Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=71987#f7bc50
(ارتعش) رعش
رعش: الرعَشُ، بالتحريك، والرُّعاشُ: الرِّعْدة. رَعِشَ، بالكسر،
يَرْعَشُ رَعَشاً وارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ، وأَرْعَشَه اللَّه. وارْتَعَشــت
يدُه إِذا ارْتَعدت. وارْتَعَش رأْسُ الشيخ إِذا رجَف من الكِبَر.
والرُّعاشُ: رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان من داء يُصيبه لا يسكن عنه. ورجل رَعِشٌ:
مُرتَعِش؛ قال أَبو كبير:
ثم انْصرفْتُ، ولا أَبُثّك حِيْبتي،
رَعِش البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ
وعندي أَن رعِشاً على النسَب لأَنه لم نجد له فعلاً، ورُعِشَ وأُرْعِشَ.
ورجل رَعِيشٌ: مُرْتَعِشٌ. ورجل رِعْشيشٌ: يُرْعَشُ في الحرب جُبْناً.
ورجل رَعِشٌ أَي جبان. ويقال: أَخذتْ فلاناَ رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً
وجُبْناً. ويقال: إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال وإِلى المعروف أَي سريعٌ
إِليه. والرِّعْشةُ: العَجَلةُ؛ وأَنشد:
والمُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم
كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم. والرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ. وجمل
رَعْشَنٌ: سريعٌ لاهتزازِه في السير، نونُهما زائدةٌ؛ وناقة رَعْشَنة
ورَعْشاء كذلك، وقيل: الرَّعْشاء الطويلة العنق. والرَّعْشاءُ من النعام:
الطويلةُ، وقيل: السريعة، وظَلِيم رَعِشٌ كذلك، وهو على تقدير فَعِل بدلٌ
من أَفْعَل، خالَفوا بصيغة المذكر عن صيغة المؤنث ومثله كثير، وكذلك
الناقة الرَّعْشاءُ، والجمل أَرْعَشُ وهو الرَّعْشَنُ والرَّعْشَنةُ
(* قوله
«وهو الرعشن والرعشنة» كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأَصل وهي الرعشنة.)؛
وأَنشد:
من كلّ رَعْشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ
والنون زائدة في الرَّعْشَن كما زادوها في الصَّيْدَنِ، وهو الأَصْيَدُ
من الملوك، وكما قالوا للمرأَة الخلاَّبة خَلْبَنٌ؛ ويقال: الرَّعْشَنُ
بناءٌ رباعيّ على حِدَة. وتسمى الدابة رَعْشاءَ لانتقاضها من شَهامتها
ونشاطها. وناقة رَعُوشٌ، مثل رَعُوس: للتي يَرْجُف رأَسُها من الكِبَر.
والرَّعْشُ: هزُّ الرأْس في السير والنوم.
والمَرْعَش: جنس من الحمام وهي التي تُحَلِّقُ، وبعضهم يضم مِيمَه.
ويَرْعِش: ملِكٌ من ملوك حِمْيَر كان به ارتعاشٌ فسُمي بذلك. ورَعِشٌ:
فرس لسلمة بن يزيد الجُعْفيّ. ومَرْعَش: بلدٌ في الثغور من كُوَرِ
الجزيرة، وقيل: هو موضع ولم يُعَيَّن؛ قال:
فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَنا،
بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ، أَرنّت
رجف: الرَّجَفانُ: الاضْطِرابُ الشديدُ: رجَفَ الشيءُ يرجُف رَجْفاً
ورُجوفاً ورجَفاناً ورَجِيفاً وأَرْجَفَ: خَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً
شَديداً، أَنشد ثعلب:
ظَلَّ لأَعلى رأْسه رجِيفا
ورَجْفُ الشيء كرَجَفانِ البعير تحت الرحل، وكما تَرْجُفُ الشجرةُ إذا
رَجَفَتْها الرِّيحُ، وكما تَرْجُف السنّ إذا نَغَضَ أَصْلُها. والرجْفةُ:
الزَّلْزَلَةُ. ورجَفَتِ الأَرض تَرْجُفُ رجْفاً: اضطَربت. وقوله تعالى:
فلما أَخذتهم الرَّجفةُ قال رَبِّ لو شئتَ أَهلكتهم من قبل وإيَّاي؛ أَي
لو شئتَ أَمَتَّهم قبل أَن تقتلهم. ويقال: إنهم رَجَفَ بهم الجبلُ
فماتوا. ورجَفَ القلبُ: اضْطَربَ من الجَزَعِ. والرّاجِفُ: الحُمّى
المُحَرِّكَةُ، مذكَّر؛ قال:
وأَدْنَيْتَني، حتى إذا ما جَعَلْتَني
على الخَصْرِ أَو أَدْنى، اسْتَقَلَّك راجِفُ
ورجَفَ الشجرُ يَرْجُفُ: حرّكَتْه الريحُ، وكذلك الأَسْنانُ. ورجَفَتِ
الأَرضُ إذا تَزَلْزَلَتْ. ورَجَفَ القومُ إذا تَهَيَّؤُوا للحرب. وفي
التنزيل العزيز: يوم تَرْجُفُ الراجفة تَتْبَعُها الرَّادِفةُ؛ قال الفراء:
هي النَّفْخةُ الأَُولى، والرّادِفةُ النفخةُ الثانية؛ قال أَبو إسحق:
الرَّاجِفةُ الأَرض تَرْجُفُ تَتحرَّكُ حركة شديدة، وقال مجاهد: هي
الزَّلْزَلَة. وفي الحديث: أَيها الناسُ اذكُروا اللّه، جاءتِ الراجفةُ تتبعها
الرّادِفةُ؛ قال: الراجفةُ النفخةُ الأَُولى التي تموت لها الخلائق،
والرادفة الثانية التي يَحْيَوْنَ لها يومَ القيامة. وأَصل الرجْف الحركةُ
والاضْطِرابُ؛ ومنه حديث المَبْعَثِ: فرجع تَرْجُفُ بها بَوادِرُه. الليث:
الرَّجْفةُ في القرآن كلُّ عذاب أَخَذَ قوماً، فهي رجْفَةٌ وصَيْحةٌ
وصاعِقةٌ. والرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيفاً: وذلك تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه
في السَّحابِ. ابن الأَنباري: الرجْفةُ معها تَحْريك الأَرضِ، يقال:
رَجَفَ الشيءُ إذا تحرك؛ وأَنشد:
تحْييِ العِظام الرَّاجفات منَ البِلى،
وليس لداء الرُّكْبَتَيْنِ طَبيبُ
ابن الأعرابي: رَجَفَ البلد إذا تزلزل، وقد رَجَفَت الأَرضُ وأرْجَفَتْ
وأُرْجِفَتْ إذا تَزَلْزَلَتْ.
الليث: أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا في الأَخبار السيئة وذكر الفتَنِ.
قال اللّه تعالى: والمُرْجِفُونَ في المَدينةِ؛ وهم الذين يُوَلِّدُونَ
الأَخبارَ الكاذبةَ التي يكون معها اضطرابٌ في الناس. الجوهري: والإرْجافُ
واحد أَراجِيفِ الأَخْبارِ، وقد أَرْجَفوا في الشيء أَي خاضُوا فيه.
واسْتَرْجَفَ رأْسَه: حَرَّكه؛ قال ذو الرمة:
إذ حَرَّكَ القَرَبُ القَعْقاعُ أَلْحِيَها،
واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ
ويروى:
إذ قَعْقَعَ القَرَبُ البَصْباصُ أَلْحِيَها
والرّجّافُ: البحر، سُمّي به لاضْطرابه وتحرك أَمْواجِه، اسم له
كالقَذّاف؛ قال:
ويُكَلِّلُونَ جِفانَهُم بِسَدِيفِهِمْ،
حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ
وأَنشد الجوهري:
المُطْعِمُونَ اللحمَ كلَّ عَشِيّةٍ،
حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ
قال ابن بري: البيت لمَطْرُود بن كعب الخُزاعِي يَرْثي عبد المطلب جدَّ
سيدنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والأَبيات:
يا أَيُّها الرجُلُ المُحَوِّلُ رَحلَه،
هَلاَّ نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ؟
هَبِلَتْكَ أُمُّك لو نَزَلْتَ بدارِهِمْ،
ضَمِنُوكَ مِن جُرْمٍ ومن إقْرافِ
المُنْعِمِينَ إذا النجومُ تَغَيَّرَتْ،
والظاعِنِينَ لِرِحْلَةِ الإيلافِ
والمُطْعِمُونَ إذا الرِّياحُ تَناوَحَتْ،
حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ
وقيل: الرَّجّافُ يومُ القِيامةِ. ورَجَفَ القومُ: تَهَيَّؤُوا للقتال،
وأَرْجَفُوا: خاضُوا في الفِتْنةِ والأَخبار السيّئة.
والرَّجَفانُ: الإسراعُ؛ عن كراع.
رعد: الرِّعْدَة: النافض يكون من الفزع وغيره، وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ.
وتَرَعْدَد: أَخَذته الرعدة. والارتعاد: الاضطراب، تقول: أَرعده فارتعد.
وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع. وفي حديث زيد بن الأَسود: فجيء بهما
تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف.
ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة: جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً؛
قال أَبو العيال:
ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْديـ
دَةٌ رَعِشٌ، إِذا ركبوا
ورجل رِعْشيش: مثل رَعْديد، والجمع رعاديد ورعاشِيشُ، وهو يَرْتَعِدُ
ويَرْتَعِشُ. ونبات رعديد: ناعم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا
وقد تَرَعَّد. وامرأَة رِعديدة: يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ
شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه، فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد
الأَليَة؛ قال العجاج:
فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم
والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة. وقيل لأَعرابي: أَتعرف الفالوذ؟ قال: نعم
أَصفر رِعْديد. وجارية رِعْديدة: تارّة ناعِمة، وجَوارٍ رعاديدُ.
ابن الأَعرابي: وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال، وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً؛
وأَنشد:
وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ،
كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد
أَي ما تمهد من الرمل.
والرعد: الصوت الذي يسمع من السحاب. وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا: أَصابهم
رعد وبرق. ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت:
صوّتت للإِمطار. وفي المثل: رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ يضرب للذي يكثر الكلام
ولا خير عنده. وسحابة رعَّادة: كثيرة الرعد. وقال اللحياني: قال الكسائي:
لم نسمعهم قالوا رعادة. وأَرْعَدنا: سمعنا الرَّعْدَ. ورُعِدْنا:
أَصابنا الرعد. وقال اللحياني: لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد. وقوله تعالى:
يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه
ملك يزجر السحاب؛ قال: وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من
عظيم الأَشياء. وقال ابن عباس: الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي
الإِبل بحُدائه. وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أَعلم. وقيل: الرعد
صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب. قالوا: وذكر الملائكة بعد
الرعد في قوله عز وجل: ويسبح الرعد بحمده والملائكة، يدل على أَن الرعد
ليس بملك. وقال الذين قالوا الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من
الملائكة، كما يذكر الجنس بعد النوع. وسئل عليّ، رضي الله عنه، عن الرعد
فقال: مَلَك، وعن البرق فقال: مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد. وقال
الليث: الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح؛ قال: ومن صوته اشتق فعل
رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد. وقال الأَخفش: أَهل البادية
يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك.
ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تحسنت وتعرّضت. ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد
رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد. وإِذا أَوْعد الرجل قيل: أَرْعَدَ
وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قال ابن أَحمر:
يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا
وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد
الأَصمعي: يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده،
ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء؛ وكان أَبو عبيدة
يقول: رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت:
أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزيـ
دُ، فما وعِيدُك لي بضائر
ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت. وقال الفراء: رعَدَت السماءُ
وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف. وفي حديث أَبي مليكة:
إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده
وتَهَدُّده. ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أَرعدت
وأَبرقت؛ ويقال في ذلك كله: رعَدَت وبَرَقَت.
ويقال: هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال. ورجل رَعَّادة ورَعَّاد:
كثير الكلام.
والرُّعَيْداءُ: ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه، وهي في
بعض نسخ المصنف رُغَيْداء، والغين أَصح
(* قوله «والغين أصح» كذا بالأصل
بإعجام الغين، وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء.)
والرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده
حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً.
وقولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يعني بها الحرب.
وذاتُ الرَّواعِدِ: الداهية.
وبنو راعِد: بطن، وفي الصحاح: بنو راعِدة.
عظظ: العَظُّ: الشدّة في الحرب، وقد عَظَّتْه الحَرب بمعنى عَضَّته،
وقال بعضهم: العَظُّ من الشدّة في الحرب كأَنه من عَضّ الحرب إِيّاه، ولكن
يُفْرق بينهما كما يفرق بين الدَّعْثِ والدَّعْظِ لاختلاف الوَضْعَيْن.
وعظَّه الزمانُ: لغة في عضَّه. ويقال: عَظَّ فلان فلاناً بالأَرض إِذا
أَلزَقَه بها، فهو مَعظُوظ بالأَرض.
قال: والعِظاظُ شِبْه المِظاظ، يقال: عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً
إِذا لاحاهُ ولاجَّه. وقال أَبو سعيد: العِظاظُ والعِضاضُ واحد، ولكنهم
فرقوا بين اللفظين لَمّا فرقوا بين المعنيين. والمُعاظَّة والعِظاظُ
جميعاً: العَضُّ؛ قال:
بَصِير في الكَرِيهةِ والعِظاظ
أَي شدّة المُكاوَحةِ. والعِظاظُ: المشقّة. وعَظْعَظَ في الجبل
وعَضْعَضَ وبَرْقَطَ وبَقَّطَ وعَنَّتَ إِذا صَعَّد فيه. والمُعَظْعِظُ من
السهام: الذي يَضْطَرِبُ ويَلْتَوِي إِذا رُمِيَ به، وقد عَظْعَظَ السهمُ؛
وأَنشد لرؤبة:
لَمَّا رأَوْنا عَظْعَظَت عِظْعاظا
نَبْلُهمُ، وصَدَّقُوا الوُعّاظا
وعَظْعَظَ السهمُ عَظْعَظةً وعِظْعاظاً وعَظْعاظاً؛ الأَخيرة عن كراع
وهي نادرة: التَوى وارتعَش، وقيل: مَرَّ مُضْطَرِباً ولم يقصد. وعَظْعَظ
الرجلُ عظعظةً: نكَص عن الصيْد وحاد عن مُقاتله؛ ومنه قيل: الجبان
يُعَظْعِظُ إِذا نكَص؛ قال العجاج:
وعَظْعَظَ الجَبانُ والزِّئِتيّ
أَراد الكلب الصِّينيّ. وما يُعَظْعِظُه شيء أَي ما يَسْتفِزُّه ولا
يُزيله.
والعَظايةُ يُعَظْعِظُ من الحرّ: يلْوِي عُنقه.
ومن أَمثال العرب السائرة: لا تَعِظِيني وتَعَظْعَظِي، معنى تعظعظي
كُفِّي وارْتَدِعِي عن وعْظِك إِيَّاي، ومنهم من جعل تعَظعظي بمعنى اتَّعِظي؛
روى أَبو عبيد هذا المثل عن الأَصمعي في ادّعاء الرجل علماً لا يُحسنه،
وقال: معناه لا تُوصِيني وأَوْصِي نفسك؛ قال الجوهري: وهذا الحرف جاء
عنهم هكذا فيما رواه أَبو عبيد وأَنا أَظنه وتُعَظْعِظي، بضم التاء، أَي لا
يكن منك أَمر بالصلاح وأَن تَفْسُدي أَنت في نفسك؛ كما قال المتوكل
الليثي ويروى لأَبي الأَسود الدُّؤلي:
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأْتِيَ مِثْلَه،
عارٌ عليكَ، إِذا فعَلْتَ، عَظِيمُ
فيكون من عَظْعَظَ السهمُ إِذا التوى واعْوجَّ، يقول: كيف تأْمُرِينَني
بالاستقامة وأَنْتِ تتعَوَّجين؟ قال ابن بري: الذي رواه أَبو عبيد هو
الصحيح لأَنه قد روى المثل تَعَظْعَظِي ثم عِظي، وهذا يدل على صحة قوله.
عشر: العَشَرة: أَول العُقود. والعَشْر: عدد المؤنث، والعَشَرةُ: عدد
المذكر. تقول: عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ رجال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين
استوى المذكر والمؤنث فقلت: عِشْرون رجلاً وعِشْرون امرأَة، وما كان من
الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر، وتحذف فيما واحدُه
مؤنث، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وذكّرت المؤنث، وحذفت الهاء
في المذكر في العَشَرة وأَلْحَقْتها في الصَّدْر، فيما بين ثلاثةَ عشَر
إِلى تسعة عشَر، وفتحت الشين وجعلت الاسمين اسماً واحداً مبنيّاً على
الفتح، فإِذا صِرْت إِلى المؤنث أَلحقت الهاء في العجز وحذفتها من الصدر،
وأَسكنت الشين من عَشْرة، وإِن شئت كَسَرْتها، ولا يُنْسَبُ إِلى الاسمين
جُعِلا اسماً واحداً، وإِن نسبت إِلى أَحدهما لم يعلم أَنك تريد الآخر،فإن
اضطُرّ إلى ذلك نسبته إلى أَحدهما ثم نسبته إلى الآخر، ومن قال أَرْبَعَ
عَشْرة قال: أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ، بفتح الشين، ومِنَ الشاذ في القراءة:
فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَيْناً، بفتح الشين؛ ابن جني: وجهُ ذلك
أَن أَلفاظ العدد تُغَيَّر كثيراً في حدّ التركيب، أَلا تراهم قالوا في
البَسِيط: إِحْدى عَشْرة، وقالوا: عَشِرة وعَشَرة، ثم قالوا في التركيب:
عِشْرون؟ ومن ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلى التسعين، فجمعوا
بين لفظ المؤنث والمذكر في التركيب، والواو للتذكير وكذلك أُخْتُها، وسقوط
الهاء للتأْنيث، وتقول: إِحْدى عَشِرة امرأَة، بكسر الشين، وإِن شئت
سكنت إِلى تسعَ عَشْرة، والكسرُ لأَهل نجد والتسكينُ لأَهل الحجاز. قال
الأَزهري: وأَهل اللغة والنحو لا يعرفون فتح الشين في هذا الموضع، وروي عن
الأَعمش أَنه قرأَ: وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة، بفتح الشين، قال: وقد
قرأَ القُرّاء بفتح الشين وكسرها، وأَهل اللغة لا يعرفونه، وللمذكر أَحَدَ
عَشَر لا غير. وعِشْرون: اسم موضوع لهذا العدد، وليس بجمع العَشَرة
لأَنه لا دليل على ذلك، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت: هذه عِشْرُوك
وعِشْرِيَّ، بقلب الواو ياء للتي بعدها فتدغم. قال ابن السكيت: ومن العرب من
يُسَكّن العين فيقول: أَحَدَ عْشَر، وكذلك يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ
عْشَر إِلا اثني عَشَر فإِن العين لا تسكن لسكون الأَلف والياء قبلها. وقال
الأَخفش: إِنما سكَّنوا العين لمّا طال الاسم وكَثُرت حركاتُه، والعددُ
منصوبٌ ما بين أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرفع والنصب والخفض،
إِلا اثني عشر فإِن اثني واثنتي يعربان لأَنهما على هِجَاءَيْن، قال:
وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة،
فأُسْقِطَت الواوُ وصُيِّرا جميعاً اسماً واحداً، كما تقول: هو جاري بَيْتَ
بَيْتَ وكِفّةَ كِفّةَ، والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ،
فصُيِّرَتا اسماً واحداً. وتقول: هذا الواحد والثاني والثالث إِلى العاشر في
المذكر، وفي المؤنث الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة. وتقول: هو عاشرُ
عَشَرة وغَلَّبْتَ المذكر، وتقول: هو ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هو أَحدُهم،
وفي المؤنث هي ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غير، الرفع في الأَول، وتقول: هو
ثالثُ عَشَرَ يا هذا، وهو ثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب، وكذلك إِلى
تِسْعَةَ عَشَرَ، فمن رفع قال: أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت
الثلاثة وتركتُ ثالث على إِعرابه، ومَن نَصَب قال: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ
فلما أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ ليعلم أَن ههنا
شيئاً محذوفاً، وتقول في المؤنث: هي ثالثةَ عَشْرةَ وهي ثالثةَ عَشْرةَ،
وتفسيرُه مثل تفسير المذكر، وتقول: هو الحادي عَشَر وهذا الثاني عَشَر
والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مفتوح كله، وفي المؤنث: هذه الحاديةَ
عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً. قال
الكسائي: إِذا أَدْخَلْتَ في العدد الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما في العدد كلِّه
فتقول: ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، والبصريون
يُدْخِلون الأَلفَ واللام في أَوله فيقولون: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ
دِرْهمٍ. وقوله تعالى: ولَيالٍ عَشْرٍ؛ أَي عَشْرِ ذي الحِجَّة. وعَشَرَ
القومَ يَعْشِرُهم، بالكسر، عَشْراً: صار عاشرَهم، وكان عاشِرَ عَشَرةٍ.
