ الدُّنْيا بِصَرْمٍ، أَي: بانْقِطاع وانْقَضاءٍ، والصُّرُومَةُ والصَّرامَة: القَطْ، ع. وَأمر صَرِيم: معتزم. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
(مَا زَالَ فِي الحُوَلاَءِ شَزْرًا رائِغًا ... عِنْد الصَّرِيم كَرَوْغَةٍ من ثَعْلَبِ)

وَرجل صَارِمٌ وصَرَّام وصَرُومٌ. قَالَ لَبِيد:
(فاقطَعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه ... وَلَخَيْرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا)

وَقَوله تَعَالَى: {إِن كُنْتُم صارمين} أَي: عازِمين على صَرْم النَّخْل. ورَجُلٌ صَرَامَة: مُسْتَبِدٌّ بَرَأْيِه مُنْقَطِع عَن المُشاوَرَة. وَقيل: مَاضٍ فِي أُمورِه، وُصِف بالمَصْدر، وَهُوَ مجَاز.
والصَّرِيمُ: الكُدْسُ المَصْرُوم من الزَّرع، وَنَخْل صَرِيمٌ: مَصْرُوم.
والصُّرْمَةُ بالضَّمّ: مَا صُرِم من النَّخْلِ عَن اللَّحياني. وَقد يُطْلَق الصِّرامُ على النَّخْل نَفْسه؛ لأنَّه يُصْرَم، وَمِنْه الحَدِيث: " لَنَا من دِفْئِهم وَصِرَامِهِم " أَي: نَخْلِهم.
وَفِي الصَّحاح: صَرِيمَةٌ مِنْ غضًى وسَلَم أَي: جَماعةٌ مِنْهُ. وَفِي المُحْكَم أَي: قِطْعَة مِنْهُ. زَادَ: ونَخْل كَذلِك، قَالَ: وَكَذَلِكَ صِرْمة من سَمُرٍ وَأَرْطَى.
والمُصْرِمُ: صاحِبُ الصِّرمِة من الإِبِل.
وصَرِيمَا اللَّيْلِ: أَوَّلَه وآخِرُه، وَهكَذا رُوِي بَيْت بِشْر:
(تكشَّف عَن صَرِيمَتِه الظَّلامُ ... )

والصِّرمةُ: قِطْعَة من فِضَّة مَسْبُوكَة.
والصُّرَيْمَةُ كَجُهَيْنَة: قَطْعَة من الإِبِل.
وتَركتُه بِوَحْشِ الأَصْرَمَيْن، حَكَاه اللّحياني وَلم يُفَسِّره. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّه يَعْنِي الفَلاةَ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي بِمَفَازةٍ لَيْس فِيهَا إِلَّا الذِّئْبُ والغُرابُ، وَإِلَيْهِ أَشارَ الرَّاجِز:
(هَذَا أحقُّ مَنْزِلٍ بركّ ... الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكِي)

والصّرّامُ: مَنْ يَبِيع الصِّرْم، وَهُوَ الخُفُّ المُنَعَّل. وَهكَذا نُسِب أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنِ خَلَف بنِ عِصام البُخارِيّ المُحَدِّث.
وتَصَرَّمَت السَّنَة: انْقَضَت. وانْصَرَم الشِّتاءُ: انْقَضَى.
وَهُوَ صَريم سَحْرٍ على هذَا الْأَمر أَي: مُتْعَب حَرِيصٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز. 
صرم: {كالصريم}: أي كالليل، وقيل: كالصبح فهو مشترك.
ص ر م : صَرَمْتُهُ صَرْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ وَالِاسْمُ الصُّرْمُ بِالضَّمِّ فَهُوَ صَرِيمٌ وَمَصْرُومٌ وَالصَّرْمُ بِالْفَتْحِ الْجِلْدُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ بِالْفَارِسِيَّةِ جرم وَالصِّرْمَةُ بِالْكَسْرِ الْقِطْعَةُ مِنْ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إلَى الْأَرْبَعِينَ وَتُصَغَّرُ عَلَى صُرَيْمَةٍ وَالْجَمْعُ صِرَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالصِّرْمَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ السَّحَابِ.

وَالصِّرْمُ الطَّائِفَةُ الْمُجْتَمِعَةُ مِنْ الْقَوْمِ يَنْزِلُونَ بِإِبِلِهِمْ نَاحِيَةً مِنْ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ أَصْرَامٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَصَرَمْتُ النَّخْلَ قَطَعْتُهُ وَهَذَا أَوَانُ الصِّرَامِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَأَصْرَمَ النَّخْلُ بِالْأَلِفِ حَانَ صِرَامُهُ وَصَرُمَ الرَّجُلُ صَرَامَةً وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً شَجُعَ وَصَرُمَ السَّيْفُ احْتَدَّ وَسَيْفٌ صَارِمٌ قَاطِعٌ وَانْصَرَمَ اللَّيْلُ وَتَصَرَّمَ ذَهَبَ 

قسم

قسم


قَسَمَ(n. ac. قَسْم)
a. Divided, separated, parted.
b. Arranged, settled.
c. Hesitated.
d. [ coll. ]
see IV
قَسُمَ(n. ac. قَسَاْمَة)
a. Was handsome.

قَسَّمَa. see I (a)b. [acc. & Bain], Shared, distributed, divided amongst.
c. ['Ala] [ coll. ], Exorcised (
demoniac ).
قَاْسَمَa. Shared with.
b. [acc. & 'Ala], Bound (himself) by oath to.

أَقْسَمَ
a. [Bi], Swore by.
b. Swore to; vowed that.

تَقَسَّمَa. Was divided, separated, parted; dispersed.
b. see I (a)
تَقَاْسَمَa. Shared together.
b. Bound themselves together by oath.

إِنْقَسَمَa. Was divided, separated, distributed.

إِقْتَسَمَa. see VI (a)
إِسْتَقْسَمَa. Asked to have distributed; claimed his share.
b. [acc. & Bi], Demanded ( an oath ) from.
قَسْمa. Division, distribution; allotment.
b. Lot, share, portion, part, allotment.
c. Doubt, hesitation; conjecture.
d. see 2 (b) (c).
قِسْم
(pl.
أَقْسَاْم أَقَاْسِيْمُ)
a. Part, portion; division; section.
b. Character, disposition, nature
c. Habit, custom.

قِسْمَةa. see 1 (a)b. (pl.
قِسَم), Lot, portion.
c. Fate, destiny.

قَسَم
(pl.
أَقْسَاْم)
a. Oath; vow.

قَسَمَةa. see 5t
قَسِمَة
( pl.
reg. )
a. Beauty, elegance, grace.
b. Face, visage, countenance.

مَقْسَم
(pl.
مَقَاْسِمُ)
a. see 1 (b)
مَقْسِمa. Dividing of the waters; water-shed.

مِقْسَمa. see 1 (b)
قَاْسِمa. see 28
قَسَاْمa. see 5t
قَسَاْمَةa. see 4 & 5t
(a).
c. Truce, armistice; peace.
d. Oathtakers, swearers.

قَسَاْمِيّa. Average, middle.
b. Folder (workman).
قُسَاْمَةa. Alms, charity.
b. Share, portion of the distributer.
قَسِيْم
(pl.
قُسَمَآءُ
أَقْسِمَآءُ
68)
a. Sharer, participator, partaker.
b. (pl.
أَقْسِمَآءُ)
see 1 (b)c. (pl.
قُسُم), Beautiful, elegant, graceful, pretty.
قَسِيْمَة
(pl.
قَسَاْئِمُ)
a. fem. of
قَسِيْمb. Perfume-box.
c. Market.

قَسَّاْمa. Divider, distributer, apportioner.

N. P.
قَسڤمَa. Divided; distributed.
b. Dividend.

N. Ag.
قَسَّمَa. see 28b. [ coll. ], Exorcist.

N. P.
قَسَّمَa. see N. P.
I (a) & 25
(c)-
N. Ac.
قَسَّمَa. Division, distribution; assignment.
b. [ coll. ], Exorcism.

N. Ag.
قَاْسَمَa. see 25 (a)
N. Ac.
قَاْسَمَ
a. Participation.

N. P.
أَقْسَمَa. see 4
أَقْسُوْمَة (pl.
أَقَاْسِيْمُ)
a. see 1 (b)
خَارِجُ الْقِسْمَة
a. Quotient.

مَقْسُوْم عَلَيْهِ
a. Divisor.

مُقَسَّم عَلَيْهِ
a. [ coll. ], Exorcised.
بَاب الْقسم

أَقْسَمت وآليت وَحلفت وَالْيَمِين وَالْقسم والايلاء وَالْحلف والالية
قسم: {وقاسمهما}: حلف لهما. {وأن تستقسموا}: من قسمت أمري. {المقتسمين}: الحالفين. 
(قسم) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "قَسِيمٌ وَسِيمٌ"
القَسَامُ : الجَمالُ، ورجُلٌ مُقَسَّم الوَجْه، كَأَنَّ كلَّ مَوضِع منه أخذَ قِسْماً من الجَمالِ: أي جَمِيلٌ كلُّه.
(قسم) الشَّيْء جزأه أَجزَاء يُقَال قسموا المَال بَينهم وَالْقَوْم فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَاكَ وَيُقَال قسمهم الدَّهْر والهموم فلَانا جعلته مشتت الخواطر وَالشَّيْء حسنه فَهُوَ مقسم يُقَال وشي مقسم وَالثَّوْب فَصله تَفْصِيلًا يبرز مقاسم لابسه والعامة تَقول كسم
قسم الشيء: ما يكون مندرجًا تحته وأخص منه، كالاسم؛ فإنه أخص من الكلمة ومندرج تحتها.
واعلم أن الجزئيات المندرجة تحت الكلي؛ إما أن يكون تباينها بالذاتية، أو بالعرضيات، أو بهما، والأول يسمى أنواعًا، والثاني أصنافًا، والثالث أقسامًا.

القسم: بفتح القاف قسمة الزوج بيتوتته بالتسوية بين النساء.
(قسم)
الشَّيْء قسما جزأه وَجعله نِصْفَيْنِ وَبَين الْقَوْم أعْطى كلا نصِيبه يُقَال قسم الله الرزق فَهُوَ القسام وَيُقَال قسم الْقَوْم الشَّيْء بَينهم أَخذ كل مِنْهُم نصِيبه مِنْهُ والدهر الْقَوْم قسما فرقهم وَفُلَان أمره قدره وَنظر فِيهِ كَيفَ يفعل

(قسم) الْوَجْه قسَامَة وقساما حسن وَيُقَال قسم الرجل فَهُوَ قسيم وقسيم الْوَجْه (ج) قسم
ق س م: (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (قَسَمَ) الشَّيْءَ (فَانْقَسَمَ) وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْمَوْضِعُ (مَقْسِمٌ) مِثْلُ مَجْلِسٍ. وَ (الْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلُ طَحَنَ طَحْنًا وَالطِّحْنُ بِالْكَسْرِ الدَّقِيقُ. وَ (أَقْسَمَ) حَلَفَ وَأَصْلُهُ مِنَ (الْقَسَامَةِ) وَهِيَ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى الْأَوْلِيَاءِ فِي الدَّمِ. وَ (الْقَسَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْيَمِينُ وَكَذَا الْمُقْسَمُ وَ (هُوَ) مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ. وَ (الْمُقْسَمُ) أَيْضًا مَوْضِعُ الْقَسَمِ. وَ (قَاسَمَهُ) حَلَفَ لَهُ. وَقَاسَمَهُ الْمَالَ وَ (تَقَاسَمَاهُ) وَ (اقْتَسَمَاهُ) بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ (الْقِسْمَةُ) وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] بَعْدَ قَوْلِهِ: «وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمِيرَاثِ وَالْمَالِ فَذُكِّرَ عَلَى ذَلِكَ. وَ (اسْتَقْسَمَ) طَلَبَ الْقَسْمَ بِالْأَزْلَامِ. 
قسم
القَسْمُ: مَصدَرُ قَسَمَ يَقْسِمُ. والقِسْمَةُ: الاقْتِسامُ.
والقَسَمُ: اليَمِيْنُ، والفِعْل الإِقْسَامُ.
والقَسِيْمُ: الذي يُقاسِمُكَ أرْضَاً ومالاً. وهذه الأرْضُ قَسِيْمَةُ هذه.
والقاسِمُ والقَسّام: الذي يَقْسِمُ الدُّوْرَ. والمَقْسِمُ: القِسْمُ.
والقِسْمُ: الحَظُّ من الخَيْرِ، والجميع الأقْسَامُ. والأقاسِيْمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ.
والاسْتِقْسَامُ بالأزْلام: كانوا يُجِيْلُونَها عند الأصنام بما أرادوا من الحاجات.
وحَصَاةُ القَسْم ونَوَاةُ القَسْم: كانتْ تُسْتَعْمَلُ عند قِلَّةِ الماء.
والقَسْمُ: الغَيْثُ والمَطَرُ. واسْقِني قَسْماً: أي ماءً.
والقَسَاميُّ: الذي يَطْوي الثِّيابَ أوَلَ طَيِّها حتّى تَنْكَسِرَ على طَيِّه.
والقَسَامِيُّ، من الخَيْل: هو قارِحُ شِقٍّ ورَباعيُّ شِقٍّ فهو مُقْتَسَمٌ سِنّه. وقيل: هو الجَميلُ القِسْمَتَيْنِ وهما عن يَمِينِ الأنْفِ وشِمالِه.
والقِسْمَةُ: ما اكْتَنَفَ الأنْفَ من الوَجْنَتَيْنِ، سُمِّيَتْ قِسْمَةً لأنَّ الأنْفَ قَسَمَ بينهما.
وقسْمُ الرَّجُل وجِسْمُه واحِدٌ.
والمُقَسَّمُ: هو المُحَسَّنُ من القَسَامَة في الوَجْهِ.
والقَسِيْمَةُ: جُؤْنَةٌ للأعْرَابِ مَنْقُوشَةٌ فيها العِطْرُ. وهي في قَوْل عَنْتَرَةَ: اليَمِيْنُ: وكأنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بقَسِيْمَةٍ والقَسَامَةُ: جَماعَةٌ من الناس يَشْهَدُوْنَ ويَحْلِفُونَ على الشَّيْءِ.
ق س م : قَسَمْتُهُ قَسْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَرَزْتُهُ أَجْزَاءً فَانْقَسَمَ وَالْمَوْضِعُ مَقْسِمٌ مِثْلُ مَسْجِدٍ وَالْفَاعِلُ قَاسِمٌ وَقَسَّامٌ مُبَالَغَةٌ وَالِاسْمُ الْقِسْمُ بِالْكَسْرِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْحِصَّةِ وَالنَّصِيبِ فَيُقَالُ هَذَا قِسْمِي وَالْجَمْعُ أَقْسَامٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَاقْتَسَمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ الْقِسْمَةُ وَأُطْلِقَتْ عَلَى النَّصِيبِ أَيْضًا وَجَمْعُهَا قِسَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَتَجِبُ الْقِسْمَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَقِسْمَةٌ عَادِلَةٌ أَيْ اقْتِسَامٌ أَوْ قَسْمٌ وَقَاسَمْتُهُ حَلَفْتُ لَهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ جَالَسْتُهُ وَنَادَمْتُهُ وَهُوَ جَلِيسِي وَنَدِيمِي.

وَالْقَسَمُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْ أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا إذَا حَلَفَ.

وَالْقَسَامَةُ بِالْفَتْحِ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ إذَا ادَّعَوْا الدَّمَ يُقَالُ قُتِلَ فُلَانٌ بِالْقَسَامَةِ إذَا اجْتَمَعَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ فَادَّعَوْا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ قَتَلَ صَاحِبَهُمْ وَمَعَهُمْ دَلِيلٌ دُونَ الْبَيِّنَةِ فَحَلَفُوا خَمْسِينَ يَمِينًا أَنَّ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ قَتَلَ صَاحِبَهُمْ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقْسِمُونَ عَلَى دَعْوَاهُمْ يُسَمَّوْنَ قَسَامَةً أَيْضًا. 
قسم
الْقَسْمُ: إفراز النّصيب، يقال: قَسَمْتُ كذا قَسْماً وقِسْمَةً، وقِسْمَةُ الميراث، وقِسْمَةُ الغنيمة:
تفريقهما على أربابهما، قال: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
[الحجر/ 44] ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ
[القمر/ 28] ، واسْتَقْسَمْتُهُ:
سألته أن يَقْسِمَ، ثم قد يستعمل في معنى قسم.
قال تعالى: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ
[المائدة/ 3] . ورجل مُنْقَسِمُ القلب.
أي: اقْتَسَمَهُ الهمّ، نحو: متوزّع الخاطر، ومشترك اللّبّ، وأَقْسَمَ: حلف، وأصله من الْقَسَامَةُ، وهي أيمان تُقْسَمُ على أولياء المقتول، ثم صار اسما لكلّ حلف. قال: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
[الأنعام/ 109] ، أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ [الأعراف/ 49] ، وقال: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
[القيامة/ 1- 2] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ [القلم/ 17] ، فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ
[المائدة/ 106] ، وقَاسَمَهُ، وتَقَاسَمَا، قال تعالى: وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف/ 21] ، قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ [النمل/ 49] ، وفلان مُقْسِمُ الوجه، وقَسِيمُ الوجه أي: صبيحة، والْقَسَامَةُ: الحسن، وأصله من القسمة كأنما آتى كلّ موضع نصيبه من الحسن فلم يتفاوت، وقيل: إنما قيل مُقَسَّمٌ لأنه يقسم بحسنه الطّرف، فلا يثبت في موضع دون موضع، وقوله: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
[الحجر/ 90] أي: الذين تَقَاسَمُوا شعب مكّة ليصدّوا عن سبيل الله من يريد رسول الله ، وقيل: الذين تحالفوا على كيده عليه الصلاة والسلام .
ق س م

قسموا المال بينهم قسماً وقسموه تقسيماً واقتسموه وتقسّموه وتقاسموه، وقاسمته المال مقاسمة. وقسم القسّام وهو الذرّاع الأرض وحرفته: القسامة. وقسم الله الرزق، وهو القسام الوهاب. وتصافنوا الماء بحصاة القسم ونواة القسم. وهذه قسمة عادلة. وأعطيته قسمه ومقسمه أي نصيبه، وأعطيتهم أقسامهم ومقاسمهم وأقاسيمهم. وأنشد أبو زيد:

ومالك إلا مقسمٌ ليس فائتاً ... به أحدٌ فاعجل به أو تأخرا

وهذا مقسم الفيء: وجرى فيه المقسم أي القسمة. قال الطرماح:

لنا نسوة لم يجر فيهنّ مقسم ... إذا ما العذارى بالرماح استحلت

واستقسموا بالأزلام، ولأحد الشريكين أن يستقسم. وهو قسيمي: مقاسمي. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: أنا قسيم النار. وأسأل الله أن يصحح جسمك، ويتمم قسمك. وأقسم بالله قسماً باطلاً وأقساماً باطلة، وقاسمهما: حلف لهما، وتقاسموا بالله: تحالفوا. وحكم القاضي بالقسامة.

ومن المجاز: قلبه متقسّم. وأصبح متقسّماً: مشترك الخواطر بالهموم، وقد تقسّمته الهموم. ووجه مقسّم: معطًى كلّ شيء منه قسمه من الحسن فهو متناسب، كما قيل: متناصف. وقسّمه الله. ورجل قسيم وسيم: بيّن القسام والقسامة، وكأن قسمته الدينار الهرقليّ وهي وجهه الحسن. قال:

كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء

وكأنه قسيمة عطّارٍ وهي جونة حسنة منقوشة يكون فيها العطر. وطوى ثيابه القساميّ وهو أول من يطوي الثياب لتطوى على طيّه نسب إلى القسام لأنه يحسّنها بطيه ويزيّنها. وبات يقسم أمره: يقدّره وينظر كيف يفعل. وفلان جيد القسم أي الرزق. وفي استمطار هذيل: اللهم اجعلها عشيّة قسمٍ من عندك فقد تلوّحت الأرض فهي " مثل مجرّ الثوب تعوى وتنبح " وهو مثل لغبرة الأرض ووحشتها وأراد بالقسم الغيث. وضرب أنفه فقسمه أي قطعه نصفين. وقسم الأرض: قطعها. قال رؤبة:

ينجو ويذرين عجاجاً ساطعاً ... في إثر ناج يقسم الأجارعا
[قسم] القسم: مصدر قسمت الشئ فانقسم، والموضع مقسم مثل مجلس. ومقسم بكسر الميم: اسم رجل: وقول الشاعر القلاخ بن حزن : أنا القلاخ في بغائى مقسما أقسمت لا أسأم حتى تسأما فهو اسم غلام له كان قد فر منه. والقسم بالكسر: الحظ والنصيب من الخير، مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق. قال يعقوب: يقال هو يَقْسِمُ أمره قَسْماً، أي يقدِّره وينظر فيه كيف يفعل. وأقْسَمْتُ: حلفتُ، وأصله من القَسامَةِ، وهي الأيْمانُ تُقْسَمُ على الاولياء في الدم.والقسم بالتحريك: اليمين، وكذلك المقسم، وهو الصمدر مثل المخرج. والمقسم أيضا: موضعُ القَسَمِ. وقال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنَّا ومنكم بمُقْسَمَةٍ تَمورُ بها الدماء يعني بمكة. والقَسِمَةُ: الوجهُ. وقال ابن الأعرابي: هو ما بين الوجنتين والأنف، تكسر سينُها وتفتح. وأنشد لمحرز بن مكعبرٍ الضبِّي: كَأنَّ دنانيراً على قَسِماتِهِم وإن كان قد شَفَّ الوجوهَ لِقاءُ والقَسامُ: الحسنُ. وفلانٌ قسيم الوجه ومقسم الوجه. وقال : ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم  وأما قول عنترة: وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بقَسيمَةِ سبقتْ عَوارِضها إليك من الفَمِ فيقال: هو اليمين، ويقال: امرأةٌ حسنةُ الوجه، ويقال: موضعٌ. ووشى مقسم، أي محسن. قال العجاج:

ورب هذا الاثر المقسم * يعنى أثر قدمى إبراهيم عليه السلام. وقال أبو ميمون يصف فرسا: كل طويل الساق حر الخدين مقسم الوجه هريت الشدقين وقاسمه: حلف له. وقاسمه المال، وتقاسماه واقتسماه بينهما. والاسم القسمه مؤنثة. وإنما قال الله تعالى: (فارزقوهم منه) بعد قوله عز وجل: (فإذا حضر القسمة) لانها في معنى الميراث والمال، فذكر على ذلك. وتقسمهم الدهر فتقسموا، أي فرقهم فتفرقوا. والتقسيم: التفريق. وقول الشاعر يذكر قدرا تقسم ما فيها فإن هي قسمت فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكرى قال أبو عمرو: قسمت عمت في القسم. وأكرت: نقصت. واستقسم: طلب القسم بالازلام. والقسامى: الذى يطوى الثياب أول طيها حتى تتكسر على طيه. قال رؤية. * طى القسامى برود العصاب * وقول ذى الرمة:

ولا تقسم شعبا واحدا شعب * يقول: إنى ظننت أن لا تنقسم حالات كثيرة، يعنى حالات شبابه، حالا وأمرا واحدا يعنى الكبر والشيب.
(ق س م) : (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ قَسَمَ الْقَسَّامُ الْمَالَ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فَرَّقَهُ بَيْنَهُمْ وَعَيَّنَ أَنْصِبَاءَهُمْ (وَمِنْهُ) الْقَسْمُ بَيْنَ النِّسَاءِ (وَقَوْلُهُمْ) قَسَّمَ الْأَمِيرُ الْخُمْسَ فَعَزَلَهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ تَفْرِيقَهُ عَلَى الْمَسَاكِين وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مَيَّزَهُ مِنْ الْأَخْمَاسِ الْأَرْبَعَةِ وَعَيَّنَهُ وَلِهَذَا قَالَ فَعَزَلَهُ (وَفِي) الْحَدِيثِ «خَيْرُ السَّرَايَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَقْسَمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَأَعْدَلُهُ فِي الرَّعِيَّةِ» (مِثْل) هَذَا إنْ صَحَّ مُؤَوَّلٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَقْسَمُ مَنْ ذُكِرَ وَأَعْدَلُهُ (وَالْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ النَّصِيبُ وَكَذَا الْمَقْسِمُ (وَقَوْلُهُ) فِي الشَّمْلَة الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْغَنَائِم لَمْ يُصِبْهَا مِنْ الْمَقْسَمِ أَيْ الْقِسْمَةِ وَمِنْ زِيَادَةٌ وَقَعَتْ فِي النُّسْخَة وَفِي الْمَتْنِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَقَاسِم عَلَى لَفْظ الْجَمْعِ (وَصَاحِب الْمَقَاسِم) نَائِبُ الْأَمِيرِ وَهُوَ قَسَّامُ الْغَنَائِمِ وَفِي أَجْنَاسِ النَّاطِفِيِّ نَهْرٌ لَهُ مَقْسِمٌ لَيْسَ فَوْقه مَقْسِمٌ كَأَنَّهُ أَرَادَ مَوْضِعَ الْقَسْمِ وَهُوَ مَوْضِعُ السِّكْرِ الْمَعْهُود (وَفِي) التَّهْذِيب الْمِقْسَمُ بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْحِ السِّين (وَبِهِ) سُمِّيَ مِقْسَمُ بْنُ بُجْرَةَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ (وَالْقِسْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاقْتِسَامِ وَيُقَالُ تَقَسَّمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَتَقَاسَمُوا وَاقْتَسَمُوهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي أَيْ مُقَاسِمِي (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَإِذَا أَرَادَ صَاحِبُ النَّهْرِ أَنْ يَمُرَّ إلَى نَهْرِهِ فِي أَرْض قَسِيمِهِ يَعْنِي بِهِ شَرِيكَهُ الَّذِي وَقَعَتْ الْمُقَاسَمَةُ مَعَهُ وَقَسِيمَةٌ وَقِسْمَةٌ كِلَاهُمَا غَلَط (وَخَرَاجُ الْمُقَاسَمَةِ) أَنْ تُوَظِّفَ فِي الْخَرَاجِ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا مُقَدَّرًا عُشْرًا أَوْ ثُلُثًا أَوْ رُبُعًا (وَالِاسْتِقْسَامُ) بِالْأَزْلَامِ طَلَبُ مَعْرِفَةِ مَا قُسِمَ لَهُ مِمَّا لَمْ يُقْسَم (وَالْقَسَمُ) الْيَمِينُ يُقَال أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا (وَقَوْلُهُمْ) حَكَمَ الْقَاضِي (بِالْقَسَامَةِ) اسْمٌ مِنْهُ وُضِعَ مَوْضِعَ الْإِقْسَامِ ثُمَّ قِيلَ لَلَّذِينَ يُقْسِمُونَ قَسَامَةً وَقِيلَ هِيَ الْأَيْمَانُ تُقَسَّمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الدَّمِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَبِهَا سُمِّيَ) قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي نِكَاح السَّيْر (لَوْ أَقْسَمَ) عَلَى اللَّهِ فِي (ط م) .
باب القاف والسين والميم معهما ق س م، س ق م، م ق س، ق م س، س م ق مستعملات

قسم: القَسْمُ مصدر قَسَمَ يَقْسِمُ قَسْماً، والقِسْمةُ مصدر الاقتِسام، ويقال أيضاً: قَسَمَ بينهم قِسْمةً. والقِسْم : الحظ من الخير ويجمع على أقسام. والقَسَم: اليمين، ويجمع على أقسام، والفعل: أقْسَمَ. وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ* بمعنى أقسم ولا صلة. والقَسيمُ: الذي يقاسمك أرضاً أو مالاً بينك وبينه. وهذه الأرض قَسيمةُ هذه أي عزلت منها، وهذا المكان قَسيمُ هذا ونحوه. والقَسّامُ: من يَقسِمُ الأرضين بين الناس، وهو القاسِمُ. والاستِقسام: [أنهم] كانوا يجيلون السهام أي الأزلام عند الأصنام فما يهمون به من الأمور العظام مثل تزويج أو سفر، كتب على وجهي القدح: أخُرج، لا تخرج، تزوج، لا تتزوج، ثم يقعد عند الصنم بكفره، أي الأمرين كان خيراً إلي فأذن لي فيه حتى أفعله، ثم يجيل، فأي الوجهين خرج فعل راضياً به قسماً وحظاً. وحصاة القَسْمِ ونواة القَسْمِ أنهم إذا قل ماؤهم في المفاوز عمدوا إلى غمر فألقوا فيه تلك الحصاة أو النواة ثم صبوا عليه من الماء قدر ما يغمرها حتى يستوي بأعلاها فيعطى كل إنسان شربة من ذلك الماء بمقدار واحد على ما وصفت. والأقاسيمُ: الحظوظ المقسومةُ بين العباد واختلفوا فقالوا: الواحدة أُقْسُومةُ، ويقال: بل هي جماعة الجماعة كالأظفار والأظافير. والقَسيمُ من الرجال: الحسن الخلق، والقِسمةُ: الوجه، قال الشاعر:

كأن دنانيراً على قَسمَاتِهمْ ... وإن كان قد شف الوجوه لِقاء

سقم: السقم والسقم والسقام لغات، وقد سقم الرجل فهو سَقيم مِسْقامٌ.

مقس: مَقِسَتْ نفسه وتَمَقَّسَتْ أيضاً نفسه أي غثيت.

قمس: كل شيء ينغط في الماء ثم يرتفع فقد قَمَسَ، والقيزان كذلك، والقنان وهي أكام القفاف إذا اضطرب السراب حواليها قيل: قَمست، قال رؤبة في نعت القيزان:

بيدا ترى قيزانهن قسا ... بوازياً مراً ومراً قُْمسا  ...

أي بدت بعد ما تخفى [كذا] ، يصف رؤبة قيزاناً أنهن يَتَقَمَّسْنَ في السراب. وفي المثل: بلغ قوله قاموس البحر أي قعره الأقصى.

سمق: سَمَقَ النبات: بلغ غاية الطول. ونخلة سامقةٌ: طويلة جداً. والسَّميقان: (خشبات يدخلن في الآلة) التي ينقل عليها اللبن، والسَّميقانِ في النير عودان قد لوقي بين طرفيهما تحت غبغب الثور شداً بخيط، وتجمع أسمِقةً. والسمسق: الياسمين.
قسم: قسم إلى: جزأ، يقال مثلا، قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول. (بوشر).
قسم: أعطاه نصيبا وقدره له.
ففي ألف ليلة (1: 142): لم يقسم الله شيئا أقوت به عيالي.
قسم: رجا، توسل، تضرع. (هلو) وفيه: قصم. وهي تصحيف أقسم.
قسم (بالتشديد): عزم كما يفعل السحرة. (انظر قص بالعبرية والسريانية). (باين سميث 1388). وفي ألف ليلة (برسل 9: 165): ثم إنه عزم وقسم وطلب الملك الأحمر. وانظر قصم أيضا.
قاسم: يقال قاسمة الشيء، وقاسمه فيه- ففي ألف ليلة (1: 30): لو قاسمته في ملكي.
الخراج على المقاسمة، أو مقاسمة، أو خراج المقاسمة، وهو أن يدفع زراعو الأرض الخراج عينا، أي حين يجب عليهم أن يدفعوا للسلطان قسما من حاصل الأرض كالعشر أو الربع أو الثلث أو الخمســين أو النصف. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، الفخري ص215، ص260 وفيه بــالخمســين).
ويقال أيضا: دفع الأرض إلى أهلها مقاسمة على النصف أو غيره. وذلك حين تصبح الأرض ملكا لبيت المال غير أن سكانها بقوا فيها واستمروا يزرعونها على أن يدفعوا قسما معينا من نتاج الأرض (معجم اللاذري).
أقسم: عزم، عوذ، رقى. (ألف ليلة 1: 691).
أقسم: حين يكون هذا الفعل بمعنى حلف يحذف من بعده الحرف أن غالبا كما يحذف من بعد غيره من الأفعال التي تدل على القسم (معجم بدرون، عباد 2: 175).
تقسم: انظر قول المقري (1: 582): فكان يتبعه في أسفاره ما ينيف على أربعمائة فقير فيتقسمهم الترتيب في وظائف خدمته. (انظر رسالتي إلى السيد فليشر 72).
تقسم: تستعمل مجازا بمعنى نفي النوم (معجم مسلم). انقسم: تجزأ، (معجم الإدريسي).
انقسم: رقي وعزم عليه من قبل الساحر. (ألف ليلة برسل 9: 166).
استقسم: طرد الشياطين بالتعزيم. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقصورة، حجرة، خانة. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقاطعة، محافظة، مديرية. جزء من البلاد. (بوشر).
قسم: حزب، عصبة، زمرة. (بوشر).
قسم: قدر، مصير. ففي ألف لسلة (4: 156): وأبدلت قسمه بقسمي وبخته ببختي.
قسم الدنيا: مساحة العالم. (أكالا).
قسم، والجمع أقسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر، ألف ليلة 1: 854، 2: 598، 6، 668، 3، 669).
قسمة: شعبة من القبيلة، بطن. (سندوفال ص269، دوماس عادات ص16).
قسمة: نصيب، حصة. (بوشر) وجمعها: قسم (محيط المحيط، عبد الواحد 2: 1).
قسمة: نصيب، حظ. (بوشر، زيشر 16: 244). وفي حيان - بسام (2: 4ق): وقد عرفت هذين الأميرين حين كانا لا يزالان مملوكين فكان حظي من الاعتبار بالدنيا إذ كانا على استخدامهما لها من الجهل والافن واللكنة من حجج الله تعالى في القسم البالغة الدالة على هوانهما (هوانها) عنده.
قسمة، في علم الحساب: تجزئة عدد إلى أجزاء متساوية عدتها بقدر آحاد عدد آخر. (بوشر، محيط المحيط، المقدمة 2: 95).
قسمة، في علم التنجيم: مقطع الكوكب. (المقدمة 2: 188) وانظر تعليق السيد دي سلان (2: 221 رقم 1).
قسمة: ترقية الإنسان إلى درجات كنسية، رشامة كاهن، سيامة (بوشر).
قسمة، في التجارة: ريالان أو دولاران. (بركهارت نوبية ص216).
قسمة الحق: عدالة التوزيع. (بوشر).
قسمي: تقسيم وهو من مصطلح النحو. (بوشر).
قسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر).
قسيم: من يقاسم غيره شيئا ويشاركه فيه.
ففي كتاب عبد الواحد (ص141): قسيمة في النسب الكريم. وفيه (ص273): وهو قسيم نهر اشبيلية منبعهما واحد.
قسيم: شطر البيت، نصف البيت من الشعر، مصراع البيت. (عباد 2: 73، 152 رقم 39).
القسامة، في علم القانون الجنائي: خمسون يمينا يحلفها عصبة القتيل الذكور في حالة القتل الخطأ وورثته رجالا ونساء في حالة القتل بسبب حادث مفاجئ أي بقلة التبصر (فنسنت دراسات في الشريعة الإسلامية، محيط المحيط.
القسامة، عند المولدين: أن يكتب الرجل على نفسه صطا عند الوالي أو القاضي في الامتناع عن منكر يرتكبه كالسكر ونحوه (محيط المحيط).
دفتر القسامة، عند العامة: دفتر تكتب فيه أسماء الذي تحدث منهم جناية على أملاك الناس فيغرمون قيمة تلك الجناية بأمر الوالي. (محيط المحيط).
قسام: من يقسم أموال الميت على الورثة. (دسكرياك ص176، ألف ليلة 3: 194، 4: 639).
قسام: الضيف المؤاكل الذي يأخذ قطعة من اللحم فيقطعها بأسنانه ويضع النصف الباقي في الصحفة (دوماس حياة العرب ص314).
ثاسم: عدد يقسم به عدد آخر (بوشر).
أسقف قاسم: أسقف راسم، أسقف يمنح ويعطي الدرجات الكنسية. (بوشر).
تقسيم: في علم الحساب: قسمة العدد على غيره (بوشر).
التقسيم، عند بعض النصارى على المجنون: صلوات يستعملها الكاهن لطرد ابليس منه (محيط المحيط).
تقسيمي: توزيعي. (بوشر).
مَقسم ومِقسم: هو مقسم الفيء. والجمع مقاسم، الغنيمة التي لا بد ان تقسم وتوزع. ومن هذا: هو على المقاسم= صاحب المقاسم= قسام الغنائم. (معجم الطرائف).
مقسم، والجمع مقاسم: مفرق طرق. (الكالا).
مقسم: خزان ماء للتوزيع (محيط المحيط). وفي أماري (ص118): وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدل على كثرة ساكنيه.
مقسم: قناة ماء. ففي الاصطخري (ص243).
ويتشعب منه (نهر هندمند) مقاسم الماء (ص261، ابن بطوطة 1: 234).
مقسم: مقياس العالم مقياس الدنيا (الكالا).
المقسمات: هذه الكلمة التي ذكرها فريتاج في معجمه من غير ضبط وفسرها بقوله اكثر من السب وهو تفسير غير صحيح إنما هي المقسمات ومعناها: هم، غم، كآبة، كدر، قلق، وهي مرادف المنكدات. وانظر مقسم التي فسرت في القاموس بكلمة مهموم.
وانظر عبارة قلائد العقبان (ص54): (ففاضت نفسه في أثناء منازلتهم جزعا، وذهبت روحه مقسما بالانكاد موزعا).
المقسوم: العدو الذي يجزأ في القسمة، والذي يجزأ عليه يسمى مقسوما عليه (بوشر، محيط المحيط).
مقسوم: كاهن مرسوم. من يحضر أمام الأسقف ليرقى في درجات الكهنوت. (بوشر).
الْقَاف وَالسِّين وَالْمِيم

قسم الشَّيْء يقسمهُ قسما، وقسمه: جزأه.

وَهِي: الْقِسْمَة.

وَالْقسم: النَّصِيب. وَالْجمع: أَقسَام.

وَهُوَ القسيم، وَالْجمع: اقسماء، واقاسيم، الْأَخِيرَة: جمع الْجمع. والمقسم والمقسم: كالقسم.

وحصاة الْقسم: حَصَاة تلقى فِي إِنَاء ثمَّ يصب فِيهَا من المَاء قدر مَا يغمر الْحَصَاة، ثمَّ يَتَعَاطونَهَا، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سفر، وَلَا مَاء مَعَهم إِلَّا شَيْء يسير فيقسمونه هَكَذَا.

وتقسموا الشَّيْء، واقتسموه، وتقاسموه: قسموه بَينهم.

واستقسموا بِالْقداحِ: قسموا الْجَزُور على مِقْدَار حظوظهم مِنْهَا.

وقاسمته المَال: أخذت مِنْهُ قسمك، واخذ قسمه.

وقسيمك: الَّذِي يقاسمك أَرضًا أَو دَارا أَو مَالا بَيْنك وَبَينه.

وَالْجمع: اقسماء، وقسماء.

وَهَذَا قسيم هَذَا: أَي شطره.

والقسام: الَّذِي يقسم الْأَشْيَاء بَين النَّاس، قَالَ لبيد:

فارضى بِمَا قسم المليك فَإِنَّمَا ... قسم الْمَعيشَة بَيْننَا قسامها

عَنى بالمليك: الله تَعَالَى.

وَعِنْده قسم يقسمهُ: أَي عَطاء، وَلَا يجمع، وَهُوَ من الْقِسْمَة.

وقسمهم الدَّهْر يقسمهم، وقسمهم: فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَا.

وَنوى قسوم: مفرقة مبعدة، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

نأت عَن بَنَات الْعَن وانفلتت بهَا ... نوى يَوْم سلان البتيل قسوم

أَي: مقسمة للشمل مفرقة لَهُ.

وَالْقسم: الرَّأْي. وَقيل: الشَّك، وَقيل: الْقدر.

وَقسم أمره قسما: قدره.

وَقيل: قسم أمره. لم يدر كَيفَ يصنع فِيهِ.

وَرجل مقسم: مُشْتَرك الخواطر بالهموم.

وَالْقسم: الْيَمين. وَالْجمع: أَقسَام.

وَقد اقْسمْ بِاللَّه، واستقسمه بِهِ.

وتقاسم الْقَوْم: تحالفوا. وَفِي التَّنْزِيل: (قَالُوا تقاسموا بِاللَّه) . والقسامة: الْجَمَاعَة يقسمون على الشَّيْء اويشهدون.

وَيَمِين الْقسَامَة منسوبة اليهم.

والقسام: الْجمال.

وَرجل مقسم، وقسيم، وَالْأُنْثَى: قسيمة وَقد قسم.

وَقَوله:

وَرب هَذَا الْأَثر الْمقسم

يَعْنِي: مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، كَأَنَّهُ قسم: أَي حسن.

وَشَيْء قسامي: مَنْسُوب إِلَى القسام.

وخفف الْقطَامِي يَاء النِّسْبَة مِنْهُ فاخرجه مخرج تهام وشام. فَقَالَ:

إِن الْأُبُوَّة وَالدّين تراهما ... مُتَقَابلين قساميا وهجاناً

أَرَادَ: ابوة وَالدّين.

وَالْقِسْمَة: الْحسن كالقسام.

وَالْقِسْمَة: الْوَجْه.

وَقيل: مَا اقبل عَلَيْك مِنْهُ.

وَقيل: قسْمَة الْوَجْه: مَا خرج من الشّعْر.

وَقيل: الْأنف وناحيتاه. وَقيل: وَسطه.

وَقيل: أَعلَى الوجنة وَقيل: مجْرى الدمع من الْعين، قَالَ:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم ... وَإِن كَانَ قد شف الْوُجُوه لِقَاء

وَقيل: هِيَ مَا بَين الْعَينَيْنِ، روى ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَبِه فسر قَوْله:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم

وَقَالَ أَيْضا: الْقِسْمَة: مَا فَوق الْحَاجِب. وَفتح السِّين: لُغَة فِي ذَلِك كُله.

والقسامي: الَّذِي يطوي الثِّيَاب على أول طيها حَتَّى تتكسر على طيه.

قَالَ رؤبة:

طي القسامي برود العصاب

وَفرس قسامي: إِذا قرح من جَانب وَاحِد، وَهُوَ من آخر رباع، وانشد:

اشق قساميا رباعي جَانب ... وقارح جنب سل اقرح اشقرا

وَالْقِسْمَة، والقسيمة: جؤنة الْعَطَّار.

والقسيمة فِي قَول عنترة:

وَكَأن فَأْرَة تَاجر بقسيمةٍ ... سبقتْ عوارضها إِلَيْك من الفمِ

قيل: هِيَ طُلُوع الْفجْر. وَقيل: هِيَ جؤنة الْعَطَّار.

وَالْمَعْرُوف عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي جؤنة الْعَطَّار: قسْمَة، فَإِن كَانَ ذَلِك، فَإِن الشَّاعِر إِنَّمَا أشْبع للضَّرُورَة.

والقسيمة: السُّوق، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم يُفَسر بِهِ قَول عنترة، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّا يجوز أَن يُفَسر بِهِ.

والقسوميات: مَوَاضِع، قَالَ زُهَيْر:

ضحوا قَلِيلا قفا كُثْبَان أسنمة ... وَمِنْهُم بالقسوميات معترك

وقاسم، وقسيم، وقسيم، وقسام، ومقسم، ومقسم: أَسمَاء.

وَالْقسم: مَوضِع مَعْرُوف. 
[قسم] فيه: «قسمت» الصلاة بيني وبين عبدي، أي قسمت القراءة؛ لأن نصف الفاتحة إلى «إياك نعبد» ثناء، ونصفها مسألة ودعاء، ولذا قال: «وإياك نستعين» بيني وبين عبدي. وفي ح على: أنا «قسيم» النار، أراد أن الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلالة، فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار، وقسيم بمعنى مفاعل كجليس، قيل: أراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله. وفيه: إياكم و «القسامة»! هي بالضم ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه، كما يأخذ السماسرة رسمًا مرسومًا لا أجرًا معلومًا كتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئًا معينًا وذلك حرام؛ الخطابي: هذا فيمن ولي أمر قوم فإذا قسم بينهم أمسك لنفسه نصيبًا، وأما إذا أخذ أجرته بإذن المقسوم لهم فلا يحرم. والقسامة - بالكسر: صنعة القسام كالجزارة. وفيه: مثل الذي يأكل «القسامة» كمثل جدي بطنه مملوء رضفًا، فسر فيه بالصدقة، والأصل الأول. وفيه: أنه استحلف خمسة نفر في «قسامة» معهم رجل من غيرهم، فقال: ردوا الأيمان على أجالدهم، هي بالفتح اليمين كالقسم، وهي أن يقسم من أولياء القتيل خمسون نفرًا على استحقاقهم دم صاحبهم، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينًا أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم، فإن حلف المدعون استحقوا الدية. وإن حلف المتهمونللأخرى، وإذا حمل اثنتين بالقرعة فعليه التسوية بينهما، وعماد القسم في حق المقيم الليل، والنهار تبع له، فإن كان الرجل ممن يعمل بالليل فعماده في حقه النهار - ومر في قرع. غ: «على «المقتسمين» الذين تقاسموا وتحالفوا على كيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اليهود والنصارى أمنوا ببعض وكفروا ببعض. «و «قاسمهها»» حلف لهما. و: «فالمقسمات» أمرًا» الملائكة تقسم ما وكلت به.
قسم
قسَمَ يقسِم، قَسْمًا، فهو قاسِم، والمفعول مَقْسوم
• قسَم الدهْرُ القومَ: فرّقهم وشتّتهم "قسَمت الأيّامَ زملاءَ الجامعة بعد تخرُّجهم".
• قسَم اللهُ الرِّزقَ: وزّعه وأعطى كلَّ فردٍ نصيبَه "الرزق مقسوم والأجل محتوم- {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ".
• قسَم التُّفّاحةَ: جزّأها إلى جزأين أو أكثر، شقّها "قسَم النهرُ المدينة قِسميْن- قسم الرغيفَ إلى عدَّة أجزاء".
• قسَم عددًا على آخر: (جب) أوجد عددًا ثالثًا إذا ضُرب في الثّاني حصل الأوّل. 

قسُمَ يَقسُم، قَسامةً وقَسامًا، فهو قَسِيم
• قسُم الوَجْهُ: حَسُنَ وجمُل "أعجبني قسامةُ وجهها- وجهٌ قَسِيم- قسامة الوجه من سمات الأنبياء". 

أقسمَ بـ/ أقسمَ على يُقسم، إقسامًا، فهو مُقْسِم، والمفعول مُقْسَمٌ به
• أقسم الرَّجلُ بكذا: حلَف بالله أو بغيره "أقسَم أن يُقلع عن التّدخين- {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ".
• أقسم على إهلاك خَصْمِه: تعهد بإهلاكه "أقسَم عليه أن يذاكر دروسه- أقسم بالمصحف/ على المصحف". 

استقسمَ يستقسم، استقسامًا، فهو مُسْتَقسِم، والمفعول مُسْتَقسَم (للمتعدِّي)
• استقسم القومُ: طلب كلّ منهم قِسْمه (نصيبه)، طلب أن يعرف حظّه المقدّر له " {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}: كان الناس في الجاهليّة يستقسمون بالأزلام قبل الإقدام على عمل".
• استقسم الشَّاهدَ بالله: طلب منه أن يُقْسِمَ بالله على صحّة
 شهادته. 

اقتسمَ يقتسم، اقْتِسامًا، فهو مُقْتَسِم، والمفعول مُقْتَسَم
• اقتسم الإخوةُ الميراثَ: أخذ كلُّ واحدٍ نصيبَه منه "اقتسم العمارةَ مع إخوته- اقتسم الورثةُ تركةَ المتوفَّى". 

انقسمَ إلى/ انقسمَ على ينقسم، انقسامًا، فهو مُنْقَسِم، والمفعول مُنْقَسَم إليه
• انقسم قالَبُ حلوى إلى قطْعتين/ انقسم قالبُ حلوى على قطعتين: مُطاوع قسَمَ: تجزَّأ أجزاءً "انقسم الفريق الرياضيّ إلى/ على مجموعتين- ينقسم الناسُ إلى قسمين".
• انقسم الأعضاءُ على أنفسهم: اختلفوا، تفرّقوا وتباينت آراؤهم "انْقَسم حِزْب سياسِيّ- ما انْقَسمت أمّة إلاّ ضعف شأنُها". 

تقاسمَ/ تقاسمَ بـ يتقاسَم، تقاسُمًا، فهو مُتقاسِم، والمفعول مُتقاسَم
• تقاسمَ الإخوةُ الميراثَ: اقتسمُوه، أخذ كلٌّ منهم نصيبه منه "تقاسَمُوا المسئوليّة- تقاسَمَ الزوجان حُلوَ الحياة ومُرَّها".
• تقاسم القومُ بالله: أقسم كلٌّ منهم لصاحبه، تحالَفوا، تبادلوا الحلِف "تقاسَموا بالله على نُصرة المظلوم- تقاسَمَا على التمسُّك بالعهد- {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} ". 

تقسَّمَ/ تقسَّمَ إلى/ تقسَّمَ على يتقسَّم، تقسُّمًا، فهو مُتَقَسِّم، والمفعول مُتَقَسَّم
• تقسَّموا الطَّعامَ بينهم: اقتسموه، أخذ كلّ منهم نصيبَه منه "تقسَّموا إرثَ أبيهم" ° تقسَّمته الهُمومُ: وزَّعت خواطره وأفكاره.
• تقسَّم القومُ إلى عائلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تفرّقوا "تقسَّم الطلبةُ فرقًا".
• تقسَّمت الدَّولةُ إلى دُويْلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تجزَّأت "يتقسَّم البحث إلى عِدَّة فصول".
• تقسَّم العملُ على أعضاء الفريق: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: وُزِّع وفُرِّق. 

قاسمَ يقاسِم، مُقاسَمَةً، فهو مُقاسِم، والمفعول مُقاسَم
• قاسمه المالَ: شاركه فيه مناصفةً، أخذ كلٌّ قِسْمَه منه، شاطَره.
• قاسم فُلانًا: حلف له وأقسم " {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} ". 

قسَّمَ/ قسَّمَ على يُقسِّم، تقسيمًا، فهو مُقسِّم، والمفعول مُقسَّم
• قسَّم الكتابَ: جزّأه "قسَّمت الدُّولُ العُظمى العالمَ إلى مناطق نفوذ- خطّ تقسيم المياه- قسَّم الميراثَ- قسَّم الأرضَ: جَزَّأهَا إلى أقسام لتُبنى" ° قسَّم الدَّهْرُ الأصدقاءَ: فرَّقهم.
• قسَّم الشَّيءَ: حسَّنه "وشيٌ مقسَّم- قسَّم أسلوبَه في الكتابة".
• قسَّم الثَّوبَ: فصّله تفصيلاً يُبرزُ مقاسِمَ لابسه، والعامّة تقول كسَّم.
• قسَّم المالَ بين الفقراء/ قسَّم المالَ على الفقراء: فرّقه عليهم "قسَّم الرِّبحَ بين العاملين"? قسَّمه الهَمُّ: جعله مشتت الخواطر.
• قسَّم على العود: عَزَف مقطوعة موسيقيّة. 

انقسام [مفرد]: ج انقسامات (لغير المصدر): مصدر انقسمَ إلى/ انقسمَ على.
• انقسام الخليَّة: (حي) عمليّة تتكاثر بها النباتات والحيوانات وحيدة الخليّة، أو تتكوَّن بها خلايا جديدة في الكائنات متعدِّدة الخلايا. 

تقسيم [مفرد]: ج تقسيمات (لغير المصدر) وتقاسيم (لغير المصدر):
1 - مصدر قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (حن) تخصُّص الخلايا أو الأعضاء أو الأنسجة لأداء وظيفة معيَّنة.
3 - (حن) تخصُّص بعض الأفراد أو الجماعات في الحشرات الاجتماعيّة، كالنَّمل أو النَّحل، لأداء وظيفة خاصَّة تخدم الجماعة كلَّها.
• تقاسيم الوجه: تقاطيعه، معالمه؛ ملامحه الدالّة على الحسن مجتمعة أو غيره.
 • تقاسيم إيقاعيَّة: (سق) عزف منفرد على عود أو نحوه، ويكون غالبًا في بداية حفل "تقاسيم على العود". 

تقسيمة [مفرد]: ج تقسيمات وتقاسيم:
1 - اسم مرَّة من قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (رض) تجزئة مجموعة من اللاعبين أو غيرهم إلى مجموعتين متساويتين "أجرى تقسيمة بين اللاعبين لتكوين فريقَيْن متنافسَيْن".
3 - (سق) قطعة موسيقيَّة صغيرة "قامت الفرقة بعزف تقسيمة أعجبت الحاضرين". 

تقسيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقسيم: "نوايا/ دعوات/ مؤامرة تقسيميَّة: الغرض منها تفريق شيءٍ أو تجزئته".
2 - مصدر صناعيّ من تقسيم: انفصاليَّة وتجزيئيَّة.
3 - (فن) طريقة في الرسم تُقَسَّم فيها درجات التلوين وتوضع على قماشة جنبًا إلى جنب بدلاً من مزجها "استخدم الرسّام تقسيميَّة الألوان في لوحته الأخيرة". 

قاسِم [مفرد]: ج قواسم:
1 - اسم فاعل من قسَمَ.
2 - (جب) عدد مقسوم عليه (4 قاسم 20).
• قاسم مُشترك/ قاسم تامّ: (جب) عددٌ أو مقدارٌ جبريٌّ يمكن أن يُقسَم عليه قسمة صحيحة عددان أو مقداران جبريّان أو أكثر "الثلاثة من الأعداد هو قاسم مشترك للسِّتّة والتِّسعة" ° القاسم المشترك بينهما: النقطة المشتركة بينهما، ما يجمعهما. 

قَسام [مفرد]: مصدر قسُمَ. 

قَسامَة [مفرد]:
1 - مصدر قسُمَ.
2 - (فق) نوع من اليمين يُقسمه خمسون من أولياء الدّم لإثبات حقِّهم أو خمسون من المتهمين لدفع التهمة عنهم "حكم القاضي بالقَسامَة". 

قَسْم [مفرد]: مصدر قسَمَ. 

قَسَم [مفرد]: ج أقْسام: يمينٌ يحْلِفُها الإنسانُ بالله تعالى وبغيره، مثل: والله ما رأيته، ورَبِّي ما فَعَلْتُ "قَسَمًا بالله إنّهُ مصيب- {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ".
• أحرف القَسَم: (نح) الباء والتاء واللام والواو.
• جواب القَسَم: (نح) ما يُساق القَسَم لإثباته أو نفيه. 

قِسْم [مفرد]: ج أقْسام:
1 - جُزْء من شيء مقْسوم "ضيْعَة ذات أقسام".
2 - حصَّة، نصيب من خير "تحصَّل على قِسْمِه في الميراث".
3 - جهاز مُختصّ في إدارة أو مؤسّسة، فرع، وحدة إداريّة أو وظيفيّة في حكومة أو شركة "قِسْم اللُّغة العربيّة في الجامعة/ الحسابات- رئيس قسم المشتريات".
4 - فَصْل، فِقْرة، مَقْطع "قِسْم من كتاب- هناك ترابط بين أقْسام الموضوع". 

قَسَمات [جمع]: مف قَسَمة
• قَسَمات الوجه: تقاسيمه، تقسيماته، ملامحه وتقاطيعه ومعالمه "دلَّت قَسَمات وجهه على ابتهاجه". 
4020 - 
قِسْمَة [مفرد]: ج قِسْمات وقِسَم:
1 - اسم من اقتسام الشّيء " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ".
2 - نصيب، حظّ "نال أفضل قِسْمَة- رضي بقِسْمَته".
3 - (جب) عمليّة حسابيّة تُستخدم في تعيين مقدار يسمّى خارج القسمة، إذا ضُرب في المقسوم عليه نتج المقسوم "قِسْمَة 20 على 4 - قابليّة القِسْمَة" ° علامة القِسْمَة: الرمز () الموضوع بين كميّتين مكتوبتين على خطّ واحد لتشير إلى قسمة الكميّة الأولى على الثانية- قِسْمَة قصيرة: تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّة إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
4 - (قن) حِصّة ونصيب، حالة وأموال أو مُمْتلكات مُقسَّمة بين أصحاب حقوق "قِسْمَة تَرِكة".
• خارِج القِسْمة: (جب) نتيجة يُحصَل عليها عندما يُقسَم عدد أو مقدار ما على عدد أو مقدار آخر. 

قَسيم [مفرد]: ج أقْسِمَاءُ وقُسَماءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسُمَ: "إنّه قَسِيمٌ وسيم".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسَمَ: من يقاسم غيره شيئًا "قَسِيم الثّروة- هو قَسِيمي في الصَّفقة".
3 - أحد جزأين أو أكثر من قسمة واحدة "الاسم قَسِيم الفعل والحرف". 

قَسيمَة [مفرد]: ج قَسِيمات وقسائِمُ:
1 - وثيقة لها في التعامل أكثر من نسخة "قَسِيمَة بيع/ الزواج".
2 - قطعة مقسومة مفروزة من الأرض للبناء أو الزرع.
3 - (قص) ورقة
 من عِدّة أوْراق مُرَقَّمة ومُرْفَقة بسَهْم أو صَكّ ماليّ تُقْطع عند كلِّ استحقاق لقاء الحصول على الفائدة أو الأرباح. 

مُقاسَمَة [مفرد]:
1 - مصدر قاسمَ.
2 - (قص) اشتراك العمال في أرباح المؤسَّسة. 

مُقسِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قسَّمَ/ قسَّمَ على ° مقسِّم الأرزاق: الله تعالى.
2 - فارِز "مُقَسِّم قِطْعة أرض".
• المُقَسِّم الهاتفي: لوحة توزيع المخابرات الهاتفيّة وتسلُّمها على الخطوط بواسطة عامل الهاتف في المؤسَّسات الرَّسميّة والخاصَّة. 

مُقسِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أقسمَ بـ/ أقسمَ على.
2 - (قن) شاهد، شخص يُدعى للقيام بمهمَّة المحلِّف. 

مَقْسوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قسَمَ.
2 - (جب) عدد يُوزَّعُ حِصصًا متساوية على عدد آخر.
• المَقْسُوم عليه: (جب) ما يُوزَّع عليه المقسوم، ففي العمليّة 20 على 4، فالعدد 20 هو المقسوم والعدد 4 هو المقسوم عليه. 

قسم: القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم،

والموضع مَقْسِم مثال مجلس. وقَسَّمَه: جزَّأَه، وهي القِسمةُ. والقِسْم،

بالكسر: النصيب والحَظُّ، والجمع أَقْسام، وهو القَسِيم، والجمع أَقْسِماء

وأَقاسِيمُ، الأَخيرة جمع الجمع. يقال: هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي.

والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ المقسومة بين العباد، والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور

(*

قوله «مقل أظفور» في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث).

وأَظافِير، وقيل: الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام، والأَقسام جمع القِسْم. الجوهري:

القِسم، بالكسر، الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ

الدَّقيق. وقوله عز وجل: فالمُقَسِّماتِ أَمراً؛ هي الملائكة تُقَسِّم ما

وُكِّلت به. والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذيب: كتب عن أَبي

الهيثم أَنه أَنشد:

فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً

به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما

(* قوله «فاستأخرن أو تقدما» في الاساس بدله: فاعجل به أو تأخرا)

قال: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء. يقال:

قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وسمي

مِقْسم بهذا وهو اسم رجل. وحصاة القَسْم: حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها

من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها، وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا

ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا. الليث: كانوا إِذا قَلَّ عليهم

الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله، ثم صَبُّوا

عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك، وتسمى تلك

الحصاةُ المَقْلَةَ. وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه: قَسَمُوه

بينهم. واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم

منها. الزجاج في قوله تعالى: وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام، قال: موضع أَن

رفع، المعنى: وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام

كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أَمَرَني ربِّي، وعلى بعضها: نَهاني

ربي، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج

السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته، وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم

يمض في أَمره، فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله

عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم

لكم من أَحد الأَمرين، ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون

بها غير قداح الميسر، ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي، وهو ابن

أَخي سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول: جاءتنا

رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكرٍ

دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبينا أَنا جالس في

مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال: يا سراقة، إِني

رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه، قال:

فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً

انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت

جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحي

فخرجت به من ظهر البيت، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض

حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما، فلما

دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها، أَهويت

بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم

لا، فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي

فرَفَعتها تُقَرِّب بي، حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها،

قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض، فلما بلغتا

الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها، فلما استوت

قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان؛ قال

معمر، أَحد رواة الحديث: قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم

قال لي: هو الدخان من غيرنا، وقال: ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في

نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله، صلى

الله عليه وسلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار

سفرهم وما يريد الناس منهم، وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني

شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن يكتب كتاب

مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه

لي في رُقعة من أَديم ثم مضى؛ قال الأَزهري: فهذا الحديث يبين لك أَن

الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر، قال: وقد قال المؤَرّج

وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر، قال: وهو وهَم. واسْتَقْسم

أَي طلب القَسْم بالأَزلام. وفي حديث الفتح: دخل البيت فرأَى إِبراهيم

وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله والله لقد علِموا

أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ؛ الاسْتِقْسام: طلب القِسم الذي قُسِم له

وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر، وهو استِفعال منه، وكانوا إِذا أَراد

أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، وهي

القداح، وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي، وعلى الآخر نهاني ربي،

وعلى الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خرج نهاني أَمسك، وإِن

خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو

النهي، وقد تكرّر في الحديث. وقاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ

قِسْمه. وقَسِيمُك: الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه،

والجمع أَقسِماء وقُسَماء. وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه. ويقال: هذه

الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها. وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا

قَسِيم النار؛ قال القتيبي: أَراد أَن الناس فريقان: فريق معي وهم على

هُدى، وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج، فأنا قسيم النار نصف في الجنة

معي ونصف عليّ في النار. وقَسِيم: فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل،

كالسَّمير والجليس والزَّميل؛ قيل: أَراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله.

وتَقاسَما المال واقتَسَماه، والاسم القِسْمة مؤَنثة. وإِنما قال تعالى:

فارزقوهم منه، بعد قوله تعالى: وإِذا حضَر القِسْمة، لأَنها في معنى الميراث

والمال فذكَّر على ذلك.

والقَسَّام: الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها، وفي المحكم:

الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس؛ قال لبيد:

فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما

قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها

(* رواية المعلقة:

فاقنع بما قسم المليكُ، فإنما

قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها)

عنى بالمليك الله عز وجل. الليث: يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً

وقِسْمة. والقِسْمة: مصدر الاقْتِسام. وفي حديث قراءة الفاتحة: قَسَمْت

الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه،

وقد جاءت مفسرة في الحديث، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف

الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء، وانتهاء الثناء عند قوله: إِياك

نعبد، وكذلك قال في إِياك نستعين: هذه الآية بيني وبين عبدي.

والقُسامة: ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له.

وفي الحديث: إِياكم والقُسامة، بالضم؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس

المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً

معلوماً، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً، وذلك حرام؛ قال

الخطابي: ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم،

وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً

أَمسك منه لنفسه نصيباً

يستأْثر به عليهم، وقد جاء في رواية أُخرى: الرجل يكون على الفِئام من

الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا. وأَما القِسامةُ، بالكسر، فهي صنعة

القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة. والقُسامةُ: الصَّدقة

لأَنها تُقسم على الضعفاء. وفي الحديث عن وابِصة: مثَلُ الذي يأْكل

القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثير: جاء تفسيرها في

الحديث أَنها الصدقة، قال: والأَصل الأَوَّل.

ابن سيده: وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، ولا يجمع، وهو من

القِسْمة. وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا،

وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا. ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة

مُبَعَّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها

نَوىً، يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ، قَسوم

(* قوله «وانقلبت» كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت).

أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له.

والتقْسِيم: التفريق؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً:

تُقَسِّم ما فيها، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ

فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري

قال أَبو عمرو: قَسَّمت عَمَّت في القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن

الأََعرابي: القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين، وجمعها قَسامات،

والقَسم الرَّأْي، وقيل: الشكُّ، وقيل: القَدَرُ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم

الشَّكِّ لعدي بن زيد:

ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْـ

ـمُ فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ

وقَسَم أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل، وقيل: قَسَمَ

أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه. يقال: هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره

ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه؛ قال لبيد:

فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه:

أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ

ويقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله. أَبو

سعيد: يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين، وفي

موضع آخر: تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه. ويقال: فلان جَيِّد القَسْمِ

أَي جيِّد الرأْي. ورجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم.

والقَسَمُ، بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ، وهو المصدر مثل

المُخْرَج، والجمع أَقْسام. وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه: حلَف

له. وتَقاسمَ القومُ: تحالفوا. وفي التنزيل: قالوا تَقاسَمُوا بالله.

وأَقْسَمْت: حلفت، وأَصله من القَسامة. ابن عرفة في قوله تعالى: كما أَنزلنا

على المُقْتَسِمين؛ هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول،

صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا

القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما.

والقَسامة: الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون. وفي الحديث: نحن نازِلُون

بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر؛ تقاسموا: من القَسَم اليمين

أَي تحالفوا، يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم.

ابن سيده: والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون،

ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم. وفي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء

الدمِ. أَبو زيد: جاءت قَسامةُ الرجلِ، سمي بالمصدر. وقَتل فلان فلاناً

بالقَسامة أَي باليمين. وجاءت قَسامة من بني فلان، وأَصله اليمين ثم

جُعِل قَوْماً. والمُقْسَمُ: القَسَمُ. والمُقْسَمُ: المَوْضِع الذي حلف

فيه. والمُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهري:

وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه

بينة عادلة كاملة، فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله

ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة، وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه

مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة

ثقة أَن فلاناً قتله، أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما

عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من

سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ

القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما

شَرَكه في دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم، فإِن

أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ،

وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ

الدية من مال المدّعى عليه، وهذا جميعه قول الشافعي. والقَسامةُ: اسم من

الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن

لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ، وقيل: يحلف

يميناً واحدة. وفي الحديث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من

غيرهم فقال: رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثير:

القَسامة، بالفتح، اليمين كالقسَم، وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون

نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف

قاتله، فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً، ولا يكون فيهم

صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد، أَو يُقسم بها المتهمون على نفي

القتل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدية، وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم

الدية، وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة، وقد جاءت على بِناء الغَرامة

والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل؛ ومنه حديث

عمر، رضي الله عنه: القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد. وفي

حديث الحسن: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها

وقد قرّرها الإِسلام، وفي رواية: القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل

الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية،

كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام.

والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قال بشر بن أَبي خازم:

يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ

وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وقال باعث ابن صُرَيْم

اليَشْكُري، ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو

الصحيح:ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ

ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها،

فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ

نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ،

تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ

فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَي، فإِنَّني

أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ

وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد:

كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم

وقال: قال أَبو زيد: سمعت بعض العرب ينشده: كأَنْ ظبيةٌ؛ يريد كأَنها

ظبية فأَضمر الكناية؛ وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق:

بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريـ

ـك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما

أَي حُسْناً. وفي حديث أُم معبد: قَسِيمٌ وَسِيم؛ القَسامةُ: الحسن.

ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من

الجمال. ويقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السين، وجمعها قَسِماتٌ. ورجل

مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمة، وقد قَسُم. أَبو عبيد: القَسام والقَسامة

الحُسْن. وقال الليث: القَسِيمة المرأَة الجميلة؛ وأَما قول الشاعر

(*

قوله «الشاعر» هو عنترة):

وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ

سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ

فقيل: هي طلوع الفجر، وقيل: هو وقت تَغَير الأَفواه، وذلك في وقت السحر،

قال: وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار، وقد قيل في

هذا البيت إِنه اليمين، وقيل: امرأَة حسَنة الوجه، وقيل: موضع، وقيل: هو

جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سيده: والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة

العطار قَسِمة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة، قال:

والقَسِيمة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن

سيده: وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به؛ وقول العجاج:

الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ،

باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ

ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ،

مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ

أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه قُسِّم أَي

حُسِّن؛ وقال أَبو ميمون يصف فرساً:

كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن،

مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن

ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ. وشيء قَسامِيٌّ: منسوب إِلى القَسام،

وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فقال:

إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما

مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا

أَراد أُبوّة والدين. والقَسِمةُ: الحُسن. والقَسِمةُ: الوجهُ، وقيل: ما

أَقبل عليك منه، وقيل: قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر. وقيل: الأَنفُ

وناحِيتاه، وقيل: وسَطه، وقيل: أَعلى الوَجْنة، وقيل: ما بين الوَجْنتين

والأَنف، تكسر سينها وتفتح، وقيل: القَسِمة أَعالي الوجه، وقيل: القَسِمات

مَجارِي الدموع، والوجوه، واحدتها قَسِمةٌ. ويقال من هذا: رجل قَسِيم

ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً. ابن سيده: والمُقْسَم موضع القَسَم؛ قال

زهير:فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم

بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء

وقيل: القَسِماتُ مجاري الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي:

وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم،

كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ

فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ،

وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ

كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ،

وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ

لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها،

وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ

وقيل: القَسِمةُ ما بين العينين؛ روي ذلك عن ابن الأَعرابي، وبه فسر

قوله دنانيراً على قَسِماتهم؛ وقال أَيضاً: القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق

الحاجب، وفتح السين لغة في ذلك كله.

أَبو الهيثم: القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين. والقَسامِيّ: الحَسَن،

من القسامة. والقَسامِيُّ: الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على

طيه؛ قال رؤبة:

طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب،

طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب

ورأَيت في حاشية: القَسَّامُ المِيزان، وقيل: الخَيّاطُ. وفرس قَسامِيٌّ

أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو، من آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي

يصف فرساً:

أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ،

وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا

وفرس قَسامِيٌّ: منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة؛ وفيه يقول الجعدي:

أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل،

خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا

أَي فَرْدٌ. وقال ابن خالويه: اسم الفرس قَسامة، بالهاء؛ وأَما قول

النابغة يصف ظبية:

تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فيه

إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ

قيل: القَسامة شدّة الحرّ، وقيل: إِن القسام أَول وقت الهاجرة، قال

الأَزهري: ولا أَدري ما صحته، وقيل: القسام وقت ذُرور الشمس، وهي تكون حينئذ

أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً، وأَصل القَسام الحُسن؛ قال

الأَزهري: وهذا هو الصواب عندي؛ وقول ذي الرمة:

لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً،

ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ

يقول: إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة، يعني حالاتِ شبابه، حالاً

واحداً وأَمراً واحداً، يعني الكِبَر والشيب؛ قال ابن بري: يقول كنت

لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم، وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق، وأَن

الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد

اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ

(* قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في

الأصل).

والقَسُومِيَّات: مواضع؛ قال زهير:

ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ،

ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ

(* قوله «ضحوا قليلاً إلخ» أنشده في التكملة ومعجم ياقوت:

وعرسوا ساعة في كثب اسنمة).

وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء.

