Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اختصاص

فكه

(فكه) الْقَوْم أَتَاهُم بالفاكهة وأطرفهم بملح الْكَلَام
(فكه)
فكها وفكاهة كَانَ طيب النَّفس مزاحا وَمِنْه تعجب فَهُوَ فكه وفاكه
(ف ك هـ) : (الْفَاكِهَةُ) مَا يُتَفَكَّهُ بِهِ أَيْ يُتَنَعَّمُ بِأَكْلِهِ وَيُتَلَذَّذُ (مِنْهَا) الْفُكَاهَةُ الْمُزَاحُ (وَرَجُلٌ فَكِهٌ) طَيِّبُ النَّفْسِ مَزَّاحٌ ضَحُوكٌ وَقَدْ فَكِهَ بِالْكَسْرِ فَكَاهَةً بِالْفَتْحِ (وَفِي التَّنْزِيل) {فَكِهِينَ} [المطففين: 31] أَيْ أَشِرِينَ بَطِرِينَ وَفَاكِهِينَ أَيْ نَاعِمِينَ.
[فكه] فيه: كان صلى الله عليه وسلم من "أفكه" الناس مع صبي، الفاكه: المازح، والاسم الفكاهة، وفكه يكفه فهو فاكه وفكه، وقيل: الفاكه ذو الفكاهة كتامر. ومنه: كان من "أفكه" الناس إذا خلا مع أهله. وح: أربع ليس غيبتهن بغيبة منهم "المتفكهون" بالأمهات، هم الذين يشتمونهن ممازحين. غ: "فكهين": ناعمين، والتفكه: التندم، قا: «في شغل "فاكهون"» متلذذون في النعمة، وتنكير شغل للتعظيم.
فكه
الفاكِهَةُ: كلُّ الثِّمارِ، فَكَّهْتُ القَوْمَ تَفْكِيْهاً. وفاكَهْتُ القَوْمَ بمُلَحِ الكلام. والاسْمُ: الفَكِيْهَةُ والفُكَاهَةُ. والتَّفَكُّهُ: التَّعَجُّبُ، من قوله عزَّ وجلَّ: " فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون ". وقوله: " فاكِهِيْنَ " أي ناعِمِين. و " فَكِهِيْن ": فَرِحِيْنَ أشِرِيْنَ. ورَجُلٌ فَكِهٌ: مُعْجَبٌ بما هو فيه، وفاكِهٌ: يَتعجَّبُ. ونَخْلَةٌ فاكِهةٌ: مُعْجِبَةٌ، ومنه سُمِّيَتِ الفاكِهَةُ. وجاءنا بأُفْكُوهَةٍ: أي بأُعْجُوبَةٍ. وأفْكَهَتِ الناقَةُ: إذا رَأَيتَ في لَبَنِها خُثُوْرَةً مِثْلَ اللِّبَإِ قَبْلَ أنْ تَضَعَ، فهي مُفْكِهَةٌ. وأفْكَهَتْ - أيضاً - البِنْتُ: وَلَدَتْ.
فكه وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث زيد [بن ثَابت رَحمَه الله -] أَنه كَانَ من أفكَهِ النَّاس إِذا خلا مَعَ أَهله وأزمتهم فِي الْمجْلس. قَوْله: من أفكه النَّاس الْفَاكِه فِي غير شَيْء وَهُوَ هَهُنَا المازح وَالِاسْم مِنْهُ: الفُكاهة وَهِي المِزاحة والفاكه [أَيْضا -] فِي غير هَذَا [الْموضع -] : الناعم [وَكَذَلِكَ يرْوى فِي قَوْله: {إِنَّ أَصْحَاب الْجنَّة الْيَوْم فِي شغل فاكهون} فالفاكه: الناعم والفكه: المعجب وَأما قَوْله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُوْنَ} فَهُوَ من غير هَذَا يرْوى أَنه تَنْدمُونَ] .
[فكه] الفاكِهَةُ معروفةٌ، وأجناسها الفَواكِهُ. والفاكهاني: الذى يبيعها. والفكاهة بالضم: المُزاحُ. والفَكاهَةُ بالفتح: مصدر فَكِهَ الرجلُ بالكسر، فهو فَكِهٌ، إذا كان طيِّب النفس مَزَّاحاً. والفَكِهُ أيضاً: الأشِرُ البَطِرُ. وقرئ: (ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ) ، أي أشرين. و (فاكهين) أي ناعمين. والمفاكهة: الممازحة. يقال: " لا تفاكه أمه، ولا تبل على أكمه ". وتفكه: تعجب، ويقال تندم. قال تعالى: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ) أي تندمون. وتفكهت بالشئ: تمتعت به. أبو زيد: أفْكهَتِ الناقة، إذا دَرَّت عند أكل الربيع قبل أن تضع، فهى مفكهة. والفاكه بن المغيرة المخزومى: عم خالد ابن الوليد. 
فكه
الفَاكِهَةُ قيل: هي الثّمار كلها، وقيل: بل هي الثّمار ما عدا العنب والرّمّان . وقائل هذا كأنه نظر إلى اختصاصــهما بالذّكر، وعطفهما على الفاكهة. قال تعالى: وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ
[الواقعة/ 20] ، وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [الواقعة/ 32] ، وَفاكِهَةً وَأَبًّا [عبس/ 31] ، فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ
[الصافات/ 42] ، وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ [المرسلات/ 42] ، والفُكَاهَةُ:
حديث ذوي الأنس، وقوله: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
قيل: تتعاطون الفُكَاهَةَ، وقيل:
تتناولون الْفَاكِهَةَ. وكذلك قوله: فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ
[الطور/ 18] .
فكه: تفكه: تلهى، تسلى. (بوشر).
تفكه بفلان: تمتع به، تمتع لرؤيته، تمتع بالحديث معه. (بوشر).
تفكه بفلان: هزئ به، سخر منه (فوك).
تفكه بأعراض الناس: تلذذ باغتيابهم (انظر المعاجم العربية في مادة فكه). وفي حيان - بسام (3: 142 ق): (ممن دينه حث الكأس، وتنضيد الآس، وطبخ التوفاس، والتفكه بأعراض الناس).
فكه: ضحك، مرح صاخب، طرب، فرح، جذل، حبور، انشراح، انبساط. (بوشر).
ابن فكه: نشيط خفيف، يقظ، حذر، قوي. (بوشر) فكه: مداعب. ممازح، لطيف، ممتع، مسل، مله، مروخ للنفس، الطيب النفس الذي يكثر من الدعابة. (بوشر).
فكهاني: فاكهاني، فاكهي، بائع الفواكه. (بوشر، ألف ليلة 1: 56، 4: 293).
فكاه: فاكهاني، فاكهي، بائع الفواكه. (كازيري 1: 145).
فاكهة= خمر عتيقة (المستعيني في مادة خمر عتيفة).
مفاكهة: تسلية، لهو. (بوشر).

فكه


فَكِهَ(n. ac. فَكَه
فَكَاْهَة)
a. Was merry, gay, jovial, jocose.

فَكَّهَa. Brought, gave fruit to.
b. Amused, diverted, entertained.

فَاْكَهَa. Joked, jested with.

تَفَكَّهَa. see Ib. [Bi], Amused, diverted himself with; was pleased with;
delighted in.
c. Ate fruit.
d. Wondered.
e. Regretted.

تَفَاْكَهَa. Joked, jested together.

فَكِهa. Merry, jovial, jocose; jolly.
b. Eater of fruit.

فَاْكِهa. see 5 (a)b. One possessing fruit.

فَاْكِهَة
(pl.
فَوَاْكِهُ)
a. fem. of
فَاْكِهb. Fruit.
c. Confectionery, sweetmeats.

فُكَاْهَةa. Mirth, merriment, joking, jesting, pleasantry
jocularity, joviality.

فَكِيْهَةa. see 24t
فَاكِهَانِيّ
a. [ coll. ], Fruiterer, vendor of
fruit.
أُفْكُوْهَة (pl.
أَفَاْكِيْهُ)
a. Wonder, marvel, remarkable thing.
b. Absurdity.

فَاكِهَة الشِّتَآء
a. The fire.

هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ
النَّاس
a. He is one who delights in speaking evil of men.
ف ك هـ: (الْفَاكِهَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَأَجْنَاسُهَا (الْفَوَاكِهُ) . وَ (الْفَاكِهَانِيُّ) الَّذِي يَبِيعُهَا. وَ (الْفُكَاهَةُ) بِالضَّمِّ الْمِزَاحُ. وَبِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ (فَكِهَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ سَلِمَ فَهُوَ (فَكِهٌ) إِذَا كَانَ طَيِّبَ النَّفْسِ مَزَّاحًا. وَ (الْفَكِهُ) أَيْضًا الْبَطِرُ الْأَشِرُ. وَقُرِئَ: «وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَكِهِينَ» أَيْ أَشَرِينَ، وَ {فَاكِهِينَ} [الدخان: 27] أَيْ نَاعِمِينَ. وَ (الْمُفَاكَهَةُ) الْمُمَازَحَةُ. وَ (تَفَكَّهَ) تَعَجَّبَ. وَقِيلَ: تَنَدَّمَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: 65] أَيْ تَنْدَمُونَ. وَتَفَكَّهَ بِالشَّيْءِ تَمَتَّعَ بِهِ. 
ف ك هـ

تفكّه القوم: أكلوا الفاكهة، وفكهتهم أنا.

ومن المجاز: تفكّه بكذا إذا تلذذ به، وتركتهم يتفكّهون بعرض فلان أي يتلذذون باغتيابه، وفلان فكهٌ بأعراض الناس. وفاكهت القوم مفاكهة: طايبتهم ومازحتهم. وما كان ذلك مني إلا فكاهة أي دعابة. ورجل فكهٌ: طيب النفس ضحوك. قال:

فكهٌ إلى جنب الخوان إذا جرت ... نكباء تخلع ثابت الأطناب

وقال صخر بن عمرو بن الشريد:

فكه العشيّ إذا تأوّب رحله ... ركب الشتاء مسامح بالميسر

وجاءنا بأفكوهة وأملوحة. وقوله تعالى: " فظلتم تفكّهون " وارد على سبيل التهكم أي تجعلون فاكهتكم وما تتلذذون به قولكم " إنّا لمغرمون ".
ف ك هـ : الْفَاكِهَةُ مَا يُتَفَكَّهُ بِهِ أَيْ يُتَنَعَّمُ بِأَكْلِهِ رَطْبًا كَانَ أَوْ يَابِسًا كَالتِّينِ وَالْبِطِّيخِ وَالزَّبِيبِ وَالرُّطَبِ وَالرُّمَّانِ وقَوْله تَعَالَى {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68] قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ إنَّمَا خَصَّ ذَلِكَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ الْأَشْيَاءَ مُجْمَلَةً ثُمَّ تَخُصُّ مِنْهَا شَيْئًا بِالتَّسْمِيَةِ تَنْبِيهًا عَلَى فَضْلٍ فِيهِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7]
وَكَذَلِكَ {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] فَكَمَا أَنَّ إخْرَاجَ مُحَمَّدٍ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى مِنْ النَّبِيِّينَ وَإِخْرَاجَ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُمْتَنِعٌ كَذَلِكَ إخْرَاجُ النَّخْلِ وَالرُّمَّانِ مِنْ الْفَاكِهَةِ مُمْتَنِعٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا مِنْ الْعَرَبِ قَالَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ لَيْسَا مِنْ الْفَاكِهَةِ وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ مِنْ الْفُقَهَاءِ فَلِجَهْلِهِ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَبِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَكَمَا يَجُوزُ ذِكْرُ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ لِلتَّفْصِيلِ كَذَلِكَ يَجُوزُ ذِكْرُ الْخَاصِّ قَبْلَ الْعَامِّ لِلتَّفْضِيلِ قَالَ تَعَالَى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] وَمِنْهُ الْفُكَاهَةُ بِالضَّمِّ لِلْمُزَاحِ لِانْبِسَاطِ النَّفْسِ بِهَا وَتَفَكَّهَ بِالشَّيْءِ تَمَتَّعَ بِهِ وَتَفَكَّهَ أَكَلَ الْفَاكِهَةَ وَتَفَكَّهَ تَعَجَّبَ. 
(ف ك هـ)

الْفَاكِهَة: الثَّمر كُله، وَقيل: لَا يُسمى مَا كَانَ من التَّمْر وَالْعِنَب وَالرُّمَّان فَاكِهَة، وَاحْتج بقوله: (فيهمَا فاكِهَةٌ ونَخلٌ ورُمّانٌ) فَقيل: لَو كَانَ النّخل وَالرُّمَّان نَوْعَيْنِ من الْفَاكِهَة لما خصصت من سَائِر أَنْوَاعهَا، وَلَيْسَ هَذَا بِحجَّة، لِأَن الْعَرَب تفعل مثل ذَلِك تَأْكِيدًا أَو تَشْرِيفًا للنوع.

وَرجل فَكِهٌ: يَأْكُل الْفَاكِهَة، وفاكِهٌ: عِنْده فَاكِهَة، وَكِلَاهُمَا على النّسَب، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُقَال لبائع الْفَاكِهَة فكَّاهٌ، كَمَا قَالُوا لبان ونبال، لِأَن هَذَا الضَّرْب إِنَّمَا هُوَ سَمَاعي لَا اطرادي.

وفكَّهَ الْقَوْم بالفاكهةِ: أَتَاهُم بهَا.

والفاكهة أَيْضا: الْحَلْوَاء، على التَّشْبِيه.

وفكَّههُمْ بملح الْكَلَام: أطرفهم، وَالِاسْم الفَكِيهةُ والفُكاهةُ، والمصدر المتوهم فِيهِ الْفِعْل الفُكاهَةُ.

والفاكِه: المزَّاح.

والتفاكُهُ: التمازح.

والفَكِهُ: الطّيب النَّفس الضحوك، وَالِاسْم مِنْهُ الفُكاهَة، وَقد فَكِه فَكَهاً.

والفَكِهُ أَيْضا: الَّذِي يحدث أَصْحَابه ويضحكهم.

وفَكِهَ من كَذَا، وتَفكَّه: عجب، حكى ابْن الْأَعرَابِي: لَو سَمِعت حَدِيث فلَان مَا فَكِهتَ لَهُ، أَي مَا أعْجبك.

وَقَوله تَعَالَى: (فِي شُغُلٍ فاكِهونَ) أَي متعجبون ناعمون بِمَا هم فِيهِ.

والتفكُّه: التندم، وَفِي التَّنْزِيل: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ) مَعْنَاهُ تَنْدمُونَ.

وأفكَهَت النَّاقة: إِذا رَأَيْت فِي لَبنهَا خثورة شبه اللِّبَإِ.

والمفكِهُ من الْإِبِل: الَّتِي يهراق لَبنهَا عِنْد النِّتَاج، وَالْفِعْل كالفعل.

وفاكِهٌ: اسْم وفُكَيْهَة: اسْم امْرَأَة، وَيجوز أَن يكون تَصْغِير فَكِهَة الَّتِي هِيَ الطّيبَة النَّفس الضحوك، وَأَن يكون تَصْغِير فَاكِهَة مرخما، أنْشد سِيبَوَيْهٍ: تقولُ إِذا استهلكتُ مَالا للذَّة ... فُكَيْهَةُ هَشَّئٌ بِكَفَّيكَ لائِقُ

يُرِيد: هَل شَيْء.
فكهـ
فكِهَ/ فكِهَ من يَفكَه، فَكَهًا وفَكاهةً، فهو فَكِه وفاكِه، والمفعول مفكوه منه
 • فكِه الرجلُ:
1 - كان طيِّب النفس مَزَّاحًا مُضحِكًا "فكِه المعلِّم- {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: طيِّبي النَّفس سعداء".
2 - تنعَّم وسُرَّ وتلذَّذ بالنِّعمة " {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} ".
• فكِه من الأمر: تعجَّب منه "لو سمعتَ حديثَه لمَا فكِهْتَ منه: لما أعجبك". 

تفاكهَ يتفاكه، تفاكُهًا، فهو مُتفاكِه
• تفاكه الأصدقاءُ: تمازحوا بالفكاهات والنوادر "قضوا سهرتهم يتفاكهون". 

تفكَّهَ/ تفكَّهَ بـ/ تفكَّهَ من يتفكّه، تفكُّهًا، فهو مُتفكِّه، والمفعول متفكَّه به
• تفكَّه الشَّخصُ:
1 - تندّم.
2 - أكل الفاكهة.
3 - تسلَّى بالنَّوادر والفُكاهات "قضوا ليلتهم يتفكَّهون بطرائف الأخبار وقراءة الشِّعر".
• تفكَّه بالشَّيء: تمتَّع به وتلذَّذ "تفكَّه بأكل ما لذَّ وطاب".
• تفكَّه بفلان: اغتابه وتناول فيه.
• تفكَّهَ منه: فكِه، تعجَّب " {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}: تتعجّبون من سوء مصيره". 

فاكهَ يفاكه، مُفاكَهةً، فهو مُفاكِه، والمفعول مفاكَه
• فاكه صديقَه: مازحه "فاكَه زوجته/ جلساءَه". 

فكَّهَ يفكِّه، تَفْكيهًا، فهو مُفكِّه، والمفعول مُفكَّه
• فكَّه صديقَه: أطرفه بمُلَح الكلام. 

أُفْكُوهة [مفرد]: ج أفاكيهُ:
1 - أعجوبة، شيء خارق غير معتاد يدعو إلى العجب.
2 - مُلْحة، قصّة فَكِهَة "روَى أُفْكوهةً سُرَّ بها السَّامعون". 

فاكهانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فاكهة: على غير قياس.
2 - بائع الفاكهة "اشتريتُ عنبًا من فاكهانيّ الحيّ". 

فاكهة [مفرد]: ج فَواكِهُ: ما يتلذَّذ به النَّاس من ثمار الأشجار كالتُّفّاح والعنب والخوخ ونحوها "سلَّة الفاكهة- بستان فواكه- يحب الأطفال أكل الفاكهة- {لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ} " ° عصير فواكه: عصير يُؤخذ من الفواكه- فاكهة الشِّتاء: النار.
• سكّر الفاكهة: (كم) سكر بلوري أبيض حلو الطّعم، يوجد في الفاكهة الناضجة ورحيق الأزهار وعسل النّحل. 

فاكهيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فاكهة.
2 - فاكهانيّ؛ بائع الفاكهة. 

فَكاهة [مفرد]: مصدر فكِهَ/ فكِهَ من. 

فُكاهة [مفرد]: مِزاح، دُعابة؛ ما يُتمتَّع به من طُرَف الكلام "فُكاهة حديث- له فُكاهات يُتندَّر بها- قضينا الوقت برواية فكاهات تُزيل الغمَّ". 

فَكَه [مفرد]: مصدر فكِهَ/ فكِهَ من. 

فَكِه [مفرد]: مؤ فَكِهَة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فكِهَ/ فكِهَ من: مَنْ يُكثر من الدُّعابة والمِزاح، طيِّب النفس، ظريف خفيف الرُّوح "مُحدِّث فَكِه" ° فَكِه بأعراض النَّاس: يغتابهم، يتلذَّذ باغتيابهم.
2 - صيغة مبالغة من فكِهَ/ فكِهَ من: كثير الاستهزاء والسُّخرية " {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} ".
3 - مسلٍّ؛ يبعث على السرور والضحك "قِصة/ ملاحظة فَكِهة". 

فكه

1 فَكِهَ, aor. ـَ inf. n. فَكَاهَةٌ (S, Mgh, K) and فَكَهٌ, (K, TA,) [the latter inf. n. correctly thus, agreeably with a general rule, in the CK with the ك quiescent, but said in the TA to be بالتحريك,] (assumed tropical:) He was, or became, cheerful, happy, or free from straitness; (S, Mgh, K;) jocose, or given to jesting, (S, Mgh,) and to laughing: (Mgh, K:) or one who talked to his companions and made them to laugh. (K.) b2: See also 5.2 فَكَّهَهُمْ, inf. n. تَفْكِيهٌ, He brought to them فَاكِهَة [i. e. fruit]. (K.) b2: And [hence] فَكَّهَهُمْ بِمُلَحِ الكَلَامِ, inf. n. as above, (tropical:) He entertained them in a novel manner with facetious sayings or talk. (K, TA.) 3 فاكههُ, (K,) inf. n. مُفَاكَهَةٌ, (S,) (tropical:) He jested, or joked, with him; (S, K, TA;) indulged in pleasantry with him. (TA.) It is said in a prov., لَا تُفَاكِهْ أَمَةً وَلَاتَبُلْ عَلَى أَكَمَةٍ (tropical:) [Jest not thou with a female slave, and make not water upon a hillock, i. e. and publish not what is secret of thine affair: see art. اكم]. (S, TA.) [See also an ex. in a verse cited voce تَزَنَّدَ.]4 أَفْكَهَتْ She (a camel) yielded her milk plentifully on the occasion of eating the [herbage called]

رَبِيع, before her bringing forth: (S, TA:) or she being near to bringing forth, her صَلَوَانِ [app. meaning two parts on the right and left of the tail (see صَلًا in art. صلو)] became lax, or flaccid, and her udder became large; like أَفَكَّت. (TA in art. فك. [See also the part. n., below.]) 5 تفكّه He ate fruit (فَاكِهَة): (Msb, K:) and He took fruit with his hand, [he helped himself to it;] syn. تَنَاوَلَ الفَاكِهَةَ: and hence, as is said in the A, (TA,) the saying in the Kur [lvi. 65], فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ is ironical, meaning [And then ye would be in the condition of] making your fruit to be your saying إِنَّا لَمُغْرَمُونَ Verily we are burdened with debt (which words occur in the next verse)]: or تَفَكَّهَ here [or rather in a case of this kind] means He threw away from himself the fruit: thus says Ibn-'Ateeyeh, (K, TA,) in his exposition: (TA:) [but see other explanations in what follows:] and it signifies also He abstained from fruit: thus it bears two contr. meanings. (K.) b2: And sometimes [it means (tropical:) He amused himself with talk; like as one amuses himself with the eating of fruit after a meal; i. e.] التَّفَكُّهُ is metaphorically used as meaning التَّنَقُّلُ بِالحَدِيثِ. (Bd in lvi. 65.) b3: And (assumed tropical:) He affected jesting, or joking. (TA.) b4: And تفكّهوا بِفُلَانٍ (assumed tropical:) They spoke evil of such a one; or did so in his absence; and defamed him; and did thus with jesting, one with another. (TA.) b5: And تفكّه بِهِ (assumed tropical:) He enjoyed it: (S, Msb, K:) and [particularly] (Msb) he enjoyed the eating of it. (Mgh, Msb.) b6: And تفكّه also signifies (assumed tropical:) He wondered, (S, Msb, K,) مِنْهُ at it; and so ↓ فَكِهَ, followed likewise by منه. (K.) And hence [accord. to some] the saying in the Kur cited above, فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ i. e. (assumed tropical:) [And then ye would be in the condition of] wondering at what had befallen you in respect of your seed-produce. (TA.) b7: And He repented, grieved, lamented, or regretted: (IAar, S, K:) and the words of the Kur cited in the last sentence above, (S, TA,) as expl. by some, (TA,) mean [And then ye would be in the condition of] repenting, &c.: (S, TA:) and so تَفَكَّنُونَ, which is of the dial. of 'Okl; or, accord. to Lh, Temeem say تَتَفَكَّنُونَ, and AzdShanoo-ah say تَتَفَكَّهُونَ. (TA.) 6 تَفَاكُهٌ signifies The jesting, or joking, [or indulging in pleasantry, (see 3,) of a number of persons,] one with another, (K.) [You say, تفاكهوا They jested, &c., one with another.]

فَكِهٌ Eating, or an eater of, فَاكِهَة [i. e. fruit]; (K, TA;) a possessive epithet; applied to a man. (TA.) b2: Also, (S, Mgh, K,) and ↓ فَاكِهٌ, (K, TA, in the CK فَاكِهَةٌ,) and ↓ فيكهان [app. فَيْكَهَانٌ or فَيْكِهَانٌ, like تيَّهَانٌ], (Az, TA,) (assumed tropical:) Cheerful, happy, or free from straitness; (Az, S, Mgh, K;) jocose, or given to jesting, (Az, S, Mgh,) and to laughing: (Mgh, K:) or the first, (K, TA,) and second, (K,) one who talks to his companions and makes them to laugh: (K, TA:) and فَكِهَاتٌ, applied to women, cheerful, happy, or free from straitness. (TA.) b3: And فَكِهٌ signifies also (assumed tropical:) Exulting, or rejoicing above measure; or exulting greatly, and behaving insolently and unthankfully, or ungratefully: (S, TA:) and thus the pl. فَكِهِينَ signifies in the Kur (S, Mgh) xlix. 26 [as some there read]: (S:) ↓ فَاكِهِينَ [is the more common reading and] means enjoying an easy and a pleasant life; or enjoying case and plenty. (S, Mgh.) b4: And (assumed tropical:) Wondering: and thus some explain the pl. فَكِهُونَ in the Kur xxxvi. 55. (TA.) b5: هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ means (tropical:) He is one who delights in speaking evil of men, or in doing so in their absence. (K, TA.) فَكِيهْ is said by Golius to signify “ Qui proloqui non potest,” on the authority of the KL: but in my copy of the KL, I find that the word to which this meaning is assigned is فَهِيهٌ.]

فُكَاهَةٌ, a subst. [as distinguished from the inf. n. فَكَاهَةٌ], (S, K,) A jesting, or joking; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ فَكِيهَةٌ. (K.) فَكِيهَةٌ: see what next precedes.

فَاكِهٌ Possessing فَاكِهَة [i. e. fruit]; (K, TA:) an epithet of the same class as تَامِرٌ and لَابِنٌ: or, accord. to Aboo-Mo'ádh the grammarian, one whose fruit has become abundant. (TA.) b2: See also فَكِهٌ, in two places. b3: And [the fem.] فَاكِهَةٌ, (assumed tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) inducing wonder, or admiration, and pleasure, or joy; or pleasing, or (??) joicing; [app. by its having much fruit;] syn. مُعْجِبَةٌ. (K.) فَاكِهَةٌ a word of well-known meaning, (S,) Fruit, of any kind; (K;) a thing, or things, the eating whereof is enjoyed, (Mgh, Msb,) whether moist or dry, as figs and melons and raisins and pomegranates: (Msb:) [the words, of the Kur lv. 68, فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ have caused it to be much and vainly disputed whether dates and pomegranates be, or be not, included among the things termed فاكهة: it seems to be the general opinion of the lexicologists that they are included; but the contrary opinion is held by many of the lawyers, and by the Imám Aboo-Haneefeh among them:] the pl. is فَوَاكِهُ, meaning kinds thereof. (S.) b2: And (by way of comparison [thereto], TA) (tropical:) Sweetmeat; syn. حَلْوَآء; (K;) which is also applied by some to “ fruit ” (فاكهة), (T in art. حلو,) or to “ sweet fruit. ” (K in that art.) b3: And فَاكِهَةُ الشِّتَآءِ [lit. The fruit of winter] is metonymically used as meaning (tropical:) the fire. (Har p. 594.) فَاكِهِىٌّ: see فَاكِهَانِىٌّ.

فيكهان:see فَكِهٌ, second sentence.

فَاكِهَانِىٌّ A seller of فَاكِهَة [i. e. fruit]; (S, K;) as also ↓ فَاكِهِىٌّ; (TA;) but not فَكَّاهٌ. (Sb, TA.) كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ occurs in two trads. [as meaning (assumed tropical:) He was of the most cheerful and jocose of men]. (TA [in which the meaning is indicated by the context].) أُفْكُوهَةٌ i. q. أُعْجُوبَةٌ (assumed tropical:) [A wonderful thing]. (K.) You say, جَآءَ فُلَانٌ بِأُفْكُوهَةٍ (assumed tropical:) [Such a one did, or uttered, a wonderful thing]. (TA.) مُفْكِهٌ (Az, S, K) and مُفْكِهَةٌ (K) A she-camel whose milk is thick, (K, TA,) like biestings: (TA:) or that yields her milk plentifully on the occasion of eating the [herbage called] رَبِيع, before her bringing forth: (S:) or whose milk pours forth on the occasion of parturition, before her bringing forth: or, accord. to Sh, the meaning is that indicated by the second explanation of the verb, 4 [q. v.]. (TA.)

فكه: الفاكهةُ: معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ، وقد اختلف فيها فقال

بعض العلماء: كل شيء قد سُمِّيَ من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب

والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً، قال: ولو حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة

فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً. وقال آخرون: كلُّ

الثِّمار فاكهةٌ، وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى: فيهما فاكهةٌ ونخلٌ

ورُمّانٌ؛ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما، ومثله

قوله تعالى: وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ

وإبراهيمَ وموسَى وعيسى بن مريم؛ فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين

ولم يَخْرُجوا منهم.

قال الأَزهري: وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ

ثِمارُها ليست من الفاكهة، وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن

أَقاويل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة

وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين، والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ

منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ فيه. قال الله تعالى: مَنْ كانَ

عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ؛ فمن قال إن

جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما بالتسمية

بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر، لأَن الله تعالى نص على ذلك

وبَيَّنه، وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله

تعالى إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل، وهو خلافُ المعقول

وخلافُ لغة العرب. ورجلٌ فَكهٌ: يأْكل الفاكِهةَ، وفاكِهٌ: عنده فاكهة،

وكلاهُما على النَّسَب. أَبو معاذ النحوي: الفاكه الذي كَثُرَتْ

فاكِهتُه، والفَكِهُ: الذي يَنالُ من أَعراضِ الناسِ، والفاكهانِيُّ: الذي

يَبِيعُ الفاكهةَ. قال سيبويه: ولا يقال لبائع الفاكهة فَكَّاه، كما قالوا

لَبّان ونَبّال، لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ. وفَكَّهَ

القومَ بالفاكِهة: أَتاهم بها. والفاكهة أَيضاً: الحَلْواءُ على التشبيه.

وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام: أَطْرَفَهُم، والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ،

بالضم، والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ. الجوهري: الفَكاهةُ، بالفتح،

مصدرُ فَكِهَ الرجلُ، بالكسر، فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس

مَزّاحاً، والفاكهُ المزّاحُ. وفي حديث أَنس: كان النبي، صلى الله عليه

وسلم، من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ؛ الفاكهُ: المازحُ. وفي حديث زيد بن

ثابت: أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله؛ ومنه الحديث: أَربعٌ

ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ، منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات؛ هم الذين

يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين. والفُكاهةُ، بالضم: المِزاحُ، وقيل: الفاكهُ ذو

الفُكاهة كالتامر واللاَّبن. والتَّفاكُهُ: التَّمازُحُ. وفاكَهْتُ

القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ، والمُفاكهَةُ: المُمازحَةُ. وفي

المثل: لا تُفاكِه أَمَهْ ولا تَبُلْ على أَكَمَهْ. والفَكِهُ:

الطَّيِّبُ النفس، وقد فَكِهَ فَكَهاً. أَبو زيد: رجل فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان،

وهو الطيب النفس المزَّاحُ؛ وأَنشد:

إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ،

قليل الأَذَى، فيما يُرَى الناسُ، مُسْلِمُ

وفاكَهْتُ: مازَحْتُ. ويقال للمرأَة: فَكِهةٌ، وللنساء فَكِهات.

وتَفَكَّهْتُ بالشيء: تَمَتَّعْتُ به. ويقال: تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ

أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه. والفَكِهُ: الذي يُحَدِّث أَصحابَه

ويُضْحِكُهم. وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه: عَجِبَ. تقول: تفَكَّهْنا من

كذا وكذا أي تعَجَّبْنا؛ ومنه قوله عز وجل: فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون؛ أَي

تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم. وقوله عز وجل: فاكِهين بما

آتاهُم رَبُّهم؛ أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه، ومن قرأَ فَكِهينَ

يقول فَرِحِين. والفاكِهُ: الناعم في قوله تعالى: في شُغُل فاكِهونَ.

والفَكِهُ: المُعْجب. وحكى ابن الأَعرابي: لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ

له أَي لما أَعجبك. وقوله تعالى: في شُغُلٍ فاكهون؛ أَي مُتعجِّبون

ناعِمون بما هم فيه. الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة: في شُغُلٍ

فاكهون، بالأَلف، ويقرأُ فَكِهُون، وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون؛ قال

أَبو منصور: لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما

واحد.أَبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو

بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا وكذا؛ وأَنشد:

فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ، إذا غَدتْ

نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ

والفَكِهُ: الأَشِرُ البَطِرُ. والفاكِهُ: من التَّفَكُّهِ. وقرئ:

ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ، أَي أَشِرينَ، وفاكهينَ أَي ناعمين. التهذيب:

أََهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين، وما في وصف أهل

النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين. قال الفراء في قوله تعالى: إنَّ

المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ؛ قال: مُعْجبين بما آتاهم ربهم؛

وقال الزجاج: قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً، والنصب على الحال، ومعنى

فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين.

والتَّفَكُّهُ: التنَدُّمُ. وفي التنزيل: فظَلْتُم تَفكَّهون؛ معناه

تَنَدَّمُون، وكذلك تَفَكَّنُون، وهي لغة لِعُكْل. اللحياني: أَزْدُ

شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون، وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون. ابن

الأَعرابي: تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت. وأَفْكَهَتِ الناقة

إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ. والمُفْكِه من الإبلِ: التي

يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ، والفعل كالفعل.

وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع، فهي مُفْكِةٌ. قال

شمر: ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ، وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى

صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها؛ قال الأَحْوص:

بَنِي عَمِّنا، لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إنني

أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ

قال شمر: أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا نِتاجُها؛ وأَنشد:

مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ،

قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً، وحانَ أَنْ تَلِدْ

أي حانَ وِلادُها. قال: وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإبل

والخيل والحُمُر والشاء، وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها، وقوم يجعلون

المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء.

وفاكهٌ: اسم. والفاكهُ: ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن

الوليد. وفُكَيْهةُ: اسم امرأَة، يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي

الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد

سيبويه:

تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة

فُكَيْهةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ؟

يريد: هلْ شيءٌ.

فكه
: (الفاكِهَةُ: الثَّمْرُ كُلُّهُ.) هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ.
وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُمِّيَ مِن الثِّمَارِ فِي القُرْآنِ نَحْوَ التَّمْرِ والرُّمَّانِ فَإِنا لَا نُسَمِّيه فاكِهَة، قَالَ: وَلَوْ حَلَفَ أَنْ لاَ يَأْكُلَ فَاكِهَةً وَأَكَلَ تَمْراً أَوْ رُمَّاناً لَمْ يَحْنَثْ، وَبِه أَخَذَ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ واسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِمَا فَاكِهةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} .
وَقَالَ الرَّاغِبُ: وَكَأَنَّ قَائِلَ هَذَا القَوْلِ نَظَرَ إِلِى اخْتصاصِــهِمَا بالذِّكْرِ وَعَطْفِهِمَا على الفاكِهَةِ فِي هاذِهِ الآيَةِ.
وأَرَادَ المُصَنِّفَ رَدَّ هَذا الْقَوْلِ تِبْعاً لِلأَزْهَرِيِّ فَقَالَ: (وَقَوْلُ مُخْرِجِ التَّمْرِ والعِنَبِ والرُّمَّانِ مِنْهُمَا مُسْتَدِلاًّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} بَاطِلٌ مَرْدُودٌ، وَقَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ مَبْسُوطاً فِي كتابي (اللاَّمِعِ المُعْلَمِ العُجابِ فِي الجَمْعِ بَين المُحْكَمِ والعُبَابِ.
وَقد تَعَرَّض لِلْبَحْثِ الأَزْهَرِيُّ فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ العَرَبِ قَالَ: إِنَّ النَّخِيلَ والكُرُومَ ثِمَارُهَا لَيْسَتْ مِنَ الفَاكِهَةِ، وإِنَّما شَذَّ قَوْلُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي هَذِه المَسْأَلَةِ عَنْ أَقَاوِيلِ جَمَاعَةِ الفُقَهَاءِ لِقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ كَانَ بِكَلاَمِ العَرَبِ وَعِلْمِ اللُّغَةِ وَتَأْوِيلِ القُرْآنِ العَرَبِيِّ المُبِين، والعَرَبُ تَذْكُرُ الأَشْيَاءَ جملَة ثمَّ تخصُّ مِنْهَا شَيْئاً بالتَّسْمِيَةِ تَنْبِيهاً على فَضْلٍ فِيهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} فَمَنْ قَال: إِنْ جِبِريلَ وَمِيكَالَ لَيْسَا مِنَالمَلاَئِكَةِ لِإِفْرَادِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمَا بالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْرِ المَلاَئِكَةِ جُمْلَةً فَهُوَ كَافِرٌ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَصَّ عَلَى ذَلِكَ وَبَيَّنَهُ، وَمَنْ قالَ إِنَّ ثَمَرَ النَّخْلِ والرُّمَّانِ لَيْسَ فَاكِهَة لِإِفْرَادِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُمَا بالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْرِ المَلاَئِكَةِ جُمْلَةً فَهُوَ جَاهِلٌ، وَهُوَ خِلاَفِ المَعْقُولِ وَخِلاَفُ لُغَةِ العَرَبِ، انْتَهَى.
وَرَحِمَ اللَّهُ الأَزْهَرِيُّ لَقَدْ تَحَامَلَ فِي هاذِهِ المَسْأَلَةِ عَلَى الإِمَامِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَلَقَدْ كَانَ لَهُ فِي الذَّبِّ عَنْهُ مَنْدُوحَة ومهيع واسِع.
قَالَ شَيْخُنَا: وَقَدْ تَعَرَّضَ الملا عَلَيَّ فِي النَّامُوسِ للجَوابِ فقالَ: هَذَا الاسْتِدْلاَلُ صَحِيحٌ نَقْلاً وَعَقْلاً، فَأَمَّا النَّقْل فلأَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغَايَرَة، وأَمَّا العَقْل فلأَنَّ الفَكِهَةَ مَا يَتَفَكَّهُ بِهِ ويُتَلَذَّذُ من غَيْرِ قَصْدِ الغذاءِ أَوِ الدَّوَاءِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّمْرَ مِنْ جُمْلَةِ أَنْوَاعِ الغِذاءِ، والرُّمَّانِ من جُمْلَةِ أَصْنَافِ الدَّوَاءِ.
وَقَالَ شَيْخُنَا: هاذَا كَلاَمٌ لَيْسَ فِيهِ كَبِيرُ جَدْوَى، وَلَيْسَ لِمِثْلِ المُصَنِّفِ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي أَقْوَالِهِ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى أُصُولٍ لاَ مَعْرِفَةَ للمصنِّفِ بِها، وَلَا لِمِثْلِ القَارِىءِ أَنْ يَتَصَدَّى لِلْجَوَابِ عَنْهَا بِمَا لاَ عِلْمَ لَهُ مِنَ الرأْي المَبْنِي على مُجَرَّدِ الحَدسِ.
وَلَوْ عُلِمَتْ أَقْوَالُ أَبِي حَنِيفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي ذَلِكَ وَأَدِلَّتُهُ لأَغْنَتْ وأَقْنَتْ عَلَى أَنَّ التَّعَرُّضَ لِمِثْلِ هَذَا فِي مُصَنفاتِ اللُّغَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الفُضُولِ الزَّائِدَةِ عَلَى الأَبْوَابِ والفُصُولِ.
قُلْتُ: وَقَدْ أَنْصَفَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَسَلَكَ الجَادَّةَ وَمَا اعْتَسَفَ، وإِنْ يَنْتَهُوا يَغْفِرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ.
(والفَاكِهَانِيُّ بائِعُهَا.
وَقَالَ سِيْبَوَيْه: ولاَ يُقَالُ لِبَائِعِ الفَاكِهَةِ فَكَّاهٌ كَمَا لَبَّان وَنَبَّال، وَقَالَ أَبُو مَعَاذٍ النَّحويُّ: الفاكِهُ الَّذِي كَثُرَتْ فَاكِهَتُه.
(وَفَكَّهَهُمْ تَفْكِيهاً: أَتَاهُمْ بِهَا.
(والفَاكِهَةُ: النَّخْلَةُ المُعْجِبَةُ وفَاكِهَةُ: (اسْمُ) رَجُلٍ.
(والفَاجِهَةُ: (الحَلْوَاءُ عَلَى التَّشْبِيهِ.
(ومِنَ المَجَازِ: (فَكَّهَهُمْ بَمُلْحِ الْكَلاَمِ تَفْكِيهاً:) إِذَا (أَطْرَفَهُمْ بِهَا، والاِسْمُ الفَكِيهَةُ،) كَسَفِينَةٍ، (وَالفِكَاهَةُ، بالضَّمِّ،) والمَصْدَرُ المُتَوَهَّم مِنْهُ الفِعْلُ هُوَ الفَكَاهَةُ، بالفَتْحِ.
(وقَدْ (فَكِهَ) الرَّجُلُ، (كَفَرِحَ فَكِهاً) بِالتَّحْرِيكِ، (وَفَكَاهَةً فَهُوَ فَكِهَّ وَفَاكِهٌ: أَيْ (طَيِّبُ النَّفْسِ ضَحُوكٌ مَزَّاحٌ.
وَفِي الحَدِيثِ: (كَانَ مِنْ أَفْكَهَ النَّاسِ مَعَ صَبِيَ.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: (كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ إِذا خَلاَ مَع أَهْلِهِ.
(أَو رَجُلٌ فَكِهٌ: (يُحَدِّثُ صَحْبَهُ فَيُضْحِكُهُمْ.
(وفَكِهَ (مِنْهُ: تَعَجَّبَ،) وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: {فِي شُغُلِ فَكِهُونَ} ، (كَتَفَكَّهَ.) يُقَالُ: تَفَكَّهْنَا مِنْ كَذَا وَكَذَا، أَيْ تَعَجَّبْنَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، أيْ تَتَعَجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ فِي زَرْعِكُمْ.
(ومِنَ المَجَازِ: (التفاكُهُ: التَّمَازُحُ.
(وَفاكَهَهُ:) مُفَاكَهَةً: (مَازَحَهُ) وَطَايَبَهُ.
وَفِي الْمَثَلِ: لاَ تُفَاكِهْ أَمَة وَلَا تَبُلْ عَلَى أَكَمَة.
(وَتَفَكَّهَ: تَنَدَّمَ؛ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيِّ؛ وَبِهِ فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُه تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} وَكَذَلِكَ تَفَكَّنُون، وَهِيَ لُغَةُ لُعْكُل.
وَقَالَ اللَّحْيَانِيُّ: أَزْدُ شَنُوءَة يَقُولُونَ: وَتَمِيمُ تقولُ: تَتَفَكَّنُونَ أَيْ تَتَنَدَّمُونَ.
(وتَفَكَّهَ (بِهِ:) إِذَا (تَمَتَّعَ وتَلَذَّذَ.
(وتَفَكَّهَ: (أَكَلَ الفَاكِهَةَ،) ومِنْهُ الأَثَرِ: تَفَكَّهُوا قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ.
(وتَفَكَّهَ: (تَجَنَّبَ عَنِ الفَاكِهَةِ،) فَهُوَ (ضِدٌّ.
(والأُفْكُوهَةُ: الأُعْجُوبَةُ،) زِنَةً وَمَعْنىً. يُقالُ: جَاءَ فُلانٌ بِأُفْكُوهة وأُمْلُوحَة.
(وَنَاقَةٌ مُفْكِهٌ،) وَهَذِه عَنِ اللَّيْثِ. (وَمُفْكهَةٌ، كَمُحْسِنٍ وَمُحْسِنَةٍ: حَاثِرَةُ اللَّبَنِ.
وَفِي الصِّحَاحِ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَفْكَهَتِ النَّاقَةُ إِذَا أَدَرَّتْ عِنْدَ أَكْلِ الرَّبِيعِ قَبْلَ النِّتَاجِ، فَهِيَ مُفْكِهٌ، انْتَهَى.
وَقِيلَ: هِيَ إِذَا رَأَيْتَ فِي لَبَنِهَا خُثُورَةً شِبْهَ اللِّبَإِ.
وَقِيلَ: الَّتِي يُهَرَاق لَبَنُهَا عِنْدَ النِّتَاجِ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ.
وَقَالَ شَمِر: إِذَا أَقْرَبَتْ فَاسْتَرْخَى صَلَواها وَعَظُمَ ضَرْعُهَا وَدَنَا نِتَاجُهَا، قَالَ الأَحْوَصُ:
بَنِي عَمِّنَا لاَ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ إِنِّنيأَرَى الحَرْبَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قَدْ أَصَنَّتِوَقَالَ غَيْرُهُ:
مُفْكِهَة أَدْنَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدْقَدْ أَقْرَبَتْ نَتْجاً وَحَانَ أَنْ تَلِدْ (وَفَكْهَةُ وَفُكَيْهَةُ، كَجُهَيْنَةَ: إِمْرَأَتَانِ،) الأَخِيرَةُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تَصْغِيرَ فَكِهَة الَّتِي هِيَ الطَّيِّبَةُ النَّفْسِ الضَّحُوكِ، وأَنْ تَكُونَ تَصْغِيرَ فَاكِهَةٍ مُرَخَّماً؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَكْتُ مَالا لِلَّذَّةِفُكَيْهَةُ هَشَّيْءٌ بِكَفَّيْكِ لاَئِقُيُرِيدُ: هَلْ شَيْءٌ.
وَفَكِهَةِ: هِيَ بِنْتُ هنيِّ بْنِ بليَ أُمّ عَبْدِ مَنَاة بن كِنَانَة بنِ خزيمَةَ.
(وأَبُو فُكَيْهَة: صَحَابِيٌّ،) واسْمُهُ يَسَارُ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ؛ كَمَا فِي الرَّوْضُ.
قُلْتُ: أَسْلَمَ قَدِيماً وَعُذِّبَ فِي اللَّهِ وَهَاجَرَ وَمَاتَ قَبْلَ بَدْرٍ.
(ومِنَ المَجَازِ: (هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ، كَكَتِفٍ: أَيْ (يَتَلَذَّذُ بِاغْتِيَابِهِمْ.
(وفِي الأَسَاسِ: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون} ؛ تَهَكُّم، أَيْ تَجْعَلُونَ فَاكِهَتُكُم قَوْلَكُمْ {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} فَالتَّفَككُّه هُنَا تَنَاوُلُ الفَاكِهَةِ غَيْرَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ.
(أَو تَفَكَّهَ هُنَا بِمَعْنَى: أَلْقَى الفَاكِهَةَ عَنْ نَفْسِهِ وَتَجَنَّبَ عَنْهَا، (قَالَهُ ابنْ عَطِيَّةَ) فِي تَفْسِيرِهِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلْيِهِ:
رَجُلٌ فَيْكَهَان: طَيِّبُ النَّفْسِ مَزَّاحٌ، عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَنْشَدَ:
إِذَا فَيْكَهَانٌ ذُو مُلاءٍ ولِمَّةٍ قَلِيلُ الأَذَى فِيما يُرَى النَّاسُ مُسْلِمُ.
وَنِسْوَةٌ فَكِهاتٌ: طَيِّبَاتُ النُّفُوسِ.
وَتَفَكَّهَ: تَعَاطَى الفَكَاهَةَ، وأَيْضاً: تَنَاوَلَ الفَاكِهَةَ، هَذَا تَعْبِيرُ الرَّاغِبِ، وهُوَ أَحْسَنُ مِمَّا عَبره المُصَنِّفُ.
وَتَرَكْتُ القَوْمَ يَتَفَكَّهُونَ بِفلانٍ: أَيْ يَغْتَابُونَهُ وَيَنَالُونَ مِنْهُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أَرْبَعَ لَيْسَ غَيْبَهنَّ يِغَيْبَةٍ مِنْهُم المُتَفَكِّهُونَ بالأُمَّهَاتِ، هُمْ الَّذين يَشْتُمونَهُنَّ مُمَازِحِينَ.
والفاكِهُ: النَّاعِمُ.
والفَكِهُ: المُعْجَبُ؛ وأَيْضاً: الأَشِرُ البَطِرُ.
وَفَكيهةُ: أَرْبَعُ صَحَابِيَّاتٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالى عَنْهُنَّ.
والفَاكِهُ ابنُ المُغَيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المَخْزُومِيُّ عَمُّ خَالِدِ بْنِ الوَلَيدِ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ.
قَالَ الزُّبَيْر: انْقَرَضَ وَلَدُهُ.
وَفِي كِنَانَةَ: الفَاكِهُ بْنُ عَمْرُو بنِ الحَرِثِ بنِ مَالِكِ ابنِ كِنَانَة، مِنْهُمْ: محمدُ بْنُ إِسْحَق المَكِّيُّ. رَوَى عَنْهُ محمدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ العمانيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ كَثِيرِ بنِ بَشيرِ بنِ الفَاكِهِ الأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ المدنيُّ الفاكِهِيُّ إِلَى جَدِّهِ المَذْكُور، من شُيُوخِ عليَ بن المَدِينِي.
وأَمَّا أَبُو عَمَّار زِيَادُ بنُ مَيْمُون الفَاكِهِيُّ فَإِلَى بَيْعِ الفَاكِهَةِ، رَوَى عَنْ أَنَس، وَهُوَ كَذَّابٌ.
والمُسَمَّى بالفَاكِهِ خَمْسَة مِنَ الصَّحَابَةِ؛ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.

ل

[ل] ز: "ل" أمر من ولى يلي.
لام الأمر: هي لامٌ يُطلَب بها الفعل.

ل: اللام من الحروف المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق، وهي ثلاثة أَحرف:

الراء واللام والنون، وهي في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَول حرف الباء كثرة

دخول الحروف الذُّلْق والشَّفَوِيَّة في الكلام.

ل alphabetical letter ل

The twenty-third letter of the alphabet; called لَامٌ. It is one of the letters termed مَجْهُورَة, or vocal, and also belongs to the class of الحُرُوفُ الذُّلْقُ, or ذَوْلَقِيَّة, i. e. letters pronounced by means of the tip of the tongue and the lip; it is one of the letters of augmentation.

A2: As a numeral it denotes thirty.

A3: For the particles لا لِ لَ, &c., see Supplement.
ل: لِ. لَكَ وَلَك أو لك وحدها: لتأكيد الكلام ففي كليلة ودمنة (181:2) فإنما نحن لك ولك أيها الملك.
ل- السنة التاسعة لملك فلان (معجم أبي الفداء).
ل- يبيعها له: يبيعها لحسابه (رولاند).
كان ل: أخضع ل (عبد الواحد 16، 5).
عجباً لقوم لم تكن أذهانهم ... لهوى ولا أجسادهم لنحولِ
من لي بفلان: من يحل محلّي إزاء فلان (رياض النفوس 16): كان هذا القاضي يرى وحيداً، في الأغلب، في الجامع، حين يكون هناك مأتم فيقال له انك انصرفت إلى دارك فيقول فمن لي بالملهوف إذا قصدني فلم يجدني.
ل بدلاً من بعد: وكانت ولادة شيث لمضى مائتين وثلثين سنة من عمر آدم (معجم لبي الفداء).
لك الله: ليعطف عليك الله (عباد 1، 392).
لله علي: ليشهد علي الله (انظره في رياض النفوس في مادة طلب 78:1): لله على أن لا آكل تمراً حتى ألقاه وفي (ص90) في الحديث عن أحد المعلمين: ولما قرأ كتاب أدب المعلمين لمحمد بن سحنون رحمه الله ترك التعليم وقال الله علي لا علمت أبداً وذلك إنه خاف أن يضعف عن القيام بالشرائط التي فيه فتركه تطوعاً (رياض النفوس).
(اللَّامُ) مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ. وَهِيَ ضَرْبَانِ: مُتَحَرِّكَةٌ وَسَاكِنَةٌ. فَالْمُتَحَرِّكَةُ ثَلَاثٌ: لَامُ الْأَمْرِ وَلَامُ التَّأْكِيدِ وَلَامُ الْإِضَافَةِ. فَلَامُ الْأَمْرِ يُؤْمَرُ بِهَا الْغَائِبُ. وَرُبَّمَا أُمِرَ بِهَا الْمُخَاطَبُ، وَقُرِئَ: «فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا» بِالتَّاءِ. وَيَجُوزُ حَذْفُهَا فِي الشِّعْرِ فَتَعْمَلُ مُضْمَرَةً كَقَوْلِهِ: أَوْ يَبْكِ مَنْ بَكَى. وَلَامُ التَّأْكِيدِ خَمْسَةُ أَضْرُبٍ: لَامُ الِابْتِدَاءِ كَقَوْلِهِ: لَزَيْدٌ أَفْضَلُ مِنْ عَمْرٍو. وَالدَّاخِلَةُ فِي خَبَرِ إِنَّ الْمُشَدَّدَةِ وَالْمُخَفَّفَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: 143] . وَالَّتِي تَكُونُ جَوَابًا لِلَوْ وَلَوْلَا. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ: 31] . وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا} [الفتح: 25] . وَالَّتِي تَكُونُ فِي الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ الْمُؤَكَّدِ بِالنُّونِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32] . وَلَامُ جَوَابِ الْقَسَمِ. وَجَمِيعُ لَامَاتِ التَّأْكِيدِ تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ جَوَابًا لِلْقَسَمِ. وَلَامُ الْإِضَافَةِ ثَمَانِيَةُ أَضْرُبٍ: لَامُ الْمِلْكِ كَقَوْلِكَ: الْمَالُ لِزَيْدٍ. وَلَامُ الِــاخْتِصَاصِ كَقَوْلِكَ: أَخٌ لِزَيْدٍ. وَلَامُ الِاسْتِغَاثَةِ كَقَوْلِهِ:
يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ أَمَا يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا وَاللَّامَانِ جَمِيعًا لِلْجَرِّ إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا الْأُولَى وَكَسَرُوا الثَّانِيَةَ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْمُسْتَغَاثِ بِهِ وَالْمُسْتَغَاثِ لَهُ. وَقَدْ يَحْذِفُونَ الْمُسْتَغَاثَ بِهِ وَيُبْقُونَ الْمُسْتَغَاثَ لَهُ فَيَقُولُونَ: يَا لِلْمَاءِ يُرِيدُونَ يَا قَوْمُ لِلْمَاءِ أَيْ لِلْمَاءِ أَدْعُوكُمْ. فَإِنْ عَطَفْتَ عَلَى الْمُسْتَغَاثِ بِهِ بِلَامٍ أُخْرَى كَسَرْتَهَا لِأَنَّكَ قَدْ أَمِنْتَ اللَّبْسَ بِالْعَطْفِ كَقَوْلِهِ:

يَا لَلْكُهُولِ وَلِلشُّبَّانِ لِلْعَجَبِ
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

يَا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْبًا
اسْتِغَاثَةٌ. وَقِيلَ: أَصْلُهُ يَا آلَ بَكْرٍ فَخُفِّفَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ. وَمِنْهَا لَامُ التَّعَجُّبِ وَهِيَ مَفْتُوحَةٌ كَقَوْلِكَ يَا لَلْعَجَبِ وَالْمَعْنَى يَا عَجَبُ احْضُرْ فَهَذَا أَوَانُكَ. وَلَامُ الْعِلَّةِ بِمَعْنَى كَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] وَضَرَبَهُ لِيَتَأَدَّبَ. وَلَامُ الْعَاقِبَةِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

فَلِلْمَوْتِ تَغْذُو الْوَالِدَاتُ سِخَالَهَا ... كَمَا لِخِرَابِ الدَّهْرِ تُبْنَى الْمَسَاكِنُ
أَيْ عَاقِبَتُهُ ذَلِكَ. وَلَامُ الْجَحُودِ بَعْدَ مَا كَانَ وَلَمْ يَكُنْ وَلَا تَصْحَبُ إِلَّا النَّفْيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} [الأنفال: 33] أَيْ لِأَنْ يُعَذِّبَهُمْ. وَلَامُ التَّأْرِيخِ تَقُولُ: كَتَبْتُ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ أَيْ بَعْدَ ثَلَاثٍ.
وَأَمَّا اللَّامُ السَّاكِنَةُ فَضَرْبَانِ: لَامُ التَّعْرِيفِ سَاكِنَةٌ أَبَدًا. وَلَامُ الْأَمْرِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا حَرْفُ عَطْفٍ جَازَ فِيهَا الْكَسْرُ وَالتَّسْكِينُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ} [المائدة: 47] . 
اللَّام: على نَوْعَيْنِ اسْمِي وحرفي. اللَّام الاسمي بِمَعْنى الَّذِي مثل الضَّارِب والحرفي تدخل على النكرَة فتجعلها معرفَة وَهِي للْجِنْس والاستغراق والعهد الْخَارِجِي والعهد الذهْنِي لِأَنَّهُ لَا بُد وَأَن يكون لمدخولها مَاهِيَّة وَمَفْهُوم. فَهِيَ إِمَّا تُشِير إِلَى مَاهِيَّة مدخولها من حَيْثُ هِيَ بِأَن لَا تكون الْأَفْرَاد ملحوظة فَهِيَ لَام الْجِنْس مثل الرجل خير من الْمَرْأَة. أَو تُشِير إِلَى مَاهِيَّة مدخولها لَا من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة. فَأَما من حَيْثُ إِنَّهَا متحققة فِي ضمن جَمِيع الْأَفْرَاد. أَو فِي ضمن فَرد مَا نَوْعي أَو شخصي. الأول لَام الِاسْتِغْرَاق كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين آمنُوا} . وعَلى الثَّانِي فَذَلِك الْفَرد إِمَّا مَعْهُود بَين الْمُتَكَلّم والمخاطب أَولا بِأَن يفرضه الْمُتَكَلّم. فعلى الأول لَام الْعَهْد الْخَارِجِي نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فعصى فِرْعَوْن الرَّسُول} . وعَلى الثَّانِي لَام الْعَهْد الذهْنِي نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أكله الذِّئْب} . وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على المطول إِذا دخلت اللَّام على اسْم جنس فإمَّا أَن يشار بهَا إِلَى حِصَّة مُعينَة مِنْهُ أَي من ذَلِك الْجِنْس فَردا كَانَت تِلْكَ الْحصَّة الْمعينَة أَو أفرادا مَذْكُورا تَحْقِيقا كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو تَقْديرا كَمَا إِذا قيل خرج الْأَمِير وَلَا يكون هُنَاكَ أَمِير سواهُ وَيُسمى لَام الْعَهْد الْخَارِجِي وَإِمَّا أَن يشار بهَا إِلَى الْجِنْس نَفسه وَحِينَئِذٍ إِمَّا أَن يقْصد الْجِنْس من حَيْثُ هُوَ كَمَا فِي التعريفات وَنَحْو قَوْلك الرجل خير من الْمَرْأَة وَتسَمى (لَام الْحَقِيقَة والطبيعة) . وَإِمَّا أَن يقْصد الْجِنْس من حَيْثُ هُوَ مَوْجُود فِي ضمن الْأَفْرَاد بِقَرِينَة الْأَحْكَام الخارجية عَلَيْهِ الثَّابِتَة لَهُ فِي ضمن تِلْكَ الْأَفْرَاد. فإمَّا فِي جَمِيعهَا كَمَا فِي الْمقَام الْخطابِيّ كالمدح والذم واليقيني مثل {إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين آمنُوا} . وَهُوَ الِاسْتِغْرَاق أَو فِي بَعْضهَا وَهُوَ الْمَعْهُود الذهْنِي فَإِن قلت هلا جعلت الْعَهْد الْخَارِجِي كالذهني والاستغراق رَاجعا إِلَى الْجِنْس قلت: لِأَن معرفَة الْجِنْس غير كَافِيَة فِي تعْيين شَيْء من أَفْرَاده بل يحْتَاج فِيهِ إِلَى معرفَة أُخْرَى انْتهى. يَعْنِي لَا بُد فِي الْعَهْد الْخَارِجِي من تعْيين فَرد أَو أَكثر مَذْكُورا فِيمَا سبق تَحْقِيقا أَو تَقْديرا وَلَا بِكَوْنِهِ تَعْرِيف الْجِنْس فَقَط فَلَا يَصح إرجاع الْعَهْد الْخَارِجِي إِلَيْهِ وإدراجه فِيهِ وَإِن أردْت تَفْصِيل هَذَا الْمقَام وَتَحْقِيق هَذَا المرام فَانْظُر فِي الْمعرفَة فَإِنَّهَا مَمْلُوءَة بحقائق ومعارف بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ.
ثمَّ اعْلَم أَن فِي لَام التَّعْرِيف ثَلَاثَة مَذَاهِب. مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ. وَهُوَ أَن أَدَاة التَّعْرِيف هِيَ اللَّام وَحدهَا زيدت عَلَيْهَا همزَة الْوَصْل لتعذر الِابْتِدَاء بالساكن وَلم تتحرك لِأَن الضمة ثَقيلَة وَعند تحريكها بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح يلْزم الالتباس بِاللَّامِ الجارة وَلَام التَّأْكِيد وَهَذَا هُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور. وَمذهب الْخَلِيل. أَن أل كهل. وَمذهب الْمبرد. وَهُوَ أَن أَدَاة التَّعْرِيف هِيَ الْهمزَة وَحدهَا زيدت اللَّام للْفرق بَينهَا وَبَين همزَة الِاسْتِفْهَام. وَلنَا تحقيقات عَجِيبَة وتدقيقات فويقة فِي تَفْصِيل هَذِه الْمذَاهب الثَّلَاثَة فِي جَامع الغموض منبع الفيوض شرح الكافية.
ثمَّ اعْلَم أَن لَام التَّعْرِيف تُدْغَم فِي أَرْبَعَة عشر حرفا. فِي التَّاء نَحْو التائبون. وَفِي الثَّاء نَحْو وَمَا تَحت الثرى. وَفِي الدَّال نَحْو وَالدَّم. وَفِي الذَّال نَحْو والذرع. وَفِي الرَّاء نَحْو وَالرُّمَّان. وَفِي الزَّاي نَحْو وَالزَّيْتُون. وَفِي السِّين نَحْو وَالسَّمَاء. وَفِي الشين نَحْو وَالشَّمْس. وَفِي الصَّاد نَحْو وَالصَّافَّات. وَفِي الضَّاد نَحْو وَالضُّحَى وَفِي الطَّاء نَحْو والطيبات. وَفِي الظَّاء نَحْو أَن الظَّن. وَفِي اللَّام نَحْو وَاللَّيْل. وَفِي النُّون نَحْو وَالنَّاس وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف حروفا شمسية لِأَن الشَّمْس كَمَا تُؤثر فِي الْقَمَر بِحَيْثُ يصير هُوَ منورا كَذَلِك هَذِه الْحُرُوف عِنْد اتصالها بلام التَّعْرِيف مُؤثرَة فِيهَا بِحَيْثُ تصير اللَّام مثلهَا كَمَا مر وَيُسمى هَذَا الْإِدْغَام بِالنّظرِ إِلَى هَذِه الْحُرُوف إدغاما شمسيا. وَتظهر لَام التَّعْرِيف عِنْد اتِّصَال حرف من حُرُوف (ابغ حجك وخف عقيمه) كَمَا تَقول الْأَعْمَى - والبصير - والغاوون وَالْحَمْد - والجمل وَالْكتاب - والوسواس - والخناس - وَالْفَجْر - وَالْعَادِيات - والقارعات واليتيم - والمسكين - وَالْهَادِي. وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف قمرية لِأَن الْقَمَر لَا يُؤثر نوره فِي غَيره كَالشَّمْسِ كَذَلِك هَذِه الْحُرُوف لَا تُؤثر تأثيرها أصلا فِي اللَّام عِنْد اتصالها بهَا وَيُسمى هَذَا الْإِظْهَار بِالنّظرِ إِلَى هَذِه الْحُرُوف قمريا.
ل
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّالث والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ لثويّ، مجهور، ساكن جانبيّ، مُرقَّق. 

ل2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الاستحقاق "الحمد لله- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ".
2 - حرف جرّ يفيد الــاختصاص "الجنّة للمؤمنين- {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الملك أو التمليك "وهبت له مالاً- {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التعليل " {وَقَدْ كَفَرُوا لِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [ق]- {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. إِيلاَفِهِمْ} ".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} ".
6 - حرف جرّ بمعنى بَعْدَ " {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} ".
7 - حرف جرّ بمعنى (على)، فيكون للاستعلاء الحقيقيّ أو المجازيّ " {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ} - {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ".
8 - حرف جرّ يفيد شبه الملك " {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} ".
9 - حرف جرّ بمعنى (عند) "كتبته لخمس خلون من رمضان- {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جَاءَهُمْ} [ق]: بكسر اللام وتخفيف الميم".
10 - حرف جرّ بمعنى (مِنْ) "سمعت له صراخا- *ونحن لكم يوم القيامة أفضل*: ونحن منكم".
11 - حرف جرّ بمعنى (في) " {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (عن).
13 - حرف جرّ يفيد القسم "لله ما يبقى على الأيّام ذو حِيَدٍ".
14 - حرف جرّ يفيد التعجّب "فلله هذا الدهر كيف تردّدا" ° لله دَرُّك.
15 - حرف جرّ يفيد التعدية "ما أحبَّ هذا العالِم للقراءة- {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} ".
16 - حرف جرّ، ويكون زائدًا لتقوية عامل ضعيف، ويسمَّى لام التقوية " {هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} - {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} ".
17 - حرف جرّ يفيد التبليغ "قلت له: بلَّغْتُه".
18 - حرف جرّ يفيد التعدية.
19 - حرف جرّ يفيد البيان؛ أي: بيان أنّ ما بعدها في حكم المفعول وأنّ ما قبلها هو الفاعل "ما أحبني لفلان".
20 - حرف نصب يأتي بعد كونٍ منفيّ، يفيد توكيد النفي، ويسمَّى لام الجحود " {لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} ".
21 - حرف نصب يفيد الصيرورةَ أو العاقبةَ، فيكون ما بعده أمرًا مفاجئًا غير متوقّع بالنسبة لما قبله، ويسمى لام العاقبة " {فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}: وهي الداخلة على المضارع المنصوب بـ أن مضمرة".
22 - حرف نصب يفيد التعليل، وهو الذي يكون ما بعده سببًا لما قبله، ويسمَّى لام التعليل " {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} ".
23 - حرف نصب يكون زائدًا بعد فعل الإرادة والأمر " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} ".
24 - حرف جزم، يأتي للأمر وللدعاء وللالتماس، ويسمَّى لام الطلب "لتعرني قلبك: - {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} - {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} ".
25 - حرف غير عامل للابتداء يفيد توكيد مضمون الجملة وتخليص المضارع للحالّ، ومنها اللاّم التي تأتي بعد إنّ، وتسمَّى اللام المزحلقة " {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}: دخلت على المبتدأ- {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}: دخلت على خبر إنَّ وهو اسم- {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}: دخلت على خبر إنَّ وهو فعل مضارع- {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}: دخلت على خبر إنَّ وهو شِبه جملة".
26 - حرف زائد غير عامل "ولكنّني من حبِّها لعميد: دخلت على خبر لكن".
27 - حرف غير عامل، وهي لام الجواب " {لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا}:
 جواب لو- {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ}: جواب لولا- {تَاللهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا}: جواب القسم".
28 - حرف غير عامل، يدخل على أداة شرط للإيذان بأنّ الجواب بعدها مبنيّ على قسم قبلها لا على الشرط، ويسمَّى اللاّم الموطِّئة " {لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} ".
29 - حرف غير عامل، وهي اللاّم اللاحقة بأسماء الإشارة للدلالة على البعد أو على توكيده "ذلك الرجل- تلك المرأة". 

ل


لِ (a. prep. As a pronom. prefix.
لَ ), To; according to; belonging
due to.
b. ( foll. by the Aorist ), To, in order to
for the purpose of.
لَعَمْرُك
a. By thy life!

إِنَّ رَبِّي لَسَمِيّع
الدُّعَآء
a. Verily my God (surely) hearkens to
prayer!
يَا لَلْعَجَب
a. O Wonder!

إِنَّ زَيْدًا لَقَامَ
a. As to Zaid, he (surely) has risen.

لَكَ أَلأَمْرُ
a. It is for thee to decide the matter.

لَهُ مَا فِى السَّمَوَاتِ
والأَرضِ
a. To Him belongs all that is in Heaven & on
earth!

لِي عِلْمٌ بِذٰلِكَ
a. I have knowledge of that.

لِلّٰهِ وَرَسُوْلِهِ
a. For the love of God & his prophet!

المَجْدُ لِلّٰهِ
a. Glory be to God!

فَلْيَكْتُب &
a. لِيَكْتُب Let him write!

جِئْتُكَ لِأَن أُكْرِمَكَ
a. I have come in order to honour thee.

وَهَبْتُ لِزَيْدٍ دِيْنَارًا
a. I have granted a deenar to Zaid.

لبط

(لبط) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "تَضْرِب اليَتيمَ وتَلْبِطُه "
: أي تَصْرَعُه على الأَرضِ.
(لبط)
فلَانا لبطا صرعه وَيُقَال لبط بِهِ الأَرْض

(لبط) بفلان سقط على الأَرْض من قيام فَهُوَ ملبوط بِهِ

لبط


لَبَطَ(n. ac. لَبْط)
a. [Bi], Threw down ( on the ground ).
b. [ coll. ], Kicked.
c. [pass.], Caught cold.
لَبَّطَ
a. [ coll. ]
see I (b)
تَلَبَّطَa. Galloped (camel).
b. [Ila], Went to.
c. Lay down.

إِلْتَبَطَa. see V (a)b. Was confused.
c. [Fī], Set about.
d. see V (c)
لَبْطَةa. A cold.
b. [ coll. ], Kick.
لَبَطَةa. Gallop.

لَبَّاْطa. Kicker.

أَلْبَاْطa. Skins, hides.
[لبط] لَبَطْتُ به الأرض، مثل لَبَجْتُ به، إذا ضربتَ الأرض. ولُبِطَ به يُلْبَطُ لَبْطاً، مثل لُبِجَ به، إذا سقط من قيام. وكذلك إذا صُرِعَ. وتَلَبَّطَ، أي اضطجع وتمرَّغ. وإذا عدا البعيرُ وضَرَب بقوائمه كلِّها قيل: مرَّ يَلْتَبِطُ. والاسم اللبْطَةُ بالتحريك. وعدو الاقزل لبطة أيضا. ولبطة: ابن الفرزدق.
لبط لَبَطَ به الأرْضَ أي صَرَعَه صَرْعاً عَنِيْفاً؛ يَلْبطُه لَبْطاً. ولُبطَ بفُلانٍ صُرعَ مُفَاجَاةً.
والتَّلَبطُ: التوَجُّهُ، تَلَبطْتُ مَوْضِعَ كذا: أي تَوَجَّهْت. وهو التمَرُّغُ أيضاً.
والْتَبَطَ البَعِيْرُ: إذا خَبَطَ بيَدَيْه وهو يَعْدُو، ولَبَطَ أيضاً. والْتَبَطَ الرَّجُلُ: احْتَالَ واجْتَهَدَ. وإنه لَذُوْ لَبَطَةٍ: أي سُرْعَةٍ. والْتَبَطَ القَوْمُ بفُلانٍ: أطَافُوا به ولَزِمُوه. واللَبْطَةُ: الزُكَامُ، ورَجُلٌ مَلْبُوْطٌ؛ لُبِطَ لَبْطاً: زُكِمَ.
[لبط] نه: في ح الشهداء: أولئك "يتلبطون" في الغرف العلى، أي يتمرغون. غ: يضطجعون. نه: ومنه ح ماعز: لا تسبوه فإنه الآن "يتلبط" في الجنة. غ: يتلبط: يتقلب أو يسعى. نه: وح أم إسماعيل: جعلت تنظر إليه يتلوى و"يتلبط". ج: أي يضطرب ويتقلب ظهرًا لبطن. نه: ومنه ح: أنه خرج وقريش "ملبوط" بهم، أي أنهم سقوط بين يديه. وح سهل بن حنيف لما أصابه عامر بن ربيعة بالعين: "فلبط" به، أي صرع وسقط إلى الأرض. وح عائشة: تضرب اليتيم و"تلبطه"، أي تصرعه إلى الأرض. وح الحجاج السلمى حين دخل مكة قال للمشركين: ليس عندي من الخبر ما يسركم، "فالتبطوا" بجنبي ناقته يقولون: إيه يا حجاج.
لبط: لبط به الأرض: ضرب به الأرض (محيط المحيط).
لبط: رفس. رَمح (بوشر، همبرت).
لبط بعض العامة تقول لبط العجين أي ارتخى وماع وعسرت معالجته (محيط المحيط).
لبط ب (أو لبّط؟) فعل شيئاً بسرعة (ميركس 157:1).
تلبّط: نعرّج في المشي (ميركس 157) وهذا ما يثبت أننا ينبغي أن نصحح ما قاله (أبو الوليد 8:793) في عبارته: يتعوج في كلامه كما نقول نحن يتلبط ونجعلها يتعرّج.
لبطة: رفسة، قدم ذوات الأربع (الحيوانات) (بوشر).
لبيط: عند العامة الخبط بالرجلين (محيط المحيط) انظر أو لباط (في الأسبانية abad بالتحريك) وجمعها لبابط. رجل دين، كاشن قانوني (الكالا: canonigo de iglesia, clerigo سيمونيه 233) كاهن في كنيسة خاصة، خوري، رعي كنيسة. (قوانين غرناطة).
[ل ب ط] لَبَطَ به الأَرْضَ يَلْبِطُ لَبْطاً: ضَرَبَها به، وقِيلَ: صَرَعَه صَرْعاً عَنيفاً. ولُبِطَ به لَبْطاً: ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرضَ من داءٍ أو أمرٍ يَغْشَاه مُفَاجأَةً. ولَبَطَه البَعيرُ بَيدَيه يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه. واللَّبْطُ باليَدَ كالخَبْطِ بالرِّجْلِ، وقِيلَ: إذا ضَرَبَ البَعيرُ بَقَوائِمه كُلِّها فَتِلْك اللَّبْطَةُ، وقد لَبَطَ يَلْبِطُ، قَالَ الخَذْلَمِيُّ. (تَلْبِطُ فيها كُلُّ حَيْزَبون ... )

الحَيْزَبُونُ: الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ. والتْبَطَ، كَلَبَطَ. وتَلَبَّطَ الرَّجُلُ: اخْتَلَطَتْ عليه أُمُورُه. ولُبَطَ الرجُلُ لَبْطاً: أَصَابَه سُعالٌ وُزكامٌ، والاسمُ اللَّبْطُ. واللَّبَطَةُ: عَدْوُ الشَّديِدِ العَرَجِ، وقِيلَ: عَدْوُ الأَقْزَلِ. والالْتِباطُ: عَدْوٌ مع وَثْبٍ. والأَلْباطُ: الجُلودُ، عن ثَعلَبٍ، وأَنْشَدَ:

(وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ ... )

ورِوايةُ أَبي العَلاءِ. ((مُقْوَرِة الألياطِ)) كأنَّه جَمعُ لِيطٍ. ولَبَطَةُ: اسْمٌ.

لبط: لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً مثل لبَجَ به: ضرَبها

به، وقيل: صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً. ولُبِطَ بفلان إِذا صُرِع من عين أَو

حُمّى. وَلُبِطَ به لَبْطاً: إِذا صُرع من عين أَو حُمّى. وَلُبِطَ به

لَبْطاً: ضرَب بنفسه الأَرض من داء أَو أَمر يَغْشاه مفاجأَةً. ولُبِطَ به

يُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط من قِيام، وكذلك إِذا صُرعَ.

وتَلَبَّط أَي اضْطَجَع وتَمَرَّغَ. والتَّلَبُّط: التَّمرُّغُ. وسئل

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الشهداء فقال: أُولئك يَتَلَبَّطُون في

الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون، ويقال:

يَتَصَرَّعُون، ويقال: فلان يَتَلَبَّطُ في النَّعِيم أَي يتمرَّغُ فيه. ابن

الأَعرابي: اللَّبْطُ التَّقَلّبُ في الرِّياضِ. وفي حديث ماعِز: لا

تَسُبُّوه إِنه ليَتَلَبَّطُ في رِياضِ الجنة بعدما رُجِمَ أَي يتمرَّغُ

فيها؛ ومنه حديث أُم إِسمعيل: جعلت تنظُر إِليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ.

وفي الحديث: أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، كانت تَضْرِب اليتيمَ حتى

يَتَلَبَّطَ أَي يَنْصَرِعَ مُسْبِطاً على الأَرض أَي مُمْتَدّاً، وفي رواية:

تضرب اليتيم وتَلْبِطُه أَي تصْرَعُه إِلى الأَرض. وفي الحديث: أَنَّ عامر

بن أَبي ربيعةَ رأَى سَهْلَ بن حُنَيْف يغْتسل فعانَه فلُبِطَ به حتى ما

يَعْقِل أَي صُرِعَ وسقَطَ إِلى الأَرض، وكان قال: ما رأَيتُ كاليومِ

ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فأَمَر، عليه الصلاة والسلام، عامِر بن أَبي

رَبيعةَ العائنَ حتى غسل له أَعْضاءه وجمع الماء ثم صبَّ على رأْس سهل فراح مع

الركب. ويقال: لُبِطَ بالرّجل فهو مَلْبوطٌ به. وفي الحديث: أَنه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، خرج وقريشٌ ملْبُوطٌ بهم، يعني أَنهم سُقُوطٌ بين

يديه، وكذلك لُبِجَ به، بالجيم، مثل لُبط به سواء. ابن الأَعرابي: جاء فلان

سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كقولك مُلْتَبِجاً، ومُتَلَبِّطاً أَجْود من

مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ من العَدْوِ. وفي الحديث الحَجَّاج السُّلَميّ حين

دخل مكة قال للمشركين: لَيْسَ عندي

(* قوله «ليس عندي إلخ» كذا بالأصل،

وهو في النهاية بدون ليس.) من الخبَر ما يسُرّكم، فالتَبَطُوا بَجَنْبَيْ

ناقته يقولون: إِيه يا حجاج الفرّاء: اللَّبَطةُ أَن يضرب البعير بيديه.

ولَبطه البعيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه. واللَّبْط باليد: كالخَبْطِ

بالرجل، وقيل: إِذا ضرب البعير بقوائمه كلها فتلك اللَّبَطَةُ، وقد

لَبَطَ يَلْبِطُ؛ قال الهذلي:

يَلْبِطُ فيها كلّ حَيْزَبُون

الحيزبون: الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ. والتَبَطَ: كَلَبَطَ. وتَلَبَّطَ

الرجلُ: اختلطت عليه أُمُوره. ولُبِطَ الرجلُ لَبْطاً: أَصابَه سعال

وزُكام، والاسم اللَّبَطَةُ، واللبَطة: عَدْوُ الشدِيد العَرج، وقيل: عَدْوُ

الأَقْزَل. أَبو عمرو: اللَّبَطة والكَلَطةُ عدْو الأَقزل، والالْتباطُ

عَدْوٌ مع وَثْب. والتَبَطَ البعيرُ يَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا في

وَثْب؛ قال الراجز:

ما زِلْتُ أَسْعى مَعَهم وأَلْتَبطْ

وإِذا عدا البعير وضرب بقوائمه كلها قيل: مَرَّ يَلْتَبطُ، والاسم

اللبَطةُ، بالتحريك.

والأَلباطُ: الجُلودُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ

ورواية أَبي العَلاء: مقوَّرة الأَلْياط، كأَنه جمع لِيطٍ. ولَبَطةُ:

اسم، وكان للفرزدق من الأَولاد لَبَطةُ وكَلَطةُ وجَلَطة

(* قوله «وجلطة»

هو بالجيم، وقد مر في كلط خبطة بالخاء المعجمة ووقع في القاموس حلطة

بالهاء المهملة.).

لبط
لبطْتُ به الأرض ولبجْتُ به: إذا ضربتَ به الأرض.
ولُبط به - على ما لم يُسمَّ فاعلُه - ولُبج به: إذا سقط من قيام، وكذلك إذا صرع.
وفي حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم - أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف - رضي الله عنهما - يغتسل فعانهُ، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبَّاةٍ فلبط به حتى ما يعقل من شدة الوجع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتتهمون أحداً، قالوا: نعم، وأخبروه بقوله، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغسل له، ففعل فراح مع الركب.
وصفةُ الغسل ما قاله الزهري قال: يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ثم يدخل يده فيصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة إزاره ولا يوضع القدح بالأرض ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبةً واحدةً. وقال أبو عبيد: أما قوله: يغسل داخلة إزارة: فقد اختلف الناس في معناه، فكان بعضهم يذهب وهمه إلى المذاكير، وبعضهم إلى الأفخاذ والورك.
قال: وليس هو عندي من هذا في شيء، إنما أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو يلي الجانب الأيمن من الرجل؛ لأن المؤتزر إنما يبدأ إذا ائتزر بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل. قال: ولا أعلمه إلاَ وقد جاء مفسراً في بعض الحديث.
واللَّبطةُ: - بالتحريك - الاسم من الالتباط.
وعدْو الأقزال: لبطة - أيضاً -.
ولبطة بن الفرزدق: أخو كلطة وخبطة، وكنيتهُ أبو غالب المجاشعي، يروي عن أبيه، روى عنه سفيان بن عيينة.
ومن اللَّبط: الصَّرع والثمريغ في التراب: حديث عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه.
ولَبَطيُطُ: بلد من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس.
والملْبْطَ - بكسرالميم -: موضع. ويوم الملبط: من أيامهم.
وقال ابن عباد: اللَّبطة: الزكام، ورجل ملبُوط لُبط لبطاً: أي زكم.
وقال غيره: تلبَّط: إذا اضطجع وتمرغ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ماعز بم مالك الأسلمي - رضي الله عنه - بعدما رجم: إنه ليّتَلَبط في رياض الجنة. وسُئل - صلى الله عليه وسلم - عن الشهداء فوصفهم ثم قال: أولئك الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة.
وقال ابن عباد: التلُبْطُ: التوجهُ، يقال: تلبطت موضع كذا: أي توجهت، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
ومتى تدعْ دار الهَواَن وأهلها ... تجِدِ البلادَ عريْضةَ المُتلبَّط
أي: المذهب.
وجاء يتّلَبُّط: أي يعْدُو، قال:
ما زِلتُ أسعْى معُهم وألتبِطْ ... حتى إذا جنّ الظلامُ النختلطِ
جاءُوا بِضيْحٍ هلْ رأيتَ الذّئب قطْ قال: والتبطَ الرّجلُ: احتالَ واجتهدَ.
والتبطَ القومُ بفلانٍ: أطافوا به ولزموْهُ.
وقال غيرهُ: التبطَ: إذا سعىَ، وفي حديثِ بعضهم: فألتبِطوا بجنْبيْ ناقتي.
والتَبط: أي تحيرَ، قال عبد الله بن الزّبعرْى:
كلّ بوْسٍ ونعْيمٍ زائلّ ... وبناتُ الدهرِ يلْعَبنْ بكلْ
والعَطياتُ خساسّ بينهمْ ... وسواءّ قبرُ مثرٍ ومقلْ
ذو مناَدْيْحَ وذو ملْتبطٍ ... ورِكابي حيثُ وجّهْتُ ذلُلْ
هكذاَ أنشده الفرّاء: " خَساس " بالسّين وقال: خساسّ: قليلةّ، وقال الأصمعيّ: الرّواية: " خصاصّ " بالصاد؛ أرادَ: الــاختصاصَ في العطاياَ؛ يحرْمُ هذا ويعْطى هذا ويستوْوْنَ في القبور.
اسْتشهدَ ابن فارسٍ بالبيتِ الأخير على أنَ الالتباطَ التحيرُ. وليس منه في شيءٍ، وإنما الالتباطُ - ها هنا - بمعنى الاضطراب: أي الضرْبِ في الأرض.