وعَشَرَ: أَخذَ واحداً من عَشَرة. وعَشَرَ: زاد واحداً على تسعة. وعَشَّرْت
الشيء تَعْشِيراً: كان تسعة فزدت واحداً حتى تمّ عَشَرة. وعَشَرْت،
بالتخفيف: أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة. والعُشورُ: نقصان، والتَّعْشيرُ
زيادة وتمامٌ. وأَعْشَرَ القومُ: صاروا عَشَرة. وقوله تعالى: تلك عَشَرَةٌ
كاملة؛ قال ابن عرفة: مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن
يُجْمِلُوهما؛ قال النابغة:
توهَّمْتُ آياتٍ لها، فَعرَفْتُها
لِسِتَّةِ أَعْوامِ، وذا العامُ سابِعُ
(* قوله: «توهمت آيات إلخ» تأمل شاهده).
وقال الفرزدق:
ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ،
وثالِثةٌ تَميلِ إِلى السِّهَام
وقال آخر:
فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً
وأَرْبعةً، فذلك حِجّتانِ
وإِنما تفعل ذلك لقلة الحِسَاب فيهم. وثوبٌ عُشارِيٌّ: طوله عَشْرُ
أَذرع. وغلام عُشارِيٌّ: ابن عَشْرِ سنين، والأُنثى بالهاء.
وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ، ممدودان: اليومُ العاشر من المحرم، وقيل:
التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا
أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، والسارُوراءُ
السَّرَّاءُ، والدَّالُولاء الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ
موضع، وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء. وروي عن ابن عباس أَنه قال في صوم
عاشوراء: لئن سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ اليومَ التاسِعَ؛ قال الأَزهري:
ولهذا الحديث عدّةٌ من التأْويلات أَحدُها أَنه كَرِه موافقة اليهود لأَنهم
يصومون اليومَ العاشرَ، وروي عن ابن عباس أَنه قال: صُوموا التاسِعَ
والعاشِرَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود؛ قال: والوجه الثاني ما قاله المزني
يحتمل أَن يكون التاسعُ هو العاشر؛ قال الأَزهري: كأَنه تأَول فيه عِشْر
الوِرْدِ أَنها تسعة أَيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل وليس ببعيد عن
الصواب.
والعِشْرون: عَشَرة مضافة إِلى مثلها وُضِعَت على لفظ الجمع وكَسَرُوا
أَولها لعلة. وعَشْرَنْت الشيء: جعلته عِشْرينَ، نادر للفرق الذي بينه
وبين عَشَرْت. والعُشْرُ والعَشِيرُ: جزء من عَشَرة، يطّرد هذان البناءان في
جميع الكسور، والجمع أَعْشارٌ وعُشُورٌ، وهو المِعْشار؛ وفي التنزيل:
وما بَلَغوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُم؛ أَي ما بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة
مِعْشارَ ما أُوتِيَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة والقُوّة. والعَشِيرُ: الجزءُ
من أَجْزاء العَشرة، وجمع العَشِير أَعْشِراء مثل نَصِيب وأَنْصِباء، ولا
يقولون هذا في شيء سوى العُشْر. وفي الحديث: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق
في التجارة وجُزْءٌ منها في السَّابِياء؛ أَراد تسعة أَعْشار الرزق.
والعَشِير والعُشْرُ: واحدٌ مثل الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ.
والعَشِيرُ في مساحة الأَرَضين: عُشْرُ القَفِيز، والقَفِيز: عُشْر
الجَرِيب. والذي ورد في حديث عبدالله: لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما
عاشَرَه منا رجلٌ، أَي لو كانَ في السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ
عِلْمِهِ. وعَشَر القومَ يَعْشُرُهم عُشْراً، بالضم، وعُشُوراً
وعَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ وعَشَرَ المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه: كذلك، وبه
سمي العَشّار؛ ومنه العاشِرُ. والعَشَّارُ: قابض العُشْرِ؛ ومنه قول عيسى
بن عمر لابن هُبَيْرة وهو يُضرَب بين يديه بالسياط: تالله إِن كنت إِلا
أُثَيّاباً في أُسَيْفاظ قبضها عَشّاروك. وفي الحديث: إِن لَقِيتم عاشِراً
فاقْتُلُوه؛ أَي إِن وجدتم مَن يأْخذ العُشْر على ما كان يأْخذه أَهل
الجاهلية مقيماً على دِينه، فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان
مسلماً وأَخَذَه مستحلاًّ وتاركاً فرض الله، وهو رُبعُ العُشْر، فأَما من
يَعْشُرهم على ما فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جميل. وقد عَشَر جماعةٌ من
الصحابة للنبي والخلفاء بعده، فيجوز أَن يُسمَّى آخذُ ذلك: عاشراً لإِضافة ما
يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ، كيف وهو يأْخذ
العُشْرَ جميعه، وهو ما سَقَتْه السماء. وعُشْرُ أَموالِ أَهل الذمة في
التجارات، يقال: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، وعَشَّرْته،
فأَما مُعَشَّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. وكل ما ورد في الحديث من
عقوبة العَشّار محمول على هذا التأْويل. وفي الحديث: ليس على
المُسْلِمين عُشورٌ إِنما العُشور على اليهود والنصارى؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ،
يعني ما كان من أَموالهم للتجارات دون الصدقات، والذي يلزمهم من ذلك، عند
الشافعي، ما صُولِحُوا عليه وقتَ العهد، فإِن لم يُصالَحُوا على شيء فلا
يلزمهم إِلا الجِزْيةُ. وقال أَبو حنيفة: إِن أَخَذُوا من المسلمين إِذا
دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا بِلادَنا للتجارة. وفي
الحديث: احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ؛ يعني ما كانت المُلوكُ
تأْخذه منهم. وفي الحديث: إِن وَفْدَ ثَقِيف اشترطوا أَن لا يُحشَرُوا
ولا يُعْشَروا ولا يُجَبُّوا؛ أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهم، وقيل: أَرادوا
به الصدقةَ الواجبة، وإِنما فَسَّح لهم في تركها لأَنها لم تكن واجبة
يومئذ عليهم، إِنما تَجِب بتمام الحَوْل. وسئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِيف: أَن
لا صدقة عليهم ولا جهادَ، فقال: عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا
أَسلموا، وأَما حديث بشير بن الخصاصيّة حين ذَكر له شرائع الإِسلام فقال:
أَما اثنان منها فلا أُطِيقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لي ذَوْدٌ هُنَّ
رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم، وأَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ
نفسِي، فكَفَّ يده وقال: لا صدقةَ ولا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة؟ فلم
يَحْتَمِل لبشير ما احتمل لثقيف؛ ويُشْبِه أَن يكون إِنما لم يَسْمَعْ له
لعِلْمِه أَنه يَقْبَل إِذا قيل له، وثَقِيفٌ كانت لا تقبله في الحال وهو واحد
وهم جماعة، فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عليه شيئاً فشيئاً.
