Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اكتهل

كهل

كهل: كهل والجمع كُهولة (أبو الوليد 19: 299).
كهولة: صار كهلاً (الكالا antiguamiento) كهولة: الطعن في السن، نضجه (بوسييه ياقوت 241:2، 10).
كهل
الْكَهْلُ: من وَخَطَهُ الشَّيْبُ، قال: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ
[آل عمران/ 46] واكْتَهَلَ النّباتُ: إذا شارف اليبوسة مشارفة الْكَهْلِ الشّيبَ، قال:
مؤزّر بهشيم النّبت مُكْتَهِلٌ
ك هـ ل : (الْكَهْلُ) مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي جَاوَزَ الثَّلَاثِينَ وَوَخَطَهُ الشَّيْبُ. وَامْرَأَةٌ (كَهْلَةٌ) وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلْ فِي أَهْلِكَ مِنْ كَاهِلٍ» ؟ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ: مَنْ كَاهَلَ. أَيْ مَنْ أَسَنَّ وَصَارَ (كَهْلًا) . وَ (الْكَاهِلُ) الْحَارِكُ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ. وَ (اكْتَهَلَ) صَارَ كَهْلًا. 

كهل


كَهَلَ(n. ac. كُهُوْل)
a. Reached maturity, was mature.

كَاْهَلَa. see Ib. Was married.

إِكْتَهَلَa. see I
كَهْل
(pl.
كُهَّل
كِهَاْل
كُهُوْل كُهْلَاْن
& reg. )
a. Mature; middle-aged, elderly.

كَهْلَة
(pl.
كَهَْلَات)
a. fem. of
كَهْل
كَاْهِل
(pl.
كَوَاْهِلُ)
a. Space between the shoulders; back.

كَهُوْلa. Spider.

كُهُوْلَة
كُهُوْلِيَّةa. Mature age; maturity.

كَاهِل القَوْم
a. Leader.

ذُو كَاهِل
a. Impetuous, fiery.

كُهْلُوْل
a. Generous.
b. Hilarious.
ك هـ ل

هو كهل بيّن الكهولة، وقوم كهول، واكتهل الرجل وكاهل. وفي الحديث: " هل في أهلك من كاهل " ورويَ: من كاهل.

ومن المجاز: هو كافل أهله وكاهلهم وهو الذي يعتمدونه شبّه بالكاهل واحد: الكواهل. واكتهل النبات: تمّ طوله وتكهّل، ونبات كهل. قال ابن مقبل:

وقوف به تحت أظلاله ... كهول الخزامى وقوف الظعن وطائر كهل: سعد. قال أبو خراش:

فلو كان سلمى جاره أو أجاره ... رياح بن سعد ردّه طائر كهل
كهل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه سَأَلَ رجلا أَرَادَ الْجِهَاد مَعَه [فَقَالَ لَهُ -] : هَلْ فِي أهلك من كَاهِل وَيُقَال من كَاهِل فَقَالَ: نعم. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ مَأْخُوذ من الكهل يَقُول: هَلْ فيهم من أسن وَصَارَ كهلا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال مِنْهُ رَجُل كهل وَامْرَأَة كهلة. وأنشدنا [العذافر -] : [الرجز]

وَلَا أَعُود بعْدهَا كَرِيَّا ... أمارس الكهلة والصبيا 
كهل
الكَهْلُ: الرَّجُلُ إذا وَخَطَه الشَّيْبُ وله بَجَالَةٌ، وامرأةٌ كَهْلَةٌ شَهْلَةٌ، وقد اكْتَهَلَ وكاهَلَ، وهُمُ الكُهُوْلُ والكُهَّلُ. واكْتَهَلَــتِ الرَّوْضَةُ: إذا عَمَّها نَوْرُها. ونَعْجَةٌ مُكْتَهِلَةٌ: مُخْتَمِرَةُ الرَّأْسِ بالبَياض. ورُجُلٌ كَهِيْلٌ: كَهْلٌ، وكُهْلان: جَمْعُه. والكاهِلُ: مُقَدَّمُ أعلى الظَّهْرِ ممّا يَلي العُنُقَ، واسْتَكْهَلَ الكاهِلُ: عَظُمَ. وزُبْرَةُ الأسَدِ: كاهِلُه، في قوله:
تَوَاضَعَ ما قد بَنَتْهُ اليَدَانِ ... حَوَْليْنِ والأنْفُ والكاهِلُ
اليَدَانِ: ذِرَاعا الأسَدِ، والأنْفُ: زُبْرَةُ الأسَدِ. والكُهْلُوْلُ: السَّخِيُّ.
كهل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ يَخْدمه فِي سفر فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ [صلي الله عَلَيْهِ -] : هَلْ فِي أهلك من كَاهِل قَالَ: لَا مَا هُمْ إِلَّا صبية صغَار فَقَالَ: ففيهم فَجَاهد. قَوْله: مَنْ كَاهِل يَعْنِي من أسن وَهُوَ من الكهل يُقَال: كَاهِل الرجل واكتهل إِذا أسن وَكَذَلِكَ يُقَال: قد اكتهل النَّبَات إِذا تمّ طوله وَهُوَ رَجُل كهل وَامْرَأَة كهلة قَالَ الراجز: [الرجز]

وَلَا أَعُود بعْدهَا كَرِيَّا ... أمارس الكهلة والصبيا 
[كهل] الكَهْلُ من الرجال: الذي جاوزَ الثلاثين ووَخَطَهُ الشَيْبُ. وامرأةٌ كهلة. قال الراجز: ولا أعود بعدها كريا أمارس الكهلة والصبيا وفى الحديث: " هل في أهْلِكَ من كاهِلٍ " قال أبو عبيد: ويقال " مَنْ كاهَلَ "، أي من أسن وصار كهلا. والكاهل: الحارِكُ، وهو ما بين الكتفينِ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تَميمٌ كاهِلُ مُضَرَ، وعليها المحمل ". وكاهل: أبو قبيلة من أسد، وهو كاهل بن أسد بن خزيمة، وهم قتلة أبى امرئ القيس. واكتهل، أي صار كهلا. واكْتَهَلَ النباتُ، أي تمَّ طولُهُ وظهر نوره. وكنهل بالكسر: اسم موضع أو ماء.
ك هـ ل : الْكَهْلُ مَنْ جَاوَزَ الثَّلَاثِينَ وَوَخَطَهُ الشَّيْبُ وَقِيلَ مَنْ بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ وَعَنْ ثَعْلَبٍ فِي قَوْله تَعَالَى {وَكَهْلا} [آل عمران: 46] قَالَ يَنْزِلُ عِيسَى إلَى الْأَرْضِ كَهْلًا ابْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَالْجَمْعُ كُهُولٌ وَالْأُنْثَى كَهْلَةٌ وَالْجَمْعُ كَهْلَاتٌ بِسُكُونِ الْهَاءِ فِي قَوْلِ الْأَصْمَعِيِّ وَأَبِي زَيْدٍ لَمْحًا لِلصِّفَةِ مِثْلُ صَعْبَةٍ وَصَعْبَاتٍ وَبِفَتْحِهَا فِي قَوْلِ أَبِي حَاتِمٍ تَغْلِيبًا لِجَانِبِ الِاسْمِيَّةِ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ قَالَ فِي الْبَارِعِ وَقَلَّمَا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَةِ كَهْلَةٌ مُفْرَدَةً إلَّا أَنْ يَقُولُوا شَهْلَةٌ كَهْلَةٌ وَيُقَالُ قَدْ اكْتَهَلَ الْكَهْلُ.

وَالْكَاهِلُ مُقَدَّمُ أَعْلَى الظَّهْرِ مِمَّا يَلِي الْعُنُقَ وَهُوَ الثُّلُثُ الْأَعْلَى وَفِيهِ سِتُّ فَقَرَاتٍ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْكَاهِلُ مِنْ الْإِنْسَانِ خَاصَّةً وَيُسْتَعَارُ لِغَيْرِهِ وَهُوَ مَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ مَوْصِلُ الْعُنُقِ وَقَالَ فِي الْكِفَايَةِ الْكَاهِلُ هُوَ الْكَتِدُ.

وَكَاهَلَ الرَّجُلُ مُكَاهَلَةً إذَا تَزَوَّجَ. 
(كهل) - أخبرنا جعفر بن عبد الواحدِ قراءةً عليه، أو إجازةً، أنبأ أبو طاهِر بن عبد الرحيم، أنبأ عبد الله بن محمد أبو الشيخ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا سُلَيمان بن أيوب عَقِيبَ حديث : "هذان سَيِّدَا كُهُولِ أَهلِ الجَنَّة"
قال سليمان: "يَدخُل أَهلُ الجنَّةِ الجنّةَ أَبنَاء ثَلاثٍ وثَلاثِين فَيجعَلُهم الله تعالى حُلماءَ عُقَلاَءَ" وإنّما قال: "كُهُول الأوَّلين والآخَرِين"
: أي حُلمَاء الأوَّلين والآخرين.
- وقَولُه تَعالَى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}
الكَهْلُ: الحَليمُ. وقال غَيرهُ: الكَهْلُ: مَن زادَ على الثَّلاَثين إلى الأَرْبَعِين. وقيل: من أربع وَثلاثين إلى إحدى وخمسين.
واكْتَهَل وكاهَل: بَلغَ الكُهُولةَ.
- في عَهْدٍ كَتَبه لعُمَّال اليَمَن فيه أوقاتُ الصَّلاةِ قال: "والعِشَاء إذَا غابَ الشَّفقُ إلى أن تَذْهب كَواهِلُ اللَّيْل"
: أي أوَائلُه تَشبِيهًا لِلَّيل بالمطاَيا السَّائِرةِ التي تتقدّمُ أَعناقُها وهوَادِيها، وتَتبعُها أَعْجَازُها وتَوَاليها.
والكاهل: مُقَدَّم أَعْلَى الظَّهْر ممّا يلى العُنُق.
واسْتكْهَلَ الكاهِلُ: عَظُم.
[كهل] نه: في فضل الشيخين: سيدًا "كهول" أهل الجنة، الكهل من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين، وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى الخمسين، واكتهل وكاهل- إذا بلغ الكهولة، وقيل: أراد هنا الحليم العاقل، أي يدخل الله الجنة حلماء عقلاء. غ: الكهل من انتهى شبابه، واكتهل النبت: تم طوله. و"يكلم الناس في المهد- آية- و"كهلًا"" بالوحي والرسالة، أو إذا نزل من السماء في صورة ابن ثلاث وثلاثين. نه: وفيه: قال لمن سأله الجهاد معه: هل في أهلك من "كاهل"، يروى بكسر هائه اسمًا، وبفتحها فعلًا بوزن ضارب، أي هل فيهم من أسن وصار كهلًا- كذا قيل، ورد بأنه قد يخلف الرجل في أهله كهل وغير كهل، الأزهري: هو من قولهم: فلان كاهل بني فلان، أي عمدتهم في الملمات وسندهم في المهمات، ومضر كاهل العرب، أخذ من كاهل البعير، وهو مقدم ظهره وما يكون عليه المحمل، أراد: هل في أهلك من تعتمد عليه في القيام بأمر من تخلف من صغار ولدك لئلا تضيع، ألا تراه قال: ما هم إلا أصيبية صغار، فأجابه بقوله: ففيهم فجاهد، وأنكر بأن القيم بأمر القوم هو الكاهن، من كهنه كهونًا، فاللام إما بدل من نونه أو خطأ من السامع. ش: ومنه: الأزد "كاهلها"، وهو من الإنسان ما بين كتفيه، وقيل: موضع العنق في الصلب. نه: وفي وقت الصلاة والعشاء: إذا غاب الشفق إلى أن تذهب "كواهل" الليل، أي أوائله إلى أوساطه تشبيهًا لليل بالإبل السائرة التي تتقدم أعناقها وهواديها ويتبعها أعجازها، وهو جمع كاهل. ومنه ح: وقرر الرؤس على "كواهلها"، أي أثبتها في أماكنها، كأنها كانت مشفية على الذهاب والهلاك. وفي ح عمرو قال لمعاوية: أتيتك وأمرك كحق "الكهول"، الأزهري: هو بفتح كاف وضم هاء: العنكبوت، وروى بفتح كاف وسكون هاء بمعناه، ويروى: كحق الكهدل- بدال بدل واو، القتيبي: لم أسمع فيه شيئًا ممن يوثق به، وبلغني أنه بيت العنكبوت، ويقال: ثدي العجوز، وقيل: العجوز نفسها، وحقها ثديها.
كهـل
كهُلَ يَكهُل، كُهولَةً، فهو كَهْل
• كهُل الشّخصُ: صار كَهْلاً؛ جاوز سنّ الشَّباب ولم يصل سنّ الشيخوخة "نبت كَهْل: متناه- {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} ". 

اكتهلَ يكتهل، اكْتِهالاً، فهو مُكتهِل
اكتهل الشَّخصُ: كهُل؛ جاوز سنّ الشباب ولم يصل سنّ الشيخوخة.
اكتهل النَّباتُ:
1 - بلغ منتهاه.
2 - طال وظهر نَوْرُه.
اكتهلــت الرَّوضةُ: عمّ فيها النّباتُ والزهرُ. 

كاهِل [مفرد]: ج كواهِلُ
• كاهِلُ الإنسان: ما بين كتفه أو موْصِل العنق في الصُّلب "حمل العاملُ كيسَ الأسمنت على كاهِله- ألقى المسئوليَّة على كاهِله- ظلت زوجتُه تثقل كاهِلَه بطلبات حتى أفلس" ° أثقل كاهِلَه بالدُّيون: حمَّله فوق طاقته، أجهده وأتعبه- ألقى كذا على كاهله: جعله مسئولاً عن كذا- شديد الكاهِل: منيع الجانب، ذو مكانة مرموقة- كاهِلُ القوم: سندُهم ومعتمدُهم، عهدتهم- كواهِلُ الليلِ: أوائلُه إلى أوساطه.
• كاهِلُ الفرسِ: مقدَّم أعلى الظَّهر ممّا يلي العُنقَ، وفيه سِتّ فِقَر. 

كهْل [مفرد]: ج كُهلان وكُهَّل وكُهول، مؤ كَهْلة، ج مؤ كَهَلات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كهُلَ: مَنْ بلغت سنُّه بين الثلاثين والخمسين، أو هو من جاوز الشبابَ ولمّا يصل سنَّ الشيخوخة، أو هو الذي خطه الشيبُ، وهو ما بين الرابعة والثلاثين إلى الستِّين. 

كُهولة [مفرد]:
1 - مصدر كهُلَ.
2 - سِنّ الإنسان ما بَين الثلاثين والخمسين أو مرحلة العُمر بين الفتوّة والشيخوخة. 
(ك هـ ل)

الكَهْلُ: الرجل إِذا وخطه الشيب وَرَأَيْت لَهُ بجالة، وَقيل: هُوَ من أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ إِلَى إِحْدَى وَخمسين، وَالْجمع كَهْلونَ وكُهولٌ وكِهالٌ وكُهلانٌ، قَالَ ابْن ميادة:

وكيفَ تُرجِّيها وَقد حالَ دونَها ... بَنو أسدٍ كُهلانُها وشبابُها

وكُهَّل، وأراها على توهم كاهلٍ، وَالْأُنْثَى كَهْلةٌ من نسْوَة كَهْلاتٍ، وَهُوَ الْقيَاس، لِأَنَّهُ صفة، وَقد حكى فِيهِ عَن أبي حَاتِم تَحْرِيك الْهَاء، وَلم يذكرهُ النحويون فِي مَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب، قَالَ بَعضهم: قل مَا يُقَال للْمَرْأَة كَهْلَة حَتَّى يزوجوها بشهلة.

واكتهلَ الرجل: صَار كَهلاً، وَلم يَقُولُوا كَهَلَ، إِلَّا انه قد جَاءَ فِي الحَدِيث: " هَل فِي أهلِكَ من كاهلٍ " ويروى " مَن كاهَلَ " أَي من دخل حد الكهولة، وَقيل: تزوج، فقد حكى أَبُو زيد: كَاهِل الرجل: تزوج، وَقَول أبي خرَاش الْهُذلِيّ:

فلَو كَانَ سَلمَى جارَه أَو أجارَه ... رماحُ ابْن سعدٍ ردَّه طَائِر كَهْلُ

لم يفسره أحد، وَقد يُمكن أَن يكون جعله كَهلاً مُبَالغَة بِهِ فِي الشدَّة.

وَنبت كَهْلٌ: متناه.

واكْتَهَل النبت: طَال وانْتهى منتهاه، قَالَ الْأَعْشَى:

يُضاحِكُ الشَّمْس مِنْهَا كوكبٌ شَرقٌ ... مُؤزَّرٌ بِعَمِيم النبتِ مُكتِهل

وَلَيْسَ بعد اكتهال النبت إِلَّا التولي واكْتَهَلــت الرَّوْضَة: عَمها نورها.

ونعجة مُكْتَهِلة: مختمرة الرَّأْس بالبياض، وَأنكر بَعضهم ذَلِك.

والكاهِلُ: مقدم أَعلَى الظّهْر مِمَّا يَلِي الْعُنُق، وَهُوَ الثُّلُث الْأَعْلَى، فِيهِ سِتّ فقر، وَقيل: الكاهِلُ من الْإِنْسَان مَا بَين كَتفيهِ، وَقيل: هُوَ موصل الْعُنُق فِي الصلب، وَقيل: هُوَ من الْفرس خلف المنسج، وَقيل: هُوَ مَا شخص من فروع كَتفيهِ إِلَى مُنْتَهى ظَهره. وَيُقَال للشديد الْغَضَب وللهائج من الفحول: إِنَّه لذُو كاهلٍ، حَكَاهُ ابْن السّكيت فِي كِتَابه الموسوم بالألفاظ، وَفِي بعض النّسخ: إِنَّه لذُو صاهل بالصَّاد، وَقَوله:

طويلُ مِتَلّ العُنْق أشرفَ كاهِلاً ... أشقُّ رَحيبُ الْجوف مُعتدِلُ الجِرْمِ

وضع الِاسْم فِيهِ مَوضِع الظّرْف، كَأَنَّهُ قَالَ: ذهب صعدا.

وَإنَّهُ لشديد الْكَاهِل، أَي منيع الْجَانِب.

والكُهْلُول: الضَّحَّاك، وَقيل: الْكَرِيم، عَاقَبت اللَّام الرَّاء فِي كهرور.

وكَهْلٌ، وكاهِلٌ، وكُهيلٌ: أَسمَاء يجوز أَن يكون تَصْغِير كَهلٍ، وَأَن يكون تَصْغِير كَاهِل تَصْغِير التَّرْخِيم، وَأَن يكون تَصْغِير كَهْلٍ أولى، لِأَن تَصْغِير التَّرْخِيم لَيْسَ بِكَثِير فِي كَلَامهم.

وكُهَيْلَة: مَوضِع رمل، قَالَ:

عُمَيرِيَّةٌ حلَّتْ برَملِ كُهيلَةٍ ... فَبيْنُونةٍ تَلقَى لَهَا الدهرَ مَربَعا
كهل
الكَهْلُ من الرِّجَال: مَنْ وَخَطَهُ الشَّيْبُ: أَي خالطَهُ ورأَيتَ لَهُ بَجالَةً، أَو من جاوَزَ الثلاثينَ ووَخطَه الشَّيْبُ، كَذَا فِي الصحاحِ، وَقَالَ ابْن الأَثيرِ: الكَهْلُ من الرجالِ: من زادَ على ثلاثينَ سنة إِلَى الأَربعين، وَقيل: هُوَ من ثلاثٍ وثلاثينَ إِلَى تمامِ الخَمسينَ، وَفِي المُحكَمِ: أَو أَربعاً وثلاثينَ إِلَى إِحْدَى وخَمسينَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَإِذا بلغَ الخمسينَ فإنَّه يُقال لَهُ كَهْلٌ، وَمِنْه قولُه:
(هَلْ كَهْلُ خَمسينَ إنْ شاقَتْهُ مَنزِلَةٌ ... مُسَفَّهٌ رأْيُهُ فِيهَا ومَسْبوبُ)
فجعلَه كَهلاً وَقد بلغَ الخمسينَ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: يُقال للغلامِ: مُراهِقٌ، ثمَّ مُحْتَلِمٌ، ثمَّ يُقَال: تخَرَّجَ وجْهُه، ثمَّ اتَّصلَتْ لِحيَتُه، ثمَّ مُجتَمِعٌ، ثمَّ كَهْلٌ، وَهُوَ ابنُ ثلاثٍ وثلاثينَ سنة، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقيل لَهُ كَهْلٌ حينئذٍ لانتهاءِ شبابِهِ، وَكَمَال قوَّته. ج: كَهْلونَ، وكُهولٌ، وكِهالٌ، بالكَسْرِ، وكُهْلانٌ، بالضَّمِّ، قَالَ ابنُ مَيّادَةَ:
(وكيفَ تُرَجِّيها وَقد حالَ دونَها ... بَنو أَسَدٍ كُهلانُها وشَبابُها)
وكُهَّلٌ، كرُكَّعٍ، قَالَ ابنُ سيدَه: وأُراها على توَهُّمِ كاهِلٍ، وَهِي بهاءٍ، يُقال: رجُلٌ كَهْلٌ، وامرأَةٌ كَهْلَةٌ: انْتهى شَبابُهُما، وذلكَ عِنْد اسْتِكمالِهِما ثَلَاثًا وثلاثينَ سنة، ج: كَهْلاتٌ، وَهُوَ القياسُ، لأَنَّه صِفَةٌ، ويُحَرَّكُ، عَن أَبي حاتمٍ، وَلم يَذْكرْهُ النَّحَوِيُّونَ فِيمَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْبِ. أَو لَا يُقال كَهْلَةٌ)
إلاّ مُزدَوِجاً بشَهْلَةٍ، يقولونَ: شَهْلَةٌ كَهْلَةٌ، والأَوَّلُ قَول الأَصمَعِيِّ وأَبي عبيدةَ وابنِ الأَعرابيِّ، قَالَ عُذافِرٌ: ويُروَى للأشعَثِ بنِ هِلالٍ من بَلْعَدَوِيَّة: عَلَيَّ إنْ أُبْتُ العراقَ حَيّاً أَلِيَّةٌ قد وَجَبَتْ عَلَيّا أَلاّ أَعودَ بعدَها كَرِيّا أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيّا والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيّا واكْتَهَلَ الرَّجُلُ: صارَ كَهْلاً، قَالُوا: وَلَا تَقُلْ: كَهَلَ، ولكنَّه قد جَاءَ فِي الحديثِ: هلْ فِي أَهلِكَ من كاهِلٍ بكسرِ الهاءِ، ويُروى مَنْ كاهَلَ، بِفَتْح الهاءِ: أَي من دخلَ حَدَّ الكُهولَةِ وَقد تزوَّجَ، وَقد حكى أَبو زَيدٍ: كاهَلَ الرَّجُلُ: تزَوَّجَ، وَقَالَ أَبو عُبيد: قَالَ أَبو عُبيدَةَ: أَي من أَسَنَّ وصارَ كَهْلاً، وذَكَرَ عَن أَبي سعيدٍ أَنَّه رَدَّ على أَبي عُبيدٍ هَذَا التَّفسيرَ، وزعَمَ أَنَّه خطأٌ، قد يَخْلُفُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي أَهلِهِ كَهْلاً وغيرَ كَهْلٍ، قَالَ: وَالَّذِي سمعناهُ من العرَبِ أَنَّ الَّذِي يَخلُفُ الرجُلَ فِي أَهلِهِ يُقال لَهُ الكاهِنُ، بالنُّونِ، وَقَالَ: فَلَا يَخلو هَذَا الحَرْفُ من شيئينِ، أَحدُهما: أَنْ يكونَ المُحَدِّثُ ساءَ سَمْعُه فظنَّ أَنَّه كاهِلٌ وإنَّما هُوَ كاهِنٌ، أَو يكونَ الحَرْفُ تعاقَبَ فِيهِ بينَ اللَّام والنُّونِ، ونقلَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ هَذَا التَّوجيهَ بعينِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكرَهُ أَبو سعيدٍ لَهُ وَجْهٌ بعيدٌ، وَمعنى قولِه صلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ: هلْ فِي أَهْلِكَ من كاهِلٍ أَي مَنْ تَعْتَمِدُه للقيامِ بشأْنِ عِيالِكَ الصِّغارِ، ومَنْ تُخَلِّفُهُ، مِمَّن يَلْزَمُكَ عَوْلُه، قَالَه لرَجُلٍ اسْمُهُ جَلْهَمَةُ، كَمَا فِي الروضِ، أَرادَ الجِهادَ مَعَه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فلمّا قَالَ لَهُ: مَا هُم إلاّ أُصَيْبِيَةٌ صِغارٌ، أَجابَهُ فَقَالَ: تَخَلَّفْ وجاهِدْ فيهِمْ وَلَا تُضَيِّعْهُم. والعرَبُ تقولُ: مُضَرُ كاهِلُ العرَبِ، وسَعْدُ كاهِلُ تَميم، وَفِي النِّهايةِ: وتميمُ كاهِلُ مُضَرَ، مأْخُوذٌ من كاهِلِ البَعيرِ، كَمَا سيأْتي، وَفِي الأَساسِ: ومنَ المَجاز: هُوَ كافِلُ أَهلِهِ وكاهِلُهُم، وَهُوَ الَّذِي يعتمدونَه، شُبِّهَ بالكاهِلِ: واحِدِ الكَواهِلِ. منَ المَجاز: نَبلْتٌ كَهْلٌ ومُكْتَهِلٌ: مُتَناهٍ، وَقد اكْتَهَلَ النَّباتُ: طالَ وانْتهى مُنتهاهُ، وَفِي الصحاحِ: تَمَّ طولُهُ، وظهَرَ نورُه، قَالَ الأَعشى:
(يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كوكَبٌ شَرِقٌ ... مؤَزَّرٌ بعَميمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ)
وَلَيْسَ بعد اكْتِهالِ النَّبْتِ إلاّ التَّوَلِّي. ونَعْجَةٌ مُكْتَهِلَةٌ، انْتهى سِنُّها، كَمَا فِي التهذيبِ، وَفِي المُحكَمِ:) مُختمِرَةُ الرَّأْسِ بالبَياضِ، وأَنكَرَ بعضُهُم ذَلِك. واكْتَهَلَــت الرَّوضَةُ: عَمَّها نورُها، كَمَا فِي التَّهذيبِ، وَفِي المُحكَمِ: نَبْتُها. والكاهِلُ، كصاحِبٍ: الحارِكُ، وَهُوَ فروعُ الكَتِفَيْنِ، عَن أَبي عُبيدَةَ، قَالَ: والمِنْسَجُ أَسْفَلُ ذَلِك. أَو هُوَ مُقَدَّمُ أَعلى الظَّهْرِ ممّا يَلِي العُنُقَ، وَهُوَ الثُّلُثُ الأَعلى، وَفِيه سِتُّ فِقَرٍ، قَالَ امرؤُ القَيسِ يَصِفُ فرَساً:
(لهُ حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَهُ الثَّرى ... إِلَى كاهِلٍ مثلِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ)
أَو هُوَ مَوْصِلُ العُنُقِ فِي الصُّلْبِ، قَالَه الأَصمعيُّ. وَقيل: هُوَ من الإنسانِ مَا بَين كتفَيهِ، يَخُصُّ الإنسانَ، وربَّما استُعيرَ لغيرِه، قَالَه أَبو زيدٍ. وَقَالَ النَّضْرُ: هُوَ مَا ظهرَ من الزَّوْرِ، والزَّورُ: مَا بطَنَ من الكاهِلِ. وَقَالَ غيرُه: الكاهِلُ من الفَرَسِ: مَا ارتفعَ من فروعِ كتِفَيْهِ إِلَى مُستوى ظهرِه، وأَنشدَ:
(وكاهِل أَفرَع فيهِ مَع ال ... إفراعِ إشْرافٌ وتَقْبيبُ)
وَقيل: هُوَ من الفرَسِ: خلفَ المِنْسَجِ. وكاهلُ بنُ أَسَدِ بنِ خُزَيمةَ، وأَبو قبيلَةٍ من أَسَدٍ قاتِلَي أَبي امْرئِ القَيسِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ وَفِيه غَلَطان: الأَوَّلُ: زيادَةُ لواوِ، فإنَّ أَبا قبيلَةٍ من أَسدٍ هُوَ بعينِه ابنُ أَسَد بنِ خُزَيمَةَ، وَهُوَ ابنُ مُدْرِكَةَ بنِ إلْيَاس بنِ مُضَرَ، والثّاني: قاتلَي مُثَنَّى قاتِل، والصّوابُ قاتلِي بالجَمعِ، وَمَا أَحسنَ عبارَةَ الجَوْهَرِيِّ، حيثُ قَالَ: وكاهِلٌ: أَبو قبيلَةٍ من أَسَدٍ، وَهُوَ كاهِلُ بنُ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وهم قتَلَةُ أَبي امرئِ القيسِ، زَاد الصَّاغانِيُّ: وفيهَا يَقُول امْرُؤ القيسِ: يَا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهِلا القاتِلَيْنِ المَلِكَ الحُلاحِلا ويُقال للشَّديد الغضَبِ، وللفَحْلِ الهائجِ: إنَّه لذُو كاهِلٍ، حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي كتابِهِ المَوسومِ بالأَلفاظِ، وَفِي بعض النُّسَخِ: إنَّه لَذو صاهِلٍ بالصَّادِ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: يُقَال للرَّجل: إنَّه لذُو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ بِاللَّامِ والنُّونِ: إِذا اشتَدَّ غضَبُه، ويُقال ذلكَ لِلفحلِ عندَ صِيالِه حينَ تسمَعُ لَهُ صَوتاً يَخرُجُ من جَوفِهِ. والشَّديدُ الكاهِلِ: هُوَ المَنيعُ الجانِبِ، الَّذِي يُعتَمَدُ عَلَيْهِ فِي المُلِمّاتِ.
وأَبو كاهِلٍ: قَيسُ بنُ عائذٍ الأَحْمَسِيُّ البَجَلِيُّ الصَّحابِيّ، رَضِي الله عَنهُ، رأى رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يَخطُبُ على ناقَةٍ، وحَبَشِيٌّ آخِذٌ بخِطامِ النّاقةِ، وَمَات زمن الحجّاجِ، روى عَنهُ إسماعيلُ بنُ أَبي خالِدٍ عَن أَخيهِ سعيد بنِ أَبي خالدٍ عَن أَبي كاهِلٍ، وَقَالَ البخارِيُّ: اسمُ أَبي كاهِلٍ عبدُ اللهِ بنُ مالِكٍ. والكُهْلولُ، بالضَّمِّ: الضَّحّاكُ، وَقيل: الكَريمُ، عاقبَت اللامُ الراءَ فِي) كُهْرورٍ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: الكُهْلولُ، والرُّهْشوشُ، والبُهْلولُ، كُلُّه السَّخِيُّ الكريمُ. وَقد سَمَّوا كَهْلاً، بِالْفَتْح، وكاهِلاً، كصاحِبٍ، وكُهَيْلاً مثل زُبَيْرٍ، يجوزُ أَنْ يكونَ تصغيرَ كَهْلٍ أَو كاهِلٍ تصغيرَ التَّرخيمِ، والأَوَّلُ أَولَى، مِنْهُم: سلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ الحَضْرَمِيُّ من التَّابعينَ، كَهْلانُ مثل سَكْرانَ، مِنْهُم: كَهْلانُ بنُ سَبأَ: أَبو قبيلةٍ من حِمْيَرَ. كُهَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع، رَمْلٌ، قَالَ:
(عُمَيْرِيَّةٌ حَلَّتْ برَمْلِ كُهَيْلَةٍ ... فبَينونَةٍ تَلْقى لَهَا الدَّهْرَ مَرْتَعا)
كُهالٌ، كغُرابٍ: كاهِنٌ جاهِلِيٌّ. الكَهْوَلُ، كجَرْوَلٍ، هَكَذَا ضبطَه الخَطّابيُّ والزَّمخشريُّ، وصَبورٍ هَكَذَا ضبطَه الأَزْهَرِيُّ، وَبِهِمَا روِيَ حديثُ عَمرو بن العاصِ: أَنَّه قَالَ لِمُعاوِيَةَ حِين أَرادَ عزلَه عَن مِصرَ: إنِّي أَتَيْتُكَ من العراقِ وإنَّ أَمْرَكَ كَحُقِّ الكَهْوَلِ، فَمَا زلتُ أُسْدي وأُلحِمُ حتّى صارَ أَمْرَكَ كفَلْكَةِ الدَّرّارَةِ، وكالطِّرافِ المُمَدَّدِ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ العنكبوتُ، وحُقُّه: بيتُه، وَفِي الحَدِيث رواياتٌ أُخَرُ، مرَّ بعضُها، ويأْتي بعضُها. منَ المَجاز: طَار لَهُ طائرٌ كَهْلٌ: أَي صارَ لَهُ جَدٌّ وحَظٌّ فِي الدُّنيا، نَقله الأَزْهَرِيُّ. وَفِي المُحكَمِ: وقولُ أَبي خِراشٍ الهُذَلِيِّ:
(فَلَو كانَ سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ ... رِياحُ بنُ سَعْدٍ رَدَّهُ طائرٌ كَهْلُ)
قَالَ: لمْ يُفَسِّرْه أَحَدٌ، وَقد يُمكن أَن يكونَ جعلَهُ كَهلاً مُبالَغَةً فِي الشِّدّةِ. ومِمّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ: كَواهِلُ اللَّيلِ: أَوائلُه إِلَى أَوساطِهِ، وَهُوَ مَجازٌ. وبَنو صاهِلَةَ بنِ كاهِلِ بنِ الحارِثِ بنِ تميمِ بنِ سعدِ بنِ هُذَيْلٍ: قبيلَةٌ، وَيُقَال لَهُم: الكاهِلِيُّونَ، بِكَسْر الهاءِ، وقَيَّدَه الوَقْشِيُّ هَكَذَا: كاهَل، بِفَتْح الهاءِ، كأَنَّه سُمِّيَ بالفِعلِ من كاهَلَ يُكاهِلُ، كَذَا فِي الرَّوضِ، وَفِي المُقدّمة لِابْنِ الجَوّانِيِّ، وهم أَفصَحُ العَرَبِ، قَالَ: وبلغَني أَنَّ بَطناً مِنْهُم مُقيمونَ إِلَى الْآن على اللُّغَةِ السّالِمَةِ من اللّحْنِ والتَّغَيُّرِ والفسادِ، وَمِنْهُم سيِّدُنا عبدُ الله بنُ مَسعودِ بنِ غافِلِ بنِ حبيبِ بنِ شَمْخِ بنِ قارِ بنِ مخزومِ بنِ صاهِلَةَ. وكاهِلُ بنُ عُذْرَةَ بنِ سعدِ هُذَيْمٍ: قبيلَةٌ أُخرى، أَوردَه ابنُ الأَثيرِ.

كهل: الكَهْلُ: الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً، وفي الصحاح:

الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ. وفي فضل أَبي

بكر وعمر، رضي الله عنهما: هذان سيِّدا كُهول الجنة، وفي رواية: كُهولِ

الأَوَّلين والآخِرين؛ قال ابن الأَثير: الكَهْلُ من الرجال من زاد على

ثلاثين سنة إِلى الأَربعين، وقيل: هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين؛

وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً، وقيل:

أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ

الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ، وفي المحكم: وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى

وخمسين. قال الله تعالى في قصة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام:

ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً؛ قال الفراء: أَراد ومُكَلِّماً الناس

في المهد وكَهُْلاً؛ والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في

معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر:

بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ،

يَقْصِدُ في أَسْوُقِها، وجائِرِ

أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ، وقد قيل: إِنه عطف الكَهْل على الصفة،

أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً، فردَّ الكَهْلَ على الصفة كما

قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً؛ روى المنذري عن أَحمد بن

يحيى أَنه قال: ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين: تكليمه الناس في المَهْد

فهذه معجزة، والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن

ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية. قال أَبو منصور: وإِذا

بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل؛ ومنه قوله:

هل كَهْل خَمْسين، إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ

مُسَفَّه رأَيُه فيها، ومَسْبوبُ؟

فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين. ابن الأَعرابي: يقال للغُلام مُراهِق ثم

مُحْتَلم، ثم يقال تخرَّج وجهُه

(* قوله «ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم

مجتمع» هكذا في الأصل، وعبارته في مادة جمع: ويقال للرجل إذا اتصلت

لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك) ثم اتَّصلت لحيته، ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ، وهو

ابن ثلاث وثلاثين سنة؛ قال الأَزهري: وقيل له كَهْل حينئد لانتهاء

شَبابه وكمال قوَّته، والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ؛ قال ابن

مَيَّادة:

وكيف تُرَجِّيها، وقد حال دُونها

بَنُو أَسَدٍ، كُهْلانُها وشَبابُها؟

وكُهَّل؛ قال: وأَراها على توهُّم كاهِل، والأُنثى كَهْلة من نسوة

كَهْلاتٍ، وهو القياس لأَنه صفة، وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم

يذكره النحويون فيما شذَّ من هذا الضرب. قال بعضهم: قلما يقال للمرأَة كهلة

مفردة حتى يُزَوِّجُوها بشَهْلة، يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ. غيره: رجل

كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى شبابُهما، وذلك عند استكمالهما ثلاثاً

وثلاثين سنة، قال: وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم يذكر معها شَهْلة؛ قال ذلك

الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي؛ قال الشاعر:

ولا أَعُودُ بعدها كَرِيًّا،

أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا،

والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا

واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً، ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في

الحديث: هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ؟ ويروى: مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ

الكُهُولة وقد تزوَّج، وقد حكى أَبو زيد: كاهَلَ الرجلُ تزوَّج. وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال: هل

في أَهلِك من كاهِلٍ؟ يروى بكسر الهاء على أَنه اسم، ويروى مَنْ كاهَلَ

بفتح الهاء على أَنه فِعْل، بوزن ضارِبٍ وضارَبَ، وهما من الكُهُولة؛ يقول:

هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً؟ وذكر عن أَبي سعيد الضرير أَنه ردَّ

على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ، قد يخلُف الرجلُ الرجلَ في

أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ، قال: والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن

الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن، وقد كَهَنَ يَكْهَن

كُهُوناً، قال: ولا يخلو هذا الحرف من شيئين، أَحدهما أَن يكون المحدَّث

ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ، أَو يكون الحرف تعاقب

فيه بين اللام والنون كما يقال هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ، والغِرْيَنُ

والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه، ويرسُب من

الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه؛ عن الأَصمعي، قال

الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد، ومعنى قوله، صلى

الله عليه وسلم: هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده

للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه، فلما قال له:

ما هُمْ إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار، أَجابه فقال: تَخَلَّف وجاهِد فيهم

ولا تضيِّعهم. والعرب تقول: مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم، وفي

النهاية: وتَمِيم كاهِلُ مُضَر، وهو مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره

وهو الذي يكون عليه المَحْمِل، قال: وإِنما أَراد بقوله هل في أَهلك من

تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا يضيعوا،

أَلا تراه قال له: ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار، فأَجابه وقال: ففيهم

فجاهِد، قال: وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال: هو كاهِن كما تقدم؛ وقول أَبي

خِراش الهذلي:

فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ

رِماحُ ابنِ سعد، رَدَّه طائر كَهْلُ

(* قوله «رماح ابن سعد» هكذا الأصل، وفي الاساس: رباح ابن سعد)

قال ابن سيده: لم يفسره أَحد، قال: وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً

مبالغة به في الشدة. الأَزهري: يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ

وحَظّ في الدنيا. ونَبْت كَهْل: مُتناهٍ.

واكْتَهَلَ النبتُ: طال وانتهى منتهاه، وفي الصحاح: تَمَّ طولُه وظهر

نَوْرُه؛ قال الأَعشى:

يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ،

مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل

وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي؛ وقول الأَعشى يُضاحِك

الشمسَ معناه يدُور معها، ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة،

والكَوْكب: مُعْظَم النبات، والشَّرِقُ: الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً،

والمُؤَزَّر: الذي صار النبت كالإِزار له، والعَمِيمُ: النبتُ الكثيف الحسَن، وهو

أَكثر من الجَمِيم؛ يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ. واكْتَهَلَــت

الروضة إِذا عَمَّها نبتُها، وفي التهذيب: نَوْرُها. ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا

انتهى سِنُّها. المحكم: ونعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض،

وأَنكر بعضهم ذلك.

والكاهِلُ: مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه

سِتُّ فِقَر؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً:

له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى

إِلى كاهِل، مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ

وقال النضر: الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر، والزَّوْرُ ما بَطَن من

الكاهِل؛ وقال غيره: الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه؛

وأَنشد:وكاهِل أَفْرعَ فيه، مع الـ

ـإِفْراعِ، إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ

وقال أَبو عبيدة: الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن، وهو أَيضاً الكاهِلُ؛

قال: والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك، والكائبة مقدَّم المِنْسَج؛ وقيل: الكاهِلُ

من الإِنسان ما بين كتفيه، وقيل: هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب، وقيل:

هو في الفرس خلْف المِنْسَج، وقيل: هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى

مُسْتَوى ظهره. ويقال للشديد الغَضَب والهائِجِ من الفحول: إِنه لذو كاهِل،

حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ، وفي بعض النسخ: إِنه لذو

صاهِل، بالصاد؛ وقوله:

طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاً،

أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم

وضع الاسم فيه موضع الظرف كأَنه قال: ذهب صُعُداً. وإِنه لشديد الكاهل

أَي منيع الجانب؛ قال الأَزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل

بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المهمات، وهو مأْخوذ

من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر، وهو

مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه؛ ومن هذا قول

رؤبة يمدح مَعَدّاً:

إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا،

فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا

حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا،

ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا

أَي كانا، يعني ربيعة ومُضَر، عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم. وفي كتابه

إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء: إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى

أَن تَذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل

بالإِبل السائرة التي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها

وتَوالِيها. والكَواهِل: جمع كاهِل وهو مقدَّم أَعلى الظهْر؛ ومنه حديث عائشة:

وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت

مشْفِية على الذهاب والهلاك. الجوهري: الكاهِلُ الحارِكُ وهو ما بين

الكَتِفين. قال النبي،صلى الله عليه وسلم: تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وعليها

المَحْمل. قال ابن بري: الحارِكُ فرع الكاهل؛ هكذا قال أَبو عبيدة، قال: وهو عظم

مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين، قال: وقال بعضهم هو منبت أَدنى

العُرْف إِلى الظهر، وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب. أَبو عمرو:

يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ، بالنون واللام، إِذا اشتدَّ

غضبُه، ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين تسمَع له صَوْتاً يخرج من

جَوْفه.والكُهْلُولُ: الضحَّاكُ، وقيل: الكَريم، عاقبت اللامُ الراءَ في كهرور.

ابن السكيت: الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ الكريم.

والكَهْوَلُ: العَنْكَبُوت، وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه. وقال عمرو بن

العاص لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر: إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ

أَمْرَك كَحُق الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ، فما زلت

أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ

المُمَدَّدِ؛ قال ابن الأَثير: هذه اللفظة قد اختُلِف فيها، فَرَواها

الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال: هي العَنْكَبُوت، ورواها الخطابيُّ

والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا: هي العنكبوت، ولم يقيِّدها

القتيبي، ويروى: كَحُقِّ الكَهْدَل، بالدال بدل الواو، وقال القتيبي: أَما

حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت؛

ويقال: إِنه ثَدْيُ العَجوز، وقيل: العجوز نفسها، وحُقُّها ثديُها، وقيل

غير ذلك؛ والجُعْدُبةُ: النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر،

والكُعْدُبةُ: بيت العنكبوت، وكل ذلك مذكور في موضعه.

وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ: أَسماء يجوز أَن يكون تصغير كَهْل وأَن يكون

تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم، قال ابن سيده: وأَن يكون تصغير كَهْلٍ أَولى

لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم. وكُهَيْلة: موضع رمل؛ قال:

عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ

فبَيْْنُونَةٍ، تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا

الجوهري: كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد، وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة، وهم

قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس. وكِنْهِل، بالكسر: اسم موضع أَو ماء.

(ك هـ ل) : (الْكَهْلُ) الَّذِي انْتَهَى شَبَابُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ.

كهل

8 اِكْتَهَلَ

, said of a plant, It became tall and full-grown: (TA:) or it became of its full height, and blossomed: (S:) see زَاخِرٌ.

كَهْلٌ Of middle age; or between that age and the period when his hair has become intermixed with heaviness. See شَبَابٌ; and شَيْخٌ and غُلَامٌ.

كُهُولَةٌ

: see شَبَابٌ.

كَاهِلٌ [The withers of a horse, &c.] i. q. حَارِكٌ: or the anterior portion of the upper part of the back, next the neck, which is the upper third part, containing six vertebra: or the part between the two shoulder-blades: or the part where the neck is joined to the back how: [the base of the neck: see ثَبَجٌ]. (K.)

كَهَلَ 

(كَهَلَ) الْكَافُ وَالْهَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ أَوِ اجْتِمَاعِ جِبِلَّةٍ. مِنْ ذَلِكَ الْكَاهِلُ: مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقُوَّتِهِ. وَيَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الْمُجْتَمِعِ إِذَا وَخَطَهُ الشَّيْبُ: كَهْلٌ، وَامْرَأَةٌ كَهْلَةٌ. قَالَ:

وَلَا أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... أُمَارِسُ الْكَهْلَةَ وَالصَّبِيَّا

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلنَّبَاتِ: اكْتَهَلَ، فَإِنَّمَا [هُوَ] تَشْبِيهٌ بِالرَّجُلِ الْكَهْلِ. وَاكْتِهَالُ الرَّوْضَةِ: أَنْ يَعُمَّهَا النَّوْرُ. قَالَ الْأَعْشَى:

مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ. 
(كَهَلَ)
(هـ) فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ «هذانِ سَيّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» وَفِي رِوَايَةٍ «كُهُول الأوَلين والآخِرين» الكَهْل مِنَ الرِجال: مَن زَادَ عَلَى ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَى الْأَرْبَعِينَ.
وَقِيلَ: مِنْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ إِلَى تَمَامِ الْخَمْسِينَ. وَقَدِ اكْتَهَل الرَّجُلُ وكاهَل، إِذَا بَلَغ الكُهُولة فَصَارَ كَهْلا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالكَهْل هَاهُنَا الْحَلِيمَ العاقِلَ: أَيْ أَنَّ اللَّهَ يُدْخِل أهلَ الجنةِ الجنةَ حُلَماءَ عُقَلاء.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا سالَه الجِهاد مَعَهُ، فَقَالَ: هَلْ فِي أهْلِك مِن كاهِل» يُروى بِكَسْرِ الْهَاءِ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ، وبِفَتْحها عَلَى أَنَّهُ فعْل، بِوَزن ضارِبٍ، وضارَبَ، وَهُمَا مِنَ الكُهُولة: أَيْ هَلْ فِيهِمْ مَن أسَنَّ وَصَارَ كَهْلا؟
كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيد. وَرَدَّهُ عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرير، وَقَالَ: قَدْ يَخْلُف الرجلَ فِي أهلهِ كَهْلٌ وغيرُ كَهْل. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْت الْعَرَبَ تَقُولُ: فلانٌ كاهِلُ بَنِي فُلَانٍ: أَيْ عُمْدتهم فِي الُملِمَّات وسَنَدُهم فِي المُهِمَّات. وَيَقُولُونَ: مُضَرُ كاهِل الْعَرَبِ، وتَميم كاهِل مُضَر. وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كاهِل البَعير ، وَهُوَ مُقَدَّمُ ظَهْرِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ المَحْمِلُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: هَلْ فِي أهْلِك مَن تَعْتمِد عَلَيْهِ فِي القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف مِنْ صِغارِ وَلَدك؟ لِئَلَّا يَضِيعوا، أَلَا تَراه قَالَ لَهُ: «مَا هُم إلاَّ أُصَيْبِيَةٌ»
صِغار» ، فَأَجَابَهُ وَقَالَ: «ففِيهم فجاهِدْ» .
وأنكَر أَبُو سَعِيدٍ الكاهِل، وزَعم أنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّذِي يَخْلُف الرجلَ فِي أَهْلِهِ ومالِه:
كاهِنٌ، بِالنُّونِ. وَقَدْ كهَنَه يكْهُنُه كُهُوناً. فأمَّا أَنْ تَكُونَ اللَّامُ مُبْدَلة مِنَ النُّونِ، أَوْ أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أَنَّهُ بِاللَّامِ.
(س) وَفِي كِتَابِهِ إِلَى الْيَمَنِ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ «والعِشاءُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ إِلَى أَنْ تَذْهب كَوَاهِلُ اللَّيْلِ» أَيْ أوائِلُه إِلَى أوْساطه، تَشْبِيهًا لِلَّيل بالإبِل السَّائِرَةِ الَّتِي تَتَقَدَّمُ أعْناقُها وهَواديِها.
ويَتْبَعها أعْجازُها وتَوالِيها.
والكَوَاهِل: جَمْع كاهِل وَهُوَ مُقَدّم أعْلى الظّهْر.
ومنه حديث عائشة «وقَرّرَ الرُّؤوسَ عَلَى كَواهِلِها» أَيْ أُثْبَتَها فِي أماكِنها، كَأَنَّهَا كَانَتْ مُشْفِيةً عَلَى الذَّهاب والهَلاك.

كَهَل

كَهَل
الجذر: ك هـ ل

مثال: وجدته بعد بضعة أعوام وقد كَهَل
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم.
المعنى: صار كهلاً

الصواب والرتبة: -وجدته بعد بضعة أعوام وقد اكتَهَل [فصيحة]-وجدته بعد بضعة أعوام وقد كَهَل [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم: اكتَهَلَ الرجلُ: جاوز الثلاثين وخالطه الشيب، ويمكن تصويب «كَهَل» لورود اسم الفاعل منه في الحديث، ففي التاج واللسان: «وقالوا: لا تَقُلْ كَهَل، ولكنه قد جاء في الحديث: هَلْ في أَهْلِكَ مِنْ كاهِلٍ».

فَهْلَلُ

فَهْلَلُ، كجعفرٍ، مَمنوعاً في قولِهِم:
الضَّلالُ ابنُ فَهْلَلَ: من أسْماءِ الباطِلِ.
الفِيلُ، بالكسر: م
ج: أفْيالٌ وفُيولٌ وفِيَلَةٌ، وهي: بهاءٍ.
وصاحِبُها: فَيَّالٌ.
والمَفْيولاءُ: أولادُه.
والفِيلُ أيضاً: الثقيلُ الخسيسُ.
واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ: صارَ كالفِيلِ.
وتَفَيَّلَ النباتُ: اكْتَهَلَ،
وـ الشَّبابُ: زادَ،
وـ فلانٌ: سَمِنَ.
وفال رَأْيُه يَفِيلُ فُيولَةً وفَيْلَةً: أخطَأ وضَعُفَ،
كَتَفَيَّلَ.
وفَيَّلَ رَأْيَهُ: قَبَّحَهُ وخَطَّأه.
ورجُلٌ فِيلُ الرأيِ، بالكسر والفتح وككَيِّسٍ،
وفالُهُ وفائِلُه وفالٌ، من غيرِ إضافةٍ: ضَعيفُه
ج: أفْيالٌ.
وفي رَأْيِهِ فَيالَةٌ وفُيولَةٌ.
والمُفايَلَةُ والفِيال، بالكسر والفتح: لُعْبَةٌ لفِتْيانِ العَرَبِ، وتَقَدَّمَ في ف أل. فإِذا أخطَأ، قيل: فالَ رأْيُكَ.
والفائِلُ: اللَّحْمُ الذي على خُرْبِ الوَرِكِ، أو عِرْقٌ.
والفائِلَتانِ: مُضْغَتانِ من لَحْمٍ، أسْفَلُهُما على الصَّلَوَيْنِ من لَدُنْ أدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْبِ، مُكْتَنِفتا العُصْعُصِ، مُنْحَدِرتانِ في جانِبَيِ الفَخِذَينِ، وهُما من الفرسِ كذلك، أو هُما عِرْقانِ مُسْتَبْطِنانِ حاذِيَ الفَخِذِ.
والفالُ: لغةٌ فيه.
ورجُلٌ فَيِّلُ اللَّحْمِ، ككَيِّسٍ: كثيرُه.
وفالُ: ة بفارسَ، مُعَرَّبَةُ بال، منها: القُطْبُ الفالِيُّ، مُؤَلِّفُ "التَّقْريبِ" وغيرِه، وإِسماعيلُ بنُ إِبراهيم قَاضيا شيرازَ، وجماعَةٌ،
ود بخوزِستانَ، منه أبو الحَسَنِ عليُّ ابنُ أحمدَ الأديب،
أو هو فالَةُ، بزيادةِ هاءٍ.
وفِيلانُ، بالكسر: ع قُرْبَ بابِ الأبْوابِ.
وفِيلُ: اسمُ خُوارَزْمَ أوَّلاً، ثم قيل له المَنْصورةُ، ثم كُرْكانَج، وابنُ عَرادَة محدِّثٌ،
وفِيلٌ أيضاً: مَوْلَى زيادِ بنِ أبي سُفيانَ،
وأبو الفِيلِ: صحابي.

غنن

[غنن] نه: فيه: إن رجلًا أتى على واد "مغن"، من أغن الوادي- كثرت أصوات ذبابه، جعل له الوصف وهو الذباب، وفي ش كعب: "إلا "أغن"؛ هو الذي في صوته غنة. ومنه: كان في الحسين رضي الله عنه "غنة" حسنة.
(غنن) - وفي الحَدِيث: "أَتى على وَادٍ مُغِنٍّ"
: أي كَثُرت أَصواتُ ذِبَّانِه، وأَغَنَّ الوَادِي، مثل أقطَف الرجلُ إذا قَطَفَت دَابَّتُه، ووَادٍ أَغَنُّ أَيضًا، جَعَلَ الوَصْفَ له وهو الذُّبابِ

غنن


غَنَّ(n. ac. غَنّ
غُنَّة
غَنَن)
a. Spoke, sang through the nose.
b. Was well-wooded; was full of insectlife (
valley ).
أَغْنَنَa. Hummed; buzzed.
b. see I (b)c. Attained maturity.
d. Made to blossom.
غُنَّةa. Nasality; nasal twang.
b. Sound : hum; buzz; whizzing.

أَغْنَنُa. Nasal; one having a nasal twang.
b. Humming, buzzing; populous (village).

غُنَاْنa. see 3t (b)
(غ ن ن) : (وَالْغُنَّةُ) صَوْتٌ مِنْ اللَّهَاةِ وَالْأَنْفِ مِثْلُ نُونِ مِنْكَ وَعَنْكَ لِأَنَّهُ لَا حَظَّ لَهَا فِي اللِّسَان (وَالْخُنَّةُ) أَشَدُّ مِنْهَا قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْأَغَنُّ الَّذِي يَجْرِي كَلَامُهُ مِنْ لَهَاتِهِ وَالْأَخَنُّ السَّادُّ الْخَيَاشِيم (وَالْغُنَّةُ) أَيْضًا مَا يَعْتَرِي الْغُلَامَ عِنْد بُلُوغِهِ إذَا غَلُظَ صَوْتُهُ.
غ ن ن

الظبي أغنّ: لأن في ترنينه غنّة وهي ترخيم في صوته من نحو الخياشيم بعون من نفس الأنف، والنون أشدّ الحروف غنّة.

ومن المجاز: وادٍ أغنّ، وروضة غنّاء: لطنين الذّبّان أو لحفيف الريح في خلاله. وغشب مغنذ خجلٌ، وقد أغنّ. قال:

وما قاع تغنّ به الخزامىبه الجثجاث يندى والعرار وقرية غنّاء: كثيرة الأهل. وتقول: عنّت لنا روضة غنّاء، للذبان فيها غناء.
[غنن] الغُنَّةُ: صوتٌ في الخيشوم. والأغَنُّ: الذي يتكلم من قِبل خياشيمه. يقال: ظبيٌ أغَنُّ. ووادٍ أغَنُّ، أي كثير العشب، لأنَّه إذا كان كذلك ألِفه الذِبَّانُ، وفي أصواتها غُنَّةٌ. ومنه قيل للقرية الكثيرة الأهل والعشب: غَنَّاءُ. وأمَّا قولهم: وادٍ مُغِنٌّ، فهو الذي صار فيه صوت الذِبَّانِ، ولا يكون الذِبَّانُ إلا في وادٍ مخصبُ معشبٍ. وأغَنَّ السقاءُ، إذا امتلأ. وأغَنَّ الوادي، فهو مغن.
غ ن ن: (الْغُنَّةُ) صَوْتٌ فِي الْخَيْشُومِ. وَ (الْأَغَنُّ) الَّذِي يَتَكَلَّمُ مِنْ قِبَلِ خَيَاشِيمِهِ يُقَالُ: طَيْرٌ (أَغَنُّ) . وَوَادٍ أَغَنُّ أَيْ كَثِيرُ الْعُشْبِ. لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَلِفَهُ الذِّبَّانُ وَفِي أَصْوَاتِهَا (غُنَّةٌ) . وَمِنْهُ قِيلَ لِلْقَرْيَةِ الْكَثِيرَةِ الْأَهْلِ وَالْعُشْبِ: (غَنَّاءُ) . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: وَادٍ (مُغِنٌّ) فَهُوَ الَّذِي صَارَ فِيهِ صَوْتُ الذُّبَابِ وَلَا يَكُونُ الذُّبَابُ إِلَّا فِي وَادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ. 
غنن [قَالَ أَبُو عبيد -] يُقَال: إِن الْوَادي الخَجِل الْكثير العُشْب المُلتَفّ وَمِنْه قيل: ثوب خَجِل إِذا كَانَ طَويلا [والخجل فِي أَشْيَاء سوى هَذَا -] . وَأما المُغِنُّ فَهُوَ الَّذِي فِيهِ صَوت الذُّبَاب وَلَا يكون الذُّبَاب إِلَّا فِي وَاد مُخْصِبٍ [مُعْشِب -] وَإِنَّمَا قيل: مُغِنٌّ لِأَن فِي أصوات الذُّبَاب غُنّة وَهِي شَبيه بالبُحَّة [وَمِنْه قيل للظبي: أغَنُّ [وَقَالَ بعض النَّاس: وَلِهَذَا قيل للقرية الْكَثِيرَة الْأَهْل والعُشْب: غَنَّاء -] .
غنن
غَنَّ غَنِنْتُ، يَغَنّ، اغْنَنْ/ غَنَّ، غَنًّا وغُنّةً، فهو أََغَنُّ
• غَنَّت الحديقةُ: كثرُ شجرُها والتفّ "غنّ الوادي- روضة غنَّاءُ".
• غنَّ الرَّجلُ: كان في صوته غُنَّة، أخرج كلامَه من أنفه "صوت أغنُّ". 

أغنُّ [مفرد]: ج غُنّ، مؤ غنّاء، ج مؤ غنّاوات وغُنّ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غَنَّ ° حديقة غنّاءُ: وافرة العُشب- عُشبٌ أغنُّ: كثير ملتفّ، تمرّ فيه الرِّيح غير صافية فيسمع لمرورها فيه غنّة- قرية غنّاءُ: عامرة، كثيرة الأهل والبنيان.
2 - من يُخرج صوتَه من الأنف، ذو غُنَّة. 

غَنّ [مفرد]: مصدر غَنَّ. 

غُنَّة [مفرد]:
1 - مصدر غَنَّ.
2 - صوت يخرج من اللَّهاة والأنف.
• إدغام بغُنَّة: (جد) إدغام النُّون السّاكنة أو التَّنوين بالياء أو الواو أو النُّون أو الميم، سُمِّي كذلك لأنّه مصحوب بغُنّة.
• إدغام بلا غُنَّة: (جد) إدغام النُّون السَّاكنة أو التنوين باللاّم أو الراء، سُمِّي كذلك لأنَّه ليس مصحوبًا بغنّة. 
غ ن ن : الْغُنَّةُ صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ الْخَيْشُومِ وَالنُّونُ أَشَدُّ الْحُرُوفِ غُنَّةً وَالْأَغَنُّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ مِنْ قِبَلِ خَيَاشِيمِهِ وَرَجُلٌ أَغَنُّ وَامْرَأَةٌ غَنَّاءُ يَتَكَلَّمُ كَذَلِكَ وَغَنَّ يَغَنُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَقَوْلُهُ «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مَعْنَاهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ وَلَمْ يَذْهَبْ بِهِ إلَى مَعْنَى الصَّوْتِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَهُوَ فَاشٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَقُولُونَ تَغَنَّيْتُ تَغَنِّيًا وَتَغَانَيْتُ تَغَانِيًا بِمَعْنَى اسْتَغْنَيْتُ وَقَوْلُهُ «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ الْبَغَوِيّ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّ مَعْنَاهُ تَحْزِينُ الْقِرَاءَةِ وَتَرْقِيقُهَا وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» وَهَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ مِنْ الْغِنَى مَقْصُورًا وَالثَّانِي مِنْ الْغِنَاءِ مَمْدُودًا فَافْهَمْهُ هَذَا لَفْظُهُ.

وَالْغَنَاءُ مِثْلُ كَلَامٍ الِاكْتِفَاءُ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَنَاءٌ أَيْ مَا يَغْتَنِي بِهِ يُقَالُ غَنِيتُ بِكَذَا عَنْ غَيْرِهِ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْتَغْنَيْتَ بِهِ وَالِاسْمُ الْغُنْيَةُ بِالضَّمِّ فَأَنَا غَنِيٌّ وَغَنِيَتْ الْمَرْأَةُ بِزَوْجِهَا عَنْ غَيْرِهِ فَهِيَ غَانِيَةٌ مُخَفَّفٌ وَالْجَمْعُ الْغَوَانِي وَأَغْنَيْتُ عَنْكَ بِالْأَلِفِ مَغْنَى فُلَانٍ وَمَغْنَاتَهُ إذَا أَجْزَأْتَ عَنْهُ وَقُمْتَ مَقَامَهُ وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ مَا أَغْنَى فُلَانٌ شَيْئًا بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ أَيْ لَمْ يَنْفَعْ فِي مُهِمٍّ وَلَمْ يَكْفِ مَئُونَةً وَغَنِيَ مِنْ الْمَالِ يَغْنَى غِنًى مِثْلُ رَضِيَ يَرْضَى رِضًا فَهُوَ غَنِيٌّ وَالْجَمْعُ أَغْنِيَاءُ وَغَنِيَ بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ فَهُوَ غَانٍ وَالْغِنَاءُ مِثَالُ كِتَابٍ الصَّوْتُ وَقِيَاسُهُ الضَّمُّ لِأَنَّهُ صَوْتٌ وَغَنَّى بِالتَّشْدِيدِ إذَا تَرَنَّمَ بِالْغِنَاءِ. . 

غنن: الغُنَّة: صوت في الخَيْشُوم، وقيل: صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم

تكون من نفس الأَنف، وقيل: الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ، وهي

أَقل من الخُنَّة. المبرد: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم،

والخُنَّة أَشد منها، والترخيم حذف الكلام، غَنَّ يَغَنُّ، وهو أغنُّ،

وقيل: الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه. وظبي أَغَنُّ: يخرج صوته من

خَيْشومه؛ قال:

فقد أَرَنِّي ولقد أَرَنِّي

غُرّاً، كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِّ.

وما أَدري ما غَنَّنَهُ أَي جعله أَغَنَّ. قال أَبو زيد: الأَغَنُّ الذي

يجري كلامه في لَهاته، والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم؛ وفي قصيد كعب:

إِلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ.

الأَغَنُّ من الغِزْلانِ وغيرها: الذي صوته غُنَّة؛ وقوله:

وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه.

أَراد: تُغَنِّنُه، فحوَّل إحدى النونين ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ في

تظننت. وقال ابن جني وذكر النون فقال: إنما زيدت النون ههنا، وإن لم تكن

حرف مدّ، من قبل أَنها حرف أَغنّ، وإِنما عنى به أَن حرف تحدث عنه

الغُنَّة، فنسب ذلك إلى الحرف. وقال الخليل: النون أَشَدُّ الحروف غنة؛ واستعمل

يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ في تصويت الحجارة فقال:

إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا

يَرْمَعَها، والجَنْدَلَ الأَغَنَّا.

وأَغَنَّتِ الأَرضُ: اكْتَهل عُشْبُها؛ وقوله:

فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ،

بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ.

يجوز أَن يكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَميم، ويجوز أَن يكون من نعت

الروضة، كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ؛ قال ابن سيده: وليس هذا بقوي. وأَغَنَّ

الذُّبابُ: صَوَّت، والاسم الغُنانُ؛ قال:

حتى إذا الوادي أَغَنَّ غُنانُه.

وروضة غَنَّاءُ: تمرّ الريح فيها غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت من كَثافةِ

عُشْبِها والتفافِه؛ وطيرٌ أَغَنُّ، ووادٍ أَغَنُّ كذلك أَي كثير العُشْبِ،

لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ، وفي أَصواتها غُنَّة. ووادٍ

مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتى تسمع لطيرانها غُنَّة، وقد أَغَنَّ

إِغْناناً. وأَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذي صار فيه صوتُ الذباب، ولا

يكون الذباب إلاّ في وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ، وإِنما يقال وادٍ مُغِنٌّ

إِذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتى تسمع لأَصواتها غُنَّة، وهو شبيه بالبُحَّة.

وأَرض غَنَّاءُ: قد الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ، وعُشْبٌ أَغَنُّ.

ويقال للقرية الكثيرة الأَهل: غَنَّاء. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً

أَتى على وادٍ مُغِنٍّ؛ يقال: أَغَنَّ الوادي، فهو مُغِنٌّ أَي كثرت

أَصواتُ ذُبابه، جعل الوصف له، وهو للذباب. وغَنَّ الوادي وأَغَنَّ، فهو

مُغِنٌّ: كثر شجره. وقرية غَنَّاء: جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب،

وكله من الغُنَّةِ في الأَنف. وغَنَّ النخل وأَغَنَّ: أَدْرك. وأَغَنَّ

اللهُ غُصْنَه أَي جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ. وأَغَنَّ السِّقاءُ إذا

امتلأَ ماء.

غنن
: ( {الغُنَّةُ، بالضمِّ: جَرَيانُ الكَلامِ فِي اللَّهاةِ) ، وَهِي أَقَلّ مِن الخُنَّة.
وقالَ المبرّدُ. هُوَ أنْ يُشْرَبَ الحَرْفُ صَوْتَ الخَيْشومِ، والخُنَّة أَشَدّ مِنْهَا، والتَّرخِيم حَذْف الكَلامِ.
(واسْتَعْمَلَها يَزيدُ بنُ الأَعْوَرِ) الشّنِّيُّ (فِي تَصْوِيتِ الحِجارَةِ) ، فقالَ:
إِذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّايَرْمَعَها والجَنْدَلَ} الأَغَنَّا ( {غَنَّ} يَغَنُّ، بالفتحِ) ؛ قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: وَهُوَ يُوهم أَنَّه بالفتْح فيهمَا وليسَ كذلِكَ، بل المَاضِي مَكْسُور والآتي مَفْتُوح على القِياسِ فَلَا اعْتِدادَ بظاهِرِه؛ (فَهُوَ {أَغَنُّ (.
(قالَ أَبو زيْدٍ:} الأَغَنُّ: الَّذِي يُحْرِجُ كَلامَه فِي لَهاتِه.
(وقالَ غيرُهُ: من خياشِيمِه.
(و) مِن المجازِ: {غَنَّ (الوادِي: كثُرَ شَجَرُه.
(و) غَنَّ (النَّخْلُ: أَدْرَكَ،} كأَغَنَّ فيهمَا) .
وقيلَ: وادٍ {مُغِنٌّ إِذا كثُرَ ذُبابُه لالْتِفافِ عُشْبِه حَتَّى تسْمَعَ لطَيرَانِها} غُنَّة.
(وظَبْيٌ أَغَنُّ: يَخْرُجُ صَوْتُه مِن خَياشِيمِه) ؛ قالَ:
فقد أَرَنِّي وَلَقَد أَرَنِّيغُرّاً كأَرْآم الصَّريمِ! الغُنِّ وَفِي قَصِيد كعْبِ بنِ زهيرٍ، رضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ:
إلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكْحولُ (وقولُ الجوهرِيِّ: طَيْرٌ أَغَنُّ غَلَطٌ) .
قلْتُ: وَإِذا أُرِيدَ بالطَّيرِ الذّبابَ فَلَا غَلَط، فإنَّه يُوصَفُ بِهِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وادٍ {مُغِنٌّ: كَثُرَتْ أَصْواتُ ذُبابِه، جعلَ الوَصْف لَهُ، وَهُوَ للذُّبَابِ.
(} وغَنَّنَهُ {تَغْنيناً جَعَلَهُ أَغَنَّ) ، يقالُ: مَا أَدْرِي مَا غَنَّنَهُ، أَي جَعَلَه أَغَنَّ.
(و) مِن المجازِ: (} الغَنَّاءُ من القُرَى: الجَمَّةُ الأَهْلِ والبُنْيانِ) والعُشْبِ.
(و) الغَنَّاءُ (مِن الرّياضِ: الكَثيرَةُ العُشْبِ) ، وَإِذا كانتْ كذلِكَ أَلِفَها الذِّبَّانُ، وَفِي أَصْواتِها {غُنَّة. (أَو) الَّتِي (تَمُرُّ الرِّياحُ فِيهَا غيْرَ صافِيَةِ الصَّوْتِ لكَثافَةِ عُشْبِها) والْتِفافِهِ.
(} وأَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّتَ؛ والاسمُ: كغُرابٍ) ؛ قالَ:
حَتَّى إِذا الوادِي أَغَنَّ {غُنانُه (و) مِن المجازِ: أَغَنَّ (اللهاُ غُصْنَهُ) : أَي (جَعَلَهُ ناضِراً.
(و) مِن المجازِ: أَغَنَّ (السِّقاءُ: امْتَلَأَ) مَاء.
(} والأَغَنُّ: رَجُلٌ من أَصْحابِ طُلَيْحَةَ) الَّذِي كانَ قد ادَّعَى النُّبوَّةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَرْفٌ أَغَنُّ: تحْدُثُ عَنهُ {الغُنَّة.
قالَ الخليلُ: النُّونُ أَشَدّ الحُروفِ غُنَّة.
} وأَغَنَّتِ الأرضُ: اكْتَهَلَ عُشْبُها؛ وعُشْبٌ أَغَنُّ؛ وقولُ الشاعِرِ:
فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّبعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ! المُغِن ِّيجوزُ أَن يكونَ من نَعْتِ العَمِيمِ، وَأَن يكونَ من نَعْتِ الرَّوْضَةِ، كَمَا قَالُوا: امْرأَةٌ مُرْضِعٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا بقوِيّ.

فيل

ف ي ل: (الْفِيلُ) مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (أَفْيَالٌ) وَ (فُيُولٌ) وَ (فِيَلَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ. وَلَا تَقُلْ: أَفْيِلَةٌ. وَصَاحِبُهُ (فَيَّالٌ) . 
ف ي ل : الْفِيلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَفْيَالٌ وَفُيُولٌ وَفِيَلَةٌ مِثَالُ عِنَبَةٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ أَفْيِلَةٌ وَصَاحِبُهُ فَيَّالٌ. 
فيل
الفِيلُ معروف. جمعه فِيلَةٌ وفُيُولٌ. قال:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ
[الفيل/ 1] ، ورجل فَيْلُ الرأي، وفَالُ الرأيِ، أي: ضعيفه، والمُفَايَلَةُ: لعبة يخبّئون شيئا في التراب ويقسمونه ويقولون في أيّها هو، والْفَائِلُ:
عرق في خربة الورك، أو لحم عليها.
ف ي ل

رجل فائل الرأي وفال الرأي. قال جرير:

رأيتك يا أخيطل إذ جرينا ... وجرّبت الفراسة كنت فالاً

وقد فال رأيه وتفيّل، وقد فيلت رأيه، وما كنت أحب أن أرى في رأيك فيالةً وفيولةً، وتقول:

قد فال رأيك ياع من رأيه الفال

واستفيل البعير: أشبه الفيل في عظمه. قال أبو النجم:

يدير عيني مصعبٍ مستفيل 
فيل، وَوَجَدْتُ فِي هامشِه مَا نصُّه: كَذَا وَجَدْتُه قد ذكر الفُولَ فِي فيل، وصوابُه أَن يُذكَرَ فِي فول، وَهُوَ حَبٌّ كالحِمَّصِ، وَهُوَ الباقِلَّى عندَ أهلِ الشامِ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، أَو مُخْتَصٌّ باليابِس، الواحدةُ فُولَةٌ، خالَفَ هُنَا اصْطِلاحَه.} والفُولَة، بالضَّمّ: د، بفَلَسْطِين، نَقله الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَوَّال، بِالتَّشْدِيدِ: بائِعُ الفُول. وَأَبُو عَبْد الله مُحَمَّد الفَوّال: من مَشايخِ ابنِ عرَبيّ. وعَبْد الله بنُ إبراهيمَ بنِ} الفَوّالَةِ، عَن ابنِ كاسٍ النَّخَعيِّ، وَعنهُ ابنُ الحاجِّ فِي الخِلَعِيَّات.
[فيل] في صفة الصديق من على: كنت الدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه وأخرا حين "فيلوا"، أي حين قال رأيهم فلم يستبينوا الحق، من قال الرجل في رأيه وفيل -إذا لم يصب فيه، ورجل قائل الرأي وفاله وفيله. ومنه ح: إن تمموا على "فيالة" هذا الرأي، أي انقطع نظام المسلمين. ك: اجعلوه على الشك: الفيل - أو: القتل، أي يشك بين الفيل -بالفاء، أو القتل- بالقاف، وغير أبي نعيم يقول: الفيل -بالفاء، وقيل: الفتك -بالفاء والكاف: موضع القتل وهو سفك الدم على غفلة. وح: أذان "الفيلة" -بفتح فاء وياء، جمع فيل. ج: حبسها حابس "الفيل"، أي فيل أبرهة الذي جاء بقصد تخريب الكعبة فحبسه الله فلم يتقدم إلى مكة ورد رأسه راجعا وأرسل إليهم أبابيل.
فيل: الفِيْلُ: مَعْرُوْفٌ. وهو من الرِّجَالِ: الثَّقِيْلُ الخَسِيْسُ الفائلُ الرَّأْيِ، وجَمْعُه أفْيَالٌ. واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ: عَظُمَ حَتّى صارَ كالفِيْلِ. وأوْلاَدُ الفِيْلِ: المَفْيُوْلاَءُ.
ويُقال لمَدِيْنَةِ خُوَارَزْمَ: فِيْلٌ؛ اسْمٌ مَعْرِفَةٌ.
والتَّفَيُّلُ: زِيَادَةُ الشَّبَابِ ومَهْكَتُه.
ورَجُلٌ فَيِّلُ اللَّحْمِ: أي كَثِيْرُه.
وتَفَيَّلَ رَأْيُ فلانٍ: أخْطَأَ في فِرَاسَتِه، ورَأْيٌ فائلٌ، ورَجُلٌ فَالُ الرَّأْيِ وفِيْلُه وفَيِّلُه. وقيل: الفِيْلُ العاجِزُ الجَبَانُ؛ وكذلك الفَالُ، والفَيّالُ: المُعِيْنُ لَهُ على العَجْزِ. والمُفَايَلَةُ: لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بها فِتْيَانُ الأعْرَابِ. واللاّعِبُ: المُفَايِلُ.
والفَائِلاَنِ: عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَا الفَخِذَيْنِ. وقيل: الفَائلُ والفَأْلُ: عِرْقٌ يَخْرُجُ من فَوّارَةِ الوَرِكِ.
والفَائِلاَنِ: مَضِيْغَتَانِ من اللَّحْمِ أسْفَلُهُما على الصَّلَوَيْنِ من لَدُنْ أدْنى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْبِ.
فيل: فَيَّل: بدد، بعثر. (فوك).
فيَّل: أراق، نثر، أفاض. (الكالا). وصب شيئا فشيئا بلطف. (الكالا).
فيل: أسرف، بذر، بدد (الكالا).
مفيْل: مسرف، مبذر، (الكالا).
مُفيّل: مبذر، مبدد. (الكالا).
نفييل: مصدر فيل.
تفيل: تبدد، تبعثر. (فوك).
تفيلة: الصب والإراقة في مواضع مختلفة.
استفال الرأي والعقل: استضعفه. ففي حيان بسام (1: 160و): فنقضوا مجاه واستفالوا راية وصوابه تنقصوا حجاه واستفالوا رأيه.
فيل: وجمعه أفيلة، وأنكره ابن السكبت وغيره (لين، كليلة ودمنة ص132، أبو الوليد ص734 أبو الفرج ص138).
فيل: في لعبة الشطرنج قطعة من أحجار لعبة الشطرنج. (الكالا، هوست 112، بوشر) وهذه القطعة لها صورة الفيل في المشرق.
فيلة. أتتني فيلة على فلان: أي سنحت لي فرصة أقضي بها حاجتي منه. (محيط المحيط).
الموز الفيلي: صنف من الموز. (الإدريسي قسم أفضل 7).
فيلولة (صيغت على وزن فيلولة) نومة بعد غروب الشمس مباشرة، وعند زيشر (16: 227): قبل غروب الشمس مباشرة، وتعتبر نومة مضرة جدا. (بدتون 1: 288).
فائل: هو في ديوان الهذليين (ص48) عرق يخرج من الورك فيتبطن الفخذ إلى الساق.
تفييل: خرقة، ثوب خلق (الكالا) وفيه ( estraco) قطعة.
فيل
فِيل [مفرد]: ج أفيال وفِيَلة:
1 - (حن) حيوان برِّيّ ضَخْم الجسْم له خرطوم عضليّ طويل يتناول به الأشياء وله نابان بارزان يُتخذ منهما العاج " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} " ° أصحاب الفِيل: قوم من نصارى اليمن توجّهوا إلى مكة قبل الإسلام بقيادة أميرهم أبرهة ومعهم الفيل
 يريدون هدم الكعبة فأهلكهم الله- ناب الفيل: العاج.
2 - قطعة في لعبة الشطرنج بشكل تاج الأسقف وتتحرّك قطريًّا عبر عدد من المسافات الشّاغرة.
• الفيل: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 105 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمس آيات.
• داء الفيل: (طب) تضخّم كبير في جلد الساقين خاصّة وما تحته من أنسجة بسبب انسداد الأوعية الليمفاويّة بالديدان الخيطيّة من جنس فلاريا.
• عام الفيل: العام الذي هجم فيه الأحباش بأفيالهم على الكعبة فأهلكهم الله تعالى، وفيه كانت ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. 