وقال ابن فارسٍ: التْبط: إذا جمعَ قوائمه، قال رؤبة:
معْجي أمامَ الخيلِ والتباطي
هو من قولهمِ للبعيرِ إذا مر يجهدُ العدْوَ: عدا اللبطة، وهذا مثلّ يريدُ انه لا يجاري أحداً إلا سبقهَ.
والتركيبُ يدل على سقوطٍ وصروعٍ.
لبط
لَبَطَ بِهِ الأَرْضَ يَلْبِطُهُ لَبْطاً: ضَرَبَ، كلَبَجَ بِهِ، وَقيل: صَرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً. ولُبِطَ بِهِ، كعُنِيَ: سَقَطَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ قِيَامٍ، فَهُوَ مَلْبُوطٌ بِهِ، وكَذلِكَ إِذا صُرِعَ من عَيْنٍ أَو حُمَّى، وقِيل: لُبِطَ بهِ، إِذا ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ من دَاءٍ أَو أَمْرٍ يَغْشَاهُ مُفَاجَأَةً. وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ عامِرَ بنَ رَبِيعَةَ رأَى سَهْلَ بنَ حُنَيْف يَغْتَسِلُ فعانَهُ فلُبطَ بِهِ حَتَّى مَا يَعْقِلُ أَي: صُرِعَ وسَقَطَ إِلى الأَرْضِ. وكانَ قالَ: مَا رَأَيْتُ كاليَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فأَمَرَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عامِرَ بنَ رَبِيعَةَ العائِنَ حَتَّى غَسَلَ لَهُ أَعضاءَهُ وَجمع المَاء ثمَّ صبَّ على رَأْسِ سَهْلٍ فراحَ مَعَ الرَّكْبِ. قلتُ: ولِغَسْلِ العائِنِ كَيْفِيَّةٌ غَرِيبَةٌ ذَكَرها الأَزْهَرِيّ ُ فِي التَّهْذِيبِ مُطَوَّلَةً، فراجِعْه. وَفِي حَدِيثٍ آخر: خَرَجَ وقُرَيْشٌ مَلْبُوطٌ بهم، أَي أَنَّهُم سُقُوطٌ بينَ يَدَيْهِ، وكذلِكَ لُبِجَ بهِ. واللَّبْطَةُ: الزُّكَامُ والسُّعَالُ، وَقد لُبِطَ، بالضَّمِّ، لَبْطاً، فَهُوَ مَلْبُوطٌ: أَصابَهُ ذلِك. وَقَالَ الفَرّاءُ: اللَّبَطَةُ، بالتَّحْرِيكِ: اسمٌ من الالْتِبَاطِ، أَي الْتِبَاطِ البَعِيرِ، الآتِي مَعْنَاهُ قَرِيباً. وَقَالَ أَبو عَمْرو: اللَّبْطَة عَدْوُ الأَقْزَلِ، كالكَلْطَة، ويُقال: هُوَ عَدْوُ الأَعْرَجِ الشّدِيد العَرَجِ. ولَبَطَةُ: ابنٌ للفَرَزْدَقِ الشَّاعِر، نَقله الجَوْهريّ، وكُنيتُه أَبو غالِبٍ المُجَاشِعِيّ يَرْوِي عَن أَبيه، وعَنْهُ سُفيانُ بن عُيَيْنَة، وَهُوَ أَخُو كَلَطَة وحَبَطَة، وَلم يذكر الأَخِير فِي مَوْضِعِه، وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ، ويُرْوَى: خَبَطَة بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ جَلَطة، بالجِيم.
وتَلَبَّطَ الرَّجُلُ فِي أَمْرِه، إِذا تَحَيَّرَ، وَيُقَال: تَلَبَّطَ: اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ أُمُورُه.
وتَلَبَّطَ: عَدَا، كالْتَبَطَ. وتَلَبَّطَ: اضْطَجَعَ وتَمَرَّغَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: فلانٌ يَتَلَبَّطُ فِي النَّعِيم، أَي) يَتَمَرَّغ فِيهِ. وَفِي حديثِ الشُّهَدَاءِ: أُولَئك يَتَلَبَّطُون فِي الغُرَفِ العُلاَ فِي الجَنَّة أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون. وتَلَبَّطَ إِلَيْهِ: تَوَجَّه، وَفِي التَّكْمِلَة: تَلَبَّطَ مَوْضِعَ كَذَا، أَي تَوَجَّه، عَن ابْنِ عَبّادٍ. والمِلْبَطُ، كمِنْبَرٍ: ع. ولَهُ يومٌ، نَقله ياقوت. ولِبْطِيطٌ، كزِنْبِيلٍ، وَفِي التَّكْمِلَة لَبَطِيط، مَحَرَّكَةً: د، بالجَزِيرَة الخَضْراءِ الأَنْدَلُسِيَّة. والْتَبَطَ البَعِيرُ: خَبَطَ بِيَدَيْهِ وَهُوَ يَعْدُو، وَفِي الصّحاحِ: وإِذا عَدَا البَعِيرُ وضَرَبَ بقَوائمِه كُلِّها قِيلَ: مَرَّ يَلْتَبِطُ، والاسمُ: اللَّبَطَة، بالتَّحْرِيكِ. وَقَالَ غَيْرُه: الالْتِباطُ: عدْوٌ مَعَ وَثْبٍ، قَالَ الرّاجِزُ: مَا زِلْتُ أَسْعَى مَعَهُمْ وأَلْتَبِطْ كَلَبَطَ يَلْبِطُ، من حَدِّ ضَرَبَ، ويُقَالُ: لَبَطَهُ البَعِيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَهُ، واللَّبْطُ باليَدِ كالخَبْط بالرِّجْلِ، وَقَالَ الهُذَلِيُّ: يَلْبِطُ فِيهَا كُلّ حَيْزَبُون والْتَبَطَ فلانٌ: سَعَى فِي الأَمر.
والْتَبَطَ فِي أَمْرِه: تَحَيَّرَ، مثل تَلَبَّطَ، وَفِي حَدِيثِ الحجّاجِ السُلَمِيِّ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ للمُشْرِكِين: لَيْسَ عِنْدِي من الخَيْرِ مَا يَسُرُّكم، فالْتَبَطُوا بجَنْبَيْ ناقَتِه يَقُولُونَ: إِيهٍ يَا حجّاجُ.
وَفِي التَّكْمِلَةِ: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِم: فالْتَبِطُوا بجَنْبَيْ ناقَتِي أَي: اسْعَوا. قلتُ: وسِياقُ الحَدِيثِ لَا يُوَافِقُه. والْتَبَط: اضْطَرَبَ فِي الأَرْضِ، وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ قولَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزَّبَعْرَى:
(والعَطِيّاتُ خِساسٌ بَيْنَهُم ... وسَوَاءٌ قَبْرُ مُثْرٍ ومُقِلّْ)

(ذُو مَنَادِيحَ وذُو مَلْتَبَطٍ ... ورِكابِي حَيْثُ وَجَّهْتُ ذُلُلْ)
وفَسَّرَ الالْتِبَاطَ بمَعْنَى التَحَيُّرِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وليسَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، وإِنما الالْتِبَاطُ هُنَا بمعْنَى الاضْطِرابِ، أَي الضَّرْبِ فِي الأَرْضِ. والْتَبَطَ الفَرَسُ: جَمَعَ قَوَائِمَه، قالَهُ ابنُ فارِسٍ. وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ: مَعْجِي أَمامَ الخَيْلِ والْتِباطِي هُوَ من قَوْلِهِم للبَعِيرِ إِذَا مَرَّ يَجْهَدُ العَدْوَ: عَدَا اللَّبَطةَ. وَهَذَا مَثَلٌ. يُرِيدُ أَنَّه لَا يُجَارِي أَحداً إلاّ سَبَقَه. والْتَبَطَ القَوْمُ بهِ، أَي: أَطافُوا بِهِ ولَزِمُوه، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الحَجّاجِ السُّلَمِيِّ المَذْكُور.
والأَلْبَاطُ: الجُلُودُ، عَن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْبَاطِ)
ورِوَايَةُ أَبِي العَلاءِ: مُقْورَّةِ الأَلْيَاط كأَنَّه جمع لِيطٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: تَلَبَّط: تَصَرَّعَ.
واللَّبَط: التَّقَلُّبُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ وتَلَبَّطَ: انْصَرَع. ورَجُلٌ مَلْبُوطٌ بِهِ: مُتَحَيِّرٌ فِي أَمرِه.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: جاءَ فُلانٌ سَكْرَانَ مُلْتَبِطاً، أَي مُلْتَبِجاً، ويروي: مُتَلَيِّطاً، وَهُوَ أَجْوَدُ.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: المُتَلَبَّطُ: المَذْهَبُ قالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(ومَتَى تَدَعْ دارَ الهَوَانِ وأَهْلَها ... تَجِدِ البِلادَ عَرِيضَةَ المُتَلَبَّطِ)
قالَ: والْتَبَطَ الرَّجُلُ: احْتالَ واجْتَهَد.
لبط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَمر عَامر بْن ربيعَة وَكَانَ رَأْي سهل بْن حُنيف يغْتَسل فعانه فَقَالَ: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ وَلَا جلد مُخَبأة فَلبط بِهِ حَتَّى مَا يعقل من شدَّة الوجع فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أتتهمون بِهِ أحدا قَالُوا: نعم عَامر بن ربيعَة وَأَخْبرُوهُ بقوله فَأمره رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أَن يغسل لَهُ فَفعل قَالَ: فراح مَعَ الركب. قَالَ قَالَ الزُّهْرِيّ: يُؤْتى الرجل العائن بقدح فَيدْخل كَفه فِيهِ 53 / الف فيتمضمض / ثمَّ يمجه فِي الْقدح ثمَّ يغسل وَجهه فِي الْقدح ثمَّ يدْخل يَده الْيُسْرَى فَيصب على كَفه الْيُمْنَى ثمَّ يدْخل يَده الْيُمْنَى فَيصب على كَفه الْيُسْرَى ثمَّ يدْخل يَده الْيُسْرَى فَيصب على مرفقه الْأَيْمن ثمَّ يدْخل يَده الْيُمْنَى فَيصب على مرفقه الْأَيْسَر ثمَّ يدْخل يَده الْيُسْرَى فَيصب على قدمه الْيُمْنَى ثمَّ يدْخل يَده الْيُمْنَى فَيصب على قدمه الْيُسْرَى ثمَّ يدْخل يَده الْيُسْرَى فَيصب على ركبته الْيُمْنَى ثمَّ يدْخل يَده الْيُمْنَى فَيصب على ركبته الْيُسْرَى ثمَّ يغسل دَاخِلَة إزَاره وَلَا يوضع الْقدح بِالْأَرْضِ ثمَّ يصب على رَأس الرجل الَّذِي أُصِيب بِالْعينِ من خَلفه صبة وَاحِدَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَوْله: فلبط بِهِ يَقُول: صرع يَقُول: لُبِط بِالرجلِ يُلبط لبطا إِذا سقط. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه خرج وقريش ملبوط بهم يَعْنِي أَنهم سُقُوط بَين يَدَيْهِ قَالَ: وَفِي هَذَا لُغَة أُخْرَى لَيْسَ بِالْحَدِيثِ يُقَال: لبج بِمَعْنى لبط سَوَاء وَقَوله: فَأمره رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أَن يغسل لَهُ فقد كَانَ بعض النَّاس يغلط فِيهِ أَن الَّذِي أَصَابَته الْعين هوالذي يغسل. وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا فسره الزُّهْرِيّ يغسل العائن هَذِه الْمَوَاضِع من جسده ثمَّ يصبهُ الْمعِين على نَفسه أَو يصب عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث ابْن أبي وَقاص أَنه ركب يَوْمًا فَنَظَرت إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت: إِن أميركم هَذَا ليعلم أَنه أهضم الكشحين فَرجع إِلَى منزله فَسقط فَبَلغهُ مَا قَالَت الْمَرْأَة فَأرْسل إِلَيْهَا فغسلت لَهُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما قَوْله: فَيغسل دَاخِلَة إزَاره فقد اخْتلف النَّاس فِي مَعْنَاهُ فَكَانَ بَعضهم يذهب وهمه إِلَى المذاكير وَبَعْضهمْ إِلَى الأفخاذ والورك قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي من هَذَا فِي شَيْء إِنَّمَا أَرَادَ بداخلة إزَاره طرف إزَاره الدَّاخِل الَّذِي يَلِي جسده وَهُوَ يَلِي الْجَانِب الْأَيْمن من الرجل لِأَن المؤتزر إِنَّمَا يبْدَأ إِذا ائتزر بالجانب الْأَيْمن فَذَلِك الطّرف يُبَاشر جسده فَهُوَ الَّذِي يغسل قَالَ: وَلَا أعلمهُ إِلَّا جَاءَ مُفَسرًا فِي بعض الحَدِيث هَكَذَا.

ذرر

(ذرر) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} .
قال بَعضُ العُلمَاءِ: الشَّعِيرة أَربعُ رُزَّات، والرُّزَّة: أَربعُ سِمْسِمات، والسِّمْسِمَة: أَربعُ خَرْدَلات، والخَردَلة: أَربعُ ورَقَات نُخالَة، والوَرَقة: أربع ذَرَّات، وقد تُشَبَّه أَجزاءُ الغُبار التي تُرَى عند طُلوعِ الشَّمسِ في الكُوَّة بالذَّرَّات، والذَّرَّة: هي النَّملَة الحَمْراء الصَّغِيرة، فأَمَّا ما كان لها قُراعٌ فهي النَّمْل. وهي الطَّوالُ الأرجُل لا ضَرَرَ فيها, ولا يَجوزُ قَتلُها، والصِّغار هي المُؤذِيَة. وسُئِل ثَعْلَب عن الذَّرَّة. فقال: إن مِائَةَ نَمْلَة وَزنُ حَبَّة، والذَّرَّة واحِدةٌ منها. وقال يَزِيد بن هارون: زَعَمُوا أن الذَّرَّة ليس لها وَزْن، وذُكِر عن بَعضِهم. قال: وَضعتُ كَذَا وكَذَا ذَرَّةً في كِفَّة المِيزان فَلمْ يترجَّح بها.
وقال آخر: وضَعتُ خُبزًا فغَشِيَتْه النَّملُ بحَيْث عَمَّته، فوزَنْتُه مع النَّملِ ثم نَقَّيْته فوزَنْته فما نَقَص من وَزْنه شَىء.
وقيل: إنَّ الذَّرَّةَ ليس لها في الدُّنيا وَزنٌ أَصلاً. فأَخبرَ اللهُ تَباركَ وتَعالَى أنه يُحاسِب في الآخرة بِما لا وَزْن له في الدُّنيا.
- في حَديثِ إبراهيم : "تكتَحِل المُحِدُّ بالذَّرُور".
الذَّرُور: ما يُذرُّ على العَيْن. يقال: ذَررْتُ عينَه بالدَّواء، وذَرَرَتُ الدَّواءَ في العَيْن، إذا أَخذتَه بأطراف أَصابِعِك فطَرحتَه فيها، ولَعلَّه من الذَّرِّ أيضا.
- وفي حَدِيثهِ أيضًا: "يُنْثَرُ على قَمِيص الميِّتِ الزَّرِيرَةُ".
وهي فُتاتُ قَصَبٍ مّا، كالنُّشَّابِ وغيره.
- وفي حَدِيثِ عُمَر: "ذُرِّى وأَحِرُّ لَكِ"
: أي ذُرِّى الدَّقيق في القِدْر، والذَّرُّ: التَّفْرِيق.
ذ ر ر: (الذَّرُّ) جَمْعُ (ذَرَّةٍ) وَهِيَ أَصْغَرُ النَّمْلِ وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ (ذَرًّا) وَكُنِّيَ أَبُو ذَرٍّ. وَ (ذُرِّيَّةُ) الرَّجُلِ وَلَدُهُ وَالْجَمْعُ (الذَّرَارِيُّ) وَ (الذُّرِّيَّاتُ) . وَ (ذَرَّ) الْحَبَّ وَالْمِلْحَ وَالدَّوَاءَ فَرَّقَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَمِنْهُ (الذَّرِيرَةُ) وَ (الذَّرُورُ) بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِي (الذَّرِيرَةِ) وَيُجْمَعُ عَلَى (أَذِرَّةٍ) بِوَزْنِ أَسِرَّةٍ. 
[ذرر] الذَرُّ: جمع ذَرَّةٍ، وهي أصغر النمل، ومنه سمى الرجل ذرا، وكنى بأبى ذر. وذرية الرجل: ولده. والجمع الذَرارِيُّ والذُرِّيَّاتُ. وذَرَرْتُ الحَبَّ والدواءَ والمِلحَ أَذُرُّهُ ذَرًّا: فَرَّقْتُهُ. والذَرورُ بالفتح: لغة في الذَريرَةِ، ويجمع على أذرة. وذرت الشمس تذر ذرورا بالضم: طلعت. ويقال: ذَرَّ البَقْلُ، إذا طلعَ من الارض، عن أبى زيد. وحكى الفراء: ذارت الناقة تذارُّ مُذارَّةً وذِراراً: أي ساء خُلُقُها، وهي مُذارٌّ، وهي في معنى العلوق والمذائر. قال: ومنه قول الحطيئة: وكنت كذات البو ذرات بأنفها * فمن ذاك تبغى غيره وتهاجره - إلا أنه خففه للضرورة. وقال أبو زيد: في فلان ذِرارٌ، أي إعراض غضبا، وكذرار الناقة.
ذ ر ر

ذر الملح على اللحم، والفلفل على الثريد. والدواء في العين، وهو الذرور. وذر الحب في الأرض: بذره. وطيّبه بالذريرة وهي فتات قصب الطيب وهو قصب يجاء به من الهند كقصب النشاب. وهذه ذرارة الطيب وغيره وهي ما تناثر منه إذا ررته، ومنه قيل لصغار النمل وللمنبث في الهواء من الهباء: الذر. كأنها طاقات الشيء المذرور، وكذلك ذرات الذهب. ومنه قيل: ذرّ القرن والبقل إذا طلع أدنى شيء منه.

ومن المجاز: ذر قرن الشمس. وتقول: أنتم ولاة الدولة بكم ذرّ قرناها، وصرّت أذناها، وقرّت عيناها؛ وذرّ الله عباده في الأرض: نشرهم. وما أبين ذرّيّ سيفه وهو فرنده، لأنه يشبه آثار الذر. قال كثير:

لقد أبرزت منك الحوادث للعدا ... على رغمهم ذريّ عضب مصمم

وقيل هو بضم الذال كدهري، وقيل هو صفة للسيف بكثرة الماء.
ذ ر ر : ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ ذُرُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ طَلَعَتْ وَذَرَرْتُ الْمِلْحَ وَغَيْرَهُ ذَرًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالذَّرِيرَةُ وَيُقَالُ أَيْضًا الذَّرُورُ نَوْعٌ مِنْ الطِّيبِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ هِيَ فُتَاتُ قَصَبِ الطِّيبِ وَهُوَ قَصَبٌ يُؤْتَى بِهِ مِنْ الْهِنْدِ كَقَصَبِ النُّشَّابِ وَزَادَ الصَّغَانِيّ وَأُنْبُوبُهُ مَحْشُوٌّ مِنْ شَيْءٍ أَبْيَضَ مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وَمَسْحُوقُهُ عَطِرٌ إلَى الصُّفْرَةِ وَالْبَيَاضِ وَالذَّرُّ صِغَارُ النَّمْلِ وَبِهِ كُنِّيَ وَمِنْهُ أَبُو ذَرٍّ وَأُمُّ ذَرٍّ وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ اسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ وَالْوَاحِدَةُ ذَرَّةٌ وَالذَّرُّ النَّسْلُ وَالذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةُ مِنْ الذَّرِّ وَهُمْ الصِّغَارُ وَتَكُونُ الذُّرِّيَّةُ وَاحِدًا وَجَمْعًا وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ أَفْصَحُهَا ضَمُّ الذَّالِ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ وَالثَّانِيَةُ كَسْرُهَا وَيُرْوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَالثَّالِثَةُ فَتْحُ الذَّالِ مَعَ تَخْفِيفِ الرَّاءِ وِزَانُ كَرِيمَةٍ وَبِهَا قَرَأَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَتُجْمَعُ عَلَى ذُرِّيَّاتٍ وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَى الذَّرَارِيِّ وَقَدْ أُطْلِقَتْ الذُّرِّيَّةُ عَلَى الْآبَاءِ أَيْضًا مَجَازًا وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الذُّرِّيَّةَ مِنْ ذَرَأَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَتُرِكَ هَمْزُهَا لِلتَّخْفِيفِ. 
[ذ ر ر] ذَرَّ الشَّيءَ يَذُرُّه ذَرًا أَخَذَه بأَطْرافِ أَصابِعِه ثُمَّ نَثَرَه على الشيءِ واسْتَعارَهُ بعضُ الشُّعَراءِ للعَرَضِ عَلَى التًّشْبِيهِ له بالجَوْهَرِ فقالَ

(شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فيه ... هَواكِ فلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ)

لِيمَ هُنا إِمّا أن يَكُونَ مُغَيَّرًا من لئم وإِمّا أن يَكُونَ فُعِلَ من اللَّوْمِ لأَنَّ القَلْبَ إذا نُهِيَ كانَ حَقِيقيًا أَنْ يَنْتَهِيَ والذُّرارَةُ ما تَناثَرَ من الشًّيْءِ المَذْرُورِ والذَّرِيرَةُ ما انْحَتَّ من قَصَبِ الطِّيبِ وذَرَّ عَيْنَه بالذَّرُور يَذُرُّها ذَرًا كَحَلَها والذَّرُّ صِغارُ النَّمْلِ واحدتُه ذَرَّةٌ قالَ ثَعْلَبٌ إن مِائَةً منها وَزْنُ حَبَّةٍ من شَعِيرٍ فكَأَنَّها جُزْءٌ من مِائَةٍ وذَرَّ اللهُ الخَلْقَ في الأَرْضِ نَشَرَهُم والذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةٌ منه وقِيلَ هي مَنْسُوبَةٌ إلى الذَّرِّ الَّذِي هو النَّمْلُ الصِّغارُ وكانَ قِياسُه ذَرِّيَّةً بفتح الذال لكنَّه نَسَبٌ شاذٌّ لم يَجِئْ إِلا مَضْمُومَ الأَوَّل وقولُه تَعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِيءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الأعراف 172 قالَ ثَعْلَبٌ أَخْرَج الذُّرِّيَّةَ كهَيْئَةِ الذَّرِّ ثم أَشْهَدَهُم عَلَى أَنْفُسِهم {ألست بربكم قالوا بلى} أي شِهِدُوا بذلِكَ وذَرِّيُّ السَّيْفِ فِرِنْدُه وماؤُه يُشَبَّهان في الصَّفاءِ بمَدَبِّ النَّمْلِ والذَّرِّ قالَ عَبْدُ اللهِ بُن سبرة(كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ ... جَلَّى الصَّياقِلُ عن ذَرِّيِّة الطَّبَعَا)

ويُرْوَى

(عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن ذَرِّيِّه الطَّبَعَا ... )

يَعْنِي عن فِرِنْدِه

... عن دُرِّيِّه الطِّبَعا ... )

يَعْنِي تَلأْلُؤَهُ وكذلكَ يُرْوَى بَيْتُ دُرَيْد بن الصِّمَّةِ على وَجْهَيْنِ

(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْم مَصْدَقًا ... وطُولُ السُّرَى ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)

إنّما عَنَى ما ذَكَرْناه من الفِرِنْدِ ويُرْوَى دُرِّيَّ عَضْبٍ أي تَلأْلُؤَه وإشْراقَه كأَنَّه مَنْسُوبٌ إلى الدُّرِّ أو إلى الكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ وذَرَّت الشَّمْسُ تَذُرُّ ذُرُورًا طَلَعَت وظَهَرَت وكذلِك النَّبْتُ ومنه قولُ السّاجِعٍ في صِفَةِ مَطَرٍ وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه يَعْنِي بالثًّرْدِ المَطَرَ الضَّعِيفَ والذِّرَارُ الغَضَبُ والإنْكارُ عن ثَعْلَبٍ وأَنْشَد لكُثَيِّرٍ

(وفِيها عَلَى أَنَّ الفُؤادَ يُحِبُّها ... صُدُودٌ إذا لاقَيْتُها وذِرارُ)

وذَرٌّ اسمٌ والذًّرْذَرَةُ تَفْرِيقُكَ الشَّيْءَ وتَبْدِيدُكَ إِيّاه وذَرْذارٌ لَقَبُ رَجُلٍ من العَرَبِ
[ذرر] فيه: رأى امرأة مقتولة فقال: ما كانت هذه تقاتل، قل لخالد: لا تقتل ذرية ولا عسيفا، الرية اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى، وأصله الهمز فخفف، وتجمع على ذريات وذراري مشددًا، وقيل أصلها من الذر بمعنى التفرق لأن الله ذرهم في الأرض، والمراد هنا النساء لأجل المرأة المقتولة. ومنه ح: حجوا "بالذرية" لا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها، أ] حجوا بالنساء وضرب الأرياق وهي القلائد مثلًا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج، وقيل: كنى بها عن الأوزار. وفيه: رأيت يوم حنين شيئًا أسود ينزل من السماء فوقع إلى الأرض فدب مثل "الذر" وهزم الله المشركين. الذر النمل الصغير الأحمر، جمع ذرة، قال ثعلب: إن مائة نملة وزن حبة، والذرة واحدة منها، وقيل: الذرة ليس لها وزن، ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الدالخ في النافذة. ك ومنه: فقتل المقاتلة بكسر تاء أي البالغين الذين على صدد القتال، وسبى "ذراريهم" هي نسل الثقلين، من ذرأ خلق، ويطلق على النساء والصبيان، ويجوز تسكين يائه. ومنه أقبلت هوازن بنعمهم و"ذراريهم" كانت عادتهم إذا أرادوا التثبت في القتال أن يستصحبوا الأهالي معهم. وفيه: وليخلقوا حبة أو "ذرة" بمفتوحة ومشددة أي حبة طعم يؤكل كالحنطة، والغرض تعجيزهم تارة بخلق جماد، وأخرى بخلقومثقال "ذرة" مر في ث. ط: كل ذرية "ذرأها" أي أخرج كل ذرية خلقها إلى القيامة. وفيه: "ليذر" على راس العبد ما دام في صلاته، من ذررت الحب والملح إذا فرقته، وهو الرواية، والأنسب من الدر بمهملة لــاختصاص المهملة بالمائع، وهذا كمن أحسن إلى عبد أحسن الخدمة ورضي عنه ينثر على رأسه من الجواهر النفيسة. وفيه: يحشر المتكبرون أمثال "الذر" أي يحشرهم أذلاء يطأهم الناس بأرجلهم، بدليل أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الجزاء غر لا يعاد منهم ما انفصل عنهم من القلفة، وقرينة المجاز قوله في صورة الرجال. مظ: يعني أن صورهم صور الإنسان وجثثهم كجثث الي الصغر، أقول هذا أنسب للسياق لأنهم شبهوا بالذر، ووجه الشبه إما صغر الجثة وإما الحقارة، وقوله: في صورة الرجال، بيان للوجه، وحديث الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الجزاء لا ينافيه لأنه قادر على إعادة تلك الأجزاء الأصلية في مثل الذر، وبولس سجن في جهنم، وقد مر، ونار الأنيار أي نار النيران أي النيران تحترق منها احتراق الحطب والأشياء بها. ن: طيبته لإحرامه "بذريرة" بفتح معجمة: فنات قصب طيب يجاء من الهند. نه: هو نوع من الطيب مجموع من أخلاط. وفيه: ينثر على قميص الميت "الذريرة" قيل هي فتات قصب ما كان لنشاب وغيره. وفيه تكتحل المحدة "بالذرور"، هو بالفتح ما يذر في العين من الدواء اليابس، من ذررت عينه إذا داويتها به. وفيه "ذرى" أحر لك، أي ذرى الدقيق في القدر لأعمل لك منه حريرة.
ذرر
ذَرَّ ذَرَرْتُ، يذُرّ، اذْرُرْ/ ذُرَّ، ذَرًّا، فهو ذارّ، والمفعول مَذْرور
• ذرَّ الشَّيءَ: أخذه بأطراف أصابعه، ثم نثره، وفرّقه "ذرّ الملحَ على الطعام: نثره- ذرَّ الحَبَّ في الأرض: بذَرَه" ° ذرَّ الرَّمادَ في العيون: ضلّل، موّه الأمورَ.
• ذَرَّ اللهُ عبادَه في الأرض: نشَرهم وبثَّهم فيها.
• ذرَّتِ الأرضُ النَّباتَ: أخرجته.
• ذَرَّ الفلاَّحُ الحَبَّ في الأرض: بَذَرَه. 

ذُرَارَة [مفرد]: ما تناثر من الشّيء المنثور المرشوش. 

ذَرّ [مفرد]: مصدر ذَرَّ ° ذرًّا للرَّماد في العيون: تمويهًا وتضليلاً. 

ذَرّة [مفرد]: ج ذرّات وذرّ:
1 - اسم مرَّة من ذَرَّ: رَشَّة.
2 - قدرٌ ضئيل جدًّا، بالغ الصِّغر، مُثِّل بالنملة الصغيرة أو برأس النملة أو الهباءَة المنبثّة في الهواء ويمكن رؤيتها في شعاع الشّمس الداخل من النافذة "ليس في قوله ذرّة صواب- ذرّة من الشكّ- {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} " ° ذرّة رمل: حبّة رمْل.
3 - (فز، كم) أصغر جزء في عنصر ما، يصحّ أن يدخل في التفاعلات الكيميائيّة، والتي تؤلِّف الأجسامَ المركَّبة، وتتكوَّن الذرَّةُ من نواة (تحتوي النيوترون والبروتون) ومن الإلكترون الذي يدور حول النواة "عالِم ذرَّة- ثلاثيّ الذرّة" ° تفكيك الذَّرَّة- عصر الذَّرَّة: العصر الحديث- علم الذَّرَّة/ علم الذَّرّات: علم يبحث في الذرّات وخصائصها، الفيزياء النوويّة- نظريَّة الذَّرَّة: نظريَّة تفسير تكوين العناصر من وحدات صغيرة جدًا.
• رباعيّ الذرَّات: له أربع ذرَّات لكلِّ جزيء.
• الذَّرّ:
1 - النَّسل والخلْق.
2 - صِغار النَّمل. 

ذرِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ذرّة: "سلام الشعوب مُهدَّد بانتشار الأسلحة الذرِّيَّة- تسبّب الإشعاعُ الذرِّيّ في إحداث ذُعْر عالمي- يناقش المجلس استخدام الطاقة الذَّرِّيّة في الأغراض السلميَّة" ° الأسلحة الذَّرّيَّة: أسلحة يقوم تصنيعها على أساس من تفتيت الذَّرَّة- الإشعاع الذَّرِّيّ: تطاير الذَّرّات وانتشارها في الجوّ- الحرب الذَّرّيّة: التي تستخدم فيها الأسلحة الذرّيّة- الرجلُ الذرِّيّ: السريع التصرُّف- الطَّاقة الذَّرّيّة: طاقة يعتمد إنتاجها على تفتيت الذرّة- القنبلة الذَّرِّيّة: قنبلة شديدة الفتك والتدمير تصنع من اليورانيوم المشعّ بتفتيت الذرَّة، وقد أُلقيت أوّل قنبلة ذرّيّة على هيروشيما باليابان في الحرب العالميّة الثانية- مصنع ذرّيّ: يستخدم الطاقة الناتجة من تفكُّك نَوَى الذرّات.
• المفاعل الذَّرِّيّ: (فز، كم) جهاز تتحوّل فيه المادّة إلى طاقة بانشطار نَوَى ذرَّات اليورانيوم انشطارًا متسلسلاً يستمرّ تلقائيًّا وتتَّخذ فيه الوسائلُ الكفيلة بوقفه والسَّيطرة عليه.
• الغبار الذَّرِّيّ: (فز، كم) موادّ مُشعَّة تنتج عن الانفجار الذرِّيّ، تحملها الرِّياح إلى مسافات بعيدة عن موضع الانفجار، حيث تترسَّب على الأرض، وتُسبِّب أضرارًا بالغة للإنسان والحيوان والنَّبات.
• العدد الذَّرِّيّ: (كم) عدد البروتونات الموجودة في نواة ذرّة عنصر ما.
• الوَزْن الذَّرِّيّ: (كم) وزن ذرّة من ذرّات عنصر كيميائيّ مقدَّرًا بوزن ذرّة الهيدروجين. 

ذَرِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذرّة.
 • الذَّرِّيَّة: كون الشَّيء مؤلَّفًا من ذرَّات. 

ذُرِّيَّة [مفرد]: ج ذُرِّيَّات وذَراريُّ:
1 - نَسْل، أولاد، وأصلُها بالهمزة وخُفِّفت همزتها، وتستخدم للمفرد والجمع ذكرًا أو أنثى (انظر: ذ ر أ - ذُرِّيَّة، ذ ر و - ذُرِّيَّة) "ذُرِّيَّة إبراهيم/ آدم عليهما السَّلام- {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} ".
2 - نساء وصغار "لاَ تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلاَ عَسِيفًا [حديث]: من حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لخالد، وذلك عندما رأى امرأة مقتولة، والعسيف هو الأجير".
3 - آباء وأجداد " {وَءَايَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} ".
4 - طائفة " {فَمَا ءَامَنَ لِمُوسَى إلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ} ". 

ذَرور [مفرد]: ج أذِرّة: مسحوق، ما يُذرُّ في العين، أو على الجُرْح من دواءٍ يابس، أو على الطعام من ملح مسحوق أو نحوه. 

مِذَرَّة [مفرد]: اسم آلة من ذَرَّ: مِرشَّة، أداة تُستخدم في نثر الشَّيء وتفريقه "مِذرَّة ملح/ غلال". 
ذرر
: (! الذّرُّ: صِغَارُ النَّمْلِ و) قَالَ ثَعْلَب: إنّ (مِائَةً مِنْهَا زِنَةُ حَبّة) من (شَعِيرٍ) ، فكَأَنَّهَا جُزْءٌ من مِائَةٍ.
قَالَ شَيْخُنَا: ورأَيْت فِي فَتَاوى ابْن حَجَر المَكِّيّ نقلا عَن النّيسابُورِيّ: سَبْعُون {ذَرَّةً تَزِنُ جَناحَ بَعُوضة، وسَبْعُون جَناحَ بَعُوضة تَزِن حَبَّةً. انْتهى. وَقيل:} الذَّرَّة لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ، ويُراد بهَا مَا يُرَى فِي شُعاع الشَّمْس الدَّاخلِ فِي النَّافذة. وَمِنْه سُمِّيَ الرجلُ وكُنىَ. وَفِي حَدِيث جُبَيْر بنِ مُطْعِم: (رأَيتُ يَومَ حُنَيْنٍ شَيْئا أسودَ يَنْزِل من السماءِ، فوقَعَ على الأَرض، فدَبَّ مِثْلَ الذَّرِّ، وهَزَم اللَّهُ المُشْركين) قَالُوا: الذَّرُّ النَّمْلُ الأَحْمَرُ الصَّغِير، (الواحِدَةُ ذَرَّةٌ) قلْت: فِيه مُخَالَفةٌ لاصْطِلاحه، وسُبْحَان من لَا يَسْهُو، وَقد تقدّمت الإِشارَة إِليه مِراراً.
(و) {الذَّرُّ: (تَفرِيقُ الجَبِّ والْمِلْحِ وتَبْدِيدُها،} ذَرَّ الشيءَ {يَذُرُّه} ذَرًّا: أَخذَه بأَطْرَاف أَصابِعه ثمَّ نَثَره على الشيْءِ، {وذَرَّه} يَذُرُّه، إِذا بَدَّدَه. {وذُرَّ: بُدِّدَ) .
وَفِي الأَساس:} ذَرَّ المِلْحَ على اللَّحْم والفُلْفُلَ على الثَّرِيد: فَرَّقهَ فِيهِ، {وذَرَّ الحَبَّ فِي الأَرض: بَذَرَه، انْتهى. وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ: (} - ذُرِّي أَحِرَّ لكِ) ، أَبي ذُرِّي الدَّقيقَ فِي القِدْرِ لأَعملَ لَك حَرِيرَةً. وَقد تقدّم فِي (ح ر ر) . ( {كالذَّرْذَرَة) .
(و) الذَّرُّ: (طَرْحُ} الذَّرُورِ فِي العَيْن) ، يُقَال: {ذَرَرْتُ عَيْنَه إِذَا دَاويْتَها بِه. وذَرَّ عينَه} بالذَّرورِ {يَذُرُّهَا} ذَرًّا: كَحَلَها.
(و) من المَجَاز: {الذَّرُّ: (النَّشْرُ) . يُقَال:} ذَرَّ اللَّهُ الخَلْقَ فِي الأَرض ذَرًّا أَي نَشَرَهم، وَمِنْه {الذُّرِّيَّة، كَمَا سَيَأْتي.
(وأَبُو} ذَرٍّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ) الغِفَارِيّ، وَهُوَ الأَصَحّ، وَقيل: يَزِيدُ بنُ عَبْد الله، أَو يَزِيد بنُ جُنَادَة، وَقيل: جُنْدَبُ بنُ سَكَن، وَقيل: خَلَفُ بنُ عَبْدِ الله، من السَّابِقِين، (وامرأَتُه أُمُّ ذَرَ) جاءَ ذِكْرُها فِي حَدِيث إِسلام أَبي ذَرَ، وَكَذَا أُمُّ أَبِي ذَرَ وأُخْتُه.
(وأَبو! ذَرَّةَ الحارِثُ بنُ مُعَاذٍ) الحِرْمَازيّ، ذَكَره الدُّولابِيّ وغَيْرُه فِي الأَسْمَاءِ والكُنَى، شَهِدَ أُحُداً:
(صحابِيّونَ) . (وأَبُو {ذَرَّةَ الهُذَلِيُّ: شاعِرٌ) من بني صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلٍ، أَخُو بَنِي مَازِنِ بن مُعاوِيَة بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بن هُذَيْل. قَالَ السُّكَّرِيّ: هَكذا بالمُعْجَمَة فِي شَرْح الدِّيوان، (أَو هُوَ) أَبو دُرَّة، (بضَمِّ الدّالِ المهملةِ) ، حَكَاه الأَصمعِيّ.
(} والذَّرُورُ) ، كصَبور: (مَا {يُذَرُّ فِي العَيْن) وعَلى القَرْح من دَوَاءٍ يابِسٍ. وَفِي الحَدِيث (تَكْتَحِل المُحِدُّ} بالذَّرُور.
(و) {الذَّرُورُ: (عِطْرٌ) يُجَاءُ بِهِ من الهِنْد، (} كالذَّرِيرَةِ) ، وَهُوَ مَا انْتُحِتَ من قَصَبِ الطِّيب، وَقيل: هُوَ نَوْعٌ من الطِّيب مَجْمُوع من أَخْلاط. وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (طَيَّبْتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لإِحْرامه {بذَرِيرة) . (ج) أَي جَمْع} الذَّرُورِ ( {أَذِرَّةٌ) .
(} والذُّرِّيَّةُ) ، فُعْلِيَّة من الذَّرِّ، وَهُوَ النَّشْرِ أَو النَّمْلِ الصِّغَارِ، وَهُوَ بِالضَّمّ، وَكَانَ قِياسُه الفَتْح، لاكِنَّه نَسَبٌ شَاذٌّ لم يَجِيءْ إِلّا مَضْمومَ الأَوَّل، ونَظَّره شيخُنَا بدُهْرِيّ وسُهْلِيّ، (ويُكْسَرُ) . وأَجْمَع القُرَّاءُ على تَرْك الهَمْز فِيهَا.
وَقَالَ بعضُ النَّحْوِييّن: أَصْلُهَا ذُرُّورَة على فُعْلُولَة ولاكِن التَّضْعِيف لما كَثُرَ أَبدْلِ من الرَّاءِ الأَخِيرَة ياءٌ، فصارَت ذُرُّويَةٌ، ثمَّ أُدغمت الواوُ فِي الياءِ فَصَارَت {ذُرِّيَّة، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقَوْلُ مَنْ قَالَ إِنه فُعْلِيّة أَقْيَسُ وأَجْودُ عِنْد النَّحْوِيّين. وَقَالَ اللَّيْثُ: ذُرِّيّة فُعْلِيّة، كَمَا قَالُوا سُرِّيَّة، والأَصل من السِّرِّ، وَهُوَ النِّكاح.
والذُّرِّيَّة: (وَلدُ الرَّجُلِ) . قَالَ شيخُنَا: وَقد يُطلقُ على الأُصول والوالدَين أَيضاً، فَهُوَ من الأَضداد، قَالُوا وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَءايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا} ذُرّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (يس: 41) فتَأَمَّل. (ج {الذُّرِّيَّاتُ} - والذّرَارِيُّ) . وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الذُّرِّيَّة: اسمٌ يَجمع نَسْلَ الإِنْسَانِ من ذَكَرٍ وأُنْثَى، وأَصلُها الهَمْز، لاكهنم حَذَفُوه فَلم يستعملوهَا إِلَّا غَيْر مَهْمُوزةٍ.
كتاب (و) فِي الحَدِيث (ءَنه رأَى امرأَةً مقتولة، فَقَالَ: مَا كَانَت هاذِ تُقَاتِل، الح 2 ق خَالِداً فَقل لَهُ: لَا تَقْتُل {ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفاً) . وَقَالَ ابنُ الأَثِير: المُرَادُ بهَا فِي هاذا الحَدِيث (النِّسَاءُ) لأَجلْ المرأَة المَقْتُولة. وَمِنْه حَدِيثُ عُمَر (حُجُّوا} بالذُّرِّيَّة لَا تَأْكُلوا أَرزَاقَها وتَذَرُوا أَرْبَاقَها فِي أَعْنَاقها) ، أَي حُجُّوا بالنِّسَاءِ، وضَرَبَ الأَرْبَاقَ وَهِي القَلائِدُ مَثَلاً لِمَا قُلِّدتْ أَعناقُهَا مِن وجُوب الحَجِّ، وَقيل: كَنَى بهَا عَن الأَوزار (للوَاحِد والجَمِيع) .
( {وذَرَّ) } يَذُرُّ، إِذَا (تَخَدَّدَ. و) {ذَرَّ (البَقْلُ والشَّمْسُ: طَلَعَا) . وَفِي الأَساس ذَرَّ البَقْلُ والقَرْنُ: طَلَعَ أَد 2 ى شَيْءٍ مِنْهُ. وَعَن أَبي زَيْد: ذَرَّ البَقْلُ إِذا طلع من الأَرض،} وذَرَّتِ الشمسُ {تَذُرُّ} ذُرُوراً: طَلَعَتْ وظَهَرَتْ. وَفِي الأَساس: {ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس، وَهُوَ مَجاز.
وَقيل: هُوَ أَوّلُ طُلُوعِها. وشُرُوقُها: أَوَّل مَا يَسقط ضَوْؤُهَا على الأَرض والشِّجَرِ، وكذالك البَقْلُ والنَّبْتُ.
(و) } ذَرَّت (الأَرْضُ النَّبْتَ: أَطْلَعَتْه) . وَقَالَ السَّاجِع فِي مَطرٍ: وثَرْدٌ {يَذُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقْرِّح أَصلُه. يَعنِي بالثَّرْدِ المَطَرَ الضَّعِيفَ. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: يُقَال: أَصابَنا مَطَرٌ} ذَرَّ بَقْلُه {يَذُرُّ، إِذا طَلعَ وظَهَر، وذالك أَنه} يَذُرُّ من أَدْنَى مَطرٍ، وإِنما يَذُرُّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وَضَحٍ الكَفِّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وَضَحِ الكَفِّ وَلَا يُقرِّحُ البَقْلُ إِلَّا من قَدْرِ الذِّراعِ.
(و) يُقَال: ذَرَّ (الرَّجلُ) ، إِذَا (شابَ مُقدَّمُ رَأْسهِ،! يَذَرُّ فِيهِ بالفَتْح) كَمَا نقَلَه الصَّغَانيّ، وَهُوَ (شَاذٌّ) ، وَوَجْهُ الشُّذُوذِ عَدَمُ حَرْفِ الحَلْقِ فِيهِ. قَالَ شيخُنَا: وإِن صَحَّ الفَتْح فَلَا بُدَّ من الكَسْرِ فِي المَاضِي، وَقد تَقَدَّم مِثْله فِي (د ر ر) . ( {والذَّرْذَارُ) ، بالفَتْح: (المِكْثَارُ) ، كالثَّرثَار.
(و) } ذَرْزَارٌ: (لَقبٌ رَجُل) من العَرَب.
( {والذُّرَارَة، بالضّمّ: مَا تَناثَرَ من الذَّرُورِ) .
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ:} ذُرَارَةُ الطِّيب: مَا تَنَاثَر مِنْهُ إِذا {ذَرَرْته، وَمِنْه قِيلَ لِصِغار النَّمْل وللمُنْبَثِّ فِي الهَوَاءِ من الهَبَاءِ: الذِّرّ، كأَنها طاقَاتُ الشيْءِ المَذْرُور، وكَذَا ذَرَّات الذَّهَبِ.
(} - والذَّرِّيُّ) ، بالفَتح وياءِ النِّسْبَة فِي آخِره (: السَّيف الكَثِيرُ المَاءِ) ، كأَنَّه منْسوب إِلى الذَّرِّ وَهُوَ النَّمْل.
(و) من المَجَاز: مَا أَبْيَنَ {- ذَرِّيَّ سَيْفِه، أَي (فِرنْدَه ومَاءَه) يُشَّبهَان فِي الصَّفاءِ بمَدَبِّ النَّمْلِ} والذَّرِّ. وأَنشد أَبو سَعِيد:
وتخُرِجُ مِنْهُ ضَرَّةُ اليَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى {- ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
يَقُول: إِذا أَضَرَّت بِهِ شِدَّة اليَوْم أَخْرَجَتْ مِنْهُ مَصْدَقاً وصَبْراً، وتَهَلص 2 وَجْهُه كأَنَّه ذَرِّيُّ سَيْفٍ.
وَقَالَ عبدُ الله بنُ سَبْرَة:
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ
جَلَّى الصَّياقِلُ عَن} ذَرِّيِّهِ الطَّبَعَا
يَعْنِي عَن فِرِنْدِه، ويُرْوَى بالدَّالِ المَهْمَلَة، وَقد تَقَدَّم.
( {والذِّرَارُ، بالكَسْر: الغَضَبُ والإِعْرَاضُ) والإِنكَار، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ لكُثَيِّر
وفِيهَا على أَنَّ الفُؤَادَ يُحِبُّهَا
صُدُودٌ إِذا لاَقَيتُها} وذِرَارُ وقالءَبو زَيْد: فِي فُلانٍ {ذِرَارٌ، أَي إِعراضٌ غَضَباً} كذِرَارِ النَّاقَةِ.
(و) قَالَ الفَرَّاءُ: ( {ذَارَّتِ النَّاقَةُ) } تَذَارُّ ( {مُذَارَّةً} وذِرَاراً) ، أَي (ساءَ خُلُقُهَا وَهِي {مُذَارٌّ) . قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الخُطَيئة:
وكُنْ كذَاتِ البَعْلِ} ذَرَاتِ بأَنْفِهَا
فَمِن ذَاكَ تَبْغِي غَيرَه وتُهَاجِرُه
إِلَّا أَنَّه خَفَّفه للضّرُورَة.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: بَيْتُ الحُطَيْئَة شاهِدٌ على ذَارَتْ النَّاقَةُ بأَنْفها إِذَا عَطَفت على وَلِدِ غَيْرِهَا، وأَصلُه {ذَارَّت فخفَّفَه، وَهُوَ} ذَارَت بأَنْفها. والبَيْت:
وكنتُ كَذَاتِ البَوِّ ذَارتْ بأَنْفِهَا
فَمِنْ ذاكَ تَبْي بُعْدَه وتُهَاجِرُه
قَالَ ذالك يَهْجُو بِهِ الزِّبْرِقَانَ، ويَمْدح آل شَمَّاسِ بن لأْي. أَلَّا ترَاهُ يَقُول بعد هاذا:
فدَعْ عَنْك شَمَّاسَ بنَ لأْيٍ فإِنَّهمْ
مَوَالِيك أَو كَاثِرْبهمْ مَنْ تُكَاثِرُه
وَقد قيل فِي ذَارَتْ غيرُ مَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ أَن يكون أَصْلُه ذَاءَرَتْ، وَمِنْه قيل لهاذه المَرْأَةِ: مُذَائِر، وَهِي الَّتِي تَرْأَمُ بأَنْفِهَا وَلَا يَصْدُق حُبُّها، فَهِيَ تَنْفِرُ عَنْه، والبَوُّ: جِلْد الحُوَارِ يُحْشَى ثُمَاماً ويُقَام حَوْلَ النَّاقَةِ لتَدِرَّ عَلَيْهِ، وَقد سبقَ الْكَلَام فِي ذالك.
( {والمِذَرَّةُ) ، بالكَسْر: (آلةٌ} يُذَرُّ بهَا الحَبُّ) ، أَي يُبَدَّد ويُفَرَّق، كالمِبْذَرةِ آلةِ البَذْرِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
يُوسُف بن أَبي ذَرَّة: مُحَدِّث رَوَى عَن عَمْرِو بنِ أُمَيَّة ف بُلُوغ التِّسْعِين، ذَكَرَه ابْن نُقْطَة.
وأُمُّ {ذَرَّة الَّتِي رَوَى عنْهَا مُحَمَّد بنُ المُنْكَدِر: صَحَابِيّة.} وذَرَّةُ مَوْلاة بن عبّاس،! وذَرَّة بنت مُعَاذٍ: مُحدِّثات.
(ذ ر ر) : (ذُرِّيَّةُ) الرَّجُلِ أَوْلَادُهُ وَتَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا (وَمِنْهُ) {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: 38] (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «فَجَعَلَنِي فِي الذُّرِّيَّةِ» يَعْنِي فِي الصِّغَارِ (وَفِي) حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «حُجُّوا بِالذُّرِّيَّةِ» يَعْنِي بِالنِّسَاءِ.

ذرر


ذَرَّ(n. ac. ذَرّ)
a. Scattered, strewed about, sprinkled.
b. ( n. ac.
ذُرُوْر), Sprouted, shot up; rose ( plant; sun ).
c.
(n. ac.
ذَرَر), Began to get gray (man).
ذَرّa. Particles, atoms; specks, motes.
b. Ants.

ذَرَّةa. Particle & c.
b. Ant.
c. The hundredth part of a barleycorn.

ذُرِّيَّة
(pl.
ذَرَاْرِيّ
ذُرِّيَّات )
a. Offspring, progeny, posterity.

مِذْرَرَةa. Seed-drill.

ذِرَاْرa. Violent anger, rage.

ذُرَاْرَةa. Specks, motes.
b. see 25t
ذَرِيْرَة
(pl.
ذَرَاْئِرُ)
ذَرُوْر
(pl.
أَذْرِرَة)
a. Any aromatic powder sprinkled on meat &c.

ذرر: ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه: أَخذه بأَطراف أَصابعه ثم نثره على الشيء.

وذَرَّ الشيءَ يَذُرُّهُ إِذا بَدَّدَهُ. وذُرَّ إِذا بُدِّدَ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: ذُرّي أَحِرَّ لَكِ أَي ذُرِّي الدقيق في القِدْرِ

لأَعمل لك حَرِيرَةً. والذَّرُّ: مصدر ذَرَرْتُ، وهو أَخذك الشيء بأَطراف

أَصابعك تَذُرُّهُ ذَرَّ الملح المسحوق على الطعام. وذَرَرْتُ الحَبَّ

والملح والدواء أَذُرُّه ذَرّاً: فرَّقته؛ ومنه الذَّرِيرَةُ والذَّرُورُ،

بالفتح، لغة في الذَّرِيرَة، وتجمع على أَذِرَّةٍ؛ وقد استعاره بعض

الشعراء للعَرَضِ تشبيهاً له بالجوهر فقال:

شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَرْتِ فيه

هَوَاكِ، فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ

ليم هنا إِما أَن يكون مغيراً من لُئِمَ، وإِما أَن يكون فُعِلَ من

اللَّوْمِ لأَن القلب إِذا نُهِيَ كان حقيقاً أَن ينتهي. والذَّرُورُ: ما

ذَرَرْتَ. والذُّرَارَةُ: ما تناثر من الشيء المذْرُورِ. والذَّرِيرَةُ: ما

انْتُحِتَ من قصَبِ الطِّيبِ. والذَّرِيرَةُ: فُتَاتٌ من قَصَبِ الطيب

الذي يُجاءُ به من بلد الهند يشبه قصَبَ النُّشَّابِ. وفي حديث عائشة:

طَيَّبْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لإِحرامه بذَرِيرَةٍ؛ قال: هو نوع

من الطيب مجموع من أَخلاط. وفي حديث النخعي: يُنْثَرُ على قميص الميت

الذَّرِيرَةُ؛ قيل: هي فُتاتُ قَصَب مَّا كان لنُشَّابٍ وغيره؛ قال ابن

الأَثير: هكذا جاء في كتاب أَبي موسى. والذَّرُورُ، بالفتح: ما يُذَرُّ في

العين وعلى القَرْحِ من دواء يابس. وفي الحديث: تَكْتَحِلُ المُحِدُّ

بالذَّرُورِ؛ يقال: ذَرَرْتُ عينَه إِذا دوايتها به. وذَرَّ عينه بالذَّرُورِ

يَذُرُّها ذَرّاً: كَحَلَها.

والذَّرُّ: صِغارُ النَّمل، واحدته ذَرَّةٌ؛ قال ثعلب: إِن مائة منها

وزن حبة من شعير فكأَنها جزء من مائة، وقيل: الذَّرَّةُ ليس لها وزن، ويراد

بها ما يُرَى في شعاع الشمس الداخلِ في النافذة؛ ومنه سمي الرجل ذَرّاً

وكني بأَبي ذَرٍّ. وفي حديث جُبير بن مُطْعِم: رأَيت يوم حنين شيئاً

أَسود ينزل من السماء فوقع إِلى الأَرض فَدَبَّ مثل الذَّرِّ وهزم الله

المشركين؛ الذَّرُّ: النمل الأَحمر الصغير، واحدتها ذَرَّةٌ. وفي حديث ابن

عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن قتل النحلة والنملة والصُّرَدِ

والهُدْهُدِ؛ قال إِبراهيم الحَرْبِيُّ: إِنما نهى عن قتلهن لأَنهن لا

يؤذين الناس، وهي أَقل الطيور والدواب ضرراً على الناس مما يتأَذى الناس

به من الطيور كالغراب وغيره؛ قيل له: فالنملة إِذا عضت تقتل؛ قال: النملة

لا تَعَضُّ إِنما يَعَضُّ الذَّرُّ؛ قيل له: إِذا عَضَّت الذَّرَّةُ

تقتل؛ قال: إِذا آذتك فاقتلها. قال: والنملة هي التي لها قوائم تكون في

البراري والخَرِبات، وهذه التي يتأَذَّى الناس بها هي الذَّرُّ.

وذَرَّ الله الخلقَ في الأَرض: نَشَرَهُم والذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةٌ

منه، وهي منسوبة إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل الصغار، وكان قياسه

ذَرِّيَّةٌ، بفتح الذال، لكنه نَسَبٌ شاذ لم يجئ إِلاَّ مضموم الأَول. وقوله

تعالى: وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ ن بني آدم من ظهورهم ذُرِّيَّاتِهم؛ وذُرِّيَّةُ

الرجل: وَلَدُهُ، والجمع الذَّرَارِي والذُّرِّيَّاتُ. وفي التنزيل

العزيز: ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض؛ قال: أَجمع القرّاء على ترك الهمز في

الذرّية، وقال يونس: أَهل مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيَّ

والبَرِيَّةَ والذُّرِّية من ذَرَأَ الله الخلقَ أَي خلقهم. وقال أَبو إِسحق

النحوي: الذُّرِّيَّةُ غير مهموز، قال: ومعنى قوله: وإِذ أَخذ ربك من بني

آدم من ظهورهم ذُرِّيَّاتهم؛ أَن الله أَخرج الخلق من صلب آدم كالذَّرِّ

حين أَشهدهم على أَنفسهم: أَلَسْتُ بربكم؟ قالوا: بَلى، شهدوا بذلك؛ وقال

بعض النحويين: أَصلها ذُرُّورَةٌ، هي فُعْلُولَةٌ، ولكن التضعيف لما كثر

أُبدل من الراء الأَخيرة ياء فصارت ذُرُّويَة، ثم أُدغمت الواو في الياء

فصارت ذُرِّيَّة، قال: وقول من قال إِنه فُعْلِيَّة أَقيس وأَجود عند

النحويين. وقال الليث: ذُرِّيَّة فُعْلِيَّة، كما قالوا سُرِّيَّةٌ، والأَصل

من السِّر وهو النكاح. وفي الحديث: أَنه رأَى امرأَة مقتولة فقال: ما

كانت هذه تُقاتِلُ، الحَقْ خالداً فقل له: لا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً ولا

عَسِيفاً؛ الذرية: اسم يجمع نسل الإِنسان من ذكر وأُنثى، وأَصلها الهمز لكنهم

حذفوه فلم يستعملوها إِلا غير مهموزة، وقيل: أَصلها من الذَّرِّ بمعنى

التفريق لأَن الله تعالى ذَرَّهُمْ في الأَرض، والمراد بها في هذا الحديث

النساء لأَجل المرأَة المقتولة؛ ومنه حديث عمر: حُجُّوا بالذُّرِّية لا

تأْكلوا أَرزاقها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها أَي حُجُّوا

بالنساء؛ وضرب الأَرْباقَ، وهي القلائد، مثلاً لما قُلِّدَتْ أَعناقُها من وجوب

الحج، وقيل:

كنى بها عن الأَوْزارِ.

وذَرِّيُّ السيف: فِرِنْدُه وماؤه يُشَبَّهانِ في الصفاء بِمَدَبِّ

النمل والذَّرِّ؛ قال عبدالله بن سَبْرَةَ:

كل يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ،

جَلَّى الصَّياقِلُ عن ذَرِّيِّه الطَّبَعَا

ويروى:

جَلا الصَّياقِلُ عن ذرّيه الطبعا

يعنى عن فِرِنْده؛ ويروى: عن دُرِّيِّهِ الطبعا يعني تلألؤه؛ وكذلك يروي

بيت دريد على وجهين:

وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ اليومِ مَصْدَقاً،

وطولُ السُّرَى ذَرّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

إِنما عنى ما ذكرناه من الفرند. ويروى: دُرِّيَّ عَضْبٍ أَي تلألؤه

وإِشراقه كأَنه منسوب إِلى الدُّرِّ أَو إِلى الكوكب الدُّرِّيِّ. قال

الأَزهري: معنى البيت يقول إِن أَضَرَّ به شِدَّة اليوم أَخرج منه مَصْدَقاً

وصبراً وتهلل وجهه كأَنه ذَرِّيُّ سيف. ويقال: ما أَبْيَنَ ذَرِّيَّ سيفه؛

نسب إِلى الذَّرِّ.

وذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً، بالضم: طلعت وظهرت، وقيل: هو أَوّل

طلوعها وشروقها أَوَّلَ ما يسقط ضَوْؤُها على الأَرض والشجر، وكذلك البقل

والنبت. وذَرَّ يَذُرُّ إِذا تَخَدَّدَ؛ وذَرَّتِ الأَرضُ النبتَ ذَرّاً؛

ومنه قول الساجع في مطر: وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه، ولا يُقَرِّحُ أَصلُه؛

يعني بالثَّرْدِ المطرَ الضعيفَ. ابن الأَعرابي: يقال أَصابنا مطر ذَرَّ

بَقْلُه يَذُرُّ إِذا طلع وظهر؛ وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر وإِنما

يَذُرُّ البقلُ من مطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ ولا يُقَرِّحُ البقلُ

إِلاَّ من قَدْرِ الذراع. أَبو زيد: ذَرَّ البقلُ إِذا طلع من الأَرض. ويقال:

ذَرَّ الرجلُ يَذُرُّ إِذا شابَ مُقَدَّمُ رَأْسه.

والذِّرَارُ: الغَضَبُ والإِنكارُ؛ عن ثعلب، وأَنشد لكثير:

وفيها، على أَنَّ الفُؤَادَ يُجِبُّها،

صُدُودٌ، إِذا لاقَيْتُها، وذِرَارُ

الفراء: ذَارَّت الناقةُ تَذَارُّ مُذَارَّةً وذِرَاراً أَي ساءَ

خُلُقُها، وهي مُذَارُّ، وهي في معنى العَلُوق والمُذَائِرِ؛ قال ومنه قول

الحطيئة:

وكنتُ كَذاتِ البَعْلِ ذَارَت بأَنْفِها،

فمن ذاكَ تَبْغي غَيْرَه وتُهاجِرُهْ

إِلاَّ أَنه خففه للضرورة. قال أَبو زيد: في فلان ذِرارٌ أَي إِعراضٌ

غضباً كَذِرَارِ الناقة. قال ابن بري: بيت الحطيئة شاهد على ذَارَت الناقةُ

بأَنفها إِذا عطفت على ولد غيرها، وأَصله ذَارَّتْ فخففه، وهو ذَارَتْ

بأَنفها، والبيت:

وكنتُ كذاتِ البَوِّ ذَارَتْ بأَنفِها،

فمن ذاكَ تَبْغي بُعْدَه وتُهاجِرُهْ

قال ذلك يهجو به الزِّبْرِقانَ ويمدح آلَ شَمَّاسِ

بن لاي؛ أَلا تراه يقول بعد هذا:

فَدَعْ عَنْكَ شَمَّاسَ بْنَ لأي فإِنهم

مَوالِيكَ، أَوْ كاثِرْ بهم مَنْ تُكاثِرُهْ

وقد قيل في ذَارَتْ غيرُ ما ذكره الجوهري، وهو أَن يكون أَصله

ذَاءَرَتْ، ومنه قيل لهذه المرأَة مُذَائِرٌ، وهي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا

يَصْدُقُ حُبُّها فهي تَنِفرُ عنه. والبَوُّ: جِلْدُ الحُوَارِ يُحْشَى

ثُماماً ويُقامُ حَوْلَ الناقةِ لِتَدِرَّ عليه.

وذَرُّ: اسم.

والذَّرْذَرَةُ: تفريقك الشيء وتَبْدِيدُكَ إِياه. وذَرْذَارٌ: لقب رجل

من العرب.

هلل

(هلل) - في الحديث : "لا نُهِلُّ الهِلالَ"
أهَلَّ الهِلالُ: طَلَعَ، وأُهِلّ واسْتُهِلَّ: أُبْصِرَ.
هلل: {أهل}: ذكر عند ذبحه غير الله. وأصله رفع الصوت. {الأهلة}: يقال له هلال أول ليلة ثم قمر إلى آخر الشهر. 
(هلل) الرجل قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحمل على قرنه ثمَّ جبن وفر وَيُقَال هلل عَنهُ جبن وفر وَعَن الْأَمر تَأَخّر وَالْفرس وَنَحْوه تقوس ظَهره صَار كالهلال من الهزال
(هـ ل ل) : (أَهَلُّوا الْهِلَالَ وَاسْتَهَلُّوهُ) رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ ثُمَّ قِيلَ أُهِلَّ الْهِلَالُ وَاسْتُهِلَّ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فِيهِمَا إذَا أُبْصِرَ (وَاسْتِهْلَالُ الصَّبِيِّ) أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ عِنْدَ وِلَادَتِهِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إذَا اسْتَهَلَّ الصَّبِيُّ وَرِثَ» وَقَوْلُ مَنْ قَالَ هُوَ أَنْ يَقَعَ حَيًّا تَدْرِيسٌ وَيُقَالُ (الْإِهْلَالُ) رَفْعُ الصَّوْتِ بِقَوْلِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: 173] (وَأَهَلَّ) الْمُحْرِمُ بِالْحَجِّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ.
هـ ل ل

سبّح وهلّل تهليلاً. وأهلّ بذكر الله: رفع به صوته " وما أهلّ به لغير الله ". وأهلّ المحرم بالحجّ والعمرة: رفع صوته بالتلبية. وقال ابن أحمر:

يهلّ بالفرقد ركبانها ... كما يهلّ الراكب المعتمر

وأهلّوا الهلال واستهلّوه: رفعوا أصواتهم عند رؤيته، وأهلّ الهلال واستهلّ إذا أبصر. وأهلّ الصبيّ واستهلّ إذا رفع صوته بالبكاء. وانهلّت السماء بالمطر واستهلّت وهو صوت المطر. وتهلّل السحاب بالبرق: تلألأ. وجئته عند مهلّ الشهر ومستهلّه. وكاريته مهالّةً كما تقول: مشاهرة. وهلهل النسّاج الثوب، وثوب هلهل: سخيف النسج.

ومن المجاز: ما أحسن مستهل قصيدته!: مطلعها. وتهلّل وجهه من الفرح. وهلّل البعير: استقوس من الهزال. وهلل الزاي والراء: كتبهما ولا يقال: هلّل الألف واللام لاستقواس فيهما. واستهلّ السيف: استلّ. وأهلّ الكلب بالصيد وهو صوت يخرج من حلقه إذا أخذه. وما بقي في الرّكيّ إلاّ هلالٌ: قليل من ماء. وكأنّ زمامها هلالٌ: حيّة ذكر. وهلهل الشعر: أرقّه.

هلل


هَلَّ(n. ac.
هَلّ)
a. Rose (moon); began (month).
b. Poured down.
c. Shouted; exulted.
d. [ coll. ], Kneaded.
e. [ coll. ], Lost gloss.

هَلَّلَa. Praised, glorified (God).
b. Was afraid, ran away.
c. ['An], Abstained from.
d. Wrote.

هَاْلَلَa. Hired, engaged for a lunar month.

أَهْلَلَa. see I (a)b. Saw the new moon.
c. Screamed.
d. Cried "Here am I".
e. [Bi], Wounded, grazed (sword).
f. [pass.], [La & Bi], Sacrificed, offered to (God).
g. see V (a)
تَهَلَّلَa. Shone, was bright.
b. Had a smiling face; rejoiced.
c. Wept.

إِنْهَلَلَa. see I (b)
& V (c).
إِهْتَلَلَa. see I (b)
& V (a), (c).
d. ['An], Showed ( teeth : in smiling ).

إِسْتَهْلَلَa. see IV (c)
& V (a), (c).
d. Began to rain.
e. Raised the voice; lowered the voice.
f. Unsheathed.
g. [pass.], Rose (moon).
هَلّa. Flimsy; worthless.

هَلَّةa. see 2b. Thing.

هِلّa. Rising of the new moon; beginning.

هِلَّةa. see 2
هُلَّىa. Joy, relief.

هَلَلa. Fear.
b. Rain.

هَلَاْلa. see 4 (b)
هِلَاْل
(pl.
أَهْلِلَة
15t
أَهَاْلِيْلُ)
a. New moon; crescent.
b. Doublepointed lance-head; grapplingiron &
c.
c. see 4 (b)d. [ coll. ], Parenthesis, bracket.

هِلَاْلِيّa. Lunar.

هَلِيْلَةa. Patch of irrigated land.
أَهَاْلِيْلُa. Rains; showers.

N. P.
هَلَّلَa. Crescent-shaped.

N. Ac.
هَلَّلَa. Glorification.

N. Ac.
أَهْلَلَa. First quarter of the new moon.

N. Ac.
تَهَلَّلَa. Exultation; jubilation.

N. Ac.
إِسْتَهْلَلَa. see N. Ac.
أَهْلَلَb. Exordium, preamble.

أُهْلُوْل
a. Vain.

فِى تَهْلَل
a. In vain.

ذَهَبَ بِهِلِّيَان
a. He has gone no one knows whither.

هَلْ (a. Inter. part. ), Is not? & c.
هَلْ زَيْدٌ قَائِمٌ
a. Is Zaid standing?

هَلًا عَلَى الصَّلاة
a. or
حَيَّ هَلَ Come to prayer.

هَلَّا
a. Why not?
هلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الإهلال بِالْحَجِّ. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الإهلال التَّلْبِيَة وأصل الإهلال [رَفْعُ] الصَّوْت وكل رَافع صوتَه فَهو مُهِلّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ قَول الله تَعَالَى فِي الذَّبِيحَة {ومَا أُهِلَّ بِهِ لغير الله} هُوَ مَا ذبح للآلهة وَذَلِكَ لِأَن الذَّابِح يسميها عِنْد الذّبْح فَذَلِك هُوَ الإهلال وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني يذكر دُرَّةَ أخرجهَا الغواص من الْبَحْر فَقَالَ:

[الْكَامِل]

أَو دُرَّةٌ صَدَفِيَّةٌ غَوَّاصُها ... بهج مَتَى يرهَا يُهِلَّ ويَسْجُد

يعْنى بإهلالة رَفعه صَوته بِالدُّعَاءِ والتحميد لله [تبَارك وتعالي -] إِذا رَآهَا. وَكَذَلِكَ الحَدِيث فِي استهلال الصَّبِي أَنه إِذا ولد لم يَرِث وَلم يُورَث حَتَّى يستهل صَارِخًا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: فالاستهلال هُوَ الإهلال وَإِنَّمَا يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه يسْتَدلّ على حَيَاته باستهلاله ليعلم أَنه سقط حَيا فَإِذا لم يَصح وَلم يسمع رفع صَوت وَكَانَت عَلامَة أُخْرَى يسْتَدلّ بهَا على حَيَاته من حَرَكَة يَد أَو رَجُل أَو طرفَة بِعَين فَهُوَ مثل الاستهلال وَقَالَ ابْن أَحْمَر: [السَّرِيع]

يُهِلُّ بالفرقَدِ رُكْبانُها ... كَمَا يهل الرَّاكِب الْمُعْتَمِر

وقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَوْله: الْمُعْتَمِر هَهُنَا أَرَادَ بِهِ الْعمرَة وَهُوَ فِي غير هَذَا المعتم وَيُقَال: اعتم الرجل إِذا تعمم. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا قَطْعَ فِي ثَمَر وَلَا
هـ ل ل : أَهَلَّ الْمَوْلُودُ إهْلَالًا خَرَجَ صَارِخًا بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَاسْتُهِلَّ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ عِنْدَ قَوْمٍ وَلِلْفَاعِلِ عِنْدَ قَوْمٍ كَذَلِكَ.

وَأَهَلَّ الْمُحْرِمُ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ وَكُلُّ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَدْ أَهَلَّ إهْلَالًا.

وَاسْتَهَلَّ اسْتِهْلَالًا بِالْبِنَاءِ فِيهِمَا لِلْفَاعِلِ وَأَهَلَّ الْهِلَالُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَلِلْفَاعِلِ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُهُ وَاسْتُهِلَّ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَمِنْهُمْ مِنْ يُجِيزُ بِنَاءَهُ لِلْفَاعِلِ وَهَلَّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ أَيْضًا إذَا ظَهَرَ وَأَهْلَلْنَا الْهِلَالَ وَاسْتَهْلَلْنَاهُ رَفَعْنَا الصَّوْتَ بِرُؤْيَتِهِ.

وَأَهَلَّ الرَّجُلُ رَفَعَ صَوْتَهُ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ نِعْمَةٍ أَوْ رُؤْيَةِ شَيْءٍ يُعْجِبُهُ.

وَحَرُمَ مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ أَيْ مَا سُمِّيَ غَيْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَبْحِهِ.

وَأَمَّا الْهِلَالُ فَالْأَكْثَرُ أَنَّهُ الْقَمَرُ فِي حَالَةٍ خَاصَّةٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَيُسَمَّى الْقَمَرُ لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ هِلَالًا وَفِي لَيْلَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَيْضًا هِلَالًا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ يُسَمَّى قَمَرًا.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: وَتَبِعَهُ فِي الصِّحَاحِ الْهِلَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثُمَّ هُوَ قَمَرٌ بَعْدَ ذَلِكَ وَقِيلَ الْهِلَالُ هُوَ الشَّهْرُ بِعَيْنِهِ وَاسْتَهَلَّ الشَّهْرُ وَاسْتَهْلَلْنَاهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. 
هـ ل ل: (الْهِلَالُ) أَوَّلُ لَيْلَةٍ وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ ثُمَّ هُوَ قَمَرٌ. وَ (تَهَلَّلَ) السَّحَابُ بِبَرْقِهِ تَلَأْلَأَ. وَتَهَلَّلَ وَجْهُ الرَّجُلِ مِنْ فَرَحِهِ وَ (اسْتَهَلَّ) . وَ (تَهَلَّلَتْ) دُمُوعُهُ سَالَتْ. وَ (انْهَلَّتِ) السَّمَاءُ صَبَّتْ. وَ (انْهَلَّ) الْمَطَرُ (انْهِلَالًا) سَالَ بِشِدَّةٍ. وَ (هَلَّلَ) الرَّجُلُ (تَهْلِيلًا) قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. يُقَالُ: أَكْثَرَ مِنَ (الْهَيْلَلَةِ) أَيْ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَ (اسْتَهَلَّ) الصَّبِيُّ صَاحَ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَ (أَهَلَّ) الْمُعْتَمِرُ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ. وَأَهَلَّ بِالتَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: 173] أَيْ نُودِيَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَأَصْلُهُ رَفْعُ الصَّوْتِ. وَأُهِلَّ الْهِلَالُ وَ (اسْتُهِلَّ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (اسْتَهَلَّ) هُوَ بِمَعْنَى تَبَيَّنَ. وَلَا يُقَالُ: أَهَلَّ. وَيُقَالُ: (أَهْلَلْنَا) عَنْ لَيْلَةِ كَذَا. وَلَا يُقَالُ: أَهْلَلْنَاهُ فَهَلَّ كَمَا يُقَالُ: أَدْخَلْنَاهُ فَدَخَلَ وَهُوَ قِيَاسُهُ. وَ (هَلْ) حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1] : مَعْنَاهُ قَدْ أَتَى. وَهَلْ تَكُونُ أَيْضًا بِمَعْنَى مَا. وَقَوْلُهُمْ (هَلَّا) اسْتِعْجَالٌ وَحَثٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَ بِعُمَرَ» وَمَعْنَاهُ عَلَيْكَ بِعُمَرَ، وَادْعُ عُمَرَ، أَيْ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَةِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْأَذَانِ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ: هُوَ دُعَاءٌ إِلَى الصَّلَاةِ وَالْفَلَاحِ وَمَعْنَاهُ ائْتُوا الصَّلَاةَ وَاقْرَبُوا مِنْهَا وَهَلُمُّوا إِلَيْهَا وَقَدْ حَيْعَلَ الْمُؤَذِّنُ حَيْعَلَةً كَمَا يُقَالُ: حَوْلَقَ. 
[هلل] نه: فيه ذكر "الإهلال"ن وهو رفع الصوت بالتلبية، والمهل - بضم ميم: موضع الإهلال وهو الميقات، ويقع على الزمان والمصدر. ومنه: إهلال الهلال واستهلاله- إذا رفع صوته بالتكبير عند رؤيته، واستهلال الصبي: تصويتهملأتنا - بالهمز. ك: وفيه: "فاستهلت" السماء، الهلل: أول المطر، ويقال: هو صوت وقوع المطر. نه: وفي شعر كعب:
وما لهم عن حياض الموت "تهليل"
أي نكوص وتأخر، من هلل عن الأمر - إذا ولى عنه ونكص.
هلل
الْهِلَالُ: القمر في أوّل ليلة والثّانية، ثم يقال له القمر، ولا يقال: له هِلَالٌ، وجمعه: أَهِلَّةٌ، قال الله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ
[البقرة/ 189] وقد كانوا سألوه عن علّة تَهَلُّلِهِ وتغيّره. وشبّه به في الهيئة السّنان الذي يصاد به وله شعبتان كرمي الهلال، وضرب من الحيّات، والماء المستدير القليل في أسفل الرّكيّ، وطرف الرّحا، فيقال لكلّ واحد منهما: هِلَالٌ، وأَهَلَّ الهلال: رؤي، واسْتَهَلَّ: طلب رؤيته. ثم قد يعبّر عن الْإِهْلَالِ بِالاسْتِهْلَالِ نحو: الإجابة والاستجابة، والإهْلالُ: رفع الصّوت عند رؤية الهلال، ثم استعمل لكلّ صوت، وبه شبّه إِهْلَالُ الصّبيّ، وقوله: وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ
[البقرة/ 173] أي: ما ذكر عليه غير اسم الله، وهو ما كان يذبح لأجل الأصنام، وقيل: الْإِهْلَالُ والتَّهَلُّلُ: أن يقول لا إله إلّا الله، ومن هذه الجملة ركّبت هذه اللّفظة كقولهم: التّبسمل والبسملة ، والتّحولق والحوقلة إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، ومنه الْإِهْلَالُ بالحجّ، وتَهَلَّلَ السّحاب ببرقه: تلألأ، ويشبّه في ذلك بالهلال، وثوب مُهَلَّلٌ: سخيف النّسج، ومنه شعر مُهَلْهَلٌ.
هَلْ: حرف استخبار، إما على سبيل الاستفهام، وذلك لا يكون من الله عزّ وجلّ: قال تعالى: قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا
[الأنعام/ 148] وإمّا على التّقرير تنبيها، أو تبكيتا، أو نفيا. نحو: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً
[مريم/ 98] . وقوله:
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
[مريم/ 65] ، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ [الملك/ 3] كلّ ذلك تنبيه على النّفي. وقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ
[البقرة/ 210] ، لْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ
[النحل/ 33] ، هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ [الزخرف/ 66] ، هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ [سبأ/ 33] ، هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ [الأنبياء/ 3] قيل:
ذلك تنبيه على قدرة الله، وتخويف من سطوته.
[هلل] الهِلالُ: أوَّل ليلةٍ والثانية والثالثة، ثم هو قمرٌ. والهِلالُ ما يُضَمُّ بين الحِنْوَيْنِ من حديدٍ أو خشب، والجمع الأهِلَّةُ. وهلال: حى من هوازن. والهِلالُ: الماءُ القليل في أسفل الرَكِيِّ. والهلال: السنان الذي له شعبتان يصاد به الوحش. والهِلالُ: طرف الرحى إذا انكسر منه. وقول ذي الرمّة: إليك ابتذْلنا كلَّ وهمٍ كأنَّه هِلالٌ بَدا في رَمْضَةٍ يَتَقَلَّبُ قالوا: يعني حيَّةً. وتَهَلَّلَ السحابُ ببرقِهِ: تَلأْلأَ. وتهلل وجه الرجل من فرحه، واسْتَهَلَّ. وتهَلَّلَتْ دموعُهُ، أي سالت. وانْهَلَتِ السماءُ: صَبَّتْ. وانهلَّ المطرُ انْهِلالاً: سال بشدَّة. وهَلَّلَ الرجل، أي قال لا إله إلا الله. يقال: قد أكثرتَ من الهَيْلَلَةِ، أي من قول لا إله إلا الله. والتَهْليلُ: النُكوص. يقال: حَمَلَ فما هَلَّلَ، أي فما جَبُنَ. قال كعب بن زهير:

فما لهمْ عن حِياضِ الموت تَهْليلُ * والهَلَلُ: الفرَقُ. يقال: هلك فلانٌ هَلَلاً، أي فرَقاً. أبو زيد: الهَلَلُ أوَّل المطر. يقال: اسْتُهْلَتِ السماءُ، وذلك في أوَّل مطرها. ويقال: هو صوتُ وقْعِهِ. واسْتَهَلَّ الصبيُّ، أي صاح عند الولادة. وأهَلَّ المُعْتَمِرُ، إذا رفع صوته بالتلبية. وأهَلَّ بالتسمية على الذبيحة. وقوله تعالى: (وما أُهِلَّ به لغيرِ اللهِ) أي نودِيَ عليه بغير اسم الله. وأصله رفع الصوت. قال ابن أحمر: يهلل بالفرقد ركبانها كما يهل الراكب المعتمر وأهل الهلال، واسْتُهِلَّ على ما لم يسمّ فاعله. ويقال أيضاً: اسْتَهَلَّ هو، بمعنى تبين. ولا يقال أهل. ويقال أهْلَلْنا عن ليلة كذا، ولا يقال أهْلَلْناهُ فهَلَّ، كما يقال أدخلناه فدخل، وهو قياسه. والهلهل: سم، وهو معرب. ويقال: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيفُ النسجِ. وقد هَلْهَلَ النسَّاجُ الثوبَ، إذا أرقَّ نسجَهُ وخفَّفهُ. قال النابغة: أتاكَ بثوبٍ هَلْهَلِ النسجِ كاذبٍ ولم يأتِ بالحقِّ الذي هو ساطع ويروى " لهله ". وشعر هلهل، أي رقيق. ويقال سمى امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل مهلهلا لانه أول من أرق الشعر. ويقال: بل سمى بقوله: لما توغل في الكراع هجينهم هلهلت أثأر مالكا أو ضئبلا ويقال: هَلْهَلْتُ أدرِكُهُ، كما يقال كدتُ أدرِكه. والهُلاهِلُ: الماء الكثير الصافى. ويقال: قد ذهبَ بذي هِلِيَّانٍ بكسر الهاء، إذا ذهبَ بحيث لا يدرى. وهَلا: زجرٌ للخيل. وهَالٍ مثله، أي اقربى. وهل: حرف استفهام، فإذا جعلته اسما، شددته. قال الخليل: قلت لابي الدقيش: هل لك في ثريدة كأن ودكها عيون الضياون ؟ فقال: أشد الهل. ابن السكيت: وإذا قيل هل لك في كذا وكذا، قلت: لى فيه، أو: إن لى فيه، أو: مالى فيه، ولا تقل: إن لى فيه هلا. والتأويل: هل لك فيه حاجة؟ فحذفت الحاجة لما عرف المعنى، وحذف الراد ذكر الحاجة كما حذفها السائل. ويقال: ما أصاب عنده هَلَّةً ولا بلَّةً، أي شيئا. وقد فسرناه في بلة. أبو عبيدة في قوله تعالى: (هَلْ أتى على الإنسان حِينٌ من الدهر) قال: معناها قد أتى. وهل قد تكون بمعنى " ما "، قالت ابنةُ الحُمارِسِ:

هل هي إلاَّ حِظَةٌ أو تطْليقْ * أي ما هي، فلهذا أدخلت إلا. (*) وقولهم هلا، استعجال وحث، يقال: حيهلا الثريد، ومعناه هلم إلى الثريد، فتحت ياؤه لاجتماع الساكنين، وبنيت حى مع هل اسما واحدا، مثل خمسة عشر، وسمى به الفعل ويستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث، وإذا وقفت عليه قلت حيهلا، والالف لبيان الحركة، كالهاء في قوله تعالى: (كتابيه) ، و (حسابيه) لان الالف من مخرج الهاء. وفي الحديث: " إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر "، بفتح اللام مثل خمسة عشر، ومعناه عليك بعمر وادع عمر، أي إنه من أهل هذه الصفة. ويجوز فحيهلا بالتنوين، يجعل نكرة. وأما فحيهلا بلا تنوين فإنما يجوز في الوقف، فأما في الادراج فهى لغة رديئة. وأما قول لبيد يذكر صاحبا له كان أمره بالرحيل في السفر: يتمارى في الذى قلت له ولقد يسمع قولى حيهل فإنما سكنه للقافية. وقد يقولون حى من غير أن يقولوا هل، من ذلك قولهم في الاذان: " حى على الصلاة حى على الفلاح "، وإنما هو دعاء إلى الصلاة والفلاح. قال ابن أحمر: أنشأت أسأله ما بال رفقته حى الحمول فإن الركب قد ذهبا قال: أنشأ يسأل غلامه كيف أخذ الركب وحكى سيبويه عن أبى الخطاب أن بعض العرب يقول: حيهل الصلاة، يصل بهل كما يصل بعلى، فيقال: حيهل الصلاة، ومعناه ائتوا الصلاة واقربوا من الصلاة، وهلموا إلى الصلاة. وقد حيعل المؤذن، كما يقال حولق وتعبشهم ، مركبا من كلمتين. قال الشاعر: الارب طيف منك بات معانقى إلى أن دعا داعى الصباح فحيعلا وقال آخر: أقول لها ودمع العين جار ألم يحزنك حيعله المنادى وربما ألحقوا به الكاف فقالوا: حيهلك، كما قالوا رويدك والكاف للخطاب فقط، ولا موضعَ لها من الإعراب، لانها ليست باسم. قال أبو عبيدة: وسمع أبو مهدية الاعرابي رجلا يدعو بالفارسية رجلا يقول له " زوذ " فقال: ما يقول؟ قلنا: يقول عجل. فقال: ألا يقول حيهلك، أي هلم وتعال. وقول الشاعر:

هيهاؤه وحيهله * فإنما جعله اسما ولم يأمر به أحدا.
هـلل
هَلَّ هَلَلْتُ، يَهُلّ، اهْلُلُ/ هُلّ، هَلاًّ، فهو هالّ
• هلَّ الهلالُ: ظهَر "هلّ الشّهرُ: ظهر هلالُه".
• هلَّ الرَّجلُ: فرِح وتلألأ وجهه.
• هلَّ المطرُ: انهمر، اشتدّ انصبابه "هلَّت السَّماءُ بالمطر- هلَّ الشِّتاءُ". 