والقَسْم: موضع معروف. والمُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل:

مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل، سَعْيُهُم

بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر

وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي:

القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما،

أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما

فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

قسم

(قَسَمَهُ يَقْسِمُهُ) قَسْمًا من حَدِّ ضَرَبَ، (وقَسَّمَهُ) تَقْسِيمًا: ((جَزَّأَهُ)) فانْقَسَمَ.
(وهْيَ القِسْمَةُ، بِالكَسْرِ) وهْيَ مُؤَنَّثَةٌ، وإِنَّمَا قَالَ الله تَعالَى: {فارزقوهم مِنْهُ} بَعْدَ قَولِه: {وَإِذا حضر الْقِسْمَة} ؛ لأنَّها فِي مَعْنَى المِيرَاثِ والمَالِ فَذَكَّر على ذَلِك كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) من المَجَازِ: قَسَمَ (الدَّهْرُ القَوْمَ) قَسْمًا: (فَرَّقَهُمْ، كَقَسَّمَهُمْ) تَقْسِيمًا فَتَقَسَّمُوا: فَرَّقَهم قِسْمًا هَهُنَا وقِسْمًا هَهُنَا.
(والقِسْمُ، بِالكَسْرِ، وكَمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: النَّصِيبُ) والحَظُّ مِن الخَيْرِ، مِثل: طَحَنْت طِحْنًا، والطِّحْنُ: الدَّقِيقُ كَمَا فِي الصِّحاح: وَقَالَ الرَّاغبُ: " وحَقِيقَتُه أَنَّه جُزءٌ من جُمْلَةِ تَقبَلُ التَّقْسِيمَ "، ويُقالُ: هَذَا مَقْسِمُ الفَيْء، ضُبِطَ بِالوَجْهَيْن، وجمعُ المَقْسَمِ: مَقاسِمُ، (كالأُقْسُومَةِ) ، بِالضَّمِّ (ج: أَقْسَامٌ) . وَفِي التَّهْذِيبِ أَنَّه كَتَب عَن أَبِي الهَيْثَمِ أَنَّه أَنْشَدَ:
(فَمالَكَ إِلاّ مِقْسَمٌ لَيْسَ فَانِيًا ... بِهِ أَحَدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تَقَدَّمَا)

قَالَ: القِسْمُ، والمِقْسَمُ، والمَقْسَمُ: نَصِيبُ الإنْسان من الشَّيْء. يُقالُ: قَسمْتُ الشَّيْءَ بَين الشُّرَكَاءِ وأَعْطَيْتُ كُلَّ شَرِيكٍ قِسْمَه ومِقْسَمَه (كالقَسِيمِ) ، كَأَمِيرٍ (ج: أَقْسِمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ زِنةً ومَعْنًى (جج:) أَي: جَمْعُ الجَمْعِ: (أَقَاسِيمُ) أَي: جَمْع الأقْسَامِ، والأقْسَامُ جَمْعُ: القِسْم، بِالكَسْرِ، وقِيلَ: بَلِ الأَقَاسِيمُ جَمْع: الأُقسُومَةِ، كَأُظْفُورٍ وأَظَافِيرَ، وَهِي الحظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ.
(و) يُقالُ: (هَذَا يَنْقَسِمُ قَسْمَيْن، بالفَتْحِ: إِذَا أُرِيدَ المَصْدَرُ، وبِالكَسْرِ إِذَا أُرِيدَ النَّصِيبُ والحَظُّ) .
(أَوْ الجُزءُ مِنَ الشَّيْءِ المَقْسُومِ) .
(وقَاسَمَه الشَّيءَ) مُقَاسَمَةً: (أَخَذَ كُلٌّ) مِنْهُمَا (قِسْمَهُ) .
(والقَسِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (المُقَاسِمُ) وَهُوَ الَّذِي يُقَاسِمُكَ أَرْضًا أَو دَارًا أَوْ مَالاً بَيْنَكَ وبينَه، ومِنْه قَولُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه: " أَنَا قَسِيمُ النَّارِ ". قالَ القُتَيْبِيُّ: أَرَادَ أنَّ النَّاسَ فَريقان: فَريقٌ مَعِي وهُمْ عَلَى هُدًى، وفَرِيقٌ عَلَّي وهُمْ عَلَى ضَلالٍ كَالخوَارِجِ، فَأَنَا قَسِيمُ النَّارِ، نِصفٌ فِي الجَنَّةِ مَعِي، ونِصْفٌ عَليَّ فِي النَّارِ (ج: أَقْسِمَاءُ، وقُسَمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ، وكَرِيمٍ وكُرَمَاءَ.
(و) القَسِيمُ: (شَطْرُ الشَّيْءِ) يُقَال: هَذَا قَسِيمُ هَذَا أَيْ: شَطْرُهُ، ويُقالُ: هَذِه الأرضُ قَسِيمَةُ هَذِه الأرْضِ، أَيْ: عُزِلَتْ عَنْهَا.
(و) القُسَامَةُ، (كَثُمَامَةٍ: الصَّدَقَةُ) ؛ لأنَّها تُقَسَّمُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ حَدِيثَ وابِصَةَ: " مَثَلُ الّذِي يَأْكلُ القُسَامَة كَمَثَلِ جَدْيٍ بَطْنُهُ مَمْلُوءٌ رَضْفًا ". قَالَ ابنُ الأثِير: (و) الصَّحِيحُ أَنَّ القُسَامَةَ هُنَا (مَا يَعْزِلُه القَسَّامُ لِنَفْسِه) مِنْ رَأْسِ المَالِ، لِيَكُونَ أَجْرًا لَهُ، كَمَا تَأْخُذُ السَّمَاسِرَةُ رَسْمًا مَرْسُومًا لَا أَجْرًا مَعْلُومًا، كَتَواضُعِهم أنْ يَأْخُذوا من كُلِّ ألفٍ شَيْئًا مُعَيَّنًا، وذَلِكَ حَرَامٌ، وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضا: " إِيَّاكُمْ والقُسَامَةَ ". وقالَ الخَطَّابِيُّ: لَيْسَ فِي هَذَا تَحْرِيمٌ إذَا أَخَذَ القَسَّامُ أُجْرَتَهُ بِإِذْنٍ من المَقْسُومِ لَهُمْ، وإِنَّما هُوَ فِيمَنْ ولَيَ أَمرَ قَوْمٍ، فَإِذا قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ شَيْئًا أَمْسَكَ مِنه لِنَفْسِه نَصِيبًا يَسْتَأْثِرُ بهِ عَلَيْهِم.
(والقَسْمُ) ، بِالفَتْحِ: (العَطَاءُ وَلَا يُجْمَعُ) ، وهُوَ مِنَ القِسْمَةِ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسْمُ: (الرَّأْيُ) يُقالُ: هُوَ جَيِّدُ القَسْمِ أيْ: الرَّأْيِ، وهُوَ مَجَازٌ.
(و) القَسْمُ: (الشَّكُّ) ، أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِعدِيِّ بنِ زَيْدٍ:
(ظِنَّةٌ شُبِّهَتْ فأمكَنَها القَسْ ... مُ فأَعْدَتْه والخَبِيُر خَبِيرُ)

(و) القَسْمُ: (الغَيْثُ) بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَقُولُونَ فِي استِمْطَارِهم: اللهُمّ اجْعَلْها عَشِيَّةَ قَسْمٍ مِنْ عِنْدِكَ، فقد تَلَوَّحَتِ الأرضُ. يَعنُونَ بِهِ الغَيْثَ، (و) قِيلَ: (المَاءُ) .
(و) القَسْمُ: (القَدَرُ) . يُقَال: هُوَ يَقْسِمُ أمْرَهُ قَسْمًا، أَي: يُقَدِّرُه ويُدَبِّرهُ ويَنْظُرُ كيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، قَالَ لَبِيدٌ:
(فَقُولاَ لَهُ إنْ كَانَ يَقْسِم أَمْرَهُ ... ألمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ أُمُّكَ هَابِلُ)

وَيُقَال: قَسَم أمرَه إذَا مَيَّلَ فِيهِ أَن يَفْعَلَهُ أَوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) القَسْمُ: (ع) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) القَسْمُ: (الخُلُقُ والعَادَةُ، ويُكْسَرُ فِيهِمَا) .
(و) القَسْمُ: (أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِك الشَّيءُ فَتَظُنَّهُ) ظَنًّا، (ثُمَّ يَقْوَى ذَلِك الظَّنُّ فَيَصيرُ حَقِيقَةً) .
(وحَصَاةُ القَسْمِ: حَصاةٌ تُلقَى فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ يُصَبُّ فيهِ مِنَ الماءِ مَا يَغْمُرُها) ، ثمَّ يَتَعَاطَوْنَها، و (ذَلِك إذَا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا مَاءَ) مَعَهُمْ (إلاَّ يَسِيرًا فَيَقْسِمُونه هَكَذا) . وَقَالَ: اللَّيْثُ: كَانُوا إذَا قَلَّ عَلَيْهم الماءُ فِي الفَلَواتِ عَمَدُوا إِلَى قَعْبٍ فأَلْقَوْا حَصَاةً فِي أَسْفَلِه، ثمَّ صَبُّوا عَلَيْهِ من الماءِ قَدْر مَا يَغْمُرُها، وقُسِمَ الماءُ بَيْنَهُمْ على ذَلِك، وتُسَمَّى تِلكَ الحَصاةُ المقْلةَ.
(و) من المَجازِ: (قَسَم أَمرَهُ) إذَا (قَدَّرَهُ) ودَبَّرَهُ يَنْظُر كَيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، وتَقدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا، (أَوْ لَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَعُ فِيهِ) أَيَفعَلُه أوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) المُقَسَّمُ، (كَمُعَظَّمٍ: المَهْمُومُ) أَيْ: مُشْتَرَكُ الخَوَاطِرِ بِالهمُومِ، وهُوَ مَجَازٌ، وَقد قَسَّمَتْه الهُمومَ وتَقَسَّمَتْه.
(و) المُقَسَّمُ: (الجَمِيلُ) مُعْطًى كُلُّ شَيءٍ مِنْهُ قِسْمَهُ من الحُسْنِ فَهُوَ مُتَنَاسِبٌ كَمَا قِيلَ: مُتَنَاصِفٌ، وَهُوَ مَجازٌ، (كَالقَسِيم) ، كأَمِير، يُقالُ: رَجُلٌ قَسِيمٌ وَسِيمٌ بَيِّن القَسَامَةِ والوَسَامَةِ (ج: قُسْمٌ، بِالضَّمِّ وهِيَ بِهَاءٍ) . وَفِي الصِّحاحِ: فُلانٌ مُقَسَّمُ الوَجْهِ وقَسِيمُ الوَجْهِ. وَقَالَ عَلْبَاءُ بنُ أَرْقَمَ يَذْكُرُ امرَأَتَه: (ويَوْمًا تُوَافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ... كَأَنَّ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إِلَى وَارِقِ السَّلَمْ)

وقَالَ أَبُو مَيْمُونٍ يَصِفُ فَرَسًا:
(كُلِّ طَوِيلِ السَّاقِ حُرِّ الخَدَّيْنْ ... )

(مُقَسَّمِ الوَجْهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْنْ ... )
(وَقد قَسُمَ، كَكَرُمَ) قَسَامَةً، وَبِه فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فَارَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

(والقَسَمُ، مُحَرَّكَةً و) المُقْسَمُ، (كَمُكْرَمٍ) وَهُوَ المَصْدَرُ مِثلُ المُخْرَجِ: (اليَمِينُ بِاللهِ تَعالَى، وَقد أَقْسَمَ) إِقْسَامًا، هَذَا هُوَ المَصْدَرُ الحَقِيقيُّ، وأمَّا القَسَمُ فَإِنَّه اسمٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَصْدَرِ، (ومَوْضِعُه) الَّذِي حُلِفَ فِيهِ (مُقْسَمٌ، كَمُكْرَمٍ) والضَّمِيرُ راجِعٌ إِلَى الإِقْسَامِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(بُمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بِهَا الدِّماءُ ... )
يَعْنِي مَكَّةَ، وَهُوَ قَولُ زُهَير، وصَدْرُه:
(فَتُجمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ ... )
(واستَقْسَمَه بِهِ) أَيْ: أَقْسَمَ بِهِ، وَفِي بَعضِ النُّسَخ: واسْتَقْسَمَه وبِه والصَّوَابُ الأَوَّلُ.
(وتَقَاسَمَا: تَحَالَفَا) من القَسَم هُوَ اليَمِين، وَمِنْه قَولُه تَعالى: {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه} .
(و) تَقَاسَمَا (المَالَ اقْتَسَمَاهُ بَيْنَهُمَا) . فَالاقْتِسَامُ والتَّقَاسُمُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، والاسْمُ مِنْهُمَا القِسْمَةُ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {كَمَا أنزلنَا على المقتسمين} ، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هم الَّذين تَقَاسَمُوا وتَحَالَفُوا عَلَى كَيْدِ الرَّسُولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلّم. (والقَسَامَةُ الهُدْنَةُ بَيْنَ العَدُوِّ والمُسْلِمِين ج: قَسَامَاتٌ) ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.
(و) القَسَامةُ: (الجَمَاعَة) الَّذين (يُقْسِمُون) أَيْ: يَحْلِفُون (على الشَّيْء) وَفِي التَّهذِيب: على حَقِّهم (ويَأْخُذُونَه) . وَفِي المُحْكَمِ: يُقْسِمُونَ على الشَّيءِ (أَو يَشْهَدُون) . ويَمِينُ القَسَامَةِ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِم. وَفِي حَدِيثٍ: " الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلِياءِ الدَّمِ ".
وَقَالَ أَبُو زَيْد: جَاءَتْ قَسَامةُ الرَّجُلِ، سُمِّي بِالمَصْدر وقَتَل فُلانٌ فُلانًا بِالقَسَامَةِ أَي: باليَمِينِ، وجَاءَتْ قَسَامَةٌ من بَنِي فُلانٍ، وأَصلُه اليَمِينُ ثمَّ جُعِلَ قَوْمًا، قَالَ الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ القَسَامَات فِي الدَّمِ " أَنْ يُقْتَلَ رَجُلٌ فَلَا يَشْهَدُ على قَتْلِ القَاتِلِ إيّاه بَيَّنَةٌ عَادِلَةٌ كَامِلَةٌ، فَيَجِيءُ أَوْلِيَاءُ المَقْتُولِ فَيَدَّعُونَ قِبَل رَجُلٍ أَنَّه قَتَلَه، ويُدْلُونَ بِلَوْثٍ مِنْ بَيِّنَة غَيرِ كَامِلَة، وَذَلِكَ أَن يُوجَدَ المُدَّعَى عَلَيْه مُتَلِطِّخًا بِدَمِ القَتِيلِ فِي الحَالَةِ الَّتِي وُجِدَ فِيهَا، ((ولَمْ)) يَشْهَدْ رجلٌ عَدْلٌ أَوْ امْرَأَةٌ ثِقَةٌ أنَّ فُلانًا قَتَلَه، أَو يُوجَد القَتِيلُ فِي دَارِ القَاتِلِ، وقَدْ كَانَ بَيْنَهُما عَداوَةٌ ظَاهِرَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَامَتْ دَلالَةٌ من هَذِه الدَّلالات سَبَقَ إِلَى قَلْبِ مَنْ سَمِعَه أَنَّ دَعْوَى الأولياءِ صَحِيحَةٌ، فيُسْتَحْلَفُ أولياءُ القَتِيلِ خَمْسِينَ يَمينًا أَنَّ فُلانًا الَّذِي ادَّعَوْا قَتلَه انْفَرَدَ بِقَتْلِ صَاحِبِهِمْ مَا شَرَكَه فِي دَمِه أحدٌ، فَإِذَا حَلَفوا خَمْسين يَمِينًا استَحَقُّوا دِيَةَ قَتِيلِهِم، فَإِن أَبَوْا أَنْ يَحْلِفُوا مَعَ اللَّوْثِ الَّذِي أَدْلَوْا بِهِ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ وبَرِئَ، وَإِن نَكَلَ المُدَّعَى علَيه عَن اليَمِينَ خُيِّرَ وَرَثَةُ القَتَيلِ بَين قَتْلِهِ أَو أَخْذِ الدِّيَةِ من مَالِ المُدَّعَى عَلَيْهِ، وَهَذَا جَميعُه قَولُ الشَّافِعِيِّ)) .
والقَسَامَةُ: اسْمٌ من الإقْسامِ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ، ثمَّ يُقال للَّذِينَ يُقْسِمُون قَسَامَةً وإنْ لَمْ يَكُنْ لَوثٌ من بَيِّنَةٍ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمَينًا وبَرِئَ، وقِيلَ: يَحْلِفُ يَمينًا واحِدَةً. وَقَالَ ابنُ الأثِير: القَسَامَة: اليَمينُ، كَالقَسَمِ، وحَقِيقَتُها أَن يُقْسِمَ من أولياءِ الدَّمِ خَمْسُون نَفَرًا على اسْتِحْقَاقِهم دَمَ صَاحِبِهم إِذا وَجَدُوه قَتِيلاً بَيْنَ قَوْمٍ ولَمء يُعْرَفْ قَاتِلُه، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا خَمْسِين أقْسَمَ المَوْجُودُونَ خَمْسِين يَمِينًا، وَلَا يَكُونُ فِيهم صَبِيٌّ وَلَا امْرَأَةٌ وَلَا عَبْدٌ وَلَا مَجْنُونٌ. أَو يُقْسِمُ بِهَا المُتَّهَمُون على نَفْيِ القَتْلِ عَنْهُم، فَإِن حَلَف المدَّعُونَ اسْتَحَقُّوا الدِّيَة، وَإِن حَلَف المتَّهَمُون لم يَلْزَمهم الدِّية.
وَقد أقْسَمَ يُقْسِمُ إِقْسَامًا وقَسَامَةً إِذَا حَلَفَ، وجاءَتْ عَلَى بِنَاءِ الغَرَامَةِ والحَمَالَةِ؛ لأنَّهَا تَلزَمُ أهلَ المَوْضِعِ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ القَتِيلُ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " القَسَامَةُ تُوجِبُ العَقْلَ ".
(والقَسَامُ والقَسَامَةُ: الحُسْنُ) والجَمَالُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى القَسَامِ وَهُوَ الاسْمُ، وأَمَّا القَسَامَةُ فإِنَّه مَصْدَر، وَقد قَسُمَ كَكَرُمَ، (كَالقَسِمَةِ، بِكَسْرِ السِّينِ وفَتْحِهَا) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
(وَهِي أَيْضا) أَيْ: القَسِمَةُ (الوَجْهُ) يُقَال: كَأَن قَسِمَتَهُ الدِّينَارُ الهِرَقْلِيُّ أَيْ: وَجْهُه الحَسَنُ (أوْ مَا أَقْبَلَ) عَلَيْك (مِنْه، أَو مَا خَرَجَ عَلَيه من شَعْرٍ) ، ونَصُّ المُحْكَم: مَا خَرَج من الشَّعر، (أَو) القَسِمَةُ: (الأنفُ أَو ناحِيَتَاه) ، كَذَا نَصُّ المُحْكَم، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ أَو ناحِيَتَاه (أَو وَسَطُ الأنْفِ أَو مَا فَوْقَ الحَاجِبِ) وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ. (أَو ظاهِرُ الخَدَّيْنِ، أَو مَا بَيْنَ العَيْنَيْنِ) ، وبِه فَسَّر ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ مُحْرِز بنِ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّيِّ:
(كأَنَّ دَنَانِيرًا عَلَى قَسِمَاتِهِمْ ... وإنْ كَانَ قَدْ شَفَّ الوُجوهَ لِقَاءُ)

على مَا فِي المُحْكَمِ (أَو أَعْلَى الوَجْهِ أوْ أعْلَى الوَجْنَةِ أوْ مَجْرَى الدَّمْعِ) من العَيْنِ، وبهِ فُسِّرَ قَولُ الشَّاعِرِ أيْضًا عَلَى مَا فِي المُحْكَمِ، (أوْ مَا بَيْنَ الوَجْنَتَيْنِ والأَنْفِ) ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ الشَّاعِرِ عَلَى مَا فِي الصِّحَاحِ، وفَتْحُ السِّينِ لُغَةٌ فِي الكُلِّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسِمةُ - بِكَسْرِ السِّينِ - (جَوْنَةُ العَطَّارِ) عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَنْقُوشَةٌ يَكُونُ فِيهَا العِطْرُ، (كَالقَسِمِ) بِحَذْفِ الهَاءِ (والقَسِيمَةِ) كَسَفِينَةٍ، وَبِه فَسَّر قولَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ من الفَمِ)

وعَلَى قَولِ ابنِ الأَعْرابِيّ: أَصْلُه القَسِمَةُ فَأَشْبَعَ الشَّاعِرُ ضَرُورَةً.
(وهِيَ السُّوقُ أيْضًا) أَيْ: القَسِيمَةُ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، ولكنَّهُ لَمْ يُفَسِّرْ بِهِ قَولَ عَنْتَرَةَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّه يَجُوزُ تَفْسِيرُهُ بِهِ.
(والقَسُومِيَّاتُ: ع) ، وَفِي المُحْكَمِ: مَواضِعُ، وأنشَدَ لِزُهَيْرٍ:
(ضَحَّوْا قَلِيلاً قَفَا كُثبانِ أَسْنُمَةٍ ... ومِنْهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ)

وَقَالَ نَصْرٌ: القَسُومِيَّات: ثَمَدٌ فِيهِ رَكَايَا كَثِيرَةٌ عَادِلاتٌ عَن طَرِيقِ فَلَجٍ، ذَاتَ اليَمِينِ، سَقَاهُمَا عُمَرُ رَبِيبُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وكانَ دَلِيلَ جُيُوشِهِ.
(والقَسَامِيُّ: مَنْ يَطْوِي الثِّيَابَ أوَّلَ طَيِّهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ عَلَى طَيِّهِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(طَيَّ القَسَامِيِّ بُرُودَ العَصَّابْ ... )
(و) القَسامِيُّ: (الفَرَسُ الذِي أقْرَحَ مِنْ جانِبٍ وَهُوَ منْ جَانِبٍ) آخَرَ (رَبَاعَ) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، وأنشَدَ لِلجَعْدِيّ:
(أَشَقَّ قَسامِيًّا رَبَاعِيَ جَانِبٍ ... وقَارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرَا) وخَفَّفَ القُطَامِيُّ يَاءَ النِّسْبَةِ فَأخرجَه مُخْرَجَ تِهَامٍ وشآمٍ فَقَالَ:
(إنَّ الأُبوَّةَ والِدّانِ تَرَاهُمَا ... مُتَقَابِلَيْنِ قَسَامِيًا وهِجَانًا)

(و) القَسَامِيُّ: (فَرَسٌ م) مَعْرُوفٌ كَانَ لِبَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، وفِيهِ يَقُولُ النَّابِغَةُ:
(أغرُّ قَسامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خلا يَدَهُ اليُمْنَى فَتحْجِيلُه خَسَا)

كَذَا فِي كِتابِ الخَيْلِ لابْنِ الكَلْبِيِّ.
(و) قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: القَسامِيُّ: (الشَّيءُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ) .
(و) القَسَامُ، (كَسَحَابٍ: شِدَّةُ الحَرِّ) ، عَن ابنِ خَالَوَيْه، (أَوْ أَوَّلُ وَقْتِ الهَاجِرَةِ) . قَالَ الأزْهَرِيُّ: وأَنا وَاقِفٌ فِيهِ. (أَوْ وَقْتُ ذُرُورِ الشَّمْسِ، وهِي) أَي: الشَّمْسُ (حِينَئِذٍ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مَرْآةً) ، وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَولُ النَّابِغَةِ الذُّبيَانِيِّ يَصِفُ ظَبْيَةً:
(تَسَفُّ بَرِيرَهُ وتَرُودُ فِيه ... إِلَى دُبُرِ النَّهارِ من القَسَامِ)

(و) القَسَامُ: (فَرَسٌ لَبَنِي جَعْدَةَ) بنِ كَعْبٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا.
(و) قَسَامِ، (كَقَطَامِ: فَرسُ سُوَيْدِ بنِ شَدَّادِ العَبْشَمِيِّ) .
قَالَ الأزْهَرِيُّ: (والأقَاسِيمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ، الوَاحِدَةُ: أُقْسُومَةٌ) ، كأُظْفُورٍ، وأَظَافِيرَ. وقِيلَ: هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ كَمَا تَقَدَّمَ.
(وقَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ) المَازِنِيُّ. (و) قَسَامَةُ (ابنُ حَنْظَلَةَ) الطَّائِيُّ لَهُ وِفَادٌ: (صَحَابِيَّان) . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: قَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ لَعَلَّه مُرْسَلٌ؛ لأنَّه يَروِي عَن أبِي مُوسَى. وقُلْتُ: وَقد ذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي ثِقاتِ التَّابِعِينَ، وَقَالَ: رَوَى عَنه قَتَادَةُ والحَرِيريُّ والبَصْرِيُّون. (وَسَمَّوْا قَاسِمًا، كَصَاحِبٍ) . ويُقالُ فِيهِ أَيْضا قاسِ لغةٌ فِيهِ كَمَا تقدَّم فِي السِّين (وهم خَمْسَةٌ صَحَابِيُّون) وهم:
القَاسِمُ بنُ الرَّبِيعِ أَبُو العَاصِ، صِهْرُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال: اسمُه لَقِيطٌ.
والقَاسِمُ ابنُ رَسولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم، ذكره الزُّهْرِيُّ وَغَيره، وَقيل: عَاشَ جُمُعَةً.
والقَاسِمُ بنُ مَخْرَمَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب أَخُو قَيْسٍ والصَّلْتِ، ذَكَره ابنُ عَبدِ البَرّ.
والقاسِمُ: مولَى أبِي بَكْر، ذَكَرَه البَغَوِيُّ، والأشهَرُ فِيهِ أَبو القَاسِمِ.
(و) سَمَّوا قَسِيمًا، (كأَمِيرٍ، وزُبَيْر) ، مِنْهُم: قَسِيمٌ مَولى عُبَادَةَ، يَروِي عَن ابْنِ عُمَرَ.
(و) مِقْسَمٌ، (كَمِنْبَرٍ: زَوجُ بَرِيرَةَ المَدْعُوُّ مُغِيثًا) ، كَذَا قَالَ المُسْتَغْفِرِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الانْقِسَامُ: مُطاوِعُ القَسْمِ.
والمُقْسِم، كمَجْلِسٍ: مَوضعُ القَسْمِ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {فَالْمُقَسِّمَات أمرا} هِيَ المَلائِكةُ تُقَسِّمُ مَا وُكِّلَتْ بِهِ.
واسْتَقْسَمُوا بِالقِدَاحِ: قَسَمُوا الجَزُورَ على مِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والاستِقْسَامُ: طَلَبُ القَسْمِ الَّذِي قُسِمَ لَهُ وقُدِّرَ مِمَّا لم يُقْسَمْ وَلم يُقَدَّرْ، اسْتِفْعَالٌ من القَسْمِ، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَأَن تستقسموا بالأزلام} ، وَقد مَرَّ تفسِيرُ الأزلامِ، وَقد قَالَ المُؤَرِّجُ وغيرهُ من أهلِ اللُّغَة: إِنَّ الأَزْلاَمَ قِدَاحُ المَيْسِر. قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهُوَ وَهَمٌ بَلْ هِيَ قِداحُ الأَمْرِ والنّهْيِ.
والقَسَّام: الَّذِي يَقْسِمُ الدُّورَ والأَرْضَ بَيْن الشُّرَكَاءِ فِيهَا، وَفِي المُحْكَم: الَّذِي يَقْسِم الأَشْيَاءَ بَيْن النَّاسِ، قَالَ لَبِيد: (فارْضَوْا بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ فإِنَّما ... قَسَمَ المَعِيشَةَ بَيْنَنَا قَسَّامُهَا)

وَقَالَ ابنُ السَّمْعَانِيُّ: يَقُولُ أَهْلُ البَصْرة للقَسَّامِ الرِّشْكُ، وَقد نُسِبَ هَكَذَا جَمَاعَةٌ مِنْهُم: عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ محمّدِ بنِ بُنْدارٍ المَدِينيُّ أَبُو الحُسَيْن القَسَّام من شُيُوخ أَبِي بَكْرِ بنِ مَرْدَوَيْهِ، ويَحْيَى ابنُ عَبْدِ الله القَسَّامُ، سَمِعَ أحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ الرَّازِيَّ. وَفِي الْأَسْمَاء عَلِيُّ بْنُ قَسَّامٍ الواسِطِيُّ، وابنُه هِبَةُ الله المُقْرِئُ تِلميذُ أبي العِزِّ القَلاَنِسيِّ، وقَسَّامٌ الحَارِثِيُّ: خَارِجِيٌّ، خَرَجَ عَلَى الشَّامِ بعد السَّبْعِينَ وثَلَثِمِائةٍ.
والقَسِيمَةُ: مَصْدَرُ الاقْتِسَامِ.
وَأَيْضًا اليَمِينُ.
وأيَضًا مَوْضِعٌ.
وَأَيْضًا وَقْتُ السَّحَرِ، كَأَنَّهُ يَقْسِمُ بَيْنَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، عَن ابْنِ خَالَوَيهِ، وَهُوَ الوقتُ الَّذي تَتَغَيَّرُ فيهِ الأَفْوَاهُ، وبِكُلٍّ مِنَ الثَّلاثَةِ فُسِّرَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
(وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

والقِسَامَةُ، بالكَسْرِ: صَنْعَةُ القَسَّامِ، كالجِزَارَةِ والنِّشَارَةِ.
ونَوًى قَسُومٌ: مُفَرِّقَةٌ مُبَعِّدَةٌ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(نَأَتْ عَنْ بَناتِ العَمِّ وانْقَلَبَت بِهَا ... نَوًى يَوْمَ سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسُومُ)

أَي: مُقَسِّمَةٌ للشَّمْلِ مُفَرِّقَةٌ لَهُ.
وقَوْلُ الشَّاعِرِ يَذْكُرُ قِدْرًا:
(تُقَسِّمُ مَا فِيهَا فَإنْ هِيَ قَسَّمَتْ ... فذَاكَ وإِنْ أَكْرَتْ فعَنْ أَهْلِهَا تُكْرِي)

قَالَ أَبُو عَمْرو: قَسَّمَتْ: عَمَّتْ فِي القَسْمِ، وأَكْرَتْ: نَقَصَتْ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: تَركتُ فُلانًا يَقْتَسِمُ، أَي: يُفَكِّرُ ويُرَوِّي بَيْنَ أَمْرَين، وَفِي مَوْضِع آخر: تركتُ فُلانًا يَسْتَقِيمُ بمَعْنَاه. وَهُوَ مَجَازٌ.
وقاسَمَهُ مُقَاسَمَةً: حَلَفَ لَهُ.
وتَقَسَّمُوا الشَّيءَ: اقْتَسَمُوهُ.
واقْتَسَمُوا بالقِدَاحِ: قَسَّموا الجَزُورَ بمِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والمُقَسَّمُ، كمُعَظَّمٍ: مَقامُ إبراهيمَ عَلَيه السَّلامُ، قَالَ العَجَّاجُ:
(وَرَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ ... )
كَأَنَّه قُسِّمَ أَي: حُسِّنَ.
والمُقْسِمُ، كَمُحْسِنٍ: أَرْضٌ.
وسَمُّوْا مُقَسِّمًا، كَمُحَدِّثٍ.
والقَسامِيُّ: الحَسَنُ، من القَسَامَةِ، عَن أَبِي الهَيْثَم.
وكَمِنْبَرٍ: مِقْسَمُ بنُ بُجْرَةَ التُّجِيْبِيُّ أَسْلَمَ مَعَ مُعَاذٍ بِاليَمَنِ، ويُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
ومِقْسَمُ بنُ كَثِيرٍ الأَصْبَحِيُّ: فارِسٌ.
وقَولُ الشَّاعِرِ:
(أَنَا القُلاخُ فِي بُغَائِي مِقْسَما ... )
فَهُوَ اسْم غُلامٍ لَه كَانَ قد فَرَّ مِنْهُ كَمَا فِي الصِّحاح.
وضَربَه فَقَسَمَهُ: قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ.
وقَسَمَ الأَرْضَ: قَطَعَها، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
وقَسَامَةُ: فَرسٌ، وَهِي أُمُّ سَبَلٍ.

قسم

1 قَسَمَ and ↓ قَسَّمَ He divided; parted; divided in parts or shares; distributed. b2: قَسَمَ أَمْرَهُ, or ↓ قَسَّمَهُ: see 3 in art. عدل.2 قَسَّمَ see 1.3 قَاسَمَهُ الشَّىْءَ He divided with him the thing, each of them allotting to himself his share, or portion. b2: قَاسَمَهُ بِاللّٰهِ He swore to him by God.4 أَقْسَمَ عَلَيْهِ He conjured him; he said بِحَقِّكَ. (Mgh, art. طمر.) 5 تَقَسَّمَ It (a thing) was, or became, divided, or distributed. (MA.) See an ex. in a verse, voce شَتَّانَ.7 اِنْقَسَمَ الَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ

It was divided into many parts.10 اِسْتَقْسَمَ He sought to know what was allotted to him, by means of the أَزْلَام, (S, * Mgh, and Har, p. 465,) and what was not allotted to him. (Mgh, Har.) قِسْمٌ A division: (Msb:) and particularly (Msb) a portion, or share. (S, Msb, K.) Pl. أَقْسَامٌ. b2: لَيْسَ مِنْ أَقْساَمِ كَذَا It is not a part of such a thing; it does not belong, or appertain, to such a thing; it is independent of such a thing.

قَسَمٌ A conjurement. See أَقْسَمَ عَلَيْهِ. b2: An oath (S, Msb, K) by God [&c.]. (Msb, K.) An asseveration. b3: وَاوُ القَسَمِ The و denoting an oath.

قِسْمَةٌ is also used in the sense of مَقْسُومٌ [meaning A thing, or collection of things, divided into portions, or shares]: (Bd and Jel in liv. 28:) a portion, or share; like قِسْمٌ: (Msb:) [and portions, or shares; as in the phrase,] نُخْرِجُ طَرِيقًا مِنْ بَيْنِ قِسْمَةِ الأَرْضِ أَوِ الدَّارِ [We will exclude a way, or passage, from among the portions, or shares, of the land, or the house]. (Mgh in art. رفع.) قَسَّامٌ An officer of the Kádee, who divides inheritances.

قطع

قطع: {تقطعوا}: اختلفوا. {قطعا}: جمع قطة، وقطع: اسم ما قطع، الجمع أقطاع.
(قطع) الرجل قطاعة لم يقدر على الْكَلَام

(قطع) بفلان (مَجْهُولا) عجز عَن سَفَره لأي سَبَب كَانَ وَيُقَال قطع بِهِ إِذا انْقَطع رجاؤه وَإِذا انْقَطع بِهِ الطَّرِيق وَإِذا حيل بَينه وَبَين مَا يأمله
بَاب الْقطع

قطع وصرم وحز وَخبر وجذم وجزع وَبت وبتل وَفصل وجذ وجدع وصلم وقصل واستأصل 
القطع: حذف ساكن الوتد المجموع، ثم إسكان متحرك قبله، مثل إسقاط النون وإسكان اللام من "فاعلن"، ليبقى: "فاعل"، فينقل إلى: "فعلن"، وكحذف نون "مستفعلن"، ثم إسكان لامه، ليبقى: "مستفعل"، فينقل إلى "مفعولن"، ويسمى: مقطوعًا، وعند الحكماء: القطع هو فصل الجسم بنفوذ جسم آخر فيه.
قطع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر أنّه أَصَابَهُ قُطْع أَو بُهْر فَكَانَ يُطبخ لَهُ الثُوم فِي الحساء فيأكله قَالَ: حدّثنَاهُ ابْن علية عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر. قَالَ الْكسَائي: القُطْع: الرَّبْو قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو جُنْدُب الهُذَلي يرثي رجلا فَقَالَ: (الطَّوِيل)

وإنّي إِذا مَا آنِس الناسَ مُقْبِلاً ... يُعاودني قُطْعٌ جَواه طويلُ يَقُول: إِذا رَأَيْت إنْسَانا ذكرته والجَوا هُوَ الحرقة وَشدَّة الوجد من عشق أَو حزن واللوعة نَحوه.
ق ط ع: (قَطَعَ) الشَّيْءَ يَقْطَعُهُ قَطْعًا. وَ (قَطَعَ) النَّهْرَ عَبَرَهُ مِنْ بَابِ خَضَعَ. وَقَطَعَ رَحِمَهُ (قَطِيعَةً) فَهُوَ رَجُلٌ (قُطَعٌ) بِوَزْنِ عُمَرَ وَ (قُطَعَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لِيَقْطَعْ} [الحج: 15] قَالُوا: لِيَخْتَنِقْ لِأَنَّ الْمُخْتَنِقَ يَمُدُّ السَّبَبَ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ يَقْطَعُ نَفْسَهُ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى يَخْتَنِقَ تَقُولُ مِنْهُ: (قَطَعَ) الرَّجُلُ. وَلَبَنٌ (قَاطِعٌ) أَيْ حَامِضٌ. وَ (الْأَقْطَعُ) الْمَقْطُوعُ الْيَدِ وَالْجَمْعُ (قُطْعَانٌ) مِثْلُ أَسْوَدَ وَسُودَانٍ. وَ (الْقِطْعُ) ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 81] قَالَ الْأَخْفَشُ: بِسَوَادٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَ (الْقِطْعَةُ) مِنَ الشَّيْءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ. وَ (الْمِقْطَعُ) بِالْكَسْرِ مَا يُقْطَعُ بِهِ الشَّيْءُ. وَ (الْقَطِيعُ) الطَّائِفَةُ مِنَ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ وَالْجَمْعُ (أَقَاطِيعُ)
وَ (أَقْطَاعٌ) وَ (قُطْعَانٌ) . وَ (الْقَطِيعَةُ) الْهِجْرَانُ. وَ (الْقُطَاعَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ عَنِ الْقَطْعِ. وَ (مُنْقَطَعُ) كُلِّ شَيْءٍ بِفَتْحِ الطَّاءِ حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ طَرَفُهُ نَحْوُ مُنْقَطَعِ الْوَادِي وَالرَّمْلِ وَالطَّرِيقِ. وَ (انْقَطَعَ) الْحَبْلُ وَغَيْرُهُ. وَ (قَطَّعَ) الشَّيْءَ (فَتَقَطَّعَ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ أَيْ تَقَسَّمُوهُ. وَ (تَقْطِيعُ) الشِّعْرِ وَزْنُهُ بِأَجْزَاءِ الْعَرُوضِ. وَ (أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً) أَيْ طَائِفَةً مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ. وَ (قَاطَعَهُ) عَلَى كَذَا. وَ (التَّقَاطُعُ) ضِدُّ التَّوَاصُلِ. وَ (اقْتَطَعَ) مِنَ الشَّيْءِ قِطْعَةً. 
ق ط ع : قَطَعْتُهُ أَقْطَعُهُ قَطْعًا فَانْقَطَعَ انْقِطَاعًا وَانْقَطَعَ الْغَيْثُ احْتَبَسَ وَانْقَطَعَ النَّهْرُ جَفَّ أَوْ حُبِسَ وَالْقِطْعَةُ الطَّائِفَةُ مِنْ الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ قِطَعٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَقَطَعْتُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ الْمَالِ فَرَزْتُهَا وَاقْتَطَعْتُ مِنْ مَالِهِ قِطْعَةً أَخَذْتُهَا وَقَطَعَ السَّيِّدُ عَلَى عَبْدِهِ قَطِيعَةً وَهِيَ الْوَظِيفَةُ وَالضَّرِيبَةُ وَقَطَعْتُ الثَّمَرَةَ جَدَدْتُهَا وَهَذَا زَمَانُ الْقِطَاعِ بِالْكَسْرِ
وَقَطَعْتُ الصَّدِيقَ قَطِيعَةً هَجَرْتُهُ وَقَطَعْتُهُ عَنْ حَقِّهِ مَنَعْتُهُ وَمِنْهُ قَطَعَ الرَّجُلُ الطَّرِيقَ إذَا أَخَافَهُ لِأَخْذِ أَمْوَالِ النَّاسِ وَهُوَ قَاطِعُ الطَّرِيقِ وَالْجَمْعُ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ وَهُمْ اللُّصُوصُ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ عَلَى قُوَّتِهِمْ وَقَطَعْتُ الْوَادِيَ جُزْتُهُ وَقَطَعَ الْحَدَثُ الصَّلَاةَ أَبْطَلَهَا وَقَطَعَتْ الْيَدُ تَقْطَعُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا بَانَتْ بِقَطْعٍ أَوْ عِلَّةٍ فَالرَّجُلُ أَقْطَعُ وَالْيَدُ وَالْمَرْأَةُ قَطْعَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَجَمْعُ الْأَقْطَعِ قُطْعَانٌ مِثْلُ أَسْوَدَ وَسُودَانٍ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ قَطَعْتُهَا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَالْقَطَعَةُ بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِعُ الْقَطْعِ مِنْ الْأَقْطَعِ.

وَالْمِقْطَعُ بِكَسْرِ الْمِيمِ آلَةُ الْقَطْعِ وَالْمَقْطَعُ بِفَتْحِهَا مَوْضِعُ قَطْعِ الشَّيْءِ وَمُنْقَطَعُ الشَّيْءِ بِصِيغَةِ الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ حَيْثُ يَنْتَهِي إلَيْهِ طَرَفُهُ نَحْوُ مُنْقَطَعِ الْوَادِي وَالرَّمْلِ وَالطَّرِيقِ وَالْمُنْقَطِعُ بِالْكَسْرِ الشَّيْءُ نَفْسُهُ فَهُوَ اسْمُ عَيْنٍ وَالْمَفْتُوحُ اسْمُ مَعْنًى.

وَالْقَطِيعُ مِنْ الْغَنَمِ وَنَحْوِهَا الْفِرْقَةُ وَالْجَمْعُ قُطْعَانٌ.

وَأَقْطَعَ الْإِمَامُ الْجُنْدَ الْبَلَدَ إقْطَاعًا جَعَلَ لَهُمْ غَلَّتَهَا رِزْقًا وَاسْتَقْطَعْتُهُ سَأَلْتُهُ الْإِقْطَاعَ وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الَّذِي يُقْطَعُ قَطِيعَةٌ. 
قطع عرب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ وَعَلِيهِ مُقَطَّعَات لَهُ. قَالَ الْكسَائي: المقطعات هِيَ الثِّيَاب الْقصار. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ غير الثِّيَاب أَيْضا. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي وَقت صَلَاة الضُّحَى قَالَ: إِذا تَقَطَّعَتِ الظُلالُ. وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تكون ممتدة فِي أول النَّهَار فَكلما ارْتَفَعت الشَّمْس قَصُرَتِ الظلالُ فَذَلِك تَقَطّعُها. ويروى أَن جرير بْن الخطفي كَانَ بَينه وَبَين العجاج اخْتِلَاف فِي شَيْء فَقَالَ: أما وَالله لَئِن سَهِرْتُ لَهُ لَيْلَة لأدَعَنَّه وقلَّما تغني عَنْهُ مقطعاته يَعْنِي أَبْيَات الرجز سَمَّاهَا مقطعات لقصرها. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام الثّيّب يعرب عَنْهَا لسانها والبِكر تُسْتَأمَرُ فِي نَفسهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا الْحَرْف يرْوى فِي الحَدِيث [يعرب -] بِالتَّخْفِيفِ. [و -] قَالَ الْفراء: هُوَ يُعَرَّب - بِالتَّشْدِيدِ يُقَال: عَرَّبْتَ عَن الْقَوْم - إِذا تكلمتَ عَنْهُمْ واحْتَجَجْتَ لَهُم. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَكَذَلِكَ الحَدِيث الآخر فِي الَّذِي قتل رجلا يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَقَالَ الْقَاتِل: يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: فَهَلا شققت عَن قلبه فَقَالَ الرجل: هَلْ كَانَ يبين لي ذَلِك شَيْئا فَقَالَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: فَإِنَّمَا كَانَ يُعْربُ عَمَّا فِي قلبه لِسَانه. وَمِنْه / حَدِيث رُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ: كَانُوا يستحبون أَن 19 / ب يلقنوا الصَّبِي حِين يعرب أَن يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا اللَّه - سبع مَرَّات. وَلَيْسَ هَذَا من إِعْرَاب الْكَلَام فِي شَيْء إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنه يبين لَك القَوْل مَا فِي قلبه. وَقد روى عَن عُمَر أَنه قَالَ: مَا يمنعكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يُخرِّقُ أَعْرَاض النَّاس أَن لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ. وَلَيْسَ ذَلِك من هَذَا وَقد كتبناه فِي مَوْضِعه وَمعنى لَا صِلَة إِنَّمَا أَرَادَ مَا يمنعكم ان تعربوا يَعْنِي أَن تفسدوا وتقبحوا فعاله.
قطع
القَطْعُ: فصل الشيء مدركا بالبصر كالأجسام، أو مدركا بالبصيرة كالأشياء المعقولة، فمن ذلك قَطْعُ الأعضاء نحو قوله:
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ
[الأعراف/ 124] ، وقوله: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما
[المائدة/ 38] وقوله:
وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ
[محمد/ 15] وقَطْعُ الثوب، وذلك قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ
[الحج/ 19] وقَطْعُ الطَّريقِ يقال على وجهين: أحدهما: يراد به السّير والسّلوك، والثاني: يراد به الغصب من المارّة والسالكين للطّريق نحو قوله: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ
[العنكبوت/ 29] وذلك إشارة إلى قوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأعراف/ 45] ، وقوله:
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [النمل/ 24] وإنما سمّي ذلك قطع الطريق، لأنه يؤدّي إلى انْقِطَاعِ الناس عن الطريق، فجعل ذلك قطعا للطريق، وقَطْعُ الماء بالسّباحة: عبوره، وقَطْعُ الوصل:
هو الهجران، وقَطْعُ الرَّحِمِ يكون بالهجران، ومنع البرّ. قال تعالى: وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ [محمد/ 22] ، وقال: وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ [البقرة/ 27] ، ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ [الحج/ 15] وقد قيل: ليقطع حبله حتى يقع، وقد قيل: ليقطع أجله بالاختناق، وهو معنى قول ابن عباس: ثمّ ليختنق ، وقَطْعُ الأمرِ: فصله، ومنه قوله: ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً [النمل/ 32] ، وقوله: لِيَقْطَعَ طَرَفاً [آل عمران/ 127] أي: يهلك جماعة منهم.
وقطْعُ دابرِ الإنسان: هو إفناء نوعه. قال:
فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا [الأنعام/ 45] ، وأَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ
[الحجر/ 66] ، وقوله: إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ
[التوبة/ 110] أي: إلا أن يموتوا، وقيل: إلا أن يتوبوا توبة بها تَنْقَطِعُ قلوبهم ندما على تفريطهم، وقِطْعٌ مِنَ اللّيْل: قطعة منه. قال تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ [هود/ 81] . والقَطِيعُ من الغنم جمعه قُطْعَانٌ، وذلك كالصّرمة والفرقة، وغير ذلك من أسماء الجماعة المشتقّة من معنى القطع ، والْقَطِيعُ:
السّوط، وأصاب بئرهم قُطْعٌ أي: انقطع ماؤها، ومَقَاطِعُ الأودية: مآخيرها.
(قَطْعًا) فَانْقَطَعَ انْقِطَاعًا وَيُقَالُ انْقَطَعَ السَّيْفُ إذَا انْكَسَرَ وَهُوَ مِنْ أَلْفَاظِ الْمَغَازِي وَلَقَدْ أَحْسَنَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - حَيْثُ قَالَ انْقَصَفَ الرُّمْحُ وَانْقَطَعَ السَّيْفُ وَعَنْ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ (انْقَطَعَتْ) فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَانْقُطِعَ بِالْمُسَافِرِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ إذَا عَطِبَتْ دَابَّتُهُ أَوْ نَفَذَ زَادُهُ فَانْقَطَعَ بِهِ السَّفَرُ دُونَ طَيِّهِ فَهُوَ مُنْقَطَعٌ بِهِ وَيُقَالُ حَاج مُنْقَطِعٌ بِالْكَسْرِ إذَا حُذِفَ الْجَارُّ (وَقُطِعَ) بِالرَّجُلِ إذَا انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ أَوْ عَجَزَ (وَمُنْقَطَعُ) كُلِّ شَيْءٍ آخِرَهُ (وَمَقَاطِعُ الْقُرْآن) وُقُوفُهُ وَمُرَاد الْمُشَرِّح بِهَا فِي حَدِيثِ الْفَاتِحَةِ الْفَوَاصِلُ وَهِيَ أَوَاخِرُ الْآيِ (وَالْقِطْعَةُ) الطَّائِفَةُ مِنْ الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ قِطَعٌ (وَقَوْلُهُ) فِي الدَّرَاهِمِ قِطَاعٌ صُفْرٌ جَمْعُ قِطْعَةٍ كَلِقْحَةِ وَلِقَاحٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ وَالْقَطِيعَةُ الطَّائِفَةُ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ يُقْطِعُهَا السُّلْطَانُ مَنْ يُرِيدُهُ وَفِي الْقُدُورِيِّ هِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي أَقْطَعَهَا الْإِمَامُ مِنْ الْمَوَاتِ قَوْمًا فَيَتَمَلَّكُونَهَا وَهِيَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ وَيَجُوزُ بَيْعُ أَرْضِ الْقَطِيعَةِ (وَالدَّرَاهِمُ الْمُقَطَّعَةُ) الْخِفَافُ فِيهَا غِشٌّ وَقِيلَ الْمُكَسَّرَةُ (وَقَوْلُهُ) ثِيَابُ الْبَيْتِ لَا تَدْخُلُ فِيهَا الثِّيَابُ الْمُقَطَّعَةُ وَغَيْرُهَا أَرَادَ بِهَا الَّتِي تُقَطَّعُ ثُمَّ تُخَاطُ كَالْقُمُصِ وَالْجِبَابِ وَالسَّرَاوِيلَات وَبِغَيْرِهَا مَا لَا يُقَطَّعُ كَالْأَرْدِيَةِ وَالْأَكْسِيَة وَالْعَمَائِمِ وَنَحْوِهَا وَعَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِالْجِعْرَانَةِ فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ أَيْ جُبَّةٌ رَأْسُهُ مُضَمَّخٌ بِالْخَلُوقِ» أَيْ مُلَطَّخٌ بِهَذَا النَّوْعِ مِنْ الطِّيبِ ذَكَرَهُ خُوَاهَرْ زَادَهْ فِي بَابِ لُبْسِ الْمُحَرَّمِ وَقِيلَ الْمُقَطَّعَاتُ الْقِصَارُ مِنْ الثِّيَابِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي وَقْتِ الضُّحَى إذَا تَقَطَّعَتْ الظِّلَالُ أَيْ قَصُرَتْ لِأَنَّهَا تَكُونُ مُمْتَدَّةً فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَإِذَا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ قَصُرَتْ قَالُوا وَهُوَ وَاقِعٌ عَلَى الْجِنْسِ وَلَا يُفْرَدُ فَلَا يُقَالُ لِلْجُبَّةِ مُقَطَّعَةٌ وَلَا لِلْقَمِيصِ مُقَطَّعٌ (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) نَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إلَّا مُقَطَّعًا فَعَنْ الْخَطَّابِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنْهُ كَالشَّنْفِ وَالْخَاتَمِ تَقَطَّعُ الْأَعْنَاقُ فِي د ل.
ق ط ع

قطعه آراباً. وأقطعته قضباناً من الشجر: أذنت له في قطعها. واستقطعته ثوباً فأقطعني. وضربه بقطعته. وهذا زمن قطاع النخل، وأقطع نخلهم وأصرم. وقنّعه القطيع: السوط. قال الشماخ:

مروح تغتلي البيداء حرف ... تكاد تطير من حسّ القطيع

ومن المجاز: قطع المفازة قطعاً. وقطع النّهر: عبره قطوعاً، وأقطعه النهر: جاوزه به. وقطعت الطير قطاعاً، وهذا وقت قطاع الطير، وقطاعها وطير قواطع. وقطع أخاه وقاطعه. واحذر قطيعة أخيط. ورجل قطوع لإخوانه. والهجر مقطعة للودّ. وبعثت إلى صاحبتها بأقطوعة وه ي علامة القطيعة. قال:

وقالت لجاريتيها اذهبا ... إليه بأقطوعة إذ هجر

وهذا الثوب يقطعك قميصاً ويقطعك. وقطع بالحبل: اختنق لأنه يقطع نفسه. وقطعت البئر والعين. وقطع ماء الرّكيّة. وعين قاطعة، وعيون الطائف قواطع إلا القليل، وأصاب البئار قطعة وقطع، وبئر مقطاع: يسرع انقطاع مائها. قال:

إن لنا قليذما هموماً ... لم يك مقطاعاً ولا مذموماً

يزيده نهز الدّلا جموما

وقطع الأديم على القاطع وهو المثال الذي يقطع عليه: ولصوص قطّاع وقطع: يقطعون الطريق وهذا الثوب قطيع هذا: نظيره. وفلان قطيع اللسان: خلاف سليطه، وقطيع الكلام. وهو قطيع القيام: ضعيفه. وقال:

قطيع القيام قطيع الكلا ... م تفترّ عن ذي غروب خصر

وقطع قطاعةً. وقطع بالرجل: انقطع رجاؤه، وانقطع به إذا كان ابن سبيل فانقطع به السفر دون طيّته، وهو منقطع به. اقطع لسانه: أوله يسكت. وعنده مقطع الحقّ. وهو يعرف مقاطع القرآن وهي وقوفه. وهذا مقطع الرمل ومنقطعه، ومقطع الحديث والقصيدة. وهم بمقاطع الأودية: مآخيرها. وهو منقطعٌ إلى فلان. وإنه لمنقطع العقال في الشرّ أي لا زاجر له. وهو منقطع العذار إذا لم تتصل لحيته في عارضيه. ومتّ إليه بثديٍ أقطع، وبرحم قطعاء إذا لم ينتفع بما متّ به. وأصابه قطع: بهرٌ، وقطعت الدابة: انبهرت. وفي أمعائه تقطيع: مغصٌ. وقاطعت الأجير على كذا. وعليه مقطّعات: ثياب قصار، وجاء بمقطّعات من الشعر وبمقطوعة وقطعة. وما عليها من الحليّ إلا مقطّع: شيء يسير من شذر ونحوه. وصاد مقطّعة النّياط وهي الأرنب. وقطّع هذا الفرس الخيل: خلّفها. قال الجعديّ:

يقطّعهنّ بتقريبه ... ويأوي إلى حضر ملهب

وقطّعهم الله أحزاباً فتقطّعوا: فتفرّقوا. وأخذ قطعةً من المال. واقتطع طائفةً منه: أخذه. وأقطعه قطيعةً من الأرض وقطائع: طائفةً من أرض الخراج. واستقطعت الوالي فأقطعني. وسروا بقطع من الليل. ومرّ قطيعٌ من الغنم والظباء وقطعان وأقاطيع. وأقطعنا الغيث: انقطع عنا. وعن بعض العرب: أتانا من أمطر بالنّباج وأقطعها بالجفر أي أصابته السماء بالنّباح وانقطعت عنه بالجفر. وقطع خصمَه في المحاجّة: غلبه. وأقطعت الدّجاجة: انقطع بيضها.
قطع
قَطَعْتُ رَحِمَه قَطيعةً. وانه لقُطَع وقُطَعَة: للكثير القَطْع. وقَطَعْتُ النهرَ قُطوعاً. والطيْرُ تَقْطَعُ في طيرانها قُطوعاً وقَطاعاً.
وهنَ قَواطِعُ: ذَواهبُ وَرَواجِع. وقُطِعَ به: انْقَطَعَ رجاؤه. وقُطِعَ به واقْطِعَ به وانْقُطِع به: نَفِدَ زاده دون طيتِه. والقِطْعَةُ والقُطْعَة: طائفةٌ من الشيء، والجميع قُطْعان وقِطَع وأقْطاع. والقُطْعان: جَمْعُ الأقْطَع أيضاً.
وضَرَبَه بَقَطَعَتِه وبقُطْعَتِه: لموضع القطع من يَدَيْه. ورجُلٌ مُقْطَع: الذي لا يُريد النساءَ. والذي لا ديوانَ له.
وبعير مُقْطَع: قام من الهُزال. وما كانَ قَطيِع اللسان. ولقد قطعُ قطاعَةً: ذَهَبَتْ عنه السلاطَةُ. وأقْطَعَ لِسانَه: كف كلامَه. وأقْطَعَ الوالي قَطيعَةً: أي طائفةً من أرض الخَراج.
وأقْطَعْتُه: جَاوَزْتَ به نهراً. والمَقْطَع: الموضِعُ الذي يقْطَعُ فيه النهر من المعابِرِ وغيرها. وأقْطَعَني قضباناً من الشَّجَر: أذِنَ لي في قَطْعِها. واسْتَقْطَعْتُ: إِذا سَألْتَ واحداً من ذلك كلهَ.
وهي القِطَاعُ والقُطْعانُ والأقْطِعَةُ والأقَاطِعُ والأقْطُعُ: للقُضُب والسهام.
وأقْطَعَ الماءُ وقَطَعَ: غارَ وذَهَبَ، وكذلك قَطَعَ اللبَنُ، ولا يُقال قطعً في غيرهما؛ إنما يُقال: قُطِعَ. وناقَةٌ قَطُوْع: أسْرَعَ انقِطاعُ لَبَنِها. وحسْيٌ مُقْطِعٌ: ذهَبَ فلم يبق إلا شَمَلٌ.
وأصابت البئآرَ قُطْعَة، وكذلك أصابتْني قُطْعَةٌ من الإخوان: أي انقطعوا وأقْطَعَني الثوبُ وقطَعَني وقَالَ لي: كفاني لتَقْطيعي.
وسيروا حتى يُقْيمَ اللهُ هذه الشقةَ إقْطاعاً. وأقْطَعَت الدجاجة: انقطع بيضُها.
وأقْطَعَ الرجل: لا يقدِرُ على الكلام، وانقطعتْ حجته. وأقْطِعَ الفحلُ: جَفَرَ. وما زالَ في مَطَر جَوْدٍ حتى أقْطعَه المكان كذا: أي قَطَعَه. وقاطَعْته على عَمَل كذا.
والأرْنَب السريعةُ: مقَطعَةُ النياط - والنياطُ عِرْقٌ في البَطْن. وبعْدُ المفازة، جميعاً.
والفَرَسُ يًقطع الخَيْلَ: يخلفُها ويمضي. وجاءت الخَيْل مُقْطَوطِعاتٍ: سِراعاً، وهُن القُطعُ، وكذلك الطير القُطُّع. وقيل: قَطِيْعُ الكلام: لضَعْفٍ أو سِمَن.
ومُنْقَطِعُ القَرين في سخاءٍ أو كَرَم. ومُنْقَطِع العِقال في الشر والخُبْث. واقْتَطَعَ مالاً. واقْتَطَعَ ما في الإناء: شَرِبَه. وقَطعَ بحَبْل: اخْتنق. وقاطَعَه بسَيْفَيْهما: نَظَر أيهما أقْطَع. والمَقْطَعُ: القَطْعً. وموضعه.
والهَجرُ مَقْطَعة للود. ومَقْطعُ الرَّمل ومُنْقَطَعُه: حيث يَنْقَطِع ولا يكون. وبنو قُطيْعَة: حَي من بني عَبْس. وقَالعَ عليه العذابَ: لونَ.
والقَطيع: الطائفة من الغنم ونحوه، وجمعه الأقْطاع والقُطْعان والقِطاع. وهو السَّوْط. وشِبْه النَظير. والرجلُ الكثيرُ الاحْتِراق، والكثير الركوب أيضاً.
وهو حَسَن التقْطيع: أي القد. والتقْطيع: المَغَص. والاقْطوعَة: ما تبعثُه الجارية إلى الجاريةِ علامةَ أنها صارَمَتْها.
ولُصوص قُطاعٌ وقطْع: شَبهوها بقُطْع الأيدي. والمقَاطعات من الثياب وغيرِها: قِصارُها.
وقطْعان الشجَر: أطراف ابَنها. والقِطْعُ: نصْلً صغير. وضَرب من الثياب مُوَشّى. وطائفةٌ من الليل. والرجل الصغير.
والقُطْع: البُهْر. وفَرَس قَطيع - وقد قُطِعَ قَطاعة -: مَبْهور. والقُطيْعاء: التمر السهْريز.
والقطِعُ: الذي ينقطع صوته. وإذا كان الحَمامُ في بطنه بياض قالوا: أقْطَعُ البَطْن.
والقِطَاع - في لغة هُذَيل -: الدراهم. ولأقْطَعَن عُنق هذه الدابةِ: أي لأبيعَها. وهذا زَمَنُ القِطاع: يعني إدراك التمْر. وقَطَاعُ الماء: انقطاعُه. والمُقطعَة: الخاتم. والقُرْط. والقُطْعة في طيئ: لغةٌ لهم، يقطعون الحرفَ من الكلمة؛ يقولون يا أبا الحكا؛ يريدون يا أبا الحكم. وأتانا بقَطْعَةٍ من الرائب وقِطْعَة: أي جِزْعَة.
[قطع] قطعت الشئ قطعا. وقطعت النهر قُطوعاً: عبرته. وقَطَعَ ماءُ الركيَّة قُطوعاً وقِطاعاً، أي انْقَطَعَ وذهب. وقَطَعَتِ الطيرُ قُطوعاً وقِطاعاً: خرجت من بلاد البرد إلى بلاد الحر، فهي قَواطِعُ ذواهبُ أو رواجع. وقَطَعَ رَحِمَهُ قَطيعَةً، فهو رجل قطع وقطعة، مثال همزة. ويقال: رَحِمَ قَطْعاءُ بيني وبينك، إذا لم تُوصَل. وقوله تعالى: {ثُمَّ ليَقْطَع} قالوا: ليختنق، لأن المختنقَ يمدُّ السببَ إلى السقف ثم يقطع نفسه من الأرض حتَّى يختنق. يقال منه: قَطَعَ الرجلُ. وقطعت الشئ فانقطع. وفلان منقطع القرين في سخاء أو غيره. ومُنْقَطَعُ الرملِ: حيثُ يَنْقَطِعُ ولا رملَ خلفه. ومَقاطِعُ الأوديةِ: مآخيرها. ومقاطِعُ الأنهارِ: حيث تُعْبَر فيه. والأُقْطوعَةُ: علامةٌ تبعثها المرأة إلى أخرى للصريمة والهجران. ولبنٌ قاطِعٌ، أي حامضٌ. والأقْطَعُ: المقطوعُ اليدِ. والجمع قطعان مثل أسود وسودان. والقطعة، بالتحريك: موضع القطع، يقال ضربه بقَطَعَتِهِ. وكذلك القُطْعَةُ بالضم مثل الصُلْعَةِ بالضم. والصُلْعَةُ والقُطْعَةُ أيضاً: قطعة من الأرض إذا كانت مفروزة. وحكى عن أعرابي أنه قال: " ورثت من أبى قطعة ". ويقال أيضا: أصاب الناسَ قُطْعٌ وقُطْعَةٌ، إذا انقطع ماء بئرهم في القيظ. وأصابه قُطْعٌ أي بُهْرٌ، وهو النَفَسُ العالي من السِمَنِ وغيره. والقطيعاء مثل الغبيراء: ضرب من التمر، وهو الشهريز. والقطع بالكسر: ظُلمة آخر الليل. ومنه قوله تعالى: {فأسْرِ بأهْلِكَ بقِطْعٍ من الليل} قال الاخفش: بسواد من الليل. قال الشاعر : افتحي الباب وانظرى في النجوم * كم علينا من قطع ليل بهيم * والقطع أيضا: طنفسة يجعلها الراكب تحتَه تغَطِّي كتفي البعير. قال : أتتك العيس تنفخ في براها * تكشف عن مناكبها القطوع * والقطع أيضا: نصل قصير عريضُ السهم، والجمع أقْطعٌ وأقْطاعٌ، ومنه قول أبى ذؤيب:

في كفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ * والقطعة من الشئ: الطائفة منه. ويقال: " الصومُ مَقْطَعَةٌ للنكاح ". والمِقْطَعُ بالكسر: ما يقطع به الشئ. والمُقَطَّعاتُ من الثياب: شبه الجباب ونحوها، من الخزِّ وغيره. وقال أبو عمرو: مُقَطَّعاتُ الثياب والشعر: قصارها. ويقال للارنب: المقطعة الاسحار، وقد فسرناه في باب الراء. وقطع الفرس الخيل تقطيعا، أي خلفها ومضى. ويقال: جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ، أي سراعاً بعضها في إثر بعض. والقِطاعُ والقَطاعُ: الجَرامُ. والقَطيعُ: الطائفةُ من البقر والغنم، والجمع أقاطيعُ على غير قياس، كأنهم جمعوا إقطيعا. وقد قالوا أقطاع مثل شريف وأشراف. وقد قالوا قطعان البقر، مثل جريب وجربان. والقطيع: السَوْطُ. قال الأعشى:

تراقب كَفّي والقَطيعَ المُحَرَّما * وفلانٌ قَطيعُ القيام، إذا وُصِفَ بالضعف أو السِمَن. والقَطيعَةُ: الهجرانُ. والقُطاعَةُ بالضم: ما سقط عن القَطْعِ. وقُطِعَ بفلان فهو مَقْطوعٌ به. وانْقُطِعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به، إذا عجز عن سفره من نفقةٍ ذهبت، أو قامت عليه راحلته، أو أتاه أمر لا يقدر على أن يتحرَّك معه. ومُنْقَطَعُ كلِّ شئ أيضا: حيث ينتهى إليه طرفه، نحو مُنْقَطَعِ الوادي والرملِ والطريق. وانقطع الحبل وغيره. وقطعت الشئ، شدِّدَ للكثرة، فتَقَطَّعَ. وتَقَطَّعُوا أمرهم بينهم، أي تقسَّموه. وتَقْطيعُ الشعر: وزنه بأجزاء العَروضِ. والتَقْطيعُ: مَغْصٌ في البطن، عن أبى نصر. وأقطعته قضبانا من الكرم، أي أذِنت له في قطعها. وهذا الثوب يُقْطِعُكَ قميصاً. وأقْطَعْتُهُ قَطيعَةً، أي طائفةً من أرض الخراج. وأقْطَعَ الرجلُ، إذا انْقَطَعَتْ حُجَّته وبكَّتوه بالحق فلم يُجب، فهو مُقْطِعٌ. والمُقْطَعُ بفتح الطاء: البعير إذا جَفَر عن الضراب. قال النمر بن تولب : قامت تباكى أن سبأت لفتية * زقا وخابية بعود مقطع * ويقال أيضا للغريب: أقطع عن أهله فهو مقطع عنهم، وكذلك الذى يفرض لنظرائه ويترك هو. وأقطعت الشئ، إذا انقطع عنك. يقال: قد أقْطَعْتُ الغيثَ، أي خلَّفته. وأقْطَعَتِ الدجاجةُ، مثل أقَفَّتْ . وقاطَعْتُهُ على كذا. والتقاطُعُ: ضدُّ التواصل. واقتطعت من الشئ قطعة. يقال اقْتَطَعْتُ قَطيعاً من غنم فلان.

قطع


قَطِعَ
قَطُعَ(n. ac. قَطَاْعَة)
a. Became mute, speechless, tied (tongue).
b. Was cut off (hand). —
c. [pass.] [Bi], Was stopped, ceased (respiration).
d. [pass.] [Bi], Was stopped, obliged to halt.
قَطَّعَa. Cut up; cut; tore to pieces.
b. Scanned (verse).
c. [acc. & 'Ala], Inflicted upon (punishment).
d. Outstripped (horse).
e. [acc. & Bi], Mixed, diluted with ( water: wine ).
f. [ coll. ], Wore out.
g. [ coll. ], Passed; killed
whiled away (time).
h. see I (o)
قَاْطَعَa. Separated, became estranged from; quarreled
with.
b. [ coll. ], Interrupted, cut
short.
c. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Gave work to, at a
fixed price.
أَقْطَعَa. Made, allowed to cut.
b. Made to pass, to cross (river).
c. see I (f) (k), (o).
f. Was silenced.
g. Left off laying (hen).
h. [pass.] ['An], Was separated from.
i. Was short of water (tribe).
j. Was ready for gathering (date-tree).
k. Gave to, as a fief (land).
تَقَطَّعَa. Was cut off, severed, separated, divided.
b. Was cut to pieces; fell to pieces ( garment).
c. Was diluted with water (wine).

تَقَاْطَعَa. Separated; became estraged.

إِنْقَطَعَa. see V (a)b. Was broken.
c. Was interrupted; was ended, finished; ceased.
d. Was dried up (well).
e. [Ila], Was attached, devoted to.
إِقْتَطَعَ
a. [Min], Cut off, detached a piece, part of.
قَطْعa. Cut, cutting; amputation.
b. Breach, rupture; disagreement, estrangement.
c. Interruption; pause; cessation.

قَطْعِيّa. Dividing; disjunctive.
b. Definite; decided; precise, distinct.

قِطْع
(pl.
أَقْطُع
قِطَاْع
أَقْطَاْع
38)
a. Piece, bit, slice; part, portion.
b. Broad lance-head.
c. (pl.
قُطُوْع أَقْطَاْع), Carpet, covering; caparison.
d. Night-watch.

قِطْعَة
(pl.
قِطَع)
a. Piece; bit; fragment; segment; rag, tatter
shred.
b. see 4t
قُطْعa. Want, scarcity of water; drought.
b. Asthma.

قُطْعَةa. see 3 (a)b. (pl.
قُطَع
& قُطُعَات ), Piece;
plot of land.
c. see 4t
قَطَعَة
(pl.
قَطَع
& reg. )
a. Stump, amputated part ( of a limb ).

قَطِعa. Mute, silent, dumb, speechless; tongue-tied.

قِطَعa. see 2 (d)
قُطَع
قُطَعَةa. Hostile, unfriendly; isolated; outcast.

أَقْطَعُ
(pl.
قُطْع قُطْعَاْن)
a. One-handed.
b. see 5c. Sharper (sword).
d. [ coll. ], Worse, more wicked.

مَقْطَع
(pl.
مَقَاْطِعُ)
a. End, termination.
b. Place of cutting; cut.
c. Syllable.
d. Passage, ford (river).
e. [ coll. ], Piece of cloth.
f. [ coll. ], Marble-quarry.

مَقْطَعَةa. Hindrance, obstacle.

مِقْطَعa. Any cutting instrument: shears &c.
b. Sharp, cutting, trenchant.

قَاْطِع
(pl.
قُطَّاْع)
a. Cutting; sharp; sour (milk).
b. Decisive, decided; peremptory; categorical;
convincing, conclusive (proof).
c. see 23 (a)d. [ coll. ], Flavourless (
mustard ); inefficacious.
e. [ coll. ], Lean (
meat ).
f. [ coll. ], Fasting.
g. [ coll. ], Edge, side, bank (
river ).
قَاْطِعَة
(pl.
قَوَاْطِعُ)
a. fem. of
قَاْطِع
قِطَاْع
(pl.
قِطَعَة)
a. Scissors; shears; clippers.
b. Fruit-harvest ( time of ).
قِطَاْعَة
(pl.
قَطَاْئِعُ)
a. [ coll. ], Fasting, abstinence.

قُطَاْعَةa. Cuttings, piece; piece, portion.

قَطِيْع
(pl.
قُطْع
قُطُع
أَقْطِعَة
أَقْطُع
قِطَاْع قُطْعَاْن
أَقَاْطِعُ)
a. Branch; rod.
b. (pl.
قِطَاْع
قُطْعَاْن أَقْطَاْع
أَقَاْطِيْعُ), Flock; herd.
c. (pl.
قُطَعَآءُ), Equal, similar; fellow. — d ), Amputated.

قَطِيْعَة
(pl.
قَطَاْئِعُ)
a. see 1 (b)b. Landed property; estate; fief.
c. Tax; impost; custom; contribution.
d. Portion ( of milk ).
قَطُوْعa. Running dry; dry (she-camel).

قَطَّاْعa. Sharp, cutting; cutter, feller.
b. [ coll. ], Stone-mason
stone-cutter.
قَطَّاْعَة
a. [ coll. ], Mason's hammer.
b. [ coll. ], Logs of wood placed
across a stream.
قِطِّيْع
a. [ coll. ], Light, digestible (
food ).
b. [ coll. ], Sound, healthy (
stomach ).
قَطُّوْع
قَطُّوْعَة
a. [ coll. ], Mat.
أَقْطَاْعa. Ragged, tattered (garment).
قَاْطُوْع
a. [ coll. ], Grub, fruit-worm.

قَوَاْطِعُa. Birds of passage.

قَطْعَآءُa. Amputated (hand).
مِقْطَاْعa. see 23 (a)b. Changeable, fickle, inconstant.
c. Shallow, soon dry (well).
N. P.
قَطڤعَa. Cut, separated, divided; amputated.
b. Interrupted; finished, ended.
c. [ coll. ], Forsaken; alone
solitary.
d. [Bi], Stopped, brought to a stand-still.
e. [Bi], Asthmatical.
N. P.
قَطَّعَa. Cut in pieces.
b. [ coll. ], Tattered, ragged.
N. Ac.
قَطَّعَ
(pl.
تَقَاْطِيْع)
a. Stature.
b. Cæsura.

N. Ag.
أَقْطَعَa. Silenced; mute, speechless.

N. P.
أَقْطَعَa. Estranged; outcast; alien, stranger.
b. see 17 (d)
N. Ag.
إِنْقَطَعَa. Separate, detached.
b. [La], Attached, devoted to.
N. P.
إِنْقَطَعَa. End, conclusion, termination; extremity.

N. Ac.
إِقْتَطَعَa. Break, rupture.
b. Interruption; cessation; end.
c. Separation; schism.

قَطْعًا
a. Cerntainly, most assuredly, undoubtedly.

مُقَاطَعَة (
pl.
reg. )
a. [ coll. ], District, province.

مُقَطَّعَة مُقَطَّعَات
a. Short ( garments & c. ).

إِقْطَاعَة (
pl.
reg. )
a. Military fief.

بِالمُقَاطَعَة
a. [ coll. ], By piecework, by the
job.
قَطْع زَائِد
a. Hyperbola.

قَطْع مُكَافِي
a. Parabola.

قَطْع نَاقِص
a. Ellipsis.

قَاطِع الطَّرِيْق (pl.
قُطَّع
قُطَّاْع)
a. Highwayman, robber, brigand.

قَطِيْع القِيَام
a. Unable to rise.

قَطِيْع الكَلَام
a. Slow of utterance; tongue-tied.

مَقْطَع الحَقّ
a. Turning-point of a debate.

مُنْقَطِع القَرِيْن
a. Peerless, unrivalled.

قَطَعَنِي الثَّوْب
قَطَّعَنِي الثَّوْب
أَقْطَعَنِي الثَّوْب
a. The garment fits me.

قَطَعَ فُلَان الحَبْل
a. So & so has strangled himself.

قَطَعَ عُنْقَ دَابَّتِهِ
a. He has sold his steed, his riding-animal.

لَا يَقْطَع ذٰلِك عَقْلَهُ
a. [ coll. ], That never entered
his thoughts.
قَطَعَ نَظَرَهُ عَن
a. [ coll. ], He overlooked (
fault ).
فَاتَهُ قُطُوْع
a. [ coll. ], He escaped the
danger.
إِتَّقُوا القُطَيْعَآء
a. Avoid discord.

