Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: استقبل

بكت

بكت


بَكَتَ(n. ac. بَكْت)
a. Reprehended, reproved, chid.
b. Overcame.

بَكَّتَa. see I (a)
N. Ac.
بَكَّتَa. Reprimand, reproof; remorse ( of conscience).
بكت: تَبَكّت: كُبت بالحجة، اسكت مفحماً (فوك).
بكت
عن الأوردية من بكت بمعنى فظيع قبيح صعب خطير.
[بكت] التَبْكيْتُ كالتقريع والتعنيف. وبَكَتَهَ بالحجة، أي غلبه.
ب ك ت

بكته بالحجة وبكته: غلبه. تقول: بكته حتى أسكته. وبكته: قرعه على الأر وألزمه ما عيّ بالجواب عنه. وبكته بالعصا: ضربه.
(ب ك ت)

بكته يبكته بكتا، وبكته: ضربه بِالسَّيْفِ والعصا وَنَحْوهمَا.

وبكته يبكته بكتاً، وبكته، كِلَاهُمَا: استقبلــه بِمَا يكره.
ب ك ت: (التَّبْكِيتُ) كَالتَّقْرِيعِ وَالتَّعْنِيفِ. وَ (بَكَّتَهُ) بِالْحُجَّةِ (تَبْكِيتًا) غَلَبَهُ. 
بكت
بَكته بالعَصا تَبْكِيْتاً: أي ضَرَبْته بها.
والمُبَكتُ: المَرْأةُ المِعْقَابُ.
وبَكَتُّ الشَّيْءَ: بمعنى كَبَتُّه وهو أنْ تَأْتِيَه بحُجَّةٍ يَعْيى بجَوابِها.
وبَكَّتُه: وَبَّخْته. والتَّبْكِيتُ: إعلانُ الشَّيْءِ.
[بكت] فيه: أتى بشارب فقال: "بكتوه"، أي وبخوه يقال له يا فاسق أما استحييت. الهروى: ويكون باليد والعصا ونحوه. ط: وقال بكتوه ولا تقولوا هكذا فإنه تعالى إذا أخزاه استحوذ عليه الشيطان، أو أيس من رحمة الله وانهمك في المعاصي، أو حمله اللجاج على الإصرار.
ب ك ت : بَكَّتَ زَيْدٌ عَمْرًا تَبْكِيتًا عَيَّرَهُ وَقَبَّحَ فِعْلَهُ وَيَكُونُ التَّبْكِيتُ بِلَفْظِ الْخَبَرِ كَمَا فِي قَوْلِ إبْرَاهِيمَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ - {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] فَإِنَّهُ قَالَهُ تَبْكِيتًا وَتَوْبِيخًا عَلَى عِبَادَتِهِمْ الْأَصْنَامَ. 
بكت
بكَّتَ يبكِّت، تَبْكِيتًا، فهو مُبكِّت، والمفعول مُبكَّت
• بكَّت المُتَّهَمَ: أنَّبه، وَبَّخَه وعَنَّفَه وقبَّح فِعْله "بكّت المديرُ أحدَ موظّفيه على خطئه" ° تبكيت الضَّمير: الإحساس بالنّدم، التأنيب.
• بكَّته بالحجّة: غلبه. 

بكت: بَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه: ضَرَبه بالسيف والعصا

ونحوهما. والتَّبْكِيتُ: كالتَّقْرِيعِ والتَّعْنِيفِ. الليث: بَكَّته بالعصا

تَبْكِيتاً، وبالسيف ونحوه؛ وقال غيره: بَكَّتَه تَبْكِيتاً إِذا

قَرَّعَه بالعَذْل تَقْريعاً. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بِشَارِبٍ، فقال:

بَكِّتُوه؛ التَّبْكِيتُ: التَّقْرِيعُ والتَّوْبيخُ، يقال له: يا فاسق، أَما

اسْتَحَيْتَ؟ أَما اتَّقَيْتَ اللَّهَ؟ قال الهَرَوِيّ: ويكون باليد

وبالعصا ونحوه.

وبَكَتَه بالحُجَّة أَي غَلَبه. وبَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه:

كلاهما استقبلــه بما يَكْرَه.

الأَصمعي: التَّبْكِيتُ والبَلْغُ أَن يَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما يَكْرَه.

وقيل في تفسير قوله تعالى: وإِذا المُوْءُودةُ سُئِلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ

قُتِلَتْ؟ تُسْأَلُ تَبْكِيتاً لوائِدِها.

بكت

1 بَكڤتَ see 2, in four places.2 بكّتهُ, inf. n. تَبْكِيتٌ, He reprehended, reproved, blamed, chid, or reproached, him, for an affair, or for a crime or the like; (S, A, Msb, K;) accord. to some, with justice; (TA;) or he did so severely; (S, * TA;) and threatened him; (TA;) and declared his deed to be evil; (Msb;) as when one says, “O wicked man! wast thou not ashamed? didst thou not fear God? ” (TA:) and sometimes this is done by using an enunciative phrase, such as the saying of Abraham, [mentioned in the Kur xxi. 64,] “ Nay, the chief of them, this, did it; ” for thus he said to reprove their worship of idols; (Msb;) and it may be by means of the hand, and a staff or stick, and the like. (Hr, TA.) b2: He accused him, to his face, (اِسْتَقْبَلَــهُ, q. v.,) of that which he disliked, or hated; (As, A, K;) as also ↓ بَكَتَهُ, (As, K,) aor. ـُ inf. n. بَكْتٌ. (TA.) b3: He overcame him, بِالحُجَّةِ [with the argument, allegation, or plea]; (S, A, K;) as also ↓ بَكَتَهُ; (A, TA;) and both, he obliged him to be silent by reason of his inability to reply. (A, * TA.) You say, بكّتهُ حَتَّى

أَسْكَتَهُ, and ↓ بَكَتَهُ, He overcame him [by an argument, &c.,] so that he silenced him. (A, TA.) b4: Also, (Lth, TA,) and ↓ بَكَتَهُ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He beat, struck, or smote, him (K, TA) with a staff or stick, and a sword, (Lth, K, TA,) and the like. (Lth, TA.) مُبَكِّتٌ A woman who usually brings forth a male child after a female. (K, TA.) [Such a woman is app. thus called because supposed to reproach her husband for his having been displeased with her on her bringing forth a female.]

كفف

(كفف) الثَّوْب بالحرير وَغَيره عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفافا

كفف


كَفَّ(n. ac. كَفّ)
a. Hemmed.
b. Bandaged (foot).
c. Overfilled.
d. [acc. & 'An], Averted, turned from.
e. ['An], Abstained, desisted from.
f. [ & pass.

كُفَّ ]
a. Was dazzled, blinded.

كَاْفَفَa. see I (e)
تَكَفَّفَa. Stretched out the hand (beggar).

تَكَاْفَفَa. see I (e)
إِنْكَفَفَ
a. ['An], Abstained from; was prevented from.
b. Was hemmed.

إِسْتَكْفَفَa. see Vb. Coiled itself up (serpent).
c. Shaded his eyes with ( his hand ).
d. Stood (round), scrutinized.
كَفّ
(pl.
أَكْفُف
كُفُوْف
27)
a. Hand; palm ( of the hand ).
b. [ coll. ], Glove.
كَفِّيَّة
a. [ coll. ], Shawl.
كِفَّة
(pl.
كِفَف كِفَاْف)
a. Hollow ( of the hand ).
b. Scale ( of a balance ).
c. Hollow, cavity.
d. Anything round.
e. [art.], Libra, the Balance ( sign of the Zodiac).
f. Hunter's net.

كُفَّة
(pl.
كُفَف كِفَاْف)
a. Hem; seam; edge, border.
b. Multitude.
c. see 2t (f)
كَفَفa. see 22 (a)
كِفَفa. Socket ( of the eye ).
كَاْفِف
(pl.
كَفَفَة)
a. Hemming; hemmer, stitcher.

كَفَاْفa. Sufficiency; sustenance.
b. Equal, fellow.

كِفَاْفa. Hem; edge ( of the sword ); best part of.

كِفَاْفَةa. Hemming.

كَفِيْف
a. [ coll. ], Blind.
N. P.
كَفڤفَa. Hemmed, stitched.
b. Repelled.
c. (pl.
مَكَاْفِيْفُ) [ coll. ]
see 25
مُكَافَّة
a. Truce, armistice.

المُسْتَكِفَّات
a. The eyes.

كَافَّةً
a. All; altogether, entirely.
(ك ف ف) : (الْكَفُّ) مَصْدَرُ كَفَّهُ إذَا مَنَعَهُ وَكَفَّ بِنَفْسِهِ امْتَنَعَ وَأُرِيدَ بِكَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ الْقَبْضُ وَالضَّمُّ وَأَنْ يَرْفَعَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَوْ مِنْ خَلْفِهِ إذَا أَرَادَ السُّجُودَ وَعَنْ بَعْضِهِمْ الِائْتِزَارُ فَوْقَ الْقَمِيصِ مِنْ الْكَفِّ (وَقَوْلُهُ) الْعِدَّةُ فَرْضُ (كَفَّ) أَيْ امْتِنَاعٍ عَنْ التَّبَرُّجِ وَالتَّزَوُّجِ كَالصَّوْمِ فَإِنَّهُ كَفَّ عَنْ الْمُفْطِرَاتِ (وَمِنْهُ) الْمُكَافَّةُ الْمُحَاجَزَةُ لِأَنَّهَا كَفَّ عَنْ الْقِتَالِ (وَكَفَّ) الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ خَاطَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي قَمِيصِ الْمَيِّتِ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُقَطَّعَ مُدَوَّرًا وَلَا يُكَفَّ (وَكِفَافَةٌ) مَوْضِعُ الْكَفِّ مِنْهُ وَذَلِكَ فِي مَوَاصِلِ الْبَدَنِ وَالدَّخَارِيصِ أَوْ حَاشِيَةِ الذَّيْلِ (وَثَوْبٌ مُكَفَّفٌ) كُفَّ جَيْبُهُ وَأَطْرَافُ كُمَّيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ الدِّيبَاجِ (وَاسْتَكَفَّ النَّاسَ) وَتَكَفَّفَهُمْ (مَدَّ إلَيْهِمْ) كَفَّهُ يَسْأَلُهُمْ (وَمِنْهُ) «إنَّكَ إنْ تَتْرُكْ أَوْلَادَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ» وَمَأْخَذُهُ مِنْ الْكِفَايَةِ خَطَأٌ (وَكِفَّةُ الْمِيزَانِ) مَعْرُوفَةٌ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ الْكِفَّةُ بِالْكِفَّةِ» عِبَارَةٌ عَنْ الْمُسَاوَاةِ فِي الْمُوَازَنَةِ.
ك ف ف

كففته عن الشرّ فكفّ عنه، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يكفكف دمعه: يمسحه مرةً بعد مرةً ليردّه. وصافّوهم ولافوهم، ثم كافوهم؛ أي حاجروهم، وتكافّوا: تحاجزوا. وعنده كفاف من العيش. ما كفّ عن الناس أي أغنى. ونفقته الكفاف وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كفاف: تكفّ عني وأكف عنك. قال رؤبة:

فليت حظّي من نداك الضّافي ... والنفع أن تتركني كفاف

واستكف الناس وتكفّفهم: مدّ إليهم كفّه يسألهم. وفلان يستكفّ الأبواب ويتكفّفها. واستكف الناس حواليه. أحقدوا به. واستكفّ الشيء: استدار كأنه كفّةٌ. واستكفّت الحيّة: ترحّت. وأنشدت قريبة أم البهلول:

ومقطوعة قطع الرّحى مستديرة ... تعض بأضراس وليس لها فم

أراد السّعدانة وثمرتها مستديرة ولها شوك حداد كالإبر. واستكفّ الرمل: استمسك. قال النابغة:

بات بحقف من البقّار يحفره ... إذا استكفّ قليلاً تربه انهدما

واستكفّ الناظر: وضع يده على حاجبه، وعين مستكفّة. ولقيته كفّةً كفّةً " وأضيق من كفّة الحابل " ووشمت كفّها كففاً: دارات. وهذه كفّة الرمل، وكفّة الثوب وهي طرّته المستطيلة. وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الثقلين كافة. وثوب مكفف: له كفائف ديباج يكفّ بها جيبه وأطراف كميّه. قال طفيل:

تظل رياح الصيف تنسج بينه ... وبين قميص الرازقيّ المكفّف

يعني لا يلزق به قميصه من خمصه.

ومن المجاز: هو مكفوف، وهم مكافيف، وكفّ بصره. وفلان لحمه كفاف لأديمه إذا ملأ جلده. قال النمر:

فضول أراها في أديمي بعد ما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل

وفي الحديث " إن بيننا وبينكم عيبةً مكفوفةً ": مشرجة. وكفّ الرجل عيابه. وجثته في كفّة الليل: في أوله. قال البعيث:

تخونتها بالنّص حتى كأنها ... هلال يوافي كفّة الليل واضح

وطار البرق في كفاف السحاب: في نواحيه.
[كفف] الكَفُّ: واحدة الأكُفِّ. وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أي كفاحاً، وذلك إذا استقبلــتَه مواجَهة. وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر. وكفة القميص، بالضم: ما استدار حولَ الذَيل. وكان الأصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفَّةٌ بالضم، نحو كُفَّةِ الثوبِ وهي حاشيته، وكُفَّةُ الرملِ وجمعه كِفافٌ. وكلُّ ما استدار فهو كِفَّةٌ بالكسر، نحو كِفَّةِ الميزان، وكِفَّةِ الصائد وهى حبالته. وكفة اللثة، وهي ما انحدر منها. قال: ويقال أيضاً كَفَّةُ الميزان بالفتح، والجمع كفف. والكفف. والكفف في الوشم: دارات تكون فيه. وكفاف الشئ: حتارُهُ . والكافَّة : الجميع من الناس. يقال: لقيتهم كافَّة، أي كلّهم. وأمَّا قول ابن رواحة الأنصاريّ رضي الله عنه: فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنَّما خفَّفه ضرورة، لأنَّه لا يصح الجمع بين الساكنين في حشو البيت. وكذلك قول الآخر: جزى الله الرواب جزاء سوء وألبسهن من برص قميصا وهو جمع رابة. ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتَّى تكاد تذهب: هو كافٌّ. والناقةُ كافٌّ أيضاً. وقد كَفَّتِ الناقةُ تكفُّ كُفوفاً. وكَفَفْتُ الثوبَ، أي خِطتُ حاشيته، وهي الخياطة الثانية بعد الشَلِّ . وعَيْبَةُ مَكْفوفَةٌ، أي مُشْرَجَةً مشدودةٌ. والمَكْفوفُ: الضرير، والجمع المَكافيفُ. وقد كُفَّ بصره وكف بصره أيضا، عن ابن الاعرابي. وكففت الرجل عن الشئ فكف، يتعدى ولا يتعدَّى، والمصدر واحد. وكَفافُ الشئ بالفتح: مثله وقيسه. والكفاف أيضاً من الرزق: القوتُ، وهو ما كَفَّ عن الناس أي أغنى. وفي الحديث: " اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ كفافا ". واسْتَكْفَفْتُ الشئ: استوضحته، وهو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظلُّ من الشمسن تنظر إلى الشئ هل تراه. واسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ بمعنًى، وهو أن يمد كفه يسأل الناس. يقال: فلان يتكفف الناس. قال الفراء: استكف القوم حول الشئ، أي أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه قول ابن مُقْبل: إذا رَمَقْته من مَعَدٍّ عِمارَةٌ بَدا والعيون المستكفة تلمح وكفكفت الرجل مثل كففته. ومنه قول أبي زُبَيد: أَلَمْ ترَني سَكَّنْتُ إِلِّي لإِلِّكُمْ وكَفْكَفْتُ عنكم أكلبي وهى عقر وقول الشاعر: نجوس عمارة ونكف أخرى لنا حتى يجاوزها دليل يقول: نطأ قبيلة ونتخللها، ونكف أخرى، أي نأخذ في كفتها - وهى ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
(كفف) - في حديث الزبير - رضي الله عنه -: "فتَلَقّاه رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلّم -: كَفَّةَ كَفَّةَ"
: أي مُوَاجَهةً، وكذلك: كِفَّةً كِفَّةً، وكِفَّةً بِكِفَّةٍ، ولكِفَةٍ، وعن كِفَّةٍ: أي مُتكافِّين، كأنّ كُلَّ واحدٍ منهما كَفَّ صَاحِبَه عن مُجاوَزَتِه إلى غَيْره .
- في حديث عطَاء: "الكِفَّة والشَّبَكَة أمْرُهما واحد"
قال الأَصمعىُّ: حِبالَةُ الصَّائدِ يعني بالكَسْرِ.
وقال الجَبَّان: الكُفَّة: ما يُصادُ بها الظِّبَاء ونحوها كَالطَّوق.
وَجدتُه بضَمّ الكاف. وقال أيضًا: كلُّ مُستَطِيل كُفّةٌ.
يَعنى بالضَّمِّ. وكُلُّ مُستَديرٍ كِفَّة يَعنى بالكَسر.
- في الحديث: "المُنْفِق على الخَيْلِ كَالمُسْتَكِفّ بالصَّدَقَةِ"
: أي الباسِطِ يدَه يُعْطِيها.
من قولهم: اسْتَكَفَّ به الناسُ؛ إذا أَحْدَقُوا به، واستَكفُّوا: دنا بعَضُهم مِن بَعْض. عن أبي عمرو: استكفَّ الشّىءُ: اجتَمع، واستكَفّوا حَولَ الشيء ينظرُون إليه .
- وفي حديث آخَر: "يَتَصَدَّق بجَمِيع مالِه، ثم يَقعُد يَستَكِفُّ النّاسَ "
: أي يَبْسُط يَدهُ طَالِباً مُتعرِّضًا للصَّدَقَةِ سائِلًا.
وتَكفَّفَ واستَكَفَّ: أَخذَ بِبَطن كَفِّه، أو سأل كفَّاكَفًّا من الطَّعام؛ أي ما يَكُفُّ الجَوْعَة.
- في حديث الحَسَن لصَاحِب الجرَاحة: "كُفَّه "
وفي رِوَاية: "اكْفُفْهُ بِخِرْقَةٍ"
: أي اجْعَلْهَا حَوْلَهُ حِجاباً عن حَوالَيْهِ.
قال امرؤ القَيْس:
... وكُفَّ بأَجْذَالِ *
: أي أُحِيط الجَمْر بأَجذالِ الشَّجَر خيفَةَ ذهاب الرّيح به.
- وفي الحديث: "أُمِرْت ألَّا أكُفَّ شَعَرًا ولا ثَوبًا" : يَعْني في الصَّلاة، ويحتمل أن يكون بمعنى المَنْع: أي لا أمْنعُها من الاسْتِرسالِ حالَ السُّجُود، لِيقَعَا على الأرض، ويُحْتمَل أن يكون بمعنى الجَمْع: أي لَا يَجْمَعُهما فيَسجُد عليهما - وفي الحديث: "لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُكفَّف بالحَرِيرِ"
: أي الذي اتُّخِذَ جَيْبُه منه، أو كان لذَيْلِه وأَكمامِه كَفَافٌ منه.
وكُفَّةُ كلِّ شيءٍ: طُرَّتُه وحاشِيَتُه.
- في حديث عمر: "ليتَنِى نَجوتُ كَفافاً "
: أي تَكُفَّ عَنِّى وأَكَفّ عنها، لا تَنَالُ مِنّى ولا أَنالُ منها، ونَصبَه على الحالِ؛ وقد تُبْنَى على الكَسْرِ.
ك ف ف : الْكَفُّ مِنْ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ أُنْثَى قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَزَعَمَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ أَنَّ الْكَفَّ مُذَكَّرٌ وَلَا يَعْرِفُ تَذْكِيرَهَا مَنْ يُوثَقُ بِعِلْمِهِ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ كَفٌّ مُخَضَّبٌ فَعَلَى مَعْنَى سَاعِدٍ مُخَضَّبٍ وَجَمْعُهَا كُفُوفٌ وَأَكُفٌّ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكَفُّ الرَّاحَةُ مَعَ الْأَصَابِعِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا
تَكُفُّ الْأَذَى عَنْ الْبَدَنِ وَتَكَفَّفَ الرَّجُلُ النَّاسَ وَاسْتَكَفَّهُمْ مَدَّ كَفَّهُ إلَيْهِمْ بِالْمَسْأَلَةِ وَقِيلَ أَخَذَ الشَّيْءَ بِكَفِّهِ.

وَكَفَّ عَنْ الشَّيْءِ كَفًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَرَكَهُ وَكَفَفْتُهُ كَفًّا مَنَعْتُهُ فَكَفَّ هُوَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَكِفَّةُ الْمِيزَانِ بِالْكَسْرِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ وَأَمَّا الْكِفَّةُ لِغَيْرِ الْمِيزَانِ فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ كُلُّ مُسْتَدِيرٍ فَهُوَ بِالْكَسْرِ نَحْوُ كِفَّةُ اللِّثَةِ وَهُوَ مَا انْحَدَرَ مِنْهَا.

وَكِفَّةُ الصَّائِدِ وَهِيَ حِبَالَتُهُ وَكُلُّ مُسْتَطِيلٍ فَهُوَ بِالضَّمِّ نَحْوُ كُفَّةِ الثَّوْبِ وَهِيَ حَاشِيَتُهُ وَكُفَّةُ الرَّمْلِ وَكَفَّ الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ كَفًّا خَاطَهُ الْخِيَاطَةَ الثَّانِيَةَ وَقُوتُهُ كَفَافٌ بِالْفَتْحِ أَيْ مِقْدَارُ حَاجَتِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نَقْصٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَكُفُّ عَنْ سُؤَالِ النَّاسِ وَيُغْنِي عَنْهُمْ.

وَكُفَّ بَصَرُهُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا عَمِيَ فَهُوَ مَكْفُوفٌ.

وَجَاءَ النَّاسُ كَافَّةً قِيلَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ نَصْبًا لَازِمًا لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا كَذَلِكَ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] أَيْ إلَّا لِلنَّاسِ جَمِيعًا.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ نُصِبَتْ لِأَنَّهَا فِي مَذْهَبِ الْمَصْدَرِ وَلِذَلِكَ لَمْ تُدْخِلْ الْعَرَبُ فِيهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِأَنَّهَا آخِرٌ لِكَلَامٍ مَعَ مَعْنَى الْمَصْدَرِ وَهِيَ فِي مَذْهَبِ قَوْلِكَ قَامُوا مَعًا وَقَامُوا جَمِيعًا فَلَا يُدْخِلُونَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى مَعًا وَجَمِيعًا إذَا كَانَتْ بِمَعْنَاهَا أَيْضًا.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا كَافَّةً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ كَمَا لَوْ قُلْتَ قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ عَامَّةً أَوْ خَاصَّةً لَا يُثَنَّى ذَلِكَ وَلَا يُجْمَعُ. 
(ك ف ف)

كف الشَّيْء يكفه كفاًّ: جمعه، وَفِي حَدِيث الْحسن: " أَن رجلا كَانَت بِهِ جِرَاحَة فَسَأَلَهُ: كَيفَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: كَفه بِخرقَة " أَي: اجمعها حوله.

والكف: الْيَد، أُنْثَى، وَأما قَول الْأَعْشَى: أرى رجلا مِنْهُم اسيفا كَأَنَّمَا ... يضم إِلَى كشحيه كفاًّ مخضبا

فَإِنَّهُ أَرَادَ الساعد، فَذكر، وَقيل: إِنَّمَا أَرَادَ الْعُضْو وَقيل: هُوَ حَال من ضمير " يضم " أَو من هَاء " كشحيه ".

وَالْجمع: أكف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يجاوزوا هَذَا الْمِثَال، وَحكى غَيره: كفوف، قَالَ أَبُو عمَارَة ابْن أبي طرفَة الْهُذلِيّ يَدْعُو الله عز وَجل:

فصل جناحي بَابي لطيف ... حَتَّى يكف الزَّحْف بالزحوف

بِكُل لين صارم رهيف ... وذابل يلذ بالكفوف

أَبُو لطيف: يَعْنِي: اخاه، وَكَانَ اصغر مِنْهُ.

وللصقر وَغَيره من جوارح الطير: كفان فِي رجلَيْهِ، وللسبع: كفان فِي يَدَيْهِ، لِأَنَّهُ يكف بهما على مَا اخذه.

والكف الخضيب: نجم.

وكف الْكَلْب: عشبة من الْأَحْرَار، وَسَيَأْتِي ذكرهَا.

واستكف عينه: وضع كَفه عَلَيْهَا فِي الشَّمْس بِنَظَر هَل يرى شَيْئا. قَالَ ابْن مقبل:

خُرُوج من الغمى إِذا صك صَكَّة ... بدا والعيون المستكفة تلمح

واستكف السَّائِل: بسط كَفه.

وتكفف الشَّيْء: طلبه بكفه.

وتكففه: اخذه بكفه، وَفِي الحَدِيث: " أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام كَأَن ظلة تنطف عسلاً وَسمنًا وَكَأن النَّاس يتكففونه " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين. وَالِاسْم مِنْهُمَا: الكفف.

ولقيته كفة، كفة كفةٍ، على الْإِضَافَة: أَي فجاءة مُوَاجهَة قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالدَّلِيل على أَن الآخر مجرور أَن يُونُس زعم أَن رؤبة كَانَ يَقُول: لَقيته كفة لكفة، أَو كفة عَن كفة، وَإِنَّمَا جعل هَذَا هَكَذَا فِي الظّرْف وَالْحَال، لِأَن أصل هَذَا الْكَلَام أَن يكون ظرفا أَو حَالا.

وكف الرجل عَن الْأَمر يكفه كفا، وكفكفه فَكف، واكتف، وتكفف.

واستكف الرجلُ الرجلَ: من الْكَفّ عَن الشَّيْء.

وتكفف دمعه: ارْتَدَّ، وكفكفه.

وكف بَصَره كفا: ذهب.

وبعير كَاف: أكلت أَسْنَانه وَقصرت من الْكبر، وَالْأُنْثَى: بِغَيْر هَاء.

والكف فِي الْعرُوض: حذف السَّابِع من الْجُزْء، نَحْو حذفك النُّون من " مفاعيلن " حَتَّى تصير " مفاعيل " وَمن " فاعلاتن " حَتَّى تصير " فاعلات " وَكَذَلِكَ: كل مَا حذف سابعه، على التَّشْبِيه بكفة الْقَمِيص الَّتِي تكون فِي طرف ذيله، هَذَا قَول ابْن إِسْحَاق.

والكفة: كل شَيْء مستدير، كدارة الوشم، وعود الدُّف، وحبالة الصَّائِد.

وَالْجمع: كفف، وكفاف.

وكفة الْمِيزَان، الْكسر فيهمَا اشهر، وَقد حكى فيهمَا الْفَتْح، وأباها بَعضهم.

والكفة: كل شَيْء مستطيل ككفة الرمل وَالشَّجر.

وكفة اللثة: وَهِي مَا سَالَ مِنْهَا على الضرس.

وكفة كل شَيْء: حَاشِيَته وأطرته.

وكفة الثَّوْب: طرته الَّتِي لَا هدب فِيهَا.

وَجمع كل ذَلِك: كفف، وكفاف.

وَقد كف الثَّوْب يكفه كفاًّ: تَركه بِلَا هدب.

والكفاف من الثَّوْب: مَوضِع الْكَفّ.

وكل مضم شَيْء: كفافه، وَمِنْه: كفاف الْأذن وَالظفر والدبر.

والكفة: مَا يصاد بِهِ الظباء يَجْعَل كالطوق.

وكفة السَّحَاب: ناحيته.

وكفاف السَّحَاب اسافله، وَالْجمع: أكفة. والكفاف: الحوقة والوترة.

واستكفوه: صَارُوا حواليه.

والمستكف: المستدير، كالكفة.

والكفف: كالكفف، وَخص بِهِ بَعضهم الوشم.

والكفف: النقر الَّتِي فِيهَا الْعُيُون، وَقَول حميد:

ظللنا إِلَى كَهْف وظلت رحالنا ... إِلَى مستكفات لَهُنَّ غرُوب

قيل: أَرَادَ بالمستكفات: الاعين، لِأَنَّهَا فِي كفف وَقيل: أَرَادَ: الْإِبِل المجتمعة، وَقيل: أَرَادَ شَجرا قد استكف بَعْضهَا إِلَى بعض، وَقَوله: " لَهُنَّ غرُوب " أَي: ظلال.

والكافة: الْجَمَاعَة.

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

نحوس عمَارَة ونكف أُخْرَى ... لنا حَتَّى يجاوزها دَلِيل

رام تَفْسِيرهَا فَقَالَ: " نكف ": ناخذ فِي كفاف أُخْرَى، وَهَذَا لَيْسَ بتفسير، لِأَنَّهُ لم يُفَسر الكفاف.

والكف: الرجلة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، يَعْنِي بِهِ: البقلة الحمقاء.
[كفف] نه: فيه: كأنما يضعها في "كف" الرحمن، هو كناية عن محل قبول الصدقة، وغلا فلاله ولا جارحة. ومنه ح عمر: إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة "بكف" واحد، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. وح: يتصدق بجميع ماله ثم يقعد "يستكف" الناس، استكف وتكفف- إذا أخذ بباطن كفه أو سأل كفا من طعام أو ما يكف الجوع. وح: عالة "يتكففون" الناس، أي يمدونن: ثلاث "أكف"، أي حفنات ملأ الكفين، وفيه استحباب التثليث في الغسل، خلافًا لبعض. ك: الفي قميص "يكف" أو "لا يكف"- بضم ياء وفتح كاف وتشديد فاء، أي خيطت حاشيته أو لم تخط، لأن الكفة: الحاشية، وعند بعض: بفتح ياء وضم كاف، أو معناه: يترك قميص الصالح للميت، سواء كان يكف عن الميت العذاب أو لا يكف، وعند بعضك بفتح ياء وسكون كاف على سقوط الياء من آخره من الكاتب، أي طويلًا كان القميص أو قصيرًا، والأول أولى. وح: "كفوا" صبيانكم، أي امنعوهم من الخروج حذرًا من أذى الشيطان، فإنهم أعطوا قوة عليه عند جنح الليل، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن الاحتراز عن التعرض للفتنة أحزم، على أن الاحتراس لا يرد قدرًا ولكن ليبلغ الناس عذرهم، ولئلا ينسب له إلى لوم نفسه في التقصير. وح: ألا تثبت "فكف"، أي توقف أو كف نفسه، يتعدى ولا يتعدى. وح: من استطاع أن لا يحال من الجنة بملأ "كف" من دم، وهو عبارة عن مقدار إنسان واحد، أي من قدر أن لا يجعل قتل النفس حائلًا دونه من الجنة فليفعل. ن: وفرجين "مكفوفين"، أي رأيت فرجيها مكفوفين أي جعل لهما كفة، وهو ما يكف به جوانبها ويعطف عليها، ويكون في الفرجين والكفين والكمين. ط: وفرجيها "مكفوفين" بالديباج، أي رأيت شقيها من خلف وقدام مكفوفين، أي خيط شقاها به. ن: وهو "كاف"، أي يمنعها الإسراع. وح: اجعل ذهبك في "كفة"- بكسر كاف. غ: "استكف" الحية، ترخت.
كفف
كفَّ1 كَفَفْتُ، يَكُفّ، اكْفُفْ/ كُفَّ، كَفًّا، فهو كفيف
• كفَّ بَصرُهُ: ذهب، عَمِيَ "فلان كفيفُ البَصَر- كفَّ بصرُه من مرض في عينيه". 

كَفَّ2/ كَفَّ عن كَفَفْتُ، يَكُفّ، اكْفُفْ/ كُفَّ، كَفًّا، فهو كافّ، والمفعول مَكْفوف (للمتعدِّي)
• كفَّ الثّوبَ: جعل له حاشية، أو خاط حاشيتَه خياطة ثانية بعد الشَّلّ.
• كفَّ اللهُ أذاه: ردَّه، صرَفه، منَعه " {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} - {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ".
• كفَّ اللهُ بصرَه: أعماه "جمعيّة المكفوفين".
• كفَّه عن الكلام: منعه وصرفه.
• كفَّ عن الكلام: امتنع عنه "كفَّ عن الأذَى- لا يَكفُّ عن الحَرَكة". 

كُفَّ يُكَفّ، كَفًّا، والمفعول كَفيف ومكفوف
• كُفَّ بَصرُهُ: كَفَّ؛ فقد حاسّةَ الإبصار. 

استكفَّ يستكفّ، اسْتَكْفِفْ/ اسْتَكِفَّ، استكفافًا، فهو مُسْتكِفّ، والمفعول مُسْتكَفّ
• استكفَّ فلانًا عن الشَّيءِ: طلَب منه أن يكُفّ عنه. 

انكفَّ عن ينكفّ، انْكَفِفْ/ انْكَفَّ، انكفافًا، فهو مُنكفّ، والمفعول مُنكفّ عنه
• انكفَّ عن الأمر: كفّ؛ رجَع عنه وامتنع. 

تكافَّ عن يتكافّ، تَكافَفْ/ تَكافَّ، تكافًّا، فهو مُتَكَافّ، والمفعول مُتكافّ عنه
• تكافَّ القومُ عن الأمر: امتنعوا، كفَّ بعضُهم بعضًا. 

تكفَّفَ يتكفَّف، تكفُّفًا، فهو مُتكفِّف، والمفعول مُتكفَّف (للمتعدِّي)
• تكفَّف الدَّمعُ: تجفَّف وارتَدَّ.
• تكفَّف السَّائلُ: بسَط كفّه للتَّسوُّل والشِّحاذة.
• تكفَّف النَّاسَ: مدَّ كفّه إليهم ليعطوه ما يكفّ به جوعه. 

كفَّفَ يكفِّف، تكفيفًا، فهو مُكفِّف، والمفعول مُكفَّف
• كفَّف الثوبَ بالحرير ونحوَه: كفَّه؛ عمل على ذَيله وأكمامه وجَيْبه كِفافًا أو حواشي. 

كافّة [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كَفَّ2/ كَفَّ عن: والتاء للمبالغة؛ مانع " {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ}: إلاّ كافًّا لهم عمّا هم فيه من الكفر".
2 - مؤنَّث كافّ.
3 - عامة؛ جميعًا وهي نكرة منصوبة على الحال، وأجاز مجمع اللّغة
 المصري تعريفها "أوصى بأمواله كافَّة للفقراء: كامِلة، كُلّها- حلّ مقبول من كافَّة الأطراف المعنيّة- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} - {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} ". 

كَفاف [مفرد]
• الكَفاف من الرِّزق: ما كان قدْر الحاجة دون زيادة أو نُقصان، أي: ما كفّ عن النَّاس وأغنى "يعيش على الكَفاف- ليتني أخرج من هذا كفافًا: لا لي ولا عليّ- اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَافًا [حديث] ". 

كَفّ [مفرد]: ج أكُفّ (لغير المصدر) وكفوف (لغير المصدر):
1 - مصدر كُفَّ وكفَّ1 وكَفَّ2/ كَفَّ عن.
2 - راحة اليد مع الأصابع "باطن الكفّ- إذا العِبء الثقيل توزَّعتهُ ... أكفّ القوم خفّ على الرقابِ- {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} - {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: كناية عن الندم والتحسُّر" ° استدرّ الأَكُفّ: طلب المساعدةَ- ضرَب كفًّا بكفّ: أبدى دهشته، وحيرته، وندمه- على كفوف الرَّاحة: مرتاح- في كفّ القدَر- ندِيّ الكفّ: يدلُّ على الكرم والسَّخاء والغِنى والسَّعة- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- يابِسُ الكفّ: شحيح، بخيل.
3 - (عر) إسقاط الحرف السابع الساكن، كحذف النون من مفاعيلن وفاعلاتن.
• الكَفّ الرَّجعيّ: (نف) النِّسيان الجزئيّ أو الكلِّيّ لما كان الإنسانُ قد تعلَّمه سابقًا، وهو ينتج عن حادث لاحق.
• كفّ الدُّبّ: (نت) نبات من القُوَيسة مِسْكيّ العَرف، أزهاره ورديّة اللون.
• كفّ مريمَ: (نت) جنبة طبيّة مُعَمَّرة.
• كفّ النَّسر: (نت) نبات طبِّيّ يُستعمل في علاج الطّحال.
• قراءة الكفّ: العرافة الوهميَّة بفحص أسارير الكفّ. 

كَفَّة/ كِفَّة [مفرد]: ج كفّات وكِفاف وكِفَف
• كِفَّة الميزان: ما يُجعَل فيها الموزون، أو ما يُوزن به عند الوزن، وللميزان كِفّتان غالبًا، أو كِفّة ° رجَحت كِفّته: فاق غيرَه في الأهميّة والقيمة. 

كَفِّيّات [جمع]
• كَفِّيَّات القدم: (حن) رتبة من الطّيور، فيها أربع رُتَيْبَات هي: طويلات الرِّيش ومنها القَطْرَس، وشاملات الكفوف ومنها البجع، وصُفَيْحيّات المناقير ومنها الوزيّات والبطيّات والنحاميّات، وعديمات الرّيش ومنها البطريق. 

كَفيف [مفرد]: ج أكِفّاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَّ1.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كُفَّ: أعمى، ضرير. 

مكفوف [مفرد]: ج مكفوفون ومكافِيفُ، مؤ مكفوفة، ج مؤ مكفوفات ومكافِيفُ:
1 - اسم مفعول من كُفَّ وكَفَّ2/ كَفَّ عن: "نجح التلميذ المكفوف بتفُوق- ثوب مكفوف".
2 - كفيف ° اتِّحاد المكفوفين: منظمة ترعى المكفوفين في جميع الميادين كالصحَّة والتعليم. 
كفف
الكَفُّ: واحدةُ الكُفِّ والكُفُوْفِ؛ والكُفِّ - بالضم - وهذه عن ابن عبّاد. وقال ابن دريد: كَفُّ الطائر أيضاً.
وذو الكَفَّيْنِ: اسم صنم كان لِدَوس، وقال ابن الكلبي: ثم لمُنْهِب بن دَوْس، فلما أسلموا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيَّ فَحرَّقه، وهو الذي يقول:
يا ذا الكَفَّيْنِ لَسْتُ من عُبّادِكا ... مِيْلادُنا أكْبَرُ من مِيْلادِكا
أنا حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤادِكا
هكذا يروى، واستقامة الوزن أن تجعل " يا " خَزْماً فيبقة مفْعُولُنْ بدل مًُسْتَفعِلُنْ، أو تُخفَّف الفاء.
وذو الكفَّين: سيف نهار بن جُلَف، قالت أُختُ نَهارٍ:
اضْرِبْ بذِي الكَفَّيْنِ مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأنّي لكَ في المَأْتَمِ وذو الكَفَّين: سيف عبد الله بن أصْرَمَ بن شُعَيْثَةَ، وكان وَفَدَ على كِسْرى فسلَّحه بسيفين يقال لهما: إسْطامٌ وذو الكفَّيْنِ، فَشَهد يزيد بن عبد الله حرْبَ الجمَلِ مع عائشة - رضي الله عنها - فجعل يضْرِب بالسيفين ويقول:
أضْرِبُ في حافاتِهم بِسَيْفَيْنْ ... ضَرْباً بإسْطَامٍ وذي الكَفَّيْنْ
سَيْفَيْ هِلاليٍّ كَريمِ الجَدَّيْنْ ... واري الزّنادِ وابنِ واري الزَّنْدَيْنْ
وذو الكفِّ: سيف مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر بن حرام ومالك أيهما أقطع سيفا؛ فجعلا سُفُّوْداً في عُنُق جَزُوْرٍ، فنبا سيف ثابت وقطع سيف مالك، فقال مالك:
لم يَنْبُ ذو الكَفِّ عن العِظَامِ ... وقد نَبا سَيْفُ أبي الحُسَامِ
وذو الكَفِّ - أيضاً -: سَيْفُ خالد بن المهاجر بن خالد بن المُهاجر بن خالد بن الوليد، وقال حين قتل ابن أُثال وكان يُكنّى أبا الورد:
سَلِ ابْنَ أُثَالٍ هل عَلَوْتُ قَذَالَهُ ... بذي الكَفِّ حتّى خَرَّ غَيْرَ مُوَسَّدِ
ولو عَضَّ سَيْفي بابْنِ هِنْدٍ لَسَاغَ لي ... شَرابي ولم أحْفِلْ مَتى قامَ عُوَّدي
وذو الكَفِّ الأشل: وهو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة، من فُرسان بكر بن وائل، وكان أشَلَّ.
وقال الدِّيْنوري: ذكر بعض الرواة إنّ الرّجْلة يقال لها الكَفّ.
وقال غيره: كَفُّ الكلب: من الأدوية؛ وهو الذي يقال له راحة الكلب.
والكَفُّ: النِّعمة، يقال: لله علينا كَفٌّ واقية وكَفٌّ سابغة.
وقولهم: لقيتُه كفَّة كَفَّة: أي كِفاحاً؛ كأن كَفَّك مسَّت كَفَّه، وذلك إذا استقبلْــتَه مُواجهةً، وهما اسمان جُعلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر.
ويقال: لَقِيتُه كفَّةً لِكَفَّةٍ، على فَكِّ التركيب.
وفي الحديث: أن أول من سلَّ سيفاً الزبير - رضي الله عنه - سمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل فخرج بيده السيف، فتلقّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَفَّةَ كَفَّةَ، فدعا له بخير.
وتقول: جاء الناس كافة: أي جاؤوا كلهم، ولا تدخُل هذه اللفظة الألِف واللاّم ولا تُثّنى ولا تُجمع ولا تُضاف، لا يُقال جاءت الكافَّة ولَقِيت كافَّةَ الناس وأما قول عَبْدِ الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه:
فَسِرْنا إليهم كافَةً في رِحَالِهمْ ... جَميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ
فإنما خفَّفها ضرورة لأنه لا يصلح الجمْع بين الساكنين، وكذلك قول الآخر:
جَزَى اللهُ الرَّوَابَ جَزَاءَ سَوءٍ ... وألْبَسَهُنَّ من بَرَصٍ قَمِيْصا
يُبَغِّضْنَ الصَّبِيَّ إلى أبِيْهِ ... وكانَ على مَسَرَّتِهِ حَرِيصا
والرَّواب: جمْع رابَّةٍ.
ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتى تكاد تذهبُ: هو كافٌّ، والنّاقة كافٌّ - أيضاً - وكَفُوف، وقد كَفَّتِ النّاقة تَكُفُّ كُفُوفاً.
وكَفَفْتُ الثوب: أي خِطتُ حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد المَلِّ.
وقول امرئ القيس يصِفُ امرأةً:
كأنَّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُضْطَلٍ ... أصابَ غَضاً جَزْلاً وكُفَّ بأجْذَالِ
أي جُعل حول الجمر أجذالٌ وهي أُصول الحطب العِظام.
وكَفَفْتُ الإناء: مَلأْتُه مَلأً مُفْرِطاً.
وقال رجل للحسن البصري: إنَّ بِرجلي شُقاقا، قال: أكْفُفْهُ بِخرْقَة. أي أعْصِبْهُ.
وعيبةٌ مَكْفُوْفَةٌ: أي مُشْرَجَةٌ مشدودة. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صُلْح الحُديبية حين صالح أهل مكة وكتب بينه وبينهم كتاباً، فكتب فيه: أن لا إغلال ولا إسلال وأن بينهم عيبة مكفوفة. مثَّل بها الذّمة المحفوظة التي لا تُنْكَثُ. وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر مكفوفاً بينهم كما تُكَفُّ العِيابُ إذا أُشرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألاّ ينشروها بل يتكافُّونَ عنها كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها.
والمَكْفوف: الضَّرير، والجمع: المَكافِيْفُ، وقد كُفَّ بصره، وكفَّ بصره أيضاً؛ عن ابن الأعرابيِّ.
وكفُفْتُ الشيء عن الشيء فكفَّ، يتعدى ولا يتعدّى، والمصدر واحد.
وقول الشاعر: نَجْوْسُ عِمَارَةً ونَكُفُّ أُخْرى ... لنا حتّى يُجَاوْزَها دَلِيلُ
يقول: نطَأُ قَبيلة ونتخلَّلُها ونكُف أخرى أي نأخذ في كُفَّتها - وهي ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
والكَفُّ في زحافِ العَروض: إسقاط الحرف السابع إذا كان ساكنا، مثل إسقاط النون من فاعلاتُنْ فيصير فاعِلاتُ؛ ومن مفاعِيلُنْ فيصير مَفاعِيلُ. فبيْتُ الأول:
لَنْ يَزَالَ قَوْمُنا مُخْصِبِيْنَ ... سالِمِيْنَ ما اتَّقَوْا واسْتَقَامُوا
وبيت الثاني:
دَعَاني إلى سُعَادٍ ... دَوَاعي هَوى سُعَادِ
وكفافُ الشيء - بالفتح -: مِثلُه وقِيْسه.
والكَفَاف - أيضاً - من الرِّزق والكَفَفُ - مقصور منه -: القوت، وهو ما كفَّ عن الناس: أي أغنى. وفي الحديث: اللهم اجعل رزْق آل محمد كَفَافاً. ويورى: قُوْتاً.
وقول رُؤْبَة لأبيه العجّاج:
فَلَيْتَ حَظّي من جَدَاكَ الضّافي ... والفَضْلِ أنْ تَتْرُكَني كَفَافِ
هو من قولهم: دعني كَفَافِ: أي كُفَّ عنّي وأكُفُّ عنك أي ننجو رأساً بِرأس. ويَجِيءُ مُعْرَباً، ومنه حديث عطاء بن يسار قال: قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَدِدْتُ أنّي سَلِمْتُ من الخلافة كَفَافاً لا عليَّ ولا لي، فقال: كَذَبْت، الخليفة يقول هذا، فقلت: أو كذِّبْتُ؛ فأفْلَتُّ منه بجريْعَةِ الذَّقَنِ.
وكُفَّةُ القميص - بالضم -: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعي يقول: كل ما استطال فهو كُفَّة - بالضم - نحو كُفَّة الثوب وهي حاشيته؛ وكُفَّةِ الردمل؛ وكُفَّة الشيء وهي حَرْفُه، لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كَفَّ عن الزيادة. وجمْع الكُفَّة كِفَافٌ.
وكِفَافُ الشيء: حِتارُه.
وكِفَافا السيف: غِراره.
قال: وكل ما استدار فهو كِفَّةٌ - بالكسر -؛ نحو كِفَّةِ الميزان؛ وكِفَّةِ الصائد وهي حِبالتُه؛ وكِفَّة اللِّثة وهي ما انحدر منها. قال: ويقال - أيضاً - كَفَّةُ الميزان - بالفتح -، والجمْعُ كِفَفٌ.
والكِففُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه، قال لبيد رضي الله عنه:
أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها
انتهى قول الأصمعي.
وقال الفَرّاءُ: الكُفَّةُ - بالضم - من الشجر: مُنتهاه حيث ينتهي وينقطع.
وكُفَّةُ الناس: أنك تعلو الفَلاة أو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سوادها قُلْتَ: هاتيك كُفَّةُ الناس، وكُفَّتُهم: أدناهم إليك مكاناً.
وكُفَّةُ الغيم: مِثْلُ طُرَّةِ الثوب، قال القَنانيُّ:
ولو أشْرَفَتْ من كُفَّةِ السَّتْرِ عاطِلاً ... لَقُلْتَ غَزَالٌ ما عليه خَضَاضُ
وقال ابن عبّاد: الكُفَّة مثل العَلاةِ وهي حجرٌ يُجعل حوله أخثاء وطين ثم يُطبخ فيه الأقطُ.
وكُفَّةُ الليل: حيث يلتقي الليل والنهار إمّا في المشرق وإمّا في المغرب.
وقال الفرّاءُ: استكَفَّ القوم حول الشيء: إذا أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الكعبة وقد اسْتَكفَّ له الناس فخطبهم. ومنه قول تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل:
خَرُوْجٌ من الغُمّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدَا والعُيُوْنُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ
واسْتَكَفَّتِ الحية: ترَحَّتْ.
واسْتَكْفَفْتُ الشيء: استوضحْتُه؛ وهو أن تضع يدك على حاجِبك كالذي يستَظِلُّ من الشمس ينظر إلى الشيء هل يَراه.
وقول حُميد بن ثور رضي الله عنه:
ظَلِلْنَا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَكِفّاتٍ لَهُنَّ غُرُوْبُ
قيل: المُسْتَكِفّاتُ: عيونُها؛ لأنها في كِففٍ؛ والكِففُ: النّقَرُ التي فيها العيون. وقيل: المُسْتِكفّاتُ: إبل مجتمعة؛ يقال: جُمَّةٌ مُجتمعة. لهُن غروب: أي دموعُهن تسيل مما لقين من التعب.
واسْتَكَفَّ الشعر: إذا اجتمع.
واسْتَكَفَّ بالصدقة: مدَّ يده بها، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المُنْفِقُ على الخيل كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقة. واسْتَكَفَّ - أيضاً - وتَكَفَّفَ: بمعنىً؛ وهو أن يَمُدَّ كفَّه يسأل الناس، يقال: فلان يَتَكَفَّفُ الناس. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه عاد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أأتصدَّق بجميع مالي؟ قال: لا، قال: فالشَّطْر؟ قال: لا، قال: فالثُّلُث؟ قال: الثُّلُثُ؛ والثُّلُثُ كثيرٌ أو كبير، أنك إن تذَرْ ورثَتَك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتَكفَّفُون الناس.
وكَفْكَفْتُ الرجل: مثل كَفَفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي:
ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ
وتَكَفْكَفَ عن الشيء: أي كَفَّ. وقال الأزهري: تَكَفْكَفَ: أصله عندي من وَكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولهم: لا تَعِظيني وتَعظْعَظي، وقالوا: خَضْخَضْتُ الشيء في الماء، واصله من خُضْتُ.
وانْكَفُّوا عن الموضع: أي تركوه.
والتركيب يدل على قَبْضٍ وانْقِباضٍ.

كفف: كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً: جمعه. وفي حديث الحسن: أَنَّ رجلاً

كانت به جِراحة فسأَله: كيف يتوضأُ؟ فقال: كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله.

والكفُّ: اليد، أُنثى. وفي التهذيب: والكف كفّ اليد، والعرب تقول: هذه

كفّ واحدة؛ قال ابن بري: وأَنشد الفراء:

أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي،

وما حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُليَ العَشْرا

قال: وقال بشر بن أَبي خازم:

له كَفَّانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ،

وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها

وقال زهير:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها،

طارَتْ، وفي يدِه من ريشَِها بِتَك

قال: وقال الأَعشى:

يَداكَ يَدا صِدْقٍ: فكفٌّ مُفِيدةٌ،

وأُخرى، إذا ما ضُنَّ بالمال، تُنْفِق

وقال أَيضاً:

غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه،

والكفُّ زَيَّنها خَضابه

قال: وقال الكميت:

جَمَعْت نِزاراً، وهي شَتَّى شُعوبها،

كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا

وقال ذو الإصبع:

زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ

علينا، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير

وقالت الخنساء:

فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ

بها المَجْدَ، إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ

وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً،

وإنْ أَطْنَبُوا، إلا وما فيكَ أَفضَلُ

ويروى:

وما بلغ المهدون في القول مدحة

فأَما قول الأَعشى:

أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنما

يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا

فإنه أَراد الساعد فذكَّر، وقيل: إنما أَراد العُضو، وقيل: هو حال من

ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه، والجمع أَكُفٌّ. قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا

المثال، وحكى غيره كُفوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو

اللّه عز وجل:

فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ،

حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ

بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ،

وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ

أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ

وعبدِ اللّه، إذ نُهِشَ الكُفُوفُ

وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة:

بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ،

إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفوفُ

قال ابن بري: وقد جاء في جمع كفٍّ أَكْفاف؛ وأَنشد علي بن حمزة:

يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم

مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيديهمُ اليُمْن

وفي حديث الصدقة: كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن؛ قال ابن الأَثير: هو

كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ، تعالى

اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً. وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة، فقال النبي، صلى اللّه

عليه وسلم: صدق عمر. وقد تكرر ذكر الكف والحفْنة واليد في الحديث

وكلُّها تمثيل من غير تشبيه، وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفانِ في رِجْليه،

وللسبع كفّان في يديه لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أَخذ. والكفُّ الخَضيب:

نجم. وكفُ الكلب: عُشْبة من الأَحرار، وسيأْتي ذكرها.

واسْتَكفَّ عينَه: وضع كفّه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً؛ قال ابن

مقبل يصف قِدْحاً له:

خَرُوجٌ من الغُمَّى، إذا صُكَّ صَكّةً

بدا، والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ

الكسائي: اسْتَكْفَفْت الشيء واسْتَشْرَفْته، كلاهما: أَن تضع يدك على

حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء. يقال: اسْتَكفَّت عينه

إذا نظرت تحت الكفّ. الجوهري: اسْتَكفَفْت الشيء اسْتَوْضَحْته، وهو أَن

تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه. وقال

الفراء: استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه؛ ومنه قول

ابن مقبل:

إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ

بدا، والعُيونُ المستكفَّة تلمح

واستكفّ السائل: بَسط كفَّه. وتكَفَّفَ الشيءَ: طلبه بكفِّه وتكَفَّفَه.

وفي الحديث: أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً

وسمناً وكأَنَّ الناس يتَكفَّفُونه؛ التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها

الكفَف. وفي الحديث: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً

يتَكفَّفون الناس؛ معناه يسأَلون الناس بأَكُفِّهم يمدُّونها إليهم.

ويقال: تكفَّف واستكفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه؛ قال الكميت:

ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَكِفّةً

لغيركُمُ، لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها

الجوهري: واستكفَّ وتكفَّفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّه يسأَل الناس. يقال:

فلان يَتكَفَّف الناس، وفي الحديث: يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد

يستكِفُّ الناسَ. ابن الأَثير: يقال استكفَّ وتكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو

سأَل كفّاً من الطعام أَو ما يكُفُّ الجوع.

وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أَي كفاحاً، وذلك إذا

استقْبلــته مُواجهة، وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر.

وفي حديث الزبير: فتلقّاه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كفّةَ كَفّةَ

أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي

مَنَعَه. والكَفّة: المرة من الكفّ. ابن سيده: ولَقِيتُه كفَّةَ كفَّةَ

وكفَّةَ كفَّةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة؛ قال سيبويه: والدليل على

أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّةً لِكفّةً

أَو كفّةً عن كفّةٍ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا

الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً.

وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكفْكَفَه فكفَّ واكتفَّ

وتكفَّف؛ الليث: كَفَفْت فلاناً عن السوء فكفّ يكُفّ كَفّاً، سواء لفظُ اللازم

والمُجاوز. ابن الأَعرابي: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من

يؤذيه. الجوهري: كَفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ، يتعدّى ولا يتعدى، والمصدر

واحد. وكفْكَفْت الرجل: مثل كفَفْته؛ ومنه قول أَبي زبيد:

أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم،

وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي، وهي عُقَّر؟

واستكفَّ الرجلُ الرجلَ: من الكفِّ عن الشيء. وتكَفَّف دمعُه: ارتدّ،

وكَفْكَفَه هو؛ قال أَبو منصور: وأَصله عندي من وكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولك

لا تعِظيني وتَعظْعَظي. وقالوا: خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من

خُضْت. والمكفوف: الضَّرير، والجمع المكافِيفُ. وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه

كَفّاً: ذهَب. ورجل مَكْفوف أَي أَعمى، وقد كُفَّ. وقال ابن الأَعرابي:

كَفَّ بصرُه وكُفَّ. والكَفْكفة: كفُّك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء،

وكفْكَفْت دمْع العين. وبعير كافٌّ: أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر

حتى تكاد تذهب، والأُنثى بغير هاء، وقد كُفَّت أَسنانها، فإذا ارتفع عن ذلك

فهو ماجٌّ. وقد كَفَّت الناقة تَكُفُّ كُفوفاً.

والكَفُّ في العَرُوض: حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن

حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات، وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه

على التشبيه بكُفّة القميص التي تكون في طرف ذيله، قال ابن سيده: هذا قول

ابن إسحق. والمَكفوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن، فلما

ذهبت النون قال الخليل هو مكفوف.

وكِفافُ الثوب: نَواحِيه. ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة

مرة. وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته، وهي الخِياطةُ الثانية بعد

الشَّلِّ. وعَيْبةٌ مَكْفوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة. وفي كتاب النبي، صلى اللّه

عليه وسلم، بالحديْبِية لأَهل مكة: وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفةً؛

أَراد بالمكفوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً

للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من

الصُّلْح والهُدْنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي

تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع، فجعل النبي، صلى اللّه عليه وسلم،

العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا؛

ومنه قول الشاعر:

وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم،

وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ

فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ. وقال أَبو سعيد في قوله: وإنَّ بيننا

وبينكم عَيبةً مكفوفة: معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفاً كما تُكَفُّ

العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم

قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها، كأَنهم قد

جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها. الجوهري: كُفّةُ القَمِيص، بالضم، ما استدار

حول الذَّيل، وكان الأَصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفة، بالضم، نحو

كفة الثوب وهي حاشيته، وكُفَّةِ الرمل، وجمعه كِفافٌ، وكلُّ ما استدار

فهو كِفّة، بالكسر، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصائد، وهي حِبالته،

وكِفَّةِ اللِّثةِ، وهو ما انحدرَ منها. قال: ويقال أَيضاً كَفّة الميزان،

بالفتح، والجمع كِفَفٌ؛ قال ابن بري: شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر:

كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، وهي عَرِيضةٌ

على الخائفِ المَطْلوبِ، كِفّةُ حابِلِ

وفي حديث عطاء: الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد؛الكُفَّة، بالكسر:

حِبالة الصائد. والكِفَفُ في الوَشْم: داراتٌ تكون فيه. وكِفافُ الشيء:

حِتارُه. ابن سيده: والكِفة، بالكسر، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود

الدُّفّ وحبالة الصيْد، والجمع كِفَفٌ وكِفافٌ. قال: وكفة الميزان الكسر فيها

أَشهر، وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم. والكُفة: كل شيء مستطيل ككُفة

الرمل والثوب والشجر وكُفّة اللِّثةِ، وهي ما سال منها على الضِّرس. وفي

التهذيب: وكِفَّة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّةُ

الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما. وكُفة كل شيء، بالضم: حاشيته

وطرَّته. وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه، يصف السحاب: والتَمع بَرْقُه في

كُفَفِه أَي في حواشيه؛ وفي حديثه الآخر: إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا

الرِّماح كُفّة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه. وفي حديث الحسن: قال له رجل

إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فقال: اكفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله.

وكُفة الثوب: طُرَّته التي لا هُدب فيها، وجمع كل ذلك كُفَف وكِفافٌ.

وقد كَفَّ الثوبَ يكُفه كَفّاً: تركه بلا هُدب. والكِفافُ من الثوب: موضع

الكف. وفي الحديث: لا أَلبس القميص المُكَفَّف بالحرير أَي الذي عُمِل على

ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير، وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفافُه،

ومنه كِفافُ الأُذن والظفُر والدبر، وكِفّة الصائد، مكسور أَيضاً.

والكِفَّة: حبالة الصائد، بالكسر. والكِفَّةُ: ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق.

وكُفَفُ السحاب وكِفافُه: نواحيه. وكُفَّة السحاب: ناحيته. وكِفافُ

السحاب: أَسافله، والجمع أَكِفَّةٌ. والكِفافُ: الحوقة والوَتَرَةُ.

واسْتكَفُّوه: صاروا حَواليْه. والمستكِفّ: المستدير كالكِفّة.

والكَفَفُ: كالكِفَفِ، وخصَّ بعضهم به الوَشم. واستكفَّت الحيَّة إذا ترَحَّتْ

كالكِفَّةِ. واستكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به. وفي الحديث: المنفِقُ على

الخيل كالمسْتَكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها، من قولهم استكفَّ

به الناسُ إذا أَحدَقوا به، واستكَفُّوا حوله ينظرون إليه، وهو من كِفاف

الثوب، وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه، أَو من الكِفّة، بالكسر، وهو

ما استدار ككفة الميزان. وفي حديث رُقَيْقَة: فاستكفُّوا جَنابَيْ عبدِ

المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله. وقوله في الحديث: أُمرتُ أَن لا

أَكُفَّ شَعراً ولا ثوباً، يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع، قال

ابن الأَثير: أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على

الأَرض، قال: ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما. وفي

الحديث: المؤمن أَخو المؤمن يَكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه

ويَضُمُّها إليه؛ ومنه الحديث: يَكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن

بَذْلِ السؤال وأَصله المنع؛ ومنه حديث أُم سلمة: كُفِّي رأْسي أَي

اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه، وفي رواية: كفِّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي

مَشْطَه.والكِفَفُ: النُّقَر التي فيها العيون؛ وقول حميد:

ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ، وظلَّت رِحالُنا

إلى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ

قيل: أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها في كِفَفٍ، وقيل: أَراد

الإبل المجتمعة، وقيل: أَراد شجراً قد استكفَّ بعضُها إلى بعض، وقوله لهنَّ

غُروب أَي ظِلال.

والكافَّةُ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الناس. يقال: لَقِيتهم كافَّةً

أَي كلَّهم. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا

في السلم كافَّةً، قال: كافة بمعنى الميع والإحاطة، فيجوز أَن يكون معناه

ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه، ومعنى كافةً في اشتقاق

اللغة: ما يكفّ الشيء في آخره، من ذلك كُفَّة القميص وهي حاشيته، وكلُّ

مستطيل فحرفه كُفة، وكل مستدير كِفة نحو كِفة الميزان. قال: وسميت كُفَّة

الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر، وأَصل الكَفّ المنع، ومن هذا قيل لطَرف

اليد كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن، وهي الراحة مع الأَصابع، ومن

هذا قيل رجل مَكْفوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر، فمعنى الآية

ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه

وادخلوا كلُّكم حتى يُكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه. وقال في قوله تعالى:

وقاتلوا المشركين كافة، منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية

والعاقبة، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين، قال: فلا يجوز أَن يثنى ولا

يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم

عامّة لم تثنِّ ولم تجمع، وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين؛ الجوهري: وأَما قول

ابن رواحة الأَنصاري:

فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ

جميعاً، علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ

فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت؛ وكذلك

قول الآخر:

جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ،

وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا

كفف
{الكَفُّ: اليَدُ سُمِّيَتْ لأَنَّها} تَكُفُّ عَن صاحِبها، أَو {يَكُفُّ بهَا مَا آذاه، أَو غير ذلِكَ أَو مِنْها إِلَى الكُوعِ قالَ شَيْخُنا: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ وتَذْكِيرُها غَلَطٌ غيرُ مَعْروفٍ، وإِنْ جَوَّزَه بعضُ تَأْويلاً، وقالَ بعضٌ: هِيَ لُغَةٌ قليلةٌ، فالصّوابُ أَنَّه لَا يُعْرَفُ، وَمَا وَرَدَ حَمَلُوه على التَّأْوِيل، وَلم يَتَعَرَّض المُصَنِّفُ لذلِكَ قُصُوراً، أَو بِناءً على شُهْرَتِه، أَو على أَنَّ الأَعْضاءَ المُزْدَوَجَةُ كُلَّها مُؤَنَثَةٌ.
انْتهى.
قلتُ: وَفِي التَّهْذِيب: الكَفُّ:} كَفُّ اليَدِ، والعَرَبُ تَقُولُ: هَذِه كَفٌّ واحِدَةٌ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وأَنْشَدَ الفَرّاءُ:
(أُوَفِّيكُما مَا بَلَّ حَلْقِيَ رِيقَتِي ... وَمَا حَمَلَتْ {كَفّايَ أَنْمُلِيَ العَشْرَا)
قالَ: وقالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازمٍ:
(لَهُ} كَفّانِ: كَفٌّ ضُرٍّ ... وكَفُّ فوَاضِلٍ خَضِلٌ نَداهَا)
وَقَالَت الخَنْساءُ:
(فَمَا بَلَغَتْ كَفُّ امْرِيءٍ مُتَناوِلٍ ... بهَا المَجْدَ إِلَّا حَيْثُ مَا نِلْتَ أَطْوَلُ) قَالَ: وأَما قَوْلُ الأَعْشَى:
(أَرى رَجُلاً مِنْهُم أَسِيفاً كأَنَّما ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ {كَفّاً مُخَضَّبَا)
فإِنَّه أَرادَ الساعِدَ فذَكَّرَ، وقِيلَ: إنَّما أَرادَ العُضْوَ، وقِيلَ: هُوَ حالٌ من ضَميرِ يَضُمُّ، أَو من هاءٍ كَشْحَيْه. ج:} أَكُفٌّ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُجاوِزُوا هَذَا المِثالَ وحَكَى غيرُه {كُفُوفٌ قَالَ أَبُو عُمارَةَ بن أبي طَرَفَة الهُذَلِيّ يَدْعُو اللهَ عزّ وجَلَّ. فَصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ حَتَّى} يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحُوفِ بكُلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ وذابِلٍ يَلَذُّ {بالكُفُوفِ) أَبُو لَطِيفٍ، يَعْنِي أَخاً لَهُ أَصْغَرَ مِنْهُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ للَيْلَى الأَخْيَلِيَة:
(بقَوْلٍ كتَحْبِيرِ اليَمانِي ونائِلٍ ... إِذا قُلِبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُوفُ)
} وكُفٌّ، بالضَّمِّ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وكَفُّ الطّائِرِ أَيْضا، وَفِي اللِّسانِ: وللصَّقْر وغيرِه من جَوارحِ الطَّيْرِ كَفَّانِ فِي رِجْلَيْهِ، وللسَّبُعِ كَفّانِ فِي يَدَيْهِ، لأَنه يَكُفُّ بهما على مَا أُخَذَ.
والكَفُّ: بَقْلَةُ الحُمْقاءِ قالَ أَبو حَنِيفةَ: هكَذا ذَكَرَه بعضُ الرُّواةِ، وَهِي الرِّجْلَةُ. وَمن المَجازِ: الكَفُّ: النِّعْمَةُ يُقال: للهِ علينا كَفٌّ واقِيَةٌ، وكَفٌّ سابِغَةٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لذِي الأُصْبُع:
(زَمانٌ بهِ للهِ كَفٌّ كَرِيمَةٌ ... عَلَيْنَا ونُعْماهُ بِهِنَّ تَسِيِرُ)
والكَفُّ فِي زِحافِ العَرُوضِ: إِسْقاطُ الحَرْفِ السّابِعِ من الجُزْءِ إِذا كانَ ساكِناً، كنُونِ فاعِلاتُنْ، ومفاعِيلُنْ، فيصِيرُ: فاعِلاتُ ومَفاعِيلُ وكذلِك: كُلُّ مَا حُذِف سابِغُه، على التَّشْبِيهِ {بكُفَّةِ القَمِيَِ الَّتِي تَكُونُ فِي طَرَفِ ذَيْلِه، فبَيْتُ الأَوّلِ:
(لَنْ يَزالَ قَوْمُنا مُخْصِبِينَ ... سالِمِينَ مَا اتَّقَوْا واسْتَقامُوا)
وبيتُ الثَّانِي:
(دَعانِي إِلَى سُعادَا ... دَواعِي هَوَى سُعادَا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أَبي إِسْحاقَ، والمَكْفُوفُ فِي عِلَلٍ العَرُوضِ مَفاعِيلُ كَانَ أَصْلُه مَفاعِيلُنْ فَلَمَّا ذَهَبَت النُّونُ قالَ الخَلِيلُ: هُوَ} مَكْفُوفٌ. وذُو {الكَفَّيْنِ: صَنَمٌ كَانَ لِدَوْسٍ قالَ ابنُ دُريْدٍ: وقالَ ابنُ الكَلْبِي: ثمَّ لمُنْهِبِ بنِ دُوْسٍ، فلمّا أَسْلَمُوا بَعثَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطُّفَيْلَ بنَ عَمْرٍ والدَّوْسِيَّ فحَرَّقَه، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: يَا ذَا} الكَفَيْنِ لَسْتُ من عِبادِكَا ميلادُنا أَكْبَرُ من مِيلادِكَا إِنّي حَشَوْتُ النارَ فِي فُؤادِكَا وإنّما خَفَّفَ الفاءَ لضرُورةِ الشِّعْرِ، كَمَا صَرَّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوضِ. وذَو الكَفَّيْنِ: سَيْفُ أَنْمارِ ابنِ حُلْفِ قالَتْ أَختُ أَنْمارٍ:
(إِضْرِبْ بذِي الكَفَّيْن مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأَنِّي لكَ فِي المَأْتَمِ)
وذُو الكَفَّيْنِ: سَيْفُ عَبْدِ اللهِ بن أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ شُعيْثَةَ، وكانَ وَفَدَ على كِسْرَى فسَلَّحَهُ بسَيْفَيْنِ أَحَدُهما هَذَا، والآخرُ أَسْطامٌ فشَهدَ يَزيدُ بنُ عبدِ اللهِ حَرْبَ الجَمَلِ مَعَ عائِشَةَ رَضِي اللهُ)
عَنْهَا، فجَعَلَ يضْرِبُ بالسَّيْفَيْنِ، ويَقُولُ: أَضْرِبُ فِي حافاتِهِمْ بسَيْفَينْ ضَرْباً بإِسْطامٍ وذِي الكَفَّيْنْ سَيْفِي هِلالِيٌّ كَرِيمُ الجَدَّيْن وارِي الزِّنادِ وابنُ وارِي الزَّنْدَيْن وذَو الكَفِّ: سَيْفُ مالِكِ بنِ أُبَيِّ ابنِ كَعْبٍ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوابُه مالِكُ بنَ أَبِي كَعْبٍ الأنصاريّ. وتَخاطَرَ أَبُو الحُسامِ ثابتُ بنُ المُنْذِرِ ابْن حَرامٍ، ومالِكٌ، أَيُّهما أَقْطَعُ سَيْفاً، فجَعَلا سَفُّوداً فِي عُنُقِ جَزْورٍ، فنَبَا سَيْفُ ثابِتٍ، فقالَ مالِكٌ: لم يَنْبُ ذُو الكَفِّ عَن العِظامِ وقَدْ نَبا سَيْفُ أَبِي الحُسامِ وذُو الكَفِّ أيْضاً: سَيْفُ خالِدِ ابْن المُهاجِرِ بنِ خالِدِ بن الوَلِيدِ المَخْزُومِيِّ، وقالَ حينَ قَتَلَ ابنَ أُثالِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبا الوَرْدِ:
(سَلِ ابنَ أُثالٍ هَلْ عَلَوْتُ قَذَالَه ... بذِي الكَفِّ حَتَّى غيرَ مُوَسَّدِ)

(ولَوْ عَضَّ سَيْفِي بابنِ هِنْدٍ لَساغَ لِي ... شَرابِي، وَلم أَحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي)
وذُو الكَفِّ الأَشَلِّ: هُوَ عَمْروُ بن عَبْدِ اللهِ أَخُو بَني سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ ابنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَة مِنْ فُرْسانِ بَكْرِ بن وائِلٍ وكانَ أَشَلَّ. {وكَفُّ الكَلْبِ ويُقالُ لَهُ: راحَةُ الكَلْبِ، وَهُوَ غيرُ الرِّجلَةِ، وكَفُّ السَّبُعِ أَو الضَّبُعِ، وكَفُّ الهرِّ، وكَفُّ الأَسَدِ، وكَفُّ الذِّئبِ، وكَفُّ الأَجْذَمِ أَو الجَذْماءِ، وكَفُّ آدَمَ، وكَفُّ مَرْيَمَ: نَباتاتٌ والأخِيرُ هِيَ أُصُولُ العَرْطَنِيثَا، ويُقالُ أَيْضا: الرُّكْفَة، وبَخْور مَرْيَمَ، ولكِّل مِنْهَا خَواصٌّ ومنافِعُ مَذْكُورةٌ فِي كُتُبِ الطِّبِّ. ويقالُ: لَقِيتُه} كَفَّةَ كَفَّةَ وهُما اسْمانِ جُعلاَ وَاحِدًا، وبُنِيا على الفَتْح، كخَمْسَةَ عَشَرَ نَقَلهُ الجوهريُّ. ويُقال أَيْضا: لَقِيتُه كَفَّةً {لكَفَّةٍ،} وكَفَّةَ عَن كَفَّةٍ، على فَكِّ التَّرْكِيبِ، أَي: كِفاحاً هكَذا فَسَّرَهُ الجَوْهَرِيُّ كأَنَّ {كَفَّكَ مَسَتْ} كَفَّهُ، أَو ذلكَ. هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ: وذلِك إِذا لَقِيتَهُ فمَنَعْتَه من النُّهُوضِ ومَنَعَكَ وَفِي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: فتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَفَّةَ كَفَّةَ: أَي مواجَهَةً، كأَنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا قَدْ {كَفَّ صاحِبَه عَن مُجاوَزَتهِ إِلَى غَيره، أَي: مَنَعَه، قَالَ ابنُ الأَثيرِ، وَفِي المُحْكَم: لَقِيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وكَفَّةَ كَفَّةٍ على الْإِضَافَة: أَي فَجْأَةً مُواجَهَةً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: والدَّلِيلُ على أنَّ الآخرَ) مَجْرورٌ أَن يُونُسَ زَعَم أَنّ رُؤبَةَ كانَ يَقولُ: لَقِيتُه كَفَّةً لِكَفَّةٍ، أَو كَفَّةً عَن كَفَّةٍ، إِنَّما جُعِلَ هَذَا هَكَذَا فِي الظَّرْفِ والحالِ لأنًّ أَصلَ هَذَا الكَلام أَنْ يَكُونَ ظَرْفاً أَو حَالا. وَجَاء الناسُ كافَّةً: أَي جاءُوا كُلُّهُم، وَلَا يُقال: جاءَت} الكَافَّةُ، لأَنَّه لَا يَدْخُلُها أَلْ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، وَلَا تُضافُ ونصُّ الجوْهَرِيِّ: الكافَّةُ: الجَمِيعُ من النّاسِ، يُقال: لَقِيتُهم {كافَّةً: أَي كُلَّهُم، وَأما قَوْلُ ابنِ رَواحَةَ:
(فِسرْنا إِلَيْهمْ} كافَةً فِي رحالِهم ... جَمِيعاً عَلَيْنا البِيضُ لَا نَتَخَشَّعُ)
فإِنَّما خفَّفَه ضَرُورةً لأَنَّه لَا يَصْحُّ الجمعُ بَين السّاكِنَيْنِ فِي حَشْو البَيْت، وَهَذَا كَمَا تَرىَ لَا وَهَمَ فِيهِ، لأَنَّ النَّكِرَةَ إِذا أُريدَ لَفْظُها جازَ تَعريفُها، كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ. وأَما قولُه: وَلَا يُقالً: جاءَت الكَافَّةُ، فَهُوَ الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ جَماهِيرُ أَئِمَّةِ العربيَّةِ، وأَوْرَدَ بَحْثَه النَّوَوِيُّ فِي التَّهْذِيب، وعابَ على الفُقَهاءِ وغيرهُم اسْتِعْمالَه مُعَرَّفاً بأَلْ أَو الإِضافَةِ، وأَشارَ إِلَيْهِ الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْن، وبسَطَ القولَ فِي ذَلِك الحَرِيريُّ فِي دُرَّةِ الغَوّاصِ، وبالغَ فِي النَّكِيرِ على من أَخْرَجَه عَن الحالِيَّةِ، وقالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجاجُ فِي تَفْسِير قَوْله تَعالى: يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً قالَ: كافَّةً بمعنَى الجَمِيعِ والإِحاطَةِ، فيجوزُ أَن يَكُونَ مَعنْاه ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كُلِّه، أَي فِي جَمِيعِ شَرائِعِه، وَمعنىكافَّةً فِي اِشْتِقاقِ اللُّغَةِ: مَا {يَكُفُّ الشَّيْءَ فِي آخِرِه، فمَعْنَى الْآيَة: ابْلُغُوا فِي الإِسلامِ إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِي شَرائِعُه،} فتُكَفُّوا من أَنْ تَعُدُوا شَرائِعَه، وادْخُلُوا كُلُّكُم حَتَّى {يُكَفَّ عَن عَدَدٍ واحدٍ لم يَدْخُلْ فِيهِ، وقالَ: وَفِي قَولِه تَعالَى: وقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً منصوبٌ على الحالِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ على فاعِلَةٍ، كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ، وَهُوَ فِي مَوْضِع قاتِلُوا المُشْرِكِين مُحِيطِينَ، قالَ: فَلَا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى وَلَا أَنْ يُجْمَعَ، وَلَا يُقال: قاتِلُوهُم} كافّاتٍ وَلَا {كافِّينَ، كَمَا أَنَّك إِذا قُلْتَ: قاتِلْهُم عامَّةً لم تُثَنِّ وَلم تَجْمَعْ، وَكَذَلِكَ خاصَّةً، وَهَذِه مَذْهَبُ النَّحْويين، قَالَ شَيخنَا: ويَدُلُّ على أَنَّ الجَوْهَريَّ لم يُرِدْ مَا قَصَدَه المُصَنِّفُ أَنَّه لمّا أَرادَ بيانَ حُكْمِها مثَّلَ بِمَا هُوَ موافِقٌ لكلامِ الجُمْهُورِ. علَى أَنَّ قولَ الجُمْهُورِ كالمُصَنّفِ: لَا يُقالً: جاءَت الكافَّةُ ردَّه الشِّهابُ فِي شَرْح الدُّرَّةِ، وصحَّحَ أَنَّه يُقال، وأَطالَ البحثَ فيهِ فِي شرح الشِّفاءِ، ونقَله عَن عُمَرَ وعَلِيٍّ رَضِي الله عنهُما، وأَقَرَّهُما الصّحابَةُ، وناهِيكَ بهم فَصاحَةً، وَهُوَ مَسْبُوقٌ بذلكَ، فقد قالَ شارِحُ اللُّبابِ: إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجروراً واستَدَلَّ لَهُ بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله عَنهُ: على كافَّةِ بَيْتِ مالِ المُسْلِمِينَ وَهُوَ من البُلَغاءِ، ونَقَله الشُّمُنِّيُّ فِي حواشِي المُغْنِي، وَقل الشيخُ إِبراهيمُ الكُورانِيُّ فِي شرحِ عَقِيدَةِ أُستاذِه: من قالَ من النُّحاةِ إِنَّ كافَّةً لَا تَخْرُجُ عَن النّصْبِ فحُكْمُه ناشئٌ عَن اسْتِقْراءِ)
ناقِصٍ، قالَ شَيْخُنا: وأَقُولُ: إِنْ ثَبَتَ شيءٌ مِمَّا ذَكَرُوه ثُبُوتاً لَا مَطْعَنَ فِيهِ فالظّاهِرُ أَنَّه قَلِيلٌ جِداً، والأَكثَرُ استعمالُه على مَا قالَه ابنُ هشامٍ والحَرِيرِيُّ والمُصنَّفُ.} وكَفَّت النّاقَةُ {كُفُوفاً: كَبِرَتْ فقَصُرتْ أَسْنانُها حَتَّى تَكادَ تَذْهَبُ فَهِي} كافٌّ وَكَذَلِكَ البَعِيرُ، نَقله الجوهرِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: فَإِذا ارْتَفعَ عَن ذلكَ فالبَعِيرُ ماجُّ، قَالَ الصَّاغانِيُّ: وناقَةٌ {كَفُوفٌ مثلُه. (و) } كَفَّ الثَّوْبَ! كَفّاً: خاطَ حاشِيَتَه قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ الخِياطَةُ الثانِيَةُ بعد الشَّلِّ كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي الصِّحاحِ والعُبابِ: بعدَ المَلِّ، وَهِي الكِفافَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وكَفَّ الإِناءَ كَفّاً: مَلأَهُ مَلأً مُفْرِطاً فَهُوَ ثَوْبٌ مَكْفُوفٌ ن وإِناءٌ مَكْفُوفٌ.
وكَفَّ رِجْلَه كَفّاً: عَصَبَها بِخِرْقَةٍ وَمِنْه حَدِيثُ الحَسَنِ: قالَ لَهُ رجُلٌ: إِنَّ بِرِجْلِي شُقَاقاً، قالَ: {اكْفُفْه بخِرْقة. أَي: اعْصِبْه بهَا، واجْعَلْها حَوْلَه. وَمن المجازِ: عَيْبَةٌ} مَكْفُوفَةٌ: أَي مُشَرَّجَةٌ مَشْدُودَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح وَفِي الحديثِ فِي كِتابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي صُلحِ الحُدَيْببَةِ حينَ صالَحَ أَهَل مَكَّةَ، وكتَبَ بينَهُ وبَيْنَهُم كتابا، فكَتَب فِيهِ أَنْ لَا إِغْلالَ وَلَا إِسْلالَ، وأَنَّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةٌ أَرادَ {بالمَكْفُوفَةِ: الَّتِي أُشْرِجَتْ على مَا فِيها، وقُفِلَت، ومَثَّلَ بِها الذِّمَّةَ المَحْفُوظَةَ الَّتِي لَا تُنْكَثُ وقالَ ابنُ الأَثيرِ: ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ، وأَنَّها نَقِيَّةٌ من الغِلِّ والغِشِّ فِيمَا كَتَبُوا واتَّفَقُوا عَلَيْهِ من الصُّلْح والهُدْنَةِ، والعَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ الَّتِي فِيهَا القُلوبُ بالعِبابِ الَّتِي تُشْرَجُ على حُرِّ الثِّيابِ، وفاخِرِ المَتاع، فجَعَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العِيابَ المُشَرَّجَةَ على مَا فِيها مَثَلاً للقُلُوبِ طُوِيَتْ على مَا تَعاقَدُوا، وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر:
(وكادجتْ عِيابُ الوُدِّ بَيْنِي وبَيْنَكُم ... وإِنْ قِيلَ أَبناءُ العُمُومَةِ تَصْفَرُ)
فجَعَلَ الصُّدُورَ عِياباً لِلوُدِّ، أَو مَعْناهُ أَنَّ الشَّرَّ يكوننُ} مَكْفُوفاً بَيْنَهُم، كَمَا تُكَفُّ العِيابُ إِذا أُشْرِجَتْ على مَا فِيهَا من المَتاعِ، كذلِكَ الذْحُولُ الَّتِي كانَتْ بَيْنَهم قد اصْطَلَحُوا على أَنْ لَا يَنْشُرُوها، بل يَتَكافُونَ عَنها، كأَنَّهم جَعَلُوها فِي وعاءٍ وتَشاجْرُوا عَلَيْها وَهَذَا الوَجْهُ قد نَقَلَه أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ.
وَمن المجازِ: هُو مَكْفُوفٌ، وهم {مَكافِيفُ، وَقد} كُفَّ بَصَرُه، بالفَتْحِ والضَّمِّ الأَولَى عَن ابنِ الأعرابِيِّ: عَمِيَ ومُنِعَ من أَنْ يَنْظُرَ. {وكَفَفْتَه عَنْهُ كَفّاً: دَفَعْتُه ومَنَعْتُه وصَرَفْتُه عَنهُ، نقَلَه الجوهَرِيُّ،} ككَفْكَفْتُه نقلَه الصاغانيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وَمِنْه قولُ أَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيّ:
(أَلَمْ تَرَنِي سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... {وكَفْكَفْتُ عنكُمْ أَكْلُبِي وَهِي عُقَّرُ)
} فكَفَّ هُو قالَ الجوهريُّ: لازِمٌ مُتَعَدٌّ والمصْدَرُ واحدٌ، وقالَ اللَّيْثُ: {كَفَفْتُ فُلاناً عَن السُّوءِ، فكَفَّ} يَكُفُّ كَفّاً، سَواءٌ لَفْظُ اللازِمِ والمُجاوِزِِ. {وكَفافُ الشَّيْءِ كسَحابٍ: مِثْلُه، وقَيْسُه. (و) } الكَفافُ من)
الرِّزْقِ والقُوتِ: مَا كَفَّ عَن النَّاسِ وأَغْنَى وَفِي الصِّحاحِ: أَي أَغْنى، وَفِي الحديثِ: اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفافاً {كالْكَفَفِ مَقْصُوراً، مِنْهُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: نَفَقَتُه الكَفافُ: أَي لَيْسَ فِيها فَضْلٌ، وإِنَّما عندَه مَا} يَكُفُّه عَن الناسِ، وَفِي حدِيُثِ الحَسَن: ابْدَأْ بمَنْ تَعُولُ، وَلَا تُلامُ على {كَفافٍ يَقول: إِذا لم يكُنْ عندَك فضْلٌ لم تُلَمْ على أَن لَا تُعْطِيَ أَحَداً. وقولُ رُؤْبَةَ لأَبيهِ العَجّاجِ: فلَيْتَ حَظِّي مِنْ نَداكَ الضّافِي والفَضْلِ أَنْ تَتْرُكَنِي كَفافِ هُوَ من قَوْلِهم: دَعْنِي كَفافِ، كقَطامِ: أَي كُفَّ عَنِّي،} وأَكُفُّ عَنْكَ أَي: نَنْجُو رَأْساً برَأْسٍ، يَجِيءُ مُعْرَباً، وَمِنْه قولُ الأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ:
(أَلا لَيْتَ حَظِّي من غُدانَةَ أَنّه ... يُكُونُ! كَفافاُ، لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: وَدِدْتُ أَنِّي سَلِمْتُ من الخِلافَةِ {كَفافاً، لَا عَليَّ وَلَا لِيَ وَهُوَ نَصْبٌ على الحالِ، وقِيلَ: إِنَّه أَرادَ} مَكفُوفاً عَنِّي شَرُّها. {وكُفَّةُ القَمِيصِ، بالضَّمِّ: مَا اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّيْلِ كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو كُلُّ مَا اسْتَطالَ فَهُوَ} كُفَّةٌ بالضَّمِّ، كحاشِيَةِ الثّوْبِ، وكُفَّةِ الرَّمْلِ والجَمْعُ: {كِفافٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ. (و) } الكُفّةُ: حَرْفُ الشَّيءِ لأَنَّ الشيءَ إِذا انتَهَى إِلَى ذلِكَ كَفَّ عَن الزِّيادَةِ قالَه الأَصْمَعِيُّ. والكُفَّةُ من الثَّوْبِ: طُرَّتُه العُلْيا التِي لَا هُدْبَ فِيها وَقد {كفَّ الثَّوْبَ} يَكُفُّه {كَفّاً: تَرَكَه بِلَا هُدْب. والكُفَّةُ: حاشِيَةُ كُلِّ شَيءٍ وطُرَّتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَمّا كُفَّةُ الرَّمْلِ والقَمِيصِ فطُرَّتُهُما وَمَا حَوْلَهُما. ج: كصُرَدٍ، وجِبالٍ وَفِي بعضِ النُّسَخ ج: كصُرَدٍ، جج: كِفافٌ. أَي أَنَّ الأَخَيرَ جَمْعُ الجَمْعِ، والأَوَّلُ هُوَ الصوابُ، وَمن الأَوّلِ قولُ عليِّ رَضِي الله عَنهُ يصِفُ السَّحابُ: والْتَمَعَ بَرْقُه فِي} كُفَفِه أَي فِي حواشِيه. {وكِفافُ الشيءِ، بالكَسْرِ: حِتارُه قالَه الأَصمعيُّ. وَمن السّيْفِ: غِرارُه ونصُّ النوادِرِ للأَصمَعِيِّ:} كِفافَا الشَّيءِ: غِراراهُ. قالَ: {والكِفَّةُ، بالكَسْرِ مَنَ المِيزانِ: م، أَي معروفٌ، قالَ ابنُ سِيدَه: والكَسْرُ فِيهَا أَشْهَرُ وَقد يُفْتَحُ وأَباها بَعْضُهم. (و) } الكِفَّةُ من الصائِدِ: حِبالَتُه تُجْعَلُ كالطَّوْقِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشاعِرِ:
(كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ وَهِي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المَطْلُوبِ كِفَّةُ حابِلِ)
ويُضَمُّ. والكِفَّةُ من الدُّفِّ: عُودُه قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّةٌ، بالكَسْرِ، كدارَةِ الوَشْمِ، وعُودِ الدُّفِّ، وحِبالَةِ الصَّيْدِ. والكِفَّةُ، نُقْرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ يَجْتَمعُ فِيهَا الماءُ. والكِفَّةُ من اللِّثَةِ: مَا انْحَدَرَ مِنْها على أُصَولِ الثَّغْرِ، وَكَذَا فِي التَّهْذِيبِ، وَفِي المُحْكَم: هِيَ مَا سالَ مِنّها على الضِّرْسِ ويُضَمُّ. (ج: {كِفَفٌ، وكِفافٌ بكسرهما.} والكِفَفُ أَيْضا: أَي بالكَسْر فِي الوَشْمِ: داراتٌ تَكُونُ فيهِ قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشَدَ قولَ لَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أَو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... {كفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها)
} كالكَفَفِ، مُحَرَّكَةً. (و) {الكِفَفُ: النُّقَرُ الَّتِي فِيها العُيُونُ وَمِنْه} المُسْتَكِفّاتُ على مَا يَأْتي بيانُه. وَقَالَ الفرّاءُ: الكُفَّةُ، بالضمِّ من الشَّجَرِ: مُنْتَهاهُ حيْثُ يَنْتَهِي ويَنْقَطِعُ. والكُفَّةُ من النّاسِ: الكَثْرَةُ وَذَلِكَ أَنّك تَعْلُو الفَلاَة أَو الخَطِيطة، فَإِذا عايَنْتَ سَوادهُمْ وجَماعَتهم قلتْ: هاتِيكَ كُفَّةُ النّاسِ. أَو {كُفَّتُهم: أَدْناهُم إِليكَ مَكاناً. والكُفَّةُ من الغَيْمِ: طُرَّتُه كطُرَّةِ الثّوْبِ، وَقيل: ناحِيَتُه، قَالَ القَنانِيُّ:
(وَلَو أَشْرَفتْ من} كُفَّةِ السِّتْر عاطِلاً ... لقُلْتَ غَزالٌ مَا عليهِ خَضاضُ)
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الكُفَّةُ: مثلُ العَلاةِ، وَهِي حَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ وطِينٌ، ثمَّ يُطْبَخُ فيهِ الأَقِطُ.
قَالَ: والكُفَّةُ من اللَّيْلِ: حيثُ يَلْتَقِي اللِّيْلُ والنَّهارُ، إِمّا فِي المَشْرِقِ وِإِمّا فِي المَغْرب. وَفِي اللِّسانِ: الكُفَّةُ: مَا يُصادُ بِهِ الظِّباءُ يُجْعَلُ كالطَّوْقِ. والكُفَّةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والكُفَّةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والكُفَّةُ من الرَّمْل: مَا اسْتَطالَ فِي اسْتِدارَةٍ وَهَذَا بعَيْنِه قد تقَدَّم آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، وكأَنَّه جَمَعَ بَين القَوْلَيْنِ: أَي الاسْتِطالَة والاسْتِدارة. وقالَ الفَرّاءُ: يُقال: {اسْتَكَفُّوا حَوْلَه: إِذا أَحاطُوا بهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَمِنْه الحَدِيثُ، أَنَّه صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الكَعْبَةِ وَقد} اسْتَكَفَّ لَهُ النّاسُ فخَطَبَهُم، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(إِذ رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدَا والعُيُونُ {المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ)
(و) } اسْتَكَفَّت الحَيَّةُ: إِذا تَرَحَّتْ كالكِفَّةِ. واسْتَكَفَّ الشَّعَرُ: اجْتَمَعَ وانضَمَّت أَطْرافُه. واسْتَكَفَّ بالصَّدَقَةِ: إِذا مَدَّ يَدَه بِها وَمِنْه الحَدِيثُ: المُنْفِقُ على الخَيْلِ {كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقَةِ: أَي الباسطِ يدَه يُعْطِيها. واسْتَكَفَّ السائِلُ: طَلَبَ بِكَفِّهِ} كتَكَفَّفَ وَقد {اسْتَكَفَّهُم،} وتَكَفَّفَهُمْ، وفلانٌ {يسْتَكِفُّ الأَبْوابَ} ويَتَكَفَّفُها، وَفِي الحديثِ: إِنَّ: َ إِنْ تَذَر وَرَثَتَكَ أَغْنِياءً خَيْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم عالَةً {يَتَكَفَّفُونَ الناسَ والاسمُ} الكَفَفُ مُحَرَّكَةً قَالَه الهَرَوِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: اسْتَكَفَّ {وتَكَفَّفَ: إِذا أَخَذَ بيَطْنِ كَفِّه، أَو سأَلَ كَفّاً من الطَّعامِ، أَو} يَكُفُّ الجُوعَ. ويُقال: {تَكَفَّفَ} واسْتَكَفَّ: إِذا أَخَذَ الشيءَ {بكَفِّهِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وَلَا تُطْعِمُوا فِيهَا يَداً مُسْتَكفَّةً ... لغَيْرِكُمُ لَو تَسْتَطِيعُ انْتِشالُها)
} واسْتَكْفَفْتُه: اسْتَوْضَحْتُه، بأَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ، كمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ يَنْظُرُ إِلَى الشَّيْءِ)
هَل يَراهُ، نقَلَه الجوهريُّ، وَقَالَ الكسائِيُّ: {اسْتَكْفَفْتُ الشَّيءَ، واسْتَشْرَفْتُه، كِلاهُما أَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبكَ، كالَّذِي يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ، حتَّى يَسْتَبينَ. يُقال:} اسْتَكَفَّتْ عَيْنُه: إِذا نَظَرَتْ تَحْتَ الكَفِّ. وقولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ رضيَالله عَنهُ:
(ظَلَلْنا إِلَى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إِلى {مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ)
قِيل:} المُسْتَكِفّاتُ: هِيَ العُيُونُ لأَنَّها فِي {كِفَفٍ: أَي نُقَرٍ، وقِيل:} المُسْتَكِفَّةُ هُنَا: هِيَ الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ يُقال: جَمَّةٌ مُجْتَمِعةٌ، لَهُنَّ غُروبٌ: أَي دُموعُهُنَّ تَسِيلُ مِمّا لَقِينَ من التَّعَبِ، وقِيلَ: أَرادَ بهَا الشَّجَرَ قد اسْتَكَفَّ بَعْضُها إِلَى بَعْضٍ. والغُرُوب: الظِّلالُ. {وتَكَفْكَفَ عَن الشَّيْءِ:} انْكَفَّ وهما مُطاوِعَا كَفَّهُ، {وكَفْكَفَه. وَقَالَ الأَزهريُّ:} تَكَفْكَفَ أَصلُه عندِي منَ {وكَفَ} يَكِفُ، وَهَذَا كقَوْلِهم: لَا تَعِظِينِي وتَعَظْعْظِي، وقالُوا: خَضْخَضْتُ الشَّيْءَ فِي الماءِ، وأَصلُه من خُضْتُ. {وانْكَفُّوا عَن المَوْضِعِ: تَرَكُوه نقَله الصاغانيُّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قد يُجْمَع الكَفُّ عَلَى} أَكْفافٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ:
(يُمْسُونَ ممّا أَضْمَرُوا فِي بُطُونِهِمْ ... مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيْدِيهِمُ اليُمْنُ) {والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ.} والكَفَّةُ: المَرَّةُ من الكَفِّ. {واكْتَفَّ} اكْتِفافاً: انْكَفَّ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: {كَفْكَفَ: إِذا رَفِقَ بغَرِيمِه، أَو رَدَّ عَنْهُ من يُؤْذِيه.} واسْتَكَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، من الكَفِّ عَن الشَّيْءِ.
{وتَكَفْكَفَ دَمْعُه: ارْتَدَّ.} وكَفْكَفَه هُوَ: مَسَحه مَرَّةً بعدَ أُخْرَى ليَرُدَّه. {والكَفِيفُ، كأَمِيرٍ: الضَّرِيرُ، وَقد لُقِّبَ بِهِ بعضُ المُحَدِّثِينَ،} كالمَكْفُوفِ وجَمْعُه {مَكافِيفُ.} والكِفافُ من الثّوْبِ: موضِعُ الكفِّ.
وَفِي الحَدِيثِ: لَا أَلْبَسُ القَمِيصَ {المُكَفَّفَ بالحَرِيرِ أَي الَّذِي عُمِلَ على ذَيْلِه وأَكْمامِه وجَيْبِه} كِفافٌ من حَرِيرٍ. كُلُّ مَضَمِّ شيءٍ: {كِفافُه، وَمِنْه} كِفافُ الأُذُنِ، والظُّفُر، والدُّبُرِ. {وكِفافُ السَّحابِ: أَسافِلُه: والجمعُ} أَكِفَّةٌ. والكِفافُ: الحُوقَةُ والوَتَرةُ. {والمُسْتَكِفُّ: المُسْتَدِيرُ} كالكِفَّةِ. {وكَفَّ عليهِ ضَيْعَتَه: جَمَعَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَه وضَمَّها إِليه. وكفَّ ماءَ وَجْهِه: صانَهُ ومَنَعَه عَن بَذْلِ السُّؤالِ. وَفِي الحَدِيثِ:} كُفِّي رَأْسِي: أَي اجْمَعِيهِ وضُمِّي أَطْرافَُه، وَفِي رِوَايَة كُفِّي عَنْ رَأْسِي أَي: دَعِيه واتْرُكِي مَشِطَه. واستَكَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إِلَى بعضٍ: اجْتَمعَ، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُمَيْدٍ السابقُ، كَمَا تقَدَّم. {وأكافِيفُ الجَبَلِ: حُيُودُه، قَالَ:
(مُسْحَنْفِراً من جبالِ الرومِ يَسْتُرُه ... مِنْها} أَكافِيفُ فِيما دُونَها زَوَرُ)

يصف الفُراتَ وجَرْبَه فِي جبالِ الرُّومِ المُطِلَّةِ عَلَيْهِ، حَتَّى يَشُقَّ بلادَ العِراقِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُقال: فلانٌ لَحْمُه {كَفافٌ لأَدِيمِه: إِذا امْتَلأَ جِلْدُه من لِحْمِه، قَالَ النَّمِرُ بن تَوْلَب:
(فُضُولٌ أَراها فِي أَدِيمىَ بعدَما ... يكونُ كَفافَ اللَّحْمِ أَو هُو أَجْمَلُ)
أَرادَ بالفُضُول: تَغَضُّنَ جِلدِه لِكبَرِه بَعْدَما كانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ، وكانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مَعَ اللَّحْمَ لَا يَفْضُل عَنهُ، وَهُوَ مجازٌ. وقَولُه أَنشدَه ابنُ الأعرابِيِّ:
(نَجُوسُ عِمارَةً} ونَكُفُّ أُخْرَى ... لَنا حَتّى يُجاوِزَها دَلِيلُ)
رامَ تَفْسِيرَها فَقَالَ: {نَكُفُّ: نأْخُذُ فِي كِفافِ أُخْرَى، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا ليسَ بتَفْسِيرٍ لأَنَّه لم يُفِسِّر} الكِفافَ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِير هَذَا البَيْتِ: يَقُولُ: نَطَأَُ قَبيلَةً ونَتَخَلَّلُها، ونَكُفُّ أُخْرَى: أَي نَأْخُذُ فِي {كُفَّتِها، ناحِيتُها، ثمَّ نَدَعُها ونَحْنُ نَقْدِرُ عَلَيْهَا. والكِفافُ، ككِتابٍ: الطَّوْرُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ:
(أَحارِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُضِيءُ كِفافاً ويَخْبُو} كِفافَا)
{وكَفَّت الزَّنْدَةُ كَفَّا: صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها، نقلَه ابنُ القَطّاع. ورَجُلٌ} كافٌّ، {ومَكْفُوفٌ: قد كَفَّ نَفْسَه عَن الشَّيْءِ.} والمُكافَّةُ: المُحاجَزَةُ. {وتَكافُّوا: تَحاجَزُوا.} واسْتَكَفَّ الرجلُ: اسْتَمْسَكَ.
ويُقال: هُوَ أَضْيَقُ مِنْ كِفَّةِ الحابِلِ. وثَوْبٌ {مُكَفَّفٌ: خِيطَ أطرافُه بحَرِيرٍ. وجِئْتُه فِي} كُفَّةِ اللَّيْلِ: أَي أَوَّلِه، وَهُوَ مجازٌ. 
ك ف ف: (الْكَفُّ) وَاحِدَةُ (الْأَكُفِّ) . وَ (كِفَّةُ) الْمِيزَانِ بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَالْجَمْعُ (كِفَفٌ) بِكَسْرِ الْكَافِ. وَ (الْكَافَّةُ) الْجَمِيعُ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: لَقِيتُهُمْ كَافَّةً أَيْ كُلَّهُمْ. وَ (كَفَّ) الثَّوْبَ: خَاطَ حَاشِيَتَهُ وَهِيَ الْخِيَاطَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ الشَّلِّ. وَ (الْمَكْفُوفُ) الضَّرِيرُ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، وَ (كَفَّ) بَصَرُهُ أَيْضًا. وَ (كَفَّهُ) عَنِ الشَّيْءِ فَكَفَّ وَهُوَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُ الْكُلِّ رَدَّ. وَ (الْكَفَافُ) مِنَ الرِّزْقِ الْقُوتُ وَهُوَ مَا كَفَّ عَنِ النَّاسِ أَيْ أَغْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَافًا» . وَ (اسْتَكَفَّ) وَ (تَكَفَّفَ) بِمَعْنًى وَهُوَ: أَنْ يَمُدَّ كَفَّهُ يَسْأَلُ النَّاسَ، يُقَالُ: فُلَانٌ (يَتَكَفَّفُ) النَّاسَ. 

ملأ

الملأ المتشابه: هو الأفلاك والعناصر، سوى السطح المحدب من الفلك الأعظم، وهو السطح الظاهر، والتشابه في الملأ أن تكون أجزاؤه متفقة الطبائع.
(ملأ) - في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -، حِين طُعِنَ: "أَكَانَ هذا عَن مَلَإٍ مِنكُمْ؟ "
: أي تَشَاوُر مِن جَماعَتِكم .
وَالمَلأُ: الجَماعَةُ، والجميعُ: الأَملَاءُ.
- في الحديث : "لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَواتِ والأَرْضِ"
هذا تَمثِيل؛ لأنّ الكَلَامَ لا يَسَعُ الأمِاكِن، والمرادُ به: كَثْرةُ العَدَد.
يقول: لو يُقدَّر أن تكون تلك الكَلِمات أجْساماً تُملأ بها الأَمَاكن لَبَلَغت مِن كَثْرَتِهَا مَا يَملَؤُهُمَا، ويُمكِن أن يُرِيدَ به: أَجْرَهَا وَثَوابَها ويُحتَمل أن يكُونَ المُرادُ به تفخِيمَ شَأنِها؛ كما يُقَالُ: تكلَّم بِكَلِمَةٍ كأنّها جَبَلٌ، وَحَلَف بِيَمينٍ كالسَّموَاتِ والأرضِ.
ملأ
المَلَأُ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ [البقرة/ 246] ، وقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف/ 60] ، إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ [القصص/ 20] ، قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل/ 29] ، وغير ذلك من الآيات. يقال: فلان مِلْءُ العيونِ. أي: معظّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه: قيل شابّ مَالِئُ العينِ ، والملأ: الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر:
فقلنا أحسني مَلَأً جهينا
ومَالَأْتُهُ: عاونته وصرت من ملئه. أي:
جمعه. نحو: شايعته. أي: صرت من شيعته، ويقال: هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ: الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال: مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ:
مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال: أعطني ملأه ومِلْأَيْهِ وثلاثة أَمْلَائِهِ.
م ل أ: (مَلَأَ) الْإِنَاءَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (مَمْلُوءٌ) ، وَدَلْوٌ (مَلْأَى) كَفَعْلَى، وَكُوزٌ (مَلْآنُ) مَاءً وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَلًا مَاءً. وَ (الْمِلْءُ) بِالْكَسْرِ مَا يَأْخُذُهُ الْإِنَاءُ إِذَا امْتَلَأَ. وَ (امْتَلَأَ) الشَّيْءُ وَ (تَمَلَّأَ) بِمَعْنًى. وَ (مَلُؤَ) الرَّجُلُ صَارَ (مَلِيئًا) أَيْ ثِقَةً فَهُوَ (مَلِيءٌ) بِالْمَدِّ بَيِّنُ (الْمَلَاءِ) وَ (الْمَلَاءَةِ) مَمْدُودَانِ وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (مَالَأَهُ) عَلَى كَذَا مُمَالَأَةً سَاعَدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ» . وَتَمَالَؤُوا عَلَى الْأَمْرِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ. وَ (الْمَلَأُ) الْجَمَاعَةُ وَهُوَ الْخُلُقُ أَيْضًا وَجَمْعُهُ (أَمْلَاءٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ ضَرَبُوا الْأَعْرَابِيَّ: «أَحْسِنُوا أَمْلَاءَكُمْ» . 
(م ل أ) : (الْمُلَاءَةُ) وَاحِدَةُ الْمُلَاءِ وَهِيَ الرَّيْطَةُ (وَالْمُلَيَّةُ) تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ (وَعَلَيْهِ) حَدِيثُ ابْنَةِ مَخْرَمَةَ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ» جَمْعُ سَمَلٍ وَهُوَ الثَّوْبُ الْخَلَقُ وَالْإِضَافَةُ لِلْبَيَانِ وَمِلْءُ الْإِنَاءِ مَا يَمْلَؤُهُ وَمَالَأَهُ عَاوَنَهُ مُمَالَأَةً (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَاَللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَتَمَالَئُوا تَعَاوَنُوا وَمِنْهُ وَلَوْ تَمَالَأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ وَأَصْلُ ذَلِكَ الْعَوْنُ فِي الْمَلْءِ ثُمَّ عَمَّ (وَالْمَلِيءُ) الْغَنِيُّ الْمُقْتَدِرُ وَقَدْ مَلُؤَ مَلَاءَةً وَهُوَ أَمْلَأُ مِنْهُ عَلَى أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَمِنْهُ قَوْلُ شُرَيْحٍ اخْتَرْ أَمْلَأَهُمْ أَيْ أَقْدَرَهُمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَأَحَالَ عَلَى إنْسَانٍ أَمْلَى مِنْ الْغَرِيمِ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فَقَبِيحٌ.
ملأ: المَلأُ: الجَمَاعَةُ من النّاس يَجتَمِعُوْنَ للتَّشَاوُرِ، والجَمِيْعُ الأمْلاَءُ. والخُلُقُ، وجَمْعُه أمْلاَءٌ، يُقال: أحْسِنُوا أَمْلاَءَكُم: أي أخْلاقَكُم.
وكِرَامُ القَوْمِ: مَلأٌ.
وقَوْلُه:
أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا
أي ظَنّاً.
ووَقَعَ ذلكَ في مَلإِي: أي في خَلَدي.
ومالأْتُ فلاناً على الأَمْرِ: أي كُنْتُ مَعَه في مَشُوْرَتِه. والمُمَالأَةُ: المُعَاوَنَةُ، مالأْتُ عليه: عاوَنْتُ، وفي حَدِيْثِ عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه: " واللهِ ما قَتَلْتُ عُثْمَانَ ولا مالأْتُ في قَتْلِه ". والمَلأُ أيضاً: التَّمَالُؤُ والتَّعَاوُنُ.
والمَلأُ: الوُجُوْهُ والأشْرَافُ. والجَزَعُ على الشَّيْءِ يَفُوْتُكَ.
والمَلْءُ: من الامْتِلاَءِ؛ وهو مَصْدَرُ مَلأْتُه مَلأٌ، وهو مَمْلُوْءٌ مُمْتَلِيءٌ. والأَمْلِيَةُ: جَمْعُ المَلْءِ في الإِنَاءِ، وجَمْعُ مِلْءِ الأَكُفِّ. وشَرِبْتُ مِلْءَ القَدَحِ ومِلأْيهِ وثَلاَثَةَ أَمْلاَئه. وقِرْبَةٌ مِلْيَانَة: بمَعْنى مَلآنَة.
وشابٌّ مالِيءٌ للعَيْنِ حُسْناً.
وأفْرَطْتُ في القَوْمِ وأَمْلأْتُ: بمَعْنىً.
وأَمْلأَ النَّزْعَ في قَوْسِه إمْلاَءً: أسْرَعَ النَّزْعَ.
والمُلأةُ: ثِقَلٌ يَأْخُذُ في الرَّأْسِ كالزُّكامِ. والرَّجُلُ مَمْلُوْءٌ ومَمْلُؤَةٌ. والمُلاَءُ أيضاً: الزُّكَامُ.
والمُلأةُ: كِظَّةٌ من الأَكْلِ الكَثِيْرِ.
والمُمْلِىءُ من الشّاءِ: التي يَكُوْنُ في بَطْنِها ماءٌ وأغْرَاسٌ فيُخَيَّلُ إلى النَّاسِ أنَّ بها حَمْلاً.
والمُلاَءَةُ: الرَّيْطَةُ، والجَمِيْعُ مُلاَءٌ. والمَلاَءَةُ: مَصْدَرُ المَلِيْءِ، وقَوْمٌ مِلاَءٌ ومُلاَءٌ ومُلأَء.
وعِشْنا مُلأةً من الدَّهْرِ: أي حِيْناً.
وتَمَلأْتُ مُلأةً: لَبِسْتُها.
والملاَءُ بالمَدِّ: اسْمُ سَيْفٍ كانَ لعُمَرَ بنِ سَعْدٍ.
ومَلأتْ بَرْكَها بالأرْضِ: إذا وَقَفَتْ؛ في قول الجَعْدِيِّ.
[م ل أ] مَلأَ الشَّيءَ يَمْلَؤُهُ مَلأَ وَمَلأَهُ فَامْتَلأَ وَتَمَلأَ وَإِنَّهُ لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي المَلْءِ لا التَّمَلُّؤِ وَإِنَاءٌ مَلآنُ والأُنْثَى مَلأَى وَمَلآنَةٌ والجمع أَمْلاءٌ والمُلأَةُ والمُلاءَةُ والمُلاءُ الزُّكَامُ يُصِيبُ مِن امتِلاءِ المَعِدَةِ وقد مَلؤَ فَهُو مَلِيْءٌ وَمُلِئَ وَأَمْلأَهُ اللهُ والمِلأَةُ الكَظَّةُ مِن كَثْرةِ الأَكل وقد تَمَلأَ مِن الطَّعَامِ والشَّرابِ والمُلأَةُ رَهَلٌ يُصِيْبُ البَعِيرَ مِن طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيرِ ومَلأَ فِي قَوسِهِ غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ وَرَجُلٌ مَلِيءٌ كَثِيرُ المَالِ والجَمْعُ مِلاءٌ وَأَمْلِئَاءُ بِهمزَتينِ وَمُلآءُ كلاهما عن اللحياني وَحْدَهُ ولذلِكَ أَخَّرْتُهُمَا وَقَدْ مَلُؤَ مَلاءَةً واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ جَعَلَ دَيْنَهُ فِي مُلآءَ وَهَذَا الأَمْرُ أَمْلأُ بِكَ أَي أَمْلَكُ والمَلأُ الجَمَاعَةُ وقيلَ أَشْرَافُ النَّاسِ وَوُجُوهُهم وَيُرْوَى أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً مِن الأَنصارِ وقَد رجعوا مِن بدْرٍ يَقُولُ مَا قَتَلْنَا إِلاَّ عَجَائِزَ صُلْعًا فقال صلى الله عليه وسلم

أُولئِك المَلأُ من قُرَيْشٍ لَوْ حَضَرْتَ فِئَالَهُم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ والجمعُ أَمْلاءٌ أَبُو الحَسَن لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ وإنْ كانَا اسمين للجَمْعِ لأَنَّ رَهْطًا لا وَاحِدَ لَهُ مِن لَفظِه والمَلأُ وَإِن كانَ لم يُكَسَّرْ مَالِئٌ عَلَيهِ فإِنَّ مَالِئًا من لَفْظِهِ حَكَى أَحَمَدُ بنُ يَحْيَى رَجُلٌ مَالِئٌ جَلِيْلٌ يَمْلأُ العين بجُهْرَتِه فهو كعَرَبٍ وَرَوَحٍ وَحَكَى مَلأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ أَمْلَؤُهُ ومَالأْتُهُ وكذلكَ المَلأُ إِنَّما هُم القومُ ذَوُوْ الشَّارَةِ والتَّجمُّعِ للإِدارَةِ ففارَقَ بَابَ رَهْطٍ لِذَلِكَ والمَلأُ عَلَى هذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ وَقَدْ مالأْتُهُ عَلَى الأَمَرِ وتَمَالأْنَا عليهِ ومَا أَحْسَنَ مَلأَ بني فُلانٍ أَي أَخْلاقَهُم قال

(تَنَادَوْا يَا لبُهْئَةَ إِذ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا)

أَي أَخْلاقًا والجمعُ أَمْلاءُ وفي الحديث أَحسنوا أَمْلاءَكُمْ وقيل المَلأُ الخُلُقُ فهو على هذَا واحِدٌ والمَلأُ العِلْيَةُ والجمع أَمْلاءٌ أَيضًا ومَا كانَ هذا الأَمْرُ عن مَلاءٍ مِنَّا أَي عن تَشَاوُرٍ واجتِماعٍ والمَلأُ الطَّمَعُ والظَّنُّ عن ابن الأَعرابيّ وَبِه فَسَّرَ قَوْلَهُ وتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبَحَ أُمَّنَا عَذْرَاءَ لا كَهْلٌ وَلا مَوْلُودُ وَبِهِ فَسَّرَ أَيضًا قولَهُ فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً أي أَحسِنِي ظَنّا والمُلاءَةُ الرَّيْطَةُ والجمع مُلاءٌ وقولُ أَبي خِرَاشٍ

(كَأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِهِ ... صُرَاحِيَّةٌ والآخنِيُّ المُتَحَّمُ)

عَنَى بالمُلاءِ المَحْضِ هنا الغُبَارَ الخَالِصَ شَبَّهَهُ بالمُلاءِ منَ الثيَابِ 
ملأ
المَلْءُ - بالفتح -: مصدر مَلأْتُ الإناء، وكوزٌ مَلأنُ، ودَلو مَلأَى، والعامة تقول: كُوزٌ مَلأَ ماءً؛ والصواب مَلآنُ ماء، وقال ابن الأعرابي في نوادره: جعبَةٌ مَلآنَةٌ وامرأة ثَكْلانةٌ.
والمِلءُ - بالكسر -: اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، يُقال: أعطني مِلأَهُ ومِلْئَيْه وثلاثة أمْلائه.
والمُلأَةُ - بالضم مثال المُلْعَةِ -: الزكام.
ومُلِئَ الرجل؛ ويقال مَلُؤَ مثال كرُم: أي صار مَلِيْئاً: أي ثقة؛ فهو غنيٌّ مَلِيءٌ بيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ - ممدودين -، قال أبو ذُؤيَب الهُذلي:
أدَانَ وأنْبَأَه الأوَّلُوْنَ ... بأنَّ المُدَانَ مَلِيءٌ وفِيّْ
والمُلاءَةُ - بالضم والمد -: الرَّيطة، والجمْعُ مُلاءٌ.
والمُلاءُ: سيف سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، قال ابن النُّوَيْعِم يرثي عمر بن سعد بن أبي وقاص حين قتله المُختار بن أبي عُبيد: تَجَرَّدَ فيها والمُلاءُ بِكَفِّهِ ... لِيُخمِدَ منها ما تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ
والمَلأُ - بالتحريك -: الجماعة، قال أُبيٌّ الغنَويّ:
وتَحَدَّثُوا مَلأً لُصْبِحَ أُمُّنا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
أي: تشاوروا مجتمعين مُتمالئين على ذلك ليقتُلُونا أجمعين فتُصبِح أُمُّنا كأنها لن تَلِدْ.
والملأُ - أيضاً -: الخُلُق، يقال: ما أحسن مَلأَ بني فلان: أي عِشرتَهم وأخلاقهم، قال عبْد الشّارق بن عبد العُزّى الجُهَنيُّ:
فَنَادَوْا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا أحْسِني مَلأً جُهَيْنا
والجمْع أمْلاءٌ، وفي الحديث: أن أعرابيا دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّى ركعتين ثم رفع يديه وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً يعني سَعَة رحمَة الله تعالى، فلم يلبَث الأعرابيُّ أن قام وبال في آخر المسجد، فقام إليه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ليَضْرِبوه، فقال: أحسِنوا أملاءَكم! دَعوه وأريقوا على بَوْلِه سجْلاً من ماء؛ أو قال: ذنوباً من ماء؛ فإنما بُعثْتُم مُيسَرِّين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين.
والمَلأُ - أيضاً -: الأشراف، وفي الحديث: أن المسلمين لمّا انصرفوا من بدر إلى المدينة استقبلــهم المسلمون يُهَنِّئونهم بالفتح ويسألونهم عمّن قُتل؛ قال سلامَةُ بن سَلَمة - رضي الله عنه -: ما قَتَلْنا أحداً فيه طَعْم ما قَتَلْنا إلاّ عجائز صُلْعاً، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا ابن سلَمة أولئك المَلأُ من قريش.
وأملأه الله: أي أزْكَمه؛ فهو ممْلُوْء على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.
وأمْلأْتُ النَّزعَ في القوس: إذا شَدَدتَ النَّزع فيها.
والمُملِئُ من الشاء: التي يكون في بطنها ماء وأغراس فيُخَيَّل إلى الناس أنَّ بها حَمْلاً.
ويقال: اجتمع بنو فلان فتشاوروا فيما بينهم حتى امْتَلأُوا على أمرهم الذي أرادوا: أي اتَّفقوا.
وامتَلأَ الشيء وتَمَلأَ: بمعنىً، يقال: تَمَلأْتُ من الطعام والشراب، وتَمَلأَ فلان غَيظاً.
أبو زيد: مالأْتُه على الأمر: ساعدْتُه عليه وشايعْتُه، وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: ما قتلتُ عثمان ولا ملأْتُ على قتلِه.
وتَمَالأُوا على الأمر: اجتمعوا عليه، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - في القَتيل: لو تَمَالأَ عليه أهل صنعاء لَقَتلتُهُم به.
والتركيب يدل على المساواة والكمال في الشيء.
[ملأ] نه: "الملأ" أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم، وجمعه أملاء. غ: لأنهم ملاء بالرأي والغنى. نه: ومنه ح: إنه سمع رجلًا منصرفهم من غزوة بدر يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، فقال: أولئك الملأ من قريش لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك، أي أشراف قريش. وح: هل تدري فيم يختصم "الملأ" الأعلى، يريد الملائكة المقربين. ط: أو نوعًا أعظمهم، واختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى ثبت تلك الأعمال والصعود بها، وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها، وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل لاختصاصهم بها وتفضلهم على الملائكة بسببها مع تهافتهم في الشهوات. ش: وأي بمعنى يا، ومرتين- متعلق بقال فيم، أي جرى السؤال من ربي والجواب مني مرتين. ك: في "ملأ" فارس- حال من المحرورين أي كائنين في زمرة أكابر فارس. وح: عليك "الملأ"، أي خذ الجماعة وأهلكهم. نه: ومنه ح عمر حين طعن: أكان هذا عن "ملأ" منكم، أي عن تشاور من أشرافكم وجماعتكم. وفيه: لما ازدحم الناس على الميضأة قال: أحسنوا "الملأ" فكلكم سيروي، هو بفتح ميم ولام وهمزة: الخلق. ن: وهو بالقصر: الخلق والعشر، وهو مفعول أحسنوا. نه: وأكثرإذا أتبع أحدكم على "ملئ" فليتبع، هو بالهمزة: الثقة الغنى، ملؤ فهو ملئ: بين الملاء والملاءة- بالمد، وقد ولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء. ن: هو كغنى وزنا ومعنى. ومنه: "ملئ" عن ملئ، أي ملئ بالعلم معتمد عليه، يعني بهما أبو أيوب عن أبي، وأبو- بالواو للحكاية، والجملة، مفعول يعني. وفلبثت "مليا"- يجيء في المعتل. نه: وفيه لو "تمالأ" عليه أهل صنعاء لأقدتهم، أي تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا. ومنه ح علي: ما قتلت عثمان ولا "مالأت" على قتله، أي ما ساعدت ولا عاونت. ك: ومنه ح السقيفة: ما "تمالأ" عليه القوم- ومر في فلتة.
ملأ
ملأَ يَملأ، مَلْئًا، فهو مَالِئ، والمفعول مَمْلوء
• ملأَ الكأسَ وغيرَه: وضع فيه قدرَ ما يسَع من الماء وغيره "ملأ برميلاً- مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ [حديث] " ° كلمة تملأ الفم: شنيعة لا يجوز أن تُقال- ملأ عَيْنَه: وقَع في نفسه موقع الاحترام والتقدير، أرضاه وأعجبه- ملأ منه عينَه: أعجبه منظره.
• ملأَ الورقةَ: عبَّأ بياناتها "ملأ استمارة- ملأ البطاقةَ".
• ملأَ النورُ القريةَ: غَمَرها "ملأ الجوَّ بصراخه/ بضجيجه/ بشجنه- ملأ الغمُّ قلبَه: طغا عليه"? ملأ الأرضَ عَدْلاً: نشره فيها- ملأ وقتَه بالعمل: شغله به. 

ملِئَ يَملأ، ملْئًا، فهو ملِيء
• ملِئ الإناءُ وغيرُه: امتلأ، حَوى قدرَ ما يسعه من ماء وغيره. 

استملأَ يَستملِئ، استملاءً، فهو مُسْتملِئ، والمفعول مُسْتملأ
• استملأ الأبُ ابنَه كوبَ الماء: طلب منه أن يملأه. 

امتلأَ/ امتلأَ من يمتلئ، امتِلاءً، فهو مُمتلِئ، والمفعول مُمتلأَ منه
• امتلأ الإناءُ وغيرُه: حوى قدرَ ما يسعُه من ماءٍ وغيره، فاض، طفح "امتلأ الكوبُ لبنًا- امتلأتِ السَّفينةُ غِلالاً- امتلأتِ القاعةُ بالمشاهدين: اكتظّّت" ° امتلأ القلبُ سرورًا- امتلأ حيويَّة ونشاطًًا: مفعم- امتلأ فلانٌ غيظًا: بلغ الغيظُ به حدًّا كبيرًا- حتَّى الامتلاء: إلى الحافة- لدرجة الامتلاء: طافح.
• امتلأ فلانٌ: سمِن "جسم/ قوام ممتلئ".
• امتلأ الشَّخصُ من الطَّعام: أكل ما يملأ معدته، احتشى منه. 

تملأَّ يتملأَّ، تملُّؤًا، فهو مُتملِّئ
• تَملأَّتِ المرأةُ: لبسَت المُلاءةَ (ثوب من قطعة واحدة ذو شقّيْن متضامّيْن). 

مالأَ يمالئ، مُمالأةً ومِلاءً، فهو مُمَالِئ، والمفعول مُمَالأ
• مالأ صديقَه على الأمر/ مالأ صديقَه في الأمر: ناصره، ماشاه وساعده وعاونه "مالأَ منكوبًا على همِّه- مالأ مسكينًا على فقره- لا ينفك يمالئ أخاه على إنشاء مصنع للسيّارات". 

مالِئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ملأَ ° شابٌّ مالئ العين: إذا كان فخمًا حسنًا.
2 - ما يُستعمل للمِلْء "حقن مالِئ". 

مَلْء [مفرد]: مصدر ملأَ وملِئَ. 

مِلْء [مفرد]: ج أملاء، مث مِلآن: اسم للشّيء الذي يُملأ، قدر ما يسعه الإناءُ ونحوه إذا امتلأ "مِلْءُ اليد- مِلْءُ ملعقة: قَدْر صغير- {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا} " ° شاعر مِلْء السمع والبصر: ذائع الصِّيت، مشهور- ضحِك بملء شدقيه: ضحك ضحكًا شديدًا- قال بصوتٍ مِلؤُه الشَّفقة: كُلُّه شفقة- لي مِلْءُ الحرِّيَّة في إنجاز هذا المشروع: تمام الحرِّيَّة- نام ملءَ جَفْنَيه: أي خاليا من الغمّ والهواجس. 

مَلأ [جمع]:
1 - جماعة "خطب في ملأ من النّاس- {قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} " ° صرّح بالموضوع على رءُوس الملأ/ صرّح بالموضوع على الملأ: علانية، أمام النّاس.
2 - أشراف القوم وعليتهم الذين يملأون العيون أبهة والصّدور هيبة " {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} " ° الملأ الأعلى: عالم الأرواح المجرَّدة، الملائكة المقرّبون، أو عامّة الملائكة. 

مَلآن [مفرد]: ج مِلاء، مؤ مَلآنة ومَلأى، ج مؤ مِلاء: ممتلئ، مكتظّ "مسرحٌ ملآن- كأسٌ مَلأى" ° قال بالفم الملآن: بصراحة تامّة- يده ملآنة: أيّ: ذو مالٍ يكفيه وزيادة. 

مُلاءَة [مفرد]: ج ملاءات ومُلاَء:
1 - ثوبٌ من قطعة واحدة ذو شقّين متضامَّين، أكبر من الجلباب "مُلاَءَة المرأة".
2 - مِلْحَفَة "مُلاءةٌ من حرير".
3 - غطاء رقيق يُفرَشُ على السَّرير "مُلاءة مطرَّزة". 

مَليء [مفرد]: ج مُلآنُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ملأَ: مملوء "الكوب مليء بالماء".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِئَ. 
ملأ: ملأ ب ومن: في محيط المحيط (ملأه شحنه ونعمه يقال ملأ الإناء ماء ومن الماء وبالماء) وانظر ملأ من في معجم (بدرون) أيضا.
ملأ ب: أحيانا تحذف ويكتفى بحرف الجر فقط (مرسنج 8: 25): راسل الكمال على الكرماني بما لا يليق يريد القول أنه (كتب رسالة إلى كمال الدين وملأها بما لا يليق من الكلام ضد الكرماني) وفي (مرسنج أيضا 45: 196): ثم أكب على التاريخ وساق فيه إعراض الناس وملأ بمساوئ الخلق وكل ما رموا به أن صدقا وإن كذبا.
ملأ السرج: امتطاه، كان عليه (عباد 3: 143).
ملأ دماغه: أثاره وهيجه، ألقى في ذهنه فكرة أو عزما، رسخ فيه فكرة (معينة) (بوشر).
ملأ عينه من امرأة: رأى إليها بعين الاشتهاء (أبو الفداء: تاريخ الجاهلية 17: 88).
لا يملأ قلبه شيء: ذكر (فريتاج) هذه العبارة دون تحريك للكلمات ومعناها لا شيء يقلقه، أو لا شيء يجعله يضيع رشده (انظر في فريتاج 14: 39): وكان شجاعا صارما لا يملأ قلبه شيء.
ملا صدر السلطان عليه: أوغر قلبه عليه نفره منه (البربرية 1: 484).
ملأ عينه: سره (رسالة إلى السيد فليشر 105)، وكذلك ملأ العين والقلب: (العمراني 212: كان كاتبا بليغا فصيحا كريما يملأ العين والقلب)، وكذلك ملأ سمعه: حدثه بما يسره (الكامل 14: 328): دخل إلى معاوية وعليه عباءة فظة وحين رأى علامات الازدراء في عيني الأمير قال له: (ليست العباءة تكلمك وإنما يكلمك من فيها ثم تكلم فملا سمعه ثم نهض ولم يسله -كذا في الأصل. المترجم- فقال معاوية ما رأيت رجلا أحقر أولا ولا أجل آخرا).
ملأ: شد (القوس) (على سبيل المثال) (تاريخ جوكتان 1: 134) (المقري 14: 208) حيث يجب، وفقا لمخطوطات ابن الخصيب، أن تقرأ العبارة ولما قلته في رسالتي إلى السيد فليشر على النحو الآتي: (فعاد والارتياح قد ملا عطفه والتيه قد رفع انفه). أن في المعجمات المزيد من استعمالات ملأ مرادفا لشد إلا أن ملأ، حين تتعدى إلى المفعول به بحرف الجر في، اعتقد، في الوقت الحاضر، إنها تطابق في معناها هذا الفعل في صيغة الأولى، التي وردت في أول الكلام، أي صيغة فعل (راجع الآتي).
ملا الفرس فروجه: أي شد عطفه الذي هو بين ساقيه الأماميتين وعطفه الذي بين ساقيه الخلفيتين ومعنى هذا: ركض بسرعة كبيرة (لدرون ملاحظات 115: 6) إلا أنني أعتقد أن الفعل هنا ينبغي أن يكون في الصيغة الأولى دون الثانية أي صيغة فعل وليس فعل وهذا هو السبب في أن ملأ فروجه تعني أقصى سرعته (ابن العوام 2: 543): حتى إذا توهم أنك قد نمت على ظهرك فحركه وملء فروجه (وفيه 685 الملاحظة 3: ثم أجر فرسا بعد ذلك ملء فروجه (ابن خلكان 8: 145):
جرت تحته العليا ملء فروجها ... إلى غاية طالت إلى من يطاوله
انظر (دوماس حياة العرب ص187): جرى بأقصى سرعة. وكذلك ملأ حوافره (ابن العوام 2: 617): ثم ركض حتى تملا (وفي المخطوطة الأولى بملأ) حوافره.
ملا دماغه: انظر ملأ التي وردت في صدر الكلام على وزن فعل.
ملا ماء: في محيط المحيط (العامة تقول ملا ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي ... الخ) بدون همزة.
مالأه: تآمر معه على آخر (كليلة ودمنة 2: 193).
امتلأ من الغنائم (الأغلب 3: 71 في الحديث عن أحد القادة): فهزمهم وامتلأ من غنائمهم.
امتلأ الزرع: ظهرت السنبلة في الحنطة (البكري 6: 177).
استملا في الدين: (أساء فريتاج تفسيرها) في محيط المحيط (استملأ في الدين استملاء جعل دينه في املئاء أي أغنياء ثقة).
ملا تصحيف ملآن: وردت في (الأغاني. كوسح كرست 9: 130). كانت مغرمة بالشراب وكانت تقول خذ ملا واردد فارغا (أخطأ كوسج حين كتبها ملأ) راجع (معجم الجغرافيا). أعتقد أني وجدت ملا في جملة أيام ملي أي ملى التي تشير إلى أيام السعد، في الشهر القمري، لأعمال الزراعة (باللاتينية dies felicec operum أي أيام الحراثة السعيدة) (فرجيل) في مقابل أيام فارغة التي تشير إلى أيام النحس، راجع (فرجيل ديوان الفلاحيات الجزء الأول: البيت 276 مع ملاحظة هايني) (ابن العوام 1: 223). إن هذه الكلمة تبقى على حالها دون تغيير إذ يقال يوم ملى، يومان ملى، أيام ملى أو الملى وحدها.
ملأ: تدفق، سيلان (بوشر).
ملء: ملء الأرض ذهبا (سورة آل عمران آية 91: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به).
ملء فؤاد: بمقدار ما يشتهي القلب (حيان بسام 3: 4 وضرب تجارها أوجه الركاب نحوهم حتى بلغوا من ذلك البغية وفوق ملئ فؤاد الأمنية (الكلمات الأربع الأخيرة محذوفة من مخطوطة B) .
نام ملء جفونه: في محيط المحيط (ملء الجفن مثل في الخلو من الفم لأنه كل من كان له غم ليس له نوم من الحزن والفكرة ومنه قول المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
ملء فروجه: انظر ما ذكرناه في صدر هذه المادة من باب فعل.
ملء العنان: كان في ركضه غاية في السرعة (القلائد 2: 190): وجرى إلى لذاته ملء العنان. بكى ملء عينيه: بكى بحرقة (القلائد 16، 65): (حين لفظ ابن طاهر نفسه الأخير دخل أحد أصدقائه وهو يبكي ملء عينيه ويقلب على ما فاته منه كفيه).
ملأ: في محيط المحيط (والملأ عند الحكماء الجسم لأنه يملأ المكان والملأ المتشابه عندهم لا يوجد فيه أمور مختلفة الحقائق والملأ الأعلى هي العقول المجردة والنفوس الكلية) (انظر الملأ الأعلى في دي سلان، المقدمة 1: 200 رقم 2).
ملاء: ليس الملاء جمعا لملاءة حسب بل إنها تستعمل اسم جمع للمفرد المذكر (معجم مسلم، معلقة امرئ القيس، البيت 61، والشنفري البيت 67 والازرقي 3: 174، كوسج كرست 7: 130).
ملئ أو ملى في (محيط المحيط: بالبدل والإدغام هو الغني المتمول المقتدر) وفي (معجم بدرون): ملئ ب.
ملئ: ذكرت بعض الملاحظات في (الجريدة الآسيوية 1869: 2: 168 - 170) مفادها أن المعنى الثاني الذي ذكره (فريتاج) لهذه الكلمة ينبغي تصحيحه إلى: يدفع ديونه في الوقت المحدد، موسر قادر على الوفاء.
ملاءة: فسرت ملاء (اسم جمع للمفرد المذكر) في عهد الجاهلية بأنها قطعة الفرش التي تغطى به الكعبة (على سبيل المثال) (الازرقي: أخبار مكة: 3: 174). ثم أطلقت على الرداء، وفي (الحماسة 2: 16) أن الناس كانوا يلبسون الملاءة فوق الزرد. (احذف من فريتاج صيغة ملاة لأنها غير موجودة) وفي (ابن السكيت 528): ملاء عنترة العبس كانت بيضاء.
والملاية: في هذه الأيام، شقة من القماش القطني المخطط بخطوط زرق وبيض طولها ثمانية وعرضها أربعة أقدام تطرح بعد أن تبطن على الكتف الأيسر وتستعمل المعطف (الإزار) أو استعمال جبة كبار رجال الكهنوت (الملابس عند العرب ص330، 1، 39، 2، 94 بركهارت نوبيا 87، عوادي 341، 703) (انظر ما جاء في كتاب الملابس عند العرب حول ملاءة أو ملاية النساء ص331 وزد عليها ما جاء في رحلة دارفور ص204): (الملاية الشائعة الاستعمال في مصر هي نسيج كبير من الكتان أو القطن وأحيانا من الحرير ذي لون أزرق. في الغالب، مربعات صغيرة مطرزة تطريزات منسوجة في القماش غير منفصلة عنه. هذا اللباس خاص بنساء الطبقة المتوسطة. والملاية النسائية تنسب إلى أسرة الأزر الكبيرة أو المعاطف الواسعة التي تستر بها النساء الجسم كله. أنهن يتدثرن به في جعله ينحدر من الرأس من فوق الكتفين والذراعين إلى الكعبين ويمسكن به بأيديهن من طرفيه ويثبتنه في الرأس بكلاب واحد أو اثنين) (بالم 42: 50) (بيرتون 2: 15). ملاءة: خمار من صوف أو حرير يلف به الرأس وقد فسر صاحب المحيط الشاش بأنه (ملاءة من الحرير يعتم بها).
ملاءة: لحاف، بطانية، غطاء؛ ملاية فرش: غطاء سرير (بوشر).
ملاية: سماط، غطاء الخوان (هلو).
ملاءة: لاحظ أخيرا أن الملاءة تستعمل أيضا كاسم جمع (الثعالبي لطائف 9: 72) ومن الملاءة ثمانية آلاف ملاءة.
ملاية: صيغة حديثة للملاءة (انظر ملاءة).
ملان: ربعة، مربوع، وسمين، قوي (بوشر).
ملآن: غاضب ففي (عنتر 6: 17): أنا أعلم أن قلبك عليّ ملآن، وإنك لما جرى عليك حردان.
ملآن: مزكوم (محيك المحيط): من الامتلاء.
مليان: مفعم، ملئ (بوشر).
ملا: في محيط المحيط (العامة تقول ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي بالملا ولا تهزهما).
البحر المالي: مد البحر (دومب 56، بوشر).
امتلاء: كظة الدم، وهو عند الأطباء أن يمتلئ البدن من خلط من الأخلاط الأربعة (محيط المحيط) (التقويم 8: 42).
امتلائي: ناتج من كظمة الدم (ابن البيطار 1: 58): ينفع من التشنج الامتلائي.
ممتلئ: ضخم، كبير، جسيم (انظر في مادة صرف) وفي (ابن البيطار 2: 73): وعصية على غلظ الرمح الممتلئ من الدردار.