أهلَّ/ أهلَّ بـ يُهِلّ، أهْلِلْ/ أهِلَّ، إهلالاً، فهو مُهِلّ، والمفعول مُهَلّ (للمتعدِّي)
• أهلَّ الشَّهرُ: هلَّ؛ ظهر هلالُه.
• أهلَّ الرَّجلُ: نظر إلى الهلال.
• أهلَّ الرَّجلُ الهلالَ:
1 - رآه.
2 - رفع صوته عند رؤيته.
• أهلَّ اللهُ السَّحابَ: جعله ينهمر.
• أهلَّ الشَّخصُ بذكر الله: رفع صوته بذكر الله عند رؤية شيء يعجبه "أهلّ المحرِمُ/ المعتمرُ: رفع صوته بالتلبية".
• أهلَّ الذَّابحُ بالضَّحيَّة: رفع صوته ذاكرًا اسم مَنْ تقدّم الضحية قربانًا له " {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ} ". 

استهلَّ يستهلّ، اسْتَهْلِلْ/ اسْتَهِلَّ، استهلالاً، فهو مُستهِلّ، والمفعول مُستهَلّ (للمتعدِّي)
• استهلَّ الشَّهرُ: هَلّ، أهلّ؛ ظهر هلالُه.
• استهلَّ المولودُ: رفع صوتَه بالبكاء وصاح عند الولادة.
• استهلَّ الوجهُ: أشرق، تلألأ فرحًا.
• استهلَّ المطرُ: هلَّ، أهلَّ؛ اشتدّ انصبابه "استهلت السماءُ: أتتْ بأول المطر- استهلت العين: تساقط دمعها".
• استهلَّ الموسيقارُ الحفلَ بقطعة موسيقيَّة رائعة: بَدأه، افتتحه "استهلّ كلامه بالتَّحيَّة- استهلَلْنا الشهرَ" ° مُستهَلّ الكلام: بدايته.
• استهلَّ المرءُ السَّيفَ: استلَّه.
• استهلَّ القومُ الشَّهرَ: رأوا هلالَه. 

انهلَّ ينهلّ، انْهَلِلْ/ انْهَلَّ، انهلالاً، فهو مُنهَلّ
• انهلَّ المطرُ: اشتدّ نزوله مع صوت.
• انهلَّت العينُ: سال دمعُها. 

تهلَّلَ يتهلَّل، تهلُّلاً، فهو مُتهلِّل
• تهلَّل وجهُه فرحًا: هَلَّ؛ بشَّ، أشرق، ابتهج وسُرّ "تهلَّل وجْهُ الأمّ عند قدوم ولدها".
• تهلَّل السَّحابُ: تلألأ وأضاء.
• تهلَّل الدَّمعُ: سالَ. 

هلَّلَ يهلِّل، تهليلاً، فهو مُهلِّل
• هلَّل الشَّخصُ: هَتَف، عبَّر عن فرحه بالصَّوت أو بالتَّصفيق "هلَّل لفريق الكرة الذي يحبّه".
• هلَّل المسلمُ: قال: لا إله إلاّ الله. 

أهاليلُ [جمع]: مف أُهْلُول
• الأهاليلُ: الأمطار، (قيل: لا واحد لها، وقيل: واحدها أُهلول). 

استهلال [مفرد]:
1 - مصدر استهلَّ ° الاستهلال الموسيقيّ: المقدمة الموسيقيَّة.
2 - طريقة البَدْء في عمل.
• بَراعَة الاستهلال: (بغ) أن يقدِّم المصنِّف في ديباجة كتابه، أو الشاعر في أوّل قصيدته جملة من الألفاظ والعبارات، يشير بها إشارة لطيفة إلى موضوع كتابه أو قصيدته. 

استهلاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استهلال.
• الحرف الاستهلاليّ: حرف كبير يستهلّ به نصّ أو فصل
 أو فقرة أكبر في حجمه من الحروف التَّالية له، وذلك كنوع من الزَّخرفة. 

مُستهِلّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استهلَّ.
2 - (رض) مَنْ يستهلّ ضَرْب الكرة. 

مُهلَّل [مفرد]: متقوِّس؛ هلال، معمول على شكل قوس "حاجبٌ مُهلَّل". 

هِلال [مفرد]: ج أَهِلَّة:
1 - أول القمر إلى سبع ليالٍ من الشَّهر وآخره من ليلة السّادس والعشرين "ظهر هلال رمضان- {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} " ° الهلال الأحمر: الرمز الذي يستعمل عند المسلمين لجمعيّات الإسعاف، مؤسَّسة خيريَّة تساعد النّاس عند حدوث الكوارث والنّكبات- الهلال والصَّليب: رمز الإسلام والمسيحيّة- هلاليّ الشّكل: نصف قمريّ.
2 - بياض في أصول الأظفار.
3 - دفعة من المطر.
4 - ماء قليل في أسفل البئر.
5 - شعار لبعض الدول الإسلامية منذ دولة بني عثمان وهو شعار إسلامي يقابل شعار الصليب عند الدول المسيحية.
• الهلالان:
1 - الشَّمس والقمر.
2 - القوسان كلّ منهما يشبه الهلال "تُوضع الجملة الاعتراضيّة بين هلالين". 

هلّ [مفرد]: مصدر هَلَّ.
• الهَلُّ:
1 - الدّقيق من الشَّعر.
2 - الرَّقيق من الثِّياب. 

هَلَل [جمع]: مف هَلَّة:
1 - نسجُ العنكبوت.
2 - خوف، فزع.
3 - أوّل المطر. 

هَلَّة [مفرد]: اسم مرَّة من هَلَّ ° ما جاءَ بهلَّة ولا بَلّة: ما جاء بشيءٍ.
• هلَّةُ القمر: استهلالُه، ظهوره. 
هـلل
( {الهِلالُ) ، بِالكَسْر: (غُرَّةُ القَمَرِ) ، وَهِي أَوَّل لَيْلَة، (أَو) يُسَمَّى} هِلَالًا (لِلَيْلَتَيْنِ) مِنَ الشَّهْرِ، ثُمَّ لَا يُسَمَّى بِهِ إِلى أَنْ يَعُودَ فِي الشَّهْرِ الثَّاني، (أَوْ إِلى ثَلَاثِ) لَيَالٍ، ثُمَّ يُسَمَّى قَمَرًا، (أَو إِلى سَبْع) لَيالٍ، وَقَريبٌ مِنْهُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُسَمَّى هِلَالًا إِلى أَنْ يَبْهَرَ ضَوْؤُهُ سَوادَ اللَّيْلِ، وَهذا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي السَّابِعَة. قَالَ أَبُو إِسحاق: وَالَّذي عِنْدِي وَمَا عَلَيْهِ الأَكْثَر أَنْ يُسَمَّى هِلَالًا ابْن لَيْلَتَيْن فَإِنَّهُ فِي الثّالِثَة يَتَبَيَّن ضَوْؤُهُ. (و) فِي التَّهْذيب عَن أَبي الهَيْثَم: يُسَمَّى القَمَرُ لِلَيْلَتَيْن مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ هِلَالًا، و (لِلَيْلَتَيْن مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَسَبْعٍ وَعِشْرِين) هِلالًا، (وَفِي غَيْرِ ذلِكَ قَمَرٌ) . وَنَصُّ التَّهْذِيب: وَيُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِك قَمَرًا. قَالَ شَيْخُنا: وَزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّهُ لَم يَذْكُر اللَّيْلَة الثامِنَة والعِشْرين لِمُوافَقَة الْآيَة، لِأَنَّ الشَّهْرَ إِذا كَانَ نَاقِصّا يَغِيْبُ لَيْلَةً وَاحِدَةً، كَمَا أَشَار إِلَيْهِ البَغَوِيّ أَوَّل " يُونُس ". وَقَالَ أَبُو العَبّاس: سُمِّي الهِلَالُ هِلَالًا؛ لِأَنَّ النّاسَ يَرْفَعُونَ أَصْواتَهُم بِالإِخْبار عَنْهُ، وَالجَمْعُ {الأَهِلَّة، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ} الأَهِلَّةِ} . (و) الهِلالُ: (الماءُ القَلِيْلُ) فِي أَسْفَلِ الرَّكِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابِيِّ: هُوَ مَا يَبْقَى فِي الحَوْضِ مِنَ المَاء الصافِي. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقِيْلَ لَهُ هِلَالًا؛ لِأَنَّ الغَدِيرَ عِنْدَ امْتِلَائِهِ مِنَ المَاء يَسْتَدِير، وَإِذا قَلَّ مَاؤُهُ ذَهَبَت اسْتِدارَتُهُ وَصَارَ المَاءُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ. (و) الهِلالُ: (السِّنانُ) الَّذِي لَهُ شُعْبَتان يُصادُ بِهِ الوَحْشُ. (و) الهِلالُ: (الحَيَّةُ) مَا كَانَت، (أَو الذَّكَرُ مِنْها) ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة:
(إِلَيْكَ ابْتَذَلْنا كُلّ وَهْمٍ كَأَنَّهُ ... ! هِلَالٌ بَدا فِي رَمْضَةٍ يَتَقَلَّبُ)
قَالُوا: يَعْنِي حَيَّةً كَمَا فِي الصِّحاح، وَأَنْشَدَ ابْنُ فَارِسٍ لِكُثَيِّرٍ:
(يُجَرِّرُ سِرْبالًا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ... سبىءْ هِلَالٍ لَمْ تُخَرْبَقْ شَبارِقُهْ)
أَيْ: كَأَنَّهُ سِلْخُ حَيَّة. وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرابِيّ يَصِفُ دِرْعَا شَبَّهَها فِي صَفَائِها بِسِلْخِ الحَيَّة:
(فِي نَثْلَةٍ تَهْزَأُ بِالنِّصَالِ ... )

(كَأَنَّهَا مِنْ خِلَعِ الهِلَالِ ... )
(و) الهِلالُ أَيْضًا: (سِلْخُها) ، عَن ابْن فَارِس. (و) الهِلالُ: (الجَمَلُ المَهْزُول) مِنْ ضِرابٍ أَو سَيْرٍ، وَقيْلَ: هُوَ الَّذي قَدْ ضَرَبَ حَتَّى أَدّاهُ ذلِكَ إِلى الهُزالِ والتَّقَوُّس. (و) الهِلالُ: (حَدِيْدَةٌ تَضُمّ بَيْنَ حِنْوَى الرَّحْلِ) مِنْ حَدِيدٍ أَوْ خَشَبٍ،والجَمْعُ أَهِلَّة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: يُقَالُ لِلْحَدائدِ الَّتي تَضُمُّ مَا بَيْنَ أَحْناءِ الرَّحْل: أَهِلَّة. (و) الهِلالُ: (ذُؤَابَةُ النَّعْلِ) . (و) الهِلالُ: (الغُبارُ) ، وَقِيْل: قِطْعَةٌ مِنْهُ. (و) الهِلالُ: (شَيْءٌ يُعَرْقَبُ بِهِ الحَمِير) . (و) الهِلالُ: (مَا اسْتَقْوَسَ مِنَ النُّؤْى) . (و) الهِلالُ: (سِمَةٌ لِلْإِبِلِ) عَلى هَيْئَتِهِ. (و) الهِلالُ: (الغُلَامُ الجَمِيْلُ) الحَسَنُ الوَجْهِ، عَن ابْن الأَعْرابِي. (و) بَنُو الهِلالُ: (حَيٌّ مِنْ هَوازِن) ، وَهْمْ بَنُو هِلَالٍ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةً ابنِ مُعاوِيَةَ بنِ بَكْرِ بنِ هَوزِان. مِنْهُمْ: مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحَارِثِ أُمُّ المُؤْمِنيَن، رَضِيَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْهَا. وَحُمَيْدُ بنُ ثَوْرِ الشّاعِرُ الصَّحابِيُّ، رَضِيَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْهُ وَغَيْرُهما، وَلهَمُ ذِكْرٌ فِي غَزْوَة حُنَين. وَإِلَيْهِم نُسِبَت {الهِلَالِيَّة، وَمِنْهُم أَبُو زَيْدٍ} الهِلَالِيُّ المَشْهُور فِي الشَّجاعة والكَرَم، وَلهَمُ بَقِيَّةٌ فِي رِيْفِ مِصْر. (و) الهِلالُ: (طَرَفُ الرَّحَى إِذا انْكَسَرَ) مِنْهُ، وَقِيْل: نِصْفُ الرَّحَى، وَقِيْلَ: الرَّحَى مُطْلَقًا، وَمِنْهُ قَوْل الرّاجِز:
(وَيَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا ... )

(طَحْنَ الهِلَالِ البُرَّ والشَّعِيَرا ... )
(و) الهِلالُ: (الحِجَارَةُ المَرْصُوفَةُ) بَعْضُها إِلى بَعْض. (و) الهِلالُ: (البَياضُ) الَّذي (يَظْهَرُ فِي أُصُولِ الأَظْفارِ. و) الهِلَال: (الدُّفْعَة مِنَ المَطَرِ) أَو أَوَّل مَا يُصِيبُكَ مِنْهُ، (ج: {أَهِلَّة) ، عَلى القِياس، (} وَأَهالِيْلُ) نَادِر. (و) الهِلالُ: (مَصْدَرُ {هَالَّ الأَجِيْرَ) } يَهالُّهُ {مُهالَّةً} وَهِلَالًا: اسْتَأْجَرَهُ كُلَّ شَهْر، مِنَ الهِلَال إِلى الهِلَال بِشَيء، عَن اللّحْياني.عَمْرو: أَهَلَّ الهِلَالُ {وَاسْتُهِلَّ لَا غَيْر. وَرُوِيَ عَن ابْن الأَعْرابِيّ: أَهَلَّ الهِلَالُ وَاسْتُهِلَّ، قَالَ:} وَاسْتَهَلَّ أَيْضًا، وَشَهْرٌ {مُسْتَهَلٌّ، وَأَنْشَدَ:
(وَشَهْرٌ مُسْتَهَلٌّ بَعْدَ شَهْرٍ ... وَيَوْمٌ بَعْدَهُ يَوْمٌ جَدِيدُ)
(و) } هَلَّ (الشَّهْرُ: ظَهَرَ هِلَالُةُ، وَلَا تَقُلْ: {أَهَلَّ) كَمَا فِي الصِّحاح والمُحْكَم. وَقَالَ ابْنُ بَرِّي: وَقَدْ قَالَهُ غَيْرُهُ. (و) هَلَّ (الرَّجُلُ) } يَهِلُّ {هَلًّا: (فَرِحَ. و) هَلَّ يَهِلُّ هَلًّا: إِذا (صَاحَ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (} وَتَهَلَّلَ الوَجْهُ) : اسْتَنَارَ وَظَهَرت عَلَيْهِ أَمارَاتُ السُّرورِ، وَمِنْهُ حَدِيْثُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْها: " فَلَمَّا رَآهَا اسْتَبْشَرَ وتَهَلَّلَ وَجْهُهُ ". وَفِي التَّهْذيبِ {تَهَلَّلَ الرَّجُلُ فَرَحًا، وَأَنْشَدَ:
(تَراهُ إِذا مَا جِئْتَهُ} مُتَهَلِّلًا ... كَأَنَّكَ تُعْطِيْهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُه)
(و) {تَهَلَّلَ (السَّحاُب) بِالبَرْق: (تَلَأْلَأَ) وَأَشْرَقَ، (} كاهْتَلَّ) ، قَالَ:
(وَلَنَا أَسامٍ مَا تَلِيقُ بِغَيْرِنا ... وَمَشاهِدٌ {تَهْتَلُّ حِيَن تَرانا)
(و) } تَهَلَّلَت (العَيْنُ: سَالَتْ بِالدَّمْعِ، {كَانْهَلَّت، قَالَ:
(أَو سُنْبُلًا كُحِلَتْ بِهِ} فَانْهَلَّتِ ... )
( {وَاسْتَهَلً الصَّبِيُّ: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالبُكاءِ) وَصَاحَ عِنْدَ الوِلَادَة، وَمِنْهُ قَوْلُ السّاجِعِ عِنْدَ النَبِيّ - صَلَّى اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَضَى فِي الجَنِين إِذا سَقَط مَيتًا بِغُرَّةٍ فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلْ وَلَا صاحَ} فَاسْتَهَلْ، وَمِثْلُ دَمِهِ يُطَلْ " فَجَعلَهُ {مُسْتَهِلًّا بِرَفْعِهِ صَوْتَهُ عِنْدَ الوِلَادَة، (} كَأَهَلَّ) ! إِهْلَالًا. (وَكَذا كُلُّ مُتَكَلِّمٍ رَفَعَ صَوْتَهُ أَو خَفَضَ) فَهُو {مُهِلٌّ} وَمُسْتَهِلٌّ، عَن أَبِي الخَطّاب، وَأَنْشَدَ:
(وَأَلْفَيْتُ الخُصومَ وَهُمْ لَدَيْهِ ... مُبَرْسَمَةٌ {أَهَلُّوا يَنْظُرونا)
(} والهَلِيْلَةُ) ، كَسَفِيَنَةٍ: (الأَرْضُ) الَّتي {اسْتَهَلَّ بِها المَطَر، وَقِيل: هِيَ (المَمْطُورَةُ دُونَ مَا حَوالَيْها) . (} وَهَلَّلَ) الرَّجُلُ: (قالَ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهِ) ، وَهُوَ {التَّهْلِيْلُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أراهُ مَأْخوذًا إِلَّا مِنْ رَفْعِ قَائِلِهِ " بِهِ " صَوْتَه. (و) } هَلَّلَ عَنْه: إِذا (نَكَصَ وَجَبُنَ وَفَرَّ) وَنَكَلَ وَتَأَخَّرَ، قَالَ أَبو الهَيْثَم: لَيْسَ شَيْءٌ أَجْرَأَ مِنَ النَّمِر، وَيُقَاُلُ: إِنَّ الأَسَدَ يُهَلِّلُ وَيُكَلِّلُ، وَإِنَّ النَّمِرَ يُكَلِّلُ وَلَا {يُهَلِّلُ، قَالَ:} والمُهَلِّل: الَّذِي يَحْمِلُ عَلى قِرْنِهِ ثُمَّ يَجْبُنُ فَيَنْثَنِي وَيَرْجِع، وَيُقالُ: حَمَلَ ثُمَّ هَلَّلَ، وَقَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللَّهِ تَعَالىَ عَنْهُ:
(فَما لَهُمْ عَن حِياضِ المَوْت {تَهْلِيلُ ... )
أَي: نُكُوصٌ وَتَأَخُر. وَقَالَ آخَر:
(قَوْمِي عَلى الإِسْلَامِ لَمَّا يَمْنَعُوا ... ماعُونَهم وَيُضَيِّعُوا} التّهْلِيلا)
أَيْ: لَا يَرْجِعُوا عَمّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الإِسْلامِ مِنْ قَوْلِهِم {هَلَّلَ عَن قِرنِهِ وَكَلَّس. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ أَرادَ} بِالتَّهْليِل: رَفْع الصَّوْت بِالشَّهادَة. (و) هَلَّلَ: (كَتَبَ الكِتابَ) ، نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ. (و) {هَلَّلَ (عَن شَتْمِهِ: تَأَخَّرَ) . (} وَالهَلَلُ، مُحَرَّكَةَ: الفَرَقُ) والفَزَعُ، قَالَ:
(وَمُتَّ مِنِّي! هَلَلًا إِنَّمَا ... مَوْتُكَ لَو وَارَدْتَ وُرّادِيَهْ ... ) يُقالُ: هَلَكَ فُلانٌ {هَلَلًا} وَهَلًّا؛ أَي: فَرَقًا. وَأَحْجَمَ عَنَّا هَلَلًا وَهَلاًّ، قَالَهُ أَبُو زَيْد. (و) {الهَلَلُ: (أَوَّلُ المَطَرِ) ، عَن أَبي زَيْد، وَمِنْهُ} اسْتَهَلَّت السَّماءُ، وذلِكَ أَوَّل مَطَرِها. (و) الهَلَلُ: (نَسْجُ العَنْكَبُوتِ) ، عَن أَبِي عَمْرو. (و) قِيْلَ: الهَلَلُ: (الأمْطارُ، الواحِدُ {هَلَّةٌ) ، قَالَ:
(مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوابِيْهِ الهَلَلْ ... )
وَضَبْطهُ ابْنُ بُزُرْجَ بِالكَسْر. (و) } الهَلَلُ: (دِماغُ الفِيْل) وَهُوَ (سُمُّ ساعَةٍ) لِمَنْ أَكَلَهُ. ( {وأَهَلَّ) الرَّجُلُ} إِهْلَالًا: (نَظَرَ إِلى {الهِلَالِ) ، قَالَ ابْنُ شُمَيْل: يُقالُ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى} نُهِلَّ {الهِلَالَ، أَيْ: نَنْظُر أَنَراهُ؟ . (و) } أَهَلَّ (السَّيْفُ بِفُلَانٍ) إِذا (قَطَعَ مِنْهُ) ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْن أَحْمَرَ البَاهِلِيِّ:
(وَيْلُ أُمِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ بِهِ ... عَلى الهَباءةِ لَا نِكْسٌ وَلَا وَرَعُ)
(و) أَهَلَّ (العَطْشانُ: رَفَعَ لِسَانَهُ إِلى لَهاتِهِ لِيَجْتَمِعَ لَهُ رِيْقُهُ) ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِر:
(وَلَيْس بِها رِيحٌ وَلكن وَدِيْقَةٌ ... يَظَلُّ بِها السامِي {يِهُلُّ وَيَنْقَعُ)
هكَذَا رَواهُ ثَعْلَبٌ والباهِلِيُّ: " السامِي "، بالمِيم، قَالَ: والسّامِي الَّذي يَتَصَيَّدُ نِصْفَ النَّهار؛ ووَقَعَ فِي المُجْمَل: " السّارِيّ "، بِالرّاء. (و) أَهَلَّ (الشَّهْرَ: رَأَى هِلَالَةُ. و) أَهَلَّ (الهِلَالَ: رَآهُ. و) أَهَلَّ (المُلَبِّي: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ) . وَأَهَلَّ المُحْرِمُ بِالحَجِّ: إِذا لَبَّى وَرَفَعَ صَوْتَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ:} المُهِلُّ {يُهِلُّ بِالإِحْرام إِذا أَوْجَبَ الحُرْمَ عَلَى نَفْسِهِ، تَقُولُ:} أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَو بِعُمْرَةٍ فِي مَعْنَى أَحْرَمَ بِها وَإِنَّمَا قِيْلَ لِلْإِحْرام {إِهْلَالٌ لِرَفْع المُحْرِم صَوْتَهُ بِالتَّلْبِية. وَأَصْلُ} الإِهْلَال: رَفْع الصَّوْت، وَقَالَ الرَّاجِز:
(يُهِلُّ بِالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كَما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ)
( {والهَلْهَلُ، بِالضَّمِّ: الثَّلْجُ) نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ، (وبِالفَتْحِ سَمٌّ) قَاتِلٌ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هُوَ مُعَرَّب. قَالَ الأَزْهَرِي: لَيْسَ كُلُّ سَمٍّ قَاتِلٍ يُسَمَّى} هَلْهَلًا وَلكنّ الهَلْهَلَ سَمٌّ مِنَ السُّمُومِ بِعَيْنِه قَاتِلٌ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَأراهُ هِنْدِيًّا. (و) {الهَلْهَلُ: (الثَّوْبُ السَّخِيفُ النَّسْجِ، وَقَدْ} هَلْهَلَهُ النَّسّاجُ) إِذا أَرَقَّ نَسْجَهُ وَخَفَّفَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ، وَأَنْشَدَ:
(أَتَاكَ بِقَوْلٍ {هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذِبٍ ... وَلَمْ يَأْتِ بِالحَقِّ الَّذِي هُو ساطِعُ)
(و) } الهَلْهَلُ: (الرَّقِيْقُ مِنَ الشَّعَر) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيَّ، وَهُو مَجازٌ، وَقَدْ {هَلْهَلَهُ: إِذا أَرَقَّه. (و) } المهَلْهَلُ: أَيْضًا الرَّقِيْقُ مِنَ (الثَّوْب، {كالهَلِّ} والهَلْهَالِ {والهُلَاهِلُ) ، كَعُلابِط، (} والمُهَلْهَلُ بِالفَتْح) أَيْ: عَلى صِيْغَةِ اسْمِ المَفْعول، وَقَالَ شَمِر: يُقالُ: ثَوْبٌ {مُهَلْهَلُ وَمُلَهْلَهٌ وَمُنَهْنَهٌ، وَأَنْشَدَ:
(وَمَدَّ قُصَيٌّ وَأَبْناؤُهُ ... عَلَيكَ الظِّلَالَ فَما} هَلْهَلُوا)
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابِيّ: ثَوْبٌ لَهْلَهُ النَّسْجِ؛ أَي: رَقِيقٌ لَيْسَ بِكَثِيفٍ. ( {وهَلْهَلُ يُدْرِكُهُ) : مِثل (كادَ) يُدْرِكه، وَبِهِ فُسّر قَوْلُ} المُهَلْهِل الآتِي ذِكْرُهُ. (و) ! هَلْهَلُ (الصَّوْتَ: رَجَّعَهُ. و) {هَلْهَلُ} هَلْهَلَةً: (انْتَظَرَ وَتَأَنَّى) ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الأَصْمَعِيّ فِي قولِ حَرْمَلَةَ بنِ حَكِيمٍ:
( {هَلْهَلُ بِكَعْبٍ بَعْدَ مَا وَقَعَتْ ... فَوْقَ الجَبِيِن بِساعِدٍ فَعْمِ)
وَيُرْوَى:} هَلِّلْ، وَمَعْنَاهُما جَمِيْعًا: انْتَظِرْ بِهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَالِهِ مِنْ هذِهِ الضَّرْبَة. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْت: أَي: أَمْهِلْهُ بَعْدَ مَا وَقَعَتْ بِهِ شَجَّةٌ عَلَى جَبِيْنِهِ: وَقَالَ شَمِرٌ: {هَلْهَلْتُ: تَلَبَّثْتُ وَتَنَظَّرْتُ. (و) } هَلْهَلَ (الطَّحِينَ: نَخَلَهُ بِشَيءٍ سَخِيْفٍ) ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ أُمَيَّةُ بْن أَبِي الصَّلْت يَصِفُ الرِّياحَ:
(أَذَعْنَ بِهِ جَوافِلُ مُعْصِفاتٌ ... كَمَا تَذْرِي {المُهَلْهِلَةُ الطَّحِينَا)
(و) } هَلْهَلَ (بِفَرَسِهِ: زَجَرَهُ {بِهَلًا) ،} وَهالٍ مِثْله. (و) يُقالُ (ذَهَبُوا {بِهِلِيّانٍ وبذِي} هِلِيّانٍ، كبِلِيّانٍ) ، وَعَلى الأَخيرة اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ: إِذا ذَهَبُوا بِحَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُم. ( {والهُلاهِلُ، بِالضّمّ: الماءُ الكَثِيرُ الصّافي) ، كَمَا فِي الصِّحاح. (وذُو} هُلاهِلٍ، أَو ذُو {هُلاهِلَةٍ: مِنْ أَذْواءِ اليَمَنِ) . وَفِي التَّهْذِيب: ذُو} هُلَاهِل: قَيْلٌ مِنْ أَقْيالِ اليَمَن. ( {وَالأَهالِيْلُ: الأَمْطارُ، بِلَا وَاحِدٍ) لَها، قَالَهُ أَبُو نَصْر، (أَو) الواحِدُ) (} أُهْلُولٌ) ، بِالضَّمّ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
(وَغَيْثٍ مَرِيْعٍ لَمْ يُجَدَّعْ نَباتُهُ ... وَلَتْهُ {أَهالِيْلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِبِ)
(} وَتَهْلَلُ، كَتَفْعَلُ: اسْمٌ لِلْباطِلِ) ، كَثَهْلل، بالمُثَلّثة، جَعَلُوه اسْمًا لَهُ عَلَمًا، وَهُو نَادِرٌ. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: ذَهَبُوا فِي! تَهْلَلَ إِلى أَنَّهُ تَفْعَلُ لَمّا لَمْ يَجِدُوا فِي الكَلام " ت هـ ل " مَعْرُوفة، وَوَجَدُوا " هـ ل ل "، وَجَازَ التَّضْعِيفُ فِيْه، لِأَنَّهُ عَلَم، والأَعْلَامُ تُغَيّر كَثيرًا، وَمثْله عِنْدَهُ: تَحْبَبُ. (وَأَتَيْتُهُ فِي {هَلَّةِ الشَّهْرِ} وَهِلِّهِ، بِالكَسْر، {وَإِهْلَالِهِ؛ أَيْ:} اسْتِهْلالِهِ) وَأَوّله، كَذا فِي المُحْكَم. ( {وَهالَّهُ} مُهالَّةً {وَهِلَالًا: اسْتَأُجَرَهُ كُلَّ شَهْرٍ بِشَيْءٍ) ، مِنَ} الهِلَالِ إِلى الهِلَالِ، قَالَهُ اللِّحْيَانِيّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَيْضًا. وَفِي الأَساسِ: تَكارَيْتُهُ {مُهالَّةً، كَما تَقُولُ مُشاهَرَةً. (} والمُهَلِّلَةُ مِنَ الإِبِلِ) ، كَمُحَدِّثَةٍ: (الضَامِرَةُ المُتَقَوِّسَةُ، و) البَعِيْرُ {المُهَلَّل (كَمُعَظَّمٍ: المُتَقَوِّسَ) . وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقالُ لِلْبَعِيْرِ إِذا سْتَقَوِّسُ وَحَنا ظَهْرُهُ والْتَزَقَ بَطْنُهُ هُزالًا وَإِحْناقًا: قَدْ} هُلِّلَ البَعِيْرُ {تَهْلِيلًا، وَهُو مَجَاز، قَالَ ذُو الرَّمَّة:
(إِذا ارْفَضَّ أَطْرافُ السِّياطِ} وَهُلِّلَتْ ... جُرُوْمُ المَطايَا عَذَّبَتْهُنَّ صَيْدَحُ)
ومَعْنَى {هُلِّلَتْ أَيْ: انْحَنَتْ كَأَنَّها} الأَهِلَّة دِقَّةً وَضُمْرًا، أَي: إِذا تَفَتَّحَ طَيُّ السِّياطِ مِنْ طُولِ السَّفَر حَمَلَتْهُنَّ صَيْدَحُ عَلى سَيْرٍ شَديد، وَيُرِدْنَ أَن يَسِرْنَ بِسَيْرها فَلا يَقْدرْنَ عَلى ذلِكَ. (وَامْرَأَةٌ {هِلٌّ، بِالكَسْر) ؛ أَي: (مُتَفَضِّلَة فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ) ، قَالَ
(أَنَاةٌ تَزِيْنُ البَيْتَ إِمَّا تَلَبَّسَتْ ... وَإِنْ قَعَدَتْ} هِلًّا فَأَحْسِنْ بِها {هِلاَّ)
(} وَمُهَلْهِلٌ: الشّاعِرُ) ، وَاسْمُه امْرُؤ القَيْس بنُ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بن زُهَيْر ابْن جُشَم التَّغْلَبِيّ، أَخُو كُلَيْبِ وَائِلٍ، وَأَخُوهُما عَدِيٌّ بن رَبِيْعة، كَمَا فِي الصِّحاح. (و) قَالَ الآمِدِيُّ: (اسْمُهُ عَدِيٌّ أَو رَبِيْعَةُ) ، قِيْلَ: (لُقِّبَ) بِهِ لِرَدَاءةِ شِعْرِهِ، يُقالُ:! هَلْهَلَ فُلانٌ شِعْرَهُ: إِذا لَمْ يُنَقِّحْهُ وَأَرْسَلَهُ كَما حَضَرَهُ، أَو لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَرَقَّ الشِّعْرَ، أَوْ) لُقِّبَ (بِقَوْلِهِ) لِزُهَيْرِ ابْن جَنابِ بن هُبَل الكَلْبِيِّ:
(لَمَّا تَوَغَّلَ فِي الكُراعِ هَجِيْنُهُمْ ... {هَلْهَلْتُ أَثْاَرُ مَالِكًا أَو صِنْبِلَا)
هكَذَا رَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ لَمَّا " تَوَعَّر " بِالرّاء أَي: أَخَذَ فِي مَكانَ وَعْرٍ. قُلْتُ: ويُرْوَي " أَثْأَر جابِرًا أَو صِنْبِلًا "، وَهكَذَا رَوَاهُ الصّاغانِيّ. وَكَانَ زُهَيْرُ بنُ جَنابٍ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِب فَقَتَلَ جابِرًا وَصِنْبِلًا، كَمَا قَالَهُ ابْنُ الكَلْبِيّ فَقَوْلُهُ مَالِكًا غَيْر صَواب. (} والهَلَّةُ: المِسْرَجَةُ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. (و) يُقَالُ: (مَا أَصابَ {هَلَّةً) وَلَا بَلَّةً؛ أَي: (شَيْئًا) ، وَيُقَالُ: مَا جَاءَ} بِهِلَّةٍ وَلَا بِلَّة، {الهِلَّة: مِنَ الفَرَح} والاسْتِهْلال، والبِلَّة: أَدْنَى بَلَلٍ مِنَ الخَيْرِ، وَحَكَاهَا كُراع بِالفَتْح. ( {والهُلَّى، كَرُبَّى: الفَرْجَةُ بَعَدَ الغَمِّ) ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. (} وَاهْتَلَّ: افْتَرَّ عَن أَسْنانِهِ) ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُهُ. (و) مِنَ المَجاز: ( {اسْتَهَلَّ السَّيْفَ) ؛ أَي: (اسْتَلَّ) ، كَمَا فِي الأَساس والعُباب. (وَذُو} الهِلَالَيْن) : لَقَبُ (زَيْدِ بن عُمَرَ ابْنِ الخَطَّاب) ؛ لِأَنَّ (أُمَّةُ أُمّ كُلْثُوم بِنْت عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ) وَهِي رُقَيَّةُ الكُبْرَى، (لُقِّبَ بِجَدَّيْهِ) ، مَاتَ هُوَ وَأُمُّهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَصُلِّيَ عَلَيْهِما مَعًا.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {أَهَلَّ اللَّهِ المَطَرَ: أَمْطَرَه.} والهَلَالَةُ، كَسَحابَة: المَطَرَة الأُوْلَى. {والهِلَّةُ، بِالكَسْر: المَطَرُ. وَفِي حَدِيث النِّابِغَة: " فَنَيَّف عَلَى المائةِ وَكَأَنَّ فَاهُ البَرَدُ} المُنْهَلُّ "، كُلّ شَيْءٍ انْصَبَّ فَقَد {انْهَلَّ.} والمُهَلُّ، بِضَمّ المِيم: مَوْضِعُ الإِهْلاَلِ، وَهُو المِيقاتُ الَّذي يُحْرِمُون مِنْهُ، وَيَقَعُ عَلى الزَّمانِ والمَصْدر. وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا {أهل لغير الله بِهِ} أَي: نُودِيَ عَلَيهِ بِغَيْر اسْمِ اللَّهِ، كَمَا فِي الصِّحاح.} وَأَهَلَّ الكَلْبُ بِالصَّيْد {إِهْلَالًا، وَهُو صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ حَلْقِهِ إِذَا أَخَذَهُ بَيْنَ العُواءِ والأَنِينِ، وذلِكَ مِنْ حاقِّ الحِرْص، وَشِدَّةِ الطَّلَب، وَخَوفِ الفَوْتِ، وَهُو مَجاز.} وَاسْتَهَلَّت العَيْنُ: دَمَعَتْ، قَالَ أَوْسٌ:
(لَا {تَسْتَهَلُّ مِنَ الفِراقِ شُؤُونِي ... )
} وَأَهْلَلْنا هِلَالَ شَهْرِ كَذا، {وَاسْتَهْلَلْناهُ: رَأَيْناه.} وَاسْتَهَلَّ الشَّهْرُ: ظَهَرَ هِلَالُةُ وَتَبَين. {وَهَالِلْ أَجِيْرَك، كَذا عَن اللحْيانِي حَكاهُ عَنِ العَرَب، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: فَلَا أَدْرِي هكذَا سَمِعَهُ مِنْهُم أَمْ هُوَ الَّذي اخْتارَ التَّضْعيف. وَجِئْتُهُ عِنْدَ} مُهَلِّ الشَّهْرِ {وَمُسْتَهَلِّهِ.} وَهَلَّلَ الرّاءَ وَالزَّاي: كَتَبَهُما، وَلَا يُقَال هَلَّلَ الأَلِفَ واللاَّم، لِأَنَّهُ لَا اسْتِقْواسَ فِيْهما، وَهُوَ مَجاز. وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْد:
(تَخُطُّ لَامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ ... )

(وَالزَّايَ والرَّا أَيَّمَا تَهْلِيْلِ ... )
أَرَادَ: تَضَعُهُما عَلى شَكْلِ الهِلَال. {وَهِلَالُ البَعِيْرُ: مَا اسْتَقْوَسَ مِنْهُ عِنْد ضُمْرِه، قَالَ ابْنُ هَرْمَة:
(وَطَارِقِ هَمٍّ قَدْ قَرَيْتُ} هِلَالَةُ ... يَخُبُّ إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ وَيَرْسُمُ) أَرَادَ أَنَّهُ قَرَى الهَمَّ الطّارِقَ سَيْرَ هذَا البَعِيْر. وَهِلَالُ الإِصْبع: المُطِيفُ بالظُّفْرِ. {وَالهَيْلَلَةُ: التَّهْليِل. قَالَ أَبُو العَبّاس: الحَوْلَقَةُ والبَسْمَلَةُ والسَّبحَلَةُ والهَيْلَلَةُ هذِهِ الأَرْبَعَة أَحْرُف جَاءَت هكَذا، قِيْلَ لَهُ: فَالْحَمْدَلَةُ، قَالَ. وَلَا أُنْكِرُهُ. وَيُقَالُ:} أَهْلَلْنا عَن لَيْلَةِ كَذا، وَلَا يُقَالُ: {أَهْلَلْناهُ فَهَلَّ، كَمَا يُقَالُ أَدْخَلْناهُ فَدَخل، وَهُو قِياسُهُ، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَثَوْبٌ} هَلْهَلٌ: رَدِيء النَّسْجِ. {والمُهَلْهَلَةُ مِنَ الدُّرُوع، أَرْدَؤُها نَسْجًا. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتابِ السِّلَاحِ:} المُهَلْهَلَةُ مِنَ الدُّرُوع: هِيَ الحَسَنَةُ النَّسْجِ لَيْسَت بِصَفِيْقَةٍ، وَيُقَالُ: هِيَ الواسِعَةُ الحَلَق. {وَهَلْهَلَ عَنِ الشَّيءِ: رَجَعَ. وَجَمَلٌ} مُهَلَّلٌ، كَمُعَظَّم: عَلَيْةِ سِمَةُ الهِلَالِ. وَحاجِبٌ {مُهَلَّلٌ: مُقَوَّسٌ.} وَهَلَّلَ نِصابُهُ: هَلَكَتْ مَواشيه. {وَتَهَلْهَلُوا: تَتابَعُوا.} وَمُسْتَهَلُّ القَصيدةَ: مَطْلَعُها، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو {المُسْتَهَلّ: كُنْيَة الكُمَيْت بْنِ زَيْدٍ الشّاعِر. وَأَبُو هِلَال مُحَمَّد بنُ سُلَيْم الرّاسِبِيُّ، رَوَى عَنْ مُحَمَّد بنِ سِيرين، وَعَنْهُ وَكِيع.} والأَهالِيْلُ مِنَ التَّهَلُّلِ وَالبِشْر، وَاحِدها: {أُهْلُولٌ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. وَأُمُّ بِلالٍ بِنْتُ} هِلَالٍ: صَحابِيَّة. {والهِلَّة، بِالكَسْر: بَطْنٌ مِنَ العَرَب يَنْزِلونَ رِيْفَ مِصْر بِالصَّعِيد الأَعْلَى.

هلل: هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر

انْهِلالاً واسْتَهَلَّ: وهو شدَّة انصبابه. وفي حديث الاستسقاء: فأَلَّف الله

السحاب وهَلَّتنا. قال ابن الأَثير: كذا جاء في رواية لمسلم، يقال: هَلَّ

السحاب إِذا أَمطر بشدَّة، والهِلالُ الدفعة منه، وقيل: هو أَوَّل ما

يصيبك منه، والجمع أَهِلَّة على القياس، وأَهاليلُ نادرة. وانْهَلَّ المطر

انْهِلالاً: سال بشدَّة، واستهلَّت السماءُ في أَوَّل المطر، والاسم

الهِلالُ. وقال غيره: هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت، وأَهَلَّه

الله؛ ومنه انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ المطر؛ قال أَبو نصر: الأَهالِيل

الأَمْطار، ولا واحد لها في قول ابن مقبل:

وغَيْثٍ مَرِيع لم يُجدَّع نَباتُهُ،

ولتْه أَهالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب

وقال ابن بُزُرْج: هِلال وهَلالُهُ

(* قوله «هلال وهلاله إلخ» عبارة

الصاغاني والتهذيب: وقال ابن بزرج هلال المطر وهلاله إلخ) وما أَصابنا

هِلالٌ ولا بِلالٌ ولا طِلالٌ؛ قال: وقالوا الهِلَلُ الأَمطار، واحدها هِلَّة؛

وأَنشد:

من مَنْعِجٍ جادت رَوابِيهِ الهِلَلْ

وانهلَّت السماءُ إِذا صبَّت، واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها، وكأَنَّ

استِهْلالَ الصبيّ منه. وفي حديث النابغة الجعديّ قال: فنَيَّف على

المائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ؛ كل شيء انصبَّ فقد انْهَلَّ،

يقال: انهلَّ السماء بالمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدة انْصِبابه. قال: ويقال

هلَّ السماء بالمطر هَلَلاً، ويقال للمطر هَلَلٌ وأُهْلول. والهَلَلُ:

أَول المطر. يقال: استهلَّت السماء وذلك في أَول مطرها. ويقال: هو صوت

وَقْعِه. واستهلَّ الصبيُّ بالبُكاء: رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة. وكل شيء

ارتفع صوتُه فقد استهلَّ. والإِهْلالُ بالحج: رفعُ الصوت بالتَّلْبية.

وكلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ. وفي الحديث: الصبيُّ

إِذا وُلِد لم يُورَث ولم يَرِثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً. وفي حديث

الجَنِين: كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولا شَرِبَ ولا اسْتَهَلَّ؟ وقال

الراجز:يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها،

كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

وأَصله رَفْعُ الصوَّت. وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه.

وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبية، وتكرر في الحديث ذكر

الإِهْلال، وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِية. أَهَلَّ المحرِمُ بالحج يُهِلُّ

إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه. والمُهَلُّ، بضم الميم: موضعُ الإِهْلال،

وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه، ويقع على الزمان والمصدر. الليث:

المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم على نفسه؛ تقول: أَهَلَّ

بحجَّة أَو بعُمْرة في معنى أَحْرَم بها، وإِنما قيل للإِحرامِ إِهْلال لرفع

المحرِم صوته بالتَّلْبية. والإِهْلال: التلبية، وأَصل الإِهْلال رفعُ

الصوتِ. وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ، وكذلك قوله عز وجل: وما أُهِلَّ لغير

الله به؛ هو ما ذُبِحَ للآلهة وذلك لأَن الذابح كان يسمِّيها عند الذبح،

فذلك هو الإِهْلال؛ قال النابغة يذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من

البحر:

أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها

بَهِجٌ، متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ

يعني بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء والحمد لله إِذا رآها؛ قال أَبو

عبيد: وكذلك الحديث في اسْتِهْلال الصبيِّ أَنه إِذا وُلد لم يَرِثْ ولم

يُورَثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وذلك أَنه يُستدَل على أَنه وُلد حيًّا

بصوته. وقال أَبو الخطاب: كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهلّ

ومُسْتَهِلّ؛ وأَنشد:

وأَلْفَيْت الخُصوم، وهُمْ لَدَيْهِ

مُبَرْسمَة أَهلُّوا ينظُرونا

وقال:

غير يَعفور أَهَلَّ به

جاب دَفَّيْه عن القلب

(* قوله «غير يعفور إلخ» هو هكذا في الأصل والتهذيب).

قيل في الإِهْلال: إِنه شيء يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيه

بالعُواء الخفيف، وهو بين العُواء والأَنين، وذلك من حاقِّ الحِرْص وشدّة

الطلب وخوف الفَوْت. وانهلَّت السماء منه يعني كلب الصيد إِذا أُرسل على

الظَّبْي فأَخذه؛ قال الأَزهري: ومما يدل على صحة ما قاله أَبو عبيد وحكاه

عن أَصحابه قول الساجع عند سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين قَضى

في الجَنين (قوله «حين قضى في الجنين إلخ» عبارة التهذيب: حين قضى في

الجنين الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ) إِذا سقَط ميتاً بغُرَّة فقال:

أَرأَيت مَن لا شرب ولا أَكَلْ، ولا صاح فاسْتَهَلّْ، ومثل دَمِه يُطَلُّ،

فجعله مُسْتَهِلاًّ برفعِه صوته عند الوِلادة.

وانهلَّت عينُه وتَهَلَّلتْ: سالت بالدمع. وتَهَلَّلتْ دموعُه: سالت.

واستهلَّت العين: دمَعت؛ قال أَوس:

لا تَسْتَهِلُّ من الفِراق شُؤوني

وكذلك انْهَلَّتِ العَيْن؛ قال:

أَو سُنْبُلاً كُحِلَتْ به فانْهَلَّتِ

والهَليلةُ: الأَرض التي استهلَّ بها المطر، وقيل: الهَلِيلةُ الأَرض

المَمْطورة وما حَوالَيْها غيرُ مَمطور. وتَهَلَّل السحابُ بالبَرْق:

تَلأْلأَ. وتهلَّل وجهه فَرَحاً: أَشْرَق واستهلَّ. وفي حديث فاطمة، عليها

السلام: فلما رآها استبشَر وتهلَّل وجهُه أَي استنار وظهرت عليه أَمارات

السرور. الأَزهري: تَهَلَّل الرجل فرحاً؛ وأَنشد

(* هذا البيت لزهير بن ابي

سلمى من قصيدة له) :

تَراه، إِذا ما جئتَه، مُتَهَلِّلاً

كأَنك تُعطيه الذي أَنت سائلُهْ

واهْتَلَّ كتَهلَّل؛ قال:

ولنا أَسامٍ ما تَليقُ بغيرِنا،

ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حين تَرانا

وما جاء بِهِلَّة ولا بِلَّة؛ الهِلَّة: من الفرح والاستهلال،

والبِلَّة: أَدنى بَللٍ من الخير؛ وحكاهما كراع جميعاً بالفتح. ويقال: ما أَصاب

عنده هِلَّة ولا بِلَّة أَي شيئاً. ابن الأَعرابي: هَلَّ يَهِلُّ إِذا فرح،

وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صاح.

والهِلالُ: غرة القمر حين يُهِلُّه الناسُ في غرة الشهر، وقيل: يسمى

هِلالاً لليلتين من الشهر ثم لا يسمَّى به إِلى أَن يعود في الشهر الثاني،

وقيل: يسمى به ثلاث ليال ثم يسمى قمراً، وقيل: يسماه حتى يُحَجِّر، وقيل:

يسمى هِلالاً إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سواد الليل، وهذا لا يكون إِلا في

الليلة السابعة. قال أَبو إِسحق: والذي عندي وما عليه الأَكثر أَن يسمَّى

هِلالاً ابنَ ليلتين فإِنه في الثالثة يتبين ضوءُه، والجمع أَهِلَّة؛

قال:

يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى،

أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ

أَهلَّة نضّاخ النَّدَى كقوله:

تلقّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ،

وخيرُ النَّوْءِ ما لَقِيَ السِّرَارا

التهذيب عن أَبي الهيثم: يسمَّى القمر لليلتين من أَول الشهر هِلالاً،

ولليلتين من آخر الشهر ستٍّ وعشرين وسبعٍ وعشرين هِلالاً، ويسمى ما بين

ذلك قمراً.

وأَهَلَّ الرجلُ: نظر إِلى الهِلال. وأَهْلَلْنا هِلال شهر كذا

واسْتَهْللناه: رأَيناه. وأَهْلَلْنا الشهر واسْتَهْللناه: رأَينا هِلالَه.

المحكم: وأَهَلَّ الشهر واستَهلَّ ظهر هِلالُه وتبيَّن، وفي الصحاح: ولا يقال

أَهَلَّ. قال ابن بري: وقد قاله غيره؛ المحكم أَيضاً: وهَلَّ الشهر ولا

يقال أَهَلَّ. وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ، على ما لم

يسم فاعله: ظهَر، والعرب تقول عند ذلك: الحمدُلله إِهْلالَك إِلى سِرارِك

ينصبون إِهْلالَك على الظرف، وهي من المصادر التي تكون أَحياناً لسعة

الكلام كخُفوق النجم. الليث: تقول أُهِلَّ القمر ولا يقال أُهِلَّ

الهِلالُ؛ قال الأَزهري: هذا غلط وكلام العرب أُهِلَّ الهِلالُ. روى أَبو عبيد عن

أَبي عمرو: أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لا غير، وروي عن ابن الأَعرابي:

أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ، قال: واسْتَهَلَّ أَيضاً، وشهر مُسْتَهل؛

وأَنشد:

وشهر مُسْتَهل بعد شهرٍ،

ويومٌ بعده يومٌ جَدِيدُ

قال أَبو العباس: وسمي الهلالُ هِلالاً لأَن الناس يرفعون أَصواتهم

بالإِخبار عنه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن ناساً قالوا له إِنَّا بين

الجِبال لا نُهِلُّ هِلالاً إِذا أَهَلَّه الناس أَي لا نُبْصِره إِذا

أَبصره الناس لأَجل الجبال. ابن شميل: انطَلِقْ بنا حتى نُهِلَّ الهِلال أَي

نَنْظُر أَنَراه. وأَتَيْتُك عند هِلَّةِ الشهر وهِلِّه وإِهْلاله أَي

اسْتِهلاله.

وهالَّ الأَجيرَ مُهالّةً وهِلالاً: استأْجره كل شهر من الهِلال إِلى

الهِلال بشيء؛ عن اللحياني، وهالِلْ أَجيرَك كذا؛ حكاه اللحياني عن العرب؛

قال ابن سيده: فلا أَدري أَهكذا سمعه منهم أَم هو الذي اختار التضعيف؛

فأَما ما أَنشده أَبو زيد من قوله:

تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ،

والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ

فإِنه أَراد تَضَعُها على شكْلِ الهِلال، وذلك لأَن معنى قوله تَخُطُّ

تُهَلِّلُ، فكأَنه قال: تُهَلِّل لام أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلاً أَيَّما

تَهْليل.

والمُهَلِّلةُ، بكسر اللام، من الإِبل: التي قد ضَمَرت وتقوَّست.

وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ: مشبَّه بالهلال. وبعير مُهَلَّل، بفتح اللام:

مقوَّس.والهِلالُ: الجمَل الذي قد ضرَب حتى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال

والتقوُّس.الليث: يقال للبعير إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه والتزق بطنه هُزالاً

وإِحْناقاً: قد هُلِّل البعير تهليلاً؛ قال ذو الرمة:

إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ، وهُلِّلتْ

جُرُومُ المَطايا، عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ

ومعنى هُلِّلتْ أَي انحنتْ كأَنه الأَهلَّة دِقَّةً وضُمْراً. وهِلالُ

البعير: ما استقوس منه عند ضُمْره؛ قال ابن هرمة:

وطارِقِ هَمٍّ قد قَرَيْتُ هِلالَهُ،

يَخُبُّ، إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ، ويَرْسُِمُ

أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هذا البعير. والهلالُ: الجمل

المهزول من ضِراب أَو سير. والهِلال: حديدة يُعَرْقَب بها الصيد. والهِلالُ:

الحديدة التي تضمُّ ما بين حِنْوَيِ الرَّحْل من حديد أَو خشب، والجمع

الأُهِلَّة. أَبو زيد: يقال للحدائد التي تضمُّ ما بين أَحْناءِ الرِّحال

أَهِلَّة، وقال غيره: هلالُ النُّؤْي ما استقْوَس منه. والهِلالُ:

الحيَّة ما كان، وقيل: هو الذكَر من الحيّات؛ ومنه قول ذي الرمة:

إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ، كأَنه

هِلالٌ بدَا في رَمْضةٍ يَتَقَلَّب

يعني حيَّة. والهِلال: الحيَّة إِذا سُلِخَت؛ قال الشاعر:

تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عليها كأَنه

قَشيبُ هِلال، لم تقطَّع شَبَارِقُهْ

وأَنشد ابن الأَعرابي يصف درعاً شبهها في صَفائها بسَلْخ الحيَّة:

في نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ،

كأَنها من خِلَعِ الهِلالِ

وهُزْؤُها بالنِّصال: ردُّها إِياها. والهِلالُ: الحجارة المَرْصوف

بعضُها إِلى بعضٍ. والهِلالُ: نِصْف الرَّحَى. والهلالُ: الرَّحَى؛ ومنه قول

الراجز:

ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا،

طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا

والهِلالُ: طرف الرَّحَى إِذا انكسر منه. والهِلالُ: البياض الذي يظهر

في أُصول الأَظْفار. والهِلالُ: الغُبار، وقيل: الهِلالُ قطعة من الغُبار.

وهِلالُ الإِصبعِ: المُطيفُ بالظفر. والهِلالُ: بقيَّة الماء في الحوض.

ابن الأَعرابي: والهِلالُ ما يبقى في الحوض من الماء الصافي؛ قال

الأَزهري: وقيل له هِلالٌ لأَن الغدير عند امتلائه من الماء يستدير، وإِذا قلَّ

ماؤه ذهبت الاستدارةُ وصار الماء في ناحية منه. الليث: الهُلاهِلُ من وصف

الماء الكثير الصافي، والهِلالُ: الغلام الحسَن الوجه، قال: ويقال

للرَّحى هِلال إِذا انكسرت. والهِلالُ: شيء تُعرقَبُ به الحميرُ. وهِلالُ

النعل: ذُؤابَتُها.

والهَلَلُ: الفَزَع والفَرَقُ؛ قال:

ومُتَّ مِنِّي هَلَلاً، إِنما

مَوْتُك، لو وارَدْت، وُرَّادِيَهْ

يقال: هَلَكَ فلان هَلَلاً وهَلاًّ أَي فَرَقاً، وحَمل عليه فما كذَّب

ولا هَلَّلَ أَي ما فَزِع وما جبُن. يقال: حَمَل فما هَلَّل أَي ضرب

قِرْنه. ويقال: أَحجم عنَّا هَلَلاً وهَلاًّ؛ قاله أَبو زيد.

والتَّهْليل: الفِرارُ والنُّكوصُ؛ قال كعب بن زهير:

لا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا في نُحورِهِمُ،

وما لهمْ عن حِياضِ المَوْتِ تَهْليلُ

أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ. يقال: هَلَّل عن الأَمر إِذا ولَّى عنه ونَكَص.

وهَلَّل عن الشيء: نَكَل. وما هَلَّل عن شتمي أَي ما تأَخر. قال أَبو

الهيثم: ليس شيء أَجْرأَ من النمر، ويقال: إِنّ الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل،

وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُهَلِّل الذي يحمل على

قِرْنه ثم يجبُن فَيَنْثَني ويرجع، ويقال: حَمَل ثم هَلَّل، والمُكَلِّل:

الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقِرْنه؛ وقال:

قَوْمي على الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا

ماعُونَهُمْ، ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا

(* قوله «ويضيعوا التهليلا» وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب).

أَي لمَّا يرجعوا عمَّا هم عليه من الإِسلام، من قولهم: هَلَّل عن

قِرْنه وكَلَّس؛ قال الأَزهري: أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شهادة أَن لا إِله

إِلا الله وهو رفع الصوت بالشهادة، وهذا على رواية من رواه ويُضَيِّعوا

التَّهْليلا، وقال الليث: التَّهْليل قول لا إِله إِلا الله؛ قال الأَزهري:

ولا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته؛ وقوله أَنشده ثعلب:

وليس بها رِيحٌ، ولكن وَدِيقَةٌ

يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ

فسره فقال: مرَّة يذهب رِيقُه يعني يُهِلُّ، ومرة يَجيء يعني يَنْقَع؛

والسامي الذي يصطاد ويكون في رجله جَوْرَبان؛ وفي التهذيب في تفسير هذا

البيت: السامي الذي يطلب الصيد في الرَّمْضاء، يلبس مِسْمَاتَيْه ويُثير

الظِّباء من مَكانِسِها، فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السامي

فيأْخذها بيده، وجمعه السُّمَاة؛ وقال الباهلي في قوله يُهِلُّ: هو أَن

يرفع العطشان لسانه إِلى لَهاته فيجمع الريق؛ يقال: جاء فلان يُهِلُّ من

العطش. والنَّقْعُ: جمع الريق تحت اللسان.

وتَهْلَلُ: من أَسماء الباطل كَثَهْلَل، جعلوه اسماً له علماً وهو نادر،

وقال بعض النحويين: ذهبوا في تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لم يجدوا

في الكلام «ت هـ ل» معروفة ووجدوا «هـ ل ل» وجاز التضعيف فيه لأَنه علم،

والأَعلام تغير كثيراً، ومثله عندهم تَحْبَب. وذهب في هِلِيَّانٍ وبذي

هِلِيَّانٍ أَي حيث لا يدرَى أَيْنَ هو.

وامرأَة هِلٌّ: متفصِّلة في ثوب واحدٍ؛ قال:

أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ،

وإِن قَعَدَتْ هِلاًّ فأَحْسنْ بها هِلاَّ

والهَلَلُ: نَسْجُ العنكبوت، ويقال لنسج العنكبوت الهَلَل والهَلْهَلُ.

وهَلَّلَ الرجلُ أَي قال لا إِله إِلا الله. وقد هَيْلَلَ الرجلُ إِذا

قال لا إِله إِلا الله. وقد أَخذنا في الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا في

التَّهْليل، وهو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ إِذا قال لا حول ولا قوة

إِلا بالله؛ وأَنشد:

فِداكَ، من الأَقْوام، كُلُّ مُبَخَّل

يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ

الخليل: حَيْعَل الرجل إِذا قال حيّ على الصلاة. قال: والعرب تفعل هذا

إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف

الأُخرى، منه قولهم: لا تُبَرْقِل علينا؛ والبَرْقَلة: كلام لا يَتْبَعه فعل،

مأْخوذ من البَرْق الذي لا مطر معه. قال أَبو العباس: الحَوْلَقة

والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة، قال: هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا، قيل

له: فالْحَمدلة؟ قال: ولا أنكره

(* قوله «قال ولا أنكره» عبارة الازهري:

فقال لا وأنكره).

وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة، وقوله تعلى: وما أُهِلَّ به لغير الله؛

أَي نودِيَ عليه بغير اسم الله.

ويقال: أَهْلَلْنا عن ليلة كذا، ولا يقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال

أَدخلناه فدَخَل، وهو قياسه. وثوب هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهالٌ وهُلاهِل

ومُهَلْهَل: رقيق سَخيفُ النَّسْج. وقد هَلْهَل النَّسَّاج الثوبَ إِذا

أَرقّ نَسْجه وخفَّفه. والهَلْهَلةُ: سُخْفُ النسْج. وقال ابن الأَعرابي:

هَلْهَله بالنَّسْج خاصة. وثوب هَلْهَل رَديء النسْج، وفيه من اللغات جميع

ما تقدم في الرقيق؛ قال النابغة:

أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ،

ولم يأْتِ بالحقّ الذي هو ناصِعُ

ويروى: لَهْلَه. ويقال: أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهالاً. والمُهَلْهَلة من

الدُّروع: أَرْدَؤها نسْجاً. شمر: يقال ثوب مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل

ومُنَهْنَةٌ؛ وأَنشد:

ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه

عليك الظِّلالَ، فما هَلْهَلُوا

وقال شمر في كتاب السلاح: المُهَلْهَلة من الدُّروع قال بعضهم: هي

الحَسنة النسْج ليست بصفيقة، قال: ويقال هي الواسعة الحَلَق. قال ابن

الأَعرابي: ثوب لَهْلَهُ النسج أَي رقيق ليس بكثيف. ويقال: هَلْهَلْت الطحين أَي

نخلته بشيء سَخيف؛ وأَنشد لأُمية:

(* قوله «وأنشد لامية إلخ» عبارة التكملة لامية بن ابي الصلت يصف

الرياح:أذعن به جوافل معصفات * كما تذري المهلهلة

الطحينابه اي بذي قضين وهو موضع).

كما تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا

وشعر هَلْهل: رقيقٌ.

ومُهَلْهِل: اسم شاعر، سمي بذلك لِرَداءة شعْره، وقيل: لأَنه أَوَّل من

أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة

(* قوله: وهو امرؤ القيس بن

ربيعة: هكذا في الأصل، والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة) أَخو كُليب

وائل؛ وقيل: سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب:

لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ،

هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا

ويقال: هَلهَلْت أُدرِكه كما يقال كِدْت أُدْرِكُه، وهَلْهَلَ يُدْركه

أَي كان يُدركه، وهذا البيت أَنشده الجوهري:

لما تَوَغَّلَ في الكُراع هَجِينُهم

قال ابن بري: والذي في شعره لما توعَّر كما أَوردْناه عن غيره، وقوله

لما توَعَّر أَي أَخذ في مكان وعْر. ويقال: هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم

ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً.

والهَلْهَل: السَّمُّ القاتِل، وهو معرَّب؛ قال الأَزهري: ليس كل سَمّ

قاتل يسمَّى هَلهَلاً ولكن الهَلهَلُ سَمٌّ من السُّموم بعينه قاتِلٌ،

قال: وليس بعربيّ وأَراه هنْدِيّاً.

وهَلهَلَ الصوْتَ: رجَّعه. وماءٌ هُلاهِلٌ: صافٍ كثير. وهَلْهَل عن

الشيء: رجَع. والهُلاهِلُ: الماء الكثير الصافي. والهَلْهَلةُ: الانتظار

والتأَني؛ وقال الأَصمعي في قول حَرملة بن حَكيم:

هَلهِلْ بكَعْبٍ، بعدما وَقَعَتْ

فوق الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ

ويروى: هَلِّلْ ومعناهما جميعاً انتظر به ما يكون من حاله من هذه

الضرْبة؛ وقال الأَصمعي: هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بعدما وقعت به شَجَّة

على جبينه، وقال شمر: هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت.

التهذيب: ويقال أَهَلَّ السيفُ بفلان إِذا قطع فيه؛ ومنه قول ابن أَحمر:

وَيْلُ آمِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ به

على الهَباءَة، لا نِكْسٌ ولا وَرَع

وذو هُلاهِلٍ: قَيْلٌ من أَقْيال حِمْير.

وهَلْ: حرف استفهام، فإِذا جعلته اسماً شددته. قال ابن سيده: هل كلمة

استفهام هذا هو المعروف، قال: وتكون بمنزلة أَم للاستفهام، وتكون بمنزلة

بَلْ، وتكون بمنزلة قَدْ كقوله عز وجل: يَوْمَ نقولُ لجهنَّم هَلِ

امْتَلأْتِ وتقولُ هَلْ مِنْ مزيدٍ؟ قالوا: معناه قد امْتَلأْت؛ قال ابن جني: هذا

تفسير على المعنى دون اللفظ وهل مُبقاة على استفهامها، وقولها هَلْ مِن

مزيد أَي أَتعلم يا ربَّنا أَن عندي مزيداً، فجواب هذا منه عزَّ اسمه لا،

أَي فكَما تعلم أَن لا مَزيدَ فحسبي ما عندي، وتكون بمعنى الجزاء، وتكون

بمعنى الجَحْد، وتكون بمعنى الأَمر. قال الفراء: سمعت أَعرابيّاً يقول:

هل أَنت ساكت؟ بمعنى اسكت؛ قال ابن سيده: هذا كله قول ثعلب وروايته.

الأَزهري: قال الفراء هَلْ قد تكون جَحْداً وتكون خبَراً، قال: وقول الله عز

وجل: هَلْ أَتى على الإِنسان حينٌ من الدهر؛ قال: معناه قد أَتى على

الإِنسان معناه الخبر، قال: والجَحْدُ أَن تقول: وهل يقدِر أَحد على مثل هذا؛

قال: ومن الخبَر قولك للرجل: هل وعَظْتك هل أَعْطَيتك، تقرَّره بأَنك قد

وعَظْته وأَعطيته؛ قال الفراء: وقال الكسائي هل تأْتي استفهاماً، وهو

بابُها، وتأْتي جَحْداً مثل قوله:

أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بدائم

معناه أَلا ما أَخو عيشٍ؛ قال: وتأْتي شرْطاً، وتأْتي بمعنى قد، وتأْتي

تَوْبيخاً، وتأْتي أَمراً، وتأْتي تنبيهاً؛ قال: فإِذا زدت فيها أَلِفاً

كانت بمعنى التسكين، وهو معنى قوله إِذا ذُكِر الصالحون فحَيَّهَلاً

بعُمَر، قال: معنى حَيّ أَسرِعْ بذكره، ومعنى هَلاً أَي اسْكُن عند ذكره حتى

تنقضي فضائله؛ وأَنشد:

وأَيّ حَصانٍ لا يُقال لَها هَلاً

أَي اسْكُني للزوج؛ قال: فإِن شَدَّدْت لامَها صارت بمعنى اللوْم

والحضِّ، اللومُ على ما مضى من الزمان، والحَضُّ على ما يأْتي من الزمان، قال:

ومن الأَمر قوله: فهَلْ أَنتُم مُنْتَهون.

وهَلاً: زجْر للخيل، وهالٍ مثله أَي اقرُبي. وقولهم: هَلاً استعجال وحث.

وفي حديث جابر: هَلاَّ بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؛ هَلاَّ، بالتشديد:

حرف معناه الحثُّ والتحضيضُ؛ يقال: حيّ هَلا الثريدَ، ومعناه هَلُمَّ

إِلى الثريد، فُتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسماً

واحداً مثل خمسة عشر وسمِّي به الفعل، ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث،

وإِذا وقفت عليه قلت حَيَّهَلا، والأَلف لبيان الحركة كالهاء في قوله

كِتابِيَهْ وحِسابِيَهْ لأَنَّ الأَلِف من مخرج الهاء؛ وفي الحديث: إِذا ذكِرَ

الصالحون فحَيَّهَلَ بعُمَرَ، بفتح اللام مثل خمسة عشر، أَي فأَقْبِلْ به

وأَسرِع، وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة، فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى

أَسرِعْ، وقيل: معناه عليك بعُمَر أَي أَنه من هذه الصفة، ويجوز

فحَيَّهَلاً، بالتنوين، يجعل نكرة، وأَما حَيَّهَلا بلا تنوين فإِنما يجوز في

الوقف فأَما في الإِدراج فهي لغة رديئة؛ قال ابن بري: قد عرَّفت العرب

حَيَّهَلْ؛ وأَنشد فيه ثعلب:

وقد غَدَوْت، قبل رَفْعِ الحَيَّهَلْ،

أَسوقُ نابَيْنِ وناباً مِلإِبِلْ

وقال: الحَيَّهَل الأَذان. والنابانِ: عَجُوزان؛ وقد عُرِّف بالإِضافة

أَيضاً في قول الآخر:

وهَيَّجَ الحَيَّ من دارٍ، فظلَّ لهم

يومٌ كثير تَنادِيه، وحَيَّهَلُهْ

قال: وأَنشد الجوهري عجزه في آخر الفصل:

هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ

وقال أَبو حنيفة: الحَيْهَل نبت من دِقّ الحَمْض، واحدته حَيْهَلة، سميت

بذلك لسُرعة نباتها كما يقال في السرعة والحَثّ حَيَّهَل؛ وأَنشد لحميد

بن ثور:

بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ،

دَمِيثٍ بها الرِّمْثُ والحَيْهَلُ

(* قوله «بها الرمث والحيهل» هكذا ضبط في الأصل، وضبط في القاموس في

مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام، وقال بعد ان ذكر الشطر

الثاني: نقل حركة اللام الى الهاء).

وأَما قول لبيد يذكر صاحِباً له في السفر كان أَمَرَه بالرَّحِيل:

يَتمارَى في الذي قلتُ له،

ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ

فإِنما سكنه للقافية. وقد يقولون حَيَّ من غير أَن يقولو هَلْ، من ذلك

قولهم في الأَذان: حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح إِنما هو دعاء

إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ؛ قال ابن أَحمر:

أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ: ما بالُ رُفْقَتِهِ

حَيَّ الحُمولَ، فإِنَّ الركْبَ قد ذهَبا

قال: أَنْشَأَ يسأَل غلامه كيف أَخذ الركب. وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب

أَن بعض العرب يقول: حَيَّهَلا الصلاة، يصل بهَلا كما يوصل بعَلَى فيقال

حَيَّهَلا الصلاة، ومعناه ائتوا الصلاة واقربُوا من الصلاة وهَلُمُّوا

إِلى الصلاة؛ قال ابن بري: الذي حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب حَيَّهَلَ

الصلاةَ بنصب الصلاة لا غير، قال: ومثله قولهم حَيَّهَلَ الثريدَ، بالنصب لا

غير. وقد حَيْعَلَ المؤَذن كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من

كلمتين؛ قال الشاعر:

أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي

إِلى أَن دَعَا داعي الصَّباح، فَحَيْعَلا

وقال آخر:

أَقولُ لها، ودمعُ العينِ جارٍ:

أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي؟

وربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَيَّهَلَك كما يقال رُوَيْدَك، والكاف

للخطاب فقط ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم. قال أَبو عبيدة:

سمع أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رجلاً يدعو بالفارسية رجلاً يقول له زُوذْ،

فقال: ما يقول؟ قلنا: يقول عَجِّل، فقال: أَلا يقول: حَيَّهَلك أَي

هَلُمَّ وتَعَال؛ وقول الشاعر:

هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ

فإِنما جعله اسماً ولم يأْمر به أَحداً. الأَزهري: عن ثعلب أَنه قال:

حيهل أَي أَقبل إِليَّ، وربما حذف فقيل هَلا إِليَّ، وجعل أَبو الدقيش هَل

التي للاستفهام اسماً فأَعربه وأَدخل عليه الأَلف واللام، وذلك أَنه قال

له الخليل: هَلْ لك في زُبدٍ وتمر؟ فقال أَبو الدقيش: أَشَدُّ الهَلِّ

وأَوْحاهُ، فجعله اسماً كما ترى وعرَّفه بالأَلف واللام، وزاد في الاحتياط

بأَن شدَّده غير مضطر لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول وهي الثلاثة؛

وسمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل

بن الربيع:

هَلْ لكَ، والهَلُّ خِيَرْ،

فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ؟

ويقال: كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فيه أَلِفاً ولاماً صار اسمً فقوِّي

وثقِّل كقوله:

إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ

قال الخليل: إِذا جاءت الحروف الليِّنة في كلمة نحو لَوْ وأَشباهها

ثقِّلت، لأَن الحرف الليِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ يقوَّى به

إِذا جُعل اسماً، قال: والحروف الصِّحاح القويَّة مستغنية بجُرُوسِها لا

تحتاج إِلى حَشْو فنترك على حاله، والذي حكاه الجوهري في حكاية أَبي

الدقيش عن الخليل قال: قلت لأَبي الدُّقيْش هل لك في ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها

عُيُونُ الضَّيَاوِن؟ فقال: أَشدُّ الهَلِّ؛ قال ابن بري: قال ابن حمزة

روى أَهل الضبط عن الخليل أَنه قال لأَبي الدقيش أَو غيره هل لك في تَمْرٍ

وزُبْدٍ؟ فقال: أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه، وفي رواية أَنه قال له: هل لك

في الرُّطَب؟ قال: أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه؛ وأَنشد:

هَلْ لك، والهَلُّ خِيَرْ،

في ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ؟

وقال شَبيب بن عمرو الطائي:

هَلْ لك أَن تدخُل في جَهَنَّمِ؟

قلتُ لها: لا، والجليلِ الأَعْظَمِ،

ما ليَ هَلٍّ ولا تكلُّمِ

قال ابن سلامة: سأَلت سيبويه عن قوله عز وجل: فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ

فنفَعها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يونُسَ؛ على أَي شيء نصب؟ قال: إِذا كان

معنى إِلاَّ لكنّ نصب، وقال الفراء في قراءة أُبيّ فهَلاَّ، وفي مصحفنا

فلولا، قال: ومعناها أَنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على

الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم يونس كانوا منقطِعين من قوم غيره؛ وقال الفراء

أَيضاً: لولا إِذا كانت مع الأَسماء فهي شرط، وإِذا كانت مع الأَفعال فهي

بمعنى هَلاَّ، لَوْمٌ على ما مضى وتحضيضٌ على ما يأْتي. وقال الزجاج في

قوله تعالى: لولا أَخَّرْتَني إِلى أَجلٍ قريب، معناه هَلاَّ. وهَلْ قد

تكون بمعنى ما؛ قالت ابنة الحُمارِس:

هَلْ هي إِلاَّ حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ من بين ذاك تَعْلِيقْ

أَي ما هي ولهذا أُدخلت لها إِلا. وحكي عن الكسائي أَنه قال: هَلْ زِلْت

تقوله بمعنى ما زِلْتَ تقوله، قال: فيستعملون هَلْ بمعنى ما. ويقال: متى

زِلْت تقول ذلك وكيف زِلْت؛ وأَنشد:

وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم،

وتنبتُ في أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ؟

وقوله:

وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة،

فهَل عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل؟

قال ابن جني: هذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء،

كما تقول أَحسنت إِليّ فهل أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك، وقد زُرْتَني

فهل أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك. وقوله: هل أَتَى على الإِنسان؟ قال

أَبو عبيدة: معناه قد أَتَى؛ قال ابن جني: يمكن عندي أَن تكون مُبْقاةً

في هذا الموضع على ما بها من الاستفهام فكأَنه قال، والله أَعلم: وهل

أَتَى على الإِنسان هذا، فلا بدّ في جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة

أَي فكما أَن ذلك كذلك، فينبغي للإِنسان أَن يحتقر نفسه ولا يُباهي بما

فتح له، وكما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه: بالله هل سأَلتني فأَعطيتك

أَم هل زُرْتَني فأَكرمتك أَي فكما أَن ذلك كذلك فيجب أَن تعرِف حقي عليك

وإِحْساني إِليك؛ قال الزجاج: إِذا جعلنا معنى هل أَتى قد أَتى فهو بمعنى

أَلَمْ يأْتِ على الإِنسان حينٌ من الدَّهْر؛ قال ابن جني: ورَوَيْنا عن

قطرب عن أَبي عبيدة أَنهم يقولون أَلْفَعَلْت، يريدون هَلْ فَعَلْت.

الأَزهري: ابن السكيت إِذا قيل هل لك في كذا وكذا؟ قلت: لي فيه، وإِن لي فيه،

وما لي فيه، ولا تقل إِن لي فيه هَلاًّ، والتأْويل: هَلْ لك فيه حاجة

فحذفت الحاجة لمَّا عُرف المعنى، وحذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها

السائل. وقال الليث: هَلْ حقيقة استفهام، تقول: هل كان كذا وكذا، وهَلْ لك في

كذا وكذا؛ قال: وقول زهير:

أَهل أَنت واصله

اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام وكذلك الأَلف، ولا يستفهم بحَرْفي

استفهام.ابن سيده: هَلاَّ كلمة تحضيض مركبة من هَلْ ولا.

وبنو هلال: قبيلة من العرب. وهِلال: حيٌّ من هَوازن. والهلالُ: الماء

القليل في أَسفل الرُّكيّ. والهِلال: السِّنانُ الذي له شُعْبتان يصاد به

الوَحْش.

همم

همموَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يعوذ الْحسن 84 / الف وَالْحُسَيْن عَلَيْهِم السَّلَام: / أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات اللَّه التَّامَّة من كل شَيْطَان وهامّة وَمن كل عين لامّة.

لمَم حلل قَالَ أَبُو عبيد: الهامة يَعْنِي الْوَاحِدَة من هوامّ الأَرْض وَهِي دوابها المؤذية. وَقَوله: لامّة وَلم يقل: ملمّة وَأَصلهَا من أَ
(همم) - في الحديث: "أنّه أُتِىَ بِرجُلٍ هِمّ"
: أي كَبيرٍ فَانٍ. قال الأصمعىُّ: رَجُلٌ هِمٌّ وامرَأةٌ هِمَّةٌ: كَبِيرَةٌ. وقال غَيرُه: كأَنه قد هُمَّ؛ أي أُذِيبَ ودَخَلَ في الذوَبان؛ وقد أهَمَّ: صَارَ هَمًّا، وَاهتَمَّ: تَزوَّجَ هِمّةً، وقد هَمَّه فَانْهَمَّ.
قال الشاعر:
* تَبْسِمُ عَنْ كالبرَدِ المُنَهَّمِ *
وقال آخر:
* انهَمَّ عن كلَّ جَوَادٍ وَهَلُه *
- ومنه شِعْر حُمَيْد بن ثور:
* فَحُمِّل الهِمُّ كِنازاً جَلْعَدَا *
: أي الشَّيخُ الفانى.
- في حديث قُسٍّ: "أيُّها المَلِكُ الهُمام"
: أي العِظيمُ الهِمَّة. 
همم
الهَمُّ الحَزَنُ الذي يذيب الإنسان. يقال:
هَمَمْتُ الشّحم فَانْهَمَّ، والهَمُّ: ما هممت به في نفسك، وهو الأصل، ولذا قال الشاعر:
وهمّك ما لم تمضه لك منصب
قال الله تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا
[المائدة/ 11] ، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها
[يوسف/ 24] ، إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ [آل عمران/ 122] ، لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ
[النساء/ 113] ، وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا
[التوبة/ 74] ، وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ [التوبة/ 13] ، وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ [غافر/ 5] وأَهَمَّنِي كذا. أي: حملني على أن أَهِمَّ به. قال الله تعالى: وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ
[آل عمران/ 154] ويقال: هذا رجل هَمُّكَ من رجل ، وهِمَّتُكَ من رجل، كما تقول: ناهيك من رجل. والْهَوَامُّ: حشرات الأرض، ورجل هِمٌّ، وامرأة هِمَّةٌ. أي: كبير، قد هَمَّهُ العمر. أي: أذابه.
هـ م م: (الْهَمُّ) الْحُزْنُ وَالْجَمْعُ (الْهُمُومُ) ، وَ (أَهَمَّهُ) الْأَمْرُ أَقْلَقَهُ وَحَزَنَهُ. وَيُقَالُ: هَمُّكَ مَا أَهَمَّكَ. وَ (الْمُهِمُّ) الْأَمْرُ الشَّدِيدُ. وَ (هَمَّهُ) الْمَرَضُ أَذَابَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الِاهْتِمَامُ) الِاغْتِمَامُ. وَ (اهْتَمَّ) لَهُ بِأَمْرِهِ. وَ (الْهِمَّةُ) وَاحِدَةُ (الْهِمَمِ) يُقَالُ: فُلَانٌ بِعِيدُ (الْهِمَّةِ) بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا. وَ (هَمَّ) بِالشَّيْءِ أَرَادَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الْهِمُّ) بِالْكَسْرِ الشَّيْخُ الْفَانِي، وَالْمَرْأَةُ (هِمَّةٌ) . وَ (الْهُمَامُ) الْمَلِكَ الْعَظِيمُ الْهِمَّةِ. وَ (الْهَامَّةُ) وَاحِدَةُ الْهَوَامِّ وَلَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ إِلَّا عَلَى الْمَخُوفِ مِنَ الْأَحْنَاشِ. وَ (الْهَمْهَمَةُ) تَرْدِيدُ الصَّوْتِ فِي الصَّدْرِ. 
هـ م م : الْهِمُّ بِالْكَسْرِ الشَّيْخُ الْفَانِي وَالْأُنْثَى هِمَّةٌ.

وَالْهِمَّةُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا أَوَّلُ الْعَزْمِ وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى الْعَزْمِ الْقَوِيِّ فَيُقَالُ لَهُ هِمَّةٌ عَالِيَةٌ وَالْهَمُّ بِالْفَتْحِ وَحَذْفِ الْهَاءِ أَوَّلُ الْعَزِيمَةِ أَيْضًا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْهَمُّ مَا هَمَمْتَ بِهِ وَهَمَمْتُ بِالشَّيْءِ هَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا أَرَدْتَهُ وَلَمْ تَفْعَلْهُ وَفِي الْحَدِيثِ «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ» .

وَالْهَمُّ الْحُزْنُ وَأَهَمَّنِي الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ أَقْلَقَنِي وَهَمَّنِي هَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ مِثْلُهُ.

وَاهْتَمَّ الرَّجُلُ بِالْأَمْرِ قَامَ بِهِ.

وَالْهَامَّةُ مَا لَهُ سُمٌّ يَقْتُلُ كَالْحَيَّةِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَالْجَمْعُ الْهَوَامُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَقَدْ تُطْلَقُ الْهَوَامُّ عَلَى مَا لَا يَقْتُلُ كَالْحَشَرَاتِ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وَقَدْ قَالَ لَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ وَالْمُرَادُ الْقَمْلُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ بِجَامِعِ الْأَذَى. 
هـ م م

أهمّه الأمر حتّى همّه أي أذابه. ووقعت السوسة في الطعام فهمّته همّاً: أكلت لبابه وجوّفته. واهتمّ به. ونزل به مهم ومهمّات. وسمعتهم يقولون: استهمّ لي في كذا. ورجل ذو همّة وهمم، وهمام: عظيم الهمّة، وهذا رجلٌ همتك من رجل. وهذا سيف كهمّك وكهمّتك. قال زهير:

كهمّك إن تجهد تجدها نجيبةً ... صبوراً وإن تسترخ عنها تزيّد

تزد في سيرها. وقال القطامي:

تلاهين عنّي واستنعت بأربع ... كهمّة نفسي شارةً وشباباً

ومضيت بهنّ والهم أمر كذا. قال ذو الرمة:

والهمّ عين أثال ما ينازعه ... من نفسه لسواها مورداً أرب

وهمّ بالأمر. ولا همام لي أي لا أهمّ. قال الكميت:

عادلاً غيرهم من الناس طرّاً ... بهم لا همام لي لا همام

وهمّ النمل هميماً: دبّ، ومنه الهامّة والهوامّ. وشيخ همّ، وعجوز همّةٌ: لهميمهما. وهمهم الأسد. ومن المجاز: قدح همّ: قديم متكسّر. وللشراب هميم في العظام. قال لبيد:

أميلت عليه قرقف بابليّةٌ ... لها بعد كأس في العظام هميم

همم


هَمَّ(n. ac. هَمّ)
a. [Bi
or
'Ala], Thought over, pondered; was anxious about;
purposed.
b.(n. ac. هَمّ
مَهْمَمَة), Preoccupied, engrossed; worried, concerned.
c. Melted.
d. Milked.
e. Enfeebled.
f.(n. ac. هَمّ
هَمِيْم), Crept.
g.(n. ac. هَمَاْمَة
هُمُوْمَة), Grew old.
أَهْمَمَa. see I (b) (g).
تَهَمَّمَa. Examined.
b. Cleaned.

إِنْهَمَمَa. Was anxious, & c.
b. Was melted.
c. see I (g)
إِهْتَمَمَ
a. [Bi], Was anxious; troubled himself about.
b. Meditated.

إِسْتَهْمَمَa. Cared for.
b. [acc. & Bi], Interested in.
c. ['An & Bi], Left for.
هَمّ
(pl.
هُمُوْم)
a. Care, anxiety, solicitude; grief; trouble.
b. Purpose, intent, design.
c. Important affair.
d. Aspiration, wish.
e. Aspiring, ambitious.
f. see 2
هِمّ
(pl.
أَهْمَاْم)
a. Decrepit.

هِمَّة
( pl.
reg. &
هَمَاْئِمُ)
a. Decrepit old woman.
b. see 1 (b) (d) &
هِمّe. Favour, predilection.
f. Diligence; effort.
g. Wiriness.

أَهْمَمُa. More important.

هَاْمِمَة
(pl.
هَمِيْم
هَوَاْمِمُ
41)
a. Reptile; worm & c.
b. Animal.

هُمَاْم
(pl.
هِمَاْم)
a. Magnanimous, noble; hero.
b. Melting snow.

هَمِيْمa. Fine rain.
b. Milk.

هَمِيْمَة
(pl.
هَمَاْئِمُ)
a. see 1 (a) (b) &
هَمِيْم
(a).
هَمُوْمa. Full of water.
c. Reed, rush.

هَمَّاْمa. Detractor, traducer.
b. Resolute, energetic; practical.
c. Thoughtful.

هَاْمُوْمa. Melted fat.

N. P.
هَمڤمَa. Preoccupied; anxious.

N. Ac.
هَمَّمَa. see 25 (a)
N. Ag.
أَهْمَمَa. Important, momentous, weighty, serious.

N. Ac.
إِهْتَمَمَ
(pl.
إِهْتِمَامَات)
a. Care, solicitude, concern.
b. Effort, endeavour.

هَمَامِ
a. Sad.

مُهِمَّة
a. fem. of N. Ag. IV.
b. see 1 (c)
مُهِمَّات
a. [ coll. ], Ammunition.
رَجُل بَعِيْد الهِمَّة
a. Enterprising.

لَا مَهَمَّة لِي
a. or
لَا هَمَام I do not trouble myself.

هَمَّ بِهِ
a. He wished to kill him.

هُم [ mas. ]
a. They.
b. ( suffixed to a verb or a prep. ), Them.
c. ( suffixed to a noun ), Their.
هُمَا [ du.]
a. They two, both of them.
(هـ م م) : (هَمَّ) الشَّحْمَ فَانْهَمَّ أَيْ أَذَابَهُ فَذَابَ وَقَوْلُهُ فِي الطَّلَاقِ كُلُّ مَنْ هَمَّهُ أَمْرٌ اسْتَوَى جَالِسًا وَاسْتَوْفَزَ الصَّوَابُ أَهَمَّهُ يُقَالُ (أَهَمَّهُ) الْأَمْرُ إذَا أَقْلَقَهُ وَأَحْزَنَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ (هَمَّكَ مَا أَهَمَّكَ) أَيْ أَذَابَكَ مَا أَحْزَنَكَ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَحْزُونِ مَهْمُومٌ (وَالْهِمُّ) الشَّيْخُ الْفَانِي مِنْ الْهَمِّ الْإِذَابَةُ أَوْ مِنْ (الْهَمِيمِ) الدَّبِيبُ (وَهَمَّ بِالْأَمْرِ) قَصَدَهُ (وَالْهَمُّ) وَاحِدُ الْهُمُومِ وَهُوَ مَا يَشْغَلُ الْقَلْبَ مِنْ أَمْرٍ يَهُمُّ بِهِ وَمِنْهُ اتَّقُوا الدَّيْنَ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرَبٌ هَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ابْنِ شُمَيْلٍ وَالْحَرَبُ بِفَتْحَتَيْنِ أَنْ يُؤْخَذَ مَالُهُ كُلُّهُ وَرُوِيَ حُزْنٌ وَهُوَ غَمٌّ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ بَعْدَ فَوَاتِ الْمَحْبُوبِ (وَالْهَمِيمُ) الدَّبِيبُ وَمِنْهُ الْهَامَّةُ مِنْ الدَّوَابِّ مَا يَقْتُلُ مِنْ ذَوَاتِ السُّمُومِ كَالْعَقَارِبِ وَالْحَيَّاتِ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ أَيْ اُقْتُلُوهَا قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَكُمْ وَمِثْلُهُ حَدِيثُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَعَلَّ بَعْضَ الْهَوَامِّ أَعَانَكَ عَلَيْهِ» (وَأَمَّا حَدِيثُ) ابْنِ عُجْرَةَ «أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ» فَالْمُرَادُ بِهَا الْقَمْلُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ فِي الْحَدِيثِ «إنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا نُصِيبُ هَوَامِيَ الْإِبِلِ فَقَالَ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ» هِيَ الْمُهْمَلَةُ الَّتِي لَا رَاعِيَ لَهَا وَلَا حَافِظَ مِنْ (هَمَى) عَلَى وَجْهِهِ يَهْمِي هَمْيًا إذَا هَامَ وَالْحَرَقُ اللَّهَبُ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إذَا أَخَذَهَا لِيَتَمَلَّكَهَا أَدَّتْهُ إلَى النَّارِ.
[همم] الهَمُّ: الحُزنُ والجمع الهُمومُ. وأهَمَّني الأمرُ، إذا أقلقك وحزَنك. ويقال: هَمُّكَ ما أهَمَّكَ . والمُهِمُّ: الامر الشديد. وهمنى المرض: أذا بنى. قال الراجز يهم فيه القوم هم الحم * وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذابا. والاهتِمامُ: الاغتمام. واهْتَمَّ له بأمره. ويقال لما أُذيب من السَنام: الهامومُ. قال العجاج يصف بعيره:

وانهم هاموم السديف الوارى * وقال الآخر:

يضحكن عن كالبرد المنهم * والهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ. يقال: فلانٌ بعيدُ الهَمَّةِ أيضاً بالفتح. وهَمَمْتُ بالشئ أهم هما، إذا أردته. ويقال: لا مَهَمَّةَ لي بالفتح، ولا هَمامِ، أي أَهُمُّ بذلك ولا أفعله. قال الكميت: عادِلاً غيرهم من الناس طرًّا بِهِمُ لا هَمامِ لي لا هَمامِ  وهو مبنيٌّ على الكسر مثل قَطامِ. والهَميمُ: الدبيبُ. وقد هَمَمْتُ أهم بالكسر هميما. وقال الشاعر ساعدة بن جؤية يصف سيفا: ترى أثره في صفحتيه كأَنَّه مَدارِجُ شِبْثانِ لَهُنَّ هَميمُ والهم بالكسر: الشيخ الفاني، والمرأةُ هِمَّةٌ. والهُمامُ: الملك العظيم الهِمَّةِ. والهَمومُ: البئر الكثيرة الماء. وقال: إن لنا قليذما هموما يزيدها مخج الدلا جموما اللحيانى: سمعت أعرابيا من بنى عامر يقول: إذا قيل لنا أبقى عندكم شئ؟ نقول: همهام، أي لم يبق شئ. وأنشد: أولمت يا خنوت شر إيلام في يوم نحس ذى عجاج مظلام ما كان إلا كاصطفاف الاقدام حتى أتيناهم فقالوا همهام والهامة: واحدة الهوام، ولا يقع هذا الاسم إلا على المَخوفِ من الأحناش. ويقال للدابَّة: نعم الهامة هذه. ابن السكيت: الهميمة: مطر لين دقاق القطر. والهمهمة: ترديد الصوت في الصدر. وحمارٌ هِميُهَمْهِمُ في صوته. قال ذو الرمة يصف الحمار والاتن: خلى لها سرب أولاها وهيجها من خلفها لا حق الصقلين همهيم وهممت المرأة في رأس الصبيّ، وذلك إذا نوَّمتْه بصوتٍ ترقِّقه له. ويقال: ذهبت أتهممه، أي أطلبه.
[همم] نه: فيه: أصدق الأسماء حارث و"همام"، هو فعال من هم بالأمر - إذا عزم عليه، وكل أحد يهم بأمر خيرًا أو شرًا، فهو من أصدقها. وفيه: أيها الملك "الهمام"، أي عظيم الهمة. وح: أتى برجل "هم"، هو بالكسر: الكبير المال. ومنه ح: لا يقتلوا "هما" ولا امرأة. وح:
فحمل "الهم" كنازا جلعدا
وفيه: أعيذكما بكلمات الله التامات من كل سامة و"هامة"، الهامة: كل ذات سم يقتل، وجمعه الهوام، ومايسم ولا يقتل فسامة كالعقرب والزنبور، وقد يقع الهامة على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل. ومنه: أيؤذيك "هوام" رأسك؟ أراد القمل. ج والسوام جمع سامة. ك: و"هم" به أصحابه، أي قصدوا زجره. وفيه: "فلا يك" شأنهم، بضم ياء، من أهمني: أحزنني، أي هؤلاء اليهود أحقر من أن تهتم بهم. وفيه: ويحبس المؤمنون حتى "يهموا" بذلك، هو من الهم بمعنى القصد والحزن معروفًا ومجهولًان وفي بعضها من الوهم،وخبر، وبأنه فعل بفتح هاء وتشديد ميم والمشركون فاعله أي هموا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخافوا غائلتهم، من همتي الأمر. وح:"تهمه" نفسه أن يأتي أهله، بفتح تاء مع ضم هاء، وبضم تاء مع كسر هاء، من همه الشيء وأهمه أي اهتم له. ط: من جعل الهموم همًا واحدًا "هم" أخرته، هو بدل من ثاني مفعولي جعل، ومن تشعبت به "الهموم" أحوال الدنيا، هو بدل من الهموم. وفيه: "هموم" لزمتني، خبره محذوف أي عليّ. غ: "ولقد "همت" به و"هم" بها" أي همت بالمعصية مصرة وهم ولم يواقع، أو همت به و"لولا أن رأى برهان ربه" لهم بها و""هموا" بما لم ينالوا" عزموا على أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم فصرفهم الله نه. نه: وفي أولاد المشركين: "فهم" منهم، أي حكمهم حكم آبائهم وأهلهم.
هـمم
همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ هَمَمْتُ، يهُمّ، اهْمُمْ/ هُمّ، هَمًّا، فهو هامّ، والمفعول مَهْموم
• همَّه عدمُ نجاحه: حزَنه، أقلقه "همّني قيام الحرب".
• همّني مستقبلُه: شغل بالي وتعلّقت به.
• همَّ بالسَّفر ليلاً/ همَّ على السَّفر ليلاً:
1 - عزم على القيام به ولم يفعله " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} " ° همَّ واقفًا: نهضَ.
2 - عزم على القيام به " {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} ".
• همَّ الرَّجلُ لنفسِه: طلَبَ واحتالَ "وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً [حديث] ". 

أهمَّ يُهِمّ، أهْمِمْ/ أهِمَّ، إهمامًا، فهو مُهِمّ، والمفعول مُهَمّ
• أهمَّنا حالُ الفلسطينيين: أحزننا، أقلقنا، أتعسنا "همُّك ما أهمَّك".
• أهمَّ فلانًا مستوى أولاده في الدِّراسة: أثار اهتمامَه واستحقّ اعتبارَه " {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} ". 

استهمَّ يستهمّ، اسْتَهْمِمْ/ اسْتَهِمَّ، استهمامًا، فهو مُستهِمّ، والمفعول مُستهَمّ (للمتعدِّي)
• استهمَّ فلانٌ: عُني بأمر قومه.
• استهمَّ فلانٌ فلانًا بالأمرِ/ استهمَّ فلانٌ فلانًا في الأمرِ:
1 - طلَب منه أن يجدّ فيه.
2 - طلبَ منه أن يهتمّ به. 

اهتمَّ بـ/ اهتمَّ لـ يهتمّ، اهْتَمِمْ/ اهْتَمَّ، اهتمامًا، فهو مُهتَمّ، والمفعول مُهتَمّ به
• اهتمَّ فلانٌ باليتامى: انشغل واعتنى بهم "شرُّ عيوبنا اهتمامنا بعيوب الناس- اهتمّ فلان بالسِّياسة منذ صباه" ° لا يُعيره اهتمامًا: لا يبالي به.
• اهتمَّ فلانٌ لضياع أمواله: حَزِن، اغتمّ "يهتمّ المسلمون لما حلّ بالفلسطينيين". 

أهمُّ [مفرد]: اسم تفضيل من همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ: أكثر أهمية "قدّم الأهمَّ على المُهِمّ". 

أهمِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أهمُّ: كُلُّ ما يثير الاهتمامَ من الأمور "موضوع ذو أهميّة كبيرة- مسألة ذات أهمِّيَّة حيويّة كبيرة" ° بالغ الأهمِّيَّة: ذو أهمِّيَّة جوهريّة أو مركزيَّة- مِنْ الأهمِّيّة بمكان/ في غاية الأهمّيّة: هامّ جدًّا. 

اهتمام [مفرد]: ج اهتمامات (لغير المصدر):
1 - مصدر اهتمَّ بـ/ اهتمَّ لـ.
2 - اتجاه نفسيّ إلى تركيز الانتباه حول موضوع معيّن "له اهتمامات أدبيّة- تميّز أخي باهتمامه
 الرياضيّ" ° يقع في دائرة اهتمامه.
• إثارة الاهتمام: إثارة المرء بالفكرة الجديدة بحيث يرغب في التعرُّف على دقائقها، ويسعى إلى تنمية معلوماته بشأنها. 

مَهامُّ [جمع]: مف مَهَمَّة: اختصاصــات ومسئوليّات، ما يترتّب على المرء القيام به من أعمال مسئول عنها "مهامُّ الوزير/ المنصب- حاول أن يحُدّ من مهامِّ مَرْءوسِيه".
• مَهامّ الأمور: ما له أهمية كبيرة. 

مَهَمَّة/ مُهِمَّة [مفرد]: قضيّة أو أمر يقتضي عناية وجهدًا خاصًّا. 

مُهِمَّة [مفرد]: ج مُهِمّات ومَهَامُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أهمَّ.
2 - ما يقوم به المندوب من عمل أو سعي "قام السفير بمُهِمَّة خارجيّة".
3 - وظيفة، توكيل أو صلاحيّة تعطى لشخص ما من أجل القيام بأمر محدّد "تمّ تكليفه بمُهِمَّة المدير".
4 - رسالة وهدف "مُهِمَّة المعلِّم شريفة" ° المُهِمَّات: التَّجهيزات- المُهِمّات من الأمور: الشَّدائد المُحرقة. 

هامّ [مفرد]: مؤ هامّة، ج مؤ هامَّات (للعاقل) وهَوامُّ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ ° هامّ جدًّا/ هامّ للغاية: شديد الأهمّيّة.
2 - عظيم القدر.
3 - مثير للاهتمام "في النَّشرة أخبار هامّة هذا المساء". 

هامَّة [مفرد]: ج هامَّات (للعاقل) وهَوامُّ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ.
2 - دابَّة "من هوامّ اللَّيل".
3 - ما كان له سمٌّ قاتل، كالحيَّة "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ [حديث] ".
4 - ما لا يَقتل من الحشرات "رشَشْتُ دواءً قاتلاً لهوامّ البيت". 

هُمام [مفرد]: ج هِمام:
1 - عظيم الهِمَّة؛ سيِّد شجاع كريم سخيّ "ملِكٌ هُمام".
2 - أسد. 

همّ [مفرد]: ج هُمُوم (لغير المصدر): مصدر همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ ° ضاجعه الهَمُّ: لازمَهُ- كُلُّنا في الهَمّ شرك: أي سواء في البلوى. 

هَمّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من همَّ/ همَّ بـ/ همَّ على/ همَّ لـ.
2 - مَنْ إذا همّ بشيءٍ أمضاه. 

هِمَّة [مفرد]: ج هِمَّات وهِمَم وهمائمُ:
1 - ما هُمَّ به من أمر ليُفعَل.
2 - إصرار، عزم قويّ "فلانٌ ذو هِمّة عالية" ° عالي الهِمّة/ بعيد الهِمّة: يسمو إلى معالي الأمور.
3 - هوًى وميل. 

همم: الهَمُّ: الحُزْن، وجمعه هُمومٌ، وهَمَّه الأَمرُ

هَمّاً ومَهَمَّةً وأَهَمَّه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ به. ولا هَمامِ لي:

مبنية على الكسر مثل قَطامِ أَي لا أَهُمُّ. ويقال: لا مَهَمّةَ لي،

بالفتح، ولا هَمامِ، أَي لا أَهُمّ بذلك ولا أَفْعَلُه؛ قال الكميت يمدح أَهل

البيت:

إِن أَمُتْ لا أَمُتْ، ونَفْسِيَ نَفْسا

نِ من الشَّكِّ في عَمىً أَو تَعامِ

عادِلاً غيرَهم من الناسِ طُرّاً

بِهِمُ، لا هَمامِ لي لا هَمامِ

أَي لا أَهُمُّ بذلك، وهو مبني على الكسر مثل قَطامِ؛ يقول: لا أَعْدِل

بهم أَحداً، قال: ومثلُ

قوله لا هَمامِ قراءةُ من قرأَ: لا مَساسِ؛ قال ابن جني: هو الحكاية

كأَنه قال مَساسِ

فقال لا مَساسِ، وكذلك قال في هَمامِ إِنه على الحكاية لأَنه لا يبنى

على الكسر، وهو يريد به الخبر. وأَهَمَّني الأَمرُ

إِذا أَقْلَقَك وحَزَنَك. والاهتمامُ: الاغتمامُ، واهْتَمِّ له

بأَْمرِه. قال أَبو عبيد في باب قلّة اهتِمامِ

الرجلِ بشأْن صاحِبه: هَمُّك ما هَمَّك، ويقال: هَمُّك ما أَهَمَّك؛

جعلَ ما نَفْياً في قوله ما أَهَمَّك أََي لم يُهِمَّك هَمُّك، ويقال: معنى

ما أَهَمَّكَ أَي ما أَحْزَنَك، وقيل: ما أَقْلَقَك، وقيل: ما أَذابَك.

والهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ.

والمُهِمَّاتُ من الأُمور: الشائدُ المُحْرِقةُ. وهَمَّه السُّقْمُ

يَهُمُّه هَمّاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَحمه. وهَمَّني المرضُ: أَذابَني. وهَمَّ

الشحمَ يَهُمُّه هَمّاً: أَذابَه؛ وانْهَمَّ هو.

والهامومُ: ما أُذِيبَ من السنام؛ قال العجاج يصف بَعيرَه:

وانْهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهاري

عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري

(* قوله «الهاري» أنشده في مادة جرز: الواري، وكذا المحكم والتهذيب).

أَي ذهب سِمَنُه. والهامومُ من الشحمِ: كثيرُ الإِهالةِ. والهامومُ: ما

يَسيل من الشَّحْمةِ إِذا شُوِيَت، وكلُّ شيء ذائبٍ يُسمَّى هاموماً. ابن

الأَعرابي: هُمَّ إِذا أُغْلِيَ، وهَمَّ إِذا غَلى. الليث: الانْهِمامُ

في ذَوَبانِ

الشيء واسْتِرْخائه بعد جُمودِه وصَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ، تقول:

انْهَمَّ. وانْهَمَّت البقُولُ إِذا طُبِخَتْ في القدر. وهَمَّت الشمسُ

الثلجَ: أَذابَتْه. وهَمَّ الغُزْرُ الناقةَ يَهُمُّها هَمّاً: جَهَدَها

كأَنه أَذابَها. وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذابا؛ قال:

يَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْهَمِّ،

تحتَ عَرَانِينِ أُنوفٍ شُمِّ

والهُمامُ: ما ذابَ منه، وقيل: كلُّ مُذابٍ مَهْمومٌ؛ وقوله:

يُهَمُّ فيها القوْمُ هَمَّ الحَمِّ

معناه يَسيل عرقهم حتى كأَنهم يَذُوبون. وهُمامُ الثلج: ما سالَ منْ

مائِه إِذا ذابَ؛ وقال أَبو وجزة:

نواصح بين حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتا

مُمَنَّعاً، كهُمامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ

أَراد بالنواصح الثَّنايا. ويقال: همَّ اللبَنَ في الصحْنِ إِذ حَلَبَه،

وانْهَمَّ العرَقُ في جَبينِه إِذا سالَ؛ وقال الراعي في الهَماهِمِ

بمعنى الهُموم:

طَرَقا، فتِلكَ هَماهِمِي أَقْرِيهِما

قُلُصاً لَواقحَ كالقِسيِّ وحُولا

وهَمَّ بالشيءَ يهمُّ هَمّاً: نواه وأَرادَه وعزَم عليه. وسئل ثعلب عن

قوله عز وجل: ولقد هَمَّت به وهمَّ بها لولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربِّه؛

قال: هَمَّت زَلِيخا بالمعصية مُصِرّةً على ذلك، وهَمَّ يوسفُ، عليه

السلام، بالمعصية ولم يأْتِها ولم يُصِرَّ عليها، فَبَيْن الهَمَّتَيْن

فَرْقٌ. قال أَبو حاتم: وقرأْتُ غريبَ القرآن على أَبي عبيدة فلما أَتيتُ على

قولِه: ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها (الآية) قال أَبو عبيدة: هذا على

التقديم والتأْخير كأَنه أَراد: ولقد هَمَّت به، ولولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ

ربّه لَهَمَّ بها. وقوله عز وجل: وهَمُّوا بما لم يَنالوا؛ كان طائفةٌ

عَزَمُوا على أَن يغْتالُوا سيّدنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في سفَرٍ

وقَفُوا له على طريقِه، فلما بَلغهم أَمَرَ بتَنْحيَتِهم عن طريقِه

وسَمّاهم رجلاً رجلاً؛ وفي حديث سَطِيح:

شَمِّرْ فإِنّك ماضي الهَمِّ شِمِّيرُ

أَي إِذَا عَزمت على أَمرٍ أَمْضَيْتَه. والهَمُّ: ما همّ به في

نَفْسِه، تقول: أَهَمَّني هذا الأَمرُ. والهَمَّةُ والهِمَّةُ: ما هَمَّ به من

أَمر ليفعله. وتقول: إِنه لَعظيمُ الهَمّ وإِنه لَصغيرُ الهِمّة، وإِنه

لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمّةِ، بالفتح.

والهُمامُ: الملكُ العظيم الهِمّة، وفي حديث قُسٍّ: أَيها الملكُ

الهُمامُ، أَي العظيمُ الهِمَّة. ابن سيده: الهُمام اسمٌ من أَسماء الملك

لِعِظمِ هِمّته، وقيل: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا يُرَدُّ عنه بل

يَنْفُذ كما أَراد، وقيل: الهُمامُ السيِّدُ الشجاعُ السَّخيّ ولا يكون ذلك

في النساء. والهُمامُ: الأَسدُ، على التشبيه، وما يَكادُ ولا يَهُمُّ

كَوْداً ولا مَكادَةً وهَمّاً ولا مَهَمَّةً.

والهَمَّةُ والهِمَّةُ: الهَوى. وهذا رجلٌ هَمُّك من رجلٍ وهِمَّتُك من

رجل أَي حسْبُك. والهِمُّ، بالكسر: الشيخ الكبيرُ البالي، وجمعه

أَهْمامٌ. وحكى كراع: شيخٌ هِمَّةٌ، بالهاء، والأُنثى هِمَّةٌ بيِّنة الهَمَامةِ،

والجمع هِمَّات وهَمائمُ، على غير قياس، والمصدر الهُمومةُ والهَمامةُ،

وقد انْهَمَّ، وقد يكون الهِمُّ والهِمَّةُ من الإِبل؛ قال:

ونابٌ هِمَّةٌ لا خَيْرَ فيها،

مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي

ابن السكيت: الهَمُّ من الحُزْن، والهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ

يَهُمُّه إِذا أَذابَه. والهَمُّ: مصدر هَمَمْت بالشيء هَمّاً. والهِمُّ:

الشيخ البالي؛ قال الشاعر:

وما أَنا بالهِمِّ الكبيرِ ولا الطِّفْلِ

وفي الحديث: أَنه أُتِيَ برجل هِمٍّ؛ الهِمُّ، بالكسر: الكبيرُ الفاني.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان يأْمرُ جُيُوشه أَن لا يَقْتُلوا هِمّاً

ولا امرأَةً؛ وفي شعر حُميد:

فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا

(* قوله «كنازاً إلخ» تقدم هذا البيت في مادة جلعد بلفظ كباراً والصواب

ما هنا)

والهامّةُ: الدابّةُ. ونِعْمَ الهامّةُ هذا: يعني الفرسَ؛ وقال ابن

الأَعرابي: ما رأَيتُ هامّةً أَحسنَ منه، يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال

لغيرهما. ويقال للدابّة: نِعْمَ الهامّةُ هذا، وما رأَيت هامَّةً أَكْرمَ

من هذه الدابّة، يعني الفرس، الميمُ مشدَّدة. والهَمِيمُ: الدَّبِيبُ. وقد

هَمَمْتُ أَهِمُّ، بالكسر، هَمِيماً. والهَمِيمُ: دوابُّ هوامِّ الأَرض.

والهوامُّ: ما كان من خَشاش الأَرض نحو العقارب وما أَشبهها، الواحدة

هامّة، لأَنها تَهِمّ أَي تَدِبّ، وهَمِيمُها دبِيبُها؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة الهذليّ يصف سيفاً:

تَرى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْه، كأَنه

مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ

وقد هَمَّتْ تَهِمُّ، ولا يقع هذا الاسم إِلاَّ على المَخُوف من

الأَحْناش. وروى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يُعَوِّذ

الحسنَ والحسَينَ فيقول: أُعيذُكُما بكلمات الله التامه، من شرّ كل شيطانٍ

وهامّه، ومن شرِّ كل عين لامّه، ويقول: هكذا كان إِبراهيمُ يعوّذ إِسمعيل

وإِسحق، عليهم السلام؛ قال شمر: هامّة واحدة الهوامِّ، والهوامُّ:

الحيَّاتُ وكلُّ ذي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه، وأَما ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فهو

السَّوامُّ، مشدَّدة الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلُغ أَن تَقتل مثل

الزُّنْبورِ والعقرب وأَشباهِها، قال: ومنها القَوامُّ، وهي أَمثال القَنافِذ

والفأْرِ واليَرابيع والخَنافِس، فهذه ليست بهَوامَّ ولا سَوامَّ،

والواحدة من هذه كلها هامّة وسامّة وقامّة. وقال ابن بُزُرْج: الهامّة الحيّةُ

والسامّة العقربُ. يقال للحية: قد همّت الرجلَ، وللعقرب: قد سمَّتْه،

وتقع الهامّة على غير ذواتِ السّمّ القاتِل، أَلا ترى أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال لكعب بن عُجْرة: أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك؟ أَراد بها

القَمْل، سمّاها هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ في الرأْس وتَهِمُّ فيه. وفي

التهذيب: وتقع الهوامُّ على غير ما يَدِبُّ من الحيوان، وإِن لم يَقْتُلْ

كالحَشَرات.

ابن الأَعرابي: هُمَّ لنَفْسِك ولا تَهُمَّ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها

واحْتَل. الفراء: ذهبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظر أَينَ هو، وروي عنه أَيضاً:

ذهبتُ أَتَهَمَّمُه أَي أَطلُبه. وتَهمَّم الشيءَ: طلَبه.

والهَمِيمةُ: المطرُ الضعيف، وقيل: الهَميمةُ من المطر الشيءُ الهيِّنُ،

والتَّهْميمُ نحوُه؛ قال ذو الرمة:

مَهْطولة من رياض الخُرْج هيَّجها،

مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ، تَهْميمُ

(* قوله «من لف» كذا في الأصل والمحكم، وفي التهذيب: من لفح، وفي

التكملة: من صوب)

والهَميمةُ: مطرٌ ليّنٌ دُقاقُ القَطْر. والهَمومُ: البئر الكثيرة

الماء؛ وقال:

إِنَّ لنا قَلَيْذَماً هَموما،

يَزيدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما

وسحابة هَمومٌ: صَبوبٌ للمطر. والهَميمةُ من اللبَن: ما حُقِن في

السِّقاء الجديد ثم شُرب ولم يُمْخَض. وتهَمَّمَ رأْسَه: فَلاه. وهَمَّمَت

المرأَةُ في رأْس الصبي: وذلك إِذا نوَّمَتْه بصوت تُرَقِّقُه له. ويقال: هو

يَتَهَمَّمُ رأْسَه أَي يَفْلِيه. وهَمَّمَت المرأَةُ في رأْس الرجل:

فلَّتْه. وهو من هُمَّانِهم أَي خُشارَتهم كقولك من خُمَّانِهم.

وهَمَّام: اسم رجل.

والهَمْهَمة: الكلام الخفيّ، وقيل: الهَمْهَمة تَرَدُّد الزَّئير في

الصَّدْر من الهمّ والحَزَن، وقيل: الهَمْهَمة تَرْديد الصوت في الصدر؛

أَنشد ابن بري لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأَته:

إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ،

إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَهْ،

وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ،

واسْتَقْبَلَتْهُم بالسيوف المُسْلِمَهْ،

يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ

ضَرْباً، فما تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ،

لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ،

لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَهْ

(* رواية هذه الأبيات في مادة خندم تختلف عما هي عليه هنا)

وأَنشد هذا الرجز هنا الحَنْدَمة، بالحاء المهملة، وأَنشده في ترجمة

خندم بالخاء المعجمة. والهَمْهَمة: نحوُ أَصوات البقر والفِيَلَة وأَشباه

ذلك. والهَماهِم: من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم. وهَمْهَمَ الرَّعْدُ

إِذا سمعتَ له دَوِيّاً. وهَمْهَم الأَسدُ، وهمْهَم الرجلُ إِذا لم يُبَيِّن

كلامه. والهمْهَمة: الصوت الخفيّ، وقيل: هو صوت معه بحَحٌ.

ويقال للقصَب إِذا هزَّته الريح: إِنه لَهُمْهوم. قال ابن بري:

الهُمْهوم المُصَوِّت؛ قال رؤبة:

هزّ الرياحِ القَصَبَ الهُمْهوما

وقيل: الهَمْهمةُ ترديد الصوت في الصدر. وفي حديث ظبْيان: خرج في

الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمةً أَي كلاماً خفيّاً لا يُفْهَم، قال: وأَصل

الهَمْهَمة صوت البقرة. وقَصَبٌ هُمْهوم: مُصوِّت عند تَهْزيز الريح. وعَكَرٌ

هُمْهوم: كثير الأَصوات: قال الحَكَم الخُضْريّ وأَنشده ابن بري مستشهداً به

على الهُمْهوم الكثير:

جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الهُمْهوما

السَّجْوَرِيُّ لا رَعى مُسِيما

والهُمْهومة والهَمْهامة: العَكَرة العظيمة. وحِمار هِمْهيم: يُهَمْهِم

في صوته يُردِّد النهيق في صدره؛ قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن:

خَلَّى لها سَرْبَ أُولاها وهَيَّجها،

مِن خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ هِمْهيمُ

والهِمْهيم: الأَسد، وقد هَمْهَم. قال اللحياني: وسمع الكسائي رجلاً من

بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: هَمْهامْ

وهَمْهامِ يا هذا، أَي لم يَبْقَ شيء؛ قال:

أَوْلَمْتَ، يا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِيلامْ،

في يومِ نَحْسٍ ذي عجاجٍ مِظْلامْ

ما كان إِلاّ كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ،

حتى أَتيناهم فقالوا: هَمْهامْ

أَي لم يبق شيء. قال ابن بري: رواه ابن خالويه خِنَّوْت على مثال

سِنَّوْرٍ، قال: وسأَلت عنه أَبا عُمر الزاهد فقال: هو الخَسيس. وقال ابن جني:

هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ اسم لفتىً مثل سَِرْعانَِ ووَشْكان وغيرهما

من أَسماء الأَفعال التي استُعْمِلت في الخبر. وجاء في الحديث: أَحبُّ

الأَسماء إِلى الله عبدُ الله وهَمَّامٌ. وفي رواية: أَصدقُ الأَسماء

حارثة وهَمَّام، وهو فَعَّال من هَمَّ بالأَمر يَهُمّ إِذا عزَم عليه، وإِنما

كان أَصدَقها لأَنه ما من أَحد إِلا وهو يَهُمّ بأَمرٍ، رَشَِدَ أَم

غَوِيَ.

أَبو عمرو: الهَموم الناقة الحسَنة المِشْية، والقِرْواحُ التي تَعافُ

الشُّربَ مع الكِبار، فإِذا جاءت الدَّهْداهُ شرِبت معهنّ، وهي الصغار.

والهَموم: الناقة تُهَمِّم الأَرضَ بفيها وترتَع أَدنى شيء تجده، قال: ومنه

قول ابنة الخسّ: خيرُ النوق الهَموم الرَّموم التي كأَنَّ عَينَيْها

عَيْنا محموم. وقوله في الحديث في أَولاد المشركين: هُمْ من آبائهم، وفي

رواية: هم منهم، أَي حكمُهم حكم آبائهم وأَهلِهم.

هـمم
( {الهَمُّ: الحَزَنُ، ج:} هُمُومٌ) ، قَالَ شَيْخُنَا: فَهْما عِنْدَهُ كَطَائِفَةٍ مُتَرادِفَانِ. وقِيلَ: الهَمُّ: أَعَمُّ مِنَ الحَزَنِ، وقِيلَ: غَيْرُ ذلِكَ مِمَّا قَالَه عِيَاضٌ. قُلْتُ: وتَقَدَّمَ الفَرْقُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الغَمِّ. (و) الهَمُّ: (مَا {هَمَّ بِهِ فِي نَفْسِهِ) أَيْ: نَوَاهُ، وَأَرَادَهُ، وَعَزَمَ عَلَيْهِ، وسُئِلَ ثَعَلَبٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَد} هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه} ، قَالَ: هَمَّتْ زَلِيخَا بالَمعْصِيَةِ مُصِرَّةً عَلَى ذِلكَ، {وَهَمَّ يُوسُفُ عَلَيْه السَّلاَمُ بِالمَعْصِيتَةِ، وَلَمْ يَأتِ بِهَا، وَلَمْ يُصِرَّ عَلَيْهَا، فَبَيْنَ} الهَمَّينِ فَرْقٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: هَذَا عَلَى التَّقْدِيمِ والتَّأْخِيرِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ، وَلوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا. ( {وَهَمَّهُ الأمْرُ} هَمًّا، {وَمَهَمَّةً) : إِذَا (حَزَنَهُ) وأَقْلَقَهُ، (} كَأَهَمَّهُ، {فَاهْتَمَّ) } واهْتَمَّ بِهِ. (و) هَمَّ (السُّقْمُ جِسْمَهُ: أَذَابَهُ، وأَذْهَبَ لَحْمَهُ) . (و) هَمَّ (الشَّحْمَ) يَهُمُّهُ هَمَّا: (أَذَابَهُ، {فَانْهَمَّ) هُوَ، قَالَ العَجَّاجُ:} وانْهَمَّ {هَامُومُ السَّدِيفِ الهَارِي عَنْ جَرَز مِنْهُ وجَوْزٍ عَارِي وَقَالَ اللَّيْثُ:} الانْهِمَامُ: ذَوَبَانُ الشَّيْءٍ، واسْتِرْخَاؤُهُ بَعْدَ جَمُودِهِ، وصَلاَبَتِهِ، مِثْلُ الثَّلْجِ إِذَا ذَابَ. {وَهَمَّتِ الشَّمْسُ الثَّلْجَ: أَذَابَتْهُ، (و) هَمَّ (الَّلبَنَ) فِي الصَّحْنِ: إِذَا (حَلَبَهُ) . (و) هَمَّ (الغُزْرُ النَّاقَةَ) } يَهُمُّهَا هَمَّا: (جَهَدَهَا) ، كَأَنَّهُ أَذَابَهَا. (و) {هَمَّتْ (خَشَاشُ الأَرْضِ،} تَهِمُّ) ، مِنْ حَدِّ ضَرَب: (دَبَّتْ، ومِنْهُ: {الهَامَّةُ للِدَّابَّةِ) ، يُقَالُ: نِعْمَ الهَامَّةُ هَذَا، يَعْنِي الفَرَسَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيٍّ: مَا رَأَيْتُ} هَامَّةً أَحْسَنَ مِنْهُ، يُقَالُ ذِلكَ، لِلْفَرَسِ والبَعِيرِ، وَلاَ يُقَالُ لَغَيْرِهِمَا، (ج:! هَوَامُّ) ، يُقال: لَا يقعُ هَذَا الاسمُ إلاَّ عَلَى المُخُوفِ مِنَ الأحْنَاشِ، وقالَ شَمِرٌ: {الهَوَامُّ: الحَيَّاتُ، وَكُلُّ ذِي سِمٍّ، يَقْتُلُ سِمُّهُ، وَأمَّا مَا لَا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فَهُوَ السَّوَامُّ، مُشَدَّدَةَ الْمِيم؛ لأنَّهَا تَسُمُّ، ولاَ تَبْلُغُ أنْ تَقْتُلُ، مِثْلُ الزُّنْبُورِ والعَقْرَبِ وأَشْبَاهِهَا، قالَ: ومِنْهَا: القَوَامُّ، وَهِيَ أَمْثَالُ القَنَافِذِ والفَأْرِ واليَرَابِيعِ والخَنَافِسِ، فَهذِهِ لَيْسَتْ} بِهَوَامَّ وَلاَ سَوَامَّ، وَالوَاحِدَةُ مِنْ هذِهِ كُلِّهَا: هَامَّةٌ وسَامَّةٌ وقَامَّةٌ. وقالَ ابنُ بُزُرْجَ: الهَامَّةُ: الحَيَّةُ، وَالسَّامَّةُ: العَقْرَبُ. وتَقَعُ الهَامَّةُ عَلَى غَيْرِ ذَوَاتِ السُّمِّ القَاتِلِ، ومِنْهُ قُوْلُ النَّبِيّ
لِكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ: " أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ " أَرَادَ بِهَا القَمْلَ؛ لأنَّهَا تَدِبُّ فِي الرَّأْسِ، {وتَهِمُّ فِيهِ. وفِي التَّهْذِيبِ: وتَقَعَ الهَوَامُّ عَلَى غَيْرِ مَا يَدِبُّ مِنَ الحَيَوَانِ، وإنْ لَمْ يَقْتُلْ كَالحَشَرَاتِ. (} وتَهَمَّمَ الشَّيْءَ: طَلَبَهُ) ، ويُقاَلُ: ذَهَبْتُ {أَتَهَمَّمُهُ، أَيْ أَطْلُبُهُ، كَمَا فِي الصِّحَاح، رُوِيَ ذلِكَ عَنِ الفَرَّاءِ، ورُوِيَ عَنْهُ أيْضًا: ذَهَبْتُ أتَهَمَّمُهُ: أنْظُرُ أَيْنَ هُوَ. (ولاَ} هَمَامِ) لِي، مَبْنِيَّةً عَلَى الكَسْرِ (كَقعامِ، أَيْ: لاَ {أَهُمُّ) بِذلَكَ، وَلاَ أَفْعَلُهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ [لِلْكُمَيْتٍِ يَمْدَحُ أَهْلَ البَيْتِ:
(إنْ أَمُتْ لاَ أمُتْ وَنَفْسِي نَفْسان ... مِنَ الشَّكِّ، فِي عَمًى أَوْ تَعَامِ)

(عَادِلاً غَيْرَهُمْ مِنَ النَّاسِ طُرًّا ... بِهِمْ لاَ} هَمَامٍ لِي لاَ هَمَامِ)
أَي: لاَ أعْدِلُ بِهِمْ أَحَدًا، ومِثْلُ قَوْلَهَ: لَا هَمَامِ: قِرَاءةُ منْ قَرَأَ: {لاَ مَسَاسِ} ، قالَ ابنُ جِنِّي: هُوَ الحِكَايَةُ، كَأنَّهُ قالَ: مَسَاسِ، فقَالَ: لاَ مَسَاسِ، وكذلِكَ قالَ: فِي هَمَامِ: إنَّهُ عَلَى الحكَايَة؛ لأنَّهُ لَا يُبنى على الكَسْر وهوَ يُريدُ بِهِ الخَبَرَ. ( {والهَامُومُ: مَا أُذيبَ مِنَ السَّنَامِ) ، ومِنْهُ قَوْلُ العَجَّاجِ:
(وَانْهَمَّ} هَامُومُ السَّديفِ الهَارِي ... )
( {والهُمَام، كَغُرَابٍ: مَاذَابَ مِنْهُ) . (و) } الهَمَامُ (مِنَ الثَّلْجِ: مَا سَالَ مِنْ مَائِهِ) إِذَا ذَابَ، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(مُمَنَّعاً {كَهُمَاِم الثَّلْجِ بِالضَّرَبِ ... )
(و) الهُمَامُ: (المَلِكُ العَظيمُ الهِمَّةِ) الَّذيِ إِذَا} هَمَّ بأَمْرٍ فَعَلَهُ، لِقُوَّةِ عَزْمِهِ. (و) أَيْضاً: (السَّيِّدُ الشُّجَاعُ السِّخِيُّ، خَاصٌّ بِالرِّجَالِ) ، ولاَ يَكُونُ فِي النِّسَاءِ، ( {كَالهَمْهَامِ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ:} كالهَمَّامِ. (ج) : {هِمَامٌ، (كَكِتَابٍ) . (و) الهُمَامُ: (الأَسَدُ) عَلَى التَّشْبِيهِ. (و) } هُمَامٌ: (فَرَسٌ لِبَنِي زَبَّانَ بنِ كَعْبٍ) . {والهِمَّةُ، بِالكَسْرِ، ويُفْتَحُ: مَا} هُمَّ بِهِ مِنْ أَمْرٍ لِيُفْعَل) ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَبَعِيدُ {الهِمَّةِ،} والهَمَّةِ، وَقَالَ العُكْبَرِيُّ: {الهِمَّةُ: اعْتَنَاءُ القَلْبِ بِالشَّيْءِ، وَقَالَ ابْنُ الكَمَالِ: الهِمَّةُ: قُوَّةٌ رَاسِخَةٌ فِي النَّفْس، طَالِبَةٌ لَمَعَالِي الأُمُورِ، هَارِبَةٌ مِنْ خَسَائِسِها. (و) الهِمَّةُ: (الهَوَى) . (و) يُقَالُ (هَذَا رَجُلٌ} هَمُّكَ مِنْ رَجُلٍ، {وَهِمَّتُكَ مِنْ رَجُلٍ) ، أَيْ: (حَسْبُكَ) مِنْ رَجُلٍ. (} والهِمُّ، {والهِمَّةُ، بِكَسْرِهِمَا) الأخِيرَةُ عَنْ كُرَاعٍ: (الشِّيْخُ الفَانِي) البَالِي، قَالَ: ومَا أَنَا بِالِهمِّ الكَبِيرِ وَلاَ الطِّفْلِ وَفِي شِعْرِ حُمَيْدٍ:
(فَحَمَّلَ} الهِمَّ كِنَازاً جَلْعَدَا ... )
وَقَدْ يَكُونُ الهِمُّ والهِمَّةُ مِنَ الإِبِلِ، قَالَ:
(وَنَابٌ {هِمَّةٌ لاَ خَيْرَ فِيهَا ... مُشَرَّمَةُ الأَشَاعِرِ بالمَدَارِي)
(وَقَدْ} أَهَمَّ، ج:! أَهْمَامٌ، وَهِيَ: هِمَّةٌ) بِالكَسْرِ، (ج: {هِمَّاتٌ،} وَهَمَائِمُ) ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، (وَالمَصْدَرُ: {الهُمُومَةُ) ، بِالضَّمِّ (} والهَمَامَةُ، وقَدْ {انْهَمَّ،} وأَهَمَّ) . ( {والهَمِيمُ) كَأَمِيرٍ: (المَطَرُ الضَّعِيفُ) اللَّيِّنُ، الدُّقَاقُ القَطْرِ، (} كالتَّهْمِيمِ) ، قالَ: ذُو الرُّمَّةِ:
(مَهْطُولَةٌ مِنْ رِيَاضِ الخُرْجِ هَيَّجَها ... منْ لَفِّ سَارِيةٍ لَوْثَاءَ {تَهْمِيمُ)
(و) } الهَمِيمُ: (اللَّبَنُ) الذِي (حُقِنَ فِي السِّقَاءِ) الجَدِيدِ (ثُمَّ شُرِبَ، ولَمْ يُمْخَضْ) ، (و) يُقالُ (سَحَابَةٌ {هَمُومٌ) : أَي (صَبُوبٌ لِلْمَطَرِ) . (} وتَهَمَّمَهُ: طَلَبَهُ) ، وَهَذَا قدْ تَقَدَّمَ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. (و) أَيْضا: (تَحَسَّسهُ) بِنَظَرٍ أَيْنَ هُوَ، عنِ الفَرَّاءِ، وقدْ ذُكِرَ أيْضًا. (و) {تَهَمَّمَ (رَأْسَهُ) : إِذَا (فَلاَهُ) . (} والهَمُومُ: النَّاقَةُ الحَسَنَةُ المَشْيِ) ، عَنْ أَبِي عَمْرٍ و. (و) {الهَمُومُ: (البِئْرُ الكَثِيرةُ المَاءِ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(إنَّ لَنَا قَلَيْذَماً} هَمُومَا ... )

(يَزِيدُهَا مَخْجُ الدِّلاَ جُمُومَا ... )
(و) الهَمُومُ: (القَصَبُ إذَا هَزَّتْهُ الرِّيحُ) فَتَرَاهُ يُصَوِّتُ، وَالصَّوَابُ فِيهِ: الهُمْهُومُ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي لِرُؤْبَةَ:
(هَزَّ الرِّيَاحِ القَصَبَ {الهُمْهُومَا ... )
(} والهَمْهَمَةُ: الكَلاَمُ الخَفِيُّ) الذِي يُسْمَعُ ولاَ يُفْهَمُ مَحْصُولُهُ، قالهُ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ. (و) {الهَمْهَمَةُ: (تَنْوِيمُ المرأةِ الطِّفْلِ بِصَوْتِها) ، تُرَقِّقُهُ لهُ، والصَّوَابُ فِيهِ:} التَّهْمِيمُ، يُقالُ: {هَمَّمَتِ المرأةُ، وَلاَ يُقَالَ:} هَمْهَمَتْ (و) الهَمْهَمَةُ: (تَرَدُّدُ الزَّئِيرِ فِي الصَّدْرِ مِنَ! الهَمِّ) والحَزَنِ، وأنْشَدَ ابنُ برِّي لِرَجُلٍ قالهُ يومَ الفَتْحِ يُخَاطِبُ امرَأَتَهُ: (إِنَّكِ لَوْ شَهِدْتِنَا بِالخَنْدَمَه ... )

(إِذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَهْ ... )
إِلَى أنْ قالَ:
(لَهُمْ نَهِيتٌ خَلْفَنَا {وهَمْهَمَهْ ... )

(لَمْ تَنْطِقِي باللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَهْ ... )
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الرَّاعِشِ الهُذَلِيِّ، وَمَرَّ ذَكْرُهُ فِي ((خَ ن د م)) . (و) أَصْلُ الهَمْهَمَةُ فِي (نَحْوِ أَصْوَاتِ البَقَرِ، والفِيَلَةِ، وشِبْهِها، و) قِيلَ: الهَمْهَمَةُ: (كُلُّ صَوْتٍ مَعَهُ بَحَجٌ) . (و) } هَمْهَمَةُ: (اسْمُ رَجُلٍ) . ( {والهِمْهِيمُ: بِالكَسْرِ: الأَسَدُ،} كَالهَمْهَامِ، {والهَمْهُومِ، بالضَّمِّ) ، وَقَدْ} هَمْهَمَ. (و) {الهِمْهِيمُ: (الحِمَارُ المُرَدِّدُ نَهِيقَهُ فِي صَدْرِهِ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحِمَارَ والأُتُنَ:
(خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولاَهَا وَهَيَّجَهَا ... مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهيمُ)
(} والهَمَاهِمُ: {الهُمُومُ) ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاِعِي:
(طَرَقاً فَتِلْكَ} هَمَاهِمِي أَقْرِيهما ... قُلُصاً لَوَاقِحَ كَالقِسيِّ وحُولاً)
وَقَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ: {هَمَاهِمُ النُّفُوسِ: أَفْكَارُهَا، وَمَا} تَهُمُّ بِهِ عِنْدَ الرِّيبَةِ فِي الأَمْرِ. ( {والهَمَّامُ، كَشَدَّادٍ: النَّمّامُ) ، كَأَنَّهُ أَخِذَ مِنَ} الهَمِّ، وَهُوَ الدَّبُّ، وَفِي الحَدِيثِ: ((أَصْدَقُ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ حَارِثَةُ وَهُمَّامٌ)) وَهُوَ: فَعَّالٌ: مِنْ {هَمَّ بالأَمْرِ} يَهُمُّ إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ، وإِنَّما كَانَ أَصْدَقَها؛ لأَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَهُوَ يَهُمُّ بِأَمْرٍ رَشِدَ أَوْ غَوِيَ. (و) ! هَمَّامُ (بنُ الحَارِثِ) بنِ ضَمْرَةَ: خُرَاسَان بَدْرِيٌّ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍ ووَحْدَهُ مُخْتَصراً. (و) هَمَّامُ (بنُ زَيْدِ) بنِ وَابِصَةً، لَهُ حَدِيثٌ، ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكُمِ، نَزَلَ (و) هَمَّامُ (بنُ مَالِكٍ) العَبْدِيُّ، لَهُ وَفَادَةٌ، قالهُ ابنُ الكَلْبِيِّ: (صَحَابِيُّونَ) . وفاتَهُ: هَمَّامُ بنُ رَبِيعَةَ العَصَرِيُّ، وابنُ مُعَاوِيَةَ بنِ شَبَابَةَ، كِلاَهُمَا مِنْ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ، أَوْرَدَهُمَا ابنُ سَعْدٍ. {وَهَمَّامُ بنُ نُفَيْلٍ السَّعْدِيُّ، أورَدَهُ ابنُ الدَّبَّاغ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم. (و) } الهَمَّامُ (اليَوْمُ الثَّالِثُ مِنَ البَرَدِ) ، بِالتَّحْرِيكِ؛ لأنَّهُ يَذُوبُ فِيهِ البَرَدُ. ( {والهَمَّامِيَّةُ: د، بَوَاسِطَ) بَيْنَها وبَيْنَ خُوزِسْتَانَ، لهُ نَهْرٌ يأخُذُ مِنْ دِجْلَةَ، نُسِبَ (} لِهَمَّامِ الدَّوْلَةِ، مَنْصُورِ بنِ دُبَيْسِ) بنِ عَفِيفٍ الأسَدِيِّ، أبُوهُ يُكْنَى أبَا الأَعَزِّ، مَلَكَ الجَزِيرةَ والأَهْوَازَ وَوَاسَطَ، وتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِمَائةٍ وِسِتٍّ وثَمَانِينَ، وَهُوَ غَيْرُ صَاحِبِ الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ، ويَجْتَمَعَانِ فِي نَاشِرَةَ بنِ نَضْرِ ابنِ سَرَاةَ بن سَعْدِ بنِ مَالِكِ بن ثَعْلَبَةِ بنِ دُودَانَ بنِ أسَدٍ. ( {والهَمْهَامَةُ،} والهُمْهُومَةُ) ، الأخيرةُ بالضَّمِّ: (العَكَرَةُ العَظِيمَةِ) ، أيْ: القِطْعَةُ منِ الإِبِلِ. (وجَاءَ زَيْدٌ {هَمَامٍ، كَقَطَامِ: أيْ:} يُهَمْهِمُ) . ( {واسْتَهَمَّ) الرَّجُلُ: إذَا (عُنِىَ بِأَمْرِ قَوْمِهِ) ، قالَ: اللحْيَانِيُّ: (و) سَمِعَ الكِسَائِيُّ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَامِرٍ: يقولُ: (إذَا قِيلَ) لكَ (أَبْقِىَ) عِنْدَكَ (شَيْءٌ؟ قُلْتَ} هَمْهَامِ) يَا هَذَا، (مَبْنِيَّةً) عَلَى الكَسْرِ، قالَ:
(أَوْلَمْتَ يَا خِنَّوْتُ شَرَّ إيلاَمْ ... )

(فِي يَوْمِ نَحْسٍ ذِي عَجَاجٍ مِظْلاَمْ ... )

(مَا كانَ إلاَّ كاصْطِفَاقِ الأقْدَامْ ... )

(حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فَقَالُوا: هَمْهَامْ ... )
(أيْ: لم يَبْقَ شَيءْ) . [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لاَ {مَهَمَّةَ لِي، أَي: لَا} أَهُمَّ بذلِكَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {هَمُّكَ مَا} أهَمَّكَ، أَيْ: لَمْ {يُهِمَّكَ} هَمُّكَ. {والمُهَمَّاتُ من الأُمُورِ: الشَّدَائِدُ المُحْرِقَةُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:} هُمَّ: إِذا أُغْلِيَ، {وهَمَّ: إِذا غَلاَ.} وانْهَمَّتِ البُقُولُ: طُبِخَتْ فِي القُدُورِ. {وانْهَمَّ البَرَدُ: ذَابَ، قالَ:
(يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ} المُنْهَمِّ ... )

(تَحْتَ عَرَانِينِ أُنُوفٍ شُمِّ ... )
وكُلُّ مُذَابٍ: {مَهْمُومٌ. وانْهَمَّ العَرَقُ فِي جِبِينِهِ: إِذَا سَالَ. وَرَجُلٌ مَاضِي} الهَمِّ: إِذا عَزَمَ عَلَى أمْرٍ أَمْضَاهُ. وَمَا يَكَادُ وَلَا {يَهُمُّ كَوْدًا وَلَا مَكَادَةً} وهَمًّا وَلَا {مَهَمَّةً، بِمَعْنى.} والهَمِيمُ: الدَّبِيبُ. قالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَيْفًا:
(تَرى أثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْه كأَنَّهُ ... مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ {هَمِيمُ)
وهَمَّ الرَّجُلُ لِنَفْسهِ: إذَا طَلَبَ واحْتَالَ، عنِ ابنِ الأعْرَابِيِّ.} وهَمَّمَتِ المَرْأةُ فِي رَأْسِ الصَّبِيِّ: إذَا نَوَّمْتْهُ بَصَوْتٍ تُرَقِّقُهُ لَهُ، وَكذَا إذَا فَلَتْهُ. وهوَ مِنْ {هُمَّانِهِمْ أَي: خُشَارَتِهِمْ، كَقَوْلِكَ: مِنْ خُمَّانِهِمْ.} والهَمَاهِمُ مِنْ أَصْوَاتِ الرَّعْدِ، نَحْو الزَّمَازِمِ. {وهَمْهَمَ الرَّعْدُ: إِذا سَمِعْتَ لَهُ دَوِيًّا. وقَصَبٌ} هُمْهُومٌ: مُصَوِّتٌ، عِنْدَ تَهْزِيزِ الرِّيحِ. وعَكَرٌ هُمْهُومٌ: كَثِيرُ الأصْواتِ، قالَ الحَكَمُ الخُضْرِيُّ
(جَاءَ يَسُوقُ العَكَرَ! الهُمهُومَا ... )

(السَّجْوَرِيُّ لاَ رَعَى مسيماً وقالَ ابنُ جِنّي: {هَمْهَامِ، وحَمْحَامِ، ومَحْماحِ: اسمُ البَقْيِ، مثلُ سُرْعَانَ، ووُشْكَانَ، وغَيْرِهِمَا من أسماءِ الأفْعَالِ التِي استُعْمِلَتْ فِي الخَبَرِ.} والهَمُومُ: النَّاقَةُ {تُهْمِّمُ الأَرْضَ بفِيَها، وتَرْتَعُ أدْنَى شَيْءٍ تَجِدْهُ، ومنْهُ: قَوْلُ ابنَةِ الخُسِّ: " خَيْرُ النُّوقِ} الهَمُومُ الرَّمُوم، التِي كَأنَّ عَيْنَيْهَا عَيْنَا مَحْمُوم ". ووقَعَتِ السُّوسَةُ فِي الطَّعَامِ {فهَمَّتْهُ هَمًّا، أَي: أكَلَتْ لُبَابَهُ، وخَرَّقْتُه. وقَدَحٌ} هِمٌّ، بالكَسْرِ، أَي: قَدِيمٌ، وهُوَ مَجَازٌ. وللشَّرَابِ {هَمِيمٌ فِي العِظَامِ، أَي: دَبِيبٌ. وشيخُنَا: مُحَمَّد بنُ حَسَنِ بنِ} هِمَّانَ، بالكَسر، دِمَشْقِيٌّ، نَزَلَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَله إَجَازَةٌ من الشيخِ عَبد اللهِ ابنِ سالمٍ البَصْرِيِّ. وبنُو {هميم بن عبدِ العُزَّى بن رَبِيعَةَ ابْن تَمِيمِ بنِ يَقْدُمَ: قَبيلة. قلتُ: ولعلَّ مبرحَ بنَ هميمٍ الَّذِي فِي الصَّعِيد، نُسِبَ إِلَيْهِم.} والهُمَامَانِ، بالضَّمِّ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ الأعْشَى:
(وَمِنَّا امْرُؤٌ يَوْمَ! الهُمَامَيْنِ مَاجِدٌ ... بِجَوِّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْنِي جُنَاتُها)

ها

ها:
ها: الهاء على ثلاثة أوجه هي أن تكون ضميراً للغائب أو حرفاً للغيبة أو أن تستعمل ساكنة في السكت وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف مثل كلمة خمر وحرب وأرض (عبّاد في الصحائف لين 1: 87 عدد 80: 116 وعدد 237، 272، عدد 77، 2572 دي يونج في مادة ظهر).
كها: = هاكذا (دي ساسي كرست 2: 139): وإن يكُ بك أنساً ما كها الأنسُ يفعل (انظر ص391).
ها: حرف نداء أو تعجب أو مفاجأة ha ( بقطر، ألف ليلة 1: 64: 13).
فقال الحمد لله على السلامة ها ها يا خال أبو منصور.
هاتم الشيء، هاتموه، هاتوه (معجم الجغرافيا).
ها
هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ
[آل عمران/ 66] استفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ [آل عمران/ 66] ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] ، هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
[النساء/ 109] ، ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة/ 85] ، لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء/ 143] .
و «هَا» كلمة في معنى الأخذ، وهو نقيض:
هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة/ 19] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف ، وقيل: هَاءَى يُهَائِي، مثل: نادى ينادي، وقيل: إِهَاءُ نحو: إخالُ.
هُوَ : كناية عن اسم مذكّر، والأصل: الهاء، والواو زائدة صلة للضمير، وتقوية له، لأنها الهاء التي في: ضربته، ومنهم من يقول: هُوَّ مثقّل، ومن العرب من يخفّف ويسكّن، فيقال: هُو.
(ها) - في الحديث: "فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"
كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.
وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.
وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله.
- في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ"
ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام.
الْهَاء وَالْألف

هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي، فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها: منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:

وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وَقَالَ الآخر:

هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ

لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ

وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.

و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها، وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".

وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.

وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.

وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد. 
[ها] نه: فيه: لاتبيعوا الذالذهب إلا "هاء وهاء"، هو أن يقول كل من البيعين: ها، فيعطيه ما في يده، كحديث إلا يدًا بيد - وقيل: معناه هاك وهات، أي خذ وأعط، الخطابي: يروونه ساكنة الألف، وصوابه مدها وفتحها لأن أصلها هاك - أي خذ، فعوض عن الكاف الهمزة، ويقال: هاء، هاؤما هاؤم، وغيره يجيز فيه السكون وينزل منزلة ها التي للتنبيه. ك: هو ممدود مفتوح ويجوز الكسر أي لا تبع إلا بيعًا يقول كل من المتبايعين لصاحبه: ها، أي خذ. ج: ومنه: فأجابه صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته "هاؤم"، هو بمعنى تعال أي خذن وأجابه صلى الله عليه ولم برفع صوته بطريق الشفقة لئلا يحبط عمله، فعذره بجهله فرفع صوته لئلا يرتفع صوت الأعرابي على صوته. نه: ومنه ح عمر لأبي موسى:"ها" وألا جعلتك عظة، أي هات من يشهد لك على قولك. ومنه ح على: "ها" إن ههنا علما - أي في صدره لو أصبت له حملة! ها - مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب ينبه بها على ماي ساق إليه من الكلام، وقد يقسم بها. ومنه: "لاها" الله إذا لا يعمد إلى أسد، وهاؤه بدل من الواو، وصوابه: ذا - بحذف همزة، ويجوز حذف ألف ها للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، أو الأمر ذا. ط: فيقول: "هاه هاه" لا أدري، فإن الدين كان ظاهرًا في أطراف العالم. غ: ""هاؤم" اقرءوا كتابيه" أي خذوا كتابي لتقفوا على نجاتي.
باب هب
هـا
ها [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفه: (هاء) وقد يستعمل في نهاية كل منهما ما يدل على النوع والعدد فيقال في (ها): هاكَ وهاكِ، وهاكما، وهاكم، وهاكنّ، ويقال في (هاء): هاءَ، وهاءِ، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤنَّ " {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}: بمعنى خذوا، والميم للجمع".
2 - ضمير متَّصل للمفردة المؤنَّثة الغائبة، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف "إنّها تستحقُّ الجائزة- {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} - {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
3 - أداة تنبيه تدخل على الإشارة غير المختصّة بالبعيد نحو هذا، ها هنا " {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} ".
4 - أداة تنبيه تدخل على ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة أو بغير اسم الإشارة "ها أنا أفعل المطلوب منِّي- ثُمّ هَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي [حديث]: من قول خالد بن الوليد رضي الله عنه إِبّان احتضاره- {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ} ".
5 - أداة تنبيه تلحق (أيّ)، و (أيّة) في أسلوبَيْ النِّداء والــاختصاص " {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ".
6 - أداة تنبيه تدخل في القسم على لفظ الجلالة الله عند حذف حرف القسم نحو ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع حذف ألفها وإثباتها.
7 - أداة تنبيه تدخل على قد "ها قد تمَّت الوحدة". 
[ها] الهاء حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وها: حرف تنبيه. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (*) وتقول: ها أنتم هؤلاء، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك: ألا يا هؤلاء. وهو غير مفارق لاى، تقول: يا أيها الرجل. وها قد يكون جواب النداء، يمد ويقصر. قال الشاعر: لا بل يجيبك حين تدعوا باسمه * فيقول هاء وطال ما لبى وها للتنبيه، وقد يقسم بها، يقال: لاها الله ما فعلت، أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وإن شئت أثبت. وقولهم: لاها الله ذا، أصله لا والله هذا، ففرقت بين ها وذا، وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير: لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم، وقدم ها كما قدم في قولهم: ها هو ذا، وها أنا ذا. قال زهير: تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسلك و (الهاء) قد تكون كناية عن الغائب والغائبة، تقول: ضربه وضربها. و (هو) للمذكر، و (هي) للمؤنث. وإنما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى (322 - صحاح - 6) وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:

ما هي إلا شربة بالحوأب * وقول بنت الحمارس:

هل هي إلا حظة أو تطليق * (*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال آخر : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:

دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال  فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان قال الاخفش: وهذا في لغة أزد السراة كثير. قال الفراء: والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء، إلا طيئا فإنهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت. وإذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل، وربما ثبتت في ضرورة الشعر فيضم كالحرف الاصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة. وأنشد الفراء: يا رب يا رباه إياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس: فقلت أيا رباه أول سألتى * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها  (*) وهو كثير في الشعر، وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة، وهو خارج عن الاصل. وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة، نحو: لمه، وسلطانيه، وماليه، وثم مه، يعنى ثم ماذا. وقد أتت هذه الهاء في ضروره الشعر كما قال: هم القائلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار. وقد تكون الهاء بدلا من الهمزة، مثل هراق وأراق. قال الشاعر: وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا يعنى أذا الذى. و (هاء) : زجر للابل، وهو مبنى على الكسر إذا مددت، وقد يقصر. تقول هاهيت بالابل، إذا دعوتها، كما قلناه في حاحيت. و (ها) مقصور للتقريب، إذا قيل لك: أين أنت؟ فتقول. ها أنا ذا، والمرأة تقول. ها أنا ذه. وإن قيل لك: أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا: ها هو ذا، وإن كان بعيدا قلت: ها هو ذاك، وللمرأة إذا كانت قريبة. ها هي ذه، وإن كانت بعيدة: ها هي تلك. و (الهاء) تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب: أحدها: للفرق بين الفاعل والفاعلة، مثل ضارب وضاربة، وكريم وكريمة. والثانى: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو امرئ وامرأة. والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، نحو بقرة وبقر، وتمرة وتمر. والرابع: لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقة تأنيث، نحو قربة وغرفة. والخامس: للمبالغة، مثل علامة ونسابة - وهذا مدح - وهلباجة وفقافة، وهذا ذم. وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية. وما كان ذما يذهبون به إلى تأنيث البهيمة. ومنه ما يستوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة. والسادس: ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى، نحو بطة وحية. والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب، نحو المهالبة. والثانى تدل على العجمة، نحو الموازجة والجواربة، وربما لم تدخل فيها الهاء كقولهم: كيالج. والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف، نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل، نحو عدة وصفة. وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل، نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم: أقام إقامة وأصله إقواما. وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل، نحو مائة ورئة وبرة.

ها: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري:

الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ

تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم

قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح،

تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان، وهي الصحيحة:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ)

وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا

هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛

قال الأَزهري:

يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر:

لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه،

فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى

قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون

الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في

الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها

إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك

زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس

يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل

من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن

سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي. وقال سيبويه: الهاء

وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت

مَقْصُورةٌ، لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال:

ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على

الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء

والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ

وأَسْكَنْتَ، لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف

الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة

عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال

الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ

فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني:

وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد

لعَبيد:

ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا،

فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا

وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة

فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد

الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس

قال: وأَنشدني خَشَّافٌ:

إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ

باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ

(* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما

لم يسم فاعله.)

قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي:

فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟

قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله:

فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه،

كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ

وبعده:

مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ

وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل

بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله

إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة

الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر:

إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ

وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد:

دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر:

أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو

فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف؟

قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى

ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب،

وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله

أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ

فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى

حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف

عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف

اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام

ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ

الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى

إِلى قوله:

أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ،

بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ

وقوله:

كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه،

ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر. وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون

الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما

قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك

رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك

لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك

إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في

الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ

مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن

سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى

بن الأَحْوَلِ:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ

فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ

قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان

الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة،

وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر:

وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ

إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها

فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول

الشماخ:

لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ،

إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ

فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ

قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة،

ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك

أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال

اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع

والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام،

ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ

لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ،

وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ

الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة

يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي،

وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ

فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ

إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول:

عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال

الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال

لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو

كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال،

وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا

أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو،

وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ

ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة

وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى

ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم

لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين

فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه

وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم

يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع

الواو واواً؛ وأَنشد:

وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها،

وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن

مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي

وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو

قاله؛ وأَنشد:

وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ،

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ

فأَسكن. ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛

وأَنشد:

دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ

(* قوله« أو

الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر

والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى

اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك

الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ

والياء من هِيَّ؛ قال:

أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما

تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ

الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم

مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا

أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة

التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى

الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة

في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر. وتقول

للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا

أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ

المؤمنون، وليست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول

جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ

بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا

فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل

إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.

ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ. ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ

الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال

الهذلي:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟

فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ

وقول الشنفرى:

فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً،

وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ

أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي:

لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ،

فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ

أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب:

عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ،

لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا

كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة

كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد

تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر،

وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح

ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم

المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ

بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ

عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها

اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل

الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى

على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما

لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما

قولُ الشاعر:

ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ،

فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي

وقول بنت الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟

فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة

يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة

لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على

كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء

فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة

أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر

فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في

عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل

الكوفة؛ وأَنشد الفراء:

يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ

عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ

وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه

من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ

الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال:

دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه،

بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها

فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي

لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها

فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ،

إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها

وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن

الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ

ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة

الشعر كما قال:

هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ،

إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا

(* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني

والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.)

فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل

هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي:

هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب

(* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما

في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛

قال الشاعر:

وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا

يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا

هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما

قَرُبَ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ

تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام. وقالوا:

ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر:

وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ

فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وقال الآخر:

ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ،

لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ

ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين،

وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم

هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور. وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ

فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟

قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك،

وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ

تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ

بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني

للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث

للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع

لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ،

والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ

في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية

والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ،

ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ،

والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة

وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو

المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ

والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً

من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ

بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري:

أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع،

قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو

عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل

نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام

إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل

نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها

اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت

الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا،

بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا

وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما

فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها

كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير:

تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً،

فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ

(* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً)

وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي

الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ

يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ

إِذاً،

(* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما

ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا

ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما

تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن

تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.

وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد

يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ،

ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.

وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري:

قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم

النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين

والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن

المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه

الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً

لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم.

ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف

التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في

التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى

فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا

كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك

قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في

عِيشةٍ راضِيَةٍ. وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ

يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ. ويقال: هاءِ يا امرأَةُ،

مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة

ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي،

وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل،

بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين

هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما

أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال:

ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت:

وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى،

إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا

قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ

هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان،

وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر،

وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين،

وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد:

قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه،

إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ

ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال:

ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ:

حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي

(* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.)

قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد. وأَما الحديث

الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء،

فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من

المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ

وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ. وقال الأَزهري في موضع

آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً

بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ

وهاتِ كما قال:

وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ

كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ

قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب

مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها

المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ

وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله

عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك.

الكسائي: يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة

الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت

فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة

مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله:

أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت

لكانتْ. وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك. ويقال:

أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء:

نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ

فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ

بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

فها تَنْبِيه.

كلا

كلا
كَلَّا: ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض «إي» في الإثبات. قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ إلى قوله كَلَّا
[مريم/ 77- 79] ، وقال تعالى: لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا [المؤمنون/ 100] إلى غير ذلك من الآيات، وقال: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ [عبس/ 23] .
كلا
كِلَا في التّثنية ك «كلّ» في الجمع، وهو مفرد اللفظ مثنّى المعنى. عبّر عنه بلفظ الواحد مرّة اعتبارا بلفظه، وبلفظ الاثنين مرّة اعتبارا بمعناه. قال: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما
[الإسراء/ 23] ويقال في المؤنّث: كِلْتَا. ومتى أضيف إلى اسم ظاهر بقي ألفه على حالته في النّصب والجرّ والرّفع، وإذا أضيف إلى مضمر قلبت في النّصب والجرّياء، فيقال: رأيت كِلَيْهِمَا، ومررت بكليهما، قال: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها
[الكهف/ 33] . وتقول في الرفع:
جاءني كِلَاهُمَا.
كلا
عن السلافية بمعنى زهرة التيوليب. يستخدم للإناث.
[كلا] كَلاَّ: كلمة زجْرٍ وردعٍ، ومعناها انْتَهِ لا تفعلْ، كقوله تعالى: (أَيَطْمَعُ كلُّ امرئٍ أن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيمٍ. كَلاَّ) أي لا يطمع في ذلك. وقد تكون بمعنى حقًّا، كقوله تعالى: (كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعا بالناصية) .
[كلا] نه: فيه: تقع فتن كأنها الظلل، فقال أعرابي: "كلا" يا رسول الله، هو ردع في الكلام وتنبيه وزجر بمعنى انته، وقد ترد بمعنى حقًا نحو ""كلا" لئن لم ينته"، والظلل: السحاب. ن: وفي ح خديجة: "كلا"، أي لا يصيبك مكروه لما فيك من مكارم أخلاق تقي مصارع السوء، وفيه جزالة رأى خديجة.
باب كم
ك ل ا: (كَلَّا) كَلِمَةُ زَجْرٍ وَرَدْعٍ مَعْنَاهُ انْتَهِ لَا تَفْعَلْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا} [المعارج: 38] أَيْ لَا يَطْمَعُ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى حَقًّا كَقَوْلِهِ: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] . 

كلا: الجوهري: كلاَّ كلمة زَجْر ورَدْع، ومعناها انْتَهِ لا تفعل كقوله

عز وجل: أَيَطْمَعُ كلُّ امْرئٍ منهم أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيم

كلاَّ؛ أَي لا يَطمَع في ذلك، وقد يكون بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كلاَّ لَئِن

لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بالناصيةِ؛ قال ابن بري: وقد تأْتي كلا بمعنى لا

كقول الجعدي:

فَقُلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها،

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلنا لهم: بَلَى

وقد تقدَّم أَكثر ذلك في المعتل.

(ك ل ا) : (كِلَا) اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ مُثَنَّى الْمَعْنَى وَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى مُثَنًّى مُظْهَرٍ أَوْ مُضْمَرٍ (وَتَأْنِيثُهُ كِلْتَا) وَالْحَمْلُ عَلَى اللَّفْظِ هُوَ الشَّائِعُ الْكَثِيرُ قَالَ كِلَا الرَّجُلَيْنِ أَفَّاكٌ أَثِيمٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف: 33] وَقَدْ جَاءَ الْحَمْلُ عَلَى الْمَعْنَى مِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ
جَدَّ الْحَرْبُ بَيْنَهُمَا ... قَدْ أَقْلَعَا وَكِلَا أَنْفَيْهِمَا رَابِي
وَعَلَى ذَا قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - كِلَاهُمَا نَجِسَانِ وَإِنْ كَانَ الْفَصِيحُ الْإِفْرَادَ وَكِلَاهُ فِي (ع ب) .
(كلا) اسْم مَقْصُور لَفظه مُفْرد وَمَعْنَاهُ مثنى وَهُوَ يلْزم الْإِضَافَة إِلَى معرفَة وَله استعمالان
الأول أَن يُضَاف إِلَى ضمير نَحْو جَاءَ الرّجلَانِ كِلَاهُمَا وَرَأَيْت الفتيين كليهمَا فيعرب إِعْرَاب الْمثنى الْمَقْصُور
وَالثَّانِي أَن يُضَاف إِلَى ظَاهر مثل جَاءَ كلا الرجلَيْن وقرأت كلا الْكِتَابَيْنِ فَيلْزم الْألف فِي آخِره فِي جَمِيع الْحَالَات وَيعود الضَّمِير إِلَيْهِ على لَفظه نَحْو كلا الصديقين أحسن الْمَوَدَّة ويقل عود الضَّمِير إِلَيْهِ على مَعْنَاهُ نَحْو كلا الصديقين أحسنا الْمَوَدَّة قَالَ الفرزدق
(كِلَاهُمَا حِين جد الجري بَينهمَا ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي)
فأرجع الضَّمِير إِلَى كِلَاهُمَا مرّة مثنى وَمرَّة مُفردا
كلاّ
: ( {كَلاَّ: تكونُ صِلَةً لمِا بعدَها؛ و) تكونُ (رَدْعاً وزَجْراً) ، مَعْناها انْتَهِ لَا تَفْعَلْ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَطْمَعُ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيم كَلاَّ} ، أَي لَا يَطْمَعُ فِي ذلكَ.
(و) قد تكونُ (تَحْقِيقاً) كَقَوْلِه تَعَالَى: {كَلاّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً} ، أَي حَقّاً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) يقالُ: (} كَلاَّكَ واللهاِ، وبَلاَّكَ واللهاِ، أَي كَلاَّ واللهاِ، وبَلَى واللهاِ) .
قَالَ أبَو زيْدٍ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ ذلكَ.
قَالَ الأزْهري: والكافُ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِن الإعْرابِ.
(ولابنِ فارِسٍ) أَحْمد بن الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيّا صاحِب المُجْمل وغيرِه (فِي أَحْكامِ كَلاَّ مُصَنَّفٌ مُسْتَقِلٌّ) .
وحاصِلُ مَا فِيهِ وغَيْرِه مِن الكُتُبِ مَا أَوْرَدَه المصنِّفُ فِي البَصائِرِ قالَ: هِيَ عنْدَ سِيبَوَيْه والخليلِ والمبرِّد والَّزجَّاج وأَكْثَر نُحَّاةِ البَصْرةِ حَرْفٌ مَعْناهُ الرَّدْعُ والزَّجْر لَا مَعْنى لَهُ سِواهُ، حَتَّى إنَّهم يُجِيزُونَ الوَقْفَ عَلَيْهَا أَبَداً والابْتِداء بِمَا بعْدَها، حَتَّى قالَ بعضُهم: إِذا سَمِعْت! كَلاَّ فِي سُورَةٍ فاحْكُم بأنَّها مَكِّيَّة لأنَّ فِيهَا مَعْنى التَّهْديدِ والوَعِيدِ، وأَكْثَرَ مَا نَزَلَ ذلكَ بمكَّةَ، لأنَّ أَكْثَر العُتُوِّ كانَ بهَا، وَفِيه نَظَرٌ، لأنَّ لزومَ المكِّيَّة إنَّما يكونُ عَن اخْتِصاصِ العُتُوِّ بهَا لَا عَن غَلَبةٍ ثمَّ إنَّه لَا يَظْهَر مَعْنى الزَّجْر فِي كَلاَّ المَسْبُوقَة بنَحْو {فِي أَي صُورَةٍ مَا شَاءَ ركبك} {يقومُ الناسُ لرَبِّ العالَمِين} {ثمَّ إنَّ عَلَيْنا بَيانَه} ، وقولُ مَنْ قالَ: فِيهِ رَدْعٌ عَن تَرْكِ الإيمانِ بالتَّصْويرِ فِي أَيِّ صُورَةٍ شاءَ اللهاُ، وبالبَعْث، وَعَن العَجَلةِ بالقُرْآنِ فِيهِ تَعَسُّفٌ ظاهِرٌ، والوَارِدُ مِنْهَا فِي التَّنْزيلِ ثلاثَةٌ وثَلاثَونَ مَوْضِعاً كُلُّها فِي النِّصْف الأخيرِ.
ورَوَى الكِسائي وجماعَةٌ: أَنَّ مَعْنى الرَّدْعِ ليسَ مُسْتمرًّا فِيهَا، فَزَادوا ومَعْنًى ثانِياً يصحُّ عَلَيْهِ أَنْ
وَقَالَ ثَعْلَب: ــكَلاَّ مُرَكَّبَةٌ مِن كافِ التّشْبيِه وَلَا النَّافيةِ، وإنَّما شُدِّدَتْ لامُها لتَقْوِيَةِ المَعْنى ولدَفْع تَوَهّم بَقَاء مَعْنى الكَلِمَتَيْن؛ وعنْدَ غَيْرِهِ بَسِيطة كَمَا ذَكَرْنا. هَذَا آخِرُ مَا أَوْرَدَه المصنِّفُ فِي البَصائِرِ.
وقالَ ابنُ برِّي: قد تَأْتي كَلاّ بمعْنَى لَا، كقولِ الجَعْدي:
فقُلْت لَهُم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها،
فَقَالُوا لنا: كَلاَّ، فقُلْنا لهُم: بَلَى (

كلا: ابن سيده: كِلا كلمة مَصُوغة للدلالة على اثنين، كما أَنَّ كُلاًّ

مصوغة للدلالة على الجمع؛ قال سيبويه: وليست كِلا من لفظ كلٍّ، كلٌّ

صحيحة وكِلا معتلة. ويقال للأُنثيين كِلْتا، وبهذه التاء حُكم على أَن أَلف

كِلا منقلبة عن واو، لأَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلها من الياء،

قال: وأَما قول سيبويه جعلوا كِلا كَمِعًى، فإِنه لم يرد أَن أَلف كِا

منقلبة عن ياء كما أَنَّ أَلف مِعًى منقلبة عن ياء، بدليل قولهم معيان،

وإِنما أَراد سيبويه أَن أَلف كلا كأَلف معى في اللفظ، لا أَن الذي انقلبت

عليه أَلفاهما واحد، فافهم، وما توفيقنا إِلا بالله، وليس لك في إِمالتها

دليل على أَنها من الياء، لأَنهم قد يُمِيلون بنات الواو أَيضاً، وإِن كان

أَوَّله مفتوحاً كالمَكا والعَشا، فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى

فإِمالَتُها مع الكسرة في كِلا أَولى، قال: وأَما تمثيل صاحب الكتاب لها

بَشَرْوَى، وهي من شريت، فلا يدل على أَنها عنده من الياء دون الواو، ولا من

الواو دون الياء، لأَنه إِنما أَراد البدل حَسْبُ فمثل بما لامه من

الأَسماء من ذوات الياء ،مبدلة أَبداً نحو الشَّرْوَى والفَتْوَى. قال ابن جني:

أَما كلتا فذهب سيبويه إِلى أَنها فِعْلَى بمنزلة الذِّكْرَى

والحِفْرَى، قال: وأَصلها كِلْوا، فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت في أُخت وبنت،

والذي يدل على أَنَّ لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها كِلا، وكِلا فِعْلٌ

ولامه معتلة بمنزلة لام حِجاً ورِضاً، وهما من الواو لقولهم حَجا يَحْجُو

والرِّضْوان، ولذلك مثلها سيبويه بما اعتلَّت لامه فقال هي بمنزلة شَرْوَى،

وأَما أَبو عُمر الجَرْمِي فذهب إِلى أَنها فِعْتَلٌ، وأَن التاء فيها

علم تأْنِيثها وخالف سيبويه، ويشهد بفساد هذا القول أَن التاء لا تكون

علامة تأْنيث الواحد إِلا وقبلها فتحة نحو طَلحة وحَمْزَة وقائمة وقاعِدة،

أَو أَن يكون قبلها أَلف نحو سِعْلاة وعِزْهاة، واللام في كِلتا ساكنة كما

ترى، فهذا وجه، ووجه آخر أَن علامة التأْنيث لا تكون أَبداً وسطاً، إِنما

تكون آخراً لا محالة، قال: وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإِجماع من

البصريين، فلا يجوز أَن يكون علامة تأْنيثه التاء وما قبلها ساكن،

وأَيضاً فإِن فِعتَلاً مثال لا يوجد في الكلام أَصلاً فيُحْمَل هذا عليه، قال:

وإِن سميت بكِلْتا رجلاً لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ولا نكرة، لأَن

أَلفها للتأْنيث بمنزلتها في ذكْرى، وتصرفه نكرة في قول أَبي عمر لأَن

أَقصى أَحواله عنده أَن يكون كقائمة وقاعدة وعَزَّة وحمزة، ولا تنفصل كِلا

ولا كِلتا من الإِضافة. وقال ابن الأَنباري: من العرب من يميل أَلف كلتا

ومنهم من لا يميلها، فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلاما

وذوا، وواحد كلتا كِلت، وأَلف التثنية لاتمال، ومن وقف على كلتا

بالإِمالة فقال كلتا اسم واحد عبر عن التثنية، وهو بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى.

وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال: العرب إِذا أَضافت

كُلاًّ إِلى اثنين لينت لامها وجعلت معها أَلف التثنية، ثم سوّت بينهما في

الرفع والنصب والخفض فجعلت إِعرابها بالأَلف وأَضافتها إِلى اثنين وأَخبرت

عن واحد، فقالت: كِلا أَخَوَيْك كان قائماً ولم يقولوا كانا قائمين، وكِلا

عَمَّيْك كان فقيهاً، وكلتا المرأَتين كانت جميلة، ولا يقولون كانتا

جميلتين،. قال الله عز وجل: كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَت أُكُّلَها، ولم يقل

آتَتا. ويقال: مررت بكِلا الرجلين، وجاءني كلا الرجلين، فاستوى في كلا

إِذا أَضفتها إِلى ظاهرين الرفع والنصب والخفض، فإِذا كنوا عن مخفوضها

أَجروها بما يصيبها من الإِعراب فقالوا أَخواك مررت بكليهما، فجعلوا نصبها

وخفضها بالياء، وقالوا أَخواي جاءاني كلاهما فجعلوا رفع الاثنين بالأَلف،

وقال الأَعش في موضع الرفع:

كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً

يريد كلّ واحد منهما كان فرعاً؛ وكذلك قال لبيد:

فَغَدَتْ، كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه

مَوْلى المَخافةِ: خَلْفَها وأَمامها

غَدَتْ: يعني بقرة وحشية، كلا الفرجين: أَراد كلا فرجيها، فأَقام الأَلف

واللام مُقام الكِناية، ثم قال تحسب، يعني البقرة، أَنه ولم يقل أَنهما

مولى المخافة أَي وليُّ مَخافتها، ثم تَرْجَم عن كِلا الفَرْجين فقال

خلفها وأَمامها، وكذلك تقول: كِلا الرجلين قائمٌ وكِلْتا المرأَتين قائمة؛

وأَنشد:

كِلا الرَّجُلَيْن أَفَّاكٌ أَثِيم

وقد ذكرنا تفسير كلٍّ في موضعه. الجوهري: كِلا في تأْكيد الاثنين نظير

كلٍّ في المجموع، وهو اسم مفرد غير مُثَنّى، فإِذا ولي اسماً ظاهراً كان

في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالأَلف، تقول: رأَيت كِلا

الرجلين، وجاءني كِلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين، فإِذا اتصل بمضمر قلَبْت

الأَلف ياء في موضع الجر والنصب، فقلت: رأَيت كليهما ومررت بكليهما، كما

تقول عليهما، وتبقى في الرفع على حالها؛ وقال الفراء: هو مثنى مأْخوذ من كل

فخففت اللام وزيدت الأَلف للتثنية، وكذلك كلتا للمؤنث، ولا يكونان إِلا

مضافين ولا يتكلم منهما بواحد، ولو تكلم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ وكِلانِ

وكِلْتانِ؛ واحتج بقول الشاعر:

في كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحدهْ،

كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ

أَراد: في إِحدى رجليها، فأَفْرد، قال: وهذا القول ضعيف عند أَهل

البصرة، لأَنه لو كان مثنى لوجب أَن تنقلب أَلفه في النصب والجر ياء مع الاسم

الظاهر، ولأَن معنى كِلا مخالف لمعنى كلّ، لأَن كُلاًّ للإِحاطة وكِلا يدل

على شيءٍ مخصوص، وأَما هذا الشاعر فإِنما حذف الأَلف للضرورة وقدّر

أَنها زائدة، وما يكون ضرورة لا يجوز أَن يجعل حجة، فثبت أَنه اسم مفرد

كَمِعى إِلا أَنه وضع ليدل على التثنية، كما أَن قولهم نحن اسم مفرد يدل على

الاثنين فما فوقهما؛ يدل على ذلك قول جرير:

كِلا يَومَيْ أُمامةَ يوْمُ صَدٍّ،

وإِنْ لم نَأْتِها أِلاَّ لِماما

قال: أَنشدنيه أَبو علي، قال: فإِن قال قائل فلم صار كِلا بالياء في

النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الأَلف مع المظهر كما لزمت في الرفع مع

المضمر؟ قيل له: من حقها أَن تكون بالأَلف على كل حال مثل عصا ومعى، إِلا أَنها

لما كانت لا تنفك من الإِضافة شبهت بعلى ولدي، فجعلت بالياء مع المضمر

في النصب والجر، لأَن على لا تقع إِلا منصوبة أَو مجرورة ولا تستعمل

مرفوعة، فبقيت كِلا في الرفع على أَصلها مع المضمر، لأَنها لم تُشَبَّه بعلى

في هذه الحال، قال: وأَما كلتا التي للتأْنيث فإِن سيبويه يقول أَلفها

للتأْنيث والتاء بدل من لام الفعل، وهي واو والأَصل كِلْوا، وإِنما أُبدلت

تاء لأَن في التاء علم التأْنيث، والأَلف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر

فتخرج عن علم التأْنيث، فصار في إِبدال الواو تاء تأْكيد للتأْنيث. قال:

وقال أَبو عُمر الجَرْمي التاء ملحقة والأَلف لام الفعل، وتقديرها عنده

فِعْتَلٌ، ولو كان الأَمر كما زعم لقالوا في النسبة إِليها كِلْتَويٌّ،

فلما قالوا كِلَويٌّ وأَسقطوا التاء دلّ أَنهم أَجْروها مُجْرى التاء التي

في أُخت التي إِذا نَسَبت إِليها قلت أَخَوِيٌّ؛ قال ابن بري في هذا

الموضع: كِلَويٌّ قياس من النحويين إِذا سميت بها رجلاً، وليس ذلك مسموعاً

فيحتج به على الجرمي.

الأَزهري في ترجمة كلأَ عند قوله تعالى: قل مَن يَكْلَؤُكُم بالليل

والنهار؛ قال الفراء: هي مهموزة ولو تَركتَ همزة مثله في غير القرآن قلت

يَكْلَوْكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يخشاكم، ومن جعلها

واواً ساكنة قال كَلات، بأَلف،يترك النَّبْرة منها، ومن قال يَكلاكم قال

كَلَيْتُ مثل قَضَيْت، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حسن، إِلا أَنهم يقولون في

الوجهين مَكْلُوَّة ومَكْلُوّ أَكثر مما يقولون مَكْلِيٌّ، قال: ولو قيل

مَكليّ في الذين يقولون كلَيْتُ كان صواباً؛ قال: وسمعت بعض العرب ينشد:

ما خاصَمَ الأَقوامَ من ذي خُصُومةٍ

كَوَرْهاء مَشْنِيٍّ، إِليها، حَلِيلُها

فبنى على شَنَيْتُ بترك النبرة.

أَبو نصر: كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكْلِية، وهو أَن يأْتي مكاناً فيه

مُسْتَتَر، جاء به غير مهموز.

والكُلْوةُ: لغة في الكُلْية لأَهل اليمن؛ قال ابن السكيت: ولا تقل

كِلوة، بكسر الكاف.

الكُلْيَتان من الإِنسان وغيره من الحيوان: لحمَتان مُنْتَبِرَتان

حَمْراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرَين من الشحم، وهما

مَنْبِتُ بيت الزرع، هكذا يسميان في الطب، يراد به زرع الولد. سيبويه: كُلْيةٌ

وكُلًى، كرهوا أَن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة فتجيء هذه الياء

بعد ضمة، فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا ببناء الأَكثر، ومن خفف قال

كُلْيات.

وكَلاه كَلْياً: أَصاب كُلْيته. ابن السكيت: كَلَيْتُ فلاناً فاكْتَلى،

وهو مَكْلِيٌّ، أَصبت كُلْيَته؛ قال حميد الأَرقط:

من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ

وإِذا أَصبت كَبِدَه فهو مَكْبُود. وكَلا الرجلُ واكْتَلى: تأَلَّمَ

لذلك؛ قال العجاج:

لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ،

إِذا اكْتَلَى واقْتَحَمَ المَكْلِيُّ

ويروى: كَلا؛ يقول: إِذا طَعن الثورُ الكلبَ في كُلْيَته وسقط الكلبُ

المَكْلِيُّ الذي أُصيبت كُلْيَتُه. وجاء فلان بغنمه حُمْرَ الكُلَى أَي

مهازيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا الشَّوِيُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ،

وكانَ مِن عندِ الكُلَى مَناتِجُهْ

كثرت ثَوائجُه من الجَدْب لا تجد شيئاً ترعاه. وقوله: مِن عند الكلى

مَناتِجُه، يعني سقطت من الهُزال فَصاحِبها يَبْقُر بطونها من خَواصِرها في

موضع كُلاها فيَستخرج أَولادها منها. وكُلْيَةُ المَزادة والرّاوية:

جُلَيْدة مستديرة مشدودة العُروة قد خُرِزَتْ مع الأَديم تحت عُروة المَزادة.

وكُلْية الإِداوَةِ: الرُّقعة التي تحت عُرْوَتها، وجمعها الكُلَى؛

وأَنشد:

كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَب

الجوهري: والجمع كُلْياتٌ وكُلًى، قال: وبنات الياء إِذا جمعت بالتاء لم

يحرّك موضع العين منها بالضم. وكُلْيَةُ السحابة: أَسفلُها، والجمع

كُلًى. يقال: انْبَعَجَت كُلاه؛ قال:

يُسِيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عارِضُ الذُّرى،

أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ

(* قوله« عارض» كذا في الأصل والمحكم هنا، وسبق الاستشهاد بالبيت في عرس

بمهملات.)

وقيل: إِنما سميت بكُلْية الإِداوة؛ وقول أَبي حية:

حتى إِذا سَرِبَت عَلَيْهِ، وبَعَّجَتْ

وَطْفاء سارِبةٌ كُلِيّ مَزادِ

(* قوله « سربت إلخ» كذا في الأصل بالسين المهملة، والذي في المحكم وشرح

القاموس: شربت، بالمعجمة.)

يحتمل أَن يكون جَمَع كُلْية على كُلِيّ، كما جاء حِلْيَة وحُلِيّ في

قول بعضهم لتقارب البناءِين، ويحتمل أَن يكون جمعه على اعتقاد حذف الهاء

كبُرْد وبُرُود. والكُلْيَةُ من القَوس: أَسفل من الكَبِد، وقيل: هي

كَبِدُها، وقيل: مَعْقِد حَمالتها، وهما كُلْيَتان، وقيل: كُلْيَتها مِقدار

ثلاثة أَشبار من مَقْبِضها. والكُلْية من القوس: ما بين الأَبهر والكبد،

وهما كُلْيَتان. وقال أَبو حنيفة: كُليتا القوس مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها.

والكليتان: ما عن يمين النَّصل وشِماله. والكُلَى: الرّيشات الأَربع التي

في آخر الجَناح يَلِينَ جَنْبه.

والكُلَيَّةُ: اسم موضع؛ قال الفرزدق:

هل تَعْلَمونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ،

بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحال؟

والكُلَيَّان: اسم موضع؛ قال القتال الكلابي:

لِظَبْيَةَ رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ،

فَبَرْق نِعاجٍ، غَيَّرَتْه الرَّوامِسُ

(* قوله« فبرق نعاج» كذا في الأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: فبرق

فعاج، بفاء العطف.)

قال الأَزهري في المعتل ما صورته: تفسير كَلاَّ الفراء قال: قال الكسائي

لا تَنْفِي حَسْبُ وكلاَّ تنفي شيئاً وتوجب شيئاً غيره، من ذلك قولك

للرجل قال لك أَكلت شيئاً فقلت لا، ويقول الآخر أَكلت تمراً فتقول أَنت

كَلاَّ، أَردت أَي أَكلت عسلاً لا تمراً، قال: وتأْتي كلاًّ بمعنى قولهم

حَقّاً، قال: رَوى ذلك أَبو العباس أَحمد بن يحيى. وقال ابن الأَنباري في

تفسير كلاًّ: هي عند الفراء تكون صلة لا يوقف عليها، وتكون حرف ردّ بمنزلة

نعم ولا في الاكْتفاء، فإِذا جعلتها صلة لما بعدها لم تَقِف عليها كقولك

كَلاً ورَبّ الكعبة، لا تَقِف على كَلاً لأَنها بمنزلة إِي واللهِ، قال

اللهُ سُبحانه وتعالى: كلاً والقَمَرِ؛ الوقف على كَلاًّ قبيح لأَنها صلة

لليمين. قال: وقال الأَخفش معنى كَلاًّ الرَّدْع والزَّجر؛ قال الأَزهري:

وهذا مذهب سيبويه

(*قوله «مذهب سيبويه» كذا في الأصل، والذي في تهذيب الازهري: مذهب

الخليل.*

وإِليه ذهب الزجاج في جميع القرآن. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: قال

المفسرون معنى كَلاًّ حَقّاً، قال: وقال أَبو حاتم السجستاني جاءت كلاًّ في

القرآن على وجهين: فهي في موضع بمعنى لا، وهو ردّ للأَوَّل كما قال

العجاج:

قد طَلَبَتْ شَيْبانُ أَن تُصاكِمُوا

كَلاَّ، ولَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ

قال: وتجيء كَلاًّ بمعنى أَلا التي للتنبيه كقوله تعالى: أَلا إِنهم

يَثْنُون صُدورهم ليستخفوا منه؛ وهي زائدة لو لم تأْتِ كان الكلام تامّاً

مفهوماً، قال: ومنه المثل كلاًّ زَعَمْتَ العِيرُ لا تُقاتلُ؛ وقال

الأَعشى:

كَلاَّ زَعَمْتُمْ بأَنَّا لا نُقاتِلُكُمْ،

إِنَّا لأَمْثالِكُمْ، يا قَوْمَنا، قُتُلُ

قال أَبو بكر: وهذا غلط معنى كَلاَّ في البيت. وفي المثل: لا، ليس

الأَمر على ما تقولون. قال: وسمعت أَبا العباس يقول لا يوقف على كلاَّ في جميع

القرآن لأَنها جواب، والفائدةُ تقع فيما بعدها، قال: واحتج السبجستاني

في أَنَّ كَلاَّ بمعنى أَلا بقوله جل وعز: كلا إِنَّ الإِنسان ليَطْغَى،

فَمعْناه أَلا؛ قال أَبو بكر: ويجوز أَن يكون بمعنى حقاً إِن الإِنسان

ليطغى، ويجوز أَن يكون ردًّا كأَنه قال: لا، ليس الأَمر كما تظنون. أَبو

داود عن النضر: قال الخليل قال مقاتل بن سليمان ما كان في القرآن كلاَّ فهو

ردّ إِلا موضعين، فقال الخليل: أَنا أَقول كله ردّ. وروى ابن شميل عن

الخليل أَنه قال: كلُّ شيء في القرآن كلاَّ ردّ يردّ شيئاً ويثبت آخر. وقال

أَبو زيد: سمعت العرب تقول كلاَّكَ واللهِ وبَلاكَ واللهِ، في معنى

كَلاَّ واللهِ، وبَلَى واللهِ. وفي الحديث: تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ،

فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسولَ اللهِ؛ قال: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه

وزَجْر، ومعناها انْتهِ لا تَفْعَل، إِلا أَنها آكَدُ في النفي

والرَّدْع من لا لزيادة الكاف، وقد ترِد بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لئن لم

يَنْتَهِ لنَسْفَعنْ بالناصِيةِ. والظُّلَلُ: السحاب، وقد تكرر في

الحديث.

(كلا) كلمة تَجِيء لمعان أَرْبَعَة

خور

(خور) الرجل خورا خار

(خور) فلَان خار وَفُلَانًا نسبه إِلَى الخور
خ و ر : خَارَ يَخُورُ ضَعُفَ فَهُوَ خَوَّارٌ وَأَرْضٌ خَوَّارَةٌ لَيِّنَةٌ سَهْلَةٌ وَرُمْحٌ خَوَّارٌ لَيْسَ بِصُلْبٍ. 
(خ و ر) : (خَارَ) الثَّوْرُ خُوَارًا صَاحَ وَفِي الصَّحِيحِ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ وَالْجِيمُ تَصْحِيفٌ وَطَيْلَسَانٌ خُوَارِيٌّ مَنْسُوبٌ إلَى خُوَارِ الرَّيِّ.
خ و ر: (خَارَ) الثَّوْرُ يَخُورُ (خُوَارًا) صَاحَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} [طه: 88] وَ (خَارَ) الْحَرُّ وَالرَّجُلُ يَخُورُ (خُئُورَةً) بِوَزْنِ فُعُولَةٍ ضَعُفَ وَانْكَسَرَ. وَ (الْخَوَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الضَّعْفُ تَقُولُ: (خَوِرَ) يَخُورُ (خَوَارًا) وَرَجُلٌ (خَوَّارٌ) بِالتَّشْدِيدِ وَالْجَمْعُ (خُورٌ) بِوَزْنِ طُورٍ. 

خور


خَوِرَ(n. ac. خَوَر [ ])
a. see supra
(b)c. (d).
خَوَّرَa. Was weak, feeble, languid; was faint with
hunger.
b. Lessened, abated (heat).
أَخْوَرَa. Bent, curved.

إِسْتَخْوَرَa. Endeavoured to bend, turn.

خَوْر (pl.
أَخْوَار [] )
a. Gulf, inlet; mouth of a river, estuary.
b. Low land lying between two ranges of hills.

خُوْرَة []
a. The best of ( the camels ).
خَوَرa. Feebleness, listlessness, inanity.

خُوَارa. Bellowing, lowing.
خَوَّار []
a. Weak, feeble, nerveless, inanimate.

خُوْرِيّ (pl.
خَوَارِنَة)
a. Clergyman, priest, curate, curé.

خَوْرَنَة
a. Priestess, sacerdotess.
b. Priesthood.

خَوْرَنِيَّة
a. Parish.

خُوْرِيَّة
a. Priest's, clergyman's wife.
[خور] نه في ح الزكاة: تحمل بقرة لها "خوار" هو صوت البقر. ش: وهو بضم خاء. نه ومنه ح قتل أبي: "يخور" كما "يخور" الثور. غ: "خواره" حفيف الريح إذا دخل جوفه. نه وفيه: لن "تخور" قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو، خار يخور إذا ضعفت قوته، أي لن يضعف صاحب قوة بقدر أن ينزع في قوسه ويثب على ظهر دابته. ومنه ح الصديق لعمر: أجبار في الجاهلية و"خوار" في الإسلام. ط: يعني شدته في الدين في أيام الجاهلية، والعجب أن عمر منسوب إلى الشدة وأبو بكر إلى الأناة نعكس الأمر. وفي ح عمر: وليس أخو الحرب من يضع "خور" الحشايا عن يمينه وشماله، أي يضع ليان الفرش والأوطئة وضعافها عنده وهي التي لا تحشى بالأشياء الصلبة.
خ و ر

له صوت كخوار الثور، وتخاورت الثيران. قال جرير:

هون عليك إذا رأيت مجاشعا ... يتخاورون تخاور الأثوار

وقصبة خوّارة. وسهم خوار: فيه رخاوة، وقد خار يخور، وخور يخور، وفيه خور. قال الأفوه:

فما غمزته الحرب إذ شمرت له ... ولا خار إذ جرت عليه الجرائر

ومن المجاز: رجل خوار: جبان؛ وفرس خوار العنان: لين العطف. وأرض خوّارة: سهلة. وناقة وشاة خوارة: غزيرة سهلة الدر. ونخلة خوارة: كثيرة الحمل. واستخار الرجل صاحبه: استعطفه فخار عليه، وأصله من أن يثغو الغزال أو الجؤذر إلى أمه يستخيرها أي يطلب خوارها ثم كثر حتى استعمل في كل استعطاف واسترحام. وقال:

لعلك إما أم عمرو تبدّلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها

وخا ر عنّا البرد: سكن.
خور
الخَوْرُ: مَصَبُّ المِياهِ في البَحْر، وجَمْعُه خُؤور. والرَّحْبَةُ. والمُنْخَفِضُ بَيْنَ نَشزَيْن. والخَوَرُ: الرَّخاوَةُ في كل شَيْءٍ كالقَصَبَة الخَوّارة، والفِعْل: خارَ يَخُوْرُ وخَوِرَ يَخْوَرُ. والخَوّارُ: الضَّعيفُ، خَوَّرَ تَخْوِيراً. وسَهْمٌ خَوّارٌ خَؤور. وشاةٌ خَوّارةٌ: كثيرةُ اللًبَنِ باقِيَةٌ على الشِّتَاء. ونَخْلَةٌ خَوّارَةٌ: كثيرةُ الحمل. وفَرَسٌ خَوّارُ العِنَانِ - والجميع خُوْرٌ -: لَيِّنُ العَطْفِ. وقيل في قَوْله:
فَأَرْسَلْتُها تَشْتافُ خَوْرَ عِنانِها
أي: صَوْتَ عِنانِها، وقيل: فَضْلَ عنانها والخَوْرانُ: اسْمُ المِعى، والجميع خَوْراناتٌ. وكذلك الدُّبُرُ. وطَعَنَ الصَّيْدَ فَخارَه: أي أصابَ خَوْرانَه. والخُوَارُ: صَوْتُ الثَّور، خارَ يَخُوز خُوَاراً وخَوْرأ. وخارَتِ الأرْضُ تَخُورُ خَوْرَةً: أي اسْتَرْخَتْ. والاسْتِخارَةُ: أنْ تَسْتَعْطِفَ الإِنسانَ وتَدْعُوَه إليك، وهو أنْ تَسْتَنْطِقَه، مأْخُوذٌ من الخُوَار. وخارَ البَرْدُ: انْكَسَرَ، خُؤوراً وخُؤوْرَةً.
[خور] الخَوْرُ مثل الغَوْرِ: المنخفِض من الأرض بين النَشْزَيْنِ. والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَوْثِ. ويقال: طَعَنَهُ فَخارَهُ خوْراً، أي أصاب خَوْرانَهُ. وخار الثَوْرُ يَخورُ خُواراً: صاحَ. ومنه قوله تعالى:

(فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ) *. وخار الحَرُّ والرَجُلُ يَخورُ خُؤُورَةً: ضَعُفَ وانكسر. والاستخارة: الاستعطاف. يقال: هو من الخُوارِ والصَوْتِ. وأصله أَنَّ الصائد يأتي وَلَدَ الظَبْيَةِ في كِناسِهِ فَيَعْرُكُ أُذُنَهُ فَيَخورُ، أي يصيح، يستعطف بذلك أمَّهُ كي يَصيدَها. قال الهذلي خالدُ بن زُهَير: لَعَلَّكَ إمَّا أُمُّ عَمْروٍ تَبَدَّلَتْ * سِواكَ خَليلاً شاتِمي تِسْتها - ويقال أَخَرْنا المَطايا إلى موضع كذا نُخيرُها إخارَةً: صَرَفْناها وعَطَفْناها. والخَوَر بالتحريك: الضَعْفُ. رَجُلٌ خَوَّارٌ، ورُمْحٌ خَوَّارٌ، وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ، والجمع خورٌ. قال الشاعر جرير : بل أنت نَزْوَةُ خَوَّارٍ على أَمَةٍ * لا يَسْبِقُ الحَلَباتِ اللُؤْمُ والخَوَرُ - وناقَةٌ خَوَّارَةٌ، أي غَزيرَةٌ. والجمع خُورٌ.
خور: خار (الثور): صاح، جأر، ويستعمل أيضاً للدلالة على هدير أمواج البحر وهدير السيول إذا اشتد اضطراب الماء فيهما. والمصدر منه خرير، ويقال خرير الماء (فوك).
وخار: خر، خرخر، شخر ففي المعجم اللاتيني العربي: ( Sterno أخور وأغطس. غير أن الكلمة الأخيرة ليس معناها Sterno بل Sternuo أو Sternuto وخار على العكس منها تعني شخر ولكنها لا تعني عطس.
وخار بمعنى ضعف مصدره أيضاً خَوْر وخَؤور. وفي حديث عمر الذي نقله لين الصواب لن تخور قوي (معجم اللطائف).
وخار منه مصدره خَوْر: خاف، خشي (فوك، المقري 2: 232).
وخار في دمه: سبح، ففي ألف ليلة (برسل 12: 135): انقلب يخور في دمه. هذا إذا لم يكن الصواب يخوض الذي يدل على هذا المعنى (راجع بوشر في خاض ولين في خوض).
خَوّر (بالتشديد): لين (ابن العوام 1: 40) وأقرأ فيه وفقاً لما جاء في مخطوطتنا: وخورها (راجع 1: 16).
وخَوّر: ذكرت في معجم فوك في مادة mugire.
وخوّر: خوّف، أرعب (فوك).
خوّر من الجوع: هبطت قوته فرزح (محيط المحيط).
تخوّر: ذكرت في معجم فوك في مادة terrere.
خَوْر: قارن في معجم لين معجم البلاذري وما ذكره نيبور في رحلة بلاد العرب. (2: 213). وفي رحلة تكسيرا (ص71): ويطلقون على الأنهار الصغيرة اسم الخور أو الواد.
خُور وخُورة: خوخ (الفاكهة) وفي معجم هلو: تصحيف خوخ.
خورة: تدل على نفس المعنى الذي يدل عليه خور أي الضعف والانكسار (معجم المنصوري مادة خَوَر).
بقرة في الخورة: بقرة في سورة الهياج (الكالا).
خوري جمعها خوارنة، والكلمة فيما يقول سيتزن (4: 35) اختصار الكلمة اليونانية (كسوربوكسونوس) وهو نائب الأسقف في القرية: راع، خوري (سيتزن 4: 35، بوشر، همبرت ص150، محيط المحيط) (599).
خوري: مختص بمنصب الخوري أو بيته.
هورني: أو مستوصف اختصاصــي (بوشر).
خُوريّة: راتب ديني، دخل الوقف، ومنصب الخوري.
وخُوريّة: زوجة الخوري (محيط المحيط).
خَوّار. خور على أمه: عجل بخور بعد امه، هذا إذا كان تفسير البيت الذي ذكر في معجم اللطائف صحيحاً.
خَوّار: خائف، مذعور (فوك).
خَوّارة: شاه، نعجة (دي سلان، المقدمة 3: 363).
مِخوار: الجائع الذي يسقط من الجوع (محيط المحيط).
خور
خارَ1 يَخُور، خُرْ، خُوَارًا وخَوْرًا، فهو خائِر
• خار الثَّوْرُ: صاح، جأر "سَمع المصارع الثورَ يخورُ فأفزعه صوتُه". 

خارَ2 يَخُور، خُرْ، خُئورًا، فهو خائر
 • خار الرَّجلُ: ضعُف وانكسر، فتر، وَهَى "خار أمام الشدائد- كبِر الرجلُ وخارت ساقاه" ° خارت عزيمته: ضعفت هِمّته- خارت قُواه: مرِض أو ضعُف جسمانيًّا. 

خوِرَ يَخْوَر، خَوَرًا، فهو خائر
• خوِر الرَّجلُ: خار2، ضعُف وانكسر "خوِر من الكَدِّ والإجهاد/ الكِبَر". 

تخاورَ يتخاور، تخاوُرًا، فهو مُتخاوِر
• تخاور البقرُ: صاح بعضه على بعض. 

خوَّرَ يُخوِّر، تخويرًا، فهو مُخوِّر، والمفعول مُخوَّر (للمتعدِّي)
• خوَّر الرَّجلُ: خار2، ضعُف وانكسر "خوَّر المصابُ من هول الصدمة".
• خوَّر فلانًا: نسبه إلى الخَوَر "خوَّر زميلَه لضعفه وميوعته". 

خُئُور [مفرد]: مصدر خارَ2. 

خائِر [مفرد]: اسم فاعل من خارَ1 وخارَ2 وخوِرَ ° خائر القُوَى: ضعيف، هزيل- خائر النَّفس: واهن العزيمة. 

خُوار [مفرد]:
1 - مصدر خارَ1.
2 - صوت البقر والغنم والظِّباء والثِّيران والسِّهام " {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَه خُوَارٌ} ". 

خَوْر [مفرد]: ج أخوار (لغير المصدر) وخِيران (لغير المصدر):
1 - مصدر خارَ1.
2 - منخفَض من الأرض بين مرتفعين أو هضبتين.
3 - لسان من البحر يكون في البَرّ على شكل خليج صغير "أرسى زورقه في خَوْرٍ صغير".
4 - مصبّ الماء في بحر. 

خَوَر [مفرد]: مصدر خوِرَ. 

خُوريّ [مفرد]: ج خُوريُّون وخوارنة: رتبة كَنَسيّة. 

خَوَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خارَ2: ضعيف، جبان، خائف، مذعور "فتى شجاع غير خوَّار".
2 - صيغة مبالغة من خارَ1: صيَّاح، يجأر كثيرًا "ثورٌ خوَّار" ° فرسٌ خوَّار العِنان: سريع الجري سهل الانقياد. 

خور

1 خَارَ, aor. ـُ (S, A, Mgh,) inf. n. خُوَارٌ (JK, S, A, Mgh, K *) and خَوْرٌ, (JK,) He (a bull) uttered his cry; [i. e. lowed, or bellowed;] (Lth, JK, S, A, Mgh, K;) this being its primary signification: (Er-Rághib:) the inf. n. خوار, used agreeably with this explanation, occurs in the Kur xx. 90 [and vii. 146]: (S:) it signifies the loud crying [i. e. the lowing or bellowing] of a cow and of a calf: (Lth:) and the crying [i. e. bleating] of sheep, or that of goats, and of gazelles, (K,) and of any beast: (Er-Rághib:) and the sounding [i. e. whizzing] of arrows: (K:) of any of these, you say, خَارَ, aor. and inf. n. as above. (TA.) [Hence,] لَهُ صَوْتٌ كَخُوَارِ الثَّوْرِ He has a voice like the bellowing of the bull. (A.) b2: [and hence, (see 10,)] خار عَلَيْهِ (tropical:) He bent, turned, or inclined, towards him. (A.) A2: خار, aor. as above, (S, Msb,) inf. n. خُؤُورٌ, (S, K, [for which Golius, as on these authorities, substitutes خُؤُورَةٌ,]) said of a man, (S,) and of anything, (TA,) He, or it, was, or became, weak, or feeble, (S, Msb, K,) and languid; (S, TA;) as also خَوِرَ, (TA,) aor. ـْ (JK,) inf. n. خَوَرٌ; (S, * K, * TA;) and ↓ خِوِّر, (JK, TA,) inf. n. تَخْوِيرٌ. (K.) خار and خَوِرَ both signify It was soft, or fragile; said of anything, like a reed. (JK.) It is said in a trad. of 'Omar, لَنْ يَخُورَ قَوِىٌّ مَا دَامَ صَاحِبُهَا بَنْزِعُ وَيَنْزُو, meaning A possessor of strength (صَاحِبُ قُوَّةٍ) will not be weak as long as he can pull his bow and leap to his beast. (TA.) In a camel that is drinking, خَوَرٌ denotes, or implies, a quality that is praised; i. e. Patient enduring of thirst and fatigue: and a quality dispraised; i. e. the lacking patience to endure thirst and fatigue. (TA.) b2: Also, said of heat, (S, TA,) and of cold, inf. n. خُؤُورٌ and خُؤُورَةٌ, (JK,) (tropical:) It became faint; it remitted, or abated; (JK, S, TA;) and so خَوِرَ, inf. n. خَوَرٌ; and ↓ خوّر. (TA.) And خار عَنَّا, said of cold, It ceased from us; quitted us. (A.) A3: خَارَهُ, (JK, S,) inf. n. خَوْرٌ, (S, K,) He hit, or hurt, his خَوْرَان, (JK, S, K, *) in thrusting or piercing him with a spear or the like. (JK, S.) 2 خوّر: see 1, in two places.

A2: خوّرهُ He attributed to him weakness, or feebleness, and languor. (TA.) 4 اخارهُ, (S, K,) inf. n. إِخَارَةٌ, (S,) [app., in its' primary acceptation, He caused him to utter a cry. (See 10.) b2: And hence,] (assumed tropical:) He bent, turned, or inclined, him, or it. (S, K.) You say, أَخَرْنَا المَطَايَا إِلَى مَوْضِعِ كَذَا (assumed tropical:) We bent, or turned, the riding-camels to such a place. (S.) 6 تخاورتِ الثِّيرَانُ The bulls lowed, or bellowed, one to another. (A.) 10 استخارها [He endeavoured to make her (namely, a gazelle, or a wild cow,) to utter her cry; or] he uttered a cry in order that she should do the same. (TA.) The sportsman, coming to a place in which he thinks the young one of a gazelle or [wild] cow to be, utters a cry like that of her young one; and the mother, hearing it, if she have a young one, thinks the cry to be that of her young one, and follows the cry. (S, * TA.) b2: Hence, (S, TA,) استخارهُ (tropical:) He endeavoured to make him bend, turn, or incline: (JK, S, A, K, TA:) and he called him to him: and he interrogated him; or desired him to speak; syn. اِسْتَنْطَقَهُ: namely, a man. (JK.) [استخار المَنْزِلَ is explained in the L and K as meaning اِسْتَنْظَفَهُ: to which is added in the TA, كأنّه طلب خيره, with the remark that it should therefore properly be mentioned in art. خير: but an explanation in the sentence immediately preceding, and a verse cited below, evidently show that استنظفه is a mistranscription for اِسْتَنْطَقَهُ, and that خيره should be خَبَرَهُ: so that the meaning is He interrogated the place of abode.] The author of the L cites, as an ex., the saying of El-Kumeyt, وَلَنْ يَسْتَخِيرُ رُسُومَ الدِّيَارِ لِعَوْلَتِهِ ذُو الصِّبَى المُعوِلُ [And he who is affected with youthful amorousness, wailing, will not ask the remains, or traces, of the dwellings to reply to his wailing: but for لِعَوْلَتِهِ I would rather read بِعَوْلَتِهِ; i. e., will not interrogate them with his wailing]. (TA.) b3: استخار الضَّبَّ, (K, TA, [in some copies of the K, erroneously, الضَّبُعَ,]) and اليَرْبُوعَ, (TA,) He placed a piece of wood in the hole of the burrow of the [lizard called] ضبّ, (K, TA,) and of the jerboa, i. e. in the قَاصِعَآء, (TA,) in order that it should come forth from another place, (K, TA,) i. e. the نَافِقَآء, so that he might catch it. (TA.) Lth falsely assigns the act of الاِسْتِخَارَة to the ضبّ and the jerboa. (Az, TA.) خَوْرٌ Low, or depressed, ground or land, (JK, S, K,) between two elevated parts; (JK, S;) like غَورٌ: (TA:) an inlet (lit. a neck) from a sea or large river, entering into the land: (Sh:) a place, or channel, where water pours into a sea or large river: (JK, K:) or a wide place or channel, where waters pour, running into a sea or large river; (TA:) or (as in the TA, but in the K “ and,”) a canal, or cut, from a sea or large river: (K, TA:) and i. q. رَحَبَةٌ [app. as meaning the part in which the water flows from the two sides of a valley]: (JK:) pl. خُؤُورٌ. (TA.) خُورٌ a pl. of خَوَّارَةٌ, (S, K,) contr. to rule; (MF, TA;) and of خَوّار in the phrase خَوّارُ العِنَانِ. (JK, TA.) See خَوَّارٌ, in five places.

خُورَةٌ الإِبِلِ, with damm, [app. originally خُيْرَة,] The best of camels, or of the camels; (IAar, K;) [see خَيْرٌ, (in art. خير,) near the end of the paragraph;] and so ↓ خُوَارُهَا, and مِنْهَا ↓ الخُورَى. (Fr, TA.) خُورَى fem. of أَخْيَرُ, and properly belonging to art. خير: see what next precedes.

خَوْرَانٌ The مَبْعَرٌ [or rectum], which comprises the حِتَار [or anus, with the extremities of its skin,] of the صُلْب [or back], (K,) of a man &c.: (TA:) or the passage of the رَوْث [or dung, properly of a horse or the like, but here app. meaning of a man also]: (S:) or the head [or extremity] of the مَبْعَرَة [or rectum]: or the part in which is the دُبُر [or anus]: (K:) or the دُبُر [or anus] itself; (TA;) or it has this meaning also; (JK;) and so ↓ خَوَّارَةٌ, syn. اِسْتٌ; (K;) the دُبُر being so called because it is like a depressed place between two hills: (TA: [see خَوْرٌ:]) or the gap in which is the دُبُر [or anus] of a man; and that in which is the قُبُل [or anterior pudendum] of a woman: (TA:) or the gap in which is the دُبُر and the place of the ذَكَر and that of the قُبُل of the woman: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) pl. خَوْرَانَاتٌ and خَوَارِين: (K:) the former pl. of a form which any sing. subst. not significant of a human being may receive. (TA.) خُوَارٌ an inf. n. of خَارَ as explained in the first sentence in this art. (S, A, &c.) A2: خُوَارُ الإِبِلُ: see خُورَة.

خَؤُورٌ: see the next paragraph, in two places.

خَوَّارٌ Weak, or feeble; (JK, S, Msb, K;) applied to a man; (S;) as also ↓ خَائِرٌ, (K,) and ↓ خَؤُورٌ: (AHeyth:) a weak man, who cannot endure difficulty or distress: (Lth:) and (tropical:) cowardly, or a coward: (A:) pl. of the first خَوَّارُونَ, and of the third خُوَرَةٌ. (AHeyth.) Applied to a camel, Slender (رَقِيق) and beautiful: (K, TA: [for الحِسِّ in the CK, I read الحَسَنُ, as in other copies of the K and in the TA:]) and the fem., with ة, applied to a she-camel, having soft flesh and fragile bones: (TA:) pl. of the former [and of the latter] خَوَّارَاتٌ. (K.) Applied to a spear, Weak: (S:) not hard: (Msb:) or weak and soft; (TA;) and in the same sense applied to an arrow, (A, TA,) as also ↓ خَؤُورٌ; (TA;) and so the fem. of the former, with ة, applied to a reed or cane (قَصَبَةٌ); (A, TA;) and to land or ground (أَرْضٌ) as meaning weak, (S,) or soft: (A, Msb:) pl. ↓ خُورٌ. (S.) And خَوَّارُ العِنَانِ (tropical:) A horse (A) that turns easily, (JK, A, K,) and runs much: (K:) pl. ↓ خُورٌ. (JK, TA.) And بَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ (assumed tropical:) A sheave of a pulley of which the pin runs [or turns] easily in the checks. (TA.) And الحَشَايَا ↓ خُورُ Beds, or the like, stuffed with soft substances. (TA, from a trad.) And خَوَّارُ الصَّفَا Smooth stones that sound [when struck] by reason of their hardness. (IAar.) And زَنْدٌ خَوَّارٌ A زند [q. v.] that emits much fire; syn. قَدَّاحٌ. (AHeyth, K.) [Hence,] هُوَ خَوَّارُ العُودِ [meaning (assumed tropical:) He is lavish when asked]: an expression of dispraise. (TA in art. كسر.) [Hence also,] خَوَّارَةٌ (tropical:) A she-camel abounding with milk; pl. ↓ خُورٌ; (S, K, TA;) which is contr. to rule, and said by MF to be without a parallel: (TA:) and so a ewe or she-goat: (TA:) or a she-camel whose milk flows easily; and so a ewe or she-goat: (A:) or a she-camel thin-skinned, and abounding with milk: (AHeyth:) or one that is of a hue between dustcolour and red, with a thin skin; and such is the most abundant in milk: (Kf:) or of a red colour inclining to dust-colour, thin-skinned, and having long fur with [coarse] hair protruding through it, longer than the rest: such a she-camel is less hardy than others, but abounds with milk. (ISk.) Also (tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) that bears much fruit. (JK, A, K.) b2: ↓ خُورٌ as meaning (assumed tropical:) Women much suspected, on account of their corruptness, (K, TA,) and the weakness of their forbearance, (TA,) is [a pl.] without a sing. (K.) خَوَّارَةٌ fem. of خَوَّارٌ [q. v.]. b2: As a subst.: see خَوْرَانٌ.

خَائِرٌ: see خَوَّارٌ, first sentence.

خور: الليث: الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل.

ابن سيده: الخُوار من أَصوات البقر والغنم والظباء والسهام.

وقد خارَ يَخُور خُواراً: صاح؛ ومنه قوله تعالى: فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً

جَسَداً له خُوارٌ؛ قال طرفة:

لَيْتَ لنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرو،

رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ

وفي حديث الزكاة: يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ؛ هو

صوت البقر. وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ: فَخَرَّ يخُورُ كما يَخُورُ

الثور؛ وقال أَوْسُ

بْنُ حَجَرٍ:

يَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن في ساقِطِ النَّدى،

وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا

خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة الشَّوَى

وأَطْلائِها، صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا

يقول: إِذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش. المطافيل: التي

تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ، فأَصواتُ هذه

النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال، وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر

مُخْضِلٍ، أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة وكرم

العيدان. والاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. واسْتَخَارَ الرجلَ: استعطفه؛ يقال: هو

من الخُوَار والصوت، وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه

فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يصيح، يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها؛ وقال

الهذلي:لَعَلَّكَ، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ

سِواكَ خَلِيلاً، شاتِمِي تَسْتَخِيرُها

(* قوله: «شاتمي تستخيرها» قال السكري شارح الديوان: أي تستعطفها بشتمك

إياي).

وقال الكميت:

ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار،

لِعَوْلَتِهِ، ذو الصِّبا المُعْوِلُ

فعين استخرت على هذا واو، وهو مذكور في الياء، لأَنك إِذا استعطفته

ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره. ويقال: أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا

نُخِيرُها إِخارَةً صرفناها وعطفناها.

والخَوَرُ، بالتحريك: الضعف. وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً

وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ: ضَعُفَ وانكسر؛ ورجل خَوَّارٌ: ضعيف. وَرُمْحٌ

خَوَّارٌ وسهم خَوَّار؛ وكل ما ضعف، فقد خار. الليث: الخَوَّار الضعيف الذي

لا بقاء له على الشدّة. وفي حديث عمر: لن تَخُورَ قُوًى ما دام صاحبها

يَنْزِعُ ويَنْزُو، خار يَخور إِذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ، أَي لن يضعف صاحب

قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه ويَثِبَ إِلى دابته؛ ومنه حديث أَبي بكر قال

لعمر، رضي الله عنهما: أَجَبانٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام؟ وفي

حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحَرْبِ من يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه

وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عنده، وهي التي

لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ. وخَوَّرَه: نسبه إِلى الخَوَرِ؛

قال:لقد عَلِمْت، فاعْذُليني أَوْذَرِي،

أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ، من لا يَصْبرِ

على المُلِمَّات، بها يُخَوَّرِ

وخارَ الرجلُ يَخُور، فهو خائر. والخُوَارُ في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه

الأَشياء: ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إِذا كانتا غزيرتين باللبن،

وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ، وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف، والجمع خُورٌ

في جميع ذلك، والعَدَدُ خَوَّاراتٌ. والخَوَّارَةُ: الاستُ لضعفها. وسهمٌ

خَوَّار وخَؤورٌ: ضعيف. والخُورُ من النساء: الكثيرات الرِّيَبِ لفسادهن

وضعف أَحلامهن، لا واحد له؛ قال الأَخطل:

يَبِيتُ يَسُوفُ الخُورَ، وهْيَ رَواكِدٌ،

كما سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَنِيقُ

وناقة خَوَّارة: غزيرة اللبن، وكذلك الشاة، والجمع خُورٌ على غير قياس؛

قال القطامي:

رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ، لو تَنْدَرِئ لها

صَباً وشَمالٌ حَرْجَفٌ، لم تقَلَّبِ

وأَرض خَوَّارة: لينة سهلة، والجمع خُورٌ؛ قال عمر

بن لَجَإٍ يهجو جريراً مجاوباً له على قوله فيه:

أَحِينَ كنتُ سَمَاماً يا بَني لَجَإٍ،

وخاطَرَتْ بِيَ عن أَحْسابِها مُضَرُ،

تَعَرَّضَتْ تَيْمُ عَمْداً لي لأَهْجُوَها،

كما تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ؟

فقال عمر بن لجإٍ يجاوبه:

لقد كَذَبْتَ، وشَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ،

ما خاطَرَتْ بك عن أَحْسابِها مُضَرُ،

بل أَنتَ نَزْوَة خَوَّارٍ على أَمَةٍ،

لا يَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ والخَوَرُ

قال ابن بري: وشاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول الطرماح:

أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ،

إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِيعُ

قال: ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ:

قَبَحَ الإِلَهُ بَني كُلَيْبٍ إِنَّهُمْ

خُورُ القُلُوبِ، أَخِفَّةُ الأَحْلامِ

ونخلة خَوَّارة: غزيرة الحمل؛ قال الأَنصاري:

أَدِينُ وما دَيني عليكم بِمَغْرَمٍ،

ولكنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ

على كُلِّ خَوَّارٍ، كأَنَّ جُذُوعَهُ

طُلِينَ بِقارٍ، أَو بِحَمْأَةِ مائِحِ

وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إِذا كانت سهلة جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْرِ؛

وأَنشد:

عَلِّقْ على بَكْرِكَ ما تُعَلِّقُ،

بَكْرُكَ خَوَّارٌ، وبَكْرِي أَوْرَقُ

قال: احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط لأَن البَكْرَ في

الرجز بكر الإِبل، وهو الذكر منها الفَتِيُّ. وفرس خَوَّارُ العِنانِ:

سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كثير الجَرْيِ؛ وخَيْلٌ خُورٌ؛ قال ابن

مقبل:مُلِحٌّ إِذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ،

تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ على الفَتَرْ

وجمل خَوَّار: رقيق حَسَنٌ، والجمع خَوَّاراتٌ، ونظيره ما حكاه سيبويه

من قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لا يجمع إلاَّ

بالأَلف والتاء. وناقة خَوَّارة: سِبَطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ. ويقال:

إِن في بَعِيرِكَ هذا لَشَارِبَ خَوَرٍ، يكون مدحاً ويكون ذمّاً: فالمدح

أَن يكون صبوراً على العطش والتعب، والذم أَن يكون غير صبور عليهما. وقال

ابن السكيت: الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى الغُبْرَةِ رقيقاتُ الجلود

طِوالُ الأَوْبارِ، لها شعر ينفذ ووبرها أَطول من سائر الوبر. والخُورُ:

أَضعف من الجَلَدِ، وإِذا كانت كذلك فهي غِزارٌ. أَبو الهيثم: رجل خَوَّار

وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وقوم خَوَرَةٌ وناقة خَوَّارة رقيقة الجلد

غَزِيرَة. وزَنْدٌ خَوَّار: قَدَّاحٌ. وخَوَّارُ الصَّفَا: الذي له صوت من

صلابته؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا

والخَوْرُ: مَصَبُّ الماء في البحر، وقيل: هو مصبّ المياه الجارية في

البحر إِذا اتسع وعَرُضَ. وقال شمر: الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر يدخل في

الأَرض، وقيل: هو خليج من البحر، وجمعه خُؤُورٌ؛ قال العجاج يصف

السفينة:إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ،

وتارَةً يَنْقَضُّ في الخُؤُورِ،

تَقَضِّيَ البازِي من الصُّقُورِ

والخَوْرُ، مثل الغَوْرِ: المنخفضُ المُطمَئِنُّ من الأَرض بين

النَّشْْزَيْنِ، ولذلك قيل للدُّبُرِ: خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بين

رَبْوَتَيْنِ، ويقال للدبر الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ، لضَعْفِ فَقْحَتِها سميت به،

والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَّوْثِ، وقيل: الخَوْرانُ المَبْعَرُ الذي يشتمل

عليه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان وغيره، وقيل: رأْس المبعرِ، وقيل:

الخَوْرانُ الذي فيه الدبر، والجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ، قال

في جمعه على خَوْرانات: وكذلك كل اسم كان مذكراً لغير الناس جمعه على لفظ

تاءات الجمع جائز نحو حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وما أَشبههما. وطَعَنَه

فخارَه خَوْراً: أَصاب خَوْرانَهُ، وهو الهواء الذي فيه الدبر من الرجل،

والقبل من المرأَة. وخارَ البَرْدُ يَخُورُ خُؤُوراً إِذا فَتَر وسَكَنَ.

والخَوَّارُ العُذْرِيُّ: رجل كان عالماً بالنسب.

والخُوَارُ: اسم موضع؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ:

خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْنَ فيه،

وقَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَى بِرَعْنِ

ابن الأَعرابي: يقال نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وكذلك

الخُورَى والخُورَةُ. الفراء: يقال لك خَوَّارُها أَي خيارها، وفي بني فلان

خُورَى من الإِبل الكرام. وفي الحديث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ، والخُوزُ: جبل

معروف في العجم، ويروى بالراء، وهو من أَرض فارس، وصوّبه الدارقطني وقيل:

إِذا أَردت الإِضافة فبالراء، وإِذا عطفت فبالزاي

خور
: ( {الخُوَارُ بالضَّمّ: مِنْ صَوْتِ البَقر والغَنَمِ والظِّبَاءِ والسِّهَام) ، وَقد} خَار {يَخُور} خُوَاراً: صَاحَ، قَالَه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الُوَارُ: صَوْتُ الثَّوْرِ، وَمَا اشْتَدَّ من صَوْتِ البَقَرَةِ والعِجْل. وَفِي الكِتَاب العَزيز {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ {خُوَارٌ} (طه: 88) . وَفِي حَدِيث مَقْتَل أُبَيّ بنِ خَلَف: (} فخَرَّ يَخُورُ كَمَا يَخُور الثَّورُ) .
وَفِي مُفْرَدَاتِ الرّاغِب: الخُوَارُ فِي الأَصل: صِياحُ البَقَرِ فَقَط، ثمّ تَوَسَّعُوا فِيهِ فأَطْلَقُوه على صِياحِ جَمِيعِ البَهَائِمَ.
وقولُ شَيخنَا: واسْتِعْمَاله فِي غَيْر البقرِ مَعْرُوف، مُنَاقَش يه، فقد قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ فِي خُلأعارِ السِّهَام:
{يَخُرْنَ إِذا أُنْفِزْن فِي سَاقِط النَّدَى
وإِنْ كانَ يَوْمًا ذَا أَهَاضِيبَ مُخْضِلاَ
خُوارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَةِ الشَّوَى
وأَطْلائِها صادَفْن عِرْنَانَ مُبْقِلاَ
يَقُول: إِذا أُنْفِزَت السِّهَامُ} خَارَت خُوَارَ هاذِه الوَحْشِ المَطَافِيلِ الَّتِي تَثْغُو إِلى أَطْلائِهَا وَقد أَنْشَطَهَا المَرْعَى المُخْضِبُ، فأَصْوَاتُ هاذِهِ النِّبالِ كأَصْوَاتِ تِلْك الوُحُوشِ ذَوَاتِ الأَطْفَالِ وإِن أُنْفِزَت فِي يَومِ مَطَرٍ مُخْضِل. أَي فلِهاذِه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجْلِ إِحْكامِ الصَّنْعَةِ وكَرَمِ العِيدَانِ:
(! والخَوْرُ) مِثْل الغَوْر: (المُنْخَفِضُ) المُطْمَئِنُّ (مِن الأَرْضِ) بَين النَّشْزَيْن. (و) الخَوْرُ: (الخَلِيجُ من البحْر. و) قيل: (مَصبُّ المَاءِ فِي البَحْرِ) ، وَقيل: هُوَ مَصَبُّ المياهِ الجَارِيةِ فِي البَحْر إِذا اتَّسَعَ وعَرُضَ.
وَقَالَ شَمِرٌ: الخوْرُ: عُنُقٌ من البَحْر يدْخُل فِي الأَرض، والجَمْعُ {خُؤُورٌ. قَالَ العَجَّاجُ يَصِف السَّفِينَةَ:
إِذا انْتَحَى بجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ
وتارَةً يَنْقَضُّ فِي} الخُؤورِ
تَقَضِّيَ البَازِي من الصُّقُورِ
(و) الخَوْرُ: (ع بأَرْضِ نَجْدٍ) فِي دِيَارِ كِلاَبٍ فِيهِ الثُّمَامُ ونَحْوُه. (أَو وَادٍ وَرَاءَ بِرْجِيلٍ) ، كقِنْدِيل، وَلم يذكر المُصَنِّف (بِرْجِيل) فِي الَّلام.
(و) الخَوْر: مَصْدَرُ خَارَ يَخُور، وَهُوَ (إِصَابَةُ {الخَوْرَانِ) . يُقَال: طَعَنَه} فخَارَه {خَوْراً: أَصابَ} خَوْرَانَه، وَهُوَ الهَوَاءُ الَّذِي فِيه الدُّبُر من الرَّجُلِ والقُبُلُ من المَرْأَة. وَقيل: الخَوْرانُ، بالفَتْح: اسْم (للمَبْعَرِ يَجْتَمِعُ عَلَيْه) ، أَي يَشْتَمِل، (حِتَارُ الصُّلْبِ) من الإِنْسَان وغَيْرِه، (أَورَأْسُ المَبْعَرَةِ) ، أَو مَجْرَى الرَّوْثِ، (أَو الَّذِي فِيهِ الدُّبُرُ) . وَقيل: الدُّبُرُ بعَيْنه: سُمِّيَ بِهِ لأَنه كالهَبْطَةِ بَين ربْوَتَيْن.
(ج {الخَوْرَانَاتُ} والخَوَارِينُ) ، وكذالك كُلُّ اسْم كَانَ مُذَكَّراً لغَيْر النّاسِ جَمْعُه على لَفْظِ تَاآتِ الجَمْع جَائِزٌ، نَحْو حَمَّامَات وسُرَادِقات وَمَا أَشْبَهَها.
( {والخُورُ، بالضَّمِّ) من (النِّسَاءِ: الكَثِيرَاتُ الرَّيْبِ، لِفَسَادِهِن) وضَعْفِ أَحْلامِهِنّ، (بِلاَ واحدٍ) . قَالَ الأَخْطَلُ:
يَبِيتُ يَسوفُ} الخُورَ وَهْيَ رَوَاكِدٌ
كمَا سَافَ أَبكارَ الهِجَان فَنِيقُ
(و) من المَجاز: الخُورُ: (النُّوقُ الغُرُرُ) الأَلْبانِ أَي كَثِيرَتُهَا، (جَمْعُ! خَوَّارَة) ، بالتَّشْدِيد، على غَيْرِ قِياس. قَالَ شيخُنَا فِي شَرْح الكِفَايَة: بل وَلَا نَير لَهُ. قَالَ القُطَامِيُّ:
رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لَو تَنْدَرِئْ لهَا
صَباً وَشَمالٌ حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ
قُلتُ: هاذا هُوَ الَّذِي صُرِّح بِهِ فِي أُمّهَاتِ اللُّغَة.
وَفِي كِفَايَة المُتَحَفِّظ مَا يَقْتَضِي أَن هاذا من أَوْصَافِ أَلْوَانِها، فإِنَّه قَالَ: الخُورُ: هِيَ الَّتِي تكون أَلوانُهَا بَيْن الغُبْرَة والحُمْرَة، وَفِي جُلُودِهَا رِقَّة. يُقَال: ناقَةٌ خَوَّارةٌ، قَالُوا: الحُمْر مِنَ الإِبلِ أَطْهَرُهَا جِلْداً، والوُرْق أَطْيَبُهَا لَحْماً، والخُورُ أَغْزَرُها لَبَناً. وَقد قَالَ بعضُ الْعَرَب: الرَّمْكَاءُ بَهْيَاءُ، والحَمْرَاءُ صَبْرَاءُ، والخَوَّارَة غَزْراءُ. وَقد أَوسَعَه شَرْحاً شَيْخُنَا فِي شَرْحِها المُسَمَّى بتَحْرِير الرِّوَاية فِي تَقْرِير الكِفَايَة. فراجِعْه.
قُلْتُ: والَّذِي قالَه ابنُ السِّكِّيت فِي الإِصلاح: الخُورُ: الإِبل الحُمْر إِلى الغُبْرة، رَقِيقَاتُ الجُلُود، طِوالُ الأَوْبَارِ، لَهَا شَعرٌ يَنْفُذُ وَبَرَها، هِيَ أَطْولُ من سَائِر الوَبَر، {والخُور أَضْعَفُ من الجَلَدِ، وإِذا كانَت كَذالك فَهِيَ غِزَارٌ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: ناقَةٌ} خَوَّارَةٌ: رَقِيقَةُ الجِلْد غَزِيرَةٌ.
(و) الخَوَرُ، (بالتَّحْرِيك: الضَّعْفُ) والوَهَنُ، ( {كالخُؤُور) ، بالضَّمّ، (} والتَّخوِيرِ) . وَقد {خارَ الرَّجُلُ (والحَرُّ) } يَخُورُ {خُؤْوراً،} وخَوِر {خَوَراً،} وخَوَّرَ: ضَعُفَ وانْكَسَر.
( {والخَوَّارُ ككَتَّانٍ: الضَّعِيفُ،} كالخَائِرِ) ، وكلّ مَا ضَعُف فَقَد خارَ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَوَّار: الضَّعِيف الذِي لَا بَقَاءَ لَهُ على الشِّدَّة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: (لن تُخُورَ قُوًى مَا دَام صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو) أَي لن يَضْعُف صاحِبُ قُوَّة يَقْدِر أَن يَنْزِعَ فِي قَوْسِه ويَثِبَ إِلى دابَّتهِ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبي بَكْر قَالَ لِعُمَر: (أَجَبَانٌ فِي الجاهِلِيّة {وخَوَّارٌ فِي الإِسلام) ؛} والخُوَارُ فِي كلّ شيْءٍ عَيْبٌ إِلاَّ فِي هاذه الأَشياءِ يأْتي مِنْهَا الْبَعْض فِي كَلَام المصنّف، كَقَوْلِه. (و) الخَوَّار (مِنَ الزِّنَادِ: القَدَّاحُ) ، يُقَال: زِنَادٌ خَوَّارٌ، أَي قَدَّاحٌ، قَالَه أَبو الهَيْثَم. (و) الخَوَّار (من الجِمَالِ: الرَّقِيقُ الحَسَنُ يُقَال: بَعِيرٌ خَوَّارٌ أَي رَقِيقٌ حَسَنٌ) (ج خَوَّارَاتٌ) ، ونَظِيره مَا حَكَاه سِيْبَوَيْه من قَوْلهم: جَمَل سِبَحْلٌ وجِمَالٌ سِبَحْلاتٌ، أَي أَنه لَا يُجْمَع إِلاَّ بالأَلف والتَّاءِ.
قَالَ ابْن بَرِّيَ: وشَاهِد الخُورِ جَمْع خَوّار قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:
أَنَا ابنُ حُمَاةِ المَجْد من آلِ مَالِكٍ
إِذا جَعَلَت خُورُ الرّجَالِ تَهِيعُ
قَالَ: وَمثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ:
قَبَحَ الإِلاهُ بَنِي كُلَيْب إِنَّهُمْ
خُورُ القُلوبِ أَخِفَّةُ الأَحْلامِ
(و) {الخَوَّارُ العُذْرِيّ (رَجُلٌ نَسَّابَةٌ) ، أَي كَانَ عَالِماً بالنَّسَب.
(و) من المَجَاز: فَرسٌ (خَوَّارُ العِنَانِ) ، إِذا كَانَ (سَهْل المَعْطِف) لَيِّنَه (كَثِير الجَرْيِ) ، وخَيلٌ خَورٌ. قَالَ ابنُ مُقْبل:
مُلِحٌّ إِذَا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ
تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَازرِ على الفَتْرِ
(} والخَوَّارَةُ: الاسْتُ) ، لضَعْفِها.
(و) من المَجاز: الخَوَّارَة: (النَّخْلَةُ الغَزِيرَةُ الحَمْلِ) . قَالَ الأَنْصَارِيّ:
أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ
ولاكِنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ
على كُلِّ خَوَّارٍ كأَنَّ جُذُوعَه
طُلِينَ بقارٍ أَو بحَمْأَةِ مائِحِ
(و) من المَجَاز: ( {اسْتَخَارَه) } فخَارَه، أَي (استَعْطَفَه) فعَطَفه، يُقَال: هُوَ مِنَ {الخُوَارِ والصَّوْت.
وأَصْلُه أَنَّ الصائِدَ يأْتي المَوْضِعَ الّذِي يَظُنُّ فِيهِ وَلَدَ الظَّبْيةِ أَو البَقَرَةِ} فيَخُور! خُوَارَ الغَزَالِ فتَسْمَع الأُمُّ، فإِن كَانَ لَهَا وَلَدٌ ظَنَّت أَنّ الصَّوتَ صَوتُ وَلَدِهَا، فتَتْبَعُ الصَّوْتَ، فيَعْلَم الصّائِدُ أَنَّ لَهَا وَلَداً فيَطْلُب مَوْضِعَه، فيُعال {اسْتَخارَهَا، أَي خَارَ لِتَخُورَ، ثمّ قيلَ لِكْلّ مَن استَعْطَفَ:} استَخَارَ. وَقَالَ الهُذَلِيّ وَهُوَ خَالِد بنُ زُهَيْر:
لعَلَّكَ إِمّا أُمُّ عَمْرو تَبَدَّلَتْ
سِوَاكَ خَلِيلاً شاتِمِي {تَسْتَخِيرُهَا
قَالَ السُّكَّرِيّ شارِحُ الدِّيوان: أَي تَسْتَعْطِفُها بشَتْمِك إِيّاي. وَقَالَ الكُمَيْت.
ولَنْ} يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيَارِ
لِعَوْلَتِه ذُو الصِّبَا المُعَوِلُ
فعَيْنُ {استَخَرْت على هاذا وَاوٌ، وَهُوَ مَذْكُور فِي الياءِ أَيضاً.
(و) عَن اللَّيْث: اسْتَخَار (الضَّبُعَ) ، واليَرْبُوعَ: (جَعَلَ خَشَبَةً فِي ثَقْبِ بَيْتِهَا) ، وَهُوَ القَاصِعَاءُ، (حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ) ، وَهُوَ النَّافِقَاءُ، فَيَصِيده الصَّائدُ.
كتاب قَالَ الأَزْهَرِيّ: وجَعَلَ اللَّيْثُ} الاسْتِخَارَةَ للضَّبُعِ واليَرْبُوعِ، وَهُوَ باطلٌ.
(و) استَخَارَ (المَنْزِلَ: اسْتَنْظَفَه) كأَنَّه طَلَبَ خَيْرَه، وهاذا يُنَاسِب ذِكْرَه فِي الياءِ، كَمَا فَعَله صاحِبُ اللِّسَان، وأَنْشَد قَوْلَ الكُمَيت.
( {وأَخَارَه) } إِخَارَةً. (صَرَفَه وعَطَفَه) يُقَال: {أَخَرْنَا المَطَايَا إِلى مَوضِع كذَا نُخِيرُهَا إِخارَة: صَرَفْنَاهَا وَعَطَفْنَاها.
(} وخُوُرُ، بالضَّمِّ: ة بِبَلْخَ، مِنْهَا) أَبُو عَبْدِ الله (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن عَبْدِ الحَكم) ، خَتَنُ يَحْيَى بنِ محمّد ابْن حَفْصٍ، وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ، يَرْوِي عَن أَبي الحَسٌّ عَلِيِّ بن خَشْرَمٍ المَرْوَزِيّ، مَاتَ سنة 305.
(و) خُور: (: ة باسْتِرَابَاذَ، تُضَافُ إِلى سَفْلَقَ) كجَعْفَر، كَذَا فِي تَارِيخ اسْتِرابَاذَ لأَبي سَعْد الإِدْرِيسيّ، (مِنْهَا أَبُو سَعِيدٍ) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد الخُورسَفْلَقِيّ الاسْتِرابَاذِيّ، يَرْوِي عَن أَبِي عُبَيْدةَ أَحْمَدَ بنِ حَوّاسٍ، وَعنهُ أَبُو نُعَيمٍ عَبْدُ المَلِك بنُمُحَمَّد بْنِ عَدِيَ الاسْتِرَابَاذِيُّ.
(و) الخَوْرُ، (بالفَتْح مُضَافَةً إِلَى) مَوَاضِعَ كَثِيرَة، مِنْهَا خَوْرٌ (السِّيفِ) بكَسْر السّين، وَهُوَ دُون سِيرَافَ. مدِينَة كَبِيرَة، ويأْتِي للمصنِّف أَيضاً.
(و) خَوْرُ (الدَّيْبُلِ) ، بفَتْح الدَّال المُهْمَلَة وَسُكُون الياءِ التَّحْتِيَّة وضَمّ المُوَحَّدة: قَصَبَةُ بِلادِ السِّنْدِ، وَجَّهَ إِليه عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ أَخاه الحَكَمَ ففَتَحه، وَهُوَ نَهْرٌ عَظِيمٌ عَلَيْهِ بُلْدانٌ. (و) خَوْرُ (فَوْفَلٍ) ، كجَوْهَرٍ: مِن سَوَاحِل بَحْرِ الهِنْد، وَلم يَذْكُره المُصَنِّف. (و) خَوْرُ (فُكَّانٍ) ، كرُمَّانٍ، وَلم يَذْكره المُصَنً أَيضاً. (و) خَوْر (بَرْوَصَ) ، كجَعْفَرَ، بالصَّاد المُهْمَلَة، (أَو بَرْوَجَ) ، بالجِيم بَدل الصَّاد، وكِلاهما صَحِيحَان: مَدِينَة عَظِيمَة بالهِنْد، (مواضِعُ) .
( {وخُوَارُ، بالضَّمِّ: ة بالرَّيِّ) ، على ثَمانِيَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً، (مِنْهَا) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّد) بْنِ أَحْمَدَ الخُوَارِيّ، سَمِع أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ، وأَبَا القَاسِم القُشَيْرِيَّ. وأَخُوه الحاكِم عَبْدُ الحَمِيد بنُ مُحَمَّدٍ كَانَ بخُسْرُوجِرْدَ، شارَكَ أَخَاه فِي السَّمَاع، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا من} خُوَارَ قَرْيَةٍ بِبَيْهقَ، ولَيسَا من خُوارِ الرَّيّ، كَمَا حَقَّقَه السّمْعَانيّ. (وزَكَرِيَّا بنُ مَسْعُود) ، رَوَى عَنْ عَلِيّ بْنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ، ( {الخُوَارِيّانِ) .
وَمن خُوَارِ الرَّيِّ إِبراهيمُ بنُ المُخْتَار التَّيْمِيّ، يَرْوِي عَن الثَّوْرِيّ وابنِ جُرَيْج، وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن مُحَمّد} - الخُوَارِيُّ، تَرْجَمَه الحاكِمُ. وظاهِر بنُ دَاوودَ الخُوارِيّ، من جِلَّةِ المَشَايِخُ الصُّوفِيَّة.
(و) خُوَارُ (بْنُ الصَّدِفِ) ككَتِفٍ. (قَيْلٌ مِنْ) أَقْيَال (حِمْيَرَ) . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مِن حَضْرَمَوْتَ.
(و) يُقَال: (نَحَرْنَا {خُورَةَ إِبِلِنَا، بالضَّمّ، أَي خِيرَتَهَا) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وكذالِك} الخُورَى. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: لَكَ {خُورَاهَا أَي خِيَارُهَا. وَفِي بَنِي فُلانٍ} خُورَى من الإِبِل الكِرَامِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{تخاوَرَت الثِّيرَانُ.} وخَارَ الحَرُّ {يَخُورُ} خُؤُوراً، {وخَوِرَ} خَوَراً، {وخَوَّرَ: انْكَسَرَ وفَتَرَ وَهُوَ مَجَاز.
وعِبَارَة الأَساسِ:} وخَارَ عَنَّا البَرْدُ: سَكَنَ. وَهُوَ مَذْكُور فِي الصّحاح أَيضاً.
واستَدْرَكَ شيخُنَا خَار بمَعْنَى ذَهَبَ، وَلم أَجِدْه فِي دِيوَان، ولَعَلَّه مُصَحَّف عَن (وَهَتْ) . 0 خار يَخُور: ضَعُفَت قُوَّتُه ووَهَتْ.
وَرجل خَوَّارٌ: جَبَانٌ، وَهُوَ مَجَاز. ورُمْحٌ {خَوَّارٌ وسَهْمٌ} خَوّارٌ {وخَؤُورٌ: ضَعِيفٌ فِيهِ رَخَاوَةٌ، وَكَذَا قَصَبَةٌ خَوَّارةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْن العَاص: (لَيْسَ أَخُو الحَرْب مَنْ يَضَعُ} خُورَ الحَشَايَا عَنْ يَمِينِه وَعَن شِمَاله) أَيضع لِيَان الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعَافَهَا عِنْده، وهِيَ الَّتِي لَا تُحْشَى بالأَشْيَاءِ الصُّلْبَة.
وخَوَّرَه: نَسَبَه إِلى الخَوَرِ. قَالَ:
لقد عَلِمْت فاعذِلِينِي أَوْ ذَرِي
أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ، مَنْ لَا يَصْبِرِ
علَى المُلِمَّات بهَا يَخُوَّرِ
وشَاةٌ {خَوَّارَةٌ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، وَفِي الأَسَاس: سَهْلَةُ الدَّرِّ، وَهُوَ مَجَاز.
وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ: لَيِّنةٌ سَهْلَةٌ. والجَمْع خُورٌ.
وبَكْرَةٌ خَوَّارةٌ، إِذَا كانَتْ سَهْلَةَ جَرْيِ المِحْوَرِ فِي القَعْوِ:
ونَاقَةٌ خَوَّارَةٌ: سَبِطَةُ اللَّحْمِ هَشَّةُ العَظْمِ. وَيُقَال: إِنَّ فِي بَعِيرِكَ هاذا لَشارِبَ خَوَرٍ، يَكون مَدْحاً ويَكُونُ ذَمًّا، فالمَدْحُ أَن يكُونَ صَبُوراً على العَطَشِ والتَّعَب، والذَّمُّ أَن يَكُونَ غَيْرَ صَبُور عَلَيْهِمَا.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: رَجُلٌ خَوَّارٌ، وقَومٌ} خَوَّارُون. ورجُلٌ {خَؤُورٌ وقَوْمٌ} خَوَرَةٌ.
وخَوَّارُ الصَّفَا: الَّذِي لَهُ صَوْتٌ من صَلاَبَتِه، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
يَتْركُ خَوَّارَ الصصفَا رَكُوبَا
والخُوَارُ كغُرَاب: اسْمُ مَوْضِع. قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْن فِيهِ
وَقَدْ وَازَنَّ من أَجَلَى بِرَعْنِ
وَفِي الحَديث: (ذِكْرُ خُورِ كِرْمَانَ، والخُورُ: جَبَلٌ مَعْرُوف بأُرْض فارِسَ، ويُرْوَى بالزّاي وصَوَّبَه الدَّارَقُطْنِيّ وسَيَأْتِي.
وعُمَرُ بنُ عَطاءِ بن وَرَّادِ بنِ أَبي الخُوَارِ {الخُوَارِيّ، إِلى الجَدِّ، وَكَذَا حُمَيْد بنُ حَمّاد بنِ خُوَارٍ الخُوَارِيّ، وتَغْلِبُ بنتُ الخُوَارِ، حَدَّثُوا.

خلص

خ ل ص: (خَلَصَ) الشَّيْءُ صَارَ (خَالِصًا) وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (خَلَصَ) إِلَيْهِ الشَّيْءُ وَصَلَ. وَ (خَلَّصَهُ) مِنْ كَذَا (تَخْلِيصًا) أَيْ نَجَّاهُ (فَتَخَلَّصَ) . وَ (خُلَاصَةُ) السَّمْنِ بِالضَّمِّ مَا خَلَصَ مِنْهُ، وَكَذَا (خِلَاصَتُهُ) بِالْكَسْرِ. وَ (أَخْلَصَ) السَّمْنَ طَبَخَهُ. وَ (الْإِخْلَاصُ) أَيْضًا فِي الطَّاعَةِ تَرْكُ الرِّيَاءِ وَقَدْ (أَخْلَصَ) لِلَّهِ الدِّينَ. وَ (خَالَصَهُ) فِي الْعِشْرَةِ صَافَاهُ. وَهَذَا الشَّيْءُ (خَالِصَةٌ) لَكَ أَيْ خَاصَّةٌ. وَ (اسْتَخْلَصَهُ) لِنَفْسِهِ اسْتَخَصَّهُ. 
خلص
خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من يَخلُص، خُلُوصًا وخَلاصًا، فهو خالِص، والمفعول مَخْلُوص إليه
• خلَصت المهمَّةُ: انتهت.
• خلَص السَّائلُ من الكَدر: صفا مما يشوبه "خلَص الماءُ من العُكارة- {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} ".
• خلَص الرَّجلُ من القوم: فارقهم واعتزلهم، انفصل عنهم وانفرد " {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} ".
• خلَص إلى هدفه بعد جهد كبير: بلغه، وصله، انتهى إليه "خلَص إلى المدينة بعد سَيْر كبير- خلصَ إلى القول: انتهى إليه" ° خلَص من المقدِّمة إلى النَّتيجة: وصل إليها.
• خلَص من الورطة: سلم ونجا منها "خلص من الهلاك"? خلَص لا له ولا عليه: ترك الأمر قبل الخُسران. 

أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ يُخلص، إخلاصًا، فهو مُخلِص، والمفعول مُخلَص
• أخلص الشَّيءَ: أصفاه ونقّاه من الشوائب.
• أخلص فلانًا: اختاره واختصَّه بدخيلة نفسه " {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} ".
• أخلصَه النَّصيحةَ/ أخلص له النَّصيحةَ: أصفاها، نقَّاها من الغِشّ "أخلص له المودّة- {إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}: مَحَّصوه له خالصًا من شوائب الشرك والرياء" ° أَخْلصه النَّصيحةَ: نقَّاها من الغشِّ.
• أخلص في عمله: أدّاه على الوجه الأمثل.
• أخلص لصاحبه: كان ذا علاقة نقيَّة به وترك الرِّياء في معاملته "لك تحياتي المخلِصة- أخلص لله في جهاده- أخلص له المودة/ الحبّ/ القول"? المُخلِص: كلمة تُختم بها الرسائل الأخوية- كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله). 

استخلصَ يستخلص، استخلاصًا، فهو مستخلِص، والمفعول مستخلَص
• استخلص صديقًا: اختاره واختصه بدخيلة نفسه، جعله من خاصَّته " {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} ".
• استخلص الشَّيءَ من الشَّيء: استخرجه "استخلص الزُّبدة من اللبن- استخلص الزيوت من البذور" ° استخلص منه وَعْدًا: استحصله.
• استخلص الفكرةَ الأساسيَّةَ من النَّصّ: استنتجها وتوصّل إليها "استخلص العِبَر/ معلومات من شخص".
• استخلص البضاعةَ: (جر) استخرجها من الجمارك بعد
 إجراء المعاملات القانونيّة. 

تخالصَ يتخالص، تخالُصًا، فهو متخالِص
• تخالص الشَّخصان: تصافيا "صاروا متخالصيْن بعد عداوة".
• تخالص الدَّائنُ والمدينُ: أبرأ كلٌّ منهما ذِمَّةَ الآخر. 

تخلَّصَ من يتخلَّص، تخلُّصًا، فهو متخلِّص، والمفعول مُتَخَلَّص منه
• تخلَّص من الشَّيء:
1 - أفلت منه وهرب "تخلّص الجندي من الأسر- تخلّص الطائرُ من الحِبالة".
2 - ألقاه ورماه.
• تخلَّص من الأمرِ: نجا منه وبعد عنه "تخلّص من الموت بأعجوبة- تخلّص من عادة قبيحة". 

خالصَ يُخالص، مُخالصةً، فهو مُخالِص، والمفعول مُخالَص
• خالص الدَّائنُ المدينَ: أبرأه من دَيْنِه.
• خالص صديقَه الوُدَّ: صافاه. 

خلَّصَ/ خلَّصَ على يخلِّص، تخليصًا، فهو مُخلِّص، والمفعول مُخلَّص
• خلَّص السَّائلَ من الشَّوائب: صفّاه ونقّاه منها "خلَّص الزَّيتَ مما علق به بعد عصر الزَّيتون- خلّص الحبَّ من الحصَى".
• خلَّص الشَّخصَ من الخطر: أنقذه ونجّاه منه، أخرجه من شِدَّته "خلَّصه الله من العذاب- خلَّصه من التُّهْمة- خلّص الشعب من المجاعة" ° خلَّصه الله من الضَّلال: هداه.
• خلَّص التَّاجرُ بضاعتَه/ خلَّص التَّاجرُ على بضاعته: دفع ماترتب عليها من رسوم جمركيَّةَ "خلَّص الحِسابَ: سَدَّده"? تخليص البَّضائع: إخراجها بعد دفع الرسوم المطلوبة.
• خلَّص حَقَّه: استرجعه واستعاده.
• خلَّص ذمتَه: أبرأ ضميره وأراحه. 

إخلاص [مفرد]: مصدر أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ.
• الإخلاص: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 112 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربع آيات ° سورتا الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. 

استخلاص [مفرد]: مصدر استخلصَ.
• استخلاص آليّ: (حس) تمييز الكلمات المفردة وإحصاء ترددها في النص الذي وردت فيه. 

تخلُّص [مفرد]:
1 - مصدر تخلَّصَ من.
2 - (دب) خروج من كلام إلى آخر بطريقة تلائم بين السابق واللاحق.
• بَراعَة التَّخلُّص/ حُسْن التَّخلُّص: (دب، بغ) انتقال الشاعر مما بدأ به قصيدته إلى الغرض منها ببراعة وعدم تكلُّف، الانتقال من موضوع إلى آخر من غير انقطاع محسوس. 

خالِص [مفرد]: ج خالصون وخُلَّص، مؤ خالِصة، ج مؤ خالصات وخُلَّص وخوالصُ:
1 - اسم فاعل من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من ° خالص من الدَّيْن: مُبرَّأ الذّمَّة منه.
2 - مَحْض، صافٍ، صِرْف "لبن خالص- ذهب/ صوف خالص: غير مخلوط، لا يحوي عنصرًا غريبًا- نيته خالصة: سليمة، لا عيب فيها- {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} " ° خالص: كلمة تقال عند أداء المستحقات الماليّة- خالص الأُجْرة: مدفوع النفقات- خالص الضَّريبة: خال منها، مُعفًى منها- خالص النَّسب: محض، لا تشوبه شائبة ولا دَخَل فيه- لَوْنٌ خالص: صاف ناصع- هو خالصٌ لك: حلال.
3 - (فز) عنصر يوجد في الطبيعة خالصًا غير متّحد بالعناصر الأخرى ° العلوم الخالصة: العلوم والرياضة البحتة. 

خالِصة [مفرد]: ج خالصات وخُلَّص:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - خاصَّة لا يشارك فيها أحد "هذه خالصة لك: خاصّ بك- {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} " ° شيءٌ خالصتي: خاصٌّ بي- هو خالصتي: صديقي الخالص.
3 - حلال " {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ
 الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ". 

