Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=67106#86efd7
(استحقره) احتقره
حقر: الحَقْرُ في كل المعاني: الذِّلَّة؛ حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً
وحُقْرِيَّةً، وكذلك الاحْتِقارُ. والحَقِيرُ: الصغير الذليل. وفي الحديث:
عَطَسَ عنده رجل فقال له: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ؛ حَقِرَ إِذا صار حقيراً أَي
ذليلاً. وتَحاقَرَتْ إِليه نفسه؛ تَصاغَرَتْ. والتَّحْقِيرُ: التصغيرُ.
والمُحَقَّراتُ: الصغائر. ويقال: هذا الأَمر مَحْقَرَةٌ بك أَي حَقارَةٌ.
والحَقِيرُ: ضد الخَطِير، ويؤكد فيقال: حَقِيرٌ نَقِيرٌ وحَقْرٌ نَقْرٌ.
وقد حَقُرَ، بالضم، حَقْراً وحَقارةً وحَقَرَ الشيءَ يَحْقِرُهُ حَقْراً
ومَحْقَرَةً وحَقارَةَ وحَقَّرَهُ واحْتَقَرَهُ واسْتَحقَرهُ:
اسْتَصْغَرَه ورآه حقِيراً. وحَقَّرَهُ: صيره حَقِيراً؛ قال بعض
الأَغفال:حُقِّرْتِ أَلاَّ يَوْمَ قُدَّ سَيْرِي،
إِذ أَنَا مِثْلُ الفَلَتانِ العَيْرِ
حُقِّرْتِ أَي صيرك الله حقيرة هلاَّ تعرَّضت إِذْ أَنَا فتى. وتحقير
الكلمة: تصغيرها. وحَقَّرَ الكلامَ: صَغَّرَه.
والحروف المَحْقورةُ هي: القاف والجيم والطاء والدال والباء يجمعها
«جَدُّ قُطْبٍ» سميت بذلك لأَنها تُحَقَّرُ في الوقت وتُضْغَطُ عن مواضعها،
وهي حروف القلقلة، لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت وذلك لشدَّة
الحَقْر والضَّغْطِ، وذلك نحو الحَقْ واذْهَبْ واخرُج، وبعض العرب أَشدَّ
تصويتاً من بعض.
وفي الدعاء: حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةً، وكله راجع إِلى معنى
الصِّغَرِ. ورجل حَيْقَرٌ: ضعيف؛ وقيل: لئيم الأَصل.
غمط: غَمْطُ الناسِ: احْتِقارُهم والإِزْراءُ بهم وما أَشبه ذلك.
وغَمَطَ الناسَ غَمْطاً: احْتَقَرَهم واسْتَصْغَرهم، وكذلك غَمَضَهم،
وفي الحديث: إِنّما ذلك مَن سَفِهَ الحقَّ وغمَط الناسَ، يعني أَن يرى
الحقَّ سَفَهاً وجَهْلاً ويَحْتَقِرَ الناسَ أَي إِنما البغْيُ فِعْلُ مَن
سَفِهَ وغمط، ورواه الأَزهري: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَطَ
الناسَ؛ الغَمْطُ: الاسْتِهانة والاسْتِحقارُ، وهو مثل الغَمْصِ. وغَمِطَ
النِّعْمةَ والعافيةَ، بالكسر، يَغْمَطُها غَمْطاً: لم يَشْكُرها. وغَمِطَ
عَيْشَه وغَمَطَه، بالفتح أَيضاً، يَغْمِطُه غَمْطاً، بالتسكين فيهما:
بَطِرَه وحَقَرَه. وقال بعض الأَعراب: اغْتَمَطْتُه بالكلام واغْتَطَطْتُه
إِذا عَلَوْتَه وقَهَرْتَه. وغَمِطَ الحقَّ: جَحده. وغَمِطَه غَمْطاً:
ذَبحه.