ملأ: مَلأَ الشيءَ يَمْلَؤُه مَلأً، فهو مَمْلُوءٌ، ومَلأَه فامْتَلأَ، وتَمَلأَ، وإنه لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي الـمَلْءِ، لا التَّمَلُّؤِ.

وإِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، والجمع مِلاءٌ؛ والعامة

تقول: إِناءٌ مَلاً. أَبو حاتم يقال: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبةٌ مَلأَى، وحِبابٌ

مِلاءٌ. قال: وإِن شئت خففت الهمزة، فقلت في المذكر مَلانُ، وفي المؤَنث مَلاً. ودَلْوٌ مَلاً، ومنه قوله:

حَبَّذا دَلْوُك إِذْ جاءَت مَلا

أَراد مَلأَى. ويقال: مَلأْتُه مَلأَ، بوزن مَلْعاً، فإِن خففت قلت:

مَلاً؛ وأَنشد شمر في مَلاً، غير مهموز، بمعنى مَلْءٍ:

وكائِنْ ما تَرَى مِنْ مُهْوَئِنٍّ، * مَلا عَيْنٍ وأَكْثِبةٍ وَقُورِ

أَراد مَلْء عَيْنٍ، فخفف الهمزة.

وقد امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، وامْتَلأَ وتَمَلأَ، بمعنى.

والمِلْءُ، بالكسر: اسم ما يأْخذه الإِناءُ إِذا امْتَلأَ. يقال: أَعْطَى

مِلأَه ومِلأَيْهِ وثلاثةَ أَمْلائه.

وكوزٌ مَلآنُ؛ والعامَّةُ تقول: مَلاً ماءً.

وفي دعاء الصلاة: لكَ الحمدُ مِلْءَ السمواتِ والأَرضِ. هذا تمثيل لأَنّ الكلامَ لا يَسَعُ الأَماكِنَ، والمراد به كثرة العدد. يقول: لو قُدِّر أَن تكون كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت من كثرتها أَن تَمْلأَ السمواتِ والأَرضَ؛ ويجوز أَن يكون المرادُ به تَفْخِيمَ شأْنِ كلمة الحَمد، ويجوز أَن يرادَ به أَجْرُها وثَوابُها. ومنه حديث إِسلام أَبي ذر، رضي اللّه عنه: قال لنا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ أَي إِنها عظيمة شَنِيعةٌ، لا يجوز أَن تُحْكَى وتُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بها لا يَقْدِرُ على النُّطق. ومنه الحديث: امْلَؤُوا أَفْواهَكم من القُرْآنِ. وفي حديث أُمّ زرع: مِلْءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها؛ أَرادت أَنها سَمِينة، فإِذا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه.

وفي حديث عِمْرانَ ومَزادةِ الماء: إِنه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ

مِلأَةً منها حين ابْتُدِئَ فيها، أَي أَشدُّ امْتلاءً.

يقال مَلأْتُ الإِناءَ أَمـْلَؤُه مَلأً،و المِلْءُ الاسم، والمِلأَةُ أَخصُّ منه.

والمُلأَة، بالضم مثال الـمُتْعةِ، والـمُلاءة والـمُلاءُ: الزُّكام يُصيب مِن امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد مَلُؤَ، فهو مَلِيءٌ، ومُلِئَ فلان، وأَمـْلأَه اللّهُ إملاءً أَي أَزْكَمه، فهو مَمْلُوءٌ، على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.

والمِلْءُ: الكِظَّة من كثرة الأَكل. الليث: الـمُلأَةُ

ثِقَلٌ يأْخذ في

الرأْس كالزُّكام من امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد تَمَلأَ من الطعام والشراب

تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً. ابن السكيت: تَمَلأْتُ من الطعام تَملُّؤاً، وقد تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إِذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلاً.والمُلأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ من طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْر.ومَلأَ في قَوْسِه: غَرِّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ.

وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوْسِ إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فيها.

التهذيب، يقال: أَمْلأَ فلان في قَوْسِه إِذا أَغْرَقَ في النَّزْعِ، ومَلأَ

فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. ورَجل مَلِيءٌ،

مهموز: كثير المالِ، بَيِّن الـمَلاء، يا هذا، والجمع مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ،

بهمزتين، ومُلآءُ، كلاهما عن اللحياني وحده، ولذلك أُتِيَ بهما آخراً.

وقد مَلُؤَ الرجل يَمْلُؤُ مَلاءة، فهو مَلِيءٌ: صار مَلِيئاً أَي ثِقةً، فهو غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن الـمَلاءِ والمَلاءة، مـمدودان. وفي حديث الدَّيْنِ: إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ.

الـمَلِيءٌ، بالهمز: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وقد أُولِعَ فيه الناس بترك الهمز وتشديد الياء. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: لا مَلِئٌ واللّه باصْدارِ ما ورَدَ عليه.

واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه في مُلآءَ. وهذا الأَمر أَمْلأُ بكَ أَي أَمْلَكُ.

والـمَلأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنهم مِلاءٌ بما يُحتاج إليه.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الجماعة، وقيل أَشْرافُ القوم ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الذين يُرْجَع إِلى قولهم. وفي الحديث: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟ يريد الملائكةَ الـمُقَرَّبين. وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى الـمَلإِ. وفيه أَيضاً: وقال الـمَلأُ. ويروى أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَمِعَ رَجُلاً من الأَنصار وقد رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يقول: ما قَتَلْنا إِلاَّ عَجائزَ صُلْعاً، فقال عليه السلام: أُولئِكَ الـمَلأَ مِنْ قُرَيْش، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ؛ أَي أَشْرافُ قريش، والجمع أَمْلاء. أَبو الحسن: ليس الـمَلأُ مِن باب رَهْطٍ، وإِن كانا اسمين للجمع، لأَن رَهْطاً لا واحد له من لفظه، والـمَلأُ وإِن كان لم يُكسر مالِئٌ عليه، فإِنَّ مالِئاً من لفظه.

حكى أَحمد بن يحيى: رجل مالِئٌ جليل يَمْلأَ العين بِجُهْرَتِه، فهو

كعَرَبٍ ورَوَحِ. وشابٌّ مالِئُ العين إِذا كان فَخْماً حَسَناً. قال الراجز:

بِهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

ويقال: فلان أَمْلأُ لعيني مِن فلان، أَي أَتَمُّ في كل شيء مَنْظَراً

وحُسْناً. وهو رجل مالِئُ العين إِذا أَعْجبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه.

وحَكَى: مَلأَهُ على الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ(1)

(1 قوله «وحكى ملأه على الأمر إلخ» كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملأه على الأمر ساعده كمالأه.) ، وكذلك الـمَلأُ إِنما هم القَوْم ذَوُو الشارة والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك، والـمَلأُ على هذا صفة غالبة.

وقد مَالأْتُه على الأَمر مُمالأَةَ: ساعَدْتُه عليه وشايَعْتُه.

وتَمالأْنا عليه: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عليه: اجْتَمعوا عليه؛ وقول

الشاعر:

وتَحَدَّثُوا مَلأً، لِتُصْبِحَ أُمـّنا * عَذْراءَ، لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ

أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليَقْتُلونا أَجمعين، فتصبح أُمنا كالعَذْراء التي لا وَلَد لها.

قال أَبو عبيد: يقال للقوم إِذا تَتابَعُوا برَأْيِهم على أَمر قد تَمالَؤُوا عليه. ابن الأَعرابي: مالأَه إِذا عاوَنَه، ومَالأَه إِذا صَحِبَه أَشْباهُه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: واللّه ما قَتَلْتُ عُثمانَ، ولا

مالأْت على قتله؛ أَي ما ساعَدْتُ ولا عاوَنْتُ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ برجل قَتَلُوه غِيلةً، وقال: لَو تَمالأَ عليه أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به. وفي رواية: لَقَتَلْتُهم. يقول: لو

تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الخُلُقُ. وفي التهذيب: الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحْتاجُ إليه. وما أَحسن مَلأَ بني فلان أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم.

قال الجُهَنِيُّ:

تَنادَوْا يا لَبُهْثَةَ، إِذْ رَأَوْنا، * فَقُلْنا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يا جُهَيْنةُ؛ والجمع أَملاء. ويقال: أَراد

أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً، من قولك مالأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ

وظاهَرْته. والـمَلأُ في كلام العرب: الخُلُقُ، يقال: أَحْسِنُوا

أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم.

وفي حديث أَبي قَتادَة، رضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لما تَكابُّوا على الماء في تلك الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ وفي طريق: لَـمَّا ازدَحَمَ الناسُ على المِيضأَةِ، قال لهم رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: أَحْسِنُوا الـمَلأَ، فكلكم سَيَرْوَى. قال ابن الأَثير: وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ، بكسر الميم وسكون اللام من مَلْءِ الإِنـاءِ، قال: وليس بشيء. وفي الحديث أَنه قال لأَصحابه حين ضَرَبُوا الأَعْرابيَّ الذي بال في الـمَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَي أَخْلاقَكم. وفي غريب أَبي عُبيدة: مَلأً أَي غَلَبَةً(1)

(1 قوله «ملأ أي غلبة» كذا هو في غير نسخة من النهاية.). وفي حديث الحسن أَنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها الـمَرْؤُون.

والـمَلأَ: العِلْيةُ، والجمع أَمْلاءٌ أَيضاً.

وما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ واجتماع. وفي حديث عمر، رَضي اللّه عنه، حِين طُعِنَ: أَكان هذا عن مَلإٍ منكم، أَي مُشاوَرةٍ من أَشرافِكم وجَماعَتِكم. والـمَلأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ، عن ابن الأَعْرابي، وبه فسر قوله وتحَدَّثُوا مَلأً، البيت الذي تَقَدَّم، وبه فسر أَيضاً قوله:

فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي ظَنّاً.

والمُلاءة، بالضم والمدّ، الرَّيْطة، وهي المِلْحفةُ، والجمع مُلاءٌ.

وفي حديث الاستسقاءِ: فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حين

تُطْوَى. الـمُلاءُ، بالضم والمدّ: جمع مُلاءةٍ، وهي الإِزارُ والرَّيْطة.

وقال بعضهم: إِن الجمع مُلأٌ، بغير مد، والواحد مـمدود، والأَول أَثبت.

شبَّه تَفَرُّقَ الغيم واجتماع بعضه إِلى بعض في أَطراف السماء بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ومنه حديث قَيْلةَ: وعليه أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ، هو تصغير مُلاءة مثناة المخففة الهمز، وقول أَبي خِراش:

كأَنَّ الـمُلاءَ الـمَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه، * - صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ الـمُتَحَّمُ

عنى بالـمَحْضِ هنا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالـمُلاءِ من الثياب.

ملأَ

1 مَلَأَ, aor. ـَ inf. n. مَلْءٌ (S, K) and مَلْأَةٌ and مِلْأَةٌ; (K;) and مَلِئَ; (TA;) and ↓ ملّأ, inf. n. تَمْلِئَةٌ; (K;) He filled (K;) a vessel &c. (S, TA.) You may also say مَلَأْتُهُ مَلًا, for مَلْئًا, (TA.)

b2: مَلَأَ العَيْنَ (tropical:) He satisfied [or glutted] the eye by his comeliness of aspect. (TA.) See an ex. in a verse cited voce عَقِبٌ.

b3: مَلَأْتُ مِنْهُ عَيْنِى (tropical:) [I satisfied, or glutted, my eye by the sight of his comeliness]. (TA.)

b4: مَلُؤَ, aor. ـُ (K,) inf. n. مَلَآءَةٌ and مَلَآءٌ; (S, K;) and مَلَأَ, aor. ـَ (K;) the former is that which commonly obtains; (TA;) He became rich, wealthy, &c., syn. صَارَ مَلِيئًا. (K.)

b5: كَلِمَةٌ تَمْلَأُ الفَمَ (assumed tropical:) [A word, or saying, that fills the mouth;] i. e., gross, and abominable; not allowable to be spoken; that fills the mouth so that it cannot articulate. (TA, from a trad.)

b6: إِمْلَؤُوا أَفْوَاءَكُمْ مِنَ القُرْآنِ (assumed tropical:) [Fill your mouths with the Kur-án]. (TA.)

b7: مُلِئَ رُعْبًا, and مَلُؤَ رعبا, (tropical:) He was filled with fright. (A.)

b8: مَلَأَ ثِيَابِى (tropical:) He sprinkled my clothes with mud, &c. (A.)

مَلَأَ رَاكِبَهُ [He (a camel) bespattered his rider with his ejected cud]. (S, K, art. زرد.)

b9: مَلَأَ

عِنَانَهُ (assumed tropical:) He made, or urged, his beast to run vehemently. (TA in art. عن.)

b10: مُلِئَ, like عُنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] and مَلُؤَ, (tropical:) He had the disease called مُلَآءَة. (A, K.)

b11: See 3.

2 ملّأ فُرُوجَ فَرَسِهِ He made his horse to run at the utmost rate of the pace termed حُضْر. (TA.)

b2: And see 1, and 4.

3 مالأهُ عَلَى الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. مُمَالَأَةٌ; (S;) and ↓ مَلَأَهُ; (K;) but this latter the lexicologists do not hold in good repute; (TA;) He aided, or assisted, him, and conformed with him, to do the thing. (IAar, * Az, S, K.)

4 املأ النَّزْعَ فِى قَوْسِهِ, (S,) and املأ فى قوسه, and فى قوسه ↓ ملّأ, (K,) (tropical:) He pulled his bow to the utmost. (S, K, TA.)

b2: املأهُ اللّٰهُ, (S, K,) inf. n. إِمْلَاءٌ, (TA,) (assumed tropical:) God affected him with the disease called مُلَآءَة. (S, K.)

5 تملّأ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ He became full of food and drink. (S.)

b2: See 8.

b3: تملّأ غَيْظًا, and ↓ امتلأ, (tropical:) He became filled with rage. (S.)

b4: تملّأ شِبَعًا, and ↓ امتلأ, He became filled to satiety. (TA.)

b5: تملّأ He put on himself a مُلَآءَة; i. e., a covering of the kind so called. (TA.)

6 تَمَالَؤُوا عَلَى الأَمْرِ They agreed, or conspired together, to do the thing: (ISk, S, K, TA:) they

aided, or assisted, [and conformed with,] one

another to do the thing. (TA.)

8 امتلأ and ↓ تملّأ; (S, K;) and مَلِئَ, aor. ـَ (K;) It (a vessel, &c., TA) became full. (S, K.)

b2: See 5.

b3: امتلأ شَبَابًا (assumed tropical:) [He became full of sap, or vigour, or youth, or young manhood]. (The Lexicons, &c., passim.) And امتلأ الشَّبَابُ (assumed tropical:) [The sap, or vigour, of youth, or young manhood, became full, or mantled, in a person.] (S, K, in art. غطى.) [And امتلأ, alone, He was, or became, plump.]

b4: امتلأ عِنَانُهُ (assumed tropical:) The utmost of his power, or ability, was accomplished. (TA in art. عن.)

10 استملأ فِى الدَّيْنِ signifies جَعَلَ دَيْنَهُ فِى مُلَأءَ (CK, and a MS copy of the K) [app., He made wealthy persons, or honest wealthy persons, his debtors: but in one copy of the K, for مُلَأءَ, we find مُلَآءٍ, which affords no sense that seems admissible here: and in another, دِين seems to be put in the place of دَيْن, in both the above instances; and مَلَآءٍ in that of مُلَأءَ; for Golius renders the phrase استملأ فى الدين by opulentiæ studuit in religione sua: i. e., religionem suam in illa posuit: a meaning which IbrD rejects].

مِلْءٌ [A thing sufficient in quantity, or dimensions, for the filling of a vessel, &c., or] the quantity that a vessel, &c., holds when it is filled. (S, K.)

b2: أَعْطِهِ مِلْأَهُ وَمِلْأَيْهِ وَثَلَاثَةَ أَمْلَآئِهِ Give

it (i. e., the cup, TA) what will fill it; and what will twice fill it; and what will thrice fill it. (S, K.)

b3: حَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ A stone that fills the hand. (TA.)

b4: لَكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ To Thee be praise that shall fill the heavens and the earth. (TA.)

b5: مِلْءُ كِسَائِهَا A fat woman; that fills her كساء when she covers herself with it. (TA, from a trad.)

مَلَأٌ An assembly, (IAar, S, K,) absolutely, (TA,) [whether of nobles or others]: pl. أَمْلَآءٌ. (IAar.)

b2: Nobles; chiefs; princes; syn. أَشْرَافٌ and عِلْيَةٌ; (K;) principal persons; persons whose opinion is respected. (TA.) (المَلَأُ الأَعلْىَ [The most exalted princes; i. e.] the angels that are admitted near [to the presence of God]; or the archangels. TA.) See سَمعَهُ, for other explanations.

b3: A people of comely appearance, figure, attire, or adornment, united for some purpose or design; expl. by قَوْمٌ ذو الشَّارَةِ والتَّجَمُّعِ لِلْإِرَادَةِ: (Abu-l-Hasan, K:) [but this is wrong, see Beyd, ii. 247.] Thus it is of a different class from رَهَطٌ, though, like this word, a quasi-pl. n. It is an epithet in which the quality of a substantive predominates. (Abu-l-Hasan.)

b4: (tropical:) Consultation. (K.)

[You say,] مَا كَانَ هٰذَا الأَمْرُ عَنْ مَلَإٍ مِنَّا (tropical:) This

thing was not the result of a consultation and consent on our part: [and] أَكَانَ هٰذَا عَنْ

مَلَإٍ مِنْكُمْ (tropical:) Was this the result of a consultation of your nobles, and of your assembly? said by 'Omar when he was stabbed: asserted to be tropical in this sense by Z and others. (TA.)

تَحَدَّثُوا مَلَأً They conversed, consulting together. (S.)

b5: Opinion. (K.) [See a supposed example below.]

b6: Disposition; nature; manners; (S, K;) a nature rich in needful qualities: (T:) pl. أَمْلَآءٌ. (S.) [You say,] مَا أَحْسَنَ مَلَأَ بَنِى فُلَانٍ How

good are the dispositions, or manners, and conversation, of the sons of such a one! (S.) ElJuhanee says, تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا

فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلَأً جُهَيْنَا (S) [They called out, one to another, O Buhtheh!

come to our aid! when they saw us: and we said,] Be of good disposition, or manners, O Juheyneh!

or, accord. to some, Be of good opinion, O Juheyneh! (see above:) or, as some say, Aid well, O Juheyneh! taking ملأ in the sense of مُمَالَأَةً: [see 3]. (TA.)

b7: أَحْسِنُوا أَمْلَآءَ كُمْ Amend your manners; or have good manners. From a trad. (S, K.)

b8: Also مَلَأٌ A coveting. (K.)

مُلْأَةٌ A tremulousness and flabbiness and swelling of the flesh, in a camel, in consequence of long confinement after a journey. (K.)

b2: See مُلَآءَةٌ.

مِلْأَةٌ The manner in which a thing is filled. (K.) [You say,] إِنَّهُ لَحَسَنُ المِلْأَةِ (not التَّمَلُّؤِ)

Verily it is well filled. (K.)

b2: مِلْأَةٌ An oppression occasioned by repletion with food. (K, TA.)

[See also مُلَآءَةٌ.]

مَلَآءٌ and ↓ مَلَآءَةٌ Richness, wealthiness, &c.: (K:) or trustiness, or honest. (S.) [See مَلِىْءٌ.]

مُلَآءٌ: see مُلَآءَةٌ.

مَلِىْءٌ, (S, K,) also written and pronounced مَلِىٌّ, (Nh,) A rich, wealthy, opulent, man: (K:) or trusty, or honest: (S:) or trusty, or honest, and rich: (TA:) or a rich man, or one not literally rich, who is honest, and pays his debts well, without giving trouble to his creditor: (K, * TA:) or an able, rich, man: (Msb:) [a solvent man:] pl. مِلَآءٌ and أَمْلِئَآءُ and مُلَأءُ. (K.)

b2: Also مُلَأءُ

Chiefs: so called because rich in needful things. (TA.)

مُلَآءَةٌ (K) and ↓ مُلْأَةٌ (S, K) and ↓ مُلَآءٌ (K) (tropical:) A defluxion, or rheum, syn. زُكَامٌ, (S, K,) occasioned

by repletion, or a heaviness in the head, like a defluxion, or rheum, (زكام,) from repletion of the stomach. (A.) [See also مِلْأَةٌ.]

A2: مُلَآءَةٌ A piece of drapery which is wrapped about the body; i. q., إِزَارٌ (TA) and رَيْطَةٌ: (S, K:) or the ملاءة is a covering for the body formed of two pieces; (TA;) composed of two oblong pieces of cloth sewed together; (Msb, in art. لغق;) and the ريطة is of a single piece. (TA.) [It appears to have been generally yellow, (see وَرْسٌ, and أَوْرَسَ,) and was probably otherwise similar to the modern مِلَايَة, which is described and represented in my work on the Modern Egyptians, part i., ch. 1.]

Pl. مُلَآءٌ; (S, K;) [or rather this is a quasi-pl.

n.; or a coll. gen. n., of which ملاءة is the n. un.;] or, accord. to some, مُلَأٌ; but the former is better established. (TA.) Dim. مُلَيْئَةٌ; for which مُلَيَّةٌ

was also used, accord. to a tradition. (TA.)

b2: مُلَآءَةُ الحُسْنِ (tropical:) Fairness of complexion. (TA.)

b3: المَحْضُ ↓ المُلَآءُ (tropical:) Simple dust. (TA.)

b4: Also مُلَآءَةٌ The skim that forms on the surface of milk. (El-Moajam.)

مَلْآنٌ (S, K) [and مَلْآنُ, as it forms in the]

fem. مَلْآنَةٌ (K) and مَلْأَى; (S;) pl. مِلَآءٌ; (K;)

Full: (S, K) said of a vessel, &c. (S, TA.)

The masc. is also written and pronounced مَلَان; and the fem., مَلَا: (TA:) and the vulgar say إِنَاءٌ مَلَا A full vessel. (S, TA.)

b2: مَلْآنٌ من الكَرَمِ (tropical:) [Full of generosity]. (TA.)

b3: See مَمْلُوْءٌ.

مَالِئٌ (tropical:) A majestic person: one whose aspect satisfies the eye. (TA.)

b2: مَالِئٌ العَيْنِ, and مَالِئٌ لِلْعَيْنِ, (tropical:) A person whose aspect satisfies the eye by his comeliness &c. (TA.)

فُلَانٌ أَمْلَأُ لِعَيْنِى مِنْ فُلَانٍ (tropical:) Such a one is more satisfactory to my eye by his comeliness than such a one. (TA.)

b2: هٰذَا الأَمْرُ أَمْلَأُ بِكَ

This thing is better for thee, and more satisfactory: expl. by أَمْلَكُ [which is said to have this signification]. (TA.)

مَمْلُوْءٌ, pass. part. n. of مَلَأَ, Filled. (S.)

b2: Also, (assumed tropical:) Having the disease called مُلَآءَة: as part.

n. of مَلِئَ. (A.)

b3: Also, (and accord. to some copies of the K, ↓ مَلْآن,) Affected by God with that disease: extr. [with respect to rule], (S, K,) as it is used in the sense of the pass. part. n. of أَمْلَأَ: by rule it should be مُمْلَأٌ. (TA.)

مُمْلِئٌ An ewe in whose belly are water and matter [such seems to be the meaning of أَغْرَاسٌ

in the explanation] so that one thinks her to be pregnant. (K.)

شَابٌّ مُمْتَلِئٌ [A youth in the full bloom of his age. See art. عَبْعَبٌ.]

ولى

ولى وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى أَن تفرش الولايا الَّتِي تُفْضِي إِلَى ظُهُور الدَّوَابّ. الولية: البرذَعَة ونراه أَنه نهى عَن ذَلِك وَالله أعلم لِأَنَّهَا إِذا افترشها النَّاس صَار فِيهَا دَوَاب الأجساد من الْقمل وَغير ذَلِك فَإِذا وضعت على ظُهُور الدَّوَابّ كَانَ فِيهَا أَذَى عَلَيْهَا وضرر.

ول

ى1 وَلِيَهُ , (S, Msb, K,) and وَلِى عَلَيْهِ, (Msb, K,) inf. n. وِلَايَةٌ (S, Msb, K,) and وَلَايَةٌ, (K,) or the former is a simple subst., (TA,) and signifies the office, and authority, (K,) He held command or authority over it; had charge of it; presided over it, or superintended it, (namely a thing, S, Msb, K, and a country, province, town, or the like, S, Msb,) as a prefect, commander, governor, lord, prince, king, administrator, or manager; (K, TA;) i. q. ↓ تَوَلَّاهُ. (Msb.) b2: وَلِىَ كَذَا He performed the act or office of doing such a thing; he did such a thing himself.2 وَلَّى He caused to turn away, or back. (Kur-án, ch. ii. v. 136.) b2: He caused to turn towards, with acc. (Idem, ch. ii. v. 139.) b3: He turned away, or departed. (TA.) b4: وَلَّى عَنْهُ He turned away from, avoided, shunned, and left, him or it. (Msb.) b5: وَلَّتِ الحَرْبُ [The war declined]. (A, K, in art. سفر.) b6: وَلَّى هَارِبًا He went back, or retreated, fleeing. (S.) b7: وَلَّيْتُهُ ظَهْرِى

I placed him behind me, and betook myself to defending him. (TA in art. شزن.) b8: More commonly I turned my back upon him, or it: see Har, p. 564. b9: وَلَّى اللَّيْلُ لِيَذْهَبَ The night [declined, i. e.] retreated to depart; syn. أَدْبَرَ. (T in art. دبر.) b10: وَلَّى أَمْرُ القَوْمِ لِفَسَادِ The case of the people, or party, declined, or became reduced to a bad state; syn. أَدْبَرَ. (M in art. دبر.) b11: [وَلَّى كِبَرًا, and وَلَّى alone, both of frequent occurrence in the lexicons, &c., He became in a declining state by reason of age.]

وَلَّى said of a man is syn. with دَبَرَ; as also شَيَّخَ. (S in art. دبر.) See also two exs., p. 75, col. 3. b12: التَّوْلِيَةُ, like الإِدْبَارُ, properly signifies Retrogression; and hence, like this English word, tropically, declension. b13: وَلَّاهُ أَمْرًا He set him over the thing; appointed him superintendent of it; or set him to do it; as also إِيَّاهُ ↓ أَوْلَاهُ. b14: وَلَّى دُبُرَهُ and وَلَّاهُ دُبُرَهُ; see دُبُرٌ, and see three phrases voce ذَنَبٌ.3 وَالَاهُ It was next, or adjacent, to it. Said of one place or tract with respect to another. b2: وَالَى He made a consecution, or succession, of one to the other; (S, K;) بَيْنَهُمَا between them two; (S;) or بَيْنَ الأَمْرَيْنِ between the two things or affairs; he made a successive connexion, or no interruption. (K.) And والاه He made it consecutive, successive, or uninterrupted, in its progressions, or gradations, or the like; syn. تَابَعَهُ [which see]. (Msb.) b3: وَالَاهُ, (MA,) inf. n. مُوَالَاةٌ, (S, KL, TA,) He befriended him, or was friendly to him. (S, MA, KL, TA.) See شَايَعَهُ.4 أَوْلَى He gave: and he made near. (KL.) b2: أَوْلَاهُ مَعْرُوفًا He did to him, or conferred upon him, a benefit, or favour; syn. أَسْدَاه إِلَيْهِ; as though he made it cleave to him, being next to him: or he put him in possession of it. (TA.) You say also, أَوْلَاهُ ذُلَّا [He brought upon him abasement, or ignominy], (S, K, in art. خسف,) and الذُّلَّ وَالهَوَانَ. (Msb in that art., voce خَسْفٌ, q. v.) 5 تَوَلَّى He turned himself, الى towards. (Jel, ii. 139.) He turned away (Idem, xix. 50; and S, Msb) عَنْهُ from him, or it. (S.) b2: تَوَلَّى He turned the back to another: see a verse in art. فيل, conj. 1. b3: تولّى أَمْرًا He took upon himself an affair. b4: تَوَلَّى كِبْرَهُ He took upon himself, or undertook, the main part thereof; syn. تَحَمَّلَ مُعْظَمَهُ. (Jel, xxiv. ii.) b5: تَولَّاهُ: see وَلِيَهُ.10 اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ He mastered, or gained the mastery over, him or it; (Msb;) he got it in his hand, possession, or power. (TA.) b2: إِسْتَوْلَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ [The argument, allegation, or pled, overcame him]. (L in art. بهت.) وَلِىٌّ The manager of a thing, or of the affairs of another: (Msb:) the guardian, or manager of the affairs, and maintainer, of an orphan: the guardian of a women, who affiances her, and independently of whom marriage cannot be contracted by her. (TA.) The executor of a deceased person: (Bd, xvii. 35:) the heir of a deceased person. (Bd, Jel, ibid.) The hair [or next-of-kin] of a slain person, (Bd, Jel, xvii. 35,) who has the management of the affairs after the death of that person. (Bd, ibid.) and the slayer's next-of-kin, who is answerable for him. b2: وَلِىُّ عَهْدٍ and وِلَايَةُ عَهْدٍ: see art. عهد. b3: وَلِىّ اللّٰهِ may be rendered The friend of God: or وَلِىٌّ has the meaning of an act. part. n., i. e. the constant obeyer [of God]: or that of a pass. part. n., i. e. [the favourite of God;] the object of the constant beneficence and favours of God. (TA.) See عَدُوٌّ. b4: أَللّٰهُ وَلِىُّ الحَمْدِ signifies both مُسْتَحِقُّهُ and صَاحِبُهُ. (IbrD.) b5: وَلِىٌّ pl. أَوْلِيَاءُ A saint, &c. b6: وَلِىٌّ The rain after the وَسْمِىّ. (TA in art. عنو.) وَلَآءٌ Relationship: so in the phrase بَيْنَهُمَا وَلَآءٌ [Between them two is relationship]. (JM.) b2: Also used for أَصْحَابُ وَلَآءٍ: see a verse cited voce عَيْرٌ. b3: وَلَآءٌ The right to the inheritance of the property left by an emancipated slave.

وِلَايَةٌ

: see وَلِىٌّ.

وَالٍ

A prefect, governor, ruler, king, regent, judge, magistrate, &c. See مَعُونَةُ.

فُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا Such a one is more, or most, entitled to such a thing; has a better, or the best, right, or title, or claim, to it; is more, or most, deserving, or worthy, of it; is more, or most, competent to it; is more, or most, fit for it; syn. أَحَقُّ بِهِ. (Msb.) But see أَحَقٌّ. See also an ex. voce أُولُو, from the Kur, viii., last verse, and xxxiii. 6. b2: أَوْلَى بِشَىْءٍ

More worthy, or deserving, of a thing. More fit, apt, or proper, for a thing. b3: بِالطَّرِيقِ لِأَوْلَى

A fortiori: see طَرِيقٌ.

مَوْلًى

A lord, or chief; syn. سَيِّدٌ. (TA in the addenda.) b2: The son of a paternal uncle: (S, Msb:) or a relation, (K,) such as a son of a paternal uncle (IAar, K) and the like, (K,) [i. e.] and such as a son of a sister. (IAar, TA.) b3: And A freedman; (S, Msb, K;) so called because he is in the condition of the son of a paternal uncle; being one [under the patronage of his emancipator, i. e.,] whom the emancipator is bound to aid, and whose property he inherits if he dies having no [natural or other legal] heir. (TA.) And (K) a slave: (M, K:) fem. with ة. (M.) مَوَالِيَا

, vulg. مَوَّال (not مَوَالِيَّا) A kind of short poem, generally of five lines, of which all but the penultimate end with the same rhyme: see note 5 to ch. xxvi. of my “ 1001 Nights. ”
(ولى) الرطب أَخذ فِي الهيج وَالشَّيْء أدبر وَيُقَال ولى فلَان هَارِبا وَالشَّيْء وَعَن الشَّيْء أدبر عَنهُ ونأى وَعَن فلَان بوده تغير عَلَيْهِ وَفُلَانًا نَصره واستقبلــه بِوَجْهِهِ وَفُلَانًا الْأَمر جعله واليا عَلَيْهِ وَفُلَانًا الْحَاجة ولت عَنهُ
ولى قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: غِنى مولَايَ الْمولى عِنْد كثير من النَّاس هُوَ ابْن العّم خاصّة وَلَيْسَ هُوَ هَكَذَا وَلكنه الوليّ فَكل وليّ للْإنْسَان هُوَ مَوْلَاهُ مثل الْأَب وَالْأَخ وَابْن الْأَخ والعَم وَابْن الْعم وَمَا وَرَاء ذَلِك من الْعصبَة كلّهم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإنِّي خِفْتُ الموَالِي من ورائي} وَمِمَّا يبين لَك أنّ الْمولى كلّ وَلي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أيّما امْرَأَة نكحت بِغَيْر أَمر مَوْلَاهَا فنكاحها بَاطِل أَرَادَ بالمولى الْوَلِيّ. [و -] قَالَ اللَّه عز وَجل {يَوْمَ لاَ يُغْنِيْ مَوْلَى عَنْ مَّوْلَى شَيْئاً} . فنراه إِنَّمَا عني ابْن الْعم خَاصَّة دون سَائِر أهل بَيته. وَقد يُقَال للحليف [أَيْضا -] : مولى قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي: [الطَّوِيل]

مواليَ حِلفٍ لَا مَوالي قرابةٍ ... وَلَكِن قطينا يسْأَلُون الأتاويا

والأتاوي جمع إتاوة وَهِي الْخراج. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَن نستْقبل الْقبْلَة ببول أَو غَائِط فَلَمَّا قَدِمنا الشَّام وَجَدْنا مَرافقهم قد استُقبل بهَا الْقبْلَة فَكُنَّا ننحرف ونَستغفر الله. 
ولى:
ولى: جاور، لاصق êtrea contigue ( قرطاس 7:40)؛ ولى مع: تاخم، جاور être limitohe de ( دي ساسي كرست دبلوماسية 494:9)؛ أمس والذي يليه، أول الباخرة (فوك).
ولى: ما كان على (فريتاج) أن يعيد ذكر ولى عنه بوجهه التي وردت عند (جوليوس) لأنها لا أكثر من ولَّى التي طبعها، مصيباً، في (كرست 4:56).
ولَّى ابتعد عن (ألف ليلة 7:82:1): مدينة ولى عنها الشتاء ببرده وأقبل عليها الربيع بورده.
ولَّى بوجهه عنه (أنظر ولى).
ولَّى: أدار (ويجرز 3:43 و126، 236، حيّان 100): وولوا المسلمين أكتافهم (أي أولوا المسلمين ظهورهم).
ولَّى: عاد للموضع الذي كان قد سافر منه (بقطر - بربرية).
ولَّى: من الجائز أن يقال ولاَّه معروفاً مثلما يقال أولاه معروفاً فيما لو لم يكن هناك خطاً في منطوق شطر البيت أنا عبد ولُيتهُ كل برِ الذي ورد عند (المقري3:276:2) إذ أن (فليشر - بيرشت 295) قد اقترح، بحذر، أن تقرأ أوليته.
ولَّى: فرض شيئاً على فلان (محمد بن الحارث 317): فأعقبه الله في ذلك بشَر عقباً وولاّه من ذلك ما تولاَّ.
ولَّى فلاناً: أعلن ولاية العهد لفلان أي خليفة له من بعده (دي ساسي كرست 4:229:2): يقال أيضاً ولَّى العهد لأخيه (معجم البيان).
ولَّى: أهّل، جعله أهلاً، خوله الحق في habiliter ( الكالا).
ولّى: تخلى عن صفقة أو عن عقار بسعر الشراء: فولاه من زوجه من (تنازل عن الشيء لزوجته بسعر الكلفة) (بوسويه)؛ ولّى ل ... (صيغ العقود 1): وثيقة التولية اشهد على نفسه فلان ابن فلان طائعاً غير مكروه انه قد ولاّ لفلان ابن فلان الفدان الذي اشتراه بموضع كذا ولا له بالثمن الذي اشتراه به. هكذا وردت في الأصل بأخطائها - المترجم.
والى: أرسل دون انقطاع (عباد 5:248:1 وكان ابن جهور كثيراً ما يوالي رسله إلى الاصطلاح بينهما).
والى: لاصق، لامس، جاور limitrophe de contigua ( بوسويه، معجم الجغرافيا، معجم البلاذري).
والى به الضرب: ضربه بدون توقف (معجم التنبيه).
والى: كمل (؟) accomplir ( الكالا).
أولى: انظر في (كليلة ودمنة 4:474) اصطلاح: أولاه معروفاً (وفيه): وهذه البهائم قد أولتني بهذا الجزاء.
أولى: ومثلما يقال أولاه معروفاً يقال أولاه حمداً بمعنى الثناء (عبد الواحد 10:155 وفيه ما أولى (في موضع ما أولاه الحمد) أي يا للثناء الذي لا يستحقه! (عبّاد 133:3) فأن أجاد فما أولى وإن قصر فعذره أوضح وأجلى.
أولى فلاناً وأولى به: أعطى، منح (بقطر).
تولى: (فعلٌ متعد بنفسه إلى مفعولين) (بقطر): التزم بمهمة .. تعهد العناية ب (الملابس عند العرب 10:29، معجم التنبيه)، تولى الحرس faire la garde: حرس، تولى الحرس بعده شغل منصب الحارس أو نهض بتلك المهمة (بقطر).
تولى: اعتاد على عمل شيء (رياض النفوس 97): il apprit اعتاد ما يتولى منه المؤدب الهواري من الشتم واللعن فبعث في طلبه؛ انظر (البربرية 35:1): المتولين موطنهم بالمجال أي الذين يتجولون، بانتظام، في مناطقهم (دي سلان).
تولى: استولى، ساد (بوسويه). وفي (البربرية 46:1): تسيدّه: فغلبهم أولاد مسعود وقتلوا شيخهم - وتولوا الوطن بما فيه. توّلى على (ألف ليلة برسل 391:3): فعملت نفسك السندباد لأجل اخذ الأحمال وتتولى على ماله والله هذا حرام عليك؛ يبدو لي إن هناك احتمالاً أن يكون (فوك) قد فكّر حين شرح أوجه معاني هذا الفعل، أي تولى على، بالتعبير اللاتيني quando vult Presse.
تولى: تزوج امرأة أخيه (باين سميث 1543). تولى: اضطر إلى حمل ما فرض عليه آخر (انظر عبارة محمد بن الحارث التي ذكرتها في ولَّى).
تولّى المجلس: تصدّر الجلسة (بقطر).
توّلى ل: صار مولى لفلان ( Moul ل - مولى) (فهرست المخطوطات في ليدن 9:227:1).
توالى: من تتوالى له السببية في مرتبتين (والمقدمة 2): هو الذي يستطيع أن يشخص حلقتين في سلسلة واحدة من الأسباب والمسببات (دي سلان).
توالى: زعم أنه مولى ل ... être client de ( الكامل 15:335).
[ولى] الوَليُ: القربُ والدنوُّ. يقال: تباعد بعد ولى. و " كل مما يَليكَ "، أي مما يقاربك. وقال :

وعَدَتْ عَوادٍ دون وَلْيِكَ تَشْعَبُ * يقال منه: وَلِيَهُ يَلِيَهُ بالكسر فيهما، وهو شاذ. وأوليته الشئ فوَلِيَهُ. وكذلك وَلِيَ الوالي البلد، ووَلِيَ الرجلُ البَيْعَ، وِلايَةً فيهما. وأوْلَيْتُهُ معروفاً. ويقال في التعجب: ما أولاه للمعروف، وهو شاذ . وتقول: فلان وَلِيَ ووُلِيَ عليه، كما يقال: ساسَ وسيسَ عليه. ووَلاّهُ الأمير عمل كذا، وولاه بيع الشئ. وتَوَلَّى العملَ، أي تقلّد. وتَوَلَّى عنه، أي أعرض. وولى هار با، أي أدبَرَ. وقوله تعالى: (ولكلِّ وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها) أي مستقبلها بوجهه. والوَليُّ: المطرُ بعد الوَسْميِّ، سمِّيَ وَلِيًّا لأنَّه يَلي الوَسْمِيَّ. وكذلك الولى [بالتسكين ] على فعل وفعيل، والجمع أولية. يقال منه: وليت الارض وليا. (*) والولى: ضدُّ العدوّ. يقال منه: تَوَلاّهُ. والمَوْلى: المُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، وابنُ العمّ، والناصرُ، والجارُ. والوَليُّ: الصِهْرُ، وكلُّ من وَلِيَ أمرَ واحدٍ فهو وليه. وقول الشاعر : هم المولى وإن جنفوا علينا * وإنا من لقائهم لزور قال أبو عبيدة: يعنى الموالى أي بنى العم. وهو كقوله تعالى: (ثم يخرجكم طفلا) . وأما قول لبيد: فغدت، كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها فيريد أنه أولى موضع أن تكون فيه الحرب. وقوله: " فغدت " تم الكلام، كأنه قال: فغدت هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأ كأنه قال: تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة. والمولى: الحليف. وقال : موالى حلف لا مَوالي قَرابةٍ * ولكنْ قَطيناً يسألون الاتاويا يقول: هم حلفاء لا أبناء عم. وقول الفرزدق: فلو كان عبد الله مولى هجوته * ولكن عبد الله مولى مواليا لان عبد الله بن أبى إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى. وإنما قال مواليا فنصبه لانه رده إلى أصله للضرورة. وإنما لم ينون لانه جعله بمنزلة غير المعتل الذى لا ينصرف. والنسبة إلى المَوْلى: مَوْلَويٌّ ; وإلى الوَلِيّ من المطر: وَلَوِيٌّ، كما قالوا عَلَوِيٌّ ; لانهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات، فحذفوا الياء الاولى وقلبوا الثانية واوا. ويقال: بينهما وَلاءٌ بالفتح، أي قرابةٌ. والوَلاءُ: وَلاءُ المُعْتِقِ. وفي الحديث: " نَهى عن بيع الوَلاءِ وعن هِبَتِهِ ". والوَلاءُ: المُوالونَ. يقال: هم وَلاءُ فلان. والمُوالاةُ: ضد المعاداة. ويقال: والى بينهما وِلاءً، أي تابَعَ. وافْعَلْ هذه الأشياء على الوِلاءِ، أي متتابعةً. وتَوالى عليه شهران، أي تتابع. واسْتَوْلى على الأمد، أي بلغ الغاية. والولاية بالكسر: السلطان. والولاية والولاية: النصرة. يقال: هم على ولاية، أي مجتمعون في النصرة. وقال سيبويه: الولاية بالفتح المصدر، والولاية بالكسر الاسم مثل الامارة والنقابة، لانه اسم لما توليته وقمت به. فإذا أرادوا المصدر فتحوا. أبو عبيد: الولية: البرذعة، ويقال: هي التي تكون تحت البرذعة. والجمع الولايا. وقولهم:

كالبلايا رؤوسها في الولايا * تعنى الناقة التى كانت تعكس على قبر صاحبها ثم تطرح الولية على رأسها إلى أن تموت. وقولهم: أولى لك! تهدد ووعيد. قال الشاعر: فأولى ثم أولى ثم أولى * وهل للدر يحلب من مرد قال الاصمعي: معناه قاربه ما يهلكه، أي نزل به. وأنشد: فعادى بين هاديتين منها * وأولى أن يزيد على الثلاث أي قارب أن يزيد. قال ثعلب: ولم يقل أحد في أولى أحسن مما قال الاصمعي. وفلان أولى بكذا، أي أحرى به وأجدر. يقال: هو الاولى وهم الاوالى والاولون، مثال الاعلى والاعالي والاعلون. وتقول في المرأة: هي الوليا، وهما الولييان، وهن الولى، وإن شئت الولييات، مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات.
(ولى) - في حديث أَنسٍ - رضي الله عنه -: "أنّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: سَلُونى، فو الله لاتَسألونى عن شىء مَا دُمْتُ في مَقَامِى إلا أخبرتكم، فقامَ عبدُ الله بن حُذَافةَ فقال: مَن أَبِى؟ فقال: أبُوك حُذافَةُ، فقال عُمر - رضي الله عنه -: رَضِينَا بالله رَبًّا، فسَكَت رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -، ثم قال: أَوْلَى لكم، والذى نفسِى بِيَدِه".
: أي قَرُبَ منكم ما تَكرهُون.
من قوله تَباركَ وتَعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
- ومنه حديثُ ابنِ الحَنَفِيَّة: "إذا مَاتَ بعضُ أَهلِه قال: أَوْلي، كِدْت أكونُ السَّوادَ المُخْتَرمَ" وهي كَلِمة يَقولُها الرجلُ إذا أفلَتَ من عظِيمَةٍ: أي قارَبكَ ما تَكرَه، ونَزلَ بك.
- في الحديث: "من تَوَلّى قوماً بغير إذْنِ مَوَالِيه فعلَيه لعنة الله"
ظاهِرُه يُوهِمُ أنه شَرْطٌ، وليس معناه أن يجوز له أن يُوالىَ غيرَ مَواليه إذا أذِنوا له، وإنّما هو بمَعْنَى التَّوْكِيد لِتَحريمِه، والتَّنْبيه على بُطْلانِه، والإرْشادِ إلى السَّبَب فيه؛ وذلك "أنه" إذا اسْتَأذَن أَولياءَه في مُوالاة غَيرهم مَنعوه من ذلك، فيَمْتَنع منه؛ أي إن سَوَّلَتْ له نَفْسُه ذلك فَلْيَسْتَأذِنْهم، فإنَّهم إذَا عَلِمُوا به مَنعُوه؛ لأن الوَلاءَ لُحمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ.
- وَقوله: "إن الوَلَاء لِلْكُبْر"
فهذا ليس له فيه فِعْل، إنما هو تَنْزِيل، وتَرتِيب له فيما بَيْنَ وَرَثَةِ المُعْتِق.
وقال الطّحَاوىُّ: إنما أُرِيد به وَلاءُ الموُالَاةِ دُونَ وَلاءِ المعْتِق، فإذَنْ هو على ظاهِره - والله أعلم -. - في حديث ابن الزُّبَير - رضي الله عنه -: "أنه باتَ بقَفْرٍ، فلما قام لِيَرْحلَ وجَد رجُلاً طُولُه شِبْرَان، عظيمَ اللِّحْية على الوَلِيَّة، - وهي البرذَعَة - فنَفَضَها، ثم وَضعَها على الراحلةِ، فجاء وهو على القِطْع فنَفَضَه"
وَالقِطْع: الطِّنْفِسَة تكون تحت الرّحْلِ علَى كَتِفَى البَعِير، والجمعُ: قُطوعٌ.
- في حديث مُطَرِّف الباهِلِىِّ: "تَسْقيه الأَوْليَةُ"
جمع الوَلِىّ، وهو المَطَر الذي يجىءُ بَعْد الوَسْمِىّ، سُمِّى به، لأنه يَلِيه: أي يَقْرُب منه، ويجىءُ بَعْدَه.
- قوله عليه الصلاة والسلام: "مَن كنتُ مَولَاه فَعَلِىٌّ مَوْلاهُ".
قيل: أي مَن كنتُ أتولّاه فعَلِىٌّ يتولّاه.
وقيل: أي مَن كان يتولاَّنى تولَّاه. وقيل: كان سَبَبُ ذلك أنّ أُسَامَةَ بنَ زيْد قال لِعَلِىٍّ - رضي الله عنهم -: لَسْتَ مولاى، إنما مَوْلاَىَ رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم، - فقال صلّى الله عليه وسلّم: "مَن كنتُ مَوْلَاه فَعَلِىٌّ مَوْلَاه"
والمَولَى على وُجُوهٍ: منها ابنُ العَمّ، قال الله تعالى في قصّةِ زكَرِيّاء عليه الصّلاة والسّلام: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} ، وأنشَدَ:
مَوَالِينا إذا افتَقَرُوا إلينا
فإن أثْرَوْا فَليسَ لنا مَوالِ
الثانى: المعتِق؛ ومَصْدَرُه الوَلَايَةُ .
والثالث: المُعتَقُ؛ ومَصْدَرُه الوَلَاءُ.
والرابع: المُحِبُ.
كقوله عليه الصّلاة والسَّلام : "مُزينَةُ وأسْلَمُ وَجُهَيْنَةُ وغِفَار مَوَالى الله تعالَى ورَسُولِه"
والخَامسُ: الجَارُ، كَما أنشدَ:
هُمُ خلطُونا بالنفوس وأَلْجَئُوا
إلى نَصْرِ مولاهُم مُسَوَّمَةً جُرْدَا
السّادِسُ: الناصِرُ، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية.
السَّابع: المأوى، قال الله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ}  الثامن: الوَلىُّ؛ قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}.
وقد تُسمِّى العربُ الصِّهْرَ مَولًى، ويكون المَولَى من وَلاءِ الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: "مَن أسلَم على يَدِه رَجُل فهو مَوْلَاهُ"
وَمن المُوالاةِ التي نُسِخَت بالفرِائض، وأصلُ الجميع القُرب.
- أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدىُّ إذنًا، أنا أبو بكر البَيْهقى، أنا أبو عبد الرحمن السّلمىّ، أنا محمد بن محمد الحجّاجى، ثنا العباس الشّكلى قال: سَمِعتُ الربيعَ يَقُول: سَمِعْتُ الشّافِعى - رضي الله عنه يقول: في معنى قول النبى - صلّى الله عليه وسلم - لعَلِىًّ: "مَن كنتُ مَولاه فعَلِىٌّ مولَاهُ"
يَعنى بذلك وَلاءَ الإسْلام، وذلك قَولُ الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}
- وأما قَولُ عمرَ لعَلّى - رضي الله عنهما - -: "أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ".
يقول: ولِىّ كلِّ مُسْلِمٍ .
[ولى] نه: فيه "الولى" تعالى، هو الناصر، وقيل المتولى لأمور العالم والخلائق القائم بها. و"الوالي" تعالى: مالك جميع الأشياء المتصرف فيها، وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي. وفيه: إنه نهى عن بيع "الولاء" وهبته، يعني ولاء العتق، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه أو ورثه معتقه. ومنه: من "تولى" قومًا بغير إذن مواليه، أي اتخذهم أولياء، والتقييد بنفي الإذن تأكيد لتحريمه وإرشاد إلى السبب فيه، لأنه إذا استأذنهم منعوه فيمتنع، يعني إن سولت له نفسه ذلك فليستأذنهم فإنهم يمنعونه. ن: وجوز البعض التولي بالإذن عملًا بظاهر التقييد. ك: "والى" قومًا، أي نسب نفسه إليهم انتمائه إلى غير أبيه أو إلى غير معتقه. ط: قيل أراد به ولاء الموالاة لا العتاقة، والظاهر إرادة العتاقة لعطفه على من ادعى إلى غير أبيه والجمع بينهما والوعيد في الأخرى، فإن العتق من حيث أن له لحمة كلحمة النسب فإذا نسبه إلى غير من هو له كان كالدعي الذي تبرأ عمن هو منه، ووالى أي اتخذهم أولياء. نه: ومنه ح الزكاة: "مولى" القوم منهم، الظاهر من المذاهب أن موالي بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم الزكاة، وفي وجه للشافعي حرمته، والجمع بين الحديث ونفي التحريم أنه بعث لهم على التشبهلأنه يليه أي يقرب منه ويجيء بعده. ك: هم "موالى" ليس لهم مولى إلا الله، أي أنصاري والمخلصين لي، والمراد بالمولى الناصر والوزير، قيل: أراد أن هذه القبائل لشرفهم لم يجر عليهم رق، وقيل: لأنهم بادروا إلى الإسلام ولم يسبوا، وموالى - بخفة الياء، وروى بشدتها كأنه أضافه إلى نفسه صلى الله عليه وسلم.
باب وم

هجم

(هـ ج م) : (الْهُجُومُ) الْإِتْيَانُ بَغْتَةً وَالدُّخُولُ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ مِنْ بَابِ طَلَبَ يُقَالُ هَجَمَ عَلَيْهِ.
هـ ج م: (هَجَمَ) عَلَى الشَّيْءِ بَغْتَةً مِنْ بَابِ دَخَلَ وَهَجَمَ غَيْرُهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَهَجَمَ الشِّتَاءُ دَخَلَ. وَهَجْمَةُ الشِّتَاءِ شِدَّةُ بَرْدِهِ. وَهَجْمَةُ الصَّيْفِ حَرُّهُ. 

هجم

1 هَجَمُ عَلَيْهِ He came upon him suddenly, or at unawares, (Mgh, Msb, K,) or came in to him without permission, (K,) or without asking permission: (Mgh:) he invaded, assaulted, assailed, attacked, attempted, or ventured upon, him or it: he pounced upon him or it.

هَجْمَةٌ

, or, accord. to Kz, هَزِيعٌ, The third of the five divisions of the night. (TA.) See خُدْرَةٌ, and يَعْفُورٌ. b2: As applied to camels, see عَائِضٌ and زِياَدَةٌ.
[هجم] نه: فيه: إذا فعلت ذلك "هجمت" له العين، أي غارت ودخلت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم. ك: هجم - بفتحتين. ن: وما "يهجم" قبل ذلك شيء، أي ما يتحرك عدو لأن المدينة في حال غيبتهم كانت محروسة بالملائكة. نه: فيه: فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا "هجمة"، هي من الإبل قريب من المائة.
هـ ج م : هَجَمْتُ عَلَيْهِ هُجُومًا مِنْ بَابِ قَعَدَ دَخَلْتُ بَغْتَةً عَلَى غَفْلَةٍ مِنْهُ وَهَجَمْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ جَعَلْتُهُ يَهْجُمُ عَلَيْهِمْ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وَهَجَمَتْ الْعَيْنُ هُجُومًا غَارَتْ وَهَجَمَ الْبَرْدُ هُجُومًا أَسْرَعَ دُخُولُهُ.

وَهَجَمْتُ الرَّجُلَ هَجْمًا طَرَدْتُهُ.

وَهَجَمَ سَكَتَ وَأَطْرَقَ فَهُوَ هَاجِمٌ. 
(هجم)
عَلَيْهِ هجوما دخل عَلَيْهِ بَغْتَة وَيُقَال هجم الْبرد وَنَحْوه أسْرع دُخُوله وانْتهى إِلَيْهِ بَغْتَة وَالْبَيْت سقط وَالْعين غارت وَفُلَان أطرق وَسكت وَالْمَرَض فتر وأقلع وَالْمَكَان وَنَحْوه هجما اقتحمه وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا سَاقهَا سوقا شَدِيدا وَيُقَال هجمنا الْخَيل على الْقَوْم وهجمنا بهَا أدخلناها عَلَيْهِم وَالرِّيح تهجم التُّرَاب على الدَّار تلقيه عَلَيْهَا والعدو طرده والناقة حلبها وَالْحر الدَّابَّة وَغَيرهَا أسَال عرقها وَالْبَيْت هَدمه
هجم قَالَ أَبُو عبيد وَمِنْه: هجمت عَليّ الْقَوْم - أدخلت عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ: هجم عَلَيْهِم البيتُ - إِذا سقط عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو عَمْرو: نفهت نَفسك - أَي أعيت وكلت مثل قَول أَبِي عُبَيْدَة. وَقَالَ رؤبة يذكر بلادا: [الرجز]

بِهِ تَمَطَتُ غولَ كل مِيلَهِ ... بِنَا حراجيج المطايا النفه

ويروي: المهاري النُّفَّهِ - يَعْنِي المُعْييَة. وواحدها نافه ونافهةٌ. وَقَوله: كل ميله يَعْنِي الْبِلَاد الَّتِي توله النَّاس بهَا كالإنسان الواله المتحير.

هجم


هَجَمَ(n. ac.
هُجُوْم)
a. ['Ala], Rushed upon, assailed, attacked, assaulted;
intruded upon.
b. [acc. & 'Ala], Made to intrude upon; urged, drove, impelled to.
c. Came suddenly ( cold & c. ).
d. Fell down (building).
e.(n. ac. هَجَم
هُجُوْم), Was sunken, deep-set (eye).
f.(n. ac. هَجْم), Milked out.
g. Overthrew, destroyed.
h. Ceased; was still.
i. Made to sweat.

هَجَّمَa. see I (b)
هَاْجَمَa. Rushed upon, assailed.

أَهْجَمَa. see I (b) (f).
c. [acc. & 'An], Rid, cured of (illness).
d. Quieted.

تَهَجَّمَa. see I (d)b. [Fī], Rushed headlong into.
إِنْهَجَمَa. see I (d)b. Shed tears.

إِهْتَجَمَa. see I (f)
هَجْمa. Sweat, perspiration.
b. (pl.
أَهْجَاْم), Large cup, beaker.
هَجْمَةa. Onslaught; attack; surprise; suddenness; intensity (
of cold & c. ).
b. Herd of camels.

هَجَمa. see 1 (b)
هَجِيْمَةa. Milk.

هَجُوْمa. Impetuous; violent.
[هجم] هجمت على الشئ بغتة أهْجُمُ هُجوماً، وهَجَمْتُ غيري يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهَجَمَ الشتاءُ: دخل. وهَجَمَتْ عينه، أي غارت. الأصمعيّ: هَجَمْتُ ما في ضرع الناقة، إذا حلبت كل ما فيه. وهجمت البيت هجماته. وريحٌ هَجومٌ: تقلع البيوتَ والثُمامَ. وانْهَجَمَتْ عينه: دمعت. والهَجْمُ : القدحُ الضخمُ. وقال: فتملأُ الهَجْمَ عفواً وهي وادعةٌ حتَّى تكاد شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ أبو عبيد: الهَجْمَةُ من الإبل أوَّلها الأربعون إلى ما زادت. وهُنَيْدَةُ: المائة فقط. وهَجْمَةُ الشتاء: شدَّة برده. وهَجْمَةُ الصيف: حره. أبو عمرو: الهجيمة من اللبن: أن تحقنه في السقاء الجديد ثم تشربه ولا تمخضه. وقال أبو يوسف: سمعت أبا مهدى الكلابي يقول: هو ما لم يرب، أي لم يخثر، وقد الهاج لان يروب. والهيجمانة: الدرة. وهيجمانة: اسم امرأة، وهى ابنة العنبر بن عمرو بن تميم.
هـ ج م

هجمت على القوم هجوماً: أتيتهم بغتة، وهجمتك عليهم وأهجمتك. وهجمنا عليهم الخيل.

ومن المجاز: هجم عليهم البيتُ: سقط، وهجمته، وبيت مهجوم: حلّت أطنابه وانضمت سقابه أي أعمدته، وهجم البيت: هدم من وبرٍ كان أو مدرٍ. وريح هجوم: تهجم البيوت. والريح تهجم التراب على الدار: تلقيه عليها. قال ذو الرمة:

أودى بها كلّ عرّاص ألثّ بها ... وجافل من عجاج الصيف مهجوم

وهجم الحرّ والبرد والمطر. وجاءنا فلما هجم الليل ذهب، ونحن في هجمة الشتاء والصيف: في شدّة حره أو برده، وهاجرة هجوم. قال ذو الرمة يصف ناقته:

ضنينة جفن العين بالماء كلّما ... تضرّج من هجم الهواجر جيدها

وأهجموا الإبل: أراحوها. يقال: ركبتهم الظّهيرة فأهجموا. وإذا استقصى ما في الضّرع قيل: هجم ما فيه. ويقال: اهجم إبلك وأهجمها أي احلبها وأرحها. وله هجمة من الإبل: ما دون المائة من قولهم: جئته بعد هجمة من الليل لما يهجم من أول ظلامه.
هجم
الهَجْمَةُ من الإبل: ما بَيْنَ التِّسْعِين إلى المائة، وجَمْعُها هَجَمَاتٌ وهِجَامٌ. وهَجَمْنا على القَوْمِ هُجُوْماً: انْتَهَيْنا إليهم بَغْتَةً. وأهْجَمْنا بمعناه. وبَيْتٌ مَهْجُوْمٌ: إذا حُلَّتْ أطنابُه فانْضَمَّتْ أعْمِدَتُه، وإذا وَقَعَ أيضاً. وهَجَمَتْ عَيْنُه - في الحَدِيثِ -: غارَتْ. والهَجْمُ: القَدَحُ الكَبِيرُ، والحَلَبُ، يُقال: اهْتَجَمَ أي حَلَبَ.
وهُنَاكَ هَجْمٌ من الناس: إذا رَأيْتَهم هَجَمُوا بِبَلَدٍ أي نَزَلُوا به. والهَيْجُمَانَةُ: اسْمُ امْرَأةٍ. والهَيْجُمَانُ: العَنْكَبُوتُ الذَّكَرُ. والهَجِيْمَةُ: اللَّبَنُ قَبْلَ أنْ يُمْخَضَ. وقيل: هو ما صُبَّ عليه الماءُ. وناقَةٌ هَجُوْمٌ: كثيرةُ اللَّبَنِ. وهاجِرَةٌ هَجُوْمٌ: شَدِيدةُ الحَرِّ.
واهْجُمْ إبلَكَ: أي احْلُبْها، وأهْجِمْها: أرِحْها. والانْهِجَامُ: السَّيَلانُ. وهَجَّمَ عنّي من وِرْدِ الحُمّى: أي سَكَّنَ. والاهْتِجَامُ: من هُجْمَة اللَّيْلِ، تقول: أتَيْتُكَ بَعْدَ هُجْمَةٍ من اللَّيْل: أي بَعْدَ مُضِيِّ صَدْرِه. والهَجُوْمُ من الرِّيْحِ: التي تَشْتَدُّ حَتّى تَقْلَعَ الثُّمَامَ. والمَهْجُوْمُ: السّاقِطُ، هَجَمَ عليهم بَيْتَهم.
هجم:
يقال هجم عليه بيته واختصاراً هجم بيته (معجم الطرائف).
هجم المدينة: (معجم أبي الفداء) و (ألف ليلة 16:80:1 و 17) (النويري أسبانيا 47): هجم دوراً كثيرة. وهناك أيضاً هجمه علي بيته. في (كوسج كرست 7:77) إذ أن السياق يقتضي أن تكون الجملة: وكان القوم الذين هُجِموا على البيوت .. الخ.
تهجّم: هجم على، هجم بغتة (ياقوت 16:603:2 حيث ينبغي أن تقرأ الجملة تهجم الروم دمياط (أنظر الملاحظة 190:5) تهجُم: اجترأ، تجاسر ب، أباح، سمح لنفسه ال ... استباح (بقطر).
تهجُم: جسارة، تهوّر (بقطر).
يمكن تتهجم وتعمل هذا: أتجسر على فعل ذلك (بقطر) (ابن بطوطة 276:4): فتهجمّنا ودخلنا الغار عليه. (بقطر) (هذه الصيغ وما قبلها غير عربية ولا يعقل صدورها من ابن بطوطة .. المترجم).
تهجّم ب: كان له الجرأة على (بقطر).
تهجّم على: باشر، شرع، عزم على فعل أمرٍ ما (بقطر).
تهجم على قتل أحد: اعتدى على حياته (بقطر).
تهجم على فلانة: تصدّى لها (ألف ليلة 4:169:2): يا سيدتي مالي ذنب في التهجم عليك أنت التي أطمعتيني (تحذف ياء أطمعتيني الموجودة في الأصل ... المترجم) في وصالك بالوصول إليك.
هجم النوم: سبات، نوم (هلو).
هجمة: جرأة (المخطوطة ب في ابن الخطيب 44): فانبرى له شخص له هجمة وإقدام؛ إلا أن نصّ الجملة غير مؤكد لأنه ورد عند (المقري 408:2) قِحة.
هجّام: أنظر الكلمة في (فوك) في insilire.
هجّام: لي يتسلل إلى البيت بعد أن يتأكد من عدم وجود شخص فيه وذلك بإدخال حمامة أو قصة، من باب مفتوح أو أن يرسل صبياً صغيراً التقطه من الشارع، متظاهراً بالرأفة به، ثم يقوم بالسرقة (زيتشر 504:20 ألف ليلة برسل 1394). فصاح أقف يا صدّام يا هجّام.
تهجمي: اعتدائي (بقطر).
باب الهاء والجيم والميم معهما هـ ج م، هـ م ج، ج هـ م، م هـ ج مستعملات

هجم: الهَجْمة من الإِبل: ما بين التَّسعينَ إلى المائَةِ، فإذا بلغت ماِئَةً فهي: هُنَيْدة. وهَجَمْنا على القومِ هُجُوماً، أي: انتهينا إليهم بغتةً، وهَجَمْنا عليهم الخَيْلَ، ولا يُقال: أَهْجَمْنا. وبَيْتٌ مهجومٌ، إذا حُلَّتْ أطنابُهُ فانضمَّتْ سقابُهُ، أي: أَعْمِدتُه، وكذلك إذا وقع ... قال علقمة:

صعل كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء، مهجوم والهَجم: الحلب، وقوله:

فاهتجم العَبْدان من أخصامها

أي: احتلب، والهَجيمةُ من اللَّبَنِ: الثَّخِينُ. والهَيْجَمانةُ: اسم امرأة. وآنهَجَمَتْ عينُه: دَمَعَتْ. وهَجَمَتِ العينُ، أي: غارَتْ [تهجُم] هَجْماً وهُجُوماً.

وفي حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) أنّه قال لعبد الله بن عمر حين ذكر قيامه بالليل، وصيامه بالنّهار: إنّك إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ عيناكَ، ونفهَتْ نفسُك .

والهَجْمُ: السَّوْقُ. والهَجْمُ: القَدَحُ الضَّخْم. قال:

نتملأُ الهَجْمَ عفواً وهي وادِعةٌ ... حتّى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ

همج: الهَمَجُ: كلُّ دُودٍ يَنْفَقِىءُ عن ذُبابٍ أو بَعُوض. وهَمَجُ النّاس: رُذالَتُهُمْ والهَميجُ: الخميصُ البطْنِ. وآهتمجتْ نفسُه إذا ضعفت من حَرّ أو جُهدٍ. والهَمَجُ: الجوعُ أيضاً.

جهم: رجلٌ جَهْمُ الوجِه، أي: غليظُه، وفيه جُهُومة، أي: غلظ، وقد جهم الوجه جُهُومةً. وتَجَهَّمْتُ له، أي: استقبلــتَه بوجهٍ كريهٍ. وربّما قيل: جَهْمُ الرَّكَبِ، يعني: متاع المرأة. ورجلٌ جَهْومٌ، أي: عاجزٌ ضعيف. قال:

وبلدة تجهم الجهوما

أي: بلدة تَستقبلُ السائر بما يكره. والجَهامُ: الغَيْم الخفيف الذي هراقَ ماءه مع الرّيح. وجَيْهَمُ: موضعٌ بالغَوْر كثيرُ الجنّ. قال:

أحاديث جِنًّ زُرْنَ جِنّاً بجَيْهَما

مهج: المُهْجة: دمُ القَلْب، ولا بقاء للنَّفْس بعد ما تُراقُ مُهْجتُها، والأُمْهُجانُ: الرَّقيق من اللَّبن ما لم يتغّير طعمُهُ.
هـجم
هجَمَ/ هجَمَ على يهجُم، هُجُومًا وهَجْمًا، فهو هاجم، والمفعول مهجوم عليه
• هجَم البردُ أو الشِّتاءُ: دخَل، أتى بسرعة.
• هجَم على عَدوِّه: دخَل عليه فجأة دون ترقُّب أو انتظار، أو أسرع في دخوله، انقضّ عليه بغتة على غفلة منه "هجَم رجال الشُّرطة على مخبأ اللُّصوص- كأنك قد هجمت على مشيبي ... كما هجَمَ المشيبُ على شبابي" ° قَلْب الهجوم: لاعب الهجوم في لعبة كرة القدم. 

أهجمَ يُهجم، إهجامًا، فهو مُهجِم، والمفعول مُهجَم
• أهجمَ فلانًا عليهم: جعله يهجِم عليهم. 

تهاجمَ يتهاجم، تهاجُمًا، فهو مُتهاجِم
• تهاجم الشَّخصان: هجَم كُلٌّ منهما على الآخر "تهاجم الجيشان". 

تهجَّمَ على يتهجَّم، تهجُّمًا، فهو مُتهجِّم، والمفعول مُتهجَّم عليه
• تهجَّم على فلانٍ:
1 - هجَم عليه بعنف "تهجَّم على شخص بسكِّين".
2 - بالغ في سبِّه والانتقاص منه. 

هاجمَ يهاجم، مُهاجمةً، فهو مُهاجِم، والمفعول مُهاجَم
• هاجم العدوَّ: هجَم عليه؛ اندفع نحوه فجأةً دون ترقُّب "هاجم اللاّعبُ حارسَ المرمى- يهاجم الذئبُ بأنيابه والثور بقرنيه [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: كلٌّ يستعين بما يتوافر له من سلاح".
• هاجمت الصِّحافةُ رأيَ فلانٍ: انتقدته بعنفٍ "هاجم بعنف سياسةَ الحكومة- هاجمه بالكلمات- هاجمت الصُّحفُ ارتفاعَ الأسعار". 

هجَّمَ يهجِّم، تَهجيمًا، فهو مُهجِّم، والمفعول مُهجَّم
• هجَّم فلانًا: جعله يهجِم "هجَّم القائدُ الجنودَ- هجَّم الكلبَ على اللِّصِّ". 

هَجّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هجَمَ/ هجَمَ على: كثير الهجوم "هذا لاعبٌ هجّام".
2 - شجاع.
• الهَجَّام: الأسد "افترس الهجّامُ غزالة". 

هَجْم [مفرد]: مصدر هجَمَ/ هجَمَ على. 

هَجْمَة [مفرد]: ج هَجَمات وهَجْمات:
1 - اسم مرَّة من هجَمَ/ هجَمَ على: "هَجْمَة مُعادية- الهجمات البحرية- هَجْمة الشُّرطة: مداهمتها مكانًا- تصدَّى لهَجْمات العدوّ".
2 - أوّلُ الشَّيء "هَجْمة اللَّيْل".
3 - (سك) دخول مفاجئ سريع في عنف وقوَّة.
• هَجْمَة الشِّتاء أو الصَّيف: شدَّة البرد أو الحرّ "هَجْمَة الصَّيف أشدّ من هَجْمَة الشّتاء هذا العام". 

هَجوم [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هجَمَ/ هجَمَ على: سريع الهجوم "جيشٌ/ لاعبٌ هَجُومٌ".
2 - ريح تشتدّ حتّى تقلع ما تمرُّ به. 

هُجوم [مفرد]:
1 - مصدر هجَمَ/ هجَمَ على ° الهُجُوم المضلِّل: مناورة تُشنّ لصرف أنظار عَدُوّ عن عمليّة مخطّطة، خاصّة كجزء من إستراتيجيَّة عسكريَّة- هجوم دفاعيّ: تصدٍّ نشيط لتهديدات متوقَّعة- هُجُوم وَحْشيّ: عمل يتميز بالقسوة الشديدة أو الشراسة أو الحقد- هجوميّ: مُنخرط أو موجَّه للهجوم المُسلَّح.
2 - (سك) هَجْمة، دخول مفاجئ سريع في عنف وقوَّة.
• هُجُوم عكسيّ: (رض) لعبة هجوميَّة ينفِّذ فيها اللاعب الخلفيّ في أحد الاتجاهات تمريرة كرة إلى لاعب خلفي في الموقع المعاكس. 
الْهَاء وَالْجِيم وَالْمِيم

هَجَمَ على الْقَوْم يَهْجُم هُجُوما: انْتهى إِلَيْهِم بَغْتَة.

وهَجَم عَلَيْهِم الْخَيل، وهَجَم بهَا، واستعاره عليٌّ عَلَيْهِ السَّلَام للْعلم، فَقَالَ: " هَجَم بهم العِلْمُ على حقائق الْأُمُور فباشروا روح الْيَقِين ".

وهَجم عَلَيْهِم: دخل، وَقيل: دخل بِغَيْر إِذن.

وهَجَم غَيره عَلَيْهِم، وَهُوَ هَجومٌ: أدخلهُ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

هَجُومٌ عَلَيْهَا نَفْسَه غيرَ أنَّه ... مَتى يُرْمَ فِي عَينَيه بالشَّبْحِ يَنْهَضِ

يَعْنِي الظليم.

وهَجمَ الْبَيْت يَهْجِمهُ هَجْما: هَدمه.

وَبَيت مَهْجومٌ: حلت أطنابه، فانضمت أعمدته.

وهَجَم الْبَيْت: وانْهَجَمَ: انْهَدم.

وانْهَجَم الخباء: سقط.

والهَجُومُ: الرّيح الَّتِي تشتد حَتَّى تقلع الْبيُوت والثمام.

وَالرِّيح تَهْجُمُ التُّرَاب على الْموضع: تجرفه فتلقيه عَلَيْهِ.

وهَجَمَتْ عينه تَهْجُم هَجْما وهُجُوما: غارت. وَفِي الحَدِيث: " وهَجَمتْ عَيْنَاك ".

وانْهَجَمَتْ عينه: دَمَعَتْ.

وهَجَم مَا فِي ضرع النَّاقة يَهجمُه هَجْما.

واهْتَجَمه: حلبه، وهَجَم النَّاقة نَفسهَا، وأهْجَمَها: حلبها.

والهَجِيمةُ: اللَّبن الثخين، وَقيل: الخاثر، وَقيل: اللَّبن قبل أَن يمخض. وَقيل: هُوَ الخاثر من ألبان الشَّاء.

وَقيل: هُوَ اللَّبن الَّذِي يحقن فِي السقاء الْجَدِيد ثمَّ يشرب وَلَا يمخض، وَقيل: هُوَ مَا لم يرب وَقد الهاج لِأَن يروب.

وهاجرة هَجُومٌ: تحلب العَرَق.

وانهَجَمَ الْعرق: سَالَ.

والهَجْمُ، والهَجَمُ، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: الْقدح الضخم يحلب فِيهِ، وَالْجمع أهجامٌ.

والهَجْمَةُ: الْقطعَة الضخمة من الْإِبِل، وَقيل: هِيَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة، وَمِمَّا يدلك على كثرتها قَوْله:

هلْ لكِ والعارِضُ مِنْك غائضُ ... فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابِضُ

وَقيل: الهَجْمَةُ: أوَّلها الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا زَادَت، وَقيل: هِيَ مَا بَين السّبْعين إِلَى دوين الْمِائَة، قَالَ المعلوط:

أعاذِلَ مَا يُدْرِيك أنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأخْفافِها فوقَ المِتانِ فَدِيدُ

وَقيل: هِيَ مَا بَين التسعين إِلَى الْمِائَة، وَقيل: مَا بَين السِّتين إِلَى الْمِائَة، واستعار بعض الشُّعَرَاء الهَجْمةَ للنحل محاجيا بذلك فَقَالَ:

إِلَى اللهِ أشْكُو هَجْمَةً عَرَبِيَّةً ... أضَرَّ بهَا مَرُّ السِّنينَ الغَوَابِرِ

فأضْحَتْ رَوَاياَ تحْمِلُ الطِّينَ بَعدَما ... تَكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفاقِرِ

والهَجْمَة النعجة الهرمة.

وهَجَمَ الشَّيْء: سكن وأطرق. قَالَ ابْن مقبل:

حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدَى والْبِيدُ هاجِمَةٌ ... يَخْشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفا أوْ يُصَلِّينا

والاهتجامُ: آخر اللَّيْل. وهَجَمَ الرجل وَغَيره يَهْجُمه هَجْما: سَاقه وطرده.

والهَجائمُ: الطرائد، وَقَول أبي مُحَمَّد الحذلمي، أنْشدهُ ثَعْلَب:

واهْتَجَمَ العِيدانُ من أخْصَامِها

غَمامَةٌ تَبْرُقُ مِن غَمامِها

لم يُفَسر ثَعْلَب اهْتَجمَ، وَقد يجوز أَن يكون شربت، كَأَن هَذِه الْإِبِل وَردت بعد رعيها العيدان فَشَرِبت عَلَيْهَا، ويروى " واهْتَمَجَ العيدان " من قَوْلهم هَمَجَتِ الْإِبِل من المَاء.

وابنا هُجَيْمَةَ: فارسان من الْعَرَب، قَالَ:

وساقَ ابْنَيْ هُجَيْمَةَ يَوْمَ غَوْلٍ ... إِلَى أسْيافِنا قَدَرُ الحَمامِ

وَبَنُو الهُجَيْم: بطْنَان: الهُجَيمُ بن عَمْرو بن تَمِيم، والهُجَيمُ بن عَليّ بن سود من الأزد.

والهَيْجَمانُ: اسْم رجل.

والهَيْجَمانة: اسْم امْرَأَة.

هجم: هَجَم على القوم يَهْجُم هُجوماً: انتهى إِليهم بَغْتة، وهَجَم

عليه الخَيْلَ

وهَجَم بها. الليث: يقال: هَجَمْنا الخَيْلَ، قال: ولم أَسمعهم يقولون

أَهْجَمْنا، واستعاره عليٌّ، كرَّم الله وجهه، للعِلَم فقال: هَجَم بهم

العِلْمُ على حقائق الأُمور فباشَرُوا رَوْحَ اليقين. وهَجَمَ عليهم: دخل،

وقيل: دخل بغير إِذن. وهَجَمَ غَيْرَه عليهم وهو هَجُومًٌ: أَدْخله؛

أَنشد سيبويه:

هَجُومٌ علينا نَفْسَه، غيرَ أَنَّه

متى يُرْمَ في عَيْنَيه، بالشَّبْح، يَنْهَض

(* قوله «هجوم علينا» في المحكم: هجوم عليها).

يعني الظليم. الجوهري وغيره: وهَجَمْتُ أَنا على الشيء بَغْتةً أَهْجُمُ

هُجُوماً وهَجَمْتُ غَيْري، يتعدَّى ولا يتعدى. وهَجَم الشتاءُ: دَخَل.

ابن سيده: وهَجَم البيتَ

يَهْجِمُه هَجْماً هَدَمه. وبيت مَهْجومٌ: حُلَّتْ أَطْنابُه

فانْضَمَّتْ سِقابُه أَي أَعْمِدتُه، وكذلك إِذا وَقَع؛ قال علقمة بن

عبدة:صَعْلٌ كأَنَّ جناحَيْه وجُؤْجُؤَه

بَيْتٌ، أَطافَتْ به خَرْقاءُ، مَهْجوم

الخَرْقاء ههنا: الريح. وهُجِمَ البيتُ إِذا قُوِّض. ولما قُتِل

بِسْطامُ بن قيس لم يَبْقَ بيت في ربيعة إِلا هُجِم أَي قُوِّض. والهَجْم:

الهَدْم. وهَجَم البيتُ

وانْهَجَم: انْهَدَم. وانْهَجَم الخِباءُ: سَقَط. والهَجُوم: الريحُ

التي تشتدّ حتى تَقْلَع البيوتَ والثُّمامَ. وريح هَجُومٌ: تَقْلعُ البيوتَ

والثُّمامَ. والريحُ تَهْجُمُ الترابَ على الموضع. تَجْرُفه فتلقيه

عليه؛: قال ذو الرمة يصف عَجاجاً جَفَلَ من موضعه فهَجَمَتْه الريحُ على هذه

الدار:

أَوْدى بها كلُّ عَرَّاصٍ أَلَثَّ بها،

وجافِلٌ من عَجاجِ الصَّيْف مَهْجوم

وهَجَمَتْ عينُه تَهْجُم هَجْماً وهُجوماً: غارت. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه قال لعبد الله بن عمرو حين ذكَر قيامه بالليل

وصيامَه بالنهار: إِنك إِذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عيناكَ أَي غارَتا ودخَلَتا في

موضعهما؛ قال أَبو عبيد: ومنه هَجَمْتُ على القوم إِذا دخلت عليهم، وكذلك

هَجَمَ

عليهم البيتُ إِذا سقط عليهم. وانْهَجَمت عينُه: دمَعَت. قال شمر: لم

أَسمع انْهَجَمت عينُه بمعنى دمَعَت إِلا ههنا، قال: وهو بمعنى غارَتْ،

معروفٌ. وهَجَم ما في ضرع الناقة يَهْجُمه هَجْماً واهْتَجَمه: حَلَبه؛

وهَجَمْتُ ما في ضرعها إِذا حَلبْت كلَّ ما فيه؛ وأَنشد لرؤْبة:

إِذا التَقَتْ أَرْبَعُ أَيْدٍ تَهْجُمُهْ،

حَفَّ حَفِيفَ الغيْثِ جادَتْ دِيَمُهْ

قال: ومنه قول غَيْلان بن حُرَيْث:

وامْتاح مني حَلَباتِ الهاجِمِ

وهَجَمَ الناقة نَفْسَها وأَهْجَمَها: حَلَبها. والهَجِيمةُ: اللبنُ قبل

أَن يُمْخَض، وقيل: هو الخاثرُ من أَلبْان الشاءِ، وقيل: هو اللبن الذي

يُحْقَنُ في السِّقاء الجديد ثم يُشْرَب ولا يُمْخَض، وقيل هو ما لم

يَرُبْ أَي يَخْثُر وقد الهْاجَّ لأَن يَروبَ؛ قال أَبو منصور: وهذا هو

الصواب. قال أَبو الجرّاح: إِذا ثَخُنَ اللبنُ وخَثُر فهو الهَجِيمةُ. ابن

الأَعرابي: الهَجِيمةُ ما حَلَبْته من اللبن في الإِناء، فإِذا سكَنتْ

رَغْوتُه حَوَّلْتَه إِلى السِّقاء. وهاجِرةٌ هَجُومٌ: تَحْلُب العرَقَ؛

وأَنشد ابن السكيت:

والعِيسُ تَهْجُمُها الحَرورُ كأَنَّها

أَي تَحْلُب عرَقَها؛ ومنه هَجَمَ الناقةَ إِذا حَطَّ ما في ضرعها من

اللبن. يقال: تَحَمَّمَ فإِنَّ الحَمَّام هَجُومٌ، أَي مُعَرِّقٌ يُسِيل

العَرَقَ. والهَجْمُ: العَرَقُ، قال: وقد هَجَمَتْه الهَواجِر. وانْهَجَمَ

العرَقُ: سالَ. والهَجْم والهَجَمُ؛ الأَخيرة عن كراع: القَدَحُ الضَّخْم

يُحْلب فيه، والجمع أَهْجامٌ؛ قال الشاعر:

كانت إِذا حالِبُ الظَّلْماء أَسْمَعَها،

جاءت إِلى حالِبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ

فَتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً وهي وادِعةٌ،

حتى تكادَ شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ

ابن الآَعرابي: هو القدَحُ والهَجَمُ

والعَسْفُ والأَجَمُّ والعَتادُ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

إِذا أُنِيخَتْ والْتَقَوْا بالأَهْجامْ،

أَوْفَت لهم كَيْلاً سَريع الإِعْذامْ

الأَصمعي: يقال هَجَمٌ وهَجْمٌ للقَدَحِ؛ قال الراجز:

ناقةُ شيخٍ للإِلهِ راهِبِ،

تَصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِبِ:

في الهَجَمَيْنِ، والْهَنِ المُقارِبِ

قال: الهَجَمُ العُسُّ الضخم أَي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة ناقة

صَفوفٌ تجمع بين المحالب، قال: والفَرَق أَربعةُ أَرباع؛ وأَنشد:

تَرْفِد بعدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ

جمع الفَرَق وهو أَربعة أَرباعٍ، والهنُ المُقارِبُ: الذي بين

العُسَّين.والهَجْمةُ: القطْعة الضَّخْمة من الإِبل، وقيل: هي ما بين الثلاثين

والمائة؛ ومما يَدلّك على كثرتها قوله:

هَلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ،

في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟

(* قوله «هل لك إلخ» صدره كما في مادة عرض:

يل ليل أسقاك البريق الوامض

هل لك إلخ وهو لأبي محمد الفقعسي يخاطب امرأة يرغبها في أن تنكحه،

والمعنى: هل لك في هجمة يبقي منها سائقها لكثرتها عليه، والعارض أي المعطي في

نكاحك عرضاً، وعائض أي آخذ عوضاً منك بالتزويج).

وقيل: الهَجْمةُ أَوَّلُها الأَرْبَعون إِلى ما زادت، وقيل: هي ما بين

السَّبْعِين إِلى دُوَيْن المائة، وقيل: هي ما بين السبعين إِلى المائة؛

قال المعْلُوط:

أَعاذِل، ما يُدْريك أَنْ رُبَّ هَجْمةٍ

لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِيدُ؟

وقيل: هي ما بين التِّسعين إِلى المائة، وقيل: ما بين الستِّين إِلى

المائة؛ وأَنشد الأَزهري:

بهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

وقال أَبو حاتم: إِذا بلغت الإِبلُ سِتِّين فهي عَجْرمة، ثم هي هَجْمةٌ

حتى تبلغ المائة، وقيل: الهَجْمة من الإِبل أَولها الأربعون إِلى ما

زادَت، والهُنَيدَةُ المائة فقط. وفي حديث إِسلام أَبي ذر: فَضَمَمْنا

صِرْمتَه إِلى صِرْمَتِنا فكانت لنا هَجْمةٌ؛ الهَجْمَةُ من الإِبل: قريبٌ من

المائة؛ واستعار بعضُ الشُّعراء الهَجْمَةَ للنَّخْل مُحاجِياً بذلك

فقال:إِلى اللهِ أَشْكُو هَجْمةً عَرَبيَّةً،

أَضَرَّ بها مَرُّ السِّنينَ الغوابِرِ

فأَضْحَتْ رَوايا تَحْمِل الطِّينَ، بعدما

تكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفاقِرِ

والهَجْمةُ: النَّعْجةُ الهَرِمة.

وهَجَمَ الشيءُ: سَكنَ وأَطْرَق؛ قال ابن مقبل:

حتى اسْتَبَنتُ الهُدى، والبيدُ هاجمةٌ،

يَخشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا

والاهْتِجامُ: آخر الليل. والهَجْمُ: السَّوْق الشديد؛ قال رؤبة:

والليلُ يَنْجُو والنهارُ يَهْجُمهْ

وهَجَمَ الرجلَ وغيره يَهْجُمُه هَجْماً: ساقه وطرَده. ويقال: هَجَمَ

الفحلُ آتُنَه أَي طَرَدَها؛ قال الشاعر:

وَرَدْتِ وأَرْدافُ النُّجومِ كأَنها،

وقد غارَ تاليها، هجا أُتْن هاجِم

(* قوله «هجا أتن» كذا بالأصل).

والهَجائمُ: الطرائدُ. والهاجِمُ

أَيضاً: الساكن المُطْرِقُ. وهَجْمةُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْدِه.

وهَجمة الصيْفِ: حَرُّه؛ وقولُ أَبي محمد الحذلَمِيّ أَنشده ثعلب:

فاهْتَجَمَ العيدانُ من أَخْصامها

غَمامةً تَبْرُقَ من غَمامِها،

وتُذْهِبُ العَيْمَة من عِيامِها

لم يفسر ثعلب اهْتَجَم؛ قال ابن سيده: قد يجوز أَن يكون شَرِبَت كأَنَّ

هذه الإِبل وَرَدَتْ بعد رَعْيها العيدانَ فشربت عليها، ويروى:

واهْتَمَجَ العيدانُ، من قولهم هَمَجَت الإِبلُ من الماء. وقال الأَزهري في تفسير

هذا الرجز: اهْتَجَم أَي احْتَلب، وأَراد بأَخْصامِها جَوانِبَ

ضَرْعِها.والهَيْجُمانةُ: الدُّرّةُ وهي الوَنِيِّةُ. وهَيجُمانةُ: اسمُ امرأَةٍ،

وهي بنت العَنْبَرِ بن عمرو بن تميم. والهَيْجُمانُ: اسم رجل.

والهَجْمُ: ماءٌ لبني فَزارة، ويقال إِنه من حفرِ عادٍ.

وفي النوادر: أَهْجَمَ اللهُ عن فلانٍ المرضَ فهَجَمَ المرضُ

عنه أَي أَقْلَعَ وفَتَر.

وابْنا هُجَيْمةَ: فارِسان من العرب؛ قال:

وساقَ ابْنَيْ هُجَيْمةَ يَوْمَ غَولٍ،

إِلى أَسْيافِنا، قَدَرُ الحِمامِ

وبَنُو الهُجَيم: بَطْنانِ: الهُجَيم بن عمرو بن تميم، والهُجَيْم بن

علي بن سودٍ من الأَزْدِ.

هـجم
(هَجَمَ عَلَيِهِ هَجُوماً)) : إِذَا (انْتَهَىَ إِلَيْهِ بَغْتَةً، أَوْ) هَجَمَ: (دَخَلَ! بَغيْرِ إِذْنٍ، أَوْ دَخَلَ) ، هكَذا فِي النُّسِخِ، والأَوْلَى فِي السِّيَاقِ: أَوْ دَخَلَ بَغيْرِ إِذْن، عَلَى أَنَّ بَعْضَ النُّسَخِ لَيْسَ فيهِ: أَوْ دَخَلَ. وَفِي الصِّحاح: هَجَمَ الشِّتَاءُ: دَخَلَ، قَالَ شَيْخُنَا: وَهُو صَرِيحٌ فِي أَنَّهُ كَكَتَبَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي جَزَمَ بِه أَئِمَّةُ اللُّغَةِ قَاطِبَةً، فَرِوَايَةُ بَعْضِ الرُّوَاةِ إِيَّاهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، بِكَسْرِ المُضَارِعِ كَيَضِرب، لاَ يُعْتَدُّ بِهِ، وَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، وإِنْ جَرَىَ عَلَيْهِ بَعْضُ عَامَّةٍ أَهْلِ الحَديِثِ، وَقَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ النَّوَوِيُّ، فِيمَا أَظُنُّ، انْتهى. قُلْتُ: ولكِنَّ المَضبُوطَ فِي نُسَخِ الصِّحاح كُلِّهَا: هَجَمْتُ عَلَى الشيْءِ بَغْتَةً أَهْجِمُ هُجُوماً، بِكَسْر الجيمِ مْنَ أَهْجِمُ، فَهذا يُقَوِّي مَا ذَهَبَ إِليهِ بَعْضُ رُوَاةٍ مُسْلِمٍ، فَتَأَمَّلْ ذِلكَ. (و) هَجَمَ (فُلانًا: أدخلهُ) ، يتعدَّى، وَلَا يتعدَّى، كَمَا فِي الصِّحاح، يُقَال: هَجَمَ عَلَيْهِمُ الخيلَ، وهَجَمَ بهَا. واستعارَهُ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لِلْعِلْمِ، فَقَالَ: ((هَجَمَ بهم العلْمُ على حقائق الْأُمُور فباشَروا رَوْحَ اليَقينِ)) ، (كأَهْجَمَهُ) ، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ اللَّيْث، يُقَال: هَجَمْنَا الخَيْلَ، وَلم أسمعهم يَقُولُونَ: أهْجَمْنَا، (فَهُوَ هَجُومٌ) ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(هَجُومٌ عَلَيْهَا نَفْسَهُ غير أنَّهُ ... مَتَى يُرْمَ فِي عَيْنَيْهِ بالشَّبْحِ يَنْهَضِ)
يَعْنِي: الظَّليمَ. (و) من الْمجَاز: هَجَمَ (البيتُ) : إِذا (انْهَدَمَ) من وَبَرٍ كَانَ أَو مدرٍ، وَقد هَجَمَهُ هَجْمًا: إِذا هَدَمَهُ (كانْهَجَمَ) ، يُقَال: انْهَجَمَ الخِباءُ: إِذا سَقَطَ. (و) من الْمجَاز: هَجَمَتْ (عَيْنُه) تَهْجُم (هَجْمًا، وهُجُومًا) : أَي: (غَارَتْ) . وَمِنْه الحَدِيث: ((إِذا فَعَلْتَ ذَلِك هَجَمَتْ عَيْناكَ)) أَي: غَارَتا، ودَخَلتا فِي موضِعِهَما. (و) من الْمجَاز: هجم (مَا فِي الضَّرْعِ) يَهْجُمُه هَجْمًا: (حَلَبه) كل مَا فِيهِ، نَقله الْجَوْهَرِي عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ رُؤبة:
(إِذا الْتَقَتْ أرْبَعُ أيْدٍ تَهْجُمُهْ ... )

(حَفَّ حَفيفَ الغَيْثِ جَادتْ دِيَمُهْ ... )
(كاهْتَجَمَهُ) ، أنْشد ثَعْلَب، لأبي مُحَمَّد الحَذْلَمِيِّ:
(فاهْتَجَمَ العيدانُ مِنْ أخَصْامِها ... )

(غَمَامَةً تَبْرُقُ من غَمامِها ... )

(وتُذْهِبُ العَيْمَةَ من عِيامِها ... )
قَالَ الْأَزْهَرِي: اهْتَجَمَ، أَي: احْتَلَبَ، وأَرَادَ بأخْصَامِها: جَوَانِبَ ضَرْعِهَا. (وأَهْجَمَةُ) ، يُقَالُ: هَجَمَ النَّاقَةَ نَفْسَهَا، وأَهْجَمَهَا: حَلَبَهَا. (و) هَجَمَ (الشَّيْءُ: سَكَنَ، وأَطْرَقَ) ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَتَّى اسْتَبَنْتُ الُهدَى والَبِيدُ هاجِمَةٌ يَخْشَعْنَ فِي الْآل غَلْفاً أَوْ يُصَلِّينَا (و) هَجَمَ (فَلاَناً) يَهْجَمُهُ هَجْماً: سَاقَهُ و (طَرَدَهُ) ، ويُقَالُ: هَجَمَ الفَحْلُ أَتُنَهُ، أَيْ: طَرَدَهَا، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وَرَدْتِ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وَقَدْ غَارَ تَالِيها هجَاءُ ابْن هَاجِم)
ويُقَالُ: الهجْمُ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَاللَّيْلُ يَنْجُو والنَّهارُ يَهْجُمُهْ (وَبَيْتٌ مَهْجُومٌ: حُلَّتْ أَطْنَابُهُ، فَانْضَمَّتْ) سِقَابُهُ، أَيْ: (أَعْمِدَتُهُ) ، وكَذِلِكَ إِذَا وَقَعَ، قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدةَ: صَعْلٌ كَأَنَّ جَنَاحَيْهِ وجُؤْجُؤَهُ بَيْتٌ أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ مَهْجُومُ الخَرْقَاءُ، هَنَا: الرِّيحُ. (والهَجُومُ: الرِّيحُ الشِّدِيدَةُ) الَّتِي (تَقْلَعُ البُيُوتَ، والثُّمَامَ) لأَنَّهَا تَهْجُمُ التُّرَابَ عَلَى المَوْضِعِ، تَجْرُفُهُ، فَتُلْقِيهِ عَلَيْهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَجَاجاً جَفَلَ مِنْ مَوْضِعِهِ، فَهَجَمَتْهُ الرِّيحُ عَلَى هذِهِ الدَّارِ: أَوْدَى بهاَ كُلُّ عَرَّاصٍ أَلَثَّ بِهَا وَجَافِلٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَهْجُومُ (و) الهَجُومُ: (سَيْفُ أَبِي قَتِادَةَ الحَارِثِ بنِ رِبْعِيِّ) بنِ بِلْذَمَةَ بنِ جُنَاسٍ الأَنْصَارِيٍّ (رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ) . (والهَجيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: اللَّبَنُ الثَّخِينُ، أَوِ الخَاثِرُ) مِنْ أَلْبَانِ الشَّاءِ، عَنْ أَبِي الجَرَّاحِ العُقَيْلِيِّ، (أَوْ) هُوَ (قَبْلَ أَنْ يُمْخَضَ) ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هُوَ أَنْ تَحْقِنَهُ فِي السِّقاء الْجَدِيد، ثُمَّ تَشْرَبَهُ وَلَا تَمْخَضه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ مَا حَلَبْتَهُ من اللَّبن فِي الْإِنَاء، فَإِذا سَكَنَتْ رَغْوَتُهُ، حَوَّلْتَهُ إِلَى السقاء، (أَو) هُو (مَا لم يَرُبْ) أَي: يَخْثُرْ، (و) الهاجَّ، أَي: (قد كَاد أَن يروب) ، نَقله ابْن السّكيت، عَن أبي مهْدي الْكلابِي، سَمَاعا، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ الْأَزْهَرِي: وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ. (والهَجْمُ) ، بِالْفَتْح: (القَدَحُ الضَّخْم) يُحْلَبُ فِيهِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَلِيهِ اقْتصر الْجَوْهَرِي، وَأنْشد:
(فَتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْوًا وَهِي وادِعةٌ ... حتَّى تَكَادَ شِفَاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ)
(ويُحرَّكُ) عَن كُراع، ونقلهُ الْأَصْمَعِي أَيْضا، وَأنْشد للراجز:
(نَاقَةُ شَيْخٍ للإلهِ رَاهِبِ ... )

(تَصُفُّ فِي ثَلاثَةِ المَحالِبِ ... )

(فِي الهَجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِبِ ... )
(ج: أهجام) ، وَأنْشد ابْن بري:
(إِذا أُنِيخَتْ والتَقَوْا بالأهْجَامْ ... )

(أَوْفَتْ لَهُمْ كَيْلاً سَرِيعَ الإعْذامْ ... )
(و) الهَجْمَةُ: (مَاء لفَزارَةَ) قديمٌ، ممَّا حَفَرَتْهُ عادٌ، كَذَا فِي النَّوادر لِابْنِ الْأَعرَابِي، وَقد جَاءَ ذكره فِي شعرِ عامِرٍ ابْن الطُّفَيْل. (و) الهَجْمُ: (العَرَقُ) لسَيَلانِهِ، (وَقد هَجَمَتْهُ الهَواجِرُ) ، أَي: أسالَتْ عَرَقَهُ، وَهُوَ مجازٌ. (و) من المجازِ (الهَجْمَةُ من الْإِبِل) : الْقطعَة الضَّخمة، قَالَ أَبُو عبيد: (أَولهَا) ، وَوَقع فِي نُسْخَة الصِّحَاح: أقلُّها (ا) لأ (ربعون إِلَى مَا زَادَت) ، والهُنَيْدَةُ: المئة فَقَط، وعَلى هَذَا اقْتصر الْجَوْهَرِي، وَقيل: هِيَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ والمئة، (أَو مَا بَين السَّبعين إِلَى المئةِ، أَو) مَا بَين السَّبعين (إِلَى دُوَيْنِها) ، قَالَ المَعْلوطُ: أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ لأَخْفَافِهَا فَوْقَ المِتَانِ فَدِيدُ أَوْ هِيَ مَا بَيْنَ التِّسْعِينَ إِلَى المِئَةِ، وَعَلَيْهِ اقَتْصَرَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، وَصَحَّحهُ، وقِيلَ: مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى المِئةَ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ:
(بهَجْمَةٍ تَمْلأ عَيْنَ الحَاسِدِ ... )
وقَالَ أَبُو حَاتِم: إِذَا بَلَغَتِ الإِبِلُ سِتِّينَ، فَهيَ عَجْرَمَةٌ، ثُمَّ هِيَ: هَجْمَةٌ، حَتّى تَبْلُغَ المِئة. وكُلُّ هذِهِ الأَقْوَالِ أَهْمَلَها المُصَنِّفُ. واخْتُلِفَ فِي اشْتِقَاقِهَا، فَفِي الرَّوْضِ أنَّهَا مِنَ الهَجِيمَةِ، وَهِيَ ثَخِينُ اللَّبَنِ؛ لأَنَّها لَمَّا كَثُرُ لَبَنُها لِكَثْرَتِهَا، لَمْ يُمْزَج بِمَاءٍ، وَشُرِبَ صِرْفاً ثَخِيناً، قَالَ شَيْخُناً: وَلاَ يَخْفَى مَا فِي هَذَا الاشْتِقَاقِ مِنَ البُعْدِ. والَّذيِ فِي الأَسَاسِ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهمْ: جِئْتُهُ بَعْدَ هَجْمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، لِمَا يَهْجُمُ مِنْ أَوَّل ظَلاَمِهِ. (و) مِنَ المَجَاز: الهَجْمَةُ (مِنَ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ، ومِنَ الصَّيْفِ: شِدَّةُ حَرِّهِ) ، وَقَدْ هَجَمَ الحَرُّ والبَرْدُ: إِذَا دَخَلاَ. (وَابُنَا هُجَيْمَةَ، كَجُهَيْنَةَ: فَارِسَانِ، م) مَعْرُوفَانِ، قَالَ:
(وَسَاقَ ابْنَيْ هَجَيْمَةَ يَوْم غَوْلٍ ... إِلَى أَسْيَافِنَا قَدَرُ الحَمَامِ)
(وَبَنُو الهَجُيْمِ، كَزُبَيْرٍ: بَطْنٌ) بَلْ بَطْنَانِ مِنَ العَرَب، أَحَدُهُمَا: الهُجَيْمُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، والثًّانِي: الهُجَيْمُ بنُ عَلِيَّ بنِ سُودٍ، مَنَ الأَزْدِ. (وَالهَيْجُمَانُ، بَضَمِّ الجِيمِ: اسْمُ (رَجُلٍ) . (و) الَيْجُمَانَةُ، (بِهَاءٍ: الدُّرَّةُ) ، وَفِي نُسْخَةٍ: اللُّؤْلُؤَةُ. (و) أَيْضاً: (العَنْكَبُوتُ الذَّكَرُ) . (و) هَيْجُمَانَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وِهيَ (ابْنَهُ العَنْبَرِ بِنِ عَمْرِو) بنِ تَمِيمٍ. (و) مِنَ المَجَازِ: (أَهَجَمَ الإِبِلَ أَيْ: حَلَبَهَا و (أرَاحَهَا) ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. (و) فِي النَّوَادِرِ: أَهْجَمَ (اللهُ تَعَالَى المَرَضَ عَنهُ، فَهَجَمَ) ، أَي (أقْلَعَ، وفَتَرَ) . [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: هُجِمَ البيتُ، كَعُنِيَ: قُوِّضَ. وانْهَجَمَتْ عَيْنُهُ: دَمَعَتْ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِي، قَالَ شمر: وَلم أسمعهُ بِهَذَا الْمَعْنى، وَهُوَ بِمَعْنى غَارَتْ: مَعْروفٌ. وهَاجِرَةٌ هَجُومٌ: تَحْلُبُ العَرَقَ، وَيُقَال: تَحَمَّمْ، فَإِن الحَمَّام هَجُومٌ، أَي: مُعَرِّقٌ، يُسيل العَرَقَ. وانْهَجَمَ العَرَقُ: سَالَ. واستعارَ بعض الشُّعراءِ الهَجْمَةَ للنَّخل، فَقَالَ مُحاجِيًا بذلك:
(إِلَى اللهِ أشْكُو هَجْمَةً عَرَبِيَّةً ... أضَرَّ بهَا مَرُّ السِّنين الغَوابِر)

(فأضْحَتْ رَوايا تَحْمِلُ الطِّينَ بَعْدَمَا ... تَكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفَاقِرِ)
والهَجْمَةُ: النَّعجة الهَرِمَةُ. والاهْتِجَامُ: الدُّخول آخرَ اللَّيلِ. والهَجائِمُ: الطَّرائِدُ. وهَجْمَةُ اللَّيْل: مَا يَهْجُمُ من أول ظلامه. ومَهْجَم، كمَقْعَدٍ: بلد بِالْيمن، بَينه وَبَين زبيد ثَلَاثَة أَيَّام، وأكثَرُ أَهله: خولان. والهَجَّامُ، كشدَّاد: الكثيرُ الهُجُومِ على الْقَوْم، والشُّجاع، والأسد لجُرأته وإقدامه. وَبَنُو الهَجَّام: بُطَيْنٌ بِالْيمن، من العلَوِيِّين، مِنْهُم: شَيخنَا المعمَّر، المحدِّث، أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن أبي بكر الهَجَّامُ، القطيعيُّ، وَقد مر ذكره فِي الْعين. واهْتُجِمَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ: ضَعُفَ، كاهْتُمِجَ. وهُجَيْمَةُ بنت حُيي الأوْصابيَّة، أم الدَّرداء، امرأةُ أبي الدَّرْدَاء، صحابيَّةٌ.

فرطح

فرطح


فَرْطَحَ
a. Broadened; widened.

فِرْطَاْحa. Wide, broad (head).
(فرطح)
الشَّيْء بَسطه ووسعه ورغيف مفرطح مَبْسُوط وَرَأس مفرطح عريض
[فرطح] رأس مُفَرْطَحٌ، أي عريض. قال الشاعر :

كالقرص فرطح من طحين شعير
فرطح
فرطحَ يفرطح، فرطحةً، فهو مُفَرْطِح، والمفعول مُفَرْطَح
• فرطح الشَّيءَ: فَلْطَحه، بسطه، وسَّعه "فرطح رغيفًا- رأسٌ مفرطَح: عريض". 

فرطح

Q. 1 فَرْطَحَ He made broad, or wide, (K,) or he spread out, or expanded, anything: and so فَلْطَحَ. (L.) Hence, فُرْطِحَ said of a round cake of bread, It was made broad, or wide: (S, L:) said by IB to be correctly فُلْطِحَ, and to be thus in a verse as related by El-Ámidee. (TA. [But see the pass. part. n., below.]) فِرْطَاحٌ: see what follows.

رَأْسٌ مُفَرْطَحٌ A broad, or wide, head; (S, K;) as also ↓ فِرْطَاحٌ: the former is thus accord. to J; but it is [said to be] correctly مُفَلْطَحٌ, with ل: (K:) [or] both are correct; ر being a letter which replaces ل. (MF.)

فرطح: رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عريض.

وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه؛ وأَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن

كعب يصف حية ذكراً، وهو ابن أَحمر البَجَلِيّ ليس الباهِليَّ:

خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ، ورأْسُه

كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعيرِ

قال ابن بري: صوابه فُلْطِح، باللام، قال: وكذلك أَنشد الآمِدِيّ؛

وبعده:ويُدِيرُ عَيناً للوَداعِ، كأَنها

سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ

وكأَنَّ شِدْقَيْهِ، إِذا اسْتَقْبَلْــتَه،

شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ

وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه.

فرطح: تفرطح: تفتح وأتسع. (بوسييه) مثل تفلطح. وفي معجم بوشر: تفتح وأتسع أيضا. ففي ابن البيطار (1: 73) في كلامه عن الاكتمكت (حجر النسر): دواء هندي يشبه البندق إلا أن فيه تفرطحا قليلا.
وفي معجم المنصوري تكتب الكلمة بالخاء بدل الحاء دائما، وتبدو الفاء بالمخطوطة باء، وليس هذا بغريب ففي محيط المحيط: والعامة تقول مبلطح بإباء بدل مفلطح.
وهذا الفعل يعني، حسب ما ذكره في معجم المنصوري، تطامن، انخفض. تطأطأ. ففيه: نفرطخ هو تطامن وانخفاض ويقال تفلطخ. أو يعني: لزق بالأرض ولصق بها: باب اللام من ذلك (لطى) هو التبرطخ (كذا) وهو من لطي (كذا) بالمكان إذا لصق به فهو لاطى.
مفرطح: عريض متسع، منبسط، يقال: صحن أو طبق مفرطح. ويقال: أنت مفرطح أي انف أفطس وهو الذي تطامنت قصبته. (بوسييه) وكثير ما يذكر هذا عند ابن البيطار مثلا في (1: 85، 87، 273): مستدير الشكل مفرطح. (1: 279، 498، ابن العوام 1: 154).
فرطح
: (فَرَطحه: عَرّضَه) وبَسَطَه، كفَلْطحه، (ورأْسٌ فِرْطاحٌ ومُفَرْطَحٌ، كمُسَرهدٍ، هاكذا قَالَ الجوهريّ) بالراءِ، (وَهُوَ سَهْو، والصَّواب مُفَلْطَح بِاللَّامِ) ، أَي (عَرِيضٌ) . قَالَ شَيخنَا وَقد سَقَطت هاذه الْعبارَة من بعض النُّسخ، وَهُوَ الصّواب، فإِنه يُقَال بالرّاءِ وباللام، كَمَا فِي غير ديوَان والراءُ تُقارِض الّلامَ، كَمَا عُرِف فِي مُصنّفات الإِبدال، انْتهى.
وَفِي (اللسانِ) وأَنشد لِابْنِ أَحمر البَجَليّ يَصف حيّةً ذَكرا:
خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه
الكقُرْص فُرطِحَ من طَحينِ شَعيرِ
قَالَ ابنَ برّيّ: صَوَابه فُلْطحَ بِاللَّامِ، قَالَ: وكَذالك أَنشهد الآمديّ انْتهى.
قلت: فالمصنِّف تابعٌ لابنِ بَرّيَ فِي رَدّه على الجوهريّ.

فرر

ف ر ر : فَرَّ مِنْ عَدُوِّهِ يَفِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فِرَارًا هَرَبَ وَفَرَّ الْفَارِسُ فَرًّا أَوْسَعَ الْجَوَلَانَ بِالِانْعِطَافِ وَفَرَّ إلَى الشَّيْءِ ذَهَبَ إلَيْهِ.

فَرَزْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَرْزًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ مَفْرُوزٌ وَأَفْرَزْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُفْرَزٌ وَالْفِرْزَةُ الْقِطْعَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَفَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ يُقَالُ هُوَ ابْنُ أُخْتِ النَّجَاشِيِّ. 
فرر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعدي بْن حَاتِم عِنْد إِسْلَامه: أما يَفُرّك إِلَّا أَن يُقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله هَكَذَا يَقُولهَا بعض المحدّثين وَلَيْسَ إعرابها كَذَلِك إِنَّمَا هِيَ: أما يُفِرّك بِضَم الْيَاء وَكسر الْفَاء وَهُوَ من الْفِرَار يُقَال مِنْهُ: قد أفررت فلَانا إفرارا إِذا فعلت بِهِ فعلا يفر مِنْهُ.

شَبَح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ شَبْح الذراعين. قَالَ أَبُو عبيد: ال
(فرر) - في الحديث: "قال لِعَدِيِّ بنِ حَاتِم - رضي الله عنه -: " أَمَا يُفِرُّك إلَّا أن يُقَال: لا إله إلَّا الله، وهل من إله إلَّا الله؟ "
يقال: فَرَّ فِرارًا، وأَفرَرتُه : حَمَلْتُه على الفِرارِ.
وعَوامُّ الأَصْحاب يَقُولُونه: بفَتْح اليَاءِ وضَمِّ الفَاءِ، والصّحيح الأوَّل.
- وفي حديث الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاءٍ"
الفَرُّ: التَّفْتِيش، وفَرَّ الدّهرُ جَذَعًا؛ إذا عَاد في أَوَّلِ الأَمْر.
يُقال: فَررْتُ الدَّابَّة فَرًّا، وفرَرْتُ عن سنِّها؛ إذا فَتَحت فَاهَا؛ لِتَعْرِفَ سِنَّها. وفَررْتُ: بَحَثْتُ.
ف ر ر: (فَرَّ) يَفِرُّ بِالْكَسْرِ (فِرَارًا) هَرَبَ وَ (أَفَرَّهُ) غَيْرُهُ. وَرَجُلٌ (فَرٌّ) بِوَزْنِ بَرٍّ أَيْ (فَارٌّ) وَكَذَا الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَذَانِ فَرُّ قُرَيْشٍ أَفَلَا أَرُدُّ عَلَى قُرَيْشٍ فَرَّهَا» . وَقَدْ يَكُونُ (الْفَرُّ) جَمْعَ فَارٍّ كَرَاكِبٍ وَرَكْبٍ وَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ. وَ (افْتَرَّ) ضَاحِكًا أَيْ أَبْدَى أَسْنَانَهُ. وَفَرَسٌ (مِفَرٌّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ يَصْلُحُ لِلْفِرَارِ عَلَيْهِ. وَ (الْمَفَرُّ) الْفِرَارُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 10] . وَ (الْمَفِرُّ) بِكَسْرِ الْفَاءِ الْمَوْضِعُ. 

فرر


فَرَّ(n. ac. فَرّ
مَفْرَر
مَفْرِر
فِرَاْر)
a. Fled, ran away.
b. [Ila], Went, betook himself to.
c.(n. ac. فَرّ
فَرَاْر
فِرَاْر
فُرَاْر) ['An], Examined.
d. [ pass ], Returned to its first state (
thing ).
فَاْرَرَa. Investingated.

أَفْرَرَa. Caused to flee, put to flight, routed.
b. [acc. & Bi], Clave, split with ( the sword ).
c. Shed its teeth (camel).
تَفَرَّرَ
a. [Bi], Laughed at.
تَفَاْرَرَa. Fled from one another.

إِفْتَرَرَa. Smiled.
b. shone, glittered (lightning).
c. Snuffed.

فَرّa. Flight.
b. see 21
فِرَّةa. Manner of smiling.
b. [ coll. ], Quail (
bird ).
فُرّa. Best, choice of.

فُرَّةa. Confusion.
b. Heat.
c. see 3
فُرَرَةa. see 21
فُرُرa. see 24
أَفْرُرَةa. see 3t (a) (b).
c. Misfortune.

مَفْرَرa. Refuge, place of escape.

مَفْرِرa. see 17
مِفْرَرa. Fleet (horse).
b. see 17
فَاْرِرa. Fleeing; fugitiv.

فِرَاْرa. see 1 (a)
فُرَاْرa. Young of sheep, goats, camels.

فَرِيْرa. see 24b. Mouth.

فَرُوْرa. see 21 & 24
فَرُوْرَةa. see 21
فَرَّاْرa. see 21b. Mercury, quickslver.

N. P.
فَرڤرَa. Examined.

أُفُرَّة
a. see 3 (a) (b) &
أَفْرُرَة
(c).
ف ر ر

هو فرّار وفرور وفرورة. وأفررته: حملته على أن يفرّ. وفي الحديث " ما يفرّك إلاّ أن يقال لا إله إلا الله " " وهؤلاء فرّ قريش أفلا أردّ على قريش فرّها؟ ". ويقال: فرّ الجواد عينه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنها لحسنة الفرّة أي الابتسام. وافترت عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها، ومنه سمّي الأسد فرافراً. والفرس يفرفر اللجام ليخلعه عن رأسه.

ومن المجاز: فررت عن الأمر: بحثت عنه، وفرّ عن هذا الأمر، وفرّ فلان عمّا في نفسه، وفلان مفرور ومفرّرٌ: مجرّب. وفرّ الأمر جذعاً إذا عوود من الرأس. وفاررته مفارةً: فتشت عن حاله وفتّش عن حالي. وفرس ذابل الفرير وهي المجمّة من معرفته، استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فرّ الأسنان لأنه يتعرّف بها حال سمنه كما يتعرف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقال: إذا ذبل فريره، وتفلّقت غروره، وبدا حصيره، واسترخت شاكلته؛ الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفؤ فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.
[فرر]نه: فيه: إنه قال لعدي بن حاتم: ما "يفرك" إلا أن يقال: لا إله إلا الله، أفررته فعلت به ما يفر منه ويهرب، أي ما يحملك على الفرار إلا التوحيد، وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء، والصحيح الأول. ك: (("ففروا" إلى الله)) أي من معصية الله إلى طاعته. نه: ومنه:
"أفر" صياح القوم عزم قلوبهم .... فهن هواء والحلوم عوازب
أي حملها على الفرار وجعلها خاليةً بعيدة غائبة العقول. ومنه ح الهجرة: قال سراقة: هذا "فر" قريش، ألا أرد على قريش "فرها"، وفر يفر فرًا فهو فار - إذا هرب، والفر مصدر وضع موضع الفاعل يستوي فيه الواحد وغيره، أراد به النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر لما خرجا مهاجرين، يعني هذا الفران. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: و"يفتر" عن مثل حب الغمام، أي يتبسم حتى يبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من: فررت الدابة أفرها فرًا- إذا كشفت شفتها لتعرف سنها، وافتر افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. ومنه ح: أراد أن يشتري بدنة فقال: "فرها". وح عمر قال لابن عباس: كان بلغني عنك أشياء كرهت أن "أفرك"عنها، أي أكشفك. وخطبة حجاج: لقد "فررت" عن ذكاء وتجربة.
فرر عثن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج هُوَ وَأَبُو بكر مُهَاجِرين إِلَى الْمَدِينَة من مَكَّة فمرا بسراقة بْن مَالك بْن جعْشم فَقَالَ: هَذَانِ فرّ قُرَيْش أَلا أردّ على قُريش فَرّها قَوْله: فرّ قُرَيْش يُرِيد الفارّين من قُرَيْش يُقَال مِنْهُ: رجل فرَّ ورجلان فرَّ وَرِجَال فر لَا يثني وَلَا يجمع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف صائدًا أرسل كلابا على ثَوْر فَحمل عَلَيْهَا الثور ففرت مِنْهُ فَرَمَاهُ الصَّائِد ليشغله عَن الْكلاب فَقَالَ: [الْكَامِل]

فَرمى ليُنْقِذَ فرّها فهوى لَهُ ... سهٌم فأنفذ طرّتيه المنزعُ

يَعْنِي السهْم أنقذ طرتيه وهما جانباه. وَفِي حَدِيث سراقَة أَنه طلبهما فرسخت قَوَائِم دَابَّته فِي الأَرْض فَسَأَلَهُمَا أَن يخليا عَنهُ فَخرجت قَوَائِمهَا وَلها عُثان. قَوْله عثان أَصله الدُّخان وَجمع العثان عواثن وَجمع الدُّخان دواخن فَهَذَا جمع على غير قِيَاس وَلَا نعلم [فِي الْكَلَام شَيْئا يشبههما -] . وَإِنَّمَا أَرَادَ بقوله: وَلها عثان الْغُبَار شبه الْغُبَار غُبَارقَوَائِمهَا بالدخان.
[فرر] فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب. وأفَرَّهُ غيره. والفَرورُ من النساء: النَوَارُ. ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث. وفى الحديث : " هذان فر قريش، أفلا أرد على قريش فرها ". وقد يكون الفر الجمع فار، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب. وفررت الفرس أفره بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: " فُرِرْتُ عن ذكاء ". وفَرَرْتُ عن الأمر: بحثت عنه. وأفرت الابل للاثناء بالالف، إذا ذهبتْ رواضعُها وطلع غيرها. وتفارُّوا، أي تهاربوا. وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه. وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته. وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما. وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه. والمَفَرُّ: الفِرارُ. ومنه قوله تعالى:

(أين المَفَرُّ) *. والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع. وفرير: بطن من العرب. والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفرار، مثل طويل وطوال، ويقال: إنه جمع فرير. قال أبو عبيدة: ولم يأت على فعال شئ من الجمع إلا أحرف هذا أحدها. وفى المثل: " نزو الفرار استجهل الفرار "، وذلك أنه إذا شب أخذ في النزوان، فمتى رآه غيره نزا لنزوه. ويقال أيضاً: " إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تفر أسنانه. وفرفرت الشئ: حركته، مثل هرهرته، يقال فَرْفَرَ الفرس، إذا ضربَ بفأس لجامه أسنانه وحرَّك رأسه. وناس يروونه في شعر أمرئ القيس بالقاف . والفرفرة: الخفة والطيش. والفرفور: طائر.
فرر
فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من فَرَرْتُ، يَفِرّ، افْرِرْ/ فِرَّ، فَرًّا وفِرارًا، فهو فارّ، والمفعول مفرور إليه
• فرّ اللِّصُّ/ فرّ اللِّصُّ من المكان: هرَب "فرَرْتُ من العدوّ/ العقاب/ المعركة- لاذ بالفرار- {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ} - {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} " ° فرّت فلانةُ من جمالها: كناية عن جمالها.
• فرّ إلى أبيه: لجأ إليه، ذهب إليه "فرَرْتُ إلى كتاب الله وسنَّة نبيِّه- فرّ إلى الجبال- {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} ". 

افترَّ يفترّ، افْتَرِرْ/ افْتَرَّ، افترارًا، فهو مفترّ
• افترَّ الشَّخصُ: ابتسم وبَدَت أسنانه "افترّ ثغره عن ابتسامة- ثغر مُفتر" ° افترّ عن أسنانه ضاحكًا: ابتسم.
• افترَّ البرقُ: تلأَلأْ. 

فارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من.
2 - من يتخلّى عن واجبه العسكريّ ويلوذ بالفرار تخاذُلاً وجُبنًا "فارٌّ من الخدمة العسكريّة- تمّ إعدام الفارِّين من المعركة". 

فِرار [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من. 

فَرّ [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من ° الكرّ والفرّ: الهجوم والتراجع. 

فَرّار [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: كثير الفِرار. 

فَرور [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: هارِب. 

مَفرّ [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: "لا مَفرٌّ من لقاء الأعداء".
2 - اسم مكان من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: مَلْجَأ، مَهْرَب "مفرُّ المؤمن ذِكْر الله- اللهو مَفَرُّ التلميذ الكسول- أين المفرُّ والإله طالب- {يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} " ° لا مفرّ منه: لا بُدَّ منه/ لا مهرب منه ولا مناص/ لا يمكن تجنبه. 
[ف ر ر] الفَرُّ والفِرارُ الرَّوَغانُ والهَرَبُ فَرَّ يَفِرُّ فِرارًا هَرَبَ ورَجُلٌ فَرُورٌ وفَرُورَةٌ وفَرّارٌ غيرُ كَرّارٍ وفَرٌّ وصْفٌ بالمَصْدَرِ فالواحِدُ والجمعُ فيه سواءٌ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ

(فَرَمَى ليُنْقِذَ فَرَّها فهَوَى له ... سَهْمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ)

وقَدْ يَكُونُ الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ كشارِبٍ وشَرْبٍ وأرادَ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ السهمُ فلمّا لم يَسْتَقِمْ له قالَ المِنْزَعُ وأَفَرَّهُ فَعَلَ به فعلاً يَفِرُّ منه وفي الحَدِيثِ أَنّه قالَ لعَدِيِّ بنِ حاتِمٍ ما يُفِرُّكَ عن الإسلامِ إلا أَنْ يُقالَ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وهو المَفَرُّ والمَفِرُّ وقَوْلُه تَعالَى {أين المفر} القيامة 10 أي أَيْنَ الفِرارُ وقِرِئَ {أين المفر} أي أَيْنَ مَوْضِعُ الفِرارِ عن الزَّجَاجِ وقَدْ أَفْرَرْتُه وفَرَّ الدّابَّةَ يَفُرُّها فَرّا كَشَفَ عن أَسْنانِها ليَنْظُرَ ما سِنُّها ويُقالُ للَفَرسِ الجَوَادِ عَيْنُه فُرارُه يَقُولُ إِذا رَأيْتَه تَفَرِّسْتَ فيهِ الجَوْدَةَ ولم تَحْتَجْ أن تَفُرَّه عن عَدْوٍ ولا غَيْرِه كَذا حَكاهُ كُراع بالضَّمِّ وحكاهُ غَيْرُه بكسرِ الفاءِ وفَرَّ الأَمْرَ وفَرَّ عنه بَحَثَ وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعًا أي رَجَعَ عَوْدُه عَلَى بَدئِهِ قال (وما ارْتَقَيْتُ عَلَى أَرْجاءِ مَهْلَكَةٍ ... إلا مُنِيتُ بأَمْرٍ فُرَّ لي جَذَعَا)

وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبِلُ للإْثناءِ سَقَطَتْ رَواضِعُها وطَلَع غَيْرُها وافْتَرَّ الإنْسانُ ضَحِكَ ضَحِكًا حَسَنًا وافْتَرَّ البَرْقُ تَلأْلأ وهُوَ فوقَ الانْكِلالِ في الضَّحِكِ والبَرْقِ واسْتَعارُوا ذلك للزَّمَنِ فقالُوا إِنَّ الصَّرْفَةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي يَفْتَرُّ عنه وذلكَ أَنَّ الصَّرْفَةَ إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه قال رُؤْبَةُ

(كأَنَّما افْتَرَّ نَشُوقًا مَنْشَقَا ... )

والفَرِيرُ والفُرارُ وَلَدُ النَّعْجَةِ والماعِزَةِ والبَقَرَةِ والأُنْثَى فُرارَةٌ وجَمْعُها فُرارٌ أيضًا وهُو من أَوْلاد المَعْزِ ما صَغُرَ جِسْمُه وعَمَّ ابنُ الأَعرابِيِّ بالفَرِيرِ وَلَدَ الوَحْشِيَّةِ من الظِّباءِ والبَقَرِ ونحوِهما وقالَ مرَّةً هي الخِرْفانُ والحُمْلانُ وقِيلَ الفَرِيرُ واحدٌ والفُرارُ جَمْعٌ وقِيلَ الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفُرافِرُ الحَمَلُ إذا فُطِمَ واسْتَجْفَرَ وأَخْصَبَ وسَمِن وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ فِي الفُرارِ الذي هُو واحِدٌ قَوْلَ الفَرَزْدَقِ

(لَعَمْرِي لَقَدْ هانَتْ عَلَيكَ ظَعِينَةٌ ... فَدَيْتَ برِجْلَيْها الفُرارِ المُرَبَّقَا)

والفَرِيرُ مَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرِفَةِ الفَرَسِ ووقَعَ القومُ في فُرَّةٍ وأُفُرَّةٍ وأَفُرَّةٍ أي اخْتِلاطٍ وشِدَّةٍ وفُرَّةُ الحَرِّ وأُقُرَّتُه وأَفُرَّتُه شِدَّتُه وقِيلَ أَوَّلُه والفَرْفَرَةُ الصِّياحُ وفَرْفَرَه صاحَ بهِ قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ السَّعْدِيُّ

(إِذا ما فَرْفَرُوه رَغَا وبالاَ ... )

والفَرْفَرَةُ الطَّيْشُ والخِفَّةُ ورَجُلٌ فَرْفارٌ وامْرَأَةٌ فَرْفارَةٌ والفَرْفَرَةُ الكَلامُ والفَرْفارُ الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثارِ وفَرْفَرَ في كَلامِه خَلَّطَ وأكْثَرَ والفُرافِرُ الأَخْرَقُ وفَرْفَرَ الشَّيْءَ كَسَرَه والفُرافِرُ والفَرْفارُ الَّذِي يُفَرْفِرُ كُلِّ شَيْءٍ أي يَكْسِرُه وفَرْفَرَ الدَّابَّةُ اللِّجامَ حَرَّكَه وفَرَسٌ فُرافِرٌ يُفَرْفِرُ اللِّجامَ في فِيه وفَرْفَرَني فَرْفَارًا نَفَضَنِي وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ البَعِيرُ نَفَضَ جَسَدَه وفَرْفَرَ أَيْضًا أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ

(مَشَى الهَيْدَبَى في دَقِّه ثُمَّ فَرْفَرَا ... )

وفَرْفَرَ الشَّيْءَ شَقَّه والفَرْفارُ ضَرْبٌ من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ منه العِساسُ والقِصاعُ قالَ

(والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ ... )

البَلْطُ المِخْرَطَةُ والحُبَرُ العُقَدُ والفُرْفُورُ والفُرافِرُ سَوِيقٌ يُتَّخَذُ من اليَنْبُوتِ والفُرْفُرُ العُصْفُورُ وقِيلَ الفُرْفُرُ والفُرْفُورُ العُصْفُورُ الصَّغِيرُ قالَ

(حِجازِيَّةٌ لَم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرِ ... ولم تَأْتِ يَوْمًا أَهْلَها بتُبَشِّرِ) 

فرر: الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب.

فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب. ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير

كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء. وفي حديث الهجرة: قال

سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي

بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ

قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه

رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك

الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً

أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم

فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه:

فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له

سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد:

فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.

والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى. وأَفَرَّه غيرُه

وتَفارُّوا أَي تهاربوا. وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه

قوله تعالى: أَين المِفَرُّ. والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع. وأَفَرَّ به:

فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله

إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به

عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من

المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث

عاتكة:

أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم،

فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ

أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول. والفَرورُ من

النساء: النَّوارُ. وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ،

وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد

أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما

سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت

عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم

وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت:

ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات،

إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ

ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. ويقال: الخبيثُ عينُه

فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها،

وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه

فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ

أَسنانه. وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه. وفي

خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله

عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها. وفي حديث عمر: قال لابن

عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي

أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته،

بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.

وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبلــه. ويقال

أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال:

وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ،

إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا

وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع

غيرُها.

وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى

أَسنانه. وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة

النبي، صلى الله عليه وسلم:

ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام

أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛

شبَّه بياض أَسنانه به. وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ

أَفُرُّ. ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.

وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق،

واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه،

وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت. وافْتَرَّ

الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة:

كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا

ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته.

اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته.

والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي:

الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد:

يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم،

عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور

قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ

أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ

ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما. وقال مرة: هي الخِرْفان

والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم:

نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا

قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ

وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا

لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ

فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد

والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا

أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر

والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛

وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق:

لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ،

فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا

والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد. والفُرار: البهْم الكبار، واحدها

فُرْفُور. والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل

مَعْرفة الفرس.

وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة. ووقع القوم في فُرَّةٍ

وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة. وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.

ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم

الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر،

ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف. وحكى الكسائي أَن منهم من

يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو

منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ

مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.

والفَرْفَرَةُ: الصياح. وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي:

إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا

والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد

استرخاء. والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.

والفَرْفَرةُ: الكلام. والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ. وفَرْفَر في

كلامه: خلَّط وأَكثر. والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. وفَرْفَر الشيءَ: كسره.

والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره. وفَرْفَرْت

الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس

لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال

ابن بري هو قوله:

إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما،

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

ويروى قَرْقَرا. والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ

الفرسُ في سيره إِذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية

فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال:

والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف،

فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.

وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه. وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.

وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني. وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده. وفَرْفَرَ

أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

وفَرْفَر الشيءَ: شققه. وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.

والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال:

والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ

البَلط: المِخرطة. والحُبَر: العُقَد. وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد

بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار. وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو

مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.

والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر:

سويقُ يَنْبوتِ عُمان.

والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير.

الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر:

حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ،

ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ

قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة. وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً

يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها

ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها. ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي

يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فرر
. {الفَرُّ، بالفتْح،} والفِرَارُ، بالكَسْرِ: الرَّوَغانُ والهَرَب من شَيْءٍ خافَه، {كالمَفَرِّ، بالفَتْح،} والمَفِرِّ، بكَسْر الفاءِ مَعَ فَتْح المِيم، وَالثَّانِي يُسْتَعْمَل لَمْوضِعِه، أَي {الفِرارِ، أَيضاً، وَقد} فَرَّ {يَفِرُّ فِرَاراً: هَربَ، فَهُوَ فَرُورٌ، كصَبُور،} وفَرُوَرٌة، بِزِيَادَة الهاءِ، {وفُرَرَةٌ، كهُمَزَة، وَهَذِه عَن الصاغانيّ،} وفَرّارٌ، كشدّادِ، {وفَرّ، كصَحْب، وَصْفٌ بالمَصْدَر، فالواحِدُ والجَمعُ فِيهِ سَواءٌ. وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة: قَالَ سُرَاقَةُ بنُ مالِكٍ، حينَ نَظَرَ إِلى النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم وإِلى أَبِي بَكْر مُهَاجرَيْنِ إِلى الْمَدِينَة فَمَرَّا بِهِ، فَقَالَ: هذانِ} فَرُّ قُرَيْش، أَفَلا أَرُدُّ على قُرَيْش! فَرَّهَا يُرِيد {الفارَّيْن من قُرَيْش، يُقَال مِنْهُ: رَجُلٌ} فَرٌّ، ورَجُلان فَرٌّ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع. وَقَالَ الجوهريّ: رَجُلٌ فَرٌّ، وَكَذَلِكَ الاثْنَان والجَمِيعُ والمُؤنَّث، وَقد يَكُون الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ، كشارِبٍ وشَرْب، وصاحِب وصَحْبِ. وَقد {أَفْرَرْتُه} إِفْراراً، إِذا عَمِلْتَ بِهِ عَمَلاً {يَفِرُّ مِنْهُ ويَهْرُبُ. وَفِي حَدِيث عاتكَةَ:
(} أَفَرَّ صِيَاحُ القَوْمٍ عَزْمَ قُلُوبِهِم ... فَهُنَّ هَوَاءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ)
أَي حَمَلَهَا على الفرَارِ، وجَعلَها خالِيَةً بَعِيدَةً غائِبَةَ العُقُولِ. وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ لِعَدِيِّ بن حاتِم: مَا {يُفِرُّكَ عَن الإِسْلامِ إِلاَّ أَنْ يُقَال: لَا إِله إِلاَّ الله، أَي مَا يَحْمِلُك على الفِرَار إِلاّ التَّوْحِيدُ. وكَثِيرٌ من المُحَدَّثين يقولونَه بفَتْحِ الياءِ وضَمّ الفاءِ. قَالَ الأَزهريّ: وَالصَّحِيح الأَوّل.} وفَرَّ الدابَّةَ {يَفِرُّهَا، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ بالكَسْر على مُقْتَضَى اصْطِلاحهِ، وضَبَطَه الأَزهريّ بالضّمّ،} فَرّاً، بالفَتْح، {وفَرَاراً، مُثَلَّثَة الفاءِ: كَشَف عَن أَسْنَانِها ليَنْظُرَ مَا سِنُّهَا وَمِنْه حَديثُ ابْن عُمَرَ: أَرادَ أَنْ يَشْتَريَ بَدَنَةً فَقَالَ:} فُرَّهَا. ومنِ المَجَازِ: {فَرَّ الأَمْرَ} وفَرَّ عَن الأَمْرِ: بَحَثَ عَنهُ. وَفِي خُطْبَة الحَجَّاج: لقد {فُرِرْتُ عَن ذَكَاءٍ وتَجْرِبَةٍ. وَفِي حَديث عُمَرَ: قَالَ لابْنِ عَبّاس رَضِيَ الله عَنْهُم: كَانَ يَبْلُغُنِي عَنْكَ أَشْيَاءُ كَرِهْتُ أَنْ} أَفُرَّك عَنْهَا، أَي أَكْشِفُك.
وَيُقَال: {فُرَّ فُلاناً عَمَّا فِي نَفْسِهِ، أَي اسْتَنْطِقْه لِيَدُلَّ بنُطْقِهِ عَمَّا فِي نَفْسِه، وَهُوَ} مَفْرُورٌ {ومُفَرَّر.
وَمن المَجَاز: إِنَّ الجَوَادَ عَيْنُه} فرَارُه مُثَلَّثةً: وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَدُلُّ ظاهِرُة على باطِنِه، يَقُول: تَعرِفُ الجَوْدَةَ فِي عَينه كَمَا تَعْرِفُ سِنَّ الدّابَّةِ إِذا {فَرَرْتَهَا. ويُقَالُ أَيضاً: الخَبِيثُ عَيْنُه} فرارَهُ، أَي تَعْرِفُ الخُبْثَ فِي عَيْنِه إِذا أَبْصَرْتَه، ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عَن أَنْ {تَفِرَّ أَسْنَانَه وتَخْبُرَه، وعِبارَة الصِّحَاح: إِنّ الجَوَادَ عَيْنُه} فُرَارُه، وَقد يُفْتَح: أَي يُغْنِيكَ شَخْصُه ومَنْظَرُه عَن أَنْ تَخْتَبِرَه وأَنْ {تَفُرَّ أَسنانَه. وَفِي الأَساس:} فَرُّ الجَوَادَ عَيْنُه، أَي علاماتُ الجُودِ فِيهِ ظاهِرَةٌ فَلَا يَحْتَاجُ إِلى) أَنْ تَفِرَّه. وامْرَأَةٌ {فَرّاءُ، أَي غَرّاءُ حَسَنَةُ الثَّغْرِ.} وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبلُ للإِثْناءِ، بالأَلف: سَقَطَتْ رَوَاضِعُهَا وطَلَعَ غَيْرُهَا. {وافْتَرَّ الإِنْسَانُ: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً، ويُقَال:} افْتَرَّ فُلانٌ ضاحِكاً، أَي أَبْدَى أَسْنَانَه. وافْتَرَّ عَن ثَغْرِه، إِذا كَشَرَ ضَاحِكا. وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفة النّبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: (و) {يَفْتَرُّ عَن مِثْل حَبِّ الغَمَام، أَي يَكْشِرُ إِذا تَبَسَّم فِي غير قَهْقَهَة. وافْتَرَّ البَرْقُ: تَلأْلأَ، من ذَلِك. وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه، قَالَ رُؤْبة: كأَنَّمَا افْتَرَّ نَشُوقاً مُنْشَقَاً.} والفَرِيرُ، كأَمير وغُرَابٍ وصَبُور وزُنْبُور وهُدْهُد وعُلاَبِط: وَلَدُ النَّعْجَة والمَاعِزَةِ والبَقَرَةِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: {الفَرِيرُ: وَلَدُ البَقَرِ، وأَنشد:
(يَمْشِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلَى وإِخْوَتُهُمْ ... عَلَيْكُمُ مِثْلُ فَحْلِ الضَّأْنِ} فُرْفُورُ)
قَالَ الأَزهريّ: أَراد: فُرَار، فَقَالَ: فُرْفُور. وَقَالَ بعضُهُم: الفَرِيرُ من أَوْلادِ المَعْز: مَا صَغُر جِسْمُه. وعَمَّ ابنُ الأَعْرَابيّ {بالفرَيِر وَلَدَ الوَحْشِيَّة من الظِّبَاءِ والبَقَرِ وغَيْرِهِمَا، أَوْ هِي الخِرْفَانُ والحُمْلانُ، وَهَذَا أَيضاً قولُه. وَقيل:} الفَرِيرُ،! والفُرَارُ، {والفُرَارَةُ} والفُرُرُ {والفُرْفُور،} والفَرُور، {والفُرَافِر: الحَمَلُ إِذا فُطِمَ واسْتَجْفَر وأَخْصَبَ وسَمِنَ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الفُرَارِ الَّذِي هُوَ واحدٌ قولَ الفَرَزْدق:
(لَعَمْرِي لَقَدْ هانتْ عَلَيْكَ ظَعينةٌ ... فدَيْتَ برِجْلَيْهَا الفُرَارَ المُرَبَّقَا)
ج} فُرارٌ، كغُرَاب أَيضاً، أَي يكونُ للجَمَاعَة والواحِد نادِرٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ولَمْ يَأْت على فُعَال شئٌ من الجَمْع إِلاّ أَحْرُفٌ هَذَا أَحدُها. {والفَرِيرُ، كأَمِير: الفَمُ، ذكرَه الصاغانيّ والزمخشريّ، ومُقْتَضَى كَلامِ الأَخِيرِ أَنَّه فَمُ الدّابَّة. وَمن المَجَازِ: فَرَسٌ ذابِلُ الفَرِيرِ: وَهُوَ مَوْضِعٌ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ، وَقيل: هُوَ أَصْلُ مَعْرَفتِهِ، وَهَذَا نَقَله الصاغانيّ.} والفَرَِيرُ: والدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلِمَةَ بن سَعْدِ بنِ عليِّ بنِ أَسَدِ بن سارِدَةَ بنِ تَزِيدَ بن جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ، جاهليٌّ، وإِلَيْه نُسِب عبدُ اللهِ بنُ عمْرو بنِ حَرَامٍ الأنَصاريُّ، وَالدُ جابِرٍ، فإِنَّ أُمَّه بِنْتُ قَيْس هَذَا، فَيُقَال لَهُ: الفَرِيرِيّ، لذَلِك. (و) {فُرَيْرٌ، كزُبَيْر، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لما فِي التكملة والتَّبْصِير وغَيْرِهما من كُتبُ الأَنسابِ فإِنَّهُم ضَبَطُوا فِيهَا} فَرِيراً كأَمِير مثل الأَوّل، وقالُوا: هُوَ! فَرِيرُ بن عُنَيْنِ بنِ سَلامَانَ بنِ ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْثِ الطّائيّ. قَالَ الصاغانيّ تَبَعاً لِابْنِ السَّمْعَانيّ وغَيْرِه: إِنَّهُ بَطْنٌ من بُحْتُر، وغَلَّطَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بَطْناً من بُخْتُر، بل فَرِيرٌ هَذَا هُوَ عَمُّ بُحْتُر وذلِك بَيِّنٌ فِي الجَمْهَرَة. قلتُ: وَذَلِكَ أَنَّ بُحْتُراً ومَعْناً ابْنا عَتُودِ بنِ عُنَيْنِ بن سَلامانَ)
وبُحْتُرٌ بَطْنٌ. ثمَّ قَالَ الحافِظُ: وَذكر ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَسْبَاب الأَلقَاب أَنَّه لُقِّب بذلك لحُسْن عَيْنَيْه، وَكَانَ اسمُه عِنَان. قُلتُ: وَلَو قَالَ الصاغانيّ: بَطْنٌ من العَرَب لسَلمَ من هَذَا الوَهَمِ. وَمن رُؤَساءِ هَذِه القَبِيلَة عُثْمَانُ بن سُلَيْمَان {- الفَرِيرِي، ذَكَرَه الحافِظ.} والفرْفر، كهُدْهُدٍ، وزِبْرِجٍ، وعُصْفُورٍ: طائرٌ هَكَذَا قَالَه الجوهريّ. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ العُصْفُور الصَّغِيرُ. قَالَ الشَّاعِر:
(حِجَازِيَّة لم تَدءرِ مَا طَعْمُ فُرْفُرٍ ... ولَمْ تَأْتِ يَوْماً أَهْلَها بِتُبَشِّرِ)
هَكَذَا أَنشده ابنُ السِّكِّيت. والتُّبَشِّر: الصَّعْوَةُ، وَقد تَقَدَّم. قلتُ: وَقد رَأَيْتُ {الفُرْفُورَ بمِصْرَ وَهُوَ أَصءغَر من الإِوَزّ.} وفُرَّةُ الحَرِّ، بالضّمّ، {وأُفُرَّتُه، بضَمَّتَيْن، وَقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ: أَي شِدَّتُه وقِيل: أَوَّلُه، يُقَال، أَتانَا، فُلانٌ فِي} أُفُرَّةِ الحَرِّ، أَي شدَّته، وقِيلَ: أَوَّله. وحَكَى الكسائيّ أَنَّ مِنْهُم مَنْ يَجْعَل الأَلِفَ عَيْناً فيقولُ: فِي عُفُرَّةِ الحَرِّ، وعَفُرِّة الحَرِّ. قَالَ أَبو مَنْصُور: {أُفُرَّة عِنْدِي من بَاب أَفَر يَأْفِرِ، والأَلِف أَصْلِيّة، على فُعُلَّة مِثَال الخُضُلَّة. وَقَالَ اللَّيْث: مَا زالَ فلانٌ فِي أُفُرَّةِ شَرٍّ مِن فُلان، أَي شِدَّته، وَهِي، أَي الأُفُرَّة: الاخْتلاطُ والشِّدَّةُ، أَيضاً، يُقَال: وَقَعَ القَوْمُ فِي فُرَّةٍ، وأُفُرَّةِ، أَي اخْتِلاط وشِدَّة. ويُقَال: هُوَ} فُرُّ القَوْمِ، {وفُرَّتُهم، بضَمِّهما، أَي من خِيارِهم، ووَجْهُهم الَّذِي يَفْتَرُّون عَنْه، قَالَه أَبو رِبْعِيٍّ والكِلابيُّ. قَالَ الكُمَيْتُ:
(} ويَفْتَرُّ مِنْكَ عَن الواضِحَاتِ ... إِذا غَيْرُكَ القَلِحَ الأَثْعَلُ)
وَيُقَال: هَذَا {فُرَّةُ مالِي، أَي خِيرَتُه. (و) } الفَرْفَرَةُ: الصِّيَاحُ. يُقَال: {فَرْفَرَه، إِذا صاحَ بِهِ. قَالَ أَوْسُ ابنث مَغْراءَ السَّعْديّ: إِذا مَا} فَرْفَرُوه رَغَا وبَالاَ. (و) {فَرْفرَ فِي كَلامِه: خَلَّطَ وأَكْثَرَ. وفَرْفَرَ الشَّيْءَ: كسَرَهُ وقَطَعَهُ وشَقَّهُ وحَرَّكهُ، كهَرْهَرَهُ. وفَرْفَرَه: نَفَضَه، يُقَال:} - فَرْفَرَنِي {فَرْفَاراً، أَي نَفَضَني وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ الرَّجُلَ} فَرْفَرَةً: نالَ من عِرْضِه وتَكَلَّم فِيهِ. وَقيل: فَرْفَرَهُ: مَزَّقَه، وَمِنْه حَدِيث عَوْنِ بنِ عبد اللهِ مَا رأَيتُ أَحَداً {يُفَرْفِرُ الدُّنْيَا} فَرْفَرَةَ هَذَا الأَعْرَجِ يَعْنِي أَبا حازِم، أَي يَذُمُّهَا ويُمَزِّقُها بالذَّمِّ والوَقِيعَة فِيهَا. ويُقَال: الذِّئبُ يُفَرْفِرُ الشاةَ، أَي يُمَزِّقها. وفَرْفَرَ البَعِيرُ: نَفَضَ جَسَدَه. وفَرْفَرَ: أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قَالَ امرُؤ القَيْس:
(إِذا زُعْتَهُ مِنْ جانِبَيْه كِلَيْهما ... مَشَى الهَيْذَبَى فِي دَفِّه ثُمَّ {فَرْفَرَا)
(و) } فَرْفَرَ {فَرْفَرَةً، إِذا طاشَ عَقْلُه وخَفَّ. وفَرْفرَ الفَرَسُ: ضَرَبَ بفَأْسِ لِجامِه أَسْنَانَه وحَرَّكَ رَأْسَه، وَبِه فَسَّر بعضُهم بَيْتَ امْرِئ القَيْس المتقدِّم ذِكْرُه.} والفَرْفارُ: العَجُولُ الطّيّاشُ الخفِيفُ، والأُنْثَى بهاءٍ. (و) {الفَرْفَارُ: المِكْثَارُ، أَي الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثَارِ، وَهِي بِهَاءٍ. والفَرْفارُ: الَّذِي يَكْسِرُ كُلَّ) شَيْءٍ، يُفَرْفِرُه، أَي يَكسِرُه،} كالفُرَافِر، كالعُلابِط. والفَرْفَارُ: شَجَرٌ صُلْبُ صَبُورٌ على النّارِ تُنْحَتُ مِنْهُ القِصَاعُ والعِسَاسُ، قَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ يَسْمُو سُمُوَّ الدُّلْب، ووَرَقُه مثْلُ وَرَقِ اللَّوز، وَله نَوْرٌ مِثْلُ الوَرْد الأَحْمَر، وإِذا تقادَمَ شَجَرُه اسْوَدَّ خَشَبُه فَصَارَ كالآبِنُوس. والفَرْفَارُ أَيضاً: مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِّسَاءِ شِبْهُ الحَوِيَّةِ، {وفَرْفَرَ الرَّجُلُ: عَمِلَهُ.} وفَرْفَرَ أَيضاً، إِذا أَوْقَدَ بشَجرِ! الفَرْفارِ، وفَرْفَر،يُقَال أَيضاً {أَفَرَّه، إذِا حَمَلَه على} الفِرَار (و) {أَفَرَّ رَأْسَه بالسَّيْف، مثل أَفْرَاهُ، أَي شَقَّقَه وفَلَقه عَن اليَزِيديّ. والأَيّام} المُفِرّات: الَّتِي تُظْهِر الأَخْبَارَ، نَقله الصاغانيّ.
{وتَفارُّوا: تَهَارَبُوا. وفَرَسٌ} مِفَرٌّ، بالكَسْرِ: يَصْلُح {للفِرَارِ عَلَيْهِ، أَو جَيِّد} الفِرارِ، وَبِه فُسِّر بَيْتُ امْرِئ القَيْس:
(مِكَرٍّ {مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ من عَلش)
وقولُه تَعَالَى: أَيْنَ} المَفَرُّ. يحتملُ الفِرَارَ نَفْسَه، ووَقْتَه، وقُرِئ أَيْنَ المِفَرُّ، بِالْكَسْرِ، أَي مَوْضِع)
الفِرارِ، عَن الزِّجَّاج. وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل هَذَا الوَزْن فِي الآلاتِ وصِفاتِ الخَيْل، وَقد عُبِّر عَن المَوْضع بلَفْظِ الآلَةِ، وَهِي قِراءَةُ الحَسَن. وقَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الفاءِ، اسمٌ لِلمَوْضِع، والجُمْهُور بفَتْحِهمَا، وذَكَرَ الثَّلاثَةَ المُصَنّفُ فِي البَصَائر. وعَمْرُو بن {فُرْفُرٍ الجُذَامِيّ بالضمّ: سَيِّدُ بَنِي وَائِل بن قاسط بن هِنْب ابنِ أَفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَةِ الفَرَسِ.
وضَبَطَهُ الحافِظ بِالْفَتْح، وَقَالَ: هُوَ أَحَدُ الأَشْرَافِ، شَهِدَ فتْحَ مصر. وكَتِيبَةٌ} فُرَّى، كعُزّى: مُنهَزِمَةٌ، وَكَذَلِكَ الفُلَّى. {وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً، بالضَّمّ: اسْتَقْبَلَــه. ويُقَال ذَلِك أَيضاً إِذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ، قَالَه ابنُ دُرَيد، وأَنشد:
(وَمَا ارْتَقَيْتُ على أَكْتَادِ مَهْلَكَةٍ ... إِلاَّ مُنِيتُ بأَمْرٍ} فُرَّ لي جَذَعَا)
وَفِي المَثَل: نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ! الفُرَارَا. كِلاهُمَا كغُرَاب. قَالَ المُؤرِّج: هُوَ وَلدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، يُقَالُ لَهُ: فُرَارٌ، وفَرِيرٌ، مثْل طُوَال وطَوِيلٍ، وَذَلِكَ أَنَّه إِذا شَبَّ وقَوِىَ أَخَذ فِي النَّزَوَانِ، فمَتَى مَا رَآهُ غَيْرُه نَزَا لنَزْوِه. يُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُه، أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه فَعَلْتَ فِعْلَه. {وتَفَرَّرَ بِي: ضَحِكَ، قَالَه الصاغانيّ.} وأَفْرَرْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ، مِثْل أَفْرَيْتُه وشَقَقْتُه، وَهَذَا بعَيْنِه قد تقدّم، فَهُوَ تَكْرَار مَحْضٌ، كَمَا لَا يَخْفَى. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَرُوَرُ من النّساءِ، كصَبُور: النَّوَارُ.
} وفُرَّةُ المالِ، بالضَّمّ: خِيَارُه. {والفُرَار، كغُرَاب: البَهْمُ الكِبَارُ، واحدُهَا فُرْفُور.} وفَرْفَرَ الرَّجُلُ، إِذا اسْتَعْجَل بالحَمَاقَة. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: {فَرَّ} يَفِرُّ، إِذا عَقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ. وإِنّهَا لَحَسَنَةُ {الفِرَّةِ، بالكَسْر: الابْتِسَام.} وفارَرْتُه {مُفَارَّةً: فتَّشْتُ عَن حالِهِ وفَتَّشَ عَن حالِي، وَهُوَ مَجَازٌ. واسْتُعِير} الافْتِرَارُ للزَّمَن، فقَالُوا: إِن الصَّرْفضةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي {يَفْتَرُّ عَنهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّرْفَة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ كَمَا فِي اللِّسَان.} والفُرَيِّرَة، مصغَّرَةً مُشَدَّدَةً: مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ.
وقوْلُ العَامَّة: {- الفُرْفُورِيّ، لهَذَا الخَزَفِ الَّذِي يُؤْتَى بِهِ من الصِّين غَلَطٌ، وإِنّمَا هُوَ الفُغْفُورِيّ نسبه إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين، يُرِيدُونَ جَوْدَتَه.} وفارَّهْ، بتَشْدِيد الراءِ وضَمِّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة: جَدُّ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ، ويُقال: فِيرُّهْ، وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ فتُكْتَب بالأَلِف واليَاءِ، سَمِعَ وحَدَّث، مَاتَ سنة.

فرض

بَاب الْفَرْض

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْفَرْض السّنة وَمِنْه أَنه فرض فِي من قتل الصَّيْد كَذَا وَكَذَا أَي سنّ وَالْفَرْض الْفَرِيضَة مَأْخُوذ من فرضت الْقدح وَالسير فرضا إِذا حززت فِيهِ حزا بَينا فَكَأَنَّهُ تَعَالَى ذكره جعل الصَّلَاة لَازِمَة كلزوم الحز للقدح وَالسير وَالْفَرْض الْهِبَة وَالْفَرْض الْقِرَاءَة يُقَال فرضت جزئي أَي قَرَأت وَالْفَرْض ضرب من التَّمْر يُؤْكَل بالسمك وَأنْشد لرجل من عمان رجز

(إِذا أكلت سمكًا وفرضا ... ذهبت طولا وَذَهَبت عرضا)

قَالَ ابْن خالويه وَالْفَرْض الْبَيَان وَمِنْه قَوْله تَعَالَى اسْمه {سُورَة أنزلناها وفرضناها} أَي بيناها وَالْفَرْض النُّزُول والإنزال وَمِنْه قَوْله جلّ ذكره {إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد} أَي أنزل عَلَيْك والمعاد هَا هُنَا قيل إِلَى وطنك بِمَكَّة وَقيل إِلَى الْمَوْت وَقيل إِلَى الْآخِرَة قَالَ ابو عمر وَالْأَرْض الزُّكَام وَالْأَرْض قَوَائِم الْفرس وَالْأَرْض إِفْسَاد الأرضة وَهُوَ الْمصدر وَالْأَرْض النّوم الْكثير وَالْأَرْض الرعدة وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض

(فرض) مُبَالغَة فرض
(فرض) : الفِرْضُ: ثَمَر الدَّوْمةِ ما دامَ أَحْمَرَ.
فرض: {لا فارض}: مسنة. {وفرضناها}: أنزلناها فرائض.
(فرض)
الشَّيْء فروضا اتَّسع وَالشَّيْء وَفِيه فرضا حز فِيهِ حزا يُقَال فرض الْعود وَفرض فِيهِ فَهُوَ فارض وَالْعود مَفْرُوض وَالْأَمر أوجبه يُقَال فَرْضه عَلَيْهِ كتبه عَلَيْهِ وَله خصّه بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا كَانَ على النَّبِي من حرج فِيمَا فرض الله لَهُ} وَيُقَال فرض لَهُ فِي الْعَطاء قدر لَهُ نَصِيبا وَالْقَاضِي فَرِيضَة قدرهَا وأوجبها

(فرض) الْحَيَوَان فراضة كبر وأسن فَهُوَ فارض وَهِي فارض وفارضة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقرة لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك}
ف ر ض: (الْفَرْضُ) الْحَزُّ فِي الشَّيْءِ. وَالْفَرْضُ أَيْضًا مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى سُمِّي بِذَلِكَ لِأَنَّ لَهُ مَعَالِمَ وَحُدُودًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: 118] أَيْ مُقْتَطَعًا مَحْدُودًا. وَ (التَّفْرِيضُ) التَّحْزِيزُ وَقُرِئَ: «سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَّضْنَاهَا» بِالتَّشْدِيدِ أَيْ فَصَّلْنَاهَا. وَ (فُرْضَةُ) النَّهْرِ بِضَمِّ الْفَاءِ ثُلْمَتُهُ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا. وَفُرْضَةُ الْبَحْرِ أَيْضًا مَحَطُّ السُّفُنِ. وَ (فَرَضَ) لَهُ فِي الْعَطَاءِ وَفَرَضَ لَهُ فِي الدِّيوَانِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (فَرَضَتِ) الْبَقَرَةُ أَيْ كَبِرَتْ وَطَعَنَتْ فِي السِّنِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} [البقرة: 68] وَبَابُهُ جَلَسَ وَظَرُفَ. وَ (الْفَارِضُ) وَ (الْفَرَضِيُّ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يَعْرِفُ الْفَرَائِضَ. وَ (فَرَضَ) اللَّهُ عَلَيْنَا كَذَا وَ (افْتَرَضَ) أَيْ أَوْجَبَ وَالِاسْمُ (الْفَرِيضَةُ) . وَسُمِّيَ الْعِلْمُ بِقِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ (فَرَائِضَ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفَرْضُكُمْ زَيْدٌ» وَ (الْفَرِيضَةُ) أَيْضًا مَا فُرِضَ فِي السَّائِمَةِ مِنَ الصَّدَقَةِ. 

فرض


فَرَضَ(n. ac. فَرْض)
a. Notched; made an incision in.
b. [La], Timed; appointed for.
c. [La], Assigned, gave a portion to; pensioned.
d. [acc. & 'Ala], Imposed, made binding upon; decreed for.
e. Formed an hypothesis
f. Recited.
g.(n. ac. فُرُوْض), Dilated.
فَرُضَ(n. ac. فَرَاْضَة
فُرُوْض)
a. Was skilled in the law of inheritance.
b. Became old (cow).
فَرَّضَa. see I (a)b. Decreed; assigned; made obligatory.

أَفْرَضَa. see I (c) (d).
c. Bestowed.

إِفْتَرَضَa. see I (a)d. (g).
d. Perished.
e. Received pay.
g. [ coll. ]
see I (e)
فَرْض
(pl.
فِرَاْض)
a. Incision, notch.
b. Apportioned.
c. (pl.
فُرُوْض), Decree; ordinance, statute, precept; duty.
d. A kind of date.
e. Shield.
f. Clothing.
g. Piece of wood.
h. Alms.
i. Certain obligatory prayers.
j. Quota, portion, share; pay, stipend; pension.

فِرْضa. Red fruit ( of Theban palm ).
فُرْضa. see 1 (a)
فُرْضَة
(pl.
فُرَض فِرَاْض)
a. Gap, breach, opening.
b. (pl.
فَرَّاْض), Mouth ( of a river ); port; wharf, quay.
c. Ink-pot.
d. Hinges.
e. Road.

فَرَضِيّa. One skilled in the law of inheritance.

مِفْرَضa. Notchinginstrument.

فَاْرِض
(pl.
فُرَّض
فَوَاْرِضُ
41)
a. Aged, old.
b. Strong, sound; comely.
c. see 4yi
فَاْرِضَة
(pl.
فَوَاْرِضُ)
a. fem. of)
فَاْرِضb. Weakly.

فِرَاْضa. Clothing.
b. see 3t (b) (e).
فَرِيْضa. see 4yi
فَرِيْضَة
(pl.
فَرَاْئِضُ)
a. Obligatory, binding.
b. see 1 (b) (c).
مِفْرَاْضa. see 20
N. Ac.
إِفْتَرَضَ
a. [ coll. ], Supposition
hypothesis.
مَفْرُوْضَات
a. Rules, regulations.

إِبْن الفَارِض
a. Name of a wellknown Arabic author.

عِلْم الفَرَئِض
a. The law of inheritance.

كِتَاب الفَرْض
a. [ coll. ], Breviary.
(ف ر ض) : (فَرْضُ) الْقَوْسِ حَزُّهَا لِلْوَتَرِ وَجَمْعُهُ فِرَاضٌ (وَفُرْضَةُ النَّهْرِ) مَشْرَعَتُهُ وَهِيَ الثُّلْمَةُ الَّتِي يَنْحَدِرُ مِنْهَا إلَى الْمَاءِ وَمُرْفَأ السُّفُن أَيْضًا (وَفَرَضَ) اللَّهُ الصَّلَاة وَافْتَرَضَهَا أَوْجَبَهَا (وَمِنْهُ) هَذِهِ الْقَرَابَةُ يُفْتَرَضُ وَصْلُهَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (وَالْفَرِيضَةُ) اسْم مَا يُفْرَضُ عَلَى الْمُكَلَّفِ (وَفَرَائِضُ الْإِبِلِ) مَا يُفْرَضُ فِيهَا كَبِنْتِ الْمَخَاض فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَبِنْت اللَّبُونِ فِي سِتٍّ وَثَلَاثِينَ (وَقَدْ سُمِّيَ بِهَا) كُلُّ مُقَدَّرٍ فَقِيلَ لِأَنْصِبَاءِ الْمَوَارِيث (فَرَائِضُ) لِأَنَّهَا مُقَدَّرَة لِأَصْحَابِهَا ثُمَّ قِيلَ لِلْعِلْمِ بِمَسَائِل الْمِيرَاثِ (عِلْمُ الْفَرَائِض) وَلِلْعَالِمِ بِهِ فَرَضِيٌّ وَفَارِضٌ وَلِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ أَيْ أَعْلَمُكُمْ بِهَذَا النَّوْعِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ» تَأْنِيثُ الضَّمِيرِ كَمَا فِي أَلْسِنَةِ الْعَوَامّ هُوَ الظَّاهِرُ وَالتَّذْكِيرُ كَمَا فِي الْفِرْدَوْسِ عَلَى اعْتِبَار حُكْمِ الْمُضَافِ وَإِنَّمَا سَمَّاهُ نِصْفَ الْعِلْمِ إمَّا تَوَسُّعًا فِي الْكَلَام وَاسْتِكْثَارًا لِلْبَعْضِ كَمَا فِي شَطْرِ عُمْرِهَا أَوْ اعْتِبَارًا بِحَالَتَيْ الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ.
فرض
الفَرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُونَ، والجَميعُ فُرُوْضٌ. وما أَعْطَيْتَ من غَيْرِ قَرْضٍ، يُقال: أفْرَضْتُ إفْرَاضاً: أي أعْطَيْت. وكُلُّ شَيْءٍ تَفْرِضُه فَتُوجِبُه على نَفْسِكَ بقَدرٍ مَعْلُومٍ، والاسْمُ: الفَرِيْضَةُ، وأفْرَضتْ إبِلُ فلانٍ: أي صارَتْ تَجِبُ فيها الفَرِيْضَةُ وهي مَا يُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ؛ نحو بَنَاتِ مَخَاضٍ وبناتِ لَبُونٍ وحِقَاقٍ وجِذَاعٍ. وحَزُّكَ فُرْضَةً في قَوْسٍ أو خَشَبٍ، وكذلك الفَرِيْضُ. وضَرْبٌ من التَمْرِ. والتُرْسُ. والقِدْحُ؛ في قَوْله:
يُقَلِّبُ بالكَفَ فَرْضاً خَفِيفاً
وثَوْبٌ. وفَرَائضُ اللهِ: حُدُوْدُه. وكذلك فَرَائضُ القُرْآنِ في المِيراثِ، ورَجُل فَرِيْضٌ: عالِمٌ بالفَرائض، وقد فَرُضَ فَرَاضَةً، والنِّسْبَةُ إليه فَرَضِيٌّ. وبَقَرَةٌ فارِضٌ: أي ضَخْمَةٌ مُسِنَّةٌ، وفَرَضَتْ فُرُوْضاً. ولِحْيَةٌ فارِضٌ: ضَخْمَةٌ. ورَجُل فارِضٌ، وقَوْمٌ فُرَّضٌ.
وفُرْضَةُ الزَّنْدِ: المَوْضِعُ الذي تُقْدَحُ منه النارُ. والفُرْضَةُ: مَشْرَبُ الماءِ من النَهرِ. ومَرْفأُ السّفُنِ حَيْثُ تُرْكَبُ، والجَميعُ الفُرَضُ والفِرَاضُ، يُقال: سَقاها بالفِرَاضِ. والفِرْيَاضُ: الواسِعُ، إنَّكَ لَفِرْيَاضُ البَطْنِ. والفَوَارِضُ: الصِّحَاحُ العِظَامُ ليستْ بالصِّغَارِ ولا المِرَاضِ. وهي المِرَاضُ أيضاً. من الأضْدَاد. والافْتِرَاضُ: الذَّهَابُ، ظَعَنُوا وافْتَرَضُوا: ذَهَبُوا.
ف ر ض

فرض الله الصلاة وافترضها. وحقك فرضٌ ومفروض ومفترض. وفرّض الله الفرائض، ومالكم لا تؤدّون فرائض إبلكم؟ وهي حقوق الزكاة. وفلان فرضيّ وفارض وفرّاض: معه علم الفرائض. وقد فرض فراضة فهو فريض. وفرض لفلان في الديوان إذا أثبت رزقه فيه. وأبل إياس بن حصين في قتال الخوارج فقال الحجّاج: افرضوا له في ثلاثمائة فقال إياس:

ما في ثلاث ما يجهّز غازياً ... وما في ثلاث متعة لفقير

فقال: افرضوا له في الشرف ففرضوا له في ألفين. وافترض الجند: ارتزقوا. وعنده مائة من الفرض أي من الجند المفروض لهم، وجمعه به فروض. وما طلبت قرضاً، ولا فرضاً؛ وهو العطاء. قال:

ألا ليس فتى الفتيا ... ن بالرّخص ولا البضّ ولكن مبتنى العرف ... بقرض كان أو فرض

وأوقع الوتر في فرض قوسك وفرضتها وهو الحزّ في سبتها، وفرض قومه، وفرّض قسيّه. قال:

شخت الجزارة في ساقيه تفريض

أي تحزيز. ومكّن الزّند في فرض الزّندةو وهو الثقب الذي يجعل فيه رأسه ثم يفتل عند القدح ويسمّى: اللوكر. وسهم فريض: فرض فوقه. واستقوا من فرضة النهر وهي مشرعته، والجمع: فراضٌ، يقال: سقينا بالفراض. ووسّع فرضة الباب وفرضة الدواة. وبقرة فارض: مسنّة، وقد فرضت فروضاً.

ومن المجاز: لحية فارض: كبيرة ضخمة. تقول: قلّت السعادة في اللحية الفارض، الثقيلة على العوارض. ورجل فارض. قال:

شيّب أصداغي فرأسي أبيض ... محامل فيها رجال فرّض

أي كبار ضخام يثقلون على الرّكاب. وأضمر عليّ ضغينة فارضاً. قال:

يا رب ذي ضغن وضبّ فارض ... له قروء كقروء الحائض

وأبسرت النخلة بسراً فوارض، وهذه بسرة فارض.
(فرض) - في صِفِةِ مَرْيَم - عليها السّلام -: "لم يَفْتَرضْها ولدٌ"
ذَكرَه القُتَبِيّ بالفَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة: أي لم يَحُزَّها ولم يُؤَثِّر فيها .
- وفي حديث أَبِي بَكْر، رضي الله عنه: "في فَرِيضَةِ الصَّدقَة التي فَرضَها رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم -"
: أي فَرضَها الله تَعالَى في كِتابِه، ثم أَمرَ رسولَه - صلّى الله عليه وسلّم - بالتَّبْلِيغ، فأُضِيفَ الفَرْضُ إليه بمعنى الدُّعاءِ إليه.
وقد فَرضَ الله - سبحانه وتعالى - طَاعتَه على الخَلْق، فجَازَ أن يُسَمَّى أَمرُه فَرضًا على هذا.
وكان ابنُ الأعرابي يَقولُ: مَعنَى الفَرْضِ - ها هنا -: السُّنَّة. وقيل: الفَرضُ: الوَاجِبُ، والسُّنَّة كالقِراءَة.
والأَشبَه أن يُقال - ها هُنا -: الفَرْض بمعْنَى التَّقْدِير. : أي قَدَّر صَدَقَة على كلّ شيء، وسَنَّه عن أمرِ الله - عز وجل - إيّاه ووَحْيِه إليه.
- في حديث عبدِ الله بن عُمَر - رضي الله عنه -: "العِلمُ ثَلاثَة؛ منها: فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ"
يَعني: العَدلَ في القِسْمَة، فتكون مُعدَّلةً على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكِتابِ والسُّنَّة.
وقيل: مُستَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة. وتكون هذه الفَرِيضَة - وإن لم يُنَصَّ عليها في الكتاب والسنة - تَعدِل بما أُخِذ عَنْهُما، إذْ كانَت في مَعنَى ما أُخِذ مِنْهما.
كما قال زَيدُ بنُ ثَابِت - رضي الله عنه -: "في زَوجٍ وأبوَين: للأم ثُلثُ ما يَبْقَى بعد فَرْض الزَّوجِ، أَقولُه برأي لا أُفضِّل أُمًّا على أبٍ، فَهَذَا من باب تَعدِيلِ الفريضة، لِمَا لم يَكُنِ فيها نَصٌّ اعْتَبَرها بالمَنصُوص عليه؛ وهو قوله تعالى: {وَوَرِثَه أَبَواه فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} ، فلو أَعطاهَا ثُلُثَ المَالِ كان للأَبِ السُّدسُ، فيكون خِلافاً للنَّصِّ.
وقال عَبدُ الله بن عُرْوَة: "الفَرِيضَةُ العَادِلَةُ: ما اتَّفَق عليه المُسلِمُون "
ف ر ض : فُرْضَةُ الْقَوْسِ مَوْضِعُ حَزِّهَا لِلْوَتَرِ وَالْجَمْعُ
فُرَضٌ وَفِرَاضٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبُرَمٍ وَبِرَامٍ وَالْفُرْضَةُ فِي الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ كَالْفُرْجَةِ وَجَمْعُهَا فُرَضٌ وَفُرْضَةُ النَّهْرِ الثُّلْمَةُ الَّتِي يَنْحَدِرُ مِنْهَا الْمَاءُ وَتَصْعَدُ مِنْهَا السُّفُنُ وَفَرَضْتُ الْخَشَبَةَ فَرْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَزَزْتُهَا وَفَرَضَ الْقَاضِي النَّفَقَةَ فَرْضًا أَيْضًا قَدَّرَهَا وَحَكَمَ بِهَا وَالْفَرِيضَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَالْجَمْعُ فَرَائِضُ قِيلَ اشْتِقَاقُهَا مِنْ الْفَرْضِ الَّذِي هُوَ التَّقْدِيرُ لِأَنَّ الْفَرَائِضَ مُقَدَّرَاتٌ وَقِيلَ مِنْ فَرْضِ الْقَوْسِ وَقَدْ اشْتَهَرَ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ بِتَأْنِيثِ الضَّمِيرِ وَإِعَادَتِهِ إلَى الْفَرَائِضِ لِأَنَّهَا جَمْعُ مُؤَنَّثٍ وَنُقِلَ وَعَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ بِالتَّذْكِيرِ بِإِعَادَتِهِ عَلَى مَحْذُوفٍ تَنْبِيهًا عَلَى حَذْفِهِ وَالتَّقْدِيرُ تَعَلَّمُوا عِلْمَ الْفَرَائِضِ وَمِثْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4] وَالْأَصْلُ كَمْ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ فَأَعَادَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ أَهْلَكْنَاهَا عَلَى الْمُضَافِ إلَيْهِ.
وَفِي قَوْلِهِ {هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4] عَلَى الْمُضَافِ الْمَحْذُوفِ قِيلَ سَمَّاهُ نِصْفَ الْعِلْمِ بِاعْتِبَارِ قِسْمَةِ الْأَحْكَامِ إلَى مُتَعَلِّقٍ بِالْحَيِّ وَإِلَى مُتَعَلِّقٍ بِالْمَيِّتِ وَقِيلَ تَوَسُّعًا وَالْمُرَادُ الْحَثُّ عَلَيْهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ «الْحَجُّ عَرَفَةَ» وَفَرَضَ اللَّهُ الْأَحْكَامَ فَرْضًا أَوْجَبَهَا فَالْفَرْضُ الْمَفْرُوضُ جَمْعُهُ فُرُوضٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْفَرْضُ جِنْسٌ مِنْ التَّمْرِ بِعُمَانَ. 
[فرض] الفرض: الحز في الشئ. يقال: فرضتُ الزندَ والسواكَ. وفَرْضُ الزندِ: حيث يُقدح منه. وفَرْضُ القوسِ: هو الحَزُّ الذي يقع فيه الوتر، والجمع فِراضٌ. والفِراضُ أيضاً: فُوَّهَةُ النهر. قال لبيد: تجري خزائنُهُ على من نابَهُ * جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ * وقولهم: ما عليه فِراضٌ، أي شئ من لباس. والفرض: جنس من التمر. قال الأصمعي: أَجودُ تَمْرِ عُمانَ الفرض والبلعق. قال شاعرهم: إذا أكلت سمكا وفرضا * ذهبت طولا وذهبت عرضا * والفرض: ما أوجبه الله تعالى، سمِّي بذلك لأنَّ له معالمَ وحدوداً. وقوله تعالى: {لأَتَّخِذَنَّ من عِبادك نصيباً مَفْروضاً} أي مُقْتَطَعاً محدوداً. والمِفْرَضُ: الحديدةُ التى يحز بها. والفريض: السهم المفروض فوقه. والتفريض: التحزيز. وقرئ: {سورة أنزلناها وفرضناها} بالتشديد، قال أبو عمرو بن العلاء: فصلناها. وفرضة النهر: ثَلْمته التي منها يُستقى. وفُرْضَةُ البحر: محطُّ السفن. وفُرْضَةُ الدواةِ: موضع النِقْسِ منها. وفُرْضَةُ الباب: نجرانه. والفرض: الترس. وأنشد أبو عبيد لصخر الغى: أرقت له مثل لمع البشي‍ * ر قلب بالكف فرضا خفيفا * ولا تقل: قرصا خفيفا. والفرض: القدح. قال عبيد بن الابرص يصف برقا: فهو كنبراس النبيط أو الفر * ض بكف اللاعب المسمر * المسمر: الذى دخل في السمر. والفرض: العطية الموسومة. يقال: ما أصبتُ منه فَرْضاً ولا قَرْضاً. وفَرَضْتُ الرجلَ وأفْرَضْتُهُ، إذا أعطيته. وقد فَرَضْتُ له في العطاء، وفَرَضْتُ له في الديوان. وفَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً، أي كَبِرَتْ وطعنت في السنّ. ومنه قوله تعالى: " لا فارض ولا بِكْرٌ ". وكذلك فَرُضَتِ البقرةُ تَفْرُضُ بالضم فَراضَةً. والفارِضُ والفَرَضِيُّ: الذي يعرف الفرائض. والفارِضُ: الضخمُ من كل شئ. قال الاخفش: يقال لحية فارضة، إذا كانت عظيمة. وأنشد : شيب أصداغى فرأسي أبيض * محامل فيها رجال فرض * وفرض الله علينا كذا وافْتَرَضَ، أي أوجب. والاسمُ الفريضَةُ. ويسمَّى العلمُ بقسمة المواريث فرائِضَ. وفي الحديث: " أفْرَضُكُمْ زيدٌ ". والفريضَةُ أيضاً: ما فُرض في السائمة من الصدقة. يقال: أفْرَضَتِ الماشيةُ، أي وجبت فيها الفَريضَةُ، وذلك إذا بلغت نصابا. والفريضتان: الجَذَعَةُ من الغنم والحِقَّةُ من الابل.
[فرض] فيه: هذه "فريضة" الصدقة التي فرضها النبي صلى الله عليه وسلم، أي أوجبها عليهم بأمر الله، وأصل الفرض القطع، وهو آكد من الواجب عند أبي حنيفة، وعند الشافعي سيان، وقيل: هو بمعنى التقدير، أي قدر صدقة كل شيء وبينه. غ: (("فرض" عليك القرآن)) أي العمل به. و (("فرض" فيهن الحج)) أوجبه. و"فرضتها"، ألزمناكم العمل بها، وبالتشديد: فصلناها وبينا ما فيها. و ((فيما "فرض" الله له)) أي وقت له، والفرض: التمر. نه: وح: فإن له علينا ست "فرائض"، هو جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة لأنه فرض على رب المال ثم اتسع فيه حتى سمي البعير فريضة في غير الزكاة. ومنه: من منع "فريضة" من "فرائض" الله. وح: في "الفريضة" تجب ولا توجد عنده، يعني السن المعين للإخراج في الزكاة، وقيل: هو عام في كل فرض مشروع من فرائض الله. وفيه: لكم في الوظيفة "الفريضة"، أي الهرمة المسنة، يعني هي لكم لا تؤخذ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوظيفة الفريضة، أي في كل نصاب ما فرض فيه. ومنه ح: لكم "الفارض" و "الفريض"، الفارض المسن من الإبل. ش: وروى: العارض- وقد مر ومر وجه رد في الثلب. ن: ومنه: ركضتني "فريضة" من "الفرائض"، أي ناقة من تلك النوق. نه: وفيه العلم ثلاثة: "فريضة" عادلة يريد العدل في القسمة بحيث تكون على السهام والأنصباء المذكورة في الكتاب والسنة، وقيل: أراد أنها تكون مستنبطة منهما وإن لم يرد بها نص فيهما فتكون معادلة للنص، وقيلالريش والنصل. وفي صفة مريم عليها السلام: "لم يفترضها" ولد، أي لم يؤثر فيها ولم يحزّها - يعني قبل المسيح. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم استقبل "فرضتي" الجبل، فرضة الجبل ما انحدر من وسطه وجانبه، وفرضة النهر مشرعته. ك: مدخل الطريق إلى الجبل. ن: هو بضم فاء وسكون راء. نه: ومنه ح موسى عليه السلام: حتى أرفأ عند "فرضة" النهر، وجمعه فرض. ومنه ح: واجعلوا له السيوف للمنايا "فرضا"، أي اجعلوها مشارع للمنايا وتعرضوا للشهادة.
ف ر ض

فَرضْتُ الشيء أفرِضهُ فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكْثيرِ أوْجَبْتُه وقوله تعالى {سورة أنزلناها وفرضناها} النور 1 ويُقْرأُ وفرَّضْناهَا فمن قرأ بالتَّخفيفِ فمعناه ألزمناكُم العَملَ بما فُرِضَ فيها ومَنْ قَرأَ بالتشديد فعلَى وجهين أحَدُهُما على معنى التَّكْثِير على مَعْنَى أنّا فَرَضْنَا فيها فُروضاً وعلى مَعْنَى بَيَّنَّا وفصَّلنا ما فيها من الحَلالِ والحرامِ وافْتَرَضَهُ كفَرَضَه والاسم الفريضةُ وفرائضُ اللهِ حدودهُ التي أمَرَ بها ونَهَى عنها وكذلك الفرايضُ في الميراثِ وقولهُ تعالى {وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا} النساء 118 وقال الزجَّاجُ معناه مُؤَقَّتاً والفَريضة من الإِبلِ والبَقَرِ ما بلَغ عَددُه الزَّكاةَ وأفْرَضَتِ الماشيةُ وجَبتْ فيها الفريضةُ ورَجُلٌ فارِضٌ وفَرِيض عالمٌ بالفرائِضِ كقولك عالمٌ وعليمٌ عن ابن الأعرابيِّ والفَرْضُ العَطِيَّة وقيل ما أعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ وأفْرضْتُ الرَّجُلَ أعطيتُه والفَرْضُ جُنْدٌ يَفْتَرِضُونَ والجمع الفُروضُ والفارض الضخمُ من كل شيءٍ ولِحْيَةٌ فارضٌ وفارضَةٌ ضَخْمَةٌ وشِقْشِقَةٌ وسِقاءٌ فارِضٌ كذلك وبقرةٌ فارض مُسِنَّةٌ وفي التنزيل {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} البقرة 68 قال

(لعَمْرِي لقد أعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إليه ما تَقُوم على رِجلِ)

يعني بقرةً هَرِمةٌ وقد يستعمل الفارضُ في المُسِنِّ من غير البقرِ فيكون للمُذَكّرِ والمؤنّث قال

(شَوْلاءُ مَسْكٌ فارِضٌ نَهِيّ ... من الكِباشِ زامِرٍ خَصِيِّ)

وقومٌ فُرَّضٌ مَسَانُّ قال

(شَيَّبَ أَصداغِي فرَأْسِي أبيضُ ... مَحامِلٌ فيها رِجَالٌ فُرَّضُ)

ورَوَى ابنُ الأعرابيِّ محامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضٌ قال يريدُ أنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ أيضاً

(يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُبَاغِضِ ... )

(عَلَيَّ ذي ضِغْنٍ وضَبَّ فارِض ... )

(له قُروءٌ كقُروءِ الحائضِ ... )

عَنَى بضَبٍّ فَارضٍ عَداوةً عظيمةً كبيرةً من الفارضِ التي هي المُسِنَّة وقولُه

(له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحائضِ ... )

يقول لعَداوتِه أوقاتٌ تَهيجُ فيها مثل وَقْتِ الحائِضِ والفَرِيضُ جِرَّةُ البَعِيرِ عن كُراع وهي عند غيرِه القَرِيضُ بالقاف وقد تقدّم وفَرَضْتُ العُودَ والمِسْوَاكَ وفرضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً حزَرْتُ فيهما حَزّا والفرضُ اسْمُ الحَزِّ والجمعُ فُروضٌ وفِرَاضٌ قال

(مِنَ الرَّصَفات البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَها ... بَنَاتُ فِرَاضِ المَرْحِ واليابسِ الجَزْلِ)

قال أبو حنيفةَ فِرَاضُ المَرْخ ما تُظْهِرُهُ الزَّندةُ من النارِ إذا قُدِحَت قال والفِراضُ إنما يكونُ في الأُنْثَى من الزَّنْدتَيْنِ خاصَّةً وفَرضَ فُوقَ السَّهْمِ فهو مفروضٌ وفَرِيضٌ حَزّهُ والفَرْضُ الشَّقُّ عامّةً والفَرْضُ الشقّ في وَسَطِ القَبْرِ وفَرَضْتُ للميِّتِ ضَرَحْتُ والفُرْضَةُ كالفَرْضِ والفَرْضُ والفُرْضَة الحَزُّ الذي في القَوْسِ وفُرْضَةُ النَّهْرِ مَشْرَبُ الماء منه والجمعُ فُرُوض وفِرَاضٌ والفَرْضُ التُّرْسُ قال الهُذَلِيُّ

(أَرِقْتُ له مثلَ لَمْعِ البَشير ... قَلَّبَ بالكَفِّ فَرْضاً خَفِيفَا)

والفَرْضُ ضربٌ من التَّمّرِ صِغارٌ لأَهْلِ عُمانَ قال

(إذا أَكَلْتُ سَمَكاً وفَرْضا ... ذَهَبْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضا)

قال أبو حنيفةَ وهو من أجِودِ تَمّرِ عُمانَ قال أخبرني بعضُ أعرابِها قال إذا أَرْطَبَتْ نَخْلتُه فَتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نَواهُ فبَقيت الكِباسةُ ليس فيها إلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريقِ والفِرَاضُ موضعٌ قال ابن أحْمَرَ

(جَزَى اللهُ قَوْمِي بالأُبُلَّة نُصْرَةً ... ومَبْدًى لهم حولَ الفِراضِ ومَحْضَرا)

فأمّا قولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(كأنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا الفِراضُ مَظِنَّةً ... ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بِيَمينِي)

فقد يكونُ أن يَعْنِي الموضَع نَفْسَه وقد يكون أن يَعْنِيَ الثُّغورَ يُشَبِّهُها بمشارِبِ المياهِ وما عليه فِراضٌ أي ثَوْبٌ وفِرْياضٌ موضعٌ
فرض
فرَضَ1 يَفرِض، فَرْضًا، فهو فارِض، والمفعول مَفْروض
• فرَض الأمرَ/ فرَض عليه الأمرَ: أوجبه وألزمه، أمر به بالقوّة "فرَض الله علينا الصلاة- فرَض حَظْرَ التجول- فرَض الرقابة على الأنباء الواردة من الخارج- {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} - {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ} " ° الصَّلوات المفروضة: الخمس الصلواتُ المكتوبات- فرَض إرادته عليه: ألزمه فعل ما يطلبه منه- فرَض حصارًا عليه: حاصره- فرَض شروطه: أملاها- يفرض جَدَلاً: يُسلِّم بصحة الشيء في غياب البرهان على ما هو عكس ذلك.
• فرَض الأمرَ: قدّره، تصوّره، استنبطه "فرض أن النتيجة ستكون حسنة".
• فرَض له شيئًا:
1 - خصّه به، عيَّنه له "فرَض له في العطاء نصيبًا- {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ} - {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} - {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ".
2 - بيَّنه وشرَّعه " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ". 

فرَضَ2 يفرِض، فُرُوضًا، فهو فارض
• فرَضت البقرةُ: كبُرت وطعنت في السِّنّ " {لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ}: كبيرة هرمة، انقطعت ولادتها من الكبر". 

فرُضَ يَفرُض، فَراضةً، فهو فارِض
• فرُض الحيوانُ: كبِر وأسنَّ " {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ". 

أفرضَ/ أفرضَ لـ يُفرض، إفراضًا، فهو مُفرِض، والمفعول مُفرَض له
• أفرض المالُ: وجبت فيه الفريضة لبلوغه نصاب الزَّكاة.
• أفرض لفلانٍ: جعل له فريضة أي حِصَّة "أفرض لزوجته من أرباح الشركة". 

افترضَ يفترض، افتراضًا، فهو مُفترِض، والمفعول مُفترَض
• افترض أمرًا: اعتبره قائمًا أو مسلّمًا به، أخذ به في البرهنة على قضيّة أو حلّ مسألة "افترض فوزه في المباراة- افترض وجودَ خلاف- افترض الباحث الاجتماعيّ الكفاءَة حلاًّ لمشكلة البطالة".
• افترض اللهُ الأحكامَ على عباده: فرضها؛ سنَّها وأوجبها. 

افتراض [مفرد]:
1 - مصدر افترضَ ° افتراضًا: على نحو افتراضيّ؛ على نحو ظنيّ أو احتماليّ.
2 - (سف) قضية مسلَّمة أو موضوعة للاستدلال بها على غيرها "تبدأ المعرفة العلميَّة بالافتراض".
3 - أن يضع الباحث فرضًا ليصل به إلى حلّ مسألة مُعيَّنة، وهي مقولة تُقبل على علَّتها دون إثبات. 

افتراضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى افتراض: ما يعتمد على الفرض أو النَّظرية بدلاً من التَّجربة أو الخبرة.
• الواقع الافتراضيّ: (حس) الواقع التّقريبيّ، محاكاة يولِّدها الحاسوب لمناظر ثلاثيّة الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكِّن النَّاظر الذي يستخدم جهازًا إلكترونيًّا خاصًّا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدو فعليّة. 

افتراضيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى افتراض: "مسألة/ معركة افتراضيّة- تبنَّى في كلمته تصوّرات وأفكار افتراضيّة تحتاج إلى الدليل".
2 - مصدر صناعيّ من افتراض: قضيّة أو فكرة يؤخذ بها في الاستدلال أو البرهنة على قضية أخرى "استطاع أن يؤكِّد صحَّة افتراضيَّته- افتراضية جَدَليَّة". 

فارِض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فرُضَ وفرَضَ1 وفرَضَ2.
2 - (فق) عالم بتقسيم المواريث. 

فَراضة [مفرد]: مصدر فرُضَ. 

فَرْض [مفرد]: ج فُروض (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَضَ1 ° على أسوأ الفروض: مع أخذ أسوأ الاحتمالات في الاعتبار- على فرْض أنّ.
2 - ما أوجبه الله على عباده "الصلاة والزكاة فرْض عَيْن على المسلمين" ° فَرْضُ عَيْن: ما أوجبه الله على كُلِّ فرد من عباده- فَرْضُ كِفاية: ما أوجبه الله على الجماعة فإذا أدّاه بعضهم سقط عن الآخرين.
3 - ما أوجبه الإنسان على نفسه أو غيره "أدّى فروض الولاء والطاعة- فروض التحيَّة".
4 - (سف) فكرة يُؤخذ بها في البرهَنة على قضية أو حلّ مسألة "قدّم الباحث فروضًا مقبولة".
5 - (سف) قضية أو فكرة توضع ثم يتحقق من صدقها أو خطئها عن طريق الملاحظة والتجربة.
6 - (فق) نصيب مقدَّر شرعًا للوارث.
7 - (فق) مرادف للواجب، وهو ما ثبت بدليل قطعيّ لا شبهة فيه، ويُثاب فاعله، ويعاقَب تاركه، ويكفَّر منكره.
• أصحاب الفروض: (فق) أصحاب الفرائض، الورثة الذين لهم أنصبة مقدَّرة في القرآن أو في السُّنّة أو بالإجماع، وهم اثنا عشر شخصًا: الزَّوج، الزَّوجة، الأب، الأمّ، الجدّ الصحيح، الجدّة الصحيحة، البنت، بنت الابن، الأخ لأم، الأخت الشقيقة، الأخت لأب، الأخت لأمّ. 

فَرَضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فريضة: عالِم بتقسيم المواريث. 

فَرْضيَّة [مفرد]: ج فَرْضِيّات:
1 - رأي علميّ لم يثبت بعد، افتراض على سبيل الجدل "كان قانون الجاذبية فرضيّة ثبت صحتها- هذا يُثبت خطأ فرضيَّتك".
2 - فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حل مسألة.
• القيمة الفَرْضيَّة: (حس) قيمة معيّنة يتّخذها تلقائيًّا نظام مشغل وتظلّ فعّالة ما لم يتمّ استبدالها بغيرها. 

فُروض [مفرد]: مصدر فرَضَ2. 

فريضة [مفرد]: ج فرائضُ:
1 - (فق) ما أوجبه الله على عباده من حدوده التي بيَّنها بما أمر به وما نهى عنه "الصلاة فريضة- طاعة الوالدين فريضة- {فَرِيضَةً مِنَ اللهِ} ".
2 - حصّة مفروضة؛ أي مُوجبة "أوجب لزوجته فريضة- {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ".
• علم الفرائض: علم يعرف به الورثة ما يستحقّون من الميراث وموانعه وكيفيّة قسمته بينهم "درس علم الفرائض".
• أصحاب الفرائض: أصحاب الفروض، الورثة الذين لهم أنصبة مقدَّرة في القرآن أو في السُّنّة أو بالإجماع، وهم اثنا عشر شخصًا: الزَّوج، الزَّوجة، الأب، الأمّ، الجدّ الصحيح، الجدّة الصحيحة، البنت، بنت الابن، الأخ لأم، الأخت الشقيقة، الأخت لأب، الأخت لأمّ. 

فرض: فرَضْت الشيء أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكثير: أَوْجَبْتُه.

وقوله تعالى: سُورةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها، ويقرأ: وفرَّضْناها، فمن

قرأَ بالتخفيف فمعناه أَلزَمْنا كم العَمل بما فُرِضَ فيها، ومن قرأَ

بالتشديد فعلى وجهين: أَحدهما على معنى التكثير على معنى إِنا فرضنا فيها

فُرُوضاً، وعلى معنى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا ما فيها من الحلال والحرام

والحدُود. وقوله تعالى: قد فرَضَ اللّه لكم تَحِلّةَ أَيْمانِكم؛ أَي بيَّنها.

وافْتَرَضَه: كفَرَضَه، والاسم الفَرِيضةُ. وفَرائضُ اللّهِ: حُدودُه

التي أَمرَ بها ونهَى عنها، وكذلك الفَرائضُ بالمِيراثِ. والفارِضُ

والفَرَضِيُّ: الذي يَعْرِف الفرائضَ ويسمى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث

فَرائضَ. وفي الحديث: أَفْرَضُكم زيد. والفَرْضُ: السُّنةُ، فَرَضَ رسول اللّه،

صلّى اللّ عليه وسلّم، أَي سَنَّ، وقيل: فَرَضَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً، قال: وهذا هو الظاهر.

والفَرْضُ: ما أَوْجَبه اللّه عزّ وجلّ، سمي بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ

وَحُدُوداً. وفرَض اللّه علينا كذا وكذا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب. وقوله عزّ وجلّ:

فمَن فرَض فيهنّ الحج؛ أَي أَوْجَبه على نفسه بإِحرامه. وقال ابن عرفة:

الفَرْضُ التوْقِيتُ. وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ، فهو مَفْرُوضٌ. وفي حديث ابن

عمر: العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِيضةٌ عادلةٌ؛ يريد العَدْل في القِسْمة

بحيث تكون على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكتاب والسنَّة، وقيل:

أَراد أَنها تكون مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب والسنة وإِن لم يَرِد بها نص

فيهما فتكون مُعادِلةً للنص، وقيل: الفَرِيضةُ العادِلةُ ما اتفق عليه

المسلمون. وقوله تعالى: وقال لأَتَّخِذنَّ من عِبادِكَ نصِيباً مَفْرُوضاً؛

قال الزجاج: معناه مؤقتاً. والفَرْضُ: القِراءة. يقال: فَرَضْتُ جُزْئي

أَي قرأْته، والفَرِيضةُ من الإِبل والبقر: ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ.

وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ: وجبت فيها الفَرِيضة، وذلك إِذا بلغت نِصاباً.

والفَرِيضةُ: ما فُرِضَ في السائمةِ من الصدقة. أَبو الهيثم: فَرائضُ الإِبل التي

تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ. يقال للقَلُوصِ التي تكون بنت سنة وهي تؤخذ

في خمس وعشرين: فَرِيضةٌ، والتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لَبُونٍ وهي

بنت سنتين: فريضةٌ، والتي تؤخذ في ست وأَربعين وهي حِقّة وهي ابنة ثلاثِ

سنين: فريضة، والتي تؤخذ في إِحدى وستين جَذَعةٌ وهي فريضتها وهي ابنة

أَربع سنين فهذه فرائضُ الإِبلِ، وقال غيره: سميت فريضة لأَنها فُرِضَتْ أَي

أُوجِبَتْ في عَدَدٍ معلوم من الإِبل، فهي مَفْروضةٌ وفَريضة، فأُدخلت

فيها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً. وفي الحديث: في الفريضة تجبُ عليه

ولا توجَدُ عنده، يعني السِّنَّ المعين للإِخراج في الزكاة، وقيل: هو

عامّ في كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ وجل. ابن السكيت: يقال ما

لهم إِلا الفَرِيضتانِ، وهما الجَذَعةُ من الغنم والحِقّةُ من الإِبل. قال

ابن بري: ويقال لهما الفرْضتانِ أَيضاً؛ عن ابن السكيت. وفي حديث

الزكاة: هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه. وأَصلُ الفرض القطْعُ.

والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي، والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند

أَبي حنيفة، وقيل: الفرْضُ ههنا بمعنى التقدير أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ

شيء وبَيَّنَها عن أَمر اللّه تعالى. وفي حديث حُنَيْنٍ: فإِن له علينا

ستّ فَرائضَ؛ الفرائضُ: جمع فَرِيضةٍ، وهو البعير المأْخوذ في الزكاة، سمي

فريضة لأَنه فَرْضٌ واجب على ربّ المال، ثم اتُّسِع فيه حتى سمي البعيرُ

فريضة في غير الزكاة؛ ومنه الحديث: مَن مَنَعَ فَرِيضةً من فَرائضِ

اللّه. ورجل فارِضٌ وفَرِيضٌ: عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ وعَلِيمٌ؛ عن

ابن الأعْرابي. والفَرْضُ: الهِبةُ. يقال: ما أَعطاني فَرْضاً ولا قَرْضاً.

والفرْضُ: العَطيّةُ المَرْسُومةُ، وقيل: ما أَعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ.

وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إِذا أَعطيته. وقد

أَفْرَضْتُه إِفْراضاً. والفرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُون، والجمع الفُروضُ.

الأَصمعي: يقال فَرَضَ له في العَطاء وفرَض له في الدِّيوانِ يَفْرِضْ

فَرْضاً، قال: وأَفْرَضَ له إِذا جعل فريضة. وفي حديث عَدِيّ: أَتيت عمر بن

الخطاب، رضي اللّه عنهما، في أُناسٍ من قَوْمِي فجعل يَفْرِضُ للرجل من

طَيِّء في أَلفين أََلفين ويُعْرِضُ عني أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لكل رجل

منهم في العَطاء أَلفين من المال. والفرْضُ: مصدر كل شيء تَفْرِضُه

فتُوجِبه على إِنسان بقَدْر معلوم، والاسم الفَرِيضةُ.

والفارِضُ: الضخْمُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ولا يقال

فارِضةٌ. ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ: ضَخْمةٌ عظيمة، وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء

فارضٌ كذلك، وبَقَرة فارضٌ: مُسِنّة. وفي التنزيل: إِنها بقَرة لا فارِضٌ

ولا بِكْر؛ قال الفرّاء: الفارِضي الهَرِمةُ والبِكْرُ الشابّة. وقد

فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت في السِّنّ، وكذلك

فَرُضَتِ البقرة، بالضم، فَراضةً؛ قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة:

لَعَمْرِي، لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً

تُجَرُّ إِليه، ما تَقُوم على رِجْلِ

ولم تُعْطِه بِكْراً، فَيَرْضَى، سَمِينةً،

فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ؟

وقال أُمية في الفارض أَيضاً:

كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ،

ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ

وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث؛

قال:

شَوْلاء مسك فارض نهيّ،

من الكِباشِ، زامِر خَصيّ

وقومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، وقيل مَسانُّ؛ قال رجل من فُقَيْم:

شَيَّبَ أَصْداغِي، فرَأْسِي أَبْيَضُ،

مَحامِلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ

مِثْلُ البَراذِينِ، إِذا تأَرَّضُوا،

أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا

لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْرِضُوا،

إِنْ قلْتَ يَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُوا

نَوْماً، وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ،

وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ

واحدهم فارِضٌ؛ وروى ابن الأَعرابي:

مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ

قال: يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قال ابن بري: ومثله قول العجاج:

في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور،

حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور

قال: وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً:

والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ

التهذيب: ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت، قال: ولم نسمع بِفَرِضَ.

وقال الكسائي: الفارِضُ الكبيرة العظيمة، وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً.

ابن الأَعرابي: الفارض الكبيرة، وقال أَبو الهيثم: الفارِضُ المُسِنّةُ.

أَبو زيد: بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة، والجمع فَوارِضُ. وبقرةٌ

عَوانٌ: من بقر عُونٍ، وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر، قال قتادة: لا،

فارِضٌ هي الهَرِمةُ. وفي حديث طَهْفةَ: لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ؛

الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، وهي الفارِضُ أَيضاً، يعني هي لكم لا

تُؤْخذُ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل

نِصابٍ ما فُرِضَ فيه. ومنه الحديث: لكم الفارِضُ والفرِيضُ؛ الفَرِيضُ

والفارِضُ: المُسِنّةُ من الإِبل، وقد فَرَضَت، فهي فارِضٌ وفارِضةٌ

وفَرِيضةٌ، ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ؛ قال

العجاج:نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ،

مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ

هَوْلٌ يَدُقُّ بكم العِراضِ،

يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ

(* قوله: العراض بالكسر؛ هكذا في الأصل ولعلها العراضي بالياء

المشدّدة.)كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ

أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ

قال: ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي

نخلاً كثيرة وكان ماؤها عذباً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ،

عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ،

له قُروء كقُروء الحائِضِ

عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة؛ وقوله:

له قروء كقروء الحائض

يقول: لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض. ويقال: أَضمر عليّ

ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً، بغير هاء، أَي عظيماً، كأَنه ذو فَرْض أَي

ذو حَزٍّ؛ وقال:

يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض

والفَرِيضُ: جِرّةُ البعير؛ عن كراع، وهي عند غيره القَريضُ بالقاف،

وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي

السَّير وغيره، وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه. وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض؛ الفرض: الحَزُّ في الشيء والقطعُ،

والقِدْحُ: السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ. وفي صفة

مريم، عليها السلام: لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها

يعني قبل المسيح. قال: ومنه قوله تعالى: لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً

مَفْرُوضاً؛ أَي مؤقتاً، وفي الصحاح: أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً. وفَرْضُ

الزَّنْد: حيث يُقْدَحُ منه. وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ

وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فيهما حَزّاً. وقال الأَصمعي:

فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه. والفَرْضُ:

اسم الحز، والجمع فُروضٌ وفِراضٌ؛ قال:

منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ، غيَّرَ لَوْنَها

بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، واليابسِ الجَزْلِ

التهذيب في ترجمة فرض: الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ

الجُعَلِ؛ وأَنشد:

إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له

مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ

قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التفريض، بالفاء، من الفرْض وهو

الحز. وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً، قال: وهذا البيت

رواه الثِّقاتُ أََيضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين، وهو في شعر

الشماخ، وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها،

وقال الباهلي: أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل.

والمِفْرَضُ: الحديدة التي يُحَزّ بها.

وقال أَبو حنيفة: فراض النحل

(* قوله «فراض النحل» كذا بالنسخة التي

بأَيدينا، والذي في شرح القاموس: الفراض ما تظهره إلخ.») ما تظهره

الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت. قال: والفراض إِنما يكون في الأُنثى من

الزندتين خاصة. وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ: حَزَّه.

والفَريضُ: السهم المَفْروض فُوقُه. والتفْريضُ: التحزيز. والفَرْضُ:

العَلامةُ؛ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ

للقِدْح. الفراء: يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً، قال: والغُروبُ

ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد، وقيل: الأَشْرُ تحزيز

في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها، واحدها غَرْبٌ. والفَرْضُ:

الشّقُّ في وسَط القبر. وفَرَضْت للميت: ضَرَحْت.

والفُرْضةُ: كالفَرْضِ. والفَرْضُ والفُرْضةُ: الحَزّ الذي في القوْس.

وفُرْضة القوس: الحز يقع عليه الوتَر، وفَرْضُ القوسِ كذلك، والجمع

فِراضٌ. وفُرْضةُ النهر: مَشْرَبُ الماء منه، والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ. الأَصمعي:

الفُرْضةُ المَشْرَعةُ، يقال: سقاها بالفِراضِ أَي من فُرْضةِ النهر.

والفُرْضة: الثُّلْمة التي تكون في النهر. والفِراضُ: فُوَّهةُ النهر؛ قال

لبيد:

تجري خزائنه على مَن نابَه،

جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ

وفُرْضةُ النهر: ثُلْمَتُه التي منها يُسْتقى. وفي حديث موسى، عليه

السلام: حتى أَرْفَأ به عند فرضة النهر أَي مَشْرَعَتِه، وجمع الفرضة فُرَضٌ.

وفي حديث ابن الزبير: واجعلوا السيوف للمنايا فُرَضاً أَي اجعلوها

مَشارِعَ للمنايا وتَعَرَّضُوا للشهادة. وفُرْضَةُ البحر: مَحَطُّ السفُن.

وفُرْضةُ الدواةِ: موضع النِّفْس منها. وفُرْضة الباب: نَجْرانُه.

والفَرْضُ: القِدْحُ؛ قال عبيدُ بن الأَبرص يصف بَرْقاً:

فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِيطِ، أَو الـ

ـفَرْضِ بكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ

والمُسْمِرُ: الذي دخل في السَّمَرِ. والفَرْضُ: التُّرْسُ؛ قال صخر

الغي الهذلي:

أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَشِيـ

ـرِ، قَلَّبَ بالكفِّ فَرْصاً خَفِيفَا

قال أََبو عبيد: ولا تقل قُرْصاً خفيفا. والفَرْضُ: ضرب من التمر، وقيل:

ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان؛ قال شاعرهم:

إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَرْضا،

ذهَبْتُ طُولاً وذهَبْتُ عَرْضا

قال أَبو حنيفة: وهو من أَجود تمر عُمانَ هو والبَلْعَقُ، قال: وأَخبرني

بعض أَعرابها قال: إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها

تَساقَطَ عن نواه فبقيت الكِباسةُ ليس فيها إِلا نَوىً معلَّق

بالتَّفارِيق.

ابن الأَعرابي: يقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ

والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ.

والفِراضُ: موضع؛ قال ابن أَحمر:

جزَى اللّه قَوْمي بالأُبُلَّةِ نُصْرةً

ومَبْدىً لهم، حَولَ الفِراضِ، ومَحضَرا

وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كأَنْ لم يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً،

ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِيني

فقد يجوز أَن يَعْنِيَ الموضع نفْسَه، وقد يجوز أَن يعني الثغور يشبهها

بمشارِعِ المياهِ، وفي حديث ابن عمر: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

استقبل فُرْضَتَيِ الجبلِ؛ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه وجانبه.

ويقال للرجل إِذا لم يكن عليه ثوب: ما عليه فِراضٌ أَي ثوب، وقال أَبو

الهيثم: ما عليه سِتْرٌ. وفي الصحاح: يقال ما عليه فِراضٌ أَي شيءٌ من

لِباسٍ. وفِرْياضٌ: موضع.

فرض

1 فَرَضَهُ, (S, A, O, Msb, &c.,) aor. ـِ (Msb, TA, &c.,) inf. n. فَرْضٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) He made a mark in it, or upon it, by notching, or otherwise: (O:) he notched it: made a notch, or an incision, in it; (S, O, Msb, K;) namely, a piece of wood, (Msb,) a زَنْد, [or rather فَرَضَهَا said of a زَنْدَة, from which fire is produced,] and a سِوَاك [or toothstick], (S, O,) and in like manner a bow; (A;) as also [↓ افترضهُ; (see this verb below;) and] ↓ فرّضهُ, inf. n. تَفْرِيضٌ: (K:) or this last signifies he notched it much; or made notches in it; (S, O, TA;) or you say, فَرَضَ قَوْسَهُ and فَرَّضَ قِسِيَّهُ: (A:) and فَرَضَهُ signifies he notched it with his teeth; namely, a tooth-stick: (As:) and he cut it; namely, a thing; or a hard thing; which is said by some to be the primary signification: (TA:) and he (a tailor) cut it out; namely a garment: (Kull p. 275:) and he cut it out and made it round; namely a shield: (TA:) and فَرْضٌ also signifies the cutting, or dividing, lengthwise; cleaving; or the like; applied in a general manner; or the making a trench, or an oblong excavation, in the middle of a grave; فَرَضْتُ لِلْمَيِّتِ signifying I made a trench, or an oblong excavation, in the middle of a grave, for the corpse. (TA.) A2: فَرَضَ لَهُ, [aor. and] inf. n. as above, (K, &c.,) He apportioned to him [a thing]: he appointed to him [a thing]: (Bd in xxxiii. 38, and TA: *) because that which is apportioned, or appointed, [to a person] is cut off from the thing from which it is apportioned, or appointed: (TA:) he made [a thing] lawful, or allowable, to him; (Jel in xxxiii. 38, and Kull in p. 275, and TA; *) relating to a case into which a man has brought himself: (Kull:) this is said to be the meaning when the phrase فَرَضَ اللّٰهُ لَهُ occurs in the Kur: (TA:) he appointed, or assigned, to him a definite portion; (K;) as also له ↓ افرض. (O, L, K.) You say فَرَضَ لَهُ فِى

العَطَآءِ [He appointed, or assigned, to him a definite portion in the gift]. (As, S.) And فَرَضَ لَهُ فِى الدِّيوَانِ (As, S, A) [He appointed, or assigned, to him a definite portion in the register of soldiers or pensioners; or] he registered his stipend therein. (As, A, TA.) And فَرَضَهُ, (S,) and ↓ افرضهُ, (S, K,) He gave to him. (S, O, K.) b2: فَرَضَ, (S, A, Mgh, Msb,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) also signifies He (God, S, A, Mgh, Msb) made a thing, (S, TA,) or prayer, (A, Mgh,) or statutes or ordinances, (Msb,) obligatory, or binding, syn. أَوْجَبَ, (S, A, Mgh, Msb, TA,) by a known decree, (TA,) [or He imposed a thing &c.,] عَلَى إِنْسَانٍ on a man, (TA,) or عَلَيْنَا on us; (S;) and so ↓ اِفْتَرَضَ: (S, A, Mgh, O, K:) or فَرْضٌ is like إِيجَابٌ; but the latter is so termed in consideration of its befalling; and the former is so called in consideration of the sentence, or decree, respecting it: (B:) [this is said in books on the law, in explanation of the opinion of Aboo-Haneefeh, as opposed to that of Esh-Sháfi'ee: for] accord. to Esh-Sháfi'ee, these two terms are alike; (L, TA;) but accord. to Aboo-Haneefeh, the difference between الوَاجِبُ and الفَرْضُ is like the difference between heaven and earth: (TA:) this distinction, however, is founded upon contested derivations of the two terms: (Kull p. 276:) and it is said that wherever the phrase فَرَضَ اللّٰهُ عَلَيْهِ occurs, it means إِيجَابٌ. (TA.) Also He (the apostle of God) instituted, or prescribed, [a thing as a statute, or an ordinance, or a command or prohibition;] syn. سَنَّ; (O, K;) on the authority of IAar alone: (O, TA:) but accord. to others, he made necessarily obligatory or binding; and this, says Az, is the obvious meaning. (TA.) Also He (a judge) decreed, or adjudged, [TA.) Also He (a judge) decreed, or adjudged, [a thing, as, for instance,] expenses [&c.]. (Msb.) Also He assigned, or appointed, a particular time for doing a thing; or he determined, defined, or limited, a thing as to time, or otherwise; the inf. n., فَرْضٌ, being syn. with تَوْقِيتٌ: (Ibn-'Arafeh, A, O, K:) as in the phrase فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ [And whoso determineth the performance of the pilgrimage therein]; (Ibn-'Arafeh, O, K;) occurring in the Kur [ii. 193]; and in like manner it is expl. by Ibn-'Arafeh as occurring in xxxiii. 38 of the Kur (O, TA:) but the phrase quoted above is also expl. as meaning and whoso maketh it obligatory, or binding, on himself to perform the pilgrimage therein, by his entering upon the state of إِحْرَام. (TA.) b3: سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا, (K,) in the Kur, [commencing chap. xxiv.,] (TA,) means [This is a chapter which we have revealed and] in which we have set down the obligatory statutes: (O, K:) or in which we have bound you to do according to what is made obligatory therein: (Az, O:) or, as some read, ↓ وَفَرَّضْنَاهَا, (S, O, K, *) meaning and in which we have set down obligatory statutes, (O, L, K,) one after another: (O, K:) or which we have distinctly explained: (Az, S, O, K:) or we have distinctly explained what is in it, of lawful and unlawful [things]. (T, TA.) b4: فَرْضٌ also signifies The act of reading, or reciting. (IAar, O, K.) You say, فَرَضْتُ جُزْئِى I read, or recited, my portion. (O, TA.) A3: فَرُضَ, inf. n. فَرَاضَةٌ, He was, or became, skilled in the فَرَائِض; (A, O, K, TA;) i. e. in the science of the division of inheritances. (TA.) MF says that, accord. to IKtt, the verb is also written فَرَضَ, like كَتَبَ: but [says SM] what I find in his “ Kitáb el-Abniyeh ” is the mention of the two modes of writing in the instance of فرضت said of a cow; and the verb applied to a man he has not mentioned. (TA.) A4: فَرَضَتْ, aor. ـِ inf. n. فُرُوضٌ; and فَرُضَتْ, inf. n. فَرَاضَةٌ; She (a cow) became old, aged, far advanced in age, (S, O, K,) or extremely old. (TA.) b2: And فَرَضَ, inf. n. فُرُوضٌ, signifies It (a thing) became wide; it widened, or dilated. (TA.) 2 فَرَّضَ see 1, first sentence: and again, in the last quarter of the paragraph.

A2: فرّض, inf. n. تَفْرِيضٌ, said of a man, He had a فَرِيضَة [to give from] among his camels. (O, K.) 4 افرض لَهُ: and افرضهُ: see 1, latter part of the first half of the paragraph.

A2: أَفْرَضَتِ المَاشِيَةُ The beasts amounted to the number which rendered it obligatory on the owner to give from among them a فَرِيضَة. (S, O, K. *) 8 افترضهُ: see 1, first sentence. b2: لَمْ يَفْتَرِضْهَا وَلَدٌ, occurring in a trad., means [A child had not been brought forth by her; lit.] لَمْ يَحُزَّهَا, and لَمْ يُوءَتِّرْهَا [a mistake for لم يُوءَشِّرْهَا]. (TA.) A2: See also 1, latter part of the first half of the paragraph.

A3: افترض الجُنْدٌ The soldiers received their stipends. (A, K.) A4: افترض القَوْمُ The people, or company of men, perished, none of them remaining; syn. انقرض. (K.) فَرْضٌ A mark [made by notching, or otherwise; as is shown by the first explanation of 1]: (TA:) a notch, or an incision, in a thing: (O, TA:) of a bow, (S, A, K,) the place of the string; (K;) the notch (S, A, O) in the curved extremity thereof, (A,) into which the string falls; (S, O;) as also ↓ فُرْضَةٌ; (A, TA;) or this is the place of the notch for the string thereof: (Msb:) pl. of the former فِرَاضٌ (S, O, K) and فُرُوضٌ; (TA;) and of the latter فُرَضٌ (Msb, TA) and فِرَاضٌ: (Msb:) also, of a زَنْد, (S, K,) or [rather] of a زَنْدَة, (A,) the notch; (K;) or the place, or part, whence the fire is produced; (S, K;) the hole, or perforation, that is made in the head thereof, into which the زَنْد is put, and then twisted round, in producing fire; also called وَكْرٌ; (A;) and ↓ فُرْضَةٌ signifies the same: (TA:) and فُرَضٌ also signifies notches in an unfeathered and headless arrow [such as is used in the game called المَيْسِر]. (TA.) A2: I. q. ↓ مَفْرُوضٌ (A, Msb, K) [Apportioned: appointed; made lawful, or allowable: and] a thing made obligatory, or binding, by God; (S, A, O, K;) for neglecting which one will be punished; like وَاجِبٌ; accord. to EshSháfi'ee; (TA in art. وجب;) because it has marks and limits; (S, O, TA;) said to be from the same word signifying “ a mark,” because it inseparably pertains to a man, like a mark; (TA;) or, as some say, because it necessarily pertains to a man like as does the فَرْض, i. e. notch, to the arrow; (O, TA;) as also ↓ مُفْتَرَضٌ: (TA:) pl. فُرُوضٌ. (Msb.) As a law-term, it is of two sorts, فَرْضُ عَيْنٍ and فَرْضُ كِفَايَةٍ: the former is That whereof the observance is obligatory on every one, and does not become of no force in respect of some in consequence of the observance [thereof] by some [others]; as religious belief, and the like: the latter is That whereof the observance is obligatory on the collective body of the Muslims, and, in consequence of the observance [thereof] by some, becomes of no force in respect of the rest; as warring against unbelievers, and the prayer over the dead in the bier. (KT.) Yousay, هٰذَا أَمْرٌ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ, and ↓ مَفْرُوضٌ, and ↓ مُفْتَرَضٌ, This is [a thing] made obligatory, or binding, on them by God. (TA.) And حَقُّكَ فَرْضٌ, and ↓ مَفْرُوضٌ, and ↓ مُفْتَرَضٌ, Thy right, or due, is [a thing] made obligatory, or binding, by God. (A.) ↓ نَصِيبًا مَفْرُوضًا, in the Kur [iv. 8 and 118], means A share, or portion, determined, defined, or limited, as to time, or otherwise: (Zj, Ibn-'Arafeh:) or, in iv. 118, a share, or portion, cut off and limited. (S, O.) [See also فَرِيضَةٌ.]

b2: A statute, an ordinance, a command or prohibition, of the Apostle of God; syn. سُنَّةٌ. (IAar, O, K.) [But فَرْضٌ is generally distinguished from سُنَّةٌ: the former, for instance, being applied to prayer appointed in the Kur-án; and the latter, to prayer appointed by Mohammad without allegation of a divine order.] b3: A gift, or a soldier's stipend or pay, syn. عَطَآءٌ, (A,) or عَطِيَّةٌ, (S, O, K,) assigned, or appointed. (S, O, K. *) In the copies of the K, مَوْسُومَة is put by mistake for مَرْسُومَة. (TA.) You say, مَا أَصَبْتُ مِنْهُ فَرْضًا وَلَا قَرْضًا I did not obtain from him an assigned, or appointed, gift, or soldier's stipend, (S, O, TA,) nor a gift to be requited, or a loan. (O, TA.) And فَرْضٌ also signifies A thing which one makes obligatory, or binding, on himself, and freely gives: or a thing which one gives liberally, not for a recompense. (IDrd, O, K.) A3: Also Soldiers who receive stipends; (K:) so accord. to Lth, as related by Az; but [Sgh says] I have not found it in the book of Lth: (O:) or soldiers having definite portions assigned to them: (A:) pl. فُرُوضٌ. (A, TA.) Yousay, عِنْدَهُ مِائَةٌ مِنَ الفَرْضِ He has with him a hundred soldiers &c. (A.) A4: A shield. (S, O, K.) Sakhr-el-Gheí says, describing lightning, (O, TA,) likening it to a light shield which an announcer of tidings was turning over and over with his hands that a party might see it and be gladdened [by the signal], (TA,) أَرِقْتُ لَهُ مِثْلَ لَمْعِ البَشِيرِ يُقَلِّبُ بِالكَفِّ فَرْضًا خَفِيفًا [I was sleepless by reason of it, it being (in its flickering) like the signalling of the announcer of tidings turning over and over with the hand a light shield]: one should not say قُرْصًا خفيفا. (S, O, TA: but my copies of the S have قَلَّبَ instead of يُقَلِّبُ.) [See also what follows.] b2: And A stick, or piece of wood; syn. عُودٌ; thus [it means] in the verse (فِى البَيْتِ) accord. to El-Jumahee, (O, TA,) i. e. in the verse above-cited: (TA:) he says, الفَرْضُ فِى البَيْتِ عُودٌ: (O, TA:) whence the author of the K has been misled to explain الفَرْضُ as meaning عُودٌ مِنْ أَعْوَادِ البَيْتِ. (TA.) b3: And An arrow before it has been furnished with feathers and a head: (Akh, S, O, TA:) a meaning also heard by El-Jumahee: (O, TA:) and to this, in the hand of the player, 'Abeed ElAbras has likened lightning, accord. to the S; but Sgh says, in the TS, that he did not find the verse cited by J in the poetry of 'Abeed. (TA.) b4: And A piece of rag: another explanation heard by El-Jumahee. (O.) b5: And A garment, or piece of cloth: (O, K:) a meaning mentioned by As on the authority of some one or more of the Arabs of the desert, of Hudheyl. (O.) [See also فِرَاضٌ.] b6: And it is said that in the verse cited above it means the notch in the زَنْد [or rather زَنْدَة, mentioned in the first sentence of this paragraph]. (O, TA.) A5: A sort of dates (S, O, Msb, K) of 'Omán: (Msb:) As says that the best dates of 'Omán are these and the بَلْعَق: (S, O:) and AHn says, Certain of the desertArabs of 'Omán informed me that when the tree thereof has its fruit ripened, and the gathering is delayed, the fruit falls from its stones, and the raceme remains with nothing upon it but stones hanging to the ثَفَارِيق [by which they are attached to the ends of the stalks]. (TA.) فِرْضٌ The fruit of the دَوْم [or Theban palm] while continuing red. (AA, O, * K.) فُرْضَةٌ: see فَرْضٌ, first sentence, in two places, b2: A gap, or an opening, in a wall and the like: pl. فُرَضٌ. (Msb.) b3: A gap, or breach, in the bank of a river, (S, Mgh, O, Msb, K,) whence one draws water, (S, O, K,) or by which one descends to the water, (Mgh, Msb,) and by which the ships, or boats, ascend; (Msb;) i. e. (Mgh) its مَشْرَعَة: (As, A, Mgh:) pl., in this and the following senses, فُرَضٌ (TA) and فِرَاضٌ. (A, TA.) Hence the saying, in a trad., فَاجْعَلُوا السُّيُوفَ لِلْمَنَايَا فُرَضًا (assumed tropical:) Therefore make ye the swords to be مَشَارِع [here used in the sense of means of access] to death; (O, TA;) and offer, or expose, yourselves to martyrdom. (TA.) Hence also, فِرَاضٌ is used in the sense of ثُغُورٌ [pl. of ثَغْرٌ, q. v.]. (TA.) b4: Of a sea, or great river, The place where ships unload; syn. مَحَطُّ السُّفُنِ: (S, O, K:) or where they are stationed, near the bank of a river, or near the land. (Mgh.) b5: Of a receptacle for ink, The place of the ink. (S, O, K.) b6: Of a door, The نَجْرَان [or piece of wood in which is the foot; i. e. upon which turns the foot]. (S, O, K.) b7: Of a mountain, A part sloping down from the middle and side. (TA.) A2: فُرْضَتَانِ i. q. فَرِيضَتَانِ, q. v., accord. to ISk. (IB.) فَرَضِىٌّ and ↓ فَارِضٌ (S, A, Mgh, O, K) and ↓ فَرَّاضٌ (A, Mgh, B) and ↓ فَرِيضٌ (A, O, L, K) A man skilled in the science of the فَرَائِض; (S, * A, Mgh, O, K, * B;) i. e. in the science of questions relating to inheritance; (Mgh;) or in the science of the division of inheritances. (TA.) فِرَاضٌ The mouth of a river or rivulet. (S, O, K. *) b2: And Roads, or ways. (Lth, O, K.) [In this latter sense, app., (as well as in others shown above,) pl. of فُرْضَةٌ, q. v.]

A2: Also The fire that is elicited from the زَنْدَة. (AHn, TA.) [See also فَرْضٌ (of which it is a pl.), first sentence.]

A3: and Clothing: (S, O, K:) one says, مَا عَلَيْهِ فِرَاضٌ There is not upon him any clothing; (S, O;) or, accord. to AHeyth, covering. (TA.) [See also فَرْضٌ, near the end.]

فَرِيضٌ An arrow having its notch cut; (S, A, O, K;) as also ↓ مَفْرُوضٌ. (TA.) b2: See also فَرَضِىٌّ: A2: and see فَارِضٌ.

A3: Also The cud of the camel; accord. to Kr: but accord. to others this is called, قَرِيض [q. v.], with ق. (TA.) فَرِيضَةٌ, of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: pl. فَرَائِضُ: said by some to be derived from فَرْضٌ signifying the act of “ apportioning,” or “ appointing; ” because فرائض are apportioned, or appointed: by others said to be from فَرْضٌ in relation to a bow. (Msb.) [These remarks apply to the word in all the senses here following.] b2: A subst. signifying A thing made obligatory, or binding, on a person or persons, (S, Mgh, TA) by God; (S, TA;) an obligatory statute or ordinance of God, in a general sense: pl. as above. (TA.) b3: A portion, or share, made obligatory, or binding, (K, * TA,) on a man: (TA:) or anything apportioned, or appointed: [and particularly a primarily-apportioned inheritance: (see an ex. in the first paragraph of art. عول:)] and hence, فَرَائِضُ is applied to the portions, or shares, of inheritances; [i. e. the fixed primary portions of inheritances assigned by the Kur-án; which are a half, third, fourth, sixth, and eighth;] because they are apportioned, or appointed, to their several owners. (Mgh.) and hence, (Mgh,) عِلْمُ الفَرَائِضِ, and elliptically الفَرَائِضُ, (S, * Mgh, O, * Msb,) The science of the division of inheritances; (S, O, TA;) or the science of questions relating to inheritance. (Mgh.) It is said in a trad., (Mgh,) تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ العِلْمِ, accord. to the relation commonly followed, with the pron. fem., referring to الفرائض; and وَعَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ, with the pron. masc., referring to عِلْم understood as prefixed to الفرائض; [i. e. Learn ye the science of the division of inheritances, &c., and teach ye it to (other) men, for it is the half of science:] it is said to be called the half of science in consideration of the division of statutes into those which pertain to the living and those which pertain to the dead; or by way of amplification. (Mgh, * Msb.) The phrase الفَرِيضَةُ العَادِلَةُ [The equitable portion of inheritance], in a trad. of Ibn-'Omár, is that respecting which the Muslims have agreed: or that for which the authority is elicited from the Kur-án and the Sunneh without there being in these any express statute respecting it: or that is equitably divided, agreeably with the portions and shares mentioned in the Kur-án and the Sunneh. (TA.) b4: What is made obligatory, or binding, [on the owner, to give,] of pasturing beasts, [i. e. camels,] in payment of the poor-rate; (S, O, K;) the camel that is taken in payment of the poor-rate: so termed because it is made obligatory to be given, of a certain number of camels: the ة is added because the word is made a subst., not an epithet: pl. فَرَائِضُ: (TA:) فَرَائِضُ الإِبِلِ signifying the dues of the poor-rate, of camels: (A, Mgh: *) the فريضة of twenty-five camels is a بِنْت مَخَاض, (Mgh,) or she-camel one year old; (AHeyth;) that of thirty-six, a بِنْت لَبُون, (AHeyth, Mgh,) or she-camel two years old; (AHeyth;) that of forty-six, a حِقَّة, or she-camel three years old; and that of sixty-one, a جَذَعَة, or she-camel four years old. (AHeyth.) الفَرِيضَتَانِ signifies The جَذَعَة of sheep, or goats, with the حِقَّة of camels; (ISk, S, O, K;) and ↓ الفُرْضَتَانِ signifies the same, accord. to ISk. (IB.) And فَرِيضَةٌ, by an extension of its meaning, is applied to A camel, in other cases than those of the poor-rate. (TA.) b5: See also فَارِضٌ.

فِرْيَاضٌ Wide, or broad. (O, K.) فَرَّاضٌ: see فَرَضِىٌّ.

فَارِضٌ: see فَرَضِىٌّ.

A2: Old, aged, or advanced in age; applied to a cow; (S, A, O;) in the Kur ii. 63; (S, O;) and to a ram: (TA:) or extremely aged; or old and weak; applied to a cow; (Fr, Katádeh;) as also فَارِضَةٌ and ↓ فَرِيضٌ (TA) and ↓ فَرِيضَةٌ: (K, TA: [but to what these are applied is not shown further than by their being mentioned as fem. epithets:]) or large and fat; applied to a cow: pl. فَوَارِضُ: (Az:) and the pl. also signifies sound, or healthy, and large; (Ibn-'Abbád, O, TS, K;) not small, nor diseased: (Ibn-'Abbád, O, TS:) and, contr., diseased. (Ibn-'Abbád, O, TS, K.) b2: (tropical:) Old, aged, or advanced in age, and large, big, or bulky; applied to a man: (TA:) or large, big, or bulky; applied to a man; (S, A, O, K;) and to a full-grown unripe date (بُسْرَة); (A, TA;) and to the bursa faucium of a camel (شِقْشِقَة); and to a uvula (لَهَاة); (O, K;) and to a skin for water or milk (سِقَآء); (IB;) and to a beard (لِحْيَة); (A, O, K;) or, applied to this last, it is with ة; (Akh, S;) or with and without ة: (L:) and without ة, applied in the same sense to anything; (S, O, K;) being masc. and fem.: (As, O:) pl. فُرَّضٌ, (IAar, S, A, O, K,) applied to men; (IAar, S, A, O;) or this, so applied, signifies goodly, or handsome: (TA:) and فَوَارِضُ is applied to dates [&c.]. (A, TA.) Also (assumed tropical:) Old, or ancient; (K;) applied to a thing. (TA.) You say ضِغْنٌ فَارِضٌ (tropical:) Great rancour, or malevolence, or malice; (L;) as also ضَغِينَةٌ فَارِضٌ: (A, L:) or old rancour, &c. (O.) And ضَبٌّ فَارِضٌ (tropical:) Great enmity. (IAar.) أَفْرَضُ The most [and more] skilled, of men, in the science of the فَرَائِض; (S, Mgh, O, K; *) i. e. in the science of the division of inheritances; (S, O, TA;) or in the science of questions relating to inheritance. (Mgh.) It is said in a trad., أَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ The most skilled, of you, &c., is Zeyd. (S, Mgh.) مِفْرَضٌ An iron instrument with which notches, or incisions, are made. (S, O, K.) مُفَرَّضٌ Notched much, or in many places; serrated; or jagged. (El-Báhilee.) b2: And hence, The [kind of beetle called] جُعَل: (El-Báhilee:) or the male of the [beetles called] خَنَافِس. (IAar.) مَفْرُوضٌ: see فَرِيضٌ: A2: and see also فَرْضٌ, as syn. with مَفْرُوضٌ, in four places.

مُفْتَرَضٌ: see فَرْضٌ, as syn. with مَفْرُوضٌ, in three places.
فرض
الفَرْضُ، كالضَّرْبِ: التَّوْقِيتُ، قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فكُلُّ وَاجبٍ مُؤَقَّتٍ فَهُوَ مَفْرُوضٌ، وكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: مَا كَانَ عَلَى النَّبيِّ مِنْ حَرَجٍ فيمَا فَرَضَ الله لَهُ أَي وَقَّتَ اللهُ لَهُ، وكَذلكَ قَوْلُه تَعَالَى: نَصِيباً مَفْرُوضاً، أَي مُؤَقَّتَاً، كُلُّ ذلكَ من تَفْسير ابْنِ عَرَفَةَ، وكَذلكَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ مَفْرُوضاً. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ أَي أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِه بإِحْرامِه. الفَرْضُ: الحَزُّ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ: فَرَضْتُ الزَّنْدَ والسِّوَاكَ.
وفَرْضُ الزَّنْدِ حَيْث يُقْدَحُ مِنْهُ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابيّ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فَرَضَ مِسْوَاكَهُ فَهُوَ يَفْرَضُهُ فَرْضاً، إِذَا حَزَّهُ بأَسْنَانِه. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضيَ اللهُ عَنه أَنَّهُ اتَّخَذَ عَامَ الجَدْبِ قِدْحاً فِيهِ فَرْضٌ، القِدْحُ: السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ الرِّيشُ والنَّصْلُ. والفَرْضُ: الحَزُّ فِي الشَّيْءِ والقَطْعُ، التَّفْرِيضِ، وَهُوَ التَحْزِيزُ، وَقد صَحَّفَهُ اللَّيْثُ فِي قَوْل الشَّمَّاخ:
(إِذَا طَرَحَا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى لَهُ ... مُفَرَّضُ أَطْرَافِ الذِّرَاعَيْن أَفْلَجُ)
فرَوَاهُ مُقَرَّض، بالقَافِ، وَهُوَ بالفَاءِ كَمَا رَوَاه الثِّقَات. قَالَ الباهِلِيُّ: أَرادَ الشَّمَّاخُ بالمُفَرَّضِ المَحَزَّرَ، يَعْنِي الجُعَلَ، نَبَّهَ عَلَيْه الأَزْهَرِيّ. قَالَ: وأَرَادَ بالشّأْوِ: مَا يُلْقِيهِ العَيْرُ والأَتَانُ من) أَرْوَاثِهِما. وقالُوا: الجُعْلانُ مُفَرَّضَةٌ، كأَنَّ فِيها حُزُوزاً. الفَرْضُ من القَوْس: مَوْقِعُ الوَتَرِ. وَفِي الصّحاح: فَرْضُ القَوْسِ: الحَزُّ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الوَتَرُ. ج فِرَاضٌ وفُرُوضٌ أَيْضاً. قَالَ الشّاعِر:
(مِنَ الرَّضَمَاتِ البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَهَا ... بَنَاتُ فِرَاضِ المَرِخِ واليَابسُ الجَزْلُ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي فِرَاضٍ جَمْعِ فَرْضٍ بمَعْنَى الحَزِّ. الفَرْضُ: مَا أَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى، كالمَفْرُوض، هكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، ولَوْ قَالَ، كالتَّفْرِيضِ، كَانَ أَحْسَنَ، كَمَا فِي اللّسَان. قَالَ: والتَّشْديدُ للتَّكْثِيرِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّ لَهُ مَعَالِمَ وحُدُوداً. وَفِي العُبَاب: وقيلَ: لأَنَّهُ لازِمٌ للعَبْدِ كُلزُومِ الفَرْضِ للقِدْحِ، وَهُوَ الحَزُّ فِيهِ. وَفِي البَصَائِر: الفَرْضُ كالإِيجابِ، لكِن الإِيجاب اعْتِبَاراً بوُقُوعِهِ، والفَرْض اعْتِبَاراً بقَطْعِ الحُكْمِ فِيهِ. وَفِي اللّسَان: وهما سِيَّانِ عِنْدَ الشَّافِعِيّ، رَحِمَهُ الله. قُلْتُ: وعنْدَ أَبِي حَنيفَةَ: الفَرْقُ بَيْنَ الواجِب والفَرْضِ، كالفَرْق بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ. وقيلَ: كُلُّ مَوْضعٍ وَرَدَ: فَرَضَ الله عَلَيْه، فبمَعْنَى الإِيجابِ، وَمَا وَرَدَ من: فَرَضَ اللهُ لَهُ، فَهُوَ أَن لَا يَحْظُرَهُ عَلَى نَفْسِه.الفَرْضُ: القِرَاءَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. يُقَالُ: فَرَضْتُ جُزْئِي، أَي قَرَأْتُهُ. الفَرْضُ: السُّنَّةُ. يُقَالُ: فَرَضَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ، أَيْ سَنَّ، تَفَرَّد بِهِ ابنُ الأَعْرَابيّ. وَقَالَ غَيْرُه: فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، أَيْ أَوْجَبَ وُجُوباً لاَزِماً.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهذَا هُوَ الظَّاهِر. الفَرْضُ: نَوْعٌ، وَفِي الصّحاح: جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَجْوَدُ تَمْرِ عُمَانَ الفَرْضُ، والبَلْعَقُ، قَالَ شاعِرُهُم: إِذَا أَكَلْتُ سَمَكاً وفَرْضَا ذَهَبْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضَا كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي العُبَاب: وزَعَم أَبُو النَّدَى أَنَّهُ من مُدَاعَبَاتِ الأَعْرَابِ. قَالَ: والإِنْشَادُ الصّحاح: لَو اصْطَبَحْتُ قارِصاً ومَحْضَا ثُمَّ أَكَلْتُ رائِباً وفَرْضَا والزُّبْدَ يَعْلُو بَعْضُ ذَاكَ بَعْضَا ثُمّ شَرِبْتُ بَعْدَهُ المُرِضَّا سَمَقْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضَا كَأَنَّمَا آكُلُ مَالاً قَرْضَا)
وَفِي اللِّسَان: قَالَ أَبُو حنِيفَةَ: وأَخْبَرَني بَعضُ أَعْرَابِ عُمَانَ قَالَ: إِذا أَرْطَبَتْ نَخْلَتُه فتُؤُخِّرَ عَن اختِرَافِهَا تَسَاقَطَ عَن نَوَاهُ فبَقِيَت الكِبَاسَةُ لَيْسَ فِيهَا إِلاّ نَوىً مُعَلَّقٌ بالتَّفَارِيق قَالَ اللَّيْثُ: الفَرْضُ: الجُنْدُ يَفْتَرِضُون، أَي يَأْخُذُون عَطَايَاهُمْ، والجَمْعُ الفُرُوضُ، هَكَذَا رَوَاهُ الأَزْهَريّ عَنهُ. قَالَ الصَّاغَانيّ: وَلم أَجِدْهُ فِي كتَابِ اللّيْثِ. الفَرْضُ: التُّرْسُ. نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ: وأَنْشَدَ لصَخْرِ الغَيِّ يَصِفُ بَرْقاً، كَمَا فِي العُبَاب: (أَرِقْتُ لَهُ مِثْل لَمْعِ البَشيرِ... يُقَلِّبُ بالكَفِّ فَرْضاً خَفِيفَا)
قلتُ: ويُرْوَى قَلَّبَ بالكَفِّ. وقرأْتُ فِي شَرْحِ الدِّيَوان: الفَرْضُ: تُرَيْسٌ خَفِيفٌ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ فُرِضَ، أَي قُدَّ وأُدِيرَ. شَبَّه البَرْقَ بتُرْسٍ خَفيف يُقَلِّبه بَشِيرٌ بيَدِه لَيَرَاهُ قَوْمٌ فيَتَبَشَّرُوا، شُبِّهَ بالفَرْضِ لِسُرْعَتِه. وَفِي الصّحاح: وَلَا تَقُلْ: قُرْصاً خَفيفاً، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي العُبَابِ هُوَ قَوْل أَبِي عَمْرو. قِيلَ: الفَرْضُ: عُودٌ منْ أَعْوَادِ البَيْتِ هكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: الفَرْضُ فِي البَيْتِ: عُودٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَهُوَ قَوْلُ الجُمَحِيّ. ولَمَّا رَأَى المُصَنِّف لَفْظَ البَيْتِ فِي العُبَابِ ظَنَّ أَنَّ العُودَ من أَعْوَادِهِ، وإِنَّمَا المُرَادُ من البَيْت بَيْتُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِق، فتَأَمَّلْ. وَقَالَ الجُمَحِيّ أَيْضاً. وسَمِعْتُ القِدْحَ، وسَمعْتُ الخِرْقَةَ، والعُودُ أَجْوَدُ. يُقَال: هُوَ الثَّوْبُ، أَعْنِي الفَرْضَ فِي البَيْتِ، رَوَاهُ الأَصْمَعيّ عَن بَعْض أَعْرَابِ هُذِيْلٍ. وَفِي شَرْحِ الدِّيوان: قَالَ الأَخْفَشُ: يُقَالُ: هُوَ القِدْحُ، ويُقَال هُوَ الثَّوْبُ. وَفِي العُبَاب: وقيلَ: الفَرْضُ فِي البَيْع المَذْكُورِ هُوَ الحَزُّ فِي زَنْدِ النّارِ. الفَرْضُ: العَطِيَّةُ المَوْسُومَةُ. كَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاوِ. وَفِي الصّحاح والعَبَاب: المَرْسُومَةُ، بالرَّاءِ، وَهُوَ الصَّوابُ. يُقَالُ: مَا أَصَبْتُ منْهُ فَرْضاً وَلَا قَرْضاً.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الفَرْضُ: مَا فَرَضْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ فوَهَبْتَهُ أَوْ جُدْتَ بهِ لغَيْرِ ثَوَابٍ. والقَرْضُ بالقَاف. مَا أَعْطَيْتَ منْ شَيْءٍ لتُكَافَأَ عَلَيْهِ أَوْ لِتَأْخُذَهُ بعَيْنِه. وأَنْشَدَ ابنُ فَارِسٍ للحَكَمِ بنِ عَبْدَل:
(وَمَا نَالَهَا حَتَّى تَجَلَّتْ وأَسْفَرَتْ ... أَخُو ثِقَةٍ بقَرْضٍ وَلَا فَرْضِ) الفَرْضُ منَ الزَّنْدِ حَيْثُ يُقْدَحُ منْه. أَو هُوَ الحَزُّ الَّذي فِيهِ، وَبِه فَسَّرَ بَعْضُهم قَولَ صَخْرِ الغَيِّ السّابق، كالفُرْضَة بالضَّمِّ. قولُه تَعَالَى: سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا أَيْ جَعَلْنَا فِيهَا فَرَائضَ الأَحْكَامِ، أَوْ أَلْزَمْنَاكُمُ العَمَل بِمَا فُرِضَ فِيهَا. قَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبُو عَمْرٍ و: وفَرَّضْنَاهَا، بالتَّشْدِيدِ، ومَعْنَاهُ حِينَئذٍ على وَجْهَيْن: أَحَدهما على مَعْنَى التَّكْثير، أَي جَعَلْنَا فيهَا فَرِيضَةً بَعْدَ فَريضَةٍ كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللّسَان: أَي إِنَّا فَرَضْنَا فِيهَا فُرُوضاً، أَو فَصَّلْنَاهَا، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ) نَقْلاً عَن أَبِي عَمْرٍ و، وزادَ الأَزْهَرِيّ: وبَيَّنَّاها، والَّذي فِي التَّهْذِيبِ: أَي بَيَّنّا وفَصَّلْنَا مَا فِيها من الحَلاَلِ والحَرَام. والفِرَاضُ، ككِتَابٍ: اللِّبَاسُ. يُقَال: مَا عَلَيْه فِرَاضٌ، أَي شَيْءٌ منْ لِبَاسِ، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَالُ: مَا عَلَيْه فِرَاضٌ، أَيْ ثَوْبٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: مَا عَلَيْه سِتْرٌ. الفَرَاضُ: فُوَّهَةُ النَّهْرِ. قَالَ لَبيدٌ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، يَذْكُر المُلُوكَ المَاضِيَةَ:
(والحَارِثُ الحَرَّابُ خَلَّى عَاقِلاً ... دَاراً أَقَامَ بهَا وَلم يَتَنَقَّلِ)
تَجْرِي خَزَائِنُه عَلَى فِرَاضِ الجَدْوَلِ الفِرَاضُ: ع بَيْنَ البَصْرَةِ واليَمَامَةِ قُرْبَ فُلَيْجٍ منْ دِيَارِ بَكْرِ بن وَائلٍ، قَالَ القَعْقَاعُ: لَقِينَا بالفِرَاضِ جُمُوعَ رُومٍ وفُرْسٍ غَمُّهَا طُولُ السَّلاَمِ وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(جَزَى الله قَوْمِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... ومَبْدىً لَهُمْ حَوْلَ الفِرَاضِ ومَحْضَرَا) الفِرَاضُ: الطُّرُقُ، عَن اللَّيْث. قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(سَدَدْتُ فِرَاضَهَا لَهُمُ ببَيْتي ... وبَعْضُهُمُ بقُنَّتِه يُغَدِّي)
يُرِيد أَنَّه نَزَلَ بَيْنَ الطُّرُقِ لِيَقْرِيَ. وفَرضَتْ البَقَرَةُ، كضَرَبَ، وكَرُمَ، فُرُوضاً، وفَرَاضَةً، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَريّ والصّاغَانِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ من الفَارِضِ: فَرَضَت، وفَرُضَتْ، وَلم نَسمَعْ بفَرِضَ، أَي كَبِرَتْ وطَعَنَتْ فِي السَّنِّ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ قَالَ الفَرّاءُ وقَتَادَةُ: الفَارِضُ: الهَرِمَةُ. والبِكْرُ: الشَّابَّةُ. قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَوْفٍ، وَقد عَنَى بَقَرَةً هَرِمَةً:
(لَعَمْرِي لَقَد أَعْطَيْتَ ضَيْفُكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إِلَيْه مَا تَقُومُ عَلَى رِجْلِ)

(ولَمْ تُعِطِه بِكْراً فيَرْضَى سَمِينَةً ... فكَيْفَ يُجَازِي بالمَودَّةِ والفِعْلِ)
وَقَالَ أُميَّةُ فِي الفارِض أَيْضاً:
(كُمَيْتٌ بَهِيمُ اللَّوْنِ لَيْسَ بفَارِض ... وَلَا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَّقّمِ)
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: الفَارِضُ هِيَ المُسِنَّةُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَقَرَةٌ فَارِضٌ، وَهِي العَظِيمَةُ السَّمِينَةُ، والجَمْعُ: فَوَارِضُ. قد يُسْتَعْمَلُ الفَارِضُ فِي المُسِنِّ الضَّخْم مِنَ الرِّجَال. وَفِي الصّحاح: الضَّخْم من كُلِّ شَيْءٍ، فيَكُونُ للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ، أَي فَلاَ يُقَالُ فارِضَةٌ. يُقَال: رَجُلٌ فَارِضٌ وقَوْمٌ فُرَّضٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ رَجُلٌ مِن فُقَيْمٍ، كَمَا فِي اللِّسَان، وَفِي العُبَاب: قَالَ) ضَبٌّ العَدَوِيُّ: شَيَّبَ أَصْدَاغِي فرَأْسِي أَبْيَضُ مَحَامِلٌ فِيهَا رِجَالٌ فُرَّضُمن الإِبِلِ، فَهِيَ مَفْرُوضَةٌ وفَرِيضَةٌ، وأُدْخِلَتْ فيهَا الهاءُ لأَنَّهَا جُعِلَت اسْماً لَا نَعْتاً. وَفِي الحَدِيثِ فِي الفَرِيضَةِ تَجِبُ عَلَيْه وَلَا تُوجَدُ عِنْدَهُ يَعْنِي السِّنَّ المُعَيَّنَ لِلإِخْرَاجِ فِي الزَّكَاةِ. وقِيلَ: هُوَ عامٌّ فِي كُلِّ فَرْض مَشْرُوعٍ مِنْ فَرائِض اللهِ عَزَّ)
وجَلَّ. والفِرْضُ، بالكَسْر: ثَمَرُ الدَّوْمِ مَا دَامَ أَحْمَرَن نَقَلَهُ الصّاغَانيّ عَن أَبِي عَمْرٍ و. والفِرْيَاضُ، كجِرْيَالٍ: الوَاسِعُ، قَالَ العَجّاجُ: نَهْرُ سَعِيدٍ خَالِصُ البَيَاضِ مُنْحَدِرُ الجِرْيَةِ فِي اعْترَاضِ يَجْرِي عَلى ذِي ثَبَجٍ فِرْيَاضِ خَلَّفَ قِرْقِيسَاءَ فِي الغِيَاضِ كَأَنَّ صَوْتَ مَائِهِ الخَضْخَاضِ إِجْلاَبُ جِنٍّ بنَقاً مُنْقاضِ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فِرْيَاض، بلاَ لاَمٍ: ع. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: رأَيْتُ بالسَّتَارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يُقَالُ لَهُ فِرْيَاضُ تَسْقِي نَخْلاً، وَكَانَ مَاؤُهَا عَذْباً. قَالَ رُؤْبةُ: يَغْزُونَ من فِرْيَاضَ سَيْحاً دَيْسَقَا المِفْرَضُ: كمِنْبَرٍ: حَدِيدَةٌ يُحَزُّ بهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ والصَّاغَانيّ. والفُرْضَةُ بالضَّمِّ من النَّهْرِ: ثُلْمَةٌ يُسْتَقَى مِنْهَا. الفُرْضَةُ من البَحْرِ: مَحَطُّ السُّفُنِ، كَذَا فِي نُسَخِ الصّحاح، وَفِي بَعْضِها: مَرْفَأُ السُّفُنِ. الفُرْضَةُ منَ الدَّوَاةِ: مَحَلُّ النِّقْسِ مِنْهَا. الفُرْضَةُ: نَجْرَانُ البَابِ: يُقَالُ: وَسَّعَ فُرْضَةَ البَابِ، وفُرْضَةَ الدَّوَاةِ. وجَمْعُ الكُلِّ فُرَضٌ وفِرَاضٌ، وفُرَضُ النَّهْرِ وفِرَاضُهُ: مَشَارِعُه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الفُرْضَةُ:عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه الْفَرْض: الْعَلامَة، قِيلَ: وَمِنْه فرض الصَّلَاة وَغَيرهَا إِنَّمَا هُوَ اللَّازِم للْعَبد كلزوم الْعَلامَة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الفراض: مَا تظهره الزندة من النَّار إِذا اقتدحت. قَالَ: والفراض إِنَّمَا يكون فِي الأثنى من الزندين خَاصَّة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: خرجت ثناياه مفرضة، أى مؤشرة. وَالْفَرْض: الشق عَامَّة. وَيُقَال: هُوَ الشق فِي وسط الْقَبْر. وفرضت للْمَيت: ضرحت. والفرضة، بلضم، فِي الْقوس، كالفرض فِيهَا، وَالْجمع فرض. وَالْفَرْض: الْقدح، وَهُوَ السهل قبل أَن يعْمل فِيهِ الريش والنصل. وَأنْشد الْجَوْهَرِي لعبيدين الأبرص يصف برقاً.
(فَهُوَ كبرناس النبيط أَو ... الْفَرْض بكف اللاعب المسمر)
قَالَ الصَّاغَانِي فِي التكملة:
(وَلم أَجِدهُ فِي شعر عبيد ... )
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لذكر الخنافس: المفرض، وَأَبُو سلمَان،، والحواز، والكبرتل. والفرائض: الثغور، تَشْبِيها بمشارع الْمِيَاه، وَبِه فسر مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
(كَأَن لم يكن منا الْفَرَائِض مَظَنَّة ... وَلم يمس يَوْمًا ملكهَا بيمينى)
وَقد يجوز أَن يَعْنِي الْوَضع بِعَيْنِه. وفرضة الْجَبَل: مَا انحدر من وَسطه وجانبه. وَمن الْمجَاز: بسرة فارض، وأبسرت النَّخْلَة بسراً فوارض، كَمَا فِي الأساس. والمفترض: مَوضِع عَن يَمِين سميراء للقاصد مَكَّة، حرسها تَعَالَى، نَقله الصَّاغَانِي. وَرجل فراض، كشداد: مَعَه علم الْفَرَائِض، نَقله المُصَنّف فِي البصائر. وفرائض بن عتبَة الْأَزْدِيّ، كشداد أَيْضا: شَاعِر، نَقله المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء. وَشرف الدّين أَبُو الْقَاسِم، عمر بن عَليّ بن المرشد بن عَليّ الْحَمَوِيّ الْمصْرِيّ بن الفارض السعدى: سُلْطَان العشاق، أحد الصُّوفِيَّة الْمَشْهُورين، وَله ديوَان شعر، جمعه وَلَده سعد الدّين، سمع من الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر، ولد سنة 576 وَتُوفِّي سنة 633 وَاخْتلف فِي جبل الْعَارِض بِمصْر، نفعنا الله بِهِ، وَقد زرته مرَارًا. وَأَبُو أَحْمد عبيد الله بن أبي مُسلم الفرضي الْمقري، شيخ بَغْدَاد بعد الأربعمائة. وَالْإِمَام أَبُو الْوَلِيد ابْن الفرضى عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف، الْحَافِظ مؤرخ الأندلس، اسْتشْهد بعد الأربعمائة وَابْنه مُصعب أدْركهُ الْحميدِي. وابو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الميورقى الفرضي مَاتَ سنة 528. والحافظ أَبُو الْعَلَاء مَحْمُود بن أبي بكر الكلاباذي البُخَارِيّ الفرضي والْحَدِيث وَالرِّجَال، مَاتَ سنة سَبْعمِائة عَن سِتّ وَخمسين بماردين سود كتابا كَبِيرا فِي مشتبه النِّسْبَة قَالَ الْحَافِظ: ونقلت مِنْهُ كثيرا. وكمحسن، مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيَاض بن أبي طيبَة المفرض، مصرى مَشْهُور.
الفرض: ما ثبت بدليل قطعي لا شبهة فيه، ويكفر جاحده ويعذب تاركه.
فرض
الفَرْضُ: قطع الشيء الصّلب والتأثير فيه، كفرض الحديد، وفرض الزّند والقوس، والمِفْرَاضُ والمِفْرَضُ: ما يقطع به الحديد، وفُرْضَةُ الماء: مقسمه. قال تعالى: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً
[النساء/ 118] ، أي: معلوما، وقيل: مقطوعا عنهم، والفَرْضُ كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه . قال تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها
[النور/ 1] ، أي: أوجبنا العمل بها عليك، وقال: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
[القصص/ 85] ، أي: أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النّفقة: فَرْضٌ. وكلّ موضع ورد (فرض الله عليه) ففي الإيجاب الذي أدخله الله فيه، وما ورد من: (فرض الله له) فهو في أن لا يحظره على نفسه. نحو. ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
[الأحزاب/ 38] ، وقوله: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ [التحريم/ 2] ، وقوله: وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً
[البقرة/ 237] ، أي: سمّيتم لهنّ مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال: فَرَضَ له في العطاء، وبهذا النّظر ومن هذا الغرض قيل للعطية: فَرْضٌ، وللدّين:
فَرْضٌ، وفَرَائِضُ الله تعالى: ما فرض لأربابها، ورجل فَارِضٌ وفَرْضِيٌّ: بصير بحكم الفرائض.
قال تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ
إلى قوله: فِي الْحَجِّ أي: من عيّن على نفسه إقامة الحجّ ، وإضافة فرض الحجّ إلى الإنسان دلالة أنه هو معيّن الوقت، ويقال لما أخذ في الصّدقة فرِيضَةٌ. قال: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى قوله: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وعلى هذا ما روي (أنّ أبا بكر الصّدّيق رضي الله عنه كتب إلى بعض عمّاله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصّدقة التي فرضها رسول الله صلّى الله عليه وسلم على المسلمين) . والفَارِضُ: المسنّ من البقر .
قال تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ [البقرة/ 68] ، وقيل: إنما سمّي فَارِضاً لكونه فارضا للأرض، أي: قاطعا، أو فارضا لما يحمّل من الأعمال الشاقّة، وقيل: بل لأنّ فَرِيضَةُ البقر اثنان: تبيع ومسنّة، فالتّبيع يجوز في حال دون حال، والمسنّة يصحّ بذلها في كلّ حال، فسمّيت المسنّة فَارِضَةً لذلك، فعلى هذا يكون الفَارِضُ اسما إسلاميّا.

لبق

لبق



عَبِقٌ لَبِقٌ and عَبِقَةٌ لَبِقَةٌ: see عَبِقٌ.

لَبِقٌ بَالقَلُوبِ: see عَذِقٌ.

لَبَاقَةٌ: see إِنَاقَةٌ in art. انق.
لبق: لبق ل: العامة تقول لبق له (محيط المحيط) أي لابق به، هذا يلبق لك (بوشر).
يلبق: يليق. يستساغ. يعقل (بوشر). لبّق له الثوب ونحوه أي ألبسه إياه ليرى إن كان يليق به. وهي من كلام المولدين (محيط المحيط). (انظر الهامش السابق أي الذي يحمل رقم 22).
لبّق له كذا: لقّبه به (محيط المحيط). (انظر الهامش السابق رقم 22).
لبّق عامية لقب (محيط المحيط). (انظر الهامش السابق رقم 22).
لَبِق: جميل، أنيق (معجم الجغرافيا).
لبِق: جذاب فتان، ظريف، محبوب (فوك placidus ومن مرادفاتها خفيف الروح ورشيق).
لبِق: حار، مضطرم، شهواني (للقُبلة) (ألف ليلة، برسل 79:3): استقبلــته ببوس شبق لبق.
لباقة: جمال، أناقة (معجم الجغرافيا).
لباقة: فراهة، حَذق، رشاقة، خفة، مهرة (بوشر).
لباقة: لطف، رقة. إيناس، حفاوة (فوك placencia = خفة الروح).
تلبيق: العامة تستعمله بمعنى تلقيب (محيط المحيط) (انظر الهامش السابق رقم 22).
ل ب ق : لَبِقَ بِهِ الثَّوْبُ يَلْبَقُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لَاقَ بِهِ وَرَجُلُ لَبِقٌ وَلَبِيقٌ حَاذِقٌ بِعَمَلِهِ. 
لبق
رَجُلٌ لَبِق ولَبِيْقٌ: وهو الرَّفِيقُ بكلِّ عَمَلٍ.
وهذا أمْرٌ يَلْبِقُ بكَ: أي يَزْكُو بك. والثَّرِيْدُ المُلَبَّقُ: الشَّدِيدُ التَّثْرِيْدِ المُلَيَّن.
[لبق] نه: فيه: فصنع ثريدة ثم "لبقها"، أي خلطها خلطًا شديدًا، وقيل: جمعها بالمغرفة. ط: وفيه: وددت أن عندي خبزة من برة "ملبقة" بسمن، أي مخلوطة بسمن ولبن، وهذا الحديث مخالف لسيرته صلى الله عليه وسلم وقد أخرج مخرج التمني، ومن ثم أنكره أبو داود.
ل ب ق

ثريدة ملبّقة: شديدة الثرد والخلط، ولبّق طعامه ولبقه يلبقه مثل: لبكه إذا خلطه وليّنه، ومنه: رجل لبق ولبيق: ليّن الأخلاق طيف ظريف، وامرأة لبقة ولبيقة. ولبق به الثوب، وهذا الثوب لا يلبق به. وهو لبق بالعمل ولبيق به. قال: لبيقاً بتصريف القناة بنانيا
[لبق] اللَبِقُ واللَبيقُ: الرجل الحاذقُ الرفيقُ بما يعمله. وقد لَبِقَ بالكسر لَباقَةً. قال الشاعر:

وكان بتصربف القناة لبيقا * ويقال أيضا: لَبِقَ به الثوبُ، أي لاق به. والثريد الملبق: الشديد التثريد المُلَيَّنُ بالدَسم. يقال: ثريدةٌ مُلَبَّقَةٌ.
ل ب ق: (اللَّبِقُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ وَ (اللَّبِيقُ) الرَّجُلُ الْحَاذِقُ
الرَّفِيقُ بِمَا يَعْمَلُهُ وَقَدْ (لَبِقَ) مِنْ بَابِ سَلِمَ. وَيُقَالُ أَيْضًا: لَبِقَ بِهِ الثَّوْبُ أَيْ لَاقَ بِهِ. 
(لبق)
فلَان لبقا ظرف فَهُوَ لبق وَأحكم كل عمل وَالثَّوْب وَالْأَمر بفلان لَاق بِهِ

(لبق) لباقة ظرف وحذق كل عمل وَالثَّوْب وَالْأَمر بفلان لَاق بِهِ فَهُوَ لبيق

(لبق) الثَّرِيد وَغَيره خلطه وَلينه وَفِي الحَدِيث (فَصنعَ ثريدة ثمَّ لبقها)

لبق


لَبَقَ(n. ac. لَبْق)
a. Softened, mollified. _ast;
لَبِقَ(n. ac. لَبَق)
لَبُقَ(n. ac. لَبَاْقَة), Was intelligent; was skilful, expert. b. [Bi], Fitted, suited.
لَبَّقَa. see Ib. [ coll. ], Fitted on to (
clothes ).
لَبَقa. Intelligence; adroitness, expertness, deftness
dexterity.
b. Neatness, elegance, good taste ( in dress).
لَبِقa. Intelligent; adroit, expert, deft, dexterous.
b. Neat, elegant, well-dressed.

لَبَاْقَةa. see 4
لَبِيْقa. see 5
N. P.
لَبَّقَa. Softened.
b. [ coll. ], Adorned, embellished
set off.
ل ب قرة: 187] وَلِبَاسُ التَّقْوَى الْحَيَاءُ كَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ. وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ الْخَشِنُ الْقَصِيرُ. وَ (اللَّبُوسُ) بِفَتْحِ اللَّامِ مَا يُلْبَسُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} [الأنبياء: 80] يَعْنِي الدِّرْعَ. وَ (تَلَبَّسَ) بِالْأَمْرِ وَبِالثَّوْبِ. وَ (لَابَسَ) الْأَمْرَ خَالَطَهُ. وَ (لَابَسَ) فُلَانًا عَرَفَ بَاطِنَهُ. وَ (الْتَبَسَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ اخْتَلَطَ وَاشْتَبَهَ. وَ (التَّلْبِيسُ) كَالتَّدْلِيسِ وَالتَّخْلِيطِ شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَرَجُلٌ (لَبَّاسٌ) وَلَا تَقُلْ: مُلَبِّسٌ. 
(ل ب ق)

اللبق: الظّرْف والرفق.

لبق لبقاً ولباقة، فَهُوَ لبق، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بنوه على هَذَا، لِأَنَّهُ علم ونفاذ يوميء إِلَى انهم جَاءُوا بِهِ على فهم فهامة، فَهُوَ فهم، وَالْأُنْثَى: لبقة.

ولبق، فَهُوَ لبيق: كلبق، وَالْأُنْثَى: لبيقة.

وَقيل: اللبقة، واللبيقة: الْحَسَنَة الدل واللبسة.

وَهَذَا الْأَمر يلبق بك: أَي يوافقك.

ولبق الثَّرِيد وَغَيره: خلطه ولينة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لَا خير فِي أكل الْخُلَاصَة وَحدهَا ... إِذا لم يكن رب الْخُلَاصَة ذَا تمر

وَلكنهَا زين إِذا هِيَ لبقت ... بمحض على حلواء فِي وضر الْقدر
لبق سغسغ صعنب قَالَ وق [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي يرويهِ وَاثِلَة ابْن الْأَسْقَع قَالَ: كنت من أهل الصّفة فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بقُرص فَكَسرهُ فِي صَحفة ثمَّ صنع فِيهَا مَاء سخنا وصنع فِيهَا وَدَكا وصَنَع مِنْهُ ثَرِيدة ثمَّ سَغْسَغَها ثمَّ لبقّها ثمَّ صَعْنَبَها. قَوْله: لبّقها يَعْنِي جَمَعَها بالِمقْدَحَة وَهِي المغرفة. وسَغْسَغَها: أفرغ عَلَيْهَا زغلة من سمن فرواها بهَا وفرّقها فِيهَا. قَالَ: وصَعْنَبَها رفع رَأسهَا. تمت أَحَادِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا. 90 - / ب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

أَحَادِيث أبي بكر رَضِي الله عَنهُ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي بكر [الصّديق رَضِي الله عَنهُ -] حِين منعته الْعَرَب الزَّكَاة فَقيل لَهُ: اقبل ذَلِك مِنْهُم فَقَالَ: لَو مَنَعُونِي عِقالاً ممّا أدّوا إِلَى رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام لقاتلتهم عَلَيْهِ كَمَا أقاتلهم على الصَّلَاة.
لبق
لبُقَ يَلبُق، لَبَاقةً، فهو لَبِيق
• لبُق الشَّخْصُ:
1 - لبِق، ظرُف ولانت أخلاقُه "لبُقت الفتاةُ".
2 - حذَق كُلَّ عملٍ "لبُق العاملُ". 

