الجذر: ش هـ ر
مثال: إشهار الخَبَر
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها مصدر للفعل «أشهر»، وهذا الفعل لم يرد في المعاجم بمعنى «أعلن»، وإنما الوارد «شَهَرَ» الثلاثي.
الصواب والرتبة: -إشهار الخبر [صحيحة]
التعليق: (انظر: أَشْهَرَ).
شهر: الشُّهْرَةُ: ظهور الشيء في شُنْعَة حتى يَشْهَره الناس. وفي
الحديث: من لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه الله ثوبَ مَذَلَّة. الجوهري:
الشُّهْرَة وُضُوح الأَمر، وقد شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ
وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قال:
أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي
لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ
ويروى لَمُشْتَهِر، بكسر الهاء. ابن الأَعرابي: والشُّهْرَةُ الفضيحة؛
أَنشد الباهلي:
أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَما
بَدا لك من شَهْرِ المُلَيْساء، كوكب؟
شهر المُلَيْساء: شَهْرٌ بين الصَّفَرِيِّة والشِّتاء، وهو وقت تنقطع
فيه المِيرَة؛ يقول: تَعْرِض علينا الشَّاهِرِيَّةَ في وقت ليس فيه مِيرة.
وتَسُومُ: تَعْرِض. والشَّاهِرِيَّة: ضَرْب من العِطْر، معروفة. ورجل
شَهِير ومشهور: معروف المكان مذكور؛ ورجل مَشْهور ومُشَهَّر؛ قال ثعلب: ومنه
قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إِذا قَدمْتُمْ علينا شَهَرْنا
أَحْسَنَكم اسماً، فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم
كان الاخْتِيارُ.
والشَّهْرُ: القَمَر، سمي بذلك لشُهرته وظُهوره، وقيل: إِذا ظهر وقارَب
الكمال. الليث: الشَّهْرُ والأَشْهُر عدد والشهور جماعة. ابن سيده:
والشهر العدد المعروف من الأَيام، سمي بذلك لأَنه يُشْهَر بالقمر وفيه علامة
ابتدائه وانتهائه؛ وقال الزجاج: سمي الشهر شهراً لشهرته وبيانه؛ وقال أَبو
العباس: إِنما سُمي شهراً لشهرته وذلك أَن الناس يَشْهَرُون دخوله
وخروجه. وفي الحديث: صوموا الشَّهْرَ وسِرَّه؛ قال ابن الأَثير: الشهر الهلال،
سُمِّي به لشهرته وظهوره، أَراد صوموا أَوّل الشهر وآخره، وقيل: سِرُّه
وسَطه؛ ومنه الحديث: الشهر تسع وعشرون، وفي رواية: إِنما الشهْر، أَي أَن
فائدة ارْتِقاب الهلال ليلة تسع وعشرين لِيُعَرف نقص الشهر قبله، وإِن
أُريد به الشهرُ نفسُه فتكون اللام فيه للعهد. وفي الحديث: سُئِل أَيُّ
الصوم أَفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: شهر الله المحرمُ؛ أَضافه إِلى الله
تعظيماً وتفخيماً، كقولهم: بيت الله وآل الله لِقُرَيْشٍ. وفي الحديث:
شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصان؛ يريد شهر رمضان وذا الحجة أَي إِنْ نَقَصَ عددهما
في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صاموا تسعة
وعشرين، أَو وقع حَجُّهم خطأًً عن التاسع أَو العاشر لم يكن عليهم قضاء
ولم يقع في نُسُكهم نَقْص. قال ابن الأَثير: وقيل فيه غير ذلك، قال: وهذا
أَشبه، وقال غيره: سُمي شهراً باسم الهلال إِذا أَهَلَّ سمي شهراً. والعرب
تقول: رأَيت الشهر أَي رأَيت هلاله؛ وقال ذو الرُّمة:
يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وهو نَحِيلُ
ابن الأَعرابي: يُسَمَّى القمر شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ به، والجمع
أَشْهُرٌ وشُهور.
وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عن اللحياني.
والمُشاهَرَة: المعاملة شهراً بشهر. والمُشاهَرة من الشهر: كالمُعاوَمَة
من العام، وقال الله عز وجل: الحَجُّ أَشهرٌ معلومات؛ قال الزجاج: معناه
وقتُ الحجّ أَشهر معلومات. وقال الفراء: الأَشهر المعلومات من الحجّ
شوّال وذو القَعْدَة وعشر من ذي الحِجَّة، وإِنما جاز أَن يقال أَشهر وإِنما
هما شهران وعشرٌ من ثالث وذلك جائز في الأَوقات. قال الله تعالى:
واذكروا الله في أَيام معدودات فمن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ؛ وإِنما يتعجل في
يوم ونصف. وتقول العرب: له اليومَ يومان مُذْ لم أَرَهُ، وإِنما هو يوم
وبعض آخر؛ قال: وليس هذا بجائز في غير المواقيت لأَن العرَب قد تفعَل
الفِعْل في أَقلَّ من الساعة ثم يوقعونه على اليوم ويقولون: زُرْته العامَ،
وإِنما زاره في يوم منه.
وأَشْهَرَ القومُ: أَتى عليهم شهرٌ، وأَشهرتِ المرأَة: دخلتْ في شهرِ
وِلادِها، والعرب تقول: أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَي أَتى علينا شهر: قال
الشاعر:
ما زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم،
مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ
وأَشْهَرْنَا مذ نزلنا على هذا الماء أَي أَتى علينا شهر.
وأَشهرنا في هذا المكان: أَقمنا فيه شهراً. وأَشْهَرْنا: دخلنا في
الشهر.وقوله عز وجل: فإِذا انسلخ الأَشهُرُ الحُرُم؛ يقال: الأَربعةُ أَشهر
كانت عشرين من ذي الحجة والمحرمَ وصفرَ وشهرَ ربيع الأَول وعشراً من ربيع
الآخر، لأَن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل،
ويقال لأَيام الخريف في آخر الصيف: الصَّفَرِيَّةُ؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح
سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم:
فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يوم،
وما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ
الشُّهور: العلماء، الواحد شَهْر. ويقال: لفلان فضيلة اشْتَهَرها
الناسُ.وشَهَر فلان سيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً أَي سَلَّه؛ وشَهَّرَهُ: انْتَضاه
فرفعه على الناس؛ قال:
يا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا،
أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا
وفي حديث عائشة: خرج شاهِراً سيفه راكباً راحِلَته؛ يعني يوم الرِّدَّة،
أَي مُبْرِزاً له من غمده. وفي حديث ابن الزبير: من شَهَر سيفه ثم وضعه
فَدَمُه هَدَرٌ، أَي من أَخرجه من غمده للقتال، وأَراد بوضَعَه ضرب به؛
وقول ذي الرمة:
وقد لاحَ لِلسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى،
على أُخْرَياتِ الليل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ
أَي صبح مشهور. وفي الحديث: ليس مِنّا من شَهَر علينا السلاح.
وامرأَة شَهِيرة: وهي العَرِيضة الضخمة، وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها.
والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس. وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة: عريضة
واسعة.والشِّهْرِيَّة: ضرْب من البَراذِين، وهو بين البِرذَون والمُقْرِف من
الخيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
لها سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ،
حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا
فسَّره فقال: واشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه، ويعني بالسَّلَفِ الفحل.
والإِفالُ: صغار الإِبل. وقد سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً.