فيّال [مفرد]: ج فيّالة:
1 - مُروِّض الأفيال.
2 - صاحب الأفيال. 
[فيل] الفيلُ معروف، والجمع أفْيالٌ، وفيول، وفيلة. قال ابن السكيت: ولا تقل أفيلة. وصاحبه فيال. قال سيبويه: يجوز أن يكون أصل فيل فعل، فكسر من أجل الياء، كما قالوا أبيض وبيض. وقال الاخفش: هذا لا يكون في الواحد، إنما يكون في الجمع. ورجل فِيلُ الرأيِ، أي ضعيف الرأي. وقال : بَني رَبِّ الجوادِ فلا تَفيلوا فما أنتم فَنَعْذِرَكُمْ لفيلِ والجمع أفْيالٌ. ورجلٌ فالٌ، أي ضعيف الرأي مخطئ الفراسة. وقال  رأيتك يا أُخَيْطِلُ إذ جَرَيْنا وجُرِّبَتِ الفِراسةُ كنتَ فالا وقد فال الرأي يَفيلُ فُيولَةً. وفَيَّلَ رأيه تَفْييلاً، أي ضعّفه فهو فَيِّلُ الرأي. أبو عبيد: الفائِلُ: اللحم الذي على خربة الورك. قال: وكان بعضهم يجعل الفائلَ عرقا في الفخذ. قال الراجز: كأنما ييجع عرقا أبيضه وملتقى فائله وأبضه وهما عرقان في الفخذ. وقال الاصمعي في كتاب الفرس: وفي الورك الخربة، وهى نقرة فيها لحم لا عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل. قال: وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم، إنما هو جلد ولحم. وأنشد للاعشى: قد نخضب العير في مكنون فائله وقد يَشيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ قال: ومكنون الفائل دمه. يقول: نحن بصراء بموضع الطعن. وقول امرئ القيس: سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفال أراد على الفائل، فقبله. والفول: الباقلى. 
[ف ي ل] الفِيْلُ مَعْرُوفٌ والجمعُ أَفيَالٌ وَفُيُولٌ وَفِيَلَةٌ والأُنْثَى فِيْلَةٌ وصَاحِبُهَا فَيَّالٌ قالَ سيبويه يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيْلٌ فِعْلاً وَفُعْلاً فَتَكُونُ أَفْيَالٌ إِذَا كانَ فُعْلاً بِمَنْزِلَةِ الأجْنَادِ والأجْحَارِ ويَكُونُ الفُيُولُ بِمَنْزِلَةِ البُرُوْجِ وَيَكُونُ الفِيَلَةُ بِمَنْزِلَةِ الخِرَجَةِ يَعْنِي جَمْعَ خُرْجٍ ولَيْلَةٌ مِثْلُ لَونِ الفِيلِ أَيْ سَوْدَاءُ غَبْرَاءُ لا يُهْتَدَى لَهَا وَأَلْوَانُ الفِيَلَةِ كذلكَ واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ صَارَ كالفِيْلِ حَكَاهُ ابنُ جِنِّيٍّ في بَابِ اسْتَحْوَذَ وَأَخَوَاتِهِ وَأَنْشَدَ لأَبي النَّجْمِ

(يُدِيْرُ عَيْنَي مُصْعَبٍ مُسْتَفْيِلِ ... )

والتَّفَيُّلُ زِيَادَةُ الشَّبَابِ وتَفَيَّلَ النَّبَاتُ اكْتَهَلَ عن ثَعْلَبٍ وَفَالَ رَأْيُهُ يَفِيْلُ فَيْلُولَةَ أَخْطَأَ وَضَعُفَ قال الكُمَيْتُ

(بَنِي رَبِّ الجَوادِ فَلا تَفِيلُوا ... فَمَا أَنْتُم فَنَعْذِرَكُمْ لِفِيْلِ ... )

وَتَفَيَّلَ كَفَالَ وَفَيَّلَ رَأْيَهُ قَبَّحَهُ وخَطَّأَهُ وَقَوْلُ أُمَيَّةَ بن أَبي عَائِذٍ

(فَلَو غَيْرَها مِن وُلْدِ كَعْبِ بنِ كاهِلٍ ... مَدَحْتَ بِقَولٍ صَادِقٍ لَمْ تَفَيَّلِ)

فَإِنَّهُ أَرَادَ لَمْ يُفَيَّلْ رَأْيُكَ وَفي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ المُضَافَ إِذَا حُذِفَ رُفِضَ حُكْمُهُ وصَارَتِ المُعَامَلَةُ لما صِرْتَ إِلَيهِ وَحَصَلْتَ عليه أَلاَ تَرَى أَنَّهُ تَرَكَ حَرْفَ المُضَارَعَةِ المُؤذِنَ بالغَيْبَةِ وهُو اليَاءُ وعَدَلَ إِلَى الخِطَابِ البَتَّةَ فَقَالَ تُفَيَّلْ بالتَّاءِ أَيْ لَمْ تُفَيَّلْ أَنْتَ وَمِثْلُهُ بَيْتُ الكتاب

(أُولئِكَ أَوْلَى من يَهُودَ بمدْحَةٍ ... إِذَا أَنْتَ يومًا قُلْتَهَا لَمْ تُفَنَّدِ)

أَي يُفَنَّدْ رَأيُكَ وَرَجُلٌ فِيْلُ الرَّأْيِ والفِرَاسَةِ وَفَالُهُ وفَايِلُهُ وَفَيِّلُهُ وَفَيْلُهُ والجَمْعُ أَفْيَالٌ وفي رَأْيِهِ فَيَالَةٌ وَفُيُولَةٌ والمُفَايَلَةُ والفِيَالُ والفَيَالُ لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعْرَابِ يَخْبَئُونَ الشَّيءَ في التُّرَابِ ثُمَّ يَقَسِمُونَهُ فَإِذَا أَخْطَأَ المُخْطِئُ قِيلَ لَهُ فَالَ رَأْيُكَ قالَ طَرَفَةُ

(يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا ... كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ)

وقَوْلُهُ أَنشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ

(مِنَ النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى ... تَوَلَّوا وفَالُوا للصَّدِيقِ وَفَخَّمُوا)

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَالُوا تَعَظَّمُوا وَتفَخَّمُوا فَصَارُوا كالفِيَلَةِ أَو تَجَهَّمُوا للصَّدِيقِ لأنَّ الفِيْلَ جَهْمٌ أَو فَالَتْ آراؤُهُم في إِكرامِهِ وتَقْرِيبِهِ وَمَعُونَتِهِ عَلَى الدَّهْرِ فَلَم يُكْرمُوهُ وَلا أَعَانُوهُ والفَائِلُ اللَّحْمُ الَّذِي عَلَى خُرْبِ الوَرِكِ وَقِيلَ هُو عِرْقٌ وقيلَ الفَائِلاَن مَضِيْغَتَانِ مِن لَحْمٍ أَسْفَلُهُمَا عَلَى الصَّلَوَيْنِ مِن لَدُنْ أَدنَى الحَجَبَتَينِ إِلى العَجْبِ مُكْتَنِفَتَا العُصْمُصِ مُنْحَدِرتَانِ في جَانِبَي الفَخِذَيْنِ وَهُمَا من الفَرَسِ كذلك وقيل الفائِلانِ عِرْقَانِ مُسْتَنْبطِنَانِ حَاذَى الفَخِذَيْنِ واحْتَجُّوا بقول الأَعْشَى

(قَد نَخْضِبُ العَيْرَ مِن مَكُنُونِ فَائِلِه ... وَقَد يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ)

قَالُوا فَلَمْ يَجْعَلْهُ مَكْنُونًا إِلا وهُو عِرْقٌ قالَ الأَوَّلُونَ بَلْ أَغَابَ السِّنَانَ في أَقْصَى اللَّحْمِ وَلَوْ كانَ عِرْقًا مَا قالَ أَشْرَفَتِ الحَجَبَاتُ عليه ويقالُ المَكْنُونُ هاهنا الدَّمُ وأَرَادَ أَنَّا حُذَّاقٌ بالطَّعْنِ في الفَايلِ والفَالُ لُغَةٌ في الفَائِلِ قالَ امرُؤُ القَيْسِ (لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ ... )

فيل: الفِيل: معروف، والجمع أَفْيال وفُيُول وفِيَلة؛ قال ابن السكيت:

ولا تقل أَفْيِلة، والأُنثى، فِيلة، وصاحبها فَيَّال

(* قوله «وصاحبها

فيال» مثله في القاموس، وكتب عليه هكذا في النسخ والأصوب وصاحبه كما في

الشرح) قال سيبويه: يجوز أَن يكون أَصل فيل فُعْلاً فكسر من أَجل الياء كما

قالوا أَبيض وبِيض؛ قال الأَخفش: هذا لا يكون في الواحد إِنما يكون في

الجمع؛ وقال ابن سيده: قال سيبويه يجوز أَن يكون فِيل فِعْلاً وفُعْلاً

فيكون أَفْيال، إِذا كان فُعْلاً، بمنزلة الأَجناد والأَجْحار، ويكون

الفُيُول بمنزلة الخِرَجَةَ

(* قوله «ويكون الفيول بمنزلة الخرجة» هكذا في الأصل

ولعله محرف، والأصل: ويكون الفيلة بمنزلة الخرجة وأن في الكلام سقطاً)

يعني جمع خُرْج. وليلة مثل لون الفِيل أَي سَوْداء لا يهتدي لها، وأَلوان

الفِيَلة كذلك.

واسْتَفْيَل الجملُ: صار كالفِيل؛ حكاه ابن جني في باب اسْتَحْوذ

وأَخواته؛ وأَنشد لأَبي النجم:

يريد عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل

والتفيُّل: زيادة الشباب ومُهْكَته؛ قال الشاعر:

حتى إِذا ما حانَ من تَفَيُّله

وقال العجاج:

كلّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا

عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَيَّلا

قال: تفيَّل إِذا سمن كأَنه فِيل. ورجل فَيِّل اللحم: كثيرة، وبعضهم

يهمزه فيقول فَيْئِل، على فَيْعِل.

وتفيَّل النبات: اكْتَهَل؛ عن ثعلب.

وفَال رأْيُه يَفِيل فَيْلولة: أَخْطأَ وضَعُف. ويقال: ما كنت أُحب أَن

يرى في رأْيك فِيَالة. ورجل فِيلُ الرأْي أَي ضعيف الرأْي؛ قال الكميت:

بني رَبِّ الجَواد، فلا تَفِيلوا،

فما أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِيل

وقال جرير:

رأَيتُك يا أُخَيْطِل، إِذْ جَرَيْنا

وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا

وتفيَّل: كَفال. وفَيَّل رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه؛ وقال أُمية بن أَبي

عائذ:

فَلَوْ غَيْرَها، من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ،

مدحْتَ بقول صادق، لم تُفَيَّلِ

فإِنه أَراد: لم يفيَّل رأْيُك، وفي هذا دليل على أَن المضاف إِذا حذف

رِفِض حكمه، وصارت المعاملة إِلى ما صرت إِليه وحصلت عليه، أَلا ترى أَنه

ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَيْبة، وهو الياء، وعدل إِلى الخطاب البتة

فقال تُفَيَّل، بالتاء، أَي لم تفيَّل أَنت؟ ومثله بيت الكتاب:

أَولئك أَولَى من يَهودَ بِمِدْحَة،

إِذا أَنتَ يوماً قلتَها لم تُفَنَّد

أَي يفنَّد رأْيُك. قال أَبو عبيدة: الفَائِل من المتفرِّسين الذي يظن

ويخطيء، قال: ولا يعد فائلاً حتى ينظر إِلى الفَرس في حالاته كلها

ويتفرَّس فيه، فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غير فائِل. ورجل فِيلُ الرأْي

والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كان ضعيفاً، والجمع أَفْيال. ورجل

فالٌ أَي ضعيف الرأْي مخطئ الفِراسة، وقد فال الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة.

وفَيِّل رأْيَه تَفْيِيلاً أَي ضعَّفه، فهو فَيِّل الرأْي. قال ابن بري:

يقال فال الرجل يَفِيل فُيُولاً وفَيالة وفِيالة؛ قال أُفْنُون

التَّغلَبي:

فالُوا عليَّ، ولم أَملِك فَيالَتهم،

حتى انتَحَيْت على الأَرْساغ والقُنَنِ

وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما: كنتَ للدِّين يَعْسوباً

أَوَّلاً حين نفَر الناس عنه وآخراً حين فَيَّلوا، ويروى فَشِلوا، أَي حين

فال رأْيُهُم فلم يَسْتبينوا الحق. يقال: فال الرجل في رأْيه وفَيَّل إِذا

لم يصِب فيه، ورجل فائل الرأْي وفالُه وفَيَّله؛ وفي حديثه الآخر: إِنْ

تَمَّموا على فِيَالة هذا الرأْي انقطع نِظام المسلمين؛ المحكم: وفي

رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة.

والمُفايَلة والفِيَال والفَيال لُعْبة للصبيان، وقيل: لعبة لفِتيان

الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشيء في التراب ثم يقسِمونه بقسمين ثم يقول

الخابئ لصاحبه: في أَي القسمين هو؟ فإِذا أَخطأَ قال له: فال رأْيُك؛ قال

طرفة:

يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بها،

كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ

قال الليث: يقال فَيَال وفِيَال، فمن فتح الفاء جعله اسماً، ومن كسرها

جعله مصدراً؛ وقال غيره: يقال لهذه اللعبة الطُّبَن والسُّدَّر؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي:

يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ

قال ابن بري: والفِئال من الفأْل بالظفر، ومن لم يهمز جعله من فالَ

رأْيُه إِذا لم يظفَر، قال: وذكره النحاس فقال الفِيَال من المُفايَلة ولم

يقل من المُفاءلة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

من الناس أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَى

تَوَلَّوْا، وفَالوا للصديق وفَخَّموا

يجوز أَن يكون فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فصاروا كالفِيَلة، أَو

تجهَّموا للصديق لأَن الفِيل جَهْم، أَو فالَتْ آراؤهم في إِكرامه وتقريبه

ومَعُونته على الدهر فلم يكرموه ولا أَعانوه.

والفائِل: اللحمُ الذي على خُرْب الوَرِك، وقيل: هو عِرْق؛ قال الجوهري:

وكان بعضهم يجعل الفائل عِرْقاً في الفخذ؛ قال هميان:

كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ،

ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ

وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس: في الورِك الخُرْبة وهي نقرة فيها لحم لا

عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل، قال: وليس بين تلك النقرة وبين الجوف

عظم إِنما هو جلد ولحم، وقيل: الفائِلان مُضَيْغَتان من لحم أَسفلهما على

الصَّلَوَيْن من لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْب، مُكْتَنِفتا

العُصْعُص منحدِرتان في جانبي الفخذين؛ واحتجوا بقول الأَعشى:

قد نَخْضِبُ العيرُ من مَكْنون فائِلِه،

وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَل

قالوا: فلم يجعله مَكْنوناً إِلا وهو عِرْق، قال الأَوَّلون: بل أَغاب

اللسان في أَقْصى اللحم، ولو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان

عليه، ويقال: المَكْنون هنا الدَّمُ؛ قال الجوهري: مَكْنون الفَائِل دَمُه،

وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن في الفائل، وذلك أَن الفارس إِذا حَذَق

الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه ليس دون الجَوف عظم، ومَكْنون فائِله دمُه الذي

قد كُنَّ فيه. والفَالُ: لغة في الفائِل؛ قال امرؤ القيس:

ولم أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة، بالضُّحَى،

على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ، سَلِيم الشَّظى، عَبْلِ

الشَّوى، شَنِجِ النَّسا،

لهُ حَجَباتٌ مُشْرُِفاتٌ على الفالِ

أَراد على الفائل فقلَب، وهو عِرْق في الفخذين يكون في خُرْبة الوَرِك

ينحدِر في الرِّجْل، والله أَعلم.

فيل

1 فَالَ رَأْيُهُ, aor. ـِ (S, M, O, K,) inf. n. فُيُولَةٌ, (S,) thus in some copies of the K and in the A, (TA,) or فَيْلُولَةٌ, (M, O,) thus in other copies of the K, (TA,) and فَيَالَةٌ, thus in the O, but in the copies of the K فَيْلَة, (TA,) His judgment, or opinion, was weak, (S, M, O, K,) and erroneous; (M, K;) as also ↓ تفيّل; (M, Z, K, TA;) and [in like manner] فِى رَأْيِهِ ↓ فَيَّلَ [not فُيِّلَ] he was incorrect in his judgment, or opinion; and ↓ فَيَّلُوا occurs in a trad. as meaning فال رَأْيُهُمْ: (TA:) [and فَالَ alone, said of a man, signifies the same as فال رَأْيُهُ, as is shown by a verse of El-Kumeyt cited in the T and M and O and TA: but it seems from what here follows (taken from a passage unconnected with the foregoing) that the first and third of what are mentioned above as inf. ns. are regarded by some as simple substs.:] and one says, ↓ فِى رَأْيِهِ فَيَالَةٌ, (T, M, K, TA,) the last word like سَحَابَةٌ, (TA, [in the CK, erroneously, فى رِوَايَةٍ فِيَالَةٌ,]) and ↓ فُيُولَةٌ, (M, K, TA,) meaning [In his judgment, or opinion, is] a weakness. (TA.) A2: And فال signifies also He (a man) magnified himself, and became like the elephant (الفِيل); or he showed a morose aspect: (TA:) [or it may so signify: IAar cites the following verse: مِنَ النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى

تَوَلَّوْا وَفَالُوا لِلصَّدِيقِ وَفَخَّمُوا which may mean [Of mankind are folks who, when they find riches, turn the back, and] magnify themselves and become like the elephant [to the friend, and aggrandize themselves] or show a morose aspect to the friend [&c.]; for the elephant is morose in aspect. (M.) 2 فيّل رَأْيَهُ, (S, M, K,) inf. n. تَفْيِيلٌ, He declared [or esteemed] his judgment, or opinion, to be weak, (S.) or bad, and erroneous. (M, K.) Umeiyeh Ibn Abee-'Áïdh says, فَلَوْ غَيْرَهَا مِنْ وُلْدِ كَعْبِ بْنِ كَاهِلٍ

مَدَحْتَ بِقَوْلٍ صَادِقٍ لَمْ تُفَيَّلِ meaning لَمْ يُفَيَّلْ رَأْيُكَ (SKr, M) i. e. [But hadst thou praised other than her, of the children of Kaab Ibn-Káhil, with a true saying,] thy judgment, or opinion, would not have been declared weak. (SKr.) b2: See also 1, in two places.3 فَايَلَ, [inf. n. مُفَايَلَةٌ and فِيَالٌ, (see الفَيَالُ below,)] He played [at the game called الفَيَال: see its part. n. below]. (O.) 5 تفيّل: see 1.

A2: Also He (a man, K, [or a camel, as is indicated in the O,]) became fat, (O, K,) as though he were a فِيل [or an elephant]. (O.) [See also 10.] b2: And, said of youth, or young manhood, (الشَّبَاب,) It increased, (Lth, T, M, O, K,) and became in its prime and fulness. (Lth, T, O.) b3: And, said of herbage, It became tall, and full-grown; or became of its full height, and blossomed. (Th, M, K.) 10 اِسْتَفْيَلَ He (a camel) became like the فِيل [or elephant] (M, K, TA) in bigness: (TA:) mentioned by IJ among the class of اسْتَحْوَذَ and the like: part. n. مُسْتَفْيِلٌ. (M.) [See also 5.]

فَالٌ: see فِيلٌ, latter half: A2: and the paragraph commencing with فَائِلُ الرَّأْىِ, near its end: A3: and see also فَأْلٌ, in art. فأل.

فَيْلٌ: see the paragraph here following.

فِيلُ [The elephant; Pers\. پيل;] a certain animal, (TA,) well known: pl. [of pauc.] أَفْيَالٌ and [of mult.] فُيُولٌ and فِيَلَةٌ; (S, M, O, Msb, K;) not أَفْيِلَةٌ: (ISk, S, O, Msb:) accord. to Sb.

فِيلٌ may be originally of the measure فُعْلٌ, (S, M, O,) pronounced with kesr because of the ى, like as they said أَبْيَضُ and بيضٌ; but Akh says, this is not the case in the sing, but only in the pl.: (S, O:) fem. with ة. (M, K) b2: Hence, لَيْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ الفِيلِ [lit. A night like the colour of the elephant;] meaning a night that is black. (M, TA,) and dust-coloured; (M;) in which one knows not the right course to pursue: the colours of the فيل being of this kind. (M, TA.) b3: [Hence, also, دَآءُ الفِيلِ The disease called by us the tumid Barbadoes leg; because the leg of the patient resembles that of the elephant by reason of its enormously-swollen state: not (as some have supposed it to be) elephantiasis; this latter being termed جُذَام (q. v.) [b4: And hence, likewise, used as an epithet,] فِيلٌ signifies also (tropical:) Heavy [or dull]; and low, ignoble, or mean. (K, TA.) b5: And one says رَجُلٌ فِيلُ الرَّأْىِ, meaning A man weak in respect of judgment, or opinion; (T, S, M, O, K;) and so ↓ فِيْلُهُ; (M, K;) and ↓ فَائِلُهُ: (T, M, O, K;) and ↓ فَيِّلُهُ, (ISk, T, S, M, O, K,) of the measure فَيْعِل; (O:) and ↓ فَالُهُ, (T, M, O, K,) and فَالٌ alone. (S, K.) meaning weak in respect of judgment, or opinion; (T, S, M, O, K;) erring in insight: (S:) pl. of the first] أَفْيَالٌ: (S, M, O, K:) but AO says, the ↓ فَائِل is one who, inspecting, forms an opinion and errs; if he err after examining a horse in all its states or conditions and forming an opinion respecting it from his inspection, [not while doing so,] he is not reckoned to be فائل. (TA.) الفَيَالُ and الفِيَالُ, (Lth, T, M, O, K) the former a subst, and the latter an inf. n. [of 3], (Lth, T, O,) and ↓ المُفَايَلَةُ [which is likewise an inf. n. of 3], (M, K,) A certain game, (Lth, T, M, O, K,) well known, (O,) of the children, (T,) or of the youths, or young men, of the Arabs (M, K) of the desert, (M,) with earth, or dust: (Lth, T, M, O:) a thing is hidden in earth, or dust, which is then divided (T, M) into two portions; then the hider says to his companion, In which of them twain is it? (T;) and if he [who is thus questioned] mistake, the hider says to him فَالَ رَأْيُكَ: (T, M, * K; *) ISk termed it الفِئَالُ, with ء; (O;) and it has been mentioned before in art. فأل: (T, O, K:) accord. to some, (TA,) this game is called الطَّبَنُ and السُدَّرُ. (T, TA. [But see the former of these two words.]) فَيَالَةٌ: see the first paragraph.

فُيُولَةٌ: see the first paragraph.

فَيِّلُ اللَّحْمِ A man having much flesh: (T, O, * K:) some pronounce it with ء, (T, O,) saying فَيأَل, (T,) or فَئِل; (O;) both mentioned before [in art. فأل]. (TA.) b2: فَيِّلُ الرَّأْىِ: see فِيلٌ, latter half.

فَيِّالٌ The attendant, or master, (S, M, O, Msb, K,) or the keeper, or driver, (MA, KL,) of the فِيل [or elephant], (S, MA, O, Msb, KL,) or of the فِيلَة. (So in the M and K.) فَائِلُ الرَّأْىِ: see فِيلٌ, latter half, in two places.

A2: الفَائِلُ [as a subst.] signifies The flesh that is upon the خُرْبَة, (S, O,) or خُرْب, (K, [in the M, accord. to the TT, حرف, app. a mistranscription,]) of the وَرِك; (S, M, O, K;) [which, I think, will be plainly seen from what follows to mean the flesh that is upon the sacro-ischiatic foramen; though خُرْبَةُ الوَرِكِ and خُرْبُ الوَرِكِ are said in the TA, in art. خرب, to mean “ the hole where the head of the thigh-bone is inserted; ”] so says A 'Obeyd: (S, O:) or, (S, M, O, K,) as some say, so adds A 'Obeyd, (S, O,) a certain vein (T, S, M, O, K) in the خُرْبَة of the وَرِك, descending into the leg, (T,) or in the thigh: (S, O:) As says, in “ the Book of the Horse,” in the وَرِك is the خُرْبَة, which is a نُقْرَة wherein is flesh, no bone being in it; and in that نُقْرَة is the فَائِل, and there is no bone between the said نقرة and the belly, but only skin and flesh; (T, * S, O;) and he cites the saying of El-Aashà, قَدْ نَخْضِبُ العَيْرَ فِى مَكْنُونِ فَائِلِهِ وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ [Oft we stain the ridge of the spear-head in what is concealed in the interior of his فائل, and oft the man of valour dies by means of our spears]; مَكْنُونُ الفَائِلِ means his blood: he says [by implication], we are skilful in respect of the place of piercing: (S, O:) but As said مِنْ in the place of فِى; and AA, قَدْ نَطْعُنُ; which has been pronounced to be wrong: (O:) or the فَائِلَانِ, (T, M,) or the ↓ فَائِلَتَانِ, (so in the K, [app. a mistranscription,]) are two veins entering into the interior parts of the thighs (T, M, K,) in the hinder parts thereof; (M, K;) and they adduce as an evidence thereof the verse of El-Aashà cited above, saying that the epithet مكنون would not have been used if the فائل were not a vein; but others say that [the poet meant that] he made the spear-head to become concealed in the furthest part of the flesh; and if the فائل were a vein, it would not have been mentioned as it has been in a phrase of Imra-el-Keys which will be cited in what follows: (M:) [hence it is said,] or they are two portions of flesh [between which is the lower part of the os sacrum, i. e.] the lower parts of which are upon the صَلَوَان [dual of صَلًا], from the region of the lower portions of the حَجَبَتَانِ to the عَجْب, bordering upon the عُصْعُص on either side, descending in the two sides of the two thighs; [so in a human being,] and thus in the horse: (M, K: [for the meanings of the words that I have here left untranslated, I must refer to their several proper arts.; as they are variously explained:]) ↓ الفَالُ is a dial. var. of الفَائِلُ; (M, K, TA;) which is expl. by Sgh [in the O] as meaning a certain vein issuing from the فَوَّارَة of the وَرِك [i. e. from the sacro-ischiatic foramen]: (TA:) [but the assertion that الفال is a dial. var. of الفائل seems to be founded only upon what here follows:] Imra-el-Keys says, [describing a horse,] لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ (S, M; or على الفَالِى, as in the O and TA;) [i. e. He has edges of the haunch-bones projecting above, or beyond, the فائل; for] he means على فَائِلِ, having altered the latter word by transposition. (T, S, O, TA.) فَائِلَةٌ: see its dual in the next preceding paragraph, near the middle.

أَفْيَلُ [More, and most, weak, or erroneous; relating to a judgment, or an opinion]. أَفْيَلُ مِنَ الرَّأْىِ الدَّبَرِىِّ is a prov., meaning [More weak] than an opinion that is given after the affair [to which it relates] has passed. (Meyd.) مُفَايِلٌ [in the S and O in art. فأل, with ء, i. e. مُفَائِلٌ,] Playing at the game called الفَيَالُ. (M, O.) المُفَايَلَةُ expl. as a subst.: see الفَيَالُ.

مَفْيُولَآء [a quasi-pl. n. (like مَشْيُوخَآءُ &c.), but one of which the sing. (if it have one) is not mentioned,] The young ones of the فِيل [or elephant]. (O, K.) مُسْتَفْيِلٌ part. n. of 10, q. v. (M.)
فيل
{الْفِيل، بالكَسْر: حَيَوَانٌ م مَعْرُوف، ج:} أَفْيَالٌ، {وفُيولٌ،} وفِيَلَةٌ كعِنَبَةٍ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: وَلَا تقُلْ أَفْيِلَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يجوز أَن يكونَ أصلُ {فِيل فُعْلاً، فكُسِر من اجلِ الْيَاء، كَمَا قَالُوا أَبْيَض وبِيض، وَقَالَ الأخْفَشُ: هَذَا لَا يكونُ فِي الواحدِ، وإنّما يكونُ فِي الْجمع، وَهِي بهاءٍ، وصاحبُها} فَيَّالٌ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ وصاحِبُه، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(لَو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُهُ ... زَلَّ عَن مِثلِ مَقامي وَزَحَلْ)
{والمَفْيولاء: أولادُه كَمَا فِي العُباب، قَالَ شَيْخُنا: يُنظَرُ هَل لَهُ مُفرَدٌ فيُلحَقَ بمَفْعولاءَ الوارِدِ جَمْعَاً، أَو غيرُ ذَلِك.} والفِيلُ أَيْضا: الثقيلُ الخَسيسُ، وَهُوَ مَجاز. {واسْتَفْيَلَ الجمَلُ: صارَ} كالفيلِ فِي عِظَمِه، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ، وَحَكَاهُ ابنُ جِنِّي فِي بابِ اسْتحوَذَ وأخَواته، وأنشدَ لأبي النَّجم: يُديرُ عَيْنَيْ مُصْعَبٍ {مُسْتَفْيِلِ} وَتَفَيَّلَ النباتُ: اكْتَهلَ، عَن ثَعْلَب. (و) {تفَيَّلَ الشَّبَاب: زادَ، عَن اللَّيْث، وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا حانَ مِن} تفَيُّلِهْ تفَيَّلَ فلانٌ: سَمِنَ، وَقَالَ العَجّاجُ: كلُّ جُلالٍ يَمْنَعُ المُحَبَّلا عَجَنَّسٌ قَرْمٌ إِذا {تفَيَّلا أَي إِذا سَمِنَ كأنّه فِيلٌ. وفال رَأْيُه} يَفِيلُ! فَيْلُولَةً، وَفِي بعضِ النّسخ {فُيُولَةً، وَمثله فِي الأساس،} وفَيْلَةً، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي العُباب {فَيالَةً: أَخْطَأَ وضَعُفَ، يُقَال: مَا كنتُ أُحِبُّ أَن يُرى فِي رَأْيِكَ فَيالَةً، كَمَا فِي اللِّسان، وَفِي الأساس:} فُيولَةً: أَي ضَعْفَاً، {كَتَفَيَّلَ، نَقله ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيّ.
} وفَيَّلَ رَأْيَه: قبَّحَه وخطَّأَه، قَالَ أُميّةُ ابنُ أبي عائِذٍ الهُذَليُّ:
(فَلَو غَيْرَها مِن وُلْدِ كَعْبِ بنِ كاهِلٍ ... مَدَحْتَ بقولٍ صادقٍ لم {تُفَيَّلِ)
أَي لم} يُفَيَّلْ رَأْيُك، وَفِي هَذَا دليلٌ على أنّ المُضافَ إِذا حُذِفَ رُفِضَ حُكمُه، وصارَت المُعاملَةُ إِلَى مَا صِرتَ إِلَيْهِ وحصلتَ عَلَيْهِ، أَلا ترى أنّه تَرَكَ حرفَ المُضارَعةِ المُؤْذِنَ بالغَيبَةِ وَهُوَ الْيَاء، وَعَدَلَ إِلَى الخطابِ البَتّةَ فَقَالَ: {تُفَيَّل بِالتَّاءِ، أَي لم تُفَيَّلْ أنتَ. ورجلٌ فِيلُ الرأيِ والفِراسَةِ بالكَسْر والفتحِ وككَيِّسٍ وَهَذَا عَن ابْن السِّكِّيت،} وفالُه {وفائِلُه،} وفالٌ من غيرِ إضافةٍ: أَي ضعيفُه، أَي الرَّأْي، مُخطِئُ الفِراسَة، ج: {أَفْيَالٌ، وَيُقَال أَيْضا: فَيْأَلُ الرَّأْي، كَحَيْدَرٍ، وَقد ذُكِرَ فِي فأل)
وشاهدُ الفِيلِ قَوْلُ الكُمَيْت:
(بَنِي رَبِّ الجَوادِ فَلَا} تَفِيلوا ... فَمَا أَنْتُم فَنَعْذِرَكُم لفِيلِ)
رَبُّ الجَواد: رَبيعةُ الفرَس، وشاهدُ {الفالِ قَوْلُ جَرير:
(رَأَيْتُكَ يَا أُخَيْطِلُ إذْ جَرَيْنا ... وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ كنتَ} فالا)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: {الفائِلُ من المُتَفَرِّسينَ: الَّذِي يظُنَّ ويخطئُ، قَالَ: وَلَا يُعَدُّ} فائِلاً حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الفرَسِ فِي حالاتِه كلِّها وَيَتَفرَّسُ فِيهِ، فَإِن أَخْطَأ بعد ذَلِك فَهُوَ فارِسٌ غيرُ {فائِلٍ. وَفِي رَأْيِه} فَيَاَلَةٌ، كَسَحَابَةٍ، {وفُيولَةٍ، بالضَّمّ: أَي ضَعفٌ، وَفِي الحديثِ: إنْ تَمَّمُوا على فَيالَةِ هَذَا الرأيِ انْقطعَ نِظامُ المُسلِمين قَالَه عليٌّ يصفُ أَبَا بكرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لأُفْنونٍ التَّغْلبيِّ:
(فالوا علَيَّ وَلم أَمْلِكْ} فَيالَتَهُمْ ... حَتَّى انْتَحَيْتُ على الأرْساغِ والثُّنَنِ)
{والمُفايَلةُ} والفِيال، بالكَسْر والفتحِ غيرَ مَهْمُوزين عَن اللَّيْث، قَالَ: فَمن فَتَحَ جَعَلَه اسْما، وَمن كَسَرَ جَعَلَه مَصْدَراً: لُعبةٌ لفِتيانِ العربِ، وَقيل: لصِبيانِهم بالتُّرابِ يَخْبَئونَ الشيءَ فِيهِ، ثمّ يَقْسِمونَه، ثمّ يقولُ الخابِئُ لصاحبِه: فِي أيِّ القِسْمَيْنِ هُوَ، وتقدّم فِي فأل، فَإِذا أخطأَ قيل لَهُ: {فالَ رَأْيُكَ، وَقَالَ طَرَفَةُ:
(يَشُقُّ حُبابَ الماءِ حَيْزُومُها بهَا ... كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ} المُفايِلُ باليَدِ)
وَقَالَ بعضُهم: يُقَال لهَذِهِ اللُّعبةِ الطُّبَنُ والسُّدَّرُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: والفِئالُ من الفَأْلِ بالظَّفَر، وَمن لم يَهْمِزْ جَعَلَه من فالَ رَأْيُه: إِذا لم يَظْفَرْ، قَالَ: وذكرَه النَّحاسُ فَقَالَ: {الفِيالُ من} المُفايلَةِ، وَلم يقلْ من المُفاءَلة. قلتُ: وَقد هَمَزَ شَمِرٌ الفِيال، وَقد تقدّم. {والفائِل: اللحمُ الَّذِي على خُرْبِ الوَرِكِ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ، أَو عِرْقٌ، وَفِي الصِّحاح: وَكَانَ بعضُهم يجعلُ} الفائِلَ عِرْقاً فِي الفَخِذِ، نَقله عَن أبي عُبَيْدٍ، وأنشدَ للراجزِ، وَهُوَ هِمْيان: كأنَّما يَيْجَعُ عِرْقاً أَبْيَضِهْ ومُلْتَقى {فائِلِهِ ومأْبَضِهْ وهما عِرقانِ فِي الفَخِذِ. قيل:} الفائِلَتان: مُضْغَتان من لحمٍ أسفلُهما على الصَّلَوَيْنِ من لَدُنْ أدنى الحَجَبَتَيْنِ إِلَى العَجْبِ، مُكْتنَنِفَتا العُصْعُصَ مُنحَدِرَتانِ فِي جانِبَيِ الفَخِذَيْن، وهما من الفرَسِ كَذَلِك، أَو هما عِرقانِ مُستَبْطِنانِ حاذِيَ الفَخِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ فِي كتابِ الفرَس: وَفِي الوَرِكِ)
الخُرْبَةُ وَهِي نُقْرَةٌ فِيهَا لحمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا، وَفِي تلكَ النُّقرةِ الفائِلُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَين تلكَ النُّقرةِ وبينَ الجَوفِ عَظمٌ إنّما هُوَ جِلْدٌ ولحمٌ، وأنشدَ للأعشى:
(قد نَخْضِبُ العَيْرَ من مَكْنُونِ {فائلِه ... وَقد يَشِيطُ على أرماحِنا البَطَلُ)
قَالَ: ومَكْنُونُ الفائلِ دَمُه، يَقُول: نَحن بُصَراءُ بمَوضِعِ الطَّعنِ، انْتهى. وروى أَبُو عمروٍ: قد نَطْعَنُ العَيرَ فِي، وروى الأَصْمَعِيّ: قد نَخْضِبُ العَيرَ مِن، وَقد خُطِّئَ أَبُو عمروٍ فِي روايتِه، كَذَا فِي العُباب.} والفال: لغةٌ فِيهِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: عِرقٌ يخرجُ من فَوَّارَةِ الوَرِكِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لامرئِ القَيس:
(سَليمِ الشَّظى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسا ... لهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على {الفالي)
أرادَ على الفائلِ فَقَلَبه، وَهُوَ عِرقٌ فِي الفَخِذَيْنِ يكونُ فِي خُربَةِ الوَرِكِ ينحدِرُ فِي الرِّجل. ورجلٌ} فَيِّلُ اللَّحْم، ككَيِّسٍ وَهَمَزه بعضُهم، وَقد تقدَّم: أَي كثيرُه.! وفالُ: ة، بفارِس فِي آخِرِ نَوَاحِيهَا من جهةِ الْجنُوب، وَهِي مُعَرَّبَةُ بَالأهلِ البَصرةِ، كُنيَتُه أَبُو سهلٍ، يروي عَن جَرادِ بن طارقٍ، وَعنهُ الصَّعِقُ العَيْشيُّ، ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي ثِقاتِ التَّابِعين. وفِيلٌ أَيْضا: مَوْلَى زيادِ بن أبي سُفْيانَ. وَأَبُو {الفِيل الخُزاعيُّ صحابيٌّ، روى)
عَنهُ عَبْد الله بنُ جُبَيْرٍ صحابيٌّ أَيْضا، رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، فِي النَّهْيِ عَن سَبِّ ماعزٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لَيْلَةٌ مِثلُ لَوْنِ الفِيل: أَي سَوْدَاءُ لَا يُهتَدى لَهَا، وألوانُ الفِيَلَةِ كَذَلِك.} وفَيَّلَ الرجلُ فِي رأيِه {تَفْيِيلاً: إِذا لم يُصِبْ، وَمِنْه قولُ عليٍّ يصفُ أَبَا بكرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: وكنتَ آخِراً حينَ} فَيَّلوا. أَي حِين فالَ رَأْيُهم، ويُروى: حينَ فَشِلوا. {والفَيّالُ، كشَدّادٍ: صاحبُ الفِيل.
وفالَ الرجلُ: تعَظَّمَ فصارَ} كالفِيل، أَو تجَهَّم. وَذُو الفِيلِ البَجَليُّ قَتَلَتْه بَنو نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ، قَالَ شاعرُهم:
(وَذَا الفيلِ المُقَنَّعِ قد تَرَكْنا ... غَداةَ القاعِ مُنْجَدِلاً بقَفْرِ)
وبِركَةُ الفِيل: إِحْدَى بِرَكِ مِصرَ، وَيُقَال: بِركةُ {الأَفْيِلَة، وَقد تقدّم فِي برك. والشِّهابُ أحمدُ بنُ عليّ بن إبراهيمَ بن سُلَيْمانَ الكُرديُّ الفِيليُّ، من أصحابِ الشيخِ أبي الحسَنِ عليّ بن قُفْلٍ، روى عَن أبي المَكارِمِ الدِّمياطيِّ، وابنِ الصَّابونيّ، وغيرِه بالإجازةِ، وَمَات سنة قَالَ القُطبُ الحلَبيُّ فِي تاريخِ مِصر: هُوَ نِسبةٌ إِلَى جامعِ} الفِيَلَةِ ظاهرَ مِصر لأنّه وُلِدَ بِهِ.! وفالي: عِدّةُ قُرى بالهِند، خَرَجَ مِنْهَا أكابرُ العُلَماء. 
(فيل) رَأْيه ضعفه وَخَطأَهُ
(فيل) - في حديث عليّ في صِفَةِ أبي بكر - رضي الله عنهما -: "حين فَيَّلُوا "
أو حين فَالَ رَأْيُهم، فلم يَسْتَبِينُوا الحَقَّ في قِتالِ مَانِعى الزَّكَاةِ.
يقال: فَالَ الرّجُلُ في رَأيهِ، وفُئِل؛ إذا لم يُصِب. ورجل فَئِلُ الرَّأْي، وفَالُه (*) وفَيِّلُه وفَائِلُه، وفي رأيه فَيَالةٌ : أي ضَعْفٌ وسُخْفٌ.

فيل


فَالَ (ي)(n. ac. فَيْل
فَيْلُوْلَة )
a. Was weak, erroneous, unsound (judgment).

فَيَّلَa. Weakened, enfeebled; deemed, declared weak
erroneous.

تَفَيَّلَa. see Ib. Grew; became big, stout.

فِيْل
(pl.
فِيَلَة
فُيُوْل
أَفْيَاْل
38)
a. Elephant.

فِيْلَةa. Cow-elephant.

فَيَاْلa. Hide & seek (game).
فَيَاْلَةa. Weakness, unsoundness of judgment.

فِيَاْلa. see 22
فَيَّاْل
(pl.
فَيَّاْلَة)
a. Elephant-driver.

مَفْيُوْلَآء
a. Young elephants.

سِنّ الفِيْل
a. Ivory.

فَال الرَّأْي
فَائِل الرَّأْي
فَيِّل الرَّأْي
a. Weak in judgment.
فَيِّل اللَحْم
a. Fat, fleshy.

فَيْلَج
a. see under
فَلَجَ

فَيْلَخ
a. see under
فَلَخَ

فَيْلَسُوْف
a. see under
فَلْسَفَ

فَيْلَق (pl.
فَيَالِق)
a. Army; armycorps.
b. Misfortune, disaster.
c. Cocoon ( of silkworm ).
فِيْلُوْلُوْجِيَا
G.
a. Philology.

فِيْمَ (a. short for
فِيْمَا [ فِي
مَا ]), While, whilst.

زها

(زها) - في الحديث: "مَن اتَّخذَ الخَيْلَ زُهَاءً ونواءً على أهْلِ الإسلام فهي عليه وِزْرٌ"
الزُّهَاء والزَّهْوُ: الكِبْر، وأَصلُه الاستِخْفاف.
يُقال: زَها فهو مَزْهُوٌّ
- ومنه الحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى لا يَنْظُرُ إلى العائِل المَزْهُوّ". - - في حديث عائشة: "أَنّ جَارِيَتىِ تُزْهَى أن تلبِسَه في البَيْتِ"
من الزَّهو أيضا، وأصله الرَّفْع.
(زها)
زهوا وزهوا تاه وتعاظم وافتخر والسراج وَغَيره أضاءه واللون صفا وأشرق والبسر تلون بحمرة أَو صفرَة وَصفا لَونه بعد الْحمرَة أَو الصُّفْرَة وَالزَّرْع زكا ونما والغلام وَنَحْوه شب والنبات طَال واكتهل وَالشَّيْء فلَانا زهوا استحفه وَالْكبر فلَانا حمله على الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ والسراج وَغَيره أَضَاء والطل الزهر زَاده حسنا فِي المنظر السراب الشَّيْء زهوا رَفعه وَالرِّيح النَّبَات وَالشَّجر هزته غب الْمَطَر والندى والسفينة سَاقهَا والمروح المروحة حركها وَالشَّيْء بِكَذَا حزره وَقدره
[زها] نه: فيه: نهي عن بيع الثمر حتى "يزهى" وروى: حتى يزهو، زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته وأزهى إذا احمر واصفر، وقيل هما بمعنى الاحمرار والاصفرار، ومنهم من أنكر يزهو وآخر ينكر يزهى. ك: ما "تزهى" بفتح ياء على الحكاية وسونها فهو فعل موضع المصدر. ط: أي ما معناه. ن: لا تنبذوا "الزهو" بفتح زاي وضمها البسر الملون بدا فيه حمرة أو صفرة وطاب. وحتى "تزهو" كذا ضبطوه، والخطابي صوب تزهى بالضم. نه:"زهاء" ثلاثمائة، أي قدرها، من زهوت القوم إذا حزرتهم. ن: هو بضم زاي ومد، وفي رواية مابين السنين إلى الثمانين، قالوا: هما قضيتان. نه: ومنه: إذا سمعتم بناس من قبل المشرق أولى "زهاء" يعجب الناس من زيهم فقد أظلت الساعة، أي ذوي عدد كثير. وفيه: من اتخذ الخيل "زهاء" ونواء على أهل الإسلام فهي عيه وزر، هو بالمد والزهو الكبر والفخر، زهى الرجل فهو مزهو يتكلم بلف المفعول وإن كان بمعنى الفاعل، وزها يزهو لغية. ومنه: إن الله تعالى لا ينظر إلى العامل "المزهو". وح عائشة: إن جاريتي "تزهى" أن تلبسه في البيت أي تترفع عنه ولا ترضاه، تعني درعًا كان لها. ط: أي لا ترضى أن تلبس في البيت فضلًا أن تخرج بها. ك: تزهى بفتح هاء وكسرها، قوله: منهن، أي الدروع، أو من بين النساء.
زها شقح سنَن قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ كَمَا قَالَ وَلَكِن عمر لم يكره من بيعهَا أَن تكون مغضفة فَقَط إِنَّمَا كره بيعهَا قبل أَن يَبْدُو صَلاحها فَهِيَ لَا تكون فِي تِلْكَ الْحَال إِلَّا مغضفة فِي شَجَرهَا لم تجذ وَلم تقطف وَهَذَا مثل حَدِيث النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه نهى عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تَزْهو وزهوها أَن تصفرّ أَو تحمرّ وَمثله حَدِيث أنس أَنه كره بيعهَا حَتَّى يُشَقِّح والتشقيح مثل الزّهو أَيْضا وَكَذَلِكَ حَدِيثه الآخر حَتَّى تأمن من العاهة. وَهَذَا كُله بِمَعْنى وَاحِد وَإِنَّمَا ذكر عمر الإغضاف لِأَنَّهَا إِذا كَانَت غير رمدركة فَهِيَ لَا تكون إِلَّا متدلّية فكره أَن تبَاع على تِلْكَ الْحَال ثمَّ يَتْرُكهَا المُشْتَرِي فِي يَد البَائِع حَتَّى تطيب فَهَذَا الْمنْهِي عَنهُ الْمَكْرُوه. وَأما السَّلَم فِي السَّنِّ فَأن يسلف الرجل فِي الرَّقِيق والدّواب وكلّ شَيْء من الْحَيَوَان فَهُوَ مَكْرُوه فِي قَول أهل الْعرَاق لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ حدّ مَعْلُوم كَسَائِر الْأَشْيَاء وَقد رخّص فِيهِ بعض الْفُقَهَاء مَعَ هَذَا.
ز هـ ا : (الزَّهْوُ) الْبُسْرُ الْمُلَوَّنُ يُقَالُ: إِذَا ظَهَرَتِ الْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ فِي النَّخْلِ فَقَدْ ظَهَرَ فِيهِ الزَّهْوُ. وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: (الزُّهْوُ) بِالضَّمِّ. وَقَدْ (زَهَا) النَّخْلُ مِنْ بَابِ عَدَا وَ (أَزْهَى) أَيْضًا لُغَةٌ حَكَاهَا أَبُو زَيْدٍ وَلَمْ يَعْرِفْهَا الْأَصْمَعِيُّ. وَ (الزَّهْوُ) أَيْضًا الْمَنْظَرُ الْحَسَنُ يُقَالُ: (زُهِيَ) شَيْءٌ لِعَيْنَيْكَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَ (الزَّهْوُ) أَيْضًا الْكِبْرُ وَالْفَخْرُ وَقَدْ (زُهِيَ) الرَّجُلُ فَهُوَ (مَزْهُوٌّ) أَيْ تَكَبَّرَ. وَلِلْعَرَبِ أَحْرُفٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهَا إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الْمَفْعُولِ بِهِ وَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: زُهِيَ الرَّجُلُ. وَعُنِيَ بِالْأَمْرِ. وَنُتِجَتِ النَّاقَةُ وَالشَّاةُ وَأَشْبَاهُهَا. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: (زَهَا) يَزْهُو (زَهْوًا) أَيْ تَكَبَّرَ غَيْرَ مَجْهُولٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أَزْهَاهُ! لِأَنَّ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَ (زَهَاهُ) وَ (ازْدَهَاهُ) اسْتَخَفَّهُ وَتَهَاوَنَ بِهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يُزْدَهَى بِخَدِيعَةٍ. وَقَوْلُهُمْ: هُمْ (زُهَاءُ) مِائَةٍ أَيْ قَدْرُ مِائَةٍ. وَحَكَى بَعْضُهُمُ (الزَّهْوُ) الْبَاطِلُ وَالْكَذِبُ. 
[زها] الزَهْوُ: البُسر الملوّن. يقال: إذا ظهرت الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه الزَهْوُ. وأهل الحجاز يقولون الزُهْوُ بالضم. وقد زَها النخل زَهْواً، وأَزْهى أيضا لغة حكاها أبو زيد ولم يعرفها الاصمعي. والزهو: المنظر الحسن. يقال: زهى الشئ لعينيك. أبو زيد: زَهِتِ الشاةُ تَزْهُو زَهْواً، إذا أضرعتْ ودنا وِلادُها. والزَهْوُ: الكِبْرُ والفخر. قال الشاعر : متى ما أشأْ غير زَهْوِ الملو * كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ وقد زُهِيَ الرجل فهو مَزْهُوٌّ، أي تكبّر. وللعرب أحرف لا يتكلّمون بها إلا على سبيل المفعول به وإن كان بمعنى الفاعل، مثل قولهم: زُهِيَ الرجل، وعُنِيَ بالأمر، ونُتِجَتِ الشاة والناقة وأشباهُها. فإذا أمرت منه قلت: لتزه يا رجل. وكذلك الامر من كل فعل لم يسم فاعله ; لانك إذا أمرت منه فإنما تأمر في التحصيل غير الذى تخاطبه أن يوقع به وأمر الغائب لا يكون إلا باللام كقولك: ليقم زيد. وفيه لغة أخرى حكاها ابن دريد: زَها يزهو (*) زهوا، أي تكبر. ومنه قولهم: ما أَزْهاهُ. وليس هذا من زُهِيَ ; لأنَّ ما لم يسمّ فاعله لا يتعجَّب به. قال الشاعر : لنا صاحبٌ مولَعٌ بالخِلافِ * كثير الخَطاءِ قليلُ الصوابِ أَلَجُّ لَجاجاً من الخنفساءِ * وأَزْهى إذا ما مَشى من غرابِ وقلتُ لأعرابيّ من بني سُلَيم: ما معنى زهى الرجل؟ قال: أعجب بنفسه. فقلت: أتقول زها إذا افتخر؟ قال: أما نحن فلا نتكلم به. الاصمعي: زها السراب الشئ يزهاه، إذا رفعه، بالألف لا غير. وزَهَتِ الريح، أي هبِّتْ. قال عَبيدُ : ولَنِعْمَ أَيْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ * ريحُ الشتاء ومَأْلَفُ الجيرانِ وزَهَاهُ وازْدَهاهُ: استخفّه وتهاونَ به. قال عُمر بن أبي ربيعة المخزومى فلما تواقفنا وسلمت أقبلت * وُجوهٌ زهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا ومنه قولهم: فلان لا يُزْدَهى بخديعة. وزَهَتِ الإبل زَهْواً، إذا سارت بعد الوِرد ليلةً أو أكثر. حكاها أبو عبيد. قال: وزَهَوْتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدّى. وإبلٌ زاهِيَة، إذا كانت لا ترعى الحمض. حكاه ابن السكيت. وقولهم: هم زهاء مائةٍ، أي قدر مائة. وحكى بعضهم: الزَهْوُ: الباطل والكذب. وأنشد لابن أحمر: ولا تَقولَنَّ زَهْوٌ ما يُخَيِّرُنا * لم يترُك الشَيبُ لي زَهْواً ولا الكِبَرُ وربّما قالوا: زَهَتِ الريحُ الشجرَ تَزْهاهُ، إذا هزته.

زها: الزَّهْوُ: الكِبْرُ والتِّيهُ والفَخْرُ والعَظَمَةُ؛ قال أَبو

المُثَلَّمِ الهذلي:

مَتى ما أَشَأْ غَيْر زَهْوِ المُلُو

كِ، أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ

ورجل مَزْهُُوٌّ بنفسه أَي مُعْجَبٌ. وبفُلان زَهْوٌ

أَي كِبْرٌ؛ ولا يقال زَها. وزُهِيَ فُلانٌ فهو مَزْهُوٌّ

إذا أَُعْجِبَ بنفسه وتَكَبَّر. قال ابن سيده: وقد زُهِيَ على لفظ ما لم

يُسَمَّ فاعلُه، جَزَمَ به أَبو زيد وأَحمد بن يحيى، وحكى ابن السكيت:

زُِهِيتُ وزَهَوْتُ. وللعرب أَحرف لا يتكلمون بها إلا على سبيل المَفْعول

به وإن كان بمعنى الفاعل مثل زُهِيَ الرجُلُ وعُنِيَ بالأَمْر ونُتِجَتِ

الشاةُ والناقة وأَشباهها، فإذا أَمَرْت به قلت: لِتُزْهَ يا رجلُ، وكذلك

الأَمْر من كل فِعْل لم يُسمّ فاعله لأَنك إذا أَمَرْتَ منه فإنما تأْمر

في التحصيل غير الذي تُخاطِبه أَن يُوقِع به، وأَمْرُ الغائبِ لا يكون

إلا باللام كقولك ليَقُمْ زَيد، قال: وفيه لغة أُخرى حكاها ابن دريد زَها

يَزْهُو زَهْواً أَي تَكَبَّر، ومنه قولهم: ما أَزْهاهُ، وليس هذا من

زُهِيَ لأَن ما لم يُسم فاعله لا يُتَعَجَّبُ منه. قال الأَحمر النحوي يهجو

العُتْبِيَّ والفَيْضَ بن عبد الحميد:

لنا صاحِبٌ مُولَعٌ بالخِلافْ،

كثيرُ الخَطاء قليلُ الصَّوابْ

أَلَجُّ لجاجاً من الخُنْفُساءْ،

وأَزْهى، إذا ما مَشى، منْ غُرابْ

قال الجوهري: قلت لأَعرابي من بني سليم ما معنى زُهِيَ الرجلُ؟ قال:

أَُعجِبَ بنفسِه، فقلت: أَتقول زَهى إذا افْتَخَر؟ قال: أَمّا نحن فلا نتكلم

به. وقال خالد بن جَنبة: زَها فلان إذا أُعجب بنفسه. قال ابن الأَعرابي:

زَهاه الكِبْر ولا يقال زَها الرَّجل ولا أَزْهيتُه ولكنْ زَهَوْتُه.

وفي الحديث: من اتَّخَذَ الخَيْلَ زُهاءً ونِواءً على أَهْل الإسْلام فهي

عليه وِزْرٌ؛ الزُّهاء، بالمدّ، والزَّهْوُ الكِبْرُ والفَخْر. يقال:

زُهِيَ الرجل، فهو مَزْهُوٌّ، هكذا يتكلَّم به على سبيل المفعول وإن كان

بمعنى الفاعل. وفي الحديث: إنّ الله لا يَنْظر إلى العامل المَزْهُوِّ؛ ومنه

حديث عائشة، رضي الله عنها: إن جاريتي تُزْهَى أَن تَلْبَسَه في البيت

أَي تَتَرَفَّعُ عنه ولا تَرْضاه، تعني درْعاً كان لها؛ وأَما ما أَنشده

ابن الأَعرابي من قول الشاعر:

جَزَى اللهُ البَراقِعَ مِنْ ثِيابٍ،

عن الفِتْيانِ، شَرّاً ما بَقِينا

يُوارِينَ الحِسانَ فلا نَراهُم،

ويَزْهَيْنَ القِباحَ فيَزْدَهِينا

فإنما حُكْمه ويَزْهُونَ القِباحَ لأَنه قد حكي زَهَوْتُه، فلا معنى

ليَزْهَيْنَ لأَنه لم يجئ زَهَيْته، وهكذا أَنشد ثعلب ويَزْهُون. قال ابن

سيده: وقد وهم ابن الأَعرابي في الرواية، اللهم إلا أَن يكون زَهَيْتُه

لغة في زَهَوْتُه، قال: ولم تُرْوَ لنا عن أَحد. ومن كلامهم: هي أَزْهَى

مِن غُرابٍ، وفي المثل المعروفِ: زَهْوَ الغُرابِ، بالنصب، أَي زُهِيتَ

زَهْوَ الغرابِ: وقال ثعلب في النوادر: زُهِيَ الرجل وما أَزْهاهُ فوضَعُوا

التعجب على صيغة المفعول، قال: وهذا شاذٌّ

إنما يَقع التعجب من صيغة فِعْلِ الفاعل، قال: ولها نظائر قد حكاها

سيبويه وقال: رجُلٌ إنْزَهْوٌ وامرأَة إنْزَهْوَةٌ

وقوم إنْزَهْوُون ذَوو زَهْوٍ، ذهبوا إلى أَن الأَلف والنون زائدتان

كزيادتهما في إنْقَحْلٍ، وذلك إذا كانوا ذَوِي كِبْر. والزَّهْو: الكَذِب

والباطلُ؛ قال ابن أَحمر:

ولا تَقُولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُني،

لم يَتْرُكِ الشَّيْبُ لي زَهْواً، ولا العَوَرُ

(* قوله «ولا العور» أنشده في الصحاح: ولا الكبر، وقال في التكملة،

والرواية: ولا العور).

الزَّهْو: الكِبْرُ. والزَّهْوُ: الظُّلْمُ. والزَّهْو: الاسْتِخْفافُ:

وزَها فلاناً كلامُك زَِهْواً وازْدهاه فازْدَهَى: اسْتَخَفَّه فخفّ؛

ومنه قولهم: فلان لا يُزْدَهَى بخَديعَة. وازْدَهَيْت فلاناً أَي تَهاوَنْت

به. وازْدَهَى فلان فلاناً إذا اسْتَخَفَّه. وقال اليريدي: ازْدَهاهُ

وازْدَفاهُ رذا اسْتَخَفَّه. وزَهاهُ وازْدَهاهُ: اسْتَخَفَّه وتهاون به؛

قال عمر بن أَبي ربيعة:

فلما تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ

وجُوهٌ، زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا

قال ابن بري ويروى:

ولما تَنَازَعْنا الحَديثَ وأَشْرَقَت

قال: ومثله قول الأَخطل:

يا قاتَلَ اللهُ وصْلَ الغانِيات، إذا

أَيْقَنَّ أَنَّك مِمَّنْ قد زَها الكِبَرُ

وازْدَهاهُ الطَّرَب والوَعيدُ: اسْتَخَفَّه. ورجل مُزْدَهىً: أَخَذَتْه

خِفَّةٌ من الزَّهْوِ أَو غيره. وازْدَهاهُ على الأَمْرِ: أَجْبَرَه.

وزَها السَّرابُ الشيءَ يَزْهاهُ: رَفَعَه، بالأَلف لا غير. والسراب يَزْهى

القُور والحُمُول: كأَنه يَرْفَعُها؛ وزَهَت الأَمْواجُ السفينة كذلك.

وزَهَت الريحُ أَي هَبَّت؛ قال عبيد:

ولَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ

رِيحُ الشِّتَا، وتَأَلَّفَ الجِيرانُ

وزَهَت الريحُ النباتَ تَزْهاهُ: هَزَّتْه غِبَّ النَّدَى؛ وأَنشد ابن

بري:

فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً، كأَنَّها

جَرادٌ زَهَتْه رِيحُ نَجْدٍ فأَتْهَمَا

قال: رَهْواً هنا أَي سِرَاعاً، والرَّهْوُ من الأَضداد. وزَهَتْه:

ساقَتْه. والريحُ تَزْهَى النباتَ إذا هَزَّتْه بعد غِبِّ المَطَر؛ قال أَبو

النجم:

في أُقْحُوانٍ بَلَّهُ طَلُّ الضُّحَى،

ثُمَّ زَهَتْهُ ريحُ غَيمٍ فَازْدَهَى

قال الجوهري: ورُبَّما قالوا زَهَت الريحُ الشَّجَر تَزْهاه إذا

هَزَّتْه.

والزَّهْوُ: النَّبات الناضرُ والمَنْظَرُ الحَسَن. يقال: زُهي الشيءُ

لِعَيْنِكَ. والزَّهْوُ: نَوْرُ النَّبْتِ وزَهْرُهُ وإشْراقُه يكون

للْعَرَضِ والجَوْهَرِ. وزَها النَّبْتُ يَزْهَى زَهْواً وزُهُوّاً وزَهاءً

حَسُنَ. والزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يقال: إذا ظَهَرت الحُمْرة

والصفرة في النَّخْل فقد ظَهَرَ فيه الزَّهْوُ. والزَّهْوُ والزُّهْوُ:

البُسْرُ

إذا ظَهَرَت فيه الحُمْرة، وقيل: إذا لَوَّنَ، واحدته زَهْوة؛ وقال أَبو

حنيفة: زُهْوٌ، وهي لغة أَهل الحجاز بالضَّمِّ جمعُ زَهْوٍ، كقولك

فَرَسٌ وَرْدٌ

وأَفراس وُرْدٌ، فأُجْرِيَ الاسم في التَّكْسير مُجْرَى الصفة. وأَزْهَى

النَّخْلُ وزَهَا زُهُوّاً: تلوَّن بِحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ. وروى أَنس من

مالك أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى

يَزْهو، قيل لأَنس: وما زَهْوُه؟ قال: أَن يحمرّ أَو يصفر، وفي رواية ابن

عمر: نهَى عن بَيْع النَّخْلِ حتى يُزْهِيَ. ابن الأَعرابي: زَها النبتُ

يَزْهُو إذا نَبَت ثَمَرُه، وأَزْهَى يُزْهِي إذا احْمَرَّ أَو اصفر،

وقيل: هما بمعنى الاحمرار والاصفرار، ومنهم من أَنْكَر يَزْهو ومنهم مَن

أَنكر يُزْهي. وزَهَا النَّبْتُ: طالَ واكْتَهَلَ؛ وأَنشد:

أَرَى الحُبَّ يَزْهَى لِي سَلامَةَ، كالَّذِي

زَهَى الطلُّ نَوْراً واجَهَتْه المَشارِقُ

يريد: يزيدُها حسناً في عَيْني. أَبو الخطاب قال: لا يقال للنخل إلاَّ

يُزْهى، وهو أَن يَحْمَرَّ أَو يصفرّ، قال: ولا يقال يَزْهُو، والإزْهاءُ

أَنْ يَحْمَرَّ أَو يصفر. وقال الأَصمعي: إذا ظَهَرت فيه الحُمْرة قيل

أَزْهَى. ابن بُزُرج: قالوا زُها الدُّنْيا زِينَتُها وإيناقُها، قال:

ومثله في المعنى قولهم ورَهَجُها. وقال: ما لِرَأّْيِكَ بُذْمٌ

ولا فَرِيق

(* قوله «ولا فريق» هكذا في الأصل). أَي صَرِيمَة. وقالوا:

طَعامٌ طيِّبُ الخَلْف أَي طَيّب آخر الطعم. وقال خالد بن جنبة: زُهِيَ

لَنَا حَمْل النَّخْلِ فنَحْسِبُه أَكثَرَ ممّا هو. الأَصمعي: إذا ظَهَرتْ

في النَّخْل الحُمْرة قيل أَزْهَى يُزْهِي: ابن الأَعرابي: زَهَا البُسْر

وأَزْهَى وزَهَّى وشَقَّحَ وأَشْقَحَ وأَفْضَحَ لا غير. أَبو زيد: زَكا

الزرع وَزَها إذا نَما. خالد ابن جنبة: الزَّهْوُ من البُسْرِ حين يصفرّ

ويحمرُّ ويحل جَرْمُه، قال: وجَرْمه للشِّرَاء والبَيْع، قال: وأَحْسَنُ

ما يكون النخلُ إذ ذاك؛ الأَزهري: جَرْمه خَرْصُه للبيع. وزَها بالسيف:

لمَعَ به. وزَهَا السراجَ: أَضاءَه. وزَهَا هو نفسُه.

وزُهاءُ الشيءِ وزِهَاؤُه: قَدْرُه، يقال: هُمْ زُهَاءُ مائِةٍ وزِهاءُ

مِائةٍ أَي قدرها. وهُم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ أَي ذَوُو عَدَدٍ كثير؛

وأَنشد:

تَقَلَّدْتَ إبْريقاً، وعَلَّقْتَ جَعْبة

لِتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زِهاءٍ وجَامِلِ

الإبريق: السيف، ويقال قوس فيها تلاميع. وزُهاءُ الشيء: شخصُه. وزَهَوْت

فلاناً بكذا أَزْهاهُ أَي حَزَرْته. وزَهَوْته بالخشبة: ضربتُه بها. وكم

زُهاؤُهم أَي قدرُهم وحزْرُهم؛ وأَنشد للعجاج؛

كأَنما زُهاؤُهم لمن جَهَرْ

وقولُهم: زُهاءُ مائَة أَي قدر مائةٍ. وفي حديث: قيل له كم كانوا؟ قال:

زُهاءَ ثلَثمائة أَي قدر ثلثمائة، من زَهَوْت القومَ إذا حَزَرْتَهم. وفي

الحديث: إذا سَمِعتم بناسٍ يأْتون من قِبَلِ المَشرق أولي زُهاءٍ

يَعجَبُ الناس من زيِّهِمْ فقد أَظَلَّت الساعةُ؛ قوله أُُولي زُهاءٍ أُولي

عددٍ كثيرٍ. وزَهَوْتُ الشيءَ إذا خَرَصْتَه وعلِمتَ ما زُهاؤُه.

والزُّهاءُ: الشخصُ، واحده كجمعِه. ومنه قول بعض الرُّوَّاد: مَداحي سَيْل وزُهاءُ

ليل، يصف نباتاً أَي شخصُه كشخص الليل في سوادِه وكَثْرِته؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

دُهْماً كأَن الليلَ في زُهائِها

زُهاؤُها: شُخوصُها يصف نَخْلاً يعني أَن اجتماعها يُري شُخوصَها سوداً

كالليل. وزَهَتِ الإبلُ تَزْهو زَهْواً: شربَت الماءَ ثم سارت بعد

الوِرْد ليلةً أَو أَكثر ولم تَرْعَ حول الماء، وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً،

يَتَعَدَّى ولا يتعدى. وزَهَتْ

زَهْواً: مرَّت في طلب المَرْعى بعد أَن شرِبت ولم تَرْعَ حول الماء؛

قال الشاعر:

وأَنتِ استعرتِ الظَّبيَ جيداً ومُقْلَةً،

من المُؤلِفات الزِّهْوَ، غيرِ الأَوارِك

وزَها المُرَوِّحُ المِرْوَحة وزَهَّاها إذا حَرَّكها؛ وقال مزاحمٌ يصف

ذنب البعير:

كمِرْوَحَةِ الدَّارِيّ ظَلَّ يَكُرُّها،

بكَفِّ المُزَهِّي سَكْرَةَ الرِّيحِ عُودُها

فالمُزَهِّي: المُحَرِّك؛ يقول: هذه المروحة بكفِّ المُزَهِّي المحرِّك

لسُكونِ الريح. والزَاهيَةُ من الإبل: التي لا تَرْعى الحَمْض. قال ابن

الأَعرابي: الإبلُ إبلانِ: إبلٌ زاهِيَة زالَّة الأَحْناك لا تقرَب

العِضاهَ وهي الزَّواهي، وإبلٌ

عاضِهةٌ تَرْعى العِضاهَ وهي أَحْمَدُها وخيرها، وأَما الزَّاهِيَة

الزَّالَّةُ الأَحْناك فهي صاحبة الحَمْضِ ولا يُشْبِعها دُون الحَمْضِ شيء.

وزَهَتِ الشاةُ تَزْهُو زُهاءً وزُهُوّاً: أَضْرَعت ودَنا وِلادُها.

وأَزْهى النخلُ وزَها: طالَ، وزَها النبت: غَلا وعلا، وزَها الغلام: شَبَّ؛

هذه الثلاث عن ابن الأَعرابي.

زمخر

زمخر


زَمْخَرَ
a. Roared (lion).
b. Budded (plant).
زَمْخَرa. Flute.
b. Bushy (tree).
c. Hollow.
d. Soft.
(زمخر)
الصَّوْت اشْتَدَّ والنمر وَغَيره صَاح من غضب وَنَحْوه وَالشَّجر كثر والتف والعشب برعم وَطَالَ
زمخر: زَمْخَرَ الصوت وازْمَخَرَّ أي: اشتد. والنمر إذا غضب فصاح، يقال لصوته: تَزَمْخَرَ تَزَمْخُراً. والزَّمْخَرُ: اسم المزمار الكبير الأسود. والزَّمْخَرَةُ والازمِخرْارُ: الصوت الشديد. 
[زمخر] الزَمْخَرَةُ: النُشَّابُ. قال ثعلب: هو الدَقيقُ الطويل منه. وأنشد لابي الصلت الثقفى : يرمون عن عتل كأنها غبط. * بزمخر يعجل المَرْمِيَّ إعْجالا - وظَليمٌ زَمْخَريُّ السَواعِدِ، أي طويلُها. قال الهذليُّ الأعلم: على حَثِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ ال‍ * - سواعد ظل في شرى طوال - والزمخرة: الزمارة، وهى الزانية.

زمخر: الزَّمْخَرُ: المزمار الكبير الأَسودُ. والزَّمْخَرَةُ:

الزَّمَّارَةُ، وهي الزانية. زَمْخَرَ الصوتُ وازْمَخَرَّ: اشتدَّ. وتَزَمْخَرَ

النَّمرُ: غَضِبَ وصاح. والزَّمْخَرَةُ: كل عَظْمٍ أَجْوَفَ لا مُخَّ فيه،

وكذلك الزَّمْخَرِيُّ. وظليم زَمْخَريُّ السواعد أَي طويلها؛ قال

الأَعْلَمُ يصف ظَلِيماً:

على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ الـ

سَّواعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ

وأَراد بالسواعد هنا مجاري المخ في العظام؛ أَراد عظام سواعده أَنها

جُوفٌ كالقَصَب. وزعموا أَن النعام والكَرَى لا مخ لها. الأَصمعي: الظليم

أَجوف العظام لا مخ له، قال: ليس شيء من الطير إِلاَّ وله مخ غير الظليم،

فإِنه لا مخ له، وذلك لأَنه لا يجد البرد. والزَّمْخَرُ: الشجر الكثير

الملتف، وزَمْخَرَتُه: التفافه وكثرته. وزَمْخَرةُ الشَّبَاب: امتلاؤه

واكتهاله. والزَّمْخَرَةُ: النُّشَّابُ. والزَّمْخَرُ: السِّهامُ، وقيل: هو

الدقيق الطُّوالُ منها؛ قال أَبو الصلت الثقفي وفي التهذيب قال أُمية ابن

أَبي الصلت في الزَّمَخرِ السَّهْم:

يَرْمُونَ عن عتلٍ، كأَنها غُبُطٌ

بِزَمْخرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا

العتل: القسي الفارسية، واحدتها عتلة. والغبط: جمع غبِيط، والغُبُطُ:

خشبُ الرحال، وشبه القسي الفارسية بها، وهذا البيت ذكره ابن الأَثير في

كتابه قال: وفي حديث ابن ذي يَزَنٍ، أَبو عمرو: الزَّمْخَرُ السهمُ الرقيق

الصوت النَّاقِزُ؛ وقال أَبو منصور: أَراد السهام التي عيدانها من قَصَبٍ،

وقَصَبُ المزامير زَمْخَرٌ؛ ومنه قول الجعدي:

حَناجِرُ كالأَقْماعِ جاء حَنينُها،

كما صَيَّحَ الزَّمَّارُ في الصُّبْحِ، زَمْخَرَا

والزَّمْخَرِيُّ: النباتُ حين يطول؛ قال الجعدي:

فَتَعَالى زَمْخَرِيُّ وارِمٌ،

مالَت الأَعْرَاقُ منه واكْتَهَلْ

الوارم: الغليظ المنتفخ. وعُودٌ زَمْخَرِيُّ وزُماخِرٌ: أَجوف؛ ويقال

للقصب: زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيُّ.

زمخر
: (زَمْخَرَ الصَّوْتُ: اشْتدَّ، كازْمَخَرَّ) كاقْشَعَرَّ، وَقيل غَلُظَ، (و) زَمْخَرَ (النَّمِرُ) وتَزَمْخَرَ: (غَضِبَ فصاحَ، والاسمُ التَّزَمْخُرُ) .
(و) زَمْخَرَ (العُشْبُ: بَرْعَمَ) وطالَ. (والزَّمْخَرُ) : قَصَبُ (المِزْمَار) الكَبِيرِ الأَسْود: وَمِنْه قَول الجَعْدِيّ:
حَنَاجِرُ كالأَقْمَاعِ جَاءَ حَنِينُهَا
كَمَا صَبَّحَ الزَّمَّارُ فِي الصُّبْح زَمْخَرَا
(و) الزَّمْخَر: (النُّشَّابُ) : وَقيل: هُوَ الدَّقِيقُ الطُّوال مِنْهَا. قَالَ أَبُو الصَّلْت الثّقفيّ:
يَرْمُونَ عَن عَتَلٍ كأَنها غُبُطٌ
بزَمْخَر يُعجِل المَرْميَّ إِعْجَالاَالعَتَل: القِسِيّ الفارسيّة: والغُبُط. خَشَبُ الرَّحَالِ. وَقَالَ أَبو عَمرو: الزَّمْخَر: السّهمُ الرَّقيقُ الصَّوْتِ النَّاقِزُ. وَقَالَ الأَزهريّ: أَراد السِّهَامَ الَّتِي عِيدَانُهَا من قَصَبٍ.
هاذا مَحَلِّ ذِكْره، وَقد ذَكَرَه المُصنِّف فِي الَّتِي قبلهَا وأشرنا إِلى ذالِك.
(و) الزَّمْخَر: (الكَثِيرُ المُلْتَفُّ من الشِّجرِ) ، وزَمْخَرَتُه: الْتِفَافُه وكَثْرَتُه.
(و) الزَّمْخَر: (الأَجوَفُ النّاعِمِ رِيًّا) وَكُلُّ عَظْمٍ أَجْوفَ لَا مُخَّ فِيهِ زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ. وزَعَمُوا أَنَّ الكَرَى والنَّعامَ لَا مُخَّ لَهَا. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الظَّلِيم أَجْوَفُ العِظَامِ لَا مُخَّ لَهُ. قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ من الطَّيْرِ إِلَّا وَله مُخٌّ غَيْر الظَّليم فإِنه لَا مُخَّ لَهُ، وذالِك لأَنَّه لَا يَجِد البَرْدَ.
(وزَمَاخِيرُ) ، كمَصابيحَ: (ة غَربِيَّ النِّيلِ بالصَّععِيدِ الأَدْنَى) من أَعمال إِخْمِيم. (والزَّمْخَرَةُ) : الزَّمَّارة، وَهِي (الزّانِيَةُ) .
(والزَّمْخَرِيّ) ، بالفَتْح: (الطَّوِيلُ) من النَّباتِ. قَالَ الجَعْدِيّ:
فتعَالَى زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ
مالَتِ الأَعْآعافُ مِنْهُ واكْتَهَلْ
(و) الزَّمْخَرِيُّ: (الأَجْوَفُ) الَّذِي لَا مُخَّ فِيهِ كالقَصَب. وظَلِيمٌ زَمْخَرِيُّ السَّوَاعِد، أَي طَوِيلُها أَو أَنها جُوفٌ كالقَصَب. وَبِهِمَا فُسِّرَ بيتُ الأَعْلمِ يَصِف نَعَاماً:
عَلى حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ السَّ
واعِدِ ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوَالِ
وأَراد بالسَّواعِد هُنَا مَجَارِي المُخِّ فِي العِظَام.
(كالزُّمَاخِرِيِّ، بالضَّمِّ) . وعُودٌ زَمْخَرِيٌّ وزُمَاخِرٌ: أَجْوَفُ. وَيُقَال للقَصَب: زَمْخَرٌ وَزَمْخَرِيٌّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
زَمْخَرَةُ الشَّبَابِ: امتِلاؤُه واكْتِهالُه.
ورَجلٌ زَمْخَرٌ: عَالِي الشَّأْنِ: وهاذا استدركه شيخُنا. وَزعم أَنه من زَخَرَ الوادِي، والمِيم زَائِدة، وَفِيه نَظَر.
وزَمَاخِرُ، كحَضَاجِر: من الأَعْلام.

زخر

زخر: ازدخر النهار: طما ماؤه وملأه (محيط المحيط في مادة دشوة).
زَخْرَة: موجة شديدة (عباد 1: 301).
زخيرة وجمعها زخائر: مؤونة العساكر وخيلها (محيط المحيط)، وانظر ذخيرة.
زخيرة: لا أدري كيف أفسر هذه الكلمة التي وردت في ألف ليلة (برسل 11: 163): فقالت له يا رجل كم علينا للخباز وثمن زخيره، حتى لو كانت تصحيف ذخيرة.
زَخَّارة: تصحيف ذَخَّارة (انظر ذَخَّارة).
زاخر: رائج، مزدهر (بوشر).
(زخر) : زَمْجَرَ عُشْبُهُ: إذا بَرْعَمَ، أي خَرَجتْ بَراعِيمُه.
[زخر] فيه: "فزخر" البحر، أي مد وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه.
{زخر} - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فَزَخَرَ البَحرُ"
: أي مَدَّ وكَثُر ماؤُه وارتفعتْ أمواجُه، وكذلك زَخَر النَّباتُ؛ إذا طال وكَثُر.
ز خ ر: (زَخَرَ) الْوَادِي امْتَدَّ جِدًّا وَارْتَفَعَ. وَبَحْرٌ (زَاخِرٌ) وَبَابُهُ خَضَعَ. 
(زخر)
النَّهر زخرا وزخورا وزخيرا طما وفاض وَالْحَرب وَالْقدر جاشتا وَيُقَال أَيْضا زخر الْقَوْم جاشوا لنفير أَو حَرْب وَفُلَان بِمَا عِنْده فَخر والنبات طَال وَالشَّيْء ملأَهُ وأذراه فِي الرّيح وَفُلَانًا غَلبه فِي الْفَخر

زخر


زَخَرَ(n. ac. زَخْر
زُخُوْر)
a. Rose high, became full, swollen; overflowed.
b. Boiled; raged, was infuriated; grew furious.
c. Set out, started, put themselves in motion (
troops ).
d. Grew, shot up (plant).
e. [Bi], Boasted about, gloried in.
زَاْخَرَa. Boasted at the expense of; jeered at, flouted.

زَخْر
زَخْرَةa. Rising, overflow; inundation.

زَاْخِرa. Noble, distinguished, illustrious.
b. Rejoicing, joyful.
c. High sea, high tide.

زَخَّاْرa. see 21 (c)
زخر زخر البخر زخوراً وزخراً طما مده. وتزخره تملؤه. وإذا جاش الفوم لنفير أو لحرب قيل زخروا. وأخذ النبت زخاريه إذا أخرج زهره. والزخرية النبت التام. والزخاري والزخور مثله. وكل ما طال فقد زخر. وكلام زخوري فيه تكبر. وزاخرته فزخرته أي فاخرته ففخرته. والزخرير النبت التام. وزخرت فلاناً أطريته. والزاخر الجذلان. وزخرت الريح السحاب طردته. وزخر العشب المال إذا سمنه وزينه. والزواخر مجاري الماء. والزخري والزخاري الطويل. وزخر الدق أذراه في الريح.
[زخر] زَخَرَ الوادي، إذا امْتَدَّ جِدّاً وارتَفَع. يقال: بَحْرٌ زاخِرٌ. وأما قول الهُذَليّ : صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ بِقوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ - فيقال: إنها تجود بِقُوتِها في حالِ الجوعِ وهَيَجانِ الدم والطَبائع. ويقال، نَسَبُها مُرتفِعٌ، لأنَّ عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَم. وقال أبو عبيدة: يقال عِرْقُ فلانٍ زاخِرٌ، إذا كان كرِيماً ينمى. وزخر البنات: طال. فإذا التَفَّ النَباتُ وخَرجَ زَهْرُهُ، قيل: قد أخذَ زُخَارِيَّهُ، ومكانٌ زُخارِيُّ النَباتِ. قال ابن مقبل: زُخارِيُّ النَباتِ كأنّ فيه * جِيادَ العَبْقَرِيّةِ والقطوع -
ز خ ر

بحر زاخر وزخار، وقد زخر زخيراً: طما مدّه، وتزخر تزخراً وهو تملؤه و" أخذت الأرض زخرفها " وللماء زخارف: طرائق. وتقول: للأرض من وشي الرياض زخارف، وللماء من جري الرياح زخارف.

ومن المجاز: زخر القوم: جاشوا لحرب أو نقير، وزخرت الحرب. قال:

إذا زخرت حرب ليوم عظيمة ... رأيت بحوراً من بحورهم تطمو

وزخر النبات: طال. وأخذت الأرض زخاريها إذا زخر نباتها، وأخذ النبت زخارية. وكل أمر تم واستحكم فقد أخذ زخارية، مثل عندهم. وتقول: النبت إذا أصاب ريّه، أخذ زخاريّه. واكتهلــت زواخر الوادي: أعشابه. قال زهير:

فاعتمّ واكتهلــت زواخره ... تتهاول كتهاول الرقم

قصر التهاويل. وفخر فلان بما ليس عنده وزخر، وفاخرت فلاناً وزاخرته ففخرته وزخرته: غلبته. ورجل زاخر: جدلان. وفلان بحر زاخر، وبدر زاهر؛ وهو من البحور أزخرها، ومن البدور أزهرها؛ ورأيت البحار فلم أر أغلب منه زخره، والجبال فلم أر أصلب منه صخره.
زخر
زخَرَ/ زخَرَ بـ يَزخَر، زَخْرًا وزُخورًا وزَخِيرًا، فهو زاخر، والمفعول مزخور (للمتعدِّي)
• زخَر البحرُ: ارتفع ماؤه وفاض "عطاءٌ زاخِر".
• زخر الشَّخصُ: جاد بما عنده.
• زخَر المطرُ السَّواقيَ: ملأها "زخَر الرجلُ الإناءَ".
• زخَرت المكتبةُ بالكتب النَّفيسة: امتلأت بها. 