لبِقَ/ لبِقَ بـ يَلبَق، لَبَقًا، فهو لَبِق، والمفعول مَلبوق به
• لبِق الشَّخْصُ:
1 - لبُق؛ فَصُح، ظرُف وحسُن كلامُه "مفاوِض لبِق: حاذق في إدارة الحوار- لبِق الطفلُ- كان لَبِقًا في تعامله مع السائحين".
2 - لبُق؛ حذَق عملَه "باحث لبِق".
• لبِق الثَّوبُ به: لاق به "لبِسَ ثوبًا يلْبَق بالمناسبة". 

لَباقة [مفرد]:
1 - مصدر لبُقَ.
2 - حسن تصرُّف بين النّاس، تقدير جيّد لما يُناسب قولُه وفعلُه أو يجمُل تجنُّبه في العلاقات البشريّة "تصرَّف/ تكلَّم بلَبَاقة- لَبَاقة دبلوماسيّ- تنقصه اللَّباقة". 

لَبَق [مفرد]: مصدر لبِقَ/ لبِقَ بـ. 

لَبِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لبِقَ/ لبِقَ بـ. 

لَبِيق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لبُقَ. 
لبق
رجلٌ لَبِقٌ، ككَتِف، وأمِيرٍ: حاذِقٌ رَفيقٌ بِمَا عَمِل. وَقد لَبِق، كفَرِح، وكَرُم، لَبَقاً ولَباقَةً: إِذا حَذَق.
قالَه ابنُ دُرَيد، وَأنْشد: وكانَ بتَصْريفِ القَناةِ لَبيقا وَقَالَ سيبَويْه: بنَوْه على لَبِق لأنّه علْمٌ ونَفاذٌ، توهّم أنّهم جاءُوا بِهِ على فَهِم فَهامَةً فَهُوَ فَهِم.
وَقَالَ أَبُو بكْر: اللَّبِقُ: الحُلْو اللّيِّنُ الأخْلاقِ. قَالَ: وَهَذَا قولُ ابنِ الأعرابيّ. ولَبِق بِهِ الثّوبُ أَي: لاقَ بِهِ. وَفِي التّهذيب: العَرَبُ تَقول: هَذَا الأمْرُ لَا يَليقُ بك، وَلَا يَلْبَقُ بكَ، أَي: لَا يوافِقُك، وَلَا يزْكو بك فَهُوَ لَبِقٌ، ككَتِفٍ وأمير، وَالْأُنْثَى بهاءٍ فيهِما. أَو اللّبيقَةُ واللَّبِقَةُ هِيَ الامْرأة الحسَنةُ الدّلّ واللِّبْسَة اللّبِيبة الصَّناع. وَقَالَ الفرّاءُ: اللَّبِقَة الَّتِي يُشاكِلُها كلُّ لِباسٍ وطِيبٍ. وَقَالَ اللّيثُ: امرأةٌ لَبيقَةٌ: ظَريفَةٌ رَفيقَة، ويَليق بهَا كُلُّ ثوب. أَو اللَّبَقُ مُحرّكة: الظّرْفُ، والفِعْل كالفِعْل. ولَبَقه لَبْقاً: ليّنه، كلبَّقه تلْبيقاً. وَمِنْه: ثَريدٌ مُلَبَّقٌ كمُعَظَّم، أَي: مُلَيَّنٌ بالدّسَم. وَقيل: تلْبيقُ الثّريد: إِذا أكْثَر أُدْمَه. وَقيل: خلَطه شَديداً، وَقيل: جمَعَهُ بالمِغْرَفَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: بالمِقْدَحَة. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي:
(لَا خيرَ فِي أكلِ الخُلاصَةِ وحْدَها ... إِذا لم يكُنْ ربُّ الخُلاصَةِ ذَا تَمْرِ)

(ولكنّها زَيْنٌ إِذا هِيَ لُبِّقَتْ ... بمَحْضٍ على حَلْواءَ فِي وَضَرِ القِدْر)

لبق: اللّبَقُ: الظَّرْفُ والرِّفْقُ، لَبِقَ، بالكسر، لَبَقاً

ولَباقَةً، فهو لَبِقٌ؛ قال سيبويه: بنوه على هذا لأنه عِلْم ونفاذ توهم أَنهم

جاؤوا به على فَهِمَ فَهَامَةً فهو فَهِمٌ، والأُنثى لَبِقَةٌ، ولَبُقَ فهو

لَبِيقٌ كلَبِقٍ، والأُنثى لَبِيقة؛ قال الشاعر:

وكان بتَصْريفِ القَنَاةَ لَبِيقا

وقيل: اللَّبِقة واللَّبِيقة الحسنة الدَّلٌ واللِّبْسة اللبيبة

الصَّناع، وقال الفراء: اللَّبِقةُ التي يشاكلها كلُّ لباس وطيبٍ. الليث: رجل

لَبِقٌ ويقال لَبِيق، وهو الحاذق الرفيق بكل عمل، وامرأَة لبيِقة ظريفة

رَفيقةٌ ويليق بها كل ثوب. أبو بكر: اللَّبِقُ الحُلو اللّين الأخلاقِ، قال:

وهذا قول ابن الأَعرابي، قال: ومن ذلك المُلَبَّقة إنما سميت مُلَبّقة

للينها وحلاوتها، وقال قوم: معناه الرفيق اللطيفُ العمل؛ قال رؤبة:

قَبَّاضة بين العَنيفِ واللَّبِقْ

وهذا الأَمر يَلْبَقُ بك أي يوافقك ويزكو بك. الأَزهري: العرب تقول هذا

الأَمر لا يليق بك ولا يَلْيَقُ بك، فمن قال لا يليق فمعناه لا يحسن بك

حتى يَلْصَق بك، ومن قال لا يَلْبَقُ فمعناه أَنه ليس يوفَّق لك؛ ومنه

لَبِقَ به الثوبُ أَي لاق به. والثريد المُلَبَّق: الشديد التَّثْريد الملين

بالدسم. يقال: ثريدة ملبقة. وفي الحديث: فصنع ثريدة ثم لبَّقَها أي

خلطها خلطاً شديداً، وقيل: جمعها بالمغْرَفة. ولَبَّق الثريد وغيره: خلطه

وليّنه؛ أَنشد ابن الأعرابي:

لا خَيْرَ في أَكل الخُلاصة وحْدَها،

إذا لم يَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذا تَمْرِ

ولكنَّها زَيْنٌ، كذا هي لُبِّقَتْ

بمَحْضٍ على حَلْواءَ، في مَضَر القِدْرِ

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا بثريدة ثم لَبَّقها؛

قال أَبو عبيد أَي جمعها بالمِقْدَحة. الليث: لبَّقْتُ الثريدة إذا لم تكن

بلحم، وقيل: ثريدة مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شديداً.

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلــها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَــهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلــها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

صفح

صفح
صفَحَ/ صفَحَ عن يَصفَح، صَفْحًا، فهو صافِح وصَفُوح، والمفعول مَصْفوحٌ
• صفَح فلانٌ الكتابَ: عرضَه ورقةً ورقةً.
• صفَح عن ذنبه:
1 - عفا عنه وسامحَه "صفَح عن الشَّخص- وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ ... فالصَّفح عنهم والتَّجاوز أصوبُ- {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ} ".
2 - أعرض عن المؤاخذة " {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} - {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ". 

استصفحَ يستصفح، استصفاحًا، فهو مُستصفِح، والمفعول مُستصفَح
• استصفح فلانًا: طلب منه الصَّفحَ والعفوَ "استصفح والديه/ معلِّمه".
• استصفحه ذنبَه: طلب منه أن يغفره له "استصفح التِّلميذُ المعلِّمَ خطأه". 

تصافحَ يتصافح، تصافُحًا، فهو مُتصافِح
• تصافح الشَّخصانِ: سلَّم أحدُهُما على الآخر يدًا بيدٍ "تصافحت الصَّديقتان". 

تصفَّحَ/ تصفَّحَ في يتصفَّح، تصفُّحًا، فهو مُتصفِّح، والمفعول مُتصفَّح
• تصفَّح النَّاسَ: نظر فيهم وتأمّلهم ليتعرّف أمورَهم "تصفَّح وجوهَ النَّاس".
• تصفَّح الكتابَ/ تصفَّح في الكتاب:
1 - نظر في صفحاته وتأمّله "تصفَّح مجموعة من الكتب الفلسفيّة- تصفّح القضيّةَ".
2 - نظر في صفحاته ولم يقرأه بتمعُّن، قرأه قراءة سطحيّة. 

صافحَ يصافح، مُصافَحةً، فهو مُصافِح، والمفعول مُصافَح
• صافح فلانًا: سلَّم عليه يدًا بيد "صافح الوزيرُ كبارَ الزُّوَّار" ° صافح سمعَه: بلغ أُذُنَه. 

صفَّحَ يصفِّح، تصفيحًا، فهو مُصفِّح، والمفعول مُصفَّح
• صفَّح البابَ ونحوَه: كساه بالصَّفائح المعدنيَّة أو الفولاذ لتقويته "صفّح البيتَ".
• صفَّح قِطْعةَ الحديد: رقَّقها، عرَّضها وطوَّلها "صفَّح المَعْدِنَ".
• صفَّح الأغذيةَ: غطّاها، لفَّها، زوّدها بغطاء. 

صَفائحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صفائحُ: على غير قياس.
2 - صانع الصَّفائح.
• زنبرك صفائحيّ: (فز) زنبرك يستخدم في النَّوابض الذَّاتيّة الحركة أو الدَّفع، ذو عدّة طبقات من الشَّرائط المعدنيّة المرنة المجمَّعة؛ لتعمل كوحدة واحدة. 

صَفْح [مفرد]: مصدر صفَحَ/ صفَحَ عن ° ضرب عنه صَفْحًا: أعرض عنه وتناساه. 

صَفْحة [مفرد]: ج صَفَحات وصَفْحات
• صَفْحة الشَّيء: وجهه وجانبه "صَفْحة السَّماء/ النَّهار/ الباب" ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- بيَّض اللهُ صفحتَه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- صَفْحة الرَّجلِ: عرْضُ صدرِه.
• صَفْحة الكتاب ونحوِه: أحدُ وجهي الورقة "قرأت الصَّفحةَ الأولى من الكتاب"? الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- تركيب الصَّفحات: عمليّة تقوم على ترتيب نهائيّ لنصّ كتاب ورسومه من أجل الحصول على قطع معيّن قبل الطّبع- ذيل الصَّفْحة: أدناها- طوى صفحةَ الماضي: تخلّى عمَّا سبق، وبدأ من جديد- فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• الصَّفحتان: الخَدَّان. 

صَفَحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَفيحة.
• طين صفحيّ: (جو) صخر قابل للانشطار يتكوَّن من طبقات رسوبيّة شبيهة بالطِّين فيها حبيبات ناعمة.
• برق صفحيّ: (فك) برق يظهر كصفيحة ضوئيَّة في أجزاء من الغَيْمة المُرعدة، يتسبّب بظهوره انعكاسات وميض البرق.
• زُجاج صفحيّ: زجاج مسحوب في حالته المنصهرة إلى صفائح رقيقة تستعمل في صُنْع النَّوافذ. 

صَفوح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَحَ/ صفَحَ عن: كريمٌ متسامح "رجلٌ/ امرأةٌ صَفوح".
• الصَّفُوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العفوّ عن ذنوب العباد، المتجاوز عن زلاَّتهم وهفواتهم. 

صَفيح [جمع]: مف صفيحة: رقائق من الحديد تُستعمل في صنع الأوعية أو أغراض مختلفة "صناعة الصَّفيح إحدى الصِّناعات الصَّغيرة". 

صَفيحة [مفرد]: ج صفيحات وصفائحُ وصفيح:
1 - وجه كلّ شيء عريض "صفيحة السَّيَّارة".
2 - وعاء من معدن رقيق تُوضع فيه السَّوائل "صفيحة البنزين".
3 - قطعة مستطيلة رقيقة وكبيرة من مادّة مثل الورق أو المعدن أو الزّجاج أو الخشب المتشكَّل.
• صفيحة الوجه: بشرة جِلْدِه.
• صَفيحة دمويَّة: (طب) جسيم غير منتظم الشكل لا لون له، وهو أصغر الجسيمات الصّلبة في الدّم، له دور مهمّ في عمليّة تجلُّط الدّم، ويُسمّى أيضًا خليّة ثرومبيَّة.
• الْتِهاب الصَّفيحة: التهاب الغشاء الصَّفيحيّ للحافر، خاصَّة عند الخيول.
• صفائحُ الباب: الألواح التي يعتمد عليها مصراعاه. 

مُصفَّحة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول صفَّحَ.
• سيَّارة مُصَفَّحة: (سك) سيارة حربيَّة مكسُوّة بصفائح من الفولاذ تكون دِرْعًا لها، وتحفظها من قذائف العدوّ، ومسلّحة بمدافع، دبَّابَة "فرقة مُصَفّحة". 
صفح
: (الصَّفْح) من كلِّ شَيْءٍ: (الجانبُ) وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجاءِ: (حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ. (و) الصَّفْح (من الجَبَلِ: مُضْجَعُه) والجمْعُ صِفَاحٌ. (و) الصَّفْح (مِنْك: جَنْبُكِ. و) الصَّفْحُ (من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه) ، بِضَم الْعين وَسُكُون الرّاء، (ويُضَمّ) فيهمَا. ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يُقَال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ. (و) ج، صِفَاحٌ بِالْكَسْرِ، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيْفِ: وَجْهَاه. (و) أَمّا قولُ بشْرٍ:
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لَهَا بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فَهُوَ اسْم (رَجُل من بني كَلْب) ابنِ وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب. فَفِي (الصّحاح) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يَقُول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
(و) صَفَحَ (كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يُقَال: ضَرَبْتُ عَن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرَضْتَ عَنهُ وتَرَكْته. وَمن المَجَاز: {6. 030 اءَفنضرب عَنْكُم. . صفحا} (الزخرف: 5) مَنْصُوب على المَصْدر، لأَنّ معنى قَوْله أَنُعْرِضُ عَنْكُم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وَقد أَضْرَبَ عَن كَذَا، أَي كَفَّ عَنهُ وتَرَكَه.
(و) صَفَحَ (عَنهُ) يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عَن ذَنْبه. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: (عَفَا) . وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عَنهُ، فَلم أُؤَاخِذْه بِهِ.
(و) صَفَحَ (الإِبِلَ على الحَوْضِ) إِذا (أَمَّرَها عَلَيْهِ) إِمراراً.
(و) صَفَحَ (السَّائلَ) عَن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً: (رَدَّه) ومنعَه. قَالَ:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرَّ لَا يَزَلْ
يُمَقَّتُ فِي عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
(كأَصْفَحَه) . يُقَال: أَتاني فُلانٌ فِي حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة: (لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه) ، أَي خيَّبتُمُوه. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: صَفَحْتُه، إِذَا أَعْطَيْته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. (و) صَفَحَه (بالسّيفِ) وأَصْفَحه: (ضَرَبَه) بِهِ (مُصْفَحاً) كمُكْرَم، (أَي بعُرْضِه) . وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً. عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي مَعرَّضاً. وَفِي حَدِيث سعدِ بن عُبَادةَ: (وَلَو وَجَدْتُ مَعهَا رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفح) . يُقَال: أَصْفَحَه بالسّيفِ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ بالسَّيفِ، (والسّيْفُ) مُصْفَحٌ، يُرْوَيانِ مَعًا. وسيْقً مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ: عَرِيضٌ. وَتقول: وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ، أَي عَريض، من أَصْفَحْتُه. وَقَالَ رَجلٌ من الخَوَارج: (لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ) . يَقُول: نَضْرِبكم بحَدِّها لَا بعُرْضها.
(و) صَفَحَ (فُلاناً) يَصْفَحُه صَفْحاً: (سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كَانَ.
(و) صَفح (الشَّيْءَ: جَعَلَه عَريضاً) . قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه، فقَلَب. وَقيل: هُوَ أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله. وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَم، وذَكَرَه، ثمَّ قَالَ: وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حِين فَتَله فصارَ لَه وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفوحٌ، أَي عريضٌ. قَالَ: وقولُه: صَفْحَ ذِراعيْه، أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه. ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ. (كصَّفحَه) تَصْفيحاً. وَمِنْه قَوْلهم: رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ، أَي عَريضُها. (و) صَفَحَ (القَوم) صَفْحاً، (و) كَذَا (وَرَقَ المُصْحفِ) ، إِذا (عَرَضَهَا) ، وَفِي نسخَة: عَرَضهما، وَهِي الصَّواب، (واحِداً واحِداً. و) صَفَحَ (فِي الأَمرِ) إِذا (نَظر) فِيهِ، (كَتَصَفَّحَ) ، يُقَال: تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ. وَقَالَ اللّيث: وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم: نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها: نَظَرَها مُتعرِّفاً لَهَا. وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ، إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم. وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ، إِذا نَظَرْت فِي صَفَحَاته. وَفِي (الأَساس) : تَصفَّحَه: تَأَمَّله ونَظَرَ فِي صَفَحَاتِه: والقَوْمَ: نَظَرَ فِي أَحْوَالِهم وَفِي خِلالِهم، هَل يَرَى فُلاناً. وتَصَفَّحَ الأَمْرَ. قَالَ الخَفَاجيّ فِي العِناية فِي أَثْنَاءِ القِتَال: التَّصفُّحُ: التَّأَمُّلُ لَا مُطْلَقُ النَّظَرِ، كَمَا فِي (الْقَامُوس) قَالَ شيخُنا: قلت: إِن النّظر هُوَ التأَمُّل، كَمَا صَرَّح بِهِ فِي قَوْلهم: فِيهِ نَظَرٌ، ونَحْو، فَلَا مُنافاةَ.
قلت: وَبِمَا أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَرَ الصَّوَابُ. (و) صَفَحَت (النّاقَةُ) تَصْفَح (صُفُوحاً) بالضّمّ: (ذَهَبَ لَبنُها) وَوَلَّى، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، (فَهِيَ صافِحٌ) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: الصَّافحُ: النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا.
(والمُصافحَةُ: الأَخْذُ باليَدِ، كالتَّصَافُح) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ:) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) ، فَلَا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ.
(و) ملائكةُ (الصَّفيح) الأَعْلَى: هُوَ من أَسماءِ (السّماءِ) . وَفِي حَدِيث عَلِيَ وعمّار: (الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه) . (ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ.
(والمُصْفَحُ كمُكْرَم: العَرِيضُ) من كلّ شَيْءٍ، (ويُشدَّد) ، وَهُوَ الأَكثر. (و) المُصْفَح إِصفاحاً: (الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه. (و) المُصْفَحُ من السُّيوف: (المُمَالُ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ بِهِ، ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يُغْمِدُوه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: المُصْفَح: (المَقْلوبُ) . يُقَال: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصْفَح (من الأُنوف: المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. (و) المُصْفَح (من الرُّؤُوسِ: المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ) ، وَفِي نُسْخَة: فطالَ (مَا بينَ جَبْهَتِه وقَفاه) . وَقَالَ أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً. وَهُوَ الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه، فخرَجَ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه، والأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح، وَلَا يُقَال: رُؤاسِيّ.
(و) المُصْفَحُ (من القُلوب) المُمَالُ عَن الحَقِّ. وَفِي الحَدِيث: (قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ) أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه، أَي جانِبَه عَلَيْهِ. وَقَوله: (مَا اجْتَمَعَ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قَالَ: (القُلُوبُ أَربعةٌ: فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (فِيهِ الإِيمانُ والنِّفَاقُ)) (فَمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ والدَّمُ، وَهُوَ لأَيِّهما غَلَبَ) . قَالَ ابْن الأَثير: المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ، وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه. وَهُوَ مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ: (شَرُّ الرِّجَالِ ذُو الوَجْهَيْنِ: الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ) . وَهُوَ المنافِق. وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ بوَجْهِ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذَا وَجْهَيْنِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ شَمرٌ فِيمَا قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فِيهِ غِلٌّ، الّذي لَيْسَ بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت مَا تَلَوْنا عَلَيْك عَرَفتَ أَن قَول شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى: كَيفَ يَجتمعانِ؟ وَكَيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كَلَام الْعَرَب، والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انْتهى نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نُصُوص العُلمَاءِ فِي بابِه.
(و) المُصْفَحٌ: (السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ) ، وَيُقَال لَهُ: المُسْبِلُ، أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
(و) المُصْفَح (من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ) ، اللِّحْيَانيّ.
(والصَّفُوحُ: الكَرِيمُ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عَلَيْهِ. (و) أَمّا الصَّفُوح مِن صِفَات الله تَعَالَى فَمَعْنَاه (العفُوُّ) عَن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عَن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. (و) الصَّفوحُ فِي نَعْتِ (المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عَنهُ:
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذالك الوَصْلَ مَلَّت
(كأَنّهَا لَا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها) .
(والصّفَائِحُ: قَبَائلُ الرَّأْسِ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ. (و) الصَّفَائِحُ: (ع. و) الصَّفَائحُ (من البابِ: أَلْوَاحُه. و) قَوْلهم: اسْتَلُّوا الصَّفائحَ، أَي (السُّيوف العَرِيضَة) ، واحدتُها صَفيحةٌ. وقولُهُم: كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة. (و) الصَّفائْح: (حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يُقَال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ، (كالصُّفّاح، كرُمّانِ) ، وَهُوَ العَريض. والصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ، وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ وَالْجمع صُفّاح؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ. وَمِنْه قَول النّابِغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للحجَارةِ العَرِيضَةِ: صَفائِحُ، واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفيحٌ. قَالَ لَبيد:
وصَفَائِحاً صُمًّا، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
(وَهُوَ) قَالَ شيخُنا: هَكَذَا بالتّذكير فِي سائِر النُّسخ، والأَوْلَى: وَهِي (الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وَهُوَ مجازٌ، أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلاَبتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ. (ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ) .
(و) الصُّفّاح (: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ) ، فِي ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.
(والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرّاة) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصَفَّحَةُ: (السَّيْف، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ) . وَقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وَقَالَ لَبيد يَصف سَحاباً:
كأَنّ مُصفَّحاتٍ فِي ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قَالَ الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي ظُلْمة السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وَقَالَ ابْن سَيّده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حِين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها. ويُروَى بِكَسْر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ مِنْهُ البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهِنّ. قلت: هاكذا عبارَة (الصّحاحِ) ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رِوَايَة الْكسر من الْمجَاز، فتأَمّلْ.
(والتَّصْفيحُ) مثلُ (التَّصْفيق) . وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ) . ويُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ. يُقَال: صَفَّحَ بيدَيْهِ وصَفَّقَ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يَعْنِي إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهِه المأْمومُ، إِن كَانَ رَجلاً قَالَ: سُبْحَانَ الله، وإِن كَانَت امرأَةً ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ. وروى بَيْت لبيد:
كأَنّ مُصفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ فِي مأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رَوَاهُ: مصفَّحاتٍ، أَراد بهَا السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابيّ (فِي جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ) ، بِسُكُون الراءِ، (فاحِشٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.
(وَمِنْه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام. قَالَ شَيخنَا: الأَصفح مُؤَذِّن الْمَدِينَة، يَرْوِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ؛ قَالَه ابْن حِبَّانَ. فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.
(والصِّفَاحُ، كِكتَا، ويُكْرَه فِي الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة فِي عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بهَا اتّساعُه. و) الصِّفَاحُ: (جِبَالٌ تُتاخِمُ) ، أَي تُقابِل (نُعْمَانَ) ، بِفَتْح النُّون: جَبَل بَين مَكَّةَ والطَّائِفِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْرُه، وَهُوَ موضعٌ بَين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.
(وأَصْفَحَه: قَلَبَه) فَهُوَ مُصْفَحٌ، وَقد تقدّم.
(والمُصَافِحُ: مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَــه بصَفْحِ وَجْهِ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه وَلَا صافِحٍ بخَدِّه) ، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحدِ الشِّقَّيْن.
وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.
والصَّفْحَانِ من الكَتِف: مَا انْحَدَرَ عَن العَيْن من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح.
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه: اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنهُ.
وَمن المجازِ: أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَه: كاشَفَه.
(صفح) : المُصافِحُ: الَّذي لا يَتْرُكُ أَمَةً ولا غَيْرَها إلاَّ زَنَى بها.
(صفح) الشَّيْء جعله عريضا وبيديه صفق وَالشَّيْء كَسَاه بالصفيح أَو الفولاذ (محدثة)
(صفح)
عَنهُ صفحا أعرض وَعَن ذَنبه عَفا عَنهُ وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَالْقَوْم عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وورق الْكتاب عرضه ورقة ورقة وَالشَّيْء جعله عريضا وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ ضربه بعرضه لَا بحده
ص ف ح

نظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء ". واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.

ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
(صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}
: أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك،
: أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه.
- ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين"
: أي كَثير الصَّفْح.
- في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه"
: أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين.
- في حديث ابنِ الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ".
: أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك.
- في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة"
هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ . 
(ص ف ح) : (صَفْحُ) الشَّيْءِ وَصَفْحَتُهُ وَجْهُهُ وَجَانِبُهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ (وَقَوْلُهُمْ) صَفَحَ عَنْهُ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ وَلَّاهُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي طَلَاقِ الْأَصْلِ صَفَحْتُ عَنْ طَلَاقِكِ (وَتَصَفَّحَ الشَّيْءَ) تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إلَى صَفَحَاتِهِ وَمِنْهَا «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَصَفَّحَ الرَّقِيقَ فَرَأَى فِيهِمْ امْرَأَةً وَالِهَةً» (وَصَفَّحَ) بِيَدَيْهِ ضَرَبَ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (وَمِنْهُ) التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ وَيُرْوَى التَّصْفِيقُ وَهُمَا بِمَعْنًى (وَالْمُصْفَحُ) الَّذِي كَانَ مُسِحَ صَفْحَا رَأْسِهِ أَيْ نَاحِيَتَاهُ فَخَرَجَ مُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ (وَالصَّفِيحَةُ) اللَّوْحُ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَمِنْهَا اشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَقَوْلُهُ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ أَيْ جُعِلَتْ لَهُ قِطَعٌ مِنْهَا مِثْلُ الصَّفَائِحِ.
ص ف ح : صَفَحْتُ عَنْ الذَّنْبِ صَفْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ وَصَفَحْتُ الْكِتَابَ صَفْحًا قَلَبْتُ صَفَحَاتِهِ وَهِيَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ وَتَصَفَّحْتُهُ كَذَلِكَ وَصَفَحْتُ الْقَوْمَ صَفْحًا رَأَيْتُ صَفَحَاتِ وُجُوهِهِمْ وَصَفَحْتُ عَنْ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَصُفْحُ السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا عَرْضُهُ وَهُوَ خِلَافُ الطُّولِ وَالصَّفْحُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَالصَّفْحَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ صَفَحَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ صَفِيحَةٌ وَصَافَحْتُهُ مُصَافَحَةً أَفْضَيْتُ بِيَدِي إلَى يَدِهِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ صفر يُقَالُ بَيْتٌ صِفْرٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ خَالٍ مِنْ الْمَتَاعِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مَأْخُوذٌ مِنْ الصَّفِيرِ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَالِي عَنْ الْحُرُوفِ وَصَفِرَ الشَّيْءُ يَصْفَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَلَا فَهُوَ صِفْرٌ وَأَصْفَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالصُّفْرُ مِثْلُ قُفْلٍ وَكَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ وَصَفَرٌ اسْمُ الشَّهْرِ وَأَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ مِنْ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ وَجَمْعُهُ أَصْفَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ صَفَرَاتٌ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَلَا شَيْءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَالصُّفْرَةُ لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ وَالْأَصْفَرُ الْأَسْوَدُ أَيْضًا فَالذَّكَرُ أَصْفَرُ وَالْأُنْثَى صَفْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقِيلَ وَادِي الصَّفْرَاءِ
وَيُقَالُ الصَّفْرَاءُ أَيْضًا. 
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه. ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا. والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
صفح: صفح: قلّب صفحات الكتاب دون أن يقرأه.
وتصفح: قلّب صفحات الكتاب وقرأه (معجم المنصوري).
صفح: بيطر الفرس ونعّله (هلو).
صفح وصلَّح: ذبذب، سار ملتوياً ضد الريح. (بوشر).
صفح المركب لتصليحه: أمال المركب لإصلاحه وجعله على جانبه لإصلاحه (بوشر).
صَفَّح (بالتشديد): رقّم الصفحات (فوك).
صَفَّح: بلّط، رصف. ففي فريتاج (طرائف ص113): وهدم الحوش القبلي الشرقي الذي كان للقلعة - ورأى أن يسفّحه فسفحه السلطان الملك الظاهر بعده وكتب عليه اسمه بالسواد. والصواب بالصاد بدل السين. انظر بعد ذلك: مُصفَّحة.
صافح. يقول برتون (2: 52) بالإنجليزية ما معناه: ((المصافحة هي طريقة العرب بهز اليد للتحية وهم يطبقون راحة اليد اليمنى من كل واحد منهما على راحة اليد اليمنى للآخر دون أن يضغطوا على الأصابع، ثم يرفع كل واحد منهما يده إلى جبهته.
وانظر: بركهارت (بلاد العرب 1: 369). ويستعمل مجازاً، ففي القلائد (ص58): ومعه قومُه، وقد راقهم يومُه، وصِلاتُه تُصافح مُعْتفيهم: ومبرّاته تُشافِهُ موافيهم.
صافِحْ مُحَيَّاهُ: بمعنى أمثل أمامه (المقري 2: 263).
صافح: عادل، ساوى، كان نداً له (ابن جبير ص92، عبد الواحد ص127).
صافح. والعامة تقول صافح المريض أي أمن من الخطر (محيط المحيط).
تصَفَّح: صفح عن، سامح، غفر له (معحم الطرائف).
استصفح: لم يذكر لين هذا الفعل إلا متعدياً بنفسه، غير إنه يستعمل أيضاً متعدياً بعن، ففي حيان (ص67 و) مثلاً: ويستصفحهم عن إجرام سُفَهائهم.
صَفْح. ضربه بالسيف صفحاً: ضربه بُعرض السيف (بوشر). ويقال أيضاً: ضربه صفحاً (كوسج طرائف ص73).
ويكلق الجمع صفاح مجازاً على السيوف، ففي كوسج (طرائف ص77): وشهروا الصفاح.
أضرب صفحاً عن: أعرض عن (عبد الواحد ص120) وفي محيط المحيط: ضَرب عنه صفحاً أي اعرض عنه.
صفح الجَبَل: جانبه المنحدر (بوشر) ومنحدر الجبل (همبرت ص170).
صفحاً: فجأة، بغتةً، ارتجالاً، على غير استعداد. ففي الأغاني (ص54): وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً.
والجمع صفاح تحريف صفائح: بلاط، ألواح حجر، وردت في شعر شاعر عامي (المقدمة 3: 405).
صَفّحة. الصفحتان: الخدّان (محيط المحيط، فوك).
صفحتا المِرْآة: إطارها (ابن بطوطة 2: 101).
صفحة: صفحة الوجه، وجه، محيا، طلعة (فوك، عباد 1/ 46، 2/ 59).
صَفْحة: وجمعها صَفْح: ورقة دفتر أو كتاب. (بوشر، همبرت ص110، فوك).
صَفَحْة: مصافحة (بوشر).
صَفْحة: عفو، مغفرة (عباد 2: 109).
صفيح: تنك (بوشر، هلو).
صفيح الحديد: مْطيلة. صفيحة حديد (بوشر).
صَفِيَحة وجمعها صُفُح (الكامل ص (77).
صَفِيَحة: شذرة، قطعة ذهب أو فضة أو حديد رقيقة مثقوبة لتلصق على القماش (بوشر).
صَفِيَحة (في المغرب): نعل الفرس (فوك، ألكالا وفيه: زوّل الصفيحة أي نعّل الدابة). (دومب ص66، بوشر (بربرية)، همبرت ص59 (بربرية)، ابن بطوطة 3: 429).
صفيحة: رزة الجارور (الكالا).
صفيحة: قشرة الصدفة (بوشر).
صَفِيَحة: عند المولّدين رقاقات صغيرة من العجين يوضع عليها توابل من اللحم وتخبز (محيط المحيط).
صفيحة بيضاء: تنكة (بوشر).
صفيحة القفل: علبة القفل (بوشر).
صفائح: رسوم، صُوَر، نقوش محفورة تزين بها الأبواب (ألكالا وفيه صفائح الرتاج) وفي ابن البيطار (1: 85) نقلاً عن البكري: الصفائح المخرمّة التي تكون تحت حلق الأبواب.
صفائح: في المعجم اللاتيني. العربي: Fistula صفائح ولا أدري أي معاني Fistula يصلح لهذه الكلمة العربية.
صُفّاح: حجر تسخن به الأصباغ (ألكالا). صخر، صخر عال، حجارة رقيقة عريضة (الكالا).
صَفَائِحيّ: رقائقيّ. ففي ابن البيطار (1: 527) في كلامه عن أنواع الزرنيخ: وأجْوَدها الصفائحي الذي يستعمله النقاشون. وينقل بعد ذلك (ص528) كلام ديسقوريدوس هذا: وأجْوَده ما كان ذا صفائح.
حديد مُصَفَّح: مطيلة، صفيحة من حديد (بوشر).
مُصَفَّحَة: لترصيف حجر التبليط (ألكالا) وانظرها في مادة صَفَح.
مُصَفَّحَة: صفيحة معدنية، كرتاس (ص213): ودروعهم وخيولهم بالزرد النضيد ومصفحات الحديد (انظر الكالا: صَفِيحة).
مُتَصَفَّح: نسيج تزينه خيوط من صفيح المعادن. (باين سميث 1491).
صفد صفد: مصدره صِفاد أيضاً (دي ساسي طرائف 2: 463).
صفد: قفص (فوك).
صَفَد: بعض أصول سود. انظر ابن البيطار (2: 131).
صَفَد: عامية صدف وهو غشاء الدر (محيط المحيط).
أُمُّ صُفَيْدَة: أم سَكَعْكَع، ذُعَرة (محيط المحيط) - في مادة ذُعَرَة).
(ص ف ح)

صَفْحُ كل شَيْء: جَانِبه. وَنظر إِلَيْهِ بصَفْحِ وَجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أَي استقبلــه بصَفْحِ وَجهه، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السَّيْف وصُفْحُه، عرضه وَالْجمع أصفاحٌ.

وضربه بِالسَّيْفِ مُصْفَحا ومَصْفوحا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي معرضًا.

وَسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

وَرجل مُصْفَحُ الْوَجْه: سهله حسنه، عَن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما مَوضِع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجْتمع فِيهِ الْأَيْمَان والنفاق. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ " الْقُلُوب أَرْبَعَة: قلب كَذَا، وقلب كَذَا، وقلب كَذَا وقلب مُصَفَّحٌ. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَن صَاحبه يلقى أهل الْأَيْمَان بصَفْحةٍ، وَأهل النِّفَاق بصَفحةٍ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والصَّفْحانِ من الْكَتف، مَا انحدر عَن الْعين من جانبيهما. وَالْجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا الْعُنُق، جانباه. والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرَّأْس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حِجَارَة عراض رقاق، وَالْوَاحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الْحِجَارَة كالصفائح، الْوَاحِدَة صُفَّاحَةٌ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه النَّاقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وَابْن حوب رجل مجهود مُحْتَاج، لِأَن الْحُوب والشدة.

وكل عريض من حِجَارَة أَو لوح وَنَحْوهمَا صُفَّاحَةٌ، وَالْجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة وَالْجمع صَفَائِح.

والصُّفَّاحُ من الْإِبِل، الَّتِي عظمت أسنانها فَكَادَتْ تَأْخُذ أقراءها، وَالْجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صَدره.

والمُصْفَحُ من الرُّءُوس: الَّذِي ضغط من قبل صدغيه فطال مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَكَذَلِكَ المُصَفَّحُ. وَقيل: المصَفَّحُ، الَّذِي اطْمَأَن جنبا رَأسه ونتأ جَبينه فَخرج وَظَهَرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الْكَلْب ذِرَاعَيْهِ للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قَالَ:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظمِ كَلْبا

أَرَادَ: صَفْح كلب ذِرَاعَيْهِ، فَقلب. وَقيل: هُوَ أَن يبسطهما وَيصير الْعظم بَينهمَا ليأكله. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إِذا طالَ جَرْيُها ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عَنى أَنَّهَا تنصبهما وتقلبهما. وصَفَحَ الرجل بيدَيْهِ، صفَّق. والتَّصفيحُ للنِّسَاء كالتصفيق للرِّجَال. قَالَ لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراه ... وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ الْقَوْم صَفْحا: عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الْأَمر وتصَفَّحه، نظر فِيهِ.

وصَفَح الْقَوْم وتَصَفَّحهم، نظر إِلَيْهِم طَالبا لإِنْسَان.

وصَفَح وُجُوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لَهَا. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ ... فَلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أَي تصَفَّحْنا وُجُوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشَّاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لَبنهَا.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سَأَلَهُ فَمَنعه. قَالَ:

وَمن يُكْثِرِ التَّسآلَ يَا حُرَّ لم يزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عَن حَاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كِلَاهُمَا: رده.

وصَفَح عَنهُ يصْفَحُ صَفْحا، وَهُوَ صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفا. والصَّفُوحُ، الْكَرِيم لِأَنَّهُ يصْفَح عَمَّن جنى عَلَيْهِ.

واستصفحه ذَنبه، استغفره إِيَّاه وَطلب أَن يصْفَحَ لَهُ عَنهُ.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقَاهُ أَي شراب كَانَ، وَمَتى كَانَ.

والمُصْفَحُ، الممال عَن الْحق. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجابَ وَرُبمَا ... ضَمِنَّا القِرىَ عشرا لمن لَا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لَا نُصَافحُ، فسره فَقَالَ: لمن لَا نُصَافحُ، أَي لمن لَا نَعْرِف. وَقيل: مَعْنَاهُ الْأَعْدَاء الَّذين لَا يحْتَمل أَن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السَّادِس من سِهَام الميسر وصَفحٌ: اسْم رجل.

والصفائحُ: مَوضِع. قَالَ الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمآلي ... بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:

جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّفْحَتين

وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ

الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي

بعُرْضِه.

وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ

صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:

تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ

أَي أَحد جانِبَي وجهه.

ولقيه صِفاحاً أَي استقبلــه بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف:

وجهاه.

وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛

وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛

وقال الطِّرِمّاح:

فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها

على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ

وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ

مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،

والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم

بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:

بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،

أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ

(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)

وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي

بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف

مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،

وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟

يعني العِراض؛ وأَنشد:

وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،

إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ

وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد

كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛

عن اللحياني:

وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.

والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ

من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين

(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في

الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العُنُق: جانباه. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.

والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.

وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،

والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة

كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن

الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.

ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:

صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:

ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛

قال لبيد:

وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا

سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا

وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت

أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة

الرجل: عُرْضُ صدرِه.

والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين

جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه

فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،

وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،

والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في

جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر

رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه

قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،

وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي

قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن

سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها

تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ

منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا

صَفَّقْنَ بأَيديهن.

والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح

للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح

للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ

بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف

الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله

وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت

لبيد:

كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ

جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ

الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه

بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.

والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:

وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من

إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.

وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ

الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:

يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،

صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا

أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما

ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو

الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،

فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط

الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب

كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،

كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ

عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم

واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:

نظر فيه؛ قال الليث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ

وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:

نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم

تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،

فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في

صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة

مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَفَحَتِ

الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:

الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَفَحَتْ

صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛

قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ

ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها

فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت

للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ

حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله

وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال

صَفَحْتُه إَذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته

يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح

صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.

وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح

عمن جَنى عليه.

واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.

وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:

صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا

أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد

مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:

المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً

في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله

أَنُعْرِضُ

(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم

الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه

وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح

والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض

بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله

تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن

نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح

عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت

عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،

فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ

وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.

والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على

الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث

حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس

فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج

يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،

فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل

قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي

له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:

وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي

يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي

يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:

وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي

فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ

المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى

الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.

ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما

ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح

أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.

والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛

أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.

وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما

قول بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،

لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ

(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم

ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو

ماء بالشام بين حلب وتدمر.)

فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:

غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين

مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع

بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ

الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ

الأَعْلى من مَلَكُوته.

صفح

1 صَفَحَ عَنْهُ, (Mgh, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. صَفْحٌ, (TA,) properly signifying He turned towards [or from] him, or it, the صَفْحَة [i. e. side] of his face, (Mgh,) means he turned away from, (Mgh, Msb, K, *) and left, (Msb, K,) him, or it, (Mgh, Msb,) i. e. [a man, or] an affair. (Msb.) And ضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا I turned away from him and left him; (S, TA;) i. e. a man: (TA:) صَفْحًا being here an inf. n., and therefore in the accus. case, as in the phrase قَعَدْتُ جُلُوسًا; or it is in the accus. case as an adv. n., and the meaning is I turned away from him aside. (Har p. 434.

[See also, in art. ضرب, a similar phrase in the Kur xliii. 4, cited here in the TA, and in Har ubi suprà.]) b2: And صَفَحَ عَنْهُ, (S, A, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) means [also] He turned away from his crime, sin, fault, or offence: (S, A, TA:) or he forgave him. (K, TA.) and صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ I turned away from the crime, sin, &c., of such a one, and did not punish him for it: (TA:) or صَفَحْتُ عَنِ الذَّنْبِ, aor. and inf. n. as above, I forgave the crime, sin, &c. (Msb.) b3: And صَفَحَتْ, (K, TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. صُفُوحٌ, said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) [She ceased to yield her milk;] her milk went away. (K, TA.) A2: صَفَحَ as a trans. verb: see 5, in five places. b2: And see 2. b3: Also, aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ, He (a dog) spread forth, or stretched out, his fore legs: a rájiz says, صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلْبَا [As the spreading forth of his fore legs, to, or for, a bone; I mean a dog]; كلبا being put in the accus. case as an explicative: or he here uses an inversion; meaning صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ. (L.) b4: And صَفَحَهُ, (S,) or صَفَحَهُ بِالسَّيْفِ; (K;) and ↓ اصفحهُ, (S,) or اصفحهُ بالسيف; (TA;) He struck him with the side, or flat, of the sword, (بِعُرْضِهِ, TA, or بِعَرْضِهِ, S, K,) [i. e. with its صَفْح, or صُفْح, or صَفْحَة,] not with its edge. (TA.) b5: And صَفَحَهُ, (S, IAth, K, TA,) aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ; (TA;) and ↓ اصفحهُ, (S, K, TA,) inf. n. إِصْفَاحٌ; (TA;) He turned him back, or sent him away; namely, a person asking, or begging; (S, K, TA;) he refused his request: (IAth, TA:) and صَفَحَهُ عَنْ حَاجَتِهِ and عَنْهَا ↓ اصفحهُ He refused him the thing that he wanted. (TA.) b6: And صَفَحَهُ also signifies He gave to him. (IAth, TA.) [Thus it has two contr. meanings.] b7: Also He gave him to drink any kind of beverage (K, TA) and at any time. (TA.) b8: And صَفَحَ الإِبِلَ عَلَى الحَوْضِ He made the camels to pass by the wateringtrough; [app. watering them;] syn. أَمَرَّهَا عَلَيْهِ. (S, K.) 2 صفّح, (K,) inf. n. تَصْفِيحٌ, (S,) He made a thing wide, or broad; (S, K;) as also ↓ صَفَحَ; (K;) [and ↓ اصفح;] see مُصْفَحٌ. One says of a sword, صُفِّحَ, inf. n. as above, It was made broad, or wide, and lengthened out, in the forging. (IAar, S, TA.) A2: تَصْفِيحٌ is also syn. with تَصْفِيقٌ, (S, Msb, K,) meaning The clapping with the hands. (S, IAth, TA.) One says, صَفَّح بِيَدَيْهِ and صَفَّقَ [He clapped with his hands]; (A, TA;) he struck one of his hands upon the other: (Mgh:) or he struck with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O in art. صفق.) [Golius gives صَفَحَ in this sense, erroneously, as from the S; and Freytag, this form as well as صفّح.] And it is said in a trad., التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَآءِ, or, as some relate it, التَّصْفِيقُ instead of التصفيح, [The saying سُبْحَانَ اللّٰهِ is for men, and the clapping with the hands is for women;] (S, Mgh, * TA;) i. e., when the Imám is inadvertent, the person whom he leads should, if a man, rouse him by saying سبحان اللّٰه; and if a woman, should clap with her hands, instead of speaking. (IAth, TA.) 3 مُصَافَحَةٌ signifies The taking by the hand; (S, A, K;) as also ↓ تَصَافُحٌ; (A;) or the latter has a like meaning: (S, K: *) or the former signifies [the joining hands; i. e.] the putting the hand [of one] in the hand [of another] in meeting and saluting: (Ham p. 802:) or the making the palm of the hand to cleave to [that of] the hand [of another], and turning face to face. (L.) Yousay, صَافَحَهُ بِيَدِهِ He took him by his hand. (A.) And صَافَحْتُهُ, inf. n. as above [and صِفَاحٌ], I applied my hand to his hand; (Msb;) or I put the palm of my hand upon the palm of his hand. (TA.) b2: And لَقِيَهُ صِفَاحًا He met him turning towards him the صَفْح [or side] of his face: (TA:) or he met him face to face; i. q. صِقَابًا: (TA in art. صقب:) [and] he met him suddenly, or unexpectedly. (Ham p. 802.) 4 اصفحهُ: see 1, latter part, in three places: b2: and see also 2. b3: Also He inverted it, or reversed it, (Ibn-Buzurj, K,) namely, a sword; like صَابَاهُ [q. v.]. (Ibn-Buzurj.) 5 تصفّحهُ He examined its صَفَحَات [or sides]; i. e. a thing's: (S:) or he considered it carefully, or attentively, and examined its صَفَحَات. (A, Mgh.) And تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ I turned over, or examined, the صَفَحَات, meaning pages, of the book; as also ↓ صَفَحْتُهُ, inf. n. صَفْحٌ: (Msb:) and وَرَقَ المُصْحَفِ ↓ صَفَحْتُ I examined the leaves of the مُصْحَف [i. e. volume, or book, or copy of the Kur-án,] one by one. (O, K.) And تصفّح القَوْمَ, (Lth, A,) and ↓ صَفَحَهُمْ, (Lth, O, Msb, K,) He looked at the people, seeking for a particular man: (Lth:) or he examined the states, or conditions, of the people, and looked among them, to ascertain whether such a one was to be seen: (A; in explanation of the former:) or he made the people to pass before him, and examined them, one by one: (O, K; in explanation of the latter:) or he beheld [or looked at] the صَفَحَات [or sides] of the faces of the people. (Msb.) And تصفّح وُجُوهَ القَوْمِ He examined carefully, or attentively, the faces of the people, looking at their (the people's) external appearances and forms, and seeking to make himself acquainted with their cases: and he looked at the faces of the people, seeking to know them; as also ↓ صَفَحَهَا. (Lth, TA.) And تصفّح الأَمْرَ, (A, TA,) and تصفّح فِى الأَمْرِ, (K, TA,) and الأَمْرَ ↓ صَفَحَ, (TA,) and صَفَحَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) He looked into the affair, or case. (K, TA.) 6 تَصَافَحَا They took each the other's hand. (TK.) See also 3. b2: Hence, تَصَافُحُ الأَجْفَانِ (assumed tropical:) The closing together of the eyelids. (Har p.

364.) 10 استصفحهُ دَنْبَهُ He asked him, or begged him, to forgive his crime, sin, fault, or offence. (L, TA.) صَفْحٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, A, Mgh,) or of anything; (Msb;) and ↓ صَفْحَةٌ, (S, A, Mgh, Msb,) of a thing, (Mgh,) or of anything; (S, A, Msb;) The side; or lateral, or outward, part or portion; syn. of the former نَاحِيَةٌ; (S, A;) or of the same, (K,) or of the latter, (S, A,) or of each, (Mgh, Msb,) جَانِبٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) and both signify also the face, or surface, or front, of a thing: (Mgh:) pl. [of the former صِفَاحٌ, as below, and] of the latter صَفَحَاتٌ. (Msb.) صَفْحَا الشَّىْءِ signifies The two sides of the thing; syn. جَانِبَاهُ. (TA.) And صَفْحُ الإِنْسَانِ The side of the human being; (S, O, K; *) as also ↓ صَفْحَتُهُ. (O.) And hence, بَعِيرِهِ ↓ صَلَّى إِلَى صَفْحَةِ [He prayed towards the side of his camel]. (Mgh.) And صَفْحٌ and ↓ صُفْحٌ signify The عُرْض [i. e. side] (S, O, and K accord. to the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K عَرْض, [which in this instance I think a mistake,]) of the face: (S, O, K:) and so of a sword; (K, TA; [in the former of which, in art. عرض, the عُرْض of a sword is said to be its صَفْح;]) or the عَرْض [i. e. breadth, or width,] (S, O, Msb, and so accord. to the CK and my MS. copy of the K,) of a sword; (S, O, Msb, K;) i. e. contr. of طُول; (Msb;) [but it may be well rendered its side, or its flat, and so ↓ صَفْحَةٌ, for SM says that] صَفْحَتَا السَّيْفِ signifies the two faces, or surfaces, of the sword: (TA:) one says, نَظَرَ إِلَيْهِ بِصَفْحِ وَجْهِهِ (S, A) and ↓ بِصُفْحِ وجهه (S) [He looked towards him with the side of his face turned towards him] and ↓ بِصَفْحَتِهِ [which means the same]: (A:) but accord. to AO, one says, السَّيْفِ ↓ ضَرَبَهُ بِصُفْحِ [He struck him with the side, or flat, of the sword], and the vulgar say بِصَفْحِ السيف, with fet-h: (S:) the pl. [of صَفْحٌ] is صِفَاحٌ (K, TA) and [that of ↓ صُفْحٌ is] أَصْفَاحٌ. (TA.) الرَّجُلِ ↓ صَفْحَةٌ signifies The side (عُرْض) of the breast of the man. (L.) And one says, جَنْبِهِ ↓ ضَرَبَهُ عَلَى صَفْحَةِ [He struck him on the surface, or flat part, of his side; and so على صَفْحِ جنبه; but the former is the more common]. (A.) And السَّيْفِ ↓ جَلَا صَفْحَتَى [He polished the two sides, or surfaces, of the sword]. (A.) And الوَرَقَةِ ↓ كَتَبَ فِى صَفْحَتَىِ [He wrote upon the two sides, or faces, of the piece of paper]. (A.) الكِتَابِ ↓ صَفَحَاتُ signifies The pages, or faces of the leaves, of the book. (Msb.) and صَفْحُ الكَفِّ The face [i. e. palm] of the hand. (L.) And صَفْحَا الكَتِفِ The two parts of the scapula that slope down from the عَيْر [or spine thereof]: pl. صِفَاحٌ. (L.) And صَفْحُ الجَبَلِ The part of the mountain where the side thereof rests upon the ground; (S, K;) its سَفْح [q. v.]: (JM:) pl. صِفَاحٌ. (S.) صُفْحٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

صَفَحٌ Excessive width in the forehead. (IAar, K.) صَفْحَةٌ: see صَفْحٌ, in ten places. b2: [Hence,] أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَهُ (tropical:) i. q. كَاشَفَهُ [which is used alone as meaning كَاشَفَهُ بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, with him]: (A, TA:) or he showed, or revealed, to him his deed [or crime] which he was concealing. (TA in art. بدو, from a trad. [which shows it to be used in an evil sense].) صِفَاحٌ, which is disapproved in horses, is [A quality] like what is termed مَسْحَة [app. meaning a flatness, or an evenness,] in the side (عُرْض) of the cheek, by reason of which its width is excessive. (O, K.) A2: [It is also an inf. n. of 3, q. v.]

صَفُوحٌ One who has the quality of turning away from the crimes, sins, faults, or offences, of others, and of forgiving; [or rather wont to turn away &c.;] as also ↓ صَفَّاحٌ: (TA:) الصَّفُوحُ, (K, TA,) as an epithet applied to God, (TA,) means the Very Forgiving; or He who forgives much. (K, TA.) b2: And Generous; (K;) because the generous man forgives those who act injuriously towards him. (TA.) b3: And A woman who turns away from one; who forsakes one's society: as though not giving aught but her side. (K.) صَفِيحٌ: see صَفِيحَةٌ, in four places. [It is properly a coll. gen. n.: as such signifying Any kind of thing made flat and broad or wide: as, for instance, plate, or expanded metal: n. un. with ة, meaning a piece thereof.] b2: [Hence, as it is supposed to be an expanded solid substance,] الصَّفِيحُ, (K,) or الصَّفِيحُ الأَعْلَى, (TA,) is one of the names of Heaven. (K, TA.) صَفِيحَةٌ A wide, or broad, stone; (T, S;) as also ↓ صَفِيحٌ (T) and ↓ صُفَّاحٌ: (S:) or [↓ صَفِيحٌ and]

↓ صُفَّاحٌ and صَفَائِحُ [which last is pl. of صَفِيحَةٌ] signify wide, or broad, stones, which are put over graves: (A:) or صَفَائِحُ and ↓ صُفَّاحٌ signify wide, or broad, and thin, stones; (K, TA;) one of which is called صَفِيحَةٌ and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) and anything wide, or broad, (Mgh, Msb, TA,) such as a stone, (TA,) and a plank, or board, (Mgh, TA,) and the like, (TA,) is termed صَفِيحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) whence one says, اِشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبَ وَفِضَّةٍ [He purchased a house in which were plates of gold and of silver]. (Mgh.) The pl. صَفَائِحُ signifies also [particularly] The planks, boards, or leaves, (أَلْوَاح,) of a door. (S, K.) And Wide, or broad, swords; (A, K;) one such sword being termed صَفِيحَةٌ: (S:) or this latter signifies [simply] a sword; and ↓ صَفِيحٌ, swords. (Ham p. 323.) And The قَبَائِل [or principal bones, namely, the frontal, occipital, and two parietal, bones,] of the head; (K;) a single one of these being termed صَفِيحَةٌ. (TA.) And صَفِيحَةٌ, (S,) or ↓ صَفِيحٌ, (K,) or each of these, (TA,) signifies The face, or surface, of anything wide, or broad. (S, K, TA.) And صَفِيحَةُ الوَجْهِ The exterior skin, cuticle, or scarf-skin, of the face. (S.) صَفَّاحٌ: see صَفُوحٌ.

صُفَّاحٌ; and its n. un., with ة: see صَفِيحَةٌ, in five places. b2: Also (tropical:) Camels whose humps have become large, (K, TA,) so that the hump of the she-camel occupies the whole of her back: n. un. with ة: (TA:) pl. صُفَّاحَاتٌ and صَفَافِيحُ: (K:) likened to wide, or broad, stones or similar things, because of their hardness. (TA.) صَافِحٌ A she-camel, (K,) and a ewe, or she-goat, (TA,) [ceasing to yield her milk;] whose milk is going away: (K, TA:) or a she-camel that has lost her young one, and whose milk has gone. (IAar, TA.) b2: غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ, occurring in a trad., means [Not lifting up, or elevating, his head,] nor putting forth his cheek, nor inclining on one side. (L.) أَصْفَحُ A man excessively wide in the forehead: from صَفَحٌ. (K.) مُصْفَحٌ Wide, or broad; (S, K;) as also ↓ مُصَفَّحٌ, (K,) which latter is the more common; both applied in this sense to a sword, and to anything; and ↓ مَصْفُوحٌ signifies the same. (TA.) One says, وَجْهُ هٰذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ The face of this sword is wide, or broad; from ↓ أَصْفَحْتُهُ. (S.) And ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفَحًا, (S, A, K,) and ↓ مَصْفُوحًا, (IAar, TA,) and ↓ مُصْفِحًا, (A, [this last relating to the agent,]) He struck him with the breadth, or width, [or flat,] of the sword; (S, A, K;) not with its edge: (A:) and ضربه بالسيف غَيْرَ مُصْفَحٍ He struck him with the sword not with its breadth, but with its edge. (TA.) And رَجُلٌ الرَّأْسِ ↓ مُصَفَّحُ A man wide, or broad, in respect of the head; (S, TA;) and so مُصْفَحُ الرَّأْسِ. (TA.) b2: Also Having the two sides of his head depressed, and the side of the forehead prominent, (K, TA,) and the occiput also prominent and conspicuous: (TA:) or having the fore and hind parts of the head projecting. (Az, Mgh.) b3: And A head compressed in the parts next the temples, so as to be long between the forehead and the back of the neck. (K.) b4: A nose straight in the bone; (K, TA;) having the bone even with the forehead. (TA.) b5: And A smooth, or soft, or smooth and soft, and beautiful, face. (Lh, K.) b6: Applied to a sword, (TA,) Inclined, or bent: (S, K, TA:) and inverted, or reversed: (Ibn-Buzurj, K, TA:) that is turned upon its edge when one strikes with it: and that is inclined, or bent, when one desires to sheath it. (TA.) b7: It is said in a trad., قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحَقِّ, meaning (assumed tropical:) The heart of the believer is inclined to the truth; (S, L;) as though its side (صَفْحُهُ i. e. جَانِبُهُ) were placed upon it. (L.) And مُصْفَحٌ applied to a heart signifies also (assumed tropical:) Turned away from the truth: (TA:) [or] so applied, in which are combined faith and hypocrisy: (K, TA:) or, accord. to Khálid, that falls short of its duty; in which is latent rancour, malevolence, malice, or spite; and which is not sincere in its religion: (Sh, TA:) or it means double-faced; one who meets the unbelievers with one face, and the believers with another face; صَفْحٌ signifying the “ face,” of anything. (IAth, TA.) A2: And المُصْفَحُ is a name of The sixth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, K;) as also المُسْبِلُ. (S.) مُصْفِحٌ بِالسَّيْفِ Striking with the side of the sword, not with the edge; (TA;) striking with the face of the sword. (O.) See also مُصْفَحٌ.

مُصَفَّحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places. b2: [Hence,] مُصَفَّحَةٌ signifies A sword; as also ↓ مُصَفِّحَةٌ: (K: [but see what follows:]) accord. to IAar, مُصَفَّحَاتٌ [its pl. (K)] signifies swords; because they are made broad, or wide, and lengthened out, in the forging: (S:) or, as some say, it signifies broad, or wide, swords. (TA. [See also صَفِيحَةٌ.]) Lebeed says, describing clouds, كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِى ذُرَاهَا وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَآلِى

[As though there were swords, or broad swords, upon their summits, and wailing women having upon them the pieces of rag which such women hold in wailing and with which they make signs]: (S, TA:) Az says that he likens the lightning, in the darkness of the clouds, to broad swords: (TA:) and IAar says that مصفّحات here means swords: but as some relate the verse, the word is ↓ مُصَفِّحَات [meaning women clapping their hands]; as though he likened the clouds' discovering themselves when the lightning shone from them, and they opened, and then met together after the lightning's becoming extinct, to the clapping of women's hands: (S: in some copies of which, الغَيْث is put for الغَيْم:) or, accord. to this reading, he likens the sound of the thunder to women's clapping of their hands. (TA.) b3: Also A she-camel (T, L) that is kept from being milked, in order that she may become fat. (T, L, K.) مُصَفِّحَةٌ, and its pl.: see مُصَفَّحٌ.

مَصْفُوحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places.

مُصَافِحٌ One who commits adultery, or fornication, with any woman, whether she be free or a slave. (K.)
ص ف ح: (صَفْحُ) الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ وَصَفْحُ الْجَبَلِ مِثْلُ سَفْحِهِ. وَ (صَفْحَةُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ. وَ (صَفَائِحُ) الْبَابِ أَلْوَاحُهُ. وَ (صَفَحَ) عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَنَبِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَضَرَبَ عَنْهُ (صَفْحًا) أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَ (تَصَفَّحَ) الشَّيْءَ نَظَرَ فِي (صَفَحَاتِهِ) . وَ (الْمُصَافَحَةُ) وَ (التَّصَافُحُ) الْأَخْذُ بِالْيَدِ. وَ (الْمُصْفَحُ) بِوَزْنِ الْمُصْحَفِ الْمُمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ: «قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ» وَالتَّصْفِيحُ مِثْلُ التَّصْفِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ أَيْضًا. 

صفح


صَفَحَ(n. ac. صَفْح)
a. Spread or stretched out, extended; flattened.
b. [acc. & Bi], Struck with the flat ( of the sword ).
c. Reviewed, inspected; scrutinized; perused, glanced
through (book).
d. [Fī], Considered.
e. ['An], Turned away from; passed by, overlooked, condoned
forgave (offence).
f. [acc. & 'An], Refused, denied.
صَفَّحَa. Flattened; rolled out.
b. Plated, sheeted.

صَاْفَحَa. Took by the hand, shook hands with; embraced.
b. [ coll. ], Was out of danger (
one sick ).
أَصْفَحَa. see II (a)
تَصَفَّحَa. Considered attentively, scrutinized.
b. [Fī], Examined, looked into.
تَصَاْفَحَa. Took each other by the hand, shook hands.

صَفْح
(pl.
صِفَاْح)
a. Side; surface, face; flat ( of the sword ).

صَفْحَةa. see 1b. Page ( of a book ).
صُفْحa. see 1
صَفَحa. Excessive width of forehead.

صِفَاْحa. Opposite.

صَفِيْحa. see 25t (a)b. The sky, Heaven.

صَفِيْحَة
(pl.
صَفَاْئِحُ)
a. Face, the flat side of anything.
b. Board, plank; slab of stone; slate; sheet or plate of
metal.
c. Broadsword, sabre.

صَفُوْحa. Generous, forgiving.

صُفَّاْحa. see 25t (b)
N. P.
صَفَّحَa. Wide, broad.

N. Ac.
صَاْفَحَ
(صِفْح)
a. Hand-shaking.

N. P.
أَصْفَحَa. Wide, broad.
b. Smooth; soft.

مُصَفَِّحَة
a. Sword.
صفح
صَفْحُ الشيءِ: عرضه وجانبه، كَصَفْحَةِ الوجهِ، وصَفْحَةِ السّيفِ، وصَفْحَةِ الحَجَرِ.
والصَّفْحُ: تركُ التّثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[البقرة/ 109] ، وقد يعفو الإنسان ولا يَصْفَحُ. قال: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ
[الزخرف/ 89] ، فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف/ 5] ، وصَفَحْتُ عنه:
أوليته مني صَفْحَةٍ جميلةٍ معرضا عن ذنبه، أو لقيت صَفْحَتَهُ متجافيا عنه، أو تجاوزت الصَّفْحَةَ التي أثبتّ فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها، من قولك: تَصَفَّحْتُ الكتابَ، وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، فأمر له عليه السلام أن يخفّف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل/ 127] ، والمُصَافَحَةُ: الإفضاء بِصَفْحَةِ اليدِ.
صفح الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحا كلِّ شَيْءٍ: جانِباه. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهاه. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عَرْضُ صَدْرِه. وسَيْفٌ مُصْفَحٌ: عَرِيْضٌ. والصَّدْرُ المُصْفَحُ كذلك، وكُلُّ سَيْفٍ عَرِيْضٍ أو خَشَبَةٍ عَرِيْضَةٍ. وحَدِيْدَةٌ صَفِيحَةٌ. وأصْفَحَ فلانٌ بِسَيْفِه: ضَرَبَ بصَفْحِه. ونَظَرَ إليه بصَفْحِ وَجْهِه وصُفْحِه. ورَجُلٌ مُصَفَّحُ الوَجْهِ. والمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوْفُ لأنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ. والصُّفّاحُ من الحِجَارَةِ خاصَّةً: ما عَرُضَ وطالَ، والواحِدَةُ: صُفَّاحَةٌ. والمُصَافَحَةُ مَعْروفةٌ. والصَّفْحُ: العَفْوُ. والإعْرَاضُ. وصَفَحْتُ النّاسَ: نَظَرْتُ في حالِهم، أو عَرَضْتُهم واحِداً واحِداً. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَفِ صَفْحاً. والصُّفّاحُ من الإِبِلِ: التي عَظُمَتْ أسْنِمَتُها، وتُجْمَعُ: صُفّاحاتٍ وصَفَافِيْحَ. والمُصَفَّحُ: الأعْوَجُ من السِّهَام. وهو مُصَفَّحُ الجِسْمِ. وجَمَلٌ فيه صَفْحٌ وصِفَاحٌ: أي دِقَّةٌ وهَضَمٌ. وصَفَحْتُ الرَّجُلَ أصْفَحُه صَفْحاً: إذا سَقَيْتَه أيَّ شَرابٍ كانَ. وإِذا سَألَكَ فلم تُعْطِه قُلْتَ: صَفَحْتُه وأصْفَحْتُه - بالألف -. والمُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه. وصَفَّحَ وصَفَّقَ: وَاحِدٌ، وهو التَّصْفِيْحُ والتَّصْفِيْقُ. ولَقِيْتٌه صِفَاحاً: أي فُجَاءةً.

ذرع

ذرع

1 ذَرْعٌ, [inf. n. of ذَرَعَ,] in its primary acceptation, signifies The stretching forth, or extending, the arm, or fore leg: (S, TA:) [or rather, when said of a man, the fore arm; and of a beast, the arm; though the whole arm of a man is generally stretched forth with his fore arm, and the whole fore leg of a beast with his arm: and ↓ تَذْرِيعٌ and ↓ إِذْرَاعٌ and ↓ تَذَرُّعٌ signify the same, as will be shown by explanations of their verbs.] Yousay, ذَرَعَ البَعِيرُ يَدَهُ The camel stretched forth, or extended, his fore leg in going: and البَعِيرُ ↓ تذرّع The camel stretched forth, or extended, his arm (ذِرَاعَهُ) in his going. (TA.) b2: ذَرَعَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. ذَرْعٌ, (S, Msb,) He measured it with the ذِرَاعٌ [or cubit]; (Msb, K;) namely, a garment, or piece of cloth, (S, Msb, K,) &c.: (S:) and ذَرَعَهُ بِذِرَاعِهِ he measured it with his ذراع. (TA.) [See also 5.] b3: You say of a she-camel, تَذْرَعُ الفَلَاةَ (assumed tropical:) She goes quickly, or swiftly, over the desert, as though measuring it; as also ↓ تُذَارِعُهَا: and بُعْدَالطَّرِيقِ ↓ تُذَارِعُ (tropical:) She stretches forth her fore legs and so traverses the distance of the way. (TA.) b4: ذَرَعَ فُلَانًا He strangled, or throttled, such a one from behind him with the fore arm; (Ibn-'Abbád, K;) as also ↓ ذرّعهُ: (K:) or the latter, inf. n. تَذْرِيعٌ, signifies, simply, he strangled, or throttled, him; (S, L;) but more properly, he put his neck between his fore arm and neck and upper arm, and so strangled, or throttled, him; and لَهُ ↓ ذرّع, also, has both of these significations. (L.) b5: ذَرَعَ البَعِيرَ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He trod upon the arm (ذراع) of the camel, [while the latter was lying with his breast upon the ground and his fore legs folded,] in order that a person might mount him. (K.) A2: ذَرَعَهُ القَىْءُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. as above, (Mgh,) and so the inf. n., (Msb,) Vomit overcame him, and came forth to his mouth before he was aware, (S, * Mgh, Msb, * K, * TA,) and issued from him: (Mgh:) or vomiting came upon him without his intending it. (Mgh.) A3: ذَرَعَ عِنْدَهُ, (Ibn-'Abbád, K,) inf. n. as above, (Ibn-'Abbád,) (tropical:) He made intercession with him. (Ibn-'Abbád, K.) [Said in the TA to be tropical; I suppose because the stretching forth the arm is a common action of a person interceding.] You say, ذَرَعْتُ لِفُلَانٍ عِنْدَ الأَمِيرِ (tropical:) I made intercession for such a one with the prince. (Z, TA.) And ذَرِعَ إِلَيْهِ, like فَرِحَ, (Ibn-'Abbád, K,) inf. n. ذَرَعٌ, (TK,) (assumed tropical:) He made intercession to him. (Ibn-'Abbád, K.) In the O, ذَرِعَ بِهِ (assumed tropical:) He made intercession [by him]. (TA.) A4: ذَرِعَ, aor. ـَ He drank from a skin (زِقّ) such as is called ذَارِعٌ. (K.) A5: ذَرِعَتْ رِجْلَاهُ His legs became tired, or fatigued. (Ibn-'Abbád, K.) A6: ذَرَاعَةٌ [app. an inf. n., of which the verb is ذَرُعَ,] The being wide in step, (S, TA,) and light, or active, in pace, or going. (TA.) 2 ذرّع, (S, K, &c.,) inf. n. تَذْرِيعٌ: (S:) see 1, first sentence. b2: Also He spread himself out widely, (El-Moheet, L, K,) and stretched forth his fore arms, (El-Moheet, L,) in swimming: (El-Moheet, L, K:) said of a man. (El-Moheet, L.) b3: He (a man) raised his fore arms; and particularly, in announcing good tidings or in warning: (TA:) or he (an announcer of good tidings) made a sign with his arm, or hand. (S, K.) b4: ذرّع فِى المَشْىِ He moved about his fore arms in walking, or going along. (S, K.) And ذرّع فى السَّعْىِ, (L, TA,) in the O and Moheet and K, erroneously, فىالسَّقْىِ, (TA,) He helped himself with his arms, and moved them about, (O, El-Moheet, L, K,) in walking, or walking quickly, or running. (L.) b5: ذرّع لِى

شَيْئًا مِنْ خَبَرِهِ (tropical:) He acquainted me with somewhat of his tidings, or case; (K, TA;) [as though he stretched forth his arm with his information;] said by one who has asked another respecting his case. (TA.) b6: [And hence, app.,] ذرّع بِكَذَا (assumed tropical:) He acknowledged, or confessed, such a thing. (K, TA.) b7: ذرّع فُلَانًا and ذرّع لَهُ: see 1. b8: [Hence, perhaps,] ذرّعهُ, inf. n. as above. (assumed tropical:) He killed him; or slew him. (TA.) b9: ذرّع البَعِيرَ, and ذرّع لَهُ, He bound both of the arms of the camel [to the shanks]: (K:) and the latter, he bound the camel with the redundant part of his nose-rein upon his [the camel's] arm. (K, TA.) [See also تَذْرِيعٌ below.] b10: تَذْرِيعٌ also signifies The tinging a captive's fore arm with crocus, or with خَلُوق, as a sign of slaughter; which was done in the time before Mohammad. (Meyd, cited by Freytag.) b11: [See also the act. and pass. part. n.., below.]3 مُذَارَعَةٌ signifies The selling by measure with the cubit; not by number, and without knowing the measure. (K.) [In the CK, والجُزافُ is put by mistake for والجُزافِ.] You say, بِعْتُهُ الثَّوْبَ مُذَارَعَةٌ I sold to him the garment, or piece of cloth, by measure with the cubit. (TA.) b2: See also 1, in two places. b3: ذَرَاعْتُهُ, (TA,) inf. n. مُذَارَعَةٌ, (K, TA,) (assumed tropical:) I mixed with him in familiar, or social, intercourse; or became intimate with him: or I became copartner with him; or shared with him: syn. خَالَطْتُهُ. (K * TA.) 4 اذرع, (K,) inf. n. إِذْرَاعٌ: (S:) see 1, first sentence. b2: (tropical:) He exceeded the due bounds, or just limits, in speech, or talk; (S, K, TA;) he talked much; (S, TA;) as also ↓ تذرّع: (S, Msb, * K, TA:) J says, [in the S,] I am of opinion that it has originated from the stretching forth of the fore arm; for he who talks much sometimes does that; and ISd says the like. (TA.) b3: أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّةِ and ↓ اِذَّرَعَهُمَا, He put forth, (K, TA,) and extended, (TA,) his fore arms from beneath the jubbeh: (K, TA:) or أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ, and ↓ اِدَّرَعَهُمَا, [the latter with the د unpointed,] he drew forth his fore arms from the sleeves of a narrow-sleeved jubbeh: (Mgh:) the latter verb being of the measure اِفْتَعَلَ; (Mgh, K;) like اِذَّكَرَ, (TA,) or اِدَّكَرَ, (Mgh,) from الذِّكْرُ: (Mgh, TA:) the former accord. to one relation, the latter accord. to another, occurring in a trad. (Mgh, TA.) b4: اذرع also signifies He seized with the fore arm. (K.) b5: مَا أَذْرَعَهَا [How long, or large, is she in the fore arm!] is [from الذِّرَاعُ, being] of the same [anomalous] class as أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ [from الحَنَكُ]. (TA.) A2: اذرع قَيْئَهُ He (a man) emitted, or ejected, his vomit. (TA.) 5 تَذَرَّعَ see 1; first and second sentences: b2: and see also 4. b3: تَذَرُّعٌ also signifies The measuring a thing with the fore arm. (S, K.) [See also 1.] A poet says, (S,) namely Keys Ibn-El-Khateem El-Ansáree, (TA,) تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأَيْدِىالشَّوَاطِبِ [Thou seest the fragments of the hard and pliant spears thrown as though they were what is seen in the measuring, with the fore arm, of rods of palm-sticks in the hands of the females who pare them]: (S, TA:) or, accord. to As, تَذَرَّعَ فُلَانٌ الجَرِيدَ signifies Such a one put the palm-sticks upon his fore arm, and pared them: and خِرْصَانٌ means, originally, rods of palm-sticks: and شَوَاطِبُ is pl. of شَاطِبَةٌ; meaning a woman who peels the عَسِيب, and then throws it to the مُنَقِّيَة, who removes all that is upon it with her knife until she has left it slender, when she throws it back to the شاطبة. (TA.) b4: Also, The splitting (تَشَقُّق [which is intrans., but I think it is a mistake for تَشْقِيق, which is trans.,]) of a thing into several oblong pieces of the measure of the cubit in length. (Ibn-'Abbád, K.) b5: تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ The woman split palm-leaves to make of them a mat. (IDrd, K.) Thus some explain the saying of Ibn-El-Khateem, quoted above. (TA.) b6: تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ The camels came to drink of the rain-water and waded in it with their arms. (K.) A2: تذرّع بِذَرِيعَةٍ (tropical:) He obtained, or sought to obtain, access, or intimacy; or he ingratiated himself, or sought to ingratiate himself; by a means of doing so. (S, K, TA.) You say, also, تذرّع إِلَيْهِ (tropical:) He obtained, or sought to obtain, access to him; &c. (TA.) 8 اِذَّرَعَ or إِدَّرَعَ: see 4.10 استذرع بِهِ He concealed, or protected, himself by it, (namely a thing, TA,) and made it a ذَرِيعَة [q. v.] for him. (Ibn-'Abbád, K.) ذَرْعٌ, in its primary acceptation, has the signification explained in the first sentence of this article. (S, TA.) b2: [Hence, it is used in the sense of] (tropical:) Power, or ability; as also ↓ ذِرَاعٌ; (TA;) or a man's reach, or extent of power or ability. (Msb.) And hence the phrases, ضَاقَ بِالأَمْرِ ذَرْعُهُ, and ↓ ذِرَاعُهُ, (K,) and ضَاقَ بِالأَمْرِ ذَرْعًا, (S, Msb, K,) in which the last word is in the accus. case as an explicative, for the original form of the phrase is that first mentioned, (TA,) and sometimes they said ↓ ذِرَاعًا, (S, TA,) (tropical:) He was unable to do, or accomplish, the thing, or affair; as though meaning, he stretched forth his arm to it and it did not reach it; (S, TA; *) or these phrases are thus used because he who is short in the fore arm will not reach that which he who is long therein reaches, nor will the power of the former equal that of the latter; therefore they are proverbially applied to him whose power falls short of the attainment, or accomplishment, of an affair: (TA:) or he lacked strength, or power, or ability, to do, or accomplish, the thing, or affair, and found not any way of escape from what was disagreeable therein: (K:) or he was unable to bear, or endure, or undertake, the thing, or affair. (Msb.) You say also, مَا لِى بِهِ ذَرْعٌ, and ↓ ذِرَاعٌ, (tropical:) I have not power, or ability, to do it. (TA.) And كَسَرَ ذٰلِكَ مِنْ ذَرْعِى (tropical:) That disabled, hindered, prevented, or withheld, me from doing that which I desired. (TA.) And اِقْصِدْ بِذَرْعِكَ (tropical:) Deal thou gently with thyself; moderate thyself restrain thyself; i. q. اِرْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ; (S, TA;) and let not thy soul, or mind, carry thee beyond thy measure or extent [of power or ability]. (TA.) And أَبْطَرْتُ فُلَانًا ذَرْعهُ (tropical:) I imposed upon such a one more than he was able to do: (S, TA:) but ذَرْعٌ also signifies (assumed tropical:) the body: and [accord. to IAar] أَبَطَرَنِى ذَرْعِى means (tropical:) He wasted my body, and cut off my means of subsistence. (TA.) [See also art. بطر.] You likewise say, رَجُلٌ

↓ رَحْبُ الذِّرَاعِ [and الذَّرْعِ] (tropical:) A man having ample strength, and power, and might in war or fight, courage, valour, or prowess. (TA. [See also رَحْبٌ.]) And ضَعِيفُ الذَّرْعِ (tropical:) Impotent. (KL.) b3: And hence, فُلَانٌ خَالِى الذَّرْعِ (tropical:) Such a one has his heart devoid of anxieties, or solicitudes, and griefs; because the heart is sometimes one of the seats of power: or it may mean, agreeably with the original signification of ذَرْعٌ, such a one is free from the causes of occupation which require the stretching forth of the fore arm and extending of the hand. (Har p. 131.) and رَجُلٌ وَاسِعٌ الذَّرْعِ, and ↓ الذِّرَاعِ, (tropical:) A man large, or liberal, in disposition. (K.) And كَبُرَ فِى ذَرْعِى (assumed tropical:) Its occurrence, or befalling, was of great moment, momentous, grievous, or distressing, to me. (TA.) b4: ذَرْعٌ also signifies The measure of anything: and نَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجَلٍ, A palm-tree of the measure of the stature of a man. (TA.) ذَرَعٌ A coveting; desiring eagerly; or lusting. (S, K.) [Perhaps an inf. n. of which the verb is ذَرِعَ.]

A2: See also ذَرِيعَةٌ.

ذَرِعٌ: see ذَرِيعٌ, in two places. b2: (assumed tropical:) That journeys by night and by day. (K.) b3: (assumed tropical:) Longtongued with evil speech. (K.) A2: (assumed tropical:) Good in social, or familiar, intercourse. (K, TA.) ذُرْعَةٌ: see ذَرِيعَةٌ.

ذَرَاعٌ (S, K) and ↓ ذِرَاعٌ (ISd, K) (assumed tropical:) A woman (S) light, or active, with the hands in spinning: (S, K:) or one who spins much; who has ability to do so. (TA.) ذِرَاعٌ, of a man, (Msb,) [The part] from the elbow to the extremities of the fingers; (Mgh, Msb;) the fore arm; syn. سَاعِدٌ [q. v.; thus corresponding to the سَاق of the leg]: (Lth, K:) and (tropical:) [the space] from the extremity of the elbow to the extremity of the middle finger: (M, Mgh, * K: [in the last of which, the space is plainly shown to be meant, like as the part is shown in the Msb to be meant in the explanation cited above from that work and the Mgh: see also جَرِيبٌ:]) in both these senses, sometimes masc., (K,) accord. to Kh: (TA:) J says, (TA,) as relating to the arm, it is masc. and fem.; but Sb says that it is fem.: (S, TA:) [Mtr says,] it is fem.: (Mgh:) [Fei says,] the measure so called is in most instances fem.: accord. to ISk, it is fem.; but some of the Arabs make it masc.: Fr says that it is fem.; but that some of [the tribe named] 'Okl make it masc.: As did not know an instance of its being masc.: and Zj says that such an instance is extr.; not choice: (Msb:) the measure thus called, [i. e. the cubit,] (Msb,) the ذِرَاعٌ مُكَسَّرَة [or cubit which is divided into fractions], (Mgh,) is six قَبَضَات [or fists] (Mgh, Msb) of middling measure; (Msb;) and this is called ذِرَاعُ العَمَامَّةِ [the cubit of the common people, or the common cubit], because it wants one قَبْضَة [or fist] of what is called ذِرَاعُ المَلِكِ [the cubit of the king], namely one of the Kisràs, (Mgh, Msb,) not the last of them, whose ذراع was seven قَبَضَات: (Mgh:) [see also مِيلٌ: it is also an astronomical measure; and as such, it seems, from several instances in which it is mentioned by Kzw and other writers, to be, probably, by rule, two degrees; nearly the half, or quarter, of the length assigned in different instances to the measure termed رُمْحٌ; but, like the latter, not precise nor uniform in every instance:] the dim. is ↓ ذُرِيَّعَةٌ, with ة because it is fem.; (TA;) or ↓ ذُرَيْعٌ [or ↓ ذُرَيِّعٌ, without ة, accord. to those who make it masc.]: (L voce حَرْبٌ:) the pl. is أَذْرُعٌ and ذُرْعَانٌ; (O, Msb, K;) or, accord. to Sb, the former only; (S, Msb;) and Sb adds, they have given it this form of pl. because it is fem.; meaning, that فِعَالٌ and فُعَالٌ and فَعِيلٌ, when fem., have the pl. of the measure أَفْعُلٌ. (TA.) In the phrase الثَّوْبُ سَبْعٌ فِى ثَمَانِيَةٍ [The garment, or piece of cloth, is seven cubits by eight spans], they say سبع because أَذْرُع is fem., and ثمانية because أَشْبَار is masc.; (S; [and the like is said in the Mgh;]) and because the length is measured by the ذراع, and the breadth by the شِبْر. (S in art. ثمن.) ذِرَاعٌ is also used as an epithet, applied to a masc. n.: thus they say, هٰذَا ثَوْبٌ ذِرَاعٌ [This is a garment, or piece of cloth, a cubit in length]. (Kh.) You say also, هُوَ مِنِّى عَلَى حَبْلِ الذِّرَاعِ It is prepared, or made ready, on my part: (S:) and هُوَ لَكَ عَلَى حَبْلِ الذِّرَاعِ I will pay it to thee in ready money: or it is prepared, or made ready, for thee: the حبل being a certain vein in the ذراع. (TA.) b2: [Hence several tropical significations:] see ذَرْعٌ, in six places: and see also ذَرَاعٌ. b3: Hence also, (Z, TA,) (tropical:) The instrument with which one measures the length of the ذراع [or cubit], (S, Z, O, Mgh, K,) made of a piece of wood, (Mgh,) or whether it be iron or a rod of wood. (O, K.) b4: [Hence also,] (assumed tropical:) A sleeve: as in the phrase ثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّرَاعِ (assumed tropical:) [a garment, or piece of cloth, variegated, or figured, in the sleeve]: pl. ↓ مَذَارِعُ, a pl. not agreeing with its sing., like مَلَامِحُ and مَحَاسِنُ. (TA.) b5: Of the fore legs of bulls or cows, and of sheep or goats, [The arm; i. e.] the part above the كُرَاع: and of the fore legs of camels and horses and mules and asses, [likewise the arm; i. e.] the part above the وَظِيف: (K:) [also the arm-bone of any of the animals here mentioned:] accord. to Lth, (TA,) of any animal, [but this is by synecdoche, (assumed tropical:) the fore leg;] i. q. يَدٌ; (Msb, TA;) applying to the whole of whatever is called thus: (TA:) [thus, again, corresponding to سَاقٌ; this latter term, in like manner, having a proper and a synecdochical acceptation. Hence the prov.] لَا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُرَاعَ فَيَطْمَعَ فِى الذِّرَاعِ [Feed not thou the slave with the shank, lest he covet the arm]. (K.) b6: [Hence,] الذِّرَاعُ, also called ذِرَاعُ الأَسَد (assumed tropical:) Two bright stars, which are one of the Mansions of the Moon: (S:) [there are two asterisms thus called; together, الذِّرَعَانِ: one of them is] الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ, [also called ذِرَاعُ الأَسَدِ المَبْسُوطَةُ,] the two bright stars α and β] in the heads of Gemini: (Kzw in his description of Gemini:) [the other is called الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, and] ذِرَاعُ الأَسَدِ المَقْبُوضَةُ, the two bright stars α and β] of Canis Minor: (Kzw in his description of Canis Minor:) [hence it appears that the ancient Arabs, or many of them, extended the figure of Leo (as they did also that of Scorpio) far beyond the limits which we assign to it: the former ذراع accord. to those who make النَّوْءُ to signify “ the auroral rising,”

but the latter accord. to those who make it to signify “ the auroral setting,” is the Seventh Mansion of the Moon: the following descriptions in Kzw's account of the Mansions of the Moon, and in the O and K and TA, are obscure and inaccurate:] الذِّرَاعُ is one of the Mansions of the Moon, (O, Kzw, K,) and is called ذراع الاسد المقبوضة, (O, Kzw,) or ذراع الاسد المبسوطة: (K:) the lion has a ذراع which is مبسوطة and a ذراع which is مقبوضة, (O, Kzw, K,) and this is the one next to Syria, (O, K,) or on the left, (Kzw,) and in it the moon has a mansion; the مبسوطة being next to El-Yemen, (O, K,) or on the right; (Kzw;) [but this description of their relative positions should be reversed, as is shown by what precedes and by what follows;] each being two stars, between which is the measure of a سَوْط [or whip]; (O;) and the latter is higher in the sky, and more extended, than the other, (O, K,) wherefore it is called مبسوطة; (O;) and sometimes the moon deviates, and so has a mansion in it: (O, K:) [it is said in the TA that الذراع is also a name of one of the asterisms (نُجُوم) of الجَوْزَآء; but this is the same that is called the مبسوطة:] it rises [at dawn] on the fourth of تَمُّوز [or July O. S.], and sets [at dawn] on the fourth of كَانُون الآخِر [or January, O. S.]: (O, Kzw: [and so in the K, except that in this last, it is erroneously said to set in كَانُون الأَوَّل:]) so says IKt: but Ibráheem El-Harbee says that it rises on the seventh of تمّوز, and sets on the sixth of كانون الآخر. (O, TA.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also نَوْءٌ, and نَكْبَآءُ.] The rhyming prosaist of the Arabs says, إِذَا طَلَعَتِ الذِّرَاعْ حَسَرَتِ الشَّمْسُ القِنَاعْ وَاسْتَعْلَتْ فِى الأُفُقِ الشُّعَاعْ وَ تَرَقْرَقَ السَّرَابُ فِى

كُلِّ قَاعْ [When the Dhiráa rises at dawn, the sun puts off the veil, and the rays ascend in the horizon, and the mirage flickers, or glistens, in every plain]. (TA.) And the Arabs assert that when there is no rain [at any other season] in the year, the ذراع does not break its promise, though it be but a بَغْشَة [or weak shower of rain]: (Kzw, TA:) [or] its نَوْء is approved, and seldom does it break its promise. (Kzw.) b7: ذِرَاعٌ also signifies (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon the arm (ذراع) of a camel: (S, K:) and is a mark of the Benoo-Thaalebeh in El-Yemen, and of some persons of the Benoo-Málik-Ibn-Saad. (K.) b8: Also (tropical:) The fore part of a spear or spear-shaft: (K, TA:) this is called (S, TA) also (TA) ذِرَاعُ الَعَامِلِ. (S, TA.) ذَرُوعٌ: see what next follows.

ذَرِيعٌ Wide in step, (S, K,) and light, or active, in pace, or going; (K;) applied to a horse, (S, K,) and to a camel; as also ↓ ذَرُوعٌ: (K:) and quick: (S, Msb, K:) [and so ↓ ذَرِعٌ; for] ↓ ذَرِعَاتٌ, (S, O, K,) applied to the legs of a quadruped (قَوَائِمٌ), (S, TA,) signifies quick, (S, K,) wide in step, taking much of the ground: (O, K:) or, as some say, this last word signifies the legs of a beast, (TA,) like ↓ مَذَارِعُ, (S, K,) pl. of مِذْرَاعٌ. (K.) It is said of Mohammad, in a trad., كَانَ ذَرِيعَ المَشْىِ (assumed tropical:) He was quick, and wide of step, in walking. (TA.) And you say, رَجُلٌ ذَرِيعٌ بِالِكِتَابَةِ (assumed tropical:) A man quick in writing. (TA.) And أَكَلَ

أَكْلًا ذَرِيعًا (assumed tropical:) He ate quickly and much. (TA.) And قَتْلٌ ذَرِيعٌ (assumed tropical:) Quick slaughter. (S.) and مَوْتٌ ذَرِيعٌ (tropical:) Spreading death: (K:) or quick, spreading death, such that the people can hardly, or can in no wise, bury one another. (TA.) b2: (assumed tropical:) An ample thing, affair, or state. (K.) A2: (assumed tropical:) An intercessor. (Ibn-'Abbád, K.) ذُرَيْعٌ a dim. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذَرِيعَةٌ A she-camel by which the archer, or the like, conceals himself from the game, (S, K, TA,) walking by her side, and shooting, or casting, when the object puts itself in his power, having first left the she-camel to roam at pleasure with the wild animals in order that they may become familiar with her; (TA;) like دَرِيْئَةٌ; (S;) as also ↓ ذَرَعٌ: (K:) pl. ذُرُعٌ. (IAar.) b2: Hence, (tropical:) Anything that brings one near to a thing; (IAar;) a means of access, nearness, intimacy, ingratiation, attachment, or connexion; syn. وَسِيلَةٌ; (S, Msb, K, TA;) and سَبَبٌ; and وُصْلَةٌ; (TA;) as also ↓ ذُرْعَةٌ: (Ibn-'Abbád, K:) pl. ذَرَائِعُ. (S, Msb.) You say, فُلَانٌ ذَرِيعَتِى إِلَيْكَ (tropical:) Such a one is my means of access to thee, and of attachment to thee, or connexion with thee. (TA.) b3: Also, [like دَرِيْئَةٌ,] A ring by aiming at which one learns the art of shooting, or casting [the lance &c.]. (TA.) ذُرَيِّعٌ: dims. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذُرَيِّعَةٌ: dims. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذَرَّاعٌ A measurer with the ذِرَاع [or cubit]. (T in art. أبر.) b2: A he-camel that drives the she-camel with his arm and so makes her lie down that he may cover her. (Ibn-'Abbád, K.) ذَارِعٌ [so in a copy of the S and of the K and in the TA: in one copy of S and in one of the K, ذِرَاع: in the CK, ذَرّاع: but the right reading is ذَارِعٌ, as is shown by verses in which it occurs, cited in the TA, and by its pl.,] A small [skin of the kind called] زِقّ, which is stripped off from the part next to the ذِرَاع [or arm], (S, K,) and which is for شَرَاب [or wine]; (S;) and ↓ مِذْرَعٌ signifies [the same; or simply] a small زِقّ: (TA:) or, as some say, زِقٌّ ذَارِعٌ signifies a زقّ that takes much water: (TA:) the pl. is ذَوَارِعُ. (S, TA.) A2: نَاقَةٌ ذَارَعَةٌ An excellent she-camel. (TA.) أَذْرَعُ [More, and most, light, or active, and quick, with the arms, or hands, or (assumed tropical:) otherwise]. It is said in a trad., خَيْرُ كُنَّ أَذْرَعُكُنَّ لِلْغَزْلِ The best of you females is the most light, or active, of hand, of you, in spinning: or, the most able of you to spin. (TA.) And قَتَلُوهُمْ أَذْرَعَ قَتْلٍ (assumed tropical:) They slew them with the quickest slaughter. (S.) b2: (assumed tropical:) More, and most, chaste in speech. (K.) Yousay, هُوَ أَذْرَعُ مِنْهُ (assumed tropical:) He is more chaste of speech than he. (TA.) A2: (assumed tropical:) One whose mother is Arabian but not his father; syn. مُقْرِفٌ: or the son of an Arabian man by an emancipated slavewoman: (K:) the former is the more correct. (TA.) [See also مُذَرَّعٌ.]

تَذْرِيعٌ The redundant part of the cord with which the arm [of a camel] is bound: [see 2, latter part:] a subst. like [تَصْدِيرٌ and] تَنْبِيتٌ; not an inf. n. (TA.) مِذْرَعٌ: see ذَارِعٌ.

مُذَرَّعٌ, an epithet applied to an ass, and to a mule, meaning Having what are termed رَقْمَتَانِ [q. v.] upon his arms. (L.) b2: Hence, (L,) (tropical:) A man (TA) whose mother is more noble than his father: (S, L, K:) as though, (K,) or said to be, (S,) so called because of the رَقْمَتَانِ upon the arm [or arms] of the mule, for they come to him from the side of the ass; (S, K;) or so called as being likened to the mule, because he has upon his arms رقمتان like those of the arm of the ass, thereby resembling the ass; and the mother of the mule is more noble than his father. (L.) [See also أَذْرَعُ.] b3: A lion having upon his arms the blood of his prey. (IAar.) b4: [A beast] struck in the uppermost part of his breast so that the blood has flowed upon his arms. (K.) b5: A horse that outstrips: or (originally, TA) that overtakes the wild animal and has his arms smeared by his rider's piercing the latter so as to make the blood flow forth; (K, TA;) this blood upon his arms being the sign of his having outstripped. (TA,) b6: A bull having black spots, or black places, upon his shanks. (S, K.) b7: مُذَرَّعَةٌ A hyena having stripes upon its arms: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates: or applied to the hyena because of blackness on its arms. (TA.) مُذَرِّعٌ Rain that sinks into the earth to the depth of a cubit. (S, K.) مِذْرَاعٌ sing. of مَذَارِعٌ, [which is contr. to rule,] (S, K,) in a sense pointed out below, (S,) or in all the senses explained below, and of مَذَارِيعٌ, (K,) which is agreeable to rule. (TA.) b2: مَذَارِعُ signifies The legs of a beast; (S, K;) as also مَذَارِيعُ, and ذَرِعَاتٌ; see ذَرِيعٌ; because the beast measures with them the ground: or, as some say, [like the pl. of ذِرَاعٌ,] the parts of a beast between the knee and the arm-pit. (TA.) A2: مَذَارِعُ also signifies The towns (قُرَى, S, or بِلَاد, K) that are between the cultivated land and the desert; (S, K;) such as El-Kádiseeyeh and El-Ambár; (TA;) in this sense, (S,) as in others, (K,) pl. of مِذْرَاعٌ; (S, K;) as also مَذَارِيعُ; (K;) syn. with مَزَالِفُ; (S;) and بَرَاغِيلُ: (TA:) El-Hasan El-Basree speaks of the مَذَارِعُ of El-Yemen. (TA.) [Freytag says, without mentioning his authority, that مَذَارِعُ has the same signification with the inhabitants of Nejd as مَخَالِيفُ with the inhabitants of El-Yemen and مَزَالِفُ in the region of El-Hijáz: but this is at variance with all that I have found, in respect of the term مخاليف.] b2: Also Parts, regions, quarters, or tracts, syn. نَوَاحٍ, (Ibn-'Abbád, K,) of a land. (Ibn-'Abbád.) b3: And The places of bending of a valley. (Kh.) b4: And Palm-trees that are near to houses or tents. (S, K.) مَذَارِعُ a pl. [contr. to rule] of مِذْرَاعٌ, q. v.: (S, K:) and of ذِرَاعٌ as signifying (assumed tropical:) A sleeve. (TA.) See the last of these words, near the middle of the paragraph.
(ذرع) الْمَطَر رسخ فِي الأَرْض قدر ذِرَاع وَفُلَان رفع ذرايعه منذرا وَمُبشرا وَفِي مَشْيه اسْتَعَانَ بيدَيْهِ وحركهما فِيهِ وَيُقَال ذرع بيدَيْهِ وَفِي السباحة اتَّسع وَمد ذِرَاعَيْهِ وَالْبَعِير وَله قَيده بِفضل خطامه فِي ذراعه وَفُلَانًا خنقه من وَرَائه بالذراع وَقَتله وَيُقَال ذرع لي شَيْئا من خَبره خبرني بِهِ وَفُلَان ذرع بَيْننَا هَذَا سَببه
ذرع
الذّراع: العضو المعروف، ويعبّر به عن المذروع، أي: الممسوح بالذّراع. قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُون
َ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ [الحاقة/ 32] ، يقال: ذراع من الثّوب والأرض، وذراع الأسد: نجم، تشبيها بذراع الحيوان، وذراع العامل: صدر القناة ، ويقال: هذا على حبل ذراعك ، كقولك: هو في كفّك، وضاق بكذا ذرعي، نحو: ضاقت به يدي، وذَرَعْتُهُ: ضربت ذراعه، وذَرَعْتُ: مددت الذراع، ومنه: ذَرَعَ البعير في سيره، أي: مدّ ذراعه، وفرس ذريع و
ذروع: واسع الخطو، ومذرّع: أبيض الذّراع، وزِقٌّ ذراع، قيل: هو العظيم، وقيل: هو الصّغير، فعلى الأوّل هو الذي بقي ذراعه، وعلى الثاني هو الذي فصل ذراعه عنه. وذَرَعَهُ القيء: سبقه. وقولهم: ذَرَعَ الفرس، وتذرّعت المرأة الخوص ، وتذرّع في كلامه ، تشبيها بذلك، كقولهم: سفسف في كلامه، وأصله من سفيف الخوص.

ذرع


ذَرَعَ(n. ac. ذَرْع)
a. Measured by the arm or cubit.
b. Strangled, throttled from behind; garroted.

ذَرِعَ(n. ac. ذَرَع)
a. [Ila], Interceded with.
ذَرَّعَa. Strangled, throttled from behind.
b. [Fī], Swung his arms about in walking.
ذَاْرَعَa. Sold by the cubit.

أَذْرَعَ
a. [Fī], Went to great lengths, was violent in ( his
talk ).
تَذَرَّعَa. Measured by the cubit &c.
b. [Bi], Took measures to obtain.
إِسْتَذْرَعَa. Used as a screen.
b. see V (b)c. [Fī], Hurried along in walking.
ذَرْعa. Arm's length; reach; power, ability, capacity.

ذَرَع
(pl.
ذِرْعَاْن)
a. Desire, longing; covetousness, cupidity.
b. Calf of the buffalo or wild bull.

ذَرِعa. One who journeys night & day.
b. Sharp tongued, evil-speaking.

مِذْرَعَة
(pl.
مَذَاْرِعُ)
a. see 45
ذِرَاْع
(pl.
أَذْرُع ذُرْعَاْن)
a. Fore-arm; arm.
b. Cubit; ell, yard.

ذَرِيْعa. Quick, swift, rapid, fleet.
b. Wide, broad, large, ample.
c. Sudden (death).
d. Intercessor.

ذَرِيْعَة
(pl.
ذَرَاْئِعُ)
a. Hunter's screen.
b. Means ( of access & c. )

مِذْرَاْع
(pl.
مَذَاْرِيْعُ)
a. Outskirts, suburbs.
(ذرع)
فلَان ذرعا مد ذراعه وَيُقَال ذرع الْفرس أَو الْبَعِير فِي سيره وذرع الْبَعِير أَو الْفرس يَده وَله عِنْده شفع وَالْبَعِير ضرب ذراعه وكواه بسمة فِيهَا وَفُلَانًا خنقه من وَرَائه بالذراع وَالثَّوْب وَغَيره قاسه بالذراع وَيُقَال ذرعه بذراعه وَالْبَعِير وَطئه على ذراعه ليركب وَالطَّرِيق قطعه بِسُرْعَة كَأَنَّهُ يقيسه وَيُقَال ذرعت النَّاقة الفلاة والقيء فلَانا غَلبه وَسبق إِلَى فِيهِ وَفِي الحَدِيث (من ذرعه الْقَيْء فَلَا قَضَاء عَلَيْهِ) وَالدَّابَّة الدَّابَّة ذرعا غلبتها فِي سرعَة الخطو يُقَال ذارعتها فذرعتها

(ذرع) ذرعا سَار لَيْلًا وَنَهَارًا فَهُوَ ذرع وَطَالَ لِسَانه فِي الشَّرّ وطمع وَرجلَاهُ تعبتا وأعيتا وَإِلَيْهِ تشفع

(ذرع) ذراعه كَانَ وَاسع الخطو وَالْمَوْت كثر وَفَشَا فَهُوَ ذريع وَالْمَرْأَة خفت يداها فِي الْعَمَل فَهِيَ ذِرَاع وذراع
ذ ر ع: (ذِرَاعُ) الْيَدِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَ (الذِّرَاعُ) مَا يُذْرَعُ بِهِ. وَ (ذَرَعَ) الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَمِنْهُ أَيْضًا (ذَرَعَهُ) الْقَيْءُ أَيْ سَبَقَهُ وَغَلَبَهُ. وَضَاقَ بِالْأَمْرِ (ذَرْعًا) أَيْ لَمْ يُطِقْهُ وَلَمْ يَقْوَ عَلَيْهِ. وَأَصْلُ (الذَّرْعِ) بَسْطُ الْيَدِ فَكَأَنَّكَ تُرِيدُ مَدَّ يَدِهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَنَلْهُ وَرُبَّمَا قَالُوا: ضَاقَ بِهِ (ذِرَاعًا) . وَقَوْلُهُمْ: الثَّوْبُ سَبْعٌ فِي ثَمَانِيَةٍ إِنَّمَا قَالُوا: سَبْعٌ لِأَنَّ الْأَذْرُعَ مُؤَنَّثَةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الذِّرَاعُ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَذْرُعٌ) لَا غَيْرُ وَإِنَّمَا قَالُوا: ثَمَانِيَةٌ لِأَنَّ الْأَشْبَارَ مُذَكَّرَةٌ. وَ (التَّذْرِيعُ) فِي الشَّيْءِ تَحْرِيكُ الذِّرَاعَيْنِ. وَ (الذَّرِيعَةُ) الْوَسِيلَةُ وَقَدْ (تَذَرَّعَ) فُلَانٌ بِذَرِيعَةٍ أَيْ تَوَسَّلَ بِوَسِيلَةٍ وَالْجَمْعُ (الذَّرَائِعُ) . وَقَتْلٌ (ذَرِيعٌ) أَيْ سَرِيعٌ. وَ (أَذْرِعَاتٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْخَمْرُ وَهِيَ مَعْرِفَةٌ مَصْرُوفَةٌ مِثْلُ عَرَفَاتٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يُنَوِّنُ أَذَرِعَاتِ فَيَقُولُ هَذِهِ أَذَرِعَاتُ وَرَأَيْتُ أَذَرِعَاتِ بِكَسْرِ التَّاءِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا (أَذْرَعِيٌّ) . 
(ذ ر ع) : (الذِّرَاعُ) مِنْ الْمِرْفَقِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا الْخَشَبَةُ الَّتِي يُزْرَعُ بِهَا وَالْمَذْرُوعُ أَيْضًا مَجَازًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ (وَمِنْهَا) لَفْظُ الرِّوَايَةِ دَفَعَ إلَيْهِ غَزْلًا عَلَى أَنْ يَحُوكَ سَبْعًا فِي أَرْبَعَةٍ أَيْ سَبْعَ أَذْرُعٍ طُولًا وَأَرْبَعَةَ أَشْبَارٍ عَرْضًا وَإِنَّمَا قَالَ سَبْعًا لِأَنَّ الذِّرَاعَ مُؤَنَّثَةٌ وَقَالَ أَرْبَعَةٌ لِأَنَّ الشِّبْرَ مُذَكَّرٌ وَفِي شَرْحِ الْكَافِي سَبْعًا فِي أَرْبَعٍ وَهُوَ ظَاهِرٌ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ سِتَّةَ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثَةِ أَشْبَارٍ وَالصَّوَابُ سِتٌّ فِي ثَلَاثٍ وَالذِّرَاعُ الْمُكَسَّرَةُ سِتُّ قَبَضَاتٍ وَهِيَ ذِرَاعُ الْعَامَّةِ وَإِنَّمَا وُصِفَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا نَقَصَتْ عَنْ ذِرَاعِ الْمَلِكِ بِقَبْضَةٍ وَهُوَ بَعْضُ الْأَكَاسِرَةِ لَا الْأَخِيرُ وَكَانَتْ ذِرَاعُهُ سَبْعَ قَبَضَاتٍ (وَفِي الْحَدِيثِ) «وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ فَادَّرَعَهُمَا ادِّرَاعًا» أَيْ نَزَعَ ذِرَاعَيْهِ عَنْ الْكُمَّيْنِ وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْ الذَّرَعِ كَاذَّكَرَ مِنْ الذِّكْرِ وَيُرْوَى أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ بِوَزْنِ أَكْرَمَ (وَذَرَعَهُ) الْقَيْءُ سَبَقَ إلَى فِيهِ وَغَلَبَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ وَقِيلَ غَشِيَهُ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَأَذْرَعَاتٌ) مِنْ بِلَادِ الشَّامِ يُنْسَبُ إلَيْهَا الْخَمْرُ وَهِيَ مُنَوَّنَةٌ كَعَرَفَاتٍ.
ذ ر ع : الذِّرَاعُ الْيَدُ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ لَكِنَّهَا مِنْ الْإِنْسَانِ مِنْ الْمَرْفِقِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَذِرَاعُ الْقِيَاسِ أُنْثَى فِي الْأَكْثَرِ وَلَفْظُ ابْنِ السِّكِّيتِ الذِّرَاعُ أُنْثَى وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُذَكِّرْ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ الْفَرَّاءِ شَاهِدًا عَلَى التَّأْنِيثِ قَوْلَ الشَّاعِرِ
أَرْمِي عَلَيْهَا وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَإِصْبَعُ
وَعَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا الذِّرَاعُ أُنْثَى وَبَعْضُ عُكْلٍ يُذَكِّرُ فَيَقُولُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ قَالَ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَمْ يَعْرِفْ الْأَصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ التَّذْكِيرُ شَاذٌّ غَيْرُ مُخْتَارٍ وَجَمْعُهَا أَذْرُعٌ وَذُرْعَانٌ حَكَاهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ لَا جَمْعَ لَهَا غَيْرَ أَذْرُعٍ وَذِرَاعُ الْقِيَاسِ سِتُّ قَبَضَاتٍ مُعْتَدِلَاتٍ وَيُسَمَّى ذِرَاعَ الْعَامَّةِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ نَقَصَ قَبْضَةً عَنْ ذِرَاعِ الْمَلِكِ وَهُوَ بَعْضُ الْأَكَاسِرَةِ نَقَلَهُ الْمُطَرِّزِيُّ وَذَرَعْتُ الثَّوْبَ ذَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ قِسْتُهُ بِالذِّرَاعِ وَضَاقَ بِالْأَمْرِ ذَرْعًا عَجَزَ عَنْ احْتِمَالِهِ وَذَرْعُ الْإِنْسَانِ طَاقَتُهُ الَّتِي يَبْلُغُهَا وَذَرَعَهُ الْقَيْءُ ذَرْعًا غَلَبَهُ وَسَبَقَهُ وَالذَّرِيعَةُ الْوَسِيلَةُ وَالْجَمْعُ الذَّرَائِعُ وَالذَّرِيعُ السَّرِيعُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَتَذَرَّعَ فِي كَلَامِهِ أَوْسَعَ مِنْهُ. 
ذرع: ذرَّع: ذرع، قاس بالذراع (فوك، المقري 1: 124).
أَذْرَع: يقال لمن يسرف في قتل أعدائهم ويفرط فيه: اذرعوا القتل فيهم. (حيان ص46 و) أو: اذرعوا فيهم بالقتل. (أخبار ص9). ذَرْع. ذرع المكحلة: أطراف ديك البندقية (دومب ص81).
ذَرْعَة: طاقة، ذرع (أماري ديب ص113).
ذِراعٍ: مثناه إِذْرَعين في معجم فوك، ويجمع أيضاً على أذرعة. (بوشر).
ذِراع عند العامة: يد (محيط المحيط).
ذِراع: بوغاز (أبو الوليد ص360). ذِراع: مقياس يقاس به الطول، هندازة الخياط.
ذراع بلدي: مقياس تركي طوله 25 بوصة.
ذراع هاشمي: مقياس تركي طوله 50 سنتيمتراً. (بوشر).
ذراع خيط: ربطة خيوط من الحرير وغيره مطوية بعضها فوق بعض، وربطة خيوط طولها ألف متر عادة.
ذراع: ساق الكرنب والخس (ألكالا، ابن العوام 2: 162، 163).
الأَذْرُع: أغصان الكرم التي لم تقطع والتي تحمل العنب. (أنظره في مادة قُرْن).
ذراع: قطعة من الخشب على شكل الذراع (ابن جبير ص45) وخشبة عارضة. (ابن جبير ص101، 152، 215، المقدمة 2: 320) وتجد فيها جمع الجمع: أَذْرُعات.
وأذرع: قطع الخشب أو العصي التي تسند غطاء المحمل (ابن جبير ص63).
ذراع الظَرْف: جلد الساق الذي يستعمل عنقاً للقربة (ألكالا).
أذْرُع داوودية: سواعد الدرع، ما يلبس على الساعد من حديد لحمايته (همبرت ص133).
ذراع الكلب: اسم نجم (أماري ص117).
وذراع في الجزائر: هضبة، كما أن ايغِيل بالبربرية تعني ذراع وهضبة (كاريت قبيل 1: 57). ويترجم دوماس (صحارى ص132) الاسم ذراع القَمَل بما معناه تل القمل. ويذكر براكس (مجلة الشرق والجزائر 7: 277) الاسم ذراع جُوابز ويضيف: يقال ذراع لأن هناك ممراً على تل.
ذريعة: وسيلة وسبب إلى الشيء. يقال غالباً: ذريعة إلى. غير أنه يقال أيضاً: ذريعة لِ. (تاريخ البربر 1: 53، 2: 256).
وذريعة إلى: حجة، تعلة (ابن بطوطة 3: 339) وفي حيان (ص22 ق) جعلوها (الأبيات) ذريعة إلى قتله.
وذريعة: سوء استعمال الشيء (دي ساسي طرائف 1: 167).
ذِراعِيّ: متعلق بالذراع (بوشر).
مُذْرَعة: معضد، دملج يطوق به ما فوق المرفق من الذراع. (عرادة ص337، 344).
ذ ر ع

ذرعت الثوب بذراعي وهي من طرف المرفق إلى طرف الوسطى ثم سمي بها العود المقيس بها. وذرع في سيره وباع فيه إذا مد ذراعه وباعه. وناقة ذارعة بائعة. وتقول: عندي ناقة تاجرة بائعة، وذارعة بائعة؛ وذرعت البعير: وطئت على ذراعه ليركب صاحبي. وبعير قوي المذارع وهي قوائمه. وفرس ذريع: واسع الخطو، وقد ذرع ذراعة. وقوائم ذريعات. وتحتي فرس ذريعة العنق. وفلان ذريع المشية. وامرأة ذارع وذراع: سريعة اليدين بالغزل. ونخلة ذرع رجل أي قامته. وتذرعت الإبل الماء: خاضته بأذرعها. قال أبو النجم:

تذرعت في الصفو من غديرها ... تذرّع العذراء في ظهورها

وذرع الرجل في سعيه تذريعاً: استعان بيده. ويقال للبشير إذا أومأ بيده: قد ذرع البشير. قال:

تؤمل أنفال الخميس وقد رأت ... سوابق خيل لم يذرّع بشيرها

وذرّع في سباحته.

ومن المجاز: ضاق بالأمر ذرعا وذراعاً إذا لم يطقه. وأبطرت ناقتك ذرعها: كلفّتها ما لم تطق. واقصد بذرعك، واربع على ظلعك: ارفق بنفسك ومالك عليّ ذراع أي طاقة. وطفت في مذارع الوادي وهي أضواجه ونواحيه. وقد أذرع في كلامه وهو يذرع فيه إذراعاً وهو الإكثار. وفلان ذريعتي إلى فلان. وقد تذرعت به إليه أي توسلت. وسألته عن أمره فذرع لي منه شيئاً أي وطش. وذرعت لفلان عند الأمير: شفعت له. وأنا ذريع له عنده. وناقة تذرع المفازة وتذارعها: تقطعها بسرعة كأنها تقيسها. قال الراعي:

قودا تذارع غول كل تنوفة ... ذرع النواسج مبرماً ويحيلا

وتذارعت افبل المفازة. ووقع فيهم موت ذريع: سريع فاش وذلك إذا لم يتدافنوا. واستوى كذراع العامل وهو صدر القناة. وهو لك مني على حبل الذراع أي حاضر قريب. وجعلت أمرك على ذراعك أي اصنع ما شئت.
(ذرع) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} . : أي ضَاقَ ذَرعُه بهم، والذَّرْع: القَدْر الذي يَبلُغه، والطَّوقُ: الذي يُطِيقه، أي كَلِفَ أو تَكَلَّفَ أكثَر مِمَّا يُطِيق، وقيل: هو من ذَرْع النَّاقَةِ، وهو خَطْوها، ومَذَارِعُها: قَوائِمُها، وهو من المَقلُوب فَلمَّا حُوِّل الفِعلُ صَارَ ذَرْعًا مُفَسِّرا.
- في الحَدِيثِ: "مَنْ ذَرعَه القَىءُ فلا قَضاءَ عليه".
يَعنِى في الصَّوم: أي غَلبَه، وقيل: سَبَقَه، وقيل: أَفرط عليه.
- ومنه: "مَوتٌ ذَرِيعٌ".
: أي سَرِيعٌ فاشٍ لا يتَدافَنُ أَهلُه.
- قَولُه تَبارَك وتعالى: {سَبْعُونَ ذِرَاعًا} .
: أي طُولُها إذا ذُرِعَت.
- في حَدِيثِ المُغِيرة، رَضِى الله عنه: "أَنَّ النّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، اذَّرَعَ ذِراعَيْه اذِّراعاً من أَسفَلِ الجُبَّة" . : أي أَخرَجَهما ونَزَع ذِرَاعَيْه عن الكُمَّيْن فأَخرجَهما من تَحتِ الجُبَّة.
ووزنه افْتَعل من ذَرَع: أي مَدَّ ذِراعَيْه، ويَجُوزُ بالدَّالِ وبِالذَّال معا كما ذكرناه في ذَخَر. ويقال: أَذرَع وذَرَّع إليه بِيدِه: أي حَرَّكَها، وأنشد:
* أَوائلَ خَيلٍ لم يُذَرِّع بَشِيرُها *
وقيل: الذَّرعُ: مَدّ الذِّراع، وضِيقُ الذِّرَاع: قِصَرُها عن بُلوغ ما يُرِيد أن يَتَناوَلَها وعَجْزُها عن ذلك، كما أَنَّ سَعَة الذِّراع وبَسْطَها: طُولُها وقُدرتُها على ما يُرِيد، كما يُقال: هو بَاسِط الذِّراع بالخَير وغيره.
- وفي حَدِيثِ عَائِشةَ وزَيْنَب: "قالت زَيَنب لِرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: حَسَبُك إذْ قَلَبَت لك ابنَةُ أبِي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها"
الذُّرَيِّعة: تَصْغِير الذِّراع، ولحُوقُ الهاءِ فيها لكونِها مؤنَّثَة، ثم ثَنَّتْها مُصغَّرة، وأَرادَت به: سَاعِدَيْها. 
ذرع
الذراعُ: اسم جامع لكُل ما يُسَمى يَداً من الروْحَانِييْن، ويُذَكرُ ويُؤَنَثُ. وسِمَة لبَني ثعلَبَة من اليَمن. وصَدْرُ القَنَاة. واسْمُ نَجْم أيضاً. وذرعَ في السبَاحةِ: اتسعَ.
وثَورٌ مُذرعٌ: في كارِعِه لُمع سُوْدٌ. والحِمَارُ مُذرع: للرقْمة التي في ذِراعِه. ورَجُل مذرع: مُقْرِفٌ، وكذلك الأذْرَعُ، وقيل: الأذْرَعُ: ابنُ العَرَبي للمَوْلاة، والأولُ أصَح. والمذرعَةُ: الضبُعُ إذا كان في ذِراعِها خُطُوْط.
والمُذرعُ: الذي وُجِدَ في نَحْرِه فَسَالَ الدمُ على ذِراعِه.
وذرعَه وذرعَ له وذرعَه - بالتخفيف - أيضاً: خَنَقَه من وَرائه بالذراع. وقيل: أسْرَطتُه ذِراعي: إذا وَضَعْتَ ذِرَاعَكَ على حَلْقِه لِتَخْنُقَه.
وسَألته عن أمرهِ فذرع لي شيئاً: أي بسط. وذرعَ في السقي: استعَانَ بيَديه وحَركهُما فيه.
وذرعَ البَشِيرُ: أومأ بيدِه علامَةً للبِشارَة. وأسيرٌ مذرعٌ: مُسِحَ ذِراعاه بالطيب، وكان يُفْعَل ذلك إذا أرادوا قَتلَه.
وموت ذَرِيْعٌ: فاش حتى لا يتدافَنُوا. والذرِيعَةُ والذرْعَةُ: الوسيلَة. وذَرَعْتُ له عند فلانٍ: شَفَعْتَ، وأنا ذَريعْ عندَه. وذَرِعتُ به وأذْرَعتُ به: تَشَفعْتَ.
والذرِيعَةُ: جَمَل يُخْتَلُ به الصيْدُ فَيُرْمى من وَرائه، ورَجُلٌ ذَرعٌ مُستذْرعٌ بها. وهي أيضاً: الحلقة يُتَعلمُ عليها الرمْيُ.
وذَرَعه القَيْءُ: غَلَبَه. وذَرَعَ ذَرْعاً: أسْرَعَ. والذرُوْعُ: الخَفيفُ السيْرِ. والذرعَةُ من الإبِل: الكَثيرةُ الأخْذِ من الأرض. وامْرأَةٌ ذَرَاع وذارِعة: سَرِيعَةُ الغَزْل، وذَرعٌ. وذَرِعَتْ رِجْلاه: أعْيَا. وانْذَرَعَ في السيْر: انْبَسَطَ.
ويُقال لمن يَتَوعَدُ على غير تَحْقيقٍ: اقْصِدْ بذِرْعِكَ. ومَذارِيْعُ الدابة: قَوائمها، والواحِدُ: مِذراع. ومَذَارعُ الأرض: أطرافها، الواحِدُ: مذْرَعَة. والذرَعُ: العِجْلُ، والجَميعُ: ذِرْعَان. وبَقَرَة مُذْرع: مَعَها ذَرَعُها. وأذْرِعَاتُ وأذْرُعٌ: مَكانانِ تُنْسَبُ إليهما الخَمْر.
وزِق ذَارع وذَرعٌ: في الأخْذِ من الشًرَابِ، وزِقَاق ذَوَارعُ، وكأنَها من الناقَة الذَرِعَةِ، ويُقال: قيل لها ذلك لأنَها سُلِخَتْ من قِبَل ذِراعَيْها.
والذرَاعُ من الجِمَالِ: الذي يُسَان الناقَةَ بذِراعِه فَيَتَنَوَخُها. والإذْراعُ: القَبْضُ بالذراع. والاكْثَارُ في الكَلام. والتَذرعُ: تَشقق الشيء شقة شُقَةً على قدْرِ الَذَراع في الطُوْل.
[ذرع] فيه: أنه صلى الله عليه وسلم "أذرع ذراعيه" من أسفل الجبة، أي أخرجهما. ومنه ح: وعليه جمازة "فأذرع" يده منها، أي أخرجها، قال أبو موسى: أذرع ذراعيه أذراعًا هو افتعل من ذرع أي مد ذراعيه، ويجوز إهمال داله، الخطابي: أي أخرجها من تحت الجبة ومدهما، والذرع بسط اليد ومدها، وأصله من الذراع الساعد.إلى ما لا نهاية له ما دمت ساكتًا، وفيه لو أهدى إلى "ذراع" يعني لو أرسل إليّ أحد ذراعا من كرباس، أو ذراع شاة على رسم الهدية لقبلته. غ: امرأة "ذراع" خفيفة اليدين بالمغزل، وذرعُ الرجل طوقه، يقال عند التهديد اقصد بذرعك أي اقصد من الأمور ما يبلغه طوقك.
[ذرع] ذِراعُ اليدِ يذكَّر ويؤنث. والذِراعُ: ذِراعُ الأسدِ، وهما كوكبان نيِّران ينزلهما القمر. والذِراعُ: سَمَةٌ في ذِراعِ البعير. وقولهم: هو منِّي على حَبل الذِراعِ، أي مُعَدٌّ حاضرٌ. والذِراعُ: ما يُذْرَعُ به. ويقال لصدر القناةِ: ذِراعُ العامل. وأما قول الشاعر:

إلى مشرب بين الذراعين بارد * فهما هضبتان. والذراع بالفتح: المرأة الخفيفة اليدين بالغزْل. وقد ذَرَعَت الثوبَ وغيره ذرعا. وذرعه القئ، أي سبَقَه وغلبه. وتقول: أبطرتُ فلاناً ذَرْعَهُ، أي كلفته أكثر من طَوقه. ويقال ضِقْتُ بالأمر ذَرْعاً، إذا لم تُطِقْهُ ولم تَقْوَ عليه. وأصلُ الذَرْعِ إنَّما هو بسطُ اليدِ، فكأنَّك تريد: مددت يدي إليه فلم تَنلْه. وربَّما قالوا: ضقتُ به ذِراعاً. قال حميد ابن ثور يصف ذئبا: وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح لها وهو خاشِعُ * وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، أي اربَعْ على نفسك. وقولهم: الثوبُ سَبْعٌ في ثمانيةٍ، إنما قالوا سَبْعٌ لأن الأذْرُعَ مؤنَّثة. قال سيبويه: الذِراعُ مؤنثة، وجمعها أَذْرُعٌ لا غير. وإنَّما قالوا ثمانية لأنَّ الأشبار مذكِّرَة. والذِراعُ: الزَقُّ الصَغير يُسْلَخُ من قِبَلِ الذِراعِ، والجمع ذَوارِعُ، وهي للشراب. وذَرَّعَهُ تَذْريعاً، أي خَنَقه. والتَذْريعُ في المشي: تحريك الذِراعَيْنِ. ويقال أيضاً للبَشيرِ إذا أومى بيده: قد ذَرَّعَ البشيرُ. وثورٌ مُذَرَّعٌ، إذا كان في أكارِعِهِ لُمَعٌ سودٌ. والذَرَعُ بالتحريك: الطَمَعُ. ومنه قول الراجز: وقد يقود الذَرَعُ الوَحْشِيَّا * والذَرَعُ أيضاً: ولد البقَرة الوحشية. تقول منه: أَذْرَعَتِ البقرةُ فهي مُذْرِعٌ. والإذْراعُ أيضاً: كثرةُ الكلام والإفراطُ فيه، وكذلك التَذَرُّعُ. وأرى أصلَه من مَدَّ الذِراعِ، لأنَّ المكثِر قد يفعل ذلك. والتذرع أيضا: تقدير الشئ بِذِراع اليد. وقال : ترى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقى كَأَنَّها * تَذَرَّعُ خِرْصانٍ بأيدي الشَواطِبِ * والمُذَرِّعُ بكسر الراء مشددة: المطُر الذي يرسَخ في الأرض قدرَ ذِراعٍ. والمُذَرَّعُ: الذي أُمُّه أشرف من أبيه، هذا بفتح الراء. ويقال إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَقْمَتَيْنِ في ذِراعِ البغلِ، لأنَّهما أتياه من ناحية الحمار. والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد بين الريف والبَرِّ، الواحدُ مِذْراعٌ. ويقال للنخيل التي تقرب من البيوت: مَذارِعُ. ومَذارِعُ الدابةِ: قوائمُها. قال الأخطل: وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها * في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيْقٍ وَتَنْحارِ * والذَريعَةُ: الوسيلةُ. وقد تَذَرَّعَ فلانٌ بذَريعَةٍ، أي توسَّلَ ; والجمع الذَرائِعُ، مثل الدريئة هي الناقة التي يستتر بها الرامي للصيد. وفرسٌ ذَريعٌ: واسعُ الخطوِ بيِّن الذَراعَة. وقوائمُ ذَرِعاتُ، أي سريعاتٌ. وقتلٌ ذَريعٌ، أي سريعٌ، يقال: قتلوهم أذرع قتل. وأذرعات بكسر الراء: موضع بالشام تنسب إليه الخمر. قال أبو ذؤيب: فما إن رحيق سبتها التجا * ر من أذرعات فوادى جدر * وهى معرفة مصروفة، مثل عرفات. قال سيبويه: ومن العرب من لا ينون أذرعات، يقول هذه أذرعات، ورأيت أذرعات بكسر التاء بغير تنوين. والنسبة إليها أذرعي.
ذرع
ذرَعَ يذرَع، ذَرْعًا، فهو ذارِع، والمفعول مَذْروع
• ذرَع القيْءُ فلانًا: غلبه وسبق إلى فمه "إِذَا ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِ [حديث] " ° قتلوهم أذرعَ قتلٍ: أسرع وأخفّ.
• ذرَع البائعُ الثَّوبَ: قاسه بالذِّراع ليعرف طولَه.
• ذرَعَ المسافرُ الصَّحراءَ: اجتازها؛ عبَرها مشيًا "ذرعَ الشارعَ". 

استذرعَ بـ يستذرع، استذراعًا، فهو مُستذرِع، والمفعول مُستذرَع به
• استذرعَ بالشَّيءِ: استتر به وجعله وسيلة أو سببًا إلى أمرٍ ما "استذرعَ بالصمت للتخلُّص من الجدل". 

تذرَّعَ/ تذرَّعَ بـ يتذرَّع، تذرُّعًا، فهو مُتذرِّع، والمفعول مُتذرَّع به
• تذرَّع الشَّخصُ: أكثر من الكلام وأفرط فيه "كثيرًا ما يتذرَّع روّادُ المقهى وترتفع أصواتَهم".
• تذرَّع الشَّخصُ بعاهتِه: توسَّل بها للظَّفر بمطلوبه، أو لإخفاء الحقيقة "تذرَّع بمرضِه".
• تذرَّع بالقانون: استند إليه "تذرَّع برأي معلِّمه". 

ذارعَ يُذارع، مُذارعةً، فهو مُذارِع، والمفعول مُذَارَع
• ذارعَ فلانٌ فلانًا الثَّوبَ: باعه إيّاه بالذِّراع. 

ذَرائعيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذرائع.
• الذَّرائعيَّة: (سف) فلسفة تقول: إنّ الأفكار هي وسائل العمل ويحدِّد قيمتَها نجاحُ العمل. 

ذِراع [مفرد]: ج أَذْرُع وذُرْعان:
1 - جزء ممتدّ من طرف المِرْفَق إلى طرف الإصبع الوسطَى، مؤنّثة وقدْ تُذكّر "مبتور الذِّراع- هذه ذراعٌ طويلة- مفتول الذِّراعَيْن- عَبْدِي لَوْ تَقَرّبْتَ إِليَّ شِبْرًا لَتَقَرَّبْتُ إِلَيكَ ذِرَاعًا [حديث قدسيّ]- {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} " ° أنت ذراعي اليُمنَى: أعتمد عليك في الشدائد- باسطًا ذراعَهُ: مُستعِدًّا لكلِّ تعاون، مادًّا يده للمساعدة- بالباعِ والذِّراع: بكلِّ طاقة وبأقصَى جهد- بسَط له ذِراعَيْه: استقبلــه بالتَّرحاب- ضاق بالأمر ذِراعًا: لم يَعُد يطيقه- على مَدِّ الذِّراع: قريب جدًّا، حاضر، سهل- فلانٌ واسع الذِّراع: واسع الخُلُق، مقتدر، شجاع- قابلني بذراعين مفتوحين: بكلِّ ترحاب- لوَى ذراعَه: أرغمه على عمل شيءٍ لا يريده- ما لي به ذراع: ما لي به طاقة.
2 - يَد كلِّ حيوان "ذراع الفرس- أصيب البعير في ذراعِه".
3 - مقياس يُقارب في طوله الذِّراع، يتراوح بين 55و 80 سم حسب البلد أو الشّيء المقيس وقد كانت هي الوحدة المعياريَّة لقياس الأقمشة وهي تعادل ياردة أو 36 بوصة "سقطت القذيفة على بعد عشرين ذراعًا من الهدف".
• ذراع الدَّفَّة: رافعة تستخدم لإدارة الدَّفَّة وتوجيه القارب ملاحيًّا.
• ذراع الرَّافعة: عمود طويل يمتدّ نحو الأعلى من صاري رافعة لسند أو توجيه الأشياء المحمولة أو المرفوعة، تستعمل في بعض أنواع الرافعات (الأوناش).
• ذراع الميزان: قضيب توازُن تُعلَّق عليه كفَّتا الميزان.
 • ذراع الإدارة: ذراع يستعمل لتحريك عمود في حركة دائريّة، ويتكوّن من الساعد والمرفق وعمود الإدارة.
• ذراع التَّوصيل: (فز) لوح أو قضيب مُعلَّق بإحدى النهايات لجزء آخر ينقل الحركةَ من جزء لآخر في الآلة. 

ذَرْع [مفرد]:
1 - مصدر ذرَعَ.
2 - طاقة ووُسع " {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}: كناية عن نفاد الوسع والطاقة" ° خالي الذَّرْع: خالٍ من الهموم والغموم- ضاق به ذَرْعي/ ضاق ذرعي بهذا الأمر: عجز عن احتماله- ما لي به ذرْع: ما لي به طاقة- هو واسع الذَّرْع: واسع الخلُق، مقتدر.
3 - مقدار وطول " {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} ".
• ذرْع الانتباه: المدّة التي يستغرقها الشّخصُ بالتركيز على شيء أو فكرة من غير تحوُّل لشيء آخر. 

ذريع [مفرد]:
1 - سريع، خاطف "موت/ فشلٌ/ فتكٌ ذريع".
2 - واسع "ذريعُ الخُطى".
3 - شفيع "جَدّي ذريعٌ لي عند أبي". 

ذَريعة [مفرد]: ج ذَرِيعات وذرائعُ: وسيلة وسبب إلى الشّيء "اتَّخذ رسوبَه ذريعة لترك الدّراسة- فلان ذريعتي إلى فلان- ليس الفقر ذريعة للسّرقة" ° ذريعة إلى: حجَة، تَعِلَّة.
• سدُّ الذَّرائع: (فق) قفل باب ما يُتعلَّل به، أو قطع الطرق المؤدية إلى الإثم والمعصية. 

ذرع: الذِّراعُ: ما بين طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى،

أُنثى وقد تذكَّر. وقال سيبويه: سأَلت الخليل عن ذراع فقال: ذِراع كثير في

تسميتهم به المذكر ويُمَكَّن في المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم،

ومع هذا فإِنهم يَصِفون به المذكر فتقول: هذا ثوب ذراع، فقد يُمَكَّنُ

هذا الاسم في المذكر، ولهذا إِذا سمي الرجل بذراع صُرف في المعرفة والنكرة

لأَنه مذكر سمي به مذكر، ولم يعرف الأَصمعي التذكير في الذراع، والجمع

أَذْرُعٌ؛ وقال يصف قوساً عَربية:

أَرْمِي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ

قال سيبويه: كسّروه على هذا البناء حين كان مؤنثاً يعني أَن فَعالاً

وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنث حُكْمُه أَن يُكسَّر على أَفْعُل ولم

يُكسِّروا ذِراعاً على غير أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك في الأَكُفِّ؛ قال ابن بري:

الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير؛ وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين:

قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا،

وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي

وفي حديث عائشةَ وزَينبَ: قالت زينبُ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم:

حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها؛ الذُّرَيِّعةُ

تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثَنَّتْها مصغرة

وأَرادت به ساعدَيْها. وقولهم: الثوب سبع في ثمانية، إِنما قالوا سبع لأَن

الذراع مؤنثة، وجمعها أَذرع لا غير، وتقول: هذه ذراع، وإِنما قالوا ثمانية

لأَن الأَشبار مذكرة. والذِّراع من يَدَيِ البعير: فوق الوظيفِ، وكذلك من

الخيل والبغال والحمير. والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع.