جَآءَتِ الخَيْل مَقْطُوْعَات
a. The horses came one after another.
[قطع] نه: فيه: وعليه «مقطعات»، أي ثياب قصار لأنها قطعت عن بلوغ التمام، وقيل: هو كل ما يفصل ويخاط من قميص وغيره وما لا يقطع منها كالأرز والأردية. ن: هو بفتح طاء مشددة. نه: ومن الأول: ح: وقت صلاة الضحى إذا «تقطعت» الظلال، أي قصرت، وقيل: هو لا واحد لها، ولا يقال للجبة القصيرة: مقطعة، ولا للقميص: مقطع. وح: نهي عن لبس الذهب إلا «مقطعًا»، أي يسيرًا منه كالحلقة والشنف ونحوهما. ط: هو نحو اتخاذ سن وأنف مقطوع من الذهب. نه: وكره الكثير منها لأن صاحبه ربما بخل بإخراج زكاته فيأتم عند من أوجبه فيه. وفيه: إنه «استقطعه» الملح الذي بمأرب، أي سأله أن يجعله له إقطاعًا يتملكه ويستبد به، والإقطاع يكون تمليكًا وغير تمليك. ومنه ح: لما قدم المدينة «أقطع» الناس الدور، أي أنزلهم في دور الأنصار، وقيل: أعطاهم لهم عارية. وح: «أقطع» الزبير نخلًا، لعله أعطاه ذلك من خمسة لأن النخل مال ظاهر العين حاضر النفع فلا يجوز إقطاعه. ك: «أقطعه» النبي صلى الله عليه وسلم، أي أعطاه قطعة من أرض جعلت الأنصار له صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، أو من أراضي بني النضير. غ: «استقطع» الإمام قطيعة من أرض كذا، سأله أن يقطعها له. نه: وح: كانوا أهل ديوان أو «مقطعين» - بفتح طاء، ويروى: مقتطعين، لأن الجند لا يخلون من هذين الوجهين. ك: ومنه: لا حتى «تقطع»، أي لا تقطع لنا حتى تقطع لإخواننا، قوله: سترون بعدي أثرة، أي سيستأثر عليكم بأخذ زيادة العطاء واستبداد بالحظ دونكم، فكيف بين من يؤثر على نفسه مع خصاصته وبين من يستأثر بحق عيره! قوله: إن فعلت، أي الإقطاع، فلم يكن ذلك - أي المثل، وقيل معناه: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، لأنه أقطع المهاجرين أرض بني النضير، وفيه دليل أن الخلافة لا تكون في الأنصار، قوله: إما لا، أصله أن ما لا تريدوا ولا تقبلوا فاصبروا. ز: أي تفضلوا على إخوانكم وتوددوا بهم فدوموا عليه ولا تجزعوا حين رأيتم منهم الأثرة - والله أعلم.«فقطعته»، وكذا قطعته أم سليم لئلا يشرب منها أحد بعد شرب النبي صلى الله عليه وسلم كأنها ضنت عليه. مق: فقمت إلى فمها «فقطعت» فمها، وحفظته في بيتي واتخذته شفاء للتبرك به، لوصول فم النبي صلى الله عليه وسلم إليه. ج: «اقطع» دابرهم، أي استأصلهم، والدابر: الأصل. وح: اللهم «اقطع» أثره، دعاء عليه بالزمانة. وفيه: «تقاطع» مكاتبتها بالذهب، المقاطعة ضرب القطيعة وهي الخراج على العبد أو الأرض، والمراد به المكاتبة التي تتقرر على الأرض. وح: إن ينذروا «قطيعتي»، أي الهجران وترك المكالمة. غ: ««فتقطعوا» أمرهم بينهم زبرًا» أي صاروا أحزابًا على غير دين ومذهب. و «إن «تقطع» قلوبهم» أي يموتوا، واستثنى الموت من شكهم لأنهم إذا ماتوا أيقنوا. و «ثم «ليقطع» فلينظر» أي من ظن أن الله لا ينصر نبيه فليشد حبلًا في سقفه ثم ليمد الحبل، يقال: قطع الرجل بحبل - إذا اختنق. تو: «قطعوا» ما أصابه البول، إما أراد الثياب أو أعم من الثوب والجلد، ويؤيد الثاني ح: إذا أصاب شيئًا من جسده بول قرضه، وح مسلم: جلد أحدهم، ويمكن أن يراد بالجلد جلود يلبسونها، وقيل: هو على ظاهره وهو من الإصر الذي حملوه، ثم هذا الصاحب غير صاحب بني إسرائيل الذي كان متنزهًا في ح أبي موسى.
باب العين والقاف والطاء (ق ط ع، ق ع ط مستعملان)

قطع: قَطَعْتُهُ قَطْعاً ومَقْطَعاً فانْقَطَعَ، وقَطَعْتُ النَّهْرَ قُطُوعاً. والطَّيرُ تَقْطَعُ في طيرانها قُطُوعاً، وهُنَّ قَواطِعُ أي ذواهبُ ورواجعُ. وقُطِعَ بفُلانٍ: انْقَطَعَ رجاؤه. ورجلٌ مُنقطعٌ به أي انْقطع به السَّفَر دون طيِّة. ويقال قَطَعَه. ومُنْقطعُ كُلِّ شيْء حيث تنْتهِي غايتُه. والقِطعةُ: طائفة من كل شيء والجمع القِطَعات والقِطَعُ والأقْطَاعُ . والقَطْعَةُ فعْلةٌ واحدةٌ. وقال بعضُهم: الْقٌطَعَةُ بمعنى القِطْعَةِ. وقال أعرابيٌ: غلبنِي فُلانٌ على قطعة أرضي. والأَقْطَعُ: المَقْطُوعُ اليدِ والجمعُ قُطْعان، والقياس أن تقول: قُطْع لأن جمع أفْعَلَ فُعْلٌ إلا قليلاً، ولكنهم يقولون: قُطِعَ الرَّجُلُ لأنه فُعِلَ به. ويقال: ما كان قَطِيع اللَّسَانِ، ولقد قُطِعَ قَطاعَةً: إذا ذهبتِ السلاطة منه. وأقْطَعَ الوالي قطيعةً أي: طائفةً من أرض الخَراجِ فاستْقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَنِي نهراً ونحوه، وأَقْطَعْتُ فُلاناً: أي جَاوَزْتُ به نهراً ونحوه وأقْطَعَنِي قُضْبَاناً: أذن لي قَطْعِها. ويُسمَّى القَضِيبُ الذي تُبْرى منه السِّهَامُ القِطْعُ، ويجمع على قُطْعَانَ وأقْطُعُ، قال أبو ذؤيب:

وتميمةً من قابِض مُتلبِّبٍ ... في كَفِّه جَشَأٌ أَجَشُّ وأقطَعُ

يَعْنِي بالجَشَأ الأجَشّ: القَوْس، والأَقْطُعُ: السِّهَام، والفَرَسُ الجَوَادُ يُقَطِّعُ الخَيْلَ تَقْطيعا إذا خَلَّفَهَا ومَضَى، قال أبو الخشناء:  يُقَطَّعُهُنَّ بتَقريِبهِ ... ويَأوي إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ

ويقال للأرنْبِ السَّريعة مُقَطَّعَةُ النِّياطِ، كأنهَا تُقَطِّعُ عِرْقاً في بطنها من العدو ومن قال: النياط بعد المفازة فهي تُقَطِّعُهُ أي تُجاوزُهُ (ويقال لها أيضاً مُقَطِّعَةُ الأسْحارِ ومُقَطِّعَةُ) السُحُور، جمع السحر وهي الرِئةُ. والتَّقْطِيعُ: مَغَسٌ تجدُه في الأمْعَاءِ. قال عَرَّام: مَغَص لا غير. والمَغَصُ: أن تَجِدَ وجَعاً والتِواءً في الأمْعَاءِ، فإذا كان الوَجَعُ معه (شديداً فهو التَّقطيعُ. وجَاءَت الخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ: أي سِراعاً، بعضها في إثِر بَعْضْ. وفُلانٌ مُنْقَطِعُ القرين في الكرمِ والسخاء إذا لم يكن له مِثلٌ، وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالَ في الشر والخُبْثِ أي لا زاجر له، قال الشماخ:

رأيتُ عَرَاَبَةَ الأوْسيِّ يسمُو  ... إلى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ القرين

والمُنْقَطِعُ: الشَّيءُ نَفْسُهُ، وانْقَطَعَ الشَّيءُ: ذَهَبَ وَقْتُهُ، ومنه قَوْلُهم: انْقَطَعَ البَرْدُ والحَرُّ. وأُقْطِعَ: ضَعُفَ عن النِّكاح. وانْقُطِعَ بالرجُلِ والبعير: كلا، وقُطِعَ بفلانٍ فهو مَقْطُوع به. واْنُقِطعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به: إذا عجز عن سفرِه من نفقةٍ ذهبتْ أو قامَتْ عليه راحِلتُه، أو أتاهُ أمر لا يَقْدِرُ أن يَتَحَرَّكَ معه. وقيل: هو إذا كان مُسافِراً فأُقْطِعَ به وعَطْبَتْ راحِلتُه ونفذ زادُهُ ومالُهُ، وتقول العرب: فُلانٌ قَطِيعُ القيام أي) مُنْقَطِع، إذا أراد القيام انْقَطَعَ من ثِقلٍ أو سمنةٍ، ورُبَّمَا كان من شِدَّة ضَعْفِه، قال:

رَخيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القيام ... أمسى الفُؤادُ بها فاتنا  أي مَفتُوناً، كقولك: طَريقٌ قاصِدٌ سابِلٌ أي مَقْصُورٌ مَسْبُولٌ، ومنه قوله تعالى: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * أي مَرْضَيِةَّ. ومنه قول النابغة:

كليني لهم يا أميمة ناصِبِ ... وليلِ أُقاسيهِ بطيء الكَواكبِ

أي مُنْصِب. ورخيِمٌ وقَطيعٌ فَعيلٌ في موضع مَفعول، يَسْتَوي فيه الذَّكَرُ والأنْثَى، تقول: رجُلٌ قتيل وامرأة قتيلٌ. ورُبَّمَا خالف شاذاً أو نادراً بعض العرب والإستقطاع: كلمةٌ جامعةٌ (لمعاني القَطْع) . وتقول أَقْطَعَنِي قَطِيعَةً وثوْباً ونَهْراً. تقول في هذل كله استَقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَ فلانٌ من مال فُلانٍ طائفةٌ ونحوَها من كُلِّ شَيْءٍ أي أخذ منه شيئاً أو ذَهَبَ ببعضه وقَطَعَ الرَّجُلُ بحَبْل: أي اختَنَقَ ومنه قوله [تعالى] : ثُمَّ لْيَقْطَعْ

أي لِيَخْتَنِقْ. وقاطَعَ فلانٌ وفلانٌ سَيْفَيْهِما: أي نَظَرا أيُّهمُا أقطعُ. والمِقْطعُ: كُلُّ شيء يُقْطَعُ به ورجُلٌ مِقْطاعٌ: لا يثْبت على مُؤاخاة أخ. وهذا شيءٌ حسن التقطيع أي القَدِّ. ويقالُ لقاطِعِ الرَّحم: إنه لقُطَع وقُطَعَةٌ. من قَطَعَ رَحِمَه إذا هجرها. وبَنُو قُطَيْعَةَ: حيٌ من العَرَبِ، والنِّسبةُ إليهم قُطَعِيُّ، وبنوا قُطْعة: بَطْنٌ أيضاً. والقِطْعَةُ في طَيِّء كالْعَنْعَنَةِ في تَمِيمِ وهي: أن يَقُولَ: يا أبا الحكا وهو يُريدُ يا أبا الحكم، فَيَقْطَعُ كلامه عن إبانَةً بَقَيَّةِ الكلمة. ولَبَنٌ قاطعٌ: وقَطَّعْت عليه العذاب تَقْطِيعاً: أي لَوَّنْتُه وجزَّأتُه عليه. والقَطِيعُ: طائِفَةٌ من الغَنَمِ والنَّعَمِ ونحوها. ويجمعُ على قُطْعان وقِطاع وأقطاع، (وجمع الأَقْطاع أقاطيعُ) . والقِطْع: نَصْلٌ صغيرٌ يُجْعَل في السَّهْم وجمعه أقطاعٌ. والقَطِيع: السَّوط المقطُوعُ طَرَفُه، قال:

لمّا عَلاني بالقَطِيع عَلَوْتُه ... بأبْيَضٍ عَضْبٍ ذي سَفاسِق مِفْصَلٍ

والقطِيعُ: شِبْه النَّظير. تقول: (هذا قطيع هذا أي شِبْهَهُ في خَلْقَهِ وقَدِّهِ) . والأُقطُوعةُ: علامةٌ تبْعَثُ بها الجارية إلى الجارية أنها صَارمَتْها، قال:

وقالتْ بِجارِيَتَيْهَا اذهبا- ... إليه بأقطُوعَةٍ إذْ هجرْ

وما إن هَجَرْتُك مِن جَفْوَة ... ولكن أخافُ وشاة الحَضَرْ

وانقِطَاعُ كُلِّ شَيْءٍ: ذهابُ وَقْتِه. والهَجْرُ مَقْطْعَةٌ للوُدِّ: أي سببُ قَطْعِه. ومَقْطَع الحَقِّ: مَوْضِعُ التِقَاء الحُكمِ فيه، وهو ما يَفْصِلُ الحق من الباطل، قال زهير:

وإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثلاث ... شُهُودٌ أو يَمِينٌ أو جُلاءُ

يَنْجَلِي: يَنْكَشِفُ. ولُصُوصٌ قطَّاعٌ، وقُطَّعٌ (وهذه تخفيف تلك) والمِقْطَعُ: ما يُقْطَعُ به الأدِيمُ والثَّوْبُ ونحوه. والمُقَطَّعَاتُ من الثياب: شِبْهُ الجِبَابِ ونحوها من الخَزِّ والبَزِّ والألوان. ومثله من الشِّعْر الأراحيزُ، ومن كل شيءٍ. قال غيرُ الخليل: هي الثيابُ المختلفةُ الألوان على بَدَنٍ واحدٍ، وتحتْها ثَوْبٌ على لَوِنٍ اخر. ويقالُ للرَّجُل الكثير الاختراقِ قَطِيعٌ وقُطُعات الشَّجَر: أطراف أُبَنِها إذا قُطِعَتْ أغْصانُها. (ومُقَطِّعَةُ السَّحْر من الأرانِب) : هناتٌ صِغَارٌ من أسرع الأرانب. قال: مَرْطَي مُقَطَّعةٌ سُحُورَ بُغاتِها ... من سوسها التاببر مهما تَطْلُبِ

والقِطْعُ من الثِّيابِ: ضَرْبٌ منها على صَنْعَة الزَّرابيَّ الحِيريَّة لأن وشْيِها مَقْطُوع وتجمعُ على قُطُوع، قال

أَتَتْك العِيسُ تَنْفُخُ في بُراها ... تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ

والقُطْعُ: بهرٌ يأخُذُ الفرس فهو مَقْطُوعٌ، وبه قُطْعٌ، قال أبو جندب:

وإنِّي إذا آنسْتُ بالصُّبْح مُقْبلاً ... يُعَاوِدُني قُطْعٌ جواه ثَقِيلُ

ورواية عرَّام:

وإنّي إذا ما آنس الناس مقبلاً ... يُعَاوِدُنِي قُطْعٌ عليَّ ثَقِيلُ

وكذلك إن انْقَطَعَ عِرْقٌ في بَطْنِه أو مَشْحَمِهِ، فهو مَقْطُوعٌ. والقِطْعُ: طائِفَةٌ من الليل، قال:

افتحِي الباب فانْظُري في النُّجومِ ... كم علينا من قِطْع لَيلٍ بَهيمٍ

ويجوز قَطْعٌ، لُغَتَانِ. وفي التنزيل: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً وقرىء: قِطْعاً.

قعط: يقال: اقْتَعَطَ بالعمامَةِ: إذا اعتَمَّ بها، ولم يُدِرْها تَحتَ الحَنَكِ. قال عَرَّام: القَعْطُ: شِبْهُ العِصَابَة. والمِقْعَطَةُ: ما تَعْصِبُ به رَأْسَكِ. ويقال: قَطَعْتُ العمامة: في معنى اقتعطتها. وأنكر مبتكر قعطت بمعنى اقتعطت. 
(ق ط ع)

القَطْع: إبانة بعض أَجزَاء الجرم من بعض فصلا. قطَعَه يقْطعُه قَطْعا، وقَطيعة، وقُطوعا، قَالَ:

فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى استَبانَ سُقاتُها ... قُطُوعا لمحبوكٍ من اللِّيف حادِرِ

وقَطَعَه واقتطعهُ، فَانْقَطع وتقطَّع. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

كأنَّ ابْنة السَّهْمِىّ دُرَّةُ قامِصٍ ... لَهَا بعد تقطيع النُّبُوحِ وَهِيجُ

أَرَادَ بعد انْقِطَاع النبوح.

وَشَيْء قَطيع: مَقْطُوع. والقِطْعَة، والقُطْعَة، والقُطاعة: مَا قطعته مِنْهُ. وَخص الَّلحيانيّ بالقُطاعة: قُطاعة الْأَدِيم والحواري، قَالَ: وَهُوَ مَا قُطع من الْحوَاري من النخالة.

وتقاطع الشَّيْء: بَان بعضه من بعض.

وأقطَعه إِيَّاه: إِذن لَهُ فِي قَطْعه.

والقَطيع: الْغُصْن تقطعه من الشَّجَرَة، وَالْجمع: أقطِعَة، وقُطُع، وقُطُعات، وأقاطيع، كَحَدِيث وَأَحَادِيث.

والقِطْع من الشّجر: كالقطيع، وَالْجمع: أقطاع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

عَفا غَيرَ نُؤْىِ الدَّار مَا إِن تُبِيُنُهُ ... وأقْطاع طُفْىٍ قد عَفَتْ فِي المَعاقِلِ

والقِطْع أَيْضا: السهْم يعْمل من القَطيع أَو القِطْع، اللَّذين هما المقطوعُ من الشّجر. وَقيل: هُوَ السهْم العريض. وَقيل: النصل الْقصير، وَالْجمع أقْطُع، وقُطوع، وقِطاع، ومقاطيع، جَاءَ على غير واحده نَادرا، كَأَنَّهُ إِنَّمَا جمع مَقاطِعا، وَلم يسمع، كَمَا قَالُوا: ملامح ومشابه، وَلم يَقُولُوا: ملمحة وَلَا مشبهة، قَالَ بعض الأغفال يصف درعا:

لهَا عُكَنٌ تَرُدّ النَّبلَ خُنْسا ... وتَهزَأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ

وَقَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وشَقَّتْ مَقاطيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه ... إذَا يسمعُ الصوْتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ

والمِقْطَع والمِقطاع: مَا قطعته بِهِ.

وَسيف قَاطع، وقَطَّاعٌ، ومِقْطع.

وحبل أقطاع: مَقْطُوع، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ قطعا، وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ. وَكَذَلِكَ ثوب أقطاع، وَقطع، عَن الَّلحيانيّ.

وقَطَع النخالة من الْحوَاري: فصلها مِنْهُ. عَن الَّلحيانيّ، وَهُوَ من ذَلِك. وقاطَعَ الرّجلَانِ بسيفيهما: نظرا أَيهمَا أقطع.

وَرجل لَطَّاع قَطَّاع: يقطع نصف اللُّقْمَة، وَيرد الثَّانِي، وَسَيَأْتِي ذكر اللطاع.

وَكَلَام قَاطع، على الْمثل، كَقَوْلِهِم: نَافِذ.

والأقْطعُ: الْمَقْطُوع الْيَد، وَالْجمع: قُطْع، وقُطْعان. وَيَد قَطْعاء: مَقْطُوعَة. وَقد قَطِعَ قَطَعاً وقُطِع.

والقَطَعَة والقَطْعة: مَوضِع الْقطع من الْيَد. وَقيل بَقِيَّة الْيَد المقطوعة.

وقَطَعَ الله عمره: على الْمثل. وَفِي التَّنْزِيل: (فقُطِع دابرُ القوْمِ الَّذين ظَلَموا) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ استؤصلوا من آخِرهم.

والمقطوع من المديد، والكامل، وَالرجز: الَّذِي حذف مِنْهُ حرفان، نَحْو " فاعلاتُنْ "، ذهبت مِنْهَا " تُنْ " فَصَارَ محذوفا، فَبَقيَ " فاعِلُنْ "، ثمَّ ذهب من " فاعِلُنْ " النُّون، ثمَّ سكنت اللَّام، فَنقل فِي التقطيع إِلَى " فَعْلُنْ "، كَقَوْلِه فِي المديد:

إنمَا الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ من كيس دِهْقانِ

فَقَوله " قانِ ": " فَعْلُنْ "، وَكَقَوْلِه فِي الْكَامِل:

وإذَا دَعَوْنَكَ عَمَّهُن فإنَّهُ ... نسبٌ يزيدُك عِندهُنُّ خَبالاَ

فَقَوله " نَ خَبالاَ ": " فَعِلاتُنْ "، وَهُوَ مَقْطُوع. وَكَقَوْلِه فِي الرجز:

القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ

والقلْبُ مني جاهدٌ مَجْهُودُ

فَقَوله: مجهود: " مَفْعُولُنْ ".

ومَقْطَع كل شَيْء: ومنقطعه: آره، كمقاطع الرمال والأودية. وشراب لذيذ المنقَطَع: أَي الآخر والخاتمة.

وقَطَع المَاء قَطْعا: شقَّه وجازه.

وقَطَع بِهِ النهرَ، واقطعه إِيَّاه، وأقطَعَه بِهِ: جاوزه، وَهُوَ من الْفَصْل بَين الْأَجْزَاء.

ومُقَطَّعات الشَّيْء: طوائفه الَّتِي يتَحَلَّل إِلَيْهَا، ويتركب عَنْهَا. كمُقَطَّعات الْكَلَام. ومُقَطَّعات الشّعْر ومقاطيعُه: مَا تحلل إِلَيْهِ، وتركب عَنهُ، من اجزائه الَّتِي يسميها عروضيو الْعَرَب الْأَسْبَاب والاوتاد.

والقَطاع والقِطَاع: صرام النّخل.

وقَطَع النّخل يَقطَعُه قَطْعا، وقِطاعا، وقَطاعا عَن الَّلحيانيّ: صرمه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَطَعْتُه: أوصلت إِلَيْهِ القَطْع، واستعملته فِيهِ.

وأقْطَع النّخل: حَان صرامه. وأقْطَعته: أَذِنت لَهُ فِي قطاعه.

وَانْقطع الشي: ذهب وقته، وَمِنْه قَوْلهم: انْقَطع الْبرد وَالْحر. وَانْقطع كَلَامه: وقف فَلم يمض.

وقَطَع لِسَانه: أسكته بإحسانه إِلَيْهِ.

وَانْقطع لِسَانه: ذهبت سلاطته.

وقطعَه قَطْعا، وأقْطَعه: بَكَّته. وَهُوَ قطيع القَوْل، وأقْطَعُه. وَقد قَطِع، وقَطُعَ قَطاعة.

وأقطَع الشَّاعِر: انقطعَ شعره. وأقْطَعَتِ الدَّجَاجَة: انْقَطع بيضها، قَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا كَمَا عادلوا بَينهمَا بأصفى.

وقُطِع بِهِ، وانْقُطِع، وأُقْطِع، وأقْطَع: ضعف عَن النِّكَاح.

وانقُطِع بِالرجلِ وَالْبَعِير: كَلاَّ.

والقَطْع، والقَطيعة: ضد الْوَصْل، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر، وَهُوَ على الْمثل.

وتَقَاطَع القومُ: تصارموا. وتقاطعت أرحامهم: تحاصت.

وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعا، وقَطَّعها: عَقَّها. وَقَوله تَعَالَى: (أنْ تُفْسِدوا فِي الأَرْض، وتُقَطِّعوا أرْحامَكُمْ) : أَي تعودوا إِلَى أَمر الْجَاهِلِيَّة، فتفسدوا فِي الأَرْض، وتئدوا الْبَنَات. وَقيل: " تقطعوا ارحامكم: تقتل قُرَيْش بني هَاشم، وَبَنُو هَاشم قُريْشًا ".

وَرجل قُطَعٌ، ومِقْطَع، وقَطَّاع: يقطَعُ رَحمَه.

والأُقطوعة: مَا تبعثه الْمَرْأَة إِلَى صاحبتها، عَلامَة للمصارمة.

والقَطْع: البهر، لقطعه الانفاس.

وَرجل قَطيع: مبهور، بَين القَطاعَة. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَامْرَأَة قَطِيع وقَطوع: فاترة الْقيام.

والقُطْع والقُطُع فِي الْفرس وَغَيره: البهر، وَانْقِطَاع بعض عروقه. واقْتَطع طَائِفَة من الشَّيْء: أَخذه.

والقَطِيعة: مَا اقتطعه مِنْهُ.

وأقْطَعني إِيَّاهَا: أذن لي فِي اقتطاعها.

واستقطعه إِيَّاهَا: سَأَلَهُ أَن يُقْطِعه إِيَّاهَا.

وأقطَعَه نَهرا: أَبَاحَهُ لَهُ.

وقَطَعَ الرجل بِحَبل يَقْطَع قَطْعا: اختنق بِهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظَرْ) .

وثوب يَقْطَعُك، ويُقْطِعُك، ويُقَطَّع لَك: يصلح عَلَيْك قَمِيصًا وَنَحْوه.

والقُطْع: وجع فِي الْبَطن.

والتَّقطيع: مغس فِي الامعاء.

والقَطيع: الطَّائِفَة من الْغنم وَالنعَم وَنَحْوه، وَالْغَالِب عَلَيْهِ انه من عشرٍ إِلَى أَرْبَعِينَ. وَقيل مَا بَين خمس عشرَة إِلَى خمس وَعشْرين. وَالْجمع: أقْطاع، وأَقطِعة، وقُطْعان، وقِطاع، وأقاطيع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ. وَهُوَ مِمَّا جمع على غير بِنَاء واحده. وَنَظِيره عِنْده: حَدِيث وَأَحَادِيث. والقطعة كالقطيع. والقطيع: السَّوْط يقطع من جلد سير، وَيعْمل مِنْهُ. وَقيل: هُوَ مُشْتَقّ من القطيع الَّذِي هُوَ الْمَقْطُوع من الشّجر. وَقيل: هُوَ الْمُنْقَطع الطّرف. وَعم أَبُو عبيد بالقطيع. وَحكى الْفَارِسِي: قطعتُه بالقَطيع: أَي ضَربته بِهِ. كَمَا قَالُوا: سطته بِالسَّوْطِ.

والقُطَّع والقُطَّاع: اللُّصُوص يقطعون الأَرْض.

وَرجل مُقطَّع: مجرب.

وَإنَّهُ لحسن التقطيع: أَي الْقد.

ومَقْطَع الْحق: مَا يُقْطَع بِهِ الْبَاطِل، وَهُوَ أَيْضا مَوضِع التقاء الحكم. قَالَ زُهَيْر:

وإنّ الحقّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ ... يمينٌ، أَو نِفارٌ، أَو جَلاءُ

والقِطْع، والقِطْعة، والقَطيع، والقَطع: طَائِفَة من اللَّيْل، تكون من أول اللَّيْل إِلَى ثلثه. وَقيل للفزاري: مَا القِطعُ من اللَّيْل؟ فَقَالَ جرمة تهورها: أَي قِطْعَة تحزرها: وَلَا تَدْرِي كم هِيَ؟ والُمَقطَّعات من الثِّيَاب: الْقصار، وَمن الشّعْر: الأبيات الْقصار.

وكل قصير مُقَطَّع، ومُتقطِّع، وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي صَلَاة الضُّحَى: إِذا تقَطَّعت الظلال، يَعْنِي قصرت، لِأَنَّهَا تكون ممدودة فِي أول النَّهَار، فَكلما ارْتَفَعت الشَّمْس قصرت الظلال. ويروي أَن جرير بن الخطفي كَانَ بَينه وَبَين رؤبة اخْتِلَاف فِي شَيْء، فَقَالَ: أما وَالله لَئِن سهرت لَهُ لَيْلَة، لأدعنه وقلما تغنى عَنهُ مقطعاته. يَعْنِي أَبْيَات الرجز.

والمِقْطع: مِثَال يُقْطَع عَلَيْهِ الْأَدِيم وَغَيره.

والقاطِع كالمِقْطع: اسْم كالكاهل وَالْغَارِب.

والقِطْع: ضَب من الثِّيَاب الموشاة، وَالْجمع قطوع. وَالْقطع: النمرقة أَيْضا. وَالْقطع: الطنفسة تكون تَحت الرحل، على كَتِفي الْبَعِير، وَالْجمع كالجمع. قَالَ:

أتَتْكَ العيسُ تَنْفُخ فِي بُراها ... تَكَشَّفُ عَن مناكبها القُطُوعُ

وقاطعه على كَذَا وَكَذَا: من الْأجر وَالْعَمَل وَنَحْوه.

وَيُقَال للأرنب السريعة مُقَطِّعة النياط، كَأَنَّهَا تَقْطَعُ عرقا فِي بطن طالبها، من شدَّة الْعَدو، وَهَذَا كَقَوْلِهِم فِيهَا: محشئة الْكلاب، وَمن قَالَ النياط: بعد الْمَفَازَة، فَهِيَ تقطِّعُه أَيْضا: أَي تجاوزه. قَالَ يصف الأرنب:

كَأَنِّي إذْ مَنَنْت عَلَيْك خيري ... مَنَنْتُ على مُقَطِّعَة النِّياط

وَيُقَال لَهَا أَيْضا: مُقطِّعة الْقُلُوب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كَأَنِّي إذْ مَنَنْتُ عَلَيْك فَضْلِي ... مَنَنْتُ على مُقَطِّعَة القُلوبِ

أُرَينِبِ خُلَّةٍ باتتْ تَغَشَّى ... أبارِقَ كُلُّها وَخِمٌ جَدِيبُ

وقَطَّع الجوادُ الْخَيل: خلفهَا وَمضى، قَالَ أَبُو الخشناء:

يُقَطِّعُهُن بتقريِبهِ ... ويأوِي إِلَى حُضُرٍ مُلْهِبِ

وَفُلَان مُنْقَطِع القرين: فِي الْكَرم والسخاء، وَكَذَلِكَ فِي الشَّرّ والخبث، قَالَ الشماخ: رأيْتُ عَرابةَ الأَوْسِيّ يَسْمُو ... إِلَى الخيراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ

والمُقَطَّع من الذَّهَب: الْيَسِير، كالحلقة والشذرة. وَمِنْه الحَدِيث: " انه نهى عَن لبس الذَّهَب إِلَّا مُقَطَّعاً ".

وقَطَّع عَلَيْهِ الْعَذَاب: لَونه وجزأه.

والمُقَطَّعات: الديار.

والقَطيع: شَبيه بالنظير.

وَأَرْض قَطِعة: لَا تَدْرِي أخضرتها اكثر، أم بياضها الَّذِي لَا نَبَات بِهِ؟ وَقيل: هِيَ الَّتِي بهَا نقاط من الْكلأ.

وقَطَعَ المَاء قُطوعا، وأقْطَع، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قل وَذهب، فَانْقَطع. وَالِاسْم: الْقطعَة. وَفِي الحَدِيث: " كَانَت الْيَهُود قوما لَهُم ثمار لَا تصيبها قُطْعَة ": أَي لَا يَنْقَطِع المَاء عَنْهَا.

وقطَعَت الطير قِطاعا، وقَطاعا، وقُطُوعا، واقْطَوْطَعَتْ: انحدرت من بِلَاد إِلَى بِلَاد الْحر.

والقُطَيْعاءُ: الشهريز. وَقَالَ كرَاع: هُوَ صنف من التَّمْر، فَلم يحله، قَالَ:

باتوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاء جارَهُمْ ... وعندهُمُ البَرْنِيّ فِي جُلَلٍ دُسْمِ

وَبَنُو قُطَيْعة: قَبيلَة. وَالنِّسْبَة اليهم: قُطَعِىّ وَبَنُو قُطْعَة: بطن أَيْضا.
قطع
قطَعَ/ قطَعَ بـ يَقطَع، قَطْعًا، فهو قاطع، والمفعول مَقْطوع وقطيع
• قطَع الورقَ: جزَّه، فرقه، فصل بعضَه عن بعض "قطَع الثَّوبَ/ اللَّحْمَ/ كوبونًا/ خطَّ الهاتف- لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا [حديث]- {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [ق]: أُعدَّت" ° قطَع الثِّمارَ: قطفها- قطَع رأسَه: أزاله عن جسده- قطَع عضوًا: بتره.
• قطَع الصَّلاةَ: أبطلها لكلامٍ وغيره "أخرج أو أحدث ريحًا فقطَع صلاتَه".
• قطَع الطَّريقَ:
1 - أخاف المارّة فيه بالتّلصّص، سلب ونهب العابرين والمسافرين "قطَع اللُّصوصُ الطُّرقَ ليلاً- {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} ".
2 - منع المرورَ فيه "قطَعت الشُّرطةُ الطُّرقَ الموصّلة للحادث" ° قطَع الطَّريقَ عليه: منعه من تنفيذ ما يريد تنفيذه- قطَع رزقَه/ قطَع عيشَه: منع عنه أسباب العيش، طرده من الوظيفة- قطَع عليه حبلَ تفكيره: منعه من متابعة تفكيره، حال دون تسلسل أفكاره، شوّش عليه- قطَع عليه خطّ الرَّجعة: سدّ عليه المسالك، منعه من فرصة التَّراجع- قطَع عليه كُلَّ حيلة: لم يترك له أيّ مجال للتّصرّف.
3 - اجتازه، عبره "قطَع النَّهر/ الكوبري/ النَّفق/ البحر- {وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا} " ° قطَع شوطًا كبيرًا: أنجز/ أحرز تقدّمًا كبيرًا.
• قطَع رَحِمَه: هجرها، عقّها، منع كُلَّ اتّصال بها "قطَع أصدقاءَه- قطَع علاقتَه بخطيبته- {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} "? قطَع شعرةَ معاوية: قطَع صلتَه به.
• قطَع حديثَه: سكت? بثٌّ إذاعيّ مقطوع/ بثٌّ تليفزيونيّ مقطوع: انقطاع غير مقصود في البثّ يختفي الصوتُ خلاله- قطَع فلانًا بالحُجَّة: غلبه وأسكته فلم يُجِبْ- قطَع لسانَه: أسكته.
• قطَع تذكرةً: اشتراها.
• قطَع النَّخلةَ ونحوَها: اجتنى ثمرَها.
• قطَع دابرَه: أهلكه، استأصله، أفناه " {وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ} ".
• قطَع عهدًا: أبرمه، تعهّد، التزم "قطَع الوزيرُ الجديدُ الوعودَ على نفسه- {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} "? قطعت جهيزةُ قولَ كلِّ خطيب [مثل]: ظهر الحقُّ.
• قطَع الأملَ/ قطَع الرَّجاءَ: قنَط، يئِس.
• قطَع نَفَسَه: كفّ عن التّنفّس " {ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ} ".
• قطَع برأيه في الخلاف: بتّ فيه، حسَم وفصَل? قطَع في القول: جزم، أخذ فيه بثقة. 

قُطِعَ بـ يُقطَع، قَطْعًا، والمفعول مقطوعٌ به
• قُطِع بفلان: انقطع رجاؤه، أو انقطع به الطريقُ، أو حيل بينه وبين ما يأمله، يئس. 

أقطعَ يُقطع، إقْطاعًا، فهو مُقْطِع، والمفعول مُقْطَع

(للمتعدِّي)
• أقطع الشَّخصُ: انقطَعت حُجَّته فَسَكَت.
• أقطعت السَّماءُ: انقطع مَطَرُها.
• أقطعه الرَّئيسُ الأرضَ: منحهُ إيّاها وجعل له غلّتها.
• أقطع خصمَه بالحجَّة: غَلَبهُ وأسكته. 

استقطعَ يستقطع، استقطاعًا، فهو مُستقطِع، والمفعول مُستقطَع
• استقطعه أرضًا: طلب منه أن يُقطعَها إيّاه ويملِّكها له.
• استقطع من مرتَّبه مبلغًا: حطّه منه، خصمه منه "استقطع من أمواله جزءًا للفقراء- استقطع حصَّة من الأرباح- يُسْتقطع من مرتّبات الموظّفين مبلغٌ مقابل التّأمين الصّحّيّ". 

اقتطعَ يقتطع، اقْتِطاعًا، فهو مُقتطِع، والمفعول مُقتطَع
• اقتطع من الشَّيء قطعةً: قطعها، فصَلَها مِنْه "اقتطع الحَجَر من الجبل- اقتطع فقرة من مقال- اقتطع حجرة لاستعمالها مكتبًا- اقتطع لنفسه أرضًا" ° المُقتطَعة الإعلانيّة: صفحة مأخوذة من كتاب أو من دوريَّة.
• اقتطع منَ المال جزءًا: أنقص، خصَّ نفْسَهُ بجُزءٍ مِنْه "اقتطع من أجر العامل". 

انقطعَ/ انقطعَ إلى/ انقطعَ عن/ انقطعَ لـ ينقطع، انقطاعًا، فهو مُنْقَطِع، والمفعول مُنْقطَعٌ إليه
• انقطع الحبْلُ: مُطاوع قطَعَ/ قطَعَ بـ: انْفَصل بعضُه عن بعضٍ "انْقطعت العلاقاتُ/ الاتصالاتُ/ المباحثاتُ".
• انقطع المَطرُ: احتبس ولم ينزل ° انْقطع النَّهْرُ: جفَّ وحُبس.
• انقطعت الرِّجْلُ: خلا الطّريق من المارّة? انقطعت رِجْلُه عن بيتنا: كفّ عن المجيء إلينا.
• انقطع التيَّارُ الكهربائيّ: توقَّف "انْقطع الكلامُ/ الحرّ"? انْقطع لسانُه: ذهبت سلاطتُه أو سكت- انْقطع نَفَسُهُ: أصابه الإرهاقُ.
• انقطع إلى الدَّرس/ انقطع للدَّرس: انكبّ عليه، واظب عليه، تفرّغ له "انْقطع إلى الصلاة- انْقطع لكتابة القصّة"? انْقطع إلى أستاذه: انفرد بصحبة خاصّة معه، لاَزَمَهُ.
• انقطع عن العمل: تركه وأعرض عنه "انْقطع عن الدنيا- انْقطع عن الكلام/ الدِّراسة". 

تقاطعَ يتقاطع، تقاطُعًا، فهو مُتقاطِع
• تقاطع القومُ: هجر بعضُهُمْ بَعْضًا، عكسه تواصل.
• تقاطعت الطُّرُقُ: تلاقت وتشابكت "كلمات متقاطعة- في الطريق لافتة تنبّه إلى تقاطع الطُّرق".
• تقاطع الخطَّان: (هس) قطع كُلٌّ منهما الآخر. 

تقطَّعَ/ تقطَّعَ بـ يتقطَّع، تقطُّعًا، فهو مُتقطِّع، والمفعول مُتقطَّع (للمتعدِّي)
• تقطَّع الحَبْلُ: تمزَّق، تفرّقَتْ أجزاؤُه وتباعدت "تقطَّعت أوصالُه/ أواصرُ الصَّداقة- نومٌ مُتقطِّع- {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} ".
• تقطَّع أمرُهم بينهم/ تقطَّعوا أمرَهم بينهم: اختلفوا، تفرّقوا فيه " {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}: تفرَّقوا في دينهم فرقًا وأحزابًا".
• تقطَّعت بهم الأسْبابُ: ذهبت الصِّلاتُ التي كانت تربطهُمْ " {وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} " ° تقطَّعت دونه الأعناقُ: وُجِدت صعوبات في الوصول إليه، صعب المنال. 

قاطعَ يقاطع، مُقاطعةً، فهو مُقاطِع، والمفعول مُقاطَع
• قاطع صديقَه: هجَرَه، ترَك زيارَته أو مُراسلته.
• قاطع الانتخاباتِ/ قاطع المحادثاتِ: امْتنع عن المشاركة فيها.
• قاطع العدُوَّ الصُّهيونيَّ: حرَّم الاتّصالَ به اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا وفق نظام جماعيّ مرسوم "قاطع

بضائعَه/ الاجتماعَ- سعى لتفعيل دور المقاطعة للمنتجات اليهوديّة".
• قاطعه الحديثَ: أسْكَتَهُ قبل أن يُتِمّهُ "من آداب الاستماع ألاّ تقاطع حديثَ المتحدِّث".
• قاطع الخطُّ الخطَّ: امتدّ كلّ منهما إلى أن يقطع أحدُهما الآخر. 

قطَّعَ يُقطِّع، تقْطيعًا، فهو مُقطِّع، والمفعول مُقَطَّع
• قطَّع الورقَ: بالغ في قَطْعِه "قطَّعهم اللهُ أحزابًا: فرَّقهم- قطَّع الولدُ الأزهارَ- {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} - {لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ} - {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ}: أُعِدَّت" ° قطَّعه إرْبًا إرْبًا: قطَّعه قِطعةً قِطعة.
• قطَّع اللَّحْمَ: قسّمه إلى قطع عديدة " {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا} ".
• قطَّع بيتَ الشِّعْرِ: (عر) حلَّلَه إلى أجزائه العروضيّة.
• قطَّع الطَّريقَ: اجتازه، عبره " {قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ}: قُرّبت". 

إقْطاع [مفرد]:
1 - مصدر أقطعَ.
2 - (سة) نظام يتحكّم فيه المالك في الأرض ومَنْ فيها من النَّاس "هو من ذوي الإقْطاع- انقضى عَهْد الإقْطاع".
3 - (قص) نظام يمنح فيه السادة قطائع من الأرض لنوّابهم ولأولادهم. 

إقْطاعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إقْطاع: "ظهر الإقْطاعيّون على السّاحة من جديد".
2 - مالِكٌ يملك الأرضَ ومَنْ فيها من الناس "يستغلّ الإقْطاعيّون جهودَ الفلاّحين المنتجين".
• حُكْمٌ إقْطاعِيّ: حكم قائم على نظام الإقْطاع. 

إقْطاعِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إقْطاع: فرض السيطرة على أكبر قدر من الأطيان والعقارات "قضت الثورة على الإقطاعيّة".
2 - نظام الإقْطاع.
3 - قطعة أرض أخذها غاصب أو تملّكها ذو نفوذ لاستغلالها "هو من أصحاب الإقطاعيَّات". 

استقطاع [مفرد]: مصدر استقطعَ.
• الاستقطاعات: خصومات من مبالغ مستحقّة "استقطاعات ضريبيّة/ التأمين والمعاشات". 

اقتطاع [مفرد]:
1 - مصدر اقتطعَ.
2 - (طب) فصْل أجزاء قد يكون اتِّصالها مُضِرًّا. 

انقطاع [مفرد]: مصدر انقطعَ/ انقطعَ إلى/ انقطعَ عن/ انقطعَ لـ ° بلا انقطاع: على الدَّوام، دائمًا.
• انقطاع بول: (طب) خُلُوّ المثانة من البول، مردُّه إلى توقُّف الإفراز الكُلْويّ أو إلى عائق في المسلك المُبْرِز.
• انقطاع طَمْث: (طب) انحباس الحَيْض، عدم سيلانه، أيًّا كان السَّبب. 

تقاطُع [مفرد]: ج تقاطعات (لغير المصدر):
1 - مصدر تقاطعَ.
2 - مُفترق طرق.
3 - (هس) اشتراك شكلين هندسيَّيْن في نقطة أو أكثر. 

تقطيع [مفرد]: ج تقطيعات (لغير المصدر) وتقاطيع (لغير المصدر):
1 - مصدر قطَّعَ.
2 - وجَعٌ في البَطْن، مغص في الأمعاء.
• تَقْطيع البيت الشِّعريّ: (عر) تسجيل حركاته وسكناته، وتكون مجموعات متماثلة منها، ثم مقابلتها بوزنها الذي يدلّ عليها.
• تقاطيع الوجه: تقاسيمه، معالمه؛ ملامحه الدالّة على الحسن مجتمعة. 

قاطع [مفرد]: ج قاطعون وقُطَّاع وقَوَاطِعُ (لغير العاقل)، مؤ قاطِعة، ج مؤ قاطِعات وقَوَاطِعُ:
1 - اسم فاعل من قطَعَ/ قطَعَ بـ ° رأى قاطع: مؤكَّد- قاطع الطَّريق: لصٌّ يترقب المارّة في الطريق ليأخذ ما معهم بالإكراه.
2 - فاصل ما بين الأجزاء أو حاجز.
3 - آلة القطع ° سيف قاطع: ماضٍ.
4 - مقنع مفحم "دليل قاطع- حجّة قاطعة".
5 - نافذ "كلام قاطع".
6 - حامض "لبن قاطع".
• قاطع التذاكر: موظّف مكلّف بجمع أجرة نقل في سيارة أو رسم دخول قاعة أو غيرها "قاطع تذاكر الحافلة/ السينما/ المتحف".

• قاطع التيّار: جهاز تُقطعُ به الكهرباءُ.
• قاطِع النَّزْف:
1 - (طب) وصف للمادّة التي توقف سيلان الدَّم، إمّا بتجلُّطه أو بتضييق أوعيته.
2 - (طب) كُلاَّب أو ماسِك يمسك وعاء دمويًّا ينزف. 

قاطِعة [مفرد]: ج قاطِعات وقَوَاطِعُ:
1 - مؤنَّث قاطع: "حجَّة قاطِعة".
2 - (شر) إحدى الأسْنان الأماميّة في كُلّ من الفكّين، وهي أربع قواطع في كلّ فكّ، ثنيتان ورباعيتان.
3 - (فز) أداة أوتوماتيكيّة لقطع الدائرة عند حدٍّ معيّن من التيّار. 

قِطاع [مفرد]: ج قطاعات:
1 - ما قُطِعَ من الشَّيء "قِطاع من نسيج- {وَفِي الأَرْضِ قِطَاعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} [ق]: المراد القرى" ° قِطاع عرضيّ.
2 - مجموعة شركات لها نشاط أساسيّ مشترك "قِطاع التجارة- القِطاع الصناعيّ/ الاقتصاديّ/ المصرفيّ" ° قِطاع خاصّ: أعمال وخدمات ومشاريع يقوم بها الأفراد- قِطاع عامّ: أعمال وخدمات ومشاريع خاضعة للدولة.
3 - جزء من أرض، منطقة أو إقليم "قِطاع غَزّة".
4 - (هس) مساحة هندسيّة داخلة ضمن حدود قوس دائريّ والشعاعين اللذين يحدّان طرفي القوس "قِطاع دائريّ/ كرويّ/ عرضيّ/ مخروطيّ". 

قَطّاع [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قطَعَ/ قطَعَ بـ.
2 - مَنْ مِهْنته القَطْع "قطّاع أشجار- قطّاع حجارة البناء" ° قطّاع الطُّرق.
3 - ما يقطع "سيفٌ قطّاع: ماضٍ". 

قَطَّاعة [مفرد]: اسم آلة من قطَعَ/ قطَعَ بـ.
• قَطَّاعة الوَرَق:
1 - أداة لفتح الرَّسائل أو الصَّحائف.
2 - أداة تُستعمل في التَّجليد لقطع أطراف الكتب. 

قَطْع [مفرد]: ج قُطوع (لغير المصدر):
1 - مصدر قُطِعَ بـ وقطَعَ/ قطَعَ بـ ° بقَطْع النَّظر عن كذا: دون اعتبار، بصرف النّظر عنه- قَطْعًا: بصورة قطعيّة جازمة، بدون ريب، ألبتة، على الإطلاق، بالمرّة.
2 - حجم، مقاس "كتاب من قَطْع صغير".
• القَطْع: (عر) حذف آخر الوتد المجموع الواقع في عروض البيت، وقيل ضربه، وإسكان المُتحرِّك قبله.
• هَمْزة القَطْع: (نح) همزة تثبت خطًّا وتُنطق في أوّل الكلام ووسطه وآخره، وهي خلاف همزة الوصل ولها مواضع، وترسم على هيئة رأس عين (ء). 

قِطْع [مفرد]: ج أقْطاع وقُطوع:
1 - غُصن يُقطع من الشّجرة ونحوِها.
2 - جزء، طائفة من اللَّيل أو ظلمة آخره " {كَأَنَّمَا تَغْشَى وُجُوهَهُمْ قِطْعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمٌ} [ق]- {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} ". 

قِطْعة [مفرد]: ج قِطْعات وقِطَع:
1 - جزء من الشَّيءِ "قِطْعة من الأرض- قِطْعة غِيار- {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطَعٍ مِنَ اللَّيْلِ} [ق]- {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ}: المراد القُرى".
2 - نصيب، حِصَّة من الشَّيءِ "قِطْعة موسيقيّة" ° العمل بالقِطْعة: عمل يُجازَى صاحبُه على أساس القِطَع المُنْجَزَة.
3 - فقرة قصيرة عادة من مقالٍ أو كتاب.
4 - ما زاد على اثنين إلى سِتّة من أبيات الشِّعر.
• القطعة المستقيمة: (هس) جزء من خطٍّ مُعرَّف بنقطة بداية ونقطة نهاية. 

قَطْعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قَطْع.
2 - لا شكَّ فيه، ما هو مؤكّد بالضرورة ولا يحتاج إلى تجربة "أمرٌ قَطْعيّ- أدلَّة قَطْعيَّة تُثْبِت براءتَهُ" ° قَطْعيًّا: بدون شكّ- ممنوع الانتظار قطعيًّا: عبارة تنبيه على خطر الانتظار في مكان ما. 

قَطْعيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من قَطْع.
2 - (سف) اتّجاه يذهب إلى إثبات قيمة العقل وقدرته على المعرفة وإمكان الوصول إلى اليقين، يقابل مذهب الشكّ. 

قَطيع [مفرد]: ج أقاطيعُ وقُطْعان:
1 - صفة ثابتة للمفعول من قطَعَ/ قطَعَ بـ: مقطوع "غُصن قَطيع".
2 - طائفة من الغنم والنَّعم وغيرها يقودها الرَّاعي، أو تجمع في مكان واحد أو تسير معًا "ترعى قَطيعًا من الأغنام- جمع شمل القَطيع". 

قَطِيعة [مفرد]: ج قطائعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قطَعَ/ قطَعَ بـ ° قطيعة رحم.
2 - ما يُقطع من الشّيء "قَطِيعة اللّحم".
3 - جزء من الأرض يملّكه الحاكمُ لمن يريد من أتباعه منحةً له "أقطع السّلاطين العثمانيون أتباعَهم قطائع من الأرض".
4 - هِجْرَانٌ وصدّ "ما زالت القَطِيعة قائمة بين الدولتين- وصل الأمرُ إلى حدّ القَطِيعة". 

قواطِعُ [جمع]: مف قاطِعة:
1 - (حن) طيور مهاجرة، تعيش في فصل من الفصول بأحد الأقاليم، وتهجره إلى آخر في الفصل الثَّاني.
2 - (شر) أسنان حادّة متوسِّطة ظاهرة في الفم، وهي أربعٌ في الفكّ الأعْلى، ويقابلها مثلها في الفكّ الأسفَلِ. 

مُتقاطِع [مفرد]: اسم فاعل من تقاطعَ.
• الكلمات المُتقاطِعة: لُعبة أو رياضة ذهنيّة تعتمد على جمع حروف لتكوين كلمات.
• خطَّان مُتقاطِعان: خطَّان يقطع أحدهما الآخر "شارعان مُتقاطِعان". 

مُتقطِّع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تقطَّعَ/ تقطَّعَ بـ.
2 - شيء غير مستمرّ لكنّه يحدث دوريًّا أو حينًا بعد حين. 

مُستقطَع [مفرد]: ج مستقطَعات: اسم مفعول من استقطعَ.
• الوَقْت المُستقطَع: (رض) وقت يتوقّف فيه اللّعب ولا يُحتسب ضمن الوقت المُحدَّد، وذلك للتَّشاور. 

مُقاطَعة [مفرد]:
1 - مصدر قاطعَ ° مقاطعة اقتصاديّة.
2 - قِسْم إداريّ في التقسيمات الإقليميّة يتبع منطقة أو محافظة أو دائرة "مُقاطعة غَزَّة".
3 - محافظة أو ولاية.
• المُقاطَعة: (قص) الامتناع عن معاملة الآخرين اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا وفق نظام جماعيّ مرسوم. 

مُقَطَّعات [جمع]: مف مُقَطَّعة
• المُقَطَّعات من الشِّعر:
1 - النماذج المتخيّرة منه.
2 - القطع منه وتتكوَّن القطعة من ثلاثة أبيات إلى ستَّة. 

مَقْطَع [مفرد]: ج مَقَاطِعُ:
1 - مصدر ميميّ من قطَعَ/ قطَعَ بـ: قَطْع.
2 - اسم مكان من قطَعَ/ قطَعَ بـ: "مَقْطَع الحَجَر".
3 - جزء الشَّيء "مَقْطَع شعريّ/ غنائيّ".
4 - قِطاع، قِسم "مَقْطَع جانبيّ".
5 - (لغ) وحدة صوتيّة تتألَّف منها الكلمة، وهو إمّا مفتوح وإمّا مُغلق، فالمفتوح يتركَّب من حرف مُحرَّك حركة قصيرة أو طويلة، فالفعل كَتَبَ مركَّب من ثلاثة مقاطع مفتوحة، والمُغْلق يكون من حرف متحرِّك وحرف ساكن مثل: بَلْ، وقَدْ "ثنائي المَقْطَع: يتكوّن من مَقْطَعين صوتيين" ° مَقَاطِع الحرف: مخرجه من الحلق أو اللِّسان أو الشّفتين- مَقَاطِع الكلام: مواضع الوقوف.
• المَقْطَع الشِّعريّ: (دب) مجموعة من أبيات الشِّعر تتميَّز بوحدة في الوزن والقافية، ومن مجموع المقاطع تتكوّن القصيدة. 

مِقْطَع [مفرد]: ج مَقَاطِعُ: اسم آلة من قطَعَ/ قطَعَ بـ: أداة حادّة من الخشب أو المعدن أو العاج يُقطع بها "مِقْطَع الورق/ السّيجار- مِقْطَع محراث". 

مَقطعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَقْطَع.
• أشعَّة مَقطعيَّة: أداة أو وسيلة للتَّشخيص الطِّبيّ الذي يعتمد على أجهزة الكمبيوتر، أو هي جهاز أشعّة يُستخدم في تشخيص الأمراض في جميع أجزاء الجسم من الرَّأس إلى القدم. 

مقطوع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قُطِعَ بـ وقطَعَ/ قطَعَ بـ ° مقطوع به: موثوق به، لا شكّ فيه- مقطوع عن: غريب، منعزل عن- مقطوع من شجَرة: لا أهل له، وحيد.
2 - غير مستمرّ، يظهر في وقت ويختفي في آخر " {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ. لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ} ". 

مَقْطوعة [مفرد]: حصّة من شيءٍ "مَقْطُوعة شِعْريّة: جزء من قصيدة من بيتين فأكثر- مَقْطُوعة موسيقيّة- مُكافأة ماليّة مَقْطُوعة". 

مُنْقَطِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انقطعَ/ انقطعَ إلى/ انقطعَ عن/ انقطعَ لـ.
2 - لا شبيه له، لا مثيل له "فلان مُنْقَطِع النَّظير/ القرين: عديم النَّظير- فلان مُنْقَطِع العقال في الشرِّ والخبث: لا زاجر له".
3 - معزول "فلان مُنْقَطِع عن العالم". 

قطع: القَطْعُ: إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً. قَطَعَه

يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً وقُطوعاً؛ قال:

فما بَرِحَتْ، حتى اسْتبانَ سقابها

قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ حادِرِ

والقَطْعُ: مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع. والمِقْطَعُ،

بالكسر: ما يُقْطَعُ به الشيء. وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع، شدد للكثرة.

وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبُراً أَي تقَسَّمُوه. قال الأَزهري: وأَما

قوله: وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم؛

قال لبيد في الوجه اللازم:

وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها

أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها، ويجوز أَن يكون معنى قوله:

وتقطَّعوا أَمرهم بينهم؛ أَي تفرقوا في أَمرهم، نصب أَمرهم بنزع في منه؛ قال

الأَزهري: وهذا القول عندي أَصوب. وقوله تعالى: وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ؛ أَي

قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدشاً كثيراً ولذلك شدد،

وقوله تعالى: وقطَّعْناهم في الأَرض أُمَماً؛ أَي فرّقْناهم فِرَقاً، وقال:

وتَقَطَّعَتْ بهم الأَسبابُ؛ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم؛ قول

أَبي ذؤَيب:

كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ

لها، بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح، وَهِيجُ

أَراد بعد انْقِطاعِ النُّبُوحِ، والنُّبُوحُ: الجماعات، أَراد بعد

الهُدُوِّ والسكون بالليل، قال: وأَحْسَبُ الأَصل فيه القِطْع وهو طائفة من

الليل. وشيءٌ قَطِيعٌ: مقطوعٌ.

والعرب تقول: اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم

من بعض في الحرب.

والقُطْعةُ والقُطاعةُ: ما قُطِعَ من الحُوّارَى من النُّخالةِ.

والقُطاعةُ، بالضم: ما سقَط عن القَطْعِ. وقَطَعَ النخالةَ من

الحُوّارَى: فَصَلَها منه؛ عن اللحياني.

وتَقاطَعَ الشيءُ: بانَ بعضُه من بعض، وأَقْطَعَه إِياه: أَذن له في

قطعه. وقَطَعاتُ الشجرِ: أُبَنُها التي تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت، الواحدة

قَطَعَةٌ. وأَقْطَعْتُه قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له في

قَطْعِها. والقَطِيع: الغُصْنُ تَقْطَعُه من الشجرة، والجمع أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ

وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ. والقِطْعُ من الشجر: كالقَطِيعِ،

والجمع أَقطاعٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:

عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِينُه،

وأَقْطاعُ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعاقِلِ

والقِطْعُ أَيضاً: السهم يعمل من القَطِيعِ والقِطْعِ اللذين هما

المَقْطُوعُ من الشجر، وقيل: هو السهم العَرِيضُ، وقيل: القِطْعُ نصل قَصِيرٌ

عَرِيضُ السهم، وقيل: القِطْعُ النصل القصير، والجمع أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ

وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ، جاء على غير واحده نادراً كأَنه إِنما جمع

مِقْطاعاً، ولم يسمع، كما قالوا مَلامِحَ ومَشابِهَ ولم يقولوا مَلْمَحَةً

ولا مَشْبَهةً؛ قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً:

لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً،

وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ

وقال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه،

إِذا يَسْمَعُ الصوتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ

والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ: ما قَطَعْتَه به.

قال الليث: القِطْعُ القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ، وجمعه

قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ؛ وأَنشد لأَبي ذؤَيب:

ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ،

في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ

قال: أَراد السِّهامَ، قال الأَزهري: وهذا غلط، قال الأَصمعي: القِطْعُ

من النِّصالِ القصير العريضُ، وكذلك قال غيره، سواء كان النصل مركباً في

السهم أَو لم يكن مركباً، سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحديث، وربما

سَمَّوْه مقطوعاً، والمَقاطِيعُ جمعه؛ وسيف قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ.

وحبل أَقْطاعٌ: مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً، وإِن لم يتكلم

به، وكذلك ثوب أَقْطاعٌ وقِطْعٌ؛ عن اللحياني. والمَقْطُوعُ من المديد

والكامل والرَّجَزِ: الذي حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار

محذوفاً فبقي فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل في التقطيع إِلى

فعْلن، كقوله في المديد:

إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ،

أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ

فقوله قاني فعْلن، وكقوله في الكامل:

وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ، فإِنَّه

نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا

فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع؛ وكقوله في الرجز:

دار لِسَلْمَى، إِذ سُلَيْمَى جارةٌ،

قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ

(* قوله« دار لسلمى إلخ» هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى.)

وكقوله في الرجز:

القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ،

والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ

فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ.

وتَقْطِيعُ الشعر: وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ.

وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ؛ وقاطَعَ فلان

فلاناً بسيفيهما كذلك. ورجل لَطّاع قَطّاعٌ: يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ

ويردّ الثاني، واللَّطّاعُ مذكور في موضعه. وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ:

كقولهم نافِذٌ.

والأَقْطَعُ: المقطوعُ اليَدِ، والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ

وسُودانٍ. ويَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً. والقَطَعَةُ

والقُطْعةُ، بالضم، مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ: موضع القَطْعِ من اليد،

وقيل: بقيّةُ اليدِ المقطوعةِ، وضربَه بقَطَعَتِه. وفي الحديث: أَنَّ

سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان يَسْرِقُ بقَطَعَتِه، بفتحتين؛ هي الموضعُ

المقطوعُ من اليد، قال: وقد تضم القاف وتسكن الطاء فيقال: بقُطْعَتِه، قال

الليث: يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ

الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره، ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل

قَطِعَ أَو قَطُعَ، وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ. وفي التنزيل:

فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا؛ قال ثعلب: معناه استُؤْصِلُوا من

آخرهم.ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه: آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ

الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها. ومَقاطِيعُ الأَوديةِ:

مآخيرُها. ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ: حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه. والمُنْقَطِعُ:

الشيءُ نفسُه. وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ. وقَطَعَ

الماءَ قَطْعاً: شَقَّه وجازَه. وقطَعَ به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه

وأَقطَعَه به: جاوَزَه، وهو من الفصل بين الأَجزاء. وقَطَعْتُ النهر قَطْعاً

وقُطُوعاً: عَبَرْتُ. ومَقاطِعُ الأَنهار: حيث يُعْبَرُ فيه. والمَقْطَعُ:

غايةُ ما قُطِعَ. يقال: مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا رَمْلَ

وراءه. والمَقْطَعُ: الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ.

ومَقاطِعُ القرآنِ: مواضعُ الوقوفِ، ومَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه، حين ذَكَر أَبا بكر، رضي الله عنه: ليس فيكم مَنْ

تَقَطَّعُ عليه

(* قوله« تقطع عليه» كذا بالأصل، والذي في النهاية: دونه)

الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر؛ أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه

في الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين؛ وفي

النهاية: أَي ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ

مُسابقِيه حتى لا يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر، رضي الله عنه. يقال للفرَس

الجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي للبَعِيثِ:

طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما

تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ

وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاءِ، ولم يَكُنْ

شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ

ومنه حديث أَبي ذر: فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ

إِسْراعاً كثيراً تقدمت به وفاتت حتى إن السراب يظهر دونها أَي من ورائها

لبعدها في البر.

ومُقَطَّعاتُ الشيء: طرائقُه التي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عنها

كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ، ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه: ما تَحَلَّل

إِليه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه التي يسميها عَرُوضِيُّو العرب الأَسْبابَ

والأَوْتادَ.

والقِطاعُ والقَطاعُ: صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ.

وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً؛ عن اللحياني: صرَمه.

قال سيبويه: قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ واستعملته فيه. وأَقْطَعَ

النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه. وأَقْطَعْتُه: أَذِنْتُ

له في قِطاعه.

وانْقَطَعَ الشيءُ: ذهَب وقْتُه؛ ومنه قولهم: انْقَطَعَ البَرْدُ

والحرُّ. وانْقَطَع الكلامُ: وَقَفَ فلم يَمْضِ.

وقَطَعَ لسانه: أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه. وانْقَطَعَ لسانه: ذهبت

سَلاطَتُه. وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لم تكن سَلِيطةً. وفي الحديث لما

أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبياته العينية: اقْطَعُوا عني لِسانه أَي

أَعْطُوه وأَرْضُوه حتى يسكت، فكنى باللسانِ عن الكلامِ. ومنه الحديث: أَتاه

رجل فقال: إِني شاعر، فقال: يا بلال، اقْطَعْ لسانه فأَعطاه أَربعين

درهماً. قال الخطابي: يشبه أَن يكون هذا ممن له حق في بيت المال كابن السبيل

وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره.

وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالحق فلم

يُجِبْ، فهو مُقْطِعٌ. وقَطَعَه قَطْعاً أَيضاً: بَكَّتَه، وهو قَطِيعُ القولِ

وأَقْطَعُه، وقد قَطَعَ وقَطِعَ قَطاعةً. واقْطَعَ الشاعِرُ: انْقَطَعَ

شِعْرُه. وأَقْطََعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت: انْقَطَعَ بيضُها، قال

الفارسيّ: وهذا كما عادلوا بينهما بأَصْفَى. وقُطِعَ به وانْقُطِعَ وأُقْطِعَ

وأَقْطَعَ: ضَعُفَ عن النكاح. وأُقْطِعَ به إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ إِذا

لم يُرِدِ النساءَ ولم يَنْهَض عُجارِمُه. وانْقُطِعَ بالرجل والبعيرِ:

كَلاَّ. وقفطِعَ بفلان، فهو مَقْطُوعٌ به، وانْقُطِعَ به، فهو مُنْقَطَعٌ

به إِذا عجز عن سفره من نَفَقَةٍ ذهبت، أَو قامَت عليه راحِلَتُه، أَو

أَتاه أَمر لا يقدر على أَن يتحرك معه، وقيل: هو إِذا كان مسافراً

فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله. وقُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ

رَجاؤُهُ. وقُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطريقُ. وفي الحديث:

فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به. وفي الحديث: ولو

شئنا لاقْتَطَعْناهم. وفي الحديث: كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً

أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم في الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم. ويقال

للغريب بالبلد: أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ عنهم ومُنْقَطِعٌ،

وكذلك الذي يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو. وأَقْطَعْتُ الشيء إِذا

انْقَطَعَ عنك يقال: قد أَقْطَعْتُ الغَيْثَ. وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن

الضِّراب. والمُقْطَعُ، بفتح الطاءِ: البعير إِذا جَفَرَ عن الصواب؛ قال

النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته:

قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ

زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ

وقد أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ. وناقةٌ قَطُوعٌ: يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً.

والقَطْعُ والقَطِيعةُ: الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل، والفعل كالفعل والمصدر

كالمصدر، وهو على المثل. ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ: لا يثبت على

مُؤاخاةٍ. وتَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا. وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ:

تَحاصَّتْ. وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً وقَطِيعةً وقَطَّعَها: عَقَّها ولم

يَصِلْها، والاسم القَطِيعةُ. ورجل قُطَعَةٌ وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ:

يَقْطَعُ رَحِمَه. وفي الحديث: من زَوَّجَ كَرِيمَةً من فاسِقٍ فقد قَطَعَ

رَحمها، وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالي أَن يضاجعها. وفي حديث

صِلَةِ الرَّحِمِ: هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ؛ القَطِيعَةُ:

الهِجْرانُ والصَّدُّ، وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ، ويريد به ترك البر والإِحسان

إِلى الأَهل والأَقارب، وهي ضِدّ صِلَة الرَّحمِ. وقوله تعالى: أَن تفسدوا

في الأَرض وتُقَطِّعُوا أَرحامَكم؛ أَي تعُودوا إِلى أَمر الجاهلية

فتفسدوا في الأَرض وتَئِدُوا البناتِ، وقيل: تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بني هاشم

وبنو هاشم قريشاً. ورَحِمٌ قَطعاءُ بيني وبينك إِذا لم توصل. ويقال:

مَدّ فلان إِلى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ، بالتاء، أَي تَوَسَّلَ

إِليه بقرابة قريبة؛ وقال:

دَعاني فلم أُورَأْ بِه، فأَجَبْتُه،

فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا

والأُقْطوعةُ: ما تبعثه المرأَة إِلى صاحبتها علامة للمُصارَمةِ

والهِجْرانِ، وفي التهذيب: تبعث به الجارية إِلى صاحبها؛ وأَنشد:

وقالَتْ لِجارِيَتَيْها: اذْهَبا

إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ

والقُطْعُ: البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ. ورجل قَطِيعٌ: مَبْهُورٌ

بَيّنُ القَطاعةِ، وكذلك الأُنثى بغير هاء. ورجل قَطِيعُ القيام إِذا وصف

بالضعف أَو السِّمَنِ. وامرأَة قَطُوعٌ وقَطِيعٌ: فاتِرةُ القِيامِ. وقد

قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً. والقُطْعُ والقُطُعُ في الفرس وغيره:

البُهْرُ وانْقِطاعُ بعض عُرُوقِه. وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر: وهو النفَس

العالي من السمن وغيره. وفي حديث ابن عمر: أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بهر

فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ في الحَسا فيأْكله؛ قال الكسائي: القُطْعُ

الدَّبَرُ

(* قوله «القطع الدبر» كذا بالأصل. وقوله «لأبي جندب» بهامش الأصل بخط

السيد مرتضى صوابه:

وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه * يعاودني قطع علي ثقيل

والبيت لأبي خراش الهذلي). وأَنشد أَبو عبيد لأَبي جندب الهذلي:

وإِنِّي إِذا ما آنسٌ . . .* مُقْبَلاً،

(* كذا بياض بالأصل ولعله:

وإني إذا ما آنس شمت مقبلاً،)

يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ

يقول: إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته. وقال ابن الأَثير: القُطْعُ انْقِطاعُ

النَّفَسِ وضيقُه. والقُطْعُ: البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره. يقال: قُطِعَ

الرجلُ، فهو مقطوعٌ، ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ في بطنه أَو

شَحْمٌ: مقطوعٌ، وقد قُطِعَ.

واقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً، يقال: اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم فلان.

والقِطْعةُ من الشيء: الطائفةُ منه. واقْتَطَعَ طائفة من الشيء: أَخذها.

والقَطِيعةُ: ما اقْتَطَعْتَه منه. وأَقْطَعَني إِياها: أَذِنَ لي في

اقْتِطاعِها. واسْتَقْطَعَه إِياها: سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها.

وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طائفة من أَرض الخراج. وأَقْطَعَه نهراً: أَباحَه له.

وفي حديث أَبْيَضَ بن حَمّالٍ: أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ

فأَقْطَعَه إِياه؛ قال ابن الأَثير: سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً

يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد، والإِقطاعُ يكون تمليكاً وغير تمليك. يقال:

اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَلَه أَن

يُقْطِعَها له ويبنيها مِلْكاً له فأَعطاه إِياها، والقَطائِعُ إِنما تجوز

في عَفْوِ البلاد التي لا ملك لأَحد عليها ولا عِمارةَ فيها لأَحد

فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأْ له عِمارَتُه

بإِجراء الماء إِليه، أَو باستخراج عين منه، أَو بتحجر عليه للبناء فيه. قال

الشافعي: ومن الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقِ لا تمليكٍ، كالمُقاعَدةِ

بالأسواق التي هي طُرُقُ المسلمين، فمن قعد في موضع منها كان له بقدر ما

يَصْلُحُ له ما كان مقيماً فيه، فإِذا فارقه لم يكن له منع غيره منه كأَبنية

العرب وفساطِيطِهمْ، فإِذا انْتَجَعُوا لم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا، ومنها

إِقْطاعُ السكنى. وفي الحديث عن أُمّ العلاءِ الأَنصارية قالت: لما قَدِمَ

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، المدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فطار

سَهْمُ عثمانَ ابن مَظْعُونٍ علَيّ؛ ومعناه أَنزلهم في دُورِ الأَنصارِ

يسكنونها معهم ثم يتحوّلون عنها؛ ومنه الحديث: أَنه أَقْطَعَ الزبير نخلاً،

يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النخل

مالٌ ظاهِرُ العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه، وكان بعضهم يتأَوّل

إِقْطاعَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، المهاجرين الدُّورَ على معنى

العارِيّةِ، وأَما إِقْطاعُ المَواتِ فهو تمليك. وفي الحديث في اليمين: أَو

يَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي يأْخذه لنفسه متملكاً، وهو

يَفْتَعِلُ من القَطْعِ. ورجل مُقْطَعٌ: لا دِيوانَ له. وفي الحديث: كانوا أَهلَ

دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ، بفتح الطاء، ويروى مُقْتَطِعينَ لأَن الجند لا

يَخْلُونَ من هذين الوجهين.

وقَطَعَ الرجلُ بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً: اخْتَنَقَ به. وفي التنزيل:

فَلْيَمْدُدْ بسبب إِلى السماء ثم ليَقْطَعْ فلينظر؛ قالوا: لِيَقْطَعْ أَي

لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلى السقف ثم يَقْطَعُ نفسَه

من الأَرض حتى يختنق، قال الأَزهري: وهذا يحتاج إِلى شرح يزيد في إِيضاحه،

والمعنى، والله أَعلم، من كان يظن أَن لن ينصر الله محمداً حتى يظهره على

الدين كله فليمت غيظاً، وهو تفسير قوله فليمدد بسَبَبٍ إِلى السماء،

والسببُ الحبل يشدّه المختنق إِلى سَقْفِ بيته، وسماءُ كل شيء سقفه، ثم ليقطع

أَي ليمد الحبل مشدُوداً في عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتى ينقطع فيموت

مختنقاً؛ وقال الفراء: أَراد ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به، فذلك

قوله ثم ليقطع اختناقاً. وفي قراءة عبد الله: ثم ليقطعه، يعني السبب وهو

الحبل، وقيل: معناه ليمد الحبل المشدود في عنقه حتى ينقطعَ نفَسُه

فيموتَ.وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لك تَقْطِيعاً: يَصْلُح عليك

قميصاً ونحوَه. وقال الأَزهري: إِذا صلح أَن يُقْطَعَ قميصاً، قال

الأَصمعي: لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطِّعُ ولا يُقَطِّعُني ولا

يَقْطَعُني، هذا كله من كلام المولّدين؛ قال أَبو حاتم: وقد حكاه أَبو عبيدة عن

العرب.

والقُطْعُ: وجَعٌ في البطن ومَغَسٌ. والتقطِيعُ مَغَسٌ يجده الإِنسان في

بطنه وأَمْعائِه. يقال: قُطِّعَ فلان في بطنه تَقْطِيعاً.

والقَطِيعُ: الطائفة من الغنم والنعم ونحوه، والغالب عليه أَنه من عشر

إِلى أَربعين، وقيل: ما بين خمس عشرة إِلى خمس وعشرين، والجمع أَقْطاعٌ

وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ؛قال سيبويه: وهو مما جمع على غير

بناء واحده، ونظيره عندهم حديثٌ وأَحاديثُ. والقِطْعةُ: كالقَطِيع.

والقَطِيعُ: السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه، وقيل: هو مشتق من القَطِيعِ

الذي هو المَقْطُوعُ من الشجر، وقيل: هو المُنْقَطِعُ الطرَف، وعَمَّ أَبو

عبيد بالقَطِيعِ، وحكى الفارسي: قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما

قالوا سُطْتُه بالسوط؛ قال الأَعشى:

تَرى عَينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها،

تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما

قال ابن بري: السوط المُحَرَّمُ الذي لم يُليَّن بَعْد. الليث:

القَطِيعُ السوط المُنْقَطِعُ. قال الأَزهري: سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم يأْخذون

القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور، ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه

ويتركونه حتى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً، سمي قَطِيعاً لأَنه

يُقْطَعُ أَربع طاقات ثم يُلْوى.

والقُطَّعُ والقُطَّاعُ: اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض. وقُطَّاعُ الطريق:

الذين يُعارِضون أَبناءَ السبيل فيَقْطَعون بهم السبيلَ.

ورجل مُقَطَّعٌ: مُجَرَّبٌ. وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ. وشيء

حسن التقْطِيعِ إِذا كان حسن القَدِّ. ويقال: فلان قَطِيعُ فلان أَي

شَبيهُه في قَدِّه وخَلْقِه، وجمعه أَقْطِعاءُ.

ومَقْطَعُ الحقِّ: ما يُقْطَعُ به الباطل، وهو أَيضاً موضع التِقاءِ

الحُكْمِ، وقيل: هو حيث يُفْصَلُ بين الخُصومِ بنص الحكم؛ قال زهير:

وإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ:

يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ

ويقال: الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح.

والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ: طائفة من الليل

تكون من أَوّله إِلى ثلثه، وقيل للفزاريِّ: ما القِطْعُ من الليل؟ فقال:

حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها ولا تَدْرِي كمْ هِيَ.

والقِطْعُ: ظلمة آخر الليل؛ ومنه قوله تعالى: فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من الليل؛

قال الأَخفش: بسواد من الليل؛ قال الشاعر:

افْتَحي الباب، فانْظُري في النُّجومِ،

كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ

وفي التنزيل: قِطَعاً من الليل مظلماً، وقرئ: قِطْعاً، والقِطْعُ: اسم

ما قُطِعَ. يقال: قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً، واسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ.

قال ثعلب: من قرأَ قِطْعاً، جعل المظلم من نعته، ومن قرأَ قِطَعاً جعل

المظلم قِطَعاً من الليل، وهو الذي يقول له البصريون الحال. وفي الحديث:

إِنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ الليل المُظْلِمِ؛ قِطْعُ الليلِ

طلئفةٌ منه وقِطْعةٌ، وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ، أَراد فتنة مظلمة سوْداءَ

تعظيماً لشأْنها.

والمُقَطَّعاتُ من الثيابِ: شِبْه الجِبابِ ونحوها من الخَزِّ وغيره. وفي

التنزيل: قُطِّعَتْ لهم ثيابٌ من نار؛ أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ

لبَوساً لهم. وفي حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة قال: نخل الجنة سَعَفُها

كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم؛ قال ابن الأَثير: لم

يكن يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب. وقال ابن الأَعرابي: لا يقال للثياب

القِصار مُقَطَّعاتٌ، قال شمر: ومما يقوِّي قوله حديث ابن عباس في وصف

سَعَفِ الجنة لأَنه لا يصف ثياب أَهل الجنة بالقَصَرِ لأَنه عيب، وقيل:

المقطَّعات لا واحد لها فلا يقال لجملة للجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ، ولا

للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ، وإِنما يقال الثياب القصار مُقَطَّعات، وللواحد ثوب. وفي

الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه مُقَطَّعاتٌ

له؛ قال ابن الأَثير: أَي ثياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ التمام،

وقيل: المُقَطَّع من الثياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ

وسَراوِيلاتٍ وغيرها، وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ

والرِّياطِ التي لم تقطع، وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها

أُخرى؛ وأَنشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً:

كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا،

مُخالِطَ التَّقْلِيصِ، إِذْ تَدَرَّعا

(* وقوله« كأن إلخ» سيأتي في نصع: تخال بدل كأن.)

قال ابن الأَعرابي: يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه، يقول:

تخال أَنه أُلْبِسَ ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لست

على لونه؛ وقول الراعي:

فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ، وأَحْقِبوا

على الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا

يعني الدروع. والحديدُ المُقَطَّعُ: هو المتخذ سلاحاً. يقال: قطعنا

الحديد أَي صنعناه دُروعاً وغيره من السِّلاح. وقال أَبو عمرو: مُقَطَّعاتُ

الثياب والشِّعرْ قِصارُها. والمقطَّعات: الثياب القصار، والأَبياتُ

القِصارُ، وكل قصيرٍ مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ؛ ومنه حديث ابن عباس:وقتُ صلاةِ

الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ، يعين قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة في

أَول النهار، فكلما ارتفعت الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت، وسميت

الأَراجيز مُقَطِّعاتِ لقصرها، ويروى أَن جرير بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة

اختلاف في شيء فقال: أَما والله لئن سَهِرْتُ له ليلة لأَدَعَنَّه

وقلَّما تغني عنه مقطَّعاته، يعني أَبيات الرجز. ويقال للرجُل القصير: إِنه

لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ.

والمِقْطَعُ: مثالٌ يُقْطَعُ عليه الأَديم والثوب وغيره. والقاطِعُ:

كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ. وقال أَبو الهيثم: إِنما هو القِطاعُ لا

القاطِعُ، قال: وهو مثل لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ

ومِسْرَدٍ.

والقِطْعُ: ضرب من الثياب المُوَشَّاةِ، والجمع قُطوعٌ. والمُقَطَّعاتُ:

بُرود عليها وشْيٌ مُقَطَّعٌ. والقِطْعُ: النُّمْرُقةُ أَيضاً.

والقِطْعُ: الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ على كَتِفَيِ البعير، والجمع كالجمع؛

قال الأَعشى:

أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها،

تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ

قال ابن بري: الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاص يمدح معاوية

ويقال لِزيادٍ الأَعْجَمِ؛ وبعده:

بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ،

كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ

وفي حديث ابن الزبير والجِنِّيِّ: فجاء وهو على القِطع فنَفَضَه،

وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ على كتفي البعير.

وقاطَعَه على كذا وكذا من الأَجْرِ والعَمَلِ ونحوه مُقاطعةً.

قال الليث: ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ الأَرانِبِ؛ قال

الأَزهري: هذا ليس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ السريعة؛

ويقال للأَرنب السريعة: مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ

ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً في بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ،

أَو رِئاتِ من يَعْدُو على أَثرها ليصيدها، وهذا كقولهم فيها مُحَشِّئةُ

الكِلاب، ومن قال النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي

تُجاوِزُه؛ قال يصف الأَرنب:

كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري،

مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ النِّياطِ

وقال الشاعر:

مَرَطى مُقَطِّمةٍ سُحُورَ بُغاتِها

مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ، مهما تُطْلَبِ

ويقال لها أَيضاً: مُقَطِّعةُ القلوب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ فَضْلي،

مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ القُلُوبِ

أُرَيْنِبِ خُلّةٍ، باتَتْ تَغَشَّى

أَبارِقَ، كلُّها وَخِمٌ جَدِيب

ويقال: هذا فرس يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي يجري ضُرُوباً من الجَرْيِ

لِمَرحِه ونشاطِه. وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً: خَلَّفَها ومضى؛ قال

أَبو الخَشْناءِ، ونسبه الأَزهري إِلى الجعدي:

يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه،

ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ

ويقال: جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بعضها في إِثر بعض. وفلان

مُنْقَطِعُ القَرِينِ في الكرم والسّخاء إِذا لم يكن له مِثْلٌ، وكذلك

مُنْقَطِعُ العِقالِ في الشرّ والخُبْثِ؛ قال الشماخ:

رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إِلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرِينِ

أَبو عبيدة في الشِّياتِ: ومن الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وهي التي

ارْتَفَعَ بياضُها من المَنْخَرَيْنِ حتى تبلغ الغُرَّةُ عينيه دون جَبْهته. وقال

غيره: المُقَطَّعُ من الحَلْي هو الشيء اليسيرُ منه القليلُ،

والمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ اليسِيرِ كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ

وما أَشبهها؛ ومنه الحديث: أَنه نَهى عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً؛

أَراد الشيء اليسير وكره الكثير الذي هو عادة أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء

والكِبْر، واليسيرُ هو ما لا تجب فيه الزكاة؛ قال ابن الأَثير: ويشبه أَن

يكون إِنما كره استعمال الكثير منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ بإِخراج زكاته

فيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فيه الزكاةَ. وقَطَّعَ عليه العذابَ:

لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عليه ضُرُوباً من العذاب. والمُقَطَّعاتُ:

الدِّيارُ. والقَطِيعُ: شبيه بالنظير. وأَرض قَطِيعةٌ: لا يُدْرى أَخُضْرَتُها

أَكثر أَم بياضُها الذي لا نبات به، وقيل: التي بها نِقاطٌ من الكَلإِ.

والقُطْعةُ: قِطْعةٌ من الأَرض إِذا كانت مَفْروزةً، وحكي عن أَعرابي

أَنه قال: ورثت من أَبي قُطْعةً. قال ابن السكيت: ما كان من شيء قُطِعَ من

شيء، فإِن كان المقطوعُ قد يَبْقى منه الشيء ويُقْطَعُ قلت: أَعطِني

قِطْعةً، ومثله الخِرْقةُ، وإِذا أَردت أَن تجمع الشيء بأَسره حتى تسمي به

قلت: أَعْطِني قُطْعةً، وأَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً،

وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول غَلَبَني فلان على قُطْعةٍ من الأَرض،

يريد أَرضاً مَفْروزةً مثل القِطْعةِ، فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء

قُطِعَ منه قلت قِطْعةٍ. وكل شيء يُقْطَعُ منه، فهو مَقْطَع. والمَقْطَعُ:

موضع القَطْعِ. والمَقْطعُ: مصدر كالقَطْعِ. وقَطَّعْتُ الخمر بالماء إِذا

مَزَجْتَه، وقد تَقَطَّعَ فيه الماءُ؛ وقال ذو الرمة:

يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها،

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُزَفِ الخَمْر

موضوعُ الحديثِ: مَحْفُوظُه وهو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما يُخْلَطُ

الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ. وأَقْقَعَ القومُ

(* قوله« القوم» بهامش

الأصل صوابه: القرم.) إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء فرجَعوا إِلى أَعدادِ

المياهِ؛ قال أَبو وَجْزةَ:

تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ، إِنهم

مَناهلُ أَعدادٌ، إِذا الناسُ أَقْطَعوا

وفي الحديث: كانت يهودُ قوماً لهم ثِمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ

بانْقِطاعِ الماءِ عنها. ويقال: أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ

مِياهُ رَكاياهُم. ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ.