ومنه الحديث: النساء لا يُعشَرْنَ ولا يُحْشَرْن: أَي لا يؤخذ عُشْرُ
أَموالهن، وقيل: لا يؤخذ العُشْرُ من حَلْيِهِنّ وإِلا فلا يُؤخذ عُشْرُ
أَموالهن ولا أَموالِ الرجال.
والعِشْرُ: ورد الإِبل اليومَ العاشرَ. وفي حسابهم: العِشْر التاسع
فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها عِشْران، والإِبل في كل ذلك عَواشِرُ أَي ترد
الماء عِشْراً، وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. قال الأَصمعي: إِذا
وردت الإِبل كلَّ يوم قيل قد وَرَدَتْ رِفْهاً، فإذا وردت يوماً ويوماً لا،
قيل: وردت غِبّاً، فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظمء الرِّبْعُ، وليس في
الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زادت فليس لها تسمية وِرْد،
ولكن يقال: هي ترد عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين،
فيقال حينئذ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جاوزت العِشْرَيْنِ فهي جَوازِئُ؛
وقال الليث: إِذا زادت على العَشَرة قالوا: زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ. قال
الليث: قلت للخليل ما معنى العِشْرِين؟ قال: جماعة عِشْر، قلت:
فالعِشْرُ كم يكون؟ قال: تِسعةُ أَيام، قلت: فعِشْرون ليس بتمام إِنما هو عِشْران
ويومان، قال: لما كان من العِشْر الثالث يومان جمعته بالعِشْرين، قلت:
وإِن لم يستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، أَلا ترى قول أَبي حنيفة: إِذا
طَلَّقها تطليقتين وعُشْرَ تطليقة فإِنه يجعلها ثلاثاً وإِنما من الطلقة
الثالثة فيه جزء، فالعِشْرون هذا قياسه، قلت: لا يُشْبِهُ العِشْرُ
(*
قوله: قلت لا يشبه العشر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح ان القياس
لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والايضاح لا للقياس
حتى يرد ما فهمه الليث). التطليقةَ لأَن بعض التطليقة تامة تطليقة، ولا
يكون بعض العِشْرِ عِشْراً كاملاً، أَلا ترى أَنه لو قال لامرأَته أَنت
طالق نصف تطليقة أَو جزءاً من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة، ولا يكون نصف
العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً كاملاً؟ قال الجوهري: والعِشْرُ ما بين
الوِرْدَين، وهي ثمانية أَيام لأَنها تَرِدُ اليوم العاشر، وكذلك
الأَظْماء، كلها بالكسر، وليس لها بعد العِشْر اسم إِلا في العِشْرَِينِ، فإِذا
وردت يوم العِشْرَِين قيل: ظِمْؤُها عِشْرانِ، وهو ثمانية عَشَر يوماً،
فإِذا جاوزت العِشْرِينِ فليس لها تسمية، وهي جَوازِئُ. وأَعْشَرَ الرجلُ
إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، وهذه إِبل عَواشِرُ. ويقال: أَعْشَرْنا مذ
لم نَلْتقَ أَي أَتى علينا عَشْرُ ليال.
وعَواشِرُ القرآن: الآيُ التي يتم بها العَشْرُ. والعاشِرةُ: حَلْقةُ
التَّعْشِير من عَواشِر المصحف، وهي لفظة مولَّدة. وعُشَار، بالضم: معدول
من عَشَرة. وجاء القوم عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر
أَي عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ
ومَثْنى مَثْنى؛ قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع أَكثرُ من أُحاد وثُناء وثُلاث
ورُباع إِلا في قول الكميت:
ولم يَسْتَرِيثوك حتى رَمَيْـ
ـت، فوق الرجال، خِصَالاً عُشَارا
قال ابن السكيت: ذهب القوم عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذهبوا
أَيادِيَ سَبَا متفرقين في كل وجه. وواحد العُشاريَات: عُشارَى مثل حُبارَى
وحُبَارَيات. والعُشَارة: القطعةُ من كل شيء، قوم عُشَارة وعُشَارات؛ قال
حاتم طيء يذكر طيئاً وتفرُّقَهم:
فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ مكانِ
وعَشَّر الحمار: تابَعَ النهيق عَشْرَ نَهَقاتٍ ووالى بين عَشْرِ
تَرْجِيعات في نَهِيقه، فهو مُعَشَّرٌ، ونَهِيقُه يقال له التَّعْشِير؛ يقال:
عَشَّرَ يُعَشِّرُ تَعْشِيراً؛ قال عروة بن الورد:
وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ من خَشْيةِ الرَّدَى
نُهاقَ حِمارٍ، إِنني لجَزُوعُ
ومعناه: إِنهم يزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ يدَه
خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من
الوَباء؛ وأَنشد بعضهم: في أَرض مالِكٍ، مكان قوله: من خشية الرَّدَى، وأَنشد:
نُهاق الحمار، مكان نُهاق حمار. وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ
نَعَبَاتٍ. وقد عَشَّرَ الحِمارُ: نهق، وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، من غير أَن
يُشْتَقّا من العَشَرة. وحكى اللحياني: اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ
لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات.
والعَشِيرُ: صوت الضَّبُع؛ غير مشتق أَيضاً؛ قال:
جاءَتْ به أُصُلاً إِلى أَوْلادِها،
تَمْشي به معها لهمْ تَعْشِيرُ
وناقة عُشَراء: مصى لحملها عَشَرةُ أَشهر، وقيل ثمانية، والأَولُ أَولى
لمكان لفظه، فإِذا وضعت لتمام سنة فهي عُشَراء أَيضاً على ذلك كالرائبِ
من اللبن
(* قوله: «كالرائب من اللبن» في شرح القاموس في مادة راب ما نصه:
قال أَبو عبيد إِذا خثر اللبن، فهو الرائب ولا يزال ذلك اسمه حتى ينزع
زبده، واسمه على حاله بمنزلة العشراء من الإِبل وهي الحامل ثم تضع وهي
اسمها). وقيل: إِذا وَضَعت فهي عائدٌ وجمعها عَوْدٌ؛ قال الأَزهري: والعرب
يسمونها عِشَاراً بعدما تضع ما في بطونها للزوم الاسم بعد الوضع كما
يسمونها لِقَاحاً، وقيل العَشَراء من الإِبل كالنّفساء من النساء، ويقال:
ناقتان عُشَراوانِ. وفي الحديث: قال صَعْصعة بن ناجية: اشْتَرَيْت مَؤُودةً
بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ؛ قال ابن الأَثير: قد اتُّشِعَ في هذا حتى قيل
لكل حامل عُشَراء وأَكثر ما يطلق على الخيل والإِبل، والجمع عُشَراواتٌ،
يُبْدِلون من همزة التأْنيث واواً، وعِشَارٌ كَسَّرُوه على ذلك، كما
قالوا: رُبَعة ورُبَعاتٌ ورِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كما
أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة، شبهوها بها لأَن البناء واحد ولأَن آخره
علامة التأْنيث؛ وقال ثعلب: العِشَارُ من الإِبل التي قد أَتى عليها عشرة
أَشهر؛ وبه فسر قوله تعالى: وإِذا العِشَارُ عُطِّلَت؛ قال الفراء:
لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم ولا يُعَطِّلُها
قومُها إِلا في حال القيامة، وقيل: العِشارُ اسم يقع على النوق حتى يُتْتج
بعضُها، وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال الفرزدق:
كَمْ عَمَّة لك يا جَرِيرُ وخالة
فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي
قال بعضهم: وليس للعِشَارِ لبن إِنما سماها عِشاراً لأَنها حديثة العهد
بالنِّتاج وقد وضعت أَولادها. وأَحْسَن ما تكون الإِبل وأَنْفَسُها عند
أَهلها إِذا كانت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَت:
صارت عُشَراء، وأَعْشَرت أَيضاً: أَتى عليها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها.
وامرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارة. وناقة مِعْشارٌ: يَغْزُر
لبنُها ليالي تُنْتَج. ونَعتَ أَعرابي ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ
مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ ما تقدم، ومِشكارٌ تَغْزُر في أَول نبت الربيع،
ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بعدما تَغْزُرُ اللواتي يُنْتَجْن معها؛ وأَما قول لبيد
يذكر مَرْتَعاً:
هَمَلٌ عَشائِرُه على أَوْلادِها،
مِن راشح مُتَقَوّب وفَطِيم
فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ الحدِيثات العهد بالنتاج؛ قال
الأَزهري: كأَنَّ العَشائرَ هنا في هذا المعنى جمع عِشَار، وعَشائرُ هو جمع
الجمع، كما يقال جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل.