قال الليث: الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي

الأَبدان، والذِّراعُ والساعد واحد. وذَرَّع الرجلُ: رَفَعَ ذِراعَيْه

مُنذراً أَو مبشراً؛ قال:

تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ

سَوابِقَ خَيْلٍ، لم يُذَرِّعْ بَشيرُها

يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده: قد ذَرَّع البَشيرُ.

وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع: أَكثر وأَفْرَط. والإِذْراعُ: كثرةُ

الكلامِ والإِفْراطُ فيه، وكذلك التَّذَرُّع. قال ابن سيده: وأَرى أَصله من

مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك. وثور مُذَرَّع: في أَكارِعه

لُمَع سُود. وحمار مُذَرَّع: لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه. والمُذَرَّعُ: الذي

أُمه عربية وأَبوه غير عربي؛ قال:

إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ،

لها وَلَدٌ منه، فذاك المُذَرَّعُ

وقيل: المُذَرَّع من الناس، بفتح الراء، الذي أُمه أَشرف من أَبيه،

والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة؛ قال ابن قيس العدوي:

إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه،

كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير

وقال آخر يهجو قوماً:

قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم،

كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ

وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين

كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه، وأُمّ البغل أَكرم من

أَبيه.

والمُذَرَّعة: الضبع لتخطيط ذِراعَيْها، صفة غالبة؛ قال ساعدة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه

مُذَرَّعةٌ أُمَيْم، لها فَلِيلُ

والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها، وأَسد مُذَرَّع: على ذِراعَيْه

دَمُ فَرائِسه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ،

والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ

والتذْرِيع: فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع، اسم كالتَّنْبيت لا مصدر

كالتَّصْويت. وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له: قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً.

يقال: ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه، والعرب

تسميه تَذْريعاً.

وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ، وموشَّى المَذارِع كذلك، جمع على

غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ.

والذِّراعُ: ما يُذْرَعُ به. ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً:

قدَّره بالذِّراع، فهو ذارِعٌ، وهو مَذْرُوع، وذَرْعُ كلّ شيء: قَدْرُه من

ذلك.

والتذَرُّع أَيضاً: تَقْدِير الشيء بذِراع اليد؛ قال قَيْس بن الخَطِيم:

ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى، كأَنَّها

تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ

وقال الأَصمعي: تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه

فشَطَبه؛ ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت، قال: والخِرْصانُ أَصلها

القُضْبان من الجَرِيد، والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة، وهي المرأَة التي تَقْشُر

العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى

تتركه رقيقاً، ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على

ذِراعها وتَتَذَرَّعُه، وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ. وقال أَبو عبيدة:

التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط، والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره، قال:

والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة، الواحد خُرْص وخِرْص

وخَرْص. قال الأَزهري: وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب. وتَذَرَّعتِ المرأَة:

شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً. ابن الأَعرابي: انْذَرَع وانْذَرَأَ

ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم.

والذَّرِعُ: الطويلُ اللسان بالشَّرِّ، وهو السيّار الليلَ والنهارَ.

وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً: وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه.

وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً: اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه.

والتَّذْرِيعُ في المشي: تحريك الذِّراعين. وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً:

حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه. وقيل في صفته، صلى الله عليه وسلم: إِنه

كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة؛ ومنه الحديث:

فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً. وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها

في السير. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَذْرَعَ

ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً؛ أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت

الجُبَّة ومدَّهما؛ ومنه الحديث الآخر: وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها

يده أَي أَخرجها. وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها.

ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها: قوائمها؛ قال الأَخطل:

وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها،

في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ

وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ. وذَرِعاتُ الدابة: قوائمها؛ ومنه قول ابن

حذاق العبدي:

فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ،

على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا

أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن

أَي يُبْقين منه؛ يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير. ومِذْراعُ

الدابة: قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض، ومِذْرَعُها: ما بين ركبتها إِلى

إِبْطها، وثَور مُوَشَّى المَذارِع.

وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ: سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة. وفرس

مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه

يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة

لسَبْقِه؛ ومنه قول تميم:

خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع

ويقال: هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها

لتَقْطعَه، وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها

تَقِيسُها؛ قال الشاعر يصف الإِبل:

وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا،

ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا

والنواطِي: النَّواسِجُ، الواحدة ناطيةٌ، وبعير ذَرُوعٌ. وذَارَع

صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه في الخَطْو. وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى

فيه. وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه. وفي الحديث: مَن ذَرَعه القَيْء فلا

قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج. والذَّرْعُ: البَدَنُ،

وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي. وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي

كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه. ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق،

على المثل، والذَّرْعُ: الطاقةُ. وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي

ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه،

وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم

تَنَلْه؛ قال حميد بن ثور يصف ذئباً:

وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ

وضاق به ذَرْعاً: مثل ضاق به ذِراعاً، ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج

مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به، فلما حُوّل الفعل خرج

قوله ذرعاً مفسراً، ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً، والذَّرْعُ

يوضع موضع الطاقة، والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً

على قدر سَعة خَطْوه، فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت: قد

أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر

ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه. ويقال: ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي

ما لي به طاقة. وفي حديث ابن عوف: قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي

واسِعَ القوة والقدرة والبطش. والذرْعُ: الوُسْع والطاقة؛ ومنه الحديث:

فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي، والحديث الآخر: فكسَر ذلك من

ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته؛ ومنه حديث إِبراهيم، عليه الصلاة

والسلام: أَوحى الله إِليه أَنِ ابنِ لي بَيْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً، وجهُ

التمثيل أَن القصير الذِّراع لا ينالُ ما ينالهُ الطويل الذراع ولا يُطيق

طاقتَه، فضرب مثلاً للذي سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر والاقتدار عليه.

وذراعُ القَناة: صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع. ويقال لصدر الفتاة: ذراع

العامل. ومن أَمثال العرب السائرة: هو لك على حَبْلِ الذِّراع أَي

أُعَجِّله لك نقداً، وقيل: هو مُعَدٌّ حاضر، والحبْلُ عِرْق في الذراع.

ورجل ذَرِعٌ: حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ؛ ومنه قول الخَنْساء:

جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع،

وفي الحُروبِ، إِذا لاقَيْتَ، مِسْعارُ

ويقال: ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته.

والذِّراع: نَجم من نُجوم الجَوْزاء على شكل الذراع؛ قال غَيْلانُ

الربعي:

غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ:

نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ

وقيل: الذراعُ ذِراع الأََسد، وهما كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما القمر.

والذِّراع: سِمةٌ في موضع الذِّراع، وهي لبني ثعلبة من أَهل اليمن وناسٍ من

بني مالك بن سعد من أَهل الرِّمال.

وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ له: جعل عُنقه بين ذراعه وعُنُقه

وعضُده فخنَقَه ثم استعمل في غير ذلك ما يُخْنَق به. وذَرَّعَه: قتله. وأَمْر

ذَريع: واسع. وذَرَّع بالشيء: أَقَرَّ به؛ وبه سمي المُذَرِّعُ أَحدُ

بني خَفاجةَ بن عُقَيْل، وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أَقرَّ به

فأُقيدَ به فسمي المُذَرِّعَ.

والذَّرَعُ: ولد البقرة الوحْشِيَّة، وقيل: إِنما يكون ذَرَعاً إِذا

قَوِيَ على المشي؛ عن ابن الأَعرابي، وجمعه ذِرْعانٌ، تقول: أَذْرَعتِ

البقرةُ، فهي مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ. وقال الليث: هنَّ المُذْرِعات أَي ذوات

ذِرْعانٍ.

والمَذارِعُ: النخل القريبة من البيوت. والمَذارِعُ: ما دانى المِصْر من

القرى الصِّغار. والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد التي بين الريف

والبرّ كالقادِسية والأَنْبار، الواحد مِذْراعٌ. وفي حديث الحسن: كانوا

بمذراع اليمن، قال: هي القريبة من الأَمصار. ومَذارِعُ الأَرض: نَواحيها.

ومَذارِعُ الوادي: أَضْواجُه ونواحيه.

والذَّرِيعة: الوسيلة. وقد تَذَرَّع فلان بذَريعةٍ أَي توسَّل، والجمع

الذرائعُ. والذريعةُ، مثل الدَّريئة: جمل يُخْتَل به الصيْد يَمْشي

الصيَّاد إِلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إِذا أَمكنه، وذلك الجمل يُسَيَّب

أَوَّلاً مع الوحش حتى تأْلَفَه. والذريعةُ: السبَبُ إِلى الشيء وأَصله من

ذلك الجمل. يقال: فلان ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الذي أَتسبب

به إِليك؛ وقال أَبو وجْزةَ يصف امرأَة:

طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة،

ذَرِيعةُ الجِنِّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ

أَراد كأَنها جنية لا يَطْمَع فيها ولا يَعْلمها في نفسها. قال ابن

الأَعرابي: سمي هذا البعير الدَّرِيئة والذَّريعة ثم جعلت الذريعةُ مثلاً لكل

شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه؛ وأَنشد:

وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها،

كما تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع

وفي نوادر الأَعراب: أَنت ذَرَّعْت بيننا هذا وأَنت سَجَلْته؛ يريد

سَبَّبْتَه. والذَّريعةُ: حَلْقة يُتَعلَّم عليها الرَّمْي.

والذريعُ:السريعُ. وموت ذريعٌ: سريع فاشٍ لا يكاد الناس يَتدافَنُون،

وقيل: ذَريع أَي سريع. ويقال: قتلوهم أَذْرَع قتل. ورجل ذَرِيعٌ بالكتابة

أَي سريع.

والذِّراعُ والذَّراعُ، بالفتح: المرأَة الخفيفةُ اليدين بالغَزل، وقيل:

الكثيرة الغزل القويَّةُ عليه. وما أَذْرَعَها وهو من باب أَحْنَكِ

الشاتَيْن، في أَن التعجب من غير فِعل. وفي الحديث: خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن

للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ به، وقيل: أَقْدَركنَّ عليه.

وزِقٌّ ذارِعٌ: كثير الأَخذ من الماء ونحوه؛ قال ثعلبة بن صُعَيْر

المازنيّ:

باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ،

قَبْل الصَّباحِ، وقَبْلَ لَغْو الطائرِ

وقال عبد بن الحسحاس:

سُلافة دارٍ، لاسُلافة ذارِعٍ،

إِذا صُبَّ منه في الزُّجاجةِ أَزْبدا

والذارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصغير يُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع،

والجمع ذَوارِعُ وهي للشراب؛ قال الأَعشى:

والشارِبُونَ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ،

صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ

وابنُ ذارِعٍ: الكلْب. وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات، بكسر الراء: بلد ينسب

إِليه الخمر؛ قال الشاعر:

تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ، وأَهلُها

بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عالي

ينشد بالكسر بغير تنوين من أَذرعاتِ، وأَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء

الجمع وفتحه كسر، قال: والذي أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ

جماعة لواحد، والقول الجيِّد عند جميع النحويين الصرف، وهو مثل عَرفات،

والقرّاء كلهم في قوله تعالى من عَرَفاتٍ على الكسر والتنوين، وهو اسم لمكان

واحد ولفظه لفظ جمع، وقيل أَذرعات مَوضِعانِ ينسب إِليهما الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجا

رُ من أَذْرِعاتٍ، فَوادِي جَدَرْ

وفي الصحاح: أَذْرِعات، بكسر الراء، موضع بالشام تنسب إِليه الخمر، وهي

معروفة مصروفة مثل عرفات؛ قال سيبويه: ومن العرب من لا ينون أَذرعات،

يقول: هذه أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ، برفع التاء وكسرها بغير تنوين. قال ابن

سيده: والنسبة إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ، وقال سيبويه: أَذرعات بالصرف

وغير الصرف، شبهوا التاء بهاء التأْنيث، ولم يَحْفَلوا بالحاجز لأَنه

ساكن، والساكن ليس بحاجز حَصين، إِن سأَل سائل فقال: ما تقول فيمن قال هذه

أَذرعاتُ ومسلماتُ وشبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم يُنَوِّن للتعريف

والتأْنيث، فكيف يقول إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لا؟ فالجواب أَن التنوين مع

التنكير واجب هنا لا محالة لزوال التعريف، فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات

إِذا نكرتها فيمن لم يصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها، فكما تقول هذا حمزةُ

وحمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غير، فكذلك تقول عندي مسلماتُ ونظرت إِلى

مسلماتٍ أُخرى فتنوّن مسلماتٍ لا محالة. وقال يعقوب: أَذْرِعات ويَذْرِعات

موضع بالشام حكاه في المبدل؛ وأَما قول الشاعر:

إِلى مَشْرَبٍ بين الذِّراعَيْن بارِد

فهما هَضْبتان. وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نَفْسك ولا

يَعْدُ بك قَدْرُك.

والذَّرَعُ، بالتحريك: الطمَعُ؛ ومنه قول الراجز:

وقد يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا

والمُذَرِّعُ، بكسر الراء مشددة: المطر الذي يَرْسَخ في الأَرض قدرَ

ذِراع.

ذرع
الذِّراع، بالكَسْر: من طَرَفِ المِرْفَقِ إِلَى طرَفِ الإصْبَعِ الوُسطى، كَذَا فِي المُحكَم. قَالَ الليثُ: الذِّراعُ والساعِدُ واحدٌ. قلتُ: وَفِي حَدِيث عائشةَ وزَينَب، قَالَت زَيْنَبُ لرسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: حَسْبُكَ إذْ قَلَبَتْ لكَ ابنَةُ أبي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها أرادَتْ ساعِدَيْها، والذُّرَيِّعَةُ تصغيرُ الذِّراع، ولُحوقُ الهاءِ فِيهَا لكَوْنِها مُؤَنَّثة، ثمّ ثَنَّتْها مُصغَّرةً، وَقد تُذَكَّرُ فيهمَا. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ذِراعُ اليدِ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. قَالَ: وقولُهم: الثَّوبُ سَبْعٌ فِي ثمانيَة، إنّما قَالُوا: سَبْعٌ على تأنيثِ الذِّراع، وَج: أَذْرُعٌ وذُرْعانٌ، بالضَّمّ، وإنّما قَالُوا: ثَمانِيَة لأنّ الشِّبْرَ مُذَكَّر. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الذِّراعُ مؤنّثةٌ، وجَمْعُها أَذْرُعٌ لَا غير، وَلم يَعْرِفِ الأَصْمَعِيّ التَّذكيرَ فِي الذِّراع. قَالَ الشاعرُ بصفُ قَوْسَاً عربيّةً:
(أَرْمِي عَلَيْها وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ)
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسَّروه على هَذَا البِناءِ حِين كَانَ مُؤنّثاً، يَعْنِي أنّ فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنّث، حُكمُه أَن يُكَسَّرَ على أَفْعُلٍ، وَلم يُكَسِّروا ذِراعاً على غَيْرِ أَفْعُلٍ، كَمَا فعلوا ذَلِك فِي الأَكُفِّ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الذِّراعُ عندَ سِيبَوَيْهٍ مُؤنّثةٌ لَا غَيْرُ، وأنشدَ لمِرداسِ بنِ حُصَيْنٍ:
(قَصَرْتُ لَهُ القَبيلةَ إِذْ تَجِهْنا ... وَمَا دانَتْ بشِدَّتِها ذِراعي) قلتُ: والتذكيرُ الَّذِي أشارَ إِلَيْهِ المُصَنِّف هُوَ قَوْلُ الْخَلِيل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلْتُ الخليلَ عَن ذِراعٍ، فَقَالَ: ذِراعٌ كثيرٌ فِي تَسْمِيتِهم بِهِ المُذَكَّر، ويُمَكَّنُ فِي المُذكّر، فصارَ فِي أسمائِه خَاصَّة عندَهم، وَمَعَ هَذَا فإنّهم يصفونَ بِهِ المُذكّرَ فَيَقُولُونَ: هَذَا ثَوْبٌ ذِراعٌ، فقد يُمَكَّنُ هَذَا الاسمُ فِي المُذكَّر، وَلِهَذَا إِذا سُمّي الرجلُ بذِراعٍ صُرِفَ فِي المَعرفةِ والنَّكرةِ، لأنّه مُذَكّرٌ سُمِّي بِهِ مُذكَّرٌ. الذِّراع من يديِ البقرِ والغنَم: فَوْقَ الكُراع. وَمن يديِ الْبَعِير: فَوْقَ الوَظيف، وَكَذَلِكَ من الخَيلِ والبغالِ وَالْحمير. وَقَالَ الليثُ: الذِّراعُ: اسمٌ جامعٌ فِي كلِّ مَا يُسمّى يَدَاً من الرُّوحانِيِّينَ ذَوي الْأَبدَان.
قولُهم: لَا تُطعِمِ العَبدَ الكُراعَ، فَيَطْمعَ فِي الذِّراعِ سَيَأْتِي ذِكرُه فِي طوق. يُقَال: ذَرَعَ الثوبَ وغيرَه، كَمَا فِي الصِّحَاح، بذِراعِه كَمَنَعَ: قاسَه بهَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمّ سُمّي بِهِ مَا يُقاسُ بِهِ، كَمَا سَيَأْتِي. ذَرَعَ القَيءُ فلَانا ذَرْعَاً: غَلَبَه وسَبَقَه، أَي فِي الْخُرُوج إِلَى فِيهِ، وَمِنْه الحَدِيث: مَن ذَرَعَهُ القَيءُ فَلَا قِضاءَ عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ عَبّاد: ذَرَعَ عِنْده ذَرْعَاً: شَفَعَ فَهُوَ) ذَرِيعٌ، شَفيعٌ. وَيُقَال: ذَرَعْتُ لفُلَان عندَ الْأَمِير، أَي شَفَعْتُ لَهُ، وَهُوَ مَجاز، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. ذَرَعَ البعيرَ يَذْرَعُه ذَرْعَاً: وَطِئَ على ذِراعِهِ ليَركبَه أحَدٌ. قَالَ ابنُ عَبّاد: ذَرَعَ فلَانا: إِذا خَنَقَه مِن وَرَائه بالذِّراعِ، يُقَال: أَسْرَطْتُه ذِراعي، إِذا وَضَعْتَ ذِراعَكَ على حَلْقِه لتَخنُقَه، كذَّرَعَه تَذْرِيعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللِّسان: ذَرَّعَه تَذْرِيعاً، وذَرَّعَ لَهُ: جعلَ عُنقَه بينَ ذِراعِه وعُنُقِه وعَضُدِه، فَخَنَقه، ثمّ استُعمِلَ فِي غيرِ ذَلِك ممّا يُخنَقُ بِهِ. يُقَال: رَجُلٌ واسِعُ الذِّراعِ، بِالْكَسْرِ، واسعُ الذَّرْعِ، بالفتحِ، أَي وَاسع الخُلُقِ، بضَمَّتين، على المثَل. الذَّرْعُ والذِّراعُ: الطَّاقةُ، وَمِنْه قولُهم: ضاقَ بالأَمْرِ ذَرْعُهُ وذِراعُه، وضاقَ بِهِ ذَرْعاً، وإنَّما نُصِبَ لأَنَّه خرجَ مُفَسِّراً مُحَوِّلاً، لأَنَّه كَانَ فِي الأَصلِ ضاقَ ذَرْعي بِهِ، فلمَّا حُوِّلَ الفِعْلُ خرجَ قولُه: ذَرْعاً مُفَسِّراً، ومثلُه: طِبْتُ بِهِ نَفْساً، وقَرَرْتُ بِهِ عَيْناً، وربَّما قَالُوا: ضاقَ بِهِ ذِراعاً، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لحُمَيد بن ثورٍ يَصِفُ ذِئباً:
(وَإِن باتَ وَحْشٌ ليلَةً لمْ يَضِقْ بهَا ... ذِراعاً وَلم يُصْبِحْ لَها وَهُوَ خاشِعُ)
أَي ضَعُفَت طاقَتُهُ، وَلم يَجِدْ من المَكروهِ فِيهِ مَخْلَصاً. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُ الذَّرْعِ إنَّما هُوَ بَسْطُ اليَدِ، فكأَنَّكَ تريدُ: مَدَدْتُ يَدي إِلَيْهِ فَلم تَنَلْهُ. وَقَالَ غيرُه: وَجْهُ التَّمثيل أَنَّ القصيرَ الذِّراع لَا يَنالُ مَا ينالُه الطَّويلُ الذِّراع، وَلَا يُطِيقُ طاقتَهُ، فضُرِبَ مَثلاً لِلَّذي سقطَتْ قوَّتُهُ دونَ بُلوغِ الأَمرِ، والاقتدارِ عَلَيْهِ. الذِّراعُ، ككِتابٍ: سِمَةٌ فِي مَوضِعِ ذِراعِ البَعيرِ، وَهِي سِمَةُ بني ثَعلبَةَ، لِقَوْمٍ باليَمَن، وأَيضاً سِمَةُ ناسٍ من بني مالكِ ابنِ سعدٍ، من أَهل الرِّمال. الذِّراعان: هَضْبَتان فِي بِلَاد عَمرو بن كِلابٍ. وَمِنْه قولُ امْرأَةٍ من بني عامِرِ بن صعصَعَةَ:
(يَا حَبَّذا طارقٌ وَهْناً أَلَمَّ بِنَا ... وَهْنَ الذِّراعينِ والأَخرابِ مَنْ كَانا) وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قولَ الشَّاعر: إِلَى مَشْرَبٍ بَيْن الذِّراعَيْنِ بارِدِ الذِّراعُ: صَدْرُ القَناةِ، وإنَّما سُمِّيَ بِهِ لِتَقَدُّمِه كتَقَدُّمِ الذِّراع. ويُقال لَهُ أَيضاً: ذِراعُ الْعَامِل، يقالُ: اسْتَوَى كَذِراعِ العامِل، وإنَّما يَعْنُونَ صَدْرَ القَناةِ. وَهُوَ مَجازٌ. الذِّراعُ: مَا يُذْرَعُ بِهِ، كَمَا فِي الصِّحاح، أَي يُقاسُ، زادَ فِي العُبابِ: حَديداً أَو قَضيباً. والذِّراعُ: نَجْمٌ من نُجومِ الجَوْزاءِ على شَكْل الذِّراعِ. قَالَ غَيلانُ الرَّبَعِيّ:
(غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ ... نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ)

الذِّراعُ أَيضاً: مَنْزِلٌ للقمَر، وَهُوَ ذِراع الأَسد المَبسوطَةُ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والّذي فِي العُبابِ: ذِراعُ الأَسَدِ المَقبوضَةُ. قالَ: وللأَسَدِ ذِراعان: مَبسوطَةٌ ومَقبوضَةٌ، وَهِي الَّتِي تَلي الشّامَ، والقمرُ يَنزِلُ بهَا، والمَبسوطَةُ: الَّتِي تلِي اليَمَنَ.، وهما كَوكبان بينَهما قَيْدُ سَوطٍ، وَهِي أَرْفَعُ فِي السَّماءِ. سُمِّيَتْ مَبسوطَةً لأَنَّها أَمَدُّ من الأُخرى، ورُبَّما عَدَلَ القَمَرُ فنزَلَ بهَا. وَيَقُول ساجِعُ العَرَبِ: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرَتِ الشَّمْس القِناع، وأَشْعَلَت فِي الأُفقِ الشُّعاع، وتَرقْرَقَ السَّرابُ فِي كلِّ قاع، تَطْلُعُ لأَربع لَيالٍ يَخْلُونَ منْ تَمُّوزَ الرُّومِيّ، وتَسْقُط لأَربَعِ لَيالٍ يَخلونَ من كانون الأَوَّل. وَفِي العُبابِ: من كانون الآخرِ: هَذَا قولُ ابْن قتيبَة. وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: تَطلُعُ فِي سَبْعٍ من تَمُّوزَ، وتَسقطُ فِي سِتٍّ من كانون الآخرِ، وتَزعُم العرَبُ أَنَّه إِذا لم يكُن فِي السَّنةِ مَطَرٌ لَمْ تُخلِف الذِّراع، وَلم يَكُنْ إلاّ بَغْشَةٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: (فَأَرْدَفَتِ الذِّراعُ لَهَا بغَيْثٍ ... سَجُومِ الماءِ فانْسَحَلَ انْسِحالا)
وَذُو الذِّراعَيْن: المُنْبَهِرُ، واسمُه مَالك بن الحارثِ بنِ هلالِ بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ ثعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَةَ شاعِرٌ غَزَّاءٌ. الذَّراع، كسَحابٍ، المَرأَةُ الخفيفةُ اليَدينِ بالغَزْلِ، وَقيل: الكَثيرَةُ الغَزْلِ، القَوِيَّةُ عَلَيْهِ. وَمن الحَدِيث: خَيْرُكُنَّ أَذْْرَعُكُنَّ للمِغْزَلِ أَي أَخَفُّكُنَّ يَداً بِهِ. ويُقال: أَقدَركُنَّ عَلَيْهِ ويُكْسَرُ، نَقله ابنُ سِيدَه، واقتصَرَ الجَوْهَرِيّ على الفَتحِ. ويَسارٌ وبَشَّارٌ ابْنا ذِراع القِياسِ، كَانَا زَمَنَ وَكِيعٍ، روَى بَشَّارٌ عَن جابِرٍ الجُعْفِيِّ. وأَبو ذِراعٍ: سُهَيْلُ بنُ ذِراعٍ، تابِعِيٌّ، حدَّثَ عَنهُ عَاصِم بنُ كُلَيْبٍ. قَالَ ابنُ عبّاد: الذَّرَّاع، كشَدَّادٍ: الجَمَل الَّذِي يُسانُّ النَّاقةَ بذِراعِه فيَتَنَوَّخُها.
والذَّارِعُ: لقَبُ إسماعيلَ بنِ صَديقٍ المُحَدِّث، شَيخ لإِبْرَاهِيم بنِ عرْعَرَةَ. أَيضاً: لَقَبُ أَحمدَ بنِ نَصْرِ بن عَبْد الله، وَهُوَ ضعيفٌ، قَالَ الدَّارَ قُطْنِيّ: دَجَّالٌ. وفاتَهُ: إسماعيلُ بنُ أَبي عَبّادٍ أُمَيَّةَ الذَّرّاعُ البَصْرِيُّ، تُكُلِّمَ فِيهِ أَيضاً. الذَّارِعُ: الزِّقُّ الصَّغيرُ يُسلَخُ من قِبَلِ الذِّراع، والجَمْعُ ذَوارِعُ، وَهِي للشَّرابِ. قالَ الأَعشَى:
(والشَّارِبونَ إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ ... صَفْوَ الفِضالِ بطَارِفٍ وتِلادِ)
ويُقال: زِقٌّ ذارِعٌ: كثيرُ الأَخْذِ للماءِ. قَالَ ثعلبَةُ بنُ صُعَيْرٍ المازِنيّ:
(باكَرْتُهُمْ بِسِباءِ جَوْنٍ ذَارِعٍ ... قبلَ الصَّباحِ وقبلَ لَغْوِ الطَّائرِ)
وَقَالَ عَبْدُ بني الحَسْحاسِ:
(سُلافَةُ دارٍ لَا سُلافَةُ ذارِعٍ ... إِذا صُبَّ منهُ فِي الزُّجاجَةِ أَزْبَدا)
) ذَرِعَ، كفَرِحَ: شَرِبَ بِهِ، أَي بالذِّراعِ. قَالَ ابنُ عبّادٍ: ذَرِعَ إِلَيْهِ: تَشَفَّعَ، ونَصُّ العُبابِ: ذَرِعَ بِهِ: شَفَع. قَالَ: ذَرِعَتْ رِجلاهُ: أَعْيَتا. والأَذْرَعُ: المُقْرِفُ، أَو ابنُ العَرَبيِّ للمَولاةِ، والأَوَّل أَصحّ.
الأَذْرَعُ: الأَفْصَحُ، يُقال: هُوَ أَذْرَعُ، أَي أَفْصَحُ. وأَذْرِعاتُ، بكسْرِ الرَّاءِ، وَعَلِيهِ اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتُفتَحُ، وَقد خطَّأَهُ بعضُهم: د، بالشّام قُربَ البَلقاءِ من أَرضِ عمّانَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الخَمْرُ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(فَما إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فوادِي جَدَرْ)
قالَ: وَهِي مَعرِفَةٌ مَصروفَةٌ مِثلَ عَرَفَات. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فمِنَ العَرَب مَنْ لَا يُنَوِّنُ أَذْرِعات، يقولُ: هَذِه أَذْرِعاتُ. ورأَيتُ أَذْرِعاتِ بكسرِ التاءِ بِغَيْر تَنوينٍ. وحَكَى يعقوبُ فِي المُبدَلِ: يَذْرِعات، بالياءِ لُغَة. قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
(تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعاتِ وأَهلُها ... بيَثْرِبَ أَدنَى دارِها نَظَرٌ عالِي)
والنِّسْبَةُ أَذْرَعِيٌّ، بِالْفَتْح، أَي بِفَتْح الرَّاءِ فِراراً من تَوالي الكَسراتِِ، كتَغْلِبِيّ، ويَثرِبيّ، وشَقَرِيّ، ونَمَرِيّ. وأَولادُ ذارِع، أَو ذِراعٍ، بالكَسْرِ: الكِلابُ والحَميرُ، أَخذَه من قولِ ابنِ دُرَيدٍ. وَفِيه مُخالَفَةٌ لِنَصِّ الجَمْهَرَةِ فِي مَوضِعَيْن، وأَنا أَسوقُ لكَ نَصَّها، لِيَظهَر لكَ ذلكَ، قَالَ: يُقال للكلابِ: أَولادُ ذارِع، وأَولادُ زارِع، وأَولادُ وازِع، بالذَّال والزَّاي وَالْوَاو، وسيأْتي ذَلِك فِي موضِعه، وَهَكَذَا نَقله عَنهُ الصَّاغانِيّ فِي كِتَابيه، وصاحبُ اللِّسان. والذَّرَعُ، مُحَرَّكَةً: الطَّمَعُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ قولَ الرَّاجِز: وقَدْ يَقودُ الذَّرَعُ الوَحْشِيَّا قَالَ: الذَّرَعُ أَيْضاً: ولَدُ البقرَةِ الوَحْشِيَّةِ، زَاد الصَّاغانِيّ: ج، ذِرْعانٌ، بالكَسْرِ، مثالُ شَبَثٍ وشِبْثانٍ. قَالَ الأَعشى يصِفُ ناقتَه:
(كأَنَّها بعدَ مَا جَدَّ النَّجاءُ بهَا ... بالشَّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تَبتَغي ذَرَعا)
وقيلَ: إنَّما يكونُ ذَرَعاً إِذا قَوِيَ على المَشْيِ، عَن ابْن الأَعرابيّ. الذَّرَعُ: النّاقةُ الَّتِي يستَتِرُ بهَا رامِي الصَّيْدِ، وذلكَ أَن يَمشيَ بجَنبِها فيرميَه إِذا أَمْكنَه، وتلكَ النّاقةُ تَسيبُ أَوّلاً معَ الوَحْشِ حتَّى تأْلَفَها، كالذَّريعة، والجَمْعُ ذُرُعٌ، بضَمَّتين. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: سُمِّيَ هَذَا البعيرُ الدَّريئَةَ والذَّريعَةَ، ثمَّ جُعِلَت الذَّريعَةُ مَثلاً لكُلِّ شيءٍ أَدنى من شيءٍ، وقَرَّبَ مِنْهُ، وأَنشدَ:
(ولِلمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبُها ... كَمَا تُقَرِّبُ للوَحشِيَّةِ الذُّرُعُ)

الذَّرُوعُ، كصَبورٍ وأَميرٍ: الخفيفُ السَّيرِ، الواسِعُ الخَطْوِ، البَعيدُهُ، من الخَيْلِ، يُقال: فرَسٌ ذَروعٌ وذَريعٌ، بَيِّنُ الذَّراعَةِ. وعبارَةُ الجَوْهَرِيّ: فرَسٌ ذَريعٌ: واسِعُ الخَطْوِ، بَيِّنُ الذَّراعَةِ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّرُوعُ: الخفيفُ السَّيْرِ، وجَمَعَ بَينهمَا ابنُ سِيدَه. الذَّرُوعُ: البَعيرُ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ، وَهُوَ السَّريعُ السَّيْرِ: فَلِذَا لَو قالَ، بعدَ قولِه من الخَيل: ومِنَ الإبِلِ، لكانَ أَشْمَلَ. منَ المَجاز: الذَّريعَةُ، كسَفينَةٍ: الوَسيلَةُ والسَّبَبُ إِلَى شيءٍ. يُقال: فلانٌ ذَريعَتي إليكَ، أَي سبَبي ووُصْلَتي الّذي أَتَسَبَّبُ بِهِ إليكَ، قَالَ أَبو وَجْزَةَ يصفُ امرأَةً:
(طافَتْ بهَا ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهَة ... ذَريعَةُ الجِنِّ لَا تُعطِي وَلَا تَدَعُ)
أَرادَ كأَنَّها جِنِّيَّةٌ لَا يطمَع فِيهَا وَلَا يَعلمها فِي نَفْسِها. كالذُّرْعَةِ، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن ابْن عبّادٍ.
والمَذارِعُ من الأَرضِ: النَّواحِي، وَمن الْوَادي: أَضْواجُه، قَالَه الخليلُ. قَالَ ابنُ دُريد: ولمْ يَجِئْ بهَا البَصرِيُّون. المَذارِع: المَزالِفُ والبَراغيلُ، وَهِي القُرى الَّتِي بَين الرِّيف والبَرِّ كالقادسيَّة والأَنبار، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الحسَنُ البَصريُّ فِي قَوْله تَعَالَى: إنَّ الَّذينَ فَتَنوا المؤمنينَ والمُؤْمِناتِ قالَ: قوما كَانُوا بمَذارِع اليَمَنِ. كالمَذاريع على القِياس، كمِخلافٍ ومَخالِيفَ، نَقله الصَّاغانِيّ. وقالَ: كَانَ القِياسُ هَكَذَا. المَذارِعُ: قَوائِمُ الدَّابَّةِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ للأخطل:
(وبالهَدايا إِذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها ... فِي يومِ ذَبْحٍ وتَشريقٍ وتَنْحارِ)
كالمَذاريعِ، وإنَّما سُمِّيَت قائمةُ الدَّابَّة مِذراعاً لِأَنَّهَا تَذْرَع بهَا الأَرضّ، وَقيل: مِذْرَعُها: مَا بَين رُكْبَتِها إِلَى إبْطِها. المَذارِعُ: النَّخيلُ القَريبَةُ من البيوتِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. واحِدُ الكُلِّ مِذْراعٌ، كمِحرابٍ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّرِيعُ، كأَمير: الشَّفيعُ. الذَّريع: السَّريعُ. يُقالُ: رَجُلٌ ذَريعٌ بالكتابَةِ، أَي سَريعٌ، وقَتْلٌ ذَريعٌ، أَي سريعٌ، وأَكَلَ أَكْلاً ذَريعاً، أَي سَرِيعا كثيرا. الذَّريعُ من الأُمورِ: الواسِعُ. وَفِي الحَدِيث: كَانَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذَريعَ المَشْيِ، أَي سريعَه، واسِعَ الخَطْوِ.
منَ المَجاز: المَوتُ الذَّريعُ هُوَ السَّريع الفاشي الَّذِي لَا يكادُ النّاسُ يتدافَنون. الذَّرِعُ، ككَتِفٍ: الطَّويلُ اللِّسَان بالشَّرِّ. هُوَ أَيضاً: السَّيَّارُ لَيْلًا ونَهاراً. الذَّرِعُ اً يْضاً: الحَسَنُ العِشْرَةِ والمُخالَطَةِ، وَمِنْه قَول الخَنساءِ: جَلْدٌ جَميلٌ مُخيلٌ بارِعٌ ذَرِعٌ وَفِي الحُروبِإذا لاقَيْتَمِسْعارُ والذَّرِعاتُ، كفَرِحاتٍ: السَّريعاتُ من القَوائم، نَقله الجَوْهَرِيّ. ويُقالُ: ذَرِعاتُ الدَّابَّةِ: قَوائمُها، قَالَ يزِيد بنُ خَذّاقٍ العَبْدِيُّ:)
(فآضَتْ كتَيْسِ الرَّمْلِ تَنْزو إِذا نَزَت ... علَى ذَرِعاتٍ يَعتَلينَ خُنوسا)
ويُروَى رَبِذاتٍ أَي على قوائمَ يعتلِينَ مَنْ جاراهُنَّ وهُنَّ يَخْنِسْنَ بعضَ جَريِهِنَّ، أَي يُبقِينَ منهُ، يَقُول: لمْ يَبْذُلْنَ جميعَ مَا عِندَهُنَّ من السَّيْرِ. وَفِي العُبابِ: الذَّرِعات: الواسِعات الخَطْوِ، البعيداتُ الأَخْذِ من الأَرضِ. وأَذْرَعَت البقرَةُ فَهِيَ مُذْرِعٌ، كَمَا فِي الصِّحاح: صَارَت ذاتَ ذَرَعٍ، أَي ولَدٍ.
قَالَ اللَّيْث: هُنَّ المُذْرِعات، أَي ذَواتُ ذِرْعانٍ. أَذْرَعَ فِي الكلامِ: أَفْرَطَ وأَكثرَ فِيهِ، كتَذَرَّعَ وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وأُرَى أَصلَهُ من مَدِّ الذِّراعِ، لأَنَّ المُكْثِرَ قدْ يَفعَلُ ذَلِك، ومِثلُه قولُ ابنُ سِيدَه. أَذْرَعَ: قَبَضَ بالذِّراعِ. يُقالُ: أَذْرَعَ ذِراعَيْهِ من تَحتِ الجُبَّةِ، أَي أَخرجَهما ومَدَّهما، كادَّرَعَهُما، على افْتَعَلَ، كادَّكَرَ من الذِّكْرِ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ورُويَ فِي الحَدِيث بالوَجْهَيْنِ. ونصّ الحَدِيث أَنَّ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَذْرَعَ ذِراعَيه من أَسْفل الجُبَّةِ إذْراعاً وَفِي حديثٍ آخرَ: وَعَلِيهِ جُمَّازَةٌ فأَذْرَعَ مِنْهَا يدَهُ أَي أَخرجَها. المُذَرَّعُ، كمُعَظَّم: الَّذِي وُجِئَ فِي نَحْرِه، فَسَالَ الدَّمُ على ذِراعِه. قَالَ عَبْد الله بن سلَمَةَ الغامِديّ:
(ولمْ أَرَ مِثلَها بأُنَيْفِ فَرْعٍ ... علَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيبُ)
المُذرَّعُ: الفَرَسُ السَّابِقُ. أَو أَصلُه هُوَ الَّذِي يَلحَقُ الوَحْشِيَّ، وفارِسُهُ عَلَيْهِ، فيَطْعَنُهُ طَعْنَةً تَفوزُ بالدَّمِ فتلطخ ذراعي الْفرس فتكونُ علامةَ سَبْقِهِ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(خلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّعٌ ... بطَعْنٍ وَمِنْهَا عاتِبٌ مُتَسَيِّفُ)
المُذَرَّعُ من الثِّيرانِ: مَا فِي أَكارِعِهِ لُمَعٌ سودُ. المُذَرَّع من النّاسِ: مَنْ أُمُّه أَشرَفُ من أَبيه، والهَجينُ: مَن أَبوهُ عرَبِيٌّ وأُمُّه أَمَةٌ، وأَنشد الأَزْهَرِيّ: فِي التَّهذيب:
(إِذا باهِلِيٌّ عندَه حَنْظَلِيَّةٌ ... لَها ولَدٌ منهُ فذاكَ المُذَرَّعُ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: كأَنَّه سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَّقْمَتَيْنِ فِي ذِراعِ البَغْل، لأَنَّهما أَتتاهُ من ناحِية الحِمارِ.
وَفِي اللِّسَان: إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً تَشبيهاً بالبغْلِ، لأَنَّ فِي ذِرَاعَيْهِ رَقمتَيْنِ كرَقْمَتي ذِراع الحِمارِ، نَزَع بهما إِلَى الحِمارِ فِي الشَّبَه، وأُمُّ البَغْلِ أَكْرَمُ من أَبيه، هَكَذَا ذكرَه الأَزْهَرِيُّ شَرْحاً للبيتِ المُتَقَدِّم. المُذَرِّعُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ رَجُلٍ من بَني خَفاجَةَ بنِ عُقَيْلٍ، وَكَانَ قتَلَ رَجُلاً من بني عَجلانَ، ثمَّ أَقرَّ بقتلِه، فأُقِيدَ بِهِ، فقيلَ لَهُ: المُذَرِّعُ. يُقال: ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا، إِذا أَقَرَّ بِهِ. المُذَرِّعُ: المَطَرُ الَّذِي يَرْسَخُ فِي الأَرضِ قدْرَ ذِراعٍ. نَقله الجَوْهَرِيّ. المُذَرَّعَةُ، كمُعَظَّمَة: الضَّبُعُ فِي ذِراعِها خُطوطٌ، صِفةٌ غالبةٌ. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:)
(وغُودِرَ ثاوِياً وتأَوَّبَتْهُ ... مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لَهَا فَلِيلُ)
وَقيل: إنَّما سُمِّيَتْ مُذَرَّعَةً بسَوادٍ فِي أَذْرُعِها. ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا تَذْريعاً: أَقرَّ بِهِ، وَبِه لُقِّبَ المُذَرِّعُ الخَفاجِيّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا. منَ المَجاز: سأَلْتُه عَن أَمْرِه فذَرَّعَ إلَيَّ شَيْئا من خَبره، أَي خَبَّرَني بِهِ. ذَرَّعَ فلانٌ لبَعيرِه: إِذا قَيَّدَه بفضْلِ خِطامِه فِي ذِراعَيْهِ جَميعاً. وَقد ذَرَّع الْبَعِير، وذَرَع لَهُ: قيد فِي ذِرَاعَيْهِ. فِي اللِّسان، والمُحيط: ذَرَّعَ الرَّجُلُ فِي السِّباحة تَذْرِيعاً، إِذا اتَّسَعَ ومَدَّ ذراعَيْه. ذَرَّعَ بيَديه فِي السَّقْيِ، هَكَذَا بِالْقَافِ فِي سَائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي العُباب والمُحيط، وَالصَّوَاب بِالْعينِ المُهملَة كَمَا فِي اللِّسَان، وَذَلِكَ إِذا استعانَ بيَدَيْه على السَّقْيِ وحَرَّكَهُما فِيهِ. البَشيرُ، إِذا أَوْمَأَ بيَده، يُقال: قدْ ذَرَّع البشيرُ، وَمِنْهُم من عَمَّ فَقَالَ: ذَرَّعَ الرَّجُلُ، إِذا رَفَعَ ذِراعَيْه، قالَ:
(تُؤَمِّلُ أَنْفالَ الخَميسِ وقَدْ رَأَتْ ... سَوابِقَ خَيْلٍ لمْ يُذَرِّعْ بَشيرُها)
وَمِنْهُم مَن عَمَّ فَقَالَ: ذَرَّعَ الرَّجُلُ: إِذا رفَعَ ذِراعَيْه مُبَشِّراً أَو مُنذِراً. ذَرَّع فِي المَشْيِ: حرَّكَ ذِراعَيه، نَقله الجَوْهَرِيّ هَكَذَا. وفرَّق الصَّاغانِيّ بَين هَذَا القَوْل وَالَّذِي تقدَّمَ، وهما واحِدٌ، والمُصَنِّفُ تَبِعَ الصَّاغانِيَّ من غير تَنبيهٍ، فليُحْذَرْ من ذلكَ. والانْذِراعُ: الاندِفاعُ كالاندراعِ والاندِراءِ. الانْذِراعُ فِي السَّيْرِ: الانبساطُ فِيهِ. والمُذارَعَةُ: المُخالَطَةُ، يُقالُ: ذارَعْتُهُ مُذارَعَةً، إِذا خالَطْتَهُ. المُذارَعَةُ: البيعُ بالذَّرْعِ، يُقَال: بِعتُه الثَّوْبَ مُذارَعَةً، أَي بالذَّرْعِ لَا بالعَدد والجُزافِ.
التَّذَرُّعُ: كَثرَةُ الكَلامِ والإفراطُ فِيهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَهَذَا قد تقدَّم لَهُ عندَ قَوْله: أَذْرَعَ فِي الكلامِ: أَفرَطَ، فإعادتُه ثَانِيًا تَكرارٌ. قَالَ ابْن عبّادٍ: التَّذَرُّع: تَشَقُّقُ الشيءِ شُقَّةً شُقَّةً على قدْر الذِّراع طُولاً. قَالَ غيرُه: التَّذَرُّع: تقديرُ الشيءِ بذِراعِ اليَد. قَالَ قيس بن الخَطيم الأَنصاريُّ:
(تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِ)
قَالَ الأَصمعيّ: تَذَرَّعَ، فلانٌ الجَريدَ: إِذا وَضعه فِي ذِراعِه فشَطَبَهُ. والخِرْصانُ: أَصلُها القُضْبانُ من الجَريد. والشَّواطِبُ: جَمْعُ شاطِبَةٍ، وَهِي المَرأَةُ الَّتِي تَقشِرُ العَسيبَ ثمَّ تُلقيه إِلَى المُنَقِّيَةِ، فتأْخُذُ كلَّ مَا عَلَيْهِ بسِكِّينِها، حتّى تترُكَه رَقيقاً، ثمَّ تُلقيه المُنَقِّيَةُ إِلَى الشَّاطِبَةِ ثَانِيَة، فتَشْطُبُه على ذِراعِها، وتَتَذَرَّعُهُ. منَ المَجاز: تَذَرَّعَ فلانٌ بذَرِيعَةٍ، أَي تَوسَّلَ بوَسيلَةٍ، وكذلكَ تَذَرَّعَ إِلَيْهِ: إِذا تَوَسَّلَ. تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ، أَي الماءَ القليلَ: ورَدَتْهُ فخاضَتْهُ بأَذْرُعِها. قَالَ ابنُ دُرَيدٍ: تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ: إِذا شَقَّت الخُوصَ لِتَجْعَلَ مِنه حَصيراً، وَبِه فُسِّرَ قولُ ابنُ الخَطيمِ الأَنصاريّ المُتقدِّم. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَذْرَعَ بِهِ، أَي بالشيءِ: اسْتَتَرَ بِهِ وجعلَه ذَريعَةً لَهُ. وَمِمَّا) يُستدرَك عَلَيْهِ: حِمارٌ مُذَرَّعٌ لِمَكانِ الرَّقْمَةِ فِي ذِراعِه. وأَسَدٌ مُذَرَّعٌ: على ذِراعَيه دَمُ فرائسِه، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:
(قَدْ يُهْلَكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ ... والأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ)
والتَّذْرِيعُ: فَضْلُ حَبْلِ القَيْدِ يُوثَقُ بالذِّراعِ، اسمٌ كالتَّنْبيتِ، لَا مَصدَر. وثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّراعِ، أَي الكُمِّ ومُوَشَّى المَذَارِعِ كَذَلِك، جُمِعَ على غيرِ واحِدِهِ، كملامِحَ ومَحاسِنَ. وذَرْعُ كلِّ شيءٍ: قدْرُه مِمّا يُذْرَعُ. ونَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجُلٍ، أَي قامَتُهُ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: انْذَرَعَ: إِذا تقدَّم. وذَرَعَ البعيرُ يدَهُ، إِذا مَدَّها فِي السَّيْرِ. وناقَةٌ ذارِعَةٌ: بارِعَةٌ. ويُقالُ: هَذِه ناقةٌ تُذارِعُ بُعدَ الطَّريقِ، أَي تَمُدُّ باعَها وذِراعَها لِتقطعَهُ، وَهِي تُذارِعُ الفَلاةَ، وتَذْرَعُها، إِذا أَسرَعَتْ فِيهَا كأَنَّها تَقيسُها. قَالَ الشاعِرُ يصفُ الإبِلَ:
(وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرِّقاقَ السَّمْلَقا ... ذَرْعَ النَّواطِي السُّحُلَ المُرَقَّقا) والنَّواطِي: النَّواسِج. وأَذْرَعَ الرَّجُلُ قَيْئَهُ: أَخْرَجَهُ. والذَّرْعُ: البَدَنُ. وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلَى بَدَني، وقَطَعَ مَعاشي. وأَبْطَرْتُ فلَانا ذَرْعَهُ: كلَّفْتُه أَكْثَرَ من طَوقِهِ. وَمَا لي بِهِ ذَرْعٌ، وَلَا ذِراعٌ، أَي مَا لي بِهِ طاقَةٌ. ورَجُلٌ رَحْبُ الذِّراعِ، أَي واسِعُ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْش. وكَبُرَ فِي ذَرعي، أَي عَظُمَ وَقْعُه، وجَلَّ عِنْدِي. وكَسَرَ ذَلِك من ذَرْعِي، أَي ثَبَّطَني عَمَّا أَرَدْتُهُ. ومِنْ أَمثالِهم: هُوَ لكَ على حَبْلِ الذِّراعِ. أَي أعْجَلَهُ لَكَ نقْداً، وقيلَ: هُوَ مُعَدٌ حاضِرٌ والحبْلُ غِرءقٌ فِي الذِّراعِ.
وتَذَرَّعَ البعيرُ: مَدَّ ذِراعَه فِي سيره. قَالَ رُؤْبَةُ:
(كأَنَّ ضَبْعَيْهِ إِذا تَذَرَّعا ... أَبْواعُ مَتَّاحٍ إِذا تَبَوَّعا)
وذَرَّعَه تَذْرِيعاً: قتلَهُ. ويُقالُ: قَتَلوهُم أَذْرَعَ قَتْلٍ، أَي أَسْرَعَه. وَفِي نَوَادِر الأَعرابِ: أَنْتَ ذَرَّعْتَ بَيْننَا هَذَا، وأَنْتَ سَجَلْتَهُ، يريدُ سَبَّبْتَه. والذَّريعةُ: حَلْقَةٌ يتعلَّمُ عَلَيْهَا الرَّمْي. وَمَا أَذْرَعَها من بَاب أَحْنَك الشَّاتيْن. والمِذْرَعُ، كمِنْبَرٍ: الزِّقُّ الصَّغيرُ. وقولُهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، أَي ارْبَع على نفسِك، وَلَا يَعْدُ بك قَدْرُك. وذَرْعِينَةُ: من قُرى بُخارى. وأَذْرُعُ أَكبادٍ: مَوضِعٌ فِي قولِ ابنِ مُقبِل: (أَمْسَتْ بِأَذْرُعِ أَكْبادٍ فحُمَّ لَهَا ... رَكْبٌ بِلِينَةَ أَوْ رَكْبٌ بِساوِينا)
وأَذْرُعُ، غيرُ مُضافٍ: مَوضِعٌ نَجْدِيّ فِي قَوْله: وأَوْقَدْتُ نَارا للرِّعاءِ بأَذْرُعِ
(ذ ر ع)

الذِّراع: مَا بَين طرف الْمرْفق إِلَى طرف الإصبع الْوُسْطَى، أُنْثَى وَقد تُذكر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن ذِرَاعٍ فَقَالَ: ذِرَاعٌ كثر فِي تسميتهم بِهِ الْمُذكر وَتمكن فِي الْمُذكر فَصَارَ من اسمائه خَاصَّة عِنْدهم، وَمَعَ هَذَا فأنَّهم يصفونَ بِهِ الْمُذكر فَيَقُولُونَ: هَذَا ثوب ذِراعٌ فقد تمكن هَذَا الِاسْم فِي الْمُذكر، وَلِهَذَا إِذا سمي رجلا بِذِرَاعٍ صرفه فِي الْمعرفَة والنكرة لِأَنَّهُ مُذَكّر سمي بِهِ مُذَكّر، وَلم يعرف الْأَصْمَعِي التَّذْكِير فِي الذّرَاع. وَالْجمع أذْرُع قَالَ يصف قوساً عَرَبِيَّة:

أرْمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْعٌ أَجمَعُ ... وهْيَ ثَلاثُ أذْرُعٍ وإصبْعُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسروه على هَذَا الْبناء حِين كَانَ مؤنثا يَعْنِي أَن فِعالاً وفَعالاً وفَعيلاً من الْمُؤَنَّث حكمه أَن يكسر على أفعل وَلم يكسروا ذِرَاعا على غير أفعل كَمَا فعلوا ذَلِك فِي الأكف. والذّراعُ من يَدي الْبَعِير: فَوق الوظيف، وَكَذَلِكَ من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير.

والذّرَاع من أَيدي الْبَقر وَالْغنم فَوق الكراع.

وذَرَّعَ الرجل، رفع ذِراعهِ منذراً أَو مبشراً قَالَ:

تُؤَمِّلُ أنْفالَ الخَمِيسِ وقَدْ رَأَتْ ... سَوَابِقَ خَيْلٍ لَمْ يُذرِّعْ بَشِيرُها

وثور مُذَرَّعٌ: فِي أكارعه لمع سود.

وحمار مُذَرَّعٌ لمَكَان الرَّقْمَة فِي ذِرَاعِه.

والمُذَرَّعَةُ: الضبع، لتخطيط ذراعيها صفة غالبة. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِيا وتَأوََّبَتْه ... مذرَّعَةٌ أُمَيمَ لَها فَلِيلُ

وَأسد مذَرَّع: على ذِرَاعَيْهِ دم، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قَدْ يَهْلِكُ الأرْقَمُ والفَاعُوسُ ... والأسَدُ المُذَرَّع النَّهُوسُ

والتَّذرِيع: فضل حَبل الْقَيْد يوثق بالذّرَاعِ اسْم كالتنبيت، لَا مصدر كالتصويب.

وذُرّع الْبَعِير وذُرّعَ لَهُ: قيد فِي ذِرَاعَيْه جَمِيعًا.

وثوب موشى الذِّرَاع أَي الْكمّ وموشى المذَارِعِ، كَذَلِك، جمع على غير واحده كملامح ومحاسن.

وذَرَعَ الشَّيْء يَذْرَعُه ذَرْعا قدَّرَهُ بالذّرَاع وذَرْعُ كل شَيْء: قَدْرُه، من ذَلِك.

وذَرَعَ الْبَعِير يَذْرَعُهُ ذَرْعا: وَطئه على ذراعه ليركب صَاحبه.

وذَرَّعَ الرجل فِي سباحته: اتَّسع وَمد ذِرَاعَيْهِ.

وذَرَّعَ بيدَيْهِ: حركهما فِي السَّعْي واستعان بهما عَلَيْهِ.

وتذَرَّعَتِ الْإِبِل المَاء: خاضته بأذْرعِها.

ومِذْرَاعُ الدَّابَّة: قائمتها تَذْرَعُ بهَا الأَرْض ومِذْرَعُها: مَا بَين ركبتها إِلَى إبطها.

وَفرس ذَرُوعٌ: بعيد الخطا. وَكَذَلِكَ الْبَعِير.

وذَارَعَ صَاحبه فَذَرَعَه: غَلبه فِي الخطو.

والذَّرْعُ: الْبدن.

وأبْطَرَني ذَرْعِي: أبلى بدني وَقطع عليَّ معاشي.

وَرجل وَاسع الذَّرْعِ والذِّرَاعِ أَي الْخلق، على الْمثل.

والذَّرْعُ: الطَّاقَة. وضاق بِالْأَمر ذَرْعُه وذِرَاعُه: أَي ضعفت طاقته وَلم يجد من الْمَكْرُوه فِيهِ مخلصا. وضاق بِهِ ذَرْعا. كَذَلِك.

وَالْجمع أذْرُعٌ وذِرَاعٌ.

وذِرَاعُ الْقَنَاة: صدرها لتقدمه كتقدم الذّرَاعِ.

والذّرَاعُ: نجم من نُجُوم الجوزاء على شكل الذِّرَاع، قَالَ غيلَان الربعِي

غَيَّرَها بَعْدِيَ مَرُّ الأنْوَاءْ ... نَوْءُ الثُّرَيَّا أَو ذِرَاعُ الجَوْزَاء

والذِّراع: سمة فِي مَوضِع الذّرَاع وَهِي لبنى ثَعْلَبَة من أهل الْيمن وناس من بني مَالك بن سعد من أهل الرمال.

وذَرَّعَ الرجل وذَرَّعَ لَهُ: جعل عُنُقه بَين ذِرَاعَيْهِ وعنقه فخنقه. ثمَّ اسْتعْمل فِي غير ذَلِك مِمَّا يخنق بِهِ.

وذَرَعَهُ: قَتله.

وَمَوْت ذَرِيعٌ: فَاش.

وَأمر ذَرِيعٌ: وَاسع.

وذَرَعَهُ الْقَيْء: غَلبه.

وذَرَّع بالشَّيْء: أقرَّ.

والذَّرَعُ: ولد الْبَقَرَة الوحشية. وَقيل: إِنَّمَا يكون ذَرَعا إِذا قوي على الْمَشْي، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَجمعه ذِرْعانٌ.

وبقرة مُذْرِعٌ ذَات ذَرَعٍ. والمَذَراِعُ: النّخل الْقَرِيبَة من الْبيُوت.

والمذَارِعُ: مَا دانى الْمصر من الْقرى الصغار.

والمَذَارِعُ: الْبِلَاد الَّتِي بَين الرِّيف وَالْبر كالقادسية والأنبار.

ومَذَارِعُ الأَرْض: نَوَاحِيهَا.

والمُذَرَّعُ: الَّذِي أمه عَرَبِيَّة وَأَبوهُ غير عَرَبِيّ. قَالَ:

إِذا باهِليّ عِنْده حَنْظَلِيَّةٌ ... لَها وَلَدٌ مِنْه فَذَاكَ المذَرَّعُ

والذَّرِيعَةُ: الْوَسِيلَة.

والذَّرِيعَةُ: جمل يخْتل بِهِ الصَّيْد يمشي الصياد إِلَى جنبه فَيَرْمِي الصَّيْد إِذا أمكنه وَذَلِكَ الْجمل يُسيَّب أَولا مَعَ الْوَحْش حَتَّى تألفه.

والذَّرِيعَةُ: السَّبَب إِلَى الشَّيْء. وَأَصله من ذَلِك الْجمل.

والذَّرِيعَةُ: حَلقَة يُتعلم عَلَيْهَا الرَّمْي.

والذَّرِيعُ: السَّرِيع.

وأذْرَعَ فِي الْكَلَام وتَذَرَّعَ: أَكثر.

والذِّرَاعُ والذَّرَاعُ: الْخَفِيفَة الْيَدَيْنِ بالغزل. وَقيل: الْكَثِيرَة الْغَزل القوية عَلَيْهِ. وَمَا أذْرَعَها وَهُوَ من بَاب أحنك الشاتين، فِي أَن التَّعَجُّب من غير فعل.

وتَذَرَّعتِ الْمَرْأَة: شقَّتْ الخوص لتعمل مِنْهُ حَصِيرا.

وزقّ ذَارِعٌ: كثير الْأَخْذ من المَاء وَنَحْوه، قَالَ ثَعْلَبَة بن صعير الْمَازِني:

باكَرْتُهُمْ بِسبِاء جَوْنٍ ذَارِعٍ ... قَبْل الصَّباحِ وقَبْلَ لَغْوِ الطَّائِرِ

والذَّارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصَّغِير.

وَابْن ذَارِعٍ: الْكَلْب.

وأذْرُعٌ وأذْرِعاتٌ: موضعان تنْسب اليهما الْخمر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أذْرِعاتٌ بِالصرْفِ وَغير الصّرْف، شبهوا التَّاء بهاء التانيث وَلم يحفلوا بالحاجز لِأَنَّهُ سَاكن، والساكن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن. إِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: مَا تَقول فِيمَن قَالَ: هَذِه أذْرِعاتٌ ومسلمات، وَشبه تَاء الْجَمَاعَة بهاء الْوَاحِدَة فَلم ينون للتعريف والتانيث. فَكيف يَقُول إِذا ذكَّر؟ أينوّن أم لَا؟ فَالْجَوَاب: أَن التَّنْوِين مَعَ التنكير وَاجِب هُنَا محَالة لزوَال التَّعْرِيف فأقصى أَحْوَال أذْرِعاتٍ إِذا نكرتها فِيمَن لم يصرف أَن يكون كحمزة إِذا نكرتها، فَكَمَا تَقول: هَذَا حَمْزَة وَحَمْزَة آخر فتصرف النكرَة لَا غير فَكَذَلِك تَقول: عِنْدِي مسلمات ونظرات إِلَى مسلمات أُخْرَى فتنوّن مسلمات لَا محَالة.

وَقَالَ يَعْقُوب: أذْرِعاتٌ ويذرعات مَوضِع بِالشَّام، حَكَاهُ فِي الْمُبدل.

يبس

(يبس)

(ييبس) يبسا ويبوسة جف بعد رُطُوبَة فَهُوَ يَابِس ويبس ويبيس ويبوس وَمَا بَين الرجلَيْن تقاطعا
(يبس) - قوله تعالى: {طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا}
: أي يابسًا لَا نَداوَةَ فيه، وامرأةٌ يَبَسٌ: لا تُفِيدُ خيرًا، واليَبَسَةُ مِن الشَّاةِ: التي لَا لَبَن لها؛ وحَطَبٌ يَبْسٌ - بالسّكون -: يابِسٌ، وقيل: هو الذي يُبْسُهُ خِلْقَةً.

يبس


يَبِسَ
[&
a. يَأْبَسُ] (n. ac.
يُبْس
يَبَس), Dried; withered.
يَبَّسَa. Dried; withered.
b. Treated dryly.

أَيْبَسَa. see II (a)b. Was dry, arid.
c. Walked over dry ground.
d. Was silent.

إِيْتَبَسَ
(ت)
a. see I
يَبْسa. see 4 (a) & 21c. [art.], The dry land, terra firma.
يَبَسa. Dryness, aridity, siccity; drought.
b. see 21c. Barren, unproductive; worthless.

يَبِسa. Dry; withered.

أَيْبَسُa. see 5b. Skinny.
c. (pl.
أَيَاْبِسُ), Hard body on which swords are tried.
يَاْبِسa. Dry, arid; withered.

يَاْبِسَةa. fem. of
يَاْبِسb. Terra firma.

يَبِيْسa. see 21
. — ??? Withered plant.
يُبُوْسَةa. see ???
يَبَس
(a).
b. [ coll. ], Religious
indifference, lukewarmness.
N. Ac.
يَبَّسَa. Desiccation.

أَلأَيْبَسَانِ
a. The shanks.

يَبِيْس المَآء
a. Perspiration.
ي ب س : يَبِسَ يَيْبَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِي لُغَةٍ بِكَسْرَتَيْنِ إذَا جَفَّ بَعْدَ رُطُوبَتِهِ فَهُوَ يَابِسٌ وَشَيْءٌ يَبْسٌ سَاكِنُ الْبَاءِ بِمَعْنَى يَابِسٍ أَيْضًا وَحَطَبٌ يَبْسٌ كَأَنَّهُ خِلْقَةٌ وَيُقَالُ هُوَ جَمْعُ يَابِسٍ مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَمَكَانٌ يَبَسٌ بِفَتْحَتَيْنِ إذَا كَانَ فِيهِ مَاءٌ فَذَهَبَ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: طَرِيقٌ يَبَسٌ لَا نُدُوَّةَ فِيهِ وَلَا بَلَلَ وَالْيُبْسُ نَقِيضُ الرُّطُوبَةِ وَالْيَبِيسُ مِنْ النَّبَاتِ مَا يَبِسَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ مَكَانٌ يَبَسٌ وَيَبْسٌ وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمَكَانِ. 
ي ب س: (يَبِسَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (يَبْسًا) وَ (يَبِسَ) يَيْبِسُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا لُغَةٌ وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (الْيَبْسُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ (الْيَابِسُ) يُقَالُ: حَطَبٌ (يَبْسٌ) ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ جَمْعُ (يَابِسٍ) كَرَاكِبٍ وَرَكْبٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (الْيُبْسُ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ فِي الْيَبْسِ. وَ (الْيَبَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَكَانُ يَكُونُ رَطْبًا ثُمَّ يَيْبَسُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه: 77] . وَ (الْيَبِيسُ) مِنَ النَّبَاتِ مَا يَبِسَ مِنْهُ تَقُولُ: يَبِسَ يَيْبَسُ فَهُوَ (يَبِيسٌ) مِثْلُ سَلِمَ فَهُوَ سَلِيمٌ. وَ (يَبَّسَ) الشَّيْءَ (تَيْبِيسًا فَاتَّبَسَ) أَيْ جَفَّفَهُ فَجَفَّ فَهُوَ (مُتَّبِسٌ) . 
يبس
اليُبْسُ: نَقِيْضُ الرُّطُوْبَةِ، يَبِسَ يَيْبَس يُبُوْساً. وطَرِيْقٌ يَبَسٌ: لا نُدُوَّةَ فيه ولا بَلَلَ. ويقولونَ: جَمَّرْتُ الخُبْزَ كي يابَسَ ظَهْرُه: أي يَيْبَسَ.
واليَبِيْسُ: الكَلَأ الكَثِيرُ اليابِسُ، أيْبَسَتِ الأرْضُ والخُضَرُ، وأرْضٌ مُؤْبِسَةٌ. ووَجْهٌ يابِسٌ: قَلِيلُ اللحْمِ.
ويقول للرجُلِ: ايْبَسْ: أي اسْكُتْ. والعَرَقُ: يَبِيْسُ الماءِ؛ في شِعْرِ بِشْرٍ. والأيَابِسُ: ما يُجَرَّبُ عليه السُيُوْفُ وتكونُ صُلْبَةً.
والأيَابِسُ: ما كانَ مِثْلَ العُرْقُوْبِ والسّاقِ. والأيْبَسَانِ: عَظْمانِ في الوَظِيْفِ واليَدِ والرجْلَ. واليَبَسَةُ - مِثْلُ الشحَصَةِ -: التي لا لَبَنَ لها من الشّاء، والجَميعُ يَبَسَاتٌ وَيبَاس وأَيْبَاسٌ. وثَدْيٌ أيْبَسُ: أي يابِس.
[يبس] ك: لعله أن يخفف عنهما ما لم "ييبسا" هو من باب علم. ن: ويجوز كسر الموحدة. ك: وهو بفوقية للكسرتين وبتحتية للعودين. ط: قالوا: لعله شفع فاستجيب بالتخفيف عنهما إلى أن ييبسا، وقيل: لكونهما يسبحان ما داما رطبين لقوله تعالى "وأن من شيء إلا يسبح" أي شيء حين وحياة الخشب ما لم ييبس والحجر ما لم يقطع، والمحققون على تعميم الشيء، وتسبيحه: دلالته على الصانع، واستحبوا قراءة القرآن عند القبر، لأنه إذا خفف بتسبيحه فبتلاوة القرآن اولى، وقد أنكر الخطابي ما يفعله الناس على القبور من الأخواص ونحوها متعلقين بهذا الحديث وقال: لا أصل له ولا وجه - ومر في الجريدة. ك: وليس في الجريدة معنى يخصه وإنما ذاك ببركة يده، ولذا أنكر الخطابي وضع الناس الجريد ونحوه على القبر، وقيل: الرطب يسبح فيخفف ببركته فيطرد في كل الرياحين والبقول بقوله "وأن من شيء" أي حي، وحياة كل شيء بحسبه.
باب يت
يبس:
يبّس: جفف (بقطر).
تيبّس: تحفف (الكالا، فوك، باين سميث 1544).
تيبس: تقسّى، تصلب (بقطر).
يُبس: قسوة، صلابة، انعدام شعور، عدم إنسانية (بقطر). ولعل هذا المعنى كان يدور في خلد (مرسنج 15:26)، حيث قال: تحزب عليه جمع من مشايخ صوفية المدرسة بسبب يبسه معهم ومعاندته لهم بحيث اخرج وظائف كثيرة منهم وقرر فيها غيرهم. وقد لاحظنا إن الناشر قد ترجم الكلمة إلى بخل التي قد تكون ذات معنى هنا، إلا أن الكلمة الأخرى لا تناسب المقام (انظر يابس).
يبس الرأس: خلل في الدماغ (الشرح على الحريري 163): الهوس يبس الرأس ويتولد من كثرة السهر (انظر جفاف فيما سبق) (بقطر).
يبس: قسوة شديدة عصية (بقطر).
يبوسة: جفاف، عدم إحساس (بقطر).
يابس: شديد، ثابت، راسخ (بقطر)؛ وردت الكلمة في (ديوان الهذليين، ص32)، حيث أطلق على التروس، الدروع: جلود البقر القرَّاعة. وقد فسّر الشارح للبيت كلمة قرّاع باليابس؛ وفي (دوماس، حياة العرب 199): مطرقي يابس كيف الحديد، أي (هِراوتي صُنعت من خشب صلب كالحديد). في (الكالا) يجمع يابس على يابسات بمعنى ثمرة ذات قشر صلب؛ وهنا تعبير رأس يابس أو يابس وحده، أي عنيد، صعب المراس (بقطر)؛ وفي (ألف ليلة برسل 168:1): إن هذا البدوي جلف يابس الرأس. أما (ماكني 4:418:1): فقد ورد عنده تعبير ناشف الرأس.
يابس: بخيل، مقتر chiche، متشدد في النفقة (بوسويه)، (دوماس، حياة العرب 164). والأخير قد ذكر كلمة خشك ومعناها الحرفي يابس بالفارسية.
اليابسة: في (محيط المحيط): (مؤنث اليابس واستعملت في سِفْرِ التكوين بمعنى الأرض بمقابلة البحر) (باين سميث 1544).
تيبس: سقم، تكسّر جسم الإنسان أو الحيوان نتيجة للتعب الشديد (بقطر).
متيبس: سقيم courbatu ( تقال لوصف الفرس الضعيف) (بقطر).
ي ب س

اليُبْسُ نَقِيض الرُّطُوبة يَبِسَ يَيْبِسُ ويَيْبَس الأول نادر يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ والجمع يُبَّس قال

(أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِساً ... بِئْراً عَضُوضاً وشِنَاناً يُبَّسَا)

واليَبْسُ واليَبَسُ اسْمان للجَمْعِ وشَيْءٌ يَبُوسٌ كيابِس قال عبيدُ بن الأَبْرصِ

(أما إذا اسْتَقْبَلْــتَها فكأنها ... ذَبُلَتْ من الهِنْدِيِّ غَيْرَ يَبُوسِ)

أراد عَصاً ذَبُلَتْ أو قَنَاةً ذَبُلَتْ فحذف المَوْصُوف واتَّبَس يَتَّبِسُ أَبْدَلُوا التَّاءَ من اليَاء ويَأْتَبِسُ كله كيَبِسَ وأَيْبَسْتُه ومكانٌ يَبْسٌ ويَبِيسٌ يابِسٌ وكذلك أرضٌ يَبْسٌ يَبِسَ ماؤُها وكَلَؤُها ويَبَسٌ صُلْبَةٌ شديدة وشاةٌ يَبَسٌ ويَبْسٌ انْقَطَع لَبَنُها فَيَبِس ضَرْعها وأتانٌ يَبْسَةٌ ويَبَسَةٌ يابسة ضامرةٌ السكون عن ابن الأعرابي والفَتْح عن ثعلب وكلأُيَبِسٌ يابِسٌ وقد استعمل في الحيوان حكى اللّحْيانِيُّ أن نِسَاءَ العَرَبِ يَقُلْنَ في الأُخَذِ أَخَذْتُه بالدَّرْدَبِيس تَدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس قال تَعْنِي الذَّكَر ويَبِسَت الأرضُ ذَهَبَ ماؤُها ونَدَاها وأَيْبَسَتْ كَثُر يَبِيسُها والأَيْبَسَانِ عَظْمَا الوَظِيفَيْن وقيل ما ظَهَر مِنْهُما وذلك ليُبْسِهِما ويَبِيسُ الماءِ العَرَق إذا جَفَّ ويقال للرَّجُلِ إِيْبَسْ أي اسْكُت وهو من ذلك سَكْرَان يابِس لا يتكلم من شِدَّة السّكر كأن الخَمْرَ أَيْبَسَتْه لحَرَارَتِها وحكى أبو حَنيفَةَ رُجُلٌ يابِسٌ من السُّكْر وعِنْدِي أنه سَكِرَ جداً حتى كأنه ماتَ فَجَفَّ
[يبس] اليُبْسُ بالضم: مصدر قولك يبس الشئ ييبس. وفيه لغة أخرى: يَبِسَ ييْبِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. واليَبْسُ بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطبٌ يَبْسٌ. قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ. قال علقمة: تَخَشْخَشُ أبْدانُ الحديدِ عليهمُ * كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصادِ جنوبُ * وقال ابن السكيت: هو جمع يابِسٍ، مثل راكب وركب. وقال أبو عبيد في قول ذي الرمّة: ولم يبقَ للخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له * من الرُطْبِ إلا يُبْسُها وهجيرُها * ويروى " يَبسُها " بالفتح، قال: وهما لغتان.واليبس بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم يَيْبَسُ. ومنه قوله تعالى: {فاضْرب لهم طريقاً في البحر يبسا} . ويقال أيضا: شاة يبس، إذا لم يكن بها لبن. ويبس أيضا، بالتسكين، حكاهما أبو عبيد. ويقال أيضاً امرأةٌ يَبَسٌ: لا تُنيلُ خيرا. قال الراجز:

إلى عجوز شنة الوجه يبس * واليبيس من النبات: ما يَبِسَ منه. يقال: يَبِسَ فهو يبيس، مثل سلم فهو سليم. وأيبست الارض: يبس بقلها. عن يعقوب وأيْبَسَ القومُ أيضاً، كما يقال: أجرزوا من الارض الجرز. والايبسان: ما لا لحمَ عليه من الساقين ; والجمع الا يابس. وتيبيس الشئ: تجفيفه. وقد يبسته فاتبس وهو افتعل فأدغم، فهو متبس، عن ابن السراج. ويبيس الماء: العرق، عن أبى عمرو. وأنشد لبشر بن أبي خازم يصف خيلاً: تَراها من يَبيس الماءِ شُهْباً * مُخالِطَ درة منها غرار: الغرار: انقطاع الدرَّةِ. يقول: تعطي أحياناً وتمنع أحياناً. وإنَّما قال شُهباً لأنَّ العرق عليها يجف فيبيض. 
ي ب س

يبس الشيء ييبس وييبس، وسمع بعض العرب: جمّرت الخبزكي يابس ظهره: جعلت عليه الجمر، ويبّسته وأيبسته، وأرض يابسة، وقد يبست إذا ذهب نداها. وعود يابس، وعيدان يبّسٌ. ومكان يبسٌ، السفينة لا تجري على يبس، " طريقاً في البحر يبساً ". وهي ترعى اليبس واليبيس: ما يبس من النبات. وأيبست الأرض، وأرض موبسة: يبس نباتها.

ومن المجاز: قد يبس ما بينهما إذا تقاطعا. ولا توبس الثرى بيني وبنيك. قال جير:

أتغلب أولى حلفةً ما ذكرتكم ... بسوء ولكني عتبت على بكر

فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثرى

وأعيذك بالله أن تيبّس رحماً مبلولة. وبينهم ثديٌ أيبس أي تقاطع. قال العباس بن مرادس:

تدعو هوازن بالإخاء وبيننا ... ثديٌ تمدّ به هوازن أيبس

وجاءت وعليها يبيس الماء أي العرق اليابس. قال بشر أنشده سيبويه:

تراها من يبيس الماء شهباً ... مخالط درّةٍ فيها غرار

أي في الحال التي خالط فيها درّة العرق غراره: يريد أن حالها في العرق بين بين. وضرب الأيبسين: ما فوق الكعبين والزندين. قال أبو ذؤيب:

وكلاهما متوشح ذا رونق ... عضباً إذا مسّ الأيابس يقطع

وقال الشمّاخ:

وإياكم لا أخرقنّ أديمكم ... بمحتفلٍ في أيبس العظم جارح

يعني لسانه جعله سيفاً. وحجر يابس صلب، " وأيبس من الصخر ". قال:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فك حجراً من يابس الصخر جلمدا

ويقال: أيبس أي اسكت. وشعر جعد: يابس لا يؤثر فيه البلّ بالماء ولا بالدهن. ورجل يابس ويبس: قليل الخير. وامرأة يابسة ويبس.

يبس: اليُبْس، بالضم: نقيض الرطوبة، وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ

يَيْبِسُ ويَيْبَس، الأَول بالكسر نادر، يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ، والجمع

يُبَّس؛ قال:

أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا،

بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا

واليَبْسُ، بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطب يَبْس؛ قال ثعلب: كأَنه خِلْفة؛

قال علقمة:

تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ،

كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ

وقال ابن السكيت: هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب؛ قال ابن سيده:

واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع.

وتَيْبيسُ الشيء: تجفيفه، وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس، وهو افْتَعَل

فأُدغم، وهو مُتَّبِس؛ عن ابن السراج. وشيء يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قال عبيد بن

الأَبرص:

أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْــتَها، فكأَنَّها

ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ

أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف. واتَّبَس

يَتَّبِس، أَبدلوا التاء من الياء، ويَأْتَبِس كله كيَبِس، وأَيْبَسْتُه. ومكان

يَبْسٌ ويَبيس: يابِسٌ كذلك. وأَرض يَبْس ويَبَسٌ، وقيل: أَرض يَبْسٌ قد

يَبِس ماؤُها وكلؤها، ويَبَسَ: صُلبة شديدة. واليَبَس، بالتحريك: المكان

يكون رطباً ثم يَيْبَس؛ ومنه قوله تعالى: فاضرب لهم طريقاً في البحر

يَبَساً. ويقال أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً؛ قال الراجز:

إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس

ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه خِلْقة: فهو يَيْبَس

فيه يُبْساً

(* قوله «فهو ييبس فيه يبساً» كذا بالأصل مضبوطاً.)، وما كان

فيه عَرَضاً قلت: جَّفّ. وطريق يَبَسٌ: لا نُدُوَّة فيه ولا بلل.

واليَبَسُ من الكَلإِ: الكثير اليَابِسُ، وقد أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض

مُوبِسَة. الأَصمعي: يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول وذكورها اليَبِيسُ

والجَفِيفُ والقَفِيفُ، وأَما يَبِيسُ البُهْمَى، فهو العرقوب

(* قوله

«العرقوب» كذا بالأصل.) والصُّفارُ. قال أَبو منصور: ولا يقال لما يَبِس من

الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ، وإِنما اليَبِيسُ ما يَبِس

من العُشْب والبُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت، وهو اليُبْس واليَبيسُ

أَيضاً

(* قوله «واليبيس أَيضاً» كذا بالأصل ولعله واليبس بفتح الياء وسكون

الباء.)؛ ومنه قول ذي الرمة:

ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به

مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها

ويروى يَبْسها، بالفتح، وهما لغتان. واليَبِيس من النبات: ما يَبِس منه.

يقال: يَبِس، فهو يَبِيس، مثل سَلِمَ، فهو سَلِيمٌ.

وأَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بقلها، وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال

أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ. ويقال للحطب: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت:

يَبْسٌ. ابن الأَعرابي: يَبَاسِ، هي السَّوْأَة والفُندُورة. والشَّعَرُ

اليابِس: أَرْدَؤُه ولا يرى فيه سَحْجٌ ولا دُهْن ووجه يابِسٌ: قليل

الخير. وشاة يَبَسٌ ويَبْس: انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها ولم يكن فيها لبن.

وأَتان يَبْسة ويَبَسَة، يابسة ضامرة؛ السكون عن ابن الأَعرابي، والفتح عن

ثعلب، وكلأ يابس، وقد استعمل في الحيوان. حكى اللحياني أَن نساء العرب

يَقُلْن في الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس.

قال: تعني الذَّكر. ويَبِسَت الأَرض: ذهب ماؤُها ونَدَاها. وأَيْبَسَت: كثر

يَبيسُها. والأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل، وقيل: ما

ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما. والأَيابِسُ: ما كان مثل عُرْقوب وساقٍ.

والأَيْبَسان: ما لا لحم عليه من الساقَيْن. قال أَبو عبيدة: في ساق الفرس

أَيْبَسان وهما ما يَبِس علنيه اللحم من السَّاقَين؛ وقال الراعي:

فقلت له: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها،

فإِن تَجَْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا

قال أَبو الهيثم: الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي

إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك، وإِذا كُسِر فقد ذهبت الساق، قال: وهو اسم

ليس بنعت، والجمع الأَيابِس. ويَبِيسُ الماء: العَرَق، وقيل: العَرَق

إِذا جَفَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلاً:

تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً،

مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ

الغِرار: انقطاع الدِّرَّة؛ يقول: تُعْطِي أَحياناً وتمنع أَحياناً،

وإِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ. ويقال للرجل:

إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ. وسَكْرانُ يابِس: لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن

الخمر أَسكتته بحرارتها. وحكى أَبو حنيفة: رجل يابِس من السُّكْر، قال ابن

سيده: وعندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ.

يبس
اليُبْسُ - بالضم -: مصدر قَوْلِكَ: يَبِسَ الشَّيْءُ - بالكسر - يَيْبَسُ ويابَسُ، وفيه لُغَةٌ أُخرى: يَبِسَ يَيْبِسُ - بالكسر فيهما - وهو شاذُّ. واليَبْسُ: اليابِسُ، يقال حَطَبٌ يَبْسٌ - بالفتح -، قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ، قال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ:
تَخَشْخَش أبْدانُ الحَدِيدِ عليهم ... كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوْبُ
وقال ابن السكِّيت: هو جمع يابِس؛ مثل راكِب ورَكْب. وقال أبو عُبَيْد في قَولِ ذي الرُّمَّة:
ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ به ... من الرُّطْبِ إلاّ يُبْسُها وهَجِيْرُها
ويروى بالفتح، قال: وهُما لُغَتان. وقرأ الحَسَنُ البَصْريّ - رحمه الله -: " طَريقاً في البَحْرِ يَبْساً " بسكون الباء، وقَرَأَ الأعمَش: " يَبِساً " - بكسر الباء - وهي لُغَةٌ ثالِثَة. والعَرَب تقول فيما أصْلُه اليُبُوسَة ولم يُعْهَدْ رَطباً قَطُّ: هذا شَيْءٌ يَبَسٌ - بفتح الباء -، فإن كانَ يُعْهَدُ رَطْباً ثمَّ يَبِسَ فَبِسُكونِها، يقال: هذا حَطَبٌ يَبْسٌ ومَوْضِعُ يَبْسٌ: أي كانا رَطِبَيْنِ ثمَّ يَبِسا. والطَّريق الذي ضَرَبَهُ الله تعالى لموسى - صلوات الله عليه - وأصْحابِهِ لم يَعُد طَريقاً قَطُّ لا رَطِباً ولا يَابِساً، إنَّما أظْهَرَهُ الله تعالى لهم حِيْنَئذٍ مَخلوقاً على ذلك؛ لتَعظيم الآيَة وإيْضَاحِها، وإسْكانُ الباءِ بالذَّهابِ إلى أنَّه وإنْ لم يكُن طَريقاً فإنَّه مَوْضِعٌ قد كانَ فيه ماءٌ فَيَبِسَ؛ فهوَ يَبْسٌ. وحَرَّكَ الباءَ العَجّاج للضَّرورة فقال:
تَسْمَعُ للحَلْيِ إذا ما وَسْوَسا 
... والْتَجَّ في أجْيادِها وأجْرَسا
زَفْزَفَةَ الرِّيْحِ الحَصَادَ اليَبَسا
ويقال: امْرَأةٌ يَبَسٌ - بالتحريك -: إذا كانت لا تُنِيْلُ خيراً، قال:
إلى عجوزٍ شَنَّةِ الوَجْهِ يَبَسْ ... قَعْسَاءَ لا بارَكَ ربّي في القَعَسْ
ويقال - أيضاً -: شاةٌ يَبَسٌ: إذا لم يكن بها لَبَنٌ، ويَبَسٌ - أيضاً - بالتَّسْكينِ؛ حَكاها أبو عُبَيْدَة.
وقال ابن عبّاد: اليَبَسَة: التي لا لَبَنَ بها من الشّاء، والجَمع: اليَبَسَاتُ واليَبَاسُ والأيْبَاسُ.
وثَدْيٌ أيْبَسٌ: أي يابِسٌ.
والأيْبَسَان: ما لا لَحْمَ عليه من السّاقَيْن، والجمع: الأيابِس. وقال ابن دريد: الأيْبَسان: ما ظَهَرَ مِن عَظْمِي وَظِيْفَ الفَرَسِ وغَيْرِه. وقال أبو الهَيْثَم: الأيْبَس: هو العَظْم الذي يقال له الظُّنْبُوبُ؛ الذي إذا غَمَزْتَه من وَسَطِ ساقِكَ آلَمَكَ، قال: وهو اسْمٌ وليسَ بِنَعْتٍ، ولهذا جُمِعَ على أيابِس.
وقال ابن عبّاد: الأيابِس: ما تُجَرَّبُ عليه السُّيُوفُ وتكون صُلْبَةً قال الراعي يَذْكُرُ أخيهِ حَبْتَراً:
فَقُلْتُ لَه: ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقِها ... فإِنْ يَجْبرِ العُرْقُوبُ لا يَرقَإِ النَّسا
واليَبِيْسُ من النَّباتِ: ما يَبِسَ منه، يقال: يَبِسَ فهوَ يَبِيْس؛ مثال سَلِمَ فهو سَلِيْم. وقال الأصمعيّ: يقال: لِما يَبِسَ من أحرار البُقُول وذُكُوْرِها: اليَبِيْسُ والجَفِيْفُ والقَفِيْفَ والقَفُّ، فامّا يَبِيٍُْ البُهمى فهو العِرْبُ والصَّفَارُ. قال الأزهريّ: لا تقولُ العَرَبُ لِما يَبِسَ مِنَ الحَليِّ والصِّلِّيانِ والحَلَمَةِ يَبِيْسٌ، إنَّما اليَبِيْسُ ما يَبِسَ مِنَ العُشْبِ والبُقُولِ التي تَتَناثَرُ إذا يَبِسَتْ. وأنشد الأصمعيّ:
كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ
وقال أبو عمرو: يَبِيْسُ الماءِ: العَرَقُ، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ يصف حِجْراً:
تَرها مِنْ يَبِيْسِ الماءِ شُهْباً ... مُخالِطَ دِرَّةٍ منها غِرَارُ
الغِرَارُ: انْقِطاعُ الدِّرَّةِ، يقول: تُعْطي أحياناً وتَمْنَعُ أحياناً، وإنَّما قال: " شُهْباً " لأنَّ العَرَقَ يَجِفَّ عليها فَيَبْيَضُّ.
وقال ابن الأعرابيّ: يَبَاسِ - مِثال قَطَام -: هي الفُنْدُوْرَةُ وهي السَّوْءةُ. ويقال للرَّجُل إذا سُكِّتَ: ايْبَسْ يا رَجُلُ: أي اسْكُتْ.
ويبُوْسُ: مَوْضِعٌ من أرضِ شَنُوءةَ، قال عبد الله بن سَلِيْمَةَ - ويقال: سَلَمَة، ويقال: سُلَيْم، وهذا أصَحُّ - الغامِديُّ:
لِمَنِ الدِّيارُ بتَوْلَعٍ فَيبُوْسِ ... فَبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر ذاةِ أنِيْسِ
واليابِس: سَيف حَكيم بن جَبَلَة العَبْديّ، وهو القائِل يَوْمَ الجَمَل وكانَ مع عَليٍّ رضي الله عنه:
أضْرِبُهم باليابِسِ ... ضَرْبَ غُلامٍ عابِسِ
مِنَ الحَياةِ يائسِ ... في الغُرُفات نافِسِ
وأيْبَسَتِ الأرْضُ: يَبِسَ بَقْلُها، عن يعقوب.
وأيْبَسَ القومُ - أيضاً -، من الأرْضِ اليَبْسِ، كما يقال: أجْرَزوا؛ من الأرْضِ الجُرُز.
وأيْبَسَ الشَّيْءَ ويَبَّسَه تَيْبِيْساً: جَفَّفَه، قال جَرِيرٌ:
فلا تُوْبِسُوا بَيْني وبَيْنَكُمُ الثَّرى ... فإِنَّ الذي بَيْني وبَيْنَكُمْ مُثْري
وقال ابنُ السَّرّاج: اتَّبَسَ الشَّيْءُ - على افْتَعَلَ -: أي يَبِسَ، وأصْلُه ائْتَبَسَ فأُدْغِمَ، فهو مُتَّبِسٌ.
والتَّركيبُ يَدُلُ على جَفَافٍ.
يبس
يبِسَ ييبَس ويَيبِس، يُبْسًا ويُبوسةً، فهو يابِس ويَبِس ويَبْس ويبيس
• يبِس الشَّيءُ: جَفّ بعد رُطوبة "يبِس الطينُ- يبِست الأرضُ/ الأزهارُ/ النباتاتُ- يبِس ضرعُ الشَّاةِ: انقطع لَبَنُها" ° يَبِسَ بينهم الثَّرَى [مثل]: يضرب في ضعف الأمل في إصلاح ذات البيْن بين المتخاصمين- يبِس ما بينهما: تقاطعا.
• يبِس العُضوُ: أُصيب بخَدَر وتصلُّب أو شلل "يبِست رُكْبتُه". 

أيبسَ يُوبس، إيباسًا، فهو مُوبِس، والمفعول مُوبَس (للمتعدِّي)
• أيبسَ المَكانُ: يبِسَ، جفّ نباتُه.
• أيبس القَومُ: ساروا في الأرض اليابسة "أيبسَ البحَّارُ بعد مسيرةِ شهرٍ في البحر".
• أيبسَ الأرضَ: يبَّسها، جفَّف بقلَها. 

تيبَّسَ يتيبّس، تيبُّسًا، فهو مُتيبِّس
• تيبَّس العُشْبُ وغيرُه: جفّ "تيبّس دمُ جُرحه".
• تيبَّسَت أنسجةُ عضلات المريض: تصلّبت، تجمّدت "أعضاء متيبّسة: عاجزة عن الحركة". 

يبَّسَ ييبِّس، تيبيسًا، فهو مُيبِّس، والمفعول مُيبَّس
• يبَّسَ الشَّيءَ: جفَّفه، جعله يابسًا "يبَّس الخَزَفَ/ التربةَ/ الأزهارَ". 

أيبسُ [مفرد]: ج أيابس:
1 - اسم تفضيل من يبِسَ ° بينهم ثَدْي أيبس: بينهم قطيعة رحم.
2 - (شر) عظم يابس في الساق أو في وسطها.
• الأيبسان:
1 - ما لا لحم عليهما من الساقين إلى الكعَبيْن.
2 - (شر) عظما الوظيفَيْن من اليد والرجل. 

تيبُّس [مفرد]:
1 - مصدر تيبَّسَ.
2 - (طب) ألم في الأطراف من مرض أو تعب، أو تصلّب الحركة في عضلة أو مَفْصِل ما ° تيبُّس المفاصل: إصابتها بخدر أو شلل أو صعوبة في الحركة. 

تَيْبِيس [مفرد]:
1 - مصدر يبَّسَ.
2 - (رع) إزالة الماء الزائد من الثِّمار والحبوب والطحين وغيرها.
• تيبيس الكلأ: (رع) تقليب كلأ المروج الذي يحشّ ليجفّ في الشّمس ويصير حشيشًا. 

مُتيبِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تيبَّسَ.
2 - منهوك القوى، مُصاب بألم في الأطراف من مرض أو تعب "عاد مُتيبِّسًا من النُّزهة الخلويّة". 

مُوبس [مفرد]: اسم فاعل من أيبسَ. 

مُيبِّسة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل يبَّسَ.
• مُيبِّسة كلأ: آلة تجرُّها الدوابُّ تنثر الكلأ المحشوش على الأرض فيجفّ في الشَّمس. 

يابِس [مفرد]: ج يُبَّس ويَبْس:
1 - اسم فاعل من يبِسَ: "حجر/ حطب يابس- لا تكن رطبًا فتعصر، ولا يابسًا
 فتكسر: يقال للحثّ على المرونة والتوسُّط في الأمور- {وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} " ° أتَى على الأخضر واليابس: دمّر كلَّ شيء- رأس يابس: لا تلين- رَجُلٌ يابِس/ وَجْهٌ يابِسٌ: قليل الخير، لا خير فيه- شَعر يابس: لا يؤثِّر فيه البلّ بالماء والدّهن- يابِسُ الرَّأس: عنيد- يابِسُ الطِّينةِ صُلْبُ الجُبْنة [مثل]: يضرب للبخيل- يابِسُ الكَفّ: شحيح، بخيل.
2 - (طب) مصاب بخدر وتصلُّب "ركبة يابسة".
• الجَرَب اليابِس: (طب) مرض من أمراض سوء التَّغذية، ومن أعراضه التهاب جلد المريض والأغشية المخاطيّة واضطرابات الأجهزة المعديّة والمعويّة. 

يابِسة [مفرد]: مؤنَّث يابِس: " {وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} " ° امرأةٌ يابسة: قليلة الخير.
• اليابسة: (جغ) البرّ، الجزء الجامد من الأرض، وهو قشرتها غير المغطّاة بالمياه "وصل البحّار إلى اليابسة بعد عناء". 

يَبْس [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يبِسَ ° إنّ السَّفينة لا تجري على اليَبْس: الحثّ على وضع الأمور في نصابها. 

يَبَس [مفرد]: ج أيْباس: يابس؛ جافّ صُلْب، عكسه رَطْب "مكان يَبَس- {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} " ° امرأةٌ يَبَس: لا خير فيها- رَجُل يَبَسٌ: قليل الخير. 

يَبِس [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يبِسَ. 

يُبْس [مفرد]: مصدر يبِسَ. 

يُبوسَة [مفرد]:
1 - مصدر يبِسَ.
2 - (فز) كيفيَّة تقتضي صعوبة التشكُّل والتفرُّق والاتِّصال "في الحديد يُبُوسة". 

يبيس [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يبِسَ. 

يبس

1 يَبِسَ, aor. ـْ (S, M, A, Msb, K) and يَابَسُ (K) and يَيْبِسُ, (S, M, Msb, K,) which latter is extr., (S, M, K,) so that it is like يَئِسَ, (TA,) inf. n. يُبْسٌ (S, M, Msb *) and يَبَسٌ (M, Msb, * TA) and يَبْسٌ (M) and يُبُوسَةٌ, (K [but not there said to be an inf. n., being only mentioned there in an explanation of the word يَبَسٌ, and accord. to general rule it would be an inf. n. of يَبُسَ, which is probably an obsolete form,]) It was, or became, dry; or it dried, or dried up; after having been moist, humid, succulent, or the like: (A, Msb, K:) or, [rather,] it was, or became, dry; or it dried, or dried up: and also, [but perhaps tropically,] it was, or became, stiff, rigid, tough, firm, resisting pressure, or hard: [contr. of رَطُبَ:] يُبْسٌ signifying the contr. of رُطُوبَةٌ: (M:) يُبُوسَةٌ is a quality which necessarily implies difficulty of assuming form and of becoming separated and of becoming united: (KT:) and ↓ اِتَّبَسَ, (S, M, K,) of the measure اِفْتَعَلَ, (S,) the ى being changed into ت, (M,) as well as [its original form]

اِيتَبَسَ, (TA [there written اتَبَسَ because it has the conjunction وَ prefixed to it]) aor. [of the former] يَتَّبِسُ and [of the latter] يَاتَبِسُ, (M,) signifies the same as يَبِسَ: (M, K:) or is quasipass. of ↓ يَبَّسَهُ [and therefore signifies it became dried, or dried up; &c.]; (Ibn-Es-Sarráj, S;) [as also ↓ تيبّس, occurring in the TA, art. عكس.] You say, يَبِسَ النَّبَاتُ [The plant, or herbage, became dry; &c.] (S, K.) And يَبِسَتِ الأَرْضُ The land lost its water and moisture; its water and moisture went away. (M.) b2: [Hence, يَبِسَتْ طَبِيعَتُهُ (assumed tropical:) He became costive. And] يَبِسَ مَا بَيْنَهُمَا (tropical:) [That friendship which was between them two became withered; (see 2, and see also ثَرًى;) i. e.,] they became disunited, each from the other; the bond of friendship that united them, each to the other, became severed; syn. تَقَاطَعَا. (A, TA.) b3: Hence also, (M,) ↓ اِيبَسْ, (so in a copy of the M [agreeably with an explanation of its part. n. يَابِسٌ, q. v., and in a copy of the A written ايْبَسْ,]) or أَيْبِسْ, [from أَيْبَسَ,] like أَكْرِمْ, (K,) (tropical:) Be thou silent; or cease thou from speaking: (M, A, K:) said to a man. (M.) 2 يبّسهُ, (S, A, K;) inf. n. تَيْبِيسٌ, (S,) He dried it; made it dry; [&c.; see 1;] (S, A, K;) as also ↓ أَيْبَسَهُ. (M, A, K.) b2: [Hence the saying,] أُعِيذُكَ بِاللّٰهِ أَنْ تُيَبِّسَ رَحِمًا مَبْلُولَةً (tropical:) [I pray that thou mayest be preserved by God from thy withering a freshened tie of relationship]. (A, TA.) And لَا تُوبِسِ الثَّرَى بَيْنِى وَبَيْنَكَ (tropical:) [Wither not the fresh and vigorous friendship, between me and thee; i. e., sever not thou the firm bond of friendship that unites me and thee: see يَبِسَ مَا بَيْنَهُمَا; and see also ثَرًى]. (A, TA.) 3 يابسهُ (assumed tropical:) He treated him with dryness and hardness, or niggardliness; syn. قَاسَحَهُ; (L, K, art. قسح;) i. e. عامله باليبس والشدّه. (TK, in that art.) [See يَابِسٌ.]4 ايبست الأَرْضُ The land had its plants or herbage, (A,) or its leguminous plants, (Yaakoob, S, K,) drying up, or dried up: (Yaakoob, S, A, K:) or became abundant in its dry plants or herbage. (M.) b2: ايبست النَّاقَةُ The she-camel became milkless. (TA, voce وَجَّبَتْ.) b3: ايبس القَوْمُ The people journeyed in the land: (K:) or in the dry land; (TA;) like as you say أَجْرَزُوا from الأَرْضُ الجُرُزُ. (S, TA.) b4: أَيْبِسْ: see 1, last signification.

A2: ايبسهُ: see 2, in two places.5 تَيَبَّسَ see 1.8 اِتَّبَسَ and اِيتَبَسَ, aor. ـّ and يَاتَبِسُ: see 1.

يَبْسٌ: see 1: A2: and see يَابِسٌ, throughout.

يُبْسٌ: see 1: A2: and see يَابِسٌ, in two places.

يَبَسٌ: see 1: A2: and see يَابِسٌ, throughout.

يَبِسٌ: see يَابِسٌ.

يَبَاسٌ: see يَابِسٌ.

A2: يَبَاسِ, like قِطَامِ, [as a proper name,] The pudendum; syn. السَّوْءَةُ: or the anus; syn. الفُنْدُورَةُ; (K, TA [in one copy of the K, القُنْدُورَةُ; and in the CK, القِنْدَءْوَةُ;]) i. e., الاِسْتُ: on the authority of IAar. (TA.) يَبُوسٌ: see يَابِسٌ; for the latter, throughout.

يَبِيسٌ: see يَابِسٌ; for the latter, throughout.

يَابِسٌ Dry, or dried up, after having been moist, humid, succulent, or the like: (A, Msb, K:) or, [rather,] dry, or dried up, or exsiccated: and also, [but perhaps tropically,] stiff, rigid, tough, firm, resisting pressure, or hard: [see 1:] (M:) pl. يُبَّسٌ (M) and ↓ يَبْسٌ, which latter is like رَكْبٌ as pl. of راكِبٌ: (ISk, S, Msb:) and ↓ يُبْسٌ is a dial. form. of يَبْسٌ: (A'Obeyd, S:) or يَبْسٌ is [rather] a quasi-pl. of يَابِسٌ, as is also ↓ يَبَسٌ: (M:) or this last is used by poetic license for يَبْسٌ: (TA:) also, (S, M,) ↓ يَبْسٌ signifies the same as يَابِسٌ, (S, M, Msb, K,) as also ↓ يَبَسٌ, (M,) and ↓ يَبِسٌ, (M, K,) and ↓ يَبِيسٌ, (K,) and ↓ يَبْوسٌ, (M,) and ↓ يَبَاسٌ, (TA,) and ↓ أَيْبَسُ: (K:) or ↓ يَبَسٌ signifies dry from its origin, not having been known moist: (K:) but ↓ يَبْسٌ is applied to a thing dry after having been known to be moist: (TA:) and as to the path of Moses, [to which the former of the last two epithets is applied in the Kur. xx. 79,] it had never been known as a path either moist or dry, for God only showed it to them created such; but the epithet is also read with sukoon to the ب, because, though it had not been a path, it was a place wherein had been water and which had dried up: (K, TA:) the latter reading is that of El-Hasan El-Basree: and El-Aamash read the word with kesr to the ب: (TA:) Th [however] says, (S,) you say ↓ حَطَبٌ يَبْسٌ, dry fire-wood, as though it were so naturally: (S, Msb:) [and J says,] ↓ يَبَسٌ signifies a place dry after having been moist; and so in the instance in the Kur. mentioned above: (S:) [and Fei says,] it signifies a place that has had in it water which has gone away; or, as Az says, a path in which is no moisture: (Msb:) [and ISd says,] ↓ يَبْسٌ and ↓ يَبَس signify a place that is dry: and in like manner, applied to land (أَرْض), of which the water and pasturage have dried up: and the latter, so applied, (assumed tropical:) hard; (M;) as also يَابِسٌ (tropical:) applied to a stone: (A:) ↓ يَبيسٌ is [generally] applied to a plant, or herbage, as signifying dry, or dried up; (S, M, A, Msb, K;) as also [sometimes] يَابِسٌ; (M, K;) the former being of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: (Msb:) or it is so applied to herbs, or leguminous plants, of the sort termed أَحْرَار [that are eaten without being cooked, or that are slender and succulent, &c.], (As, K,) and of the sort termed ذُكُور [that are hard and thick, or thick and rough, &c.]; (As, TA;) and [so As, in the TA; and so in some copies of the K; but in the CK, or] those herbs and leguminous plants that become scattered when they dry up; (As, K;) as also ↓ يُبْسٌ and ↓ يَبْسٌ; (TA;) but not to what is dry of the حَلِىّ and صِلِّيَان and حَلَمَة. (As, TA.) b2: [Hence,] المَفْلُوجُ اليَابِسُ الشِّقِّ (assumed tropical:) The palsied of whom the half is without sensation and without motion. (Mgh.) And رَجُلٌ يَابِسٌ مِنَ السُّكْرِ (AHn) app. meaning (assumed tropical:) A man as though he were dead and dried up in consequence of much intoxication. (M.) [and ياَبِسُ الطَّبِيعَةِ (assumed tropical:) Costive.] And سَكْرَانُ يَابِسٌ (assumed tropical:) Intoxicated so much as not to speak; as though the wine had dried him up by its heat. (M.) and ↓ أَتَانٌ يَبْسَةٌ (IAar, M) and ↓ يَبَسَةٌ (Th, M) (assumed tropical:) A she-ass dry and lean. (M.) And ↓ شَاةٌ يَبْسٌ and ↓ يَبَسٌ (AO, S, M, K) (assumed tropical:) A ewe, or she-goat, without milk: (AO, S, M, K:) or whose milk has stopped, and her udder become dry. (M.) And ↓ إِمْرَأَةٌ يَبَسَةٌ (assumed tropical:) A woman who has no milk: pl. يَبَسَاتٌ and أَيْبَاسٌ and [quasi-pl. n.]

يَابِسٌ [like جَامِلٌ and بَاقِرٌ]. (TA, from the Moheet.) And ↓ عِرْقٌ يَبِيسٌ (assumed tropical:) [A dry duct], meaning, penis. (Lh, M.) And شَعَرٌ يَابِسٌ (tropical:) Hair upon which no effect is produced by moistening with water nor with oil; (A, TA *;) which is the worst sort thereof. (TA.) and ↓ يَبِيسُ المَآءِ (tropical:) Dry sweat: (M, A:) or [simply] sweat. (AA, S, K.) And رَجُلٌ يَابِسٌ and ↓ يَبِيسٌ (tropical:) A man having little good: (A:) and اِمْرْأَةٌ يَابِسَةٌ and ↓ يَبِيسٌ (A, TA) and ↓ يَبَسٌ (S, K, TA) (tropical:) a woman having little good: (A:) or in whom is no good: (K, TA:) or who does not cause one to obtain any good. (S.) And ↓ بَيْنَهُمَا ثَرًى أَيْبَسُ (tropical:) Between them two is disunion. (A, TA.) أَيْبَسُ [comp. and superl. of يَابِسٌ]. b2: [Hence the saying,] أَيْبَسُ مِنَ الصَّخْرِ (tropical:) Harder than rock. (A.) A2: See also يَابِسٌ, near the beginning and at the end.

A3: الأَيْبَسُ, as a subst., not an epithet, (AHeyth,) The part of the shin-bone, in the middle of the shank, which, when pressed, pains one, (AHeyth, K,) and when it is broken, the leg is lost: (AHeyth:) or الأَيْبَسَانِ signifies the parts of the two shanks upon which is no flesh: (S:) or the parts of the two shanks of a horse upon which the flesh is dry, or tough: (AO:) or the shank-bones (M, TA) of the fore leg and hind leg: (TA:) or what appears of these: (M, TA:) or the parts above the كَعْباَنِ and زَنْدَانِ [app. here meaning the two ankles and wrists]: (A:) pl. أَيَابِسُ: (S, K:) which is also applied to such parts as are like the hock, or hough, and the shank. (TA.) b2: Also, the pl., Hard things upon which swords are tried. (K.) أَرْضٌ مُوبِسَةٌ [originally مُيْبِسَةٌ] Land of which the plants, or herbage, are drying up, or dried up. (A.) رِيجٌ مِيبَاسٌ [A very drying wind]. (TA, voce نَكْبَآءُ.)
يبس
. {يَبِسَ، بِالكَسْرِ،} يَيْبَسُ، بالفَتْحِ، أَي من حَدِّ عَلِمَ، {ويَابَسُ، بقَلْبِ اليَاءِ أَلِفاً،} ويَيْبِسُ، كيَضْرِبُ، أَي بالكَسْرِ فيهمَا، وَهَذَا شاذٌّ، فَهُوَ كيَئِسَ يَيْئِسُ الَّذِي تَقَدَّم فِي الشُّذُوذِ، صَرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ وغيرُه من أَئمّة الصَّرْفِ، {يَبْساً، بالفَتْح،} ويُبْساً، بالضّمّ، فَهُوَ يَابِسٌ، {ويَبِسٌ، ككَتِفٍ،} ويَبِيسٌ، كأَمِيرٍ، {ويَبْسٌ، بفتحٍ فسُكُون: كانَ رَطْباً فجَفَّ،} كاتَّبَسَ، على افْتَعَل فأُدْغِمَ، قَالَ ابنُ السَّرَّاج: هُوَ مُطَاوِع {يَبَّسْتُه} فاتَّبَسَ، وَهُوَ {مُتَّبِسٌ. وقِيلَ: مَا أَصْلُه} اليُبُوسَةُ ولَمْ يُعْهَدْ رَطْباً قطُّ {فيَبَسٌ، بالتَّحْرِيكِ، يُقَال: هَذَا شَيْءٌ} يَبَسٌ، فإِنْ كَانَ عُهِدَ رَطْباً ثمّ {يَبِسَ} فيَبْسٌ، بالسُّكُون، يُقَال: هَذَا حَطَبٌ {يَبْسٌ قَالَ ثَعْلَبٌ: كأَنّه خُلِقَ} يَبْساً، ومَوْضِعٌ يَبْسٌ، أَي كانَا رَطْبَيْنِ ثمّ يَبِسَا، هَكَذَا تَقُولُه العربُ. وَأما طَرِيقُ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلام، الَّذِي ضَرَبَه اللهُ لَهُ ولأِصْحَابِه فِي البَحْرِ فإِنَّه لم يُعْهَد قَطُّ طَرِيقاً لَا رَطْباً وَلَا يَابِساً، إِنَّمَا أَظْهَرَه الله تعالَى لَهُمْ حينَئِذٍ مَخْلُوقاً عَلَى ذلِكَ لِتَعْظِيمِ الآيَةِ وإِيضاحِهَا، وتُسْكَّنُ الباءُ أَيْضاً فِي قِرَاءَةِ الحَسَن البَصْرِيّ، ذَهَاباً إِلَى أَنّه وإِنْ لَمْ يَكُنْ طَرِيقاً فإِنَّه مَوْضِعٌ قد كانَ فيهِ ماءٌ {فيَبِسَ. وقَرَأَ الأَعْمَشُ:} يَبِساً، بكَسْرِ الباءِ. ويُقَالُ: {اليَبْسُ فِي قَوْلِ عَلْقَمَةَ:
(تَخَشْخَشَ أَبْدَانُ الحَدِيدِ عَلَيْهمُ ... كمَا خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوبُ)
جَمْعُ} يَابِسٍ، كرَاكِبٍ ورَكْبٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت، وحَرَّكَ العَجّاجُ الباءَ للضّرُورَةِ فِي قَوْلِه: تَسْمَعُُ لِلْحَلْيِ إِذَا مَا وَسْوَسَا والْتَجَّ فِي أَجْيَادِهَا وأَجْرَسَا زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصَادَ {اليَبَسَا وامْرَأَةٌ} يَبَسٌ، مُحَرَّكَةً: لَا خَيْرَ فِيهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وكَذلك امْرَأَةٌ {يَابِسَةٌ} ويَبِيسٌ، كَمَا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، ونَصّ الصّحاح: لَا تُنِيلُ خَيْراً، وأَنْشَدَ لِلرّاجِزِ: إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الرَّأْسِ {يَبَسْ.)
ويُقَالُ أَيضاً: شَاةٌ} يَبَسٌ: بِلا لَبَنٍ، أَي انْقَطَع لبَنُهَا فيَبِسَ ضَرْعُهَا، وتُسَكَّنُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، والفَتْحُ عَن ثَعْلَبٍ، حَكَاهُمَا أَبُو عُبَيْدَة. وَفِي المُحِيط:! اليَبَسَة: الَّتِي لَا لَبَنَ لهَا من الشّاءِ، والجَمْع {اليَبَسَاتُ} واليِبَاسُ {والأَيْبَاسُ.} والأَيْبَسُ: {اليَابِسُ. وَمن المَجَازِ:} الأَيْبَسُ: ظُنْبوبٌ فِي وَسَطِ السّاقِ الَّذِي إِذَا غَمَزْتَه آلَمَكَ، وإِذا كُسِرَ فقد ذَهَبَ السّاقُ، قَالَه أَبُو الهَيْثَمِ، قالَ: وَهُوَ اسمٌ ليْسَ بنَعْتٍ، وكذلِكَ قِيلَ: {الأَيَابِسُ: الجَمْعُ. وَقيل:} الأَيْبَسَانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْنِ من اليَدِ والرِّجْلِ، وَقيل: مَا ظَهَر مِنْهُمَا وذلِك {لِيُبْسِهِمَا.} والأَيَابِسُ: مَا كَانَ مثل عُرْقُوبٍ وسَاقٍ وَفِي الصّحَاح: {الأَيْبَسَانِ: مَا لَا لَحْمَ عَلَيْهِ من السّاقَيْنِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: فِي ساقِ الفَرَسِ} أَيْبَسانِ، وهُمَا مَا {يَبِسَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ من السَّاقَيْنِ، وَقَالَ الرّاعِي:
(فقُلْتُ لَهُ أَلْصِقْ} بأَيْبَس سَاقِهَا ... فإِنْ تَجْبُرِ العُرْقُوبَ لَا تَجْبُرِ النَّسَا)
{والأَيَابِسُ: مَا تُجَرَّبُ عليهِ السُّيُوفُ وَهِي صُلْبَةٌ. وَعَن أَبي عَمْرٍ و:} يَبِيسُ الماءِ كأَمِيرٍ: العَرَقُ، وَهُوَ مَجَاز، وَقيل: العَرَقُ إِذَا جَفَّ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِم يَصِفُ الخَيْلَ:
(تَرَاهَا مِن {يَبِيسِ الماءِ شُهْباً ... مُخَالِطَ دِرَّةٍ مِنْهَا غِرَار)
الغِرَارُ: انقِطَاعُ الدِّرَّةِ، يَقُول: تُعْطِى أَحْيَاناً وتَمْنَع أَحْيَاناً، وإِنَّمَا قالَ شُهْباً لأَنّ العَرَق يَجِفُّ عَلَيْهَا فيَبْيَضُّ، كَذَا فِي الصّحاح.} واليَبِيسُ مِنَ البُقُولِ: {اليَابِسَةُ من أَحْرَارِهَا وذُكُورِهَا، كالجَفِيف والقَفِيفِ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: وأَمّا} يَبِيسُ البُهْمَي فَهُوَ العُرْقُوبُ والصُّفَارُ. أَو لَا يُقَالُ لِمَا يَبِسَ من الحَلِي ّ والصِّلِّيَانِ والحَلَمَةِ {يَبِيسٌ، وإِنّمَا} اليَبِيسُ: مَا {يَبِسَ من العُشْبِ والبُقُولِ الَّتِي تَتَناثَرُ إِذَا يَبِسَتْ،} كاليُبْسِ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشَد قولَ ذِي الرُّمّةِ:
(ولَمْ يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ بهِ ... من الرُّطْبِ إلاّ {يُبْسُهَا وهَجِيرُهَا)
ويُرْوَى} يَبْسُهَا، بالفَتْح، وهُمَا لُغَتَان، أَو هُوَ عامٌّ فِي كُلِّ نَبَاتٍ {يَابِسٍ، يُقَال:} يَبِسَ فَهُوَ {يَبِيسٌ، كسَلِمَ فَهُوَ سَلِيٌ م، كَذَا فِي الصّحَاح. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ} يَبَاسِ، كقَطَامِ هِيَ: السَّوْأَةُ أَو الفُنْدُورَةُ، أَي الإسْتُ. {ويَبُوسُ، بالضّمِّ، كصّبُور، هَكَذَا فِي النُّسَخ، ولَعَلّ قولَه كصَبُورٍ غَلَطٌ، والصّوَاب فِي ضَبْطِه الضَّمُّ، كَمَا قَيّدَه الصّاغَانِيُّ، أَو سَقَطَ من بَيْنِهما وَاو العَطْفِ، فَفِيهِ الوّجْهِان: الضَّمُّ والفَتْح، وعلَى الأَخِير اقتصَرَ ياقوت، أَو المُرَاد من قَوْل المُصَنِّف من الضّم مَبْنِياً على الضَّمّ، وأَمّا مَا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بضَمِّ الياءِ غَلَطاً فَهُوَ يَفْعُل من بَأَسَ بُؤْساً، بِمَعْنى الشِّدّةِ: ع، من أَرْضِ شَنُوءَةَ، بوَادِي التَّيْمِ، قالَ عبدُ الله بن سَلِيمَةَ الغَامِدِيُّ:)
(لِمَنْ الدِّيَارُ بِتَوْلَعٍ} فيَبُوسِ ... فبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْرَ ذَاتِ أَنِيسِ)
و: اليابِسُ: سَيْفُ حَكِيم بنِ جَبَلَةَ العَبْدِيّ، وَفِيه يَقُولُ يومَ الجَمَلِ، وكانَ معَ عليِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أَضْرِبْهُمُ {باليَابِس ... ضَرْبَ غُلامٍ عابِس)

(مِن الْحَيَاةِ آيِس ... فِي الغُرُفَاتِ ناعِس)
وجَزِيرَةُ} يَابِسَةَ، فِي بَحْرِ الرُّومِ، وَقَالَ الحَافظ: {يابِسَةُ: جَزِيرَةٌ من جَزائرِ الأَنْدَلُسِ. قلتُ: فِي طَرِيق من يَبْلُغُ من دَانِيَةَ يُرِيدُ مَيُورْقَةَ، فيَلْقاها قبلَها، ثَلاثُونَ مِيلاً فِي عِشْرِينَ مِيلاً. وبِهَا بَلْدَةٌ حَسَنَةٌ كثيرَةُ الزَّبِيبِ، وفيهَا تُنْشَأُ المَرَاكِبُ، لِجَوْدَةِ خَشَبِهَا، وإِليهَا نُسِب أَبو عَلِيٍّ إِدْرِيسُ بن اليَمَانِ} - اليابِسِيّ الشاعرُ المُفْلِق، فِي حُدُودِ الأَرْبَعِين وأَرْبَعِمِائَةٍ كانَ بالأنْدَلُس. وَمن المَجَاز: {أَيْبِسْ يَا رَجُلُ، كأَكْرِمْ، أَي اسْكُتْ.} وأَيْبَسَتِ الأَرْضُ: يَبِسَ بَقْلُهَا، فَهِيَ {مُوبِسَةٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن يَعْقُوب.} وأَيْبَسَ الشَّيْءَ: جَفَّفَه، {كيَبَّسَهُ} فايْتَبَس، الأخِيرُ عَن ابنِ السَّرّاجِ، وشاهِدُ الأَوّل فِي قَولِ جَرِير:
(فَلَا {تُوبِسُوا بَيْنِي وبَيْنَكُمُ الثَّرَى ... فإِنّ الَّذِي بينِي وبَيْنَكُمُ مُثْرِى)
وَهُوَ مَجَاز، كَمَا صَرَّح بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ. وأَيْبَسَ القَوْمُ: صَارُوا، وَفِي بعض النُّسَخ سارُوا، فِي الأَرْضِ اليَابِسَة، كَمَا يُقَال: أَجْرَزُوا: إِذا سَارُوا فِي الأَرْضِ الجُرُزِ، كَمَا فِي الصّحاحِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: شَيْءٌ} يَبُوسٌ، كصَبُورٍ: أَي يَابِسٌ، قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ:
(أَمّا إِذا اسْتَقْبَلْــتَهَا فكَأَنَّهَا ... ذَبُلَتْ مِنَ الهِنْدِيّ غَيْرَ يَبُوسِ)
أَرادَ قَنَاة ذَبُلَت، فحَذَفَ المَوْصُوف. وكذلِك شَيْءٌ {يَبَاسٌ، أَي يَابِسٌ، وَمِنْه قَوْلُهُم: أَرَطْبٌ أَمْ يَبَاسٌ فِي قِصَّةٍ تَقَدّم ذِكْرها. وجَمْع اليابِس} يُبَّس، قَالَ:
(أَوْرَدَهَا سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسَا ... بِئراً عَضُوضاً وشِنَاناً! يُبَّسَا) {وأْتَبَسَ} يَأْتَبِسُ {كيَبِسَ} واتَّبَس. وَيُقَال: أَرْضٌ {يَبْسٌ، بِالْفَتْح:} يَبِسَ مَاؤُهَا وكَلَؤُهَا، {ويَبَسٌ، بالتَّحْرِيك: صُلْبَةٌ شَدِيدة. وطَرِيقٌ يَبَسٌ: لَا نُدُوَّةَ فِيهِ وَلَا بَلَل، وَمِنْه: إِنّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي على اليَبَسِ.
والشَّعرُ اليَابِسُ: أَرْدَؤُهِ، لَا يُؤَثِّر فِيهِ دُهْنٌ وَلَا مَاءٌ، هُوَ مَجَاز. ووَجْهٌ يَابِسٌ: قَلِيلُ الخَيْرِ، وَهُوَ مَجاز. وأَتَانٌ} يَبْسَةٌ {ويَبَسَةٌ: يَابِسَةٌ ضَامِرَة. وكَلأٌ يَابِسٌ.} ويَبِسَ مَا بَيْنَهما: تَقَاطَعَا، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قَولُهُم: لَا {تُوبِسِ الثَّرَى بَيْنِي وبَيْنَكَ. وأُعِيذُكَ باللهِ أَن} تُيَبِّسَ رَحِماً مَبْلُولَةً. وبَيْنَهما ثَدْيٌ) {أَيْبَسُ، أَي تَقَاطُعٌ. والعِرْق} اليَبِيسُ: الذَّكَرُ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ. {ويَبِسَتْ الأَرْضُ: ذَهَب ماؤُهَا ونَدَاهَا.
} وأَيْبَسَتْ: كَثُرَ يَبَسُهَا. وحَجَرٌ يَابِسٌ، أَي صُلْبٌ. ورَجُل {يَابِسٌ} ويَبِيسٌ: قَليلُ الخَيْرِ، وَهُوَ مَجاز.
وَيُقَال: سَكْرانُ يَابِسٌ: لَا يَتَكَلّم من شِدّةِ السُّكْر كأَنَّ الخَمْرَ أَسْكَتَتْه لحَرارَتِهَا، وحَكَى أَبو حنيفَة، رَحِمَه الله: رجُلٌ يَابِسٌ من السُّكْر. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّهُ سَكِرَ جِدّاً حتَّى كأَنَّه ماتَ فجَفَّ.
وأَبُو مُحَمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرّحمن العُثْمَانيّ الإِسْكِنَدرَانِيّ، يُعْرَفُ بِابْن أَبِي اليَابِس: مُحَدِّثٌ مشهورٌ. ووَادِي اليَابِس: مَوضعٌ، قيل إِن مِنْهُ يَخْرُج السُّفْيَانِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
(ي ب س) : (قَوْلُهُمْ) الْمَفْلُوجُ الْيَابِسُ الشِّقِّ يُرَادُ بِالْيُبْسِ بُطْلَانُ حِسِّهِ وَذَهَابُ حَرَكَتِهِ لَا أَنَّهُ مَيِّتٌ حَقِيقَةً.
يبس
يَبِسَ الشيءُ يَيْبَسُ، واليَبْسُ: يَابِسُ النّباتِ، وهو ما كان فيه رطوبة فذهبت، واليَبَسُ: المكانُ يكون فيه ماء فيذهب. قال تعالى: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً
[طه/ 77] والأَيْبَسَانِ : ما لا لحم عليه من الساقين إلى الكعبين.

هول

هـ و ل: (هَالَهُ) الشَّيْءُ أَفْزَعَهُ وَبَابُهُ قَالَ. وَمَكَانٌ (مَهِيلٌ) أَيْ مَخُوفٌ وَكَذَا مَكَانٌ (مَهَالٌ) . وَ (هَالَهُ) (فَاهْتَالَ) أَيْ أَفْزَعَهُ فَفَزِعَ. وَ (التَّهْوِيلُ) التَّفْزِيعُ. وَ (التَّهْوِيلُ) مَا هَالَكَ مِنْ شَيْءٍ وَ (الْهَالَةُ) الدَّارَةُ حَوْلَ الْقَمَرِ. 

هول



مَهُولٌ Terrible. (TA.) نَِارُ المُهَوَّلِ

: see نَارٌ.
(هول) على فلَان أفزعه وَحمل وَالْمَرْأَة تزينت بزينة اللبَاس والحلي وَفُلَانًا مُبَالغَة فِي هاله وَالْأَمر شنعه وَبَالغ فِيهِ حَتَّى جعله هائلا
هـ و ل : هَالَنِي الشَّيْءُ هَوْلًا مِنْ بَابِ قَالَ أَفْزَعَنِي فَهُوَ هَائِلٌ وَلَا يُقَالُ مَهُولٌ إلَّا فِي الْمَفْعُولِ وَمَوْضِعٌ مَهِيلٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَمُهَالٌ أَيْضًا أَيْ مَخُوفٌ ذُو هَوْلٍ
وَهَالَتْ الْمَرْأَةُ بِحُسْنِهَا فَهِيَ هُولَةٌ. 
[هول] نه: في ح أبي سفيان: إن محمدًا لم يناكر أحدًا قط إلا كانت معه "الأهوال"، هي جمع هول وهو الخوف والأمر الشديد، هاله يهوله فهو هائل ومهول. ومنه: لا "أهولنك"، أي لا أخيفك ولا تخف مني. وح الوحي: "فهلت"، أي خفت ورعبت، كقلت من القول. وفي ح المبعث: رأى جبرئيل ينتثر من جناحيه الدر و"التهاويل"، أي الأشياء المختلفة الألوان، ومنه يقال لمايخرج في الرياض من ألوان الزهر: التهاويل، وكذا لما يعلق على الهودج من ألوان العهن والزينة، كأنه جمع تهوال، وأصله ما يهول الإنسان ويحيره.
هول:
هال: مرادف راغ: بهت، حيّر، أدهش، أذهل، أثار إعجاب غيره بشيء يفوق التصور في الحديث إما عن شيء مخيف أو مرعب أو عن شيء مسرّ أو جميل وعلى سبيل المثال (هالت المرأة بحسنها). وهناك أيضاً المعنى نفسه عند تشديد الكلمة إذ أن: قد هوّلت المرأة بحليها وزينتها. معناها إذا راعت الناظر إليها. (معجم الجغرافيا).
هال: هاج، ماج (البحر)، اصطفق (معجم الإدريسي، فوك، ابن بطوطة 180:2، المقري 4:704:2، القليوبي 28، الطبعة الثانية، ليز): فمرَّ يوماً على بحر عميق فرأى فيه موجاً هائلاً من الريح. وهناك أمثلة مأخوذة من (عجائب الهند، لافيك 140).
هول الهول المخافة من الأمر لاتدري على ما تهجم عليه؛ كهول الليل والبحر، هالني يهولني. وأمر مهول فيه هول. والتهاويل جمع التهويل وما هو هالك. وهو - أيضا - زينة الوشي والتصوير، يقال هولت المرأة تزينت. والهالة دارة القمر. وهالة اسم أم حمزة بن عبد المطلب. والهولول من الرجال والإبل الظريف الخفيف، والأُنثى بالهاء. وتهولت لمال فلان أي أدرت إصابته بالعين. وفلان هولة من الهول أي قبيح الخلقة. والهولة في الجاهلية إذا أرادوا أن يحلفوا رجلاً حفروا بئرا وألقوا فيها ناراً ويطرحون ملحاً؛ يعظمون الأمر بذلك. والمهول الذي يوقدها. وهالٌ بمعنى آلٍ. وهال زجر للفرس، للذكر والأنثى.
(هول) - في الحديث: "إلاَّ كانَتْ معه الأَهْوالُ" الهَوْلُ: المخافَةُ والأمْرُ المُخِيف؛ وقد هَالَه فهو هَائِلٌ، وَأَمر مَهُولٌ: فيه هَوْلٌ، ومعناه [معنى] قوله عليه الصّلاة والسّلام: "نُصِرتُ بالرُّعْبِ".
والتَّهاويلُ: ما هالَكَ كاَلنَّقش والتَّصْوِير، وزِينَة الوَشىْ؛ وهَوَّلَتِ المرْأةُ: تزيَّنَت.
- في حديث أبى ذَرّ: "لا أهُولنَّك"
: مِن الهَول؛ أي لا أشغِلنَّكَ فلا تَخَفْ مِنِّى.
- في حديث الوَحْى: "فَهُلْتُ"
هو فُعِلْتُ، من الهَوْل؛ أي رُعِبْتُ وخِفْتُ.

هول


هَالَ (و)(n. ac. هَوْل)
a. Frightened, terrified.
b. [pass.
هِيْلَ ], Suffered from delirium
tremens.
هَوَّلَa. see I (a)b. ['Ala & Bi], Frightened, threatened.
c. Disfigured, deformed.
d. Adorned herself.
e. Threw salt into the fire as a confirmation of an
oath.

تَهَوَّلَa. Was frightful.
b. [La], Scared.
إِهْتَوَلَa. Was frightened.

هَوْل (pl.
هُوُوْل
أَهْوَاْل
38)
a. Fright, terror, dismay; panic.
b. Dreadful thing.
c. [ coll. ], These.
هَوْلَة []
a. see 1
هَالَة []
a. Halo.

هِيْلَة []
a. see 1 (b)
هُوْلَة []
a. Fire into which salt is thrown to confirm an
oath.
b. Self-complacency.
c. Beauty.

مَهَال []
a. Dangerous place.

مَهِيْل []
a. see 17
هَائِل []
a. Terrible, awful, redoubtable, formidable.

مَهُوْل
a. see 21
مُنْهَال
a. Terrified.

هَؤُلَآءِ
a. These.
[هول] هاله الشئ يهوله هولا، أي أفزعه. ومكانٌ مأي مخوف. قال رؤبة:

مهيل أفياف لها فيوف * وكذلك مكان مهال. قال الهذليّ : أجاز إلينا على بعدِه مَهاويَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ وهُلْتُهُ فاهتال: أفزعته ففزع. والتهويل: التفزيع. والتهاويل: ما هالك من شئ. وهَوَّلَ القومُ على الرجل. قال أبو عبيدة: كان في الجاهلية لكلِّ قومٍ نارٌ وعليها سَدَنَةٌ، فكان إذا وقع بين رجلين خُصُومة جاء إلى النار فيحلف عندها، وكان السدنةُ يطرحون فيها ملحاً من حيث لا يشعر، يُهَوِّلونَ بها عليه. قال أوس كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّلِ حالِفُ * واسم تلك النار الهولَةُ بالضم. قال الكميت: كهولَةِ ما أوْقَدَ المُحلِفونَ لدى الحالِفين وما هَوَّلوا والتَهاويلُ أيضاً: الألوان المختلفة، من الأحمر والأصفر والأخضر. وهَوَّلَتِ المرأة، إذا تزيَّنت بحليها ولباسها. أبو زيد: تَهَوَّلْتُ للناقة تَهَوُّلاً، إذا تذاءبت لها. وقد فسرناه في الذئب. والهالة: الدارة حول القمر. والهولول: الرجل الخفيف.
هـ و ل

أمر هائل، وقد هالني يهولني وهوّلني. وفلان يهوّل بما يفعل، وهوّل عنيد الأمر: جعله هائلاً. وركب هول الليل وهلو البحر وأهواله وتهاويله. قال حميد يصف الفيل:

إن الذي يركبه محمول ... على تهاويل لها تهويل

وتهوّلت للناقة وتذأبت لها إذا ستخفيت لها حين تظأرها على غير ولدها وتشبّهت لها بالسبع وذلك أرأم لها. وتقول: فلان لا يخرج من جهالته، حتى يخرج القمر من هالته؛ وهي دارته.

ومن المجاز: مكان مهولٌ: فيه هولٌ، وتقول: هذا البلد لو لم يكن مهولاً، لكان مأهولاً؛ وهو عكس قولهم: سيل مفعم. وعقبةٌ هولةٌ: صعبة. وأمر هولٌ. وإنه لهولةٌ من الهولِ: للقبيح المنظر وأصلها النار التي كانت توقد في بئر ويطرح فيها ملح وكبريت فإذا انتقضت واستشاطت. قال المهوّل وهو الطارح للمستحلف عندها: هذه النار قد تهدّدتك فينكل عن اليمين. قال أوس:

إذا استقبلــته الشمس صدّ بوجهه ... كما صدّ عن نار المهوّل حالف

وقال الكميت:

كهولة ما أوقد المحلفون ... لدى الحالفين وما هوّلوا

وزيّنت بالتهاويل وهي النقوش والألوان تهوّل من نظر إليها، كما يقال: شيء رائع، ولو أبصرته لراعك، وهو يروع بجماله. وقال بشر وذكر الظعائن:

عليهنّ أمثال الخداريّ خلقةً ... من الرّيط والرّقم التهاويل كالدم

وهوّلت المرأة بحليّها وثيابها.
هـول
هالَ/ هالَ من يَهُول، هُلْ، هَوْلاً، فهو هائل، والمفعول مَهول (للمتعدِّي)
• هالَ الشّخصُ/ هالَ الشَّخصُ من الشَّيء:
1 - خاف ورُعِبَ.
2 - رأى تهاويل في سُكْره أو عند تخديره ففزِع.
• هالَ الزِّلزالُ أهلَ القرية: أفزعهم وعظُم عليهم "هالني منظرُ الحادث".
• هالَتِ المرأةُ النّاظرَ بحسنها: أعجبته ° مَنْظَر هائل: جميل مُعْجِب. 

استهالَ يستهيل، اسْتهِلْ، استهالةً، فهو مُستهيل، والمفعول مُستهال
• استهالَ الأمرَ: وجده هائلاً؛ مفزعًا "استهال الهزيمةَ- استهال النَّاسُ منظرَ البركان يقذف بالحِمَم". 