وقد قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه. وقَطَعَ الماءُ

قُطُوعاً وأَقْطَعَ؛ عن ابن الأَعرابي: قلَّ وذهب فانْقَطَعَ، والاسم

القُطْعةُ. يقال: أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم في

القيظ. وبئر مِقْطاعٌ: يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً. ويقال: قَطَعْتُ الحوْضَ

قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتُ الماء؛ ومنه قول

ابن مقبل يذكر الإِبل:

قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه

بِشِرْبٍ غشاشٍ، وهْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ

أَي باقِيه. وأَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك

وأَقْلَعَتْ. يقال: مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا وأَقْطَعَتْ ببلد كذا.

وقَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت: انْحَدَرَت من بلاد

البرد إِلى بلاد الحر. والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلى بلد

في وقت حر أَو برد،وهي قَواطِعُ. ابن السكيت: كان ذلك عند قَطاعِ الطير

وقَطاعِ الماءِ، وبعضهم يقول قُطُوعِ الطير وقُطوعِ الماء، وقَطاعُ الطير:

أَن يجيء من بلد إِلى بلد، وقَطاعُ الماء: أَن َينْقَطِعَ. أَبو زيد:

قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا في الشتاء قُطُوعاً ورجعت في الصيف رُجُوعاً،

والطير التي تقيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ، ويقال: جاءَت الطير

مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بمعنى واحد. والقُطَيْعاءُ، ممدود مثال

الغُبَيْراءِ: التمر الشِّهْرِيزُ، وقال كراع: هو صِنْفٌ من التمر فلم يُحَلِّه؛

قال:

باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ،

وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ دُسْمِ

وفي حديث وفد عبد القيس: تَقْذِفُونَ فيه من القُطَيْعاءِ، قال: هو نوع

من التمر، وقيل: هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ. ويقال: لأَقْطَعَنَّ

عُنُقَ دابتي أَي لأَبيعنها؛ وأَنشد لأَعرابي تزوج امرأَة وساق إِليها

مَهْرَها إِبلاً:

أَقُولُ، والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ

في جِلّةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ:

قَطَّعَتِ الأَحْراجُ أَعناقَ الإِبلْ

ابن الأَعرابي: الأَقْطَعُ الأَصم؛ قال وأَنشدني أَبو المكارم:

إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حين أَرْجُو رِفْدَه

عُمُراً، لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ

قال: الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الخِنَّابةُ، وهو شَمُّ الأَنْفِ.

والخِنَّابَتانِ: مَجْرَيا النفَسِ من المَنْخَرَيْنِ. والقُطْعَةُ في طَيِّءٍ

كالعَنْعَنة في تَميمٍ، وهو أَن يقول: يا أَبا الحَكا، يريد يا أَبا

الحَكَمِ، فيَقْطَعُ كلامه. ولبن قاطِعٌ أَي حامِضٌ.

وبنو قُطَيْعةَ: قبيلة حيٌّ من العرب، والنسبة إِليهم قُطَعِيٌّ. وبنو

قُطْعةَ: بطن أَيضاً. قال الأَزهري: في آخر هذه الترجمة: كلّ ما مر في هذا

الباب من هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والمعاني مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت

الأَلفاظ، وكلام العرب يأْخذ بعضه برقاب بعض، وهذا دليل على أَنه أَوسع

الأَلسنة.

قطع: قطع: حبس، احتجز، حجز. (الكالا) قطع: ابطل، يفال: قطع الحدث الصلاة= أبطلها. (محيط المحيط).
قطع: استهلك القوت بتناوله. (بوشر).
قطع: توقف عن إرسال الإتاوة، ففي اوتيشيوس (1: 246): قطع صدقيا ملك يهوذا ما كان يحمله إلى بختنصر من الذهب والفضة.
قطع: انقص الرواتب وقللها، يقول أبو الفرج (ص156): قطع أرزاق جنوده بعد مصالحته للفرس.
قطع لفلان: حسم منه. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 206): فمن غاب منهم قطع له عند دفع المرتب بقدر غيبته. وفي المقري (1: 602)، رجل له دار يأخذ أجرتها يجيء إليه الخزرجي يقطع عليه حقه. أي يمنع حقه بالأجرة.
قطع: مزق. (الكتلا). وفي ألف ليلة (1: 93) فقمت وأنا في صورة القرد وخطفت الدرج من أيديهم فخافوا أني أقطعه.
قطع: مزق عرضه، سبه، أهانه، يقول أبو الفرج (ص356): كتب إليه ابن بطلان رسالة يقطعه فيها ويذكر معايبه.
قطع: عذب المجرم وانتزع قطعا من لحمه بكلابه محمية. (الكالا).
قطع: حل، فك. ففي حكاية باسم الحداد (ص44): فقامت المرأة قطعت من رأسها درهمين وأعطته (المعروف في المشرق أن النساء يحملن قطعا من النقود يتحلين ويتزين بها).
قطع: أرهق جوادا وأتعبه فمات أو بقي منهوكا ملتهب الحافر. ففي انيشيوس (2: 474): فانهزم خمارويه ورجع وحده إلى مصر وقد قطع خمس دواب في طريقه.
قطع: لا يقال قطع ثيابه فقط بل يقال قطع الأعلام أيضا أي مزقها وخرقها. ففي طرائف كوسج (ص99): فقطع الأعلام والأقبية البيض.
قطع: ترك الصديق وهجره. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): صل من قطعك وأعف عمن ظلمك. (المقري 1: 513). وفي حيان (ص12 ق): يواصل على ذلك حلقاءه من أهل الجليقي وصاحب ببشتر واشكالهم ويوإليهم ولا يقطعهم.
قطع: عند النصارى: حرم، أحرم. (اتيشيوس 2: 9).
قطع: منع من الكلام، اسكت. وفي محيط المحيط: قطعه بالحجة بكتة. وفي المقري (1: 632): عرفه أنى قد بهرني من حسن هذه الملكة ما قطعني عن حديثه. وفي معجم الكالا: قطع الكلمة وقطع الكلام: أسكته ومنعه من الكلام حسب ما يقوله ابن عبد ربه. وفي حيان (ص32 و): قال فقطعه أبن عبد ربه. وفي موضع آخر منه (ص4 ق): فقطع إلى ذكر حاجة ممتنعة، أي أسكته ومنعه من الكلام ليسأله شيئا لم يرد أن يمنحه إياه.
ويقال أيضا: قطع على فلان (المقري 2: 416 العمراني ص43).
قطع الوقت: قضى الوقت، ويقال: قطع اليوم وقطع الليل أي قضاهما (معجم بدرون) وقطع الزمان أي قضى الوقت وتسلى وتلهى. (الفخري ص5، 54، ص155) ويقال: قطع سهر الليل أي قضى الوقت بالسهر (ألف ليلة 1: 10) وقطع الليل: سهر.
قطع الزمان: أخر. أجل. (بوشر).
قطع: عبر، جاز. وتطلق أيضا على حركات الكواكب. ففي الكتاب المنسوب للواقدي طبعه هماكر (ص99 من التعليقات): يقطع القمر الفلك في ثمان وعشرين ليلة. وفي نص الكتاب (ص47): فمن قال بالقطع والتأثير فقد خرج من ملتنا وشريعتنا ومعنى القطع والتأثير فإن النجم إذا قطع بالتأثير لابد أن ينزل الغيث فيكون غلاء أو رخص. وهذا يدل على تأثير الكواكب حين تمر بنجم من النجوم، (انظر التعليقات ص99 وص100، وانظر قطع أدناه).
قطع: قرر. فصل في، قضى، بث. يقال مثلا: قطع المشكلة أي بث فيها، (بوشر، فإن دن برج ص6 رقم 2).
قطع: أكد، قرر، جزم. ففي أماري (ص29): وقطعوا قطعا إلا مباني أعجب من مباني المدينة. (القلائد ص191)، وفي رحلة ابن بطوطة قبلة قطع أي قبلة نهائية قد بت فيها.
ويقال: قطع أن (ابن جبير ص120، ص139، المقري 1: 478، 812) وقطع ب. ففي رحلة ابن جبير (ص44): القطع بصحة الشيء (وفي الهامش على صحة) ويقال: قطع بأن وبأنه. (ابن جبير ص337، ابن العوام 101، 17) كما يقال قطع على (عباد 1: 222).
قطع: كان متأكدا كل التأكد (البكري ص175) وبنفس للمعنى: قطع على أن (ابن جبير ص59).
وفي حيان -بسام (1: 8 و): وهي وقعة قنتيش المشهورة بالأندلس التي قطع المقال على إنه قتل فيها عشرة آلاف قتيل وأزيد.
قطع عقله إن: حدس، خمن، افترض. (بوشر).
قطع: أثبت، برهن أقام الدليل. (بوشر).
قطع: عاقب المجرم ببتر يده أو قدمه وإبانتهما (معجم أبي الفدا، معجم الماوردي) وفي طرائف دي ساسي (1: 402 رقك 25): هو أول من قطع في السرقة في الجاهلية فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام.
وفي ابن الأثير (9: 425): من سرق يقطع.
قطع: شار العسل من الخلية، واستخرجه (الكالا).
زمان القطع: فصل شور العسل اشتياره من الخلايا. (الكالا).
قطع: عند النصارى انقطع عن أكل اللحم والدهن، تنحس. (همبرت ص153).
قطع: توقف، انقطع. (الكالا). وهذا فيما يظهر المعنى الذي يطلقه الأهالي لقولهم قطع ماء الركية= انقطع وذهب.
قطع: من مصطلح لعب القمار بمعنى افتتح اللعب بمبلغ معين، والتزم به، وتحدى الصندوق في القمار بأن وضع مالا ضد صاحب الصندوق، (الكالا) وفيه: (قطع: افتتاح اللعب في القمار). قطع بعثا عليهم: أمرهم أن يجهزوا منهم كتيبة من الجند. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، أخبار ص104) ومن هذا يقال قطع بعثا مع فلان، أي أرسل كتيبة من الجند بقيادة فلان. (البلاذري ص193) وفي أخبار (ص76): فقطع بعثا عليهم أبن شهاب. أي أرسل كتيبة من الجند بقيادة ابن شهاب.
قطع الثمن: اتفق على الثمن ووافق عليه. (بوشر).
قطع الحساب: صفى الحساب. (بوشر). وفي النويري (أفريقية ص23 و): اقطعا حسابها. أي صفيا حسابكما معها.
قطع الخمر: انقطع عن شرب الخمر وتركها. (المقري 2: 396). (=ترك الخمر). وكذلك يقال قطع فقط بمعنى ترك الخمر. (الأغاني ص33) وانظر التعليقة في (ص290 - 291) حيث قولهم: قطع شرب الخمر. غير أني لا أستطيع أن أقبل ما يقوله فليشر في الآخر.
قطع السعر: عين الثمن وحدده. (أماري ديب ص192).
قطه الطريق على: أخافه بالتلصص فيه وسلب المارة. وقد وجدت المصدر قطعة عند حيان (ص 51 ق) في قوله: وتضمن له إصلاح الطريق ومنع الطماشكة ومن معه من المفسدين من قطعة الطريق.
ويقال: قطع وحدها. (معجم البلاذري) وفي حيان (86 ق): اللصوص الذين كانوا يقطعون بجانب الشرف ويضرون بأهل تلك النواحي.
ويقال أيضا: قطع الطريق عليه. ففي ابن اياس (ص17): وكانوا يقطعون الطريق على الناس ويمنعونهم من الخروج.
قطع العقل: استحب، استحسن، رضي به، قبله، تقبله، (بوشر).
قطع العقل: إقناع، قدرة على الإقناع. (بوشر).
يقطع العقل: مقنع. (بوشر).
قطع عقله: أرضاهن عجبه، طاب له. احبه 0بوشر).
قطع بعقله أن: اقنعه، حمله على الاعتقاد (بوشر).
قطع أعناق الخيل، وكذلك قطع أعناق الخيل. يقال: فرس قطع أعناق الخيل أي سبقها وخلفها وراءه (معجم مسلم).
قطع قصيدا: نظم قصيدة من الشعر. ففي العبدري (ص111 ق): كان بمصر شاعر هجاء فقطع قصيدا هجا فيه جميع أهل الخطط وبدا بالسلطان.
قطع قلبه: فتت قلبه، وألمه، وألقاه في شدة الحزن والغم. (فريتاج طرائف ص135).
قطع عليه مالا: تطلب منه فدية. ففي المنتخب لفريتاج (ص60): وقطعوا على جماعة من المعسكر أموالا أخذوها منهم.
قطع مالا (قطيعة) على نفسه: قدم فدية، ففي المنتخب لفريتاج (ص60): وقتلوا جماعة من الأسرى صبرا فخاف الباقون وقطعوا أموالا على أنفسهم ووزنوها. وفي حياة صلاح الدين (ص209): ومن أخباره أن سيف الدين المشطوب ضيق عليه وأنه قطع على نفسه قطيعة عظيمة من خيل وبغال وأنواع الأموال.
قطع نفسه: حبس نفسه. ففي رياض النفوس (ص88 ق): رأى في المنام إنه سيمثل أمام الله، قال: فأحضرت ذهني وقطعت نفسي وعدلت أموري. (ألف ليلة 1: 248) وفي برسل: قطع حسه. (برسل 4: 185).
قطع النفس: لهث، ضاق نفسه. (بوشر).
قطع الورث: حرمه من الإرث (الكالا).
وفيه قطع الورث: الحرمان من الارث. وهو مقطوع الورث: محروم من الإرث.
قطع الولد من الرضاعة: فطم الولد عن الرضاعة. (فوك).
قطع إلى: اجتاز المكان إلى غيره (فوك).
قطع إلى: عبر إلى، جاز إلى. ففي المقري (3: 136): قطعت إلى الأندلس: عبرت من أفريقية إلى الأندلس.
قطع إلى: فر مسرعا إلى. ففي حيان (ص100 ق): فقتلوهم أقبح قتل وعبروه متبعين لهم وهم يقطعون إلى سمورة.
قطع بفلان: قطع عليه الطريق. (معجم البيان) وتستعمل مجازا بمعنى منعه من الذهاب بعيدا. ومنعه من مواصلة العمل والاستمرار فيه. ففي المقري (1: 473): وقد غشب علي وطلب مني أن أعيد إليه كتاب العين الذي بدأت بنسخه فلما قطع بي أي منعني من مواصلة هذا العمل قيل لي الخ. وجعل من المستحيل عليه تحقيق أمانيه وأماله.
فقي المقري (1: 481): فهو في وقته كله على رجاء لما يؤمله وتقاة لما يقطع به. (انظر تعليقة فليشر بريشت ص190).
قطع الرجل: يئس أو عجز. (محيط المحيط) وفي حيان- بسام (3: 50 ق): فلما قطعت ويئست مما عنده قمت منطلقا عنهن أي فلما خابت آمالي ويئست مما عنده الخ.
قطع بفلان: منع المؤن عنه (عباد 1: 253) وقد أخطأت حين رجعت عن هذا المعنى في معجم البيان.
ويقال أيضا قطع فلانا. ففي البيان 2: 104): حاصره قطعه وضيق عليه مدة من ثلاثة أشهر ألجأه فيها إلى أكل الدواب.
قطع بفلان: حرمه من وسائل العيش. ففي حكاية باسم الحداد (ص58): وما قطع الله بي لكن رزقني خمسة دراهم كاملة.
قطع بفلان: أفناه، دمره، عفى عليه، اباده، استأصله، أهلكه. ففي حيان- بسام (1: 47 و): فقطع الله بهم وأهلكهم في مدة قريبة.
قطع به: لا أدري تماما معنى هذا الفعل الذي ذكر في حيان (ص20 ق). وآل أمره إلى المسالمة وأداء الإتاوة على تمريض في الطاعة وقطع به مدة الأمير عبد الله.
قطع على فلان: فرض عليه إتاوة وضريبة (مملوك 1: 42).
قطع على فلان: انقض على مؤخرة جيش العدو وهجم عليها. ففي حيان (ص75 ق): فلما شرع في القفول وأخذ في الرحيل نشأت للفاسق ابن حفصون ولأصحابه فيه طماعية وتشرف لنيل فرصته فتهيأ للقطع عليه في مضيق كان على طريقه وركب ساقته في خيله. وفيه (ص88 و): وانتقل العسكر إلى بلش من أول كورة تدمير فلما اجتازت المقدمة على الحصن خرجت خيله للقطع عليها والتشغيب فيها.
قطع في: اثر في. (بوشر).
قطع في: اغتابه، طعن فيه بالقول. ففي حكاية باسم الحداد (ص87): وهو الساعة يدعى (=يدعو) علينا ويقطع فينا.
قطع في: تغلل، تغلغل، اخترق. (بوشر).
قطع الماء في: تسرب، ترشح. (بوشر).
يقطع فيه الماء: ينفذ فيه الماء، قابل لنفوذ الماء (بوشر).
قطع في: حكم، اصدر حكما. (بوشر).
قطع لفلان: خصص له، عين له. (معجم البلاذري) له. ويقال أيضا: قطع له قطعة من المال= افرزها له. ويقال أيضا: قطع له قطعة من الأرض ليزرعها.
ففي ابن العوام (1: 530): فيقطع لهم اليد من ثلاثين باعا في الطول. وفي مخطوطتنا بعد هذا: والأرض المتوسطة يقطع لهم اليد من أربعين باعا في الطول هو القطيع الذي يقطع من الكرم للرجالة.
قطّع (بالتشديد): قطع، قطم (همبرت ص38).
قطع: في القرآن الكريم (7: 160) في الكلام عن بني إسرائيل: وقطعانهم اثنتي عشرة أسباطا أمما. أي صيرناهم قطعا أي فرقا وميزناهم بعضهم عن بعض. وفرقناهم اثنتي عشرة قبيلة كل قبيلة أمة. غير أن المقريزي حين يقول (في طرائف دي ساسي 1: 104): اليهود الذين قطعهم الله في الأرض أمما، قد فسر هذا النص، أما خطأ أو بشيء من التساهل، بتفرق اليهود وتشتتهم في الأرض. كما لاحظ ذلك دي ساسي (ص 323 رقم 51).
قطع العروضي الشعر: حلله إلى أجزائه العروضية. (محيط المحيط، بوشر).
قطع روحه: بذل قصارى جهده، استعمل جميع الوسائل. (بوشر).
قطع الأصوات: من مصطلح الموسيقى بمعنى جزأ الألحان، بدل الألحان وغيرها، انشأ الألحان. (المقدمة 2: 352، 353، 354).
قطع عقله: سلب عقله، استهواه، وجعله يستهويه. أخذ بمجاميع قلبه، فتنة، سحره. (بوشر).
قطع أعناق الخيل: انظرها في مادة قطع.
قطع النفس: الهث، أضاق النفس. ففي رحلة ابن جبير (ص162): هذا الجبل شديد الوعورة يقطع الأنفاس تقطيعا.
قطع الوقت: قضى الوقت باللهو، عبث، تلهى (بوشر). قطع الليل: قضى الليل. ففي بدرون (ص148). يقطع الليل تسبيحا وقرانا.
قاطع: اختصر، أجمل، أوجز. (بوشر).
قاطع فلانا: قطع عليه الطريق. ففي المنتخب لفريتاج (ص64): وبلغ خبرهم عسكر حلب فركبوا وطلبوا مقاطعتهم.
قاطع على: توجه إلى طريق الشخص. ففي ألف ليلة (برسل 9: 227) فتطلع تقاطع عليه وتكلمه بكلام العبيد. وفي طبعة ماكن: فتوجه إليه بلطف وكلمه بكلام العبيد.
قاطع فلانا على مال: صالحه على أن يدفع إليه في كل سنة مبلغا من المال. (معجم البلاذري). وقد ذكر هذا الفعل في معجم فوك. وفي حيان (ص104 و): فقوطع أهلها على مال اخذ منهم.
ويقال أيضا: قاطع فلانا على بلاده 0البلاذري ص199، الفخري ص327).
وقولهم قاطع فلانا بمال، يعني صالحه على أن يدفع في كل سنة مبلغا من المال. ففي رحلة ابن جبير (ص124): قاطع العرب بوظيفة من المال كبيرة على أن لا يقطعوا الماء عن الحاج.
ويقال أيضا: قاطع على نفسه بمال. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص126): ابن محفوظ لم يدخل في الصلح المنعقد بين (ابن) الأحمر والنصارى بل قاطع على نفسه في العام بمال معلوم.
والمال الذي يدفع في كل سنة يسمى مقاطعة.
ويمكن أن تترجم هذه الكلمة بما معناه: إتاوة وضريبة وجزية. (مملوك 1، 1: 42، مباحث 1 ملحق 10، الفخري ص364) ويسمى الديوان الذي يشرف على إدارة هذه الضرائب في بغداد ديوان المقاطعات. (ابن خلكان 7: 115 طبعة ويستنفيلد).
قاطع فلانا على عمل: ولاه إياه باجرة معينة، مولدة. (محيط المحيط). وفي كاباب (ص115 و): وقد كره النخعي أن يستعمل الصانع حتى يقاطع على عمله بشيء مسمى (ص115 ق، ص116 و).
وقد لاحظ السيد دي غويه أن هذا الفعل يدل على نفس المعنى الذي ذكر في عبارة النووي التي نقلها في معجم البلاذري.
قاطع شيئا على نفسه: اخذ على نفسه، تكفل، تعهد. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص 23) في كلامه عن عمال اتهموا بالاختلاس وابتزاز الأموال والخيانة واهتضام الحقوق فعاقبهم السلطان: وكان الذي قاطعوه على أنفسهم أن يطيعوه ويدفعوه الخ. أي تعهدوا أن يطيعوه ويدفعوا إليه مبلغا من المال.
قاطع: سار ضد تيار المد. (بوشر).
قاطع في الطيار: سار نحو عالية النهر، سار ضد مجرى النهر. (بوشر).
قاطع: تستعمل مجازا بمعنى اجتهد باطلا، ذهب سعيه عبثا. (بوشر).
أقطع: أرسل فرقة أو جريدة من الجند (معجم البلاذري).
أقطع: أعطاه ضريبة إقطاعية. (بوشر).
أقطع. أقطعهم أموال أهل المدينة: أذن لجنوده بنهب أموال أهل المدينة. (معجم البيان) أقطع فلانا أخشابا: أذن له في قطعها. (محيط المحيط).
تقطع: تقطعوا: تشتتوا، تفرقوا، تبددوا.
وتقطعوا عن فلان: تشتتوا بعد تركه (معجم الطرائف، أخبار ص70، كرتاس ص9، تاريخ البربر 1: 3، مختارات ص6). وفي حيان- بسام (1: 121 و): فتقطعوا في البلاد ودخلوا في غمار الناس.
تقطع: يقال عن الفرس الذي يسبق الخيل ويخلفها وراءه: تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه. (معجم مسلم) وانظر مادة قطع.
تقطع نفسه: ضاق نفسه، بهر، انقطع نفسه من الإعياء (معجم مسلم).
تقاطع. تقاطع مع فلان: تصالح معه. (فوك).
تقاطع مع فلان: اتفق معه. (بوشر بربرية).
انقطع. انقطع الماء: توقف عن الجريان (الكالا).
ويقال: انقطع الدم (ألف ليلة 1: 87).
انقطاع: توقف، احتباس. يقال مثلا: انقطاع البول، أي احتباس البول: عسر البول، اسر. (بوشر).
انقطع: أغمي عليه، غشي عليه. (معجم البلاذري).
انقطع: يستعمل مؤلفة القرون الوسطى وكتابهم انقطع ومنقطع في كلامهم عن المسافر الذي لا يستطيع متابعة السفر أما لإعياء مطيته وأما لنفاد زاده بدل التعبير الفصيح انقطع به ومنقطع به. ففي رياض النفوس (ص93 ق): هذا رجل قد تاه وانقطع وأضعفه الجوع. وفي طرائف فريتاج (ص35): أنا ابن سبيل منقطع يريد رفدك ليستعين به. وفي لطائف الثعالبي (ص55): وأعدت خمسمائة راحلة للمنقطعين من رجالة الحاج.
انقطع: بقي في بيته. ففي طرائف دي ساسي (1: 160): واعتذر هذا القاضي عن عدم حضوره في هذا المجلس لضعف أوجب انقطاعه انقطع الطريق: عاث فيه اللصوص فسادا. (معجم البلاذري)، وفي الحيدري (ص5 و): وجدنا طريقها منقطعا مخوفا لا تسلكه الجموع الوافرة إلا على حذر واستعداد.
انقطع زمانه: ضاع وقته، ضيع وقته. (الفخري ص268).
انقطع نفسه: ضاق نفسه، بهر. (بوشر).
انقطع: حث الفرس عبثا (= ضاقت نفس الفرس) واجتهد في الركض عبثا. (بوشر).
انقطع وسطى: ارغب في البول. أريد أن أبول. (بوشر).
انقطع إلى الله: عاش لله وحده، أي تنسك أو ترهب. (ابن جبير ص60، 210، 289، المقدمة 2: 343، 3: ابن بطوطة 1: 173، 184. 3: 63، 143). وانقطع في العباد (فوك).
ويقال أيضا: انقطع للعبادة. (ابن بطوطة 2: 233، 436، 441، 3، 77، 163).
وانقطع إلى العبادة (ابن بطوطة 2: 163) منقطع في العبادة. وانقطع وحدها تدل على هذا المعنى (ففي المعجم اللاتيني العربي emeriti والصواب eremite: المنقطعون.
وفي المقدمة (1: 420) في الكلام عن النصارى: ويسمون المنقطع الذي حبس نفسه في الخلوة للعبادة بالراهب- (وانظر برتون 1: 163).
وفي المقري (3: 659): وبعد أن خدم عددا من الأمراء تنزه عن الخدمة وانقطع بتربة الشيخ أبي مدين (تاريخ البربر 2: 236).
وفي العبدري (ص78 و) في كلامه عن رباطين: في كليهما رزق جار للمنقطعين وأبناء السبيل.
منقطع: مترجم رحلة ابن بطوطة (1: 173، 2: 233) قد اخطأ في الجزأين الأولين بترجمة منقطع بما معناه: منعزل، منفرد، منزو، بعيد عن الناس، وترجم منقطعون بما معناه: من لا عون لهم ولا سند، ومن لا مورد لهم. والمهجرون والمتركون.
وأخيرا فإن الكلمة في كل من المعجم اللاتيني العربي ومعجم فوك وبرتون منقطع وهو اسم الفاعل من انقطع، غير أنها في محيط المحيط منقطع وهو اسم المفعول ففيه: والمنقطع اسم مفعول في نحو هذه صومعة منقطع فيها أي فيها ناسك منقطع عن الناس.
لنقطع عن: كف عن، امتنع عن. يقال مثلا: انقطعت عن بيته، أي كففت عن الذهاب إلى بيته. (بوشر).
انقطع عن فلان، ابتعد عنه وتركه. ففي كليلة ودمنة (ص 181): وهن عائدات إلينا غير منقطعات عنا.
انقطع عن: امتنع عن، كف عن (بوشر).
انقطع عن: توقف عن، امسك عن. (بوشر).
انقطعوا عن بعضهم: تقاطعوا، هجر بعضهم بعضا (بوشر).
انقطع عن الكلام: سكت، عجز عن الكلام (بوشر) وكذلك انقطع عن الحجة: أعيته الحجة، عجز عن إقامة الدليل. (انظر العبارة التي نقلها في مادة حصر).
انقطع وحدها معناها سكت، عجز عن الكلام. (دي ساسي طرائف 2: 233، المقري 2: 200).
اقتطع: استحوذ على، اختص نفسه. (معجم البلاذري).
وفي تاريخ البربر (1: 41): واستولى على المغرب أخوه عبد العزيز واقتطع ابنه أبو الفضل ناحية مراكش وفي حيان -بسام (1: 45 ق، 3: 28و): سما لأول الفتنة إلى اقتطاع عمله والإمارة بجامعته.
وفي حيان (ص 57 ق): فاقتطع بداخل المدينة حوزة وأراد التفرد بسكناها مع حشمه وخوله.
اقتطع: استملك واختص بقطعة من بيت شعر أو جزء منه. ففي عباد (1: 129 رقم 336) يقول الشارح في تعليقه على أبيات الفتح: قوله ترحة وترنما ويغردان ترنما مقتطع من بيت جميل بثينة وهو قوله:
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ... دعت ساق حر ترحة وترنما
اقتطعوا: اقتسموا. ففي كرتاس (ص25) بعد ذكره عددا من القبائل: واقتطعوا الجهات فنزلت كل قبيلة جهة.
اقتطع فلانا إلى نفسه: اتخذه صديقا. (دي ساسي طرائف 2: 473).
اقتطع: استلم قطيعة. ففي ابن القوطية (ص47): وصار جميع ثوار الأندلس يرتزقون ويقتطعون في حشمه.
استقطع: سأل ان يعطيه قطيعة (معجم البلاذري، محيط المحيط).
القطع: عند المتقدمين من القراء الوقف، والمتأخرون منهم فرقوا بينهما فقالوا القطع عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة إلا بنية الإعراض عنها (محيط المحيط).
قطع: مسيرة: ففي رحلة ابن جبير (ص31): فكان قطعا مستغربا في السرعة. وفي المقري 01: 82): طولها من اربونة إلى اشبونة وهو قطع 60 يوما للفارس المجد.
قطع: في مصطلح المنجمين: قران الكواكب وهو التقاء ظاهر بين كوكبين أو أكثر في منطقة واحدة من السماء وهو خطر على المرء ومضربه. ففي المقري (3: 333): وقد اهتبل غرة انتقاله إلى القصر السلطاني بالبلد القديم متحولا إليه حذرا من قطع فلكي كان يحذر منه. وفي الماسين (ص234): فأخبره منجم أن عليه قطعا وأشار عليه أن يتخذ سردابا تحت الأرض ويتوارى فيه مدة- فلما انقضت مدة القطع التي أشار بها المنجم وهي على ما يقال سنة كاملة خرج المعز من السرداب.
وانظر العبارة التي نقلتها في مادة سبر. وفي ألف ليلة (: 108): كشف المنجمون عن طالعي وقالوا لأبي: ولدك يعيش خمسة عشر سنة وعليه قطع فيها أن سلم منها (منه) عاش زمانا طويلا الخ.
(1: 110) وفي هذه الحكاية في طبعة برسل (1: 272 وما يليها وفيها منه وهو الصواب) قطوع وهو يدل على نفس المعنى.
قطع: رأي ثابت راسخ. ففي رحلة ابن جبير (ص116): جرى الخبر على ألسنتهم حتى عاد عندهم قطعا على صحته لا يشكون (والصواب أن يقال لا يشكون على صحته). وفي المقري 3: 122): ومما سألته عنه أن الموثقين يكتبون الصحة والجواز والطوع على ما يوهم القطع وكثيرا ما ينكشف الأمر بخلافه.
على القطع: بطريقة أكيدة ثابتة لا ريب فيها، ففي المقدمة (1: 190): وحصل له على القطع أن النفس مدركة الغيب في النوم. وفيها (1: 198): المعلوم على القطع، أي المعلوم بصورة يقينية.
قطعا: مطلقا، على الإطلاق، حتما، أكيدا. (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 193).
قطعا: في جملة منفية: قط، أبدا، البتة. (بوشر).
قطع: من مصطلحات الرياضيات، والجمع قطوع: مقطع، قطاع.
القطع الزائد: المقطع الزائد، خط هذلولي وهو أحد قطع المخروط.
قطع مكافئ: خط عدسي أو شلجمي وهو إحدى قطع المخروط.
قطع مكافى مجسم: جسم مكافئ دوراني- قطع.
ناقص: قطع اهليليجي، دائرة اهليليجية. وهو من مصطلح علم الهندسة. (بوشر).
قطع: حجم ورقة الكتاب. (بوشر).
قطع: اكبر ما يكون من قطع الورق: اكبر حجم لورق الكتاب. (مونج ص83) القطع البغدادي (مونج 83): قطع الكامل (دي ساسي طرائف 2: 12)، القطع الكامل (زيشر 16: 689، مونج ص83): حجم نصف ورقة.
قطع نصف البغدادي (مونج ص83) ونصف قطع البغدادي (مونج ص83) وقطع النصف (المقري 2: 705) نصف ورقة.
قطع الثلثي: ثلثا ورقة المنصوري الكاملة. (مونج ص86).
قطع العادة: الحجم العادي من الورق (مونج ص87).
قطع، والجمع قطوع: الدوار (وهو المحلة والقربة في شمالي أفريقية فيها عدد من الخيام أو البيوت وزرائب للماشية) الذي لا يملكه سكانه ولا ينتسبون إلى أية قبيلة. وهم عمال مياومون أي يعلمون بأجرة يومية، وقد حصلوا على مكسب قليل واستأجروا مزرعة.
(انظر: سندوفال وقد كتب الكلمة Khetua وعند دوماس (عادات ص20): الدوار تسمى Ketaa ( قطعة).
أبو قطع: يقطع في الربيع شعر صغار المهار، ولذلك أطلق على المهر منها اسم أبو قطع. (دوماس عادات ص 363).
قطع: في المجاز المرسل: سهم (دي ساسي طرائف 2: 141، وانظر 1: 388 رقم 66).
قطع: معنى القطيعة أو الاقطاعة الذي أطلقه عليها فريتاج مستعار من طرائف دي ساسي (2: 70) وانظر: (2: 237 رقم 16) ففيه الجمع إقطاع.
قطع، والجمع إقطاع: قادس، سفينة شراعية (أماري ص207).
قطعة (عامية قطعة): خرقة، مزقة من ثوب (الكالا).
قطعة نقدية، قطعة من النقود. (لين عادات 2: 419، بوشر وفيه الجمع قطع). ويقال: قطعة بخمسة، وقطعة بعشرة، وقطعة بعشرين (لين) وفي معجم بوشر: قطعة بعشرة: قطعة بعشرة فلوس.
قطعة: والجمع قطعات: قطيع ماشية (الكالا).
ويقال: قطعة من بقر أي قطيع من بقر.
قطعة من قطاع، والجمع قطعات من قطاع: كسب قليل للأسير، ما اكتسبه الأسير وقتر لنفسه من المال. (الكالا).
قطعة: جزء، فلذة. والجمع قطعات. ففي الحلل (ص66 و): ونقل إليه منبرا قطعاته عود وصندل احمر واصفر.
قطعة، والجمع قطع: مقطع قماش، تقطيع قماش (الملابس ص368 حاشية رقم 2).
ويذكر دوماس (عادات 309) كلمة Kate بمعنى ملابس من الجوخ.
قطعة: حجر الشطرنج. (بوسييه، المسعودي 1: 160، المقري 1: 481، ألف ليلة 1: 375، 4: 195).
قطعة: فرد، شخص، نفر. ففي حيان- بسام (1: 47و): وبعث إليهم سانشو خمسمائة فارس لحربهم فخرج البلد بأسره لدفاعهم فحمل على خمس مائة قطعة فولوا الناس الأدبار.
قطعة، والجمع قطع: قطعة نقدية، قطعة من النقود. (ابن خلكان 7: 116) وانظر: قطعة.
ويظهر أن أهالي أفريقية أطلقوا اسم قطع على قطع النقود التي يقل وزنها عن الوزن والعيار المقرر.
وحين أمر الأمير ابن الأغلب إبراهيم بن أحمد سنة 275 من الهجرة بتبديلها بالدراهم الصحاح هاج الناس وقامت فتنة سميت بفتنة الدراهم، ثم هدأت الفتنة ومنذ ذلك الحين لم تعد القطع تستعمل، انظر البيان (1: 114 وما يليها).
قطعة: ورقة نقد. (أخبار ص78).
قطعة: فرقة من المشاة، كتيبة من الفرسان. (عباد 2: 232 رقم 30، تاريخ البربر 2: 43) وفي حيان- بسام (1: 120 و): قطعة من خيل الإفرنجة وفيه (1: 172 و) في كلامه عن المشاة الزنوج: وكانوا قطعة خشينة يقاربون الخمســمائة.
والأسبان يقولون كذلك: una pieza de moros ( أي قطعة من المشاة) انظر مثلا: مذكرات في تاريخ أسبانيا (9: 187).
قطعة، والجمع قطع وقطائع: مركب حربي، سفينة حربية (المعجم اللاتيني- العربي، فوك، مملوك 1: 1، قسم 2 ص272، معجم البيان، عباد 1: 61، المقري 2: 765، ابن الأثير. 10/ 284، كرتاس ص91، ص131 وما يليها، ألف ليلة 1: 103) وفي مقدمة ابن خلدون (4: 28و) فبعث معه القطائع في البحر.
قطعة، ولجمع قطعات: ناحية، وبخاصة ناحية جميلة (فوك) وفيه (=جهة، ناحية، قطر. وفي موضع آخر: قطعة وقطعة عجيبة)
قطعة: نكرة شخص عديم الشأن، إنسان لا قيمة ولا مزية له. وتستعمل هذه الكلمة مضافة إلى أسم في الكلام عن شخص يحتقر. ففي ألف ليلة (1: 174) مثلا: هو قطعة سائس احدب. وهذا كما يقال باللغة الهولندية: een stuk van een stalk- necht وكما يقال بالفرنسية أيضا: une espece de valet de curie غير أن هذا لا يتفق مع الكلمة العربية كل الاتفاق. والتعبير الفرنسي القديم: un tiercelet de valet d'ecurie أفضل.
قطعا: قليلا، طفيفا، زهيدا. ومعناها الأصلي قسم قليل من الزمن. (معجم أبي الفدا).
قطعة الدائرة: القسم المحصور بين قوس الدائرة والوتر. (بوشر، محيط المحيط).
قطعة الكرة: قطاع الكرة (محيط المحيط).
قطعة زهر (القلائد ص328) أو قطعة الروض، والجمع قطع الرياض: خضيلة، روضة ندية. روضة تفصل بين أحواض الزرع مخصصة للزهور. (المقري 1: 52: 868، 2: 167) مع تعليقتي ب. وقد وهم رايت حين ذكر (1: 52) أن الجمع قطع. (القلائد ص230، المقدمة 2: 321).
قطعة من الشعر: ما كان سبعة أبيات فما دون، وقيل عشرة. (محيط المحيط).
قطعة الكبد= عزيز جدا، أثير جدا، حبيب إلى القلب. (عباد 1: 238 رقم 67).
قطعة: قطعة من الأرض. (انظر المعاجم) يقال مثلا: قطعة كرم (الثعالبي لطائف ص131) وفي النويري (مصر 2 ص52 ق) كان يزرع قطعة زعفران.
قطعة: اقطاعة، أخاذة (معجم البلاذري).
قطعة حجر: صخرة عالية منفردة. (ابن بطوطة 4: 47) وكذلك قطعة فقط (معجم الإدريسي).
قطعة دفاتير: كجموعة دفاتر، أضابير، مجموعة كتب. (حيان - بسام 1: 173و).
قطعة الخيل: ربو الخيل، مرض يصيب الخيل فيجعلها تتنفس بصعوبة وجهد. (بوشر).
قطعي. دليل قطعي: حجة دافعة، مقنعة، جازمة، باقة قاطعة، (ابن طفيل ص29).
قطعي: محتوم، ثابت، راسخ كل الرسوخ، يقال مثلا: حدس قطعي أي رأي ثابت راسخ كل الرسوخ. (المقدمة 1: 218) وفي المقدمة (2: 405) ترجم دي سلان العقل القطعي بقوله: نقد أو انتقاد عنيف جدا.
قطعي: قاطع طريق، لص يقطع الطريق ويسلب المارة فيه (بوشر).
قطعي: وصف لنوع من الالوة (ابن البيطار 2: 225).
قطعية: القدر المكتوب على الجبين، ففي ألف ليلة 0برسل 7: 138): وأني رأيت قطعية على جبين زوجك. وفي طبعة ماكن 02: 120): إنه مكتوب على جبينه ما قدره الله عليه. وفي طبعة برسل (7: 138): رأيت على جبينك قطعية وصبرت لما استوفيت الذي عليك. وفي طبعة ماكن: رأيت مكتوبا على جبينك أمورا لابد أن تستوفيها.
قطعية: قطعة خشب، خشب مقطوع 0بوشر).
قطاع: قطع الطريق لسلب المارة (كرتاس ص108).
قطاع: قطعة الدائرة. وقطاع الدائرة: قطعة الدائرة وهو القسم المحصور بين قوس الدائرة والوتر.
وقطاع الكرة: قطعة الكرة. (محيط المحيط).
قطوع: في اصطلاح المنجمين: قران الكواكب وهو التقاء ظاهر بين كوكبين أو اكثر في منطقة واحدة من السماء، وهو خطر على المرء ومضربه. (انظره في مادة قطع).
قطوع: أزمة، عسر، شدة. ويقال: علينا قطوع أي سنلتقي كثيرا من الأزمات والشدائد. والجمع قطوعات: مقبات، بلاوي، شدائد.
وقطوعات: ظروف وحالات حرجة وخطرة. (بوشر).
قطيع، والجمع قطاع سهم (ديوان الهذليين ص38، البيت الثامن). قطيع: جزء، قسم، وتجريدة. فرقة من الجيش، فيلق، ومبلغ من المال. (معجم البيان، أخبار ص102، المقري 1: 250). وفي حيان (ص19 ق): التزم قطيعا من الجباية من الكرم. (انظر عبارة ابن العوام التي نقلت في آخر مادة قطع.
خطة القطع: ذكرت في معجم فوك، ويظهر أنها مرادفة لديوان المقاطعات أي ديوان الضرائب (لنظر الفعل قاطع). وفي ابن الأبار (ص124) وأول ما تصرف فيه للأمير عبد الله خطة القطع قطيع، والجمع قطع وقطعان: قنينة كزاز، دوق، قارورة (عباد 1: 87 رقم 78، فوك) وزجاجة وقارورة قنينة مربعة تحفظ بها السوائل (بوسييه).
قطيع: وعاء من الغظار مطلي بالبرنيق يستعمل قدرا للطبخ (الكالا). ولعل هذا المعنى هو المراد في عبارة النويري التي نقلتها في عباد (1: 1) ما دمنا نقرأ فيها: القدور والقطع.
قطاعة، والجمع قطاع: قطعة من النقود (فوك، الكالا) وانظر أيضا مادة قطعة. ولعل قطائع جمع قطلعة هذه في عبارة رياض النفوس (ص99 و): واخرج نعى طائفيا جديدا مما أهدى إليه وقطائع وأشياء مما تساوى (يساوي) نانير. قطاعة: حرفة البناء الذي يقطع حجارة البناء من الصخر (محيط المحيط).
قطاعة: عند النصارى الاقتصار على الطعام القاطع وهو ما ليس من لحوم حيوانات البر، ولا من ألبانها. (بوشر، همبرت ص152، محيط المحيط) وهي في محيط المحيط بكسر القاف وليس بفتحها كما ضبطها فليشر في كتاب الأغاني.
نهار قطاعة: يوم يقتصر فيه على الطعام القاطع وهو ما ليس من لحوم حيوانات البر، ولا من ألبانها (بوشر). قطاعة: ما تحشى به المخدات والمساند ففي ألف ليلة (4: 378): مدورة محشوة بقطاعة فرو السنجاب.
قطاعة: خليط من الغوغاء والسفلة من الناس. أوباش، اوشاب. ففي ألف ليلة (4: 287): لأي شيء تقول أنها جليلة مع أنها من قطاعة الجواري ورعاع الناس.
وتطلق كلمة قطاعة أيضا على الشخص الدنيء والحقير. ففي ألف ليلة (2: 249، 258): يا قطاعة العرب، وفيها (1: 356: يا قطاعة الأنس).
وفيها (4: 159): يا قطاعة المسلمين. وفيها (1: 658): يا قطاعة الوزراء. وفي حكاية باسم الحداد (ص108): وأنت قطاعة الطفيلية، وفيها (ص119): وقال له ولك يا قطاعة البلدارية أجيب (أجب) أمير المؤمنين.
قطيعة: أحذف المعنى رحيل التي ذكرها فريتاج لهذه الكلمة تبعا لكوسجارتن التي وردت في بيت من الشعر ذكره كوسجارتن في طرائفه (ص18) ولابد من تصحيح البيت ليكون.
إلى كم الهجران في كل ليلة ... وألا تملين القطيعة والهجرا
فلهذه الكلمة معناها المألوف وهو الهجران والصد (انظر معجم الطرائف، تاريخ البربر 2: 134).
قطيعة: قطيع ماشية، طائفة من الغنم والنعم. (معجم الإدريسي) وباللغة البرتغالية: alcatea قطيعة: كتيبة من الجند. ففي كرتاس (ص54): فبعث إليه الناصر بالقطائع والجيوش إلى قتالة.
قطيعة من الأرض: قطعة من الأرض. (انظر مثالا عليها في مادة دمنة. ومن هذا قيل لأرض الخراج قطيعة. ففي محيط المحيط: القطيعة ما يقطع من أرض الخراج وفي ابن خلكان (8: 9): وأقطعهم المعاصم قطائع بسر من رأى وقطائع جف إلى الآن معروفة هناك.
قطائع العراق: انظرها في مادة صفي.
قطيعة: محلة في المدينة (معجم الإدريسي).
قطائع: جمع قطيعة: مواضع في بغداد اقطعها الملك المنصور أناسا من أعيان دولته ليعمروها ويسكنوها (محيط المحيط) وانظر وصف بغداد المفصل في كتاب اليعقوبي.
قطائع: أحمد بن طولون من الفسطاط، وهي محلات أو أحياء تسكنها طبقات من الرجال في خدمة الأمير، وقد كانت هناك قطيعة الزنوج وقطيعة الروم وقطيعة الفراش الخ. وكان لكل قطيعة منها شوارعها ومساجدها وأرجاؤها ودكاكينها وحماماتها وغير ذلك. (أبو المحاسن 2: 13 وما يليها).
قطيعة: ضريبة، وإتاوة، وهي أما تفرض في حالات خاصة، وإما ما تجبى سنويا (مملوك 1، 1: 41).
قطيعة: فدية، فداء. (مملوك 1، 1: 42 في التعليقات، حياة صلاح الدين ص209).
قطيعة فلان: والعامة تقول فلانة قطيعة فلان أي منقطعة إليه ليس لها أحد يعولها غيره. (محيط المحيط).
قطوعي. سنة قطوعية: سنة مشؤومة سنة نحس. (بوشر).
قطاع: الذي يقطع رحمه (ديوان الهذليين ص34، البيت الرابع).
سيف قطاع: قاطع، ماض. (معجم مسلم). قطاع: فعال، قوي. ففي ابن البيطار في كلامه عن ملح البارود (البارود الأبيض) (1: 187) وهو ملح حجري قطاع جلاء. (انظر قاطع).
قطاع: عند البنائين الذي يقطع حجارة البناء من الصخر. (فوك، محيط المحيط، ابن بطوطة 2: 306، أر نولد طرائف ص58).
قطاع: معدن، عامل في المناجم، وهو الذي ينقب في المناجم لاستخراج المعادن منها. (أماري ص210).
قطاع: عامل يقطع ويجزئ قضبان الذهب إلى اسطوانات صغيرة (صفة مصر 16 رقم 2) وقد نسيت كتابة الصفحة.
قطاع: جراح، طبيب جراح. (المقدمة 3: 3633) وقد ترجمها دي سلان بكلمة جلاد، وهو خطأ.
قطاع: الذي يكثر من قطع الصحراء ويجوب فيها (معجم مسلم، ديوان الهذليين ص106).
قطاع بحر: ملاح يرود البحار بغية الاستكشاف (بوشر).
قطاع: مستهلك المواد الغذائية. (بوشر).
قطاع: بائع بالمفرد. (بوشر).
قطاع دار الضرب: مشرف ديوان ضرب النقود (بوشر).
قطاع دائرة: مقطع دائرة (بوشر) قطاع دائرة مقداره خمس وأربعون درجة ثمن الدائرة زاوية مقدارها خمس وأربعون درجة (بوشر).
قطاع طريق، قاطع طريق، لص يسلب المارة في الطرق الكبرى. (بوشر) ويقال للطريق (ألف ليلة 1: 249).
قطاعة: آلة القطاع عند البنائين وهو الذي يقطع حجارة البناء من الصخر. (محيط المحيط) وهي مطرقة وبلطة. (معجم الأسبانية ص94، فريتاج طرائف ص134).
قطاعة: والجمع قطاطيع: سكين لاستخراج العسل من الخلايا (الكالا).
قطاعة: نوع من الشباك الكبيرة لصيد السمك (المعجم اللاتيني- العربي) tragum جرافة.
قاطع. قاطع الحجار: قلاع الحجارة، عامل يستخرج الحجارة من الحجر (الكالا).
قاطع: قوي، حاد. يقال مثلا: خمر قاطع (ألف ليلة برسل 4: 85) وفي طبعة ماكن (3: 47): خمر صرفز كما يقال خمر قاطع، ففي ابن البيطار (1: 382): فإنه يصبح من الغد خميرا قاطعا. كما يقال دواء قاطع. دواء قاطع: ذهبت قوته (محيط المحيط) وانظره في مادة ذهب.
قاطع: أكيد، صريح. ففي كتاب العقود (ص2): اشتراه منه بثمن كذا بيعا صحيحا قاطعا سلك به ما جرت عادة المسلمين قي بيوعاتهم.
قاطع: مقنع (بوشر).
قاطع: رهافة السلك أو طرف الآلة القاطعة. (الكالا).
قاطع، عند النصارى المنقطع عن تناول غير الطعام القاطع. (محيط المحيط). الطعام القاطع: عند النصارى ما ليس من لحوم حيوانات البر ولا من ألبانها (محيط المحيط).
قاطع: وتضاف إلى كلمة أخرى ومعناها في الجهة الأخرى. فيقال مثلا: قاطع النهر أي شاطئه الآخر. (بوشر، محيط المحيط). وفي حياة صلاح الدين (ص224): كتب السلطان إلى والده حتى يسير إلى قاطع الفراة.
قاطع: مضافة إلى كلمة أخرى: في الجهة الثانية من. ففي حياة صلاح الدين (ص105): البلاد التي هي قاطع الفراة ويقال أيضا: قاطع جسر طبرية. وقاطع النهر: في الشاطئ الآخر من النهر. (بوشر)، وفي طرائف دي ساسي (2: 9) قاطع النيل. وفي حياة صلاح الدين (ص226): على قاطع النهر. (بوشر).
قاطعة: قاطع. (بوشر).
قاطعية: عند التجار الكمية التي تفنى بالاستعمال من طعام وبضاعة ونحوهما. (محيط المحيط).
اقطاع، والجمع اقطاعات: قطيعة، وأرض يخصصها ملك أو أمير لغير البكر من ولده (بوشر، معجم أبي الفدا، دي ساسي طرائف 1: 135، 2: 55، 56).
إقطاع: وارد القطيعة، واردات القطائع التي له حق الانتفاع بها. ففي طرائف دي ساسي (1: 67). وبلغ اقطاعه في السنة خمس عشر ألف دينار.
تقطيع: انقطاع، قطع، توقف. (هلو).
تقطيع: في مصر تمزيق وتهشيم بضربات السيف. (عوادة ص318).
باع بالتقطيع: باع بالمفرد، ضد باع بالجملة (بوشر).
تقاطيع: قطعة قماش، مقطع قماش (الملابس ص368، حاشية رقم 2).
تقاطيع: صور وأشكال في (الموازييك) الفسيفساء وفي مصنوعات الجبس، (ابن جبير ص85، ص105).
تقطيع الحروف: تلفظ الحروف (ابن سينا ص12، شولنتز).
تقطيع الكتاب، قطع الكتاب، حجم أوراق الكتاب (برهان الدين ص52).
تقطيع النفس: حيض، طمث، عادة النساء. (باين سميث 1130 - 1131).
تقاطيع البيت: كيان بيت، حالي بيت. (بوشر).
تقاطيع الوجه: قسمات الوجه وملامحه (بوشر).
في تقاطيع الفيل: في حجم الفيل. (بوشر).
تقاطع: تفرق. مكان تقاطع الطرق. (بوشر) (معجم مسلم).
مقطع: محجر. الموضع الذي تقطع منه الأحجار. (معجم الإدريسي، فوك، براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 295).
مقطع: معدن، منجم. موضع تستخرج منه المعادن. ومقطع الحديد اسم لمنجم للحديد في ناحية بون، وهو غني جدا بمعدن الحديد -ميشيل ص25).
مقطع: موضع يقطع منه الخشب. (معجم الإدريسي).
مقطع: صفيحة من العاج أو من العظام يوضع عليه قلم الكتابة بقطعه. (بوشر، كارتون ص314).
مقطع: مجاز، ممر. (بوشر).
مقطع: فتحة في سد لمرور السفن. (بوشر).
مقطع الوادي: مخاضة، مجازة، (هلو، محيط المحيط) ومقطع فقط تدل على نفس المعنى. مقطع: قطعة قماش عامة، تطلق بخاصة على قطعة من نسيج الكتان. (معجم الإدريسي).
مقطع بحواشي: قماش ابيض رقيق من الكتان أو القطن في حاشيته شريط كثيف تتخذ منه القرويات قمصانا وثيابا. (صفة مصر 17: 217).
مقطع حرير: تطلق على قماش من الحرير أو من القطن. (غدامس ص42).
مقطع: سدى النسيج، سداة النسيج. (فريتاج) وهذا المعنى مذكور أيضا في معجم فوك.
مقطع: منطقة، مقاطعة، كورة، رستاق. (بركهارت سورية ص168) وفي بسام (2: 97 ق) في كلامه عن ابن عمار: (وكان غربي المطلع، شلبي المقطع).
مقطع: مقاطعة مجاورة، منطقة متاخمة (يارت 1: 13).
مقطع: يقال صحراء مقطع لأعناق الإبل أي صحراء شاسعة تكل فيها الإبل مهما كانت قوية.
مقطع الحق: أو مقطع الحقوق: الموضع الذي يسمع فيه القاضي شهادة الشهود، ويحلفهم فيه اليمين وينطق بالحكم، كالمسجد مثلا. ففي أماري (ديب ص26): أمر أن يحضر القاضي والأشياخ والشهود بالجامع الأعظم ويستحلفوا أصحاب المراكب والتجار والركاب في مقطع الحقوق منه على ما أخذ منهم البيشانيون الخ.
مقطع: حكم القاضي، حكم الأمير. ففي كتاب الخطيب (ص18 و) وفي كلامه عن أحد القضاة: نافذ المقطع. وفي ويجرز (ص49) في كلامه عن المعتمد: ومن منازعه الشريفة ومقاطعه المنيفة الخ ومقطع، عند غير القضاة والأمراء: قرار، حكم، عزم، تصميم، نية، قصد ففي بسام (3: 6 ق): لاقوا أحد سكان مرسية (كان عندهم مشهور المنزع مضروبا به المثل في برد المقطع) أي كان مشهورا في هذه البلدة بسلوكه الطائش حتى صار يضرب به المثل بحماقة أحكامه ومقاصده.
مقطع: ساعد النهر، شعبة من النهر. ففي ألف ليلة (برسل 2: 190): وقد أحدقت بحضرتها مقطعان النيل.
مقطع: مخرج الحرف. ففي محيط المحيط: ويطلق المقطع أيضا على مخرج الحرف من الحلق أو اللسان أو الشفتين. (انظره في مادة مخرج).
مقطع: جزء كلمة بسيطة. (فوك) وفي محيط المحيط: حرف مع حركة أو حرفان ثانيهما ساكن، فضرب مركب من ثلاثة مقاطع، وموسى من مقطعين (لأن الأول من ثلاثة أحرف متحركة والثاني من متحركين يليهما ساكنان).
مقطع: في مصطلح عام العروض= سبب ووتد (انظر هاتين الكلمتين في معجم فريتاج).
(محيط المحيط) وقد أرسل إلي ديرنبورج نصين أو فقرتين فيهما هذه الكلمة بهذا المعنى. الأول مأخوذ من كتاب المحاضرة لموسى بن عزرة، وهو: والأسباب والأوتاد وهي عند اليونانيين المقاطع، والثاني مأخوذ من كتاب التقريب والتسهيل لأبي الوليد ابن جناح، وهو: أعني أنهما مركبان من ثلاثة أجزاء يسميها أصحاب النسب (؟) مقاطع وتسميها العرب أسبابا.
مقطع: أخر بيت في القصيدة، سمي بذلك لأنه يقطع الإنشاد، ويسمونه أيضا الختام. (محيط المحيط) وهو ضد مطلع، ويقال عن شاعر: حسن المطالع والمقاطع. (المقري 2: 51) وظريف المقاطع والمطالع. (المقري 1: 541)، وكلامه حسن المقاطع (الخطيب ص20 و).
مقطع: فأس، بلطة. (همبرت ص84).
مرة مقطعة: امرأة حاذقة ذكية ماكرة.
(بوشر) وأظن أن الصواب مقطعة وإن مقطع يعني قاطعا. ففي محيط المحيط: سيف مقطع أي ماض. (عبارة ديوان الهذليين ص76، البيت الثاني).
مقطع: أحذف المعنى الذي ذكره فريتاج في معجمه وهو كارثة كبرى. لأن البيت الذي طبعه هماكر (فهرست خاص. ص33) وهو:
حدث مقطع وخطب خليل ... دق عن مثله اصطبار الصبور
خطأ، وصوابه.
حدث مقطع وخطب جليل ... رق عن مثله اصطبار الصبور
مقطع. حروف مقطعة: حروف مختزلة.
وتطلق على الحروف الغامضة التي تبدأ بها بعض سور القرآن الكريم ويرى فيها بعض علماء المسلمين اختزالا واختصارا لبعض الكلمات (دي ساي طرائف 1: 356 - 357).
مقطعة: ممزقة، يقال: ثياب مقطعة أي ممزقة.
ففي محيط المحيط: والثياب المقعة عند العامة الثياب البالية الممزقة. وفي مملوك (1، 2: 63): جوخة مقطعة.
الخفاف المقطعة: الخفاف التي لا أطراف لها (باين سميث 1522) وقد أطلق هذا الاسم على هذه الخفاف لأنها تشبه حذاء قطعت أطرافه.
مفطع: مرصع. ففي ألف ليلة (4: 104): شطرنج من الأبنوس مقطع بالعاج.
مقطعات: يظهر أن معناها تلال، رواب، ففي الإدريسي (الجزء الرابع، الفصل الخامس): ومن هذا الحصن تظهر مقطعات جزيرة قبرس. وفي المقري (1: 109): وقد ضربوا في بطن الوادي بين مقطعاته خيما.
مقطع: عند الأطباء دواء يفرق اتصال الخلط اللزج كالزوفا للبلغم. (محيط المحيط).
مقطوع، والجمع مقاطيع: يقال مسافر مقطوع وحاج مقطوع، وهو الذي عطبت دابته أو نفد زاده فانقطع به السفر دون غايته، فهو منقطع به. (انظر: انقطع). وفي ألف ليلة (1: 617): وكان في ثوب رث وفي وجهه اصفرار يعلوه غبار وهو مثل مقاطيع الحجاج.
مقطوع: حصلن مقطوع: حصان مبهور، ضيق النفس، مصاب بالربو. (بوشر).
مقطوع: مفتوق، مصاب بالفتق. (الكالا).
إسناد مقطوع: إسناد لحديث لا يمكن التثبت من تتابع رواته بأية طريقة كانت. (دي سلان في المقدمة 2: 483).
مقطوع الظهر، أو ظهره مقطوع: من لا سند له ولا عون. (بوشر).
مقاطيع الشعر: الأبيات المفردة منه (محيط المحيط).
مقاطيع: قصائد قصار. ففي ابن خلكان (1: 9، 16، 117): ولها شعر جيد قصائد ومقاطيع.
ويقال: مقطوعات أيضا. (المقري 1: 451). الخفاف المقطوعة، أو المقاطيع. أحذية لا أطراف لها ولا حواشي (باين سميث 1522) وقد تكررت فيه الكلمة مرات. (انظر: مادة مقطع).
مقاطعة: انقطاع، توقف عن العمل (بوشر).
مقاطعة: العامة تقول ذهبت إليه مقاطعة أي معتسفا على خط مستقيم. (محيط المحيط).
طريق مقاطعة: طريق يقطع الحقول وهو اقصر طريق. (بوشر) مقاطعة: ضريبة، إتاوة (مملوك 1، 1: 42). وانظر: قاطع.
مقاطعة: جمرك، مكس. (بوشر).
مقاطعة: وفي محيط المحيط: والمقاطعة عند أرباب العشائر حصة معلومة من البلاد.
انقطاع اللحم: كرنفال، عيد المساخر، عيد المرفع. (الكالا).
منقطع: ناسك، أو راهب. (انظرها في مادة انقطع).
منقطع: المنقطعون عند بعض النصارى الموتى الذين ليس لهم من يصلي أو يقدم كفارة عن أنفسهم (محيط المحيط).
منقطع: إسناد منقطع: إسناد سقط منه اسم راو أو أسماء عدد من الرواة. (دي سلان المقدمة 2: 483).
قطع
قَطَعَه، كَمَنَعه، قَطْعاً، ومَقْطَعاً، كمَقْعدٍ، وتِقِطّاعاً، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الطّاء، وكذلِكَ التِّنِّبالُ والتِّنِقّامُ، والتِّمِلاّقُ، هذِه المَصَادِرُ كُلُّهَا جاءَتْ على تِفِعّالٍ، كَمَا فِي العُبابِ. وفاتَه قَطِيعَةً وقُطُوعاً، بالضَّمِّ، وَمن الأخِيرِ قَوْلُ الشّاعِرِ:
(فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَبانَ سُقاتُهَا ... قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ منَ اللِّيفِ حادِرِ)
أبَانَهُ: من بَعْضِه فَصْلاً، وقالَ الرّاغِبُ: القَطْعُ قد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصَر، كقَطْعِ اللَّحْمِ وَنَحْوه، وَقد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصِيرَةِ، كقَطْعِ السَّبِيلِ وَذَلِكَ على وَجْهَيْنِ: أحَدُهُمَا يُرَادُ بِهِ السَّيْرُ والسُّلُوكُ، والثّاني يُرَاد بهِ الغَصْبُ من المارَّةِ والسَّالِكِينَ، كقَوْلِهِ تَعالَى: إنَّكُمْ لتَأتُونَ الرِّجالَ وتَقْطَعُونَ السَّبيلَ وإنَّما سُمِّيَ ذَلِك قَطْعَ الطّرِيقِ، لأنَّه يُؤَدِّي إِلَى انْقِطَاعِ النّاسِ عَن الطَّرِيقِ، وسيأْتي.
ومِنَ المَجَازِ: قَطَعَ النَّهْرَ قَطْعَاً وقُطُوعاً بالضمِّ: عَبَرَهُ كَمَا فِي الصّحاحِ، واقْتَصَرَ على الأخِيرِ من المَصَادِرِ أَو شَقَّهُ وجازَهُ، والفَرْقُ بَين العُبُورِ والشَّقِّ: أنَّ الأوّلَ يكُونُ بالسَّفِينَةِ ونَحْوِهَا، وأمّا الثّانِي فبالسَّبْحِ فِيهِ والعَّوْمِ.
وقَطَعَ فُلاناً بالقَطِيعِ، كأمِيرٍ السَّوْطِ أَو القَضيبِ، كَمَا سَيَأْتِي: ضَرَبَهُ بِهِ، حَكاهُ الفَارِسِيُّ قالَ: كَمَا يُقَالُ سُطْتُه بالسَّوْطِ. وَمن المجازِ: قَطَعَ خَصْمَهُ بالحُجَّةِ، وَفِي الأساسِ: فِي المُحاجَّةِ: غلَبَه وبَكَّتَه فَلَمْ يُجِبْ، كأقْطَعَه ويُقَالُ: أقْطَعَ الرَّجُلُ أيْضاً، إِذا بَكَّتُوه، كَمَا سَيَأتِي.
ومِنَ المَجَازِ: قَطَعَ لِسَانَهُ قَطْعاً: أسْكَتَه بإحْسانِه إليْهِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَه قالَهُ للسّائِلِ. أَي: أرْضُوهُ حتَّى يَسْكُتَ.
وقالَ أَيْضا لبِلالٍ: اقْطَعْ لِسَانَه أَي العَبّاسِ بن مِرْداسٍ، فكَسَاهُ حُلَّتَه، وقِيلَ: أعْطَاهُ أرْبَعِينَ دِرْهَماً وأمَرَ علِيَّاً رَضِي الله عَنهُ فِي الكَذّابِ الحِرْمَازِيِّ بِمِثْلِ ذلكَ، وقالَ الخَطّابِيُّ: يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ هَذَا مِمّنْ لَهُ حَقٌّ فِي بَيْتِ المالِ، كابْنِ السَّبِيلِ. وغَيْره، فتَعَرَّضَ لَهُ بالشِّعْرِ، فأعْطَاهُ بحَقِّهِ، أَو لحاجَتِه لَا)
لشِعْرِه.
ومِنَ المَجَازِ: قَطَعَ ماءُ الرَّكِيَّةِ قُطُوعاً، بالضَّمِّ، وقِطَاعاً بالفَتحِ والكَسْرِ: ذَهَبَ، وقَلَّ كانْقَطَعَ، وأَقْطَعَ، الأخِيرُ عَن ابنِ الأعْرَابِيّ.
ومِنَ المَجَازِ: قَطَعَت الطَّيْرُ قُطُوعاً، بالضَّمِّ، وقَطِاعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الفَتْحِ: خَرَجَتْ مِنْ بلادِ البَرْدِ إِلَى بِلادِ الحَرِّ، فهِيَ قَوَاطِعُ: ذَوَاهِبُ، أوْ رَوَاجِعُ، كَمَا فِي الصّحاحِ، قالَ ابنُ السّكِّيتِ: كَانَ ذلكَ عِنْدَ قِطَاعِ الطَّيْرِ، وقِطَاعِ الماءِ، وبَعْضُهُم يَقُول: قُطُوع الطَّيْرِ، وقُطُوع الماءِ، وقَطَاعُ الطَّيْرِ: أنْ يَجِئَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وقَطَاعُ الماءِ أنْ يَنْقَطِعَ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: قَطَعتِ الغِرْبَانُ إليْنَا فِي الشِّتَاءِ قُطُوعاً، ورَجَعَتْ فِي الصَّيْفِ رُجُوعاً. والطَّيرُ الَّتِي تُقِيمُ ببلَدٍ شِتَاءَهَا وصَيْفَهَا هِيَ: الأوابِدُ.
ومِنَ المَجازِ: قَطَعَ رَحِمَهُ يَقْطَعُهَا قَطْعاً، بالفَتْحِ وقَطِيعةً، كسَفِينَةٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأخِيرِ، فهُوَ رَجُلٌ قُطَعٌ، كصُرَدٍ وهُمَزَةٍ: هَجَرَهَا وعَقَّها ولَمْ يَصِلْهَا، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَنْ زَوَّجَ كَرِيمةً مِنْ فاسِقٍ فقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا وذلكَ أنَّ الفاسِقَ يُطَلِّقُها، ثُمّ لَا يُبَالي أنْ يُضاجِعَها، فيَكُونُ وَلَدُه مِنْها لِغَيْرِ رِشْدَةٍ، فذلِكَ قَطْعُ الرَّحِمِ، وَفِي حَدِيثِ صِلَةِ الرَّحِمِ: هَذَا مَقَامُ العائِذِ بكَ من القَطِيعَةِ، فَعِيلَةُ مِنَ القَطْعِ، وهوَ الصَّدُّ والهِجْرَانُ، ويُرِيدُ بِهِ تَرْكَ البِرِّ والإحْسَانِ إِلَى الأقَارِبِ والأهْلِ، وَهِي ضِدُّ صِلَةِ الرَّحَمِ، وَفِي حَديثٍ آخَرَ: الرَّحِمُ شُجْنَةٌ من الله مُعَلَّقةٌ بالعَرْشِ، تَتمُولُ اللهُمَّ صِلْ منْ وَصَلَنِي، واقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي.
وبيْنَهُمَا رَحِمٌ قَطْعاءُ: إِذا لمْ تُوصَلْ، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ.
وَمن المجَازِ: قَطَعَ فُلانٌ بالحَبْلِ، إِذا اخْتَنَقَ بهِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وقَطَعَ فُلانٌ الحَبْلَ: اختَنَقَ، وهُوَ نَصُّ العَيْنِ بعَيْنِه، قالَ ومِنْهُ قولُه تعالَى: فلْيَمْدُدْ بسَببٍ إِلَى السَّمَاء ثمَّ لِيَقْطَعْ أيْ لِيَخْتَنِقْ، لأنَّ المُخْتَنِقَ يَمُدُّ السَّبَبَ إِلَى السَّقْفِ، ثُمَّ يَقْطَعُ نَفْسَهُ من الأرْضِ حتّى يَخْتَنِقَ، وقالَ الأزْهَريُّ: وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلَى شَرْح يَزِيدُ فِي إيضاحِهِ، والمعْنَى واللهُ أعْلَمُ: مَنْ ظَنَّ أنَّ اللهَ تَعالَى لَا يَنْصُرُ نَبِيَّه فلْيَشُدَّ حَبْلاً فِي سَقْفِهِ، وهُوَ السَّماءُ، ثُمَّ لِيَمُدَّ الحَبْلَ مشْدُوداً فِي عُنُقِه مَدّاً شَدِيداً يُوَتِّرُهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ، فيَموُتَ مُخْتَنِقاً، وقالَ الفَرّاءُ: أرادَ لِيَجْعَلْ فِي سماءِ بَيْتِهِ حَبْلاً، ثُمَّ ليَخْتَنِقْ بهِ، فذلكَ قولُه ثُمَّ لِيَقْطَعْ اخْتِنَاقاً، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: ثُمّ لِيَقْطَعْهُ يَعْني السَّبَبَ، وهُوَ الحَبْلُ، وقِيلَ: مَعْناه: لِيَمُدَّ الحَبْلَ المَشْدُودَ فِي عُنُقِهِ حتّى يَنْقَطِعَ نَفَسُهُ، فيَمُوتَ.)
ومِنَ المجازِ: قَطَعَ الحَوْضَ قَطْعَاً: مَلأَهُ إِلَى نِصْفِهِ، ثُمَّ قَطَعَ عنهُ الماءَ، ومِنْهُ قَولُ ابنِ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الإبِلَ: قَطَعْنا لَهُنَّ الحَوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُهُ.
بشُربٍ غِشاشٍ، وهوَ ظَمْآنُ سائِرُهُ أَي باقِيه.
وَمن المجَازِ: قَطَعَ عُنُقَ دابَّتِه، أَي باعَها. قالَه أَبُو سَعِيدٍ، وأنْشَدَ لأعْرابِيٍّ تَزَوَّجَ امْرَأةً، وساقَ إليْها مَهْرَها إبِلاً: أقُولُ والعَيْساءُ تَمْشِي والفُصُلْ فِي جِلَّةٍ مِنْهَا عَرَامِيسٌ عُطُلْ قَطَّعَتِ الأحْرَاحُ أعْنَاقَ الإبِلْ وَفِي العُبَابِ: قَطَعْتُ بالأحْراحِ يقُولُ: اشْتَريْتُ الأحْرَاحَ بإبِلِي.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ قَطَعَنِي الثَّوْبُ كفَانِي لِتَقْطِيعي قالَ الأزْهَرِيُّ: كقَطَّعَنِي، وأقْطَعَنِي، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأخِيرِ، يُقَال: هَذَا ثَوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ، ويُقَطَّعُ لَكَ تَقْطِيعاً: يَصْلُحُ لَكَ قَمِيصاً ونَحْوَه، وقالَ الأصْمَعِيُّ: لَا أعْرِفُ هَذَا، كُلُّه منْ كَلامِ المُوَلَّدِينَ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: وَقد حَكَاه أَبُو عُبَيْدَةَ عَن العَرَبِ.
وَمن المَجازِ: قَطِعَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ وكَرُمَ، قَطَاعَةً: بُكِّتَ ولَمْ يَقْدِرْ على الكَلامِ فَهُوَ قَطِيعُ القَوْلِ.
وقَطُعَتْ لِسَانُه: ذَهَبَتْ سَلاطَتُه وَمِنْه امْرَأةٌ قَطِيعُ الكَلامِ: إِذا لم تَكُن سَلِيطَةً، وهوَ مَجازٌ.
وقَطِعَت اليَدُ، كفَرِحَ، قَطَعاً مُحَرَّكَةً وقَطْعَةً بالفتحِ، وقُطْعاً بالضمِّ: إِذا انْقَطَعَتْ بِدَاءٍ عَرَضَ لَهَا، أيْ من قِبَلِ نَفْسِه، حكاهُ اللَّيْثُ.
وَمن المَجازِ: الأُقْطُوعَةُ بالضَّمِّ شَيءٌ تَبْعَثُه الجَارِيةُ إِلَى أُخْرَى عَلامَةَ أنّهَا صارَمَتْهَا، وَفِي بعضِ النُّسَخ صَرَمَتْها وَفِي الصِّحاحِ: عَلامَةٌ تَبْعَثُهَا المَرْأَةُ إِلَى أُخْرَى لِلصَّرِيمَةِ والهِجْرَانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَبْعَثُ بهِ الجارِيَةُ إِلَى صاحِبِها، وأنشَدَ:
(وقَالَتْ لِجَارِيَتَيْهَا اذْهَبا ... إلَيْهِ بأُقْطُوعَةٍ إذْ هَجَرْ)