زاخر [مفرد]: ج زاخرون وزَواخِرُ: اسم فاعل من زخَرَ/ زخَرَ بـ ° زواخر الوادي: أعشابُه- هو من عِرْق زاخر: كريم الأصل. 

زخَّار [مفرد]: صيغة مبالغة من زخَرَ/ زخَرَ بـ: مِعْطاء، فيَّاض "هو رجلٌ زخَّارٌ على قِلَّة ماله". 

زَخْر [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زُخور [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زَخِير [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا

وَتَمَـَّلأَ. وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وارتفع، فهو زاخِرٌ.

وفي حديث جابر: فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وارتفعت

أَمواجه. وزَخَر القومُ: جاشوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وكذلك زَخَرَتِ الحربُ

نفسُها؛ قال:

إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،

رأَيتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو

وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قال أُمية

بن أَبي الصلت:

فَقُدُورهُ بِفنائِهِ،

للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ

وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلي:

صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،

جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ

قال الجوهري: معناه يقال إِنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم

والطبائع، ويقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَمِ. وقال

أَبو عبيدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كريماً يَنْمِي. وزَخَرَ النباتُ:

طال، وإِذا التف النبات وخرج زهره قيل: قد أَخذ زُخاريَّهُ. وزَخَرَتْ

رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عن كراع.

وكلام زَخْوَرِيُّ: فيه تَكبر وتَوَعُّدٌ، وقد تَزَخْوَرَ. ونَبْتٌ

زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا التف

العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قيل: جَنَّ جُنُوناً وقد أَخذ زُخارِيَّهُ؛ قال ابن

مقبل:

ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً،

سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ

زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فيه

جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ

ويقال: مكان زُخارِيُّ النبات، وزُخارِيُّ النبات: زَهْرُهُ. وأَخذ

النباتُ زُخارِيَّهُ أَي حَقَّه من النَّضارة والحسن. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت

زُخارِيَّها.

أَبو عمرو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ العالي. ويقال للوادي إِذا جاش مَدُّه

وطمَا سَيْلُه: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً، وقيل: إِذا كثر ماؤه وارتفعت

أَمواجه، قال: وإِذا جاش القوم للنَّفِير، قيل: زَخَروا. وقال أَبو تراب:

سمعت مُبْتَكِراً يقول: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه،

وقال الأَصمعي: فَخَرَ بما عنده وزَخَرَ واحدٌ.

زخر

1 زَخَرَ, (S, A, K,) aor. ـَ inf. n. زَخْرٌ and زُخُورٌ (K) and زَخِيرٌ, so in the A, (TA,) It (the sea) became full; or rose, and became full; as also ↓ تزخّز: (K:) or both, said of the sea, its flow, or tide, rose, or became full: (JK, A:) or the former, [or each,] said of the sea, it increased, and its water became abundant, and its waves rose. (TA.) b2: It (a valley) flowed with much water, which rose high: (S, K:) it flowed copiously, and its torrent became full: or it flowed with abundance of water, and its waves rose. (TA.) b3: زَخَرَتِ القِدْرُ, (K,) aor. ـَ inf. n. زَخْرٌ, (TA,) The cooking-pot boiled, or began to do so: (K, TA:) and in like manner, الحَرْبُ [war, or the war; i. e. raged, or began to do so]. (A, * K.) and زَخَرَ القَوْمُ The people, or party, became in a state of commotion for the purpose of going forth to execute some affair, (AA, JK, K, TA,) or for war. (JK, A, K.) b4: [زَخَرَتِ الرِّيحُ The wind blew strongly, or vehemently. (Freytag, from the Deewán el-Hudhaleeyeen.)] b5: زَخَرَ said of a plant, or herbage, It became high, or tall; (A, K;) and so said of anything. (JK.) b6: And, said of a man, He boasted (As, A, K) بِمَا عِنْدَهُ [of what he possessed], (As, K,) or بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ [of what he did not possess]; (A;) as also ↓ تَزَخْوَرَ: (K:) or this latter signifies he magnified himself; or behaved proudly, haughtily, or insolently; and threatened. (TA.) A2: زَخَرَ, (K,) inf. n. زَخْرٌ, (TA,) He filled a thing. (K.) b2: It (the herb, or herbage,) fattened, and rendered comely, the cattle. (JK, K.) b3: He caused a man to be affected with emotion [app. by reason of mirth or joy]; syn. أَطْرَبَ. (JK, K.) b4: زَخَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ The wind drove along the clouds. (JK.) b5: زَخَرَ الدِّقَّ i. q. أَذْرَاهُ فِى الرِّيحِ [He threw, or scattered, the fine part, or particles, (accord. to the TK the flour and bran,) in the wind], (JK, K, TA,) with the مِذَرَّة [or instrument with which grain is scattered]. (TA.) A3: See also what next follows.3 زَاْخَرَ ↓ زَاخَرْتُهُ فَزَخَرْتُهُ I vied with him in boasting, and surpassed him, or overcame him, therein. (JK, A, K. *) 5 تَزَخَّرَ see 1, first sentence. Q. Q. 2 تَزَخْوَرَ: see 1.

زَخْرَةٌ [Fulness of the sea]. One says, رَأَيْتُ البِحَارَ فَلَمْ أَرَ أَغْلَبَ مِنْهُ زَخْرَةً وَالجِبَالَ فَلَمْ أَرَ أَصْلَبَ مِنْهُ صَخْرَةً [I have seen the seas, but I have not seen one more surpassing in fulness than he is in bountifulness; and the mountains, but I have not seen one more firm in rock than he is in heart]. (A.) زُخْرِىٌّ, applied to a plant, or herbage, &c., (TA,) Tall; (JK, K, TA;) as also ↓ زُخَارِىٌّ. (JK.) زِخْرِيَّةٌ, (JK,) or زِخْرِيَةٌ, like هِبْرِيَةٌ, (O, TA,) A plant, or herbage, full-grown; (IDrd, JK, O, TA;) as also ↓ زِخْرِيرٌ. (JK.) زِخْرِيرٌ: see what next precedes.

زَخُورٌ A wind blowing violently. (Freytag, from the Deewán el-Hudhaleeyeen.)]

زَخْوَرٌ: see the next paragraph.

زُخَارِىٌّ A plant, or herbage, full-grown, full of juice, luxuriant, or abundant and dense, (K, TA,) and in blossom; (TA;) as also ↓ زَخْوَرِىٌّ and ↓ زَخْوَرٌ. (K, TA.) See also زُخْرِىٌّ. b2: مَكَانٌ زُخَارِىُّ النَّبَاتِ [A place having its plants, or herbage, full-grown, full of juice, luxuriant, or abundant and dense, and in blossom]. (S.) b3: And زُخَارِىُّ النَّبَاتِ The blossoms, and the beauty and brightness, of plants, or herbage. (K.) [Hence,] أَخَذَ زُخَارِيَّهُ It (a plant, or herbage,) blossomed: (JK:) or became luxuriant, or abundant and dense, and put forth its blossoms; as also جُنَّ, inf. n. جُنُونٌ: (As, TA:) or obtained its full supply of moisture: (A, TA:) or acquired its due degree of beauty and brightness: (TA:) or became tall. (A.) Also It (any affair, or thing,) became complete, or perfect, and in a sound, or good, state. (A, TA.) And أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّهَا The land had tall herbage: (A, TA:) when such is the case, it is termed أَرْضٌ

↓ زَاخِرَةٌ. (TA.) زَخْوَرِىٌّ: see the next preceding paragraph. b2: كَلَامٌ زَخْوَرِىٌّ Speech in which is self-magnification, pride, haughtiness, or insolence, (JK, K, TA,) and threatening. (TA.) زَخَّارٌ: see the next paragraph.

زَاخِرٌ A sea full, or flowing with much water, and rising high: (S, TA:) and a valley flowing with a copious and high tide of water: and ↓ زَخَّارٌ, also, is applied as an epithet to a sea [in a similar, but intensive, sense]. (TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ وَبَدْرٌ زَاهِرٌ (assumed tropical:) [Such a one is a full sea, meaning bountiful, and a shining full moon, meaning illustrious]. (A, TA.) The saying of the Hudhalee, describing a woman, جَوَادٌ بِقُوتِ البَطْنِ وَالعِرْقُ زَاخِرُ means Liberal with the food of the belly in the time of hunger, when [the vein is full, and] the blood and the tempers are excited: or it means, and her lineage is high; for the vein of the generous flows fully with generousness. (S, TA.) One says also عِرْقُهُ زَاخِرٌ meaning (assumed tropical:) He is generous, increasing [in generosity], or abounding [therein]. (AO, S, K, TA.) And زَاخِرٌ signifies High nobility. (AA, K.) b2: See also زُخَارِىٌّ, last sentence. b3: Also Rejoicing, joyful, glad, or happy. (A, K.) زَاخِرَةٌ a subst. from زَاخِرٌ, rendered such by the affix ة.] زَوَاخِرُ [is its pl., and] signifies Watercourses; or channels of water. (JK.) b2: and Herbs: so in the saying, اِكْتَهَلَــتْ زَوَاخِرُ الوَادِى

[The herbs of the valley became tall, full-grown, or of their full height and in blossom]. (A, TA.) أَزْخَرُ [More, and most, full, &c.]. One says, هُوَ مِنَ البُحُورِ أَزْخَرُهَا وَمِنَ البُدُورِ أَزْهَرُهَا (assumed tropical:) [He is, of the seas, the most full, meaning, of the bountiful, the most bountiful; and of the full moons, the most shining, meaning, of the illustrious, the most illustrious]. (A, TA.)
زخر
: (زَخَرَ البَحْرُ، كمَنَع) ، يَزْخَرُ (زَخْراً) ، بفَتْح فسُكُون، (وزُخُوراً) ، بالضَّمّ، وزَخِيراً، الأَخِيرُ من الأَساس، (وَتَزَخَّرَ: طَمَا وتَمَلَّأَ) . فِيهِ لَفٌّ ونَشْر مُرَتَّب. (و) زَخَرَ (الوادِي) زَخْراً: (مَدَّ جِدًّا وارْتَفَعَ) ، فَهُوَ زَاخِرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ويُقَال لِلْوادِي إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً. وَقيل إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً. وَقيل إِذا كَثُر ماؤُه وارْتَفَعَت أمواجُه. وَفِي حَدِيث جَابِر (فَزَخَرَ البَحْرُ) ، أَبي مَدَّ وكَرَ مَاؤُه وارْتَفَعت أَمواجُه.
وَيُقَال: فُلاَنٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ، وبَدْرٌ زَاهِرٌ، وَهُوَ من البُحْخور أَزخَرُهَا، وَمن البُدُور أَزهَرُهَا. ورأَيتُ البِحَارَ فَلم أَرَ أَغْلَبَ مِنْهُ زَخْرَةً، والجِبالَ فَلم أَرَ أَصح 2 بَ مِنْهُ صَخْرَةً.
(و) زَخَر (الشَّيْءَ) زَخْراً (: مَلأَه) .
قُلْتُ: وَيُمكن أَن يُؤخَذَ مِنْهُ قَولُ المُصَنِّف السَّابِق: زَخْمَر القِرْبَةَ: ملأَهَا، على أَنّ الْمِيم زائدةٌ، والصَّوابِ ذِكْرُه هُنَا، فتأَمَّل.
(و) زَخَرَ (القَوْمُ: جاشُوا: لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ) ، قَالَ أَبو عَمرو: وإِذا جاشَ القَوْمُ للنَّفِير قيل: زَخَرُوا. (و) زَخَرَت (القِدْرُ والحَرْبُ) نَفْسُهَا (: جاشَتَا) ، تَزْخَرَانِ زَخْراً. أَما شاهِدُ الأَوّل.
فقُدُورُهُ بفِنَائِه
للضَّيْف مُتْرَعَةٌ زَوَاخِرْ
وأَمّا شَاهد الثَّانِي:
إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمِ عَظِيمَةٍ
رَأَيْتَ بُحوراً من نُحورِهمُ تَطْمُو
(و) زَخَرَ (النَّبَاتُ: طالَ) .
(و) قَالَ الأَصمَعِيُّ: زَخَرَ (الرَّجلُ بِمَا عندَهُ) و (فَخَرَ) ، واحدٌ، وعِبَارَةٌ الأَساسِ: بِمَا لَيْس عِنْدَه، (كتَزَخْوَرَ) وَقيل: تَزَخْوَرَ، إِذا تَكَبَّر وتَوَعَّدَ.
(و) زَخَرَ فلانٌ (الرَّجلَ: أَطْرَبَه) .
(و) زَخَرَ (العُشح المالَ: سَمَّنَه وزَيَّنَه) .
(و) زَخَر (الدِّقَّ: أَذْراهُ فِي الرِّيح) بالمِذْرَاةِ.
(و) قَالَ أَبو تُرَاب. سَمِعتُ مُبْتَكِراً يَقُول: (زَاخَرَه فَزَخَرَه) ، و (فَاخَرَه ففَخَرَهُ) ، واحدٌ.
(ونَبَاتٌ زَخُوَرٌ) ، كجَعْفَر، (وزَخْوَرِيٌّ) ، بياءِ النِّسْبَة، (وزُخَارِيٌّ) ، بالضَّم: (تَامٌّ رَيَّانُ مُلْتَفٌّ) قد خَرَجَ زَهْرُه.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (الزِّاخِرُ: الشَّرفُ العَالي) .
(و) فِي الأَساس الزَّاخِرُ: (الجَذْلاَنُ) .
(والزُّخْرِيُّ، ككُرْدِيَ: الطَّوِيلُح) من النَّبَات وغيرِه.
(و) يُقَال: مَكَانٌ زُخَارِيُّ النَّبَاتِ. (زُخَارِيُّ النّبَاتِ: زَهْرُه ونَضَارَتُه) . وأَخَذَ النَّبَاتُ زُخَارِيَّه، أَي حَقَّه من النَّضَارةِ والحُسْن.
وَفِي الأَسَاس: وأَخذَت الأَرضُ زُخَارِيَّها إِذا زَخَرَ نَبَاتُها. وأَخَذَ النَّبْتُ زُخَارِيَّه. وكُلُّ أَمرتَمَّ واستَحْكم فقد أَخَذَ زُخَارِيَّه، مَثَلٌ عنْدهم. وَتقول: النَّبتُ إِذا أَصابَ رِيَّه أَخَذَ زُخَارِيَّه.
وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا التَفَّ العُشْبُ، وأَخْرَجَ زَهْرَه قيل: جُنَّ جُنوناً وَقد أَخذَ زُخَارِيَّه قَالَ ابنُ مُقْبِل:
ويَرْتَعِيَان لَيْلَهُمَا قَرَاراً
سَقَتْه كُلُّ مُدجِنَةٍ هَمُوعِ
زُخَارِيَّ النَّبَاتِ كأَنَّ فِيهِ
جِيَادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ
(وعِرْقُه زاخِرٌ، أَي) هُوَ (كريمٌ يَنْمِي) ، قَالَه أَبو عُبَيْدَة. وَقيل: عِرْقٌ زاخِرٌ: وَافِرٌ. قَالَ الهُذَلِيّ:
صَنَاعٌ بإِشْفَاهَا حَصَانٌ بشَكْرِهَا
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زَاخِرُ
قَالَ الجَوْهَرِيّ: مَعْنَاهُ يُقَال إِنها تَجُود بقُوتِهَا فِي حَال الجُوعِ وهَيَجَانِ الدَّمِ والطَّبَائِع. وَيُقَال: نَسبُها مُرْتَفِع، لأَن عِرْقَ الكَرِيمِ يَزْخَر بالكَرَم.
(وكَلامٌ زَخْوَرِيٌّ: فِيهِ تكَبُّرٌ) وتَوعُّدٌ، وَقد تَزَخْوَرَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
زَخَرَت دِجْلَةُ زَخْراً: مَدَّت، عَن كُرَاع.
وأَرْضٌ زَاخِرَةٌ: أَخذَت زُخَارِيَّهَا.
واكْتَهَلَــتْ زَوَاخِرُ الوَادِي: أَعشابُه.
وبَحْرٌ زَخَّارٌ.
قَالَ ابنُ دُرَيْد، زِخْرِيَةٌ، مِثَال هِبْرِية: نَبْتٌ تامٌّ، نقَله الصَّغَانِيّ.

ورم

(و ر م) : (الورام) عِبَارَةٌ فَارِسِيَّةٌ تَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ التُّجَّارِ.
(ورم)
(ورم) فلَان بِأَنْفِهِ شمخ وتكبر وَالْجَلد وَنَحْوه جعله يرم وَأَنْفه أغضبهُ
و ر م : وَرِمَ يَرِمُ بِكَسْرِهِمَا وَرَمًا وَتَوَرَّمَ وَهُوَ تَغَلُّظُهُ مِنْ مَرَضٍ بِهِ وَجَمْعُ الْوَرَمِ أَوْرَامٌ. 
و ر م: (الْوَرَمُ) وَاحِدُ (الْأَوْرَامِ) يُقَالُ: (وَرِمَ) جِلْدُهُ يَرِمُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (تَوَرَّمَ) مِثْلُهُ. وَ (وَرَّمَهُ) غَيْرُهُ (تَوْرِيمًا) . 

ورم

1 وَرِمَ أَنْفُهُ (tropical:) He became enraged: see أَنْفٌ.4 أَوْرَمَهُ meaning أَرْغَمَهُ He angered him: see شَرَاهُ.

وَرَمٌ

, a coll. gen. n., Swellings, or tumours: n. un. with ة. The n. un. occurs in the TA, art. جدر, &c.
ورم:
ورّم: enfler نفخ ومجازاً enorgueillir ازدهى، زها (بقطر).
وَرِم: نفخ (بقطر).
ورمان: منفوخ (بقطر).
الورام: في (محيط المحيط): (عبارة فارسية تجري على ألسنة التجار معناه نقص في الوزن يوجب نقصاً في الثمن).
موَّرم: الذي تضخم (همبرت 33).
(ورم) - في الحديث : "قامَ حتى تَرِمَ قَدَمَاهُ"
يُقالُ: وَرِمَ يَرِمُ، والقِياسُ: يَوْرَمُ بمعنى توَرَّمَ وأْتَرَمَ يَأْتَرِم أيضاً، وورَّمَه غَيرُه وأَوْرَمَت النّاقَةُ: وَرِمَ ضَرْعُهَا.
[ورم] الوَرَمُ: واحد الأوْرامِ. يقال منه: وَرِمَ جلده يَرِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذ. وتورم مثله، وورمته أنا توريما. وورم أنفه، أي غَضِب. ووَرَّمَ فلانٌ بأنفه تَوْريماً، إذا شَمَخَ بأنفه وتجبَّر. وأوْرَمَتِ الناقة، إذا ورم ضرعها.
ورم: الوَرَمُ: مَعْرُوْفٌ، وَرِمَ يَرِمُ. ومُوَرَّمُ الأضْرَاسِ: أُصُوْلُ مَنَابِتِها.
والأَوْرَمُ: الجَمَاعَةُ، وما في الأوْرَامِ مِثْلُه: أي في النّاسِ، و " ما أدْري أيُّ الأوْرَمِ هُوَ ".
وشَجَرٌ وارِمٌ: كَثِيْرٌ مُجْتَمِعٌ.
وأوْرَمَتِ النّاقَةُ: وَرِمَ ضَرْعُها.

ورم


وَرِمَ
a. [ يَرِمُ] (n. ac.
وَرَم), Swelled, became inflamed.
b. Shot up (plant).
وَرَّمَa. Caused to swell; inflamed.
b. Angered.

أَوْرَمَa. Had swelling udders.

تَوَرَّمَa. see I (a)
وَرَم
(pl.
أَوْرَاْم)
a. Swelling, tumour; tubercle.

أَوْرَمُa. Troop; people.

مَوْرِمa. Gum ( of the mouth ).
N. P.
وَرَّمَa. Swollen.
b. Big.

وَرِمَ أُنْفُهُ
a. He became angry.

وَرَّمَ بِأَنْفِهِ
a. He became proud.
و ر م

ورم جلده، وفيه ورم وأورام، وتورّم وجهه، وأصبح مورّماً.

ومن المجاز: ورم أنفه إذا غضب. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: " فكلكم ورِم أنفه أن يكون له الأمر من دونه ". وشجر وارم: كثير مجتمع. قال الجعديّ:

فتسامى زمخريّ وارم ... مالت الأعراف منه واكتهل

لا يمسك ماءه.
[ورم] نه: فيه: إنه قام حتى "ورمت" قدماه، أي انتفخت من طول قيامه في صلاة الليل، من ورم يرم، وقياسه يورم. ك: حتى ترم قدماه - بفتح فكسر فخفة منصوبًان ويجوز رفعه، فيقال له أي يقال: قد غفر الله لك فلمتصنع؟ فيقول: أفلا أكون، أي أأترك قيامي فلا أكون شكورًا. نه: منه ح أبي بكر: وليت أموركم خيركم فكلكم "ورم" أنفه على أن يكون له الأمر من دونه، أي امتلأ وانتفخ من ذلك غضبًا، وخص الأنف لأنه موضع الأنفة والكبر.
[ور م] الوَرَمُ النُّبُوُّ والانْتِفاخُ وقد وَرِمَ يَرِمُ نادِرٌ وقياسُه يَوْرَمُ ولم نَسْمَعْ به وأَوْرَمَت النّاقَةُ وَرِمَ ضَرْعُها والمَوْرِمُ مَنْبِتُ الأَضْراسِ وأَوْرَمَ بالرجلِ وأَوْرَمَه أَسْمَعَه ما يَغْضَبُ لَه وهُوَ من ذلِك وفَعَلَ به ما أَوْرَمَه أي ما ساءَه وأَغْضَبَه والمُوَرَّمُ الضَّخْمُ من الرِّجالِ قالَ طَرَفَةُ

(لَه شَرْبَتانِ بالعَشِيِّ وأَرْبَعٌ ... من اللَّيْلِ حَتّى عادَ صُخْدًا مُوَرَّمَا)

وقد يكونُ المُنَفَّخَ أي صُخْدًا مُنَفَّخَا ووَرِمَ النَّبْتُ وَرَمًا فهو وارِمٌ سَمَقَ وطالَ قالَ الجَعْدِيُّ

(فَتَمَطَّى زَمْخَرِيٌّ وارِمٌ ... من رَبيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَلْ)

والأَوْرَمُ الجَماعَةُ قالَ البُرَيْقُ

(بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرّابَةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأوْرَمُ)

يقالُ ما أَدْرِي أيُّ الأوْرَمِ هُوَ وخَصَّ يَعْقُوبُ به الجَحْدَ 

ورم: الوَرَمُ: أَخْذُ الأَورام النُّتوء والانتفاخ، وقد وَرِمَ جلدُه،

وفي المحكم: وَرِمَ يَرِمُ، بالكسر، نادر، وقياسه يَوْرَم، قال: ولم نسمع

به، وتَوَرَّمَ مثلُه، ووَرَّمْتُه أَنا تَوْريماً. وفي الحديث: أَنه

قام حتى تَوَرَّمَت قَدَماه أَي انْتَفَخَت من طُول قيامه في صلاة الليل.

وأَوْرَمَت الناقةُ: وَرِمَ ضَرْعُها. والمَوْرِمُ: مَنْبِتُ الأَضْراسِ.

وأَوْرَمَ بالرجلِ وأَوْرَمَه: أَسْمَعه ما يَغْضَبُ له، وهو من ذلك،

وفعَلَ به ما أَوْرَمَه أَي ساءَه وأَغْضَبه . ووَرِمَ أَنْفُه أَي غَضِب؛

ومنه قول الشاعر:

ولا يُهاجُ إِذا ما أَنفُه وَرِما

وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: وَلَّيْتُ أُمورَكم خَبْرَكُم

فكُلُّكم وَرِمَ أَنفُه على أَن يكون له الأَمْرُ

من دُونِه أَي امتلأَ وانتفخ من ذلك غضَباً، وخصَّ الأَنْفَ بالذِّكر

لأَنه موضعُ الأَنَفَةِ والكِبْرِ، كما يقال شَمخَ بأَنفِه. وورَّمَ فلانٌ

بأَنفِه تَوْريماً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه وتجبَّر. وأَوْرَمَت الناقةُ

إِذا وَرِمَ ضَرْعُها. والمُوَرَّمُ: الضخمُ من الرجال؛ قال طرفة:

له شَرْبَتانِ بالعشيِّ وأَرْبَعٌ

من الليلِ، حتى عادَ صَخْداً مُوَرَّما

وقد يكون المُنَفَّخَ أَي صَخْداً منَفَّخاً. ووَرِمَ النَّبْتُ ورَماً،

وهو وارِمٌ: سَمِنَ وطال؛ قال الجعديّ:

فتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ

من رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ

والأَوْرَم: الجماعة؛ قال البُرَيق:

بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ،

لدى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمُ

يقال: ما أَدْري أَيُّ الأَوْرَمِ هو، وخصَّ يعقوب به الجَحْدَ.

ورم
ورِمَ يَرِم ويورَم، رِمْ ورَمْ، وَرَمًا، فهو وارم
• ورِم جِلْدُه: انتفخ من مَرَضٍ "ورمَتْ قدمُه المجروحة".
• ورِم أنفُه: غضِب واغتاظ. 

تورَّمَ يتورَّم، تورُّمًا، فهو مُتورِّم
• تورَّمت عَيْنُه: مُطاوع ورَّمَ: ورِمت؛ انتفخت وتغلَّظت من مَرَضٍ بها "تورَّم الجلدُ- تورَّم إصبعه". 

ورَّمَ يورِّم، توريمًا، فهو مُورِّم، والمفعول مُورَّم
• ورَّم المرضُ وجهَه: جعله يَرِم وينتفخ "ورَّم البردُ أصابعَه" ° ورَّم الشَّخْصُ بأنفه: شمَخ وتكبَّر.
• ورَّم أنفَه: أغضَبه. 

وَرَم [مفرد]: ج أورام (لغير المصدر):
1 - مصدر ورِمَ.
2 - (طب) نموٌّ وانتفاخ في بعض أنسجة الجسم، وقد يكون حميدًا أو خبيثًا، وليس له وظيفة فسيولوجية معينة.
• الوَرَمُ السَّرطانيّ: (طب) نموّ في النُّسُج وانتفاخ ينشأ من هَنة جنينيَّة الأصل كامنة في الكُلية "وَرَم خبيث: نمو وتكاثر غير طبيعيّ للخلايا التي لا تؤدي عملها الفيزيائي- معهد الأورام- قام باستئصال الوَرَم".
• ورم حميد: (طب) انتفاخ في أحد أعضاء الجسم لا خطورة فيه، عكسه ورم خبيث أو سرطاني.
• ورم خبيث: (طب) ورمٌ سرطانيّ؛ نمو وتكاثر غير طبيعيّ للخلايا التي لا تؤدّي عملها الفيزيائيّ.
• ورم غدِّيّ: (طب) ورم ظهاريّ حميد ناشئ في الأنسجة الغدِّية.
• الوَرَم اللِّيفيّ: (طب) وَرَم قاسٍ غير مؤلم، يعتري الأنسجة اللّيفيّة في الجسم.
• داء الأورام اللَّحميَّة: (طب) تكوّن العديد من الأورام الخبيثة في مناطق مختلفة من الجسم.
• علم الأورام: (طب) فرع من الطِّبّ يبحث في الأورام، ويتضمّن دراسة تطوّرها وتشخيصها وعلاجها. 
ورم
( {الوَرَمُ، مُحَرَّكَةً: نُتُوءٌ وانْتِفَاحٌ) ، وَقَدْ (} وَرَمَ) جِلْدُهُ يَرِمُ (كَوَرِثَ) يَرِثُ: (انْتَفَحَ) ، وَهُوَ شَاذٌّ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، وفِي المُحْكَمِ: نَادِرٌ، وَقِيَاسُهُ: {يَوْرَمُ، قَالَ: وَلَمْ نِسْمَعْ بِهِ، (} كَتَوَرَّمَ) . وفِي الحَدِيث: [أَنه] ((قَامَ حَتَّى {تَوَرَّمَتْ قدماهُ)) أَي: انْتَفَخَتْ من طول قِيَامه فِي صَلَاة اللَّيل. (و) من الْمجَاز:} وَرِمَ (أَنفه) ، أَي: (غَضِبَ) ، وَمِنْه قَوْله:
(وَلَا يُهاجُ إِذا مَا أنْفُهُ {وَرِمَا ... )
وَفِي حَدِيث أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: ((وَلَّيْتُ أمورَكُمْ خَيْرَكُم، فَكُلُّكُمْ وَرِمَ أنفُهُ، على أنْ يكون لَهُ الْأَمر دونَهُ)) أَي: انْتَفَخَ وامتلأ غَضَبًا من ذَلِك، وخصَّ الْأنف بالذِّكْرِ لِأَنَّهُ مَوضِع الأنَفَةِ والكِبْر، كَمَا يُقَال: شَمَخَ بأنفِهِ. (} وورَّمْتُهُ {تَوْريمًا فيهمَا) ، أَي: فِي الوَرَمِ والغَضَبِ. (و) من الْمجَاز: وَرِمَ (النَّبْتُ) : إِذا (سَمَقَ) أَي: طَال، فَهُوَ} وارِمٌ، قَالَ الْجَعْدِي:
(فَتَمَطَّى زَمْخَرِيٌّ وارِمٌ ... من ربيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَلْ)
وَفِي الأساس: شجرٌ وارِمٌ، أَي: كثيرٌ مُجْتَمِعٌ. ( {وأوْرَمَتِ النَّاقة) : إِذا (وَرِمَ ضَرْعُها) ، كَمَا فِي الصِّحَاح. (} والأوْرَمُ: النَّاس) ، يُقَال: مَا أُرِيد أَي {الأوْرَمِ هُوَ؟ وَخص يَعْقُوب بِهِ الجَحْدَ، (أَو الْكثير مِنْهُم) ، قَالَ البُرِيقُ:
(بألْبٍ ألوبٍ وحَرَّابَةٍ ... لَدى مَتْنِ وازِعِها الأوْرَمِ)
أَي: الْجَمَاعَة من النَّاس، (و) قيل: المُرَاد بِهِ (مُعظم الْجَيْش، وأشَدُّهُ انتِفاشًا) . (} وأوْرَمُ الكُبرى، والصُّغرى) وأورَمُ (البرامِكَةِ، و) ! أوْرَمُ (الجَوْزِ: أَربع قرى بحلب وبالأخيرة أُعجوبةٌ، وَهِي: أنَّ المجاورين لَهَا من القُرى يَرَوْنَ فِيهَا باللَّيل ضَوْءَ نارٍ فِي هَيْكَلٍ فِيهَا، فَإِذا جَاؤُوهُ لاَيَرَوْنَ شَيْئاً) . قَالَ شَيْخُنَا: وَنَظَيرُ هذِهِ الأُعْجُوبَةِ: مَا يُقَالُ: إِنَّ مَن صَعَدَ الأهْرَامَ الَّتِي بمِصْرَ يَرَى تَحْتَهُ قُبُوراً عَظِيمَةً، بِكَثْرَةٍ صُفُوفاً، فَإِذَا نَزَلَ الرَّائِي، وقَصَدَ تَحْقِيقَ ذلِكَ، لَمْ يَرَ شَيْئاً. ( {والمَوْرِمُ، كَمَجْلِس: مَنْبتُ الأَضْرَاس) . (و) } المُوَرَّمٌ، (كمُعَظَّمٍ: الرَّجُلُ الضَّخْمُ، قَالَ طَرَفَةُ: لَهُ شَرْبَتَانِ بِالعَشِيِّ، وَأَرْبَعٌ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى صَارَ صُخْداً {مُوَرَّمَا وَقَدْ يَكُونُ} المُوَرَّمُ هُنَا: المُنَفَّخَ. ( {وَوَرَّمَ بِأَنْفِهِ} تَوْرِيماً) إِذاَ (شَمَخَ، وَتَكَبَّرَ) ، وفِي الصِّحَاحِ: وتَجَبَّرَ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: شَمَخَ بأَنْفِهِ تَجَبُّراً وَبَأْواً. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: {أَوْرَمَ بِالرَّجُلٍ،} وَأَوْرَمَهُ: أَسْمَعَهُ مَا يَغْضَبُ لَهْ. وَفَعَلَ بِهِ مَا {أَوْرَمَهُ، أَيْ: سَاءَهُ، وَأَغْضَبَهُ.} وَوَرَامٌ، كَسَحَابٍ: بَلَدٌ، قَرِيبٌ مِنَ الرَّيَّ، أَهْلُهُ: شِيعَةٌ، عَنِ العمْرَانِيِّ. {وَوَرَامِينُ: بَلْدَةٌ أُخْرَى، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّيَّ نَحْوُ ثَلاَثِين مِيلاً، يُنْسَبُ إِلَيْهَا: أَبُو القَاسِمِ، عَتَّابُ بنُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ ابْنِ عَتَّابٍ، الرَّازِيّ،} الوَرَامِينِىُّ، الحَافِظُ، رَوَى عَنِ البَاغَنَدِيِّ والبَغَوَيِّ، وَعَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، تُوُفِّى بَعْدَ سَنَةِ عِشْرٍ وثَلاَثِمِئَة، نَقَلَهُ يَاقُوتِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

عمم

(عمم) الْقَوْم فلَانا أَمرهم قلدوه إِيَّاه أَو ألزموه إِيَّاه فَصَارَ ملْجأ للعامة وَالشَّيْء جعله عَاما وضد خصصه وزيدا ألبسهُ الْعِمَامَة
(ع م م) : (مِنْ خُطْبَتِهِ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَدْفَعُونَ مِنْ عَرَفَةَ قَبْل غُرُوبِ الشَّمْسِ (إذَا تَعَمَّمَتْ) رُءُوسُ الْجِبَالِ أَيْ وَقَعَ عَلَيْهَا ضَوْءُهَا حَتَّى يَصِيرَ لَهَا كَالْعِمَامَةِ.
ع م م

تعمّمته فأحسن عمومتي أي دعوته عمّا. قال:

وأصبح البيض أتراباً تعمّمني ... وصرّمت سببي أسنانها الحور

أي لداتها. وفلان معمّ مخول، وهم عمومتي وخؤولتي. ونبات عميم، ونخلة عميمة، ونخيل عمّ: طوال. وله جسم عمم. وساتوى الشباب على عممه أي على كماله.

ومن المستعار: فلان معمم ميمم أي مسود. واعتمت الإكام بالنبات وتعممت. ولبن معمم ومعتم: علته الرغوة. قال ذو الرمة:

واعتم بالزبد الجعد الخراطيم

وفرس معمم: أبيض الرأس. وفلان من عميمهم وصميمهم. وعمموني أمرهم: قلّدونيه. قال حسان:

ولقد تعمّمني العشيرة أمرها ... ونسود يوم النائبات ونعتلي
ع م م: (الْعَمُّ) أَخُو الْأَبِ وَالْجَمْعُ (أَعْمَامٌ) وَ (عُمُومَةٌ) مِثْلُ بُعُولَةٍ. وَ (الْعُمُومَةُ) مَصْدَرُ (الْعَمِّ) كَالْأُبُوَّةِ وَالْخُئُولَةِ. وَيُقَالُ: يَا بْنَ عَمِّ وَيَا بْنَ عَمِّي وَيَا بْنَ عَمَّ
ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَ (عَمَّ) يَتَسَاءَلُونَ أَصْلُهُ عَمَّا فَحُذِفَتْ مِنْهُ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ. وَتَقُولُ: هُمَا ابْنَا عَمٍّ. وَلَا تَقُلْ: هُمَا ابْنَا خَالٍ. وَتَقُولُ: هُمَا ابْنَا خَالَةٍ، وَلَا تَقُلْ: هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ. وَ (اسْتَعَمَّهُ) اتَّخَذَهُ عَمًّا. وَ (تَعَمَّمَهُ) دَعَاهُ عَمًّا. وَ (الْعِمَامَةُ) وَاحِدَةُ (الْعَمَائِمِ) وَ (عَمَّمَهُ) (تَعْمِيمًا) أَلْبَسَهُ الْعِمَامَةَ. وَ (عُمِّمَ) الرَّجُلُ سُوِّدَ لِأَنَّ الْعَمَائِمَ تِيجَانُ الْعَرَبِ كَمَا قِيلَ فِي الْعَجَمِ: تُوِّجَ. وَ (اعْتَمَّ) بِالْعِمَامَةِ وَ (تَعَمَّمَ) بِهَا بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ حَسَنُ (الْعِمَّةِ) أَيْ حَسَنُ (الِاعْتِمَامِ) . وَ (الْعَامَّةُ) ضِدُّ الْخَاصَّةِ. وَ (عَمَّ) الشَّيْءُ يَعُمُّ بِالضَّمِّ عُمُومًا أَيْ شَمِلَ الْجَمَاعَةَ. يُقَالُ: عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ. 
(عمم) - في الحديث: "سألتُ رَبِّي - عزّ وجلّ أن لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّة"
: أي بسَنَة عَامَّة، والباء زائدة، كما في قوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} ، وقَولِه تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ، وقَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} : أي بقَحْط يَعُمُّ جَميعَهم.
- في الحديث: "أَكرِموا عَمَّتَكُم النَّخْلَةَ" . قيل: لم يُرِد مُناسَبَةَ القَرَابةِ، وإنما أَرادَ المُشاكَلَةَ في أنَّها إذا قُطِع رَأْسُها يَبِسَ أَسْفَلُها، ولم تَحْمِل، كالإنسانِ إذا قُطِع رَأسُه مات.
وقيل: النَّخْل خُلِق من فَضْلة طِينَة آدمَ عليه الصلاة والسلام.
- في الحديث : "فأَتَيْنَا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّة"
: أي وافِيَة النبات. والعَمَّة: الطَّويلُ من الثّياب. والعَمِيم والعَمَمُ: الطَّويلُ التَّامُّ من كلِّ شيءٍ. والعِمامةُ قِيَلَ: سُمِّيت بذلك؛ لأنها تَعُمُّ الرَّأسَ لكِبَرها؛ ولذلك يختصُّ بها الكِبارُ.
- ومنه الحديث : "العَمائِم تِيجانُ العَرَب"
- في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فعَمَّ ذَلِك؟ "
: أي لمَ فَعَلْتَه؟ وأَصلُه عن ما فسَقَطت الأَلِفُ عَنْ مَا في الاستفهام، مع حروف الجر، وتُدغَم النونُ في الميم، كقَولِه تعَالَى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ، وكذلك مِمَّ، وفيم، وبِمَ، ولِمَ، ونَحوِها. - وفي حديث لُقْمَان: "يَهَبُ البَقَرَة العَمَمَة"
: أي التَّامَّةَ الخَلْق
عمم عَفا قَالَ أَبُو عُبَيْد: هَذَا الغارس فِي أَرض غَيره هُوَ العِرْق الظَّالِم. وَقَوله: نَخْل عُمّ هِيَ التَّامَّة فِي طولهَا والتفافها واحدتها عميمة وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: عميمة إِذا كَانَت كَذَلِك فِي خَلقها قَالَ لبيد يصف نخلا: [الْكَامِل]

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسريُّه ... عُمّ نواعِمُ بَينهُنَّ كرومُ

فالسُحُق: الطوَال وَقَوله: يمتعها - يَعْنِي يطولها [وَهُوَ -] مَأْخُوذ من الماتع وَهُوَ الطَّوِيل من كل شَيْء والصفا اسْم نهر والسريِّ النَّهر الصَّغِير. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الحكم أَنه من اغتصب أَرضًا أَو دَارا فغرس فِيهَا وَبنى وَأنْفق ثُمَّ جَاءَ رَبهَا فاستحقها يحكم حَاكم أَنه يقْضِي على الْغَاصِب بقلع مَا أحدث فِيهَا وَإِن أضرّ ذَلِك بِهِ وَلَا يُقَال للْمُسْتَحقّ: اغرم لَهُ الْقيمَة ودَعِ الْبناء عَليّ حَالَة وَلَكِن إِنَّمَا لَهُ نقضه لَا غير إِلَّا أَن يَشَاء الْمُسْتَحق ذَلِك فَهَذَا الأَصْل فِي حكم الْغَاصِب. وَفِي حَدِيث آخر زِيَادَة فِي هَذَا قَالَ: من أحيي أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَمَا أكلت الْعَافِيَة [مِنْهَا -] فَهُوَ لَهُ صَدَقَة. فالواحد من الْعَافِيَة عافٍ وَهُوَ كل من جَاءَك يطْلب فضلا أَو رزقا فَهُوَ مُعتَفٍ وعافٍ وَجمعه عفاة وَقد عَفَاك يعفوك عفوا قَالَ الْأَعْشَى يمدح رجلا: [المتقارب]

تَطُوْفُ العُفَاةُ بأبوابه ... كطوف النَّصَارَى يبيت الوثن

وَقد تكون الْعَافِيَة فِي هَذَا الحَدِيث من النَّاس وَغَيرهم وَبَيَان ذَلِك فِي حَدِيث آخر حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْيَقظَان وَأَنا فِي نخل لي فَقَالَ: من غرسه أمسلم أم كَافِر قلت: لَا بل مُسْلِم قَالَ: مَا من مُسْلِم يغْرس غرسا أَو يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إِنْسَان أَو دَابَّة أَو طَائِر أَو سَبُع إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة.

عمم


عَمَّ(n. ac. عُمُوْم)
a. Was common, general, universal; was comprehensive
inclusive.
b. [acc. & Bi], Included, comprised, embraced in.
c. Covered entirely.
d. Made long.
e.(n. ac. عُمُوْمَة), Became a paternal uncle.
f. [pass.], Wore a turban, a crown &c.; was crowned.

عَمَّمَa. Made general, universal, inclusive; extended to
all.
b. Put a turban &c. on; crowned.
c. [acc. & Bi], Wounded with ( the sword ).
d. [pass.]
see I (f)
تَعَمَّمَa. see VIII
إِعْتَمَمَa. Put on, wore a turban &c.

إِسْتَعْمَمَa. see VIII
عَمّa. Generality; totality.
b. Crowd, multitude, mass.
c. (pl.
أَعْمُم
عُمُوْمَة
27t
أَعْمَاْم), Paternal uncle.
d. [ coll. ], Father-in-law.

عَمَّة
( pl.
reg. )
a. Paternal aunt, father's sister.

عِمَّةa. Manner of wearing the turban.

عُمِّيّa. Plebeian, man of the people.

عَمَمa. Entire, complete; perfect.
b. General, universal; inclusive.
c. Crowd, multitude.

عُمُمa. Completeness; full development; maturity;
perfection.

أَعْمَمُa. More general, &c.
b. Multitude.

مِعْمَمa. Beneficent, charitable, philanthropical;
philanthropist.

عَاْمِمa. General, common, universal; comprehensive
inclusive.

عَاْمِمَة
(pl.
عَوَاْمِمُ)
a. fem. of
عَاْمِمb. [art.], The commonality; the vulgar.
عَاْمِمِيّa. Common; popular; vulgar; colloquial.

عَاْمِمِيَّة
a. [ coll. ], Coalition.

عِمَاْمَة
(pl.
عِمَاْم
عَمَاْئِمُ
46)
a. Turban.

عَمِيْم
(pl.
عُمُم)
a. see 21b. High, lofty, tall.

عُمُوْمa. Generality; totality; universality.

عُمُوْمَةa. Relationship of uncle.

عُمُوْمِيّa. see 21
N. P.
عَمَّمَa. Attired with a turban, turbaned; crowned :
chief.

عَمَّا عَمَّ
a. About what, for what.

عَمَّن
a. see under
عَمَنَ

عُمُوْمًا
a. بِوَجْه العُمُوْم Generally
commonly; universally.
إِبْنُ العَمّ
a. Cousin.
b. [ coll. ], Brother-in-law.
c. [ coll. ], Husband.
أَمْرَأَة العَمّ
a. Mother-in-law.

بِنْتُ العَمّ
a. Cousin [ fem.].
b. [ coll. ], Sister-in-law.
c. [ coll. ], Wife.
عَامَّة النَّاس
a. The commonality; the vulgar, the common people.

عَمَّة النَّهَار
a. The whole of the day.

عَمَّة الشّهْر
a. The greater part of the month.

جَاؤُا عَامَّةً
a. They all came.

العَوَامّ
a. see 21t (b)b. [ coll. ], Laymen, laity.

عَام
a. see under
عَوَمَ

عَم
a. Abbreviation of
عَليهِ السَّلام

عِمْ
a. Imp. from
وَعَمَ

عِمْ صَبَاحًا
a. Good morning!

عَمْبَر
a. see عَنْبَرَ
عَمَّ4
عَمْبَرِيَة
G.
a. Ambrosia.
ع م م : عَمَّ الْمَطَرُ وَغَيْرُهُ عُمُومًا مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ عَامٌّ وَالْعَامَّةُ خِلَافُ الْخَاصَّةِ وَالْجَمْعُ عَوَامُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَالنِّسْبَةُ إلَى الْعَامَّةِ عَامِّيٌّ وَالْهَاءُ فِي الْعَامَّةِ لِلتَّأْكِيدِ بِلَفْظِ وَاحِدٍ دَالٍّ عَلَى شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مُطْلَقًا وَمَعْنَى الْعُمُومِ إذَا اقْتَضَاهُ اللَّفْظُ تَرْكُ التَّفْصِيلِ إلَى الْإِجْمَالِ وَيَخْتَلِفُ الْعُمُومُ بِحَسْبِ الْمَقَامَاتِ وَمَا يُضَافَ إلَيْهَا مِنْ قَرَائِنِ الْأَحْوَالِ فَقَوْلُكَ مَنْ يَأْتِنِي أُكْرِمْهُ وَإِنْ كَانَ لِلْعُمُومِ فَقَدْ يَقْتَضِي الْمَقَامُ التَّخْصِيصَ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَان أَوْ أَفْرَادٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ كَمَا يُقَالُ مَنْ يَأْتِنِي أُطْعِمْهُ مِنْ هَذِهِ الْفَاكِهَةِ وَهِيَ لَا تَبْقَى رَطْبَةً دَائِمًا فَقَرِينَةُ الْحَالِ تَدُلُّ عَلَى وَقْتٍ تَبْقَى فِيهِ تِلْكَ الْفَاكِهَةُ قَالَ قُطْبُ الدِّينِ الشِّيرَازِيُّ وَعَلَى هَذَا فَمَا أَمْكَنَ اسْتِيعَابُهُ يُسْتَعْمَلُ فِيهِ مَتَى وَمَا لَمْ يُمْكِنْ اسْتِيعَابُهُ تُزَادُ مَا عَلَيْهِ فَيُقَالُ مَتَى مَا لِأَنَّ زِيَادَتَهَا تُؤْذِنُ بِتَغْيِيرِ الْمَعْنَى وَانْتِقَالِهِ عَنْ الْمَعْنَى الْأَعَمِّ إلَى مَعْنًى عَامٍّ كَمَا تَنْقُلُ الْمَعْنَى وَتُغَيِّرُهُ إذَا دَخَلَتْ عَلَى إنَّ وَأَخَوَاتِهَا فَهَذَا فَرْقٌ بَيْنَ الْعَامِّ وَالْأَعَمِّ.

وَالْعِمَامَةُ جَمْعُهَا عَمَائِمُ وَتَعَمَّمْتُ كَوَّرْتُ الْعِمَامَةَ عَلَى الرَّأْسِ وَعُمِّمَ الرَّجُلُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ سُوِّدَ وَالْعَمَائِمُ تِيجَانُ الْعَرَبِ.

وَالْعَمُّ جَمْعُهُ أَعْمَامٌ وَالْعُمُومَةُ مَصْدَرٌ مِنْهُ وَالْعَمَّةُ جَمْعُهَا عَمَّاتٌ وَيُقَالُ هُمَا ابْنَا عَمٍّ وَابْنَا أَخٍ وَابْنَا خَالَةٍ وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ وَلَا ابْنَا أُخْتٍ وَلَا ابْنَا خَالٍ
وَأَعَمَّ الرَّجُلُ إذَا كَرُمَ أَعْمَامُهُ يُرْوَى مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَالْفَاعِلِ. 
[عمم] العَمُّ: أخو الأب، والجمع أعمام وعمومة، مثل البعولة. يقال: ما كنت عمًّا ولقد عَمَمْتَ عُمومةٌ. وبيني وبين فلان عُمومَةٌ، كما يقال أبوَّةٌ وخؤولةٌ. ويقال: يا ابن عمِّي ويا بن عَمِّ ويا ابن عَمَّ ثلاث لغات. وقول أبي النجم:

يا ابنة عَمَّا لا تَلومي واهْجَعي * أراد عَمَّاهُ بهاء الندبة. و (عم يتساءلون) أصله عمَّا فحذفت منه الألف في الاستفهام. والعَمُّ: جماعةٌ من الناس. قال المرقش: والعَدْوَ بين المجلِسَيْنِ إذا آدَ العَشِيُّ وتَنادى العَمّ والمعم المخول: الكثير الاعمام والأخوال والكريمهم، وقد يكسران. وتقول: هما ابنا عَمٍّ، ولا تقل هما ابنا خالٍ. وتقول: هما ابنا خالةٍ، ولا تقل هما ابنا عَمَّةٍ. واسْتَعْمَمْتُهُ عَمًّا، أي اتَّخذته عمًّا. وتَعَمَّمْتُهُ، إذا دعوته عما. عن أبى زيد.والعمامة: واحدة العمائم. وعممته: ألبسته العِمامة. وعُمِّمَ الرجل: سوِّدَ، لأنَّ العَمائمَ تيجان العرب، كما قيل في العَجَمِ تُوِّجَ. واعتمَّ بالعمامةِ وتَعَمَّمَ بها بمعنًى. وفلان حسن العِمَّةِ، أي حسن الاعتِمامِ. واعتم النبت: اكتهل. ويقال للشاب إذا طال: قد اعتم. وشئ عَميمٌ، أي تامٌّ، والجمع عُمُمٌ مثل سرير وسرر، ورغيف ورغف. ويقال: استوى فلان على عُمُمِهِ، يريدون به تمام جسمه وشبابه وماله. وفي حديث عروة بن الزبير حين ذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه: " كنا أهل ثمه ورمه، حتى استوى على عممه "، وقد يشدد للازدواج. ونخلة عميمة. ونخيل عم، إذا كانت طوالاً. وامرأةٌ عَميمةٌ: تامَّة القوام والخلق. والعَميمُ: يبيسُ البُهمى. وهو من عميمِهم أي صميمهم.وجسم عمم، أي تام. وقال : وإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ فإنِّي أحبُّ الجَوْنَ ذا المنكِبِ العَمَمِ والعامَّةُ: خلاف الخاصة. وعم الشئ يعم عُموماً: شمل الجماعة. يقال: عَمَّهُمْ بالعطيّة. والعُمِّيّةُ، مثل العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ. والعَماعِمُ: الجماعات المتفرِّقون. قال لبيد: لكيلا يكونَ السَنْدَرِيُّ نَديدَتي وأجْعَلَ أقواما عموما عماعما أي أجعل أقواماً مجتمعين فرقاً. وهذا كما قال أبو قيس بن الاسلت: ثم تجلت ولنا غاية من بين جمع غير جماع وعمم اللبن: أرغى، كأنَّ رغوته شبّهتْ بالعِمامةِ. ومعتم: اسم رجل. قال عروة: أيهلك مُعْتَمٌّ وزيدٌ ولم أقُمْ على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها: الذي ابيضَّ أذناه ومنبتُ ناصيته وما حولها، دون سائر جسده. وكذلك شاة معممة: في هامتها بياض. والنسبة إلى عمٍّ عَمَوِيٌّ، كأنه منسوبٌ إلى عمى. قاله الاخفش.
[عمم] فيه: فإنها لنخل "عم"، أي تامة في طولها والتفافها، جمع عميمة. ز: وفيها عوض الذي حدثني هذا أي هذا الكلام الآتي. ش: ومنه: وأسبغ نعما "عما"- بضم فمشددة، أي تامة جمع عميمة، نخلة عميمة ونخل عم وامرأة عميمة: تامة القوام والخلق. نه: وفيه: حتى إذا استوى على "عممه"، أي على طوله واعتدال شبابه، يقال للنبت إذا طال: قد اعتم، ومعناه على الضم والخفة صفة بمعنى العميم، أو جمع عميم كسرير وسرر، أي استوى على قده التام أو على عظامه وأعضائه الامة؛ ومن شدده فتشديده ما يزاد في الوقف كهذا عمر، فأجرى الوصل مجرى الوقف، وفيه نظر؛ وعلى الفتح والخفة مصدر وصف به. ومنه: منكب "عمم". ومنه ح لقمان: يهب البقرة "العممة" أي التامة الخلق. وح الرؤيا: فأتينا على روضة "معتمة"، أي وافية النبات طويلته. وح: إذا توضأت فلم "تعمم" فتيمم، أي إذا لم يكن في الماء وضوء تام، وأصله من العموم. و"عم" ثوباء الناعس. يضرب مثلًا للحدث يحدث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر البلدان. وح: أن لا يهلك أمتي بسنة "بعامة"، أي بقحط يعم جميعهم، وباء بعامة زائدة أو بدل بإعادة عامل. وح: بادروا "بالأمال" ستًا، منها خويصة أحدكم وأمر "العامة"، أي القيامة التي تعم الناس، والخويصةسنة والاقتصار على العمامة جوزه أحمد وجماعة. ك: فهي "للعامة" حتى يبينه، أي المغانم لعامة المسلمين حتى يبينه النبي صلى الله عليه وسلم أنها للمقاتلين. قس: وح عثمان: إنك إمام "عامة"- بالإضافة، أي إمام جماعة، ونزل بك ما ترى- بنون وبمثناة، يريد الحصار وخروج الخوارج، ونتحرج أي نخاف بمتابعته الإثم، قوله: فأحسن معهم، فإن الصلاة خلف الفاسق صحيح ما لم يكن فسقه اعتقادًا. ط: لا غدر أعظم من أمير "عامة"، هو من قدمه العوام والسفلة من غير استحقاق ولا اتفاق من أهل الحل والعقد- ويتم في غ. وح: لا يعذب "العامة" بعمل الخاصة، أي لا يعذب الأكثر بعمل الأقل. ن: هذه حديث "عمية"- بكسر عين وميم وتشديد ميم وياء وهي رواية عامة مشايخنا وفسر بالشدة، وروى بفتح عين وكسر ميم مشددة وخفة ياء فهاء سكت أي حدثني به عمي، والعم الجماعة، أي هذا حديث جماعة، وروى بتشديد ياء وفسر بعمومتي، أي حديث فضل أعمامي أو حدثني به أعمامي، كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته.
عمم
عَمَّ1 عَمَمْتُ، يَعُمّ، اعْمُمْ/ عُمَّ، عُمُومةً، فهو عمّ
• عمَّ الرجلُ: صار عمًّا. 

عمَّ2/ عمَّ في عَمَمْتُ، يَعُمّ، اعْمُمْ/ عُمَّ، عُمومًا، فهو عامّ، والمفعول مَعْموم
• عمَّ الخيرُ أهاليَ القرية/ عمَّ الخيرُ في أهالي القرية: شمِلهم، انتشر فيهم "عمَّت الحربُ المنطقةَ بأثرها- عمّ البِشرُ بيوتَ الصّالحين- جعلت التَّنمية الاقتصاديّة التّفاؤل يَعُمُّ النّاسَ جميعًا" ° عمَّ جميعَ الأرجاء: انتشر فيها. 

اعتمَّ يعتمّ، اعْتَمِمْ/ اعتمَّ، اعتمامًا، فهو مُعتَم
• اعتمَّ الرَّجلُ: تعمّم، لبِس العِمامة. 

تعمَّمَ يتعمَّم، تَعمُّمًا، فهو مُتعمِّم
• تعمَّم الرَّجلُ: مُطاوع عمَّمَ: لبِس العِمامَة "قابلت شيخًا متعمِّمًا". 

عمَّمَ يعمِّم، تعميمًا، فهو مُعمِّم، والمفعول مُعمَّم
• عمَّم الشّخصَ: ألبسه العِمامَة "عمَّم صغيرَه وهو يداعبُه- عمَّم جدّه الأعمى".
• عمَّم التَّعليمَ المجَّانيّ: نشره، جعله عامًّا شاملاً وفي متناوَل الجميع، عكسه خصَّص "عمَّمتِ الدّولةُ العلاجَ والتّأمين الصِّحيّ- عمّم القاعدة- عمّم كلمةً: أشاعها وأذاعها- عمَّم الأحكامَ: أطلقها على الجميع". 

تعميم [مفرد]: ج تعميمات (لغير المصدر) وتعاميمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عمَّمَ.
2 - إطلاق الحكم عامًّا بعد استخلاصه بالاستناد إلى حالات خاصّة.
3 - (سف) انتقال من الجزئيّ إلى الكُلِّيّ أو من الخاصِّ إلى العامِّ "تعميم القضايا/ الأدلة/ النَّتائج".
4 - كتاب يوجِّهه الرئيسُ إلى مرءوسيه ليطلعهم فيه على أمر يعنيهم جميعًا. 

عامّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عمَّ2/ عمَّ في ° الأمين العامّ: المَسْئول التنفيذيّ في الهيئات الحكوميَّة كالجامعات، أو الدَّوْليّة كالأمم المتَّحدة.
2 - شامل، عكس خاصّ "مصلحة عامَّة- للصَّالح العامّ- عفو/ طريق عامّ" ° النَّفير العامّ: قيام عامّة النَّاس لقتال العدوّ، التّعبئة العامَّة- الرَّأي العامّ: رأي أكثريَّة النَّاس في وقت مُعيَّن إزاء موقف أو مشكلة من المشكلات- القطاع العامّ: المؤسّسات التي تملكها الدَّولة- بوجه عامّ: بوجه شامل، بصورة غير محدَّدَة- يكتسب القبول العامّ: يكون موافقًا عليه.
3 - غير مختصّ، غير تفصيليّ "فكرة/ ملامح عامّة".
4 - مسئول أعلى "مدير/ قائد/ أمين عامّ".
• المدَّعِي العامّ: (قن) مسئول حكوميّ يقاضي الأفعال الجُرْميّة بالنِّيابة عن الدَّوْلة أو المجتمع. 

عامَّة [مفرد]: ج عَوامّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عمَّ2/ عمَّ في ° أمانة عامَّة- الجمعيَّة العامَّة: جمعيَّة تضمّ جميع الأعضاء المنتسبين إليها للبحث في قضايا تهمهم- الحديقة العامَّة: فسحة خضراء مهيَّأة في مدينة يرتادها السكان للتَّنزُّه والتسلية- الخِدْمة العامَّة: العمل في مجال له منفعة عامة كالإدارة الحكوميَّة مثلاً- العلاقات العامَّة: التي تقوم بعمليّة الاتّصال بين المنظّمات والجمهور وتشرح وتفسّر كلاًّ منهما للآخر- المصلحة العامَّة: الصالح العامّ- عامةً/ بعامَّةٍ: بشكل عامّ، بصورةٍ عامَّة.
2 - جميعًا "هذا بيان موجَّه للسُّكَّان عامَّةً- جاء الضُّيوفُ عامّة".
• عامَّة الشّعب: خلاف الخاصَّة منه، من ليسوا من الفئة المثقَّفة ثقافةً عالية، الجمهور "الأوساط العامَّة- يخاطبُ العامَّة بأسلوبٍ يسير- رجلٌ من عامَّة الناس- طبقة العَوامّ- تعليم العامَّة".
• الآداب العامّة:
1 - (سف) العُرْف المقرَّر المرْضيّ.
2 - مجموعة القواعد والمبادئ المتعلِّقة بصون القيم الأخلاقيَّة السَّليمة والرّوابط العائليَّة التي تؤثِّر في بناء المجتمع وسلامته. 

عامِّيّ [مفرد]: ج عامّيُّون وعاميّات، مؤ عامِّيَّة: اسم منسوب إلى عامَّة: صفة لما هو مستعمل عندهم "تعبير/
 ذوق/ تفكير عامِّيّ".
• كلام عامِّيّ/ لهجة عامِّيَّة: كلام الناس أو أحاديثهم العاديّة خلاف اللُّغة الفصحى أو اللُّغة الأدبيَّة. 

عِمامَة [مفرد]: ج عِمامات وعمائِمُ وعِمام: ما يُلَفُّ على الرّأس "لبِس العمامةَ" ° أرخى عِمامَتَه: أَمِن واطمأن وترفَّه. 

عَمّ [مفرد]: ج أعمام وعُمومة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عَمَّ1.
2 - أخو الأب، كُلُّ من جمع أباك وأباه صُلْبٌ أو بطنٌ "ربّاه عمُّه بعد وفاة والده- تزوّج ابنةَ عمِّه- {أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ} ". 

عَمَّ [كلمة وظيفيَّة]: أداة استفهام مركَّبة من: (عن)، و (ما) الاستفهاميّة، وقد حُذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها، ولها الصدارة في الكلام (انظر: م ا - ما) " {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} ". 

عَمَّة [مفرد]: ج عمَّات: أخت الأب "اتَّخذت عمَّتها صديقةً لها- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ} ". 

عِمَّة [مفرد]: ج عِمَّات وعِمَم: عِمامَة، ما يُلَفُّ على الرَّأس "لبس العِمَّة". 

عُموم [مفرد]: مصدر عمَّ2/ عمَّ في ° عُمومًا/ على العموم/ على وجه العموم: بشكل عامٍّ شامل، بوجه الإجمال- مَجْلِس العُموم: مَجلس مُمثِّلي الأُمَّة المنتخَبين في انجلترا. 

عُمُومة [مفرد]:
1 - مصدر عَمَّ1.
2 - علاقة قرابة من العَمِّ كالأبوّة والأخوَّة والخُئُولة من الأب والأخ والخال "وقف مع أبناء عمومته في وجه الظلم". 

عُموميّ [مفرد]: شامل، عامّ لجميع المواطنين "طريق/ مرفق عُموميّ". 

عموميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عُموم: "ساحات/ طرق/ حافلات/ هواتف/ مرافق عموميّة: لجميع النَّاس" ° حكومة عموميَّة: حكومة وطنيَّة من جميع الأحزاب أو مُعْظمها- ميزانيَّة عموميَّة: بيان أو مُلخَّص خاصّ بمؤسَّسة أو عمل ما تدرج فيه أصول (موجودات) الشَّركة والدُّيون واستثمار المالك من تاريخ محدَّد.
2 - مصدر صناعيّ من عُموم: كل ما هو عام لا تخصيص فيه ولا تحديد "عموميّة تعبير".
• جمعية عموميَّة: هيئة تضم جميع الأعضاء المنتسبين إليها أو المساهمين في تأسيسها "للجمعية العموميَّة الكلمة الفصل". 

عمم: العَمُّ: أَخو الأَب. والجمع أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مثل

بُعُولة؛ قال سيبويه: أَدخلوا فيه الهاء لتحقيق التأْنيث، ونظيره الفُحُولة

والبُعُولة.

وحكى ابن الأعرابي في أَدنى العدد: أعمٌّ، وأَعْمُمُونَ، بإظهار

التضعيف: جمع الجمع، وكان الحكم أَعُمُّونَ لكن هكذا حكاه؛ وأَنشد:

تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ

كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ

وقول أَبي ذؤيب:

وقُلْتُ: تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ،

ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّرُوحُ

أراد: ابن عمك، يريد ابن عمه خالد بن زهير، ونَكَّره لأَن خَبَرهما قد

عُرِف، ورواه الأَخفش ابن عمرو؛ وقال: يعني ابن عويمر الذي يقول فيه

خالد:ألم تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ،

وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها،

والأُنثى عَمَّةٌ، والمصدر العُمُومة. وما كُنْتَ عَمّاً ولقد عَمَمْتَ

عُمُومةً. ورجل مُعِمٌّ ومُعَمٌّ: كريم الأَعْمام. واسْتَعَمَّ الرجلَ

عَمّاً: اتَّخذه عَمّاً. وتَعَمَّمَه: دَعاه عَمّاً، ومثله تَخَوَّلَ

خالاً. والعرب تقول: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ

(* قوله «رجل معم مخول» كذا ضبط في الأصول بفتح العين والواو منهما، وفي

القاموس انهما كمحسن ومكرم أي بكسر السين وفتح الراء) إذا كان كريم

الأعْمام والأخْوال كثيرَهم؛ قال امرؤ القيس:

بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشِيرةِ مُخْوَلِ

قال الليث: ويقال فيه مِعَمٌّ مِخْوَلٌ، قال الأَزهري: ولم أسمعه لغير

الليث ولكن يقال: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كان يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وفضله،

ويَلُمُّهم أي يصلح أمرهم ويجمعهم. وتَعَمَّمَتْه النساءُ: دَعَوْنَه

عَمّاً، كما تقول تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه؛ أنشد ابن الأَعرابي:

عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها

عَلَيَّ، وقالَتْ لي: بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ؟

معناه أنها لما رأَت الشيبَ قالت لا تَأْتِنا خِلْماً ولكن ائتنا

عَمّاً. وهما ابنا عَمٍّ: تُفْرِدُ العَمَّ ولا تُثَنِّيه لأنك إنما تريد أن كل

واحد منهما مضاف إلى هذه القرابة، كما تقول في حد الكنية أبوَا زيد،

إنما تريد أَن كل واحد منهما مضاف إلى هذه الكنية، هذا كلام سيبويه. ويقال:

هما ابْنا عَمٍّ ولا يقال هما ابْنا خالٍ، ويقال: هما ابْنا خالة ولا

يقال ابْنا عَمَّةٍ، ويقال: هما ابْنا عَمٍّ لَحٍّ وهما ابْنا خالة لَحّاً،

ولا يقال هما ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً ولا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما

مفترقان، قال: لأَنهما رجل وامرأَة؛ وأَنشد:

فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً،

وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذاك طَيِّب

قال ابن بري: يقال ابْنا عَمٍّ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابنَ

عَمِّي، وكذلك ابْنا خالةٍ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابْنَ

خالتي، ولا يصح أَن يقال هما ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يقول لصاحبه يا ابْنَ

خالي والآخر يقول له يا ابْن عَمَّتي، فاختلفا، ولا يصح أَن يقال هما ابنا

عَمَّةٍ لأَن أحدهما يقول لصاحبه يا ابن عَمَّتي والآخر يقول له يا اينَ

خالي. وبيني وبين فلان عُمُومة كما يقال أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ. وتقول: يا

ابْنَ عَمِّي ويا ابنَ عَمِّ ويا ابنَ عَمَّ، ثلاث لغات، ويا ابنَ عَمِ،

بالتخفيف؛ وقول أَبي النجم:

يا ابْنَةَ عَمَّا، لا تَلُومي واهْجَعِي،

لا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْماً واسْمَعِي

أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة؛ وهكذا قال الجوهري عَمّاهُ؛ قال ابن بري:

صوابه عَمَّاهُ، بتسكين الهاء؛ وأَما الذي ورد في حديث عائشة، رضي الله

عنها: استأْذَنتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، في دخول أبي القُعَيْس

عليها فقال: ائْذَني له فإنَّه عَمُّجِ، فإنه يريد عَمُّك من الرضاعة،

فأَبدل كاف الخطاب جيماً، وهي لغة قوم من اليمن؛ قال الخطابي: إنما جاء هذا

من بعض النَّقَلة، فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان لا يتكلم إلاَّ

باللغة العالية؛ قال ابن الأثير: وليس كذلك فإنه قد تكلم بكثير من لغات

العرب منها قوله: لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ وغير ذلك.

والعِمامةُ: من لباس الرأْس معروفة، وربما كُنِيَ بها عن البَيْضة أَو

المِغْفَر، والجمع عَمائِمُ وعِمامٌ؛ الأخيرة عن اللحياني، قال: والعرب

تقول لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم، فإما أن يكون جَمْع عِمامَة جمع

التكسير، وإما أن يكون من باب طَلْحةٍ وطَلْحٍ، وقد اعْتَمَّ بها

وتَعَمَّمَ بمعنى؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ،

فلا يَرْتَدِي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ

قيل: معناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحرب ولا أَتجمل، وقيل: معناه ليس يَرْتَدي

أَحد بالسيف كارتدائي ولا يَعْتَمُّ بالبيضة كاعْتِمامي. وعَمَّمْتُه:

أَلبسته العِمامةَ، وهو حَسَنُ العِمَّةِ أي التَّعَمُّمِ؛ قال ذو

الرمة:واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ

وأَرْخَى عِمامتَه: أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأن الرجل إنما يُرْخي عِمامَتَه

عند الرخاء؛ وأَنشد ثعلب:

أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى من عِمامَته

وقال: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قال: أَجَلْ

قال: أَراد وقلت الشيب هذا الذي حَلَّ. وعُمِّمَ الرجلُ: سُوِّدَ لأَن

تيجان العرب العَمائم، فكلما قيل في العجم تُوِّجَ من التاج قيل في العرب

عُمِّمَ؛ قال العجاج:

وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ

والعرب تقول للرجل إذا سُوِّد: قد عُمِّمَ، وكانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً

عَمَّمُوه عِمامةً حمراء؛ ومنه قول الشاعر:

رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَما

رَأَيْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لا تَعَصَّب

(* قوله «رأيتك» البيت قبله كما في الأساس:

أيا قوم هل أخبرتم أو سمعتم

بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب).

وكانت الفُرْسُ تُتَوِّجُ ملوكها فيقال له مُتَوَّج. وشاةٌ مُعَمَّمةٌ:

بيضاء الرأْس. وفرَسٌ مُعَمَّمٌ: أَبيض الهامَةِ دون العنق، وقيل: هو من

الخيل الذي ابيضَّتْ ناصيتُه كلها ثم انحدر البياض إلى مَنْبِت الناصية

وما حولها من القَوْنَس. ومن شِياتِ الخيل أَدْرَعُ مُعَمَّم: وهو الذي

يكون بياضه في هامته دون عنقه. والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها: الذي ابيضَّ

أُذناه ومنيت ناصيته وما حولها دون سائر جسده؛ وكذلك شاةٌ مُعَمَّمة: في

هامَتِها بياض.

والعامَّةُ: عِيدانٌ مشدودة تُرْكَبُ في البحر ويُعْبَرُ عليها،

وخَفَّفَ ابن الأعرابي الميم من هذا الحرف فقال: عامَةٌ مثل هامَة الرأْس وقامةَ

العَلَق وهو الصحيح.

والعَمِيمُ: الطويل من الرجال والنبات، ومنه حديث الرؤيا: فأَتينا على

رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ أي وافية النبات طويلته، وكلُّ ما اجتمع وكَثُرَ

عَمِيمٌ، والجمع عُمُمٌ؛ قال الجعدي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام:

يَرْفَعُ، بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْـ

جَوْزِ، طِوالاً جُذُوعُها، عُمُما

والاسم من كل ذلك العَمَمُ. والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى. ويقال:

اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إذا التفَّ وطال. ونبت عَمِيمٌ؛ قال الأعشى:

مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

واعْتَمَّ النبتُ: اكْتَهَلَ. ويقال للنبات إذا طال: قد اعْتَمَّ. وشيء

عَمِيمٌ أي تام، والجمع عُمُمٌ مثل سَرير وسُرُر. وجارية عَمِيمَةٌ

وعَمَّاءُ: طويلة تامةُ القَوامِ والخَلْقِ،، والذكر أَعَمُّ. ونخلة عَمِيمةٌ:

طويلة، والجمع عُمٌّ؛ قال سيبويه: أَلزموه التخفيف إذ كانوا يخففون غير

المعتل، ونظيرهُ بونٌ، وكان يجب عُمُم كَسُرُر لأنه لا يشبه الفعل.

ونخلةٌ عُمٌّ؛ عن اللحياني: إما أَن يكون فُعْلاً وهي أَقل، وإما أَن يكون

فُعُلاً أصلها عُمُمٌ، فسكنت الميم وأُدغمت، ونظيرها على هذا ناقة عُلُطٌ

وقوس فُرُجٌ وهو باب إلى السَّعَة. ويقال: نخلة عَمِيمٌ ونخل عُمٌّ إذا

كانت طِوالاً؛ قال:

عُمٌّ كَوارِعُ في خَلِيج مُحَلِّم

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه اختَصم إليه رجلان في نخل

غَرَسَه أحدهما في غير حقه من الأَرض، قال الراوي: فلقد رأَيت النخل يُضرب في

أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ؛ قال أَبو عبيد: العُمُّ

التامة في طولها والتفافها؛ وأَنشد للبيد يصف نخلاً:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا، وسَرِيُّهُ

عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنهنّ كُرُومُ

وفي الحديث: أَكْرِموا عَمَّتكَم النخلة؛ سماها عَمَّة للمشاكلة في أنها

إذا قطع رأْسها يَبِستْ كما إذا قطع رأْس الإنسان مات، وقيل: لأَن النخل

خلق من فَضْلةِ طينة آدم عليه السلام. ابن الأَعرابي: عُمَّ إذا

طُوِّلَ، وعَمَّ إذا طال. ونبْتٌ يَعْمومٌ: طويل؛ قال:

ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعاً،

وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ

والعَمَمُ: عِظَم الخَلْق في الناس وغيرهم. والعَمَم: الجسم التامُّ.

يقال: إن جِسمه لعَمَمٌ وإنه لعَممُ الجسم. وجِسم عَمَم: تامٌّ. وأَمر

عَمَم: تامٌّ عامٌّ وهو من ذلك؛ قال عمرو ذو الكلب الهذلي:

يا ليتَ شِعْري عَنْك، والأمرُ عَمَمْ،

ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

ومَنْكِب عَمَمٌ: طويل؛ قال عمرو بن شاس:

فإنَّ عِراراً إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ،

فإني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ

ويقال: اسْتَوى فلان على عَمَمِه وعُمُمِه؛ يريدون به تمام جسمه وشبابه

وماله؛ ومنه حديث عروة بن الزبير حين ذكر أُحَيحة بن الجُلاح وقول

أَخواله فيه: كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه، حتى إذا استوى على عُمُمِّه، شدّد

للازدواج، أَراد على طوله واعتدال شبابه؛ يقال للنبت إذا طال: قد اعتَمَّ،

ويجوز عُمُمِه، بالتخفيف، وعَمَمِه، بالفتح والتخفيف، فأَما بالضم فهو

صفة بمعنى العَمِيم أو جمع عَمِيم كسَرير وسُرُر، والمعنى حتى إذا استوى

على قَدّه التامّ أَو على عظامه وأَعضائه التامة، وأما التشديدة فيه عند

من شدّده فإنها التي تزاد في الوقف نحو قولهم: هذا عمرّْ وفرجّْ، فأُجري

الوصل مجرى الوقف؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر، وأما من رواه بالفتح

والتخفيف فهو مصدر وصف به؛ ومنه قولهم: مَنْكِب عَمَمٌ؛ ومنه حديث لقمان:

يَهَبُ البقرة العَمِيمة أي التامة الخَلق. وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم

عُموماً: شَمِلهم، يقال: عَمَّهُمْ بالعطيَّة. والعامّةُ: خلاف الخاصَّة؛ قال

ثعلب: سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بالشر. والعَمَمُ: العامَّةُ اسم للجمع؛

قال رؤبة:

أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ

ويقال: رجلٌ عُمِّيٌّ ورجل قُصْرِيٌّ، فالعُمِّيٌّ العامُّ،

والقُصْرِيٌّ الخاصُّ. وفي الحديث: كان إذا أَوى إلى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة

أَجزاء: جزءاً لله، وجزءاً لأَهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزءاً جزَّأَه بينه وبين

الناس فيردّ ذلك على العامة بالخاصّة، أَراد أَن العامة كانت لا تصل

إليه في هذا الوقت، فكانت الخاصَّة تخبر العامَّة بما سمعت منه، فكأَنه أوصل

الفوائد إلى العامّة بالخاصّة، وقيل: إن الباء بمعنى مِنْ، أَي يجعل وقت

العامّة بعد وقت الخاصّة وبدلاً منهم كقول الأَعشى:

على أَنها، إذْ رَأَتْني أُقا

دُ، قالتْ بما قد أَراهُ بَصِيرا

أَي هذا العَشا مكان ذاك الإبصار وبدل منه. وفي حديث عطاء: إذا

توَضَّأْت ولم تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ أَي إذا لم يكن في الماء وضوء تامٌّ

فتَيمَّمْ، وأَصله من العُموم. ورجل مِعَمٌّ: يَعُمُّ القوم بخيره. وقال كراع: رجل

مُعِمٌّ يَعُمُّ الناس بمعروفه أَي يجمعهم، وكذلك مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي

يجمعهم، ولا يكاد يوجد فَعَلَ فهو مُفْعِل غيرهما. ويقال: قد عَمَّمْناك

أَمْرَنا أَي أَلزمناك، قال: والمُعَمَّم السيد الذي يُقلِّده القومُ

أُمُورَهم ويلجأُ إليه العَوامُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الـْ

ـمُعَمِّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي

والعَمَمُ من الرجال: الكافي الذي يَعُمُّهم بالخير؛ قال الكميت:

بَحْرٌ، جَريرُ بنُ شِقٍّ من أُرومَتهِ،

وخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ

ابن الأَعرابي: خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ، والعَمَمُ في الطول والتمام؛

قال أَبو النجم:

وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه

الأَصمعي في سِنِّ البقر إذا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قيل: قد اعتَمََّ

عَمَمٌ، فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ، قال: وهو أَرْخٌ، والجمع آراخ، ثم

جَذَعٌ، ثم ثَنِيٌّ، ثم رَباعٌ، ثم سدَسٌ، ثم التَّمَمُ والتَّمَمةُ، وإذا

أَحالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ، والأُنثى دَبَبةٌ، ثم شَبَبٌ والأُنثى

شَبَبةٌ.وعَمْعَمَ الرجلُ إذا كَثُرَ جيشُه بعد قِلَّة. ومن أَمثالهم: عَمَّ

ثُوَباءُ النَّاعِس؛ يضرب مثلاً للحَدَث يَحْدُث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر

البلدان.

وفي الحديث: سألت ربي أَن لا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ أَي بقحط

عامٍّ يَعُمُّ جميعَهم، والباء في بِعامَّةٍ زائدة في قوله تعالى: ومن

يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظُلْمٍ؛ ويجوز أَن لا تكون زائدة، وقد أَبدل عامَّة من

سنَةٍ بإعادة الجارِّ، ومنه قوله تعالى: قال الذين استكبروا للذين

استضعفوا لمن آمن منهم. وفي الحديث: بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً: كذا وكذا

وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ؛ أَراد بالعامّة القيامة لأَنها

تَعُمُّ الناسَ بالموت أَي بادروا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ.