استهولَ يستهول، استهوالاً، فهو مُستهوِل، والمفعول مُستهوَل
• استهولَ الأمرَ:
1 - وجده هائلاً مُفزِعًا مخيفًا.
2 - استعظمه، عدَّه كبيرًا مجاوزًا للحدّ. 

هوَّلَ/ هوَّلَ على يهوِّل، تهويلاً، فهو مُهوِّل، والمفعول مُهوَّل (للمتعدِّي)

• هوَّلَتِ المرأةُ: تزيَّنت بزينة اللِّباس والحُلِىِّ.
• هوَّلَ الخبرَ ونحوَه: شنَّعه، غالى وبالغ فيه حتَّى جعله هائلاً "هوّلت الصَّحيفةُ الحادثّ".
• هوَّلَ الأسدُ على الطِّفل في حديقة الحيوان: أفزعه، حمَل عليه "وإذا هوّلتْ عليّ المنايا ... راقني من وعيدها التّهويلُ". 

استهالة [مفرد]: مصدر استهالَ. 

تهويل [مفرد]: ج تهاويلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر هوَّلَ/ هوَّلَ على.
2 - ما هُوِّل به "كان تهويل المستعمر للمواطنين سببًا في رضوخهم له".
3 - زينة التَّصاوير والنُّقوش والسِّلاح والثِّياب والحُلِيّ ونحوها.
4 - ألوان مختلفة من الأخضر والأصفر والأحمر ° تهاويل الرَّبيع: ما يظهر في الربيع من الأزهار المختلفة. 

مُسْتهيل [مفرد]: اسم فاعل من استهالَ. 

هائل [مفرد]: اسم فاعل من هالَ/ هالَ من. 

هال [جمع]
• الهال: (نت) جنس نباتات طبيّة عطريَّة، بريَّة زراعيَّة، من فصيلة الزّنجبيليّات، بذورها تدعى حَبّ الهال، تُستخرج منها أدهان عطريّة طيّارة كانت من أشهر الطُّيوب المستعملة في التَّحنيط، تضاف حبوبُه إلى القهوة في بعض بلدان الشَّرق، ويعرف بالحبَّهان.
• حبُّ الهال: حبَّهان؛ بذور جافّة كاملة النمُّوّ تحتوي على زيت طيّار، تعطي للطَّعام مذاقًا خاصًّا، وتُستعمل طاردة للغازات. 

هالة [مفرد]:
1 - سُحُب داكنة كثيفة ممطرة.
2 - (فك) دائرة مضيئة تحيط بالقمر، تنجم عن انكسار نور القمر خلال اختراقه لبلّورات الجليد العالقة في الغيوم العالية، وقد تُستعمل مع أيّ جرم سماويّ آخر، كما قد تُطلق على إشراق الوجه "على وجهه هالة من النُّور- فلان لا يخرج من جهالته حتَّى يخرج القمرُ من هالته". 

هَوْل [مفرد]: ج أهوال (لغير المصدر):
1 - مصدر هالَ ° هَوْل هائل: شديد.
2 - فَزَع ورهبة "لقد لاقى كثيرًا من الأهوال في هذه الرِّحلة- وكُلُّ هَوْلٍ على مقدار هَيْبتهِ ... وكُلُّ صعب إذا هوَّنته هانَ" ° ركِب الأهوالَ: خاطرَ بنفسه، غامر وجازف- يا لَلْهول: يا له من أمر مرعب.
3 - أمر شَديد أو فظيع.
• أبو الهَوْل: نُصُب فرعونيّ ضخم أقيم في عهد الأسرة الثالثة، جسمه جسم أسد، ورأسه رأس إنسان؛ إشارة إلى اجتماع القوّة والعقل، طوله عشرون مترًا وعرضه أربعة أمتار، ولا يزال قائمًا إلى اليوم على مقربة من أهرام الجيزة. 
باب الهاء واللام و (وا يء) معهما هـ ول، ل هـ و، وهـ ل، ول هـ، هـ ي ل، أهـ ل، أل هـ مستعملات

هول: الهَوْلُ: المخافة من أمرٍ لا تدري على ما تَهْجمُ عليه منه، كهَوْل اللّيل، وهَوْل البَحْر. تقول: هالني هذا الأمر يَهُولُني، وأمر هائل، ولا يقال: مهول، إلا أن الشاعر قال :

ومَهولٍ من المَناهل وَحْشٍ ... ذي عراقيب آجن مدفان

يعني بالمَهول: الّذي فيه هَوْلٌ ... والعَرَبُ إذا كان الشيء هوله أخرجوه على فاعل، مثل دارع لذي الدَّرْع وإذا كان فيه أو عليه أخرجوه على مفعول، كقولهم: مَجْنُونٌ، أي: فيه جُنونٌ، ومَدْيونٌ، أي: عليه دين. والتَّهاويل: جماعة التَّهويل، وهو ما هالك، قال حميد :

قالوا: أركبٍ الفيل فهذا الفيلُ ... إن الذي يركبهُ محمولُ

على تهاويل لها تَهْويلُ

والتَّهاويلُ: زينة الوشي، وزينة التصوير، وزينة السلاح. وهوَّلتِ المرأة، أي: تزينت بزينةٍ من لباسٍ أو حليٍّ، قال :

وهَوَّلَتْ من رَيْطِها تهاولا

لهو: اللَّهْوُ: ما شغلك من هَوىً أو طرب. لَها يَلْهُو، والْتَهَي بامرأةٍ فهي لَهْوَتُهُ، قال :

ولَهْوَةَ اللاهي ولو تَنَطَّسا

واللَّهْوُ: الصُّدُوف عن الشيء. لَهَوْتُ عنه أَلْهُو [لَهوا] . والعامة تقول: تَلهَيت. ويقال: ألهيته إلهاءً، أي: شغلته. وتقول: لَهِيت عن الشيء، ولَهِيتُ منه. وآلهَ عن هذا الأمر، وأله منه. وقول الله عز وجل: لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا

. يقال: هو [أي: اللهو] المرأة نفسها. واللَّهاةُ: أقصىَ الفَمِ، وهي لَحمة مشرفة على الحَلْق، وهي من البعير العربي الشَّقْشِقَة. ويقال: لكل ذي حلقٍ لَهاة، والجميع: لَهاً ولَهَوات. واللُّهْوَةُ: ما يُلْقَى في فم الرَّحىَ [من الحب] للطَّحْن، قال :

يكونُ ثِفالُها شرقي نجدٍ ... ولُهْوتُها قُضاعَةَ أجمعينا

واللُّهَى: أفضلُ العَطاءِ وأَجْزَلُهُ، واحدتُها: لَهْوة ولُهْية، قال :

إذا ما باللُّهى ضَنَّ الكرامُ

وهل: الوَهَلُُ: يَجري مجرى الفَزع في الأشياء كلَّها. وَهِلْتُ وَهَلاً، أي: فَزِعْتُ. قال :

وصاحبي وَهْوَةٌ مُستَوْهِلٌ وهلٌ ... يحولُ بين حمارِ الوحشِ والعصرِ

[ووَهَل إلى الشيء يَوْهَل ويهيل وَيْهَلُ وَهْلا: ذهب وَهْمُه إليه] تقول: كلمت زيداً وما ذهب وَهْلي إلا إلى عمروٍ، وما وَهْلتُ إلا إلى عمرو.

وله: الوَلَهُ: ذهابُ العَقل والفُؤاد من فُقْدانِ حبيب. يقال: وَلِهَت تَوْلَهُ وَتَلِهُ، وهي والهةٌ ووَالِه. وكل انثى فارقت وَلَدَهَا فهي والِهٌ. قال :

فأقبلت والهاً ثَكْلَى على عجل ... [كل دَهاها وكل عِندَها اجتمعا]

والوَلْهانُ: اسم شيطان الماء يولعُ الناسَ بكثرةِ استعماله. وفي الحديث: لا تُوَلَّهُ والدةً عن وَلَدها

والتَّوْلِيهُ: التَّفْريقُ بينهما في البيع. والمِيلاهُ: ريحٌ شديدةُ الهُبوب، ذات حنين، كثيرة الاختلاف.

هيل: الهالةُ: دارةُ القَمَر. وهالةُ: أمُّ حمزة بن عبد المطلب. والهَيْل: الهائل من الرَّمْل، لا يثبت مكانه حتى يَنْهالَ فيسقُط. وهِلْتُه أهيلُه فهو مَهيل، قال الله عز وجل: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا والهَيُول: الهباءُ المُنْبَثَ، بالعِبرانيّة، ويقال: بالرّومية، وهو الذي تَراه من ضوء الشمس في البيت .

أهل: أَهْلُ الرَجل: زوجهُ، وأخصّ الناس به. والتَّأَهُّل: التَّزوُّج. وأهل البيت: سكانه، وأهلُ الإسلام: من يدين به [ومن هذا يقال: فلان أهل كذا أو كذا. قال الله عز وجل: هُوَ أَهْلُ التَّقْوى، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ

جاء في التفسير أنه جل وعز أهلٌ لأن يتقى فلا يعصى، وهو أهل لمغفرة من اتقاه . وجمع الأهل: أهلون وأهْلات، والأهالي: جمع الجمع، وجاءت الياء التي في الأهالي من الواو التي في الأهلون. وأهَلته لهذا الأمر تأهيلا، ومن قال: وهلته ذهب به إلى لغة من يقول: وأمرتهُ وأكلتهُ. ومكان مأهول: فيه أهل.. ومكان آهل: له أهل. قال الشاعر :

وقدما كان مأهولاً ... فأمسى مرتع العفر

وقال :

عرفتُ بالنصريةِ المنازِلا ... قفراً وكانت منهمُ مآهِلا

وكل دابة وغيرها إذا ألف مكانا فهو آهل وأهليّ، أي: صار أهليّا، ومنه قيل: أهليّ لما ألف الناس والمنازل، وبري لما استوحش ووحشي، وحرم رسول الله ص يوم خيبر لحوم الحمر الأهليّة. والعرب تقول: مرحباً وأهْلاً، ومعناه: نزلت رُحْباً، أي: سعة، وأتيت أهلاً لا غرباء. والإهالةُ: الأَلْيةُ ونحوها، يؤخذ فيقطع، ثم يذاب، وهي: الجميل أيضا.

أله: إن اسم الله الأكبر هو: الله، لا إله إلا هو وحده. وتقول العرب: الله ما فعلت ذاك تريد: والله ما فعلته والتألَه: التَّعَبُّد. قال رؤبة :

سبحن واسترجعن من تألهي

وقولهم في الجاهلية الجَهلاء: لاهِ أنت، أي للهِ أنت. ويقولون: لاهم اغفر لنا، وكُرِه ذلك في الإسلام، وقوله :

لاهِ ابن عمك لا يخاف ... الموبقاتِ من العواقبْ

وقوله:

لاهِ درُّ الشبابِ والشَّعرُ الأسود ... والراتكاتُ تحت الرِّحال

أي: لله. والله لا تُطْرَحُ الألفُ من الاسْمِ إنما هو الله على التمام، وليس [الله] من الأسماء التي يجوز منها اشتقاق فِعْل، كما يجوز في الرحمن الرحيم.

وقال رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم: اللهمّ إن الخَيْرَ خيرُ الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة.

ويُسمّون الأصنامَ الّتي يعبدونها آلَهة، ويُسَمّون الواحدَ إلاها، افتراءً على الله، ويقرأ قوله تعالى: وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ»

: ويَذَرَك وإلاهَتَك، أي: عبادتك.

هول: الهَوْلُ: المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه

كَهَوْل الليل وهَوْل البحر، والجمع أَهْوال وهُؤُول، والهُؤُول جمع هَوْل؛

وأَنشد أَبو زيد:

رَحَلْنا من بلاد بني تميم

إِليك، ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ

يهمزون الواو لانضمامها. والهِيلَة: الهَوْلُ. وهالَنِي الأَمرُ

يَهُولُني هَوْلاً: أَفزَعَني؛ وقوله:

وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ

أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، ولا تُهالَهْ

فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها، واختاروا الفتحة لأَنها من

جنس الأَلف التي قبلها، فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف

لالتقائهما؛ قال ابن سيده: فأَما قول الآخر:

إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها،

ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس

فإِنَّ ابن جني قال: هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية

تثبُت به، وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس، وذلك لأَن التأْكيد من مواضع

الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار، فإِذا كان السماعُ

والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر

استعماله وصحَّ قياسه. وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول، وكَرِهَها بعضهم، وقد جاء

في الشعر الفصيح.

والتَّهْوِيل: التفريع؛ الأَزهري: أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن

الشاعر قد قال:

ومَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ

ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ

وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل، والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ

أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع، وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على

مَفْعول، كقولك مَجْنون فيه ذاك، ومَدْيون عليه ذاك. ومكان مَهِيل أَي

مَخُوف؛ قال رؤبة:

مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ

(* قوله «قال رؤبة إلخ» نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال: هذا تصحيف

وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة، والمهبل المنقطع

بين أرضين).

وكذلك مكان مَهالٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا

لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ

أَجازَ إِلينا، على بُعْده،

مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ

ويقال: اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله، ويقال يَسْتَهْوِله، والجيِّد

يَسْتَهِيله. وهُلْته فاهْتال: أَفزعته ففزع، وقد هَوَّل عليه.

والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ: ما هُوِّلَ به؛ قال:

على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ

التهذيب: التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل، وهو ما هالك من شيء، وهَوَّل

القومُ على الرجل. وفي حديث أَبي سفيان: أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً

قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال؛ هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد.

وفي حديث أَبي ذرٍّ: لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني. وفي

حديث الوحْيِ: فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت، كقُلْتُ من القَوْل. وهَوَّل

الأَمرَ: شنَّعه.

والهُولةُ من النساء: التي تَهُول الناظرَ من حسنها؛ قال أُمية بن أَبي

عائذ الهذلي:

بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ، هُولةٌ

للناظرين، كدُرَّة الغَوَّاصِ

ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب. أَبو عمرو: يقال ما هو إِلاَّ

هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر. والهُولةُ: ما يفزَّع به

الصبي، وكل ما هالك يسمَّى هُولةً؛ قال الكميت:

كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون،

لَدى الحالِفِينَ، وما هَوَّلُوا

وهَوَّل على الرجل: حَمل. وناقة خِولُ الجَنان: حديدةٌ. وتَهَوَّل

للناقة تَهَوُّلاً: تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم

عليه، وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه

بالذئب، قال: وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها

فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه. والتَّهاوِيل: زينة التَّصاوِير

والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي، واحدها تَهْويل.

والتَّهاوِيل: الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر. وهَوَّلت المرأَة: تزينت

بزينة اللِّباس والحَلْيِ؛ قال:

وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا

والتَّهاويل: ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر؛

ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر

وأَبيض وأَخضر: قد علاها تَهْوِيلُها؛ وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما

أَخرجه الزرعُ من الأَلوان؛ وفي المحكم: يصِف نباتاً:

وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ،

لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي

ومثله لعدي:

حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ

من التَّهاوِيل، شَكْل العِهْن في التُّوَمِ

وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ولقد رآه نَزْلةً

أُخرى؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رأَيت لجبريل، عليه

الصلاة والسلام، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ

والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ

ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض؛ ويقال لما

يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل، واحدها تَهْوال، وأَصلها

ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره. والتَّهْوِيلُ: شيء كان يفعل في الجاهليَّة،

كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا

فيها مِلْحاً.

والمُهَوِّل: المحلِّف، وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ،

فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها

(*

قوله: يحلِّف عندها أي الخصم) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا

يشعُر يُهَوِّلون بها عليه، واسم تلك النار الهُولَةُ، بالضم؛ التهذيب:

كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً

فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلون بها، وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً؛ قال أَوس بن حجر

يصف حمار وحش:

إِذا اسْتَقْبَلَــتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه،

كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ

وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها؛ وقال ابن

أَحمر يصف خمراً وشاربها:

تَمَشَّى في مَفاصِلِه، وتَغْشى

سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا

ورجل هَوَلْوَلٌ: خفيف؛ حكاه ابن الأَعرابي، وهو فَعَلْعَل؛ وأَنشد:

هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ

والمعروف حَوَلْوَل.

والهَالُ: فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ.

والهَالةُ: دارةُ القمر، وهَالةُ: الشمْسُ معرفة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ،

سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول

ويروى أُمَّه، يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب

حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه

غافِلهُ إِلا من المَرَح، وهو مدكور في موضعه. وهَالةُ: اسم امرأَة عبد

المطلب. وهَالٌ: من زجر الخيل.

هـول

( {هالَهُ) } يَهُولُه ( {هَوْلًا: أَفْزَعَهُ) وَخَوَّفَهُ، (} كَهَوَّلَهُ) {تَهْوِيلًا (} فَاهْتالَ) : فَزعَ وَخَافَ. وَقَولُ الشّاعِر:
(وَيْهًا فِداءَ لَكَ يَا فَضالَهْ ... )

(أَجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا {تُهالَهْ ... )
فَتَح اللَّام لِسُكُون الْهَاء وَسُكون الأَلِف قَبْلَها، وَاخْتاروا الفَتْحةَ لِأَنَّها مِنْ جِنس الأَلِف الَّتي قَبْلَها، فَلَمّا تَحَرَّكت اللَّامُ لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنان فَتُحْذَفَ الأَلِفُ لِالْتِقائِهما. (} والهَوْلُ: المَخافَةُ مِنَ الأَمْرِ لَا يُدْرَى مَا هَجَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ) ، {كَهَوْلِ اللَّيل،} وَهَوْل البَحْر، (ج: {أَهْوالٌ) ، يُقالُ: رَكِبَ} أَهْوالَ البَحْرِ، (و) يُجْمَعُ أَيْضًا عَلى ( {هُؤُول) ، بِالضَّمِّ، يَهْمِزُونَ الواوَ لانْضِمامها، وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْد:
(رَحَلْنا مِنْ بِلَادِ بَنِي تَمِيم ... إِلَيْكَ وَلَم تَكَاءَدْنا} الهُؤُول)
( {كالهِيلَةِ، بِالكَسْرِ) . (} وَهَوْلٌ {هائِلٌ} وَمَهُولٌ، كَمَقُولٍ، تَأْكِيدٌ) أَي: فِيهِ! هَوْلٌ، وَقَد كَرِهَ المَهُولَ بَعْضُهم، وَنَسَبَهُ ابْنُ جِنِّي إِلى لُغَةِ العَامّة فَقَالَ: وَالعَامَّةُ تَقُولُ: أَمْرٌ مَهُولٌ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الفَصيح، قَالَ شَيْخُنا: وَوَقَعَ فِي خُطَبِ ابْن نُباتَةَ أَيْضًا، وَصَحَّحَهُ بَعْضُ شُرّاحِها، قَالَ وَلَعَلَّه بِضَرْب من الْمجَاز. وَقَالَ: الأَزْهَرِيّ: أَمْرٌ {هائِلٌ وَلَا يُقَالَ} مَهُولٌ إِلَّا أَنَّ الشّاعِرَ قَدْ قَالَ:
( {وَمَهُولٍ مِنَ المَناهِلِ وَحْشٍ 
... ذِي عَراقِيبَ آجِنٍ مِدْفانِ)
وَتَفْسير} المَهُول أَي: فيهِ {هَوْلٌ، والعَرَب إِذا كانَ الشَّيْءُ هُوَ لَهُ أَخْرَجُوهُ عَلى فَاعِلٍ، مِثْل دارعٍ لذِي الدِّرع، وَإِنْ كَانَ فِيهِ أَو عَلَيْهِ أَخْرَجُوهُ عَلى مَفْعُول كَقَوْلِكَ: مَجْنُونٌ، فِيْهِ ذَاكَ، وَمَدْيُون، عَلَيْهِ ذَاكَ، وَفِي الأَساس: وَمِنَ المَجاز: مَكانٌ مَهُولٌ: فِيهِ هَوْلٌ، وَتَقُولُ: هَذَا البَلَدُ لَوْ لَمْ يَكُنْ} مَهُولًا لَكَانَ مَأْهُولًا، وَهُوَ عكس قَوْلهم سَيْلٌ مُفْعَم. ( {والتَّهاوِيلُ: الأَلْوانُ المُخْتَلِفَة) من الأَحْمَر والأَصفر والأخضر، كَمَا فِي الصِّحَاح. (و) } التَّهاوِيلُ: (زِينَةُ التَّصاوِيرِ والنُّقُوشِ) والوَشْي والسِّلاح والثِّياب (والحَلْي، {والتَّهْوِيلُ واحِدُها) . وَيُقَال للرِّياض إِذا تَزَيَّنَتْ بِنَوْرِها وأَزاهِيرها، من بَيْنِ أَصْفَرَ وَأحمَرَ وأبيضَ وأخضرَ: قد عَلاها تَهْوِيلُها، قَالَ عبدُ المَسِيح بن عَسَلَة فِيمَا أَخْرَجَه الزرعُ فِي الألْوان، وَفِي المُحْكَم: يصفُ نَباتًا:
(وعازِبٍ قد عَلَا} التَّهْوِيلُ جَنْبَتَهُ ... لَا تَنْفَعُ النَّعْلُ فِي رَقْراقِهِ الحافِي)
وَمثله لِعَدِيّ:
(حَتَّى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ ... من {التَّهاوِيل شَكْل العِهْن فِي التُّوُمِ)
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعودٍ رَفَعَه: " رَأَيْتُ لِجِبْريلَ عَلَيْهِ السّلام سِتّمائة جَناحٍ يَنْتَثِرُ من رِيشِه} التَّهاوِيلُ والدُّرُّ والياقُوتُ " أَي: الْأَشْيَاء المُخْتَلِفَة الأَلْوان، أَرَادَ بهَا تَزايِين رِيشِه وَمَا فِيهِ من صُفْرَة وحُمْرة وبَياضٍ وخُضْرة، مثل {تَهاوِيلِ الرِّياضِ. (و) التَّهْوِيلُ: (مَا} هُوِّلَ بِهِ) الْإِنْسَان، هَذَا هُوَ الأَصْلُ، قَالَ:
(على {تَهاوِيلَ لَهَا} تَهْوِيل ... )
وَفِي التَّهْذيب: التَّهْوِيلُ مَا هالَكَ من شَيْء، ثمَّ استُعْمل فِي الألْوان الْمُخْتَلفَة، (و) فِي (التَّزَيُّن بزِينَةِ اللِّباسِ والحَلْي) ، يُقَال: {هَوَّلَتِ المرأةُ} تَهْوِيلًا: إِذا تَزَيَّنَتْ بِحَلْيِها ولِباسها، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ:
( {وَهَوَّلَتْ من رَيْطها} تَهاوِلَا ... )
(و) {التَّهْوِيلُ: (تَشْنِيعُ الأَمْرِ) ، يُقَال:} هَوَّلَ الأَمْرَ إِذا شَنَّعَهُ. (و) التَّهْوِيلُ: (شَيْءٌ كَانَ يُفْعَل فِي الجاهِلِيَّة) ، كَانُوا (إِذا أَرادُوا أَن يَسْتَحْلِفُوا إِنْسانًا أَوْقَدُوا نَارا لِيَحْلِفَ عَلَيْها) ، وَفِي الصّحاح: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَانَ فِي الجاهِلِيّة لكلّ قوم نارٌ وَعَلَيْهَا سَدَنَةٌ، فَكَانَ إِذا وَقَعَ بَين الرَّجُلَيْن خُصومَةٌ جَاءَ إِلَى النَّار فيَحْلِفُ عِنْدهَا، (وَكَانَ السَّدَنَةُ يَطْرَحُون فِيها مِلْحًا من حَيْثُ لَا يَشْعُرُ) فَيَتَفَقَّعُ، ( {يُهَوِّلُون بهَا عَلَيْه) . وَفِي الأساس: وأَصْلُها النَّار الَّتِي كَانَت تُوقَدُ فِي بِئْرٍ وَيُطْرَح فِيهَا مِلْحٌ وكَبْرِيتٌ، فإِذا انْقَضَّتْ واسْتَطالَت قَالَ} المُهَوِّلُ، وَهُوَ الطارِحُ، للمُسْتَحْلَف عِنْدهَا: هَذِه النارُ قد تَهَدَّدَتْك فَيَنْكُل عَن اليَمِينِ. (و) المُهَوِّلُ، (كَمُحَدِّثٍ: المُحَلِّفُ) ، وَهُوَ سادِنُ النَّار الّذي يطرحُ المِلْحَ فِيهَا. قَالَ أَوْسُ بن حَجَر يصف حِمارَ وَحْشٍ:
(إِذا اسْتَقْبَلَــتْه الشَّمْسُ صَدَّ بِوَجْهِهِ ... كَمَا صَدَّ عَن نارِ! المُهَوِّلِ حالِف) ( {والُهولَةُ، بِالضَّمِّ: العَجَبُ) ، محرّكة، وَفِي بعض النُّسَخ بضمّ العَيْن وَهُوَ غَلَط، يُقال: وَجْهُه} هُولَةٌ من {الهُوَل؛ أَي: عَجَبٌ. (و) } الهولَةُ: (المَرْأَةُ {تُهَوِّلُ) الناظِرَ (بِحُسْنِها) وجَمالها وحَلْيِها ولِباسِها، كَمَا يُقالُ: رُوْعَةٌ تَرُوع بجَمالها، وَهُوَ مجَاز. وَفِي بعض النّسخ} تَهُولُ بحُسْنِها، يُقَال: إنّها {لَهُولَةٌ من} الهُوَلِ، قَالَ أُمَيَّةُ الهُذَلِيُّ:
(بَيْضاءُ صافِيَة المَدامِعِ {هُولَةٌ ... لِلنّاظِرِينَ كَدُرَّةِ الغَوّاصِ)
(و) من المَجاز: (ناقَةٌ} هُولُ الجَنانِ) ، بالضَّمْ، أَي: (حَدِيدَةٌ، {وَتَهَوَّلَ الناقَةَ) ، وَفِي الصِّحَاح عَن أبي زَيْد:} تَهَوَّل لِلنّاقَةِ {تَهَوُّلًا، وَمثله فِي الأساس واللِّسان: إِذا (تَشَبَّهَ لَهَا بالسَّبُعِ لِتَكُونَ أَرْأمَ) لَهَا على الّذي تُرْأَم عَلَيْه، قَالَه أَبُو زَيْد، وَمثله تَذَأَّبَ لَهَا: إِذا لَبِسَ لَهَا لِباسًا يَتَشَّبَهُ بالذّئب، قَالَ وَهُوَ أَنْ تَسْتَخْفِيَ لَهَا إِذا ظَأَرْتَها على غَيْرِ وَلَدِها فَتَشَبَّهْت لَها بالسَّبُع فيَكون أَرْأَمَ لَها عَلَيْه. (و) } تَهَوَّلَ (لِمَالِهِ) ، وَنَصُّ العُبابِ: {وَتَهَوَّلَ مالَهُ، فيا لَيْتَهُ نَقَل هذِهِ اللّامَ إِلَى النّاقة، ولعلّه من تَغيير النُّسّاخ: إِذا (أَرادَ إصابَتَهُ بالعَيْنِ) ، وَهُوَ مجَاز. (} والهَوَلْوَلُ) ، كَسَفَرْجَلٍ: (الخَفِيفُ) من الرِّجال، عَن ابْن الأعرابّي، وَأَنْشَدَ:
( {هَوَلْوَلُ إِذا دَنا القَوْمُ نَزَلْ ... )
قَالَ الأزهريّ: وَالْمَعْرُوف حَوَلْوَلٌ. (} والهالَةُ: دارَةُ القَمَرِ) تَقول: فلانٌ لَا يخرُج من جَهالَتِهِ حتّى يخرجَ القَمَرُ من {هالَتِهِ، واوِيَّة يائيّة. (و) } هالَةُ: اسْمُ (امْرَأَة عَبْدِ المُطَّلِبِ) بن عَبْدِ مَناف، وَهِي أّم حَمْزَة، رَضِيَ اللَّه تعالَى عَنهُ. (و) {هالَةُ (أُمّ الدَرْداءِ: صحابِيَّةٌ) . قُلت: إنْ كَانَت أُمَّ الدَّرْداءِ الصُّغْرَى فإنَّ اسْمَها هُجَيْمَة الوَصابِيّة، وَهِي أُمُّ بِلالِ بن أبي الدَّرْداء، وإنْ كَانَت الكُبْرَى فَهِيَ خَيْرَةُ بنتُ أبِي حَدْرَد الأَسْلَمِيّ، وَلم أَرَ أحدا ذَكَر أَنَّ اسْمَها هالَة، فَانْظُر ذلِك. (وَأَبُو هالَةَ وابنُهُ هِنْد) بن أَبِي هالَةَ، تَقَدَّمَ (فِي " ن ب ش ") وذَكَرْنا هُناك مَا وَقَعَ فِي تحقيقِ اسْمِه من الاخْتِلاف، فراجعْه. (و) قالَ الأصمعيُّ: (} هِيلَ السَّكْرانُ {يُهالُ) : إِذا (رَأَى} تَهاوِيلَ فِي سُكْرِهِ) فَيَفْزَع لَهَا، قَالَ ابنُ أحْمَر الباهِلِيُّ يصفُ الخَمْرَ وشارِبَها:
(تَمَشَّي فِي مَفاصِله وتَغْشَى ... سَناسِنَ صُلْبِه حَتَّى {يُهالَا)
(وأَبُو} الهَوْلِ: شاعِرٌ. و) أَيْضا (تِمْثالُ رَأْسِ إِنْسانٍ) أَكْبَر مَا يَكُون (عِنْد الهَرَمَيْنِ بِمِصْرَ) ، وَقد رأيتُه مَرَّتَيْن، (يُقالُ: إِنَّهُ طَلْسَمُ الرَّمْلِ) ، وَقد ذَكَرَهُ المَقْرِيزِيّ فِي الخُطَط، وحَقَّقَه، وذَكَرَ أَنَّه فِي أثناءِ العِشْرِينَ والثمانِمائة ظَهَرَ رجلٌ يُقالُ لَهُ: مُحَمّد صائِمُ الدَّهْرِ، فكَسَر هَذِه الصُّورَةَ، وَجَدَع أَنْفَها وأُذُنَيْها، زاعِمًا أَنَّ هَذَا لَا يَجُوزُ، وَمَا دَرَى أَنَّه طَلْسَمُ الحُكَماءِ وَضَعوهُ لِدَفْع الرَّمْل عَن تِلْكَ الجِهَةِ، وَمن حِينَئِذٍ رَكِبَت الرِّمالُ على النَّواحِي، حَتَّى صارَتْ كِيمانًا وجِبالًا. ( {والهالُ: الآلُ) ، وَهُوَ السَّرابُ. (} وهالٌ) ، منوَّنًا: (زَجْرٌ للخَيْلِ) ، نَقله الجوهريُّ فِي " هـ ل ل " قَالَ قُصَيُّ بنُ كِلابٍ:
(عِنْدَ تَنادِيِهم! بهالٍ وَهَبِي ... أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والْيَاسُ أَبِي) [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مكانٌ {مَهِيلٌ، أَي: مَخُوفٌ، قَالَ رُؤْبة:
(مَهِيلُ أَفْيافٍ لَهُ فُيُوفُ ... )
وكذلكَ مكانٌ} مَهالٌ، قَالَ أُمَيَّةُ الهُذَلِيُّ:
(أَجازَ إِلَيْنا عَلَى بُعْدِهِ ... مَهاوِيَ خَرْقِ مَهابٍ مَهالِ)
كَذَا فِي الصِّحاح والعُباب، وَعَجِيبٌ من المصنّف كَيفَ أَغْفَلَه. {واسْتَهالَ فُلانٌ كَذَا يَسْتَهِيلُه، وَيُقَال} يَسْتَهْوِلُه، والجَيِّد يَسْتَهِيلُه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا هُوَ إِلَّا {هُولَةٌ من الهُوَل: إِذا كانَ كَرِيهَ المَنْظَر، وَفِي الأساسِ: قَبِيحَ المَنْظَر.} والهُولَةُ أَيْضا: مَا يُفَزَّع بِهِ الصَّبِيُّ. وكُلُّ مَا هالَكَ يُسَمَّى هُولَة. {والهُولَةُ: نارُ السَّدَنَةِ الّتي يَحْلِفُونَ عَليها، قَالَ الكُميت:
(} كَهُولَةِ مَا أَوْقَدَ المُحْلِفُونَ ... لَدَى الحالِفِينَ وَمَا {هَوَّلُوا)
} وَهَوَّلَ على الرَّجُلِ: حَمَلَ. {والتَّهْوال: مَا يَخْرُجُ من أَلْوانِ الزَّهْر فِي الرِّياض، جمعه:} تَهاوِيلُ. ويُقال: رَكِبَ {تَهاوِيلَ البَحْرِ، جَمْعُ هَوْلٍ على غَيْرِ قِياس.} وَهَوَّلَ عندَه الأَمْرَ: جَعَلَه {هائِلًا.} وهالَةُ: الشَّمْس، معرفةٌ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(وَمُنْتَخَبٍ كَأَنَّ! هالَةَ أُمُّهُ ... سَباهِي الْفُؤَاد مَا يَعِيشُ بِمَعْقُولِ)
يُرِيد أنَّه فرسٌ كَرِيمٌ كَأَنَّما نُتِجَتْه الشمسُ، وَمُنْتَخَب أَي: حَذِرٌ كأنّه من ذَكاءِ قَلْبِه وشُهُومَتهِ فَزِعٌ، وسَباهي الفُؤادِ: مُدَلَّهُه غافِلُه إِلَّا من المَرَح. وَسَمَّوا {هُوَيْلًا} وَهُوِيْلَة، مُصَغَّرِيْن. {والاهْوِلالُ: افْعِلالٌ من} الهَوْل، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا مَا حَشَوْناهُنَّ جَوْزَ تَنُوفَةٍ ... سَبارِيتَ يَنْزو بالقُلُوب {اهْوِلالُها)
} وهالَةُ بنتُ خُوَيْلِد بن أَسَد، أُخْتُ خَدِيجَة أُمِّ المُؤْمِنين: صَحابِيَّةٌ - رَضِي اللَّه تعالَى عَنْهُما - وَهي أُمُّ أبي العاصِ بن الرَّبِيعِ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي البُخاري.

هجن

هجن


هَجَنَ(n. ac.
هَجْن)
a. Was married too early.

هَجُنَ(n. ac. هُجْنَة
هَجَاْنَة
هُجُوْن)
a. Was vile, base, low-born.
b. Was inexact, inaccurate (language).

هَجَّنَa. Insulted, outraged; debased, lowered, degraded.

أَهْجَنَa. Had a good breed of camels.
b. Gave in marriage very young (girl).
c. Despised.

إِهْتَجَنَ
a. [pass.]
see I
إِسْتَهْجَنَa. Disapproved of, contemned.

هُجْنَة
(pl.
هُجَن)
a. Fault, defect; vice
b. Inaccuracy. —
مَهْجَنَة
17t
مَهْجَنَى
مَهْجُنَى
Mongrels, halfcasts; rabble &c.
هَاْجِنa. Girl married too early.
b. Flint that gives no fire.

هَاْجِنَةa. Palmtree that yields too soon.

هِجَاْنa. Noble, of good extraction; excellent.

هِجَاْنَةa. Noble birth; good extraction.

هَجِيْن
(pl.
هُجْن هُجُن
هُجْنَاْن
هُجَنَآءُ
مَهَاْجِنَة
مَهَاْجِيْنُ)
a. Vile, base, low-bred; half-bred, half-cast; mongrel;
son of a slave-woman.
b. [ coll. ], Dromedary.

هَجِيْنَة
(pl.
هُجُن هِجَاْن
هَجَاْئِنُ)
a. fem. of
هَجِيْن
مَهْجُنَآء
a. see 17t
مُتَهَجِّنَة
a. see 21t
هِجَنْس
a. Deliberate.

هَجَنَّع
a. Big.
b. Bald.

هَجَنَّف
a. see supra
(a)
(هجن) الشَّيْء جعله هجينا وَالْأَمر قبحه وعابه
(هجن) هجنة وهجونة وهجانة كَانَ هجينا وَالْكَلَام وَغَيره صَار معيبا مرذولا
(هجن) - وفي حديث علىٍّ - رضي الله عنه -:
* هذا جَناىَ وهِجانُه فِيه *
: أي خالِصُه وخِيارُه.

هجن

1 نَكَحَ فِى بَنِى فُلاَنٍ وَهَجَّنَ أَوْلَادَهُمْ [He married among the sons of such a one, and made their children to be base-born, or ignoble]. (TA in art. بغل.) هُجْنَةٌ [Meanness of race, in a horse]. (K, voce إِعْراَبٌ.) هَجِينٌ One whose father is free, or an Arab, and whose mother is a slave. (S, K.) b2: A horse [half-blooded] got by a stallion of generous race out of a mare not of such race: (S:) or got by an Arabian stallion out of a mare not of Arabian birth: (Msb:) or not of generous birth; a jade. (K.) هَاجِنٌ A girl not arrived at puberty, or a beast not yet fit to be covered: see an ex. voce جَلَّ.
هـ ج ن: امْرَأَةٌ (هِجَانٌ) كَرِيمَةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: (هَذَا جَنَايَ وَهِجَانُهُ فِيهِ وَكُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ) : يَعْنِي خِيَارَهُ. وَرَجُلٌ (هَجِينٌ) بَيِّنُ (الْهُجْنَةِ) . وَ (الْهُجْنَةُ) فِي النَّاسِ وَالْخَيْلِ إِنَّمَا تَكُونُ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ فَإِذَا كَانَ الْأَبُ عَتِيقًا - أَيْ كَرِيمًا، وَالْأُمُّ لَيْسَتْ كَذَلِكَ - كَانَ الْوَلَدُ هَجِينًا. وَالْإِقْرَافُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ. وَ (تَهْجِينُ) الْأَمْرِ تَقْبِيحُهُ. 
[هجن] نه: في ح الدجال: أزهر "هجان"، هو الأبيض، ويستوي فيه الواحد وغيره. وفيه: فما بها لبن وقد "اهتجنت"، أي تبين حملها، والهاجن: التي قد حملت قبل وقت حملها، الجوهري: اهتجنت الجارية - إذا وطئت وهي صغيرة، وكذا الصغيرة من البهائم، وهجنت هي هجونا واهتجنها الفحل - إذا ضربها فألقحها. وفي شعر كعب: من "مهجنة"، أي حمل عليها في صغرها، وقيل: أراد أنها من إبل كرام، من امرأة هجان وناقة هجان: كريمة. ومنه: هذا جناي و"هجانه" فيه، أي خياره وخالصه فيه - كذا روى، والهجين في الناس والخيل نما يكون من قبل الأم، فإذا كان الأب عتيقًا والأم ليست كذلك كان الولد هجينا، والإقراف من قبل الأب.
(هـ ج ن) : جَمَلٌ (وَنَاقَةٌ هِجَانٌ) أَبْيَضُ سَوَاءٌ فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْأَبْيَضِ فَيُقَالُ (رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ هِجَانٌ) وَقَوْمٌ هِجَانٌ (وَالْهَجِينُ) الَّذِي وَلَدَتْهُ أَمَةٌ أَوْ غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ وَخِلَافُهُ الْمُقْرَفُ وَالْجَمْعُ هُجُنٌ قَالَ الْمُبَرِّدُ أَصْلُهُ بَيَاضُ الرُّومِ وَالصَّقَالِبَةِ وَيُقَالُ لِلَّئِيمِ (هَجِينٌ) عَلَى الِاسْتِعَارَةِ (وَقَدْ هَجُنَ هَجَانَةً وَهُجْنَةً) وَمِنْهَا قَوْلُهُ الصَّبِيُّ يُمْنَعُ عَمَّا يُورِثُ (الْهُجْنَةَ) وَالْوَقَاحَةَ يَعْنِي الْعَيْبَ (وَقَدْ هَجَّنَهُ تَهْجِينًا) .
هـ ج ن : جَمَلٌ هِجَانٌ وِزَانُ كِتَابٍ أَبْيَضُ كَرِيمٌ
وَنَاقَةٌ هِجَانٌ وَإِبِلٌ هِجَانٌ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْكُلِّ وَنَاقَةٌ مُهَجَّنَةٌ مُثَقَّلٌ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مَنْسُوبَةٌ إلَى الْهِجَانِ وَالْهَجِينُ الَّذِي أَبُوهُ عَرَبِيٌّ وَأُمُّهُ أَمَةٌ غَيْرُ مُحْصَنَةٍ فَإِذَا أُحْصِنَتْ فَلَيْسَ الْوَلَدُ بِهَجِينٍ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْ هُنَا يُقَالُ لِلَّئِيمِ هَجِينٌ وَهَجُنَ بِالضَّمِّ هَجَانَةً وَهُجْنَةً فَهُوَ هَجِينٌ وَالْجَمْعُ هُجَنَاءُ وَالْهُجْنَةُ فِي الْكَلَامِ الْعَيْبُ وَالْقُبْحُ وَالْهَجِينُ مِنْ الْخَيْلِ الَّذِي وَلَدَتْهُ بِرْذَوْنَةٌ مِنْ حِصَانٍ عَرَبِيٍّ وَخَيْلٌ هُجُنٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَهَوَاجِنُ أَيْضًا وَالْأَصْلُ فِي الْهُجْنَةِ بَيَاضُ الرُّومِ وَالصَّقَالِبَةِ وَهَجَّنْتُ الشَّيْءَ تَهْجِينًا جَعَلْتُهُ هَجِينًا. 
هـ ج ن

جمل وناقة هجان وإبل هجان: بيض كرام. ورجل وفرس هجين إذا لم تكن الأم عربية. والأصل في الهجنة: بياض الروم الصّقالبة. وقوم مهجنة بوزن مشيخة هجناء ومهاجين ومهاجنة. وأنشد أبو زيد:

مهاجنة إذا نسبوا عبيد ... عضاريط مغالثة الزناد

وناقة مهجّنة: منسوبة إلى الهجان. قال كعب:

حرف أخوها أبوها من مهجّنة ... وخالها عمها قوداء شمليل

ومن المجاز: رجل وامرأة هجانٌ. وأرض هجانٌ: كريمة التّربة. قال ذو الرمة:

بأرض هجان التّرب وسمية الثّرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر وقال: " هذا جناي وهجانه فيه " وأنا أستهجن فعلك، وهذا مما يستهجن. وفيه. هجنة. وهجّنته تهجيناً. ولبنٌ هجين: ليس بصريح ولا لباءٍ، قال:

تريع إنّي الفواق إلى ابن سبع ... غضيض الطّرف أثقله الهجين

وفي زناده هجنة إذ كان أحد الزندين وارياً والآخر صلودا.
هجن
الهاجِنُ: العَنَاقُ العَتِيْقُ التي تَحْمِلُ قَبْل أنْ تَبْلُغَ السِّفَادَ، والجميع الهَوَاجِنُ.
والهِجَانُ: الإِبِلُ البِيْضُ الكِرَامُ، ناقَةٌ وبَعِيْرٌ هِجَانٌ، ويُجْمَعُ على الهَجَائِن. والقَرْمُ الهِجَانُ نَحْوُه. والمُهَجَّنَةُ من الإبِلِ: الكِرَامُ الخِيَارُ. وأرْضٌ هِجَانٌ: إذا كانتْ تُرْبَتُها لَيِّنَةٌ بيضاء. واهْتَجَنَ الفَحْلُ ابْنَةَ اللَّبُونِ: ضَرَبَها فألْقَحَها قبل أنْ تَسْتَحِقَّ، هَجَنَتْ تَهْجُنُ هُجُوناً؛ فهيَ هاجِنٌ. وفي المَثَل: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ أي صَغُرَتْ عن أنْ تُحْلَبَ.
والمُتَهَجِّنَةُ والمُهْتَجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ وهي صَغِيرة. والهَجِيْنُ: ابنُ العَرَبِيِّ من الأمَةِ الراعِيَة، والجميع الهُجَنَاءُ، وهَجُنَ يَهْجُنُ هَجَانَةً وهُجْنَةً.
والهُجْنَةُ: العَيْبُ. وهو من اللَّبَنِ: الذي ليس بِصَرِيْحٍ ولا لِبَإٍ. والمَهْجَنَةُ والمَهْجُنَةُ: الهُجْنَاءُ. والمُهَاجَنَةُ كذلك. وفي الزِّنادِ هُجْنَةٌ أيضاً: وهو أنْ يكونَ أحَدُهما وارِياً والآخَرُ ليس كذلك. وتَهَاجَنْتُ بالشَّيْءِ تَهَاجُناً: إذا ارْتَبْتَ به ثم رَكِنْتَ إليه. ووَقَعْنا في تَهْجِيْنٍ من الأمْرِ: أي لَبْسٍ.
هجن:
أهجن: بمعنى احتقر. وانظر أهجن ب في (دي ساسي كرست 3:91:2).
تهجن: أنظر الكلمة عند (فوك) في مادة ( Vilescere) .
هُجنة: خلع، عزل من منصب، تنزيل رتبة، ذّلة، تلف، خراب (البربرية 12:132:1).
هجنة: سخف (المقدمة 408:1).
هجنة: في (محيط المحيط): (الهجنة مصدر ومن الكلام العيب والقبيح أو ما يعييه وفي العلم إضاعته. ويقال احفظ علمك عن الهجن. أي الإضاعة. وربما استعملت العامة الهُجنة للشيء الفائق يضنُّ به). هجين والجمع هجّان: وفي (فوك) ( vilis) ( هِجنة) (ابحاث، ملحق 2:53، أنظر ما يسمى ب: هجين في (الكامل 21:302 وما تلاه، معجم أبي الفداء) هو الخلاسّي. (المقدمة 6:304:3).
هجين والجمع هجن: الجمل السريع الجري، وفي مصر أنثاه، والجمل ذو البرذعة (بقطر هربرت 60 مارمول 23:1 هويست 289 بركهارد نوبيا 214، برتوف 400:1 مالجراف 325:1 داسكرياك 600).
الهجن: من انواع الحمام وهي المتولدة بين صنفين من الطير (مخطوطة الاسكوريال 893).
هجين الخلق: الشيء الطبع (فوك) (= سبي الخلق).
هجين اللسان: ثالب وثلاّب وسبّاب في عِرض القريب (فوك).
هجّان: الساعي الذي يركب الجمل السريع الجري (بقطر، همبرت 108، مملوك 196:1:1، وكذلك 120:1:1 و 90:2:2 وقد ساءت ترجمتهما في هاتين العبارتين، ابن إياس 48 - ورد ذكر الكلمة مرتين- 55، 57): وفي ربيع الأول حضر هجان وعلى يده مراسم شريفة وفي 275:76: جاء هجان وأخبر أن ...
[هجن] الهِجانُ من الإبل: البيضُ. وقال عمرو ابن كلثوم:

هِجانِ اللون لم تقرأ جَنينا * ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال بعيرٌ هجانٌ، وناقةٌ هِجانٌ وإبلٌ هِجانٌ، وربَّما قالوا هَجائنُ. قال عمرو بن أحمر: كأنَّ على الجِمالِ أوانَ خفَّتْ * هَجائنَ من نعاج أراق عينا وأرض هجان: طيبة التُرب مَرَبٌّ. وامرأةٌ هِجانٌ: كريمةٌ. وقال الأصمعيّ في قول عليٍّ رضوان الله عليه: هذا جَنايَ وهِجانُهُ فيه * وكلُّ جانٍ يده إلى فيه يعنى خياره. اليزيدى: هو هِجانٌ بيِّن الهَجانة، ورجلٌ هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ. والهُجْنَةُ في الناس والخيل، إنما تكون من قبل الأمّ، فإذا كان الأب عتيقاً والأمُّ ليست كذلك كان الولد هجينا. وقال الراجز:

العبد والهجين والفلنقس * والاقراف من قبل الاب. وقالت هند : فإن نتجت حرا كريما فبالحرا * وإن يك إقراف فمن قبل الفحل والهاجن: الصبية تزوج قبل بلوغها، وكذلك الصغيرة من البهائم. وفي المثل: " جلَّت الهاجِنُ عن الولد " أي صغُرت، و " جلَّت الهاجِنُ عن الرِفْدِ " وهو القدح الضخم. وقال ابن الأعرابي: " جلَّتِ العلبة عن الهاجِنِ " أي كبرت. قال: وهى بنت اللبون يحمل عليها فتلقح ثم تنتج وهى حقة. قال: ولا يصلح أن يفعل بها ذلك. ويقال: هجنة، أي جعله هَجيناً. وتَهْجينُ الأمر أيضاً: تقبيحه. واهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا وطئتْ وهي صغيرة. (*) والمهتجنة: النخلة أول ما تلقح.
الْهَاء وَالْجِيم وَالنُّون

الهُجْنَة من الْكَلَام: مَا يعيبك.

والهَجِينُ: الْعَرَبِيّ ابْن الامة، لِأَنَّهُ معيب، وَقيل: هُوَ ابْن الْأمة الراعية مَا لم تحصن، وَالْجمع هُجُنٌ وهُجَناءُ وهُجْنانٌ ومَهاجينُ ومَهاجِنَةٌ، قَالَ حسان:

مَهاجِنَةٌ إِذا نُسِبُوا عَبِيدٌ ... عَضَارِيطٌ مَغالِثَةُ الزِّنادِ

أَي مؤتشبو الزِّنَاد، وَقيل: رخوو الزِّنَاد، وَإِنَّمَا قلت فِي مَهاجِنَ ومَهاجِنَةٍ: انهما جمع هَجِينٍ مُسَامَحَة، وَحَقِيقَته انه من بَاب محَاسِن وملامح، وَالْأُنْثَى هَجِينَةٌ من نسْوَة هُجُنٍ. وهَجائِنَ وهِجانٍ، وَقد هَجُنا هُجْنَةً وهَجانَةً وهُجونَةً.

وَفرس هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ، إِذا لم يكن عتيقا، وبرذونة هَجِينٌ، بِغَيْر هَاء.

وَقَالُوا: إِن للْعلم نكدا وَآفَة وهُجْنَةً، يعنون بالهجنة هَاهُنَا الإضاعة.

وَقَول الأعلم:

ولعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ عَلى ... رحْبِ المَباءةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عَنى بالهجين هُنَا اللَّئِيم. والهِجانُ: الْخِيَار، وروى: " هَذَا جناي وهِجانُه فِيهِ ".

وَرجل هِجانٌ: كريم الْحسب نقيه.

وبعير هِجانٌ: كريم.

والهِجان من الْإِبِل: الْبَيْضَاء الْخَالِصَة اللَّوْن وَالْعِتْق، من نُوق هُجُنٍ وهَجائِنَ وهِجانٍ، فَمنهمْ من يَجعله من بَاب جنب ورضى، وَمِنْهُم من يَجعله تكسيرا، وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَذَلِكَ أَن الْألف فِي هجان الْوَاحِد بِمَنْزِلَة ألف نَاقَة كناز ومرأة ضناك، وَالْألف فِي هجان فِي الْجمع بِمَنْزِلَة ألف ظراف وشراف، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب كسرت فعالا على فعال، كَمَا كسرت فعيلا على فعال، وعذرها فِي ذَلِك أَن فعيلا أُخْت فعال، أَلا ترى أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ثلاثي الأَصْل، وثالثه حرف لين، وَقد اعتقبا أَيْضا على الْمَعْنى الْوَاحِد، نَحْو كُلَيْب وكلاب، وَعبيد وَعباد، فَلَمَّا كَانَا كَذَلِك، وَإِنَّمَا بَينهمَا اخْتِلَاف فِي حرف اللين لَا غير، وَمَعْلُوم مَعَ ذَلِك قرب الْيَاء من الْألف، وَإِنَّهَا إِلَى الْيَاء أقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاو، كسر أَحدهمَا على مَا كسر عَلَيْهِ صَاحبه، فَقيل: نَاقَة هِجَان، وأينق هِجان، كَمَا قيل: ظريف وظراف، وشريف وشراف، فَأَما قَوْله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْمِن الحُسْن سِرْبالا عَتِيقَ البَنائِقِ

فقد تكون النقية، وَقد تكون الْبَيْضَاء.

وَأَرْض هِجان: بَيْضَاء لينَة الترب، قَالَ:

بأرْضٍ هِجانَ اللَّوْنِ وسْمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذاةٍ نَأَتْ عَنْهَا المُؤُوجَةُ والبَحْرُ

ويروى: الملوحة وَالْبَحْر.

والهَاجِنُ: العناق الَّتِي تحمل قبل أَن تبلغ أَوَان السفاد. وَعم بَعضهم بِهِ إناث نوعى الْغنم، وَقَالَ ثَعْلَب: الهاجِنُ: الَّتِي حمل عَلَيْهَا قبل أَن تبلغ. فَلم يخص بهَا شَيْئا من شَيْء.

والهَاجِنَة والمُهْتَجِنَةُ من النّخل: الَّتِي تحمل صَغِيرَة.

والهاجِنَة والمُهْتَجِنَةُ: الْمَرْأَة الَّتِي تتَزَوَّج قبل أَن تبلغ، فَأَما قَول الْعَرَب: " جَلَّتِ الهاجِنُ عَن الْوَلَد " فعلى التفاؤل. 
هـجن
هجُنَ يهجُن، هُجْنَةً وهُجُونةً وهَجانةً، فهو هَجِين
• هجُن الشخصُ: كان أبوه عربيًّا وأمّه أعجميّة.
• هجُن الكلامُ وغيرُه: كان معيبًا مرذولاً، دخَل فيه عيبٌ "في كلامه هُجْنة". 

استهجنَ يستهجن، استهجانًا، فهو مُستهجِن، والمفعول مُستهجَن
• استهجن الأمرَ: استقبحه "عادات مُستهجَنة- هذا ممّا يُستهجَن قولاً وفعلاً- يَسْتَهْجِنُ شُرْبَ الخمر". 

هجَّنَ يهجِّن، تهجينًا، فهو مُهجِّن، والمفعول مُهجَّن
• هجَّن الأمرَ: قبَّحه وعابه "هجَّن المعلِّمُ سُلوكَ بعض التّلاميذ- لا تهجِّن كلَّ جديد لم تعرفه من قبل".
• هجَّن النِّتاجَ: جعله هجينًا؛ أي: ما ينتج عن تزاوج نوعين أو سلالتين أو صنفين مختلفين ويكون مختلفًا عنهما "هجَّن النَّباتَ/ أرانبَ- شجر مُهجَّن: ذو أصول مُختلطة".
• هجَّن اللُّغة: أدخل إليها مفردات وأفكارًا من لغة أو لغات أخرى "طالب بتهجين لغة العلوم بدلاً من تعريبها وتأصيلها".
• هجَّن الأدبَ: خلط بين أنواع واتِّجاهات مختلفة "هجَّن روايته الأخيرة: جمع فيها بين الأسلوب الروائي والشعري- هجَّن النظام الاقتصاديّ: مزج بين النظام الاشتراكيّ والرأسماليّ". 

استهجان [مفرد]:
1 - مصدر استهجنَ.
2 - شعور بعدم الموافقة أو الاستنكار الذي تُبديه جماعة ما معبّرة عن عدم موافقتها أو رفضها للأفعال الخلقيّة المقبولة. 

تهجين [مفرد]:
1 - مصدر هجَّنَ.
2 - (حي) تدخُّل بشريٌّ في إنتاج الحيوانات أو النّباتات؛ لضمان الحصول على الصفات المرغوب فيها لدى الأجيال القادمة، مزج السُّلالات. 

هِجان [مفرد]: ج هَجائنُ وهِجان وهُجُن: أجود كل شيء وأكرمه أصلاً (يستوى فيه المذكر والمؤنث، والمفرد والجمع) "إبل هِجان: إبل كرام بيض- رجل هِجان: كريم النسب- أرض هجان: كريمة التربة". 

هَجانة [مفرد]: مصدر هجُنَ. 

هَجّان [مفرد]: ج هَجّانون وهجّانة: راكب الهَجين وهو نوعٌ من النّوق خفيف الجسم سريع السير، شخص يقود أو يركب الجمل ° فرقة الهَجّانة: مجموعة من شرطة الحدود
 تستخدم الإبل في تنقُّلاتها. 

هُجْنَة [مفرد]: ج هُجُنات (لغير المصدر) وهُجْنَات (لغير المصدر):
1 - مصدر هجُنَ.
2 - خِسَّةُ النَّسب من قِبَل الأمّ.
3 - غِلَظُ الخَلْق في الخيل. 

هُجونة [مفرد]: مصدر هجُنَ. 

هَجين1 [مفرد]: ج هُجُن وهُجَناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هجُنَ. 

هَجين2 [مفرد]: ج هَجائنُ وهِجان وهُجُن، مؤ هَجِين وهَجِينة، ج مؤ هَجائنُ وهِجان وهُجُن:
1 - نبات أو حيوان ينتج من تزاوج نوعين أو سلالتين أو صنفين مختلفين لجنس واحد.
2 - (حي) رجل مولود من أبوين أو عرقين مختلفين.
• الأيون الهَجِين: (فز) الجزيء الحامل للشُّحنتين السَّالبة والموجبة. 
هجن
: (الهُجْنَةُ، بالضَّمِّ، مِن الكَلامِ: مَا يَعِيبُهُ) .) تقولُ: لَا تَفْعلُ كَذَا فيكونُ عَلَيْك هُجْنةً.
(و) الهُجْنَةُ (فِي العِلْمِ: إِضاعَتُه) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: إنَّ للعِلْمِ آفَةً ونَكَداً وهُجْنَةً.
(والهَجينُ: اللَّئِيمُ.
(و) أَيْضاً: (عَرَبيٌّ وُلِدَ من أَمَةٍ) ، وَهُوَ مَعِيبٌ.
وقيلَ: هُوَ ابنُ الأَمَةِ الرَّاعِيَة مَا لم تُحَصَّنْ، فَإِذا حُصِّنَتْ فليسَ الوَلَد بهَجِينٍ.
(أَو مَنْ أَبوهُ خَيْرٌ مِن أُمِّهِ) ، عَن ثَعْلب.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.
قالَ المُبرِّدُ: قيلَ لوَلَدِ العَرَبيِّ مِن غيرِ العَربيَّةِ هَجِينٌ لأنَّ الغالِبَ على أَوْلادِ العَرَبِ الأُدْمَة، وكانتِ العَرَبُ تُسَمي العجمَ الحَمْراءَ ورقابَ المزاوِد لغلَبَةِ البَياضِ على أَلْوانِهم، (ج هُجْنٌ) ، بالضمِّ، (وهُجَناءُ) ، ككُرَماء، (وهُجْنانٌ) ، كبُطْنان، وَفِي بعضِ النُّسخِ هِجانٍ وَهُوَ غَلَطٌ، (ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ) ؛) قالَ حَسَّان:
مَهاجِنَةٌ إِذا نُسِبوا عَبيدٌ عَضَارِيطٌ مَغالِثَةُ الزِّنادِقالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قُلْتُ فِي مَهاجِن ومَهاجِنَة إنَّهما جَمْعُ هَجِين مُسامَحةً، وحَقِيقَتُه أَنَّه مِن بابِ مَحاسِنَ ومَلامِحَ؛ (وَهِي هَجِينَةٌ، ج هُجْنٌ) ، بالضَّمِّ، (وهَجائِنُ وهِجانٌ؛ وَقد هَجُنَ ككَرُمَ، هُجْنَةً بالضَّمِّ، وهَجانَةً وهُجُونَةً) ، بالضَّمِّ.
(وفَرَسٌ) هَجِينٌ (وبِرْذَوْنَةٌ هَجِينٌ) ، بغيرِ هاءٍ، أَي (غير عَتِيقٍ) .
(قالَ الأَزْهرِيُّ: الهَجِينُ مِن الخَيْلِ الَّذِي وَلَدَتْه بِرْذَوْنَةٌ مِن حِصانٍ عَرَبيَ؛ وخَيْلٌ هُجْنٌ.
(و) الهِجانُ، (ككِتابٍ: الخِيارُ) والخالِصُ مِن كلِّ شيءٍ؛ قالَ:
وَإِذا قيلَ: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟ كنتَ أَنتَ الفَتَى وأنتَ الهِجانُوالعَرَبُ تَعُدُّ البَياضَ مِنَ الأَلْوانِ هِجاناً وكَرَماً.
(و) الهِجانُ (مِن الإِبِلِ: البِيضُ) الكِرَامُ، (والبَيْضاءُ) الكَرِيمةُ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
ذِرَاعَيْ عَبْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنِيناوقيلَ: الهِجانُ مِن الإِبِلِ هِيَ الخالِصَةُ اللّوْنِ والعِتْقِ، وَهِي أَكْرَمُ الإِبِلِ؛ قالَ لَبيدٌ:
كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ وَفِي الأقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ (و) مِن المجازِ: الهِجانُ: (الرَّجُلُ الحَسِيبُ) الكَرِيمُ النَّقيُّ الحَسَبِ؛ وَفِي بعضِ النُّسخِ: الخَبيثُ، وَهُوَ غَلَطٌ. (وَهُوَ بَيِّنُ الهِجانَةِ، ككِتابَةٍ) .
(وقالَ الزَّمَخْشريُّ: رجُلٌ هِجانٌ كَرِيمُ التُّرْبةِ؛ وكَذلِكَ امْرأَةٌ هِجانٌ.
(و) مِن المجازِ: الهِجانُ: (الأرْضُ الكَرِيمةُ) البَيضاءُ اللَّيِّنَةُ التُّرْبةِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
بأَرضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وسْمِيَّةِ الثَّرى غَدَاةَ نَأَتْ عَنْهَا المَؤْوجةُ والبَحْرُ (و) يقالُ: (ناقَةٌ) وبَعيرٌ (هِجانٌ، وإِبِلٌ هِجانٌ أَيْضاً) ، يَسْتَوِي فِيهِ المُذَكَّر والمُؤَنَّث والجَمْعُ؛ (و) رُبَّما قَالُوا: (هَجائِن) أَي (بيضٌ كِرامٌ) ؛) قالَ ابنُ أَحْمر:
كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْهَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِيناقالَ ابنُ سِيدَه: الهِجانُ مِن الإِبِلِ البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ والعِتْقِ من نُوقٍ هُجُنٍ وهَجائِن وهِجانٍ، فَمنهمْ مَنْ يَجْعَله مِن بابِ جُنُبٍ، وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَله تَكْسِيراً، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه، وذلكَ أَنَّ الأَلِفَ فِي هِجانٍ الوَاحِد بمنْزِلَةِ أَلِفِ ناقَةٍ كِنَازٍ وامرأَةٍ ضِنَاكٍ، والأَلِفُ فِي هِجانٍ فِي الجَمْعِ بمنْزِلَةِ أَلِفِ ظِرافٍ وشِرَافٍ، وذلكَ أنَّ العَرَبَ كَسَّرَتْ فِعَالاً على فِعَالٍ، كَمَا كَسَّرَتْ فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها فِي ذلكَ أَنَّ فَعِيلاً أُخْتُ فِعَالٍ، أَلا تَرَى أَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا ثلاثيُّ الأصْلِ وثالِثُهُ حَرْفُ لينٍ؟ وَقد اعْتَقَبَا أَيْضاً على معْنًى واحِدٍ، نَحْو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبَادٍ، فلمَّا كَانَ كذلِكَ كُسّر أَحَدُهما على مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ صاحِبُه فقيلَ: ناقَةٌ هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فِي قَوْلِ عليَ، كرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهه: ((هَذَا جَنايَ وهجانُه فِيهِ) إِذْ كلّ جانٍ يدُه إِلَى فِيهِ) ، يعْنِي خِيارَه وخالِصَه.
(و) مِن المجازِ: (الهاجِنُ: زَنْدٌ لَا يُورِي بقَدْحَةٍ واحِدَةٍ) ، وَفِيه هُجْنَةٌ شَديدَةٌ.
وَفِي الأساسِ: فِي زِنادِه هُجْنَةٌ إِذا كانَ أَحدُ الزَّنْديْنِ وارِياً والآخَرُ صَلُوداً.
ويقالُ: هَجَنَتْ زَنْدُ فلانٍ؛ قالَ بشْرٌ:
لعَمْرُكَ لَو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةًلأَوْرَيْتَ إِذْ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ (و) الهاجِنُ: (الصَّبِيَّةُ) الصَّغِيرَةُ.
وَفِي المُحْكَم: هِيَ المرْأَةُ (تُزَوَّجُ قبل بُلوغِها) ، وكَذلِكَ الصَّغيرَةُ مِن البَهائِم.
(و) الهاجِنُ: (العَناقُ) الَّتِي (تَحْمِلُ قبل بُلوغِ) أَوانِ (السِّفادِ) ، والجَمْعُ هَواجِنٌ، وَلم يُسْمَعْ لَهُ فِعْلٌ، وعَمَّ بِهِ بعضُهم إناثَ نَوْعَي الغَنَم.
(أَو كُلُّ مَا حُمِلَ عَلَيْهَا قَبْل بُلوغِها) قالَهُ ثَعْلَب فَلم يَخُصَّ بِهِ شَيْئا من شيءٍ.
(والهاجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ صَغِيرَةً، كالمُتَهَجِّنَةِ.
(وفِعْلُ الكُلِّ يَهْجِنُ ويَهْجُنُ) ، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، مَا عَدا الهَاجِنُ بمعْنَى العَناقِ، فإنَّه لم يُسْمَعْ لَهُ فِعْلٌ كَمَا تقدَّمَ.
(والمَهْجَنَةُ، كمَشْيَخَةٍ، والمَهْجَنَا والمَهْجُنا، بضمِّ الجيمِ وتُمَدُّ: القَوْمُ لَا خَيْرَ فيهم) .
(وَفِي الأساسِ: قَوْمٌ مَهْجَنَةٌ، كمَشْيَخَةٍ، هُجَناءُ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةُ.
(و) المُهَجَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ) :) هِيَ (المَمْنوعةُ) مِن فحولِ الناسِ (إلاَّ مِنْ فُحولِ بِلادِها لعِتْقِها) وكَرَمِها؛ قالَ كَعْبٌ:
حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَوْس:
حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُوقالَ: هِيَ الناقَةُ أَوَّلَ مَا تَحْمِل.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي حُمِلَ عَلَيْهَا فِي صِغَرِها.
وقيلَ: أَرادَ بهَا أَنَّها مِن كِرامِ الإِبِلِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هَذِه ناقَةٌ ضَرَبَها أَبوها ليسَ أَخوها، فجاءَتْ بذَكَرٍ، ثمَّ ضَرَبَها ثَانِيَة فجاءَتْ بذَكَرٍ آخَر، فالوَلَدانِ إبْناها لأنَّهما وُلْدَا مِنْهَا، وهُما أَخواها أَيْضاً لأَبيها لأنّهما وَلَدَا أَبيها، ثمَّ ضَرَبَ أَحدُ الأَخَوَيْن الأُمَّ فجاءَتْ الأمُّ بِهَذِهِ الناقَةِ وَهِي الحَرْفُ، فأَبُوها أَخُوها لأُمِّها لأنَّه وُلِدَ مِن أُمِّها، والأخُ الآخَرُ الَّذِي لم يَضْرِبْ عَمُّها لأنَّه أَخُو أَبِيها، وَهُوَ خالُها لأنَّه أَخُو أُمّها مِن أَبيها لأنَّه مِن أَبيها وأَبوه نَزَا على أُمِّه.
وقالَ ثَعْلَب: أَنْشَدَني أَبو نَصْر عَن الأَصْمعيّ بيتَ كعْبٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وقالَ فِي تفْسِيرِه: إنَّها ناقَةٌ كَريمةٌ مُداخَلَة النَّسَبِ لشَرَفِها.
وقالَ ثَعْلَب: عَرَضْتُ هَذَا القَوْلَ على ابنِ الأَعْرابيِّ فخطَّأَ الأَصْمعيّ وقالَ: تَداخُل النَّسَبِ يُضْوِي الوَلَدَ؛ قالَ: وقالَ المفضَّلُ هَذَا جَمَلٌ نَزا على أُمِّه، وَلها ابنٌ آخَرُ هُوَ أَخُو هَذَا الجَمَلِ، فوَضَعَت ناقَةً، فَهَذِهِ الناقَةُ الثانِيَةُ هِيَ المَوْصُوفَةُ، فصارَ أَحدُهما أَباها لأنَّه وَطِىءَ أُمَّها، وصارَ هُوَ أَخاها لأنَّ أُمَّها وَضَعَتْه، وصارَ الآخَرُ عَمَّها لأنَّه أَخُو أَبِيها، وصارَ هُوَ خالُها لأنَّه أَخو أُمِّها.
وقالَ ثَعْلَب: وَهَذَا هُوَ القَوْلُ.
(و) المَهْجَنَةُ: (النَّخْلَةُ أَوَّلَ مَا تُلْقَحُ.
(وأَهْجَنَ) الرَّجُلُ: (كثُرَتْ هِجانُ إِبِلِهِ) ، وَهِي كِرامُها.
(و) أَهْجَنَ (الجَمَلُ النَّاقَةَ: ضَرَبَها وَهِي بنْتُ لَبُونٍ فلَقَحَتْ ونُتِجَتْ) ، وَهِي حِقَّةٌ.
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: وَلَا يفعلُ ذلِكَ إلاَّ فِي سَنَةٍ مُخْصِبَةٍ فتِلْكَ الهاجِنُ، وَقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً؛ وأَنْشَدَ: ابْنُوا على ذِي صِهْركم وأَحْسِنُواأَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟ وقالَ آخَرُ:
هَجَنَتْ بأَكْبرِهم ولمَّا تُقْطَبِ أَي لمَّا تُخْفَض؛ قالَهُ رجُلٌ لأهْلِ امْرأَتِه واعْتَلُّوا عَلَيْهِ بصِغَرِها عَن الوَطْءِ.
(والتَّهْجِينُ: التَّقْبيحُ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: (أَنا أَسْتَهْجِنُ فِعْلَكَ) ، أَي أَسْتَقْبحُه، (وَهَذَا ممَّا يُسْتَهْجَنُ) ذِكْرُه؛ (وَفِيه هُجْنَةٌ) ، بالضَّمِّ.
(واهْتُجِنَتِ الجارِيَةُ) ، مَبْنيًّا للمَفْعولِ: (وُطِئَتْ صَغيرَةً) ؛) وقيلَ: افْتُرِعَتْ قَبْل أَوانِها.
(و) قالَ ابنُ بُزُرْج: (غِلْمةٌ أُهَيْجِنَةٌ) ، على التّصْغِيرِ: (أَي أَهْلُهُم أَهْجَنُوهُم، أَي زَوَّجُوهُم صِغاراً، الصَّغائِرَ.
(و) مِن المجازِ: (لَبَنٌ هَجِينٌ: لَا صَريحٌ وَلَا لِبَأٌ) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: جَلَّتِ الهاجِنُ عَن الوَلدِ: أَي صَغُرَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للصَّغيرِ يَتَزَيَّنُ بزِينَةِ الكَبيرِ. يقالُ: هُوَ على التَّفاؤُل.
وجَلَّتِ الهاجِنُ عَن الرِّفْدِ: وَهُوَ القَدَحُ الضَّخْمُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلَّتِ العُلْبَةُ عَن الهاجِنِ، أَي كَبُرَتْ.
قالَ: وَهِي بنتُ اللَّبُونِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا فتَلْقَحُ، ثمَّ تُنْتَجُ، وَهِي حِقَّةٌ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: الهاجِنُ على مَيْسُورِها ابْنَة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورِها ابنَ اللَّبُونِ.
وناقَةٌ مُهَجَّنَة، كمُعَظَّمَةٍ: مُعْتَسَرَةٌ.
ويقالُ للقَوْمِ الكِرامِ: إنَّهم سَرَاةُ الهِجَانِ.
وهِجانُ المُحَيَّا: نَقِيّة.
والهِجَانَةُ: البَياضُ.
واهْتَجَنَتِ الشاةُ: تبيَّنَ حَمْلُها.
والهاجِنُ من النّخْلِ: الَّتِي تَحْمِلُ صَغِيرَةً، عَن شَمِرٍ.
والهِجانُ: راكِبُ الهَجِينِ، ويُطْلَقُ على البرِيدِ.

هجن: الهُجْنة من الكلام: ما يَعِيبُك. والهَجِينُ: العربيّ ابنُ الأَمة

لأَنه مَعِيبٌ، وقيل: هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا

حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ، والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ

ومَهاجِنَةٌ؛ قال حسان:

مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ

عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ

أَي مُؤْتَشِبُو الزناد، وقيل: رِخْوُو الزناد. قال ابن سيده: وإِنما

قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً، وحقيقته أَنه من باب

مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وقد

هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة. أَبو العباس أَحمد ابن يحيى

قال: الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصحيح. قال

المبرد: قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان

العرب الأُدْمة، وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ

المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ

أَحمرُ؛ ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة: يا حُمَيراء، لغلبة

البياض على لونها، رضي الله عنه. قال، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ إِلى

الأَحمر والأَسود، فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم. وقالت العرب

لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض: هُجْنٌ وهُجَناء، لغلبة

البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم. وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة

إِذا لم يكن عتيقاً. وبِرْذَوْنَة هَجِين، بغير هاء. الأَزهري: الهجين من

الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي، وخيل هُجْنٌ. والهِجانُ من

الإِبل: البيضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم:

ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ،

هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا

قال: ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ

وربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر:

كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا

ابن سيده: والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من

نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً، ومنهم

من يجعله تكسيراً، وهو مذهب سيبويه، وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد

بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع

بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على

فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت

فِعَالٍ، أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين؟ وقد

اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ

وعِبادٍ، فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير، قال:

ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف، وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى

الواو، كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ

هِجانٌ، كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف؛ فأَما قوله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ

من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق

فقد تكونُ النَّقِيَّةَ، وقد تكون البيضاء. وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر

هِجانُ إِبله، وهي كِرامها؛ وقال في قول كعب:

حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ

قال: أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها

لعِتْقِها وكرمها، وقيل: حُمِلَ عليها في صِغَرها، وقيل: أَراد

بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام. يقال: امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة.

وقال الأَزهري: هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها

ثانية فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، وهما أَخواها

أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ

فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من

أُمها، والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وهو خالها

لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه. وقال ثعلب:

أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره: إِنها ناقة كريمة

مُداخَلة النسب لشرفها. قال ثعلب: عَرَضْتُ هذا القول على ابن

الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وقال: تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ؛ قال: وقال

المفضل هذا جمل نزا على أُمه، ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة

فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها،

وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها، وصار

هو خالها

(* قوله «وصار هو خالها» كذا في الأصل والتهذيب، وهذا لا يتم

على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين

الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة) لأَنه أَخو أُمها؛ وقال ثعلب:

وهذا هو القول. والهِجانُ: الخيار. وامرأَة هجان: كريمة من نسوة هَجائنَ،

وهي الكريمة الحَسَبِ

التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً. أَبو زيد: رجل هَجِينٌ

بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كريمة، وتكون

البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة. ورجل هِجانٌ: كريمُ الحَسَبِ

نَقِيُّه. وبعير هِجانٌ: كريم. وقال الأَصمعي في قول علي، كرم الله

وجهه: هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه، يعني خياره

وخالصه. اليزيديُّ: هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، ورجل هَجِينَ بَيِّنُ

الهُجْنةِ، والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان

الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً؛ قال الراجز:

العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ

ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ

والإِقْرافُ: من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري: روى الرواةُ أَن رَوْح بن

زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة:

وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ،

سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ

فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى،

وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ

(* قوله «فمن قبل الفحل» كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء.

وفي رواية أخرى: وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ، وهكذا ينتفي الأقواء).

قال: والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب. قال ابن حمزة:

الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة، وهي الغِلَظُ، والهِجانُ الكريم مأْخوذ من

الهِجَانِ، وهو الأَبيض. والهِجان: البِيضُ، وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في

الإبل والرجال والنساء، ويقال: خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه. قال: وإِنما

أُخذ ذلك من الإبل. وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ. والهِجانُ

من كل شيء: الخالصُ؛ وأَنشد:

وإذا قيل: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟

كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ

والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً. وفي المثل:

جَلَّتِ

الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة

الكبير. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، وهو القَدَح الضخم. وقال ابن

الأَعرابي: جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ؛ قال: وهي بنتُ اللبون

يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة، قال: ولا تصلح أَن يفعل

بها ذلك. ابن شميل: الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ، وهي إبنة

لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وهي حِقَّةٌ، ولا تفعل ذلك إلا في سنة

مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وقد أَهْجَنَها الجملُ

إذا ضربها فأَلقحها؛ وأَنشد:

ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا،

أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟

(* قوله «صغرى اللقاح» الذي في التهذيب: صغرى القلاص).

قال رجل لأَهل إمرأَته، واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء؛ وقال:

هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ

يقال: قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت. ابن بُزُرْج: غِلْمَةٌ

أُهَيْجنة، وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً،

يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال:

والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة

اللَّبُون.وناقة مُهَجَّنة: وهي المُعْتَسَرَة. ويقال للقوم الكرام: إِنهم

لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وقال الشماخ:

ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا

إلى الرُّبُعِ الهِجانِ، ولا الثَّمينِ

الأَزهري: وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا

البيت:

إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين

يقول: لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه، قال: والرِّهانُ

الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها، يقول: مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى

رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها؛ وقول

الشاعر:

من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْـ

ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ

قال: الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء. والهِجانُ من الإِبل: الناقة

الأَدْماء، وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن. والهِجَانةُ:

البياضُ؛ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض، وهي أَكرم الإبل، وقال لبيد:

كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ،

وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ

مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإباضِ، وهو العِقالُ. وفي الحديث في ذكر

الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبيض. ويقال: هَجَّنه أَي جعله هجيناً.

والمُهَجَّنة: الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس:

حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ

وفي حديث الهُجرة: مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال:

والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ

وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ائتنا بها؛

اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها. والهاجنُ: التي حملت قبل وقت حملها.

والهُجْنة في الكلام: ما يَلْزَمُك منه العيبُ. تقول: لا تفعل كذا فيكون عليك

هُجْنةً. وقالوا: إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا

الإضاعة؛ وقول الأَعلم:

ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على

رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عنى بالهَجِين هنا اللئيم: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ

واحدة. يقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال

بشر:

لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً،

لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ

وقال آخر:

مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ

وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه. وأَرض هِجانٌ: بيضاء لينة التُّرْبِ

مِرَبٌّ؛ قال:

بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى

عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ

ويروى المُلُوحة. والهاجِنُ: العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ

السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال: ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به

إناثَ نوعي الغنم. وقال ثعلب: الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم

يَخُصَّ بها شيئاً من شيء. والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل: التي تحمل

صغيرة؛ قال شمر: وكذلك الهاجنُ. ويقال للجارية الصغيرة: هاجن، وقد

اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها. واهْتُجِنَتِ الجارية إذا

وُطِئت وهي صغيرة. والمُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح. ابن سيده:

الهاجِنُ

(* قوله «ابن سيده الهاجن إلخ» كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات

ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن

دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم) . والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم:

المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول

العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل.

باب الهاء والجيم والنون معهما هـ ج ن، ن هـ ج، ج هـ ن، ن ج هـ مستعملات

هجن: الهاجِنُ: العَناقُ التي تَحمِلُ قبلَ وقتِ السِّفاد، والجميعُ: الهواجن، ولم أسمعْ له فِعْلاً. والهِجان من الأبل: البيضُ الكِرامُ. ناقة هِجانٌ وبعيرٌ هجانٌ، ويُجْمَعُ على الهَجائن. وأرضٌ هجانٌ إذا كانت تُربتُها بيضاءَ. قال:

بأرضٍ هجانِ الترب وسمية الثرى ... عذاة نأتْ عنها المُؤُوجةُ والبحرُ

ويقالُ للقومِ الكِرامِ: إنّهم لمن سَراةِ الهِجان. قال:

ومثْلُ سَراةِ قومِكَ لم يُجارَوا ... إلى الرُّبَعِ الهِجانِ ولا الثَّمينِ

والهَجينُ: ابن العربيّ من الأُمَةِ الرّاعية الّتي لا تُحْصَن، فإذا حُصِنَتْ فليس ولدُها بهَجينٍ، والجميع: الهُجَناء. والاسمُ من الهَجين: هَجانة وهُجْنة، وقد هَجُنَ هَجانةً وهُجْنَة. والهُجْنَةُ في الكلام: ما يَلْزَمُكَ منه عيبٌ. تقول: لا تَفْعَلْهُ فيكونَ عليكَ هُجْنَة.

نهج: طريقٌ نَهْجٌ: واسِعٌ واضِحٌ، وطُرُقٌ نَهْجةٌ. ونَهَجَ الأمرُ وأنْهَجَ- لغتان- أي: وضح. ومِنْهَجُ الطّريقِ: وَضَحُه. والمِنْهاج: الطّريقُ الواضِحُ. قال:

وأَنْ أفوزَ بنُور أَستضيءُ بِه ... أَمضي على سُنّةٍ منه ومنهاج والنَّهْجةُ: الرّبو يعلو الإنسان والدّابة، ولم أسمعْ منه فعلاً. ويُقال للثّوب إذا بَليَ ولمّا يتشقّقْ: قد نَهَج ونَهِجَ وأَنْهَجَ. وأَنْهَجَهُ البِلَى، قال:

وكيف رجائي جدّة النّاهج البالي

وقال:

من طلل كالأتحميّ أَنْهَجا

وقال:

إذا ما أديمُ القومِ أنْهَجُه البِلىَ ... قديماً فلو كَتَّبتهُ لتخرّما

جهن: جاريةٌ جُهانةٌ، أي: تارّةٌ ناعمة.

نجه: نَجَهْتُ الرَّجُلَ نَجْهاً، إذا استقبلــتَهُ بما يُنَهْنِهُهُ عنك، فيَنْقَدِع. وتَنَجَّهته أيضاً بمعنى نَجَهْته، قال:

كَعْكَعْتُهُ بالرَّجْم والتنجه

وفي الحديث بعد ما نجهها عمر

، أي: بعد ما ردها وانتهرها 

وصل

[وصل] نه: فيه: من أراد أن يطول عمره "فليصل" رحمه، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا أو أساءوا، وصل رحمه يصلها وصلا وصلة، فكأنه بالإحسان وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر. و"الوصيلة": الشاة، إذا ولدت سبعة أبطن اثنين اثنين وولدت في السابعةوإسحاق إلى السحر، واحتج لهم بأن النهي للشفقة، وبوصاله صلى الله عليه وسلم، وللجمهور عموم النهي، والشفقة هي الداعية للتحريم، وأما الوصال بهم فاحتمل للمصلحة في تأكيد زجرهم، وحكمته الملل عن وظائف الدين من الخشوع في الصلاة ملازمة الأذكار. ك: واختلفوا أنه نهى تحريم أو تنزيه، والظاهر الأول. ن: "واصل" في أول رمضان - كذا في ح عاصم ووهم، وصوابه: أخر شعبان. نه: وفيه: إنه نهى عن "المواصلة" في الصلاة وقال: إن امرأ واصل في الصلاة خرج منها صفرا، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سأل عنه أبي الشافعي فقال: هي في مواضع: 1 - أن يقول الإمام: ولا الضالين، فيقول من خلفه: أمين - معًا لا أن يقولها بعد أن سكت الإمام، 2 - أن يصل القراءة بالتكبير، 3 - أن يصل التسليمة الأولى بالثانية، الأولى فرض والثانية سنة فلا يجمع بينهما، 4 - إذا كبر الإمام فلا يكبر معه حتى يسبقه ولو بواو. وفيه: اشترى مني بعيرًا وأعطاني "وصلا" من ذهب، أي صلة وهبة كأنه ما يتصل به أو يتوصل في معاشه، من وصله- إذا أعطاه مالا، والصلة: الجائزة. وفي ح عتبة والمقدام: إنهما كانا أسلما "فتوصلا" بالمشركين حتى خرجا إلى عبدة بن الحارث، أي أرياهم أنهما معهم حتى خرجا إلى المسلمين، وتوصلا - بمعنى توسلا وتقربا. وفي ح ابن مقرن: إنه لما دخل على العدو ما "وصلنا" كتفيه حتى ضرب في القوم، أي لم نتصل به ولم نقرب منه حتى حمل عليهم من السرعة. وفيه: رأيت سببًا "واصلا" من السماء إلى الأرض، أي موصولا - كذا شرح، ولو جعل على بابه لم يبعد. وفي ح على: "صلوا" السيوف بالخطى والرماح بالنبل، أي إذا قصرت السيوف عن الضريبة فتقدموا تلحقوا، وإذا لم تلحقهم الرماح فارموهم بالنبل. ومنه شعر زهير:
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ... ضاربهم فإذا ما ضاربوا اعتنقا وفيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم فعم "الأوصال"، أي ممتليء الأعضاء، جمع وصل. وكان اسم نبله صلى الله عليه وسلم "الموتصلة"، تفاؤلًا بوصولها إلى العدو، وهي لغة قريش بفك إدغامه كموتعد وموتفق، ولغة غيرهم متصل ومتعد به. وفيه: من "اتصل" فأعضوه، أي من ادعى دعوة الجاهلية نحو: يا لفلان! قولوا له: اعضض أير أبيك، وصل إليه واتصل - إذا انتمى. ومنه ح أبي: أنه أعض إنسانًا "اتصل". ك: وفيه:
يبارك على "أوصال" شلو ممزع
هو جمع وصل وهو العضو. "وتقطعت بهم الأسباب" أي "الوصلات"- بضم واو وصاد وفتحها وسكونها، جمع الوصلة وهي الاتصال. ن: تقطعت أوصاله، أي مفاصله. وفيه: "لا نوصل" صلاة حتى نتكلم أو نخرج، فيه حجة لنا في أن النافلة الراتبة وغيرها يتحول لها من مكان الفرض، لتكثر مواضع سجوده، وليفصل صورة النافلة عن الفريضة، وأنه يحصل الفصل بالتكلم. شم: كان صلى الله عليه وسلم "متواصل" الأحزان، قيل: هذا لا يثبت وفي إسناده من لا يعرف، كيف وقد صانه الله تعالى عن الحزن في الدنيا وأسبابها ونهاه عن الحزن على الكفار وغفر له ما تقدم وما تأخر فمن أين يأتيه الحزن! بل كان دائم البشر ضحوك السن، وقد استعاذ من الهم والحزن. وح: إذا تحدث "اتصل" بها، أي وصل حديثه بإشارته تؤكده. غ: "ولقد "وصلنا"" أي أنزلناه شيئًا فشيئًا يصل بعضه ببعض ليكونوا له أوعى. و""يصلون" إلى قوم" ينتمون.
وصل: {وصلنا}: أتبعنا بعضه بعضا فاتصل. {ولا وصيلة}: هي الشاة التي تلد سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه النساء والرجال أو أنثى تركت في الغنم، أو ذكرا وأنثى معا. قالوا: وصلت أخاها فلم يذبح لمكان الأنثى وحرم لحم الأنثى ولبنها على النساء إلا أن يموت منهما شيء فيأكله الرجال والنساء.
وصل:
وصل: مضارعها بالعامية يوصل (بقطر).
وصل: خاط (المقدمة 13:327:2؛ انظر (الكالا) في أوصلَ.
وصل يده بفلان: أبرم تحالفاً مع فلان (البربرية 2:198:1 (وفي حالة الجمع وصلوا يدهم ب)). وفي (5:203) (أيديهم). وفي (2:209) أيضاً ... الخ. وفي (عبّاد 40:347:1) نقرأ وصل يده ولكني في شكل في ما إذا كانت كلمة به قد حذفت أم لم تحذف من المخطوطة.
وصلتك رحم: تعبير متداول في (معجم البلاذري) على سبيل المثال و (الأغاني 5:20) وهو مديح يوجه لمَنْ قام بالواجب الذي تقتضيه صلة بالقرابة.
وصل فلاناً بغيره: قدَّمه له (معجم البلاذري).
وصل كلاماً: يحسن ربط الكلام ببعضه (محمد بن الحارث 217): كان يقول متى لحظت الناس لم أصل كلاماً فكان إذا خطب سدل على وجهه من ثوبه.
وصل: ربط شيئاً بآخر (البربرية 2:214:2) أو من شيء آخر وتدلى لهم بحبل وصله من عمامته التي كان متعمماً بها.
وصل: استطال، أصبح أكثر طولاً حين أضاف شيئاً (بقطر).
وصل: استمر، تابعَ (معجم الإدريسي، المقري 3:237:1، حيّان 26): فقال قد جاءني يا سيدي يسعدك بعض الذي أردته واندفع فوصل البيتين.
وصل: أدام (المقري 9:336:1): (وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم (العبدري 74، بعد أن ذكر اسم الأمير قال: وصل الله علاءه).
وصل: دخل، عاد (بقطر): للأموال ntrer, teveair: (Fonds) .
وصل: ذهب إلى حيث يجد أحد الناس، ذهب لكي يجد فلاناً (أخبار 2:147): ذهبنا إلى صلته وقصده بمكانه.
وصل إليه تأذى = آذاه (الإدريسي كليم، 2، القسم الخامس).
وصل: جاء بعده، تبعه (المقري 14:251:1): ثم تلاهم الرماة ثم وصلت صفوف هؤلاء الخصيان الصقالبة صفوف العبيد الفحول.
وصل: أهدى فلاناً (دي ساسي كرست 9:17:1، النويري أسبانيا 455): فأحسن إلى القائد ووصله وأعلى محله. إن وصل بمعنى وأعطى التي وردت عند (فوك - elemosina) تشير أيضاً إلى وصله ووصل به؛ إلا أن هذا الفعل يصاغ بالتعدي إلى المفعول به. ففي (محيط المحيط): (وصل زيداً برُه وأعطاه). وصل: في (محيط المحيط): (وصل فلانٌ دعا دعوى الجاهلية وهو أن يقول يا لفلان).
وصل: في (محيط المحيط): (وقولهم في الدعاء وصِلك الله من باب علم أي انعم الله عليك وأعطاك لغة قليلة في وصَلك الله).
وصّل: وصَّله مكاتيب: أبلغه رسائل إلى فلان (بقطر) ووصَل إلى = بلغه إياه (م. المحيط) (رياض النفوس 57): (لاحظ إن هم في المثال الآتي تعود إلى السمكتين موضوع البحث) فقال لي إذا كان هكذا فوصلهم أنت إليه.
الله يوصلك بالسلامة ويروينا وجهك لخير: رحلة طيبة (بقطر).
وصّلك قاد، رافقه بعد أن استقبلــه؛ وصّله إلى، قاد فلاناً أو رافقه إكراماً له إلى مكان قريب أو لضمان سلامته (بقطر).
يواصلني بمشرّفاته: أي يكرمني بمواصلة الكتابة لي (بقطر).
واصل: كان لي علاقة غير مشروعة مع امرأة (زيتشر 3:510:20، عنتر 4:1:4).
واصل لهم الإقامات: (كان يمونهم دائماً) (مملوك 22:1:1). (كان يمونهم دائماً) (مملوك 22:1:1).
وصل أياماً أو إلى أيام: أو بتعبير آخر، واصل: صام عدة أيام متواصلة (ابن بطوطة 161:3 و294 و445 و446 و447 و28:4 و217، وفي محيط المحيط): صوم الوصال هو المواصلة في الصوم هو أن يصل صوم النهار بإمساك الليل مع صوم الذي بعده من غير أن يطعم شيئاً.
أوصل: نقل (ابن الخطيب 22): جاءت امرأة تخاصم مياراً أوصلها من بعض المدن.
أوصل: جمع، ضم، ألحق ب، أضاف إلى آخر (الكالا).
أوصل جبلة المناسبة: عقد زواجاً؛ أوصل بينهم حبائل المحبة جعلهما يرتبطان بالمحبة (بقطر).
أوصل: خاط شيئاً بشيء آخر (الكالا).
توصل: نسل (فريتاج) إلى هذه الصيغة أربعة معانٍ كلها غير صحيحة. إن معاجم العامية اقتصرت على تفسير توصل إليه ب تلطف في الوصول إليه وهذا ما جعل (غوليوس) يتابع فيه (فريتاج) لأننا لو تأملنا كلمة لطف حين تكون بوزن (تفعل) وجدناها تفيد: استعمل طرقاً لطيفة، ثاقبة، ذكية أو استعمل على سبيل المثال الحيلة، أو التملق للوصول إلى ... (معجم الطرائف، أبو الفرج 1:263): (لقد تعلُّم هونان اللغة اليونانية وتوصل في تحصيل كتب الحكمة غاية إمكانه (أي بذل كل نباهته في الحصول على كتب الطب .. الخ. أو براعته وحدة ذهنه في الحصول عليها قدر المستطاع).
وكذلك الأمر في العبارة التي وردت في (الماسين 5:40) حيث لم يصب (اربينوس) في ترجمته ( corrupit muneribus) بالغش والخديعة التي تابعه في معناها كل من (شولتنز وفريتاج): لقد كان (قيس) حاكم مصر زمن علي (رضي الله عنه) على جانب كبير من الحصافة وسداد الرأي؛ فأجتهد معاوية في إخراجه من مصر فتوصل (أي لهذا السبب استعمل (توصل) (معاوية) طرقاً بارعة (لكي يحقق هذا الغرض)). أي انه قد استعمل فعل (توصل) وحده (طرائف تاريخ العرب 2:190).
توصل إلى: حصّل (عبّاد 5:71:1): شاعره المتصل به المتوصل إلى المُنا لسببه -كذا في الأصل. المترجم- أي الذي جعله ينال كل ما كان يرغب، ورد هذا المعنى الذي ورد بطريقة الحذف البلاغي في (الثعالبي، طبعة كول، رقم 128): حين تلا أبو النواس قصيدته على (الفضل) ذكر البيت الآتي:
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواكِ لعل الفضل يجمع بيننا
فيقول الفضل: ما زدت عليَّ بأن جعلتني قواداً.
فيجيب الشاعر: أصلحك الله إنه جمع تفضل لا جمع توصل. أي إن هناك تتمة للجملة هي إلى أجر بعد توصل أو ما شابه الأجر كالمكافأة أو الجمالة لأن المعنى: (إن ما سأحصل عليه منك هو لقاء بلا مقابل وليس للحصول على مقابل يذهب إلى القوادين maquereau لأنهم لا يفعلون هذا دون جعالة. إن المعنى الذي يريده (بوسويه) من إضافة اللام -ل- إلى الفعل هو لكي يصبح المعنى: أفضى إلى، حصل؛ تسلم، قبل، تناول، حاز وعلى سبيل المثال يروم التوصل إلى حقه: يريد أن يحوز حقوقه وكذلك نوال وصال امرأة obtenir le Fareur de: التوصل إلى نفي (الكامل 2:419) وذكر الليثي إن رجلاً أحب جارية ولم يكن يحسن مما يُتوصّل به
إلى النساء شيئاً إلا أنه كان يحفظ القرآن فكان يتوصل إليها بالآية بعد الآية. توصل إلى: وجد وسيلة إلى (المقدمة 3:33:1): فتوصل شيعة آل العباس بذلك عند ظهور العبيديين إلى الطعن في نسبهم؛ وحول استبداد (علي بن حمود) أورد (حيّان بسّام 33:1) القول الآتي كمثال على توصل إلى فلان أي وجد وسيلة للإضرار بفلان: وأغرم عامُتهم وتوصل إلى عيالهم بقوم من شرار الناس ففتحوا له من البلاء أبواباً اهلكوا بها الأمة وتقربوا إليه بالسعاية.
توصّل: من مشتقات كلمة وصلة بمعنى التدخل أو القيام بدور الوسيط. في عبارة (للحريري 101) ذكرها (فريتاج) الذي ترجم توصل ب ( pervenit) وهذا خطأ بيَّن قال المعلق إن معنى أن أتوصل هو أن أكون وصلة لتحصيل الباقي؛ وفي (ياقوت 2:353:1): فحبُس وطال حسبه فتوصل ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه.
تواصل: أخطأ (فريتاج) مرتين فيما يتعلق بالكلمة تواصل الأولى حين ادعى إذ أن (العمراني 168) هو الذي ذكر تواصلت رسل continui legati venrunt التي ينبغي أن تترجم إلى صيغة أخرى. أما المعنى الثاني الذي قال (فريتاج) إنه قد وجده عند (شولتنز) فأنه لا يحمل هذا المعنى أيضاً.
تواصل: وكذلك المعنى عند (بقطر): تواصلت السخونة ثلاث مرات أي عاودته ثلاث مرات.
اتصل ذلك بفلان: أي بلغت مسامعه (مملوك 44:1:1).
اتصلوا = تسلسلوا: أي أمسك بعضهم بعضاً بالأيدي وشكلّوا سلسلة (ابن جبير 18:14).
اتصل مَنْ بعده في إيثارها: أي كل الذين تعاقبوا على هذا المنزل الريفي أحبوه وآثروه (المقري 304:1).
اتصل: = وصل في (محيط المحيط): (وصل فلان وصلا وصلة القائم به ويكون في عفاف المحب ودعارته وفلان دعا دعوة الجاهلية وهو أن يقول يا لفلان).
استوصلت: تشككت. إن (فريتاج) كان على حق حين أدان ترجمة هذه الكلمة إلى معناها الذي ذكره في منتخباته.
استوصل فلاناً: انضم فلان إليه (البربرية 2:638:1): زاحم بيوتات المصر بمناكب استوصلها سوائر عمره من الدعار والأوغاد.
وصل: ضد هجر، ووصال المرأة لقاء الحب أو نوالها أو الحصول عليها: جاء بالوصل سمح به (بقطر).
وصل: الوصل عند الصوفية الاتحاد بالله؛ وهو نوعان: مؤقت يحدث في حال الوجد ويدعى أيضاً بالجذب وانخطاف واختطاف بالروح والمشاهدة؛ ودائم بالموت (دي سلان ابن خلكان. الترجمة 513:1).
وَصْل ووُصل ووَصل: في (محيط المحيط): (والوِصل والوُصل كل عضو على حدة لا يُكسر ولا يوصل به غيره والجمع أوصال. وقال الجوهري الأوصال المفاصل. وقال غيره مجتمع العظام كقول الجوهري في المعنى).
في (الكامل 9:76 و10) بالكسرة فقط وفي (الملاحظات b بالفتحة أو الكسرة). إن الوصًل والوِصل يفيد من الناحية التقنية وُصلة ومفصل، ومن ناحية البناء فاصل بين حجرين، ومن الناحية الجيولوجية حِلٌ (صدع في صخر الخ (الإدريسي 3:139).: أحجارها من صميم الكذّان. وقد أفرغ الرصاص في أوصالها فبعضها مرتبط ببعض بعقود لا ينفك التئامها. وفي (المقري 8:253:1): كرسي مكسو الأوصال بالفضة. وفي (مملوك 310:2:2) (في الحديث عن الأنبيق): تطيّن أوصالها.
وصل: قطع الربط التي توصل المصنوعات الخشبية أو الرخامية المتلونة (بقطر) مثل ما يطلق عليه اسم مفصِل (انظر الكلمة في فصل - مفصل في الجزء الثامن من ترجمة هذا المعجم). وهي مرادف وصل بمعنى موصل ومفصِل Joint ( المقري 1:363:1): وقال في المنبر إنه مركب من 36 ألف وصل قام كل واحد منها بسبعة دراهم فضة وسمّرت بمسامير الذهب والفضة وفي بعضها نفيس الأحجار (9:404 و2:405).
وصل: خط مستقيم يسحب بالمسطرة وعلى سبيل المثال: ( .. يترك بعد وصل الطرة ستة أوصال بياضاً، أي بعد الخط الذي تكون فيه الطرّة ستة خطوطة .. الخ). وقد تردد هذا التعبير عند (كاترمير مملوك 310:2:2) أكثر من مرة واحدة؛ إلا أن هذا العالم قد خلط أربعة تعابير في واحد (من ذلك ترجمته للوصل بالجماعة والزمرة واللسان الصغير من الورق أو الخشب) وهو ما لم ارتح له.
وصل: لوح (مملوك 310:2:2): على ثلاث وعشرين معدية مدت عليها أوصال الخشب.
وَصَل والجمع أوصال: حربة، رمح (فوك).
وَصْلة والجمع وصلات: لوح يوضع عليه ويحمل الخبز الذي يخرج من الفرن (الكالا).
وَصلة والجمع وصِال: زنبيل أو سلة الخبز mannequin ( الكالا).
وَصلة: الاسم الذي يطلق في الشام على السوط الذي يوضع في مؤخرة البعير (زيتشر 120:22). وَصلة: اصطلاح نحوي (رايت. في النحو العربي - شذرات أو نتف صغيرة opuscula) (1: ص17).
وُصلة: قطعة مضافة للتوسيع (بقطر).
وُصلة: قطعة. حافة للتطويل (بقطر).
وُصلة: قضية، سبب، علة، مبدأ، موجب، مصلحة (فوك): cause.
صِلة: والجمع صلات: ضم، إلحاق (ابن جبير 10:98): والركن الأسفل منها متصل بالركن الذي يليه من الشرفة الأخرى وتحت كل صلة منها ثقب مستدير في دور الشبر منفوذ يخترقه الهواء.
صلة: تتمة، ملحق، تكملة (عبّاد 166:2).
صلة: وصلة. اصطلاح نحوي (رايت، نُتف 1: ص 17).
صلة: اصطلاح نحوي يتعلق بجملة الربط ( Proposition corjonctire) ( دي ساسي كريست نحو 444:1 و (259 و261)، وعلى سبيل المثال: مررت برجل أبوه نائم، والملك الذي يعدل.
صلة: يرد في النحو، أيضاً، اسم صلة لبعض حروف الجر كالباء، وعلى سبيل المثال، ما ورد في (محيط المحيط): ( .. وتطلق الصلة عند أهل العربية على حرف زائد كالباء في كفى بالله شهيداً. أو على حرف جر يتعدى به الفعل وما أشبهه كفي من دخلت في الدار. يقولون الباء في المثال الأول وفي المثال الثاني صلة. وعلى جملة خبرية أو شبهها متصلة باسم ولا يتم ذلك الاسم جزءاً إلا مع هذه الجملة المشتملة على ضميره عائداً إليه ويسمى ذلك حشواً. نحو جاء الذي قام أبوه).
صلة: اصطلاح خاص بوزن الشعر يتعلق بملحق الحرف الساكن كالألف والواو والياء، أو ُهْ، ِهْ، َهْ (رايت، في النحو العربي 2، ص 379).
صلة: في (محيط المحيط): (العطية والإحسان والبر، وقيل صلة عبارة عن أداء مال ليس بمقابلة عوض مال كالزكاة وغيرها من النذور والكفّارات والجمع صلات.) (معجم البلاذري، دي يونج، فوك، المقري 9:137:1).
الوصال: عند الصوفية الاتحاد بالله. وفي (محيط المحيط): (الوصال مصدر واصل وعند السالكين مرادف للوصل والاتصال).
وصول: عوائد الأموال (بقطر).
وصول والجمع وصولات: في (محيط المحيط): (الوصول مصدر وصل، وعند المولدين وريقة يدرج فيها بيان وصول دراهم ونحوها من رجل تسمية بالمصدر). براءة ذمة، وصل استلام (بقطر، هلو، مملوك 5:25:1:1).
وصول: أمر بدفع مبلغ معين (الملابس 270): فيكتب على صاحب تلك الدار الوصولات بالجمل الثقال وكل مَنْ امتنع من العطاء بهدوله، وسبّوه. وفي (باسم 74): فكتب له وصول على إنسان حلواني - وأخذ منه ورقة بأن يحضر ومعه خمسة آلاف وان يحضر بهم إلى الخزانة. وفي (75): هذه الورقة الوصول وفيه ثم ناوله الوصول.
وصيلة: في (محيط المحيط): ( .. وبعض العوام يسمي الضفيرة من الشعر بالوصيلة وربما شددوا الصاد).
توصيل: كتابة اقرارية بوصول مبلغ. (شيربونو ريال 208:59).
موصَّل أو موصول: اصطلاح في البناء، في الحديث عن الأحجار (انظر معجم الجغرافيا). ويبدو أن الإشارة هنا هي للنتوءات أو الحديبات الحجرية المعمارية التي تترك عارية على جدار بقصد الزينة للنقش عليها كما في الطرز المعمارية (أو البناء بحجارة غير منحوتة، وكما في الأرياف).
موصل، موصلي، موصول (آلة موسيقية). أنظر ماصول في مصل.
مَوْصِلّي: (عامية مُوصلي أنظر م. المحيط): والكلمة تشير إلى مدينة الموصل حيث يصنع فيها القماش الموصلي الخفيف
(بقطر، ألف ليلة 159:2، مارمول 111:3 وبالأسبانية cotonias illamadas moscales) .
موصول: في (محيط المحيط): (وهو عدم سقوط راو من رواة الحديث ومجيء إسناده متصلاً ويسمى ذلك الحديث متصلاً وموصولاً).
موصول: أنظر موَصُل.
اتصال: انظر (موصول) في أعلاه التي وردت في (محيط المحيط).
اتصال: والجمع: اتصالات: (في محيط المحيط): (وعند المنجمين كون الكوكبين على وضع مخصوص من النظر والتناظر.). (أبو الفداء).
الاتصال: في (محيط المحيط): (عند الصوفية الاتحاد بالله).
الاتصال: التماس مع العالم العلوي (المقدمة 8:179:1 و11).
بينهما اتصالية: في (محيط المحيط): (والعامة تقول بينهما اتصالية أي علق نسب أو سببُ).
متصل: أنظر موصول التي وردت في (محيط المحيط) في أعلاه حول الحديث الموصول. وانظر (دي سلان المقدمة 482).
المتصلة: هي التي يأتي بها الحدس conjecture يشترك به صاحبه في معرفة بعض الأسرار في الديانات القديمة ceux qui venaient se faire initier ( وقد ترجمها دي ساسي كريست 9:141:1) بالحدس. ضمير متصل: في (محيط المحيط): (عند النحاة خلاف المنفصٍِل) (بقطر)؛ إلا أن النحاة العرب زادوا بعض النهايات التي شملت الصور المختلفة للأفعال، سواء في النهايات أو البدايات مثل كتبتَ فالتاء هنا (ت) ضمير متصل وفقاً لما قرره (دي ساسي نحو 462:1).
متصل: عرّفَ (فوك) كلمة condicionalis اللاتينية بأنها قضية شرطية، منفصلة أو متصلة. وفي (محيط المحيط): في مادة اتصال: (وعند المنطقيين ثبوت قضية على تقدير قضية أخرى).
متواصل: مستمر تتداخل فيه الأجزاء (بقطر).
متواصل ب: متتابع أو متقدم دون توقف أو فاصل (بقطر).
(و ص ل) : (كُرِهَ صَوْمُ الْوِصَالِ) هُوَ أَنْ لَا يَأْكُلَ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا (وَالْوَصِيلَةُ) الشَّاةُ إذَا أَتْأَمَتْ عَشْرَ إنَاثٍ مُتَتَابِعَاتٍ فِي خَمْسَةِ أَبْطُنٍ لَيْسَ فِيهِنَّ ذَكَرٌ فَيُقَالُ قَدْ وَصَلَتْ فَكَانَ مَا وَلَدَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِلذُّكُورِ دُونَ الْبَنَاتِ وَقِيلَ كَانُوا إذَا وَلَدَتْ ذَكَرًا قَالُوا هَذَا لِآلِهَتِنَا فَيَتَقَرَّبُونَ بِهِ وَإِذَا وَلَدَتْ أُنْثَى قَالُوا هَذِهِ لَنَا وَإِذَا وَلَدَتْ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى قَالُوا وَصَلَتْ أَخَاهَا فَلَمْ يَذْبَحُوهُ لِمَكَانِهَا.
وصل
الِاتِّصَالُ: اتّحادُ الأشياء بعضها ببعض كاتّحاد طرفي الدائرة، ويضادّ الانفصال، ويستعمل الوَصْلُ في الأعيان، وفي المعاني.
يقال: وَصَلْتُ فلاناً. قال الله تعالى:
وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
[البقرة/ 27] ، وقوله تعالى إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ
[النساء/ 90] أي:
ينسبون. يقال: فلان مُتَّصِلٌ بفلان: إذا كان بينهما نسبة، أو مصاهرة، وقوله عزّ وجلّ:
وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ
[القصص/ 51] أي: أكثرنا لهم القول مَوْصُولًا بعضُهُ ببعض، ومَوْصِلُ البعيرِ: كلّ موضعين حصل بينهما وُصْلَةٌ نحو: ما بين العجز والفخذ، وقوله: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ
[المائدة/ 103] وهو أنّ أحدهم كان إذا ولدت له شاته ذكرا وأنثى قالوا: وَصَلَتْ أخاها، فلا يذبحون أخاها من أجلها، وقيل: الوَصِيلَةُ:
العمارة والخصب، والوَصِيلَةُ: الأرضُ الواسعة، ويقال: هذا وَصْلُ هذا. أي صِلَتُهُ.
و ص ل : وَصَلْتُ إلَيْهِ أَصِلُ وُصُولًا.

وَالْمَوْصِلُ
مِثْلُ مَسْجِدٍ يَكُونُ مَصْدَرًا وَمَكَانًا وَبِهِ سُمِّيَ الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ وَهُوَ عَلَى دِجْلَةَ مِنْ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ.

وَوَصَلَ الْخَبَرُ بَلَغَ.

وَوَصَلَتْ الْمَرْأَةُ شَعْرَهَا بِشَعْرٍ غَيْرِهِ وَصْلًا فَهِيَ وَاصِلَةٌ وَاسْتَوْصَلَتْ سَأَلَتْ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا ذَلِكَ وَوَصَلْتُ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَصْلًا فَاتَّصَلَ بِهِ.

وَوَصَلْتُهُ وَصْلًا وَصِلَةً ضِدُّ هَجَرْتُهُ وَوَاصَلْتُهُ مُوَاصَلَةً وَوِصَالًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ كَذَلِكَ وَمِنْهُ صَوْمُ الْوِصَالِ وَهُوَ أَنْ يَصِلَ صَوْمَ النَّهَارِ بِإِمْسَاكِ اللَّيْلِ مَعَ صَوْمِ الَّذِي بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْعَمَ شَيْئًا وَأَوْصَلْتُ زَيْدًا الْبَلَدَ فَوَصَلَهُ وَبَيْنَهُمَا وُصْلَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ أَيْ اتِّصَالٌ. 
و ص ل

وصل الشيء بغيره فاتصل. ووصّل الحبال وغيرها توصيلاً: وصل بعضها ببعض ومنه: " ولقد وصّلنا لهم القول ". وخيط موصّل: فيه وصل كثير. ووصلني بعد الهجر وواصلني، وصرمني بعد الوصل والصلة والوصال، وتصارموا بعد التواصل. وهذا موصل الحبلين والعظمين. ووصلت شعرها بشعر غيرها. " ولعن الله الواصلة والمستوصلة. وقطع الله أوصاله: مفاصله جمع وصلٍ ووصلٍ. قال ذو الرمة:

إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ... فقام بفاس بين وصليك جازر

" ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ " وهي التي وصلت أخاها من أولاد الغنم فلم تذبح، وإذا مات رجل أو نكب قيل للآخر: لا كنت له بوصيلٍ أي لا وصلت به فيصيبك ما أصابه. وهو وصيل فلان: لمواصله الذي لا يكاد يفارقه. ووصل إليه وصولاً. وأوصلته إليه. وتوصّلت إليه: تلطّفت حتى وصلت إليه. وهذا وصلةٌ إلى كذا، وبينهم وصلةٌ ووصلٌ. وساق الله إليّ وصلةً حتى بلغت مقصدي أي رفقة حملوني. وسمعتهم يسمون الزاد: صلةً بالضم.

ومن المجاز: وصله بألف درهم، وهذه صلة الأمير وصلاته. ووصل إلى بني فلان واتصل: انتمى. قال الأعشى:

إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل ... وبكر سبتها والأنوف رواغم

وضربه ضربة لا توصل: لا تداوي. قال الفرزدق:

وهم الذين علوا عمارة ضربة ... شوهاء فوق شؤونه لا توصل

ووصل رحمه، وأمر الله تعالى بصلة الرحم.
وصل
كُلُ شَيْءٍ اتَصَلَ بشَيْءٍ فما بينهما: وُصلَة.
واتَصَلَ الرجُلُ: انْتَسَبَ.
ومَوْصِلُ البَعِيرِ: ما بَيْنَ عَجُزِه وفَخِذِه.
والوَصْلَانِ: طَبَقا الظَّهْرِ.
وضَرَبَه ضَرْبَةً لا تُوْصَلُ: أي لا تُدَاوى.
والوَصَلُ: المُتَّصِلُ، إنّا لَفي وَصَلٍ من مَكانِ كذا ومُؤْتَصَلٍ منه. وأوْصَالُ الدابةِ: واحِدُها وَصَلٌ ووِصْلٌ.
والأوْصَالُ: مَفَاصلُ الأرْضِ، واحِدُها وَصَلٌ.
والوَصِيْلَةُ من الغَنَمِ: كانَتِ العَرَبُ إذا وَلدُوا الشاةَ ذَكَراً قالوا: هذا لآلِهَتِنا، وإذا وَلَدُوها أُنثى وَصَلَتْ أخاها من أجْلِها.
وتقول إذا دَعَوْتَ له: لا كُنْتَ له بِوَصيْلٍ: أي لامِتَ فَتَصِلَ المَيتَ ولا تُوْصَلُ بمَيتٍ. وقيل: إن الحَي لا يَصِلُ المَيِّتَ بَعْدَ مَمَاتِه أي لا يَرْعى من حَقِّه ما كانَ يَرْعاه وهو حَيٌ. والوَصِيْلَةُ: العِمَارَةُ والخِصْب من البُلْدانِ في حَدِيث عَبْدِ اللِه بن مَسْعُودٍ. والوُصْلَةُ: المَكأنُ المُكْلِئ. والرُفْقَةُ أيضاً.
والوَصِيْلَةُ: الأرْضُ الواسِعَةُ البَعِيْدَةُ كأنها وُصِلَتْ بأخرى.
والوَصائلُ: ثِياب حمْر مخَطَّطَة يُجَاء بها من اليَمَن يَتَّخِذُها النسَاءُ دُرُوْعاً. وهذا وَصِيْلُ هذا: أي مِثْله.
والوَصِيْلَةُ: كُبَّةُ الغَزْلِ، وجَمْعُها وَصَائلُ. ووَصِيْلُ الرَّجُلِ: الذي يَخْرُجُ مَعَه وَيدْخُلُ مَعَه. والمَوْصُوْلُ: دابَّةٌ في خِلْقَةِ الدبْرِ أسْوَدُ وأحْمَرُ يَلْسَعُ الناسَ.
[وصل] وصلت الشئ وصلا وصلة. ووَصَلَ إليه وُصُولاً، أي بلغ. وأوصله غيره. (*) ووصل بمعنى اتصل، أي دَعا دعوى الجاهليَّة، وهو أن يقول يا لفلان. قال تعالى: (إلا الذين يَصِلونَ إلى قومٍ) أي يَتَّصِلونَ. والوَصْلُ: ضدُّ الهِجرانِ. والوَصْلُ: وَصْلُ الثوبِ والخُفِّ. ويقال: هذا وَصْلُ هذا، أي مثله. وبينهما وُصْلَةٌ، أي اتِّصالٌ وذريعة. وكل شئ اتصل بشئ فما بينهما وُصْلَةٌ، والجمع وُصَلٌ. والأوْصالُ: المفاصِلُ. والوَصيلَةُ التي كانت في الجاهليَّة، هي الشاةُ تلد سبعة أبطُنٍ عَناقَيْنِ عَناقَيْنِ: فإن ولدت في الثامنة جديا ذبحوه لآلهتهم، وإن ولدت جَدْياً وعَناقاً، قالوا: وَصَلَتْ أخاها. فلا يذبحونَ أخاها من أجلها، ولا يشرب لبنها النساء وكان للرجل، وجرت مجرى السائِبة. والوَصيلَةُ: العِمارَةُ والخِصْبُ. والوَصيلَةُ: الأرضُ الواسعةُ. والوَصائِلُ: ثيابٌ مخطَّطةٌ يمانِيَّةٌ. وفي الحديث: " لعن الله الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ ". فالواصلةُ: التي تصل الشعر. والمُستوصِلةُ: التي يفعل بها ذلك. وتَوَصَّلَ إليه، أي تلطَّف في الوُصولِ إليه. والتَواصُلُ: ضد التصارم. ووصله توصيلا، إذا أكثر من الوصل. وواصَلَهُ مُواصَلَةً ووِصالاً. و. منه المواصلة في الصوم وغيره. وموصل البعير: مابين عجزه وفخذه. والمَوْصِلُ: ما يُوصَلُ من الحبل. قال المتنخل الهذلى: ليس لميت بوصيل وقد علق فيه طرف الموصل دعاء لرجل. أي لا وصل هذا الحى بهذا الميت، أي لا مات معه. ثم قال: وقد علق فيه طرف الموصل، على أنه سيتصل به، أي قد علق في الحى السبب الذى يصير به إلى ما صار إليه الميت. والموصل: بلد. وقول الشاعر: وبصرة الازد منا والعراق لنا والموصلان ومنا المصر والحرم يريد الموصل والجزيرة. وواصل: اسم رجل. والجمع أواصل، تقلب الواو همزة كراهية اجتماع الواوين.

وصل


وَصَلَ
a. [ يَصِلُ] (n. ac.
وَصْل
صِلَة [وِصْلَة]) [acc. & Bi], United, joined, linked, coupled to; combined
connected with.
b.(n. ac. وِصْلَة
وُصْلَة
وُصُوْل) [acc.
or
Ila], Reached; arrived at.
c.(n. ac. وَصْل
وِصْلَة), Was closely united to.
d. [acc. & Bi], Presented with.
وَصَّلَa. see I (a)b. [ acc. or acc.
& Ila], Made to reach; brought or sent to.
وَاْصَلَa. see I (c)b. [acc.
or
Fī], Did without interruption; was intent upon;
persevered, persisted in.
c. Gave.

أَوْصَلَa. see II (b)
تَوَصَّلَ
a. [Bi], Was joined to; was attached to.
b. [Ila]
see I (b)c. [Ila], Won access to; bribed.
تَوَاْصَلَa. Were joined, united; was consecutive.

إِوْتَصَلَ
(ت)
a. Was continuous, consecutive.
b. [Bi], Was contiguous to; adjoined, bordered, abutted
upon.
c. see I (b)
& V (a).
إِسْتَوْصَلَa. Was joined.

وَصْلa. Union; connection; junction; conjunction.
b. Intimacy, amity.
c. Equal; like.
d. Copula, link.

وَصْلَة
a. [ coll. ], Beam; rafter.

وَصْلِيّa. Conjunctive; copulative; connective.

وِصْلa. see 3
وِصْلَةa. Gift; favour.

وُصْل
(pl.
أَوْصَاْل)
a. Limb; joint; link.
وُصْلَةa. see 1 (a) (b).
c. (pl.
وُصَل), Bond; link.
مَوْصِل
(pl.
مَوَاْصِلُ)
a. Juncture.
b. Instrument of music.

وَاْصِلa. Arriving; reaching.

وَاْصِلَةa. Woman who wears false hair.

وِصَاْلa. see 1 (a) (b).
وَصِيْلa. Uninterrupted, continuous.
b. Inseparable friend, confidant, alter ego.

وَصِيْلَة
(pl.
وَصَاْئِلُ)
a. fem. of
وَصِيْل
&
see 3t (c)c. Culture, refinement; affability.
d. Productiveness.
e. Wide region.
f. Striped cloth from Yemen.
g. Hank ( of thread ).
h. Sword.
i. Female that has brought forth many times in
succession.
j. Company.
k. Charitable institution.

وَصُوْلa. see 1yib. Generous.

وُصُوْلa. Arrival.
b. see 1 (a) (b).
d. (pl.
وُصُوْلَات) [ coll. ], Receipt
acknowledgment.
N. P.
وَصڤلَa. Joined.
b. Conjunctive.
c. (pl.
مَوْصُوْلَات), Conjunction.
d. A species of hornet.
e. Sword.

N. P.
وَصَّلَa. Joined.

مُوَاصَلَة [ N.
Ac.
وَاْصَلَ
(وِصْل)]
a. see I (a) (b).
c. Continuity; continuance.

مُتَّصِل [ N.
Ag.
a. VIII], Contiguous, adjacent, adjoining.
b. Continuous, continual, unintermittent.

إتِّصَال [ N.
Ac.
a. VIII]
see 3t (c)b. Continuity, continuousness.
c. Contiguity, juxta-position, adjacency;
adherence.

المُوْصِل
a. [ coll. ], Mausil (
city ).
المَوْصِلَان
a. Mesopotamia.

إِتِّصَالِيَّة
a. [ coll. ]
see N. Ac.
إِوْتَصَلَ
(b), (c).
مُسْتَوْصِلَة
a. see 21t

أَلِفُ ا@لوَصْل
a. Alif-ul-wasl ا@

لَيْلَة الوَصْل
a. Last night of a lunar month.

مَوْصُوْل إِسْمِىّ
a. Relative pronoun.
باب الصاد واللام و (وأ يء) معهما وص ل، ص ل و، ل ص و، ص ل ي، ل وص، أص ل، ص ول مستعملات

وصل: كلُّ شيءٍ اتَّصَلَ بشيءٍ فما بينَهما وُصْلَةٌ. ومَوْصِل البعير: ما بين عَجُزه وفَخِذه، قال:

تَرَى يبيسَ البَوْلِ دونَ المَوْصِلِ

[وقال المُتَنَخِّل:

ليس لِمَيْتٍ بوَصيل وقد ... عُلِّقَ فيه طرف الموصل]  والوَصيلة من الغَنَم كانت العربُ اذا ولَدَتِ الشّاةُ ذَكَراً قالوا: هذا لآلهتنا فتَقَرَّبوا به، واذا وَلَدَت أنثَى قالوا: وَصَلَتْ أخاها فلا يذبَحون أخاها، قال تأبَّط شرّاً:

اجدَّك إما كنتَ في الناس ناعقاً ... تراعي بأعلَى ذي المجاز الوَصائلا

واتَّصَلَ الرجلُ أي انتَسَبَ فقال: يا لفُلان، قال:

اذا اتَّصَلَتْ قالَتْ لبَكرِ بنِ وائلٍ

صلو: الصَّلاةُ ألفَها واوٌ لانّ جَماعتَها الصَّلَوات، ولأنّ التثنيةَ صَلَوان. والصّلا: وَسَط الظَّهْر لكلِّ ذي أربعٍ وللناس. وكلُّ أنثَى اذا وَلَدَت انفرَجَ صَلاها، قال:

كأنَّ صلا جهيزة حين قامت ... حباب الماء يتبع الحبابا

واذا أتى الفَرَسُ على أَثَر الفَرَسِ السابق قيلَ: قد صَلّى وجاء مُصَلِّياً لأنَّ رأسَه يتلو الصَّلاَ الذي بين يديه. وصَلَواتُ اليَهود: كنائِسهُم واحدُها صلاة . وصَلَواتُ الرسول للمسلمين: دُعاؤه لهم وذكرهم. وصَلَواتُ اللهِ على أنبيائه والصالحين من خلقه: حُسنُ ثَنائه عليهم وحُسن ذكره لهم. وقيل: مَغفرتُه لهم. وصَلاةُ الناسِ على المَيِّتِ: الدُّعاء. وصلاة الملائكةِ: الاستِغفارُ.

وفي الحديث: ان للشيطان مَصاليَ وفُخُوخاً

والمِصلاةُ أن تنصِبَ شَرَكاً ونحوه ليَقَعَ فيه شيءٌ فيُصطاد، وتقول: صَلَيْتُ أي نَصَبتُ المِصلاةَ وتجمع مَصالي. والصَّلا: الحَطَبُ. والصَّلا: النار، وصَلَى الكافرُ ناراً فهو يَصْلاها أي قاسَى حَرَّها وشِدَّتَها. وصَلَيْتَ اللَّحمَ صَليْاً: شَوَيتَه، واذا ألقَيْتَه في النّار قلتَ: أصلَيتُه أُصليه إصلاءً وصَلَّيتُه تَصليةً . والصَّلا اسمٌ للوَقود اذا اصطَلَى به القوم، قال العجاج: وصالياتٌ للصَّلا صليُّ .

والصّاليات: الأَثافيُّ لأنَّهنَّ قد صَلِينَ النّارَ وصَلِيَ فلانٌ بشَرِّ فلانٍ وبرَجُل سُوءٍ. وفلانٌ لا يُصطَلَي بناره أي لا يُتَعَرَّض لحَدِّه. وصَلَّى عَصاه اذا أدارَها على النار يُثَقِّفُها، قال:

فلا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صَلَّى عصاكَ كمُستَديم

وفي الحديث : لو شِئتُ لدَعَوتُ بصِلاءٍ

فالصِّلاءُ الشِّواءُ لأنّه يُصْلَى بالنّار. والصِّلِّيانُ: نَبْتٌ على فِعِّلاّن، ويقال: فِعْلِيان له سَنَمةٌ عظيمةٌ كأنّها رأسُ القَصَبة، اذا خَرَجَتْ أذنابُها تَجِدُ بها الاِبِل تُسمِّيها العربُ خُبْزَةَ الاِبِل، فمن قال فِعْلِيان قال أأرض مَصْلاةٌ.

لصو: لَصَى فلانٌ فلانا يلصوه ويلصو اليه اذا انضمَّ إليه لرِيبةٍ، ويَلْصي أَعْربُهما. ويقال: لَصَاه يَلْصَاه، قال العجاج:

عَفٌّ فلا لاصٍ ولا ملصي  [أي لا يُلْصَى إليه] .