والغَمْطُ: المطمئنُّ من الأَرض كالغَمْضِ. وتَغَمَّطَ عليه ترابُ
البيتِ أَي غَطَّاه حتى قتلَه. والغَمْطُ والمُغامَطةُ في الشُّرْب:
كالغَمْجِ، والفعل يُغامِطُ؛ قال الشاعر:
غَمُط غَمالِيطَ غَمَلَّطات
ورواه ابن الأَعرابي:
غَمْج غَمالِيجَ غَمَلَّجات
والمعنى واحد. والإِغْماطُ: الدَّوامُ واللُّزومُ.
وأَغْمَطَت عليه الحُمَّى: كأَغْبَطَت. وفي الحديث: أَصابَتْه حُمَّى
مُغْمِطةٌ أَي لازِمةٌ دائمة، والميم بدل من الباء. يقال: أَغْبَطَت عليه
الحمَّى إِذا دامت، وقيل: هو من الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ وسَتْرِها
لأَنها إِذا غَشِيَتْه فكأَنما سَتَرت عليه. وأَغْمَطَتِ السماء
وأَغْبَطَت: دام مطرُها. وسَماء غَمَطى: دائمة المطر كغَبَطى.
تبل: التَّبْل: العَدَاوة، والجمع تُبُول، وقد تَبَلني يَتْبُلني.
والتَّبْل: الحِقْد. والتَّبْل: عداوة يُطْلَب بها. يقال: قد تَبَلَني فلان
ولي عنده تَبْل، والجمع التُّبُول. الجوهري: يقال تَبَلَهم الدهر وأَتبلهم
أَي أَفناهم، وتَبَلهم الدهر تَبْلاً رَماهم بِصُروفه، ودَهْرٌ تَبْل من
تَبَله. وتَبَلت المرأَة فؤَادَ الرجل تَبْلاً: كأَنما أَصابته بتَبل؛
قال أَيوب بن عَبَاية:
أَجَدَّ بأُمِّ البَنِينَ الرَّحِيل،
فقَلْبُكَ صَبٌّ إِليها تَبِيل
والتَّبْل: أَن يُسْقِم الهوى الإِنسان، رجل مَتْبُولٌ؛ قال الأَعشى:
أَأَنْ رَأْت رَجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ به
رَيْبُ المَنُون، ودهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ
ويروى: ودَهْرٌ خابِل تَبِلُ أَي مُسْقِم. وفي الصحاح: أَي يَذْهب
بالأَهل والولد. وأَصل التَّبْل التِّرَة والذَّحْلُ، يقال: تَبْلي عند فلان.
ويقال: أُصيب بتَبْل وقد أَتبله إِتبالاً؛ وفي قصيد كعب ابن زهير:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبُول
أَي مُصاب بتَبْل، وهو الذَّحْل والعَدَاوة. يقال: قَلْب مَتْبُول إِذا
غَلَبَه الحُبُّ وهَيَّمه. وتَبَله الحُبُّ يتبُله وأَتبله: أَسقمه
وأَفسده، وقيل: تَبَله تَبْلاً ذهب بعقله. والتَّابَل والتَّابِل: الفِحَا.
وتَوْبَلْتَ القِدْر وتَبَلْتها وتَبَّلْتها: فَحَّيتُها، وكان بعضهم يهمز
التَّبل فيقول التأْبل، وكذلك كان يقول تأْبَلْت القِدْر. قال ابن جني:
وهو مما همز من الأَلِفات التي لا حَظَّ لها في الهمز. وتَوابِلُ القِدْر:
أَفْحَاؤها، واحدها تَوْبَل، وقيل للواحد تابَل. قال ابن بري: تَوْبَلْت
القِدْر جعلت فيها التوابل، بُنِي الفعل من لفظ التوابل بزيادته كما
بُنِي تَمْنْطَق من لفظ المَنْطقة بزيادتها.
وتَبُلَ: اسم واد؛ قال لبيد:
كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم،
ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل
وتَبَالة: موضع. وفي المثل: أَهْوَن من تَبَالةَ على الحَجّاج، وكان عبد
الملك وَلاّه إِياها، فلما أَتاها استحقرها فلم يدخلها؛ قال لبيد:
فالضَّيْفُ والجارُ الجَنيبُ، كأَنَّما
هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها
وتَبَالة: اسم بلد بعينه؛ ومنه المثل السائر: ما حَلَلْتَ تَبَالة
لتَحْرِمَ الأَضْيافَ، وهو بلد مُخْصِبٌ مَرِيعٌ. الجوهري: تبالة بلد باليمن
خَصْبة، بفتح التاء وتخفيف الباء، ورد ذكرها في الحديث.