(وَمَا إنْ هَجَرْتُكِ من جَفْوةٍ ... ولكِنْ أخافُ وشاةَ الحَضَرْ)
ومِنَ المجازِ: لَبَنٌ قاطِعٌ: أَي حامِضُّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وَمن المَجَازِ: قُطِعَ بزَبْدٍ، كعُنِيَ، فهُوَ مَقْطُوعٌ بِهِ، وكَذلِكَ انْقُطِعَ بِهِ، فهُوَ مُنْقَطَعٌ بِهِ، كمَا فِي)
الصِّحاحِ: إِذا عَجَزَ عَن سَفَرِه بأيِّ سَبَبٍ كانَ، كنَفَقَةٍ ذَهَبَتْ، أَو قَامَتْ عَلَيْهِ راحِلَتُه، وذَهَبَ زادُه ومالُه.
أَو قُطِعَ بهِ: انْقَطَعَ رجَاؤُه، وحِيل بَيْنَه وبَيْنَ مَا يُؤَمِّلهُ نَقَلَه الأزْهَرِيُّ.
وَمن المجازِ: المَقْطُوعُ: شِعْرٌ فِي آخرِهِ وَتِدٌ، فأُسْقِطَ ساكِنُه، وسُكِّنَ مُتَحَرِّكُه، وَهَذَا نَصُّ العُبابِ قالَ: وشاهِدُه:
(قَدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْواءَ تَحمِلُنِي ... جَرْداءُ مَعْرُوقَةُ سُرْحُوبُ)
قاَلَ: وهُوَ مِنْ مَنْحُولاتِ شِعْرِ امْرِئِ القَيْسِ، وَفِي اللّسانِ: المَقْطُوعُ من المَدِيد، والكامِلِ، والرَّجَزِ: الَّذِي حُذِفَ مِنْهُ حَرْفَانِ، نَحْو: فاعِلاتُنْ ذهَبَ مِنْه تُنْ فصارَ مَحْذُوفاً، فبَقِيَ فاعِلُنْ ثُمَّ ذَهَبَ مِنْ فاعِلُنْ النُّونُ، ثُمَّ اُسكِنَتِ اللامُ، فنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى فَعْلُن كقولِه فِي المَديدِ:
(إنَّمَا الذَلْفَاءُ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ منْ كِيسِ دِهْقَانِ)
فقَوْلُه: قانِي فَعْلُنْ، وكقَولهِ فِي الكامِلِ: (وَإِذا دَعَونَكَ عَمَّعُنَّ فإنَّهُ ... نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا)
فقَوْلُه: نَخْبالا: فَعِلاتُنْ، وَهُوَ مَقْطُوعٌ، وكَقَوْلِهِ فِي الرَّجَز:
(القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ ... والقَلْبُ مِنِّي جاهِدٌ مجْهُودُ)
فَقَوله: مَجْهُودُو مَفْعُولُنْ.
وَمن المَجازِ: نَاقَةٌ قَطُوعٌ، كصَبُورٍ: إِذا كَانَ يُسْرِعُ انْقِطَاعُ لَبَنِهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
وَمن المجازِ: قُطّاعُ الطَّرِيقِِ، كرُمّانٍ، وإنَّمَا لم يَضْبِطْهُ لِشُهَرتِه: اللُّصُوصُ، والّذينَ يُعَارِضُونَ أبْنَاءَ السَّبِيلِ، فيَقْطَعُونَ بِهِمْ السَّبِيلَ، كالقُطْعِ بالضَّمِّ، هكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وهُوَ غَلَطٌ، وصَوَابُه: القُطَّعُ، كسُكَّرٍ.
والقَطِعُ ككَتِفٍ: مَنْ يَنْقَطِعُ صَوْتُه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وهُوَ مَجَازٌ.
والمِقْطَاعُ، كمِحْرَابٍ: مَنْ لَا يَثْبُتُ على مُؤاخاة أخٍ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِنَ المَجازِ: بئِرٌ مِقْطَاعٌ: يَنْقَطِعُ ماؤُهَا سَرِيعاً، نَقَلَه اللَّيْثُ أيْضاً.
ومِنَ المجَازِ: القَطِيعُ كأمِير: الطّائِفةُ من الغَنَمِ والنَّعَمِ ونَحْوِ ذلكَ كَذا نَصُّ العَيْنِ، وَفِي الصِّحاحِ: من البَقَرِ والغَنَمِ، قالَ اللَّيْثُ: والغالِبُ عَلَيْه أنَّهُ من عَشْرٍ إِلَى أرْبَعِينَ، وقِيلَ: مَا بَيْنَ خَمْسَ عَشَرَةَ إِلَى خَمْسٍ وعِشْرِينَ، والأوَّلُ نَقَلَهُ صاحِبُ التَّوْشيحِ أيْضاً ج: الأقْطَاعُ، كَشِريفٍ وأشْرَافٍ، وقَدْ)
قالُوا: القُطْعَانُ، بالضَّمِّ، كجَرِيبٍ وجُربانٍ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ والقِطَاعُ بالكَسْر، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان، وزادَ الأخِيرُ: وأقْطِعَةٌ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الأقاطِيعُ على غَيْرِ قِيَاسٍ، كأنَّهُم جَمَعُوا إقْطِيعاً. وَفِي اللِّسَان: قالَ سِيبَويْهِ: وهُوَ مِمّا جُمِعَ على غَيْر بِنَاءِ واحِدِه، ونَظِيرُه عِنْدَهُم: حَدِيثٌ، وأحادِيثُ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للِنّابِغَةِ الذَّبْيَانِيِّ:
(ظَلَّتْ أقاطِيعُ أنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ ... لَدَى صَليبٍ على الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ)
والقَطِيعُ: السَّوْطُ يُقْطَعُ مِن جِلْدِ سَيْرٍ ويُعْمَلُ مِنْهُ، وقِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ من القَطيعِ الذَّي هوَ المَقْطُوعُ منَ الشَّجَرِ، وقالَ اللَّيْثُ هُوَ المُنْقَطِعُ طَرَفُهُ، وعَمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بالقَيطعِ قَالَ الأعْشَى يَصِفُ ناقَةً:
(تَرَى عَيْنَهَا صَغْوَاءَ فِي جَنْبِ مُوقِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما)
قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: السَّوْطُ المُحَرَّمُ: الَّذِي لم يُلَبَّنْ بَعْدُ، وَقَالَ الأزهَرِيُّ: سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأنَّهُم يأخُذُونَ القِدَّ المُحَرَّمَ، فَيْقَطعُونَه أرْبَعَةَ سُيُورٍ، ثمَّ يَقْتلونَه، ويَلْوونَه، ويَتْرُكُونَه حَتَّى يَيْبَس، فيَقُوم قِياماً، كأنَّه عَصاً، ثمَّ سُمِّيَ قَطِيعاً لأنَّه يُقْطَعُ أرْبَعَ طَاقاتٍ ثُمّ يُلْوَى.
والقَطِيعُ: النظِيرُ والمِثْلُ، يُقالُ: فلانٌ قَطِيعُ فلانٍ، أيْ شِبْهُه فِي قَدِّهِ وخَلْقِه، ج: قُطَعاءُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: أقْطِعاءُ، كنَصيبٍ وأنْصِباءُ، وَفِي العُبَابِ: القَطِيعُ: شِبْهُ النَّظير، تَقولُ: هَذَا قَطيعٌ من الثِّيابِ للَّذِي قُطِعَ مِنْهُ.
والقَطيعُ: القَضِيبُ تُبْرَى مِنْه السِّهَامُ، وَفِي العَيْنِ: الذَّي يُقْطَعُ لِبَرْيِ السِّهَامِ، ج: قُطْعانٌ بالضمِّ، وأقْطِعَةٌ، وقِطَاعٌ بالكَسْرِ، وأقْطُعٌ كأفْلُسٍ وأقَاطِعُ، وقُطُعٌ بضَمَّتيْنِ، الأخِيرَةُ إنَّمَا ذَكَرَها صاحِبُ اللِّسَان فِي القَطِيع بمَعْنَى مَا تَقَطَّعَ من الشَّجَرِ، كَمَا سَيَأتِي، واقْتَصَرَ اللَّيثُ على الأُولَى والرّابِعَةِ، وَمَا عَدَاهُمَا ذَكَرَهُنَّ الصّاغَانِيُّ، وأنْشَدَ اللَّيْثُ لأبِي ذُؤَيبٍ:
(ونَمِيمَةٌ من قانِصٍ مُتَلَبِّب ... فِي كَفِّهِ جَشْءٌ أجَشُّ وأقْطُعُ)
قالَ: أرادَ السِّهَامَ، قالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ.
قلتُ: أيْ إنَّ الصّوابَ أنَّ الأقْطُعَ فِي قَوْلِ الهُذَلِيِّ جَمْعُ قِطْعٍ، بالكَسْرِ، وَقد أنشَدَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً عِنْد ذِكْرِهِ القِطْعَ، وهكَذا هُوَ فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، وشاهِدُ القِطَاعِ قَوْلُ أبي خِراشٍ:
(مُنِيباً وقَدْ أمْسَى تَقَدَّمَ وِرْدَها ... أُقَيْدِرُ مَسْمُومُ القِطاعِ نَذِيلُ)
والقَطيعُ: مَا تَقَطَّعَ مِنَ الأغْصَانِ، جَمْعُه أقْطِعَةٌ، وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ، بضَمَّتَيْنِ فيهمَا، وأقاطِيعُ كأحَادِيثَ كالقِطْعِ بالكَسْرِ وجَمْعُه أقْطَاعٌ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:)
(عَفَتْ غَيْرَ نُؤْي الدّارِ مَا إنْ تُبِينُه ... وأقْطَاعِ طُفْىٍ قد عَفَتْ فِي المَعَاقِلِ)
وَمن المَجَازِ: القَطِيعُ: الكَثِيرُ الاخْتِرَاق والرُّكُوبِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُ العرَبِ: هُوَ قَطِيعُ القِيَامِ، أَي: مُنْقَطِعٌ، مَقْطُوعُ القِيَامِ إنَّمَا يَصِفُ ضَعْفاً أَو سِمَناً وأنْشَد:
(رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيا ... مِ أمْسَى فُؤادِي بِهَا فاتِنَا)
وَهُوَ مَجَازٌ.
وَمن المجازِ: امْرَأةٌ قَطِيعُ الكَلامِ: إِذا كنت غَيْرَ سَلِيطَة. وَقد قَطُعَتْ، ككَرُمَ.
وَمن المجازِ: هُوَ قَطِيعُه: شَبِيهُهُ فِي خُلُقِه وقَدِّهِ والجَمْعُ قُطَعاءُ، وقدْ تَقَدَّم.
وَمن المَجازِ: القَطِيعَةُ كَشَرِيفَةٍ: الهِجْرانُ، والصَّدُّ، كالقَطْعِ: ضِدّ الوَصْلِ، ويُرادُ بِهِ تَرْكُ البِرِّ والإحْسَان إِلَى الأهْلِ والأقَاربِ، كَمَا تَقَدَّم.
والقَطِيعَةُ: مَحالُّ ببَغْدادَ، أَي فِي أطْرافِها أقْطَعَها المَنْصُورُ العَبّاسِيُّ أُناساً منْ أعْيَانِ دَوْلَتِه، وَفِي مُخْتَصَرِ نُزْهَةِ المُشْتَاقِ للشَّرِيفِ الإدْريسيِّ: أقْطَعَها خَدَمَه ومَوالِيَهُ ليَعْمُرُوهَا ويَسْكُنُوهَا، وهيَ قَطِيعَةُ إسْحاقَ الأزْرَق، قُرْبَ بابِ الكَرْخِ.
وقَطِيعةُ أمِّ جَعْفرٍ ن وَهِي زُبَيْدَة بِنت جَعْفَرِ بنِ المَنْصورِ العَبّاسِيَّة عندَ بابِ التِّينِ ومِنْهَا: إسْحاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسحاقَ المُحَدِّثُ وقَطِيعَةُ بَنِي جِدارٍ، بالكَسْرِ: اسمُ بَطْنٍ من الخَزْرَجِ، وقَدْ يُنْسَبُ إِلَى هذهِ القَطِيعَةِ: جِدَارِيُّ أَيْضا.
وقَطِيعَةُ الدَّقِيقِ، ومِنْهَا أَبُو بكْرٍ أحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ المُحَدِّثُ.
وقَطِيعَتا الرَّبِيعِ بنِ يُونُسَ، الخَارِجَةُ والدّاخِلَةُ.
وَفِي العُبَابِ: قَطِيعَةُ الرَّبيعِ، وَهِي أشْهَرُها. قُلْتُ: فيحْتَمِلُ أنَّهضا الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ، ومِنْهَا إسْمَاعِيلُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ يَعْمُرَ المُحَدِّثُ.
وقَطِيعَةُ رَيْسَانَةَ قُرْبَ بابِ الشَّعِيرِ.
وقَطِيعةُ زُهَيْرٍ، قُرْبَ الحَرِيمِ.
وقَطِيعَةُ العَجَمِ، مُحَرَّكَةً، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بضَمِّ العَيْنِ: بينَ بابِ الحَلْبَةِ وَبَاب الأزَجِ، مِنْهَا أحْمَدُ بنُ عُمَرَ، وابْنُه مُحَمَّدٌ: الحافِظَانِ.
وقَطِيعَةُ العَكِّيِّ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ العَلِيِّ، والأوَّلُ الصّوابُ، وهِيَ بَيْنَ بابِ البَصْرَةِ وبابِ الكُوفَةِ.)
وقَطِيعَةُ عِيسَى بنِ عَلِيِّ بن عَبْدِ اللهِ بن عَبّاسٍ عَمِّ المَنْصُورِ، ومِنْهَا إبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ وقَطِيعةُ أبي النَّجْمِ: بالجانِبِ الغَرْبِيِّ، مُتَّصِلَةٌ بقَطِيعَةِ زُهَيْرٍ.
وقَطِيعَةُ النَّصَارَى: مُتَّصِلَةٌ بنَهْرِ الطّابَقِ، فجُمْلَةُ مَا ذُكِرَ أرْبَعَةَ عَشَرَ مَحَلاًّ، وَقد ساقَهُنَّ ياقُوتُ هَكَذَا فِي كِتابه المُشْتَرَكِ وَضْعاً.
وَمن المجَازِ: هَذَا مَقْطَعُ الرَّمْلِ، كمَقْعَد ومُنْقَطَعُه: حَيْثُ يَنْقَطِعُ وَلَا رَمْلَ خَلْفَه، وكَذلِكَ من الوَادِي والحَرَّةِ، وَمَا أشْبَهَها ج: مَقَاطِعُ.
ومَقَاطِعُ الأوْدِيَةِ: مآخِيرُها حَيْثُ تَنْقَطِعُ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ: ومَقَاطِيعُ الأوْدِيَةِ.
والمَقَاطِعُ من الأنْهَارِ: حَيْثُ يُعْبَرُ فيهِ مِنْهَا، وهِيَ المَعَابِرُ.
وَمن المجَازِ: المقَاطِعُ من القُرآنِ: مَواضِعُ الوُقُوفِ، ومَبَادِيه: موَاضِعُ الابْتِداءِ، يُقَال: هُوَ يَعْرِفُ مَقَاطِعَ القُرْآنِ، أَي: وُقُوفَهُ.
والمَقْطَعُ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ القَطْع، كالقُطْعَةِ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مَوْضِعُ القَطْعِ من يَدِ السّارِقِ، ويُحَرَّكُ كالصُّلْعَةِ والصَّلَعَةِ: وَمِنْه الحَدِيثُ: أنَّ سارِقاً سَرَق، فقُطِعَ فكانَ يَسْرِقُ بقَطَعَتِه يُرْوَى بالوَجْهيْنِ. ومَقْطَعُ الحَقِّ: مَوْضِعُ الْتِقاءِ الحُكْمِ فيهِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
ومَقْطَعُ الحَقِّ أيْضاً: مَا يُقْطَعُ بِهِ البَاطِلُ، وَلَو قالَ وأيْضَاً: مَا يُقْطَعُ بِهِ الباطِلُ لكانَ أخْصَرَ، وقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يُفْصَلُ بَيْنَ الخُصُومِ بنَصِّ الحُكْمِ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمَى:
(فإنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ ... يَمِينٌ، أَو نِفَارٌ، أَو جَلاءُ)
والمِقْطَعُ، كمِنْبَرٍ: مَا يُقْطَعُ بهِ الشّيءُ كالسِّكِّينِ وغَيْرِه.
والقِطْعُ بالكَسْرِ: نَصْلٌ صِغيرٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي الصِّحاحِ واللِّسانِ: قَصِيرٌ عَرِيض السَّهْمِ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: القِطْعُ من النِّصّالِ: القَصِيرُ العَرِيضُ، وكذلِكَ قالَ غيرُه، سَواءٌ كَانَ النَّصْلُ مُرَكّباً فِي السَّهْمِ، أوْ لَمْ يَكُنْ مُركَّباً، سُمِّيَ بِهِ لأنَّهُ مَقْطُوعٌ من الحَديدِ، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ ج: أقْطُعُ كأَفْلُس، وأقْطَاعٌ، وقِطَاعٌ، بالكَسْرِ، قالَ بَعضُ الأغْفَالِ يَصِفُ دِرْعاً:
(لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وتَهْزَأُ بالمعَابِلِ والقِطَاعِ)
وَقد مَرَّ شاهِدُ أقْطُعٍ من قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ، وهكَذا أنْشَدَهُ الجَوْهَريُّ هُنَا، والأزْهَرِيُّ، وصَرَّح بِهِ شارِحُ الدِّيوانِ.
وَمن المجَازِ: القِطْعُ ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالى: فأسْرِ بأَهْلِكَ بقِطْعٍ من اللَّيلِ، قالَ الأخْفَشُ:)
بسَوادٍ منَ اللَّيْلِ، نَقَلَه الجَوهَرِيُّ وأنْشَدَ:
(افْتَحِي البابَ فانْظُرِي فِي النُّجُومِ ... كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ)
أَو القِطْعَةُ مِنْهُ يُقال: مَضَى مِن اللَّيلِ قِطْعٌ، أَي: قِطْعَةٌ صالِحَةٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كالقِطَعِ، كعِنَبٍ وبهِمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً وقَرَأ نُبَيْجٌ، وَأَبُو واقِد والجَرّاحُ فِي سُورَتَيْ هُود والحِجْرِ بقِطَعٍ بكَسْرٍ ففَتْحٍ، قالَ ثعْلَبٌ: مَنْ قَرَأ قِطْعاً جَعَلَ المُظْلِمَ منْ نَعْتِهِ، ومَنْ قَرَأ قِطَعاً جَعَل المُظْلِمَ قِطَعاً منَ اللَّيْلِ، وهوَ الذِي يَقُولُ لَهُ البَصْرِيُّونَ: الحَالُ، أَو القِطَعُ: جَمْع قِطْعَة، وَهِي الطّائِفَةُ من الشَّيءِ وَمِنْه الحَدِيثُ: إنَّ بَيْنَ يدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، أرادَ فِتْنَةً مُظْلِمَةً سَوْدَاءَ، تَعْظِيماً لِشأنِها، أَو القِطْعُ: والقِطَعُ: طَائِفَةٌ من اللَّيْلِ تَكُونُ مِن أوَّلهِ إِلَى ثُلُثِهِ.
وقيلَ للفَزاريِّ: مَا القِطْعُ من اللّيْلِ فقالَ: حُزْمَةٌ تَهُورُهَا، أَي: قِطْعَةٌ تَحْزُرهَا، وَلَا تَدْرِي كَمْ هِيَ.
والقِطْعُ: الرَّدِيءُ من السِّهَامِ، يُعْمَلُ منَ القِطْعِ أَو القَطِيعِ اللَّذَيْنِ هُمَا المَقْطُوعُ من الشَّجَرِ، وقِيلَ: هُوَ السَّهْمُ العَرِيضُ، والجَمْعُ: أقْطُعٌ وقُطُوعٌ.
والقِطْعُ: البِسَاطُ أَو النُّمْرُقَةُ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْرِ والجِنِّيِّ: فجَاءَ وَهُوَ على القِطْعِ، فَنفَضَهُ، وقالَ الأعشَى:
(هِيَ الصّاحِبُ الأوْفَى وبَيْنِي وبَيْنَها ... مَجُوفٌ عِلافِئٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ)
أوْ هُوَ طِنْفِسَةٌ يَجْعَلُها الرّاكِبُ تَحْتَه وتُغَطَّى، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ: تُغَطِّي، بِغَيْر وَاو كَتِفى البَعِيرِ، ج: قُطُوعٌ، وأقْطَاعٌ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للأعْشَى:
(أتَتْكَ العِيسُ تَنْفُخُ فِي بُرَاها ... تَكَشَّفُ عَن مَنَاكِبهَا القُطُوع)
قالَ ابنُ بَرِّيّ: الشِّعْرُ لعَبْدِ الرَّحْمن بن الحَكَمِ بنِ أبي العاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ، ويُقَالُ: لِزياد الأعْجَم.
قلتُ: ومالَ الصّاغَانِيُّ إِلَى الأوَّل، وَقد تَقَدَّمَتْ قِصَّتُه فِي صَنع فراجِعْه.
وثَوْبٌ قِطْعٌ بالكَسْرِ، وأقْطَاعٌ عَن اللِّحْيَانِيِّ، كأنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً، أَي: مَقْطُوعٌ، وكَذلِكَ حَبْلٌ أقْطَاعٌ، أَي: مَقْطُوعٌ. وَمن المَجَازِ: القُطْعُ، بالضَّمِّ: البُهْرُ يَأْخُذُ الفَرَسَ وغَيْرَهُ، ويُقَالُ: أصابَهُ قُطْعٌ أَو بُهْرٌ، وهُوَ: النَّفَسُ العالِي مِنَ السَّمَنِ وغَيْرِه.
وقالَ ابنُ الأثِيرِ: القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضِيقُه، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ: أنَّه أصابَه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ، فَكَانَ يُطْبَخُ لهُ فِي الحَسَاءِ فيَأْكُلُه، يُقَالُ مِنْهُ: قُطِعَ كعُنِيَ، فهُوَ مَقْطُوعٌ.)
والقُطْعُ بالضَّمِّ: جَمْعُ الأقْطَعِ للمَقْطُوعِ اليَدِ، كأَسْوَدَ وسُودٍ.
والقُطْعُ أَيْضا: جَمْعُ القَطِيعِ كأمِيرٍ للمَقْطوعِ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَمن المَجَازِ أصابَعُم قُطْعٌ وقُطْعَةٌ بضَمِّهما، أَو تُكْسَرُ الأُولَى أَيْضا عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وأبى الأصْمَعِيُّ إلاّ الضَّمَّ: إِذا انقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ فِي القَيْظِ كَما فِي الصِّحاحِ، وَفِي الحَدِيبُ: كانَ يَهُودُ قَوْماً لَهُم ثِمارٌ لَا تُصِيبُها قُطْعَةٌ يعنِي عَطَشاً بانْقِطَاعِ الماءِ عَنْهَا، ويُقَالُ للقَومِ إِذا جَفَّتْ مِياهُهُم: قُطْعَةُ مُنْكَرَةٌ.
والقِطْعَةُ بالكسْرِ: الطّائِفَةُ من الشّيءِ كاللِّيلِ وغيرِه، وَهُوَ مَجاز.
وقِطْعَةُ بِلَا لَام مَعْرِفَةً: الأُنْثَى من القَطَا.
والقُطْعة بالضَّمِّ: بَقيَّةُ يَدِ الأقْطَعِ، ويُحَرَّكُ وَقد تَقَدَّم ذلكَ للمُصَنِّفِ، وكأنَّهُ عُمَّ بِهِ أوّلاً، ثمَّ خُصِّص بيَدِ الأقْطَعِ.
والقِطْعَةُ: طائِفَةٌ تُقْطَعُ من الشِّيءِ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: مَا كانَ من شَيءٍ قُطِعَ منْ شَيءٍ، فإنْ كانَ المَقْطُوعُ قَدْ يَبْقَى مِنْهُ الشَّيءُ ويُقْطَعُ قُلْتَ: أعْطِني قِطْعةً، ومِثْلُه الخِرْقَةُ، وَإِذا أرَدْتَ أَن تَجْمَعَ الشَّيءِ بأسرِه حَتّى تُسَمِّيَ بهِ قُلْتَ: أعْطِني قُطْعةً، وأمّا المَرَّةُ من الفِعْلِ فبالفَتْحِ: قَطَعْتُ قَطْعةً كالقُطَاعَةِ بالضَّمِّ، أَو هَذِه مُخْتَصَّةٌ بالأدِيمِ.
والقُطْعَةُ والقُطَاعَةُ: الحُوّارَى، وَمَا قُطِعَ من نُخَالَته وقالَ اللِّحْيَانِيِّ قَطْعُ النُّخَالَةِ من الحُوّارَى: فصْلُهَا مِنْهُ.
والقُطْعَةُ: الطّائِفَةُ من الأرْضِ إِذا كانَتْ مَفْرُوزَةً، قالَ الفَرّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يَقُول: غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعَة من الأرْضِ، يريدُ إرْضاً مَفْرُوزَةً، قالَ: فَإِن أرَدْت بهَا قِطْعَةً من شَيءٍ مِنْهُ، قُلْتَ: قِطْعَةً، وحَكَى عَن أعْرَابيٍّ أنَّه قالَ: وَرِثْتُ من أبِي قُطْعَةً.
والقُطْعَةُ أَيْضا: لُثْغَةٌ فِي بنِي طَيِّيءٍ، كالعَنْعَنَةِ فِي تَمِيمٍ عَن أبِي تُرَابٍ، وهُوَ وَفِي العُبابِ: وَهِي أنْ يَقُولَ: يَا أَبَا الحَكَا، يُرِيدُ أَبَا الحَكَمِ فيَقْطَع كَلامَهُ، وَهُوَ مجَازٌ.
وبَنُو قُطْعَةَ بالضَّمِّ حَيٌّ منَ العَرَبِ، والنِّسْبَةُ إليهِ: قُطْعِيٌّ بالسُّكُونِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
وكجُهَيْنَةَ، قُطَيْعَةُ بنُ عَبْسِ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ: أَبُو حَيٍّ والنِّسْبَةُ إليْهِ قُطَعِيٌّ، كجُهَنِيٍّ، وَمِنْه حَزْمٌ وسَهْلٌ ابْنا أبِي حَزْمٍ، وأخُوهُم عَبْدُ الواحِدِ، وابنُ أخِيهم مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّونَ: مُحَدِّثُونَ.
وقُطَيْعَةُ: لَقَبُ عَمْرِو بن عُبَيْدَةَ بنِ الحارِثِ بنِ سامَةَ بنِ لُؤَيِّ ابنِ غَالِبٍ، وبَنُو سامَةَ فِي سوم) نَقَلَه ابنُ الجَوّانِيِّ، كَمَا سيَأتِي فِي الميمِ، إنْ شاءَ اللهُ تعَالى.
وقُطَعاتُ الشَّجَر، كهُمَزَةٍ، وبالتَّحْرِيكِ، وبِضَمَّتَيْنِ: أطْرَافُ أُبَنِها الَّتي تَخْرُجُ مِنْهَا إِذا قُطِعَتْ الواحِدُ قَطَعَةٌ، مُحَرَّكَةً، وكهُمَزَةٍ، وبِضَمَّتَيْنِ.
والقُطاعَةُ، بالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ عَن ابْن الأعْرَابِيِّ. وَمَا سَقَطَ من القَطْعِ، كالبُرَايَةِ والنُّحَاتَةِ وأمْثَالِهِمَا.
والقُطَيْعَاءُ، كحُمَيْراءَ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ قَالَه كُرَاعٌ، فلَمْ يُحَلِّه، أَو هُوَ التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وأنْشَدَ ابنُ دُرَيدٍ:
(وباتثوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جَارَهُمْ ... وعِنْدَهُمُ البَرْنِيُّ فِي جُلَلٍ ثُجْلِ)
ورِوايَةُ الأزْهَرِيّ والدِّينوَرِيِّ: فِي جُلَلٍ دُسْمٍ وَفِي حدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ: يَقْذِفُونَ فِيهِ مِن القُطَيْعَاءِ.
ويُقالُ اتَّقُوا القُطَيْعاءَ، أَي: أنْ يَنْقَطِعَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فِي الحَرْبِ.
والأقْطَعُ: المَقْطُوعُ اليَدِ، ج: قُطعانٌ، بالضَّمِّ كأسْودَ وسُودانٌ، ولَهُ جَمْعٌ ثانٍ قدْ تَقَدَّم فِي كَلامِ المُصَنِّفِ، وَهُوَ القُطْعُ بالضَّمِّ، فانْظُرْ كَيْفَ فَرَّقَهُما فِي مَوْضِعَيْنِ، ورُبَّمَا يَظُنَّ المُرَاجِعُ أنّه لَا يُجْمَعُ إلاّ على قُطْعانٍ، وَلَيْسَ كذلِكَ وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الأقْطَعُ: الأصَمُّ وأنْشَدَ:
(إنَّ الأُحَيْمِرَ حِينَ أرْجُو رِفْدَهُ ... عُمْراً لأقْطَعُ سَيِّئُ الإصْرانِ)
الإصْرَانُ: جمعُ أصْرٍ، وَهُوَ سَمُّ الأنْفِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الحَمامُ إِذا كانَ فِي بَطْنِه بَيَاضٌ فَهُوَ أقْطَعُ. قُلتُ: وَهَكَذَا ذَكَرَه الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأصْفَهَانِيُّ فِي كِتابِ غَرِيبِ الحَمَامِ. وَمن المَجَازِ: مَدَّ فُلانٌ ومَتَّ أيْضاً، التّاءُ بَدَلٌ من الدّالِ إلَيْنَا بثَدْيٍ غَيْرِ أقْطَعَ: إِذا تَوَسَّلَ إليْنَا بقَرَابَةٍ قَرِيبَةٍ، قالَ:
(دَعَانِي فَلَمْ أُورَأْ بهِ فأجَبْتُه ... فمَدَّ بثَدْيٍ بَيْنَنَا غيرِ أقْطَعَا)
والقاطِعُ والمِقْطَعُ، كمِنْبر: المِثَالُ الَّذِي يُقْطَعُ بهِ الثَّوْبُ والأدِيمُ ونَحْوُهُما، اسْمٌ كالكَاهِلِ والغَارِب، كالقِطاعِ، ككِتاب، الأخِيرُ عَن أبِي الهَيْثَمِ، وأنْكَرَ القاطِعَ وقالَ: هُوَ مِثْلُ لِحاف ومِلْحَف، وسِرادِ وقِرَامٍ ومِقْرَم.
والقِطَاعُ أيْضاً: الدَّرَاهمُ بلُغَةِ هُذَيْلٍ، نَقَلَه ابنُ عَبّادِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: الدِّرْهَمُ، وهُوَ غَلَطٌ.
ويُقَالُ: هَذَا زَمَنُ القِطاعِ، أَي قِطَاعِ التَّمْر، بالكَسْرِ ويُفْتَحُ عَن اللِّحْيَانِيِّ أَي الصِّرامِ وَفِي الصِّحاحِ: الجِرام، يُقَالُ: قَطَعَ النَّخْلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً، أَي صَرَمَهُ.) وَمن المَجَازِ: أقْطَعَةُ قَطِيعَةً، أَي: طائِفَةً من أرْضِ الخَراجِ.
والإقْطَاعُ يَكُونُ تَمْلِيكاً، ويَكُونُ غَيْرَ تَمْلِيكٍ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: والقَطَائِع إنّما تَجُوزُ فِي عَفْوِ البِلادِ الّتِي لَا مِلْكَ لأحَدٍ فِيها، وَلَا عِمارَة فِيها لأحَدٍ، فيُقْطِعُ الإمَامُ المُسْتَقْطِعَ مِنْهَا قَدْرَ مَا يَتَهَيَّأُ لَهُ عمارَتُه بإجْرَاءِ الماءِ إلَيْهِ، أوْ باسْتِخْرَاجِ عَيْنٍ مِنْهُ، أَو بتَحَجَّرٍ عَلَيْهِ للبِناءِ فيهِ.
قالَ الشّافِعِيُّ: وَمن الإقْطَاعِ إقْطَاعُ إرْفَاقٍ لَا تَمْلِيكٍ، كمُقَاعَدةِ بالأسْوَاقِ الّتِي هِيَ طُرُقُ المُسْلِمينَ، فمَنْ قَعَدَ فِي مَوْضِعٍ مِنْهَا كانَ لَهُ بقَدْرِ مَا يَصْلُحُ لَهُ مَا كانَ مُقِيماً فيهِ، فَإِذا فارَقَه لم يَكُنْ لَهُ مَنْعُ غَيْرِه مِنْهُ، كأبْنِيَةِ العَرَبِ وفَساطِيطِهِم، فَإِذا انْتَجَعُوا لم يَمْلِكُوا بِهَا حَيْثُ نَزَلُوا.
ومِنْهَا: إقْطَاعُ السُّكْنَى، وَفِي الحَدِيثِ: لَمَّا قَدِمَ النبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المَدِينَةَ أقْطَعَ النّاسَ الدُّورَ، مَعْنَاهُ أنْزَلَهُم فِي دُورِ الأنْصَارِ يَسْكُنُونَها مَعَهُم، ثُمَ يَتَحَوَّلُونَ عنْهَا، وَمِنْه الحَدِيثُ: أنّه أقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلاً، يُشْبِه أنَّه إنّمَا أعْطَاهُ ذلكَ مِنَ الخُمُسِ الذّي هُوَ سَهْمُه، لأنَّ النَّخْلَ مالٌ ظاهِرُ العَيْنِ، حاضِرُ النَّفْعِ، فَلَا يَجُوزُ إقْطَاعُه، وأمّا إقْطَاعُ المَوَاتِ فهُوَ تَمْلِيكٌ. وَمن المَجَازِ: أقْطَعَ فلَانا قُضْباناً من الكَرْمِ: أذِنَ لَهُ فِي قَطْعِهَا.
والدَّجَاجَةُ: أقَفَّتْ.
والنَّخْلُ: أصْرَمَ.
وَمن المَجَازِ: أقْطَعتِ القَوْمُ: إِذا انْقَطَعتِ القَوْمُ: إِذا انْقَطَعَتْ عَنْهُم مِياهُ السَّمَاءِ فرَجَعُوا إِلَى أعْدَادِ المِيَاهِ، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(تَزُورُ بِيَ القَومَ الحَوَارِيَّ إنَّهُمْ ... مَنَاهِلُ أعْدَادٌ إِذا النّاسُ أقْطَعوا)
وأقْطَعَ فُلاناً: جاوَزَ بهِ نَهْراً، وَكَذَا قَطَعَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَمن المَجَازِ: أقْطَعَ فُلانٌ: إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتهُ، وبَكَّتُوه بالحَقِّ فَلمْ يُجِبْ، فَهُوَ مَقْطِعٌ بكَسْرِ الطاءِ. والمُقْطَعُ بفَتْحِ الطّاءِ: البَعِيرُ الّذِي جَفَرَ عنِ الضِّرابِ يُقالُ: هَذَا عَوْدٌ مُقْطَعٌ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رَضِي الله عَنهُ يصِفُ امْرَأتَه:
(قامَتْ تُبَكِّي أنْ سَبَأْتُ لفِتْيَةٍ ... زِقّاً وخابِيَةً بعَوْدٍ مُقْطَعِ)
وَهُوَ مجَازٌ.
والمُقْطَعُ: مَنْ لَا يُرِيدُ النِّسَاءَ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مجازٌ، وَفِي اللِّسان أقْطَعَ، وأُقْطِعَ: ضَعُفَ عَن النِّكَاحِ، وأُقْطِعَ بهِ إقْطَاعاً، فهُوَ مُقْطَعٌ: إِذا لم يُرِدِ النِّسَاءَ، وَلم يَنْهَضْ عُجارِمُه.) والمُقْطَعُ: مَنْ لَا دِيوَانَ لَهُ، كَمَا فِي اللِّسَان والمُحِيط، وَفِي الحَدِيثِ: كانُوا أهْلَ دِيوَانٍ أوْ مُقْطَعِينَ، وهُوَ بفَتْحِ الطاءِ، لأنَّ الجُنْدَ لَا يَخْلُون من هذَيْنِ الوَجْهَيْنِ، ومِنْ ذلكَ قَوْلُ أهْلِ الخِطَطِ هذهِ القَرْيَةُ كانَتْ وَقْفاً على المُقْطَعِينَ وَهُوَ مَجازٌ.
والبَعِيرُ مُقْطَعٌ: إِذا قامَ مِنَ الهُزَالِ، نَقَلَه ابنُ عبّادٍ، وهُوَ مجازٌ.
والغَريبُ فِي البَلَدِ إِذا أٌ قْطِعَ عَن أهْلِهِ إقْطاعاً، فَهُوَ مُقْطَعٌ عنهُمْ، ومُنْقَطِعٌ، وهُوَ مجَازٌ وكذلِكَ الرَّجُلُ يُفْرَضُ لِنُظَرائهِ ويُتْرَكُ هُوَ مُقْطَعٌ، وهُوَ مَجَازٌ.
والمُقْطَعُ أَيْضا: المَوْضِعُ الّذِي يُقْطَعُ فيهِ النَّهْرُ من المَعَابِرِ وغَيْرِهَا، وَقد أقْطَعَه بهِ.
وَمن المَجَازِ تَقْطِيعُ الرَّجُلِ قَدُّه وقامَتُه يُقَالُ إنَّه لحَسَنُ التَّقْطِيعُ، أَي: حَسَنُ القَدِّ، وشَيءٌ حَسَنُ التَّقْطِيعِ، أَي: حَسَنُ القَدِّ.
وَمن الْمجَاز: التقطبع فِي الشّعْر: هُوَ وَزنه بأجزاء الْعرُوض وتجزئته بالأفعال.
وَمن المَجَازِ التَّقْطِيعُ: مَغَصٌ فِي البَطنِ عَن أبِي نَصْرٍ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ، كالتَّقْضِيعِ بالضّادِ.
وَمن المَجَازِ قَطَّعَ الفَرَسُ الجَوَادُ الخَيْلَ تَقْطِيعاً إِذا سَبَقَها أَي: خَلَّفَها ومَضَى، وَمِنْه قَوْلُ النّابِغَةِ الجَعْدِيِّ رَضِي الله عَنهُ يَصِفُ فَرَساً:
(يُقَطِّعُهُنَّ بتَقْرِيبه ... ويأْوي إِلَى حُضُرٍ مُلْهِبِ)
وقالَ اللّيْثُ: يُقَالُ: قَطَّعَ اللهُ تعالَى عَلَيْهِ العَذَابَ، أَي: لَوَّنَهُ عَلَيْهِ وجَزَّأهُ ضُرُوباً مِنْهُ.
وَمن المَجَازِ قَطَّعَ الخَمْرَ بالمَاءِ تَقْطِيعاً: مَزَجَهَا، فتَقَطّعَتْ: امتَزَجَتْ وتَقَطَّعَ فيهِ الماءُ، قالَ ذوُ الرُّمَةِ:
(يُقْطِّعُ مَوضُوعَ الحَديثِ ابتِسامُها ... تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فِي نُزَفِ الخَمرِ)
مَوضُوعُ الحَدِيثِ: مَحفُوظه، وَهُوَ أنْ تَخْلِطَه بالابتِسَامِ، كَمَا يُخْلَطُ الماءُ بالخَمرِ إِذا مُزِجَ.
وَمن المَجَازِ المُقَطَّعَةُ كمُعَظَّمةِ، والمُقَطَّعاتُ: القِصارُ من الثِّيَابِ، اسمٌ واقِعٌ على الجِنْسِ، لَا يُفْرَدُ لَهُ واحِدٌ، لَا يُقَالُ للجُبَّةِ الصَّغِيرَةِ: مُقَطَّعَةٌ، وَلَا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ، ويُقَالُ لِجُمْلَةِ الثِّيَابِ القِصَارِ: مُقَطَّعاتٌ ومُقَطَّعَةٌ، الوَاحِدُ ثَوْبٌ، كالإبِلِ واحِدُها بَعِيرٌ، والمَعْشَرِ واحِدهُم رَجُلٌ، وَلَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، وَفِي الحَدِيث: أنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلَيْهِ مُقَطَّعاتٌ لهُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: أيْ ثِيابٌ قِصَارٌ، لأنَّهَا قُطِعَتْ عَن بُلُوغِ التَّمامِ، ومِثْلُه قَوْلُ أبي عُبَيْد، وأنْكَرَ ابنُ الأعْرَابِيِّ ذَلِك، واسْتَدَلَّ بحَدِيث ابنِ عَبّاسٍ فِي صِفَةِ نَخْلِ الجَنَّةِ، قالَ: نَخْلُ الجَنَّةِ سَعَفُهَا كُسْوَةٌ لأهْلِ الجَنَّةِ، مِنْهَا) مُقَطَّعاتُهُم وحُلَلُهم قَالَ شَمِرٌ: لم يكُنْ يَصِفُها بالقِصَرِ، لأنَّه عَيْبٌ.
أَو المُقَطَّعاتُ: بُرُودٌ عَلَيْهَا وشْيٌ مُقَطَّعٌ، هَذَا قَوْلُ شَمِرٍ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ، وَقَالَ شَمِرٌ أيْضاً: المُقَطَّعُ من الثِّيابِ: كُلُّ مَا يُفَصَّلُ ويُخَاطُ مِنْ قُمُصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وغَيْرِهَا، وَمَا لَا يُقَطَّع مِنْهُ كالأرْدِيَةِ والأُزُرِ والمَطَارِفِ والرِّياطِ الّتِي لم تُقَطَّعْ، وإنَّما يُتَعَطَّفُ بهَا مَرَّةً، ويُتَلَفَّعُ بهَا مَرَّةً أُخْرَى، وأنْشَدَ لرُؤْبَةَ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً: كأنّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا مُخَالِطَ التَّقْلِيصِ إذْ تَدَرَّعَا قالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: يَقُول: كأنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عَنهُ، يَقُولُ: تَخالُ أنَّه أُلْبِسَ ثَوْباً أبْيَضَ مُقَلَّصاً عَنهُ، لم يَبْلُغُ كُراعَه، لأنَّها سُودٌ لَيْسَتْ على لَونِه.
وَمن المَجَازِ المُقَطَّعاتُ مِنَ الشِّعْرِ: قِصَارُه، وأراجِيزُه سُمِّيَت الأرَاجِيزُ مُقَطَّعاتٍ لِقِصَرِها، ويُرْوَى أنَّ جَرِيراً قَالَ للعَجّاجِ، وَكَانَ بيْنَهُما اخْتِلافٌ فِي شَيءٍ أما واللهِ لَئنْ سَهِرْتَ لَهُ لَيْلَةً لأدَعَنَّهُ وقَلَّما تُغْنِي عنْهُ مُقَطَّعَاتُه، يعْنِي أبْيَاتَ الرَّجَزِ. والحَدِيدُ المُقَطَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُتَّخَذُ سِلاحاً، يُقال: قَطَّعْنا الحَدِيدَ، أيْ: صَنَعْنَاهُ دُرُوعاً وغَيْرَها من السّلاحِ، قالَ الرّاعِي:
(فقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفَاتِ وأحْقِبُوا ... على الأرْحِبِيّاتِ الحَدِيدَ المُقَطَّعا)
ويُقَال للقَصِيرِ مِنَ الرِّجَالِ إنَّهُ مُقَطَّعٌ مُجَذّرُ.
وَمن المَجَازِ صِدْتُ مُقَطَّع الأسْحَارِ: اسْمٌ للأرْنَبِ السَّرِيعَةِ، ويُقَال لَهَا أيْضاً: مُقَطّعَةُ السُّحُورِ، وَقد تقَدَّمَ بيانُه فِي سحر فراجِعْه.
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي الشِّياتِ: المُتَقَطِّعَةُ من الغُررِ: الَّتِي ارْتَفَعَ بَيَاضُها مِنَ المَنْخِرَيْنِ حتّى تَبْلُغَ الغُرَّةُ عَيْنَيْهِ دُونَ جَبْهَتهِ.
وَمن المَجَازِ انْقُطِعَبهِ مَجْهُولاً: إِذا عَجَزَ عَن سَفَرِه مِنْ نَفَقَه ذَهَبَتْ، أَو قامَتْ عليهِ راحِلَتُه، أَو أتَاهُ أمْرٌ لَا يَقدِرُ على أنْ يَتَحَرَّكَ مَعَه، وَلَو قالَ: وانْقُطِعَ بِهِ مَجْهُولاً كأٌ قْطِعَ بهِ لأفَادَ الاخْتِصَارَ.
وَمن المَجَازِ مُنْقَطعُ الشيءِ، بفَتْحِ الطّاءِ: حَيْثُ يَنْتَهِي إلَيْهِ طَرَفُه.
والمُنْقَطِعُ، بكَسْرِ الطّاءِ: الشَّيءُ نَفْسُه.
وهُوَ مُنْقَطِعُ القَرينِ، بِكَسْرِها، أَي: عَدِيمُ النَّظِير فِي السَّخاءِ والكَرَمِ، قالَ الشَّمّاخُ:)
(رَأيتُ عَرَابَةَ الأوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ)
وقَاطَعا مُقَاطَعَةً: ضِدُّ واصَلا.
وقاطَعَ فُلانٌ فُلاناً بسَيْفَيْهِما: إِذا نَظَرا أيُّهُما أقْطَعُ، أَي أكْثَرُ قَطْعاً، وكذلِكَ قاطَعَ الرَّجُلانِ بسَيْفهِما واقْتَطَعَ مِنْ مالِهِ قِطْعَةً: أَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً لنَفْسِهِ مُتَمَلِّكاً، ومِنهُ الحَدِيثُ فِي اليَمِينِ أَو يَقْتَطِع بِهَا مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ القَطْعِ.
وَمن المَجَازِ المَجَازِ: جاءَت الخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ، أَي سِرَاعاً، بَعْضُها فِي إثْرِ بَعْضٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ.
والقَطَعُ، مُحَرَّكَةً: جَمْع قَطَعَةٍ مُحَرَّكَةً أَيْضا: وَهِي بَقِيَّةُ يدِ الأقْطَعِ، وَقد سَبَقَ لَهُ ذلكَ.
والقُطَعُ كصُرَدٍ: القاطِعُ لرَحِمهِ وَقد سبَقَ لَهُ ذلكَ، فهُوَ تَكْرَارٌ.
والقُطَعُ أَيْضا: جَمْعُ قُطْعَةٍ بالضَّمِّ للطَّائِفَةِ المَفْرُوزَةِ من الأرْضِ، وقدْ تَقَدَّم.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: انْقَطَع، وتَقَطَّعَ، كِلاهُمَا: مُطَاوِعُ قَطَعَهُ واقْتَطَعه، الأخِيرُ شُدِّدَ للْكَثْرَةِ.
وتَقَطَّعوا أمْرَهُم: تَقَسَّمُوه.
وتَقَطَّعَتِ الأسْبَابُ: انْقَطَعتْ.
وقيلَ: تَقَطَّعُوا أمْرَهُم: تَفَرَّقُوا فِي أمْرِهِمْ، على نَزْعِ الخافِضِ.
والتَّقْطِيعُ: التَّخْدِيشُ.
وقَطَّعَهُ تَقْطِيعاً: فَرَّقَهُ.
والتَّقْطِيعُ: الانْقِطَاعُ، ومِنْهُ قَوْلُ أبي ذُؤّيبٍ: كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِي دُرَّةُ قامِسٍ لَها بعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهيجُ أَي بَعْدَ انْقِطاعِ النُّبُوح، والنُّبُوحُ: الجَمَاعاتُ، أرادَ بَعْدَ الهُدُوِّ والسُّكُونِ باللَّيْلِ.
وتَقَاطَعا: ضِدُّ تَوَاصَلا.
وتَقَاطَعَ الشَّيءُ: بانَ بَعْضُهُ من بَعْضٍ.
والمَقَاطِيعُ: جَمْعُ قِطْعٍ، بالكَسْرِ للنَّصْلِ القَصِيرِ، جاءَ على غَيْرِ واحِدِه نادِراً، كأنَّه إنَّمَا جَمَعَ مِقْطَاعاً، وَلم يُسْمَعْ، كَمَا قالُوا: مَلامِحُ ومَشَابِهُ، ولمْ يَقُولُوا: مَلْمَحَة وَلَا مَشْبَهَة.
وقالَ الأصْمَعِيُّ: ورُبَّما سَمَّوا القِطْعَ مَقْطُوعاً والمَقَاطِيعُ جَمْعُه، وقالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:)
(وشَفَّت مَقَاطِيعُ الرُّمَاةِ فُؤادَهُ ... إِذا يَسْمَعُ الصَّوْتَ المُغَرّدَ يَصْلِدُ)
والمِقْطَاعُ، كمِحْرابٍ: مَا قَطَعْتَ بهِ.
وسَيْفٌ قاطِعٌ، وقَطّاعٌ، ومِقْطَعٌ.
والقَطّاعُ: سَيْفُ عِصَامِ بنِ شَهْبَر.
وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ عليٍّ السَّعْديُّ، عُرِفَ بابنِ القَطّاعِ اللُّغَويّ المِصْرِيّ المُتَوفَّى سَنَةَ خَمْسِمائَةَ وخمْسَةَ عَشَرَ.
ورَجُلٌ لَطّاعٌ قَطّاعٌ: يَقْطَعُ نِصْفَ اللُّقْمَةِ، ويَرُّدُ الثانِي، واللَّطَاعُ مَذْكورٌ فِي مَوْضِعِه.
وكَلامٌ قَاطِعٌ، على المَثَلِ كقولِهِمْ: نافِذٌ.
ويَدٌ قَطْعَاءُ: مَقْطُوعَةٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: يَقُولُونَ: قُطِعَ الرَّجُلُ، وَلَا يَقُولونَ: قُطِعَ الأقْطَعُ، لأنَّ الأقْطَعَ لَا يَكُونُ أقْطَعَ حَتَّى يَقْطَعَهُ غَيْره، وَلَو لَزِمَهُ ذلكَ من قِبَلِ نَفْسِه لَقِيلَ: قَطِعَ، أَو قَطُعَ.
وقَطَع اللهُ عُمُرَهُ، على المَثَلِ.
وقُطِعَ دابِرهُم، أَي: ستوْصِلُوا من آخِرِهِمْ.
وشَرَابٌ لَذِيذُ المَقْطَع، أَي: الآخِرِ والخاتِمَةِ، وَهُوَ مجَازٌ.
ويُقَال للفَرَسِ الجَوَادِ: تَقَطَّعَتْ عَلَيْهِ أعْنَاقُ الخَيْلِ: إِذا لَمْ تَلْحَقْه، ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ فِي أبِي بَكْرٍ رَضِي الله عَنْهُمَا: ليْسَ فِيكُم مَنْ تَقَطَّعُ عَلَيْهِ الأعْنَاقُ مثلَ أبي بكْرٍ أَي ليسَ فيكُم سابِقٌ إِلَى الخَيْراتِ، تَقَطَّعُ أعْنَاقُ مُسَابقِيهِ، حَتَّى لَا يَلْحَقَه أحَدٌ مِثْل أبي بَكْرٍ، وَفِي حَديثِ أبي رزين: فَإِذا هيَ يُقَطَّعُ دُونَهَا السّرابُ أَي: تُسْرِعُ إسْرَاعاً كَثِيراً تَقَدَّمَتْ بهِ وفَاتَتْ، حَتّى إنَّ السّرابَ يَظْهَرُ دُونَهَا، أَي مِنْ وَرَائِها، لبُعْدِها فِي البَرِّ.
ومُقَطَّعاتُ الشَّيءِ: طَرَائِقُه الّتِي يتَحَلَّلُ إلَيْهَا، ويَترَكَّبُ مِنْها، كمُقَطَّعاتِ الكلامِ.
ومَقَاطِيعُ الشِّعْرِ: مَا تَحَلَّلَ إليهِ ويَترَكَّبُ مِنه من أجزَائِه الّتِي يُسَمِّيها العَرُوضِيُّونَ الأسْبَابَ والأوْتادَ.
وقالَ سِيبوَيْهِ: قَطَعْتُه: أوْصَلتُ إليهِ القَطْعَ، واسْتَعْمَلَتُه فيهِ.
وانْقَطَعَ الشّيءُك ذَهَبَ وقْتُه، وَمِنْه قَوْلُهم: انْقَطَعَ البَرْدُ، والحَرُّ، وَهُوَ مجَازٌ.
وانْقَطَعَ الكَلامُ: وَقَفَ فَلمْ يَمْضِ.
وانْقَطَعَ لِسانُه: ذَهَبَتْ سَلاطَتُه.)
وَهُوَ أقْطَعُ القَولِ: قَطِيعُهُ.
واقْتُطِعَ دُونَه: أُخِذَ وانْفُرِدَ بهِ.
وقَطَعَ بَعْثاً: أفْرَدَ قَوْماً بَعَثَهُم فِي الغَزْو بعَيْنِهِم من غَيْرِهِمْ.
وأقْطَعْتُ الشَّيءَ: إِذا انْقَطَعَ عنكَ يُقَال قد أقْطَعْتُ الغَيْثَ.
وَهُوَ قَطُوعٌ لإخْوانِه، كصَبورٍ كَمَا فِي اللِّسَانِ، وقَطيعٌ لإخْوانِه، كأمِيرٍ، كَمَا فِي الأساسِ: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ على مُؤاخاةِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وتَقَاطَعَتْ أرْحَامُهُم: تَحَاصَّتْ وَهُوَ مَجازٌ.
ورَجُلٌ مِقْطَعٌ وقَطّاعٌ، كمِنْبَرٍ وشَدّادِ: يَقْطَعُ رَحِمَهُ.
وقَطَّعَ تَقْطِيعاً، شُدِّدَ للكَثْرَةِ، وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيِّ للبَعيثِ: (طَمِعْتُ بلَيْلَى أنْ تَرِيعَ وإنَّمَا ... تُقَطِّعُ أعْنَاقَ الرِّجالِ المَطامِعُ)
وَقَوله تَعَالَى: أنْ تُفْسدُوا فِي الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ أَي: تَعُودُوا إِلَى أمْرِ الجَاهلِيَّةِ، فتُفْسِدُوا فِي الأرْضِ، وتَئدُوا البَنَاتِ.
ورَجُلٌ قَطِيعٌ: مَبْهُورٌ بَيِّنُ القَطاعَة، وَكَذَلِكَ الأنْثَى بغَيْرِ هاءٍ.
وامْرَأَةٌ قَطُوعُ وقَطِيعُ: فاتِرَةُ القِيَامِ، وَقد قَطُعَتْ، ككَرُمَ.
والقُطُع، بضَمَّتَيْنِ فِي الفَرَسِ: انْقِطَاعُ بَعْضِ عُرُوقِه.
واسْتَقْطَعَهُ القَطِيعةَ: سألَه أَن يُقْطِعهِ إيّاها، قالَ ابنُ الأثِيرِ: أَي سألَه أنْ يَجْعَلَهَا لَهُ إقْطاعاً، يَتَمَلَّكُها ويَسْتَبِدُّ بِهَا.
والقُطْعُ، بالضَّمِّ: وَجَعٌ فِي البَطنِ، ومَغَصٌ.
والقِطْعَةُ من الغَنَمِ، بالكَسْرِ كالقَطيعِ.
ورَجُلٌ مُقَطَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مُجَرَّبٌ.
ويُقَال الصَّوْمُ مَقْطَعَةٌ للنِّكاحِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والهَجْرُ مَقْطَعَةٌ للوُدِّ، كَمَا فِي الأساسِ، وَهُوَ مَجازٌ.
والقِطعَةُ والقِطَاعُ، بكَسْرِهِما: طائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ.
وَقَوله تَعَالَى: قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ منْ نارٍ أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ، وجُعِلَتْ لَبُوساً لَهُم.
والمَتَقَطِّعُ: القَصِيرُ.)
وتَقَطَّعَتِ الظِّلالُ: قَصُرَت.
والقِطْعُ، بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المُوَشّاةِ، والجَمْعُ قُطُوعٌ.
وقاطَعَهُ على كَذَا مِنَ الأجْرِ والعَمَلِ ونَحْوِه مُقَاطَعَةً، وَهُوَ مجَازٌ.
قالَ اللَّيثُ: ومُقَطَّعَةُ الشَّعَرِ: هَناتٌ صِغارٌ مِثْلُ شَعَرِ الأرَانِبِ، قالَ الأزْهَريُّ: وَهَذَا ليْسَ بشَيءٍ.
ويُقَال للأرْنَبِ السَّرِيعَةِ أيْضاً: مُقَطِّعَةُ السُّحُورِ، ومُقَطِّعَةُ النِّياطِ، وَقَالَ آخر:
(مَرَطَى مُقَطِّعَة سُحُورَ بُغَاتِهَا ... مِنْ سُوسِهَا التَّوْتِيرُ مَهْمَا تُطْلَبِ)
ويُقَال لَهَا أَيْضا: مُقَطِّعَةُ القُلوبِ أنْشَد ابنُ الأعْرَابِيّ:
(كَأنِي إذْ مَنَنْتُ عَلَيْكَ فَضْلِي ... مَنَنْتُ على مُقَطِّعَةِ القُلُوبِ)

(أُرَيْنِبُ خُلَّةٍ باتَتْ تَغَشَّى ... أبارِقَ كُلُّها وخِمٌ جَدِيبُ)
ويُقَال هَذَا فَرَسٌ يُقَطِّعُ الجَرْيَ، أَي: يَجْرِي ضُرُوباً من الجَرْيِ، لمَرَحِه ونَشَاطِهِ.
وهُوَ مُنْقَطِعُ العِقَال فِي الشَّرِّ والخُبْثِ، أَي: لَا زاجِرَ لهُ، وَهُوَ مجَازٌ.
والمُقَطَّعُ منَ الذَّهَبِ، كمُعَظَّمٍ: اليَسِيرُ، كالحَلَقَةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرَةِ، وَمَا أشْبَهَها.
وأرْضٌ قَطِعَةٌ، كفَرِحَة: لَا يُدْرَى أخُضْرَتُهَا أكْثَرُ أم بَيَاضُها الّذِي لَا نَبَاتَ بِهِ، وقيلَ: الّذِي بِها نِقَاطٌ من الكلأِ.
وأقْطَعَتِ السَّمَاءُ بمَوْضِعِ كَذَا: انْقَطَعَ المَطَرُ هُنَاكَ، وأقْلَعَتْ، وَهُوَ مجازٌ، يُقَال مَطَرَت السَّماءُ بمَوْضِعِ كَذَا، وأقْطَعَتْ ببَلَدِ كَذَا.
وأقْطَعَ اللهُ هذهِ الشُّقَّةَ، أَي: أنْفَدَها، نَقَله الصّاغَانِيُّ.
واقْتَطَعَ مَا فِي الإنَاءِ شَرِبَه.
وقَطَعَ المَفازَةَ قَطْعاً جازَها.
وعَيْنٌ قاطِعَةٌ، وعُيُونُ الطّائِفِ قَوَاطِعُ إلاّ قَلِيلاً.
وانْقَطَعَ إِلَى فُلانِ: إِذا انْفَرَدَ بصُحْبَتِه خاصَّةً، وَهُوَ مجَازٌ. وهُوَ مُنْقَطِعُ العِذارِ: إِذا لَمْ تَتَّصِلْ لِحْيَتُه فِي عارِضَيْهِ.
ومَا عَلَيْهَا إلاّ قِطَعٌ منَ الحِلْيِ، كعِنَبٍ، أَي: شيءٌ قَلِيلٌ من نَحْوِ شَذْرٍ.
والقِطَعِيُّونَ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثُونَ، مِنْهُم: الحُسَينُ بنُ مُحَمَّدِ الفَزارِيُّ الْكُوفِي القِطَعِيُّ، عَن يَحْيَى بنِ زَكَرِيّا بنِ سُفْيَان، وَعنهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوَانِيّ.)
وَأَبُو يَعْقُوبَ إسْحاقُ بنُ إبْرَاهِيمَ القِطَعِيُّ الكُوفِيُّ عَن سَعِيدِ بنِ يَحْيَى الأمَوِيِّ، وَعنهُ الإسْمَاعِيلِيُّ، ذكره المالِينيُّ.
وعَبْدُ اللهِ بنُ علِيِّ بنِ القَاسِمِ القِطَعِيُّ، كُوفِيُّ أَيْضا، روى عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، كَذَا فِي التَّبْصِيرِ.
والقُطَيعُ، كزُبَيْرٍ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ، وَقد دَخَلْتُهَا، وقَرَأتُ بهَا الحَدِيثَ على شَيْخِنَا المُعَمَّرِ سُلَيْمانَ بن أبي بَكْرٍ الهَجّامِ، الحُسَيْنِي الأهْدَلِيِّ، برِوَايَتِه عَن خاتِمَةِ المُسْنِدِينَ إلَيْه، عِمَادِ الدِّينِ يَحْيَىَ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الحُسَيْنِيِّ الزَّبِيديِّ.
(قطع) - قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ}
: أي قُرًى مُتَصِلَة.
- في حديث الاسْتِسقَاء : "فتقطَّعُ السَّحَابُ"
: أي ذهب وأَقْلع. - وفي الحديث: "أنَّ سَارِقًا سَرَقَ فَقُطِعَ، فَكانَ يَسرِقُ بقَطعَتِه"
بفتح القاف والطَّاء: أي المَوضِع المَقْطُوع من يَدِه، وكذلك بضَمِّ القافِ وسُكُون الطّاءِ.
- في حديث عَبدِ القَيْس : "يَقذِفُونَ فيه مِن القُطيْعَاء"
قيل: هو نَوْع من التمر، وكأنه البُسْرُ قبل أن يُدْرِكَ، وقيل: ضَربٌ من التَّمرِ الشِّهْرِيزِ.
- وفي الحديث: "قَطِيعٌ مِن الغَنَم"
: أي قِطعةٌ قُطِعَت من جَماعةِ غنم.

قطع

2 قَطَّعَهُ بِالضَّرْبِ He mangled him with beating. b2: تَقْطِيعٌ (tropical:) [A griping, or cutting pain, in the bowels;] i. q. مَغْصٌ in the belly; (S, K, TA;) as also تَقْضِيعٌ. (TA.) See also قُطْعٌ. b3: تَقْطِيعُ الصَّوْتِ (K in art. جدف) A repeated interrupting of the voice in singing. (TK in that art.) See جَدَفَ. b4: قَطَّعَ, inf. n. تَقْطِيعٌ, He articulated, or spelled, a word. b5: See تَقْطِيعٌ.3 قَاطَعَهُ He separated himself from him, with the latter's concurrence; see فَارَزَهُ; and see اِنْقَطَعَ عَنْهُ. b2: قَاطَعَا They disunited themselves, each form the other; severed the bond of friendship that united them, each to the other; contr. of وَاصَلَا. (K.) See 6.5 تَقَطَّعَ for قَطَّعَ: see S, voce خَطَرَ. b2: تَقَطَّعَ: see تَصَرَّمَ: It (a wound or ulcer) became dissundered, by putrefaction. b3: It (a garment, or a water-skin, &c.) became ragged, tattered, or dissundered, by rottenness. It (milk) became decomposed; it curdled, clotted, or coagulated; i. e. separated into clots.6 تَقَاطَعَا [They became disunited, each from the other; the bond of friendship that united them, each to the other, became severed]; (A, art. يبس;) تَقَاطُعٌ signifies the contr. of تَوَاصُلٌ: (S:) see تَصَارَمُوا.7 اُنْقُطِعَ بِهِ He became disabled from prosecuting, or unable to proceed in, or prosecute, his journey, (S, Mgh,) [his means having failed him, or] his means of defraying the expense having gone, or his camel that bore him stopping with him from fatigue, (S, Mgh,) or breaking down or perishing, (Mgh,) or an event having befallen him so that he could not move. (S.) b2: اِنْقَطَعَ فِى حُجَّتِهِ [He was, or became, cut short, or stopped, in his argument, or plea]. (TA, art. بلس.) b3: اِنْقَطَعَتْ قِرَآءَتُهُ is said when one is unable to perform [or continue] his recitation, or reading. (TA in art. عجم.) b4: إِنْقَطَعَ مِنَ الكَلاَمِ [or عَنِ الكلام (K in art. رجو) He broke off, or ceased, from speech]. (TA, art. بلت.) b5: انقطع الكَلاَمُ The speech stopped short, or broke off. (TA.) b6: انْقَطَعَ عَنْهُ [He broke off from him; separated, or disunited himself from him]. See اِنْبَتَّ; and see فَاطَعَهُ here. b7: اِنْقَطَعَ It became cut off, intercepted, interrupted; or stopped; was put an end to; or put a stop to; it stopped, or stopped short, it finished, it failed, it failed altogether; ceased; became extinct; was no longer produced; came to an end. b8: He cut himself off, or became detached, or he detached himself, from worldly things, &c. b9: اِنْقَطَعَ وَسَكَتَ مُتَحَيِّرًا [He was, or became, cut short, and was silent, being confounded, or perplexed, and unable to see his right course]. (TA in art. بهت.) b10: اِنْقَطَعَ

إِلَى فُلَانٍ (tropical:) He made himself solely and peculiarly a companion, or an associate to such a one. (TA.) And اِنْقَطَعَ إِلَيْهِ app. signifies (assumed tropical:) He withdrew from a person or persons, or a place, to him, or it: see بَآءَ إِلَيْهِ. b11: اِنْقَطَعَ فُوأَدُهُ: see اِنْذَعَفَ.8 اِقْتَطَعَ [He cut off for himself] a piece from a thing: (S:) took a portion from another's property. (Msb.) b2: اِفْتَطَعَ جَدِيثَهُ: see 8 in art. قضب.

قُطْعٌ (assumed tropical:) Pain in the belly, and مَغْصٌ. (TA.) See 2.

قِطْعٌ

, applied to an arrow: see مَقَاطِيع and بَرِىٌّ.

قِطْعَةٌ A piece; bit; part, or portion, cut off, detached, or separated from the whole; a segment; a cutting; a slice; a slip; or the like: a piece, or portion, or parcel, or plot, or spot, of land, ground, herbage, &c.: a distinct quantity or number: somewhat, or some of a number of things. b2: A detached number of locusts: see رِجْلٌ: and so of a herd or flock, &c.: and a detached portion. b3: قِطْعَةٌ, of poetry: see قَصِيدٌ: pl. قِطَعٌ, with which ↓ مُفَطَّعَاتٌ is syn. قَطَعَةٌ

: see جَدَعَةٌ. b2: ضَرَبَهُ بِقَطَعَتِهِ: see جُدْمُورٌ.

قَطِيعٌ A herd, troop, or drove; a distinct collection or number; of beasts, &c.; a flock, or bevy, of sheep, birds, &c.; a party, or group, or collection, of men, &c.; a pack of dogs. The term “ herd ” is applied to “ a collective number ” of camels by several good writers. We say a “ flock ” of sheep, and of geese; and “ herd ” or rather “ herd ” of goats; and a “ herd ” of oxen or kine, of camels, and of swine, and of antelopes; and a “ swarm ” of bees, &c. b2: قَطِيعٌ A whip cut from the skin of a camel. b3: قَطِيعَةٌ A portion of land held in fee. See Mgh, Msb. b4: قُطِيعَةٌ i. q.

هِجْرَانٌ. (S, K.) And قَطِيعَةُ الرَّحِمِ [The cutting, or forsaking, or abandoning, of kindred, or relations; contr. of صِلَةُ الرَّحِمِ]. (K, voce حَالِقَةٌ.) رَجُلٌ قَطَّاعٌ لِلْأُمُورِ (S, M, A, K, all in art. قضب); see قَضَّابَةٌ.

أَقْطَعُ اللِّسَانِ (assumed tropical:) Unable to reply. (Az in TA, art. بكم.) تَقْطِيعٌ Conformation, or proportion, of a man or beast; lineament of the face: i. q. قَدٌّ, of a man: (K:) and the stature; or justness, or beauty, of the stature; of a man; syn. قَامَةٌ: (K:) and the cut, shape, fashion, or form, of anything: see an ex. voce زَبَنٌ; and also voce قَدٌّ, where it is shown that, being an attribute of a thing as well as of a person, it does not always mean stature or the like: it signifies cut, shape, fashion, or form: and more commonly conformation or proportion: and hence, beauty, or justness, of stature; and simply stature, or tallness: pl. تَقَاطِيعُ, which is more commonly used than the sing. in the present day.

مَقْطَعٌ A place of crossing, or traversing, of a river [and a desert, &c.]: (K, TA:) pl. in this sense مَقَاطِعُ. (S.) b2: Also the place of utterance of a letter; like مَخْرَجٌ. b3: مَقْطَعُ الحَقِّ: see جَلَآءٌ. b4: قَهْوَةٌ لَذِيذَةُ المقطع: see مَزَّةٌ.

مَقْطَعَةٌ A cause, or means, of cutting off, or stopping: see مَحْسَمَةٌ.

تِيَابٌ مُقَطَّعَةٌ [Garments cut out of several pieces] are such as the shirt, and trousers, or drawers, &c. (Mgh in art. ثوب.) b2: دَرَاهِمُ مُقَطَّعَةٌ Dirhems [or coins] that are [clipped, or] light of weight, [or] in which is adulterating alloy: or, as some say, much broken. (Mgh.) b3: الحُرُوفُ المُقَطَّعَةُ The letters of the alphabet: so applied in an explanation of حُرُوفُ المُعْجَمِ, as syn. with this, in the S in art. عجم. See also حَرْفٌ. b4: See قِطْعَةٌ.

إِسْتِثْنَآءٌ مُنْقَطِعٌ An exception in which the thing excepted is disunited in kind from that from which the exception is made; contr. of مُتَّصِلٌ. b2: مُنْقَطِعٌ: see مُرْسَلٌ.

مَقَاطِيعُ Heads of spears, or arrows; syn. نِصاَلٌ. (L, art. صلد.) See also قِطْعٌ.

قدع

قدع

1 قَدَعَ فَرَسَهُ He pulled in his horse by the bridle and bit, to stop him; (S, K;) he curbed, or restrained, him. (S.) b2: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْدَعُ أَنْفُهُ: see أَنْفٌ; and see قرع.
قدع: قدع: خنى وفحش من الكلام، في معجم فريتاج نقلا عن ديوان الهذليين (ص122 في آخرها): وهي قذع بالذال وفي صفحة (277) قدع بالدال.
وإني متاكد إن كوسجارتن قد نقل هاتين العبارتين من المخطوطة.
(قدع) - في الحديث : "أَجِدُنِي قَدِعْتُ عن مَسْألتِه".
القَدَع: الجُبْن والانكِسار.
يقال: قَدَعتُه فقَدِع وانْقَدَع.
ق د ع: (التَّقَادُعُ) التَّهَافُتُ وَالتَّتَابُعُ فِي الشَّيْءِ كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَدْفَعُ صَاحِبَهُ أَنْ يَسْبِقَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَتَقَادَعُ بِهِمْ جَنَبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ» . 
قدع وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يحمل النَّاس على الصِّرَاط يَوْم الْقِيَامَة فتتقادع بهم جَنَبتا الصِّرَاط تقادع الفَراش فِي النَّار. قَالَ أَبُو عبيد: التقادع هُوَ التَّتَابُع والتهافت فِي الشَّرّ وَيُقَال للْقَوْم إِذا مَاتَ بَعضهم فِي أثر بعض: قد تقادعوا فَالْمَعْنى أَنهم يتهافتون فِي النَّار وَالله أعلم.
(قدع)
الْفرس قدعا عدا والفحل ضرب أَنفه بِشَيْء ليرتد وَيُقَال قدع أَنفه وفحل لَا يُقْدَع أَنفه كريم وَالْفرس جذب لجامه ليقف وَيُقَال قدع فلَانا عَن الشَّيْء كَفه وَمنعه والسفينة دَفعهَا إِلَى المَاء

(قدع) الرجل وَغَيره قدعا كف وانسلقت عينه من كَثْرَة الْبكاء فَهُوَ قدع وَيُقَال قدعت عينه وَالْعين ضعفت من طول النّظر إِلَى الشَّيْء وَله الْخَمْسُــونَ دنت

قدع


قَدِعَ(n. ac. قَدَع)
a. Was weak (eye).
b. [La], Neared, was close to.
أَقْدَعَa. see I (b)
تَقَدَّعَ
a. [Bi & La], Devised against (misckief).

تَقَاْدَعَa. Came one after another.
b. Died one after another.
c. Kept each other in check.
d. Wounded each other with lances.

إِنْقَدَعَa. Was restrained, held back, checked &c.

قَدِعa. Timid, shy.
b. Brackish, salty, undrinkable (water).
c. Weeper.

قَدِعَةa. Modest, coy, reserved (woman).

مِقْدَعَةa. Stick.

قَدُوْعa. Restive, fiery (horse).
b. Base, contemptible.

N. P.
قَدَّعَa. Wrinkled, shrivelled, shrunken.

لَا يُقْدَعُ أَنْفُهُ
a. He is not to be despised.
قدع
القَدْعُ: الكف باللسان واليد، وكذلك الإقْداع. وقيلَ: أقْدَعْتُ باللسانِ وقَدَعْتُ بغيرِه. والقدُوْعُ: منه، يكونُ للفاعل والمفعول جميعاً.
وامرَأةٌ قَدِعَةٌ: قليلةُ الكَلام كثيرةُ الحيَاء. والتقادُعُ: التَهافُتُ في الشيْء. وإذا ماتَ القومُ بعضهم في أثرِ بعض قيل: تَقادَعوا. والقَدع: ضَعف في العَيْن.
وقَدِعَت لي خمسون سنةً: دَنَتْ لي. وقَدَعْتُها: تَجاوَزْتَها. وفَرَسٌ قَدِعٌ: هَيوب. وشيء مُقَدَّع: مُغَضنٌ. وماءٌ قَدِعٌ: لا يُشْرَبُ لمُلوحةٍ أو غيرها. واقْدَعْ من هذا: أي اقْطَعْ.
ق د ع

قدعته عنّي: كففته بيدي أو لساني فانقدع. وذاك فحل لا يقدع. وقدعت الفرس باللجام: كبحته. وقدعت الذباب: ذببته. قال:

قياماً تقدع الذّبّان عنها ... بأذناب كأجنحة النسور

ودفعته عني بالمقدعة: بالعصا. وقادعني بعيري: جاذبني زمامه من نشاطه. وتقادعوا: تدافعوا. وفي عينه قدعٌ: ضعف عن النظر. قال ابن أحمر:

كم فيهم من هجين أمه أمةٌ ... في عينها قدع في رجلها فدع
[قدع] نه: فيه: "فنتقادع" بهم جنبنا الصراط "تقادع" الفراش في النار، أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض، وتقادع القوم- إذا مات بعضهم إثر بعض، وأصل القدع الكف والمنع. ومنه ح: فذهبت أقبل بين عينيه "فقدعني" بعض أصحابه، أي كفني، يقال: قدعته وأقدعته. وح: قال ورقة: محمد يخطب خديجة، هو الفحل لا "يقدع" أنفه! يقال: قدعت الفحل، وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بنحو الرمح حتى يرتدع، ويروى بالراء. وح: فإن شاء الله أن "يقدعه" بها "قدعه". وح: فجعلت أجدني "قدعًا" من مسألته، أي جبنًا وانكسارًا. وح: "اقدعوا" هذه النفوس فإنها طلعة، أي كفوها عما تتطلع إليه من الشهوات. وفيه: كان ابن عمر "قدعًا"، القدع بالحركة انسلاق العين وضعف البصر من كثرة البكاء، قدع فهو قدع. 
[قدع] قَدَعْتُ فرسي أقْدَعُهُ قَدْعاً: كبحته وكففته، فهو فرسٌ قَدوعٌ، أي يحتاج إلى القَدْعِ ليكفَّ بعض جريه. وهذا فحلٌ لا يُقْدَعُ، أي لا يُضربُ أنفه، وذلك إذا كان كريما. وقدعت الرجل عنك وأقْدَعْتُهُ بمعنًى، أي كففته فانْقَدَعَ. وامرأةٌ قَدِعَةٌ: قليلة الكلام حيِيَّةٌ. وفرسٌ قَدِعٌ، أي هيوب. وقدعت عينه أيضا تقدع قَدَعاً، أي ضَعُفَتْ. قال الشاعر: كم فيهمُ من هَجينٍ أُمُّهُ أَمَةٌ * في عينها قَدَعٌ في رِجلها فَدَعُ * ويقال أيضاً: قَدَعَتْ ليَ الخمســون، أي دنت مني. والتقادع: التتايع والتهافت في الشئ، كأنَّ كلَّ واحد يدفع صاحبَه أن يسبقه. وتقَادَعوا بالرماح: تطاعنوا. وفي الحديث: " يُحْمَلُ الناسُ على الصراط يوم القيامة فيتقَادَعُ بهم جَنَبَتا الصراطِ تقادَع الفراشِ في النار ". وتَقادَعَ القومُ، إذا مات بعضهم في إثر بعض.

قدع: القَدْعُ: الكَفُّ والمَنْعُ. قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً

وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عنه؛ ومنه حديث الحسن: اقْدَعُوا هذه

النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ. وفي حديث الحَجَّاج: اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسَ

فإنها أَسْأَلُ شيءٍ إِذا أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ، أَي

كُفُّوها عما تَتَطَلَّعُ إِليه من الشهوات. وقَدَعْتُ فَرَسي أَقْدَعُه

قَدْعاً: كَبَحْتُه وكَفَفْتُه. وهو فرس قَدُوعٌ: يحتاج إِلى القَدْع

ليَكُفَّ بعض جريه. وفي حديث أَبي ذر: فذهبت أُقبل بين عينيه فَقَدَعَني بعض

أَصحابه أَي كفني. قال ابن الأَثير: يقال قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه قَدْعاً

وإِقْداعاً، ومنه حديث ابن عباس: فجعلت أَجِدُ بي قَدَعاً

(* قوله« أجد

بي قدعاً» القدع، محركة: الجبن والانكسار) من مَسْأَلَتِه أَي جُبْناً

وانكِساراً، وفي رواية: أَجِدُني قَدِعْتُ عن مسأَلته.

والقَدُوعُ: القادِعُ والمَقْدُوعُ جميعاً: ضد، فَعُولٌ بمعنى مفعول.

والقَدُوعُ: الفَحْل الذي إِذا قرب من الناقةِ ليَقْعُوَ عليها قُدِعَ

وضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره وحُمِلَ عليها غيره؛ قال الشماخ:

إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه

مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ

وفلان لا يَقْدَعُ أَي لا يَرْتَدِعُ. وهذا فَحْلٌ لا يُقْدَعُ أَي لا

يُضْرَبُ أَنفه وذلك إِذا كان كريماً. وفي حديث زواجِه خديجةَ: قال ورَقةُ

بن نَوْفَلٍ: محمد يخطب خديجة، هو الفَحْلُ لا يُقْدَعُ أَنفُه؛ قال ابن

الأَثير: يقال قَدَعْتُ الفحل وهو أَن يكون غير كريم فإِذا أَراد ركوب

الناقة الكريمة ضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره حتى يرتدع ويَنْكَفَّ، ويروى

بالراء، ومنه الحديث أَيضاً: فإِن شاء الله أَن يَقْدَعَه بها قَدَعَه.

وفرس قَدُوعٌ: يَكُفُّ بعض جريه. أَبو مالك: يقال مَرَّ به فَرَسُه يَقْدَعُ

أَي يَعْدُو. وفرسٌ قَدِعٌ أَي هَيُوبٌ. ويقال: اقْدَعْ من هذا الشراب

أَي اقْطَع منه أَي اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً.

والمِقْدَعةُ: عَصاً يَقْدعُ بها ويَدْفَعُ بها الإِنسانُ عن نفسه.

ورجل قَدِعٌ، على النسب: يَنْقَدِعُ لكل شيء؛ قال عامر بن الطفيل:

وإِنِّي سَوْفَ أَحْكُم غيرَ عادٍ،

ولا قَدِعٍ، إِذا التُمِسَ الجَوابُ

والقِدْعةُ من الثياب: دُرَّاعةٌ قصيرة؛ قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:

بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ، أَيامَ بِكْرُها

قَصِيرُ الخُطى، في قِدْعةٍ يَتَعَطَّفُ

وامرأَة قَدِعةٌ وقَدُوعٌ: كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ. وامرأَة

قَدُوعٌ: تأْنَفُ كل شيء؛ قال الطرماح:

وإِلاَّ فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ

قَدُوعٌ معنى المَقْدُوعِ ههنا. وانْقَدَع فلان عن الشيء إِذا استَحْيا

منه. وتَقَادَعَ الذُّبابُ في المَرَقِ إِذا تَهافَتَ. والتَّقادُعُ:

التَّتابُع والتهافت في الشر، وفي الصحاح: في الشيء: وتَقادَعَ الفَراشُ في

النار: تَساقَط كأَنّ كل واحد يَدْفَعُ صاحبَه أَن يَسْبِقَه. وأقْدَعَ

الرجلَ: شَتَمه. والمَقادِعُ: عِوارُ الكلامِ.