لوص: اللَّوصُ من المُلاوَصة، وهو في النَّظَر كأنّه يَختِلُ ليرومَ أمراً. وفلانٌ يُلاوِصُ الشَّجَرةَ اذا أراد قَلْعَها بالفأس، فتراه يلاوِص في نظره يَمْنَةً ويَسْرةً كيف يأتي لها وكيف يضربُها، قال خُفاف:

أمسَى يُلاوِصُ عَبّاسٌ بمِعْوَله ... مُدَلِّصاً قد نَبَتْ عنه المَناقير

أصل: واستَأْصَلَتْ هذه الشَّجَرةُ أي ثَبَتَ أصلُها. واستَأْصَلَ اللهُ فلاناً أي لم يَدَعْ له أصلاً. ويقال: إنَّ النَّخْلَ بأرضنا أصيلٌ أي هو بها لا يَفْنَى ولا يَزول. وفلانٌ أصيلُ الرأيِ، وقد أَصُلَ رأيُه أَصالةً، وإنّه لأصيلُ الرأيِ والعَقْل. [والأصلُ أسفَلُ كُلِّ شيءٍ] . والأصيلُ: العَشِيُّ، وهو الأُصُل، وتَصغيره أُصَيلال. ولَقِيتُه مُؤْصِلاً أي بأصيلٍ. والأصَلَةُ: حَيَّةٌ قصيرةٌ تَثِبُ فتُساوِر الانسانَ وتكون برَمْلٍ عاقرٍ شبيهةً بالرِّئَة مُنْضَمَّةً، فاذا انتَفَخَتْ ظَنَنْتَها بها ، ولها رِجْلٌ واحدة تقومُ عليها ثم تدور فتثب لا تُصيب نَفْخَتُها شيئاً اِلاّ أَهْلكَتْه لأنَّ السُمَّ فيها. [والاصيلُ: الهَلاكُ، وقال أوس:

خافُوا الأصيلَ وقد أَعيَتْ مُلُوكُهُم ... وحُمِّلوا من ذوي غَومٍ بأثقالِ

والأصيل: الأصيل، ورجلٌ أَصيلٌ: له أصْلٌ]

صول: صالَ فلانٌ، وصالَ الأَسَدُ صَوْلاً يصف بأسَه قال:

فصالوا صَوْلَهم فيمن يَليهم ... وصُلْنا صَوْلنا فيمن يَلينا
(وصل) - أخبرنا الزَّاهِدُ أبُو عَبد الله أحمد بن على الأسْوَارِى وغَيْرُه - رحمهم الله - إذناً عَنِ كتاب أحمد بن جعفرِ الفقِيه، ثنا أبو الفَتح الفَضلُ بن جَعْفر بن ريْطَةَ الحَانِى، ثنا أبو قِلاَبَةَ: محمدُ بنُ أَحْمَدَ، إمَامُ جَامع البَصْرَة، ثنا أحمدُ بن العَبَّاسِ بن الوليد النحوىّ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أَبى رحمه الله، ثنا حَفْصُ بن غِياث، عن لَيْث، عن المُغيرةِ بنِ حَكِيم، عن عَبدِ الله بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال:
"نَهَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم عَن المُوَاصَلَة في الصَّلاةِ، وقال: إنَّ اْمَرأً واصَلَ في الصَّلَاةِ خَرَجَ منها صِفْرًا".
قال عَبدُ الله : قال أَبى: مَا كُنَّا نَدْرِى مَا المواصَلَة في الصَّلاة، حتى قَدِمَ علينا الشّافعىُّ، قال عبدُ الله: فَمضىَ إليه أَبِى فسَأله عن أشْيَاءَ، وكان فيما سَألَه أن سَأَله عن المُواصَلة في الصَّلَاة، فقال يعَنى هي في مَواضِعَ، منها:أن يقُوَل الإمامُ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فيقُولَ مَن خَلْفَه: {آمِينَ} مَعاً. قال له أبِى: أو لَيْسَ قد أَمَر رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بقولِ آمين؟ قال: نعم: ولكن بَعد أن يَسْكُتَ الإمَامُ، قال له: هل بَقِى من المواصَلةِ شىء؟ قال: نعم. أن يقرأَ الإمامُ: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} الله أكبرُ، فيصِل التكبيرَ بالقِراءَةِ، قال له: هَل بَقِى من المواصَلةِ شىء؟
قال: نعم، السَّلَامُ عليكم ورحمةُ الله، السَّلامُ عليكم وَرحمة الله، فيصل التَّسليمَةَ الأولى بالثانية، الأُولى فرض، والثانية سُنَّةٌ ولا يُجْمَعُ بين الفرض والسُّنّة، فعَلى الإمَام من النّهى اثْنَتانِ، وَعَلى المأمُوم وَاحِدَةٌ.
وكتب إلىَّ أحمدُ بن عَلى بن بَدْران الحلواني - رحمه الله - من بَغدَاد، ثنا أَبو على محمدُ بن المُسْلِمَة، ثنا عَلىّ بنُ أَحمدِ الحمامى، ثنا أحمد بن جعفر بن سَلَم، حدثنى أبُو عَلىّ، ثنا محمد بن العَبَّاس، ثنا عبدُ الله بن أحمد بن حَنْبل قال: قَال أَبى - رحمه الله -: لم نَدرِ مَا المواصَلَة؟ حتى قدِمَ علينَا الشافعىُّ - رحمه الله - فَسَألتُهُ عنها، فقال: ثِنْتَان على الإمام وَوَاحِدَة على المَأمُوم، فأمَّا الأُولَى فإذا كَبَّر الإمَامُ فلا يُكَبِّرْ معه، حتى يَسْبِقَهُ الإمَامُ، ولَوْ بوَاوٍ؛ لقولِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم: "إذَا كَبَّر الإمامُ فكبّروا"، وأخرى على الإمام إذا فرغ من السُّورة التي يركَع بها أن لا يَصِلَ تكبيرةَ الرُّكوع بالقراءةِ حتى يكون بينهما فَصْل سُكُوت.
- ومنه حديثُ الحَسَنِ عن سَمُرَة - رضي الله عنه -: "كانت لرَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سَكتتَان. والثالثة إذا سَلَّمَ الإمَامُ عَن يَمينِه لم يَصِل الثانِيَة بالأولى؛ لأن الأُولَى فرض، والثانِيةُ إذْنٌ لِلنَّاسِ".
قلت: وقد رَأيْتُ بعضَ الفقهَاءِ ذكَر لِمُواصَلَةِ الصَّلاةِ وُجُوهًا عِدَّةً غيرَ هذا.
- أخبرنا قُتَيْبَةَ بن محمد بن أحمد - رحمه الله - إذناً، ثنا شُجاع بنُ على، ثنا أَبو عُمَر بن عبد الوَهّاب ثنا أَبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، ثنا أَبو شُعَيب عبد الله بن عبد الله بن الحسَن الحراني، ثنا الحسَنُ بن القاسِمِ التّمِيمِى، جَارُ أحمد بن حنبل - رحمه الله، ثنا مُسلِم بن إبراهيم [البَصَلِى] ، ثنا شَمْلةُ بن هزال أَبو الحُتْروُشِ، عن سَعْد الإِسْكَاف قال:
لقِيتُ ابنَ أَشْوَعَ فسَألتُه عن حديثٍ لِعائشة - رضي الله عنها - في الوَاصِلَة والمُسْتَوصِلَةِ، فأَسْكتَنِى وقال: إنك لَمُفْتِن ، فألححتُ عليه، فقال: نعَم.
قالَت عائشَةُ: "ليْسَت الوَاصِلَةُ بالتى تَعْنُون، ومَا بَأس، تَعنِى أن تَعْرَى المرأةُ عن الشَّعَر، فَتصِلَ قَرْناً مِن قُرُونِها بصُوفٍ أسْوَدَ، إنّما الوَاصِلَة : التي تكُون بَغِيًّا في شَبيَبتِها، فإذا أسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيَادَةِ."
أنا به ابنُ رُزَين، أنا الطّيِّب، أنا محمد بن عمر النُّرسىّ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا أبو شعيب بمعناه في ترجمة الحسن، كتبته في رجب سنة أربع وسبعين قال الحسَنُ بن القَاسِم؛ فَذَكرته لأحمَد بن حَنْبَل رَحمه الله - فقال: مَا سَمعْتُ بأعْجَبَ من هذا. وقال شُعَيْب بنُ واقد، ثنا سَلَمة بن حِزام الضَّبّى، عن سَعْد الإسكاف، وقد ورَدَت رُخصةٌ في وَصْل الشَّعَر بالصّوفِ، عن ابنِ عباس وعائشة رضي الله عنهم، وهي إحدى مَنْ رَوَى حِديثَ؛ "لَعْن الواصِلَة".
- في حديث جابر: "اشْتَرى مِنِّي بَعِيرًا، وأعطاني وَصْلاً من ذَهَبٍ."
: أي صِلَةً وهِبَةً، كأنّه ما يَتَّصِل أو يَتَوصَّل به في مَعاشِه، وَوصَلَه: إذا أَعطاهُ مَالًا، والصِّلَةُ: الجَائزة .
- وفي حديث عُتْبةَ والمِقْدَامِ - رضي الله عنهما -: "أنهما كَانا أسْلَما فتَوصَّلَا بالمُشْركين، حتى خَرَجا إلى عُبَيْدَة بن الحارِث"
: أي أرَيَاهم أنهما معَهم، حتى خرجا إلى المُسْلِمين.
قال سَلمةُ: توصَّلَا: تَقرَّبَا، وقال غيره: تَوسَّلا.
- في حديث النُّعْمان بن مُقَرِّن - رضي الله عنه -: "أنّه لمّا حَمَل، يعنى على العَدُوِّ، ما وَصَلْنا كَنَفَيْه ، حتى ضَرَبَ في القَوْم"
: أي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه، حتى حَمَلَ عليهم من السُّرْعَة. - في الحديث : "أنه كان فَعْمَ الأوْصَال"
: أي مُمْتَلىء الأعضَاء، الواحِدُ: وُصْل.
- في الحديث : "رأيتُ سَبَباً واصِلًا من السَّماء إلى الأرض".
: يعنى مَوْصُولًا، فاعِلُ بمعنى مَفعُول، كماءٍ دَافقٍ بمعنى مَدفُوق.
- في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "صِلُوا السُّيوفَ بالخُطَا".
: أي إذا قَصُرت عن الضَّرَائب، فَتَقَدَّموا تَلْحَقوا، "والرِّماحَ بالنَّبْل"
: أي إذا لم تَلْحَقْهُم الرِّماحُ فَارْمُوا بالنَّبْلِ.
وص ل

الوَصْلُ خلافُ الفَصْل وصَلَ الشيءَ بالشيءِ وَصْلاً وصِلَةً وصُلةً الأخيرةُ عن ابنِ جِنّي قال لا أدرِي أَمُطَّرِدٌ هو أم غيرُ مطَّردٍ وأظنُّه مُطَّرِداً كأنهم يجعلونَ الضمَّة مُشْعِرَةً بأن المحذوفَ إنما هي الفاءُ التي هي الواوُ وقال أبو عليٍّ الضَّمَّة في الصُّلَة ضَمّةُ الواو المحذوفةِ من الوُصْلَةِ والحَذْفُ والنّقْلُ في الضَّمَّة شاذٌ كشُذوذِ حذفِ الواوِ في يَجُدُ ووَصَّلَه كلاهما لامُه وفي التنزيل {ولقد وصلنا لهم القول} القصص 51 أي وصَّلنا ذِكْرَ الأنْبياءِ وأقاصيصَ مَنْ مَضَي بعضها ببعضٍ لعلَّهم يَعْتَبرونَ واتَّصلَ الشيءُ بالشّيءِ لم يَنْقطِعْ وقولُه أنشده ابنُ جِنِّي

(قام بها يُنْشِدُ كُلَّ مُنْشِدِ ... وايْتَصَلَتْ بمثلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ)

إنما أراد اتَّصَلَتْ فأبْدلَ من التاء الأولى ياءً كَراهةً للتشديد وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(سُحَيْراً وأَعْنَاقُ المَطِيِّ كأنها ... مَدَافِعُ ثِغْبَانٍ أَضَرَّ بها الوَصْلُ)

معناه أضرَّ بها فِقدانُ الوَصْلِ وذلك أن ينقطعَ الثَّغَبُ فلا يَجْرِي ولا يتَّصلُ والثَّغَبُ مَسِيلٌ دقيقٌ شبَّه الإِبلَ في مَدِّها أعناقَها إذا جَهَدَها السَّيْرُ بالثَّغَبِ الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في الوادي ووَصَلَ الشيءُ إلى الشيءِ وتوصَّل إليه انْتَهَى إليه وبَلَغَه قال أبو ذُؤيبٍ

(تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلِف ... الجِوارَ ويُغْشيها الأَمَانَ رِبابُها)

ووصَّلُه إليه وأوْصَلَهُ أَنهاهُ إليه وأبْلَغَه إيّاه واتَّصَلَ الرَّجلُ انْتَسَبَ وهو من ذلك قال الأعشَى

(إذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكرِ بنِ وائلٍ ... وبَكْرٌ سَبَتْهَا والاُنُوفُ رَوَاغِمُ)

والواصِلةُ من النِّساءِ التي تَصِلُ شَعَرَها بَشَعَرِ غيرها والمُسْتَوْصِلَةُ الطالبةُ لذلك وفي الحديث لُعِنَتْ الواصِلةُ والمُسْتَوْصِلَةُ ووصَلَهُ وَصْلاً وصِلَةً وواصَلَهُ مُواصَلَةً ووِصَالاً كلاهما يكون في عَفافِ الحُبِّ ودَعارَتِه وكذلك وصَلَ حَبْلَهُ وصْلاً وصِلَةً قال أبو ذؤيبٍ

(فإنْ وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفَاءِ فَدْمْ لها ... وإنْ صَرَمَتْهُ فانْصَرِفْ عن تَجامُلِ)

وواصَلَ حَبْلَهُ كوَصَلَه والوُصْلةُ الاتِّصالُ والوُصْلَة ما اتَّصَل بالشيء والمَوْصِلُ مَعْقِدُ الحَبْلِ ويقال للرَّجُلينِ يُذْكَرانِ بِفِعالٍ وقد مات أحدُهُما فَعَل كذا ولا يُوصَل حيٌّ بميِّتٍ وليس له بَوَصِيلٍ أي لا يَتْبَعُهُ قال الغَنَوِيُّ

(كَمَلْقَى عِقالٍ أو كَمَهْلَكِ سَالمٍ ... ولَسْتَ لِمَيْتٍ هالكٍ بِوَصِيلِ)

ويُرْوَى

(ولَيْسَ لِحَيٌّ هالكٍ بَوَصِيلِ ... )

وهو معنى قَوْلِ الهُذَليِّ

(لَيْسَ لِمَيْتٍ بوَصِيلٍ وَقَدْ ... عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ)

أي لا وُصِلَ بالمَيِّتِ ثم قال وقد عُلِّق فيه طَرَفٌ من الموتِ أي سَيمُوتُ ويَتَّصِلُ به هذا قولُ ابن السّكِّيت والمعنَى فيه عندي على غير الدُّعاء إنَّما يريدَ ليس هو ما دام حَيّا بِوَصيل للمَيِّتِ على أنه قد عُلِّق فيه طَرَفُ المَوْصِل أي أنه سيمُوتُ لا محالةَ فيتَّصِلُ به وإن كان الآن حياً والمَوْصِلُ المَفْصِلُ ومَوْصِلُ البعيرِ ما بين العَجُزِ والفَخِذِ والوِصْلانُ العَجُزُ والفَخِذُ وقيل طَبَقُ الظَّهر والوِصْلُ والوُصْلُ كلُّ عَظْمٍ لا يُكَسَّر ولا يُخْلَطُ بغيرِه والجمع أوْصالٌ وقيل الأَوصالُ مُجْتَمَعُ العِظامِ وكلُّه من الوَصْلِ والوَصِيلَة الناقةُ التي وصَلَتْ بين عَشَرةِ أبْطُنٍ وهي من الشاءِ التي ولَدتْ سبعةَ أبْطُنٍ عَناقَيْنِ عَنَاقَيْن فإن ولَدتْ في السابعِ عَنَاقاً قيلَ وصَلَتْ أخاها فلا يَشْرَبُ لبنَ الأُمِّ إلا الرِّجالُ دون النِّساءِ وتَجْرِي مَجْرَى السائبةِ وقيل الوَصيلةُ في الغَنَمِ خاصَّةً كانت الشاةُ إذا ولَدت أُنْثَى فهي لهم وإذا ولَدت ذكراً جعلُوه لآلِهَتِهم فإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلَت أخاها فلم يَذْبحُوا الذَّكَرَ لآلِهتِهم والوَصيلةُ العِمارَةُ والخِصْبُ سُمِّيت بذلك لاتّصِالها واتصالِ الناسِ فيها والوَصائِلٌ ثيابٌ يمانيةٌ مُخَطَّطَةٌ بِيضٌ وحُمْرٌ على التشبيه بذلك واحدتُها وَصيلةٌ وحرفُ الوَصْلِ هو الذي بعد الرَّوِيِّ وهو على ضَرْبَيْنِ أحدُهُما ما كانَ بعده خُروجٌ كقَوْله

(عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها ... )

والثاني ألا يكونَ بعده خُروجٌ كقَوْلِه

(أَلا طالَ هذا اللَّيلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ ... وأَرَّقَني ألا خَليلَ أُلاعِبُه)

قال الأخفشُ يلزم بعدَ الرَّوِيِّ الوَصْلُ ولا يكون إلاَّ ياءً أو واواً أو ألِفاً كلُّ واحدةٍ منهنَّ ساكِنةٌ في الشِّعر المُطْلَقِ قال ويكون الوصلُ أيضاً هاءً وذلك هاء التأنيث التي في حَمْزةَ ونحوِها وهاءُ الإضمارِ للمذكَّرِ والمؤنَّثِ متحرِّكةً كانت أو ساكِنةً نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحوُ عَلَّيهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريدُ علَيَّ وعَمَّ واقْضِ وادْعُ فأُدخِلَتِ الهاءُ لتُبَيَّنَ بها حركة الحرُوفِ قال ابنُ جِنِّي فقولُ الأخفشِ يَلْزَمُ بعدَ الرَّويِّ الوصْلُ لا يريدُ بِهِ أنه لا بُدَّ مع كلِّ رويِّ أن يَتْبَعَهُ الوَصْلُ ألا تَرى أن قولَ العجَّاجِ

(قد جَبَرَ الدِّينَ الإلُه فَجَبَّرْ ... ) لا وصْلَ معه وأنّ قولَ الآخر

(يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفسِي نُفوسَكُما ... وحَيثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدا)

إنما فيه وَصْلٌ لا غير ولكن الأخفشَ إنَّما يريدُ أنه مما يجوزُ أن يَأتي بعد الرَّوِيِّ فإذا أتى لَزِمَ فلم يكُنْ منه بُدٌّ فأجْمَلَ القولَ وهو يعتقِدُ تَفْصِيلَه وقد أحكمنا بقيّةَ القولِ على الوَصْل في كتابِنا الموسوم بالوافِي وجَمَعَه ابنُ جِنّي على وُصُولٍ وقياسُه ألا يُجْمَعَ والصِّلة كالوَصْلِ الذي هو الحرفُ الذي بعد الرَّوِيِّ وقد وَصَلَ به وليْلة الوَصْلِ آخِرُ ليلةٍ من الشَّهر لاتِصالِها بالشَّهر الآخَر والمَوْصِلُ أرضٌ بين العراقِ والجزيرة والموصولُ دابَّةٌ على شَكْلِ الدَّبْرِ تَلْسَعُ الناسَ والموصولُ من الدَّوابِّ الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غير أبِيه عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(هذا فصيلٌ ليس بالموصولِ ... لكِنْ لِفَحْلٍ طَرقَةُ فَحِيلِ)

وموصولٌ اسمُ رَجُلٍ أنشد ابن الأعرابيِّ

(أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ ... وبَقْلٌ بأكنافِ الغَرِيفِ تُؤَانُ)

أرادَ تُؤام فأَبْدَلَ

وصل: وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابن

سيده: الوَصْل خلاف الفَصْل. وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً

وصُلَةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، قال: لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير

مطَّرد، قال: وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف

إِنما هي الفاء التي هي الواو، وقال أَبو علي: الضمَّة في الصُّلَة ضمة

الواو المحذوفة من الوُصْلة، والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو

في يَجُدُ، ووَصَّلَهُ كلاهما: لأَمَهُ. وفي التنزيل العزيز: ولقد

وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ، أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من

مَضَى بعضها ببعض، لعلهم يَعْتَبرون.

واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء: لم ينقطع؛ وقوله أَنشده ابن جني:

قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ،

وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ

إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد؛

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها

مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ

معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل، وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا

يَجْري ولا يَتَّصِل، والثَّغَبُ: مَسِيلٌ دَقيقٌ، شَبَّه الإِبِل في مَدِّها

أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في

الوادي. ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه: انتهى إِليه

وبَلَغه؛ قال أَبو ذؤيب:

تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً، وتُؤْلِفُ الـ

ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها

ووَصَّله إِليه وأَوْصَله: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه. وفي حديث

النعمان بن

مُقَرِّن: أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب

في القوم أَي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من

السُّرْعة. وفي الحديث: رأَيت سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي

مَوْصولاً، فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ؛ قال ابن الأَثير: كذا شرح، قال: ولو

جعل على بابه لم يَبْعُد. وفي حديث عليّ، عليه السلام: صِلوا السيوفَ

بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل؛ قال ابن الأَثير: أَي إِذا قَصُرت السيوف عن

الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم

بالنَّبْل؛ قال: ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير:

يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا، حتى إِذا طَعَنُوا

ضارَبَهُمْ، فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا

وفي الحديث: كان اسمُ نَبْلِه، عليه السلام، المُوتَصِلة؛ سميت بها

تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ، والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه

الواو وأَشباهها في التاء، فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك،

وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد.

وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ: بمعنى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية، وهو

أَن يقول: يالَ فلان وفي التنزيل العزيز: إِلاَّ الذين يَصِلون إِلى قوم

بينكم وبينهم ميثاقٌ؛ أَي يَتَّصِلون؛ المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا

منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا

إِليهم. واتَّصَلَ الرجلُ: انتسَب وهو من ذلك؛ قال الأَعشى:

إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ،

وبَكْرٌ سَبَتْها، والأُنُوفُ رَواغِمُ

(* قوله «قالت لبكر» في المحكم والتهذيب: قالت أَبكر إلخ).

أَي إِذا انتَسَبَتْ. وقال ابن الأَعرابي في قوله: إِلا الذين يَصِلون

إِلى قوم؛ أَي يَنتَسِبون. قال الأَزهري: والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ

المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت: الاتِّصال أَن يقول يا

لَفُلان، والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان. وقال أَبو عمرو: الاتصالُ

دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن

فلان. وفي الحديث: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى

الجاهلية، وهي قولهم يالَ فلان، فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك.

يقال: وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى. وفي حديث أُبَيٍّ: أَنه

أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَل.

والواصِلة من النساء: التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها، والمُسْتَوْصِلة:

الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة؛ قال أَبو عبيد: هذا في

الشعَر وذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً. وروي في حديث

آخر: أَيُّما امرأَةٍ وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً، قال: وقد

رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُصِل به الشعر، وما لم يكن الوَصْل

(* قوله «وما لم يكن الوصل» أي الموصول به شعراً إلخ) شعراً فلا بأْس به.

وروي عن عائشة أَنها قالت: ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون، ولا بأْسَ أَنْ

تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد،

وإِنما الواصِلة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ

وصَلَتْها بالقِيادة؛ قال ابن الأَثير: قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له:

ما سمعت بأَعْجَب من ذلك. ووَصَله وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً

ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه، وكذلك وَصَل حَبْله

وَصْلاً وصِلةً؛ قال أَبو ذؤيب:

فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها،

وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل

وواصَلَ حَبْله: كوَصَله. والوُصْلة: الاتِّصال. والوُصْلة: ما اتَّصل

بالشيء. قال الليث: كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة، والجمع

وُصَل. ويقال: وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً. وبينهما وُصْلة أَي اتِّصال

وذَرِيعة. ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً، وهذا غير واقع.

ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل، وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً،

ومنه المُواصَلةُ بالصوم وغيره. وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم

تُفْطِر أَياماً تِباعاً؛ وقد نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الوِصال في

الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً، وفيه النهي عن المُواصَلة في

الصَّلاة، وقال: إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً؛ قال

عبد الله بن أَحمد بن حنبل: ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى

قَدِم علينا الشافعيُّ، فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما

سأَله عن المُواصَلة في الصلاة، فقال الشافعي: هي في مواضع: منها أَن يقول

الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن

يسكُت الإِمام، ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير، ومنها السلامُ عليكم

ورحمةُ الله فيَصِلها بالتسليمة الثانية، الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا

يُجْمَع بينهما، ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو

بواو. وتَوَصَّلْت إِلى فلان بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه

بحُرْمة. وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه. وفي حديث عُتْبة

والمقدام: أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركين حتى خَرجا إِلى

عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين،

وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا.

والوَصْل: ضد الهجران. والتَّواصُل: ضد التَّصارُم. وفي الحديث: مَن

أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه، تكرّر في الحديث ذكر صِلة

الرَّحِم؛ قال ابن الأَثير: وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي

النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم،

وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه. يقال:

وَصَل رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً، والهاء فيها عِوَض من الواو

المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة

والصِّهْر. وفي حديث جابرٍ: إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً

من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً، كأَنه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في

مَعاشه. ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً. والصِّلة: الجائزة والعطيَّة. والوَصْل:

وَصْل الثوب والخُفّ. ويقال: هذا وَصْل هذا أَي مثله.

والمَوْصِل: ما يُوصَل من الحبل. ابن سيده: والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل

في الحَبْل.

ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما: فَعَل كذا ولا يُوصَل

حَيٌّ بميت، وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه؛ قال الغَنَوِي:

كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ،

ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ

ويروى:

وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل

وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي:

ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ، وقد

عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ

دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا

وُصِل بالميت، ثم قال: وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت

ويَتَّصِل به، قال: هذا قول ابن السكيت، قال ابن سيده: والمعنى فيه عندي على غير

الدُّعاء إِنما يُريد: ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه

قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّصِل به

وإِن كان الآن حَيًّا، وقال الباهلي: يقول بان الميت فلا يُواصِله الحيُّ،

وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه الميت؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ،

ومَن يُلْفَ واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس: يعني لَوْح المَقابر

يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت

(* قوله «موضع للميت» لعله موضع لاسم

الميت) بَياضاً، فإِذا مات الإِنسانُ وُصِل ذلك الموضع باسمه.

والأَوْصال: المَفاصِل. وفي صِفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان فَعْمَ

الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِصْل.

والمَوْصِل: المَفْصِل. ومَوْصِل البعير: ما بين العَجُز والفَخِذ؛ قال

أَبو النجم:

ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْصِلِ

منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَيْحَلِ

الجَيْحَل: الصُّلْب الضَّخْم. والوِصْلانِ: العَجُز والفَخِذ، وقيل:

طَبَق الظهر. والوِصْل والوُصْل: كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط

بغيره ولا يُوصَل به غيره، وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ، بالدال، والجمع

أَوْصال وجُدُول، وقيل: الأَوْصال مجتَمَع العظام، وكلّه من الوَصْل.

ويقال: هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله. والوَصِيل: بُرود اليمن، الواحدة

وَصِيلة. وفي الحديث: أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً

تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن. وفي حديث

عمرو: قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله؛

القتيبي: الوَصائل ثياب يمانية، وقيل: ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية،

ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه، ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الصِّلاب،

والوَذِيلة قطعة من الفضة، ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ

والمَذِيَّةُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء، يقول: ما

زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به

عنها، أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل.

وقوله عز وجل: ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ؛ قال

المفسرون: الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة، كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ

أُنثى فهي لهم، وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً

وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم. والوَصِيلة

التي كانت في الجاهلية: الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من

الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَت في

السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ

الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة. وقال أَبو عرفة وغيره:

الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كان

السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء، وإِن كانت أُنثى

تُرِكتْ في الغنم، وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح

وكان لَحْمُها

(* قوله «وكان لحمها» في نسخة لبنها) حَراماً على النساء؛

وفي الصحاح: الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة

أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً

قالوا وَصَلَتْ أَخاها، فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها

النساء وكان للرجال، وجرَتْ مَجْرَى السائبة. وروي عن الشافعي قال:

الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي

وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها، وزاد بعضهم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة

عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال: هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي بطن

بأَخٍ له معه، وزاد بعضهم فقال: قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها

في خمسة وفي سبعة. والوَصِيلةُ: الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ

بأُخْرى، ويقال: قطعنا وَصِيلة بعيدة. وروي عن ابن مسعود أَنه قال: إِذا

كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها، قال: لم يُرِد بالوَصِيلة

ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ

كَلأٍ؛ قال: وفي الأُولى يقول لبيد:

ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً،

يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ

والوَصِيلة: العِمَارة والخِصْب، سمِّيت بذلك

(* قوله «سميت بذلك إلخ»

عبارة المحكم: سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها، والوصائل ثياب

يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك، واحدتها وصيلة) واحدتها

وَصِيلة.وحَرْفُ الوَصْل: هو الذي بعد الرَّوِيِّ، وهو على ضربين: أَحدهما ما

كان بعده خروج كقوله:

عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها

والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله:

أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ،

وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ

قال الأَخفش: يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً

أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق، قال: ويكون

الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها،

وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها،

والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ

وادْعُهُ، يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ، فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة

الحروف؛ قال ابن جني: فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل، لا يريد

به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل، أَلا ترى أَن قول

العجاج:

قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ

لا وَصْل معه؛ وأَن قول الآخر:

يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما،

وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا

إِنما فيه وَصْل لا غير، ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن

يأْتي بعد الرَّوِيٍّ، فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ، فأَجْمَل

القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله، وجمعه ابن جني على وُصُول، وقياسُه أَن لا

يُجْمَع. والصِّلةُ: كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به.

وليلة الوَصْل: آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ.

والمَوْصِل: أَرض بين العِراق والجزيرة؛ وفي التهذيب: ومَوْصِل كُورة

معروفة؛ وقول الشاعر:

وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، والعِراقُ لنا،

والمَوْصِلانِ، ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ

يريد المَوْصِل والجزيرة.

والمَوْصولُ: دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع

الناسَ. والمَوْصول من الدوابّ: الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ،

لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ

ووَاصِل: اسم رجل، والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع

الواوين. ومَوْصول: اسم رجل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَغَرَّكَ، يا مَوْصولُ، منها ثُمالةٌ،

وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟

أَراد تُؤام فأَبدل.

واليَأْصُول: الأَصْلُ؛ قال أَبو وجزة:

يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما

عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ

يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ.

وصل
وصَلَ1/ وصَلَ إلى يصِل، صِلْ، صِلَةً ووُصولاً، فهو واصل، والمفعول مَوْصول
• وصَل الخبرُ فلانًا/ وصَل الخبرُ إلى فلان: بلَغه "وصَله خبرُ قدوم الطَّائرة/ نجاح ابنه- وصَلت الرِّسالة إلى صاحبها".
• وصَلَ الشَّخصُ إلى المكان/ وصَلَ الشَّخصُ إلى الأمر: بلَغه، انتهى إليه "وصل إلى محلّ إقامته/ نقطة حاسمة- هنَّأه بسلامة وصوله" ° وصَل إلى شاطئ الأمان: نجا من الخطر- وصَل به الأمر إلى كذا: انتهى وأدَّى به.
• وصَل إلى بني فلان: انتمى إليهم وانتسب " {إلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}: ينتسبون إليهم بقرابة أو حِلْف". 

وصَلَ2 يَصِل، صِلْ، وَصْلاً وصِلَةً ووُصْلَةً، فهو واصل، والمفعول مَوْصول (للمتعدِّي)
• وصَل الشَّخصُ بين الطَّرفين: رَبَط، وَوَحَّد بينهما.
• وصَل قِطَعَ الآلة: ركَّبها وجمَّعها، وحَّد بين أجزائها ° وصل تيَّارًا: أدار مفتاح الإشعال.
• وصَل الشَّيءَ بالشَّيءِ: ضَمَّه به، وجمعه، عكسه فصله "وصلت المرأةُ شعرَها- وصلت الدَّولةُ الجزيرة بها". 

وصَلَ3 يَصِل، صِلْ، وَصْلاً وصِلَةً، فهو واصل، والمفعول مَوْصول
• وصَل والدَه: بَرَّه وأحسن معاملتَه "وصل رحمه: أحسن إلى الأقربين إليه من ذوي الأصهار والنَّسَب وعطف عليهم ورفق بهم وراعى أحوالهم- وصَله بقدر من المال: أحسن إليه به- مَنْ أَرَادَ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنَسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ [حديث]- {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَْ} ".
• وصَل الحبيبُ حبيبتَه: اجتمع إليها وبادَلها الحبَّ، ضد هجرها. 

أوصلَ يُوصل، إيصالاً، فهو مُوصِل، والمفعول مُوصَل
• أوصله الشَّيءَ/ أوصل إليه الشَّيءَ: أنهاه وأبلَغَه إيَّاه "أوصله حقَّه- أوصل إليه حقَّه- طريق يوصل إلى المدينة" ° أوصل الرِّسالةَ: نجح في إفهامها أو توضيحها- أوصله إلى برِّ الأمان: أبلغه طريقَ الفلاح- ضرَبه ضَرْبة لا توصَل: لا تداوى.
• أوصله إلى كذا: سار معه إلى موضع مُعيَّن، رافقه إلى حيث يقصد "أوصله إلى الباب- أوصله إلى موضع عمله". 

اتَّصلَ إلى/ اتَّصلَ بـ يتَّصل، اتِّصالاً، فهو مُتَّصِل، والمفعول مُتَّصَل إليه
• اتَّصل إلى بني فلان: وصَل إليهم؛ انتمى إليهم وانتسب.
• اتَّصل الشَّيءُ بالشَّيءِ: ارتبط، التأم به "اتَّصل طريقٌ بآخر- بيتي يتصل ببيتك: يلاصقه ويجاوره" ° اتَّصل الحديثُ: لم ينقطع.
• اتَّصل فلانٌ بفلانٍ: اجتمع به، خاطبه بواسطة الهاتف أو غيره، شكَّل حبل تواصل وعلاقات بينه وبينه "اتَّصل به تليفونيًّا/ هاتفيًّا". 

استوصلَ يستوصل، استيصالاً، فهو مُستوصِل
• استوصلتِ المرأةُ: سَأَلَتْ أن يُوصَل شعرُها بشعر غيرها "لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ [حديث] ". 

تواصلَ يتواصل، تواصُلاً، فهو مُتواصِل
• تواصل الشَّخصان وغيرُهما: اجتمعا واتَّفقا، ضدّ تصارما وتقاطعا "تواصلا بعد فراق".
• تواصلتِ الأشياءُ: تتابعت ولم تنقطع "تواصَلتِ الدُّروس في الجامعة/ الاستعداداتُ للحرب- تواصل عطاؤه". 

توصَّلَ إلى يتوصَّل، تَوصُّلاً، فهو مُتوصِّل، والمفعول مُتوصَّل إليه
• توصَّل فلانٌ إلى كذا:
1 - انتهى إليه وبلغه "توصَّل إلى معرفة السِّرِّ".
2 - تلطَّف حتَّى وصَل إليه "توصَّل الشَّابُّ إلى قلب الفتاة".
3 - تقرَّب إليه، توسَّل "توصَّل إليها بألف سَبَب". 

واصلَ/ واصلَ في يواصل، وِصالاً ومُواصلةً، فهو مُوَاصِل، والمفعول مُوَاصَل
• واصله: التأم به، عكسه هَجَره وصارمه "واصل الحبيبُ حبيبَه".
• واصل الشَّيءَ/ واصل في الشَّيء: داوَمَه وواظب عليه بدون انقطاع "واصل سعيَه/ مسيرته/ الضَّحك/ الكفاح- واصل الصِّيام: لم يُفْطر أيَّامًا تباعًا- واصلوا الإضراب عن الطَّعام- واصل سياسةً عدوانية: مارَسَ- واصل جهدَه في العمل" ° واصل اللَّيلَ بالنَّهار: عمِل باستمرار. 

وصَّلَ يوصِّل، تَوْصِيلاً، فهو مُوصِّل، والمفعول مُوصَّل
• وصَّل الشَّيءَ بالشَّيءِ: لأَمَهُ، ربطه به "وصَّل أسلاكَ الكهرباء- سأوَصِّل الهاتف بالمنزل".
• وصَّل الشَّيءَ إلى فلان/ وصَّل الشَّيءَ لفلان: أَوْصَله؛ أنهاه إليه وأبلغه إيَّاه "وصَّل الرِّسالةَ إلى صاحبها- وصَّله
 إلى البيت- {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} ". 

إيصال [مفرد]: ج إيصالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أوصلَ.
2 - (قن) وثيقة تُعطى مقابل ما يُدْفع من مالٍ أو نحوه "كتب على نفسه إيصالاً بألف دولار- إيصال استلام البضائع المرسلة". 

إيصاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إيصال.
2 - (فز) له ميزة نقل الحرارة والكهرباء من المعادن ونحوها "جسم إيصاليّ". 

إيصاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إيصال.
2 - مصدر صناعيّ من إيصال.
3 - (فز) قابليَّة نقل الحرارة والكهرباء التي تمتاز بها بعض الأجسام. 

اتِّصال [مفرد]: ج اتِّصالات (لغير المصدر):
1 - مصدر اتَّصلَ إلى/ اتَّصلَ بـ ° أجرى اتِّصالاً: حادَث شخصًا هاتفيًّا- اتِّصال النَّيِّريْن: يطلق على اقتران الشَّمس والقمر واستقبالهما- اتِّصال سَمْعِيّ: عن طريق الأذن- اتِّصال مباشر: دون واسطة- حَلْقة اتِّصال: واسطة الاتِّصال- على اتِّصال بكذا: على علاقة به- وشيج الاتِّصال: قويّ الارتباط.
2 - عكس فُرقة.
3 - نقل المعلومات بين نقطتين أو أكثر عَبْر الأسلاك أو عَبْر قناة اتصالات.
• وسائل اتصالات: الوسائل التي يتمُّ بها الاتصال بين الأفراد، وأهمها: المكاتبات، والنشرات والإذاعة والتلفزيون.
• الاتِّصال: (حد) المعاصرة واللّقاء، والسّماع بين الرّاوي والمرويّ عنه. 

توصيل [مفرد]: ج توصيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر وصَّلَ.
2 - (فز) عملية تنتقل بها الطاقة مثل الحرارة والصوت والكهرباء خلال وسط جامد أو سائل أو غاز دون تحرُّك الوسط نفسه.
• توصيل تِلْقائيّ: (فز) توليد تيَّارات كهربائيَّة في جسم غير مُتَّصل بدائرة لكنه موضوع داخل مِلَفّ لوْلَبيّ. 

توصيلة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من وصَّلَ.
2 - (فز) تلامس أو اتّصال مُوصِّلين يجري عبرهما تيّار كهربائيّ. 

صِلَة [مفرد]: ج صِلات (لغير المصدر):
1 - مصدر وصَلَ1/ وصَلَ إلى ووصَلَ2 ووصَلَ3.
2 - عطية وجائزة.
3 - إحسان وبرّ.
4 - رابطة أو علاقة، ترابط وارتباط "بينهما صلات ودٍّ وصداقة وثيقة- هو على صِلَة طيِّبة به- توجد صلة كبيرة بين علم النَّفس والأخلاق" ° صِلَة القُرْبَى/ صِلَة الرَّحِم: زيارة الأقارب والإحسان إليهم، وعكسها قطيعة الرَّحم- على صلة طيِّبة بـ: على علاقة حسنة بـ- لا صلة له بـ: أي لا علاقة له بـ.
• صِلَة الموصول: (نح) جملة خبريَّة أو شبهها متَّصلة باسم يسمّى الموصول ولا يتمّ معناه إلا بهذه الجملة المشتملة على ضمير عائد إليه "حضر الذي كان غائبًا- قرأتُ ما في الكتاب". 

مُواصلة [مفرد]:
1 - مصدر واصلَ/ واصلَ في.
2 - طريق من طُرُق اتّصال النّاس بعضهم ببعض كطرق السَّيَّارات والسِّكك الحديديَّة والخطوط الجويَّة والبحريَّة والبريد والبرق والهاتف والقمر الصناعيّ "وزارة المواصلات- إدارة المواصلات السِّلكيَّة واللاَّسلكيَّة- ازدحمت المواصلات بالناس".
3 - (فز) قياس قُدْرة المادّة على توصيل التَّيَّار الكهربائيّ "مواصلة نوعيَّة- مواصلة العازل: معكوس مقاومته". 

مُوَصِّل [مفرد]: اسم فاعل من وصَّلَ.
• اللاَّمُوَصِّل: (فز) مادّة غير موصِّلة للكهرباء أو الحرارة أو الصَّوت.
• مُوصِّل مَعْزول: (فز) مُوصِّل غير مُتَّصل بما يصحّ أن ينقل الكهرباء منه أو إليه.
• المُوَصِّلات: (فز) الأجسام التي تنتقل خلالها الكهربيَّة، أو الحرارة أو الصَّوت، عكس العوازل.
• أشباه الموصِّلات: (فز) مادّة صلبة بلورية كالجرمانيوم أو السِّيليكون لها قدرة توصيل كهربائيّة أكبر من المواد العازلة وأقلّ من الموصِّلات الجيِّدة. 

مَوْصِل [مفرد]: ج مَواصِلُ:
1 - اسم مكان من وصَلَ1/ وصَلَ إلى ووصَلَ2 ووصَلَ3.
2 - موضع الوَصْل والعقد من الحَبْل ونحوه بمعنى الضَّمِّ واللأَّم.
3 - مكان الوُصول.
4 - مَفْصِل "مَوْصِل الذِّراع بالكتف". 

مُوصِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أوصلَ.
2 - رابط "نسيج مُوصِل بين عضوين".
3 - (فز) كلُّ جِسْم يمتاز بنقل الحرارة والكهرباء "مُوصِل جيِّد للحرارة".
• عَصَبٌ مُوصِل: (شر) الذي من شأنه الإيصال. 

مَوْصول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وصَلَ1/ وصَلَ إلى ووصَلَ2 ووصَلَ3.
2 - متتابع "صام أيّامًا موصولة- شاهد أزمات موصولة".
3 - مربوط "هذه الخيوط موصولة".
• المَوْصول الحرفيّ: (نح) كلُّ حرف أُوِّل مع صلته بمصدر، وهو ستة حروف: أنْ، وأنّ، وما، وكي، ولو، والذي " {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ".
• المَوْصول الاسميّ: (نح) ما يحتاج إلى صلة وعائد، وألفاظه الخاصّة: الذي، والَّتي، واللَّذان، واللَّتان، واللَّذيْن، واللَّتين، والذين، واللاَّتي، واللاَّئي، وألفاظه المشتركة: مَن، وما، وال، وذو الطّائيّة، وذا، وأيّ، وذا بعد (ما) أو (من) الاستفهامِيَّتين.
• الاسم المَوْصول: (نح) اسم لا يتمّ معناه إلا بجملة أو شبه جملة تُذْكَر بعده تُسمّى صِلَة الموصول، مثل: الذي، مَنْ. 

واصِل [مفرد]: ج أَوْصال (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من وصَلَ1/ وصَلَ إلى ووصَلَ2 ووصَلَ3.
2 - جهاز يعمل على تسيير آلة ويصلها بالمحرِّك "دوّاسة الواصِل".
3 - جهاز يستخدم لِوَصْل شبكات أسلاك كهربائيَّة.
4 - أداة لتوصيل الدَّورة الكهربائيَّة أو وقفها في حال تجاوز التَّيَّار الحدّ المقرَّر له. 

وِصال [مفرد]:
1 - مصدر واصلَ/ واصلَ في.
2 - اتّحاد، اندماج "وِصال الحُبِّ رباط قويّ". 

وَصْل1 [مفرد]:
1 - مصدر وصَلَ2 ووصَلَ3 ° حَلْقة الوَصْل: واسطة الاتِّصال.
2 - هِبة وعطيّة "أعطاه الأمير وَصْلاً من ذهب".
3 - مِثْل "هذا وَصْل هذا".
4 - (بغ) عَطْف جملة على أخرى بالواو من دون سواها، بدلالتها على مُطلق العطف من دون إضافة معنى خاص "تسلّق الجبل ومتّع نظرك بالمشاهد الجميلة".
• ليلة الوَصْل: آخر ليالي الشّهر.
• حَرْف الوَصْل: (عر) الحرف الذي بعد الرَّويّ في قافية البيت، سُمِّي به لأنه وَصَل حركة حرف الرَّوِيّ.
• همزة الوَصْل: (لغ) همزة لا تكتب مطلقًا ولا تنطق إلا في أوّل الكلام، وهي خلاف همزة القطع، وعلامتها (ا). 

وَصْل2 [مفرد]: ج أَوْصال:
1 - مَفْصل، أو مجتمع العظام "قطع الجزّار أوصالَ الشّاة- حلّ أوصالَه" ° بلد مقطَّع الأوصال: مفكَّك الأجزاء ليس فيه وحدة الشَّعب والأرض- قطَع اللهُ أوصالَه: دعاء بالويل والهلاك.
2 - عظامٌ لا تُكْسر ولا تختلط بغيرها. 

وَصْل3 [مفرد]: ج وُصول، جج وُصولات:
1 - إيصال، وثيقة تعطي مقابل ما يدفع من مال ° وَصْل أمانة: وثيقة تثبت دينًا على شخص.
2 - رسالة ترسلها إلى صاحبك. 

وُصْل/ وِصْل [مفرد]: ج أَوْصال:
1 - مَفْصل، أو مجتمع العظام.
2 - كُلُّ عَظْم على حِدَةٍ لا يُكْسر ولا يُوصلْ به غيره.
3 - طَرَف، يد أو رجل، كلُّ عضوٍ على حِدَةٍ "قطَع الجزّارُ أوصال الذَّبيحة". 

وَصْلَة [مفرد]: ج وَصَلات ووَصْلات ووُصَل:
1 - كل ما يصل بين شيئين.
2 - (فز) أداة تصل بين موصِّلين كهربيَّين.
3 - (كم) رمز للقوَّة التي تربط بين ذرّتين في جزيء.
• الوَصْلة المفصليَّة: (شر) مفصل من ذراعين متَّصلين بمحور على شكل كوع ممّا يسمح ببذل القوَّة على نهايات اليدين بينما يتمّ مدّ المفصل.
• الوَصْلة المزدوجة: (كم) التركيب الذي يكون فيه وَصْلتان ثنائيّتان في الجُزيء متّصلتان بوصلة أُحاديَّة. 

وُصْلَة [مفرد]: ج وُصُلات (لغير المصدر {ووُصْلات} لغير المصدر) ووُصَل (لغير المصدر):
1 - مصدر وصَلَ2.
2 - وَصلة؛ ما يَصِل بين شيئين "وُصْلَة الجدارَين قويَّة- بينهما وُصْلة قديمة".
3 - فاصل "وُصْلة موسيقيَّة أو غنائيَّة".
4 - قطعة لتطويل شيء ووصله أو ربطه بشيء مشابه.
5 - (سق) مجموعة من النوتات التي تُعزف كمقطع موسيقيّ واحد، أو هي خطّ منحنٍ يبين هذا المقطع. 

وُصول [مفرد]: مصدر وصَلَ1/ وصَلَ إلى.
• زمن الوصول: (حس) وقت فاصل بين طلب المعلومة وعرضها. 

وُصوليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وُصول.
2 - مَنْ يتقرّب إلى الآخرين ويسعى إلى بلوغ غاياته بكل وسيلة مهما كلَّفه الأمر، بهدف تحقيق النجاح أو تحقيق منفعة ذاتيَّة، انتهازيّ "إنَّه سياسيّ وصوليّ- الوُصوليّ لا يصغي لصوت الضَّمير". 

وُصوليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وُصول.
2 - مصدر صناعيّ من وُصول: تقرُّب إلى الآخرين لتحقيق منفعة أو ابتغاء النَّجاح في العالم مَهْما كلَّف الأمر "كان تقدُّمه سريعًا بفضل روح الوصوليَّة التي يتمتَّع بها". 

وَصيلة [مفرد]: ج وصائل ووَصيل:
1 - ما يُوصَل به الشَّيءُ.
2 - قطعة من قماش تُضاف إلى الثّوب لزيادة طوله "وصيلة قميص".
3 - أنثى الشَّاء تولد في بطن مع ذكر فلا يذبحون الذَّكر لأجلها " {ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ} ".
4 - ناقة وصلت بين عشرة أبطن. 
وصل
( {وَصَلَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ) } يَصِلُهُ ( {وَصْلاً} وَصِلَةً، بِالكَسْرِ والضَّمّ) ، الأَخِيْرَة عَنْ ابْنِ جِنِّي، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: لاَ أَدْرِي أَمُطَّرِدٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ مُطَّرِدٍ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ مُطَّرِدًا كَأَنَّهمْ يَجْعَلُونَ الضَّمَّةَ مُشْعِرَةً بِأَن المَحْذوفَ إِنَّمَا هِيَ الفَاءُ الَّتِي هِيَ الواوُ، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: الضَّمَّةُ فِي {الصُّلَّة ضَمَةُ الواوِ المَحْذُوْفَة مِنَ الوُصْلَة، والحَذْفُ والنَّقْلُ فِي الضَّمَّة شَاذٌّ كَشُذُوذِ حَذْفِ الواوِ فِي يَجُدُ. (} وَوَصَّلَهُ) {تَوْصِيْلاً: (لَأَمَهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ فَصَّلَهُ، وَفِي التَّنْزِيْلِ العَزِيْز: {وَلَقَد} وصلنا لَهُم القَوْل} . أَيْ: وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبِياءِ وَأَقاصِيْصَ مَنْ مَضَى بَعْضَها بِبَعْضٍ لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ. وَيُقَالُ: {وَصَّلَ الحِبَالَ وَغَيْرَها} تَوْصِيْلاً: {وَصَلَ بَعْضَها بِبَعْضٍ.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: (} وَصِلَكَ اللهُ، بِالكَسْرِ، لُغَةٌ) فِي الفَتْحِ. (و) وَصَلَ (الشَّيْءَ (و) وَصَلَ (إِلَيْهِ) يَصِلُ ( {وُصُولاً} وَوُصْلَةً) ، بِضَمِّهِما، ( {وَصِلَةً) ، بِالكَسْر: (بَلَغَهُ وَانْتَهى إِلَيْهِ) .

} وَوَصَلَهُ إِلَيْهِ ( {وَأَوْصَلَهُ) : أَنْهاهُ إِلَيْهِ وَأَبْلَغَهُ إِيَّاه.
(} وَاتَّصَلَ) الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ: (لَمْ يَنْقَطِع) ، قَالَ شَيْخُنَا: وَقَعَ فِي مُصَنَّفاتِ الصَّرْفِ أَنَّهُ يُقَالُ {ايْتَصَلَ، بِإِبْدَالِ التّاءِ الأُوْلَى يَاءً، وَاسْتَدَلُّوا بِبَيْتٍ قد يُقَال إِنَّه مَصْنوعٌ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَيَّان: وَهذا عِنْدِي لَيْسَ كَمَا ذَهَبوا إِلَيْهِ، بل الياءُ المُنْقَلِبَةُ عَن الواوِ المُنْقَلِبَةِ عَنْهَا التّاءُ عَلَى أَقَلِّ اللُّغَتَيْنِ فِي اتَّعَدَ، وَأَطَالَ فِي تَوْجِيهِه، انْتَهَى.
قُلْتُ: والبَيْتُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ مَا أَنْشَدَهُ ابْنُ جِنِّي:
(قَامَ بِهَا يُنْشِدُ كُلُّ مُنْشِدِ ... )

(} وَايْتَصَلَتْ بِمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ ... )
قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ {اتَّصَلَتْ فَأَبْدَلَ مِنَ التَّاءِ الأُوْلَى يَاءً كَرَاهَةً لِلْتَّشْدِيْد.
(و) فِي الحدِيْثِ: " لَعَنَ اللهُ (} الواصِلَة) {والمُسْتَوْصِلَة "، فالواصِلَةُ: (المَرْأَةُ} تَصِلُ شَعَرَها بِشَعَرِ غَيْرِها، والمُسْتَوْصِلَةُ: الطَالِبَةُ لِذلِكَ) وَهِيَ الَّتِي يُفْعَلُ بِهَا ذلِكَ. وَرُوِي فِي حَدِيْثٍ آخَرَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ {وَصَلَتْ شَعَرَها بِشَعَرِ غَيْرِها كَانَ زُورًا "، قَالَ أَبُو عُبَيْدَ: وَقَدْ رَخَّصَت الفُقَهَاءُ فِي القَرامِل وَكُلِّ شَيْءٍ} وُصِلَ بِهِ الشَّعَر، وَمَا لَمْ يَكُنِ! الوَصْلُ شَعَرًا فَلاَ بَأْسَ بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَيْسَتِ الوَاصِلَةُ بِالَّتِي تَعْنُونَ، وَلاَ بَأْسَ أَنْ تَعْرَى المَرْأَةُ عَنِ الشَّعَرِ، {فَتَصِل قَرْنًا مِنْ قُرُونِهَا بِصُوفٍ أَسْوَدَ، وَإِنَّمَا الواصِلَةُ الَّتِي تَكُونُ بَغِيًّا فِي شَبِيْبَتِها فَإِذا أَسَنَّتْ وَصَلَتْها بِالقِيادَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: لَمَّا ذُكِرَ ذلِكَ لَهُ: مَا سَمِعْتُ بِأَعْجَبَ مِنْ ذلِكَ. (} ووَصَلَهُ {وَصْلاً} وَصِلَةً، {وَوَاصَلَهُ} مُوَاصَلَةً {وَوِصَالاً، كِلاَهُمَا يَكُونُ فِي عَفافِ الحُبِّ وَدَعارَتِهِ) ، وَكَذلِكَ وَصَلَ حَبْلَهُ وَصْلاً وَصِلَةً، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فَإِنْ} وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاءِ فَدُمْ لَها ... وَإِنْ صَرَمَتْهُ فَانْصَرِفْ عَنْ تَجامُلِ)
{وَوَاصَلَ حَبْلَها} كَوَصَلَه. ( {والوُصْلَةُ، بِالضَّمِّ:} الاتِّصَالُ: وَمَا {اتَّصَلَ بِالشَّيْءِ، (و) قَالَ اللَّيْثُ: (كُلُّ مَا اتَّصَلَ بِشَيْءٍ فَما بَيْنَهُما} وُصْلَةٌ، ج) {وُصَلٌ، (كَصُرَدٍ) .
(} والمَوْصِلُ) ، كَمَجْلِسٍ: مَا {يُوْصَلُ مِنَ الحَبْلِ، وَقَالَ ابْنُ سِيْدَه: هُوَ (مَعْقَدُ الحَبْلِ فِي الحَبْلِ) .
(} والأَوْصَالُ: المَفاصِلُ) ، وَمِنْهُ الحَدِيْثُ فِي صِفَتِهِ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ: " كَانَ فَعْمَ {الأَوْصَالِ " أَيْ: مُمْتَلِئَ الأَعْضَاءِ.
(أَو) هِيَ (مُجْتَمَعُ العِظَامِ. و) قِيْلَ الأَوْصَالُ: (جَمْعُ وُِصْلٍ، بِالكَسرِ والضَّمِّ، لِكُلِّ عَظْمٍ) عَلَى حِدَةٍ، (لاَ يُكْسَرُ وَلاَ يَخْتَلِطُ بِغَيرِهِ) وَلاَ يُوْصَلُ بِهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ الكَسْرُ والجَدْلُ، بِالدَّالِ، وَشَاهِدِ} الوِصْلِ، بِالكَسْرِ، قَوْلُ ذِي الرُّمَّة:
(إِذَا ابْنُ أَبِي مُوسَى بِلالاً بَلَغْتِهِ ... فَقَامَ بِفَأْسٍ بَيْنَ {وِصْلَيْكِ جَازِرُ)

(و) قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا} وصيلة} قَالَ المُفَسِّرُون: (! الوَصَيْلَةُ) الَّتِي كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ (النّاقَةُ الَّتِي وَصَلَتْ بَيْنَ عَشَرَةِ أَبْطُن، و) فِي الصِّحاحِ: الوَصِيْلَةُ (مِنَ الشَّاءِ الَّتِي وَصَلَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ عَناقَيْنِ عَناقَيْنِ فَإِنْ وَلَدَتْ فِي السَّابِعَةِ) ، وَنَصُّ الصِّحَاحِ فِي الثّامِنَة، (عَناقًا وَجَدْيًا قِيْلَ {وَصَلَتْ أَخاها، فَلاَ) يَذْبَحُونَ أَخَاها مِنْ أَجْلِهَا، وَلاَ (يَشْرَبُ لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ وَتَجْرِي مَجْرَى السَّائِبَةِ) . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانُوا إِذا وَلَدَتْ سِتَّةَ أَبْطُنٍ عَناقَيْنِ عَناقَيْنِ وَوَلَدَتْ فِي السَّابِعِ عَناقًا وَجَدْيًا قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاها فَأَحَلُّوا لَبَنَهَا لِلْرِّجَالِ وَحَرَّمُوهُ عَلَى النِّسَاءِ. (أَو الوَصِيْلَةُ) كَانَتْ فِي (الشّاة خَاصَّةً، كَانَتْ إِذَا وَلَدَت الأُنْثَى فَهِيَ لَهُمْ، وَإِذَا وَلَدَت ذَكَرًا جَعَلُوهُ لِآلِهَتِهِمْ، وَإِنْ وَلَدَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا فَلَمْ يَذْبَحُوا الذَّكَرَ لِآلِهَتِهِمْ) . وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: كَانُوا إِذا وَلَدَت الشَّاةُ سِتَّة أَبْطُنٍ نَظَرُوا، فَإِنْ كَانَ السَّابِعُ ذَكَرًا ذُبِحَ وَأَكَلَ مِنْهُ الرِّجَالُ والنِّساءُ، وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى تُرِكَتْ فِي الغَنَم، وَإِنْ كَانَ ذَكَرًا وَأُنْثَى قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا وَلَمْ يُذْبَحْ، وَكَان لَحْمُها حَرامًا عَلى النِّساء. (أَوْ هِيَ شَاةٌ تَلِدُ ذَكَرًا ثُمَّ أُنْثَى} فَتَصِلُ أَخَاهَا فَلاَ يَذْبَحُونَ أَخَاها مِنْ أَجْلِها، وَإِذا وَلَدَتْ ذَكَرًا قَالُوا: هَذَا قُرْبانٌ لِآلِهَتِنا) . وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: {الوَصِيْلَةُ: الشاةُ تُنْتَجُ الأَبْطُنَ، فَإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بَعْدَ الأَبْطُنِ الَّتِي وَقَّتُوا لَهَا قِيْلَ: وَصَلَتْ أَخَاهَا؛ وَزَادَ بَعْضُهُم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخَمْسَة عَناقَيْن عَناقَيْن فِي بَطْنٍ فَيُقَالُ: هذِهِ} وَصِيْلَةٌ تَصِلُ كُلَّ ذِيْ بَطْنٍ بِأَخٍ لَهُ مَعَه. وَزَادَ بَعْضُهُم فَقَالَ: قَدْ {يَصِلُونَها فِي ثَلاثَةِ أَبْطُنٍ} وَيُوْصِلُونَها فِي خَمْسَةٍ وَفِي سَبْعَة.
(و) الوَصِيْلَةُ: (العِمارَةُ والخِصْبُ) ، وَاتِّصَالُ الكَلَإِ.
(و) الوَصِيْلَةُ: (ثَوْبٌ) أَحْمَرُ (مُخَطَّطٌ يَمانٍ) ، والجَمْعُ {الوَصَائِلُ، وَمِنْهُ الحَدِيْثُ:
" أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ كُسْوَةً كَامِلَةً تُبَّعٌ، كَسَاهَا الأَنْطاعَ ثُمَّ كَساهَا الوَصائِلَ ". وَقَالَ الذُّبْيانِيُّ:
(وَيَقْذِفْنَ بِالأَفْلاَءِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ ... تَشَحَّطُ فِي أَسْلاَئِهَا} كَالْوَصَائِلِ) وَهِيَ بُرُودٌ حُمْرٌ فِيْها خُطوطٌ خُضْرٌ.
(و) الوَصِيْلَةُ: (الرُّفْقَةُ) فِي السَّفَرِ.
(و) الوَصِيْلَةُ: (السَّيْفُ) ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالبُرْدِ المُخَطَّط.
(و) الوَصِيْلَةُ: (كُبَّةُ الغَزْلِ) .
(و) الوَصِيْلَةُ: (الأَرْضُ الواسِعَةُ) البَعِيْدَةُ كَأَنَّهَا {وُصِلَتْ بِأُخْرَى، قَالَ لَبِيْدٌ:
(وَلَقَدْ قَطَعْتُ وَصِيْلَةً مَجْرُودَةً ... يَبْكِي الصَّدَى فِيْهَا لِشَجْوِ البُومِ)
(وَلَيْلَةُ الوَصْلِ: آخِرُ لَيَالِي الشَّهْرِ) } لاتِّصَالِها بِالشَّهْرِ الآخَرِ.
(و) مِنَ المَجاز: (حَرْفُ الوَصْلِ) هُوَ (الَّذِي بَعْدَ الرَّوِيِّ، سُمِّيَ) بِهِ (لِأَنَّهُ {وَصَلَ حَرَكَة حَرْفِ الرَّوِيِّ) ، وهذِهِ الحَرَكات إِذا} اتَّصَلَتْ وَاسْتَطالَتْ نَشَأَتْ عَنْهَا حُرُوف المَدِّ واللِّيْنِ، وَيَكُونُ الوَصْلُ فِي اصْطِلاَحِهِم بِأَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ، وَهِيَ: الأَلِفُ والواوُ والياءُ والهاءُ، سَواكِنَ يَتْبَعْنَ مَا قَبْلَهُنَّ، أَيْ: حَرْفَ الرَّوِيِّ، فَإِذَا كَانَ مَضْمُومًا كَانَ بَعْدَها الواوُ، وَإِنْ كَانَ مَكْسُورًا كَانَ بَعْدَها الياءُ، وَإِنْ كَانَ مَفْتُوحًا كَانَ بَعْدَها الأَلِفُ، والهاءُ سَاكِنَةٌ وَمُتَحَرِّكَةٌ. فَالأَلِفُ نَحْوَ قَوْلِ جَرِيرٍ:
(أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والعِتابَا ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَا)
وَالْوَاو (كَقَوْلِهِ) أَيْضًا:
(مَتَى كَانَ الخِيامُ بِذِي طُلُوحٍ
(سُقِيْتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيامُو))

(و) اليَاءُ مِثْلُ (قَوْلِهِ) أَيْضًا:
(هَيْهَاتَ مَنْزِلُنا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ
(كَانَتْ مُبَارَكَةً مِنَ الأَيّامِي))

(و) الهَاءُ سَاكِنة نَحْو (قَوْلِهِ) ، أَيْ: ذِي الرُّمَّة: (وَقَفْتُ عَلى رَبْعٍ لِمَيَّةَ نَاقَتِي
(فَما زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وَأُخاطِبُهْ))

(و) المُتَحَرِّكَة نَحْو (قَوْلِهِ) أَيْضًا:
(وَبَيْضَاءَ لاَ تَنْحاشُ مِنَّا وَأُمُّهَا
(إِذَا مَا رَأَتْنا زَالَ مِنَّا زَوِيْلُها))
يَعْنِي بَيْضَ النَّعامِ، (فالمِيْمُ والباءُ واللاَّمُ رَوِيٌّ، و) الأَلِفُ و (الواوُ والياءُ والهاءُ وَصْلٌ) . وَقَالَ الأَخْفَشُ: يَلْزَمُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الوَصْلُ وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ يَاءً أَوْ واوًا أَو أَلِفًا، كُلّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَاكِنَةٌ فِي الشِّعْرِ المُطْلَق، قَالَ: وَيَكُونُ الوَصْلُ أَيْضًا هَاء، وَذلِكَ هاءُ التَأْنِيثِ الَّتِي فِي حَمْزَةَ وَنَحْوِها، وهَاءُ الإِضْمارِ لِلْمُذَكَّر والمُؤَنَّث مُتَحَرِّكَةً كَانَتْ أَوْ سَاكِنَةً، نَحْو غُلاَمِهِ وَغُلاَمِها، والهاءُ الَّتِي تُبَيَّنُ بِها الحَرَكَةُ، نَحْو عَلَيَّهْ وَعَمَّهْ وَاقْضِهْ وَادْعُهْ، يُرِيْدُ عَلَيَّ وَعَمَّ وَاقْضِ وَادْعُ، فَأُدْخِلَت الهاءُ لِتُبَيَّنَ بِهَا حَرَكَةُ الحُرُوف. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَقَوْلُ الأَخْفَش: يَلْزَمُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الوَصْلُ؛ لاَ يُرِيْدُ بِهِ أَنَّهُ لاَ بُدَّ مَعَ كُلِّ رَوِيٍّ أَنْ يَتْبَعَهُ الوَصْلُ، أَلاَ تَرَى أَنَّ قَوْلَ العَجّاجِ:
(قَدْ جَبَرَ الدِّيْنَ الإِلهُ، فَجَبَرْ ... )
لاَ {وَصْلَ مَعَهُ، وَأَنَّ قَوْلَ الآخَرِ:
(يَا صَاحِبَيَّ فَدَتَ نَفْسِي نُفُوسَكُما ... وَحَيْثُما كُنْتُما لاَ قَيْتُما رَشَدَا)
أَنَّ مَا فِيْهِ وَصْلٌ لاَ غَيْر، وَلكِنَّ الأَخْفَش إِنَّمَا يُرِيْدُ أَنَّهُ يَجُوْزُ أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَ الرَّوِيِّ، فَإِذَا أَتَى لَزِمَ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ بُدٌّ، فَأَجْمَلَ القَوْلَ وَهُوَ يَعْتَقِدُ تَفْصِيْلَهُ. وَجَمَعَهُ ابْنُ جِنِّي عَلَى وُصولٍ، وَقِياسُهُ أَنْ لاَ يُجْمَعَ. (} والمَوْصِلُ، كَمَجْلِسٍ: د) ، وَيُسَمَّى أَيْضًا أَثُوْر، بِالمُثَلَّثَة، وَهُوَ إِلَى الجَانِبِ الغَرْبِيّ مِنْ دِجْلَةَ، بَنَاهُ مُحَمَّد بنِ مَرْوان إِذْ وَلِيَ الجَزِيْرَةَ فِي خِلاَفَةِ أَخِيْهِ عَبْد المَلِك. (أَو أَرْضٌ بَيْنَ العِراقِ والجَزِيْرَة) ، وَزَعَمَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ أَنَّها سُمّيَتْ بِذلِكَ، لِأَنَّها وَصَلَتْ بَيْنَ الفُراتِ وَدِجْلَةَ. وَفِي التَّهْذِيب: كُوْرَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقَدْ نُسِبَ إِلَيْها جُمْلَةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا. وَقاَلَ ابْنُ الأَثِيْرِ: المَوْصِلُ مِنَ الجَزِيْرَة، قِيْلَ لَها: الجَزِيْرَةُ؛ لِأَنَّها بَيْنَ دِجْلَةَ والفُراتِ، وَتُسَمَّى المَوْصِلُ الحَدِيْثَةُ، وَبَينَها وَبَيْنَ القَدِيْمَة فَرَاسِخُ، (و) قَوْلُ الشَّاعِر:
(وَبَصْرَةُ الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لَنا ... و ( {المَوْصِلاَنِ) وَمِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ)
يُرِيْدُ (هِيَ والجَزِيْرَةُ) . (و) قَالَ أَبُو حَاتِم: (} المَوْصُولُ: دَابَّةٌ كالدَّبْرِ) سَوْداءُ وَحَمْرَاءُ (تَلْسَعُ النَّاسَ) . (و) {مَوْصُول: اسْمُ (رَجُلٍ) ، وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَغَرَّكَ يَا مَوْصُولُ مِنْهَا ثُمَالَةٌ ... وَبَقْلٌ بِأَكْنَافِ الغَرِيْفِ تُؤَانُ)
أَرَادَ: " تُؤَامُ " فَأَبْدَلَ.
(و) أَبو مَرْوانَ (إِسْماعِيْلُ بنُ} مُوَصَّلِ) بنِ إِسْماعِيْلَ بنِ سُلَيْمَانَ اليَحْصَبِيُّ (كَمُعَظَّمٍ) ، وَضَبَطَهُ الحَافِظ كَمُحَدِّث: (مُحَدِّثٌ) ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُس.
( {وَوَصِيْلُكَ: مَنْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ مَعَكَ) . وَفِي الأَساسِ:} وَصِيْلُ الرَّجُلِ: {مُوَاصِلُهُ الَّذِي لاَ يَكَادُ يُفارِقُهُ.
(} وَتَصِلُ) ، كَتَعِدُ: (بِئْرٌ بِبِلاَدِ هُذَيْلٍ) .
( {وَوَاصِلٌ: اسْمُ) رَجُلٍ، وَجَمْعُهُ} أَوَاصِلُ، تُقْلَبُ الواوُ هَمْزَةً كَرَاهَةَ اجْتِماعِ الواوَيْنِ.
(! ووَاصِلَةُ بنُ جَنابٍ) القُرَشِيُّ: (صَحابِيُّ، أَو الصّوابُ واثِلَةُ بنُ الخَطّابِ) الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْره صَحَّفَهُ بَعْضُهُم فَإِنَّ صَاحِبَهُ هُوَ مُجاهِدُ بنُ فَرْقَد المَذْكُور، والمَتْن وَاحِد.
(وَأَبُو الوَصْلِ: صَحابِيٌّ) ، حَدِيْثُهُ عِنْدَ أَوْلاَدِهِ، ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْدَه فِي تارِيْخِهِ وَلَم يَذْكُرْهُ فِي كِتَاب الصَّحابَةِ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {تَوَصَّلَ إِلَيْهِ: تَلَطَّف حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ وَبَلَغَهُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(} تَوَصَّلُ بِالرُّكْبانِ حِينًا وَتُؤْلِفُ الجِوارَ ... وَيُغْشِيها الأَمَانَ رِبابُهَا)
وَسَبَبٌ وَاصِلٌ، أَيْ: مَوْصُولٌ، كَماءٍ دَافِقٍ.
وَكَانَ اسْمُ نَبْلِهِ - عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَم - {المُوتَصِلَةُ، سُمِّيَتْ بِهَا تَفَاؤُلاً} بِوُصُولِهَا إِلَى العَدُوِّ، وَهِيَ لُغَةُ قُرَيْشٍ، فَإِنَّها لاَ تُدْغِم هذِهِ الواوَ وَأَشْبَاهَها فِي التّاءِ فَتَقُولُ: {مُوتَصِلٌ وَمُوتَفِقٌ وَمُوتَعِدٌ، وَغَيْرُهُم يُدْغِمُ فَيَقُولُ:} مُتَّصِلٌ وَمُتَّفِقٌ وَمُتَّعِدٌ. {وَوَصَلَ} وَاتَّصَلَ: دَعا دَعْوَى الجَاهِلِيَّة بِأَنْ يَقُولَ: يَا آلَ فُلاَنٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: {الاتِّصَالُ: دُعاءُ الرَّجُلِ رَهْطَهُ دِنْيًا، والاعْتِزاءُ عِنْدَ شَيْءٍ يُعْجِبُهُ فَيَقُولُ: أَنَا ابْنُ فُلانٍ. وَفِي الحَدِيْثِ:
" مَنِ} اتَّصَلَ فَأَعِضُّوهُ "، أَيْ: مَنِ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَقُولُوا لَهُ: اعْضُضْ أَيْرَ أَبِيْكَ. وَفِي حَدِيْثِ أُبَيٍّ:
" أَنَّهُ أَعَضَّ إِنْسانًا اتَّصَلَ ". وَاتَّصَلَ أَيْضًا: انْتَسَبَ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ، قَالَ الأَعْشَى:
(إِذَا {اتَّصَلَتْ قَالَتْ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ... وَبَكْرٌ سَبَتْهَا وَالأُنُوفُ رَواغِمُ)
} وَوَصَلَ فُلاَنٌ رَحِمَهُ {يَصِلُهَا} صِلَةً. وَبَيْنَهُمَا {وُصْلَةٌ: أَيْ:} اتِّصَالٌ وَذَرِيْعَةٌ، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْر:! صِلَةُ الرَّحِمِ المَأْمُورُ بِهَا كِنَايَةٌ عَنِ الإِحْسَانِ إِلى الأَقْرَبين مِنْ ذَوِي النَّسَبِ والأَصْهارِ والعَطْفِ عَلَيْهِم والرّفْقِ بِهِمْ، والرِّعَايَةِ لِأَحْوَالِهِم وَإِنْ بَعُدُوا وَأَسَاءُوا، وَقَطْعُ الرَّحِم ضِدُّ ذلِكَ كُلّه. {وَوَصَّلَ} تَوْصِيْلاً: أَكْثَرَ مِنَ {الوَصْلِ، وَمِنْهُ خَيْطٌ} مُوَصَّلٌ، فِيْهِ {وُصَلٌ كَثِيْرَةٌ.} وَوَاصَلَ الصِّيَامَ {مُوَاصَلَةً} وَوِصَالاً: إِذا لَمْ يُفْطِرْ أَيَّامًا تِباعًا، وَقَد نُهِيَ عَنْهُ، وَفِي الحَدِيْثِ:
" إِنَّ امْرَأً {وَاصَلَ فِي الصَّلاَةِ خَرَجِ مِنْها صِفْرًا "، قَالَ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل: كُنَّا مَا نَدْرِي} المُواصَلَة فِي الصَّلاةِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنا الشَّافِعِيُّ، فَمَضَى إِلَيْهِ أَبِي فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْياءَ، وَكَانَ فِيْما سَأَلَهُ عَنِ المُواصَلَةِ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هِيَ فِي مَواضِعَ، مِنْهَا: أَنْ يَقُولُ الإِمَامُ وَلاَ الضّالِّيْنَ فَيَقُولُ مَنْ خَلْفَهُ: آمِين مَعًا، أَيْ: يَقُولُها بَعْدَ أَنْ يَسْكُتَ الإِمام؛ وَمِنْها: أَنْ {يَصِلَ القِرَاءَةَ بِالتَّكْبِير، وَمِنْها: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ} فَيَصِلُها بالتَّسْلِيْمَةِ الثّانِيَة، الأُوْلَى فَرْضٌ وَالثّانِيَةُ سُنَّة فَلاَ يُجْمَعُ بَينهمَا؛ وَمِنْهَا: إِذا كبر الإِمَام فَلَا يكبر مَعَه حَتَّى يسْبقهُ وَلَو بواو. {وتوصل، أَي: توسل وتقرب.} والتواصل: ضد التصارم. وَأَعْطَاهُ {وصلا من ذهب، أَي: صلَة وَهبة كَأَنَّهُ مَا يتَّصل بِهِ أَو يتَوَصَّل فِي معاشه.} وَوَصله: إِذا أعطَاهُ مَالا. {والوصل: الرسَالَة ترسلها إِلَى صَاحبك، حجازية، وَالْجمع} الْوُصُول. {وصلَة الْأَمِير: جائزته وعطيته.} والوصل: {وصل الثَّوْب والخف، وَيُقَال: هَذَا وصل هَذَا، أَي: مثله. وَيُقَال للرجلين يذكران بفعال وَقد مَاتَ أَحدهمَا: فعل كَذَا، وَلَا} يُوصل حَيّ بميت. وَلَيْسَ لَهُ! بوصيل، أَي: لَا يتبعهُ، قَالَ الغنوي: (كملقى عقال أَو كمهلك سَالم ... وَلست لمَيت هَالك {بوصيل)
ويروى: " وَلَيْسَ لحي هَالك ... "} والموصل، كمجلس: الْمَوْت، قَالَ المتنخل:
(لَيْسَ لمَيت {بوصيل وَقد ... علق فِيهِ طرف} الْموصل)
أَي: طرف من الْمَوْت، أَي: سيموت {ويتصل بِهِ.} والموصل: الْمفصل، {وموصل الْبَعِير: مَا بَين الْعَجز والفخذ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(ترى يبيس المَاء دون} الْموصل ... )

(مِنْهُ بعجز كصفاة الجيحل ... )
{والوصلان: الْعَجز والفخذ، وَقيل: طبق الظّهْر. وَيُقَال: هَذَا رجل وصيل هَذَا، أَي: مثله.} والوصيلة: مَا {يُوصل بِهِ الشَّيْء،} والوصيلة: أَرض ذَات كلأ {تتصل بِأُخْرَى ذَات كلأ، وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود: " إِذا كنت فِي} الوصيلة، فأعط راحلتك حظها ". وَيُقَال: قَطعنَا {وصلَة بعيدَة، بِالضَّمِّ، أَي: أَرضًا بعيدَة. وسَاق الله إِلَيّ وصلَة حَتَّى بلغت مقصدي، أَي: رفْقَة حملوني. ويسمون الزَّاد وصلَة، بِالضَّمِّ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.} والصلة: {كالوصل الَّذِي هُوَ الْحَرْف بعد الروي. وَيُقَال لكثير الْحِيَل والتدابير: هُوَ} وصال قطاع.! والموصول من الدَّوَابّ: الَّذِي لم ينز على أمه غير أَبِيه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد: (هَذَا فصيل لَيْسَ {بالموصول ... )

(لَكِن لفحل طرْقَة فحيل ... )
واليأصول: الأَصْل، قَالَ أَبُو وجزة:
(يهز روقي رمالي كَأَنَّهُمَا ... عودا مداوس يأصول ويأصول)
يُرِيد: أصل وأصل. وَيُقَال: ضربه ضَرْبَة لَا} توصل، أَي: لَا تداوى، وَهُوَ مجَاز. {ووصيلة بنت وائلة، ذكرهَا ابْن بشكوال فِي الصَّحَابَة.
الوصل: عطف بعض الجمل على البعض.
(وصل) الشَّيْء بالشَّيْء أَكثر من وَصله بِمَعْنى ضمه بِهِ ولأمه وَالشَّيْء إِلَيْهِ أنهاه إِلَيْهِ وأبلغه إِيَّاه
(وصل)
فلَان (يصل) وصلا دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة بِأَن يَقُول يَا آل فلَان وَالشَّيْء بالشَّيْء وصلا وصلَة ضمه بِهِ وَجمعه ولأمه وَيُقَال وصلت الْمَرْأَة شعرهَا بِشعر غَيرهَا وَفُلَانًا وصلا وصلَة (ضد هجره) يكون فِي عفاف الْحبّ ودعارته وَيُقَال وصل حبله بفلان وبره وَأَعْطَاهُ مَالا ورحمه أحسن إِلَى الْأَقْرَبين إِلَيْهِ من ذَوي النّسَب والأصهار وَعطف عَلَيْهِم ورفق بهم وراعى أَحْوَالهم وَالْمَكَان وَإِلَيْهِ وصُولا ووصلة وصلَة بلغه وانْتهى إِلَيْهِ وَيُقَال وصل إِلَى بني فلَان إِذا انْتَمَى إِلَيْهِم وانتسب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِلَّا الَّذين يصلونَ إِلَى قوم بَيْنكُم وَبينهمْ مِيثَاق}
و ص ل: (وَصَلْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَ (صِلَةً) أَيْضًا. وَ (وَصَلَ) إِلَيْهِ يَصِلُ (وُصُولًا) أَيْ بَلَغَ. وَ (وَصَلَ) بِمَعْنَى (اتَّصَلَ) أَيْ دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ، يَا لَفُلَانٍ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ} [النساء: 90] أَيْ يَتَّصِلُونَ. وَ (الْوَصْلُ) ضِدُّ الْهِجْرَانِ. وَالْوَصْلُ أَيْضًا وَصْلُ الثَّوْبِ وَالْخُفِّ. وَبَيْنَهُمَا (وُصْلَةٌ) أَيِ اتِّصَالٌ وَذَرِيعَةٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ اتَّصَلَ بِشَيْءٍ فَمَا بَيْنَهُمَا وُصْلَةٌ، وَالْجَمْعُ (وُصَلٌ) . وَ (الْأَوْصَالُ) الْمَفَاصِلُ. (وَالْوَصِيلَةُ) الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هِيَ الشَّاةُ تَلِدُ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ عَنَاقَيْنِ عَنَاقَيْنِ فَإِنْ وَلَدَتْ فِي الثَّامِنَةِ جَدْيًا ذَبَحُوهُ لِآلِهَتِهِمْ، وَإِنْ وَلَدَتْ جَدْيًا وَعَنَاقًا قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا فَلَا يَذْبَحُونَ أَخَاهَا مِنْ أَجْلِهَا، وَلَا تَشْرَبُ لَبَنَهَا النِّسَاءُ، وَكَانَ لِلرِّجَالِ وَجَرَتْ مَجْرَى السَّائِبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَنَ اللَّهُ (الْوَاصِلَةَ) وَ (الْمُسْتَوْصِلَةَ) » فَالْوَاصِلَةُ الَّتِي تَصِلُ الشَّعْرَ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ الَّتِي يُفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ. وَ (تَوَصَّلَ) إِلَيْهِ أَيْ تَلَطَّفَ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ. وَ (التَّوَاصُلُ) ضِدُّ التَّصَارُمِ، وَ (وَصَّلَهُ تَوْصِيلًا) إِذَا أَكْثَرَ مِنَ الْوَصْلِ. وَ (وَاصَلَهُ مُوَاصَلَةً) وَ (وِصَالًا) وَمِنْهُ (الْمُوَاصَلَةُ) فِي الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ. وَ (الْمَوْصِلُ) بَلَدٌ. 

وصل

1 وَصَلَهُ

, and وَصَلَ إِلَيْهِ, He, or it, arrived at, came to, reached, attained, him, or it; (S, K, &c.;) as also إِلَيْهِ ↓ تَوَصَّل. (M.) b2: وَصَلَ رَحِمَهُ He made close his ties of relationship by behaving with goodness and affection, &c., to kindred: see صِلَةُ الرَّحِمِ. b3: وَصَلَهُ and ↓ وَاصَلَهُ He had, or held, close, or loving, communion, commerce, or intercourse, with him. (Msb, K.) b4: وَصَلَهُ, inf. n. وَصْلٌ and صلَةٌ; and ↓ وَاصَلَهُ, inf. n. مُوَاصَلَةٌ and وِصَالٌ; are said with relation to love, whether chaste or unchaste. (M, K.) b5: And وَصَلَ حَبْلَهُ, inf. n. وَصْلٌ and صِلَةٌ; and حَبْلَهُ ↓ وَاصَلَ: [He made close his bond of love, by affectionate conduct]. (M.) b6: وَصَلَهُ He gave him property. (TA.) and وَصَلَهُ بِجَائِزَةٍ [He gave him a gift]. (K in art. حذف.) b7: وَصَلَ He connected, or conjoined, a word with a following word, not pausing after the former; he made no interruption.2 وَصَّلَهُ

, inf. n. تَوْصِيلٌ, He joined, or connected, much: he made a string to have many joinings. (TA: the latter from an explanation of the pass. part. n.) b2: وَصَّلَهُ إِلَيْهِ He made it to reach it, or him: syn. أَنْهَاهُ إِلَيْهِ, and أَبْلَفَهُ

إِيَّاه; like إِلَيْهِ ↓ أَوْصَلَهُ [q. v.]. (TA.) See an ex. voce غفَلَ.3 وَاْصَلَ See 1. b2: وَاصَلَ الصِّيَامَ, inf. n. مُوَاصَلَةٌ and وِصَالٌ, He continued the fasting uninterruptedly. (TA.) b3: وَاصَلَ: see وَاتَرَ. b4: وَاصَلَ المَرْأَةَ He held communion, or commerce, of love with the woman. b5: وَاصَلَا Contr. of قَاطَعَا. (K in art. قطع.) 4 أَوْصَلَهُ He made, or caused, him, or it, to reach; he caused to come, brought, conveyed, or delivered, him, or it; (S, * M, K, *) إِلَيْهِ to him, or it; as also ↓ وَصَّلَهُ. (M.) See أَدَّاهُ.5 توصّل إِلَيْهِ He applied himself with gentleness, or courtesy, to obtain access, or nearness, to him. (S.) See 1.8 اِتَّصَلَ بِهِ It communicated with it. (Modern usage.) وَصْلٌ Union [of companions or friends or lovers]; contr. of فِرَاقٌ (T, S, voce بَيْنٌ) or of فُرْقَةٌ (Msb, ibid.) or of فَصْلٌ (Bd in vi. 94) or of هِجْرَانٌ. (S.) b2: فِى الوَصْلِ وَالوَقْفِ In the case of connexion with a following word and in the case of a pause.

وِصْلٌ and ↓ وُصْلٌ A limb: see فَخِذٌ and فَعْمٌ; and see also Har, p. 346. Between every فَصْلَانِ [or rather between every فَصْل and the فَصْل next to it] is a وِصْل. (O, K, in art. فصل.) وُصْلٌ

: see وِصْلٌ.

صِلَةُ الرَّحِمِ (tropical:) The [making close one's ties of relationship by] behaving with kindness, or goodness and affection and gentleness, and considerateness, or regard for their circumstances, to kindred, or relations, even though remote, or evil-doers: and قَطْعُ الرَّحِمِ signifies the contr. (IAth, TA.) b2: صِلَةٌ A gift for which no compensation is to be made; a free gift; a gratuity; like هِبَةٌ and صَدَقَةٌ. (Marg. note in a copy of the KT.) b3: صِلَةٌ The connexion of a verb with the objective complement, whether immediate or by means of a preposition. b4: صِلَةٌ The complement of a مَوْصُول [or conjunct], (I have thus rendered it voce أَلْ,) whether the latter be a particle or a noun. (I' Ak, sect. المَوْصُولُ.) b5: [The term صِلَةٌ is also applied in the Msb, art. أذن, to لَهُ in the phrase مَأْذُونٌ لَهُ.] Often applied to the connective prep. by which a verb or act. part. n. is transitive, together with the noun or pronoun governed by it; as to لَهُ in أَذَنَ لَهُ: and that prep. alone is called حَرْفُ الصِّلَةِ.

Also, to a prep. by which a pass. verb or part. n. is connected with its subject, together with that subject; as لَهُ in أُذِنَ لَهُ. In this case it is an inf. n. in the sense of a pass. part. n., namely, of مَوْصُولٌ. (IbrD.) b6: [صِلَةٌ A connective word or phrase: as يَكَدْ is said to be in the phrase لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا: see art. كود. In this case it is an inf. n. used in the sense of an act. part. n.] It is used in this sense especially with reference to cases in the Kurn. (MF, art. كود.) وُصْلَةٌ

: see عُلْقَةٌ: A means of connexion, or attachment: see ذَرِيعَةٌ.

مَوْصِلٌ A joint, or place of juncture.

مَوْصُولٌ

, in grammar, [A conjunct]. This is of two kinds; مَوْصُولٌ حَرْفِىٌّ and مَوْصُولٌ إِسْمِىٌّ.

The former term [or conjunct particle] is applied to the infinitive particles أَنْ, أَنَّ, كَى, لَوْ, and مَا. The latter term [or conjunct noun] (I have thus rendered it voce أَلْ, and voce إِنْ, and voce إِنَّ) is applied to the conjunctive nouns أَلَّذِى, and its fem. اَلَّتِى, and مَنْ, and مَا, and ذُو in the dial. of Teiyi, and to اَلْ, which last some incorrectly hold to be a conjunct particle, and others assert to be a determinative particle and not a conjunct, and to ذَا after the interrogative مَا or مَنْ. (I' Ak, sect. المَوْصُولُ.) إِسْتِثْنَآءٌ مُتَّصِلٌ An exception in which the thing excepted is united in kind to that from which the exception is made; contr. of مُنْقَطِعٌ.

هون

هون

1 هَانَ

, inf. n. هَوَانٌ and هُونٌ (Msb, K) and مَهَانَةٌ, (K,) He, or it, was, or became, low, base, vile, abject, mean, paltry, contemptible, despicable, ignominious, inglorious, and weak; syn. ذَلَّ, (Msb, K,) and حَقُرَ, (Msb,) and ضَعُفَ. (TA.) b2: هَانَ عَلَيْهِ [It was of light estimation to him] It (a thing) was [easy and] light to him. (TA.) b3: هَانَ also, He, or it, was, or became, gentle, and easy. (Msb.) 2 هَوَّنَهُ عَلَيْهِ He (God) made it easy and light to him. (K, * TA.) b2: هَوِّنِى الأَمْرَ وَلاَ تَحْزَنِيى لَهُ [Make thou the case, or affair, light, or easy; i. e., regard it lightly; and do not grieve for it]. (TA, art. خفض.) 4 أَهَاهَهُ

, and بِهِ ↓ اِسْتَهَانَ, and بِهِ ↓ تَهَاوَنَ, He held him in light, or little, or mean, estimation, or in contempt; despised him; made light of him or it. (S, K, &c.) b2: أَهَانَهُ He lowered, or abased, him; debased him; rendered him abject, vile, mean, paltry, contemptible, despicable, or ignominious.6 تَهَاْوَنَ see 4.10 إِسْتَهْوَنَ see 4.

هَيْنٌ and ↓ هَيِّنٌ Easy: (S, Msb, K:) and the latter of light estimation, paltry, despicable. (K, * TA.) على هِيْنَتَكِ at their ease.

هَيِّنٌ

: see هَيْنٌ.

أَهْوَنُ in the sense of هَيِّنٌ: see أَكْبَرُ. See also an ex. voce بَصِيرَةٌ; and another voce بَعْرٌ.

بَعِيرٌ مُهَانٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in mean estimation by his owner]. (TA, art. دفع.)
(هون) الْأَمر عَلَيْهِ سهله وخففه واستخف بِهِ
(هـ و ن) (امْشِ عَلَى هِينَتِكَ) أَيْ عَلَى السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِعْلَةٌ مِنْ الْهَوْنِ.
هون: {الهون}: الهوان. {هونا}: مشيا رويدا. {أهون عليه}: هين عليه. وأفعل قد يخرج عن أن يكون أفعل التفضيل عند بعضهم.
(هون) - في الحديث: "أنّه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "كان يَمْشِى الهُويْنَى"
: وهي مِشْيَةٌ فيها لِينٌ، والهَوْنُ: السَّكينَةُ والوَقارُ. والهُونُ - بالضَّمِّ -: الهَوانُ.
(هون) : قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا صالح بن زياد الرقى حدثنا يحيى بن سعيد الحمصي حدثنا النضر بن عربي عن ميمون ابن مهران في قوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا قال حلماً بالسريانية. وقال حدثنا علي بن الحسين حدثنا المقدمي حدثنا عامر بن صالح عن أبيه عن أبي عمران الجوني: (يمشون على الأرض هونا قال بالعبرانية حلماً وقال حدثنا علي بن الحسين حدثنا القاسم بن عيسى الواسطي، حدثنا هشيم عن أبي إسحاق الكوفي عن الضحاك قوله:) هونا (سريانية وقال هو هوناً) .
هـ و ن

هان عليه ذلك: سهل، وهو يهون عليه. وفي مثل " هان على الأملس ما لاقى الدّبر " وهوّنته عليه تهويناً، وما أهونه عليه! وشيء هيّنٌ: حقير، و" أهون من قعيس على عمّته " وأهانه إهانة، وهان هوانا وهُوناً، وتهاونت به، واستهنت به استهانةً. وهو " يمشي هوناً ". و" أحبب حبيبك هوناً ما ". وجاء على هونه وهينته، وامش على هينتك. ورجلٌ هينٌ وهينٌ: وقور ساكن. و" إذا عز أخوك فهن ". وإنه لهون المؤونة وهين المؤونة: للشيء الخفيف. وهو يهاون نفسه: يرفق بها. قال الشمردل بن شريك اليربوعيّ:

دخلت هوادجهن كلّ ربحلةٍ ... قامت تهاون خلقها الممكورا
هـ و ن: (الْهَوْنُ) السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَفُلَانٌ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ (هَوْنًا) . وَ (الْهَوْنُ) أَيْضًا مَصْدَرُ (هَانَ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَهُونُ أَيْ خَفَّ. وَ (هَوَّنَهُ) اللَّهُ عَلَيْهِ (تَهْوِينًا) سَهَّلَهُ وَخَفَّفَهُ. وَشَيْءٌ (هَيِّنٌ) أَيْ سَهْلٌ وَ (هَيْنٌ) مُخَفَّفٌ. وَقَوْمٌ (هَيْنُونَ) لَيْنُونَ. وَ (الْهُونُ) بِالضَّمِّ الْهَوَانُ، وَ (أَهَانَهُ) اسْتَخَفَّ بِهِ، وَالِاسْمُ (الْهَوَانُ) وَ (الْمَهَانَةُ) . يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ مَهَانَةٌ أَيْ ذُلٌّ وَضَعْفٌ. وَ (اسْتَهَانَ) بِهِ وَ (تَهَاوَنَ) بِهِ اسْتَحْقَرَهُ. وَيُقَالُ: امْشِ عَلَى (هِينَتِكَ) أَيْ عَلَى رِسْلِكَ. وَ (الْهَاوَنُ) بِفَتْحِ الْوَاوِ الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ مُعَرَّبٌ وِعَاءٌ مِنْ نُحَاسٍ وَنَحْوِهِ. 

هون


هَانَ (و)(n. ac. هَوْن)
a. ['Ala], Was light, easy for.
b.(n. ac. هُوْن
مَهَانَة [] هَُوَان [هَوَاْن])
a. ['Ala], Was despised, scorned by.
c.(n. ac. هَوْن), Rested, kept quiet.
هَوَّنَ
a. [acc. & 'Ala], Made easy, facilitated, lightened for.
b. Despised, scorned.

هَاْوَنَa. Indulged.

أَهْوَنَ
a. [acc.
or
Bi]
see II (b)
تَهَاْوَنَ
a. [acc.
or
Bi]
see II (b)
إِنْهَوَنَ
a. [ coll. ], Pass. of
II (b).
إِسْتَهْوَنَ
a. [Bi]
see II (b)
هَوْنa. Ease, tranquility; convenience.
b. Deliberateness.
c. Modesty, reserve; gravity, staidness.

هَيْنa. see 25
هَوْنَة []
a. Slow walker (woman).
هِيْنَة []
a. see 1 (a)
هُوْنa. Contemptibleness, despicableness; humiliation.
b. Creature.

هُوْنَة []
a. see 1t
أَهْوَن []
a. Easy & c.
b. Easier.

مَهَانَة []
a. see 3 (a)
مَهِيْن []
a. see 25 (c)
& N. P.
أَهْوَنَ
(a).
هَوَانa. see 3 (a)
هَيِّن [] ( pl.
reg. &
أَهْوِنَآء [] )
a. Light.
b. Easy; bearable, endurable.
c. Contemptible.
d. Quiet; modest.

هَيِّنَة [هَوِيْن), (pl.
هَيِّنَان)
a. fem. of
هَوِيْن
هَاوُوْن [] (pl.
هَوَاوِيْن [] )
a. Mortar.

مُهَان [ N. P.
a. IV], Scorned, disdained.
b. [ coll. ], Affronted.

إِهَانَة [ N.
Ac.
a. IV], Disdain, scorn.
b. [ coll. ], Affront.
تَهَاوُن [ N.
Ac.
a. VI], Negligence.

إِهْوَأَنَّ
a. Was vast.

هَاوَُن
a. see 40
هَوْنًا
a. Slowly, leisurely.

هُوَيْنا
a. see 1 (b)b. Kindness, benignity.

مُهْوَأَنّ مُهْوَئِنّ
a. Remote place.
b. Low ground.

هَوِّنْ عَلَيْكَ
a. Be patient, do not lose courage.

إِمْشِ عَلَى هَوْنِكَ
إِمْشِ عَلَى هِيْنَتِكَ
a. Go gently.

مَا أَدْرِي أَيّ الْهُوْنِ
هُوَ
a. I do not know who he is.
هـ و ن : هَانَ الشَّيْءُ هَوْنًا مِنْ بَابِ قَالَ لَانَ وَسَهُلَ فَهُوَ هَيِّنٌ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ هَيْنٌ لَيْنٌ وَأَكْثَرُ مَا جَاءَ الْمَدْحُ بِالتَّخْفِيفِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] أَيْ رِفْقًا وَسَكِينَةً وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ هَوَّنْتُهُ وَهَانَ يَهُونَ هُونًا بِالضَّمِّ وَهَوَانًا ذَلَّ وَحَقُرَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} [النحل: 59] قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَالْكِلَابِيُّونَ يَقُولُونَ عَلَى هَوَانٍ وَلَمْ يَعْرِفُوا الْهُونَ وَفِيهِ مَهَانَةٌ أَيْ ذُلٌّ وَضَعْفٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهَنْتُهُ.

وَاسْتَهَنْتُ بِهِ بِمَعْنَى الِاسْتِهْزَاءِ وَالِاسْتِخْفَافِ.

وَمَشَى عَلَى هِينَتِهِ أَيْ تَرَفَّقَ مِنْ غَيْرِ عَجَلَةٍ وَأَصْلُهَا الْوَاوُ.

وَالْهَاوَنُ الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ قِيلَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْأَصْلُ هَاوُونُ عَلَى فَاعُولٍ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى هَوَاوِينَ لَكِنَّهُمْ كَرِهُوا اجْتِمَاعَ وَاوَيْنِ فَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ فَبَقِيَ هَاوُنَ بِالضَّمِّ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَاعُلٌ بِالضَّمِّ وَلَامُهُ وَاوٌ فَفُقِدَ النَّظِيرُ مَعَ ثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ فَفُتِحَتْ طَلَبًا لِلتَّخْفِيفِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: عَرَبِيٌّ كَأَنَّهُ مِنْ الْهُونِ وَقِيلَ مُعَرَّبٌ وَأَوْرَدَهُ الْفَارَابِيُّ فِي بَابِ فَاعُولٍ عَلَى الْأَصْلِ. 
[هون] نه: فيه: يمشي صلى الله عليه وسلم "هونا"، أي رفقًا ولينا وتثبتًا، وروي: يمشي الهوينا - مصغر الهونى تأنيث الأهون وهو من الأول. ومنه: أحبب حبيبك "هونا" ما، أي حبًا مقتصدًا لا إفراط فيه، ولفظ ما للتقليل، أي لا تسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضًا والبغيض حبيبًا. فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحي. ش: ويقرب منه قول عمر: لا بك حبك كلفا ولا بغضك تلفا، وهو أن تحب تلف صاحبك. وفي بعض الكتب: الهوان على وجهين: أحدهما تذلل الإنسان في نفسه لما يلحق به غضاضة فيمدح نحو: المؤمن "هين"، و"يمشون على الأرض "هونا""، والثاني من جهة متسلط مستخف به فيذم كـ"عذاب "الهون"". ك: كل عليه "هين"، هو وأخواته بخفة ياء وشدتها، وغرضه أن أهون بمعنى هين لا تفاوت عنده في الابتداء والإعادة بل كلاهما على السواء. وفيه: هذا "أهون"، لأن الفتن والعذاب من المخلوقين أهون من عذاب الآخرة وبها يكفر عن هذه الأمة. وفي ح الدجال هو "أهون" على الله من ذلك، أي من أن يجعل ذلك سببًا لضلال المؤمنين بل ليزداد المؤمنون إيمانًا، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك. وإنما مكن من ذلك امتحانًا للعباد فإن دعوى الإلهية مستحيلة، ولا يمكن مدعي النبوة فإنه ممكنة فلومن لالتبس التي بالمتني، قوله: ما يضرك، أي كنت مولعًا بالسؤال عن الدجال مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: مايضرك فإن الله كافيك شره، فقلت: كيف ما يضلني وإنهم - أي الناس - يقولون: إن معهم جبل خبز. ط: فقال: هو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه بيده مضلًا للمؤمنين بل جعله ليزدادوا إيمانًا ويلزم الحجة على الكافرين والمنافقين. زر: هو أهون من أن يملكه معايش أبدانهم فيعظم فتنتهم بل يبقى عليه ذل العبودية باحواجه إلى معالجة المعاش. ط: ما أغبط أحدًا "بهون" موت، هو بفتح هاء، أي ما أفرح بسهولة موت أحد وما أتمناها، بل أتمنى شدته ليكثر ثوابي.
هون: هان: عدّ (فوك) هذه الكلمة من مشتقات facilis في باب هان عليّ يَهْيُنْ، هَيُنَ: كان هذا عندي أمراً تافهاً، لا قيمة له (ألف ليلة 12:78:1): وهان عليَّ قلع عيني بنجاتي من القتل.
ما هان عليه: كلّفه، صعب عليه عمله، أو قوله، سبب له ضيقاً (بقطر، ألف ليلة 12:88:1 و12:196:3): كلاه سريعاً وروحاً قبل أن يأتي أخوكما فانه ما يهون عليه. التي يرى (لين) إن ترجمتها: (لن يكون هذا مستحسناً عنده).
فما كان ولا هان عليّ أن سمع بكاها: ما كان لي، مهما دعت الضرورة أن اسمع بكاها (ألف ليلة 7:86:1).
هوّن فلان الشيء وهوّن علي فلان: قدّم شيئاً لفلان لتسهيل القيام بأمر أو للتقليل من أهمية شيء ما؛ وهناك أيضاً هوّن عليه أي خفّف ولا تبال، أي لا تهتم كثيراً ولا تقلق ولا تألم لهذا الأمر؛ (أنظر معجم البلاذري وعبد الواحد 8:84 و 5).
لم يهوّن عليّ = ما هان عليّ، أنظر ما تقدم (ألف ليلة 8:14:1): فلم يهوّن عليّ أن اذبحه.
أُهين: ذلّ (بقطر، ابن الأبار مخطوطة 63): أهين بالضرب.
تهوّن: انظر في (فوك) في مادة vilipendere.
تهيّن: أنظر في (فوك) في مادة facilis.
تهاون: أنظر استعمال هذه الصيغة في (أخبار 9:157) فتهاونت بالتنفيذ لنا وقلة المبالاة بنا.
استهان: في (محيط المحيط): (واستهانهُ استهانةً وبه استحقره واستهزأ به واستخف). (الأغلب 18): خرّب المساجد واستهان بها.
(المفروض وأهانها - المترجم).
هان تصحيف هال: (أنظر حب الهال في الجزء الثالث من ترجمة هذا المعجم) (لين طبائع 206:1) وهي أيضاً تصحيف حب هان وتكتب حبهان أيضاً (بقطر ألف ليلة 66:2).
هون (تصحيف هاون) والجمع أهوان: (لين طبائع 308:2 ألف ليلة 4:408:2 و418:3).
هوَن: هنا (بقطر في سوريا).
ٍهُون: فضيحة، عار (الجريدة الآسيوية 1835 و 8:417:2).
هون: سعر منخفض وعلى سبيل المثال تباع بالهون. اعتقد أنها هُون وليس هَون وفقاً لما لفظها به (كاترمير).
هوان: حقارة، خزي (بقطر).
هوان: سعر منخفض (الجريدة الآسيوية 418:2:1825).
هُيُونة: سهولة (فوك، الكالا).
هين: قليل الأهمية (مملوك 159:1:1): وظيفة إمرة سلاح كانت قديماً هيئة بخلاف زماننا هذا فإنها الآن أعظم الوظائف بعد الأمير الكبير.
إهانة: شتيمة (بقطر).
مهوان والجمع مهاوين (المفصل 13:100).
منهان: محتقر (بقطر، عنتر 2:17).
(هـ ون)

الهُونُ: الخزي، وَفِي التَّنْزِيل: (فأخَذتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ) أَي ذِي الخزي.

والهُون والهَوَانُ: نقيض الْعِزّ، هانَ يَهُونُ هَوَاناً، وَهُوَ هَيِّنٌ وأهْوَنُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وهوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) . أَي كل ذَلِك هَيِّنٌ على الله، وَلَيْسَت للمفاضلة، لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء أيسر عَلَيْهِ من غَيره، وَقيل: الْهَاء هُنَا رَاجِعَة إِلَى الْإِنْسَان، وَمَعْنَاهُ أَن الْبَعْث أَهْون على الْإِنْسَان عَن إنشائه، لِأَنَّهُ يقاسي فِي النشء مَا لَا يقاسيه فِي الْإِعَادَة والبعث، وَمثل ذَلِك قَول الشَّاعِر:

لَعَمْرُك مَا أدْرِي وَإِنِّي لأَوْجَلُ ... عَلى أيِّنا تَعدُو المنيَّةُ أوَّلُ

وأهانَه وهَوَّنَه واستَهانَ بِهِ وتَهاوَن، وَقَول الْكُمَيْت:

شُمٌّ مَهاوِينُ أبْدَانِ الجَزُورِ مَخَا ... مِيصُ العَشِيَّاتِ لَا خُورٌ وَلَا قُزُمُ

يجوز أَن يكون " مَهاوِينُ " جمع مَهْوَنٍ، وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أَنه جمع مِهْوانٍ.

وَرجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، وَالْجمع أهْوِناءُ.

وَشَيْء هوْنٌ: حقير.

والهَوْنُ والهُوَيْناء: التؤدة والرفق والسكينة رجل هَيِّنٌ، وهَيْنٌ، وَالْجمع هَيْنُونَ، وتسليمه يشْهد انه فيعل، وَفرق بَعضهم بَين الهَيِّن والهَيْنِ، فَقَالَ: الهَيِّنُ من الهَوَان، والهَيْنُ من اللين.

وَامْرَأَة هَوْنَة وهُونَةٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي عُبَيْدَة: متئدة، أنْشد ثَعْلَب:

تَنُوءُ بِمَتْنَيْها الرَّوابي وهَوْنَةٌ ... عَلى الأرْضِ جَمَّاءُ العِظامِ لَعُوبُ

وَتكلم على هَيْنَته، أَي رسله.

وأهْوَنُ: اسْم يَوْم الِاثْنَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ:

أُؤَمِّلُ أنْ أعِيشَ وأَنَّ يَوْمي ... بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ والأهْوَنُ: اسْم رجل.

وَمَا أَدْرِي أيُّ الهُونِ هُوَ، أَي الْخلق، وَالزَّاي أَعلَى.

والهُونُ: أَبُو قَبيلَة، وَهُوَ الهُونُ بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر أَخُو القارة.

والهاوَنُ، والهاوُن، والهَاوُون، فَارسي مُعرب: هَذَا الَّذِي يدق فِيهِ.
هـون
هانَ يَهون، هُنْ، هُونًا وهَوانًا ومَهانَةً، فهو هيِّن
• هان الشَّخصُ وغيرُه: ذلَّ وحقُر، ضَعُف، عكس عَزَّ "*من يَهُنْ يسهل الهوان عليه*- {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هَوَانٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [ق]- {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} ". 

هانَ على يهُون، هُنْ، هَوْنًا، فهو هيِّن وهَيْن، والمفعول مَهُون عليه
• هان الصعبُ على المُجِدّ: سهُل ويسُر ولان وخفّ "إذا عزّ أخوك فَهُنْ [مثل]: عامل أخاك باليسر ولا تعاسره- {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيْنٌ} [ق]: سهل يسير- {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} - {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}: رفقًا وسكينة" ° يبدو هَيِّنًا: تافهًا ضئيلاً. 

أهانَ يُهين، أَهِنْ، إهانةً، فهو مُهين، والمفعول مُهان
• أهان الشَّخصَ: أذلَّه واحتقره واستخفَّ به "أهان الجنديُّ الأسيرَ- {وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} - {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} ". 

استهانَ بـ يستهين، اسْتهِنْ، استهانةً، فهو مستهين، والمفعول مستهان به
• استهان المقاتلُ بخصمه: استخفّ به واستحقره، قلَّل من قدره انتقاصًا من حقِّه "استهان بالقيم الأخلاقيَّة" ° رأي لا يُسْتَهان به: جديرٌ بالعناية. 

تهاونَ بـ/ تهاونَ في يتهاون، تهاوُنًا، فهو مُتهاوِن، والمفعول مُتهاوَن به
• تهاون المقاتلُ بخصمه: استهان به، استخفَّ به واستحقره.
• تهاون في واجبه: أهمله، لم يهتمّ به، قصَّر فيه ولم يوفِّه حقَّه "يتهاون بعضُ الموظَّفين في أداء واجباتهم- رجلٌ لا يعرف التَّهاونَ مطلقًا". 

هاونَ يهاون، مهاونةً، فهو مُهاوِن، والمفعول مُهاوَن
• هاون نفسَه: رفق بها "هاوِنْ نفسَك ولا تَقسُ عليها". 

هوَّنَ يهوِّن، تهوينًا، فهو مُهوِّن، والمفعول مُهوَّن
• هوَّن الأمرَ عليه:
1 - سهَّله وخفَّفه "*هوِّن عليك فما الدنيا بدائمة*" ° هَوِّن عليك: خفِّف ولا تبالِ، لا تقلق ولا تغتمّ.
2 - استخفَّ به وازدراه "هوَّن من الدَّور الذي لعِبَه: قلَّل من قيمته". 

إهانة [مفرد]: ج إهانات (لغير المصدر): مصدر أهانَ ° إهانة لا تُغتفر: كبيرة. 

استهانة [مفرد]: مصدر استهانَ بـ. 

تَهْوين [مفرد]:
1 - مصدر هوَّنَ.
2 - استعمال مجاز مُلطِّف في مكان كلمة أو عبارة مُوجعة أو بغيضة مثال ذلك: لفظ أنفاسَه الأخيرة بدلاً من مات، وبيت الأدب بدلاً من المرحاض. 

مُسْتهين [مفرد]: اسم فاعل من استهانَ بـ. 

مَهانَة [مفرد]:
1 - مصدر هانَ.
2 - خِزْي. 

هاوَن/ هاوُن [مفرد]: ج هواونُ: (انظر: هـ ا و ن - هاوَن/ هاوُن). 

هاوُون [مفرد]: ج هَواوِينُ: (انظر: هـ ا و ن - هاوَن/ هاوُن). 

هَوان [مفرد]: مصدر هانَ. 

هَوْن [مفرد]:
1 - مصدر هانَ على.
2 - سكينة، وقار وتواضع "أقبل يَمْشي على هَوْنه- {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} " ° على هَوْنِك: على رِسْلِك.
3 - رفق، تؤدة، تمهُّل "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا [حديث]: حُبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه".
4 - هاوَن، وعاء مجوّف من الحديد أو النحاس أو غيرهما يُدقّ فيه الطَّعام والتّوابل أو الدّواء. 

هُون [مفرد]: مصدر هانَ. 

هُونَى [مفرد]: رِفْق، دَعة "أخذ أمرَه بالهونى". 

هُوَيْنَى [مفرد]:
1 - اتِّئاد وتمهّل في المشي "*تمشي الهُوَيْنَى كما يمشي الوجي الوحِل*".
2 - خفْض ودَعَة "يعيش في هُوَيْنَى". 

هَيْن [مفرد]: ج أَهْوِنَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هانَ على. 

هِينة [مفرد]: هَوْن تمهُّل وتُؤدة ووقار "امش على هِينَتِكَ: على رِسْلِك". 

هَيِّن [مفرد]: ج هيّنون وأَهْوِنَاءُ، مؤ هيِّنة، ج مؤ هَيْنات وهيِّنات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هانَ وهانَ على.
2 - مُتّئد وقور متسامح. 

هون: الهُونُ: الخِزْيُ. وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ

العذاب الهُونِ؛ أَي ذي الخزي. والهُونُ، بالضم: الهَوَانُ. والهُونُ

والهَوانُ: نقيض العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وفي

التنزيل العزيز: وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ

على الله، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره، وقيل:

الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من

إنشائه، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ ومثل

ذلك قول الشاعر:

لَعَمْرُك ما أَدْري، وإني لأَوْجَلُ،

على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ

وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ به، والاسم

الهَوَانُ والمَهانة. ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف. قال ابن بري:

المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة. والمَهانة من الحَقارة:

فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً. وفي الحديث: ليس بالجافي ولا

المَهين؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المَهانة، وقد تقدَّم في مَهَنَ،

والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار، والاسم الهَوانُ، وهذا

موضعه. واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به: استحقره؛ وقوله:

ولا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أَن

تَرْكَعَ يوماً، والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ

أَراد: لا تُهِينَنْ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلــها ساكنٌ.

والهَوْنُ: مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ. وهَوَّنه الله عليه أَي

سهَّله وخففه. وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعِلٍ أَي سهل، وهَيْنٌ، مخفف، والجمع

أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بري:

أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم: أَصله أَشيئاء،

فحذفت الهمزة تخفيفاً، وقال الخليل: أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت

الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء، ووزنها الآن لَفْعاء؛ وقال بعضهم:

الهَوْنُ والهُونُ واحد، وقيل: الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛

وأَنشد:مررتُ على الوَدِيعةِ، ذاتَ يومٍ،

تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا

وقال امرؤ القيس:

تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ

قال: هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل، وروى غيره:

هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ:

داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ،

دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ،

وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ

بالهْوَن، يريد: بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي: هَيِّنٌ

بَيِّنُ الهُونِ. ابن شميل: إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً.

الفراء في قوله تعالى: أَيُمْسِكُه على هُون؛ قال: الهُونُ في لغة قريش

الهَوان، قال: وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ، قال: وقال

الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم، قال:

وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى؛ قال رجل من العرب لبعير له: ما به

بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يقول: إنه خفيف الثمن. وإذا قالت العرب: أَقْبَلَ

يَمْشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز وجل: الذين

يَمْشُون على الأَرض هَوْناً؛ قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار؛ وقال

الكميت:شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخا

مِيصُ العَشيّات، لا خُورٌ ولا قُزُمُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أَنه جمع

مِهْوانٍ. ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أَهْوِناءٌ، وشيءٌ

هَوْنٌ: حقير. قال ابن بري: الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ

الذي لا كرامة له. وتقول: أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به.

والهُونُ: الهَوانُ والشِّدَّة. أَصابه هُونٌ

شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قالت الخنساء:

تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ

تريد: إهانة النفوس: ابن بري: الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإصبع:

اذهَبْ إليك، فما أُمِّي براعِيةٍ

ترْعَى المَخاضَ، ولا أُغضِي على الهُونِ

ويقال: إنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأُنثى هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً

سَلِساً. والهَوْنُ والهُوَيْنا: التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار. رجل

هَيِّن وهَيْن، والجمع هَيْنونَ؛ ومنه: قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قال ابن

سيده: وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ. وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً؛

الهَوْن: مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار. قال ابن بري: الهَوْنُ

الرِّفق؛ قال الشاعر:

هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا،

لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: يَمْشي هَوْناً؛ الهَوْن: الرِّفْق

واللِّين والتثبت، وفي رواية: كان يمشي الهُوَيْنا، تصغير الهُونَى تأنيث

الأَهْوَن، وهو من الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال:

الهَيِّن من الهِوان، والهَيْنُ من اللِّين. وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة

عن أَبي عبيدة: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب:

تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ،

على الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ

وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله. وفي الحديث: أَنه سار على هِينَتِه

أَي على عادته في السُّكون والرِّفق. يقال: امش على هينتك أَي على

رِسْلك. وجاء عن على، عليه السلام: أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً

مُقْتَصِداً لا إفراط فيه، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل، يعني لا تُسْرِف

في الحُبّ والبُغْض، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً،

فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ، ولا في البُغْض فتستَحْيي. وتقول:

تكَلَّمْ على هِينَتك. ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن. شمر: الهَوْن

الرِّفْق والدَّعَة. وقال في تفسير حديث علي، عليه السلام: يقول لا تُفْرِطْ

في حُبّه ولا في بغضه. ويقال: أَخذ أَمرَه بالهُونى، تأنيث الأَهْون،

وأَخذ فيه بالهُوَيْنا، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه، وإنه

ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن. ابن الأَعرابي: العرب تمدح

بالهَيْن اللَّيْن، مخفف، وتذم بالهَيّن اللَّيّن، مثقل. وقال النبي، صلى

الله عليه وسلم: المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ، جعله مدحاً لهم. وقال

غير ابن الأَعرابي: هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد، والأَصل

هَيِّن، فخفف فقيل هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل من الهَوْن، وهو السكينة والوقار

والسهولة، وعينه واو. وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة.

وفي النوادر: هُنْ عندي اليومَ، واخْفِض عندي اليومَ، وأَرِحْ عندي،

وارْفَهْ عندي، واستَرْفِهْ عندي، ورَفِّهْ عندي، وأَنْفِهْ عندي،

واسْتَنفِهْ عندي؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ؛ هُنْ

من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون.

وأَهُوَنُ: اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية؛ قال بعض شعراء الجاهلية:

أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ

أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي

بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ

قال ابن بري: ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، وهي

الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني.

والأَهْوَنُ: اسم رجل. وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق. قال

ابن سيده: والزاي أأَوالهُونُ: أَبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن

مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة. وقال أَبو طالب: الهَوْنُ

والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن

خزيمة

(* قوله «مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ» هكذا في الأصل).

سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ

بين أَتْيغ: دَعْنا قارةً واحدةً، فمن يومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبي:

أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة،

فقال رجل من الهُون:

دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا

فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ

(* قوله «فنجفل مثل ما جفل الظليم» هكذا في الأصل، والذي أورده المصنف

وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال:

فنجفل مثل إجفال الظليم)

المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارة بنو الهُون. والهاوَن

(* قوله «والهاون

إلخ» عبارة التكملة ابن دريد: الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق

به عربي صحيح. ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم

على فاعل بعد الألف واو. قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم

يجئ به غيره. وقال الفراء في كتابه البهي: وتقول لهذا الهاون الذي يدق به

الهاوون بواوين). والهاوُنُ والهاوُون، فارسي معرب: هذا الذي يُدَقُّ

فيه؛ قيل: كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين،

فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى، لأَنه ليس في كلامهم

فاعُلٌ بضم العين.

والمُهْوَئِنُّ: الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي،

وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ.

هون
: ( {هانَ) } يَهُونُ ( {هُوناً، بالضَّمِّ،} وهَواناً {ومَهانَةً: ذَلَّ) ؛) قالَ ذُو الإصْبَع:
اذهَبْ إِلَيْك فَمَا أُمِّي براعِيةٍ تَرْعَى المَخاضَ وَلَا أُغْضِي على} الهُون ِوقيلَ: الهَوانُ {والمَهانَةُ: اسْمانِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: المَهانَةُ مَفْعَلَةٌ مِن} الهَوَانِ، والمِيمُ زائِدَةٌ والمُهانَةُ مِن الحَقارَةِ فَعالَةٌ والمِيمُ أَصْليَّة، وَقد تقدَّمَ وَبهَا رُوِي الحدِيثُ: (ليسَ بالجافي وَلَا {بالمَهِين) .
(و) } هانَ ( {هَوْناً: سَهُلَ، فَهُوَ} هَيِّنٌ {وهَيْنٌ) كمَيِّتٍ ومَيْتٍ، (} وأَهْوَنُ؛ وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (وَهُوَ {أَهْوَنُ عَلَيْهِ) } ) أَي كلّ ذلِكَ} هَيِّنٌ عَلَيْهِ، وليسَتْ للمُفاضَلَةِ لأنَّه ليسَ شيءٌ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِن غيرِهِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لَعَمْرُك لَا أَدْرِي وإِنِّي لأَوْجَلُعلى أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ (ج! أَهْوِناءُ) كشيءٍ وأَشْيِئاء على أَفْعِلاء. ( {والهَوْنُ: السَّكِينَةُ والوَقارُ) والرِّفْقُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
} هَوْنَكُما لَا يَرُدُّ الدَّهْرُ مَا فاتاولا تَهْلِكا أَسَفاً فِي إِثْرِ مَنْ ماتاومنه الحدِيثُ: (كَانَ يَمْشِي {هَوْناً) ، أَي برِفْقٍ ولِيْنٍ وتَثبّتٍ.
(و) } الهَوْنُ: (الحَقيرُ) مِن كلّ شيءٍ.
(و) {الهُوْنُ: (بالضَّمِّ: الخِزْيُ) ؛) وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فأَخَذَتْهُمُ صاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ} ، أَي ذِي (الخِزْيِ؛ (} كالمَهانَةِ) ، مَفْعلةٌ مِنْهُ.
(و) الهُوْنُ (بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ) بنِ إلْياس بنِ مُضَرَ، أَبو قَبيلَةٍ وَهُوَ أَخُو القَارَة.
وقالَ المفضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارَةُ بنُو الهَوْنِ.
ورَوَى أَبُو طالِبٍ فِيهِ فتْحَ الهاءِ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُ القارَةِ فِي موضِعِهِ.
(و) مَا أَدْرِي أَيُّ الهُوْن هُوَ، أَي (الخَلْقُ كُلُّهُم) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: والزَّاي أَعْلى.
( {وهَوَّنَه اللَّهُ) عَلَيْهِ} تَهْويناً: (سَهَّلَهُ وخَفَّفَهُ.
(و) {هَوَّنَ (الشَّيءَ:} أَهَانَهُ، {كاسْتَهانَ بِهِ} وتَهاوَنَ) بِهِ، وذلِكَ إِذا اسْتَحْقَرَه؛ وَمِنْه قَوْلُه:
لَا {تُهينَ الفقيرَ عَلَّك أَنتَرْكَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْأَرادَ: لَا} تُهِينَنْ، فحذفَ النونَ الخَفِيفَةَ لمَّا اسْتَقْبلَــها ساكِنٌ.
(وَهُوَ {هَيِّنٌ} وهَيْنٌ: ساكنٌ مُتَّئِدٌ) .) {وهَيِّنٌ أَصلُه هَيُونٌ} وهَيْنُ مُخَفَّفٌ مِنْهُ. (أَو المُشَدّدُ من! الهَوانِ، والمُخَفَّفُ مِن اللِّينِ) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العَرَبُ تَمْدحُ بالهَيْنِ اللِّيْنِ، مُخَفَّف، وتذمُّ {بالهَيِّن اللَّيِّن، مُشَدّدٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُسْلِمونَ} هَيْنُونَ لَيْنُونَ) ، جَعَلَهُ مَدْحاً لهُم.
وقالَ غيرُ ابنِ الأَعْرابيِّ: هُما بمعْنًى واحِدٍ.
(و) امْرأَةٌ ( {هَوْنَة، ويُضَمُّ) ؛) الأخيرَةُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ: (مُتَّئِدَةٌ) ؛) أَنْشَدَ ثَعْلَب:
تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي} وهَوْنَةٌ على الأَرضِ جَمّا العِظامِ لَعُوبُ (و) امْشِ (على هِينَتِكَ، بالكَسْرِ، {وهَوْنِكَ) :) أَي (رِسْلِكَ) ؛) وكَذلِكَ تَكَلَّمَ على} هِينَتِه.
وَفِي الحَدِيثِ: (أنَّه سارَ على هِينَتِه) ، أَي على عادَتِه فِي السُّكُونِ والرِّفْقِ؛ وَمِنْه قوْلُ عليَ رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (أحْبِبْ حَبيبَكَ {هَوْناً مَّا) ، أَي حُبًّا مُقْتَصِداً لَا إفْراطَ فِيهِ.
(} والأهْونُ) :) اسمُ (رجُلٍ:
(و) أَيْضاً: (اسمُ يومِ الاثنينِ) فِي الجاهِلِيَّةِ؛ قالَ بعضُ شُعَراء الجاهِلِيَّة:
أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو {بأَهْوَنَ أَو جُبارِأَو التالِي دُبارٍ أَم فيوْميبمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبةٍ أَو شِيارِقالَ ابنُ بَرِّي: ويقالُ ليومِ الاثنينِ أَيْضاً: أَوهَدُ؛ وَقد ذُكِرَ فِي محلِّهِ.
(} والهاوَنُ) ، بفتحِ الواوِ، وَهَكَذَا ضَبَطَه ابنُ قُتَيْبَة فِي كتابِ الأدَبِ وقالَ ابنُ دحْيَة فِي التَّنْويرِ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدَهم؛ ( {والهاوُنُ) ، بضمِّ الواوِ، (} والهاوُونُ) ، بزِيادَةِ الواوِ: (الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ) ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
قيلَ: كانَ أَصْله {هاوُون لأنَّ جَمْعَه} هَوَاوينُ كقَانُونٍ وقَوانِينَ فحَذفُوا مِنْهُ الواوَ الثانِيَةَ اسْتِثْقالاً، وفَتَحُوا الأُولى، لأنَّه ليسَ فِي كَلامِهم فاعُلٌ بضمِّ العَيْنِ.
(والمُهْوَئِنُّ) ، كمُطْمَئِنَ، (وتُفْتَحُ الهَمْزَةُ) ، عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ:
فِي مُهْوَئِنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ ذَكَرَه الأزْهرِيُّ كابنِ سِيدَه فِي هأن، وَهُوَ الصَّوابُ.
وذَكَرَه الجوْهرِيُّ فِي هوأ، وخَطَّأَهُ ابنُ بَرِّي. والمُصنِّف كأَنَّه اعْتَبَر زِيادَةَ الميمِ والهَمْزَة فأَوْرَدَه هُنَا.
وَهُوَ (المَكانُ البَعيدُ) .) وَقد تقدَّمَ أنَّه مِثالٌ لم يَذْكرْه سِيْبَوَيْه.
(أَو) هِيَ (الوَهْدَةُ) .
(قالَ الأَزْهرِيُّ: بُطونُ الأَرْضِ وقَرارُها، وَلَا تُعَدُّ الشِّعابُ والمِيْثُ مِن المُهْوَئِنِّ، وَلَا يكونُ المِهْوَئِنّ فِي الجِبالِ وَلَا فِي القِفافِ وَلَا فِي الرِّمالِ، ليسَ المُهْوَئِنّ إلاَّ مِن جَلَدِ الأرْضِ وبُطونِها.
(واهْوَأَنَّتِ المَفازَةُ: اطْمَأَنَّتْ فِي سَعَةٍ) ؛) وَمِنْه المُهْوَئِنُّ لمَا اطْمَأَنَّ مِن الأرْضِ واتَّسَعَ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ الصَّحْراءُ الواسِعَةُ، ووَزْنُه مُفوعِلٌّ.
(وَهُوَ {يُهاوِنُ نفْسَه) :) أَي (يَرْفقُ بهَا) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الهَوانُ {والمَهانَةُ: الضَّعْفُ.
} وهانَ عَلَيْهِ الشيءُ {هونا: خَفَّ.
وامْرأَةٌ} هُونَةٌ: ضَعيفَةُ الخِلْقَةِ غَيْر غَلِيظَتها {وهُونَةٌ بالضمِّ: مُطاوِعةٌ.
والهُوْنَةُ، بالضَّمِّ: التَّسْكينُ والصّلْحُ والجَمْعُ كصُرَدٍ.
وقالَ رجُلٌ مِن العَرَبِ لبَعيرٍ لَهُ: مَا بِهِ بأْسٌ غَيْرُ هَوانِهِ، أَي خَفِيفُ الثَمَنِ.
} والمِهْوانُ، كمِحْرابٍ: الكَثيرُ اللّين جَمْعُه! مَهاوِينُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه للكُمَيْت:
شُمُّ {مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ مَخامِيصُ العَشيِّات لاخُورٌ وَلَا قُزُمُوقالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَن يكونَ جَمْع} مهْوَنٍ.
{والهُونُ، بالضمِّ: الشدَّةُ. يقالُ: أَصابَهُ} هُونٌ شَديدٌ، أَي شِدَّةٌ ومَضَرَّةٌ وعَوَزٌ.
ويقالُ: إنَّه {لَهَوْنٌ من الخَيْلِ، والأُنْثى} هَوْنَةٌ إِذا كانَ مِطْواعاً سَلِساً.
{والهُوَيْنى: تَصْغيرُ} الهُونَى، تأْنِيثُ {الأَهْوَنِ، التَّؤَدَةُ والرِّفْقُ والسّكِينَةُ والوَقارُ.
وإنَّه ليَأْخُذ أَمْرَه} بالهُونِ، بالضمِّ، أَي الأَهْوَن.
{والمَهْيَنَةُ، كمَحْمَدَةٍ: المَرْأَةُ الحَسَنَةُ الخَلْقِ.
وَفِي النوادِرِ:} هُنْ عندِي اليومَ، واخْفِض عندِي، وأَرِحْ عنْدِي، وارْفَهْ عنْدِي، واسْتَرْفِهْ عنْدِي، ورَفِّهْ عنْدِي، وأَنْفِهْ عنْدِي، واسْتَنْفِهْ عنْدِي، وتَفْسيرُه: أَقِمْ عنْدِي، واسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ.
وذَكَروا فِي تَصْغِيرِ المُهْوَئِنِّ وَجْهَيْن: حَذْف المِيمِ وأَحَد المضعَّفَيْن، أَو حَذْف الهَمْزَة وأَحَد المضعَّفَيْن؛ قالَهُ أَبو حيَّان وابنُ عُصْفورٍ.
وَمَا {أَهْوَنَه عَلَيْهِ.
} والهَيِّنُ: الحَقِيرُ.
{وأَهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّتِه: ذُكِرَ فِي السِّين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هتن:) } هانَ {يَهِينُ} هَيْناً، كلانَ يَلِينُ؛ وَمِنْه المَثَلُ: إِذا عَزَّ أَخُوكَ {فَهُنْ بكسْرِ الهاءِ عَن بعضِ عُلَماءِ الأنْدَلُسِ عَن الأَعْلَم.
} هانَ {يَهِينُ} هَيْناً بالياءِ، هَكَذَا وأَقرَّهُ.
وقوْلُ شيْخِنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: لم أَرَه عَن إمامٍ ثَبْتٍ وَلَا نَقَلَهُ أَحدٌ مِنَ المُعْتَمَدِ عَلَيْهِم قُصُورٌ.
ويقالُ: مَا {هَيَانُ هَذَا الأَمْر: أَي مَا شَأْنُه؟
} وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ: مَنْ لَا يُعْرَفُ هُوَ وَلَا أَبُوه؛ وقيلَ: إنَّ نونَهُ زائِدَةٌ. وهَيانٌ، كسَحابٍ: مِن قُرَى جُرْجانَ، عَن ابنِ السّمعاني؛ مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ بسَّام بنِ بكْرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بسَّام {الهَيانيُّ الجُرْجانيُّ، رَوَى المُوَطّأَ عَن القَعْنبيُّ ومحمدِ بنِ كثيرٍ الجُمحيِّ، ماتَ سَنَة 279، رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هيزمن:) الهِيْزَمْنُ، كجِرْدَحْلٍ، لُغَةٌ فِي الهِنْزَمْنِ، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَعْشَى، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ، وأخاله تَصْحيفاً.

هيزمن:) الهِيْزَمْنُ، كجِرْدَحْلٍ، لُغَةٌ فِي الهِنْزَمْنِ، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَعْشَى، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ، وأخاله تَصْحيفاً.

يبن:) (يُبْنَى كلُبْنَى: اسْمُ قَرْيةٍ مِن فِلَسْطِين بالقُرْبِ مِن الرَّمْلَةِ، بهَا قَبْرُ صَحابيَ يقالُ: إنَّه أَبو هُرَيْرَةَ أَو عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي سرْحٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَهِي أبنى بالهَمْزَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سريةِ أُسامَةَ.
ويَبْيَنُ، كجَعْفَرٍ: لُغَةٌ فِي أَبْيَن، مَوْضِعٌ باليَمَنِ؛ نَقَلَه ياقوتٌ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
[هون] الهوْنُ: السكينةُ والوقار. وفلان يمشي على الأرض هَوْناً. والهَونُ: مصدر هان عليه الشئ أي خفَّ. وهَوَّنَهُ الله عليه، أي سهله وخففه. وشئ هين، على فيعل، أي سهل. وهين (*) مخفف، والجمع أهو ناء. كما قالوا شئ وأشيياء على أفعلاء. وقوم هينون لينون. والهون بالضم: الهوان. وهون بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر: أخو كنانة وأسد. وأهانه: استخف به، والاسم الهَوانُ والمَهانَةُ. يقال: رجلٌ فيه مَهانَةٌ، أي ذُلٌّ وضعفٌ. واستهانَ به وتهاونَ به: استحقره. وقوله: ولا تُهينَ الفقيرَ عَلَّكَ أنْ * تركع يوماً والدهرُ قد رفَعَهْ أراد لا تُهينَنْ، فحذف النون الخفيفة لمَّا استقبلــها ساكن. ويقال: امْشِ على هينتِكَ، أي على رِسلكَ. وكانت العرب تسمِّي يوم الاثنين. أهْوَنَ، في أسمائهم القديمة. أنشدني أبو سعيد السيرافى قال: أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية: أؤمل أن أعيش وأن يومى * بأول أو بأهون أو جبار أم التالى دبار أم فيومى * بمؤنس أو عروبة أو شيار والهاون: الذى يدق فيه، معرب، وكان أصله هاوون، لان جمعه هواوين مثل قانون وقوانين، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا، وفتحوا الاولى لانه ليس في كلامهم فاعل بالضم. 

خرم

خرم: الخَرْمُ: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها، بالكسر،

خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وما خَرَمْتُ منه شيئاً أَي ما نقصت

وما قطعت. والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ: التشقق. وانْخَرَمَ ثَقْبُه أَي

انشق، فإِذا لم ينشق فهو أَخْزَمُ، والأُنثى خَزْماءُ، وذلك الموضع منه

الخَرَمَةُ: الليث: خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً، وهو قطع في

الوَتَرَةِ وفي الناشِرتَيْنِ أَو في طرف الأَرْنَبة لا يبلغ الجَدْعَ، والنعت

أَخْرَمُ وخَرْماءُ، وإِن أَصاب نحو ذلك في الشفة أَو في أَعلى قُوف الأُذن

فهو خَرْمٌ. وفي حديث زيد بن ثابت: في الخَرَماتِ الثلاثِ من الأَنف

الدِّيَة في كل واحدة منها ثلثها؛ قال ابن الأَثير:الخَرَماتُ جمع خَرَمَةٍ،

وهي بمنزلة الاسم من نعت الأَخْرَمِ، فكأَنه أَراد بالخَرَمات

المَخْرُومات، وهي الحُجُبُ الثلاثة: في الأَنف اثنان خارجان عن اليمين واليسار،

والثالث الوَتَرَةُ، يعني أَن الدِّيَة تتعلق بهذه الحجب الثلاثة.

وخَرِمَ الرجل خَرَماً فهو مَخْروم وهو أَخْرَمُ: تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ

أَنفه وقطعت وهي مابين مَنْخِرَيْه، وقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْماً.

والخَرَمةُ: موضع الخَرْمِ من الأَنف، وقيل: الذي قطع طرف أَنفه لا يبلغ

الجَدْعَ. والخَوْرَمةُ: أَرنبة الإنسان.

ورجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مثقوبها. والخَرماءُ من الآذان:

المُتَخَرِّمةُ. وعنز خَرْماءُ: شُقَّت أُذنها عرضاً. والأَخْرَمُ: المثقوب

الأُذن، والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شيئاً لا يبلغ الجَدْعَ، وقد

انْخَرَمَ ثَقْبُه. وفي الحديث: رأَيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

يخطب الناس على ناقة خَرْماء؛ أَصل الخَرْمِ الثقب والشق. وفي الحديث: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ،

يعني المقطوعة الأُذن، قال ابن الأَثير: أَراد المقطوعة الأُذن تسمية للشيء

بأَصله، أَو لأَن المُخَرَّمةَ من أَبنية المبالغة كأَن فيها خُرُوماً

وشُقوقاً كثيرة. قال شمر: والخَرْمُ يكون في الأُذن والأنف جميعاً، وهو في

الأَنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ

الرجل وأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَعَ أَعلاها حتى ينفذ إِلى جوف الأَنف.

يقال رجل أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ. والأَخْرَمُ: الغدير، وجمعه خُرْمٌ

لأَن بعضها يَنْخَرِمُ إِلى بعض؛ قال الشاعر:

يُرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطات،

صَوافٍ لم تُكَدِّرْها الدِّلاءُ

والأَخْرَمُ من الشِّعْرِ: ما كان في صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتينِ

فَخُرِمَ أَحدهما وطُرِحَ كقوله:

إِنَّ امْرأً قد عاش عِشرِينَ حِجَّةً،

إِلى مِثلها يَرْجو الخُلودَ، لجاهِلُ

(* قوله «عشرين حجة» كذا بالأصل، والذي في التهذيب والتكملة: تسعين؛

وقوله إلى مثلها، الذي في التكملة: إلى مائة، وقد صحح عليه).

كان تمامه: وإِنَّ امرأً؛ قال الزجاج: من عِلَلِ الطَّويل الخَرْمُ وهو

حذف فاء فَعُولُنْ وهو يسمى الثَّلْمَ، قال: وخَرْمُ فَعولُنْ بيته

أَثْلَمُ، وخَرْمُ مَفاعِيلن بيته أَعْضَبُ، ويسمى مُتَخَرِّماً ليُفْصَلَ بين

اسم مُنْخَرم مَفاعِيلن وبين مُنْخَرِمِ أَخْرَم؛ قال ابن سيده:

الخَرْمُ في العَروض ذهاب الفاء من فَعولن فيبقى عولُنْ، فينقل في التقطيع إِلى

فَعْلُنْ، قال: ولا يكون الخَرْمُ إِلا في أَول الجزء في البيت، وجمعه

أَبو إِسحق على خُرُوم، قال: فلا أَدري أَجَعَله اسماً ثم جمعه على ذلك أَم

هو تسمُّح منه. وإِذا أَصاب الرامي بسهمه القِرْطاسَ ولم يَثْقُبْه فقد

خَرَمَهُ. ويقال: أَصاب خَوْرَمَته أَي أَنفه. والخَرْمُ: أَنف الجبل.