وشَهْرانُ: أَبو قبيلة من خَثْعَم. وشُهارٌ: مَوضع؛ قال أَبو صخر:
ويومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً
على دُبُرٍ مُجْلٍ، من العَيْشِ، نافِدِ
غزل: غَزَلَت المرأَة القطن والكتان وغيرهما تَغْزله غَزْلاً، وكذلك
اغْتَزَلَتْه وهي تَغْزِل بالمِغْزل، ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازُِلُ؛ قال جندل بن
المثنى الحارثي:
كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،
قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ
على أَن الغُزَّلَ قد يكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلاً في جمع فاعلٍ من
المذكر أَكثر منه في جمع فاعِلة. والغَزْلُ أَيضاً: المغزول. والغَزْلُ:
ما تغْزِلُه مذكر، والجمع غُزول؛ قال ابن سيده: وسمى سيبويه ما تنسجه
العنكبوت غَزْلاً فقال في قول العجاج:
كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل
الغَزْلُ: مذكر، والعنكبوت أُنثى، كذا قال الغَزْل مذكر وأَضرب عن ذكر
النسج الذي في شعر العجاج؛ واستعمال أَبو النجم الغزل في الجبل
(* قوله
«في الجبل» هكذا في الأصل) فقال:
يَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه
واسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ، تميم
تكسر الميم وقيس تضمها، والأَخيرة أَقلها، والأَصل الضم، وإِنما هو مِنْ
أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل. وأَغْزَلَت المرأَة: أَدارت المِغْزَلَ؛ قال
الشاعر:
من السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل
قال الفراء: وقد استثقلت العرب الضمة في حروف وكسرت ميمها، وأَصلها
الضم، من ذلك مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل، لأَنها في المعنى
أُخذت من أُصْحِف أَي جُمعت فيه الصحف، وكذلك المِغْزَل إِنما هو من
أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فهو مُغْزَل، وفي كتاب لقوم من اليهود: عليكم كذا
وكذا ورُبع المغْزل أَي ربع ما غَزَلَ نساؤكم؛ قال ابن الأَثير: هو
بالكسر الآلة، وبالفتح موضع الغَزْل، وبالضم ما يجعل فيه الغَزْل، وقيل: هو
حُكْم خص به هؤلاء.
والمُغَيْزِل: حبل دقيق؛ قال ابن سيده: أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته؛
قال: حكى ذلك الحِرْمازي؛ وأَنشد:
وقال اللَّواتي كنّ فيها يَلُمْنَني:
لعل الهوى، يوم المُغَيزِل، قاتِلُهْ
والغَزَلُ: حديثُ الفِتْيان والفَتَيات. ابن سيده: الغَزَلُ اللهو مع
النساء، وكذلك المَغْزَلُ؛ قال:
تقول لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها:
أَيا مالكٌ هل في الظَّعائِن مَغْزَلُ؟
ومُغازَلَتُهنّ: مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ، وقد غازَلَها،
والتَّغَزُّلُ: التكلّف لذلك؛ وأَنشد:
صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل
تقول: غازَلْتُها وغازَلَتْني، وتَغَزَّلَ أَي تكلف الغَزَلَ، وقد
غَزِلَ غَزلاً وقد تَغَزَّلَ بها وغازَلَها وغازَلَتْه مُغازَلة. ورجل غَزِلٌ:
مُتَغَزِّلٌ بالنساء على النسب أَي ذو غَزَلٍ. وفي المثل: هو أَغْزَلُ
من امرئ القيس. والعرب تقول: أَغْزَلُ من الحُمَّى؛ يريدون أَنها معتادة
للعليل متكررة عليه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به. ورجل غَزِلٌ: ضعيف عن
الأَشياء فاترٌ فيها؛ عن ابن الأَعرابي. وغازَلَ الأَرْبَعين: دَنا
منها؛ عن ثعلب.
والغَزالُ من الظِّباء: الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حين يتحرك ويمشي،
وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكّر النعت والفعل على تذكير التشبيه، وقيل:
هو بَعْد الطَّلا، وقيل: هو غَزالٌ من حين تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يبلغ
أَشَدَّ الإِحْضار، وذلك حين يَقْرُن قوائمه فيضعها معاً ويرفعها معاً،
والجمع غِزْلة وغِزْلانٌ مثل غِلْمة وغِلْمان، والأُنثى بالهاء، وقد
أَغْزَلَت الظبيةُ. وظبية مُغْزِلٌ: ذات غَزال. وغَزِلَ الكلبُ، بالكسر،
غَزَلاً إِذا طلب الغَزَالَ حتى إِذا أَدركه وثَغا من فَرَقِه انصرف منه
ولهِيَ عنه. ابن الأَعرابي: الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ، بالكسر، أَي فَتَر
وهو أَن يطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض
ولَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف، فيقال: غَزِلَ واللهِ كلبُك، وهو كلب غَزِلٌ.
ويقال للضعيف الفاتر عن الشيء: غَزِلٌ، ومنه: رجل غَزِلٌ لصاحب النساء
لضعفه عن غير ذلك.
والغَزالةُ: الشمس، وقيل: هي الشمس عند طلوعها، يقال: طلعت الغَزالةُ
ولا يقل غابت الغَزالةُ، ويقال: غرَبت الجَوْنةُ، وإِنما سميت جَوْنةً
لأَنها تَسْودّ عند الغُروب، ويقال: الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار،
وقيل: الغَزالةُ عين الشمس، وغَزالةُ الضحى وغَزالاتُه بعدما تنبسط الشمس
وتُضْحي، وقيل: هو أَول الضحى إِلى مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتى يمضي من
النهار نحوٌ من خُمُسِه. يقال: أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى؛ قال:
يا حَبَّذا، أَيامَ غَيْلانَ، السُّرى
ودَعْوةُ القوم: أَلا هل مِنْ فتًى
يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى؟
وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي:
تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً،
فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا
ويقال: فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة. ويقال: جاءنا فُلان في غَزالةِ
الضحى؛ قال ذو الرمة:
فأَشرفْتُ، الغزالةَ، رأْسَ حُزْوى
أَراقِبُهم، وما أغنى قِبالا
يعني الأَظْعانَ، ونصب الغزالة على الظرف. وقال ابن خالويه: الغزالة في
بيت ذي الرمة الشمس، وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ، ورأْس
حُزْوى مفعول أَشْرَفْت، على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس،
وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ؛ قال:
دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً: هل مِنْ فَتًى
يَسُوقُ بالقوم، غَزالاتِ الضُّحى؟
وغَزالةُ والغَزالةُ: المرأَة الحَرُوريّة معروفة، سميت بأَحد هذه
الأَشياء؛ قال أَيْمُنُ بن خُرَيم:
أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب،
لأَهْلِ العِراقَيْن، حَوْلاً قَمِيطا
وقال آخر:
هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى؟
بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر
(* هذا البيت لعمران بن حِطّان يتهكم فيه الحجَّاج، وفي رواية أخرى:
هلاّ برزت الى غزالة في الوغى).
وغَزالُ شَعْبانَ: ضربٌ من الجنادب. وغَزالٌ: موضع؛ قال سويد بن عمير
الهذلي:
أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا،
ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ
وفَيْفاء غَزالٍ، وقَرْنُ غزال: موضعان. والغَزالةُ: عُشْبة من
السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً. ودمُ
الغَزال: نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون، يؤكل وله حُروفة،
وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً
حُمْراً في أَيديهن. وغَزال وغُزَيّل: اسمان.
نكح: نَكَحَ فلان
(* قوله «نكح فلان إلخ» بابه منع وضرب كما في
القاموس.) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها
أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج:
ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها
عليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا
الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية
لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك
الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء،
فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛
قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى
إِلا على معنى التزويج؛ قال الله تعالى: وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم؛
فهذا تزويج لا شك فيه؛ وقال تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم
المؤمنات؛ فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح، وأَكثر التفسير أَن هذه الآية
نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة، وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن
الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ، فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك.
قال الأَزهري: أَصل النكاح في كلام العرب الوطء، وقيل للتزوّج نكاح
لأَنيه سبب للوطء المباح. الجوهري: النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ، تقول:
نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت؛ وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج
منهم. قال ابن سيده: النِّكاحُ البُضْعُ، وذلك في نوع الإِنسان خاصة،
واستعمله ثعلب في الذُّباب؛ نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً، وليس في
الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ
(* قوله «وليس في الكلام فعل يفعل إلخ» الحصر إِضافي
وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح.) مما لام الفعل منه حاء
إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ
ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ.
ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ: كثير النكاح. قال: وقد يجري النكاح مجرى
التزويج؛ وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق،
والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي، وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن
يكثر منه الشيء.
وأَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، والاسم
النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في
ناديهم فيقول: خِطْبٌ أَي جئت خاطباً، فيقال له: نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك
إِياها؛ ويقال: نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً، وقصر أَبو
عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ، فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة؛
كان يأْتيها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول هي: نِكْحٌ، حتى قالوا: أَسرعُ من
نكاح أُمِّ خارجة. قال الجوهري: النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان، وهي كلمة
كانت العرب تتزوَّج بها. ونِكْحُها: الذي يَنْكِحُها، وهي نِكْحَتُه؛
كلاهما عن اللحياني.
قال أَبو زيد: يقال: إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد
النكاح.
ويقال: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها. ونَكَحَ النُّعاسُ
عينَه، وناكَ المطرُ الأَرضَ، وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها. وامرأَة
ناكح، بغير هاء: ذات زوج؛ قال:
أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى، وطُلِّقتْ،
غَداةَ غَدٍ، منهنَّ من كان ناكِحا
وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا
ءُ، من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه
ويقوِّيه قول الآخر:
لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ
أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني
وفي حديث قَيْلَة: انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي
ذاتِ نكاح يعني متزوجة، كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة
وطلاق؛ قال ابن الأَثير: ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل
فيقال: نَكَحتْ، فهي ناكح؛ ومنه حديث سُبَيْعةَ: ما أَنتِ بناكح حتى
تنقضيَ العدَّة. واسْتَنْكَحَ في بني فلان: تزوَّج فيهم، وحكى الفارسي
اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ وأَنشد:
وهمْ قَتَلوا الطائيَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً،
أَبا جابرٍ، واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
نبل: النُّبْل، بالضم: الذَّكاءُ والنَّجابة، وقد نَبُلَ نُبْلاً
ونَبالة وتَنَبَّل، وهو نَبِيلٌ ونَبْلٌ، والأُنثى نَبْلة، والجمع نِبالٌ،
بالكسر، ونَبَلٌ، بالتحريك، ونَبَلة. والنَّبِيلة: الفَضِيلة
(* قوله «ونبل
بالتحريك ونبلة والنبيلة الفضيلة» هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط
السيد مرتضى لتقطيع في الورق، وفي بعض النسخ: ونبل بالتحريك مثل كريم
وكرم، الليث: النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا) ، وأَما النَّبالة فهي
أَعمّ تجري مَجْرَى النُّبْل، وتكون مصدراً للشيء النَّبيل الجسيم؛
وأَنشد:
كَعْثَبُها نَبِيلُ
قال: وهو يَعيبها بهذا، قال: والنَّبَلُ في معنى جماعة النَّبيل، كما
أَن الأَدَم جماعة الأَدِيم، والكَرَم قد يجيء جماعة الكريم. وفي بعض
القول: رجل نَبْل وامرأَة نَبْلة وقوم نِبالٌ، وفي المعنى الأَول قوم نُبَلاء.
الجوهري: النُّبْل والنَّبالة الفَضْل، وامرأَة نَبِيلة في الحسن
بَيِّنة النَّبالة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة امرأَة:
ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ،
إِلاَّ لِحُسنِ الخَلْق والنَّبالَهْ
وكذلك الناقة في حسن الخَلْق. وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم: حَسَنه مع غلظ؛
قال عنترة:
وَحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى،
مهدٍ مراكِلُهُ، نَبِيلِ المَحْزِمِ
وكذلك الرجل؛ أَنشد ثعلب في صفة رجل:
فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ،
لم يَلْقَ بُؤْساً لحمه ولا دَمُهْ
ويقال: ما انتَبَلَ نَبْلَهُ إِلاَّ بأَخَرةٍ، ونُبْلَه ونَبَالَه كذلك
أَي لم يَنْتَبِه له وما بالي به؛ قال يعقوب: وفيها أَربع لغات: نُبْلَه
ونَبالَهُ ونَبالتَه ونُبالَتَه؛ قال ابن بري: اللغات الأَربع التي ذكرها
يعقوب إِنما هي نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبالَتَه لا غير. وأَتاني
فلانٌ وأَتاني هذا الأَمر وما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي ما شعَرْت به
ولا أَردته؛ وقال اللحياني: أَتاني ذلك الأَمر وما انتَبَلْت نُبْلَه
ونُبْلَتَه؛ قال: وهي لغة القَناني، ونَبالَه ونَبالَته أَي ما علمت به، قال:
وقال بعضهم معناه ما شَعرْت به ولا تهيَّأْت له ولا أَخذت أُهْبَتَه،
يقال ذلك للرجل يغْفُل عن الأَمر في وقته ثم ينتبه له بعد إِدْباره. وفي
حديث النضر بن كَلْدة: والله يا معْشَر قريش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم
بَتْلَه؛ قال الخطابي: هذا خطأ والصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَي ما
انتبهتم له ولم تعلموا علمه، تقول العرب: أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل
نَبْله أَي ما انتبهت له، والله أَعلم.
ابن الأَعرابي: النُّبْلة اللُّقْمة الصغيرة وهي المَدَرَة الصغيرة.
الجوهري: والنُّبْلة العطيَّة. والنَّبَل: الكِبارُ؛ قال بشر:
نَبِيلة موضع الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ،
وفي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار
والنَّبَلُ أَيضاً: الصِّغار، وهو من الأَضداد. والنَّبَل: عِظام
الحجارة والمَدَر ونحوهما وصغارها ضدّ، واحدتها نَبَلة، وقيل: النَّبَل العِظام
والصِّغار من الحجارة والإِبل والناس وغيرهم. والنَّبَلُ: الحجارة التي
يُسْتنجى بها؛ ومنه الحديث: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل؛
قال أَبو عبيد: وبعضهم يقول النُّبَل؛ قال ابن الأَثير: واحدتها نُبْلة
كغُرْفة وغُرَف، والمحدثون يفتحون النون والباء كأَنه جمع نبيل في التقدير؛
والنَّبَل، بالفتح، في غير هذا الكِبار من الإِبل والصغار، وهو من
الأَضداد. ونبَّلَه نُبَلاً: أَعطاه إِياها يستنجي بها، وتَنَبَّلَ بها:
اسْتَنْجى؛ قال الأَصمعي: أَراها هكذا بضم النون وفتح الباء. يقال: نَبِّلْني
أَحجاراً للاستنجاء أَي أَعطنيها، ونَبِّلني عَرْقاً أَي أَعطنيه. قال
أَبو عبيد: المحدثون يقولون النَّبَل، بفتح النون، قال: ونراها سميت نَبَلاً
لصغرها، وهذا من الأَضداد في كلام العرب أَن يقال للعِظام نَبَل وللصغار
نَبَل. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: النَّبَل جمع نابِل وهي الحذَّاق
بعمَل السلاح. والنَّبَل: حجارة الاستنجاء، قال: ويقال النُّبَل، بضم
النون؛ قال محمد بن إِسحق بن عيسى: سمعت القاسم بن معن يقول: إِن رجلاً من
العرب توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخيه لمَّا ورثه
فقال الرجل:
أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ
أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا؟
إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً،
جَزْءُ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا
يقول: أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وقد رُزِئْت بكِبار الكِرام؟ قال: وبعضهم
يَرْويه نُبَلا، يريد جمع نُبْلة، وهي العظيمة؛ قال ابن بري: الشعر
لحضْرَميِّ بني عامر، والنَّبَل في الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام، قال: فنَرى
أَن حجارة الاستنجاء سُمِّيت نَبَلاً لصَغارتها. وقال أَبو سعيد: كلما
ناولْت شيئاً ورَميته فهو نَبَل، قال: وفي هذا طريق آخر: يقال ما كانت
نُبْلَتك من فلان فيما صنعْت أَي ما كان جَزاؤُك وثوابُك منه، قال: وأَما ما
روي شَصائصاً نَبَلا، بفتح النون، فهو خطأ والصحيح نُبَلا، بضم النون.