والعَمُّ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الحَيّ؛ قال مُرَقِّش:

لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والـ

ـغاراتِ، إذْ قال الخَميسُ نَعَمْ

والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ، إذا

آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمْ

تَنادَوْا: تَجالَسوا في النادي، وهو المجلس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُرِيغُ إليه العَمُّ حاجةَ واحِدٍ،

فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ

قال: العَمُ هنا الخَلق الكثير، أَراد الحجرَ الأَسود في ركن البيت،

يقول: الخلق إنما حاجتهم أَن يَحُجُّوا ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات، وذلك

معنى قوله فأُبْنا بحاجات أَي بالحج؛ هذا قول ابن الأعرابي، والجمع

العَماعِم. قال الفارسي: ليس بجمع له ولكنه من باب سِبَطْرٍ ولأآلٍ. والأَعَمُّ:

الجماعة أَيضاً؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال: وليس في الكلام أَفْعَلُ

يدل على الجمع غير هذا إلا أَن يكون اسم جنس كالأَرْوَى والأَمَرِّ الذي

هو الأَمعاء؛ وأَنشد:

ثُمَّ رَماني لا أَكُونَنْ ذَبِيحةً،

وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ

قال أَبو الفتح: لم يأْت في الجمع المُكَسَّر شيء على أَفْعلَ معتلاًّ

ولا صحيحاً إلا الأَعَمّ فيما أَنشده أَبو زيد من قول الشاعر:

ثم رآني لا أكونن ذبيحة

البيت بخط الأَرزني رآني؛ قال ابن جني: ورواه الفراء بَيْنَ الأَعُمِّ،

جمع عَمٍّ بمنزلة صَكٍّ وأصُكٍّ وضَبٍّ وأَضُبٍّ. والعَمُّ: العُشُبُ؛

كُلُّهُ عن ثعلب؛ وأَنشد:

يَرُوحُ في العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما

والعُمِّيَّةُ، مثال العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ: وهو من عَمِيمهم أي

صَمِيمِهم. والعَماعِمُ: الجَماعات المتفرقون؛ قال لبيد:

لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي،

وأََجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما

السَّندَرِيُّ: شاعر كان مع عَلْقمة بن عُلاثة، وكان لبيد مع عامر بن

الطفيل فَدُعِي لبيد إلى مهاجاته فأَبى، ومعنى قوله أي أََجعل أَقواماً

مجتمعين فرقاً؛ وهذا كما قال أَبو قيس بن الأَسلت:

ثُمَّ تَجَلَّتْ، ولَنا غايةٌ،

مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

وعَمَّمَ اللَّبنُ: أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة. ويقال

للبن إذا أَرْغَى حين يُحْلَب: مُعَمِّمٌ

ومُعْتَمٌّ، وجاء بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ. ومُعْتَمٌّ: اسم رجل؛ قال عروة:

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولَمْ أُقِمْ

عَلى نَدَبٍ يَوْماً، ولي نَفْسُ مُخْطِرِ؟

قال ابن بري: مُعْتَمٌّ

وزيد قبيلتان، والمُخْطِرُ: المُعَرِّضُ نفسه للهلاك، يقول: أَتهلك

هاتان القبيلتان ولم أُخاطر بنفسي للحرب وأَنا أَصلح لذلك؟ وقوله تعالى:

عَمَّ يتساءلون؛ أَصله عَنْ ما يتساءلون، فأُدغمت النون في الميم لقرب

مخرجيهما وشددت، وحذفت الأَلف فرقاً بين الاستفهام والخبر في هذا الباب،

والخبرُ كقولك: عما أَمرتك به، المعنى عن الذي أمرتك به. وفي حديث جابر:

فَعَمَّ ذلك أَي لِمَ فَعَلْتَه وعن أَيِّ شيء كان، وأَصله عَنْ ما فسقطت أَلف

ما وأُدغمت النون في الميم كقوله تعالى: عَمَّ يتساءلون؛ وأَما قول ذي

الرمة:

بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ

لِحاجٍ، وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ

قال الفراء: ما صِلَةٌ والعين مبدلة من أَلف أَنْ، المعنى بَرَاهُنَّ

أَنْ هُنَّ إمَّا بوادئ، وهي لغة تميم، يقولون عَنْ هُنَّ؛ وأَما قول

الآخر يخاطب امرأة اسمها عَمَّى:

فَقِعْدَكِ، عَمَّى، اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ

إلى أَهْلِ حَيٍّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا؟

عَمَّى: اسم امرأة، وأَراد يا عَمَّى، وقِعْدَكِ واللهَ يمينان؛ وقال

المسيَّب بن عَلَس يصف ناقة:

وَلَها، إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها،

جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ

مِشْفَرٌ خفِقٌ: أَهْدَلُ يضطرب، والجَوْزُ الأَعَمُّ: الغليظ التام،

والجَوْزُ: الوَسَطُ. والعَمُّ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ،

حَتَّى تَرَى مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا

(* قوله «بالعم» كذا في الأصل تبعاً للمحكم، وأورده ياقوت قرية في عين

حلب وأنطاكية، وضبطها بكسر العين وكذا في التكملة).

وكذلك عَمَّان؛ قال مُلَيْح:

وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا

بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ، الثَّرى فالمُعَرَّفُ

وكذلك عُمَان، بالتخفيف. والعَمُّ: مُرَّة بن مالك ابن حَنْظَلة، وهم

العَمِّيُّون. وعَمٌّ: اسم بلد. يقال: رجل عَمِّيٌّ؛ قال رَبْعان:

إذا كُنْتَ عَمِّيّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ،

وإلاَّ فَكُنْ، إنْ شِئْتَ، أَيْرَ حِمارِ

والنسبة إلى عَمٍّ عَمَوِيٌّ كأَنه منسوب إلى عَمىً؛ قاله الأخفش.

عمم

( {العَمُّ: أخُو الأبِ. ج:} أعْمامٌ و) {عُمُومٌ و (} عُمومَةٌ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: أدْخَلُوا فِيهِ الهَاءَ لتَحْقِيقِ التَّأنِيثِ، ونَظِيرُه الفُحولَةُ والبُعولَةُ. (و) حَكَى ابنُ الأعْرابِيّ فِي أدْنَى العَدَدِ: ( {أعُمٌّ) ، قَالَ الفَرَّاءُ: بِمنْزِلَةِ صَكٍّ وأصُكٍّ، وضَبٍّ وأَضُبٍّ. و (جج:) جَمْعُ الجَمْع (} أعْمُمُونَ) بإظْهارِ التَّضْعِيف، وَكَانَ الحُكمُ! أعَمُّون، لَكن هَكَذا حَكاهُ، وأنْشَدَ: (تَروَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ ... كرِيمِ {الأعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ)

(وَهِي} عَمَّةٌ) ، قد خَالَف هُنا اصْطِلاحَه فِي ذِكْرِ الأنْثَى.
(والمَصْدَرُ {العُمُومَةُ) بالضَّمّ كالأُبُوَّةِ والخُؤُولَةِ. (و) يُقالُ: (مَا كُنتَ} عَمًّا، ولقَدْ {عَمَمْتَ) } عُمومَةً.
(و) رَجُلٌ ( {مُعَمٌّ) } ومِعَمٌّ - (بِضَمِّ المِيم وكَسْرِها - الكَثيرُ الأعْمامِ أَو كَريمُهُم) ، هَكَذا نَقلَه الجوْهَرِيُّ، وَهُوَ نَصُّ اللَّيْثِ فِي العَيْن. وَفِي التَّهْذيبِ: العَرَبُ تقولُ: رَجُلٌ {مُعَمٌّ مُخْوَلٌ، إِذا كانَ كَريمَ الأعْمامِ والأخوالِ كَثِيرَهم. قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
(بِجِيدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيرةِ مُخْوَلِ ... )
قَالَ اللَّيثُ: ويُقالُ: مِعَمٌّ مِخْوَلٌ. قالَ الأزْهَرِيُّ: وَلم أسْمَعْه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَكِن يُقالُ:} مِعَمٌّ مِلَمٌّ إِذا كَانَ {يَعُمُّ النَّاسَ بِبِرِّه وفَضْلِه، ويَلُمُّهم، أَي يُصْلِحُ أمْرَهُم ويَجْمَعُهُم.
(} وتَعَمَّمتْه النِّساءً: دَعَوْنَه عَمًّا) ، هَكذا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وكَذلك تَأخَّاهُ وتَأبَّاه وتَبَنَّاه، وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ المَرابِيعِ بَيْتَهَا ... عَلَيَّ وقالَتْ لِي بِلَيْلٍ: {تَعَمَّمِ؟)

أيْ أنَّها لَمَّا رَأَتِ الشَّيْبَ قَالَتْ: لَا تَأتِنَا خِلْمًا، وَلَكِن ائْتِنَا} عَمًّا. وسِياقُ الجوْهَرِيِّ عَن أبِي زَيْدٍ: {وتَعَمَّمْتُه إذَا دَعَوتُه عَمًّا. ومِثْلُه سِياقُ الزَّمَخْشَرِيّ، وَكَذَلِكَ تَخَوَّلْتُه إِذا دَعَوْتُه خَالاً.
(} واسْتَعْمَمْتُه، اتَّخَذْتُه {عَمًّا، وَيُقَال: هُمَا ابْنَا} عَمٍّ،) و (لَا) يقالُ: ابنَا (خالٍ، و) تَقُولُ: هُما (ابْنَا خالَةٍ) ، و (لَا) تَقُولُ: هُمَا ابْنَا (عَمَّةٍ) . هَذَا نَصُّ الجوْهَرِيّ. وهَكَذَا نَقَلَه الأزْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. وَقَالَ: ابنَا عَمٍّ تُفْرِدُ العَمَّ وَلَا تُثَنِّيه؛ لأنَّكَ إنَّما تُرِيدُ أنّ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا مُضافٌ إِلَى هَذِه القَرابَةِ، كَمَا تَقولُ فِي حَدِّ الكُنْيَةِ: أبوَا زيْدٍ، إنَّمَا تُرِيدُ أنّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُضافٌ إِلَى هَذه الكُنْيَةِ. اه. وَيُقَال: هما ابْنَا عَمٍّ لَحًّا، وهُما ابْنَا خالَةٍ لَحًّا، وَلَا يُقالُ: هُمَا ابْنَا {عَمَّةٍ لَحًّا، وَلَا ابنَا خَالٍ لَحًّا؛ لِأَنَّهُمَا مُفْتَرِقانِ؛ لأنَّهُما رَجُلٌ وامرأَةٌ، قَالَ:
(فإنَّكُمَا ابْنَا خَالَةٍ فاذْهَبَا مَعًا ... وإنِّيَ مِنْ نَزْعٍ سِوَى ذَاك طَيِّبِ)

وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقالُ: ابْنَا عَمٍّ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا يَقولُ لِصاحِبِهِ: يَا ابنَ} - عَمِّي، وَكَذَلِكَ ابنَا خَالَةٍ لأنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصاحِبِه: يابْنَ خالَتِي، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقالَ: هُمَا ابْنَا عَمَّة، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقالَ: هُمَا ابْنَا خالٍ، لأنَّ أحدَهُما يَقُول لِصاحِبِه: يَا ابْنَ خالِي، والآخَرُ يَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ {عَمَّتِي، فاخْتَلَفَا، وَلَا يَصِحُّ أنْ يُقالَ: هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ؛ لأنَّ أحدَهما يَقولُ لِصاحِبِهِ: يَا ابْنَ عَمَّتِي؛ والآخَرُ يقولُ لَهُ: يَا ابنَ خَالِي.
(} والعَمُّ: الجمَاعَةُ) من النَّاسِ، كَمَا فِي الصّحاح، وقِيلَ: من الحَيِّ. وزَادَ بَعْضُهُم: (الكَثِيرَةُ) ، وأَنْشَدَ ابْنُ الأعْرابِيّ:
(يُرِيغُ إِلَيْهِ العَمُّ حاجةَ واحِدٍ ... فأُبْنَا بِحَاجَاتٍ ولَيْسَ بِذِي مالِ)

قَالَ: العَمُّ هُنَا: الخَلْقُ الكَثِيرُ، ( {كَالأَعَمِّ) ، حَكَاه الفَارِسِيُّ عَن أبِي زَيْدٍ، قَالَ: ولَيْسَ فِي الكَلامِ أفعَلُ يَدُلُّ عَلَى الجَمْعِ غَيْر هَذا إلاّ أَن يَكونَ اسْمَ جِنْسٍ، كَالأَرْوَى والأَمَرِّ الَّذِي هُوَ الأمْعَاءُ، وَأنْشد:
(ثُمَّ رَمَانِي لَا أَكُونَنْ ذَبِيحَةً ... وَقد كَثُرَتْ بَيْنَ} الأعَمِّ المَضَائِضُ)

قَالَ ابْنُ جِنِّيّ: لم يَأْتِ فِي الجَمْعِ المُكَسَّر شَيءٌ عَليّ أَفْعَلَ مُعْتَلاًّ وَلَا صَحِيحًا إلاّ الأعَمَّ، قالَ: وبِخَطِّ الأرزَنِي: ثُمَّ رَآنِي. قالَ: ورَواهُ الفَرَّاء: بَيْنَ الأَعُمِّ، بِضَمِّ العَيْنِ " جَمْع! عَمٍّ، كَضَبٍّ وأَضُبٍّ. (و) {العَمُّ: (العُشْبُ كُلُّه) ، عَن ثَعْلَبٍ وأَنْشَدَ:
(يَرُوحُ فِي العَمِّ ويَجْنِي الأُبْلُمَا ... )
(و) العَمُّ: (ع) عَن ابْن الأعرابيّ، وأنشَدَ:
(أقْسَمْتُ أَشْكُوكَ مِنْ أَيْنٍ ومِنْ وَصَبٍ ... حَتَّى تَرَى مَعْشَرًا} بِالعَمٍّ أزْوَالاَ)

(و) أَيْضا: (ة بَين حَلَبَ وأنْطَاكِيَةَ: مِنْهَا: عُكَاشَةُ) بنُ عبْدِ الصَّمَدِ ( {العَمِّيٌّ) الضَّرِيرُ: شاعِرٌ مُحْسِنٌ مُقِلٌّ من شُعراءِ الدّوْلَة الهاشِمِيَّة. وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ البَكْرِيُّ فِي شَرْحِ الأمالِي: أنّه من البَصْرَةِ، وأنّه من بَنِي العَمّ الآتِي ذِكْرُهم.
(و) العَمُّ: (النَّخْلُ الطِّوالُ) التَّامَّةُ [فِي] طُولِها والتِفافِها، (ويُضَمُّ) ، ومِنْه الحَديثُ: " وإِنَّهَا لَنَخْلٌ} عُمٌّ "، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيد لِلَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً:
(سُحُقٌ يُمَتِّعُهَا الصَّفَا وسَرِيُّةُ ... {عُمُّ نواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ)

(و) العَمُّ: (لَقَبُ مَالِكِ بِنِ حَنْظَلَةَ أبِي قَبِيلَةٍ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي التَّهْذِيب: لَقَبُ مُرَّةَ بِنِ مَالِكٍ: (وهُمْ} العَمِّيُّونَ) فِي تَمِيمٍ. وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُرَّة بنُ وائِلِ بنِ عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ فَهْمٍ مِنَ الأزْدِ. وهم بَنُو العَمِّ فِي تَمِيم، هَذا نَسَبُهُم، ثمَّ قَالُوا: مُرَّةُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم، وَفِي الأغانِي. أَصْلُ بَنِي العَمِّ كالمَدْفُوعِ يُقَال: إنَّهم نَزَلُوا فِي بَنِي تَمِيم بِالبَصْرَة أيَّامَ عُمرَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ، وغَزَوْا مَعَ المسْلِمينَ، وأبلَوْا فَحُمِدُوا، فَقِيلَ لَهُم: إنْ لم تَكُونُوا من العَرَب فأنتُم الإخْوانُ وبَنُو العَمِّ، فلُقِّبوا بذّلك، ولِذَلِك قالَ كَعْبُ بنُ مَعْدَان الأشْعَرِيّ:
(وَجَدْنَا آلَ سامَةَ فِي قُرَيْشٍ ... كَمِثْل! العَمِّ فِي سَلَفَيْ حَمِيمِ) وَقَالَ جرير:
(قُل لِلفَرَزْدَقِ مَنْ عِزٌّ يَلُوذُ بِهِ ... سِوَى بَنِي العَمِّ فِي أيْدِيهِمُ الخَشَبُ)

(سِيرُوا بَنِي العَم فَالأَهْوازُ مَنْزِلُكُم ... ونَهْرُ تِيرَى فَمَا تَدْرِيكُمُ العَرَبُ)

(أَو النِّسْبَةُ إِلَى {عَمٍّ} عَمِّيُّونَ، كأَنَّه نِسْبَةُ إِلَى {عَمِّيٍّ) . ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والنِّسبةُ إِلَى عَمٍّ} عَمَوِيّ، كأنّه مَنْسُوبٌ إِلَى عَمًى، قَالَه الأخفَشُ.
(و) العِمُّ (بِالكَسْر: ة بِحَلَبَ غَيرُ الأُولَى) وَمِنْهَا: جَعْفَرُ بنُ سَهْلٍ {العِمِّيُّ، وذَكَر المالِينِي وبشران بنُ عَبْد المَلِكِ العِمِّي الموصليّ، من مَشَايِخِ الطَّبَرَانِيِّ. وأخُوهُ المُغِيثُ مَمْدُوحُ المُتَنَبِّي.
(} والعِمَامَةُ، بِالكَسْرِ) - قالَ شَيْخُنَا: وضَبَطَه بَعْضُ شُرَّاح الشَّمَايِل بالفَتْح أَيْضا وَهُوَ غَلَط - (المِغْفَرُ والبَيْضَةُ) يُكْنَى بِها عَنْهُما، (و) الأصْلُ فِيها (مَا يُلَفُّ على الرَّأْسِ ج {عَمائِمُ} وعِمامٌ) بِالكَسْرِ، الأخِيرَةُ عَن اللِّحْيانِي، قالَ: والعَرَبُ تَقول: لَمَّا وَضَعُوا {عِمامَهُم عَرَفْنَاهُم، فإمّا أنْ يَكُون جَمْعُ} عِمَامَةٍ جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وإمَّا أنْ يَكُونَ من بابِ طَلْحَةٍ وطَلْحٍ.
(وَقد {اعْتَمَّ) بِها (} وتَعَمَّم) بِمعنى، (و) كَذلِك ( {اسْتِعَمَّ) . وأمَّا قَولُ الشَّاعِر أَنشَدَه ثَعْلَب:
(إِذَا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عنِ اسْتِهِ ... فَلَا يَرْتَدِي مِثْلِي وَلَا} يَتَعَمَّمُ)

فَقِيل: مَعْناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحَرْبِ وَلَا أَتَجَمَّلُ، وَقيل: مَعْنَاه لَيْسَ أحدٌ يَرْتَدِي [بِالسَّيْفِ] كارتِدائِي، وَلَا {يَعْتَمُّ بِالبِيْضَةِ} اعْتِمَامي.
(و) {العِمَامَةُ: (عِيدانٌ مَشْدُودَةٌ تُرْكَبُ فِي البَحْرِ، ويُعْبَرُ عَلَيها فِي النَّهْرِ،} كالعَامَّةِ) بِتَشْدِيدِ المِيمِ.
(أَو الصَّوابُ العَامَة مُخَفَّفَة) ، وهَكَذا رَواهُ ابنُ الأعْرابِيّ، وَهُوَ الصَّحيح. (و) فِي المَثَلِ: (أرخَى {عِمَامَته: أَي: أمِنَ وتَرَفَّهَ) ، لأنَّ الرَّجُلَ إنَّما يُرْخِي عِمامَتَه عِنْد الرَّخاءِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(ألْقَى عَصَاهُ وأَرْخَى مِنْ عِمَامَتِهِ)
وقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلتُ: الشَّيْبُ، وَقَالَ أَجَلْ
(وَمن المَجازِ: (} عُمِّمَ بِالضَّمِّ) أَي (سُوِّدَ) ، لأنَّ تِيجانَ العَرَبِ {العَمائِمُ، فَكُلَّمَا قِيل فِي العَجَمِ: تُوِّجَ من التَّاجِ قِيلَ فِي العَرَبِ: عُمِّم، قَال:
(وفِيهِمُ إذْ} عُمِّمَ {المُعَمَّمُ ... )
وكانُوا إِذا سَوَّدُوا رَجُلاً} عَمَّمُوهُ {عِمامَةً حَمْراءَ، وكانَتْ الفُرْسُ تَتَوِّجُ مُلوكَها فَيُقالُ لَهُ: المُتَوَّجُ.
(و) } عُمِّمَ (رَأْسُه) ، أَي (لُفَّتْ عَلَيْه العِمَامَةُ، {كَعُمَّ) بالضَّمِّ.
(وهُوَ حَسَنُ} العِمَّةِ بِالكَسْرِ، أَي: حَسَنُ ( {الاعْتِمامِ) } والتَّعَمُّم.
(وكُلُّ مَا اجْتَمَعَ وكَثُرَ) فَهو ( {عَمِيمٌ) كأَمِيرٍ (ج:} عُمُمٌ كَكُتُبٌ) ، ونَظِيرُه سَرِيرٌ وسُرُرٌ.
وَقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٍ عَلَيه السَّلامُ:
(يَرْفَعُ بِالنَارِ والحدِيدِ مِنَ ال ... جَوْزِ طِوَالاً جُذُوعُهَا {عُمُمَا)

(والاسْمُ) مِنْه (} العَمَمُ، مُحَرَّكَةً) .
(وجَارِيَةٌ) {عَمِيمَةُ (ونَخْلَةٌ} عَمِيمَةٌ و) جارِيَةٌ (َ {عَمَّاءُ) ، أَي: (طَوِيلَةٌ) تَامَّةُ القَوامِ والخَلْقِ. (ج:} عُمٌّ) بِالضَّمِّ. قالَ سِيبَوَيْهِ: " أَلْزَمُوه التَّخْفِيفَ إذْ كَانُوا يُخَفِّفُونَ غَيرَ المُعْتَلِّ "، وَكَانَ يَجِبُ عُمُمٌ كَسُرُرٍ؛ لأنَّه لَا يُشْبِهُ الفِعْلَ. ونَخْلَةٌ {عُمٌّ عَن اللِّحيانيّ، إمّا أنْ يَكونَ فُعْلاً وَهِي أقَلُّ، وإمَّا أنْ يَكونَ فُعُلاً أصْلُها عُمُمٌ، فَسُكِّنَت المِيمُ وأُدغِمتْ، ونَظيرُها على هَذَا نَاقَةٌ عُلُطٌ، وقَوْسٌ فُرُجٌ، وَهُوَ بَابٌ إِلَى السَّعَة. (وَهُوَ} أعَمُّ) أَي: المذَكَّر، قَالَ: ( {عُمٌّ كَوارِعُ فِي خَلِيجِ مُحَلِّم ... )
(ونَبتٌ} يَعْمُومٌ) أَي (طَوِيلٌ) قَالَ:
(وَلَقَد رَعَيْتُ رِيَاضَهُنَّ يُوَيْنِعًا ... وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيْرِبِي يَعْمُومُ)

( {والعَمَمُ، مُحَرَّكَةً: عِظَمُ الخَلْقِ فِي النَّاسِ وغَيْرهِم. و) أيْضًا (التَّامُّ} العَامُّ منْ كُلِّ أمْرٍ) ، قالَ عَمرُو ذُو الكَلْبِ:
(يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنكَ والأمْرُ {عَمَمْ ... )

(مَا فَعَل اليَومَ أَوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟} ... )

(و) {العَمَمُ: (اسْمُ جَمْعٍ} للعَامَّةِ، وَهِي خِلافُ الخَاصَّةِ) قَالَ رُؤبَةُ:
(أَنتَ رَبِيعُ الأقْرَبِينَ {والعَمَمْ ... )

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إنَّما سُمِّيت لِأَنَّهَا تَعُمُّ بالشَّرِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: لكَثْرَتِهم} وعُمُومِيَّتِهم فِي البِلاد.
(و) يُقالُ: (اسْتَوى) الأمرُ (عَلَى {عُمُمِه - بِضَمَّتَيْن - أَي تَمامِ جِسْمِه ومَالِه وشَبَابِه) . وَمِنْه حَدِيثُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْر حِينَ ذَكَرَ أُحَيْحَةَ بنُ الجُلاح وقَولَ أخْوالِه فِيهِ: ((كُنَّا أَهْلَ ثُمِّة ورُمّة حَتَّى إِذا اسْتَوَى على عُمُمِه)) . يُرْوَى هَكَذا بِضَمَّتَيْن، وبِالتَّحْرِيك وبِالتَّشْدِيد أيْضًا لِلازْدِواج، قالَه الجَوْهَرِيُّ، والمَعْنَى على قَدِّه التَّامِّ أَو عَلَى عِظَامِه وأعْضَائِه التَّامَّةِ.
(} وعَمَّ الشَّيءُ) {يَعُمُّ (} عُمومًا: شَمِلَ الجَمَاعة، يُقالُ {عَمَّهم بالعطِيَّة، وَهُوَ} مِعَمّ بكَسْرِ أَوَّلِه) أَي (خَيِّرٌ {يَعُمُّ) القَومَ (بِخَيْرِه [وعَقْلِه] ) . وَقَالَ كُراعٌ: رجلٌ} مِعَمٌّ! يعُمُّ النَّاسَ بمَعْرُوفِه، أيْ يَجْمَعُهُم، وكَذَلك مُلِمٌّ يَلُمُّهُم، أَي: يَجْمَعُهُم وَلَا يَكادُ يُوجَدُ فَعَل، فَهُوَ مُفْعِلٌ غَيرهمَا (كالعَمَمِ) مُحَرَّكة، وَمِنْه قَولُ الكُمَيْت:
(بَحْرٌ جَرِيرُ بنُ رِشْقٍ من أُرُومَتِه ... وخَالدٌ من بَنِيه المِدْرَهُ العَمَمُ)

( {والعَمِيمُ) كأَمِيرٍ: (ع) .
(و) أَيضًا: (يَبِيسُ البُهْمَى) .
(و) يُقالُ: هُوَ مِنْ (صَمِيمِ القَوْمِ) } وعَمِيمِهِم بمَعْنَى وَاحِد، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
( {والعُمِّيَّةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ: الكِبْرُ) ، واقْتصَر الجَوْهَرِيّ على الضَّمِّ، قَالَ: كَالعُبِّيَّةِ.
(} والعَمَاعِمُ: الجَماعَاتُ المُتَفرِّقُونَ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلَبِيدٍ:
(لِكَيْ لَا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتِي ... وأجْعَلَ أَقوامًا {عُمُومًا} عَمَاعِمَا)

أَي: أَجعلُ أَقوامًا مُجْتَمِعِين فِرَقًا، وَهَذَا كَمَا قِيلَ:
(مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيرِ جُمَّاعِ ... )
كَمَا فِي الصّحاح. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ أبِي قَيْسِ بنِ الأَسلَتِ، وأَوَّلُه:
(ثمَّ تَجَلَّت ولَنَا غَايَةٌ ... )
والسَّنْدَرِيُّ: شاعِرٌ كانَ مَعَ عَلْقَمَةَ بنِ عُلاثَة، وكانَ لَبِيدٌ مَعَ عَامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلَى مُهاجَاتِهِ فَأَبى.
( {وعَمَّمَ اللَّبَنُ} تَعْمِيمًا: أَرْغَى) ، كَأنَّ رَغْوتَه شُبِّهَتْ {بِالعَمامَةِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ (} كاعْتَمَّ) ، واللَّبَن {مُعَمَّمُ} ومُعْتَمٌّ، وذلِك إِذا حُلِبَ.
(ورجُلٌ {عُمِّيٌّ - كَقُمِّيٍّ) بِالضَّمِّ - (أَي} عَامٌّ) ، وَالَّذِي فِي المُحْكَمِ: رَجُلٌ {عُمٌّ وقُصْرِيٌّ،} فالعُمُّ {العَامُّ، (وقُصْرِيٌّ أَيْ خَاصٌّ) .
(و) من المَجازِ: (} اعْتَمَّ النَّبْتُ) إِذا (اكْتَهَلَ) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ غَيرُه. إِذا التَفَّ وطَالَ.
ورَوضَةٌ {مُعْتَمَّةٌ، أيْ: وَافِيَةٌ النَّبَاتِ طَوِيلَتُه. وَفِي الصِّحَاح: يُقَالُ للنَّباتِ إذَا طَالَ: قَد} اعْتَمَّ، ووُجِد بخَطِّ الجَوْهَرِيّ: للشَّابِّ.
(و) من المَجازِ: ( {المُعَمَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: الفَرَسُ الأبْيَضُ الهَامَةِ دُونَ العُنُقِ) ، يُقالُ: هُوَ أَدْرَعُ} مُعَمَّمٌ، (أَو) هُوَ من الخَيْل الّذِي (ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه كُلُّهَا. ثمَّ انْحَدَرَ البَيَاضُ إِلَى مَنْبِتِ النَّاصِيَةِ) وَمَا حَولَهَا من القَوْنَسِ.
( {والأَعمُّ: الغَلِيظُ) التَّامُّ فِي قَوْلِ المُسَيَّبِ ابنِ عَلَسٍ يَصِفُ نَاقةً:
(ولَهَا إذَا لَحِقَتْ ثَمَائِلُهَا ... جَوْزٌ أَعمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ)
والجَوْزُ: الوَسَطُ. ومِشْفَر خَفِقٌ: أَهْدَلُ يَضْطَرِبُ.
(} وعَمْعَمَ الرَّجلُ) إذَا (كَثُرَ جَيْشُه بَعْدَ قِلَّةٍ) . ( {وعَمَّى كَحَتَّى) : اسْمُ (امْرَأَة) ، وَمِنْه قَولُه:
(فَعِقْدَكِ} عَمَّى اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ ... إِلَى أَهْلِ حَيٍّ بِالقَنافِذِ أَوْرَدُوا)

أرَادَ يَا {عَمّى. وعَقْدَكَ يَمِينٌ.
(} وعَمَّانٌ، كَقَبَّانٍ: د بِالشَّامِ) ، قُربَ دِمَشْقَ، سُمِّيَ {بِعَمَّانَ بنِ لُوطِ ابنِ هَارَانَ، كَان سَكَنَه، نَقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، وأَنْشَدَ ابنِ الأَعْرابِيِّ لمُلَيْحٍ:
(وَمن دُونِ ذِكْرَاهَا الَّتِي خَطَرَتْ بِنَا ... بِشَرْقِيِّ} عَمَّانَ الشَّرَا فالمُعَرَّفُ)

وقَالَ أئِمَّةُ النَّسَبِ: هِيَ مَدِينَةٌ بِالبَلْقَاءِ من كُورَةِ دِمَشْقَ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الحَوْضِ: " وإِنَّه مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَى {عَمَّان ". قالَه الأزْهَرِيُّ، ومِنْها: نَصْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ الزُّهْرِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ كَامِلٍ،} العَمَّانِيَّانِ: مُحَدِّثَانِ، ومِنْها أيْضًا: الحافِظُ أبُو سَعِيدٍ {العَمَّانيُّ المُقْرِئُ: مُؤَلِّفُ المُرْشِدِ فِي الوَقْفِ والابْتِداءِ.
(} ومُعْتَمٌّ: اسْمُ) رَجُلٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنْشَدَ لِعُرْوَةَ:
(أيَهْلِكُ {مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولَمْ أَقُمْ ... على نَدَبٍ يَوْمًا ولِي نَفْسُ مُخْطِرِ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: الصَّوابُ فِي الرِّوَاية: " أَتَهْلِكُ "، بِالتَّاءِ الفَوْقِيَّة، ومُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، قَبِيلَتان، وهَكَذا وُجِدَ بِخَطِّ أَبِي زَكَرِيَّا على الصَّوابِ.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقالُ: يَا ابنَ} عَمِّي، وَيَا ابْنَ عَمِّ، وَيَا ابنَ {عَمَّ، بالتَّخْفِيفِ ثَلاثُ لُغات كَمَا فِي الصّحاح.
وشَاةٌ} مُعَمَّمة: بَيضاءُ الرَّأْس، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
{والعَمِيمُ: الطَّوِيلُ من الرِّجَالِ والنَّباتِ، قَالَ الأعشَى:
(مُؤَزَّرٌ} بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ ... )
{واعتْمَّتِ الآكامُ بِالنَّباتِ} وتَعَمَّمَتْ.
وَفِي الحديثِ: " أَكْرِمُوا {عَمَّتَكَم النَّخْلَةَ "؛ أَي: لأنَّها خُلِقَتْ من فَضْلَةِ طِينَةِ آدمَ عَلَيْهِ السَّلام. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ:} عُمَّ إِذا طُوِّلَ، {وعَمَّ إذَا طالَ، ومَنْكِبٌ} عَمَمٌ: طَوِيلٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرِو بنِ شَأْسٍ:
(وإنَّ عِراراً إِن يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ ... فإنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ {العَمَمْ)

وبَقَرَةٌ} عَمِيمَةٌ: تامَّةُ الخَلْقِ.
ويُقالُ: {عَمَمْناكَ أَمْرَنا، أيْ أَلْزَمْنَاكَ.
وَهُوَ} المُعَمَّمُ: لِلسَّيِّدِ الَّذِي يُقَلِّدُهُ القَوْمُ أمورَهُم، ويَلْجَأُ إِلَيه العَوامّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيبِ:
(وَمن خَيْرِ مَا جَمَعَ النَّاشِئُ! المُعَمَّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ ورِيُّ)

وَقَالَ الأصْمَعيُّ فِي سِنِّ البَقَرِ: إِذا اسْتَجْمَعَتْ أسْنانُه قِيل: قد {اعْتَمَّ، فَهُوَ} عَمَمٌ، فَإِذا أسَنَّ فَهو فَارِضٌ.
ومنْ أمْثالِهِمِ: " {عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِسِ " يُضْرَبُ لِلحَدَثِ يَحْدُثُ بِبَلْدَةٍ، ثُمَّ يَتَعَدَّاهُ إِلَى سائِرِ البُلْدان.
} والعَامَّةُ: القَحْطُ العَامُّ.
وأيْضًا القِيَامَةُ: لأنَّها {تَعُمُّ النَّاسَ بالموتِ.
وَأَبُو الفَضلِ مُحَمَّدُ بنُ حامِدِ بنِ حَرْبٍ البَلْخِيُّ} العَمَائِمِيُّ: مُحَدِّثٌ تَكُلِّمَ فِيهِ.
وزَيْدٌ {العَمِّيُّ البَصْرِيُّ: تابِعِيٌّ، قِيلَ لَهُ ذلكَ، لأنَّه كانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَن قَبِيلة قَالَ: حتَّى أسأَلَ} عَمّي، رَوَى عَن أَنَسٍ، وابنُه أَبُو زَيْد عبد الرَّحِيم عَن أبِيه، ضَعيفٌ.
وَأَبُو مُحَمَّدِ عبدُ الرحمنِ بنُ مَحْمودِ بنِ أحمدَ بنِ هِبَةِ اللهِ {العَمِّيُّ، ويُعْرَفُ بابنِ العَمِّ، من مَشايِخِ أبي سَعْدٍ السَّمْعَانِيِّ، تُوفِّي بِمَرْوَ.
والشَّيخُ ناصرُ الدينِ أبُو} العَمائِمِ: أحَدُ الأوْلِياءِ بِرِيفِ مِصْرَ.
وكَفْرُ {عَمَّا: صُقْعٌ فِي بَرِّيَّةِ خُسافَ بيْنَ نابُلُسَ وحَلَبَ.
} وعَمّا: صَنَمٌ لخولانَ بِاليَمَنِ.
وَعبد اللهِ بنُ! المعْتَمِّ: أميرٌ من أمراءِ القادِسِيَّة: ذَكَرَهُ سَيْفٌ.

شغل

(شغل) : لا يُقالُ: اشْتَغَلْتُ.

شغل


شَغَلَ
مِشْغَلَة
(pl.
مَشَاْغِلُ)
a. Crop ( of a bird ).
(شغل)
الدَّار شغلا سكنها وَفُلَانًا عَن الشَّيْء تهاه وَصَرفه

(شغل) عَنهُ بِكَذَا تلهى بِهِ وَيُقَال مِنْهُ مَا أشغله
باب الغين والشين واللام معهما ش غ ل، ش ل غ مستعملان

شغل: شَغَلْتُه وشُغِلْتُ به، وشُغْلٌ شاغِلٌ.

شلغ: وشَلَغَ رَأسهُ وثَلَغَه أي: شَدَخَه.
شغل
شَغَلْتُ فلاناً شغْلاً. وهو مَشْغُولٌ. وشُغِلْتُ به. واشْتَغَلْتُ. وشُغْلٌ شاغِلٌ، وشُغُلٌ. ويقال: شَغَلْتُ وأشْغَلْتُ. وأُشْغُولة وأشاغِيْلُ. وفي المَثَل: " هو أشْغَلُ من ذات النِّحْيَيْن ".
وفي شغل أرْبَعُ لُغاتٍ: شُغْلٌ وشَغْلٌ وشَغَلٌ وشُغُلٌ.
شغل
الشَّغْلُ والشُّغْلُ: العارض الذي يذهل الإنسان. قال عزّ وجلّ: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ
[يس/ 55] ، وقرئ:
شُغُلٍ
، وقد شُغِلَ فهو مَشْغُولٌ، ولا يقال: أَشْغَلَ ، وشُغُلٌ شَاغِلٌ.
ش غ ل

أنا في شغل شاغل. وشغلتني عنك الشواغل، وشغلت عنك، واشتغلت بكذا، وتشاغلت به، ولي أشغال وشغول ومشاغل، وفلان فارغ مشغول: متعلق بما لا ينتفع به. وهو " أشغل من ذات النحبين ".

ومن المجاز: دار مشغولة: فيها سكان. وجارية مشغولة: لها بعل. ومال مشغول: معلق بتجارة.
[شغل] الشُغْلُ فيه أربع لغات: شُغْلٌ وشُغُلٌ، وشَغْلٌ وشَغَلٌ. والجمع أَشْغالٌ. وقد شَغَلْتُ فلاناً فأنا شاغِلٌ، ولا تقل أَشْغَلْتُهُ، لأنَّها لغة رديئة. وشغل شاغل: توكيد له، مثل ليلٍ لائلٍ. ويقال: شُغِلْتُ بكذا، على ما لم يسمَّ فاعله، واشْتَغَلْتُ. وقد قالوا: ما أَشْغَلَهُ وهو شاذٌّ، لأنّه لا يُتَعَجَّبُ مما لم يُسمَّ فاعله .

شغل


شَغَلَ(n. ac. شَغْل
شُغْل)
a. [acc. & Bi], Busied, occupied, engrossed with, employed
engaged in.
b. [acc. & An], Diverted, kept from.
شَغَّلَa. Busied, engrossed; employed.

أَشْغَلَa. see I (a)
تَشَغَّلَa. Was busy, occupied, engaged; was at work.

تَشَاْغَلَ
a. [Bi], Buried himself with; was detained by.
إِشْتَغَلَa. see Vb. Worked, was in motion (machine).

شَغْلa. see 3
شَغْلَة
(pl.
شَغَالَات)
a. see 3b. (pl.
شَغْل
شُغَل
9), Threshingfloor; heap of corn.
شُغْل
(pl.
شُغُوْل
أَشْغَاْل
38)
a. Business; employment; occupation; work, labour;
task.

شَغَلa. see 3
شَغِلa. Busy.

شُغُلa. see 3
مَشْغَلَة
(pl.
مَشَاْغِلُ)
a. Occupation.

شَاْغِلa. Preoccupying, engrossing.

N. P.
شَغڤلَ
N. Ag.
إِشْتَغَلَ
N. P.
إِشْتَغَلَa. Busy; at work.

أُشْغُوْلَة
a. see 3
ش غ ل: (شُغْلٌ) بِسُكُونِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا وَ (شَغْلٌ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَسُكُونِ الْغَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ فَصَارَتْ أَرْبَعَ لُغَاتٍ وَالْجَمْعُ (أَشْغَالٌ) . وَ (شَغَلَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (شَاغِلٌ) وَلَا تَقُلْ: أَشْغَلَهُ لِأَنَّهَا لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَ (شُغْلٌ شَاغِلٌ) تَوْكِيدٌ لَهُ كَلَيْلٍ لَائِلٍ. وَيُقَالُ: (شُغِلْتُ) عَنْكَ بِكَذَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَ (اشْتَغَلْتُ) . وَقَدْ قَالُوا: مَا أَشْغَلَهُ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُتَعَجَّبُ مِمَّا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. قُلْتُ: تَعْلِيلُهُ يُوهِمُ أَنَّهُ إِذَا سُمِّيَ فَاعِلُهُ يَجُوزُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّكَ لَوْ قُلْتَ: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا وَقُلْتَ: مَا أَضْرَبَ عَمْرًا لَمْ يَجُزْ لِأَنَّ التَّعَجُّبَ إِنَّمَا يَجُوزُ مِنَ الْفَاعِلِ لَا مِنَ الْمَفْعُولِ. 
[شغل] فيه: إن في الصلاة "شغلًا" أي بتدبر ما يقرأ. ط: أي شغل الصلاة القراءة والتسبيح والدعاء لا الكلام. ش: هو من باب فتح، وأشغل لغة رديئة. ك: أي شغلًا بالله عنكم. وفيه: "شغل" عنها ليلة، هو بضم شين أي شغل عن صلاة العشاء. وفيه: فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان "الشغل" منه صلى الله عليه وسلم، أي يمنعها منه كونها مهيأة نفسها له صلى الله عليه وسلم مترصدة لاستمتاعه في جميع الأوقات، وأما في شعبان فكان صلى الله عليه وسلم يصومه، أو لأن الصوم تضيق عليها ح. ز: وكأني بك قائلًا: كان نوبتها يوم واحد من تسع فكيف يكون الشغل مانعًا؟ فاستمع لما يقرع سمعك أن القسم لم يكن واجبًا عليه وإنما يقسم من قبل نفسه، فاحتمال الاستمتاع بها قائم. ط: تعني الشغل، هو بالرفع أي يمنعني الشغل. ن: ولم يستأذنه في الصوم خشية أن يأذن مع حاجته. وفيه: "يشغلهم" الصفق في الأسواق، بفتح ياء وحكي ضمها. ك: "يشغلهم" أي القيام على مصالح زرعهم، وهو بفتح أوله وثالثه، وحكي بضم أوله شذوذًا. ط: من "شغله" القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، أي من اشتغل بقراءة القرآن ولم يفرغ إلى الذكر والدعاء أعطي مقصوده أحسن من السائلين، أي الذكر والمسألة اللذين ليسا في القرآن كالدعوات بدليل وفضل كلام الله - الخ، وعن الشيخ ابن خفيف: شغل القرآن العمل بموجباته من إقامة فرائضه واجتناب مناهيه. مخ: ومسألتي عطف تفسير. نه: إن عليًا خطب الناس بعد الحكمين على "شغلة" هي البيدر بفتح غين وسكونها.
ش غ ل : شَغَلَهُ الْأَمْرُ شَغْلًا مِنْ بَابِ نَفَعَ فَالْأَمْرُ شَاغِلٌ وَهُوَ مَشْغُولٌ وَالِاسْمُ الشُّغْلُ بِضَمِّ الشِّينِ وَتُضَمُّ الْغَيْنُ وَتُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ وَشُغِلْتُ بِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ تَلَهَّيْتُ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاشْتَغَلَ بِأَمْرِهِ فَهُوَ مُشْتَغِلٌ أَيْ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ اشْتَغَلَ وَهُوَ جَائِزٌ يَعْنِي بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَمِنْ هُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ اُشْتُغِلَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَلَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ لِلْفَاعِلِ لِأَنَّ الِافْتِعَالَ إنْ كَانَ مُطَاوِعًا فَهُوَ لَازِمٌ لَا غَيْرُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُطَاوِعٍ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي نَحْوُ اكْتَسَبْتُ الْمَالَ وَاكْتَحَلْتُ وَاخْتَضَبْتُ أَيْ كَحَلْتُ عَيْنِي وَخَضَبْتُ يَدِي وَاشْتَغَلْتُ لَيْسَ بِمُطَاوِعٍ وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مُطَاوِعٌ لِفِعْلٍ هُجِرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي فَصِيحِ الْكَلَامِ وَالْأَصْلُ أَشْغَلْتُهُ بِالْأَلِفِ فَاشْتَغَلَ مِثْلُ أَحْرَقْتُهُ فَاحْتَرَقَ وَأَكْمَلْتُهُ فَاكْتَمَلَ وَفِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي فَإِنَّكَ تَقُولُ اشْتَغَلْتُ بِكَذَا فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ وَقَدْ نَصَّ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى اسْتِعْمَالِ مُشْتَغِلٍ وَمُشْتَغَلٍ. 

شغل: الشَّغْل والشَّغَل والشُّغْل والشُّغُل كُلُّه واحد، والجمع

أَشْغَالٌ وشُغُول؛ قال ابن مَيّادة:

وما هَجْرُ لَيْلَى أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ

عَلَيْكَ، ولا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ

وقد شَغَلَه يَشْغَلُه شَغْلاً وشُغْلاً؛ الأَخيرة عن سيبويه،

وأَشْغَلَه واشْتَغَلَ به وشُغِل به وأَنا شاغِلٌ له، وقيل: لا يقال أَشْغَلْته

لأَنها لغة رَدِيئة، وقد شُغِلَ فلان، فهو مَشْغُولٌ، وقال ثعلب: شُغِلَ من

الأَفعال التي غُلّبَت فيها صيغةُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، قال:

وتَعَجَّبوا من هذه الصيغة فقالوا ما أَشْغَلَه، قال: وهذا شاذ إِنما يُحْفَظ

حِفْظاً، يعني أَن التعجب موضوع على صيغة فعل الفاعل، قال: ولا يُتَعَجَّبُ

ما لم يُسَمَّ فاعلُه. ويقال شُغِلْتُ عنك بكذا، على ما لم يسمَّ فاعله،

واشْتَغَلْت. ورجل شَغِل: من الشُّغْل ومُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَلٌ

ومَشْغُولٌ؛ قال ابن سيده: ورجُل شَغِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وعندي أَنه على

النَّسَب لأَنه لا فِعْلَ له يجيء عليه فَعِلٌ، وكذلك رَجُل مُشْتَغِلٌ

ومُشْتَغَل؛ الأَخيرة على لفظ المفعول، وهي نادرة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

إِنَّ الذي يَأْمُلُ الدُّنْيا لَمُتَّلَهٌ،

وكُلُّ ذي أَمَلٍ عنه سَيَشْتَغِلُ

وشُغْلٌ شاغِلٌ، على المبالغة: مثل لَيْل لائِلٌ؛ قال سيبويه: هو بمنزلة

قولهم هَمٌّ ناصِبٌ وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. واشْتَغَلَ فلان بأَمره، فهو

مُشْتَغِلٌ. ابن الأَعرابي: الشَّغْلة والعَرَمَةُ والبَيْدَر والكُدْسُ

واحد، وجمع الشَّغْلة شَغْلٌ وهو البَيْدَر، ورى الشَّعْبي في الحديث: أَن

عليّاً، عليه السلام، خَطَبَ الناسَ بعد الحَكَمَيْن على شَغْلةٍ، عَنَى

البَيْدَرَ؛ قال ابن الأَثير: هي بفتح الغين وسكونها.

شغل
الشًّغْلُ، فيهِ أَرْبُعُ لُغات، بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْنِ، مِثْلُ خُلْقٍ وخُلُقٍ، وبِالْفَتْحِ وبِفَتْحَتَيْنِ، مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ، وقَرَأَ أَهْلُ الشَّامِ، والكُوفَةِ، وزَيْدٌ، ويَزِيدُ، ورُوَيْسٌ: فِي شُغُلٍ بِضَمَّتَيْنِ، وعَيَّاش مُخَيّر، وقَرَأَ ابنُ أبي هُبَيْرَةَ، ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ: فِي شَغْلٍ، بالفَتْحِ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَأَبُو عَمْرٍ و، وَأَبُو السَّمَّالِ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ: فِي شَغَلٍ بالتَّحْرِيكِ، ضِدُّ الفَراغِ، وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ الْعارِضُ الَّذِي يُذْهِلُ الإِنْسانَ، ج: أشْغَالٌ، وشُغُولٌ، قَالَ ابنُ ميَّادةَ:
(وَمَا هَجْرُ لَيْلَى أنْ تَكونَ تَبَاعَدَتْ ... عليْكَ وَلَا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ)
وَقد شَغَلَهُ، كمَنَعَهُ، شَغْلاً، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ، وَهَذِه عَن سِيبَوَيْه، وأشْغَلَهُ، واخْتُلِفَ فِيهَا، فقيلَ: هِيَ، أَي أشْغَلَهُ، لُغَةٌ جَيِّدَةٌ، أَو قَلِيلَةٌ، أَو رَدِيئَةٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا يُقالُ: أشْغَلْتُهُ، ومِثْلُهُ فِي شُرُوحِ الفَصِيحِ، وشَرْحِ الشِّفاءِ للشِّهابِ، والمُفْرَداتِ للرَّاغِبِ، والأَبْنِيَةِ لابنِ القَطَّاعِ، وَلَا يُعْرَفُ لأَحَدٍ القَوْلُ بِجَوْدَتِها عَن إِمامٍ مِن أئِمَّةِ اللَّغَةِ، وكَتَبَهُ بَعْضُ عُمَّالِ الصَّاحِبِ لهُ فِي رُقْعَةٍ، فَوَقَّعَ عَلَيْهَا: مَنْ يَكْتُب إِشْغَالِي، لَا يَصْلُح لأَشْغَالِي. قالَ شيخُنا: فَإِذاً لَا مَعْنَى لِتَرَدُّدِ المُصَنِّفِ فِيهَا. قلتُ: ولَعَلَّهُ اسْتَأْنَسَ بِقَوْلِ ابنِ فَارِسٍ، حيثُ قالَ فِي المُجْمَلِ: لَا يَكادُونَ يَقُولُونَ: أشْغَلْتُ، فَهُوَ جائِزٌ.
فتَأَمَّلْ ذَلِك. واشْتَغَلَ بِهِ، وشُغِلَ، كعُنِيَ، فهوَ مَشْغُولٌ، قالَ ثَعْلَب: شَغِلَ، مِنَ الأَفْعالِ الَّتِي غُلِّبَتْ فِيهَا صِيغَةُ مَا لم يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قالَ: ويُقالُ مِنْهُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَشْغَلَهُ، قالَ: وَهُوَ شَاذٌّ، إِنَّما يُحْفَظُ حِفْظاً، لأَنَّهُ أَي التَّعْجُّبُ، مَوْضُوعٌ عَلى صِيغَةِ فِعْلِ الفاعِلِ، وَلَا يُتَعَجَّبُ مِنَ الْمَجْهُولِ، ويُقالُ: شُغِلَ عَنْهُ بِكَذا، عَلى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وهوَ شَغِلٌ، ككَتِفٍ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّهُ على النَّسَبِ، لأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ يَجِيءُ عليْهِ: قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: وكذلكَ رَجُلٌ مُشْتَغِلٌ، بِكَسْرِ الغَيْنِ، قالَ: وفَتْحُ الغَيْنِ، أَي عَلى لَفْظِ المَفْعُولِ، نَادِرٌ، وأَنْشَدَ:
(إنَّ الَّذِي يَأْمُلُ الدُّنْيَا لَمُتَّلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أَمَلٍ عَنهُ سَيشْتَغِلُ)
وقالَ اللَّيْثُ: اشْتَغَلْتُ أَنا، والفعلُ الَّلازِمُ اشْتَغَلَ. وقالَ أَبُو حاتِم فِي كِتابِ تَقْويمِ المُفْسَدِ والمُزالِ عَن جِهْتِهِ من كَلامِ العَرَب: لَا يُقالُ: اشْتَغَل، وَكَذَلِكَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ ابنُ فارِسٍ فِي المقاييس: قَدْ جَاءَ عَنْهُم: اشْتَغَلَ فُلانٌ بالشَّيْءِ، فَهُو مُشْتَغِلٌ، وأنْشَدُوا:
(حيَّتْكَ ثُمَّتَ قالَتْ: إِنَّ نَفْرَتَنا ... اليومَ كُلَّهُمُ يَا عُرْوَ مُشْتَغِلُ)
وشَغْلٌ شَاغِلٌ: مُبالَغَةٌ، كَما يَقولونَ: شِعْرٌ شاعِرٌ، ولَيْلٌ لاَئِلٌ، ومَوْتٌ مائِتٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ) سِيبَوَيْه: هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهم: هَمٌّ نَاصِبٌ، وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. والمَشْغَلَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: مَا يَشْغُلُكَ، أَي يَحْمِلُكَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الشَّغْلَةُ: بالفتحِ، والْبَيْدَرُ والْكُدْسُ، والعَرَمَةُ، واحِدٌ، ج: شَغْلٌ، كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ، ورَوَى الشَّعْبِيُّ فِي الحديثِ: أَنَّهُ خَطَبَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ عَلى شَغْلَةٍ، فَحَمَدَ اللهَ، وأثْنَى عليْهِ، وصَلَّى عَلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، ثُمَّ قالَ: الصَّمْتُ حُكْمٌ والسُّكُوتُ سَلاَمَةٌ، وَلَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطاعُ، ومُخالَفَةُ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ تُورِثُ الحَسْرَةَ والنَّدَامَةَ، قالُوا: حَكِّمْ، فقلتُ: لَا، فَقَالُوا: لَا بُدَّ، فَلَمَّا حَكَّمْتُ، قَالُوا: لَا حُكْمَ إلاَّ لِلِّهِ، ألاَ وإِنَّ هَذِه كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها بَاطِلٌ، إِنَّما يَقولُونَ: لَا أمِيرَ وَلَا إِمارَةَ. وأشْغُولَةٌ، بالضَّمِّ: أفْعُولَةٌ مِنَ الشُّغْلِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: شَغَلَتْنِي عَنْكَ الشَّواغِلُ، جَمْعُ شاغِلٍ. والمَشَاغِلُ: جَمْعُ المَشْغَلَةِ. واشْتَغَلَ فيهِ السَّمُّ: سَرَى، والدَّوَاءُ: نَجَعْ. والشَّغَلَةُ، مُحَرَّكَةً: لَغُةٌ فِي الشَّغْلَةِ، بالفتحِ، عَن ابنِ الأَثِيرِ. والشَّغَّالُ، كشَدَّادٍ: الكَثيرُ الشُّغْلِ. وتَشَاغَلَ عنهُ: ذَهَبَ.
وفُلاَنٌ فَارغٌ مَشْغُولٌ: مَتَعَلِّقٌ بِما لَا يَنْتَفِعُ بِهِ. وَهُوَ أشْغَلُ مِن ذَاتِ النِّحْيَيْنِ. ومِنَ المَجازِ: دارٌ مشْغُولَةٌ، فِيهَا سَكَّانٌ. وجَارِيَةٌ مَشْغُولَةٌ: لَهَا بَعْلٌ. ومَالٌ مَشْغُولٌ: مُعَلَّقٌ بِتِجارَةٍ.

شغل

1 شَغَلَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (O, K, MS,) inf. n. شَغْلٌ (Msb, K) and شُغْلٌ, (K,) the latter on the authority of Sb, (TA,) He, or it, (a man, S, or an affair, Msb,) busied him, occupied him, or employed him; (K;) i. q. أَلْهَاهُ [signifying as above; and particularly he, or it, busied him, &c., so as to divert him from (عَنْ) something; or diverted him from a thing by busying him, &c.]: (S and Msb and K in art. لهو, and Bd and Jel in xv. 3, &c.:) [↓ شغّلهُ signifies he, or it, busied him, &c., much; i. e.] with teshdeed it denotes muchness: (Bd in xlviii. 11:) ↓ اشغلهُ is a good dial. var. of شَغَلَهُ; or is rare; or bad: (K:) accord. to IDrd [and J], (O,) one should not say أَشْغَلْتُهُ; (S, O;) for it is bad: (S:) accord. to IF, they scarcely ever say أَشْغَلْتُ, [thus in the O, but in the Msb ↓ اِشْتَغَلَ,] but it is allowable: (O:) none of the leading lexicologists is known to have pronounced it good. (TA.) [Hence the saying, شَغَلَتْ سَعَاتِى جَدْوَاىَ (see art. سعو and سعى), or, as some relate it, شغلت شِعَابِى جدواى (see art. شعب).] See another ex. voce شَاغِلٌ. One says also شُغِلَ بِهِ, (Msb, K,) meaning تَلَهَّى [i. e. He was, or became, busied, &c., by it], (Msb,) and به ↓ اشتغل [meaning the same]; (Az, Msb, K;) and شُغِلْتُ عَنْكَ بِكَذَا [I was, or became, busied, &c., so as to be diverted from thee, by such a thing], (S, O,) and ↓ اِشْتَغَلْتُ [in the same sense]: (S:) and عَنْهُ ↓ تشاغل, (TA,) which likewise signifies تَلَهَّى [meaning as expl. above, or he busied himself, &c., so as to divert himself from him, or it]: (TA in art. لهو, and Bd and Jel in lxxx. 10:) some disallow ↓ اِشْتَغَلَ, in the form of an active verb, but say اُشْتُغِلَ, in the form of a pass. verb; but it is originally quasi-pass of أَشْغَلْتُهُ, like as are اِحْتَرَقَ and اِكْتَهَلَ of أَحْرَقْتُهُ and أَكْهَلْتُهُ; [though why of أَشْغَلْتُهُ rather than of شَغَلْتُهُ, I do not see:] Az mentions the usage of its act. and pass. part. ns.: (Msb:) accord. to AHát and IDrd, one should not say ↓ اِشْتَغَلَ; but IF mentions, as transmitted from the Arabs, اُشْتُغِلَ فُلَانٌ بِالشَّىْءِ, and the pass. part. n. (O.) b2: One says also, نَحْنُ نَشْغَلُ عَنْكَ المَرْتَعَ (assumed tropical:) [We occupy the place of pasturage so as to keep it from thee], and المَآءَ [the water]; meaning, it is sufficient for us without being more than sufficient. (S in art. شفه.) And شُغِلَ عَنْكَ مَا عِنْدَنَا (assumed tropical:) [What we had was employed so as to be kept from thee]. (JK in that art.) 2 شَغَّلَ see the preceding paragraph.4 اشغلهُ: see 1. b2: مَا أَشْغَلَهُ [meaning How much is he busied! &c.], (Th, S, K,) denoting wonder, (Th, TA,) is anomalous, because one does not [regularly] form a verb of wonder from one in the form of a pass. verb. (Th, S, K.) 6 تشاغل عَنْهُ: see 1. [Accord. to Golius, تشاغلوا signifies They occupied one another, on the authority of the KL; in which, however, I find only تَشَاغُلٌ expl. as meaning خودرا بچيزى مشغول كردن i. e. To make oneself busied, &c., with a thing.]8 إِشْتَغَلَ see 1, in five places. b2: One says also, اِشْتَغَلَ فِيهِ السَّمُّ The poison crept into him, or pervaded him; syn. سَرَى: and اشتغل فِيهِ الدَّوَآءُ The medicine entered into him, and produced an effect upon him, or showed its effect upon him; syn. نَجَعَ. (TA.) شَغْلٌ an inf. n. of 1. (K, Msb.) See the next paragraph.

A2: And see also شَغْلَةٌ.

شُغْلٌ and ↓ شَغْلٌ and ↓ شُغُلٌ (S, O, Msb, K) and ↓ شَغَلٌ (S, O, K;) Business, occupation, or employment; (PS;) contr. of فَرَاغٌ: (K:) [and particularly business, &c., that diverts one from a thing:] or an occurrence that causes a man to forget, or neglect, or be unmindful: (Er-Rághib, TA:) pl. [of pauc.] أَشْغَالٌ (S, O, K) and [of mult.] شُغُولٌ: (K:) شُغْلٌ is mentioned by Sb as an instance of an inf. n. having a pl., namely, أَشْغَالٌ; like عَقْلٌ and مَرَضٌ. (TA in art. مرض.) [See also أُشْغُولَةٌ.]

شَغَلٌ: see the next preceding paragraph.

شَغِلٌ Busy, or busied, occupied, or employed: (K:) [and particularly busy, &c, so as to be diverted from a thing:] thought by ISd to be a possessive epithet [meaning ذُو شُغْلٍ], because it has no verb to which it is conformable: (TA:) it is an epithet applied to a man, from الشَّغْلُ [or الشُّغْلُ]: (IAar, in O:) and ↓ مَشْغُولٌ signifies the same; (Msb, TA;) and ↓ مُشْتَغِلٌ (Az, Msb, K) and ↓ مُشْتَغَلٌ, (Az, IF, O, Msb, K,) the latter [said to be] extr. [meaning anomalous, for اُشْتُغِلَ is not mentioned by F]. (K.) شُغُلٌ: see شُغْلٌ.

شَغْلَةٌ Reaped grain or wheat, collected together, in the place where it is trodden out; syn. بَيْدَرٌ and كُدْسٌ (IAar, O, K) and عَرَمَةٌ; (IAar, O;) as also ↓ شَغَلَةٌ: (IAth, TA:) pl. [or coll. gen. n.] of the former ↓ شَغْلٌ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شُغَلٌ,]) like as تَمْرٌ is of تَمْرَةٌ. (O, TA.) شَغَلَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَغَّالٌ signifies كَثِيرُ الشُّغْلِ [i. e. Having much business or occupation or employment; or who busies or occupies or employs himself much]. (TA.) شَاغِلٌ act. part. n. of شَغَلَهُ; [Busying, occupying, or employing; &c.;] (S, Msb;) applied to a man, (S,) or to an affair. (Msb.) [Hence,] one says, عَنْكَ الشَّوَاغِلُ ↓ شَغَلَتْنِى [Busying affairs busied me, or have busied me, so as to divert me from thee]: the last word being pl. of شَاغِلٌ. (TA.) شُغْلٌ شَاغِلٌ [lit. Busying business, or the like,] has an intensive meaning: (K:) the latter word in this case is a corroborative, as in لَيْلٌ لَائِلٌ. (S.) أَشْغَلُ [More, and most, busy &c.]. أَشْغَلُ مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ [More busy than she who was the owner of the two skins of butter] is a prov. [mentioned in the TA]: she was a woman of [the tribe of] Teym-Allah: she used to sell clarified butter, in the Time of Ignorance; and Khowwát Ibn-Jubeyr El-Ansáree came to her, demanding to buy clarified butter of her, and saw no one with her, and he bargained with her: so she untied a skin, and he looked at it: then he said to her, “Hold thou it until I look at another: ” and she said, “Untie thou another skin: ” and he did so, and looked at it, and said, “I desire other than this; therefore hold thou it: ” and she did so: and when her hands were [thus] occupied, he assaulted her, and she was unable to repel the him. (Meyd.) أُشْغُولَةٌ an instance of the measure أُفْعُولَةٌ from الشُّغْلُ [similar to أُلْهُوَّةٌ and أُلْهِيَّةٌ, and to أُلْعُوبَةٌ, &c.; app. meaning A thing with which one is busied, &c.: and also syn. with شُغْلٌ]. (O, K.) مَشْغَلَةٌ A thing that causes one to be busied, &c.: (K, * TA:) pl. مَشَاغِلُ. (TA.) مَشْغُولٌ: see شَغِلٌ. b2: [Hence,] فُلَانٌ فَارِغٌ مَشْغُولٌ Such a one is devoted to that which is unprofitable. (TA.) b3: And جَارِيَةٌ مَشْغُولَةٌ A young woman having a husband. (TA.) b4: and مَالٌ مَشْغُولٌ Property devoted to commerce. (TA.) b5: And دَارٌ مَشْغُولَةٌ A house in which are inhabitants. (TA.) مُشْتَغِلٌ and مُشْتَغَلٌ: see شَغِلٌ.
شغل: يشغل الطلبة: يثقفهم؛ يشغل في الفقه: يعطي دروساً في الفقه (مملوك 1، 2، 199).
شغّل: أعطى شغلاً لفلان (بوشر).
شغل: منع (فوك) ( Impedire) ( حياة السلطان 69: 17): ولم يشغله ظنُ محاسنه حبسه عن تعبية (كذا) فهرب في أوائل الأمر.
شغل: عمل. صنع.
شغل دراهمه، أو فلوسه، أو مصرياته: استثمر أمواله، جعلها تثمر فوائد (بوشر).
شغلّ: وشى قماشاً، طرّزه.
مشاغل: مفسد، مسبب للارتباك.
(روجرز 174، 15): حتى لا يبقى هناك مُشاغلٌ ولا مكان يكون بسببه فساد في تلك النواحي (الكاتب اخطأ حين كتبها مَشاغل). مُشاغل - مُله فلاناً، يقوم بما يصرف انتباه غيره ويحوله عن القصد. (فخري 49، 7): فشاغلها ساعة حتى غفلت عن نفسها ثم دفعها إلى دجلة فغرقت؛ وتقال أيضاً حين نكون مع المريض ونحرص على تحويل أفكاره عن المتاعب التي تحيط به وتؤوده (حياة السلطان 19، 21): ((وبتنا تلك الليلة أجمع أنا والطبيب نمرضه ونشاغله)). بوشر استعمل أسم المصدر بمعنى صرف وإلهاء، وتحويل الشيء - مسامرة، إثارة (بوشر). أشغل - (الكلمة لدى فوك في مادة Impedire) : (( أشغل الشراب بالبنج)): وضع مخدراً من الخمرة (ألف ليلة وليلة برسل 4، 346) (ماكني استعمل شغله أيضاً) إلا أن ماكني وبولانجيه استعملا كلمة أشعله مما جعل الكلمة غير واضحة في كتابتها. اشتغل ب أو اشتغل في: عمل شيئاً (بوشر، هربرت 73).
اشتغل: عمل، اشتغلت (نقوده) وأثمرت فوائد (بوشر).
اشتغل: تخمرّ (الخمر)؛ تعوجّ (الخشب) (بوشر).
اشتغال: دراسة (ابن خلكان 1، 180، 18، سلين) (مقري 1، 819، 15): كانت له حلقة اشتغال (وتكرر هذا عند بول 828، 7 مرتين 847، 936، 2، وفخري 359 في مادة أستاذ (مستخدماً حرف الجر على (معجم أبي الفداء، ورينان افيروس 484، 4 والمقري 1، 711، 1).
إشتغال ب: فاوض، تاجر (فوك).
اشتغال ب: إدارة (رولاند).
اشتغال: عند الحديث عن تشغيل آلة (بوشر).
وكذلك القول ((الغليون ما يشتغل)) لأنه مسدود (بوشر)، علوفته تجري دائماً ((رواتبه تجري دائماً .. )) اشتغال: مرادف لكلمة عمل (ألف ليلة: 1، 220): تعمل الستور (وفي 1، 4): تشتغل الستر في ثمانية أيام.
اشتغال: تصنيع (بيجي).
اشتغل شغلاً: بدّل نمط حياته اتخذ وضعاً، (بوشر).
اشتغل: تمتع ب (رولاند).
اشتغل في: انظره عند فوك في مادة Impedire.
شَغَل، شُغُل، شَغْل: هي دائماً لدى (الكالا) تكتب شُغَل، أي شُغْل بنطقٍ مخفف.
شغل: عمل يمنعك من عمل شيء آخر، أو التفكير فيه (سواء استعملت مع الكلمة حرف الجر عن أو (في أشغال) مثل (هو في شغل ذلك) أو الكلمة وحدها (معجم البلاذري). مع ملاحظة ان العبارات التي وردت ص156، 5 و202، 2 تناولت أسم المصدر من هذه الكلمة.
شغل: عمل، صنع قد تمّ، أو صنعوه، أو لكي يصنع، عمل أنتجه العامل (الكالا) (بوشر) (محيط المحيط).
أعطى شغلاً: قدم عملاً. (الكالا).
تقوت بشغل يديه: تكسّب من عمله (بوشر).
شغل عياقة: إنتاج شخصي فاخر يتسم بالمهارة. (بوشر).
شغل يد: عمل يدوي (بوشر).
شغل: هيئة أو منوال أو عمل الصانع أو تفصيل الصنع (بوشر).
حق الشغل: أجر ما تقدم في أعلاه (بوشر).
شغل الجَناَّن: البستاني (الكالا).
شغل الفلاح: الحراثة والفلاحة (الكالا).
شغل: شغل التاجر والبائع وعملياتهما. (الكالا) شغل: مهنة، حرفة، وظيفة (عمراني 213): ((وقبض على أبي طاهر - صاحب المخزن وصادره ثم أطلقه وأعاده إلى شغله.
شغل: عبادة، نسك، طقس، عادة إنجاز الفروض الدينية، (أماري 194/ 3: كان من الكدادين عمره كله وكان من أهل الشغل والذكر). ومنه 196/ 2 (حيث يجب أن نقرأ مع المخطوطة: عليه من الكد): الاشتغال بالله تعالى والدار الآخرة، وعند (رياض النفوس 78): فلما كان بعد المغرب أخذ في الشغل كعادته فقالت له نفسه عجّل قليلاً تفطر على تمر حلال فعاتب نفسه بأن قال لها (أضف إلى النص: أما) استطعت الصبر عن خمس تمرات حتى أمرتني أن أخفف صلاتي من أجلهن.
شغل: عمل المصنع أو المعمل (الكالا، الادريسي).
شغل: أنجز مهماته، أرضى حاجته (بوشر).
الشغل: اصطلاح موسيقي وفي (محيط المحيط 471): الشغل عند أرباب الغناء للترنيمة التي يترنم المغنى بها مبنية على أدوار مزدوجة أو مربعة. ويستعمل عند الموّلدين بمعنى العمل.
الأشغال: ومنها الأشغال المالية (المقدمة 2، 12، 10) الأشغال الخراجّية (المقري 1، 134، 9) الأشغال المخزنية (المؤلف المجهول، كوبنهاجن) (أماري 8، 382) وفي تاريخ البربرية 1، 214، 7: استعمله على الأشغال بمدينة سلا، وفي 335: 14: قدمه على الأشغال بالعدوتين (وتقرأ كلمة الأشغال هنا وما سبقها كما لو أنها وزير المالية (في أسبانيا وفي أفريقيا) وفي 338، 6، 395، 402، 8 نستطيع ان نعدّ كل تعبير: صاحب الأشغال بمثابة صاحب الأشغال الخارجية (المقري 1، 134، 9)
لقد كان هناك واحد من هؤلاء في كل مدينةٍ كبيرة يدعى مدير الضرائب أما في العاصمة فقد كان يدعى وزيراً للمالية (المقري 1، 1) (المقدمة 2، 12 إلى نهاية 14، 19) و (أبو حمو 82): صاحب أشغالك، المتقدم إلى أعمالك، الناظر على كافة -كذا- عمالك.
وهناك أيضاً (بارغيز 36، بربرية 1، 338، 7، 378، 7، 395، 10، 444، 9) (والجريدة الآسيوية 1844، 1، 410) أورد تعبير: أهل الأشغال: أي المستخدمون في الإدارة المالية (ابن بطوطة 2، 128).
شغل البال: القلق (بوشر).
شغل الثور: شغل الثور نوع من أنواع القماش القطني، وقد أطلقت عليه هذه التسمية لأنه يصنع من آلة يقوم الثور بتشغيلها (لين: ألف ليلة 11، 19).
ثاني شغل الدراهم -كذا- إعادة استثمار النقود، استثمار جديد (بوشر).
شغلة: شأن، شغل، عمل مهمة، كيف الشغلة ((كيف أحوال الأمور)) (بوشر).
شَغيل: عامل (بوشر) كادح (هيلو).
شغَال: كادح، مثابر، مجد (بوشر) (هربرت 236) نشط، حَرك (بوشر).
شغّال: عامل يدوي، ومؤنثه شغّالة أي عاملة (بوشر).
شغال: مطرز (بوشر).
شغّيل: كادح (بوشر).
شغل شاغل: مبالغة (في اللغة) ومهمة عاجلة (بوشر).
مشغلة: أمر سبّب حرجاً (البلاذري): ((ما قولك في الدرع؟ الجواب: مشغلة للفارس متعبةٌ للراجل)). أخطأ الناشر للمعجم حين ظن أنها مصدر أشغل، أنظر لين في مَتعَبة.
مشغلة: لعبة أطفال (الكالا).
مشغول: بدراساته خاصةً (ألف ليلة 1، 37، 1): بات مشغولاً أي قضى الليل في الدراسة.
مشغول: كان وحيداً ومشغول البال يقظاً محترساً، في حالة إنذار وارتياب وحدر (بوشر).
مشغول البال: صاحب أوهام (بوشر).
مشغول: معمول، مصنوع (بوشر).
مشغول: قماش دمقسي Damasse ( بوشر).
اشتغالي: منسوب إلى الأعمال المالية (المقري 3، 693، 16): ((هذا على قلة معرفته بتلك الطريقة الاشتغالية وعدم اضطلاعه بالأمور الجبائية)) أي النظام المالي أو العمليات المالية.
مشتَغل: عامل، عامل يدوي (فوك).
مشتغل: موظف في الشؤون الإدارية للمالية (مقري 3، 693) (المخطوط لمجهول كوبنهاجن 66): ووصل في جملة من وصل من مشتغلين (الأوفق أن يقال مشتغلي) الأندلس يوسف بن عمر الكاتب المؤرخ لدولة المنصور رحمه الله وكان باشبيلية ينظر في بعض الأشغال المخزنية (73، 74، 118، أماري ديبلوماسية 35، 1، 103، 6، 106، 107، 2، 108، 2). انشغال: قلق، هم، انشغال الفكر. سبق الظن أو الحكم (بوشر).
انشغال: همّ (بوشر).
شغل
شغَلَ يَشغَل، شَغْلاً وشُغْلاً، فهو شاغِل، والمفعول مَشْغول
• شغَلَ المستأجرُ الدّارَ: سكنَها، ضدّ أخلاها.
• شغَلَ الوظيفَةَ: تولاّها، حصل عليها "يشغل كرسيَّ الرِّئاسة".
• شغَلَه مستقبلُ ولده: همّه وأقلق بالَه ° شغل الانتباه: ملك كُلَّ القوى.
• شغَلَ نفسَه بكذا: وجّه اهتمامَه إليه "شغَل ابنَه بالمذاكرة"? شغَل أوقات فراغه: ملأها ببعض الأعمال- شغل البالَ/ شغل الفكرَ: أصاب النَّفس بالقلق والهمّ- شغَل الوقتَ لخدمة المحتاجين: كرّسه ووقفه.
• شغَلَ فلانًا عن الشّيء: ألهاه عنه وصرفه "شغَله الضيفُ عن القيام بعمله- {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} ".
• شغَلَ نفسَه في الأمرِ: وجَّه همَّه له "شغَل نفسَه في أمورٍ
 لا تنفع". 

شُغلَ بـ يُشغَل، شَغْلاً، والمفعول مشغول به
• شُغلَ بالأمر: انصرف إليه، تلهّى به "شُغِل بالحقل".
• شُغلَ عنه بكذا: تلهَّى به عن غيره "شُغل عن همِّه بنزهةٍ في الجبل- وطني لو شُغِِلْتُ بالخُلْد عنهُ ... نازعتني إليه في الخلد نفسي". 

أشغلَ يُشغِل، إشغالاً، فهو مُشْغِل، والمفعول مُشْغَل
• أشغلَه الأمرُ عن كذا: شَغَلَه؛ ألهاه عنه. 

اشتغلَ/ اشتغلَ بـ/ اشتغلَ عن/ اشتغلَ في يشتغل، اشتغالاً، فهو مُشتغِل، والمفعول مُشتغَل به
• اشتغلَ المُحرِّكُ: دار، عمِل.
• اشتغلَ بكذا: عمِل به، زاول مهنة أو صنعة "اشتغل بالتدريس".
• اشتغلَ عنه: تلهّى عنه بغيره "اشتغل كلُّ واحد عن رفيقه بالكسب والمال" ° اشتغل قلبُه: تشوَّشت أفكاره.
• اشتغلَ الدَّواءُ في جسمه: سَرَى ونجح، أثَّر، فعل مفعولَه "اشتغل السمُّ في عروقه".
• اشتغلَ في حقله: قام بعمل فيه، مارس فيه جهدًا أو نشاطاً. 

انشغلَ/ انشغلَ بـ/ انشغلَ عن ينشغل، انشغالاً، فهو مُنشغِل، والمفعول مُنشغَل به
• انشغل بالُه: مُطاوع شغَلَ: قلِق واعتراه همّ وفكر.
• انشغل بقضيَّته: صرف اهتمامَه إليها "انشغل بتأليف كتاب- ينشغل بالعمل كلّ دقيقة من وقته".
• انشغل عن الشَّيءِ: انصرف عنه وأهمله وتركه لاهتمامه بغيره. 

تشاغلَ/ تشاغلَ بـ/ تشاغلَ عن يتشاغل، تشاغُلاً، فهو مُتشاغِل، والمفعول مُتشاغَل به
• تشاغل الشَّخصُ: أظهر أنه مشغول.
• تشاغل بكذا: شُغِل به؛ أظهر نشاطاً، أو اهتمّ بنشاط "تشاغل بتحضير حفلة".
• تشاغل عن الشَّيءِ: تلهَّى عنه بشيءٍ آخر "تشاغل عن ضيفه". 

تشغَّلَ بـ يتشغَّل، تشغُّلاً، فهو مُتَشَغِّل، والمفعول مُتشغَّل به
• تشغَّل بجمع المال: انشغل به؛ انصرف إليه باهتمام. 

شاغلَ يشاغل، مشاغلةً، فهو مُشاغِل، والمفعول مُشاغَل
• شاغلتِ الأمُّ طفلَها: ألهته وشغلته. 

شغَّلَ يشغِّل، تشغيلاً، فهو مُشغِّل، والمفعول مُشغَّل
• شغَّلتِ الشَّركةُ عمّالاً: وظَّفَتهم، أسندت إليهم عملاً.
• شغَّل الأستاذُ طلاّبَه: حمّلهم بأعباء كثيرة.
• شغَّلَ الآلةَ: أدارها، جعلها تعمل.
• شغَّل مالَه: وظّفه، نمّاه، استثمره. 

أُشْغُولة [مفرد]: ج أُشْغُولات وأشاغيلُ: كلّ ما يَشغَل ويُلهي. 

اشتغال [مفرد]:
1 - مصدر اشتغلَ/ اشتغلَ بـ/ اشتغلَ عن/ اشتغلَ في.
2 - حركة سير أو عمل "اشتغال آلة أو محرِّك".
3 - (نح) أن يشتغل العاملُ عن نصب الاسم المتقدِّم عليه بنصب ما يليه من ضمير ذلك الاسم، نحو: الولد ضربته، أو من متعلّقه، نحو: الصبيُّ خنتُ أباه، فالعامل مُشتغِل والاسم المتقدِّم مشتغَل عنه، والمنصوب بعد العامل شاغِل. 

تشغيلة [مفرد]: (كم) وصف لعمليّة صناعيّة كاملة تتمّ على دفعات مبتدئة بالموادّ الخام، وتنتهي بها مصنّعة. 

شاغِل [مفرد]: ج شاغلون وشواغِلُ:
1 - اسم فاعل من شغَلَ.
2 - ما يملأ فكرَ الشَّخص وعقلَه وقلبَه "وجد فيه شاغلاً عن الهوى- هموم شاغلة" ° شغلتْهُ الشَّوَاغِلُ: انشغل بما هو فيه عن غيره- شُغْل شاغل: ما يستأثر باهتمام الإنسان وينصرف إليه كلِّيًّا. 

شَغَّال [مفرد]: ج شغَّالون وشغَّالة:
1 - صيغة مبالغة من شغَلَ: كثير الشّغل.
2 - أحد خَدَم البيوت.
3 - مَنْ يقوم بأنواع العمل غير الصناعيّ، مثل شغّالة الزراعة.
4 - مَن أو ما يعمل بكفاءة واقتدار؛ مُجدّ في عمله "هذا المصنع شغّال- هو
 رجل شغّال- تلميذ شغّال". 

شغَّالة [مفرد]: مؤنَّث شَغّال.
• الشَّغَّالة: (حن) واحدة عقيم في مستعمرة الحشرات الاجتماعيَّة، كالنَّحل تقوم بنشاط معيَّن كجمع الغذاء أو تهوية الخليّة وغيرها. 

شَغْل [مفرد]: مصدر شغَلَ وشُغلَ بـ. 

شُغْل1 [مفرد]: ج أشغال (لغير المصدر): مصدر شغَلَ.
• أشغال شاقَّة: حكم بالسجن مع التكليف ببعض الأعمال المُرهقة خلال فترة السجن في عقوبة بعض الجرائم قانونًا.
• أشغال عامَّة: أعمال بناء أو إنشاءات أو صيانة.
• وزارة الأشغال: الوزارة المسئولة عن المرافق والخدْمات العامّة.
• أشغال شاقَّة مُؤبَّدة: حكم بالسجن مع الأشغال لمدَّة 25 عامًا في عقوبة بعض الجرائم قانونًا. 

شُغْل2/ شُغُل [مفرد]: ج أشغال: نشاط ذهنيّ أو جسديّ يصرف إليه الإنسانُ جُهدَه ويشغل به وقتَه، عمل، ما يشغل فراغ الإنسان "بحث عن شُغْل- الشُّغل مجهدة والفراغ مفسدة- {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} " ° شُغْل يد/ شُغْل يدويّ: صناعة يدويّة- في شغل شاغل: في تفكير أو عمل مستمر. 

مشاغِلُ [جمع]: مف مشغلة: أمور تشغل الفكرَ وينصرف إليها اهتمامُ الإنسان وجهدُه، شغل، عمل "لديّ مشاغل كثيرة هذه الأيّام". 

مُشغِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شغَّلَ.
2 - جهاز تشغيل أو جهاز يساعد في إدارة محرّك "مُشغِّل سيارة/ تلقائيّ". 

مَشْغل [مفرد]: ج مشاغلُ:
1 - اسم مكان من شغَلَ: مكان شُغْل لأعمال مهنيّة أو صناعيّة "مَشْغَل حدّاد- زوَّد مَشْغلاً بالمعدّات".
2 - مصنع يقوم بحياكة الملابس وتطريزها "مَشْغل خياطة". 

مشغول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شغَلَ وشُغلَ بـ.
2 - مطرَّز، ذو رسوم "مشغولات ذهبيّة أو فضيّة" ° حديد مشغول: مطروق على سندان ويُستعمل في مصنوعات فنيّة وزخرفيَّة- خشب مشغول: مصنوع بعناية.
3 - غير شاغر "منصب/ مسكن مشغول- مشغول طوال الأسبوع" ° امرأةٌ مشغولة: لها زوج، ذات بعْل- رَجُل مشغول: لا فراغ عنده- فلانٌ فارغ مشغول: أي مُتعلِّق بما لا ينتفعُ به- مشغول البال: قلق، مهموم- هاتف مشغول/ خطّ مشغول: لا يُرَدُّ على طالبه لِشَغله- يَوْمٌ مشغول: مليء بالمشاغل.
• مال مشغول: (قص) مُقَيَّد بالتزام يُحدِّد بعضَ التصرُّف فيه? ذمّة مشغولة: مَدِينة بدَيْن. 

مشغوليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مشغول: انشغال، قلق، همّ "اهتمّ بعمله إلى جانب مشغوليّته الأولى بأولاده".
2 - امتلاء، عكسه خلوّ أو فراغ "لاحظت أثناء سفري مشغوليّة القطارات بكثير من الركاب- لاحظتُ مشغوليّة غرفة العمليَّات". 

شدد

(شدد) شاد وَالشَّيْء قواه وأحكمه والحرف ضعفه وأدغمه
(شدد) - في خُطبَة الحَجَّاج:
هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ
الشَّدُّ: العَدْو، يُخاطِب نَاقتَه أو فَرسَه. وزيَم كأنه اسمٌ لها وهو اللَّحم المكْتَنِز.
- في الحديث: "مِنْ يُشَادُّ هذا الدِّين يَغْلِبهُ".
مِثلُ قولِه: "إنَ هَذَا الدَّين مَتِينٌ فأوغِلْ فيه بِرِفْق".
ش د د : شَدَّ الشَّيْءُ يَشِدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ شِدَّةً قَوِيَ فَهُوَ شَدِيدٌ وَشَدَدْتُهُ شَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَوْثَقْتُهُ.

وَالشَّدَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ مِنْهُ وَشَدَدْتُ الْعُقْدَةَ فَاشْتَدَّتْ وَمِنْهُ شَدُّ الرِّحَالِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ السَّفَرِ وَرَجُلٌ شَدِيدٌ بَخِيلٌ وَشَدَّدَ عَلَيْهِ ضِدُّ خَفَّفَ. 
ش د د

رجل شديد وشديد القوى، وقوم شداد وأشداء. وشد العقدة فاشتدت. " فشدوا الوثاق ": وشده الله: قواه يشده فاشتد، ويقال: شد الله منك. وهو شديد على قومه، وقد شدد عليهم. ومن شدد شدد الله تعالى عليه. ورجل شديد مشد: شديد الدابة. وأشد القوم. وهذا مشد العصابة. وشاده: قاواه " ومن يشاد الدين يغلبه ". وشدّ في العدو واشتدّ. وأتاني شداً. قال:

وبقي الهيق يشد شدّاً ... يكاد عنه الجلد أن ينقدّا

وامش في شدة الأرض وصلابتها. وقاسيت من فلان الشدة. وبلغ أشده. وفلان شديد ومتشدد: بخيل، وفيه شدة وتشدد. وأتانا شد النهار وشد الضحى وهو ارتفاعه. وشدوا عليهم شدة صادقة. قال خداش بن زهير:

يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم

شدد


شَدَّ(n. ac.
شَدّ)
a. Tied tightly, fastened securely, made firm; saddled;
braced, strengthened ( resolution & c.).
b. Ran, hastened; wore on, was far advanced (
day ).
c.(n. ac. شَدّ
شُدُوْد), ['Ala], Attacked, made a raid upon.
d. ['Ala & Fī], Dealt hardly with, pressed hard.... in.
e.(n. ac. شِدَّة)
see VIII (c)
شَدَّدَa. Strengthened, consolidated; doubled, placed (
ّ) over (letter).
b. Intensified, aggravated, increased (
suffering ).
شَاْدَدَa. Contended with.

أَشْدَدَa. Arrived at maturity.

تَشَدَّدَa. Was strengthened, consolidated, confirmed.
b. [Fī], Exerted himself over, applied himself
energetically to.
إِشْتَدَدَa. see V (a) (b).
c. Was hard, firm; was strong; was violent; was, became
intense, increased ( cold & c. ).
d. Became thick, condensed.

شَدَّةa. Attack, charge, onslaught; raid.
b. Parcel, package, bale.
c. [ coll. ], Shoes.
d. [ coll. ], Cards.
شِدَّةa. Severity, rigour, harshness; violence.
b. Strength, vigour, force; firmness; intensity;
energy.
c. (pl.
شَدَاْئِدُ), Adversity, misfortune, trouble, straits.
أَشْدُدa. Flower of age, prime.

شَدِيْد
(pl.
شِدَاْد
أَشْدِدَآءُ
68)
a. Strong, vigorous, robust, sturdy, hardy; hard, firm;
harsh, rigorous, severe; violent.
b. Thick, dense.
c. Tenacious, avaricious.

N. Ac.
شَدَّدَa. Tashdīd ( (ّ)).
b. Corroboration.
c. Reinforcement.

أُشُدّ
a. see 16
شَدِيْد البَأْس
a. Intrepid, dauntless.
(ش د د) : (رَجُلٌ شَدِيدٌ) وَشَدِيدُ الْقُوَى أَيْ قَوِيٌّ وَقَوْلُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ظُهُورَهَا شَدِيدًا كَقَوْلِهِ لَعَلَّ مَنَايَانَا قَرِيبٌ وَشَدِيدٌ مُشِدٌّ شَدَّ يَدَ الدَّابَّةِ وَضَعِيفٌ مُضَعَّفٌ خِلَافُهُ (وَمِنْهُ) وَيَرُدُّ مُشِدَّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ (وَالْأَشُدُّ) فِي مَعْنَى الْقُوَّةِ جَمْعُ شِدَّةٍ كَأَنْعُمٍ فِي نِعْمَةٍ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْهَاءِ وَقِيلَ لَا وَاحِدَ لَهَا (وَبُلُوغُ الْأَشُدِّ) بِالْإِدْرَاكِ وَقِيلَ أَنْ يُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ مَعَ أَنْ يَكُونَ بَالِغًا وَآخِرُهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً (وَالِاسْتِوَاءُ) أَرْبَعُونَ وَشَدَّ الْعُقْدَةَ فَاشْتَدَّتْ (وَمِنْهُ) شَدُّ الرِّحَالِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْمُسَافَرَةِ (وَشَدَّ) فِي الْعَدْوِ وَاشْتَدَّ أَسْرَعَ (وَمِنْهُ) رَمَى صَيْدًا فَصَرَعَهُ فَاشْتَدَّ رَجُلٌ فَأَخَذَهُ أَيْ عَدَا (وَشَدَّ) عَلَى قِرْنِهِ بِسِكِّينٍ أَوْ عَصًا وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ شَدَّةً أَيْ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلَةً (وَمِنْهُ) فَإِنْ شَدَّ الْعَدُوُّ عَلَى السَّاقَةِ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ (فَاشْتَدَّ) عَلَى صَيْدٍ فَأَدْخَلَهُ دَارَ رَجُلٍ.
ش د د: شَيْءٌ (شَدِيدٌ) بَيِّنُ الشِّدَّةِ بِالْكَسْرِ وَقَدِ اشْتَدَّ. وَ (شَدَّ) عَضُدَهُ قَوَّاهُ وَ (شَدَّهُ) أَوْثَقَهُ يَشُدُّهُ وَيَشِدُّهُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (شَدًّا) فِيهِمَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: 152] أَيْ قُوَّتَهُ وَهُوَ مَا بَيْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى ثَلَاثِينَ. وَهُوَ وَاحِدٌ جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْجَمْعِ مِثْلُ آنُكٍ وَهُوَ الْأُسْرُبُّ. لَا نَظِيرَ لَهُمَا. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مِثْلُ آسَالٍ وَأَبَابِيلَ وَعَبَادِيدَ وَمَذَاكِيرَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدُهُ (شِدَّةٌ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ حَسَنٌ فِي الْمَعْنَى لِأَنَّهُ يُقَالُ بَلَغَ الْغُلَامُ شِدَّتَهُ وَلَكِنْ لَا تُجْمَعُ فِعْلَةٌ عَلَى أَفُعُلٍ. وَأَمَّا أَنْعُمٌ فَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ نُعْمٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: يَوْمٌ بُؤْسٌ وَيَوْمٌ نُعْمٌ. وَقِيلَ: وَاحِدُهُ (شَدٌّ) مِثْلُ كَلْبٍ وَأَكْلُبٍ وَقِيلَ: (شِدٌّ) مِثْلُ ذِئْبٍ وَأَذْؤُبٍ وَكِلَاهُمَا قِيَاسٌ. كَمَا قِيلَ: وَاحِدُ الْأَبَابِيلِ إِبَّوْلٌ قِيَاسًا عَلَى عِجَّوْلٍ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ. 
[شدد] شئ شديد: بين الشدة. والشدَّة، بالفتح: الحَمْلَةُ الواحدة. وقد شَدَّ عليه في الحَرْب يَشُدُّ شدا، أي حمل عليه. والشد: العَدْوُ. وقد شَدَّ، أي عَدا. وشَدَّ النهار، أي ارتفع. وشدَّ عضده، أي قواه. واشتد الشئ، من الشِدَّة. واشتَدَّ: أي عَدا. وقال ابن رميض العنبري:

هذا أوان الشد فاشتدى زيم * وهو اسم فرس. والمشادة في الشئ: التشدد فيه، والمُتَشَدِّدُ: البخيل، وهو في شعر طَرَفة:

عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ * وشَده: أي أوثقه، يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ أيضا، وهو من النوادر . قال الفراء: ماكان على فعلت من ذوات التضعيف غير واقع، فإن يفعل منه مكسور العين مثل عففت أعف، وما كان واقعا مثل رددت ومددت فإن يفعل منه مضموم العين، إلا ثلاثة أحرف جاءت نادرة وهى شده يشده ويشده، وعله يعله ويعله من العلل وهو الشرب الثاني، ونم الحديث ينمه وينمه. قال: فإن جاء مثل هذا أيضا مما لم نسمعه فهو قليل، وأصله الضم. وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أن يشركه الضم شاذا، وهو حبه يحبه. وتقول: شد الله ملكه وشَدَّدَهُ، أي قَوّاه. والتشديد: خلاف التخفيف. وقوله تعالى:

(حتى يبلغ أشده) *، أي قوته، وهو ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد جاء على بناء الجمع، مثل آنك وهو الا سرب، ولا نظير لهما. ويقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مثل آسال وأبابيل، وعبابيد، ومذاكير. وكان سيبويه يقول واحده شدة. وهو حسن، لانه يقال بلغ الغلام شدته. ولكن لا تجمع فعلة على أفعل. وأما أنعم فإنما هو جمع نعم، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ. ويقال هو جمع الجمع. تقول نعمة ونعم. وأما قول من قال واحده شد، مثل كلب وأكلب، أو شد، مثل ذئب وأذؤب، فإنما هو قياس، كما يقولون في واحد الابابيل أبول، قياسا على عجول، وليس هو شئ سمع من العرب. أبو زيد: أصابتني شدى، على فعلى، أي شدة. وأشد الرجل، إذا كانت معه دابَّة شديدة.
[شدد] نه: فيه: يرد "مشدهم" على مضعفهم، المشد من دوابه قوية، والمضعف بعكسه، أي القوى من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة. ومنه: لا تبيعوا الحب حتى "يشتد" أراد بالحب نحو الحنطة والشعير، واشتداده قوته وصلابته. وفيه: من "يشاد" الدين يغلبه، أي من يقاويه ويقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته، والمشادة المغالبة وهو كحديث: إن الدين متين فأوغل فيه برفق. ك: لن يشاد الدين إلا غلبه، بنصب الدين وفاعله ضمير أحد، أي لا يتعمق أحد في الدين بترك الرفق إلا عجز من عمله كله أو بعضه، وروى برفع الدين على أن يشاد مجهول. ط: أي تعمق لما لم يوجب عليه كدأب الرهبانية، غلبه أي عنط: فإن الثلاثة من أبنية الأنبياء ومتعبداتهم وما سواها متساو في الفضل. وفيه ح: "لا تشدوا" على أنفسكم "فيشدد" الله، هو بالنصب جواب النهي، وفاء فان للسببية، وفاء فتلك للتعقيب، وهي إشارة إلى ما في الذهن من تصور جماعة باقية من أولئك المشددين، والخبر بيان له. وح: كانوا "يشدون" بين الأغراض ويضحكون الغرض الهدف، أي يعدون بين الغرضين، وكانوا في الليل رهبانًا بضم راء - ويتم في ضحك. وح: "يشتد" أثر رجل، أي يعدو ليحمل. ج: "فيشد" الله قلوب أهل الذمة، أي يقويهم. غ: «يبلغ "اشده"» وهو من خمس عشرة إلى أربعين، جمع شدة كنعمة وأنعم، وهي القوة والجلادة في القوة. «و"اشدد على قلوبهم» امنعها من التصرف والفهم عقوبة لهم. «و"شددنا" ملكه» أي قويناه، وكان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفًا. «وإنه لحب الخير "لشديد"» أي لأجل حبه الماء لبخيل، ويقال للبخيل: شديد ومشدد.
شدد
شدَّ1/ شدَّ في شَدَدْتُ، يَشِدّ، اشدِدْ/ شِدّ، شِدّةً، فهو شديد، والمفعول مشدود فيه
• شدَّ الشّيءُ: قَوِي ومَتُن "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ [حديث] ".
• شدَّ في سيره: عدا، أسرع، ركض. 

شدَّ2/ شدَّ على شَدَدْتُ، يَشُدّ، اشْدُدْ/ شُدّ، شَدًّا، فهو شادّ، والمفعول مَشْدود
• شدَّ فلانًا:
1 - أوثقه وقيَّده "شدَدْت الأسيرَ" ° شدَّ الزِّمامَ: تحكّم في الأمر- شَدَّ وَثَاقَه: قيّده وربطه.
2 - قوّاه وأيَّده "شدَّ أزرَه/ من أزرِه: قوّاه، عاونه وساعده- {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} - {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} " ° شَدَّ انتباهَه: جذب نظره- شَدَّ عزائمَه: قوّى من عزمه وإرادته.
• شدَّ العُقْدةَ ونحوَها: أحكمها وأوثقها "شدّ إزارًا: أحاط جسمه بشيء وأوثق عقدَه- {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} "? شَدَّ وأرخى: تشدَّدَ ولانَ- ما بين شدٍّ وجذب: يتراوح بين ظرفين متعارضين.
• شدَّ الحَبلَ ونحوَه: جذبه ومدّه، وقوّاه، عكسه أرخاه "شدّ التدليكُ العضلَ: قوّاه, وزاد في صلابته ومقاومته".
• شدَّ رحالَه: تهيّأ للسّفر "َلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى [حديث] "? شَدَّ للأمر حِزامَه: استعدّ له، تهيّأ له- شَدَّ مِئزرَه: جدَّ واجتهد في العمل.
• شدَّ اللهُ على قلبه: ختَم " {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: اربط عليها وأحكم إغلاقها حتى لا يدخلها الإيمان".
• شدَّ على القوم في الحرب: حمل عليهم وهاجمهم بقوّة "شدّ عليهم شدّة صادقة- شدّ على فلان: ضيّق، أحاط، ضغط بقوّة- شدّ على عنقه: خنقه"? شَدَّ الحِزامَ: ضيَّق على نفسه، تقشَّف في حياته، اقتصد.
• شدَّ على يده: صافحه بحرارة. 

أشدَّ يُشدّ، أشْدِدْ/ أشِدَّ، إشدادًا، فهو مُشِدّ
• أشدَّ الفتى: بلغ أشدَّه عمرًا ورشدًا "عندما أشدَّ سلَّمه أبوه مقاليدَ الحكم".
• أشدَّ الرَّجُلُ: صار له أعوان أشِدَّاءُ. 

اشتدَّ/ اشتدَّ على/ اشتدَّ في يشتدّ، اشْتَدِدْ/ اشْتَدَّ، اشتدادًا، فهو مُشتدّ، والمفعول مُشتدّ عليه
• اشتدَّ الضَّغطُ: قوِي وزاد "اشتدّ مرضُه/ الزّحامُ/ الظلامُ- اشتدّي أزمةً تنفرجي ... قد آذن ليلُك بالبَلَج- {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} " ° اشتدَّ ساعدُه/ اشتدَّ عُوده/ اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- لمّا اشتد ساعدُه رماني: جزاني على المعروف شرًّا، وعلى النعمة كفرانًا.
• اشتدَّ السِّعرُ: غلا وارتفع "تشتدُّ الأسعارُ في أثناء الحرب".
• اشتدَّ اللَّبنُ ونحوُه: أخذ يتماسك ويتجبَّن.
• اشتدَّ النَّهارُ: علا وارتفعت شمسُه.
• اشتدَّ على ولدِه: قسا وعنف.
• اشتدَّ في عَدْوِه: أسرع "اشتدّ في السَّير: اندفع". 

تشادَّ يتشادّ، تَشادَدْ/ تَشادَّ، تَشَادًّا، فهو مُتَشَادّ
• تشادَّ الشَّخصان:
1 - تنازعا "تشادّ اللاّعبان".
2 - تعاونا وقوَّى أحدّهما الآخَر. 

تشدَّدَ/ تشدَّدَ في يتشدَّد، تشدُّدًا، فهو مُتشدِّد، والمفعول مُتشدَّد فيه
• تشدَّدَ الرَّجلُ: تقَوّى "تشدّد عزمُه: تقوّى وصار أكثر ثباتًا وتوطيدًا".
• تشدَّدَ في الأمر: تصلّب، بالغ فيه ولم يخفِّف "تشدّد في الدِّين: تزمّت وكان غير متساهل- تشدّد في موقفِه".
• تشدَّدَ في الإنفاق: بَخِل, اشتدّ حرصُه "رجلٌ متشدِّد: بخيل". 

شادَّ/ شادَّ في يشادّ، شادِدْ/ شادَّ، مُشادّةً وشِدادًا، فهو مُشادّ، والمفعول مُشادّ
 • شادَّ فلانًا: غالبه "شادّ منافِسَه" ° مشادَّة كلاميّة: مُشاحنة.
• شادَّ الأمرَ/ شادَّ في الأمر: بالغ فيه ولم يخفِّف "وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ [حديث] ". 

شدَّدَ/ شدَّدَ على يشدِّد، تشديدًا، فهو مُشدِّد، والمفعول مُشدَّد
• شدَّدَ العقوبةَ: ضاعفَها، عكسه خفَّف "شدّد العزمَ/ مقاومتَه".
• شدَّدَ الحرْفَ: ضعَّفه وأدغمه، ضدّ خفّفه.
• شدَّدَ الشَّيءَ/ شدَّدَ على الشَّيء: أكّده وقوّاه وأحكمه "شدّد موقفَه" ° شدَّد على أنّ ... : أكّد، استرعى الانتباه إلى أنّ.
• شدَّدَ على قومه: قسا عليهم, ضيّق عليهم "مَنْ شدّد شدَّد الله عليه- شدّد على فلان بالكلام". 

أَشُدُّ [مفرد]: اكتمال النّمو، وتمام القوّة في الإنسان " {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}: اكتمل وبلغ مبلغ الرِّجال وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة- {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} ". 

تشديد [مفرد]:
1 - مصدر شدَّدَ/ شدَّدَ على.
2 - (جد) احتباس صوت الحرف، ثمّ انطلاقه بقوّة، مثل صوت الباء.
3 - (قن) تضخيم وتثقيل العقوبة على من يكرِّر المخالفة.
4 - (لغ) إدغام الحرفين المتماثلين كتشديد اللاّم في دلَّ.
5 - (لغ) تأكيد النبر على مقطع صوتيّ. 

شدائدُ [جمع]: مف شديدة: مصائبٌ، أمورٌ عظيمةٌ "ألمّت به الشّدائدُ- نجّاك الله من الشّدائِد- عند الشَّدائد يُعرف الإخوان [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي". 

شِداد [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/ شادَّ في.
2 - ما يُشدُّ به. 

شَدّ [مفرد]:
1 - مصدر شدَّ2/ شدَّ على ° لا يقوى على شَدٍّ ولا إرخاء: لا يستطيع التصرُّف والتدبير.
2 - (فز) قوّة يؤثِّر بها جسم مشدود على النقطة المثبت بها.
3 - (نف) شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
4 - (هس) قوّة تميل إلى زيادة طول الجسم أو أبعاده. 

شَدَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من شدَّ1/ شدَّ في وشدَّ2/ شدَّ على.
2 - حملة في الحرب على العدوّ "شدّ على العدوّ شدّة مباغتة".
3 - (لغ) رأس سين مهملة النقط تُوضع على الحرف دلالة على تضعيفه وإدغامه وتُرسم هكذا (ّ). 

شِِدّة [مفرد]: ج شِدَّات (لغير المصدر) وشِدَد (لغير المصدر):
1 - مصدر شدَّ1/ شدَّ في.
2 - أمر يصعب تحمُّله، ضيق، ألم، وجع، عذاب، بؤس، شقاء "شِدّة الحرّ: تجاوز الحدّ العاديّ لدرجة الحرارة- شِدّة الألم: تفاقمه- شِدّة الظّلام: كثافته- شدّة الخوف: ازدياده".
3 - قوّة ومتانة وصلابة "شدّة العضلات- شدّة المقاومة- شدّة الصّوت: حدّته وقوّته- شدّة الأرض: صلابتها".
4 - عُسْر وضيق حال، خلاف الرَّخاء واللِّين ورَغَد العَيْش "مرّ بأيّام شِدّة وأيّام رخاء: قلة ذات اليد وفقدان الرخاء ورغد العيش- شِدّة العيش: ضيقه وشظفه- وقت الشِّدّة: ما يحلّ بالإنسان فيه من مكاره الدهر- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ [حديث] ".
5 - (فز) أقصى إجهاد يتحمّله جسم صلب بدون أن يتمزّق. 

شَديد [مفرد]: ج أشدّاءُ وشِداد، مؤ شديدة، ج مؤ شديدات وشدائدُ وشِداد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شدَّ1/ شدَّ في: قوِيّ، متين " {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}: قويّ منيع- {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} - {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا}: مُحكمات" ° شديد البأس: شجاع- شديد العارِض/ شديد العارضة: فصيح- شديد العصا: قاسٍ- شديد العين: لا يغلبه النوم- عليه طلبٌ شديد: إقبال كثير.
2 - صَعْب عسير جافٍ "لا تكن شديدًا في معاملة أبنائك- {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}: مُجْدبات- {وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}: غليظ دائم- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}: خارق" ° خطاب شديد اللَّهجة: قاسٍ في عباراته، مُتَّسم بالحدّة والعنف- شديد المِراس/ شديد الشَّكيمة: صعب القياد، أبيّ- شديد الوطأة: عنيف صَعب التحمُّل، غاشم.
 • الشَّديد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: القويّ أو المشدِّد " {وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} - {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} ".
• الأصوات الشديدة: (لغ) أصوات ينحبس الهواء عند النطق بها انحباسًا تامًّا لحظة قصيرة، ثم ينفجر انفجارًا فجائيًّا، فيحدث دويًّا وهي: الهمزة- ب- ت- ج- د- ض- ط- ق- ك- ل- م- ن. 

مُشادّة [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/ شادَّ في.
2 - معركة، خصام، أو شجارٌ حادّ عنيف يحدث فجأة وسرعان ما يزول بعد وقت "جرت بينهما مشادّة كلاميَّة- مشادّة بين لاعِبَيْن". 

مِشدّ [مفرد]: ج مِشدَّات:
1 - اسم آلة من شدَّ2/ شدَّ على: أداة لشدّ أوتار بيانو.
2 - نطاق تشُدّه المرأةُ على بطنها وأردافها لتَدِقَّ.
3 - مِسنَد يوضع عند نهاية صفّ كتب لتثبيته "مِشدّ كُتب". 

مُشدِّدة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل شدَّدَ/ شدَّدَ على.
• ظروف مُشدِّدة: (قن) ملابسات تؤدِّي إلى تشديد العقوبة، عكسها ظروف مخفّفة. 

شدد: الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر

والأَعراض، والجمع شِدَدٌ؛ عن سيبويه، قال: جاء على الأَصل لأَنه لم

يُشْبِهِ الفعل، وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ؛ وكلُّ ما

أُحْكِمَ، فقد شُدَّ وشُدِّدَ؛ وشَدَّدَ هو وتشَادّ: وشيء شَدِيدٌ: بَيِّنُ

الشِّدَّةِ. وشيء شَديدٌ: مُشتَدٌّ قَوِيٌّ.

وفي الحديث: لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ؛ أَراد بالحب الطعام

كالحنطة والشعير، واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه. قال ابن سيده: ومن كلام

يعقوب في صفة الماء: وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ؛ إِنما

يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً.

وتقول: شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه: وشَدَّدَه: قَوَّاه. والتشديد: خلاف

التخفيف. وقوله تعالى: وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه، وكان من تقوية ملكِه

أَنه كان يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال؛ وقيل:

إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل، فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً

فأَنكر المدّعَى عليه، فسأَل داودُ، عليه السلام، المدّعيَ البينة فلم

يُقِمْها، فرأَى داودُ في منامه أَن الله، عز وجل، يأْمره أَن يقتل المَدّعَى

عليه، فتثبت داود، عليه السلام، وقال: هو المنام، فأَتاه الوحي بعد ذلك

أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله، فقال المدّعَى

عليه: إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة، فقتله

داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه

وشدَّدَ ملْكه. وشدَّ على يده: قوَّاه وأَعانه؛ قال:

فإِني، بحَمْدِ اللَّهِ، لا سَمَّ حَيَّةٍ

سَقَتْني، ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح

وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه. قال الله تعالى:

فشُدُّوا الوَثاق. وقال تعالى: اشْدُدْ به أَزري. ابن الأَعرابي: يقال

حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك.

وقال أَبو عبيد: يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم

أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ؛ ومثلُه قوله مُجاهرَةً

إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى. ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته

ويَعْجِز عن تمامها: بَقِيَ أَشَدُّه. قال أَبو طالب: يقال إِنه كان فيما يحكى

عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان، فاجتمع بقيتها وقلن:

تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ، فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته،

فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه، فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن:

من يعلقه في عنقه؟ فقال بعضهن: بقي أَشَدُّه؛ وقد قيل في ذلك:

أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ

ورجل شديدٌ: قويٌّ، والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ: عن سيبويه، قال:

جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل. وقد شَدَّ يشِدّ، بالكسر لا غير،

شِدَّةً إِذا كان قويّاً، وشادَّه مُشادَّة وشِداداً: غالبه. وفي الحديث:

مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه؛ أَراد يَغْلِبُه الدينُ، أَي من

يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته.

والمُشادَدَة: المُغالَبَة، وهو مثل الحديث الآخر: إِن هذا الدينَ

مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق.

وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً.

والمُشادَّة في الشيء: التَّشَدُّد فيه. ويقال للرجل

(* قوله «ويقال

للرجل» كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل) إِذا كُلِّفَ عملاً: ما أَملك

شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء. وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه.

واشْتَدَّ الشيءُ: من الشِّدَّة. أَبو زيد: أَصابَتْني شُدَّى على

فُعْلَى أَي شِدَّة.

وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة. وفي الحديث: يَرُدُّ

مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ؛ المُشِدُّ: الذي دوابه شَديدة قوية، والمُضْعِفُ:

الذي دوابه ضعيفة. يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما

يَكْسِبه من الغنيمة.

والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم

والطاء والدال والتاء والباء، قال ابن جني: ويجمعها في اللفظ قولك:

«أَجَدْتَ طَبَقَكَ، وأَجِدُكَ طَبَقْتَ». والحروف التي بين الشديدة والرخوة

ثمانية وهي: الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو

يجمعها في اللفظ قولك: «لم يُرَوِّعْنا» وإِن شئت قلت «لم يَرَ عَوْناً» ومعنى

الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه، أَلا ترى أَنك لو

قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً؟ ومِسْكٌ

شَديدُ الرائحة: قويها ذَكِيُّها. ورجل شديد العين: لا يغلبه النوم، وقد

يستعار ذلك في الناقة؛ قال الشاعر:

باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ،

شَديدةِ حَفْنِ العَينِ، ذاتِ ضَرِيرِ

وقوله تعالى: ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم؛ أَي اطبع على

قلوبهم.

والشِّدَّة: المَجاعة. والشَّدائِدُ: الهَزاهِزُ. والشِّدَّة: صعوبة

الزمن؛ وقد اشتدَّ عليهم. والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر، وجمعها

شَدائد، فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس، وإِذا كان جمع شدّة فهو

نادر. وشِدَّة العيْش: شَظَفُه. ورجل شَدِيد: شحيح. وفي التنزيل العزيز:

وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد؛ قال أَبو إِسحق: إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل.

والمُتَشَدِّدُ: البخيل كالشديد؛ قال طرفة:

أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ، ويَصْطَفي

عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

وقول أَبي ذؤَيب:

حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ

شديدٍ، على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ، جُولُها

أَراد شَحِيحٍ على ذلك. وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء: بالَغَ فيه.

والشَّدُّ: الحُضْرُ والعَدْوُ، والفعل اشْتَدَّ أَي عدا. قال ابن

رُمَيْضٍ العنبري، ويقال رُمَيْصٍ، بالصاد المهملة:

هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ.

وزِيَم: اسم فرسه؛ وفي حديث الحجاج:

هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ

هو اسم ناقته أَو فرسه. وفي حديث القيامة: كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ

الرجل الشَّديدِ العَدْوِ؛ ومنه حديث السَّعْي: لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ

شَدّاً أَي عَدْواً. وفي حديث أُحد: حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في

الجبل أَي يَعْدُون؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي،

والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ، بدال واحدة، والذي جاء في غيرهما

يُسْنِدْنَ، بسين مهملة ونون، أَي يُصَعِّدْنَ فيه، فإِن صحت الكلمة على ما

في البخاري، وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث، وهو قبيح في

العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ، لما سكن الأَول وتحرك

الثاني، فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء

لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان، فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول

يشتددن، فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل، يقولون رَدْتُ

ورَدْتِ وَرَدْنَ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ، قال الخليل:

كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ.

وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ: أَسْرَعَ وعَدَا. وفي المثل: رُبَّ

شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها

فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه، والكرز الجُوالِقُ، فقال له إِنسان: لِمَ

تحمله، ما تصنع به؟ فقال: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ يقول: هو سريع الشدِّ

كأُمه؛ يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت؛ قال

عمرو ذو الكلب:

فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم

جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير؛ وقول مالك بن خالد الخُناعي:

بأَسَرعِ الشَّدِّ مني، يومَ لا نِيَةٌ،

لَمَّا عَرَفْتُهم، واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ

يريد بأَسَرعَ شدّاً مني، فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر، وقد

يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ. قال سيبويه:

وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب، كقولك: حَقّاً أَنك ذاهب، قال: وإِن شئت

جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول: نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ.

والشِّدَّة: النَّجْدَة وثَباتُ القلب. وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ. والشَّدة،

بالفتح: الحملة الواحدة. والشَّدُّ. الحَمْل. وشَدَّ على القوم في القتال

يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً: حَمَلَ. وفي الحديث: أَلا تَشِدُّ

فَنَشِدَّ معك؟ يقال: شَدَّ في الحرب يَشِد، بالكسر؛ ومنه الحديث: ثم شَدَّ

عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله. وشَدَّ فلان على

العدوِّ شَدَّة واحدة، وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة.

أَبو زيد: خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته؛ وأَنشد:

فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى،

ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ

ويقال: أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً.

وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً: كذلك. ورُؤِيَ فارس يومَ

الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول: أَنا أَبو شَدّادٍ،

فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال: أَنا أَبو رَدَّاد. وفي حديث قيام شهر

رمضان: أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر؛ وهو كناية عن اجتناب النساء، أَو

عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً.

والأَشُدُّ: مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ؛ قال الله عز وجل:

حتى إِذا بلغ أَشُده؛ قال الفراء: الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس،

قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ وأَنشد:

قد سادَ، وهْو فَتىً، حتى إِذا بَلَغَتْ

أَشُدُّه، وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا

أَبو الهيثم: واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة. قال:

والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة. والشَّديدُ: الرجل القَوِيّ، وكأَنّ الهاء

في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة، وكأَنّ الأَصلَ

نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما قالوا: رجُل وأَرجُل، وقَدَح

وأَقْدُح، وضِرْسٌ وأَضْرُس. ابن سيده: وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل.

وقال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين. وقال مرة: هو ما بين

الثلاثين والأَربعين، وهو يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو عبيد: واحدها شَدٌّ في

القياس؛ قال: ولم أَسمع لها بواحدة؛ وقال سيبويه: واحدتها شِدَّة كنِعْمَة

وأَنْعُم؛ ابن جني: جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم. وقال

ابن جني: قال أَبو عبيد: هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة؛ قال: وقال أَبو

عبيدة: ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد؛ وأَنشد بيت عنترة:

عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ، كأَنَّما

خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ

أَي أَشَدَّ النهار، يعني أَعلاه وأَمْتَعَه. قال ابن سيده: وذهب أَبو

عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له. وقال

السيرافي: القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ، وقال مرة أُخرى: هو

جمع لا واحد له، وقد يقال بلغ أَشَدَّه، وهي قليلة؛ قال الأَزهري:

الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها، فأَما قوله في قصة

يوسف، عليه السلام: ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه؛ فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ

وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه؛ وكذلك قوله تعالى: ولا تقْرَبوا مالَ

اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه؛ قال الزجاج: معناه

احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه

ماله؛ قال: وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون

بالغاً؛ قال: وقال بعضهم: حتى يبلغ أَشده؛ حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة؛ قال

أَبو إِسحق: لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة

سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك؛ قال

الأَزهري: وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم. وفي الصحاح: حتى

يبلغ أَشدّه أَي قوته، وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين، وهو واحد

جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ، ولا نظير لهما، ويقال:

هو جمع لا واحد له من لفظه، مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ

ومَذاكِيرَ. وكان سيبويه يقول: واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ

الغلام شِدَّته، ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل؛ وأَما أَنْعُم فإِنه جمع

نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم. وأَما من قال واحده شَدٌّ مثل

كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس، كما يقولون في واحد

الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ، وليس هو شيئاً سُمِعَ من

العرب. وأَما قوله تعالى في قصة موسى، صلوات الله على نبينا وعليه: ولما بلغ

أَشدّه واستوى؛ فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ، وهو أَن يجتمع

أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه. وأَما قول الله تعالى في سورة

الأَحقاف: حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة؛ فهو أَقصى نهاية بلوغ

الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد، صلى الله عليه وسلم، نبيّاً وقد اجتمعت

حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ

النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك.

وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع. وشَدُّ النهار: ارتفاعُه، وكذلك شَدُّ

الضُّحَى. يقال: جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ، وشَدَّ الضُّحَى وفي

شَدِّ الضحى. ويقال: لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع، وكذلك امتدَّ.

وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ. وفي

حديث عِتْبانَ بنِ مالك: فَغَدا عليَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه؛ ومنه قول كعب:

شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ

قامَتْ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ

أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه. وشَدَّه أَي أَوثقه، يَشُدُّوه ويَشِدُّه

أَيضاً، وهو من النوادر. قال الفراء: ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ

غيرَ واقع، فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين، مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ

يَخِفُّ وما أَشبهه، وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم

إِلا ثلاثة أَحرف، شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه

من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه،

فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل، وأَصله الضم. قال: وقد

جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم، وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ.

وقال غيره: شَدَّ فلان في حُضْرِه. وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ

نفسَها عند رفع الصوت بالغناء؛ ومنه قول طرفة:

إِذا نحنُ قُلْنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا

على رِسْلِها مَطْرُوقَةً، لم تَشَدَّدِ

وشَدَّاد: اسم. وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ: بطنان.

شدد
: (} الشِّدَّةُ، بِالْكَسْرِ، اسْم من {الاشْتِدادِ) وَهِي الصَّلَابةُ تكون فِي الجَواهِرِ والأَعراضِ، والجمْع:} شِدَدٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبِه الْفِعْل، وَقد شَدّه يَشُدُّه ويَشِدُّه {شَدًّا} فاشتَدَّ، وكلُّ مَا أُحْكِمَ فقد شُدَّ، {وشُدِّدَ،} وشَدَّدَ هُوَ، {وتَشادَّ، وشيْءٌ} شَديدٌ: بَيِّنُ {الشِّدَّةِ، وشيْءٌ} شديدٌ: {مُشْتَدٌّ قوِيٌّ.
وَفِي الحَدِيث: لَا تَبِيعُوا الحَبَّ حتَّى} يَشْتَدَّ) ، أَي يَقْوَى.
(و) {الشَّدَّة، (بِالْفَتْح: الْحَمْلةُ) الْوَاحِدَة،} والشَّدُّ: الحَمْلُ. {وشَدَّ على القَوْم (فِي الحَرْبِ) } يَشُدَّ {ويَشِدُّ} شَدًّا {وشُدُوداً: حَمَلَ. وَفِي الحَدِيث: (أَلَا} تَشِدُّ {فَنَشِدَّ مَعَكَ) ، يُقَال} شَدَّ فِي الحَرب، {يَشِدُّ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه الحَدِيث: (ثُمَّ} شَدَّ عَلَيْهِ فكَان كأَمْسِ الذَّاهِبِ) أَي حَمَلَ عَلَيْهِ فقَتَله. {وشَدَّ فُلانٌ على العَدُوَّ} شَدَّةً وَاحِدَة، {وشَدَّ} شَدَّاتٍ كَثيرةً، {وشَدَّ الذِّئبُ على الغَنَمٍ شَدًّا وشُدُوداً، كَذَلِك.
ورُئِي فارِسٌ يَومَ الكُلَاب من بنِي الحارِث} يَشِدُّ على القَوْم فرُدُّهم وَيَقُول: أَنا أَبو {شَدَّادٍ. فإِذا كَرُّوا عَلَيْهِ رَدَّهم وَقَالَ: أَنا أَبو رَدَّاد.
(} والشَّدُّ) بِالْفَتْح: الحُضْر و (العَدْوُ) ، والفِعْل {اشْتَدَّ، أَي عَدَا، قَالَ ابنُ رُمَيْض العَنْبَرِيّ:
هاذا أَوَانُ الشَّدِّ} فاشْتَدِّي زِيَمْ
وزِيَمُ: اسمُ فَرَسِه. وَفِي حَدِيث القِيامة: (كحُضْرِ الفَرَسِ ثمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ الشَّدِيدِ العَدْوِ) ، وَمِنْه حَدِيث السَّعْيِ: (لَا يَقْطَعُ الوادِيَ إِلَّا {شَدًّا) أَي عَدْواً، وَفِي حَدِيث أُحُدٍ: (حتّى رأَيتُ النّسَاءَ} يَشْتَدِدْنَ فِي الجَبلِ) أَي يَعْدُون.
وشدَّ فِي العَدْوِ {شَدًّا} واشْتَدَّ: أَسرع وعَدَا، وَقَالَ عَمْرٌ وَذُو الكَلْب:
فَقُمْتُ لَا {يَشْتَدُّ} - شَدِّي ذُو قَدَمْ جاءَ بالمصْدر على غير الفِعل، ومثْله كثير.
(و) الشَّدُّ (فِي النّارِ: ارتفاعُها) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَهُوَ غلطٌ، وَالصَّوَاب على مَا فِي الأُمَّهَات: والشَّدُّ فِي النَّهار ارْتفاعُه. وشَدَّ النهارُ: ارتفَعَ، وكذالك شَدَّ الضُّحَى، يُقَال جِئْتُك شدَّ النَّهَارِ، وَفِي شَدِّ النَّهَار، وَفِي شَدِّ النَّهَار، وشَدَّ الضُّحَى وَفِي شَدِّ الضُّحَى. وَيُقَال لَقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ، وَهُوَ حِين يَرتفع، وكذالك امْتَدَّ، وأَتانا مَدَّ النَّهَارِ، أَي قبْلَ الزَّوالِ حِين مَضَى من النَّهَار خَمْسَةٌ. وَفِي حَدِيث عِتْبَان بنِ مالكٍ: (فغَدَا عَلَيَّ رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلّم بعْدَما اشْتَدَّ النَّهَارُ) أَي علا وارتفعتْ شَمسُه، وَمِنْه قَول كَعْب:
شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ
قامَتْ فَجاوبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
أَي وَقْتَ ارتِفاعِهِ وعُلُوِّه.
(و) الشَّدُّ: (التَّقْوِيَةُ) تَقول: شَدَّ اللهُ مُلْكَه، وشدَّدَه، أَي قَوَّاه. وَقَوله تَعَالَى: { {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} (صلله: 20) أَي قوَّيناه، وشَدَّ على يَدِه: قَوَّاه وأَعانه، قَالَ:
فإِنّي بِحَمْدِ اللهِ لَا سَمَّ حَيَّةٍ
سَقَتْنِي وَلَا} شَدَّتْ على كَفِّ ذابِحِ
وشَدَّ عَضُدَه: قَوَّاه، {واشتَدَّ الشّيْءُ، من الشِّدَّة.
(و) الشَّدُّ: (الإِيثاقُ) وشَدَّهُ: أَوْثَقَه. يَشُدُّه ويَشِدُّه أَيضاً، وَهُوَ من النَّوَادِر قَال الفرّاءُ: مَا كَانَ من المُضَاعَف على فعَلْت غيرَ واقِعٍ فإِن يَفْعِل منهُ مكسورُ العَيْنِ، مثل: عَفّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفّ، وَمَا أَشبَهَه. وَمَا كَانَ واقِعاً مثْل: مَدَدْت فإِن يَفْعُل مِنْهُ مضمومٌ إِلّا ثلاثةَ أَحْرُفٍ. شَدَّه يَشُدُّه} ويَشِدُّه، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلّه، من العَلَلِ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمّه ويَنِمُّه. فإِن جاءَ مثْلُ هاذا مِمَّا لم نَسمعْه، فَهُوَ قليلٌ، وأَصلُه الضّمّ. قَالَ: وَقد جاءَ حرفٌ واحِد بِالْكَسْرِ، من غير أَن يَشرَكه الضمّ، وَهُوَ حَبَّه يَحِبُّه. وَقَالَ غَيره؛ شَدَّ فُلانٌ فِي حُضْرِه. وَقد حقَّقْنا ذالك فِي مؤلْفاتنا التصريفيّة. قَالَ الله تَعَالَى: { {فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ} (مُحَمَّد: 4) : وَقَالَ تَعَالَى: {} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) ( {واشْتَدَّ) الرَّجلُ: (عَدَا) ، كشَدَّ، وَقد تقدّم.
(} والمُشادَّةُ) فِي الشيْءِ: ( {التَّشَدُّدُ) فِيهِ والمغالبة، (وَمِنْه) الحَدِيث: ((لن يُشَادَّ الدِّينَ أَحدٌ إِلّا غَلَبَهُ)) أَراد غَلَبَهَ الدِّينُ، أَي مَنْ يقوِمُه ويُقاوِيه ويُكَلِّف نفْسَه من العِبَادة فَوق طاقته. وشادَّه} مُشادَّة {وشِدَاداً: غالبَه، وَهُوَ مِثْل الحَدِيث الآخَر: (إِنَّ هاذا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ) .
(} والمُتَشَدِّدُ: البَخِيلُ) ، {كالشَّدِيدِ، قَالَ طَرفَةُ:
أَرَى المَوْتَ يَعتامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مالِ الفَاحِشِ} المُتَشَدِّدِ
(و) {الأَشُدُّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ، قَالَ الله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ} أَشُدَّهُ} (الْأَحْقَاف: 15) وَقَالَ الأَزهريّ: {الأَشُدُّ فِي كتابِ الله تَعَالَى على ثلاثةِ معانٍ يَقرب اختلافُهَا: فأَمّا قَوْله فِي قصّة يوسُفَ عَلَيْهِ السَّلام {وَلَمَّا بَلَغَ} أَشُدَّهُ} (يُوسُف: 22) فَمَعْنَاه الإِدراكُ والبُلُوغُ، وحينئذٍ راودَتْه امرأَةُ العزيزِ عَن نفْسه. وكذالك قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْأَنْعَام: 15) بفتْح فضَمّ، (ويضَمُّ أَوَّلُهُ) وَهِي قليلةٌ، حكَاها السّيرَافيُّ. قَالَ الزَّجَّاجِ: مَعْنَاهُ احفَظُوا عَلَيْهِ مالَهُ حتّى يَبلُغَ أَشُدَّه، فإِذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إِليه مالَه. قَالَ: وبُلوغُه أَشُدَّه: أَن يُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ مَعَ أَنَ يكون بالِغاً. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} حتَّى يَبلُغ ثَمانِيَ عَشرةَ سَنةً، قَالَ أَبو إِسحاقَ: لسْتُ أَعرِف مَا وَجْهُ ذالك، لأَنه إِن أَدْرَكَ قبلَ ثمانِي عَشَرةَ سَنةً وَقد أُونِس مِنْهُ الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالِه إِليه وَجَبَ لَهُ ذالك. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا صَحِيح، وَهُوَ قولُ الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلِ العِلم. وَفِي الصّحَاح {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (أَي قُوَّتَهُ، وَهُوَ مَا بينَ ثَمَانِي عَشْرَةَ إِلى ثَلاثِينَ سَنَةً) ، وَقَالَ الزَّجّاج: هُوَ من نَحو سَبْعَ عَشْرةَ إِلى الأَربعينِ، وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ والأَربعين، وَهُوَ مُذكَّر ومُؤَنّث، وَفِي التهديب: وأَما قولُه تَعَالَى، فِي قصّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (الْقَصَص: 14) فإِنَّه قَرَنَ بُلُوغَ {الأَشُدِّ بالاستواءِ، وَهُوَ أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه، ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه.
وأَمّا قولُه تعالَى فِي سُورَة الأَحقاف. {حَتَّى إِذَا بَلَغَ} أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} (الْأَحْقَاف: 15) فَهُوَ أَقصَى نِهَايَةِ بُلُوغِ الأَشُدِّ، وَعند تَمامهَا بُعِثَ محمّدٌ، صلَّى الله عليّه وسلّم، نَبِيًّا. وَقد اجتمعَت حُنْكَتُه وتَمَام عَقْلِه، فبُلوغُ {الأَشُدِّ محصورُ الأَولِ، محصورُ النِّهَايَةِ، غيرُ محصورِ مَا بينَ ذالك. قَالَ الجوهَرِيُّ: وَهُوَ (واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ، كآنُكٍ) ، وَهُوَ الأُسْربُّ (وَلَا نَظِير لَهُما) .
قَالَ شيخُنا: ولعلّ مرادَه: من الأَسماء المُطلقة الَّتِي استعملَتُها العربُ، فَلَا يُنافِي وُرُودَ أَعْلامٍ، على بلادٍ، ككَابُل وآمُل، وَمَا يُبْديه الاستقراءُ (أَو جَمعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ) مثل أَبابيلَ وعَبابِيدَ ومَذاكِير، ذَهبَ إِليه أَحمدُ بن يَحيى، فِيمَا رَوَاهُ عَن أَبي عُثمانَ المازنِيِّ. كَذَا فِي الْمُحكم. وَقَالَهُ السّيرافي أَيضاً. (أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ، بِالْكَسْرِ) كنِعْمة وأَنْعُمٍ، نَقله الجوهريُّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ حَسنٌ فِي المعنَى، يُقَال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: واحِدة الأَنْعُم نِعْمَة وَوَاحِدَة} الأَشُدّ {شِدَّة. (مَعَ أَن) ، وَفِي نصّ عبارَة سيبويْه: ولكنَّ (فِعْلَة) بِالْكَسْرِ) لَا تُجمَع على أَفْعُل، أَو) واحده (شَدٌّ، ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ) ، وَقَالَ السّيرافيّ: القِيَاس:} شَدٌّ {وأَشُدٌّ، كَمَا يُقَال: قَدٌّ وأَقُدٌّ، (أَو) واحده: (} شِدٌّ، كذِئْبٍ وأَذُؤُبٍ) ، قَالَ أَبو الهَيثم: وكأَنَّ الهاءَ فِي النِّعمة {والشِّدة لم تكن فِي الْحَرْف، إِذ كَانَت زَائِدَة، وكأَنَّ الأَصل: نِعْم} وشِدّ، فجُمعا على أَفعُل، كَمَا قالُوا رجل، وأَرجُل، وضِرْس وأَضْرُس. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وَاحِدهَا شَدٌّ، فِي القِياسِ. وَلم أَسمَع لَهَا بِوَاحِدَة.
وَقَالَ ابْن جِني: جاءَ على حذف التّاءِ كَمَا كَانَ ذالك فِي نِعْمَة وأَنعُمٍ وَنقل ابْن جِنّي عَن أَبي عبيد: هُوَ جمع أَشَدَ على حذف الزِّيَادَة، قَالَ وَقَالَ أَبو عبيد: رُبما استُكْرِهُوا على حذْفِ هاذه الزيادةِ فِي الْوَاحِد، وأَنشد بَيت عَنْتَرَةَ:
عَهْدِي بِهِ شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا
خُضِبَ اللَّبَانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ
أَي أَشَدَّ النَّهارِ، يَعْنِي أَعلاه وأَمْتَعَ (وَمَا هُمَا) أَي {شَدًّا} وشِدًّا (بمسموعَيْنِ) عَن الْعَرَب (بل قياسٌ) ، كَمَا يَقُولُونَ فِي وَاحِد الأَبابيل: إِبَّوْل، قِيَاسا على عِجَّوْل، وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا سُمِع من الْعَرَب، كَمَا سبَقَت الإِشارة إِليه.
قَالَ الفرَّاءُ: {الأَشُدُّ واحدُهَا شَدٌّ، فِي القِياس، قَالَ: وَلم أَسمع لَهَا بِوَاحِد. ومثْله عَن أَبي عُبيد.
(و) } الشِّدَّةُ: النَّجْدةُ وثَبَاتُ القَلْب و ( {الشَّدِيدُ: الشُّجَاعُ) والقَوِيُّ من الرِّجَال، وَالْجمع:} أَشِدَّاءُ {وشِدَادٌ} وشُدُدٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبه الْفِعْل، وَقد شَدَّ يَشِدُّ بِالْكَسْرِ لَا غير.
(و) الشَّدِيد: (البَخِيلُ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ {لَشَدِيدٌ} (العاديات: 100) قَالَ أَبو إِسحاق: إِنه من أَجْلِ حُبِّ المالِ لَبَخِيلٌ. وَقَالَ أَبو ذُؤَيب:
حَدَرْناهُ بالأَثْوَابِ فِي قَعْرِ هُوَّةٍ
} شَدِيدٍ على مَا ضُمَّ فِي اللَّحْدِ جُولُهَا
أَراد: شَحِيحٍ على ذالك.
(و) الشَّدِيدُ: (الأَسَدُ) ، لِقُوته وجَلادَتِه.
(و) ! الشَّديد: اسْم (مَوْلًى لأَبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه) مذكُور فِي حَدِيث إِسماعيلَ بن أَبي خالدٍ عَن قَيْس بن أَبي حازِمٍ (و) الشَّدِيدُ (بن قَيْسٍ المُحَدِّثُ) البِرْتيّ روَى عَنهُ يَزيدُ بن أَبي حَبِيب، وَكَانَ شريفاً بِمصْر، وَلِيَ بحْرَ مِصر.
(و) {شُدَيْد، (كزُبَيْرٍ: شاعِرٌ) وَهُوَ شُدَيْد بن شَدَّاد بن عامِر بن لَقِيطٍ العَامِريّ، فِي زَمن بني أُمَيّة.
(و) } شَدَّاد، (كَكَتَّانٍ: اسمُ) جَماعَةٍ.
(والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ) ثمانِيةٌ وَهِي الْهمزَة، وَالْجِيم، وَالدَّال، والتاءُ، والطاءُ، والباءُ، وَالْقَاف، وَالْكَاف قَالَ ابْن جِنِّي: ويجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلُك: (أَجَدْتَ طَبَقَكَ) ، وَقَوْلهمْ: أَجِدُكَ طَبَقْتَ، أَو أَجِدُك قَطَّبْتَ. والحروف الَّتِي بَين الشّديدة والرِّخوة ثَمَانِيَة، يجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلك: (لم يُرَوّعْنَا) وإِن شِئْت: قلت (لم يَرعَوْنا) .
وَمعنى الشَّديد أَنه الْحَرْف الَّذِي يمنَعُ الصَّوْت أَن يَجْريَ فِيهِ، أَلَّا تَرَى أَنَّكَ لَو قلْت الحقّ والشَّطّ، ثمَّ رُمْت مَدَّ صَوْتِكَ فِي الْقَاف والطاءِ لَكَانَ ممتنِعاً.
( {وأَشَدَّ) الرَّجلُ (} إِشْداداً، إِذا كانَت مَعَه دابَّةٌ {شَدِيدَةٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (يَرُدُّ} مُشِدُّهم على مُضْعِفِهِمْ) . {المُشِدُّ: الّذِي دَ قَوِيَّةٌ، والمُضْعِفْ: الّذِي دَوَابّه ضعيفةٌ، يُرِيد أَنَّ القَوِيَّ من الغُزَاة يُسَاهِم الضَّعيفَ فِيمَا يَكْسِبهُ من الغَنيمة.
(وَيُقَال: أَشَدُّ لقد كَانَ كَذَا،} وأَشَدُ مُخَفَّفةً، أَي أَشْهَدُ) وَهُوَ غَريب نقَلَه الصاغانيُّ.
(! وأَشَدُّ) ، على صيغةِ أَفْعَل التَّفْضِيل: (أَخُو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِ السّلامُ) . أَورده تِلْمِيذه الْحَافِظ فِي (التبصير) وذَكَرَ الجوَّانيُّ فِي المقدّمة الفاضِلِيَّة إِخوةَ سيِّدِنا يوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هاكذا: كَاد، وبِنْيامِين، ويَهوذا، ونفتالي، وزبولون، وشَمعون، وروبين، ويساخا، ولاوى، ودان، وياشير. فَلم يذكر فيهم أَشَدَّ. (وأَبو {الأَشَدِّ: من الأَبطالِ وآخَرُ حَدِّثٌ، أَو هُوَ بالسّين) ، هاكذا فِي النُّسح. فِي بَعْضهَا: وسِنَانُ بن خَالِد الأَشَدّ، من الأَبطال. وأَبو الأَشدّ السلَميّ: مُحَدِّث، أَو هُوَ بِالسِّين، وهاذا هُوَ الصَّوَاب، فإِن الفارسَ البطلَ هُوَ سِنان بن خالدٍ، يُعْرَف بالأَشدِّ، لَا بأَبي الأَشدِّ، والمحدّثُ هُوَ أَبو الأَشدّ، يُقَال بالشين وبالسين، وعَلى رِوَايَة الْمُهْملَة فبسكونها، وَهُوَ الَّذِي وَقع فِي الْمسند، وعَلى رِوَايَة الْمُعْجَمَة وَهُوَ الرَّاجِح فبتشديد الدَّال، وَهُوَ شيخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ، فتأمّل.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَال (حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ) أَي استَعَنْتَ بِمن يَقُوم بأَمر 2، ويُعْنَى بحاجَتِكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال (حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشدِّ) أَي حِين لم أقْدِر على الرِّفْق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة.
وَمن أمثالهم فِي الرجل يُحْرِز بعضَ حَاجته ويَعْجِزُ عَن تَمامهَا: (بَقِيَ أَشَدُّه) قَالَ طالِب: يُقَال إِنه كَانَ فِيمَا يُحْكَى عَن البهائِمِ أَنَّ هِرًّا كَانَ قد أَفنَى الجُرْذانَ، فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بِحِيلة لهاذا الهِرِّ، فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل فِي رَقبته، فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ، فهرَبْن مِنْهُ فجِئن بجُلجُلٍ،} وشَدَدْنه فِي خَيْطٍ، ثمَّ قُلْن: مَن يُعَلِّقه فِي عُنُقِه؟ فَقَالَ بعضُهن: (بَقِيَ أَشَدُّه) . وَقد قيل فِي ذَلِك:
أَلَا امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ
وَيُقَال للرَّجل إِذا كُلِّف عَمَلاً: (مَا أَمْلِك شَدًّا وَلَا إِرْخَاءً) أَي لَا أَقْدِرُ على شيْءٍ، وَقَالَ أَبو زيد: أَصابَتْنِي! شُدَّى. على فُعْلَى، أَي شِدَّةٌ.
ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَة: قَوِيُّها ذَكِيُّهَا. وَرجل شَدِيدُ العَيْنِ: لَا يغْلِبه النَّوم، وَقد يُستعار ذالك فِي النّاقَة قَالَ الشّاعر:
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ
شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرائِرِ
وَقَوله تَعَالَى: { {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (يُونُس: 88) أَي اطْبَع على قُلُوبهم.
} والشِّدَّةُ: المَجَاعَةُ. والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ. والشِّدَّة: صُعوبَةُ الزَّمنِ، وَقد اشْتَدَّ عَلَيْهِم. والشِّدَّة والشَّدِيدَة: من مكارِهِ الدَّهْر وَجَمعهَا، شدائِدُ، فإِذا كَانَ جمْع شَدِيدَة فَهُوَ على الْقيَاس، وإِذا كَانَ جمّع شِدَّة، فَهُوَ نَادِر.
{وشِدَّةُ العَيْش: شَظَفُه.
وَفِي الْمثل: (رُبَّ شَدَ فِي الكُرْز) وذالك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً لَهُ، فَرَمَت بِسَخْلَتا، فأَلْقاهَا فِي كُرْزٍ بَين يَدَيْه، وَهُوَ الجُوَالِق، فَقَالَ لَهُ إِنسان: لِمَ تَحْمِلُه؟ مَا تَصنَع بِهِ؟ فَقَالَ: (رُبَّ} شَدّ فِي الكُرْزِ) يَقُول هُوَ سَرِيعُ {الشَّدِّ كَأُمِّه، يُضرَب للرجلِ يُحْتقَر عنْدك، وَله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت.
قَالَ سيبويْه: وَقَالُوا:} شَدَّ مَا أنَّك ذاهِبٌ، كقولِك: حَقًّا أَنَّك ذاهِبٌ، قَالَ. وإِن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ، كَمَا تَقول: نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ. وَقَالَ أَبو زيد: خِفْت {شُدَّى فُلانٍ، أَي} شِدَّتَه، وأَنشد:
فإِنّى لَا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى
وَلَو كانتْ أَشَدَّ من الحَدِيدِ
{والأَشَدُّ: لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَار بن فَقْعَسٍ الأَسديّ، جاهليّ.
وَفِي حَدِيث قِيام شهرِ رمضانَ: (أَحيا اللَّيْلَ} وشَدَّ الْمِئزَر) ، هُوَ كِنايةٌ عَن اجتنابِ النِّساءِ، أَو عَن الجِدّ والاجتهادِ فِي العَمَل، أَو عَنْهُمَا مَعًا. {وتَشدَّدت القَيْنَة، إِذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ، وَمِنْه قَول طرفَة:
إِذا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرتْ لَنا
عَلَى رِسْلِهَا مَطْروقَةً لم} تَشَدَّدِ وَبَنُو {شَدَّادِ وَبَنُو} الأَشدِّ: بَطْنانِ.
! والأَشِدَّاءُ: بَطنٌ من آلِ عليّ بن أَبي طالبٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شدد: {أشده}: منتهى شبابه، واحدها شد وشِد وشِدة، وقيل: واحد لا جمع له.

نكر

(نكر) الشَّيْء غَيره بِحَيْثُ لَا يعرف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ نكروا لَهَا عرشها} وَالِاسْم (عِنْد النُّحَاة) جعله نكرَة

نكر

1 نَكِرَهُ: see 4, in several places.

A2: نَكُرَ, inf. n. نَكَارَةٌ, [He was, or became, ignorant: or perhaps only the inf. n. of the verb in this sense is used: see نَكَارَةٌ, below. b2: And, contr., He possessed cunning; meaning both intelligence with craft and forecast; and simply intelligence, or skill and knowledge: or perhaps only the inf. n. of the verb in this sense is used: see نَكْرٌ. b3: ] It (a thing, or an affair,) was, or became, مُنْكَر [app. here meaning disapproved; or bad, evil, abominable, or foul; or disallowed]. (A.) b4: Also, (S, K,) inf. n. نَكَارَةٌ, (TK,) or نُكْرَةٌ, (TA,) It (a thing, or an affair,) was, or became, difficult, hard, arduous, or severe. (S, K. *) 2 نكّرهُ, (inf. n. تَنْكِيرٌ, Msb,) He changed, or altered, him or it, (S, A, Msb, TA,) to an unknown state, (S, TA,) so as not to be known; (TA;) [he disguised him or it.] It is said in the Kur, [xxvii. 41,] نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا Alter ye her throne so that it may not be known to her. (TA.) See also 4, last signification but one. b2: [In grammar, He made it (a noun) indeterminate.]3 ناكرهُ, (S, TA,) inf. n. مُنَاكَرَةٌ, (A, K,) He strove, or endeavoured, to outwit, deceive, beguile, or circumvent, him; or he practised with him mutual deceit, guile, or circumvention; syn. خَادَعَهُ and دَاهَاهُ: the inf. n. is also explained by مُرَاوَغَةٌ as well as مُخَادَعَةٌ [both of which signify the same]. (TA.) b2: Hence, (TA,) He contended with him in fight; (S, K;) and in war, or hostility. (A, K.) It is said of Mohammad, by Aboo-Sufyán (S, TA) Ibn-Harb, (TA,) لَمْ يُنَاكِرْ أَحَدًا إِلَّا كَانَتْ مَعَهُ الأَهْوَالُ, (S, TA,) meaning, He did not war with any one without being aided by terror [cast into the hearts of his opponents]. (TA.) And one says, بَيْنَهُمَا مُنَاكَرَةٌ Between them two is war, or hostility, (A, TA, *) and fighting. (TA.) 4 انكرهُ, (S, A, Msb, K, &c.,) inf. n. إِنْكَارٌ; (Msb, &c.;) and ↓ نَكِرَهُ, (S, A, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (L,) or it does not admit the variations of tense like other verbs, (IKtt, Msb,) it is not used in the future tense, nor in commanding nor in forbidding, (Lth,) inf. n. نَكَرٌ (K) and نُكْرٌ and نُكُورٌ (S, K) and نَكِيرٌ; (K;) and ↓ استنكرهُ; (S, M, A, K;) and ↓ تناكرهُ; (M, K;) signify the same; (S, A, Msb, K, &c.;) i. e., He ignored, was ignorant of, did not know, failed to know, or [rather] was unacquainted with, it (i. e. a thing, or an affair, IKtt, K) or him (a man, S); syn. جَهِلَهُ; (Kr, K;) or contr. of عَرَفَهُ: (S, * IKtt, Msb:) [see also نَكَارَةٌ:] some, however, say, the نَكِرَ has a more intensive signification than أَنْكَرَ: and some, that نَكِرَ has for its objective complement an object of the mind; and أَنْكَرَ, an object of the sight: (A, TA:) or [the converse is the case;] نَكِرَ has for its objective complement an object of the sight; and أَنْكَرَ, an object of the mind: (Kull, p. 81:) [but both forms seem to have been generally used indiscriminately.] ElAashà says, وَأَنْكَرَتْنِى وَمَا كَانَ الَّذِى نَكِرَتْ مِنَ الحَوَادِثِ إِلَّا الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا [And she did not know me; and the accidents which she did not know were none others than hoariness, and baldness of the fore part of the head]. (S, TA.) And it is said in the Kur, [xi. 73,] وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةٌ ↓ نَكِرَهُمْ [He knew not what they were, and conceived a fear, or a kind of fear, of them]: (TA:) نَكِرَهُمْ here signifies أَنْكَرَهُمْ: (Jel:) or it means أَنْكَرَ ذٰلِكَ مِنْهُمْ [q. v. infra]. (Bd.) b2: أَنْكَرَهُ also signifies He denied, or disacknowledged, it; (L, art. جحد; [and this signification, as well as the first, may be meant to be indicated by those who say that أَنْكَرَهُ signifies the contr. of عَرفَهُ;]) [and so ↓ نَكِرَهُ; for] إِنْكَارٌ signifies i. q. جُحُودٌ, (S, TA,) and so نُكْرَانٌ [which is an inf. n. of نَكِرَهُ]. (TA.) [In this sense it is doubly trans.:] you say, أَنْكَرْتُهُ حَقَّهُ, meaning, I denied, or disacknowledged, to him his right. (Msb.) The cause of إِنْكَار with the tongue is إِنْكَار with the mind, but sometimes the tongue denies, or disacknowledges, (يُنْكِرُ,) a thing when the image thereof is present in the mind; and this is lying; as is the case in the following passage of the Kur, [xvi. 85,] يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّٰهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [They confess, or acknowledge, the favour of God; then they deny, or disacknowledge, it]. (B.) See also نَكِيرٌ.

A2: Also, He deemed it strange, extraordinary, or improbable. (MF, voce عَجَبٌ.] b2: [Also He denied, or negatived, it. b3: He disbelieved it. b4: and He disapproved it; he disliked it; he deemed it, or declared it to be, bad, evil, abominable, or foul; he disallowed it: so accord. to explanations of the pass. part. n., q. v. infra; and accord. to common usage of classical and of modern times.] It is said of Abraham, when the angels came to him, and he saw that their hands did not touch the meat which be had brought to them, نَكِرَهُمْ, meaning, أَنْكَرَ ذٰلِكَ مِنْهُمْ [He deemed that conduct of their's evil, or disapproved it: or, perhaps, he did not know what that conduct of their's was, or what it indicated]: ↓ نَكِرَ and أَنْكَرَ and ↓ استنكر [of which last see an ex. voce تَهِمَ] signify the same. (Bd, xi. 73.) And you say, أَنْكَرْتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ, meaning, I blamed, or found fault with, his deed, and forbade it; I disapproved and disallowed his deed. (Msb:) [and I manifested, or showed, or declared, disapproval, or disallowance, of his deed: and in like manner, أَنْكَرْتُ عَليْهِ, elliptically; فِعْلَهُ, (his deed,) or قَوْلَهُ, (his saying;) or the like, being understood; like عَيَّرَ عَلَيْهِ for عَيَّرَ عَلَيْهِ فِعْلَهُ or the like: see نَكِيرٌ.] b5: إِنْكَارٌ also signifies The changing [a thing; like تَنْكِيرٌ]: (T, Msb, TA:) or the changing what isمُنْكَر [here app. meaning disapproved: see نَكِيرٌ, which is syn. with it, but is a simple subst.]. (S, TA.) b6: مَا أَنْكَرَهُ How great it his cunning! meaning both his intelligence, and craft, and forecast; and simply, his intelligence, or skill and knowledge. (TA.) And مَا كَانَ أَنْكَرَهُ How great was his cunning, &c. (TA.) 5 تنكّر He, or it, changed, or altered, himself, or itself; or became changed, or altered; (S, A, Msb, TA;) to an unknown state: (S, TA:) [he assumed an unknown appearance: he disguised himself; or became disguised:] he became changed or altered in countenance by anger so that he who saw him did not know him: (Har, p. 144:) or تَنَكُّرٌ signifies the changing, or altering oneself, or itself; or becoming changed, or altered; from a state which pleases one to a state which one dislikes. (T, K.) b2: إِيَّاكَ وَالتَّنَكُّرَ Avoid thou evil disposition. (Mgh.) b3: تَنَكَّرَ لِى

فُلاَنٌ Such a one [became changed, or altered, in countenance to me by anger so that I did not know him; or] met me in a morose manner (A, TA.) [In art. شنف in the K, تَنَكَّرَهُ occurs.]6 تناكرهُ: see 4, first signification. b2: تناكر He feigned ignorance. (S, A, K.) b3: تناكروا They acted with mutual hostility. (TS, A, K.) 10 اشتنكرهُ: see 4, first signification, and also in the latter part. b2: اِسْتِنْكَارٌ also signifies The inquiring respecting, or seeking to understand, a thing, or an affair, which one disapproves; (K, TA;) when one disapproves confirming, or establishing, the opinion expressed by an inquirer, or disapproves that his opinion should be contrary to what he has expressed. (TA.) نَكْرٌ: see نُكْرٌ.

A2: See also نَكِرٌ.

نُكْرٌ (S, K) and ↓ نَكْرٌ [but the former is the more common] and ↓ نَكَارَةٌ (S, A, K) and ↓ نَكْرَآءُ (A, K) Cunning; meaning both intelligence mixed with croft and forecast; and [simply] intelligence, or sagacity, or skill and knowledge; syn. دَهَآءٌ; (S, A, K;) and فِطْنَةٌ. (A, K.) See also نَكُرَ.

You say of a man who is intelligent and evil, or cunning, مَا أَشَدَّ نُكْرَهُ, and ↓ نَكْرَهُ [How great is his cunning, &c.!] (S.) And فَعَلَهُ مِنْ نُكْرِهِ, and ↓ نَكَارَتِهِ, He did it of his cunning, &c. (TA.) And it is said in a trad. of Mo'áwiyeh, إِنِّى لَأَكْرَهُ النَّكَارَةَ فِى الرَّجُلِ Verily I hate cunning (الدَّهَآءَ) in the man. (TA.) A2: نُكْرٌ, as an epithet, applied to a thing, or an affair, Difficult, hard, arduous, or severe; as also ↓ نُكُرٌ (M, A, K) and ↓ نَكِيرٌ: (TA:) and i. q. مُنْكَرٌ, q. v. (S, A, K.) نَكَرٌ [app. Difficulty, hardness, arduousness, or severity;] a subst. from نَكُرَ, in the sense of صَعُبَ [It was difficult, &c.]. (IKtt, TA.) نَكُرٌ: see نَكِرٌ, in two places.

نَكِرٌ and ↓ نَكُرٌ (S, K) and ↓ نُكُرٌ and ↓ مُنْكَرٌ, (K,) epithets applied to a man, Possessing cunning; or intelligence mixed with cunning and forecast; (S, K;) and [simply] intelligent, or skilful and knowing: (K:) and so, applied to a woman, ↓ نُكُرٌ (K) and ↓ نَكْرٌ (L, TA [but this is probably a mistake for ↓ نُكُرٌ]) and ↓ نَكْرَآءُ, but أَنْكَرُ is not applied to a man in this sense, (Az, TA,) nor is مُنْكَرَةٌ to a woman: (TA:) pl. of the first and second (S, K,) and third, (K,) أَنْكَارٌ: (S, K:) and of the last, مَنَاكِيرُ: (Sb, S, K:) or, applied to men, مُنْكَرُونَ; and to other things, مَنَاكِيرُ [which is irreg.]. (Az, TA.) b2: Also, نَكِرٌ and ↓ نَكُرٌ One who disapproves what is bad, evil, abominable, or foul; expl. by أَلَّذِى يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ: pl. as above. (S.) نُكُرٌ: see نُكْرٌ, and مُنْكَرٌ.

A2: See also نَكِرٌ, in two places.

نَكَرَةٌ a subst. from إِنْكَارٌ, (K,) with which it is syn., [app. signifying (like نَكِرَةٌ) Ignorance: or denial: or disapproval, or the like]. (TK,) like نَفَقَةٌ from إِنْفَاقٌ. (K.) It is said, in a certain trad, كُنْتَ لِى أَشَدَّ نَكَرَةً, (TA,) i. e. إِنْكَارًا, (TK,) [Thou wast to me most ignorant. &c.]

نَكِرَةٌ Ignorance, &c., (إِنْكَار,) of a thing; (TA;) contr. of مَعْرِفَةٌ; (S, K;) and so ↓ نَكَارَةٌ; syn. جَهَالَةٌ; as in the phrase فِيهِ نَكَارَةٌ [In him is ignorance]. (A.) See also نَكَرَةٌ. b2: [As contr. of مَعْرِفَةٌ, it is also, in grammar, an epithet applied to a noun, signifying Indeterminate, or indefinite.]

نَكْرَآءُ: see مُنْكَرٌ. b2: A calamity: (K:) rigour, or severity, of fortune; (A, TA;) as also [its dim.] نُكَيْرَآء. (TA.) A2: See also نُكْرٌ.

A3: and see نَكِرٌ.

نَكِيرٌ i. q. إِنْكَارٌ [in the sense of Denial]. (K.) It is said in the Kur, xlii. 46. فَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ

And there shall be for you no [power of] denial of your sins. (Bd, Jel.) And one says, شُتِمَ فُلَانٌ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ نَكِيرٌ [Such a one was reviled and he had no denial to make]. (A.) b2: [Also, i. q. إِنْكَارٌ in the sense of Disapproval, or the like: and manifestation thereof. See what here follows.]

b3: Also, i. q. إِنْكَارٌ in the sense of The changing [a thing]: (T, Msb, TA:) or the changing what is مُنْكَر [here app. meaning disapproved]: (S, TA:) a simple subst. (T, TA.) The words of the Kur, [xxii. 43 and lxvii. 18,] فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ are explained as signifying And how was my changing [of their condition]! (TA:) or the meaning is, and how was my manifestation of disapproval of their conduct, (إِنْكَارِى عَلَيْهِمْ,) by changing favour into trial, and life into destruction, and a flourishing condition into a state of ruin! (Bd, xxii. 43.) In [some of] the copies of the K, it is said that نَكِيرَةٌ [but in a MS. copy I find نَكِيرٌ and so in the CK] is a subst. from تَنَكُّرٌ as signifying the changing, or altering, oneself, or itself; or becoming changed, or altered; from a state which please one to a state which one dislikes: but a different statement is found in the T: [see above.] and نكيرة is not mentioned by any authority. (TA.) A2: A strong fortress. (Sgh, K.) See نُكْرٌ.

A3: See also مُنْكَرٌ.

نَكَارَةٌ: see نَكِرَةٌ.

A2: See also نُكْرٌ.

أَنْكَرُ Worse, and worst; more, and most, evil, abominable, or foul. So it is explained as occurring in the Kur. [xxxi. 18,] إِنّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ [Verily the most abominable of voices is the voice of asses]. (TA.) b2: See also نَكِرٌ: and the fem., نَكْرَآءُ, see above.

مُنْكَرٌ contr. of مَعْرُوفٌ: (K:) [an explanation including several significations, here following.]

b2: [Ignored, or unknown; as also ↓ مَنْكُورٌ, for مَنْكُورٌ is syn. with مَجْهُولٌ [the pass. part. n. of the verb by which أَنْكَرَهُ is explained by Kr and in the K]; (TA;) and ↓ مُسْتَنْكَرٌ signifies the same. (L.) For the pls. of مُنْكَرٌ, see نَكِرٌ. b3: [Denied, or disacknowledged. (See the verb.) b4: Deemed strange, extraordinary, or improbable, (See again the verb.)] b5: Any action disapproved, or disallowed, by sound intellects; or deemed, or declared, thereby, to be bad, evil, hateful, abominable, foul, unseemly, ugly, or hideous; or pronounced to be so by the law because the mind deliberates respecting the regarding it as such: and thus it is used in the Kur, ix. 113 [and other places]: (B, TA:) or anything pronounced to be bad, evil, hateful, abominable, or foul, and forbidden, and disapproved, disliked, or hated, by the law: (TA:) a saying, or an action, unapproved, not approved, unaccepted, or not accepted, by God: (KT:) unbecoming, indecent, or indecorous. (KL.) See مَعْرُوفٌ, voce عُرْفٌ. مُنْكَرٌ and ↓ نُكْرٌ and ↓ نُكُرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ نَكْرَآءُ (S, Msb K) are all syn., (S, A, Msb, K,) [and are used as epithets in which the quality of a subst. predominates,] signifying a bad, an evil, a hateful, an abominable, a foul, an unseemly, an ugly, or a hideous, [and a formidable,] thing or affair [or action or saying or quality, &c.]: (Msb:) [in this sense, its pl. is مُنْكَرَاتٌ and مَنَاكِيرُ; as will be seen below:] ↓ نُكْرٌ is contr. of عُرْفٌ [which is syn. with مَعْرُوفٌ]. (TA.) You say فِيهِمُ الْمَعْرُوفُ وَالْمُنْكَرُ, and العُرْفُ والنُّكْرُ, [In them are good and evil qualities.] And هُمْ يَرْكَبُونَ الْمُنْكَرَاتِ, and المَنَاكِيرَ, [They commit bad, evil, abominable, or foul, actions.] (A.) And it is said in the Kur, [xviii. 73,] لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا [Verily thou hast done a bad, an evil, an abominable, or a foul, thing]. (S.) A2: The name of one of two angels, the other of whom is named نَكِيرٌ; (S;) who are the two triers of [the dead in] the graves. (ISd, K.) A3: See also نَكِرٌ.

مَنْكُورٌ: see مُنْكَرٌ, first signification. The pl. is مَنَاكِيرُ, [which is also a pl. of مُنْكَرٌ,] accord. to Sb, who mentions it because, accord. to rule, the pl. of a sing. of this class is formed by the addition of و and ن for the masc., and ا and ت for the fem. (Abu-l-Hasan, TA.) خَرَجَ مُتَنَكِّرًّا He went forth disguised; or changed in outward appearance, or state of apparel. (TA.) مُسْتَنْكَرٌ: see مُنْكَرٌ, first signification.

طَرِيقٌ يَنْكُورٌ A road, or way, in a wrong direction. (S, K.)
(ن ك ر) : (التَّنَكُّرُ) أَنْ يَتَغَيَّرَ الشَّيْءُ عَنْ حَالِهِ حَتَّى يُنْكَرَ وَقَوْلُهُ (وَإِيَّاكَ وَالتَّنَكُّرَ) يَعْنِي سُوءَ الْخُلُقِ.
نكر: {نكرا}: منكرا. {نكيري}: إنكاري. {نكرهم}: أنكرهم. {أنكر الأصوات}: أقبحها. 
(نكر)
فلَان نكرا ونكرا ونكارة فطن وجاد رَأْيه فَهُوَ وَهِي نكر (ج) أنكار وعَلى فلَان فعل بِهِ مَا يروعه فَهُوَ ناكر وَالشَّيْء جَهله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نكرهم}

(نكر) الْأَمر نَكَارَة صَعب وَاشْتَدَّ وَصَارَ مُنْكرا
ن ك ر : أَنْكَرْتُهُ إنْكَارًا خِلَافُ عَرَفْتُهُ وَنَكَرْتُهُ مِثَالُ تَعِبْتُ كَذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَتَصَرَّفُ وَالنَّكِيرُ الْإِنْكَارُ أَيْضًا وَالنَّكْرَاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ بِمَعْنَى الْمُنْكَرِ وَالنُّكْرُ مِثْلُ قُفْلٍ مِثْلُهُ وَهُوَ الْأَمْرُ الْقَبِيحُ وَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ إنْكَارًا إذَا عِبْتَهُ وَنَهَيْتَهُ.