وتَقَادَعَ القومُ بالرّماحِ: تَطاعَنُوا. وفي الحديث: يُحْمَلُ الناسُ

على الصراط يوم القيامة فَتَتقادَعُ بهم جَنَبَتا الصراط تَقادُعَ

الفَراشِ في النار أَي تُسقِطُهم فيها بعضهم فوق بعض. وتَقادَعَ القومُ: هلك

بعضُهم في إِثْرِ بعض في شهر واحد أَو عام واحد، وقيل: تَقادَعَ القومُ

تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً مات بعضهم في إِثر بعض فلم يُخَصَّ يومٌ ولا شهر.

والتَّقادُعُ: التراجع؛ عن ثعلب.

ابن الأَعرابي: القَدَعُ انْسِلاقُ العين من كثرة البكاء. وفي الحديث:

كان عبد الله بن عمر قَدِعاً. وقد قَدِعَ، فهو قَدِعٌ، وقَدِعَتْ عينُه

تَقْدَعُ قَدَعاً: ضَعُفَتْ من طول النظر إِلى الشيء؛ قال الشاعر:

كَمْ فيهمُ مِن هَجِينٍ أُمُّه أَمَةٌ،

في عَيْنِها قَدَعٌ، في رِجْلِها فَدَع

وقَدَعَ الخمســين: جاوَزها، بفتح الدال؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري:

قَدَعَ الستين جازَها، قال: فاحتمَلَ أَن تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كما تقول

قَدَعْتُ الرجل عن الأَمر فَقَدِعَ أَي كَفَفْتُه فكَفَّ وارْتَدَعَ.

وقَدِعَتْ له الخمســون: دنت؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيّ:

ما يسْأَلُ الناسُ عن سِنِّي، وقد قَدِعَتْ

لي الأَرْبَعُونَ، وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ

قل ابن بري: قال الجرمي رواه ثعلب قُدِعَتْ عن ابن الأَعرابي، بضم

القاف؛ وقال أَبو الطيب: الأَكثر في الرواية قَدِعَتْ، قال ابن الأَعرابي:

قُدِعَتْ لي أَربعون أَي أُمْضِيَتْ.يقال: قَدَعَها أَي أَمضاها كما يَقْدَعُ

الرجلُ الشيء. قال ابن الأَعرابي: وقِدْعةُ اسم عَنْزٍ؛ وأَنشد:

فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً،

فَتَدارآ فيه، فكانَ لِطامُ

قال أَبو العباس: المِجْوَلُ الصُّدْرةُ وهي الصِّدارُ والقِدْعةُ

والعِدْقةُ.

قدع
قَدَعَهُ، كمَنَعَهُ: كَفَّهُ، ومَنَعَهُ، وَمِنْه حديثُ الحَسَنِ: واقْدَعوا هَذِه الأَنفُسَ، فإنَّها طُلَعَةٌ، أَي امْنَعوها، عَمّا تتطَلَّعُ إِلَيْهِ من الشَّهَواتِ، وَفِي حديثِ أَبي ذَرٍّ رَضِي الله عَنهُ: فقَدَعَني بعضُ أَصحابِهِ، أَي كَفَّنِي، وَكَذَا قدَعَهُ عنهُ، إِذا كَفَّه، زادَ الزَّمَخشَريُّ: بيَدِه أَو لِسانِه، وأَنشدَ الليثُ:
(قِياماً تَقْدَعُ الذِّبَّانَ عَنها ... بأَذْنابٍ كأَجنِحَةِ النُّسُورِ)
قَدَعَ فرسَهُ قَدْعاً: كَبَحَهُ، وكَفَّهُ. عَن ابْن الأَعرابيِّ: قدَعَ الشيءَ: أَمضاهُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ المَرَّارِ الفَقْعَسِيِّ:
(مَا يسأَلُ النّاسُ عَن سِنِّي وقدْ قُدِعَتْ ... لِي الأَربَعونَ وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ)
قُدِعَتْ، بالضَّمِّ، أَي أُمْضِيَتْ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَكَذَا رواهُ ثعلَبٌ عَنهُ، وَنَقله ابْن برّيّ. قدَعَ الفَحلَ يَقدَعُه قَدْعاً: ضربَ أَنفَهُ بالرُّمحِ، أَو غَيره، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وذلكَ إِذا كانَ غيرَ كريمٍ، فَإِذا أَرادَ رُكوبَ النّاقَةِ الكَريمَةِ ضُرِبَ أَنفُهُ بالرُّمحِ أَو غيرِه، حتّى يَرتدِعَ ويَنكَفَّ، ويُقال: هَذَا فَحْلٌ لَا يُقدَعُ، أَي لَا يُضرَبُ أَنفُه، ويُضرَبُ مَثلاً للكريمِ، وَمِنْه قولُ ورَقَةَ بنِ نَوفَلٍ، حينَ قيلَ لَهُ: محمَّدٌ يَخطُبُ خديجَةَ: هُوَ الفَحلُ لَا يُقدَعُ أَنفُه. ويُروَى بالراءِ، وسيأْتي. قَدِعَتْ عَينُهُ، كفَرِحَ: ضَعُفَتْ من طول النَّظَرِ إِلَى الشيءِ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: القَدَعُ: انْسِلاقُ العَيْنِ من كَثرَةِ البُكاءِ، قَالَ ابنُ أَحمَرَ:)
(كمْ فيهِمُ مِنْ هَجينٍ أُمُّهُ أَمَةٌ ... فِي عينِها قَدَعٌ فِي رِجلِها فَدَعُ)
وَقد تقدَّمَ إنشادُ هَذَا البيتِ فِي فَدَع أَيضاً، وَلَا يَخفى أَنَّ فِي كلِّ مِصراعٍ مِنْهُ جِناسَ تَصحيفٍ. قَدِعَتْ لي الخَمســونَ: دَنَتْ، وَبِه فُسِّرَ قولُ المَرّارِ السَّابِقُ. قلت: وَهُوَ قولُ الفَرَّاءِ، وَقَالَ أَبو الطَّيِّب: وَهُوَ الأَكثَرُ فِي الرِّوايَةِ، وَعَلَيْهَا اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ. القَدُوعُ، كصَبورٍ: المَقدوعُ الكافُّ عَن الصّوتِ، كالرُّكوبِ بمَعنى المَركُوبِ، قَالَ الأَخْطَلُ، كَمَا فِي الْعباب وَفِي اللسانِ: قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(إِذا مَا رآنا شَدَّ لِلقَوْمِ صَوتَهُ ... وإلاّ فمَدخولُ الفِناءِ قَدوعُ)
القدوعُ: الفرَسُ المُحتاجُ إِلَى القدعِ، لِيَكُفَّ بعضَ جَريِه، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ أَبو مالكٍ: مَرَّ بِهِ فرَسُه يَقدَعُ، أَي يَعدو. القَدوعُ: المُنْصَبُّ على الشيءِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. القدُوعُ: الذَّليلُ: الَّذِي يُقدَعُ، كَمَا تُقدَعُ الدَّابَّةُ باللِّجامِ. وامرأَةٌ قَدِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: قليلةُ الكلامِ حَيِيَّةٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، أَي كثيرةُ الحَياءِ، قَالَ سُوَيدُ بنُ أَبي كاهِلٍ:
(هَيَّجَ الشَوْقَ خَيالٌ زائرٌ ... من حَبيبٍ خَفِرٍ فِيهِ قَدَعْ)
وَكَذَا فرَسٌ قَدِعٌ، كفَرِحٍ: هَيُوبٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وماءٌ قَدِعٌ: لَا يُشرَبُ مُلوحَةً، أَو لغَيْرهَا.
ورَجُلٌ قَدِعٌ: كثيرُ البُكاءِ، وَمِنْه الحَدِيث: كانَ عَبْد الله بنُ عُمَرَ قَدِعاً. واقْدَعْ من هَذَا الشَّرابِ، أَي اقْطَعْ مِنْهُ، أَي اشْرَبْهُ قِطَعاً قِطَعاً، كَمَا فِي اللِّسَان والعُبابِ. والقِدْعَةُ، بالكَسرِ: المِجْوَلُ، قَالَ أَبو العبّاس: المِجْوَلُ: الصُّدْرَةُ، وَهِي الصِّدارُ، والقِدْعَةُ، والعِدْقَةُ. قَالَ أَبو عبيد: هِيَ الدُّرَّاعَةُ القصيرَةُ، وزادَ السُكَّرِيُّ: لَا تَبلُغُ السَّاقَينِ، قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ: (بِتِلْكَ عَلِقْتُ الشَّوْقَ أَيّامَ بِكرُها ... قَصيرُ الخُطَى فِي قِدْعَةٍ يَتَعَطَّفُ)
المِقدَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: العَصا، يَقدَعُ بهَا، ويدفعُ بهَا الإنسانُ عَن نفسِه. وشيءٌ مُقَدَّعٌ، كمُعَظَّم: مُغَضَّنٌ، كَمَا فِي المُحيطِ، وَفِي بعض النُّسَخِ: مُعَصَّرٌ، وَهُوَ غلَطٌ. والتَّقادُعُ: التتايُعُ فِي الشَّرِّ، وَفِي الصحاحِ: فِي الشيءِ، والتَّهافُتُ، يُقال: تَقادَعَ الفَراشُ فِي النّارِ: تساقَطَ، كأَنَّ كلَّ واحِدٍ يَدفَعُ صاحِبَهُ أَن يسبِقَهُ. هَذَا نَصُّ الصِّحَاح، وَفِي بعضِ النُسَخِ: أَي يسبقُه، ومِثلُه فِي العُبابِ.
وَيُقَال: تَقادَعَ الذُّبابُ فِي المَرَقِ، إِذا تهافَتَ. التَّقادُعُ: التَّكافُّ، والتَّراجُعُ، عَن ثعلَبٍ. قَالَ الصَّاغانِيُّ: وَهُوَ الأَصلُ، وإنَّما استُعمِلَ فِي التَّتابُعِ لأَنَّ المُتَقَدِّمَ كأَنَّه يَكُفُّ مَا يَتلوهُ أَن يتَجاوَزَهُ.
التَّقادُعُ: المَوتُ بعضٌ فِي إثْرِ بعضٍ، وكذلكَ التَّعادي، يُقال: تقادَعَ القَومُ تَقادُعاً، وتَعادَوا تَعادِياً:)
مَاتَ بعضُهم فِي إثْرِ بعضٍ، وَمِنْهُم مَن خَصَّ، فَقَالَ: فِي شَهرٍ واحِدٍ، أَو عامٍ واحدٍ، وَهُوَ من تقادَعَ الفَراشُ. التَّقادُعُ: التَّطاعُنُ، بالرِّماحِ. وتَقَدَّعَ لَهُ بالشَّرِّ، وتَقَذَّعَ لَهُ، بالدَّال والذَّالِ، أَي استَعَدَّ لَهُ. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: قَدِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، وانْقَدَعَ: انْكَفَّ وارْتَدَعَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وهما مُطاوِعا قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه. وانْقَدَعَ فُلانٌ عَن الشيءِ: اسْتَحيا مِنْهُ. والقَدوعُ، كصَبورٍ: القادِعُ، فَهُوَ ضِدٌّ مَعَ مَعنى المَقدوعِ الَّذِي ذكرَه المُصنِّفُ، كَمَا فِي اللِّسان. والقَدوعُ: الفَحلُ الَّذِي إِذا قَرُبَ من النّاقةِ لِيَقْعُوَ عَلَيْهَا قُدِعَ أَنفُه، وحُمِلَ عَلَيْهَا غيرُه، قَالَ الشَّمّاخُ:
(إِذا مَا اسْتَافَهُنَّ ضَرَبْنَمِنهُ ... مَكانَ الرُّمحِ مِنْ أَنْفِ القَدوعِ)
وفلانٌ لَا يقدَعُ: أَي لَا يَرتدعُ. والقَدَعُ، مُحَرَّكَةً: الجبنُ والانكسار. وقَدَعَ الفرَسُ، كمَنَعَ: عَدا.
وقَدَعَ السَّفينةَ: دفعَها فِي الماءِ. ورَجُلٌ قَدِعٌ، على النَّسَبِ: يَنقَدِعُ لكُلِّ شيءٍ، قَالَ عامرُ بنُ الطُّفَيْل:
(وإنِّي سوفَ أَحكُمُ غيرَ عادٍ ... وَلَا قَدِعٍ إِذا الْتُمِسَ الجَوابُ)
وامرأَةٌ قَدوعٌ: كثيرةُ الحَياءِ، أَو تأْنَفُ من كلِّ شيءٍ. وأَقدَعَ الرجُلَ: شتمَهُ. والمَقادِع: عَوارُ الكلامِ. وقَدَعَ الخَمســينَ قدْعاً: جاوَزَها، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَفِي التَّهْذِيب: قدَعَ الستِّينَ: جاوَزَها، عَن ثعلّبٍ. وقَدْعَةُ، بِالْفَتْح: اسمُ عَنزٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنشدَ:
(فتنازَعا شَطْراً لقَدْعَةَ واحِداً ... فتَدارَأآ فِيهِ فكانَ لِطامُ)
وَفِي الأَساسِ: قادَعَني: جاذَبَني. والتَّقادُعُ: التَّدافُع.
(ق د ع)

القَدْع: الْكَفّ: قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعا، وأقدَعَه، فانقدع.

والقَدوع: القادِع، والمقْدُوع جَمِيعًا، ضد. والقَدُوع: الْفَحْل الَّذِي إِذا قرب من النَّاقة ليقعو عَلَيْهَا قُدِعَ، وَضرب انفه بِالرُّمْحِ أَو غَيره، وَحمل عَلَيْهَا غَيره. قَالَ الشماخ: إِذا مَا استْافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنهُ ... مكانَ الرُّمْح من أنْفِ القَدُوعِ

وَفرس قَدُوع: يكف بعض جريه.

والمِقْدَعَة: عَصا يُقْدَع بهَا.

وَرجل قَدِع على النّسَب: يَنْقَدِع لكل شَيْء. قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل:

وَإِنِّي سوْفَ أحْكُمُ غيرَ عادٍ ... وَلَا قَدِعٍ إِذا التُمس الجوابُ

وَامْرَأَة قَدِعة وقَدُوع: كَثِيرَة الْحيَاء، قَليلَة الْكَلَام.

وأقدَع الرجل: شَتمه.

والمَقادِع: عوار الْكَلَام.

والتَّقادُع: التهافت فِي الشَّرّ.

وتقادع الْفراش فِي النَّار: تساقط. وتَقادَع الْقَوْم: هلك بَعضهم فِي إِثْر بعض، فِي شهر وَاحِد، أَو عَام وَاحِد. وَقيل: مَاتَ بَعضهم فِي إِثْر بعض، فَلم يخص يَوْم وَلَا شهر.

والتقادُع: التراجع. عَن ثَعْلَب.

وقَدِعت عينه قَدَعا: ضعفت من طول النّظر إِلَى الشَّيْء، وقَدَع الْخمســين: جاوزها. بِفَتْح الدَّال، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وقَدِعَت لَهُ الْخَمْسُــونَ: دنت. قَالَ:

مَا يسألُ النَّاس عَن سِّني وَقد قَدِعت ... لي أربعونَ وَطَالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ

وقَدْعَة: اسْم عنز. عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ:

فتَنازَعا شَطْراً لقَدْعَةَ وَاحِدًا ... فَتَدارأا فِيهِ فَكانَ لِطامُ

نصف

(نصف) : الناصفة: مثلُ نِصْفِ الوادِي يَكُونُ بها الثُّمام والعَرْفَجُ والسَّخْبَرُ، والرِّمْثُ.
(نصف) الشَّيْء انتصف يُقَال نصف الْبُسْر رطب نصفه وَنصف رَأسه صَار الْبيَاض والسواد نِصْفَيْنِ وَنصف فلَان صَار كهلا وَالشَّيْء جعله نِصْفَيْنِ وَالْجَارِيَة خمرها بالنصيف
(نصف) - في الحديث: "حتى إذَا كانَ بالمَنْصَفِ"
: أي المَوضِع الوَسَط بين الموضعَين.
وقد نَصَفَ ينصُفُ: بلَغ النِّصْف، وهو أحد جُزْأَى الكَمالِ.
(نصف)
الشَّيْء نصفا ونصوفا انتصف يُقَال نصف النَّهَار وَنصف اللَّيْل وَيُقَال نصف الْبُسْر وَالثَّمَر رطب نصفه وَالشَّيْء نصفا ونصافة بلغ نصفه يُقَال نصف الْإِزَار سَاقه وَنصف الشيب رَأسه وَنصف الْكتاب وقسمه نِصْفَيْنِ يُقَال نصف الدَّرَاهِم بَينهمَا وَيُقَال نصف الْقَوْم أَخذ مِنْهُم نصف أَمْوَالهم وَفُلَانًا نصفا ونصافا ونصافة خدمه
(ن ص ف) : (النِّصْفُ) أَحَدُ جُزْأَيْ الْكَمَالِ وَمِنْهُ (الْإِنْصَافُ) لِأَنَّهُ تَسْوِيَةٌ وَمِنْهُ يَنْبَغِي لِلْقَاضِي (أَنْ يُنْصِفَ) لِلْخَصْمَيْنِ فِي مَجْلِسِهِمَا أَيْ يُسَوِّيَ بَيْنَهُمَا عِنْدَهُ (وَمَنْصَفُ) الطَّرِيقِ نِصْفُهُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا وَالْمِيمُ مَفْتُوحَةٌ لَا غَيْرُ (وَمِنْهُ) قَصْرُ ابْنِ هُبَيْرَةَ مَنْصَفٌ بَيْنَ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ (وَالْمُنَصَّفُ) مِنْ الْعَصِيرِ مَا طُبِخَ عَلَى النِّصْفِ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ فِي (ف ر) .
ن ص ف

أخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو كنصف الخمار. قال النابغة:

سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه ... تناولته واتقتنا باليد

ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له. وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه. وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه، وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق:

ولكنّ نصفاً لو سببت وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم

وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه، وتنصّفه: استخدمه. قال:

بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن منهم سوقة نتنصّف

رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
نصف
نِصْفُ الشيءِ: شطْرُه. قال تعالى: وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ
[النساء/ 12] ، وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
[النساء/ 11] ، فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ
[النساء/ 176] ، وإِنَاءٌ نَصْفَانُ: بلغ ما فيه نِصْفَهُ، ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ: بلغ نصْفَهُ، ونَصَفَ الإزارُ ساقَهُ، والنَّصِيفُ: مِكْيالٌ، كأنه نِصْفُ المكيالِ الأكبرِ، ومِقْنَعَةُ النِّساء كأنها نِصْفٌ من المِقْنَعَةِ الكبيرةِ، قال الشاعر: سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ فَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنَا بِالْيَدِ
وبلغْنا مَنْصَفَ الطريقِ. والنَّصَفُ: المرأةُ التي بيْنَ الصغيرةِ والكبيرةِ، والمُنَصَّفُ من الشراب:
ما طُبِخَ فذهب منه نِصْفُهُ، والإِنْصَافُ في المُعامَلة: العدالةُ، وذلك أن لا يأخُذَ من صاحبه من المنافع إِلَّا مثْلَ ما يعطيه، ولا يُنِيلُهُ من المَضارِّ إلَّا مثْلَ ما يَنالُهُ منه، واستُعْمِل النَّصَفَةُ في الخدمة، فقيل للخادم: نَاصِفٌ، وجمعه:
نُصُفٌ، وهو أن يعطي صاحبَه ما عليه بإِزاء ما يأخذ من النَّفع. والانْتِصَافُ والاسْتِنْصَافُ:
طَلَبُ النَّصَفَةِ.
ن ص ف: (النِّصْفُ) أَحَدُ شِقَّيِ الشَّيْءِ وَضَمُّ النُّونِ لُغَةٌ فِيهِ. وَقَرَأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فَلَهَا النُّصْفُ) وَ (النَّصَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَرْأَةُ الَّتِي بَيْنَ الْحَدَثَةِ وَالْمُسِنَّةِ وَرَجُلٌ نَصَفٌ أَيْضًا. وَ (النَّصِيفُ) النِّصْفُ. وَالنَّصِيفُ أَيْضًا مِكْيَالٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا بَلَغْتُمْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» ، وَنَصَفَ الشَّيْءَ بَلَغَ نِصْفَهُ، تَقُولُ: نَصَفَ الْقُرْآنَ أَيْ بَلَغَ نِصْفَهُ. وَنَصَفَ عُمْرَهُ. وَنَصَفَ الشَّيْبُ رَأْسَهُ. وَنَصَفَ الْإِزَارُ سَاقَهُ. وَنَصَفَ النَّهَارُ وَانْتَصَفَ بِمَعْنًى، وَبَابُ الْكُلِّ نَصَرَ. وَ (الْمَنْصَفُ) بِوَزْنِ الْمَعْلَمِ نِصْفُ الطَّرِيقِ. وَ (أَنْصَفَ) النَّهَارُ انْتَصَفَ. وَأَنْصَفَ الرَّجُلُ عَدَلَ، يُقَالُ: أَنْصَفَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ (انْتَصَفَ) هُوَ مِنْهُ. وَ (تَنَاصَفَ) الْقَوْمُ: أَنْصَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ نَفْسِهِ. وَ (تَنْصِيفُ) الشَّيْءِ جَعْلُهُ نِصْفَيْنِ. وَ (نَاصَفَهُ) الْمَالَ قَاسَمَهُ عَلَى النِّصْفِ. 

نصف

4 أَنَصَفَهُ He did justice to him: (MA:) he acted equitably with him: (Msb:) he gave him, or obtained for him, his right, or due, from (مِنْ) another: see أَعْذَرَ. b2: إِنْصاَفٌ The giving what is right, or due: (M:) or the granting, or rendering, justice. (KL, PS.) b3: أَنْصَفَهُ مِنْ ظَالِمِهِ [He exacted justice for him from his wronger]. (T voce ظَلَّمَ.) 8 اِنْتَصَفَ مِنْهُ He exacted, or obtained, his right, or due, from him (M, K) completely, so that each of them became on a par with the other; (K;) [i. e. with equity]. b2: اِنْتَصَفَ It became halved: (Msb:) [often said of the daytime (النَّهَارُ)].

طُبِخَ عَلَى النِّصْفِ

, and أُصْلِحَ على النصف, It (wine) was boiled until half of it had gone, or evaporated. (TA, voce طَابَة.) مَكَانٌ نَصَفٌ بَيْنَ مَكَانَيْنِ [A place half-way, midway, or equidistant, between two places]. (Mughnee in art. سَوَآءٌ.) b2: نَصَفٌ A middle-aged woman or man: (S, K:) or forty-five years old: or fifty years old. (K.) Dim. نُصيف.

نَصِيفٌ A woman's muffler: see خِمَارٌ.

نُصَيْفٌ

, dim. of نَصَفٌ: see خَلَيْقٌ voce خَلَقٌ.

مُنَصَّفٌ Expressed juice, (Mgh, Msb,) or wine, or beverage, (K,) cooked until half of it has gone [by evaporation]. (Mgh, Msb, K.) مَنَاصَفٌ Not wholly ripe: [half-ripe:] applied to the date. (TA, voce بُسْرٌ.) أَنْصاَفُ اللَّبِنِ [Half-bricks, or] cut bricks, whereof the one is placed, in building, beside the whole brick, for the purpose of ornamentation. (Msb in art. خرج.)

نصف


نَصَفَ
( n. ac. )
a. Was at, came to, reached the middle of.
b. Halved; took the half of; drank the half of.
c.(n. ac. نَصْف
نَصَاْفَة
نِصَاْفَة), Went shares with, divided, shared with; received
took half from.
d. [acc. & Bain], Divided equally between.
e. Was partly ripe (palm-tree).
f.
(n. ac.
نَصْف
نَصَاْف
نَصَاْفَة
نِصَاْف
نِصَاْفَة
نَصَفَاْن), Served.
نَصَّفَa. Halved.
b. Was half white & half black (hair).
c. Veiled (girl).
d. see I (e)
نَاْصَفَa. Shared with.

أَنْصَفَa. see I (b) (f).
c. Was just, equitable.
d. Acted, behaved justly to.
e. Travelled at noon.
f. Reached the meridian (day).
g. [acc. & Min], Procured justice for.... from.
تَنَصَّفَa. Served; was a servant.
b. Took into service; asked a service of.
c. Submitted to.
d. [Min], Obtained his rights from.
e. Was veiled; put on a veil.
f. see VIII (a)
تَنَاْصَفَa. Acted justly towards each other.

إِنْتَصَفَa. Was at, reached the middle.
b. Kept to the middle; acted rightly.
c. [Fī], Pierced, transfixed.
d. see V (d) (e).
إِسْتَنْصَفَa. see V (d)
نَصْفa. see 2 (a) (b), (c).
نَصْفَىa. fem. of
نَصْفَاْنُ
نِصْف
(pl.
أَنْصَاْف)
a. Half.
b. Middle, midst.
c. Justice, equity, right; fairness.
d. Of middle height.
e. Middleaged.

نُصْفa. see 2 (a) (b), (c).
نَصَف
( pl.
reg. &
أَنْصَاْف
38)
a. see 2 (e)b. (pl.
نُصْف
نُصُف
أَنْصَاْف
38), Middle-aged woman; matron.
c. see 2 (c)
نَصَفَةa. see 2 (c)
أَنْصَفُa. Juster, fairer.

مَنْصَف
(pl.
مَنَاْصِفُ)
a. Servant.
b. Middle of.

مَنْصَفَة
مِنْصَف
مِنْصَفَةa. see 17 (a)
نَاْصِف
(pl.
نَصَف نُصَّاْف)
a. Servant, domestic, man-servant.

نَاْصِفَة
(pl.
نَوَاْصِفُ)
a. Servant-maid.
b. Channel; gully.

نَصِيْفa. see 1 (a)b. Turban.
c. Cloth of two colours.
d. A certain measure of corn.

نَصْفَاْنُa. Half-full.

N. Ag.
نَصَّفَa. Veiled.

N. P.
نَصَّفَa. Boiled down (liquid).
N. Ac.
أَنْصَفَa. see 2 (c)
N. P.
إِنْتَصَفَa. Middle.
b. Noon.

نَصْف اللَّيْل
a. Midnight.

نَصْف النَّهَار
a. Noon; meridian.
نصف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسبوا أَصْحَابِي فَإِن أحدكُم لَو أنْفق مَا فِي الأَرْض مَا أدْرك مُد أحدهم وَلَا نصيفه. قَوْله: مُد أحدهم وَلَا نصيفه يَقُول: لَو أنْفق أحدكُم مَا فِي الأَرْض مَا بلغ مثل مُد يتَصَدَّق بِهِ أحدهم أَو يُنْفِقهُ وَلَا مثل نصفه وَالْعرب تسمي النّصْف النصيف كَمَا قَالُوا فِي الْعشْر عشير وَفِي الْخمس خَمِيس وَفِي السُبُع سبيع وَفِي الثّمن ثمين قَالَهَا أَبُو زيد والأصمعي وأنشدنا أَبُو الْجراح: [الطَّوِيل]

وألقيت سهمي بَينهم حِين أوخشوا ... فَمَا صَار لي فِي القَسْم إِلَّا ثمينها ... وَاخْتلفُوا فِي السَّبع وَالسُّدُس وَالرّبع فَمنهمْ من يَقُول: سَبيع وسَديس وربّيع وَمِنْهُم من لَا يَقُول ذَلِك وَلم أسمع أحدا مِنْهُم يَقُول فِي الثُّلُث شَيْئا [من ذَلِك -] . وَقَالَ الشَّاعِر فِي النصيف يذكر امْرَأَة: [الرجز]

لم يغذها مُد وَلَا نصيف ... وَلَا تُميرات وَلَا تعجيفُ

لَكِن غذاها اللَّبن الخريف ... الْمَحْض والقارص والصريفُ

أَرَادَ أَنَّهَا منعمة فِي سَعَة لم تغذ بِمد تمر وَلَا نصيفه وَلَكِن بألبان اللقَاح وَقَوله: تعجيف يَعْنِي أَن تدع طعامها وَهِي تشتهيه لغَيْرهَا وَهَذَا لَا يكون إِلَّا من العَوَز والقلة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: والنصيف فِي غير هَذَا الْخمار. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر حور الْعين قَالَ: ولنصيف إِحْدَاهُنَّ على رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ النَّابِغَة: [الْكَامِل]

سقط النصيف وَلم تُرد إِسْقَاطه ... فتناولته واتقتنا بِالْيَدِ 
نصف
النَصْفُ والنصْفُ والنَّصِيْفُ والنَّصَفُ: أحَدُ جُزْأيِ الكَمَالِ. وقَدَحٌ نَصْفَانُ ماءً. ونَصَفَ الماءُ الشَّجَرَةَ: إذا بَلَغَ نِصْفَها، وكذلك كُلًّ شَيْءٍ يَبْلُغ نِصْف الشيْءِ. والمَنْصَفُ من الطَرِيقِ والنَهرِ: وَسَطُه. ومُنْتَصَفُ النَيْلِ والنهَارِ: مِثْلُه. ونَصَفَ النهَارُ وانْتَصَفَ، وهو يَنْصِفُ وَينْصُفُ. والمُنَضَفُ من الشرَابِ: الذي طُبخَ حَتّى ذَهَبَ منه النِّصْفُ. وتَنَصَّفَه الشيْبُ: أي عَمَّمَه. ومنه النَّصِيْفُ للخِمَارِ؛ والمُنَصفُ: الذي نَصفَ رَأْسَه بِعمامَةٍ. وقيل: النَّصِيْفُ ثَوْبٌ تَتَجَلَّلُ به المَرْأةُ فَوْقَ ثِيابِها، وسُميَ لأنَه نَصَفَ بَيْنَها وبَيْنَ الناسِ فَحَجَزَ أبْصَارَهم عنها. وبُرْد نَصِيْفَةٌ: أي على لَوْنَيْنِ نِصْفَيْنِ.
ونَصفَ رَأْسُه تَنْصِيْفاً: إذا صارَ البَيَاضُ والسوادُ نِصْفَيْنِ. وكذلك النَخْلُ إذا احْمَر بَعْضُ بُسْرِه وبَعْضُه أخْضَرُ، ونَصَفَ نُصُوْفاً: مِثْلُه.
ورَمَيْتُ الصيْدَ فانْتَصَفَ فيه قِدْحي: أي دَخَلَ فيه إلى النِّصْفِ. ونَصفَ الصَبِيُّ: بَلَغَ نِصْفَ وَقْتِ الفِطام.

وقِرْبَة نَصْفى ماءً؛ ونَصْفَانُ ماءً. والنَّصَفُ: المَرْأةُ بَيْنَ المُسِنَةِ والحَدَثَةِ، ونسَاءٌ نُصُفٌ وأنْصَافٌ، ورِجالٌ نَصَفُوْنَ. والنَصَفَةُ والنِّصْفُ والنَصَفُ: اسْمُ الإنصافِ؛ وهو أنْ يُعْطِيَه من نَفْسِه النِّصْفَ من الحَق. وانْتَصَفْتُ منه وتَنَصفْتُ؛ أخَذْتُ حَقّي منه كَمَلاً حَتّى صِرْتُ أنا وهو على النِّصْفِ سَوَاء. وتَنَصفَه تَنَضُفاً: إذا طَلَبَ ما عِنْدَه وخَضَعَ له.
وتَنَصفْتُه: سَألْتُه أنْ يُنْصِفَني من دَهْري. والنَصفَةُ: الخُدام، الواحِدُ ناصِفٌ. وتَنَصفْته: خَدَمْته. والمَنَاصِفُ: الخَدَمُ، واحِدُهم مَنْصَفٌ، والمَنْصَفَة: الخادِمَة. وقيل: هو المِنْصَفُ - بكَسْرِ الميم. وجاءَ مُنْصِفاً: أي مُسْرِعاً.
والنّاصِفَةُ: صَخْرَةٌ تكونُ في مَنَاصِفِ أسْنَادِ الوادي.
[نصف] النصف: أحد شقى الشئ. والنصف أيضا: النصفة، هو الاسم من الإنصافِ قال الفرزدق: ولكنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني بنو عبدِ شمسٍ من مَنافٍ وهاشِمِ والنُصْفُ بالضم: لغةٌ في النِصْفِ. وقرأ زيد بن ثابت رضي الله عنه: {فَلَها النُصْفُ} . وإناءٌ نَصْفانُ بالفتح، أي بلغ الماء نِصْفَهُ. والنَصَفَ بالتحريك: المرأة بين الحدثة والمسنة، وتصغيرها نصيف بلاهاء، لانها صفة. ونساء أنصاف، ورجلٌ نَصَفٌ، وقومٌ أنصافٌ ونَصَفونَ، عن يعقوب. والنَصَفُ أيضاً: الخُدَّامُ، الواحد ناصِفٌ. والناصِفَةُ: مجرى الماء، والجمع النَواصِفُ، ومنه قول طرفة: كأن حدوج المالِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلايا سَفينٍ بالنَواصِفِ من دَدِ وقال الأصمعيّ: النَواصِفُ: رحابٌ . والنَصيفُ: الخمارُ. قال النابغة: سَقَطَ النَصيفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ فتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليدِ والنَصيفُ: نِصْفُ الشئ. والنصيف: مكيال، ومنه قول الشاعر : لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف وفى الحديث: " ما بلغتم مد أحدهم ولا نصيفه ". ونصفت الشئ، إذا بلغت نِصْفَهُ. تقول: نَصَفْتُ القرآن، أي بلغت النِصْفَ. ونَصَفَ عُمرَه ونَصَفَ الشيبُ رأسَه، ونَصَفَ الازار ساقه. قال أبو جندب الهذلى: وكنتُ إذا جاري دَعا لِمَضوفةٍ أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ بمعنًى، ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَسٍ يذكر غائصا نصف النهار الماء غامره ورَفيقه بالغيبِ لا يدْري يعني " والماء غامِرُهُ " فحذف واو الحال. ونصفهم ينصفهم نصافا ونصافة، عن يعقوب، أي خدمهم. قال لبيد: لها غلل من رازقي وكرسف بأيمان عجم ينصفون المقاولا قوله لها، أي لظروف الخمر. والمنصف بالفتح: نصف الطريق. والمنصف بكسر الميم: الخادم. هذا قول الاصمعي. والجمع مناصف. وأنصف النهارُ، أي انْتَصَفَ. وأَنْصَفَ، أي عدل. يقال: أَنْصَفَهُ من نفسه، وانْتَصَفْتُ أنا منه. وتَناصَفوا، أي أَنْصَفَ بعضُهم بعضاً من نفسه. منه قول الشاعر : أنى غرضت إلى تَناصُفِ وَجْهِها غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيب الغائب  يعنى استواء المحاسن، كأنَّ بعض أعضاء الوجه أَنْصَفُ بعضاً في أخذ القِسط من الجمال. وانتصفت الجاربة وتنصفت، أي اختمرتْ. ونَصَّفْتُها أنا تَنْصيفاً. وتنصيف الشئ: جعله نصفين. وناصفته المال: قاسمتُه على النصف. وتَنَصَّفَ، أي خدم. قالت حُرقة بنت النُّعمان بن المنذر: فبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمْرُنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
[نصف] نه: فيه: الصبر "نصف" الإيمان، أراد بالصبر الورع، لأن العبادة قسمان: نسك وهو ما أمرت به الشريعة، وورع وهو ما نهت عنه، وينتهي عنه بالصبر فكان نصفه. وفيه: لو أن أحدكم أنفق ما في الأرض ما بلغ مد أحدهم ولا "نصيفه"، هو النصف كالعشير في العشر. ن: أي ما بلغ ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ولا نصف مد، وقيل: هذه الفضيلة مختصة بمن طالت صحبته وقاتل معه وأنفق وهاجر لا لمن رآه مرة أو صحبه بعد الفتح وعزة الدين، والصحيح الأول- ويتم في وددت. ش: ولا نصيفه، قيل: هو مكيال دون المد، فضميره لأحد لا للمد، وذلك لصدق نية ومزيد إخلاص. ك: نصيف- بفتح نون، وروى بضمها مصغر النصف. نه: ومنه ح:
لم يغذها مد ولا "نصيف"
وفي ح الحور: و"لنصيف" إحداهن خير من كذا، هو الخمار، وقيل: المعجر. ك: هو بفتح نون وكسر صاد، قوله: ملأته ريحًا، أي عطرًا وطيبًا. نه: وفيه:
لي "النصف" منها يقرع السن من ندم،
هو بالكسر: الانتصاف، وقد أنصفه من خصمه إنصافًا. ومنه ح: ولا جعلوا بيني وبينهم "نصفًا"، أي إنصافًا. وفيه:
بين القرآن السوء و"النواصف"
جمع ناصفة وهي الصخرة، ويروى: التراصف- ومر في ر. وفي شعر كعب:
شد النهار ذراعي عيطل "نصف"
هو بالحركة: التي بين الشابة والكهولة. ومنه ح: حتى إذا كان "بالمنصف"، أي الموضع الوسط بين الموضعين. ش: أي كان النبي صلى الله عليه وسلم بالوسط من الشجرتين قال: التئما، أي اجتمعا، وهو بفتح ميم وصاد: نصف مسافة. نه: وح التائب: حتى إذا "أنصف" الطريق أتاه ملك الموت، أي بلغ نصفه، ويقال: نصفه- أيضًا. وفي ح داود عليه السلام: دخل المحراب وأقعد "منصفًا" على الباب، هو بالكسر: الخادم، وقد تفتح، من نصفته- إذا خدمته. ومنه ح ابن سلام: فجاءني "منصف" فرفع ثيابي من خلفي. ك: والعوان: "النصف"- بفتحتين. وح: الأجر بينكما "نصفان"- مر في مثل. ن: فقتلت السبعة فقال لصاحبيه: ما "أنصفنا" أصحابنا، بالنصب مفعوله يعني ما أنصفت قريش الأنصار لكون القرشيين لم يخرجا للقتال بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد، وبعضهم رواه بفتح فاء والمراد الذين فروا من القتال لم ينصفوا لفرارهم. ط: سبحان الله "نصف" الميزان- مر في عد من ع. وح: يستأذنه "بأنصاف" النهار، هو بفتح همزة أي منتصفه وكأنه وقت آخر النصف الأول وأول نصف الثاني. ويتأزرون على "أنصافهم"، أي يشدون الأزر على أنصافهم من السرة إلى الركبة، أو يشدون معقد السراويل مبالغة في ستر العورة، أو "على" بمعنى إلى أي أزرهم إلى أنصاف سوقهم تشمرا للقيام إلى الصلوات أو تواضعًا وإخباتًا. ج: يخرج منا ثلاثون حبرًا، أي عالمًا فاضلًا فتلتقي بمكان "منصف"- بفتح ميم، أي نصف طريق، أراد يجتمعون في موضع لا يميل إلى جهته ولا إلى جهتهم ليكون أعدل وأقرب إلى الأمن. 
ن ص ف : النِّصْفُ أَحَدُ جُزْأَيْ الشَّيْءِ وَكَسْرُ النُّونِ أَفْصَحُ مِنْ ضَمِّهَا وَالنَّصِيفُ مِثْلُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ وَنَصَّفْتُ الشَّيْءَ تَنْصِيفًا جَعَلْتُهُ نِصْفَيْنِ فَانْتَصَفَ هُوَ.

وَالْمُنَصَّفُ مِنْ الْعَصِيرِ اسْمُ مَفْعُولٍ مَا طُبِخَ حَتَّى بَقِيَ عَلَى النِّصْفِ وَنَصَفْتُ الشَّيْءَ نَصْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ بَلَغْتُ نِصْفَهُ وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ نِصْفَ شَيْءٍ قِيلَ نَصَفَهُ يَنْصُفُهُ فَإِنْ بَلَغَ نِصْفَ نَفْسِهِ فَفِيهِ لُغَاتٌ نَصَفَ يَنْصُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَنْصَفَ بِالْأَلِفِ وَتَنَصَّفَ.

وَانْتَصَفَ النَّهَارُ بَلَغْتِ الشَّمْسُ وَسَطَ السَّمَاءِ وَهُوَ وَقْتُ الزَّوَالِ وَنَصَفْتُ الْمَالَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَنْصُفُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ قَسَمْتُهُ نِصْفَيْنِ.

وَأَنْصَفْتُ الرَّجُلَ إنْصَافًا عَامَلْتُهُ بِالْعَدْلِ وَالْقِسْطِ وَالِاسْمُ النَّصَفَةُ بِفَتْحَتَيْنِ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ مِنْ الْحَقِّ مَا تَسْتَحِقُّهُ لِنَفْسِكَ وَتَنَاصَفَ الْقَوْمُ أَنْصَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

وَامْرَأَةٌ نَصَفٌ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ كَهْلَةٌ وَنِسَاءٌ أَنْصَافٌ وَقَوْلُهُمْ دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ الْمَعْنَى وَنِصْفُ مِثْلِهِ لَكِنْ حُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مُقَامَهُ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَعَبَّرَ الْأَزْهَرِيُّ بِعِبَارَةٍ تُؤَدِّي هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ وَنِصْفُ آخَرَ وَإِنَّمَا جَازَ أَنْ يُقَالَ وَنِصْفُهُ لِأَنَّ لَفْظَ الثَّانِي قَدْ يَظْهَرُ كَلَفْظِ الْأَوَّلِ فَيُقَالُ دِرْهَمٌ وَنِصْفُ دِرْهَمٍ فَكَنَّى عَنْهُ مِثْلَ كِنَايَةِ الْأَوَّلِ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} [فاطر: 11] وَالتَّقْدِيرُ فِي أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ مَا يُطَوَّلُ مِنْ عُمُرِ وَاحِدٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِ آخَرَ غَيْرِ الْأَوَّلِ وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالتَّأْوِيلُ الثَّانِي فِي الْآيَةِ عَوْدُ الْكِنَايَةِ إلَى الْأَوَّلِ أَيْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِ ذَلِكَ الشَّخْصِ بِتَوَالِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَيُقَالُ لَهُ
نِصْفُ وَرُبُعُ دِرْهَمٍ وَهِيَ طَالِقٌ نِصْفُ وَرُبُعُ طَلْقَةٍ يُجْعَلُ الْأَوَّلُ فِي التَّقْدِيرِ مُضَافًا إلَى الْمُضَافِ إلَيْهِ الظَّاهِرِ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ نَحْوُ قَطَعَ اللَّهُ يَدَ وَرِجْلَ مَنْ قَالَهَا وَبَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الْأَسَدِ أَيْ بَيْنَ ذِرَاعَيْ الْأَسَدِ وَجَبْهَةِ الْأَسَدِ وَتَقَدَّمَ فِي ضيف 
ن ص ف

النِّصْفُ والنُّصْفُ والنَّصِيفُ والنَّصَف الأخيرةُ عن ابنِ جِنِّي أَحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ والجمعُ أنصافٌ ونَصَفَ الشيءَ نصْفاً وانْتَصَفَه وتَنَصَّفَه ونَصَّفَه أخَذَ نِصْفَه والمُنَصَّفُ من الشَّرابِ الذي يُطْبَخُ حتى يَذْهَبَ نِصْفًه وَنَصَفَ القَدَحَ يَنْصُفُه نَصْفاً شرِب نِصْفَه ونَصَفَ الشيءُ الشيءَ يَنْصُفُه بلغ نِصْفَه ونَصَفَ النَّهارُ يَنْصُفُ ويَنْصِفُ وانْتَصَفَ وأنْصَفَ بلغ نِصْفَه وقيل كلُّ ما بَلَغَ نِصْفَه في ذاتِه فقد أَنْصَفَ وكلُّ ما بَلَغَ نِصْفَه في غيرِه فقد نَصَفَ وإناءٌ نَصْفان بَلَغَ الكَيْلُ نِصْفَه وجُمْجُمةٌ نَصْفَى ولا يُقالُ ذلك في غير النِّصْفِ من الأجزاءِ أَعِنْي أنه لا يُقالُ ثلثانُ ولا رُبْعان ولا غير ذلك من الصِّفاتِ التي تَقْتَضِي هذه الأجزاءَ وهذا مَرْوِيٌ عن ابن الأعرابيِّ ونَصَّف البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه هذه عن أبي حنيفة ومَنْصِفُ القَوْسِ والوَتَرِ موضعُ النِّصْفِ منهما ومَنْصِف الشيءِ وَسَطُه والنَّصَفُ الكَهْلُ كأنه بَلَغَ نِصْفَ عُمرِه والأنثى نَصَفٌ ونصفةٌ كذلك أيضاً كأنَّ نِصْفَ عُمرِها ذَهَبَ وقد بَيَّن ذلك الشاعرُ في قوله

(لا تَنْكحَنَّ عَجُوزاً أو مُطَلَّقةً ... ولا يَسُوقَنَّهَا في حَبْلِكَ القَدَر)

(وإنْ أَتَوْكَ فقالوا إِنها نَصَفٌ ... فإنَّ أَطْيبَ نِصْفَيْها الذي غَبَرا)

أنشده ابن الأعرابيِّ وقيل النَّصَفُ من النِّساءِ التي قد بَلَغَتْ خَمْساً وأربعينَ ونحوها وقيل التي بَلَغَتْ خَمْسين والقياسُ الأَوّلُ لأنه يجرُّه الاشْتقاق وهذا لا اشْتِقاقَ له والجمعُ أَنْصافٌ ونُصُف ونُصْف الأخيرة عن سيبَوَيْه وقد يكونُ النَّصَفُ للجمعِ كالواحدِ وقد نَصَّفَ والنَّصِيفُ مِكيالٌ والنَّصِيفُ الخِمارُ وقد نَصَّفَتِ المرأةُ رأْسَها بالخِمارِ والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ والإِنْصافُ إعطاءُ الحَقُ وقد انْتَصَفَ منه ونَصَفَه يَنْصِفُه نَصْفاً ونِصَافةً وأَنْصَفَهُ وتَنَصَّفَه كلّه خَدَمَهُ والمِنْصَفُ الخادمُ وتَنَصَّفَه طَلَبَ مَعْروفَه قال

(فإنَّ الإِلهَ تنصَّفْتُهُ ... بأنْ لا أَخُونَ وأنْ لا أحُوبَا)

وقيل تَنَصَّفْتُه أَطَعْتُه وانْقَدتُ له وقولُه (إني غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيبِ الغائبِ)

قيل معناه خِدْمةُ وَجْهِها بالنَّظَرِ إليه وقيل إلى محاسِنِه التي تَقَسَّمَتِ الحُسْنَ فَتَنَاصَفْتُهُ أي أَنْصَفَ بعضُها بعضاً فاسْتَوتْ فيه ورَجُلٌ مُنْصِفٌ مُتَساوِي المَحاسِنِ والمَنَاصِفُ أَوْدِيةٌ صِغارٌ والنَّواصِفُ صُخورٌ في مَناصِف أسنَادِ الوادِي والنّواصِفُ مَجارِي الماءِ في الوادِي واحدتُها ناصِفةٌ والناصِفَة الأرضُ التي تُنْبِتُ الثُّمَامَ وغيرَه وقال أبو حنيفةَ الناصِفَةُ موضِعٌ مِنْباتٌ يَتَّسِعُ من الوادِي قال الأَعْشَى

(كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْليِثَ ... قَفْراً خَلا لَها الأَسلاقُ)

وقيل النواصِفُ أماكنُ بين الغلِظَ واللِّينِ وأنشد قولَ طَرفةَ

(كأَنَّ حُدُوجَ المالِكَّيةِ غُدْوَةً ... خلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ)

وقيل النَّواصِف رِحابٌ من الأرضِ وناصِفةُ موضعٌ قال

(بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو بمُحَجِّرِ ... )
نصف
أبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفا: قَلعْتُه، قال الله تعالى:) فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفا (أي يقلعها من أصولها، يقال: نَسَف البعير النَّبْتَ: إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله. وقيل: نَسْف الجبال: دَكُّها وتذريَتُها، ومنه قوله تعالى:) وإذا الجِبَالُ نُسِفَتْ (أي ذُهِب بها كلِّها بسرعة.
والمِنْسَفَةُ: آلة يُقْلَع بها البناء.
والمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، ونَسْفُه: نَفْضُه، وهو شيء طويل منصوب الصَّدر أعلاه مُرتفع.
ويقال: أتانا فلان كأنَّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم.
ويقال لفم الحمار: مِنْسَفٌ، ويقال: مَنْسِفٌ، مثال مِنْسَرٍ ومَنْسِرٍ.
وقوله تعالى:) ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفا (أي لَنُذَرِّيَنَّه تَذْرِية.
والنُّسَافَةُ: ما يسقط من المِنْسَفِ.
وقال ابن فارس: النُّسَافَةُ: الرُّغْوَةُ، وغيره يقولها بالشَّيْن المُعجَمة.
وبعير نَسُوْفٌ: يقتلع الكَلأَ من أصله بمُقَدَّمِ فيه، وابِل مَنَاسِيْفُ.
ويقال للفرس: أنّه لَنَسُوْفُ السُّنْبُكِ: إذا أدناه من الأرض في عَدْوِه، وكذلك إذا أدْنى الفرس مِرْفَقَيْه من الحزام، وذلك إنما يكون لِتَقارُب مِرْفَقَيْه وهو محمود، قال بِشْر بن أبي خازِم يصِف فرساً:
نَسُوْفٍ للحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها ... يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ
ألا ترى إلى قول النابغة الجعدي رضي الله عنه:
في مِرْفَقَيهِ تَقَارُبٌ ولهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ
ويقال: بيننا عُقبة نَسُوفٌ: أي طويلة شاقة.
وقال السُّكري في قول صَخْرِ الغيِّ الهُذلي:
كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرى ... بفائلِهِ ونَسَاهُ نُسُوْفا
النُّسُوْفُ: آثار العضِّ، وقال مرَّة: النُّسُوْفُ: العِضَاضُ، يقال: نَسَفَ يَنْسُفُ؟ بالضم - نُسُوفا. كذا قال: نُسُوْفاً؛ والقياس: نَسْفاً.
وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: إنه لكثير النَّسِيْفِ؛ وهو السِّرَارُ، والنَّسِيْفُ: السِّرُّ.
وقال غيره: إناء نَسْفَانُ: إذا كان مَلآْنَ يَفيْضُ من امْتِلائه.
ونَسَفَانُ؟ بالتحريك -: من مَخاليف اليمن على ثمانية فراسخ من ذمار.
والنُّسّافُ؟ بالضم والتشديد -: طائر. وقال الليث: ضَرْب من الطير يُشيِه الخُطّاف يَنْسِفُ الشيء في الهواء يسمى: النَّسَاسِيْفَ، الواحد نُسّافٌ.
ونَسَفُ؟ بالترحيك -: بلد، وهو تعريب نخشَب اصطلاحا.
وقال الليث: النَّسْفَةُ من حجارو الحرَّة يكون نخِرا مُنْخرِبا ذا نَخَارِيبَ يُسْتَنْسَفُ به الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات. قال الصَّغاني مُؤلف هذا الكتاب: المعروف النَّشْفَةُ؟ بالشين المُعجَمة -. وقال الليث: كلام نَسِيْفٌ: خَفي؛ هُذَلِية؛ أي لغة هُذَليَّة.
والنَّسِيْف: أثر الجُلْبَة من الرَّكْض وأثر كدْمِ الحمار، قال المُمَزِّق العَبديّ:

وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيْفاً كأُفْحُوْصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
وقول أبي ذُؤيب الهُذلي:
فألْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا ... أمَامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيْفُ
قال الأصمعي: أي يَنْتَسفون الكلام انْتِسَافا لا يُتِمُّونه من الفرق يهمسون به رويدا فهو خفيٌّ لئلاّ يُنذر بهم لأنهم في أرض عدوّ؛ وضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم: وانْتَسَفْتُ الشَّيء: أي اقْتَلَعْتُه، قال حُميد الأرقط:
وانْتَسَفَ الجالِبَ من أنْدَابِهِ ... إغْبَاطُنا المَيْسَ على أصْلابِهِ
ويقال: هما يَتناسفان الكلام: أي يتسارّان؛ كأن هذا يَنسِف ما عند ذلك وذلك يَنْسِف ما عند هذا.
والتركيب يدل على كشف شيء عن شيء أو اسْتِلابه منه.
نصف: نصف: ذكر (الكالا) أنها تعني entero encentarlo التي ترجمها (نبريجا) ب: delibo, degusto libo,.
نصف: قطع نصف المرحلة (عبد الواحد 124): وهذه الغاية فروموها أو نصفوا.
أعطاه ضيعة مناصفة: (معجم البيان 15)؛ انظر فيما بعد اسم المفعول؛ أي أن صاحبها يقاسم المستأجر غلة الارض، وبعد ملاحظة كل ما ذكرته في معجم البيان لم يعد من الضروري أن أؤكد ما ورد عند (المقدسي 469: 2): من أن هذه الطريقة في الاقتسام هي ما يدعى باللاتينية pro, dimidio valoris أي اقتسام الثمن مسبقا: ورسم الجمالين أنهم يحملون التمر إلى خراسان مناصفة.
بالإنصاف أي بالمعدل (المقري 1: 299) انتهت جباية قرطبة أيام ابن أبي عامر إلى 3 آلاف ألف دينار بالإنصاف.
أنصف: أعطى النصف لفلان (دي ساسي كرست 2: 85): (يقضي الشرع على من تزوج إحدى الأخوات الموحدات -اللواتي هن اتباع مذهب التوحيد. المترجم- أن يساويها بنفسه وينصفها من جميع ما في يده.
أنصف من: اقتص من (دي ساسي كرست 2: 55): وموضوع الحجبة أن متوليها ينصف من الأمراء والجند (من اختصاصات دائرة الحجاب النظر في قضايا الذين يطلبون أن ينتصف لهم من الأمراء والجيش) أي أن دائرة الحجاب لا تفاتح ما لم يكن المدعى عليه أميرا أو عسكريا. وهذا هو تفسير معنى وجود حرف الجر من. وهكذا يجب أن تفسر الجملة الآتية، التي وردت في المصدر نفسه، وانصاف الضعيف منهم.
انصف: سدد. أدى (فوك: persolvere) ( الكالا pagarlo recebido) . ( واسم المصدر paga pago de denda) . لقد قدم لنا (فوك) هذا المصطلح المركب أي أنصفه وأنصف من ومعناه انصف شخصا من الناس أو من السعر لأننا نقرأ عند (المقري 1: 361): وأول ما عمله ابن أبي عامر تطبيب نفوس أرباب الدور الذين اشتريت منهم للهدم لهذه الزيادة بإنصافهم من الثمن. أن تعبير انصف العمال (المقري 1: 395 و2: 714) يعني انه كافأهم بسخاء، وقد أورد (الكالا) هذا الفعل في مادة ( acudir o recudir, redde و recudir con la renta, reddo) لذلك ينبغي أن ندرك أننا في معرض تقليب وجهات النظر في الأفعال: سدد، دفع، أعان شخصا بما يعود إليه بالخير في الأموال والعوائد ... الخ.
انصف له البيعة: هي في (فوك) ( concedere) ويبدو أن معناها: تخلى، أعطى، تنازل أو نقل شيئا إلى شخص آخر أو نقل ملكيته إليه، وأورد (فوك) جملة بيع له مرادفا لها.
تنصف ب: وردت عند (فوك) في مادة dimidiare.
تنصف بينهما: قسم نواعهم (ابن بطوطة 3: 371).
تناصفوا: النصر أي كان النصر بينهما سجالا لمدة طويلة (المقري 2: 762) (انظر 1: 20).
تناصف معه أو له البيعة: انظرها في (فوك) في مادة concedere ويبدو أن معناها أنصف له البيعة التي مر ذكرها (انظرها).
انتصف من .. لفلان: اقتص منه طلبا للعدل (معجم الطرائف).
انتصف من فلان في كلامه: تكلم في فلان بأوقر قدر واصح حجة دون أن يستعمل الألقاب ... الخ (الثعالبي لطائف 14: 1).
انتصف: لم يتضح لي معنى ما ورد في (ألف ليلة. برسل x: 9) : في الحديث عن حجر كريم خذي هذا وانتصفي به على أهل الدنيا. -هذه الجملة التي لم يفهمها المصنف تعني أن هذا الحجر الثمين سينصفك بين الناس فلا تكوني أقل شأنا منهم. المترجم-.
استنصف: لم أفهم ما قصده الرازي (في شكورى 204): أن المريض، الذي كان على بعض الاطلاع في شؤون الطب قد صرح بأنه قد استعمل الدواء الذي وصفه له الرازي ولم يشفه وبعد ذلك ولما طال بي وبه ترك استنصافي واقبلنا نلتقي دائما للنظر والبحث.
نصف ونصف. دون إنصاف الصواري: بارتفاع نصف الصارية (ابن جبير 320: 6 والمعجم ص 23).
نصف عملة مصرية صغيرة مسبوكة من خليط من الفضة والنحاس، كانت تساوي قديما نصف درهم من دراهم السلطان المؤيد (انظر ما سبق 1: 46) (وانظر ترجمة لين لألف ليلة رقم 1: 214 ورقم 3: 197).
نصف فضة: بارة (بوشر).
نصف النهار: في (محيط المحيط): (ونصف النهار عند أهل الهيئة دائرة عظيمة تمر بقطبي الأفق وبقطبي معدل النهار).
نص راس: عامية نصف راس: قبعة صغيرة يعتمرها البحارة (دومب 83).
نصف: انظرها في (فوك) في مادة persolvere: ايفاء، مبلغ مدفوع (الكالا). نصفة: حكومة عادلة (دي سلان) (البربرية 2: 1: 1).
نصفي: قارب من الحجم المتوسط (انظر ابن بطوطة 4: 92).
نصفية: والجمع نصافي: مسفط يتسع لنصف قنطار (مائة كيلو غرام) (فوك).
نصفية والجمع نصافي: قماش من حرير وكتان (رحلة السندباد طبعة لانجليز 95): مائة نصفية حرير وكتان (ياقوت 2: 263: 13) (انظر 5: 151) في الحديث عن مدينة (حزة) من أعمال الموصل: ينسب إليها النصافي الحزية وهي ثياب قطن ردية. هذه الكلمة ترد أحيانا بصيغة المفرد المذكر (دي ساسي كرست 2: 61 ملاحظات ومختصرات 13: 200).
نصفية: جائز صغير، رافدة صغيرة (خشبة غليظة يدعم بها البيت). جائز مقسوم قسمين أو أربعة أقسام (براكس جريدة الشرق والجزائر 5: 214).
نصافي: انظر ما تقدم.
تنصيف: في (محيط المحيط): (والتنصيف عند الحسابيين إخراج نصف العدد وهو العدد الحاصل من التنصيف يسمى منصفا كالأربعة من الثمانية وكذلك العدد الذي تريد تنصيفه كالثمانية. خلاف التضعيف).
منصف: والجمع مناصف: تصحيف منصب: غش، خداع، حيلة ويقال لعب منصفا (معجم الطرائف 90). من طبعة (المقري) هناك بعض المقاطع حلت منصف في إحداها كلمة أخرى هي كلمة ملعوب في طبعة (برسل).
منصف: مقسوم إلى قسمين (اصطلاح حسابي) (محيط المحيط).
منصفي: اسم أحد الأوزان (باشاليك 117).
مناصف: colone partiaire مزارع بالشراكة (يقسم المحصول الزراعي مع صاحب الأرض) (معجم البيان 15) (فوك).
نصف
نصَفَ1 يَنصُف، نَصْفًا ونُصوفًا، فهو ناصف
• نصَف النَّهارُ: انتصف؛ بلغت الشّمسُ فيه وسط السماء. 

نصَفَ2 يَنصُف، نَصْفًا، فهو ناصف، والمفعول مَنْصوف
• نصَف الشّيءَ:
1 - بلغَ نصفَه "نصَف الشَّيبُ رأسَه- نصف كأسَه: شرب نصفَها- نصَف الكتابَ".
2 - قسَمه نصفين "نصَف الرّغيفَ- نصف النقودَ بينهما". 

أنصفَ يُنصف، إنصافًا، فهو مُنصِف، والمفعول مُنصَف (للمتعدِّي)
• أنصف القاضي: عدَل "عَدْل وإنصاف- حُكم مُنْصِف".
• أنصف الماءُ الإناءَ: نَصَفَه؛ بلغ نصفَه.
• أنصف المظلومَ من الظَّالم: استوفى له حقَّه منه "أنصف المرءوسَ من رئيسه". 

استنصفَ يستنصف، استنصافًا، فهو مُستنصِف، والمفعول مُستنصَف
• استنصف المتَّهمُ القاضيَ: طلب منه العدلَ والإنصافَ. 

انتصفَ/ انتصفَ من ينتصف، انتصافًا، فهو مُنتصِف، والمفعول مُنتصَف منه
• انتصف اللَّيلُ: بلغ نصفَه.
• انتصف الشَّخصُ: طلَب العدلَ والإنصافَ.
• انتصفَ منه:
1 - انتقم، أخذ بثأره.
2 - استوفى منه حقَّه كاملاً. 

تناصفَ يتناصف، تناصُفًا، فهو مُتناصِف
 • تناصف القومُ: أنصف بعضُهم بعضًا "تناصفوا في الحقوق ولم يَجُرْ بعضهم على بعض". 

تنصَّفَ يتنصَّف، تنصُّفًا، فهو مُتنصِّف، والمفعول مُتنصَّف (للمتعدِّي)
• تنصَّفتِ المرأةُ: لبست النَّصيفَ (الخمار).
• تنصَّف الشَّيءُ: مُطاوع نصَّفَ: انقسم نصفين "تنصَّف المسئوليةَ بينهما".
• تنصَّف الشَّيبُ رأسَه: نصف؛ بلغ نصفَه "تنصّفه الشّيبُ وهو في ريعان الشّباب".
• تنصَّف الحاكِمَ: استنصفه، طلب منه العدلَ والإنصافَ. 

ناصفَ يناصف، مُناصفةً، فهو مُناصِف، والمفعول مُناصَف
• ناصف زوجتَه التفّاحةَ: أخذ نصفَها، وأعطاها الآخرَ "ناصف التاجرُ شريكَه الرِّبحَ". 

نصَّفَ ينصِّف، تنصيفًا، فهو مُنصِّف، والمفعول مُنصَّف (للمتعدِّي)
• نصَّفَ النَّهارُ: انتصف؛ بلغت فيه الشَّمسُ وسط السَّماء.
• نصَّف النَّخلُ: احمرَّ بعضُ بُسْرِه واخضرَّ بعضُه الآخر.
• نصَّف الرَّجلُ: صار كهلاً كأنَّه بلغ نصفَ عُمْرِه ° نصَّف رأسُ فلان ولحيتُه: صار السواد والبياض نصفين.
• نصَّف الشّيءَ: شطره، جعله نصفين متساويين "نصَّف التّفّاحة". 

مُنتصَف [مفرد]:
1 - اسم مكان من انتصفَ/ انتصفَ من: وسط كلِّ شيء "في منتصَف الطّريق".
2 - اسم زمان من انتصفَ/ انتصفَ من: وسط كلِّ شيء "منتصَف اللّيل/ النّهار/ الشّهر/ العمر" ° أزمة منتصف العُمر: فترة من القلق والارتياب النفسيّ يتعرّض لها بعضُ الناس في منتصف العمر. 

مُنصِّف [مفرد]: مؤ مُنصِّفة:
1 - اسم فاعل من نصَّفَ.
2 - (هس) مستقيم يُقسِّم زاوية أو خطًا أو ضلعًا قسمين مُتساويين.
• النُّقطة المُنصِّفة: (هس) نقطة على قطعة مِن خطٍّ أو قَوْس تقسِّمه إلى جُزْأين متساويين. 

نَصْف [مفرد]: مصدر نصَفَ1 ونصَفَ2. 

نَصَف [مفرد]: ج نَصَفون وأنصاف، مؤ نصَف ونَصَفة، ج مؤ أنصاف ونُصُف ونُصْف: كهل (للمذكّر والمؤنّث) "رجلٌ/ امرأة نصَف- ترك المجونَ حين صار نَصَفًا". 

نِصْف1 [مفرد]: من كان أواسط الناس طبقةً ويُسْرًا وعمرًا (للمذكّر والمؤنّث والجمع) "رجلٌ/ رجالٌ/ امرأة نِصف". 

نِصْف2 [مفرد]: ج أنصاف:
1 - أحدُ شَطْرَي الشّيء المتساويَيْن "نصف الدّائرة- شلل نصفيّ- نصف رغيف خير من البقاء بلا خبز [مثل أجنبيّ]- {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} " ° نِصْف شَهْرِيّ: دوريّ يصدر مرّتين في الشهر أو كلّ أسبوعين- النِّصف الحلو: الزوجة- نِصْف سَنَويّ: ما يحدث أو يصدر مرّتين في السَّنة.
2 - وسط، منتصف "نصف النهار/ الشهر/ اللّيل/ الملعب".
• النِّصْفان: قسما الشَّيء المتساويان في المقدار. 

نَصَفة [مفرد]: ج نَصَفات: إنصاف؛ عدل ونزاهة في الحكم، وعدم تحيُّز "طلب النَّصفةَ من القاضي- ما جعلوا بينهم وبيني نَصَفة". 

نِصْفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نِصْف: "شللٌ نِصْفيّ: شلل يصيب الإنسانَ في أحد شقّيه- تمثالٌ نصْفيّ: من الرأس إلى الخصر- عمًى نصْفيّ".
• صُداع نِصفيّ: (طب) ألم حادّ متكرِّر يُصيب عادة قِسمًا واحدًا من الرأس، ويرافقه عادة غثيان واضطرابات بصريّة.
• العمر النِّصفيّ: (فز) الزَّمن الضَّروريّ لتفكُّك نصف ذرّات مادَّة ذات نشاط إشعاعيّ. 

نصفيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى نِصْف.
• البطاريَّة النِّصفيَّة: أحد جزأيّ خليَّة كهروكيميائيّة تتألَّف من إلكترون (قطب) في سائل موصل.
• صورة نصفيّة: تمثّل الجُزْء العلويّ لشخص واليدين فقط. 

نُصوف [مفرد]: مصدر نصَفَ1. 

نصيف1 [مفرد]: نصف، وسط، ما بين البداية والنهاية "نصيف العُمْر". 

نصيف2 [مفرد]: ج أنْصِفَة: كلُّ ما غطَّى الرّأس من حجابٍ أو عمامة "نصيف امرأة- تغطَّت بالنّصيف- أنصفةٌ شتويَّة- سقطَ النصيف ولم تُردْ إسقاطه ... فتناولته واتّقتنا باليدِ". 
نصف
ابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف.
والنِّصْف؟ أيضاً -: النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق:
ولكِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ
هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: " لكن عَدْلا ".
وإناء نصفان؟ بالفتح -: إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى.
ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي:
وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري
ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصاً:
نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ ... وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري
يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال.
وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافاً ونِصَافَةً؟ بالكسر فيهما -: أي خدمهم، قال لبيد؟ رضي الله عنه - يصِف ظُروف الخمْر:
لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا
وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ؟ بفتح الميم وكسرها -: الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: أنه ذكر داود؟ صلوات الله عليه - يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفاً على الباب. والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة:
قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً ... وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا
لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها ... لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا
ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه.
ومَنْصَفٌ؟ أيضاً -: واد باليمامة.
وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ:
أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ
والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد:
كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ
وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب.
وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي.
ونَصَفَهم يَنْصُفُهم؟ بالضم -: أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ.
وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفاً: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ.
والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه. ويُروى: " مَدَّ أحَدِهم " بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه:
لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ
وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف.
والنَّصِيْفُ؟ أيضاً -: الخِمَارُ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقال النابغة الذبياني:
سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ ... فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ
وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين.
وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ؟ بالتحريك -: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
لو أنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: ... يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت. وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:
تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ
والنَّصَفُ؟ أيضاً -: الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ.
والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه.
وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفاً: أي مُسْرعاً.
وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ.
وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار.
وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ.
وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ.
وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ.
ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها.
والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف.
والمُنَصِّفُ؟ بالكسر -: الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة.
ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفاً.
وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ.
وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي.
ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر.
وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت.
ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ.
وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله:
مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ
أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ
يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضاً في أخْذِ القِسْطِ من الجمال.
وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف.
وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان:
بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا ... إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ
بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم.
وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا.
وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ.
وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ.
وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه.
وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملاً، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء.
وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له.
والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة.

نصف: النِّصْفُ: أَحد شقَّي الشيء. ابن سيده: النِّصْفُ والنُّصف،

بالضم، والنَّصِيفُ والنَّصْفُ؛ الأَخيرة عن ابن جني: أَحد جزأَي الكمال،

وقرأَ زيد بن ثابت: فلها النُّصْف. وفي الحديث: الصبر نِصْف الإيمان؛ قال ابن

الأَثير: أَراد بالصبر الوَرَع لأَن العبادة قِسمان: نُسُك وورَعٌ،

فالنُّسُك ما أَمَرَتْ به الشريعة، والورَعُ ما نَهَت عنه، وإنما يُنْتَهى

عنه بالصبر فكان الصبرُ نِصفَ الإيمانِ، والجمع أَنْصاف. ونصَفَ الشيءَ

يَنْصُفُه نَصْفاً وانتَصَفه وتَنَصَّفَه ونَصَّفه: أَخذ نِصْفَه.

والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي يُطبَخ حتى يذهب نِصْفُه. ونصَفَ القَدَحَ يَنْصفُه

نَصْفاً: شرب نِصْفَه. ونصفَ الشيءُ الشيءَ ينصُفُه: بلغ نِصْفَه. ونصَف

النهارُ يَنْصُف وينصِف وانْتَصَف وأَنْصَف: بلغ نِصْفه، وقيل: كلُّ ما

بَلغ نِصْفه في ذاته فقد أَنصَف؛ وكلُّ ما بلغ نصفه في غيره فقد نصَف؛

وقال المسيب بن علس يصف غائصاً في البحر على دُرَّة:

نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامِرُه،

ورَفِيقُه بالغَيْبِ لا يدري

أَراد انتصَف النهارُ والماءُ غامره فانتَصَفَ النهارُ ولم يخرج من

الماء، فحذف واو الحال، ونصَفْت الشيء إذا بلغت نِصْفه؛ تقول: نَصَفْت القرآن

أَي بلغت النصف؛ ونصَفَ عُمُرَه ونصَف الشيبُ رأْسَه. ويقال: قد نصَف

الإزارُ ساقَه يَنْصُفها إذا بلغ نِصفها؛ وأَنشد لأَبي جُنْدَب الهذلي:

وكنتُ، إذا جارِي دَعا لِمَضُوفةٍ،

أُشَمِّر حتى يَنْصُف الساقَ مِئْزَرِي

وقال ابنُ مَيَّادةَ يمدح رجلاً:

ترَى سَيْفَه لا يَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه،

أَجَلْ لا، وإن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ

اليزيديّ: ونصف الماءُ البئر والحُبَّ والكُوزَ وهو يَنصُفه نَصفاً

ونُصوفاً، وقد أَنصَف الماءُ الحبّ إنْصافاً؛ وكذلك الكوز إذا بلغ نصفه، فإن

كنت أَنت فعَلْت به قلت: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكوز إنصافاً،

وتقول: أَنصَف الشيبُ رأْسه ونصَّف تَنْصيفاً، وإذا بلغت نصْف السّنّ قلت: قد

أَنصَفْته ونصَّفْته إنصافاً وتنصيفاً وأَنصفْته من نفسي.

وإناء نَصْفان، بالفتح: بلغ الكيلُ أَو الماء نِصْفَه، وجُمْجُمةٌ

نَصْفَى، ولا يقال ذلك في غير النِّصْف من الأَجزاء أَْعني أنه، لا يقال

ثَلْثان ولا رَبْعان ولا غير ذلك من الصفات التي تقتضي هه الأجزاء، وهذا مرويّ

عن ابن الأَعرابي. ونصَّف البُسْرُ: رطَّب نصفُه؛ هذه عن أَبي حنيفة.

ومَنْصَفُ القَوْسِ والوتَر: موضع النِّصف منهما. ومَنْصَف الشيء:

وسَطُه. والمَنْصَف من الطريق ومن النهار ومن كل شيء: وسطه. والمَنْصَف: نصف

الطريق. وفي الحديث: حتى إذا كان بالمَنصف أَي الموضع الوسَط بين

الموضعين. ومُنْتَصفُ الليل والنهار: وسَطُه. وانتصف النهارُ ونصَفَ، فهو

يَنْصُف. ويقال: أَنصَف النهار أَيضاً أَي انتصف، وكذلك نصَّف؛ قال

الفرزدق:وإنْ نَبَّهَتْهُنَّ الولائدُ بعدما

تصعَّد يومُ الصَّيْف، أَو كاد يَنْصُف

وقال العجاج:

حتى إذا الليلُ التَّمامُ نصَّفا

وكل شيء بلَغ نصف غيره فقد نصَفَه؛ وكل شيء بلغ نِصْف نفْسِه فقد

أَنصَف. ابن السكيت: نصَف النهارُ إذا انتصف؛ وأَنصفَ النهارُ إذا

انتصف.ونصَّفْت الشيء؛ إذا أَخذت نِصفه. وتَنْصِيفُ الشيء: جعله نِصْفَين.

وناصَفْته المال: قاسَمْته على النصف. والنَّصَفُ: الكَهْل كأَنه بلغ نِصف

عُمُره. وقوم أَنصاف ونَصَفُون، والأُنثى نصَف ونَصَفة كذلك أَيضاً:

كأَنَّ نِصفَ عمرها ذهب؛ وقد بيَّن ذلك الشاعر في قوله:

لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطلَّقةً،

ولا يَسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ

وإن أَتَوْكَ فقالوا: إنها نَصَفٌ،

فإنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْها الذي غَبَرا

(* في هذا البيت إقواء.)

أَنشده ابن الأَعرابي. ابن شميل: إن فلانة لعلى نَصَفِها أَي نِصْف

شبابها؛ وأَنشد:

إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِيَّةٌ

على نَفْسِها من نفْسِه، لَضَعِيف

الجَرْشَبِيّة: العجوز الكبيرة الهَرِمة، وقيل: النَّصَف، بالتحريك،

المرأَة بين الحَدَثة والمُسِنّة، وتصغيرها نُصَيْف بلا هاء لأَنها صفة؛ وفي

قصيدة كعب:

شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ

النصف، بالتحريك: التي بين الشابَّة والكهْلة، وقيل: النصَف من النساء

التي قد بلغت خمساً وأَربعين ونحوها، وقيل: التي قد بلغت خمسين، والقياس

الأَول لأَنه يجرّه اشتقاق وهذا لا اشتقاق له، والجمع أَنصاف ونُصُفٌ

ونُصْفٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، وقد يكون النصَف للجمع كالواحد، وقد نَصَّف.

والنَّصِيف: مِكيال. وقد نصَفَهم: أخذ منهم النِّصف يَنْصُفهم نَصْفاً كما

يقال عشَرَهم يَعْشُرُهم عَشْراً. وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم:

لاتسُبُّوا أَصحابي فإن أَحدكم لو أَنفق ما في الأَرض جميعاً ما أَدرك

مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه؛ قال أَبو عبيد: العرب تسمي النِّصف النصيف كما

يقولون في العُشر العَشِير وفي الثُّمن الثَّمِين؛ وأَنشد لسلَمة بن

الأَكوع:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولاتُمَيْراتٌ ولا تعْجِيفُ

لكنْ غذاها اللَّبَن الخَريفُ:

أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ

والنصِيف: الخِمار، وقد نَصَّفَتِ المرأَةُ رأْسها بالخمار. وانتَصَفَت

الجارية وتَنَصَّفت أَي اختمرت، ونصَّفْتها أَنا تَنْصيفاً؛ ومنه الحديث

في صفة الحور العين: ولَنَصِيفُ إحداهن على رأْسها خير من الدنيا وما

فيها؛ هو الخِمار، وقيل المِعْجَر؛ ومنه قول النابغة يصف امرأَة:

سقَطَ النَّصِيف، ولم تُرِد إسقاطَه،

فَتناوَلَتْه واتَّقَتْنا باليَدِ

قال أَبو سعيد: النصِيف ثوب تتجلَّل به المرأَة فوق ثيابها كلها، سمي

نصيفاً لأَنه نصَفٌ بين الناس وبينها فحَجز أَبصارهم عنها، قال: والدليل

على صحة ما قاله قول النابغة: سقط النصيف، لأَن النصيف إذا جعل خِماراً

فسقط فليس لستْرِها وجهَها مع كشفِها شعَرها معنًى، وقيل: نَصِيف المرأَة

مِعْجَرُها.