والنُّبَلُ ههنا: عِوَضٌ مما أُصِبْت به، وهو مردود إِلى قولنا ما كانت
نُبْلَتُك من فلان أَي ما كان ثوابُك. وقال أَبو حاتم فيما أَلَّفه من
الأَضداد: يقال ضَبٌّ نَبَلٌ وهو الضخم، وقالوا: النَّبَل الخسيسُ؛ قاله أَبو
عبيد وأَنشد:
أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا
بفتح النون؛ قال أَبو منصور: أَما الذي في الحديث وأَعِدُّوا النُّبَل،
فهو بضم النون، جمع النُّبْلة وهو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر،
وأَما النَّبَل فقد جاء بمعنى النَّبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس، ومن هذا
قيل للرجل القصير تِنْبَل وتِنْبال؛ وأَنشد أَبو الهيثم بيت طرفة:
وهو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ
(* قوله «وهو بسمل المعضلات نبيل» هكذا في الأصل بالنون والباء والياء
التحتية في الشطر وتفسيره، والذي في شرح القاموس فيهما تنبل كدرهم
بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي).
فقال: قال بعضهم نَبيل أَي عاقل، وقيل: حاذِق، وهو نبيلُ الرأْي أَي
جيِّده، وقيل: نبيل أَي رفيق بإِصلاح عِظام الأُمور. واسْتَنْبَل المالَ:
أَخذ خِيارَه. ونُبْلة كل شيء: خِيارُه، والجمع نُبُلات مثل حُجْرة
وحُجُرات؛ وقال الكميت:
لآلئ، من نُبُلاتِ الصِّوا
رِ، كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل
أَي خِيار الصِّوار، شبَّه البقر الوَحْشِيَّ باللآلئ؛ وقوله أَنشده
ابن الأَعرابي:
مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا
قال ابن سيده: لم يفسره إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من
أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ،
وإِن كان ذلك ليس له فعل.
والتِّنْبالُ والتِّنْبالةُ؛ القصير بَيِّن التِّنْبالة، ذهب ثعلب إِلى
أَنه من النَّبَل، وجعله سيبويه رباعيّاً.
والنَّبْلُ: السهام، وقيل: السِّهامُ العربية، وهي مؤنثة لا واحد له من
لفظه، فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة؛ قال أَبو حنيفة: وقال
بعضهم واحدتها نَبْلة، والصحيح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم؛ التهذيب:
إِذا رجعوا إِلى واحدة قيل سهم؛ وأَنشد:
لا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بكسره
(* قوله «لا تجفواني» هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه).
وحكي نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال؛ قال الشاعر:
وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ
بأَنْبالٍ، مَرَقْنَ من السَّوادِ
وأَنشد ابن بري على نِبال قولَ أَبي النجم:
واحْبِسْنَ في الجَعْبةِ من نِبالها
وقول اللَّعِين:
ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبال
(* قوله ولكن حقها هرد النبال» هكذا في الأصل مضبوطاً).
وقال الفراء: النَّبْل بمنزلة الذَّوْد. يقال: هذه النَّبْلُ، وتصغَّر
بطرح الهاء، وصاحبها نابلٌ. ورجل نابِلٌ:
ذو نَبْلٍ. والنابِلُ: الذي يعمَل النَّبْلَ، وكان حقه أَن يكون
بالتشديد، والفعل النِّبالةُ. ابن السكيت: رجل نابلٌ ونَبَّال إِذا كان معه
نَبْل، فإِذا كان يعملها قلت نابِلٌ. ونابَلْتُه فَنَبَلْته إِذا كنت أَجودَ
نَبْلاً منه، قال: وقد يكون ذلك في النُّبْل أَيضاً، وتقول: هذا رجل
مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كان معه نَبْل. وتَنَبَّل أَيضاً أَي تكلَّف
النُّبْل. وتَنَبَّل أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ وأَنشد ابن بري
لأَوس:وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ
وفي المثل: ثارَ حابِلُهم على نابِلِهم أَي أَوْقَدوا بينهم الشرَّ.
ونَبَّال، بالتشديد: صانعٌ للنَّبْل، ويقال أَيضاً: صاحب النَّبْل؛ قال امرؤ
القيس:
وليس بذي رُمْحٍ فيَطْعُنني به،
وليس بذي سَيْف، وليس بنَبَّال
يعني ليس بذي نَبْل. وكان أَبو حَرَّار يقول: ليس بِنابِلٍ مثل لابِنٍ
وتامِر. قال ابن بري: النَّبَّال، بالتشديد، الذي يعمل النَّبْل،
والنابِلُ صاحب النَّبْل، هذا هو المستعمل؛ قال الراجز:
ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابِلُ،
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ
ونسب ابن الأَثير هذا القول لعاصم وقال: نابِل أَي ذو نَبْل، قال: وربما
جاء نَبَّال في موضع نابِل، ونابِلٌ في موضع نَبَّال. وليس القياس؛ قال
سيبويه: يقولون لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونابِل،
وإِن كان شيء من هذا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثم قال: وقد
تقول لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال، على التشبيه
بالآخر، وحِرْفَته النِّبالة. ومُتَنَبِّل: حامل نَبْل.
وَنَبَله بالنَّبْل يَنْبُله نَبْلاً: رماه بالنَّبْل. وقوم نُبَّل:
رُماةٌ؛ عن أَبي حنيفة. ونَبَلَه يَنْبُله نَبْلاً وأَنْبَله، كلاهما:
أَعطاه النَّبْل. وأَنْبَلْته سهماً. أَعطيته. واسْتنْبَله: سأَله النَّبْل.
ونَبِّلْني أَي هَبْ لي نِبالاً. واسْتَنْبَلني فلان فأَنْبَلْتُه أَي
أَعطيته نَبْلاً، وفي الصحاح: اسْتَنْبَلَي فَنَبَلْته أَي ناولته نَبْلاً.
ونَبَل على القوم يَنْبُل: لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِليهم ليرموا بها.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: كنت أَيامَ الفِجار أَنْبُل على
عُمُومَتي، وروي: كنت أُنَبِّل على عُمومتي يومَ الفِجَار؛ نَبَّلْت الرجل،
بالتشديد، إِذا ناوَلْته النَّبْل ليرمي، وكذلك أَنْبَلْته. وفي الحديث:
إِنّ سعداً كان يرمي بين يدي النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحُد
والنبيُّ يُنَبِّلُه، وفي رواية: وفتىً يُنَبِّلُه كلما نَفِدتْ نَبْلُه، وفي
رواية: يَنْبُلُه، بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء؛ قال ابن الأَثير:
قال ابن قتيبة وهو غلط من نَقَلة الحديث لأَن معنى نَبَلْته أَنْبُلُه
إِذا رميته بالنَّبْل، وقال أَبو عمر الزاهد: بل هو صحيح، يعني يقال
نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته؛ ومنه الحديث: الرامِي ومُنْبِله، ويجوز أَن
يريد بالمُنْبِل الذي يردُّ النَّبْل على الرامي من الهَدَف. ونَبَلَ
بِسَهْم واحد: رَمَى به، ورجل نابِلٌ: حاذِق بالنَّبْل. وقال أَبو زيد:
تَنابل فلان وفلان فَنَبَله فلان إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل، من النُّبْل،
وأَيهما أَحذق عملاً.