زأز: تَزَأّْزَ منه: هابه وتصاغر له وزَأْزَأَهُ الخوف. وتَزَأْزَأَ
منه: اخْتَبَأَ. الليث: تَزَأْزَأَ عني فلان إِذا هابك وفَرِقَكَ،
وتَزَأْزأَتِ المرأَةُ إِذا اختبأَت؛ قال جرير:
تَدْنُو فَتُبْدِي جَمالاً زانه خَفَرٌ،
إِذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العَناكِيبُ
أَبو زيد: تَزَأْزَأْتُ من الرجل تَزَأْزؤاً شديداً إِذا تصاغرت له
وفَرِقْتَ منه. وزَأْزَأَ: عدا. وزَأْزَأَ الظلِيم: مشى مسرعاً ورفع
قُطْرَيْهِ. وتَزَأْزَأَتِ المرأَةُ: مشت وحركت أَعطافها كمِشْيَةِ القِصَارِ.
وقِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ وزُؤَزِئَةٌ: عظيمة تَضُمُّ الجَزورَ.
لفف: اللَّفَف: كثرةُ لحم الفَخذين، وهو في النساء نعت، وفي الرجال عيب.
لَفَّ لَفّاً ولفَفاً، وهو أَلَفُّ. ورجل أَلَفُّ: ثقيل. ولفَّ الشيء
يَلُفُّه لَفّاً: جمعه، وقد التَفَّ، وجمعٌ لَفِيفٌ: مجتمع مُلتَفّ من كل
مكان؛ قال ساعدةُ بن جؤيَّة:
فالدَّهْر لا يَبْقى على حَدَثانِه
أَنَسٌ لَفِيفٌ، ذو طَرائفَ، حَوْشَبُ
واللَّفُوف: الجماعات؛ قال أَبو قلابة:
إذْ عارَتِ النَّبْلُ والتَفُّوا اللُّفُوف، وإذْ
سَلُّوا السيوفَ عُراةً بعد أَشْجانِ
ورجل ألَفُّ: مَقْرون الحاجبين. وامرأَة لَفّاء: ملتفة الفخذين، وفي
الصحاح: ضخمة الفخذين مكتنزة؛ وفخذان لَفّاوان؛ قال الحكَم الخُضْري:
تَساهَم ثَوْباها، ففي الدِّرْعِ رَأْدةٌ،
وفي المِرْطِ لَفّاوانِ، رِدْفُهما عَبْلُ
قوله تَساهم أَي تَقارع. وفي حديث أَبي المَوالي: إني لأَسمع بين
فَخِذَيها من لفَفِها مثل قَشِيشِ الحَرابش؛ اللَّفُّ واللَّفَفُ: تَدانى
الفخذين من السِّمَن.
وجاء القوم بلَفِّهم ولَفَّتهم ولَفِيفِهم أَي بجماعتهم وأَخلاطهم، وجاء
لِفُّهم ولَفُّهم ولَفِيفُهم كذلك. واللَّفِيفُ: القوم يجتمعون من قبائل
شتى ليس أَصلهم واحداً. وجاؤوا أَلفافاً أَي لَفِيفاً. ويقال: كان بنو
فلان لَفّاً وبنو فلان لقوم آخَرين لَفّاً إذا تحزبوا حِزْبين. وقولهم:
جاؤوا ومَن لَفَّ لَفَّهم أَي ومَن عُدَّ فيهم وتأَشَّب إليهم. ابن سيده:
جاء بنو فلان ومَن لَفَّ لَفَّهم ولِفَّهم وإن شئت رفَعت
(* قوله «رفعت»
يريد ضممت اللام كما يفيده المجد.)، والقول فيه كالقول في: ومن أَخذ
إخْذهم وأَخْذهم. واللَّفِيفُ: ما اجتمع من الناس من قبائلَ شتَّى.