خَلاص [مفرد]:
1 - مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - نجاة وسلامة من الخطر، إنقاذ، ما يُتَخلَّص به من الخصومة وغيرها "هنّأه بخلاصه من القتل- شيء يصعب الخلاص منه" ° كل حيّ يعرف خلاصه: ما ينفعه.
3 - (طب) حبل السُّرَّة وغيره من المخلَّفات التي تنزل مع المولود، مشيمة، أغشية جنينيَّة مطروحة من الرحم بعد الولادة. 

خُلاصة/ خِلاصة [مفرد]:
1 - زبدةُ الشيء وما خلص منه، وما صفا منه وزالت عنه الشوائبُ، ما ينتقى من كلّ شيء "خُلاصة السَّمن- صنع من خُلاصة الأزهار عطرًا جذابًا".
2 - ما يُستخرج من المادَّة حاويًا لخصائصها "خُلاصة الحديد".
• خلاصة الكلام: موجزه، وما استصفى منه مجرَّدًا عن الزَّوائد والفضول؛ أهم مافيه "خُلاصة البحث/ القول". 

خُلَصاء [جمع]: مف خَليص: أصدقاء أوفياء مخلصون "إنه أخلص الخُلَصاء للرئيس". 

خُلوص [مفرد]: مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من. 

مُخالَصة [مفرد]: ج مخالَصات:
1 - مصدر خالصَ.
2 - (قص) صَكٌّ يعترف فيه الدائن ببراءة ذِمَّة المدين "سدَّد ديونه كلّها وأخذ مخالصةً بذلك". 

مَخْلَص [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - مهرب، مخرج "لم يجدْ مَخْلَصًا من تهمته".
3 - (بغ) انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة. 

مُخَلِّص [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خلَّصَ/ خلَّصَ على.
2 - شخص يقوم بإنجاز معاملات الغير في الإدارات الحكومية (وبخاصة في إدارات الجمارك) "بحث عن مخلص لينهي له الإجراءات المطلوبة" ° مُخَلِّص جمركيّ: وسيط يقوم بعمل إجراءات الجمارك والتخليص على السلعة. 

خلص: خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد

نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم. وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه.

وأَخْلَصَ الشيءَ: اختاره، وقرئ: إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين،

والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب: يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه

تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ. الزجاج: وقوله:

واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص:

الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص: الذي

وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة: قل هو اللّه أَحد، سورة

الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير: سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس،

أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، وكلمة الإِخلاص

كلمة التوحيد، وقوله تعالى: من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين،

فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون.

والتخليص: التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا

تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ

الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. والإِخْلاصُ في الطاعة: تَرْكُ الرِّياءِ، وقد

أَخْلَصْت للّه الدِّينَ. واسْتَخْلَصَ الشيء: كأَخْلَصَه. والخالِصةُ:

الإِخْلاصُ. وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ. وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ

خُلوصاً أَي صار خالِصاً. وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً

للشيء الخالِص. وفي حديث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض

أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يقال: خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه،

وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه. وفي حديث

عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن

على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى

بما يُتَخَلّص به من الخصومة. وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه.

ويقال: هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة. وقوله عزّ وجلّ: وقالوا

ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل

معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما في

بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا. وقوله: ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ

ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون

الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ

الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها،

ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا: الأَنعامُ التي في

بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده: والقولُ الأَول أَبْبَنُ

لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم

خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ: قل هي للذين

آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً،

المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ

القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما

إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ

لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال،

كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة.

وقوله عزّ وجلّ: إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ

بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل

ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى

الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين

بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك

شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى

اللّه، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس

يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم. وفي الحديث: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا: وما يومُ

الخَلاصِ؟ قال: يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ

ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض. وفي حديث

الاستسقاء: فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس.

وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه. وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ

وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. والخالصُ من

الأَلوان: ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.

والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر.

والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن،

وأَخْلَصَه: فَعَل به ذلك. والخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ.

والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل.

والخُلوصُ: الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ. ويقول الرجل لصاحبةِ

السَّمْنِ: أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده: وعندي أَن

معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غيره: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما

خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه

شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من

الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو

الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ

والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ.

أَبو زيد: الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ

والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ

والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء

والثُّفْل: الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ

فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة

اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما

الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من

ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدقيش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه

يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال: مَرَّ الفرزدق برجل من

باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَتَشْتري

أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي؟ فقال: أَللّهِ عليك

لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين

يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال:

لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه،

عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ

من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه،

بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ

فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ،

أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ

الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا

أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح: أَنه قضى في قَوْس

كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها. والخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ

من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه

كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص. والخِلاصة

والخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروي في الغريبين.

واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني.

وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت

مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. وتقول: هؤلاء

خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ

البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال:

وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا

والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قال

أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق

بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ

كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ

الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا

يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله:

بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

الأَصمعي: هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ

المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه.

ويقال لكل شيء أَبيضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج:

مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا

يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ. الليث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان

قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد:

مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما

والخالصُ: الأَبْيَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْيَضُ. وماءٌ خالص:

أَبيض. وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: وذلك في

قَصَب العظام في اليد والرجل. يقال: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا

بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم.

والخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال

الشاعر:

أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها،

وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا

وقيل: هو الموضع بالدهناء معروف. وذو الخَلَصة: موضع يقال إِنه بيت

لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ

فَهُدِم. وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على

ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم،

وقيل: ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها

رسول اللّه، صلَى اللّه عليه وسلّم، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها،

وقيل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير: وفيه نظر

(* قوله «وفيه

نظر» أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف

الا إلخ، كذا بهامش النهاية.) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء

الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة

الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ

أَعجازُهن. وخالصةُ: اسم امرأَة، واللّه أَعلم.

خلص

1 خَلَصَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. خُلُوصٌ (S, A, K) and خَلَاصٌ (TA) and خَالِصَةٌ, (K,) or the second and third of these are simple substs. [used as inf. ns., i. e., quasi-inf. ns.]; (TA;) and خَلُصَ also; (Et-Towsheeh, TA;) but the former is that which is commonly known; (TA;) It (a thing, S, TA) was, or became, خَالِص, (S, A, K,) which signifies [here] clear, pure, sheer, free from admixture, unmingled, unmixed, or genuine; (B, TA;) and white. (K.) You say, خَلَصَ انمَآءُ مِنَ الكَدَرِ The water became clear from turbidness. (Msb.) And خَلَصَ الزُّبْدُ مِنَ الثُّفْلِ [The butter became clear from the dregs, or sediment,] in being cooked. (S.) b2: خَلَصَ مِنَ الوَرْطَةِ, (A,) or التَّلَفِ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. خَلَاصٌ (A, Msb) and خُلُوصٌ and مَخْلَصٌ, (Msb,) (tropical:) He became safe, or secure, or free, from embarrassment or difficulty, or from destruction, (A, Msb,) like as a thing becomes clear from its turbidness. (A.) [See also 5.] b3: خَلَصَ مِنَ القَوْمِ (tropical:) He withdrew, retired, or went away or apart, from the people, or company of men. (A, TA.) It is said in the Kur [xii. 80], خَلَصُوا نَجِيًّا (tropical:) They retired, conferring privately together. (Bd, Jel, TA.) b4: خَلَصَ إِلَيْهِ, (S, A, K,) and بِهِ (TA,) inf. n. خُلُوصٌ, (K,) (tropical:) He, or it, (a thing, S, and grief, and happiness, A, TA,) came to, or reached, him: (S, A, K, TA:) he came to, reached, or arrived at, it; namely, a place. (TA.) b5: Also خَلَصُوا إِلَيْهِ They came to him (namely a judge or governor) and referred to him their cause, or suit, for judgment. (T and L in art. نفذ.) A2: خَلَصَ, inf. n. خَلَاصٌ and خُلُوصٌ; (TA;) or ↓ خلّص, (K,) inf. n. تَخْلِيصٌ; (TA;) but the former is that which is found in the correct lexicons; (TA;) He took the خُلَاصَة [q. v.] (K, TA) of, or from, clarified butter; (TA;) and ↓ اخلص, inf. n. إِخْلَاصٌ, signifies the same. (TA.) [See also this last below.]2 خلّصهُ, (A,) inf. n. تَخْلِيصٌ, (TA,) He made, or rendered, it clear or pure [&c. (see 1, first signification)]; he cleared, clarified, purified, or refined, it; (A, Mgh, TA;) [as also ↓ اخلصهُ, q. v.] b2: (assumed tropical:) He separated it from another thing or other things. (Msb.) You say also خلّص بَيْنَهُمَا [He separated them, each from the other]. (M in art. قلص.) b3: (tropical:) He (God, A, TA, or a man, S) saved, secured, or freed, him, (S, A, K,) مِنْ كَذَا from such a thing, (S,) [as, for instance, a snare, and embarrassment or difficulty, or destruction, like as one renders a thing clear from its turbidness, (see 1,)] after he had become caught, or entangled; (TA;) as also ↓ اخلصهُ. (TA.) Also (assumed tropical:) [He disentangled it; unravelled it:] said of spun thread that has become entangled. (Lth and Az and Sgh, in TA, art. عسر.) b4: (assumed tropical:) He made it clear; or explained, expounded, or interpreted, it; as also لَخَّصَهُ. (A in art. لخص.) b5: خلّص, inf. n. as above, also signifies (assumed tropical:) He gave [a man (for the verb in this case, as in others, is trans, accord. to the TK,)] the خَلَاص, (K, TA,) i. e., the equivalent of a thing, or requital, or hire for work. (TA.) A2: See also 1, last signification.3 خَالصهُ, (S, K,) inf. n. مُخَالَصَةٌ, (TK,) (assumed tropical:) [He regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity of mind, or sincerity: and particularly, as also خالصهُ الوُدَّ, mentioned in this art. in the A, but not explained,] (tropical:) he regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity, or sincerity, of love, or affection; syn. صَافَاهُ (S, K, TA) and وَادَدَهُ; (TA;) فِى العِشْرَةِ [in social intercourse]. (S, TA.) You say also, خالص اللّٰهَ دِينَهُ (tropical:) [He acted with reciprocal purity, or sincerity, towards God, in his religion]. (A.) and one says, خَالِصِ المُؤْمِنَ وَ خَالِفِ الكَافِرَ (tropical:) [Act thou with reciprocal purity, or sincerity, towards the believer, and act thou with contrariety to the unbeliever]. (A. [See 3 in art. خلق, where a similar saying is mentioned.]) [See also the next paragraph.]4 اخلصهُ: see 2, first signification. You say, اخلص السَّمْنَ, inf. n. إِخْلَاصُ, He clarified the cooked butter by throwing into it somewhat of the meal of parched barley or wheat (سَوِيق), or dates, or globules of gazelles' dung: (S, * L:) or he took the خُلَاصَة [q. v.] of the cooked, or clarified, butter. (Fr, K.) See also 1, last signification. And أَخْلَصَتْهُ النَّارُ [The fire clarified it, or purified it,] namely, butter, and gold, and silver. (K.) b2: You say also, اخلصوا النَّصِيحَةَ and الحُبَّ (tropical:) [lit. They made good advice or counsel, and love, pure, or sincere; meaning, they were pure, or sincere, in giving good advice, and in love]. (TA.) And اخلص لَهُ المَوَدَّةَ (tropical:) [He was pure, or sincere, to him in love, or affection]. (A.) And اخلص لِلّٰهِ العَمَلَ (assumed tropical:) [He was pure, or sincere, towards God in works]. (Msb.) And اخلص لِلّٰهِ الدِّينَ, (S, TA,) or دِينَهُ, (A,) (tropical:) He was pure, or sincere, towards God in religion, [or in his religion;] without hypocrisy. (S, * TA.) And اخلص لِلّٰهِ, [elliptically,] (assumed tropical:) He was without hypocrisy [towards God]. (K.) or إِخْلَاصٌ properly signifies (assumed tropical:) The asserting oneself to be clear, or quit, of [believing in] any beside God. (B, TA.) [Hence.] سُورَةُ الإِخْلَاصِ is (assumed tropical:) a title of The [112th] chapter of the Kur-án commencing with the words قُلْ هُوَ اللّٰهُ

أَحَدٌ: (IAth, Msb:) and سُورَتَا الإِخْلَاصِ (assumed tropical:) the same together with the [109th] chapter commencing with the words يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. (Msb.) And كَلِمَةُ الأِخْلَاصِ is applied to (tropical:) The sentence which declares belief in the unity of God. (A, * TA.) أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ: see below, voce خَالِصَةٌ. b3: See also 2, third signification. b4: And see 10.5 تخلّص (tropical:) He became saved, secured, or freed; he escaped, or freed himself; or became safe, secure, free, or in a state of freedom or immunity; (S, K;) from a thing; (S;) as, for instance, a gazelle, and a bird, from a snare, (A,) [and a man from embarrassment or difficulty, or destruction, like as a thing becomes cleared from its turbidness, (see 1,) or] like spun thread when it has been entangled. (TA.) b2: [See also نَسَبَ بِالْمَرْأَةِ.]6 تخالصوا (tropical:) They regarded one another, or acted reciprocally, [with purity, or sincerity: and particularly,] with purity, or sincerity, of love, or affection. (A, * TA.) 10 استخلص الزُّبْدَ مِنَ اللَّبَنِ He extracted the butter from the milk. (ADk, A, L.) b2: استخلصهُ لِنَفْسِهِ He appropriated him [or it] purely to himself, (Bd and Jel in xii. 54,) exclusively of any partner: (Jel:) he chose him [or it] for himself; took him [or it] in preference for himself; (IAar, in L, art. قرح; and TA in the present art.;) he appropriated him to himself as his particular, or special, intimate; (TA;) syn. اِسْتَخَصَّهُ; (S, K, TA;) and ↓ اخلصهُ signifies the same. (TA.) خِلْصٌ (S, A, K) and ↓ خُلْصَانٌ (S, A, TA) and ↓ خَالِصَةٌ (S, TA) (tropical:) A man's friend; [or his sincere, or true,] or his secret, or private, friend; or his companion, or associate, who converses, or talks, with him; syn. خِدْنٌ; (S, K, TA;) his particular, or special, friend: (TA:) ↓ the second is also used in a pl. sense: (S, TA:) pl. of the first, خُلَصَآءُ. (K.) خَلَصٌ A kind of tree like the grape-vine (K) in its manner of growth, (TA,) that clings to other trees, and rises high; (K;) having leaves of a dust-colour, thin, round, and wide; and a blossom like that of the مر [?]; and tinged in the lower parts of its stems; (TA;) sweet in odour; and having berries (K) like those of [the plant called عِنَبٌ الثَّعْلَبِ, [see art. ثعلب,] three and four together, red, (TA,) like the beads of عَقِيق [q. v.]; (K;) not eaten [by men], but depastured: (TA:) n. un. with ة: (K:) thus described by [AHn] Ed-Deenawaree, on the authority of an Arab of the desert. (TA.) See the end of the next paragraph.

ذُو الخَلَصَةِ, (S, K,) and ذو الخُلُصَةِ, (Hishám, K,) and ذو الخَلْصَةِ, accord. to IDrd, and some write it ذو الخَلُصَةِ, but the first is the form commonly obtaining with the relaters of trads., (TA,) A certain temple, (S, K,) called كَعْبَةُ اليَمَامَةِ, (S,) or الكَعْبَةُ اليَمَانِيَّةُ, (El-Háfidh Ibn-Hajar, K,) and also الكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ, because its door faced Syria, (TA,) belonging to the tribe of Khath'am, (S, K,) and Dows and Bejeeleh and others, (TA,) in which was an idol called الخَلَصَةُ, (S, K,) which was demolished (S, TA) by command of Mohammad: (TA:) or ذُو الخَلَصَةِ was the idol itself, as some say; but, says IAth, this requires consideration, because [it is asserted that] ذو is not prefixed to any but generic names: (TA: [but see ذُو:]) or the temple was so called because it was the place of growth of a tree of a kind called ↓ خَلَص. (K, * TA.) خُلْصَانٌ: see خِلْصٌ, in two places.

خَلَاصٌ an inf. n. of 1. b2: يَوْمُ الخَلَاصِ is The day of the coming forth of الدَّجَّال [or Antichrist]; because then the believers will be distinguished. (TA.) A2: Also (assumed tropical:) An equivalent; a requital, or compensation; hire, pay, or wages, for work: pl. أَخْلَاصٌ. (TA.) b2: See also خُلَاصَة.

خُلَاصٌ: see خُلَاصَة, in two places.

خِلَاصٌ: see خُلَاصَة, throughout.

خُلُوصٌ: see خُلَاصَة, in three places. b2: Also an inf. n. of 1.

خُلَيْصٌ: see خَالِصٌ.

خُلَاصَةُ السَّمْنِ (S, A, L, Msb, K) and خِلَاصَتُهُ (Fr, Sgh, K) What has become clear, of cooked butter; (S, A, L, K;) or cooked butter into which some dates have been thrown, or into which some سَوِيق [i. e. meal of parched barley or wheat] has been thrown, in order that thereby it may become clear from the remains of the milk: (Msb:) for when they cook fresh butter, to make it سَمْن, they throw into it somewhat of سويق, or dates, or globules of gazelles' dung; and when it becomes good, and clear from the dregs, or sediment, that سمن is called الخُلَاصَةُ, and ↓ الخِلَاصُ also, (S, L,) mentioned by A'Obeyd, (S,) and this, namely the خِلَاص, is the إِثْر: (S, L, K:) and the terms ↓ خُلُوصٌ (S, L, K) and قِلْدَةٌ (S, L) and قِشْدَةٌ (S, L, K) and كُدَادَةٌ (S, L) are applied to the dregs, or sediment, remaining at the bottom; (S, L, K;) as also خُلَاصَةٌ: (AHeyth, L in art. قشد:) the inf. n. is إِخْلَاصٌ; and you say, أَخْلَصْتُ السَّمْنَ: (S, L:) or خُلَاصَةٌ and ↓ خِلَاصٌ signify dates and سويق that are thrown into سمن; and اخلص السَّمْنَ signifies “he threw dates and سويق into the سمن [and so clarified it]:” and ↓ خُلَاصٌ [thus I find it written] signifies what has become clear, of سمن, when it is cooked: and خِلَاصٌ also signifies, and so ↓ إِخْلَاصٌ, and ↓ أِخْلَاصَةٌ, butter when clear from the dregs, or sediment: and ↓ خُلُوصٌ, the dregs, or sediment, at the bottom of the milk: (L:) ↓ إِخْلَاصٌ and ↓ إِخْلَاصَةٌ are syn. with إِذْوَابٌ and إِذْوَابَةٌ: (TA:) or, accord. to Az, the latter two terms are applied to butter when it is put into the cooking-pot to be cooked into سمن; and when it has become good, and the milk has become clear from the dregs, or sediment, that milk is called إِثْرٌ and ↓ إِخْلَاضٌ: Az says, I have heard the Arabs apply the term ↓ خِلَاصٌ to that with which سمن is cleared, in the cookingpot, from the water and milk and dregs; for when it is not clear, and the milk is mixed with the butter, they take dates, or flour, or سويق, which they throw therein, that the سمن may become clear from the remains of the milk mixed with it: this is the خِلَاص: but the خلاصة [i. e.

خُلَاصَة] is what remains, of the خِلَاص and dregs or milk &c., in the bottom of the cooking-pot: (L, TA:) [or] ↓ خِلَاصٌ (K) [accord. to some, ↓ خَلَاصٌ, but this is app. wrong, (see Har p. 311,)] and خُلَاصَةٌ (Hr, TA) also signify what fire has clarified, or purified, (مَا أَخْلَصَتْهُ النَّارُ,) of butter, and of gold, and of silver: (Hr, K, TA:) or اللَّبَنِ ↓ خِلَاصُ, means what is extracted from milk; i. e. butter; (ADk, L, TA;) and so does خُلَاصَةُ اللَّبَنِ: (A: [but there mentioned among tropical expressions:]) خُلَاصَةٌ being applied in the manner first mentioned in this paragraph, by a secondary application is made to signify what is clear, or pure, of other things; (Msb;) [as also ↓ خَالِصٌ: and hence both of them often signify (assumed tropical:) the choice, best, or most excellent, part of anything; and so, probably, does ↓ خِلَاصٌ:] and خُلَاصَةٌ and ↓ خُلَاصٌ also signify Inspissated juice (رُبّ) made from dates; (JK;) or this is called ↓ خُلُوصٌ. (TA.) خَالِصٌ Clear; pure; sheer; free from admixture; unmingled; unmixed; genuine: (B, TA:) clear, or pure, applied to any colour: (Lh, TA:) (tropical:) white; as also ↓ خُلَيْصٌ; [which latter appears to me doubtful, though I know not why Freytag has substituted for this, or for the former word, خَلْصٌ;] both applied to anything. (K, TA.) You say, ثَوْبٌ خَالِصٌ (tropical:) A garment, or piece of cloth, of a clear, or pure, white: and قَبَآءٌ أَزْرَقُ خَالِصُ البِطَانَةِ (tropical:) A garment of the kind called قباء blue with a white lining. (A.) b2: [Also (assumed tropical:) Pure, or sincere, love, religion, &c.] b3: See also خُلَاصَة, near the end of the paragraph.

خَالِصَةٌ [fem. of خَالِصٌ: used as a subst.,] (assumed tropical:) A pure property, or quality. (Bd in xxxviii. 46; and K. [In the CK, خُلَّة is erroneously put for خَلَّة: the corresponding word in Bd is خَصْلَة.]) So in the Kur [xxxviii. 46], بِخَالِصَةٍ ↓ أَخْلَصْنَاهُمْ ذِكْرَى الدَّارِ (assumed tropical:) We have rendered them pure by a pure quality, (Bd, K, * TA,) the keeping in memory the final abode: (Bd, TA:) ذكرى الدار being a substitute for خالصة: or it may mean [by] their keeping in memory much the final abode and the return to God: (TA:) some also, (TA,) namely Náfi' and Hishám, (Bd,) read بِخَالِصَةِ, making it a prefix to ذكرى (Bd, TA) as an explicative; or an inf. n., in the sense of خُلُوص, prefixed to its agent. (Bd.) b2: You say also, هٰذَا الشَّىْءُ خَالِصَةٌ لَكَ (assumed tropical:) This thing is a property of thine: (so in a copy of the S, and so the phrase is written in the TA:) or is a thing purely thine, exclusively of others: (TA:) or هذا الشىء خَالِصَةً لَكَ this thing is particularly, or specially, thine, or for thee. (So accord. to other copies of the S, and a copy of the JK.) b3: See also خِلْصٌ.

A2: خَالِصَةٌ is also syn. with

إِخْلَاصٌ [in some sense not pointed out: see the latter below; and see also 4]. (TA.) إِخْلَاصٌ [inf. n. of 4, used as a subst.]: see خُلَاصَة, in three places.

إِخْلَاصَةٌ: see خُلَاصَة, in two places.

مَخْلَصٌ (tropical:) A place of safety, or security, or escape from an event.]

مُخْلَصٌ Chosen: (JK:) chosen by God, and pure from pollution; applied to a man. (Zj, TA.) [It is implied in the A and TA that it is also syn. with مُخْلِصٌ in the sense explained below.]

مُخْلِصٌ (tropical:) Pure, or sincere, towards God in religion; without hypocrisy: (TA:) or purely believing in the unity of God. (Zj, TA.) يَاقُوتٌ مُتَخَلِّصٌ Picked [sapphires]. (A, TA.)
بَاب خلصته

وأنقذته ونجيته ونعشته وتخلصته
(خلص) - في الخبر : "قَضَى في قَوس كَسَرها رجل بالخَلاص".
: أي ما يُتَخَلَّص به من الخُصُومَة.
- في حَديثِ الاسْتِسْقاء: "فَلْيخْلُص هو وولَدُه لِيَتَمَيَّز من النَّاس".
- ومنه قَولُه تَعالَى: {خَلَصُوا نَجِيًّا} .
(خلص)
خلوصا وخلاصا صفا وَزَالَ عَنهُ شوبه وَيُقَال خلص من ورطته سلم مِنْهَا وَنَجَا وخلص من الْقَوْم اعتزلهم وانفصل مِنْهُم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خلصوا نجيا} وَيُقَال خلص بِنَفسِهِ وَإِلَى الشَّيْء وصل فَهُوَ خَالص (ج) خلص

(خلص) الْعظم خلصا إِذا تشظى فِي اللَّحْم وَذَلِكَ فِي قصب عِظَام الْيَد وَالرجل
(خ ل ص) : (الْخُلُوصُ) الصَّفَاءُ وَيُسْتَعَارُ لِلْوُصُولِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ والْغَدِيرُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَخْلُصُ بَعْضُهُ إلَى بَعْضٍ وَخَلَصَتْ الرَّمْيَةُ إلَى اللَّحْمِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ حَتَّى خَلَصَ الْكَرْبُ إلَى كُلِّ امْرِئٍ أَيْ وَصَلَ وَأَصَابَ وَالتَّخْلِيصُ التَّصْفِيَةُ وَمِنْهُ اسْتَأْجَرَهُ لِيُخَلِّصَ لَهُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ.
خ ل ص : خَلَصَ الشَّيْءُ مِنْ التَّلَفِ خُلُوصًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَخَلَاصًا وَمَخْلَصًا سَلِمَ وَنَجَا وَخَلَصَ الْمَاءُ مِنْ الْكَدَرِ صَفَا وَخَلَّصْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مَيَّزْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ وَخُلَاصَةُ الشَّيْءِ بِالضَّمِّ مَا صَفَا مِنْهُ مَأْخُوذٌ مِنْ خُلَاصَةِ السَّمْنِ وَهُوَ مَا يُلْقَى فِيهِ تَمْرٌ أَوْ سَوِيقٌ لِيَخْلُصَ بِهِ مِنْ بَقَايَا اللَّبَنِ وَأَخْلَصَ لِلَّهِ الْعَمَلَ وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ إذَا أُطْلِقَتْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَسُورَتَا الْإِخْلَاصِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَالْخَلْصَاءُ وِزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ. 
خلص الإخلاص التوحيد لله عز وجل خالصاً. وسورة الإخلاص " قل هو الله أحد ". وخلص الشيء خلوصاً نجا وسلم. وخلص فلان إلى فلان وإلى حاجته وصل إليه. والخلاص مصدر كالخلوص، ومصدر الشيء الخالص. وفلان خالصتي وخلصاني. وهؤلاء خلصاني أي أخلائي. وهذا الشيء خالصة لك أي خالص لك خاصة. والمخلص المختار. والتخليص التنجية من كل منشب، خلصته وتخلصته. والخلاصة والخلاص رب يتخذ من تمر. وما أسفل البرمة من السمن والزبد خلاصة اللبن. والخلصاء ماء بالبادية. وذو الخلصة موضع بالحجاز فيه صنم يدعى ذا الخلصة. وبعير مخلص وهو السمين المخ. والخلاَّص - في لغة هذيل - الخصاص والخلل في البيت. والخلوص جمع الخلص وهو الخلل وهو الخلل في الشيء والشق فيه. والخلص أن ينشق خف الإنسان حتى يدمى قدمه، والجميع الأخلاص. وخلصا الشنة عراقاها؛ وهما ما خلص من الماء من خلل سورها.
خ ل ص

خلص الشيء خلوصاً فهو خالص، وخلصته: صفّيته. واستخلص الشيء لنفسه. وياقوت متخلص: متنقي. وهذه خلاصة السمن أي ما خلص منه.

ومن المجاز: أخلص له المودة، وأخلص لله دينه، وخلّص لله دينه، وهو عبد مخلص ومخلص. وخالصته. الود وخالص الله دينه. ويقال: خالص المؤمن وخالق الكافر. وتخالصوا. وهو خالصتي وخلصاني، وهؤلاء خلصاني، وهذا الشيء خالصة لك. ونطق بشهادة الإخلاص وهي كلمة الشهادة. وهذا ثوب خالص إذا كان صافي البياض. وعليه قباء أزرق خالص البطانة: أبيضها. قال الذبياني:

يصونون أجساماً قديماً نعيمها ... بخالصة الأردان خضر المناكب

وخلص من الورطة خلاصاً: سلم منها سلامة الشيء الذي يصفو من كدره، وتخلّص منها. وتخلّص الظبي والطائر من الحبالة. وخلّصه الله. وخلّص الغزل الملتبس. وخلص بنفسه. والزبد خلاص اللبن أي منه يستخلص، بمعنى يستخرج. وخلص من القوم: اعتزلهم. وخلص إليهم: وصل. وخلص إليه الحزن والسرور.

خلص


خَلِصَ(n. ac. خَلَص)
a. Was fractured, broken (bone).

خَلَّصَa. Rendered clear, pure; clarified, purified, refined;
separated, disentangled.
b. Saved, delivered.
c. Escaped, extricated himself, got free, rid of.

خَاْلَصَa. Acted, behaved towards with sincerity, straight
forwardness.

أَخْلَصَa. Purified, clarified.
b. Was pure, sincere.
c. Appropriated, took the best part of ( for
himself ).
تَخَلَّصَ
a. [Min], Was saved, delivered from; saved himself, got rid
free of, escaped from.
إِسْتَخْلَصَa. Wanted pure, unadulterated &c. ( thing).
b. Claimed, appropriated.
c. Extracted the essence of.

خِلْص
(pl.
خُلَصَآءُ)
a. see N. Ag.
IV
خَاْلِص
(pl.
خُلُص)
a. Clear, pure, genuine, unadulterated; white.
b. Safe; delivered.

خَلَاْصa. Refined, purified, purged.
b. Deliverance; salvation, redemption.
c. End.

خَلَاْصَةa. In fact; the long & short of it; to be
brief.

خَلَاْصِيّa. Salutary.

خِلَاْصَة
خُلَاْصَةa. Extract, essence.
b. Substance of speech.
c. Final judgment of a tribunal.

خَلِيْصa. see 21 (a)
خُلُوْصa. Sincerity, purity.

N. Ag.
خَلَّصَa. Saviour, Redeemer.

N. Ag.
أَخْلَصَa. Friend; intimate, true friend.

الخَالِص
a. Finally; in short, briefly.

بِالخَالِص
a. Entirely, completely.
خلص
الخالص كالصافي إلّا أنّ الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصّافي قد يقال لما لا شوب فيه، ويقال: خَلَّصْته فَخَلَصَ، ولذلك قال الشاعر:
خلاص الخمر من نسج الفدام
قال تعالى: وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا [الأنعام/ 139] ، ويقال: هذا خالص وخالصة، نحو: داهية وراوية، وقوله تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا [يوسف/ 80] ، أي: انفردوا خالصين عن غيرهم. وقوله: وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
[البقرة/ 139] ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ
[يوسف/ 24] ، فإخلاص المسلمين أنّهم قد تبرّؤوا ممّا يدّعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث، قال تعالى: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [الأعراف/ 29] ، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة/ 73] ، وقال:
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ [النساء/ 146] ، وهو كالأوّل، وقال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم/ 51] ، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى.
[خلص] خلص الشئ بالفتح يخلص خُلوصاً، أي صار خالِصاً. وخَلَصَ إليه الشئ: وصل. وخلصته من كذا تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ. وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه، لانهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق أو تمر أو أبعار غزلان، فإذا جاد وخلص من الثفل فذلك السمن هو الخلاصة والخلاص أيضا بكسر الخاء، حكاه أبو عبيد. وهو الاثر. والثفل الذى يبقى أسفل هو الخلوص، والقلدة، والقشدة، والكدادة. والمصدر منه الاخلاص. وقد أَخْلَصْتُ السمنَ. والإخْلاصُ أيضاً في الطاعة: تَرْكُ الرياء. وقد أَخْلَصْتُ لله الدينَ. وخالَصَهُ في العِشرة، أي صافاه. وهذا الشئ خالصة لك، أي خاصَّةً. وفلانٌ خِلْصي، كما تقول: خِدْني، وخُلْصاني، أي خالِصتي. وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. واسْتَخْلَصَهُ لنفسه، أي استخصه. والخلصاء: أرض بالبادية فيها عين ماء. قال الشاعر: أشبهن من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صيرانها صورا * وذو الخلصة بالتحريك: بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمامة، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، فهدم.
[خلص] نه فيه: سورة "الإخلاص" سميت به لأنها خالصة في صفته تعالى، أو لأن لافظه أخلص التوحيد لله تعالى. وفيه: يوم "الخلاص" يخرج إلى الدجال من المدينة كل منافق ومنافقة فيتميز المؤمنون منهم ويخلص بعضهم من بعض. وفي ح على: أنه قضى في حكومة "بالخلاص" أي الرجوع بالثمن على البائع إذا استحق العين وقد قبض ثمنها، أي قضى بما يتخلص به من الخصومة. ومنه ح: قضى في قوس كسرها رجل "بالخلاص". وفي ح الاستسقاء: "فليخلص" هو وولده، ليتميز من الناس. ومنه قوله تعالى: "خلصوا" نجيا" أي تميزوا عن الناس متناجين. وفي ح الإسراء: فلما "خلصت" بمستوى، أي وصلت وبلغت. ك: وكذا فلما "خلصت" أي خلصت الصعود إلى السماء الثانية ووصلت إليها. نه: خلص إلى فلان أي وصل إليه، وخلص أيضًا إذا سلم ونجا. ومنه ح هرقل: إني "أخلص" إليه، وقد تكرر في ح بالمعنيين. وفي ح سلمان: أنه اكتب أهله على كذا وعلى أربعين أوقية "خلاص" وهو بالكسر ما أخلصته النار من الذهب وغيره، وكذا بالضم. وفيه: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي
خلص:
خَلَص: صفا ويقال بهذا المعنى خلص الدعاء. إذا كان هذا معنى ما جاء في حيان - بسام (1: 23ق): ولما - خلصتْ فيه النجوى وتوالي عليه الدعاء نظر الله إلى عباده وسلط عليه الخ.
ويستعمل المصدر خُلوص استعمال الظرف عندنا، ففي كليلة ودمنة مثلاً (ص138): الذين ينتظرون من الناس جزاء على ما يفعلون من خير لا بد ان تخيب آمالهم لأنهم أخطئوا في خلوص العمل لغير الله.
أي أن أعمالهم كانت لغير الله (شرح ويجرز).
وخلص: تخلص، نجا: فاز بنفسه (بوشر).
خلص لا وله ولا عليه: ترك الأمر قبل الخسران، خرج من الأمر دون خسارة (بوشر).
وخلص: انتهى، انقضى - مات، وتستعمل مجازاً بمعنى تمِّ، نجز، وتمم، كمل (بوشر، دلابورت ص92، 94).
خَلَص أو وخلصْنا: انتهى كل شيء، تم كل شئ (بوشر).
وخَلَص: كَفَى، حب (على بي 2: 181) وفي محيط المحيط: والعامة تستعمل خلص تارة بمعنى فرغ وتارة بمعنى انتهى.
وخلَّص (بالتشديد) قضى دينه ووفاه. غير أن مصدر خلص ثلاثي (خَلاص) يعني أيضاً قضى دينه ووفاه (ابن بطوطة 3: 412، 423، دي ساسي طرائف 2: 66، أماري ديب معجم).
وخلّص (بالتشديد) بمعنى انتزع وقلع، غير أن مصدر خلص الثلاثي خلاص يعني أيضاً انتزع، وقلع، ففي كوسج (لطائف ص2): أرادوا خلاصها منه أي أرادوا انتزاعها منه.
خلص إليه. ما يخلص إلي: ما يصل إلى فكري (ابن العوام 1: 227).
خلص له: كان من حقه: كان من ملكه. كان خاصاً له. ففي الجريدة الآسيوية (1843، 2: 222): خاصت (خلصت) الجنة لمبتاعها الخلوص التام أي أصبحت البستان ملكاً خالصاً لمن اشتراها.
وفي النويري (الأندلس ص463): خلصت له جميع الأندلس (تاريخ البربر 1: 69). ويقال أيضاً: خلص إلى فلان. ففي كتاب العقود (ص2): ورفع له درك الاستحقاق في ماله الخالص إليه.
وخلص من: وفي ما عليه من دين. نخلَّص من. وخلصت منه: تخلصت منه ووفيت ما علي. (بوشر).
خَلَّص (بالتشديد): دبغ الجلود (الكالا).
وخلَّص: أنجاه وسبب له الخلاص أو الفلاح الأيدي، سبب له السعادة الأبدية (بوشر).
وخلَّص: نجا (محيط المحيط). وخلصه: لم يزعجه، لم يتعبه. ويقال: خَلِّصْني: دعني، إليك عني، اتركني (بوشر).
وفي كتاب الخطيب (ص17 و) وقد أراد الحرس ضرب هذا الرجل غير ان الأمير أمر بتخليصه وسجنه في بعض بيوت القصر، أي بتركه.
وخلَّص: أتم، وأكمل أنهى، أنجز (معجم الادريسي) وأضف إلى ما ذكره بوشر: أفنى، أنفذ (حيث فيما أرى قد أهمل الشدة)، (فوك، دلابورت ص8، هلو).
وخلّص: فقس البيض ونقفه (معجم الادريسي، المقري 1: 94 وهو فيه من المجاز).
وخلَص: حدّد، عينّ، عرّف، شخّص (الكالا).
وخلّص: تأمل، تفكر (الكالا).
وخلَّصه: دفع دينه، وفي دينه (الكالا، وانظر فكتور، بوشر بربرية، أمري ديب معجم، همبرت ص106، دلابورت ص82، رولانديال ص609، محيط المحيط، ابن بطوطة 3: 411، 412، 427، 4: 159). وفي قائمة أموال اليهودي: أوصى صهره أن يخلص الديون التي عليه لأربابها. وفيها: وأعطى الوريث كل المال (على أن يخلص الديون منه التي على موشى بن يحيى وما فضل عنه يبقى بيده).
وفي معجم فوك: خلّصه وخلّص من.
وخلّص: انتزع. ففي ألف ليلة (2: 25): خلصت العصا من يده. وفيها (برسل 4: 320): ووجد في الشبكة جثة كلب ميت فخلَّصه ورماه.
خَلَص من فلان: استوفى منه دينه (بوشر) وفيه: (خلَّص منه حقه)، وعند دي ساسي طرائف (2: 182): خلَّص منه المال شيئاً بعد شيء (ألف ليلة برسل 9: 199).
خلّص: اشترى ثانية بمعنى اشترى ما كان قد باعه، وبمعنى: أنقذ، وافتدى الأسير بدفع فديته (بوشر) وخلّص: استخلص واسترد ميراثاً بعد بيعه.
هذا ما يخلصني: هذا لا يوافقني، لا أرى لي فيه نفعاً (بوشر).
خلّصه من: أعفاه من، سامحه (بوشر).
وخلّص: تروّى، تأمل، أمعن في الفحص عنه (المعجم اللاتيني العربي وفيه: examino: أمتحن وأخلّص).
خلّص ثأره: أخذ ثأره، دفع السيئة بسيئة مثلها، أقاد منه (بوشر).
خلّص الحساب: سدد الحساب، أقفل الحساب (بوشر).
تخليص حق: استخلاص حق. وخلّص حقه بيده: أخذ حقه بيده، انتقم لنفسه. وخلّص حقه من أحد: ثار منه، وانتقم منه، وخلّص له حقه: انتصر له، وانتقم له (بوشر).
خلّص ذَّمَته: أبرأ ضميره، أراح ضميره (بوشر).
أخلص ل: أوقف ل، حبس على نذر، كّرس وقته. ففي عباد (1: 243): أخلص ليله لتملي السرور.
تخلّص من: نجا من ورطة (عبد الواحد ص418). وتخلص من: ختم الحساب بدفع الرصيد، سدّد الحساب وأغلقه (أماري ديب معجم) وهذا من مجاز الحذف لان الأصل تخلص من محاسبته (أماري ديب ص144، 158) وقد ذكرت في معجم فوك.
وتخلص من: حصّل، استرد، استوفى (معجم اللطائف) وحلّ، فكّ وحلَل (هلو).
وتخلص من: تصفّى، تنقى (فوك).
وتخلص من: أفصح وأبان بلغة سليمة رشيقة (المقري2: 52)، وفي حيان - بسام (3: 5ق): وكان هذا الأمير ناقداً متنقراً ثم لا يفوز المتخلص من مضماره على الجهد لديه بطائل، ولا يحظى منه بنائل، فأقصر الشعراء لذلك عن مدحه. وفي مخطوطة ب: لمختلص وهو خطأ.
وتخلصت البيضة: فقست، وانفصل الفرخ من قشرها (معجم الادريسي).
وتخلص من: انتهى، انقضى (فوك، الكالا) وتخلص من: تمّ، نجز، كمل. ففي المباحث (1: 185 الطبعة الأولى): حتى تَخّلصت القضية. أي حتى تمت القضية.
وتخلص إلى: وصل إلى، مثل خلَص (عباد 3: 209، المقري 1: 403، معجم أبي الفداء).
وتخلّص لفلان: تمكن من التفرغ لحربه (ابن بدرون ص131).
استخلص. كما يقال: استخلصه لنفسه بالمعنى الذي ذكره لين، يقال: استخلصه لدولته، (تاريخ البربر 1: 92) وكذلك: استخلصه وحدها (محمد بن الحارث ص231، حيان ص95 و، حيان - بسام 1: 128ق، ويجزر ص20، تاريخ البربر 1: 39، 60، 364).
استخلص: استرجع، استرد (كوسج لطائف ص78). وفي كتاب الخطيب (ص67 ق): فخاطبته - في سبيل استخلاص أملاكي بالأندلس.
واستخلص: استوفى الدين واستوفى الضريبة (ابن بطوطة 3: 437، أماري ص385، أماري ديب 132).
واستخلص واستخلص من فلان: خلّص، أخذ منه مبلغاً من المال، ففي الحلل (ص33 ق): فيذكر إنه استخلص منهم جملة مال بسبب ذلك.
واستخلص: استصفى، صادر (عباد 2: 161) (وليس صودر واستصفى بالبناء للمجهول كما قلت وفي العبارتين عليك أن تقرأها استخلص بالبناء للمجهول) (تاريخ البربر1: 658، المقدمة 2: 12).
واستخلص: اشترى ما كان قد باعه (بوشر).
استخلص في: اختص به، ففي حيان (ص 64و): أبيد الموالي أو كادوا واستخلصت من يومئذ اشبيلية وانفردت فيهم.
خَلاَص: هي مصدر خلص الثلاثي، ولكن هذه الكلمة حين تستعمل مصدراً تدل أحياناً على معنى مصدر خلّص الرباعي.
وتستعمل اسماً أيضاً وكثير من معانيها التالية مأخوذة من خلّص الرباعي وليس من خلص الثلاثي. وخَلاص: صفاء الشيء ونصاعته (دي يونج).
وخَلاص: نجاء (الكالا).
وخَلاص: وضع، ولادة (ألف ليلة 2: 67).
وخلاص: مشيمة، جيب غشائي يتكون فيه الجنين داخل الرحم ويخرج معه عند الوضع (الكالا، بوشر، ألف ليلة 1: 353، 399).
وخَلاص: صنف جيد من التمر (بلجراف 2: 172).
وخلاص: اتمام، تكميل، إنجاز، فراغ من عمل (الكالا، بوشر).
ويقال: مالي خلاص أي مالي قد نفذ (ألف ليلة برسل 7: 274) وفي طبعة ماكن: ما عندي مال.
وخَلاص الحساب: إقفال الحساب وتسديده (بوشر).
وخَلاص: إبراء الضمير وإراحته (بوشر).
وخَلاص: وصل، إيصال بالاستلام، ويقال أيضاً: ورقة خلاص (بوشر، أماري ديب معجم).
وخلاص: فداء (بوشر) وفداء البشر على يد المخلص، سفك المسيح دمه الكريم تخليصاً لبني البشر (بوشر، همبرت ص148).
خلاص حق: تعويض، ترضية، تكفير عن خطأ وغير ذلك (بوشر).
خلاص نية: خلوص النية، سلامة القلب، صدق الطوية (بوشر).
كل واحد يعرف خلاصه: كل واحد يعرف ما ينفعه (بوشر).
خُلُوص: محبة، مودة (بوشر).
خَلاَصَة: مَطْهر، أعراف (فوك).
وخَلاصة: بقايا (فوك) غير إنها في القسم الأول منه: خِلاصة بكسر الخاء.
خُلاَصَة: مجمل، مختصر، ملخص، موجز (محيط المحيط)، وفي طرائف دي ساسي (2: 24) هذه خلاصة أخبارهم (المقري 1: 485، 2: 695).
وخُلاصة في مصطلح الطب: زبدة، جوهر (محيط المحيط).
وخُلاصة: صديق حميم (تاريخ البربر 1: 162).
بخلاصة: بصراحة، بخلوص، بطوية سليمة. بسلامة القلب (بوشر).
خَلاّص: دبّاغ (الكالا).
خالِص: حر، مستقل، غير خاضع لأحد.
وخالِص: تام، كامل، ويقال: هو مجنون خالص أي تام الجنون (بوشر).
وخالص: وصل، إيصال بالاستلام (هلو)، كتب في التذكرة خالص: برئ الذمة، وفي دينه (دلابورت ص106).
وخُلاصة: لباب الدقيق، زهرة الدقيق (دومب ص60).
فاء خالصة: مقابل فاء معقودة با (ابن بطوطة 2: 43). خالِصَة: خليلة (أماري ص600، تاريخ البربر 1: 88، 360، حيان - بسام 3: 141و).
مَخْلَص: مهرب، مخرج، باب خلفية (بوشر).
ومَخْلَص: من مصطلح البلاغة بمعنى تَخَلُّص (انظر فريتاج وميهرن: بلاغة العرب ص145).
ومخلص: انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة (زيشر 20: 592 رقم 4).
مُخْلِص: صادق المحبة (فوك).
مُخَلَّص: الفادي، وهو لقب السيد المسيح عند النصارى (همبرت ص148، محيط المحيط).
ومُخَلَص: حر في تصرفه، قليل الحشمة، غير وقور في أعماله، غير مبال بالعرف، نوق (بوشر).
مُخَاَصَة (وضبط الكلمة هذا وفقاً لمخطوطة ب من ابن البيطار 2: 491) اسم نبات يظن سونثيمر إنه اورشي ( orchis) ( ابن البيطار 1: 274، 2: 491، 527) وفي معجم بوشر اسمه لنير ( linaire) . مُسْتَخْلص. البساتين المستخلصة البساتين الخاصة بأملاك السلطان (معجم البيان ص13).
وتستعمل الكلمة اسماً ويراد بها أملاك السلطان الخاصة (معجم البيان، المقري 1: 130، 245، 3: 436، معيار ص10، وأقرأها فيه مُستخلص (انظر ملر ص63). وفي كتاب الخطيب مخطوطة الاسكوريال في المقالة عن مومل مولي باديس: حين استولى يوسف بن تاشفين على غرناطة قدم مؤملاً على مستخلصه وحصل بيده مفاتيح قصره. وفيه بعد ذلك: وسمي عبد أمير المسلمين وجابي مستخلصه.
وفي كتاب ابن عبد الملك (ص133 د): ثم أعيد إلى غرناطة ناظراً بها. وفيه (ص132 ق): واستمر نظره على المستخلص بها إلى أن توفي.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص57): وعلى المستخلص بالشرف (والشرف قرب اشبيلية).
ومستخلص: وارد أملاك السلطان الخاصة. ففي البكري (ص55): ومستخلص بونة غير جباية بيت المال عشرون ألف دينار.
(خلص) الشَّيْء صفاه ونقاه من شوبه وَيُقَال خلصه الله نجاه من ورطته وَنَحْوهَا وميزه من غَيره

صرف

(صرف) : الصَّرْفانِ: عُودا السَّرْجِ اللَّذانِ يُجْلَسُ عليهِما.

صرف



الصَّرْفُ signifies The turning, or sending, or putting, a thing away, or back, from its way, or course; the causing it to turn away, or back; therefrom; the averting it, or repelling it therefrom: (M:) or the shifting a thing from one state, or condition, to another; (Bd in vi. 105;) and so ↓ التَّصْرِيفُ. (TA.) You say, صَرَفَهُ, (M, K,) or صَرَفَهُ عَنْ وَجْهِهِ, (Msb, TA,) i. e. عَنْ سَنَنِهِ, (TA in art. وجه,) aor. ـِ (M, Msb, K,) inf. n. صَرْفٌ, (M, Msb,) He turned, sent, or put, him, or it, away, or back, &c., (M, K,) from his, or its, way, or course. (M.) And نَفْسَهُ عَنِ ↓ صارف الشَّىْءِ, meaning صَرَفَهَا عَنْهُ [He turned himself away, or back, from the thing]. (M.) and صَرَفْتُ الرَّجُلَ عَنِّى [I turned the man away, or back, or I averted him, or repelled him, from me]. (S.) And صَرَفَ الصِّبْيَانَ He dismissed the boys, or sent them away, syn. قَلَبَهُمْ, (S, K,) from the school: (K:) or صَرَفْتُ الصَّبِىَّ I let the boy go his way; and in like manner, الأَجِيرَ the hired man. (Msb.) And صَرَفَ اللّٰهُ عَنْكَ الأَذَى [May God avert from thee harm]. (S.) And ↓ اصطرف وَجْهَهُ (K in art. سفو and سفى) [meaning صَرَفَهُ i. e.] He turned away his face. (TK in that art.) صَرَفَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ, in the Kur [ix. 128], means God hath made them to err in requital of that which they have done: (M, TA:) or God hath turned them away, or may God turn them away, from belief. (Bd.) And سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِى, in the Kur [vii. 143], means [in like manner] I will requite by causing to err from the direction of my signs. (O, TA.) [And one says also, صَرَفَهُ إِلَى كَذَا He turned him (i. e. another man, or the like, as in the Kur xlvi. 28), or it (for ex. his mind or intention), to such a thing.] b2: [Hence,] صَرَفَ الكَلِمَةَ, (TA,) inf. n. صَرْفٌ, (O,) He declined, or inflected, the word [i. e. the noun] with tenween. (O, TA.) See also 2. b3: [Hence, also,] الصَّرْفُ means The exchanging, or giving in exchange, gold for silver [and the reverse]: because it is turned (يُصْرَفُ) thereby from one metal to another. (M.) Yousay صَرَفَ الدَّرَاهِمَ He exchanged, or gave in exchange, the dirhems for [other] dirhems or for deenárs. (Mgh.) And صَرَفْتُ الذَّهَبَ بِالدَّرَاهِمِ I exchanged, or gave in exchange, the gold for dirhems: (Msb:) and الدَّرَاهِمَ بِالدَّنَانِيرِ [the dirhems for deenárs]. (S.) b4: It is said in a trad. respecting الشُّفْعَة [or the right of pre-emption], إِذَا صُرِفَتِ الطُّرُوقُ فَلَا شُفْعَةَ i. e. When the roads thereof are made distinct [app. by their being turned in different directions, from the house, or piece of land, in question, to the possessions of different proprietors, there is no right of pre-emption]: (TA:) the inf. n. of the verb in this case is صَرْفٌ. (TA.) b5: You say also, صَرَفْتُ المَالَ I expended the property; (Msb;) [and so ↓ صرّفتُهُ; for] التَّصْرِيفُ, (M,) or تَصْرِيفُ الدَّرَاهِمِ, (O,) فِى البِيَاعَاتِ, (M, O, K, *) means the expending of money [in the purchase of articles of merchandise]. (M, O, K. *) b6: And صَرَفْتُ الكَلَامَ I embellished the speech [app. by distorting it, or otherwise altering it]; and ↓ صَرَّفْتُهُ has a similar, but intensive, meaning: (Msb:) or صَرْفُ الحَدِيثِ means the embellishing of discourse, or speech, (A 'Obeyd, S, M, O, K,) by adding in it, (A 'Obeyd, S,) or and adding in it; (M, O, K;) and in like manner صَرْفُ الكَلَامِ: (K: [of which see another explanation voce صَرْفٌ:]) and is [said to be] from الصَّرْفُ in pieces of money, meaning “ the superiority of one over another in value. ” (O, K.) b7: صَرَفَ لِأَهْلِهِ [as though meaning صَرَفَ نَفْسَهُ لِأَهْلِهِ]: see 8. b8: [See also صَرْفٌ, below.]

A2: صَرَفَ الشَّرَابَ, (M, O, K,) inf. n. صُرُوفٌ, (M, TA,) He did not mix the beverage, or wine; (M, O, K, TA;) as also ↓ صرّفهُ, and ↓ اصرفهُ; the last mentioned by Th. (M, TA.) And صَرَفَ الخَمْرَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. صَرْفٌ, (TA,) [or perhaps this should be صُرُوفٌ, as in the next preceding sentence,] He drank the wine unmixed; (K, TA;) [and so ↓ صَرَّفَهَا; for] تَصْرِيفُ الخَمْرِ, (S, O,) or التَّصْرِيفُ فِى الخَمْرِ, (K,) signifies the drinking of wine unmixed. (S, O, K. [Freytag has erroneously expl. صَرَفَ as meaning simply He drank wine.]) A3: صَرَفَتِ البَكْرَةُ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O,) inf. n. صَرِيفٌ, (S, M, O, K,) The sheave of the pulley caused a sound to be heard on the occasion of the drawing of water: (S, M, * O, K:) and the صَرِيف of the door, and of the tush of the camel, is like that of the sheave of the pulley; (S, O;) [i. e.] the صَرِيف of the door, (M, K,) and of the writingreed (M, Msb) and the like, (M,) is a creaking, or grating; (M, Msb, * K;) and so that of the tush of the camel: (K: [ونابُ البَعِيرِ in the CK is a mistake for ونابِ البعير:]) one says of a man, and of a camel, صَرَفَ بِنَابِهِ, (M, TA,) and صَرَفَ نَابَهُ, (TA,) aor. ـِ inf. n. صَرِيفٌ, He grated his canine tooth [against its opposite] so as to cause a sound to be heard: (M, TA:) the صَرِيف of the stallioncamel is [indicative of] his threatening: (M:) or that of the canine tooth of the she-camel denotes her weariness; and that of the canine tooth of the he-camel, his lust: (IKh, TA:) or the صَرِيف of the stallion is from briskness, liveliness, or sprightliness; and that of the female, from fatigue. (As, TA.) [But] b2: صَرَفَتْ, (IAar, S, M, O, K,) aor. ـِ (S, M, O,) inf. n. صُرُوفٌ (S, M, O, K) and صِرَافٌ, (Lth, Lh, IAar, S, M, O, K,) said of a bitch, (S, O, K,) or of any female having a cloven hoof and of any having a claw, (Lh, M,) or of a ewe or she-goat and of bitch and of a cow, (Lth, TA,) or of any female animal of prey, but mostly of a bitch, (IAar, TA,) signifies She lusted for the male: (Lth, Lh, IAar, S, M, O, K:) and the epithet applied to such an animal is ↓ صَارِفٌ. (Lh, IAar, S, M, O, K.) 2 التَّصْرِيفُ [in its primary acceptation is like الصَّرْفُ in the primary acceptation of the latter, but generally relates to several objects, or is used in an intensive sense]: see 1, first sentence: it signifies The turning of the winds (Lth, O, K, TA) from one state or condition, to another; (O, TA;) or from one direction, or course, or way, to another; (Lth, O, K, TA;) and so of the torrents, and of the horse, and of affairs, and of the verses of the Kur-án; (Lth, TA;) the making of the winds to very, or differ; and so of the clouds; (M;) the changing of the winds to south and north [&c.] and hot and cold [&c.]; (Jel in ii.

159, and xlv. 4;) or the making of the winds to be south and north, and east and west, and to be of various sorts in their kinds: (TA:) or تَصْرِيفُ الآيَاتِ signifies [the varying, or diversifying, of the verses of the Kur-án, by repeating them in different forms; or] the making of the verses of the Kur-án distinct [in their meanings by repeating and varying them, as expl. by many of the expositors in the instances occurring in vi. 46 and 65 and 105, and xlvi. 26]. (O, K.) b2: It signifies also The deriving one word from another [by modification of the form for the purpose of modifying the meaning; including what we term the declining of nouns (like الصَّرْفُ) and the conjugating of verbs]. (O, K.) [The science of التَّصْرِيف in language is commonly termed عِلْمُ

↓ الصَّرْفِ.] b3: In relation to property, or money, see 1, near the middle of the paragraph. b4: And in relation to speech, see 1, near the middle of the paragraph. b5: One says also, صرّف الشَّىْءَ, (M,) inf. n. as above, (TA,) meaning He employed the thing in other [i. e. more] than one way; as though he turned it from one way to another way. (M, TA.) b6: And [hence,] صَرَّفْتُهُ فِى الأَمْرِ, (K,) or فِى أَمْرِى, speaking of a man, (S, O,) i. q. قَلَّبْتُهُ [meaning I employed him to act in whatsoever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or I made him a free agent, in the disposal, or management, of the affair, or my affair: or (assumed tropical:) I made him, or employed him, to practise versatility, or to use art or artifice or cunning, in the affair, or in my affair; for the quasi-pass., تصرّف, is said to be from الصَّرْفُ as signifying الحِيلَةُ, and is expl. as syn. with اِحْتَالَ: but the former meaning is the more common: and it is also used as meaning simply I employed him in the managing of the affair, or my affair]. (K.) b7: [Hence also, صرّف الفَرَسَ He exercised the horse.]

A2: صرّف الشَّرَابَ: and صرّف الخَمْرَ: see 1, latter half.3 صَاْرَفَ see 1, third sentence. b2: The inf. n. مُصَارَفَةٌ signifies also (assumed tropical:) The dealing, or buying and selling, with any one بِصَرْفٍ [app. meaning with art or artifice or cunning, or it may perhaps mean in the exchanging of money: see صَيْرَفِىٌّ], (KL.) 4 اصرف الشَّرَابَ: see 1, latter half.5 تصرّف [quasi-pass. of 2: thus,] said of a man's face, It turned about; or was, or became, turned about; syn. تقلّب. (Jel in ii. 139.) b2: And It (a thing) was, or became, employed in other [i. e. more] than one way; as though it were turned from one way to another way. (M.) b3: [Hence,] تصرّف فِى الأَمْرِ, (K,) or فِى أَمْرِى, (S,) quasi-pass. of صَرَّفْتُهُ فِيهِ, (S, * O, K,) thus syn. with تقلّب [meaning He acted in whatsoever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or as a free agent, in the disposal, or management, of the affair, or my affair; or he was, or became, employed to do so]: (K:) or it is from الصَّرْفُ as signifying الحِيلَةُ; (S, M, TA;) i. e. it means (tropical:) [he practised versatility, or] he used art or artifice or cunning, in the affair, or in my affair; syn. اِحْتَالَ. (TA [and in like manner Bd in xxv. 20: but the former meaning is the more common: see also 8].) [It is also used as meaning simply He employed himself, or was employed, in the managing of the affair, or my affair; because the management of affairs generally requires the practice of versatility, or the use of art or artifice or cunning.]

b4: [Hence also, said of a horse, He was exercised.]7 انصرف, (S, M, O, K,) inf. n. اِنْصِرَافٌ, (O,) and مُنْصَرَفٌ is also sometimes an inf. n. thereof as well as a n. of place, (S,) quasi-pass. of صَرَفَهُ, (S, M,) said of a thing, (M,) or of a man; (S;) as such signifying It [or he] turned, or went, away, or back, from its [or his] way, or course; or was, or became, turned, or sent, or put, away, or back, therefrom; or averted, or repelled, therefrom: (M:) [or shifted from one state, or condition, to another: (see 1, first sentence:)] or i. q. اِنْكَفَّ; so in the copies of the K; but [this is an inadequate explanation;] the right [or better] explanation is انْكَفَأَ [i. e. he, or it, reverted, or returned; or was, or became, turned away or back]; agreeably with what is said in the O. (TA.) ثُمَّ انْصَرَفُوا in the Kur [ix. 128] means Then they return, or go back, from the place in which they have listened: or then they turn away from doing aught of that which they have heard. (M.) b2: [Accord. to Golius, it signifies also It ran in a small stream; or the like; for he explains it as meaning “ manavit: ” but for this he names no authority. b3: Said of a noun, it means It was inflected, or declined, with tenween.]8 اصطرف (tropical:) He sought, sought after, or sought to gain, sustenance or the like, (M, TA,) and used art or artifice or cunning [in so doing]; (M;) for his family, or household; (M, TA;) as also ↓ صَرَفَ, aor. ـِ you say, صَرَفَ لِأَهْلِهِ [as though meaning صَرَفَ نَفْسَهُ لِأَهْلِهِ] and اصطرف: (M:) or he used art or artifice or cunning (تصرّف) in the seeking of gain: (O, K, TA:) or [meaning thus] you say, اصطرف فِى طَلَبِ الكَسْبِ. (S.) A2: It is also trans.: you say, اصطرف وَجْهَهُ: see 1, first quarter. b2: And اصطرف الدَّرَاهِمَ He procured the dirhems in exchange for [other] dirhems or for deenars. (Mgh.) 10 اِسْتَصْرَفْتُ اللّٰهَ المَكَارِهَ (S, O, K) I begged God to avert from me the things, or events, that are objects of dislike or hatred. (O, K.) صَرْفٌ [as an inf. n.: see 1]. b2: Used as a subst., The evil accidents, mishaps, or calamities, of time, or fortune; [thus expl. as having a pl. signification;] صَرْفُ الدَّهْرِ meaning حَدَثَانُهُ, (S, M, O, K,) and نَوَائِبُهُ, (S, O, K,) or حَوَادِثُهُ; (Msb;) because it [i. e. time, or fortune,] turns things from their way, or course: (M:) [but it seems to be more properly rendered the shifting of fortune, or its shifting about; and to be an inf. n. sometimes used as a simple subst., and therefore having a pl., for] its pl. is صُرُوفٌ. (M, Msb.) In the phrase قَدْ شَحَطَتْ صَرْفُ نَوَاهَا, in a verse of Sakhr-el-Ghei, [ISd says,] he has made it fem. because of its dependance upon النَّوَى [which is fem.; as though the meaning were The afflictions that are the consequence of the course taken by her in her journey have exceeded the bounds of moderation]: (M:) [or it is here made fem. because having the signification of a broken pl., which is fem.:] or the meaning is, قَدْ بَعُدَتْ تَصَرُّفُ وَجْهِهَا الَّذِى أَخَذَتْ فِيهِ [i. e. the shiftingabout of her course that she has taken has become far-extending; صَرْف being thus used as an inf. n.; for the Arabs sometimes make the inf. n. fem., saying أَوْجَعَتْنِى ضَرْبُكَ as well as أَوْجَعَنِى

ضَرْبُكَ; (see EM p. 157;) and this I think the most preferable explanation]. (Skr in his Expos. of the Poems of the Hudhalees, p. 14 of the vol. edited by Kosegarten.) b3: Also Repentance. (S, M, O, Msb, K.) [See a phrase below, in which this and other meanings are assigned to it.] b4: And (tropical:) Art, artifice, or cunning. (Yoo, S, M, O, K, TA.) Hence, in the Kur [xxv. 20], فَمَآ

يَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا (tropical:) [And they are not able to put in practice art or artifice or cunning, nor aid]: (S, TA:) or this means and they are not able to avert, or repel, from themselves punishment, (O, K, TA,) nor to aid themselves. (O, TA.) b5: And Excellence, or superiority, of a dirhem, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) and of a deenár, (M,) over another, (S, M, &c.,) in goodness, (S, Mgh, Msb,) or in value; (M, Mgh, O, K;) as in the saying, بَيْنَ الدِّرْهَمَيْنِ صَرْفٌ [Between the two dirhems is a difference of excellence], because of the [superior] goodness of the silver of one of them: (S:) and in like manner, of speech; (O, K;) as in the saying فُلَانٌ لَا يَعْرِفُ صَرْفَ الكَلَامِ Such a one knows not the excellence of speech over other speech: (O:) and [in like manner] one says, لِهٰذَا عَلَى هٰذَا صَرْفٌ There is, or pertains, to this, an excess, and an excellence, over this; for when one is judged to excel, it, or he, is turned aside from its, or his, likes, or fellows. (O, K. *) b6: And The night; and the day: (K:) [because of their interchanging:] الصَّرْفَانِ signifies the night and the day; (S, O, K;) as also ↓ الصِّرْفَانِ; (K;) the latter accord. to Ibn-'Abbád; (O;) like الصِّرْعَانِ, with kesr also [as well as with fet-h]. (TA.) b7: In the saying (S, M, O, Msb) of the Arabs, (M,) or of the Prophet, (O, Msb,) in a certain trad., (K,) لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ [Neither صَرْف nor عَدْل shall be accepted from him], (S, M, * O, Msb, *) by صَرْف is meant repentance; (S, M, O, Msb, K;) and by عَدْل, ransom: (M, Msb, K:) or by the former, art, or artifice, or cunning; (Yoo, S, M, O, K;) and by the latter, ransom: (M:) or by the former, acquisition of gain; and by the latter, ransom: (K:) or by the former, a supererogatory act; (A'Obeyd, M, O, K;) and by the latter, an obligatory act: (A'Obeyd, M, K:) or vice versâ: (K:) or by the former, weight; and by the latter, measure: (M, O, K:) or by the former, deviation; and by the latter, a right, or direct, course: (IAar, M:) or by the former, مَا يُتَصَرَّفُ فِيهِ [app. meaning an evasive artifice]; and by the latter, a like: (Th, M:) or by the former, value, or price; and by the latter, a like; the saying originally relating to the bloodwit (الدِّيَة): one says, لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُمْ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا, i. e. They did not accept from them a bloodwit, nor did they slay one man for him, of their people, who had been slain; but they required from them more than that; for the Arabs used [often] to slay two men, and three, for one man; when they slew a man for a man, that was العَدْل with them; and when they took a bloodwit, having turned from the blood to another thing, that was صَرْف, i. e. the value, or price, was صَرْف: then the saying was applied in relation to anything, so as to be proverbially used in the case of him who was to render more than was incumbent on him: it has also been said that by صَرْف is meant [in the saying cited above] something additional, or in excess; but this is nought. (M.) صِرْفٌ: see its dual in the next preceding paragraph, near the middle.

A2: Also Pure, unmixed, or free from admixture; (S, M, Mgh, O, Msb, K;) applied to wine, (S, M, O, Msb, K,) or beverage, as meaning unmixed, (S, M, O, Msb,) and so ↓ مَصْرُوفٌ, (O, K,) and to other things, (K,) to blood, and to phlegm, (TA,) and to anything (M, Msb) as meaning free from turbid foulnesses: (Mgh, * Msb:) and ↓ صَرِيفٌ likewise signifies anything having in it no admixture. (TA.) A3: And A certain dye, (Msb,) a red dye, (S, O, K,) with which the thongs, or straps, of sandals are dyed, (S, O,) or with which the hide is dyed: (Msb:) or a certain red thing with which the hide is tanned (يُدْبَغُ [perhaps a mistranscription for يُصْبَغُ]). (So in a copy of the M.) الصَّرْفَةُ One of the Mansions of the Moon; [the Twelfth Mansion;] a single very bright star, β of Leo,] (S, O, K, and Kzw in his Descr. of the Mansions of the Moon,) by which are some small evanescent stars; (Kzw;) over against, (بِتِلْقَآء, so in my copies of the S,) or following, (O, K and Kzw ubi suprà,) الزُّبْرَة; (S, O, K, Kzw;) [i. e.] it is a single star behind the خَرَاتَانِ of the Lion; (M;) it is on the hinder part of the tail (ذَنَب) of the Lion; [wherefore it is called by our astronomers Deneb;] and is also called the قُنْب, which means the sheath of the penis, of the Lion: (Kzw in his Descr. of Leo: [in the S and O, erroneously, “the قَلْب of the Lion: ”]) [it rose aurorally, in Central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, on the 8th of Sept., O. S.; and set aurorally on the 9th of March:] Ibn-Kunáseh says, (M,) it is called الصَّرْفَةُ because of the turning away of the cold (S, M, O, K) from the heat, (M,) and the coming of the heat, (S, O,) accord. to the [O and] K at its rising, but [as] IB says, correctly because of the turning away of the heat [at its rising], and the coming of the cold: (TA:) [i. e., correctly,] it is thus called because of the turning away of the cold at its setting in the early mornings, and the turning away of the heat at its rising from beneath the rays of the sun in the early mornings: (Kzw in his Descr. of Leo:) when it rises before the dawn, that is the beginning of autumn; and when it sets with the rising of the dawn, that is the beginning of spring. (M.) [Hence,] الصَّرْفَةُ is [called] نَابُ الدَّهْرِ الَّذِى

يُفْتَرُّ, (Ibn-'Abbád, O, K,) or نَابُ الدَّهْرِ الَّذِى يَفْتَرُّ عَنْهُ [The dog-tooth of time, or fortune, which it shows smiling]: for when الصرفة rises, [a mistake for “ sets, aurorally,”] the blossoms come forth and the herbage attains its full height: (M and K in art. فر:) in the T it is said that الصَّرْفَة is called by the Arabs نَابُ الدَّهْرِ [the dog-tooth of time, or fortune,] لِأَنَّهُ يَفْتَرُّ عَنِ البَرْدِ وَعَنِ الحَرِّ فِى

الحَالَتَيْنِ [i. e. because it smiles revealing (the advent of) the cold and (that of) the heat, in its two states (of auroral rising and setting)]. (TA.) A2: صَرْفَةٌ also signifies A certain kind of bead (خَرَزَةٌ); (Lh, S, M, O, K;) mentioned among those by means of which men are captivated, or fascinated, or restrained by women from other women; (S, O, K; *) or by means of which men are conciliated, so as to be turned thereby from their ways of acting or conduct or the like. (Lh, M.) A3: And A bow having upon it a black mark or spot (شَامَةٌ سَوْدَآءُ), the arrows of which, when they are shot, will not hit the object of aim. (O, K.) A4: And one says, حَلَبْتُ النَّاقَةَ صَرْفَةً, meaning I milked the she-camel in the early morning, between dawn and sunrise, and then left her until the like time of the morrow. (O, K. *) الصَّرَفَانُ Death; (M, K;) a name of death. (IAar, O.) A2: And صَرَفَانٌ signifies Lead; syn. رَصَاصٌ: (S, Msb, K:) or رَصَاصٌ قَلْعِىٌّ [q. v.]: (M:) and (K) accord. to Ibn-'Abbád, (O,) copper; syn. نُحَاسٌ. (O, K.) A3: And A sort of dates; (S, M, O, Msb;) a heavy sort of dates: (K:) n. un. with ة: (M:) AHn says, (M, O,) on the authority of certain of the Arabs, (O,) that the صَرَفَانَة is a red date, like the بَرْنِيَّة, (M, O, Msb,) but (M, O) hard to be chewed, (M, O, K,) tough, (M, O,) and the heaviest of all dates: (M, O, Msb:) persons having households and slaves and hired men provide it, because of its satisfying quality, (O, K, [but for لجرآتِهَا in the O, referring to the n. un., and لِجَزَاتِهَا in copies of the K, and لجِزايَتِها in the CK, I read لِجَزَائِهَا, which is evidently the right reading, and agrees with what here follows,]) and its standing in great stead: (O, K:) or it is the [sort of dates called] صَيْحَانِىّ [q. v.]: (K:) AHn says, En-Nowshajánee told me that the صَرَفَانَة is [called] الصَّيْحَانِيَّةُ in El-Hijáz, and in like manner its palm-tree. (O.) صَرَفَانَةٌ رِبْعِيَّهْ تُصْرَمُ بِالصَّيْفِ وَتُؤْكَلُ بِالشَّتِيَّهْ is one of their proverbs [expl. in art. ربع]. (AHn, O, K.) صَرَفِىٌّ A camel of a certain excellent sort; (M, O, K;) a rel. n.: (O, K:) or it is correctly with د; (O, * K;) i. e. صَدَفِىٌّ [q. v.]: (O:) some say that it is with د; and this is the right. (M.) صَرُوفٌ A she-camel that makes a grating, or creaking, sound with her tushes, or canine teeth. (S, O, K.) صَرِيفٌ inf. n. of 1 in the senses expl. in the last sentence but one of the first paragraph [q. v.]. (S, M, &c.) A2: See also صِرْفٌ. b2: Applied to milk, (S, M, O, K,) Just milked; (K;) brought away from the udder while hot, (S, M, O,) when milked. (S, O.) b3: Also Dry سَعَف [or palmbranches]: n. un. with ة: (AHn, M:) [i. e.]

↓ صَرِيفَةٌ signifies a dry سَعَفَة. (K.) And AHn says, (M, O,) in one place, (M,) الصَّرِيفُ signifies, (M, O, K,) as some assert, (O,) What has become dry, of trees; (M, O, K;) like الضَّرِيعُ; (M;) called in Pers\. حُذْخُوش, (so in copies of the K, in the CK خُدْخُوش, and in the O الخَذْخُوَش, [all app. mistranscriptions, for I find nothing like them in Pers\. except partially, i. e. خُوش meaning “ dry,” like خُشْك,]) and also called [in Arabic] القَفْلَةُ [the tree that has become dry]. (O.) [See also صَرِيعٌ, with the unpointed ص.]

A3: Also Silver: so in a verse cited voce إِنْ (page 107, third col.): (ISk, S, O:) or pure silver. (K.) A4: See also the next paragraph.

صَرِيفَةٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also A thin, round cake of bread; syn. رُقَاقَةٌ: pl. صُرُفٌ and صِرَافٌ and [coll. gen. n.] ↓ صَرِيفٌ. (K.) خَمْرٌ صَرِيفِيَّةٌ Wine of صَرِيفُونُ, (S, O, K,) a place, (S, O,) i. e. a town, (O,) in El-' Irák, (S, O,) in the Sawád of El-' Irák near 'Okbarà, (O, TA;) not, as it is implied in the K, from another of the same name in Wásit: (TA:) or, as some say, wine just taken from the دَنّ [or jar]; like [as one says] لَبَنٌ صَرِيفٌ. (O, K.) صَرَّافٌ: see صَيْرَفِىٌّ: A2: and see also صَارِفٌ.

صِرِّيفٌ: see the next paragraph.

صَارِفٌ [act. part. n. of 1: as such having, among other meanings, the meaning of Grating, or creaking; or making a grating, or creaking, sound: and so ↓ صَرَّافٌ, but properly in an intensive sense; for] the dual of صَرَّافٌ is used by the poet Aboo-Khirásh as meaning two thongs of a sandal that make a creaking sound: (M:) [and ↓ صِرِّيفٌ likewise means making a creaking sound with the teeth: so accord. to Freytag, from Jereer.] One says, مَا فِى فَمِهِ صَارِفَةٌ, meaning He has not in his mouth a canine tooth [lit. a grater or creaker; for سِنٌّ صَارِفَةٌ a tooth that makes a grating, or creaking, sound]. (M.) A2: See also 1, last sentence.

صَارِفَةٌ: pl. صَوَارِفُ: see تَصَارِيفُ, below.

صَيْرَفٌ One who practices art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs; (S, M, O, K;) as also ↓ صَيْرَفِىٌّ; (S, O, K;) which latter is applied by the poet Suweyd Ibn-Abee-Káhil El-Yeshkuree [in the like sense] as an epithet to a tongue, in his saying, وَلِسَانًا صَيْرَفِيًّا صَارِمًا كَحُسَامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَعْ

[And a cunning, sharp tongue, like the edge of the sword, what it touches it cuts]. (S, O.) b2: See also what next follows.

صَيْرَفِىٌّ i. q. ↓ صَرَّافٌ, (S, M, O, Msb,) or صَرَّافُ دَرَاهِمَ, (K,) and so ↓ صَيْرَفٌ, (M, Msb, K,) i. e. A money-changer; (M, Msb, TA;) except that صَرَّافٌ has an intensive signification [app. as meaning a skilful money-changer, and hence it is often used in the present day as meaning a banker]: (Msb:) all are applied to him who knows and distinguishes the relative excellence, or superiority, of pieces of money: (Mgh:) these appellations are from المُصَارَفَةُ, (S, O,) or from التَّصَرُّفُ, (M,) or from صَرْفٌ meaning “ excellence,” or “ superiority,” of one dirhem [or deenár] over another, (Mgh, and Msb on the authority of IF in relation to the first,) because such as excels, or is superior, is turned aside from the deficient: (Mgh:) the pl. is صَيَارِفَةٌ (S, M, O, K) and صَيَارِفُ (M) and صَيَارِيفُ, this last occurring in poetry, (S, M, O, K,) by poetic license, for the sake of the measure. (S, O.) b2: See also صَيْرَفٌ.

تَصَارِيفُ الأُمُورِ [and صَوَارِفُهَا pl. of ↓ صَارِفَةٌ] The varieties, or vicissitudes, of affairs or events. (M, TA.) مَصْرِفٌ A place of turning away or back: [see also مُنْصَرَفٌ:] hence, in the Kur [xviii. 51], وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا, (TA,) meaning [And they shall not find] a place to which to turn away, or back, from it: (Bd, Jel:) or, a turning away, or back, from it: (Bd:) pl. مَصَارِفُ. (TA.) مَصْرُوفٌ [pass. part. n. of 1: see its verb: b2: and] see مُنْصَرِفٌ: A2: see also صِرْفٌ.

مُتَصَرَّفٌ i. q. مُتَقَلَّبٌ [as meaning Place, or scope, or room, for free action]. (A, voce سَرْبٌ [q. v.]; and so in the Fáïk.) مُتَصَرِّفٌ is an epithet applied to a verb [as meaning That is perfectly inflected], opposed to جَامِدٌ [q. v.]. (TA, voce قَدْ.) b2: [ظَرْفٌ مُتَصَرِّفٌ and طَرْفٌ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ signify the same, respectively, as ظَرْفٌ مُتَمَكِّنٌ and ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ: see art. مكن. b3: وَكِيلٌ مُتَصَرِّفٌ, means A factor, an agent, or a deputy, who acts according to his own free will in the disposal, or management, of an affair.]

مُنْصَرَفٌ is a n. of place, [meaning A place of turning away or back, like مَصْرِفٌ,] as well as an inf. n. [of 7]. (S.) مُنْصَرِفٌ and غَيْرُ مُنْصَرِفٍ denote the two different sorts of nouns, (O, K,) meaning, respectively, [like ↓ مَصْرُوفٌ and غَيْرُ مَصْرُوفٍ,] Inflected, or declined, with tenween, and not so inflected or declined. (O, TA.)
(صرف) : الصَّيْرَفُ: الصارِفُ المانِعُ، قال:
إِنَّ شَريبَيْكَ لصَيْرَفانِهِ
عِنْدَ إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهِ
الصرف: في اللغة: الدفع والرد، وفي الشريعة: بيع الأثمان بعضها ببعض. 

الصرف: علم يعرف به أحوال الكلم من حيث الإعلال.
(صرف) الْأَمر دبره وَوَجهه وَيُقَال صرف الله الرِّيَاح وَبَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَقَد صرفنَا للنَّاس فِي هَذَا الْقُرْآن من كل مثل} والألفاظ اشتق بَعْضهَا من بعض وَالشرَاب لم يمزجه وَالشَّيْء بَالغ فِي رده عَن وَجهه
(صرف)
الْبَاب أَو الْقَلَم وَنَحْوهمَا صريفا صَوت وَيُقَال صرف نابه وَصرف بنابه وَالشَّيْء صرفا رده عَن وَجهه وَيُقَال صرف الْأَجِير من الْعَمَل والغلام من الْمكتب خلى سَبيله وَالْمَال أنفقهُ والنقد بِمثلِهِ بدله وَالْكَلَام زينه وَالشرَاب لم يمزجه
ص ر ف

لان عليّ الطريق فلا أجد مسلكاً. وصرت عليّ هذه البلدة وهذه الخطة فلا أجد منها مخلصاً. وجعلت دون فلان صراراً: سدّاً وحاجزاً فلا يصل إليّ. وفلان مصرور: مغلول، وقد صرّ. وامرأة مصطرّة الحقوين. قال:


مصطرة الحقوين مثل الدبره

وهي النحلة.
صرف بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ من طلب صرف الحاديث ليَبْتَغِي بِهِ إقبال وجوهِ النَّاس لم يرح رَائِحَة الْجنَّة هَذَا من حَدِيث أبي عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ عَن سعيد بن أبي أَيُّوب عَن عَيَّاش ابْن عَبَّاس عَن أبي إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ. قَوْله: صَرْفَ الحَدِيث يَعْنِي أَن يزِيد فِيهِ ويُحسنه وأصل الصَرْف الزِّيَادَة وَمِنْه الصَرْف فِي الدَّرَاهِم وَهُوَ أَن يطْلب فَضلهَا وزيادتها -] .

أَحَادِيث عبيد عُمَيْر [رَحمَه الله -]
(ص ر ف) : (صَرَفَ) الدَّرَاهِمَ بَاعَهَا بِدَرَاهِمَ أَوْ دَنَانِيرَ (وَاصْطَرَفَهَا) اشْتَرَاهَا وَلِلدِّرْهَمِ عَلَى الدِّرْهَمِ (صَرْفٌ) فِي الْجَوْدَةِ وَالْقِيمَةِ أَيْ فَضْلٌ وَقِيلَ لِمَنْ يَعْرِفُ هَذَا الْفَضْلَ وَيُمَيِّزُ هَذِهِ الْجَوْدَةَ (صَرَّافٌ وَصَيْرَفٌ وَصَيْرَفِيٌّ) وَأَصْلُهُ مِنْ الصَّرْفِ النَّقْلُ لِأَنَّ مَا فَضَلَ صُرِفَ عَنْ النُّقْصَانِ (وَإِنَّمَا) سُمِّيَ بَيْعُ الْأَثْمَانِ صَرْفًا إمَّا لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى عَاقِدِهِ طَلَبُ الْفَضْلِ وَالزِّيَادَةِ أَوْ لِــاخْتِصَاصِ هَذَا الْعَقْدِ بِنَقْلِ كِلَا الْبَدَلَيْنِ مِنْ يَدٍ إلَى يَدٍ فِي مَجْلِسِ الْعَقْدِ (وَالصِّرْفُ) بِالْكَسْرِ الْخَالِصُ لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْ الْكَدَرِ.
ص ر ف

مر الشباب فما له من مصرف

وصرف الله تعالى عنك السوء. وحفظك من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه. وصرف الدراهم: باعها بدراهم أو دنانير. واصطرفها: اشتراها. تقول لصاحبك: بكم اصطرفت هذه الدراهم؟ فيقول: اصطرفتها بدينار. وفلان صراف وصيرف وصيرفي، وهو من الصيارفة. وللدرهم على الدرهم صرف في الجودة والقيمة أي فضل. وصرفه في أعماله وأموره فتصرف فيها. وتصرفت به الأحوال. و" لا يقبل الله تعالى له صرفاً " توبة. وهو يشرب الصريح والصريف وهو الحليب الحار ساعة يصرف عن الضرع. وعنز صارف، وبها صراف. ولأنيابه صريف. وللبكرة صريف. وشراب صرف. وقد صرفه صاحبه وصرفه بالشدة والخفة.