ونابَلَني فلان فنَبَلْته أَي كنت أَجود نَبْلاً منه؛ قال ابن سيده: روى
بعض أَهل العلم عن رؤبة قال سأَلناه عن قول امرئ القيس:
نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً،
لَفْتَكَ لأْمين على نابِلِ
(* قوله «لفتك إلخ» مع بعد كرك لأمين إلخ هكذا في الأصل).
فقال: حدّثني أَبي عن أَبيه قال: حدثتني عمتي وكانت في بني دارِمٍ
فقالت: سأَلت امرأَ القيس وهو يشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنى:
كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ
فقال: مررت بنابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الريش لُؤاماً وظُهاراً فما رأَيت
أَسرع منه ولا أَحسن فشبَّهت به. التهذيب: النابِل الذي يرمي بالنَّبْل
في قول امرئ القيس:
كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ
وقيل: هو الذي يُسَوِّي النِّبال. وهو من أَنْبَلِ الناس أَي أَعلمهم
بالنَّبْل؛ قال:
تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها
أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا
وفلان نابِل أَي حاذِق بما يُمارِسُه من عمل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب يصف
عسلاً أَو نبعة:
تَدَلَّى عليها، بالحِبال مُوَثَّقاً
شديدَ الوَصاةِ، نابِلٌ وابنُ نابِلِ
(* سيرد هذا البيت في الصفحة التالية وروايته مختلفة عما هو عليه هنا).
الجوهري: والنابِلُ الحاذِق بالأَمر. يقال: فلان نابِل وابنُ نابِل أَي
حاذِق وابن حاذِق؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الإِصْبع:
قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها
أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا
أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل. قال ابن سيده: وكل حاذِق نابِلِ؛ قال أَبو
ذؤيب يصف عاسِلاً:
تَدَلَّى عليها، بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ،
شديدُ الوَصاة نابِلٌ وابنُ نابِل
جعله ابنَ نابِل لأَنه أَحْذَق له.
وأَنْبَلَ قداحه: جاء بها غِلاظاً جافِية؛ حكاه أَبو حنيفة.
وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت ما عندي أَي أَخذت؛ قال اوس بن حجر:
لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي،
وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّل
تَنَبَّلتْ ما عندي: ذهبت بما عندي. ونَبَلَتْ: حَمَلتْ. ونَبَلَ الرجلَ
بالطعام ينْبُله: علَّله به وناوله الشيء بعد الشيء. ونَبَل به يَنْبُل:
رَفَقَ. ولأَنْبُلَنَّك بنبالتك أَي لأَجزينك جزاءك. والنَّبْل: السير
الشديد السريع، وقيل: حسْن السوق للإِبل، نَبَلَها يَنْبُلها نَبْلاً
فيهما. ابن السكيت: نَبَلْت الإِبل أَنْبُلها نَبْلاً إِذا سقتها سوقاً
شديداً. ونَبَلْت الإِبل أَي قمت بمصلحتها؛ قال زفر بن الخِيار
المحاربي:لا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها،
فإِنها ما سَلِمَتْ قُواها،
بَعِيدة المُصْبَحِ من مُمْساها،
إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها،
لَبِئْسَما بُطْءٌ ولا تَرْعاها
(* قوله «لا تأويا إلخ» المشاطير الثلاث الاول اوردها الجوهري، وفي
الصاغاني وصواب انشاده:
لا تأويا للعيس وانبلاها * لبئسما بطء ولا نرعاها
فانها ان سلمت قواها * نائية المرفق عن رحاها
بعيدة المصبح من ممساها * إذا الاكام لمعت صواها)
أَبو زيد
(* قوله «ابو زيد إلخ» عبارة الصاغاني: أبو زيد يقال انبل
بقومك اي ارفق بهم، قال صخر الغيّ:
فانبل بقومك اما كنت حاشرهم * وكل جامع محشور له نبل
اي كل سيد جماعة يحشرهم اي يجمعهم اهـ. وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين
وكتب عليه لفظ معاً، وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل).
انبُل بقومك أَي ارْفُقْ بقومك، وكل جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ
يحشُرهم أَي يجمَعُهم له نُبُلٌ أَي رِفْق. قال: والنَّبْلُ في الحِذْق،
والنَّبالةُ والنَّبْلُ في الرجال. ويقال: ثَمَرة نَبِيلة وقَدِح نَبِيل.
وتَنَبَّل الرجلُ والبعيرُ: مات؛ وأَنشد ابن بري قول الشاعر:
فقلت له: يَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ،
أَدَعْك ولا أَدْفِنْك حتى تَنَبَّل
والنَّبِيلة: الجِيفةُ. والنَّبِيلةُ: المَيْتةُ. ابن الأَعرابي:
انْتَبَل إِذا مات أَو قَتَل ونحو ذلك. وأَنْبَله عُرْفاً: أَعطاه إِيَّاه.
والتِّنْبال: القصير.
وكل: في أَسماء الله تعالى الوَكِيلُ: هو المقيم الكفيل بأَرزاق العباد،
وحقيقته أَنه يستقلُّ بأَمر المَوْكول إِليه. وفي التنزيل العزيز: أَن
لا تَتَّخِذوا من دُوني وكِيلاً؛ قال الفراء: يقال رَبًّا ويقال كافِياً؛
ابن الأَنباري: وقيل الوَكِيلُ الحافظ، وقال أَبو إِسحق: الوَكِيلُ في
صفة الله تعالى الذي توَكَّل بالقيام بجميع ما خَلَق، وقال بعضهم:
الوَكِيلُ الكفيل ونِعْمَ الكَفِيل بأَرزاقِنا، وقال في قولهم حَسْبُنا الله
ونِعْم الوَكِيلُ: كافِينا اللهُ ونِعْمَ الكافي، كقولك: رازقنا اللهُ ونِعْم
الرازق؛ وأَنشد أَبو الهيثم في الوَكِيل بمعنى الرَّبِّ:
وداخِلةٍ غَوْراً، وبالغَوْرِ أُخرِجتْ،
وبالماء سِيقَتْ، حين حانَ دُخولُها
ثَوَتْ فيه حَوْلاً مُظلِماً جارياً لها،
فسُرَّتْ به حَقًّا وسُرَّ وَكِيلُها
داخِلة غَوْراً: يعني جَنِين الناقة غارَ في رَحِمِ الناقة، وبالغَوْر
أُخْرِجت: بالرَّحِم أُخْرجت من البطن، بالماء سِيقَتْ إِلى الرَّحم حين
حَمَلتْه، سُرَّت يعني الأُمّ بالجنين، وسُرَّ وكيلُها: يعني رَبَّ الناقة
سَرَّه خُروجُ الجَنين.
والمُتَوَكِّل على الله: الذي يعلم أَن الله كافِلٌ رزقه وأَمْرَه
فيرْكَن إِليه وحْدَه ولا يتوَكَّل على غيره. ابن سيده: وَكِلَ بالله وتوَكَّل
عليه واتَّكَل استَسْلم إِليه، وتكرّر في الحديث ذكر التَّوكُّل؛ يقال:
توكَّل بالأَمر إِذا ضَمِن القِيامَ به، ووَكَلْت أَمري إِلى فلان أَي
أَلجَأْتُه إِليه واعتمدت فيه عليه، ووَكَّل فلانٌ فلاناً إِذا استَكْفاه
أَمرَه ثِقةً بكِفايتِه أَو عَجْزاً عن القِيام بأَمر نفسه. ووَكَل إِليه
الأَمرَ: سلَّمه. ووَكَلَه إِلى رأْيه وَكْلاً ووُكُولاً: تركه؛ وأَنشد
ابن بري لراجز:
لمَّا رأَيت أَنَّني راعِي غَنَمْ،
وإِنَّما وكْلٌ على بعضِ الخَدَمْ
عَجْزٌ وتَعْذِيرٌ، إِذا الأَمرُ أَزَمْ
أَراد أَنَّ التوكُّل على بعض الخدَم عَجْزٌ.