أَبو عمرو: اللفيف الجمع العظيم من أَخْلاط شتَّى فيهم الشريف والدَنيء
والمطيع والعاصي والقويّ والضعيف. قال اللّه عز وجل: جئنا بكم لفيفاً،
أَي أَتينا بكم من كل قبيلة، وفي الصحاح: أَي مجتمعين مختلطين. يقال للقوم
إذا اختلطوا: لَفٌّ ولَفيفٌ.
واللِّفّ: الصِّنف من الناس من خير أَو شر. وفي حديث نابل: قال سافرتُ
مع مولاي عثمان وعمر، رضي اللّه عنهما، في حج أَو عمرة فكان عمر وعثمان
وابن عمر، رضي اللّه عنهم، لِفّاً، وكنت أَنا وابن الزبير في شَبَبة معنا
لِفّاً، فكنا نترامى بالحنظل فما يزيدنا عمر عن أَن يقول كذاك لا
تَذْعَرُوا علينا؛ اللِّفُّ: الحِزْب والطائفة من الالتفاف، وجمعه أَلفاف؛ يقول:
حسْبُكم لا تُنَفِّرُوا علينا إبلنا.
والتَفَّ الشيء: تجمّع وتكاثَف. الجوهري: لفَفْت الشيء لَفّاً
ولفَّفْته، شُدّد للمبالغة، ولفّه حقّه أَي منعه. وفلان لَفِيف فلان أَي صَديقه.
ومكان أَلفّ: ملتفّ؛ قال ساعدة بن جؤيَّة:
ومُقامِهنّ، إذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ
ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدَّهنَّ الأَخْشَبُ
واللَّفِيف: الكثير من الشجر. وجنّة لَفّة ولَفٌّ: ملتفّة. وقال أَبو
العباس: لم نسمع شجرة لَفَّة لكن واحدتها لَفّاء، وجمعها لُفٌّ، وجمع لِفّ
أَلفاف مثل عِدّ وأَعْداد. والأَلفاف: الأَشجار يلتف بعضها ببعض،
وجنَّاتٌ أَلفاف، وفي التنزيل العزيز: وجنّاتٍ أَلفافاً؛ وقد يجوز أَن يكون
أَلفاف جمع لُفّ فيكون جمع الجمع، قال أَبو إسحق: وهو جمع لفِيف كنَصِير
وأَنصار. قال الزجاج: وجناتٍ أَلفافاً أَي وبساتين ملتفَّة. والتِفافُ
النبْت: كثرته. الجوهري في قوله تعالى وجنات أَلفافاً: واحدها لِفّ، بالكسر،
ومنه قولهم كنا لِفّاً أَي مجتمعين في موضع. قال أَبو حنيفة: التَفَّ الشجر
بالمكان كثر وتضايق، وهي حديقة لَفّة وشجر لف، كلاهما بالفتح، وقد لَفَّ
يَلَفُّ لَفّاً. واللَّفِيف: ضروب الشجر إذا التف واجتمع.
وفي أَرض بني فلان تَلافِيفُ من عُشب أَي نبات ملتف. قال الأَصمعي:
الأَلَفُّ الموضع الملتف الكثير الأَهل، وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية:
ومُقامِهن، إذا حُبِسْن بمأْزمٍ
ضَيْقٍ أَلفَّ، وصدَّهنَّ الأَخشبُ
التهذيب: اللُّفُّ الشَّوابِل من الجواري وهن السِّمانُ الطوال.
واللَّفُّ: الأَكل. وفي حديث أُم زرع وذَواتِها: قالت امرأَة: زوجي إن أَكل
لَفّ، وإن شرب اشْتَفّ أَي قَمَش وخلَط من كل شيء؛ قال أَبو عبيد: اللَّفُ في
المَطعم الإكثار منه من التخليط من صنوفه لا يُبقي منه شيئاً.
وطعام لَفِيف إذا كان مخلوطاً من جنسين فصاعداً.