والنَّصَفُ والنَّصَفةُ والإنْصاف: إعطاء الحق، وقد انتصف منه، وأَنصف

الرجلُ صاحبه إنْصافاً، وقد أَعطاه النَّصفَةَ. ابن الأَعرابي: أَنصف إذا

أَخذ الحق وأَعطى الحق. والنصَفة: اسم الإنصاف، وتفسيره أَن تعطيه من

نفسك النصَف أَي تُعْطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك. ويقال: انتصفت من فلان

أَخذْت حقي كَمَلاً حتى صرت أَنا وهو على النَّصَف سَواءً. وتَنَصَّفْت

السلطان أَي سأَلته أَن يُنْصِفَني. والنِّصْفُ: الإنْصافُ؛ قال

الفرزدق:ولكنَّ نِصْفاً، لو سَبَبْتُ وسَبَّني

بنُو عبد شَمسٍ من مَنافٍ وهاشِمِ

وأَنصَف الرجلُ أَي عدل. ويقال: أَنْصفَه من نفْسه وانْتصفْت أَنا منه

وتَناصَفوا أَي أَنصف بعضُهم بعضاً من نفسه؛ وفي حديث عمر مع زِنْباع بن

رَوْح:

مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بن رَوْحٍ ببلدةٍ،

لي النِّصْفُ منها، يَقْرَع السِّنَّ من نَدَمْ

النصف، بالكسر: الانتصاف، وقد أَنصَفه من خصمه يُنْصِفُه إنْصافاً

ونَصَفه ينْصِفه ويَنْصُفه نَصْفاً ونِصافة ونَصافاً ونِصافاً وأَنصَفَه

وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الجوهري: تنصَّف أَي خَدم؛ قالت الحُرَقة بنت

النعمان بن المنذر:

فبَيْنا نَسُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

فأُفٍّ لدُنيا لا يدُوم نَعيمُها؛

تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ

ويقال: تنصَّفْته بمعنى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابن بري:

فإنَّ الإلَه تَنَصَّفْته،

بأَنْ لاأَعُقَّ وأَن لا أَحُوبا

قال: وعليه بيت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر:

إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

ونصف القومَ أَيضاً: خدمهم؛ قال لبيد:

لها غَلَلٌ من زازِقيٍّ وكُرْسُفٍ

بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفون المَقاوِلا

قوله لها أَي لظُروف الخمر. والناصِفُ والمِنْصَف، بكسر الميم: الخادم.

ويقال للخادم: مِنْصَف ومَنْصَفٌ. والنَّصِيفُ: الخادم. وفي حديث ابن

عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه ذكر داود، عليه السلام، فقال: دخل المِحراب

وأَقعد مِنْصفاً على الباب، يعني خادماً، والجمع مَناصِف؛ قال ابن الأَثير:

المنصف، بكسر الميم، الخادم، وقد تفتح الميم. وفي حديث ابن سَلام، رضي

اللّه عنه: فجاءني مِنصف فرَفع ثيابي من خَلْفي. ويقال: نصَفْت الرجل فأَنا

أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصافة ونَصافة أَي خدمته. والنَّصَفةُ:

الخُدَّام، واحدهم ناصِفٌ، وفي الصحاح: والنصَف الخدَّام. وتنصَّفه: طلَب

مَعْرُوفه؛ قال:

فإن الإله تَنَصَّفْتُه،

بأَنْ لا أَخُونَ وأَنْ لا أُخانا

وقيل: تَنَصَّفْته أَطعْته وانْقَدْت له؛ وقول ابن هَرْمَةَ:

مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ

عنَّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

أَني غَرِضْتُ إلى تَناصُف وجْهِها،

غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائِبِ

أَي اشْتَقْت، وقيل: معناه خِدْمة وجهها بالنظر إليه، وقيل: إلى محاسنه

التي تقَسَّمت الحسن فتَناصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بعضاً فاستوت فيه؛

وقال ابن الأَعرابي: تناصُف وجهِها محاسنها أَنها كلّها حَسَنة يُنْصِفُ

بعضها بعضاً، يريد أَن أَعضاءها متساوية في الجمال والحسن فكأَنَّ بعضها

أَنصف بعضاً فتناصف؛ وقال الجوهري: يعني استواء المحاسن كأَنَّ بعض أَعضاء

الوجه أَنصف بعضاً في أَخذ القِسْط من الجمال؛ ورجل متناصف: مُتساوي

المحاسن، وأَنصف إذا خدم سيده. وأَنصف إذا سار بنصف النهار.

والمَناصِف: أَودية صغار، والنواصِف: صخور في مَناصِف أَسناد الوادي

ونحو ذلك من المَسايِل؛ وفي حديث ابن الصَّبْغاء:

بين القِرانِ السَّوْء والنَّواصِف

جمع ناصفة وهي الصخرة. قال ابن الأَثير: ويروى التَّراصُف. والنواصِفُ:

مجاري الماء في الوادي، واحدتها ناصفة: وأَنشد:

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِف من دَدِ

والناصفة من الأَرض: رَحَبة بها شجر لا تكون ناصفة إلا ولها شجر.

والناصفة: الأَرض التي تُنبت الثُّمام وغيره. وقال أَبو حنيفة: الناصفة موضع

مِنبات يتَّسع من الوادي؛ قال الأَعشى:

كخَذُولٍ تَرْعى النَّواصِفَ من تَثْـ

ـلِيثَ قَفْراً، خَلا لها الأَسْلاقُ

والناصفة: مجرى الماء، والجمع النواصف، وقيل: النواصف أَماكن بين

الغِلَظ واللَّين؛ وأَنشد قول طرفة:

كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِيّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ

وقيل: النواصِف رِحاب من الأَرض. وناصفةُ: موضع؛ قال:

بناصِفةِ الجَوَّيْن أَو بمُحَجِّر

نصف
النَّصْفُ، مثَلَّثَةً هكَذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ، عَن ابنِ الأَعْرابِيَّ، قالَ شَيْخُنا: أفصَحُها الكَسْرُ، وأَقْيَسُها الضمُّ لأَنّه الجارِي على بَقِيَّةِ الأَجْزاءِ كالرُّبع والخُمْسِ والسُّدْسِ، ثمَّ الفَتْحُ. قلتُ: الَكْسُر والضمُّ نَقَلهَما ابنُ سِيدَه، وأَما الفَتْحُ فإنَّه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وقَرَأَ زيدُ بنُ ثابِتٍ فَلَها النَّصْفُ بالضمِّ: أَحَدُ شِقَّيِ الشَّيْءِ وَفِي الأساس أَحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ كالنَّصِيفِ كأَمِيرٍ، كالثَّليثِ والثَّمِينِ والعَشِيرِ، فِي الثُّلثِ والثُّمنِ والعُشر، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ وَمِنْه الحَديِثُ: مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفه وقالَ الرّاجِزُ: لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَقد مَرَّ فِي ع ج ف. ج: أَنْصافٌ كِشْبرٍ وأَشْبارٍ، وصَبْرٍ وأَصْبارٍ، وقُفْلٍ وأَقْفالٍ. والنِّصفُ بالكسرِ، ويُثَلَّثَ هُوَ: النَّصَفَةُ الاسمُ من الإِنْصافِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، واقْتَصَرَ على الكَسْرِ، وأَنشَدَ للفَرَزْدَقِ:
(ولِكنَّ نِصْفاً لَو سَبَبْتُ وسَبنَّىِ ... بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ مَنافٍ وهاشِمِ)
قالَ الصّاغانِيّ: هَكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْه، وَالَّذِي فِي شِعْرِه ولِكَّن عَدْلاً وإناءٌ نَصْفانُ كسَحْبانَ، وقِرْبَةٌ نَصْفَي، ككَسْرَى: إِذا بَلَغَ الماءُ نِصْفَه ونِصْفَها، وكذلِكَ إِذا بَلَغَ الكَيْلُ نِصْفَه، وَلَا يُقالُ ذلِكَ فِي غيرِ النَّصْفِ من الأَجْزاءِ، أَعْنِي أَنّه لَا يُقال: ثَلْثانُ وَلَا رَبْعانُ، وَلَا غَيْرُ ذلِك من الصِّفات الَّتِي تَقْتَضِى هَذِه الأَجْزاءَ، وَهَذَا مَرْوِىُّ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ونَصَفَهُ أَي: الشَّيْءَ كنَصَرَه يَنْصُفُه نَصْفاً: بَلَغَ نِصْفهَ تَقُولُ: نَصَفْتُ القُرآنَ. ونَصَفَ النَّهارُ يَنْصِفُ ويَنْصُفُ: مثلُ انْتَصَفَ، كأَنْصَفَ وذلِكَ إِذا بَلَغَ نِصْفَه. وقِيلَ: كُلُّ مَا بَلَغَ نِصْفَه فِي ذاتِه فقَدْ أَنْصَفَ، وكُلُّ مَا بَلَغ نِصْفَه فِي غَيْرهِ فقَدْ نَصَفَ. وقالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ يَصِفُ غائِصاً على دُرَّةٍ:
(نَصَفَ النَّهارُ الماءُ غامِرُه ... ورَفِيقُهُ بالغَيْبِ لَا يَدْرِي)
أَرَادَ: انْتَصَفَ النَّهارُ والماءُ غامِرُهُ، فانْتَصَف النَّهارُ ولمْ يَخْرُجْ من الماءِ، فحَذَف واوَ الحالِ.
ونَصَفَ القومَ يَنْصُفُهم نَصْفاً بالفتحِ وَنِصَافَةً كسَحابَةٍ ويُكْسَرُ: إِذا أَخَذَ مِنْهُم النِّصْفَ كَمَا يُقالُ: عَشَرهُم يَعْشُرُهُم عَشْراً: إِذا أَخَذَمنهم العُشْرَ. ونَصَفَ الشَّيْءَ نَصْفاً بالفَتْحِ: أَخَذَ نِصْفَهُ. ونَصَفَ القَدَحَ نَصْفاً: شَرِبَ نِصْفَه. ونَصَفَ النَّخْلُ نُصُوفاً كقُعُودٍ: احْمَرَّ بَعْضُ بُسْرِهِ وبَعْضُه أَخْضَرُ عَن ابنِ عَبّادٍ كَنصَّفَ تَنْصِيفاً عَن أَبي حَنِيَفةَ. ونَصفَ فُلاناً يَنْصُفُه بالضمِّ ويَنْصِفُه بالكسِر لُغَةٌ)
فِيهِ، ذكَرَهُما يَعْقُوبُ نَصْفاً بالفَتْحِ، ونِصافاً ونِصافَةً بكَسْرِهِما عَن يَعْقُوبَ وفَتْحهِما عَن غَيْرِه: خَدَمَهُ قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَصفُ ظُروفَ الخَمْرِ:
(لَها غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُونَ المَقاوِلاَ)
كأَنْصَفَه إنْصافاً. والمِنَصْفُ، كمَقْعَد ومِنْبَرٍ كِلاهُما عَن ابنِ الأَعْرابِي: الخادِم ووافَقَه الأَصْمَعِيُّ على الكسرِ، وَفِي حَديثِ دَاودَ عَلَيْهِ السَّلامُ: فدَخَلَ المِحْرابَ، وأَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَى البابِ وَهِي بهاءٍ، ج: مَناصِفُ قَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
(لتِرْبِها ولأُخْرَى مِنْ مَناصِفِها ... لقَدْ وَجَدْتُ بِه فَوْقَ الَّذِي وَجَدَا)
ومَنْصَفٌ كمَقْعَدٍ: وادٍ باليَمامَةِ يَسْقِي بلادَ عامَرٍ من حَنِيَفَةَ، ومِنْ وَرائِه قَرْقَرَى، كَمَا فِي المُعْجَمِ. والمَنْصَفُ من الطَّرِيقِ ومِنَ النَّهارِ، ومِنْ كُلِّ شيءٍ: نِصفُه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ناصِفَةُ: ع قالَ البَعِيثُ:
(أهاجَ عليكَ الشَّوْقَ أَطْلالُ دِمْنَةٍ ... بناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أَو جانِبِ الهَجْلِ)
ويُرْوَى: بناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أَو بمُحَجَّرِ والنّاصِفَةِ مِنَ الماءِ: مَجْراهُ فِي الوادِي ج: نَواصِفُ قالَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ:
(كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنَْددِ)
أَو النّاصِفَةُ: صَخْرَةٌ تَكُونُ فِي مَناصِفِ أَسْنادِ الوادِي كَمَا فِي المُحِيطِ، وزادَ فِي اللِّسانِ: ونَحْوِ ذلِكَ من المَسايِلِ. والنَّصِيفُ كأَمِيرٍ: الخِمارُ وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفَةِ الحُورِ العِينِ: ولنَصَيِفُ إحْداهُنَّ علَىَ رَأْسِها خَيْرٌ مِنَ الُّدنْيَا وَمَا فِيهَا وأَنشَدَ الجوهرِيُّ للنّابِغَةِ يَصِفُ امْرَأَةً:
(سَقَطَ النَّصِيفُ ولَمْ يُرِدْ إِسْقاطَهُ ... فتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ)
وقِيلَ: نَصِيفُ المرأَةِ: مِعْجَرُها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: النَّصِيفُ: ثَوْبٌ تَتَجَلَّلُ بِهِ المَرْأَةُ فوقَ ثِيابِها كُلِّها، سُمِّيَُ نَصِيفاً لأَنّه نَصَفَ بينَ النّاسِ وبَيْنَها، فحَجَزَ أبْصارَهُم عَنْها، قالَ: والدَّلِيلُ على صِحَّةِ هَذَا قولُه: سَقَطَ النَّصِيفُ. لأَنَّ النَّصِيفَ إِذا جُعِلَ خِماراً فَسَقَطَ فليَس لسَتْرِها وَجْهَها مَعَ كَشْفِها شَعْرَها معنى. ويُقالُ: النَّصِيفُ: العِمامَةُ، وكُلُّ مَا غَطَّى الرَّأْسَ فَهُوَ نَصِيفٌ. والنَّصِيفُ من البُرْدِ: مالَهُ لَونْانِ. والنَّصِيفُ: مِكْيالٌ لَهُمْ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسّرَ الحدِيثُ السابقُ، وقولُ الرَّاجِزِ. والَّنصَفُ، مُحَرَّكَةً: الخُدّامُ، الواحِدُ ناصِفٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَفِي المُحْكَمِ النَّصَفَةُ: الخُداّمُ، واحِدُهم ناصِفٌ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: النَّصَفُ: المَرْأَةُ بينَ الحَدَثَةِ والمُسِنَّةِ قالَ غيرُه:)
كأَنَّ نِصْفَ عُمْرِها قد ذَهَبَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(وإنْ أَتَوْكَ وقالُوا إنَّها نَصَفٌ ... فإنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْها الذَّيِ غَبَرَا)
أَو هِيَ التّيِ بَلَغَتْ خَمْساً وأَرْبَعِينَ سَنَةً، أَو التَّيِ قَدْ بَلَغَتْ خَمْسِينَ سَنَةً ونَحْوَها، والقِياسُ الأَوَّلُ، لأَنَّهُ يَجُره اشْتِاقٌ، وَهَذَا لَا اشْتِقاقَ لَهُ، كَما فِي اللِّسانِ، قالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وتَصْغِيرُها نُصَيْفٌ، بِلَا هاءٍ لأَنَّها صِفَةٌ، وهُنَّ أَنْصافٌ، ونُصُفٌ بضَمَّتَيْنِ، وبِضَمَّةٍ الثانِيَةُ عَن سِيَبويْهِ وَقد يَكُونُ النَّصَفُ للجَمْعِ كالواحِدِ وَهُوَ نَصَفٌ مُحَرَّكَةً، من قومٍ أَنْصافٍ ونَصَفِينَ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ:
(تَنَصَّلَتْها لَهُ من بَعْدِ مَا قَذَفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ)
ورَجُلٌ نِصْفٌ، بالكَسْرِ: أَي من أَوْساطِ النّاسِ، وللأُنْثَى والجَمْعِ كَذِلكَ. والإنْصافُ بالكسرِ: العَدْلُ قَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَنْصَفَ: إِذا أَخَذَ الحَقَّ، وأَعْطَى الحَقَّ. والاسْمُ النَّصَفُ والنَّصَفَةُ، مُحَرَّكَتَيْنِ وتَفْسِيرهُ أَنْ تُعْطِيَهُ من الحَقِّ كالذَّيِ تَسْتَحِقُّه لنَفْسِكَ، ويُقالُ: أَنْصَفَه من نَفْسِه.
وأَنْصَفَ الرَّجُلُ: سارَ نِصْفَ النَّهارِ عَن ابنِ الأَعرابيِّ. وأَنْصَفَ النَّهارُ: بَلَغَ النِّصْفَ أَو مَضَى نِصْفُه، كانْتَصَفَ، وَقد تقُدَّمَ. وأَنْصَفَ الشَّيءَ: أَخَذَ نِصْفَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. وأَنْصَفَ فُلانٌ: أَسْرَعَ عَن ابنِ عَبّادٍ. ونَصَّفَ الجارِيَةَ بالخِمارِ تَنْصِيفاً: خَمَّرَها بِهِ عَن ابنِ الأَعْراِبيِّ. ونَصَّفَ الشّيْءَ: جَعَلَه نِصْفَيْنِ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ أَيْضاً. ونَصَّفَ رَأْسُه ولِحْيَتُه: صارَ السَّوادُ والبَياضُ نِصْفَيْنِ نقَلَه الصّاغانِيُّ. وَفِي الصِّحاحِ: نَصَّفَ الشّيْبُ رَأْسَه بَلَغَ النِّصْفَ. ويُقالُ: هُوَ يَشْرَبُ المُنَصَّفَ، كمُعَظَّمٍ: الشَّراب طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُه. والمُنَصِّفُ، كمُحَدِّثٍ: مَنْ خَمَّرَ رَأْسَه بعِمامَة. ويُقالُ انْتَصَفَ منْه: إِذا اسْتَوْفَى حَقَّه مِنْهُ كامِلاً حَتَّى صارَ كُلُّ عَلَى النِّصْفِ سَواءً، كاسْتَنْصَفَ مِنْه وَهَذِه عَن الِكسائِيِّ. وانْتَصَفَت الجارِيَةُ: اخْتَمَرَتْ بالنَّصِيفِ كتَنَصَّفَ فيِهِما.
ويُقالُ: تَنَصَّفْتُ السُّلْطانَ، إِذا سَأَلْتَه أَنْ يُنْصِفَكَ. وتَنَصَّفَت الجارِيَةُ: تَخَمَّرَتْ. ويُقالُ: رَمَى فانْتَصَفَ سَهْمُه فِي الصَّيِدْ: أَي دَخَل فيِه إِلَى النِّصْفِ. ومُنْتَصَفَ النَّهارِ، وكُلِّ شَيْءٍ بفَتْحِ الصّادِ: وَسَطُه يُقالُ: أَتَيْتُه مُنْتَصَفَ النَّهارِ، والشَّهْرِ. وتَناصَفُوا: أَنْصَفَ بَعْضُهُم بَعْضاً من نَفْسِه، نقَلَه الجَوْهِريُّ، وأَنْشَدَ قولَ ابنِ الرِّقاعِ:
(إنِّي غَرِضْتُ إِلَى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلَى الحَبِيبِ الغاِئبِ)
يَعْنِي اسْتِواءَ المَحاسِنِ، كأَنَّ بعضَ أجْزاءِ الوَجْهِ أَنْصَفَ بَعْضاً فِي أَخْذِ القِسْطِ من الجَمالِ، وغَرِضْتُ: اشْتَقْتُ وقالَ غيُره: مَعْناهُ خِدْمَة وَجْهِها بالنظرِ إليهِ: وقِيلَ: إِلَى مَحاسِنِه الَّتِي) تَقَسَّمَت الحُسْنَ فتَناصَفَتْهُ: أَي أَنْصَفَ بعضُها بَعْضاً، فاسْتَوَتْ فيِه، وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: تَناصُفُ وَجْهِها: مَحاسِنُها أَي أَنّها كُلَّها حَسَنَةٌ يُنْصِفُ بعضُها بَعْضاً، يُريدُ أَنَّ أعَضْاءَها حَسَنَةٌ متساويةٌ فِي الجَمالِ والحُسْنِ، فكأَنَّ بعضَهما أَنْصَفَ بَعْضًا، فتَناصَفَ، وناصَفَه مُناصَفَةً: قاسَمَه على النِّصْفِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وتَنَصَّفَ الرّجُلُ: خَدَمَ نقَلَهَ الجَوْهريُِّ، وأَنشَدَ لحُرَقَةَ بنتِ النُّعْمانِ ابنِ المُنْذَرِ:
(فَأُفٍٍّ لدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيُمها ... تَقَلَّبُ تَاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ) (بَيْنَا نَسُوسُ النّاسَ والأَمْرُ أَمْرُنَا ... إِذا نَحْنُ فِيِهم سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ)
قَالَ الصّاغانِيُّ: والبَيْتُ مَخْرُومٌ وقالَ ابنُ بَرِّي: تَنَصَّفْتُه: خَدَمْتُه وعَبَدْتُه، وأَنْشَدَ:
(فإنَّ الْإِلَه تَنَصَّفْتُه ... بأَنْ لَا أَعُقَّ وأَنْ لَا أَحُوبَا)
وتَنَصَّفَ فُلاناً اسْتَخْدَمَه فَهُو ضِدٌّ وعِبارةُ العُبابِ: تَنَصَّفَ: خَدَمَ، وتَنَصَّفَه: اسْتَخْدَمَه، فتَنَصَّفَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وَلم يَذْكرُ الضِّدِّيَّةَ، فتَأَمَّلْ، ويُرْوَى قولُ الحُرَقَةِ بفَتْحِ النُّون وبِضَمِّها فبالْفَتْحِ: أَي نَخْدُم، وبالضمِّ: أَي نُسْتَخْدَمُ. وتَنَصَّفَ زَيْداً: طَلَبَ مَا عِنْدَه عَن ابنِ عَبّادٍ. وتَنَصَّفَ فُلاناً: خَضَعَ لَهُ عَن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً. وتَنَصَّفَ السُّلْطانَ: سَأَلَه أَنْ يُنْصِفَه، كاسْتَنْصَفَه. وتَنَصَّفَ الشَّيْبُ إيّاهُ: عَمَّهُ عَن ابنِ عَبّادٍ. وقالَ الفَرّاءُ: تَنَصَّفْناكَ بَيْنَنا: أَي جَعَلْناكَ بَيْنَنا. والمَناصِفُ: أَدْوِيَةٌ صغارٌ.
واسْمُ ع بعَيْنِه.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عليِه: قَالَ اليَزِيدِيُّ: نَصَفَ الماءُ البِئْرَ والحُبَّ والكُوزَ، وَهُوَ يَنْصُفُه نَصْفاً ونُصُوفاً، وَقد أَنْصَفَ الماءُ الحُبَّ إِنْصافاً، وكذلِكَ الكُوزَ: إِذا بَلَغَ نِصْفَه، فإنْ كُنْتَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِه قُلْتَ: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكُوزَ. وتقَوُل: أَنْصَفَ الشيبُ رَأَسَه ونَصَّفَ تَنْصِيفاً. وَإِذا بَلَغْتَ نِصْفَ السِّنِّ قلتَ: قد أَنْصَفْتُه، ونَصَّفْتُه، إنْصافاً وتَنْصِيفاً. والمُناصِفُ، بالضمٌّ: البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه، لغةٌ يَماِنَّيةٌ.
ومَنْصَفُ القَوْسِ، والوَتَرِ: مَوْضِعُ النِّصْفِ مِنْهُمَا. والمَنْصَفُ: المَوْضِعُ الوَسَطُ بينَ المَوضِعَيْنِ.
ونَصَّفَ النَّهارُ تَنْصِيفاً: انْتَصَفَ قالَ العَجّاجُ: حَتَّى إِذا اللَّيْلُ التَّمامُ نَصَّفَا وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إنَّ فُلانَةَ لعَلَى نَصَفِهِا، مُحَرَّكَةً: أَي نِصْفِ شَبابِها. ونَصَّفَ الرَّجُلُ تَنْصِيفاً: صارَ كَهْلاً، كأَنَّه بَلَغَ نصفَ عُمُرِه. والنَّصِيفُ، كأَمِيرٍ س: الخادِمُ. وتَنَصَّفَه طَلَبَ مَعْرُوفَه، قالَ:)
(فإنّ الْإِلَه تَنَصَّفْتُه ... بأَن لَا أَخُونَ وأَنْ لَا أُخانَا)
وقيلَ: تَنَصَّفْتُه: أَطَعْتُه، وانْقَدْتُ لَهُ. ورَجُلٌ مُتَنِاصفٌ: مُتَساوِي المَحاسِنِ. ومَكانٌ مُتَناصِفٌ: مُسْتَوِى الأَجْزاءِ، كأَنَّ بعضَ أَجْزائِه يُنْصِفُ بَعْضاً، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. والنَّواصِفُ: الرِّحابُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وزادَ غيرُه: بهَا شَجَرٌ. وقِيلَ: النّاِصَفُة الأَرْضُ تُنْبِت الثُّمامَ وغيرَه، وَقَالَ أَبو حَنِيَفَة: النّاصِفَةُ: موضِعٌ مِنْباتٌ، يَتَّسِعُ من الوادِي، وَقَالَ غيرُه: النَّواصِفُ: أَماكِنُ بينَ الغِلَظٍ واللِّينِ. ويُقالُ: انْصِفْ هذِه الدَّراهِمَ بينَنا: أَي اقْسِمْها نِصْفَيْنِ، كَمَا فِي الأَساسِ. ونَصَّفَه تَنْصِيفاً: اسْتَخْدَمَه، كَمَا فِي الأَساسِ أَيضاً. والمَنْصَفُ، كمَقْعَدٍ: اخْتِلاسُ الحَقِّ بحِيلَةٍ، عامِّيّةٌ والجَمْعُ المَناصِفُ، والرَّجُلُ مَناصِفِيٌّ. ومَنْصَف: مِنْ قُرَى بَلَنْسِيَة. وقدْ سَمَّوْا ناصِفاً. وانْتَصَفَت الإبِلُ ماءَ حَوْضِها: شَرِبَتْه أَجْمَعَ، نقَلَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، وَهِي لُغَةٌ فِي الضّادِ المعجمةِ. واسْتَنْصَفَ الوالِي الخَراجَ: اسْتَوْفاهُ، هكَذا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ على الصَّوابِ فِي تركيب ن ظ ف وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ تَبَعاً لغَيْرِه أَنّه اسْتَنْظَفَ، بالظاءِ. والمَنْصِفُ، كمَجْلِسٍ: لُغَةٌ فِي المَنْصَفِ كمَقْعَدٍ، للوادِي، عَن الحَفْصِيِّ. والنّاصِفَةُ: الرَّحْبَةُ فِي الوادِي. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ناصِفَةُ: وادٍ من أَوْدِيَةِ القَبَلِيَّةِ. وناصِفَةُ الشَّجْناءِ: موضِعٌ فِي طَرِيقِ اليَمامَةِ. وناصِفَةُ العَمْقَيْنِ: فِي بِلادِ بَنِي قُشَيْرٍ، قَالَ مُصْعَبُ بنُ طُفَيْلٍ القُشَيْرِيُّ: بناصِفَةِ العَمْقَيْنِ أَو بُرْقَةِ اللِّوَى على النَّأْيِ والهِجْرانِ شَبَّ شَبُوبُها وناصِفَةُ العُنابِ: موضِعٌ آخرُ، قَالَ مالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ: كأَنَّ الخَيْلَ مَبْرَكَها سَنِيحاً قُطامِيٌّ بنَاصِفَةِ العُنَابِ ويومُ ناصِفَةَ: من أَيّامِ العَرَبِ. وناصِفَةُ العَقِيقِ: موضِعٌ بالمَدِينَةِ، قَالَ أَبو مَعْرُوفٍ أَحَدُ بَنِي عَمْرِو ابنِ تَمِيمٍ: أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدَّمَنِ الخُشُوعِ بناصِفَةِ العَقِيقِ إِلَى البَقِيِعِ والناصِفَةُ: ماءٌ لبَنِي جَعْفَرِ بنِ كلاِبٍ، كَذَا فِي المُعْجَمِ. والنَّواصِفُ: موضِعٌ بعُمانَ.

أي

أي: وقع موافقا، يقول: لم تذكر ذاك وذكرت غيره، ويقول: الشّوق غلب الأسَى.
أي: أسود. ومآبةُ البئر: حيث يجتمع إليه الماء في وَسَطها، وهي: المثابة أيضا. 
[أي] أَيْ حَرْفُ نداءٍ مَعْناهُ العِبَارَةُ وتكونُ حَرْفَ نِداءٍ وإِيْ بَمَعْنَى نَعم وتُوصَلُ باليَمِينِ فيقالُ إِي واللهِ ويُبْدَلُ منها فيقالُ هِي
أي
أيْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نداء للقريب بمعنى: يا "أي بنيّ".
2 - حرف تفسير بمعنى أعني، أو أقصد "يقول رأيه بوضوح؛ أي إنّه لا يجامل". 
أي: على اختلاف أخلاقهم، أي: هم كبيت فيه الأَدَم فمنه الجيّد والوسط والرّديء. والسَّواء، ممدود: وسط كلّ شيء. وسوى، مقصور، إذا كان في موضع (غير) ففيها لغتان بكسر السّين، مقصور، وبفتحها ممدود. ويقال: هما على سَوِيّةٍ من الأمر، أي: على سَواء وتَسويةٍ واستواء. 
[أي] فيه: قال صلى الله عليه وسلم لفلان: إني أو "إياك" فرعون هذه الأمة" يريد أنك فرعونها، لكنه عرض كقوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى". وفتخلفنا "أيتها" الثلاثة يريد تخلفهم عن غزوة تبوك، وتأخر توبتهم، وهذه اللفظة يقال في الاختصاص أي المخصوصين بالتخلف. وكان معاوية إذا رفع رأسه من السجدة الأخيرة كانت "إياها"، اسم كان ضمير السجدة، وإياها الخبر، أي كانت هي هي يعني كان يرفع منها وينهض قائماً إلى الركعة الأخرى من غير أن يقعد قعدة الاستراحة. وفي ح ابن عبد العزيز: "إياي وكذا" أي نحني عنه ونح عني كذا. ط: قالوا و"إياك" يا رسول الله، أي وأنت، استعير ضمير النصب له. بي: "أي المسلمين" خير هو تعجب من تنزيل قوله إلا أخلف الله خيراً لاعتقادها أنه لا خير من أبي سلمة غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تطمع فيه، وتعني أنه خير بالنسبة إليها فلا يلزم تفضيله على الصديق، أو أنه خير مطلقاً لقولها أول بيت هاجر، والإجماع على أفضليته إنما هو على من تأخر وفاته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضليته على من تقدم مختلف فيه فلعلها أخذت بأحد القولين. و"أيكم سمع" هو استفهام حقيقة أن سمع في الفتن ما نسيه، ومجازاً ليعلمه الحاضرون أن حفظه. ش: "إيش" بكسر شين منونة بمعنى أي شيء. ن: "أي ساعة" هذه؟ قاله توبيخاً وإنكاراً لتأخره إلى هذا الوقت، و"أي شيء" كمر البرق ألم تر أي لا شيء أسرع منه وتأمل في تطبيق ألم تر لهذا الكلام. ط: أي أي شبيه بالبرق أي في أي شيء تشبهه بالبرق، فأجاب في سرعة السير، قوله ألم تر بيان لوجه الشبه وهو السرعة، وأزال استبعاده بأن ذلك بسبب أعمالهم الحسنة بقوله "تجري بهم أعمالهم"، والباء للمصاحبة أي تجري وهي ملتبسة بهم، أو للتعدية، ويؤيد الأول حتى يعجز أعمالهم وحتى يجيء بدل من حتى يعجز. و"لأي ذلك" يا رسول الله أي لأي سبب قلت طوبى. و"أيما قرية" أتيتموها أقمتم فيها فسهمكم فيها، و"أي قرية" عصت الله ورسوله فإن خمسه لله ثم هي لكم، المراد بالأولى الفيء الذي لم يوجفوا عليه بخيل ولا ركاب بل جلى عنه أهله وصالحوا عليه فيكون سهمهم فيها أي حقهم من العطاء كما يصرف الفيء، والمراد بالثانية ما أخذ عنوة فيكون غنيمة للغانمين بعد الخمس، واحتج به من لم يوجب الخمس في الفيء، وقيل: معناه كل قرية غزيتموها بغيري واستوليتم عليها وقسمتم الغنائم بأنفسكم فسهمكم فيها وأيما قرية عصتهما وأنا حاضر قتالها فأنا أخمسها ثم أقسم عليكم بنفسي.
أ ي : أَيٌّ تَكُونُ شَرْطًا وَاسْتِفْهَامًا وَمَوْصُولَةً وَهِيَ بَعْضُ مَا تُضَافُ إلَيْهِ وَذَلِكَ الْبَعْضُ مِنْهُمْ مَجْهُولٌ فَإِذَا اسْتَفْهَمْت بِهَا وَقُلْت أَيُّ رَجُلٍ جَاءَ وَأَيُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ فَقَدْ طَلَبْت تَعْيِينَ ذَلِكَ الْبَعْضِ الْمَجْهُولِ وَلَا يَجُوزُ الْجَوَابُ بِذَلِكَ الْبَعْضِ إلَّا مُعَيَّنًا وَإِذَا قُلْت فِي الشَّرْطِ أَيُّهُمْ تَضْرِبُ أَضْرِبُ فَالْمَعْنَى أَنْ تَضْرِبَ رَجُلًا أَضْرِبُهُ وَلَا يَقْتَضِي الْعُمُومَ فَإِذَا قُلْت أَيُّ رَجُلٍ جَاءَ فَأَكْرِمْهُ تَعَيَّنَ الْأَوَّلُ دُونَ مَا عَدَاهُ وَقَدْ يَقْتَضِيهِ لِقَرِينَةٍ نَحْوُ أَيُّ صَلَاةٍ وَقَعَتْ بِغَيْرِ طَهَارَةٍ وَجَبَ قَضَاؤُهَا وَأَيُّ امْرَأَةٍ خَرَجَتْ فَهِيَ طَالِقٌ وَتُزَادُ مَا عَلَيْهَا نَحْوُ أَيُّمَا إهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ وَالْإِضَافَةُ لَازِمَةٌ لَهَا لَفْظًا أَوْ مَعْنًى وَهِيَ مَفْعُولُ إنْ أُضِيفَتْ إلَيْهِ وَظَرْفُ زَمَانٍ إنْ أُضِيفَتْ إلَيْهِ وَظَرْفُ مَكَان إنْ أُضِيفَتْ إلَيْهِ وَالْأَفْصَحُ اسْتِعْمَالُهَا فِي الشَّرْطِ وَالِاسْتِفْهَامِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ لِأَنَّهَا اسْمٌ وَالِاسْمُ لَا تَلْحَقُهُ هَاءُ التَّأْنِيثِ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ نَحْوُ أَيُّ رَجُلٍ جَاءَ وَأَيُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} [غافر: 81] .
وَقَالَ تَعَالَى {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ 
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ
وَقَدْ تُطَابِقُ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ نَحْوُ أَيُّ رَجُلٍ وَأَيَّةُ امْرَأَةٍ.
وَفِي الشَّاذِّ (بِأَيَّةِ أَرْضٍ تَمُوتُ) وَقَالَ الشَّاعِرُ:
أَيَّةُ جَارَاتِك تِلْكَ الْمُوصِيَةُ
وَإِذَا كَانَتْ مَوْصُولَةً فَالْأَحْسَنُ اسْتِعْمَالُهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هُوَ الْأَفْصَحُ وَتَجُوزُ الْمُطَابَقَةُ نَحْوُ مَرَرْت بِأَيِّهِمْ قَامَ وَبِأَيَّتِهِنَّ قَامَتْ وَتَقَعُ صِفَةً تَابِعَةً لِمَوْصُوفٍ وَتُطَابِقُ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ تَشْبِيهًا لَهَا بِالصِّفَاتِ الْمُشْتَقَّاتِ نَحْوُ بِرَجُلٍ أَيِّ رَجُلٍ وَبِامْرَأَةٍ أَيَّةِ امْرَأَةٍ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ التَّذْكِيرَ فِيهَا أَيْضًا فَيُقَالُ مَرَرْت بِجَارِيَةٍ أَيِّ جَارِيَةٍ. 
أي
أَيُّ في الاستخبار موضوع للبحث عن بعض الجنس والنوع وعن تعيينه، ويستعمل ذلك في الخبر والجزاء، نحو: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى [الإسراء/ 110] ، وأَيَّمَا 
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ [القصص/ 28] والآية: هي العلامة الظاهرة، وحقيقته لكل شيء ظاهر، وهو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره، فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته، إذ كان حكمهما سواء، وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات، فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج ثم وجد العلم علم أنه وجد الطريق، وكذا إذا علم شيئا مصنوعا علم أنّه لا بدّ له من صانع.
واشتقاق الآية إمّا من أيّ فإنها هي التي تبيّن أيّا من أيّ، أو من قولهم: أوى إليه.
والصحيح أنها مشتقة من التأيي الذي هو التثبت والإقامة على الشيء.
يقال: تأيّ، أي: ارفق ، أو من قولهم:
أوى إليه. وقيل للبناء العالي آية، نحو: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ [الشعراء/ 128] . ولكلّ جملة من القرآن دالة على حكم آية، سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة، وقد يقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي: آية.
وعلى هذا اعتبار آيات السور التي تعدّ بها السورة.
وقوله تعالى: إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ [الجاثية/ 3] ، فهي من الآيات المعقولة التي تتفاوت بها المعرفة بحسب تفاوت منازل الناس في العلم، وكذلك قوله:
بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ [العنكبوت/ 49] ، وكذا قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [يوسف/ 105] ، وذكر في مواضع آية وفي مواضع آيات، وذلك لمعنى مخصوص ليس هذا الكتاب موضع ذكره.
وإنما قال: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً [المؤمنون/ 50] ولم يقل: آيتين ، لأنّ كل واحد صار آية بالآخر. وقوله عزّ وجل: وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً [الإسراء/ 59] فالآيات هاهنا قيل: إشارة إلى الجراد والقمل والضفادع، ونحوها من الآيات التي أرسلت إلى الأمم المتقدمة، فنبّه أنّ ذلك إنما يفعل بمن يفعله تخويفا، وذلك أخسّ المنازل للمأمورين، فإنّ الإنسان يتحرّى فعل الخير لأحد ثلاثة أشياء:
- إمّا أن يتحراه لرغبة أو رهبة، وهو أدنى منزلة.
- وإمّا أن يتحراه لطلب محمدة.
- وإمّا أن يتحراه للفضيلة، وهو أن يكون ذلك الشيء فاضلا في نفسه، وذلك أشرف المنازل.
فلمّا كانت هذه الأمة خير أمة كما قال تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران/ 110] رفعهم عن هذه المنزلة، ونبّه أنه لا يعمّهم بالعذاب وإن كانت الجهلة منهم كانوا يقولون:
فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ [الأنفال/ 32] .
وقيل: الآيات إشارة إلى الأدلة، ونبّه أنه يقتصر معهم على الأدلة، ويصانون عن العذاب الذي يستعجلون به في قوله عزّ وجل: يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ [العنكبوت/ 54] .
وفي بناء آية ثلاثة أقوال: قيل: هي فعلة ، وحقّ مثلها أن يكون لامه معلّا دون عينه، نحو:
حياة ونواة، لكن صحّح لامه لوقوع الياء قبلها، نحو: راية. وقيل: هي فعلة إلا أنها قلبت كراهة التضعيف كطائي في طيّئ. وقيل: هي فاعلة، وأصلها: آيية، فخفّفت فصار آية، وذلك ضعيف لقولهم في تصغيرها: أُيَيَّة، ولو كانت فاعلة لقيل: أويّة .
وأَيَّانَ عبارة عن وقت الشيء، ويقارب معنى متى، قال تعالى: أَيَّانَ مُرْساها [الأعراف/ 187] ، أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ [الذاريات/ 12] من قولهم: أي، وقيل: أصله: أيّ أوان، أي:
أيّ وقت، فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيّان. و:
وإِيَّا لفظ موضوع ليتوصل به إلى ضمير المنصوب إذا انقطع عمّا يتصل به، وذلك يستعمل إذا تقدّم الضمير، نحو: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة/ 4] أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلا، نحو:
نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء/ 31] ، ونحو:
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء/ 23] .

نَفَلَ

(نَفَلَ)
(س) فِي حَدِيثِ الْجِهَادِ «إِنَّهُ نَفَّلَ في البَدأة الرُّبُع، وفي القَفْلة الثُلُث» النَّفَلُ بِالتَّحْرِيكِ: الغَنِيمة، وَجَمْعُهُ: أَنْفَالْ. والنَّفْلُ بِالسُّكُونِ وَقَدْ يُحرّك: الزِّيَادَةُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَغَيْرِهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بَعْثاً قِبَل نَجْد، فبلَغَتْ سُهْمانُهم اثْنَي عَشَرَ بعَيرا، ونَفَّلَهُمْ بَعيراً بَعيراً» أَيْ زادَهم عَلَى سِهامِهم. وَيَكُونُ مِنْ خُمْس الخُمُس.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «لَا نَفَلَ فِي غَنِيمة حَتَّى تُقْسم جُفَّةً كلُّها» أَيْ لَا يُنَفِّل مِنْهَا الأميرُ أَحَدًا مِنَ المُقاتِلة بعْد إحرازِها حَتَّى تُقْسَم كُلُّها، ثُمَّ يُنَفِّله إِنْ شَاءَ مِنَ الخُمس، فَأَمَّا قَبل القِسْمة فَلَا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «النَّفَلِ والْأَنْفَالِ» فِي الْحَدِيثِ، وَبِهِ سُمِّيت النَّوافل فِي العِباداتِ، لِأَنَّهَا زائدةٌ عَلَى الفرائضِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَزالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِل» الْحَدِيثَ.
وَفِي حَدِيثِ قِيام رَمَضَانَ «لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ ليْلَتنا هَذِهِ» أَيْ زِدْتنَا مِنْ صَلَاةِ النَّافلة.
وَالْحَدِيثِ الْآخَرِ «إنَّ المَغانمَ كَانَتْ مُحَرَّمةً عَلَى الْأُمَمِ قَبْلَنا، فَنَفَّلَهَا اللَّه تَعَالَى هَذِهِ الأمَّة» أَيْ زادَها.
وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ «قَالَ لأوْلِياء المَقْتول: أتَرْضَون بنَفْل خَمْسين مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلوه؟» يقالُ: نَفَّلْتُهُ فَنَفَلَ: أَيْ حَلَّفْتُه فحَلَفَ. ونَفَلَ وانْتَفَلَ، إِذَا حَلَف. وأصلُ النَّفْلُ: النَّفْي. يُقَالُ: نَفَلْتُ الرجُل عَنْ نَسَبه، وانْفُلْ عَنْ نفسِك إِنْ كُنت صادِقا: أَيِ انْفِ عَنْكَ مَا قِيلَ فِيكَ، وسُمِّيت الْيَمِينُ فِي القَسامة نَفْلا، لِأَنَّ القِصاصَ يُنْفَى بِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَودِدْتُ أنَّ بَنِي أميَّة رَضُوا ونَفَّلْنَاهُمْ خَمْسِينَ رجُلا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، يَحْلِفون مَا قَتَلْنا عُثْمَانَ، وَلَا نَعْلم لَهُ قَاتِلا» يريدُ نَفَّلْنَا لَهُمْ.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ فُلَانًا انْتَفَلَ مِنْ وَلَده» أَيْ تَبرَّأ مِنْهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْداء «إِيَّاكُمْ والخَيْلَ الْمُنَفِّلَة الَّتِي إِنْ لَقِيتْ فَرَّت، وَإِنْ غَنِمَت غَلَّت» كَأَنَّهُ مِنَ النَّفَلِ: الغَنيمة: أَيِ الَّذِينَ قَصْدُهم مِنَ الغَزْوِ الغنيمةُ والمالُ، دُونَ غَيْرِهِ، أَوْ مِنَ النَّفَلِ، وَهُمُ المطَّوِّعة المُتَبَرّعون بِالْغَزْوِ، وَالَّذِينَ لَا إسمَ لَهُمْ فِي الدِّيوَانِ، فَلَا يقاتِلون قِتالَ مَن لَهُ سَهْم.
هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَالَّذِي جَاءَ فِي «مُسْند أَحْمَدَ» مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ والخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفرّ، وَإِنْ تَغْنَم تَغْلُل» ولَعلَّهما حَدِيثَانِ.

في

في: في: حرف من حروف الصِّفات.
في:
بالفتح ثم التشديد: من قرى الصغد بين إشتيخن والكشانية، ينسب إليها سراب الفيّيّ، روى عن البخاري محمد بن إسماعيل، ذكره أبو سعد الإدريسي، والله الموفق للصواب.
[في] في حرف خافض، وهو للوعاء والظرف (*) وما قدر تقدير الوعاء. تقول: الماء في الإناءِ، وزيدٌ في الدار، والشكُّ في الخبر. وقد يكون بمعنى عَلَى كقوله تعال‍ (ولاصلبنكم في جذوع النَّخل) . وزعم يونس أنَّ العرب تقول: نزلت في أبيكَ، يريدون عليه. وربَّما استعمل بمعنى الباء، قال زيد الخيل: ويركب يوم الرَوْعِ فيها فوارسٌ * بَصيرون في طعن الأباهر والكُلى أي بطعن الاباهر والكلى.
في: حَرْفُ جَرٍّ، وتأتي للظَرْفَيْنِ، والمُصاحَبَةِ، والتعليلِ، والاسْتِعلاءِ، ومُرادَفةِ الباءِ، وإلى، ومِنْ، وبمعنى مع، وللمُقايسَةِ: وهي الداخلةُ بين مَفْضولٍ سابقٍ وفاضِلٍ لاحقٍ: {فما مَتاعُ الحياةِ الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلاَّ قَليلٌ} ،
وللتَّوْكِيدِ: {وقال ارْكَبُوا فيها} ، وللتَّعْوِيضِ: وهي الزائدَةُ عِوَضاً عن أُخْرَى محذوفةٍ، كضَرَبْتُ فيمن رَغِبْتَ، أي ضَرَبتُ من رَغِبْتَ فيه.
ويا فَيَّما: تَعَجُّبٌ.
وفايا: كُورةٌ بِمَنْبجَ،
منها رافِعُ بنُ عبدِ اللهِ الفايائِيُّ. 

في


فِي
a. In; during.
b. About, concerning, of.
c. With.
d. At.
e. For, on account of.
f. To.
g. Amongst, among.
h. In comparison with.

المَاءُ فِي الإِنَآءِ
a. The water is in the vessel.
فِي البَيْت
a. In the house.
فِيْهِ عَيْبٌ
a. In him (is) a fault.
فِي أَيَّامٍ مَعْدُوْدَةٍ
a. In, during certain numbered days.
قَالَ فِيْهِ كَذَا
a. He said of, about, concerning him thus.

سَوَادٌ فِي حُمْرَةٍ
a. Blackness with redness.
نَزَلْتُ فِي أَبِيْكَ
a. I alighted at the abode of thy father.

أَسْلَفَ فِي كَذَا
a. He paid in advance for, on account of that.

فَرَدُّوا أَيْدِيَهُم فى
أَفْوَاهِهِم
a. And they put their hands to their mouths.

هُوَ فِي أَصْلِ قَوْمِهِ
a. He is amongst the purest in race of his
people.
مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ
a. What is this present life in comparison with that which is to come!
فِيَّ
a. My mouth.

يَا فَىَّ
a. O my wonder!
[في] ج: فيه: "ففيا" له، أمر للتثنية، من وفى يفي، وحقه في الواو. ك: "في" رجال، أي أخبر سعد وعروة في جملة طائفة أخرى أخبروه أيضًا، أو في حضور طائفة مستمعين له. عبد الواحد: ماتت " في" بطن، أي بسبب ولادة أي في النفاس. وح: "في" السبع العشر الأواخر، أي السبع الكائن في العشر، أو "في" بمعنى "من"، والأواخر صفة للسبع والعشر على التنازع. ن: "في" خمس لا يعلمهن إلا الله، أي علم الساعة داخل في جملة خمس من علوم الغيب. الغيب، وفيه إبطال نحو الكهانة، ووجه إفادة اختصاص علم الخمس تقديم الظرف في علم الساعة، وإسناد تنزيل الغيث إليه تعالى وهو ينفيه عن الأنواء فيلزم اختصاص علمه به، ولأن المعنى: وعنده علم الساعة وعلم تنزيل الغيث وعلم ما في الأرحام. وح: يتقلب في الجنة "في" شجرة قطعها، أي بسبب قطعها يتنعم بملاذ الجنة وح: قالت "في" السماء، هو من المتشابه نؤمن به أو نأول بأنه عرف به ترك معبودات الأرض كالضم والنار. ويتوضأ "فيها"، أي يلبسها بعد الوضوء ورجلاه رطبتان. ح: "فيم" أطهرك، أي بسبب ماذا أطهرك. وح: تعذب "في" هرة، أي بسبب حبسها، وهذا الذنب صغيرة لكن أصرت عليها حتى ماتت فصارت كبيرة، وليس في الحديث أنها مخلدة في النار. وح: حديث "في" الجاهلية، أي بالجاهلية. وح: يخرج "في" هذه الأمة، ولم يقل: منها، إذ هو يقتضى كونهم من الأمة لا كفارا بخلاف "في" - ومر الخلاف في كفرهم. ج: يأتيها "في"، أي يأتي في موضع الحرث أي قبلها.
في
في1 [مفرد]: فم، من الأسماء الخمســة في حالة الجرّ، ويكون مضافًا إلى غير ياء المتكلم "أدناه من فيه". 

في2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الظرفيّة الحقيقيّة أو المجازيّة "المعادن في باطن الأرض- السعادة في راحة الضمير- {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ} ".
2 - حرف جرّ يفيد السَّببيَّة "حُبس في قضية مُخدَّرات- دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ [حديث]: بسبب هرَّة- {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ".
3 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ}: ".
4 - حرف جرّ بمعنى على يفيد الاستعلاء " {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}: ".
5 - حرف جرّ بمعنى الباء "وقف الحارس في الباب- خرج على الناس في زينته- قال في خُبْث- {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}: يكثِّركم به".
6 - حرف جرّ بمعنى إلى " {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} ".
7 - حرف جرّ يفيد المقايسة "ما علمي في بحره إلا قطرة: بالقياس إلى بحره".
8 - حرف جرّ بمعنى من " {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا}: ".
9 - حرف جرّ زائد لإفادة التوكيد، أو زائد عوضًا عن آخر محذوف "الخير في ما رغبت: زائدة عوضًا عن أخرى محذوفة أي: الخير ما رغبت فيه" ° كِذْب في كِذْب: ليس سوى كذب- كلامٌ في كلام- هل لك في كذا؟: هل تريد كذا.
10 - (جب) ما يدّل على عمليَّة الضَّرب. 
فِي
: (ي (} فِي) بالكَسْر: (حَرْفُ جَرَ) مِن حَرُوفِ الإضافَةِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا فِي فَهِيَ للوِعاءِ، تقولُ: هُوَ فِي الجِرابِ وَفِي الكِيسِ، وَهُوَ فِي بَطْنِ أمِّه؛ وَكَذَا هُوَ فِي الغُلِّ لأنَّه جَعَلَه إِذا أَدْخَلَه فِيهِ كالوِعاءِ، وَكَذَا فِي القُبَّةِ {وَفِي الدّارِ، وَإِن اتّسَعْتَ فِي الكَلامِ فَهِيَ على هَذَا، وإنّما تكونُ كالمَثَل يُجاءُ بهَا لمَا يُقارِبُ الشَّيْء، وليسَ مِثْله، انتَهَى.
قَالَ الميلاني فِي شرْحِ المُغْني للجاربردي: ومَعْنى الظَّرْفيةِ حلولُ الشيءِ فِي غيرِهِ حَقيقَةً نَحْو: الماءُ فِي الكُوزِ، أَو مجَازًا نَحْو: النّجاةُ فِي الصِّدْقِ، انتَهَى.
وقالَ الجَوْهرِي: فِي حَرْفٌ خافِضٌ، وَهُوَ للوِعاءِ والظَّرْف، وَمَا قُدِّرَ تَقْديرُ الوِعاة، تقولُ: الماءُ فِي الإناءِ، وزَيْدٌ فِي الدَّارِ، والشّكُّ فِي الخَبَرِ، انَتَهى.
وَفِي المِصْباح: وقوْلُهم:} فِيهِ عَيْبٌ إِن أُرِيدَ النِّسْبَة إِلَى ذاتِه فَهِيَ حَقِيقَةٌ، وَإِن أُرِيدَ النِّسْبَة إِلَى مَعْناه فمجازٌ؛ الأوَّلُ كقَطْع يَدِ السّارِق وَالثَّانِي كإِباقه.
(وتَأْتي للظَّرْفَيْن) :) المَكاني: نَحْو قوْله تَعَالَى: {وأَنْتم عاكِفُونَ فِي المساجِدِ} ؛ والزّماني: نَحْو قوْلُه تَعَالَى: {فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} .
(والمُصاحَبةِ) ، قيلَ: أَي بمعْنَى مَعَ كقوْلِه تَعَالَى: {ادْخلُوا فِي أُمَم} ؛ وقوْله تَعَالَى: {فِي أَصْحابِ الجنَّةِ} ، أَي مَعَهم.
وقولُ المصنِّفِ فيمَا بَعْدَ وبمعْنَى مَعَ يُخالِفُه.
وَفِي شرْحِ المنارِ لابنِ ملك: أَنَّ باءَ المُصاحَبةِ لاسْتِدامَةِ المُصاحَبَة ومَعَ لابْتِدائِها.
قالَ شيْخُنا: قوْلُهم: بَاء المُصاحَبَة بمعْنَى مَعَ يَعْنون فِي الجُملةِ لَا مِن كلِّ وَجْهٍ لتَباينِ مَعْنى الاسْمِ والحَرْف؛ وَقد تَبِعَ المصنِّفُ الجَمْهور فيمَا يَأْتي إِذْ قالَ فِي الباءِ وللمُصاحَبَةِ اهْبطُوا بسَلامِ، أَي مَعَه، فتأَمَّل.
(والتَّعليلِ) لمُسلم، نحْو قَوْله تَعَالَى: {فيمَا أَفَضْتم فِيهِ} ، أَي لأَجْلِ مَا أَفَضْتم.
(والاسْتِعلاءِ) :) كقوْلِه تَعَالَى: {ولأُصَلِّبَنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} ،) أَي عَلَيْهَا. وزَعَمَ يُونُس أنَّ العَرَبَ تقولُ: نَزَلْت فِي أَبيكَ، يُرِيدُون عَلَيْهِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ الميلاني: وقيلَ: إنَّها فِي الآيَةِ بمعْنَى الظَّرْفيَّة أَيْضاً للُمبالَغَةِ، انتَهَى؛ وقالَ عنترَةُ:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه فِي سَرْحةٍ
يُحْذى نِعالَ السِّبْتِ ليسَ بتَوْأَمأَي على سَرْحةٍ، وجازَ ذلكَ مِن حَيْثُ كانَ مَعْلوماً أنَّ ثِيابَه لَا تكونُ فِي داخِلِ سَرْحةٍ لأنَّ السَّرْحَة لَا تُشَقُّ فتُسْتَوْدَع الثِّياب وَلَا غَيْرها، وَهِي بِحالِها سَرْحَة، وليسَ كَذَا، قَوْلك فُلانٌ فِي الجَبَلِ لأنَّه قد يكونُ فِي غارٍ من أَغْوارِه، أَو لِصْبٍ مِن لِصابِه فَلَا يلزمُ على هَذَا أَنْ يكونَ عَلَيْهِ، أَي عالِياً فِيهِ أَي الجَبَل؛ ومثْلُه قولُ امرأَةٍ مِن العَرَبِ: هُمُو صَلَبُو العَبْدِيَّ فِي جِذْع نَخْلةٍ
فَلَا عَطَسَت شَيْبانُ إلاَّ بأَجْدَعاأَي على جذْعِ نَخْلةٍ.
(ومُرادَفةِ الباءِ) :) كقَوْلِه تَعَالَى: {يَذْرَؤُكُم فِيهِ} ، أَي يُكَثِّرُكُم بِهِ؛ نقلَهُ الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ:
وأَرْغَبُ {فِيهَا عَن عُبَيْدٍ ورَهْطِه
ولكِنْ بهَا عَن سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغبُأَي أَرْغَبُ بهَا.
وقالَ آخَرُ:
يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُّباتِ كأَنَّما
كُسِيَتْ بُرود بَنِي تَزيدَ الأَذْرُعُأَي بحدِّ الظُّباتِ.
وقالَ بعضُ الأعْرابِ:
نَلُوذُ فِي أُمَ لنا مَا تَعْتَصِبْ
من الغِمامِ تَرْتَدِي وتَنْتَقِبْأَي نَلُوذُ بهَا. وأَرادَ بالأُمِّ هُنَا سَلْمى أَحَد جَبَلي طَيِّىءٍ لأنَّهم إِذا لاذُوا بهَا فهُم فِيهَا لَا مَحالَةَ، أَلاَ تَرَى أَنَّهم لَا يَعْتَصِمُون بهَا إلاَّ وهُم فِيهَا؟ إِذْ لَو كَانُوا بُعَداء فليْسُوا لائِذِين بهَا فَلِذَا اسْتُعْمِل فِي مكانِ الباءِ؛ وقالَ زَيْدُ الخَيْل:
ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْع فِيهَا فَوارِسُ
بَصِيرُون فِي طَعْنِ الأَباهِرِ والكُلَى أَي بطَعْنِ الأباهِر؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ آخَرُ:
وخَضْخَضَ} فِينَا البَحْرَ حَتَّى قَطَعْنَه
على كلِّ حالٍ من غِمارٍ وَمن وَحَلْ قَالُوا: أَرادَ بِنَا، وَقد يكونُ على حذْفِ المُضافِ أَي فِي سَيْرنا، ومَعْناهُ فِي سَيْرِهِنَّ بِنَا.
(و) مُرادَفةِ (إِلَى) :) كقَوْله تَعَالَى: {فَرَدُّوا أَيْدِيهم فِي أَفْواهِهم} ، أَي إِلَيْهَا.
(و) مُرادَفةِ (مِنْ) :) كقَوْله تَعَالَى: {فِي تسْعِ آياتٍ} ؛ قالَ الزجَّاج: أَي مِن تسْعِ آياتٍ؛ ومثْلُه قوْلهم: خُذْ لي عشرا مِن الإِبِل فِيهَا فَحْلانِ، أَي مِنْهَا.
(وبمعْنَى مَع) :) كقَوْله: {وجَعَلَ القَمَرَ! فيهنَّ نُوراً} ، أَي مَعَهنَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت للجَعْدي:
ولَوْحُ ذِراعَيْنِ فِي برْكةٍ
إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِأَي مَعَ بَركةٍ.
وقالَ أَبو النَّجم:
يَدْفَع عَنْهَا الجُوعُ كلَّ مَدْفع
خَمْسونَ بسطاً فِي خَلايا أَرْبَعأَي مَعَ خلايا.
وقالَ امْرُؤُ القَيْس:
وَهل يَعِمَنْ مَن كانَ آخِرُ عَهْدِه
ثلاثِينَ شَهْراً فِي ثلاثةِ أحْوالِ؟ قيلَ: أَرادَ مَعَ ثلاثَةِ أَحْوالٍ.
قالَ ابنُ جنِّي: وطَرِيقُه عنْدِي أَنَّه على حذْفِ المُضافِ، يُرِيدُونَ ثلاثِينَ شَهْراً فِي عَقِبِ ثلاثَةِ أَحْوالٍ قَبْلها، وتَفْسِيرُه بعد ثلاثَةِ أَحْوالٍ، انتَهَى.
وفسَّره بعضُهم عَن ثلاثَةِ أَحْوالٍ.
(وللمُقايَسَةِ: وَهِي الَّداخِلَةُ بينَ مَفْضولٍ سابِقٍ وفاضِلٍ لاحِقٍ) ، نَحْو قوْلُه تَعَالَى: { (فَمَا مَتاعُ الحياةِ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إلاَّ قليلٌ} . (وللتَّوْكِيد) :) نَحْو قوْلِه تَعَالَى: { (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} .
(وللتَّعْوِيضِ: وَهِي الَّزائِدَةُ عِوَضاً عَن أُخْرَى مَحْذوفةٍ: كَضَرَبْتُ فِيمَن رَغِبْتَ، أَي ضَرَبْتُ مَنْ رَغِبْتَ فِيهِ وَيَا {فَيَّما: تَعَجُّبٌ) .) قالَ ابنُ سِيدَه:} فيَّ كلمةٌ مَعْناها التَّعَجُّب، يَقولونَ: يَا فيَّ مَالِي أَفْعَلُ كَذَا؛ وقيلَ: مَعْناها الأسَفُ على الشيءِ يَفُوتُ.
وَقَالَ الكِسائي: لَا تُهْمَزُ ومَعْناها يَا عَجَبي مَالِي، قالَ: وكَذلكَ يَا فَيَّما أَصْحابُك، قالَ: وَمَا، من كلّ ذَلِك، فِي موْضِع رَفْعٍ، انتَهَى.
ونقلَ غيرُه عَن الكِسائي: مِن العَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بهَيَّ وشَيَّ {وفيَّ، وَمِنْهُم مَنْ يزيدُ ويقولُ: يَا هَيَّما وَيَا فَيَّما وَيَا شَيَّما، أَي مَا أَحْسَن هَذَا؛ وَبِه تَعْلَم مَا فِي كَلامِ المصنِّف من القُصُورِ والإجْحافِ والإيهامِ وغيرِ ذَلِك.
(} وَفَايَا: كُورةٌ بمَنْبِجَ مِنْهَا رافِعُ بنُ عبدِ اللهِ الفايائِيُّ) المحدِّثُ.

ربو

ربو: {بربوة}: المرتفع من الأرض، ومنه {وربت}، {أربى}: أزيد. {ليربوا}: ليزيد. 

ربو


رَبَا(n. ac. رَبْو
رَبَآء []
رُبُوّ)
a. Increased; grew, grew up; rose, swelled (
torrent ).
b. Mounted, ascended, climbed (hill).
c.(n. ac. رَبْو), Suffered from asthma, panted, puffed; was blown (
horse ).
رَبَّوَa. Reared, brought up, fostered, tended; trained
educated.

رَاْبَوَa. Lent money on interest, practised usury.

أَرْبَوَa. Increased, multiplied.
b. Exceeded (measure).
c. Exacted more than was due, practised usury.
d. Flattered, cajoled.

تَرَبَّوَa. see IIb. Was reared &c.
رَبْو (pl.
أَرْبَآء [] )
a. Asthma.
b. see 1t & 2t
(b).
رَبْوَة []
a. Hill, height, acclivity.

رِبْوَة []
a. see 1tb. [ pl.
reg.], Ten thousand; myriad.
رُبْوَة []
a. see 1t
رَبَاة []
a. see 1t
رِبًىa. Usury.

رَابِيَة [] (pl.
رَوَابٍ [] )
a. see 1t
رَبَآء []
a. Favour.
b. Excess, addition; surplus.

رَبَاوَة []
a. see 1t
رِبًا
a. Excess, addition; surplus.

مُرَبَّى [ N. P.
a. II ], (pl.
مُرَبَّيَات), Sweetmeat; preserve; jam.
مُرْبٍ [ N. Ag.
a. IV], Usurer.
(ر ب و) : (رَبَا) الْمَالُ زَادَ وَمِنْهُ الرِّبَا وَقَوْلُ الْخُدْرِيِّ التَّمْرُ رِبًا وَالدَّرَاهِمُ كَذَلِكَ أَرَادَ أَنَّهُمَا مِنْ أَمْوَالِ الرِّبَا وَيُنْسَبُ إلَيْهِ فَيُقَالُ رِبَوِيٌّ بِكَسْرِ الرَّاءِ (وَمِنْهُ) الْأَشْيَاءُ الرِّبَوِيَّةُ وَفَتْحُ الرَّاءِ خَطَأٌ (ورَبَّى) الصَّغِيرَ وَتَرَبَّاهُ غَذَّاهُ وَتَرَبَّى بِنَفْسِهِ (وَمِنْهُ) لِأَنَّ الصِّغَارَ لَا يَتَرَبَّوْنَ إلَّا بِلَبَنِ الْآدَمِيَّةِ رُبَيَّة فِي (ر ي) .
ر ب و : الرِّبَا الْفَضْلُ وَالزِّيَادَةُ وَهُوَ مَقْصُورٌ عَلَى الْأَشْهَرِ وَيُثَنَّى رِبَوَانِ بِالْوَاوِ عَلَى الْأَصْلِ وَقَدْ يُقَالُ رِبَيَانِ عَلَى التَّخْفِيفِ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ رِبَوِيُّ قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ وَزَادَ الْمُطَرِّزِيُّ فَقَالَ الْفَتْحُ فِي النِّسْبَةِ خَطَأٌ وَرَبَا الشَّيْءُ يَرْبُو إذَا زَادَ وَأَرْبَى الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ دَخَلَ فِي الرِّبَا وَأَرْبَى عَلَى الْخَمْسَــةِ زَادَ عَلَيْهَا وَرَبِيَ الصَّغِيرُ يَرْبَى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَبَا يَرْبُو مِنْ بَابِ عَلَا إذَا نَشَأَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ رَبَّيْتُهُ فَتَرَبَّى.

وَالرُّبْوَةُ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَالْفَتْحُ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ، سُمِّيَتْ رُبْوَةً لِأَنَّهَا رَبَتْ فَعَلَتْ وَالْجَمْعُ رُبًى مِثْلُ: مُدْيَةٍ وَمُدًى وَالرَّابِيَةُ مِثْلُهُ
وَالْجَمْعُ الرَّوَابِي. 
ر ب و

ربا المال يربو: زاد. وأرباه الله تعالى، " ويربي الصدقات ". وأربت الحنطة: أراعت. وأربى فلان على فلان في السباب، وأرمى عليه: زاد. وأربى على الخمســين وأرمى. وهذا يربى على ذاك. وربا الجرح: ورم. وزبد راب: منتفخ. وربا الرجل: أصابه الربو. وربوت في حجره وربيت. قال:


فمن يك سائلاً عني فإني ... بمكة منزلي وبها ربيت

وسمعت من يقول: أين ربيت يا صبيّ بوزن رضيت وتربّيت. وربّاني وترباني. ورقي ربوة، ورباوة ورابية. وعلونا الربى والروابي. ونقصت أربيتاه وهما لحمتان في أصل الفخذين يتعقدان من ألم بالرجل.

ومن المجاز: ربّيت الأترج بالعسل والورد بالسكر. وقال الراعي:

كأنها ناشط لاح البروق له ... من نحو أرض تربّته وأوطان

وفلان في رباوة قومه: في أشرافهم. وهو في الروابي من قريش. ومرت بنا ربوة من الناس، وربّي منهم وهي الجماعة العظيمة نحو عشرة آلاف. ومروا بنا أراعيل ربى. وفلان في أربية صدق إذا كان في محتد مرضيّ. وجاء في أربية قومه وهم أهل بيته الأدنون. وربا برأسه إذا قال نعم وأشار به. وكلمته فما ربا برأسه إذا لم يعبأ به، ولم أزل أسأله حتى أرببته بالمسئلة أي أمللته. كأني أورثته الربو وضيقت عليه متنفسه. وربيت عنه: نفست من خناقه.
ربو: رَبَا الجُرْحُ والأرْضُ يَرْبُو: إذا ازْدَادَ. وهذا أرْبى من هذا: أي أكْثَرُ.
وأرْبى فلانٌ لكذا: أشْرَفَ له؛ كأنَّه في رَبَاءٍ من الأرْضِ.
وأرْبى عليه: زادَ.
والرَّبَاءُ: الكَثْرَةُ والنَّمَاءُ.
والأرْبَاءُ: الجَمَاعَاتُ، واحِدُها رَبْوٌ ورُبْوٌ. والأُرْبِيَّةُ على أُفْعُوْلَةٍ: الجَمَاعَةُ أيضاً.
وأُرْبِيَّةُ الفَخِذِ: مُعْظَمُها وأصْلُها.
وهو في رَبْوَةِ قَوْمِه: أي في عَدَدِهم وعِزِّهم.
والأُرْبِيَّةُ: الشَّرَفُ والارْتِقَاءُ، وأصْلُ الرَّجُلِ ومَحْتِدُه. وهو في رُبَاوَةِ قَوْمِه ورَبَاوَتِهم.
وأُرْبِيُّ الغَنَمِ: ما غَلُظَ منها. وأصْلُه كُلّه من رَبَا يَرْبُو: إذا ارْتَفَعَ.
ورَبَا فلانٌ: إذا أصابَهُ نَفَسٌ في جَوْفِه، ودابَّةٌ بها رَبْوٌ، وامْرَأَةٌ رَبْوَاءُ. وطَلَبْنا الصَّيْدَ حَتّى تَرَبَّيْنَاه: أي بَهَرْنَاه؛ من الرَّبْوِ. وأرْبَيْتُه بالمَسْأَلَةِ: أي أوْقَذْته.
والرَّابِيَةُ: ما ارْتَفَعَ من الأرْضِ، وكذلك الرُّبْوَةُ والرَّبْوَةُ والرَّبَاوَةُ والرِّبْوَةُ، والجَمِيْعُ الرُّبى والرِّبى والرَّبَوَاتُ. والمُرْتَبي: الذي يَعْلُو الرّابِيَةَ. ومَكَانٌ رَبَاءٌ: مُرْتَفِعٌ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وآوَيْنَاهُما إلى رَبْوَةٍ " قيل: هي المَقَابِرُ ويُقال لها الرِّبْوَةُ بفِلَسْطِين.
وأرْضٌ لا رَبَاءَ ولا وَطَاءَ فيها: أي مُسْتَوِيَةٌ لا يَفْرُقُ بَعْضُها بَعْضاً.
والرُّبْوَةُ: جَمَاعَةٌ عَظِيْمَةٌ نَحْو عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، والرُّبى جَمْعُها.
والأُرْبِيَّتَانِ: غُنْدُبَتَانِ في باطِنِ الفَخِذَيْنِ.
ورَبَوْتُ في حَجْرِ فلانٍ: بمَعْنى رَبِيْتُ.
ولَيْسَ عليهم رُبْيَةٌ ولا دَمٌ وأَصْلُهُ رُبْوَةٌ؛ من الرِّبَا، والرُّبْيَةُ والرِّبْيَةُ: ما عَمِلُوا في الجاهِلِيَّةِ من الدِّمَاءِ وغَيْرِ ذلك.
والرِّبَا: مَعْرُوْفٌ، وصاحِبُه مُرْبٍ، وقَرَأَ قَعْنَبُ: " وذَرُوا ما بَقِيَ من الرُّبُوِّ " على فُعُوْلٍ؛ جَعَلَه جَمْعَ رِبَاً. وتَثْنِيَةُ الرِّبَا: رِبَيَانِ، والقِيَاسُ رِبَوَانِ.
ورُبَةُ الحِمَارِ: جُفْرَتُه من بَطْنِه. وهي أيضاً: العُقْدَةُ ما نَتَأ منها.
[ر ب و] رَبَا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّا ورِباءً زادَ ونَمَا وأَرْبَيْتُه عَلَى الخَمْسِــينَ ونَحْوِها زادَ ورَبَا السَّوِيقُ ونحوُه رُبُوّا صُبَّ عليهِ الماءُ فانْتَفَخَ وقولُه تَعالَى في وَصْفِ الأَرْضِ {اهتزت وربت} الحج 5 قِيلَ مَعْناهُ عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ وقولُه تَعالَى {فأخذهم أخذة رابية} الحاقة 10 أي أَخْذَةً تَزِيدُ عَلَى الأَخَذاتِ والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيّ

(ودُونَ جُذُوٍّ وانْتِهاضٍ ورَبْوَةٍ ... كأَنَّكُما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ)

أي لَسْتَ تَقْدِرُ عَلَيْها إِلاّ بعدَ جُذُوٍّ على أَطْرافِ الأَصابِعِ وبَعْدَ رَبْوٍ يَأْخُذُكَ ورَبَا أَخَذَه الرَّبْوُ وطَلَبْنَا الصَّيْدَ حَتّى تَرَبَّيْنَا أي بُهْرِنْا والرِّبَا العِينَةُ وهو الرِّمَا أيْضًا على البَدَلِ عن اللِّحْيانِيِّ وتَثْنِيَتُه رِبَوَانِ ورِيبَانِ وأصْلُه من الواوِ وإنَّما يُثَنَّى بالياءِ للإِمالَةِ السائِغَةِ فيهِ من أَجْلِ الكَسْرَةِ ورَبَا المالُ زادَ بالرِّبا والمُرْبِي الَّذِي يَأْتِي الرِّبا والرَّبْوُ والرَّبْوَة والرُّبْوَة والرِّبْوةُ والرِّباوَةُ والرَّباوَةُ والرّابِيَةُ والرَّباةُ كُلُّهَا ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ (يَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُها ... وإِنْ هُوَ وافَى الرّباةَ المَدِيدَا)

المَدِيدَ صِفَةٌ للعَشَنَّقِ وقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ صِفَةً للرَّباةِ عَلَى أن يكونَ فَعِيلَةً في معنى مَفْعُولَة وقد يَجُوزُ أن يكونَ على المَعْنَى كأَنَّه قالَ الرَّبْوَ المَدِيدَ فيكون حِينئِذٍ فاعِلاً ومَفْعُولاً وأرضٌ مُرْبِيَةٌ طَيِّبَةٌ وقَدْ رَبَوْتُ في حِجْرِه رُبُوّا ورَبْوًا الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِيِّ ورَبِيتُ رَباءً ورُبِيّا كِلاهُما نَشَأْتُ أَنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ

(ثَلاثَةُ أَمْلاكٍ رَبَوْا في حُجُورِنا ... فهَل قائِلٌ حَقّا كمَنْ هُوَ كاذِبُ)

هكَذَا رَواه رَبَوْا على مِثالِ غَزَوْا وأَنْشَدَ في الكَسْرِ للسَّمَوْأَلِ بنِ عادِياءَ

(نُطْفَةٌ مَّا خُلِقَتْ يَوْمَ بُرِيَتُ ... أمِرَتْ أَمْرَها وفِيها رَبِيتُ)

(كَنَّها اللهُ تَحْتَ سِرٍّ خَفِيٍّ ... فَتخافَيْتُ تَحْتَها فخَفِيتُ)

(وَلِكُلِّ مِنْ رِزْقِهِ ما قَضَى اللهُ ... وإِن حَكَّ أَنْفَه المُسْتَمِيتُ)

ورَبِّيْتُه أَنَا والأُرْبِيَّةُ ما بَيْنَ أَعْلَى الفَخِذِ وأَسْفَلِ البَطْنِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ هي أَصْلُ الفَخِذِ مما يَلِي البَطْنَ وقد تقدَّم أَنّها فُعْلِيَّةٌ وأُرْبِيَّةُ الرَّجُلِ أَهْلُ بَيْتِه وبَنُو عَمِّه لا تكونُ الأُرْبِيَّةُ من غَيْرِهم والرِّبْوَةُ الجَماعَةُ قِيلَ هُمْ عَشَرةُ آلافٍ كالرُّبَّةِ وإنَّما قَضَيْنَا بالواوِ عَلَى ما لم تَظْهَرْ فيه الواوُ من هذا البابِ لوُجُودِنا رَبَوْتُ وعَدَمِنا رَبَيْتُ على مِثالِ رَمَيْت
ربو
ربا/ ربا في يَربُو، ارْبُ، رَبْوًا ورُبُوًّا، فهو رابٍ، والمفعول مَرْبُوّ (للمتعدِّي)
• ربَا المالُ: زاد ونما "عددهم يربو على المائة- {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} ".
• ربَا العجينُ: علا وانتفخ بعد اختماره " {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا}: عاليًا على الماء".
• ربَا الشَّخصُ: أصابه الرَّبْو (داء يصيب الرِّئة).
• ربَا الجرحُ: ورِم.
• ربَا الرَّابيةَ: صَعَد فوقها.
• ربَا الولدُ في بني فلان: نشأ وترعرع فيهم "ربا الولدُ في بيئة ريفية- ربا في النعمة". 

ربِيَ في يَربَى، ارْبَ، رُبِيًّا، فهو رابٍ، والمفعول مَرْبِيٌّ فيه
• رَبِيَ الصَّغيرُ في بني فُلان: ربَا فيهم؛ نشأ في رعايتهم "رَبِي الطفلُ في بيت العائلة- وكيف أنام عن سادات قومٍ ... أنا في فضل نعمتهم رَبيتُ". 

أربى/ أربى على يُربي، أَرْبِ، إرباءً، فهو مُربٍ، والمفعول مُرْبًى (للمتعدِّي)

• أربى الرَّجلُ: أخذ أكثر ممّا أعطى، تعامل بالرِّبا "يُرابي الجشعُ".
• أربى الشَّيءَ: نمَّاه وزاده " {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} ".
• أربى على الخمســين: زاد عليها "أربى عليه في العلم/ الكرم/ الثقافة". 