ورجل وَكَلٌ، بالتحريك، ووُكَلة مثل هُمَزة وتُكَلة على البدَل
ومُواكِل: عاجِزٌ كثير الاتكال على غيره. يقال: وُكَلةٌ تُكَلةٌ أَي عاجز يَكِل
أَمره إِلى غيره ويَتَّكِل عليه؛ قالت امرأَة:
ولا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ
الوَكَل: الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره؛ قال ابن بري: وهذه المرأَة هي
مَنْفوسة بنت زيد الخيل؛ قال: والرَّجَز إِنما هو لزوجها قيس بن عاصم،
وهو:أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشبِهْ عَمَلْ،
ولا تَكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ
يُصْبِحُ في مَضْجَعه قد انْجَدَلْ،
وارْقَ إِلى الخَيْرات زَنْأً في الجَبَلْ
وأَما الذي قالته مَنْفوسة فإِنها قالته في ولدها حكيم:
أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا
أَمّا أَبي فَلَنْ تَنال ذاكا
تَقْصُر أَنْ تَنالَه يَداكا
وقال أَبو المُثلم أَيضاً:
حامِي الحَقيقةِ لا وانٍ ولا وَكَل
اللحياني: رجل وَكَلٌ إِذا كان ضعيفاً ليس بنافِذٍ. ويقال: رجل مُواكِل
أَي لا تجده خفيفاً، بغير همز. ويقال: فيه وَكالٌ أَي بُطْءٌ وبَلادة.
وفي الحديث: كان إِذا مشى عُرِف في مشيه أَنه غير غَرِضٍ ولا وَكَل؛
الوَكَلُ والوَكِلُ: البليدُ والجبان، وقيل: العاجز الذي يَكِلُ أَمره إِلى
غيره. وفي مَقْتَل الحسين، عليه السلام، قال سنان قاتلُه للحجَّاج:
وَلَّيْتُ رأْسَه
(* قوله «وليت رأسه» ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء والظاهر
انه بضمها) امْرَأً غير وَكَل، وفي رواية: وكَلْتُه إِلى غير وَكَل، يعني
نفسَه. ويقال: قد اتَّكَل عليك فلان وأَوْكَل عليك فلان بمعنى واحد.
ويقال: قد أَوْكَلْت على أَخيك العمل أَي خلَّيته كلّه. ورجل وُكَلةٌ إِذا
كان يَكِلُ أَمرِه إِلى الناس. وواكَلْت فلاناً مُواكلةً إِذا اتَّكَلْت
عليه واتَّكَل هو عليك.
والوَكالُ: الضعف؛ قال أَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ:
إِذا واكَلْتَه لم يُواكِل
وقال أَبو طالب:
وما تَرْكُ قَوْمٍ، لا أَبا لكَ، سَيِّداً
يَحُوطُ الذِّمارَ غير ذَرْبٍ مُواكِل
وواكَلَتِ الدابةُ وِكالاً: أَساءت السيرَ؛ وقيل: المُواكِلُ من الدوابّ
المُرْكِحُ إِلى التأَخُّر. وتواكَلَ القوم مُواكَلةً ووِكالاً: اتَّكَل
بعضهم على بعض. أَبو عمرو: المُواكِلُ من الخيل الذي يَتَّكِل على صاحبه
في العَدْو. وفي حديث الفضل بن العباس وابن ربيعة: أَتَياه يسأَلانه
السِّقاية فتَواكَلا الكلامَ أَي اتَّكَل كلُّ واحد منهما على الآخر فيه.
يقال: اسْتَعَنْت القومَ فتَواكَلوا أَي وكلَني بعضُهم إِلى بعض؛ ومنه حديث
ابن يَعْمَر: فظننت أَنه سيَكِلُ الكلامَ إِليَّ؛ ومنه حديث لُقْمان:
وإِذا كان الشأْنُ اتَّكَل أَي إِذا وقع الأَمر لا يَنْهَض فيه ويَكِله
إِلى غيره. وفي الحديث: أَنه نهى عن المُواكلة؛ قيل: هو من الاتِّكال في
الأُمور وأَن يَتَّكل كلُّ واحد منهما على الآخر. يقال: رجل وُكَلَةٌ إِذا
كثُر منه الاتِّكال على غيره فنُهي عنه لما فيه من التَّنافُر والتقاطُع،
وأَن يَكِل صاحبه إِلى نفسه ولا يُعينه فيما يَنُوبُه، وقيل: إِنما هو
مُفاعلة من الأَكْل، والواو مُبْدَلة من الهمزة، وقد تقدّم. وفرس واكِلٌ:
يَتَّكِلُ على صاحبه في العَدْوِ ويحتاج إِلى الضرْب. ويقال: دابَّة فيها
وِكالٌ شديد ووَكالٌ شديد، بالفتح والكسر. ووَكَلَتِ الدابةُ: فَتَرَت؛
قال القطامي:
وَكَلَتْ فقلْت لها: النَّجاءَ تَناوَلي
بِيَ حاجتَي، وتَجَنَّبي هَمْدانا
والوَكِيلُ: الجَريءُ، وقد يكون الوَكِيلُ للجمع، وكذلك الأُنثى، وقد
وَكَّله على الأَمْر، والاسم الوَكالة والوِكَالةُ. ووَكِيلُ الرجل: الذي
يَقوم بأَمره، سمِّي وَكِيلاً لأَن مُوَكِّله قد وَكَل إِليه القيامَ
بأَمره فهو مَوْكولٌ إِليه الأَمرُ. والوَكِيلُ، على هذا القول: فَعِيل بمعنى
مفعول. وتقول: اللهم لا تَكِلْنا إِلى أَنفسنا. وفي حديث الدعاء: لا
تَكِلْني إِلى نفسي طَرْفةَ عَيْنٍ فَأَهْلِكَ. وفي الحديث: ووَكَلَها إِلى
الله أَي صَرَف أَمْرَها إِليه. وفي الحديث: مَنْ توَكَّل بما بين
لَحْيَيْه ورِجْلَيْهِ توَكَّلْت له بالجنَّة؛ قيل: هو بمعنى تكَفَّل. الجوهري:
الوَكِيلُ معروف. يقال: وَكَّلْته بأَمر كذا تَوْكِيلاً.
والتَّوَكُّل: إِظْهارُ العَجْزِ والاعْتماد على غيرك، والاسم
التُّكْلان. واتَّكَلْت على فلان في أَمري إِذا اعتمدته، وأَصله اوْتَكَلْت، قلبت
الواوُ ياء لانكسار ما قبلها ثم أُبدلت منها التاء فأُدغمت في تاء
الافتعال، ثم بُنِيَت على هذا الإِدغام أَسماءٌ من المِثال، وإِن لم تكن فيها
تلك العلة، توهُّماً أَن التاء أَصلية لأَن هذا الإِدغام لا يجوز إِظهاره
في حال، فمِنْ تلك الأَسماء التُّكَلة والتُّكْلان والتُّخَمة والتُّهَمة
والتُّجاهُ والتُّراثُ والتَّقْوَى، وإِذ صغَّرت قلت تُكَيْلةٌ
وتُخَيْمة، ولا تُعيد الواو لأَن هذه حروف أُلْزِمَت البدَل فبقيت في التصغير
والجمعِ. ووَكَلَه إِلى نفسه وَكْلاً ووُكُولاً، وهذا الأَمر مَوْكولٌ إِلى
رأْيِك؛ وقوله
(* اي النابغة، وعجز البيت:
وليلٍ أقاسِيهِ بَطِيء الكَواكب) :
كِلِيني لَهمٍّ، يا امَيْمةَ، ناصِبِ
أَي دَعِيني.
ومَوْكَل، بالفتح: اسم جبل؛ وقال ثعلب: هو اسم بيت كانت المُلوك تنزِله.