والمُعَشِّرُ: الذي صارت إِبلُه عِشَاراً؛ قال مَقّاس ابن عمرو:
ليَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنَّبٌ،
إِذا ما تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر
والعُشْرُ: النُّوقُ التي تُنْزِل الدِّرَّة القليلة من غير أَن تجتمع؛
قال الشاعر:
حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ في لَيْلةِ الصَّبا،
سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قبل التأَمُّلِ
وأَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. والعِشْرُ: قطعة تنكَسِرُ من القَدَح
أَو البُرْمة كأَنها قطعة من عَشْر قطع، والجمع أَعْشارٌ. وقَدَحٌ
أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ: مكسَّرَة على عَشْرِ قطع؛ قال
امرؤ القيس في عشيقته:
وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقدَحِي
بِسَهْمَيكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ
أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قال
الأَزهري: وفيه قول آخر وهو أَعجب إِليّ من هذا القول، قال أَبو العباس أَحمد بن
يحيى: أَراد بقوله بسَهْمَيْكِ ههنا سَهْمَيْ قِداح المَيْسِر، وهما
المُعَلَّى والرَّقيب، فللمُعَلَّى سبعة أَنْصِباء وللرقيب ثلاثة، فإِذا فاز
الرجل بهما غلَب على جَزورِ المَيْسرِ كلها ولم يَطْمَعْ غيرُه في شيء
منها، وهي تُقْسَم على عَشَرة أَجزاء، فالمعنى أَنها ضَربت بسهامها على
قلبه فخرج لها السهام فغَلبته على قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه؛
ويقال: أَراد بسهْمَيْها عَيْنَيْها، وجعل أَبو الهيثم اسم السهم الذي له
ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِيبَ، وهو الذي سماه ثعلب الرَّقِيب؛ وقال اللحياني:
بعض العرب يُسمّيه الضَّرِيبَ وبعضهم يسمّيه الرقيب، قال: وهذا التفسير
في هذا البيت هو الصحيح. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وقَلْبٌ أَعْشارٌ: جاء على
بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ.
وعَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً
إِذا كسَّرته فصيَّرته أَعْشاراً؛ وقيل: قِدْرٌ أَعشارٌ عظيمة كأَنها لا
يحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، وقيل: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم يشتق
من شيء؛ قال اللحياني: قِدر أَعشارٌ من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع
كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً.
والعواشِرُ: قوادمُ ريش الطائر، وكذلك الأَعْشار؛ قال الأَعشى:
وإِذا ما طغا بها الجَرْيُ، فالعِقْـ
ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ
وقال ابن بري إِن البيت:
إِن تكن كالعُقَابِ في الجَوّ، فالعِقْـ
ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار
والعِشْرَةُ: المخالطة؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، واعْتَشَرُوا
وتَعاشَرُوا: تخالطوا؛ قال طَرَفة:
ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ،
لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ
جعل الحَبيب جمعاً كالخَلِيط والفَرِيق. وعَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه
الأَدْنَونَ، وقيل: هم القبيلة، والجمع عَشَائر. قال أَبو علي: قال أَبو
الحسن: ولم يُجْمَع جمع السلامة. قال ابن شميل: العَشِيرَةُ العامّة مثل بني
تميم وبني عمرو بن تميم، والعَشِيرُ القبيلة، والعَشِيرُ المُعَاشِرُ،
والعَشِيرُ: القريب والصديق، والجمع عُشَراء، وعَشِيرُ المرأَة: زوجُها
لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كالصديق والمُصَادِق؛ قال ساعدة بن جؤية:
رأَتْه على يَأْسٍ، وقد شابَ رَأْسُها،
وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها
أَراد لإِهانَتِها وهي عَشِيرته. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم:
إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار، فقيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأَنَّكُنّ
تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ؛ العَشِيرُ: الزوج. وقوله تعالى:
لَبِئْسَ المَوْلى ولَبئْسَ العَشِير؛ أَي لبئس المُعاشِر.
ومَعْشَرُ الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ: الجماعة، متخالطين كانوا أَو غير
ذلك؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانيّ:
وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ على مِائَةٍ،
فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني
والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط معناهم: الجمع، لا واحد لهم من
لفظهم، للرجال دون النساء. قال: والعَشِيرة أَيضاً الرجال والعالَم
أَيضاً للرجال دون النساء. وقال الليث: المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد نحو
مَعْشر المسلمين ومَعْشَر المشركين. والمَعاشِرُ: جماعاتُ الناس.
والمَعْشَرُ: الجن والإِنس. وفي التنزيل: يا مَعْشَرَ الجنَّ والإِنس.
والعُشَرُ: شجر له صمغ وفيه حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به. قال أَبو
حنيفة: العُشر من العِضاه وهو من كبار الشجر، وله صمغ حُلْوٌ، وهو عريض
الورق ينبت صُعُداً في السماء، وله سُكّر يخرج من شُعَبِه ومواضع زَهْرِه،
يقال له سُكّرُ العُشَر، وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة، ويخرج له نُفّاخٌ
كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها، وله نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلى
مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر. وفي حديث مَرْحب: اين محمد بن سلمة
بارَزَه فدخلت بينهما شجرةٌ من شجر العُشر. وفي حديث ابن عمير: وقُرْصٌ
بُرِّيٌّ بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ ترعى العُشَرَ، وهو هذا الشجر؛ قال
ذو الرمة يصف الظليم:
كأَنّ رِجْلَيه، مما كان من عُشَر،
صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ
الواحدة عُشَرة ولا يكسر، إِلا أَن يجمع بالتاء لقلة فُعَلة في
الأَسماء.ورجل أَعْشَر أَي أَحْمَقُ؛ قال الأَزهري: لم يَرْوِه لي ثقةٌ
أَعتمده.ويقال لثلاث من ليالي الشهر: عُشَر، وهي بعد التُّسَع، وكان أَبو عبيدة
يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلا أَشياء منه معروفة؛ حكى ذلك عنه أَبو
عبيد.
والطائفيّون يقولون: من أَلوان البقر الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ
وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ
وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وذو الشرر والأَعْصم والأَوْشَح؛
فالأَصْدَأُ: الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جسده أَحمر،
والعُشَرُ: المُرَقَّع بالبياض والحمرةِ، والعِرْسِيّ: الأَخضر، وأَما ذو الشرر
فالذي على لون واحد، في صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ على غير لونه. وسَعْدُ
العَشِيرة: أَبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مَذْحِجٍ. وبنو العُشَراء: قوم من
العرب. وبنو عُشَراء: قوم من بني فَزارةَ. وذو العُشَيْرة: موضع
بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه؛ قال عنترة:
صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه،
كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطويل الأَصْلَمِ
شبَّهه بالأَصْلم، وهو المقطوع الأُذن، لأَن الظليم لا أُذُنَين له؛ وفي
الحديث ذكر غزوة العُشَيرة. ويقال: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وهو موضع
من بطن يَنْبُع. وعِشَار وعَشُوراء: موضع. وتِعْشار: موضع بالدَّهناء،
وقيل: هو ماء؛ قال النابغة:
غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ
وقال الشاعر:
لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بَيْنَها
بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ
رعس: الرَّعْسُ والارْتِعاس: الانْتِفاض، وقد رَعَسَ، فهو راعِسٌ؛ قال
الراجز:
والمَشْرَفيُّ في الأَكُفِّ الرُّعَّسِ،
بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسِي،
بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ
ورمح رَعَّاسٌ: شديد الاضطراب. وتَرَعَّس: رَجَفَ واضطرب. ورمح مَرْعُوس
ورَعَّاس إِذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شديد الاضطراب.
والرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس في السير. وناقة راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها في سيرها،
وبعير راعِسٌ ورَعِيسٌ كذلك؛ قال الأَفوَه الأَوْديّ:
يَمْشي خِلالَ الإَِبْلِ مُسْتَسْلِماً
في قِدِّهِ، مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ
والرَّعَسانُ: تحريك الرأْس ورَجَفانهُ من الكِبَر؛ وأَنشد لنَبْهانَ:
سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني
أَريبٌ، بأَكْنافِ النَّضِيضِ، حَبَلْبَسُ
أَرادوا جلائي يومً فَيْدَ، وقَرَّبوا
لِحًى ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ
وفي التهذيب: حَبَلَّسُ، وقال: الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ
الشجاع الذي لا يبرح مكانه. وناقة رَعُوسٌ: وهي التي قد رَجَف رأَسُها من
الكِبَر، وقيل: تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ من نَشاطها. الفراء: رَعَسْتُ في
المشي أَرْعَسُ إِذا مشيت مشياً ضعيفاً من إِعْياء أَو غيره.
والارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ، يقال: ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إِذا
اضْطرب وارْتَعَدَ، وأَرْعَسَه مثل أَرْعَشَة؛ قال العجاج يصف سيفاً
يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً:
يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي،
خُضُمَّةَ الدَّارِع هَّذَّ المُخْتَلي
ويروى بالشين؛ يقول: يقطع وإِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ.
يُذْري أَي يُطِير. والإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. والمُؤْتَلي: الذي لا
يبلغ جُهْدَه. وخُضُمَّةُ كل شيء: معظمُه. والدَّارِعُ: الذي عليه
الدِّرْعُ، يقول: يقطع هذا السيفُ مُعْظَمَ هذا الدارع على أَن يمين الضارب به
تَرْجُف، وعلى أَنه غير مجتهد في ضربته، وإِنما نعت السيف بسرعة القطع.
والمُخْتَلي: الذي يَحْتَشُّ بمِخْلاه، وهو مِحَشُّه.
ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً، فهو راعِسٌ ورَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه في نومه؛
قال:
عَلَوْت حين يَخْضَعُ الرَّعُوسا
والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ: الذي يُشدّ من رجاله إِلى رأْسه بحبل حتى لا
يرفع رأْسه، وقد فسر بيت الأَفوه به.
والمِرْعَسُ: الرجل الخسيس القَشَّاشُ، والقشَّاشُ: الذي يلتقط الطعام
الذي لا خير فيه من المزابل.
خجل: الفراء: الخَجَل الاسترخاء من الحياء ويكون من الذُّلِّ. رجل خَجِل
وبه خَجْلة أَي حياء. والخَجَل: التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء.