تربَّى يتربَّى، تَرَبَّ، تَرَبّيًا، فهو مُتَرَبٍّ
• تربَّى الولدُ: تعلّم وتغذّى وتثقَّف "تربَّى على يد أفضل المربِّين". 

رابى يُرابي، رَابِ، مُراباةً، فهو مُرابٍ، والمفعول مُرابًى
• رابَى فلانًا: عامله بالرِّبا؛ أخذ منه أكثر مما أعطاه "رابى مدينًا- لا يرضى الله عن المرابي". 

ربَّى يُربِّي، رَبِّ، تَربيةً، فهو مُرَبٍّ، والمفعول مُرَبًّى
• ربَّى الأبُ ابنَه: هذّبه ونمّى قواه الجسميّة والعقليّة والخلقيّة كي تبلغ كمالها "ربَّى يتيمًا- لولا المربِّي ما عرفت ربِّي- لا تنس من ربّاك [مثل]- {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} " ° مربّي الأجيال: المعلم.
• ربَّى الشَّخصُ المالَ: نمّاه "ربَّى تجارتَه- ربَّى سمكًا أو دجاجًا- {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِّي الصَّدَقَاتِ} [ق] ". 

إرباء [مفرد]: مصدر أربى/ أربى على. 

أرْبَى [مفرد]: اسم تفضيل، أغنى وأكثر عددًا " {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} ". 

تَرْبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَرْبية: "منهجٌ تربويّ- مؤسسة تربويَّة" ° مُدرِّس تربويّ: يجمع بين الدراسة الأكاديمية ومناهج التربية وطرق التدريس.
• علم النَّفس التَّربويّ: (نف) تطبيق مفاهيم علم النفس في ميدان التربية وعلى عمليَّات التعلُّم. 

تَرْبية [مفرد]:
1 - مصدر ربَّى ° أصول التَّربية: علمٌ وظيفته البحث في أسس التعليم وقواعده- التَّربية: علم وظيفته البحث في أسس التنمية البشرية وعواملها وأهدافها الكبرى- تربية بدنيّة/ تربية رياضيّة: تقويم الجسم وتدريبه- عديم التربية: قليل الأدب- كلّيّة التربية: الكليّة الجامعيّة الخاصّة بتخريج المدرسين والباحثين التربويين- وزارة التربية: الوزارة المسئولة عن التربية والتعليم (تسمى كذلك: وزارة التربية والتعليم أو وزارة المعارف).
2 - (نف) تنمية الوظائف الجسميّة والعقليّة والخلقيّة كي تبلغ كمالها.
• علم التَّرْبية: (نف) علم يبحث في الوسائل التي تكفل التربية الصحيحة للطفل خُلقيًّا ونفسيًّا وعلميًّا، والبلوغ به إلى الكمال الخاصّ به، ويبحث في النظم التربويّة نشأتها وموضوعها وتطوُّرها والغاية منها.
• علم التَّرْبية البدنيَّة: (رض) علم يتناول دراسة الجهود التربويّة التي تعمل على استغلال ميول الفرد للنشاط الحركيّ البدنيّ وتنظيم هذا النشاط. 

رابية [مفرد]: ج رابيات وروابٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ربا/ ربا في.
2 - ربْوة، ما ارتفع من الأرض بين سهلين نهريين "صعد رابيةً- تمتاز روابي النيل بالمناظر الجميلة".
• أَخْذةٌ رابيةٌ: شديدة زائدة " {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً} ". 

رِبًا [مفرد]: مث رِبَوان ورِبَيان:
1 - فضلٌ وزيادة.
2 - ممارسة إقراض الأموال وفرض الفوائد بنسبة عالية ومفرطة وغير قانونية.
3 - (فق) زيادةٌ خاليةٌ عن عِوَضٍ شُرطت لأحد المتعاقدين "أقرض بالرِّبا- لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ [حديث]- {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ".
4 - (قص) مبلغٌ يؤدِّيه المقترض زيادةً على ما اقترض تبعًا لشروط خاصة. 

رَبْو [مفرد]:
1 - مصدر ربا/ ربا في.
2 - (طب) داءٌ نَوْبِيٌّ تضيق فيه شُعَيبات الرِّئة فيعسر التنفس "يؤدي تلوث الهواء إلى الإصابة بالرَّبْو- يُصاب المدخنون بالرَّبْو".
• الرَّبْو الشُّعَبيّ: (طب) الداء الناتج عن تقلّص تشنجيّ للجدران العضليّة لشعب القصبة الهوائيَّة.
• ربو الخيل: (طب) مرض رئوي يصيب الخيول من أعراضه اضطرابات التنفس كالسُّعال خاصة بعد التمرين أو في الطقس البارد. 

رَبْوَة [مفرد]: ج رُبًى ورَبْوات ورُبِيٌّ: رابية، ما ارتفع من الأرض بين سهلين نهريين " {وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}: قُرئت (ربوة) بفتح الراء وضمِّها وكسرها". 

رُبوة [مفرد]: ج رُبُوات ورُبْوات ورُبًى ورُبِيٌّ: رَبْوَة. 

رِبْوة [مفرد]: ج رِبْوات ورِبًى ورُبِيٌّ: رَبْوة. 

رُبُوّ [مفرد]: مصدر ربا/ ربا في. 

رِبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رِبًا: "حرَّم الإسلام المعاملات الرِّبويَّة- فوائد رِبويَّة- دَيْنٌ رِبَويّ". 

رِبَوِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رِبًا.
2 - مصدر صناعيّ من رِبًا.
• الفائدة الرِّبَوِيَّة: (قص) فائدة تتجاوز الحدّ الذي عيَّنه القانون لسعر الفائدة. 

رُبِيّ [مفرد]: مصدر ربِيَ في. 

مُرَبَّى [مفرد]: ج مُرَبَّيات:
1 - اسم مفعول من ربَّى.
2 - ما يُعقد بالعسل أو السُّكر من الفواكه ونحوها، أصلها مُرَبَّب فخفِّفَت (انظر: ر ب ب - مُرَبَّى) "تناول بعض المُربَّيات- مُربَّى التِّين/ الجزر/ المشمش". 

مُربِّية [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ربَّى.
2 - (حن) نملة أو نحلة عاملة تطعم وتعتني بصغار المستعمرة. 
باب الراء والباء و (وا يء) معهما ر ب و، ر وب، ب ر و، ور ب، ب ور، وب ر، ب ر ي، ر ي ب، رء ب، ر بء، ب رء، ء ر ب، بء ر، ء ب ر، مستعملات

ربو: ربا الجُرْحُ والأرضُ والمالُ وكلُّ شيء يَرْبو ربواً، إذا زاد. وربا فلانٌ، أي: أصابه نَفَسٌ في جوفه. ودابّةٌ بها رَبْو. والرّابِيةُ: ما ارتفع من الأرض. والرَّبْوة والربوة والرَّبْوة: لغات: أرضٌ مُرْتفعةٌ، والجميعُ: الرُّبَى. ويُقال [إنْ] الرَّبوة في قوله تعالى: إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ

هي أرضُ فِلَسْطين، وبها مَقابرُ الأنبياء، ويُقالُ: بل هي دِمَشق، وبعض يقول: بيت المقدس، واللهُ أعلم. وتقول: رَبَّيْته وتَرَبَّيْتُه، [أي: غذوته] . ورَبا المالُ يَرْبو في الرِّبا، أي: يزداد: مُرْبٍ. والرِّبا في كتاب الله عز وجل: حرام. والرُّبْيةُ هي الرِّبا خاصة،

وفي حديث يُرْفَع عنهم الرُّبْية

يعني: ما كان عليهم في الجاهليّة من ربا ودماء.

روب: الرّائب: اللَّبَنُ كَثُفَتْ دُوايَتُهُ، وتكَبَّدَ لَبَنُهُ وأَتَى مَحضُهُ. وقال أهلُ البصرة وبعضُ أهل الكوفة: هذا هو المُرَوَّب، فأما الرّائب فالذّي أُخِذَ زُبْدُهُ. والمِرْوَبُ: وعاءٌ أو إناءٌ يَرَوَّبُ فيه اللَّبَن. والرَّوْبةُ: بقيّةٌ من لَبَنٍ رائب تُتْرك في المِرْوَب كي يكون إذا صُبّ عليه اللَّبنُ أَسرَعَ لرَوْبِهِ.. [والرُّوبةُ الطّائفةُ من الليل] ، وسمي رؤبة بن العجّاج، لأنّه وُلِدَ في نِصْف اللَّيل. والرَّوب أيضا: أن يروب الإنسان من كَثْرة النَّوْم حتّى يُرَى ذلك في وجهه وثقله، ورجل روبان، وجَمْعُهُ: رَوْبَي، ويقال: الواحد: رائب، قال بِشْر :

فأمّا تَميمٌ. تَميمُ بنُ مُرٍّ ... فألفاهُمُ القَوْمُ رَوْبَى نِياما برو: تقول: هذه بُرَة مَبرُوّة، أي: معمولة، وهي: الحَلْقَة. [يقال] : ناقةٌ مُبْراة: في أنفها بُرةٌ. [والبُرَةُ] كذلك: الحَلقَةُ من الذَّهَب والفِضّةِ ونحوهما إذا كانت دقيقةً مَعطوفةَ الطَّرَفين، ويُجْمَع على: البُرَى والبُرينَ.

ورب: الوِربُ: العُضْوُ، يُقال: عضو مُوَرّبٌ، أي: مُوَفّر، قال الكُمَيْت:

وكان لعبد القَيْس عضو مُوَرَّبُ

أي: صار لهم نصيبٌ وافر. والمُواربةُ: مداهاة الرجل ومخاتلته،

وفي الحديث: مُوارَبةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعناء ،

لأن الأريب لا يُخْدع عن عَقله.

بور: البَوارُ: الهَلاك. يقال: هو بُورٌ وهي بُورٌ، وهما بُورٌ [وهم بور، وهنّ بور] ، هذا في لُغة، وأمّا في اللّغة الفُضلَى فهو بائر، وهما بائران، وهم بُورٌ، أي: ضالّون هَلْكَى، ومنه قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً وسُوقٌ بائرة، أي: كاسدة، وبارتِ البِياعاتُ، أي: كَسَدتْ. والبَوْرُ: التَّجْرِبة. بُرْتُ فلاناً وبُرْتُ ما عنده: جربته، ويقال: بُرْتُ النّاقة أبورها، أي من الفَحْل، لأنْظُرَ أحامل هي أم لا، وذلك الفَحْل: مِبْوَرٌ إذا كان عارفاً بالحالين، قال :

[بضَرْبٍ كآذان الفِراء فضوله] ... وطَعنٍ كإِيزاغ المَخاضِ تَبورُها

والبُوريّة: الباريّة .

وبر: الوَبَرُ: صُوفُ الإبل والأرنب وما أَشْبَهَهُما. والوَبرُ، والأُنْثَى وَبرة: دُوَيْبّة غَبْراء على قَدَر السِّنَّوْر، حَسَنةُ العَيْنين، شَديدةُ الحياء، تكونُ بالغَوْر. ووَبارِ: أرضٌ كانت محلّةَ عادٍ، وهي بينَ اليَمنَ ورِمال يَبرين، لمّا أهلك الله عاداً ورّث الله محلّهم الجن فلا يتقاربها أَحَدٌ من الإنْسِ، وهي التي ذكر اللهُ في قَوْلِهِ: أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ ، وقال:

مثلما كان بَدْءُ أهلِ وبَارِ

ونباتُ أَوْبر: شِبْهُ الكمأة، صغارٌ، في نَفْضٍ واحدٍ شيءٌ كثيرٌ، الواحدُ: بنت أَوْبَر، وابن أوبر.

بري: بَرَيتُ العُودَ أَبْرِيه بَرْياً، وكذلك القلم.. وناسٌ يَقُولُون: بَرَوْتُ، وهم الذّينَ يَقُولونَ: قلوتُ البُرَّ أقلوه، والياء أصوب. والمباراة: أن يباري الرّجلُ الرَّجلَ، فيَصنَعُ كما يَصنعُ، يُغالب أحدهما الآخر، [وهما يتباريان] . وبَرَى فلانٌ لفُلانٍ إذا عَرَض له، وهو يَبْري له بَرْيا، ويَنبري له انبراء.. قال ذو الرّمّة:

تَبْرِي له صَعلةٌ خَرْجاءُ خاضعةٌ ... فالخَرْقُ دونَ بَناتِ البَيْضِ مُنْتَهَبُ

والبَرِيُّ: السَّهْمُ الذي قد أُتِمَّ بَرْيه، ولم يُرَش ولم يُنصَلْ. والقِدْحُ أوّل ما يُقطَع، ويُقْتَضَب يُسَمَّى: قِطْعاً، والجميع: قُطُوع، ثُمَّ يُبْرَى فيُسَمَّى: بَرِيّاً، وذلك قبل أنْ يُقَوَّمَ، فإِذا قُوِّم، وأَنَى له أن يُراشَ ويُنْصَلَ فهو: القِدْح، فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه صار سَهماً.

ريب: الرَّيْبُ: الشَّكُّ. والرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهر وعَرَضُه وحَدَثُهَ. والرَّيب: ما رابك من أَمْرٍ تخوّفتَ عاقبتَهُ، قال أبو ذؤيب:

[فشَرِبْنَ ثمَّ سَمِعنَ حسّاً دونه ... شَرَفُ الحِجاب] وريبَ قَرْعٍ يُقْرَع

أي: سَمِعْنَ قَرْعَ سهم بقوس. ورابني هذا الأَمْر يَرِيبُني، أي: أدخل عليّ شكاً وخوفاً، وفي لغة رديئة: أرابني. وأراب الأَمرُ، أي: صار ذا رَيْبٍ. وأَرابَ الرَّجُلُ: صار مُرِيباً ذا رِيبة. وارتبت به، أي: ظَنَنْت به.

رأب: رأب الشّعّابُ الصَّدْعُ يَرْأَبُهُ إذا شَعَبَهُ. والرُّؤبةُ: الخشبةُ أو الشّيءُ يُوصَلُ به الشّيءُ المكسورُ فيُرْأَبُ به. والمِرْأَبُ: المِشْعَب. ربأ القوم على الشَّيء يربؤون إذا أشرفوا عليه. والرَّبيئة: عينُ القَوْم الذي يَرْبَأُ لهم على مربأ من الأرض، ويرتبىء، أي: يقوم هناك. ومَرْبأة البازي: منارةٌ يربأ عليها، قال:

بات على مَرْباتِهِ مُقيّدا

ويقال: أَرْض لا رِباءَ فيها ولا وِطاءَ، ممدودان. ورابأتُ فلاناً: حارَستُه وحارَسَني، قال ابن هَرْمة:

باتت سُلَيْمَى وبتُّ أَرْمُقُها ... كصاحب الحَرْب باتَ يَرْبَؤُها برأ: البَرْءُ، مهموز: الخلْق. برأ اللهُ الخلق يَبرَؤُهُمْ برء، فهو بارِىءٌ. والبُرْءُ: السَّلامةُ من السّقم، تقول: بَرَأَ يبرأ ويبرؤ برء وبروء. وبَرِىء يَبْرَأُ بمعناه. والبراءة من العَيب والمكروه، ولا يُقال إلاّ: بَرِىء يَبْرَأ، وفاعله: بَرِيءٌ كما ترى، وبَراءٌ، وامرأة بَراءٌ، ونسوة بَراء، في كلّ ذلك سواءٌ. وبُرَآء على قياس فُعَلاء: جمعُ البَرِيء، ومن ترك الهمز قال: بُراء. ويُقال: بارأت الرَّجُل، أي: بَرِىء إليّ وبَرِئتُ إليه، مثل بارأت المرأة، أي: صالحتها على المفارقة. وتقول: أبْرَأْتُ الرَّجلَ من الدَّينِ والضّمان، وبرّأْتُهُ. والاسْتِبراء: أن يَشْترِيَ الرَّجُلُ الجاريةَ فلا يَطَؤُها حتّى تحيض. والاستبراءُ: إنْقاءُ الذَّكَر بَعْدَ البَوْل.

أرب: قطعت اللَّحْمَ آراباً، والواحدُ: إرْبٌ، أَيْ: قِطَعاً، ويُقال في الدُّعاء: أَرِبَتْ يَدُه، أي: قُطِعَتْ يَدُه. وأَرِبْتَ من يديك، أي: سَقَطَتْ آرابُك. والإرْبُ: الحاجة المُهمّة، يُقالُ: ما إِرْبُك إلى هذا الأمر، أي: [ما] حاجَتُك إليه. والإرْبَةُ والأَرَبُ والمأربة أيضاً. والأَرْبُ: مَصدر الأَريب العاقل. وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَباً. والمؤاربة: مداهاةُ الرَّجلِ ومُخاتَلَتُه،

وفي الحديث: مُؤاربةُ الأريب جهل وعناء

، لأن الأريب لا يخدع عن عقله، قال:

على ذي الإرْبة اللَّبِقِ الرَّفيقِ

والتَّأريب: التَّحريش. وتَأَرَّب فلانٌ علينا، أي: تعسّر وخالف والْتَوَى. والمُستأرِبُ من الأَوْتار: الجيّد الشَّديد، قال:

... من نزع أحصد مستأرب

بأر: بَأَرْتُ الشَّيء وابْتَأَرْتُه وائتبرته، لغات، أي: خَبَأْته.

وفي الحديث: إنّ عبداً لَقيَ الله ولم يَبْتَئِرْ خيراً.

وبَأَرْتُ بُؤْرَةً، أي: حفيرةً فأنا أَبْأَرُها بأراً، وهي حفيرةٌ صغيرةٌ للنّار تُوقَدُ فيها. والبَئّار أيضاً: حافر البئر.

أبر: الأَبْرُ: ضَرْبُ العَقْربِ بإِبرتها، وهي تأبُرُ. والأَبرُ: تَلْقيحُ النَّخل، ومثله: التَّأْبير، يأبُرُها ويُؤَبِّرُها. والأَبرُ: عِلاجُ الزَّرْع بما يُصْلِحُه من السَّقي والتعاهد، قال طَرَفة:

ولي الأصلُ الّذي في مِثْلِهِ ... يُصْلِحُ الآبرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ

أي: صاحبه. والأبّار: صانعُ الأَبْر، وصنعتُه: الإبارةُ. وأبر فلانٌ عليه، أي: غَلَبَهُ. والإبرةُ: عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مع طَرَفِ الزَّنْد مما يلي الذِّراع إلى طَرَفِ الإصْبَع، قال: حيث تلاقي الإبرةُ القَبيحا القبيح: طرفُ الزَّنْدِ نَفْسه.

وفي الحديث: خير المال مُهْرةٌ مأمورة، وسِكَّةٌ مأبورة.

يُريدُ، [بمأبورة] : طريقة مُسْتَقيمة. والأَبّار: صانع الإبرة، وصنعته: الإبارة. والأبّار: حافر البئر كالبَئّار.

ربو

1 رَبَا, aor. ـْ (T, S, M, Msb, K,) inf. n. رَبْوٌ, (so in copies of the S, [in one of my copies of the S not mentioned,]) or رُبُوٌّ and رَبَآءٌ, (M, K, TA,) the latter erroneously written in [some of] the copies of the K رِبَآء, (TA,) It (a thing, T, S, Msb) increased, or augmented. (T, S, M, Msb, K.) Said, in this sense, of property: (Mgh:) or, said of property, It increased by usury. (M, TA.) لِيَرْبُوَ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو ↓ وَمَا آتَيْتُمْ عِنْدَ اللّٰهِ, in the Kur [xxx. 38], (T, Bd,) means And what ye give of forbidden addition in commercial dealing, [i. e. of usury,] (Bd,) or what ye give of anything for the sake of receiving more in return, (Zj, T, Bd,) and this is not forbidden accord. to most of the expositions, though there is no recompense [from God] for him who exceeds what he has received, (Zj, T,) in order that it may increase the possessions of men, (T, * Bd,) it shall not increase with God, (T, Bd,) nor will He bless it: (Bd:) some (namely, the people of El-Hijáz, T, or Náfi' and Yaakoob, Bd) read

↓ لِتُرْبُوا, (T, Bd,) meaning, in order that ye may increase [the property of men], or in order that ye may have forbidden addition [or usury therein]. (Bd.) b2: Also It became high. (Msb, * TA.) b3: رَبَا, aor. as above; and رَبِىَ, aor. ـْ said of a child, He grew up. (Msb.) You say, رَبَوْتُ فِى

بَنِى فُلَانٍ, (S,) or فِى حَجْرِهِ, inf. n. رُبُوٌّ (M, K, TA) and رُبْوٌ, (M, TA,) with damm, (TA,) this latter on the authority of Lh, (M, TA,) accord. to the K رَبْوٌ, with fet-h, but correctly with damm; (TA;) and رَبِيتُ, (S, M, TA,) in the copies of the K erroneously written رَبَيْتُ, (TA,) inf. n. رَبَآءٍ and رُبِىٌّ; (M, K, TA; [the latter, accord. to the CK, رَبِىٌّ, which is a mistranscription;]) I grew up [among the sons of such a one, or in his care and protection]. (S, M, K.) b4: رَبَتِ الأَرْضُ The ground [being rained upon] became large, and swelled. (M, TA.) In the Kur xxii. 5 and xli. 39, for وَرَبَتْ, some read وَرَبَأَتٌ: the former means and [becomes large, and swells; or] increases: the latter means “ and rises. ” (T. [See art. ربأ.]) b5: رَبَا السَّوِيقُ, inf. n. رُبُوٌّ, The سويق [or meal of parched barley] had water poured upon it, and in consequence swelled: (M, TA:) in the copies of the K, رَبَا السَّوِيقَ, expl. as meaning he poured water on the سويق, and it consequently swelled. (TA.) b6: رَبَا said of a horse, (S, K,) aor. ـْ (TA,) inf. n. رَبْوٌ, (K,) He became swollen, or inflated, from running, or from fear, or fright (S, K.) b7: He was, or became, affected with what is termed رَبْوٌ; (S, M, K;) i. e. he was, or became, out of breath; his breath became interrupted by reason of fatigue or running &c.; or he panted, or breathed shortly or uninterruptedly; syn. اِنْبَهَرَ: (TA:) and so ↓ تربّى; for you say, طَلَبْنَا الصَّيْدَ حَتَّى تَرَبَّيْنَا, i. e. [We pursued the chase until] we became out of breath; &c.; syn. بُهِرْنَا. (M.) b8: See also 4.

A2: رَبَوْتُ الرَّابِيَةَ I ascended, or mounted, upon the hill, or elevated ground. (S, K.) 2 رَبَّيْتُهُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَرْبِيَةٌ, (S, K,) I reared him, fostered him, or brought him up; (M, Msb;) namely, a child: (Msb:) I fed, or nourished, him, or it; (S, Mgh, K;) namely, a child, (Mgh,) or anything of what grows, or increases, such as a child, and seedproduce, and the like; (S;) as also ↓ تَرَبَّيْتُهُ: (Mgh, K:) the former is said to be originally رَبَبْتُهُ. (Er-Rághib, TA. [See 1 in art. رب, in two places.]) [Thus رَبَّيْتُ signifies I reared, or cultivated, plants or trees.] And ربّى is said of earth, or soil, meaning It fostered plants or herbage. (L in art. رشح, &c.) And يُنَوِّرُ وَلَا يُرَبِّى is said of a tree [as meaning It produces blossoms, but does not mature its produce]. (AHn, M and L in art. مظ.) b2: رَبَّيْتُ الأْتْرُجَّ بِعَسَلٍ (tropical:) [I preserved the citron with honey], and الوَرْدَ بِسُكَّرٍ [the roses with sugar: like رَبَّبْتُهُ]. (TA.) b3: رَبَّيْتُ عَنْ خِنَاقِهِ [in the CK خُناقِه, which I think a mistranscription,] (tropical:) I removed, or eased, [his cord with which he was being strangled; app. meaning, his straitness;] (K;) mentioned by Z. (TA.) [See a similar phrase in art. رخو, conj. 4.]3 راباهُ, (K in art. مجر, as syn. of مَاجَرَهُ,) inf. n. مُرَابَاةٌ, (TA ibid.,) [He practised usury, or the like, with him: used in this sense in the present day.] b2: And رَابَيْتُهُ, (K,) inf. n. as above, (TA,) I treated him with gentleness, or blandishment; soothed, coaxed, wheedled, or cajoled, him. (K, * TA.) 4 أَرْبَيْتُهُ (in [some of] the copies of the K, erroneously, ارتبيته, TA) I increased, or augmented, it. (M, K, TA.) Hence, in the Kur [ii. 277], وَيُرْبِى الصَّدَقَاتِ (M, TA) And He will increase, or augment, alms-deeds; (Jel;) will multiply the recompense thereof, (Bd, Jel,) and bless them. (Bd.) See also an ex. in the first paragraph.

A2: أَرْبَيْتُ I took more than I gave. (S.) b2: [Hence,] اربى, said of a man, signifies [particularly] He engaged in, or entered upon, الرِّبَا [i. e. the practising, or taking, of usury or the like; he practised, or took, usury or the like; as also ↓ رَبَا, aor. ـْ for] إِرْبَآءٌ and رَبْوٌ, as inf. ns., both signify, in Pers\., رِبَا خوُرْدَنْ. (KL. [In the TA, رَبَا, said of a man, is expl. by the words حصل فى ربوة: but I think that the right reading must be حَصَّلَ فِى رِبًوا, or مِنْ رِبًوا; and the meaning, He acquired in the practice of usury or the like, or he acquired of usury or the like.]) See, again, an ex. in the first paragraph. b3: اربى عَلَى الخَمْسَــينَ, (M, Msb,) وَنَحْوِهَا, (M,) He exceeded [the age of fifty, and the like]. (M, Msb.) b4: [أَرْبَى said of the عَرْفَج, in a copy of the S, in art رقط is a mistranscription for أَدْبَى, with dál.]5 تربّى, said of a child, (Mgh, Msb,) He was, or became, fed, or nourished; (Mgh;) or reared, fostered, or brought up. (Msb.) A2: See also 1, near the end of the paragraph.

A3: تَرَبَّيْتُهُ: see 2.

رَبْوٌ: see رُبْوَةٌ. b2: Also A company (IAar, T, K, TA) of men: (IAar, T, TA:) pl. أَرْبَآءُ: (IAar, T, K, TA:) and ↓ رِبْوَةٌ likewise signifies a company; or, as some say, ten thousand; as also رُبَّةٌ; (M, TA;) or the former of these two words, (i. e. ربوة,) accord. to the A, signifies a great company of men, such as ten thousand. (TA.) It is said in the K that ↓ رِبْوَةٌ signifies Ten thousand dirhems; as also ↓ رُبَةٌ: but in this assertion are errors; for the former of these two words signifies as explained in the foregoing sentence; and the latter of them is with teshdeed, belonging to art. رب, and signifies a company [or great company] of men. (TA.) A2: Also, (T, S, M, K, TA,) and ↓ رَبْوَةٌ, (M, TA,) The state of being out of breath; interruption of the breath by reason of fatigue or running &c.: or a panting, or breathing shortly or uninterruptedly: syn. بُهْرٌ, (T, M, TA,) and اِنْبِهَارٌ: (TA:) or a loud (lit. high) breathing: (S:) and a state of inflation of the جَوْف [or chest]. (M, TA.) [The former word is now often used as signifying Asthma.]

رِبًا, (T, M, Msb, K,) or ↓ رِبًوا, (S, Mgh,) [for it is often thus written, and generally thus in the copies of the Kur-án,] with the short ا accord. to the pronunciation best known, (Msb,) [which implies that it is also pronounced ↓ رِبَآءٌ,] An excess, and an addition: (Msb:) an addition over and above the principal sum [that is lent or expended]: but in the law it signifies an addition obtained in a particular manner: (Er-Rághib, TA:) [i. e. usury, and the like; meaning both unlawful, and lawful, interest or profit; and the practice of taking such interest or profit:] it is in lending, (Zj, T,) or in buying and selling, (S,) and in giving: and is of two kinds; unlawful, and lawful: the unlawful is any loan for which one receives more than the loan, or by means of which one draws a profit; [and the gain made by such means:] and the lawful is a gift by which a man invites more than it to be given to him, or a gift that he gives in order that more than it may be given to him; [and the addition that he so obtains:] (Zj, T:) [it generally means] an addition that is obtained by selling food [&c.] for food [&c.], or ready money for ready money, to be paid at an appointed period; or by exchanging either of such things for more of the same kind: (Bd in ii.

276:) or the taking of an addition in lending and in selling: (PS:) [it is said to be] i. q. عِينَةٌ: (M, K:) [but although رِبًا and عِينَةٌ are both applicable sometimes in the same case, neither of them can be properly said to be generally explanatory of the other, or syn. therewith: رِبَا النَّسِيْئَةِ is a term specially employed to signify profit obtained in the case of a delay of payment: and رِبَا الفَضْلِ to signify profit obtained by the superior value of a thing received over that of a thing given:] the dual of رِبًا (M, Msb, K) or رِبًوا (S) is رِبَوَانِ and رِبَيَانِ; (S, M, Msb, K;) the former being agreeable with the original; (M, Msb;) the ى in the latter being because of the imáleh occasioned by the preceding kesreh. (M.) See an ex. near the beginning of the first paragraph of this art. ↓ رُبْيَةٌ, thus pronounced by the Arabs, but by the relaters of a trad., in which it occurs, ↓ رُبِّيَّةٌ, (Fr, T, S, Mgh,) or, as some say, ↓ رُبَيَّةٌ, as though this were the dim. of رُبْيَةٌ, (Mgh,) is a dial. var. of رِبًوا [or رِبًا]; and by rule should be رُبْوَةٌ: (Fr, T, S, Mgh:) or, accord. to Z, رُبّيَّةٌ may be of the measure فُعُّولَةٌ from الرِّبَا. (TA.) [See also رَمَآءٌ, in art. رمى.]

رُبَةٌ: see رَبْوٌ.

رَبْوَةٌ: see the next paragraph: A2: and see also رَبْوٌ.

رُبْوَةٌ and ↓ رَبْوَةٌ and ↓ رِبْوَةٌ; (T, S, M, Msb, K;) the first of which is preferred, (T,) or most common; (Msb;) and the second, of the dial. of Temeem; (T, Msb;) and ↓ رَبْوٌ (M, K) and ↓ رَبَاوَةٌ (T, S, M, K) and ↓ رِبَاوَةٌ (M, K) and ↓ رُبَاوَةٌ (IJ, K) and ↓ رَابِيَةٌ (T, S, M, Msb, K) and ↓ رَبَآءَةٌ; (M, K;) A hill; i. e. an elevation of ground, or elevated ground: (T, S, M, K:) or an elevated place: so called because it is high: (Msb, TA:) the pl. of رُبْوَةٌ is رُبًى (T, Msb) and رُبِىٌّ: (T:) and the pl. of ↓ رَابِيَةٌ is رَوَابٍ; (T, Msb;) which ISh explains as meaning elevated sands, like the دَكْدَاكَة [q. v.], but higher and softer than the latter; the latter being more compact and rugged; the رابية, he says, has in it depression and elevation; it produces the best and the most numerous of the herbs, or leguminous plants, that are found in the sands; and men alight upon it. (T.) رِبْوَةٌ: see the next preceding paragraph: b2: and see رَبْوٌ, in two places.

رُبْيَةٌ and رُبَيَّةٌ and رُبِّيَّةٌ: see رِبًا, last sentence: A2: and see also art. ربى.

رِبًوا: see رِبًا. [The و is silent, like the ا.]

رَبْوَآءُ: see رَابٍ.

رِبَوِىٌّ Of, or relating to, what is termed رِبًا or رِبًوا [i. e. usury and the like]: (Mgh, Msb:) رَبَوِىٌّ is said by Mtr to be wrong. (Msb.) رَبَآءٌ Excess, excellence, or superiority; syn. طَوْلٌ: (IDrd, S, K:) so in the saying, لِفُلَانٍ عَلَى

فُلَانٍ رَبَآءٌ [Such a one possesses excess, or excellence, or superiority, over such a one]. (IDrd, S.) b2: And An obligation, a favour, or a benefit; syn. مِنَّةٌ. (K.) رِبَآءٌ: see رِبًا.

رَبَآءَةٌ: see رُبْوَةٌ.

رَبَاوَةٌ and رُبَاوَةٌ and رِبَاوَةٌ: see رُبْوَةٌ.

رَابٍ Increasing, or augmenting: &c. b2: Hence,] فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً, in the Kur [lxix. 10], and He punished them with a punishment exceeding other punishments; (Fr, * S, * M, * K, * Jel;) a vehement punishment. (K.) A2: اِمْرَأَةٌ رَابِيَةٌ A woman affected with what is termed رَبْوٌ; [i. e., out of breath; &c.; (see 1, near the end of the paragraph;)] (T, TA;) as also ↓ رَبْوَآءُ. (TA.) رَابِيَةٌ [as a subst.]: see رُبْوَةٌ, in two places.

أَرْبَى in the Kur xvi. 94 means More numerous, (Bd, Jel,) and more abundant in wealth. (Bd.) أُرْبِيَّةٌ, originally أُرْبُوَّةٌ, (S,) or of the measure فُعْلِيَّةٌ, (M,) The root of the thigh: (Ks, T, S, K:) or the part between the upper portion of the thigh and the lower portion of the بَطْن [or belly]: (ISh, T, K:) or the part between the upper portion of the thigh and the lower portion of the بَظْر [q. v.]: or, accord. to Lh, the root of the thigh, next the بَظْر: (M:) or, as in the A, a portion of flesh, in the root of the thigh, that becomes knotted in consequence of pain: (TA:) there are two parts, together called أُرْبِيَّتَانِ. (S, TA.) b2: Also (tropical:) A man's household, and the sons of the paternal uncle of a man; (T, M, K, TA;) not including any others: (T, M:) or the nearer members of the household of a man. (A, TA.) One says, جَآءَ فُلَانٌ فِى أُرْبِيَّتِهِ, and فِى

أُرْبِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ, (T,) or فِى أُرْبِيَّةِ قَوْمِهِ, (S,) (tropical:) Such a one came among his household, and the sons of his paternal uncle: (T, TA:) or among the people of his house consisting of the sons of his paternal uncles; not of any others. (S.) إِرْبِيَانٌ: see art. ربى.

مُرْبٍ One who practises رِبًا [i. e. usury or the like]. (M, K.) b2: أَر ْضٌ مُرْبِيَةٌ (assumed tropical:) Good land. (M.) مَرْبَاةٌ for مَرْبَأَةٌ: see the latter, in art. ربأ.

مُرَبًّى [Reared, fostered, brought up, fed, or nourished: see 2. b2: And] Made [or preserved] with رُبّ [or inspissated juice, &c. (see 2, last sentence but one)]: you say زَنْجَبِيلٌ مُرَبًّى [Ginger so preserved]; as also مُرَبَّبٌ: (S, K:) and ↓ مُرَبَّيَاتٌ signifies Preserves, or confections, made with رُبّ; like مُرَبَّبَاتٌ. (S in art. رب.) مُرَبَّيَاتٌ: see what next precedes.
ربو
: (و ( {رَباَ) الشَّيءُ} يَرْبُو ( {رُبُوّاً كعُلُوَ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ:} رَبْواً بالفتْحِ؛ ( {ورِباءً) ؛ هُوَ مَضْبُوطٌ فِي سائِرِ النُّسخِ بالكسْسرِ، وَفِي نسخِ المُحْكَم بالفتحِ وَصحح عَلَيْهِ؛ (زادَ ونَمَا) وعَلا.
(} وارْتَبَيْتُه) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ.
وَفِي المحْكَم: {وأَرْبَيْتُه: نَمَّيْتُ، وَهُوَ الصَّوابُ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ويُرْبي الصَّدَقات} .
قالَ الراغبُ: وَفِيه تَنْبيهٌ على أنَّ الزِّيادَةَ المَعْقولَةَ المُعَبَّر عَنْهَا بالبركةِ تَرْتَفِعُ عَن {الرِّبا.
(و) } رَبا ( {الرَّابيَةَ: عَلاَها) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) رَبا (الفَرَسُ) } يَرْبُو ( {رَبْواً) ، بالفتْح: (انْتَفَخَ من عَدْوٍ أَو فَزَعٍ وأَخَذَهُ} الرَّبْوُ) : وَهُوَ الانْبِهارُ؛ قالَ بُشْرُ بنُ أبي خازِمٍ:
كأَنَّ حَفِيفَ مُنْخُرِ إذَا مَا
كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ (و) رَبا (السَّوِيقَ) ، الَّذِي فِي النُّسخِ بفتْحِ القافِ على أنَّه مَفْعولُ رَبا، وَفِي المُحْكَم رَبا السَّويقُ ونَحْوُه بضمِّ القافِ على أنَّه فاعِلُ رَبا {رُبُوّاً كعُلُوَ؛ (صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ فانْتَفَخَ.
(} والرِّبَا، بالكسْرِ: العِينَةُ) .
وقالَ الراغبُ: هُوَ الزَّيادةُ على رأْسِ المالِ.
زادَ صاحِبُ المِصْباح: وَهُوَ مَقْصورٌ على الأشْهَر.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: الرِّماءُ بِالْمِيم لُغَةٌ فِيهِ على البَدَلِ كَمَا سَيَأْتِي.
قالَ الَّراغبُ: لَكِن خُصَّ فِي الشَّريعَةِ بالزِّيادَةِ على وَجْهٍ دُونَ وَجْه.
(وهُما {رِبَوَانِ) ، بالواوِ الأصْلِ، (و) يقالُ (} رِبَيَانِ) ، بالياءِ على التَّخْفيفِ مَعَ كَسْر الراءِ فيهمَا. وَفِي المُحْكَم: وأَصْلُه مِن الواوِ، وإنَّما ثُنِّي بالياءِ للإِمالَةِ السَّائغةِ فِيهِ مِن أَجْل الكَسْرةِ.
وَقد رَبَا المالُ {يَرْبُو: زادَ بالرِّبا.
(} والمُرْبِي: مَنْ يَأْتِيهِ) .
وقالَ الزجَّاجُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وَمَا آتَيْتُم من {رِباً} ليَرْبُو فِي أَمْوالِ الناسِ فَلَا {يَرْبُو عنْدَ اللَّهِ} ؛ يَعْني بِهِ دَفْعَ الإِنْسان الشيءَ ليُعَوَّض أَكْثَر مِنْهُ، فذلكَ فِي أَكْثَر التَّفْسِير ليسَ بحَرامٍ، ولكنْ لَا ثوابَ لمَنْ زادَ على مَا أَخَذ.
قالَ:} والرِّبا {رِبَوان: فالحَرامُ كلُّ قَرْضٍ يُؤَخَذُ بِهِ أَكْثَرُ مِنْهُ أَو تُجَرُّ بِهِ مَنْفَعة، وَمَا ليسَ بحَرامٍ أَنْ يَهَبَ مَا يَسْتَدْعي بِهِ أَكْثَر مِنْهُ، أَو يُهْديَ ليُهْدَى لَهُ أَكْثَر مِنْهَا.
قالَ الفرَّاء: قَرَأَ عاصِمٌ والأَعْمش {} ليَرْبُوَ} بياءٍ وفتْحِ الواوِ؛ وأَهْل الحجازِ بتاءٍ وسكُونها، وكلٌّ صَوابٌ.
( {والرَّبوُ} والرَّبْوَةُ {والرَّبَاوَةُ، مُثَلَّثَتَيْنِ) . وأَشارَ فِي المُحْكَم بتَثْلِيث رَبْوَةِ فَقَط والفَتْح والكَسْر فِي} رَباوَة بضَبْط القَلَم، وصَحَّح عَلَيْهِ الأَرْمَوي، ومِثْلُه فِي مُفْرداتِ الرَّاغبِ؛ والضمُّ فِي {الرّباوَةِ عَن ابْن جِنيِّ، كَذَا رَأَيْته فِي هامِش كتابِ المقْصُورِ والممْدُودِ لأبي عليَ القالي؛ وَفِي التهْذِيب فِي} الرَّبْوَةِ ثلاثُ لُغاتٍ والاخْتِيارُ الضمّ ولُغَةُ الفَتْحِ؛ (و) كَذلِكَ ( {الرَّابيَةُ} والرَّباةُ) : كُلُّه (مَا ارْتَفَعَ من الأَرْضِ) ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: { {رَبْوةٍ ذاتُ قَرارٍ ومعين} .
وسُمِّيَت} الرَّبْوَةُ {رَابِيَة كأنَّها} رَبَتْ بنَفْسِها فِي مَكانٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
يَفُوتُ العَشَنَّقَ إلْجامُها
وإنْ هُوَ وَافَى {الرَّبَاةَ المَدِيدَاوقيلَ:} الرَّوابِي مَا أَشْرَفَ مِن الرَّمْلِ كالدَّكْداكَةِ غيرَ أَنَّها أَشَدُّ مِنْهَا إشْرافاً تُنْبِتُ أَجْودَ البَقْلَةِ الَّذِي فِي الرِّمالِ وأَكْبَره، يَنْزِلُها الناسُ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: {فأَخَذَهُم (أَخْذَةً {رَابِيِةً} ، أَي أَخْذَةً (شَديدَةً) .
وَقَالَ الفرَّاءُ: أَي (زائِدَةً) ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ.
(} ورَبَوْتُ فِي حَجْرِهِ) وَفِي الصِّحاحِ فِي بَنِي فلانٍ، ( {رَبْواً) ، بالفتْحِ كَمَا هُوَ مُقْتَضى إطْلاقِه، والصَّوابُ بالضمِّ وَهُوَ عَن اللحْيانيّ، وَهَكَذَا ضُبِط فِي المُحْكم، (} ورُبُوّاً) كعُلُوَ (ورَبَيْتُ) ، هُوَ فِي النّسخ بالفتْحِ والصَّوابُ بكَسْرِ الباءِ كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم، ( {رَباءً) ، كسَحابٍ، (} ورُبيّاً) ، كعُتِيَ، أَي (نَشَأْتُ) ؛ وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ لمسكينٍ الدَّارميّ:
ثَلاثَة أَمْلاكٍ {رَبَوْا فِي حُجُورِنَا
فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ؟ (
ع 12) كَذَا روَاهُ ربَوْا زِنَةَ غَزَوْا.
وأَنْشَدَ فِي الكَسْر للسَّمَوألِ:
نُطْفَةً مّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ
أَمِرَتْ أَمْرَها وفيهَا} رَبِيتُ كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيَ
فتَخَافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُولكُلَ من رِزْقِه مَا قَضَى اللهُ
وَإِن حكَّ أَنْفَه المُسْتَمِيتُ ( {ورَبَّيْتُه) أَنا) (} تَرْبيةً) : أَي (غَذَوْتُه) .
وقالَ الَّراغبُ: وقيلَ أَصْلُ {رَبَّيْت مِن المُضاعَفِ فقُلِبَ تَخْفِيفاً مِثْل تَظَنَّيْتُ؛
(} كَتَرَّبْيتُه) ؛ قالَ الجوهريُّ: هَذَا لِكُلِّ مَا يَنْمِي كالوَلَدِ الزَّرْعِ ونحوِهِ. (و) {رَبَّيْتُ (عَن خُناقِه: نَفَّسْتُ) عَنهُ، وَهُوَ مَجازٌ نقلَهُ الزَّمَخشريُّ.
(و) من المجازِ: تقولُ (زَنْجَبِيلٌ} مُرَبًّى ومُرَبَّبٌ) أَيْضاً: أَي (مَعْمولٌ بالرُّبِّ) .
ومُرَبَّبٌ قد ذَكَرَه فِي الباءِ أَعادَهُ كأنَّه تبْعاً للجَوهرِيِّ فِي سِياقِه.
ويقالُ أَيْضاً: {رَبَّيْتُ الأُتْرُجَّ بعَسَلٍ والوَرْدَ بسُكَّرٍ.
(} والرَّبَاءُ، كسَماءٍ: الطَّوْلُ والمِنَّةُ) . يقالُ: لفلانٍ على فلانٍ {رَبَاءٌ أَي طَوْلٌ؛ نفلَهُ الجوهرِيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(} والأُرْبِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: أَصْلُ الفَخِذِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
زادَ اللَّحْيانيُّ: ممَّا يلِي البَظْر.
وَفِي الأساسِ: لَحْمَةٌ فِي أَصْلِ الفَخِذِ تَنْعَقِد مِن أَلَمٍ.
وهُما {أَرْبِيَّتانِِ، وأَصْلُه أُرْبُوَّةٌ فاسْتَثْقلُوا التَّشْديدَ على الواوِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو مَا بينَ أَعْلاهُ وأَسْفَلِ البَطْنِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ ومِثْلُه فِي نسخةِ التَّهْذيبِ.
وَفِي نَصّ اللّحْيانيّ فِي النوادِرِ أَسْفَل البَظْر، كَمَا هُوَ نصّ المُحْكَمِ.
(و) مِن المجازِ:} الأُربِيَّةُ (أَهْلُ بيْتِ الرَّجُلِ وبَنُو عَمِّه) ونَحْوهم، وَلَا تكونُ الأَرْبِيَّة مِن غيرِهم. يقالُ: جاءَ فُلانٌ فِي {أُرْبيَّتِه} وأُرْبيَّةٍ من قوْمِه.
وَفِي الأساسِ: وهُم أَهْلُ بيْتِه الأدْنونَ؛ وقالَ سويدُ بنُ كراعٍ:
وإنِّي وَسْطَ ثَعْلَبَةَ بنِ عمروٍ
بِلا {أُرْبِيَّةَ نَبَتَتْ فُروعاقالَ الصَّاغانيُّ: والرِّوايَةُ: إِلَى أُرْبيَّة، لَا غَيْر.
(} والرِّبْوَةُ، بالكسْرِ: عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، {كالرُّبَةِ بالضَّمِّ) ، فِيهِ أَمْران:
الأوَّل: إنَّ قَوْله عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ غَلَطٌ، والصَّوابُ إنَّ} الرِّبْوَةَ اسمٌ للجماعَةِ، وقالَ بعضُهم: هم عَشَرَةُ آلافٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم فليسَ فِيهِ نَصّ على ذِكْرِ الدِّرْهَم، ومِثْله فِي الأساسِ. ومَرَّتْ {رِبْوَةٌ مِن الناسِ، أَي جماعَةُ عَظِيمةٌ كعَشَرَةِ آلافٍ.
والثَّاني: قَوْله} كالرُّبَةِ بِالضمِّ، يدلُّ على أنَّه بتَخْفِيفِ الموحَّدَةِ، وأنَّه مِن هَذَا البابِ وليسَ كَذلكَ، وإنَّما هُوَ بالتَّشْديدِ ومَحَلُّه (ر ب ب) ، وَقد تقدَّمَ لَهُ أنَّ الرُّبَة الجماعَةُ مِن الناسِ، فتأَمَّل ذلكَ.
ثمَّ إنَّ الزَّمخشريَّ جَعَلَهُ مِن بابِ المجازِ، وَهَذَا لَا يُؤاخَذُ بِهِ المُصنِّف، فإنَّ مِن عادَتِه تَخْلِيط الحَقائِقِ بالمَجازَات.
( {والرَّبْوُ) ، بالفتْح: (الجماعَةُ، ج} أرْباءٌ) .
ونَصُّ ابنِ الأعرابيّ: الأرْباءَ الجَماعَاتُ مِن الناسِ، واحِدُهم رَبْوٌ بِلا هَمْز.
( {والرُّبْيَةُ) ، بالضَّمِّ، (كزُبْيَةٍ: شيءٌ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ ضَرْبٌ، (مِن الحَشَراتِ) ، جَمْعُها} رُبىً، عَن أَبي حاتِمٍ.
(و) {الرُّبْيَةُ: (السِّنَّوْرُ) .
وَفِي المُحْكَم: دُوَيْبَّةٌ بينَ الفَأْرِ وأُمِّ حُبَيْنٍ.
(} والإِرْبِيانُ، بالكسْرِ: سَمَكٌ كالدُّودِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: بيضٌ مِن السَّمَكِ كالدُّودِ يكونِ بالبَصْرةِ.
( {ورابَيْتُهُ) } مُراباةً: (دَارَيْتُه) ولايَنْتُه.
( {والرُّبَى، كَهُدًى: ع) ، جاءَ فِي شِعْرٍ؛ ويقالُ أَيْضاً الرَّاب؛ قالَهُ نَصْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:} أَرْبَى على الخَمْسِــين ونَحْوها: زادَ.
{ورَبَتِ الأرْضُ} رُبُوَّاً: عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ.
{والرَّبْوُ} والرَّبْوَةُ: انْتِفاخُ الجَوْفِ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
ودُونَ جُذُوَ وانْتِهاضٍ {ورَبْوَةٍ
كأنَّكُما بالرِّيقِ تَخْتَنِقانِ} ورَبا: أَخَذَه {الرَّبْوُ، ويُنْسَبُ إِلَى} الرِّبا على لَفْظِهِ فيقالُ! رَبَوِيٌّ؛ قالَهُ أَبو عبيدَةَ.
وزادَ المطرزي فقالَ: الفتْحُ فِي النِّسْبَة خَطَأٌ.
{وأَرْبَى الرَّجُلُ: دَخَلَ فِي} الرّبَا.
وجَمْعُ {الرُّبْوَةِ، بالضمِّ} رُباً، كمُدْيَةٍ ومُدىً، وتُجْمَعُ أَيْضاً على {رُبِيّ كعُتِيَ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
ولاحَ إذْ زَوْزَتْ بِهِ} الرُّبيُّ زَوْزَتْ: أَي انْتَصَبَتْ. {والرَّبْوُ: مَوْضِعٌ.
وامْرأَةٌ حَشْياءُ} رَابِيَة: وَهِي الَّتِي أَخَذَها الرَّبْوُ، ويقالُ لَهَا أَيْضاً {الرَّبْواءُ.
} وأَرْبِيانُ، بفتْحٍ فكسْرِ موحَّدَةٍ: قَرْيةٌ بنَواحِي نَيْسابُورَ، مِنْهَا: أَبُو عبِد اللَّهِ الحَسَنُ بنُ إسْماعيل {الأَرْبِيانيُّ، تُوفي بَعْد العَشْر والثلثمائةِ.
} والرُّبْيَةُ مُخَفَّفَة لُغَةٌ فِي {الرِّبا.
وجاءَ فِي الحدِيث:} رُبِّيَّة بضمَ فتَشْديدِ ياءٍ مكْسُورَةٍ ثمَّ تَشْديد ياءٍ مَفْتُوحَة.
قالَ الفرَّاءُ: إنَّما هُوَ رُبْيَة مُخفَّفة سَمَاعا مِن العَرَبِ، يَعْني أنَّهم تكلَّموا بهَا بالياءِ، وَكَانَ القِياسُ رُبْوَة بِالْوَاو؛ وكَذلِكَ الحُبْيَة مِن الاحْتِباءِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ والنهايَةِ.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: سبيلُها أَن تكونَ فُعُّولَة مِن الرِّبا، كَمَا جَعَلَ بعضُهم السُّرِّيَّة فُعُّولة مِن السّرى لأنَّها أَسْرَى جَوارِي الرَّجُلِ.
{ورَبا فلانٌ: حَصل فِي} ربوة {والإِرْبيانُ، بالكسْرِ: نَبْتٌ، عَن السِّيرافي.
} والرُّبْية، بالضمِّ: الفَأرُ جَمْعُه {الرُّبَى، عَن ابنِ الأعْرابيُّ، وأنْشَدَ:
أَكَلْنَا الرُّبَى يَا أُمَّ عَمْروٍ ومَنْ يَكُنْ
غرِيباً بأَرْضٍ يَأْكُلُ الحَشَراتِوقد قيلَ فِي تَفْسيرِ قَوْلِه تَعَالَى: {إِلَى} رَبْوَةٍ ذَات قَرارٍ ومعين} : إنَّها ايلياء لأنَّها كَبِدُ الأرْض وأَقْرب إِلَى السَّماءِ بثمانِيَةِ عَشَرَ مِيلاً، أَو دِمَشْق، أَو الرَّمْلَة، وقيلَ مِصْرَ، عَن الزَّمَخْشريِّ.
{والرَّبْوَةُ: مَوْضِعٌ بدِمَشْق بِهِ مَسْجِدٌ مَشْهُورٌ يزارُ.
} ورَوابِي بَنِي تمِيمٍ قُرْبَ الرَّقةِ.
ربو
رَبْوَة ورِبْوَة ورُبْوَة ورِبَاوَة ورُبَاوَة، قال تعالى:
إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
[المؤمنون/ 50] ، قال (أبو الحسن) : الرَّبْوَة أجود لقولهم ربى، ورَبَا فلان: حصل في ربوة، وسمّيت الرّبوة رابية كأنّها ربت بنفسها في مكان، ومنه:
رَبَا: إذا زاد وعلا، قال تعالى: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
[الحج/ 5] ، أي: زادت زيادة المتربّي، فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً
[الرعد/ 17] ، فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً
[الحاقة/ 10] ، وأربى عليه: أشرف عليه، ورَبَيْتُ الولد فَرَبَا من هذا، وقيل: أصله من المضاعف فقلب تخفيفا، نحو: تظنّيت في تظنّنت. والرِّبَا: الزيادة على رأس المال، لكن خصّ في الشرع بالزيادة على وجه دون وجه، وباعتبار الزيادة قال تعالى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ
[الروم/ 39] ، ونبّه بقوله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ
[البقرة/ 276] ، أنّ الزيادة المعقولة المعبّر عنها بالبركة مرتفعة عن الرّبا، ولذلك قال في مقابلته: وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [الروم/ 39] ، والأُرْبِيَّتَان: لحمتان ناتئتان في أصول الفخذين من باطن، والرَّبْوُ: الانبهار، سمّي بذلك تصوّرا لتصعّده، ولذلك قيل: هو يتنفّس الصّعداء، وأما الرّبيئة للطّليعة فبالهمز، وليس من هذا الباب.
ربو: ربا: بمعنى علا. لا يقال رَبَوْت (لين) بدل رَبَأْتُ فقط بل يقال أيضاً رَبَيْتُ. وبمعنى نشأ يقال رَبَيْت وهو الصواب كما ذكر صاحب القاموس (انظر لين)، أما رَبيت فلغة فيها (معجم مسلم).
رَبَّى (بالتشديد): نشَّا ونَّمى. ويقال مجازاً: رَبَّى الصحبة التي لا تزال. بمعنى: جعل صحبته وعشرته ووداده دائماً (دي ساسي ديب 9: 486).
وفي المعجم اللاتيني - العربي: demulcet يهتدن ويُرَبّي.
رابي: أعطى المال بالرباء (بوشر، محيط المحيط).
أربى: زاد، تجاوز الحد. ويقال: أربى على (دي يونج) وانظر بالمعنى الثاني أيضاً (دي ساسي طرائف 1: 252، عباد: 46، بدرون ص173، عبد الواحد ص215).
ويقال: ما يكفيها ويُرْبي أي يزيد، بإيجاز الحذف بمعنى ويُرْبي على ما يكفيها (معجم الإدريسي).
أربى بفلان عن: رفعه ونزهه عن (المقري 2: 110).
رباً: أضف إلى ما ذكره لين: ربا اليد، ربا النساء (= ربا النسيئة عند لين)، وربا القرض. راجع عنها فاندنبرج (ص94 - 95).
رِبْوَة: عشرة آلاف (أبو الوليد ص659، رقم 63، ص661، رقم 82) وتجمع على ربوات (1 نفس المصدر ص662).
رَبِيَّة، ربيات القصر وخوله: الخادمات الجميلات اللائي يرتبن في القصر (دي سلان، تاريخ البربر 1: 483).
رَبِيَّة: درنة في الأُرْبِيَّة تحدث من جرح في القدم تحدث عنها حمَّى شديدة وترجع إذا غمزت (محيط المحيط).
رباية: تربية (بوشر).
رَبيانة: anacyclus tomentosus ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 243).
رَبَّايَة: مربية (دومب ص76).
رابية: نبات اسمه العلمي: dactyles repens Deaf ( براكس مجلة الشرق والجزائر 4: 196، 8: 281).
تَرْبِيَة: عناية، اهتمام (رولاند).
تَرْبِيَة: تهذيب. ففي حياة ابن خلدون (ص208 ق): شيخ وقته جلالةً وتربيةً وعلماً.
تَرْبِيَة: تستعمل هذه الكلمة بمعنى: ترتيب، تنسيق، نظام. ونجد في بعض العبارات أن كلمة ترتيب قد حلت محلها. ففي ألف ليلة (1: 367): فلما أقبلتم لم أر تربيتكم تربية ملوك وإنما رأيتكم طوائف مجتمعين. وفي المقري (1: 132): لِئَلاَّ يدخل الخَلَل الذي يقضي باختلال القواعد وفساد التربية وحلّ الأوضاع. وقد أبدل الناشر السيد رايت في هذه العبارة كلمة التربية بالترتيب، غير أن ما جاء في جميع المخطوطات وما جاء في طبعة بدلات يخالف هذا.
تربية: الفتيان، الشبان، الفتيات، الشابات (ألكالا).
تربية: طفل، غلام وفتاة أيضاً وتجمع على تَرَابِي (ألكالا).
وفي مختارات من قصة عنتر (6: 1، 11) يقول عنتر لعبد مملوك: وَيْلك ولد الزنا وتربية الأمة اللخنا.
وتربية: قدير متبل - من لحم الضأن والبيض والطماطم (دوماس حياة العرب ص251).
تَرْبايَة: تربية، تهذيب (بوشر).
مُرَبَّى: زمن التربية والتهذيب، ففي حياة ابن خلدون (ص231 ق): وكان في قلبه نكتة من الغيرة من لدن اجتمعنا في المُربَّى مجالس الشيوخ فكثيراً ما كان يظهر تفوقي عليه وإنْ كان أسَنَّ مِنّي (وضبط الكلمات في هذه العبارة في المخطوطة) (المقدمة 1: 332، 334، 2: 248، 260، 261، تاريخ البربر 1: 547، 586، 597، 2: 151).
جعل مرباه في طابق (ألف ليلة 2: 68) أي أنه رُبِّيَ في ديماس (سرداب).
مُرَبَّى: مُرَبَّب، عقيد الثمار. وجمعت في معجم بوشر على مربّوات.
مُرَبَّى: لَعوق، معجون عسلي وهو دواء مؤلف بخاصة من العسل (فوك).
مُرَبِّيَة. هو مربية تحت طابق، أي رُبِّيَ في ديماس (يرداب) (ألف ليلة برسل 7: 46، 47).
مُرباة: ربا. الفائدة التي يحصل عليها من المنقود المقترضة (باين سميث 1449).

جلذ

(جلذ) : جَلاذِيُّ الشّّجَر: شِرْسُه.
[جلذ] نه فيه: "اجلوذ" المطر، أي امتد وقت تأخره وانقطاعه.

جلذ


جَلَذَ إِجْلَوَذَّ
a. Strode along, passed rapidly.
b. Was long.

جُلْذa. Mole.

جُلْذِيّ
جُلَاْذِيّ
(pl.
جَلَاْذِيّ)
a. Artisan.
b. Monk; priest.
جلذ: الجُلْذِيُّ: الشَّدِيْدُ من الأمْر. والحَجَرُ، والجَمِيعُ الجَلاَذِيُّ، الواحِدَةُ جِلْذَاءَةٌ وجِلْذَاءٌ. والشَّدِيْدُ من النُوْقِ. والاجْلِوّاذُ في السَّيْرِ: المَضَاءُ والسُّرْعَةُ فيه. واجْلَوَّذَ اللَّيْلُ: طالَ وامْتَدَّ. وقَوْلُهم: ومُجْلَوِذِّ السُّرى: أي ماضٍ باللَّيْلِ. ناحِيَةٍ إلى ناحية مُتَحَيِّرِيْنَ. وفي المَثَلِ: " وَقَعَ القَوْلُ في وادي جَذَباتٍ ".
[جلذ] الجلذاء بالكسر ممدود: الارض الغليظة. والجلذاءة أخص منها. وقولهم: " أسهل من جلذان ". وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة. والجلذى بالضم، من الإبل: الشديدُ الغليظُ. قال الراجز: صوى لها ذا كدنة جلذيا * أخيف كانت أمه صفيا - والناقة جلذية. قال علقمة:

جلذية كأتان الضحل علكوم * والجلذى أيضا: السير السريع. قال الراجز ابن ميادة:

لتقربن قربا جلذيا * واجلوذ بهم السير اجلوذا، أي دامَ مع السُرعة، وهو من سير الابل.
(ج ل ذ)

الجَلِذ: الفأر الْأَعْمَى.

وَالْجمع: مَنَاجِذ، على غير واحده؛ كَمَا قَالُوا: خلفة وَالْجمع: مَخَاض.

والجِلْذاءة: الْحِجَارَة.

وَقيل: هُوَ مَا صَلُب من الأَرْض.

وَالْجمع: جِلْذاء، وجَلاذِيّ، الْأَخِيرَة مطَّرِدة.

والجُلْذِيّ: الْحجر.

وناقة جُلْذِيَّة: شَدِيدَة.

والذَّكَر: جُلْذِيّ، مُشْتَقّ من ذَلِك.

قَالَ أَبُو زيد: وَلم يعرفهُ الكلابيون فِي ذُكُور الْإِبِل وَلَا فِي الرِّجَال.

وقَرَب جُلْذِيّ: شَدِيد.

وَأما قَوْله:

لتَقْرُبِنَّ قَرَبا جُلْذيّا

فَزعم الْفَارِسِي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقرب وَأَن يكون اسْما للناقة على انه ترخيم جُلْذيَّة مُسَمّى بهَا أَو جُلْذِيّة صفة.

والجَلاَذِيُّ: صِغار الشّجر، وَخص أَبُو حنيفَة بِهِ صغَار الكَّلْح. وَإنَّهُ ليُجْلذ بِكُل خير: أَي يظنّ بِهِ وَقد تقدم فِي الدَّال.

وجِلْذان: عقبَة بِالطَّائِف.

واجلوَّذ اللَّيْل: ذهب، قَالَ:

أَلا حبَّذا حبَّذا حبَّذا ... حبيب تحملَّت مِنْهُ الأذَى

وَيَا حبَّذا بَرْدُ انيابه ... إِذا أظلم الليلُ واجلَوَّذا

والاجلوّذا، والاجليواذ: المَضاء والسرعة فِي السّير.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يسْتَعْمل إلاَّ مزيدا.

جلذ: الجَلِذُ

(* قوله «الجلذ» هكذا ضبط بالأصل بفتح فكسر، وفي القاموس

وشرحه بضم الجيم وسكون اللام وبفتح الجيم وككتف أيضاً.) الفأْر الأَعمى،

والجمع مَناجِذُ على غير واحده، كما قالوا خلفة والجمع مخاض.

والجِلذاء: الحجارة، وقيل: هو ما صلب من الأَرض، والجمع جِلْذاء،

بالكسر، ممدود وجَلاذي؛ الأَخيرة مطردة.

الأَزهري في نوادر الأَعراب: جِلْظاء من الأَرض وجلماظ وجلذاء وجِلْذان.

والجِلْذاءَة: الأَرض الغليظة، وجمعها جَلاذي، وهي الحِزْباءَة.

ابن شميل: الجُلْذِية المكان الخشن الغليظ من القُف المرتفع

(* قوله «من

القف المرتفع إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس ليس بالمرتفع جداً.)

جداً يقطع أَخفاف الإِبل وقلما ينقاد، لا ينبت شيئاً. والجُلْذِية من

الفراسن: الغليظة الوكيعة. وقولهم: أَسهل من جِلْذان، وهو حمى قريب من

الطائف لين مستو كالراحة. والجُلْذي: الحجر. والجلذي، بالضم، من الإِبل:

الشديد الغليظ؛ قال الراجز:

صوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا،

أَخْيَفَ كانت أُمه صَفِيَّا

وناقة جُلْذِيّة: قوية شديدة صُلبة. والذكر جُلْذِيّ مشتق من ذلك؛ قال

علقمة:

هل تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا

جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم؟

وأَتان الضحل: صخرة عظيمة مُلَمْلَمة. والضحل: الماء الضحضاح. والعلكوم:

الناقة الشديدة. قال أَبو زيد: ولم يعرفه الكلابيون في ذكور الإِبل ولا

في الرجال؛ وسير جُلْذِيٌّ وخمس جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ: شديد؛ فأَما

قول ابن ميادة:

لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا،

ما دام فيهنّ فَصِيلٌ حيَّا،

وقد دجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا

القَرَب: القُرب من الورود بعد سير إِليه. وليلة القَرَب: الليلة التي

ترد الإِبل في صبيحتها الماء. وهيَّا: بمعنى الاستحثاث. قال ابن سيده:

وزعم الفارسي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقَرَب وأَن يكون اسماً للناقة، على

أَنه ترخيم جُلْذِيَّة مسمى بها أَو جلِذية صفة. ابن الأَعرابي: والجَلاذي

في شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِية، وهي الناقة الصلبة، وهو:

صوت النواقيس فيه ما يفرّطه

أَيدي الجلاذيّ جون ما يعفينا

(* قوله «ما يفرطه» في شرح القاموس ما يقربه، وقوله ما يعفينا فيه ما

يغضينا).

والجَلاذي: صغار الشجر؛ وخص أَبو حنيفة به صغار الطلح.

وإِنه لَيُجْلَذ بكل خير أَي يظن به، وقد تقدم في الدال.

أَبو عمرو: الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ، واحدهم جُلْذِيٌّ. وقال غيره:

الجَلاذي خدم البيعة وجعلهم جَلاذِيّ لغلظهم.

وجِلْذان: عقبة بالطائف.

واجْلَوّذ الليل: ذهب، قال الشاعر:

أَلا حبذا حبذا حبذا

حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذى

إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا

والإجْلِوَّذ والاجْليواذُ: المَضاء والسرعة في السير؛ قال سيبويه: لا

يستعمل إِلا مزيداً. التهذيب: الجُلْذِيُّ الشديد من السير السريعُ؛ قال

العجاج يصف فلاة:

الخِمْسُ والخِمْسُ بها جُلْذِيُّ

يقول: سير خمس بها شديد. الأَصمعي: الاجْلِوَّاذ في السير

والاجْرِوَّاطُ المضاء في السرعة؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الإِسراع. واجْلَوَّذ

واجرهدّ إِذا أَسرع. واجْلَوَّذَ بهم السير اجْلِوَّاذاً أَي دام مع السرعة،

وهو من سير الإِبل؛ ومنه اجْلَوَّذَ المطر. وفي حديث رقيقة: واجلوّذ المطر

أَي امتد وقت تأَخره وانقطاعه.

جلذ
: (الجِلَّوْذُ، كَعِجَّوْلٍ) ، أَي بِكَسْر فتشديد مَعَ سُكُون الْوَاو (: الغَلِيظُ الشديدُ) .
(والجِلْذَاءُ، بالكسرِ) والمدّ: (الأَرْضُ الغَليظَةُ) ، كجِلْذَانٍ وجِلْحَاظٍ وجِلْظَاءٍ، نَقله الصاغانيّ، (والقِطْعَةُ بهاءٍ) ، أَي جِلْذَاءَةٌ، قَالَ شَيخنَا: وإِنما عَدلَ عَن اصصلاحه وَلم يَقُلْ وَهِي بهاءٍ، لأَنها لَيست أُنْثَاها، وإِنما أَخصُّ مِنْهَا. وَفِي الْمُحكم: والجِلْذاءُ: اسمُ الحِجارة، وَقيل: هُوَ مَا صَلُب من الأَرض، وَالْجمع جِلْذَاءٌ وجَلاَذِي، هاذه مطردةٌ، وَفِي التَّهْذِيب: الجِلْذَاءُ: الأَرضُ الغليظةُ، وجَمعُها جلاذِي وَهِي الحِزْباءَةُ.
(وجِلْذَانُ، بِالْكَسْرِ: حِمًى قُرْبَ الطائفِ لَيِّنٌ مُسْتَوٍ كالرَّاحةِ) ، يُضْرب المثَلُ بِلِينه وسُهولتَه، فَيَقُولُونَ: أَسْهلُ مِنْ جِلْذَانَ) . وَفِي مُعْجم أَبي عُبيد: جِلْذَانُ: بَلَدٌ يَسكُنه بَنو نَصْرٍ قريبٌ من الطَّائِف بَين لِيَّةَ وبَسْلٍ بِهِ هَضْبَةٌ سَوْدَاءُ، يُقَال لَهَا تَبَعَةُ، فِيهَا نُقَبٌ، كل نَقْبٍ قَدْرُ ساعةٍ، كَانَ يُلْتَقَطُ فِيهِ السُّيُوفُ العاديَّةُ والخَرَزُ، يَزعمون أَن فِيهَا قُبوراً لِعَادٍ، وَكَانُوا يُعَظِّمُون ذالك الجَبَل.
(والجعلْذِيُّ، بالضمِّ، من الإِبل: الشَّديدُ الغليظُ) ، وَفِي الْمُحكم: والجُلْذِيّ: الحَجَرُ، وناقةٌ جُلْذِيَّةٌ: قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ، والذَّكَر جُلْذِيِّ، مشتقٌّ من ذالك، قَالَ أَبو زَيد: لم يَعرِفه البصريُّون فِي ذُكورِ الإِبل وَلَا فِي الرِّجال. وَفِي التَّهْذِيب: والجُلْذِيَّةُ: المكانُ الخَشِنُ الغليظُ من القُفِّ لَيْسَ بالمرْتَفِع جِدًّا، يُقَطِّع أَخْفَافَ الاببل، وقلَّما يَنْقَادُ، وَلَا يُنْبِت شَيْئا، والجُلْذِيَّةُ مِن الفَرَاسِنِ: الغَلِيظَةُ الوَكِيعَةُ. وَقَالَ أَيضاً: ناقةٌ جلْذِيَّةٌ: صُلْبَةٌ شديدةٌ، وأَيضاً: الغليظَةُ الشَّدِيدَة، شُبِّهَت بِجِلْذَاءَةِ الأَرْضِ، وَهِي النَّشزُ الغليظةُ، قلت: فإِذاً هُوَ من الْمجَاز.
(و) الجُلْذِيُّ (: الصَّانِعُ) ، ذكره الأَزهريّ.
(و) الجُلْذِيُّ (: خَادِمُ البِيعَةِ) ، لِغِلَظه، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الجُلْذِيُّ (: السَّيْرُ السرِيعُ) . فِي الْمُحكم: وقَرَبٌ جُلْذِيٌّ: شَدِيدٌ، وَقَوله:
لَتَقْرَبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا
زعم الفارسيُّ أَنه يَجوز أَن يكون صِفَةً للقَرَبِ، وأَن يكون اسْماً للناقَةِ على أَنه تَرْخِيمُ جُلْذِيَّةٍ مُسَمًّى بهَا، أَو جُلْذِيَّة صِفَةٌ. وَفِي التَّهْذِيب: الجُلْذِيُّ: الشديدُ من السَّيْرِ، قَالَ العَجَّاجُ يَصِفُ فَلاَةً:
الخِمحسُ والخِمْسُ بِهَا جَلْذِيُّ
أَي سير خمْس بهَا شَدِيدٌ. وسَيْرٌ جُلْذِيٌّ، وخِمْسٌ جُلْذِيٌّ: شديدٌ.
(و) الجُلْذِيُّ (: الرُّهْبَانُ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَلم أَجِدْه فِي دَواوين اللُّغَة، ولعلَّه أَخذه من بيتِ ابنِ مُقْبِلٍ الْآتِي ذِكْرُه، والأَوْلعى أَن يكون: والجُلْذِيُّ الراهبُ، لكَوْنه مفْرَداً (كالجلاَذِيِّ) ، بالضمّ (فِي الكُلِّ) ، مَجَاز فِي الصَّانِع والخادِم والراهِب، لغلظهم، تَشبيهاً لَهُم بالحَجَر أَو الأَرضِ الغَلِيظَة، (وجَمْعه الجَلاَذِيُّ، بالفَتْحِ) ، وَقَالَ ابنُ مقْبِلٍ:
صَوْتُ النَّوَاقِيسِ فِيه مَا يُفَرِّطُه
أَيْدِي الجَلاَذِيِّ جُونٌ مَا يُغَضِّينَا
أَراد بهم الصُّنَّاعَ أَو خَدَم البِيعَةِ، وفسّره بعضُهم فَقَالَ: هِيَ جَمْعُ جُلْذِيَّة وَهِي النَّاقَة الصُّلْبَة.
(والجُلْذُ، بِالضَّم) ، وَمِنْهُم من ضَبطه بِالْفَتْح، وَبَعْضهمْ ككَتِفٍ وَنقل الأَخِيرَ السَّيوطِيُّ عَن ابنِ سَيّده فِي كتاب الْحَيَوَان (ولَيْسَ بِتصحيفِ الخُلْدِ) بالخَاءِ الْمُعْجَمَة، كَمَا زعمَه بعضٌ، وصوَّب جَماعةٌ أَنه بالوجهَين، كَمَا قَالَه المُصَنِّف تَبعاً لِابْنِ سَيّده، وأَغفلَه الدَّمِيرِيّ ومَن تبعه، قَالَه شيخُنا. قلْت: إِن كَانَ يُريد بِمن تبعه السيوطيَّ، وَهُوَ الظَّاهِر، فالأَمر بِخِلَاف ذَلِك، فإِن السيوطيّ لم يَغْفَلْ عَنهُ، بل ذَكَره فِي ديوَان الْحَيَوَان فِي آخر مَادَّة خلد، ونَقَلَ الكلامَ وَالِاخْتِلَاف (: الفَأْرُ الأَعْمَى، ج مَنَاجِذُ) ، على غيرِ واحِدِه، كَمَا قَالُوا خَلِفَة وَالْجمع مَخاضٌ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَقَالَ فِي نجد: والمَنَاجِذُ: الفأْر العُمْيُ، وَاحِدهَا جُلْذٌ، كَمَا أَن المَخاض من الإِبل إِنما وَاحِدهَا خَلِفَة، ورُبَّ شيْءٍ هاكذا، قَالَ أَبو الثناءِ مَحْمُود: كَذَا قَالَ: الفأْر، ثمَّ قَالَ: العُمْى، يَذهب بالفأْر إِلى الجِنْس.
(والاجْلِوَّاذُ) والاجْلِيوَاذُ والاخْرِوَّاطُ أَيضاً (: المَضَاءُ والسُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ) ، قَالَ سيبويهِ: لَا يُستعمَل إِلاَّ مَزيداً.
(و) الاجْلِوَّاذُ: (ذَهابُ المَطَرِ) ، فِي التَّهْذِيب: واجْرَهَدَّ فِي السَّيْرِ، واجْلَوَّذَ، إِذا أَسرَع، وَمِنْه: اجْلَوَّذَ المَطَرُ، إِذا ذَهَب وقَلص. وقرأْتُ فِي كِتَاب بُغية الآمال لأَبي جَعفرٍ اللَّبْلِيّ مَا نَصُّه:
بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى الله بَلْدَتَنا
وقَدْ عَدِمْنَا الحَيَا وَاجْلَوذَ المَطَرُ وَفِي الْمُحكم: واجْلَوَّذَ الليلُ: ذَهَبَ قَالَ:
أَلاَ حَبَّذَا جَبَّذَا حَبَّذَا
حَبِيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْهُ الأَذَى
ويَا حَبَّذَا بَرْدُ أَنْيَابِهِ
إِذَا أَظْلَمَ الليْلُ واجْلَوَّذَا
ونقلَ شيخُنَا عَن المُبرّد فِي الْكَامِل للمنتشرِ بنِ وَهْبٍ الباهليّ:
لَا تُنْكِرُ البَازِلُ الكَوْمَاءُ ضَرْبَتَه
بِالمَشْرِفيِّ إِذَا مَا اجْلَوَّذَ السَّفَرُ
قَالَ: اجْلَوَّذَ: امتَدَّ. قَالَ: وأَنشدني الزِّيادِيُّ لرجُلٍ من أَهل الحِجَازِ أَحسبه ابنَ أَبي رَبيعة:

تَابع كتاب أَلاَ حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا
إِلخ. ثمَّ قَالَ: وَلم يَذْكُر المصنِّف فِي مَعَاني الاجْلِوَّاذِ الامتدادَ الَّذِي ذكرَه المُبرّد، وَلَا يَكاد يُؤْخذ من كَلَامه. قلت: ربّمَا يُؤْخَذُ الامتدادُ مِن الذَّهابِ، أَخْذاً بالمَفْهُومِ من معنَى المضاءِ بأَدْنَى عِنَايَة ونَوْعِ تأَمُّلٍ كَمَا لَا يَخْفَى، ثمَّ رأَيت فِي اللِّسَان مَا نَصُّه: وَفِي حَدِيث رَقِيقَةَ: (واجْلَوَّذ المَطَرُ) أَي امتَدَّ وقْتُ تأَخُّرِه وانْقِطاعِه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الجُلْذِيُّ: الحجَرُ: صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيده، وذكرَه الصاحبُ بن عبَّاد فِي كتاب الأَحجار.
وإِنه لَيُجْلَذُ بكُلِّ خَيْرٍ، أَي يُظَنُّ بِهِ، وَقد مرّ فِي الدَّال.
ونَبْتٌ مُجْلَوِّذ، إِذا لم يَتمكَّن مِنْهُ السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبلُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.