وغُرْفَةُ مَوْكَل: موضع باليمن؛ ذكره لبيد فقال يصف الليالي:
وغَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الذي أَلْفَيْنَهُ
قد كان خُلِّدَ فوق غُرْفةِ مَوْكَل
وجاء مَوْكَل على مَفْعَل نادراً في بابه، والقِياس مَوْكِلٌ؛ قال
الجوهري: وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ؛ وأَنشد ابن بري للأَسود:
وأَسبابُه أَهْلَكْنَ عاداً، وأَنزلت
عَزِيزاً تغنَّى فوق غُرْفَةِ مَوْكَلِ
فلس: الفَلْس: معروف، والجمع في القلة أَفْلُس، وفُلُوس في الكثير،
وبائعُه فَلاَّس. وأَفْلَس الرجل: صار ذا فُلُوس بعد أَن كان ذَا دراهِم،
يُفْلس إِفلاساً: صار مُفْلِساً كأَنما صارت دراهِمه فُلُوساً وزُيوفاً، كما
يقال: أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صار أَصحابُه خُبتَاء، وأَقْطَفَ صارت
دابّته قَطُوفاً. وفي الحديث: من أَدرك مالَه عند رجل قد أَفْلَس فهو أَحَقُّ
به؛ أَفْلَس الرجل إِذا لم يبق له مالٌ، يُراد به أَنه صار إِلى حال يقال
فيها ليس معه فَلْس، كما يقال أَقْهَر الرجلُ صار إِلى حال يُقْهَر
عليها، وأَذَلَّ الرجلُ صار إِلى حال يَذِل فيها.
وقد فَلَّسه الحاكم تَفْلِيساً: نادة عليه أَنه أَفْلَس. وشيء مُفَلَّس
اللّوْن إِذا كان على جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس. وقال أَبو عمرو:
أَفْلَسْت الرجل إِذا طلبتَه فأَخطأَت موضعه، وذلك الفَلَس والإِفْلاس؛ وأَنشد
للمُعَطَّل الهذلي
(* قوله «وأَنشد للمعطل الهذلي» في هامش الأصل مانصه: قلت
الشعر لأبي قلابة الطابخي الهذلي.) :
يا حِبُّ، ما حُبُّ القَبُول، وحُبُّها
قَلَسٌ، فلا يُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس
قال أَبو عمرو في قوله وحُبُّها فَلَس أَي لا نَيْلَ معه.
لوح: اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب؛ الأَزهري:
اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب، والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً. واللوحُ:
الذي يكتب فيه. واللوح: اللوح المحفوظ. وفي التنزيل: في لوح محفوظ؛ يعني
مُسْتَوْدَع مَشِيئاتِ الله تعالى، وإِنما هو على المَثَلِ. وكلُّ عظم
عريض: لَوْحٌ، والجمع منهما أَلواحٌ، وأَلاوِيحُ جمع الجمع؛ قال سيبويه:
لم يُكَسَّرْ هذا الضرب على أَفْعُلٍ كراهيةَ الضم على الواو« وقوله عز
وجل: وكتبنا له في الأَلْواحِ؛ قال الزجاج: قيل في التفسير إِنهما كانا
لَوْحَيْن، ويجوز في اللغة أَن يقال لِلَّوْحَيْنِ أَلواح، ويجوز أَن يكون
أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنين. وأَلواحُ الجسد: عظامُه ما خلا قَصَبَ
اليدين، والرجلين، ويُقال: بل الأَلواحُ من الجسد كلُّ عظم فيه عِرَضٌ.
والمِلْواحُ: العظيم الأَلواح؛ قال:
يَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ
وبعير مِلْواحٌ ورجل مِلْواحٌ.
ولَوْحُ الكَتِف: ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غيرها من أَعلاها؛
وقيل: اللوحُ الكَتفُ إِذا كتب عليها. واللَّوْحُ، واللُّوحُ أَعْلى: أَخَفُّ
العَطَشِ، وعَمَّ بعضهم به جنس العطش؛ وقال اللحياني: اللُّوحُ سرعة
العطش. وقد لاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُواحاً ولُؤُوحاً، الأَخيرة عن اللحياني،
ولَوَحاناً والْتَاحَ: عَطِشَ؛ قال رؤبة:
يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وبَقّ
ولَوَّحه: عَطَّشه. ولاحَه العَطَشُ ولَوَّحَه إِذا غَيَّره.
والمِلْواحُ: العطشانُ. وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى. وبعير مِلْوَحٌ ومِلْواحٌ
ومِلْياحٌ: كذلك، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، فأَما مِلْواحٌ فعلى القياس،
وأَما مِلْياحٌ فنادر؛ قال ابن سيده: وكأَنَّ هذه الواو إِنما قلبت ياء
عندي لقرب الكسرة، كأَنهم توهموا الكسرة في لام مِلْواح حتى كأَنه لِواحٌ،
فانقلبت الواو ياء لذلك. ومَرْأَة ملْواحٌ: كالمذكر؛ قال ابن مُقْبِل:
بِيضٌ مَلاوِيحُ، يومَ الصَّيْفِ، لا صُبُرٌ
على الهَوانِ، ولا سُودٌ، ولا نُكُعُ
أَبو عبيد: المِلْواحُ من الدواب السريعُ العطشِ؛ قال شمر وأَبو الهيثم:
هو الجَيِّدُ الأَلواح العظيمها. وقيل: أَلواحه ذراعاه وساقاه وعَضُداه.
ولاحَه العطشُ لَوْحاً ولَوَّحَه: غَيَّرَه وأَضمره؛ وكذلك السفرُ
والبردُ والسُّقْمُ والحُزْنُ؛ وأَنشد:
ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ،
ولا أَخٍ ولا أَبٍ، فَتَسْهُمِ
وقِدْحٌ مُلَوَّحٌ: مُغَيَّر بالنار، وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّحٌ. وكل ما
غَيَّرته النارُ، فقد لَوَّحَته، ولَوَّحَته الشمسُ كذلك غَيَّرته
وسَفَعَتْ وجْهَه. وقال الزجاج في قوله عز وجل: لَوَّاحةٌ للبشر أَي تُحْرِقُ
الجلدَ حتى تُسَوِّده؛ يقال: لاحَه ولَوَّحَه. ولَوَّحْتُ الشيءَ بالنار:
أَحميته؛ قال جِرانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحرث:
عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كَأَنَّ وَظِيفَها
وخُرْطُومَها الأَعْلى، بنارٍ مُلَوَّحُ
وفي حديث سَطِيح في رواية:
يَلوحُه في اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ
اللُّوحُ: الهواء. ولاحَه يَلوحُه: غَيَّرَ لونَه. والمِلْواحُ: الضامر،
وكذلك الأُنثى؛ قال:
من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ
وامرأَة مِلْواحٌ ودابة مِلواحٌ إِذا كان سريع الضُّمْر. ابن الأَثير:
وفي أَسماء دوابه، عليه السلام، أَن اسم فرسه مُلاوِحٌ، وهو الضامر الذي
لا يَسْمَنُ، والسريع العطش والعظيمُ الأَلواح، وهو المِلْواحُ أَيضاً.
واللَّوْحُ: النظرة كاللَّمْحة. ولاحَه ببصره لَوْحةً: رآه ثم خَفِيَ عنه؛
وأَنشد:
وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحةٌ لو أَلُوحُها؟
ولُحْتُ إِلى كذا أَلُوحُ إِذا نظرت إِلى نار بعيدة؛ قال الأَعشى:
لَعَمْري لقد لاحتَ عُيُونٌ كثيرةٌ،
إِلى ضَوْءِ نارٍ، في يَفاعٍ تُحَرَّقُ
أَي نَظَرَتْ.