وخَجِْل الرَّجلُ خَجَلاً: فَعَل فعلاً فاستحى منه ودَهِشَ وتَحَيَّر،
وأَخْجَلَه ذلك الأَمر وخَجَّله. وخَجِلَ البعيرُ خَجَلاً: سار في الطين فبقي
كالمُتَحَيِّر؛ والبعيرُ إِذا ارْتَطَم في الوَحَل فقد خَجِل. الليث:
الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي؛ وأَخْجَله غيره
وقد خَجَّلْته وأَخجلته. ابن شميل: خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عليه
أَمرُه. ابن سيده: الخَجَل أَن يلتبس الأَمر على الرجل فلا يَدْري كيف
المَخْرج منه. يقال: خَجِلَ فما يَدْري كيف يصنع. وخَجِل بأَمره: عَيَّ. وخَجِل
البعيرُ بالحِمْل: ثَقُل عليه واضطرب. ورجل خَجِلٌ: يضطرب على الفرس من
سَعَته. وثوب خَجِلٌ: فَضْفَاض. ويقال: جَلَّلْت البعيرَ جُلاًّ خَجِلاً
أَي واسعاً يضطرب عليه. والخَجِلُ: الثوب الواسع الطويل. والخَجَل: كثرة
تَشَقُّق الدَّنادِن؛ وأَنشد:
عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِيث
مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث
والخَجَل: البَطَر. ابن سيده: الخَجَل سُوء احتمال الغنى كأَن يَأْشَرَ
ويَبْطَر عند الغِنى، وقيل: هو التَّخَرُّق في الغِنى، وقد خَجِل
خَجَلاً. وفي الحديث: أَنه قال للنساء إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ
وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ. وقال أَبو
عمرو: الخَجَلُ الكَسَل والتواني عن طلب الرزق، قال: وهو مأْخوذ من
الإِنسان الخَجِل يبقى ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم، ومنه قيل للإِنسان: قد خَجِل
إِذا بقي كذلك، والدَّقَع: سوء احتمال الفقر؛ قال الكميت:
ولم يَدْفَعُوا، عندما نابَهم
لِوَقْعِ الحُروب، ولم يَخْجَلوا
يقول: لم يَخْضَعُوا للحرب ولم يَستَكِينوا ولم يَخْجَلوا أَي لم
يَبْقَوْا فيها باهتين كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ، ولكنهم جَدُّوا فيها؛
وقال غيره: لم يَخْجَلوا لم يَبْطَروا ولم يَأْشَروا؛ قال أَبو عبيد:
وهذا أَشبه الوجهين بالصواب، قال: وأَما حديث أَبي هريرة أَن رجلاً ضَلَّت
له أَيْنُقٌ فأَتى على واد خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فيه؛
الخَجِل في الأَصل: الكثير النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف. وخَجِلَ
الوادي والنباتُ: كثر صوت ذبابه لكثرة عُشْبه. والخَجَل: البَرَمُ، خَجِل
خَجَلاً وأَخْجَله. والخَجَل: التواني عن طلب الرزق والكسلُ. وخَجِل خَجَلاً:
بقي ساكتاً لا يتكلم ولا يتحرك. والخَجَل: الفَساد. وخَجِل النَّبتُ
خَجَلاً: طال والْتَفَّ. وواد خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النبات، وقيل مُفْرِط
النبات، والجمع خجل
(* قوله «خجل» هكذا في الأصل غير مضبوط بالتحريك) وواد
مُخْجِلٌ؛ قال أَبو النجم:
تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التِّهَدُّل
في رَوْض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل
أَي حابس للإِبل من كثرته. والحِفْراة: شجرة مَلْحاء مثل القُنْفُذة،
قال: والذَّفْراء والرُّغْل شجرتان. والخَجَل: الْتِفاف النبات وحُسْنُه.
والخَجِل: المكان الكثير العُشْب. وحَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طويل؛ قال
أَبو حنيفة: كَلأٌ مَخْجِل واسع كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فيه ولا يُجاوَز،
وقيل: الخَجِل العُشْب إِذا طال وبَلَغ غايته. وأَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طال
والْتفَّ، فهو مُخْجِل. وقال أَبو حنيفة: ثوب خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه
فيَتَلبَّد فيه. والخَجِل: الثوب الخَلَق، قال شمر: والخَجِل المَرِح؛
وأَنشد:
قد يَهْتَدي لصَوْتيَ الحادي الخَجِل
أَي المَرِح. وفلان يَمْشِي الخَوْجَلى: وهو مشي للنساء بتَكَسُّر.
رجد: الإِرجادُ: الإِرعادُ. وقد أُرِجدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ.
وأُرجِدَ وأُرعِدَ بمعنى؛ قال:
أُرجدَ رأْسُ شيخه عَيْصوم
ويروى عيضوم وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: رُجِدَ رأْسُه وأُرجِدَ
ورُجِّدَ بمعنى. والرَّجْدُ: الارتعاش.
رعج: رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ
وتتابعَ. والارتعاجُ في البرق: كثرتُه وتتابعُه. والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ
البرق وتفرّطه في السحاب؛ وأَنشد العجاج:
سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا
قال أَبو سعيد: الارتعاج والارتعاش والارتعاد، واحد. وارْتَعَجَ العدد:
كثر. وارْتِعاجُ المال: كثرته. والرَّعْجُ: الكثير من الشاء مثل
الرَّفِّ. ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده: قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده.
وارْتَعَجَ الوادي: امتلأَ. وفي حديث قتادة في قوله تعالى: خَرَجُوا
مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ؛ هم مشركو قريش يوم بدر، خرجوا ولهم
ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قال ابن سيده: ورَعَجَني
الأشمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قال ابن الأَثير: وفي حديث الإِفك: فارْتَعَجَ
العسكرُ؛ قال: ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه؛ ومنه رَعِجَ
البرق وأَرْعَجَ إِذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهري: هذا منكر ولا آمن
أَن يكون مصحَّفاً، والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني، بالزاي، وسنذكره.
وزغ: الوَزَغُ: دُوَيْبَّةٌ. التهذيب: الوَزَغُ سَوامُّ أَبْرَصَ. ابن
سيده: الوَزَغةُ سامُّ أَبرصَ، والجمع وَزَغٌ وأَوْزاغٌ ووِزْغانٌ
ووُزْغانٌ وإزْغانٌ، على البدل؛ أَنشد ابن الأًعرابي:
فلمّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُهُ ،
كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عُيُونُها
وفي الحديث: أَنه أَمر بقتل الأَوْزاغِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:
لما احترق بيت المَقْدِسِ كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه. وفي حديث أُم
شَرِيك: أَنها استأْمَرَتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، في قتل الوِزْغانِ
فأَمرها بذلك؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الوِزْغانَ إِنما هو جمع وَزَغ الذي
هو جمع وزَغَة كوَرَلٍ ووِرْلانٍ لأَن الجمع إذا طابق الواحد في البناء
وكان ذلك الجمع مما يجمع جُمِعَ على ما جمع عليه ذلك الواحد، وليس بجمع
وزَغةٍ لأَن ما فيه الهاء لا يجمع على فِعْلانِ.
ووُزِّغَ الجَنِينُ تَوْزِيغاً: صُوِّرَ في البطن فتَبَيَّنَت صُورَتُه
وتحرَّك. أَبو عبيدة: إِذا تبينت صورة المُهْر في بطن أُمه فقد وُزِّغَ
تَوْزِيغاً.
والإِيزاغُ: إِخْراجُ البولِ دُفْعةً دُفْعةً. وأَوزَغَت الناقةُ
ببَوْلها وأَزْغَلَت به: قَطَّعَتْه دُفَعاً دُفَعاً؛ قال ذو الرمة:
إِذا ما دَعاها أَوْزَغَتْ بَكَراتُها،
كإِيزاغِ آثارِ المُدى في التَّرائِبِ
وكذلك الفرسُ والدلْوُ ؛ أَنشد ثعلب:
قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ،
تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ.
يعني أَنها تَفِيضُ من المَلْءِ فيَجْري ذلك الماء، والحوامِلُ من
الإِبل تُوزِغُ بأَبْوالِها، والطَّعْنةُ تُوزِعُ بالدّم؛ وقال مالك بن
زُغْبةَ:
بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه،
وطَعنٍ كإيزاغِ المخَاضِ تَبُورُها
أَي تبورُها وتَخْتَبِرُها. ابن بري عن ابن خالويه: الوَزَغُ
الارْتِعاشُ والرِّعْدةُ. ويقال: بفلان وَزَغٌ إِذا كان يَرْتَعِشُ كقولك به
رِعْشةٌ. وفي الحديث عن هِنْدِ بن خديجةَ زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
مَرّ النبي، صلى الله عليه وسلم، بالحكَمِ أَبي مَرْوان قال: فجعل
الحكَمُ يَغْمِزُ بالنبي، صلى الله عليه وسلم، بإِصْبَعهِ فالتَفَتَ النبيُّ،
صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اجعل به وَزَغاً، قال: فرَجَفَ مكانَه
وارْتَعَشَ. وجاء في حديث آخر: أَن الحكَم ابن أَبي العاص حاكَى رسولَ
الله، صلى الله عليه وسلم، من خَلْفِه فَعَلِمَ بذلك وقال: كذا فَلْتَكن،
فأَصابه وَزْغٌ لم يُفارِقْه أَي رِعْشةٌ، وهي ساكنة الزاي، قال: والوَزْغُ
الارْتِعاشُ.