وَأَنْكَرْتُ حَقَّهُ جَحَدْتُهُ وَنَكَّرْتُهُ تَنْكِيرًا فَتَنَكَّرَ مِثْلُ غَيَّرْتُهُ تَغْيِيرًا فَتَغَيَّرَ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
ن ك ر: (النَّكِرَةُ) ضِدُّ الْمَعْرِفَةِ وَقَدْ (نَكِرَهُ) بِالْكَسْرِ (نُكْرًا) وَ (نُكُورًا) بِضَمِّ النُّونِ فِيهِمَا. وَ (أَنْكَرَهُ) وَ (اسْتَنْكَرَهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (نَكَّرَهُ) (فَتَنَكَّرَ) أَيْ غَيَّرَهُ فَتَغَيَّرَ إِلَى مَجْهُولٍ. وَ (الْمُنْكَرُ) وَاحِدُ (الْمَنَاكِيرِ) وَ (النَّكِيرُ) وَ (الْإِنْكَارُ) تَغْيِيرُ الْمُنْكَرِ. وَ (مُنْكَرٌ) وَ (نَكِيرٌ) اسْمَا مَلَكَيْنِ. وَ (النُّكْرُ) الْمُنْكَرُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف: 74] وَقَدْ يُحَرَّكُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ. وَ (الْإِنْكَارُ) الْجُحُودُ. 
نكر
النُكْرُ: الدَّهَاءُ، والجَميعُ الأنكارُ، وكذلك النَّكَارَة والنَّكْرُ. وما أشَدَّ نُكْرَه. ونَكُرَ يَنْكُرُ نَكَارَةً. وامْرَأةٌ نُكْر. ورَجُل مُنْكَرٌ وقَوْمٌ مُنْكَرُوْنَ ومَنَاكِيْرُ.
ونَظَروا بأوْجُهٍ أنْكَارٍ، واحِدُها نُكْرٌ.
والنُّكْرُ: المُنْكَرُ نَفْسُه.
والنَّكِرَةُ: إنْكارُكَ الشَّيْءَ، وهو نَقِيْضُ المَعْرِفَةِ، أنْكَرْتُه أُنْكِرُه إنْكاراً، ونَكِرْتُه: لُغَةٌ فيه.
والاسْتِنكارُ: اسْتِفْهامُكَ أمْراً تُنْكِرُه.
ويُقال: نَكِرَ نِكْراً - بالقَلْب -، وأنْكَرَ إنْكاراً - بالعَيْن. والتَّنكُرُ: التَّغَيُّرُ عن حالٍ تَسُركَ إلى حالٍ تَكْرَهُها.
والنَّكِيْرُ: اسْمُ الإِنْكارِ. ومُنْكَرٌ ونَكِيْرٌ: اسْمُ مَلَكَيْن. وحِصْنٌ نَكِيْر: أي حَصِيْنٌ.
وناكَرَه مُنَاكَرَةً: أي حارَبَه.
والنَّكِرَةُ: اسْمٌ لِمَا خَرَجَ من الحُوَلاء والخُرّاج من قَيْح أو دَم. واسْتَمْشى فلانٌ نَكْرَاءَ - بالمَدِّ -: أي لَوْناً ممّا يُسْهِلُه عند شُرْب الدَّواء.
[نكر] النُكِرة: ضد المعرفة. وقد نَكِرْتُ الرجلَ بالكسر نُكْراً ونُكوراً، وأَنْكَرْتُهُ واسْتَنْكَرْتُهُ، بمعنًى. قال الأعشى: وأنكرتني وما كان التى نكرت * من الحوادث إلا الشيبَ والصَلَعا - وقد نَكَّرَهُ فتَنَكَّرَ، أي غيَّره فتغيَّر إلى مجهول. والمُنْكَرُ: واحد المَناكِرِ. والنَكيرُ والإنْكارُ: تغيير المُنْكَرِ. ومنكر ونكير: اسما ملكين. ورجل نَكِرٌ ونَكَرٌ ، أي داهٍ مُنْكَرٌ. وكذلك الذي يُنْكِرُ المُنْكَرَ. وجمعها أنكار، مثل عضد وأعضاد، وكبد وأكباد. والنكر: المنكر. قال الله تعالى:

(لقد جئتَ شيئاً نكرا) *. وقد يحرك، مثل عسر وعسر. قال الشاعر :

وكانوا أتونى بشئ نكر * والنكراء مثله. والنَكارَةُ: الدهاءُ، وكذلك النُكْرُ بالضم. يقال للرجل إذا كان فطناً مُنْكَراً: ما أشدَّ نُكْرَهُ ونَكَرَهُ أيضاً بالفتح. وقد نَكُرَ الأمر بالضم، أي صَعُبَ واشتدَّ. والانكار: الجحود. وناكره، أي قاتله. قال أبو سفيان: " إنَّ محمداً لم يُناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال ". والتَناكُرُ: التجاهلُ. وطريقٌ ينكور: على غير قصد.
نكر
الإِنْكَارُ: ضِدُّ العِرْفَانِ. يقال: أَنْكَرْتُ كذا، ونَكَرْتُ، وأصلُه أن يَرِدَ على القَلْبِ ما لا يتصوَّره، وذلك ضَرْبٌ من الجَهْلِ. قال تعالى: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ
[هود/ 70] ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
[يوسف/ 58] وقد يُستعمَلُ ذلك فيما يُنْكَرُ باللّسانِ، وسَبَبُ الإِنْكَارِ باللّسانِ هو الإِنْكَارُ بالقلبِ لكن ربّما يُنْكِرُ اللّسانُ الشيءَ وصورتُه في القلب حاصلةٌ، ويكون في ذلك كاذباً. وعلى ذلك قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها
[النحل/ 83] ، فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
[المؤمنون/ 69] ، أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
[غافر/ 81] والمُنْكَرُ: كلُّ فِعْلٍ تحكُم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِهِ، أو تتوقَّفُ في استقباحِهِ واستحسانه العقولُ، فتحكم بقبحه الشّريعة، وإلى ذلك قصد بقوله: الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة/ 112] ، كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ [المائدة/ 79] ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران/ 104] ، وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ [العنكبوت/ 29] وتَنْكِيرُ الشَّيْءِ من حيثُ المعنى جعْلُه بحيث لا يُعْرَفُ. قال تعالى: نَكِّرُوا لَها عَرْشَها
[النمل/ 41] وتعريفُه جعْلُه بحيث يُعْرَفُ. واستعمال ذلك في عبارة النحويِّين هو أن يُجْعَلَ الاسم على صِيغَةٍ مخصوصةٍ، ونَكَرْتُ على فُلَانٍ وأَنْكَرْتُ: إذا فَعَلْتُ به فِعْلًا يَرْدَعُهُ. قال تعالى:
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ
[الملك/ 18] أي:
إِنْكَارِي. والنُّكْرُ: الدّهاءُ والأمْرُ الصَّعْبُ الذي لا يُعْرَفُ، وقد نَكَرَ نَكَارَةً ، قال تعالى: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ
[القمر/ 6] . وفي الحديث: «إِذَا وُضِعَ المَيِّتُ فِي القَبْرِ أَتَاهُ مَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ» ، واستُعِيرَتِ المُنَاكَرَةُ للمُحَارَبَةِ.
[نكر] نه: فيه: إن محمدًا "لم يناكر" أحدًا قط إلا كانت معه الأهوال، أي لم يحارب، لأن كلًا من المتحاربين يناكر الآخر أي يداهيه ويخادعه، والأهوال: المخاوف والشدائد، وهو كقوله: نصرت بالرعب. ومنه ح أبي وائل في أبي موسى: ما كان "أنكره"، أي أدهاه، من النكر- بالضم- وهو الدهاء والأمر المنكر، ويقال للرجل الفطن: ما أشد نكره- بالضم والفتح. وح: إني لأكره "النكارة" في الرجل، أي الدهاء. وفيه: كنت لي أشد "نكرة"، هو بالحركة اسم من الإنكار كالنفقة من الإنفاق، والمنكر ضد المعروف، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه وأنكره فهو منكر، ونكره فهو منكور، واستنكره، والنكير: الإنكار وهو الجحود، ومنكر ونكير: اسما ملكين. ك: لأنهما خلقًا بديعًا لا أنس فيهما للناظر أسودان أزرقان، ونكير بمعنى منكر- بفتح كاف، لأن الميت لم يعرفهما ولم ير صورة مثل صورتهما، وذكر أن اسم السائلين للمطيع بشير ومبشر. ط: النكير من نكر- بالكسر، وصور بالصورة القبيحة ليخاف الكافر ويتحير في الجواب وليمتحن المؤمنون، ومن خاف الله في الدنيا لم يخف في القبر. ك: قد "أنكرت" بصري، أراد به ضعف بصره أو عماه، وأنا أصلي لقومي أي أكون إمامًا لهم. وح: لما حدثني الحكم "لم أنكره" من ح عبد الملك، أي ما أنكرت على الحكم من جهة أنه مدلس لأنه تقوى برواية عبد الملك. وقالت عائشة: "أنكرت" ذلك، أي قول فاطمة في سكنى المعتدة وعدم وجوبه. ن: واي قلب "أنكرها": ردها. و"شيئًا "نكرا"" قرئ بسكون كاف وضمها أي منكرًا. وإني "أنكرته"، أي استغربت في قلبي أن يكون مني لا أنه نفاه عن نفسه. وحتى "تنكرت" لي الأرض، أي توحشت على أي تغير كل شيء حتى الأرض فما هي بأرض أعرفها كأنها أرض لم أعرفها لتوحشها. ط: حتى تتغير أو "تتنكر"- مر في فجهزت من ج. غ: "نكرهم": أنكرهم واستنكرهم. و"أن "أنكر" الأصوات" أقبحها. و"فكيف كان "نكير"" أي إنكاري، و"وما لكم من "نكير"" أي لا تقدرون أن تنكروا ذنوبكم، ش: وأسمى به بعد "النكرة"، وروى: واشهد به، أي أعرف به ما تنكر أي تغير وصار مجهولًا من قواعد الدين الحنفية وأركانها.

نكر


نَكِرَ(n. ac. نُكْر
نَكَر
نَكِيْر
نُكُوْر)
a. Was ignorant of.
b. Misunderstood, mistook; misjudged.
c. Disapproved; repudiated, rejected; condemned;
disacknowledged, negatived, disavowed, ignored;
disbelieved.
d.(n. ac. نَكِيْر), Changed.
نَكُرَ(n. ac. نَكَاْرَة)
a. Was arduous.
b. Was ignorant.
c. Was astute.

نَكَّرَa. Disguised; disfigured.
b. Left vague, undefined, indeterminate.

نَاْكَرَa. Strove, fought with; disputed with.

أَنْكَرَa. see 1 (a) (b), (c).
d. [acc. & 'Ala], Disliked, objected to ... in; blamed for;
mistrusted in.
e. ['Ala], Displeased.
تَنَكَّرَa. Became unrecognizable; disguised himself.
b. [La], Showed antipathy to.
تَنَاْكَرَa. see I (a)b. Behaved as strangers.
c. Feigned ignorance.
d. see III
إِسْتَنْكَرَa. see I (a)b. Asked of.
c. Disapproved.

نَكْرa. see 2 (a) (b) &
نَكِر
نِكْرa. Acuteness; astuteness; guile.
b. Forecast, foresight.

نُكْرa. see 2 (a) c. Painful, disagreeable.
d. Unknown.

نَكَرa. Hardness, arduousness.

نَكَرَةa. Denial; negation.
b. Refusal; rejection.
c. Disapprobation, disapproval.
d. Ignorance.

نَكِر
(pl.
أَنْكَاْر)
a. Acute, crafty; astute.

نَكِرَةa. Indefinite, indeterminate.
b. see 4t (d)c. Misfortune.
d. Blood; discharge, flux, isue.

نَكُرa. see 5
نُكُرa. see 3 (c)نَكِر
&
نَكْرَآءُ
(e).
أَنْكَرُa. Worse; worst.

نَكَاْرَةa. see 2 (a) (b) &
نَكَرَة
(d).
نَكِيْرa. see 4t (a) (b), (c).
d. Impregnable (fortress).
e. Disagreeable, invidious, objectionable.
f. Corrupt, degenerate.
g. One of the angels of death.

نُكْرَاْنa. Denial, disavowal; retraction.
b. Ingratitude.

أَنْكَاْرa. see 5
نَوَاْكِرُa. Hardships.

نَكْرَآءُa. see 2 (a) (b) &
نَكِرd. Misfortune, accident.
e. Evil.

مَنَاْكِيْرُa. Bad actions, abominations.

N. P.
نَكڤرَa. Uncertain, misleading (road).
b. see N. P.
أَنْكَرَ
(a).
N. P.
نَكَّرَa. Indefinite, indeterminate; vague; general.

N. Ag.
أَنْكَرَa. Mistrustful, incredulous.

N. P.
أَنْكَرَa. Unknown; ignored.
b. Denied.
c. Disapproved; forbidden, unlawful; iniquitous.
d. (pl.
مَنَاْكِيْرُ)
see 5e. Strange, improbable.
f. see 25 (g)g. see 42 (e)
N. Ac.
أَنْكَرَa. see 4t
N. Ac.
تَنَكَّرَa. Disguise; incognito.
b. Change into a lower state.

N. P.
إِسْتَنْكَرَa. see N.P.
أَنْكَرَ
(a).
b. Absurd.

مُنْكَرَات
a. Iniquities.

يَنْكُوْر
a. see N. P.
نَكڤرَ
(a).
مُتَنَكِّرًا
a. Disguised, incognito.
نَاكِر الجَمِيْل
a. Ungrateful, thankless.

مَا أَنْكَرَهُ
a. How astute is he!
(ن ك ر)

النكر، والنكراء: الدهاء والفطنة.

وَرجل نكر، ونكر، ونكر، ومنكر، من قوم مَنَاكِير: داه فطن، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

قَالَ ابْن جني: قلت لأبي عَليّ فِي هَذَا وَنَحْوه: أفنقول هَذَا؟؟ لِأَنَّهُ قد جَاءَ عَنْهُم " مفعل " و" مفعال " فِي معنى وَاحِد كثيرا، نَحْو: مُذَكّر ومذكار، ومؤنث ومئناث، ومحمق ومحماق وَغير ذَلِك. فَصَارَ جمع أَحدهمَا كجمع صَاحبه، فَإِذا جمع " محمقاً " فَكَأَنَّهُ جمع " محماقا " وَكَذَلِكَ: مسم ومسام، كَمَا أَن قَوْلهم: درع دلاص، وأدرع دلاص، وناقة هجان، كسر فِيهِ " فعال " على " فعال " من حَيْثُ كَانَ " فعال " و" فعيل " اختين كلتاهما من ذَوَات الثَّلَاثَة، وَفِيه زَائِدَة مُدَّة ثَالِثَة، فَكَمَا كسروا " فعيلا " على " فعال " نَحْو: ظريف وظراف، وشريف وشراف، كَذَلِك: كسروا " فعالا " على " فعال " فَقَالُوا " درع دلاص، وأدرع دلاص وكذل نَظَائِره، فَقَالَ أَبُو عَليّ لست أدفَع ذَلِك وَلَا آباه.

وَامْرَأَة نكرٌ، وَلم يَقُولُوا: مُنكرَة وَلَا غَيرهَا من تِلْكَ اللُّغَات.

والنكر، والنكر: الْأَمر الشَّديد.

والنكرة: خلاف الْمعرفَة.

ونكر الْأَمر نكيرا، وَأنْكرهُ إنكارا، ونكراً: جَهله، عَن كرَاع.

وَالصَّحِيح: أَن الْإِنْكَار. الْمصدر، والنكر: الِاسْم.

واستنكره، وتناكره، كِلَاهُمَا: كنكره، وَمن كَلَام ابْن جني الَّذِي رأى الْأَخْفَش فِي الْمطِي، من أَن المبقاة إِنَّمَا هِيَ الْيَاء الأولى، حسن، لِأَنَّك لَا تتناكر الْيَاء الأولى إِذا كَانَ الْوَزْن قَابلا لَهَا.

وَالْإِنْكَار: الِاسْتِفْهَام عَمَّا يُنكره، وَذَلِكَ إِذا انكرت أَن تثبت رَأْي السَّائِل على مَا ذكر. أَو تنكر أَن يكون رَأْيه على خلاف مَا ذكر، وَذَلِكَ كَقَوْلِه: ضربت زيدا، فَتَقول مُنْكرا لقَوْله: أزيدنيه؟ ومررت بزيد، فَتَقول: أزيدنيه؟ وَجَاءَنِي زيد، فَتَقول: أزيدنيه؟ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: صَارَت هَذِه الزِّيَادَة علما لهَذَا الْمَعْنى كعلم الندبة، قَالَ: وتحركت النُّون، لِأَنَّهَا كَانَت سَاكِنة وَلَا يسكن حرفان.

وَالْمُنكر من الْأَمر: خلاف الْمَعْرُوف.

وَالْجمع: مَنَاكِير، عَن سِيبَوَيْهٍ. قَالَ أَبُو الْحسن وَإِنَّمَا ذكر مثل هَذَا الْجمع، لِأَن حكم مثله أَن يجمع بِالْوَاو وَالنُّون فِي الْمُذكر، وبالألف وَالتَّاء فِي الْمُؤَنَّث.

والنكر، والنكراء، مَمْدُود: الْمُنكر.

والتنكر: التَّغَيُّر.

وَالِاسْم: النكير.

والنكرة: مَا يخرج من الحولاء وَالْخَرَاج من دم أَو قيح كالصديد.

ومنكر، وَنَكِير: فتانا الْقُبُور.

وَابْن نكرَة: رجل من تيم، كَانَ من مدركي الْخَيل السوابق، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَبَنُو نكرَة: بطن من الْعَرَب.

وناكور: اسْم.

تمّ المجلد بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه /// الْكَاف وَالرَّاء وَالْفَاء كَرَف الشَّيْء: شَمَّه.

وكَرَف الْحمار يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفا وكِرَافا، وكَرَّف: شم الروث أَو الْبَوْل أَو غَيرهمَا، ثمَّ رفع رَأسه. وَكَذَلِكَ الْفَحْل إِذا شم طَرُوقَته ثمَّ رفع رَأسه نَحْو السَّمَاء وكشر.

وحمار مِكراف: يكرِفُ الابوال.

والكِرْفة: الدَلْو من جِلد وَاحِد كَمَا هُوَ، أنْشد يَعْقُوب:

أكُلَّ يومٍ لَك ضَيْزَتانِ

على إزاء الحوضِ مِلْهَزانِ

بكِرْفَتين يتواهقان

يتواهقان: يتباريان.

والكِرْفِئ: قِطَع من السَّحَاب متراكبة صغَار واحدتها: كِرْفِئة، قَالَ:

ككِرفئة الغَيْثِ ذَات الصَبي ... ر ترمي السَّحَاب ويُرْمى لَهَا

وتَكَرِفَأ السَّحَاب: تراكب، وَجعله بعض النَّحْوِيين رباعيّا.

والكِرْفئ: قشرة الْبَيْضَة الْعليا الْيَابِسَة.
نكر: وليس نَكِر وإنما نكر التي وردت عند (فوك) و (الكالا).
نكر: أنكر، جحد، أبى، (فوك، بوشر): nier.
نكر: نفي، رفض، أنكر: nier un fait ( بوشر).
نكر أهله: تجاهلهم، تخلى عنهم، تنصل عن أقاربه (بوشر).
نكر: تنصل عما قاله لنا أو فعله الآخر بنا (بوشر).
نكر: عدل عن كلامه، خطأ نفسه، استدرك قوله (الكالا). ينكر النعمة: يكفر بها، أي الكنود (فوك)، نكر الجميل: جاحد (بوشر). وفي محيط المحيط): (والمولدون يقولون ملحه على ذيله أي ناكر الجميل). وهناك ايضا نكر المعروف، أي كفر بالنعمة Payer d'ingratitude ( بوشر).
نكر الحكم: دفع بعدم اختصاص محكمة (بوشر).
نكر: دافع عن نفسه، نفي التهمة عن نفسه، نبرأ (بوشر).
نكر عليه: استهجن، تعاذل desapprouver ( دي سلان، المقدمة 1: 87): لم يكن ذلك من شأن من رافقته من القضاة فنكروه علي. أما في طبعة بولاق، فقد حلت منى محل على (البربرية 1: 416 و2: 435، ألف ليلة 1: 88): وأنا أطلقك تروح ولا أنكر عليك.
نكر: من الغريب أن (فوك) قد ذكر ينكر على بالفتح.
نكر: ستر، دلس (بوشر).
ناكر: رفض (فوك).
ناكره: كذبه، نفى صحة ما قاله (البكري 186: 7): قالت هل لي من ضيف، قال نعم هو ذاك في البيت الكذا، فناكرته فقام إليه فاستخرجه.
ناكره: استهجنه (البربرية 1: 59).
أنكره: لم يتحقق منه (بدرون 88: 5). وهناك أيضا أنكر على عادتها فلما شمتني نفرت عني وأنكرت علي.
أنكره: تبرا من أبيه (على سبيل المثال) (ابن بطوطة 3: 47).
أنكر عليه: أعلن بأنه لم يوجه لفلان بأن يفعل الشيء الفلاني (بوشر).
أنكر أن شك، ارتاب في .. que revoquer en doute ( ابن بطوطة 3: 359): فأنكر الأمير أن يعطي التجار مثل ذاك السرج.
أنكر أمره: (ابن بطوطة 3: 207) في قوله: أنكر الناس أمره.
أنكر على .. منكر: محترز، محاذر mefiant ( هلو).
أنكر: نقد لام، استهجن، أنكر عليه (محيط المحيط، بوشر -وعنه أنكر الشيء على أحد): استهجن، رفض، نبذ مذهبا (دي إنكار ولا نكير: للتعبير عن: دون أن يجد أحد أصغر عيب أو مطعن في .. (دي ساسي كرست 1: 224: 15).
أنكر: بمعنى رفض وكذلك أنكر من (بدرون 285: 4): وما أنكرت من أن يكون الأمر على ما بلغك.
أنكر نفسه: جعل (خادمته) تنكر وجوده في بيته بناء على طلبه حين يكون فيه (ألف ليلة 1: 289: 3 و2: 216).
تنكر: تخفى. تنكر بزي النسوان (بوشر، معجم بدرون، معجم الطرائف).
تنكر: قلق، احتار s'inquieter ( شكوري 187): أراد الطبيب أن يلجأ إلى الفصد فتنكر العليل لذلك وخاف منها.
تنكر: شكا من (دي ساسي كرست: 1: 6): قدم كتاب تيمورلنك يتضمن الإرعاد والإبراق وتنكر قتل رسله.
تنكر: من ول وعلى: انزعجن نكدر (معجم الطرائف، مملوك 1: 1: 210).
تنكر عليه: أغاظه، أحزنه (مملوك 1: 1: 214): تنكر على الملك الظاهر حاله.
تنكر: انظرها في (فوك) في مادة apelativum. تناكر: استهجن (معجم الماوردي).
استنكر: وردت عند (فوك) في مادة negare.
استنكر: جحد، خالف، رفض، لم يتفق مع .. (بوشر).
استنكر: استهجن، استقبح (معجم الطرائف، معجم مسلم، أخبار 142: 7).
استنكر: استغرب، وجد الشيء مخالفا للمألوف (معجم الطرائف).
استنكر: استخفف (معجم الطرائف، فوك).
نكر: انكماش، انقباض، تقصر (اصطلاح طبي) وعند (الكالا) retraction desnegamiento.
نكر: في (البربرية 1: 545: 5): ولما تنقد العرب الاعياص دلهم على نكرته بعض أهل عرفانه، أي الغموض الذي يحيط بميلاده.
نكران: نفى (بوشر، باين سميث 1800) وعند (الكالا): انقباض.
نكران المعروف: نكران الجميل، عقوق (بوشر).
نكير: غير معروف (دي ساسي، دبلوماسية 9: 403: 7): وجلالة خطره وخطر سلفه ليست بنكيرة.
نكير: ملوم، مستحق اللوم blamable ( الماوردي 405: 5).
نكير: جاحد، لا يقر بالجميل (دي ساسي كرست 2: 37):
صرف الزمان وحادث المقدور ... تركا نكير الخطب غير نكير
أي أن الدواهي الدهماء التي بدأت، هذه الأيام، تحدثها صروف الزمن وتصاريف الأقدار جعلت النوازل شيئا يكاد أن لا يذكر أمامها. (ألف ليلة 1: 899): لا ترى بعد هذه الليلة من نكير.
نكير: ابن محروم من الإرث وأبوه ما زال حيا (الكالا).
نكارية: إنكار، نفي (بوشر).
نكار: ملحد، من الخوارج Kharidjite ( البربرية 1: 129): النكارة إحدى طوائف الخوارج (البربرية 1: 644: 3). وهناك أيضا النكارية (معجم الجغرافية).
ناكر والجمع نكار: ملحد، خارجي (معجم الادريسي، البربرية 2: 17: 13).
ناكر: رافض، مرتد، كافر (بوشر). إنكار: نفي (بوشر).
إنكاري: نفي (بوشر).
إنكاري: رفضي (بوشر).
منكر: قوة لم يسمع بها، قوي جدا (للهجوم) (النويري أسبانيا 483): فحملت الفرنج عليهم حملة منكرة.
منكر: مفسد (الادريسي 139: 4): هواؤها وبئ غير موافق منكر لمن دخلها من الطارئين.
منكر: حديث مستندة ضعيف ولا يتفق مع حديث آخر مسنده ضعيف أيضا (دي سلان، المقدمة 2: 483).
منكر: سخيف (فوك).
منكر: بمعنى أن يكون الفعل مما يعرض صاحبه للمؤاخذة واللوم، أو أن يكون محرما ... الخ ولا يجمع على منكرات فحسب، بل على مناكر أيضا (دي ساسي كرست 2: 80، عبد الواحد 128: 6)؛ لذلك ينبغي تعديل منكرات التي وردت عند (فريتاج) وجعلها منكرات.
منكور: سخيف (فوك).

نكر: النُّكْرُ والنَّكْراءُ: الدَّهاءُ والفِطنة. ورجل نَكِرٌ ونَكُرٌ

ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ من قوم مَناكِير: دَاهٍ فَطِنٌ؛ حكاه سيبويه. قال ابن

جني: قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه: أَفتقول إِنّ هذا لأَنه قد جاء عنهم

مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً، نحو مُذْكِرٍ ومِذْكارٍ

ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وغير ذلك، فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه،

فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً، وكذلك مَسَمٌّ ومَسامّ،

كما أَن قولهم دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وناقة هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ

كُسِّرَ فيه فِعالٌ على فِعالٍ من حيث كان فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين،

كلتاهما من ذوات الثلاثة، وفيه زائدة مَدَّة ثالثة، فكما كَسَّرُوا فَعِيلاً

على فِعالٍ نحو ظريف وظراف وشريف وشراف، كذلك كَسَّرُوا فِعالاً على فِعال

فقالوا درع دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ، وكذلك نظائره؟ فقال أَبو عليّ: فلست

أَدفع ذلك ولا آباه. وامرأَة نَكرٌ، ولم يقولوا مُنْكَرَةٌ ولا غيرها من

تلك اللغات. التهذيب: امرأَة نَكْراء ورجل مُنْكرٌ دَاهٍ، ولا يقال

للرجل أَنْكَرُ بهذا المعنى. قال أَبو منصور: ويقال فلان ذو نَكْراءَ إِذا

كان داهِياً عاقلاً. وجماعة المُنْكَرِ من الرجال: مُنْكَرُونَ، ومن غير

ذلك يجمع أَيضاً بالمناكير؛ وقال الأُقيبل القيني:

مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها،

وفي الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ

والإِنْكارُ: الجُحُودُ. والمُناكَرَةُ: المُحارَبَةُ. وناكَرَهُ أَي

قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربين يُناكِرُ الآخر أَي يُداهِيه

ويُخادِعُه. يقال: فلان يُناكِرُ فلاناً. وبينهما مُناكَرَةٌ أَي مُعاداة

وقِتالٌ. وقال أَبو سفيان بن حرب: إِن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً إِلا كانت معه

الأَهوالُ أَي لم يحارب إِلا كان منصوراً بالرُّعْبِ.

وقوله تعالى: أَنْكَرَ الأَصواتِ لَصَوْتُ الحمير؛ قال: أَقبح الأَصوات.

ابن سيده: والنُّكْرُ والنُّكُرُ الأَمر الشديد. الليث: الدَّهاءُ

والنُّكْرُ نعت للأَمر الشديد والرجل الداهي، تقول: فَعَلَه من نُكْرِه

ونَكارَتِه. وفي حديث معاوية، رضي الله عنه: إِني لأَكْرَهُ النَّكارَةَ في

الرجل، يعني الدَّهاءَ. والنَّكارَةُ: الدَّهاء، وكذلك النُّكْرُ، بالضم.

يقال للرجل إِذا كان فَطِناً مُنْكَراً: ما أَشدّ نُكْرَه ونَكْرَه أَيضاً،

بالفتح. وقد نَكُرَ الأَمر، بالضم، أَي صَعُبَ واشتَدَّ. وفي حديث أَبي

وائل وذكر أَبا موسى فقال: ما كان أَنْكَرَه أَي أَدْهاهُ، من النُّكْرِ،

بالضم، وهو الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَرُ.

وفي حديث بعضهم:

(* قوله« وفي حديث بعضهم» عبارة النهاية: وفي حديث عمر

بن عبد العزيز) كنتَ لي أَشَدَّ نَكَرَةٍ؛ النكرة، بالتحريك: الاسم من

الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ من الإِنفاق، قال: والنَّكِرَةُ إِنكارك الشيء،

وهو نقيض المعرفة. والنَّكِرَةُ: خلاف المعرفة. ونَكِرَ الأَمرَ نَكِيراً

وأَنْكَرَه إِنْكاراً ونُكْراً: جهله؛ عن كراع. قال ابن سيده: والصحيح أَن

الإِنكار المصدر والنُّكْر الاسم. ويقال: أَنْكَرْتُ الشيء وأَنا

أُنْكِرُه إِنكاراً ونَكِرْتُه مثله؛ قال الأَعشى:

وأَنْكَرَتْني، وما كان الذي نَكِرَتْ

من الحوادثِ إِلا الشَّيْبَ والصَّلَعا

وفي التنزيل العزيز: نَكِرَهُمْ وأَوْجَسَ منهم خِيفَةً؛ الليث: ولا

يستعمل نَكِرَ في غابر ولا أَمْرٍ ولا نهي. الجوهري: نَكِرْتُ الرجلَ،

بالكسر، نُكْراً ونُكُوراً وأَنْكَرْتُه واسْتَنْكَرْتُه كله بمعنى. ابن سيده:

واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه، كلاهما: كنَكِرَه. قال: ومن كلام ابن جني:

الذي رأَى الأَخفشُ في البَطِيِّ من أَن المُبْقاةَ إِنما هي الياءُ

الأُولى حَسَنٌ لأَنك لا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها.

والإِنْكارُ: الاستفهام عما يُنْكِرُه، وذلك إِذا أَنْكَرْتَ أَن

تُثْبِتَ رَأْيَ السائل على ما ذَكَرَ، أَو تُنْكِرَ أَن يكون رأْيه على خلاف

ما ذكر، وذلك كقوله: ضربتُ زيداً، فتقول مُنْكِراً لقوله: أَزَيْدَنِيهِ؟

ومررتُ بزيد، فتوقل: أَزَيْدِنِيهِ؟ ويقول: جاءني زيد، فتقول:

أَزَيْدُنِيه؟ قال سيبويه: صارت هذه الزيادة عَلَماً لهذا المعنى كعَلمِ

النَّدْبَةِ، قال: وتحركت النون لأَنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان. التهذيب:

والاسْتِنْكارُ استفهامك أَمراً تُنْكِرُه، واللازمُ من فَعْلِ النُّكْرِ

المُنْكَرِ نَكُرَ نَكارَةً.

والمُنْكَرُ من الأَمر: خلاف المعروف، وقد تكرر في الحديث الإِنْكارُ

والمُنْكَرُ، وهو ضد المعروف، وكلُّ ما قبحه الشرع وحَرَّمَهُ وكرهه، فهو

مُنْكَرٌ، ونَكِرَه يَنْكَرُه نَكَراً، فهو مَنْكُورٌ، واسْتَنْكَرَه فهو

مُسْتَنْكَرٌ، والجمع مَناكِيرُ؛ عن سيبويه. قال أَبو الحسن: وإِنما

أَذكُرُ مثل هذا الجمع لأَن حكم مثله أَن الجمع بالواو والنون في المذكر

وبالأَلف والتاء في المؤنث. والنُّكْرُ والنَّكْراءُ، ممدود: المُنْكَرُ. وفي

التنزيل العزيز: لقد جئت شيئاً نُكْراً، قال: وقد يحرك مثل عُسْرٍ

وعُسُرٍ؛ قال الشاعر الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ:

أَتَوْني فلم أَرْضَ ما بَيَّتُوا،

وكانوا أَتَوْني بِشيءٍ نُكُرْ

ِلأُنْكِحَ أَيِّمَهُمْ مُنْذِراً،

وهل يُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرّْ؟

ورجل نَكُرٌ ونَكِرٌ أَي داهٍ مُنْكَرٌ، وكذلك الذي يُنْكِرُ

المُنْكَرَ، وجمعهما أَنْكارٌ، مثل عَضُدٍ وأَعْضادٍ وكَبِدٍ وأَكباد.

والتَّنَكُّرُ: التَّغَيُّرُ، زاد التهذيب: عن حالٍ تَسُرُّكَ إِلى حال

تَكْرَهُها منه. والنَّكِيرُ: اسم الإِنْكارِ الذي معناه التغيير. وفي

التنزيل العزيز: فكيف كان نَكِيري؛ أَي إِنكاري. وقد نَكَّرَه فتَنَكَّرَ

أَي غَيَّرَه فتَغَيَّرَ إِلى مجهولٍ. والنَّكِيرُ والإِنكارُ: تغيير

المُنْكَرِ. والنَّكِرَةُ: ما يخرج من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دَمٍ أَو

قَيْحٍ كالصَّدِيد، وكذلك من الزَّحِيرِ. يقال: أُسْهِلَ فلانٌ نَكِرةً

ودَماً، وليس له فِعْلٌ مشتق.

والتَّناكُرُ: التَّجاهُلُ. وطريقٌ يَنْكُورٌ: على غير قَصْدٍ.

ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ: اسما ملَكَينِ، مُفْعَلٌ وفَعيلٌ؛ قال ابن سيده:

مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا القبور. وناكُورٌ: اسم. وابن نُكْرَةَ: رجل من

تَيْمٍ كان من مُدْرِكي الخيلِ السوابق؛ عن ابن الأَعرابي. وبنو

نُكْرَةَ: بطن من العرب.

نكر
نكُرَ يَنكُر، نَكارةً، فهو نُكُر
• نكُر الأمرُ:
1 - صعُب واشتدّ "نكُرت الأيَّام- نكارةُ العمل- نكُر العبء المُلْقى على كاهله- {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} ".
2 - قبُح وكرهته النَّفس وصار مُنْكرًا. 

نكِرَ يَنكَر، نَكَرًا ونُكْرًا ونَكارةً، فهو نكِر وناكِر، والمفعول مَنْكور (للمتعدِّي)
• نكِر الرجلُ حين اكتهل: فَطِن وجاد رأيُه.
• نكِر الشّيءَ:
1 - جَهله ونفر منه "نكِر وجهَ زميلَه- اكتشفنا كتابًا قيِّمًا لكاتب منكور- {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ}: جهلهم واستوحش منهم ونفر".
2 - جحده ولم يعترف به ° ناكر الجَميل/ ناكر المعروف: الذي لا يحفظ جميلاً ولا يعترف به، جاحد الإحسان.
أنكرَ يُنكر، إنكارًا، فهو مُنكِر، والمفعول مُنكَر
• أنكر الشَّيءَ:
1 - جهلَه مع علمٍ به "أنكَر صديقًا/ ابنَه- أنكر كلامًا: لم يعترف بأنّه صادر منه- إنكار تام: نفي قاطع- وأنكرتني وما كان الذي نكِرتْ ... من الحوادث إلاّ الشيب والصلعا".
2 - نكِره؛ جحَده ولم يعترف به "أنكر دينَه/ حقّه/ عقيدة حزب/ فضلَ والديه- لا يُنكر شيئًا: لا يخفيه أو يداريه- أمر لا يمكن إنكاره- {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} " ° إنكار الجميل/ إنكار النِّعمة: عدم الاعتراف بالفضل.
• أنكر على ولدِه الكذبَ: عابه عليه ونهاه عنه. 

استنكرَ يستنكر، استِنكارًا، فهو مُستنكِر، والمفعول مُستنكَر
• استنكر سلوكَ صديقه:
1 - أنكره، استقبحه، وعابه عليه "استنكر موقفًا- استنكر سياسةَ الاعتداءات والاستفزازات الاستعماريّة- تصرُّف مستنكر- استنكارُ المشاهدين- موجة/ نظرة استنكار".
2 - أنكره واستفهمه. 

تناكرَ يتناكر، تناكُرًا، فهو مُتناكِر، والمفعول مُتناكَر (للمتعدِّي)
• تناكر الزُّملاءُ: تعادَوا وتجاهل بعضُهم بعضًا "تناكر التلاميذُ/ الأهلُ".
• تناكر الأمرَ: تجاهلَه، ولم يعترف به "تناكر الحقيقةَ/ توقيعًا- تناكر الموضوعَ حين سُئِل عنه". 

تنكَّرَ/ تنكَّرَ لـ يتنكَّر، تنكُّرًا، فهو مُتنكِّر، والمفعول مُتنكَّر له
• تنكَّر الشَّخصُ:
1 - مُطاوع نكَّرَ: تغيّر عن حالِه حتَّى لا يُعرف "تنكّر الرّاقصون في الحفل- تنكّر في لبس بحّار- تنكّر الهاربُ بزيّ شُرطيّ" ° حَفْلةٌ تنكّريَّة: حفلة راقصة يظهر فيها الأشخاصُ بوجوه مستعارة وثياب متغيِّرة حتّى لا يُعرفوا.
2 - أساءَ لمن أحسن إليه.
• تنكَّر لمبادِئه السياسيَّة: تخلَّى عمّا كان يعتقده ويسير عليه ويُسلِّم به "تنكّر لواجباته/ لوعوده/ لدينه- تنكّر لأصحابه بعد أن علا منصبُه" ° تنكَّر له فلان: أخذ يُسيء إليه بعد أن كان يحسن. 

ناكرَ يناكر، مُناكرةً، فهو مُناكِر، والمفعول مُناكَر
• ناكر منافسَه:
1 - خادَعه وراوَغه وداهاه "ناكر الجيشُ الأعداءَ".
2 - قاتله وحاربه "بينهما مُناكرة- لم يناكر المسلمون عدوًا ظالمًا إلاّ انتصروا عليه". 

نكَّرَ ينكِّر، تنكيرًا، فهو مُنكِّر، والمفعول مُنكَّر
• نكَّر الشّيءَ: غيّره حتى أصبح لا يُعرف "نكَّر وجْهَه- {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا}: غيّروا شكلَه وهيئتَه".
• نكَّر الاسمَ: (نح) جعله نكرة، حذف منه أو لم يُضف إليه
 (أل) المعرِّفة "اسم منكَّر- التعريف والتنكير". 

إنكار [مفرد]:
1 - مصدر أنكرَ.
2 - (فق، قن) خلاف الإقرار "أصرّ المتّهمُ على إنكار ما نُسب إليه".
• إنكار الذَّات: اجتناب الأثرة والتَّضحية في سبيل الآخرين. 

أنْكَرُ [مفرد]: مؤ نكراءُ: اسم تفضيل من نكُرَ: أكثر بشاعة وأشدّ قبحا "أنكرُ الأصوات- {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ". 

مُنكَر [مفرد]: ج منكرات:
1 - اسم مفعول من أنكرَ.
2 - (فق) كلُّ فعلٍ أو قولٍ تحكم العقولُ الصحيحةُ بقُبحه، أو يقبِّحه الشَّرعُ ويكرهه، عكسه معروف "الغيبةُ والنميمةُ من المنكرات- نهى عن المنكر- مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ [حديث]- {كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} " ° مُنكر ونكير: ملكان يسألان الميِّتَ في قبره وهما فَتّانا القبور. 

نَكارَة [مفرد]: مصدر نكُرَ ونكِرَ. 

نَكَر [مفرد]: مصدر نكِرَ. 

نَكِر [مفرد]: ج أنكار: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نكِرَ. 

نُكْر [مفرد]:
1 - مصدر نكِرَ.
2 - مُنكَر، كلُّ قول أو فعل تحكم العقولُ الصحيحة بقُبحه " {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} ".
3 - صعب شديد " {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} ". 

نُكُر [مفرد]: ج أنكار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نكُرَ.
2 - مُنكر، يقبِّحه الشّرعُ والعقلُ "جريمة نُكُرة- عملٌ نُكُر". 

نكراءُ [مفرد]:
1 - مؤنَّث أنْكَرُ.
2 - منكرة، يستقبحها الشّرعُ والعقلُ، وتكرهها النفسُ "جريمةٌ/ فعلةٌ نكراءُ".
3 - دهاء وفطنة وكيد "امرأة نكراء".
4 - شدَّة "أصابتهم من الدَّهر نكراءُ- ابتسامةٌ نكراء: شرّيرة فاسدة". 

نُكران [مفرد]: جحود وعدم اعتراف أو إقرار "نُكرانُ حقّ- نُكرانُ الجميل خيانة للشَّرف والأمانة" ° لا نُكران أنَّ: لا جدال أنّ/ من المسلَّم به أنّ- نُكران الذّات: اجتنابُ الأثَرَةِ والتضحية في سبيل الغير. 

نَكِرة [مفرد]: ج نَكِرات: شخصٌ غير معروف أو غير مهمّ "بالأمس نكِرة واليوم مشهور- هو نكِرة في بلده".
• النَّكِرة: (نح) اسم يدلُّ على مسمًّى شائع في جنس موجود أو مقدَّر، عكسه المَعْرِفة. 

نَكير [مفرد]:
1 - إنكار، جحود "وبّخه رئيسُه فما أبدى نكيرًا- {مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} ".
2 - عذاب، عقوبة رادعة " {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} " ° أمرٌ نكير: صعبٌ شديد- حِصْن نكير: حصين- شَدَّ عليه النَّكير: وبّخه. 
نكر
النَّكْرُ والنَّكارَةُ والنّكْراءُ، بِالْفَتْح فِي الكُلِّ، والنُّكْرُ، بالضّمّ: الدَّهاءُ والفِطْنَةُ، يُقَال للرجل إِذا كَانَ فَطِناً مُنْكَراً: مَا أَشدَّ نَكْرَهُ ونُكْرَه، بِالْفَتْح والضّمّ، وَمن ذَلِك حَدِيث مُعَاوِيَة: إنِّي لأَكْرَهُ النَّكارَةَ فِي الرّجُل، أَي الدهاءَ. رَجُلٌ نَكرٌ، كفَرِحٍ ونَدُسٍ وجُنُبٍ: داهٍ مُنْكَر من قومٍ أَنْكارٍ، مثل عَضُد، وأَعضادٍ وكبد وأَكباد. رجلٌ مُنْكَرٌ، كمُكْرَم، أَي بِفَتْح الرَّاءِ، للْفَاعِل: داهٍ فَطِنٌ، وَلَا يُقال للرجل: أَنْكَرُ، بِهَذَا الْمَعْنى، من قومٍ مناكيرَ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابنُ جِنّي: قلتُ لأَبي عليٍّ فِي هَذَا ونحوِه: أَفنقول إنَّ هَذَا لأَنَّه قد جَاءَ عَنْهُم مُفْعِلٌ ومِفعال فِي معنى واحدٍ كثيرا، نَحْو مُذْكِر ومِذْكار، ومُؤْنِث ومِئْناث، ومُحْمِق ومِحْماق، وَنَحْو ذَلِك فَصَارَ جمع أَحدِهما كجَمع صاحِبِه، فَإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكّأَنَّه جَمَعَ مِحْماقاً فَقَالَ أَبُو عليّ: فلستُ أَدْفَعُ ذَلِك وَلَا آباهُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَجَمَاعَة المُنْكَرِ من الرِّجال مُنْكَرُونَ، وَمن غير ذَلِك يُجْمَع أَيضاً بِالْمَنَاكِيرِ، وَقَالَ الأُقَيْبِل القَيْنِيّ:
(مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تَدْمَى طَوابِعُها ... وَفِي الصّحائفِ حَيّاتٌ مَناكِيرُ)
والنُّكْرُ بالضّمِّ، وبضَمَّتين: المُنْكَرْ كالنَّكْراءِ، ممدوداً، وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً وَقد يُحَرَّك، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، قَالَ الأَسودُ بنُ يَعفُر:
(أَتَوْني فلَمْ أَرْضَ مَا بَيَّتوا ... وَكَانُوا أَتَوْني بشيءٍ نُكُرْ)

(لأُنْكِحَ أَيِّمَهم مُنْذِراً ... وَهل يُنْكِحُ العبدَ حُرٌّ لحُرّْ) قَالَ ابْن سِيدَه: النُّكْرُ والنُّكُر: الأَمر الشَّديدُ، قَالَ اللَّيْث: الدهاءُ والنُّكْرُ نَعْتٌ للأَمر الشَّديد، والرَّجل الدّاهي، تقولُ: فَعَلَه من نُكْرِه ونَكارَتِه. وَفِي حَدِيث أَبي وَائِل وذَكَر أَبا مُوسَى فَقَالَ: مَا كَانَ أَنْكَرَه، أَي أَدْهاهُ، من النُّكْر وَهُوَ الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَر.
والنَّكرَةُ: إنكارُكَ الشَّيءَ، وَهُوَ: خلافُ المَعرِفَة، والنَّكِرَةُ: مَا يخرُجُ من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دمٍ أَو قَيْحٍ، كالصَّديد، وَكَذَلِكَ من الزّحير، يُقَال: أَسْهَلَ فلانٌ نَكِرَةً ودَماً، وَمَا لَهُ فِعْلٌ مُشتقّ. ونُكْرةُ بنُ لُكَيْز بن أَفْصى بن عبد الْقَيْس، بالضّمّ، أَبو قَبيلَة، قَالَ ابْن الكلبيّ: كلُّ مَا فِي بني أَسَد من الأَسماء نُكْرَة، بالنُّون، وَذكر ابْن مَاكُولَا جمَاعَة مِنْهُم فِي الجاهليَّة، نَقله الْحَافِظ، وَعَمْرو بن مَالك، صَدوقٌ، سَمِعَ أَبا الجَوْزاءِ. وابنُه يحيى، حَدِيثه عِنْد التِّرْمِذِيّ، وَكَانَ حَمّادُ بنُ زَيد يرميه بِالْكَذِبِ. وحفيدُه مالكُ بن يحيى، رَوى عَن أَبيه، كنيتُه أَبو غَسّان، جَرَّحَه ابنُ حِبّان، وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّورَقيّ الْحَافِظ، وَأَخُوهُ أَحمد بن إِبْرَاهِيم، أَبُو عبد الله الْحَافِظ، وَابْن أَخيه، الضّمير رَاجع إِلَى يَعْقُوب، وَلَو قَالَ وابنُه عبدُ الله بن أَحمد كانَ أَحْسَنَ، سمعَ عبدُ الله هَذَا عمرَو بن مَرزوق وطبقتَه، وأَبو سعيد، سمعَ ابنَ جُرَيْح، وخِداشٌ، حدَّثَ عَنهُ جَهيرُ بن يزِيد، النُّكْرِيُّونَ، مُحَدِّثون. وفاتَه: أَبانٌ النُّكْريّ، حدَّث عَن ابْن جُرَيْج، وَعنهُ عُمَرُ بنُ)
يونُس اليماميّ، ذكره الأَمير، ومَكِّيُّ بنُ عَبْدانَ بن محمّد بن بَكرِ بن مُسلِم الْحَافِظ النَّيْسابورِيّ النُّكْرِيّ، قَالَ ابنُ نُقْطَة: كنتُ أَظُنُّه مَنسوباً إِلَى جَدِّه بَكْر بن مُسلِم، ثمَّ رأَيتُه مَضبوطاً بخطِّ أَبي عامِر العَبْدَرِيّ بالنُّون، وَقد صحَّحَ عَلَيْهَا ثَلَاث مرَّاتٍ. وَقَالَ لي رفيقنا ابْن هلالة: إنَّه منسوبٌ إِلَى نُكْر، بالنُّون، قريةٍ بنَيْسابورَ. واستَمْشى فُلانٌ نَكْراءَ، بِالْفَتْح ممدوداً، كَمَا ضبطَه الصَّاغانِيّ بخطِّه، أَي لَوناً ممّا يُسْهِلُه عندَ شُرْبِ الدَّواءِ. كَذَا فِي التكملة. ونَكُرَ الأَمْرُ، كَكَرُمَ، نَكارَةً فَهُوَ نَكيرٌ: صَعُبَ واشتدَّ نُكْرُه. وَالِاسْم النَّكَر، مُحَرَّكَةً، قَالَه ابْن القطّاع. وطَريقٌ يَنْكورٌ، بِتَقْدِيم التَّحْتِيَّة على النُّون، أَي على غير قصدٍ. وتَنَاكَرَ: تَجاهَلَ، كَمَا فِي الأَساس، تَناكَرَ القومُ: تَعادَوا، فهم مُتناكِرون، كَمَا فِي التكملة والأَساس. ونَكِرَ فلانٌ الأَمرَ، كَفَرِحَ، نَكَراً، مُحَرَّكَةً، ونُكْراً ونُكُوراً، بضَمِّهما، ونَكيراً، كأَمير، وأَنْكَرَه إنكاراً، واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه إِذا جهِلَه، عَن كُراع. قَالَ ابْن سِيدَه: والصَّحيح أَنَّ الإنكارَ المَصدر والنُّكْر الِاسْم، وَيُقَال: أَنْكَرْت الشَّيْءَ وأَنا أُنْكِرُه إنكاراً، ونَكِرْتُه، مثلُه، قَالَ الأَعشى:
(وأَنْكَرَتْنِي وَمَا كانَ الّذي نَكِرَتْ ... منَ الحَوادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعا)
وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز نَكِرَهُم وأَوْجَسَ منهُم خِيفَةً قَالَ اللَّيْث: وَلَا يُستعمَل نَكِرَ فِي غابرٍ وَلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ. وَقَالَ ابْن القطّاع: ونَكِرْتُ الشَّيْءَ وأَنْكَرْتُه، ضِدُّ عَرَفْتُه، إلاّ أَنَّ نَكِرْت لَا يتصَرَّف تصَرُّفَ الأَفعالِ. وَقَالَ ابْن سِيده: واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه، كِلَاهُمَا كَنَكِرَهُ. وَفِي الأَساس: وَقيل: نَكِرَ أَبلَغُ من أَنْكَرَ، وَقيل: نَكِرَ بالقلبِ. وأَنْكَرَ بالعينِ. وَفِي البصائر: وَقد يسْتَعْمل ذَلِك مُنكِراً بِاللِّسَانِ الإنكارَ بِالْقَلْبِ، لَكِن ربّما يُنْكِرُ اللسانُ الشيءَ وصورتُه فِي القلبِ حاضِرَةٌ، وَيكون ذَلِك كَاذِبًا، وعَلى هَذَا قولُه تَعَالَى: يَعرِفونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرونَها. وَفِي اللِّسَان: ونَكِرَه يَنْكَرُه نَكْرَاً فَهُوَ مَنْكُورٌ، واسْتَنْكَرَه، فَهُوَ مُستَنْكَرٌ، وَالْجمع مَناكير عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ أَبُو الْحسن: وَإِنَّمَا أذكر مثل هَذَا الجمعَ لأنَّ حكم مثله أَن يُجمَع بِالْوَاو وَالنُّون فِي المذكَّر، وبالألف وَالتَّاء فِي المؤنَّث. والمُنْكَر: ضدّ المَعروف، وكلّ مَا قَبَّحه الشَّرعُ وحرَّمه وكَرِهَه فَهُوَ مُنكَر. وَفِي البصائر: المُنكَر: كلُّ فعلٍ تَحْكُم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحه، أَو تتوَقَّفُ فِي استِقْباحِه العقولُ فتحكُم الشريعةُ بقُبْحِه، وَمن هَذَا قَوْلُهُ تَعالى: الآمِرونَ بالمَعروفِ والنَّاهونَ عَن المُنكَر قلتُ: وَمن ذَلِك قَوْلُهُ تَعالى: وتأَتونَ فِي ناديكُمُ المُنْكَر. يُقَال: أصابَتْهم من الدَّهر نَكْرَاء، النَّكْراء، ممدوداً: الدَّاهيةُ والشِّدَّة.
ومُنكَرٌ ونَكيرٌ، كمُحسِن وكَريم، اسْما مَلَكَيْن. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هما فَنَّانا القَبور. والاسْتِنْكارُ: استفِهامُك أمرا تُنكِره.
والإنْكار: الاستفهامُ عمَّا يُنْكره، وَذَلِكَ إِذا أَنْكَرتَ أَن تُثبِتَ رأيَ السَّائِل على مَا ذكر، أَو تُنكِر أَن يكون رأيُه على خلاف مَا ذُكر. فِي حَدِيث بَعضهم: كنتَ لي أشدَّ نَكَرَةً. النَّكَرَة، بِالتَّحْرِيكِ: اسمٌ من الْإِنْكَار، كالنَّفَقَةِ من الْإِنْفَاق.
وسَمَيْفَع، كَسَفَرْجل، ابْن ناكور بن عَمْرو بن يُغْفِر بن يزِيد بن النُّعمان، هُوَ ذُو الكَلاع الْأَصْغَر الحِميَرِيّ، كتب إِلَيْهِ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم مَعَ جَرير بن عَبْد الله وقُتل مَعَ مُعَاوِيَة، وَابْنه شُرَحْبيل بن سَمَيْفَع، قُتل يَوْم الْجَارُود.)وَتَنَكَّر لي فلانٌ: لَقيني لِقاءً بَشِعَاً. ونَكْرَاءُ الدَّهرِ: شِدَّته. ورجلٌ نَكِرٌ ونَكُرٌ، ككَتِف ونَدُسٍ: يُنكِرُ المُنكَر، وجمعهما أَنْكَارٌ.
والنَّكير والإنْكار: تَغْيِير المُنكَر. ونَكَّرَ الشيءَ من حيثُ الْمَعْنى: جعله بحيثُ لَا يُعرَف، قَالَ تَعَالَى: نَكِّروا لَهَا عَرْشَها. وابنُ نُكْرَة، بالضمّ، رجلٌ من تَيْمٍ، كَانَ من مُدركي الخَيلِ السّوابِق، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. قلت: هُوَ أُهبان بن نُكرَة من تَيْمِ الرِّباب، وَأما الَّذِي فِي بني أَسد فإنّه نُكْرَة بن نَوْفَل بن الصَّيداء بن عَمْرو بن قُعَيْن بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دُودان بن أَسد، وَمِنْهُم قَيْسُ بن مُسهِر النُّكْرِيّ، من شيعةِ الحُسين بن عليّ، رَضِي الله عَنْهُمَا. ونُكْرَةُ: قريةٌ بنَيْسابور، مِنْهَا مَكّيّ بن عَبْدَان الَّذِي تقدّم ذِكرُه عَن ابنِ نُقطة. واليَنْكير: جبلٌ طويلٌ لبني قُشَيْر. وناكور، بِفَتْح الْكَاف: مدينةٌ بِالْهِنْدِ، وَمِنْهَا الشَّيْخ حَميدُ الدّين الصُّوفي النّاكوريّ الملقَّب بسُلطان التاركين، من قدماء الشُّيُوخ.
والبَكَرات: موضعٌ، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
(غَشِيتُ دِيارَ الحَيِّ بالبَكَرات ... فعارِمَةٍ فبُرْقَهِ العِيَرات)
ن ك ر

أنكر الشيء ونكره وساتنكره، وقيل: نكر أبلغ من أنكر. وقيل: نكر بالقلب وأنكر بالعين. قال الأعشى:

وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا وفيهم العرف والنكرن والمعروف والمنكر. وشتم فلان فما كان عنده نكير. وهم يركبون المنكرات والمناكير، وهو من مناكير قوم لوط. وقد نكر الأمر نكارة: صار منكراً. ونكّرته فتنكّر: غيّرته. وخرج متنكّراً. وتنكّر لي فلان: لقيني لقاء بشعاً. وتناكر فلان: تجاهل. وبينهما مناكرة: محاربة. وعن أبي سفيان: أنّ محمداً لم يناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال. وتناكروا: تعادوا. وفلان فيه نكارة ونكر بالفتح ونكراء: دهيٌ وفطنة، وإنه لذو نكراء: وأصابتهم من الدّهر نكراء: شدّة.

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمراض العقليّة، ومستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

جمن

جمن: جُمون أو جُمون: اسم فاكهة وهي الجامبو.
(ابن بطوطة 2: 191، 3: 128، 4: 114، 229).
ج م ن: (الْجُمَانَةُ) حَبَّةُ تُعْمَلُ مِنَ الْفِضَّةِ كَالدُّرَّةِ وَجَمْعُهُ (جُمَانٌ) . 
ج م ن

كمن جلب الجمان، إلى عمان؛ وهو حب من فضة يعمل على شكل اللؤلؤ، وقد يسمى به اللؤلؤ. كما قال:

كجمانة البحري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
[جمن] الجُمانَةُ: حَبَّةٌ تُعمل من الفضة كالدُرّة، وجمعها جُمانٌ. قال لبيد يصف بقرة. وتضئ في وجهه الظلام منيرة كجمانة البحري سل نظامها 
(جمن) - في صِفَة رَسولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -: "يتَحَدَّر منه العَرَق مِثلُ الجُمان".
الجُمان: اللُّؤلؤ الصّغار، وقيل: بل هو حب يُتَّخذ من الفِضّة أَمثال الُّلْؤْلُؤ، وقيل: هو فارسي وتَحَلَّت به العَربُ قديما. 

جمن



جُمَانٌ Beads made of silver, like pearls; (S;) things in the form of pearls, of silver; (K;) one of which is called جُمَانَةٌ, (S, K,) pl. جُمَانَاتٌ: (Har p. 181:) or pearls (K, TA) themselves: (TA:) or the first is the proper meaning, and this is metaphorical: (EM p. 161:) [said to be] a Persian word, arabicized. (TA.) Also A kind of belt (سَفِيفَة) woven of leather, in which are beads of every colour, worn by a woman as a وِشَاح [q. v.]: or silvered beads. (K.)
(جمن)
(س) فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَتَحدَّر مِنْهُ العَرَقُ مِثْل الجُمَان» هُوَ اللُّؤلؤ الصِّغَارُ. وَقِيلَ حَبٌّ يُتَّخذ مِنَ الفِضَّة أمْثال اللؤلؤ.
ومنه حديث المسيح عليه السلام «إذا رَفعَ رأسَه تحدَّر مِنْهُ جُمَانُ اللُّؤْلُؤِ» . 
جمن
جُمان [جمع]: مف جُمانة:
1 - لؤلؤ "أسنانها كعنقود من جُمان".
2 - حبٌّ يصاغ من الفضَّة على شكل اللؤلؤ "وتضيء في وجه الظَّلام منيرةً ... كجُمانة البحريّ سُلَّ نظامها".
3 - نسيج من جلد مُطرّز بخرز ملوّن تتوشّح به المرأة. 
جمن
: (الجُمانُ، كغُرابٍ: اللُّؤْلُؤ) نفْسُه، ورُبَّما سُمِّي بِهِ، وَبِه فُسِّر مَا أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ للَبيدٍ يَصِفُ بقرَةً وَحْشيَّةً: وتُضِيُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيرةًكجُمانَةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُهاوقالَ الأَزْهرِيُّ: توهَّمَه لَبيدٌ لُؤْلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ.
(أَو هَنَواتٌ أَشْكالُ اللُّؤْلُؤِ) تُعْمَل (مِن فِضَّةٍ) ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، (الواحِدَةُ جُمانَةُ) ؛) وَقد نَسِي هُنَا اصْطِلاحَه.
(و) الجُمانُ: (سَفيفَةٌ من أَدَمٍ يُنْسَجُ، وفيهَا خَرَزٌ من كُلِّ لَوْنٍ تَتَوَشَّحُه المَرْأَةُ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لذِي الرُّمَّةِ:
أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ وَمَا جَرَى عَلَيْهِ الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ (أَو) الجُمانُ: (خَرَزٌ يُبَيَّضُ بماءِ الفِضَّةِ.
(و) جُمانٌ:) (اسْمُ (جَمَلِ) العجَّاجِ؛ قالَ:
أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرَعا (و) جُمانٌ: (اسْمُ (جَبَلٍ) .
(وقالَ نَصْر: جُمانُ الصُّوَيّ مِن أَرْضِ اليمنِ. وبينَ جَمَل وجَبَل جِناسٌ مُحَرَّفٌ.
(وأَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ جُمانٍ) الرَّازِيُّ (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن أَبي الضريسِ.
(وجُمَانَةُ، كثُمامَةَ: امْرأَةٌ) سُمِّيَت بجُمانَةِ الفِضَّةِ، وَهِي أُخْتُ أُمِّ هانىءِ بِنْتِ أَبي طالِبٍ، لَهَا صحْبَةٌ، قَسَمَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمثَلاثِيْنَ وسْقا مِن خَيْبَر.
(و) جُمانَةُ: (رَمْلَةٌ.
(و) أَيْضاً: (فَرَسُ الطُّفَيْلِ بنِ مالِكٍ.
(والجُمْنُ، بالضَّمِّ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ نَصْر، (أَو بضَمَّتَيْنِ) كَمَا فِي المُحْكَمِ: (جَبَلٌ فِي شِقِّ اليَمامَةِ.
(وأَبو الحَارِثِ جُمَّيْنٌ، كقُبَّيْطٍ، المَدينِيُّ) ، وَفِي التبْصِيرِ: المرِّيّ هَكَذَا (ضَبَطَه المُحدِّثونَ بالنُّونِ) ، وَهُوَ صاحِبُ النوادِرِ والمزاحِ، (والصَّوابُ بالَّزاي المُعْجَمَةِ) فِي آخِرِه؛ (أَنْشَدَ أَبو بَكْرِ بنِ مُقْسِمٍ: (إنَّ أَبا الحَرِثِ جُمَّيْزا (قد أُوتِيَ الحِكْمَةَ والمَيْزا) وَقد أَهْمَلَه المصنِّفُ فِي حَرْف الزَّاي ونَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جُمانٌ، كغُرابٍ: اسْمُ امْرأَةٍ لَهَا ذِكْرٌ فِي شعْرٍ أَنْشَدَه الدَّارْقطنيُّ عَن المحامليّ.
والجمانيون: بَطْنٌ مِن العلويِّين.
والجَمَنَةُ، محرَّكةً: إِبْريقُ القَهْوةِ يَمانِيَّة.
وأَبو بَكْرٍ أَحْمدُ بنُ إبْراهيمَ بنِ جِمانَةٍ، ككِتابَةٍ، سَمِعَ عليّ بن مَنْصور، وَعنهُ ابنُ السّمعانيّ.
جمن: الجُمَانُ: من الفِضَّةِ؛ يُتَّخَذُ أمْثَالَ الُّؤْلُؤ، ويُقال: جُمَانَةٌ أيضاً. وجُمَانَةُ وعاقِرٌ: رَمْلَتَانِ.
[جمن] فيه ذكر "الجمان" هو اللؤلؤ الصغار، وقيل: حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ. ومنه ح المسيح عليه السلام: إذا رفع رأسه تحدر منه "جمان" اللؤلؤ. ط: مثل "جمان" كاللؤلؤ بضم جيم وخفة ميم، شبهه بالجمان المشبه باللؤلؤ في الصفا، وقيل بضم جيم وتشديد ميم، يعني إذا خفض رأسه قطر من شعره قطرات نورانية، وإذا رفع نزلت تلك القطرات من الماء.

جمن: الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ على أَشكال اللؤلؤ من فضَّة، فارسي

معرب، واحدته جُمانة؛ وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فقال

يصف بقرة:

وتُضِيء في وَجْهِ الظَّلامِ، مُنِيرةً،

كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها.

الجوهري: الجُمانةُ حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة؛ قال ابن سيده:

وبه سميت المرأَة، وربما سميت الدُّرّة جُمانةً. وفي صفته، صلى الله عليه

وسلم: يَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان، قال: هو اللؤلؤُ

الصِّغارُ، وقيل: حَبٌّ يُتَّخذ من الفضة أَمثال اللؤلؤ. وفي حديث المسيح، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام: إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ.

والجُمانُ: سَفيفةٌ من أَدَمٍ يُنْسَج فيها الخَرَزُ من كل لون تَتَوَشَّحُ

به المرأَة؛ قال ذو الرمة:

أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، وما جَرَى

عليه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ.

وقيل: الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بماء الفضة. وجُمانٌ: اسمُ جملِ العجّاج؛

قال:

أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا

والجُمُن: اسم جبل؛ قال تميم بن مُقْبِل:

فقلت للقوم قد زالَتْ حَمائلُهم

فَرْجَ الحَزِيزِ من القَرْعاءِ فالجُمُن

(* قوله «من القرعا» كذا في النسخ، والذي في معجم ياقوت: إلى القرعاء).

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جأر

جأر: {يجأرون}: يرفعون أصواتهم بالدعاء. 
جأر
قال تعالى: فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ
[النحل/ 53] ، وقال تعالى: إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ [المؤمنون/ 64] ، لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ [المؤمنون/ 65] ، جَأَرَ: إذا أفرط في الدعاء والتضرّع تشبيها بجؤار الوحشيات، كالظباء ونحوها.
جأر: (انظر: لين) يقال في الكلام عن الناس حين تخشع قلوبهم لوعظ الوعّاظ: ضج الناس بالبكاء وجأروا بالدعاء (المقري 1: 376)، ويقال عن الواعظ الذي يدعو للسلطان (تاريخ البربر 1: 428).
جاركون (بالفارسية جاركون): قشرة داخلية في جوزة الطيب (جوز بوا) (المستعيني أنظر بسباسة، ابن البيطار 1: 238).
(جأر)
جأرا وجؤارا رفع صَوته يُقَال جأر الْبَقر وجأر إِلَى الله تضرع واستغاث وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِذا هم يجأرون} وَفِي الحَدِيث (كَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى لَهُ جؤار إِلَى ربه بِالتَّلْبِيَةِ) والنبت جأرا طَال وَالْأَرْض طَال نبتها
ج أ ر: (الْجُؤَارُ) كَالْخُوَارِ يُقَالُ جَأَرَ (الثَّوْرُ) يَجْأَرُ جُؤَارًا أَيْ صَاحَ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «عِجْلًا جَسَدًا لَهُ جُؤَارٌ» بِالْجِيمِ. وَ (جَأَرَ) إِلَى اللَّهِ تَضَرَّعَ بِالدُّعَاءِ. 
[جأر] الجُؤَارُ مثل الخوار. يقال: جأر الثور يَجْأَرُ أي صاح. وقرأ بعضهم:

(عجلا جسدا له جؤار) * بالجيم، حكاه الاخفش. وجأر الرجل إلى الله عزوجل، أي تضرع بالدعاء. الاصمعي: غيث جؤر، مثال نغر، أي غزير كثير المطر. وأنشد:

لاتسقه صيب عزاف جؤر * وأما جور فتذكر من بعد.
ج أ ر

جأر العجل، وجأر الداعي إلى الله: ضج ورفع صوته " إذا هم يجأرون " وبات له جؤار، وهو جأار بالليل. قال:

جأر ساعات النيام لربه

ومن المجاز: جأر النبات: طال وارتفع، كما يقال: صاحت الشجرة إذا طالت، وجأرت أرض بني فلان: ارتفع نباتها، وعشب جار: غمر. قال:

عفراء حفت برمال عفر ... وكللت بالأقحوان الجأر

وغيث جؤر بوزن جعل: غزير يجأر عنه النبات.
[جأر] فيه: كأني أنظر إلى موسى له "جؤار" إلى ربه بالتلبية، هو رفع الصوت والاستغاثة. ش: هو بضم جيم. ط: لا يبعد منهم التقرب إلى الله بالدعاء فإنهم أفضل من الشهداء، وأن كان الآخرة ليست دار تكليف "دعواهم فيها سبحانك" أو هو رؤية منام، أو تمثيل لما كانت في حياتهم، أو أوحى إليه ذلك. ومنه: "تجأرون" إلى الله. ك ومنه: لأعرفن ما جاء الله رجل ببقرة لها "جؤار" بضم جيم مهموزة وروى بخاء أي لأعرفن مجيء رجل الله، ولبعض لا أعرفن أي لا ينبغي أن تكونوا على هذه الحالة فأعرفكم بها. نه ومنه ح: بقرة لها "جؤار" وروى بخاء معجمة.
جأر
جأَرَ/ جأَرَ إلى يَجأَر، جَأْرًا وجُؤَارًا، فهو جائر، والمفعول مجئورٌ إليه
• جأَر الثَّوْرُ ونحوُه: صاح "جأر بالشكوى/ بالبكاء/ بكراهية الظلم".
• جأَر فلانٌ إلى الله: رفع صوته بالدعاء وتضرّع إلى الله " {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} ". 

جُؤار [مفرد]:
1 - مصدر جأَرَ/ جأَرَ إلى.
2 - خُوارٌ، وهو صوت البقرة والثَّور. 

جأْر [مفرد]: مصدر جأَرَ/ جأَرَ إلى. 
(ج أر)

جَأَر يَجْأَر جَأراً وجُؤاراً: رفع صَوته مَعَ تضرع واستغاشة، وَفِي التَّنْزِيل: (إِذا هم يجأرون) وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ رفع الصَّوْت إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ.

وجَأر الثور وَالْبَقَرَة جُؤاراً: صاحا.

وغيث جُؤر: مصوت، من ذَلِك، وانشد الْأَصْمَعِي: لَا تسْقه صيِّبَ غَرَّاف جُؤَر

وَقيل: غَيْثٌ جُؤَرٌ: طَال نبته وارتفع.

وجَأَرت الأَرْض بالنبات: كَذَلِك.

والجَأر من النبت: الغض الريان، قَالَ جندل:

وكُلِّلت بأقحوان جَأْر

وَرجل جَأْر: ضخم.

وَالْأُنْثَى: جَأْرَة.

والجائر: جيشان النَّفس، وَقد جُئْر.

والجائر أَيْضا: الغَصَص.

والجائر: حر الْحلق.

ج

أر1 جَأَرَ, aor. ـَ inf. n. جُؤَارٌ (S, A, K) and جَأْر (K,) He, (a bull, S and K, or a calf, A,) and جَأْرَتْ she, (a cow, K,) lowed. (S, A, K.) جُؤَارٌ is like خُوَارٌ; and is substituted for the latter in a reading of the Kur vii. 146 and xx. 90. (Akh, S.) b2: Also, (S, A, K,) inf. ns. as above, (K,) He (a man praying, A and TA) raised his voice in prayer, or supplication: (Th, K:) he cried out: (Es-Suddee, TA:) he cried out, calling for aid, or succour; humbled, or abased, himself, and raised his voice: (A:) he humbled, or abased, himself, with earnest supplication; (S, K;) اِلَى اللّٰهِ to God; (S;) and cried out, or called, for aid, or succour. (K.) [Accord. to Katádeh, يَجْأَرُونَ in the Kur xxiii. 66 signifies يَخْرَعُونَ, as written in the TA; but this is app. a mistranscription for يَجْزَعُونَ, They manifest grief and agitation; &c.] b3: Also (tropical:) It (a plant) grew tall; (A, K;) like as one says, صَاحَتِ الشَّجَرَةُ. (A.) and جَأَرَتِ الأَرْضُ (tropical:) The plants, or herbage, of the land grew tall. (A, K.) جَأْرٌ, applied to herbage, (Az, A, K,) (tropical:) Fresh, juicy, or sappy: (K, * TA:) or tall, and fullgrown: (Az, TA:) and abundant. (A, K.) b2: غَيْثٌ جَأْرٌ, (K,) and ↓ جُؤَرٌ, (As, S, A, K,) and, accord. to As, ↓ جُؤَارٌ, (TA voce جَوَرٌّ,) as also جِوَرٌّ, (K,) (tropical:) A copious rain; (As, S, A, K;) that makes the plants, or herbage, to grow tall: (A:) or the second, a rain that makes a sound, or noise. (TA.) جُؤّرٌ: see جَأْرٌ.

جُؤَارٌ: see جَأْرٌ.

هُوَ جَأّرٌ بِاللَّيْلِ [He is one who cries out, calling for aid, or succour; who humbles, or abases, himself, and raises his voice; much, or often, by night]. (A, TA.)
جأر: جَأَرَتِ البَقَرَةُ تَجْأَرُ جُؤاراً: وهو رَفْعُ صَوْتِها. وجَأَرَ القَوْمُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلّ جُؤاراً، من قوْلِع: " إليه تَجْأَرُوْنَ ". ورَجُلٌ جَأّرٌ وامْرَأةٌ: أي ضَخْمٌ غَلِيظٌ. وهذا أَجْاَرُ من هذا. والجائرُ: شِبْهُ حُمُوْضَةٍ في الحَلْقِ من أكْلِ دَسَمِ أو سَمْنٍ. وإذا طالَ نَبْتُ الأرْضِ وارْتَفَعَ قيل: جَأرَتِ أرْضُ بَني فلانٍ. والغَيْثُ الجُؤرُّ: هو الذي يَطُولُ عنه النَّبْتُ. ونَبْتٌ جَأْرٌ وعُشْبٌ جَأرٌ: كَثِيرٌ. والجُؤارُ قَيْءٌ وسُلاَحٌ يَأْخُذُ الإنسانَ. والجَأَرُ: كالجَأَزِ وهو الغُصَّةُ في الصَّدْرِ، جَئرَ يَجْأَرُ جَأَراً. جور: الجَوْرُ: نَقِيْضُ العَدْلِ. وترْكُ القَصْدِ في السَّيْرِ، جار يَجُوْرُ جَوْراً. وقَوْمٌ جارَةُ وجَوَرَةٌ: أي ظَلَمَةٌ. والجَوّارُ: الأكّارُ الذي يَعْمَلُ في كَرْمِكَ. والجارُ: الذي جاوَرَكَ في المَسْكَنِ. والذي اسْتَجَارَكَ في الذِّمَّةِ تُجِيْرُه وتَمْنَهُه. والجِوَارُ: المُجَاوَرَةُ. والجُوّارُ: مَصْدَرٌ. والجَميغُ الأجْوَارُ. والجِيْرَةُ والجِيْرَانُ: جَمَاعَةُ كُلُّ ذلك. وجارَ الرَّجُلُ: اسْتَجَارَ، قال عَوْفٌ: والجارُ مُمْتَنِعٌ حَيْثُ جارا أي حَيْثُ اسْتَجَارَ. ويُقال للاسْتِ: جَارَةُ الجارِ. والجارُ: الحِرُ. وشَيْلٌ جِورٌّ: وهو الجُحَافُ لا يُرَّدُّ عن أدْرَاجِه. وإبِلٌ جِوَرٌ: كَثِيرٌ شَدِيدٌ. وماءٌ جَوَارٌ على وَزْنِ نَوَارٍ: أي كثِيرٌ لا يُدْرَكُ قَعْرُه. وغَرْبٌ جِوَرٌ: أي عَظِيمٌ. وقِرْبَةٌ جائرَةٌ: ضَخْمَةٌ. وطَعَنَه فَجَوَّرَ: أي صَرَعَه. وتَرَكْتُه مُتَجَوَّراً على فِرَاشِه: أي ساقِطاً مُضْطَجِعَاً. وجَوَّرَ الرَّجُلُ مَتَاعَه: أي رَمى بَعْضَه على بعضٍ.

جأر: جَأَرَ يَجْأَرُ جَأَْراً وجُؤَاراً: رفع صوته مع تضرع واستغاثة.

وفي التنزيل: إِذا هُمْ يَجْأَرُون؛ وقال ثعلب: هو رفع الصوت إِليه

بالدعاء. وجَأَر الرجلُ إِلى الله عز وجل إِذا تضرّع بالدعاءِ. وفي الحديث:

كأَني أَنظر إِلى موسى له جُؤَارُ إِلى ربه بالتلبية؛ ومنه الحديث الآخر:

لخرجتم إِلى الصُّعدَاتِ تَجْأَرُون إِلى الله. وقال قتادة في قوله: إِذا

هُمْ يَجأَرُون؛ قال: إِذا هم يَجْزعُون، وقال السُّدِّيُّ: يصيحون، وقال

مجاهد: يضرعون دعاء، وجأَرَ القومُ جُؤَاراً: وهو أَن يرفعوا أَصواتهم

بالدعاء متضرِّعين. قال: وجأَرَ بالدعاء متضرِّعين. قال: وجأَرَ بالدعاء

إِذا رفع صوته. الجوهري: الجُؤَارُ مثل الخُوَار، جأَر الثور والبقرة

يَجْأَرُ جُؤَاراً: صاحا، وخَارَ يَخور بمعنى واحد: رفعا صوتهما؛ وقرأَ بعضهم:

عجلاً جسداً له جُؤَارٌ، حكاه الأَخفش؛ وغيث جُؤَرٌ مثل نُفَرٍ أَي

مُصَوّتٌ، من ذلك، وفي الصحاح: أَي غزير كثير المطر؛ وأَنشد لجندل بن

المُثَنَّى:

يا رَبَّ رَبَّ المسلمين بالسُّوَرْ،

لا تَسقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ

دعا عليه أَن لا تمطر أَرضه حتى تكون مُجْدِبةً لا نبت بها، والصَّيّبُ:

المطر الشديد، والعزَّافُ: الذي فيه رعد. والعَزْفُ: الصَّوْتُ، وقيل:

غيث جُؤَرٌ طال نبته وارتفع. وجَأَرَ النبتُ: طال وارتفع، وجَأَرَت الأَرض

بالنبات كذلك؛ وقال الشاعر:

أَبْشرْ فَهذي خُوصَةٌ وجَدْرُ

وعُشْبٌ، إِذا أَكَلْتَ، جَوأَرُ

(* قوله «جوأر» كذا بالأصل، والصواب: جَأرُ).

وعُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ أَي كثير. وذكر الجوهري: غَيْثٌ جِوَرُّ في

جَوَرَ، وسيأْتي ذكره. والجأْرُ من النبت: الفَضُّ الرَّيَّانُ؛ قال جندل:

وكُلِّلَتْ بأُقْحوانٍ جأْرِ

وهذا البيت في التهذيب معرّف:

وكللت بالأُقحوان الجأْر

قال: وهو الذي طال واكتهل. ورجل جَأْرٌ: ضخم، والأُنثى جَأْرةٌ.

والجائر: جَيَشانُ النَّفْس، وقد جُئِرَ. والجائرُ أَيضاً: الغَصَصُ، والجائرُ:

حَرٌّ في الحَلْقِ.

تمم

تمم رقى قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا 1 / الف أَرَادَ بالرقى والتمائم عِنْدِي مَا كَانَ بِغَيْر لِسَان / الْعَرَبيَّة مِمَّا لَا يُدرَى مَا هُوَ فَأَما الَّذِي يحبِّب الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا فَهُوَ عندنَا من السحر.
(تمم) على الجريح أجهز وعَلى الْجند والطلاب وَنَحْوهم أحصاهم ليعرف الْحَاضِر مِنْهُم وَالْغَائِب (محدثة) وَالشَّيْء تتميما وتتمة أكمله وَالصَّبِيّ علق عَلَيْهِ التميمة

تمم


تَمَّ(n. ac. تَمّ
تَمَاْم
تَمَاْمَة
تِمَاْم
تِمَاْمَة
تُمَاْم)
a. Was complete, whole, entire, finished.
b. [Bi
or
'Ala], Achieved, performed, accomplished, completed
finished.
c. [Ila], Reached, arrived at.
d. ['Ala], Signed.
تَمَّمَa. Completed, terminated, finished, accomplished; made
complete, perfect.
b. Destroyed.
c. ['An], Repelled.
أَتْمَمَa. Was full-grown, fully developed; was
full, at the full (moon).
b. see II (a)c. Completed (gestation).
تَتَمَّمَa. Despatched, finished off ( a wounded man ).

تَمّa. Completion, consummation; completeness
entireness.

تِمّa. see 1b. Spade, shovel; kind of hoe.

تُمّa. see 1b. Mouth.

تَمَمa. Complete, entire, whole; perfect; fullgrown, fully
developed.

تِمَم
تُمَمa. Locks ( of hair ).
تَاْمِمa. see 4
تَمَاْم
تِمَاْمa. Conclusion, termination, finish
accomplishment.

تُمَاْمَةa. Remainder; complement.

تَمِيْمa. Well-developed, well-made, perfect.

تَمِيْمَة
(pl.
تَمَاْئِمُ)
a. Amulet.

تَمَامًا بِاتِّمَام
a. Completely, entirely, altogether.
ت م م : تَمَّ الشَّيْءُ يَتِمُّ بِالْكَسْرِ تَكَمَّلَتْ أَجْزَاؤُهُ وَتَمَّ الشَّهْرُ كَمَلَتْ عِدَّةُ أَيَّامِهِ ثَلَاثِينَ فَهُوَ تَامٌّ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَتْمَمْتُهُ وَتَمَّمْتُهُ وَالِاسْمُ التَّمَامُ بِالْفَتْحِ وَتَتِمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ بِالْفَتْحِ تَمَامُ غَايَتِهِ وَاسْتَتَمَّهُ مِثْلُ: أَتَمَّهُ وقَوْله تَعَالَى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] قَالَ ابْنُ فَارِسٍ مَعْنَاهُ ائْتُوا بِفُرُوضِهِمَا وَإِذَا تَمَّ الْقَمَرُ يُقَالُ لَيْلَةُ التِّمَامِ بِالْكَسْرِ وَقَدْ يُفْتَحُ وَوُلِدَ الْوَلَدُ لِتَمَامِ الْحَمْلِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَأَلْقَتْ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ لِغَيْرِ تَمَامٍ بِالْوَجْهَيْنِ وَتَمَّ الشَّيْءُ يَتِمُّ إذَا اشْتَدَّ وَصَلُبَ فَهُوَ تَمِيمٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَتَمْتَمَ الرَّجُلُ تَمْتَمَةً إذَا تَرَدَّدَ فِي التَّاءِ فَهُوَ تَمْتَامٌ بِالْفَتْحِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ هُوَ الَّذِي يَعْجَلُ فِي الْكَلَامِ وَلَا يُفْهِمُكَ. 
[تمم] تم الشئ تماما. وأتمه غيره وتممه واستتمه بمعنى. ومتمم بن نويرة: شاعر من بنى يربوع. وأتمت الحُبْلى فهي مُتِمٌّ، إذا تَمَّتْ أيامُ حَملها. وولدتْ لِتَمامٍ وتِمامٍ، ووُلِدَ المولود لتَمامٍ وتمامٍ. وقمرٌ تَمامٌ وتِمامٌ، إذا تَمَّ ليلةَ البدر. وليل التمامِ مكسور لا غير، وهو أطولُ ليلةٍ في السنة. وقال : فَبِتُّ أكابدُ ليلَ التِما مِ والقلبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِرُّ ويقال: أبى قائلها إلاَّ تما وتما وتما، ثلاث لغات، أي تماماً، ومضَى على قوله ولم يرجع عنه. والكسر أفصح، وقال :

حتى وردن لتم خمس بائص * أبو عبيد: التَميمُ: الشديد. والتَميمَة: عُوذَةٌ تعلَّق على الانسان. وفى الحديث: " من علق تميمة فلا أتم الله له ". ويقال: هي خرزة. وأما المعاذات إذا كتب فيها القرآن وأسماء الله عز وجل فلا بأس بها. وتميم: قبيلة. وهو تميم بن مر بن أد ابن طابخة بن إياس بن مضر. والتمتام: الذى في تمتمة، وهو الذي يتردَّد في التاء. وتتاموا، أي جاءوا كلهم وتموا. والمستتم في شعر أبى دواد ، هو الذى يطلب الصوف والوبر ليتم به نسج كسائه. والموهوب تمة. 
ت م م

تم تماماً وأتمه وتممه واستتمه واستتم نعمة الله بالشكر. وذهبت فلانة إلى جارتها تستتمها أي تطلب منها تمة وهي ما تتم به نسجها من صوف أو شعر أو وبر. قال أبو دؤاد في صفة الإبل:

فهي كالبيض في الأداحي ما يو ... هب منها لمستتم عصام

لعزتها على أهلها. وهذه الدراهم تمام المائة وتتمتها. وقد تممت المائة تتمة. ورجل تميم وامرأة تميمة: تاماً الخلق وثيقاه. واجتمعوا فتتاموا عشرة. وجعلته لك تماً أي بتمامه. قال طفيل:

عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر ناراً تم حول مجرم

وأبى قائلها إلا تما أي تماماص ومضيا فيها. وأحيا ليل التمام والتمام وهو أطول ليلة في السنة. قال امرؤ القيس:

فبت أكابد ليل الثما ... م والقلب من خشية مقشعر

وهذه ليلة الثمام والتمام: لليلة تمام القمر. وولدت لتمام وتمام. وألقت ولدها لغير تمام وتمام. وقد أتمت فهي متم كما تقول: مقرب.