ولَفْلَفَ الرجلُ إذا استقصى الأَكل والعلَف. واللَّفَفُ في الأَكل:
إكثار وتخليط، وفي الكلام: ثِقَل وعِيٌّ مع ضَعْف. ورجل أَلفّ بيِّن اللفَف
أَي عَييٌّ بطيء الكلام إذا تكلم ملأَ لسانُه فمه؛ قال الكميت:
وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفّ كأَنه،
من الرِّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَل
وقد لَفَّ لفَفاً وهو أَلفُّ، وكذلك اللَّفْلَفُ واللَّفْلافُ، وقد
لَفْلَفَ. أَبو زيد: الأَلَفُّ العَيِيُّ، وقد لَفِفْت لَفَفاً؛ وقال
الأَصمعي: هو الثقيل اللسان. الصحاح: الأَلفُّ الرجل الثقيل البطيء. وقال
المبرد: اللفَف إدخال حرف في حرف.
وباب من العربية يقال له اللَّفِيف لاجتماع الحرفين المعتلين في ثلاثيه
نحو دَوِيّ وحَيِيّ. ابن بري: اللفِيف من الأفعال المُعْتَلّ الفاء
واللام كوَقَى وودَى. الليث: اللفيف من الكلام كل كلمة فيها معتلاَّن أَو
معتلّ ومضاعف، قال: واللَّففُ ما لفَّفوا من هنا وهنا كما يُلَفِّفُ الرجل
شهادة الزور.
وأَلفَّ الرجل رأْسه إذا جعله تحت ثوبه، وتَلفَّفَ فلان في ثوبه والتفَّ
به وتَلَفْلَف به. وفي حديث أُم زرع: وإن رَقد التفّ أَي إذا نام تلفَّف
في ثوب ونام ناحية عني. واللِّفافة: ما يُلفّ على الرِّجل وغيرها،
والجمع اللَّفائف. واللَّفِيفة: لحم المَتن الذي تحته العقَب من البعير؛
والشيء المُلَفَّف في البجاد وَطْبُ اللبن في قول الشاعر:
إذا ما مات مَيْتٌ من تميمٍ،
وسَرَّكَ أَن يعِيشَ، فَجئْ بزادِ
بخُبْزٍ أَو بسمْن أَو بتمْرٍ،
أَو الشيء المُلَفَّف في البِجادِ
قال ابن بري: يقال إنّ هذين البيتين لأَبي المُهَوِّس الأَسدي، ويقال
إنهما ليزيد بن عمرو بن الصَّعِق، قال: وهو الصحيح؛ قال: وقال أَوس بن
غَلفاء يردّ على ابن الصَّعِق:
فإنَّك، في هِجاء بني تميمٍ،
كمُزْدادِ الغَرامِ إلى الغَرامِ
وهم ترَكُوكَ أَسْلَح من حُبارى
رأَتْ صَقْراً، وأَشْرَدَ من نَعامِ
وأَلفّ الطائرُ رأْسه: جعله تحت جناحه؛ قال أُميَّة ابن أَبي الصلْت:
ومنهم مُلِفٌّ رأْسَه في جَناحِه،
يَكادُ لذِكرى رَبّه يتفَصَّدُ
(* قوله «يتفصد» هو بالدال في الأصل وشرح القاموس لكن كتب بازائه في
الأصل يتفصل باللام.)
الأَزهري في ترجمة عمت: يقال فلان يَعْمِتُ أَقرانه إذا كان يَقهَرهم
ويَلُفهم، يقال ذلك في الحرب وجَوْدة الرأْي والعلم بأَمر العدوّ وإثخانه،
ومن ذلك يقال للفائف الصوف عُمُتٌ لأَنها تُعْمَت أَي تُلَفّ؛ قال
الهذلي:يَلُفُّ طَوائفَ الفُرْسا
نِ، وهو بلَفِّهِم أَرِبُ
وقوله تعالى: والفت الساق بالساق؛ إنه لفُّ ساقَي الميّت في كفَنه،
وقيل: إنه اتِّصال شدّة الدنيا بشدة الآخرة.والميّتُ يَُلفُّ في أَكفانه
لفّاً إذا أُدْرِجَ فيها.