خدج: خَدَجَتِ الناقةُ وكلُّ ذات ظِلْفٍ وحافِرٍ تَخْدُجُ وتَخدِجُ
خِداجاً، وهي خَدُوجٌ وخادِجٌ، وخَدَجَتْ وخَدَّجَتْ، كلاهما: أَلقت ولدها
قبل أَوانه لغير تمام الأَيام، وإِن كان تامَّ الخَلْق؛ قال الحسين بن
مطير:لَمَّا لَقِحْنَ لِماءِ الفحْلِ أَعْجَلَها،
وقْتَ النكاحِ، فلم يُتْمِمْنَ تَخْديجُ
وقد يكون الخِداجُ لغير الناقة؛ أَنشد ثعلب:
يَومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا،
وكلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجا
أَفلا تراه عَمَّ به؟
وفي الحديث: كلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأَ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خِداجٌ
أَي نُقصانٌ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كلُّ صَلاةٍ
ليست فيها قراءَةٌ، فهي خِداجٌ أَي ذات خِداجٍ، وهو النقصان. قال: وهذا
مذهبهم في الاختصار للكلام كما قالوا: عبدُ الله إِقبالٌ وإِدْبارٌ أَي
مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ؛ أَحَلُّوا المصدر محلَّ الفعل.
ويقال: أَخْدَجَ الرجلُ صلاتَه، فهو مُخْدِجٌ وهي مُخْدَجَةٌ، ويقال:
أَخْدَجَ فلانٌ أَمره إِذا لم يُحْكِمْه، وأَنْضَجَ أَمْرَهُ إِذا أَحكمه،
والأَصلُ في ذلك إِخْداجُ الناقةِ ولدَها وإِنضاجُها إِياه. الأَصمعي:
الخِداجُ النقصان، وأَصل ذلك من خِداجِ الناقةِ إِذا ولدت ولداً ناقص
الخَلْقِ، أَو لغير تمام.
وفي حديث الزكاة: في كل ثلاثين بقرةً خَديج أَي ناقصُ الخَلْقِ في
الأَصل؛ يريد تَبِيعٌ كالخَديجِ في صِغَرِ أَعْضائه ونقص قوَّتِه عن الثَنِيِّ
والرَّباعِيِّ. وخَديجٌ، فعيل بمعنى مُفْعَل، أَي مُخْدَجٌ. وفي حديث
سعد: أَنه أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، بِمُخْدَجٍ مقيم أَي ناقصِ
الخَلْقِ. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: ولا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ أَي لا
تَنْقُصْها. قال ابن الأَثير: وإِنما قال في الصلاة: فهي خِداجٌ، أَو
يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغةً، كما قالوا: فإِنما هي إِقبال وإِدبار.
والولدُ خَديجٌ. وشاةٌ خَدُوجٌ، وجمعها خُدوجٌ وخِداجٌ وخَدائِجُ.
وأَخْدَجَتْ، فهي مَخْدِجٌ ومُخْدِجَةٌ: جاءَت بولدها ناقصَ الخَلْقِ، وقد
تَمَّ وقتُ حملها، والولد خَدُوجٌ وخِدْجٌ ومُخْدَجٌ ومَخْدُوجٌ وخَديجٌ:
ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، في ذي الثُّدَيَّةِ: مُخْدَجُ اليد أَي
ناقصُ اليد. وقيل: إِذا أَلقت الناقة ولدها تامَّ الخَلْق قبلَ وقت
النَّتاج، قيل: أَخْدَجَتْ، وهي مُخْدِجٌ؛ فإِن رمته ناقصاً قبل الوقت قيل:
خَدَجَتْ، وهي خادِجٌ؛ فإِن كان عادةً لها، فهي مِخْداجٌ فيهما. وقوم يجعلون
الخِداجَ ما كان دماً، وبعضهم جعله ما كان أَمْلَطَ ولم يَنْبُت عليه
شَعَرٌ، وحكى ثابتٌ ذلك في الإِنسان. وقال أَبو خَيْرةَ: خَدَجَت المرأَةُ
ولدَها وأَخْدَجَتْه، بمعنى واحد، قال الأَزهري: وذلك إِذا أَلقته وقد
استبان خَلْقُه، قال: ويقال إِذا أَلقته دماً؛ قد خَدَجَتْ، وهو خِداجٌ؛
وإِذا أَلقته قبل أَن ينبتَ شعره قيل: قد غَضَّنَتْ، وهو الغِضانُ؛
وأَنشد:فَهُنَّ لا يَحْمِلْنَ إِلاَّ خِدْجا
والخِداجُ: الاسم من ذلك. قال: وناقة ذاتُ خِداجٍ: تَخْدُجُ وتَخْدِجُ
كثيراً.
وخَدَجَتِ الزَّنْدةُ: لم تُورِ ناراً. وفي التهذيب: أَخْدَجَتِ
الزَّنْدَةُ.
وخَديجَةُ: اسْمُ امرأَة.
وخَدْجِ خَدْجِ:زَجْرٌ للغنم. ابن الأَعرابي: أَخْدَجَتِ الشَّتْوَةُ
إِذا قلَّ مَطَرُها.
كود: كادَ: وُضِعَتْ لمقاربة الشيء، فُعِلَ أَو لم يُفْعَلْ، فمجرْدَةً
تنبيء عن نفي الفعل، ومقرونةً بالجحْد تنبئُ عن وقوع الفعل. قال بعضهم
في قوله تعالى: أَكاد أُخفيها؛ أُريد أُخفيها. قال: فكما جاز أَن توضع
أُريد موضع أَكاد في قوله تعالى: جداراً يريد أَن يَنْقَضَّ، فكذلك أَكاد؛
وأَنشد الأَخفش:
كادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خيرُ إِرادَةٍ،
لو عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ ما مَضَى
وسنذكرها في كيد بعد هذه. قال ابن سيده في ترجمة كود: كادَ كَوْداً
ومَكاداً ومَكادَةً: هَمَّ وقارَبَ ولم يَفْعَل، وهو بالياء أَيضاً
وسنذكره.ولا كَوْداً ولا همّاً أَي لا يَثْقُلَنَّ عليك، وهو بالياء أَيضاً.
الليث: الكَوْد مصدر كاد يكودُ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَة. تقول لمن يطلب
إِليك شيئاً ولا تريد أَن تعطيه، تقول: لا ولا مَكادَةً ولا مَهَمَّةً ولا
كَوْداً ولا هَمّاً ولا مَكاداً ولا مَهَمّاً. ويقال: ولا مَهَمَّة لي
ولا مَكادة أَي لا أَهُمُّ ولا أَكادُ، ولغة بني عديّ: كُدْتُ أَفْعَل كذا،
بضم الكاف، وحكاه سيبويه عن بعض العرب. أَبو حاتم: يقال: لا ولا كيداً
لك ولا همّاً، وبعض العرب يقول: لا أَفعل ذلك ولا كَوْداً، بالواو. قال
وقال ابن العوَّام: كادَ زيدٌ أَن يموتَ؛ وأَن لا تَدْخل مع كاد ولا مع ما
تصرَّف منها. قال الله تعالى: وكادُوا يَقْتُلُونَني؛ وكذلك جميع ما في
القرآن. قال: وقد يُدْخلون عليها أَنْ تشبيهاً بعَسَى؛ قال رؤبة:
قد كادَ من طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا
وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه أَي ما يرادُ منه. وحكى أَبو الخطاب:
أَنَّ ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيد يَفْعل كذا وما زِيلَ يفعل كذا؛
يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف كما نقلوا في فَعِلْت. ابن بُزُرج:
يقال كم كاد يكاد: هما يَتَكايدان، وأَصحاب النحو يقولون: يَتَكاوَدَان
وهو خطأٌ. والكَوْد: كلُّ
(* قوله «والكود كل إلخ» في القاموس والكودة ما
جمعت من تراب ونحوه.) ما جَمَعْتَه وجعلته كُثَباً من طعام وترابٍ
ونحوه، والجمع أَكوادٌ. وكوَّدَ الترابَ: جَمَعَه وجعله كُثْبَةً، يمانيةٌ.
وكُوَادٌ وكوَيْدٌ: اسمان.
كمهد: الكُمَّهْدَةُ: الكَمَرة؛ عن كراع. والكُمَّهْدَة: الفَيْشَلة؛
وقوله:
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ،
شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّهْ
قال: وقد تكون لغة، وقد يجوز أَن يكون غيَّر للضرورة.
واكْمَهَدَّ الفرخُ: أَصابه مِثلُ الارتعاد وذلك إِذا زَقَّه أَبواه.
أَبو عمرو: الكُمْهُدُ الكبيرُ الكُمَّهْدَةِ، وهي الكوسلة:
إِنَّ لها بِكِنْهَِلِ الكَنَاهِلِ
حَوْضاً، يَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ
(* قوله «إن لها إلخ» كذا بالأصل وهو بهذا الضبط بشكل القلم في معجم
ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إلا أن يكون البيت الذي بعده أو قبله
فيه الشاهد وسقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك).
أَراد يصائبه.
جذب: الجَذْبُ: مَدُّكَ الشيءَ، والجَبْذُ لغة تميم. المحكم: الجَذْبُ: المـَدُّ.
جَذَبَ الشيءَ يَجْذِبُه جَذْباً وجَبَذَه، على القلب، واجْتَذَبَه: مَدَّه. وقد يكون ذلك في العَرْضِ. سيبويه: جَذَبَه: حَوَّلَه عن موضِعه،
واجْتَذَبَه: اسْتَلَبَه.