ومن المجاز: لهذا على هذا صرف. وفلان لا يحسن صرف الكلام: فضل بعضه على بعض. وصرف عن عمله: عزل. وإنه ليتصرف: يحتال. وفلان يصطرف لعياله: يكتسب.
ص ر ف: (الصَّرْفُ) التَّوْبَةُ يُقَالُ: لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ. قَالَ يُونُسُ: الصَّرْفُ الْحِيلَةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنَّهُ لَيَتَصَرَّفُ فِي الْأُمُورِ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا} [الفرقان: 19] وَصَرْفُ الدَّهْرِ حَدَثَانُهُ وَنَوَائِبُهُ وَشَرَابٌ (صِرْفٌ) أَيْ بَحْتٌ غَيْرُ مَمْزُوجٍ. وَ (صَرِيفُ) الْبَكْرَةِ صَوْتُهَا عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ وَقَدْ (صَرَفَتْ) تَصْرِفُ بِالْكَسْرِ (صَرِيفًا) وَكَذَلِكَ (صَرِيفُ) الْبَابِ وَنَابِ الْبَعِيرِ. وَ (الصَّيْرَفِيُّ الصَّرَّافُ) مِنَ (الْمُصَارَفَةِ) وَقَوْمٌ (صَيَارِفَةٌ) وَالْهَاءُ لِلنِّسْبَةِ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ (الصَّارِيفُ) . يُقَالُ: (صَرَفْتُ) الدَّرَاهِمَ بِالدَّنَانِيرِ. وَبَيْنَ الدِّرْهَمَيْنِ (صَرْفٌ) أَيْ فَضْلٌ لِجَوْدَةِ فِضَّةِ أَحَدِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ طَلَبَ صَرْفَ الْحَدِيثِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: صَرْفُ الْحَدِيثِ تَزْيِينُهُ بِالزِّيَادَةِ فِيهِ. وَ (صَرَفْتُ) الرَّجُلَ عَنِّي (فَانْصَرَفَ) . وَ (الْمُنْصَرَفُ) الْمَكَانُ وَالْمَصْدَرُ أَيْضًا. وَ (صَرَفَ) الصِّبْيَانَ قَلَبَهُمْ. وَصَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ الْأَذَى وَبَابُ الْخَمْسَةِ ضَرَبَ. وَصَرَفَهُ فِي أَمْرِهِ (فَتَصَرَّفَ) . وَ (اسْتَصْرَفْتُ) اللَّهَ الْمَكَارِهَ. 
ص ر ف : صَرَفْتُهُ عَنْ وَجْهِهِ صَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَصَرَفْتُ الْأَجِيرَ وَالصَّبِيَّ خَلَّيْتُ سَبِيلَهُ وَصَرَفْتُ الْمَالَ أَنْفَقْتُهُ وَصَرَفْتُ الذَّهَبَ بِالدَّرَاهِمِ بِعْتُهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ هَذَا صَيْرَفِيٌّ وَصَيْرَفٌ وَصَرَّافٌ لِلْمُبَالَغَةِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الصَّرْفُ فَضْلُ الدِّرْهَمِ فِي الْجَوْدَةِ عَلَى الدِّرْهَمِ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الصَّيْرَفِيِّ وَصَرَفْتُ الْكَلَامَ زَيَّنْتُهُ وَصَرَّفْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مُصَرِّفٌ وَبِهِ سُمِّيَ.

وَالصَّرْفُ التَّوْبَةُ فِي قَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» وَالْعَدْلُ الْفِدْيَةُ.

وَالصَّرِيفُ الصَّوْتُ وَمِنْهُ صَرِيفُ الْأَقْلَامِ وَالصَّرَفَانُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَالرَّاءِ الرَّصَاصُ وَالصَّرَفَانُ جِنْسٌ مِنْ التَّمْرِ وَيُقَالُ الصَّرْفَانَةُ تَمْرَةٌ حَمْرَاءُ نَحْوُ الْبَرْنِيَّةِ وَهِيَ
أَرْزَنُ التَّمْرِ كُلِّهِ وَصَرْفُ الدَّهْرِ حَادِثُهُ وَالْجَمْعُ صُرُوفٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالصِّرْفُ بِالْكَسْرِ الشَّرَابُ الَّذِي لَمْ يُمْزَجْ وَيُقَالُ لِكُلِّ خَالِصٍ مِنْ شَوَائِبِ الْكَدَرِ صِرْفٌ لِأَنَّهُ صُرِفَ عَنْهُ الْخَلْطُ وَالصِّرْفُ صِبْغٌ يُصْبَغُ بِهِ الْأَدِيمُ. 
صرف
الصَّرْفُ: ردّ الشيء من حالة إلى حالة، أو إبداله بغيره، يقال: صَرَفْتُهُ فَانْصَرَفَ. قال تعالى: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ [آل عمران/ 152] ، وقال: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ
[هود/ 8] ، وقوله: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
[التوبة/ 127] ، فيجوز أن يكون دعاء عليهم، وأن يكون ذلك إشارة إلى ما فعله بهم، وقوله تعالى: فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً
[الفرقان/ 19] ، أي: لا يقدرون أن يَصْرِفُوا عن أنفسهم العذاب، أو أن يصرفوا أنفسهم عن النّار. وقيل: أن يصرفوا الأمر من حالة إلى حالة في التّغيير، ومنه قول العرب: (لا يقبل منه صَرْفٌ ولا عدل) ، وقوله: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ
[الأحقاف/ 29] ، أي: أقبلنا بهم إليك وإلى الاستماع منك، والتَّصْرِيفُ كالصّرف إلّا في التّكثير، وأكثر ما يقال في صرف الشيء من حالة إلى حالة، ومن أمر إلى أمر. وتَصْرِيفُ الرّياح هو صرفها من حال إلى حال. قال تعالى: وَصَرَّفْنَا الْآياتِ [الأحقاف/ 27] ، وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ [طه/ 113] ، ومنه: تصريف الكلام، وتَصْرِيفُ الدّراهم، وتصريف النّاب، يقال: لنا به صريف، والصَّرِيفُ: اللّبن إذا سكنت رغوته، كأنه صُرِفَ عن الرّغوة، أو صُرِفَتْ عنه الرّغوة، ورجلٌ صَيْرَفٌ وصَيْرَفِيٌّ وصَرَّافٌ، وعنز صَارِفٌ كأنّها تَصْرِفُ الفحلَ إلى نفسها. والصِّرْفُ: صِبغٌ أحمر خالص، وقيل لكلّ خالص عن غيره:
صِرْفٌ، كأنه صُرِفَ عنه ما يشوبه. والصَّرَفَانُ:
الرّصاص، كأنه صُرِفَ عن أن يبلغ منزلة الفضّة.
(صرف) - في الحديث: تَغَيَّر وَجْهُه حتَّى صار كالصِّرْفِ"
: أي احْمَرَّ وجَهُه، والصِّرف: شَرابٌ غَيرُ مَمْزُوج، وهو أَشدُّ لحُمرَته. والصِّرفُ: الخالِصُ من كلِّ شىْء.
- وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "لَتَعْرُكَنَّكُم عَرْكَ الأَدِيم الصَّرْف"
يَعنى الأَحمرَ، شُبِّه في حُمرَتِه بالشَّرابِ الخالص.
وقال الأصمعي: الصِّرف: نَباتٌ أحمرُ يُصبَغ به الأَدِيم.
وقيل: أراد كالخَمْر الصِّرفِ لحُمرَةِ لَونِه.
- في الحديث : "إذا صُرِّفَت الطُّرُق فلا شُفْعَةَ".
: أي بُيِّنَت مَصَارِفُها وشوارِعُها وجِهَاتُها، وكأَنَّه من التَّصَرُّف والتَّصْرِيف.
- في الحديث: "أسمَعُ صَرِيفَ الأَقْلام".
: أي صَوتَ جَرَيانِها بما تكتُبُه الملائكةُ من أَقضِيةِ الله عزّ وجلَّ ووَحْيِه وما يَنْتَسِخُونَه من اللَّوحِ المحفوظِ، أو ممَّا شَاءَ الله عز وجل أن يكتُب من ذلك ويُرفَع لِمَا أَرادَ من أَمرِه وتَدْبِيره في خلْقِه.
قال بعضُ العُلَماء: فيه دَلِيلٌ على أن ذلك يُكْتَب بالأقْلام لا بِقَلم واحد.
- وفي حديث موسى، عليه الصلاة والسلام: "أنه كان يَسْمع صَرِيفَ القلم".
يعنى حين كَتَب الله تَبارك وتعالى له التَّوراةَ. والصَّرِيفُ أيضا: صَوتٌ يُسمَع من وَقْع الأَسْنان بعَضِها على بعض. يقال: صَرفَ البَعِيرُ نَابَه صَرِيفًا، وناقة صَرُوفٌ.
- في حديث وفد عبد القيس: "هذا الصَّرَفَان"
وهو أَجْودُ التَّمرِ وأَوزَنُه.
صرف
الصَّرْفُ في الدَّراهِمِ: الفَضْلُ والزَيَادَةُ، ومنه الصَّيْرَفِيُّ والصَرّافُ. ولهدا صَرْفٌ على ذاك: أي فَضْلٌ. وصَرْف الدَّهْرِ: حَدَثُه. وصَرْفُ الكلمةِ: إجْراؤها بالتَنْوين. وقيل: تَزْيِيْنُها بالزِّيادَةِ فيها. وفي الحديث في قَوْلِه: " صَرْفٌ ولا عَدْلٌ " التَّطَوُّعُ، والعَدْلُ: الفَرِيْضَةُ. وقيل: الصرْفُ التَوْبَةُ. وأنْ تَصْرِفَ إنساناً عن وَجْهٍ تُرِيْدُه إلى مَصْرفٍ غَيْرِ ذلك. ومنه الصرْفَةُ والحِيْلَةُ، من قَوْلهم: إنه لَيَتَصرَّفُ أي يَحْتَالُ. ومنه: " فما تَسْتَطِيْعُونَ صَرْفاً ولا نَصْراً ". وقيل: هو الوَزْنُ ها هُنا. والتَّصْرِيفُ: اشْتِقاقُ الكلامِ بَعْضِه من بَعْضٍ. وتَصْرِيْفُ الرِّيَاحِ والسُّيُوْلِ والخُيُوْلِ: إجْرَاؤها من وَجْهٍ إلى وَجْهٍ.
والصرَافُ: حِرْمَةُ الشّاءِ والبَقَرِ والكِلاب؛ فهي صارِف، صرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً وصِرَافاً: والصرِيْفُ: صَرِيْفُ الأنْيَابِ والبَكْرَةِ. واللبَنُ الحَلِيْبُ ساعَةَ يُحْلَبُ. والفِضةُ الخالِصَةُ.
والصرْفُ: الشرَابُ غَيْرَ مَمْزُوْج. وكذلك كُلُّ ما لم يُخْلَطْ بشَيْءٍ، ويُقال: صَرَفْتُ الكَأس وأصْرَفْتُها: إذا لم تَمْزُجْها، وشَرَابٌ مَصْرُوْفٌ، وصَرَّفْتُها تَصْرِيفاً: بمعناه. وصِبْغ أحْمَرُ يُصْبَغُ به الأدِيْمُ، وقيل: هو الأدِيْمُ الشدِيْدُ الحمرَةِ. والصرَفَانُ: ضَرْبٌ من التَمْرِ؛ أجْوَدُه. وفي قَوْلِ الزَّبّاءِ: هو المَوْتُ. وقيل: النُحَاسُ.
والصَّرَفيُّ من النجَائبِ: مَنْسُوب. والصرْفَةُ: كَوْكَبٌ خَلْفَ خَرَاتَيِ الأسَدِ إذا طَلَعَ أمامَ الفَجْرِ، وسُقَيَتْ صَرْفَةَ لأنَ سُقُوطَها يَصْرِفُ القُرَّ وطُلُوعَها يَصْرِفُ الحَرَّ. والصرْفَةُ: نابُ الدهْرِ الذي يَفْتَرُ عنه.
وحَلَبْتُ الناقَةَ صَرْفَةً: وهو أنْ تَحْلُبَ غُدْوَةً ثُمَّ تَتْرُكَها إلى مِثْلِ وَقْتِها من أمْسَ. والصرْفَةُ من القِسِيِّ: التي فيها شامَةٌ سَوْدَاءُ لا يُصِيْبُ سِهَامها إذا رُمِيَتْ. وهو - أيضاً -: خَرَزَة من خرَزِ العَرَبِ للحُبِّ والبُغْضِ. وصَرِيْفِينُ: مَدِيْنَةٌ بالشّام تُنْسَبُ إليها الخَمْرُ الصَّرِيْفِيَّةُ. وهي - أيضاً -: التي أُخِذَتْ من الدَّنَ ساعَتَئذٍ.
وبَيْت مُصَرَّفٌ: إذا كانَتِ القافِيَتَانِ مُخْتَلِفَتَيْنِ، يُقال؛ أصْرَفْتَ في شِعْرِكَ: أي أَكْفَأْتَ. ويقولون: " لا أفْعَلُه ما اخْتَلَفَ الصرْفَانِ " وهما اللَّيْلُ والنَّهَارُ؛ كالصَّرْعَيْنِ.
[صرف] الصَرفُ: التوبةُ. يقال: لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ. قال يونس: فالصَرْفُ الحيلةُ. ومنه قولهم إنه ليَتَصَرَّفَ في الأمور. وقال تعالى: فما يستطيعون صَرْفاً ولا نَصْراً} . وصَرْفُ الدهرِ: حَدَثانُهُ ونوائبُهُ. والصَرْفانِ: الليلُ والنهارُ. والصَرْفَةُ: منزِلٌ من منازل القمر، وهو نجم واحدنير بتلقاء الزبرة يقال: إنه قلب الاسد، وسمى صرفة لا نصراف البرد وإقبال الحر. والصرفة أيضاً: خرزةٌ من الخَرَز الذي يُذْكَرُ في الأُخَذ. والصِرْفُ بالكسر: صِبْغٌ أحمرُ يُصْبَغُ به شرَكُ النعالِ، ومنه قول الشاعر : كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ كلَوْنِ الصَرْفِ عُلَّ به الأديمُ وشرابٌ صِرفٌ، أي بحت غير ممزوجٍ. وصَريفُ البَكَرَةِ: صوتُها عند الاستقاء. وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صَريفاً. وكذلك صَريفُ البابِ، وصَريفُ نابُ البعير. يقال: ناقة صروف، بينة الصريف. وقال ابن السكيت: الضريف: الفضة. وأنشد: بَني غُدانَةَ ما إنْ أنتم ذَهَباً ولا صَريفاً ولكن أنتم الخَزَفُ والصَريفُ: اللبنُ يُنْصَرَفُ به عن الضَرع حارّاً إذا حُلِبَ. وصريفون: موضع بالعراق. قال الاعشى: وتجبى إليه السيلحون ودونها صريفون في أنهارها والخورنق والصريفية من الخمر، منسوبة إليه. والصَرَفانُ: الرصاصُ. والصَرَفانُ أيضاً: جنسٌ من التمر. قالت الزباء: ما للجمال مشيها وئيدا أجند لا يحملن أم حديدا أم صرفانا باردا شديدا أم الرجال جثما قعودا قال أبو عبيدة: لم يكن يهدى لها شئ كان أحب إليها من التمر الصرفان. وأنشد ولما أتتها الغير قالت أبارد من التمر أم هذا حديد وجندل والصيرف: المحتال المتصرف في الامور. قال : قد كنت خراجا ولوجا صيرفا لم تلتحصنى حيص بيص لحاص وكذلك الصيرفى. قال سُوَيد بن أبي كاهل اليشكرى: ولساناً صَيْرَفيّاً صارماً كحسامِ السَيفِ ما مَسَّ قَطَعْ والصَيْرَفيُّ: الصَرَّافُ، من المُصارَفَةِ. وقومٌ صَيارِفَةٌ، والهاء للنسبة. وقد جاء في الشعر الصياريف. وقال : تنفى يداها الحصى في كل هاجِرَةٍ نَفْيَ الدَراهيمِ تنقاد الصياريف لما احتاج إلى إتمام الوزن أشبع الحركة ضرورة حتى صارت حرفا. يقال: صرفت الدراهم بالد نانير. وبين الدرهمين صرف، أي فَضْلٌ لجودة فضّة أحدهما. وفي الحديث: " من طلب صرف الحديث "، قال أبو عبيد: صَرْفُ الحديث: تزيينه بالزيادة فيه. وصرفت الرجل عني فانْصَرَفَ. والمُنْصَرَفُ، قد يكون مكاناً وقد يكون مصدراً. وصَرَفْتُ الصبيان: قَلَبْتهم . وصَرَفَ الله عنك الأذى. وكلبةٌ صارفٌ، إذا اشتهت الفحل. وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُروفاً وصِرافاً. وتَصْريفُ الخمر: شُرْبُها صِرْفاً. وصَرَّفْتُ الرجل في أمري تَصْريفاً، فتصَرَّفَ فيه. واصْطَرَفَ في طلب الكسب. وقال: قد يَكْسَبُ المالَ الهِدانُ الجافي بغيرِ ما عَصْفٍ ولا اصطراف واستصرفت الله المكاره .
[صرف] نه: فيه: لا يقبل الله منه "صرفًا" ولا عدلا، أي توبة وفدية أو نافلة وفريضة. ن: وقيل بعكس الثاني، والأول ورد مرفوعًا، وقيل: أي لا يقبلان قبول رضا وإن قبلا قبول جزاء. نه: إذا "صرفت" الطريق فلا شفعة، أي بينت مصارفها وشوارعها، كأنه من التصرف والتصريف. ك: هو بتشديد راء وتخفيفها. ط: هو من الصرف الخالص من كل شيء أي خلصت الطرق وتبينت بأن تعددت وحصلت لنصيب كل طريق مخصوص ووقعت الحدود وتميزت الحقوق؛ ففيه الشفعة للشريك دون الجار وهو مذهب الأكثر. نه: من طلب "صرف" الحديث يبتغي به إقبال وجوه الناس، أراد بصرفه التكلف بالزيادة على قدر الحاجة فيخشى فيه الرياء والتصنع والكذب، هو لا يحسن صرف الكلام أي فضل بعضه على بعض، وهو من صرف الدراهم وتفاضلها. ط: وقيل: هو إيراده على وجوه مختلفة. نه: وفيه: فاستيقظ محمارًا وجهه كأنه "الصرف"، هو بالكسر شجر أحمر يدبغ به الأديم ويسمى الدم والشراب إذا لم يمزجا صرفًا. ج: ورق شجر أحمر، وقيل: صبغ أحمر. نه: ومنه: لتعركنكم عرك الأديم "الصرف"، أي الأحمر. وفيه: دخل حائطًا فإذا فيه جملان "يصرفان" ويوعدان فدنا منهما فوضعا جرنهما، الصريف صوف ناب البعير، الأصمعي: الصريف من الفحولة من النشاط، ومن الإناث من الإعياء. ومنه ح: لا يروعه منها إلا "صريف" أنياب الحدثان. وح: أسمع "صريف" الأقلام، أي صوت جريانها بما تكتبه من أقضية الله ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ. ش: أو ما شاء الله منه أن يكتب ويرفع لما أراده من أموره وتدبيره بأقلام يعلم تعالى كيفيتها حكمة منه وإظهارًا لما يشاء من غيره لمن يشاء من ملائكته وخلقه وإلا فهو تعالى غني عن الكثب والاستذكار، وروى: صرير- براء، وهو الأشهر في اللغة والأول في الرواية. نه: وح موسى عليه السلام: إنه كان يسمع "صريف" القلم حين كتب الله التوراة. وفي ح الغار: ويبيتان في رسلها و"صريفها"، هو اللبن ساعة يصرف عن الضرع. وح:
لكن غذاها اللبن الخريف المخض والقارص و"الصريف"
وح: أشرب التبن من اللبن رثيئة أو "صريفا". وفيه: أتسمون هذا "الصرفان"، هو ضرب من أجود التمر وأوزنه. ك: يرى أن حقًا عليه أن "لا ينصرف" إلا عن يمينه، الجملة بيان لقوله لا يجعل للشيطان شيئًا، ويروى بفتح ياء، ويجوز ضمه، واستنبط منه أن المندوب ربما انقلب مكروهًا إذا خيف أن يرفع عن رتبته. و"اصرفني" عنه، لم يكتف على: واصرفه عني، إذ قد يصرف عنه ويكون قلبه متشوقًا إليه فلا يطيب له خاطر، وفي دعاء بعضهم: اللهم! لا تتعب بدني في طلب ما لم تقدره لي. ش: من قال "بالصرفة" بفتح الصاد وسكون الراء، من صرفته عن رأيه إذا رددته عنه. ك: وفيه: من كان عنده "صرف" أي دراهم حتى يعوضها بالدنانير فقال: أنا أعطيك الدراهم لكن اصبر حتى يجيء الخازن؛ وقال سفيان أي الراوي عن عمرو عن الزهري: نحن حفظنا أيضًا منه بلا زيادة، يريد تصديق عمرو. وح: عند "منصرف" الروحاء- بفتح راء فيهما، أي عند آخرها. ن: سألته عن "الصرف" متفاضلًا، الاعتماد في تجويزه ح أسامة: إنما الربا في النسيئة، وهو منسوخ متروك العمل بالإجماع. وفيه: فجعل "يصرف" بصره يمينًا وشمالًا، يعني متعرضًا لشيء يدفع به حاجته، وروى بحذف بصره. وح: "انصرف" من صلاته، أي سلم. ومنه: وكان "ينصرف" حين يعرف بعضنا، أي يسلم في أول ما يمكن أن يعرف بعضنا وجه جليسه، وقوله: ما يعرفن من الغلس- أي النساء، من البعد؛ فلا تناقض. وح: ثم "انصرف"، أي عن جهة المنبر إلى الصلاة لا أنه ترك الصلاة معه لترك السنة. وح: فلما رأى ذلك "انصرف"، أي سلم؛ وفيه تخفيف الصلاة إذا عرض أمر. ج: "صرفت" وجوههم، هو عبارة عن الهزيمة فإن المنهزم يلوي وجهه عن جهة يطلبها إلى ورائه. مد ومنه: "ثم "صرفكم" عنهم ليبتليكم"، أي كف الله معونته عنكم فغلبوكم ليمتحن صبركم وثباتكم. ط: لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا "بالانصراف"، أراد به الخروج من المسجد أو الفراغ من الصلاة. ومنه: نهاهم "أن ينصرفوا" قبل "انصرافه"، ليذهب النساء المصليات حتى لا ينظر الرجال إليهن. غ: ""نصرف" الآيات" نبينها. و""تصريف" الرياح"، جعلها جنوبًا وشمالًا وصبا ودبورا. و"مصرفا" معدلًا. و"فما تستطيعون "صرفا""، أي يصرفوا عن أنفسهم العذاب أو حيلة.
[صرف] نه: فيه: لا يقبل الله منه "صرفًا" ولا عدلًا، أي توبة وفدية أو نافلة وفريضة. ن: وقيل بعكس الثاني؛ والأول ورد مرفوعًا، وقيل: أي لا يقبلان قبول رضا وإن قبلا قبول جزاء. نه: إذا "صرفت" الطريق فلا شفعة، أي بينت مصارفها وشوارعها، كأنه من التصرف والتصريف. ك: هو بتشديد راء وتخفيفها. ط: هو من الصرف الخالص من كل شيء أي خلصت الطرق وتبينت بأن تعددت وحصلت لنصيب كل طريق مخصوص ووقعت الحدود وتميزت الحقوق؛ ففيه الشفعة للشريك دون الجار وهو مذهب الأكثر. نه: من طلب "صرف" الحديث يبتغي به إقبال وجوه الناس، أراد بصرفه التكلف بالزيادة على قدر الحاجة فيخشى فيه الرياء والتصنع والكذب، هو لا يحسن صرف الكلام أي فضل بعضه على بعض، وهو من صرف الدراهم وتفاضلها. ط: وقيل: هو إيراده على وجوه مختلفة. نه: وفيه: فاستيقظ محمارًا وجهه كأنه "الصرف"، هو بالكسر شجر أحمر يدبغ به الأديم ويسمى الدم والشراب إذا لم يمزجا صرفًا. ج: ورق شجر أحمر، وقيل: صبغ أحمر. نه: ومنه: لتعركنكم عرك الأديم "الصرف"، أي الأحمر. وفيه: دخل حائطًا فإذا فيه جملان "يصرفان" ويوعدان فدنا منهما فوضعا جرنهما، الصريف صوف ناب البعير؛ الأصمعي: الصريف من الفحولة من النشاط، ومن الإناث من الإعياء. ومنه ح: لا يروعه منها إلا "صريف" أنياب الحدثان. وح: أسمع "صريف" الأقلام، أي صوت جريانها بما تكتبه من أقضية الله ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ. ش: أو ما شاء الله منه أن يكتب ويرفع لما أراده من أموره وتدبيره بأقلام يعلم تعالى كيفيتها حكمة منه وإظهارًا لما يشاء من غيره لمن يشاء من ملائكته وخلقه وإلا فهو تعالى غني عن الكتب والاستذكار، روي: صرير - براء، وهو الأشهر في اللغة والأول في الرواية. نه: وح موسى عليه السلام: إنه كان يسمع "صريف" القلم حين كتب الله التوراة. وفي ح الغار: ويبيتان في رسلها و"صريفها"، هو اللبن ساعة يصرف عن الضرع. وح:
لكن غذاها اللبن الخريف ... المخض والقارص و"الصريف"
وح: أشرب التبن من اللبن رئيئة أو "صريفًا". وفيه: أتسمون هذا "الصرفان"، هو ضرب من أجود التمر وأوزنه. ك: يرى أن حقًا عليه أن "لا ينصرف" إلا عن يمينه، الجملة بيان لقوله لا يجعل للشيطان شيئًا، ويروى بفتح ياء، ويجوز ضمه؛ واستنبط منه أن المندوب ربما انقلب مكروهًا إذا خيف أن يرفع عن رتبته. و"اصرفني" عنه، لم يكتف علي: واصرفه عني، إذ قد يصرف عنه ويكون قلبه متشوقًا إليه فلا يطيب له خاطر، وفي دعاء بعضهم: اللهم! لا تتعب بدني في طلب ما لم تقدره لي. ش: من قال "بالصرفة" بفتح الصاد وسكون الراء، من صرفته عن رأيه إذا رددته عنه. ك: وفيه: من كان عنده "صرف" أي دراهم حتى يعوضها بالدنانير فقال: أنا أعطيك الدراهم لكن اصبر حتى يجيء الخازن؛ وقال سفيان أي الراوي عن عمرو عن الزهري: نحن حفظنا منه أيضًا بلا زيادة، يريد تصديق عمرو. وح: عند "منصرف" الروحاء - بفتح راء فيهما، أي عند آخرها. ن: سألته عن "الصرف" متفاضلًا، الاعتماد في تجويزه ح أسامة: إنما الربا في النسيئة، وهو منسوخ متروك العمل بالإجماع. وفيه: فجعل "يصرف" بصره يمينًا وشمالًا، يعني متعرضًا لشيء يدفع به حاجته، وروي بحذف بصره. وح: "انصرف" من صلاته، أي سلم. ومنه: وكان "ينصرف" حين يعرف بعضنا، أي يسلم في أول ما يمكن أن يعرف بعضًا وجه جليسه، وقوله: ما يعرفن من الغلس - أي النساء، من البعد؛ فلا تناقض. وح: ثم "انصرف"، أي عن جهة المنبر إلى الصلاة لا أنه ترك الصلاة معه لترك السنة. وح: فلما رأى ذلك "انصرف"، أي سلم؛ وفيه تخفيف الصلاة إذا عرض أمر. ج: "صرفت" وجوههم، هو عبارة عن الهزيمة فإن المنهزم يلوي وجهه عن جهة يطلبها إلى ورائه. مد ومنه: ((ثم "صرفكم" عنهم ليبتليكم))، أي كف الله معونته عنكم فغلبوكم ليمتحن صبركم وثباتكم. ط: لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا "بالانف"، أراد به الخروج من المسجد أو الفراغ من الصلاة. ومنه: نهاهم "أن ينصرفوا" قبل "انصرافه"، ليذهب النساء المصليات حتى لا ينظر الرجال إليهن. غ: (("نصرف" الآيات)) نبينها. و ((فما "تصريف" الرياح))، جعلها جنوبًا وشمالًا وصبًا ودبورًا. و"مصرفًا" معدلًا. و ((فما تستطيعون "صرفًا"))، أي يصرفوا عن أنفسهم العذاب أو حيلة.
باب الصاد والراء والفاء معهما ص ر ف، ر ص ف، ص ف ر، ف ر ص مستعملات

صرف: الصَّرْفُ: فَضْلُ الدِّرْهَم في القيمة، وجَوْدةُ الفِضَّة، وبَيْعُ الذَّهَبِ بالفِضَّةِ، ومنه الصَّيْرَفِيُّ لتَصريفهِ أحدَهُما بالآخَر. والتَّصريف: اشتِقاق بعضٍ من بعضٍ. وصَيْرفِيّات الأمُور: مُتَصرفاتُها أي تَتَقَلَّبُ بالناسِ. وتصريف الرِّياحِ: تَصَرُّفُها من وَجْهٍ الى وَجهٍ، وحالٍ الى حال، وكذلك تصريف الخُيُول والسُّيُول والأمُور. وصَرْف الدّهْرِ: حَدَثُه. وصَرْف الكلمة: إِجراؤها بالتنوين. وقال الحسن: الصَّرْفُ: التَطَوُّعُ، والعَدْل: الفريضةُ. [والصَّرْفُ: أن تَصِرفَ إِنساناً على وَجْهٍ يُريده الى مَصْرفٍ غير ذلك] . (والصَّرْفةُ: كوكَبٌ واحد خَلْفَ خَراتَىِ الأَسَدِ، اذا طَلَعَ أمامَ الفَجْر فذاك أوّلُ الخريف، واذا غابَ مع طلوع الفَجْر فذاك أوّلُ الربيع، وهو من مَنازِلِ القَمَر. والعَرَب تقول: الصَّرْفةُ: نابُ الدَّهرُ، لأنّها تفتُرُ عن البَرْد أو عن الحّرِّ في الحالتين) . والصِّراف: حِرمةُ الشَاءِ والبَقَر والكِلاب أي استحِرامُها، وصَرَفَتِ الكلبةُ تصرِفُ صرافاً فهي صارف. والصَّريفُ: صوتُ نابِ البعير حين يَصِرفُ اذا حَرَقَ أحدَهُما بالآخَر. والصَّريفُ: صوتُ البَكْرةِ. والصَّريفُ: اللَّبَنُ الحليبُ ساعةَ يُحْلَب. [والصَّريفُ: الخَمْرُ الطيِّبةُ، وقال في قول الأعشى:

صَريفيَّةً طيِّباً طَعْمُها ... لها زَبَدٌ بين كوب ودن  قال بعضهم: جعلها صَريفيّة لأنّها أُخِذَتْ من الدَنِّ ساعتئذ كاللبن الصَّريفِ] . وشَرابٌ صِرْفٌ: غيرُ مَمزوجٍ. والصِّرْفُ: كُلُّ شيءٍ لم يُخْلَطُ بشيءٍ. والصِّرَفانُ: من أجوَد التَّمْرِ، وضَرْب منه من أَرْزَنه . ويقال: الصَّرَفان المَوْتُ، قال:

أَجَندلاً يَحْمِلْنَ أم حَديدا ... أم صَرَفاناً بارداً شديداً

والصِّرْفُ: الأَديمُ الشديدُ الحُمرة.

رصف: الرَّصَفُ: حِجارةٌ مَضمومَةٌ بعضها الى بعض في مَسيل، وكذلك اذا جُعِلَ من آخِرِ مَسيلٍ لِماءٍ أو لمصير ، وجمعُه رِصافٌ. والرُّصافةُ والرِّصافةُ: مَوْضِعٌ. والرَّصَفة: عَقَبةٌ تُلْوَى على مَوْضِع الفُوقِ من الوَتَر، وعلى أصْل نَصْل السَّهْمِ، وسَهْمٌ مَرصُوفٌ. ورَصَفَ قَدَمَيْه أي صَفَّهما، وضَمَّ إِحداهما الى الأخرى. فرص: الفَرْص: شَقُّ الجِلْدِ بحديدة عريضة الطَّرَف تَفرصُه بها فَرْصاً غَمزاً، كما يَفرِصُ الحَذّاءُ أُذْنَيِ النَّعْل عند عَقِبِهما بالمِفْراص ليَجعَلَ فيها الشِّراكَ. والمِفراصُ: الحديدةُ التي يقطع بها. والفَريصةُ: لحمٌ عند نُغْضِ الكَتِفِ في وَسَط الجَنْبِ عند مَنْبِضِ القَلْب، وهما اللَّتانِ يَفتَرِصانِ عند الفَزْعة، يعني ارتعادَهما، قال أميّة:

فَرائِصُهم من شدة الخَوفِ تَرْعَدُ

وقال:

صَخْمُ الفَريصةِ لو أبصرت قمته ... بين الرجال إذنْ شَبَّهْتَه جَمَلا

والفُرْصَةُ: النُّهزَةُ، ويقال: أَصَبْتَ فُرصَتَكَ ونَوبَتَكَ ونُهْزَتَك، واحد. وانتَهَزْتُها وافترصتها. والفرصة : قطعة من صُوفٍ أو قُطنٍ. وفَريصُ الرَّقَبةِ: عُروقُها. والفَرْصةُ: الرِّيحُ التي يكون منها الحَدَبُ، والسِّينُ فيه لغة.

صفر: الصَّفَرُ يَقَعُ في الكَبِدِ وشَراسيف الأضلاع، يقال: إنه يَلْحَسُ الانسان حتى يقتُلَه. ورجل مَصْفُورٌ: في بَطْنِه صَفَرٌ. والانسانُ يَصْفَرُّ من الصَّفَر جدّاً، وقال أعشى باهِلةَ

لا يتأرى لما في القدر يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصَّفَرُ

والصُّفارُ: صَفرةٌ تعلُو اللَّوْنَ والبَشَرةَ من داءٍ، وصاحبه مَصْفُورٌ أيضاً، [وأنشد:

قَضْبَ الطبيبِ نائِطَ المَصفُورِ]

والصُّفْرةُ: لون الأصفَرِ، وفعله اللازم الاصفرار. وأما الاصفِيرارُ فعَرَضٌ يعرِضُ للانسان، (يقال يَصْفارُّ مرَّةً ويَحمارُّ أخرى. ويقال في الأوّل: اصفَرَّ يصفرُّ) . والصَّفيرُ من الصوت كما تصفِرُ بالدَّوابِّ اذا سَقَيْتَ. والصَّفّارةُ: هَنَةٌ جَوْفاءُ من نُحاسٍ يَصفِر فيها الغُلام للحَمام ونحوه، وللحِمارُ للشُّربِ. والصِّفرُ: الشيءُ الخالي، يقال: صَفِرَ يصفَرُ صَفَراً وصُفُوراً فهو صِفْر صَحْرٌ، والجميع والواحدُ والذكر والأنثى فيه سواء. والصَّفَريَّةُ: نَباتٌ يكونُ في أوّلِ الخريف يُخَضِّر الأرض ويُورقُ الشَّجَر. والصَفَريَّةُ: زمانٌ بين الخريف والوَسْميِّ. وما يُصيبَ المواشي فيغيِّرُ الخِلقة وهَزَّةِ الجَنْبة يُسَمَّى الصِّغْرة كما تُسَمِّي ما يُرْعَى من الربيعِ الرِّبعةَ. والصُّفار [والصِّفارُ] : ما بقي في أسنانِ الدّابَّة من التِّبْنِ والعَلَف للدَّوابِّ كُلِّها. وفي المَثَل: ما بها صافِر أي أحَدٌ ذو صَفير. وبَنُو الأَصُفَر: مُلوك الروم، [قال عدي بن زيد:

وبنو الأصفر الكِرامُ ملوكُ الروم ... لم يَبقَ منهم مَأْثُورُ]  وأبو صُفرةَ: كنية أبي المُهَلَّب. والصُّفْرُ: ما يُتَّخَذُ من النُّحاس الجيِّد. وصَفَرٌ: شَهرٌ بعد المُحَرَّم، فاذا جمعوها باسْمٍ واحدٍ قالوا: الصَّفَران، وكذلك اذا جَمَعُوا رَجَباً وشَعْبانَ باسْمٍ واحد قالوا: رَجَبان، فغَلَبَ على الأوّل المُؤَخَّر، وعلى الثاني المُقَدَّم.
الصاد والراء والفاء ص ر ف

الصَّرْفُ ردُّ الشيءِ عن وَجْهِه صَرَفه يَصْرِفه صَرْفاً فانْصرفَ وصارَفَ نَفْسَه عن الشيءِ صَرَفَها عنه وقوله تعالى {ثم انصرفوا} التوبة 127 أي رَجَعُوا عن المكانِ الذي اسْتَمَعُوا فيه وقيل انْصَرَفُوا عن العَمَلِ بشيءٍ مما سَمِعُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُم أي أضَلَّهُم الله مجازاةً على فِعْلِهِم والصَّرِيف اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حاراً والصَّرْفَةُ كوكبٌ واحدٌ خَلْف خَرَاتَيِ الأَسَدِ إذا طَلَعَ امامَ الفَجْرِ فذلك أول الخَرِيفِ وإذا غابَ مع طُلُوعِ الفَجْرِ فذلك أوّلُ الرَّبيعِ وهو من منازلِ القَمرِ قال ابنُ كُناسَة سُمِّيتْ بذلك لانْصِرافِ البَرْدِ عن الحَرِّ والصَّرْفَةُ خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَفُ بها الرِّجالُ يُصْرَفُون بها عن مَذَاهِبم ووُجُوهِهم عن اللِّحيانيِّ قال ابنُ جِنِّي وقولُ البَغْدادِيِّين في قولِهم ما تَأْتِينا فتحدِّثَنا تَنْصِبُ الجَوَابَ على الصَّرْف كلامٌ فيه إجْمالٌ بعضُه صحيحٌ وبعضُه فاسدٌ أما الصحيحُ فقولُهم الصَّرْفُ أن يُصْرَفَ الفِعْلُ الثاني عن معنَى الفعلِ الأوَّل قال وهذا معنى قَوْلِنا إن الفِعْلَ الثانيَ يُخلِفُ الأول وأما انتِصابُه بالصَّرْفِ فخَطأٌ لأنه لا بُدَّ له من ناصبٍ مُقْتَضٍ له لأن المعانِيَ لا تَنْصِبُ الأفعالَ وإنما تَرْفَعُها قال والمَعْنَى الذي يَرْفعُ الفعلَ هو وقوعُ الفعلِ وقوعَ الاسمِ وجاز في الأفعالِ أن يَرْفَعَها المعنَى كما جاز في الأسماءِ أن يَرْفَعَها المعنَى لمُضارَعةِ الفعل للاسْمِ وصَرَّف الشيءَ أعْمَلَه في غير وَجْهٍ كأنه يَصْرِفُه عن وَجْهٍ إلى وجهٍ وتَصَّرف هو وتصاريفُ الأُمورِ تَخالِيفُها ومنه تصريف الرِّيحِ والسَّحابِ والصَّرْفُ حِدْثانُ الدَّهْرِ اسْمٌ له لأنه يَصْرِفُ الأشياءَ عن وُجُوهِها وقولُ صَخْر الغَيِّ

(عاوَدَني حُبُّها وقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواها فإنَّنِي كَمِدُ)

أنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِه بالنَّوَى وجَمْعُه صُرُوفٌ والصَّرْفُ فَضْلُ الدِّرْهَمِ على الدِّرهَمِ والدِّينارِ على الدِّينارِ لأن كلَّ واحدٍ منهما يُصْرَفُ عن قِيمَةِ صاحِبِه والصَّرْف بَيْعُ الذَّهَبِ بالفِضَّةِ وهو من ذلك لأنه يُنْصَرَفُ عن جَوْهَرٍ إلى جوهرٍ والتَّصرِيفُ في جميع البِياعات إنْفاقُ الدَّراهمِ والصَّرَّافُ والصَّيْرفُ والصَّيْرِفيُّ النَّقَّادُ وهو من التَّصرُّفِ والجَمْعُ صَيارفُ وصَيارِفةٌ فأما قولُ الفَرزْدقِ

(تَنْفِي يَداها الحَصَى في كلِّ هاجرةٍ ... نَفْيَ الدَّراهمِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ) فَعَلَى الضرورة وبِعَكْسِه

(والبَكَرَاتِ النُّسَّجَ العَطامِسَا ... )

ورجلٌ صَيْرفٌ مُتصَرِّفٌ في الأُمورِ قال أُمَيَّةُ

(قد كُنْتُ ولاجاً خَرُوجاً صَيْرفاً ... لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ)

وقولهُم لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ الصَّرف الحِيلةُ ومنه التَّصَرُّفُ في الأُمورِ والعدلُ الفِدَاءُ ومنه قولُ تعالى {وإنْ تَعْدِلْ كاُلَّعَدْلٍ} الأنعام 70 وقيل الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ وقيل الصَّرْفُ التَّوْبةُ والعَدْلُ الفِدْيةُ وقيل الصَّرْفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ وقيل الصرفُ القِيمةُ والعدلُ المِثْلُ وأصلُه في الدِّيَة يقالُ لم يَقْبَلُوا منهم عَدْلاً ولا صَرْفاً أي لم يأخذُوا منهم دِيَّةً ولم يَقْتُلُوا بقَتِيلِهم رَجُلاً واحداً أي طلَبُوا منهم أكْثَرَ من ذلك قال كانت العرب تُقَتِّلُ الرَّجُلَيْنِ والثلاثةَ بالرَّجُلِ الواحدِ فإذا قتلوا رجلاً بِرَجُلٍ فذلك العَدْلُ فيهم وإذا أخَذُوا دِيَةً فقد انْصَرَفُوا عن الدَّمِ إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صَرْفاً فالقِيمةُ صَرْفٌ لأن الشيءَ يُقَوَّمُ بغيرِ صِفَتِه قالوا ثم جُعِلَ بَعْدُ في كلِّ شيءٍ حتى صَار مَثَلاً فيمن لم يُؤْخَذْ منه الشيءُ الذي يَجِبُ عليه وأُلزِمَ أكْثَرَ منه وقال ابن الأعرابيِّ الصَّرْف الميلُ والعَدْلُ الاسْتِقامةُ وقال ثعلبٌ الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ فيه والعَدْلُ المَيْلُ وقيل الصرفُ الزِّيادةُ والفضلُ وليس هذا بشيءٍ وصَرْفُ الحَدِيثِ تَزْيِينُه والزِّيادةُ فيه وصَرَفَ لأهْلِه يَصْرِفُ واصْطَرَفَ كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ هذه عن اللحيانيِّ والصِّرافُ حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُروفاً وهي صارِفٌ وصَرفَ الإِنسانُ والبعيرُ بِنَابِه يَصْرفُ صَرِيفاً حَرَقَهُ فسَمِعْتَ له صوتاً وصَرِيفُ الفَحْلِ تَهَدُّرُه وما في فَمِه صارفةٌ أي نابٌ وصَرِيفُ القَعْوِ والبَكَرَةِ صَوْتُهما وصَرِيفُ القَلَمِ والبابِ ونحوِهما صَرِيرُهما وقولُ أبي خِراشٍ

(مُقَابَلَتَيْنِ شَدَّهُما طُفَيْلٌ ... بِصَرَّافَيْن عَقْدُهُما جَمِيلُ)

عَنَى بالصَّرَّافَيْنِ شِراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ والصِّرفُ الخالصُ من كلِّ شيءٍ وشَرابٌ صِرْفٌ لم يُمْزَجْ وقد صَرَفه صَرْفاً قال الهُذَليُّ

(إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُوفَةٍ ... منها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ)

وصَرَّفَه وأصْرَفَه كصَرَفَه الأخيرةُ عن ثَعلبٍ والصِّرف شيءٌ أحْمرُ يُذْبَغُ به الأَدِيمُ قال اليَرْبُوعِيُّ

(كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَدِيمُ)

يعني أنها خالصةُ اللَّوْنِ لا يُحْلَفُ عليها أنها ليست كذلك والصَّرِيفُ السَّعَفُ اليابسُ الواحدةُ صَرِيفةٌ حكى ذلك أبو حنيفةَ وقال مَرّةً هو ما يَبِسَ من الشَّجر مثلُ الضَّريعِ وقد تقدَّم والصَّرَفَانُ ضَرْبٌ من التَّمرِ واحدتُه صَرْفَانةٌ وقال أبو حنيفةَ الصَّرْفَانةُ تَمرةٌ حَمْرَاءُ نحو البَرْنيّة إلا أنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكَةٌ قال وهي أَرْزَنُ التَّمْرِ كلِّه والصَّرَفانُ الرَّصاصُ القَلَعِيُّ والصَّرَفانُ المَوْتُ ومنهما قول الزَّبّاء المَلِكة

(أجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أمْ حَدِيدا ... أم صَرَفَاناً بارداً شديدا)

والصَّرَفِيُّ ضَرْبٌ من النَّجائبِ وقيل بالدّالِ وهو الصحيحُ 
صرف: أعاد الشخص. أو لعلها: حاول تهدئته انظر أخبار ص134).
صرف: انفق (معجم الادريسي) وبذل (بوشر) ويقال: صرف ماله وأوقاته في. أي انفق ماله على الشيء (فليشر في تعليقه على المقري 1: 367، بريشت ص184).
صَرَف وحدها بمعنى صرف المال (معجم لين) وانفق (بوشر) وأدْى، وفي سدّد (هلو) صرف على نفسه في تحصيل اللوازم: تزود بما يحتاج إليه (بوشر).
صرف على فلان: أعاد إليه الشيء. ففي كرتاس (ص127): ولم يصرف على أهل نبلة شيئاً من جميع ما اخذ لهم. وفي الخطيب (ص177): صرف عليه الثَمَن. وفي أماري (ديب ص189): تُصْرَف السلعة على التاجر. أي أن التاجر لا يستطيع تصريف البضاعة لأنه لا يجد من يشتريها. وفي أماري (ديب ص92، 104): وان كلّ سلعة يؤدّون عشرها ثم تُصْرَف عليهم فيحتملونها إلى بلد غير البلد الذي عُشِرت فيه لا يكون عليهم فيها عُشُر إذا صحَّ ذلك.
وفيه (ص93) وهي عبارة غير صحيحة: وإذا صرف بيشاني سلعة على نفسه في الديوان فلا يؤدّي عليها إلا ترجمة واحدة، بدل: وإذا صُرِف على بيشاني سلعة في الديوان الخ.
ولعل فوك يريد هذا المعنى حين ترجم صرف وصرف على بما معناه: رفض وأبى وأنكر وامتنع على.
صرف بينهم وصرف المادَّة: لاءم، وفَق بين، أصلح ذات البين. وصرف بينهم: وفَقَّ بينهم، أصلح ذات البين (بوشر).
صَرَّف (بالتشديد). تصريف عقوباته: وتنفيذ عقوباته التي أمر بها (دي سلان المقدمة 2: 14).
صَرَّف: صرف. أنفق (معجم الإدريسي، فوك، كرتاس ص30، 40).
صَرَّف: دفع، سدد، أدى، (ففي سلوك 233: 72): هذه الأهب. تُصرَّف من الخزانة أي هذه ثياب تصرف من الخزانة.
صَرَّف: والعامة تقول: صرَّف الماء أي باله (محيط المحيط).
صَرَّف: ردّ، دفع، رفض، طرح، استبعد. صدَّ. ففي القلائد (ص209): وكان دينه (كان يهودياً) يستبعده عن الشرف والمكانة التي تؤهله لها كفاءته وموهبته. وكانت تُصَرّفه تصريف المَهِيض أي كانت ترده عن وجهه كما يرد الصياد الصقر المكسور الجناح (القلائد ص209).
صَرَّف: لاءم، صالح، وفّق (ألكالا).
صَرَّف: رسم، سام، رقاه إلى درجة القسوس (بوشر، همبرت ص154).
صارف فلاناً: حاول أن يصرفه ويردّه عن قصده (عباد 2: 162).
صارف: دفع، أدّى، سدّد، قضى. ففي تاريخ البربر (1: 583): كايَلَه بصاع الوفاق وصارَفَه نَقْد المُصانَعة.
صارف: التفت إلى، التجأ إلى. ففي تاريخ البربر (1: 596): وحذا حذو جيرانه في الامتناع على السلطان ومصارفة الاستبداد وانتحال مذاهب الإمارة وطرقها.
أصرف: صَرَف: (محيط المحيط) واصرفه: ردّه عن وجهه وكفاه ودفعه. ورفته وسرّحه وفصله من عمله (بوشر).
أصرف العساكر: أذن لهم في ترك الجندية، وسرّحهم (بوشر).
أصرف: أنجز، حلّ مشكلة (ألكالا).
أصرف عن: حاد عن (بوشر).
أصرف: بدّد، بذّر، أسرف، بعثر (همبرت ص219).
تصرَّف. تصرَّفت الأحوال: تقلّبت الأحوال وتغيّرت (تاريخ البربر 1: 473).
تصرَّف: احتال وتقلّب في الأمر واستخدم. ويقال تصرَّف فيه وبه (معجم الادريسي، فاندنبرج ص21 رقم3) وفي دلابورت (ص12): تنجم تتصرّف فيْ: تستطيع أن تستخدمني. وتصرّف في ماله: تمتع بماله (بوشر).
تصرّف: استخدم، استعمل. ويقال: تصرف به وفيه ومنه (؟) (معجم الادريسي) ومنه تصرف فيه: انفقه وصرفه (أماري ديب ص92).
تصرّف فيه: استعمله غذاءً، تغذى به واقتات (معجم الادريسي).
تصرَّف: تجر، تاجر. ويقال: تصرّف به وفيه (معجم الادريسي، فوك).
تصرَّف: استُخْدِم، استُعْمِل (معجم الادريسي، فوك) ويقال: تصرّف له ومعه.
تصرّف في: اشتغل ب، كرّس وقته ل (معجم الادريسي) وعمل، مارس صنعة (المقدمة 2: 190).
تصرَّف له في حصول شيء أو في شيء: حصل على. ففي ألف ليلة (برسل 9: 200): تصرَّفتْ لي في ثلاثة ذهب من الهواء. وفي طبعة ماكن. في حصول ثلاثة.
تصرَّف: تحرّك، ذهب وجاء. وتصرّفات فلان: ذهابه ومجيئه.
تصرَّف بين: فعل هذا مرة وذاك أخرى. ويقال أيضاً إن هذا الشيء أو هذا الاسم تصرَّف في كتابي، أي ذكر فيه عدّة مرات.
ويستعمل الفعل تصرّف عند المؤلف الذي يكتب في موضوعات عديدة وله أسلوب مختلف فيها.
وتصرّف: تسوّل، استجدى، طلب الإحسان، ومعناها الأصلي: تسكَّع هنا وهناك كما يفعل المكّدون والمتشردون (معجم الادريسي).
تصرّف ب: سلك حسب أوامر شخص (معجم الادريسي).
تصرّف: دبَّر، ساس، أدار (معجم الادريسي) ويقال: تصرَّف في تاريخ البربر (1: 522، 561، 2: 478، 479).
تصرَّف: بال. شخّ (فوك).
تصرَّف. والعامة تقول: تصرَّف الرجل بالزوجة أو الجارية: أي وطئها ابتداءً (محيط المحيط).
تصرَّفت: مثل صرفت بمعنى اشتهت الفحل، ويقال تصرَّفت الكلبة. (ألكالا).
تصرْف: انظر فيما يلي المصدر تصرّف واسم الفاعل متصرف.
تصارَف. تصارفوا ب: تبادلوا ب، واستعملوه استعمال النقود (المقدمة 2: 48) ابن بطوطة (4: 378) وفي معجم فوك: تصارف مع.
انصرف: صُرِف، أُنِفق (مملوك 1، 2: 138).
انصرف: عزل عن عمله (فريتاج طرائف 118). استصرف فلاناً: رجاه أن يعود أو أمره بالعودة (عباد 1: 257).
صَرْف: ورد في الحديث: لا يُقْبَل منه صَرْفٌ ولا عَدْل (انظر لين ومعجم البلاذري) وقد أخذ منه قولهم لا رَدّ عليهم صرفا ولا عدلا. (كرتاس ص244) بمعنى: لا يردّون عليهم جواباً مرضياً.
صَرْف: مبادلة، مقايضة نقد بنقد (انظر دي ساسي وقد نقل منه فريتاج) ففي رحلة ابن بطوطة (1: 50) مثلاً: 2500 درهم وصَرْفُها يساوي ألف دينار ذهباً (1: 403، 425، 428). وفي الحيدري (ص28 و): والصرف اثنان وعشرون درهما بدينار يوسفي، أي اثنان وعشرون درهما مصرياً تساوي ديناراً يوسفياً في إفريقية (انظره في مادة راجل).
صَرْف: نقود، كل قطع النقود المعدنية التي تستعمل في التجارة. ففي كتاب الخطيب (15و): وصرفهم فضّة خالصة وذهب إبريز طيب محفوظ.
صَرْف: نقود، قطع النقود الصغيرة من الفضة والنحاس (ألكالا، عبد الواحد ص147، 148، بارت 5: 714) وهذا يذكر كلمة aseref بمعنى النقود ويقول إنها كلمة بربرية. وهي تحريف للكلمة العربية الصرف.
صَرْف: اشتهاء إناث الحيوانات الفحل (برجون) وهو في الأصل مصدر غير أن المصدر في الفصحى غير هذا بهذا المعنى.
باب الصرف: باب الحريم (ابن بطوطة 3: 277، 377).
كاغد الصرف: نوع من الورق ذكره ابن البيطار (1: 128) وفيه: فيصير في قوام كاغد الصرف الممتلئ. وقد سقطت كلمة الصرف من مخطوطة ب.
صرفاً: وقد ذكر ج. ج شولتز ((صِرْفاً: قويم، مستقيم وكافة، أجمع (ابو لولا ص18))). وقد ذهبت جهودي للعثور على هذه العبارة في مخطوطتنا لأبي العلاء المرقمة 1258 وكان يمتلكها شولتز سدى. غير أن هذه اللفظة هي دائماً صَرَفاً في المعجم اللاتيني العربي. فهي فيه في مادة affatim مرادفة كثيراً. وفي مادة Habundater مرادفة جداً. وفي مادة Nimis مرادفة جداً، وفي مادة Satis مرادفة أكيال.
صَرْفة: نقد، قطعة صغيرة من النقود (بوشر).
صَرْفِي: صاحب علم الصرف (محيط المحيط).
صريف: ذو لونين (الكالا).
صِرَافَة: تطواف بمن يراد ختانه قبل الختان، وقد وصفه لين في عادات (1: 310) صَرَّاف: في الإدارة المالية في مصر المستأمن على أموال الخزانة يقبض ويصرف (صفة مصر 11: 2479، 12: 66: فسكيه ص25).
صِريَّف: من يكثر من الصرف (بوشر).
صَرَّافَة وجمعها صرَارف: سلّم، درج (فوك). (فوك).
صَرَّافة: علبة النقود أو الحلى، مكتب صرافة. منضدة ذات مجر، وفي لبنان خزانة ذات مجر، وخزانة التاجر، مجر النقود (بوشر) (بنك)، مصرف (هلو) وفي محيط المحيط: وصرَّافة النقود عند العامّة بيت صغير مستطيل من اللوح يسمَّر في جانبه الأعلى توضع فيه الأمتعة الصغيرة.
صارف: مسرف، مبذر، متلاف (هلو).
صَيْرَفِيَّة: (بنك)، مصرف.
تصرَّف. تصرف كُلّيّ وتصريف كلّي: إطلاق اليد في العمل. إذن بالعمل كما يشاء (بوشر). في تصرّف: أخلص له (بوشر).
تصرّف: تجارة (معجم الادريسي).
تصرّف: إدارة (رولاند).
التصرُّفات: أعمال الرجل المعاقب (المقدمة 2: 277).
أهل التصرُّف من المتصوّفة: وهذه الطبقة من الصوفية الذين يستطيعون التأثير على المخلوقات الأخرى (دي سلان المقدمة 3: 137، 138).
أصحاب التصرّف: الأولياء الذين يتحكمون بالكنوز الخفية (ألف ليلة 3: 420).
تَصْريف. كثير الخوض في التصاريف الوَقْتِيَّةَ. (الخطيب ص71 ق) ومعناها ان هذا الرجل يستفيد من تقلبات الأسعار، كما يستنتج مما يليه.
تَصْريف: رِسامة، سِيامة، ترقية الإنسان إلى درجات كنسية (بوشر) درجات سرار الكهنوت (همبرت ص154).
اصحاب التصريف: الأولياء الذين يتحكمون بالكنوز الخفية (ألف ليلة 3: 421).
تَصريف كُلِيّ: انظرها في مادة تصرُّف.
تصرْيف: احذف من معجم فريتاج كلمة mores التي يذَكرها بمعنى تصاريف معتمداً على ج. ج. شولتز، فهذا العالم ينقل من أماري (ص92): وكان أحواله كلُّها وتصاريفه شبيهة بأحوال المأمون. غير أن تصاريفه هنا بمعنى تصاريف أَمْره (انظر لين وتاريخ البربر 1: 31) وهذه مرادف أحواله.
مَصْرف: لمعرفة معنى مصارف أي مجاري المياه القذرة يَشير ج. ج. شولتز إلى تاريخ جوكتان (ص164).
مَصْرف أفندي: مفتش المالية (باشاليك ص28).
مُصْرف: في المعجم اللاتيني العربي ذكرت كلمة Commissor وقد ذكر مقابل الأولى مُصرِف، ومقابل الثانية مُصْرف في الأذَاء.
مَصْرفيّة: حصَّة تدفع لوجبة الطعام (بوشر).
مُصَرَف: مكلَّف بدفع الضريبة (ألكالا).
مَصْرُوف وجمعها مصاريف: ما يصرف من النفقة (بوشر، همبرت ص2219 محيط المحيط، بركهارت نوبية ص276، وفيه نقود الجيب، صفة مصر 11: 509، هلو، شيرب ديال ص225، 202، مملوك 1، 2: 189 تاريخ البربر 2: 2280، 428) وانظر المقري (1: 229) ففيه ما ذكر في مخطوطة ابن خلدون: ومصارفه (ألف ليلة 1: 288، 3: 204، 212، برسل 10، 283).
مصروف هالك: نفقة صغيرة غير متوقعة (بوشر) ماسك المصروف: أمين الصندوق، مدير المصرف (بوشر).
مصروف كذب: ذكرها بوشر في معجمه مقابل faux-emploi ولا أدري ما يعنيه فهذه الكلمة المركبة غير موجودة بالفرنسية.
مصارفة: مصرف، وعمل مصرفي، تبادل أصحاب المصارف (بوشر).
مُتَصَرَّف = تَصَرُّف وتَجوُّل (معجم الأدريسي).
متصرف: موظف (معجم الادريسي، معجم الطرائف، المقري 1: 361) وبخاصة موظف في ديوان المالية (الفخري ص370، 373، 381).
متصّرف: مدير مكلف بجباية الضرائب (ابن بطوطة 3: 388) وفي تاريخ البربر 2: 373): المتصرفون ويظهر أن معناها خدم القصر.
متصرّف: في أيامنا هذه اسم موظف فوق الباشا ودون المشير (محيط المحيط).
المتصرّفة: عند الحكماء: قوة تطلق على حسّ من الحواسّ الباطنة من شأنها تركيب الصور والمعاني وتفصيلها والتصرّف فيها واختراع أشياء لا حقيقة لها (محيط المحيط).
مُتَصرَّف. متصرفات: تجارة. (معجم الادريسي).
مُتَصرَفيّة: مأمورية المتصرف (محيط المحيط).
مُنصرَف: سفر، انصراف، رحيل، ذهاب. (معجم البلاذري).
مُنْصَرف: عند المنجمين هو الكوكب الذي ينصرف عن الاتصال (محيط المحيط).
صرف
الصَّرْفُ في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: المدينة حرمٌ ما بين عائر - ويُروى: عَيْرِ - إلى كذا من احدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ، وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلٌ منه صَرْفُ ولا عدلٌ ومن تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عدلٌ: التوبة؛ وقيل: النافلة. وقال قومٌ: الصَّرْفُ: الوزن؛ والعدل: الكيل. وقال يونس: الصرف: الحيلة، قال الله تعالى:) فما تَستطيعون صَرْفاً ولا نصراً (. وقال غيره: أي ما يستطيعون أن يَصْرِفُوا عن أنفسهم العذاب ولا أن يَنْصُروا أنفسهم.
وصَرْفُ الدهر: حَدَثانه ونوائبه.
والصَّرْفانِ: الليل والنهار، وابن عبّاد كَسَرَ الصّاد.
وقوله تعالى:) سَأصْرِفُ عن آياتي (أي أجعل جزاءهم الإضلال عن هداية آياتي.
وفي حديث أبي إدريس الخولاني: من طلب صَرْفَ الحديث ليبتغي به إقبال وجوه الناس إليه لم يَرَحْ رائحة الجنة. هو أن يزيد فيه ويُحَسنه، من الصَّرْفِ في الدراهم وهو فضل الدرهم على الدرهم في القيمة.
ويقال: فلان لا يعرف صَرْفَ الكلام: أي فضل بعضه على بعضٍ. ولهذا على هذا صرف: أي شِفٌّ وفضلٌ. وهو من: صَرَفَه يَصْرِفُه، لأنه إذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أشكاله ونظائره.
والصَّرْفَةُ: منزل من منازل القمر، وهو نجم واحد نير يتلو الزُّبْرَةَ؛ يقال إنه قلب الأسد، وسميت الصَّرْفَةَ لانصراف البرد وإقبال الحر بطلوعها، قال السّاجع، إذا طلعت الصَّرْفَة؛ بكرت الخُرْفَة؛ وكثرت الطّرْفَة؛ وهانت للضيف الكلفة، وقال أيضاً: إذا طَلَعَت الصَّرْفَة؛ احتال كل ذي حرفة.
والصَّرْفَةُ - أيضاً -: خرزة من الخَرز الذي تذكر في الأُخَذِ.
وقال ابن عبّاد: الصَّرْفَةُ: ناب الدهر الذي يفتر.
وحلبت النّاقة صَرْفَةً: وهي أن تحلبها غدوة ثم تتركها إلى مثل وقتها من أمس.
والصَّرْفَةُ من القِسِيِّ: التي فيها شامة سوداء لا تُصِيْبُ سِهامها إذا رميت.
وصَرَفَ الله عنه الأذى.
وكلبةٌ صارِفٌ: إذا اشتهت الفحل، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوْفاً وصِرَافاً.
وصَرْفُ الكلمة: إجراؤها بالتنوين.
وقال ابن عبّاد: صَرَفْتُ الشراب: إذا لم تمزجها، وشراب مَصْرُوْفٌ.
وصَريْفُ البكرة: صوتها عند الاسْتِقاء، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ - بالكسر -. وكذلك صَرِيْفُ الباب وصَرِيْفُ ناب البعير، قال النابغة الذبياني يصف ناقةً:
مقذوفة بدخيسِ النَّحضِ بازلها ... له صَرِيْفٌ صَرِيْفَ القعو بالمسد
يقال منه: ناقة صَرُوْفٌ.
وقال ابن السكيت: الصَّرِيْفُ: الفضة، وأنشد:
بني غُدَانَةَ ما إن أنتم ذهباً ... ولا صَرِيْفاً ولكن أنتم خَزَفُ
والصَّرِيْفُ: اللبن ينصرف به عن الضرع حاراً إذا حُلِبَ، قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:
لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفُ
وقد ذكر الرجز بتمامه والقصة في تركيب ق ر ص.
والصَّرِيْفُ: موضع على عشرة أميال من النباج، وهو بلد لبني أُسَيِّد بن عمرو بن تميم، قال جرير:
أجنَّ الهوى ما أنْسَ موقفاً ... عشية جرعاء الصَّرِيْفِ ومنظرا
وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أن الصَّرِيْفَ ما يبس من الشجر، وهو الذي يقال له بالفارسية: الخَذْخُوَشْ، وهو القفلة أيضاً. وصَرِيْفُوْنَ: في سواد العراق في موضعين: أحدهما قرية كبيرة غناء شجراء قرب عكبراء وأوانى على ضفة نهر دجيل، وصَرِيْفًوْنَ - أيضاً - من قرى واسط.
وأما قول الأعشى:
وتجبى إليه السَّيْلَحُوْنَ ودونها ... صَرِيْفُوْنَ في أنهارها والخورنق
فإنها هي الأولى التي ذكرتها، والخمر الصَّرِيْفِيَّةُ - أيضاً - منسوبة إليها، قال الأعشى أيضاً:
تُعاطي الضجيع إذا أقبلت ... بُعَيْدَ الرقاد وعند الوسن
صَرِيْفِيَّةً طيباً طعمها ... لها زبد بين كوبٍ ودَنْ
وقيل: جعلها صَرِيْفِيَّةً لأنها أخذت من الدن ساعتئذٍ كاللبن الصَّرِيْفِ.
وقال ابن الأعرابي: الصَّرَفانُ اسم للموت.
وقال ابن عبّاد: الصَّرَفانُ: النحاس.
والصَّرَفَانُ - بالتحريك -: الرصاص.
والصَّرَفَانُ: جنس من التمر، قالت الزَّبّاء:
ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا
أم صَرَفَاناً باردا شديدا ... أم الرجال جثماً قعودا
وقال الدينوري: أخبرني بعض العرب قال: الصَّرَفَانَةُ تمرة حمراء نحو البرنية إلا أنها صُلْبَة الممضغة علكة، وهي أرزن التمر كله، يعدها ذوو العيالات وذوو العبيد والأجراء لجزاءتها وعظم موقعها، والناس يدخرونها. ومن أمثالهم: صَرَفَانَةٌ ربعية تُصْرَمُ بالصيف وتؤكل بالشتية. قال: وأخبرني النُّوْشَجَاني قال: الصَّرَفَانَةُ هي الصَّيْحَانِيَّةُ بالحجاز نخلتها كنخلتها، قال النجاشي:
حسبتم قتال الأشعرين ومذحجٍ ... وكندة أكل الزُّبْدِ بالصَّرَفَانِ
والصِّرْفُ - بالكسر -: صبغ أحمر تصبغ به شرك النعال، قال الكلْحَبَةُ:
كميت غير مُحْلِفَةٍ ولكن ... كلون الصِّرْفُ عُلَّ به الأديم
وقال عبدة بن الطبيب العبشمي:
عَيْهَمَةُ ينتحي في الأرض منسمها ... كما انتحى في أديم الصَّرْفِ إزميلُ
وشراب صِرْفٌ: أي بَحْتٌ غير ممزوج.
والصَّيْرَفُ: المحتال في الأمور، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي:
قد كنت خرّاجاً ولوجاً صَيْرَفاً ... لم تلتحصني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ
وكذلك الصَّيْرَفيُّ، قال سويد بن أبي كاهلٍ اليشكري:
ولساناً صَيْرَفِيّاً صارماً ... كحسام السيف ما مَسَّ قطع
والصَّيْرَفيُّ: الصَّرّافُ؛ من المُصَارَفَةِ؛ وقومٌ صَيَارِفَةٌ؛ والهاء للنسبة، وقد جاء فس الشعر: الصَّيَارِيْفُ، قال - وليس للفرزدق كما أنشده سيبويه -:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدارهيم تنقاد الصَّيَارِيْفِ
لما احتاج إلى إتمام الوزن أشبع الحركة ضرورة حتى صارت حرفاً.
وصَرَفْتُ الصبيان: أي قلبتهم.
وصارِفٌ: من الأعلام.
وقال الليث: الصَّرَفيُّ من النجائب؛ هو منسوب، ويقال: هو الصَّدَفيُّ.
وقال ابن الأعرابي: أصْرَفَ الشاعر شِعره: إذا أقوى فيه، وقيل: الإصراف إقواءٌ بالنصب، ذكره المفضل بن محمد الضَّبِّي الكوفي، ولم يعرف البغداديون الإصراف، والخليل وأصحابه لا يجيزون الإقواء بالنصب، وقد جاء في أشعار العرب كقوله:
أطعمت جابان حتى أستد مغْرِضُهُ ... وكاد يَنقَدُّ لولا أنه طافا
فقل لجابان يتركنا لطيته ... نوم الضحى بعد نوم الليل إسرافُ
وبعض الناس يزعم أن قول امرئ القيس:
فخر لروقيه وأمضيت مقدماً ... طوال القرا والروق أخنَسَ ذيّالِ
من الإقواء بالنصب؛ لأنه وصل الفعل إلى أخْنَسَ وقال الأزهري: تَصْرِيْفُ الآيات: تبيينها، وقوله تعالى:) وصَرَّفْنَا الآيات (أي بيناها.
وصَرَّفْتُ الرجل في أمري تَصْرِيْفاً.
وتَصْرِيْفُ الدراهم في البياعات كلها: إنفاقها.
والتَّصْرِيْفُ: اشتقاق بعض الكلام من بعض.
وتَصْرِيْفُ الرياح: تحويلها من حالٍ إلى حالٍ ومن وجه إلى وجه.
وطلحة بن سنان بن مُصَرِّفٍ الإيامي: من أصحاب الحديث.
والتَّصَرُّفُ: مطاوع التَّصْرِيْفِ، يقال: صَرَّفْتُه فَتَصَرَّفَ.
وتَصْرِيْفُ الخمر: شربها صِرْفاً.
واصْطَرَفَ: أي تصرف في طلب الكسب، قال العجاج:
من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرَافِ
واسْتَصْرَفْتُ الله المكاره: أي سألته صَرْفَها عني.
والانصراف: الانكفاء. والاسم على ضربين: مُنْصَرِفٌ وغير مُنْصَرِفٍ. قال جار الله العلامة الزمخشيري - رحمه الله -: الاسم يمتنع من الصَّرْفِ متى اجتمع فيه اثنان من أسباب تسعة أو تكرر واحد؛ وهي العلمية، والتأنيث اللازم لفظاً أو معنى نحو سُعَادَ وطَلْحَةَ، ووزن الفعل الذي يغلبه في نحو أفْعَلَ فإنه فيه أكثر منه في الاسم أو يخصه في نحو ضُرِبَ إن سُمي به، والوصيفة في نحو أحمر، والعدل عن صيغة إلى أخرى في نحو عمر وثلاث، وأن يكون جمعاً ليس على زنته واحد كمَسَاجِدَ ومَصَابِيْحَ إلا ما اعتل آخره نحو جَوَارٍ فإنه في الرفع والجر كقاضٍ وفي النصب كضَوَارِبَ وحَضَاجِرُ وسَرَاوِيْلُ في التقدير؛ جمع حِضَجْرٍ وسِرْوَالَةٍ، والتركيب في نحو مَعْدِيْ كَرِبَ وبعلبك، والعجمة في الأعلام خاصة، والألف والنون المُضَارِعتان لألفي التأنيث في نحو عثمان وسكران إلا إذا اضطر الشاعر فَصَرفَ. وأما السبب الواحد فغير مانع أبداً، وما تعلق به الكوفيون في إجازة منعه في الشِّعْرِ ليس بثبتٍ، وما أحد سببيه أو أسبابه العلمية فحكمه حكم الصَّرْفِ عند التنكير كقولك رب سُعَادٍ وقَطَامٍ؛ لبقائه بلا سببٍ أو على سببٍ واحدٍ؛ إلا نحو أحمر فإن فيه خِلافاً بين الأخفش وصاحب الكتاب. وما فيه سببان من الثلاثي السّاكن الحشو كنوحٍ ولوطٍ مُنْصَرِفٌ في اللغة الفصيحة التي عليها التنزيل؛ لمقاومة السُّكُوْنِ أحد السببين، وقوم يجرونه على القياس فلا يصرفونه، وقد جمعهما الشاعر في قوله:
لم تتلفعْ بفضل مئزرها ... دَعْدٌ ولم تُسْقِ دَعْدُ في العلب
وأما ما فيه سبب زائد ك " مَاهَ " و " جُوْرَ " فإن فيهما ما في نوح مع زيادة التأنيث فلا مقال في امتناع صَرْفِه. والتكرر في نحو بُشْرى وصحراء ومساجد ومصابيح، نُزُّلَ البناء على حَرْفِ تأنيث لا يقع منفصلا بحالٍ؛ والزِّنَةُ التي لا واحد عليها؛ منزلة تأنيث ثانٍ وجمع ثانٍ. انتهى كلامه.
والتركيب معظمه يدل على رجع الشيء، وقد شَذَّ عنه الصِّرْفُ للصبغ.
صرف
صرَفَ يصرِف، صَرْفًا، فهو صارِف، والمفعول مَصْروف
• صرَف المالَ ونحوَه: أنفقه "صرَف أموالَه على أسرته- صرف وقتَه في القراءة- اصرِف يعوِّض اللهُ عليك [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: اصرف ما في الجيب يأتِك ما في الغيب".
• صرَف العُملةَ: حوَّلها وبدَّلها بمثلها، باعها بعملة أخرى "صرَف الدينارات إلى ريالات" ° صرَف همَّه إليه: انقطع له.
• صرَف الشَّخصَ:
1 - خلَّى سبيله "صرَف التلاميذَ من المدرسة".
2 - ردَّه، أمره بالابتعاد "صرَف الشحَّاذََ اللحوحَ".
• صرَف اللهُ قلوبَهم: أضلَّهم " {صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ} ".
• صرَف الاسمَ: (نح) جرَّه بالكسرة "هذه كلمة ممنوعة من الصَّرف: ممنوعة من التنوين والجرّ بالكسرة".
• صرَفه عن الأمر: ردَّه عنه "صرفه عن استعمال العنف- صرف نظره عن الأمر: أهمله وتركه- {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} - {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} ". 

أصرفَ يُصرف، إصْرَافًا، فهو مُصرِف، والمفعول مُصرَف
• أصرف الرَّجلُ الشَّرابَ: جعله صِرْفًا لا يمازجه شيءٌ. 

انصرفَ/ انصرفَ إلى/ انصرفَ عن ينصرف، انصرافًا، فهو مُنصرِف، والمفعول مُنصرَف إليه
• انصرف التِّلميذُ:
1 - مُطاوع صرَفَ: ذهب ومضى "ألقى التَّحيَّة وانصرف- انصرف العمَّالُ مبكِّرًا" ° انصرف يفعل كذا: أخذ يفعله.
2 - أعرض " {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا} ".
• انصرف الاسم: (نح) جرَّه بالكسرة.
• انصرف إليه: تحوَّل "انصرف إلى وظيفة أخرى/ السِّياسة".
• انصرف عنه: ابتعد، تركه وتحوَّل عنه "انصرف عن مخالطة الأشرار/ مُحدِّثه". 

تصرَّفَ/ تصرَّفَ في يتصرَّف، تصرُّفًا، فهو مُتصرِّف، والمفعول مُتصرَّف فيه
• تصرَّف الشَّخصُ: سَلَكَ سلوكًا معيَّنًا "تصرَّف بحكمة/ بحُرّية تامّة- تصرَّف الأستاذُ مع الطالب كوالده" ° تصرَّفت به الأحوالُ: تقلَّبت عليه- حُسن التصرُّف.
• تصرَّفتِ المِياهُ: انسابت في مجارٍ مُعيَّنة.
• تصرَّفتِ الكَلمةُ: (نح) اشْتُقَّت منها كلمات أخرى.
• تصرَّف في الأمر: أداره "تصرَّف في إدارة الشّركة"?
 تحت تصرُّفه: قريب، مسيطر عليه، متحكِّم فيه، تحت يده. 

صرَّفَ يصرِّف، تصريفًا، فهو مُصرِّف، والمفعول مُصرَّف
• صرَّف الأشياءَ: نقلها، بدَّلها، وجَّهها "صرَّف البضائعَ: تصرَّف فيها بالبيع- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ".
• صرَّف الأمرَ:
1 - بيَّنه وفصَّله " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} ".
2 - قسَّمه " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} ".
• صرَّف العُملةَ: صرَفها، حوَّلها وبدَّلها بمثلها.
• صرَّف المياهَ: جعلها تجري في قنوات أو أنابيب معيَّنة.
• صرَّف الألفاظَ: (نح) اشتقَّ بعضَها من بعض. 

إصراف [مفرد]:
1 - مصدر أصرفَ.
2 - (عر) اختلاف حركة الرويّ من فتحٍ إلى ضمٍّ أو كسرٍ، وهو أحد عيوب القافية. 

تَصَرُّف [مفرد]: ج تصرُّفات (لغير المصدر):
1 - مصدر تصرَّفَ/ تصرَّفَ في ° تصرُّفات الدَّهر/ تصرُّفات الزَّمان: تصاريفه، نوائبه ومصائبه- نقل الكلام بتصرّف: ترجمه مع تدخل منه.
2 - (قن) حقّ استعمال عقارٍ والتَّمتع به ضمن حدود معيَّنة ° وضَعه تحت تصرُّفه: أي: على ذِمَّته، منحه حَقّ استعماله. 

تصريف [مفرد]: ج تصريفات (لغير المصدر) وتصاريفُ (لغير المصدر): مصدر صرَّفَ ° تصاريف الدَّهْر: تقلُّباته، نوائبه ومصائبه.
• تصريف البضاعة: (جر) ترويج المبيعات بعرضها عرضًا جذّابًا، والإعلان عنها في مكان البيع.
• تصريف الأفعال: (نح) اشتقاق صيغ الأفعال بعضها من بعض، وإسناد الأفعال إلى الضمائر.
• تصريف الكلمات: (نح) أصل الكلمة وطرق الاشتقاق منها. 

صِرافة [مفرد]: مهنة من يُبَدِّل النُّقودَ بنقودٍ غيرها "عملت بالصِّرافة منذ تخرُّجي في الجامعة" ° مكتب الصِّرافة. 

صَرَّاف [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من صرَفَ: كثير الصَّرف.
2 - من يُبدل نقدًا بنقدٍ أو عملةً بعملةٍ.
3 - (قص) مُستَأمَن على أموال الخزانة في بنك أو مصلحة تجاريّة، يقبض ويصرف ما يُسْتَحَقّ للآخرين "صَرَّاف المؤسَّسة".
4 - من يتولَّى بيع التَّذاكر في المسرح ونحوه "أعطاني الصَّرَّافُ تذكرتين لدخول المسرح". 

صَرْف [مفرد]: ج صروف (لغير المصدر):
1 - مصدر صرَفَ ° بصرف النّظر عن المسمَّيات: بدون اعتبار لها.
2 - حيلة " {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلاَ نَصْرًا} ".
3 - (قص) مبادلة عملة وطنيّة بعملة أجنبيّة، ويطلق أيضًا على سعر المبادلة.
4 - (نح) تنوين يلحق آخرَ الاسم المعرب مثل محمدٌ.
• صَرْف المياه: إسالتها في مجارٍ وقنوات خاصّة "تنفق الدولةُ الكثير على مشروعات الصَّرف الصِّحِّيّ" ° محطَّة الصَّرف.
• حوض الصَّرف: (جغ) أرض يسيل منها ماءُ المطر إلى نهر أو بحيرة أو خزَّان.
• سِعْر الصَّرْف: (قص) السِّعر الفعليّ لصَرْف عملة ما مقابل عملة أخرى.
• علم الصَّرف: (نح) علم يعرف به أبنيةُ الكلام واشتقاقه "ألَّف كتابًا في علم الصَّرف".
• الممنوع من الصَّرْف: (نح) الأسماء التي لا يلحقها التَّنوين ولا الجرّ بالكسرة.
• الصَّرْفان: اللَّيل والنَّهار.
• صُروف الدَّهر: تصاريفه؛ نوائبه ومصائبه "وإنّك يا زمان لذو صُروف ... وإنّك يا زمان لذو انقلابِ- قل للذي بصروف الدهر عيّرنا ... هل حارب الدهر إلاّ من له خطرُ". 

صِرْف [مفرد]: خالصٌ لم يُخلَط بشيء "شرابٌ صِرْفٌ: غير ممزوج، بحت خالص" ° خمرٌ صِرْف: غير ممزوجة بماء. 

صَرْفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى صَرْف: "قواعد صرفيّة".
2 - مصدر صناعيّ من صَرْف: ما ينفق من مال ونحوه، تكاليف "إيرادات الشُّعوب النامية لا تكفي صرفيَّاتهم".
3 - ما يُصرف دفعة واحدة من الشّيء المخزون "تمّ توزيعُ صرفيّة جديدة من الأقمشة على المحلاّت

التّجاريّة".
• الدِّلالة الصَّرْفيَّة: (نح) التي تستفاد من بنية الكلمة وصيغتها.
• الصِّيَغ الصَّرْفيَّة: (نح) التَّصريف النَّمطيّ المنظَّم للأسماء والأفعال لبيان الصِّيغ المختلفة التي تشتقّ من أصولها.
• الوحدة الصَّرْفيَّة: (نح) أصغر وحدة لغويّة مجرّدة ذات معنى. 

صريف [مفرد]: صِرْف؛ خالص لم يُمزج بشيء "شراب صريف".
• الصَّريف:
1 - الفضَّة الخالصة.
2 - اللَّبن ساعة حلبه. 

صَيْرف [مفرد]: ج صيارفُ وصَيارِفَة: صرَّاف؛ من يُبدِّل نقدًا بنقد، أو المستأمن على أموال الخزانة يقبض ويصرف ما يُستحَقّ. 

صَيْرَفة [مفرد]: مهنة صرف العملات، أي: تبديل عملة وطنيّة بعملة أجنبيّة أو العكس. 

صَيْرَفِيّ [مفرد]: ج صَيْرفيُّون وصَيارِفَة:
1 - اسم منسوب إلى صَيْرف: (انظر: ص ي ر ف - صَيْرَفِيّ).
2 - صرَّاف، من يُبْدل نقدًا بنقد، أو المستأمن على أموال الخزانة يقبض ويصرف ما يُستَحقّ. 

مُتصرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تصرَّفَ/ تصرَّفَ في.
2 - شخص يُعيَّن من قِبَل المجلس البلديِّ لإدارة شئون البلديّة.
• الظَّرف المُتصرِّف: (نح) الاسم الذي يستعمل ظرفًا وغير ظرف مثل كلمة (يوم).
• الفِعْل المُتصرِّف: (نح) ما له مضارع وأمر وتُصاغ منه المشتقّات. 

مَصْرَف/ مَصْرِف [مفرد]: ج مَصارِفُ:
1 - اسم مكان من صرَفَ: مَهْرَب أو مَلْجأ " {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرَفًا} [ق]- {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} ".
2 - قناة لصرف ما تخلَّف من ماء الرَّيّ بعد اكتفاء الأرض.
3 - (قص) بنك، مُنشأة تقوم بعمليّات الائتمان كقبول الودائع وتقديم القروض وإصدار النُّقود وتسهيل عمليّات الدَّفع "أودعت مدّخراتي في مَصْرِف إسلاميّ- المصرف الأوربيّ لإعادة البناء والتنمية- المصرف العالميّ".
• المَصرِف المركزيّ: (قص) مؤسَّسة رسميّة تتولّى إصدارَ النَّقد والرِّقابةَ على النَّشاط الماليّ للدَّولة والإشراف على المصارف الأخرى. 

مَصْرِفيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَصْرَف/ مَصْرِف: "قَرْضٌ/ اعتماد/ شيك مَصْرِفيّ".
2 - صاحب بنك.
• الخصم المَصْرِفيّ: (قص) الفائدة التي تحسب على قرض مقدَّمًا، وتقتطع عند تسديد القرض.
• دفتر الحساب المَصْرِفيّ: (قص) دفتر يسجِّل به البنكُ مقدارَ الإيداع أو السّحب للمودع.
• حساب مَصْرِفيّ: (قص) أموال يتمّ إيداعها في أحد المصارف تكون قابلة للسَّحب من قبل المُودع.
• حوالة مَصْرِفيَّة: (قص) نوع من صكوك التحويل يشترى من أحد المصارف ويسمّى كذلك شيك مصرفيّ.
• ورقة مَصْرِفيَّة: (قص) كمبيالة على شكل عملة ورقيّة يصدرها مَصْرِف مصرَّح له بذلك، وتُدفع قيمتُها لحاملها عند الطَّلب. 

مَصْروف [مفرد]: ج مَصْروفات ومَصاريفُ:
1 - اسم مفعول من صرَفَ: ما ينفق من المال "مصروف العائلة- وازن بين مصروفاته ودخله" ° مصاريف سِرِّيَّة: مبالغ ماليَّة تنفق من حساب خاصّ بدون خضوع لرقابة خارجيَّة- مصاريف نثريَّة: نفقات خارجيّة غير متوقّعة.
2 - مبلغٌ من المال مخصَّص للمطالب الشَّخصيّة البسيطة "مَصْروف الجيب- أعطاني أبي المَصْروف الشَّهريّ- خفض ميزانيّة المصروفات الدِّفاعيَّة".
3 - (نح) اسم يلحقه الجرّ بالكسرة والتنوينُ، يقابله الممنوع من الصَّرف. 
2999 - 
مُنصرِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انصرفَ/ انصرفَ إلى/ انصرفَ عن.
2 - (نح) اسم يلحقه الجرّ بالكسرة والتنوينُ، يقابله الممنوع من الصَّرف. 

صرف: الصَّرْفُ: رَدُّ الشيء عن وجهه، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً

فانْصَرَفَ. وصارَفَ نفْسَه عن الشيء: صَرفَها عنه. وقوله تعالى: ثم

انْصَرَفوا؛ أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه، وقيل: انْصَرَفُوا عن العمل

بشيء مـما سمعوا. صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على

فعلهم؛ وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قد يكون مكاناً

وقد يكون مصدراً، وقوله عز وجل: سأَصرفُ عن آياتي؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم

الإضْلالَ عن هداية آياتي. وقوله عز وجل: فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا

نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن

يَنْصُروا أَنفسَهم. قال يونس: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان:

قَلَبْتُهم. وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللّه

المَكارِهَ.والصَّريفُ: اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ

حارّاً.والصَّرْفانِ: الليلُ والنهارُ.

والصَّرْفةُ: مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء

الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر

فذلك الخَريفُ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع، والعرب

تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في

الحالتين؛ قال ابن كُناسةَ: سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ،

وقال ابن بري: صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد.

والصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ، قال ابن سيده:

يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم؛ عن اللحياني؛

قال ابن جني: وقولُ البغداديين في قولهم: ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا،

تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف، كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد، أَما

الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول،

قال: وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل، وأَما انتصابه

بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب

الأَفعال وإنما ترفعها، قال: والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم، وجاز في

الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى

لمُضارعَة الفعل للاسم، وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين.

وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها. وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها.

والصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك.

وصَرَّفَ الشيءَ: أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه،

وتَصَرَّفَ هو. وتَصارِيفُ الأُمورِ: تَخالِيفُها، ومنه تَصارِيفُ الرِّياحِ

والسَّحابِ. الليث: تَصْريفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهة إلى جهة، وكذلك تصريفُ

السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور والآيات، وتَصْريفُ الرياحِ: جعلُها

جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجعلها ضُروباً في أَجْناسِها. وصَرْفُ

الدَّهْرِ: حِدْثانُه ونَوائبُه. والصرْفُ: حِدْثان الدهر، اسم له لأَنه

يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها؛ وقول صخر الغَيّ:

عاوَدَني حُبُّها، وقد شَحِطَتْ

صَرْفُ نَواها، فإنَّني كَمِدُ

أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى، وجمعه صُروفٌ. أَبو عمرو: الصَّريف

الفضّةُ؛ وأَنشد:

بَني غُدانةَ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً

ولا صَريفاً، ولكن أَنـْتُمُ خَزَفُ

وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري:

بني غُدانَةَ، ما إن أَنتُمُ ذَهَباً

ولا صَريفاً، ولكن أَنتُمُ خزَفُ

قال ابن بري: صواب إنشاده: ما إِن أَنـْتُمُ ذَهبٌ، لأَن زيادة إنْ

تُبْطِل عمل ما.

والصَّرْفُ: فَضْلُ الدًِّرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ

كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه. والصَّرْفُ: بيع الذهب

بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر. والتصْريفُ في

جميع البِياعاتِ: إنْفاق الدَّراهم.

والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ: النقّادُ من المُصارفةِ وهو

التَّصَرُّفِ، والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ. والهاء للنسبة، وقد جاء في

الشعر الصَّيارِفُ؛ فأَما قول الفرزدق:

تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ،

نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت

حرفاً؛ وبعكسه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا

ويقال: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير. وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي

فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما. ورجل صَيْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ في الأُمور؛

قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي:

قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً،

لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ

أَبو الهيثم: الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره

المُتَصَرِّفُ في الأَُمور المُجَرّب لها؛ قال سويد بن أَبي كاهل

اليَشْكُرِيّ:

ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً،

كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ

والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ. يقال: فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ

ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم. وقولهم: لا يُقبل له صَرْفٌ ولا

عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِيلة، ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور. يقال: إنه يتصرَّف

في الأَُمور. وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه

واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب؛ قال العجاج:

قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي،

بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ

والعَدْلُ: الفِداء؛ ومنه قوله تعالى: وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ، وقيل:

الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ، وقيل: الصَّرْفُ التوبةُ

والعدل الفِدْيةُ، وقيل: الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ، وقيل:

الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ، وأَصلُه في الفِدية، يقال: لم يقبلوا منهم

صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً

واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك؛ قال: كانت العرب تقتل الرجلين

والثلاثة بالرجل الواحد، فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم، وإذا أَخذوا

دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً، فالقيمة صَرْف

لأَن الشيء يُقَوّم بغير صِفته ويُعَدَّل بما كان في صفته، قالوا: ثم جُعِل

بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه،

وأُلزِمَ أَكثر منه. وقوله تعالى: ولم يجدوا عنها مَصْرِفاً، أَي

مَعْدِلاً؛ قال:

أَزُهَيْرُ، هلْ عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ؟

أَي مَعْدِل؛ وقال ابن الأَعرابي: الصرف المَيْلُ، والعَدْلُ

الاسْتِقامةُ. وقال ثعلب: الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْل الميل، وقيل الصرف

الزِّيادةُ والفضل وليس هذا بشيء. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، ذكر المدينة فقال: من أَحْدثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لا

يُقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ؛ قال مكحول: الصَّرفُ التوبةُ والعدْلُ

الفِدية. قال أَبو عبيد: وقيل الصرف النافلة والعدل الفريضة. وقال يونس:

الصرف الحِيلة، ومنه قيل: فلان يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ. قال اللّه تعالى:

لا يَسْتَطِيعُونَ صَرفاً ولا نصْراً. وصَرفُ الحديث: تَزْيِينُه

والزيادةُ فيه. وفي حديث أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه قال: من طَلَبَ صَرْفَ

الحديثِ يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه؛ أُخِذَ من صَرفِ

الدراهمِ؛ والصرفُ: الفضل، يقال: لهذا صرْفٌ على هذا أَي فضلُ؛ قال ابن الأَثير:

أَراد بصرْفِ الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة،

وإنما كره ذلك لما يدخله من الرِّياء والتَّصَنُّع، ولما يُخالِطُه من

الكذب والتَّزَيُّدِ، والحديثُ مرفوع من رواية أَبي هريرة عن النبي، صلى

اللّه عليه وسلم، في سنن أَبي داود. ويقال: فلان لا يُحْسنُ صرْفَ الكلام

أَي فضْلَ بعضِه على بعض، وهو من صَرْفِ الدّراهمِ، وقيل لمن يُمَيِّز:

صَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ. وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ: كَسَبَ وطَلَبَ

واخْتالَ؛ عن اللحياني.

والصَّرافُ: حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ

صُرُوفاً وصِرافاً، وهي صارفٌ. وكلبةٌ صارِفٌ بيِّنة الصِّرافِ إذا اشتهت

الفحل. ابن الأَعرابي: السباعُ كلها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل،

وقد صرَفت صِرافاً، وهي صارِفٌ، وأَكثر ما يقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ. وقال

الليث: الصِّرافُ حِرْمةُ الشاء والكلاب والبقَرِ.

والصَّريفُ: صوت الأَنيابِ والأَبوابِ. وصَرَفَ الإنسانُ والبعيرُ نابَه

وبنابِه يَصْرِفُ صَريفاً: حَرَقَه فسمعت له صوتاً، وناقة صَروفٌ

بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ. وصَرِيفُ الفحل: تَهَدُّرُه. وما في فمه صارفٌ أَي نابٌ.

وصَريفُ القَعْوِ: صوته. وصَريفُ البكرةِ: صوتها عند الاستقاء. وصريفُ

القلم والباب ونحوهما: صريرهما. ابن خالويه: صريفُ نابِ الناقةِ يدل على

كلالِها ونابِ البعير على قَطَمِه وغُلْمَتِه؛ وقول النابغة:

مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها،

له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ. وفي الحديث: أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ

المدينةِ فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرفان ويوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما؛

قال الأَصمعي: إذا كان الصَّرِيفُ من الفُحولةِ، فهو من النَّشاطِ، وإذا

كان من الإناث، فهو من الإعْياء. وفي حديث عليّ: لا يَرُوعُه منها

(*

قوله «لا يروعه منها» الذي في النهاية: لا يروعهم منه.) إلا صريفُ أَنيابِ

الحِدْثان. وفي الحديث: أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها

بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللّه ووَحْيِه، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ

المحفوظ. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه السلام: أَنه كان يسمع صَريف القَلم

حين كتب اللّه تعالى له التوراة؛ وقول أَبي خِراشٍ:

مُقابَلَتَيْنِ شَدَّهما طُفَيْلٌ

بِصَرّافَينِ، عَقْدُهما جَمِيلُ

عنى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ.

والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لم

يُمْزَجْ، وقد صَرَفَه صُروفاً؛ قال الهذَلي:

إن يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُفَةٍ

منها بريٍّ وعلى مِرْجَلِ

وصَرَّفَه وأَصْرَفَه: كَصَرفَه؛ الأَخيرة عن ثعلب. وصَرِيفون: موضع

بالعراق؛ قال الأعشى:

وَتُجْبَى إليه السَّيْلَحُونَ، ودونَها

صَرِيفُونَ في أَنهارِها والخَوَرْنَقُ

قال: والصَّرِيفيّةُ من الخمر منسوبة إليه. والصَّريفُ: الخمر الطيبةُ؛

وقال في قول الأَعشى:

صَرِيفِيّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُها،

لها زبدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ

(* قوله «صريفية إلخ» قبله كما في شرح القاموس:

تعاطي الضجيع إذا أقبلت * بعيد الرقاد وعند

الوسن)

قال بعضهم: جعلها صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ

كاللبن الصَّريف، وقيل: نُسِبَ إلى صَريفين وهو نهر يتخلَّجُ من الفُراتِ.

والصَّريفُ: الخمر التي لم تُمْزَجْ بالماء، وكذلك كل شئ لا خِلْطَ فيه؛

وقال الباهليّ في قول المتنخل:

إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفةٍ

قال: بمصروفة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً، على مِرْجَلٍ أَي على لحمٍ

طُبخ في مِرجل، وهي القِدْر. وتَصْرِيفُ الخمر: شُرْبُها صِرْفاً.

والصَّريفُ: اللبن الذي ينصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ، فإِذا سكنت

رَغْوَتُه، فهو الصَّريحُ؛ ومنه حديث الغارِ: ويَبيتانِ في رِسْلِها وصَرِيفِها؛

الصَّريفُ: اللبن ساعة يُصْرَفُ عن الضرْع؛ وفي حديث سَلمَة ابن

الأَكوع:لكن غَذاها اللبَنُ الخَريفُ:

أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ

وحديث عمرو بن معديكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِيئةً أَو

صَريفاً. والصِّرفُ، بالكسر: شيء يُدْبَغُ به الأَديمُ، وفي الصحاح: صِبْغ

أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ؛ قال ابن كَلْحَبَةَ اليربوعي، واسمه

هُبَيْرَةُ بن عبد مَناف، ويقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنـْماري، قال ابن

بري: والصحيح أَنه هُبيرة بن عبد مناف، وكلحبة اسم أُمه، فهو ابن كلحبة

أَحدُ بني عُرَيْن بن ثَعْلبة بن يَرْبُوعٍ، ويقال له الكلحبة، وهو لقب له،

فعلى هذا يقال؛ وقال الكلحبة اليربوعي:

كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكنْ

كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ به الأَدِيمُ

يعني أَنها خالصة الكُّمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ، وفي المحكم: خالصةُ

اللونِ لا يُحلف عليها أَنها ليست كذلك. قال: والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ

والأَحْوَى، وهما يشتبهان حتى يَحْلِفَ إنسان أَنه كميت أَحمُّ، ويحلف

الآخر أَنه كُميت أَحْوَى. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: أَتَيْتُ

رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ

مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ؛ هو بالكسر، شجر أَحمر. ويسمى الدمُ

والشرابُ إذا لم يُمْزَجا صِرْفاً. والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وفي

حديث جابر، رضي اللّه عنه: تَغَيَّر وجْهُه حتى صارَ كالصِّرْف. وفي حديث

علي، كرَّم اللّه وجهه: لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي

الأَحمر. والصَّريفُ: السَّعَفُ اليابِسُ، الواحدة صَريفةٌ، حكى ذلك أَبو

حنيفة؛ وقال مرة: هو ما يَبِسَ من الشجر مثل الضَّريع، وقد تقدَّم. ابن

الأَعرابي: أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرافاً إذا أَقوى فيه

وخالف بين القافِيَتَين؛ يقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ، قال ابن بري: ولم

يجئ أَصرف غيره؛ وأَنشد:

بغير مُصْرفة القَوافي

(* قوله «بغير مصرفة» كذا بالأصل.)

ابن بزرج: أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِيةً وخفضت أُخرى أَو نصبتها،

وقال: أَصْرَفْتُ في الشعر مثل الإكفاء، ويقال: صَرَفْت فلاناً ولا يقال

أَصْرَفْته. وقوله في حديث الشُفعة: إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ

أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ

والتَّصْريفِ.والصَّرَفانُ: ضربٌ من التمر، واحدته صَرفانَةٌ، وقال أَبو حنيفة:

الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ

عَلِكةٌ، قال: وهي أَرْزَن التمر كله؛ وأَنشد ابن بري للنّجاشِيّ:

حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرينَ ومَذْحِجٍ

وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ

وقال عِمْران الكلبي:

أَكُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا وجِلادَنا

على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ

(* قوله «الحجر» في معجم ياقوت: الحجر، بالكسر وبالفتح وبالضم، أسماء

مواضع.)

وفي حديث وفْد عبد القيس: أَتُسَمُّون هذا الصَّرفان؟ هو ضرب من أَجود

التمر وأَوْزَنه. والصرَفانُ: الرَّصاصُ القَلَعِيُّ؛ والصرَفانُ: الموتُ؛

ومنهما قول الزَّبّاء الملِكة:

ما لِلْجِمالِ مَشْيُها وئيدا؟

أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَديدا؟

أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَديدا؟

أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا؟

قال اَبو عبيد: ولم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان؛

وأَنشد:

ولما أَتَتْها العِيرُ قالت: أَبارِدٌ

من التمرِ أَمْ هذا حَديدٌ وجَنْدَلُ؟

والصَّرَفيُّ: ضَرْب من النَّجائب منسوبة، وقيل بالدال وهو الصحيح، وقد

تقدم.

صرف
الصَّرْفُ فِي الحَدِيثِ: الْمدِينَةُ حَرَمٌ مَا بينَ عائَرٍ ويُرْوَي عَيْرٍ إِلى كَذا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً، أَو آوَي مُحْدِثاً، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ: التَّوْبَةُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ قَالَه مَكْحُولٌ.وقولُ صَخْرِ الغَيِّ:
(عاوَدَنِي حُبُّها وَقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِي كَمِدُ)
أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِهِ بالنَّوَى، وجَمْعُه صُرُوفٌ. والصَّرْفُ: اللَّيْلُ والنَّهارُ، وهما صِرْفانِ بالفَتْح)
ويُكْسَرُ عَن ابنِ عَبّادٍ، وكذلِكَ الصِّرْعانِ، بالكسرِ أَيضاً، وَقد ذُكِر فِي الْعين. وصَرْفُ الحَديثِ فِي حديثِ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلانِيِّ: من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِيثِ ليَبْتَغِيَ بهِ إِقبالَ وُجُوهِ الناسِ إِليه، لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ هُوَ: أَنْ يُزادَ فيهِ ويُحَسَّنَ، من الصَّرْفِ فِي الدَّراهِمِ، وَهُوَ فَضْلُ بعضِه على بَعْضٍ فِي القِيمَةِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَرادَ بصَرْفِ الحَدِيثِ: مَا يَتَكَلَّفُه الإِنسانُ من الزِّيادَةِ فِيهِ على قَدْرِ الحاجَةِ، وإِنَّما كُرِهَ ذَلِك لِما يَدْخُلُه من الرِّياءِ والتَّصَنُّعِ، ولِما يُخالِطُه من الكَذِبِ والتَّزَيُّدِ، والحَدِيثُ مَرْفُوعٌ من روايةِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُد وَكَذَلِكَ صَرْفُ الكَلامِ يُقال: فلانٌ لَا يَعْرِفُ صَرْفَ الكَلامِ، أَي: فَضْلَ بعضِه على بَعْضٍ. ويُقالُ: لَهُ عليهِ صَرْفٌ: أَي شَِفٌّ وفَضْلٌ، وهُوَ مِنْ صَرَفَهُ يَصْرِفُه لأَنَّهُ إِذا فُضِّلَ صُرِفَ عَن أَشْكالِهِ ونَظائِرِه. والصَّرْفَةُ: مَنْزِلَةٌ للقَمَرِ، نَجْمٌ واحِدٌ نَيِّرٌ، يتلُو الزُّبْرَةَ خَلْفَ خَراتَيِ الأَسَدِ، يُقال: إِنه قَلْبُ الأَسدِ، إِذا طَلَعَ أَمامَ الفَجْرِ فذلِكَ أَوّلُ الرَّبِيعِ، قَالَ ابْن كُناسَةَ: سُمِّيَ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وكَأَنَّهُ يرجِعُ إِلى النَّجْمِ، وَفِي سائِرِ الأُصُولِ سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ بطُلُوعِها أَيْ: تِلْكَ المَنْزِلَة، قَالَ ابنُ بَرِّي: صوابُه أَنْ يُقالَ: سُمِّيَت بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ.
والصَّرْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ وَقَالَ ابنُ سِيدَه: يُسْتَعْطَفُ بهَا الرِّجالُ يُصْرَفُونَ بهَا عَن مَذاهِبِهِم ووُجُوهِهِم، عَن اللِّحْيانِيّ. والصَّرْفَةُ: نابُ الدَّهْرِ الَّذِي يَفْتَرُّ هكَذا هُوَ نَصُّ المُحِيط، وَفِي التَهْذِيب: والعَرَبُ تقولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدّهْرِ لأَنَّها تَفْتَرُّ عَن البَرْدِ، أَو عَن الحَرِّ، فِي الحالَتَيْنِ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ. والصَّرْفَةُ: القَوْسُ الَّتِي فِيها شامَةٌ سَوْداءُ لَا تُصِيبُ سِهامُها إِذا رُمِيَتْ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ أَيضاً: الصَّرْفَةُ: أَنْ تَحْلُبَ النّاقَةَ غُدْوَةً، فتَتْرُكَها إِلى مِثْلِهامِنْ أَمْسِ نَقله الصّاغاتِيّ.
وصَرَفَه عَن وَجْهِهِ يَصْرِفُه صَرْفاً: رَدَّه فانْصَرَفَ. وقولُه تَعالى: صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ أَي: أَضَلَّهُم اللهُ مُجازاةً على فِعْلِهِمْ. وقولُه تَعالَى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ أَي أَجْعَلُ جَزاءَهُم الإِضْلالَ عَن هِدايَةِ آياتِي. وصَرَفَتِ الكَلْبَةُ تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ وصِرافاً، بالكَسْرِ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَهِي صارِفٌ قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: السِّباعُ كلُّها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ: إِذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَقد صَرَفَتْ صِرافاً، وَهِي صارِفٌ، وأَكثَرُ مَا يُقالُ ذَلِك كُلُّه للكَلْبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرافُ: حِرْمَةُ الشّاءِ والكِلابِ والبَقَرِ. وصَرَفَ الشرابَ صُروفاً: لم يَمْزُجْها هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه نصُّ المُحِيطِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه: لم يَمْزُجْه وَهُوَ أَي، الشَّرابُ مَصْرُوفٌ وقولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِّي:
(إِنْ يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفَةٍ ... مِنْها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ)
) يَعْني بكأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ، أَي: على لَحْمٍ طُبِخَ فِي قِدْرٍ. وصَرَفَتِ البَكَرَةُ تَصْرِفُ صَرِيفاً، صَوَّتَتْ عندَ الاسْتِقاءِ. وصَرَفَ الخَمْرَ يَصْرِفُها صَرْفاً: شَرِبَها وَهِي مَصْرُوفَةٌ خالصةٌ لم تُمْزَجْ. وصَرَفَ الصِّبْيانَ: قَلَبَهُم من المَكْتَبِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الصَّرِيفُ كأَمِيرٍ: الفِضَّةُ ومثلُه قولُ أَبي عَمْروٍ، وزادَ غيرُهما: الخالِصَةُ وأَنشَد: وَهَذَا الْبَيْت أوردهُ الْجَوْهَرِي:
(بَنِي غُدانَةَ حَقّاً مَا ... إِنْ أَنْتُمُ ذَهَباً ولاصَرِيفاً)

(حَقًا لَسْتُم ذَهَبا ... وَلَا صرسفاً وَلَكِن أَنْتُم خزفاً)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنْشادِه مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ لأَنَّ زيادَةَ إِنْ تُبْطِلُ عملَ مَا. والصَّرِيفُ: صَرِرُ البابِ، و: صَرِيرُ نابِ البَعيرِ، وَمِنْه ناقَةٌ صَرُوفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ، وَكَذَا نابُ الإِنْسانِ، يقالُ: صَرَفَ الإِنسانُ والبَعيرُ نابَه، وبِنابِهِ يَصْرِفُ صَرِيفاً: حَرَقَه، فسَمِعْتَ لَهُ صَوْتاً. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: صَرِيفُ نابِ الناقَةِ يَدُلُّ على كَلالِها، ونابِ البَعِيرِ على غُلْمَتِه. وقولُ النابِغَةِ يصفُ نَاقَة:
(مَقْذُوفَةٍ بدَخِيسِ النَّخْضِ بازِلُها ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ)
هُوَ وَصْفٌ لَهَا بالكَلاَلِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنْ كانَ الصَّرِيفُ من الفُحُولَةِ فَهُوَ من النَّشاطِ، وإِنْ كانَ من الإِناثِ فَهُوَ من الإِعْياءِ، وَبَين بابٍ ونابٍ جِناسٌ. والصَّرِيفُ: اللَّبَنُ ساعةَ حُلِبَ وصُرِفَ عَن الضَّرْعِ، فإِذا سَكَنَتْ رَغْوَتُه فَهُوَ الصَّرِيحُ، قَالَ سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رضِيَ اللهُ عَنهُ: لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفْ أَلْمَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ والصَّرِيفُ: ع، قُرْبَ النِّباجِ على عَشْرَةِ أَميالٍ مِنْهُ مِلْكٌ لبَنِي أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ قَالَ جَرِيرٌ:
(أَجِنَّ الهَوَى مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ مَوْقِفاً ... عَشِيَّةَ جَرْعاءِ الصَّرِيفِ ومَنْظَرَا)
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ: مَا يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ، وَهُوَ الَّذي فارِسِيَّتُهُ خُذْخوش وَهُوَ القُفْلُ أَيضاً. وقالَ مَرَّةً: الصَّرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ. والصَّرِيفَةُ: الرُّقاقَةُ، ج: صُرُفٌ بضَمَّتَيْنِ وصِرافٌ، وصَرِيفٌ. وصَرِيفُونَ فِي سَوادِ)
العِراقِ فِي موضِعَيْنِ، أَحَدُهُما: ة، كَبِيرةٌ غَنَّاءُ شَجْراءُ قُربَ عُكْبَراءَ وأَوانَي، عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ دُجَيْل. والآخَرُ: ة بواسِطَ. وقولُه: مِنها الخَمْرُ الصَّرِيفِيَّةُ ظاهِرُه أَنَّ الخَمْرَ مَنْسُوبةٌ إِلَى الَّتِي بواسِطَ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل إِلى القَرْيَةِ الأُولَى الَّتِي عندَ عُكْبَراءَ، وإِليه أَشارَ الأَعْشَى بقوله:
(وتُجْبَى إِليه السَّيْلَحُونَ ودُونَها ... صَرِيفُونَ فِي أَنْهارِها والخَوَرْنَقُ)
قَالَ الصاغانِيُّ: وإِليها نُسِبَت الخَمْرُ، وَقَالَ الأَعْشى أَيضاً:
(تُعاطِي الضَّجِيعَ إِذا أَقْبَلَتْ ... بُعَيْدَ الرُّقادِ وعندَ الوَسَنْ) (صَرِيفِيَةً طَيِّبٌ طَعْمُها ... لَهَا زَبَدٌ بينَ كُوبٍ ودَنْ)
أَو قيلَ لَهَا: صَرِيفِيَّةٌ، لأَنَّها أُخِدَتْ منَ الدَّنِّ ساعَتَئذٍ، كاللَّبَن الصَّريفِ ويُرْوَى: مُعَتَّقَةً قَهْوَةً مُرَّةً وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعْشَى: إِنّها الخَمْرُ الطَّيِّبَةُ. والصَّرَفانُ مُحَرَّكَةً: المَوْتُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ النُّحاسُ، وَفِي اللسانِ الرَّصاصُ القَلَعِيُّ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الزَّبّاءِ: مَا لِلْجِمالِ مَشْيُها وَئِيدَا أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أِم حَدِيدَا أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيدَا أَم الرِّجالُ جُثَّماً قُعُودا وَقيل: بل الصَّرَفانُ هُنَا: تَمْرٌ رَزِينٌ مثلُ البَرْنِيِّ إِلاّ أَنَّه صُلْبُ المَضاغِ عَلِكٌ يُعِدُّها هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ: يُعِدُّه ذَوُو العِيالاتِ، وذَوُو الأُجَراءِِ وذَوُو العَبِيدِ لِجَزائِها هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصوابُ: لجَزائِه وعِظَمِ مَوْقِعِه، والناسُ يَدَّخرُونَه، قَالَه أَبو حَنِيفَة. أَو هُوَ الصَّيْحانِيُّ بالحِجازِ، نَخْلتُه كنَخْلَتِه، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن النُّوشَجَانِيِّ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للنَّجاشِيِّ:
(حَسِبْتُم قِتالَ الأَشْعَرِينَ ومَذْحِجٍ ... وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ)
وَقَالَ عِمْرانُ الكَلْبِيّ: (أَكُنْتُمْ حَسِبْتُم ضَرْبَنا وجِلادَنَا ... على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلم يكُنْ يُهْدَى للزَّبّاءِ شيءٌ أَحَبَّ إِليها من التَّمْرِ الصَّرَفانِ، وأَنشج:
(ولمّا أَتَتْها العِيرُ قالَتْ: أَبارِدٌ ... من التَّمْرِ أَمْ هَذَا حِدِيدٌ وجنْدَلُ)

وَمن أَمْثالِهِم: صَرَفانَةٌ رِبْعِيَّةٌ، تُصْرَمُ بالصَّيْفِ، وتُؤْكَلُ بالشَّتِيَّةِ نَقله أَبو حَنِيفَةَ فِي كتابِ النباتِ.
والصِّرْفُ، بالكَسْرِ: صِبْغٌ أَحْمَرُ تُصْبَغُ بِهِ شُرُكُ النِّعالِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لابنِ الكَلْحَبَةِ:
(كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ ... كَلْونِ الصِّرْفِ عُلَّ بهِ الأَدِيمُ)
يَعْنِي أَنها خالِصَةُ الكُمْتَةِ، كَلْونِ الصِّرْفِ، وَفِي المُحْكَمِ: خالِصَةُ اللَّوْنِ، وَمِنْه الحَدِيث: فاسْتَيْقَظَ مُحْمارّاً وَجْهُه كأَنَّهُ الصِّرْفُ. والصِّرْفُ: الخالِصُ البَحْتُ من الخَمْرِ وغَيْرِها وَلَو قالَ: من كُلِّ شيءٍ، لأَصابَ، ويُقال: شَرابٌ صِرْفٌ، أَي: بَحْتٌ لم يُمْزَجْ، وَكَذَلِكَ دَمٌ صِرْفٌ، وبَلْغَمٌ صِرْفٌ.
والصَّيْرَفِيُّ: المُحْتالُ المُتَصَرِّفُ فِي الأُمُورِ المُجَرِّبُ لَهَا كالصَّيْرَفِ قَالَه أَبُو الهَيْثَمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
(ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً ... كحُسامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَعْ)
وقالَ أُمَيَّةَ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيُّ:
(قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ) والصَّيْرَفِيُّ، والصَّيْرَفُ، والصَّرّافُ: صَرّافُ الدَّراهِمِ ونُقَّادُها، من المُصارَفَةِ، وَهُوَ من التَّصَرُّفِ ج: صَيارِفُ، وصَيارِفَةٌ، والهاءُ للنِّسْبَةِ، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ صَيارِيفُ:
(تَنْفِي يَدَاها الحَصى فِي كُلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصّيارِيفِ)
لمّا احتاجَ إِلى تمامِ الوَزْنِ أَشْبَعَ الحَرَكَةَ ضَرُورَة حَتَّى صارَتْ حَرْفاً، أَنشده سِيَبَويْه للفَرَزْدَقِ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وَلَيْسَ لَهُ. والصَّرَِيُّ، محرَّكةً، من النَّجائِبِ: مَنْسُوبٌ إِلى الصَّرَفِ، قالهُ اللَّيْثُ، أَو الصَّوابٌ بالدّالِ وصَحَّحُوه، وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَصْرَفَ الشاعرُ شِعْرَهُ: إِذا أَقْوَي فِيهِ وخالَفَ بَين القافيَتَيْنِ، يُقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيَةَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَجِيءْ أَصْرَفَ غَيره، أَو هُوَ الإِقواءُ، بالنَّصْبِ ذكره المُفَضَّلُ بنُ محمّدٍ الضَّبِّيُّ الكُوفِيُّ، وَلم يَعْرِف البَغدادِيُّونَ الإِصْرافَ، والخَليلُ لَا يُجيزُه أَي الإِقْواءَ بالنَّصْبِ، وَكَذَا أَصْحابُه لَا يُجيزُونَه وقَدْ جاءَ فِي شِعْرِ العربِ، وَمِنْه قَوْله:
(أَطْعَمْتُ جابانَ حتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ... وَكَاد ينْقَدُّ لَوْلا أَنَّهُ طافَا)
ويَنْقَدُّ، أَي: يَنْشَقُّ:
(فقُلْ لجابانَ يَتْرُكْنا لطِيَّتِه ... نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرافُ)
وبعضُ الناسِ يَزْعُمُ أَنَّ قولَ امْرِئِ القَيْسِ:) (فَخَرَّ لرَوْقِيْه وأَمْضَيْتُ مُقْدِماً ... طُوالَ القَرَا والرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَيّالِ)
من الإِقْواءِ بالنَّصْب، لأَنَّه وَصَلَ الفعْلَ إِلى أَخْنَسَ. وتَصْريفُ الآياتِ: تَبْيِينُها وَمِنْه قوْلُه تَعالَى: وَصَرَّفْنَا الآياتِ والتَّصَريفُ فِي الدَّراهِمِ والبِياعاتِ: إِنْفاقُها هَكَذَا فِي سائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب: تَصْرِيفُ الدَّراهِمِ فِي البِياعاتِ كُلِّها: إِنْفاقُها، كَمَا هُوَ نَصّ العُباب، وَفِي اللِّسانِ: التَّصْرِيفُ فِي جَميعِ البِياعاتِ: إِنْفاقُ الدِّراهِم، فتَأَمَّلْ ذَلِك. والتَّصْرِيفُ فِي الكَلامِ: اشْتِقاقَ بَعْضِهِ من بَعْض.
والتصريف فِي الرِّياحِ: تَحْويلُها من وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ وَمن حالٍ إِلى حالٍ، قَالَ اللَّيْثُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَذَلِكَ تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيُولِ والأُمورِ والآياتِ، وَقَالَ غيرُه: تَصْرِيفُ الرِّياحِ: جَعْلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً، فجَعَلَها ضُرُوباً فِي أَجْناسِها.
والتَّصْرِيفُ فِي الخَمْرِ: شُرْبُها صِرْفاً أَي: غير مَمْزُوجَةٍ. وصَرَّفْتُهُ فِي الأَمْرِ تَصْرِيفاً، فتَصَرَّفَ فيهِ: أَي قَلَّبْتُهُ: فَتَقَلَّبَ. ويُقال: اصْطَرَفَ لِعيالِهِ: إِذا تَصَرَّفَ فِي طَلَبِ الكَسْبِ قَالَ العَجّاجُ: قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافِي بغَيْرِ مَا عَصْفٍ وَلَا اصْطِرافِ هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجوهريُّ، والمَشْطورُ الثانِي للعَجّاج دُونَ الأول، والرِّوايَةُ فِيهِ: مِنْ غير لَا عَصْفٍ. ولرُؤْبَةَ أُرْجُوزةٌ على هَذَا الرَّوِيِّ، وليسَ المَشْطورانِ وَلَا أَحدُهُما فِيها، قَالَه الصاغانِيّ.
واسْتَصْرَفْتُ اللهَ المَكارِهَ: أَي سَأَلْتُه صَرْفَها عَنِّي. وانْصَرَفَ: انْكَفَّ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ انْكَفَأَ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، وَهُوَ مُطاوِعُ صَرَفَه عَن وَجْهِه فانْصَرَفَ، وَقَوله تَعَالَى: ثُمَّ انْصَرَفُوا أَي: رَجَعُوا عَن المَكانِ الَّذِي استَمَعُوا فِيهِ، وقِيلَ: انْصَرَفُوا عَن العَمَلِ بشَيءٍ مِمَّا سَمِعُوا. والاسْمُ على ضَرْبَتَيْنِ: مُنْصَرِفٌ، وغيرُ مُنْصَرِفٍ قَالَ الزَّمَخْشَريُّ: الاسمُ يمتَنِعُ من الصَّرْفِ مَتى اجْتَمَع فِيهِ اثْنانِ من أَسْبابِ تِسْعَةٍ، أَو تَكَرَّرَ واحِدٌ، وَهِي: العَلَمِيّة والتّأْنِيثُ اللاّزِمُ لَفْظاً أَو مَعْنىً، نَحْو: سُعادَ وطَلْحَةَ. ووَزْنُ الفِعْلِ الَّذِي يَغْلِبُه فِي نَحْوِ أَفْعَلِ، فإِنَّه فِيهِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الاسْمِ، أَو يَخُصُّه فِي نَحْو: ضَرَبَ، إِن سُمِّيَ بِهِ، والوَصْفِيَّة فِي نَحْو: أَحْمَرَ. والعَدْلُ عَن صِيغَةٍ إِلى أُخْرَي فِي نَحْو: عُمَرَ، وثُلاثَ. وأَنْ يكونَ جَمْعاً لَيْسَ على زِنَتِه وَاحِد، كمَساجِدَ ومَصابِيحَ، إِلاّ مَا اعتَلَّ آخِرُه نَحْو جَوارٍ، فإَنَّه فِي الجَرِّ والرفعِ كقاضٍ، وَفِي النَّصْبِ)
كضَوارَِبَ، وحَضاجِرُ وسَراوِيلُ فِي التَّقْدِير جمع حِضَجْرٍ وسِرْوالَة. والتَّرْكِيبُ فِي نَحْو: مَعْدِ يكَرِبَ وبَعْلَبَكَّ. والعُجْمَةُ فِي الأَعْلامِ خاصَّةً. والأَلِفُ والنونُ المُضارِعَتانِ لأَلِفَيِ التَّأْنِيث فِي نَحْو: عُثْمانَ وسَكْرانَ، إِلاّ إِذا اضْطُّرَّ الشاعِرُ فَصَرَفَ. وأَما السببُ الواحدُ فغيرُ مانعٍ أبدا، وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ الكوفيُّونَ فِي إِجازةِ مُنْعِه فِي الشِّعْر لَيْسَ بثَبْتٍ. وَمَا أَحَدُ سبَبَيْه أَو أَسبابه العَلَميّةُ فحكمُه الصَّرْفُ عِنْد التَّنْكيرِ، كقولكَ: رُبَّ سُعادٍ وقَطامٍ لبَقائهِ بِلَا سَبَبٍ، أَو على سَببٍ واحدٍ، إِلاّ نَحْو أَحْمَرَ، فإِنَّ فِيهِ خلافًا بَين الأَخْفَش وصاحبِ الْكتاب. وَمَا فِيهِ سَبَبان فِي الثُّلاثيِّ السَّاكِن الحَشْوِ كنُوحٍ ولُوطٍ مُنْصَرفٌ فِي اللُّغَة الفَصيحة الَّتِي عَلَيْهَا التَّنْزيلُ، لمُقاوَمَةِ السُّكونِ أَحدَ السببنيِ، وقومٌ يُجْرُونَه على الْقيَاس. فَلَا يَصْرفُونَه، وَقد جَمَعَهُما الشَّاعِر فِي قوْله:
(لَمْ تَتَلَفَّعْ بفَضْل مِئْزَرِها ... دَعْدٌ وَلم تُسْقَ دَعْدُ فِي العُلَبِ)
وأَمّا مَا فِيهِ سببٌ زائدٌ، كمَاه وجُور فإِنّ فيهمَا مَا فِي نُوحٍ مَعَ زِيَادَة التأْنيث، فَلَا مَقالَ فِي امْتناعِ صَرْفِه. والتكَرُّر فِي نَحْو بُشْرَى وصَحْراءَ، ومَساجدَ ومَصابيحَ نُزِّلَ البناءُ على حرف تأَنيثٍ لَا يَقَعُ مُنْفَصلاً بحالٍ، والزِّنَةُ الَّتِي لَا واحدَ عَلَيْهَا، مَنْزلَةَ تأْنيثٍ ثانٍ وجمعٍ ثانٍ، انْتهى كلامُ الزَّمَخْشَريّ. والمُنْصَرَفُ: ع، بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن على اَرْبَعَةِ بُرُدٍ من بَدْرٍ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ حَرَسها اللهُ تَعالَى. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُنْصَرَفُ، قد يكونُ مَكَانا، وَقد يكونُ مَصْدراً.
وصَرَفَ الكَلمةَ: أَجْراها بالتنْوينِ. والتَّصْريفُ: إِعمالُ الشَّيْءِ فِي غير وَجْهٍ، كأَنه يَصْرفُه عَن وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ. وتَصاريفُ الأُمورِ: تَخاليفُها. والصَّرْفُ: بَيْعُ الذّهَبِ بالفِّضَة. والمَصْرِفُ: المَعْدِلُ، وَمِنْه قولُه تَعالَى: وَلَمْ يَجدُوا عَنْها مَصْرِفاً وقولُ الشَّاعِر: أَزُهَيْرُ هَلْ عَن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ وَيُقَال: مَا فِي فَمهِ صارِفٌ: أَي نابٌ. وصَرِيفُ الأَقْلامِ: صوتُ جَرَيانِها. بِمَا تَكْتُبُه من أَقْضيَة الله تَعالَى ووَحْيهِ. وقَوْلُ أَبِي خِراشٍ:
(مُقابَلَتَيْن شَدَّهُما طُفَيْلٌ ... بصَرّافَيْنِ عَقْدُهُما جَمِيلُ)
عَنَى بهما شِراكَيْنِ لَهُما صَرِيفٌ. وصَرَّفَ الشَرابَ تَصْرِيفاً: لم يَمْزُجْه، كأَصْرَفَه، وَهَذَا عَن ثَعْلَبٍ. وصَرِيفُون: قريةٌ قربَ الكُوفَة، وَهِي غيرُ الَّتِي ذَكَرَهَا المصَنفُ. والصَّرِيفُ: كُلُّ شيءٍ لَا خِلْطَ فِيهِ. وَفِي حَديث الشُّفْعَةِ: إِذا صُرِّفَت الطُّرُقُ فَلَا شُفْعَةَ أَي بُيِّنَتْ مصارفُها وشَوارعُها.
وكمُحَدِّثٍ: طَلْحَةُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِياميُّ، مُحَدِّث. وكأَميرٍ: صَريفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَةَ،) أَبو قَبيلَةٍ من عَكٍّ باليَمَن، مِنْهُم فُقَهاءُ بني جَعْمانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوَص، لَهُم رياسَةُ العلْمِ باليَمَن.
واصْطَرَفَ لِعِيَالِهِ: اكْتَسَبَ، وَهُوَ مَجاز.
صرف: {صرفا}: حيلة، ويقال: صرفا عن عذاب الله. {مصرفا}: معدلا.

صرف


صَرَفَ(n. ac. صَرْف)
a. Sent away sent off; dismissed; dispatched.
b. [acc. & 'An], Turned back, away from.
c. Changed; spent, expended (money).
d. Drank pure, neat (wine.)
e. Inflected: declined; conjugated.
f. Embellished.
g.
(n. ac.
صَرِيْف), Creaked; grated.
صَرَّفَa. see I (a) (c), (d), (e).
e. Made to turn, to change.
f. Exchanged; sold (merchandise).
g. [acc. & Fī], Left the management of .... to; gave
control, authority over.
تَصَرَّفَ
a. [Fī], Had the management of; had control, authority
over.
b. Was inflected: was declined (noun); was
conjugated (verb).
إِنْصَرَفَ
a. ['An], Set out, departed from, left; retired from;
resigned.
إِصْتَرَفَ
(ط)
a. Toiled, sought sustenance, worked for a living.

إِسْتَصْرَفَa. Asked to ward off, to avert ( evil: God ).

صَرْفa. Exchange; money-changing; rate of exchange.
b. Grammar; inflection; declension; etymology.
c. (pl.
صُرُوْف), Change, vicissitude, mishap, reverse ( of
fortune ).
d. . Repentance.
e. Art, artifice.
f. Excellence, superiority.

صَرْفَةa. The twelfth Mansion of the Moon.

صَرْفِيّa. Grammarian; grammatical.

صِرْفa. Pure, unmixed; unadulterated; neat.

مَصْرِفa. Issue, outlet.

صَاْرِفa. Grating; creaking.

صَاْرِفَة
(pl.
صَوَاْرِفُ)
a. see 1 (c)
صِرَاْفَةa. see 1 (a)b. [ coll. ], Commission
percentage.
صَرِيْفa. Fresh milk.
b. see 25t (b)
صَرِيْفَةa. Thin round cake of bread.
b. (pl.
صُرُف
صِرَاْف), Withered palmbranch.
صَرَّاْفa. Money-changer.
b. Sharp, artful.

صَرَّاْفَة
a. [ coll. ], Cash-box; till.

صَرَفَاْنa. Death.
b. Copper; lead.

تَصَاْرِيْفa. Vicissitudes, reverses ( of fortune ).

N. P.
صَرڤفَ
(pl.
مَصَاْرِيْفُ)
a. Spent, expended; expense, outlay, expenditure.

N. Ac.
صَرَّفَa. Changing, change; mutation.
b. Inflection; declension; conjugation.

N. Ag.
تَصَرَّفَa. Inflected, declined; declinable.
b. [ coll. ], Governor.

N. Ag.
إِنْصَرَفَa. see N. Ag.
تَصَرَّفَ
(a).
N. Ac.
إِنْصَرَفَa. Departure.

صِرْفًا
a. Absolutely, in every respect.

مُتَصَرِّفِيَّة
a. [ coll. ], Government of a town.

صَيْرَف صَيْرَفِيّ (pl.
صَيَارِفَةa. صَيَارِيْف )
see 28 (a)

صنف

(صنف)
الشّجر صَار أصنافا وبدا ورقه وتنوع أَو أخرج ورقه وَالثَّمَر أدْرك بعضه دون بعض والأشياء جعلهَا أصنافا وَالْكتاب أَلفه (على التَّشْبِيه)
[صنف] نه: فيه: فلينفضه "بصنفة" إزاره، هي بكسر النون طرفه مما يلي طرته. ن: هو بفتح صاد، ويقال: صنيفة. ك: أي ينفض فراشه حذرًا من الحية أو العقرب. و"صنف" تمرك، أي ميز كل صنف من الآخر.
ص ن ف: (الصِّنْفُ) النَّوْعُ وَالضَّرْبُ وَفَتْحُ الصَّادِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (تَصْنِيفُ) الشَّيْءِ جَعْلُهُ (أَصْنَافًا) وَتَمْيِيزُ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ. 
[صنف] الصِنْفُ: النَوعُ والضربُ. والصَنْفُ بالفتح: لغة فيه. وعود صنفي بالفتح: منسوب إلى موضع وصنفة الازار، بكسر النون: طرته، وهى جانبُه الذي لا هُدْبَ له، ويقال: هي حاشية الثوب أيَّ جانبٍ كان. وتصنيف الشئ : جعله أصنافا وتمييز بعضها من بعض. قال ابن أحمر: سقيا لحلوان ذى الكروم وما صنف من تينه ومن عنبه
صنف
الصنْفُ: طائفَة من كُلِّ شَيْءٍ، وجَمْعُه صُنُوْفٌ. والصِّنْفَةُ والصنْفَةُ: قِطْعَة من الثَّوب. وطائفَة من القَبِيْلَةِ.
والتَّصنِيْفُ: تَمْيِيْزُ الأشْيَاءِ بَعْضِها من بَعْضٍ. وتَصَنَفَتْ ساقُه وشَفَتُه: تَقَشَّرَتا. والأصْنَفُ من الظِّلْمَانِ: المُتَقَشِّرُ السّاقَيْنِ.
وتَصَنَّفَ النَّبْتُ والأرْطى: تَفَطَّرَ للإيْرَاقِ؛ تَصَنُّفاً، وصَنَّفَ تَصْنِيْفاً. والمُصنَّفُ من الشَّجَرِ: الذي فيه صِنْفَانِ من يابسٍ ورَطْبٍ.
ص ن ف

عنده صنوف من المتاع وأصناف؛ وصنف الأشياء: جعلها صنوفاً وميز بعضها من بعض، ومنه: تصنيف الكتب. وصنف النبات والشجر وتصنف: صار أصنافاً. وشجر مصنف مختلف الألوان والثمر. قال ابن الرقيات:

سقياً لحلوان ذي الكروم وما ... صنف من تينه ومن عنبه

ويقال: صنف الأرطي إذا تفطر بالورق. ومسحه بصنفه ثوبه: بحاشيته. قال ابن مقبل يصف القدح:

جلا صنفات الريط عنه قوابه ... وأخلصنه مما يصان ويمسح
ص ن ف : الصِّنْفُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فِيمَا ذَكَرَهُ عَنْ الْخَلِيلِ الطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ الصِّنْفُ هُوَ النَّوْعُ وَالضَّرْبُ وَهُوَ بِكَسْرِ الصَّادِ وَفَتْحُهَا لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَجَمَاعَةٌ وَجَمْعُ الْمَكْسُورِ أَصْنَافٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَجَمْعُ الْمَفْتُوحِ صُنُوفٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالتَّصْنِيفُ تَمْيِيزُ الْأَشْيَاءِ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ وَصَنَّفَتْ الشَّجَرَةُ أَخْرَجَتْ وَرَقَهَا وَتَصْنِيفُ الْكِتَابِ مِنْ هَذَا وَصَنَّفَ التَّمْرُ تَصْنِيفًا أَدْرَكَ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ وَلَوَّنَ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ 
صنف: صَنَّف (بالتشديد): رتب الكتاب حسب مواده وموضوعاته، ويقال الكُتُب المصنّفة وهي الكتب التي رتبت بهذه الطريقة وليست حسب الحروف الأبجدية (رسالة إلى السيد فليشر ص112 - 113).
ويستعمل هذا الفعل أيضاً على الترتيب حسب الحروف الأبجدية، ويضاف إليه عندئذ: على حروف المعجم. ففي ياقوت (3: 235): وصنَّف غريب حديث ابي عبد الله القاسم بن سلاّم على حروف المعجم وجعله أبواباً.
وصَفَّ أيضاً: نسَّق الكتاب ورتبه على طبقات (ابن خلكان 7: 54) طبعة وستنفيلد، حيث قرأها دي سلان (الترجمة 3: 72) صَنَّفها وهو مصيب بدل صفَّها دون أن يفهم المعنى. وقد أطلق السيد جيلد مايستر في زيشر (28: 685 رقم1) إنه يرى أن الصواب صفها. غير إنه عاد عن رأيه هذا في كتاب أرسله إلي بتاريخ 24 شباط (فبراير) سنة 1875.
صَنَّف: اختلق الكلام كذباً من غير أصل. وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
صَنَّف لنفسه: تخيل، توهم، تصوَّر (بوشر).
صنف: قطع، شرّح، جعله شرائح (ألكالا، هلو).
تصنَّف: صار أصنافاً، تميّز (فوك).
صَنْف (بفتح الصاد وكسرها): أسرة، عشيرة أمة، ففي كتاب الخطيب (ص177 و): مقِرّباً لصنفه مصطنعاً لأهل بيته. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص32 و) في كلامه عن غرناطة: وهذه المدينة ذكر ابن حيان في خبرها أنها لم يملكها أحد من الصنف الأندلسي من آخر دولة آل محمد بن أبي عامر إلا الصنف العدوى.
صِنْف: طائفة، أهل الحرفة. ويقال الآن صُنْف (زيشر 11: 482 رقم 9).
أصناف: غلال، حاصلات زراعية، مواد غذائية.
قريبنا، ما يعود إلى نفس أسرتنا. (عباد 2: 189).
صَنِيفة: وجمعها صنائف: حاشية، طرف الثوب. (معجم مسلم، المقري 2: 335، ابن العوام 1: 306).
تَصْنِيفَة: تزوير، تلفيق (بوشر).
تصنيفة: أسطورة شيء مختلق (بوشر).
تصنيفة: أسطوري (بوشر).
مُصَنَّف. وجمعها مصنفات: مجموعة أحاديث مرتبة حسب فصول كتب الفقه (رسالة إلى السيد فليشر ص113).
مُصَنِف: خالق، مبدع، مبتكر (بوشر).
صنف
الصِّنْفُ والصَّنْفُ: النوع والضرب، والجمع: أصناف وصُنُوْف.
وعود صَنْفيٌّ - بالفتح -: منسوب، وهو من أردإ أجناسه، وبينه وبين الخشب فرق يسير.
وصَنِفَةُ الثوب - بكسر النون - وصِنْفَه وصِنْفَتُه - بالكسر فيهما -: طُرَّتُه؛ وهي جانبه الذي لا هُدب له، ويقال: هي حاشية الثوب أي جانبٍ كان، والأولى من الثلاث هي الفصحى. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشِه بداخلة إزاره؟ ويُروى: بِصَنِفَةِ إزاره - فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين. وقال ابن دريد: صَنِفَةُ الثوب عند أهل اللغة: حاشيته؛ وعند غيرهم: ناحيته التي فيها الهدب. وقال النابغة الجعدي؟ رضي الله عنه - في الصِّنْفِ بمعنى الصَّنِفَةِ:
على لاحِبٍ كَحَصِيْرِ الصَّنَاعِ ... سوى لها الصِّنْفَ إرمالها
وقال ابن عبّاد: الأصْنَفُ من الظِّلْمَانِ: المتَقَشِّرُ السّاقين.
وتَصْنِيْفُ الشيء: جعله أصنافا وتمييز بعضها من بعضٍ، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
سَقْياً لحُلْوانَ ذي الكروم وما ... صَنَّفَ من تِيْنِهِ ومن عنبه
وقيل: معنى " صَنَّفَ " أي نبت ورقه، يقال: صَنَّفَتِ الشجرة إذا طلع ورقها، ومن ذهب إلى أن التصنيف جعله أصنافاً فروايته " صُنِّفَ " على ما لم يسم فاعله؛ وهي رواية الفرّاء.
والمُصَنِّفُ من الشجر: الذي فيه صِنْفانِ من يابس ورطبٍ.
وقال ابن عبّاد: تَصَنَّفَتْ شَفَتُه: أي تقشرت.
وتَصَنَّفَ النبت والأرطى: إذا تفطراً للإيراقِ.
والتركيب يدل على الطائفة من الشيء؛ وعلى تمييز الأشياء بعضها من بعضٍ.
الصاد والنون والفاء ص ن ف

الصِّنْف والصَّنْف الضَّربُ من الشيءِ والجمعُ أَصنافٌ وصُنوفٌ وصَّنفَ الشيءَ ميَّز بعضَه من بعضٍ والصِّنْفُ الصِّفَةُ وصِنَفَةُ الإِزار طُرَّتُه التي عليها الهُدْبُ وقيل هي حاشيتُه أَيَّةً كانت وصِنَفَةُ الثَّوبِ زاوِيتُه والجمع صِنَفٌ والصِنَّفَهُ طائِفَةٌ من القَبيلةِ وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(يُعاطِي القُورَ بالصِنَّفَاتِ مِنْهُ ... كما تُعْطِي رَوَاحضَها السُّبُوبُ)

فسَّره ثعلبٌ فقال إنما يَصِفُ سَراباً يقول إنّ السَّرابَ يُعاطِي بجوانِبه الجِبالَ كأنه يُفِيض عليها كما تُعْطى السُّبوبُ غَواسِلَها من بياضٍ ونَقاءٍ فالصِنَّفات على هذا جَوانِبُ السَّرابِ وإنما الصِنَّفاتُ في الحقيقِة للمُلاءِ فاستعاره للسَّرابِ من حيثُ شبَّه السَّرابَ بالمُلاءِ في الصَّفاء والنَّقاءِ قال

(تُقَطِّعُ غِيطاناً كأنَّ مُتُونَها ... إذا أظْهَرَتْ تُكْسَى مُلاءً مُنَشَّرَا)

وصَنَّفتِ العِضَاهُ اخضَّرت قال ابنُ مُقْبِلٍ

(رآها فؤادي أمَّ خِشْفٍ خَلاَلها ... بِقُورِ الوِرَاقَيْنِ السَّراءُ المصّنِّفُ)

وقال أبو عبيد صَنَّفَ الشجرُ إذا بدأ يورقُ فكان صِنْفين صِنْفٌ قد أَوْرق وصنف لم يورق وليس هذا بقويٍّ وكذلك تَصنَّف قال مُلَيْح

(بها الجازئات العِينُ تُضْحي وَكَوْرُها ... فِيالٌ إذا الأرطَى لها تَتَصَنَّفُ)

وظليمٌ أصْنَفُ السَّاقينِ متقشِّرهما قال الأعلم

(هِزَفٍّ أصْنَفِ السَّاقَيْنِ هِفْلٍ ... بيادِرُ بيضَه بَرْدُ الشَّمالِ)

وعود صَنْفِيٌّ لضربٍ من عودِ الطّيب ليس بجيدٍ
صنف
تصنَّفَ يتصنَّف، تصنُّفًا، فهو مُتصنِّف
• تصنَّفت الكُتُبُ: صارت أصنافًا، صارت أنواعًا "تصنّف النَّباتُ والشَّجرُ". 

صنَّفَ يصنِّف، تصنيفًا، فهو مُصنِّف، والمفعول مُصنَّف
• صنَّف الأشياءَ: قسَّمها ورتَّبها في نظام خاصّ وعلى أساس معيّن يبيّن العلاقات بينها ويميّز بعضَها عن بعض "صنَّف النَّباتات/ الحشرات- صنّف الثَّمرَ".
• صنَّف الكتابَ: ألَّفه ورتّبه "صنَّف كتابًا في الفيزياء". 

تَصْنيف [مفرد]: ج تَصْنيفات (لغير المصدر) وتصانيفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر صنَّفَ.
2 - ما صُنِّف وأُلِّف من الكُتب "اشترى مجموعة من التَّصانيف العلميَّة- تصنيف الكُتُب".
3 - (حي) تقسيم عالم الحيوان أو النبات إلى مجموعات ذات قرابة، وتشمل الشعبة والطائفة والرتبة والفصيلة والجنس والنوع. 

صَنْف/ صِنْف [مفرد]: ج أصناف وصُنوف:
1 - سلعة أو بضاعة "صنف تجاريّ/ ممتاز".
2 - صِفة "قابلت إنسانًا صنفه كذا".
3 - نوعٌ، مجموعة من الأشياء أو المعاني تلتقي في ممَيِّزات خاصَّة ومشتركة "أصناف الكتب/ قماش- صِنف الحوامض من الأشجار المثمرة".
4 - (حي) فئة تصنيفيَّة بين الفصيلة والجنس أو بين القبيلة والفصيلة.
5 - (حي) قسم من النوع يتمّ التعرُّف عليه بخصيصة واحدة، أو بعدّة خصائص كاللّون ومقاومة المرض. 

مُصنَّف [مفرد]: ج مُصنَّفات:
1 - اسم مفعول من صنَّفَ ° رَجُل مُصَنَّف عالميًّا: له ترتيب عالميّ في تخصُّصه.
2 - كتابٌ، مُؤلَّف "مصنَّف في البلاغة- مصنَّفات العقَّاد". 

مُصنِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من صنَّفَ.
2 - اختصاصــيّ في التَّصنيف "مُصنِّف حشرات". 

مُصنِّفَة [مفرد]: مؤنَّث مُصنِّف.
• المصنِّفة: (لغ) كلمة أو مورفيم (أصغر وحدة تحمل معنى) تستخدم في بعض اللُّغات في سياق محدَّد، كالعدد مثلاً الذي يشير إلى الفئة الدِّلاليَّة لمفردة. 
باب الصاد والنون والفاء معهما ص ن ف، ن ص ف، ص ف ن مستعملات

صنف: الصِّنْفُ: طائفةٌ من كُلِّ شيءٍ، فكلُّ ضَرْبٍ من الأشياء صِنْفٌ على حِدَةٍ. والصَّنْفَةُ والصِّنفَةُ: قطعة من الثوب، وطائِفةٌ من القبيلة. والتَّصنيفُ: تَمييزُ الأشياء بعضِها من بَعضٍ.

نصف: النِّصفُ: أحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ، والنُّصْفُ لغة رَديئةٌ. وقَدَحٌ نَصْفانُ: [بَلَغ الكَيْلُ نِصْفَه، وشَطرانُ مِثلُه] ، وقَرْبانُ الى تلك المواضع. ونَصَفَ الماءُ الشَجَرةَ: بَلَغ نِصفَها، وكلُّ شيءٍ مثلُه، قال:

الى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ السّاقُ نَعْلَه ... أَجَلْ لا وإنْ كانت طوالا محامله  والناصِفةُ: صَخْرةٌ تكون في مَناصِف أسْنادِ الوادي. والنَّصَفُ: المرأةُ بين المُسِنّةِ والحَدَثةِ. والنَّصَفَةُ: اسْمُ الإِنصافِ، وتفسيرُه [أن تَعطِيَه من نفسِكَ النِّصْف] أي تُعطي من نَفْسِك ما يَسْتَحِقُّ من الحَقِّ كما تأخُذُه. وانتَصَفتُ منه: أخَذْتُ حَقّي كَملاً حتى صِرتُ وهو على النِّصْفِ سَواء . والنَّصيفُ: النِّصْفُ. والنَّصَفَةُ: الخُدّامُ، واحدُهم ناصِفٌ . وغُلامٌ ناصِفٌ: يَنْصُفُ الملوكَ أي يَخْدُمُهم. والنَّصيف: الخِمارُ. والمَنصَفُ من الطريق ومن النَّهْرِ وكلِّ شيءٍ: وَسَطه. ومُنتَصَفُ اللَّيل والنَّهارِ: وَسَطُه، وانتَصَفَ النهارُ، ونَصَفَ يَنصُفُ. والمُنَصَّفُ: ما طُبخَ من الشَّرابِ حتى ذَهَبَ منه النِّصفُ. والنّاصفةُ: مَسيلٌ عظيم يكون نصف الوادي. صفن: الصَّفْنُ والصَّفَنُ : وعِاءُ الخُصْيَةِ. وكلُّ دابَّةٍ وخَلْقٍ شِبْهِ زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَلِه وَرَقاً أو حشيشاً أو نحو ذلك ثم يُبَيِّتُ في وَسَطه بَيتاً لنفسه أو لفِراخِه فذلك الصَّفَنُ، وفِعْلُه التّصفينُ. والصافِنُ: عِرْقُ باطِنِ الصُّلْب طولاً مَتَّصِلٌ به نِياطُ القَلْبَ، مُعَلَّقٌ به. ويُسَمّى الأكحَلُ من البَعير: الصّافِن. والصَّفْنَةُ: دَلْوٌ صغيرٌ لها حَلقةٌ على حِدَه، فاذا عَظُمَتْ فاسمُها الصُّفْنُ، وفِعْلهُ التَّصفينُ. والصُّفونُ: أن تَصْفِنَ الدابّةُ وتقوم على ثلاثِ قَوائِمَ وترفَعَ قائِمةً عن الأرض، أو ينال سُنبُكُها الأرْضَ لتَسْتَريحَ بذلك، وأكثَرُ ما يَصْفِنُ الخَيْلُ، والصافِنات الخَيْلُ، وقال في العانة:

كُلُّ صَبير عانةٍ صُفُونا

وقراءة عبدِ اللهِ: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ ، أي مَعْقُولةٌ إحدَى يَدَيْها على ثلاثِ قَوائِمَ، وصَوافَّ قد صَفَّتْ قَدَمَيْها، وصَوافِيَ بالياء يُريد خالصةً لِلّهِ. وكُلُّ صافٍّ قَدَمَيهِ صافِنٌ. ويقال: الصّافِنُ الذي يَجْمَعُ يَدَيْهِ ويَثْني طَرَفَ سُنْبُكِ إِحدَى رِجْلَيْهِ. وقيل: الصافِنُ فوقَ اليَدِ.

صنف

2 صنّفهُ, (M, K,) inf. n. تَصْنِيفٌ, (S, M, O, K,) He assorted it; i. e. made it into, or disposed it in, sorts, or species; (S, O, K;) and separated, or distinguished, its several parts or portions or constituents, one from another: (S, M, O, K:) التَّصْنِيفُ is the separating, or distinguishing, of things, one from another. (Msb.) b2: And hence, (Z, Msb, * TA,) تَصْنِيفُ الكُتُبِ (Z, TA) or الكِتَابِ: (Msb:) you say, صنّف الكِتَابَ, inf. n. as above, He composed the book. (MA.) A2: صنّفت العِضَاهُ The [trees called] عضاه became green: (M:) and صنّف الشَّجَرُ the trees put forth their leaves: (O, K: [and the like is said in the Msb:]) AHn says that this signifies the trees began to leaf, so that they were of two sorts, one sort that had leaved and one sort that had not leaved; but this is not a valid saying; and in like manner ↓ تصنّف: (M:) accord. to the A, both signify the trees became of different sorts; and in like manner النَّبَاتُ [the plants, or herbage]: (TA:) and صنّف الثَّمَرُ, inf. n. as above, signifies the fruits became so that some of them were ripe exclusively of others, and some of them coloured exclusively of others: (Msb:) and الأَرْطَى ↓ تصنّف, and النَّبْتُ, the [trees called] ارطى, and the plants, or herbage, broke forth to leaf. (Ibn-'Abbád, O, K.) 'ObeydAlláh Ibn-Keys-er-Rukeiyát says, سَقْيًا لِحُلْوَانَ ذِى الكُرُومِ وَمَا صَنَّفَ مِنْ تِينِهِ وَمِنْ عِنَبِهْ

[May there be a sending down of rain to Hulwán, the possessor of vines, and of such as have put forth their leaves, of the fig-trees and the grape-vines thereof]: (O, K:) it is said in the K that the verb in this verse is thus, from صنّف الشَّجَرُ, not from صنّفهُ; and that J has erred in the reading that he has given; for the reading given by J, who ascribes this verse to Ibn-Ahmar, is صُنِّفَ; but this is the reading of Fr, [as is said in the O,] and both readings are correct; and of the latter, [accord. to which the meaning is, and of such as have been made to consist of various sorts or species, of the fig-trees and the grape-vines thereof,] MF says, it is that which the case requires, the commendation being for the abundance and variety of the fruits of the trees, rather than for the trees putting forth their leaves. (TA.) 5 تَصَنَّفَ see above, in two places. b2: One says also, تصنّفت شَفَتُهُ His lip became chapped. (Ibn-'Abbád, O, K.) And تصنّف سَاقُ النَّعَامَةِ The shank of the ostrich became chapped. (TA.) صَنْفٌ: see what next follows.

صِنْفٌ and ↓ صَنْفٌ A sort, or species, (Lth, S, M, O, Msb, K,) of a thing, (M, TA,) or of things, (Lth, TA,) as, for instance, of householdgoods, or furniture and utensils: (TA:) [a term subordinate to جِنْسٌ:] and a part, or portion, or constituent, of anything: (Lth, Msb, TA:) pl. (of the former, Msb) أَصْنَافٌ and (of the latter, Msb) صُنُوفٌ. (M, O, Msb, K.) b2: Also the former, i. q. صِفَةٌ [meaning A quality, an attribute, a property; or a description, as meaning the aggregate of the qualities or attributes or properties, of a thing, or the state, condition, or case, of a thing]. (M, K.) b3: See also صَنِفَةٌ.

صَنِفٌ: see the next paragraph.

صِنْفَةٌ: see the next paragraph.

صَنِفَةٌ (S, M, O, K) and ↓ صِنْفَةٌ and ↓ صِنْفٌ, (Sh, O, K,) the first of which is the most chaste, (O, TA,) of a waist-wrapper (إِزَار), (S, M,) or of a garment, (O, K,) The طُرَّة thereof, i. e. (S, O) the side thereof that has no fringe of unwoven threads: (S, O, K:) or (M, K) its طُرَّة [or border] (M) upon which is the fringe consisting of unwoven threads: (M, K:) or any border, or side, thereof: (S, M, O, K:) accord. to IDrd, it is, with the lexicologists, the side (حَاشِيَة) of a garment; and with others, the part in which is the fringe of unwoven threads: (O:) and the corner of a garment: the pl. of صَنِفَةٌ is صَنِفَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ صَنِفٌ. (M.) b2: صَنِفَاتٌ, as used by a poet describing the سَرَاب [or mirage], means, accord. to Th, (tropical:) The sides, or borders, of the سراب; the سراب being likened by him to a [garment such as is called] مُلَآءَة. (M.) b3: and صَنِفَةٌ signifies also (assumed tropical:) A portion of a قَبِيلَة [or tribe]. (Sh, TA.) عُودٌ صَنْفِىٌّ A species, or sort, of عُودُ الطِّيبِ [i. e. aloes-wood] not of good quality: (M:) or one of the worst kinds of عُود, (O, K,) little differing from خَشَب [i. e. wood used in carpentry and the like]: (O:) or inferior to the قَمَارِىّ and superior to the قَاقُلِّىّ: (K:) used for fumigating therewith: (TA:) so called in relation to a place [the situation of which I am unable to determine with certainty: see, respecting it, note 12 to ch. xx. of my Translation of the Thousand and One Nights]. (S, O.) أَصْنَفُ, (O, K,) or أَصْنَفُ السَّاقَيْنِ, (M,) A male ostrich having his shanks excoriated: (M, O, K:) pl. صُنْفٌ. (K.) تَصْنِيفٌ inf. n. of 2 [q. v.]. b2: [As a subst., A literary composition; as also ↓ مُصَنَّفٌ: pl. of the former تَصَانِيفُ; and of the latter مُصَنَّفَاتٌ.]

أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ [Sorts, or species, separated, or distinguished, one from another; distributed, or classified;] is a phrase similar to أَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ. (S in art. بوب.) b2: See also تَصْنِيفٌ.

مُصَنِّفٌ [A literary composer; an author of a book or books]. b2: شَجَرٌ مُصَنِّفٌ, (Z, O, K, TA,) [in the CK مُصَنَّف, which is wrong, for it is] like مُحَدِّثٌ, (TA,) Trees among which are two sorts, dry and fresh: (O, K:) or, accord. to Z, trees varying in colours and fruits. (TA.)
صنف
الصِّنْفُ بالكَسْرِ، والفَتْح لغةٌ فيهِ: النَّوْعُ والضَّرْبُ من الشَّيْءِ، يُقالُ: صِنْفٌ من المَتاعِ، وصَنْفٌ مِنْهُ ج: أَصْنافٌ، وصُنُوفٌ وقالَ اللَّيْثُ: الصِّنْفُ: طائِفَةٌ من كُلِّ شَيْءٍ، وكُلُّ ضَرْبٍ من الأَشْياءِ: صِنْفٌ على حِدَةٍ. والصِّنْفُ: بالكَسْرِ وَحْدَه: الصِّفَةُ، وبالضَّمِّ: جَمْعُ الأَصْنَفِ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ. والعُودُ الصَّنْفِيُّ، بِالْفَتْح: مَنْسوبٌ إِلَى مَوْضِعٍ، وهُو من أَرْدَإِ أَجْناسِ العُودِ وبينَه وبينَ الخَشَبِ فَرْقٌ يَسِيرٌ أَو هُوَ دُونَ القَمارِيِّ وفَوْقَ القَاقُلِّيِّ يُتَبَخَّرُ بِهِ. وصَنِفَةُ الثَّوْبِ، كَفرِحَةٍ، وصِنْفُه وصِنْفَتُه، بكَسْرِهِما ثَلاثُ لُغاتٍ، الأَخيرتانِ عَن شَمِرٍ، والأُولى هِيَ الفُصْحَى، وَبهَا وَرَدَ الحَدِيثُ: إِذا أَوَى أَحَدَكُمْ إِلى فِراشِه، فليَنْفُضْه بصَنِفَةِ إِزارِه، فإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْه حاشيَتُه قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَكَذَا عندَ أَهْلِ اللُّغَةِ، زادَالجُوْهَرِيُّ: أَيَّ جانِبٍ كانَ، أَو هِيَ طُرَّتُه، وَهُوَ: جانِبُه الَّذي لَا هُدْبَ لَه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَو جانِبُه الَّذي فيهِ الهُدْبُ نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ عَن غَيْرِ أَهلِ اللُّغَةِ، وقالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي الصِّنْفِ بمَعْنَىالصُّنْفَةِ:
(على لاحِبٍ كحَصِيرِ الصَّنا ... عِ سَوَّى لَهَا الصِّنْفُ إِرْمالُها)
وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: الأَصْنَفُ من الظّلْمانِ: الظَّلِيمُ المُتَقَشِّرُ السّاقَيْنِ والجَمْعُ صُنْفٌ، وَقد تَقدَّم، قَالَ الأَعْلَمُ الهُذَلِيُّ:
(هِزَفٍّ أَصْنَفِ السّاقَيْنِ هِقْلٍ ... يُبادِرُ بَيْضَهُ بَرْدَ الشَّمالِ)
وصَنَّفَهُ تَصْنِيفاً: جَعَلَه أَصْنافاً، ومَيَّزَ بعضَها عَنْ بَعْضٍ قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَمِنْه تَصْنِيفُ الكُتُبِ.
وصَنَّفَ الشَّجَرُ: نَبَتَ وَرَقَهُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: صَنَّفَ الشَّجَرُ: إِذا بَدَأَ يُورِقُ، فَكَانَ صِنْفَيْنِ: صِنْفٌ قد أَورَقَ، وصِنْفٌ لم يُورِقْ، وَلَيْسَ هَذَا بقَوِيٍ ومِنْ هَذا المَعْنَى قولُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ هَكَذَا نِسَبَه صاحبُ العُباب لَهُ يَمْدَحُ عبدَ العَزِيزِ بنِ مَرْوانَ:
(سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُرُوم ومَا ... صَنَّفَ مِنْ تِينِه ومِنْ عِنَبِه)
لَا مِنَ الأَوّلِ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ قلتُ: الذِي فِي الصِّحاحِ أَنَّ البيتَ لابْنِ أَحْمَرَ، وهكَذا أَنْشَدَهُ سلَمَةُ عَن الفَرّاء، وروايَتُه: صُنِّفَ على بناءِ المَجْهولِ، وروايَةُ غيرِه: صَنَّفَ وكِلْتاهُما صَحِيحَتانِ، قالَ شيخُنا: فإِذا كَانَت مَوْجودَةً بِهِ، وَهُوَ معنى صَحِيحٌ، فكيفَ يُحْكَمُ بأَنَّهُ وَهَمٌ بل إِذا تَأَمَّلَ الناظِرُ حقَّ التأَمُّلِ عَلِمَ أَنَّ المَقامَ يَقْتَضي الوَجْهَ الَّذِي ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، واقتَصَرَ عَلَيْهِ الفَرّاءُ فإِنَّ المَدْحَ بِكَثْرَة إِثمارِ الشَّجَرِ، وإِتيانِه بثَمَرِهِ أَنْواعاً وأَصْنافاً أَظْهَرُ وأَوْلَى من كَوْنِ)
الشجرِ أَنْبَتَ وأَوْرَقَ، فتأَمّل، ذَلِك لَا غُبارَ عليهِ، وَالله أَعلم. والمُصَنَّفُ من الشَّجَرِ كمُحَدِّثٍ: مَا فِيهِ صِنْفانِ من يابِسٍ ورَطْبٍ نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: شَجَرٌ مُصَنِّفٌ: مُخْتَلِفُ الأَلْوانِ والثَّمَرِ. وتَصَنَّفَتْ شَفَتُه: أَي تَشَقَّقَتْ نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ. قَالَ: وتَصَنَّفَ الأَرْطَى، وكَذا النَّبْتُ: إِذا تَفَطَّرَ للإِيراقِ. وَفِي الأَساس: تَصَنَّفَ الشَّجَرُ والنَّباتُ: صارَ أَصْنافاً، وَكَذَا صَنَّفَ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الصَّنِفاتُ: جَوانِبُ السَّرابِ، وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَبٌ مَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعرابيِّ:
(يُعاطِي القُورَ بالصَّنِفاتِ مِنْهُ ... كَمَا تُعْطِي رَواحِضَها السُّبُوبُ)
وَهُوَ مَجازٌ، وإِنَّما الصَّنِفاتُ فِي الحَقِيقةِ للمُلاءِ، فاسْتَعارَه للسَّرابِ من حَيْثُ شَبَّهَ السَّرابَ بالمُلاءِ فِي الصِّفَةِ والنَّقاءِ. والصِّنْفَةُ: طائِفَةٌ من القَبِيلَةِ عَن شَمِرٍ. وصَنَّفَتِ العِضاهُ: اخْضَرَّتْ، قالَ ابنُ مُقْبِل:
(رَآها فُؤادِي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لَها ... بقُورِ الوِرَاقَيْنِ السَّراءُ المُصَنِّفُ)
وتَصَنَّفَ الشَّجَرُ: بدَأَ يُرِقُ، فكانَ صِنْفَيْنِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، قَالَ مُلَيْحٌ:
(بِها الجازِئاتُ العِينُ تُضْحِي وكَوْرُها ... قِيالٌ إِذا الأَرْطَى لَها تَتَصَنَّفُ)
وتَصَنَّفَتْ ساقُ النّعامَةِ: تَشَقَّقَتْ. والصَّنْفان، مُحَرَّكَةٌ: قريةٌ بالشَّرْقِيَّةِ.

صنف


صنَفَ
صَنَّفَa. Divided, sorted, assorted, classified.
b. Composed, wrote (book).
c. Produced leaves (plant).
d. Forged made up a lie.
تَصَنَّفَa. Became chapped (lips).
b. see II (c)
صَنْفa. see 2
صِنْف
(pl.
صُنُوْف
أَصْنَاْف
38)
a. Sort, kind, species; class, division, category.
b. see 2t
. —
صِنْفَة
2t
صَنِفَة
Edge, hem, border.
N. Ag.
صَنَّفَa. Author.

N. Ac.
صَنَّفَ
(pl.
تَصَاْنِيْف)
a. Literary composition; book, work.

صُنَافِر
a. Quintessence, essence, extract.

صنف: الصِّنْفُ والصَّنْفُ: النَّوْعُ والضَّرْبُ من الشيء. يقال:

صَنْفٌ وصِنْفٌ من المَتاع لغتان، والجمع أَصنافٌ وصُنُوفٌ.

والتَّصْنِيفُ: تمييز الأَشياء بعضها من بعض. وصَنَّف الشيءَ: مَيَّز

بعضَه من بعض. وتَصْنِيفُ الشيء: جعْلُه أَصْنافاً. والصِّنْفُ:

الصِّفَةُ.وصَنِفَةُ الإزارِ، بكسر النون: طُرَّتُه التي عليها الهُدْبُ، وقيل: هي

حاشيته، أَيَّةً كانت. الجوهري:صِنْفَةُ الإزارِ، بالكسر، طُرَّتُه، وهي

جانبه الذي لا هُدْبَ له، ويقال: هي حاشية الثوب، أَيَّ جانب كان. وفي

الحديث: فليَنْفُضْه بِصَنِفَةِ إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه.

وصَنِفَةُ الثوب: زاويته، والجمع صَنِفٌ، وللثوب أَربع صَنِفاتٍ،

وسُمِّي الإزارُ إزاراً لحفظه صاحِبَه وصِيانتِه جَسَده، أُخذَ من آزَرْتُه أَي

عاوَنْتُه، ويقال إزار وإزارةٌ. الليث: الصَّنِفةُ والصِّنْفةُ قِطعةٌ

من الثوب؛ وقول الجعدي:

على لا حِبٍ كحَصيرِ الصَّنا

عِ، سَوَّى لها الصِّنْفُ إرمالُها

قال شَمِرٌ: الصِّنْفُ والصِّنفَةُ الطرَفُ والزاوية من الثوب وغيره.

والصِّنْفةُ طائفة من القبيلة. الليث: الصِّنْف طائفَة من كل شيء، وكل ضرب

من الأَشياء صِنْفٌ على حِدَةٍ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يُعاطِي القُورَ بالصَّنِفاتِ منه،

كما تُعْطِي رَواحِضَها السُّبُوبُ

فسره ثعلب فقال: إنما يصف سَراباً يُعاطِي بجوانبه الجبالَ كأَنه

يُفِيضُ عليها كما تُعطي السُّبُوبُ غَواسِلَها من بياض ونقاء، فالصَّنفاتُ على

هذا جوانب السراب، وإنما الصنفات في الحقيقة للمُلاء، فاستعاره للسَّراب

من حيث شُبِّه السرابُ بالمُلاء في الصفة والنَّقاء؛ قال:

تُقَطِّعُ غِيطاناً كأَنَّ مُتُونَها،

إذا أَظْهَرَتْ، تُكْسَى مُلاءً مُنَشَّرا

وروى سلمة أَنَّ الفراء أَنشده لابن أَحمر:

سَقْياً لحُلْوانَ ذِي الكُرومِ، وما

صُنِّفَ مِنْ تِينه ومن عِنَبِهْ

أَنشده الفراء صُنِّف، ورواه غيره صَنَّفَ؛ ويقال: صُنِّفَ مُيِّزَ،

وصَنَّفَ خرج ورَقُه، وصَنَّفَتِ العِضاهُ اخضرّت؛ قال ابن مقبل:

رآها فؤادِي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لها،

بقُورِ الوِراقَينِ، السَّراءُ المُصَنِّف

قال أَبو حنيفة: صَنَّفَ الشجرُ إذا بدأ يُورِقُ فكان صنفين صنف قد

أَوْرَقَ وصنف لم يورِقْ، وليس هذا بقوي، وكذلك تَصَنَّفَ؛ قال مُلَيْح:

بها الجازِئاتُ العِينُ تُضْحِي وكَوْرُها

فِيالٌ، إذا الأَرْطَى لها تَتَصَنَّف

وظَلِيمٌ أَصْنَفُ الساقين: مُتَقَشِّرُهُما؛ قال الأَعلم الهذلي:

هِزَفٌّ أَصنفُ الساقَيْنِ هِقْلٌ،

يُبادِر بَيْضَه بَرْدُ الشَّمالِ

أَصْنَفُ: متقشر. تَصَنَّفَتْ ساقُه إذا تَشَقَّقَتْ. وتَصَنَّفَتْ

شَفَتُه إِذا تَشَقَّقَتْ.

وعودٌ صَنْفِيٌّ، بالفتح: لضرب من عود الطيب ليس بجيد، قال الجوهري:

منسوب إلى موضع، وقيل: عُودٌ صَنْفِيٌّ، بالفتح، للبَخُورِ لا غيرُ.

التاجُ

التاجُ:
اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصــها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامّه من الدور المعمورة المعظمة: كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقضّ فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمّة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيّأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا؟ فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا؟ قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي؟ قال:
إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخّرك إلى الآن؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصحّ مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عوّلنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، وو الله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ما كان خاطره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردّد إليه أيام فرجه ومتنزّهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمّى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحبّ المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيّزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيّا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلّى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزّرّادين، وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل، ثم توجّه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوّج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصّلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيّام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمّه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطّرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحبّ البقاع إليه، وكان يتردّد فيما بينه وبين سرّ من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامرّاء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفّق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسّعه وكبّره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثّريّا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره. ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتمّ عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان، وردّ أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجرّ ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسنّاة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسنّاة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر! وبذيل منه:
كلدت حوله الأبنية والدور، من جملتها قبة الحمار، وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيّا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيّرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجصّ والآجر دون الأساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كذلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشقّ أساسها ووضع البناء فيه على خطّ مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعدّ من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.