ولاحَ البرقُ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحاناً أَي لمَحَ. وأَلاحَ
البرقُ: أَوْمَضَ، فهو مُلِيح؛ وقيل: أَلاحَ ما حَوْله؛ قال أَبو ذؤيب:
رأَيتُ، وأَهْلي بِوادِي الرَّجِيـ
ـعِ من نَحْوِ قَيْلَةَ، بَرْقاً مُلِيحا
وأَلاحَ بالسيف ولَوَّحَ: لمَعَ به وحَرَّكه. ولاحَ النجمُ: بدا.
وأَلاحَ: أَضاء وبدا وتلأْلأَ واتسع ضَوْءُه؛ قال المُتَلَمِّسُ:
وقد أَلاحَ سُهَيْلٌ، بعدما هَجَعُوا،
كأَنه ضَرَمٌ، بالكَفِّ، مَقْبُوسُ
ابن السكيت: يقال لاحَ سُهَيْلُ إِذا بدا، وأَلاحَ إِذا تلأْلأَ؛ ويقال:
لاحَ السيفُ والبرقُ يَلُوحُ لَوْحاً. ويقال للشيء إِذا تلأْلأَ: لاحَ
يَلوحُ لَوْحاً ولُؤُوحاً. ولاح لي أَمرُك وتَلَوَّحَ: بانَ ووَضَحَ.
ولاحَ الرجلُ يَلُوح لُؤُوحاً: برز وظهر. أَبو عبيد: لاحَ الرجلُ وأَلاحَ،
فهو لائح ومُلِيحٌ إِذا برز وظهر؛ وقول أَبي ذؤيب:
وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدوا
سِراعاً، ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ
إِنما يريد أَنهم رُمُوا فسقطت تِرَسَتُهم ومَعابِلُهُمْ، وتفرّقوا
فأَعْوَرُوا لذلك وظهرتْ مَقاتِلُهم. ولاحَ الشيبُ يَلوح في رأْسه: بدا.
ولَوَّحه الشيبُ: بَيَّضَه؛ قال:
من بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتيرُ
وقال الأَعشى:
فلئن لاحَ في الذُّؤابةِ شَيْبٌ،
يا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَواني
وقول خُفافِ بن نُدْبَةَ أَنشده يعقوب في المقلوب:
فإِمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُه،
ولاحتْ لَواحِي الشيبِ في كلِّ مَفْرَقِ
قال: أَراد لوائحَ فقَلَبَ. وأَلاحَ بثوبه ولَوَّح به، الأَخيرة عن
اللحياني: أَخذ طَرَفَه بيده من مكان بعيد، ثم أَداره ولمَع به ليُرِيَهُ من
يحبُّ أَن يراه. وكلُّ من لمَع بشيء وأَظهره، فقد لاحَ به ولَوَّح
وأَلاحَ، وهما أَقل. وأَبيضُ يَقَقٌ ويَلَقٌ، وأَبيضُ لِياحٌ ولَياحٌ إِذا
بُولِغَ في وصفه بالبياض، قلبت الواو في لَياح ياء استحساناً لخفة الياء، لا
عن قوّة علة. وشيء لَِياحٌ: أَبيض؛ ومنه قيل للثور الوحشي لَِياحٌ
لبياضه؛ قال الفراء: إِنما صارت الواو في لياح ياء لانكسار ما قبلها؛
وأَنشد:أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشايا،
يُضِيءُ الليلَ كالقَمَرِ اللِّياحِ
قال ابن بري: البيت لمالك بن خالد الخُناعِي يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ،
قال: والصواب أَن يقول في اللِّياحِ إِنه الأَبيض المتلأْلئ؛ ومنه
قولهم: أَلاحَ بسيفه إِذا لمع به. والذي في شعره خَفَّاقٌ حشاه، قال: وهو
الصحيح أَي يَخْفِقُ حَشاه لقلة طُعْمِه؛ وقبله:
فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا،
وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ
وشهْرا قُِمحٍ هما شهرا البرد.
واللِّياحُ واللَّياحُ: الثور الوحشي وذلك لبياضه. واللَّياحُ أَيضاً:
الصبح. ولقيته بِلَياحٍ إِذا لقيته عند العصر والشمس بيضاء، الياس في كل
ذلك منقلبة عن واو للكسرة قبلها؛ وأَما لَياحٌ فشاذ انقلبت واوه ياء لغير
علة إِلاَّ طلب الخفة. وكان لحمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، سيف يقال
له لَِياحٌ؛ ومنه قوله:
قد ذاقَ عُثْمانُ، يومَ الجَرِّ من أُحُدٍ،
وَقْعَ اللَّياحِ، فأَوْدَى وهو مَذموم
قال ابن الأَثير: هو من لاحَ يَلوح لِياحاً إِذا بدا وظهر. والأَلواحُ:
السِّلاحُ ما يَلوحُ منه كالسيف والسِّنان؛ قال ابن سيده: والأَلواحُ ما
لاحَ من السلاح وأَكثر ما يُعْنى بذلك السيوفُ لبياضِها؛ قال عمرو بن
أَحمر الباهلي:
تُمْسِي كأَلْواحِ السلاحِ، وتُضْـ
ـحِي كالمَهاةِ، صَبِيحةَ القَطْرِ
قال ابن بري: وقيل في أَلواح السلاح إِنها أَجفانُ السيوف لأَن غِلافَها
من خشب، يراد بذلك ضمورها؛ يقول: تمسي ضامرة لا يضرها ضُمْرُها، وتصبح
كأَنها مَهاةٌ صبيحةَ القطر، وذلك أَحسن لها وأَسرع لعَدْوها. وأَلاحَه:
أَهلكه.
واللُّوحُ، بالضم: الهواء بين السماء والأَرض؛ قال:
لطائر ظَلَّ بنا يخُوتُ،
يَنْصَبُّ في اللُّوحِ، فما يَفوتُ
وقال اللحياني: هو اللُّوحُ واللَّوْحُ، لم يحك فيه الفتح غيره. ويقال:
لا أَفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوحِ أَي ولو نَزَوْتَ في السُّكاك،
والسُّكاكُ: الهواءُ الذي يلاقي أَعْنانَ السماء.
ولَوَّحه بالسيف والسَّوْط والعصا: علاه بها فضربه. وأَلاحَ بَحقي: ذهب
به. وقلت له قولاً فما أَلاحَ منه أَي ما استحى. وأَلاحَ من الشيء: حاذر
وأَشْفَقَ؛ قال:
يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ،
مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ
ويروى: ذي زَجَلٍ. وأَلاحَ من ذلك الأَمر إِذا أَشفق؛ ومنه يُلِيحُ
إِلاحةً؛ قال وأَنشدنا أَبو عمرو:
إِنّ دُلَيْماً قد أَلاحَ بِعَشي،
وقال: أَنْزِلْنِي فلا إِيضاعَ بي
أَي لا سير بي؛ وهذا في الصحاح:
إِنَّ دُلَيماً قد أَلاح من أَبي
قال ابن بري: دُلَيم اسم رجل. والإِيضاعُ: سير شديد. وقوله فلا إِيضاع
بي أَي لست أَقدر على أَن أَسيرَ الوُضْعَ، والياء رَوِيُّ القصيدة بدليل
قوله بعد هذا:
وهُنَّ بالشُّقْرةِ يَفْرِينَ الفَرِي
هنّ ضمير الإِبل. والشُّقْرة: موضع. ويَفْرِينَ الفَرِي أَي يأْتين
بالعجب في السير. وأَلاحَ على الشيء: اعتمد. وفي حديث المغيرة: أَتحلف عند
مِنبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ فأَلاحَ من اليمين أَي أَشفق
وخاف.والمِلْواحُ: أَن يَعْمِدَ إِلى بُومةٍ فيَخِيطَ عينها، ويَشُدَّ في
رجلها صوفة سوداء، ويَجعلَ له مَِرْبَأَةً ويَرْتَبِئَ الصائدُ في
القُتْرةِ ويُطِيرها ساعةً بعد ساعة، فإِذا رآها الصقر أَو البازي سقط عليها
فأَخذه الصياد، فالبومة وما يليها تسمى مِلْواحاً.