والأَخْرمانِ: عظمانِ مُنْخَرِمانِ في طرف الحَنَك الأَعلى. وأَخْرَما

الكتفين: رؤوسهما من قِبَلِ العضدين مما يلي الوابِلة، وقيل: هما طرفا أَسفل

الكتفين اللذان اكتنفا كُعْبُرة الكتف، فالكُعْبُرَةُ بين الأَخْرَمَين،

وقيل: الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَيْرِ حيث يَنْجَدِعُ وهو طرفه؛ قال

أَوس بن حَجَرٍ يذكر فرساً يُدْعى قُرْزُلاً:

تالله لولا قُرْزُلٌ، إِذْ نَجا،

لكان مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما

أَي لقُتِلْتَ فسقط رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كتفك. وأَخْرَمُ الكتف: طرف

عَيْره. التهذيب: أَخْرَمُ الكتف مَحَزٌّ في طرف عَيْرِها مما يلي

الصَّدَفة، والجمع الأَخارِمُ. وخُرْمُ الأَكَمَةِ ومَخْرِمُها:

مُنْقَطَعُها.ومَخْرِمُ الجبل والسَّيْل: أَنفه. والخَرْمُ: ما خَرَمَ سَيْلٌ أَو

طريقٌ في قُفّ أَو رأْس جبل، واسم ذلك الموضع إِذا اتسع مَخْرِمٌ كمَخْرِم

العَقَبةِ ومَخْرِم المَسِيلِ. والمَخْرِمُ، بكسر الراء: مُنْقَطَعُ أَنف

الجبل، والجمع المَخارِمُ، وهي أَفواه الفِجاجِ. والمَخارِمُ: الطُّرُق

في الغلظ؛ عن السُّكَّريّ، وقيل: الطُّرُقُ في الجبالِ وأَفواه الفِجاجِ؛

قال أَبو ذؤيب:

به رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ

نُهُوجٌ، كَلَبَّات الهَجائِنِ، فِيحُ

وفي حديث الهجرة: مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فحملهما على جَمَلٍ وبعث

معهما دَليلاً وقال: اسْلُكْ بهما حيثُ تَعْلَمُ من مَخارِمِ الطُّرُق،

وهو جمع مَخْرِم، بكسر الراء، وهو الطريق في الجبل أَو الرمل، وقيل: هو

مُنْقَطَعُ أَنف الجبل؛ وقول أَبي كبير:

وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رأَيْتَهُ

يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ

أَراد في مَخارِمِها فهو على هذا ظَرْفٌ كقولهم ذهبتُ الشأْمَ وعَسَلَ

الطريقَ الثَّعْلَبُ، وقيل: يَهْوِي هنا في معنى يَقْطَعُ، فإِذا كان هذا

فَمَخارِمَها مفعول صحيح. وما خَرَمَ الدليلُ عن الطَّريقِ أَي ما عدل.

ومَخارِمُ الليل: أَوائلُه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

مَخارِمُ الليل لَهُنَّ بَهْرَجُ،

حِين ينامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ

قال: ويروى مَحارِمُ الليل أَي ما يَحْرُمُ سُلوكه على الجَبانِ

الهِدانِ، وهو مذكور في موضعه. ويَمِينٌ ذات مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ. ويقال:

لا خَيرَ في يَمِينٍ لا مَخارِمَ لها أَي لا مَخارِجَ، مأْخوذ من

المَخْرِمِ وهو الثَّنِيَّةُ بين الجبلين. وقال أَبو زيد: هذه يَمينٌ قد

طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعَلُ لصاحبها مَخْرَجاً.

والخَوْرَمةُ: أَرْنَبةُ الإِنسانِ. ابن سيده: الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ

الأَنف، وقيل: هي ما بين المَنْخِرَيْنِ. والخَوْرَمُ: صُخور لها خُرُوقٌ،

واحدتها خَوْرَمَةٌ. والخَوْرَمُ: صخرة فيها خُروق. والخَرْمُ: أَنف

الجبل، وجمعه خُرُومٌ، ومنه اشتقاق المَخْرِم. وضَرْعٌ فيه تَخريمٌ

وتَشْريمٌ إِذا وقع فيه حُزُوزٌ.

واخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا: مات وذهب. واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ من بين

أَصحابه: أَخَذَتْهُ من بينهم. واخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم أَي

اقتطعهم واستأْصلهم. ويقال: خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مات، كما يقال

شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ. وفي الحديث: يريد أَن يَنْخَرِمَ ذلك القَرْنُ؛

القَرْنُ: أَهلُ كلِّ زمانٍ، وانْخِرامُهُ: ذهابُهُ وانقضاؤه. وفي حديث ابن

الحنفية: كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ، من اخْتَرَمَهُم الدهرُ

وتَخَرَّمهم استأْصلهم.

والخَرْماءُ: رابِيةٌ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، وهو الأَخرمُ أَيضاً.

وأَكَمَةٌ خَرْماءُ: لها جانب لا يمكن منه الصُّعودُ.

وريح خارِمٌ: باردة؛ كذا حكاه أَبو عبيد بالراء، ورواه كراع خازِمٌ،

بالزاي، قال: كأَنها تَخْزِِمُ الأَطْراف أَي تنظمها، وسيأْتي ذكره.

والخُرَّمُ: نباتُ الشَّجرِ؛ عن كراع. وعيش خُرَّمٌ: ناعِمٌ، وقيل: هو

فارسي معرب؛ قال أَبو نُخَيْلة في صفة الإِبل:

قاظَتْ من الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ

أَراد بقَيْظٍ ناعم كثير الخَيْرِ؛ ومنه يقال: كان عَيْشُنا بها

خُرَّماً؛ قاله ابن الأَعرابي. والخُرْمُ وكاظِمَة

(* قوله «والخرم وكاظمة إلخ»

كذا بالأصل ومثله في التكملة، والذي في ياقوت: والخرم في كاظمة إلخ):

جُبَيْلاتٌ وأُنوفُ جبالٍ؛ وأَما قول جرير:

إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بنائها

نَصْراً، وكان هَزيمةً للأَخْرَمِ

فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك من مُلوك الرُّوم. والخَريمُ: الماجِنُ.

والخارِمُ: التارِكُ. والخارِمُ: المُفْسِدُ. والخارِمُ: الرِّيحُ

الباردةُ.

وفي حديث سَعْدٍ: لما شكاه أَهل الكوفة إِلى عُمَرَ في صلاته قال ما

خَرَمتُ من صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً أَي ما تركْتُ؛ ومنه

الحديث: لم أَخْرِمْ منه حَرْفاً أَي لم أَدَعْ.

والخُرّامُ: الأَحداث المُتَخَرِّمونَ في المعاصي.

وجاء يَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَي يَرْكبُنا بالظلم والحُمْق؛ عن ابن

الأَعرابي، قال: وقال ابن قنان لرجل وهو يَتَوَعَّدُهُ: والله لئن انْتَحَيْتُ

عليك فإِني أَراك يَتَخَرَّمُ زَنْدُك، وذلك أَن الزَّنْدَ إِذا

تَخَرَّمَ لم يُورِ القادِحُ به ناراً، وإِنما أَراد أَنه لا خَيْرَ فيه كما أَنه

لا خير في الزَّنْدِ المُتَخَرِّم. وتَخَرَّمَ زَنْدُ فلان أَي سكن

غضبُه. وتَخَرَّمَ أَي دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّة، وهم أَصحاب التَّناسُخِ

والإِباحةِ.

أَبو خيرة: الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرِّيحِ تنبُتُ في العَطَنِ

(*

قوله «تنبت في العطن» هكذا في الأصل ويؤيده ما في مادة ش ق ذ من الأصل

والمحكم من التعبير بالإعطان وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو تنبت في

القطن ولكن الذي في التهذيب والتكملة هنا مثل ما في القاموس)، وأَنشد:

إِلى بيت شِقْذانٍ، كأَنَّ سِبالَهُ

ولِحْيَتَهُ في خَرْوَمانٍ منوِّرِ

وفي الحديث ذِكْرُ خُرَيْمٍ، هو مصغر ثَنِيَّةٌ بين المدينة

والرَّوْحاء، كان عليها طريق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْصَرَفَهُ من

بَدْرٍ.ومَخْرَمَةُ، بالفتح، ومُخَرَّمٌ وخُرَيْمٌ: أَسماء. وخُرْمانُ وأُم

خُرْمانَ

(* قوله «وأم خرمان» بضم فسكون كما في ياقوت والتكملة): موضعان.

والخَرْماءُ: عَيْنٌ بالصَّفْراء كانت لِحَكيم بن نَضْلَةَ الغِفارِيِّ ثم

اشْتُرِيَتْ من وَلَدِهِ. والخَرْماءُ: فَرَسٌ لِبَني أَبي رَبيعةَ.

والخُرَّمانُ: نبْتٌ.

والخُرْمانُ، بالضم: الكذِبْ؛ يقال: جاء فلان بالخُرْمانِ أَي بالكذب.

ابن السكيت: يقال ما نَبَسْتُ فيه بخَرْماءَ، يعني به الكذب.

(خرم) : الرُّغْوةُ الخَرْماءُ: التي تَرتْفِعُ فوق الإِناءِ نَخاريبُ.
الخرم: هو حذف الميم من: مفاعيلن ليبقى: فاعيلن، فينقل إلى: مفعولن، ويسمى: أخرم.
خ ر م : خَرَمْتُ الشَّيْءَ خَرْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا ثَقَبْتَهُ وَالْخُرْمُ بِالضَّمِّ مَوْضِعُ الثُّقْبِ وَخَرَمْتُهُ قَطَعْتُهُ فَانْخَرَمَ وَمِنْهُ قِيلَ اخْتَرَمَهُمْ الدَّهْرُ إذَا أَهْلَكَهُمْ بِجَوَائِحِهِ. 
خ ر م: (خَرَمَ) الْخَرَزَ أَثْآهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَمَا خَرَمَ مِنْهُ شَيْئًا أَيْ مَا نَقَصَ وَمَا قَطَعَ. وَ (الْأَخْرَمُ) الَّذِي قُطِعَتْ وَتِرَةُ أَنْفِهِ أَوْ طَرَفُ أَنْفِهِ قَطْعًا لَا يَبْلُغُ الْجَدْعَ. وَالْأَخْرَمُ أَيْضًا الْمَثْقُوبُ الْأُذُنِ وَقَدِ (انْخَرَمَ) ثُقْبُهُ أَيِ انْشَقَّ، فَإِذَا لَمْ يَنْشَقَّ فَهُوَ أَخْزَمُ وَبَابُهُمَا طَرِبَ. وَ (اخْتَرَمَهُمُ) الدَّهْرُ وَ (تَخَرَّمَهُمُ) أَيِ اقْتَطَعَهُمْ وَاسْتَأْصَلَهُمْ. وَتَخَرَّمَ أَيْضًا دَانَ بَدِينِ (الْخَرَّمِيَّةِ) وَهُمْ أَصْحَابُ التَّنَاسُخِ وَالْإِبَاحَةِ. 
خرم
الخَرْمُ: قَطْعُ الأنْفِ، والنَعْت أخْرَمُ وخَرْماء.
والخَوْرَمَةُ: الأرْنَبَة. وصَخْرَةٌ فيها خُرُوْقٌ.
والخَرْمُ - أيضاً -: ما خَرَمَ سَيْلٌ أو طَرِيقٌ في قُف أو رآْس جَبَل. والمَوْضِعُ مَخْرِمٌ. ويقولون: هذه يَمِيْنٌ طَلَعَتْ في المَخَارِم وهي التي تَجْعَل لصاحبها منها مَخْرَجاً.
والخَرْمُ: أنْفُ الجَبَل، وجَمْعُه خُرُومٌ.
وأخْرَمُ الكَتِفِ: مَحَزٌّ في طَرَفِ عَيْرِها، والجميع أخارِمُ.
والأخْرَمَانِ: عَظْمانِ في الحَنَك.
والأخْرَمُ من الشَعْر مَعْروفٌ.
ورَجُلٌ أخْرَمُ الرأيَ: ضَعِيْفُه.
واخْتَرَمَتْه المَنِيًةُ: أخَذَتْه، فاخْتُرِمَ.
وذَهَبَ دَليلاً فما خَرَمَ عن الطَّرِيق: أي ما حادَ عنه.
وعَيْشٌ خُرمٌ: أي ناعِم، كَلِمَةٌ عَرَبية.
والخُرَّمَةُ والخُرَّمُ: نَبْتٌ كاللُوبِيَاء.
والخَرْوَمَانُ: اسْم شَجَرٍ. وقيل: ما اسْوَدَّ من الشَّعِير وفَسَدَ من السنْبُل.
(خرم) - في الحديث: "اسْلُك بِهِما مَخارِمَ الطُّرُق"  المَخارِم: جمع مَخْرَم، وهو الطَّرِيق في الجَبَل أو الرَّمل.
- في حديث زَيد بن ثابت، رضي الله عنه، "في الخَرَمات الثَّلاثِ من الأنفِ الدِّيَةُ، في كل واحدة منها ثُلُثها" .
الخَرَمات جمع الخَرَمة، وهي بِمَنْزِلة الاسْمِ من نعت الأَخْرم.
قال الأصمعيّ: الخَرَم في الأنف. أن تنشَقّ الوَتَرة التي بين المَنْخَرين، أو ينخَرِمَ الأَنفُ من عَرضِه، فكأنه أَرادَ بالخَرَمات: المَخْرُومات، وهي الحُجُب الثَّلَاثَة: اثْنَان خارِجَان عن اليَمِين واليَسَار، والثَّالِثُ الوَتَرة. وهو مَعنَى الحديث الآخر: "في الأنفِ إذا استُوعِب جَدْعًا الدِّيَةُ".
يعنى أنَّ الدِّية تتعلَّق بهذه الحُجُب الثَّلاثَةِ دون غَيرِها.
والخَوْرمَة: الأَرنَبَة.
[خرم] الخَرْمُ: أنفُ الجبل. والخَرْمُ مصدر قولك: خَرَمْتُ الخَرَزً أَخْرِمُهُ بالكسر، إذا أَثْأَيْتَهُ. وما خَرَمْتُ منه شيئاً، أي ما نَقَصْت وما قطعت. وما خرم الدليل عن الطريق، أي ما عَدَلَ. ورجلٌ أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ، وهو الذي قُطِعَتْ وَتَرَةُ أنفه أو طرفُ أنفه، لا يبلغُ الجَدْع. والأخرَمُ أيضاً: المثقوب الأُذْنِ. وقد انْخَرم ثَقْبه، أي انشقَّ. فإذا لم ينشقَّ فهو أَخْرَمُ، وذلك الموضع منه الخَرَمَةُ. وأَخْرَمُ الكَتِفِ: طَرَفُ عَيْرِه. والمَخْرِمُ، بكسر الراء: منقطَع أنفِ الجبل، والجمع المَخارِمُ، وهي أفواه الفِجاج. وعينٌ ذات مخارم، أي ذات مخارج. ومخرمة، بالفتح: اسم رجل. واخترمهم الدهرُ وتَخَرَّمَهُمْ، أي اقتطعهم واستأصلهم. وتَخَرَّمَ زَبَدُ فلانٍ، أي سكنَ غضبُه. وتخرَّمَ، أي دانَ بِدينِ الخَرَّمِيَّةِ، وهم أصحابُ التناسخ والإباحة. والخُرْمانُ بالضم: الكذِبُ. يقال: جاء فلانٌ بالخُرْمانِ. والخَوْرَمُ: صخرة فيها خروق. والخورمة: أرنبة الانسان:
خ ر م

خرم الشيء: خرقه. وخرم الخرز: أثآه. هو مخروم الشفة والأنف. ورجل أخرم: مخروم وترة الأنف. واخترمهم الدهر وتخرمهم. قال أبو ذؤيب:

سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع

وطلع مخرم الجبل وهو أنفه. وهو طلاع المخارم. وعيش خرم: ناعم. وعن بعض العرب: كان أخي معها بعيش خرم، فقيل له ما الخرم، فقال العيش الرغد. وقال:

فخص بها أوطان خود غريرة ... منعمة لاقت من العيش خرماً

لها قدم مخصورة غير شثنة ... وكعب تراه وارى الحجم أدرما

سنام وار: سمين. وتخرم فلان: ذهب مذهب الخرمية.

ومن المجاز: تخرم أنف فلان: سكن غضبه. وذهب فلان دليلاً فما خرم عن الطريق، إذا لم يعدل عنه. وخرمته الخوارم، إذا مات. وهذ السورة هذاً ما خرم منها حرفاً. ورجل أخرم الرأي: ضعيفه. ويمين ذات مخارم، ولا خير في يمين لا مخارم لها وهي المخارج، وهذه يمين طلعت في المخارم إذا كانت لها مخارج. قال:

ولا خير في مال بغير رزية ... ولا في يمين غير ذات مخارم
خرم: خَرَم: حَزَّ، فرض (بوشر). وخَرَم عند الأطباء: قطع ما بين الناسور والشرج، ففي معجم المنصوري: هو أن يقطع ما بين الناصور والشرج ليتمكن من علاجه.
وخَرَم: نقص (معجم اللطائف).
وخرم: تغاير، تفاوت، تباين (معجم اللطائف).
خرم في وعده: أخلف وعده (محيط المحيط).
وهذا الأمر لا يخرم: لا يتغير (محيط المحيط).
خَرَّم (بالتشديد): ثقب ثقوباً صغاراً (بوشر).
وخرَّم: نقر، جوف، حفر (بوشر).
وخرَّم: ثقَّب (معجم الادريسي).
وخرَّم: نحت، نقر (معجم الادريسي، فوك).
وخرَّم: شبَّك، صنع شباكاً (نفس المصدر).
وخرَّم: خطط، نقش خطوطاً (نفس المصدر).
أردان مَخَرَّمة (المقدمة 2: 296) وقد ترجمها دي سلان بما معناه، أردان كتابه متجعدة وبالية. وربما كان الصواب أن نقرأ مخرَّمة.
مخرومة. انظرها في مادة خرم.
أخرم: خرم، ثقب (معجم أبو الفداء).
وأخرم: من مصطلح البحرية، ففي البكري (ص113): وإذا أخرمت المراكب من اشبرتال بالريح الشرقية لم يكن لها بد من البحر المحيط. وقد ترجمها دي سلان بما معناه، وإذا اندفعت المراكب في عرض البحر. غير أن ضبط الحروف غير أكيد.
وفي الادريسي (كلم1، فصل6) في كلامه عن جزيرة مهجورة: وربما سقط إلى هذه الجزيرة من أخرم إليها من بلاد اليمن أو من مراكب القلزم أو من مراكب الحبشة فيستغيثون بها (في نسخة ج أخرم، وفي نسخة ب أحرم، وفي نسخة أأحرم).
تخّرم: نحت، نقش (فوك).
انخرم. انخرمت الكتب بالمعنى الذي ذكره لين. ففي حيان - بسام (1: 173ر): وكان من جهلة المأثور إن قال يومئذ للذين يحملونه إلى باديس الله الله في حمولي قولوا لأبي مناد يا ديس بالحفاظ عليها لا تخرم فإن فيها قطعة دفاتير لا كفاء، لها (هكذا قراءة هذه العبارة التي تحرفت في المخطوطة.
وانخرم منه: ابتعد عنه (ألف ليلة 1: 681).
انخرام العقل: اختلال العقل (بوشر).
اخترم، الأوراق المخترمة الحواشي أي الأوراق التي تآكلت حواشيها من القدم.
خرم (؟) الخَرم أي التأثيرات المرضية الوبائية في القطر (بلسييه ص33).
خُرَّم: هو حسب قول الرازي أسطر أطيقوس. وهو حسب قول غيره لخنيتس. وإذا صدقنا الادريسي فهو نبات لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس.
(ابن البيطار 1: 362). وقد خلط سونثيمر هذه المادة بالتي سبقتها.
وخَرَّم (فارسية) = انقراقون (ابن البيطار 1: 92) وهذا في مخطوطة سد، وفي مخطوطة أسل: حرم. وفي مخطوطة ب: حزم. خُرَّامة (عامية خرابة): ثقب في الصخر مستدير تربط إليه الدابة (محيط المحيط) وهو يرى أن لفظة خرم، وهي ثقب الابرة. عامية خرب.
خارمي: التين الخارمي: نوع من التين الأسود وهو كبير الحجم، رقيق القشارة (البكري ص41).
تخريم: ثقب، فتحة (بوشر).
وتخريم: نحت، نقش (الكالا).
وتخريم: خط منقوش على ساق العمود، تضليع العمود، ضلع عمودي (بوشر).
وتخريم: حافة الثوب، هدب الثوب (الكالا).
تخريمة: شبيك، دانتلا (بوشر، برجرن).
وتخريمة: نحت، نقش (الكالا).
مَخْرِم: هوة شديدة العمق (عباد 2: 7).
مُخَّرم: بلاط فسيفساء: (الكالا).
ومُخَّرم: شباك [شعرية]، صفيحة مثقبة، مغلق شباك، مصراع براني لشباك، قفص (بوشر).
مُخَّرِم: نحات، نقاش (الكالا).
مَخْرُوم: سهل، بسيط (المعجم اللاتيني العربي).
خرم
خرَمَ يَخرِم، خَرْمًا، فهو خارِم، والمفعول مَخْروم
• خرَم الشَّيءَ: ثقبه، شقَّه، قطعه "خرَم الثَّوبَ/ الجدارَ/ أُذُنَه" ° جيبه مخروم.
• خرَم الحديثَ: أنقص منه وأسقط بعضه "ما خرَم من الحديث حرفًا".
• خرَم الشَّاعِرُ البيتَ: (عر) حذف الفاء من (فَعُولُن) أو الميم من (مفاعلتن) أو (مفاعيلن). 

اخترمَ يخترم، اخترامًا، فهو مُخترِم، والمفعول مُخترَم
• اخترم الموتُ القومَ: استأصلهم، أهلكهم وأفناهم "يخترم الدهرُ الخلائق كلّهم- اخترم الوباءُ القومَ" ° اخترمته المنيّة: أخذته- اخترمه المرضُ: هزّله. 

انخرمَ ينخرم، انخرامًا، فهو منخرِم
• انخرمَ الشَّيءُ: مُطاوع خرَمَ: انشقَّ، انقطع "انخرم أنفُه- انخرمتِ الأوراقُ".
• انخرم العامُ: ذهب وانقضى "انخرم الوقتُ" ° انخرم عقلُه: اختلّ. 

تخرَّمَ يتخرّم، تخرُّمًا، فهو متخرِّم، والمفعول مُتخرَّم (للمتعدِّي)
• تخرَّمَ الثَّوبُ: مُطاوع خرَّمَ: تشقّق، تمزَّق.
• تخرَّم الوباءُ القومَ: اخترمَهم، أفناهم، استأصلهم "تخرَّمهم الطّاعونُ". 

خرَّمَ يخرِّم، تخريمًا، فهو مخرِّم، والمفعول مخرَّم
• خرَّم الشَّيءَ: شقَّه، ثَقَّبه "خرَّم البطاقات- خرَّم الشّرارُ ثوبَه- نَهَى النّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أَنْ يُضحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذُنِ [حديث]: أَيْ: بِمَقْطُوعَةِ الأُذُنِ" ° آلة تخريم: آلة لثقب الورق على مسافات معيّنة لوضعه في السجلات. 

أخرمُ [مفرد]: ج خُرْم، مؤ خَرْماءُ، ج مؤ خرماوات وخُرْم:
1 - من شُقَّت وترةُ أنفه أو انشقّت أذنُه، مثقوب الأذن.
2 - ضعيف الرَّأي "لا تستشره فإنّه أخرمُ الرّأي". 

خَرَّامة [مفرد]: ج خَرّامات:
1 - اسم آلة من خرَمَ.
2 - آلة معدنيَّة لثقب الورق ونحوِه على مسافات معيّنة لوضعه في السِّجلاَّت "ثقب الورقَ بالخَرّامة". 

خَرْم [مفرد]: ج خُرُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر خرَمَ.
2 - أنف الجبل، أي ما خرج منه.
3 - (عر) حذف الفاء من (فعولن)، أو الميم من (مفاعلتن) أو (مفاعيلن). 

خُرْم [مفرد]: ج خُرُوم: موضع الثَّقْب "خُرْم الإبرة- نظر من خُرْم الباب". 

مِخْرَمَة [مفرد]: ج مَخارمُ:
1 - اسم آلة من خرَمَ.
2 - خرَّامة، آلة معدنيَّة لثقب الورق ونحوه على مسافات معيَّنة لوضعه في السِّجلاَّت. 
الْخَاء وَالرَّاء وَالْمِيم

خَرَم الخَرَزَة يَخْرِمها خَرْما، وخَرَّمها فتخرمت: فَصَمها.

والتَّخرم، والانْخرام: التشقُّق.

وخَرِم الرجلُ خرما، وَهُوَ اخرم: تَخرّمت وتَرةُ انفه، وَهِي مَا بَين مَنْخريه.

وَقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْما.

والخَرَمةُ: موضعُ الخَرْم من الأَنف.

ورجلٌ أخرم الْأذن، كأخْرَبها.

والخَرْماءُ من الآذان: المُتخرِّمة.

وعَنْزٌ خَرْمَاءُ: شُقّت أذُنها عَرضاً.

والخَرْم فِي العَروض: ذهابُ الْفَاء من " فعولن " فَيبقى " عولن "، فينقل فِي التقطيع إِلَى " فَعْلن "، وَلَا يكون الخَرم إِلَّا فِي أول الْجُزْء فِي الْبَيْت.

وَجمعه أَبُو إِسْحَاق على " خُروم "، فَلَا ادري اجْعَلْهُ اسْما ثمَّ جَمعه على ذَلِك، أم هُوَ تسُّمح مِنْهُ.

والاخرمان: عظمان مُنْخرمان فِي طَرف الحَنَك الْأَعْلَى.

وأخْرَما الكَتفين: رُؤوسهما من قِبل العَضُدين مِمَّا يَلِي الوابِلة.

وَقيل: هما طَرفا اسفل الكَتِفْين اللَّذَان اكْتنفا كُعْبُرة الكَتف، فالكُعْبُرة بَين الاخرمين.

وَقيل: الاخرم: مُنْقطع العَيْر حَيْثُ يَنجدع، قَالَ أَوْس بن حَجر، يذكر فرسا يدعى قُرْزُلا:

تالله لَوْلَا قُرْزلٌ إِذْ نَجا لَكَانَ مَثْوى خَدِّك الأخْرما

أَي: لقُتِلت فسَقط رأسُك عَن اخرم كَتفك.

وخُرْمُ الأَكمة، ومَخْرَمُها، مُنْقطعها.

ومَخْرم الجَبل والسّيل: انفه.

والمَخارم: الطرقُ فِي الغِلظ، عَن السُّكّريّ، قَالَ أَبُو ذُؤيب: بِهِ رُجماتٌ بَينهنّ مَخارمٌ نُهُوجٌ كَلِّبَاتِ الهَجائن فيحُ

وَقَول أبي كَبِير:

وَإِذا رَميتَ بِهِ الفِجاجَ رأيتَه يَهْوِي مخارِمَها هُوِى الأَجدلِ

أَرَادَ: فِي مخارمها، فَهُوَ على هَذَا ظَرف، كَقَوْلِهِم ذَهبتُ الشَّام، وعَسَلَ الطريقَ الثَّعلبُ.

وَقيل: " يهوي " هُنَا، فِي معنى: يَقطع، فَإِذا كَانَ هَذَا، فمخارمها، مفعول صَحِيح.

ومَخارمُ اللَّيْل: اوائلهُ، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

مَخارمُ اللَّيْل لَهُنَّ بَهرجُ حِين ينَام الوَرَعُ المُزَلَّجُ

قَالَ: ويُروى: مَحارم اللَّيْل، أَي: مَا يَحْرُم سلوكُه على الجَبان الهِدَان، وَقد تقدّم.

والخَوْرمُ: صُخور لَهَا خُروق، واحدتها: خُوْرمة.

والخَرْم: أنْفُ الْجَبَل، وَجمعه: خُروم.

وأخْتُرم فلانٌ عَنَّا: مَاتَ وذَهب.

واخترمتْه المَنيةُ: أَخَذته.

وأكمة خَرْماء: لَهَا جانبٌ لَا يُمكن مِنْهُ الصُّعود.

وريح خارمٌ: بَارِدَة، كَذَا حَكاه أَبُو عُبَيد بالراء، وَرَوَاهُ كرَاع " خازم "، بالزاي، قَالَ: كَأَنَّهَا تَخزم الاطراف، أَي: تنظمها، وَقد تقدّمت فِي الزَّاي.

والخُرَّمُ: نباتُ الشّجر، عَن كُراع.

وعيشٌ خُرَّم: ناعمٌ.

وَقيل: هُوَ فَارسي مُعَّرب، قَالَ أَبُو نُخيلة: قاظَتْ من الخُرْم بَعْيشٍ خُرَّم وَجَاء يتخَّرم زَنْدُه، أَي: يركُبنا بالظُّلم والحُمق، عَن ابْن الاعرابي، قَالَ: وَقَالَ ابْن قنان لرجل، وَهُوَ يتوعده: وَالله لَئِن انتحيت عَلَيْك فَإِنِّي اراك يتخرم زندك، وَذَلِكَ أَن الزند إِذا تخّرم لم يور القادح بِهِ نَارا، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه لَا خير فِيهِ، كَمَا أَنه لَا خَير فِي الزَّند المُتخرم.

ومَخْرمة، ومُخَرَّم، وخُريم: أَسمَاء.

وخُرمان، وَأم خُرْمان: موضعان.

والخَرْماء: عَين بالصْفراء كَانَت لحَكيم بن نَضلة الغِفاري، ثمَّ اشْتريت من وَلَده.

والخرماء: فرسٌ لبني أبي رَبيعة.

والخُرمَّاء نَبت.

خرم

1 خَرَمَهُ, aor. ـِ inf.n. خَرْمٌ, He perforated, or pierced, it; namely, a thing. (Msb.) [And so خَزَمَهُ. (Mgh in art. خزم.)] b2: And He cut it, or cut it off. (Msb.) You say, مَا خَرَمْتُ مِنْهُ شَيْئًا I did not diminish, and did not cut off, from it, or him, anything. (S.) And مَا خَرَمَ مِنَ الحَدِيثِ حَرْفًا He did not diminish [from the narrative, or tradition, a letter, or a word]. (TA.) and خَرَمَ فُلَانًا, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He slit the partition between the nostrils of such a one: (K:) or خَرْمٌ signifies the mutilating (قَطْع) of the nose: (JK:) or mutilation (قَطْع) in the partition between the nostrils and in the نَاشِرَتَانِ [or two alœ], or in the extremity of the أَرْنَبَة [or lobule of the nose]; not amounting to what is termed جَدْعٌ; (Lth, TA;) and the epithet is ↓ أَخْرَمُ, fem. خَرْمَآءُ: (Lth, JK, TA:) and the like in the lip; or in the upper part of the فُوق [app. meaning the front edge of the lobe, which at its termination above forms a crena,] of the ear: (Lth, TA: [see أَخْرَمُ, as relating to the ear:]) accord. to Sh, it is both in the nose and in the ear; but in the nose, it is the mutilation (قطع) of the fore part of the nostril of a man, and the أَرْنَبَة [or lobule of the nose], after the mutilation of the upper part of this, so as to reach the interior of the nose; and the epithet applied to the man is ↓ أَخْرَمُ. (TA.) And خَرَمَهُ, inf. n. as above, also signifies He hit, or hurt, his خَوْرَمَة [q. v.]. (TA.) You say also, خَرَمَ الخُرْزَةَ, (K, TA, in the CK [erroneously] الخَرَزَةَ,) aor. as above, (K,) and so the inf. n.; (TA;) and ↓ خرّمها, (K,) inf.n. تَخْرِيمٌ; (TA;) He cracked, or tore without separating, the suture, or seam, of a skin; syn. فَصَمَهَا: (K, TA, in the CK قَصَمَها:) or خَرَمْتُ الخَرْزَ, aor. and inf. n. as above, i. q. أَثْأَيْتُهُ [meaning I spoiled the sewing of the skin, or hide; as when one uses a thick instrument for sewing or perforating, and a thin thong; or as when one rends two stitch-holes into one]. (S.) [And خَرَمَهُ سَيْلٌ app. A torrent cut into it, or trenched it; namely, the ground, or the side of a mountain: see خَرْمٌ.] And ↓ خَرَمَتْهُ خَوَارِمُ [lit. Cutting-off events cut him off]; meaning (assumed tropical:) he died: like as one says, شَعَبَتْهُ شَعُوبُ. (TA. [See also 8.]) b3: خَرَمَ القِرْطَاسَ He hit the target with his arrow without perforating it. (TA.) b4: مَا خَرَمَ عَنِ الطَّرِيقِ He (a guide) did not turn aside from the way. (JK, S.) A2: خَرِمَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. خَرَمٌ, (S,) said of a man, (S, K,) He had the partition between his nostrils cut, or mutilated: or the extremity of his nose, but not to the extent denoted by the term جَدْعٌ: the epithet applied to the man in this case is ↓ أَخْرَمُ: (S:) or he had the partition between his nostrils slit; i. e. وَتَرَتُهُ ↓ تَخَرَّمَتْ. (K.) A3: خَرُمَ, aor. ـُ He cared not for what he did nor for what was said to him. (K.) 2 خَرَّمَ see 1. b2: [Hence,] ضَرْعٌ فِيهِ تَخْرِيمٌ An udder in which are incisions [or crackings of the skin]; and so فيه تَشْرِيمٌ. (TA.) 5 تخرّمت وَتَرَتُهُ: see 1, last sentence but one.

تخرّمت الخُرْزَةُ (K, TA, in the CK [erroneously]

خَرَمَهَا,) The suture, or seam, of a skin cracked, or became torn without separating; quasi-pass. of خَرَمَهَا [q. v.]. (K, TA.) ↓ انخرم [in like manner] signifies It became slit; said of the bore of the ear. (S.) And you say also, تخرّم الزَّنْدُ [The wooden instrument for producing fire cracked, or split]. (TA.) Hence the phrase, أَرَاكَ يَتَخَرَّمُ زَنْدُكَ, mentioned by IAar, meaning (assumed tropical:) I see thee to have no good in thee: for when the زند cracks, or splits, (إِذَا تَخَرَّمَ,) one cannot produce fire by mean of it, and there is no good in it. (TA.) [Hence likewise,] تخرّم زَنْدُهُ means also (tropical:) His anger became appeased: [or,] accord. to the S, تخرّم زَبَدُهُ has this meaning: and accord. to the A, تخرّم أَنْفُهُ has the same meaning. (TA.) Accord. to IAar, (TA,) جَآءَنَا فُلَانٌ يَتَخَرَّمُ زَبَدُهُ means (tropical:) Such a one came to us doing to us that which was wrongful, or injurious, and foolish, or stupid. (K, * TA.) A2: See also 8, in two places.

A3: تخرّم also signifies He followed, or adopted, the religion of the خُرَّمِيَّة. (S, K, TA: in the CK, the مَخْرِمِيَّة.) 7 انخرم It became cut, or cut off. (Msb.) See also 5. Said of a writing, or book, it means It became deficient; part of it went. (TA.) And said of a generation, It went away; came to an end. (TA.) See also أَخْرَمُ.8 اِخْتَرَمَهُمُ الدَّهْرُ Time, or fortune, cut them off; and extirpated them; as also ↓ تَخَرَّمَهُمْ: (S:) or destroyed them by its calamities. (Msb.) And اِخْتَرَمَتْهُمُ المَنِيَّةُ and ↓ تَخَرَّمَتْهُمْ Death, or the decree of death, cut them off; and extirpated them. (K.) And اِخَْرَمَتْهُ المَنِيَّةُ Death, or the decree of death, [cut him off, or] took him away, (JK, K, TA,) مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ [from amidst his companions. (TA. [A phrase similar to خَرَمَتْهُ خَوَارِمُ: see 1.]) And اُخْتُرِمَ عَنَّا (JK, * K,) [He was cut off from us by death;] he was taken away [from us by death]; (JK;) he died, (K, TA,) and went away [from us]. (TA.) Accord. to some, اِخْتِرامٌ [as an inf. n. of اُخْتُرِمَ] signifies The dying suddenly. (Har p. 123.) خَرْمٌ A prominence, or projecting part, of a mountain: (JK, S, K:) pl. خُرُومٌ. (JK.) and A bed trenched by a torrent (مَا خَرَمَ سَيْلٌ [see 1]): (JK:) so some say: (TA:) or a road in a [tract of high ground such as is termed]

قُفّ; or on the summit of a mountain. (JK, TA.) [See also مَخْرِمٌ.]

خُرْمٌ The place of the bore, or perforation, of a thing. (Msb.) The eye of a needle. (TA.) b2: See also مَخْرِمٌ.

خَرَمَةٌ The place of perforation of the ear: (S:) or the place of slitting, of the nose, in the partition between the nostrils [and in either of the alœ, as appears from what here follows]. (K.) It is said in a trad., فِى الخَرَمَاتِ الثَّلَاثِ مِنَ الأَنْف الدِّيَةُ, by الخرمات being app. meant

↓ المَخْرُومَات, i. e. [In the case of the mutilation of] the two alœ and the partition between the nostrils [the blood-wit, or fine for homicide, shall be paid]. (TA.) خُرْمَانٌ A lie, or falsehood. (S, K.) One says, جَآءَ فُلَانٌ بِالخُرْمَانِ (S, TA) i. e. [Such a one uttered] that which was a lie. (TA.) خَرِيمٌ One who cares not for what he does nor for what is said to him. (K.) الخُرَّمِيَّةُ The sect who held the doctrine of the transmigration of the soul, and allowed general license: (S, K, TA:) they were in the time of El-Moatasim: their sheykh, Bábak [El-Khurramee, i. e. of Khurram, in Persia], was then slain, and they scattered themselves in the countries; and there remains of them a remnant in the mountains of Syria. (TA.) خُرَّامٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] Young men (TA) such as follow the licentious ways of the خُرَّمِيَّة [so I render ↓ مُتَخَرِّمُونَ] in acts of disobedience. (K, TA.) [See what next follows.]

خَارِمٌ [act. part. n. of خَرَمَ: fem. with ة; and pl. of the latter خَوَارِمُ]. One says, خَرَمَتْهُ خَوَارِمُ [explained above]: see 1. (TA.) b2: Corrupting; acting corruptly; doing evil, or mischief. (K.) [See خُرَّامٌ, which is probably a pl. thereof.] b3: Neglecting; or leaving undone [what ought to be done]. (K.) A2: Cold, as an epithet (K.) b2: A cold wind: (K:) so accord. to A'Obeyd: but accord. to Kr, [خَازِمٌ,] with زاى. (TA.) خَوْرَمٌ: see what next follows.

خَوْرَمَةٌ The end, or tip, of the nose (JK, S) of a man: (S:) or the fore part of the nose: or the part between the nostrils. (K.) b2: Also, (JK, K,) as being likened thereto, (TA,) (assumed tropical:) A rock in which are holes; (JK, K;) n. un. of ↓ خَوْرَمٌ: (K:) [or] the latter has this signification. (S. [But this seems to be a mistake.]) أَخْرَمُ [Having the nose mutilated in any of the manners explained in the first paragraph of this art.]: fem. خَرْمَآءُ: see 1, in three places. b2: and Having the ear perforated, when it is not slit: (S:) or having the ear slit after it has been pierced: (S and Msb* and TA in art. خرب:) and ↓مُخَرَّمٌ, likewise, signifies having the ear slit; as also أَخْرَبُ and مُخَرَّبٌ. (TA in that art.) And the fem., applied to a she-goat, Having her ear slit crosswise. (K. [See also خَذْمَآءُ.]) Also, the fem., applied to an ear, Slit, or perforated, or mutilated. (K, * TA.) A2: Also A pool of water left by a torrent; because one part thereof passes a way (↓ يَنْخَرِمُ) to another: pl. خُرْمٌ. (TA.) b2: And the fem. also signifies Any hill, or rising ground, sloping down into a [hollow such as is termed] وَهْدَة; (K;) and so the masc.: (TA:) or any [hill such as is termed] أَكَمَة having a side whereby it cannot be ascended. (K.) A3: أَخْرَمُ الكَتِفِ The extremity of the spine of the scapula: (S:) or a notch, or small hollowed place, [app. the glenoid cavity,] at the extremity of the spine of the scapula, (JK, T, TA,) next the socket: (T, TA:) pl. أَخَارِمُ: (JK, T, TA:) or أَخْرَمَا الكَتِفَيْنِ, in the K miswritten آخِرُ مَا فِى الكَتَِفَيْنِ, signifies the heads of the two scapulæ, next the upper arms: (K, * TA:) or the two extremities, or edges, of the lower portion of the two scapulæ, which surround, or border, the كُعْبُرَة [app. here meaning the thick part next to the inferior angle] of the scapula: and الأَخْرَمُ the end of the spine [of the scapula]. (K, * TA. [In the K is here added, accord. to different copies, حَيْثُ يَنْخَدِعُ, as in the TA; or حيث يَنْخَدِمُ, as in the CK; or حيث يَنْخَذِمُ: the right reading seems to be حَيْثُ يَنْخَرِمُ, where it forms a kind of cleft; app. meaning where it forms the glenoid cavity. In the CK, for مُنْقَطَعُ العَيْرِ, is erroneously put مُنْقَطِعُ العَيْنِ; and و is erroneously prefixed to the former noun.]) b2: الأَخْرَمَانِ Two cleft bones at the extremity of the interior of the upper part of the inside of the mouth. (K.) A4: أَخْرَمُ الرَّأْىِ (tropical:) A man weak in judgment. (JK, TA.) مَخْرِمٌ The end of a prominence, or projecting part, of a mountain: pl. مَخَارِمُ: (S:) or مَخْرِمُ جَبَلٍ signifies the prominence, or projecting part, of a mountain: [like خَرْمٌ:] and مَخْرِمُ سَيْلٍ, the extremity of a torrent: (K: [accord. to the TK, of a sword; for مخرم السيف is there put in the place of مخرم السِيل:]) pl. as above: (TA:) and مَخْرِمُ أَكَمَةٍ and اكمةٍ ↓ خُرْمُ signify the place where a hill such as is termed اكمة ends. (K.) Also A [road such as is termed] ثَنِيَّة, between two mountains: (TA:) [or the pl.] مَخَارِمُ signifies the mouths of [mountain-roads such as are termed]

فِجَاج: (S:) or roads in rugged tracts: (Skr, K:) or roads in mountains, and in sands. (IAth, TA.) [Hence,] يَمِينٌ ذَاتُ مَخَارِمَ (tropical:) An oath in which are ways of evasion. (S, TA.) and لَا خَيْرَ فِى يَمِينٍ لَا مَخَارِمَ لَهَا (tropical:) There is no good in an oath that has not ways of evasion: from مَخْرِمٌ signifying “ a ثَنِيَّة between two mountains. ” (TA.) And هٰذِهِ يَمِينٌ قَدْ طَلَعَتْ فِى

المَخَارِمِ (tropical:) [This is an oath that has come forth in expressions that admit of ways of evasion]: said of an oath that affords a way [or rather ways] of evasion to the utterer thereof. (Az, TA.) b2: [The pl.] المَخَارِمُ [or مَخَارِمُ اللَّيْلِ] also signifies The first portions of the night. (K.) It occurs in an instance in which some read المَحَارِمُ [pl. of مَحْرَمٌ, q. v.]. (TA.) مُخّرَّمٌ: see أَخْرَمُ. It is said in a trad., نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِالمُخَرَّمَةِ الأُذُنِ He forbade the sacrificing as an أُضْحِيَّة [q. v.] the animal having the ear cut, or cut off, or mutilated: or having many perforations, and slits, in its ear. (TA.) مَخْرُومَاتٌ: see خَرَمَةٌ.

مُتَخَرِّمُونَ: see خُرَّامٌ.
(خرم) : أَخْرمتُ أَنْفه: مثل خرَمْتُه.

خرم


خَرَم(n. ac.
خَرْم)
a. Pierced, slit; bored (jewel).
b. [Fī], Violated, broke (promise).

خَرِمَ(n. ac. خَرَم)
a. Had the nostrils slit, mutilated.

خَرُمَ(n. ac. خَرَاْمَة)
a. Led a reckless, abandoned life.

خَرَّمَa. Pierced, bored (jewel).
b. Embroidered, figured.
c. Carved, chased; sculptured.

تَخَرَّمَa. Was broken, cracked, split, spoilt.

إِنْخَرَمَa. Was split, pierced, cut off.

إِخْتَرَمَa. Cut off.
b. Brought down, wore out ( illness, cares ).
خَرْم
(pl.
خُرُوْم), Peak, crag (mountain).
خُرْمa. Eye (needle).
أَخْرَمُ
(pl.
خُرْم)
a. Having the nostrils or ears perforated.

مَخْرِم
(pl.
مَخَاْرِمُ)
a. Peak, crag (mountain).
b. Point (sword).
خَاْرِم
(pl.
خُرَّاْم)
a. Abandoned; dissolute, profligate.

خَرْمَآءُa. Perforated, pierced ear.
b. Steep, inaccessible hill.

خُوْرَمَة
a. Tip of the nose.
(خرم)
الشَّيْء خرما ثقبه وَشقه وقطعه وَفُلَانًا شقّ مَا بَين مَنْخرَيْهِ وشق طرف أَنفه شقا لَا يبلغ الجدع وَيُقَال مَا خرم من الحَدِيث حرفا مَا نقص وَفِي حَدِيث سعد (مَا خرمت من صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا) والوباء وَنَحْوه الْقَوْم استأصلهم وأفناهم والرامي القرطاس أَصَابَهُ وَلم يثقبه وَيُقَال مَا خرم الدَّلِيل عَن الطَّرِيق مَا عدل عَنهُ والشاعر الْبَيْت حذف الْفَاء من فعولن أَو الْمِيم من مفاعلتن أَو مفاعيلن فالبيت مخروم

(خرم) خرما انْشَقَّ مَا بَين مَنْخرَيْهِ وانشقت أُذُنه فَهُوَ أخرم وَهِي خرماء

(خرم) خرامة مجن فَهُوَ خريم (ج) خرماء

(خرم) الشَّيْء شقَّه وقطعه وَفِي الحَدِيث (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يضحى بالمخرمة الْأذن) مقطوعتها
[خرم] نه فيه: رأيته صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة "خرماء" أصل الخرم الثقب والشق، والأخرم المثقوب الأذن والذي قطعت وترة أنفه أو طرفه شيئًا لا يبلغ الجدع، وانخرم ثقبه أي انشق، فإذا لم ينشق فهو أخزم، والأنثى خزماء. ومنه ح: كره أن يضحي "المخرمة" الأذن، قيل: أراد المقطوعة الأذن تسمية للشيء بأصله، أو لأن المخرمة من أبنية المبالغة كأن فيها خرومًا وشقوقًا كثيرة. وفيه: في "الخرمات" الثلاث من الأنف الدية، هي جمع خرمة وهي بمنزلة الاسم من نعت الأخرم، فكأنه أراد بها المخرومات وهي الحجب الثلاثة في الأنف: اثنان خارجان عن اليمين والشمال والثالث الوترة، يعني أن الدية تتعلق بهذه الحجب الثلاثة. وفي ح سعد لما شكاه أهل الكوفة إلى عمر في صلاته قال: ما "خرمت" من صلاته صلى الله عليه وسلم شيئًا، أي ما تركت. ومنه ح: لم "أخرم" منه حرفًا أي لم أدع. ن: لا "أخرم" عنها، بفتح همزة وكسر راء أي ما أنقص عن صلاته صلى الله عليه وسلم. نه وفيه: يريد أن "ينخرم" ذلك القرن، أي ينقضي ويذهب، القرن أهل كل زمان. وفي ح ابن الحنفية: كدت أن أكون السواد "المخترم" من اخترمهم الدهر وتخرمهم: اقتطعهم واستأصلهم. و"خريم" مصغرًا ثنية بين المدينة والروحاء. وفي ح الهجرة: مرا بأوس الأسلمي فحملهما على جمل وبعث معهما دليلًا وقال: أسلك بهما حيث تعلم من "مخارم" الطرق، هو جمع مخرم بكسر راء وهو الطريق في الجبل أو الرمل، وقيل: هو منقطع أنف الجبل.
باب الخاء والراء والميم معهما خ ر م، خ م ر، رخ م، م ر خ، م خ ر مستعملات

خرم: خُرِمَ الرجلُ، (فهو مخروم) . وخَرِمَ أنفه يَخْرَمُ خَرَماً فهو أَخرَمُ، وهو قطْعٌ من الوترة أو الناشرتين أو في طرف الأرنبة لا يبلغ الجدع. والفعل: خَرَمتُه خَرْماً وشَرَمْتُه شَرْماً، وخُرِمَ من قبلهِ وشرمَ. وإن أصاب ذلك أو نحوه في الشفة وفي أعلى الأذن فهو خرمٌ. والناشرتان هما المِنخَران. والخَرْمُ أيضا ما خَرَمَ سيل، أو طريق في خُفّ أو راس جبل. واسم ذلك الموضع- إذا اتسع-: مَخْرِم كَمَخْرِم العقبة ومَخْرِم المسيل. والخَرْمُ: أنف الجبل، وهي الخُرُوم، ومنه اشتق المخرم. وأخرم الكتف: مَحَزُّ في طرف عيرها مما يلي الصدفة، وجمعه: أخارم. واختُرِمَ فلانٌ أي ذَهَبَ فمات، واخترمته المَنِيّةُ من بين أصحابه. والأَخْرَمُ من الشعر: ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين فخرم أحدهما وطرح، كقوله:

إن امرأ قد عاش تسعين حجةً ... إلى مثلها يرجو الخلودَ لجاهل

وتمامه: وإن امرأ.

رخم: أَرْخَمَتِ النَّعامة والدَّجاجة على بيضها إذا حضنت على بيضها فهي مُرْخِم. ورَخَّمها أهلها: الزموها بيضها. والرَّخَمّةُ: شبه النسر في الخلقة إلا أنها مبقعة ببياضٍ وسواد، وجمعه: رَخَم. والرُّخامُ: حجر أبيض رخو. والرُّخَامَى: نَباتٌ أغبر يضرب إلى البياض (وهي بَقْلةٌ) حلوة أصلها أبيض كأنه العنقر إذا انتزعته حلب لبناً تجد به السوام. والرُّخامُ: جبلٌ بعينه. والرُّخامة: لينٌ حسنٌ في منطق النساء. وقد رَخُمَتْ رَخامةً فهي رخيمة الصوت، وقد رَخُمَ كلامها وصَوْتُها، ويقال ذلك للمرأة والخشف . وشاة رَخْماء: في رأسها أو وجهها بياض وسائرها لون آخر. ورجلٌ رخيمٌ وأبح وأصحل أي: ضعيف الصوت.

مرخ: المَرْخ: مرخك إنساناً بالدهن. ورجلٌ مَرِخٌ: كثير الإدهان. والمَرْخ: شجر سريع الورى. والمريخ: والمريخ سهم طويل يقتدر به الغلاء، قال:

أو كَمِرَّيخٍ على شريانة ... حشه الرامي بظهران حشر

والمَريخُ من الكواكب بهرام . والمِرِّيخُ: المرتك ، وإذا انكسر القرن وبلغ إلى العظم الأبيض فذلك العظم المَريخُ، وجمعه: أَمِرخة.

رمخ: الرَّمْخُ: من أسماء الشجر المجتمع.

مخر: مَخَرْتُ السفينة مَخْراً ومُخُوراً، فهي ماخِرةٌ، وهن مواخِرُ إذا استقبلــت بها الريح. وفي بعض [وجوه] التفسير مواخر [أي] مقبلةٌ ومدبرةٌ بريحٍ واحدةٍ. والفرس يَسْتَمخِرُ الريح ويمتخرها ليكون أروح له أي: يستقبلها.

وفي الحديث: استَمْخِروا الريح وأعدوا النبل

يعني في الاستنجاء واجعلوا القبلة عن اليمين أو عن الشمال. ومَخَرْتُ الأرض مَخْراً فهي مَمْخُورةٌ أي: أرسلت فيها الماء في الصيف ليطيبها. ومُخِرَتِ الأرض فهي مَخْورة أي طابت من ذلك الماء. وامتَخَرْت القوم: انتقيت خيارهم ونخبتهم، قال العجاج:

من نخبة القوم الذي كان امتَخَرْ

أي: اختارَ. وبنات مَخْرٍ وبنات بَخْرٍ: سحابات تنشأ بالبادية من قبل البحر، بيضٌ، بعضها أكبر من بعضٍ، والقطعة بنت مَخْر، بالميم أكثر. والماخُورُ: مجلس الريبة ومجتمعه، وربما قيل للرجل: ماخُورٌ، قال زيادُ بن أبيه حين قدم البصرة عاملاً بها: ما هذه المَواخيرُ المنصُوبة؟ الشرابُ عليها حرامٌ حتى تسوى بالأرض هدماً و [إحراقاً] . وجَملٌ يَمْخُورُ العنق أي: طويل، قال:

في شعشعان عنفٍ يَمْخُورِ

أي: كأنه يعوم في الماء.

خمر: اختَمَرَ الخَمْر أي: أدرك، ومُخَمِّرُها متخذها، وخُمْرَتُها: ما غَشِي المَخُمورَ من الخُمار والسكر، قال:

فلم تكد تَنَجلي عن قلبه الخمر  واختَمَر الطيب والعجين خُمْرَةً ووجدت منه خَمَرةً طيبةً إذا اختَمَرَ الطيب أي: وجد طيبه. والشارب يصيبه خُمْرةٌ، وقد خَمِرَ وخَمَرَ. وخَمَرتُ العجين والطيب: تركته حتى يجود. واختَمَرَتِ المرأة بالخِمار، والخِمْرة: الاختِمار، وهما مصدران. والمُخْتَمِرة من الضأن: السوداء ورأسها أبيض، ومن المعز أيضاً. وأَخمَرَه البيت: ستره، وخَمَرْتُ البيت أي: سترته. والخَميرةُ فتاق الخَمير. وخامَرَة الداءُ: خالَطَ جوفه، قال:

هنيئاً مريئاً غير داء مُخامِرٍ ... لعزة من أعراضنا ما استحلت

وخَمَّرْتُ الإناء: غطيته،

قال رسول الله- ص-: خَمَّرْوا شرابكم ولو بعودٍ .

وفي الحديث: لا تجد المؤمن إلا من إحدى ثلاثٍ: في مسجدٍ يعمره، أو بيتٍ يستره أو معيشةٍ يدبرها.

والمُسْتَخْمِرُ: الشريب، هذلية. ودخل في غمار الناس وخمارهم، ودخل في خمار الناس وخَمَرهم أي: جماعتهم فخفي فيهم. والخَمَر: وهدة يختفي فيها الذئب، قال:

فقد جاوزتما خَمَرَ الطريقِ

والخُمْرةُ: شيء منسوج مثل السعف أصغر من المصلى. واستَخْمَرْتُ فلاناً: استعبدته. وخَمَرْتُ الدابة أَخْمِرُها: أسقيتها خَمْراً. والخَمَرُ أن تُخْرَزَ ناحيتَا أديم المزادة، ثم يُعَلَّى بخرْزٍ آخَرَ فذاك الخَمَر.

خطم

خ ط م: (الْخِطَامُ) الزِّمَامُ. وَ (الْخِطْمِيُّ) بِالْكَسْرِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ. قُلْتُ: ذُكِرَ فِي الدِّيوَانِ أَنَّ فِي الْخَطْمِيِّ لُغَتَيْنِ فَتْحَ الْخَاءِ وَكَسْرَهَا. 

خطم


خَطَمَ(n. ac. خَطْم)
a. Struck; branded ( on the nose ).
b. [acc. & Bi], Muzzled, bridled.
خَطَّمَa. see I
خَطْمa. Nose, muzzle.
b. Bill, beak.
c. Brand.

أَخْطَمُa. Longnosed.

مَخْطِم
مِخْطَم
(pl.
مَخَاْطِمُ)
a. Nose.

خِطَاْم
(pl.
خُطُم)
a. Halter, rope.
b. Bow-string.
c. Brand.

خِطْمِيّ
a. Marsh-mallow.
(خ ط م) : (الْخِطَامُ) حَبْلٌ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ وَيُثْنَى فِي خَطْمِهِ أَيْ أَنْفِهِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - تَصَدَّقْ بِجِلَالِهَا وَخُطُمِهَا عَلَى الْجَمْعِ وَهُوَ الصَّوَابُ رِوَايَةً و (الْخِطْمِيُّ) مَنْسُوبٌ إلَى خَطْمَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ قَبِيلَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ الْخِطْمِيُّ.
خطم
الخَطْمُ من البازي ومن كل طائر: مِنْقارُه، ومن الدابًة: مُقَدمُ أنْفِه وفَمِه. والمَخَاطِم: الأنُوف، واحِدُها مَخْطِم.
والخِطَامُ: حَبْلٌ يُجْعَل على سِفَارٍ من حَدِيدٍ.
والمُخَطَمُ: مَوضِعُ السًمَةِ على الخِطام. والسَمَةُ نَفْسُها خِطامٌ.
والأخْطَمُ: الأسْود.
والمُخْطَمُ من التَمْرِ: الذي قد صارَتْ فيه خُطُوط.
وخَطَمَ قَوْسَه خَطْماً وخِطَاماً. والخِطَامُ: الوَتَرُ نَفْسُه. والخِطْميُ: نبات يتَّخَذُ منه الغِسْلُ.
خ ط م : الْخَطْمُ مِثْلُ: فَلْسٍ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ مِنْقَارُهُ وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مُقَدَّمُ الْأَنْفِ وَالْفَمِ وَخِطَامُ الْبَعِيرِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ خُطُمٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَى خَطْمِهِ.

وَالْخِطْمِيُّ مُشَدَّدُ الْيَاءِ غِسْلٌ مَعْرُوفٌ وَكَسْرُ الْخَاءِ أَكْثَرُ مِنْ الْفَتْحِ وَالْمَخْطِمُ الْأَنْفُ وَالْجَمْعُ مَخَاطِمُ مِثْلُ: مَسْجِدٍ وَمَسَاجِدَ. 
[خطم] الخَطْمُ من كلِّ طائرٍ: منقارُه، ومن كل دابةٍ: مقدَّمُ أنفه وفمه. والمخاطم: الانوف، واحدها مَخْطِمٌ بكسر الطاء . ورجلٌ أَخْطَمُ: طويلُ الأنْف. والخِطامُ: الزمامُ. وخَطَمْتُ البعير: زَمَمْتُهُ. وناقةٌ مَخْطومَةٌ، ونوقٌ مُخَطَّمَةٌ شدِّد للكثرة. والمُخَطَّمُ أيضاً: البُسْرُ إذا صارت فيه خطوطٌ وطرائق. وقيس بن الخطيم، شاعر. وخطمة من الانصار، وهم بنو عبد الله ابن مالك بن أوس. والخطمة: رعن الجبل. والخطمى بالكسر: الذى يغسل به الرأس.
خطم
خطَمَ يَخطِم، خَطْمًا، فهو خاطِم، والمفعول مَخْطوم
• خطَم الدَّابَّةَ: جعل على أنفها الخِطام ° خطَم أنفَه: ألصق به عارًا ظاهرًا- خطَمه بالكلام: أفحمه وقهره. 

خِطام [مفرد]: ج أَخْطِمة وخُطُم: ما يُوضع على أنف الدّابّة لتُقاد به، مِقْوَد، زمام "خطَم ناقتَه بالخِطام". 

خَطْم [مفرد]: ج أخطام (لغير المصدر) وخُطوم (لغير المصدر):
1 - مصدر خطَمَ.
2 - أنف الدَّابة، مقدّم الأنف.
3 - جزء مخاطيّ ينتهي به أنف بعض الحيوانات، لا سيِّما المجترَّة منها. 

خَطْمِيّ/ خِطْمِيّ [جمع]: (نت) نبات زهريّ من الفصيلة الخُبَّازيَّة، كثير النفع، يُدَقّ ورقُه يابسًا ويجعل غِسْلاً للرأس فينقّيه. 
خ ط م

وضع على البعير خطامه، وعلى الإبل خطمها. وخطم البعير، وخطم الإبل. وضرب خطم البعير ومخطمه.

ومن المجاز: ضرب الرجل على خطمه ومخطمه. وعفّروا مخاطمهم. وطير عقف المخاطم، وهي المناقير. وخطم قوسه بخطامها: وترها بوترها، وأخذ قوساً فخطمها بوتر. وخطم أنفه: ألزق به عاراً ظاهراً. قال أوس:

يجود ويعطي المال من غير ضنة ... ويخطم أنف الأبلخ المتغشم

وخطمه باللوم وعذّره. قال الجعدي:

إذا أدلج السعدي أدلج سارقاً ... وأصبح مخطوماً بلوم معذرا ومسك خطام: حديد الريح، كأنه يخطم الأنوف. وخطم أنف الرمل: استقبلــه جازعاً. قال ذو الرمة:

إذا حبا من أنف رمل منخر ... خطمته خطماً وهنّ عسر

وخطم بلحية إذا صارت في خديه، وخطمته لحيته. قال النمر بن تولب:

ألست بشيخ قد خطمت بلحية ... فتقصر عن جهل الغرانقة المرد

وفلان خاطم أمر بني فلان: قائدهم ومدبر أمرهم. وأقبل خطم الليل وأنفه. قال مزاحم:

على خطم جون قد بدا من ظلامه ... غطاء يكف الناظرات بهيم
[خطم] فيه: تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم فتجلوا وجه المؤمن بالعصا و"تخطم" أنف الكافر بالخاتم، أي تسمه به، من خطمت البعير إذا كويته خطا من الأنف إلى أحد خديه، وتلك السمة الخطام. ومنه ح الساعة والعرض على الله: وأما الكافر "فتخطمه" بمثل الحمم الأسود، أي تصيب خطمه وهو أنفه فتجعل له أثرًا مثل أثر الخطام فترده بصغر، والحمم الفحم. وفي ح الزكاة: "فخطم" له أخرى دونها، أي وضع الخطام في رأسها وألقاه إليه ليقودها به، وخطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثني على مخطمه، وأما ما يجعل في الأنف دقيقًا فهو الزمام. ن ومنه: جاء رجل بناقة "مخطومة" فقال: لك بها سبعمائة ناقة، أي أجر سبعمائة، أو هو على ظاهره ويكون له في الجنة سبعمائة يركبهن للتنزه. نه وفيه: يبعث الله من بقيع الغرقد سبعين ألفًا هم خيار من ينحت عن "خطمه" المدر، أي تشق عن وجهه الأرض، وأصل الخطم في السباع مقاديم أنوفها وأفواهها. ومنه شعر كعب:
كان ما فات عينيها ومذبحها من "خطمها" ....
أي أنفها ومنه ح: لا يصلي أحدكم وثوبه على أنفه فإن ذلك "خطم" الشيطان. ومنه ح عائشة لما مات الصديق قال عمر: لا يكفن إلا فيما أوصى به، فقالت: ما وضعت "الخطم" على أنفنا، أي ما مُلّكتنا بعدُ فتنهانا أن نصنع ما نريد، وهو جمع خطام وهو حبل يقاد به البعير. وفي ح شداد: ما تكلمت بكلمة إلا وأنا "أخطمها" أي أربطها وأشدها، يريد الاحتراز في قوله والاحتياط في لفظه. وفي ح الدجال: خبأت لكم "خطم" شاة. وفيه: وعد رجلًا أن يخرج إليه فأبطأ عليه فلما خرج قال: شغلني عنك "خطم"، قيل هو الخطب الجليل فكأن ميمه بدل من الباء، أو يراد أمر خطمه أي منعه منه. وفيه: كان يغسل رأسه "بالخطمي" وهو جنب يجتزئ به ولا يصب عليه الماء، أي كان يكتفي بماء يغسل به الخطمي، وينوي به غسل الجنابة، ولا يستعمل بعده ماء آخر يخص به الغسل. ط: هو بكسر خاء نبت يغسل به الرأس، ويجتزئ به أي يقتصر عليه، وفيه تسامح لأن ظاهره أنه يقتصر على استعمال الماء المخلوط بالخطمي، ومعلوم أن المستعمل للخطمي يفيض على رأسه بعده مرارًا ليزول أثره، فلعله أراد أنه صلى الله عليه وسلم يقتصر على ما يزيله ولا يفيض بعده ماء مجردًا للغسل كعادة أهل الحمامات من إزالة الوسخ بنحو الخطمي ثم استيناف الماء للغسل. ك: "بخطامه" أو بزمامه، وهما بمعنى، والشك في تعيينه، وهو بكسر خاء خيط يشد فيه الحلقة المسماة بالبرة، ويشد في طرفه المقود. وفيه: احبس أبا سفيان عند "خطم" الجبل، بخاء معجمة، وجبل بجيم أي أنف الجبل وهو طرفه المائل منه، ورواه الجمهور بحاء مهملة، وروي: الخيل، بخاء معجمة أي مجتمع خيل يحطم فيه أي يتضايق حتى كان بعضها يكسر بعضا. ن: قد "خطم" أنفه، الخطم الأثر على الأنف. ج ومنه: "خطم" أنفه وشق وجهه، الحطم بحاء مهملة الدق والكسر، وبالمعجمة الأثر على الأنف كما يخطم البعير بالكيّ. غ: الخطام السمة في عرض الوجه، وحبل الدلو، ووتر القوس.

خطم

1 خَطَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. خَطْمٌ, (TA,) He struck his خَطْم, i. e. his nose. (K, * TA.) and He struck the very middle of his nose with a sword. (TA.) And خُطِمَ أَنْفُهُ His nose was broken. (Ham p. 528.) b2: (assumed tropical:) He branded him [i. e. a camel] on his nose with the mark called خَطْمٌ [or خِطَامٌ]. (TA.) [Hence,] خَطَمَ أَنْفَهُ (tropical:) [He branded him with disgrace;] he made disgrace to cleave to him manifestly. (TA.) and خَطَمَهُ بِاللَّوْمِ (tropical:) [He branded him with blame]; and عَذَرَهُ [i. e. باللوم signifies the same]. (TA.) b3: He attached the زِمَام [or خِطَام, q. v.,] to him; namely, a camel: (S:) or خَطَمَهُ بِالخِطَامِ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) he put the خِطَام upon his nose; as also بِهِ ↓ خطّمهُ: (K:) [but the latter verb seems to be more properly used in relation to a number of camels:] or the former, (K,) or simply خَطَمَهُ, and ↓ خطّمهُ, (TA,) he made a cut, or notch, in his nose, (حَزَّأَنْفَهُ, so in the K accord. to the TA,) not deep, (TA,) or he drew his nose [down], (جَرَّ أَنْفَهُ, so in my MS. copy of the K and in the CK,) in order to put upon it the خِطَام. (K, TA.) b4: [Hence,] (assumed tropical:) He withheld him, or prevented him, from going forth [&c.]. (TA.) And خَطَمَهُ بِالكَلَامِ (tropical:) He overcame him, or subdued him, by speech, and prevented him from speaking, (K, TA,) and from answering, or replying. (TA.) b5: خَطَمَ الكَلِمَةَ, inf. n. as above, (tropical:) He made the word, or saying, valid and strong; alluding to prudence and precaution as to what one utters. (TA.) b6: خَطَمَ أُمُورًا (tropical:) He conducted, or managed, affairs. (TA.) b7: خَطَمَ القَوْسَ بِالوَتَرِ, inf. n. خَطْمٌ and خِطَامٌ, (tropical:) He suspended the bow by the suspensory called وَتَرٌ and خِطَامٌ. (AHn, K, TA.) And خَطَمَ القَوْسَ بِخِطَامِهَا (assumed tropical:) He strung the bow with its string. (TA.) b8: خَطَمَ الأَدِيمَ, (K,) inf. n. خَطْمٌ, (TA,) (tropical:) He sewed the edges of the skin, or hide. (Kr, K, TA.) b9: خُطِمَ بِلِحْيَتِهِ, and خَطَمَتْهُ لِحْيَتُهُ, (tropical:) His beard grew upon his two cheeks. (TA.) b10: خَطَمَ أَنْفَ الرَّمْلِ (tropical:) He passed over, or crossed, the extremity, or prominent portion, of the tract of sand: (As, TA:) or he faced it, crossing it. (TA.) 2 خَطَّمَ see 1, in two places. b2: تَخْطِيمٌ, [as inf. n. of خُطِّمَ or خَطَّمَ, (see the part. ns. below,)] said of unripe dates, signifies (assumed tropical:) The putting forth colours. (KL.) 8 اختطم الثَّوْبَ He bound the garment over the مَخْطِم, i. e. the nose; or over the خَطْم, i. e. the fore part of the nose: and اختطم بِلِثَامٍ [he so bound a لثام, q. v.]. (Har p. 433.) خَطْمٌ The muzzle, i. e. the fore part of the nose and mouth, of a دابَّة [i. e. beast], (JK, S, Msb, K, TA,) whatever it be, (S, Msb,) as a dog, and a camel, but originally of a beast of prey, and of a sheep or goat: (TA:) or, of a beast of prey, i. q. خُرْطُومٌ: (IAar, TA:) or, as some say, of a beast of prey, [the lip, i. e.] what corresponds to the جَحْفَلَة of the horse: (TA:) or of a camel, the nose. (Mgh.) And (tropical:) The bill, or beak, of a bird, (JK, S, K, TA,) whatever it be, (JK, S,) as a hawk, or falcon, (JK,) and a قَطَاة. (TA.) and of a man, (tropical:) The nose; (K;) as also ↓ مَخْطِمٌ (JK, S, Msb, K, TA) and ↓ مِخْطَمٌ; (K, TA;) pl. مَخَاطِمُ: (JK, S, Msb, K:) or the fore part of the nose: (Har p. 433:) and the ↓ مخطم is also of a camel. (IAth, TA.) Also, of a man, (tropical:) The fore part of the face. (TA.) b2: خَطْمُ اللَّيْلِ (tropical:) The first approach of night: like as one says أَنْفُ اللَّيْلِ. (TA.) b3: See also خِطَامٌ.

A2: A thing, an affair, or a business, of magnitude. (IAar, Th, K.) It is related in a trad. that Mohammad promised a certain man to go forth to him, and delayed to do so; and when he went forth, he said to him, شَغَلَنِى خَطْمٌ, meaning A thing, &c., of magnitude [occupied me so as to divert me]; as though the م were a substitute for ب: (IAar, Th, TA:) but IAth says that it may mean (assumed tropical:) a thing, &c., that withheld me, or prevented me, [see 1,] from going forth. (TA.) خُطْمَةٌ (tropical:) A prominent portion of a mountain. (S, TA.) خِطْمِىٌّ (JK, S, Msb, K) and خَطْمِىٌّ, (Msb, K,) or, accord. to Az, the latter only, the former being incorrect, (TA,) but the former is the more common, (Msb,) [Althæa; the althæa officinalis of Linn.; i. e. marsh-mallow;] a certain plant (JK, K) with which, (S, TA,) or with a preparation of which, (JK,) the head is washed; (JK, S, TA;) a well-known preparation for washing the head: (Msb:) it is a dissolvent, suppurative, lenitive; good for dysury, and the stone, and sciatica, and ulcer of the bowels, and tremour, and for the suppuration of wounds, and the allaying of pain; and, with vinegar, for the [species of leprosy termed] بَهَق; and for toothache, used as a gargle; and for the sting or bite of venomous reptiles and the like, and for burns; the mixing of its seed with water, or its bruised stem or root, causes it to congeal; and its mucilage, extracted by hot water, is beneficial to the sterile woman. (K.) خِطَامٌ [A kind of halter for a camel; a cord of which one end is fastened round the nose and jaws of a camel; accord. to J,] i. q. زِمَامٌ: (S:) [but the following explanations are more correct:] a certain thing well known; so called because [a portion of] it lies upon [or surrounds] the fore part of the nose and the nouth of the camel: (Msb:) or anything that is put upon the nose of the camel in order that he may be led thereby: (M, K:) or a cord, or rope, which is put upon the neck of the camel, and folded [for يُسَمَّى, in my copy of the work from which this is taken, I read يُثْنَى, as in another explanation, below,] upon, or over, his nose: (Mgh:) or a cord, or rope, which is attached to an iron that surrounds the nose and jaws [of the camel]: (JK:) or any cord, or rope, that is suspended upon the throat of the camel and then tied upon, or over, his nose, whether of skin or of wool or of fibres of the palm-tree or of hemp: (ISh, TA:) but if of plaited leather, it is said to be called جَرِيرٌ: (TA:) or the خطام of the camel is a cord, or rope, of fibres of the palm-tree, or of [goats'] hair, or of flax, at one end of which is put a ring, then the other end is tied to it, [i. e. to the rope, as the relative pronoun in the original shows, or to some part of it,] so that it becomes like a ring [or loop], then it is put upon the neck of the camel, and then it is folded upon, or over, his nose: what is put in the nose, [attached to a ring, or the like, therein,] and is slender, is termed زِمَامٌ: (IAth, TA:) pl. خُطُمٌ. (Msb, K.) مَنَعَ خِطَامَهُ, said of a camel, means He refused to have his خطام put upon him. (TA.) And تَزَوَّجَ عَلَى خِطَامٍ means (assumed tropical:) He married two wives, so that they became like a خِطَام to him. (TA.) b2: (assumed tropical:) A brand, or mark made with a hot iron, upon the nose of a camel; (K;) as also ↓ خَطْمٌ: it (the خطام) spreads upon the camel's two cheeks: so says Aboo-'Alee, in the “ Tedhkireh: ” (TA:) or such a mark upon the side (عُرْض, in the CK عَرْض,) of his face, extending to the cheek, (En-Nadr, K, TA,) in the form of a line: (En-Nadr, TA:) sometimes the camel is branded with one such mark, and sometimes with two; and one says جَمَلٌ خِطَامٍ ↓ مَخْطُومُ or خِطَامَيْنِ, making مخطوم to govern the gen. case as a prefixed noun; (En-Nadr, K, TA;) and بِهِ خِطَامٌ and خِطَامَان. (En-Nadr, TA.) b3: (assumed tropical:) The rope of a bucket. (TA.) b4: (tropical:) The suspensory of a bow. (AHn, K, TA.) and (assumed tropical:) The string of a bow. (K, TA.) خَطِيمٌ Struck upon the nose. (K.) Having the nose broken. (Ham p. 528.) مِسْكٌ خَطَّامٌ (like شَدَّادٌ, TA, in the CK [erroneously] without teshdeed,) (tropical:) Musk that fills with its odour the innermost parts of the nose: (As, K:) or musk sharp, or pungent, in odour; as though striking the nose (كَأَنَّهُ يَخْطِمُ الأَنْفَ). (Z, TA.) فُلَانٌ خَاطِمُ أَمْرِ بَنِى فُلَانٍ (tropical:) Such a one is the leader, and the conductor, or manager, of the affairs, of the sons of such a one. (TA.) أَخْطَمُ A man (S) having a long nose. (S, K.) b2: And Black. (JK, K.) مَخْطَمٌ A woman. (K.) مَخْطِمٌ and مِخْطَمٌ: see خَطْمٌ, in three places.

مُخَطَّمٌ: see مَخْطُومٌ. b2: (assumed tropical:) A horse having a whiteness extending from the fore part of his nose and his mouth to the part beneath his lower jaw, (ISd, K, TA,) so as to resemble the خِطَام: in which sense it has no verb. (ISd, TA.) b3: Full-grown unripe dates (بُسْر) upon which are lines (S, K) and streaks [of colour]; (S;) as also ↓ مُخَطِّمٌ. (Kr, K.) [See 2: and see also بُسْرٌ.]

A2: The part of the nose of the camel which is the place of the خِطَام. (TA.) مُخَطِّمٌ: see the next preceding paragraph.

مَخْطُومٌ [pass. part. n. of 1]. You say نَاقَةٌ مَخْطُومَةٌ A she-camel having a خِطَام put upon her: and ↓ نُوقٌ مُخَطَّمَةٌ she-camels having خُطُم put upon them. (S, TA.) b2: See also خِطَامٌ.

خطم: الخَطْمُ من كل طائر: مِنْقارُهُ؛ أَنشد ثعلب في صفة قَطاةٍ:

لأَصْهَبَ صَيْفيٍّ يُشَبَّهُ خَطْمُه،

إذا قَطَرَتْ تَسْقِيه، حَبَّةَ قِلْقِلِ

والخَطْمُ من كل دابة: مُقَدَّمُ أَنفها وفمها نحو الكلب والبعير، وقيل:

الخَطْمُ من السبع بمنزلة الجَحْفَلَةِ من الفرس. ابن الأَعرابي: هو من

السبع الخَطْم والخُرْطومُ، ومن الخنزير الفِنْطِيسةُ، ومن ذِي الجناح

غير الصائد المِنْقارُ، ومن الصائد المَنْسِرُ؛ وفي التهذيب: الخَطْمُ من

البازي ومن كل شيء مِنْقارُهُ. أَبو عمرو الشيباني: الأُنوف يقال لها

المَخاطِمُ، واحدها مَخْطِمٌ، بكسر الطاء. وفي حديث كَعْب: يبعث الله من

بَقيعِ الغَرْقَدِ سبعين أَلفاً هُمْ خيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ

أَي تنشقّ عن وجهه الأَرضُ، وأَصل الخَطْمِ في السباع مقاديم أُنوفها

وأَفواهها فاستعارها للناس؛ ومنه قول كعب بن زُهَيْرٍ:

كأَنَّ ما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحها،

من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ، بِرْطيلُ

أَي أَنفها. وفي الحديث: لا يصلِّ أَحدُكم وثوبُهُ على أَنفه، فإن ذلك

خَطْمُ الشيطان. وفي حديث الدجال: خَبَأتُ لكم خَطْمَ شاةٍ. ابن سيده:

وخَطْمُ الإنسان ومَخْطِمُهُ ومِخْطَمُهُ أَنفه، والجمع مَخاطِم.

وخَطَمَهُ يَخْطِمُهُ خَطْماً: ضرب مَخْطِمَهُ. وخَطَمَ فلانٌ بالسيف

إذا ضرب حاقَّ وسْطِ أَنفِهِ. ورجل أَخْطَمُ: طويل الأَنف. روى عبد الرحمن

بن القاسم عن أَبيه قال: أَوْصى أَبو بكر أَن يكَفَّنَ في ثوبين كانا

عليه وأَن يُجْعَلَ معهما ثوبٌ آخر، فأَرادت عائشة أَن تبتاع له أَثواباً

جُدُداً فقال عمر: لا يُكَفَّنُ إلاَّ فيما أَوْصَى به، فقالت عائشة: يا

عمر والله ما وُضِعَتِ الخُطُمُ على آنِفُنا فبكى عمر وقال: كَفِّنِي أباك

فيما شئت؛ قال شمر: معنى قولها ما وُضِعَت الخُطُمُ على آنُفِنا أَي ما

مَلَكْتَنا بعدُ فتنهانا أَن نصنع ما نريد في أَملاكنا. والخُطُمُ: جمع

خِطامٍ، وهو الحبل الذي يقاد به البعير. ويقال للبعير إذا غَلَبَ أَن

يُخْطَمَ: مَنَعَ خِطامَهُ؛ وقال الأَعشى:

أَرادوا نَحْتَ أَثْلَتِنا،

وكنا نَمْنَع الخُطُمَا

والخَطْمَةُ: رَعْنُ الجبل

(* قوله «والخطمة رعن الجبل» ضبط في الأَصل

والمحكم والنهاية بفتح الخاء وسكون الطاء، وفي بعض نسخ الصحاح بضم الخاء).

والخِطامُ: الزِّمامُ. وخَطَمْتُ البعير: زَممْتُهُ. ابن شميل: الخِطامُ

كل حبل يُعَلَّقُ في حَلْقِ البعير ثم يُعْقَدُ على أَنفه، كان من

جِلْدٍ أَو صوف أَو ليف أَو قِنَّبٍ، وما جعلت لشِفار بعيرك من حبل فهو

خِطامٌ، وجمعه الخُطُمُ، يُفْتَلُ من اللِّيف والشعر والكَتَّان وغيره، فإذا

ضُفِرَ من الأَدَمِ فهو جَريرٌ، وقيل: الخِطامُ الحبل يجعل في طرفه حلقة ثم

يُقَلَّدُ البعير ثم يُثَنَّى على مَخْطِمِه، قال: وخَطَمَهُ بالخِطامِ

إذا عُلِّقَ في حَلْقِه ثم ثُنِّيَ على أَنفه ولا يثقب له الأَنف. قال

ابن سيده: والخِطامُ كلُّ ما وُضِع في أَنف البعير ليُقاد به، والجمع

خُطُمٌ.

وخَطَمَه بالخِطامِ يَخْطِمُه خَطماً وخَطَّمَه، كلاهما: جعله على

أَنفه، وكذلك إذا حَزَّ أَنفه حَزّاً غير عَمِيقٍ ليضع عليه الخِطامَ، وناقة

مَخْطومةٌ، ونوق مُخَطَّمةٌ: شُدِّدَ للكثرة. وفي حديث الزكاة: فَخَطَمَ

الأُخرى دونها أَي وضَعَ الخِطامَ في رأسها وأَلقاه إليه ليَقُودَها به.

قال ابن الأَثير: خِطام البعير أَن يأخذ حبلاً من ليف أَو شعر أَو كتان،

فيجعل في أَحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم

يقلد البعير ثم يُثَنَّى على مُخَطَّمِه، وأَما الذي يجعل في الأَنف دقيقاً

فهو الزِّمامُ؛ واستعار بعض الرُّجَّازِ الخِطامَ في الحَشَرات فقال:

يا عَجَبا، لقد رأيْتُ عَجَبا:

حِمار قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا

عاقِلَها خاطِمَها أَن تَذْهَبَا

فقلت: أَرْدِفْني فقال: مَرْحَبَا

أَراد لئلا تذهب أَو مخافة أَن تذهب؛ ورواه ابن جني:

خاطِمَها زأَمّها أَن تذهبا

أَراد زامَّها؛ وقول أَبي النجم:

تِلْكُمْ لُجَيْمٌ فمتى تَخْرِنْطِمْ،

تَخْطِمْ أُمور قومها وتَخْطِمْ

يقال: فلان خاطِمُ أَمر بَني فلانٍ أي هو قائدهم ومُدَبِّرُ أَمرهم،

أَراد أَنهم القادةُ لعلمهم بالأُمور. وفي حديث شداد بن أَوْسٍ: ما تكلمتُ

بكلمة إلاَّ وأَنا أَخْطِمُها أَي أَربطها وأَشدُّها، يريد الاحتزاز فيما

يقوله والاحتياط فيما يَلْفِظُ به. وخِطامُ الدَّلوِ: حبلها. وخِطامُ

القَوْس: وتَرُها. أَبوحنيفة: خَطَمَ القَوْسَ بالوَتَرِ يَخْطِمُها خَطْماً

وخِطاماً علقه عليها، واسم ذلك المُعَلَّقِ الخِطامُ أيضاً؛ قال

الطِّرِمَّاحُ:

يَلْحَسُ الرَّصْفَ، له قَضْبَةٌ،

سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطام

واستعاره بعض الرُّجَّازِ للدَّلْوِ فقال:

إذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها

حَمْراءَ من مَكَّةَ، أَو إحْرامِها

وخَطَمَهُ بالكلام إذا قَهره ومنعه حتى لا يَنْبِسُ ولا يُحِيرُ.

والأَخْطَمُ: الأَسود، وخَطْمُ الليلِ: أَول إقباله كما يقال أَنف الليل؛ وقول

الراعي:

أَتتنا خُزامَى ذاتُ نَشْرٍ، وحَنْوَةٌ

وراحٌ وخَطَّامٌ من المِسْكِ يَنْفَحُ

قال الأَصمعي: مسك خَطَّامٌ

يَفْعَمُ الخَياشيم. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، مرسلاً: أَنه وعد رجلاً أَن يَخْرُجَ إليه فأَبطأَ عليه، فلما

خرج قال له: شغلني عنك خَطْمٌ أَي خَطْبٌ

جليل، وكأَن الميم فيه بدل من الباء؛ قال ابن الأَثير: ويحتمل أَن يراد

به أَمر خَطَمَه أَي منعه من الخروج. والخِطامُ: سِمَةٌ دون العينين؛

وقال أَبو عليّ في التذكرة: الخِطامُ سِمَةٌ على أَنف البعير حتى تنبسط على

خَدَّيْهِ. النضر: الخِطامُ سِمَةٌ

في عُرْضِ الوجه إلى الخد كهيئة الخَطِّ، وربما وُسِمَ بِخِطامٍ، وربما

وُسِمَ بخِطامَيْنِ. يقال: جمل مَخْطُومُ خِطامٍ ومَخْطُومُ خِطامَيْنِ،

على الإضافة، وبه خِطامٌ وخِطامانِ.

وفي حديث حُذيفة بن أَسِيدٍ قال: تخرج الدابة فيقولون قد رأيناها، ثم

تَتَوارى حتى تعاقَبَ ناسٌ في ذلك، ثم تخرج الثانية في أعظم مسجد من

مساجدكم، فتأتي المسلمَ فتُسَلِّمُ عليه وتأتي الكافر فتَخْطِمُه وتَعَرِّفُهُ

ذنوبه؛ قال شمر: قوله فَتَخْطِمُهُ، الخَطْمُ الأَثَرُ على الأَنف كما

يُخْطَمُ البعير بالكَيّ. يقال: خَطَمْتُ البعير، وهو أَن يُوسَمَ بخَطٍّ

من الأَنف إلى أحد خَدَّيْه، وبعير مَخْطومٌ، ومعنى قوله تَخْطِمُه أي

تسِمُه بِسِمَةٍ يُعْرفُ بها؛ وفي رواية: تخرج الدابة ومعها عَصا موسى

وخاتَمُ سليمان فَتُحَلِّي وجه المؤمن

(* قوله «فتحلي وجه المؤمن» كذا في

الأصل والتكملة بالحاء، وفي نسختين من النهاية بالجيم، وفي التهذيب: فتجلو).

بالعصا وتَخْطِمُ أَنف الكافر بالخاتَمِ أَي تسِمُهُ بها، من خَطَمْتُ

البعير إذا كَوَيْتَهُ خَطّاً من الأَنف إلى أحد خديه، وتسمى تلك السِّمَةُ

الخِطام، ومعناه أَنها تُؤثِّرُ في أَنفه سِمَة يُعرف بها، ونحو ذلك قيل

في قوله: سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ. وفي حديث لَقيطٍ في قيام الساعة

والعَرْضِ على الله: وأَما الكافر فَتَخْطِمُهُ بمثل الحُمَمِ الأَسود أَي

تصيب خَطْمَه، وهو أَنفه، يعني تصيبه فتجعل له أَثَراً مثل أثر الخِطام

فتردُّه بصُغْرٍ، والحُمَمُ: الفحم.

والمُخَطَّمُ من الأَنف: موضع الخِطام؛ قال ابن سيده: ليس على الفعل

لأَنا لم نسمع خَطَّمَ إلاَّ أَنهم توهموا ذلك. وفرس مُخَطَّمٌ: أخذ البياضُ

من خَطْمِه إلى حنكه الأسفل، والقول فيه كالقول في الأول. وتزوج على

خِطامٍ أَي تزوج امرأَتين فصارتا كالخطام له. وخَطَمَ الأديمَ خَطْماً: خاط

حواشِيَهُ؛ عن كراع. والمُخَطَّمُ والمُخَطِّمُ: البُسْرُ الذي فيه خطوط

وطرائق؛ الكسر عن كراع؛ وقول ذي الرمة:

وإذ حَبَا من أَنفِ رَمْلٍ مَنْخِرُ،

خَطَمْنَهُ خَطْماً، وهُنَّ عُسَّرُ

قال الأَصمعي: يريد بقوله خَطَمْنَه مَرَرْنَ على أَنف ذلك الرمل

فقَطَعْنَهُ.

والخِطْمِيُّ والخَطْمِيُّ: ضرب من النبات يُغْسَلُ به. وفي الصحاح:

يُغْسَلُ به الرأسُ؛ قال الأَزهري: هو بفتح الخاء، ومن قال خِطْمِيّ، بكسر

الخاء، فقد لحن. وفي الحديث: أنه كان يغسل رأسه بالخِطْمِيّ وهو جُنُبٌ

يَجْتَزِئُ بذلك ولا يصُبُّ عليه الماء أَي أَنه كان يَكْتَفي بالماء الذي

يَغسل به الخِطْمِيَّ، وينوي به غُسْلَ الجَنابة، ولا يَسْتَعْمِلُ بعده

ماء آخر يخص به الغسل.

وقَيْسُ بن الخَطِيم: شاعِرٌ من الأَنصار. وخَطِيمٌ وخِطامٌ وخُطامَةُ:

أَسماء. وبنو خُطامَة: بطن من العرب قوم معروفون، وفي التهذيب: حَيٌّ

من الأَزْدِ. وخَطْمَةُ: بطن من أَوْسِ اللاَّتِ، وفي الصحاح: وخَطْمَةُ

من الأَنصار، وهم بنو عبد الله بن مالك بن أَوْسٍ. والخَطْمُ وخَطْمةُ:

موضعان؛ قال:

غداةَ دعا بني شِِجْعٍ، ووَلَّى

يَؤُمُّ الخَطْمَ، لا يدعو مُجِيبَا

وأَنشد ابن الأَعرابي:

نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو

دِ، لا تَرِدُ الماءَ إلاَّ صِياما

يقول: هي صائمة منه لا تَطْعَمُهُ، قال: وذلك لأَن النَّعام لا تَرِدُ

الماء ولا تطعمه. وذات الخَطْماء

(* قوله «وذات الخطماء» كذا بالأصل ومثله

في المحكم. وعبارة ياقوت: ذات الخطمى موضع فيه مسجد لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة): من مساجد سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتَبوكَ. وخِطامُ الكَلْبِ: من

شعرائهم.

الْخَاء والطاء وَالْمِيم

الخَطْم من كُلّ طَائِر: مِنْقاره، انشد ثعلبٌ فِي صفة قَطاة:

لأَصْهبَ صَيفيٍّ يُشَبَّهُ خَطْمُه إِذا قَطرتْ تَسْقِيه حَبَّة قِلْقِلِ

والخَطْم من كُل دابْة: مُقدَّم أنفها وفَمها.

وَقيل: الخَطم من السَّبُع، بِمَنْزِلَة الجَحْفلة من الفَرس.

وخَطْم الإنسانِ، ومَخْطَمه ومِخْطَمه: أنْفُه.

وخَطَمه يَخطِمه خَطْماً: ضَرب مَخْطِمَه.

ورجُلُ أخْطَمُ: طويلُ الأنَف.

والخَطْمةُ: رَعْنُ الْجَبَل.

والخِطَام: كلُّ مَا وُضع فِي انف الْبَعِير ليُقادَ بِهِ، وَالْجمع: خُطُم.

وخَطَمه بالخِطام يَخْطِمه خَطْماً، وخَطَّمه، كِلَاهُمَا: جَعله على أنفِه، وَكَذَلِكَ إِذا حَزّ أنْفه حَزّاً غير عَميق لِيضع عَلَيْهِ الخِطام.

وأستعار بعض الرَجاز الخطام فِي الحشرات، فَقَالَ: يَا عَجباً لقد رأيتُ عَجَبا حِمَار قَبّانِ يَسُوق أرْنباَ عاقَلَها خاطمَها أنْ تذْهَبا أَرَادَ: لِئَلَّا تذْهب، أَو مَخَافَة أَن تذْهب. وَرَوَاهُ ابْن جني.

خاطمَها زأمَّها أَن تذهبا أَرَادَ. زامَها، وتقدّم تعليلُه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: خَطَم القَوْسَ بالوتر يَخْطِمها خَطْما وخِطاما: عَلَّقه عَلَيْهَا وَاسم ذَلِك المُعلَّق: الخطامُ، أَيْضا، قَالَ الطّرماح: يَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَصْبَةٌ سَمْحَجُ المَتْن هَتوفُ الخِطامْ

واستعاره بعضُ الرُّجاز للدَّلو فَقَالَ:

إِذا جَعلْت الدَّلو فِي خِطامها حَمراءَ من مكّة أَو إحْرَامِها

والخِطام: سِمةٌ دون العَينين.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة: الخِطام: سِمةٌ على أنف البَعير حَتَّى تَنْبسط على خَدَّيه.

والمُخطَّم من الأنْفِ: مَوضِع الخِطام، لَيْسَ على الفِعل، لأَنا لم نسْمع " خَطَّم "، إِلَّا انهم توهموا ذَلِك.

وفَرس مُخَطَّم: أَخذ البياضُ من خَطْمه إِلَى حَنكه الاسفل، والقولُ فِيهِ كالقول فِي الأول.

وتزوّج على خِطام، أَي تزوَج امرأتَين فصارتا كالخطام لَهُ.

وخَطم الاديمَ خَطماً: خاط حَواشيه، عَن كُراع.

والمُخطَّم، والمُخَطِّم: البُسْرُ الَّذِي فِيهِ خُطوطٌ وطرائقُ الْكسر، عَن كُراع.

والخَطْمىّ، والخِطْمىّ: ضَربٌ من النَّبَات يُغسل بِهِ.

وخَطيم، وخِطَام، وخُطامةُ: أَسمَاء.

وَبَنُو خُطامة: بَطْنٌ.

وخَطْمة: بطنٌ من أوْس الَّلات.

والخَطْم، وخَطْمَةُ: موضعان، قَالَ:

غداةَ دعَابَني شِجْع ووَلىَّ يَؤْمّ الخَطْم لَا يَدْعُو مُجِيبا

وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

نَعاماً بخَطْمَة صُفْر الخُدو د لَا تَرِدُ المَاء إِلَّا صِياماَ يَقُول: هِيَ صَائِمَة مِنْهُ لَا تَطعمه، قَالَ: وَذَلِكَ لِأَن النَّعام لَا ترد المَاء وَلَا تَطْعمه، وَقد تقدّم ذَلِك فِي حرف الْعين.

وذاتُ الخطماء: من مَساجد سَوَّلَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَين الْمَدِينَة وتَبُوك.

وخِطَام الْكَلْب، من شُعَرائهم.

صدد

(صدد) الْجرْح تقيح
(ص د د) : (صَدِيدُ) الْجُرْحِ مَاؤُهُ الرَّقِيقُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّمِ وَقِيلَ هُوَ الْقَيْحُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّمِ.
صدد: {يصدون}: يضجون. {تصدى}: تتعرض وأصله تتصدد. {صديد}: قيح ودم.

صدد


صَدَّ(n. ac. صُدُوْد)
a. ['An], Turned away from.
b.(n. ac. صَدّ) [acc. & 'An], Turned away, made to go back from.
c.
(n. ac.
صَدِيْد), Cried out, shouted.
صَدَّدَa. Clapped his hands, applauded.

أَصْدَدَa. Suppurated, discharged, ran (wound).
b. see I (b)
تَصَدَّدَ
a. [La], Met, came face to face with, encountered.

صَدّa. Separation.
b. Hindrance.
c. Refusal.
d. see 3
صُدّ
(pl.
صُدُوْد أَصْدَاْد)
a. Mountain; side of a valley.

صَدَدa. Vicinity.
b. Direction.
c. [ coll. ], Subject of
discussion.
d. see 1 (b) & 3
صِدَاْدa. Woman's veil.

صَدِيْدa. Crying, shouting, clamour.
b. Ichor, watery matter, pus, discharge ( from a
wound ).
صُدَّاْد
(pl.
صَدَاْئِدُ)
a. Road leading to water.
b. Serpent; large lizard.
[صدد] فيه: يسقي من "صديد" أي دم وقيح يسيل من الجسد. ومنه ح الصديق في الكفن: إنما هو للمهل و"الصديد". وفيه: "فلا يصدنكم"، الصد الصرف والمنع، صده وأصده ونه، والصد الهجران. ومنه: "فيصد" هذا و"يصد" هذا، أي يعرض بوجهه عنه، والصد الجانب. ن: أي يوليه صده - بضم صاد وفتحها وتشديد دال. غ: قومك منه "يصدون"، يعرضون، ويصدون يضجون - بجيم. قا: يصيحون فرحًا لظنهم أنه صلى الله عليه وسلم صار ملزمًا، وقرىء بالضم بمعنى المنع. غ: و ("صدها" ما كانت تعبد)، أي صد بقيس عن الإيمان عادة كانت عليها فيعبادة الشمس. و"تصدى" تتعرض، من الصدد: القرب. ك: (فأنت له "تصدى") أي تتصدى أي تغافل عنه، والمناسب ما في الكشاف أي تتعرض له بالإقبال عليه - ويتم في صدا. وح: لاآمن أن "ستصد"، هو بمد همزة وميم مخففة، وأن بفتح همزة، وستصد بنصب دال ورفعها أي ستمنع من البيت.
ص د د

ما صدك عني؟ ولم تصد عني؟ وفلان مصدود عن الخير. وأرى فيك صدوداً ازوراراً. وأخذ يصاده ويضادّه. ولا حدد لي دونه ولا صدد أي لا مانع من حدّه عنه وصده. وداري صدد داره وبصددها أي قبالتها. وأخذته من صدد: من قرب. وأنا بصدد من هذا الأمر. وهم بين الصدين وهما جانبا الوادي. وهو يصد من ذلك صديداً إذا ضج منه " إذا قومك منه يصدون " وسمعت لهم صديداً وفديداً. وأصد الجرح، وسال صديده.

ومن المجاز: صد السبيل: إذا اعترض دونه مانع من عقبة أو غيرها فأخذت في غيره. قال:

إذا الشرك العادي صد رأيتها ... لرؤس الحذاريّ الغلاظ غشوءاً

أي لرءوس الآكام جمع الحذرياء بوزن الكبرياء بمعنى الحذرية. ووضع السهم بين الصدين: بين جانبي السكة. وانضم عليهم الصدان إذا توسطوا الطريق.
ص د د : صَدَدْتُهُ عَنْ كَذَا صَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعْتُهُ وَصَرَفْتُهُ وَصَدَدْتُ عَنْهُ أَعْرَضْتُ وَصَدَّ مِنْ كَذَا يَصِدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَحِكَ.

وَالصَّدِيدُ الدَّمُ الْمُخْتَلِطُ بِالْقَيْحِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ هُوَ الْقَيْحُ الَّذِي كَأَنَّهُ الْمَاءُ فِي رِقَّتِهِ وَالدَّمُ فِي شُكْلَتِهِ وَزَادَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ فَإِذَا خَثُرَ
فَهُوَ مِدَّةٌ وَأَصَدَّ الْجُرْحُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا صَدِيدٍ.

وَالصُّدُّ بِالضَّمِّ النَّاحِيَةُ مِنْ الْوَادِي وَالصَّدُّ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ الْجَبَلُ.

وَالصَّدَدُ بِفَتْحَتَيْنِ الْقُرْبُ وَدَارُهُ بِصَدَدِ الْمَسْجِدِ وَتَصَدَّيْتُ لِلْأَمْرِ تَفَرَّغْتُ لَهُ وَتَبَتَّلْتُ وَالْأَصْلُ تَصَدَّدْتُ فَأُبْدِلَ لِلتَّخْفِيفِ. 
صدد
الصُّدُودُ والصَّدُّ قد يكون انصرافا عن الشّيء وامتناعا، نحو: يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً
، [النساء/ 61] ، وقد يكون صرفا ومنعا نحو:
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
[النمل/ 24] ، الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [محمد/ 1] ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الحج/ 25] ، قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
[البقرة/ 217] ، وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ [القصص/ 87] ، إلى غير ذلك من الآيات.

وقيل: صَدَّ يَصُدُّ صُدُوداً، وصَدَّ يَصُدُّ صَدّاً ، والصَّدُّ من الجبل: ما يحول، والصَّدِيدُ: ما حال بين اللّحم والجلد من القيح، وضرب مثلا لمطعم أهل النار. قال تعالى: وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ
[إبراهيم/ 16- 17] .
ص د د: (صَدَّ) عَنْهُ يَصُدُّ بِضَمِّ الصَّادِ (صُدُودًا) أَعْرَضَ. وَ (صَدَّهُ) عَنِ الْأَمْرِ مَنَعَهُ وَصَرَفَهُ عَنْهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَصَدَّهُ) لُغَةٌ. وَ (صَدَّ) يَصُدُّ وَيَصِدُّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (صَدِيدًا) ضَجَّ. وَ (الصَّدَدُ) الْقُرْبُ. يُقَالُ: دَارِي صَدَدَ دَارِهِ أَيْ قُبَالَتَهَا وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الظَّرْفِ. وَ (صَدَّاءُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْمَدِّ اسْمُ رَكِيَّةٍ عَذْبَةِ الْمَاءِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَاءٌ وَلَا كَصَدَّاءَ. وَقُلْتُ لِأَبِي عَلِيٍّ النَّحْوِيِّ هُوَ فَعْلَاءُ مِنَ الْمُضَاعَفِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (صَدْءَاءُ) بِالْهَمْزِ بِوَزْنِ حَمْرَاءَ وَسَأَلْتُ عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَلَمْ يَهْمِزْهُ. وَ (صَدِيدُ) الْجُرْحِ مَاؤُهُ الرَّقِيقُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّمِ قَبْلَ أَنْ تَغْلُظَ الْمِدَّةُ، تَقُولُ مِنْهُ: (أَصَدَّ) الْجُرْحُ أَيْ صَارَ فِيهِ الْمِدَّةُ. 
[صدد] صَدَّ عنه يَصِدُّ صُدوداً: أعرض. وصده عن الامر صدا. مَنَعَهُ وصَرَفَه عنه. وأَصَدَّهُ لغة. قال الشاعر : أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَيف عنهم * صُدودَ السَواقي عن أنوف الحوائم  وصد يصد ويصد صَديداً: أي ضَجَّ. والصَدَدُ: القُرْبُ، يقال داري صَدَدَ دارِه، أي قُبالَتَها، نُصِبَ على الظرفِ. والصُدَّادُ، بالضمّ والتشديد: دُوَيْبَّةٌ، وهي من جنس الجرذان. قال أبو زيد: هو في كلام قَيْسٍ سامُّ أَبْرَصَ. والجمع صَدائد على غير قياسٍ. والصُدَّادُ أيضاً: الطريقُ إلى الماء. وصداء: اسم ركية عذبة الماء. وفى المثل: " ماء ولا كصداء ". وقلت لابي على النحوي: هو فعلاء من المضاعف؟ فقال: نعم. وأنشدني لضرار بن عتبة العبشمى السعدى: كأنى من وجد بزينب هائم * يخالس من أحواض صداء مشربا - يرى دون برد الماء هولا وذادة * إذا شد صاحوا قبل أن يتحببا - وبعضهم يقول: صدآء، بالهمز مثال صدعاء. وسألت عنه في البادية رجلا من بنى سليم فلم يهمزه. وصديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلِط بالدم قبل أن تَغْلظَ المِدَّةُ، تقول: أَصَدَّ الجُرْحُ، إذا صار فيه المِدَّةُ. والصَدُّ: الجَبَلُ. قال أبو عمرو: يقال لكل جبلٍ صَدٌّ وصُدٌّ، وسَدٌّ وسُدٌّ. وأنشد لليلى الاخيلية: أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا * وكنت صنيا بين صدين مجهلا -
الصاد والدال ص د د

الصَّدُّ الإِعراضُ والصُّدُوفُ صَدَّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً وصُدُوداً ورَجُلٌ صَادٌّ من قَوْمٍ صُدَّادٍ ومرأةٌ صَادَّةٌ من نِسْوةٍ صَوَادَّ وصُدَّادٍ أيضاً قال القَطَامِيُّ

(أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُبَّانِ مائِلةٌ ... وقد أَرَاهُنَّ عَنِّي غَيْرَ صُدَّادِ)

وصدَّه عنْه وأَصَدَّه صَرَفَه وفي التنزيل {فصدهم عن السبيل} النمل 24 قال امْرُؤُ القَيْسِ

(أصَدَّ نِشَاصَ ذِي القَرْنَيْنِ حتى ... تَوَلَّى عارَضُ المَلِكِ الهُمَام)

وصدَّدَهُ كأصَدَّه وحكَى اللِّحيانِيُّ لا صَدَّ عن ذلك والتَّأْوِيلُ حقّا إنك فَعْلْتَ ذاكَ وصدَّ يَصِدِّ صَدّا اسْتَغْربَ ضَحِكاً وصَدَّ يَصُدُّ صَدّا ضَجَّ وعَجَّ وفي التنزيل {إذا قومك منه يصدون} الزخرف 57 فيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّونَ كما قدَّمنا ويَصُدُّون يُعْرِضُونَ واللهُ أعْلَمُ والتَّصْدِيَةُ التَّصْفيقُ والصَّوْتُ على تَحْوِيلِ التَّضْعيفِ قال تعالى {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} الأنفال 35 ونَظِيرُه قَصَّيْتُ أَظْفارِي في حُرُوفٍ كثيرةٍ وقد عَمِلَ سيبَوَيْه فيه باباً وقد ذكَر منه يَعْقوبُ وأبو عُبَيْدٍ أَحْرُفاً والصَّديدُ القَيْح الذي كأنه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ وقد أَصَدَّ الجُرْحُ وصَدَّدَ والصَّدِيدُ في القُرْآنِ ما يَسِيلُ من جُلُودِ أهْلِ النارِ وقيل هو الحَمِيمُ إذا غُلِيَ حتى يَخْثُرَ وفي التنزيل {ويسقى من ماء صديد} إبراهيم 16 أي من ماءٍ قد أُغْلِيَ حتَّى خَثُرَ وصَدِيدُ الفِضَّةِ ذُؤابَتُها على التَّشْبِيهِ وبذلك سُمِّي المَهْلَةُ والصَّدُّ والصُّدُّ الجَبَلُ قالت لَيْلَى الأخيلية (أنابغُ لمن تَنْبِغ ولم تَكُ أولاً ... وكنت صُنِيّا بين صُدَّيْن مَجْهَلاً)

والجمعُ أصْدادٌ وصُدودٌ والسِّينُ فيه لُغَةٌ والصَّدُّ المُرْتَفِعُ من السَّحابِ تَراهُ كالجَبَلِ والسينُ أعْلَى وصَدَّأ الجبل ناحِيتاهُ في مَشْعَبِه والصُّدَّانِ ناحِيتَا الشِّعبِ أو الوادِي الواحدِ صَدٌّ وهما الصَّدَفَانِ أيضاً والصَّدَدُ الناحيَةُ والصَّددُ ما اسْتَقْبَلَــكَ وهذا صَدَدُ هذا وبِصَدَدِه وعلى صَدَدِه أي قُبَالِتَه والصَّدَدُ القُرْبُ والصَّدَدُ القَصْدُ قال سيبَوَيْه هو صَدَدُك ومعناه القَصْدُ وهي من الحُرُوف التي عَزَلَها ليُفسِّر معانِيها لأنها غَرائِب والصُّدَّادُ سَامٌّ أَبْرَصَ وقيل الوَزَغُ أنشد يَعْقُوب

(مُنْجَحِرَا مُنْجَحِرَ الصُّدَاد ... )

ثم فسَّره بالوَزَغِ وقيل هو ضَرَبٌ من الجِرذانِ والجمعُ منهما جميعاً الصَّدائدِ على غيرِ قياسٍ والصُّدَّا مَقْصوراً تِينٌ أبيضُ الظاهر أكْحَلُ الجَوْفِ إذا أُرِيدَ تَزْبيبُه فُلْطِحَ فَيَجِيء كأنه الفَلَكُ وهو صادِقُ الحَلاوةِ هذا قولُ أبي حنيفةَ وصَدَّاءُ اسمُ بِئْرٍ ورَوَى بعضُهم هذا المَثَلَ ماءٌ وَلا كصَدَا)

أنشد أبو عُبَيْدٍ

(وإِنِّي وتَهْيَامِي بَزَيْنَبَ كالَّذِي ... يُحاوِلُ من أخوَال صَدَّاءَ مَشْرَبَا)

وصَدْصَدُ اسْمُ امرأةٍ
صدد
صدَّ صَدَدْتُ، يَصُدّ، اصْدُدْ/صُدَّ، صَدًّا، فهو صَادّ، والمفعول مَصْدود
• صدَّ الهُجومَ ونحوَه: منع حدوثَه "صَدَّتِ المدفعيَّةُ هُجومًا بالطَّائرات".
• صدَّه عن الأمر: منعه، صرفه، ردعه "صدّ شحّاذًا- {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} - {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} ". 

صَدَّ عن صَدَدْتُ، يَصُدّ، اصْدُدْ/صُدَّ، صَدًّا وصُدودًا، فهو صادّ، والمفعول مَصْدودٌ عنه
• صَدَّ عن جارِه: أعرضَ عنه ومال "صَدَّ عن زيارة أقاربه/ تلبية النداء- {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} ". 

صدَّ من صَدَدْتُ، يَصُدّ ويَصِدّ، اصْدُدْ/صُدَّ واصدِدْ/صِدَّ، صَدًّا، فهو صادّ، والمفعول مَصْدود منه
• صدَّ من الشَّخص: ضجَّ وأعرض " {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} ". 

أصدَّ يُصدّ، أَصْدِدْ/أصِدَّ، إصدادًا، فهو مُصِدّ، والمفعول مُصَدّ (للمتعدِّي)
• أصدَّ الجُرْحُ: صار ذا صديد وقَيْحٍ، صارت فيه المدَّةُ.
• أصدَّ فلانًا عن الشَّيء: صَدَّه؛ منَعه وصَرَفه " {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُصِدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ ءَامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا} [ق] ". 

صدَّدَ يصدِّد، تصديدًا، فهو مُصدِّد
• صدَّد الجُرْحُ: أصدَّ، صار ذا صديد وقَيْحٍ، صارت فيه المدَّةُ. 

صَادّ [مفرد]: ج صادّون وصُدَّاد، مؤ صادَّة، ج مؤ صادَّات وصَوادُّ: اسم فاعل من صدَّ وصَدَّ عن وصدَّ من ° حائطٌ صادٌّ للصَّواريخ: مقاوم ومانع. 

صدَد [مفرد]:
1 - ناحية، قُبَالة، قُرب "منزله صدد الجامع" ° في هذا الصَّدد: في هذا الموضوع.
2 - قصد "صدده دائمًا فعل الخير" ° بصدَد فعل كذا: بسبيل القيام به- لا حَدَد لي دونه ولا صَدَد: لا مانع. 

صَدّ [مفرد]: مصدر صدَّ وصَدَّ عن وصدَّ من. 

صُدود [مفرد]: مصدر صَدَّ عن. 

صَديد [مفرد]:
1 - (طب) إفراز أبيض مصفرّ لزج، يخرج من الجُرْح الملتهب إذا تقيَّح "ظهر الصديدُ في الجُرْح".
2 - شرابٌ لأهل النَّار " {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} ". 

صَديديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَديد: متقيِّح. 

مِصَدّ [مفرد]: ج مِصَدَّات:
1 - أسطوانة حديديَّة تنتهي بقُرصٍ وتكون في نهاية كلّ عربة من عربات القطار أو في مكان ثابت في المحطَّة لتخفيف أثر التَّصادم.
2 - (جو) حاجز
 من أشجار ونحوها؛ لصدِّ الرِّيح الشَّديدة عمَّا يزرع من النَّبات "مِصَدَّات الرِّياح".
• مِصَدّ أمواج: رصيف في البحر، له تأثير على التَّيَّار وحركات المدّ، ويقوم بحماية الميناء أو السَّاحل من الرِّياح والتعرَّية. 

صدد: الصَّدّ: الإِعْراضُ والصُّدُوف. صَدِّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ

صَدّاً وصُدُوداً: أَعرض. ورجل صادٌّ من قوم صُدَّا،، وامرأَة صادَّةٌ من

نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً؛ قال القطامي:

أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ،

وقد أَراهُنَّ عنهم غَيحرَ صُدَّادَ

(*قوله «وقد أراهن عنهم» المشهور: عنى).

ويقال: صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّاً منعه وصرفه عنه. قال الله عز

وجل: وصذَّها ما كانت تعبد من دون الله؛ يقال عن الايمان، العادةُ التي كانت

عليها لأَنها نشأَت ولم تعرف إِلا قوماً يعبدون الشمس، فصَدَّتها

العادةُ، وهي عادتها، بقوله: إِنها كانت من قوم كافرين؛ المعنى صَدَّها كونُها

من قوم كافرين عن الإِيمان. وفي الحديث: فلا يَصُدَّنَّكم ذلك. وصعدَّه

عنه وأَصَدَّه: صرفه. وفي التنزيل: فصدَّهم عن السبيل؛ وقال امرؤ القيس:

أَصَدَّ نِشاصَ ذي القَرْنعيْنِ، حتى

تَوَلَّى عارِضُ المَلكِ الهُمام

وصَدَّدَه: كأَصَدَّه؛ وأَنشد الفراء لذي الرمة:

أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ،

صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ

وهذا البيت أَنشده الجوهري وغيره على هذا النص؛ قال ابن بري: وصاب

إِنشاده:

صُدُودَ السَّواقي عن رو وسِ المخارِم

والسَّواقي: مَجاري الماء. والمَخْرِم: مُنْقَطَعُ أَنِف الجبل. يقول:

صَدُّوت الناسَ عنهم بالسيفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم

تستطع أَن ترتفع إِليها. وحكى اللحياني: لا صَدَّ عن ذلك؛ قال:

والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك. وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً: اسْتَغْرَب ضَحِكاً.

ولما ضخربَ ابنُ مريم مثلاً إِذا قومكَ منه يَصِدُّون؛ وقرئ:

ويَصُدُّون، فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كما قدَّمنا، ويَصُدُّون يُعْرِضون،

والله أَعلم. الأَزهري: تقول صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مثل شدَّ يَشِدُّ

ويَشُدُّ، والاختيار يصهدون، بالكسر، وهي قراءة ابن عباس،. وفسره

يَضِجُّون ويَعِجُّون. وقال الليث: إِذا قومك منه يَصِدُّون، أَي يضحكون؛ قال

الأَزهري: وعلى قول ابن عباس في تفسيره العمل. قال أَبو منصور: يقال

ثَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصخدُّ، يستوي فيه لفظ

الواقع واللازم، فإِذا كان المعنى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوجه الجيد صَدَّ

يَصِدَّ مثل ضَجَّ يَضِجُّ، ومنه قوله عز وجل: وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا

مُكاءً وتَصْدِيةً، فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التصفيق، وقيل

للتَّصّفِيق تَصْديَةٌ لأَن اليدين تتصافقان فيقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ

الأُخرى، وصدُّ هذه صَدَّ الأُخرى وهما وَجْهاها.

والصَّدُّ: الهِجْرانُ؛ ومنه فَيَصدُّ هذا ويَصُدُّ هذا أَي يُعرِض

بوجهه عنه. ابن سيده: التصدية التَّصفيقُ والصَّوتُ على تحويل التضعيف. قال:

ونظيره قَصَّيْتُ أَظفاري في حروف كثيرة. قال: وقد عمل فيه سيبويه باباً،

وقد ذكر منه يعقوبُ وأَبو عبيد أَحرفاً. الأَزهري: يقال صَدَّى يُصَدِّي

تَصْدُيَةً إِذا صَفَّق، وأَصله صَدَّدِ يُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت

إِحداهن ياء، كما قالوا قصيت أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري. قال: قال

ذلك أَبو عبيد وابن السكيت وغيرهما. وصَدِيدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقيقُ

المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة. وفي الحديث: يُسْقَى من صَدِيدِ

أَهلِ النارِ؛ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد؛ ومنه حديث الصدِّيق في

الكفن: إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ؛ ابن سيده: الصديد القَيْح الذي

كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ. وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه

المِدَّة. والصَّدِيدُ في القرآن: ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار، وقيل: هو

الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ. وصديد الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، على

التشبيه، وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: ويُسْقَى من

ماءٍ صَدِيدٍ: يَتَجَرَّعُه؛ قال: الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح

في الجُرْح.

وفي نوادر الأَعراب: الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ

(* قوله «ما اضطرب إلخ»

صوابه ما اصطدمت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأصل المعول

عليه وهو نص القاموس). وهو السِّتْرُ.

ابنُ بُزُرخ: الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه على مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به

عيناً.والصَّدُّ والصُّدُّ: الجبل؛ قالت ليلى الأَخيلية:

أَنابِغَ، لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا،

وكنتَ صُنَيّاً بين صَدَّين، مَجْهَلا

والجمع أَصْداد وصُدُود، والسين فيه لغة. والصَّدُّ: المرتفع من السحاب

تراه كالجبل، والسين فيه أَعلى. وصُدَّا الجبل: ناحيتاه في مَشْعَبِه.

والصَّدَّان: ناحيتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادي، الواحد صَدٌّ، وهما

الصَّدَفان أَيضاً؛ وقال حميد:

تَقَلْقَلَ قِدْحٌ، بين صَدَّين، أَشْخَصَتْ

له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُريدُها

قال: ويقال للجبل صَّدُّ وسَدٌّ. قال أَبو عمرو: يقال لكل جبل صَدٌّ

وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ. قال أَبو عمرو: الصُّدَّان الجبلان، وأَنشد بيت ليلى

الأَخيلية. وقال: الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء، والصَّدُّ

الجانب.

والصَّدَدُ: الناحية. والصَّدَدُ: ما اسْتَقْبَلــك. وهذا صَدَدَ هذا

وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه.

والصَّدَدُ: القُرْب. والصَّدَدُ: القَصْد. قال ابن سيده: قال سيبويه هو

صَدَدُك ومعناه القصْدُ. قال: وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر

معانيها لأَنها غرائب. ويقال: صَدَّ السبيلُ

(* قوله «صد السبيل إلخ» عبارة

الأساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره)

إِذا اسْتَقْبَلَــكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها؛ قال

الشاعر:إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا،

صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا

وقول أَبي الهَيْثم:

فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا،

إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ

قال: صَدَدٌ قَصْدٌ. وصَدَدُ الطريق: ما استقبلــك منه.

وأَما قول الله عز وجل: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى؛

فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه. يقال: تَصَدّى فلان لفلان

يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له، والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد. يقال:

تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه؛ وقال الشاعر:

لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ

إِلى البُيوتِ، وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ

قال الأَزهري: وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلــكَ وصار قُبالَتَكَ.

وقال الزجاج: معنى قوله عز وجل: فأَنتَ له تَصَدّى؛ أَي أَنت تُقْبِلُ

عليه، جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ. وقال الليث: يقال هذه الدارُ على

صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها. وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها، نَصْب على

الظرف. قال أَبو عبيد: قال ابن السكيت: الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ.

قال الأَزهري: فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى: فأَنت له تصدّى؛ أَي

تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل.

والصُّدّاد، بالضم والتشديد: دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ؛ قال

أَبو زيد: هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ. ابن سيده: الصُّدَّادُ سامُّ

أَبْرَصَ، وقيل: الوَزَغ؛ أَنشد يعقوب:

مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ

ثم فسره بالوزغ، والجمع منهما الصَّدائدُ، على غير قياس؛ وأَنشد

الأَزهري:

إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها

خَفِيٌّ، كَصُدَّادِ الجَديرَةِ، أَطْلَسُ

والصَّدّى، مقصورٌ: تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ

تزبيبهُ فُلْطِح، فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ، وهو صادق الحلاوة؛ هذا قول أَبي

حنيفة. وصَدّاءُ: اسم بئر، وقيل: اسم رَكِيَّة عذبة الماء، وروى بعضهم هذا

المَثَل: ماءٌ ولا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عبيد:

وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي

يُحاوِلُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا

وقيل لأَبي عليّ النحوي: هو فَعْلاءُ من المضاعف، فقال: نعم؛ وأَنشد

لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي:

كأَنِّيَ، مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ، هائمٌ،

يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا

يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً،

إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا

وبعضهم يقول: صَدْآءُ، بالهمز، مثل صَدْعاءَ؛ قال الجوهري: سأَلت عنه

رجلاً في البادية فلم يهمزه. والصُّدَّادُ:

(* هو كرمان وكتاب كما في

القاموس.): الطريق إِلى الماء.

صدد
: ( {صَدّ َعَنْه) } يصُدُّ {ويَصِدُّ} صَدًّا و ( {صُدُوداً) ، كقُعودٍ (أَعرَضَ) ، ورَجلٌ} صادٌّ، من قومٍ {صُدَّاد، وامرأَةٌ} صادَّةٌ، من {صَوادَّ،} وصُدَّادٍ أَيضاً، قَالَ القُطامِيُّ:
أَبصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلةٌ
وَقد أَراهُنَّ عَنْهُمْ غيرَ صُدَّادِ
(و) يُقَال: {صَدَّ (فُلاناً عَن كَذَا} صَدًّا) ، إِذا (مَنَعَهُ وصَرَفَهُ) عَنهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجلَّ: { {وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ} (النَّمْل: 43) أَي} صَدَّهَا كونُها من قَوْمٍ كافِرِينَ عَن الإِيمان. وَفِي التَّنْزِيل: { {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} (النَّمْل: 24) (} كأَصَدَّهُ) {إِصْداداً،} وصَدَّدَه، وأَنشد الفَرَّاءُ لذِي الرُّمَّة:
أُناسٌ {أَصَدُّوا النَّاسَ بالسَّيْفِ عَنْهُمُ
} صُدُودَ السَّوَاقِي عَن أُنُوفِ الحَوائِمِ
( {وصَدَّ} يصُدُّ) ، بالضّمّ، ( {ويَصِدُّ) ، بِالْكَسْرِ،} صَدًّا و ( {صَدِيداً) : عَجَّ و (ضَجَّ) . وَفِي التَّنْزِيل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ} يَصِدُّونَ} (الزخرف: 57) أَي يَضِجُّون ويَعِجُّون، وَقد قُرِىء: { {يَصِدُّونَ} (الزخرف: 57) أَي يُعْرِضون. قَالَ الأَزهريُّ تَقول} صَدَّ {يصُدُّ} ويَصِدُّ، مثل شَدَّ يَشُدّ ويَشِدّ، وَالِاخْتِيَار: {يَصِدُّون، بِالْكَسْرِ. وَهِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس. وعَلى قَوْله فِي تَفْسِيره العَمَلُ. قَالَ أَبو مَنْصُور: يُقَال} صَدَدْتُ فُلانا عَن أَمرِهِ {أَصُدُّه} صَدًّا {فَصَدَّ} يَصُدُّ، يستوِي فِيهِ لَفْظُ الواقعِ واللازِمِ، فإِذا كَانَ المعنَى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوَجْهُ الجَيِّدُ {صَدَّ} يَصِدُّ، مثل ضَجّ يَضِجُّ.
وَنقل شَيخنَا عَن شُرُوح اللامِة: أَن صَدَّ اللازِمَ، سواءٌ كَانَ بِمَعْنى ضَجَّ أَو أَعرَضَ، فمضارِعُهُ بالوَجْهَيْن، الْكسر على القِيَاس، والضمّ على الشُّذوذ. قَالَ: وكلامُ المصنِّف يقتضِي أَن الوَجْهَيْن فِي معنَى ضَجَّ فَقَط. وَلَيْسَ كذالك.
(و) عَن اللّيث: يُقَال هاذه الدَّار على {صَدَدِ هاذه و (دارِي صَدَدَ دارِهِ) محرَّكَةَ، (أَي قُبَالَتَهُ وقُرْبَهُ) ، كَذَا فِي النُّسْخ، بتذكير الضَّمِير وَالصَّوَاب تأْنِيثُه، كَمَا فِي سَائِر الأُمهات (نُصِبَ على الظَّرْفِ) ، قَالَ أَبو عُبَيْد، قَالَ ابْن السِّكِّيت، الصَّدَدُ، والصَّقَبُ: القُرْبُ، وَيُقَال: هاذا صَدَدَ هاذا،} وبِصَدَدِه، وعَلى {صَدَدِهِ، أَي قُبَالَتَهُ.
(} والصَّدِيدُ: ماءُ الجُرْحِ الرَّقِيقُ) المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المهدَّة. وَفِي الحَدِيث: (يُسْقَى مِن صَدِيدِ أَهْله النَّار) . قَالَ ابْن الأَثير: هُوَ الدَّمُ والقَيْحُ الّذِي يَسِيل من الجَسَدِ. وَقَالَ ابْن سِيده: الصَّدِيدُ: القَيْحُ الّذِي كأَنَّه ماءٌ وَفِيه شُكْلَةٌ. والصَّدِيدُ فِي الْقُرْآن: مَا يَسِيلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار. وَقَالَ اللَّيْث (الصديد) الدّمُ المُخْتلِط بالقَيْحِ فِي الجُرْحِ. (و) قيل: الصَّدِيدُ: (الحَمِيمُ) إِذا (أُغْلِيَ حَتَّى خَثُرَ) أَي غَلُظ، نَقله الصاغانيّ.
( {والتَّصْدِيدُ: التَّصْفِيقُ.} والتَّصدُّدُ: التَّعَرُّض) ، هاذا هُوَ الأَصل، (وتُبْدَلُ الدالُ يَاء، فَيُقَال {- التَّصَدِّي} والتَّصْدِيَةُ) قَالَ اللهُ عزّ وجلّ: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآء {وَتَصْدِيَةً} (الْأَنْفَال: 35) فالمُكَاءُ: الصَّفِيرُ،} والتَّصْدِيةُ: التَّصْفِيقُ، وَقيل للتَّصْفِيق: {تَصِديةٌ، لأَن اليَدَيْن تَتصافَقانِ، فيقابِل صَفْقُ هاذه صَفْقَ الأُخرى} وصَدُّ هَذِه {صَدَّ الأُخرَى، وهما وَجْهاها.
وَعَن ابْن سَيّده:} التَّصْدِيَةُ: التَّصْفِيقُ والصَّوتُ، على تَحْويل التّضعيف. قَالَ: وَنَظِيره قَصَّيْتُ أَظْفَارِي. فِي حُرُوف كَثِيرَة. قالَ: قد عَملَ فِيهِ سِيبَوَيْهٍ بَابا. وَقد ذَكَرَ مِنْهُ يَعقُوبُ وأَبو عبيدٍ أَحرُفاً.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال {صدَّى} يُصَدِّي: {تَصْدِيةً، إِذا صَفَّقَ. وأَصله:} صَدَّدَ {يُصدِّدُ، فكثُرَت الدّالات، فقُلِبَت إِحداهُنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: قَصَّيْتُ أَظْفَارِي، والأَصلُ: قَصَصْتُ. قَالَ: قَالَ ذالك أَبو عُبَيْدٍ، وابنُ السِّكِّيت، وَغَيرهمَا. وذَهَبَ أَبُو جعفرٍ الرُّسْتُمِيُّ، إِلى أَن} التَّصْدِيَةَ من الصَّدَى، وَهُوَ الصَّوتُ، وَلم يُستَعمل من الصَّدَى فِعْلٌ. والحَمْل على المُستعمَل أَوْلَى.
قَالَ شيخُنَا: هُوَ كلامٌ ظاهرٌ، وَفِي كَلَام المصنِّف لَفُّ ونَشْرٌ مُشَوَّشٌ.
وَقَول الله تَعَالَى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ! تَصَدَّى} (عبس: 5، 6) مَعْنَاهُ: تَتَعرَّض لَهُ، وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عَلَيْهِ، يُقَال: تَصَدَّى فُلانٌ لفُلان، إِذا تَعَرَّضَ لَهُ. والأَصْل تَصدَّدَ. وَقَالَ الأَزهريُّ: وَيجوز أَن يكون معنى قَوْله: {فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} (عبس: 6) أَي تَتَقَرَّب إِليه، من الصَّدَدِ وَهُوَ القُرْبُ، كَمَا تقدَّم.
و ( {الصُّدَّاد، كَرُمَّانٍ: الحَيَّةُ) ، عَن الصاغانيّ، (ودُوَيْبَّةٌ) من جِنْس الجُرْذَانِ، (أَو سامُّ أَبْرَصَ) ، وَقد جاءَ فِي كَلَامه قَيْس وفَسّره بِهِ أَبو زيد، وتَبِعَه ابنُ سَيّده، وَقيل: الوَزَغُ، أَنشد يَعْقُوب:
مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ} الصُّدَّادِ
ثمَّ فَسَّرَه بالوَزَغِ (ج: {صَدَائِدُ) ، على غير قِيَاس.
(و) الصدَّاد أَيضاً: (الطَّريق إِلى الماءِ.
(و) } الصِّدَاد، (ككِتَابٍ: مَا اصْطَدَّتْ بِهِ المرأَةُ، وَهُوَ) أَي الصِّدَاد. (السِّتْرُ) ، كَذَا فِي نَوَادِر الأَعراب.
( {وصَدَّاءُ، كعَدَّاء: لغةٌ فِي صَدْآءَ) وَهُوَ اسْم بئْرٍ أَو رَكِيَّةٍ عَذْبةِ الماءِ. ورَوَى بعضُهم هاذا المَثَل: (ماءٌ وَلَا كَصَدَّاءَ) أَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
وإِنِّي وتَهْيامِي بزَيْنَبَ كالَّذِي
يُحَاوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
وَقيل لأَبي عليَ النّحويّ: هُوَ فَعْلاءُ، من المضاعف. فَقَالَ: نعم، وأَنشد لضِرار بن عُتْبَةَ العَبْشَمِيّ:
كأَنِّيَ مِن وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هائِمٌ
يُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
وَبَعْضهمْ يَقُول: صَدْآءُ، بِالْهَمْز مثل صَدْعَاءَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: سأَلْتُ عَنهُ رجلا بالبادية فَلم يَهْمِزهْ. وَقد عرَّ فِي الهَمْز مَا يُقَارب ذالك، فراجِعْه.
(} والصَّدُّ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ: الجَبَلُ) ، وَالسِّين لُغَة فِيهِ. قَالَ أَبو عَمْرٍ وَيُقَال لكلّ جَبلٍ: {صَدٌّ} وصُدٌّ، وسَدٌّ وسُدٌّ. (و) الصَّدُّ والصُّدُّ: (ناحِيةُ الوادِي) والشِّعْبِ، وهما {الصَّدَّان وَالْجمع:} أَصدادٌ، {وصُدودٌ.} وصُدَّا الجبلِ: ناحِيَتاه فِي مَشْعَبِه، وهما الصَّدَفانِ، قَالَ حُمَيْد:
تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بينَ {صُدَّينِ أَشْخَصَتْ
لهُ كَفُّ رامٍ وِجْهةً لَا يُريدُهَا
(} والصُّدَّانِ، بالضّمّ: شَرْخَا الفَرْقِ) كَذَا فِي النُّسخ. وَالصَّوَاب: الفُوق. كَمَا هُوَ نصّ التكملة، مجَازًا عَن جانِبَيِ الوادِي.
( {والصَّدُود، كَصَبُورٍ المِجْوَلُ) ، نَقله الصاغَانيُّ، (و) } الصَّدُود: (مَا دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ بِهِ عَيْناً) ، وهاذا عَن ابْن بُزُرْج.
( {وصَدْصَدُ) : اسْم (امرأَةٍ) ، عَن الصاغانيّ.
(} وصُدَاصِدٌ، كعُلابِطٍ: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ) ، نَقله الصاغَانيُّ.
( {وأَصَدَّ الجُرْحُ) } إِصْدَاداً: (قَيَّحَ) {وصَدَّدَ، صَار فِيهِ المِدَّةُ. وَزَاد فِي الْمِصْبَاح: صَدِىءَ الجُرْحُ، كفَرِحَ. وَالْقِيَاس يَقْتَضِيهِ. قَالَه شيخُنا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} صَدَّ {يَصِدُّ} صَدًّا: استَغْرَب ضَحِكاً. قَالَ اللَّيْث: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ {يَصِدُّونَ} (الزخرف: 57) أعي يَضْحكون.
} والصَّدُّ: الهِجْرَانُ. والصَّدُّ: المرتفِعُ من السَّحَابِ، تَراه كالجَبَلِ، والسِّين أَعلى. والصَّدُّ: شِعْبٌ صَغِير يَسيل فِيهِ الماءُ، قَالَه الضَّبِّيُّ. والصَّدُّ الجانِبُ.
{والصَّدَدُ: الناحِيَةُ.} والصَّدَدُ: القَصْدُ. قَالَه ابْن سَيّده.
وَيُقَال: {صَدَّ السَّبِيلُ، إِذا استَقْبَلَــكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فَتَركْتَها وأَخَذْتَ غَيرَها.
} وتَصدَّيتُ لَهُ: أَقْبلتُ عَلَيْهِ.
{والصَّدَّى، مَقصور: تينٌ أَبيضُ الظاهِرِ أَكْحَلُ الجَوْفِ، وَهُوَ صادِقُ الحَلَاوة. هاذا قَول أَبي حَنِيفَة.
} والصَّدْصَدَة: ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ.
وصَدّ بِالْفَارِسِيَّةِ: اسْم للمائة من العَدَدِ.
وَيُقَال: لَا! صَدَدَ لي عَن ذالك وَلَا جَدَدَ، أَي لَا مانِعَ، نَقله الصاغانيُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.