وقال ثعلب قال مُطَرِّفٌ، قال ابن سيده، وأُراه يعني مُطَرِّفَ بن
الشِّخِّيرِ: وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بين اللّهِ وبين الشيطانِ، فإِن لم
يَجْتَذِبْهُ إِلَيْه جَذَبَه الشيطانُ. وجاذَبَه كَجَذبه. وقوله:
ذَكَرْتُ، والأَهْواءُ تَدْعُو للْهَوَى، * والعِيسُ، بالرَّكْب، يُجاذِبْنَ البُرَى
قال: يكون يُجاذِبْن ههنا في معنى يَجْذِبْنَ، وقد يكون للمُباراة
والمُنازعة، فكأَنه يُجاذِبْنَهُنَّ البُرى.
وجاذَبْتُه الشيءَ: نازَعْتُه إِياه.
والتَجاذُبُ: التَّنازُعُ؛ وقد انْجَذَبَ وتَجاذَبَ.
وجَذَبَ فلان حَبْلَ وِصالِه، وجَذَمَه إِذا قَطَعَه. ويقال للرجل إِذا
كَرَعَ في الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْن: جَذَب منه نَفَساً أَو نَفَسَيْن. ابن شميل: بَيْنَنا وبين بني فلان نَبْذةٌ وجَذْبةٌ أَي هُمْ منَّا قَرِيبٌ. ويقال: بَيْني وبين الـمَنْزِلِ جَذْبةٌ أَي قِطْعةٌ، يعني: بُعْدٌ.ويقال: جَذْبةٌ من غَزْل، للـمَجْذوب منه مرَّةً.
وجَذَب الشهرُ يَجْذِبُ جَذباً إِذا مَضَى عامَّتُه.
وجَذابِ: الـمَنِيَّةُ، مَبْنِيَّةٌ لأَنها تَجْذِبُ النُّفُوسَ.
وجاذَبَتِ المرأَةُ الرجلَ: خَطَبَها فرَدَّتْه، كأَنه بانَ منها مَغْلُوباً. التهذيب: وإِذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فرَدَّتْه قيل: جَذَبَتْه وجَبَذَتْه. قال: وكأَنه من قولك جاذَبْتُه فَجَذبْتُه أَي غَلَبْتُه فبان منها مَغْلُوباً.
والانْجِذابُ: سُرْعةُ السَّيْرِ. وقد انْجَذَبُوا في السَّيْر، وانْجَذَب بهم السَّيْر، وسَيْرٌ جَذْبٌ: سَرِيعٌ. قال:
قَطَعْتُ، أَخْشاهُ، بِسَيْرٍ جَذْب
أَخْشاهُ: في موضع الحال أَي خاشِياً له، وقد يجوز أَن يريد أَخْشاه:
أَخْوَفَه، يعني أَشدَّه إِخافةً، فعلى هذا ليس له فِعْلٌ.
والجَذْبُ: انْقِطاعُ الرِّيقِ.
وناقةٌ جاذِبةٌ وجاذِبٌ وجَذُوبٌ: جَذَبَتْ لبَنَها من ضَرْعِها، فذهَب
صاعِداً، وكذلك الأَتانُ، والجمع جَواذِبُ وجِذابٌ، مثل نائم ونِيام
قال الهذلي:
بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمـْسَتْ غَوارِزاً * جَواذِبُها، تَأْبى على الـمُتَغَبِّرِ
ويقال للناقة إِذا غَرَزَتْ وذهب لبنُها: قد جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً(1)
(1 قوله «جذاباً» هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى) ، فهي جاذِبٌ. اللحياني: ناقة جاذِبٌ إِذا جَرَّتْ فزادتْ على وقت مَضْرِبها.
النضر: تَجذَّبَ اللبنَ إِذا شَرِبَه. قال العُدَيْل:
دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَما * تَجَذَّبَ راعي الإِبْلِ ما قد تَحَلَّبا
وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عن أَُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عن
الرَّضاعِ، وكذلك الـمُهْرَ: فَطَمَه. قال أَبو النجم يصِف فَرساً:
ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، * نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُهْ
أَي نَفْرَعُه باللجام ونَقْدَعُه. ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِيفاً.
وقال اللحياني: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، ولم
يَخُصَّ من أَي نوعٍ هو. التهذيب: يقال للصبيّ أَو السَّخْلةِ إِذا فُصِلَ: قد جُذِبَ.
والجَذَبُ: الشَّحْمةُ التي تكون في رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عنها
اللِّيفُ، فتؤكل، كأَنها جُذِبَتْ عن النخلة. وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها
جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هذه عن أَبي حنيفة.
والجَذَبُ والجِذابُ جميعاً: جُمَّارُ النخلةِ الذي فيه خُشونةٌ،
واحدتها جَذَبةٌ. وعمّ به أَبو حنيفة فقال: الجَذَبُ الجُمَّارُ، ولم يزد
شيئاً. وفي الحديث: كان رسولُ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم، يُحِبُّ الجَذَبَ، وهو بالتحريك: الجُمَّارُ.
والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ.
أَبو عمرو يقال: ما أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وهو زِمامُ النَّعْلِ، ولا ضِمْناً، وهو الشَّسْعُ.
دهش: الدَّهَشُ: ذهابُ العقل من الذَّهَلِ والوَلَهِ وقيل من الفزع
ونحوه، دَهِشَ دهَشاً، فهو دَهِشٌ، ودُهِشَ، فهو مَدْهوش، وكَرِهَها بعضهم،
وأَدْهَشَه اللَّه وأَدْهَشَه الأَمرُ. ودهِشَ الرجلُ، بالكسر، دَهَشاً:
تحيّر. ويقال: دُهِشَ وشُدِهَ، فهو دَهِشٌ ومَشْدُوه
(* قوله «فهو دهش
ومشدوه» كذا بالأصل والمناسب لما قبله ومابعده أَن يقول فهو مدهوش ومشدوه.)
شَدْهاً. قال: واللغةُ العالية دَهِشَ على فَعِلَ، وهو الدَّهَش، بفتح
الهاء. والدَّهَشُ: مثلُ الخَرَقِ والبَعَل ونحوه.
حرك: الحَرَكة: ضد السكون، حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكاً وحَرَّكه
فتَحَرَّك، قال الأَزهري: وكذلك يَتَحَرَّك، وتقول: قد أَعيا فما به حَرََاك،
قال ابن سيده: وما به حَرَاك أَي حَرَكة؛ وفلان ميمون العَرِيكةِ
والحَرِيكة.
والمِحْراكُ: الخشبة التي تُحَرَّك بها النار.
الأَزهري: وتقول حَرَكْتُ مَحْرَكَه بالسيف حَرْكاً. والمَحْركُ: منتهى
العُنق عند المفصل من الرأْس. والمَحْرَكُ: مَقْطع العنق.
والحارِكُ: أَعلى الكاهل، وقيل فَرْع الكاهل، وقيل الحارِكُ منبت أَدنى
العُرْف إِلى الظهر الذي يأْخذ به الفارس إِذا ركب، وقيل الحارِكُ عظم
مشرف من جانبي الكاهل اكتنفه فَرْعا الكتفين؛ قال لبيد:
مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَلْ
قال الجوهري: الحارِكُ من الفرس فروع الكتفين وهو أَيضاً الكاهل. أَبو
زيد: حَركه بالسيف حَرْكاً إِذا ضرب عنقه، قال: والمَحْرَكُ أَصل العنق من
أَعلاها، قال: ويقال للحارِكِ مَحْرَك، بفتح الراء، وهو مَفْصِلُ ما بين
الكاهل والعُنق ثم الكاهل، وهو بين المَحْرَك والمَلْحاءِ، والظهر ما
بين المَحْرَك للذنب، قال الأَزهري: وهو قول أَبي عبيد، وقال الفراء:
حَرَكْتُ حارِكَهُ قطعته فهو مَحْرُوك. والحُرْكُوك: الكاهل. ابن الأَعرابي:
حَرَك إِذا منع من الحق الذي عليه، وحَرِكَ إِذا عُنَّ عن النساء. وروي عن
أَبي هريرة أَنه قال: آمنت بمُحَرِّف القلوب، ورواه بعضهم: آمنت
بمُحَرِّك القلوب؛ قال الفراء: المحرِّف المزيل، والمحرِّك المقلب؛ وقال أَبو
العباس: المحرِّك أَجود لأَن السنة تؤَيده يا مُقَلِّب القلوب.
والحَرْكَكَةُ: الحُرْقُوف، والجمع حَرَاكِيك، وكل ذلك اسم كالكاهل والغارب، وهذا
الجمع نادر، وقد يجوز أَن يكون كراهية التضعيف كما حكى سيبويه قَرادِيد في
جمع قَرْدَدٍ، لأَن هذا لا يدغم لمكان الإِلحاق. وحَرَكه يَحْرُكه
حَرْكاً: أَصاب منه أَيَّ ذلك كان. وحَرَك حَرْكاً: شكا أَيّ ذلك كان.
وحَرَكهُ: أَصاب وسطه غير مشتق. ورجل حَرِيك: ضعيف الحَرَاكِيكِ، الحَرِيكُ الذي
يضعف خَصْرُه إِذا مشى كأَنه ينقلع عن الأَرض، والأُنثى حَرِيكة.
والحَرِيك: العِنِّين. قال ابن سيده: والحَرِيك في بعض اللغات العِنِّين. وغلام
حَرِكٌ أَي خفيف ذَكِيٌّ. والحَرْكَكَةُ: الحَرْقَفة، والجمع
الحَرَاكِكُ والحَرَاكِيك، وهي رؤُوس الوركين، ويقال أَطراف الوركين مما يلي الأرض
إِذا قعدت.