والأَلفّان: عِرْقا يستبطِنان العضُدين ويفرد أَحدهما من الآخر؛ قال:
إنْ أَنا لم أُرْوِ فشَلَّتْ كَفِّي،
وانْقطَع العِرْقُ من الأَلَفِّ
ابن الأَعرابي: اللَّفَف أَن يَلتوِي عِرْق في ساعد العامل فيُعَطِّله
عن العمل. وقال غيره: الأَلَفُّ عِرق يكون بين وَظِيف اليد وبين العُجاية
في باطن الوَظِيف؛ وأَنشد:
يا رِيَّها، إن لم تَخُنِّي كفِّي،
أَو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ من الأَلَفّ
وقال ابن الأَعرابي في موضع آخر: لَفْلَف الرجل إذا اضْطَرب ساعِدُه من
التِواء عِرْق فيه، وهو اللَّفَفُ؛ وأَنشد:
الدَّلْوُ دَلْوِي، إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ،
وإن نجا صاحبُها من اللَّفَفْ
واللَّفِيفُ: حيّ من اليمن. ولَفْلَف: اسم موضع؛ قال القتال:
عَفا لَفْلَفٌ من أَهله فالمُضَيَّحُ،
فليس به إلا الثعالِبُ تَضْبَحُ
هون: الهُونُ: الخِزْيُ. وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ
العذاب الهُونِ؛ أَي ذي الخزي. والهُونُ، بالضم: الهَوَانُ. والهُونُ
والهَوانُ: نقيض العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وفي
التنزيل العزيز: وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ
على الله، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره، وقيل:
الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من
إنشائه، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ ومثل
ذلك قول الشاعر:
لَعَمْرُك ما أَدْري، وإني لأَوْجَلُ،
على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ
وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ به، والاسم
الهَوَانُ والمَهانة. ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف. قال ابن بري:
المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة. والمَهانة من الحَقارة:
فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً. وفي الحديث: ليس بالجافي ولا
المَهين؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المَهانة، وقد تقدَّم في مَهَنَ،
والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار، والاسم الهَوانُ، وهذا
موضعه. واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به: استحقره؛ وقوله:
ولا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أَن
تَرْكَعَ يوماً، والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ
أَراد: لا تُهِينَنْ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ.
والهَوْنُ: مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ. وهَوَّنه الله عليه أَي
سهَّله وخففه. وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعِلٍ أَي سهل، وهَيْنٌ، مخفف، والجمع
أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بري:
أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم: أَصله أَشيئاء،
فحذفت الهمزة تخفيفاً، وقال الخليل: أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت
الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء، ووزنها الآن لَفْعاء؛ وقال بعضهم:
الهَوْنُ والهُونُ واحد، وقيل: الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛
وأَنشد:مررتُ على الوَدِيعةِ، ذاتَ يومٍ،
تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا
وقال امرؤ القيس:
تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ
قال: هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل، وروى غيره:
هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ:
داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ،
دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ،
وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ
بالهْوَن، يريد: بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي: هَيِّنٌ
بَيِّنُ الهُونِ. ابن شميل: إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً.
الفراء في قوله تعالى: أَيُمْسِكُه على هُون؛ قال: الهُونُ في لغة قريش
الهَوان، قال: وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ، قال: وقال
الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم، قال:
وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى؛ قال رجل من العرب لبعير له: ما به
بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يقول: إنه خفيف الثمن. وإذا قالت العرب: أَقْبَلَ
يَمْشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز وجل: الذين
يَمْشُون على الأَرض هَوْناً؛ قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار؛ وقال
الكميت:شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخا
مِيصُ العَشيّات، لا خُورٌ ولا قُزُمُ
قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أَنه جمع
مِهْوانٍ. ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أَهْوِناءٌ، وشيءٌ
هَوْنٌ: حقير. قال ابن بري: الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ
الذي لا كرامة له. وتقول: أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به.