ومدن للتي دنا نتاجها. قال:

زفير المتم بالمشيأ طرقت ... بكاهله فما يريم الملافيا

وصبي متمم: علقت عليه التمائم. وتممت عنه العين أتمها تماً أي دفعتها عنه بتعليق التميمة عليه. وفي الحديث: " من علق تميمة فلا أتم الله له ".

ومن المجاز: تم على الجريح إذا أجهز عليه. وتم على أمره: مضى عليه. وتم على أمرك، وتم إلى مقصدك، وتم تمامه.
(تمم) في حَديثِ أَسماءَ: "خَرجتُ وأنَا مُتِمٌّ" .
المُتِمُّ: من ذَواتِ الحَمْل: التي تَمَّت مُدَّةُ حَملِها وشَارفَت الوَضْع، والتِّمامُ بالكَسْر فيها، وفي لَيْلِ التِّمام، فأَمَّا سَائِرهُما فتَمَام بالفَتْح.
- في الحدِيث: "أَعُوذ بَكِلماتِ اللهِ التَّامَّات". إنَّما وَصَف كَلَامَه تَبارَك وتَعالَى بالتَّمام؛ لأَنَّه لا يَجُوز أن يَكُونَ في شَىءٍ من كلامه نَقْصٌ أو عَيبٌ كما يكون في كَلام الآدَمِيين.
ووَجهٌ آخر: وهو أنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ كانت على حَرْفَين فهى عند العرب نَاقِصَة. والتَّامَّة: ما كانَت في الأَصل على ثَلاثهِ أَحْرف. وقد أَخْبَر اللهُ سُبْحَانه وتَعالَى أَنَّه: {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وكَلِمة "كُنْ" نَاقِصَةٌ في الهِجاء، فنَفى - صلى الله عليه وسلم - النَّقصَ عن كَلِمات اللهِ تعالى قَطْعاً للأَوهَامِ، وإِعلاماً أَنَّ حُكمَ كَلامِه خِلافُ كَلامِ الآدمِيِّين، وإِن نَقَص هِجاؤه في الكِتابة لا يَسْلُبه صِفَة التَّمامِ والكَمالِ.
وقيل: مَعنَى التَّمام هَا هُنا أَنَّها تَنفَع المُتَعَوِّذَ بها وتَشْفِيه وتَحْفَظُه من الآفاتِ وتَكْفِيه.
وكان أحمدُ بنُ حَنْبلَ، رحِمَه اللهُ،: يَستَدِلُّ به على أن القرآن غَيرُ مَخْلُوق، لأنه ما مِنْ مَخْلُوقٍ إلَّا وفيه نَقْص.
- وفي حَدِيثِ الدُّعَاءِ عند الأَذانِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدّعْوةِ التَّامَّةِ"
إنَّما وصَفَها بالتَّمام، لأَنَّها أيضا ذِكرُ الله عَزَّ وجَلَّ، يُدعَى بها إلى عبادةِ اللهِ تَعالَى، وهذِه الأشياء هي التي تَسْتَحِقُّ صِفةَ الكَمالِ والتَّمامِ، وما سِواها من أمور الدُّنيا يَعرِضُ له النَّقْصُ والفَسادُ. - في الحَدِيث "فَتَتَامَّت إليه قُرْيش"
: أي تَوافرت .
- ومن حديث مُعاوِيَةَ: "إن تَمَمْتَ على ما تُرِيد" مُخَفَّف.
يقال: تَمَّ عَلَى الأَمْرِ: أي استَمَرَّ عليه وتَمَّمَه.
[تمم] فيه: أعوذ بكلمات الله "التامات" أي ليس في شيء من كلامه نقص أو عيب، وقيل: أي النافعة للمتعوذ بها وتحفظه من الآفات، ويتم في كلمة. ط: أو القرآن (مظ) أسماءه وصفاته. ورب هذه الدعوة أي دعوة إلى الصلاة، تامة في إلزام الحجة وإيجاب الإجابة، والصلاة القائمة أي الدائمة لا ينسخها دين. ك: التامة أي التي لا يدخلها تغير بل باقية إلى يوم النشور، أو لجمعها العقائد بتمامها، ويتم في الدعوة. نه: التامة لأنها ذكر الله ويدعى بها إلى عبادته فهو يستحق صفة الكمال والتمام. وفيه: كان صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة "التمام" أي ليلةأاربع عشرة من الشهر لأن القمر يتم فيها نوره، وتفتح تاؤه وتكسر، وقيل: ليلة التمام أطول ليلة في السنة. وفيه: الجذع "التام" التم يجزئ، تم وتم بمعنى التام، ويروى: الجذع التام التمم، فالتام ما استوفى وقتاً يسمى فيه جذعاً وبلغ أن يسمى ثنيا، والتمم: التام الخلق. ن: بلعنة الله التامة أي التي لا نقص فيها أو الموجبة للعذاب السرمد. وح: فخرجت وأنا "متم" أي مقاربة للولادة. ومن أصبح مفطراً "فليتم" صومه أي فليمسك بقية يومه حرمة لليوم. نه وفي ح معاوية: أن "تممت" على ما تريد،
(ت م م) : (تَمَّ) عَلَى أَمْرِهِ أَمْضَاهُ وَأَتَمَّهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِنْ نَكَلَ وَتَمَّ عَلَى الْإِبَاءِ أَيْ مَضَى عَلَى الْإِنْكَارِ (وَتِمَّ) عَلَى مَقْصِدِكَ وَتِمَّ عَلَى أَمْرِكَ أَمْضِهِ (وَمِنْهُ) تِمَّ عَلَى صَوْمِكَ وَفِي الْكَرْخِيِّ (تِمَّ) صَوْمَكَ غَلَطٌ وَاسْتَتْمَمْتُ الْأَمْرَ أَتْمَمْتُهُ (وَقَوْلُهُ) لِلْجَهَالَةِ الْمُسْتَتِمَّةِ بِالْكَسْرِ أَيْ الْمُتَنَاهِيَةِ الصَّوَابَ بِالْفَتْحِ لِأَنَّ فِعْلَهُ مُتَعَدٍّ كَمَا تَرَى وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ مَحْفُوظًا فَلَهُ تَأْوِيلٌ (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «إنَّ التَّمَائِمَ وَالرُّقَى وَالتُّوَلَةَ مِنْ الشِّرْكِ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ التَّمَائِمُ وَاحِدُهَا تَمِيمَةٌ وَهِيَ خَرَزَاتٌ كَانَ الْأَعْرَابُ يُعَلِّقُونَهَا عَلَى أَوْلَادِهِمْ يَتَّقُونَ بِهَا النَّفْسَ أَيْ الْعَيْنَ بِزَعْمِهِمْ وَهُوَ بَاطِلٌ وَلِهَذَا قَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ» وَإِيَّاهَا أَرَادَ أَبُو ذُؤَيْبٍ بِقَوْلِهِ
وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ
قَالَ الْقُتَبِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ الْمُعَاذَاتِ هِيَ التَّمَائِمُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إنَّمَا التَّمِيمَةُ هِيَ الْخَرَزَةُ وَلَا بَأْسَ بِالْمُعَاذَاتِ إذَا كُتِبَ فِيهَا الْقُرْآنُ أَوْ أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمَنْ جَعَلَ التَّمَائِمَ سُيُورًا فَغَيْرُ مُصِيبٍ، وَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
وَكَيْفَ يَضِلُّ الْعَنْبَرِيُّ بِبَلْدَةٍ ... بِهَا قُطِعَتْ عَنْهُ سُيُورُ التَّمَائِمِ
فَإِنَّهُ أَضَافَ السُّيُورَ إلَيْهَا؛ لِأَنَّهَا خَرَزٌ تُثْقَبُ وَيُجْعَلُ فِيهَا سُيُورٌ أَوْ خُيُوطٌ تُعَلَّقُ بِهَا، (وَمِنْ ذَلِكَ) مَا رُوِيَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطَعَ التَّمِيمَةَ مِنْ عُنُقِ الْفَضْلِ» ، وَعَنْ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ كُلَّ شَيْءٍ يُعَلَّقُ عَلَى صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ وَيَقُولُ: هُوَ مِنْ التَّمَائِمِ، وَيُقَالُ رَقَاهُ الرَّاقِي رَقْيًا وَرُقْيَةً إذَا عَوَّذَهُ نَفَثَ فِي عُوذَتِهِ قَالُوا وَإِنَّمَا تُكْرَهُ الرُّقْيَةُ إذَا كَانَتْ بِغَيْرِ لِسَانِ الْعَرَبِ وَلَا يُدْرَى مَا هُوَ، وَلَعَلَّهُ يَدْخُلُهُ سِحْرٌ أَوْ كُفْرٌ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ الْقُرْآنِ وَشَيْءٍ مِنْ الدَّعَوَاتِ فَلَا بَأْسَ بِهِ.

(وَالتُّوَلَةُ) بِالْكَسْرِ السِّحْرُ وَمَا يُحَبِّبُ الْمَرْأَةَ إلَى زَوْجِهَا وَأَمَّا (التُّوَلَةُ) بِالضَّمِّ فِي حَدِيثِ قُرَيْشٍ فَالدَّاهِيَةُ (وَتَمِيمُ) بْنُ طَرَفَةَ الطَّائِيُّ يَرْوِي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَالضَّحَّاكِ وَعَنْهُ الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ فَقَوْلُهُ تَمِيمٌ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «الْوُضُوءُ عَنْ كُلِّ دَمٍ سَائِلٍ» فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّمْتَامُ الَّذِي يَتَرَدَّدُ فِي التَّاءِ وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ الَّذِي يَعْجَلُ فِي الْكَلَامِ وَلَا يُفْهِمُكَ.
[ت م م] تَمَّ الشىءُ يَتمُّ تَمّا، وتَما وتِمّا، وتَمامَةً، وتِمامًا، وتِمَّةً. وتَمامُ الشَّىْءِ، وتَمَامَتْه، وتتَمِتُه: ما تَمَّ به. قالَ الفارِسِىُّ: تَمامُ الشَّىْءِ: ما تَمَّ بِه، بالفَتْح لا غيرُ. يَحْكيه عن أَبِى زَيْدٍ. وأَتَّم الشَّىْءَ، وأَتَمَّ بِه، وتَمَّمَه، وتَمَّ بِه يَتِمُّ: جَعَلَهُ تامّا، وأنْشَدَ ابنُ الأَعرابِىٍّ.

(إِنْ قُلْتَ يَوْمًا نَعَمْ بَدْءًا فِتمَّ بها ... فإِنَّ إِمْضاءَها صِنْفٌ من الكَرَمٍ)

وقولُه تَعالَى: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة: 196] قِيلَ: إِتْمامُهُما أنْ تكونَ النَّفَقَةُ حَلالاً، وأَنْ يَنْتَهِىَ عمّا نَهَى اللهُ عنه. وقيل: إِتْمامُهُما: تَأْدِيَةُ كلِّ ما فِيهما من الوُقُوفِ والطَّوافِ، وغيرِ ذلك. وليلُ التِّمامِ، ولكسرِ لا غَيْرُ: أَطْوَلُ ما يكونُ من لَيالِى الشِّتاءِ. وقِيلَ: هي ثَلاثٌ لا يُسْتَبانُ نُقصانُها. وقيل: هو إِذا بَلَغَت اثْنَتَىْ عَشْرَةَ ساعَةً فما زادَ. ووَلَدَتِ المرْأَةُ لِتمٍّ، وتِمامٍ، وتَمامٍ: إِذا وَلَدَتْهُ وقد تَمَّ خَلْقُه. وأَتَّمتِ الَمرْأَةُ: وهى مِتمٌّ: دَنَا وِلادُها. وأَتَّمتِ النّاقَةُ وهي مُتِمٌّ: دَنَا نِتاجُها. وأَتَمَّ النْبْتُ: اكُتَهَلَ. وأَتَمَّ القَمَرُ: امْتَلأ فَبَهَرَ، وهو بَدْرٌ تَمامٌ، وبَدْرُ تَمامٍ، وتِمامِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وُلِدَ الغُلامُ لِتمٍّ، وتِمامٍ، وبَدْرُ تَمامٍ، وكُلُّ شَيْءٍ بعدَ هذا فهو بالفَتْحِ. وتَمَّمَ على الجَرِيحٍ: أَجْهَزَ. وتَمَّ عَلَى الشَّئِْ: أَكْمَلَهُ، قال الأَعْشَى:

(فَتَمَّ عَلَى مَعْشُوقَةٍ لا يَزِيدُها ... إليهِ بَلاءُ السِّوْءِ إِلاَّ تَحَبُّبَا)

وقولُ أبِى ذُؤَيبٍ: (فَباتَ بجَمْعٍ ثم تَمَّ إِلى مِنًى ... فأَصْبَحَ رَأْدًا يبْتَغِي الُمزْجَ بالسَّحْلِ)

أراه يَعنْي بتَمَّ: أَكْمَلَ حَجَّهُ. واستْتَمَّ النًّعْمَةَ، سَأَلَ إِتْمامَها. وجَعَلَه تِمّا، أي: تَمامًا. وتَمَّمَ الكَسْرُ فَتَّممَ. وتَتَمَّمَ: انْصَدَعَ ولم يبِنْ. وقِيلَ: إذا انْصَدَعَ ثم بانَ. وقالُوا: أَبَى قائِلُها إِلاَّ تَمّا، وتُمّا، وتِمّا. والتَّمِيمُ: التامُّ الخَلْقِ. والتَّمِيمُ: الشَّدِيدُ، قالَ:

(وصُلْب تَمِيم يُبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُهُ ... )

وقِيلَ: التَّمِيمُ: التّامُّ الخَلْقِ الشَّديِدُ، من النّاسِ والخَيْلِ. والتَّمِيمَةُ: خَرَزَةٌ رَقْطاءُ تُنْطَمُ في السَّيْرِ، ثم تَعْقَدُ في العُنٌ قِ، وهى التَّمائِمُ، والتَّمِيمُ، عن ابنِ جِنَّى، وقِيلَ: هي قِلادَةٌ يُجْعَلُ فِيها سُيُورٌ وعُوَذٌ. وحُكِىَ عن ثَعْلبٍ: تَمَّمْتُ المُوْلُودَ: عَلَّقْتُ عليه التَّمِائِمَ. والَمتَمُّ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ. والتِّمَمُ والتُّمَمُ من الشَّعَرِ والوَبَر والصُّوفِ كالجِزَزِ، الواحِدَةُ تُمَّةٌ، فأَمّا التَّمَمُ فأُراه اسْمًا للجمع. واسْتَتَمَّهُ: طَلَبَ منه التِّمَمَ. وأَتَّمَّه: أَعْطاه إِيَّاها. والتّامُّ من الشِّعْرِ: ما يمكنُ أَن يَدْخُلَه الزِّحافُ فَيسْلَم منه. وقد تَمَّ الجُزْءُ تَمامًا. وقِيلَ: المُتَمَّمُ: كلُّ ما زِدْتَ عليه بعدَ اعْتِدالِ البَيْتِ حَرْفَيْنِ، وكانا من الجْزْءِ الذي زِدْتَه عليه، نحو: ((فاعِلاتُنْ في ضَرْبِ الرَّمَلِ، سُمِّىَ مُتَممَّاً لأَنَّكَ تَمَّمْتَ أصْلَ الجُزْءِ. ورجُلٌ مُتَمِّمٌ: إِذا فازَ قِدْحُه مرةً بعدَ مرّةٍ، فأَطْعَمَ لَحْمَه المَساكيِنَ. وتَمَّمَهُمْ: أَطْعَمَهُم نَصِيبِ قِدْحِه، حكاهُ ابنُ الأًَعْرابِىِّ، وأنْشَدَ قولَ النّابِغَة: (إِنِّى أُتَمِّمُ أَيْسارى وأَمْنَحُهُم ... مَثْنَى الأَيادِى وأَكْسُو الجَفْنَةَ الأُدُمَا)

أى: أُطْعٍِ مُهُم ذلك اللَّحْمَ. ومُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: من شُعَرائِهِم، قالَ ابنُ الأَعْرِابِىٍّ: سُمِّىَ بالمُتَمِّمِ: الذي يُطْعِمُ اللَّحْمَ المَساكِينَ والأَيْسارَ. وتَمِيمُ: قَبِيلةٌ، قال سِيبَوَيْهِ: من العَرَبِ من يَقُولُ: هذه تَمِيمٌ يجعَلُه اسمْاً للأَبَ ويَصرْفُ، ومنهم من يَجْعَلُه اسْماً للقَبِيلَةِ فلا يَصْرِفُ. قالَ: وقالُوا: تَمِيمُ بنتُ مُرٍّ، فأَنَّثُوه، ولم يَقُولوا: ابْنُ. وتَمَّمَ الرَّجُلُ: صارَ هَواهُ تَمِيمياً. وتَمَّمَ: انْتَسَبَ إِلى تَمِيمٍ. وقولُ العَجّاجِ:

(إِذا دُعُوا بالَتَمِيمٍ تَمُّوا ... )

أُراهُ مِنْ هذا، أي: أَسْرَعُوا إلى الدَّعْوِة. والتَّمْتَمَةُ: رِدُّ الكلامِ إِلى التّاءِ والميمِ، وقِيلَ: هو أَنْ يَعْجَلَ بَكلامه فلا يَكادُ يُفْهِمُكَ، وقِيلَ: هو أَنْ يَعْجَلَ بكَلاِمه، وقِيلَ: هو أَنْ تَسْبِقَ كَلِمْتُه إِلى حَنَكِه الأَعْلَى. ورَجُلٌ تَمْتامٌ، والأُنْثَى تَمْتامَةٌ.
تمم
تمَّ تَمَمْتُ، يَتِمّ، اتْمِمْ/ تِمَّ، تَمامًا وتَمًّا، فهو تامّ
• تمَّ الشَّيءُ:
1 - كمُل "تمّ توزيع الأراضي على الفلاحين- تمّ الكتابُ/ الشهرُ- مَن تمَّ عقله قلّ كلامه [مثل]- {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ".
2 - تحقّق، حدث، وقع "تمّ اكتشاف دواء جديد- تمّ الزواج- تمّ له ما أراد- {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

أتمَّ يُتمّ، أتْمِمْ/ أتِمَّ، إتمامًا، فهو مُتِمّ، والمفعول مُتَمّ (للمتعدِّي)
• أتمَّتِ الحامِلُ: دنا وقت ولادتها.
• أتمَّ دراستَه: أكمَلها "أتمّ سِنَّ العشرين- أتمّ الكتابَ/ الصفقة- {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا} ". 

استتمَّ يستتمّ، اسْتَتْمِمْ/ اسْتَتِمَّ، استتمامًا، فهو مُستَتِمّ، والمفعول مُستَتَمّ
• استتمَّ الأمرَ:
1 - أتمّه، أكمَله "استتمت الرواية جميع عناصرها- استتمَّ طباعة معجمه الجديد".
2 - سأل إكماله "استتم النعمةَ بالشكر". 

تتامَّ يتتامّ، تَتامَمْ/ تَتامَّ، تتامًّا، فهو متتامّ
• تتامَّ القومُ: جاءوا كلهم وتمّوا "تتامّ المسافرون". 

تمَّمَ/ تمَّمَ على يُتمِّم، تتميمًا وتَتِمَّةً، فهو مُتمِّم، والمفعول مُتمَّم
• تمَّم الأمرَ: أتمَّه؛ أكملَه "يتمِّم هذا المقال سلسلة المقالات التي نُشرت من قبل" ° ربُّنا يتمِّمُ بخير.
• تمَّم المشرفُ على الطُّلاب: أحصاهم تحقُّقًا من عددهم.
• تمَّم على الجريح: أجهز عليه. 

تامّ [مفرد]: ج تامّون وتَوامُّ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من تمَّ.
2 - ما استكمل مقوِّماته، عكس ناقص "استقلال/ هدوء تامّ- ثقة/ حريّة تامّة- حقيقة تامة: لا تقبل الشكّ" ° تامّ الخَلْق: مُكتمل التكوين، لا نقص في بِنْيَتِه.
• التَّامّ: من صفات الله تعالى، ومعناه: المنزَّه عن النَّقص والعيب.
• الفِعْل التَّامّ: (نح) فعل يتمّ المعنى الأساسي بمرفوعه مثل كان بمعنى حصَل ووقع، فإنها تكتفي بالفاعل، أو هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول به، يقابله الفعل الناقص. 

تَتِمَّة [مفرد]:
1 - مصدر تمَّمَ/ تمَّمَ على.
2 - ما يكون به تَمام الشيء وتكملته "لهذا المقال تتِمّة في العدد القادم: جزء يتبع ما قد أنجز". 

تَتْميم [مفرد]:
1 - مصدر تمَّمَ/ تمَّمَ على.
2 - (بغ) إتيان في
 الكلام بكلمة أو عبارة توضح أو تكمّل ما سبقها، كقوله تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}. 

تَمام [مفرد]:
1 - مصدر تمَّ ° بالتَّمام والكمال: كاملاً غير منقوص- بدر تمام: قمر ممتلئ كامل الاستدارة- تَمامًا: على وجه الكمال، أو بالضبط، أو كلِّيًّا- تمام الوضوح: بصورة واضحة- في تمام السَّاعة السَّادسة: في السادسة بالضبط (تستعمل مع العدد الصحيح عادة) - لَيْل التَّمام: أطول ليالي الشتاء- لَيْلَةُ التَّمام: ليلة اكتمال القمر، وهي ليلة أربع عشرة من الشهر القمريّ.
2 - (جب) سلامة أو كمال عدد صحيح. 

تَمّ [مفرد]: مصدر تمَّ. 

تَميمة [مفرد]: ج تميمات وتَمَائِمُ: خرزة وما يشبهها تُعلَّق في العنق ظنًّا أنها تدفع العينَ أو تقي من الأرواح الشِّرِّيرة، أو شيء تُنسب إليه قوَّة سحريّة تحمي مالكه "مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ [حديث] " ° أُميطتْ عنه التَّمائم: كبر وأدرك. 

تميميَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تَميمة.
2 - (نف) حالة مرضية تتصف بالتعلق الجنسي بأجزاء معينة من الجسم أو ببعض الملابس الخاصة بالمحبوب وتنتهي عادة بالرضا الجنسي. 

مُتتامّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تتامَّ.
2 - متكامل.
• زاويتان متتامتان: (هس) زاويتان مجموعهما 90 درجة. 

مُتمِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تمَّمَ/ تمَّمَ على.
2 - (هس) مقدار ضروريّ لجعل الزاوية تساوي 90 درجة. 

تمم: تَمَّ الشي يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً

وتُماماً وتِماماً وتُمَّة وأَتَمَّه غيره وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بمعنىً،

وتَمَّمَه الله تَتْميماً وتَتِمَّةً، وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه

وتَتِمَّتُه: ما تَمَّ به. قال الفارسي: تَمامُ الشيء ما تمَّ به، بالفتح لا غير؛

يحكيه عن أَبي زيد. وأَتمَّ الشيءَ وتَمَّ به يَتِمُّ: جعله تامّاً؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

إنْ قلتَ يوماً نَعَمْ بَدْأً، فَتِمَّ بها،

فإنَّ إمْضاءَها صِنْف من الكَرَم

وفي الحديث أَعوذ بكلمات الله التامَّاتِ؛ قال ابن الأَثير: إنما وصف

كلامه بالتمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْبٌ

كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التَّمام ههنا أَنها تنفَع

المُتَعَوِّذ بها وتَحْفَظه من الآفات وتَكْفيه. وفي حديث دُعاء الأَذان: اللهمَّ

رَبَّ هذه الدَّعْوة التامَّة؛ وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر الله

ويُدْعَى بها إلى عِبادته، وذلك هو الذي يستحِق صِفَة الكمال والتمام.

وتَتِمَّة كل شيء: ما يكون تَمام غايته كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة

وتَتِمَّة هذه المائة. والتِّمُّ: الشيء التامُّ، وقوله عز وجل: وإذ ابْتَلَى

إبراهيمَ رَبُّه بكلِمات فأَتَمَّهُنَّ؛ قال الفراء: يريد فَعمِل بهنّ،

والكلمات عَشْر من السُّنَّة: خَمْسٌ في الرأس، وخَمْسٌ في الجَسد، فالتي

في الرأس: الفَرْق وقَصُّ الشارب والمَضْمَضةُ والاسْتِنْشاقُ والسِّواكُ،

وأما التي في الجسَد فالخِتانةُ وحَلْقُ العانةِ وتَقْليمُ الأظفار

ونتفُ الرُّفْغَيْن والإستِنْجاءُ بالماء. ويقال: تَمَّ إلى كذا وكذا أَي

بَلغه؛ قال العجاج:

لما دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا

إلى المَعالي، وبهنَّ سُمُّوا

وفي حديث معاوية: إن تَمَمْتَ على ما تريد؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي

مُخَفَّفاً وهي بمعنى المشدّد. يقال: تَمَّ على الأَمر وتَمَمَ عليه،

بإِظهار الإِدغام، أَي استمرَّ عليه. وقوله في الحديث: تَتامَّتْ إليه قُرَيش

أَي أَجابته وجاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة. وقوله عز وجل: وأَتِمُّوا

الحَجَّ والعُمْرة لله؛ قيل: إتْمامهما تَأدِيةُ كلِّ ما فيهما من الوقوف

والطَّواف وغير ذلك. ووُلِدَ فلان لِتَمامٍ

(* قوله «وولد فلان لتمام إلخ»

عبارة القاموس: وولدته لتم وتمام ويفتح الثاني) ولِتِمام، بالكسر. وليلُ

التِّمامِ، بالكسر لا غير، أَطول ما يكون من ليَالي الشِّتاء؛ ويقال: هي

ثلاث ليال لا يُسْتَبان زيادتُها من نُقْصانها، وقيل: هي إذا بَلَغَت

اثنَتَيْ عَشْرة ساعة فما زاد؛ قال امرؤ القَيس:

فَبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّما

مِ، والقَلْبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِر

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها قال: كان رسول الله.، صلى الله

عليه وسلم، يقوم الليلةَ التِّمام فيقرأُ سورة البقرة وآل عمران وسورة

النساء ولا يَمرُّ بآية إلاّ دعا الله فيها؛ قال ابن شميل: ليل التِّمام

أَطول ما يكون من الليل، ويكون لكل نجْم هَوِيّ من الليل يَطْلُع فيه حتى

تَطْلُع كلها فيه، فهذا ليل التِّمام. ويقال: سافرنا شهرنا ليل التِّمام لا

نُعَرِّسُه، وهذه ليالي التِّمام، أَي شَهْراً في ذلك الزمان. الأَصمعي:

ليل التِّمام في الشتاء أَطول ما يكون من الليل، قال: ويَطُول لَيْلُ

التِّمام حتى تَطْلُع فيه النُّجوم كلها، وهي ليلة ميلاد عيسى، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام، والنصارى تعظِّمُها وتقوم فيها. حكي عن أَبي عمرو

الشيباني أَنه قال: ليل تِمام إذا كان الليل ثلاثَ عشرة ساعة إلى خمس عشرة

ساعة. ويقال لليلة أربع عشرة وهي الليلة التي يَتِمُّ فيها القمر ليلة

التَّمام، بفتح التاء. وقال أَبو عمرو: ليلُ التِّمام ستة أَشهر: ثلاثة

أَشهر حين يزيد على ثنتَيْ عشْرة ساعة، وثلاثة أَشهر حين يَرْجِع، قال:

وسمعت ابن الأَعرابي يقول: كل ليلة طالت عليك فلم تَنَمْ فيها فهي ليلة

التِّمام أَو هي كليلة التِّمام. ويقال: ليلٌ تِمامٌ وليلُ تِمام، على

الإضافة، وليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌّ أَيضاً؛ وقال الفرزدق:

تِمامِيّاً، كأَنَّ شَآمِياتٍ

رَجَحْنَ بِجانِبَيْه من الغُؤُور

وقال ابن شميل: ليلة السَّواء ليلة ثلاث عشرة وفيها يَسْتوي القمر، وهي

ليلة التَّمام. وليلة تَمامِ القمر، هذا بفتح التاء، والأَول بالكسر.

ويقال: رُئِيَ الهلال لِتمِّ الشهر، وولدت المرأة لِتِمٍّ وتِمام وتَمامٍ

إذا أَلْقَتْه وقد تَمَّ خَلْفه. وحكى ابن بري عن الأَصمعي: ولدَتْه

للتَّمام، بالأَلف واللام، قال: ولا يَجيء نكِرةً إلاّ في الشعر. وأَتَمَّت

المرأة، وهي مُتِمٌّ: دنا وِلادُها. وأَتَمَّت الحْبْلى، فهي مُتِمٌّ

إذا تَمَّت أَيامُ حَمْلِها. وفي حديث أَسماء: خرجْت وأَنا مُتِمٌّ؛

يقال: امرأَة مُتِمٌّ للحامل إِذا شارَفَتِ الوَضْع، ووُلِد المَوْلود

لِتِمامِ وتِمامٍ. وأَتَمَّت الناقة، وهي مُتِمٌّ: دنا نتاجها. وأَتَمَّ

النَّبْتُ: اكْتَهل. وأَتَمَّ القمرُ: امْتلأَ فبَهَر، وهو بدْرُ تَمامٍ

وتِمامٍ وبدرٌ تَمامٌ. قال ابن دريد: وُلِد الغلام لِتِمٍّ وتِمامٍ وبدرُ

تِمامٍ وكل شيء بعد هذا فهو تَمامٌ، بالفتح. غيره: وقمرُ تَمامٍ وتِمامٍ إذا

تَمَّ ليلة البَدْر. وفي التنزيل العزيز: ثم آتينا موسى الكتاب تَماماً

على الذي أَحسَنَ؛ قال الزجاج: يجوز أَن يكون تَماما على المُحْسِن، أَراد

تَماماً من الله على المُحْسِنين، ويجوز تَماماً على الذي أَحسنه موسى

من طاعة الله واتِّباع أَمره، ويجوز تَماماً على الذي هو أَحسن الأَشياء،

وتَماماً منصوب مفعول له، وكذلك وتَفْصِيلاً لكل شيء؛ المعنى: آتيناه

لهذه العِلَّة أَي للتَّمام والتَّفصيل؛ قال: والقراءة على الذي أَحسَنَ،

بفتح النون؛ قال: ويجوز أَحسنُ على إضمار الذي هو أَحسنُ، وأَجاز القُراءُ

أَن يكون أَحسَن في موضع خفض، وأَن يكون من صفة الذي، وهو خطأٌ عند

البصريين لأَنهم لا يعرفون الذي إلاَّ موصولة ولا تُوصَف إلا بعد تمام

صِلَتها.

والمُسْتَتِمُّ في شِعر أَبي دُواد: هو الذي يطلب الصُّوفَ والوَبَرَ

لِيُتِمَّ

به نَسْجَ كِسائه، والمَوْهوب تُمَّةٌ؛ قال ابن بري: صوابه عن أَبي زيد،

والجمع تِمَمٌ، بالكسر، وهو الجِزَّة من الصُّوف أَو الشعَر أَو

الوَبَر؛ وبيت أَبي دواد هو قوله:

فَهْيَ كالبَيْضِِ، في الأَداحِيّ، لا يُو

هَبُ منها لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ

أَي هذه الإِبل كالبَيْض في الصِّيانة، وقيل في المَلاسة لا يُوهب منها

لمُسْتَتِمّ أَي لا يُوجد فيها ما يُوهَب لأَنها قد سَمِنت وأَلْقَت

أَوْبارَها؛ قال: والمُسْتَتِمُّ الذي يطلُب التُّمَّةَ، والعِصامُ: خيط

القِرْبة.

والمُتَتَمِّمُ: المتكسِّر؛ قال الشاعر

إِذا ما رآها رُؤيةً هِيضَ قَلْبه

بها، كانْهِياضِ المُتْعَب المُتَتَمِّمِ

وتَمَّمَ على الجَريح: أَجْهِزَ. وتَمَّ على الشيء: أَكمله؛ قال

الأَعشى:فتَمَمَّ على مَعْشوقَةٍ لا يَزيدُها

إِليه، بَلاءُ السُّوءِ، إِلاَّ تَحبُّبا

قال ابن سيده: وقول أَبي ذؤيب:

فَباتَ بجَمْعٍ ثم ثابَ إِلى مِنىً،

فأَصْبَحَ رَأْداً يبتغي المَزْجَ بالسَّحْل

قال: أَراه يعني

(* قوله «أراه يعني إلخ» هكذا في الأصل، ولعل الشاهد في

بيت ذكره ابن سيده غير هذا، وأما هذا البيت فهو في الأصل كما ترى ولا

شاهد فيه وقد تقدم مع بيت بعده في مادة سحل). بتَمَّ أََكْمَل حَجَّه.

واسْتَتَمَّ النِّعْمة: سأَل إِتْمامها. وجعله تِمّاً أَي تَماماً. وجعلْته

لك تِمّاً أَي بِتَمامه. وتَمَّمَ الكَسْر فَتَمَّمَ وتَتَمَّم: انصَدَعَ

ولم يَبِنْ، وقيل: إِذا انصَدَعَ ثم بانَ. وقالوا: أَبى قائلُها إِلاَّ

تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً، ثلاث لغات، أَي تَماماً، ومضى على قوله ولم يرجع

عنه، والكسر أَفصح؛ قال الراعي:

حتى وَوَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ

جُدّاً، تَعاوَرَه الرياحُ وَبيلاً

بائصٍ: بعيدٍ شاقٍّ، ووَبِيلاً: وَخِيماً.

والتَّمِيمُ: الطويلُ؛ وأَنشد بيت العجاج:

لنا دَعَوْا يال تَمِيمٍ تَمُّوا

والتَّمِيمُ: التامُّ الخلْق. والتَّمِيمُ: الشاذُّ الشديدُ.

والتَّميمُ: الصُّلْب؛ قال:

وصُلْب تَمِيم يَبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُه،

إِذا ما تَمَطَّى في الحِزام تَبَطَّرا

أَي يَضيق عنه اللِّبْد لتَمامه، وقيل: التَّمِيمُ

التامُّ الخلْقِ الشديده من الناس والخَيْل. وفي حديث سليمان بن يَسار:

الجَذَعُ التامُّ التِّمُّ يُجْزئ؛ قال ابن الأَثير: يقال تِمٌّ وتَمٌّ

بمعنى التامِّ، ويروى الجَذَع التامُّ التَّمَمُ، فالتامُّ الذي استوفى

الوقت الذي يسمَّى فيه جَذَعاً وبَلغ أَن يسمَّى ثَنِيّاً، والتَّمَمُ

التامُّ الخلْق، ومثله خلْق عَمَمٌ. والتَّمِيمُ: العُوَذ، واحدتها

تَمِيمةٌ. قال أَبو منصور: أَراد الخَرز الذي يُتَّخَذ عُوَذاً.

والتَّمِيمةُ: خَرزة رَقْطاء تُنْظَم في السَّير ثم يُعقد في العُنق،

وهي التَّمائم والتَّمِيمُ؛ عن ابن جني، وقيل: هي قِلادة يجعل فيها سُيُورٌ

وعُوَذ؛ وحكي عن ثعلب: تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت عليه التَّمائم.

والتَّمِيمةُ: عُوذةٌ تعلق على الإِنسان؛ قال ابن بري: ومنه قول سلَمة بن

الخُرْشُب:

تُعَوَّذُ بالرُّقى من غير خَبْلٍ،

وتُعْقَد في قَلائدها التَّمِيمُ

قال: والتَّمِيمُ جمع تمِيمةٍ؛ وقال رفاع

(* قوله «رفاع»

هكذا في الأصل رفاع بالفاء، وتقدم في مادة نوط: رقاع منقوطاً بالقاف

ومصله في شرح القاموس هنا وهناك) بن قيس الأَسدي:

بِلادٌ بها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي

وأَوَّل أَرضٍ مَسَّ جِلدي تُرابُها

وفي حديث ابن عَمرو

(* قوله «وفي حديث ابن عمرو» هكذا في الأصل ونسخة من

النهاية بفتح أوله، وفي نسخة من النهاية: عمر بضم أوله): ما أُبالي ما

أَتيت إِن تعلقت تَمِيمةً. وفي الحديث: مَن عَلَّق تَمِيمةً فلا أَتَمَّ

الله له؛ ويقال: هي خَرزة كانوا يَعْتَقِدون أَنها تَمامُ الدَّواء

والشِّفاء، قال: وأَمّا المَعاذاتُ إِذا كُتِب فيها القرآن وأَسماءُ الله تعالى

فلا بأْسَ بها. والتَّمِيمةُ: قِلادةٌ من سُيورٍ، وربما جُعِلَتِ

العُوذةَ التي تعلَّق في أَعناق الصبيان. وفي حديث ابن مسعود: التَّمائمُ

والرُّقى والتِّوَلةُ من الشِّرْك. قال أَبو منصور: التَّمائمُ واحدتُها

تَمِيمةٌ، وهي خَرزات كان الأعرابُ يعلِّقونها على أَولادِهم يَنْفون بها

النفْس والعَين بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ؛ وإِيّاها أَراد الهُذَلي

بقوله:وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها،

أَلْفَيْتَ كلَّ تَمِيمة لا تَنْفَعُ

وقال آخر:

إِذا مات لم تُفْلِحْ مُزَيْنةُ بعدَه،

فتُوطِي عليه، يا مُزَيْنُ، التَّمائما

وجعلها ابن مسعود من الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِيةً من المَقادِير

والموْتِ وأَرادُوا دَفْعَ ذلك بها، وطلبوا دَفْعَ الأَذى من غير الله الذي

هو دافِعُه، فكأَنهم جعلوا له شريكاً فيما قَدّر وكَتَب من آجال العِبادِ

والأَعْراضِ التي تُصيبهم، ولا دافع لما قَضى ولا شريك له تعالى وتقدّس

فيما قَدّر. قال أَبو منصور: ومن جَعل التَّمام سُيوراً فغيرُ مُصِيبٍ؛

وأَما قول الفرزدق:

وكيف يَضِلُِّ العَنْبَرِيُّ ببلْدةٍ،

بها قُطِعَتْ عنه سُيور التَّمائِم؟

فإِنه أَضاف السُّيورَ إِلى التَّمائم لأَن التمائم خَرز تُثْقَب ويجعل

فيها سُيورٌ وخُيوط تُعلَّق بها. قال: ولم أَرَ بين الأَعراب خلافاً أَنّ

التَّميمةَ هي الخرزة نفسُها، وعلى هذا مذهب قول الأَئمة؛ وقول طُفَيل:

فإِلاَّ أَمُتْ أَجْعَلْ لِنَفْرٍ قِلادَةٌ،

يُتِمُّ بها نَفْرٌ قَلائدَه قَبْلُ

قال: أَي عاذه

(* قوله «قال أي عاذه إلى قوله إلى الواسطة» هكذا في

الأصل). الذي كان تقلَّده قبل؛ قال: يُتِمُّ يحطها تَمِيمةَ خَرزِ قلائده

إِلى الواسطة، وإِنما أَراد أُقَلِّده الهِجاء. ابن الأَعرابي: تُمَّ إِذا

كُسِر وتَمَّ إِذا بلَّغ

(* قوله «وتم إذا بلغ إلخ» هكذا في الأصل

والتكملة والتهذيب، وأما شارح القاموس فذكر هذا الشطر عقب قول المتن: وتمم الشيء

أهلكه وبلغه أجله، ثم قال في المستدرك: تم إذا كسر وتم إذا بلغ، ولم

يذكر شاهداً عليه)؛ وقال رؤبة:

في بَطْنه غاشيةٌ تُتَمِّمُهْ

قال شمر: الغاشية وَرَم يكون في البطْن، وقال: تُتَمِّمُهُ أَي تُهْلِكه

وتبلِّغه أَجَلَه؛ وقال ذو الرمة:

كانْهِياض المُعْنَتِ المُتَتَمِّمِ

يقال: ظَلَع فلان ثم تَتَمَّم تَتَمُّماً أَي تَمَّ عَرَجُه كَسْراً، من

قولك تُمَّ إِذا كسر. والمُتَمُّ: منقَطَع عِرْق السُّرَّة. والتُّمَمُ

والتِّمَمُ من الشعَر والوَبر والصُّوف: كالجِزَزِ، الواحدة تُمَّة. قال

ابن سيده: فأَمَّا التَّمُّ فأَراده اسماً للجمع. واسْتَتَمَّه: طلب منه

التِّمَمَ، وأَتَمَّه: أَعطاه إِياها. ابن الأَعرابي: التِّمُّ الفأْس،

وجمعه تِمَمةٌ.

والتَّامُّ من الشِّعْر

(* قوله «والتام من الشعر إلخ» هكذا في الأصل،

وعبارة التكملة: ومن القاب العروض التام وهو ما استوفى نصفه نصف الدائرة

وكان نصفه الاخير بمنزلة الحشو يجوز فيه ما جاز فيه): ما يمكن أَن يَدْخُله

الزِّحافُ فيَسلَمُ منه، وقد تم الجُزء تَماماً، وقيل: المُتَمَّمُ كلُّ

ما زدت عليه بعد اعتدالِ

البيت، وكانا من الجُزْء الذي زِدْتَه عليه نحو فاعِلاتُنْ في ضرب

الرمل، سمي مُتَمَّماً لأَنك تَمَّمْتَ أَصل الجُزْء.

ورجل مُتَمِّم إِذا فازَ قِدْحُه مرَّة بعد مرَّة فأَطعَم لَحْمَه

المساكين. وتَمَّمَهم: أَطعمهم نَصِيبَ قِدْحه؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد

قول النابغة:

إِني أُتَمِّمُ أَيْساري وأَمْنَحُهُمْ

مَثْنى الأَيادي، وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما

أَي أُطْعِمهم ذلك اللَّحْم.

ومُتَمِّمُ بن نُويْرة: من شُعرائهم شاعرُ

بني يَرْبوع؛ قال ابن الأَعرابي: سمي بالمُتَمِّم الذي يُطْعِم اللَّحْم

المساكين والأَيْسار؛ وقيل: التَّتْمِيمُ في الأَيسار أَن ينقُص

الأَيْسار في الجَزُور فيأْخذ رجُل ما بَقِي حتى يُتَمِّم الأَنْصِباء.

وتَمِيمٌ: قَبيلةٌ، وهو تَمِيمُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة بنِ

إِلْياسَ بن مُضَرَ؛ قال سيبويه: من العرب من يقول هذه تَميمٌ يجعله

اسماً للأَب ويصرِف، ومنهم مَن يجعله اسماً للقبيلة فلا يَصْرِف، وقال:

قالوا تَميم بنتُ مُرٍّ فأَنَّثوا ولم يقولوا ابن. وتَمَّمَ الرجلُ: صار

هَواه تَمِيمِيّاً. وتَمَّم: انتَسب إِلى تَمِمٍ؛ وقول العجاج:

إِذا دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا

قال ابن سيده: أَراه من هذا أَي أَسرعوا إلى الدعوة. الليث: تَمَّم

الرجلُ إِذا صار تَميميَّ الرأْي والهوى والمَحَلَّة. قال أَبو منصور:

وقياسُما جاء في هذا الباب تَتَمَّم، بتاءين، كما يقال تَمَضَّر وتَنَزَّر،

وكأَنهم حذفوا إِحدى التاءين استثقالاً للجمع. وتتامُّوا أَي جاؤوا كلهم

وتَمُّوا.

والتَّمْتَمةُ: ردُّ الكلام إِلى التاء والميم، وقيل: هو أَن يَعْجَل

بكلامه فلا يكاد يُفْهِمك، وقيل: هو أَن تسبِق كلمتُه إِلى حَنَكِه

الأَعْلى، والفأْفاء: الذي يعسُر عليه خروج الكلام، ورجل تَمْتام، والأُنْثى

تَمْتامةٌ. وقال الليث: التَّمْتَمةُ في الكلام أَن لا يبين اللسان يُخْطئ

موضع الحرف فيرجِع إِلى لفظ كأَنه التاء والميم، وإِن لم يكن بَيِّناً.

محمد ابن يزيد: التَّمْتَمَة الترديد في التاء، والفأْفأَة الترديد في

الفاء.

تمم

( {تَمَّ) الشَّيْءُ (} يَتِمُّ {تَمًّا} وَتَمامًا مُثَلَّثَتَيْن {وتَمامَةً) بِالْفَتْح، (ويُكْسَرُ) ويُقال: إِنَّ الكَسْر فِي التِّمِّ أَفْصَحُ. قَالُوا: أَبَى قائلُها إِلاَّ} تِمًّا، مثلَّثة، أَي: {تَمامًا، ومَضَى على قَوْله وَلم يَرْجِع عَنهُ، قَالَ الرَّاعِي:

(حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ ... جُدًّا تُغادِرُه الرِّياحُ وَبِيلاَ)

(} وأَتَمَّه) {إِتْماماً، (} وَتَمَّمَهُ) {تَتْمِيمًا} وَتَتِمَّةً، ( {واسْتَتَمَّهُ} وَتَمَّ بِهِ، و) {تَمَّ (عَلَيْه) : إِذا (جَعَلَهُ} تَامًّا) . وَقَوله تعالَى: { {فأتمهن} قَالَ الفَرَّاء: يُرِيد فَعَمِلَ بِهِنَّ. وَقَوله تَعالَى: {} وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله} قِيل: {إِتْمامُها تَأْدِيَةُ كُلِّ مَا فِيهما من الوُقُوفِ والطَّواف وَغير ذَلِك.
وَيُقَال:} تَمَّ عَلَيْهِ؛ أَي: اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ، وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ:
(إِنْ قُلْتَ يَوْمًا نَعَمْ بَدْأً {فَتِمَّ بِها ... فإنّ إِمْضاءَها صِنْفٌ من الكَرَمِ)

(} وتَمامُ الشَّيْءِ {وَتَمامَتُه} وَتَتِمَّتُهُ: مَا {يَتِمُّ بِهِ) . وَقَالَ الفارسيُّ:} تَمامُ الشيءِ: مَا {تَمَّ بِهِ، بالفَتْح لَا غير، يحكيه عَن أبي زيد.} وَتَتِمَّةُ كُلِّ شَيْء: مَا يكونُ {تَمامَ غايَتِه، كَقَوْلِك: هَذِه الدراهِمُ} تَمامُ هذِهِ المائةِ، {وَتَتِمَّةُ هذِهِ الْمِائَة.
قَالَ شيخُنا: وَقد سَبَقَ فِي ((ك م ل)) أنّ} التَّمامَ والكَمالَ مُترادِفان عِنْد المُصَنّف وَغَيره، وأنَّ جَماعةً يفرقون بَيْنَهما بِمَا أَشَرْنا إِلَيْهِ. وَزعم العَيْنِيُّ أنّ بَينهمَا فَرْقاً ظاهِرًا وَلم يُفْصِحْ عَنهُ، وَقَالَ جماعةٌ: التّمامُ: الإِتْيانُ بِمَا نَقَص من الناقِص، والكَمالُ: الزِّيادةُ على التَّمامِ، فَلَا يَفْهَمُ السامعُ عَرَبِيًّا أَو غَيره مِنْ رجُلٍ تامّ الخَلْقِ إِلاّ أَنّه لَا نَقْصَ فِي أَعْضائه، وَيَفْهَمُ من كاملٍ وَخَصَّه بِمَعْنَى زائدٍ على التَّمامِ كالحُسْنِ والفَضْلِ الذاتيِّ أَو العَرَضي، فالكَمال تَمامٌ وزِيادَة، فَهُوَ أَخَصُّ وَقد يُطْلَق كُلٌّ على الآخَرِ تَجَوُّزًا، وَعَلِيهِ قولُه تَعالَى: {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ {وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي}
كَذَا فِي كتاب التَّوْكِيد لِابْنِ أبِي الإِصْبعَ. وَقيل: التّمام يَسْتَدْعِي سَبْقَ نَقْصٍ بِخِلاف الكَمال. وَقيل: غير ذَلِك مِمّا حَرَّره البَهاءُ السُّبْكِيُّ فِي عَرُوسِ الأَفْراح وابنُ الزَّمْلَكاني فِي شَرْحِ التِّبْيان وَغير وَاحِد. قلت: وَقَالَ الحَرَالِيُّ: الكَمالُ: الانْتِهاء إِلَى غايَةٍ لَيْسَ وَراءها مَزِيدٌ من كُلِّ وَجْه. وَقَالَ ابنُ الكَمال:: كَمالُ الشَّيْءِ حُصولُ مَا فِيه الغَرَضُ مِنْه، فَإِذا قيل: كَمُلَ فَمَعْناهُ حَصَلَ مَا هُوَ الغَرَض مِنْه.
(ولَيْلُ} التِّمامِ، كَكِتابٍ) ، ولَيْلُ {تِمام، كِلَاهُمَا بِالْإِضَافَة، (ولَيْلٌ) تِمامٌ، ولَيْلٌ (} تِمامِيٌّ) كِلاهُما على النَّعْت: (أَطْوَلُ) مَا يكونُ من (لَيالِي الشِّتاءِ) ، قَالَ الأصمعيُّ: وَيَطُولُ لَيْلُ التِّمام حَتَّى تَطْلع فِيهِ النُّجُوم كلّها، وَهِي لَيْلَة ميلادِ عِيسَى على نَبِيّنا وَعَلِيهِ أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، والنَّصارَى تَعظّمها وَتقوم فِيهَا. (أوْ هِيَ ثَلاث) لَيالٍ (لَا يُسْتَبانُ نُقْصانها) مِنْ زِيادتِها، (أَو هِيَ إِذا بَلَغَتْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ساعَةً فَصاعِدًا) ، أَو إِذا بَلَغَت ثلاثَ عَشَرَةَ سَاعَة إِلَى خَمْسَ عشَرَة سَاعَة، قَالَ امرؤْ القَيْس:
(فبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّمامِ ... والقَلْبُ مِنْ خَشْيَةٍ مُقْشَعِرّْ)

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: لَيْلُ التِّمام ستَّةُ أَشْهُرٍ، ثلاثةُ أَشْهُرٍ حِين يَزِيدُ على ثِنْتَيْ عَشَرَة سَاعَة، وثلاثةُ أَشْهُرٍ حِين يَرْجِع، قَالَ: وسمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول: كُلُّ لَيْلَةٍ طالتْ عَلَيْك فَلم تَنَمْ فِيهَا فَهي لَيْلَةُ التِّمام، أَو هِيَ كَلَيْلَةِ التِّمامِ. وَقَالَ الفَرَزْدَق:
( {تِمامِيَّا كَأَنَّ شَآمِياتٍ ... رَجَحْنَ بجانِبَيْه من الغُؤُورِ)

وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: لَيْلَةُ السَّواءِ لَيْلَةُ
ثَلاثَ عَشَرَة، وفيهَا يَسْتَوِي القَمَرُ، وَهِي لَيْلَةُ التَّمام، ولَيْلَة تَمامِ القَمَر، وَهَذَا بفَتْح التَّاء، والأوَّلُ بالكَسْر.
(و) يُقالُ: (وَلَدَتْهُ} لِتِمٍّ {وتِمامٍ) ، بكَسْرِهما، (ويُفْتَحُ الثَّانِي، أَي) بَلَّغَتْه (تَمام الخَلْق) ، أَي: تَمَّ خَلْقُه، وحكَى ابنُ بَرِّي عَن الأصمعيِّ: وَلَدَتْه التَّمامَ، بِالْألف وَاللَّام، قَالَ: وَلَا تجيءُ نَكرَةً إِلاّ فِي الشِّعْر.
(} وَأَتَمَّتْ) المرأةُ (فَهِيَ {مُتِمٌّ: دَنا وِلادُها) ،} وأَتَمَّتِ الحُبْلَى: إِذا تَمَّتْ أيامُ حَمْلِها، وَأَتَمَّتِ الناقَةُ: دَنا نِتاجُها، وَفِي حَدِيث أَسمَاء: ((خَرَجْتُ وَأَنا {مُتِمٌّ)) ، يُقَال: امرأةٌ مُتِمٌّ؛ للحامِلِ إِذا شارَفَت الوَضْعَ.
(و) } أَتَمَّ (النَّبْتُ: اكْتَهَلَ. و) أَتَمَّ (القَمَرُ: امْتَلأَ فَبَهَرَ، فَهُوَ بَدْرُ {تَمامٍ، ويُكْسَرُ، ويُوصَفُ بِهِ) ، وَيُقَال: قَمَرُ تَمامٍ} وتِمامٍ: إِذا تَمَّ لَيْلَةَ البَدْرِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وُلِدَ الغلامُ! لِتمٍّ وتِمامٍ، وبَدْرُ تِمامٍ، وكلُّ شيءٍ بعد هَذَا فَهُوَ تَمامٌ، بِالْفَتْح.
( {واسْتَتَمَّ النِّعْمَةَ) بالشُّكْرِ: (سَأَل} إِتْمامَها) .
( {وتَمَّمَ الكَسْرُ: انْصَدَعَ وَلم يَبِنْ، أَو انْصَدَع ثُمَّ بانَ،} كَتَمَّ فيهمَا) ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(كانْهِياضِ المُعْنَتِ {المُتَتَمِّمِ ... )

أَي: تَمَّ عَرَجُه كَسْرًا. كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب:} كَتَتمَّمَ فيهمَا، أَي: بتاءين.
(و) {تَمَّمَ (على الجَريحِ: أَجْهَزَ) ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) } تَمَّمَ (القَوْمَ: أَعْطَاهُمْ نَصِيبَ قِدْحِهِ) ، عَن ابْن الأعرابيِّ، وَأنْشد:

(إنّي {أُتَمِّمُ أَيْسارِي وَأَمْنَحُهم ... مَثْنَى الأيادِي وَأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما)

أَي: أُطْعِمُهُم ذَلِك اللَّحْمَ، قيل: وَبِه سُمِّيَ الرجلُ مُتَمِّمًا.
(و) } تَمَّمَ الرجلُ: (صارَ هَواهُ أَو رَأْيُه أَو مَحَلَّتُه {تَمِيمِيًّا) ، نَقله اللَّيث، (تَتَمَّمَ) بتاءَيْن، كَمَا يُقال: تَمَضَّرَ وَتَنَزَّرَ، وكأنّهم حَذَفُوا إِحدَى التاءَيْن استثقالاً للجَمْعِ، قَالَ الأزهريُّ: وَهَذَا هُوَ القِياس فِيمَا جاءَ فِي هَذَا الْبَاب.
(و) تَمَّمَ (الشَّيْءَ: أَهْلَكَه وَبَلَّغَه أَجَلَه) ، قَالَه شَمِرٌ، وَأنْشد لِرُؤْبَة:
(فِي بَطْنِه غاشِيَةٌ} تُتَمِّمُهْ ... )

قَالَ والغاشِيَةُ: وَرَمٌ يكون فِي البَطْنِ.
(! والتَّمِيمُ) ، كأميرٍ: (التَّامُّ الخَلْقِ، و) أَيضًا: (الشَّدِيدُ) الخَلْقِ من الناسِ والخَيْلِ، وَهِي بهاءٍ، قَالَ: (وصُلب {تَمِيم يَبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُهُ ... إِذا مَا تَمَطَّى فِي الحِزامِ تَبَطَّرا)

(و) التِّمِيمُ: (جَمْعُ} تَمِيمَةٍ، {كالتَّمائِمِ) اسمٌ (لِخَرَزَةٍ رَقْطاءَ تُنْظَمُ فِي السَّيْرِ ثمّ يُعْقَدُ فِي العُنُقِ) ، قَالَ سَلَمَةُ بنُ خُرْشُبٍ:
(تُعَوَّذُ بالرُّقَى مِنْ غَيْرِ خَبْلٍ ... ويُعْقَدُ فِي قَلائِدِها} التَّمِيمُ)

وَقَالَ رقاعُ بن قَيْسٍ الأَسَدِيّ:
(بِلاَدٌ بهَا نِيطَتْ عَلَيَّ تَمائِمِي ... وَأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرابُها)

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وَإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَهاَ ... أَلْفَيْتَ كُلَّ {تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ)

قَالَ الأزهريُّ: ومَنْ جعل} التَّمائم سُيُورًا فغَيْرُ مُصِيبٍ، وأمّا قولُ الفَرَزْدَقِ:
(وكَيْفَ يَضِلُّ العَنْبَرِيُّ بِبَلْدَةٍ ... بِها قُطِعَتْ عَنهُ سُيُورُ التَّمائِم)

فإنّه أضافَ السُّيورَ إِلَى التَّمائِم؛ لأنّ التَّمائمَ خَرَزٌ يُثْقَبُ ويُجْعَل فِيهَا سُيُورٌ وخُيوط تُعَلّق بهَا. قَالَ وَلم أَرَ بَيْنَ الْأَعْرَاب خِلافًا أنّ التَّمِيمَةَ هِيَ الخَرَزَةُ نَفْسُها. ( {وَتَمَّمَ المَولُودَ} تَتْمِيمًا: عَلَّقَها عَلَيْهِ) ، عَن ثَعْلَب.
( {والمُتَمُّ، بِفَتْحِ التاءِ) أَي: مَعَ ضَمِّ الْمِيم: (مُنْقَطَعُ عِرْق السُّرَّةِ) .
(} والتُّمَمُ، كُصُرَدٍ؛ وَعِنَبٍ: الجِزَزُ مِن الشَّعَرِ والوَبَرِ والصُّوفِ) مِمّا تُتِمُّ بِهِ المرأةُ نَسْجها، (الواحِدَةُ {تُمَّةٌ) ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: (و) أما (} التَّمُّ بالفَتْحِ) فَهُوَ (اسْمُ الجَمْعِ، و) ! التِّمُّ (بالكَسْرِ: الفَأْسُ) ، عَن ابْن الأعْرابيّ. (و) : قَالَ غَيره: (المِسْحاةُ) ، وَالْجمع {تِمَمٌ (} واسْتَتَمَّهُ: طَلَبَها) ، أَي: الجِزَزَ، (مِنْهُ) {لِيَتِمَّ بهَا نَسْجُه، قَالَ أَبُو دُؤاد:
(فَهْيَ كالبَيْضِ فِي الأداحِيّ لَا يُوهَبُ ... مِنْها} لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ)

أَي: هَذِه الإِبِلُ كالبَيْضِ فِي الصِّيانَةِ والمَلاسَةِ لَا يُوجَدُ فِيهَا مَا يُوهَبُ؛ لأنّها قد سَمِنَت وأَلْقَت أَوْبارَها.
{والمُسْتَتِمُّ: الَّذِي يَطْلُب التِّمَّة، والعِصامُ: خَيْطُ القِرْبَة، (} فَأَتَمَّهُ: أَعْطاهُ إِيَّاهَا، {والتُّمَّةُ} والتُّمَّى، بضمّهما) ، كرُبَّةٍ وَرُبَّى: (ذَلِك المَوْهُوبُ) من الصُّوفِ أَو الوَبَر. (و) {تَمامٌ، (كَسَحابٍ: ثَلاثَةٌ، صَحابِيُّونَ) ، وهم: تَمَامُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ابْن عَمِّ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: لَهُ رِوايَةٌ،
وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ رُوْمِيَّة. قلتُ: وَكَانَ آخرَ أولادِ أَبِيه وعاشِرَهُم، وَفِيه يَقُول الشاعِرُ:
(} تَمُّوا {بِتَمامٍ وكانُوا عَشَرَهْ ... )

} وتَمامُ بن عبيد الأَسَدِيّ من أَسَد خُزَيْمَة؛ {وَتَمامٌ لَهُ وِفادَةٌ مَعَ بَحِيرا وأبْرَهَةَ فِي حديثٍ ساقطٍ بمَرَّة. (و) } تَمامُ (بِنْتُ الحُسَيْنِ بنِ قَنانٍ المُحَدِّثَة) ، عَن هِبَة الله بن الطَّبَرِيّ. (و) {التَّمامُ (من العَرُوضِ: مَا اسْتَوْفَى نِصْفُه نِصْفَ الدائرَةِ وَكَانَ نِصْفُهُ الأخيرُ بِمَنْزِلَة الحَشْوِ، يَجُوزُ فِيهِ مَا جازَ فِيهِ، أَو) } التامّ من الشِّعْرِ: (مَا يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَه الزِّحافُ فَيَسْلَمَ مِنْهُ) ، وَقد! تَمَّ الجُزْءُ تَمامًا. ( {والمُتَمَّمُ كَمُعَظَّمٍ: كُلُّ مَا زِدْتَ عَلَيْهِ بعد اعْتِدال) البَيْت، وَكَانَا من الجُزْء الَّذِي زِدْتَه عَلَيْهِ نَحْو فاعِلاتُن فِي ضَرْبِ الرَّمَلِ، سُمِّيَ} مُتَمَّمًا؛ لأنَّك {تَمَّمْتَ أَصْلَ الجُزْءِ. (و) } مُتَمِّمُ (بنُ نُوَيْرَةَ) بن جَمْرَة ( {التَّمِيمِيُّ) اليَرْبُوعِيُّ (الشاعِرُ الصَّحابِيُّ) أَخُو مالِكٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهما، لَهُ شعرٌ مَلِيحٌ، وَأَخُوهُ الْمَذْكُور لَهُ وِفادةٌ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: سُمِّيَ بِهِ لأنّه كَانَ يُطْعِمُ اللَّحْمَ للمَساكِينِ.
(و) } المُتَمِّمُ (كَمُحَدِّثٍ: مَنْ فازَ قِدْحُه مَرَّةً بعد مَرْةٍ فَأَطْعَمَ لَحْمَه المَساكِينَ، أَو) {تَمَّمَ (نَقَصَ أَيْسارُ جَزُورِ المَيْسِرِ فَأَخَذَ) رجلٌ (مَا بَقِيَ حَتَّى يُتَمِّمَ الأَنْصِباءَ) .
(و) } تَمِيمُ، (كأَمِيرٍ، ابنُ مُرِّ بن أُدِّ بنِ طابِخَةَ أَبُو قَبِيلَةٍ) من مُضَرَ مشهورةٌ (ويُصْرَفُ) . قَالَ شيخُنا: الصَّوابُ
وَيُمْنَع؛ لأنَّ الصَّرْفَ فِيهِ أكثرُ، وَقد يُمْنَع كغَيْرِه من أَسمَاء القَبائل كَثَقِيفَ وشِبهه، والصَّرْفُ فِي تَمِيمٍ أَكْثَرُ.
قلت: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ من العَرَبِ مَنْ يَقولُ: هذِهِ تَمِيمٌ يَجعله اسْما للأَبِ ويَصْرِفُ، وَمِنْهُم من يَجعله اسْما للقَبِيلة فَلَا يَصْرِف، وَقَالَ: قَالُوا: {تَمِيمُ بنتُ مُرٍّ فَأَنَّثُوا، وَلم يَقُولوا: ابْن.
(و) } تَمِيمٌ (ثَمانِيَةَ عَشَرَ صَحابِيًّا) مِنْهُم: تَمِيمُ بن أَسِيدٍ العَدَوِيّ؛! وَتَمِيمُ بن أَوْسٍ الدارِيُّ؛ وَتَمِيمُ ابْن بِشْرٍ الأَنصاريّ، وَتَمِيمُ بن جُراشَة الثَّقَفِيُّ؛ وَتَمِيمُ بن الحارِث السَّهْمِيُّ؛ وَتَمِيمُ بن حُجْرٍ الأَسْلَمِيُّ، وتَمِيمُ بن الحُمامِ الأَنْصارِيّ، وتَمِيمٌ مَوْلَى خِراش، وتَمِيمُ بنُ رَبِيعةَ الجُهَنِيُ؛ وتَمِيمُ بن زَيْدٍ الأنصاريّ؛ وتَمِيمُ بن سَعْدٍ التَّمِيمِي؛ وتَمِيمُ بن سَلَمَةَ، وتَمِيمُ بنُ عَبْد عَمْرٍ وأبُو الحَسَن؛ وتَمِيمٌ مَوْلَى بَني غَنْم؛ وتَمِيمُ ابْن مَعْبَد الْأنْصَارِيّ؛ وتَمِيمُ بن نَسْر، وتَمِيمُ بن يَزِيد؛ وتَمِيمُ بنُ يَعار، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وكسَفِينَةٍ) {تَمِيمَةُ (بنتُ وَهْبٍ مُطَلَّقَة رِفاعَة القَرَظِيّ الَّتِي قيل لَهَا
حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَه، (و) تَمِيمَةُ (بِنْتُ) أبي سُفْيانَ (أُمَيَّةَ) بن قَيْسٍ الأَشْهَلِيَّة، بايَعَت: (صحابِيَّتان) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(} والتَّمْتَمَةُ: رَدُّ الكَلامِ إِلَى التاءِ والمِيمِ) ، وَقيل: هُوَ أَنْ يَعْجَل بِكَلامِه فَلا يَكادُ يُفْهِمُك، (أَو) هُوَ (أَنْ تَسْبِقَ كَلِمَتُه إِلَى حَنَكِهِ الأَعْلَى) .
وَقَالَ اللّيْثُ: {التَّمْتَمَةُ فِي الكَلام أَن لَا يُبِينَ اللِّسان، يُخْطِيءُ مَوْضِعَ الحَرْف فَيَرْجِع إِلَى لَفْظٍ كَأَنَّه التاءُ والميمُ، وإنْ لم يكن بَيِّنًا. وَقَالَ المُبَرّد: التَّمْتَمَة: التَّرْدِيدُ فِي التَّاء، والفَأْفَأَةُ: التَّرْدِيدُ فِي الفاءِ، (فَهُوَ} تَمْتامٌ وَهِي {تَمْتامَةٌ) ، وَلم يَقُلْ: وَهِي بهاءٍ، وكَأَنَّهُ نَسِيَ اصْطِلاحه.
(و) } التُّمامَةُ، (كَثُمامَةٍ: البَقِيَّةُ) من كُلِّ شَيْء.
(! والتَّمْتامُ: لَقَبُ) أبي جَعْفَرٍ (مُحَمّد ابْن غالِبِ) بن حَرٍ بٍ (الضَّبِّيِّ التَّمّارِ) ويُعْرَف أَيْضا ببَيّاعِ الطَّعامِ، حَدَّث عَن عبد الصَّمَدِ بن النَّعْمانِ، ومُعَلَّى ابْن مَهْدِيّ، وَعَمّار بن زَرْبِيٍّ، ومُسْلِم بنِ إِبراهيم؛ وَعنهُ أَبُو بَكْر مُحَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بن إِبراهيمَ، وإِسماعيلُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إِبراهيمَ البَغْدادِيّ، وَقد وَقعت لنا أحاديثُهُ عالِيَةً فِي الخلعيّات. (و) {تَمّامٌ، (كَشَدّادٍ: جَماعَةٌ) من النَّاس.
(و) يُقال: (} تَتامُّوا، أَي: جاؤّوا كُلُّهُمْ {وَتَمُّوا) . وَيُقَال: اجْتَمَعُوا} فَتَتامُّوا عَشَرَةً. وَفِي الحَدِيث: (( {تَتامَّتْ إِلَيْهِ قُرَيْش)) أَي: أجابَتْه وجاءَتْه مُتَوافِرَةً مُتَتابِعَةً.
(} والتَّتَمُّمُ: مَنْ كانَ بِهِ كَسْرٌ يَمْشِي بِهِ ثمَّ أَبَتَّ {فَتَتَمَّمَ) ، يُقَال: ظَلَعَ فلانٌ ثمَّ} تَتَمَّمَ {تَتَمُّمًا، أَي: تَمَّ عَرَجُهُ كَسْرًا.
(} والتُّمْتُمُ، بالضَّمِّ: السُّمّاقُ) .
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
كلمةٌ {تامَّةٌ، وَدَعْوة} تامَّةٌ، وُصِفَتا {بالتَّمام لأَنّهما ذِكْرُ اللهِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يكونَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا نَقْصٌ أَو عَيْب.
وَتَمَّ إِلَى كَذا: بَلَغَهُ، قَالَ العَجّاج:
(لَمَّا دَعَوْا يالَ} تَمِيمٍ {تَمُّوا ... إِلَى المَعالِي وَبِهِنّ سُمُّوا)

} وَتَمَمَ على الأَمْرِ، بإِظْهار الإِدغام، أَي: اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ، وَهَكَذَا رُوِي حديثُ مُعاوِيَة: ((إِنْ {تَمَمْتَ على مَا تُرِيدُ)) ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهِي بمَعْنَى المُشَدَّد.
} والتَّمِيمُ من الرِّجال: الطَّوِيلُ.
والجَذَعُ {التامُّ:} التِّمُّ: الّذِي اسْتَوْفَى الوَقْتَ الَّذِي يُسَمَّى فِيهِ جَذَعًا، وَبَلَغَ أَنْ يُسَمَّى ثَنِيًّا.
! والتَّمَمُ، محرَّكةً: التامُّ الخَلْقَ، ومثلُه: خَلْق عَمَمٌ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: تُمَّ، إِذا كُسِرَ. {وَتَمَّ: إِذا بَلَغ.
وَفِي الأساس: تَمَمْتُ عَنهُ العَيْنَ: دَفَعْتُها بِتَعْلِيقِ التَّمِيمَة [عَلَيْهِ] .
ت م م: (تَمَّ) الشَّيْءُ يَتِمُّ بِالْكَسْرِ (تَمَامًا) وَ (أَتَمَّهُ) غَيْرُهُ وَ (تَمَّمَهُ) وَ (اسْتَتَمَّهُ) بِمَعْنًى وَ (أَتَمَّتِ) الْحُبْلَى فَهِيَ (مُتِمٌّ) إِذَا أَتَمَّتْ أَيَّامَ حَمْلِهَا وَوَلَدَتْ (لِتَمَامٍ) وَ (تِمَامٍ) وَوُلِدَ الْمَوْلُودُ لِتَمَامٍ وَتِمَامٍ وَقَمَرٌ تَمَامٌ وَتِمَامٌ إِذَا تَمَّ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. وَلَيْلُ التِّمَامِ مَكْسُورٌ لَا غَيْرُ وَهُوَ أَطْوَلُ لَيْلَةٍ فِي السَّنَةِ. وَ (التَّمِيمَةُ) عُوذَةٌ تُعَلَّقُ عَلَى
الْإِنْسَانِ وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ» قِيلَ: هِيَ خَرَزَةٌ وَأَمَّا الْمَعَاذَاتُ إِذَا كُتِبَ فِيهَا الْقُرْآنُ وَأَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا بَأْسَ بِهَا. وَ (التَّمْتَامُ) الَّذِي فِيهِ (تَمْتَمَةٌ) وَهُوَ الَّذِي يَتَرَدَّدُ فِي التَّاءِ وَ (تَتَامُّوا) أَيْ جَاءُوا كُلُّهُمْ وَتَمُّوا. 

حقق

(حقق) الْأَمر أثْبته وَصدقه يُقَال حقق الظَّن وحقق القَوْل والقضية وَالشَّيْء وَالْأَمر أحكمه وَيُقَال حقق الثَّوْب أحكم نسجه وصبغ الثَّوْب صبغا تَحْقِيقا مشبعا وَكَلَام مُحَقّق مُحكم الصَّنْعَة رصين وَالثَّوْب وَغَيره وشاه بوشي على صُورَة الأحقاق وَمَعَ فلَان فِي قَضِيَّة أَخذ أَقْوَاله فِيهَا (محدثة)
حقق بن / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث مطرف حِين قَالَ لِابْنِهِ لما اجْتهد فِي الْعِبَادَة: خير الْأُمُور أوساطها والحسنة بَين السيئتين وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. سئية [قَالَ الْأَصْمَعِي -] قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين يَعْنِي أَن الغلو فِي الْعِبَادَة سَيِّئَة وَالتَّقْصِير سَيِّئَة والاقتصاد بَينهمَا حَسَنَة. وَقَوله: شَرّ السّير الحَقْحَقَة وَهُوَ أَن يُّلحَّ فِي شدَّة السّير حَتَّى تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته أَو تعطب فَيبقى مُنْقَطِعًا بِهِ. وَهَذَا مثل ضربه للمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر. [حَدِيث صَفْوَان مُحرز رَحمَه الله وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث صَفْوَان بن مُحرز إِذا دخلت بَيْتِي فَأكلت رغيفا وشربت عَلَيْهِ من المَاء فعلى الدُّنْيَا ال

حقق


حَقَّ(n. ac. حَقّ)
a. Was certain, convinced of; deemed right
correct.
b. Declared or rendered necessary.
c. Made good his right against.
d. Realized, justified ( one's apprehensions
fears ).
e. [pass.] [La], Was the duty of.
f.(n. ac. حَقّ
حَقَّة), Was certain, evident.
g.
(n. ac.
حَقّ
حَقَّة
حُقُوْق), Was right, just, proper, fitting, necessary; behoved
was the duty of.
حَقَّقَa. Verified, established, proved.
b. Certified; assured; confirmed.
c. Necessitated.

حَاْقَقَa. Disputed, contended with.
b. Contested ( one's right, claims ).

أَحْقَقَa. Got the better of, made good his right against.
b. Spoke truly.
c. Rendered necessary, made binding, established
confirmed.

تَحَقَّقَa. Was proved to be, true, right, correct; was certain
indubitable.
b. Confirmed; rendered or declared binding, valid.
c. Was certain of.

تَحَاْقَقَa. Contended, disputed together ( for a right & c. ).
إِنْحَقَقَa. Was tied, made fast (knot).
إِحْتَقَقَa. Hit, pierced.
b. Was lean, lank (horse).
c. see VI
إِسْتَحْقَقَa. Merited, deserved, was worthy of; was fit for.
b. Had a right, was entitled to; claimed.
c. Became due (payment).
حَقّ
(pl.
حُقُوْق)
a. Right.
b. Truth, reality, certainty.
c. Right, due, claim.
d. Duty, obligation.
e. Right, correct, true, real.
f. [Bi], Deserving, worthy of; fit for.
g. [, or art. & prec. by
Bi ], Really, truly, in truth.
حُقّ
(pl.
حِقَاْق)
a. Head, socket.
b. see 3tc. Tube.
d. Jar.

حُقَّة
(pl.
حُقَق حِقَاْق
حُقُوْق
أَحْقَاْق)
a. Small box: snuffbox; compass; ciborium, pyx.

أَحْقَقُ
a. [Bi], Worthier, more deserving of, better entitled to.
b. Better fitted, more suitable for.

حَاْقِقa. True, veritable.
b. Perfect.
c. Middle.

حَاْقِقَةa. Certainty.
b. [art.], Resurrection.
حَقِيْق
(pl.
أَحْقِقَآءُ)
a. Worthy, deserving of.
b. Fit, suitable for.
c. True, correct.

حَقِيْقَة
(pl.
حَقَاْئِقُ)
a. Truth, reality; real state.
b. Proper sense ( of a word ).
حَقِيْقِيّa. see 1 (e)
حَقِيْقَةً بِالحَقِيْقَة
a. Truly, really; in fact, indeed, in truth.
ح ق ق: (الْحَقُّ) ضِدُّ الْبَاطِلِ، وَالْحَقُّ أَيْضًا وَاحِدُ (الْحُقُوقِ) . وَ (الْحُقَّةُ) بِالضَّمِّ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ (حُقٌّ) وَ (حُقَقٌ) وَ (حِقَاقٌ) . وَ (الْحِقُّ) بِالْكَسْرِ مَا كَانَ مِنَ الْإِبِلِ ابْنَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَقَدْ دَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ، وَالْأُنْثَى (حِقَّةٌ) وَ (حِقٌّ) أَيْضًا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِحْقَاقِهِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُنْتَفَعَ بِهِ، وَالْجَمْعُ (حِقَاقٌ) ثُمَّ (حُقُقٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ. وَ (الْحَاقَّةُ) الْقِيَامَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا حَوَاقَّ الْأُمُورِ. وَ (حَاقَّهُ) خَاصَمَهُ وَادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَقَّ فَإِذَا غَلَبَهُ قِيلَ (حَقَّهُ) . وَ (التَّحَاقُّ) التَّخَاصُمُ وَ (الِاحْتِقَاقُ) الِاخْتِصَامُ وَلَا يُقَالُ إِلَّا لِاثْنَيْنِ وَ (حَقَّ) حِذْرَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَحَقَّهُ) أَيْضًا إِذَا فَعَلَ مَا كَانَ يَحْذَرُهُ وَ (حَقَّ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا وَ (أَحَقَّهُ) أَيْ تَحَقَّقَهُ وَصَارَ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ. وَيُقَالُ: (حُقَّ) لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا وَحَقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا بِمَعْنًى، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَهُوَ (حَقِيقٌ) بِهِ وَ (مَحْقُوقٌ) بِهِ أَيْ خَلِيقٌ بِهِ وَالْجَمْعُ (أَحِقَّاءُ) وَ (مَحْقُوقُونَ) . وَ (حَقَّ) الشَّيْءُ يَحِقُّ بِالْكَسْرِ (حَقًّا) أَيْ وَجَبَ وَ (أَحَقَّهُ) غَيْرُهُ أَوْجَبَهُ وَ (اسْتَحَقَّهُ) أَيِ اسْتَوْجَبَهُ. وَ (تَحَقَقَّ) عِنْدَهُ الْخَبَرُ صَحَّ وَ (حَقَّقَ) قَوْلَهُ وَظَنَّهُ (تَحْقِيقًا) أَيْ صَدَّقَهُ. وَكَلَامٌ (مُحَقَّقٌ) أَيْ رَصِينٌ. وَ (الْحَقِيقَةُ) ضِدُّ الْمَجَازِ وَ (الْحَقِيقَةُ) أَيْضًا مَا يَحِقُّ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَحْمِيَهُ. وَفُلَانٌ حَامِي الْحَقِيقَةِ، وَيُقَالُ: الْحَقِيقَةُ الرَّايَةُ. وَ (الْحَقْحَقَةُ) أَرْفَعُ السِّيَرِ وَأَتْعَبُهُ لِلظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: «شَرُّ السَّيْرِ الْحَقْحَقَةُ» وَقِيلَ هُوَ السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. 
ح ق ق

قال أبو زيد: حق الله الأمر حقاً: أثبته وأوجبه. وحق الأمر بنفسه حقاً وحقوقاً. وقال الكسائي: حققت ظنه مثل حققته. وأنشد:

فبذلت مالك لي وجدت به ... وحققت ظني ثم لم تخب

وحققت الأمر وأحققته: كنت على يقين منه. وحققت الخبر فأنا أحقه: وقفت على حقيقته. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أحق لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته. فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حقيق بأن تفعل، وأنت محقوق به، وإنك لمحقوقة بأن تفعلي، وحقيقة به، وحققت بأن تفعل، وحق لك أن تفعل، قلت: أما حقيق، فهو من حقق في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فقر مقدراً، وفي شديد من شدد، ونظره خليق وجدير، من خلق بكذا وجذر به، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو محقوق لقولهم: أنت حقيقة بكذا، وهذه امرأة حقيقة بالحضانة. وأما حققت بأن تفعل، وأنت محقوق به، فبمعنى جعلت حقيقاً به وهو من باب فعلته ففعل، كقولك: قبح وقبحه الله. قال:

ألا قبح الإله بني زياد ... وحيّ أبيهم قبح الحمار وبرد الماء وبردته، وحقر وحقرته، ورفع صوته ورفعه. ويجوز أن يكون من حققت الخبر أب عرفت بذلك. وتحقق منك أنك تفعله لشهادة أحوالك به. وأما حق لك أن نفعل، من حق الله الأمر أي جعفل حقاً لك أن تفعل، وأثبت لك ذلك. وهذا قول حق. والله هو الحق. وحقاً لا آتيك، ولحق لأفعل، وهو مشبه بالغايات، وأصله لحق الله، فحذف المضاف إليه وقدر، ودعل كالغاية. وأحقاً أن أظلم، وأفي الحق أن أغصب حقي. ولما رأيت الحاقة مني هربت، وروي الحقة. قال رؤبة:

وحقة ليست بقول الترة

ويوم القيامة تكون حواق الأمور. وأحق الرجل إذا قال حقاً وادعاه، وهو محق غير مبطل. وأحق الله الحق: أظهره وأثبته " ويحق الله الحق بكلماته وحقق قوله. وتحققت الأمر، وعرفت حقيقته، ووقفت على حقائق الأمور. وأحققت عليه القضاء: أوجبته. وأحققت حذره وحققته إذا فعلت ما كان يحذر. وإنه لحق عالم. وحاققت صاحبي فحققته أحقه: خاصمته وادعى كل منا الحق فغلبته. وكانت بينهما محاقة ومداقة. واحتقوا في الدين: اختصموا فيه. وفلان يسبأ الزق بالحق، والزقاق بالحقاق.

ومن المجاز: طعنة محتقة: لا زيع فيها، وقد احتقت طعنتك أي لم تخطيء المقتل. وثوب محقق النسج: محكمه. وكلام محقق. محكم النظم. ورمى فأحق الرمية إذا قتله على المكان. وحققت العقدة أحقها إذا أحكمت شدها. وكان ذلك عند حق لقاحها أي حين ثبت أنها لاقح. وأتت الناقة على حقها أي على وقت ضرابها، ومعناه دارت السّنة وتمت مدة حملها. وحقتني الشمس بلغتني. ولقيته عند حاق باب المسجد، وعند حق بابه أي بقربه. وسقط على حاق القفا وهو وسطه. وفلان حامي الحقيقة، وهو من حماة الحقائق أي يحمي ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته. قال لبيد:

أتيت أبا هند بهند ومالكاً ... بأسماء إنّي من حماة الحقائق

وإن فلاناً لنزق الحقاق: لمن يخاصم في صغار الأشياء.
ح ق ق : الْحَقُّ خِلَافُ الْبَاطِلِ وَهُوَ مَصْدَرُ حَقَّ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ إذَا وَجَبَ وَثَبَتَ وَلِهَذَا يُقَالُ لِمَرَافِقِ الدَّارِ حُقُوقُهَا وَحَقَّتْ الْقِيَامَةُ تَحُقُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ
أَحَاطَتْ بِالْخَلَائِقِ فَهِيَ حَاقَّةٌ وَمِنْ هُنَا قِيلَ حَقَّتْ الْحَاجَةُ إذَا نَزَلَتْ وَاشْتَدَّتْ فَهِيَ حَاقَّةٌ أَيْضًا وَحَقَقْتُ الْأَمْرَ أَحُقُّهُ إذَا تَيَقَّنْتُهُ أَوْ جَعَلْتُهُ ثَابِتًا لَازِمًا.
وَفِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ وَحَقَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَحَقِيقَةُ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ وَأَصْلُهُ الْمُشْتَمِلُ عَلَيْهِ وَفُلَانٌ حَقِيقٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَقِّ الثَّابِتِ وَقَوْلُهُمْ هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا اخْتِصَاصُهُ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُشَارَكَةٍ نَحْوُ زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ أَيْ لَا حَقَّ لِغَيْرِهِ فِيهِ وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ فَيَقْتَضِي اشْتِرَاكَهُ مَعَ غَيْرِهِ وَتَرْجِيحَهُ عَلَى غَيْرِهِ كَقَوْلِهِمْ زَيْدٌ أَحْسَنُ وَجْهًا مِنْ فُلَانٍ وَمَعْنَاهُ ثُبُوتُ الْحُسْنِ لَهُمَا وَتَرْجِيحُهُ لِلْأَوَّلِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ «الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا» فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ وَلَكِنْ حَقُّهَا آكَدُ وَاسْتَحَقَّ فُلَانٌ الْأَمْرَ اسْتَوْجَبَهُ قَالَهُ الْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ فَالْأَمْرُ مُسْتَحَقٌّ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ خَرَجَ الْمَبِيعُ مُسْتَحَقًّا وَأَحَقَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ قَالَ حَقًّا أَوْ أَظْهَرَهُ أَوْ ادَّعَاهُ فَوَجَبَ لَهُ فَهُوَ مُحِقٌّ.

وَالْحِقُّ بِالْكَسْرِ مِنْ الْإِبِلِ مَا طَعَنَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ وَالْجَمْعُ حِقَاقٌ وَالْأُنْثَى حِقَّةٌ وَجَمْعُهَا حِقَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَحَقَّ الْبَعِيرُ إحْقَاقًا صَارَ حِقًّا قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَحِقَّةٌ بَيِّنَةُ الْحِقَّةِ بِكَسْرِهِمَا فَالْأُولَى النَّاقَةُ وَالثَّانِيَةُ مَصْدَرٌ وَلَا يَكَادُ يُعْرَفُ لَهَا نَظِيرٌ.
وَفِي الدُّعَاءِ حَقٌّ مَا قَالَ الْعَبْدُ هُوَ مَرْفُوعٌ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُبْتَدَأٌ وَقَوْلُهُ كُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ بَدَلٌ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ أَحَقُّ وَكُلُّنَا بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَوَاوٍ فَأَحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُضَافٌ إلَيْهِ وَالتَّقْدِيرُ هَذَا الْقَوْلُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ وَحَاقَقْتُهُ خَاصَمْتُهُ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ فَإِذَا ظَهَرَتْ دَعْوَاكَ قِيلَ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ. 
(حقق) - وفي الحديث الذي رَوَاه ابنُ عُمَر، رضي الله عنهما: "ما حَقّ امْرِىءٍ له مَالٌ يُوصِى فيه، يَبِيتُ لَيْلَتَيْن إلا وَوَصِيَّتُه مَكْتوبة عِنْدَه" .
قال الشَّافِعِىُّ، رضي الله عنه: أي مَا الحَزْم والأَحْوط إلا هَذا.
وحَكَى الطَّحاوِى أنَّه قَالَ: ويُحتَمل، ما المَعْرُوف في الأَخْلاق إلا هَذَا من جِهَة الفَرْض.
وقال الطَّحاوى ما مَعْنَاه: إِنَّ فِيه مَعْنًى آخَرَ أَولَى به عِنْدَه، وهو أَنَّ الله تَعالَى حَكَم على عِبادِه بقَوْله تَعالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} الآية. ثم نَسَخ الوَصِيَّة للوَارِث على لِسانِ نَبِيِّه - صلى الله عليه وسلم - بقَوْله: "إنَّ الله أَعطىَ كُلَّ ذى حَقٍّ حَقَّه فلا وَصِيَّة لِوَارِثٍ".
وإن كَانَ لم يَرِد إلا من جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، في حَدِيثِ شُرَحبِيل، عن أَبِى أمامة، غَيْر أَنَّهم قَبِلوا ذلك واحْتَجُّوا به، فبَقِى مَنْ سِوَى الوَارِث من الأَقْرباء مَأْمورًا بالوَصِيَّة له.
- في حَديثِ المِقْدَام: أَبِى كَرِيمة : "لَيلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ، فمَنْ أَصبَح بفِنائه ضَيْف فَهُو عَلَيْه دَيْن".
قال الخَطَّابى: رَآهَا حَقًّا من طَرِيق المَعْرُوف والعَادَة المَحْمُودَة، ولم يزل قِرَى الضَّيْف من شِيَمِ الكِرامِ، ومَنْعُ القِرَى مَذْمُوم، وصَاحِبُه مَلُوم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ يُؤمِن باللهِ واليَومِ الآخِر فَلْيُكْرِم ضَيفَه".
- وفي رواية: "أَيُّما رَجُلٍ ضَافَ قَوماً فأَصبحَ مَحْروماً، فإنَّ نَصْرَه حَقٌّ على كُلِّ مُسلِم حتى يَأْخُذَ قِرَى لَيْلَتِه من زَرْعِه ومَالِه".
ويُشبِه أن يكون هذا في المُفْطِر الَّذِى لا يَجِد ما يَطْعَمُه، ويَخافُ التَّلَفَ على نَفسِه، كان له أن يَتَناولَ من مَالِ أَخِيه ما يُقِيم به نَفسَه، وإذا فَعَل فقد اخْتُلِف فيما يَلزَمه. فذَهَب بَعضُهم إلى أنه يَرُدُّ إلَيه قِيمَته، وهذا يُشْبِه مَذْهَب الشَّافعى، رضي الله عنه. وذَهبَ قَومٌ إلى أن لا شَىْءَ عليه، واحتَجُّوا بأَنَّ أَبا بَكْر، رضي الله عنه، حَلَب لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَبناً من شَاةِ رَجُلٍ من قُريْش وصَاحِبُها غَائِب. وبِحَدِيث ابنِ عُمَر: "مَنْ دَخَل حائِطًا فَلْيَأْكل ولا يتَّخِذْ جَنْبة" .
وعن الحَسَن قال: "إذا مَرَّ الرَّجل بالِإبلِ وهو عَطْشَان صَاحَ برَبِّ الِإبِل ثَلاثًا، فإن أَجابَه، وإلَّا حَلَب وشَرِبَ".
وقال زَيْد بنُ أَسلَم في الرَّجُل يَضْطرُّ إلى المَيْتَة، وإلى مَالِ المُسْلِم. فقال: يَأْكل المَيْتَة.
وقال عَبدُ اللهِ بنُ دِينار: يَأكُلُ مَالَ المُسلِم.
وقال سَعِيد: المَيْتَة تَحِلُّ إذا اضْطرُّ، ولا يَحِلُّ مَالُ المُسلِم.
- في كِتابِه - صلى الله عليه وسلم - لِحُصَيْن: "أنَّ لَه كَذَا وكَذَا، لا يُحاقُّه فيها أَحدٌ" . قال أَحمدُ: حاقَّ فُلانٌ فُلانًا، إذا خَاصَمه وادَّعَى كُلُّ واحد منهما أنَّه حَقُّه، فإذا حَقَّه غلبه.
قيل: قد حَقَّه، ويقال للرَّجُل إذا خاصم صِغَارَ الأَشْياء: إنَّه لَنَزِق الحِقَاق. واحتَقُّوا في الشَّىء، إذا ادَّعى كُلُّ واحدٍ أَنَّه حَقُّه وحَقَّ الشَّىءُ: وَجَبَ.
والحِقَّهُ من أَولادِ الِإبل: التي تَسْتَحِقُّ أن يُحمَل عليها.
- في الحَدِيث: "مَتَى ما يَغْلُوا في القُرآنِ يَحْتَقُّوا" .
: أي يَخْتَصموا.
- وفي حَدِيثِ زَيْد: "لَبَّيكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورِقًّا" .
قوله: حَقًّا مَصْدَر مُؤكّدِ لغَيْره، المَعْنَى أَنَّه الدِّين، يعنى: الْزَم طَاعَتك الذي دَلَّ عليه "لَبَّيْك" كما تَقُول: هَذَا عَبدُ اللهِ حَقًّا، تَوكِيد مَضْمُون بِلَبَّيْك، وتَكْرِيرُه لِزِيادة التَّأْكِيد. وقَولُه: "تَعَبُّدًا" مَفْعولٌ له. 
[حقق] نه فيه: "الحق" تعالى، الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلهيته، والحق ضد الباطل. ومنه: من رآني فقد رأى الحق، أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث أحلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مشتبه، ويتم في الراء. ومنه أميناً "حق" أمين، أي صدقاً، وقيل: واجباً ثابتاً له الأمانة. وح: ما "حق" العباد على الله؟ أي ثوابهم الذي وعدهم به فهو واجب الإنجاز ثابت بوعده الحق. ومنه ح: "الحق" بعدي مع عمر. وح: لبيك "حقاً" أي غير باطل، أي ألزم طاعتك الذي دل عليه لبيك وهو مصدر مؤكد لغيره نحو هذا عبد الله حقاً، وتعبداً مفعول له. وح: أعطى كل "ذي حق حقه" أي حظه ونصيبه المفروض له. وح عمر: لما طعن: أوقظ للصلاة فقال: الصلاة والله إذاً ولا "حق" أي لا حظ في الإسلام لمن تركها، وقيل: أراد الصلاة مقضية إذاً ولا حق مقضي غيرها يعني أن في عنقه حقوقاً كثيرة يجب عليه الخروج عن عهدتها وهو غير قادر عليه فهب أنه قضى حق الصلاة فما بال الحقوق الأخر. ومنه ح: ليلة الضيف "حق" جعلها حقاً بطريق المروءة ولم يزل قرى الضيف من شيم الكريم، ومنع القرى مذموم. وح: أيما رجل ضاف قوماً فأصبح محروماً فإن نصره "حق" على كل مسلم حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه وماله، الخطابي: يشبه أن يكون هذا فينم يخاف التلف على نفسه. وفيه: ما "حق" امرئ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده، أي ما الحزم له إلا هذا، وقيل: ما المعروفيبين في ن. وفيه: إذا أعطوا الحق قبلوه، الحق يجيء لمعان لموجد الشيء على الحكمة، ولما يوجد عليها، واعتقاد الشيء على ما هو عليه، وللفعل، أو القول الواقع بحسب ما يجب، وفي وقت يجب، كما يقال: الله حق، وفعله حق، وكلمته حق، وقوله حق. والسابقون هم الأئمة العدول، والمعنى إذا نصحهم ناصح بكلمة حق قبلوها من البذل للرعية، والعدل، أو هم السابقون المقربون، والمعنى إذا ثبت له حق إذا أعطى قبل، ثم بذل للمستحقين، كقوله لعمر: خذه فتموله، أو أراد بالحق ما يوجد بحسب الحكمة ككلمة الحق فإنها ضالة الحكيم يعمل بها ويعلمها. ج: ثم لم ينس "حق" الله، حق ظهورها أن يحمل عليها منقطعاً، وحق رقابها الإحسان إليها، وقيل: الحمل عليها. غ ""حقيق" علي" أي واجب علي. و"فحق" عليه القول" أي وجب الوعيد. "و"حقاً" على المؤمنين" أي إيجاباً وحققت عليه القضاء، وأحققته أوجبته. و"استحقا" إثماً" استوجبا. و""استحق" عليهم الأولين" أي ملك عليهم حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة. و"استحق" المبيع على المشتري ملكه. و"الحاقة" أي فيها حقائق الأمور، أو يحق كل إنسان بعمله. وحاققته فحققته خاصمته فخصمته. و"نقذف "بالحق"" بالقرآن "على الباطل" أي الكفر. و"ما ننزل الملائكة إلا "بالحق"" أي الأمر المقضي المفصول. والحق الموت. وحق الطريق ركبه. مد "وأذنت لربها" أي سمعت وأطاعت إلى الانشقاق "وحقت" أي حق لها أن تسمع إذ هي مخلوقة الله تعالى.
حقق
حقَّ1 حَقَقْتُ، يَحُقّ، احْقُقْ/ حُقَّ، حَقًّا، فهو حاقّ، والمفعول مَحْقوق
• حقَّ الأمرَ:
1 - تَيَقَّنه "حقَّ الخبرَ".
2 - صدَّقه "حقَّ ظنَّ صديقه".
• حقَّ فلانًا: غَلَبه في الخصومة. 

حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ حَقَقْتُ، يحِقّ، احْقِقْ/ حِقَّ، حَقًّا وحَقّةً وحُقُوقًا، فهو حقيق، والمفعول محقوق عليه
• حقَّ الأمرُ: صحّ وثبت وصدق " {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} " ° حقّتِ الحاجةُ: نزلت واشتدّت.
• حقَّ عليه الأمرُ: وجَب "يحقّ على المظلوم أن يجاهد في وجه الظُّلم- له حقّ واجب على ولده"? حقّ عليهم القولُ: حقّ عليهم القضاءُ.
• حقَّ له الأمرُ: ساغ "يحقّ لك أن تغضب منّي إن أهملت طلبَك". 

حُقَّ لـ يُحقّ، حَقًّا، والمفعول محقوق له
• حُقَّ له أن يفعل كذا: وجب وثبت "حُقَّ له أن يغضب/ يفرح- أخي جاوزَ الظّالمون المدى ... فحُقّ الجهادُ وحُقّ الفِدا- {وَكَثِيرٌ حُقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [ق] ". 

أحقَّ يُحقّ، أَحْقِقْ/ أَحِقَّ، إحقاقًا، فهو مُحِقّ، والمفعول مُحَقّ (للمتعدِّي)
• أحقَّ فلانٌ: قال: حَقًّا.
• أحقَّ الأمرَ: أوجبه وصيَّره حقًّا لا يُشكّ فيه، أظهره وأثبته " {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} " ° إحقاقًا للحقّ: تعزيزًا للحقّ- أحقَّ اللهُ الحقَّ: أظهره وأثبته. 

استحقَّ يستحقّ، اسْتَحْقِقْ/ اسْتَحِقَّ، استحقاقًا، فهو مُستحِقّ، والمفعول مُستحَقّ (للمتعدِّي)
• استحقَّ الدَّيْنُ: حانَ دفعُه "لا تتأخَّر عن دفع الدَّيْن إذا استحقّ".
• استحقَّ الشَّيءَ/ استحقَّ الأمرَ: استَوْجَبَه، واستأهله وكان جديرًا به "استحقَّ المُصابُ الشَّفقةَ- استحقَّ مكافأةً/ التّقديرَ/ الشُّكرَ/ الإجلالَ والإكبارَ- حادث يستحق الذِّكرَ: ذو أهميّة في هذا المقام- لا يستحقّ الحلوَ مَنْ لم يذق الحامض [مثل]- {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} ".
• استحقَّ الإثمَ: وجبت عليه عقوبتُه " {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا}: استوجبا ذنبًا لكذبهما في الشّهادة". 

تحاقَّ يتحاقّ، تَحاقَقْ/ حاقَّ، تَحَاقًّا، فهو مُتحاقّ
• تحاقَّ الشَّريكان: تخاصما وادَّعى كلٌّ منهما الحقَّ لنفسه "كانوا يتحاقّون أمام القاضي وهو يستمع إليهم". 

تحقَّقَ/ تحقَّقَ من يتحقَّق، تحقُّقًا، فهو مُتحقِّق، والمفعول مُتحقَّق (للمتعدِّي)
• تحقَّق الأمرُ:
1 - مُطاوع حقَّقَ/ حقَّقَ في: صحَّ ووقع "تحقّق الحلمُ- تحقق له رأيُ أبيه".
2 - ثَبَت "تحقّق الخبرُ- تحقَّقت براءتُه".
• تحقَّق الأمرَ: تأكّد منه، تثبَّت وتيقّن بشأنه "فلمّا سمع بخبر الحادث سارع ليتحقّقه بنفسه- العين تلاحِظ واليَدُ تحقِّق [مثل أجنبيّ] ".
• تحقَّق من الأمر: تيقَّن وتثبّت "تحقَّق من نوعيّة البضاعة/ النّظريّة". 

حاقَّ يُحاقّ، مُحاقّةً، فهو مُحاقّ، والمفعول مُحَاقّ
• حاقَّ زميلَه: خاصمه وادَّعى أنّه أحقُّ بالأمر منه "حاقَّه في ملكيّة الأرض". 

حقَّقَ/ حقَّقَ في يحقِّق، تحقيقًا، فهو مُحقِّق، والمفعول مُحقَّق
• حقَّق مع فلان: أخذ أقوالَه في قضيّةٍ ما "يحقّق رجالُ الأمن مع المتّهم قبل تقديمه إلى المحاكمة- قاضي التَّحقيق: المشرف على التَّحقيق".
• حقَّق الأمرَ:
1 - أرساه، جعله واقعًا "نطمح إلى نظام يحقّق العدالة بين الأفراد- حقّق غايتَه/ أهدافَه/ نجاحًا/ ربحًا".
2 - أثبَته، وأكّده "حقَّق نتائج بحثه" ° مِن المحقَّق: من المؤكَّد الثابت.
3 - شهد به.
4 - تحرَّاه وتثبّت منه.
• حقَّق النَّصَّ أو الكتابَ أو نحوَهما: تثبّت منه بطُرق التّحقيق المختلفة.
• حقَّق في الأمر: بحث فيه ودقَّق. 

أحقُّ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: أولى، أحرى " {فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُْ} ".
2 - اختصاص شخص بشيء من غير مشاركة "زيد أحقُّ بماله: لا حَقَّ لغيره فيه- كُلُّ دارٍ أحقُّ بالأهل إلاّ ... في خبيثٍ من المذاهب رجسِ". 

أَحَقِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أحقُّ: أهليّة وجدارة "ترى الإدارات المحليّة أحقّيتها في الإشراف على التَّعليم في أقاليمها". 

استحقاق [مفرد]: ج استحقاقات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحقَّ.
2 - مستحقّ الدّفع أو الأداء ° استحقاق الدَّين: وقت تسديده- بدون استحقاق: من غير وجه حقّ- تاريخ الاستحقاق: موعد دفع الدَّيْن أو الرَّسم- عن استحقاق: عن جدارة وأهليّة- وسام الاستحقاق: أحد الأوسمة التي تمنحها الدَّولة تقديرًا.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته قبل موعد استحقاق أيّ مشروع استثماريّ.
• الاستحقاقات: شهادات الجوائز والمكافآت. 

استحقاقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحقاق.
2 - مصدر صناعيّ من استحقاق: أهليّة، جدارة "نوّه بجدارة لجنة التحكيم واستحقاقيّتها لإصدار الأحكام".
• مشاورات استحقاقيّة: مشاورات متعلقة بإعطاء الحقوق لأصحابها. 

تحقيق [مفرد]: ج تحقيقات (لغير المصدر):
1 - مصدر حقَّقَ/ حقَّقَ في ° تحقيق الشَّخصيّة: التثبُّت من هُويَّة شخص ما- تحقيق الهمزة: إعطاؤها حقّها الصوتيّ عند النطق بها- تحقيق صحفيّ: تقرير يعدّه أحد الصَّحفيِّين عن أحداث شهدها أو قضيّة تهمّ المجتمع- تحقيق قضائيّ: سماع شهادة الشّهود بحضور المتخاصمين- حرف تحقيق: أداة تأكيدٍ- مديريّة التَّحقيقات/ إدارة التَّحقيقات: الجهة المسئولة عن شئون التَّحقيق.
2 - تَحَرٍّ، استقصاء ° التَّحقيق جارٍ: لم يُغلق ملفّ القضيّة بعد.
3 - (سف) إثبات ذاتيّة الشَّيء.
• تحقيق الذَّات: تطوير وتحسين لإمكانيّات الشَّخص وتحقيق الاكتفاء الذاتيّ.
• تحقيق الكتب والمخطوطات والنُّصوص: فرع من فروع البحث العلميّ يراد به التَّثبُّتُ من سلامة النَّصّ عن طريق جمع النُّسخ ومقابلة بعضها ببعض وذكر الخلاف.
 • محضر التَّحقيق: (قن) سجلّ يضمُّ المعلومات الخاصَّة بالتَّحقيق في قضيَّة ما. 

حاقَّة [مفرد]: ج حَواقُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حقَّ1.
2 - نازلة وداهية.
• الحاقَّة:
1 - يوم القيامة، سُمّي بذلك؛ لأنّ فيه حواقَّ الأمور ودواهيها، ولأنّها تحِقّ كلَّ إنسان من خير أو شر " {الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 69 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية. 

حَقّ [مفرد]: ج حُقُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر حُقَّ لـ وحقَّ1 وحقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° أخَذ بحقِّه: انتصر له وردَّ له حقَّه- أعطي كُلَّ ذي حقّ حقَّه- إنَّ قول الحقِّ لم يدع لي صديقًا- الحقّ أبلج والباطل لجلج- الحقّ عليك: أنت مخطئ على غير حقّ، أنت المخطئ- الحقّ معك: أنت على حقّ- الحقّ مغضبة- الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه- الحقوق السِّياسيّة: حقوق يجوز لكلّ مواطن بمقتضاها أن يشترك في إدارة بلاده- الدِّين الحقّ: الإسلام- بِحَقٍّ: بجدارة بدون شكٍّ- بِحَقٍّ/ في حِقّ: بشأن/ في شأن/ بخصوص- حقًّا: حقيقة في الواقع بالتّأكيد- حقُّ الزَّوجيّة: النَّفقة والمعاشرة بالمعروف- حقُّ تقرير المصير: حقّ الشّعوب في أن تقرِّر بنفسها نظامَ الحكم في بلادها واتِّجاه سياستها وربط علاقاتها مع سائر الدول- حقّ قدره: ما يستحقّه- حقّ يضرُّ خيرٌ من باطل يسرُّ- حقوق الله: ما يجب علينا نحوه- دَوْلَة الباطل ساعة ودَوْلَة الحقّ إلى قيام السَّاعة- ذهَبٌ حقٌّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه- صاحب الحقّ: دائن، غريم- قصَّر في حقِّه: لم يوفّه حقّه- قل الحقّ ولو كان مرًّا- كان على حقّ: كان على صواب- كلّيّة الحقوق: خاصّة بتدريس القوانين وإعداد المحامين- لا يموت حقٌّ وراءه مطالب [مثل]- الرجوع إلى الحقّ خير من التّمادي في الباطل- مِنْ حقِّه- وحقِّك: عبارة قَسَم.
2 - صحيح، ثابتٌ بلا شكّ، عكسه باطل "الحقّ فوق القوّة- {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} - {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}: حقيقةٌ وصدق" ° عَلِم حَقَّ العِلم: علم بدقّة جيّدًا وبدون شكّ- فهِم حقّ الفَهْمِ: فهم فهمًا دقيقًا كاملاً- قَوْلٌ حَقٌّ: ثابت صحيح لا شكّ فيه- هو العالمُ حقُّ العالم: متناهٍ في العلم.
3 - زكاة، نصيب واجب للفرد أو الجماعة " {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} - {وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}: الزّكاة المفروضة".
4 - دَيْن " {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} ".
5 - عدل وقسط " {خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ} ".
• حقوق الملكيَّة: (قص) حقّ امتلاك أصل، وهذا الحقّ يمنح مالكه امتيازات وصلاحيّات معيَّنة.
• الحقّ:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: مالا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به وهو الحقّ المطلق الذي يأخذ منه كلُّ حقٍّ حقيقتَه " {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ} ".
2 - القرآن الكريم "جاء الحقّ وزهق الباطل- {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} ".
• حقُّ النَّقض/ حقُّ الفيتو:
1 - (سة) حقّ خصّت به الدّول الخمس ذات المقعد الدَّائم في مجلس الأمن التَّابع لهيئة الأمم المتَّحدة يخوِّل كلاًّ منها أن توقف أو تنقض قرارات المجلس التي لا توافق عليها.
2 - (قن) السُّلطة المكتسبة أو الحقّ المُعطى لفرع أو دائرة حكوميّة لرفض الموافقة على إجراءات مُقترَحة من دائرةٍ أخرى وخاصّة السُّلطة الممنوحة للمدير التنفيذيّ لرفض مشروع قانون تقدِّمه الهيئة التَّشريعيّة وبذلك يُرفض أو يتمُّ تأخير تنفيذه ليصبح قانونًا.
• حقُّ اليقين: (سف) مصطلح صوفيّ يعبّر عن عُليا مراتب المعرفة عند الصُّوفيّة، وفيها تتوحَّد ذات العارف مع موضوع المعرفة، بمعنى فناء العبد في الحقّ والبقاء به علمًا وشهودًا، وأُولى مراتب المعرفة علم اليقين يليها مرتبة عين اليقين ثم حقّ اليقين.
• حقُّ المياه: (قن) حقّ سحب المياه من مصدر معيّن، بحيرة أو قناة أو غيرهما.
• حقُّ الخيار: الحقُّ أو الفرصة لقبول أو رفض شيء قبل عرضه في مكان آخر.
• سقوط الحَقّ: (قن) زوال الحقّ من يد صاحبه لأنّه لم يستعمله في مدَّة معيَّنة؛ كسقوط حقّ المحكوم عليه في

استئناف الحكم إذا لم يستأنفه في الآجال الموقوتة قانونًا.
• حقُّ الدِّفاع عن النَّفس: (قن) الحقّ في حماية النَّفس من العنف أو التّهديد به بأيّة قوَّة أو وسيلة ضروريّة.
• حقُّ الزِّيارة: (مع) حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طفلهما كما نُصَّ في أمر الطَّلاق أو الانفصال.
• الحقوق المدنيَّة: الحقوق التي يخوِّلها القانون لجميع المقيمين في الدولة وهي أشمل من الحقوق السياسيّة المتّصلة باختيار الحاكم، كما أنّها تتميّز عن الحقوق الطبيعيّة في أنّ لها قيمة قانونيّة إلى جانب قيمتها الفلسفيَّة المثاليَّة، والحقوق المدنيَّة نسبيَّة غير مطلقة تتكيَّف أوضاعها مع الزمان والمكان.
• حقوق الإنسان: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: وثيقة أقرَّتها الأمم المتحدة عام 1948م، ونصَّت فيها على حقوق البشر الأساسيَّة كالمساواة، وحريّة الفكر، والضمير، والدين، والحقّ في مستوى من العيش كافٍ لضمان الصِّحَّة والهناء. 

حُقّ [مفرد]: ج أَحقاق وحِقاق وحُقُوق:
1 - وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما.
2 - (شر) نُقْرة فيها رأس الفَخِذ أو الوَرِك.
3 - (شر) رأس الوَرك الذي فيه عظم الفَخِذ. 

حَقَّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَقّ: على غير قياس "قِسْمة حقّانيّة" ° وزارة الحقَّانيّة: وزارة العدل كما كانت تسمّى سابقًا في مصر.
2 - من يرعى حقوقَ الآخرين. 

حَقَّة [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° صداقة حقَّة: على الوجه الأمثل. 

حُقَّة [مفرد]: ج حِقاق وحُقَق: حُقّ، وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما. 

حُقوق [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ. 

حقيق [مفرد]: ج أَحِقّاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: جدير، حريّ، خليق.
2 - حريص " {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} ". 

حقيقة [مفرد]: ج حقائِقُ:
1 - مؤنَّث حقيق.
2 - شيءٌ ثابت قطعًا ويقينًا "هذه شهادة مطابقةٌ للحقيقة- قد تُلامُ الحقيقة لكنَّها لن تخجل [مثل] " ° أهل الحقيقة: المتصوّفة- تقصِّي الحقائق: استكشافها، تتبُّعها والتَّيقُّن منها- حقائِقُ أبديَّة: مبادئ أو قوانين مطلقة محيطة بجميع الموجودات- حقائق علميَّة: مقطوع بها- حقيقةً: في الواقع فعلاً- حقيقةً بديهيَّة: تُثبت نفسَها- حقيقةً واقعة: ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة- حقيقةً واقعيّة: الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا- نصف الحقيقة: بيان أو إفادة تحذف بعض الحقائق الضروريّة بهدف التَّضليل والغشِّ والخداع.
3 - (لغ) ما استعمل في معناه الأصليّ عكسه المجاز.
• حقيقة الشَّيء: كنهُه وخالصُه وجوهره "يرى بعضُهم أنّ الوقوفَ على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر- لمَس حقيقةَ التّفوّق" ° الحقيقة جارحة [مثل]- ظهَر على حقيقته: انكشف أمرُه، افتُضح- في الحقيقة: في الواقع.
• حقيقة الأمر: يقينُه "يبدو أنّ هناك اختلافًا بين القادة ولكنّنا نجهل حقيقتَه". 

حقيقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حقيقة.
2 - واقعيّ وموجود بالفعل "هذا صديق حقيقيّ- نريد سلامًا حقيقيًّا".
3 - صادق، خلاف خياليّ "نريد تصويرًا حقيقيًّا لا خياليًّا- عاطفة حقيقيّة".
4 - حَقٌّ باعتباره صفة "هذا قول حقيقيّ: مطابق للحقّ" ° ذهب حقيقيّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه.
• معنًى حقيقيّ: (بغ) مدلول الكلمة المستعملة فيما وُضعت له، عكسه معنًى مجازيّ.
• الزَّمن الحقيقيّ: (حس) الزَّمن الفعليّ الذي يحتاجه حاسوب لإتمام عمليَّة.
• الأجر الحقيقيّ: (قص) ما للنّقد الذي يحصل عليه العامل من قوّة الشِّراء.
• العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيَّر بتغيُّر المِلل والأديان كعلم المنطق. 

مُحَقِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حقَّقَ/ حقَّقَ في.
2 - من يقوم بإجراء تحقيق وتحرِّيات للكشف عن ملابسات قضيَّة غامضة "مُحَقِّق خاصّ: يُسْتَأجَر من قبل الأفراد".
3 - مَنْ يثبِّت ويحقِّق كتابًا أو نصًّا وَفْق قواعدَ علميَّة. 

مُسْتَحَقّ [مفرد]: ج مستحقّات: اسم مفعول من استحقَّ ° مُسْتَحَقَّات: رُسوم العُضويّة في نادٍ أو منظَّمة.
• سند مُسْتَحَقّ: (قن) اعتراف خطِّيّ بدَيْنٍ لطرف مُعَيَّن لكنّه لا يُدفع لدى طلب الطرف ولا يمكن نقلُه بتظهيره. 
حقق
{الحَقُّ: من أَسمَاء اللهِ تَعالَى، أَو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ المَوجُودُ} حَقِيقَة، {المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته، وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ الحَقِّ: المُطابقةُ والمُوافَقَة، كمُطابَقَةِ رِجلِ الْبَاب فِي} حُقهِ، لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ، {والحَقًّ: يقالُ لمُوجدِ الشيءَ. بحَسَب مَا تَقْتَضِيه الحِكمَةُ، ولِذلِكَ يُقال: فِعلُ اللهٍ كُله} حَقٌّ، وللاعْتقادِ فِي الشَّيْء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء فِي نَفْسِه، نَحْو: اعتَقادُ زَند فِي البَعثِ حَق، وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب مَا يَجِبُ، وقَدر مَا يَجِبُ فِي الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نَحْو: فِعلك حَق، وقولُكَ حَق. والحَق: القُرآنُ قَالَه أَبُو إسحاقَ فِي قَولِه تَعالَى: وَلَا تَلْبسُوا {الحَقَّ بِالْبَاطِلِ قَالَ: الحَق: أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلمَ، وَمَا جَاءَ بهِ من القُرْآن، وكذلِكَ قالَ فِي قَوْلِه تَعالى: بَل نَقْذِفُ} بالحَقِّ عَلَى الباطِل. والحَق: خِلاف الباطِل جَمعُه: {حُقُوق} وحقاقٌ، وليسَ لَهُ بِناءُ أَدنَى عدَد. والحَقُّ: الأمرُ الْمُقْتَضى المَفعُول، وَبِه فُسرَ قولُه تَعَالَى: مَا نُنَزلُ المَلائِكَةَ إِلَّا بالحَقِّ ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى: وَلَو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ. والحَق: العَدلُ. والحَقُّ: الْإِسْلَام وَبِه فُسر قولُ عُمَرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ، فقالَ: الصَّلاةُ واللهِ، إذَنْ، وَلَا! حَقَّ أَي: لاحظَّ فِي الْإِسْلَام لمَن تَرَكها. والحَقُّ: المالُ. وَالْحق: المِلْكُ بكسرِ الْمِيم. والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الَّذِي لَا يَسُوغُ إِنْكارُه. والحَقُّ: الصِّدقُ فِي الحَدِيثِ. والحَقُّ: المَوْتُ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالى: وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ كَمَا فِي العُبابِ، والمَعْنى: جاءَت السَّكْرَة الَّتِي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ، أَي: بالمَوْتِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ، قالَ ابنُ سِيدَه: ورُوىَ عَن أبي بَكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ: وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد. والحَقُّ: الحَزمُ وَبِه فَسرَ الشّافِعيًّ رضِي اللهُ عَنهُ قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلًّمَ: مَا {حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قَالَ مَعْناهُ: مَا الحَرمُ لامْرِئً، وَمَا المَعْرُوف فِي الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ، وَلَا الأحوَطُ إلاّ هذَا، لَا أَنَّه واجِبٌ، وَلَا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ، وَفِي شَرْح العَقائدِ: الحَق عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع، يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك، ويُقابِلُه الباطِلُ، وأَمَّا الصِّدْقُ، فشاعَ فِي الأَقْوالِ فَقَط، ويُقابِلُه الكَذِبُ، وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ)
المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ فِي الحَقِّ من جانِبِ الواقِع، وَفِي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم، فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ: واحِدُ الحُقُوقِ، والحَقَّةُ: أَخَص مِنْهُ يُقالُ: هذِه حَقَّتِي، أَي: حَقِّي، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (و) } الحَقَّةُ أيْضاً: {حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ} الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب، نَقَله الجَوْهَرِي. {وحَقِيقَةُ الأمْرِ: مَا يَصيرُ إِليه} حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه، يُقال: بَلَغَ {حَقِيقَةَ الأمْرِ، أَي: يَقِينَ شَأنِه. وقولُهم: كَانَ ذلِكَ عندَ} حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ، أَي: حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فِيهَا وَفِي الأساس:(و) {حَقَّ الشّيءَ: أَوجْبَهَ وأثبَتَه، وصارَ عندَه} حَقاً لَا يَشُك فِيهِ، ويُقال: {يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، أَي: يَجبُ} كأحَقَّه، {وحَققَه وقِيلَ:} أحَقَّه: صَيًّرَه {حَقاً. (و) } حَق الطرِيقَ: ركِبَ حاقهُ أَي: وَسَطَه، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنه قالَ للنساءَ: ليسَ لَكُنَّ أنْ {تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ. وحَق فُلاناً} يَحقَّه {حَقًّا: ضَرَبَه فِي} حاقِّ رَأسِه أَي: وَسَطِه أَو ضَرَبَه فِي {حُقِّ كَتِفِه: اسْم للنُّقْرَةِ الَّتِي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل: هُوَ رَأس العَضُدِ الَّذِي)
فِيهِ الوابِلَةُ. (و) } حَقَّ الأمرُ {يَحُقُّ بالضمّ} ويَحِق بالكسرِ {حَقةً، بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ، وَكَذَلِكَ} حَقًّا، {وحُقوقاً، كقُعُودٍ: صارَ حَقاً، وثَبَتَ، قَالَ الأزهَرِي: مَعناه: وَجَبَ وُجُوباً، وَمِنْه قولُه تَعالى: ولكِنْ} حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ أَي: وَجَبَت وثَبَتَتْ، وكذلِكَ قولُه تعالَى: لَقَد {حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ. وقالَ ابنُ درَيد: حَقَّ الأمْرُ} يَحِقُّ {حَقاً،} ويَحُقُّ: إِذا وَقَعَ بِلَا شَك وَنَصّ الجَمْهَرِة: وَضَحَ وَلم يَكُ فِيهِ شكّ لازِم مُتَعَد. {وحَقَقْت حَذرَه} أحُقُّه حَقاً {وأحْقَقْتُه: إِذا فَعَلْت مَا كانَ يَحْذَرُه نَقله الصاغانِيُّ، وأنْكَره الأزْهَرِي، وَقَالَ: إنَّما هُوَ} أَحْقَقْت حَذَرَه، لَا غَيْره. (و) {حَقَقْتُ الأمْرَ: إِذا} تَحَققْته وتَيَقنته أَي: وصرتَ مِنْهُ عَلَى يَقِين، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. { (و) حَقَقْتَ فُلاناً: إِذا أَتَيته} كأحْقَقْتَه، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً. وَقَالَ الكِسائِي: يُقال: {حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذَا، بالضَّمِّ،} وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه، بِمَعْنى واحِد (و) {حُق لَهُ أَن يَفْعَل، كَذَا، وَهُوَ} مَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيق، وهم! مَحقُوقُونَ. وَقَالَ ابْن عَبّاد، هُوَ {حَقِيقٌ بِهِ،} وحَقٌّ أَي: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ، وَقَوله تعالَى: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ أَي: أَنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ، وَقَرَأَ: نافعٌ حَقِيقٌ عليَّ بتشديدِ الياءَ، أَي: واجِبٌ عليَّ، وَقَالَ شَمرٌ: تَقُول العَرَبُ: {حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك، وحَق، وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً، وَهُوَ} حَقِيق بِهِ، {ومَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيقٌ لَهُ، والجَمعُ} أَحِقّاءُ، {ومَحْقُوقُونَ، وَقَالَ الفَراء:} حُقَّ لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك، {وحَقَّ، وإِني} لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كَذَا، فإِذَا قُلْتَ: {حُقَّ، قلْتَ: لَكَ، وَإِذا قُلْتَ:} حَقَّ، قلتَ: عَلَيْكَ، قَالَ: وتَقول: {يَحِقُّ عليكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا، وحُق لكَ، وَلم يَقُولُوا:} حَقَقْتَ أَن تَفْعَلَ، وَقَوله تَعَالَى: وَأَذِنَتْ لرَبِّها {وحُقَّتْ أَي:} وحُقّ لَها أَنْ تَفْعَلَ، ومعنَى قَولِ من قَالَ: {حَقَّ عليكَ أنْ تَفْعَلَ: وَجَبَ عليكَ، وقالُوا: حَق أَنْ تَفعَلَ،} وحَقيقٌ أَنْ تَفْعَلَ، وحقِيق فِي {حَقَّ} وحُقَّ: فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول، قالَ الشّاعِر: قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ {مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ: أنْتِ} حَقِيقَةٌ لذلِكَ، يَجعَلونَه كالاسْم، وأنْتِ! مَحْقُوقةٌ لذلِك، وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ، وأمّا قولُ الأعْشَى:
(وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق)

(لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ)
فَإِنَّهُ أَرادَ: لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ، يَعْنِي بالخُلَّةِ الخَلِيلَ، وَلَا تَكُونُ الهاة فِي مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ، إِنّما هِيَ فِي أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ، وَلَا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ: لمَحقُوقَة أنْتِ، لِأَن الصّفةَ إِذا) جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ، وَهَذَا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ.ويُقال: الحَقِيقَةُ: الرّايَة وَمِنْه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ:
(حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ)
قالَ الصاغانِيُّ: جَعفَر هَذَا أَبو جَدِّهِ، لِأَنَّهُ عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مَالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ.
وبَناتُ {الحُقَيق، كزبيْرٍ: تَمر رَدِئ، قِيلَ: هُوَ الشِّيصُ، نقَله الليثُ وابنُ عبّاد، وكَذَا أَبو رَافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ: سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الَّذِي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عَنهُ بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ مُصَغرٌ أَيضاً. وقَرب حَقحاق: جاد وذلِكَ إِذا كانَ السَّيرُ)
فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً، وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه، على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي.} والحقةُ بِالضَّمِّ: وعَاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما، مِمَّا يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت مِنْهُ، عَرٌ بِي مَعرُوفٌ، وَقد جاءَ فِي الشِّعر الفَصِيح. ج: {حُق بالضمِّ، جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ، وَهَذَا أَكثرهُ إنّما هُوَ فِي المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع، وَنَظِيره من المَصنُوع: دواةٌ ودَوى، وسَفِينَةٌ وسَفِين، وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم:
(وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا)
ويُقالُ أَيْضا فِي جَمعِه:} حُقُوق بالضمِّ، ويُقال: هُوَ جَمعُ الحُقِّ، فَيكون جَمعَ الجَمعَ. وقِالَ ابْن سِيدَه: جَمْع الحُقةِ: {حُقَق، وجَمعُ} الحقِّ:! أحقاقٌ، {وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ: سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط} الحُقَق تَقلِيلُ مَا قارَعنَ من سُفرِ الطرَق (و) {الحُقَّةُ: الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها، ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ. (و) } الحُقةُ: المَرْأةُ على التشْبِيه. (و) {الحُقُّ بِلَا هَاء: بَيْتُ الكَهْوَلِ، أَي: العَنْكَبوتِ وَمِنْه حَدِيثُ عَمرِو ابْن الْعَاصِ أنّه قالَ لمُعاوِيَة فِي مُحاورات كانَت بينَهما: لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ} كحُق الكَهْوَلِ، وكالحَجاةِ فِي الضُّعْف، فَمَا زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أَي: واهٍ، قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد رَوَى ابْن قُتَيْبَةَ هَذَا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه، وَقَالَ: مثل {حقِّ الكَهْدَلِ، بالدالِ بدلَ الْوَاو، وخَبَطَ فِي تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء، وَالصَّوَاب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ: العَنكَبُوتُ،} وحُقُّه: بيتُه، وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى.
والحُق: أَصل رَأس الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ. وقِيلَ: هُوَ رَأس العَضُدِ الّذِي فِيهِ الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد فِي الجَمْهَرة: رَأس العَضُدِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ الفَخِذِ، وَقد تَقدمت الإشارَةُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ: إِن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الْحق: الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ، أَو هِي المُطمَئنَّة واللُّق: المُرْتَفِعَة، قَالَ الصاغانِي: فَأَما فِي حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة. وقيلَ: الحُقُّ: مثل الجُحر فِي الأرْضِ. {- والحُقيُّ بياء النسبَةِ: تَمْرٌ نَقَلَه الصَّاغَانِي.} والحِق، بِالْكَسْرِ، من الإِبِل: الدّاخِلَةُ فِي الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ، عَن أَبي عُبَيْد وَقد {حَقت} تَحِق {حِقة،} وحِقاً، بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ {وأَحَقَّتْ، وَهِي} حِق، {وحِقة بَيِّنَةُ} الحِقَّةِ، بالكسرِ أَيْضا، قَالَ ابنَ سِيدَه: وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ {الحَقاقَةِ} والحُقُوقةِ، أَو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة، لأنَّ المَصدرَ فِي مِثل هَذَا يُخالِفُ الصِّفَةَ وَلَا نَظِيرَ لَها فِي مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ فِي البناءَ، إِلاّ قَولهم: أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ، وأَنْشَدَ ابْن دُرَيْد:) إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع فَابْن اللَّبُونِ {الحِق،} والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى:
( {بحِقَّتِها رُبِطَت فِي اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لَهَا قد أَسَنّْ)
أرادَ أَنّها رُبِطَت فِي اللجينِ وَقْتَ أَنْ كَانَت} حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها، أَي: نَبَتَ ج: {حِقَق كعِنَبٍ،} وحِقاق بالكسرِ، نَقله الجَوهَرِيُّ، وَقَالَ الأعشَى:
(وهُمُ مَا همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وَقَامَت زقَاقُهم {والحِقاق)
أَي: يبِيعُون زِقّاً بحِق، لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي: جمع الْجمع} حُقُقٌ بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ، وَمِنْه قولَ المُسَيبِ بن علَس:
(قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ)
كَمَا فِي الصِّحَاح سُمى {حِقَّةَ لأنهُ} استحَقَّ أَن يُركَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ وَأَن يُنْتَفَعَ بِهِ، نقَلَه الجَوهرِي أَو لأنَّه {استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كَمَا فِي اللسانِ.} والحِقُّ أَيْضا: أَن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام الَّتِي ضُرِبَتْ فِيها قَالَ ابْن سِيدَه، وبعضُهُم يجعَلُ {الحِقَّةَ فِي قولِ الأعْشَى: الوَقْت، ويُقال: أَتَتِ النّاقَةُ عَليّ} حِقَّتِها، أَي: على وَقْتِها الَّذِي ضَرَبَها الفَحْلُ فِيهِ من قابِلٍ، وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أَوَّلَ، حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ، وقِيلَ: {حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها: تَمامُ حَمْلِها، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ} حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ)
أَي: إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ وَلم تَلدْ قِيلَ: قد جازَت الحِقَّ. (و) {الحِق: النّاقَةُ الَّتِي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً.} والحِقَّةُ، بالكَسْرِ: الحَق الواجِبُ يُقالُ: هذِه {- حِقَّتِي، وَهَذَا} - حَقِّي، يُكْسَرُ مَعَ التاءَ، ويُفْتَحُ دُونَها وَقد مَرَّ لَهُ آنِفاً أَنه يُفْتَحُ مَعَ الهاءَ أَيْضاً، وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من {الحَقِّ، كَمَا نَقَلهَ الجَوْهريُّ وَغَيره، فتَأمل ذلِكَ. وَأم} حِقةَ: اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس:
(فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها مَا شِئتَ والوُدُّ خادِعُ)
{والحِقَّةُ بالكَسْرِ: لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى، وذلَكَ لِأَن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ: إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ، قَالَ سُوَيدٌ: لقد رَأيْتُها وَهِي} حِقَّةٌ، أَي: {كالحِقَّةِ من الإبِل فِي) عِظَمِها. أَو فِي حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ: حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وَرَاء} حِقاق العُرْفُطِ قَالَ الصّاغانِي: الأرنَبَةُ: الأرنبُ، كالعَقرَبَةِ فِي العَقْرَبِ، وَقيل: هِيَ نَبْتٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: هِيَ الأريْنَة، وَهِي: نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ، قَالَ الصّاغانِي: أولُ مَا رأَيتُ الأرَينَةَ سنة، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة، بينَها وَبَين جبل حراءوَيُقَال: إِنَه لنَزِق {الحِقاقِ، أَي: مُخاصِم فِي صِغارِ الأَشياءِ وَهُوَ مَجاز.} والأَحَقّ من الخَيْلِ: الفرَس الَّذِي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الَّذِي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عَن مَوْقِع حافرِ يَدِه، وَذَلِكَ عَيْب أَيْضا. وَقَالَ الجوهويُّ: هُوَ الّذِي لَا يَعْرَقُ وَهُوَ عَيْب أَيْضا، قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرو لرَجل من الأَنْصار،)
قلت: هُوَ عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ:
(وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لَا {أَحَقَُّ وَلَا شَئَيتُ)
هَذِه رِوايَةُ أبي عَمْرو، وأَبي عبَيْدٍ، وَفِي المحْكَم: وروَى ابْن دُرَيدٍ:
(بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لَا أَحَقُّ وَلَا شَئَيت)
قلت: وَالَّذِي فِي الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو، وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما} الحَقَقُ، محَركَةً يُقَال: أَحَق بَيِّن الحَقق. (و) {حَقَقْت عَلَيْهِ القَضاءَ،} أَحُقّه حَقًا {وأحققته} أحقه {إحقاقاً أوجبته وَهَذَا قد تقدم فَهُوَ تكْرَار، وَقَالَ أَبُو مَالك} أحَقَّت البكرة إِذا استوفت ثَلَاث سِنِين. وَقَالَ ابْن عباد أحقت صَارَت حقة مثل {حَقَّت. وَيُقَال: رمى} فأحقَّ الرَّمية إِذا قَتلهَا على الْمَكَان عَن ابْن عباد والزمخشري وَهُوَ مجَاز. {والمُحِقُّ ضد الْمُبْطل، يُقَال:} أحْقَقْتُ ذَلِك أَي أثْبته {حقًّا أَو حكمت بِكَوْنِهِ حَقًا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:} ويُحِقُّ الله الْحق بكلماته وَقَالَ الرَّاغِب:! إحقاق الْحق ضَرْبَان أَحدهمَا: بِإِظْهَار الْأَدِلَّة والآيات وَالثَّانِي بإكمال الشَّرِيعَة وبثها. {والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ مِنْهَا لِبَأٌ، قَالَه أَبو حاتِم وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هِيَ: الَّتِي لم يُنْتَجن فِي الْعَام الماضِي وَلم يُحلَبْنَ فِيهِ.} وحَقًّقَهُ {تَحْقِيقاً: صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ: صَدَّقَ قائِلَه، وقِيلَ:} حَقَّقَ الرَّجُلُ: إِذا قالَ هَذَا الشَّيْء هُوَ الحَق، كقَوْلِكَ: صَدَّقَ. {والمحَقَّقُ من الْكَلَام: الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ رؤبَة: دعْ ذَا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى: مذلقاً. (و) } المُحَقَّقُ من الثِّيابِ: المُحْكمُ النَّسخ الَّذِي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ {الحُقَقِ، كَمَا يُقال: برد مرجل وَهُوَ مجَاز أَيْضا، وَقَالَ:
(تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا)
} والاحْتِقاقُ: الاخْتِصامُ وَذَلِكَ أَن يقولَ كُلُّ وَاحِد مِنْهُم: {الحَقُّ بيَدِي، ومَعِي، وَمِنْه حديثُ الحضانَةِ: فجاءَ رَجُلانِ} يَحْتَقّان فِي وَلَدِ أَي: تختصِان، ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ مِنْهَا {حَقَّه، وَفِي حَديثٍ آخر: مَتى مَا تَغْلُوا فِي القُرآن} تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ فِي القُرآنِ. وَمن المَجازِ: طَعْنَةٌ {محَققَةٌ: إِذا كانَتْ لَا زَيْغَ فِيها وَقد نَفَذَتْ هكَذا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ: طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، كَمَا هُوَ نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ.} واحْتَقَّا: اختصَما وَهَذَا قَدْ ذُكِرَ قَرِيبا، فَلَا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً، ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لَا يُقالُ:! احْتَقَّ للواحِدِ، كَمَا لَا يُقال: اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ، وإِنَّما يُقال: احْتَقَّ فلَان وفُلانٌ. واحْتَقَّ المَال: سَمِنَ والَّذِي فِي اللِّسَان والأَساسِ والعُباب: احْتَقَّ القَوْمُ {احْتِقاقاً: إِذا سَمِنَ مَا لهُمْ، وانْتَهَى سمَنه. (و) } احْتَقَّت بِهِ الطعْنَةُ أَي: قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو، وفَسَّرَ بِهِ قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي:
(وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ {مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّم)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُ: أَي} حَقتْ بِهِ الطَّعْنَة لَا زَيْغ فِيها، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي اللِّسانِ: {المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ: النافِذُ إِلى الجَوْفِ، وقالَ فِي معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ: أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ فِي جَوْفِها، وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها، وَلم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ. أَو} احْتقَّتْ بِهِ الطَّعْنَة: إِذا أَصابَتْ {حُقَّ وَرِكِهِ وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي يَدورُ فِيه، قالَه ابنُ حَبِيب. (و) } احْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً. وقالَ ابنُ عَبّادِ: {انْحَقَّت العُقْدَة أَي: انشَدَّتْ وَهُوَ مَجازٌ.} واستَحَقَّهُ أَي: الشيءَ: اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى: فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما {اسْتَحَقَّا إِثْماً أَي: استَوْجَباه بالخِيانَةِ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ: فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً، أَي: خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ الَّتِي أَقْدَما عَلَيْهَا، وَإِذا اشْتَرَى رجلٌ دَارا من رَجُلٍ، فادّعاها رجلٌ آخَر، وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه، وحَكَم لَهُ الحاكِمُ ببَيِّنَتِه، فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الَّذِي اشْتَراها، أَي: مَلَكَها عَلَيْهِ، وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن} اسْتَحَقَّها، ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الَّذِي أَدَّاه إِليه، {والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ، قَالَ الصاغانِيّ: وقولُ النّاسِ:} المُسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فِيهِ خَلَلانِ، الأَوّلُ: أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من {اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله مَا} يَسْتَحِقُّه، والثانِي: أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ، وَلَيْسَ كَذلك.{وتَحَقّقَ عِنْده الخَبَر أَي: صَحَ. وَفِي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ: خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها، والحَسَنَة بَين السيئتين، وشَرّ السيرِ} الحَقْحَقَة يُقَال: هوَ أَرْفّعُ السّير، وأَتْعَبُه لِلظهْرِ نَقله الجَوهَرِيُّ، وَهُوَ إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ فِي العِبادَةِ، يَعني عليكَ بالقَصدِ فِي العِبادَةِ، وَلَا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم، وَخير العَمَلِ مَا دِيمَ وإِن قَلَّ، أَو اللَّجاج فِي السيْرِ حَتَّى يُنقَطَعَ بِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا يُرِيدُ الوِرْدَ إِلَّا {حَقحَقَا أَو هُوَ: السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عَن ذلِكَ، نَقَلَه الجَوهري، وَهُوَ قَول اللَّيْثِ، ونصُّه فِي العَيْنِ.
الحَقحَقَةُ: السّير أَوَّل اللَّيْلِ، وَقد نُهى عَنهُ، قالَ: وقالَ بعضُهم. الحَقحَقَةَ فِي السيرِ: إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ، انْتهى، قَالَ الأَزهرِيّ: وَلم يصِب اللَّيْثُ فِي وَاحِد مِمَّا فَسر، وَمَا قالَه، إِن الحَقْحقةَ: السّير أَولَ اللَّيْلِ، فَهُوَ باطلٌ، مَا قَالَه أَحَد، وَلَكِن يُقَال. قَحَّموا عَن اللًّيل أَي: لَا تَسيروا)
فِيهِ. أَو هُوَ: أنْ يَلجَّ فِي السيرِ حَتى تَعطَب رَاحِلَته أَو تَنقطعَ هذَا هُوَ الَّذِي صَوبَه الأَزْهَرِي، وأَيدَه بقولِ العَرَبِ، ونَصُّه: أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على مَا يتعبه، وَمَا لَا يطيقه، حَتَّى يبدع براكِبه، وقالَ ابنُ الأًعرابِي: الحَقْحَقَة: أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السّير.} والتَحاقّ: التَّخاصم، {وحاقَّه} محاقَّةً: خاصَمَه وادَّعَى كُل وَاحِد منهُما الحَقَّ، فإِذا غَلَبَه قِيلَ: قد حَقهُ {حَقَّاً، وَقد ذكِر ذلِك، وأَكثرُ مَا يَستَعْمِلونَه فِي الفِعلِ الغائِب، يَقولون} - حاقني وَلم! - يحاقنِي فِيهِ أَحَد.
وَمِمَّا يُستدرك عليهِ: {الحَق: الحظُّ، يُقَال: أَغطَى كَل ذِي} حَق {حَقه، أَي: حَظه ونَصِيبه. الَّذِي فْرضَ لَهُ، وَمِنْه حَدِيث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة، فَقَالَ: الصَّلاة واللهِ إِذن، وَلَا حَقَّ أَي لاحَظَّ فِي الْإِسْلَام لمَنْ تَرَكَها، وَيحْتَمل: وَلَا فِيهَا، لِأَنَّهُ وجد نَفسه على حَال سَقَطت عَنهُ الصَّلَاة فِيهَا قَالَ الصاغانيِّ: وَهَذَا أوقَع.} والحَقُّ: الْيَقِين بعد الشَكِّ {وحَقَّه} حَقًّا {وأحَقَّهُ: صَيَرهُ} حَقًّا لَا شكّ فيهِ وحَقه حَقاً: صَدقَه. {وأحْققتُ الأمرَ} إحقاقاً أحكَمته وصَححته، وَهُوَ مجَاز، قَالَ: قد كُنْت أوعَزت إِلَى الْعَلَاء بأنْ {يُحِقَّ وَذَم الدَلاءَ} وحَقَّ الأَمْرَ، {وأّحَقَّهُ. كانَ مِنْهُ على يَقِين. وَيُقَال: مَا لِي فِيك} حَقٌّ، وَلَا {حَقَقٌ، أَي: خُصُومَة.
} واسْتحقه: طلَب {حَقَّه.} واحْتَقَّهُ إِلَى كَذَا إِذا أَخّرهُ وضيق عَلَيْهِ. وَهُوَ فِي {حاقَّ من كَذَا، أَي: ضيق. وَمَا كَانَ} يَحُقُّكَ أَن تفعَله، فِي معنى مَا {حُقَّ لَك.} وأحِقَّ عليكَ القضاءُ {فحَقَّ، أَي: أُثبتَتَ فثَبَت.} وحقِيقَةُ الإِنسان. خالِصه، ومَحضه، وكنهه.! والحَقِيقَةُ: الحرمَة والفِناءُ.وأَيْضاً: {المُحِقونَ لمَا ادَّعوا. وتُجْمَعُ} الحِقَّةُ أَيضاً على {الحَقائِق، كقَوْلِهم: امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كإِفالٍ وأَفائل، فَهُوَ جَمْعُ} حِقاق لَا {حِقةٍ، وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ: ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق لَسْن بأنياب وَلَا} حَقائِقِ قَالَ ابْن سِيدَه: وَهُوَ نادِر. وهلال بن {حق بالكسَرِ: من المُحَدِّثِين. وبابُ} حُقّات، بالضمِّ: من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ، {وحقّاتٌ: خارِجَ هَذَا البابِ، بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس، قِيلَ: إِنها مجنةٌ.
} واستِحقاق الناقَةِ: تَمامُ حَمْلِها. {وحِقاق الشَّجَرِ: صِغارُها، بصِغارِ الإِبل، قَالَه الأصْمعِيُّ.
وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً، أَي: مشْبَعاً. وَأَنا} حقيق على كَذا، أَي. حَرِيص عَلَيْهِ عَن أَبِي عَليّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: حَقيق عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق. {وحقٌّ العَجُوزِ: ثَدْيها، وحقُّ الكَمْأَةِ: بَيْضها، كِلاهُما بالضَّمِّ. وأَصابَ} حاقّ عَيْنِه، أَي: وَسَطَها، قَالَ الأَزهريُّ: سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظَهرت ببعيرٍ، فشَكُّوا فِيهَا، فَقَالَ: هَذَا حاقّ صمادِح الجَرَبِ.
وسَقَطَ على حَقَ الْقَفَا، أَي: {حاقَهِ. ويُقالُ:} اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً، {وأَحَقَّتْ رَبِيعاً: إِذا كَانَ الرَّبِيع تامّاً فرَعَته.} وأَحَق القومُ {إِحْقاقاً: سَمِنَ مالُهم. قالَ ابْن سِيده:} أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع: ْ إِذا سَمِنوا ة عَن أَبِي حَنِيفَةَ، يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم {وحَقَّت النّاقَةُ،} وأحَقَّتْ، {واسْتَحقَّت.
سمنت.} واسْتَحَقَّتْ النَّاقة لقاحاً إِذا لقحت {واسْتَحَقَّ لقاحها يَجْعَل الْفِعْل مرّة للناقة وَمرَّة للقاح.
وَيُقَال: لَا} يَحِقُّ مَا فِي هَذَا الْوِعَاء رطلا أَي لَا يزن رطلا. وَقرب {مُحَقْحَقٌ: جاد.} - وحَقَّتْني الشَّمْس بلغتني. ولقيته عِنْد {حاقِّ الْمَسْجِد وَعند} حَقِّ بَابه أَي بِقُرْبِهِ وَهُوَ مجَاز. {- والحَقّانِيُّ مَنْسُوب إِلَى} الحَقِّ كالرباني إِلَى الرب.
حقق: {حق}: وجب. {الحاقة}: القيامة.

حقق: الحَقُّ: نقيض الباطل، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وليس له بِناء أدنى

عدَد. وفي حديث التلبية: لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد

لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك، كما

تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد،

وتَعَبُّداً مفعول له

(* قوله «وتعبداً مفعول له» كذا هو في النهاية أيضاً.) وحكى

سيبويه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال: لَيقِينُ ذاك

أمرُك، وليست في كلام كل العرب، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك

وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه، قال سيبويه: سمعنا فصحاء العرب

يقولونه، وقال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب

ووجه جوازِه، على قِلَّته، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه، وإذا طال

الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر، ألا ترى إلى ما حكاه

الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئاً؟ ولو قلت: ما أنا بالذي قائم

لقَبُح. وقوله تعالى: ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل؛ قال أبو إسحق: الحق

أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن؛ وكذلك قال في قوله

تعالى: بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل. وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ

حَقّاً وحُقوقاً: صار حَقّاً وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب

وجُوباً، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا. وفي التنزيل: قال الذي حَقَّ

عليهم القولُ؛ أي ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطين. وقوله تعالى:

ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين؛ أي وجبت وثبتت، وكذلك: لقد حقَّ القول

على أكثرهم؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه، كلاهما: أثبته وصار عنده

حقّاً لا يشكُّ فيه. وأحقَّه: صيره حقّاً. وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وقال

ابن دريد: صدَّق قائلَه. وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ

كقولك صدَّق. ويقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته؛

وأنشد:قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء

بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء

وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه: كان منه على يقين؛ تقول:

حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه. ويقال: ما لي فيك حقٌّ ولا

حِقاقٌ أي خُصومة. وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره

وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره. وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه؛

حكاه أبو عبيد. قال الأَزهري: ولا تقل حَقَّ حذَرَك، وقال: حقَقْت الرجل

وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه. قال ابن سيده: وحقَّه على

الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه.

واحْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ في يدي. وفي حديث ابن عباس

في قُرَّراء القرآن: متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا، يعني المِراء

في القرآن، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم: الحقُّ بيدي

ومعي؛ ومنه حديث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان

ويطلُب كل واحد منهما حقّه؛ ومنه الحديث: من يحاقُّني في ولدي؟ وحديث وهْب:

كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ، عليه السلام: أتحاقُّني بِخِطْئِك؛ ومنه

كتابه لحُصَين: إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد. وفي حديث أبي بكر،

رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما

أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته، ويروى بالتخفيف

من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع

عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ

يَحِقُّ. وفي حديث تأخير الصلاة: وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي

تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء

المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.

والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته؛ قال ابن الأَثير: هو

الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه. والحَق: ضدّ الباطل. وفي

التنزيل: ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ. وقوله تعالى: ولو اتبع الحقُّ

أهواءَهم؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون

الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ.

وقوله تعالى: وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل

الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي

بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل:

الحق هنا الله تعالى. وقولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل. وقال

الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ، إنما هو على إضافة

الشيء إلى نفسه؛ قال الأَزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد

نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً، وقرأ من

قرأ: فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ. وقال

الفراءُ في قوله تعالى: قال فالحق والحقَّ أقول، قرأ القراء الأَول بالرفع

والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ،

وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء، منهم من يجعل الأَول على معنى

الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف؛ قال ابن

سيده: ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقديره فأحُقُّ

الحقّ حقّاً؛ وقال ثعلب: تقديره فأقول الحقَّ حقّاً؛ ومن قرأ فالحقِّ، أراد

فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر. وأما قول الله عز وجل: هنالك

الوَلايةُ لله الحقَّ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ

وأحُقُّه حَقّاً، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته

فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله. وفي الحديث: من رآني

فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام، وقيل: فقد رآني

حقيقة غير مُشَبَّهٍ. ومنه الحديث: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً،

وقيل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ ومنه الحديث: أتدْرِي ما حَقُّ العباد على

الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه

الحقِّ؛ ومنه الحديث: الحقُّ بعدي مع عمر.

ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويَحُقُّ لك أن تفعل

ويَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال:

يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه

يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا

وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب

حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً،

وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون. وقال

الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا،

فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك، قال: وتقول يَحِقُّ عليك

أَن تفعل كذا وحُقَّ لك، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل. وقوله تعالى:

وأَذِنَت لربِها وحُقَّت؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل. ومعنى قول من قال حَقَّ

عليك أَن تفعل وجَب عليك. وقالوا: حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل. وفي

التنزيل: حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ. وحَقِيقٌ في

حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بمعنى مَفْعول، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي

محقوق أَن تفعله، وتقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر:

قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق

وفي التنزيل: فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا. ويقال للمرأَة: أَنت حقِيقة

لذلك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت مَحْقوقة لذلك، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي

ذلك؛ وأَما قول الأَعشى:

وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه

من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ

لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه،

وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ، ولا تكون الهاء

في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون

المَفْعُولين، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير

موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير، وهذا كله

تعليل الفارسي؛ وقول الفرزدق:

إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً،

بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا

فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها،

فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا

أي حُقَّ له. والحَقُّ واحد الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه،

وهو في معنى الحَق؛ قال الأزهري: كأنها أوجَبُ وأخصّ، تقول هذه حَقَّتي

أي حَقِّي. وفي الحديث: أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي

حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لما طُعِنَ

أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في

الإسلام لِمَن تركَها، وقيل: أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ

غيرها، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها

وهو غير قادر عليه، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟

وفي الحديث: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه

دَيْن؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من

شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم؛ ومنه الحديث: أَيُّما رجُل ضافَ قوماً

فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من

زَرعه وماله؛ وقال الخطابي: يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على

نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه، وقد

اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا. قال ابن

سيده: قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ يريدون بذلك التَّناهي

وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال، قال: وقالوا هذا عبد الله

الحَقَّ لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا

أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً.

وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن

(* قوله «وحققت أن إلخ» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر.) تفعل وما كان

يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك. وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي

أُثْبِتَ فثبت، والعرب تقول: حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه

أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته. قال الأزهري: قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال

الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق.

وقوله تعالى: حَقّاً على المُحسنين، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم

حقّاً؛ هذا قول أبي إسحق النحوي؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على

المحسنين وما أشبهه في الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله

مَتاعاً بالمعروف حقّاً، قال: وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً، إنما

نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال

الأزهري: هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه

قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكريا الفراء: وكلُّ ما كان في

القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً، فوجه

الكلام فيه النصب كقول الله تعالى: وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ؛

والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه.

وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه. وفي الحديث: لا يبلُغ المؤمن

حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه؛ يعني خالِصَ الإيمان

ومَحْضَه وكُنْهَه. وحقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه

الدِّفاعُ عنه من أهل بيته؛ والعرب تقول: فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ

الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل، سميت وسيقة

لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها، والوَديقةُ شدّة الحر،

والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه، وجمعها الحَقائقُ. والحقيقةُ في

اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه، والمَجازُ ما كان بضد ذلك،

وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة: وهي الإتِّساع

والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ، وقيل:

الحقيقة الرّاية؛ قال عامر بن الطفيل:

لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني

أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ

وقيل: الحقيقة الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء.

وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أي وجب. وفي حديث حذيفة: ما حَقَّ

القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ

بالنساءِ أي وجَب ولَزِم. وفي التنزيل: ولكن حَقَّ القولُ مني. وأحقَقْت الشئ أي

أوجبته. وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ. وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي

صدَّقَ. وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين؛ قال الراجز:

دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا

والحَقُّ: صِدْق الحديثِ. والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.

وأحقِّ الرجالُ: قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له.

واستحقَّ الشيءَ: استوجبه. وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا

اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على

أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ

يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك

عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا

اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه

وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها

عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري

على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ

قريبان من السواء. وأما قوله تعالى: لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما، فيجوز

أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد

من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما

مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت. وفي حديث ابن عمر أن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه

عنده؛ قال الشافعي: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة

لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض، وقيل:

معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث

فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث، وهو ما قدَّره الشارع

بثلث ماله.

وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أنه أولى بالحق منه،

وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل

الغائب. وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق.

وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل حَقَّه.

والتَّحَاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصام. ويقال: احْتَقَّ فلان

وفلان، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر. وفي حديث

علي، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، ورواه بعضهم: نَصُّ

الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلى؛ قال أبو عبيدة: نَصَّ كل شيء مُنتهاه

ومَبْلَغ أقصاه. والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في

الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها، ويقولون بل نحن أحَقُّ، وأراد بِنَصِّ

الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر؛

يقول: ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة

أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل

الآباء والإخْوة والأعمام؛ وقال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل،

وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام

فهو العقل والإدراك. وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه

تزويجها وتصَرُّفها في أمرها، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ

وحِقَّةٍ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه

وتحميله، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة، وهو ما يصير إليه

حَقُّ الأمر ووجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإبل؛ ومنه قولهم: فلان حَامي

الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه. ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم

في صغار الأشياء.

والحاقَّةُ: النازلة وهي الداهية أيضاً. وفي التهذيب: الحَقَّةُ الداهية

والحاقَّةُ القيامة، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ. وفي التنزيل: الحاقَّةُ ما

الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة والقيامة، سميت حاقَّةً

لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر؛ قال ذلك الزجاج، وقال الفراء:

سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ. والحَقَّةُ: حقيقة الأمر،

قال: والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ

والحاقَّةُ بمعنى واحد؛ وقيل: سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في

دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه

وتَخُصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه

أي غلبته وفَلَجْتُ عليه. وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ: رفعت

بالابتداء، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً، والحاقَّةُ الثانية خبر ما، والمعنى

تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ. وقوله عز وجل: وما أدراكَ

ما الحاقَّةُ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، وما موضعُها

رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ.

ومن أيمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنية على الضم؛ قال الجوهري:

وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد

اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك؛ قال ابن بري: يريد

لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول

اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام. والحَقُّ:

المِلْك.والحُقُقُ: القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها، قال: والحُقُقُ

المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً.

والحِقُّ من أولاد الإبل: الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب،

يعني أن يضرب الناقةَ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق، وقيل: إذا بلغت أمُّه

أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قال

الأَزهري: ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء، وقيل: إذا بلغ هو

وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهري: سمي حِقّاً لاستحقاقه

أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وهو

مصدر، وقيل: الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة؛ قال:

إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ،

فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ

والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً؛ قال ابن سيده:

والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وإنما حكمه بَيِّنة

الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في

مثل هذا يخالف الصفة، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في

البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا

استوفت ثلاث سنين، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً.

والحِقَّةُ أيضاً: الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً

وأربعين. وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ

وحَقائق؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس:

قد نالَني منه على عَدَمٍ

مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ

قال ابن بري: الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو

النعمان؛ قال الجوهري: وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل، قال ابن

سيده: وهو نادر؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق:

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ،

لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ

وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر،

وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد. والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل

والديات، قال أَبو عبيد: البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في

الرابعة فهو حينئذ حِقُّ، والأُنثى حِقَّة. والحِقَّة: نَبْرُ أُم جَرِير بن

الخَطَفَى، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له: إِنها

لصغيرة صُرْعةٌ، قال سويد: لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من

الإِبل في عِظَمها؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ومن وَراء حِقاقِ

العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها، تشبيهاً بِحقاق الإبل. وحَقَّتِ الحِقَّةُ

تَحِقُّ وأَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشى:

بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ

نِ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ

قال ابن بري: يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة،

يقول: قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، والجمع حِقاقٌ

وحُقُقٌ؛ قال الجوهري: ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما

لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها، ولا أَراد

بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يقال

أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً

كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وجمع الحِقاق حُقُق مثل

كِتاب وكتُب؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت، وأَتت

الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل، وهو إِذا

تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً

من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ، وقيل:

حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة:

أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها،

إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً، وقيل: معنى البيت أَنه

كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، وذلك أَنها رُكبت في

سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وقال بعضهم: سميت

الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وقولهم: كان ذلك عند

حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بالكسر، أَي حين ثبت ذلك فيها.

الأَصمعي: إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ؛

وقولُ عَدِيّ:أَي قومي إِذا عزّت الخمر

وقامت رفاقهم بالحقاق

ويروى: وقامت حقاقهم بالرفاق، قال: وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق

الإِبل.

ويقال: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً

استوْجب به عُقوبة؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَهْلِكُ

الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم.

وصبَغْتُ الثوبَ

صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً. وثوب مُحقَّق: عليه وَشْيٌ

على صورة الحُقَق، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ. وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان

مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر:

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا

كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا

وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه؛ عن أَبي عليّ، وبه فسر قوله

تعالى: حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ، في قراءة من قرأَ

به، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله

إِلاَّ بالحق.

والحُقُّ والحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج

وغير ذلك مما يصلح أَن

يُنحت منه، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح؛ قال الأَزهري: وقد

تُسوّى الحُقة من العاج وغيره؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم:

وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً،

حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا

قال الجوهري: والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قال ابن سيده: وجمع الحُقّ

أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة:

سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ

وصَفَ

حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما

قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من

باب سِدْرة وسِدْر، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره

من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين. والحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ

رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، وقيل:

الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ. والحُق أَيضاً: النُّقْرة

التي في رأْس الكتف. والحُقُّ: رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما

أَشْبهها.

ويقال: أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه،

وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّآً يقول

لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ

الجَرَبِ.

وفي الحديث: ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها

وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه. وفي حديث يوسف بن

عمر: إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ؛

الحُق: الأَرض المطمئنة، واللُّق: المرتفعة. وحُقُّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت؛

ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما:

لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في

الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم، في حديث فيه طول، قال: أَي واهٍ.

وحُقُّ الكَهول: بيت العنكبوت. قال الأَزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف

بعينه فصحَّفه وقال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: وخبَطَ

في تفسيره خَبْط العَشْواء، والصواب مثل حُق الكَهول، والكَهول العنكبوت،

وحُقَّه بيته. وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا.

ويقال: استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً

فرعَتْه. وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم. واحتقَّ القوم

احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه. قال ابن سيده: وأَحقَّ القومُ

من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبي حنيفة، يريد سَمِنت

مَواشِيهم. وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت: سمنت. وحكى ابن السكيت عن ابن

عطاء أَنه قال: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب

فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه، قلت: من

بني تميم، قال: من أَيّ تميم؟ قلت: رباني، قال: وما صنعتُك؟ قلت: الإِبل،

قال: فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبيراً: هذه

بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ

فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد

حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات،

فقال لي: لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت

واستحقّ لَقاحُها، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح.

قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ

يكون الحَلْبة الأُولى، والثانية منها لِبَأٌ. والمَحاقُّ: اللاتي لم

يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه.

واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر. ويقال: لا يحقُّ

ما في هذا الوِعاء رطلاً، معناه أَنه لا يَزِنُ

رطلاً. وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت. ويقال: رمَى

فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً

أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً؛ والمُحْتقُّ من الطعْن:

النافِذُ إِلى الجوف؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي:

هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها،

ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ

أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ

إِلى الجوف.

والأَحقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَق، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله

موضع حافر يده، وهما عيب؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ:

بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ

جَوادِ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ

قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أَبي عبيد:

وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ،

كُمَيْتٌ، لا أَحقُّ ولا شئيت

الأَقدرُ: الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه، والأَحقُّ: الذي

يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ

يديه، والشَّئيتُ: الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك

أَيضاً عيب، والاسم الحَقَق.

وبنات الحُقَيْقِ: ضرْب من رَدِيء التمر، وقيل: هو الشِّيص، قال

الأَزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من

التمر رديء. وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولَوْنُ الحُبيق معروف.

قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهى عن لوْْنين من

التمر في الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته

عَذْقُ ابن حبيق

(* قوله «عذق ابن حبيق» ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي

الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو

كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.)

وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر

بن محمد عن أَبيه قال: لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق؛ قال

الشافعي: وهذا تمر رديء والسس

(* قوله «والسس» كذا بالأصل ولعله وأيبس.)

تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.

والحَقْحقةُ: شدَّة السير. حَقْحقَ القومُ

إِذا اشتدّوا في السير. وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه. وتعَبَّدَ عبد

الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه: يا عبد الله،

العلمُ أَفضلُ من العمل، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين، وخيرُ

الأُمور أَوساطُها، وشرُّ

السير الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة، يعني عليك

بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم؛ وخيرُ

العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا

تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ من

العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك. والحَقحقةُ: أَرفع السير وأَتْعَبُه

للظَّهر. وقال الليث: الحقحقة سير الليل في أَوّله، وقد نهي عنه، قال:

وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ

ساعة وكفُّ ساعة؛ قال الأَزهري: فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم

يصب الصواب في واحد منهما، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل

على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه، وقيل: هو المُتعِب من

السير، قال: وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله

أَحد، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه. وقال ابن

الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ

السير. قال ابن سيده: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ

على البدل، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل. وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق

وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً.

وأُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس:

فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً،

وأَنْكَرها ما شئت، والودُّ خادِعُ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.