والهُونُ: الهَوانُ والشِّدَّة. أَصابه هُونٌ
شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قالت الخنساء:
تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ
تريد: إهانة النفوس: ابن بري: الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإصبع:
اذهَبْ إليك، فما أُمِّي براعِيةٍ
ترْعَى المَخاضَ، ولا أُغضِي على الهُونِ
ويقال: إنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأُنثى هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً
سَلِساً. والهَوْنُ والهُوَيْنا: التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار. رجل
هَيِّن وهَيْن، والجمع هَيْنونَ؛ ومنه: قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قال ابن
سيده: وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ. وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً؛
الهَوْن: مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار. قال ابن بري: الهَوْنُ
الرِّفق؛ قال الشاعر:
هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا،
لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: يَمْشي هَوْناً؛ الهَوْن: الرِّفْق
واللِّين والتثبت، وفي رواية: كان يمشي الهُوَيْنا، تصغير الهُونَى تأنيث
الأَهْوَن، وهو من الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال:
الهَيِّن من الهِوان، والهَيْنُ من اللِّين. وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة
عن أَبي عبيدة: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب:
تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ،
على الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ
وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله. وفي الحديث: أَنه سار على هِينَتِه
أَي على عادته في السُّكون والرِّفق. يقال: امش على هينتك أَي على
رِسْلك. وجاء عن على، عليه السلام: أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً
مُقْتَصِداً لا إفراط فيه، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل، يعني لا تُسْرِف
في الحُبّ والبُغْض، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً،
فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ، ولا في البُغْض فتستَحْيي. وتقول:
تكَلَّمْ على هِينَتك. ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن. شمر: الهَوْن
الرِّفْق والدَّعَة. وقال في تفسير حديث علي، عليه السلام: يقول لا تُفْرِطْ
في حُبّه ولا في بغضه. ويقال: أَخذ أَمرَه بالهُونى، تأنيث الأَهْون،
وأَخذ فيه بالهُوَيْنا، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه، وإنه
ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن. ابن الأَعرابي: العرب تمدح
بالهَيْن اللَّيْن، مخفف، وتذم بالهَيّن اللَّيّن، مثقل. وقال النبي، صلى
الله عليه وسلم: المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ، جعله مدحاً لهم. وقال
غير ابن الأَعرابي: هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد، والأَصل
هَيِّن، فخفف فقيل هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل من الهَوْن، وهو السكينة والوقار
والسهولة، وعينه واو. وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة.
وفي النوادر: هُنْ عندي اليومَ، واخْفِض عندي اليومَ، وأَرِحْ عندي،
وارْفَهْ عندي، واستَرْفِهْ عندي، ورَفِّهْ عندي، وأَنْفِهْ عندي،
واسْتَنفِهْ عندي؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ؛ هُنْ
من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون.
وأَهُوَنُ: اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية؛ قال بعض شعراء الجاهلية:
أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي
بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ
أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي
بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ
قال ابن بري: ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، وهي
الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني.
والأَهْوَنُ: اسم رجل. وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق. قال
ابن سيده: والزاي أأَوالهُونُ: أَبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن
مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة. وقال أَبو طالب: الهَوْنُ
والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن
خزيمة
(* قوله «مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ» هكذا في الأصل).
سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ
بين أَتْيغ: دَعْنا قارةً واحدةً، فمن يومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبي:
أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة،
فقال رجل من الهُون:
دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا
فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ
(* قوله «فنجفل مثل ما جفل الظليم» هكذا في الأصل، والذي أورده المصنف
وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال:
فنجفل مثل إجفال الظليم)
المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارة بنو الهُون. والهاوَن
(* قوله «والهاون
إلخ» عبارة التكملة ابن دريد: الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق
به عربي صحيح. ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم
على فاعل بعد الألف واو. قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم
يجئ به غيره. وقال الفراء في كتابه البهي: وتقول لهذا الهاون الذي يدق به
الهاوون بواوين). والهاوُنُ والهاوُون، فارسي معرب: هذا الذي يُدَقُّ
فيه؛ قيل: كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين،
فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى، لأَنه ليس في كلامهم
فاعُلٌ بضم العين.
والمُهْوَئِنُّ: الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي،
وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ.