Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: إب

التنبيه، في فروع الشافعية

التنبيه، في فروع الشافعية
للشيخ، أبي إسحاق: إبــراهيم بن علي الفقيه، الشيرازي، الشافعي.
المتوفى: سنة 476، ست وسبعين وأربعمائة.
وهو: أحد الكتب الخمس المشهورة المتداولة، بين الشافعية، وأكثرها تداولا.
كما صرح به النووي في (تهذيبه)، أخذه من تعليقة:
الشيخ، أبي حامد، المروزي.
بدأ في تصنيفه: في أوائل رمضان، سنة 452، اثنتين وخمسين وأربعمائة.
ولبعضهم في مدحه:
يا كوكبا ملأ البصائر نوره * من ذا رأى لك في الأنام شبيها
كانت خواطرنا نياما برهة *فرزقن من تنبيهه تنبيها
وله: شروح كثيرة.
منها:
شرح: صاين الدين: عبد العزيز بن عبد الكريم الجيلي، المعروف: (بالمعيد).
المتوفى: سنة....
وسماه: (الموضح).
إلا أنه لا يجوز الاعتماد على ما فيه من النقول، لأن بعض الحساد حسده عليه، فدس فيه، فأفسده.
صرح به: النووي، وابن الصلاح.
وشرح: أبي طاهر الكرخي، الشافعي.
وهو كبير.
في أربع مجلدات.
وشرح: الإمام، أبي الحسن: محمد بن مبارك، المعروف: بابن الخل الشافعي.
المتوفى: سنة 552، اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وهو: مجلد.
سماه: (توجيه التنبيه).
وهو: أول من تكلم على التنبيه.
وليس في شرحه تصوير المسألة، لكنه عللها بعبارة مختصرة.
وشرح: الإمام، أبي العباس: أحمد بن الإمام: موسى ابن يونس الموصلي.
المتوفى: سنة 622، اثنتين وعشرين وستمائة.
قال ابن خلكان: شرع بإربل.
واستعار منها: نسخة من (التنبيه) عليها حواش مفيدة.
بخط الشيخ، رضي الدين: سليمان بن المظفر الجيلي.
المتوفى: سنة 631، إحدى وثلاثين وستمائة.
ورأيت بعد ذلك: قد نقل الحواشي كلها في شرحه. انتهى.
وشرح: الإمام، تاج الدين: عبد الرحمن بن إبــراهيم، المعروف: بالفركاح، الشافعي.
المتوفى: سنة 690، تسعين وستمائة.
وسماه: (الإقليد، لدر التقليد).
وقف قبل وصوله إلى كتاب (النكاح).
ولم يكمله.
وشرح: ولده، برهان الدين: إبــراهيم بن الفركاح.
المتوفى: سنة 729، تسع وعشرين وسبعمائة.
وهي: تعليقة حافلة.
قال الأسنوي: إنه كبير الحجم، قليل الفائدة بالنسبة إلى حجمه، كأنه حاطب ليل.
جمع فيه: بين الغث والسمين.
وشرح: شمس الدين: محمد بن عبد الرحمن الحضرمي.
المتوفى: سنة 613.
سماه: (الإكمال، لما وقع في التنبيه من الإشكال والإجمال).
ذكره: التاج السبكي. وقال: و(الإكمال) لا أعرفه.
وشرح: موفق الدين: حمزة بن يوسف الحموي، الشافعي.
المتوفى: سنة 670، سبعين وستمائة.
أجاب فيه: عن الإشكالات الواردة عليه.
وسماه: (المبهت).
وشرح: الشيخ، نجم الدين: محمد بن عقيل البالسي، الشافعي.
المتوفى: سنة 729، تسع وعشرين وسبعمائة.
وشرح: الإمام، علم الدين: عبد الكريم بن علي العراقي، الشافعي.
المتوفى: سنة 704، أربع وسبعمائة.
وشرح: شمس الدين: محمد بن أبي منصور، المعروف: بابن السبتي.
فرغ عن تأليفه: سنة 706، ست وسبعمائة.
وشرح: شهاب الدين: أحمد بن العامري اليمني، الشافعي.
المتوفى: سنة 721، إحدى وعشرين وسبعمائة.
وشرح: كمال الدين: أحمد بن عيسى بن رضوان العسقلاني، المعروف: بابن القليوبي.
المتوفى: سنة 689، تسع وثمانين وستمائة.
وشرح: الشيخ: علي بن أبي الحزم القرشي، المعروف: بابن النفيس، المتطبب، الشافعي.
المتوفى: سنة 687، سبع وثمانين وستمائة.
وشرح: علاء الدين: علي بن عبد الكافي السبكي.
المتوفى: سنة 747، سبع وأربعين وسبعمائة.
وهو كبير.
في أربع مجلدات.
وشرح: جلال الدين: أحمد بن عبد الرحمن الكندي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وستمائة.
وشرح: أحمد بن كشاسب الدزماري.
المتوفى: سنة 643، ثلاث وأربعين وستمائة.
وهو: في مجلد.
سماه: (رفع التمويه، عن مشكل التنبيه).
وشرح: الحافظ، زكي الدين: عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري، الشافعي.
المتوفى: سنة 656، ست وخمسين وستمائة.
وشرح: الإمام، محيي الدين: يحيى بن شرف بن مري بن الحسن النووي، الشافعي.
المتوفى: سنة 676، ست وسبعين وستمائة.
وهو: شرح غريب.
سماه: (التحرير).
ذكر فيه: أن (التنبيه) من الكتب المباركة النافعة، فينبغي أن يعتنى بتحريره، وتهذيبه.
ومن ذلك نوعان:
أهمهما ما يفتي به، وتصحيح ما ترك المصنف تصحيحه، أو خولف فيه، أو جزم بما هو خلاف المذهب، وأنكر عليه.
قال: وقد جمعت ذلك في كراس قبل هذا.
والثاني: بيان لغاته، وضبط ألفاظه.
ذكر فيه: جميع ما يتعلق بألفاظه.
وعلى (التحرير) : (نكت).
للشريف، عز الدين: حمزة بن أحمد الحسيني، الدمشقي، الشافعي.
المتوفى: سنة 863، ثلاث وستين وثمانمائة. (874)
سماها: (الإيضاح).
وشرح: الشيخ، مجد الدين: أبي بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز السنكلومي، الشافعي.
المتوفى: سنة 740، أربعين وسبعمائة.
وهو: شرح كبير، حسن.
لخصه من: الرافعي، وابن الرفعة.
وسماه: (تحفة النبيه، في شرح التنبيه).
وشرح: القاضي، جمال الدين: محمد بن عبد الله الريمي، اليمني، الشافعي.
المتوفى: سنة 791، إحدى وتسعين وسبعمائة.
قال الأشرف إسماعيل، صاحب اليمن في (تاريخه) : وفي غرة ذي الحجة، سنة 788، ثمان وثمانين وسبعمائة، حمل إلينا القاضي: جمال الدين، كتابه المسمى: (بالتفقيه، في شرح التنبيه)، فأمرنا أن يحمل على رؤوس المتفقهة.
وكان أربعة وعشرين مجلدا.
فحبوناه: بثمانية وأربعين ألف درهم. انتهى.
وشرح: ضياء الدين: محمد بن إبــراهيم المناوي.
المتوفى: سنة 746، ست وأربعين وسبعمائة.
وشرح: عماد الدين: محمد (هو: جمال الدين: عبد الرحيم) بن الحسين، الأسنوي.
المتوفى: سنة 777، سبع وسبعين وسبعمائة.
سماه: (تصحيح التنبيه).
وشرح: قطب الدين: محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي.
المتوفى: سنة 722، اثنتين وعشرين وسبعمائة.
وله: (شرح) آخر.
ليس بتام.
و (نكت) أيضا.
وشرح: بدر الدين: محمد بهادر بن عبد الله الزركشي.
المتوفى: سنة 794، أربع وتسعين وسبعمائة.
وشرح: نجم الدين: محمد بن علي البالسي، الشافعي.
المتوفى: سنة 804، أربع وثمانمائة.
وشرح: نجم الدين: محمد بن علي الشافعي.
المتوفى: سنة 804، أربع وثمانمائة.
وشرح: شرف الدين: عبد الله بن محمد الفهري، التلمساني.
المتوفى: سنة 644.
وشرح: نجم الدين: أحمد بن محمد بن علي، المعروف: بابن الرفعة الشافعي.
المتوفى: سنة 716، ست عشرة وسبعمائة.
وهو: شرح كبير.
في نحو: عشرين مجلدا.
لم يعلق على (التنبيه) مثله.
مشتمل على: غرائب، وفوائد كثيرة.
سماه: (كفاية النبيه).
قال اليافعي: إن المجد السنكلومي: انتخبه.
في ست مجلدات.
وقد سبق.
و (مختصر الكفاية).
لشهاب الدين، أبي العباس: أحمد بن لؤلؤ بن النقيب الشافعي.
المتوفى: سنة 769، تسع وستين وسبعمائة.
وشرح: أحمد بن عيسى العسقلاني.
سماه: (الإشراق، في شرح تنبيه أبي إسحاق).
مجلد.
وشرح: الإمام، محب الدين: أحمد بن عبد الله الطبري، المكي.
المتوفى: سنة 694، أربع وتسعين وستمائة.
وهو: شرح مبسوط.
في عشرة أسفار كبار.
إلا أنه ربما يختار الوجوه الضعيفة.
صرح بذلك اليافعي في (تاريخه).
وله: (نكت على التنبيه) : كبرى، وصغرى.
وله: (مختصر التنبيه).
سماه: (مسلك النبيه، في تلخيص التنبيه).
وهو كبير.
وله: (مختصر) آخر.
وهو صغير.
سماه: (تحرير التنبيه، لكل طالب نبيه).
ومنها:
شرح: تقي الدين: أبي بكر بن محمد الحصني، الشافعي.
المتوفى: سنة 829، تسع وعشرين وثمانمائة.
وشرح: الإمام، أبي حفص: عمر بن علي بن الملقن الشافعي.
المتوفى: سنة 804، أربع وثمانمائة.
وهو كبير.
سماه: (الكفاية).
وله: (أمنية النبيه، فيما يرد على التصحيح والتنبيه).
مجلد.
وله: في أدلته (الخلاصة).
مجلد.
وله شرح آخر.
سماه: (غنية الفقيه).
في أربع مجلدات.
وشرح آخر.
سماه: (هادي النبيه).
في مجلد.
واختصره:
في جزء.
للحفظ.
سماه: (إرشاد النبيه، إلى تصحيح التنبيه).
وهو: غريب في بابه.
ذكره السخاوي: في (الضوء).
وشرح: شمس الدين: محمد.... الخطيب، الشربتي.
المتوفى: سنة 977، سبع وسبعين وتسعمائة.
(وتصحيح التنبيه).
لجمال الدين: محمد بن الحسين الأسنوي، الشافعي.
المتوفى: سنة 777، سبع وسبعين وسبعمائة.
وهو مختصر.
سماه: (تذكرة النبيه).
أوله: (الحمد لله رب العالمين... الخ).
قال: إن تصحيح (التنبيه) للنووي، وجدته قد أهمل في كثير، فحينئذ جردت المهملات، وجمعتها في: تأليف، سميته: (بالتنقيح).
ثم استخرت في تأليف جامع، كتبت فيه ما أهملته في (التنقيح).
وميزت الزيادات التي من قبلي.
وكان الفراغ منه: في شعبان، سنة 838، ثمان وثلاثين وسبعمائة، بالقاهرة.
وشرح: القاضي، تقي الدين: أبي بكر بن أحمد، المعروف: بابن قاضي شهبة، الشافعي، الدمشقي.
المتوفى: سنة 851، إحدى وخمسين وثمانمائة.
وله: (نكت على التنبيه) أيضا.
وشرح: الشيخ، زين الدين: سريجا بن محمد الملطي، ثم المارديني، الشافعي.
المتوفى: سنة 788، ثمان وثمانين وسبعمائة.
سماه: (نصح الفقيه).
وهو: أربعة أجزاء.
وشرح: قطب الدين: محمد بن محمد الخيضري، الشافعي.
المتوفى: سنة 894، أربع وتسعين وثمانمائة.
سماه: (مجمع العشاق، على توضح تنبيه الشيخ أبي إسحاق).
قال السخاوي: ومن تسميته يعلم حاله. انتهى.
وشرح: الشيخ، جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
المتوفى: سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
وهو: شرح ممزوج.
سماه: (الوافي).
لكنه لم يكمله.
وله: مختصر الأصل.
وعلى (التنبيه) تعليقة:
لبرهان الدين الفزاري.
سماها: (الإقليد).
صرح به: الأسنوي.
وللتنبيه: مختصرات، منها:
مختصر: تاج الدين: عبد الرحيم بن محمد الموصلي.
المتوفى: سنة 671، إحدى وسبعين وستمائة.
سماه: (النبيه، في اختصار التنبيه).
وله: (التنويه في فضل التنبيه).
ومختصر: الشيخ، جلال الدين: محمد بن أحمد المحلي، الشافعي.
المتوفى: سنة 864، أربع وستين وثمانمائة.
ومختصر: أبي الفرج: مفضل بن مسعود التنوخي.
سماه: (اللباب).
ومختصر: شرف الدين، أبي القاسم: هبة الله بن عبد الرحيم، البارزي، الحموي، الشافعي.
المتوفى: سنة 738، ثمان وثلاثين وسبعمائة.
ومن الشروح:
(شرح: تهذيب التنبيه).
لعماد الدين: إسماعيل بن إبــراهيم بن شرف المقدسي.
المتوفى: سنة 852، اثنتين وخمسين وثمانمائة.
و (للتنبيه) منظومات، منها:
نظم: أبي عبد الله: محمد بن عبد الله الشيباني، اليمني.
ونظم: جعفر بن أحمد السراج.
المتوفى: سنة 500، خمسمائة.
ونظم: سعيد الدين: عبد العزيز بن أحمد الديري.
المتوفى: سنة 697، سبع وتسعين وستمائة.
وله: (دقائق التنبيه).
ونظم: ضياء الدين: علي بن سليم الأذرعي.
في: ستة عشر ألف بيت.
ونظم: الشيخ، الإمام: حسين بن عبد العزيز بن الحسين السباعي، خطيب حمص.
ونظم: الشهاب: أحمد بن سيف الدين بيلبك، الظاهري.
المتوفى: سنة 753.
سماه: (الروض النزيه، في نظم التنبيه).
وعلى (التنبيه) نكات، منها:
نكت: كمال الدين: أحمد بن عمر بن أحمد النسائي، القاهري.
المتوفى: سنة 757، سبع وخمسين وسبعمائة.
و (نكت: ابن أبي الصيف اليمني).

حزم

حزم

1 حَزَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. حَزْمٌ, (S,) He bound it, or tied it; (S, K;) namely, a thing: (S:) or he made it a حُزْمَة [q. v.]. (Msb.) b2: حَزَمَ الدَّابَّةَ (S, Msb) or الفَرَسَ, (K,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (Mgh, Msb,) He bound the beast [or horse] with the حِزَام [or girth]; (T, * S, * Mgh, * Msb;) and with a rope; (T, TA;) or he bound the حِزَام of the [beast or] horse. (K.) b3: [And hence,] حَزَمَ رَأْيَهُ, [aor. and] inf. n. as above, (assumed tropical:) He made his judgment, opinion, or counsel, firm, or sound. (Msb.) It is said in a prov., قَدْ أَحْزِمُ لَوْ أَعْزِمُ [Certainly I make firm my determination if I determine upon doing a thing]; meaning I know الحَزْم [i. e. prudence, or discretion, and precaution], though I do not practise it. (IB, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 262.]) A2: [Hence, also,] حَزُمَ, (S, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حَزَامَةٌ (S, K *) and حُزُومَةٌ, (K, * TK,) but this latter is not of established authority, (TA,) and حَزْمٌ, (CK, * TK, [or this is probably a simple subst. in relation to حَزُمَ,]) He possessed the quality of حَزْم [explained below, as meaning prudence, or discretion, &c.]. (S, K.) A3: حَزِمَ, aor. ـَ inf. n. حَزَمٌ, (S, K,) He was, or became, choked, (K,) or he had what resembled a choking, (S,) in his chest. (S, K.) 4 احزمهُ He made for him, or put to him, [namely, a horse, as is implied in the K,] a حِزَام [or girth]. (K.) 5 تحزّم and ↓ احتزم, (S, K,) [said of a horse, as is implied in the K, and of a man,] He became furnished with a حِزَام [i. e. girth, or girdle]: (K:) [or, said of a man, he became girt; or he girded himself;] or i. q. تَلَبَّبَ, meaning he bound his waist with a rope [or girdle]. (S.) It is said in a trad., ↓ نَهَى أَنْ يُصَلِّىَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ [He forbade that the man should pray unless he were girt, or unless he girded himself]. (TA.) A2: تحزّم فِى أَمْرِهِ He acted with prudence, or discretion, and precaution, in his affair, or case. (TA.) 8 احتزم: see 5, in two places: b2: and see حَزْمٌ. b3: Also It was, or became, inwrapped. (Ham p. 614.) 12 اِحْزَوْزَمَ, (K,) from الحَزْمُ; like اِعْشَوْشَبَ, from العُشْبُ; (TA;) It (a place) was, or became, rough, or rugged: (K:) or elevated. (TA.) b2: It was, or became, collected together, and compacted, or compact. (K.) b3: He (a man) was, or became, big, or large, in the belly, without being full. (K, TA.) حَزْمٌ [Prudence, or discretion, and precaution;] sound management of one's affair or case, (S, K,) and taking the sure course therein, (T, S, K,) and precaution, that it may not become beyond the power of management: (TA:) said in a trad. to consist in evil opinion: and in another, in the asking counsel of people of judgment and obeying them: (TA:) or good judgment: (Mgh:) or strength, [or firmness of mind or of judgment, (see حَازِمٌ,)] and sound management: (Ham p. 33:) the first part thereof said by Aktham Ibn-Seyfee to be consultation: (Ham ibid:) from the same word as signifying the act of “ binding the حِزَام,” (Mgh,) or from this word as signifying the act of “ binding with the حزام,” and “ with the rope: ” (T, TA:) and ↓ حَزْمَةٌ signifies the same; as in the saying, إِنَّ الوَحَآءَ مِنْ طَعَامِ الحَزْمَهِ [Verily quickness is of the food of prudence, &c.], a prov., mentioned by Ibn-Kethweh, alluding to people's collecting themselves together and aiding one another, when they act with quickness, or sharpness, and vigour; and said in praise of him who thus acts. (TA.) You say, أَخَذَ بَالحَزْمِ (TA) and [sometimes] فِى الحَزْمِ (K in art. حوط) [He took the course prescribed by prudence, discretion, precaution, or good judgment; he used precaution: and, like أَخَذَ بِالثِّقَةِ, he took the sure course in his affair].

A2: Elevated ground; as also ↓ أَحْزَمُ and ↓ حَيْزُومٌ: (K:) or this last signifies rough, or rugged, ground: (Yz, IB, K:) and حَزْمٌ is [ground] more elevated than what is termed حَزْنٌ: (S:) or more rough, or rugged, than what is termed حزْنٌ: (Ham p. 45:) or elevated ground, or rugged and elevated ground, that is girt (↓ اِحْتَزَامَ) by a torrent: or rugged ground, having many stones, which are more rugged and rough and scabrous than those of the أَكَمَة, but the top of which is broad and long, extending to the length of two leagues, and three, and less than that, which the camels do not ascend except by a road that it has: accord. to Yaakoob, the م is a substitute for the ن of حَزْنٌ: pl. حُزُومٌ. (TA.) حَزَمٌ [in a horse (see أَحْزَمُ)] Largeness, or fulness, of the sides, or of the sides and belly and flank; contr. of هَضَمٌ. (S.) حَزْمَةٌ: see حَزْمٌ.

حُزْمَةٌ A bundle, or what is bound round, (K, TA,) of firewood &c.: (S:) pl. حُزَمٌ. (Msb, TA.) حَزْمَى وَاللّٰهِ i. q. أَمَا وَاللّٰهِ; (K;) as also حَرْمَى وَاللّٰهِ [q. v.]. (K in art. حرم.) حُزُمَّةٌ Short; (K;) applied to a man. (TA.) حِزَامٌ [The girth of a horse and the like; and the girdle of a man;] the thing with which one girths, or girds; as also ↓ حِزَامَةٌ and ↓ مِحْزَمٌ and ↓ مِحْزَمَةٌ: (K:) pl. حُزُمٌ, (Msb, K, TA, [in the CK حُزْمٌ,]) i. e., pl. of حِزَامٌ, (Msb, TA,) [and أَحْزِمَةٌ is pl. of pauc. of the same:] the pl. of مِحْزَمَةٌ [and مِحْزَمٌ] is مَحَازِمُ. (TA.) [J says,] The حِزَام of the beast is well known: and hence the saying, جَاوَزَ الحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ [The girth passed beyond the two teats]; (S;) meaning (assumed tropical:) the affair, or case, became distressing, and formidable. (K in art. طبى.) b2: Hence, also, The حِزَام [or swaddling-band] of a child in his cradle. (S.) b3: [And hence, also,] أَخَذَ حِزَامَ الطَّرِيقِ (tropical:) He took the middle, and main part, or beaten track, of the road. (TA.) حَزِيمٌ: see حَازِمٌ: A2: and see also حَيْزُومٌ, in two places.

حِزَامَةٌ: see حِزَامٌ.

حَزَّامٌ A binder of paper into bundles: in [the dial. of] Má-wará-en-Nahr. (TA.) حَازِمٌ (S, K) and ↓ حَزِيمٌ (K) Possessing the quality of حَزْم [explained above, as meaning prudence, or discretion, and precaution; or good judgment; &c.]: or intelligent; discriminating, or discerning; possessing firmness, or soundness, of judgment, or knowledge, and skill in affairs, or experience and good judgment; using precaution in affairs: (TA:) pl. (of the former, TA) حَزَمَةٌ (K, TA [in the CK, erroneously, حَزْمَةٌ]) and حُزَمٌ and حُزَّمٌ and حُزَّامٌ and [of pauc.] أَحْزَامٌ; (TA;) and (of حَزِيمٌ, TA) حُزَمَآءُ. (K.) حَيْزُومٌ and ↓ حَزِيمٌ The breast, or chest: (K:) or the middle thereof; (S, K;) and the part which the حِزَام [i. e. girth or girdle] embraces, (S, TA,) where the heads of the جَوَانِح [or ribs of the breast] meet, above the lower extremity of the sternum, opposite the كَاهِل [or uppermost third portion of the backbone]: (TA:) the part of the breast which is the place of the حِزَام: (Ham p. 704, in explanation of the latter word:) and the former word, the part that surrounds the back and the belly: or the ribs of [the part where lies] the heart: and the part of the side of the breast on the right and left of the حُلْقُوم [or windpipe]; (K;) the two parts thus described being called حَيْزُومَانِ: (TA:) pl. of the former حَيَازِيمُ; (TA;) and of the latter أَحْزِمَةٌ [a pl. of pauc.] (Kr, K) and حُزُمٌ [a pl. of mult.]. (K.) One says, اُشْدُدْ حَيْزُومَكَ لِهٰذَا الأَمْرِ, and حَيَازِيمَكَ, i. e. (assumed tropical:) Dispose and subject thyself to this affair, or case; meaning prepare thyself for it: and ↓ شّدَّ حَزِيمَهُ [(assumed tropical:) He disposed and subjected, or prepared, himself]: (TA:) or شَدُّ الحَيَازِيمِ is an expression denoting, by way of similitude, patient endurance of that which has befallen one. (Ham p. 163.) b2: And the former, (assumed tropical:) The breast [or bows] of a ship or boat. (MA.) A2: حَيْزُومُ [so in my copies of the S, imperfectly decl., app. regarded as of foreign origin, (not الحَيْزُومُ as is implied in the K,)] the name of One of the horses of the angels; (S;) the horse of Gabriel: (K:) accord. to some, [حيزون,] with ن in the place of the م. (TA.) A3: See also حَزٌمٌ.

أَحْزَمُ [More, and most, prudent, discrete, or cautious]. Hence the prov., أَحْزَمُ مِنْ حِرْبَآءٍ

[More prudent, or cautious, than a chameleon]. (Meyd. [See Freytag's Arab. Prov. i. 399.]) A2: Also, applied to a horse, (S,) Large, or full, in the sides, or in the sides and belly and flank; contr. of أَهْضَمُ. (S, K.) b2: And, applied to a camel, (TA,) Large in the حَيْزُوم: (K:) or large in the place of the حِزَام [or girth]. (T, TA.) b3: See also حَزْمٌ.

أَحْزَامٌ i. q. أَحْزَابٌ [pl. of حِزْبٌ]: (K:) the م is a substitute for the ب. (TA.) مَحْزِمٌ, of a beast, The part upon which lies the حِزَام [or girth]. (S.) مِحْزَمٌ: see حِزَامٌ.

مَحْزَمَةٌ: see حِزَامٌ.
الحزم: أخذ الأمور بالاتفاق.
(حزم) : احْزَوْزَم: بَطنَ ولَمْ يمْتلئْ.
(حزم) حزما أَصَابَته غُصَّة فِي حيزومه وَعظم بَطْنه وَهُوَ ضد الهضم فَهُوَ أحزم وَهِي حزماء (ج) حزم

(حزم) حزامة كَانَ حازما فَهُوَ حزيم (ج) حزماء
ح ز م : حَزَمْتُ الدَّابَّةَ حَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ
شَدَدْتُهُ بِالْحِزَامِ وَجَمْعُهُ حُزُمٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَبِالْمُفْرَدِ سُمِّيَ وَمِنْهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَحَزَمَ فُلَانٌ رَأْيَهُ حَزْمًا أَيْضًا أَتْقَنَهُ وَحَزَمْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ حُزْمَةً وَالْجَمْعُ حُزَمٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.
(ح ز م) : (الْحَزْمُ) شَدُّ الْحِزَامِ (وَمِنْهُ) الْحَزْمُ جَوْدَةُ الرَّأْيِ وَبِهِ سُمِّيَ أَبُو جَدِّ أَبِي بَكْرٍ بْنِ حَزْمٍ إلَّا أَنَّهُ نُسِبَ إلَى الْجَدِّ فَاشْتَهَرَ بِهِ وَهُوَ مِمَّنْ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ (وَبِاسْمِ) الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ وَكُنِّيَ بِهِ وَالِدُ قِيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَكُلُّهُمْ فِي السِّيَرِ.

حزم


حَزَمَ(n. ac. حَزْم)
a. Bound; tied, corded.
b. Put the girth on (horse).
حَزِمَ(n. ac. حَزَم)
a. Choked, was choked.

حَزُمَ(n. ac. حَزْم
حَزَاْمَة)
a. Was firm, decided, determined, resolute.

أَحْزَمَa. Put on the girth.

تَحَزَّمَإِحْتَزَمَa. Was girded, girded himself.

حَزْمa. Firmness, decision, determination, resolution;
discretion.

حُزْمَة
(pl.
حُزَم)
a. Bundle, packet, parcel, package; bale; sheaf (
wheat ).
مَحْزِمa. Girth ( of an animal ).
مِحْزَم
مِحْزَمَة
(pl.
مَحَاْزِمُ)
a. Girth.

حَاْزِم
(pl.
حَزَمَة
حُزُم
حُزَّم
حُزَّاْم)
a. Firm, determined, decided, resolute.

حَزَاْمَةa. see 1
حِزَاْم
حِزَاْمَة
(pl.
حُزُم
أَحْزِمَة
حَزَاْئِمُ
46)
a. Girth; girdle.
b. Swaddling-band.

حَزِيْم
(pl.
حُزَمَآءُ)
a. see 21
[حزم] فيه: "الحزم" سوء الظن، الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته، من حزمت الشيء شددته. غ ومنه: لا خير في "حزم" بغير عزم، أي قوة. نه ومنه: قوله للصديق في الوتر: أخذت "بالحزم". وح: ما رأيت من ناقصات عقل أذهب للب "الحازم" أي لعقل الرجل المحترز في الأمور. وح: تستشير أهل الرأي ثم تطيعهم حين سئل ما "الحزم". وفيه: نهى أن يصلي بغيرم" أي من غير أن يشد ثوبه عليه، وإنما أمر به لأنهم كانوا قلما يتسرولون، ومن كان عليه إزار وكان جيبه واسعاً ولم يتلبب أو لم يشد وسطه ربما انكشفت عورته. ومنه: نهى أن يصلي حتى "يحتزم" أي يتلبب ويشد وسطه. وح: أمر "بالتحزم" في الصلاة. وفيه: "فتحزم" المفطرون. أي تلببوا وشدوا أوساطهم وعملوا للصائمين. ن: وقيل: إنه من "الحزم" والاحتياط. ك. "حزمة" على ظهره بضم حاء وسكون زاي [ما شد من الحطب ونحوه].
ح ز م: حَزَمَ الشَّيْءَ شَدَّهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الْحَزْمُ) أَيْضًا ضَبْطُ الرَّجُلِ أَمْرَهُ وَأَخْذُهُ بِالثِّقَةِ وَقَدْ (حَزُمَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (حَازِمٌ) وَ (احْتَزَمَ) وَ (تَحَزَّمَ) بِمَعْنًى أَيْ تَلَبَّبَ وَذَلِكَ إِذَا شَدَّ وَسَطَهُ بِحَبْلٍ. وَ (الْحُزْمَةُ) مِنَ الْحَطَبِ وَغَيْرِهِ. وَ (حِزَامُ) الدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَقَدْ (حَزَمَ) الدَّابَّةَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ (حِزَامُ) الصَّبِيِّ فِي مَهْدِهِ. وَ (مَحْزِمُ) الدَّابَّةِ بِوَزْنِ مَجْلِسٍ مَا جَرَى عَلَيْهِ حِزَامُهَا. وَ (الْحَيْزُومُ) وَسَطُ الصَّدْرِ وَمَا يُضَمُّ عَلَيْهِ الْحِزَامُ. وَحَيْزُومٌ اسْمُ فَرَسٍ مِنْ خَيْلِ الْمَلَائِكَةِ. 
ح ز م

حزم الدابة بالحزام، وفرس غليظ المحزم، وقد استرخى حزامه ومحزمه. وحزم المتاع، وحزم الحطب: شده حزماً. وحزمت وسطي بالحبل، واحتزمت، وتحزمت. ورجل حازم بين الحزم، وهو ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة، وقد حزم حزامة. وتقول: ربما كان من الحزامة، أن تجعل أنفك في الخزامة.

ومن المجاز: شددت لهذا الأمر حزيمي وحيزومي وحيازيمي. قال لبيد:

وكم لاقيت بعدك من أمور ... وأهوال أشد لها حزيمي

وقال آخر:

حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك

ولا بدّ من الموت ... إذا حل بواديك

وتحزم للأمر وتلبب، وشد له الحزام: استعد له وتشمر. قال امرؤ القيس:

أقصر إليك من الوعيد فإنني ... مما ألاقي لا أشد حزامي

أي لا أبالي به فأتشزن له وأتهيأ. وآخذ حزام الطريق أي وسطه ومحجته.
حزم حَزْمُكَ الحَطَبَ حُزْمَةً. والمِحْزَمُ حِزَامَةُ البَقْلِ. والفِعْلُ حَزَمْتُه أحْزِمُه. والحُزْمَةُ الجَماعَةُ من النّاس. والحِزَامُ للدّابَّةِ والصَّبِيِّ. والمَحْزِمُ مَوْقِعُ الحِزَامِ من الصَّدْرِ، والحَزِيْمُ مِثْلُه. ويُقال للرَّجُلِ إِذا تَشَمَّرَ للأمْرِ " شَدَّ حَزِيْمَه وحَيَازِيْمَه ". وأخَذَ حِزَامَ الطَّريقِ وحِزَامَتَه أي قَصْدَه. والحِزَامَةُ ما يُحْزَمُ على الكِيْسِ من خَيْطٍ ونحوِه. والحَيْزُوْمُ وَسَطُ الصَّدْرِ. والأحْزَمُ الغَليظُ الوَسَطِ. والحَزْمُ ضَبْطُ الرَّجُلِ أمْرَهُ، تقول حَزُمَ يَحْزُمُ حَزَامَةً فهو حازِمٌ. والحَزْمُ من الأرضِ ما احْتَزَمَ من المَسِيْل من نَجَوَاتِ الأرْضِ، والجَمِيعُ الحُزُوْمُ. وهو بِمَنْزِلَةِ الحَزْنِ. والحَزَمُ - بفَتْحَتَيْنِ - كالغَصَصِ في الصَّدْر. وحَزَمَ الرَّجُلُ بِحُجَّتِهِ إِذا عَرَفَها. والحِزْمُ بمعنى الحِزْب، وهُم الأحْزَامُ والأحْزَابُ. واحْزَوْزَمَ الشَّيْءُ اجْتَمَعَ واكْتَنَزَ. ورَجُلٌ حُزُمَّةٌ وحُزُقَّةٌ إِذا كانَ قَصِيراً. وقال الكِسائيُّ يقولون حَزْما واللهِ بمعنى أمَا واللهِ، وكذلك عَزْما واللهِ. وحَيْزُوْمُ اسْمُ فَرَسِ جَبرئيل عليه السَّلام.
[حزم] حزمت الشئ حزما، أي شددته. والحَزْمُ من الأرض أرفعُ من الحَزْنِ. قال لَبيد: فَكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ لَمَّا أشْرَفَتْ في الآل وارتفعت بهن حزوم  والحزم: ضَبْطُ الرجلِ أمرَه وأخذُه بالثقة. وقد حَزُمَ الرجل بالضم حَزامَةً فهو حازِمٌ. واحْتَزَمَ وتَحَزَّمَ بمعنىً، أي تَلَبَّبَ، وذلك إذا شدَّ وسَطَه بحبل. والحُزْمَةُ من الحطب وغيره. وحزمة في قول الشاعر:

أعددت حزمة وهى مقربة * وحزام الدابة معروف. ومنه قولهم: " جاوَزَ الحِزامُ الطُبْيَيْن ". تقول منه: حزمت الدابة. قال لبيد:

وألقى قتبها المحزوم * ومنه حزام الصبيِّ في مهده. ومَحْزِمُ الدابَّة: ما جرى عليه حِزامُها. والحَزَمُ بالتحريك، كالغَصَصِ في الصدر. يقال منه حَزِمَ بالكسر يَحْزَمُ حَزْماً. والحَزَمُ أيضاً: ضد الهَضم. يقال: فرسٌ أَحْزَمُ، وهو خلاف الأهضم. والحزيمتان والزبيبتان من باهلة بن عمرو ابن ثعلبة، وهما حزيمة وزبينة. قال أبو معدان الباهلى: جاء الحَزائِمُ والزبائنُ دُلْدُلاً لا سابقين ولا مع القطان فعجبت من عوف وماذا كلفت وتجئ عوف آخر الركبان والحَيْزوم: وسَط الصدر وما يُضَمُّ عليه الحِزامُ. والحَزيمُ مثله. يقال: شددت لهذا الامر حزيمى. وحيزوم: اسم فرس من خيل الملائكة.
حزم: حَزَم: شد، ربط (بوشر).
وحزم البضائع: لفّها، وصرها (بوشر) وكذلك حزم القماش (ألف ليلة 2: 74).
حَزَّم (بالتشديد): أحاطه بالحزام، شدَّ بطانه (ألكالا، بوشر، هلو، البلاذري ص288).
وحزمة: قلَّد السيف، وجعله فارساً (فوك).
وحزَّم ثوبه: شمر ثوبه وجعله تحت إبــطه (ألكالا).
وحزَّمه: جعله حازما قويا صلبا (كليلة ودمنة ص117).
أحزم: من اصطلاح البحرية؟ انظر: اخرم.
تحزَّم مثل حديث يقول: حَجَّ وزَمْزَمَ، وجاء للبلاء متحزم. أي جاء مستعداً للشر (الجريدة الآسيوية 1858، 2: 597).
انحزم: تحزَّم. شد وسطه بالحزام (رحلة ابن بطوطة، مخطوطة جاجينوس) وفي المطبوع من الرحلة (2: 464): تحزَّم.
حُزْمَة: باقة زهور. (عبد الواحد ص268) ومن هذا الشتيمة التي تشتم بها المرأة المكروهة: الحزمة الدَّفيرة أي الباقة النتنة (ألف ليلة 1: 603) وذلك لأنهم يقارنون جمالها الذابل بباقة الزهور التي ذبلت منذ مدة وأصبحت ذات رائحة كريهة.
حزمي (بالسريانية صارن): ( Hedyarem alhagi) ( باين سميث 1003).
حِزام: ما يشد في الوسط من حبل وغيره ويجمع بالألف والتاء (بوشر) كما يجمع على أَحْزُم وحُزُوم (فوك).
أما عن المنديل أو الوشاح الذي يسمى حزاما والذي يتحزَّم به الرجال والنساء فانظر الملابس ص139 وما يليها. وفي معجم بوشر: زنار من الحرير فيه قطعتان من الفضة أو من الذهب يربط بكلاب تزينه أحيانا أحجار كريمة وتحتزم به سيدات المشرق.
وحزام: رواق الوسط مثل حزام المنار (معجم الادريسي).
وحزام: سور يحيط بالمدينة (معجم البيان. ولدى حيان (ص88 ق): غلبهم الجند على الحزام الأول وضمَّهم إلى القصبة. كرتاس ص181، ملر، آخر أيام غرناطة ص88).
وحزام: سبيبة من الديباج الأسود تزينها كتابة بالذهب في القسم الأعلى من ستارة الكعبة (لين، عاداتي 2: 271، برتون 2: 235).
وحزام: طبق لتجفيف الجبن، طبق قصب لتجفيف الجبن (الكالا).
حِزَاماتيّ: صانع الأحزمة وبائعها. (بوشر).
حَزَّام البضائع: رزَّام البضائع (بوشر).
الحَزَّامون بتوع القماش (ألف ليلة، برسل 7: 57) وفي طبعة ماكن: الذين يحزمون القماش.
تَحْزِمة، وتجمع على تَحَازِم: حِزام (ألكالا) مِحْزَم، عامية مَحْزَم: وزرة (بوشر، همبرت ص199) وهي تقوم في الحمامات العامة مقام التَّبان الذي يستعمل في أوربا (ديسكرياك ص115، لين، عادات 2: 47).
ومِحْزَم: تنّورة داخلية (بوشر).
ومِحْزَم: مئزر أو قميص يلبس وقت التمشيط (بوشر).
ومِحْزَم: منديل، منشفة لمسح اليد ذات خمل رقيق (بوشر).
مِحْزَمَة، عامية مَحْزَمة: حزام من الجلد توضع فيه الأسلحة (ذيل عدة سفرات في بلاد البربر ص 125، دوماس عادات ص 345، معجم البربرية).
مُحَزَّمة: باقة زهور (المقري 2: 67).
مَحْزُوم: نشيط، سريع (دومب ص107).
الْحَاء وَالزَّاي وَالْمِيم

الحزْمُ: ضبط الْإِنْسَان أمره وَأَخذه فِيهِ بالثقة. حَزُمَ يحْزُمُ حَزْما وحَزامَةً وحُزومةَّ. وَلَيْسَت الحُزُومَةُ بثبت. وَرجل حازِم وحَزِيمٌ، من قوم حَزَمَةٍ وحُزَمَاءَ.

وحَزَمَ الشَّيْء يَحْزِمُه حَزْما: شدَّه. والحُزْمَةُ: مَا حُزِمَ. والمِحْزَمُ والمِحزَمةُ والحِزامُ والحِزَامَةُ: اسْم مَا حُزِمَ بِهِ، وَالْجمع حُزُمٌ. والحِزَامُ للسرج والرحل وَالصَّبِيّ فِي مهده. وحَزَمَ الْفرس: شدّ حِزَامَه. وأحْزَمَه: جعل لَهُ حِزَاما. وَقد تَحَزَّمَ واحتَزَمَ.

والحزِيمُ: الصَّدْر، وَالْجمع أحْزِمةٌ وحُزُمٌ، عَن كرَاع.

والحَزِيمُ والحَيزُومُ: وسط الصَّدْر حَيْثُ تلتقي رُءُوس الجوانح فَوق الرَّهابة بحيال الْكَاهِل.

والحَيزُومُ أَيْضا: الصَّدْر، وَقيل: الْوسط، وَقيل: الحَيازِيمُ ضلوع الْفُؤَاد، وَقيل: الحَيزُومُ مَا اسْتَدَارَ بِالظّهْرِ والبطن، وَقيل: الحيزومان: مَا اكتنف الْحُلْقُوم من جَانب الصَّدْر، وَأنْشد ثَعْلَب: يُدافعُ حَيزُومَيه سُخْنُ صَرِيحِها ... وحَلْقاً تراهُ للثُّمالَةِ مقنَعا

وَاشْدُدْ حَيزُومَك وحيازِيمكَ لهَذَا الْأَمر، أَي وَطن عَلَيْهِ. وبعير أحْزَمُ: عَظِيم الحَيزومِ وَمِنْه قَول ابْنة الخس لأَبِيهَا: " اشتره أحْزَمَ أرْقَبَ ". وَقد تقدّمت الْحِكَايَة بكمالها.

والحَزْمُ: الغليظ من الأَرْض. وَقيل: هُوَ الْمُرْتَفع. وَهُوَ أغْلظ من الْحزن، وَالْجمع حُزُومٌ. وَزعم يَعْقُوب أَن مِيم حَزْمٍ بدل من نون حزن.

والأحْزَمُ والحَيزُومُ كالحَزْمِ، قَالَ:

تالله لَوْلَا قُرزُلٌ إِذْ نجا ... لَكَانَ مأوَى خَدِّكَ الأحْزَما

وَرَوَاهُ بَعضهم: الأخرما أَي لقطع رَأسه فَسقط على أخرم كَتفيهِ. وَقَالَ الأخطل:

وظَلَّ بحَيزُومٍ يَفُلُّ قُشُورَها ... ويوجِعُها صَوَّانُه وأعابِلُه

والحَزَمُ: كالغصص فِي الصَّدْر، وَقد حزِمَ حَزَما.

وحَزْمَةُ: اسْم فرس.

وحَيزُوم: اسْم فرس " جبرئيل " عَلَيْهِ السَّلَام.

وحِزَامٌ وحازِمٌ: اسمان.

وحَزِيمَةُ: اسْم فَارس من فرسَان الْعَرَب.
باب الحاء والزاي والميم معهما ح ز م، ز ح م، م ز ح، ز م ح، ح م ز، م ح ز كلهن مستعملات

حزم: المِحْزَم: حِزامة البقل، وهو الذي تُشَدُّ به الحُزْمة، حَزَمَه يحزِمُه حزما. والحِزامُ للدابَّة والصبَّيّ في مَهْده. والمِحْزَم: الذي يَقَع عليه الحِزام من الصَّدْر. والحَزيم: موضِع الحزِام من الصَّدْر والظَّهْرِ كله ما استدارَ به، يقال: شَدَّ حَزيمَه وشَمَّرَ، قال:

شَيْخٌ إذا حمل مكروهة ... شد الحَيازيمَ لها والحَزيمْ

والحَيْزُوم: وَسَط الصَّدْر حيث يلتقي فيه رءوس الجَوانح فوقَ الرُّهابة بحِيال الكاهل، قال ذو الرمة:

تَكادُ تَنْقَضُّ مِنْهُنَّ الحَيازيمُ

والحَيْزوم: اسم فَرَس جِبْريل ع-. والحَزْم أيضاً: َضْبُطَك أمرَكَ وأخْذُكَ فيه بالثقة، حَزُمَ الرجُلُ حَزامةً فهو حازم ذو حَزْمة . والحَزْم: ما احتَزَمَ السَّيْل من نَجَوات الأرضِ والظُهور، وجمعُه حُزُوم.

زحم: زَحَمَ القَوْمُ بَعضُهم بعضاً من شِدَّة الزِّحام إذا ازدَحموا. والأمواجُ تَزْدَحِم، قال:

تَزَاحُمَ المَوْجِ إذا الموج التطم جعل مصدر ازدَحَمَ تَزاحُماً. والفيل والثَّوْر يُكَنَّيانِ أبا مُزاحِم. ومُزاحم أو أبو مُزاحِم: أوّل خاقانٍ ولَيَ التُّرْكَ وقاتَلَ العرب، فقُتِل زَمَنَ أَسَد بن عبد الله القسري.

مزح: المِزاح مصدر كالمُمازَحة، والمُزاحُ الاسم، قال:

ولا تَمْزَح فإن المَزْحَ جَهْلٌ ... وبَعضُ الشرِّ يبدَؤُه المُزاح

مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومُزاحاً ومُزاحةً.

زمح: الزَّوْمَح [والزُّمَّحُ] : الأسود القبيح من الرجال، ويقال: الزُّمَّح الضيِّق الخُلُق ، قال بعض قريش:

لازُمَّحيّينَ إذا جئْتَهم ... وفي هِياج الحَربِ كالأَشْبُلِ

[والزُّمّاح: طائرٌ عظيم] .

حمز: حمز اللوم فُؤاده وقلبَه أيْ: أوجَعَه، قال الشماخ بن ضرار:

فلما شراها فاضت العين عبرة ... وفي الصدر حزاز من اللوم حامز  الحامِز: الشديدُ من كلِّ شيء. ورجل حامِزُ الفؤاد: شديدُه.

وقال ابن عباس: أفضل الأشياء أحمزها

أي: أَشَدُّها وأَمتَنُها

محز: المَحْزُ: النِكاح، تقول: مَحَزَها، قال جرير:

مَحَزَ الفرزدق أُمَّه من شاعرِ
(حزم) - في الحَدِيث: "الحَزْم سُوءُ الظَّنّ" .
- وفي حَديثٍ آخَرَ: "سُئِل ما الحَزْم؟ قال: تَسْتَشِيرُ أَهلَ الرَّأيِ ثم تُطِيعُهم". وقيل: الحَزْم: ضَبْط الرّجلِ أَمرَه، وقد حَزُم حَزامَةً، من قولهم: حَزمْتُ الشَّيءَ: أي شَدَدْتُه حَزْماً، لأَنّ الحِزامةَ بمعنى التَّشَدّد في الأُمورِ بإِجالَةِ الرَّأْيِ وإجادَتِه، ومنه حِزَام الدَّابَّة، لأنها تُشَدُّ به.
- وفي الحَدِيثِ: "إِنَّ حُزُمَ خَيلِ أَصحابِه اللِّيفُ".
جَمْع حِزام، وهو للسَّرِجِ بمَنْزِلة الوَضِين للرَّحْل، والحُزْمة من هَذَا؛ لأَنها تُشَدّ، وحِزَامة الشَّيء ومِحْزَمُه: ما يُشَدّ به، والمَحْزِم: موضع الحِزامِ.
ومَعنَى سُوءِ الظَّنّ: أن تَظُنَّ بالأُمورِ التي تَعرِض لك أَسوأَ أَحوالِها فتَأْخُذَ له أُهبَتَه، فإن كانت على خِلافِه لم تَضُرَّك أُهبَتُك، وإن كانت على ما ظَنَنْتَ، كُنتَ قد أَخَذْت بالحَزْم ولم تُصِبْك نَدامةٌ.
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه أمَر بالتَّحَزُّم في الصَّلاةِ"
: أي التَّلَبُّب.
- وفي حَدِيثِ شُعْبَةَ عن يَزِيدَ بن خُمَيْر ، عن رَجُل، عن أَبِي هُرَيْرة مَرفُوعاً: "نَهَى أن يُصَلِّيَ الرَّجلُ حتّى يَحْتَزِم".
وهو مِثلُ الحَدِيثِ الآخر: "لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم في الثَّوبِ الوَاحِد، لَيسَ على عاتِقِه شَيْء". وإنّما أَمَر به، لأنهم كانوا قَلَّ ما يَتَسَرْوَلُون، ومَنْ لم تَكُن عليه سَراوِيلُ، وكان جَيْبُه واسِعاً ، ولم يَتَلبَّب، فرُبَّما وَقَع بَصرُه، أو بَصَرُ غَيرِه على عَوْرَتِه.
- في حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ عنه:
اشْدُدْ حَيَازِيمَك للمَوْت ... فإنَّ المَوْتَ لَاقيكَا
الحَيَازِيم: جَمْع الحَيْزوم، وهو الصَّدْر، وقيل: وَسَط الصَّدر. يقال: شَدَّ حَزِيمَه وحَيازِيَمة للأَمْر: إذا تَشمَّر له وتَهَيَّأَ، وهذا الشِّعرُ يَصِحُّ وزنُه وإن حُذِف منه اشْدُد، لكِنَّ الفُصحاءَ يَزِيدون عليه ما يَصِحّ عليه المَعْنَى، ولا يَعْتَدُّون به في الوَزْن، ويَحذِفون تَارةً من الوَزْن، عِلماً بأنَّ المُخاطَب يعلَم ما يُرِيدُونَه. وإذا قال: "حَيَازِيمَك" فقد أَضْمَر اشْدُد، فأَظهَره ها هنا ولم يَعتدَّ به.
وقيل: الخَزْم في الشِّعْر: أن يُزادَ في أَوّل البَيْتِ شَيءٌ، وأَكثَر ذلك خَزْم، وإنما الخَزْم نَبْذ، وقد وُجِد خَزْم بأربعَةِ أَحرُف، وهو قَولُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه: "اشدُد حَيَازِيمَك". - في الحديث: "فتَحزَّم المُفْطِرُون".
: أي تَلبَّبوا وشَدُّوا أَوساطَهم وعَمِلُوا للصَّائِمِين.
- في الحديث: "أَقدِمْ حَيْزومُ".
: أي تَقدَّم يا حَيْزومُ ، وهو اسْمُ فَرَس جِبْرِيلَ عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وقال صَاحِبُ التَّتِمَّة: أَقدِم زَجْر للفَرس، كأَنَّه قال: تَقَدَّم.
وحَزْمَةُ: اسمُ فَرَس، وحَزِيمةُ: اسم فَارِسٍ.
- وفيه: "أَنَّه نَهَى أن يُصَلِّي الرَّجلُ بغَيْر حِزَام".
: أي من غير أن يَشُدَّ ثَوبَه عليه، وإنما أمر بذلك لأنهم كانوا قلَّما يتَسَرْوَلُون، ومن لم يَكُن عليه سَرَاوِيل، وكان عليه إزار، أو كان جَيبُه واسعا ولم يتلَبَّب أو لم يَشُدَّ وسَطَه ربما انكشَفَت عورتُه وبَطَلَت صَلاتُه.
حزم
حزَمَ/ حزَمَ في يَحزِم، حَزْمًا، فهو حازِم، والمفعول مَحْزوم
• حزَم الشَّيءَ:
1 - شدّه وأحكَم رَبْطه بالحزام ونحوه "بدأ المسافرون بحَزْم الأمتعة استعدادًا للرحيل".
2 - جعله حُزْمَةً أو حُزَمًا؛ صنع منه رِزْمةً "حزم طرودًا بريديّة".
• حزَم الدَّابَّةَ: شدَّ حزامَها "حزَم الفرسَ".
• حزَم رأيَه أو أمرَه/ حزَم في رأيه أو في أمره: ضبطه وأتقنه وأظهر عزيمتهَ فيه "حزَم أمرَه للوصول إلى النّتيجة المرجوّة في أقرب وقت- الحَزْم قبل العَزْم". 

حزُمَ يَحزُم، حَزامَةً، فهو حَزيم
• حزُم الشَّخصُ: كان ضابطًا لأمره متقنًا له "حزُم في مقرّراته- حزُم في إدارة المدرسة". 

احتزمَ/ احتزمَ في يحتزم، احتزامًا، فهو مُحْتَزِم، والمفعول مُحْتَزَم فيه
• احتزم الشَّخصُ: شدَّ وسطه بالحزام، وهو شريط يُلفُّ حول الوسط "احتزمنا لكي نحمل الأثقالَ".
• احتزم في الأمر: تصرّف فيه بحَزْمٍ. 

تحزَّمَ/ تحزَّمَ في/ تحزَّمَ لـ يتحزَّم، تحزُّمًا، فهو مُتحزِّم، والمفعول متحزَّم فيه
• تحزَّمَ الشَّخصُ: مُطاوع حزَّمَ: احتزم، شدّ وسطه بالحزام "تحزَّم ركّابُ الطَّائرة".
• تحزَّمَ في أمره: احتزم، تصرّف فيه بحزم "تحزَّم في معاملة أبنائه الكُسالى".
• تحزَّم للأمر: استعدّ له "تحزَّم الفريقُ لتسلّق الجبال". 

حزَّمَ يُحزِّم، تحزيمًا، فهو مُحزِّم، والمفعول مُحَزَّم
 • حزَّم الشَّيءَ: أوثق ربطَه، شدّه وجعله حازمًا قويًّا "حزَّم أمتعتَه ليطمئن عليها- حزَّم رِزْمة". 

حازِم [مفرد]: ج حازمون وأحزام (للعاقل) وحُزّم وحُزَماءُ وحَزَمَة:
1 - اسم فاعل من حزَمَ/ حزَمَ في.
2 - قاطعٌ، باتٌّ، لا رجعةَ فيه "قرار حازم" ° طبع حازم- مَوْقِفٌ حازِم. 

حِزام [مفرد]: ج أحزمة وحُزُم: شريط من الجلد وغيره يُلَفّ حول وسط الإنسان أو الحيوان، ما حُزِم به من حبلٍ ونحوه "شدَّ المقاتلُ وسطَه بحِزامه- حِزام سرج" ° أخَذ حزامَ الطَّريق: نهج نهجًا قويمًا- حزام أخضر: مجموعة حدائق تحيط بمدينة، تَصُدُّ الرِّياحَ وتُقلّل الانحرافَ- حزام الأمان/ حزام السَّلامة: نوع من الأحزمة يستعمله ركّاب الطائرات والسيَّارات لسلامتهم، ويسمّى حزام المقعد أو التثبيت، حزام يستعمله بعض العمال منعًا من سقوطهم كعمال الهاتف- حزام الطَّريق: وسطه- حزام النَّجاة: يستعمل للإنقاذ من الغرق- حزام متحرِّك: جهاز آليّ لنقل الرّزم والسّلع من موضع إلى موضع آخر- سياسَةُ شدّ الحزام: سياسة هدفها التقشُّف- شَدَّ الحِزام: ضيَّق على نفسه، تقشَّف في حياته، اقتصد- شَدَّ للأمر حِزامَه: استعدّ له، تهيّأ له- يضرب تحت الحِزام: يهاجم هجومًا غير مشروع.
• الحزام الأسود: (رض) حزام يرمز لرتبة خبير بالفنّ القتاليّ كالجودو والكاراتيه.
• حِزام الزَّلازل: (جو) مساحة ضعيفة من قشرة الأرض يكون احتمال وقوع الزَّلازل فيها أكثر، كالمساحة بين منطقتين إحداهما في المحيط الهادي، والثانية في البحر المتوسط.
• حِزام الفَتْق: (طب) حِزام يُرتدى لمنع ازدياد الفتق أو عودته ولو بشكل بسيط. 

حَزامة [مفرد]: مصدر حزُمَ. 

حَزّامة [مفرد]: اسم آلة من حزَمَ/ حزَمَ في: آلة لحزم الحشيش أو القشّ "استخدمنا الحَزَّامة في حزم المحصول حسب التِّقنية الحديثة". 

حَزْم [مفرد]: ج حُزُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر حزَمَ/ حزَمَ في: "يتصرَّف بحزم وحسم- وقف موقفًا كلُّه الحزم".
2 - عزم. 

حُزْمَة [مفرد]: ج حُزُمات وحُزْمات وحُزَم:
1 - ما جُمع ورُبط من بعض الأشياء "حُزْمَة حطب" ° حُزمة ضوئيَّة: مجموع الأشعّة الضّوئيّة.
2 - (هس) مجموعة من المستقيمات تتقاطع في نقطة واحدة.
• الحزمة الموجيَّة: مدى التَّردُّدات، خاصَّةً تردُّدات اللاّسلكي كالمخصَّصة للبثّ. 

حَزيم [مفرد]: ج حزيمون وحُزَماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزَمَ/ حزَمَ في. 

مِحْزَمة [مفرد]: ج مَحَازم: اسم آلة من حزَمَ/ حزَمَ في: حزام، ما حُزِم به من حبل ونحوه، سير مصنوع من الجلد يُحبك به وسطُ الإنسان أو الدّابَّة "مِحْزَمة الدّابّة/ الحاجّ". 

حزم: الحَزْمُ: ضبط الإنسان أَمره والأَخذ فيه بالثِّقة. حَزُمَ، بالضم،

يَحْزُم حَزْماً وحَزامَةً وحُزُومة، وليست الحُزُومةُ بثبت.

ورجل حازمٌ وحَزيمٌ من قوم حَزَمة وحُزَماء وحُزَّمٍ وأَحْزامٍ

وحُزَّامٍ: وهو العاقل المميز ذو الحُنْكةِ. وقال ابن كَثْوَةَ: من أَمثالهم: إن

الوَحَا من طعام الحَزْمَة؛ يضرب عند التَّحَشُّد على الانْكِماش وحَمْدِ

المُنْكَمِشِ. والحَزْمَةُ: الحَزْمُ. ويقال: تَحَزَّم في أَمرك أَي

اقبله بالحَزْم والوَثاقة. وفي الحديث: الحَزْمُ سوء الظن؛ الحَزْمُ ضبط

الرجل أَمْرَه والحَذَرُ من فواته. وفي حديث الوِتْر: أَنه قال لأَبي بكر

أَخذتَ بالحَزْم. وفي الحديث: ما رأَيتُ من ناقصات عقل ودِينٍ أَذهبَ

للُبِّ الحازِمِ من إحداكن أَي أَذْهَبَ لعقل الرجل المُحْتَرِزِ في الأُمور،

المستظهر فيها. وفي الحديث: أَنه سُئِلَ ما الحَزْمُ؟ فقال: الحَزْمُ أَن

تستشير أَهل الرأْي وتطيعهم. الأَزهري: أُخِذَ الحَزْمُ في الأُمور، وهو

الأَخذ بالثِّقة، من الحَزْمِ، وهو الشدّ بالحِزامِ والحبل استيثاقاً من

المَحْزوم؛ قال ابن بري: وفي المثل: قد أَحْزِمُ لو أَعْزِمُ أَي قد

أَعرف الحَزْمَ ولا أَمضي عليه.

والحَزْمُ: حزْمُكَ الحطب حُزْمةً. وحَزَمَ الشيء يَْْزِمُه حَزْماً:

شده. والحُزْمَةُ: ما حُزِمَ. والمِحْزَمُ والمِحْزَمةُ والحِزامُ

والحِزامَةُ: اسم ما حُزِمَ به، والجمع حُزُمٌ. واحْتَزَمَ الرجلُ وتَحَزَّمَ

بمعنى، وذلك إذا شَدَّ وسطه بحبل. وفي الحديث: نهى أَن يصلي الرجل بغير

حِزامٍ أَي من غير أَن يشُدَّ ثوبه عليه، وإنما أَمر بذلك لأَنهم قَلَّما

يَتَسَرْوَلُونَ، ومن لم يكن عليه سَراويلُ، أَو كان عليه إزار، أَو كان

جَيْبُه واسعاً ولم يَتَلَبَّبْ أَو لم يشد وسْطه فربما إنكشفت عورتُه وبطلت

صلاته. وفي الحديث: نهى أَن يصلي الرجلُ حتى يَحْتَزِمَ أَي يتَلَبَّبَ

ويشد وسطه. وفي الحديث الآخر: أَنه أَمر بالتَّحَزُّمِ في الصلاة. وفي

حديث الصوم: فتَحَزَّمَ المفطرون أَي تلَبَّبُوا وشدوا أَوساطهم وعَمِلُوا

للصائمين. والحِزامُ للسِّرْج والرحْل والدابةِ والصبيّ في مَهْدِه. وفرس

نبيلُ المِحْزَمِ. وحِزامُ الدابة معروف، ومنه قولهم: جاوَزَ الحِزامُ

الطُّبْيَيْنِ. وحَزَمَ الفرسَ: شَدَّ حزامَهُ: قال لبيد:

حتى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأَنها

زَلَفٌ، وأُلقِيَ قِتْبُها المَحْزوم

تَحَيَّرَت: امتلأَت ماءً. والدّبارُ: جمع دَبْرةٍ أَو دِبارَة، وهي

مَشارَةُ الزرع. والزَّلَفُ: جمع زَلَفَةٍ وهي مَصْنَعة الماء الممتلئة،

وقيل: الزَّلَفَةُ المَحارَةُ أَي كأَنها محار مملوءة. وأَحْزَمهُ: جعل له

حِزاماً، وقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ. ومَحْزِمُ الدابة: ما جرى عليه

حِزامُها.

والحَزيمُ: موضع الحِزامِ من الصدر والظهرِ كله ما استدار، يقال: قد

شَمَّر وشدَّ حَزيمَهُ؛ وأَنشد:

شيخٌ، إذا حُمِّلَ مَكْروهة،

شَدَّ الحَيازِيمَ لها والحَزِيما

وفي حديث عليّ، عليه السلام:

اشْدُدْ حَيازيمكَ للمَوْتِ،

فإن المَوْتَ لاقِيكا

(* قوله «اشدد حيازيمك إلخ» هذا بيت من الهزج

مخزوم كما استشهد به العروضيون على ذلك وبعده:

ولا تجزع من الموت * إذا حل بناديكا).

هي جمع الحَيْزُوم، وهو الصَّدْر، وقيل: وسطه، وهذا الكلام كناية عن

التَّشَمُّرِ للأَمر والاستعداد له. والحَزيمُ: الصدر، والجمع حُزُمٌ

وأَحْزِمَةٌ؛ عن كراع. قال ابن سيده: والحَزيمُ والحَيْزُومُ وسط الصدر وما

يُضَمُّ عليه الحِزامُ حيث تلتقي رؤوس الجَوانح فوق الرُّهابةِ بحِيالِ

الكاهِل؛ قال الجوهري: والحَزيمُ مثله. يقال: شددت لهذا الأَمر حَزيمي،

واستحسن الأَزهري التفريق بين الحَزيم والحَيْزُوم وقال: لم أَر لغير الليث

هذا الفرق. قال ابن سيده: والحَيْزوم أَيضاً الصدر، وقيل: الوسط، وقيل:

الحيَازيمُ ضلوع الفُؤاد، وقيل: الحَيْزوم ما استدار بالظهر والبطن، وقيل:

الحَيْزومانِ ما اكتنف الحُلْقوم من جانب الصدر؛ أَنشد ثعلب:

يدافِعُ حَيْزومَيْهِ سُخْنُ صَريحِها،

وحلقاً تراه للثُّمالَةِ مُقْنَعا

واشْدُدْ حَيْزومَكَ وحيَازيمك لهذا الأَمر أَي وطِّنْ عليه. وبعير

أَحْزَمُ: عظيم الحَيْزوم، وفي التهذيب: عظيمُ موضعِ الحِزام.

والأَحْزَمُ: هو المَحْزِمُ أَيضاً، يقال: بعير مُجْفَرُ الأَحْزَمِ؛

قال ابن فَسْوة التميمي:

تَرى ظَلِفات الرَّحْل شُمّاً تُبينها

بأَحْزَمَ، كالتابوت أَحزَمَ مُجْفَرِ

ومنه قول ابنة الخُسِّ لأَبيها: اشْتَرِه أَحْزَمَ أَرْقَب. الجوهري:

والحَزَمُ

ضدُّ الهَضَمِ، يقال: فرس أَحْزَمُ وهو خلاف الأَهْضَم. والحُزْمةُ: من

الحطب وغيره.

والحَزْمُ: الغليظ من الأَرض، وقيل: المرتفع وهو أَغْلَظُ وأَرفع من

الحَزْنِ، والجمع حُزومٌ؛ قال لبيد:

فكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ، لما أَشْرَفَتْ

في الآلِ، وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزومُ،

نَخْلٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ

حَمَلَتْ، فمنها موقَرٌ مَكْمومُ

وزعم يعقوب أَن ميم حَزْمٍ بدل من نون حَزْنٍ. والأَحْزَمُ والحَيْزُوم:

كالحَزْم؛ قال:

تاللهِ لولا قُرْزُلٌ، إذ نَجا،

لكانَ مأوى خَدِّكَ الأَحْزَما

ورواه بعضم الأَحَرَما أَي لقطع رأسك فسقط على أَخْرَمِ

كتفيه. والحَزْمُ من الأَرض: ما احْتَزَمَ من السيل من نَجَوات الأَرض

والظُّهور، والجمع الحُزُوم. والحَزْمُ: ما غَلُظ من الأَرض وكثرت حجارته

وأَشرف حتى صار له إقبال لا تعلوه الــإبــلُ والناس إلا بالجَهْد، يعلونه من

قِبَلِ قُبْلهِ، أَو هو طين وحجارة وحجارته أَغلظ وأَخشن وأكْلَبُ من

حجارة الأَكَمَةِ، غير أَن ظهره عريض طويل ينقاد الفرسخين والثلاثةَ، ودون

ذلك لا تعلوها الــإبــل إلا في طريق له قُبْل، وقد يكون الحَزْم في القُِفِّ

لأَنه جبل وقُفٌّ غير أَنه ليس بمستطيل مثل الجَبَلِ، ولا يُلْفَى

الحَزْمُ إلا في خشونة وقُفٍّ؛ قال المَرَّارُ بن سعيد في حَزمِ

الأَنْعَمَيْنِ:

بحَزْم الأَنْعَمَيْنِ لهُنَّ حادٍ،

مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسولُ

قال: وهي حُزومٌ عِدَّةٌ، فمنها حَزْما شَعَبْعَبٍ وحَزْمُ خَزارى، وهو

الذي ذكره ابن الرِّقاعِ في شعره:

فَقُلْتُ لها: أَنَّى اهْتَدَيْتِ ودونَنا

دُلوكٌ، وأَشرافُ الجِبالِ القَواهِرُ

وجَيْحانُ جَيْحانُ الجُيوشِ وآلِسٌ،

وحَزْمُ خَزازَى والشُّعوبُ القَواسِرُ

ويروى العَواسِرُ؛ ومنها حَزْمُ جَديدٍ ذكره المرَّار فقال:

يقولُ صِحابي، إذ نَظَرْتُ صَبابةً

بحَزْمِ جَدِيدٍ: ما لِطَرْفِك يَطْمَحُ؟

ومنها حَزْمُ الأَنْعَمَيْنِ الذي ذكره المرار أَيضاً؛ وسَمَّى الأَخطلُ

الحَزْمَ من الأَرض حَيْزُوماً فقال:

فَظَلّ بحَيْزُومٍ يفُلُّ نُسورَهُ،

ويوجِعُها صَوَّانُهُ وأَعابِلُهْ

ابن بري: الحَيزُوم الأَرض الغليظة؛ عن اليزيدي. والحَزَمُ: كالغَصَصِ

في الصدر، وقد حَزِمَ يَحْزَمُ حَزَماً. وحَزْمَةُ: اسم فرس معروفة من خيل

العرب، قال: وحَزْمَةُ في قول حَنْظَلَةَ بن فاتِكٍ الأَسَدِيّ:

أَعْدَدْتُ حَزْمَةَ، وهي مُقْرَبَةٌ،

تُقْفَى بقوتِ عِيالِنا وتُصانُ

اسم فرس؛ قال ابن بري: ذكر الكلبيُّ أَن اسمها حَزْمَةُ، قال: وكذا

وجدته، بفتح الحاء، بخط من له عِلمٌ؛ وأَنشد لحَنْظَلَة بن فاتِكٍ الأَسديّ

أَيضاً:

جَزَتْني أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْيَ صِدْقٍ،

وما أَقْفَيْتُها دون العِيالِ

وحَيْزُومُ: اسم فرس جبريل، عليه السلام. وفي حديث بَدْرٍ: أَنه سمع

صوته يوم بدر يقول: أَقْدِم حَيْزُومُ؛ أَراد أقْدِمْ يا حَيْزومُ فحذف حرف

النداء، والياء فيه زائدة؛ قال الجوهري: حَيْزُوم اسم فرس من خيل

الملائكة.

وحِزامٌ وحازِمٌ: إسمان. وحَزيمةُ: اسم فارس من فرسان العرب.

والحَزيمَتانِ والزَّبينتانِ من باهِلَةَ بن عَمْرو بن ثَعْلبَة، وهما

حَزِيمَةُ وزبينةُ؛ قال أَبو مَعْدانَ الباهليّ:

جاء الحزائِمُ والزّبائِنُ دُلْدُلاً،

لا سابِقينَ ولا مَعَ القُطَّانِ

فَعَجِبْتُ من عَوفٍ وماذا كُلِّفَتْ،

وتَجِيء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ

حزم

(الحَزْمُ: ضَبْطُ الأَمْرِ) والحَذَرُ من فَواتِهِ (والأَخْذُ فِيهِ بالثِّقَةِ) ، وَفِي الحَدِيث: ((الحَزْمُ سُوءُ الظَّنّ)) .
وَفِي حَدِيث الوِتْر، أَنَّه قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: ((أَخَذْتَ بالحَزْم)) . وَفِي حديثٍ آخَرَ أَنَّهُ سُئِلَ مَا الحَزْمُ؟ فَقَالَ: ((أَنْ تَسْتَشِيرَ أَهْلَ الرَّأْي وتُطِيعَهُم)) ، (كالحَزامَةِ والحُزومَة) ، الْأَخِيرَة لَيست بثَبَتٍ، وَقد (حَزُمَ كَكَرُم، فَهُوَ حازِمٌ وحَزِيمٌ) أَي:
عاقِلٌ مُمَيِّز ذُو حُنْكَة. وَفِي الحَدِيث: ((مَا رَأَيْتُ من ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أَذْهَبَ لِلُّبّ الحازِمِ من إِحْداكُنَّ)) أَي: أَذْهَبَ لعقلِ الرجلَ المُحْتَرِزِ فِي الأُمور المُسْتَظْهِر فِيهَا.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي: أُخِذَ الحَزمُ فِي الأُمورِ - وَهُوَ الأَخْذُ بالثِّقَة - من الحَزْمِ وَهُوَ الشَّدُّ بالحِزامِ والحَبْلِ اسْتِيثَاقًا من المَحْزُوم. (ج: حَزَمَةٌ) ، بالتَّحْرِيك، ككاتِبٍ وَكَتَبَة، (وَحُزْماءُ) ، كَكَرِيمٍ وكُرَماء.
(وَحَزْمُ بن أَبِي كَعْبٍ) السُّلَمِيّ، يُقَال: هُوَ حَرامُ بن أَبِي كَعْبٍ الَّذِي تقدّم ذكره فِي ((ح ر م)) ، وَهُوَ الّذي طَوَّل عَلَيْهِ مُعاذٌ فِي العِشاءِ ففارَقَهُ، (صَحابِيٌّ) رضيَ اللهُ تعالَى عَنْه، رَوَى عَنهُ وَلَدُه جابِرٌ.
(وحَزْمُ بن أَبِي حَزْمٍ) مُهْرانَ (القُطَعِيُّ من تابِعِي التابِعِينَ) من أهل البَصْرَة، كُنْيَتُه أَبُو عَبْد اللهِ، وَهُوَ أَخُو سُهَيْلٍ، والقُطَعِيّ بضمّ فَفَتْح؛ يرْوى.
(وَأَبُو مُحَمَّد) سَعِيدُ (بن حَزْمٍ) الأَنْدَلُسِيّ الفقيهُ الظاهِرِيّ (ذُو التَّصانِيفِ) فِي فُنونٍ شَتَّى، كَانَ كثيرَ الحِفْظ وَرِعًا دَيِّنًا جَوَّالاً فِي البِلادِ.
وبالأَنْدَلُس حَزْمِيُّون يَنْتِسِبُون إِلَيْهِ.
(وأَبُو الحَزْمِ جَهْوَرٌ: رَئيسُ قُرْطُبَةَ) مشهورٌ.
(وحَزْمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ) الفِهْرِيَّة (أُخْتُ فاطِمَةَ: صَحابِيَّةٌ) تَزَوَّجَها سَعِيدُ بن زَيْد بن عَمْرِو بن نُفَيْل فَأَوْلَدَها. (و) حَزْمَةُ (بِنْتُ العَجَّاجِ الشاعِرِ) أخْتُ رُؤْبَةَ لَهَا ذِكْرٌ.
(وَحَزَمَهُ يَحْزِمُهُ) حَزْمًا: (شَدَّهُ. و) حَزَمَ (الفَرَسَ) حَزْمًا: (شَدَّ حِزامَهُ) ، قَالَ لَبِيدٌ:

(حَتَّى تَحَيَّرَت الدِّبارُ كَأَنَّها ... زَلَفٌ وَأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ)

(وَأَحْزَمَهُ: جَعَلَ لَهُ حِزامًا، وَقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ) : شَدَّ وَسَطَهُ بِحَبْلٍ، وَمِنْه الحديثُ: ((نهى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُل حَتَّى يَحْتَزِم)) ، يُقالُ: قد شَمَّرَ وَشَدَّ حَزِيمَهُ، قَالَ:
(شَيْخٌ إِذا حُمِّلَ مَكْرُوهَةً ... شَدَّ الحَيازِيمَ لَهَا والحَزِيمَا)

(وكَأَمِيرٍ: الصَّدْرُ أَو وَسَطُه، كالحَيْزُومِ) ، وقِيلَ: الحَزِيمُ والحَيْزُوم: مَا يُضَمُّ عَلَيْهِ الحِزامُ حَيْث تَلْتَقِي رُؤُوس الجَوانِحِ فَوق الرُّهابَةِ بِحِيالِ الكاهِلِ. وَقَوله: (فِيهِما) أَي: فِي مَعْنَى الصَّدْر وَوَسَطِه. (ج: أَحْزِمَةٌ) ، عَن كُراع، (وحُزُمٌ) بِضَمَّتَيْن. وجَمْعُ الحَيْزُوم حَيازِيمُ، وَفِي حَدِيث عليّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: (اشْدُدْ حَيازِيمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإِنَّ المَوْتَ لاقِيكا)

واسْتَحْسَن الأَزْهريُّ التفريقَ بَين الحَزِيم والحَيْزُوم، وَقَالَ: لم أَرَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ هَذَا الفَرْقَ. وقولُهم: اشْدُد حَيْزُومَك وحَيازِيمَكَ لهَذَا الأَمْرِ، أَي: وَطِّن عَلَيْهِ، وَهُوَ كِنايَةٌ عَن التَّشَمُّر للأَمْرِ والاسْتِعْداد لَهُ.
(والحُزْمَةُ، بالضَّمِّ: مَا حُزِمَ) أَي: شُدَّ، والجَمْعُ حُزُم.
(و) حُزْمَةُ: (فَرَسُ أُسَيْلِمِ بنِ الأَحْنَفِ. و) أَيْضا: (فَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ فاتِكٍ) الأَسَدِيّ، وَله يَقُول:
(أَعْدَدْتُ حُزْمَةَ وهْيَ مُقْربَةٌ ... تُقْفَى بِقُوتِ عِيالِنا وتُصانُ)

قَالَ ابْن بَرّي عَن ابْن الكَلْبِيِّ: إِنَّهُ وَجَده مَضْبُوطًا بِخَطِّ من لَهُ عِلْمٌ بِفَتْح الْحَاء، وأَنْشَدَ أَيْضا لَهُ:
(جَزَتْنِي أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْيَ صِدْقٍ ... وَمَا أَقْفَيْتُها دُونَ العِيالِ)

(والمِحْزَمُ والمِحْزَمَةُ) والحِزامُ والحِزامَةُ، (كَمِنْبَرٍ وَمِكْنَسَةٍ وَكِتابٍ وكِتابَةٍ: مَا حُزِمَ بِهِ) ، وَجَمْعُ المِحْزَمَة المَحازم، و (ج) الحِزام (حُزُمٌ) ، بِضَمَّتَيْن.
(والحَيْزُومُ: مَا اسْتدارَ بالظَّهْرِ والبَطْنِ، أَو) هُوَ (ضِلَعُ الفُؤادِ. و) قيل: هُوَ (مَا اكْتَنَفَ الحُلْقُومَ من جانِبِ الصَّدْرِ) وهُما حَيزُومانِ، وَأنْشد ثَعْلب:
(يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها ... وحَلْقًا تَراه للثُّمالَةِ مُقْنَعَا)

(و) الحَيْزُوم: (الغَلِيظُ من الأَرْضِ) ، نَقله ابنُ بَرّي عَن اليَزِيدِيّ. (و) سَمَّى الأَخْطَلُ الحَزْمَ من الأَرْضِ حَيْزُوما وَهُوَ (المُرْتَفِعُ) فَقَالَ:
(فَظَلَّ بحَيْزُومٍ يَفُلُّ نُسُورَهُ ... ويُوجِعُها صَوّانُه وأَعابِلُه)

(كالأَحْزَمِ والحَزْمِ) ، وَزَعَم يعقوبُ أَنَّ مِيمَ حَزْم بَدَلٌ من نُون حَزْنٍ، شاهِدُ الأَحْزَم:
(تاللهِ لَوْلاَ قُرْزُلٌ إِذْ نَجَا ... لَكانَ مَأْوَى خَدِّكَ الأَحْزَمَا)

وَقيل الحَزْم من الأَرْض: مَا احْتَزَم من السَّيْل من نَجَوات الأرضِ والظُّهور. وَقيل: مَا غَلُظَ من الأَرْض وَكَثُرَت حِجارتُه، وجِحارَتُه أَغْلَظُ وَأَخْشَنُ وَأَكْلَبُ من حِجَارَةِ الأَكَمَة، غير أَنّ ظهرَه عَرِيضٌ طَوِيل، يَنْقاد الفَرْسَخَيْن والثَّلاثَةَ، ودُونَ ذلِك، لَا تَعْلُوها الــإِبِــلُ إِلاَّ فِي طَرِيقٍ لَهُ قُبْل.
والجَمْعُ حُزُومٌ، وَقَالَ لَبِيدٌ:

(فَكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ لمّا أَشْرَفَتْ ... فِي الآلِ وارْتَفَعَت بِهِنَّ حُزُومُ)

(نَخْلٌ كَوارعُ فِي خَلِيجِ مُحَلِّمٍ ... حَمَلَتْ فَمِنْها مُوَقَرٌ مَكْمُومُ)

(و) حَيْزُوم: (فَرَسُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ) رَكِبَ عَلَيْهَا إذْ أَتَى مُوسَى لِيَذْهَب، كَمَا حرّره البَغَوِيّ أثناءٌ ((طه)) ، ويُرْوَى بالنُّون بدل الْمِيم أَيْضا. وروى البَيْهَقِيُّ عَن خارِجَةَ بنِ إِبْــراهِيمَ عَن أَبِيهِ أَنَّه
قَالَ لِجِبْرِيلَ: ((مَنْ قَالَ مِنَ الملائكةِ يَوْمَ بَدْرٍ: أَقْدِم حَيْزُوم؟ فَقَالَ: مَا كُلّ أَهْلِ السَّماءِ أَعْرِفُ)) كَذَا فِي شَرْحِ المَواهِب.
(و) فِي الصّحاح: الحَزَمُ ضِدُّ الهَضَمِ، و (الأَحْزَمُ) من الأَفْراس (ضِدُّ الأَهْضَمِ، و) الأَحْزَم من الجِمالِ (العَظِيمُ الحَيْزُومِ) ، وَفِي التَّهْذِيب: عَظِيمُ مَوْضِعُ الحِزام، وَمِنْه قولُ ابنَةِ الخُسِّ لأِبِيها: اشْتَرِهْ أَحْزَمَ أَرْقَبِ. (و) الأَحْزَمُ: (فَرَسُ نُبَيْشَةَ السُّلَمِيّ) .
(و) أَحْزَمُ (بنُ ذُهْلٍ فِي نَسَبِ سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، مِنْ نَسْلِه عَبّادُ بنُ مَنْصُورٍ قاضِي البَصْرَةِ، وَعَبْدُ اللهِ ذُو الرُّمْحَيْنِ أَحَدُ الأَشْرافِ) وَهُوَ عَبدُ اللهِ بن نعام، وَفِي التَّبْصِيرِ عَبْدُ الله بن ذِي الرُّمْحَيْنِ.
(واحْزَوْزَمَ: اجْتَمَعَ واكْتَنَزَ) ، وَهُوَ من الحَزْمِ، كاعْشَوْشَبَ من العُشْبِ: (و) احْزَوْزَم (المَكانُ: غَلُظَ) ، وَقيل: ارْتَفَعَ. (و) احْزَوْزَم (الرَّجُلُ: بَطُنَ) أَي: صَار بَطِينًا (وَلَمْ يَمْتَلِئْ) .
(و) قَالَ ابنُ بَرِّي الحَزَمُ، محرّكَةً: شِبْهُ الغَصَصِ فِي الصَّدْر، وَقد (حَزِمَ، كَفَرِحَ) حَزَمًا: (غُصَّ فِي صَدْرِه) .
(والحُزُمَّةُ، بِضَمَّتَيْن وشَدِّ المِيمِ: القَصِيرُ) من الرِّجال.
(والأَحْزامُ: الأَحْزابُ) ، الْمِيم بَدَلٌ من الْبَاء.
(وحَزْمَى واللهِ) مِثلُ سَكْرَى: (كَأَما واللهِ) ، وَقد تقدّم فِي ((ح ر م)) أَيْضا.
(والإِمامُ أَبُو بَكْرٍ محمَّدُ بنُ)) أبي عُثْمَان (مُوسَى) بن عُثْمانَ (الحازِميُّ) الحافِظُ النَّسّابَة، (ذُو التَّصانِيفِ) ، مَاتَ سَنَةَ خمسمائةٍ وأربعٍ وثمانِينَ، عَن خَمْسٍ وثَلاثِين سَنَةً، قَالَه الذَّهَبِيُّ.
(و) أَبُو نصر (أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بن إِبْــراهيم بن حازِم الحازِمِيّ) البُخارِي المؤَذِّن: (مُحَدِّث) قدم بَغْدَاد حاجًّا، وحدَّثَ بهَا عَن إِسْحاقَ بن أَحْمَدَ بن خَلَفٍ الأَزْدِي وَغَيْرُه، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو القاسِم التَّنُوخِيّ شيخ الْأَمِير، قَالَ ابنُ الْأَثِير: ثقةٌ، تُوُفِّي سنة ثلثمائةٍ وثَلاثٍ وسَبْعِين.
(وحازِمُ بنُ أبِي حازِمٍ) الأَحْمَسِيّ البَحَلِيّ أَخُو قَيْسٍ الْآتِي ذِكْرُه، أَسْلَما فِي حَيَاة النَّبِي
، وَأَبُو حازِمٍ اسمُه عَوْفُ بن الحارِثِ، وَيُقَال عَبْد عَوْفٍ وَله صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ ابْنُه قَيْسٍ. (و) حازِمُ (بنُ حَرْمَلَةَ) الغِفارِيّ، يرْوى عَن مَوْلاه أَبِي زَيْنَب عَنهُ فِي ((لَا حول وَلَا قُوّة إِلاّ بِاللَّه)) . (و) حازِمُ (ابنُ حِزامٍ) يرْوِي عَن ابْنِهِ شَبِيب عَنهُ. (وآخَرُ غَيْرُ مَنْسُوبٍ) يُرْوَى لَهُ فِي زَكاةِ الفِطْر: (صَحابِيُّونَ) رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهم.
(وقَيْسُ بن أبِي حازِمٍ) عَوْف بن الحارِث البَجَلِيّ الأَحْمَسِيّ الكُوْفِيّ، كُنْيَته أَبُو بَكْرٍ، وَقيل أَبُو عبد الله (تابِعِيٌّ) . رَوَى عَن العَشَرَة، وَعنهُ إِسْماعِيلُ بن أبي خالِدٍ وَأَبُو إِسْحاقَ السبيعِي، وسِمَاكُ بنُ حَرْب، مَاتَ
سنة أَرْبَعٍ وَقيل ثَمانٍ وتِسْعِين، وَقيل: سنة أَرْبَعٍ وثَمانِينَ، وَقد قيل: سنة سِتٍّ وثَمانِين. (كادَ يُدْرِكُ) النبيَّ
، لأَنَّه كَأَخِيهِ أَسْلَما فِي حَياتِه
، فَقَدِمَ المدينةَ لِيُبايِعَه فقُبِضَ النبيّ
، فبايعَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ. قَالَه ابنُ حِبّان.
(والضَّحَّاك بنُ عُثْمانَ) بن عَبْد الله بن خالِد بِن حِزام بن خُوَيْلِدِ بن أَسَدٍ المَدَنِيّ، عَن شُرَحْبِيل بن سَعْدٍ، ونافِع والمَقْبُرِيّ؛ وَعنهُ ابنُه مُحَمّد، وابنُ وَهْبٍ، وَثَّقَه ابنُ مَعِين، وَقَالَ أَبُو زُرْعَة: لَيْسَ بِقَوِيّ، مَاتَ سنة مائةٍ وثلاثٍ وخَمْسِين، وسَمِعَ مِنْهُ حَفِيدُهُ الضَّحَّاك بنُ عُثْمان، كَذَا فِي الكاشِفِ للذَّهَبِيّ. قلت: وَقَالَ الواقِدِيّ: أَحْمَدُ بنُ محمّد بنِ الضَّحَّاك بنِ عُثْمانَ بنِ الضَّحّاك خامِسُ خَمْسَةٍ جالستُهم وجالَسُوني على طَلَبٍ، يَعْنِي فهُمْ من الشُّيُوخ وَمن الطَّلَبَة، أوردهُ السَّخاوِيّ فِي الضَّوْء اللامع عِنْد ذكر تَرْجَمَة نَفْسِه. (و) أَبُو إِسحاق (إِبْــراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ) بنِ عَبْدِ الله بن المُنْذِرِ بن المُغِيرَة بن عبد الله بنِ حِزامٍ المَدَنِيّ (شَيْخُ البُخارِيّ) ، وَابْن ماجَه، روى عَن ابْن عُيَيْنَةَ وَأَنَسِ بن عِياضٍ؛ وَعنهُ عِمْرانُ بنُ مُوسَى الجُرْجانِيّ، وثَعْلَب، ومحمّد بن إِبــراهيم البُوشَنْجِيّ، صَدُوقٌ توفّي سنة مائِتَيْن واثْنَتَيْن وثَلاثِين. (وَأَبُو بَكْرِ بن شَيْبَةَ) ، وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ) بن شَيْبَةَ المَدَنيّ، عَن هُشَيْم، والوَلِيد بن مُسْلِم، وابنِ أبي فَدَك، صَدُوقٌ، (الحِزامِيُّونَ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثُونَ) ، وكُلُّهم من وَلَد حِزامِ بن خُوَيْلِدٍ، إِلاَّ الأَخِير فَإِنَّه مَوْلَى بني حِزامِ بن خُوَيْلد، فاعرف ذلِك.
(والعَلاّمَةُ) القُدْوَة (عِمادُ الدِّينِ الحَزَّامِيُّ) الوَاسِطِيّ، (بالفَتْحِ والشَّدِّ) ، مُحَدِّث (مُتَأَخِّرٌ) ، أوردهُ الذَّهَبِيّ.
(وكَكِتابٍ) أَبُو خالِدٍ (حَكِيمُ بنُ حِزام) بن خُوَيْلد بنِ أَسَدٍ القُرَشِيّ (الصَّحابِيُّ) ، وُلد فِي الْكَعْبَة، وَكَانَ من المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهم، ثمَّ حَسُنَ إِسْلامُه، (هُوَ) صحابِيّ بالاتّفاق، (و) أَمّا (أَبُوهُ) حِزامُ بن خُوَيلِد فَهُوَ أَخُو خَدِيجَةَ بنت خُوَيْلِدٍ، وَغلط من عَدَّه صحابِيًّا. (وابنُه حِزامٌ) ، عَن أَبِيه، وَعنهُ عَطاءٌ. وَقَالَ ابْن حِبّان: حِزامُ بن حَكِيمٍ الدِّمَشْقِيّ يَرْوِي عَن أبي هُرَيْرَة، وَعنهُ يَزِيدُ بن واقِدٍ والعَلاءُ بنُ الحارِث، وَذكر فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة حِزام بن حَكِيمٍ من أَهْل الشامِ، رَوَى عَن مَكْحُول، وَعنهُ يَزِيدُ بن وَاقد. (وحِزامُ بن دَرّاجٍ) عَن عُمَرَ وعَلِيٍّ، لَقِيَهما فِي طَرِيق مَكَّة، روى عَنهُ الزُّهْرِيُّ قَالَه ابنُ حِبّان، قَالَ الحافِظُ: ويُرْوَى بالراءِ أَيْضا: (تابِعِيّان) ثقتان. (و) حزَام (ابنُ هِشامِ) بن حُبَيْشٍ الخُزاعِيّ من أهل الرقم، مَوضِع بالبادِيَة، يَرْوِي عَن أَبِيه عَن حُبَيْشِ بن خالِدٍ قِصَّة أُمّ مَعْبد. ولِحُبَيْشٍ المَذْكُور صُحْبَةٌ، روى عَن حزامٍ هاشمُ [بن الْقَاسِم] ومُحْرِز بن المهديّ أَبُو مكرم. (و) حزَام (بنُ إِسماعِيلَ، و) أَبُو عمرَان (مُوسَى بنُ حِزامٍ التِّرْمِذِيّ) نزيل بَلْخَ، عَن حُسَيْن الْجعْفِيّ وَابْن أُسامة، وَعنه البُخارِيّ والتِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ، وابنُ أبي دَاوُد، ثِقَةٌ عابدٌ داعِيَةٌ إِلَى السُّنَّة: (مُحدّثُونَ) .
(وَكَسَفِينَةٍ: حَزِيمَةُ بنُ حَرْبِ) بن عَلِيّ بن مالِك بن سَعْد بِن نَذِير، (فِي بَجِيلَةَ. و) حَزِيمَةُ (بن حَيّانَ، فِي بَنِي سامَةَ بن لُؤَيّ) ، من وَلَدِهِ بِشْرُِ بنُ عَبْدِ المَلِك بن بِشْر بن سربال ابْن حَزِيمَة، لَهُ ذِكْرٌ. (و) حَزِيمَة (بنُ نَهْدٍ فِي قُضاعَةَ. والزُّبَيْرُ بن حَزِيمَةَ وَهُبَيْرَةُ بنُ حَزِيمَةَ رَوَيا) ، الأوّل عَن محمّد بن قَيْس الأَسديّ، وَالثَّانِي عَن الرَّبِيع بن خُثَيْم. (وَأَبُو حَزيمَةَ جَدٌّ لِسَعْدِ بن عُبادَةَ) سَيّد الخَزْرَج.
(والحَزِيمَتانِ والزَّبِينَتان) : قَبِيلتان (من باهِلَةَ بنِ عَمْرِو) بنِ ثَعْلَبَة، (وهُما حَزِيمَةُ وَزَبِينَةُ) ، وَالْجمع حَزائمُ وزَبائِنُ، قَالَ أَبُو مَعْدانَ الباهِليُّ:
(جَاءَ الحَزائمُ والزَّبائنُ دُلْدُلاً ... لَا سابِقِينَ وَلَا مَعَ القُطّانِ) (فَعَجِبْت من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ ... وَتَجِيءُ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ)

[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحُزَمُ والحُزَّمُ والأَحْزامُ وحُزّام، كَصُرَد وسُكَّر وَأَنْصار وَرُمّان: جُموعٌ لحازِمٍ بِمَعْنى: العاقِل ذُو الحُنْكة.
وَفِي المَثَل: ((قَدْ أَحْزِمُ لَوْ أَعْزِمُ)) أَي: قد أَعْرِف الحَزْمَ وَلَا أَمْضِي عَلَيْهِ.
نَقله ابْن بَرِّي.
وَقَالَ ابنُ كَثْوَةَ: من أَمثالهم: ((إِنّ الوَحَا من طَعامِ الحَزَمَة)) يُضْرب عِنْد التَّحَشُّدِ على الانْكِماشِ وَحمد المُنْكَمِش.
والحَزْمَةُ: الحَزْمُ. ويُقال: تَحَزَّمْ فِي أَمْرِكَ، أَي: اقْبَلْه بالحَزْمِ والوَثاقَة.
وحِزامُ الدَّابَّةِ معروفٌ، وَمِنْه قَوْلهم: ((جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ)) .
والحَزّام، كَشَدّادٍ لِمَنْ يَحْزِم الكاغِدَ بِمَا وراءَ النَّهر، واشتهر بِهِ أَبُو أَحْمَد
مُحَمّد بنُ أَحْمَدَ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ المَرْوَزِيّ الحَزّام، سَكَن سَمَرْقَنْد، وانتقل إِلَى اسْبِيجاب وسَكَن بهَا، وَقد حَدّث.
وحَزِيمَةُ بن شَجَرَة، كَسَفِينَة، عَن عُثْمانَ بنِ سُوَيْد، وَعنهُ سَيْفٌ.
وَفِي قَيْسِ عَيْلانَ حَزِيمَة بن رِزام بن مازِن: بَطْنٌ.
وَأَبُو الحَزْم خَلَفُ بنُ عِيسَى بنِ سَعِيدِ بن أَبِي دِرْهَم الوَشْقِيُّ، كَانَ قاضِيَ وَشْقَة، وَله رِحْلَةٌ سمع فِيهَا ابنَ رَشِيقٍ وَغَيْرَه.
وَأَبُو الحَزْم جَهْوَر بن إِبْــراهِيمَ التُّجِيبِيُّ الْمُقْرِئ اللُّغَويّ المحدِّث، سمع الحُسَيْنَ بنَ عَليّ الطَّبَرِيّ بِمَكَّة. وَأَبُو الحَزْمِ خَلَفُ بنُ مُحَمَّد السَّرَقُسْطِيّ من شُيُوخ أبي عَلِيّ الصَّدَفِيّ.
والحَزْمُ، بِالْفَتْح: موضعٌ بمكّة أَمَام خَطْمِ الحَجُونِ مُياسِراً عَن طَرِيقِ العِراق. وللعَرَب حُزُومٌ عِدّة، مِنْهَا: حَزْمُ الأَنْعَمَيْن، قَالَ المَرّار بن سَعِيد:
(بِحَزْمِ الأَنْعَمَيْن لَهُنَّ حادٍ ... مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسُولُ)

وحَزْمُ خَزازَى: جُبَيْل بَيْنَ مَنْعِج وعاقِل، حِذاءَ حِمَى ضَرِيَّة، قَالَ ابنُ الرِّقاع:
(فَقُلْتُ لَهَا أَنَّى اهْتَدَيْتِ ودُونَنا ... دُلُوكٌ وَأَشْرافُ الجِبالِ القَواهِرُ)

(وجَيْحانُ جَيْحانُ الجُيوشِ وآلِسٌ ... وَحَزْمُ خَزازَى والشُّعُوب القَواسِرُ)

وحَزْمُ جِدِيد، ذكره المَرّار أَيْضا فَقَالَ:
(تَقُولُ صِحابِي إِذْ نَظَرْتُ صَبابَةً ... بِحَزْمِ جَدِيدٍ مَا لِطَرْفِكَ يَطْمَحُ)

وحَزْما شَعَبْعَب فِي بِلَاد بَنِي قُشَيْرٍ.
وحَيْزُمٌ، بِحَذْف الْوَاو: لُغَةٌ فِي حَيْزُوم لِفَرَس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام، وَهَكَذَا رُوِيَ أَيْضا: ((أَقْدِمْ حَيْزُمُ)) ذَكَره أَبُو حَيَّانَ فِي الارْتِشاف وشَرْحِ التَّسْهِيل.
وحَزَمَةُ، مُحرّكة: اسمُ فارِسٍ من فُرْسانِ العَرَب.
وحَزْمُ بنُ زَيْدِ بن لَوْذان: بَطْنٌ فِي الأَنْصار، وَولداه عَمْرو وعُمارة لَهُما صُحْبَة، ومحمّد وعبدُ الله ابْنا أَبِي بَكْرِ بن محمّد بن عَمْرو هَذَا حَدَّث عَنْهُمَا مالِكٌ. وَأَبُو الطاهِر عَبْدُ المَلِك بن محمّد ابْن أبي بَكْرِ بن مُحَمّد بن عَمْرٍ والحَزْمِيّ، رَوَى عَن عَمّه عَبْدِ الله بن أبي بَكْر، وَعنهُ ابنُ وَهْبٍ، ذكره الدارقُطْنِي.
ويُقال: أَخَذَ حِزامَ الطَّرِيقِ، أَي وَسَطَهُ وَمَحَجَّتَه، وَهُوَ مجَاز: وَأَبُو حازِمٍ البَياضِيّ مَوْلاهم مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَته. وَأَبُو حازِمٍ الأَعْرَج المَدَنِيّ، اسمُه سَلَمَةُ بن دِينارٍ تابِعِيّ. وَأَبُو حازِمٍ التَّمّارُ الغِفارِيُّ، اسمُه عبدُ اللهِ بنُ جابِرٍ، رَوَى عَن البَياضِيّ.

حير

(حير) : الحائِرَةُ من الشّاءِ: التي لا تَشِبُّ أَبَداً، وهو من الناسِ أَيضاَ، يُقال: ما هُو إِلاّ حائِرٌ من الحَوائِرِ: لا خَيْرَ فيه. 
(ح ي ر) : (الْحَيْرَةُ) التَّحَيُّرُ وَفِعْلُهَا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَقَوْلُهُ بِحَيْثُ (لَا تَحَارُ) فِيهِ الْعَيْنُ أَيْ ذَهَبَ ضَوْءُهَا فَلَا يَتَحَيَّرُ فِيهِ الْبَصَرُ (وَالْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ كَانَ يَسْكُنُهَا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَهِيَ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ مِنْ الْكُوفَةِ.
حير
يقال: حَارَ يَحَارُ حَيْرَة، فهو حَائِر وحَيْرَان، وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ: إذا تبلّد في الأمر وتردّد فيه، قال تعالى: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ [الأنعام/ 71] ، والحائر:
الموضع الذي يتحيّر به الماء، قال الشاعر:
واستحار شبابها
وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة: موضع، قيل سمّي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.
(حير) - في حديث ابن سِيرِين في غُسْل المَيِّت: "يُؤخَذ من سِدْرٍ فيُجعل في مَحارَةٍ أو سُكُرَّجة" . المَحارة، والحَيْرُ، والحائِرُ: المَوضِع الذي يجتمع فيه الماء، وجَمْع المَحَارة: مَحارٌ. قال ذو الرمة:
.... ومَنْ نُشِغَ المَحارَا * .
: أي أُوجِر في حَلْقه الماءُ أو غَيرُه، وأصلُ المَحارة: الصَّدَفَة.

حير


حَارَ (ي)(n. ac. حَيْرحَيْرَةِ []
حَيَر []
حَيَرَان [] )
a. Was confused, bewildered, dumb founded; whirled
eddied (water).
b. [Fī], Was embarrassed at, by (affair).

حَيَّرَa. Confused, embarrassed, bewildered.
b. Was developed, grown (youth).
c. Was amassed (water).
إِسْتَحْيَرَa. Was confused, bewildered, embarrassed.

حَيْرa. Enclosure, garden.

حَيْرَةa. see 2t
حِيْرَةa. Stupefaction, stupor; embarrassment, perplexity
bewilderment.

حَاْيِرa. Confused, confounded, perplexed, irresolute.
b. (pl.
حِيْرَاْن
حُيْرَاْن), Reservoir.
c. Garden.

حَارَة []
a. House.
b. Street, quarter.

حَيْرَان [] (pl.
حَيَارَى
حُيَارَى )
a. see 21 (a)
[حير] نه فيه: الرجال ثلاثة فرجل "حائر" بائر، أي متحير في أمره لا يدري كيف يهتدي فيه. وفي ح ابن عمر: ما أعطى رجل أفضل من الطرق يطرق الرجل الفحل فيلقح مائة فيذهب حيرى دهر، ويروى: حيرى دهر- بياء ساكنة، وحيرى دهر بياء مخففة، والكل من تحير الدهر وبقائه، ومعناه مدة الدهر ودوامه، أي ما أقام الدهر، فقيل ما حيرى الدهر؟ قال: لا يحسب، أي لا يعرف حسابه لكثرته، يريد أن أجر ذلك دائم أبداً لموضع دوام النسل. ش: "تحار" فيه القطا، بفتح مثناة فوق أي تتحير. غ: حيرى وحارى الدهر وحيره أبد الدهر. نه وفيه: فيجعل في "محارة" أو سكرجة، هي والحائر موضع يجتمع فيه الماء وأصلها الصدفة، وميمها زائدة. و"الحيرة" بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة، ومحلة بنيسابور.
ح ي ر

حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير. وحار بصره.

ومن المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف يجري. وجفنة مستحيرة: ممتلئة. وأتانا بمرقة مستحيرة: كثيرة الإهالة. واستقينا من الحائر والحيران، وهو شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر. واستحار شباب المرأة إذا تم وامتلأ. قال أبو ذؤيب:

ثلاثة أحوال فلما تجرمت ... علينا بهون واستحار شبابها ولا أفعل ذلك حيريّ دهر، وحيري دهر بالتخفيف أي ما وقف الدهر ودام، ويجوز أن يراد ماكر ورجع من حار يحور. ونشأ الحير وهو سحاب ماطر يتحير في الجو ويدوم.
ح ي ر : حَارَ فِي أَمْرِهِ يَحَارُ حَيَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَيْرَةً لَمْ يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ فَهُوَ حَيْرَانُ وَالْمَرْأَةُ حَيْرَى وَالْجَمْعُ حَيَارَى وَحَيَّرْتُهُ فَتَحَيَّرَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَصْلُهُ أَنْ
يَنْظُرَ الْإِنْسَانُ إلَى شَيْءٍ فَيَغْشَاهُ ضَوْءٌ فَيَنْصَرِفَ بَصَرُهُ عَنْهُ وَالْحَائِرُ مَعْرُوفٌ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ يَحَارُ فِيهِ أَيْ يَتَرَدَّدُ وَالْحِيرَةُ بِالْكَسْرِ بَلَدٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حِيرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ حَارِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ وَهِيَ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي حُكْمِ السَّوَادِ لِأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَحَهَا صُلْحًا نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ عَنْ الطَّبَرِيِّ. 
[حير] حارَ يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً ، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى. وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر. وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار. والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحوران. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. واستحير الشراب: أسيغ. قال العجاج: تسمع للجرع إذا استحيرا * للماء في أجوافها خريرا - وتحير المكان بالماء واستحار: إذا امتلأ. ومنه قول أبي ذؤيب:

تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها * أي تردَّدَ فيها واجتمع. والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه. قال الشاعر يمدح رجلا: كأن أصحابه بالقفز يمطرهم * من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ - والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء. والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيرى وحارى أيضا على غير قياس، كأنهم قلبوا الياء ألفا. ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي أبدا. 
حير
الحائرُ: حَوْضٌ يُسَيَّبُ إليه مَسِيْلُ الماءِ، والجَميعُ: حِيْرَانٌ، ويُسَمّى أيضاً: الحَيْرَ؛ لأنَّه يَتَحَيَّرُ فيه الماءُ. وتَحَيَّرَتِ الأرْضُ بالماءِ. وتَحَيَّرَ الرَّجُلُ: ضَلَّ فلم يَهْتَدِ لِسَبِيْلِه. وحارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً، وهو حَيْرَانٌ، والجَميعُ: حَيَاري، وامْرَأةٌ حَيْرى. والطَّرِيْقُ المُسْتَحِيْرُ: الذي يَأْخُذُ في عَرْضِ مَفازَةٍ لا يُدْري أيْنَ مَنْفَذُه.
واسْتَحَاَر الرَّجُلُ بمكانِ كذا: نَزَلَهُ أيّاماً. واسْتَحَارَ شَبَابُه: تَمَّ وانْتَهى. والبَعيرُ: ظَلَعَ، وأصْبَحَ بَعِيْرُكم مُسْتَحِيْراً.
والمُسْتَحَارُ من الأرَضِيْين: الذي في وُهْدَانٍ. والحِيْرَةُ: بَلَدٌ بِجَنْبِ الكُوْفَةِ، والنِّسْبَةُ إليها: حارِيُّ، وحِيْرُوا بهذا المَوْضِعِ: أي أقِيْمُوْا، وبه سُمِّيَتِ الحِيْرَةُ. والحِيْرَتانِ: الحِيْرَةُ والكُوْفَةُ. والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنازِلُهم. والمَحَارَةُ: الصَّدَفُ. والحِيَرُ: الكَثيرُ من الأهْلِ والمالِ، وهو الحائرُ أيضاً، وكذلك الوَدَكُ، وثَرِيْدَةٌ مُسْتَحِيْرَةٌ ومُتَحَيِّرَةٌ: كَثيرةُ الوَدَكِ.
ويقولونَ: لا أفْعَلُه حِيْرىَّ دَهْرٍ: أي آخِرَه، وقد تُسَكَّنُ الياءُ الأخِيرةُ. وأصْبَحَتِ الأرْضُ حَيْرَةً: أي مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
حير: حار: تردد في الأمر ولم يتأكد منه ولم يدر وجه الصواب. (بوشر).
وحار: ارتاب وتذبذب (بوشر، همبرت ص44).
حَيَّر: منع، عاق، عَوَّق (ألكالا) وفيه مُحيَّر: ممنوع ومعوَّق.
وحَيَّر: كظَّ المعدة وأتخمها (ألكالا).
تَحَيَّر: حار، تردد، أرتاب (بوشر).
وتحيَّر: تذبذب (بوشر، همبرت ص44).
احتار: تَحيَّر، تردد اضطرب بالاً، قلق وذهل واندهش (دي سلسي طرائف 2: 99).
واحتار: حار، تردد، تحيَّر (بوشر).
حَيْر: يجمع على حِيَار (معجم البلاذري).
وحَيْر: بمعنى البستان (القلائد ص173 تصحيحات تبعا للمقري 1: 416، 174).
حَيْرَة: مانع، عائق (ألكالا، دي سلان، مقدمة 1 ص75).
وحَيْرَة: تردد، اضطراب البال، قلق (فوك، بوشر).
وحَيْرَة: تحيَّر، انجذاب، سحر (بوشر).
وحَيْرَة: تردد، ارتياب، لثلثة (بوشر).
حيرى: خيرى (المستعني في مادة جيرى).
ونجد عند العياشي: معدن الزجاج الحيري وهو مايترجمه بربروجر (ص121) بما معناه: معدن الزجاج الأسود وهو يقول انه يجهل ما يعني هذا.
حَيْرَانُ حَيْرَانٌ في كليلة ودمنة (ص270) حائر، متردد قلق مضطرب البال (بوشر).
حائر: متردد، مرتاب (هلو) وهذا هو صواب قراءة الكلمة بدل جائر.
وحائِر: كسلان، متوانٍ (دوماس حياة العرب ص237).
وحائِر: بمعنى بحيرة، غدير، بركة، مصنع وتجمع على حوائر (تاريخ البربر 1: 413، 1: 13 (وأقرأ فيه حائراً، 414، 2: 400) وهذا هو صواب قراءة الكلمة في العبارات الثلاثة التي جاءت فيه.
حائِر: حائط: سياج (معجم البلاذري).
حائِر: بستان، مزرعة (معجم البلاذري).
تحيير: تعليق، تأجيل، عدول عن، وهو استعمال مجازي (بوشر).
مُحَيَّر: لحن من ألحان الموسيقى (محيط المحيط).
محاير: بساتين (المخطوطة المجهولة الهوية في مكتبة كوبنهاجن ص101) وفيها في الكلام عن نزهة: وخرجوا إلى مجائر (كذا) الحضرة وذلك على ترتيب الأسواق وأهل الصنائع.
مِحْيار: وردت في شعر الشنفري وقد نقلها دي ساسي في الطرائف (2: 137) وانظر (ص360) وقد ترجم فيها دي ساسي محيار الظلام بقوله: رجل غير شجاع يخيفه الظلام.
مستحير: حائر، بحرة، غدير، مصنع. (ديوان الهذليين ص190 قصيدة 46).
حير
حارَ يَحار، حَرْ، حَيْرةً وحَيَرانًا وحَيْرًا وحَيَرًا، فهو حائر وحَيْرانُ/ حَيْرانٌ
• حار بصرُه: ارتدَّ بعد أن عجز عن مواصلة النَّظر إلى الشَّيء.
• حار فلانٌ: تردَّد واضطرب وارتبك، ضلَّ سبيله ولم يهتد للصَّواب "حار ماذا يفعل وقد حلّت به مصيبة تلو الأخرى- رجل حائر بائر: إذا لم يتّجه لشّيء، ضالّ، تائه- صار في حيرة من أمره- {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ} " ° حار بأمره/ حار في أمره: أصبح حائرًا لا يدري ماذا يفعل. 

احتارَ يَحْتار، احْتَرْ، احتيارًا، فهو مُحتار
• احتار فلانٌ: حار؛ ضلَّ سبيلَه ولم يهتد للصواب، تردَّد وشكَّ "احتار في أمره- احتارت عقولُ المشاهدين". 

تحيَّرَ يتحيَّر، تحيُّرًا، فهو متحيِّر
• تحيَّر فلانٌ: مُطاوع حيَّرَ: وقع في حيرة، أي في تردّد واضطراب وشكَّ "تحيّر الطالب بين خيارين". 

حيَّرَ يحيِّر، تحييرًا، فهو مُحيِّر، والمفعول مُحيَّر
• حيَّر الشَّخْصَ:
1 - أوقعه في حيرة، جعله في حيرة "ما الذي حيّركم؟ - حيّر خصومَه برباطة جأشه- قرار مُحيِّر- شخص مُحيَّر التفكير".
2 - أربكه وأذهله وأثار دهشتَه. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح و ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيّة التي تُعيِّن الحُدودَ لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حَيْر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيَر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرانُ/ حَيْرانٌ [مفرد]: ج حَيارَى/ حَيْرانون، مؤ حَيْرَى/ حَيْرانة، ج مؤ حَيارَى/ حيرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حارَ. 

حَيَران [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرَة [مفرد]: ج حَيْرات (لغير المصدر) وحَيَرات (لغير
 المصدر):
1 - مصدر حارَ.
2 - اسم مرَّة من حارَ. 
1519 - 
حِيرَة [مفرد]: ج حِيرات: حَيْرة؛ تردّد واضطراب "في حِيرة من أمره: حائر مضطرب". 

حير

1 حَارَ, [sec. Pers\. حِرْتَ,] aor. ـَ (S, A, Mgh, Msb, K,) and some say يَحِيرُ, but this is a mistake, (MF,) inf. n. حَيْرَةٌ (S, A, Mgh, K) and حَيَرٌ (S, Msb, K) and حَيْرٌ and حَيَرَانٌ, (K,) He was, or became, dazzled by a thing at which he looked, (T, Msb, K,) so that he turned away his eyes from it: this is the primary signification: (T, Msb:) and so ↓ تحيّر (A, * Mgh, * K) and ↓ استحار, (K,) and حاربَصَرُهُ (A, * TA) and بصره ↓ تحيّر. (Mgh, and S and A and K in art. قمر, &c.) b2: And hence, (T, Msb,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; (T, Msb, K, * TA;) as also ↓ تحيّر (Msb, K) and ↓ استحار. (K.) And حار, (S, A,) or حار فِى أَمْرِهِ, (Msb,) i. q. فى امره ↓ تحيّر [He was, or became, confounded, &c., in his affair, or case]. (S, A.) And [حار (see its part. n. حَائِرٌ) and] ↓ تحيّر [and ↓ استحار] He erred, or lost his way. (TA.) b3: Also, said of water, (A, Msb, K,) and ↓ تحيّر (S, A, K) and ↓ استحار, (A, K,) (tropical:) It became collected, (S, A, K,) and stayed, (A,) or went round, (S, K, *) or went to and fro, or fluctuated, (Msb, K,) in a place, as though it knew not which way to run. (A.) b4: See also 5.2 حيّرهُ He, or it, caused him to become confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (S, * Msb, KL.) b2: [Accord. to Golius, as on the authority of the KL, حيّر, said of water, means (assumed tropical:) It was whirled round in an eddy: but to have this meaning, which I do not find in my copy of the KL, the verb should be حُيِّرَ.]4 احار [He, or it, caused a thing to descend easily down the throat: or it transmitted food to the stomach: see 10: and see also 4 in art. حور]. (S and K voce مِشْفَرٌ, q. v.) 5 تحيّر: see 1, in six places. b2: Also (tropical:) It (a cloud) continued without motion, pouring forth its rain, and not being driven by the wind: (IAar:) or went not in any direction: (K:) [and so ↓ استحار: see مُتَحَيِّرٌ.] b3: Also (assumed tropical:) It continued; said of time; (TA;) and in like manner it is said of a man. (MF.) And بِهِ ↓ حِيرُوا [if not a mistranscription for تَحَيَّرُوا] occurs as meaning (assumed tropical:) Remain ye therein; referring to a place. (TA.) And بِمَكَانٍ ↓ استحار (assumed tropical:) He alighted and abode some days in a place. (TA.) b4: تحيّر بِالمَآءَ (tropical:) It (a place, S, K, and land, TA) became full of water; as also ↓ استحار. (S, K, TA.) b5: تحيّرت الجَفْنَةُ (tropical:) The bowl became full of grease and food; (K, TA;) like as a watering-trough or tank becomes full of water. (TA.) b6: See also what follows.10 إِسْتَحْيَرَ see 1, in four places: b2: and 5, in three places. b3: استحار الشَّبَابُ (S, IB, A, K) and ↓ تحيّر (K) (tropical:) The sap [or vigour] of youth (مَآءُ الشَّبَابِ) flowed: (IB:) or became complete, and filled the body of a woman: (A:) or completely occupied the body: (K:) or filled it to the utmost: (TA:) or collected, and flowed to and fro, in the body of a woman. (As, S.) A2: اسْتُحِيرَ الشَّرَابُ The beverage, or wine, was made to descend easily down the throat. (S.) حَيْرٌ [An enclosure] like a حَظِيرَة: or a place of pasturage in which it is prohibited to the public to pasture their beasts. (S, K.) b2: See also حَائِرٌ.

A2: حَيْرَمَا [erroneously written by Golius حَارَمَا] i. q. رُبَّمَا. (K.) إِنَّهُ فِى حِيرَ بِيرَ and حِيرٍ بِيرٍ, like حُورٍ بُورٍ; (K;) i. e. Verily he is in a bad state, and a state of perdition: or in error. (TA.) [See also art. حور.]

حَيَرٌ: see what next follows.

حِيَرٌ (IAar, K) and ↓ حَيَرٌ (IB, K) Much property, or many cattle; and a numerous family: (K:) and أَنْعَامٌ حِيَرَاتٌ many cattle. (TA.) كَانَ حِيَرًا [app. for كان ذَا حِيَرٍ] is expl. by Th as meaning He was a possessor of much property, and of a numerous household and family. (TA.) b2: حِيَرَ دَهْرٍ: see حَيْرِىَّ الدَّهْرِ.

حَارَةٌ: see art. حور.

أَصْبَحَتِ الأَرْضُ حَيْرَةً The land became green with plants or herbage, (K,) by reason of much collecting and continuance of water therein. (TA.) حَارِىٌّ Made in the town of El-Heereh: applied to a sword, and a camel's saddle. (TA.) and A kind of leathern housings, made in El-Heereh, with which camels' saddles are ornamented. (TA.) A2: حَارِىَّ دَهْرٍ and حَارِىَّ الدَّهْرِ: see what next follows.

لَا آتِيهِ حَيْرِىَّ الدَّهْرِ (Ibn-'Omar, * Sh, * K) and حِيرِىَّ الدَّهْرِ (Sb, Akh, IAar, K) and حِيرِىَّ دَهْرٍ, (S,) or حِيرِى دَهْرٍ, (CK,) or حَيْرِى دَهْرٍ, (K, TA,) with the last letter quiescent, (K,) and حَيْرِىَ دَهْرٍ, or حِيرِىَ دَهْرٍ, (accord. to different copies of the K,) and دَهْرٍ ↓ حَارِىَّ (ISh, K) and الدَّهْرِ ↓ حَارِىَّ (ISh) and دَهْرٍ ↓ حِيَرَ, (IAar, K,) (tropical:) [I will not come to him, or it, or I will not do it,] while time lasts; (A, * K, * TA;) or ever: (ISh, K:) or it may mean while time returns; from حَارَ of which the aor. is يَحُورُ. (A, TA.) Also حَيْرِىَّ الدَّهْرِ, or حِيرِىَّ الدَّهْرِ, (tropical:) For an incalculable period of time. (Ibn-'Omar, Sh, IAth.) حَيْرَانُ (T, S, A, K) and ↓ حَائِرٌ (T, A, K) and ↓ مُتَحَيِّرٌ (TA) A man in a state of confusion, or perplexity, and unable to see his right course: (K, * TA:) erring; having lost his way: (T, TA:) fem. [of the first] حَيْرَى (Lh, T) and حَيْرَآءُ: (A, K:) and pl. [of the same] حَيَارَى (S, A, K) and حُيَارَى (K) and حَيْرَى, like the fem. sing. (Lh.) You say, لَا تَفْعَلْ ذٰلِكَ أُمُّكَ حَيْرَى [Do not thou that: may thy mother become in a state of confusion, &c.]: and لَا تَفْعَلُوا ذٰلِكَ أُمَّهَاتُكُمْ حَيْرَى

[Do not ye that: may your mothers become &c.]. (Lh.) And بَائِرٌ ↓ رَجُلٌ حَائِرٌ A man who does not apply himself rightly to an affair; (S, TA;) who knows not the right course to pursue in his affair; as also فِى أَمْرِهِ ↓ مُتَحَيِّرٌ. (TA. [See also the same phrase in art. حور.]) b2: [رَوْضةٌ حَيْرَى is (tropical:) A meadow full of water. (TA.) b3: [حَيْرَى is also applied as an epithet to the midday sun of summer: see a verse cited in the second paragraph of art. دوم.]

حَيِّرٌ: see مُتَحَيِّرٌ.

حَائِرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: Also (tropical:) A place in which water collects (S, K, TA) and goes to and fro: (TA:) a watering-trough, or tank, to which a stream of rain-water flows: (K:) or what resembles a watering-trough, or tank, in which the rain-water collects and remains: (A:) a depressed place (K, TA) in which water collects and remains, or goes round, or goes to and fro, not passing forth from it: (TA:) or a place in the ground depressed in the middle and having elevated edges or borders, (AHn, TA,) in which is water: (TA voce يَعْبُوبٌ:) and hence, (TA,) a garden; as also ↓ حَيْرٌ; (K;) which is the form used by most persons, and by the vulgar; like as they say عَيْشةُ for عَائِشَةُ: or this form is wrong: it is disallowed by AHn, notwithstanding its being mentioned by A 'Obeyd; but he mentions it only in one place, and it is not found in every copy of his work: (ISd:) pl. حِيرَانٌ (S, A, K) and حُورَانٌ. (S, K.) Hassán Ibn-Thábit uses the phrase حَائِرُ البَحْرِ [in a verse which I have cited in the first paragraph of art. رب, app. as meaning (assumed tropical:) The depth of the sea; or part of the sea in which is a confluence of the water, and where it goes round, or to and fro]. (TA.) A2: Also Grease; oily animal matter, that flows from flesh or fat. (K.) أَحْيَرُ مِنْ ضَبٍّ, and مِنْ وَرَلٍ, [More confounded, or perplexed, and unable to see his right course, than a dabb, and than a waral,] are two proverbs; (Meyd;) accord. to Hamzeh El-Isfahánee, said because the dabb, [a kind of lizard, as is also the waral,] when it quits its hole, is confounded, and cannot find the right way to to it; and the like is said of the waral. (Har p. 166.) مُتَحَيِّرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: الَكَواكِبُ المُتَحَيِّرَةُ (assumed tropical:) [The erratic stars; i. e. the planets;] the stars that [at one time appear to] retrograde and [at another time to] pursue a direct [and forward] course; also called الخُنَّسُ. (S in art. خنس.) b3: سَحَابٌ مُتَحَيِّرٌ (assumed tropical:) Clouds continuing without motion, pouring forth rain, and not driven by the wind: (IAar:) and ↓ مُسْتَحِيرٌ (assumed tropical:) clouds (سحاب) heavy, and moving to and fro, (S, K) not having any wind to drive them along: (S:) and ↓ حَيِّرٌ (tropical:) clouds, or clouds covering the sky, syn. غَيْمٌ, (Az, K, TA,) rising with rain, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining, in the sky: (Az, TA:) or this last signifies (tropical:) clouds (سحاب) raining, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining in the sky. (A, TA.) b4: See also what follows, in two places.

مُسْتَحِيرٌ A way leading across a desert, of which the place of egress is not known. (K.) b2: (assumed tropical:) Anything (TA) continuing endlessly: (IAar, TA:) or hardly, or never, ending; as also ↓ مُتَحَيِّرٌ. (Sh, TA.) See also this latter word.

A2: جَفْنَةٌ مُسْتَحِيرَةٌ (tropical:) A full bowl: (A:) or (assumed tropical:) a bowl containing much grease. (K.) And ↓ مَرَقَةٌ مُتَحَيِّرِةٌ (assumed tropical:) Broth containing much grease. (TA.)
(ح ي ر)

حارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرةً وحَيْراً وحَيراناً، وتحَّيَر، إِذا نظر إِلَى الشَّيْء فعَشِيَ.

وتحيَّر واستحارَ وحارَ، لم يهتد لسبيله. وَهُوَ حائِرٌ وحَيْرانُ، من قوم حَيارَى، وَالْأُنْثَى حَيْرَى.

وَحكى الَّلحيانيّ: لَا تفعل ذَلِك أمك حَيْرَى، أَي مُتَحِّيرةٌ، كَقَوْلِك: أمك ثَكْلَى، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، يُقَال: لَا تَفعلُوا ذَلِكُم أُمَّهَاتكُم حَيْرَى.

وَقَول الطرماح:

يَطوِى البعيدَ كطَيِّ الثوبِ هِزَّتُهُ ... كَمَا تَردَّدَ بالديمُومَةِ الحارُ

أَرَادَ: الحائُر، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

....وهِيَ أدْماءُ سارُها

يُرِيد: سائرها.

وَقد حَّيرَه الْأَمر.

والحَيرُ: التحَيُّرُ، قَالَ:

حَيْرانُ لَا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ المَاء فَهُوَ حائرٌ، وتحَّيرَ: تردد. وَأنْشد ثَعْلَب:

فهُنَّ يَروِينَ بِظمءٍ قاصِرٍ ... فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائرٍ

والحائرُ: مُجْتَمع المَاء، وَقيل هُوَ حَوْض يسيب إِلَيْهِ مسيل المَاء من الأمطار، وَقيل: الحائر الْمَكَان المطمئن يجْتَمع فِيهِ المَاء فيتحير لَا يخرج مِنْهُ، قَالَ:

صَعدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائر ... أيْنما الريحُ تميَّلْها تَملْ

وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: من مُطمئنَّات الأَرْض الحائرُ، وَهُوَ المكانُ المطمئنُّ الْمُرْتَفع الْحُرُوف، وَلَا يُقَال: حَيْرٌ، إِلَّا أَن أَبَا عبيد قَالَ فِي تَفْسِير رؤبة:

حَتَّى إِذا مَا هاج حِيرانُ الذُّرَقْ

الحيرانُ جمع حَيْرٍ، وَلم يقلها أحد غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلَّا فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت، وَلَيْسَ ذَلِك أَيْضا فِي كل نُسْخَة.

وَاسْتعْمل حسان بن ثَابت الحائرَ فِي الْبَحْر فَقَالَ:

ولأنتِ أحْسَنُ إِذْ برزتِ لنا ... يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ

من دُرَّةٍ أغْلىَ بهَا مَلِكٌ ... ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْرِ

وَالْجمع من كل ذَلِك: حِيرَانٌ وحُورَانٌ.

وَقَالُوا: لهَذِهِ الدَّار حائرٌ وَاسع. والعامة تَقول: حَيْرٌ، وَهُوَ خطأ.

والحائِرُ: كربلاء، سميت بِأحد هَذِه الْأَشْيَاء.

واستحارَ الْمَكَان بِالْمَاءِ وتَحَّيَرَ: تمَّلأ. وتَحَيَّر فِيهِ المَاء اجْتمع. وتحَيَّرَ المَاء فِي الْغَيْم اجْتمع، وَإِنَّمَا سمي مُجْتَمع المَاء حائِراً بتَحَيُّرِه فِيهِ يرجع أقصاه إِلَى أدناه.

وتحيَّرت الأَرْض بِالْمَاءِ لكثرته، قَالَ لبيد:

حتَّى تحيَّرت الدّبَارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْيبُها المحزومُ

الدبار المشارات، والزلف المصانع.

واستَحارَ شباب الْمَرْأَة وتَحيَّرَ، امْتَلَأَ وَبلغ الْغَايَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ ... إِلَيْنَا بسوءٍ واستحارَ شبابُها

وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني، وَذكر فرج الْمَرْأَة: وَإِذا لمسْتَ لَمستَ أجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحِّيراً بمكانِه مِلءَ اليَدِ

والحَيِّرُ: الْغَيْم ينشأ مَعَ الْمَطَر فيتحَيَّرُ فِي السَّمَاء وتَحَيَّر السَّحَاب، لم يتَّجه جِهَة.

والحائرُ: الودك. ومرقة مُتَحِّيرةٌ: كَثِيرَة الإهالة وَالدَّسم. وتحَيَّرت الْجَفْنَة، امْتَلَأت طَعَاما ودسما.

فَأَما مَا انشده الْفَارِسِي لبَعض الهذليين:

إمَّا صَرَمْتِ جديدَ الحِبا ... ل مني وغَّيركِ الآشِبُ

فياربَّ حَيْرى جُماديَّةٍ ... تَحَّدرَ فِيهَا النَّدى الساكِبُ

فَإِنَّهُ عَنى رَوْضَة مُتحيرةً بِالْمَاءِ.

والمحَارةُ: الصدفة، وَجَمعهَا مَحارٌ، قَالَ ذُو الرمة:

فأْلأَمُ مُرضَعٍ نُشِعَ المَحارَا

أَرَادَ: مَا فِي المحارِ.

ومَحارةُ الْأذن: صَدَفتُها، وَقيل: هِيَ مَا أحَاط بسموم الْأذن من قَعْر صحنيهما، وَقيل: محَارة الْأذن جوفها الظَّاهِر المتقعر. والمحارة أَيْضا: مَا تَحت الإطار.

والمحارَةُ: الحنك، وَمَا خلف الفراشة من أَعلَى الْفَم.

والمحارَةُ: منفذ النَّفس إِلَى الخياشيم.

والمحَارةُ: النقرة الَّتِي فِي كعبرة الْكَتف. والمحارَةُ: نقرة الورك.

والمحارَتانِ: رَأْسا الورك المستديران اللَّذَان تَدور فيهمَا رُؤُوس الفخذين.

والمحَارُ، بِغَيْر الْهَاء، من الْإِنْسَان: الحنك، وَمن الدَّابَّة حَيْثُ يحنك البيطار.

وَطَرِيق مُستَحيرٌ: يَأْخُذ فِي عرض مفازة وَلَا يدْرِي أَيْن منفذه، قَالَ: ضاحِي الأخاديدِ ومُستحيرِه

فِي لَا حبٍ يَركَبْنَ ضِيفيَ نِيْرِهِ

واستحارَ الرجل بمَكَان كَذَا وَكَذَا: نزله أَيَّامًا.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الْكثير من المَال والأهل قَالَ:

أعوذُ بالرحمَنِ من مالٍ حَيَرْ

يُصلِينيَ الله بِهِ حَرَّ سَقَرْ

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

يَا من رأىَ النعمانَ كَانَ حِيَرَا

قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كثير وخول وَأهل.

والحارةُ: كل محلّة دنت مَنَازِلهمْ.

والحِيرَةُ: بلد بِجنب الْكُوفَة ينزلها نَصَارَى الْعباد، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا حارِيّ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، قلبت الْيَاء فِيهِ ألفا وَهُوَ قلب شَاذ غير مقيس عَلَيْهِ غَيره.

وَالسُّيُوف الحارِيَّةُ: المعمولة بِالْحيرَةِ، قَالَ:

فلمَّا دخلناه أضَفْنا ظهورَنَا ... إِلَى كلِّ حارِيَ قَشيبٍ مُشَطَّبِ

يَقُول: أَنهم احتبوا بِالسُّيُوفِ. وَكَذَلِكَ الرّحال الحاريَّاتُ، قَالَ الشماخ:

يَسرِى إِذا نامَ بَنو السُرَياتْ

يَنامُ بَين شُعَبِ الحاريَّاتْ

والحاريُّ: أنماط نطوع تعْمل بِالْحيرَةِ تزين بهَا الرّحال، أنْشد يَعْقُوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِياًّ تُضاعفُه ... على قلائصَ أمثالِ الهَجانِيعِ

والمُستَحيرَةُ: مَوضِع، قَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي: ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّني ... بِأَن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ

وَلَا أفعل ذَلِك حِيرىَّ دهر، وحيرَى دهر، أَي أمد الدَّهْر. وحيرى دهر مُخَفّفَة من حيرِىّ، كَمَا قَالَ الفرزدق:

تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أْيهُما ... عليَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه

وَقد يجوز أَن يكون وَزنه فعلى، فَإِن قيل: كَيفَ ذَلِك وَالْهَاء لَازِمَة لهَذَا الْبناء فِيمَا زعم سِيبَوَيْهٍ؟ فَإِن هَذَا قد يكون نَادرا من بَاب انْقَحْلٍ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا آتيكَ حِيرِىَّ الدَّهْر، أَي طول الدَّهْر، وحِيَرَ الدَّهْر، قَالَ: وَهُوَ جمع حِيرىٍّ. وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.

والحِيارانِ: مَوضِع، قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

وَهُوَ الربُّ والشهيدُ على يو ... مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بلاءُ

حير: حار بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراناً وتَحيَّر إِذا

نظر إِلى الشيء فَعَشيَ بَصَرُهُ. وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ وحارَ: لم يهتد

لسبيله. وحارَ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً أَي تَحَيَّرَ في أَمره؛

وحَيَّرْتُه أَنا فَتَحَيَّرَ. ورجل حائِرٌ بائِرٌ إِذا لم يتجه لشيء. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر أَي متحير في أَمره لا

يدري كيف يهتدي فيه. وهو حائِرٌ وحَيْرانُ: تائهٌ من قوم حَيَارَى،

والأُنثى حَيْرى. وحكى اللحياني: لا تفعل ذلك أُمُّكَ حَيْرَى أَي

مُتَحَيِّرة، كقولك أُمُّكَ ثَكْلَى وكذلك الجمع؛ يقال: لا تفعلوا ذلك أُمَّهاتُكُمْ

حَيْرَى؛ وقول الطرماح:

يَطْوِي البَعِيدَ كَطَيِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ،

كما تَرَدَّدَ بالدَّيْمُومَةِ الحَارُ

أَراد الحائر كما قال أَبو ذؤيب: وهي أَدْماءُ سارُها؛ يريد سائرها. وقد

حَيَّرَهُ الأَمر. والحَيَرُ: التَّحَيُّرُ؛ قال:

حَيْرانُ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ الماءُ، فهو حائر. وتَحَيَّرَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ثعلب:

فَهُنَّ يَروَيْنَ بِظِمْءٍ قاصِرِ،

في رَبَبِ الطِّينِ، بماءٍ حائِرِ

وتَحَيَّر الماءُ: اجْتَمع ودار. والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماء؛ وأَنشد:

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

قال: والحاجر نحو منه، وجمعه حُجْرانٌ. والحائِرُ: حَوْضٌ يُسَبَّبُ

إِليه مَسِيلُ الماء من الأَمطار، يسمى هذا الاسم بالماء. وتَحَيَّر الرجلُ

إِذا ضَلَّ فلم يهتد لسبيله وتَحَيَّر في أَمره. وبالبصرة حائِرُ

الحَجَّاجِ معروف: يابس لا ماء فيه، وأَكثر الناس يسميه الحَيْرَ كما يقولون

لعائشة عَيْشَةُ، يستحسنون التخفيف وطرح الأَلف؛ وقيل: الحائر المكان

المطمئن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه؛ قال:

صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائِر،

أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

وقال أَبو حنيفة: من مطمئنات الأَرض الحائِرُ، وهو المكان المطمئن

الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ، وجمعه حِيرانٌ وحُورانٌ، ولا يقال حَيْرٌ إِلا أَن

أَبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة:

حتى إِذا ما هاجَ حِيرانُ الدَّرَقْ

الحِيران جمع حَيْرٍ، لم يقلها أَحد غيره ولا قالها هو إِلا في تفسير

هذا البيت. قال ابن سيده: وليس كذلك أَيضاً في كل نسخة؛ واستعمل حسان بن

ثابت الحائر في البحر فقال:

ولأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا،

يومَ الخُروجِ، بِسَاحَة العَقْرِ

من دُرَّةٍ أَغْلَى بها مَلِكٌ،

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

والجمع حِيرَانٌ وحُورَانٌ. وقالوا: لهذه الدار حائِرٌ واسعٌ، والعامّة

تقول: حَيْرٌ، وهو خطأٌ. والحائِرُ: كَرْبَلاءُ، سُميت بأَحدِ هذه

الأَشياء. واسْتحارَ المكان بالماء وتَحَيَّر: تَمَلأَ. وتَحَيَّر فيه الماء:

اجتمعَ. وتَحَيَّرَ الماءُ في الغيم: اجتمع، وإِنما سمي مُجْتَمَعُ الماء

حائراً لأَنه يَتَحَيَّرُ الماء فيه يرجع أَقصاه إِلى أَدناه؛ وقال

العجاج:

سَقَاهُ رِيّاً حائِرٌ رَوِيُّ

وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بالماء إِذا امتلأَتْ. وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ

بالماء لكثرته؛ قال لبيد:

حتى تَحَيَّرَتِ الدَّبارُ كأَنَّها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ

يقول: امتلأَت ماء. والديار: المَشَارات

(* قوله: «المشارات» أي مجاري

الماء في المزرعة كما في شرح القاموس).

والزَّلَفُ: المَصانِعُ.

واسْتَحار شَبَابَ المرأَة وتَحَيَّرَ: امتلأَ وبلغ الغابة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وقد طُفْتُ من أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها

لِوَصْلٍ، فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها

ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فلما تَجَرَّمَتْ

تَقَضَّى شَبابِي، واسْتَحارَ شبابُها

قال ابن بري: تجرّمت تكملت السنون. واستحار شبابها: جرى فيها ماء

الشباب؛ قال الأَصمعي: استحار شبابها اجتمع وتردّد فيها كما يتحير الماء؛ وقال

النابغة الذبياني وذكر فرج المرأَة:

وإِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً

مُتَحَيِّراً بِمكانِه، مِلْءَ اليَدِ

(* في ديوان النابغة: متحيِّزاً).

والحَيْرُ: الغيم ينشأُ مع المطر فيتحير في السماء. وتَحَيَّر السحابُ:

لم يتجه جِهَةً. الأَزهري: قال شمر والعرب تقول لكل شيء ثابت دائم لا

يكاد ينقطع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ؛ وقال جرير:

يا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ

فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ

قال ابن الأَعرابي: المستحير الدائم الذي لا ينقطع. قال: وكوكب الحديد

بريقه. والمُتَحيِّرُ من السحاب: الدائمُ الذي لا يبرح مكانه يصب الماء

صبّاً ولا تسوقه الريح؛ وأَنشد:

كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وَابِلُهْ

وقال الطرماح:

في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو

نِ، ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل

قال أَبو عمرو: يريد يتحير الردى فلا يبرح. والحائر: الوَدَكُ:

ومَرَقَةٌ مُتَحَيَّرَةٌ: كثيرة الإِهالَةِ والدَّسَمِ. وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ:

امتلأَت طعاماً ودسماً؛ فأَما ما أَنشده الفارسي لبعض الهذليين:

إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبا

لِ مِنِّي، وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ

فيا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ،

تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

فإِنه عنى روضة متحيرة بالماء.

والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، وجمعها مَحارٌ؛ قال ذو الرمة

فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا

أَراد: ما في المحار. وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت: يؤخذ شيء من

سِدْرٍ فيجعل في مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ؛ قال ابن الأَثير: المَحارَةُ

والحائر الذي يجتمع فيه الماء، وأَصل المَحْارَةِ الصدفة، والميم زائدة.

ومَحارَةُ الأُذن: صدفتها، وقيل: هي ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ

صَحْنَيْها، وقيل: مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ؛ والمحارة

أَيضاً: ما تحت الإِطارِ، وقيل: المحارة جوف الأُذن، وهو ما حول

الصِّماخ المُتَّسِعِ. والمَحارَةُ: الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلى

الفم. والمحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم. والمَحارَةُ:

النُّقْرَةُ التي في كُعْبُرَةِ الكَتِف. والمَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ.

والمَحارَتانِ: رأْسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رؤوس الفخذين.

والمَحارُ، بغير هاء، من الإِنسان: الحَنَكُ، ومن الداية حيث يُحَنِّكُ

البَيْطارُ. ابن الأَعرابي: مَحارَةُ الفرس أَعلى فمه من باطن.

وطريق مُسْتَحِيرٌ: يأْخذ في عُرْضِ مَسَافَةٍ لا يُدرى أَين مَنْفَذُه؛

قال:

ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِهِ،

في لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ

واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا: نزله أَياماً.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الكثير من المال والأَهل؛ قال:

أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ من مالٍ حِيَرْ،

يُصْلِينِيَ اللهُ به حَرَّ سَقَرْ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا من رَأَى النُّعْمان كانَ حِيَرَا

قال ثعلب: أَي كان ذا مال كثير وخَوَلٍ وأَهل؛ قال أَبو عمرو بن العلاء:

سمعت امرأَة من حِمْيَر تُرَقِّصُ ابنها وتقول:

يا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن يَكْبَرَا،

فَهَبْ له أَهْلاً ومالاً حِيَرَا

وفي رواية: فَسُقْ إِليه رَبِّ مالاً حِيَرَا. والحَيَرُ: الكثير من

أَهل ومال؛ وحكى ابن خالويه عن ابن الأَعرابي وحده: مال حِيَرٌ، بكسر الحاء؛

وأَنشد أَبو عمرو عن ثعلب تصديقاً لقول ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ما رَبا صَغِيرُهُمُ،

وأَصْبَحَ المالُ فِيهِمُ حِيَرَا

صَدَّ جُوَيْنٌ فما يُكَلِّمُنا،

كأَنَّ في خَدِّه لنا صَعَرا

ويقال: هذه أَنعام حِيراتٌ أَي مُتَحَيِّرَة كثيرة، وكذلك الناس إِذا

كثروا.

والحَارَة: كل مَحَلَّةٍ دنت مَنازِلُهم فهم أَهل حارَةٍ. والحِيرةُ،

بالكسر: بلد بجنب الكوفة ينزلها نصارى العِبَاد، والنسبة إِليها حِيرِيٌّ

وحاريٌّ، على غير قياس؛ قال ابن سيده: وهو من نادر معدول النسب قلبت الياء

فيه أَلفاً، وهو قلب شاذ غير مقيس عليه غيره؛ وفي التهذيب: النسبة

إِليها حارِيٌّ كما نسبوا إِلى التَّمْرِ تَمْرِيٌّ فأَراد أَن يقول

حَيْرِيٌّ، فسكن الياء فصارت أَلفاً ساكنة، وتكرر ذكرها في الحديث؛ قال ابن

الأَثير: هي البلد القديم بظهر الكوفة ومَحَلَّةٌ معروفة بنيسابور. والسيوف

الحارِيَّةُ: المعمولة بالحِيرَةِ؛ قال:

فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا

إِلى كُلِّ حارِيٍّ فَشِيبٍ مُشَطَّبِ

يقول: إِنهم احْتَبَوْا بالسيوف، وكذلك الرجال الحارِيَّاتُ؛ قال

الشماخ:يَسْرِي إِذا نام بنو السَّريَّاتِ،

يَنامُ بين شُعَبِ الحارِيَّاتِ

والحارِيُّ: أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِيرَةِ تُزَيَّنُ بها

الرِّحالُ؛ أَنشد يعقوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً نُضاعِفُهُ

على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِيعِ

والمُسْتَحِيرَة: موضع؛ قال مالك بن خالد الخُناعِيُّ:

ويمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ، إِنِّني،

بأَن يَتَلاحَوْا آخِرَ اليومِ، آرِبُ

ولا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ وحَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي أَمَدَ الدَّهْرِ.

وحَيْرِيَ دَهْرٍ: مخففة من حَيْرِيّ، كما قال الفرزدق:

تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُمَا،

عَلَيَّ مِنَ الغَيْثَ، اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ

وقد يجوز أَن يكون وزنه فَعْلِيَ؛ فإِن قيل: كيف ذلك والهاء لازمة لهذا

البناء فيما زعم سيبويه؟ فإِن كان هذا فيكون نادراً من باب إِنْقَحْلٍ.

وحكى ابن الأَعرابي: لا آتيك حِيْرِيَّ الدهر أَي طول الدهر، وحِيَرَ

الدهر؛ قال: وهو جمع حِيْرِيّ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا؛ قال

الأَزهري: وروى شمر بإِسناده عن الرَّبِيع بن قُرَيْعٍ قال: سمعت ابن عمر يقول:

أَسْلِفُوا ذاكم الذي يوجبُ الله أَجْرَهُ ويرُدُّ إِليه مالَهُ، ولم

يُعْطَ الرجلُ شيئاً أَفضلَ من الطَّرْق، الرجلُ يُطْرِقُ على الفحل أَو على

الفرس فَيَذْهَبُ حَيْرِيَّ الدهر، فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟

قال: لا يُحْسَبُ، فقال الرجلُ: ابنُ وابِصَةَ ولا في سبيل الله، فقال: أَو

ليس في سبيل الله؟ هكذا رواه حَيْرِيَّ الدهر، بفتح الحاء وتشديد الياء

الثانية وفتحها؛ قال ابن الأَثير: ويروى حَيْرِيْ دَهْرٍ، بياء ساكنة،

وحَيْرِيَ دَهْرٍ، بياء مخففة، والكل من تَحَيُّرِ الدهر وبقائه، ومعناه

مُدَّةَ الدهر ودوامه أَي ما أَقام الدهرُ. قال: وقد جاء في تمام الحديث:

فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟ فقال: لا يُحْسَبُ؛ أَي لا يُعْرَفُ

حسابه لكثرته؛ يريد أَن أَجر ذلك دائم أَبداً لموضع دوام النسل؛ قال: وقال

سيبويه العرب تقول: لا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ أَي أَبداً. وزعموا أَن

بعضهم ينصب الياء في حَيْرِيَ دَهْرٍ؛ وقال أَبو الحسن: سمعت من يقول لا

أَفعل ذلك حِيْرِيَّ دَهْرٍ، مُثَقَّلَةً؛ قال: والحِيْرِيُّ الدهر كله؛

وقال شمر: قوله حِيْرِيَّ دَهْرٍ يريد أَبداً؛ قال ابن شميل: يقال ذهب

ذاك حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً. ويَبْقَى حارِيَّ دهر

أَي أَبداً. ويبقى حارِيَّ الدهر وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً؛ قال:

وسمعت ابن الأَعرابي يقول: حِيْرِيَّ الدهر، بكسر الحاء، مثل قول سيبويه

والأَخفش؛ قال شمر: والذي فسره ابن عمر ليس بمخالف لهذا إِنما أَراد لا

يُحْسَبُ أَي لا يمكن أَن يعرف قدره وحسابه لكثرته ودوامه على وجه الدهر؛ وروى

الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: لا آتيه حَيْرِيْ دهر وحِيْرِيَّ دهر

وحِيَرَ الدَّهْرِ؛ يريد: ما تحير من الدهر. وحِيَرُ الدهرِ: جماعةُ

حِيْرِيَّ؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي شاهداً على مآلِ حَيَر، بفتح الحاء،

أَي كثير:

يا من رَأَى النُّعْمانَ كانَ حَيَرَا،

من كُلِّ شيءٍ صالحٍ قد أَكْثَرَا

واسْتُحِيرَ الشرابُ: أُسِيغَ؛ قال العجاج:

تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ، إِذا اسْتُحِيرَا،

للماءِ في أَجْوافِها خَرِيرَا

والمُسْتَحِيرُ: سحاب ثقيل متردّد ليس له ريح تَسُوقُهُ؛ قال الشاعر

يمدح رجلاً:

كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ يُمْطِرُهُمْ،

من مُسْتَحِيرٍ، غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ

ابن شميل: يقول الرجل لصاحبه: والله ما تَحُورُ ولا تَحُولُ أَي ما

تزداد خيراً. ثعلب عن ابن الأَعرابي: والله ما تَحُور ولا تَحُول أَي ما

تزداد خيراً. ابن الأَعرابي: يقال لِجِلْدِ الفِيلِ الحَوْرانُ ولباطن

جِلْدِهِ الحِرْصِيانُ.

أَبو زيد: الحَيِّرُ الغَيْمُ يَنْشَأُ مع المطر فَيَتَحَيَّرُ في

السماء.

والحَيْرُ، بالفتح: شِبْهُ الحَظِيرَة أَو الحِمَى،، ومنه الحَيْرُ

بِكَرْبَلاء.

والحِيَارانِ: موضع؛ قال الحرثُ بنُ حِلَّزَةَ:

وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يو

م الحِيارَيْنِ، والبلاءُ بَلاءُ

حير
: ( {حَارَ) بَصَرُه (} يَحَارُ {حَيْرَةً} وحَيْراً {وحَيَراً} وحَيرَاناً) ، بالتَّحْرِيك فِيهِمَا، قَالَ العَجَّاجُ:
{حَيْرَانَ لَا يُبْرِئُه من} الحَيَرْ
وَحْيُ الزَّبُورِ فِي الكِتَاب المُزْدَبَرْ
( {وَتَحَيَّر،} واسْتَحَارَ) إِذا (نَظَرَ إِلَى الشَّيْءِ فعَشِيَ) بَصَرَهُ. (و) {حَارَ} واسْتَحَارَ: (لَمْ يَهْتَدِ لِسَبِيلِه) . {وحَارَ} يَحَار {حَيْرَةً (فَهُوَ} حَيْرَانُ) ، بفَتْح فسُكُون، أَي {تَحَيَّر فِي أَمْره.
(و) رجل (} حَائِرٌ) بَائِرٌ، إِذا لم يتَّجِه لِشَيْءٍ. وَقد جاءَ ذالِك فِي حَدِيثِ عُمَر رَضِيَ الله عَنهُ، كَمَا تَقَدّمَ فِي (بير) وَهُوَ المُتَحَيِّر فِي أَمره لَا يَدْرِي كَيفَ يَهْتَدِي فِيه. (وَهِي {حَيْرَاءُ) ، أَي كَصَحْرَاءَ، هاكذا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي الأَساس وَالَّذِي فِي التَّهذيب: وَهُوَ} حَائِرٌ {وحَيْرانُ: تائِهٌ، والأُنثَى} حَيْرَى.
وحَكَى اللَّحْيَانِيّ: لَا تَفْعَل ذالك، أُمُّك حَيْرَى. أَي {مُتَحَيِّرة، كَقَوْلِك: أُمُّك ثَكْلَى، وكذالك الجَميع. يُقَال لَا تَفْعَلُوا ذالِك أُمَّهاتُكم حَيْرَى.
(وَهُمْ} حَيَارَى) ، بالفَتْح، (ويُضَمُّ) . قَالَ شَيْخُنَا: واستعمَلَ بَعْض فِي مُضَارع {حَارَ} يَحِير كَبَاع يَبِيع، بِنَاء على أَنَّه يائِيُّ العَيْن وَهُوَ غَلَط ظاهِر لَا يعرِفُه أَحَد وإِن كَانَ رُبَّما ادُّعِيَ أَخْذُه من اصْطِلاح المُصَنِّف.
قلت: وَفِي المِصْبَاح: {حارَ فِي أَمْره} يَحارُ، من بَاب تَعِب: لم يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ، فَهُوَ {حَيْرَانُ:
وَفِي التَّهْذِيب: أَصْلُ} الحَيْرَة أَنْ يَنظُر الإِنسَانُ إِلى شَيْءٍ فيَغْشَاه ضَوْؤُه فيَصْرِفَ بصَرَه عَنهُ.
(و) من المَجاز: حَارَ (المَاءُ) فِي المَكَان: وَقَفَ و (تَرَدَّدَ) كأَنَّهُ لَا يَدْرِي كيفَ يَجْرِي، {كتَحَيَّرَ} واسْتَحَارَ.
( {والحَائِرُ: مُجْتَمَعُ المَاءِ) ،} يَتَّحَيَّرُ الماءُ فِيهِ يَرْجِعُ أَقْصَاهُ إِلَى أَدْناه، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائِرِ
وَقد {حارَ} وتَحَيَّر، إِذا اجْتَمَعَ ودَارَ. قَالَ: والحاجِرُ نَحْو مِنْهُ، وجَمعُه حُجْرَانٌ. وَقَالَ العَجَّاج:
سَقَاهُ رِيًّا {حائِرٌ رَوِيُّ
(و) } الحَائِرُ: (حَوْضٌ يُسَيِّبُ إِلَيْهِ مَسِيلُ مَاء) مِنَ (الأَمْطَارِ) يُسَمَّى هاذا الاسْمُ بالمَاءِ.
(و) قِيلَ الحَائِرُ: (المَكَانُ المُطْمَئِنّ) يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ {فيتحَيَّر لَا يَخْرُج مِنْهُ. قَالَ:
صَعْدَة نابِتَة فِي} حَائر
أَيْنَما الرِّيحُ تُميِّلْهَا تَمِلْ
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: من مُطْمَئِنَّات الأَرض الحائِرُ، وَهُوَ المَكَانُ المُطْمَئِن الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ. (و) من ذالك سَمَّوُا (البُسْتَانَ) {بالحَائِر، (} كالحَيْر) ، بطَرْح الأَلف، كَمَا عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ وعَامَّتُهم، كَمَا يَقُولُونَ لعائِشَة. عَيْشَة يَسْتَحْسِنُون التَّخْفِيفَ (وَطرح الأَلف) . قيل: هُوَ خَطَأٌ، وأَنكَرَه أَبُو حَنِيفَة أَيضاً، وَقَالَ: وَلَا يُقَال حَيْر، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْد قَالَ فِي تَفْسِير قَوْلِ رُؤْبَة:
حَتَّى إِذا مَا هَاج! حِيرَانُ الدَّرَقْ {الحِيران جَمْع} حَيْر، لم يَقُلْهَا أَحَدٌ غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلاّ فِي تَفْسِير هاذا البَيْت. قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ ذالك أَيْضاً فِي كُلّ نُسْخَة.
(ج {حُورَانٌ} وحِيرَانٌ) ، بالضمِّ والكَسْر.
(و) {الحَائِرُ: (الوَدَكُ) ، وَقد تَقَدّم فِي حَوَر أَيضاً.
(و) الحَائِرُ: (كَرْبَلاَءُ) ، سُمِّيَت بِأَحَدِ هاذِهِ الأَشْيَاءِ، (} كالحَيْرَاءِ) ، هاكذا فِي النُّسَخ بالمَدِّ. والّذي فِي الصّحاح وغَيْرِه: الحَيْر، أَي بفَتْح فَسُكُون، بكَرْبَلاءَ، أَي سُمِّيَ لكَوْنه حِمًى. (و) الحَائِرُ: (: ع، بِهَا) ، أَي بَكْرْبَلاءَ، وَهُوَ المَوْضِعُ الذِي فِيهِ مَشْهَدُ الإِمامِ الحُسَيْن رَضِيَ الله عَنهُ، وَقد تقدّم فِي حور ذالك.
(و) من المَجَازِ قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: (لَا آتِيه {- حَيْرِيَّ الدَّهْرِ) ، بِفَتْح الحَاءِ (مُشَدَّدَةَ الآخِرِ) . وَرَوَى شَمِرٌ بإِسناده عَن الرَّبِيعِ بنِ قُرَيْعِ قَالَ: (سَمِعْتُ ابنَ عُمَر يَقُول: لم يُعْطَ الرجلُ شَيْئاً أَفْضَلَ من الطَّرْق، الرَّجلُ يُطْرِقُ على الفَحْل أَو على الفَرَس فيَذْهَب خَ} - حَيْرِيَّ الدَّهْر. فَقَالَ لَهُ رجلٌ: مَا حَيْرِيُّ الدَّهْرِ؟ قَالَ: لَا يَحْسَب) ، هاكَذَا رَواه بفَتْح الحاءِ وتَشْدِيد الْيَاءِ الثَّانِيَة وفَتْحِهَا، (وتُكْسَرُ الحَاءُ) أَيضاً، كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى وَهِي فِي الصّحاح، ونقلَه ابنُ شُمَيْل عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وذَكَرَه سِيبَوَيْه والأَخْفَشُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: (و) يُرْوَى: ( {- حَيْرِى دَهْرٍ) ، بِفَتْح الحَاءِ (سَاكِنَةَ الآخِرِ) ، ونقلَه الأَخفَشُ. قَالَ ابنُ جِنّي فِي} - حِيرِي دَهْرٍ، بالسُّكُون: عِنْدِي شيْءٌ لم يَذْكُره أَحَدٌ، وَهُوَ أَنَّ أَصْلَه {- حِيرِيّ دَهْرٍ، وَمَعْنَاهُ مُدَّةَ الدَّهْر، فكأَنَّه مُدَّةُ} تَحَيُّر الدَّهْرِ وبقَائِهِ. فَلَمَّا حُذِفت إِحْدَى الياءَين بَقِيَت الياءُ ساكِنَةً كَمَا كَانَت، يَعْنِي حُذِفْت المُدْغَمُ فِيهَا وأُبْقِيَت (المُدْغَمَةُ، وَمن قَالَه بتَخْفِيف الياءِ أَي! - حِيرِيَ دَهْرٍ فكأَنه حَذَف الأُولَى وأَبقَى) الْآخِرَة. فَعُذْر الأَول تَطَرُّفُ مَا حُذِفَ، وعُذْرُ الثَّاني سكُونُه. (وتُنْصَبُ مُخَفَّفَةً) ، من {- حَيْرِيّ، كَمَا قَالَ الفَزَزْدَق:
تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيُّهُمَا
عَلَيَّ من الغَيْثِ استَهَلَّت مواطِرُهْ
وَهَذَا التَّخْفيف ذكره سِيبَوَيْه عَن بَعْض.
(و) نُقل عَن ابْن شُمَيْل يُقَال: ذَهَبَ ذالك (} - حَارِيَّ دَهْر) وحاريَّ الدَّهْرِ. (و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (حِيَرَ دَهْر، كعِنَب) ، فَهِيَ ستُّ لُغَات، كُلُّ ذالك (أَي مُدَّةَ الدَّهْر) ودَوَامَه، أَي مَا أَقام الدَّهْر. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل) أَي أَبَداً، والكُلُّ من تَحَيُّر الدَّهْرِ وبَقَائِهِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيجوز أَنْ يُرَدَا: مَا كَرَّ ورَجَعَ، مِن حَارَ يَحُورُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير فِي تَفْسِير قَوْلِ ابْنِ عُمَر السُّابِق: لَا يُحْسَب، أَي لَا يُعْرَف حِسَابُه لكَثْرَتِه، يريدأَنّ أَجْرَ ذالك دائِمٌ أَبداً لِمَوْضِع دَوامِ النَّسْلِ.
وَقَالَ شَمِرٌ: أَرادَ بقَوْله لَا يُحْسَب، أَي لَا يُمْكِن أَن يُعْرَف قَدْرُه وحِسَابُه لكثْرتِه ودَوَامِه على وَجْهِ الدَّهْرِ.
( {وحَيْرَ مَا، أَي رُبَّما) .
(و) من المَجاز: (} تَحَيَّر المَاءُ: دَارَ واجْتَمَعَ) . وَمِنْه الحَائِر، وَكَذَا {تَحَيَّر الماءُ فِي الغَيْم. (و) تَحَيَّر (المَكَانُ بالمَاءِ: امْتَلأَ) ، وَكَذَا} تَحيَّرت الأَرضُ بالماءِ، إِذا امتلأَتْ لكَثْرته قَالَ لَبِيد:
حَتَّى تَحَيَّرتِ الدِّبَارُ كأَنَّها
زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحزُومُ
يَقُول: امتلأَت (مَاء) والدِّبَارُ: المَشَارَاتُ، والزَّلَفُ: المصانِعُ.
(و) من المَجاز: تَحَيَّر (الشَّبَابُ) ، أَي شَبابُ المَرأَة، إِذا (تَمَّ آخِذاً مِنَ الْجَسَدِ كُلَّ مَأْخَذٍ) ، وامْتَلأَ وبَلَغَ الغَايَةَ. قَالَ النَّابِغَة وذَكَرَ فَرْجَ المَرْأَة:
وَإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً
{مُتَحَيِّراً بِمَكَانِه مِلْءَ اليَدِ
(} كاسْتَحَار، فِيهِما) ، أَي فِي الشَّبَابِ والْمَكَان. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
ثَلاَثَةَ أَعْوام فَلَمَّا تَجَرَّمَت
تَقَضَّى شَبَابِي {واسْتَحَارَ شَبَابُها
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: تجَرَّمَت: تَكَمَّلَت. واسْتَحَارَ شَبَابُها: جَرَى فِيهَا ماءُ الشَّبَابِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ استحارَ شَبابُهَا. اجْتَمَعَ وتَردَّدَ فِيهَا كَمَا} يَتَحيَّرُ المَاءُ.
(و) {تَحَيَّرَ (السَّحَابُ: لم يَتَّجِه جِهَةً) . وَقَالَ ابْن الأَعرابِيّ:} المُتَحيِّر من السَّحَاب: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَه يَصُبُّ المَاءَ صَبًّا، وَلَا تَسُوقُه الرِّيحُ، وأَنْشَد:
كأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّرَ وابِلُهْ
(و) من المَجاز: تَحَيَّرَتِ (الجَفْنَةُ: امتلأَت دَسماً وطَعَاماً) ، كَمَا يَمْتَلِىءُ الحَوْضُ بالماءِ.
(و) من المَجازِ عَن أَبِي زَيْد ( {الحَيِّر، ككَيِّس: الغَيْمُ) يَنْشَأُ مَعَ المَطَر} فيتَحَيَّرُ فِي السماءِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ سَحابٌ ماطِرٌ {يَتَحيَّر فِي الجَوِّ ويَدُومُ.
(و) } الحيَرُ، (كَعِنَبِ، و) {الحَيَرُ، (بالتَّحْرِيك: الكَثِيرُ من المَالِ والأَهْلِ) ، قَالَ الرّاجِز:
أَعُوذُ بالرَّحْمانِ مِنْ مَالٍ} حِيَرْ
يُصْلِينِيَ اللَّهُ بِهِ حَرَّ سَقَرْ
وأَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كَانَ {حِيرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً حِيَرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنَا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً} حِيَرَا وَفِي رِوَاية:
فسُقْ إِليه رَبِّ مَالا {حَيِرَا
وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وَحْدَه: مالٌ} حِيَرٌ، بكسْرِ الحَاءِ. وأَنْشَد أَبُو عَمْرٍ وَعَن ثَعْلَب تَصْدِيقاً لقَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ:
حَتَّى إِذَا مَا رَبَا صَغيرُهُمُ
وأَصْبَح المَال فِيهِمُ {حِيَرَا
صَدَّ جُوَيْنٌ مَا يُكَلِّمُنا
كأَنَّ فِي خَدِّه لنا صَعَرَا
وروَى ابنُ بَرِّيّ: مَالٌ} حَيَرٌ، بالتَّحْرِيك. وَأنْشد للأَغلَبِ العِجْلِيِّ شاهِداً عَلَيْهِ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمَانَ كَانَ {حَيَرَا
هاكذا رَواهُ.
(} والحِيرَةُ بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسَابُورَ) ، إِذا خَرجْتَ مِنْهَا عَلَى طَرِيق مَرْو. (مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحمدَ ابْنِ حَفْص) بنِ مُسْلِم بْنِ يَزِيد بْنِ عَلِيّ الجُرَشِيّ {- الحِيرِيّ، وَولده القَاضِي أَخو بَكْر أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بنِ أَحْمَد ابنِ مُحَمَّد الحِيرِيّ قَاضِي نَيْسَابور، روى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عَبْد الله، وَذكره فِي التَّاريخ وأَكْثَر عَنهُ أَبُو بكْر البَيْهَقِيّ وأَبُو صَالِح المُؤَذِّن الحافِظَان.
(و) } الحِيرَة: (د، قُرْبَ الكُوفَةِ) وَهِي دَاخِلَة فِي حُكم السّوادِ، لأَنَّ خَالِدَ ابْنَ الوَلِيد فَتحها صُلْحاً كَمَا نَقَلَه السُّهَيْليّ عَن الطَّبَرِيّ. وَفِي المَرَاصِد أَنَّها على ثَلاثَةِ أَمْيَال من الكُوفَة على النَّجَف. زَعَمُوا أَنَّ بَحآَ فَارِسَ كَانَ يَتَّصِل بهَا، وعَلى مِيل مِنْهَا من جِهةِ الشَّرْق الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ، وَقد كانَتْ مَسْكنَ مُلْوكِ العَرَب فِي الجاهِليَّة وسَمَّوْهَا بالحيرَة البَيْضَاءِ، لحُسْنها، وَقيل: سُمِّيَت الحِيرَة لأَنَّ تُبَّعاً لَمّا قَصَدَ خُرَاسَانَ خَلَّفَ ضَعَفَةَ جُنْدِه بذالِك الموْضِع. وَقَالَ لَهُم: حِيرُوا بِهِ، أَي أَقِيمُوا. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُف أَنَّ بُخْتَ نَصَّرَ هُوَ الَّذِي حَيَّر الحِيرَةَ لَمّا جَعَلَ فِيهَا سَبًّيَا العَرَبِ، فتحَيَّروا هُنَاكَ، كَذَا قَالَه شَيْخُنَا. وَقيل إِنَّ تبعا تَحَيَّر فِيهَا، قَالَه الشّرفيّ وقِيلَ غَيْر ذالك، وَقد أَطَالَ فِيهِ السَّمْعَانِيّ، فراجِعْه فِي الأَنْسَاب.
(والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا {- حِيرِيٌّ) ، على القِيَاس، (و) سُمِعَ (} - حَارِيٌّ) على غَيرِ قِياس. قَالَ ابْن سِيده: وَهُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، قُلِبَت الياءُ فِيهِ أَلِفاً، وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ غَيرُ مَقِيسَ عَلَيْه غَيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب. النِّسْبَة إِلَيْهَا حَارِيّ، كَمَا نَسَبُوا إِلى التَّمْر تَمْرِيّ، فأَراد أَن يَقُول حَيْرِيّ فسَكَّنَ اليَاءَ فصَارَتْ أَلِفاً ساكِنَةً. (مِنْهَا كَعْبُ بْنُ عَدِيّ) بنِ حَنْظَلَة بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلَبَةَ بن عَدِيّ بن مَلَكان بْنِ عَوْف بنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْد اللاّت التَّنوخِيّ الحِيرِيّ، أَسَلَمَ زمَن أَبِي بَر. وحَفِيدُه نَاعِمُ بن كَعْب، حَدَّث عَنهُ عَمْرُو بنُ الْحَارِث، وحدِيثُه عنْد المِصْرِيّين.
(و) الحيرَة: (ة بِفَارِسَ) ،. وَمِنْهَا أَبو إِسحَاق إِبــراهِيمُ بنُ مُحَمَّد بنِ إِبــراهِيم بْنِ حاتِمٍ الزَّاهِدُ العابدُ الحِيرِيّ، أَنْثَى عَلَيْهِ الحاكِمُ.
(و) الحِيرَةُ: (د، قُربَ عَانَةَ، مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُكَارِم) الحيرِيّ، ذَكرَه الذَّهَبِيُّ.
( {والحِيرَتانِ: الحِيرَة والكُوفَةُ) ، على التَّغْلِيبِ، كالبَصْرَتَيْن والكُوفَتَين.
(} والمُسْتَحِيرَةُ: د) ، وَقد تَقَدَّم الشاهِدُ عَلَيْهِ مِنْ قَوْل مَالِك بْنِ خَالِدٍ الخُنَاعِيّ، وأَعادَه المُصَنِّف هُنَا، وهُمَا واحِدٌ.
(و) المُسْتَحِيرَة: (الجَفْنَةُ الوَدِكَةُ) : الكثِيرَةُ الوَدكِ.
(و) ! المسْتحِير، (بِلَا هاءٍ: الطَّريقُ الَّذِي يَأْخُذُ فِي عُرْضِ مَفَازةٍ) ، وَفِي بَعْضِ الأُصول: مَسَافَة، (وَلَا يُدْرَى أَيْنَ مَنْفَذُه) . قَالَ:
ضاحِي الأَخادِيدِ {ومُسْتَحِيرِهِ
فِي لاحِبٍ يَركَبنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ
(و) } المُسْتَحِير: (سَحابٌ ثَقِيلٌ مُتَرَدِّدٌ) لَيْس لَهُ رِيح تَسُوقُه. قَالَ الشَّاعِرُ يمدَح رَجُلاً:
كَأَنَّ أَصحابَه بالقَفزِ يُمْطِرُهمْ
من {مُسْتحِيرٍ غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ
(} والحِيَارَانِ) ، بالكَسْرِ (: ع) قَالَ الحارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ:
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ {الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاَءُ
(} وحَيِّرَةُ، ككَيِّسَة: د، بجَبل نِطَاعٍ) باليمامةِ، نَقله الصَّغَانِيُّ.
( {والحَيْر) ، بفتْح فسُكُون: (شِبْهُ الحَظِيرَةِ أَو الحِمَى) ، وَمِنْه} الحَيْرُ بكَرْبَلاَءَ، كَمَا فِي الصّحاح واللِّسَان، وَمِنْه المثَل (مَن اعتمَدَ على {حَيْرِ جارِه (أَصْبَح عَيْرُه فِي النَّدى)) أَورده المَيْدَانِيّ.
(و) الحَيْر: (قَصْرٌ كَانَ بِسُرَّ مِنْ رَأَى) . نَقَلَه الصّغانِيّ.
(} وحِيَارُ بَنِي القَعْقَاعِ، بالكَسْرِ: صُقْعٌ بِبَرِّيَّةِ قِنَّسَرِينَ) كَانَ الوَلِيدُ ابْنُ عَبْدِ المَلِك أَقطعهُ القَعْقَاعَ بْنَ خُلَيْد، فنُسِب إِلَيْه.
( {والحَارَةُ: كلُّ مَحَلَّة دَنَتْ مَنَازِلُهُم) ، فَهُم أَهلُ} حَارَةٍ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هِي مُسْتَدارٌ من فَضَاءٍ، قَالَ: وبالطَّائِف {حَاراتٌ، مِنْهَا حارَةُ بَنِي عَوْف.
(} والحُويْرَةُ) ، تَصْغِيرُ {الحارَة: (حَارةٌ بِدِمَشْقَ، منْها إِبْــرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ الحُوَيْرِيّ المُحَدِّثُ) ، سمِعَ ببَغْدَادَ شَرَفَ النِّسَاءِ بنْتَ الآبِنوسيّ وغَيرَها وعُمِّرَ وحَدَّث.
(و) : (إِنّه فِي} حِيرَ بِيرَ) ، مبنيًّا على الْفَتْح فيهمَا ( {وحِيرٍ بِيرٍ) ، بالخَفْضِ فيهمَا، (} كحُورٍ بُورٍ) ، أَي فَساد وهَلاكٍ، أَو ضَلال، وَقد تَقَدّم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حَيَّرتُه} فتحَيَّرَ.
{والحَيَرُ، بالتحرِيك:} التَّحيُّر.
{وتَحَيَّر: ضَلّ.
وبالبصْرة} حائرُ الحَجَّاج، معروفٌ، يابِسٌ لَا ماءَ فِيهِ، وأَكثرُ النَّاسِ يُسمِّيه الحَيْر. واستَعْمَلَ حَسَّانُ بنُ ثَابِت الحائِرَ فِي البحْر فَقَالَ:
ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنا
يَومَ الخُرُوجِ بساحَةِ العَقْرِ
مِنْ دُرَّةٍ أَغْلَى بهَا مَلِكٌ
ممّا تَرَبَّبَ حائِرُ البَحْرِ
وَقَالُوا: لهاذه الدارِ حَائِرٌ واسِعٌ. والعامَّة تَقول حَيْرٌ، وَهُوَ خَطَأٌ.
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ شَمِرٌ: والعَرَبُ تَقول: لكُلِّ شَيْءٍ ثابِتٍ دَائِمٍ لَا يَكَادُ يَنْقَطِع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ. وَقَالَ جرير:
يَا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بعَارِض
فَخْمِ الكَتَائِبِ مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ
قل ابنُ الأَعرابِيِّ: المُسْتَحِيرُ: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِع، قَالَ: وكَوكَبُ الحدِيدِ: بَرِيقُه.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
فِي مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو
نِ ومُلْتَقَى الأَسَلِ النَّواهِلْ
وَمرَقَةٌ {مُتَحيِّرَةٌ: كَثيرةُ الإِهالَةِ والدَّسمِ. وَفِي الأَساس: وأَتَى بمَرَقَةٍ كَثِيرَةِ} الإِحَارَةِ.
ورَوضَةٌ! حَيْرَى: مُتَحَيِّرةٌ بالماءِ. أَنشَدَ الفارِسِيّ لبَعْض الهُذَلِيّين:
إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيد الحِبا
لِ مِنى وغَيَّرَكِ الآشِبُ
فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ
تَحَيَّرَ فِيهَا النَّدَى السَّاكِبُ
عنَى ذالك. {والمَحَارَةُ:} الحائِر.
{واسْتَحَارَ الرَّجلُ بمَكَانِ كَذَا ومَكَانِ كَذَا. نَزَلَه أَيّاماً. وَيُقَال: هاذِه أَنْعَامٌ} حِيرَاتٌ: أَي {مُتَحَيِّرةٌ كَثِيرَةٌ. وكذالك النَّاسُ إِذَا كَثُرُوا.
والسُّيُوفُ} الحارِيَّةُ: المعْمُولَةُ {بالحِيرَة، قَالَ:
فَلَمَّا دَخَلْنَاه أَضَفْنا ظُهُورَنا
إِلَى كلِّ حَارِيَ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ
يَقُول: إِنّهم احْتَبَوْا بالسُّيوف، وكذالك الرِّحالُ} الحارِيَّاتُ. قَالَ الشَّمَّاخ:
يَسْرِي إِذا نَامَ بنُو السَّرِيَّاتِ
يَنامُ بينَ شُعَبِ الحارِيَّاتِ
{- والحارِيُّ: أَنْمَاطُ نُطُوعٍ تُعمَلُ بالحِيرَة تُزَيَّن بهَا الرِّحَالُ. أَنْشَد يَعْقُوب:
عَقْماً ورَقْماً} وحارِيًّا تُضاعِفُه
على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجَانِيعِ
{واستُحِيرَ الشَّرابُ: أُسِيغَ، قَالَ العَجَّاج:
تَسْمعُ للجَرْعِ إِذَا} اسْتُحِيرَا
! وحِيارُ بن مُهَنَّا، ككِتَاب: من أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام، نَقَله الذَّهَبِيّ.
واسْتَدْرَكَ شيهُنَا هُنا حَيْرُون، بفَتْح فَسُكُون، ونَقَلَ عَن الشِّهاب القَسْطَلانيّ فِي إرشاد السَّارِي أَنَّ سيِّدَنا إِبــراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن بِهِ. قُلْت: وَهُوَ تَصحِيف. والصَّوابُءَنه حَبْرون بالمُوحَصدة، وَقد سبق فِي مَوْضعِه، ثمَّ رأَيتُ ابْنَ الجَوَّانيِّ النَّسّابةَ ذَكَرَ عِنْد سَرْدِ أَولادِ عِيصُو بنِ إِسْحَاق فِي المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ مَا نَصُّه: ودُفِن مَعَ أَخِيه يَعْقُوبَ فِي مَزْرعَة حَيْرون، هاكذا بالحَاءِ واليَاءِ. وَقيل: بل هِيَ مزْرَعة عَفْرُون عِنْد قَبْر إِبــراهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السّلام، كَانَ شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ. 
(حير) : الحُيارَى: لغة في الحَيَارَى.
ح ي ر: (حَارَ) يَحَارُ (حَيْرَةً) وَ (حَيْرًا) بِسُكُونِ الْيَاءِ فِيهِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ فَهُوَ (حَيْرَانُ) وَقَوْمٌ (حَيَارَى) . وَ (حَيَّرَهُ فَتَحَيَّرَ) وَرَجُلٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ إِذَا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَ (الْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ. 

بَلَدُ

بَلَدُ:
بالتحريك، يقال لكركرة البعير بلدة، لأنها تؤثّر في الأرض والبلادة التأثير، وأنشد سيبويه:
أنيخت، فألقت بلدة فوق بلدة، ... قليل بها الأصوات إلّا بغامها
وبذلك سمّيت البلدة لأنها موضع تأثير الناس.
وبلد في مواضع كثيرة، منها: البلد الحرام مكة، وقد بسط القول في مكة. وبلد وربما قيل لها بلط، بالطاء، قال حمزة: بلد اسمها بالفارسية شهراباذ، وفي الزيج: طول بلد ثمان وستون درجة ونصف وربع، وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث، وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما سبعة فراسخ، وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا، قالوا: إنما سميت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبيّ، عليه السلام، في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك، وبها مشهد عمر بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقال عبد الكريم بن طاوس: بها قبر أبي جعفر محمد بن عليّ الهادي، باتفاق، وينسب إليها جماعة، منهم: محمد ابن زياد بن فروة البلدي، سمع أبا شهاب الحنّاط وغيره، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأحمد بن عيسى بن المسكين بن عيسى ابن فيروز أبو العباس البلدي، روى عن هاشم بن القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف الحرّانيين وإسحاق بن زريق الرّسعني والزّبير بن محمد الرّهاوي، روى عنه أبو بكر الشافعي ومحمد بن إسماعيل الورّاق وعليّ بن عمر الحافظ وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القوّاس، وكان ثقة كثير الحديث، مات بواسط سنة 323، وأبو العباس أحمد ابن إبــراهيم يعرف بالإمام البلدي، صاحب عليّ بن حرب، كثير الحديث، روى عنه محمد وأحمد ابنا الحسن بن سهل وجماعة من العراقيين وغيرهم، والحسن وقيل الحسين والأول أصحّ ابن المسكين بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي، حدث عن أبي بدر شجاع ابن الوليد ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود بن عامر شاذان، روى عنه يحيى بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وعمر بن يوسف الزعفراني وجماعة سواهم، وأبو منصور محمد بن الحسين ابن سهل بن خليفة بن محمد يعرف بابن الصيّاح البلدي، حدث عن أحمد بن إبــراهيم أبي العباس الإمام وسمع أبا عليّ الحسن بن هشام البلدي في سنة 346، روى عنه أبو القاسم عليّ بن محمد المصيصي، وأخوه أبو عبد الله أحمد بن الحسين البلدي، روى عن عليّ بن حرب، روى عنه أبو القاسم المصيصي أيضا، وماتا بعد الأربعمائة، وأبو منصور محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة بن الصياح البلدي، حدث عن جدّه، روى عنه أبو الحسن عليّ بن أحمد بن يوسف الهكّاري القرشي، وعليّ بن محمد بن عليّ بن عطاء أبو سعيد البلدي، روى عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثوّاب بن يزيد بن شوذب الموصليّين عن يوسف ابن يعقوب بن محمد الأزهري وغيرهم، روى عنه محمد بن الحسن الخلّال وجماعة سواه، وأبو الحسن
محمد بن عمر بن عيسى بن يحيى البلدي، روى عن أحمد بن إبــراهيم الإمام البلدي ومحمد بن العباس بن الفضل بن الخيّاط الموصلي، روى عنه أحمد بن علي الحافظ، مات في سنة 410، وعليّ بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل أبو الحسن البزاز البلدي، سمع المعافى بن زكرياء الجريري، روى عنه أبو بكر الخطيب وسأله عن مولده فقال: ولدت ببغداد سنة 373، قال: وولد أبي ببلد، ومات سنة 447، ومحمد ابن زريق بن إسماعيل بن زريق أبو منصور المقري البلدي، سكن دمشق وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي ومحمد بن إبــراهيم بن المنذر النيسابوري، وأبو عليّ الحسن بن هشام بن عمرو البلدي، روى عن أبي بكر أحمد بن عمر بن حفص القطراني بالبصرة عن محمد بن الطّفيل عن شريك والصّلت بن زيد عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أنتم الغرّ المحجّلون، الحديث، روى عنه محمد بن الحسين البلدي.
والبلد أيضا: يقال لمدينة الكرج التي عمّرها أبو دلف وسمّاها البلد، ينسب إليها بهذا اللفظ جماعة، منهم: أبو الحسن عليّ بن إبــراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن البلدي يعرف بعلان الكرجي، روى عن الحسين بن إسحاق التّستري وعبدان العسكري، وسليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصّاري البلدي أبو سعد المعروف بالكافي الكرجي قاضي كرج، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن باحة وأبا سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني وغيرهم. والبلد: نسف بما وراء النهر، ينسب إليها هكذا: أبو بكر محمد بن أبي نصر أحمد بن محمد بن ابي نصر البلدي الإمام المحدث المشهور من أهل نسف، سمع أبا العباس جعفر بن محمد المستغفري وغيره، روى عنه خلق كثير، وحفيده أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر محمد البلدي، كان حيّا سنة 551، وأجداده يعرفون بالبلدي، فإنما قيل لجدّه ذلك لأن أكثر أهل نسف زمن جدّه أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر من أهل البلد فعرف بالبلدي، فبقي عليه وعلى أعقابه من بعده.
والبلد أيضا: يراد به مرو الرّوذ، نسب إليها هكذا: أبو محمد بن أبي عليّ الحسن بن محمد البلدي، شيخ صالح من أهل بنج ده، قيل لوالده البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ، وأهل بنج ده هم أهل القرى الخمس، فلما سكنها قيل له البلدي لذلك، مات سنة 548 أو 549، كذا قال أبو سعد في النسب وقال في التحبير: محمد بن الحسن بن محمد البلدي أبو عبد الله الصوفي من بلد مرو الروذ سكن بنج ده، شيخ صالح راغب في الخير وأهله، سمع القاضي أبا سعيد محمد بن عليّ بن أبي صالح الدّبّاس، كتبت عنه، مات سنة 550، ولعلّه هو الأول فإنهما لم يختلفا إلّا في الكنية والوفاة قريبة.
وبلد أيضا: بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب الحظيرة وحربى من أعمال بغداد، لا أعرف من ينسب إليها.
بَلْدٌ:
بالفتح، وسكون اللام: جبل بحمى ضريّة بينه وبين منشد مسيرة شهر، كذا قال أبو الفتح نصر، هذا كلام سقيم.

حبش

(حبش) لَهُ حبش والأشياء وَنَحْوهَا جمعهَا
ح ب ش : الْحَبَشُ جِيلٌ مِنْ السُّودَانِ وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ وَلِهَذَا صُغِّرَ عَلَى حُبَيْشٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَكُنِيَ وَمِنْهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ الَّتِي اُسْتُحِيضَتْ وَالْحَبَشَةُ لُغَةٌ فَاشِيَةٌ الْوَاحِدُ حَبَشِيٌّ. 
ح ب ش: (الْحَبَشُ) وَ (الْحَبَشَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِمَا جِنْسٌ مِنَ السُّودَانِ، وَالْجَمْعُ (حُبْشَانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (حُبَيْشٌ) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جَاءَ مُصَغَّرًا كَالْكُمَيْتِ وَالْكُعَيْتِ. 
(ح ب ش) : (الْحَبَشُ) جَمْعُ حَبَشِيٍّ وَبِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي مَاتَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَيُرْوَى بِالْحَبَشِيِّ وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ الْحَبَشِ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَكُنِّيَ وَالِدُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ حبق.
حبش: حَبَش: رقي، حبحب، جبس، دلاع (زيشر 11، ص543، رقم 46).
حَبَشِيّ. الحبش المعدني: خليط من الزئبق والكبريت (بوشر).
حَبَشِيَّة: ضرب من الفاصوليا منقطة بالأسود والأبيض في مثل حجم بيضة الحمام (ابن العوام 2: 64).
حَبَّاشة: ترنجي نغر وهو طير أصفر من نوع الكناري. (بوشر).
أحبوش: مرادف حب القلقل، لئن المستعيني يقول في مادة حب القلقل: وهو أحبوش (فتحة الهمزة في مخطوطة ن).
أحابش: أحباش (المقري 3: 683).
(حبش) - في حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: "أَنَّ قُريشًا جَمعُوا لك الأَحابِيشَ".
قال صاحِبُ التَّتِمَّة: هم أَحياءٌ من القَارَة، انْضمُّوا إلى بني لَيْث في مُحاربَتِهم قُريشًا، والتَّحَبُّش: التَّجَمُّع.
وقال غَيرُه: هم أَحياءٌ من قُرَيش من القَارَةِ، وقَعَت بينهم وبَيْن قُريْش المُخالَفةُ تَحْت جَبل يُسَمَّى حَبَشِيًّا، فسُمُّوا بِذَلك.
ح ب ش

اجتمعت قريش والأحابيش، وهي فرق مجتمعة من قبائل شتى، حلفاء لقريش، تحالفوا عند جبل يسمى حبشياً. ويقال: عندي أحبوش منهم أي جماعة. قال العجاج:

كأن صيران المها الأخلاط ... بالرمل أحبوش من الأنباط

وقد تحبشوا أي اجتمعوا. قال كعب بن مالك:

وجئنا إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع

وهو حبشي من الحبش والحبش والحبوش والحبشان والحبشة والأحبوش والأحابيش. وناقة حبشية: سوداء.
[حبش] نه فيه: "الأحابيش" أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشاً، والتحبش التجمع، وقيل: حالفوا قريشاً تحت جبل يسمى حبشياً فسموا به. ج: هي الجماعات المجتمعة من قبائل شتى متفرقة. نه: وإن عبداً "حبشياً" أي أطيعوا صاحب الأمر وإن كان عبداً حبشياً. وح: في خاتمه صلى الله عليه وسلم فص "حبشي" يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدنهما اليمن والحبشة، أو نوعاً آخر ينسب إليها. وفي ح عبد الرحمن: أنه مات "بالحبشي" بضم حاء وسكون باء وكسر شين وتشديد ياء موضع قريب من مكة. ك: توفى رجل صالح من "الحبش" بفتح حاء مهملة وموحدة ولبعض بضم مهملة وسكون موحدة. و"الحبشية" هذه البحرية، بهمزة استفهام مقدرة أي أهي التي كانت في الحبشة أم هي التي جاءت من البحر، نسبت إلى الحبشة للسكون وإلى البحر للركوب، ودار البعداء بالإضافة أي عن الدين والبغضاء له جمعاً بعيد وبغيض.
حبش
حبَّشَ/ حبَّشَ لـ يحبِّش، تَحْبِيشًا، فهو مُحبِّش، والمفعول مُحبَّش
• حبَّش الأشياءَ: جمَّعها "المغرمون بالتُّحف يحبّشونها لأنفسهم".
• حبَّش لأولاده: كسب لهم ما يحتاجون إليه. 

تحبيشة [مفرد]: ج تحبيشات وتحابيش:
1 - اسم مرَّة من حبَّشَ/ حبَّشَ لـ.
2 - طعام يعد بتجميع أنواع متنوعة من الأطعمة وغيرها، أخلاط متنوعة لأشياء متجانسة "تناول في غدائه تحبيشة من أطعمة متنوعة". 

حَبَش [جمع]: جج أحباش وحُبْشان، مف حَبَشِيّ: سُكّان بلاد الحَبَشة في القديم. 
[حبش] الحَبَشُ والحَبَشَةُ: جِنْسٌ مِنَ السودان، والجمع الحبشان، مثل حمل وحملان. وأحبشت المرأة بِوَلَدِها، إذا جاءَتْ بِه حَبَشِيّ اللّون. ويُقالُ: حَبَّشَ قَوْمَه تَحْبيشاً: أيْ جَمَعَهُم. والحُباشَةُ بالضَمِّ: الجماعَةُ مِنَ الناسِ لَيْسوا مِنْ قَبِيلَةٍ واحدة. وكذلك الاحبوش والاحابيش. قال العجاج: كأن صيران المها الاخلاط * بالرمل أحبوش من الانباط * والتحبش: التَجَمُّعُ. وَحَبَشْتُ لَهُ حُباشَةً: إذَا جَمَعْتُ له شَيْئاً. وَالتَحْبيشُ مِثْلُهُ. قال رؤبة: لولا حباشات من التحبيش * لصبية كأفرخ العشوش * وحُبَيشٌ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جاءَ مُصَغَّراً، مثل: الكميت والكعيت. وحبشي: جبل بأسفل مكة، يقال منه سمى أحابيش قريش. وذلك أن بنى المصطلق وبنى الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشا وتحالفوا بالله: " إنا ليد على غيرنا، ما سجا ليل، ووضح نهار، وما أرسى حبشي مكانه " فسموا أحابيش قريش باسم الجبل.
(ح ب ش)

الحبَشُ: جنس من السودَان، وهم الأحْبُشُ والحُبْشانُ، وَقد قَالُوا الحَبَشة، وَلَيْسَ بِصَحِيح فِي الْقيَاس لِأَنَّهُ لَا وَاحِد لَهُ على على مِثَال فَاعل فَيكون مكسرا على فَعَلَة. والأُحْبُوشُ، جمَاعَة الحبَشِ، قَالَ العجاج:

كأنَّ صِيرانَ المَهىَ الأخْلاطِ

بالرَّمْلِ أُحْبوشٌ من الأنْباطِ وَقيل: هم الْجَمَاعَة أيا كَانُوا، لأَنهم إِذا تجمعُوا اسودوا.

والأحابِيشُ: أَحيَاء من القارة انضموا إِلَى بني لَيْث فِي الْحَرْب الَّتِي وَقعت بَينهم وَبَين قُرَيْش قبل الْإِسْلَام، سموا بذلك لاسودادهم، قَالَ:

لَيْثٌ ودِيلٌ وكَعْبٌ وَالَّتِي ظأرتْ ... جمْعَ الأحابِيشِ لمَّا احمَّرت الحَدقُ

وناقة حَبَشيّةٌ، شَدِيدَة السوَاد.

والحُبْشِيَّةُ، ضرب من النَّمْل سود عِظَام، لما جعل ذَلِك اسْما لَهَا غيروا اللَّفْظ ليَكُون فرقا بَين النِّسْبَة وَالِاسْم: فالاسم حُبْشِيَّةٌ، وَالنّسب حَبَشِيَّةٌ.

وروضة حَبَشِيَّةٌ، خضراء تضرب إِلَى السوَاد، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

ويأكُلْن بُهْميَ غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... ويَشْربْنَ برْدَ الماءِ فِي السَّبرَاتِ

والحُبْشانُ، الْجَرَاد الَّذِي صَار كَأَنَّهُ النَّمْل سوادا، الْوَاحِدَة حَبَشِيَّةٌ، هَذَا قَول أبي حنيفَة وَإِنَّمَا قِيَاسه أَن تكون واحدته حَبشانَةً أَو حَبشا أَو غير ذَلِك مِمَّا يصلح أَن يكون فُعْلانٌ جمعه.

وحَبَشَ الشَّيْء يَحْبِشُه حَبْشا، وحبَّشَه وتَحبَّشَه واحتَبَشَه: جمعه، قَالَ:

أُولاكَ حبَّشْتُ لَهُم تَحْبِيشي

وَالِاسْم الحُباشَةُ.

وحُباشاتُ الْعَيْش، مَا جمع مِنْهُ، واحدتها حُباشَةٌ. واحتَبَشَ لأَهله حُباشَةً، جمعهَا لَهُم.

وَفِي الْمجْلس حُباشاتٌ من النَّاس، أَي نَاس لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة.

والحُباشَةُ الْجَمَاعَة. وتَحبَّشوا عَلَيْهِ، اجْتَمعُوا.

والأحبَشُ: الَّذِي يَأْكُل طَعَام الرجل وَيجْلس على مائدته ويزينه.

والحَبَشيُّ، ضرب من الْعِنَب، قَالَ أَبُو حنيفَة: لم ينعَت لنا.

والحَبَشِيُّ: ضرب من الشّعير، وسنبله حرفان، وَهُوَ حَرِشٌ لَا يُؤْكَل لخشونته، وَلكنه يصلح للعلف.

وحَبَشِيَّةٌ: اسْم امْرَأَة كَانَ يزِيد بن الطثرية يتحدث إِلَيْهَا.

وحُبَيْشٌ: اسْم.

حبش

1 حَبَشَ لَهُ, (K,) aor. ـُ (TK,) inf. n. حَبْشٌ and حُبَاشَةٌ; (K, TK;) or حَبَشَ لَهُ حُبَاشَةً; (S;) [whence it appears probable that the author of the K is in error in regarding حُبَاشَةٌ as an inf. n.;] He collected for him something; as also ↓ حَبَّشَ, inf. n. تَحْبِيشٌ: (S, K:) and ↓ تحبّشهُ and ↓ احتبشهُ likewise signify he collected it. (TA.) You say also, قَوْمَهُ ↓ حَبَّشَ, inf. n. تَحْبِيشٌ, He collected his people. (S.) And حَبَشَ لِعِيَالِهِ, inf. n. حَبْشٌ, He gained, or earned, and collected, for his family, or household; like هَبَشَ; as also ↓ احتبش. (TA.) 2 حَبَّشَ see 1, in two places.4 احبشت بِوَلَدِهَا She brought forth her child like an Abyssinian (حَبَشِىّ) in colour. (S.) 5 تحبّشوا They collected themselves together, (S, * A, TA,) عَلَيْهِ against him; as also تهبّشوا. (TA.) A2: تحبّشهُ: see 1.8 إِحْتَبَشَ see 1, in two places.

الحُبْشُ: see the next paragraph.

الحَبَشُ, (S, A, Msb, K,) a coll. gen. n., (Msb,) and ↓ الحُبْشُ, (A, MF,) or this is a pl., and the former is also said to be an anomalous pl., (TA,) and ↓ الحَبَشَةُ, (S, A, Msb, K,) also said to be an anomalous pl., (TA,) and wrong with respect to rule, (T, M,) having no sing. of the measure فَاعِلٌ, (M,) for they did not use حَابِشٌ as a sing. thereof, like فَاسِقٌ as sing. of فَسَقَةٌ, (T,) but الحَبَشَةُ became used as a dial. var., (T, Msb,) commonly obtaining, for الحَبَشُ, (Msb,) and is allowable in poetry in cases of necessity, (T,) and ↓ الأَحْبُشُ, (IDrd, K,) also used as syn. with الحَبَشُ, (IDrd,) or it is pl. of الحُبْشُ, with damm, not a sing. as it seems to be from the mention of it in the K, (MF,) and ↓ الأُحْبُوشُ, (A, TA,) and الحُبْشَانُ, (A,) which is a pl. (IDrd, S, K) of الحَبَشُ, (IDrd,) like as حُمْلَانٌ is pl. of حَمَلٌ, (S,) and الحُبُوشُ, (A,) [also a pl.,] and ↓ الحَبِيشُ, which is also a pl., (TA,) [or rather a quasipl. n.,] and الأَحَابِشُ, which is likewise a pl., (K,) app. of أَحْبُشٌ, (TA,) and الأَحَابِيشُ, (A,) [which is pl. of أُحْبُوشٌ,] A certain race of the blacks; (S, A, Msb, K, &c.;) [namely, the Abyssinians; who, however, are not properly called “ blacks: ”] one of whom is called حَبَشِىٌّ. (A, Mgh, Msb.) The dim. of حَبَشٌ is حُبَيْشٌ. (Msb.) الحَبَشَةُ: see الحَبَشُ. b2: It also signifies The country of the حُبْشَان [or Abyssinians]: (K:) a proper name applied thereto. (TA.) حُبْشِىٌّ: fem. with ة. For the latter, see حَبَشِىٌّ.

ّحَبَشِىُّ a rel. n. from الحَبَشَةُ; (TA;) [signifying Of, or belonging to, or relating to, Abyssinia or the Abyssinians.] b2: [An Abyssinian;] one of the race called الحَبَش. (A, Mgh, Msb.) b3: حَبَشِيَّةٌ (K) and ↓ حُبْشِيَّةٌ (A, K) A black, (A,) or an intensely black, (K,) she-camel. (A, K.) b4: الحَبَشِىُّ مِنَ النَّمْلِ The black ant. (M in art. دلم.) الحَبِيشُ: see الحَبَشُ.

حُبَيْشٌ dim. of حَبَشٌ, q. v. (Msb.) b2: Also A certain well-known bird; [the Numidia; which comprises the species commonly called the Guineahen, and pintado: so applied in the present day:] the word is thus, [without the article ال, apparently as a proper name, and] in the dim. form, like كُمَيْتٌ and كُعَيْتٌ: (S, TA:) it is strangely omitted in the K. (TA.) حُبَاشَةٌ What is collected, (S, * and TA in art. هبش,) of men, and of property; as also هُبَاشَةٌ: (TA ubi suprà:) pl. حُبَاشَاتٌ. (S, and TA ubi suprà.) b2: A company, or body, of men, not of one tribe; (S, K;) like هُبَاشَةٌ; (TA;) as also ↓ أُحْبُوشٌ and أَحَابِيشُ; (S;) or as also ↓ أُحْبُوشَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is أَحَابِيشُ; (TA:) the pl. of حباشة in this sense is as above. (TA.) الأَحْبُشُ: see الحَبَشُ.

الأُحْبُوشُ: see الحَبَشُ. b2: أُحْبُوشٌ: see حُبَاشَةٌ: accord. to some, it signifies Any company, or body, of men; because, when they are collected together, they are [in their general hue] black. (TA.) أُحْبُوشَةٌ: see حُبَاشَةٌ.
حبش
. الحَبَشُ، والحَبَشَةُ، مُحَرَّكَتَيٍ نِ، والأَحْبُشُ، بضمِّ الباءِ: جِنْسٌ من السُّودانِ. قالَ شَيْخُنَا: وفِيهِ أَنّ الأَحْبَشَ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنّف إنّمَا هُوَ جَمْع حُبْشٍ، بالضَّمّ، وظاهِرُه أَنّ الثَلاثَةَ بمَعْنَىًً، وأَنَّهَا مُفْرَدات، وَفِيه نَظَر، وقَال جماعةٌ: إنَّهَا جُمُوعٌ على غَيْرِ قِيَاسٍ، وأَوْرَدَها ابنُ دُرَيْدٍ وغَيْرُه. قُلْتُ: والَّذِي قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ: وقَدْ جَمَعُوا الحَبَشَ حُبْشَاناً، وقالُوا الأَحْبُشَ، فِي مَعْنَى الحَبَشِ، وأَنشد: سُوداً تَعَادَى أَحْبُشاً أَو زَنْجَاً. ج حُبْشَانٌ، مثلُ أَحْمُل وحُمْلانِ، وأَحَابِشُ، كَأَنَّه جَمْعُ أَحْبُشٍ، وفَاتَه من الجُمُوعِ الحُبْشُ، بالضَّمّ، والحَبِيشُ، كأَمِيرٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وقَدْ قالُوا: الحَبَشَةُ، على بِنَاءِ سَفَرَةٍ، ولَيْسَ بِصَحِيحٍ فِي القِيَاس لأَنّه لَا وَاحِدَ لَهُ على مِثَال فَاعِلٍ، فيَكُون مُكَسَّراً عَلَى فَعَلَة، وقالَ الأَزْهَرِيّ: الحَبَشَةُ خَطَأٌ فِي القِيَاسِ لأَنَّكَ لَا تَقُولُ لِلْواحِدِ حَابِشٌ، مِثْل فَاسِقٍ وفَسَقَهٍ، ولكِنْ لَمَّا تُكُلِّمَ بِهِ سارَ فِي اللُّغَاتِ، وهُوَ فِي اضْطِرارِ الشِّعْرِ جائزٌ. وأَبو بَكْرٍ، مُحَمّدُ بنُ حَبَشٍ، القاضِي، عَن سَعِيدِ بن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وعَنْ وَالِدِه حَبَشٍ. ومُقْرِئُ الدِّينَوَرِيّ أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبَشٍ، وَله جُزْءٌ مَرْوِيٌّ، مُحَدِّثُون. وفَاتَهُ: حَبَشُ بنُ مُوسَى، عَن الهَيْثَمِ بن عَدِيّ. وحَبَشُ بنُ أَبي الوَرْدِ، يُعَدُّ فِي الزُّهّادِ. وحَبَشُ بنُ سَعِيدٍ، مَوْلَى الصَّدِفِ. ومُحَمَّدُ بنُ حَبَش، المَأْمونِيّ، عَن سَلاّمٍ المَدائِنيّ. ومُحَمّدُ بن حَبَش بنِ مَسْعُودٍ، عَن لُوَيْنٍ. ومُحَمّدُ بنُ حَبَشِ بنِ صالِحٍ، أَبو بكرٍ الوَرّاقُ، عَن مُوسَى بن الحَسَن النَّسَائِي. وهِبَةُ اللهِ بنُ محمّد بنِ حَبَشٍ الفَرّاءُ، عَن أَبي أَيّوبَ أَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيّ. وعبدُ اللهِ بنُ حَبَشٍ، رَوَى عَنهُ أَبو زُرْعَةَ، أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ. وحَبَشُ بنُ السّبَّاقِ النَّخَعِيّ الشاعِرُ، ذَكَرَه القُطْب فِي تارِيخِ مِصْر. وحَبَشُ بنُ)
محمّدِ بنِ إبْــرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَعْلَى، ذكرَه المُنْذِرِيّ. وحبَشُ بن عَادِيَةَ بنِ صَعْصَعَةَ، فِي الهُذَلِيِّينَ.
والحَارِثُ بنُ حَبَشٍ السُّلَمِيّ: شَاعِرٌ جاهليّ، وَهُوَ أَخُو هَاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ لأُمِّه. وحَبَشُ بنُ عَوْفِ بن ذُهْلٍ من بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، وَقيل هُوَ بالنُّون. أورَدَهم الحافِظُ هَكَذَا فِي التّبْصِير، واقْتِصارُ المصَنّف، رَحِمَه اللهُ تَعالَى، على الثّلاثَةِ الَّذِينَ ذَكَرَهم فيهِ نَظَرٌ. والحَبَشَةُ، مُحَرَّكَةً: بِلادُ الحُبْشَانِ، عَلَمٌ عَلَيْهَا، وَمِنْه فُلانٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ. والحُبْشَانُ، بالضّمِّ: ضَرْبٌ من الجَرَادِ، وهُوَ الَّذِي صارَ كَأَنَّه النَّمْلُ سَوَاداً، الوَاحِدَةُ حَبَشِيَّةٌ، هَذَا قولُ أَبي حَنِيفَةَ، وإنَّمَا قِيَاسُه أَنْ تَكُونَ واحِدَته حُبْشَانَةٌ، أَو حُبْشٌ، أَو غيرُ ذلِكَ مِمَّا يَصْلُح أَنْ يَكُونَ فُعْلانٌ جَمْعَه. والحُبَاشَةُ، كثُمَامَةٍ: الجَمَاعَةُ مِنَ النّاسِ لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ، كالهُبَاشَةِ، والجَمْعُ حُبَاشَاتٌ وهُبَاشَاتٌاللُّغَاتِ، مَعَ سَعَةِ الكُتُبِ كانَتْ بمَرْوَ يَوْمَئذٍ، وكَثْرَةِ وُجُودِهَا فِي الوُقُوفِ، وسُهُولَةِ تَنَاوُلِهَا، فلَمْ أَظْفَرْ بِه إلاَّ بَعْدَ انْقِضَاءِ ذلِك الشَّغْبِ والمِرَاءِ، ويَأْسٍ مَعَ وُجُودِ بَحْثٍ واقْتراءٍ، فكانَ مُوَافِقاً والحمدُ لله لِمَا قُلْتُه، وَمَكِيلاً بالصّاعِ الَّذِي كِلْتُه، فأُلْقِىَ حِيَنئذٍ فِي رُوعِي افْتِقَارُ العَالَم إلَى كتابٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ) مَضْبُوطاً، وبالإِتْقَانِ وتَصْحِيحِ الأَلْفَاظِ بالتّقْيِيد مَحُوطاً، لِيَكُونَ فِي مِثْلِ هذِه الظُّلْمَةِ هَادِياً، وإلَى ضَوْءِ الصَّوابِ دَاعِياً، وشَرَحَ صَدْرِي لِنَيْلِ هذِه المَنْقَبَةِ الَّتي غَفَلَ عَنْهَا الأَوّلُونَ، ولَمْ يِهْتَدِ لَهَا الغابِرُون. إلَى آخِر مَا قَالَ. وحُبَاشَةُ: جَدُّ حَارِثَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالحَاءِ والمُثَلّثة، والصَّوَابُ جَارِيَةَ بنِ كُلْثُومٍ التُّجِيبِيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وأَخُوهُ قَيْسَبَةُ بنُ كُلْثُومِ بنِ حُبَاشَةَ، وكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ، ذَكَرَه ابْن يُونُسَ. قُلْتُ: ولَهُ وِفَادَةٌ، وشَهِدَ فتْحَ مِصْرَ كأَخِيه، عِدَادُه فِي كِنْدَةَ، وَكَانَ شَرِيفاً.
وكزُبَيْرٍ: حُبَيْشُ بنُ خَالِدٍ الأَشْعَرِيّ بنِ خُلَيْفِ بنِ مُنْقِذِ بن أَصْرَمَ بنِ حُبَيْشِ بن حَرَامِ بنِ حُبْشِيّةَ ابنِ سَلُول الخُزاعِيّ، صاحِبُ خَبَرِ أُمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّة، رَوَى عَن ابنُهُ هِشَامٌ. وعبدُ اللهِ بنُ حُبَيْشٍ الحَنَفِيّ، نزيلُ مكّة، رَوَى عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ جُبَيْرٍ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ. وفَاطِمَةُ بنتُ أِبِي حُبَيْش ابنِ أَسَد، الأَسَدِيّةُ، الَّتِي سأَلَتْ عَن الاسْتِحَاضَةِ. وحُبْشِيُّ بنُ جُنادَةَ، بالضّمِّ فسُكُونَ، واليَاُء مُشَدَّدَة، صحَابِيُّونَ رَضِيَ الله تَعَالى عَنْهُم. وفاتَه سَلَمَةُ بنُ حُبَيْشٍ، لَهُ وِفَادَةٌ، ذكرَه أَبو مُوسَى. وحُبَيْشٌ غيرُ مَنْسُوبٍ يَرْوِى عَن عليٍّ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ. وحُبَيْشٌ الحَبَشِيّ، عَن عُبَادَةَ بن الصّامِت.
وحُبَيْشُ بنُ سُرَيْجٍ الحَبَشِيّ الشامِيّ أَبو حَفْصَةَ، رَوَى عَن عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ، وَعنهُ إبــراهيمَ بنِ أَبي عَبْلَةَ، ذكَرَه المِزِّيُّ فِي التّهْذيبِ. قلت: وهُوَ مَعَ مَا قَبْلَه تَكْرَارٌ، فإنّهما وَاحدٌ، فتأَملّ.
وحُبَيْشُ بنُ دِينَارٍ، عَن زَيْدِ ابْن أَرْقَمَ، تَابِعِيُّونَ. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوان: حُبَيْشُ بنُ دِينَار، عَن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ الأَزْدِيّ: مَتْرُوكٌ. قلْت: وكأَنَّه غيرُ الَّذِي يَرْوِى عَن زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ. وحُبَيْشُ بنُ سُلَيْمَانَ المِصْريُّ: حَدَّثَ عَن يَحْيَى بن عُثْمَانَ بنِ صالِحٍ، ماتَ سنة. وحُبَيْشُ بنُ سَعِيدٍ الخَوْلانِيّ، عَن اللّيْثِ مَاتَ سنة. وحُبَيْشُ بنُ مُبَشِّرٍ، من شُيُوخِ ابنِ صاعِدٍ. وحُبَيْشُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطِّرَازِيّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ النِّشَائِيّ. وحُبَيْشُ بنُ مُوسَى: شَيْخٌ للخَرَائِطِيّ. وحُبَيْشُ بنُ دُلْجَةَ القَيْنِيّ الَّذِي قَتَلَه الحَنْتَف بنُ السِّجْفِ التّمِيمِيّ. قلْتُ: وإيرَادُه بَين رُواةِ الحَدِيث غير مُنَاسب، فإنّه يِظْهَرُ بأَدْنَى بَدِيهَةٍ للنَّاظِرِ فِيهِ أَنَّه لَيْسَ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ، فتَأَمّل. وحُبَيْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُبَيْشٍ، المَوْصِلِيّ: شَيْخٌ لابنِ طاهِرٍ. وأَبو حُبَيْشٍ: مُعَاوِيَةُ، أَو هُوَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبي حُبَيْشٍ، عَن عَطِيّة العَوْفِيّ. ورَاشِدٌ وزِرٌّ: ابْنَا حُبَيْش الأَسَدِيّ، هَذَا غَلَطٌ، والصوابُ أَنّ أَخا زِرٍّ هُوَ الحارِثُ، رَوَى الحارِثُ هَذَا عَن عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، كَمَا سَيَأْتِي، وأَمّا رَاشِدٌ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ فإنّه يَرْوِي عَن عُبَادَةَ ابنِ الصّامِتِ، وكِلاهُمَا تابِعِيّان، فَلَوْ ذَكَرَهُمَا فِي التَّابِعِينَ كانَ أَصابَ. ورَبِيعَةُ بنُ حُبَيْشٍ، مِمَّن أَلَّبَ على عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، بمِصْرَ، وحَفِيدُه)
خالِدُ بنُ سَعِيد بنِ رَبِيعَةَ، حَدّثَ عَن يَحْيَى بنِ أَيُّوب، وَابْنه عِمْرانُ حَدّثَ عَنهُ ابنُ لَهِيعَةَ.
والقَاسِمُ بنُ حُبَيْشٍ التُّجِيبِيّ، عَن هَارونَ الأَيْليّ، وابنُه عبد الرَّحْمنِ، عَن أَبِي غَسّانَ مالِكِ بن يَحْيَى، مَاتَ سنة. ومُحَمَّدُ بنُ جامِعِ بنِ حُبَيْشٍ المَوْصِلِيّ، شَيْخٌ للبَاغَنْدِيّ. ومحمَّدُ بنُ إبــراهيمَ بنِ حُبَيْشٍ، عَن عَبّاس الدُّورِيّ، ضُعِّف. وإبْــرَاهِيمُ بنُ حُبَيْشٍ، عَن إِبــراهِيمَ الحَرْبِيّ.
ومحَمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ، شَيْخٌ لأَبِي عليِّ بنِ شَاذَانَ. والحَارِثُ بنُ حُبَيْشٍ، أَخُو زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، عَلَى الصَّوَاب، وَقد وَهِمَ المُصَنّف فجَعَل رَاشِداً أَخاهُ، كَمَا تَقَدّم، يَرْوِى عَنْ عليٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ. والسَّائِبُ بنُ حُبَيْشٍ الكَلاَعِيّ، عَن مَعْدَانَ، وَعنهُ زَائِدَةُ، وَقد صَحَّفَه ابْن مَهْدِيّ فَقَالَ: ابْن حَنَشٍ. والحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بن حُبَيْشٍ: شيخٌ للجُورِيّ. وأَبو البَرَكات عَبْدُ الرّحْمن ِ ابنُ يَحْيَى بنِ حُبَيْشٍ الفَارِقيِّ مَاتَ سنة. والمُبَارَكُ بنُ كامِلِ بن حُبَيْشٍ الدّلاّل، عَنْ عَلِيِّ بنِ البشْريّ. وخَطِيبُ دِمَشْقَ المُوَفَّقُ بنُ حُبَيْشٍ الحَمَوِيّ، سَمِعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ، من رُوَاةِ الحَدِيثِ. واخْتُلِفَ فِي مُعَاذَةَ بِنْت حُبَيْشٍ، فقِيلَ: هَكَذَا، وَقيل: هِيَ بنتُ حَنَش بالنُّونِ المَفْتُوحَة بغَيْرِ ياءٍ، رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقد فاتَه ذِكْرُ جَمَاعَة مِنْهُم. زِرُّ بنُ حُبَيْش بنِ حُبَاشَةَ الأَسَدِيّ إِمامٌ شَهِيرٌ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، ورَوَى عَن عُمَرَ، رَضِيَ الله عنهُمَا. وحُبَيْشُ بنُ عُمَرَ: طَبّاخُ المَهْدِيّ، رَوَى عَن الأَوْزَاعِيّ. وأَبو حُبَيْش، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الله عَنهُ، وعَنْهُ عَطَاءُ بن السّائِبِ. وعَبّادُ بن حُبَيْشٍ، عَنْ عَدِيّ بنِ حاتِمِ. والقَاسِمُ بنُ حُبَيْش، وحُبَيْشُ بنُ مُرَقِّشٍ الضَّبِّيِّ.
فارِسٌ. وحُبَيْشُ بنُ أَبِي المُحَاضِر الغَافِقي. وحُبَيْشُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَوْلَى ابنِ لَهِيعَةَ، روى عَنهُ مُحَمَّدُ بن الرَّبِيعِ الأَنْدَلُسِيّ. وحُبَيْشُ بنُ دُلَفَ الضَّبِّيُّ: فارِسٌ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي افْتَخَر بهِ الفَرَزْدَقُ، وهُوَ من بَني السِّيدِ بنِ مالِكِ بنِ ضَبَّةَ. وجَمَاعَةٌ آخَرُونَ، ذَكَرَهُم ابنُ نُقْطَة. وحَبِيشٌ، كأَمِيرٍ، هُوَ أَخُو أَحْبَشَ، ابْنَا الحارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبِيعَةَ بن الحَضْرَمِيِّ الأَصْغَرِ، ابنِ عَمْرِو بنِ شَبِيبِ بنِ عَمْرِو بن سَبْعِ بنِ الحَارِثِ بن زَيْدِ ابْن حَضْرَمَوْتَ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب، وذَكَر ابنُ الكَلْبِيّ أَحْبَشَ هَذَا، وأَخَوَيِه رَبِيعَةَ وخَالِداً. وأَبو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ ابنِ يُوسُفَ بنِ الحَسَنَِبنِيُونُسَ بن حَبْيشٍ، اللَّخْمِيُّ التُّونِسيُّ الشّاعِرُ المُحْسِنُ، وُلد سنة وَكَانَ مُتْقِناً فِي العُلُومِ، مُتَقَدِّماً فِي النَّظْمِ والنَّثْرِ والحِفْظِ، وأَكْثَرَ عَنهُ أَبو عَبْدِ اللهِ بنُ رُشَيْدٍ فِي رحلته، ونَظِيرُه أَبو الحُسَيْنِ يُوسُفُ بنُ الحَسَنِ ابنِ يُوسُفَ اللَّخْمِيّ بن حَبِيشٍ، سمع أَبا الحَسَنِ بنَ قُطْرال وغيرَه، وكانَ فِي وَسط المائةِ السّابِعَة، ذكرَه الحافظُ. وحُبْشِيُّ، بالضّمّ، وتَشْدِيد الياءِ التَّحْتِيَّة:) جَبَلٌ بأَسْفَلِ مَكَّةَ، عَلَى سِتَّةِ أَميالٍ مِنْهَا، وَمِنْه حَدِيثُ عَبْدِ الرّحْمنِ بن أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ ماتَ بالحُبْشِيِّ يُقَال: مِنْهُ أَحَابِيشُ قُرَيْشٍ وذلِكَ لأنَّهُمْ أَي بَنِي المُصْطَلِق، وبَني الهُونِ بنِ خُزَيْمَةَ اجْتَمَعُوا عِنْدَه، فحَالَفُوا قُرَيْشاً وتَحَالَفُوا باللهِ إِنّهم لَيَدٌ عَلَى غَيْرِهم مَا سَجَا لَيْلٌ، وَوَضَحَ نَهارٌ، وَمَا رَسَا حُبْشِيٌّ مَكَانَهُ، وَفِي بعض نُسَخِ الصّحاح: وَمَا أَرْسَى، فسُمُّوا أَحَابِيشَ قُرَيْشٍ، باسْمِ الجَبَلِ وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَبة إنَّ قُرَيْشاً جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ يُقَال: هُمْ أَحْيَاءٌ من القَارَةِ انضَمُّوا إِلَى بَنِي لَيْثٍ فِي الحَرْب الَّتي وَقَعتْ بَيْنَهم وبَيْنَ قُرَيْشٍ قَبْلَ الإِسْلاَمِ، فقالَ إبْــلِيسُ لقُرَيْشٍ: إنّي جارٌ لَكُمْ من بَنِي لَيْثٍ، فوَاقَعُوا دَماً. سُمّوا بِذَلِكَ لاِسْوِدَادِهِمْ، قَالَ الشّاعر:
(لَيْثٌ ودِيلٌ وكَعْبٌ وَالَّذِي ظَأَرَتْ ... جَمْعُ الأَحَابِيِش لمّا احْمَرَّتِ الحَدَقُ)
فلَمّا سُمِّيَتْ تِلْكَ الأَحْيَاءُ بالأَحَابِيشِ من قِبَل تَجَمُّعِهَا صارَ التَّحْبِيشُ فِي الكَلاَم كالتَّجْمِيع. وَقَالَ ابنُ إسْحَاق: إنَّ الأَحَابِيشَ هُمْ بَنُو الهُونِ وبَنُو الحارِثِ من كِنَانَةَ، وبَنُو المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ، تَحَبَّشُوا: أَيْ تَجَمَّعُوا، فسُمُّوا بذلِكَ. نَقَلَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. وحُبْشِيُّ بنُ جُنَادَةَ الصَحابيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوَّل المادَّةِ، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه، وهُوَ تَكْرَارٌ مُخِلّ.
وعَمروُ بنُ الرَّبِيعِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ وأَبُو عَمْروِ بنُ الرَّبِيعِ بنِ طَارق المِصْريّ هَكَذَا قَيَّدَه الدّارَ قُطْنِيّ، بالضَّمّ، أَوْ هُوَ بفَتْحَتَيْنِ كحَبَشِيّ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ وَرْدَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ سَرْحٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي مَرْيَم. وأَمّا حَبْشِيُّ بنُ مُحَمَّد بنِ شُعَيْبٍ، أَبُو الغَنَائِم الشَّيْبَانِيُّ الضّرِيرُ، تِلميذُ ابنِ الجَوَالِيقيِّ، وعَليُّ بنُ محمَّدِ بنِ حَبْشِيٍّ الأَزَجِيّ من شُيوخِ يُوسُفَ بنِ خَلِيلٍ، سَمِعَ من أَبِي سَعْد البَغْدَاديّ، وأَبو الفَضْلِ مُحَمَّدُ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطّافِ بنِ حَبْشِيٍّ المَوْصِليّ، عَن مالِكٍ البَانِيَاسِيّ، وعَنْهُ محمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ ابنِ كامِلٍ وابنُه سَعِيدُ بنُ محمّدٍ، سَمِع من قَاضِي المارِسْتَان، فبالفَتْحِ فسُكُونِ الموحَّدةِ، أَي مَعَ تَشْدِيدِ التَحْتِيَّة. قُلْتُ: ويُلْحَق بِهِم عَبْدُ اللهِ بن مَنْصُورِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حَبْشِيّ المَوْصِلِيّ، عَن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُورِيّ، مَاتَ سنة، ذَكَرَه الحافِظُ. وحُبْشيَّةُ بنُ سَلُولَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبْيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ، وهُوَ لُحَىٌّ: جَدٌّ لِعِمْرانَ ابنِ الحُصَيْنِ الصّحابيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وهُوَ من بَنِي غَاضِرَةَ بنِ حُبْشِيّةَ، بالضّمِّ، وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْح الحاءِ وسُكُون المُوَحَّدَة، نَقَلَه الحَافِظُ. والحَبَشِيُّ، بالتَّحْريِك، أَيْ مَعَ تَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة: جَبَلٌ شَرْقِيَّ سَمِيرَاءَ. وجَبَلٌ آخَرُ ببِلادِ بَنِي أَسَد، يُقَال: هُوَ بعُمَانَ، أَو هُوَ جَبَلٌ آخَرُ. ودَرْبُ الحَبَشِ بالبَصْرَةِ فِي خِطَّة) هُذَيْلٍ، نُسِبَ إلَى حَبَشٍ أَسْكَنَهم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه، البَصْرَةَ، يَلِي هَذَا الدَّرْبَ مَسْجِدُ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيّ، وقَصْرُهُ بتَكْرْيْتَ، مَوْضِعٌ بالقُرْبِ مِنْهُ، فِيْهِ مَزَارِعُ، شُرْبُهَا من الإِسْحَاقِيّ، وبِرْكَتُه بمِصْرَ، خَلْفَ القَرَافِةِ، مُشْرِفَةٌ على النِّيلِ، ولَيْسَت ببِرْكَة لِلْمَاءِ، وإنّمَا شُبِّهَت بهَا، وكَانَتْ تُعْرَف ببِرْكَةِ المَعَافِر. وبِرْكَةِ حِمْيَر، وعِنْدَها بَسَاتِينُ تُعْرَفُ بالحَبَش، والبِرْكَةُ منسوبةٌ إِلَيْهَا، وَهِي الآنَ وَقْفٌ على الأَشْرَافِ، تُزْرَع فتكونُ نَزِهَةً خَضِرَة لزِكَاء أَرْضِها ورِيِّها، وهِيَ مِنْ أَجَلِّ مُتَنَزَّهاتِ مِصْرَ كانَتْ، وفيهَا يَقُولُ أُميّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ المَغْرِبِيّ يَصِفُهَا ويَتَشَوَّقُهَا:
(للهِ يَوْمِي ببِرْكَةِ الحَبَشِ ... والأُفْقُ بَيْنَ الضِّيَاءِ والغَبَشِ)

(والنِّيلُ تَحْتَ الرِّيَاضِ مُضْطَربٌ ... كصَارِمٍ فِي يَمِينِ مُرْتَعِشِ)

(ونَحْنُ فِي رَوْضَةٍ مُفَوَّفَةٍ ... دُبِّجَ بالنَّوْرِ عِطْفُهَا ووُشِى)

(قدْ نَسَجَتْهَا يَدُ الغَمَامِ لَنَا ... فَنَحْنُ من نَسْجِهَا على الفُرُشِ)

(فعَاطِنِي الرّاحَ إِنَّ تارِكَها ... من سَوْرَةِ الهَمِّ غَيْرُ مُنْتَعِشِ)

(وأَثْقَلُ النّاسِ كُلِّهِمْ رَجُلٌ ... دَعَاهُ دَاعِي الهَوَى فَلَمْ يَطِشِ)
والحَبَشِيَّةُ من الــإبِــلِ: الشَّدِيدَةُ السّوَادِ، كَأَنَّهَا نُسِبَت إِلَى الحَبَشِ، وتُضَمّ. والحَبَشِيَّةُ: البُهْمَى إِذا كَثُرَتْ والْتَفَّتْ، كَأَنَّهَا تَضْرِب إلَى السّوَادِ، قَالَ امْرُؤ القيْسِ يَصِفُ حُمُراً:
(ويَأْكُلْنَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... ويَشْرَبْنَ بَرْدَ الماءِ فِي السَّبَراتِ)
والحُبْشِيَّةُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من النَّمْلِ سُودٌ عِظَامٌ، قَالَ اللَّيْث: لَمّا جُعِلَ ذلِكَ اسْماً لَهَا غَيَّرُوا اللَّفْظَ لِيَكُون فَرْقاً بَين النِّسْبَةِ والاِسْمِ، فالاِسْمُ حُبْشِيّة، والنِّسْبَة حَبَشِيَّة. والحُبَاشِيَّة، بالضَّمِّ: العُقَابُ، وكذلِكَ النُّسَارِيَّة، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وحَبُّوشٌ، كتَنُّورٍ، ابنُ رِزْقِ اللهِ مُحَمّد المِصْرِيّ: مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ، وهُوَ مِنْ شُيوخِ الطَّبَرَانِيّ. وحُبَاشٌ، كغُرَابٍ: اسمٌ. وحَبَشَانُ كرَمَضَانَ: جَدٌّ لِمُحَمّدِ بنِ عليِّ بنِ جَعْفَر بنِ القَاسِمِ ابْن حَبَشَانَ بنِ يَعْلَي الوَاسِطِيِّ الفَقِيهِ المُحَدِّثِ الدّاوُودِيّ، يَرْوِي عَن أَبِي مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّاءِ. ويُقَالُ: حَبَشْتُ لَهُ حَبْشاً، بالفَتْحِ، وحُبَاشَةً، بالضّمّ، وكَذا حَبَّشْتُ تَحْبِيشاً، إِذا جَمَعْتَ لَهُ شَيْئاً. وحَبَشْتُ لِعِيَالي، وهَبَشْتُ، أَيْ كَسَبْتُ وجَمَعْتُ، وَهِي الحُبَاشَةُ والهُبَاشَةُ.
وحَبَّاشٌ، ككَتّانٍ: جَدُّ وَالِدِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ طَرْخَانَ البِيكَنْدِيِّ البَلْخِيِّ، وَقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه مرَّتَيْنِ، وَقد صَحَّفَه المُصَنّف، والصَّوَابُ أَنَّهُ بالجيمِ والمُوَحَّدَةِ. وأَحْبَشُ بنُ قَلْعٍ، شاعِرٌ مِنْ تَمِيمٍ، ذَكَرَه)
ابنُ الكَلْبِيّ. وكغُرَابٍ حُبَاشٌ الصُّورِيُّ، رَوَى الحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ، عَن الحَسَنِ بنِ آدَمَ عَنهُ. والحَسَنُ بنُ حُبَاشٍ الكُوفيُّ: شَيْخٌ لابنِ نافِعٍ: مُحَدِّثانِ: وفاتَه: إبــراهيمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَلَفِ ابنِ خَضِرِ بنِ حُبَاشِيّ البُخَارِيُّ، ذَكَره ابنُ مَاكُولاَ. ومحمّدُ بنُ هارُونَ بنِ حُبَاشٍ الكَرَابِيِسِيّ: شَيْخٌ لخَلَفٍ الخَيّامِ، مَاتَ سنة. وحَبْشُونُ، بالفَتْح، البَصَلانِيّ، واسمُه أَحْمَدُ بنُ نصْرٍ، يَرْوِي مُوسَى القَطّانِ. وحَبْشُونُ بنُ يُوسُفَ النَّصِيبِيُّ، عَن خالِدِ بنِ يَزِيدَ العُمَرِيّ، وَعنهُ مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ الهَرَوِيُّ. وحَبْشُونُ بنُ مُوسَى الخَلاّلُ، عَن الحَسَنِ بن عَرَفَةَ، وعنهما الدَّارَ قُطْنِيُّ.
وعَلِيُّ بنُ حَبْشُونَ الصِّلْحِيُّ، عَن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ناصحٍ: مُحَدِّثُونَ. ويَحْيَى بنُ أَبي مَنْصُور بن الصَّيْرَفِيّ الحُبَيْشِيُّ، كزُبَيْرِيٍّ: إمامٌ رَوى عَن ابنِ طَبَرْزَد، والرُّهاوِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الأُحْبُوشُ، بالضّم: جَمَاعَةُ الحَبَشِ، قَالَ العَجّاجُ:
(كأَنَّ صِيرَانَ المَهَا الأَخْلاطِ ... بالرَّمْلِ أُحْبُوشٌ من الأَنْباطِ)
وقِيلَ: هُمْ الجَمَاعَةُ أَيّاً كانُوا لأَنّهم إذَا تَجَمَّعُوا اسْوَدُّوا. وأَحْبَشَتِ المَرْأَةُ بوَلَدِهَا، إِذا جاءَت بِهِ حَبَشِيَّ اللَّوْنِ. والتَّحَبُّشُ: التَّجَمُّعُ. وتَحَبَّشَه، واحْتَبَشَهُ: جَمَعَه. والحَبْشُ والاِحْتِبَاشُ: الكَسْبُ.
وتَحَبَّشُوا عَلَيْهِ، وتَهَبَّشُوا: اجْتَمَعُوا. وحَبَّشَهم تَحْبِيشاً: جَمَعَهم. والأَحْبَشُ: الَّذِي يَأْكُلُ طَعَامَ الرَّجُلِ ويَجْلِسُ على مائِدَتهِ ويُزَيِّنُه. والحَبَشِيُّ: ضَرْبٌ من العِنَبِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يُنْعَتْ لنا.
والحَبَشِيُّ: ضَرْبٌ من الشَّعِير، سُنْبُلُه حرفانِ، وَهُوَ حَرِشٌ لَا يُؤكَلُ لِخُشُونَتِه، ولكِنَّه يَصْلُح للعَلَفِ. وحَبَشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأَة كانَ يَزِيدُ بنُ الطَّثَرِيَّةِ يتَحَدَّثُ إلَيْها. وحُبَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: طائرٌ معروفٌ جاءَ مُصَغَّراً، مِثْل الكُمَيْتٍ، والكُعَيْتِ، كذَا فِي الصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَغْفَلَه.
والحَبَشِيُّ: المَنْسُوبُ إلَى الحَبَشَةِ، وأَمّا أَبو سَلاّمٍ مَمْطُورٌ الحَبَشِيّ وآلُ بَيْتِه فإِلَى بَطْنٍ مِنْ حِمْيَر.
وحُبْشةُ بن كَعْبٍ، بالضَّمِّ، فِي مُزَيْنَةَ، ذَكَرَهُ ابنُ حَبيب. وأَحْبَشُ، من أَجْدَادِ أَبي الفَضْلِ مُحَمّدِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ الزّاهِدُ البُخَارِيُّ، رَوَى عَن أَبِي نُعَيْمٍ وطَبَقَتِه نَقله الحافِظُ. ومُنْيَةُ حُبَيْشٍ، كزُبَيْرٍ، من قُرَى مصر، بالمَنُوفِيّة، وَقد دَخَلْتُهَا. والحُبَيْشُ: مَوْضِعٌ آخَرُ. وشَقِيقُ بنُ سُلَيْكِ بن حُبَيْشٍ، ابنُ أَخِي زِرٍّ، من بَنِي أَسَدٍ، ثُمَّ من بَنِي غَاضِرَةَ مِنْهُم.
(حبش)
لَهُ حبشا جمع لَهُ يُقَال حبش لأَهله كسب لَهُم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ

حبش


حَبَشَ(n. ac. حَبْش
حُبَاْشَة)
a. Collected, gathered together.
b. [acc. & La], Collected for; gained for.
تَحَبَّشَa. Assembled together.

حَبَش
حَبَشَة
a. [art.], The Abyssinians.
حَبَشِيّa. Abyssinian.

حُبَاْشَةa. Medley, mixed gathering.

بِلَاد الحَبَش
a. Abyssinia, Ethiopia.
حبش
الحَبَشُ والحُبْشَانُ: السُّوْدانُ، والحَبِيْشُ والأُحْبُوْشُ مِثْلُه. والحُبْشِيَّةُ من الــإِبِــلِ والحَبَشِيَّةُ: الشَّديدةُ السَّوَاد. وكذلك من النَّمْلِ: سُوْدٌ عِظَامٌ. والأحابِيْشُ: احْياءٌ من القارَةِ وَقَعَتْ بَيْنَهُم وبين قُرَيْشٍ حَرْبٌ، وسُمُّوا بذلك لِتَجَمُّعِهِمْ. والتَّحْبِيْشُ: التَّجْمِيْعُ، من قَوْلِ الأعْشَى:
أُلاكَ حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيْشي
والأحْبَاشُ والأهْبَاشُ: جَماعَاتُ النَّاسِ، وكذلك الحُبَاشَةُ. وحَبَشَ له وهَبَشَ: جَمَعَ. ويقال للبُهْمى إذا الْتَفَّتْ وكَثُرَتْ: حَبَشِيَّةٌ. وحُبْشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأةِ يَعْقُوبَ. والأحْبَشُ: الذي يَأْكُلُ طَعامَهُ ويُزَيِّنُ مَائِدَتَه. والحُبْشَانُ: ضَرْبٌ من الجَرَاد.

حبش: الحَبَش: جِنْس من السُّودان، وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل

وحُمْلان والحَبِيش، وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة، وليس بصحيح في

القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل، فيكون مكسراً على فَعَلة؛ قال

الأَزهري: الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق

وفسقة، ولكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات، وهو في اضطرار الشعر جائز.

وفي الحديث: أُوصيكم بتقوى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنَّ عَبْداً

حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كان عبداً حبشياً، فحذف كان وهي

مرادة. والأُحبوش: جماعة الحبش؛ قال العجاج:

كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط

بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط

وقيل: هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا. وفي حديث

خاتم النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ؛ قال ابن

الأَثير: يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ

والحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها. والأَحابِيشُ: أَحْياءٌ من القارَة

انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل

الإسلام، فقال إِبْــليس لقريش: إِني جارٌ لكم من بني ليث، فواقَعُوا دَماً؛

سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم؛ قال:

لَيْث ودِيل وكَعْب والذي ظأَرَتْ

جَمْعُ الأَحابِيش، لما احْمَرَّت الحَدَق

فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار

التَّحْبيش في الكلام كالتجميع.

وحُبْشِيّ: جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش، وذلك أَن بَني

المُصطلق وبني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً، وتحالفوا

باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلُ ووَضَحَ نهار وما

أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل؛ ومنه حديث عبد

الرحمن بن أَبي بكر: أَنه مات بالحُبْشيّ؛ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر

الشين والتشديد، موضع قريب من مكة، وقيل: جبل بأَسفل مكة. وفي حديث

الحُدَيبية: أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش؛ قال: هم أَحياء من

القارة.وأَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون. وناقة

حَبَشِيَّة: شديدة السواد. والحُبْشِيَّة: ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ

لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة والاسم،

فالاسم حُبْشِيَّة والنسب حَبَشِية. وروضة حَبَشِية: خضراء تَضْرِب إِلى

السَّواد؛ قال امرؤ القيس:

ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة،

ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات

والحُبْشانُ: الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً، الواحدةُ

حَبَشِيَّة؛ هذا قول أَبي حنيفة، وإِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو

حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه.

والتحَبُّش: التجمُّع. وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه

وتحَبَّشَه واحْتَبَشه: جمعه؛ قال رؤبة:

أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي

والاسم الحُباشة. وحَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً،

والتَّحْبيش مثله. وحُباشات العَيْر: ما جمع منه، واحدتُها حُباشة. واحْتَبش

لأَهلِه حُباشَةً: جَمَعها لهم. وحَبَشْت لعيالي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ،

وهي الحُباشة والهُباشة؛ وأَنشد لرؤبة:

لولا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش

لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش

وفي المجلس حُباشات وهُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة،

وهم الحُباشة الجماعة، وكذلك الأُحْبوش والأَحابيش، وتحبَّشوا عليه:

اجتمعوا، وكذلك تَهبَّشوا. وحَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم.

والأَحْبَش: الذي يأْكل طعام الرجُل ويجلس على مائدته ويُزَيّنه.

والحَبَشِيّ: ضرْب من العِنَب. قال أَبو حنيفة: لم يُنْعت لنا.

والحَبَشِيّ: ضرْب من الشعير سُنْبُلة حرفان وهو حَرِش لا يؤكل لخشونته ولكنه

يصلح للعلف.

ومن أَسماء العُقاب: الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر.

وحَبَشِية: اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها.

وحُبَيْش: طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت والكُعَيت. وحبيش

(*

قوله «وحبيش» هو كأَمير وزبير.): اسم.

جبن

الجبن: هي هيئة حاصلة للقوة الغضبية، بها يجحم عن مباشرة ما ينبغي وما لا ينبغي.
(جبن)
جبنا تهيب الْإِقْدَام على مَا لَا يَنْبَغِي أَن يخَاف

(جبن) جبنا وجبنا وجبانة جبن فَهُوَ وَهِي جبين وجبان وَيُقَال جبانة
(ج ب ن) : (الْجَبَّانَةُ) الْمُصَلَّى الْعَامُّ فِي الصَّحْرَاءِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ وَلَوْ ضَحَّى بَعْدَ صَلَاةِ أَهْلِ الْجَبَّانَةِ قَبْلَ صَلَاةِ أَهْلِ الْمِصْرِ اخْتَلَفَ الْمَشَايِخُ فِيهِ (وَالْجُبْنَةُ) الْقُرْصُ مِنْ الْجُبْنِ.
جبن: الجُبُنُّ: مُثَقَّلٌ: ما يُؤْكَلُ. وتَجَبَّنَ اللَّبَنُ. ورَجُلٌ جَبَانٌ، وامْرِأةٌ جَبَانَةٌ وجَبَانٌ. وأجْبَنْتُه: وَجَدْته جَبَاناً. ورِجَالٌ جُبَبَاءٌ وأجْبَانٌ، ونِسْوَةٌ جَبَائنُ وجُبَنَاءُ. ويُقال للجَبَانِ: جَبّانٌ بالتَّشْدِيد. والجَبِيْنُ: حَرْفُ الجَبْهَةِ ما بِيْنَ الصُّدْغَيْنِ مُتَّصِلاً بِحِذَاءِ النّاصِيَةِ، وجَمْعه جَبَائنُ.

جبن


جَبَُنَ(n. ac. جُبْن
جُبُن
جَبَاْنَة)
a. Was timid, cowardly, faint-hearted
pusillanimous.

جَبُنَ
a. ['An], Shrank from, shirked.
جَبَّنَa. Rendered cowardly, &c.
b. Accused of cowardice.
c. Curdled.

أَجْبَنَa. see II (b)
& (c).
تَجَبَّنَa. Was curdled, made into cheese.

إِجْتَبَنَa. Made cheese of.

جُبْنa. Cowardice, timidity, pusillanimity.
b. Cheese.

جُبُنa. see 3 (b)
مَجْبَنَةa. Clotted cream.
b. Rennet.

جَبَاْنa. Cowardly, dastardly; coward, dastard.

جَبَاْنَةa. see 3 (a)
جَبِيْن
(pl.
أَجْبِنَة
أَجْبُن)
a. Forehead.
b. see 22
جَبَّاْنa. Cheesemonger.
b. Dastard.
[جبن] نه فيه: كنا بظهر "الجبان"، الجبان والجبانة الصحراء، وتسمى بهما المقابر لأنها تكون في الصحراء. ن: بظهر "الجبان" بفتح جيم وتشديد موحدة الصحراء، وكذا "الجبانة" بظهرها أي بظاهرها وأعلاها. وناتئ "الجبين" أي جانب الجبهة وللإنسان جبينان يكتنفان الجبهة. ط: أتى "بجبنة" بضم جيم وباء وشدة نون هي الجبن، وهو الذي يؤكل، وفيه دليل طهارة الأنفحة لأنه لا يحصل إلا بها. ج: أنكم لتجبنون، وتبخلون، وتجهلون أي تحملون على الجبن، والبخل، والجهل. ش: فإن من ولد جبن عن القتال لتربية الولد، وبخل له، وجهل حفظاً لقلبه. نه: والجبن والجبان ضد الشجاعة والشجاع.
[جبن] الجُبْنُ: هذا الذي يؤكل، والجُبْنَةُ أخصّ منه. والجُبْنُ أيضاً صفة الجَبانِ. والجُبُنُ بضم الجيم والباء لغةٌ فيهما. وبعضهم يقول جُبُنٌ وجُبُنَّةٌ، بالضم والتشديد. وقد جَبَنَ فهو جَبانٌ، وجَبُنَ أيضاً بالضم فهو جَبينٌ. وقالوا: امرأة جَبانٌ، كما قالوا حَصانٌ ورزانٌ، عن ابن السراج. وأَجْبَنْتُهُ: وجدتُهُ جَباناً. وجَبَّنْتُهُ تَجْبيناً: نسبته إلى الجُبْنِ. ويقال: " الولد مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ "، لأنّه يُحَبُّ البقاءُ والمال لاجله. والجبان والجبانة بالتشديد: الصحراء. وتَجَبَّنَ الرجل: غَلُظَ. والجَبينُ فوق الصدغ، وهما جَبينانِ عن يمين الجبهة وشمالها.
جبن: جَبَّن: صار جبنا (بوشر، محيط المحيط) حليب مجبن: لبن رائب (بدون نار) (بوشر) وذكرت جبن في فوك في مادة Caseus تجَبَّن: صار جبانا (أماري 207) ويؤيد صحة كتابة هذه اللفظة ما جاء في مخطوطتنا ص12 وما جاء في ص783 من الفتح القسي.
انجبن: نفس معنى تجبّن أي صار جبانا (أبو الوليد 297).
استجبن، يقال: استجبن فلانا: وجده جبانا أو اتهمه بالجبن (عباد1: 256).
جُبْن. جبن القريش وجبن النور: نوعان من الجبن (ميهرن 26).
جَبَن: جبّانة، مقبرة (معجم البيان).
جُبْنَة: تجمع على جُبَن وأجبان (فوك).
جُبْني: نسبة إلى الجُبْن، من طبيعة الجبن (بوشر) جبين، ما كتب على الجبين: قدر، قسمة (بوشر). جبانه: مصنع الجبن ومحل بيعه (بوشر).
مَجْبَنَة: ما يجمد به الجبن (محيط المحيط) - وعهد الرضاع (محيط المحيط).
مُجَبَّنَة: ضرب من الفطائر تصنع من الدقيق والجبن (معجم الأسبانية 172) وفي معجم فوك/ كاسيتا.
ج ب ن: (الْجُبْنُ) لَبَنٌ مُجَمَّدٌ وَ (الْجُبْنَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ. وَ (الْجُبْنُ) أَيْضًا صِفَةُ الْجَبَانِ وَ (الْجُبُنُ) بِضَمَّتَيْنِ لُغَةٌ فِيهِمَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (جُبُنٌّ) وَ (جُبُنَّةٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَقَدْ (جَبَنَ) الرَّجُلُ يَجْبُنُ بِالضَّمِّ (جُبْنًا) فَهُوَ (جَبَانٌ) وَ (جَبُنَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (جَبِينٌ) وَامْرَأَةٌ (جَبَانٌ) كَقَوْلِهِمُ امْرَأَةٌ حَصَانٌ وَرَزَانٌ وَ (أَجْبَنَهُ) وَجَدَهُ جَبَانًا. وَ (جَبَّنَهُ تَجْبِينًا) نَسَبَهُ إِلَى (الْجُبْنِ) وَيُقَالُ: الْوَلَدُ (مَجْبَنَةٌ) مَبْخَلَةٌ لِأَنَّهُ يُحَبُّ الْبَقَاءُ وَالْمَالُ لِأَجْلِهِ. وَ (الْجَبَّانُ) وَ (الْجَبَّانَةُ) بِالتَّشْدِيدِ الصَّحْرَاءُ. وَ (الْجَبِينُ) فَوْقَ الصُّدْغِ وَهُمَا جَبِينَانِ عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وَشِمَالِهَا. 
ج ب ن

رجل جبان، ورجال جبناء، وفي حديث خالدك " فلا نامت أعين الجبناء " وامرأة جبان، ونساء جبانات. قال كثير:

أخاضت إلي الليل خود غريرة ... جبان السري لم تنتطق عن تفضل

كقولهم: امرأة جواد، ويقال جبانة. سمع بعض العرب يقول: الضبع جبانة لا تقبل على الصفير، إذا صفر بها فرت. وأجبنت فلاناً وأبخلته: وجدته كذلك. وعن عمرو بن معد يكرب: قاتلناكم فما أجبناكم، وجبنته: نسبته إلى الجبن. وخرجوا إلى الجبانة والجبان وهي الصحراء. قال أبو النجم:

يهوي بروقين ما ضلا فرائصها ... حتى تجدلن بالجبان واختضبا

أي ما أخطأ فرائص الكلاب. ورجل صلت الجبين. وتجبن اللبن وتكبد: صار كالجبن والكبد. ومن المجاز: فلان شجاع القلب، جبان الوجه أي حييّ.
ج ب ن : جَبُنَ جُبْنًا وِزَانُ قَرُبَ قُرْبًا وَجَبَانَةٌ بِالْفَتْحِ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ جَبَانٌ أَيْ ضَعِيفُ الْقَلْبِ وَامْرَأَةٌ جَبَانٌ أَيْضًا وَرُبَّمَا قِيلَ جَبَانَةٌ وَجَمْعُ الْمُذَكَّرِ جُبَنَاءُ وَجَمْعُ الْمُؤَنَّثِ جَبَانَاتٌ وَأَجْبَنْتُهُ وَجَدْتُهُ جَبَانًا وَالْجُبْنُ الْمَأْكُولُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ سَمَاعًا عَنْ الْعَرَبِ أَجْوَدُهَا سُكُونُ الْبَاءِ وَالثَّانِيَةُ ضَمُّهَا لِلْإِتْبَاعِ وَالثَّالِثَةُ وَهِيَ أَقَلُّهَا التَّثْقِيلُ وَمِنْهُمْ مِنْ يَجْعَلُ التَّثْقِيلَ مِنْ ضَرُورَةِ الشِّعْرِ.

وَالْجَبِينُ نَاحِيَةُ الْجَبْهَةِ مِنْ مُحَاذَاةِ النَّزَعَةِ إلَى الصُّدْغِ وَهُمَا جَبِينَانِ عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وَشِمَالِهَا قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَابْنُ فَارِسٍ
وَغَيْرُهُمَا فَتَكُونُ الْجَبْهَةُ بَيْنَ جَبِينَيْنِ وَجَمْعُهُ جُبُنٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَأَجْبِنَةٌ مِثْلُ: أَسْلِحَةٍ وَالْجَبَّانَةُ مُثَقَّلُ الْبَاءِ وَثُبُوتُ الْهَاءِ أَكْثَرُ مِنْ حَذْفِهَا هِيَ الْمُصَلَّى فِي الصَّحْرَاءِ وَرُبَّمَا أُطْلِقَتْ عَلَى الْمَقْبَرَةِ لِأَنَّ الْمُصَلَّى غَالِبًا تَكُونُ فِي الْمَقْبَرَةِ. 

جبن: الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً

كان أَو نهاراً؛ سيبويه: والجمع جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه

في العِدَّة والزيادة، وتكرّر في الحديث ذِكر الجُبْن والجَبان، وهو

ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مثل حصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ،

ونِساء جَباناتٌ. وقد جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً

وأَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه. قال عمرو ابن معديكرب، وكان قد

زار رئيس بني سليم فأَعطاه عشرين أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً

خبَّازاً وثِياباً وطِيباً: لله دَرُّكم يا بني سليم قاتَلْتُها فما

أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فما أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فما أَفحَمْتُها. وحكى

سيبويه: وهو يُجَبَّن أَي يرمى بذلك ويقال له. وجَبَّنَه تَجْبِيناً:

نسبَه إلى الجُبْن. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، احْتَضَنَ

أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وهو يقول: والله إنكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون

وتُجَهِّلون، وإنكم لَمِنْ رَيْحان الله. يقال: جَبَّنْتُ الرجل وبَخَّلْته

وجهَّلْته إذا نسبْتَه إلى الجُبْنِ والبُخْلِ والجَهْل، وأَجْبَنْته

وأَبْخَلْته وأَجْهَلْته إذا وجَدْته بَخِيلاً

جَباناً جاهلاً، يريد أَن الولد لما صار سبَباً

لجُبْن الأَب عن الجِهاد وإنفاق المال والافْتتان به، كان كأَنه نسبَه

إلى هذه الخِلال ورماه بها. وكانت العرب تقول: الولد مَجْهَلَة مَجْبَنة

مَبْخَلة. الجوهري: يقال الولد مَجْبَنة مَبْخَلة لأَنه يُحب البقاءُ

والمالُ لأَجله. وتَجَبَّنَ الرجلُ: غلُظ. ابن الأَعرابي: المفضل قال العرب

تقول فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إذا كان نِهايةً في السَّخاءِ؛ وأَنشد:

وأَجْبَنُ من صافرٍ كَلْبُهم،

وإن قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا.

قَذَفَتْه: أَصابتْه. أَضافَ أَي أَشْفَق وَفَرَّ. الليث: اجْتَبَنْتُه

حَسِبْتُه جَباناً. والجَبِينُ: فوق الصدْغ، وهُما جَبِينان عن يمين

الجبهة وشِمالها. ابن سيده: والجَبِينان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة من

جانِبَيْها فيما بين الحاجِبَيْن مُصْعِداً إلى قُصاصِ الشعر، وقيل: هما ما

بين القُصاصِ إلى الحِجاجَيْن، وقيل: حروف الجبهة ما بين الصُّدغين

مُتَّصِلاً عدا الناصِية، كلُّ ذلك جَبِينٌ واحدٌ، قال: وبعض يقول هُما

جَبينان، قال الأَزهري: وعلى هذا كلامُ العرب. والجَبْهَتان: الجَبِينان. قال

اللحياني: والجَبِينُ مذكَّر لا غير، والجمع أَجْبُنٌ وأَجْبِنةٌ وجُبُن.

والجُبْنِ والجُبُن والجُبُنُّ مثقّل: الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك

بالهاء

(* قوله «والواحدة من كل ذلك بالهاء» هذه عبارة ابن سيده. وقوله

«جبنة» هذه عبارة الأزهري). جُبُنَّة. وتَجَبَّن اللَّبَنُ: صار كالجُبْن.

قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو عبيد في قوله كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بتشديد

النون. غيره: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إذا اتَّخَذَه جُبْناً.

الجوهري: الجُبْن هذا الذي يُؤكَل، والجُبْنة أَخص منه، والجُبْنُ أَيضاً: صِفة

الجَبان. والجُبُن، بضم الجيم والباء: لغة فيهما. وبعضهم يقول: جُبُنٌّ

وجُبُنَّة، بالضم والتشديد. وقد جَبَن الرجل، فهو جَبان، وجَبُنَ أَيضاً،

بالضم، فهو جَبين. والجَبَّان والجَبَّانة، بالتشديد: الصحراء، وتسمى

بهما المقابر لأَنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه. وقال أَبو حنيفة:

الجَبابِينُ كِرامُ المَنابِت، وهي مستوية في ارتفاع، الواحدة جَبَّانة.

والجَبَّان: ما استوى من الأَرض في ارتفاع، ويكون كَريمَ المَنْبت. وقال

ابن شميل: الجَبَّانة ما استوى من الأَرض ومَلُسَ ولا شجر فيه، وفيه

آكامٌ وجِلاهٌ وقد تكون مستوية لا آكامَ فيها ولا جِلاةَ، ولا تكون

الجَبَّانة في الرَّمْل ولا في الجَبَل، وقد تكون في القِفاف والشَّقائق. وكلُّ

صحراءَ جَبَّانة.

جبن

1 جَبُنَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جُبْنٌ (Msb, K) and جُبُنٌ (K) and جَبَانَةٌ; (Msb, K;) and جَبَنَ, (S, ISd, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA;) He (a man) was, or became, such as is termed جَبَان (S, Msb, K) and جَبِين; (S, K;) i. e. cowardly, (K,) or weak hearted. (Msb.) and جَبُنَ عَنْهُ He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice. (TA in art. عرس.) 2 جبَنهُ, inf. n. تَجْبِينٌ, He attributed to him cowardice (جُبْن). (S.) And هُوَ يُجَبَّنُ, inf. n. as above, He is accused of cowardice. (K.) 4 اجبنهُ He found him to be such as is termed جَبَان; (S, Msb, K;) i. e. a coward, or cowardly, (K,) or weak-hearted: (Msb:) or he reckoned him a coward; (M, K;) as also ↓ اجتبنهُ. (K.) 5 تجبّن It (milk) became like جُبْن [i. e. cheese]. (K.) b2: And hence, perhaps, (TA,) (assumed tropical:) He (a man) became thick, gross, coarse, or big. (S, TA.) 8 اجتبنهُ He made cheese of it; i. e. of milk. (T, K.) A2: See also 4.

جُبْنٌ and ↓ جُبُنٌ and ↓ جُبُنٌّ, (S, Msb, K,) the first of which is the most approved, and the last the most rare, and said by some to be used only in a case of necessity in poetry, (Lth, Msb,) [Cheese;] a certain thing that is eaten, (S, Msb,) well known: (K:) n. un. جُبْنَةٌ, (TA,) a word having a more particular signification than جُبْنٌ, (S,) meaning a قُرص [or round, flattened, loaf] thereof, (Mgh,) [or a cheese, or piece of cheese,] as also جُبُنَةٌ (TA) and جُبُنَّةٌ. (S, TA.) A2: Also جُبْنٌ and ↓ جُبُنٌ, [inf. ns. of جَبُنَ, used as simple substs.,] Cowardice; weak-heartedness;] the quality denoted by جَبَانٌ. (S.) جُبُنٌ: see جُبْنٌ, in two places.

جُبُنٌّ: see جُبْنٌ.

جُبْنِىٌّ A seller of جُبْن [i. e. cheese]. (TA.) b2: And a rel. n. from سُوقُ الجُبْنِ [The cheesemarket] in Damascus. (K.) جَبَانٌ, (S, Msb, K,) an epithet from جَبَنَ, (S,) applied to a man and to a woman, (S, Msb, K,) in the latter case like حَصَانٌ and رَزَانٌ, (Ibn-EsSarráj, S,) and with ة also applied to a woman; (M, Msb, K;) and ↓ جَبينٌ, (S, K,) from جَبُنَ, (S,) applied to a man and to a woman; and ↓ جَبَّانٌ; (K;) A coward; or cowardly; i. e. wont to dread things, so as not to venture upon them boldly, (K, TA,) by night or by day; (TA;) weak-hearted: (Msb:) جَبَانٌ is contr. of شُجَاعٌ: (Msb in art. شجع:) pl. masc. جُبَنَآءُ, (Msb, K,) [properly of جَبِينٌ] and fem. جَبَانَاتٌ. (Lth, Msb, TA.) هُوَ جَبَانُ الكَلْبِ [He is one whose dog is cowardly,] means (tropical:) he is extremely generous: (K, TA:) because, by reason of guests' coming to him, his dog does not growl. (TA.) and you say, فُلَانٌ شُجَاعُ القَلْبِ جَبَانُ الوَجْهِ (tropical:) [app. meaning Such a one is courageous in heart, mild in face]. (TA. [Expl. by اجنى الوجه, which seems to be a mistranscription.]) جَبِينٌ: see جَبَانٌ.

A2: Also The part above the temple, on the right of the forehead, and on the left thereof; the two being called جَبِينَانِ: (S:) the side of the forehead, [so Bd in xxxvii. 103,] from the part over against the place where the hair falls off, to the temple, on the right of the forehead, and on the left thereof: so say Az and IF and others: the forehead (الجَبْتَة) is between the جَبِينَانِ: (Msb:) or the جَبِينَانِ are the two borders of the forehead, on either side thereof, in the part between the two eyebrows (فِيمَا بَيْنَ الحَاجِبَيْنِ [so in the copies of the K, a mistake for فيما يَلِى الحاجبين in the part next to the two eyebrows]), rising to the place where the growth of the hair terminates: (K:) or between the place where the growth of the hair terminates and the eyebrows: (TA:) or the جبين is the borders (in the T, the border, TA) of the forehead, between the two temples, uniting with the نَاصِيَة [or place where the hair grows in the fore part of the head, or the hair of that part]: (K, TA:) and it sometimes occurs as meaning the forehead: (MF, TA:) [see an ex. voce تَرِبَ, where it is used in this last sense, and is fem., perhaps because syn. with جَبْهَة, for] Lh says that it is always masc.: (TA:) pl. [of mult.] جُبُنٌ and [of pauc.] أَجْبِنَةٌ (Msb, K) and أَجْبُنٌ. (K.) جَبَّانٌ: see جَبَانٌ.

A2: Also One who keeps, or guards, the produce of land in the desert. (TA.) A3: See also what next follows.

جَبَّانَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ جَبَّانٌ, (S, Msb, K,) the former of which is the more common, (Msb,) A place of prayer, (Msb,) or common place of prayer, (Mgh,) in a صَحْرَآء [or desert tract]. (Mgh, Msb.) b2: A burial-ground: (K:) this is sometimes called جبّانة because the place of prayer is generally in the burial-ground: (Msb:) accord. to Kh, these two words, in this sense, are from الجَبُّ and الجَبُوبُ; but others derive them from جبن. (TA in art. جب.) b3: A [desert tract such as is termed] صَحْرَآء. (S, K.) b4: A place that produces much herbage: and level, elevated land: (AHn, K:) or the latter, level, elevated land, that produces much herbage: (Aboo-Kheyreh, TA:) accord. to ISh, it is smooth, without trees; but it may have in it hills, and a tract abounding with trees: and sometimes the جبّانة is level, without hills and without any tract abounding with trees; but it is not in sand nor in mountains, though it may be in [high grounds such as are termed] قِفَاف [pl. of قُفٌّ] and in [what are termed] شَقَائِق [pl. of شَقِيقَةٌ]. (TA.) جَبّانِىٌّ A dweller in the جَبَّان, meaning صَحْرَآء. (TA.) أَجْبَنُ [More, and most, cowardly, or weakhearted]. (TA.) You say أَجْبَنُ مِنْ صَافِرٍ, i. e. [More cowardly] than a whistling bird: (S in art. صفر:) or, as some say, than a thief. (TA in that art. [See also Freytag's Arab. Prov., i. 326.]) مَجْبَنَةٌ [A cause of cowardice, or weak-heartedness]. One says, الوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ [Children are a cause of cowardice and a cause of niggardliness]; because one loves continuance of life, and property, on account of them. (S, TA.)
جبن
جبَنَ يَجبُن، جُبْنًا، فهو جَبَان
• جبَن الشَّخْصُ: تهيَّب الإقدام على ما لا ينبغي الخوف منه، ضعُف قلبه "حياة الشجاع في موته وموت الجبان في حياته- فلانٌ أجبنُ من نعامة- يجبُن عن نصرة الحقّ- وإذا ما خلا الجبانُ بأرض ... طلب الطّعنَ وحدَه والنِّزالا". 

جبُنَ يَجبُن، جُبْنًا وجَبانةً، فهو جَبَان
• جبُن الشَّخْصُ: جبَن، تهيَّب الإقدامَ على ما لا ينبغي الخوفُ منه، ضعُف قلبُه "جبُن عند الشّدَّة- الجبانُ مقتولٌ بالخوف قبل أن يُقتل بالسَّيْف- الجُبن عارٌ وفي الإقدام مكرمةٌ ... والمرءُ بالجُبن لا ينجو من القدرِ". 

تجبَّنَ يتجبَّن، تجبُّنًا، فهو مُتجبِّن
• تجبَّن اللَّبَنُ: مُطاوع جبَّنَ: صار جُبْنًا، أو جمَد كالجُبْن.
• تجبَّن الرَّجلُ: صار جبانًا، ضعيف القلب لا يقوَى على المواجهة. 

جبَّنَ يجبِّن، تجبينًا، فهو مُجبِّن، والمفعول مُجبَّن
• جبَّن خصمَه: نسبه إلى الجُبْن ورماه به.
• جبَّن فلانًا: حمله على الجُبْن، خوّفه من المواجهة.
• جبَّن الحليبَ: صيَّره جُبْنًا، أي أضاف الإنْفَحَة إلى اللَّبن الحليب بغية تخثيره وجعله جُبْنًا ° حليب مُجبَّن: لبن رائب. 

تجبُّن [مفرد]:
1 - مصدر تجبَّنَ.
2 - (طب) تحوّل الأنسجة النَّخرة إلى كتلة مُحَبَّبة مُتعجِّنة لونها أسمر أو أصفر صفرة خفيفة تشبه الجبن، كما يحدث في الإصابات التدرُّنيَّة. 

تجبين [مفرد]:
1 - مصدر جبَّنَ.
2 - (حي) إضافة الأنفحة إلى اللّبن لتخثيره وجعله جبنًا. 

جَبَان [مفرد]: ج جُبناء، مؤ جبان وجبانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جبَنَ وجبُنَ ° جبانُ الكلب: كناية عن الكرم- جبان الوجه: حَييّ. 

جَبانة [مفرد]: ج جَبانات (لغير المصدر):
1 - مصدر جبُنَ.
2 - مؤنَّث جَبَان: خائفة ° امرأةٌ جبانة: حَييَّة. 

جَبَّان [مفرد]:
1 - صانع الجُبْن.
2 - بائع الجُبْن. 

جَبَّانة [مفرد]: ج جبَّانات: مقبرة، مدفن "شيَّعوا الجنازةَ إلى الجبَّانة". 

جُبْن1 [مفرد]: مصدر جبَنَ وجبُنَ. 

جُبْن2 [جمع]: جج أجبان وجُبَن، مف جُبْنَة: ما جُمِّد من اللَّبن وصُنع بصورة خاصّة "يحبّ أكل الجُبْن القريش- أكل الجُبْن بالخبز اليابس". 

جَبين [مفرد]: ج أَجْبُن وأَجْبِنة وجُبُن: ما بين مَنبت الشَّعْر والحاجبين، وهو مذكّر لا يجوز تأنيثه "مشرق الجبين- {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} " ° أمرٌ يندى له الجبينُ: أمر يثير الاشمئزاز، أمر مُخْزٍ، مُخجِل- عالي الجبين/ مرفوع الجبين: كريم الأصل رفيع القدر- عَرَقُ الجبين: جُهْدٌ وكَدٌّ، ومشقّة، اعتمادٌ على النفس- عفَّر جبينَه: خضَع وذلّ- ما كُتِب على الجبين لا بد أنْ تراه العين: لا يمكن تغيير ما قدَّره الله- مطبوع على الجبين/ مكتوب على الجبين: محكوم عليه بالمقدّر الذي لا يمكن تغييره. 

مَجْبَنَة [مفرد]: ج مَجابنُ:
1 - مصنع الجُبْن ومحلُّ بيعه.
2 - ما يحمل على الجُبْن والخوف والمهابة "الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ مَبْخَلَةٌ [حديث] ". 
جبن
: (الجُبْنُ، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ وكعُتُلَ، م) مَعْروفٌ، وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَلُ؛ واللُّغَةُ الفُصْحى الأُوْلى، ثمَّ الثانِيَة، ثمَّ الثالِثَة، الأَخيرَة عَن اللَّيْثِ، واحِدَة الكُلِّ بهاءٍ. وَقد ذكرَ عَن الجَوْهرِيِّ، ووَرَدَ فِي الحَدِيْث عَن سَلْمان، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: أَنَّه سَأَل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الجُبْنِ والسَّمْنِ؛ ضَبَطُوه بالوَجْهَيْن الأخيرَيْن؛ وقالَ الشاعِرُ:
فإنَّ الجُبُنَّ على أنَّهثَقِيلٌ وَخِيم يُشَهِّي الطعاماوقد ذُكِرَ فِي عَيَمَ.
(وتَجَبَّنَ اللَّبَنُ: صارَ كالجُبْنِ) ، وتَكَبَّدَ صارَ كالكبدِ.
(و) أَبو جَعْفَرٍ، (أَحْمدُ بنُ مُوسَى) الجرجانيُّ خطيبها عَن إِبــراهيمَ بنِ مُوسَى الوردولي، وإِبــراهيمَ بنِ إسْحاق بنِ إِبــراهيمَ الشَّالنجيّ، وَعنهُ الإِسْماعِيليُّ، ماتَ سَنَة 293؛ (و) أَبو إِبْــراهيمَ (إسْحاقُ بنُ إبــراهيمَ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ إسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمدٍ، الفَقِيهُ الحَنَفيُّ عَن أَبي محمدٍ الحارِثِيّ وَعنهُ ابْنُه أَبو نَصْر، ماتَ سَنَة 293، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، ذَكَرَه ابنُ السَّمْعانيّ، وَقد ذَكَرَه الخَطِيبُ فِي تارِيخِه، (الجُبْنِيَّانِ) ، بضمَ فسكونٍ وَقد تُضَمُّ الموحَّدَةُ وتُشَدَّدُ النُّون كَمَا قيَّدَه الحافِظُ، (مُحَدِّثانِ) ، نُسِبا إِلَى بَيْعِ الجُبْنِ.
وممَّنْ نُسِبَ إِلَى بَيْعِ الجُبْنِ أَيْضاً عليُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عُمَرَ الجُبْنيُّ عَن محمدِ بنِ إسْماعيلَ الصائِغِ، وَعنهُ القاضِي أَبُو عبْدِ اللَّهِ الجُعْفيُّ، ضَبَطَه أَبو الغنائِمِ الزينيّ.
(وأَما محمدُ بنُ أَحمدَ الجُبْنِيُّ) الدِّمَشْقيُّ الَّذِي قَرَأَ على ابنِ الأَخْرَم الدِّمَشْقيّ، وَعنهُ الأهْوازِيُّ، (فنِسْبَةٌ إِلَى سُوقِ الجُبْنِ بدِمَشْقَ لأنَّه كَانَ إمامَها) ، أَي إمامَ مَسْجِدِها.
(ورجلٌ جَبَانٌ، كسَحابٍ وشَدَّادٍ وأَميرٍ: هَيوبٌ للأَشْياءِ فَلَا يَتَقدَّمُ عَلَيْهَا) لَيْلاً أَو نَهاراً؛ الأُوْلى والأَخيرَةُ عَن الجَوْهرِيّ، فالأُوْلى مِن حَدِّ نَصَرَ والأَخيرَةُ مِن حَدِّ كَرُمَ؛ (ج جُبَناءُ) .
(قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوه بفَعِيلٍ لأَنَّه مِثْلُه فِي العِدَّةِ والزيادَةِ.
(وَهِي جَبَانٌ) أَيْضاً كَمَا قَالُوا حصان، عَن ابنِ السّراج، (و) يقالُ: (جَبَانَةٌ) أَيْضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
والقِياسُ أنَّ فَعالاً، بفتحِ الفاءِ وكسْرِها لَا يلحقُ مُؤَنَّثه الكَسْرة، كَمَا ذَكَرَه الرَّضِيّ وغيرُهُ؛ ومِن الثَّانِي ناقَةٌ دلاث (و) يقالُ: (جَبينٌ) أَيْضاً، وهنَّ جَباناتٌ، عَن اللَّيْثِ.
(وَقد جَبُنَ، ككَرُمَ، جَبانَةً وجُبْناً، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ، وأَجْبَنَهُ: وَجَدَهُ) جَباناً، كأَمْحَلَهُ وَجَدَهُ محلا، (أَو) إِذا (حَسِبَهُ جَباناً) كَمَا فِي المُحْكَمِ، (كاجْتَبَنَهُ.
(وَهُوَ يُجَبَّنُ تَجْبيناً: يُرْمَى بِهِ) ويقالُ لَهُ؛ وَفِي الصِّحاحِ: ويُنْسَبُ إِلَيْهِ.
قُلْتُ: وَمِنْه الحَدِيْث: (إنَّكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلُون وتُجَهِّلُون) .
(والجَبِينانِ: حَرْفانِ مُكْتَنِفَا الجَبْهَةِ مِن جانِبَيْها فِيمَا بَين الحاجِبَيْنِ مُصْعِداً إِلَى قُصاصِ الشَعَرِ) ، أَو هُما مَا بينَ القُصاصِ إِلَى الحاجِبَيْنِ؛ (أَو حُروفُ) ، وَفِي التهْذِيبِ: حَرْف، (الجَبْهَةِ مَا بينَ الصُّدْغَيْنِ مُتَّصِلاً بحِذاءِ النَّاصيةِ كلُّه جَبينٌ) واحِدٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وبعضٌ يقولُ: هُما جَبِينانِ، قالَ: وعَلى هَذَا كَلامُ العَرَبِ، والجَبْهَةُ مَا بينَ الجَبِينَيْنِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الجَبِينُ فَوْق الصّدْغِ، وهُما جَبِينانِ عَن يَمِيْن الجَبْهَةِ وشِمالِها.
وقالَ اللّحْيانيُّ: الجَبِينُ مذكَّرٌ لَا غَيْر، (ج أَجْبُنٌ وأَجْبِنَةٌ وجُبُنٌ، بضمَّتينِ) .
(قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَقد وَرَدَ الجَبِينُ بمعْنَى الجَبْهَة لعلاقَةِ المُجاوَرَةِ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ:
يَقِيني بالجَبِينِ ومَنْكِبيهوأَنْصرُه بمطَّرد الكعوبِكما صَرَّحوا بِهِ فِي شرْحِ دِيوانِه، فَلَا وَجْه لتَخْطِئةِ المُتَنَبِّىء فِي قَوْله:
وخل زيا لمن يُحَقِّقُهُما كلّ دامٍ جبينُه عائدُ (والجَبَّانُ والجَبَّانَةُ، مُشَدَّدَتَيْنِ: المَقْبَرَةُ) ، وَهُوَ عنْدَ سِيْبَوَيْه اسْم كالقذاف.
(و) فِي الصِّحاحِ: (الصَّحْراءُ.
(و) قالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ (المَنبِتُ الكريمُ أَو الأَرضُ المُسْتَويَةُ فِي ارْتِفاعٍ) ، والجَمْعُ الجَبابِينُ.
ونَقَلَهُ اللَّيْثُ أَيْضاً.
وقالَ أَبو خيرَةَ: الجَبَّانُ مَا اسْتَوى مِن الأَرضِ فِي ارْتِفاعٍ ويكونُ كَريمَ المَنبِتِ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ومَلُسَ وَلَا شَجَرَ فِيهِ وَفِيه آكامٌ وجِلاهٌ، وَقد تكونُ مُسْتويَة لَا آكامَ فِيهَا وَلَا جِلاهَ، وَلَا تكونُ الجَبَّانَة فِي الرَّمْلِ وَلَا فِي الجِبالِ، وتكونُ فِي القِفافِ والشَّقائِقِ.
(واجْتَبَنَ اللَّبَنَ: اتَّخَذَهُ جُبْناً) ؛) نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
(و) جَبُون، (كصَبُورٍ: ة باليمنِ) ، وَهِي غَيْر جَبُوب.
(و) جَبانُ، (كسَحابٍ: ة بخِوارَزْمَ) ، دَخَلَها أَبو عليَ الفَرضِيُّ، قالَهُ الذهبيُّ تِلْمِيذه.
(و) مِن المجازِ: قوْلُهم: (هُوَ جَبانُ الكَلْبِ) ، أَي (نهايَةٌ فِي الكَرَمِ) ، وَهُوَ كَثْرَةُ الكَرَمِ لأنَّه لكَثْرَةِ تَرَدّدِ الضِّيْفانِ إِلَيْهِ يَأْنَس كَلْبه فَلَا يَهرُّ أَبَداً؛ قالَ حَسَّانُ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ:
يُغْشَونَ حَتَّى مَا تهرّ كِلابُهُملا يَسألونَ من السَّوادِ المقبلِ قُلْت: وَمِنْه أَيْضاً:
وأَجْبَنُ من صافرٍ كَلْبُهموإِن قَذَفَتْه حَصاةٌ أَضَافاقَذَفَتْه: أَصابَتْه؛ وأَضافَ: أَشْفَقَ وفَرَّ.
(وجابانُ: أَبو مَيْمونٍ صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يَرْوِي ابْنُه مَيْمون عَنهُ: (أَيّما رَجُل تزوَّجَ وَلم يَنْوِ أَن يُعْطِي صَدَاقاً) ، وَهُوَ غَيْرُ جَابان الَّذِي يَرْوِي عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ سبطُ بنُ شريط تابِعِيّ.
قُلْت: وَفِي المُحْكَم فِي ج وب، جَابانُ اسْمُ رجُلٍ أَلِفه مُنْقلِبَة عَن واوٍ كأَنَّه جوابان، فقُلِبَتِ الواوُ لغيْرِ علَّةٍ، وإِنَّما قُلْنا إنَّه فَعَلان لَا فاعال من ج ب ن لقَوْلِ الشاعِرِ:
عَشَّيْتُ جَابانَ حَتَّى اشتدّ مَغْرِضُهوكادَ يَهْلَك لَوْلا أنّه طَافا َ قُولا لجابان: فَلْيَلْحقْ مَطِيَّتَهُنَومُ الضُّحى بَعْدَ نَومِ اللَّيلِ إسرافُفتركَ صَرْفه دَلِيل على أنَّه فعْلان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جَبَنَ الرَّجُل، كنَصَرَ، لُغَةٌ فُصْحى، نَقَلَها الجَوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه.
وكانَ يقالُ: الوَلَدُ مَجْبَنٌ ة مَبْخَلَةٌ لأنَّه يُحَبُّ البَقاءُ والمالُ لأَجْلِه.
وَفِي الصِّحاحِ: وتَجَبَّنَ الرَّجُل: غَلُظ، ولَعَلَّه تَجَبَّنَ اللَّبَنُ.
ومِن المجازِ: فلانٌ شُجاعُ القلْبِ جَبانُ الوَجْه، أَي حييُّ الوَجْه.
والجَبَّانُ، كشَدَّادٍ: مَنْ يَحْفَظ الغلَّةَ فِي الصَّحْراءِ؛ ومِن ذلِكَ أَبو القاسِمِ عليُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عُمَرَ بنِ سَعْدٍ الجبَّانيُّ الكُوفيُّ، حَدَّثَ ببَغْدادَ عَن سُلَيْمان بنِ الرَّبِيع البرجميّ، وَعنهُ أَبو القاسِمِ بنُ الثلاجِ، تُوفي سَنَة 327.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عيسَى البَغْدادِيُّ يُعْرفُ بابنِ الجَبَّانِ، رَوَى عَنهُ الخَطِيبُ أَبو بكْرٍ الجبَّانيُّ لكَوْنِه سَكَنَ الجَبَّانَ، وَهُوَ الصَّحْراءُ.
وجبيناةُ: قَرْيَةٌ بافْرِيقِيَة قُرْبَ سَفَاقِسَ، مِنْهَا إبــراهيمُ بنُ أَحْمدَ بنِ عليِّ بنِ سليم البَكْرِيُّ الوائِليُّ، أَجازَهُ عيسَى بنُ يسكن، تُوفي سَنَة 369 عَن تسْعِيْن سَنَةٍ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبــراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبــراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبــراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبــراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبــائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبــراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.

برأ

برأ: {بارئكم}: خالقكم. {البرئية}: الخلق. والفعل منه برأ، ومن قرأ: (البريَّة) فيحتمل أن يكون من برأ أو من البَرَى وهو التراب. {بَرَاء}: خروج من الشيء ومفارقة.
ب ر أ

اللهم أبرأ إليك من الحول والقوة. وهو بريء الساحة مما قذف به، وأنا الخلاء البراء منه. وقد بارأت شريكي: فاصلته، وتبارأنا. وتقول: أسعد الناس البراء، كما أن أسعد الليالي البراء وهي آخر ليلة من الشهر. قال:

إن سعيداً لا يكون غسّاً ... كما البراء لا يكون نحساً

وأبرأت الرجل: علته بريئاً من حلق لي عليه. وبرأته: صححت براءته " فبرأه الله مما قالوا ". واستبرأت الشيء: طلبت آخره لأقط الشبهة عني. واستبرأت أرض بني فلان فما وجدت فيها ضالتي. وأستبرأ من بوله إذا استنزه. وفلان باريء من علته. وتقول: حق على الباريء من اعتلاله، أن يؤدي شكر الباري على إبــلاله.
ب ر أ: (بَرِئَ) مِنْهُ وَمِنَ الدَّيْنِ وَالْعَيْبِ سَلِمَ وَبَرِئَ مِنَ الْمَرَضِ بِالْكَسْرِ (بُرْءًا) بِالضَّمِّ وَعِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ (بَرَأَ) مِنَ الْمَرَضِ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَبَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (الْبَارِئُ) . وَ (الْبَرِيَّةُ) الْخَلْقُ تَرَكُوا هَمْزَهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْبَرَى وَ (أَبْرَأَهُ) مِنَ الدَّيْنِ وَ (بَرَّأَهُ تَبْرِئَةً) وَ (تَبَرَّأَ) مِنْ كَذَا فَهُوَ (بَرَاءٌ) مِنْهُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ كَالسَّمَاعِ وَ (بَرِيءٌ) يُثَنَّى وَيُجْمَعُ عَلَى وِزَانِ فُقَهَاءَ وَأَنْصِبَاءَ وَأَشْرَافٍ وَكِرَامٍ وَجَمْعِ السَّلَامَةِ أَيْضًا، وَهِيَ بَرِيئَةٌ وَهُمَا بَرِيئَتَانِ وَهُنَّ بَرِيئَاتٌ وَ (بَرَايَا) وَرَجُلٌ بَرِيءٌ وَ (بُرَاءٌ) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ. وَ (بَارَأَ) شَرِيكَهُ فَارَقَهُ وَبَارَأَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَ (اسْتَبْرَأَ) الْجَارِيَةَ، وَاسْتَبْرَأَ مَا عِنْدَهُ. وَ (الْبَرَاءُ) بِالْفَتْحِ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ. 
[برأ] تقول برِئْتُ منك، ومن الديون والعيوب براءة. وبرئت من المرض بُرءًا، بالضم. وأهل الحجاز يقولون: بَرَأْتَ من المرض بَرءًا بالفتح. وأصبح فلان بارئاً من مرضه، وأبرأه الله من المرض. وَبَرَأَ الله الخلق بَرْءًا، وأيضاً هو البارئ. والبريَّة: الخلق، وقد تركَتِ العربُ همزَهُ. قال الفرّاء: وإن أُخِذَت البريَّة من البَرَى - وهو التراب - فأصلها غير الهمز. وأبرأته مما لي عليه، وبرَّأته تبرئة. والبُرْأَةُ بالضم: قُتْرَة الصائد، والجمع: برأ، مثل صبرة، وصبر. قال الشاعر الأعشى : فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المكمم وتبرأت من كذا. وأنا بَراءٌ منه، وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّى ولا يُجمَع، لأنه مصدر في الأصل، مثل سمِع سماعا، فإذا قلت: أنا برئ منه، وخليٌّ منه، ثنَّيت، وجمعت، وأنَّثْت، وقلت في الجمع: نحن منه بُرآء، مثل: فقيه وفقهاء، وبِراءٌ أيضاً، مثل: كريم وكِرام، وأبراءٌ، مثل: شريفٍ وأشرافٍ، وأبرياء أيضاً مثل نصيب وأنصباء، وبريئون. وامرأة بريئة، وهما بريئتان، وهن بريئات برايا. ورجل برئ وبراء، مثل: عجيب وعُجاب. والبَراء بالفتح: أول ليلة من الشهر، سميت بذلك لتبرُّؤ القمر من الشمس، وأما آخر يوم من الشهر فهو النحيرة. وبارَأتُ شريكي، إذا فارقته، وبارأ الرجل امرأته. واستبرأتُ الجارية، واستبرأت ما عندك.
(ب ر أ) : (بَرِئَ) مِنْ الدَّيْنِ وَالْعَيْبِ بَرَاءَةً وَمِنْهَا الْبَرَاءَةُ لِخَطِّ الْــإِبْــرَاءِ وَالْجَمْعُ الْبَرَاءَاتُ بِالْمَدِّ وَالْبَرَوَاتُ عَامِّيٌّ وَأَبْرَأْتُهُ جَعَلْتُهُ بَرِيئًا مِنْ حَقٍ لِي عَلَيْهِ وَبَرَّأَهُ صَحَّحَ بَرَاءَتَهُ فَتَبَرَّأَ ومِنْهُ تَبَرَّأَ مِنْ الْحَبَلِ أَيْ قَالَ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ عَيْبِ الْحَبَلِ وَبَارَأَ شَرِيكَهُ أَبْرَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ الْخُلْعُ كَالْمُبَارَأَةِ وَتَرْكُ الْهَمْزَةِ خَطَأٌ (وَالْبَارِئُ) فِي صِفَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بَرِيئًا مِنْ التَّفَاوُتِ (وَاسْتِبْرَاءُ الْجَارِيَةِ) طَلَبُ بَرَاءَةِ رَحِمِهَا مِنْ الْحَمْلِ ثُمَّ قِيلَ اسْتَبْرَأْت الشَّيْءَ إذَا طَلَبْت آخِرَهُ لِتَعْرِفَهُ وَيَقْطَعَ الشُّبْهَةَ عَنْكَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ فِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ الِاسْتِبْرَاءُ عِبَارَةٌ عَنْ التَّبَصُّرِ وَالتَّعَرُّفِ احْتِيَاطًا (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي بَابِ الْمَوَاقِيتِ إلَّا بِقَدْرٍ وَمَا يَسْتَبْرِي فِيهِ الْغُرُوبُ فَالصَّوَابُ يُسْتَبْرَأُ بِالْهَمْزَةِ أَيْ يُتَحَقَّقُ وَيُتَعَرَّفُ وَتَرْكُ الْهَمْزَةِ فِيهِ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ حَتَّى يَسْتَبْرِينَ وَفِي قَوْلِهِ كَانُوا يَسْتَنْجُونَ وَيَسْتَبْرُونَ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ حَتَّى يَسْتَبْرِئْنَ وَيَسْتَبْرِئُونَ.
برأ: البَرْءُ مَهْمُوْزٌ: الخَلْقُ، بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤهم بَرْءاً، وهو البارِىءُ. والبَرِئَّةُ: الخَلْقُ يُهْمَزُ ويُلَيَّنُ.
والبُرْءُ: السَّلاَمَةُ من السُّقْمِ، يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ، وبَرِئْتُ وبَرَأْتُ وبَرُؤْتُ بُرْءاً. والبُرْأَةُ: ما هَنَأْتَ به البَعِيْرَ بكَفِّكَ ليَبْرَأَ من الجَرَبِ.
والبَرَاءةُ: من العَيْبِ والمَكْرُوْهِ، بَرِئ يَبْرَأُ فهو بَرِيْءٌ، وامْرَأَةٌ بَرِئَةٌ ونِسْوَةٌ بَرَاءٌ، وبُرَاءَاءُ وبُرَاءٌ. وبارَأْتُ الرَّجُلَ: بَرِئْتُ إليه وبَرِئَ إلَيَّ.
وبارَأْتُ المَرْأَةَ: صالَحْتها على المُفَارَقَةِ. وكذلك الكَرِيُّ إذا فاصَلْتَه.
ويقولونَ: أنَا الخَلاَءُ البَرَاءُ من هذا الأمر: أي أنَا بَرِيْءٌ، والذَّكَرُ والأُنْثى والجَمِيْعُ فيه سَوَاءٌ.
وأبْرَأْتُ الرَّجُلَ من الدَّيْنِ والضَّمَانِ، وبَرَّأْتُه منه.
وبَرَّأْتُ الرَّجُلَ: صَحَّحْت عليه البَرَاءَةَ من ذَنْبٍ. وأبْرَأْتُه: تَوَلَّيْت ذلك منه حَتّى صارَ بَرِيْئاً.
واسْتَبْرَأْتُ الشَّيْءَ: طَلَبْتُ آخِرَه لأقْطَعَ فيه الشُّبْهَةَ عن نَفْسي. واسْتَبْرَأْتُ بَرَاءَةَ ذلك الأمْرِ. والاسْتِبْرَاءُ: أنْ يَسْتَبْرِيَ الرّجُلُ جارِيَتَه لا يَقْرَبُها حَتّى تَحِيْضَ. وأنْ يُنْقِيَ الرَّجُلُ ذَكَرَه عِنْدَ البَوْلِ.
والبُرْأَةُ: قُتْرَةُ الصّائِد، وجَمْعُها بُرَأٌ.
والبَرَاءُ: أوَّلُ يَوْمٍ من الشَّهْرِ، وقيل: آخِرُ لَيْلَةٍ منه. ويُقال له: ابْنُ البَرَاء.
والــإِبْــرِئَةُ: حَزَازُ الرَّأْسِ.
[برأ] نه: "البارئ" خالق الخلق بلا مثال، وأكثر استعماله في الحيوان. وفيه: أصبح بحمد الله "بارئا" أي معافا. وبرأت من المرض أبرأ برأ بالفتح، وغير أهل الحجاز يقول: برئت بالكسر برأ بالضم. ومنه: أراك "بارئاً". شم: برأ من المرض بفتح الراء ومن الدين بكسرها. نه ومنه: لا يمسها حتى يبرأ رحمها وتبين حالها هل هي حامل أم لا، وكذا الاستبراء في الاستنجاء وهو أن يستفرغ بقية البول وينقى موضعه ومجراه حتى يبرئهما منه كما يبرئ من المرض والدين. وفيه: فإنه أروى و"أبرأ" أي يبرئه من ألم العطش، أو أراد أنه لا يكون منه مرض. ن: أو أبرأ من أذى يحصل من الشرب في نفس واحدة، و"أروى" أكثر ريا. نه: و"أبرأ" يروى بلا همزة لمشاكلة أروى. وقول أبي هريرة- حين دعاه عمر إلى العمل وأبي فقال عمر: إن يوسف سأل العمل- إن يوسف مني بريء وأنا منه براء، أي بريء عن مساواته في الحكم وأن أقاس به ولم يرد براءة الولاية والمحبة لأنه مأمور بالإيمان به، والبراء والبريء سواء. غ: "براءة" أي هذه الآيات براءة. وأنا برأاء، ويجوز براء وبراء كظراف. وأنا منك "براء" يستوي فيه الواحد وغيره. ك: من "استبرأ لدينه" بالهمز أي طلب البراءة لأجل دينه من الدم الشرعي أو من الإثم "فقد استبرأ أي حصل البراءة لدينه من النقص ولعرضه من الطعن فيه. ن: حتى إذا رأى أنه قد "استبرأ" أي أوصل البلل إلى جميعه. ومنه: "أبرأ" إلى الله أن يكون لي منكم خليل أي أمتنع منه. وح: "فتبرئكم" يهود أي تبرأ إليكم من دعواكم بخمسين يميناً. ك: أي يخلصكم من اليمين يهود في أيمان خمسين منهم بتنوين أيمان. ش: استبرأ الخبر أي طلب أخره ليعرفه ويقطع الشبهة عنه. ط: إذا دخلت في الدم من الحيض الثالث "فقد برئت" منه فيه تصريح بأن أقراء العدة الأطهار. وح: شراركم الباغون "البراء" العنت، وهي المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والخطأ والزناء، والكل محتمل، والبراء جمع بريء، وهما مفعولان للباغين أي الطالبين.
بَرَأ
تقول: بَرِئتُ إليك من كذا: أي أنا بريٌ منه فلا عتبَ لكَ عليَّ، كقول النبي - صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم - مُنْصَرَفَ خالد بن الوليد - رضي الله عنه - من بني جَذيمَةَ: اللهمَّ إنيّ أبْرأُ إليكَ ممّا صنعَ خالدُ ٌ اللهُمَّ إني أَبرأ
ُ إليكَ ممّا صنعَ خالدٌ، قالها مرَّتَينْ، وذلك أنَّه لمّا غشيهم جَعَلوا يقولون صَبَأْنا صَبَأْنا أرادوا أسْلَمنا، وذلك أنَّ الكفّار كانوا يقولون للنَّبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: الصّابِئ، وجعل خالد يقتُلُ ويأسِرُ، فلمّا بلَغَ النبيَّ - صلّى الله عليه وسلَّم - ما فعلَ رفعَ يدَيْه وقال، أراد: لم أَأْمُرْه به ولم أرْضَ إذ بَلَغني.
ويقال: برئتُ منك ومن الدُّيون والعيوب براءةً. وبرئتُ من المرض بُرْءً - بالضمّ -، وأهل الحجاز يقولون: بَرَأْتُ من المرض بَرْءً - بالفتح -، ويقول كُلُهم في المستَقْبَل: يبْرَأُ بفتح الراء، وقال الزَّجاجُ: وقد رَوَوا: برأتُ من المرض أبرُؤ بُرْءَ، قال: ولم يجيء فيما لامُه همزةٌ فَعَلْتُ أفْعُلُ، أراد: فيما لا مُهمزةٌ وفاؤه وعينهُ صحيحتانِ، قال: وقد استقصى العلماءُ باللُّغة هذا فلم يجِدوا إلاّ في هذا الحرف. ويقال أصبحَ فلانٌ بارئاً من مرضِه، وأبرَأَه اللهُ تعالى من المرض.
وبَرَأ اللهُ الخلقَ بَرْءً - ايضاً -، وهو الباريءُ، والبَرِيَّةُ: الخلقُ؛ وقد تَرَكْتِ العرب همزها، وقرأ نافعٌ وابنُ ذكوانَ على الأصلِ قولَه تعالى) خَيْرُ البَرِيئة (و) شَرُ البَرِيْئة (، وقال الفرّاءانْ أُخِذتِ البَرِيَّةُ من البرى وهو التراب فأصْلُها غيرُ الهَمْز.
وأبْرأْتُه ممّا لي عليه، وَبرَّأْتُه تَبْرئةً.
والبُرءةُ - بالضمِّ -: قُتْرةُ الصائد، والجمع بُرَأْ، قال الأعشى يصفُ الحمير:
فأوْرَدّها عَيْناً من السيفِ رَيَّةً ... بها بُرَأْ مثلُ الفَسيل المُكمَّمِ
وتَبَرَّأْتُ من كذا، وأنا بَرَاءٌ منه وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان لأنَّهما مَصْدَران في الأصل مثل سَمِعَ سَمَاعاً، فاذا قلتَ: أنا بَريءٌ منه وخَليٌّ منه ثَنَّيْتَ وجَمَعتَ وأنَّثتَ وقلتَ في الجمع: نحنُ منه بُرَءآءُ مثلُ فَقيهٍ وفُقهاء؛ وبِراءٌ - ايضاً - مثلُ كَريم وكِرام؛ وأبْراءٌ مثلُ شَريف وأشْراف؛ وأبْرِياءُ مثلُ نَصيبٍ وأنصِباء؛ وبريئون؛ وامرأةٌ بَريئةٌ، وهُما بَريئتان، وهُنَّ بَريئات وبَرايا، ورَجُلٌ بَريءٌ وبُراءٌ مثلُ عَجيب وعُجاب.
والبَرَاءُ - بالفتح -: أولُ ليلةٍ من الشَّهرِ سَمِّيَتْ بذلك لِتَبَرُّؤ القَمَر من الشمس، وقال أبو عمرو: البَرَاءُ: أولُ يومٍ من الشَّهر، وقد أبْرَأ: اذا دَخَلَ في البَرَاء. وأمّا ابنُ البَرَاء: فهو أولُ يومٍ في الشَّهْر، وهذا ينصُرُ القولَ الأول، وقد سَمَّوْا " 13 - ب " بَرَاءً.
وبَارَأْتُ شَريكي: اذا فارَقْتَه. وبارَأَ الرَجُل امرأتَه. واسْتبْرَأتُ الجارِيَةَ. واسْتَبْرَأْتُ ما عندَكَ.
والتركيب يدلّ على الخَلْق، وعلى التَّباعُد عن الشيء ومُزايَلَتِه.
[ب ر أ] بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهُم بَرْءًا وبُرُوءًا خَلَقَهم يكونُ ذلِكَ في الجَواهِرِ والأَعْراضِ وفي التَّنْزِيل {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} الحديد 22 والبارِئُ من أَسْماءِ اللهِ عَزَّ وجَلّ وفي التَّنْزِيلِ {البارئ المصور} الحشر 24 وفيهِ {فتوبوا إلى بارئكم} البقرة 5 والبَرِيَّةُ الخَلْقُ وأَصْلُها الهَمْزُ ونَظِيرُه النَّبِيُّ والذُّرِّيَّةُ وأَهلُ مَكَّةَ يُخالِفُون غَيْرَهُم من العَرَبِ يَهْمِزُون البريئَةَ والنَّبِئَ والذُّرِّيئَةَ وذلك قَلِيلٌ وقال اللِّحْيانِيُّ اجْتَمَعَت العَرَبُ على تَرْكِ هَمْزِ هذه الثَّلاثَة ولم يَسْتَثْنِ أهلَ مَكَّةَ وبَرَأَ المَرِيضُ يَبْرُؤُ ويَبْرَأُ وبَرِئَ وبَرُؤَ بُرْءًا وبُرُوءًا كِلاهُما نَقِهَ قالَ اللِّحْيانِيُّ أَهْلُ الحِجازِ يَقُولُونَ بَرَأْتُ من المَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءًا وبُرُءًا وأهلُ العالِيَةِ يَقُولُونَ بَرَأْتُ أَبْرَأُ بَرْءًا وبُرُوءًا وتَميمُ تَقُول بَرِئْتُ بُرْءًا وبُرُأ وأَصْبَحَ بارِئًا من مَرِضِه وبَرِيئًا من قَوْمٍ بِراءٍ كقَوْلِكَ صَحِيحٌ وصِحاحٌ فدَلَّ ذلك أَنَّه إِنَّما ذَهَبَ في بِراءٍ إِلى أَنَّه جَمْعُ بَرِئٍ وقد يَجُوزُ أن يكونَ بِراءٌ أيضًا جَمْعَ بارِئٍ كجائع وجِياعٍ وصاحِبٍ وصِحابٍ وقد أَبْرَأَهُ اللهُ والبَراءُ في المَدِيدِ الجُزْءُ السالِمُ من زِحافِ المُعاقَبَةِ وكُلُّ جُزْءٍ يُمْكِنُ أن يَدْخُلَه الزِّحافُ كالمُعاقَبَةِ فيَسْلَمَ منه فهو بَرِئٌ وبَرئَ من الأَمْرِ يَيْرَأُ ويَبْرُؤُ الأَخِيرُ نادِرٌ بَراءَةً وبَراءً الأَخيرةُ عن اللِّحْيانِيِّ قال وكَذلِكَ في العُيُوبِ والدَّيْنِ بَرِئَ إِليكَ من حَقِّكَ بَراءَةً وبَراءً وزاد وبُرُوءًا وتَبَرَّأَ وأَبْرَأَكَ مِنْه وبَرَّأَكَ وفي التَّنْزِيلِ {فبرأه الله مما قالوا} الأحزاب 69 وأنا بَرِئٌ من ذلِكَ وبَرَاءٌ والجمع بِراءٌ وبُرَآءُ وأَبْرَاءٌ وقالَ الفارِسِيُّ البُراءُ جَمْعُ بَرِئٍ وهو من باب رَخْل ورُِخال وحكَى الفَرّاءُ في جَمْعِه بُراءُ غيرَ مَصْرُوفٍ على حَذْفِ إِحْدَى الهَمْزَتَيْنِ قالَ اللِّحْيانِيُّ أَهلُ الحِجازِ يَقُولُونَ أَنَا مِنْكَ بَراءٌ قالَ وفي التَّنْزِيلِ {إنني براء مما تعبدون} الزخرف 26 ولُغَةُ تَمِيم وغَيْرِهم من العَرَبِ أَنا بَرِئٌ وفي غَيْرِ مَوْضِعٍ من القُرْآنِ {إِنِّي برئٌ} الأنعام 78 والأُنْثَى بَرِيئَةٌ ولا يُقالُ بَراءَةٌ والجَمْعُ بَرِيئاتٌ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ بَرِيّاتٌ وبَرايَا كخَطايَا وأنا البَرَاءُ مِنْهُ وكَذلك الاثْنانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثُ وفي التَّنْزِيلِ {إنني براء مما تعبدون} ولَيْلَةُ البَراءِ لَيْلَة يَتَبَرَّأُ القَمَرُ من الشَّمْسِ وهي أَوًّلُ لَيْلَةٍ من الشَّهْرِ قالَ

(يا عَيْنُ بَكِّي مالِكًا وعَبْسًا ... )

(يًوْمًا إذا كانَ البَرَاءُ نَحْسَا ... )

وجَمْعُه أَبْرِئَةٌ حُكِيَ ذلك عن ثَعْلَبٍ وبارَأْتُ الرًّجُلَ بَرِئْتُ إليه وبَرِئَ إِلَيَّ وبارَأَ المَرْأَةَ والكَرِيَّ مُبارَأَةً وبِراءً صالَحَهُما على الفِراقِ واسْتَبْرَأَ المَرْأَةَ إِذا لَمْ يَطَأْهَا حَتّى تَحِيضَ وكَذلِكَ اسْتَبْرَأَ الرَّحِمَ والاسْتِبْراءُ اسْتِنْقاءُ الذَّكَرِ عند البَوْلِ والبُرْأَةُ قُتْرَةُ الصائِدِ قال الأعشى

(فأَوْرَدَها عَيْنًا مِن السَّيفِ رَيَّةً ... بَها بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ) 
برأ: بَرِئ: تخلص وتخلى وخلص، وأعاد، ودفع. ويقال: برئ بالشيء إلى فلان دفع به إليه وتخلى عنه. ففي كتاب محمد بن الحارث ص219: أن القاضي أخذ على يوسف الفهري إنه استولى على جاريتين لعبد الرحمن، فتقدم الفهري وقال: والله ما رأيت لواحدة منهما وجها فاقبضها وبَرِيَ (وهذا الشكل في المخطوطة) منهما إليه. وفي ص280: فقال له الأمير أصلحه الله تَبْرَأُ بالديوان إلى قاضينا عمرو بن عبد الله (وهذا الشكل في المخطوطة). وفي ص338: فقلت له اليتيم حي رشيد وقد أطلقته من الولاية وبَرِيت له لجميع (بجميع) ما كان له عندي. وفي كتاب الخطيب ص103و: لم يشرك اخوته في شيء من ميراث أبيه إذ كان لم يحضر الفَتْحَ فبري به إليهم. ويقال في نفس المعنى: برئ من شيء إلى فلان (تاريخ البربر 1: 538، 601، 658).
أبرأ: ضمن، كفل (الكالا) - وأبرأ ذمته من فلان أو عن فلان: تخلى له عما عليه وأعفاه.
تبرأ من: تخلص وتخلى عنه، يقال مثلاً: تبرأ من الخلافة (معجم البلاذري). وفي النويري أسبانيا: ص486: قد كُنْتَ تبرَّأْتَ لي من الخلافة.
ويقال في نفس المعنى تبرأ له، تخلى عن الأمر له. ففي نفس المصدر: تبرأ له وسلم الأمر إليه. ويقال أيضاً: تبرأ بالأمر إلى ولده. أي تخلى عن الأمر أو سلمه إلى ولده (حيان 16ق) - وتبرأ من شيء: اعتذر من قبوله وتنصل (تاريخ البربر 2: 183 - وتبرأ من دمه: تخلى عن حمايته (تاريخ البربر 1: 639) - وتبرأ من فلان: تخلى عنه ولم تعد له به صلة أو صحبة. ففي تاريخ البربر (1: 445): نادى في الناس بالبراءة من أبي زيد فتبرّءوا منه.
وتبرأ إلى فلان ومنه: بالمعنى الذي ذكره لين أي أعلن براءته منه، يقال مثلاً تبرأ إلى الله منه أي أشهد الله إنه برئ منه. وفي تاريخ البربر (2: 406): وتبرأ إلى السلطان من ذلك. وفي (2: 319 منه): تبرأ إلى الله من اخفار ذمته - وتبرأ إلى فلان من أمانة أو وديعة: تخلص منها وردها إليه (بدرون 182، تاريخ البربر 1: 643) - وتبرأ إليه من: برئ، يقال: تبرأت إليه من نفسي، أي تخليت عن نفسي إليه (الملك) (معجم بدرون).
وتبرأت إليه بالشيء: تخليت عنه وسلمته اليه، ففي حيان 61و: فواثَقَ كُرَيب بن عثمان بالإيمان المغلظة على التبوء (التَّبَرُّءِ) إليه بالمدينة وتصييرها في يده.
ومعنى تبرأ (في البيوع) انظرها في مادة بَراءة.
استبرأ: يقال استبرأت المرأة: قضت عدتها (معجم البيان) - وحين يموت الرجل وله أمة قد استبضعها فعيها أن تعتد (تلزم عدة) شهرين وستة أيام، وهذا ما يسمونه استبراءً (هوست 116). - ولم يتضح لي معنى هذا الفعل في عبارة المقري (2: 521): وكان يرى أن الطلاق لا يكون إلا مرتين مرة للاستبراء ومرة للانفصال، ولا يقول بالثلاث، وهو خلاف الإجماع.
برؤ: مَلُسَ ونعم من الفرك (بوشر).
بَرَاءَة: مداواة، معالجة للبرء (بوشر) - وتبرير وتبرئة (بوشر) - ويمين البراءة: يمين يتخلص بها الإنسان مما نسب إليه، ونصها: بَرِئت من حول الله وقوته ودخلت في حول نفسي وقوتها إن كان كذا وكذا (دي ساسي مختارات 1: 5 وما يليها). ويقال: حلف بالبراءة أقسم بيمين البراءة (نفس المصدر 37 رقم 15).
ونادى في الناس بالبراءة من فلان: أعلن عدم حماية الشريعة له (تاريخ البربر 1: 445، 2: 44).
وشرط في عقد البيع يقبل المشتري بمقتضاه كل عيب يمكن أن يظهر فيما اشتراه. ويقال: تبرأ بمعنى اشترط هذا الشرط.
وبراءة وبالعامية بَراوات وبَرَاوات (وفي معجم فوك: تجمع بَرَاءة على براءات وبرا على بروات. وفي معجم ألكالا barâ) وخط الــإبــراء: وصل (معجم الأسبانية 63) وفي الادريسي 2 الفصل الخامس: فلذلك لا يجوز أحد من عذاب إلى جدة حتى يظهر الرباني البراءة مما يلزمه. وهذا هو المعنى الأصلي للكلمة كما يدل على ذلك أصل اشتقاقها. غير أنها تستعمل للدلالة على أنواع أخرى متعددة من الخطوط والوثائق، فهي تدل أيضاً على معنى الإجازة والشهادة، والسجل (بوشر) - وخط شريف، فرمان (بوشر) - وأمر (إذن) صرف (الكالا، ابن بطوطة 3: 407) ورقعة تفويض تدفع إلى جندي تخوله جباية حاصلات الحصن الفلاني أو القرية الفلانية، وكانت الحاصلات تجبى عيناً (أماري ديب 416. نقلاً عن ابن رشد، تعليقات على ابن بطوطة 3: 459) - وبطاقة سكن وهي رقعة فيها أمر لصاحب منزل أن يسكن في منزله جندياً أو أكثر. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص51، 52: وحين وصل الخليفة المنصور إمام دولة الموحدين إلى الأندلس مع جنوده ولقيه والي اشبيلية ومع (مع) وجوه الناس من أهلها ثم قفا متقدماً برسم أعداد ديار النزول - ثم أمر الشيخ أبو بكر بن زهر - بتنفيذ البراوات في الديار المنزلة. - وجواز سفر (ابن بطوطة 1: 112) - واتفاقية، معاهدة (الكالا) - ورسالة البابا (وهي رسالة مختومة بالرصاص (بوشر) وبراة متاع الغفران (الكالا) - ومنشور البابا (بوشر) - ورسالة (معجم الأسبانية 63).
بريه: رسالة (بوشر).
براتلي: براءة اختراع، امتياز (معجم الأسبانية 69).
تبرئة: تبرير، تزكية، (بوشر).
وبراءة من ذنب (بوشر) - وبراءة، بر، خلوص الطوية (بوشر) - وضرب من الحِرم تعاقب به الفحشاء والفسوق (تريسترام 204).
مبارأة: أمر بالدفع إلى الخازن (أمين الصندوق أو المستوفي (الكالا) وفيه مبارا ج: مبارات).
برأ
برَأَ يَبرَأ، بَرْءًا وبُروءًا، فهو بَارئ، والمفعول مَبْروء
• برَأ اللهُ الخلقَ: خَلَقَهم؛ أوجدهم من العدم "برَأ اللهُ الكونَ- {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} ". 

برُؤَ/ برُؤَ من يَبرُؤ، بُرْءًا وبَرْءًا وبُروءًا، فهو بَريء، والمفعول مَبروء منه
• برُؤَ المريضُ: شُفِيَ وتعافى.
• برُؤ الشَّخصُ: كان سليم الصدر خالِص النّيّة " {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ".
• برُؤ من الشَّخص: تباعَدَ وتخلّى عنه "برُؤ من أصدقاء السوء".
• برُؤ من الدَّيْن ونحوه: خَلَصَ، خلا، سَلِمَ منه. 

برِئَ/ برِئَ من يَبرَأ، بَرْءًا وبُرْءًا وبَراءً وبَراءةً، فهو بارِئ وبريء وبَراء، والمفعول مبروء منه
• برِئَ المريضُ: برُؤ، شُفِي وتعافى.
• برِئَ من الشَّخص: برُؤ منه، تباعَدَ وتخلَّى عنه "برئ من رُفقاء السّوء".
• بَرِئَ من الدَّين ونحوه: برُؤ منه، خَلَصَ، خلا، سَلِمَ منه "برئ المتهم من التُّهمة- برِئ من التُّهمة براءةَ الذِّئب من دم ابن يعقوب [مثل]: يُضرب لخالي السَّاحة من ذنبٍ أو جريمة". 

أبرأَ يُبرئ، إبْــراءً، فهو مُبرِئ، والمفعول مُبرَأ
• أبرأ اللهُ المريضَ من عِلَّته: شَفاه وعافاه منها "أبرأ اللهُ أيّوبَ عليه السلام ممّا أصابه- لا يُبرئ عليلاً ولا يشفي غليلاً [مثل]: يُضرب لما لا ينفع- {وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي} ".
• أبرأ الشَّخصَ من الدَّين ونحوه: خلَّصه منه، ضمِنه، برَّأ ذمَّته منه "أبرأه من الحقِّ الذي عليه- أبرأ ذمته من فلان: تخلّى له عما عليه وأعفاه منه" ° إبــراءُ للذِّمَّة: إرضاء للضمير. 

استبرأَ/ استبرأَ من يستبرئ، استِبراءً، فهو مُستبرِئ، والمفعول مُستبرَأ
• استبرأتِ المرأةُ رحمَها: انتظرتْ حتى تحيض حَيْضة ثم تطهر لتتبين براءتها من الحَمل.
• استبرأ من الدَّيْن ونحوه: طلب البراءة منه "استبرأ من الذَّنب الذي ارْتكبه- استبرأ المتهم من الذنب أمام المحكمة".
• استبرأ من البَوْل ونحوه: استنقى منه وتَطَهَّر. 

برَّأَ يبرِّئ، تَبْرِئةً، فهو مُبرِّئ، والمفعول مُبرَّأ
• برَّأ الشَّخصَ من التُّهمة ونحوها: قضى ببراءَتِه منها، رفع عنه الشُّبهة وصحَّح براءَته، نزَّهه وزكّاه "برَّأ القاضي المتهمَ من التُّهم المنسوبة له- برّأ ذمّته/ ساحته: خلَّصها- {فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا} ". 

تبرَّأَ من يتبرَّأ، تَبَرُّؤًا، فهو مُتبرِّئ، والمفعول مُتبرَّأ منه
• تبرَّأ من التُّهمة ونحوها: أعلن براءته منها، تنصَّل منها "تبرّأ مما نسب إليه من خيانة وطنه".
• تبرَّأ من الشَّخصِ: تخلّص منه وتخلَّى عنه وقطع صلته به
 "تبرَّأ من أصدقاء السّوء/ ماضيه/ الدَّيْن/ التُّهمة- {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا} " ° تبرَّأ من دمِه: تخلّى عن حمايته.
• تبرَّأ من الأمانة إلى فلان: تخلّص منها وردّها إليه. 

إبــراء [مفرد]: مصدر أبرأَ.
إبــراء الذِّمَّة: (قن) إعفاء المَدِين من دَيْنه بعد سداده. 

استبراء [مفرد]:
1 - مصدر استبرأَ/ استبرأَ من.
2 - (فق) تحرٍّ للتأكّد من خروج النجاسة عن جسم المكلف استكمالاً لطهارة البدن المشروطة في بعض العبادات.
3 - (فق) تحرٍّ وانتظار للتأكّد من خلو رحم المرأة من الحمل حرصًا على عدم اختلاط الأنساب، أو تعرّف براءة الرّحم وطهارته من ماء الغير.
4 - (فق) تورّع بترك ما لا بأس به حذرًا ممّا به بأس، وبُعْدٌ عن كل ما به شبهة. 

بارِئ [مفرد]: ج بارئون وبِرَاء: اسم فاعل من برَأَ وبرِئَ/ برِئَ من.
• البَارِئ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: واهب الحياة للأحياء، والسَّالم الخالي من أيِّ عيب " {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} ". 

بَرْء [مفرد]: مصدر برَأَ وبرُؤَ/ برُؤَ من وبرِئَ/ برِئَ من. 

بُرْء [مفرد]: مصدر برُؤَ/ برُؤَ من وبرِئَ/ برِئَ من. 

بَرَاء [مفرد]: ج أَبْرئِة (لغير المصدر):
1 - مصدر برِئَ/ برِئَ من.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِئَ/ برِئَ من: يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث، والمفرد والجمع "أنت بَرَاء من التّهمة- {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} " ° أنا منك براء. 

بَراءة [مفرد]:
1 - مصدر برِئَ/ برِئَ من ° حلَفَ بالبراءة: أقسم بيمين البراءة- يمين البراءة: يمين يتخلّص بها الإنسان مما نسب إليه.
2 - سذاجة، بساطة، طهارة "براءة الطفولة".
3 - شهادة، إذن، إجازة "حصل زويل على العديد من براءات الاختراع" ° براءةُ الذِّمَّة: شهادة تفيد الخلوّ من المسئوليَّة الماليَّة أو الجنائيَّة- براءة صحيّة: شهادة خلو من الأوبئة.
4 - إعذار وإنذار " {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ".
5 - (قن) تحرير الذّمّة في دعوى أو عَين؛ تبرئة المتهم مما نسب إليه "حكم القاضي ببراءة فلان" ° براءةُ الذِّمَّة: مخالصة، إبــراء من دين أو التزام.
• براءة الاختراع: شهادة تُعطى لمن يخترع شيئًا ويُسجَّل اختراعه تثبيتًا لحقِّه فيما اخترع من حيث الأسبقيّة والاستثمار.
• براءة الاعتماد: (سة) إذن/ أمر تُصدره الدَّولة لممثِّل دبلوماسيّ لديها في مباشرة عمله القنصليّ. 

بُروء [مفرد]: مصدر برَأَ وَبرُؤَ/ برُؤَ من. 

بَرِيء [مفرد]: ج بَريئون وأبرياء وبُرَآء وبُرَاء وبِرَاء، مؤ بَريئة، ج مؤ بَريئات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برُؤَ/ برُؤَ من وبرِئَ/ برِئَ من: " {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} " ° بريء الذِّمَّة: خالص من الدَّيْن أو حقوق الآخرين- بَريء السَّاحة: خالٍ مما اتُّهم به، غير مذنب.
2 - خالٍ من الغشِّ أو سوء النّيّة "ضَحكة/ نظرة بريئة- عمل/ نقد بريءٌ" ° ألعاب بريئة: لا عيب فيها ولا ضرر، غير مؤذية. 

بَرِيَّة [مفرد]: ج بَرِيّات وبَرايا: خليقة، خَلْق "خلق اللهُ البَريّةَ من عدم- {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} ". 

مُبارَأة [مفرد]: (فق) اتفاق الرجل وامرأته على الانفصال والهجر بدون تنازُع. 
برأَ
: (} برَأَ اللَّهُ الخَلقَ، كجَعَلَ) {يَبْرَأُ بِالْفَتْح فيهمَا، لمكانِ حرف الخلقِ فِي اللَّام، على الْقيَاس، وَلِهَذَا لَو قَالَ كمَنعَ بدَل جَعَل كَانَ أَوْلَى (} بَرْءًا) كمَنْعٍ، حكان ابْن الأَنباريِّ فِي الزَّاهِر ( {وبُروءًا) كقُعودٍ، حَكَاهُ اللّحيانيُّ فِي (نوادره) وأَبو زيدٍ فِي كتاب الْهَمْز: (خَلَقَهم) على غيرِ مثالٍ، وَمِنْه} البارِىءُ فِي أَسمائه تَعَالَى، قَالَ فِي (النِّهَايَة) هُوَ الَّذِي خلق الخَلْقَ لَا عَن مِثالٍ. وَقَالَ البيضاوِيُ: أَصلُ تَركيب {البَرْءِ لخُلوص الشيءِ من غيرِه، إِما على سَبِيل التفَصِّي، كَبَرَأَ المَرِيض من مَرَضه والمَدْيُون من دَيْنه، أَو الإِنشاء} كبَرأَ اللَّهُ آدمَ من الطين، انْتهى. {والبَرْءُ: أَخَصُّ من الْخلق، وللأَوَّل اختصاصٌ بِخَلْق الْحَيَوَان، وقلَّما يُستعمَل فِي غَيره، كبَرأَ اللَّهُ النَّسَمَة وخَلَق السَمواتِ والأَرض.
(و) } بَرأَ (المَرِيضُ) مُثَلَّثاً، والفتحُ أَفصحُ، قَالَه ابنُ القطَّاع فِي الأَفعال، وَتَبعهُ المُزَنِيُّ، وَعَلِيهِ مَشى المُصنِّف، وَهِي لُغة أَهلِ الحِجاز، والكَسْرُ لُغة بني تَميمٍ، قَالَه اليزيديُّ واللحيانيُّ فِي نوادِرِهما ( {يَبْرَأُ) بِالْفَتْح أَيضاً على الْقيَاس (و) } بَرَأَ كنَصَر ( {يَبْرُؤُ) كينْصُر، كَذَا هُوَ مَضبوطٌ فِي الأُصول الصحيحةِ، نقلَه غيرُ وَاحِد من الأَئمة، قَالَ الزجَّاج: وَقد ردُّوا ذَلِك، قَالَ: وَلم يجيءْ فِيمَا لامُه همزَة فَعَلْتُ أَفْعُل، وَقد استقصى العلماءُ باللغةِ هَذَا فَلم يَجدوا إِلَّا فِي هَذَا الحَرْفِ. قلت: وَكَذَلِكَ برَا يَبْرُو، كدَعَا يدْعُو، وصَرَّحوا أَنها لغةٌ قَبيحة (بُرْءًا بِالضَّمِّ) فِي لُغة الْحجاز وَتَمِيم، حَكَاهُ القَزّازُ وابنُ الأَنباريّ (وُبرُوءًا) القَزّازُ وابنُ الأَنباريّ (} وبرُوءًا) كقُعود، ( {وَبَرُؤ كَكَرُم) } يَبرُؤُ بالضمّ فيهمَا، حَكَاهَا القزَّاز فِي الْجَامِع وابنُ سَيّده فِي المُحكم، وابنُ القطَّاع فِي الأَفعال، وابنُ خَالَوَيْه عَن المازنيِّ، وَابْن السَّيِّدِ فِي المُثَلَّث، وَهَذِه اللغةُ الثالثةُ غيرُ فصيحةٍ (و) {بَرِىءَ مثل (فَرِحَ) } يَبْرَأُ كيفْرَح، وهما أَي بَرَأَ كمنَعَ {وَبَرِىءَ كفرِح لُغتان فَصِيحتانِ (} بَرْءًا) بِفَتْح فَسُكُون ( {وبُرُؤًا) بِضَمَّتَيْنِ (} وبُرُوءًا) كقُعود (نَقِهَ) كفرِح، من النَّقاهة وَهِي الصِّحَّة الخفيفةُ الَّتِي تَكون عَقِيب مَرضٍ، وَفِي بعض النّسخ زِيَادَة: وَفِيه مَرَضٌ. وَهُوَ حاصِلُ مَعنى نَقِهَ، وَعَلَيْهَا شَرْحُ شَيخنَا. ( {وأَبْرأَه اللَّهُ) تَعَالَى من مَرضِه (فَهُوَ) أَي الْمَرِيض (} بارِىءٌ {- وَبرِيءٌ) ، بِالْهَمْز فيهمَا، وَرُوِيَ بِغَيْر همز فِي الأَخير، حَكَاهَا القزَّاز، وَقَالَ ابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِن الصِّفةَ من بَرأَ المريضُ بارِيءٌ على فاعلٍ، وَمن غيرِه بَرِيءٌ، وأَنكرِ الشَّلَوْبِينُ وَقَالَ: اسْم الفاعِل فِي ذَلِك كلِّه اللبْلِيُّ فِي شَرْح الفصيحِ وَقَالَ: قد سُمِع بَرِيءُ أَيضاً (ج كَكِرامٍ) فِي بَريءٍ قِيَاسا، لأَن فاعِلاً على فِعَالٍ لَيْسَ بمسموعٍ، فالضميرُ إِلى أَقربِ مَذكور، أَو أَنه من (النَّوَادِر) .
وَمن سجعات الأَساس: حَقٌّ على البارِيءِ مِن اعتلالِه، أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ البارِيءِ على إِبْــلالِه.
(} وَبرِىء) الرجل، بالكسرِ، لُغَة وَاحِدَة (مِن الأَمْرِ) والدَّيْنِ كفرِح ( {يَبْرَأُ) بِالْفَتْح على الْقيَاس (} وَيَبْرُؤُ) بِالضَّمِّ (نَادِرٌ) بل غريبٌ جِداً، لأَن ابْن القُوطِيَّةِ قَالَ فِي الأَفعال: ونَعِمَ يَنْعُم وفَضِلَ يَفْضُل بِالْكَسْرِ فِي الْمَاضِي والضمِّ فِي الْمُضَارع فيهمَا، لَا ثَالِث لَهما، فإِن صحَّ فإِنه يُستدْرَك عَلَيْهِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكره المؤَلِّف هُوَ مَا قَالَه ابنُ القَطَّاعِ فِي الأَفعال، ونصُّه بَرأَ اللَّهُ الخَلْقَ وبَرأَ المريضُ مُثلَّثاً، والفتْحُ أَفصحُ وَبرِيءَ من الشيءِ والدَّيْنِ بَرَاءَةً كَفَرِحَ لَا غَيْرُ، ( {بَرَاءً) كَسَلامٍ، كَذَا فِي الرِّوْضِ (} وَبرَاءَةً) كَكَرامةٍ ( {وبُرْءًا) بِضَمَ فَسُكُون (:} تَبَرَّأَ) بِالْهَمْز، تفسيرٌ لما سَبق ( {وأَبرَأَك) اللَّهُ (مِنْهُ} وَبَرَّأَك) ، من بَاب التفعيل، أَي جعلك! بَرِيئاً، (وأَنت {- بَرِيءٌ) مِنْهُ (ج} بَرِيؤون) جَمْعُ مذَكَّرٍ سَالم (و) {بُرَآءُ (كَفُقَهاءَ و) } بِرَاء مثل (كِرَامٍ) فِي كَرِيمٍ، وَقد تقدَّم، وَفِيه دِلالةٌ لما أَوردناه آنِفا (و) {أَبراءٌ مثل (أَشراف) فِي شَرِيفٍ، على الشذوذ (و) } أَبرِياء مثل (أَنْصِبَاءَ) فِي نَصِيبٍ، وَلَو مثّلَه بأَصْدِقاءَ كَانَ أَحسَنَ، لأَن الصَّدِيق صِفةٌ مِثلُه، بِخِلَاف النصيبِ فإِنه اسمٌ، وَكِلَاهُمَا شاذٌ مقصورٌ على السَّماعِ، كَمَا صرح بِهِ ابْن حبَّان (و) بُرَاء مثل (رُخَالٍ) ، وَهُوَ من الأَوزانِ النادرةِ فِي الْجمع، وأَنكره السُّهيليُّ فِي الرَّوْض فَقَالَ: أَمّا بُراءٌ كغُلاَمٍ فأَصلهُ {بُرَآءُ ككُرماءَ، فاستُثْقل جمْعُ الهمزتينِ فحذفوا الأُولى، فوزنُه أَوّلاً فُعَلاءُ، ثمَّ فُعَاءٌ، وَانْصَرف لأَنه أَشبَه فُعالاً، وَالنّسب إِليه إِذا سُمِّيَ بِهِ} بُرَاوِيٌّ، وإِلى الأَخيرينِ {بُرَايِيٌّ} وبِرَائيٌّ بِالْهَمْز، انْتهى، وَفِي بعض النّسخ هُنَا زِيادَةُ وبُرَايات، وعَلى شرْحُ شيخِنا، قَالَ: وَهُوَ مُستغرَب سَمَاعا وَقِيَاسًا. (وَهِي بِهَاءٍ) أَي الْأُنْثَى {بَرِيئة (ج} بَرِيئَاتٌ) مُؤنَّث سَالم ( {وَبرِيَّاتٌ) بقلب إِحدى الهمزتين يَاء (} وَبَرَايَا كخَطَايَا) ، يُقَال: هُنّ {بَرايَا. (وأَنا} بَرَاءٌ مِنه) ، وَعبارَة الرَّوْضِ: رجُلٌ بَرَاءٌ، ورجلانِ بَرَاءٌ كَسَلامٍ، (لَا يُثَنَّي وَلَا يُجْمَع) لأَنه مَصدر، وشأْنه كَذَلِك، (وَلَا يُؤَنَّث) ، وَلم يذكرهُ السُّهَيْليُّ، وَمعنى ذَلِك (أَي بَرِيءٌ) .
( {والبَرَاءُ: أَوَّلُ ليلةٍ) من الشهْرِ، سُمِّيت بذلك} - لِتَبرِّي القمرِ من الشمْس (أَو) أَوّل (يَوْمٍ من الشَّهْرِ) ، قَالَه أَبو عمرٍ و، كَمَا نَقله عَنهُ الصاغانيُّ فِي العُباب، وَلكنه ضَبطه بالكسحر وصحَّحَ عَلَيْهِ، وصَنيع المُصَنّف يَقْتَضِي أَنه بِالْفَتْح. قلت: وَعَلِيهِ مَشى الصاغانيُّ فِي التكملة، وَزَاد أَنه قولُ أَبي عمرٍ ووحْدَه (أَوْ آخِرُها، أَو آخِرُه) أَي اللَّيْلَة كَانَت أَو الْيَوْم، وَلَكِن الَّذِي عَلَيْهِ الأَكثرُ أَنَّ آخِرَ يَوْم من الشَّهْر هُوَ التَّحِيرَة، فليُحَرَّر. (كابْنِ {البَرَاءِ) ، وَهُوَ أَوَّلُ يومٍ من الشهْرِ، وَهَذَا يَنصُر القولَ الأَوَّلَ، كَمَا فِي العُباب. (و) قد (} أَبْرَأَ) إِذا (دَخَل فِيه) أَي البَرَاء.
(و) {البراءُ (اسْم. و) البَرَاءُ (بنُ مَالِك) بن النَّضْرِ الأَنصاريُّ أَخو أَنَس رَضِي الله عَنْهُمَا، شَهِد أُحُداً وَمَا بعْدهَا، وَكَانَ شُجاعاً، استُشْهِد يَوْم تُسْتَر، وَقد قَتل مائَة مبارزةً (و) البَرَاء بنُ (عَازِبٍ) ، بالمُهملة ابْن الْحَارِث بن عَدِي الأَنصارِيُّ الأَوْسِيُّ أَبو عُمارة، شهِد أُحُداً وافتَتَح الرَّيَّ سنة 24، فِي قولِ أبي عمرٍ والشيبانيِّ، وشهِد مَعَ عليَ الجَمَلَ وصِفِّين، والنَّهْرَوانَ، ونَزل الكُوفَة، ورَوَى الكثيرَ، وَحكى فِيهِ أَبو عمرٍ والزاهدُ القَصْرَ أَيضاً. (و) البَرَاء بن (أَوْس) بن خالدٍ، أَسهمَ لَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَمْسَة أَسهُم (و) البَرَاءُ بن (مَعْرُورٍ) بِالْمُهْمَلَةِ، ابْن صَخْرِ بن خَنْسَاء ابْن سِنانٍ الخَزْرجِيُّ السَّلَمِيُّ أَبو بِشْرٍ نَقِيب بني سَلِمَةَ (الصَّحَابِيُّونَ) رَضِي الله عَنْهُم.
(و) البَرَاء (بن قَبِيصَةَ، مُختَلَفٌ فِيهِ) ، قَالَ الْحَافِظ تقيُّ الدِّينِ بن فَهْدٍ فِي المعجم: أَورده النَّسائيُّ وَلم يَصِحَّ. قلت: وَقد سقط هَذَا من أَكثر نُسخ الكتابِ.
(و) يُقَال (} بَارَأَهُ) أَي شَريكه إِذا (فَارَقَه) ، وَمثله فِي العُباب، (و) {بَارَأَ الرجلُ (المَرْأَةَ) إِذا (صَالَحَها على الفِرَاقِ) ، من ذَلِك، وسيأْتي لَهُ ذَلِك فِي المعتل أَيضاً.
(} واسْتَبْرَأَها) خَالعهَا و (لمْ يَطَأْهَا حَتَّى تَحيِضَ) .
(و) {استبرَأَ (الذَّكَرَ: اسْتَنْقَاه) أَي استنظَفَه (مِنَ البَوْلِ) ، والفقهاءُ يُفرِّقون بَين} الاستبراءِ والاستنقاءِ، كَمَا هُوَ مذكورٌ فِي محلّه.
(و) {البُرْأَةُ (كالجُرْعَة: قُتْرَةُ الصَّائِدِ) ، وَالْجمع} بُرَأٌ، قَالَ الأَعشى يَصف الحَمير: فَأَوْرَدَهَا عَيْناً مِنَ السِّيفِ رَيَّةً
بِهَا {بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} تَبَرَّأْنَا: تَفارَقنا. {وأَبْرأْته: جَعلته} بَرِيئاً من حَقِّي. {وَبَرَّأْته: صحَّحْتُ} بَراءَته، والمُتباريَان لَا يُجَابَان، ذكره بعضُ أَلِ الْغَرِيب فِي المَهموز، وَالصَّوَاب ذِكرُه فِي المُعتَلِّ، كَمَا فِي (النِّهَايَة) ، {وأَبرأْتُه مَالِي عَلَيْهِ} وَبَرَّأَته {تَبرِئَةً.} وتَبَرَّأْتُ من كَذَا.
{والبَرِيَّةُ: الخَلْق، وَقد تركت العربُ هَمزها، وقرأَ نافعٌ وَابْن ذَكْوان على الأَصلِ قولَه تَعَالَى: {1. 011 خير} البريئة} (الْبَيِّنَة: 7) و {1. 011 شَرّ البريئة} (الْبَيِّنَة: 6) . وَقَالَ الْفراء: إِن ايخذْتَ البَرِيَّة مِن البَرَى وَهُوَ التُّراب، فأَصلُها غيرُ الهمزِ، وَقد أَغفلها المُصنِّف هُنَا، وأَحال فِي المُعتَلِّ على مَا لم يَذْكُر، وَهُوَ عجيبٌ.
{واستبرأْتُ مَا عِندك،} واستبرَأَ أَرْضَ كَذَا فَمَا وجَدَ ضالَّته، واستبرَأْتُ الأَمْرَ، طلبْتُ آخِرَه لأَقطَعَ الشُّبْهة عني.
{والبَرَاءُ بن عبد عَمْرو الساعديُّ، شهِد أُحُداً، والبَرَاء بن الجَعْد بن عَوْف: ذَكره ابْن الجَوْزِي فِي التَّلْقيح. وَبَرَاء ابْن يَزيِدَ الغَنَوِيُّ، وبراءُ بن عبْدِ الله بنَ يزِيد، ذكرهمَا النسائيُّ.

برأ: البارئُ: مِن أَسماءِ اللّه عزَّ وجلَّ، واللّه البارئُ

الذَّارِئُ. وفي التنزيلِ العزِيزِ: البارِئُ المُصَوِّر. وقالَ تعَالى:

فتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ. قال: البارئُ: هو الذي خَلَقَ الخَلْقَ لا عن

مِثالٍ. قالَ ولهذِهِ اللفْظَةِ مِن الاخْتِصاصِ بخِلْقِ الحيَوانِ ما ليس لها بغَيرهِ مِن المخْلوقات، وقَلَّما تُسْتَعْمَلُ في غيرِ

الحيوانِ، فيُقال: برَأَ اللّهُ النَّسَمَة وخَلَقَ السَّموات والأَرضَ.

قال ابنُ سِيدَه: برَأَ اللّهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهم بَرءاً وبُرُوءاً:

خَلَقَهُم، يكونُ ذلكَ في الجَواهِرِ والأَعْراضِ. وفي التنزِيلِ: «مَا

أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أَنفُسِكُم إِلا في كِتابٍ مِنْ

قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها» وفي التَّهْذِيبِ: والبَرِيَّةُ أَيضاً:

الخَلْق، بلا هَمْزٍ. قالَ الفَرَّاءُ: هيَ مِنْ بَرَأَ اللّهُ الخَلْقَ أَي

خَلَقَهُم. والبَرِيَّةُ: الخَلْقُ، وأَصْلُها الهمْزُ، وقد ترَكَت

العَرَبُ هَمْزَها. ونظِيرهُ: النبيُّ والذُّرِّيَّةُ. وأَهلُ مَكَّةَ

يُخالِفُونَ غيرَهُم مِنَ العَرَب، يَهْمِزُونَ البَريئةَ والنَّبيءَ

والذّرِّيئةَ، مِنْ ذَرَأَ اللّهُ الخلْقَ، وذلِكَ قلِيلٌ. قالَ الفرَّاءُ: وإِذا

أُخِذَت البَرِيَّةُ مِن البرَى، وهو التُّراب، فأَصلها غير الهمْزِ.

وقالَ اللحياني: أَجمَعَتِ العَرَبُ على ترْكِ هَمْزِ هذه الثلاثةِ، ولم

يَستثنِ أَهلَ مكةَ.

وبَرِئْتُ مِن الـمَرَضِ، وبَرَأَ المرِيضُ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ بَرْءاً

وبُرُوءاً، وأَهلُ العَالِيَةِ يقولون: بَرَأْتُ أَبْرأُ بَرْءاً

وبُروءاً، وأَهلُ الحِجازِ يقولون: بَرَأْتُ مِنَ المرَضِ

بَرءاً، بالفتحِ، وسائرُ العَرَبِ يقولون: بَرِئتُ مِنَ المرَضِ.

وأَصْبَحَ بارِئاً مِنْ مَرَضِهِ وبَرِيئاً مِنْ قومٍ بِراءٍ، كقولكَ

صحِيحاً وصِحاحاً، فذلِكَ ذلك. غيرَ أَنه إِنما ذَهَبَ في بِراءٍ إِلى أَنه جَمْعُ بَرِيءٍ. قال وقدْ يجوزُ أَنْ يَكون بِرَاءٌ أَيضاً جمْع

بارِئٍ، كجائعٍ وجِياعٍ وصاحِبٍ وصِحابٍ.

وقدْ أَبرَأَهُ اللّهُ مِنْ مَرَضِهِ إِبــراءً. قال ابنُ بَرِّيّ: لم

يَذكُر الجوهَري بَرَأْتُ أَبرُؤُ، بالضمِّ في المستقبل. قال: وقد ذكَرهُ

سِيبويهِ وأَبو عثمانَ المازِني وغيرُهُما مِنَ البصرِيين. قالَ وإِنما

ذكَرْتُ هذا لأَنَّ بعْضَهُم لَحَّنَ بَشار بنَ بُرْد في قولهِ:

نَفَرَ الحَيُّ مِنْ مَكاني، فقالوا: * فُزْ بصَبْرٍ، لعَلَّ عَيْنَكَ تبْرُو

مَسَّهُ، مِنْ صُدودِ عَبْدةَ، ضُرُّ، * فبَنَاتُ الفُؤَادِ ما تسْتَقِرُّ

وفي حدِيثِ مَرَضِ النبيِّ صلّى اللّه عَليْهِ وسَلَّم، قالَ العباسُ

لِعَلِيٍّ رضِيَ اللّهُ عنهُما: كيفَ أَصْبَحَ رسُولُ اللّه صلّى اللّهُ

عليهِ وسلم؟ قالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللّهِ بارِئاً، أَي مُعافىً. يقالُ:

بَرَأْتُ مِنَ الـمَرَضِ أَبرَأُ بَرْءاً، بالفتح، فأَنا بارِئٌ؛ وأَبرَأَني اللّهُ مِنَ المرَض.

وغيرُ أَهلِ الحِجازِ يقولون: برِئت، بالكسرِ، بُرْءاً، بالضم. ومِنْهُ قولُ عبدالرحمن بنِ عَوْف لأَبي بكر رضيَ

اللّهُ عنهُما: أَراكَ بارئاً.

وفي حديثِ الشُّرْب: فإِنهُ أَرْوَى وأَبرَى، أَي يُبرِئهُ مِنْ أَلَمِ

العَطَشِ. أَو أَرادَ أَنهُ لا يكونُ مِنْهُ مَرَضٌ، لأَنهُ قدْ جاءَ في

حديثٍ آ خر: فإِنهُ يُورِثُ الكُبادَ. قالَ: وهكذا يروى في الحديثِ

أَبْرى، غيرَ مَهْمُوزةٍ، لأَجلِ أَرْوَى.

والبَرَاءُ في الـمَدِيدِ: الجُزْءُ السَّالِمُ مِنْ زِحَافِ المُعاقبَةِ.

وكلُّ جزءٍ يمكِنُ أَنْ يَدْخُله الزِّحافُ كالـمُعاقبَةِ، فيَسْلَمُ

منهُ، فهو بَرِيءٌ. الأَزهَرِي: وأَما قولهم بَرِئْتُ مِنَ الدَّينِ، والرَّجُلُ

أَبْرَأَ بَراءة، وبَرِئتُ اليْكَ مِنْ فلانٍ أَبْرَأُ بَرَاءة، فليسَ فيها غير

هذه اللغَةِ. قال الأَزهَري: وقد رووا بَرَأَتُ مِنَ الـمَرَضِ أَبْرُؤُ

بُرْءًا. قال: ولم نجِدْ فيما لامه هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ. قال: وقد

استقصى العلماءُ باللغَةِ هذا، فلم يجدُوهُ إِلا في هذا الحرْف، ثم ذكرَ قرَأْتُ أَقْرُؤُ وهَنَأْتُ البعِيرَ أَهْنُؤُه.

وقولهُ عزَّ وجلَّ: بَراءة مِن اللّهِ ورسولهِ، قال: في رَفعِ

بَرَاءة قولانِ: أَحدهُما على خَبرِ الابِتداءِ، المعنى: هذهِ الآياتُ بَرَاءة مِن اللّهِ ورسولهِ؛ والثاني بَرَاءة ابتداءٌ والخبرُ إِلى الذينَ

عاهَدْتُمْ. قال: وِكلا القَوْلَيَنِ حَسَنٌ.

وأَبْرأْتُه مِمَّا لي عليْهِ وبَرَّأْتُهُ تَبْرِئةً، وبَرِئَ مِنَ

الأَمْرِ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ، والأَخِير نادِرٌ، بَراءة وبَراءً، الأَخِيرة عن اللحياني؛ قالَ: وكذلِكَ في الدَّينِ والعُيوبِ بَرِئَ إِليكَ

مِنْ حَقِّكَ بَراءة وبَراءً وبُروءاً وتبرُّؤاً، وأَبرَأَكَ مِنهُ

وبَرَّأَكَ. وفي التنزيلِ العزيز: «فبرَّأَهُ اللّهُ مـمَّا قالوا».

وأَنا بَرِيءٌ مِنْ ذلِكَ وبَراءٌ، والجمْعُ بِراءٌ، مثل كَرِيمٍ

وكِرامٍ، وبُرَآءُ، مِثل فقِيه وفُقَهاء، وأَبراء، مثل شريفٍ

وأَشرافٍ، وأَبرِياءُ، مثل نَصِيبٍ وأَنْصِباء، وبَرِيئون وبَراء. وقال الفارسي: البُراءُ جمعُ بَريء، وهو مِنْ بابِ رَخْلٍ ورُخالٍ. وحكى الفرَّاءُ في جَمْعِهِ:

بُراء غير مصروفٍ على حذفِ إِحدى الهمزَتين. وقالَ اللحياني: أَهلُ الحجاز يقولون: أَنا مِنك بَراء. قال: وفي التنزيل العزيزِ: «إِنَّني بَراءٌ مـمّا تَعْبُدون».

وتَبَرَّأْتُ مِن كذا وأَنا بَراءٌ مِنهُ وخَلاءٌ، لا يُثَنَّى ولا

يجمَع، لأَنهُ مصدَرٌ في الأَصْل، مِثل سَمِعَ سَمَاعاً، فإِذا قلت: أَنا

بَرِيءٌ مِنهُ وخَلِيٌّ منهُ ثنَّيت وجَمَعْت وأَنَّثْت. ولغةُ تميمٍ وغيرهم مِن العَرَب: أَنا بَرِيءٌ.

وفي غيرِ موضعٍ مِن القرآنِ: إِني بَرِيءٌ؛ والأُنثى بَريئَةٌ، ولا يُقال: بَرَاءة، وهُما بَريئتانِ، والجمعُ بَرِيئات، وحكى اللحياني: بَرِيَّاتٌ وبَرايا كخَطايا؛ وأَنا البرَاءُ مِنهُ، وكذلِكَ الاثنان والجمعُ والمؤَنث. وفي التنزيلِ العزيز: «إِنني بَراءٌ مما تعبُدون».

الأَزهري: والعَرَبُ تقول: نحنُ مِنكَ البَراءُ والخَلاءُ

والواحِد والاثنان والجمْعُ مِنَ المذكَّر والمؤَنث يُقال: بَراءٌ لأَنهُ

مصْدَر. ولو قال: بَرِيء، لقِيلَ في الاثنينِ: بَريئانِ، وفي الجمع: بَرِيئونَ وبَراءٌ.

وقال أَبو إِسحق: المعنى في البَراءِ أَي ذو البَراءِ منكم، ونحنُ ذَوُو البَراءِ منكم. وزادَ الأَصمَعِي: نحنُ بُرَآء على فُعَلاء، وبِراء على فِعالٍ، وأَبْرِياء؛ وفي المؤَنث: إِنني بَرِيئةٌ وبَرِيئتانِ، وفي الجمْعِ بَرِيئاتٌ وبَرايا. الجوهري: رجلٌ بَرِيءٌ وبُراءٌ مثلُ

عَجِيبٍ وعُجابٍ.

وقال ابن بَرِّيٍّ: المعروفُ في بُراءٍ أَنه جمعٌ لا واحِدٌ،

وعليهِ قولُ الشاعِر:

رأَيتُ الحَرْبَ يَجنُبُها رِجالٌ، * ويَصْلى، حَرَّها، قَوْمٌ بُراءٌ

قال ومثلهُ لزُهير:

اليْكُم إِنَّنا قَوْمٌ بُراءُ

ونصّ ابن جني على كونِهِ جَمْعاً، فقال: يجمَعُ بَرِيءٌ على أَربَعَةٍ

مِن الجُموع: بَرِيءٌ وبِراءٌ، مِثل ظَريفٍ وظِرافٍ، وبَرِيءٌ وبُرَآءُ، مثل شَرِيفٍ وشُرفاء، وبَرِيءٌ وأَبْرِياءُ، مِثل صَدِيقٍ وأَصدِقاء، وبَريءٌ وبُراءٌ، مثل ما جاءَ مِنَ الجُموعِ على فُعالٍ نحو تُؤَامٍ ورُباءٍ(1)

(1 الصواب أن يقال في جمعها: رُبَاب بالباء في آخره وهو الذي ذكره المصنّف وصاحب القاموس وغيرهما في مادة رب ب «أحمد تيمور») في جمعِ تَوْأَم ورُبَّى.

ابنُ الأَعرابي: بَرِئَ إِذا تخَلَّصَ، وبَرِئَ إِذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِىءَ، إِذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ تعالى: بَراءة مِن

اللّهِ ورسولِهِ، أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ. وفي حديث أَبي هُرَيرة رضيَ

اللّهُ عنه لما دعاهُ عُمَرُ إِلى العَملِ فأَبَى، فقال عُمر: إِنّ يُوسُفَ قد

سأَلَ العَمَلَ. فقالَ: إِنَّ يُوسُفَ منّي بَرِيءٌ وأَنا مِنْه بَرَاء اي بَرِيءٌ عن مُساواتِهِ في الحُكْمِ وأَنْ أُقاسَ بهِ؛ ولم يُرِدْ بَراءة الوِلايةِ والـمَحَبَّةِ لأَنهُ مأْمورٌ بالإِيمانِ به، والبَرَاءُ والبَرِيءُ سَواءٌ.

وليلةُ البَراءِ ليلةَ يَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، وهي أَوَّلُ ليلة

من الشهرٍ. التهذيب: البرَاءُ أَوَّلُ يومٍ منَ الشهرِ، وقد أَبْرأَ:

اذا دخلَ في البَراءِ، وهو اوّلُ الشهرِ. وفي الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ:

أَوَّلُ ليلةٍ من الشهر، ولم يقل ليلةُ البَراءِ، قال:

يا عَيْنُ بَكِّي مالِكاً وعَبْسَا، * يَوْمَا، إِذا كانَ البَراءُ نَحْسا

أَي إِذا لم يكن فيهِ مَطَرٌ، وهم يَسْتَحِبُّونَ المطرَ في آخِرِ

الشهرِ؛ وجمعهُ أَبْرِئةٌ، حكي ذلك عن ثعلبٍ. قال القتيبي: آخِرُ ليلة من الشهر تسمى بَراء لتَبَرُّؤِ القمر فيه من الشمس. ابن الأَعرابي: يقال لآخر يوم من الشهر البَراء لأَنه قد بَرِئَ مِن هذا الشهر. وابنُ البَراء: أَوَّل يوم من الشهر. ابن الأَعرابي: البَراءُ من الأَيامِ يَوْمُ سَعْدٍ يُتَبرَّكُ بكل ما يَحدُث فيه، وأَنشد:

كــان البَراءُ لَهُمْ نَحْساً، فَغَرَّقَهُـم، * ولم يَكُنْ ذاكَ نحْساً مُذ سَرَى القَمَرُ

وقال آخر:

إِنَّ عبِيداً لا يَكُونُ غُسَّا، * كما البَراءُ لا يَكُونُ نحْسا(1)

وكلُّ جزءٍ يمكِنُ أَنْ يَدْخُله الزِّحافُ كالـمُعاقبَةِ، فيَسْلَمُ

(1 قوله «عبيداً» كذا في النسخ والذي في الأساس سعيداً.)

أَبو عمرو الشيباني: أَبْرَأَ الرَّجُل: إِذا صادَفَ بَرِيئاً، وهو

قَصَبُ السكر. قال أَبو منصور: أَحْسَبُ هذا غير صحيح؛ قال: والذي أَعرفه أَبَرْت: إِذا صادَفْتَ بَرِياًّ، وهو سُكَّر الطَّبَرْزَدِ.

وبارَأْتُ الرَّجل: بَرِئْتُ اليه وبَرِئَ إِليَّ. وبارَأْتُ شَرِيكي:

إِذا فارَقْتَه. وبارأَ المرأَةَ والكَرِيَّ مُبارأَةً وبِراءً: صالَحَهما

على الفِراق.

والاستِبراءُ: أَن يَشْتَرِيَ الرَّجلُ جارِيةً، فلا يَطَؤُها حتى

تَحِيضَ عنده حَيْضةً ثم تَطْهُرَ؛ وكذلك إِذا سبَاها لم يَطَأْها حتى

يَسْتـَبْرِئَها بِحَيْضَةٍ، ومعناهُ: طَلَبُ بَراءَتها من الحَمْل.

واسْتَبْرأْتُ ما عندك: غيرُه.

اسْتَبْرَأَ المرأَةَ: إِذا لم يَطَأْها حتى تحِيضَ؛ وكذلك اسْتَبْرَأَ

الرّحِمَ. وفي الحديث في اسْتِبْراء الجارية: لا يَمَسُّها حتى تَبْرَأَ

رَحِمُها ويَتَبَيَّنَ حالها هل هي حامِلٌ أَم لا. وكذلك الاسْتِبْراءُ

الذي يُذْكَر مع الاسْتِنْجاء في الطَّهارة، وهو أَن يَسْتَفْرِغَ

بَقِيَّةَ البول، ويُنَقِّي مَوْضِعَه ومَجْراه، حتى يُبْرِئَهما منه أَي

يُبِينَه عنهما، كما يَبْرَأُ من الدَّين والـمَرَض. والاسْتِبْراءُ: اسْتِنقاء

الذَّكَر عن البول. واسْتَبْرأَ الذَّكَرَ: طَلَبَ بَراءَتَه مِن

بَقِيَّةِ بول فيه بتحريكه ونَتْرِه وما أَشبه ذلك، حتى يَعْلَم أَنه لم يَبْقَ

فيه شيء. ابن الأَعرابي: البَرِيءُ: الـمُتَفصِّي من القَبائح،

الـمُتنَجِّي عن الباطل والكَذِبِ، البعِيدُ مِن التُّهم، النَّقِيُّ القَلْبِ من

الشِّرك. والبَرِيءُ الصحِيحُ الجِسمِ والعقلِ. والبُرْأَةُ، بالضمِّ:

قُتْرةُ الصائد التي يَكْمُن فيها،

والجمع بُرَأ. قال الأَعشى يصف الحمير:

فأَوْرَدَها عَيْناً، مِنَ السِّيف، رَيَّةً، * بِها بُرَأ مِثْلُ الفَسِيلِ الـمُكَمَّمِ

بر

أ1 بَرِئَ, [aor. ـَ inf. n. generally بُرْءٌ or بَرَآءَةٌ,] He was, or became, clear, or free, of, or from, a thing; in the manners which will be explained below: (Bd ii. 51:) he was, or became, in a state of freedom or immunity, secure, or safe. (T.) [Hence,] بَرِئَ مِنَ المَرَضِ, and بَرَأَ, (T, Msb,) aor. ـَ and بَرُؤَ, aor. ـُ (Msb;) inf. n. بُرْءٌ: (T, Msb:) or بَرِئَ من المرض, inf. n. بُرْءٌ, with damm; and the people of El-Hijáz say بَرَأَ, inf. n. بَرْءٌ, with fet-h: (S:) accord. to As, بَرِىَ من المرض is of the dial. of Temeem; and بَرَأَ of the dial. of the people of El-Hijáz: or, accord. to Az, the people of El-Hijáz say بَرَأَ; and the rest of the Arabs say بَرِئَ: (T:) or بَرَأَ [alone], said of a sick man, aor. ـُ and بَرَاَ; and بَرِئَ; and بَرُؤَ; inf. n. بَرْءٌ [probably a mistranscription for بُرْءٌ] and بُرُؤٌ: or, accord. to Lh, the people of El-Hijáz say بَرَأَ, aor. ـُ inf. n. بُرْءٌ and بُرُؤٌ [i. e.

بُرُوْءٌ]; and the people of El-'Áliyeh, [بَرَأَ,] aor. ـَ inf. n. بُرْءٌ and بُرُؤُ; and Temeem, بَرِئَ, [aor. ـَ inf. n. بُرْءٌ and بُرُؤٌ: (M:) or بَرَأَ, (K,) said by IKtt to be the most chaste form, (TA,) aor. ـَ (K,) agreeably with analogy, (TA,) and بَرُاَ, (K,) said by Zj to be the only instance of a verb of the measure فَعَلَ with ء for its last radical letter having its aor. of the measure يَفْعُلُ, [though others mention also قَرَأَ, aor. ـْ and هَنَأَ, aor. ـْ and asserted to be a bad form, (TA,) inf. n. بُرْءٌ and بُرُوْءٌ; and بَرُؤَ, (K,) not a chaste form, (TA,) aor. ـُ and بَرِئَ, (K,) a chaste form, (TA,) [and the most common of all,] aor. ـَ inf. n. بَرْءٌ and بُرُؤٌ, (K, TA,) or بُرْءٌ, (CK,) and بُرُوْءٌ; (K, TA;) He became free from the disease, sickness, or malady: (T:) or [he recovered from it:] he became convalescent; or sound, or healthy, at the close of disease, but was yet weak; or he recovered, but not completely, his health and strength; syn. نِقَهَ; (M, K;) i. e., he acquired that slight degree of soundness, or health, which comes at the close of disease, but with disease remaining in him. (TA.) [And بَرِئَ الجُرْجُ, or بَرَأَ, The wound healed; or became in a healing state: of frequent occurrence.] and بَرِئَ مِنَ الأَمْرِ, [the only form of the verb used in this case, and in the other cases in which it is mentioned below,] aor. ـَ and بَرُاَ, the latter extr., (M, K,) or rather it is very strange, for IKoot says that نَعِمَ, aor. ـْ and فَضِلَ, aor. ـْ are the only instances of this kind, (TA,) inf. n. بَرَآءَةٌ (M, K) and بَرَآءٌ (Lh, M, K) and بُرُؤٌ, (M,) or بُرْءٌ, (K, TA,) or بُرُوْءٌ; (CK;) and ↓ تبرّأ; (S, * M, K, Mgh; *) [He was, or became, free from the thing, or affair; or clear, or quit, thereof; clear of having or taking, or of having had or taken, any part therein; guiltless of it: and also, irresponsible for it; as in an ex. q. v. voce عِضَاضٌ:] said in relation to [a fault or the like, and] a debt, and a claim, and religion [&c.]. (Lh, M.) You say, بَرِئَ مِنَ العَيْبِ, (Mgh, Msb,) or العُيُوبِ, (S,) inf. n. بَرَآءَةٌ, (Mgh,) He was, or became, free (Msb) [from the fault, defect, imperfection, blemish, or vice], (Mgh, Msb,) [or faults, &c.]. (S.) And بَرِئَ مِنَ الدَّيْنِ, (T, Mgh, Msb,) or الدُّيُونِ, (S,) aor. ـَ (T, Msb,) inf. n. بَرَآءَةٌ, (T, Mgh, Msb,) He was, or became, clear, or quit, of the debt; (or debts; S;) irresponsible for it [or them]: or in a state of immunity with respect to it [or them]; i. e., exempt from the demand thereof. (Msb.) And بَرئَ

إِلَيْكَ مِنْ حَقِّكَ, inf. n. بَرَآءَةٌ and بَرَآءٌ (Lh, M) and بُرُؤٌ, [He was, or became, clear, or quit, to thee, of thy claim, or due, or right; or exempt from the demand thereof;] as also ↓ تبرّأ. (M.) And بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنْ فُلَانٍ, inf. n. بَرَآءةٌ, [I was, or became, or have become, clear, to thee, of having or taking, or of having had or taken, any part with such a one; or, irresponsible to thee for such a one:] (Az, T, S: * [in one copy of the S, I find the phrase بَرِئْتُ مِنْكَ, commencing the art.; but not in other copies:]) this is the only form of the verb used in this case, and in relation to debt [and the like]. (Az, T.) b2: He removed himself, or kept, far, or aloof, [from unclean things, or things occasioning blame; followed by مِنْ, with which it may be rendered he shunned, or avoided;] syn. تَنَزَّهُ and تَبَاعَدَ. (T.) [You say, بَرِئَ مِنَ الأَقْذَارِ He removed himself, or kept, far, or aloof, from unclean things.] b3: He manifested an excuse, [or asserted himself to be clear or quit or irresponsible, like ↓ تبرّأ,] and gave warning; syn. أَعْذَرَ and أَنْذَرَ. (T.) Hence, in the Kur [ix. 1], بَرَآءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَرَسُولِهِ A manifestation of excuse, and a warning, from God and his apostle. (T.) A2: بَرَأَ اللّٰهُ الخَلْقَ, (Fr, T, S, M, K,) or الخَلِيَقَةَ, (Msb,) aor. ـَ (T, M, &c.,) inf. n. بَرْءٌ (T, S, M, K) and بُرُوْءٌ, (Az, Lh, M, K,) God created mankind, or the beings, or things, that are created, syn. خَلَقَ, (Fr, T, M, Msb, K,) after no similitude, or model, (TA,) [but, properly, though not always meaning so, out of pre-existing matter; for] Bd says [in ii. 51] that the primary meaning of the root برء is to denote a thing's becoming clear, or free, of, or from, another thing; either by being released [therefrom], as in بَرِئَ المَرِيضُ مِنْ مَرَضِهِ and المَدْيُونُ مِنْ دَينِهِ [both sufficiently explained above]; or by production [therefrom], as in بَرَأَ اللّٰهُ آدَمَ مِنَ الطِّينِ [God produced, or created, Adam, from, or out of, clay]. (TA.) This verb relates to substances [as in the exs. given above] and to accidents; and hence, [in the Kur lvii. 22,] مِنْ قبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [Before our creating it, if ها refer to مُصِيبَة, preceding it; but, as Bd says, it may refer to this, or to الأَرْض, or to أَنْفُس]: (M:) but البَرْءُ has a more particular application than الخَلْقُ; the former being particularly applied to the creation of animate beings, with few exceptions: you say, بَرَأَ اللّٰهُ النَّسَمَةَ وَ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضَ [God created, or produced, man, or the soul, and He created the heavens and the earth]. (TA.) [To this verb, or perhaps to بَرَي, or to both, בָּרָ is the Hebrew equivalent, properly (though not necessarily always) signifying “ he created out of pre-existing matter,” or “ he fashioned. ”]2 برّأهُ, inf. n. تَبْرئَةٌ: see 4, in four places. [Hence,] لَا التَّبْرِئَةِ The لا that denies in a general manner, absolutely, or to the uttermost; i. e. the لا that is a universal negative. (Mughnee &c.) b2: Also He verified his being free [from a thing], clear, or quit, [of it,] guiltless [of it], or irresponsible [for it]. (Mgh, TA.) 3 بارأهُ, (T, S, M, Mgh, K,) inf. n. مُبَارَأَةٌ (T, M, Mgh) and بِرَآءٌ, (M,) He made him (his copartner) free, clear, quit, or irresponsible, the latter doing to him the same: (Mgh:) he compounded, or made a compromise, with him (his hired man, T, M) for their mutual separation: (M:) he separated himself from him (his copartner, S, O), the latter doing the same. (S, O, K.) And بَارَأْتُ الرَّجُلَ I became free, clear, quit, or irresponsible, to the man, he becoming so to me. (M.) And بارأ المَرْأَةَ, (T, M, K,) or امْرَأَتَهُ, (S,) inf. n. as above, (M,) He compounded, or made a compromise, with the woman (or his wife, S) for their mutual separation; (M, K;) i. e. he divorced her for a compensation [which she was to make him, such as her giving up a portion of her dowry remaining due to her, in order that they might be clear, each of the other]: it occurs also [without ء] in art. برى. (TA.) 4 ابرأهُ He (God, S, M, K) [recovered him, or] restored him to convalescence, (M, K,) مِنَ المَرَضِ [from the disease, sickness, or malady]. (S.) b2: أَبْرَأَكَ مِنَ الأَمْرِ and ↓ بَرَّأَكَ (M, K *) He (i. e. God, TA) made thee, pronounced thee, or held thee, or hath made thee, &c., or may He make thee, &c., to be free from the thing or affair, or clear or quit thereof, or guiltless thereof, or irresponsible for it; (TA;) [or He acquitted thee, or hath acquitted thee, or may He acquit thee, thereof; or He showed thee, or hath showed thee, or may He show thee, to be free from it, &c.: see also 2, above:] said in relation to [a fault or the like, and] a debt, and a claim, and religion [&c.]. (M.) You say, مِنَ العَيْبِ ↓ بَرَّأْتُهُ I made him, pronounced him, or held him, to be free from the fault, defect, imperfection, blemish, or vice. (Msb.) It is said in the Kur [xxxiii. 69], ↓ فَبَرَّأْهُ اللّٰهُ مِمَا قَالُوا (M) But God showed him to be clear of that which they said. (Bd.) You say also, أَبْرَأْتُهُ مِنَ الدَّيْنِ I made him, pronounced him, or held him, to be clear, or quit, of the debt; irresponsible for it; or in a state of immunity with respect to it; i. e., exempt from the demand thereof: (Msb:) and أَبْرَأْتُهُ مِمَّا لِى

عَلَيْهِ; and ↓ بَرَّأْتُهُ, inf. n. تَبْرِئَةٌ; [I acquitted him of that which he owed me:] (S:) and أَبْرَأْتُهُ [alone] I made him, pronounced him, or held him, to be clear, or quit, of a claim that I had upon him, or a due or right that he owed me. (Mgh.) A2: ابرأ [in the T (as on the authority of Aboo-'Amr Esh-Sheybánee) أَبْرَى] He entered upon [the night, or day, called] البَرَآء, q. v. (K.) 5 تَبَرَّاَ see 1, in three places. تبرّأ مِنْهُ also signifies He asserted himself to be free from it; or clear, or quit, of it; namely, a fault, or the like. (Mgh.) [And He declared himself to be clear of him; to be not connected, or implicated, with him; he renounced him: see Kur ii. 161 and 162, &c:] 6 تَبَارَأْنَا We separated ourselves, each from the other. (TA.) [See 3.]10 استبرأ, (T,) or استبرأ مِنَ البَوْلِ, (Msb,) He took extraordinary pains, or the utmost pains, in cleansing the orifice of his penis from the remains of urine, by shaking it and pulling it and the like, until he knew that nothing remained in it: (T:) or he purified, or cleansed, himself from urine; syn. تَنَزَّهُ عَنْهُ: (Msb:) or استبرأ, (M,) or استبرأ الذَّكَرَ, (K, TA,) signifies he took extraordinary pains, or the utmost pains, in cleansing the penis from urine; or he cleansed it entirely from urine; (M, * K, * TA;) and so استبرأ الفَرْجَ: and in like manner, استبرأتِ الفَرْجَ said of a woman: (El-Munáwee, TA:) but the lawyers make a distinction between اسْتِبْرَآءٌ and اِسْتِنْقَآءٌ [which are made syn. in the M and K]: see the latter word. (TA.) b2: And استبرأ الجَارِيَةَ, (T, S, Mgh,) or المَرْأَةَ, (M, Msb, K,) He abstained from sexual intercourse (T, M, K) with the girl whom he had purchased or whom he had taken captive, (T,) or with the woman, (M, K,) until she had menstruated (T, M, K) at his abode, once, and then become purified: (T:) the meaning is, (T,) he sought to find her free from pregnancy. (T, Mgh, Msb.) b3: Hence, (Mgh,) استبرأ الشَّيْءِ, (Z, Mgh, Msb,) or الأَمْرَ, (TA,) He searched, searched out, or sought to find or discover, the uttermost of the thing, or affair, (Z, Mgh, Msb, TA,) in order that he might know it, (Mgh,) to put an end to his doubt. (Z, Mgh, Msb, TA.) You say, اِسْتَبْرَأْتُ مَا عِنْدَكَ [I searched, or sought to find or discover, or I have searched, &c., the uttermost of what thou hast, of knowledge &c.]. (S, TA.) And استبرأ أرْضَ كَذَا فَمَا وَجَدَ ضَالَّتَهُ [He searched the uttermost of such a land and found not his stray beast]. (TA.) It is said in the Expos. of the Jámi' es-Sagheer that اِسْتِبْرَآءٌ is an expression denoting The seeking, or seeking leisurely and repeatedly, to obtain knowledge of a thing, until one knows it; considering it with the endeavour to obtain a clear knowledge of it; taking, in doing so, the course prescribed by prudence, precaution, or good judgment. (Mgh.) بُرُأَةٌ A hunter's lurking-place or covert: (T, S, M, K:) pl. بُرَأٌ. (T, S, M.) El-Aashà says, بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ [At it (a source of water mentioned in the context) were hunters' lurking-places, like young palmtrees covered over: for tender young palm-trees are often covered over with a kind of coarse matting]. (T, S, M.) بَرَآءٌ: see بَرِىْءٌ, in six places. b2: البَرَآءٌ The first night of the [lunar] month; (El-Mázinee, T, S, K;) called thus, (S,) or لَيْلَةُ البَرَآءِ, (M,) because the moon has then become clear of the sun: (S, M:) or the first day of the month: (AA, T, K:) or the last night thereof: (As, T, K:) or the last day thereof; (IAar, T, K;) a fortunate day; every event happening therein being regarded as a means of obtaining a blessing; (IAar, T;) but most hold that the last day of the month is termed النَّحِيرَةٌ; (TA;) as also اِبْنُ البَرَآءِ: (K:) or this is the first day of the month: (IAar, T, TA:) pl. أَبْرِئَةٌ. (Th, M.) بُرَآءُ: see بَرِىْءٌ, in two places.

بَرِىْءٌ Free, (Msb,) مِنْهُ from it; namely a fault, defect, imperfection, blemish, or vice; (Mgh, Msb;) and, also followed by مِنْهُ, clear, or quit, of it; irresponsible for it; or in a state of immunity with respect to it; i. e. exempt from the demand thereof; namely a debt, (Msb,) or a claim, or due, or right; (Mgh;) as also ↓ بَارِىٌ and ↓ بَرَآءٌ. (Msb.) You say, أَنَا بَرِىْءٌ مِنْهُ [I am free from it, &c.]; (T, * S, M, K; *) and ↓ بَرَآءٌ, used alike as sing. and dual and pl. (Fr, T, S, M, K) and masc. and fem., (Fr, T, M, K,) because it is originally an inf. n.; (Fr, T, S;) and ↓ بُرَآءٌ: (S, M:) the pl. of بَرِىْءٌ is بَرِيؤُونَ (T, S, K) and بُرَأءُ (T, S, M, K) and بُرَآءٌ, (T, M, K,) of the measure فُعَالٌ, (T,) like رُخَالٌ, (M, K,) of an extr. measure, disapproved by Suh, who says, in the R, that it is a contraction of بُرَأءُ, and has tenween because it resembles [words originally of the measure] فُعَالٌ, and that the rel. n. formed from it is ↓ بُرَاوِىٌّ, (TA,) but it is mentioned by AAF as a pl. of بَرِىْءٌ, and as being like رُخَالٌ, and Fr mentions بُرَآءُ as a pl. of the same, imperfectly decl., with one of the two hemzehs suppressed, (M,) and بِرَآءٌ (S, M, K) and أَبْرَآءٌ (S, K) and أَبْرِئَآءُ, (T, S, K,) the last two anomalous: (TA:) the fem. of بَرِيْءٌ is بَرِيْئَةٌ; pl. بَرِيْآتٌ (T, S, M, K) and بَرِيَّاتٌ (Lh, M, K) and بَرَايَا. (T, S, M, K.) Yousay, أَنَا بَرِىْءٌ مِنْهُ and خَلِىٌّ مِنْهُ [I am free from it; or, more commonly, I am clear, or quit, of it, or him]; and مِنْهُ ↓ أنَا بَرَآءٌ and خَلَآءٌ مِنْهُ; (S;) and مِنْهُ ↓ أَنَا البَرَآءُ: (M:) and ↓ نَحْنُ مِنْكَ البَرَآءُ and الخَلَآءُ [We are clear, or quit, of you]; (Fr, T;) i. e., ذَوُو البَرَآءِ: so says Aboo-Is-hák; and As says the like of what Fr says. (T.) It is said in the Kur [xliii. 25], مِمَّا تَعْبُدُونَ ↓ إِنَّنِى بَرَآءٌ [Verily I am clear of that which ye worship]; (T, M;) or بَرِىْءٌ, or ↓ بُرَآءٌ; accord. to different readers. (Bd.) بَرِىْءٌ occurs in several places in the Kur. (M.) Accord. to IAar, it signifies Clear of evil qualities or dispositions; shunning what is vain and false; remote from actions that occasion suspicion; pure in heart from associating any with God: and it signifies sound in body and intellect. (T.) See also بَارِئٌ, in two places.

بَرَآءَةٌ A writing of [i. e. conferring] immunity or exemption: from بَرِئَ مِنَ الدَّيْنِ and العَيْب, of which it is the inf. n.: pl. بَرَاآتٌ, with medd: بَرَاوَاتٌ is [pl. of بَرَاةٌ, and both of these are] vulgar. (Mgh.) بُرَاوِىٌّ: see بَرِىْءٌ.

البَرِيَّةُ The creation; as meaning the beings, or things, that are created; or, particularly, mankind; syn. الخَلْقُ: (T, S, M:) pronounced without ء; (T, S;) originally with ء, like نَبِىٌّ and ذُرِّيَةٌ; (M;) and the people of Mekkeh differ from the other Arabs in pronouncing these three words with ء: (Yoo, T, M:) Lh says that the Arabs agree in omitting the ء in these three instances; and he does not except the people of Mekkeh: (M:) it is of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of مَفْعُولَةٌ, (Msb,) from بَرَأَ اللّٰهُ الخَلْقَ, meaning خَلَقَهُمْ: (Fr, T:) or, if derived from البَرَى

[“earth” or “dust”], it is originally without ء: (Fr, T, S:) pl. بَرَايَا and بَرِيَّاتٌ. (S in art. برو and برى.) بَارِئٌ, (K,) or بَارِئٌ مِنْ مَرَضِهِ, (Lh, S, M,) [Recovering from his disease, sickness, or malady: or] convalescent; or becoming sound, or healthy, at the close of his disease, but being yet weak; or recovering, but not completely, his health and strength: [see 1:] (M, K:) as also ↓ بَرِئْءٌ: (Lh, M, K:) but whether the latter be properly used in this sense is disputed; while the former is said to be the act. part. n. of 1 in all its senses: (TA:) pl. بِرَآءٌ, (M, K,) like as صِحَاحٌ is pl. of صَحِيحٌ, accord. to Lh, so that he holds it to be pl. of بَرِىْءٌ; or it may be pl. of بَارِئٌ, like as جِيَاعٌ is pl. of جَائِعٌ, and صِحَابٌ of صَاحِبٌ. (M.) ↓ بَرِىْءٌ is sometimes written and pronounced بَرِىٌّ [in all its senses]. (Kz.) b2: See also بَرِيْءٌ.

A2: البَارِئُ, applied to God, The Creator; (T, S, Msb;) He who hath created the things that are created, not after any similitude, or model; (Nh;) or He who hath created those things free from any incongruity, or faultiness, (Mgh, and Bd in ii. 51,) and distinguished, one from another, by various forms and outward appearances: (Bd:) or the Former, or Fashioner; syn. المُصَوِّرُ [q. v.]. (M.)
(برأ) - في حديث عَبد الرحمن بنِ عَوْف لأَبِى بَكْر: "أَراكَ بارِئاً".
من قولك: بَرَأ من المَرض، وبَرِىءَ أيضًا يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ بُرءًا فيهما جَمِيعا. وهو من البَراءَة، كأنه بَرِىءَ، من المَرَض وبَرِىء المَرضُ منه.
- ومنه الحديث في "استبْراء الجارِية".
أن لا يَمَسَّها حتى يَبْرَأَ رَحِمُها ويَتَبَيَّن الأَمرُ فيها، هَلْ هي حَامِلٌ أم لا، والاستِبْراء الذي يذكر مع الاستِنْجاء في الطَّهارَة: أن يُنَقَّىَ موضِعَ البَوْلِ ومَجْراه حتى يُبَرِّأَهما منه.
برأ
أصل البُرْءِ والبَرَاءِ والتَبَرِّي: التقصّي مما يكره مجاورته، ولذلك قيل: بَرَأْتُ من المرض وبَرِئْتُ من فلان وتَبَرَّأْتُ وأَبْرَأْتُهُ من كذا، وبَرَّأْتُهُ، ورجل بَرِيءٌ، وقوم بُرَآء وبَرِيئُون.
قال عزّ وجلّ: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
[التوبة/ 1] ، أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة/ 3] ، وقال: أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ [يونس/ 41] ، إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة/ 4] ، وَإِذْ قالَ إِبْــراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف/ 26] ، فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا [الأحزاب/ 69] ، وقال: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا [البقرة/ 166] .
والبارئ خصّ بوصف الله تعالى، نحو قوله:
الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ [الحشر/ 24] ، وقوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ [البقرة/ 54] ، والبَرِيَّة: الخلق، قيل: أصله الهمز فترك ، وقيل: بل ذلك من قولهم: بريت العود، وسمّيت بريّة لكونها مبريّة من البرى أي: التراب، بدلالة قوله تعالى: خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ [غافر/ 67] ، وقوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [البينة/ 7] ، وقال: شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة/ 6] .

جَبَلَةُ

جَبَلَةُ:
بالتحريك، مرتجل، اسم لعدة مواضع:
منها جبلة ويقال: شعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة، وجبلة هذه: هضبة حمراء بنجد بين الشّريف والشرف والشريف: ماء لبني نمير، والشرف: ماء لبني كلاب. وجبلة: جبل طويل له شعب عظيم واسع، لا يرقى الجبل إلا من قبل الشعب، والشعب متقارب وداخله متسع، وبه عرينة بطن من بجيلة وقال أبو زياد: جبلة هضبة طولها مسيرة يوم، وعرضها مسيرة نصف يوم، وليس فيها طريق إلا طريقان، فطريق من قبل مطلع الشمس، وهو أسفل الوادي الذي يجيء من جبلة وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة، وعرينة: حيّ من بجيلة حلفاء في بني كلاب، وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمّى الخليف، وليس إلى جبلة طريق غير هذين وقال أبو أحمد: يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر بن صعصعة، فانهزمت تميم ومن ضامّها، وهذا اليوم الذي قتل فيه لقيط بن زرارة، وهو المشهور بيوم تعطيش النوق برأي قيس بن زهير العبسي، وكان قد قتل لقيطا جعدة بن مرداس، وجعدة هو فارس خيبر وفيه يقول معقّر البارقي:
تقدّم خبيرا بأقل عضب، ... له ظبة، لما لاقى، قطوف
وزعم بعضهم أن شريح بن الأحوص قتله واستشهد بقول دختنوس بنت لقيط وجعل بنو عبس يضربونه وهو ميت:
ألا يا لها الويلات، ويلة من هوى ... بضرب بني عبس لقيطا، وقد قضى
له عفروا وجها عليه مهابة، ... ولا تحفل الصمّ الجنادل من ثوى
وما ثأره فيكم، ولكنّ ثأره ... شريح أرادته الأسنّة والقنا
وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها، وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة، وقبل مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، بسبع عشرة سنة وقال رجل من بني عامر:
لم أر يوما مثل يوم جبله، ... لمّا أتتنا أسد وحنظله
وغطفان والملوك أزفله، ... نضربهم بقضب منتحلة
وجبلة أيضا: موضع بالحجاز قال أبو بكر في الفيصل: منها أبو القاسم سليمان بن علي الجبلي الحجازي المقيم بمكة، حدث عن ابن عبد المؤمن وغيره
قال: والحسن بن علي بن أحمد أبو علي الجبلي أظنه من جبلة الحجاز، كان بالبصرة، روى عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ومحمد بن عزرة والجوهري وبكر بن أحمد بن مقبل ومحمد بن يوسف العصفري ومحمد بن علي الناقد البصريين، روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي وغيره.
وجبلة أيضا: قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية قال أحمد بن يحيى بن جابر: لما فرغ عبادة بن الصامت من اللاذقية في سنة 17 وكان قد سيّره إليها أبو عبيدة ابن الجراح، ورد فيمن معه على مدينة تعرف ببلدة على فرسخين من جبلة، ففتحها عنوة ثم إنها خربت وجلا عنها أهلها، فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصنا للروم جلوا عنه عند فتح المسلمين حمص، وشحنها بالرجال، وبنى معاوية بجبلة حصنا خارجا من الحصن الرومي القديم، وكان سكان الحصن القديم قوما من الرهبان يتعبدون فيه على دينهم، فلم تزل جبلة بأيدي المسلمين على أحسن حال حتى قوي الروم وافتتحوا ثغور المسلمين، فكان فيما أخذوا جبلة في سنة 357 بعد وفاة سيف الدولة بسنة، ولم تزل بأيديهم إلى سنة 473، فإن القاضي أبا محمد عبد الله بن منصور ابن الحسين التنوخي المعروف بابن ضليعة قاضي جبلة وثب عليها واستعان بالقاضي جلال الدين بن عمّار صاحب طرابلس فتقوّى به على من بها من الروم فأخرجهم منها ونادى بشعار المسلمين، وانتقل من كان بها من الروم إلى طرابلس فأحسن ابن عمار إليهم، وصار إلى ابن ضليعة منها مال عظيم القدر، وبقيت بأيدي المسلمين ثم ملكها الفرنج في سنة 52 في الثاني والعشرين من ذي القعدة من يد فخر الملك إلى أن استردّها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 584، تسلمها بالأمان في تاسع عشر جمادى الآخرة، وهي الآن بأيدي المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
قال أبو الفضل محمد بن طاهر: من جبلة هذه أبو القاسم سليمان بن علي الجبلي المقيم بمكة، وهو من أهل جبلة الشام، حدّث عن ابن عبد المؤمن وغيره، كذا ذكره عبد الغني الحافظ، فهذا كما ترى نسبه الحازمي إلى جبلة الحجاز، ولم أر غيره ذكر بالحجاز موضعا ينسب إليه يقال له جبلة، والله أعلم، ونسبه ابن طاهر عن عبد الغني إلى جبلة الشام، وهو الصحيح إن شاء الله عز وجل ومن جبلة الشام يوسف بن بحر الجبلي، سمع سليم بن ميمون الخوّاص وغيره، روى عنه أبو المعافى أحمد بن محمد بن إبــراهيم الأنصاري الجبلي شيخ أبي حاتم بن حبّان وعثمان بن أيوب الجبلي، حدث عن إبــراهيم بن مخلد الذهبي، روى عنه أبو الفتح الأزدي وعبد الواحد بن شعيب الجبلي، حدث عن أحمد بن المؤمل ومحمد بن الحسين الأزدي الجبلي، يروي عن محمد الأزرق وأبي إسماعيل الترمذي وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد ابن المغيرة السكري الهمداني ومحمد بن عبد الرحمن ابن يحيى المصري ومحمد بن عبدة المروزي ومحمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي المعروف بمطمئن، روى عنه القاضي أبو القاسم عليّ بن محمد بن أبي الفهم التنوخي وغيره هذا كله من الفيصل، وقال في كتاب دمشق: عبد الواحد بن شعيب الجبلي قاضيها، سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن ويحيى بن يزيد الخوّاص وأبا الحباب خالد بن الحباب وأبا اليمان الحكم ابن رافع، روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبــراهيم بن الحكيم الأصبهاني وأبو الحسن بن جوصا
الدمشقي وأبو إسحاق إبــراهيم بن محمد بن الحسن بن مثوبة الأصبهاني وعليّ بن سرّاج الحافظ المصري، وأبو محمد عبد الوهاب بن نجدة الحوطي الجبلي، سمع الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز ومحمد ابن شعيب بن سابور، روى عنه ابنه أبو عبد الله أحمد وأبو داود السجستاني وأبو بكر بن خيثمة، ومات سنة 232 وأبو سهل يزيد بن قيس السليخ الجبلي، سمع بدمشق وغيرها والوليد بن مسلم بن شعيب ابن سابور وجماعة وافرة، روى عنه أبو داود في سننه وجماعة أخرى.
وجبلة أيضا، قال أبو زيد: جبلة حصن في آخر وادي الستارة بتهامة من ناحية ذرة، ووادي الستارة بين وادي بطن مرّ وعسفان عن يسار الذاهب إلى مكة، وطول هذا الوادي نحو من يومين، وبالقرب من هذا الوادي واد مثله يعرف بساية وقال عرّام بن الأصبغ: جبلة قرية بذرة، قالوا: هي أول قرية بنيت بتهامة، وبها حصون منكرة لا يرومها أحد، وقد وصفت في ذرة، ولعلّ الحازمي أراد جبلة هذه، والله أعلم وجبلة أيضا:
قرية لبني عامر بن عبد القيس بالبحرين.

جعم

(جعم) : الَّجَعُّم: حَنينً العَوْدِ.
جعم: معجوم، نحيف، ناحل (فوك) وأجرب (ألكالا).

جعم


جَعِمَ(n. ac. جَعَم)
a. Had no appetite.
b. [Fī], Wished for.
أَجْعَمَa. Uprooted.

جَيْعَم
a. Hungry, famished.
(جعم)
الرجل جعما اشْتَدَّ حرصه وطمع وَيُقَال جعم إِلَى الطَّعَام اشتدت شَهْوَته إِلَيْهِ وَالْبَعِير جعل على فِيهِ مَا يمنعهُ من الْأكل والعض

(جعم) الرجل جعما وجعامة جعم وَيُقَال جعمت الْــإِبِــل قضمت الْعِظَام إِذا لم تَجِد مَا تَأْكُله ولكذا خف لَهُ وَغلظ كَلَامه فِي سَعَة حلق فَهُوَ جعم الْكَلَام
جعم
الجَعْمَاءُ: المرأةُ التي أنكر عَقْلُها هَرَماً. والناقَةُ المُسِنة أيضاً. وَجَعِمَ جَعَماً: قَرِمَ إلى اللًحْم وهو في ذاكَ أكُوْل. ورَجُلٌ جَعم: غَليظُ الكَلام في سَعَةِ خُلقٍ. وهو مَجْعَم: أي مَلْجأ لِلدهْر. وكُلآمٌ مَجْعَمٌ: ليس بِنَاعِم. واجْعِمَ النَّبْتُ: أكلت فُروعُه فالْجِىءَ إلى أصوله، وهو مُجْعَمٌ ومَجْعُوْمٌ. والجعَامُ: داءٌ يأخذ الــإبــلوغيرَها عن رَعْى النشْر. وجَعِمَت الــإبــلوتَجَعَّمَتْ: أبْطَأ الحَمْضُ عليها وهي مُخْتَلةٌ. وَجَعِمَ جَعَماً: طَمِعَ.
[جعم] الجَعَمُ بالتحريك: الطمع. يقال جَعِمَ بالكسر جَعَماً. وجَعِمَ أيضاً، إذا قَرِمَ إلى اللحم، وهو في ذلك أكول. قال العجاج:

إذ جعم الذهلان كل مجعم * أي جعموا إلى اللحم. وجعمت الابل أيضا، إذا لم تجد حمضا ولا عضاها، فتقرم إلى ذلك فتقضم العظام وخروء الكلاب، قرما إلى ذلك. وجعم الرجل، إذا لم يَشْتَه الطعامَ. والجَعْماءُ من النوق: المُسِنَّةُ: ولا يقال للذكر أجعم.
(ج ع م)

الجَعْماء: الَّتِي أُنكر عقلهَا هرما. وَلَا يُقَال للرجل: أجْعَم. والجَعْماء: النَّاقة المسنة. وَقيل: هِيَ الَّتِي غَابَتْ أسنانها فِي اللِّثات. وَالذكر: أجْعَم. وَكَذَلِكَ كل دَابَّة، وَلَا يكَاد يكون إِلَّا فِي الْهَرم. وَقيل: الجَعْماء: الَّتِي ذهبت أسنانها كلُّها، وَقد جَعِمَتْ جَعَما.

وأجْعَمَت الأَرْض: كثر الحَنَكُ على نباتها فَأَكله، وألجأه إِلَى أُصُوله. وأُجْعِم الشّجر: أُكِل ورقه، وَآل إِلَى أُصُوله، قَالَ:

عَنْسِيَّةٌ لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَما وجَعِم إِلَى اللَّحم جَعَما، فَهُوَ جَعِم: قرم. وَهُوَ مَعَ ذَلِك أكول. وَقَول العجاج:

إذْ جَعِمَ الذُّهْلانِ كُلَّ مَجْعَمِ

مَعْنَاهُ: قَرِموا إِلَى الشَّرّ، كَمَا يُقْرَم إِلَى اللَّحم. وجَعِمَتِ الْــإِبِــل جَعَما: قَضَمَت الْعِظَام، وخروء الْكلاب، لشبه قَرَم يُصِيبهَا.

وَرجل جَيْعَم: لَا يرى شَيْئا إِلَّا اشتهاه.

وجَعِم جَعَما، وجَعَم: لم يشته الطَّعَام. وَهُوَ من الأضداد. وجَعِم جَعَما، فَهُوَ جَعِم، وتجَعَّم: طمع.

والجَعَم: غلظ الْكَلَام فِي سَعَة حلق. وَالْفِعْل كالفعل، وَالصّفة كالصفة.

وجَعَم الْبَعِير: جعل على فِيهِ مَا يمنعهُ من الْأكل والعض.

جعم: الجَعْماءُ من النساء: التي أُنْكِرَ عَقْلُها هَرَماً، ولا يقال

للرجل أَجْعَمُ. والجَعْماء: الناقة المُسِنَّة، وقيل: هي التي غابت

أَسنانُها في اللِّثَاتِ، والذكر أَجْعَمُ، وفي الصحاح: ولا يقال للذكر

أَجْعَمُ، وكذلك كل دابة ذهبت أَسنانها كلها. وقال ابن الأَعرابي: هي

الجَمْعاءُ والجَعْماءُ. والجَعْماءُ من النساء: الهَوْجاء البَلْهاءُ.

وجَعِمَ الرجلُ لكذا أي خَفَّ له. وقد جَعِمْتُ جَعَماً وأَجْعَمَتِ

الأَرضُ: كثر الحَنَكُ على نباتها فأكله وألجأَه إلى أُصوله. وأُجْعِمَ

الشجر: أُكل وَرَقُه فآل إلى أُصوله؛ قال:

عَنْسِيَّة لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَمَا

وجَعِمَ إلى اللحم جَعَماً، فهو جَعِمٌ: قَرِمَ وهو مع ذلك أَكُولٌ؛

وقول العجاج:

نُوفي لَهُمْ كَيْلَ الإناءِ الأَْعْظَمِ،

إذ جَعِمَ الذُّهْلانِ كلَّ مَجْعَمِ

ويقال: جَعامَةً في المصدر أَيضاً؛ عن ابن بري، والذُّهْلانِ: ذُهْلُ بن

ثَعْلَبَة وهو الأَكبر، وذُهْلُ ابن شَيْبان بن ثَعْلَبة، أي حَرَّضَ

الذُّهْلان على قتالنا وقَرِمُوا إلى الشَّرِّ كما يُقْرَمُ إلى اللحم.

وجَعِمَتِ الــإبــلُ تَجْعَمُ جَعَماً إذا لم تجد حَمْضاً ولا عِضاهاً

فَتَقْرَمُ إليها، فتَقْضَمُ العظامَ وخُرْءَ الكلاب لِشبْه قَرَم يصيبها؛

ويقال: إن داء الجُعامِ أكثرُ ما يُصيبها من ذلك. ورجل جَيْعَمٌ: لا يرى شيئاً

إلاَّ اشتهاه. وجَعِمَ جَعَماً وجَعَمَ: لم يَشْتَهِ الطعامَ، وهو من

الأَضداد. وجَعِمَ جَعَماً، فهو جَعِمٌ، وتَجَعَّمَ: طَمعَ. والجَعَمُ،

بالتحريك: الطمع. والجَعُوم: الطَّمُوع في غير مَطْمَعٍ. والجَعَمُ: غِلَظُ

الكلام في سَعَةِ حَلْقٍ، والفعل كالفعل، والصِّفَة كالصفة. وجَعَمَ

البَعِيرَ: جعل على فيه ما يمنعه من الأَكل والعضِّ.

والجِعْمِيُّ: الحريص، وقيل: الحريص مع شهوة. ويقال: فلان جَعِمَ إلى

الفاكهة، وليس الجَعَمُ القَرَمَ مطلقاً، ويقال: جَعِمَ الرجلُ وجَعَمَ إذا

اشتدَّ حرْصه. وأَجْعَمَتِ الأَرضُ: أُكل نباتُها.

وذكر ابن بري أن الهَجَرِيّ قال في نوادره: الجُعامُ داء يصيب الــإبــل من

النَّدَى بأَرض الشام، يأْخذها لَيٌّ في بطونها ثم يُصيبها له سُلاحٌ.

وقد أَجْعَمَ القومُ إذا أَصاب إبــلَهُم الجُعامُ.

والجَعُومُ: المرأَة الجائعة.

ويقال للدُّبر: الجَعْماءُ والوَجْعاءُ والجَهْوةُ والصُّمارَى.

والجِعْمُ: الجُوعُ

(* قوله «والجعم الجوع» ضبط في الأصل بالكسر وصرح به

شارح القاموس، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح فسكون لكن مقتضى تفسيره

بالمصدر أنه الجعم محرّكاً)، ويقال: يا ابن الجَعْماء. وقال ابن الأَعرابي:

الجَيْعَمُ الجائع.

جعم

(الجَعَمُ: مُحَرَّكَة: الطَّمَعُ) ، نَقله الجوهريُّ، (كالتَّجَعُّمِ) ، وَقد جَعِمَ وَتَجَعَّمَ فَهُوَ جَعِمٌ.
(و) الجَعَمُ: (غِلَظُ الكَلامِ فِي سَعَةِ حَلْقٍ) ، والفِعْلُ كالفِعْل، والصِّفَةُ كالصِّفَةِ.
(وجَعِمَ إِلَى اللَّحْمَ، كَفَرِحَ) : إِذا (قَرِمَ) أَي: اشْتهاه (وَهُوَ) مَعَ ذَلِك (أَكُولٌ، فَهُوَ جَعِمٌ) ، كَكَتِفٍ، (وجِعْم، بالكَسْر) ، وَأنْشد الجوهريُّ للعَجَّاج:
(نُوفِي لَهُمْ كَيْلَ الإِناءِ الأَعْظَم ... )

(إٍ ذْ جَعِمَ الذُّهْلانِ كُلَّ مَجْعَمِ ... )

أَي: حَرِصا على قِتالِنا وَقَرِما إِلَى الشَّرِّ كَمَا يُقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ.
(و) جَعِمَت (الــإِبِــلُ) جَعَماً: (قَضِمَتِ العِظامَ وخُرْءَ الكِلابِ) ، وَذَلِكَ إِذا لم تَجِدْ حَمْضاً وَلَا عضاهاً (لِشِبْهِ قَرَمٍ بهَا) ، ويُقال: إنّ دَاء الجُعامِ أَكْثَرُ مَا يُصِيبُها من ذَلِك.
(و) جَعِمَ (فُلانٌ: لَمْ يَشْتَهِ الطّعامَ) ، نَقله الجوهريُّ، (كَجَعَمَ، كَمَنَعَ) عَن ابْن سِيدَه، وَهُوَ (ضِدٌ) . وَفِي الصّحاح: كَأَنَّهُ من الأَضْدادِ، (وَهُوَ مَجْعُومٌ وَجَعِمٌ، كَكَتِفٍ) ، فِيهِ لَفٌّ وَنَشْرٌ غير مُرَتَّبِ.
(و) جَعِمَت (الــإِبِــلُ) : أَسَنَّتْ و (ذَهَبَت أسْنانُها كُلُّها) ، أَو غابَتْ أَسْنانُها فِي اللِّثاتِ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ دابَّةٍ.
(والجَعْماءُ هِيَ) وكذلِكَ الجَمْعاءُ قَالَه ابنُ الأَعرابيِّ، وَفِي الصِّحَاح: والجَعْماءُ من النُّوقِ: المُسِنَّة، وَلَا يُقالُ للذَّكَرِ أَجْعَم. قلت: وَجَوَّزَه غير الجَوْهَرِيّ.
(و) الجَعْماءُ: (الدُّبُرُ) ، وَهِي أَيْضا الوَجْعاءُ والجَهْوَةُ والصُّمارَى، كَذَا فِي النَّوادِر.
(و) الجَعْماءُ من النِّساء: (الَّتِي أُنْكِرَ عَقْلُها هَرَماً) ، وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ هِيَ الهَوْجاءُ البَلْهاءُ، (وَلَا تَقُلْ لِلرَّجُلِ أَجْعَمُ) ، وَقد جَعِمَت جَعَماً.
(وَأَجْعَمَتْ الأَرْضُ: كَثُرَ الحَنَكُ على نَباتِها فَأَكَلَهُ وأَلْجَأَهُ إِلَى أُصُولِهِ) ، وَأُجْعِمَ الشَّجَرُ: أُكِلَ وَرَقُه إِلَى أُصُوله، قَالَ:
(عَنْسِيَةٌ لَمْ تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَمَا ... )

(وَجَعَمَ البَعِيرَ، كَمَنَعَ) جَعْمَاً:
(وَضَعَ على فِيهِ مَا يَمْنَعُه من الأَكْلِ والعَضِّ) ، كَذَا فِي المُحْكم.
(والجَيْعَمُ، كَحَيْدَرٍ: الجائِعُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(وَأَجْعَمَ: اسْتَأْصَلَ) وَمِنْهُ نَباتٌ مُجْعَمٌ أَي: مُسْتَأْكل قد أُكِلَ.
(وَتَجَعَّمَ العُودُ) أَي: (حَنَّ) .
(و) المَجْعَمُ، (كَمَقْعَدٍ: المَلْجَأُ) ، وَمِنْه قولُ العَجَّاج السَّابِق:
(إِذْ جَعِمَ الذُّهْلانِ كُلَّ مَجْعَمِ)

(و) الجُعام، (كَغُرابٍ: داءٌ للــإِبِــلِ وَغَيْرِها) من الدَّوابّ (يَعْرِضُ من رَعْي النَّشْرِ) ، وذَكَر ابنُ بّرِّي أَنّ الهَجَرِيَّ قَالَ فِي نَوادِرِه: الجُعامُ: داءٌ يُصِيبُ الــإِبِــلَ من النَّدَى بِأَرْضِ الشّامِ يَأْخُذُها لَيٌّ فِي بُطُونها ثمَّ يُصِيبُها لَهُ سُلاحٌ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الجَعْماءُ من النِّساء: الحَمْقاء، عَن ابْن الأعرابيّ.
وجَعِمَ الرَّجُلُ لِكَذا، أَي: خَفَّ لَه.
وَرَجُلٌ جَيْعَم: لَا يَرَى شَيْئاً إِلاَّ اشْتَهاهُ. والجَعُومُ: الطَّمُوعُ فِي غَيْرِ مَطْمَع.
والجِعْمِيُّ: الحَرِيصُ مَعَ شَهْوَةٍ وَيْقال: فُلانٌ جَعِمَ إِلَى الفاكِهَةِ، وَلَيْسَ الجَعَمُ القَرَمَ مُطْلَقاً.
وجَعَمَ الرجلُ، كَمَنَع: اشْتَدَّ حِرْصُه.
وَأَجْعَمَ القَوْمُ: أصابَ إِبــلَهُم الجُعامُ.
والجَعُومُ: المَرْأَةُ الجائعة.
والجِعْمُ، بِالْكَسْرِ: الجُوعُ، وَيُقَال يَا ابنَ الجَعْماء.
وجَعْمانُ، كَسَحْبانَ: ابنُ يَحْيَى بن عَمْرِو بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بنِ عَلِيّ، بَطْنٌ كَبِيرٌ من صَرِيفِ بنِ ذُؤال باليَمَنِ، وَهُمْ أَكْبَرُ بَيْتٍ باليَمَنِ، فُقَهاءُ مُحَدِّثُون، وَقد وَقَعَ لنا سَنَدُ البُخارِي مُسَلْسَلاً من طَرِيقِهم.
وَمِنْهُم رَئِيسُ زَبِيدَ وقاضِيها الإمامُ المُحَدِّث إِسْحاقُ بنُ محمّدِ بن إِبــراهيمَ بن أبي القاسِمِ بنِ إِسحاق بن إِبــراهيمَ بن أبي القاسِمِ بنِ إِبــراهيم بنِ أَبي القاسمِ بن عبدِ الله بن جَعْمانَ، ولد بهَا سنةَ ألفٍ وأربعَ عَشْرَةَ، وَأخذ عَن وَالِدِهِ وابنِ عَمِّه الطَّ يِّبِ بن أَبِي القاسِم، وَأَقْرَأَ بِزَبِيْدَ البُخارِيَّ مِراراً، وخَتَم مِراراً، وأجازَهُ شُيوخٌ كَثِيرُون. وَسَمِع مِنْهُ بالحَرَمَيْن: الشَّيْخُ إِبــراهيمُ الكُرْدِيُّ، وعِيسَى الجَعْفَرِيُّ، ومحمّد ابْن رَسُولٍ البَرَزَنْجِيُّ وغيرُهم، توفّي بزَبِيدَ سنة أَلْفٍ وسِتٍّ وسَبْعِينَ.
وَوَلَدُه شِهابُ الدِّين أَبُو العَبّاس أحمدُ قاضِي زَبِيد ومُحَدِّثُها، رَوَى عَن أَبِيهِ، وَعَنْهُ شُيُوخُ مَشايِخِنا السيّد يَحْيَى بن عُمَر، والشّيخ مُصْطَفى بن فَتْحِ الله الحَمَوِيّ فِي سنة ألْفٍ وَأَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَغَيْرُهما.

أَبَرْقُوه

أَبَرْقُوه:
بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة: هكذا ضبطه أبو سعد، ويكتبها بعضهم أبرقويه، وأهل فارس يسمّونها وركوه، ومعناه: فوق الجبل، وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة إصطخر قرب يزد.
قال أبو سعد: أبرقوه بليذة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها، فإن لم يكن سهوا منه فهي غير الفارسية، ونسب إليها أبا الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي الفقيه، حدّث عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير، روى عنه
الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني. مات في حدود سنة 518.
وقال الاصطخري: أبرقوه، آخر حدود فارس، بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أو أربعة. قال: وهي مدينة حصينة كثيرة الزّحمة تكون بمقدار الثّلث من إصطخر، وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها الآزاج، وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين إلا ما بعد عنها، وهي مع ذلك خصبة رخيصة الأسعار. قال: وبها تلّ عظيم من الرماد، يزعم أهلها أنها نار ابراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما.
وقرأت في كتاب الابستاق، وهو كتاب ملّة المجوس: أن سعدى بنت تبّع زوجة كيكاووس، عشقت ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه، فامتنع عليها، فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها، كذبا عليه، فأجّج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة بأبرقوه، وقال: إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل في شيئا، وإن كنت خنت كما زعمت، فإن النار تأكلني. ثم أولج نفسه في تلك النار وخرج منها سالما ولم تؤثر فيه شيئا، فانتفى عنه ما اتّهم به.
قال: ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تلّ عظيم، ويسمّى ذلك التلّ اليوم، جبل إبــراهيم، ولم يشاهد إبــراهيم، عليه السلام، أرض فارس ولا دخلها، وإنما كان ذلك بكوثاربّا من أرض بابل.
وقرأت في موضع آخر: أن إبــراهيم، عليه السلام، ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال البقر في الزرع، فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم. وحدّثني أبو بكر محمد المعروف بالحربي الشيرازي، وكان يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي، قال: اختلفت إلى أبرقوه ثلاث مرّات، فما رأيت المطر قط وقع في داخل سور المدينة. ويزعمون أن ذلك بدعاء إبــراهيم عليه السلام. وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه.
وذكر الاصطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور، فقال: تسير من أزادخرّه إلى بستاذران مرحلة، وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل، وماء جار من قناة، ولهم زروع وبساتين وكروم، ومن بستاذران إلى أبرقوه مرحلة خفيفة، وأبرقوه قرية عامرة، وفيها نحو سبعمائة رجل، وفيها ماء جار وزرع وضرع وهي خصبة جدّا، ومن أبرقوه إلى زادويه، ثم إلى زيكن، ثم إلى استلست، ثم إلى ترشيش، ثم إلى نيسابور، فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى، فاعرفه.

الفاصلة

الفاصلة
انظر: رؤوس الآي.
(الفاصلة) خرزة خَاصَّة تفصل بَين الخرزتين فِي العقد وَنَحْوه والعلامة فِي حِسَاب الكسور العشرية تكْتب بَين الْكسر وَالْعدَد والفاصلة (فِي علم الْعرُوض) ثَلَاثَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل كتبت وَهِي الصُّغْرَى وَأَرْبَعَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل سمعهم وَهِي الْكُبْرَى (ج) فواصل
الفاصلة:
[في الانكليزية] End of a verse of Koran ،end of a rhyme ،three or four consonants
[ في الفرنسية] Fin d'un verset du Coran ،fin d'un bout rime ،trois ou quatre consonnes
هي عند أهل العربية تطلق بالاشتراك على معان. منها ما يسمّى فاصلة صغرى، وهي كلمة رباعية أي مشتملة على أربعة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو حبل بالتنوين. ومنها ما يسمّى فاصلة كبرى، وهي كلمة خماسية أي مشتملة على خمسة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو سمكة بالتنوين، وهذان المعنيان من مصطلحات أهل العروض والتنوين عندهم حرف معتبر جزء من الكلمة السابقة. وقد أورد في عروض سيفي: الأكثرون على أنّ الفاصلة من الأصول.
الفاصلة
نعنى بها تلك الكلمة التى تختم بها الآية من القرآن، ولعلها مأخوذة من قوله سبحانه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (فصلت 3). وربما سميت بذلك؛ لأن بها يتم بيان المعنى، ويزداد وضوحه جلاء وقوة، وهذا لأن التفصيل فيه توضيح وجلاء وبيان، قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ (فصلت 44).
فمكانة الفاصلة من الآية مكانة القافية من البيت، إذ تصبح الآية لبنة متميزة فى بناء هيكل السورة. وتنزل الفاصلة من آيتها، تكمل من معناها، ويتم بها النغم الموسيقى للآية، فنراها أكثر ما تنتهى بالنون والميم وحروف المد، وتلك هى الحروف الطبيعية فى الموسيقى نفسها، قال سيبويه: إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مد الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا.
وتأتى الفاصلة في القرآن مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافرة ولا قلقة، يتعلق معناها بمعنى الآية كلها، تعلقا تاما، بحيث لو طرحت لاختل المعنى واضطرب الفهم، فهى تؤدى في مكانها جزءا من معنى الآية، ينقص ويختل بنقصانها، وهاك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ترى الآية قد كمل معناها بالفاصلة، وأن الفاصلة قامت بأداء نصيبها منه.
وقد يشتد تمكن الفاصلة في مكانها، حتى لتوحى الآيات بها، قبل نطقها، كما روى عن زيد بن ثابت أنه قال: أملى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً (المؤمنون 13، 14). وهنا قال معاذ بن جبل: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: بها ختمت - وحتى ليأبى قبولها، والاطمئنان إليها، من له ذوق سليم، إذا غيرت وأبدل بها سواها، كما حكى أن أعرابيّا سمع قارئا يقرأ: «فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله غفور رحيم»، ولم يكن يقرأ القرآن، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه ، والآية إنما ختمت بقوله تعالى: فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
، وسواء أصح ذلك أم لم يصح، فإنا نشعر هنا بما بين الفاصلة والآية، من ارتباط لا ينفصم.
خذ مثلا تلك الآيات التى تنتهى بوصفه سبحانه بالحكمة، تجد فيها ما يناسب تلك الحكمة ويرتبط بها، واقرأ قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 220). ألا ترى المقام وهو مقام تشريع وتحذير يستدعى عزة المحذر، وحكمة المشرع. وقوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة 31، 32). فالمقام هنا مقام للتعليم، ووضع هذا التعليم في موضع دون سواه، فناسب ذلك وصفه تعالى بالعلم والحكمة. وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). فالتفرد بالألوهية، والتصرف المطلق في اختيار ما يشاء، ثم تصوير الجنين على صورة خاصة، كل ذلك يناسب وصفه تعالى بالعزة والحكمة. وقوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (آل عمران: 125، 126). فإمداد المؤمنين بالملائكة لتطمئن قلوبهم من نعم حكيم، يمهد للمسببات بأسبابها، والنصر لا يكون إلا من عزيز يهبه لمن يشاء. وقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 70، 71). فهو عليم بخيانتهم، حكيم في التمكين منهم.
وربما احتاج الأمر إلى إمعان وتدبر، لمعرفة سر اختتام الآية بهذا الوصف، ويبدو أن ختمها بسواه أولى، ومن ذلك قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة 118). فقد يبدو بادئ ذى بدء أن قوله: وإن تغفر لهم، يحتم أن تكون الفاصلة الغفور الرحيم، ولكن تأملا هادئا يهدى إلى أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد، يرد عليه حكمه، فهو عزيز غالب، وحكيم يضع الشيء في موضعه، وقد يخفى وجه الحكمة على الناس فيما يفعل، فيتوهم أنه خارج عن الحكمة، وليس كذلك، فكان الوصف بالحكيم احتراسا حسنا، أى وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب، فلا اعتراض لأحد عليك فى ذلك، والحكمة فيما فعلته، ونظير ذلك قوله تعالى في سورة التوبة: أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة 71). وفي سورة الممتحنة: وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الممتحنة 5). وفي سورة غافر: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (غافر 8). وفي سورة النور: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (النور 10). فقد يكون من المناسب في بادئ الرأى أن يوصف سبحانه هنا بتواب رحيم؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة، لكن التعبير بالحكمة هنا، إشارة إلى حكمته سبحانه في مشروعية اللعان، الذى سن أحكامه، فى هذه السورة .
وخذ الآيات التى تنتهى بوصفه تعالى بالعلم، أو بالقدرة، أو بالحلم، أو بالغفران، تجد المناسبة في ذلك الختم واضحة جلية، واقرأ قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115). فهو يعلم بما يجرى في المشرق والمغرب، وقوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْــراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة 127). السميع لنجوانا، والعليم بما تضمره أفئدتنا من الإخلاص لك، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ (البقرة 180، 181). فهو سميع بما تم من وصية وعليم بمن يبدلها. وقوله تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77). فالمجيء بالساعة في مثل لمح البصر أو أقرب، يستدعى القدرة الفائقة، وقوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 6). فإحياء الموتى يحتاج كذلك إلى قدرة خارقة، وقوله تعالى: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ- لا ريب- يقدر على كلّ شىء.
وربما خفى الأمر في الختم بأحد هذين الوصفين، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 29). وفي آل عمران: قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 29). فإن المتبادر إلى الذهن في آية البقرة الختم بالقدرة، وفي آية آل عمران الختم بالعلم، ولكن لما كانت آية البقرة عن خلق الأرض وما فيها، على حسب مصلحة أهلها ومنافعهم، وخلق السموات خلقا مستويا محكما من غير تفاوت، والخالق على هذا النسق يجب أن يكون عالما بما فعله، كليّا وجزئيّا، مجملا ومفصلا، ناسب ذلك ختمها بصفة العلم، ولما كانت آية آل عمران مسوقة للوعيد، وكان التعبير بالعلم فيها، يراد به الجزاء بالعقاب والثواب، ناسب ختمها بصفة القدرة القادرة على هذا الجزاء .
واقرأ قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 225). تجد مناسبة الغفران والحلم لعدم المؤاخذة على اللغو في الإيمان، واضحة قوية. وقوله تعالى: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (البقرة 263). فالله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى. وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 155). فالعفو عن هؤلاء الذين استزلهم الشيطان، يناسبه وصف الله بالغفور الحليم أتم مناسبة، وقد يخفى وجه الوصف بذلك في بعض الآيات، كما في قوله سبحانه: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء 44). فختم الآية بالحلم والمغفرة عقب تسبيح الأشياء غير ظاهر في بادئ الرأى، ولكن لما كان كل شىء في السموات والأرض يسبح بحمد الله، ويشير إليه، ويدل عليه، كان من الغفلة التى تستحق العقوبة ألا نفقه دلالة هذه المخلوقات على الخالق، فناسب ذلك وصفه بالحلم والغفران، حين لم يعاجل هؤلاء الغافلين بالعقاب.
واقرأ قوله سبحانه: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود 87). وصفوه بالحلم أى العقل، الذى لا يتناسب في زعمهم مع دعوته إياهم إلى ترك عبادة ما كان آباؤهم يعبدون، ووصفوه بالرشد الذى يتنافى في زعمهم كذلك، مع دعوته إياهم إلى ترك تصرفهم فى أموالهم، كما كانوا يتصرفون، فقد ناسبت الفاصلة معنى الآية كما رأيت.
وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (السجدة 26، 27). ختمت الآية الأولى ب يَسْمَعُونَ، لأن الموعظة فيها مسموعة، وهى أخبار من قبلهم من القرون، وختمت الثانية ب يُبْصِرُونَ؛ لأن الموعظة فيها مرئية من سوق الماء إلى الأرض الجرز، وإخراج الزرع وأكل النبات .
وقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام 103).
ختمت الآية باللطيف، وهو يناسب ما لا يدرك بالبصر، وبالخبير، وهو يناسب ما يدرك الأبصار .
وقد تجتمع فواصل متنوعة، بعد ما يكاد يتشابه، لحكمة في هذا التنوع، ومن ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 10 - 12).
ختمت آية ب يَتَفَكَّرُونَ، لما أن الاستدلال بإنبات الزرع، والثمر، على وجود الله وقدرته، يحتاج إلى فضل تأمل، يرشد إلى أن حدوث هذه الأنواع، يحتاج إلى إله قادر، يحدثه، فناسب ذلك ختم الآية بما ختمت به، وانتهت الثانية ب يَعْقِلُونَ، لما أن تسخير الليل والنهار لخدمة الإنسان، فيرتاح ليلا ويعمل نهارا، وتسخير الشمس، والقمر، والنجوم، فتشرق وتغرب في دقة ونظام تامين، يحتاج إلى عقل يهدى إلى أن ذلك لا بدّ أن يكون بيد خالق مدبر، فختمت الآية ب يَعْقِلُونَ، وختمت الآية الأخيرة ب يَذْكُرُونَ؛ لأن الموقف فيها يستدعى تذكر ألوان مختلفة بثها الله في الأرض، للموازنة بين أنواعها، بل الموازنة بين أصناف نوع منها، فلا يلهيهم صنف عن سواه، ولا يشغلهم نوع عن غيره، وهذه الموازنة تفضى إلى الإيمان بقدرة الله، خالق هذه الأنواع المختلفة المتباينة.
ومن ذلك قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 151 - 153).
قال صاحب الإتقان : فإن الأولى ختمت بقوله لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، والثانية بقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، والثالثة بقوله لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، لأن الوصايا التى في الآية الأولى، إنما يحمل على تركها عدم العقل، الغالب على الهوى؛ لأن الإشراك لعدم استكمال العقل، الدال على توحيده، وعظمته، وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل، لسبق إحسانهما، إلى الولد بكل طريق، وكذلك قتل الأولاد بالوأد من الإملاق، مع وجود الرازق الحى الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل، وكذا قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فحسن بعد ذلك يعقلون. وأما الثانية فتعلقها بالحقوق المالية، والقولية، فإن من علم أن له أيتاما، قد يخلفه عليهم غيره من بعده، لا يليق به أن يعامل أيتام غيره، إلا بما يحب أن يعامل به أيتامه، ومن يكيل، أو يزين، أو يشهد لغيره، لو كان ذلك الأمر له، لم يحب أن يكون فيه خيانة، وكذا من وعد لو وعد، لم يحب أن يخلف، ومن أحب ذلك عامل الناس به ليعاملوه بمثله، فترك ذلك إنما يكون لغفلة عن تدبره وتأمله، فلذلك ناسب الختم بقوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وأما الثالثة فلأن ترك اتباع شرائع الله الدينية مؤد إلى غضبه، وإلى عقابه، فحسن: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أى عقاب الله.
ومن ذلك قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 97 - 99). ختمت الآية الأولى بالعلم، لأن الاهتداء بالنجوم في ظلمات البر والبحر مما يختص به العلماء، فكان إدراك هذا الفضل آية يستدلون بها على وجود الله وقدرته، وختمت الآية الثانية بالفقه؛ لأن إدراك إنشاء الخلائق من نفس واحدة، وتنقلهم في الأصلاب والأرحام، مما يحتاج إلى تدبر وتفكر، ناسبه ختم الآية بيفقهون، إذ الفقه فهم الأشياء الدقيقة، وتحدثت الآية الثالثة عن النعم التى أنعم الله بها على عباده: من إخراج النبات والثمار، وألوان الفواكه، فناسب ختمها بالإيمان، الداعى إلى شكره تعالى على نعمه.
ومن ذلك قوله تعالى: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42). فختم الأولى ب (تؤمنون)؛ لأن مخالفة القرآن لنظم الشعر ظاهرة واضحة، فمن قال إنه شعر كان كافرا ومعاندا عنادا محضا، فكان من المناسب ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ؛ أما مخالفة القرآن لنظم الكهان فمما يحتاج إلى تدبر وروية، لأن كلا منها نثر، فليست مخالفته له في وضوحها لكل أحد كمخالفة الشعر، ولكنها تظهر بتدبر ما في القرآن من بلاغة رائعة ومعان أنيقة، فحسن لذلك ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ .
ومما يجمل إيراده هنا أن تختلف الفاصلتان في موضعين، والمتحدث عنه واحد فيهما، وذلك كقوله تعالى في سورة إبــراهيم: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبــراهيم 34). وقوله تعالى في سورة النحل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل 17، 18).
والمتأمل يجد سر هذا الاختلاف، أن القرآن راعى مرة موقف الإنسان من نعم الله، فهو ظلوم كفار، وأخرى مقابلة الله سبحانه نكران الجميل والظلم والكفر بالنعم، بالغفران والرحمة، وكان ختام الآية الأولى بما ختمت به، لأنها كانت في معرض صلة الإنسان بالله، وكانت الثانية في معرض الحديث عن الله، فناسب ختم الآية بذكر صفاته.
ونظير ذلك قوله سبحانه في سورة الجاثية: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (الجاثية 14، 15). كررت هذه الآية في سورة فصلت، وختمت بفاصلة أخرى، إذ قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 46). ولعل سر ذلك أن الآية الأولى جاء قبلها حديث عن منكرى البعث، فناسب ختم الآية بالحديث عنه، أما الآية الثانية فناسب ختمها معناها: من جزاء كل بما يستحق؛ ونظير هذا أيضا قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48). وقال مرة أخرى في السورة نفسها: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً (النساء 116). ونستطيع أن نلتمس سر هذا الاختلاف في أن الآية الأولى وردت في حديث عن اليهود الذين افتروا على الله الكذب، مما ناسب أن تختم الآية بالافتراء، الذى اعتاده اليهود، وهم أهل الكتاب. أما الآية الثانية فقد وردت في حديث عن المشركين، وهم في إشراكهم لا يفترون، ولكنهم ضالون ضلالا بعيدا.
وقد تكون المخالفة لتعديد الأوصاف وإثباتها، حتى تستقر في النفس، كما فى قوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (المائدة 44). فقد كررها قائلا: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة 45). وقال مرة ثالثة: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (المائدة 47). يريد أن يبين أن من لم يحكم بما أنزل الله ساتر لما أنزله الله، ظالم لنفسه، فاسق بهذا الستر.
وقد يتشابه المقامان في الهدف والغاية فتتحد الفاصلة فيهما كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النور 58، 59). فالآيتان فى الاستئذان، وقد ختمتا بفاصلة متحدة. واتحدت الفاصلة في قوله سبحانه:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 81، 82).
للموازنة بين خلودين، أحدهما في الجنة، والآخر في السعير.
وقد تحدث العلماء عما يكون في الآية مما يشير إلى الفاصلة، ويسمون ذلك تصديرا وتوشيحا، أما التصدير فأن تكون اللفظة قد تقدمت مادتها في الآية، ودعوه رد العجز على الصدر، ومثلوا له بقوله تعالى: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وقوله تعالى: هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (آل عمران 8). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10). وقوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (الإسراء 21). وقوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (طه 61). وقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (نوح 10).
وفي ذلك وشبهه ما يدل على التحام الفاصلة بالآية التحاما تاما، يستقر في النفس وتتقبله أعظم قبول. وحينا يظن أن الآية تهيئ لفاصلة بعينها، ولكن القرآن يأتى بغيرها، إيثارا لما هو ألصق بالمعنى، وأشد وفاء بالمراد.
ومن ذلك قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (البقرة 67). فربما وقع في النفس أن الفاصلة ترتبط بالاستهزاء، وتتصل به، ولكنها جاءت تبرءوا من الجهل. وفي ذلك إشارة إلى أن الاستهزاء بالناس جهل وسفه، لا يليق أن يصدر من عاقل ذى خلق.
أما ما سموه توشيحا، فهو أن يكون معنى الآية مشيرا إلى هذه الفاصلة، ومثلوا له بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْــراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (آل عمران 33). فإن الاصطفاء يكون من الجنس، وجنس هؤلاء المصطفين، هو العالمون، وبقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37).
هذه الفواصل لها قيمتها في إتمام المعنى، وهى مرتبطة- كما رأينا- بآياتها تمام الارتباط، ولها أثرها الموسيقى في نظم الكلام، ولهذه الموسيقية أثرها في النفس، وأسلوب القرآن فيه هذه الموسيقى المؤثرة، ومن أجلها حدث في نظم الآىما يجعل هذه المناسبة أمرا مرعيّا، وتجد بعض ذلك في كتاب الإتقان ، ومن ذلك إيثار أغرب اللفظين نحو قِسْمَةٌ ضِيزى وقد أحسن ابن الأثير توجيه هذه اللفظة إذ قال : «إنها في موضعها لا يسد غيرها مسدها؛ ألا ترى أن السورة كلها- التى هى سورة النجم- مجموعة على حرف الياء فقال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 1، 2). وكذلك إلى آخر السورة. فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (النجم 21، 22). فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذى جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها في مكانها.
وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها، ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها، ولا مناسبة؛ لأنها تكون خارجة عن حروف السورة، وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة، قلنا: (قسمة جائرة أو ظالمة) ولا شك أن (جائرة، أو ظالمة) أحسن من ضِيزى، إلا أنا إذا نظمنا الكلام، فقلنا: «ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة جائرة، لم يكن النظم كالنظم الأول، وصار الكلام كالشيء المعوز، الذى يحتاج إلى تمام، وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام»، هذا وإن غرابة هذه اللفظة من أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة.
وقد يشتد التقارب الموسيقى في الفواصل، حتى تتحد الفاصلتان في الوزن والقافية، كما في قوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (الغاشية 13، 14). وقوله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (الغاشية 25، 26).
وقوله: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقد تختلفان فى الوزن، ولكنهما تتقاربان في حروف السجع، كقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (نوح 13، 14). وقد تتساوى الفاصلتان في الوزن دون التقفية، كقوله تعالى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (الغاشية 15، 16).
وقوله: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . (الصافات 117، 118).
وقد تختلفان وزنا وقافية، ولكنهما تتقاربان، كقوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة 3، 4). وقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ
(ق 1، 2).
ويسمى العلماء الفواصل المتفقة في الحرف الأخير متماثلة، وما عداها متقاربة، ولا تخرج الفواصل عن هذين النوعين أبدا، وقد تنتهى السورة بفاصلة منفردة تكون كالمقطع الأخير، كقوله تعالى في ختام سورة الضحى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى 9 - 11).
وقد تتفق الفاصلتان لا في الحرف الأخير فحسب، ولكن في حرف قبله، أو أكثر، من غير أن يكون في ذلك كلفة ولا قلق، بل سلاسة ولين وجمال، مثال التزام حرف قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). وقوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16). وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (الانشقاق 17، 18).
ومثال ما اتفقا في حرفين، قوله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (الطور 1، 2).
وقوله تعالى ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (القلم 2، 3). وقوله تعالى كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ . (القيامة 26 - 28).
ومثال التزام ثلاثة أحرف قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (الأعراف 201، 202).
وأنت ترى في كل ما التزم فيه حرف أو أكثر أنه طبيعى لا تكلف فيه.
هذا وإذا كانت الفاصلة في الآية كالقافية في الشعر، فقد رأينا فيما سبق بعض ما تختلف فيه الفاصلة عن القافية، حينما تتقارب الفواصل ولا تتماثل، كما أنه من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة. قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91).

زَمْزَمُ

زَمْزَمُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وتكرير الميم والزاي: وهي البئر المباركة المشهورة، قيل: سميت زمزم لكثرة مائها، يقال: ماء زمزم وزمازم، وقيل: هو اسم لها وعلم مرتجل، وقيل: سميت بضمّ هاجر أم إسماعيل، عليه السلام، لمائها حين انفجرت وزمّها إيّاه، وهو قول ابن عبّاس حيث قال: لو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء، وقيل: سميت بذلك لأن سابور الملك لما حج البيت أشرف عليها وزمزم فيها، والزمزمة:
كلام المجوس وقراءتهم على صلاتهم وعلى طعامهم، وفيها يقول القائل:
زمزمت الفرس على زمزم، ... وذاك في سالفها الأقدم
وقيل: بل سميت زمزم لزمزمة جبرائيل، عليه السلام، وكلامه عليها، وقال ابن هشام: الزمزمة عند العرب الكثرة والاجتماع، وأنشد:
وباشرت معطنها المدهثما، ... ويمّمت زمزومها المزمزما
وقال المسعودي: والفرس تعتقد أنّها من ولد إبــراهيم الخليل، عليه السلام، وقد كانت أسلافهم تقصد البيت الحرام وتطوف به تعظيما لجدها إبــراهيم وتمسكا بهديه وحفظا لأنسابها، وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك، وكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على هذه البئر، وفي ذلك يقول الشاعر في القديم من الزمان:
زمزمت الفرس على زمزم، ... وذاك في سالفها الأقدم
وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام:
وما زلنا نحجّ البيت قدما، ... ونلقي بالأباطح آمنينا
وساسان بن بابك سار حتى ... أتى البيت العتيق بأصيدينا
وطاف به وزمزم عند بئر ... لإسماعيل تروي الشاربينا
ولها أسماء، وهي: زمزم وزمّم وزمّزم وزمازم وركضة جبرائيل وهزمة جبرائيل وهزمة الملك، والهزمة والركضة بمعنى، وهو المنخفض من الأرض، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها هزمة، وهي سقيا الله لإسماعيل، عليه السلام، والشّباعة وشباعة وبرّة ومضنونة وتكتم وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار وطعام الأبرار وطيّبة، ولها فضائل كثيرة، روي عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنّه قال: كانت زمزم من أطيب المياه وأعذبها وألذها وأبردها فبغت على المياه فأنبط الله فيها عينا من الصفا فأفسدتها، وروى ابن عباس عن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق، وماء زمزم لما شرب له، قال مجاهد: ماء زمزم إن شربت منه تريد شفاء شفاك الله وإن شربته لظمإ روّاك الله وإن شربته لجوع أشبعك الله، وقال محمد بن أحمد الهمذاني: وكان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا، وفي قعرها ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود، وأخرى حذاء أبي قبيس والصفا، وأخرى حذاء المروة ثمّ قلّ ماؤها جدّا حتى كانت تجمّ، وذلك في سنة 223 أو 224، فحفر فيها محمد بن الضحاك، وكان خليفة عمر بن فرج الرّخّجي على بريد مكّة وأعمالها، تسعة أذرع فزاد ماؤها واتسع ثمّ جاء الله بالأمطار والسيول في سنة 225 فكثر ماؤها، وذرعها من رأسها إلى الجبل المنقور فيه أحد عشر ذراعا وهو مطويّ والباقي فهو منقور في الحجر، وهو تسعة وعشرون ذراعا، وذرع تدويرها أحد عشر ذراعا، وسعة فمها ثلاثة أذرع وثلثا ذراع، وعليها ميلا ساج مربعان فيهما اثنتا عشرة بكرة ليستقى عليها، وأوّل من عمل الرخام عليها وفرش أرضها بالرخام المنصور، وعلى زمزم قبة مبنية في وسط الحرم عن باب الطواف تجاه باب الكعبة، وفي الخبر: أن إبــراهيم، عليه السلام، لما وضع إسماعيل بموضع الكعبة وكرّ راجعا قالت له هاجر: إلى من تكلنا؟ قال:
إلى الله، قالت: حسبنا الله، فرجعت وأقامت عند ولدها حتى نفد ماؤها وانقطع درّها فغمها ذلك
وأدركتها الحنة على ولدها فتركت إسماعيل في موضعه وارتقت على الصفا تنظر هل ترى عينا أو شخصا، فلم تر شيئا فدعت ربّها واستسقته ثمّ نزلت حتى أتت المروة ففعلت مثل ذلك، ثمّ سمعت أصوات السباع فخشيت على ولدها فأسرعت تشتد نحو إسماعيل فوجدته يفحص الماء من عين قد انفجرت من تحت خده، وقيل: بل من تحت عقبه، قيل: فمن ذلك العدو بين الصفا والمروة استنانا بهاجر لما عدت لطلب ابنها لخوف السباع، قالوا: فلمّا رأت هاجر الماء سرّت به وجعلت تحوطه بالتراب لئلا يسيل فيذهب ولو لم تفعل ذلك لكان عينا جارية، ولذلك قال بعضهم:
وجعلت تبني له الصفائحا، ... لو تركته كان ماء سافحا
ومن الناس من ينكر ذلك ويقول: إن إسماعيل حفره بالمعاول والمعالجة كسائر المحفورات، والله أعلم، وقد كان ذلك محفورا عندهم قبل الإسلام، وقالت صفية بنت عبد المطلب:
نحن حفرنا للحجيج زمزم ... سقيا نبيّ الله في المحرّم
ركضة جبريل ولمّا يفطم
قالوا: وتطاولت الأيّام على ذلك حتى غوّرت تلك السيول وعفتها الأمطار فلم يبق لزمزم أثر يعرف، فذكر محمد بن إسحاق فيما رفعه إلى عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم، فقال: وما زمزم؟ قالوا: لا تنزف ولا تهدم، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدّم، عند نقرة الغراب الأعصم، فغدا عبد المطلب ومعه الحارث ابنه ليس له يومئذ ولد غيره فوجد الغراب ينقر بين إساف ونائلة، فحفر هنالك فلمّا بدا الطيّ كبّر فاستشركته قريش وقالوا: إنّها بئر أبينا إسماعيل ولنا فيها حق، فأبى أن يعطيهم حتى تحاكموا إلى كاهنة بني سعد بأشراف الشام، فركبوا وساروا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نفد ماؤهم فظمئوا وأيقنوا بالهلكة فانفجرت من تحت خف عبد المطلب عين من ماء فشربوا منها وعاشوا وقالوا: قد، والله، قضي لك علينا أن لا نخاصمك فيها أبدا، إن الذي سقاك الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، فانصرفوا، فحفر زمزم فوجد فيها غزالين من ذهب وأسيافا قلعية كانت جرهم دفنتها عند خروجهم من مكّة، فضرب الغزالين بباب الكعبة وأقام عبد المطلب سقاية زمزم للحاج، وفيه يقول حذيفة بن غانم:
وساقي الحجيج ثمّ للخير هاشم ... وعبد مناف ذلك السيّد الفهر
طوى زمزما عند المقام فأصبحت ... سقايته فخرا على كلّ ذي فخر
وفيه يقول خويلد بن أسد بن عبد العزّى وفيه ما يدل على أن زمزم أقدم من إسماعيل، عليه السلام:
أقول، وما قولي عليكم بسبّة:
إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم ... حفيرة إبــراهيم يوم ابن هاجر،
وركضة جبريل على عهد آدم

حنن

(حنن) : لَقِيتُ منه حَناناً: أَي شَرّاً طَوِيلاً.
(حُنَيْنٌ) وَادٍ قِبَلَ الطَّائِفِ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ وَعَامُ حُنَيْنٍ أَوْ يَوْمُ حُنَيْنٍ فِي حَدِيثِ سَهْلَةَ وَهُوَ الصَّوَابُ وَخَيْبَرُ تَصْحِيفٌ.
(حنن) : الحِنُّ، بالحاءِ: الجَنونُ، قال عُرْوَةُ بنُ مُرَّةَ أَخًو أَبي خِراشِ: وعِمْرانُ بنُ مُرَّة فيه حِنَّ إذا ما اعْوَجَّ عانِدُها تَفُورُ (مشط) : كقُرْط وقِراط، ورُمْحٍ ورِماح.

حنن


حَنَّ(n. ac. حَنِيْن)
a. Resounded, sounded, vibrated.
b. [Ila], Yearned, longed for.
c.(n. ac. حَنّ
حَنَّة
حَنَاْن) ['Ala], Had compassion on.
d.(n. ac. حَنّ) ['An], Turned away from.
حَنَّنَa. Rendered compassionate.
b. Retreated; turned back.
c. Was in blossom, in flower.
d. Was spoilt, bad ( cheese & c.

أَحْنَنَa. Caused to resound, twanged (bow-string).

تَحَنَّنَ
a. ['Ala], Felt pity for.
تَحَاْنَنَإِسْتَحْنَنَ
a. [Ila], Yearned, longed for.
حَنَّةa. Wife.
b. Grumbling cry of the camel.

حِنّ
a. [art.], The lowest grade of the Genii, existing before
Adam.
حِنَّة
حِنِّيَّةa. see 22 (a)
حَاْنِنَةa. She camel.

حَنَاْنa. Compassion, pity, tenderness of heart.
b. Mercies, blessings, abundance of worldly goods
increase &c.

حَنِيْن
(pl.
أَحْنِنَة
حُنُوْن
حَنَاْئِنُ)
a. Yearning, desire, longing, intense affection.
b. Moaning, sobbing.

حَنُوْنa. Tender, affectionate.
b. Merciful, clement.

حَنَّاْنُa. Pitiful, affectionate.
b. Plaintive.
c. [art.], The Most Merciful (God).
حِنَّاْنa. Egyptian privet, henna.
ح ن ن

حن إلى وطنه، وحن عليه حناناً: ترحم عليه، وحنانيك. وماله حانة ولا آنة أي ناقة ولا شاة. وهذه حنتي أي امرأتي. قال حبيب الأعلم:

يدمي وجه حنته إذا ما ... تقول له تمحل للعيال

ورجل مجنون محنون: من الحن وهم حي من الجن.

ومن المجاز: قوس حنانة. قال:

وفي منكبي حنانة عود نبعة ... تخيرها سوق المدينة بائع

وعود حنان. وخمس حنان: تحن فيه الــإبــل من الجهد. قال:

واستقبلوا ليلة خمس حنان ... يميل ساريها كميل السكران

وطريق حنان ونهام: للأبل فيه حنين ونهيم. قال الشماخ:

في ظهر حنانة النيرين مغوال

واستحنه الشوق: استطربه. وجرحه جرحاً لا يحن على عظم. قال:

ولا بد من قتلى فعلك منهم ... وإلا فجرح لا يحن على عظم
ح ن ن: (الْحَنِينُ) الشَّوْقُ وَتَوَقَانُ النَّفْسِ وَقَدْ (حَنَّ) إِلَيْهِ يَحِنُّ بِالْكَسْرِ (حَنِينًا) فَهُوَ (حَانٌّ) . وَ (الْحَنَانُ) الرَّحْمَةُ وَقَدْ (حَنَّ) عَلَيْهِ يَحِنُّ بِالْكَسْرِ (حَنَانًا) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [مريم: 13] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: مَا أَدْرِي مَا الْحَنَانُ. وَ (الْحَنَّانُ) بِالتَّشْدِيدِ ذُو الرَّحْمَةِ. وَ (تَحَنَّنَ) عَلَيْهِ تَرَحَّمَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ (حَنَانَكَ) يَا رَبِّ وَ (حَنَانَيْكَ) يَا رَبِّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَيْ رَحْمَتَكَ. وَ (حَنَّةُ) الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ. وَ (حُنَيْنٌ) مَوْضِعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ: فَإِنْ قَصَدْتَ بِهِ الْبَلَدَ وَالْمَوْضِعَ ذَكَّرْتَهُ وَصَرَفْتَهُ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} [التوبة: 25] وَإِنْ قَصَدْتَ بِهِ الْبَلْدَةَ وَالْبُقْعَةَ أَنَّثْتَهُ وَلَمْ تَصْرِفْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ وَشَدُّوا أَزْرَهُ ... بِحُنَيْنَ يَوْمَ تَوَاكُلِ الْأَبْطَالِ
وَقَوْلُهُمْ: رَجَعَ (بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ) مَثَلٌ فِي الْخَيْبَةِ وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. وَ (الْحِنُّ) بِالْكَسْرِ حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ. وَقِيلَ خَلْقٌ بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. 
(حنن) - في حَديث عَلىِّ، رَضِى الله عنه: "إنَّ هَذِه الكِلابَ التي لها أَربعَة أَعيُنٍ من الحِنِّ"
الحِنُّ: حَىٌّ من الجِنِّ، وهي ضَعَفَة الجِنِّ. يقال: مَجْنُون مَحْنُون، وهو الذي يُصَرع ثم يُفِيق زَمانًا.
وقال سَعِيد بنُ المُسَيَّب: الحِنُّ: الكِلابُ السُّودُ المُعَيَّنَة .
وقال غَيرُه: هي سَفِلَةُ الجِنّ، وقيل الجِنُّ ثَلاثَةُ أَصْناف: جِنٌّ، وحِنٌّ وبِنٌّ.
- في الحديث: "أنه دَخَل على أُمِّ سَلَمَة، رَضى الله عنها, وعِندَها غُلامٌ يُسَمَّى الوَلِيدَ. فقال: اتَّخَذْتُم الوَلِيدَ حَناناً ,غَيَّروا اسْمَه".
: أي تَرحَمُون وتُحِبُّون هذا الاسْمَ، والحَنان: الرَّحْمَة.
وفي حَديثٍ آخَر: "أَنَّه من أَسماءِ الفَرَاعِنَة" فكَرِه أن يُسَمَّى به، كما اسْتُحِبَّ أن يُسَمَّى بأَسماءِ الصَّالِحِين،: والله أعلم
في حديث زَيْدِ بنِ عَمْرو: "حَنَانَيْك" . : أي ارحَمْنِى رَحمة بعد رَحْمَةٍ.
وقيل: الحِنُّ، من حَنَّ إذا رَقَّ عليه قَلبُه، والرِّقَّة والضَّعْف من باب. ويجوز: أن يَكُونَ من أَحنَّ إحْنَاناً إذا أَخْطَأ، لأَنَّ الأبصار تُخْطِئها ولا تُدرِكها، كما أن الجِنَّ من الاجْتِنَان.
- في الحَديثِ: "لا تتزوَّجَنَّ حَنَّانَة" .
: أي كان لها زَوجٌ قَبلك، فهى تَتَحَزَّن عليه وتَحِنُّ إليه.
ح ن ن : حَنَنْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَحِنُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَنَّةً بِالْفَتْحِ وَحَنَانًا عَطَفْت وَتَرَحَّمْتُ وَحَنَّتْ الْمَرْأَةُ حَنِينًا اشْتَاقَتْ إلَى وَلَدِهَا وَحُنَيْنٌ مُصَغَّرٌ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ هُوَ مُذَكَّرٌ مُنْصَرِفٌ وَقَدْ يُؤَنَّثُ عَلَى مَعْنَى الْبُقْعَةِ وَقِصَّةُ حُنَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا لِقِتَالِ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ وَقَدْ بَقِيَتْ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ فَسَارَ إلَى حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ أَمَدَّهُمْ اللَّهُ بِنَصْرِهِ فَعَطَفُوا
وَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ فَهَزَمُوهُمْ وَغَنِمُوا أَمْوَالَهُمْ وَعِيَالَهُمْ ثُمَّ صَارَ الْمُشْرِكُونَ إلَى أَوْطَاسٍ فَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ عَلَى نَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ وَمِنْهُمْ مَنْ سَلَكَ الثَّنَايَا وَتَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ سَلَكَ نَخْلَةَ وَيُقَالُ إنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَقَامَ عَلَيْهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ صَارَ إلَى أَوْطَاسٍ فَاقْتَتَلُوا وَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ إلَى الطَّائِفِ وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا أَيْضًا أَمْوَالَهُمْ وَعِيَالَهُمْ ثُمَّ صَارَ إلَى الطَّائِفِ فَقَاتَلَهُمْ بَقِيَّةَ شَوَّالٍ فَلَمَّا أَهَلَّ ذُو الْقَعْدَةِ تَرَكَ الْقِتَالَ لِأَنَّهُ شَهْرٌ حَرَامٌ وَرَحَلَ رَاجِعًا فَنَزَلَ الْجِعْرَانَةَ وَقَسَمَ بِهَا غَنَائِمَ أَوْطَاسٍ وَحُنَيْنٍ وَيُقَالُ كَانَتْ سِتَّةَ آلَافِ سَبْيٍ. 
حنن لبب [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه كَانَ يَقُول فِي تلبيته: لَبَّيك رَّبَنَا وحَنَانَيْك قَالَ: حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: حَنَانَيْك يُرِيد: رحمتك وَالْعرب تَقول: حَنانَك يَا رب وحَنَانَيْك يَا رب بِمَعْنى وَاحِد قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الوافر)

وَيَمْنَحُها بَنُو شَمَجَى بن جَرْم ... مَعيزَهم حَنَانَك ذَا الحَنَانِ

يُرِيد: رحمتك يَا رب وَقَالَ طرفَة: (الطَّوِيل)

حنانيك بعضُ الشَّرِّ أهونُ من بعضِ ... وَقد رُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ فِي قَوْله عز وَجل {وَحَنَاناً مِّنْ لَّدُنَّا} قَالَ: الرَّحْمَة وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: لَا أَدْرِي مَا الحنان. قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الرقيم أكتاب أم بُنيان وَفِي قَوْله عز وَجل {وَحَنَاناً مِّنْ لَّدُنَّا} قَالَ: وَالله مَا أَدْرِي مَا الحنان. وَأما قَوْله: لَبَّيْك فَإِن تَفْسِير التَّلْبِيَة عِنْد النَّحْوِيين فِيمَا يحْكى عَن الْخَلِيل أَنه كَانَ يَقُول: أَصْلهَا من: ألْبَبْتُ بِالْمَكَانِ فَإِذا دَعَا الرجل صَاحبه فَقَالَ لبيْك فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنا مُقيم عنْدك أَنا مَعَك ثمَّ وكّد ذَلِك فَقَالَ: لبيْك يَعْنِي إِقَامَة بعد إِقَامَة هَذَا تَفْسِير الْخَلِيل] .
[حنن] فيه: "فحن" الجذع إليه، أي حين صعد على المنبر، أي نزع واشتاق، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها. ومنه ح: لما قال الوليد بن عقبة: أقتل من
[حنن] الحَنينُ: الشَوقُ وتَوَقانُ النفس. تقول منه: حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنيناً فهو حانٌّ. والحَنانُ: الرحمةُ. يقال منه: حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً. ومنه قوله تعالى: (وحَناناً من لدنا) . وذكر عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهم في هذه الآية أنه قال: ما أدرى ما الحنان. والحنان بالتشديد: ذو الرحمة. ويقال أيضاً: طريقٌ حَنَّانٌ، أي واضح. وأبرق الحنان: موضع. وقوس حنانة: تحن عند الإنباض. وقال: وفي مَنْكِبَيْ حَنّانَةٍ عودُ نَبْعَةٍ تَخَيِّرَها لي سوقَ مكةَ بائِعُ أي في سوق مكّة بائعٌ. وتَحَنّنَ عليه: تَرَحَّمَ. والعرب تقول: حَنانَكَ يا ربّ وحَنانَيْكَ يا ربّ، بمعنىً واحد، أي رحمتك. قال امرؤ القيس: وتمنحها بنو شمجى بن جرم معيزهم حنانك ذا الحنان وقال طرفة: أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا حَنانَيْكَ بعضُ الشرِّ أَهْوَنُ من بعضِ وحَنينُ الناقةِ: صوتُها في نزاعها إلى ولدها. وحنانة: اسم راع في طول طرفة: نعاني حنانة طوبالة تسف يبيسا من العشرق وحنة الرجل: امرأته. قال : وليلة ذات دجى سريت ولم يَلِتْني عن سُراها لَيْتُ ولم تضرني حنة وبيت وحنة البعير: رغاؤه. وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقةٌ ولا شاةٌ. والمُسْتَحَنُّ مثله. قال الأعشى: تَرى الشَيْخَ منها يحبّ الإيا بَ يَرْجُفُ كالشارِفِ المُسْتَحِنّْ وحَنَّ عَنِّي يَحُنُّ بالضم، أي صدّ. ويقال أيضاً: ما تَحُنُّني شيئاً من شرّك، أي ما تصرِفُه عنّي. والحَنونُ: ريحٌ لها حنين كحنين الابل. وقال: غشيت بها منازل مقفرات تذعذعها مذعذعة حنون  وحنين: موضع يذكر ويؤنث، فإن قصدت به البلد والموضع ذكرته وصرفته، كقوله تعالى: (ويوم حنين) ، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنثته ولم تصرفه، كما قال الشاعر : نصروا نبيهم وشدوا أزره بحنين يوم تواكل الابطال وقولهم: " رجع بخفى حنين " قال ابن السكيت عن أبى اليقظان: كان حنين رجلا شديدا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد ابن هاشم. فقال عبد المطلب: لا وثياب هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع. فقالوا: " رجع حنين بخفيه " فصار مثلا. وقال غيره: هو اسم إسكاف من أهل الحيرة، ساومه أعرابي بخفين ولم يشترهما، فغاظه ذلك وعلق أحد الخفين في طريقه، وتقدم فطرح الآخر وكمن له، وجاء الاعرابي فرأى أحد الخفين فقال: ما أشبه هذا بخف حنين، لو كان معه آخر لاشتريته. فتقدم فرأى الخف الثاني مطروحا في الطريق فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الاول، فذهب الاسكاف براحلته وجاء إلى الحى بخفى حنين. والحن بالكسر: حى من الجن. قال الراجز : أبيت أهوى في شياطين ترن مختلف نجواهم حن وجن ورجل مَحْنونٌ، أي مجنونٌ، وبه حِنَّةٌ أي جِنَّةٌ. ويقال: الحِنُّ: خَلْقٌ بين الجن والانس. وحن بالضم: اسم رجل.
حنن
حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ حنَنْتُ، يحِنّ، احْنِنْ/ حِنّ، حنينًا، فهو حانّ، والمفعول محنون إليه
• حنَّ الشَّيءُ: سجع وصوَّت "حنَّ العُودُ- حنَّتِ الريحُ- حنَّتِ الناقةُ: مدَّت صوتَها شوقًا إلى ولدها".
• حنَّ إلى فلانٍ / حنَّ إلى الشَّيء/ حنَّ لفلان/ حنَّ للشَّيء: اشتاقَ وتاقت نفسُه إليه "حنَّ إلى وطنِه/ رفيق الصِّبا- حنَّ لرؤية أخيه المسافر". 

حَنَّ على حَنَنْتُ، يَحِنّ، احْنِنْ/ حِنَّ، حنانًا، فهو حَنُون، والمفعول محنون عليه
• حنَّ على فلان: عطَف عليه "حنَّ على البؤساء- حنَّتِ الأمُّ على ولدها- أبٌ حنون- امرأة حنونة- {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا} " ° حنَّ الدَّمُ على الدَّم: أثَّرت في نفسه قرابةُ الدَّم، عطف عليه. 

تحنَّن إلى/ تحنَّن على يتحنَّن، تحنُّنًا، فهو متحنِّن، والمفعول متحنَّن إليه
• تحنَّنَ إلى فلان: تضرَّع، ابتهل، توسَّل إليه بخضوع "تحنَّن إلى رئيسه في العمل".
• تحنَّنَ عليه: ترحَّم، تعطَّف عليه ورحمه "عُرف هذا الرَّجلُ بإغاثته للملهوفين وتحنّنه على الضُّعفاء". 

حنَّنَ/ حنَّنَ على/ حنَّنَ عن يُحنِّن، تحنينًا، فهو مُحنِّن، والمفعول مُحنَّن
• حنَّن فلانًا/ حنَّن فلانًا عليه: أثار رأفتَه واستدرَّ شفَقَتَه "حنَّن قلبَ أبيه- حنَّن الخطيبُ قلوبَ الناس على المساكين".
• حنَّن عليه: عطَف وأشفق عليه "اللهُ يحنِّن عليك".
• حنَّن عن فلان: انثنى وقصَّر "ما حنَّن عنِّي يومًا من الأيّام". 

تَحْنان [مفرد]:
1 - شوق شديد "يؤرِّقه التّحْنانُ إلى وطنه وأهله- *سِواي بتَحْنان الأغاريدِ يَطْرَب*".
2 - رحمة "تعامل بتَحْنانٍ مع النّاس". 

حَنان [مفرد]:
1 - مصدر حَنَّ على.
2 - رقّة القلب "حنان الأمّ ليس له نظير".
3 - رحمة " {وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا. وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} " ° حنانَك: رحمتَك أو رحمةً منك أو ارحمنا- حَنَانَيْكَ: رحمةً منك موصولة برحمة. 

حَنّان [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ ° المرأة الحنَّانة: التي تشتاق إلى ولدها أو إلى زوجها الأوّل فتذكره بالحنين والتحزّن.
2 - رحيم "رَجُل حنَّان".
• الحَنَّانُ: من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الواسع الرَّحمة، المبالغ في الإكرام والعطف "لا إله إلاّ أنت الحنَّان بديع السَّموات والأرض". 

حَنون [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَنَّ على.
• الحَنون من النِّساء: التي تتزوّج رقّة على أولادها إذا كانوا صغارًا ليقوم الزَّوج بأمرهم.
• الأمُّ الحَنون: (شر) الغشاء الوعائيّ الرَّقيق المؤلِّف للطَّبقة الدَّاخلة من الأغلفة الثَّلاثة المحيطة بالمخّ والحبل الشَّوكيّ. 

حَنين [مفرد]:
1 - مصدر حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ.
2 - كآبة تأخذ النَّفسَ بسبب البعد عن الوطن، كآبة تحدثها الحسرةَ
 على ما فات وابتعد، عكسه سُلُوّ. 

حنن: الحَنّانُ: من أَسماء الله عز وجل. قال ابن الأَعرابي: الحَنّانُ،

بتشديد النون، بمعنى الرحيم، قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ الرحيم

بعبادِه، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة؛ الأَزهري: هو بتشديد النون صحيح، قال: وكان

بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين، فاسْتَوحش

أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من

الحَنان، وهو الرحمة؛ومنه قوله تعالى: وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا؛ أَي رَحْمة

منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ في صفة الله، هو بالتشديد، ذو

الرَّحمة والتعطُّفِ. وفي حديث بلال: أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو

يُعَذَّب فقال: والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً؛ الحَنانُ:

الرحمةُ والعطفُ، والحَنَانُ: الرِّزْقُ والبركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ

قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به

متبرّكاً، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من

الأُمَمِ الماضية، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس، وكان ورقةُ

على دين عيسى، عليه السلام، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي، صلى الله عليه

وسلم، لأَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك

لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً؛ قال ابن الأَثير. وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً

ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ. وفي الحديث: أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة

وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ، فقال: اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً

غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه، وفي رواية:

أَنه من أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن يُسَمَّى به. والحَنانُ،

بالتخفيف: الرحمة. تقول: حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً؛ قال أَبو إسحق في قوله

تعالى: وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا؛ أَي وآتَيْناه

حَناناً؛ قال: الحَنانُ العَطْفُ والرحمة؛ وأَنشد سيبويه:

فقالت: حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا؟

أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ؟

أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة، والذي

يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه. وقال الفَراء في قوله سبحانه: وحَناناً

مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً

لأَبَوَيْك. وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه قال: ما أَدْري

ما الحَنانُ. والحَنينُ: الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ، وقيل: هو صوتُ

الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ. والحَنِينُ: الشَّوْقُ وتَوَقانُ

النَّفس، والمَعْنَيان متقاربان، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو

حانٌّ. والاسْتِحْنانُ: الاسْتِطْرابُ. واسْتَحَنَّ: اسْتَطْرَبَ: وحَنَّت

الــإِبــلُ: نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، والناقةُ تَحِنُّ في

إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت، وقيل: حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ

وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ. وتَحَنَّنَت النَّاقةُ

على ولدِها: تَعَطَّفَت، وكذلك الشاة؛ عن اللحياني. الأَزهري عن الليث:

حنينُ الناقة على معنيين: حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها،

وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت؛ قال رؤبة:

حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ،

حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي.

يقال: حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت، وحَنَّت

النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها؛ قال

الشاعر:

يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها،

قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِيعُ زامِرِ.

ويقال: حَنَّ عليه أَي عَطَف. وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في

مسجده، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى، فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه

حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت. وفي حديث آخر: أَنه كان يصلِّي إلى

جذْعٍ في مسجده، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه

أَي نَزَع واشتاق، قال: وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ

ولدها. وتحانَّت: كحنَّتْ؛ قال ابن سيده: حكاه يعقوبُ في بعض شروحه، وكذلك

الحَمامَةُ والرجلُ؛ وسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، بِلالاً يُنشِد:

أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟

فقال له: حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء. والحَنَّانُ: الذي يَحِنُّ إلى

الشيء. والحِنَّةُ، بالكسر: رقَّةُ القلبِ؛ عن كراع. وفي حديث زيد بن

عَمْرو بن نُفَيل: حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة، وهو من

المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ،

وقالوا: حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن، فمعنى

حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قال ابن

سيده: يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ، ولْيَكُنْ

موصولاً بآخرَ من رحمتِك، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب؛ قال

طرفة:

أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا،

حَنانَيْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ.

قال سيبويه: ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة. وحكى

الأَزهري عن الليث: حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا، يذكِّرُه

الرَّحمةَ والبِرَّ، وأَنشد بيت طرفة؛ قال ابن سيده: وقد قالوا حَناناً

فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل،

والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك،

والعرب تقول: حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك، وقالوا:

سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه، كما قالوا: سبحانَ الله

ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه؛ وقول امرئ القيس:

ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم

مَعِيزَهُمُ، حَنانَك ذا الحَنانِ.

فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم، ورواه

الأَصمعي: ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي

أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ،

وكذلك تفسيره، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم، وكذلك تفسيره،

والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه، وهو التحنُّنُ. وتَحَنَّنْ عليه:

ترحَّمْ؛ وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة:

تَحَنَّنْ عليَّ، هَداك المَلِيك،

فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا.

والحَنانُ: الرحمةُ، والحَنانُ: الرِّزق. والحَنانُ: البركة. والحَنانُ:

الهَيْبَةُ. والحَنانُ: الوَقار. الأُمَوِيُّ: ما نرى له حَناناً أَي

هيبةً. والتَّحنُّنُ: كالحَنانِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما قال

الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ: أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش، فقال عمر:

حَنَّ قِدْحٌ ليس منها؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه

أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء، والقِدْحُ، بالكسر: أَحدُ سِهام

المَيْسِر، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ

يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به؛ ومنه كتاب عليٍّ، رضوان الله عليه، إلى

معاوية: وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها. والحَنُونُ

من الرياح: التي لها حَنِينٌ كحَنِين الــإِبِــل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها

عند الحَنِين؛ قال النابغة:

غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ،

تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ

وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد:

مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ، فمَا يَجْــ

ـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ.

وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك؛ وقوله: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ.

جعل الحَنَّان للخِمْس، وإنما هو في الحقيقة للناقة، لكن لما بَعُد عليه

أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه.

وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ؛ الأَصمعي: أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه.

وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ: تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه، وقيل: هي التي

تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها. والحَنونُ من النساء: التي

تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم،

وفي بعض الأَخْبار: أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال: لا تَتَزَوَّجَنَّ

حَنَّانةً ولا مَنَّانة. وقال رجل لابنه: يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ

الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها

زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه.

الحرَّاني عن ابن السكيت قال: الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على

ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم. وحَنَّةُ الرَّجل:

امرأَتُه؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ:

ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ،

ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ،

ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ.

وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه. وما لَهُ

حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ؛ والحَانَّةُ: الناقةُ، والآنَّةُ:

الشاةُ، وقيل: هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب. الأَزهري: الحَنِينُ

للناقة والأَنينُ للشاةِ. يقال: ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ

أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ. أَبو زيد: يقال ما له حانَّة ولا جارَّة،

فالحانَّةُ: الــإِبــلُ التي تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولةُ تَحْمِلُ

المتاعَ والطعامَ. وحَنَّةُ البعيرِ: رُغاؤُه. قال الجوهري: وما له حانَّةٌ

ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ، قال: والمُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قال الأَعشى:

تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا

بَ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ.

قال ابن بري: الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم؛ وهو:

وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ.

قال: والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه؛ قال: ومثلُه

ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري:

لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً،

مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى.

وقالوا: لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الــإِبــلِ الصَّادرة،

وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ

أَبداً. والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت، على التشبيه. وحَنَّت القوسُ

حَنيناً: صَوَّتَت، وأَحَنَّها صاحِبُها. وقوسٌ حَنَّانة: تَحِنُّ عند

الإِنْباضِ؛ وقال:

وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ،

تَخَيَّرَها لِي، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ.

أَي في سوق مكة؛ وأَنشد أَبو حنيفة:

حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ.

قال أَبو حنيفة: ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم؛ قال: هذا قول

أَبي حنيفة وَحْدَه، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً، إنما

هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا،

وإلاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ. وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب. والحَنَّانُ من

السهام: الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه

والْتئامِهِ. قال أَبو الهيثم: يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين

إصْبعيك حَنَّان؛ وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم:

فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله،

عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ.

إدامتُه: تَْنفِيزُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له

الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه. وطريقٌ حَنَّانٌ: بَيِّنٌ

واضح مُنْبَسِط. وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ: يَنْبَسِط. الأَزهري: الليث

الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها؛ قال الأَزهري:

هذا حاقُّ التصحيف، والذي أَراد الخْبَّة، بالخاء والباء، وقد ذكرناه في

موضعه، وأَما الحَنَّةُ، بالحاء والنون، فلا أَصل له في باب الثِّياب.

والحَنِينُ والحَنَّةُ: الشَّبَهُ. وفي المثل: لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها

حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً. وفي التهذيب: لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من

أُمِّها حنَّةً؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل، ويقال ذلك لكل مَنْ

أَشْبَه أَباه وأُمَّه؛ قال الأَزهري: والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ

العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ. وحَنَّ عليه يَحُنُّ، بالضم، أَي صَدَّ. وما

تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني. وما حَنَّنَ

عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال شمر: ولم أَسمع

تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي. ويقال: حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي

اصْرِفْه. ويقال: حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ.

وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول؛ وأَنشد:

وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ،

وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ

وقال ثعلب: إنما هو يَحِنُّ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره. والمَحْنُون

من الحقِّ: المنقوصُ. يقال: ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما

نَقَصْتُكَ. والحَنُّونُ: نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ. وحَنَّنَ

الشجرُ والعُشْبُ: أَخرج ذلك. والحِنَّانُ: لغة في الحِنَّآء؛ عن ثعلب.

وزيت حَنِينٌ: متغير الريح، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك؛ قال عَبِيدُ بن

الأَبرَصِ:

كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ،

تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ.

وبنو حُنٍّ: حيٌّ؛ قال ابن دُرَيْد: هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ؛ وقال

النابغة:

تَجَنَّبْ بني حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ

كَرِيهٌ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ.

والحِنُّ، بالكسر: حيٌّ من الجن، يقال: منهم الكلابُ السود البُهْمُ،

يقال: كلب حِنِّيٌّ، وقيل: الحِنُّ ضرب من الجن؛ وأَنشد:

يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ.

والحِنُّ: سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ:

أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ،

مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ.

قال ابن سيده: وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ،

ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير

الجنّ. ويقال: الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس. الفراء: الحِنُّ كِلابُ

الجِنِّ. وفي حديث عليّ: إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من

الحِنِّ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ. ويقال: مَجْنونٌ

مَحْنونٌ، ورجلٌ مَحْنونٌ

أَي مجنون، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ. أَبو عمرو: المَحْنون الذي يُصْرعُ

ثم يُفيق زماناً. وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة.

وفي حديث ابن عباس: الكِلابُ من الحِنِّ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فإذا

غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛

جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها. وحَنَّةُ وحَنُّونةُ: اسمُ

امرأَة، قال الليث: بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ. وحُنَيْنٌ:

اسمُ وادٍ بين مكة والطائف. قال الأَزهري: حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت

وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال: ويومَ حُنَيْنٍ إذْ

أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم؛ قال الجوهري: حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث، فإذا

قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى: ويومَ حُنَيْنٍ،

وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما قال حَسَّان

بن ثابت:

نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه

بِحُنَيْنَ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال.

وحُنَيْنٌ: اسمُ رجل. وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ

بالخَيْبةِ: رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً

ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه

خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال: يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ، فقال له

عبدُ المطلب: لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ

راشداً، فانْصَرَف خائباً فقالوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية، فصار مثلاً؛ وقال

الجوهري: هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن

فلم يَشتَرِهما، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه،

وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن

فقال: ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه

فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه

ورجع إلى الأوّل، فذهب الإسكافُ براحِلتِه، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ

حُنَيْنٍ. والحَنَّانُ: موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ. الجوهري:

وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ. قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة

والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بَدْرٍ؛

وحَنَانةُ: اسمُ راعٍ في قول طرفة:

نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً،

تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ.

قال ابن بري: رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ، بالباء والغين المعجمة،

والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول، بدليل قوله بعد هذا

البيت:

فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني،

وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ.

والحَنَّانُ: اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف. وحُنٌّ، بالضم: اسم

رجل. وحَنِينٌ والحَنِينُ

(* قوله «وحنين والحنين إلخ» بوزن أمير وسكيت

فيهما كما في القاموس). جميعاً: جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم؛ وقال:

وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه،

لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ

وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ. وفي التهذيب عن الفراء والمفضل

أَنهما قالا: كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنه

عُني به الشهر.

حنن
: (} الحَنِينُ: الشَّوْقُ) وتَوَقانُ النَّفْسُ.
(و) قيلَ: هُوَ (شِدَّةُ البُكاءِ والطَّرَبُ؛ أَو) هُوَ (صَوتُ الطَّرَبِ) كانَ ذلكَ (عَن حُزنٍ أَو فَرَحٍ) ؛) والمَعْنَيان مُتَقارِبان.
وقيلَ: الحَنِينُ صَوْتٌ يَخْرجُ مِنَ الصَّدْرِ عنْدَ البُكاءِ؛ وبالمُعْجمَةِ: مِنَ الأَنْفِ.
وَفِي الرَّوْض: إِنَّ الحَنِينَ لَا بُكاء مَعَه، وَلَا دَمْع، فإِذا كانَ مَعَه بُكاءٌ فَهُوَ حَنِينُ بالمعْجَمَةِ.
وقالَ الرَّاغِبُ: الحَنِينُ النِّزاعُ المُتَضمِّنُ للاشْتِياقِ؛ يقالُ: {حَنِينُ المرْأَةِ والنَّاقةِ لوَلَدِها، وَقد يكونُ مَعَ ذَلِك صَوْتٌ، ولذلكَ يُعَبَّرُ} بالحَنِينِ عَن الصَّوْتِ الدَّال على النِّزاعِ والشَّفقةِ؛ أَو مَقْصوراً بصُورتِه، وعَلى ذلكَ حَنِينُ الجذعِ.
وظاهِرُ المصْباحِ: قَصرَ الحَنِينَ على اشْتِياقِ المرْأَةِ لوَلَدِها.
( {حَنَّ} يَحِنُّ {حَنِيناً: اسْتَطْرَبَ، فَهُوَ} حانٌّ، {كاسْتَحَنَّ} وتَحانَّ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: حكَاهُ يَعْقوب فِي بعضِ شروحِه؛ وكذلكَ الناقَةُ والحَمامَةُ.
( {والحانَّةُ: النَّاقَةُ) ؛) وَقد} حَنَّتْ إِذا نَزَعَتْ إِلى أَوْطانِها، أَو أَوْلادِها. والناقَةُ {تَحِنُّ فِي إِثْرِ ولَدِها حَنِينُها: تَطْرَبُ مَعَ صَوْتٍ، وقيلَ:} حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغيرِ صوتٍ، والأَكْثَر أَنَّ الحَنِينَ بالصَّوْتِ.
وقالَ اللَّيْثُ: حَنِينُ الناقَةِ على مَعْنَيَيْن: حَنِينُها صَوْتُها إِذا اشْتاقَتْ إِلى ولَدِها، {وحَنِينُها نِزَاعُها إِلى ولَدِها من غيرِ صَوْتٍ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنّ} ِحِنِّي فَمَا ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّييقالُ: حَنَّ قَلْبي إِليه فَهَذَا نِزاعٌ واشْتِياقٌ مِن غَيْرِ صَوْتٍ، {وحَنَّتِ الناقَةُ إِلى أُلاَّفِها فَهَذَا صوتٌ مَعَ نِزاعٍ، وكَذلِكَ حَنَّتْ إِلى ولَدِها؛ قالَ الشاعِرُ:
يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَهاقُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ تَرْجِيعُ زامِرِوأَمَّا حَنِينُ الجِذْعِ فَفِي الحدِيثِ: (كانَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ فِي مسْجدِه، فلمَّا عُمِلَ لَهُ المِنْبَرُ صَعِدَ عَلَيْهِ فحنَّ الْجذع إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالَ نحْوِه حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ فاحْتَضَنَه فسَكَنَ) ، أَي نَزَعَ واشْتاقَ، وأَصْلُ الحَنِينِ تَرْجيعُ الناقَةِ صوْتَها إِثْرَ ولَدِها؛ وسَمِعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِلالاً يُنْشِد:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَل أَبِيتَنَّ لَيْلَةًبوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ فقالَ لَهُ:} حَنَنْت يَا ابنَ السَّوْداءِ ويقالُ: مالَهُ! حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي ناقَةٌ وَلَا شاةُ.
وقالَ أَبو زيدٍ: يقالُ: مالَهُ حانَّةٌ وَلَا جارَّةٌ، {فالحانَّةُ: الــإِبِــلُ الَّتِي} تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولَةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطَّعامَ؛ وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي أَن ن؛ ( {كالمُسْتَحِنِّ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
تَرَى الشَّيْخَ مِنْهَا يُحِبُّ الإِيابَ يَرْجُفُ كالشارِفِ} المُسْتَحِنّ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: {والمُسْتَحِنُّ: الَّذِي} اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلَى وَطَنِه؛ قالَ: ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعْمانِ الأَشْعَريّ:
لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك {مُسْتَحِنَّاً مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى (} والحَنَّانَةُ: القَوْسُ) ، اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ، هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وَحْده.
قالَ ابنُ سِيْدَه: ونحنُ لَا نَعْلم أَنَّ القَوْسَ تُسَمَّى حَنَّانَة إنَّما هُوَ صفة تَغْلِبُ عَلَيْهَا غَلَبة الاسْمِ، فَإِن كانَ أَبو حنيفَةَ أَرادَ هَذَا، وإِلاَّ فقد أَساءَ التَّعْبيرَ.
(أَو) هِيَ (المُصَوِّتَةُ مِنْهَا) عنْد الإِنْباضِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَفِي مَنْكِبَيْ {حَنَّانة عُودُ نَبْعَةٍ تَخَيَّرَها لي سُوقَ مَكَّةَ بائِعُأَي فِي سُوقِ مكَّةَ؛ وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:
حَنَّانةٌ من نَشَمِ أَو تأْلَبِ (وَقد} حَنَّتْ) تَحنُّ حَنِيناً: صَوَّتَتْ، ( {وأَحَنَّها صاحبُها) :) صَوَّتها؛ وَفِي بعْضِ الأَخْبارِ: أَنَّ رَجلاً أَوْصى ابْنَه فقالَ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانَةً وَلَا مَنَّانَة.
(و) قالَ رجلٌ لابْنِه: يَا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغضُوبَ الأَنَّانةَ} الحَنَّانَةَ المَنَّانَةَ؛ {فالحَنَّانَةُ: (الَّتِي كانَ لَهَا زَوْجٌ قَبْلُ فَتَذْكُرُه} بالحَنِينِ والتَّحَزُّنُ) رِقَّة على وُلْدِها إِذا كَانُوا صِغاراً ليَقومَ الزَّوجُ بأَمْرِهم. وَقد مَرَّ هَذَا المَعْنى بعَيْنِه فِي الأَنَّانَة.
وقيلَ: الحَنَّانَةُ الَّتِي! تَحِنُّ إِلَى زَوْجِها الأَوَّل وتعطِفُ عَلَيْهِ؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي تَحِنُّ على ولدِها الَّذِي مِن زَوْجِها المُفارِقِ لَهَا.
( {والحَنانُ، كسَحابٍ: الرَّحْمَةُ) والعَطْفُ؛ وَبِه فَسَّر الفرَّاءُ قَوْلَه تعالَى: {} وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} : أَي وفَعَلْنا ذلكَ رَحْمة لأَبَوَيْكَ؛ وقَوْلُ امْرىءِ القَيْس:
ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ {حَنانَكَ ذَا الحَنانِقالَ ابنُ الأَعْرابيّ: مَعْناه رَحْمَتك يَا رحمانُ.
(و) أَيْضاً: (الرِّزْقُ.
(و) أَيْضاً: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (الهَيْبَةُ) .) يقالُ: مَا تَرَى لَهُ} حَناناً، أَي هَيْبَةً؛ عَن الأُمَويّ.
(و) أَيْضاً: (الوَقارُ.
(و) أَيْضاً: (رِقَّةُ القَلْبِ) ، وَهُوَ مَعْنَى الرَّحْمة.
قالَ الرَّاغِبُ: ولمَّا كانَ الحَنِينُ مُتَضَمِّناً للاشْتِياقِ، والاشْتِياقُ لَا يَنْفكّ عَن الرَّحْمةِ عَبَّر بِهِ عَن الرَّحْمةِ فِي قَوْلِه تعالَى: {وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} .
وَفِي الصِّحاحِ: وذَكَرَ عكرِمةُ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا فِي هَذِه الآيةِ أَنَّه قالَ: مَا أَدْرِي مَا {الحَنانُ.
(و) الحَنانُ: (الشَّرُّ الطويلُ.
(و) قَوْلُهم: (} حَنانَ اللَّهِ: أَي مَعاذَ اللَّهِ.
(و) {الحَنَّانُ، (كشَدَّادٍ: من} يَحِنُّ إِلَى الشَّيءِ) ويَعْطفُ عَلَيْهِ.
(و) الحَنَّانُ: (اسمُ اللَّهِ تَعَالَى) ، فَعَّالٌ مِن الحنة، وَهِي الرَّحْمَةُ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (ومَعْناهُ الرَّحِيمُ) ؛) زادَ ابنُ الأَثيرِ: بعِبادِهِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ بتَشْديدِ النُّونِ صَحِيحٌ؛ قالَ: وكانَ بعضُ مَشايخِنا أَنْكَرَ التَّشْديدَ فِيهِ، لأَنَّه ذَهَبَ بِهِ إِلَى! الحَنِينِ، فاسْتَوْحَش أَنْ يكونَ الحَنِينُ مِن صفَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وإِنَّما مَعْنَى الحَنَّان الرَّحِيمُ مِنَ الحَنانِ، وَهُوَ الرَّحْمةُ.
وَقَالَ أَبو إسْحاق: الحَنَّانُ فِي صفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، هُوَ بالتَّشْديدِ، أَي ذُو الرَّحْمةِ والتَّعطُّفِ.
(أَو) الحَنَّانُ: (الَّذِي يُقْبِلُ على مَنْ أَعْرَضَ عَنهُ.
(و) الحَنَّانُ: (السَّهْمُ يُصَوِّتُ إِذا نَقَرْتَهُ بَين إِصْبَعَيْكَ) ؛) عَن أَبي الهَيْثَمِ؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
فاسْتَلَّ أَهْزَعَ {حَنَّاناً يُعَلِّله عِنْد الإِدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُإدامتُه: تَنْقِيرُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوتِه حَتَّى يَرْنُوَ لَهُ الطَّرِب يَسْتمِعُ إِلَيْهِ وَينظر مُتعجِّباً من حُسْنِه.
وقالَ غيرُه: الحَنَّانُ من السِّهامِ الَّذِي إِذا أُدِيرَ بالأَنامِلِ على الأَباهِيم حَنَّ لِعِتْقِ عُودِه والْتِئامِه.
(و) الحَنَّان: (الواضِحُ) المُنْبسِطُ (من الطُّرُقِ) الَّذِي يَحِنُّ فِيهِ العَوْدُ أَي يَنْبَسِطُ.
وَفِي الأَساسِ: طَريقٌ حَنَّانٌ ونَهَّامٌ للــإِبِــلِ: فِيهِ حَنِينٌ ونَهِيمٌ، وَهُوَ مجَاز.
(و) الحَنَّانُ: (شاعرٌ من جُهَيْنَةَ) ؛) نَقَلَه الذَّهبيُّ.
(و) الحَنَّانُ: (فرسٌ للعَرَبِ م) مَعْروفٌ.
(و) الحَنَّانُ: (لَقَبُ أَسدِ بنِ نَوَّاسٍ.
(وخِمْسٌ} حَنَّانٌ: أَي بائِصٌ) ؛) قالَ الأَصْمعيُّ: أَي (لَهُ حَنينٌ من سُرْعَتِه) .
(وَفِي الأَساسِ: تَحِنُّ فِيهِ الــإِبِــلُ مِنَ الجهْدِ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وقَولُه:
فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ جعلَ الحَنَّان للخِمْسِ، وإِنَّما هُوَ فِي الحَقيقةِ للناقَةِ، لَكِن لما بَعُدَ عَلَيْهِ أَمَدُ الوِرْد! فحنَّتْ، نَسَبَ ذَلِك إِلَى الخِمْسِ حيثُ كَانَ مِن أَجْلِه.
(وأَبْرَقُ الحَنَّانِ: ع) ؛) وقالَ ياقوت: ماءٌ لبَنِي فزَارَة، سُمِّي بذلكَ لأَنَّه يُسْمَع فِيهِ الحَنِينُ، فيُقالُ: إنَّ الجِنَّ تحنُّ فِيهِ إِلَى من قفلَ عَنْهَا؛ قالَ كثَيِّرُ عزَّةَ:
لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَق الحَنَّانِفالبَرْق فالهَضَبات مِن أُدْمانِوقد ذُكِرَ فِي القافِ.
(ومحمدُ بنُ إِبــراهيمَ بنِ سَهْلٍ {الحَنَّانيُّ: محدِّثٌ) عَن مُسَدّد؛ ذَكَرَه الزَّمَخْشرِيُّ، وضَبَطَه بكسْرِ الحاءِ.
قُلْتُ: وكأَنَّ نَسَبه إِلَى} الحِنَّان.
( {والحِنَّانُ، بالكسْرِ مُشددةً) ، لُغَةٌ فِي (الحِنَّاءِ) ؛) عَن ثَعْلَب.
قُلْتُ: ونَقَلَه السّهيليُّ عَن الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ:
وَلَقَد أَروحُ بِلَمَّةٍ فينانة سوداءَ لم تخضبْ مِنَ الحِنَّانِويُرْوى بضمِّ الحاءِ أَيْضاً. وقيلَ: هُوَ جَمْعٌ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي الهمْزَةِ.
(} والحِنُّ، بالكسرِ: حَيٌّ من الجِنِّ) كَانُوا قبْلَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، يقالُ: (مِنْهُم الكلابُ السُّودُ البُهْمُ) ؛) يقالُ: كلبٌ {حِنِّيٌّ؛ (أَو سَفِلَةُ الجِنِّ وضُعفاؤُهُم) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ، (أَو كلابُهُم) ؛) عَن الفرَّاء. وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (الكِلابُ مِن} الحِنِّ، وَهِي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فَإِن كَانَ عنْدَكم طَعامٌ فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ أَي تُصِيبُ بأَعْيُنِها. (أَو خَلْقٌ بَين الجِنِّ والإِنْس) ؛) وأَنْشَد ابنُ الأَعْرابيّ:
أَبِيتُ أَهْوِي فِي شَياطين تُرِنّ مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنَ {وحِنّ (و) } الحَنُّ، (بِالْفَتْح: الإِشْفاقُ) ، وَقد {حَنَّ عَلَيْهِ} حنًّا: أَشْفَقَ (أَو) {الحنُّ: (الجُنونُ) ، وَمِنْه رجلٌ محنونٌ، (و) الحنُّ: (مَصْدَرُ} حُنَّ عَنِّي شَرَّكَ) أَي (كُفَّهُ واصْرِفْهُ) ؛) ويقالُ: مَا {تَحُنُّ شَيئاً من شَرِّكَ، أَي مَا تَرُدُّه وتَصْرِفه عَنِّي؛ عَن الأَصْمعيّ.
(وبالضَّمِّ: بَنُو حُنَ: حَيٌّ من عُذْرَةَ) ، وَهُوَ حنُّ بنُ رَبيعَةَ بنِ حزامِ بنِ ضنةَ بنِ عبْدِ بنِ كثيرٍ، مِن بنِي عُذْرَةَ.
(} والحِنَّةُ) ، بالكسْرِ، وظاهِرُ سِياقِه يَقْتضِي أَنَّه بالضَّمِّ، وليسَ كَذلِكَ، (ويُفْتَحُ) لُغَتان: (الجِنَّةُ) .) يقالُ: بِهِ {حِنَّةٌ، أَي جِنَّةٌ.
(} والمَحْنُونُ: المَصْروعُ) ، الَّذِي يصرعُ ثمَّ يفيقُ زَمَانا، عَن أَبي عَمْرو؛ (أَو المَجْنونُ.
( {وتَحَنَّنَ) عَلَيْهِ: (تَرَحَّمَ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئة:
} تَحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المَلِيكُفإِنَّ لكلِّ مقامٍ مَقالاوفي شرْحِ الدَّلائِلِ؛ {التَّحَنُّنُ: التَّعَطُّفُ؛ مجازٌ عَن التَّقْريبِ والاصْطِفاء.
وَفِي حدِيثِ زَيْد بنِ عَمْرو بنِ نفَيْل: (} حَنانَيْكَ يَا ربِّ) ، أَي ارْحَمْني رَحْمة بَعْد رَحْمةٍ، وَهُوَ مِن المَصادِرِ المُثنَّاة الَّتِي لَا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ؛ (و) قَالُوا: {حَنانَكَ و (} حَنَانَيْك أَي تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَرَّةٍ بعد مَرَّةٍ {وحَناناً بعد حَنانٍ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: يقولُ كلّما كنْتُ فِي رحْمةٍ مِنْك وخيْرٍ فَلَا يَنْقَطِعَنَّ، وليَكُنْ مَوْصُولا بآخَر مِن رحْمَتِك، هَذَا معْنَى التَّشْبيه عنْدَ سِيبَوَيْه فِي هَذَا الضَّرْب؛ قالَ طَرَفَة:
أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَناحَنانَيكَ بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِقالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا تُسْتَعْمل مُثَنًّى إلاَّ فِي حَدِّ الإِضافَةِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد قَالُوا} حَناناً فَصَلُوه مِن الإِضافَةِ فِي حَدِّ الإِفْرادِ، وكلُّ ذلكَ بدلٌ مِنَ اللفْظِ بالفعْلِ، وَالَّذِي ينْتصبُ عَلَيْهِ غيرُ مُسْتعمَلٍ إِظهارُه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يُرْتَفعُ عَلَيْهِ كَذلكَ.
وقالَ السّهيليُّ عنْدَ قَوْلِهم أَي حَناناً بعْدَ حَنانٍ: كأَنَّهم ذهبُوا إِلَى التَّضْعِيفِ والتِّكْرارِ لَا إِلَى القَصْرِ على اثْنَيْن خاصَّة دونَ مَزيدٍ.
( {وحَنَّةُ: أُمُّ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلامُ) ؛) نَقَلَه ابنُ ماكُولا؛ وقالَ اللَّيْثُ: بلغنَا ذَلِك.
(و) } الحَنَّةُ (من الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ) ؛) قَالَ أَبو محمدٍ الفَقْعَسِيُّ:
ولَيْلة ذَات دُجًى سَرَيْتُولم يَلِتْني عَنْ سُراها لَيْتُ وَلم تَضِرْني! حَنَّةٌ وبَيْتُ (و) الحَنَّةُ (من البعيرِ: رُغاؤُهُ.
(و) حَنَّةُ: (والدُ عَمْرٍ والصحابِيُّ) الأَنْصارِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، سأَلَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رقيةَ، ذكَرَه جَابر فِي حدِيثٍ.
(و) حَنَّةُ: (جَدُّ حَمْدِ بنِ عبدِ اللَّهِ المُعَبِّرِ. وجَدُّ والدِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ علِيَ) عَن محمدِ بنِ محمودٍ الثَّقفِيِّ، وَعنهُ أَبو مُوسَى الحافِظُ.
(و) أَيْضاً جَدُّ (هِبَةِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ هِبَةِ اللَّهِ) عَن الدومي، وَعنهُ رَبيعَةُ اليمنيُّ.
وفاتَهُ:
عَمْرُو بنُ حَنَّةَ رَوَى عَن عُمَر بنِ عبْدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، رَوَى حدِيثَه ابنُ جريجٍ عَن يُوسفَ بنِ الحَكَم واخْتُلِف فِيهِ على ابنِ جريجٍ. وصاعِدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ حَنَّة عَن أَبي مطيعٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكر، واخْتُلِف فِي أَبي حَنَّة البَدْرِيّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فالجمهورُ على أَنَّه بالموحَّدَةِ.
وقالَ الواقدِيُّ: إنَّه بالنونِ. وقالَ ابنُ مَاكُولَا: أَبو حَنَّةَ بالنّونِ عَمْرُو بنُ غَزيَّةَ مِن بنِي مازِن بنِ النَّجار.
وقالَ غيرُه: بالموحَّدَةِ أَصَحّ.
وحَكَى ابنُ مَاكُولَا فِي اسمِ أَبي السَّنابِل حَنَّة بالنّونِ عَن بعْضِهم وَلَا يَصُحّ.
( {وحَنَّهُ) } حَنًّا: (صَدَّهُ وصَرَفَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَنَّ عني {يَحُنُّ، بالضمِّ، أَي صَدَّ.
قالَ صاحِبُ الاقْتِطافِ:} حَنَّ إِلَى وطَنِه {حَنِيناً: تَشَوَّقَ؛ وَعَلِيهِ: رَحِمَه؛ وَعنهُ: صَدَّهُ،} يَحُنُّ بالضمِّ، وجَمَعْتهما بقَوْلي:
{يحنُّ المشوق إِلَى قربِكُموأَنْت تحنُّ وَلَا تُشْفِقُفجَدْ بالوصالِ فَدَتْكَ النُّفُوسُفإني إِلَى وَصْلِكُم شُيّقُقالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ: فحنَّ بمعْنَى أَعْرَضَ وصَدَّ مِن الشَّواذِ، لأَنَّ القِياسَ فِي مُضارِعِه الكَسْرِ، وَلم يَذْكِروه فِي المُسْتَثْنى.
(} والحَنونُ: الِّريحُ) الَّتِي (لَهَا حَنِينٌ كالــإِبِــلِ) ، أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عنْدَ الحَنِينِ؛ قالَ النابِغَةُ:
غَشِيتُ لَهَا مَنازِلَ مُقْفِراتٍ تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ {حَنُونُ (و) } الحَنونُ من النِّساءِ: (المُتَزَوِّجَةُ رِقَّةً على وَلَدِها) إِذا كَانُوا صِغاراً (لِيقومَ الزَّوْجُ بهم) ، أَي بأَمْرِهم.
(و) {الحَنُّونُ، (كتَنُّورٍ: الفاغِيَةُ) ، وَهِي ثمرُ الحِنَّاءِ؛ (أَو نَوْرُ كُلِّ شجرٍ) ونَبْتٍ، واحِدَتُه بهاءٍ.
(} وحَنَّنَتِ الشَّجرةُ {تَحْنِيناً: نَوَّرَتْ) ، وكذلكَ العُشْبُ.
(} وحَنُّونَةُ، بهاءٍ، لَقَبُ يوسُفَ بنِ يَعْقُوبَ) الكِنانيّ (الرَّاوِي عَن) عِيسَى بنِ حمَّادٍ (زُغْبَةَ) ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ أَيْضاً فِي جنن، وَهُوَ خَطَأٌ ونَبَّهْنا عَلَيْهِ هناكَ.
(وأَمَّا علِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ علِيِّ بنِ {حَنَّوَيْهِ) الدَّامغانيُّ. (فبالياءِ كعَمْرَوْيهِ) ، سَمِعَ الزُّبَيْر بن عبْدِ الواحِدِ الأَسداباذيّ.
(} وأَحَنَّ) الرَّجلُ: (أَخْطَأَ.
( {وحُنَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: ع بينَ الطَّائِفِ ومَكَّةَ) .
(وقالَ الأَزْهرِيُّ: وادٍ كانتْ بِهِ وَقْعَةُ أَوْطاس، ذَكَرَه اللَّهُ تَعَالَى فِي كتابِهِ العَزيز: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذا أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم} .
قالَ الجَوْهرِيُّ: موْضِعٌ يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلَد والمَوْضِعَ ذَكَّرْتَه وصَرَفْتَه، كقولِهِ تعالَى: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ} ، وإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلْدَةَ والبُقْعَةَ أَنَّثْتَه وَلم تَصْرفْه، كَمَا قالَ حَسَّان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه} بِحُنَيْنَ يومَ تَواكُلِ الأَبْطالِ وقالَ السُّهيليُّ، رَحِمَه اللَّهُ: عُرِفَ هَذَا الموْضِعُ بحُنَيْن بنِ نائِبَةَ بنِ مهليائل مِنَ العَمالِقَةِ، بيْنَه وبيْنَ مكَّةَ بضْعَة عَشَر مِيلاً؛ وقيلَ: بَيْنَهما ثلاثُ ليالٍ؛ وقيلَ: سُمِّي بأَخي يثرب! حُنَيْن؛ وقيلَ: وادٍ بجانِبِ ذِي المَجازِ بَيْنَه وبيْنَ مكَّةَ ستُّ ليالٍ.
(و) حُنَيْنٌ، (اسمُ) رجُلٍ نُسِبَ إِلَيْهِ هَذَا الموْضِعُ، وَهُوَ الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُه. (ويُمْنَعُ) مِنَ الصَّرْفِ إِذا قصدَ بِهِ البُقْعَة، كَمَا تقدَّمَ عنِ الجوْهرِيّ.
وحُنَيْن: مولى العَبَّاس؛ وقيلَ: مَوْلى عليَ، رَضِي اللَّهُ تعالَى عَنْهُم؛ والأَوَّلُ أَشْهَرُ، لَهُ صحْبَةٌ. ومِن ولدِهِ إبْــراهيمُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ حُنَيْنٍ عَن نافِع، وَعنهُ رباحُ بنُ عبْدِ اللَّهِ.
وحُنَيْنٌ أَيْضاً: جَدُّ أَبي يَحْيَى فليح بنِ سُلَيْمان بنِ أَبي المُغِيْرة المَدِينيّ الخزَاعِيّ عَن الزّهْرِيّ.
(و) حُنَيْنٌ: (إسْكافٌ) مِن أَهْلِ الحيرَةِ، (ساوَمَهُ أَعْرابيٌّ بخُفَّيْنِ، فَلم يَشْتَرِهِ فغَاظَهُ وعَلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ فِي طَريقِهِ وتَقَدَّمَ، وطَرَحَ الآخَرَ وكَمَنَ لَهُ) ، وجاءَ الأَعْرابيُّ (فَرَأَى الأَوَّلَ فقالَ: مَا أَشْبَهَهُ بخُفِّ حُنَيْنٍ، وَلَو كانَ مَعَه آخَرُ لأَخَذْتُهُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: لاشْتَرَيْتهُ؛ (فَتَقَدَّمَ ورأَى) الخُفَّ (الثَّانِيَ مَطْرُوحاً) فِي الطَّرِيقِ، (فَعَقَلَ بَعيرَهُ ورَجَعَ إِلَى الأَوَّلِ فذَهَبَ حُنَيْنٌ) الإِسْكافُ (ببَعيرِهِ، وجاءَ الأَعْرابيُّ إِلَى الحيِّ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ فذَهَبَ مَثَلاً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ: وَرَوَى ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي اليَقْظان: كانَ حُنَيْنٌ رَجلاً شَدِيداً ادَّعَى إِلَى أَسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبْدِ منافٍ، فأَتَى عبْدَ المُطَّلب وَعَلِيهِ خُفَّانِ أَحْمرانِ فقالَ: يَا عَمِّ أَنا أَسدُ بنُ هاشِمٍ، فقالَ عبدُ المُطَّلبِ: لَا وثيابِ هاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شمَائِلَ هَاشِم فِيك فارْجِعْ راشِداً، فانْصَرَفَ خائِباً، فَقَالُوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيْه، فصارَ مَثَلاً فيمَن رُدَّ عَن حاجَتِه ورجعَ خائِباً.
(ومحمدُ بنُ الحُسَيْنِ) بنِ أَبي {الحُنَين: لَهُ مسْندٌ، مِن أَقْران أَبي دَاوُد، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، (وإسْحاقُ بنُ إبــراهيمَ) بنِ عبْدِ اللَّهِ، (} الحُنَيْنِيَّانِ محدِّثانِ) نُسِبَا إِلَى جَدِّهما.
( {وحَنِينٌ، كأَميرٍ وسِكِّيتٍ وبالَّلام فيهمَا) ، أَي فِي أَوَّلِهما، وَالَّذِي فِي المُحْكَم:} حَنِين {والحَنِين، (اسْمانِ لجُمادَى الأُولَى والآخِرَةِ) .
(وَفِي المُحْكَم: اسمٌ لجُمادَى الأُولَى كالعَلَمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
وَذُو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضِي نُذورَهلَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ (ج} أَحِنَّةٌ {وحُنونٌ} وحَنائِنُ) .
(وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاءِ والمُفَضَّل أَنَّهما قَالَا: كانَتِ العَرَبُ تقولُ لجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنَّه عُنِي بِهِ الشَّهْرُ؛ وأَنْشَدَ أَبو الطَّيْب اللّغويُّ: أَتَيْنَك فِي الحَنِين فقلْتَ رُبَّى وماذا بيْنَ رُبَّى والحَنِينورُبَّى: اسمُ جُمادَى الآخِرَة كَمَا تقدَّمَ.
( {ويُحَنَّةُ، بضمِّ أَوَّلِه وَفتح الْبَاقِي) مَعَ تشْدِيدِ النُّونِ: (ابنُ رَذْبَةَ، مَلِكُ أَيْلَةَ صالَحهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَهْلِ جَرْباءَ وأَذْرُحَ) ؛) كَمَا فِي كتُبِ السِّيَرِ.
(و) يقالُ: (حَمَلَ} فحَنَّنَ، أَي هَلَّلَ وكَذَّبَ) ، وذلكَ إِذا جَبُنَ.
( {وحَنْحَنَ: أَشْفَقَ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ نَقَلَه الأَزْهرِيّ.
(} والحَنَنُ، محرَّكةً: الجُعَلُ.
( {وحُنٌّ، بالضَّمِّ: أَبو حَيَ من عُذْرَةَ) ؛) هَكَذَا فِي سائِرِ الُّنسخِ وَهُوَ مكرَّرٌ.
(} وحَنانَةُ) ، كسَحابَةٍ: (اسمُ رَاعٍ) فِي قوْلِ طَرَفَة أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
نَعاني {حَنَانَةُ طُوبالةً تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ (} وحَنِيناءُ: ع بالشَّامِ) .
(وقالَ نَصْر: مِن قرى قنسرين.
(و) أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ) أَبي بكْرِ بنِ (أَحْمدَ بنِ) عليِّ بنِ يَحْيَى البيِّع البَغْداديُّ، يَعْرَفُ بابنِ (حِنِّي) ، وُلِدَ سَنَة 386، عَن أَبي الحَسَنِ بنِ زَرْقَوَيْه؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ) أَحْمدَ بنِ ( {حِنِّي، بكسْرِ النُّونِ المُشَدَّدةِ) ، بَغْداديٌّ أَيْضاً عَن القاضِي أَبي يَعْلى، (محدِّثانِ.
(وبَنُو} حِنَّا، بالكسْرِ والقَصْرِ) ، وَقد يكْتَبُ بالياءِ أَيْضاً، (من كُتَّابِ مِصْرَ) ، لَهُم شهْرَةٌ، أَوَّلُهم الصاحِبُ بهاءُ الدِّيْن بنُ حِنّا، أَسْلَم هُوَ وأَبُوه فِي يومٍ واحِدٍ، فسُمِّيا عَلِيّاً ومحمداً، ومِن مَفاخِرِهم تاجُ الدِّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ بهاءِ الدِّيْن عليّ بنِ محمدِ بنِ سليم كانَ جَواداً مُمَدَّحاً رَئِيساً، فاضِلاً، حدَّثَ عَن سبط السّلفيّ وغيرِهِ، وَفِيه يقولُ السراج الوارق:
ولدُ العليّ محمدُ بنُ مُحَمَّد بن عليّ بن محمدِ بنِ سليمِوقرأْتُ فِي تارِيخِ الذَّهبيّ مَا نصَّه: وقالَ سَعْدُ الدِّيْن الفارقانيُّ الكاتِبُ يَمْدَحُ الصاحِبَ بهاءَ الدِّيْن عليَّ بنَ محمدِ بنِ سليمِ بنِ حِنَّا المصْرِيّ:
يَمَّمْ علِيّاً فَهُوَ بَحْر النَّدَى ونادَه فِي المضلع المعضلِفرِفْدُه مجدٌ على مُجْدِبٍ ورفدُه مُفْضٍ إِلَى مُفْضِلِيُسْرعُ أَنّ سيلَ نَدَاه وَهَلْأَسْرعُ من سيلٍ أَتَىِ مِنْ عَلي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{تَحَنَّنَتِ الناقَةُ على ولَدِها: تَعَطَّفَتْ؛ وكذلكَ الشاةُ؛ عَن اللَّحْيانيّ.
} والحِنَّةُ، بالكسْرِ: رِقَّةُ القلبِ، عَن كُراعٍ؛ والعامَّةُ تقولُ {الحِنِّيَّةُ.
قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ} وحَنانَه، أَي واسْتِرْحامَه؛ كَمَا قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ وبركاتِهِ، أَي اسْتِرْزاقَه.
وَفِي المَثلِ: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا؛ يُضْرَبُ للرَّجلِ يَنْتَمي إِلَى نسبٍ لَيْسَ مِنْهُ أَو يَدَّعِي مَا لَيْسَ مِنْهُ فِي شيءٍ، والقِدْحُ، بالكسْرِ: أَحدُ سِهامِ المَيْسِر، فَإِذا كَانَ من غيرِ جَواهِر أَخواتِه ثمَّ حَرَّكَها المنبض بهَا خَرَجَ لَهَا صوتٌ يُخالِف أَصواتَها فعُرِفَ بِهِ.
{واسْتَحَنَّتْ الرِّيحُ:} حَنَّتْ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لأَبي زُبَيْد:
{مُسْتَحِنٌّ بهَا الرِّياحُ فَمَا يَجْتابُها فِي الظَّلامِ كلُّ هَجُودِوسَحابٌ} حَنَّانٌ: لَهُ حَنِينٌ {كحَنِينِ الــإِبِــلِ.
} وحَنَّانُ الأَسَدِيُّ: من بَنِي أَسدِ بنِ شريكٍ، عَن أَبي عُثْمان النَّهْديِّ.
وَقَالُوا: لَا أَفْعَلُه حَتَّى {يَحِنَّ الضَّبُّ فِي أَثرِ الــإِبِــلِ الصَّادِرَةِ، وَلَيْسَ للضبِّ حَنِينٌ وإِنَّما هُوَ مَثَلٌ، وذلكَ لأَنَّ الضبَّ لَا يَرِدُ أَبداً.
} وحَنَّتِ الطّسْتُ {تَحِنُّ: إِذا نُقِرَتْ، على التَّشْبِيهِ.
وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب، على التَّشْبيه.
وقالَ اللَّيْثُ:} الحَنَّةُ: خِرْقَةٌ تلبِسُها المرْأَةُ فتُغَطِّي رأْسَها.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صوابُه الخُبَّة، بالخاءِ والموحَّدَةِ.
والحَنِينُ {والحَنَّةُ: العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطَةُ؛ عَن الأَزْهرِيِّ.
وَفِي المَثَلِ: لَا تَعْدَمُ ناقةٌ مِن أُمِّها} حَنِيناً {وحَنَّةً، أَي شَبَهاً.
وَفِي التَّهْذيبِ: لَا تَعْدَمُ أَدْماءُ مِن أُمِّها} حَنَّةً: يُضْرَبُ للرَّجلِ يُشْبِهُ الرَّجلَ؛ ويقالُ ذلكَ لكلِّ مَنْ أَشْبَه أَبَاهُ وأُمَّه.
وَمَا {حَنَّنَ عَنِّي: أَي مَا انْثَنَى وَمَا قَصَّرَ؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابيّ.
وأَثَرٌ لَا} يُحِنُّ عَن الجِلْدِ: أَي لَا يَزُولُ؛ قالَ:
وإنَّ لَهُم قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُوإِلاَّ فجُرْحٌ لَا يُحِنُّ عَن العَظْم ِوقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ يَحِنُّ، وَهَكَذَا أَنْشَدَ البيْتَ وَلم يفسِّرْه.
وجَوْزٌ حَنِينٌ: مُتَغيِّرُ الرِّيحِ.
وزيْتٌ حَنِينٌ كذلِكَ.
{وحَنُّونَةُ: اسمُ امْرأَةٍ.
} والحَنانُ، كسَحابٍ: رمْلٌ بَيْنَ مكَّةَ والمدينَةِ، لَهُ ذكْرٌ فِي سيرِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدْرٍ.
وقالَ نَصْر: هُوَ كثيبٌ عظيمٌ كالجَبَلِ.
ومحمدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَنانٍ! الحنانيُّ، كسَحابٍ، صاحِبُ بقيَّة؛ ذَكَرَه ابنُ السّمْعانيّ. {وحَنُّونُ بنُ الأَزمل الموصِليُّ الحافِظُ، ذَكَرَه المصنِّفُ فِي ج ن ن، وَهُوَ وهمٌ.
} وأحْنين: بَلْدَةٌ باليمنِ قرْبَ زَبِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ {الأحنينيُّ؛ ورُبَّما قَالُوا} المحَنِّنِيُّ؛ شاعِرٌ.
قالَ ياقوتُ: أَنْشَدَ سليمانُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرّيحانيُّ المَكِّيُّ بالقاهِرَة فِي سَنَة 624، قالَ: أَنْشَد ابنُ المحننيّ لنفْسِه:
يَا ساهِرَ الطَّرف فِي همَ وَفِي حزنحليفَ وجد ووسواسٍ وبلْبَالِلا تيأَسَنَّ فإنَّ الهمَّ مُنْفرِجوالدَّهْرَ مَا بيْنَ إِدْبارٍ وإِقْبالِأَما سَمِعْتَ ببيْتٍ قد جَرَى مَثَلاً وَلَا يُقاسُ بأَشْباهٍ وأَشْكالِما بيْنَ رقْدَة عَيْنٍ وانْتِباهَتهايُقلبُ الدَّهْر مِن حالٍ إِلَى حالِوكانَ يمدَحُ إبْــراهيمَ بن طغْتكين بنِ أَيوب ملك زَبِيدٍ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى.
{وحَنِّي بفتْحٍ فتَشْديدِ نُون مَكْسورَةٍ: موْضِعٌ بنَجْدٍ؛ عَن نَصْر.
وبضمِّ الحاءِ وَالْبَاقِي مثْله موْضِعٌ مِن ظَواهِر مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، يذكر مَعَ الولج عَنهُ أَيْضاً.
} والحَنَّانَةُ، مشدَّدَةٌ: موْضِعٌ غَرْبَّي الْموصل، فَتَحَها عتبَةُ بنُ فرقدٍ صلْحاً.
ودَيْر {حَنَّا، بظاهِرِ الكُوفَةِ.
ودِيكُ} الحِنِّ، بالكسْرِ: شاعِرٌ اسْمُه أَحْمَدُ بنُ مَيْسورٍ الأَنْدلسيُّ.
قالَ مغلطاي: هَكَذَا رأَيْته مجوّداً مضْبوطاً بخطِّ أَبي القاسِمِ الوَزِير المُقْرِي بحاءٍ مُهْمَلة، وَهُوَ غَيْرُ ديكِ الجنِّ بالجيمِ، واسْمُه عبْدُ السَّلام بنُ رَغْبان. 
(حنن) الشّجر أخرج النُّور وَيُقَال مَا حنن عني مَا انثنى وَمَا قصر

جُرْجانُ

جُرْجانُ:
بالضم، وآخره نون قال صاحب الزيج:
طول جرجان ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة، في الإقليم الخامس، وروى بعضهم أنها في الإقليم الرابع، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول مدينة جرجان ست وثمانون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها النور ولها شركة في كف الخضيب ثلاث درج وست عشرة دقيقة وشركة في مرفق الدب الأصغر تحت سبع عشرة درجة وست عشرة دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. وجرجان: مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدّها من هذه، وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين، ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السّهمي.
قال الإصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها، وهي أقل ندّى ومطرا من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا من كبرائهم، وهي قطعتان: إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، وبينهما نهر كبير يجري يحتمل أن تجري فيه السفن، ويرتفع منها من الــإبــريسم وثياب الــإبــريسم ما يحمل إلى جميع الآفاق، قال: وإبــريسم جرجان بزر دودة يحمل إلى طبرستان، ولا يرتفع من طبرستان بزر إبــريسم، ولجرجان مياه كثيرة وضياع عريضة، وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسنا من جرجان على مقدارها، وذلك أن بها الثلج والنخل، وبها فواكه الصرود والجروم، وأهلها يأخذون أنفسهم بالتأنى والأخلاق
المحمودة قال: وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسّتر والسخاء، منهم: البرمكي صاحب المأمون، ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم، وأوزانهم المنّ ستمائة درهم، وكذلك الري وطبرستان.
وقال مسعر بن مهلهل: سرت من دامغان متياسرا إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر، بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج، وبها إبــريسم جيد لا يستحيل صبغه، وبها أحجار كبيرة، ولها خواصّ عجيبة، وبها ثعابين تهول الناظر لكن لا ضرر لها ولأبي الغمر في وصف جرجان:
هي جنّة الدّنيا التي هي سجسج، ... يرضى بها المحرور والمقرور
سهليّة جبليّة بحريّة، ... يحتلّ فيها منجد ومغير
وإذا غدا القنّاص راح بما اشتهى ... طبّاخه، فملهّج وقدير
قبج ودرّاج وسرب تدارج، ... قد ضمّهن الظبي واليعفور
غربت بهنّ أجادل وزرازر ... وبواشق وفهودة وصقور
ونواشط من جنس ما هي أفتنت ... رأي العيون بها، وهنّ النور
وكأنما نوّارها برياضها، ... للمبصريه، سندس منشور
وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذمّ جرجان:
نحن والله من هوائك، يا جر ... جان، في خطّة وكرب شديد
حرّها ينضج الجلود، فإن هبّت ... شمالا تكدّرت بركود
كحبيب منافق، كلما همّ ... بوصل أحاله بالصّدود
وقال أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد:
ألا ربّ يوم لي بجرجان أرعن، ... ظللت له من حرقه أتعجّب
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها، ... وما لامرئ عما قضى الله مهرب
وما خير يوم أخرق متلوّن ... ببرد وحرّ، بعده يتلهّب
فأوّله للقرّ والجمر ينقب، ... وآخره للثلج والخيش يضرب
وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الوليد الشاعر ضياع جرجان وضمّنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم، وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها فقال:
ألا يا نخلة بالسف ... ح من أكناف جرجان
ألا إني وإياك ... بجرجان غريبان
ثم مات مع تمام الإنشاد وقد نسب الأقيشر اليربوعي، وقيل ابن خزيم، إليها الخمر فقال:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف، ولم ينفر بها ساعة قدر
ولم يشهد القسّ المهيمن نارها ... طروقا، ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة، ... وقد لاحت الشّعرى وقد طلع النّسر
فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدها، ... فما أنا بعد الشيب ويحك والخمر!
تعفّفت عنها في العصور التي مضت، ... فكيف التصابي بعد ما كمل العمر؟
إذا المرء وفّى الأربعين، ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى، ... وإن جرّ أسباب الحياة له الدهر
وكان أهل الكوفة يقولون: من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرغ سويد بن مقرّن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان، وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان، والرّيّ دونها، ... سواد فأرضت من بها من عشائر
وقال سويد بن قطبة:
ألا ابلغ أسيدا، إن عرضت، بأننا ... بجرجان في خضر الرياض النواضر
فلما أحسونا وخافوا صيالنا ... أتانا ابن صول، راغما، بالجرائر
وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأسترآباذي الفقيه أحد الأئمة، سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة وعمار بن رجاء وغيرهم، قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين والحفّاظ بشرائع الدين مع صدق وتورّع وضبط وتيقظ، سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر، وورد بغداد قديما وحدث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه، وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال الخليلي القزويني: كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وقال حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان:
عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الأسترآباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرّحلة إليه في أيامه، روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور، ومولده سنة 242، وتوفي بأسترآباذ في ذي الحجة سنة 323 ومنها أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرّحالين فيه، رحل إلى دمشق ومصر، وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثمانية في سنة 305، سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وإبــراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم، وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني، وبمصر أبا يعقوب إسحق المنجنيقي، وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة، وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالعسكر عبدان الأهوازي،
وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد، وببعلبكّ أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقا من هذه الطبقة كثيرا، وروى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وحمزة بن يوسف السّهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم، وكان مصنّفا حافظا ثقة على لحن كان فيه وقال حمزة: كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن أحمد بن حفص السعدي وغيره، ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضعفاء المحدّثين كتابا في مقدار مائتي جزء سماه الكامل قال: وسألت الدارقطني أبا الحسن أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي؟ قلت: بلى، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد وجماعة من المتقدّمين وصنف على كتاب المزني كتابا سماه الأبصار، وكان أبو أحمد حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرّد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرّد بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفرّدوا بروايتها عن أبيهم، وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال ابن عدي:
سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث، وحدث به عندي فقال: حدّثني عبد الله بن عبد الله، وكان مولده في ذي القعدة سنة 277، ومات غرّة جمادى الآخرة سنة 365 ليلة السبت، فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين، وقبره عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد بجرجان ومنها حمزة بن يوسف بن إبــراهيم بن موسى بن إبــراهيم ابن محمد، ويقال ابن إبــراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام بن العباس بن وائل أبو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ الحافظ، رحل في طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وبتنيس أبا بكر بن جابر، وبأصبهان أبا بكر المقري، وبالرّقة يوسف بن أحمد بن محمد، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي، وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني، وبالكوفة الحسن بن القاسم، وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز، وبعسقلان أبا بكر محمد بن أحمد بن يوسف الخدري، روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدّب وأبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعوا ورووا قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي الحاكم: سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثّعلبي صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السّهمي بنيسابور ومنها أبو إبــراهيم إسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان، كان عارفا بالطبّ جدّا، وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية، انتقل إلى خوارزم وأقام بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها، وكان من أفراد زمانه، وذكر أنه سمع أبا القاسم القشيري، وحدث عنه بكتاب الأربعين له، وأجاز لأبي سعد السمعاني، وتوفي بمرو سنة 531 وغير هؤلاء كثير.

بُنَانُ

بُنَانُ:
بالضم: قرية بمرو الشاهجان، ينسب إليها جماعة مذكورون في تاريخها، منهم: أبو عبد الرحمن علي بن إبــراهيم البناني المروزي صاحب عبد الله بن المبارك، سمع خالد بن صبيح وخالد بن مصعب، وقال الحاكم أبو عبد الله: أخبرنا العباس السّيّاري بمرو، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي، حدثنا العباس بن مصعب قال: علي بن إبــراهيم من ناحية بنان ولقبه أبو طينوس، سمع من ابن المبارك عامّة كتبه، وكان ثقة، روى عنه أهل مرو القليل، وأكثر ما رأيت يروى عنه بخوارزم، وقد روى عنه أحمد بن حنبل، وورد نيسابور وسمع من مشايخنا علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهّاب العبدي، آخر كلام الحاكم، وذكره أبو سعد السّمعاني المروزي فقال: وأما علي بن إبــراهيم البناني صاحب عبد الله بن المبارك، فقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي:
هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو، وقال أبو سعد: ولا أعرف هذه الناحية. وذكر الأمير أبو نصر فقال: علي بن إبــراهيم البتاني، الباء موحدة مضمومة بعدها تاء فوقها نقطتان، وذكر معه رجلين وقال: هي من قرى طريثيث، كما ذكرناه في موضعه.

خَمس

خَمس
الخَمْسَةُ من العَدَدِ: م، معروفٌ، وَهُوَ بالهاءِ فِي المُذَكِّر، وبغَيْرِهَا فِي المُؤَنَّثِ، يُقَال: خَمْسَةُ رِجَالٍ، وخَمْسُ نِسْوَةٍ. قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَال: صُمْناً خَمْساً من الشَّهْر، فيُغَلِّبُونَ اللَّيَالِيَ على الأَيّامِ إِذا لم يَذْكُرُوا الأَيّام، وإِنَّما يَقَعُ الصِّيَامِ لأَن لَيْلَةَ كلِّ يومٍ قَبْلَه، فَإِذا أَظْهَرُوا الأَيّامَ، قالُوا: صُمْنَا خَمْسَةَ أَيّامٍ، وكذلِك: أَقَمْنَا عِنْدَه عَشْراً، بَيْنَ يَوْمٍ وليلةٍ، غَلَّبوا التَّأْنِيثَ.
والْخَامِي: الخامِسُ، إِبْــدَالٌ. يُقَال: جاءَ فلانٌ خامِساً وخامِياً. وأَنشد ابْن السِّكِّيت لِلْحادِرَة:
(كَمْ لِلْمَنَازِلِ مِنْ شَهْرٍ وأَعْوَامِ ... بِالْمُنْحَنَى بَيْنَ أَنْهَارٍ وآجَامِ)

(مَضَى ثَلاثُ سِنِينَ مُنْذُ حُلَّ بِهَا ... وعامَ حُلَّتْ وَهَذَا التابِعُ الخَامِي)
وثَوْبٌ مَخْمُوسٌ، ورُمْحٌ مَخْمُوسٌ، وخَمِيسٌ: طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَكَذَا ثَوْبٌ خُمَاسِيٌّ. قالَ: عَبِيدٌ يذْكُرُ ناقَتَه:
(هَاتِيكَ تَحْمِلُنِي وأَبْيَضَ صارِماً ... ومُذَرَّباً فِي مَارِنٍ مَخْمُوسِ)
يَعْنِي رُمْحاً طُولُ مَارِنِه خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَفِي حديثِ مُعاذٍ: ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ آخذُهُ منكُم فِي الصَّدَقّةِ الخَمِيسُ: هُوَ الثَّوْبُ الَّذِي طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ، كأَنَّه يَعْنِي الصَّغِيرَ من الثِّيابِ، مثل: جَرِيحٍ ومَجْرُوح، وقَتِيلٍ ومَقْتُولٍ. وحَبْلٌ مَخْمُوسٌ، أَي من خَمْسِ قُوىً. وَقد خَمَسَهُ يَخْمِسُه خَمْساً: فَتَلَهُ على خَمْسِ قُوىً. وخَمَسْتُهُمْ أَخْمُسُهُم، بالضَّمِّ: أَخَذْتُ خُمْسَ أَموالِهِم. والخَمْسُ: أَخْذُ وَاحدٍ من خَمْسَةٍ. وَمِنْه قولُ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ رَبَعْتُ فِي الجاهِلِيَّةِ، وخَمَسْتُ فِي الإِسْلامِ. أَي قُدْت الجَيْشَ فِي الحالَيْنِ لأَنّ الأَميرَ فِي الجاهِليَّةِ كانَ يَأْخذُ الرُّبُعَ من الغَنِيمَةِ، وجاءَ الإِسْلامُ فجعَلَه الخُمُسَ، وجَعَلَ لَهُ مَصَارِف، فيكُونُ حينئذٍ من قَوْلهم: رَبَعْتُ القَوْمَ وخَمَسْتُهُمْ، مُخَفَّفاً، إِذا أَخَذْتَ رُبْعَ أَموالهِم وخُمُسَها، وَكَذَلِكَ إِلَى العَشَرَةِ. وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكَسْرِ: كُنْتُ خامِسَهُمْ. أَو خَمَسْتُهُم أَخْمِسُهُم: كَمَّلْتُهُم خَمْسَةً بنفْسي. وَقد تقدَّم بحثُ ذلِك فِي ع. ش ر.)
ويَوْمُ الخَمِيسِ، من أَيَّام الأُسْبُوعِ، م، معروفٌ، وإِنَّمَا أَرادُوا الخَامِسَ، ولكِنَّهم خَصُّوهُ بِهَذَا البِنَاءِ، كَمَا خَصَّوا النَّجْمَ بالدَّبَرَانِ. قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: كانَ أَبو زَيْدٍ يقُولُ: مَضَى الخَمِيسُ بِمَا فِيه، فيُفْرِدُ ويُذَكِّرُ. وَكَانَ أَبو الجَرَّاحِ يَقُول: مَضَى الخَمِيسُ بِمَا فِيهِن، فيَجْمَع ويُؤَنِّث، ويُخْرِجُه مُخْرِجَ العَددِ. ج أَخْمِسَاءُ وأَخْمِسَةٌ وأَخامِسُ. حُكِيَتِ الأَخِيرَةُ عَن الفَرَّاءِ.
والخَمِيسُ: الجَيْشُ الجَرَّارُ، وقيلَ: الخَشنُ. وَفِي المُحْكَم: سُمِّيَ بذلك، لأَنَّهُ خَمْسُ فِرَقٍ: المُقَدِّمة.
والقَلْبُ والمَيْمَنَةُ، والمَيْسَرةُ، والسَّاقَةُ. وَهَذَا القولُ الَّذِي عَلَيْهِ أَكثرُ الأَئمَّةِ، وَقيل: سُمِّيَ بذلِك لأَنه يُخْمَّسُ فِيهِ الغَنَائِمُ. نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، ونَظَرَ فِيهِ شَيخُنَا قَائِلا بأَنَّ التَّخْمِيسَ للغَنَائِمِ أَمْرٌ شَرْعِيٌّ والخَمِيسُ مَوْضُوعٌ قدِيمٌ.
والخَمِيسُ: سمٌ تَسَمَّوْا بِهِ كَمَا تَسَمَّوْا بِجُمْعَةَ. ويُقَالُ: مَا أَدْرِي أَيُّ خَمِيسِ الناسِ هُو، أَيْ، أَيُّ جَمَاعَتِهِمْ. نَقَلَه الصّاغانِيُّ عنِ ابْن عَبَّادٍ. وخَمِيسُ بنُ عليٍّ الحَوْزِيُّ الحافِظُ أَبو كَرَمٍ الواسِطِيُّ النَّحْوِي شيخُ أَبِي طاهِرٍ السِّلَفِيّ، إِلَى الحُوْزَة مَحَلَّة شَرْقِيَّ وَاسِطَ. وَقد تقدَّم ومُوَفَّقُ الدِّينِ أَبو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ القاسِمِ بن خَمِيسٍ المَوْصِلِيّ، مُحَدِّثان، الأَخِيرُ عَن أَبي نَصْرِ ابنِ عبدِ الباقِي بن طَوْقٍ، وغيرِه، وَهُوَ من مَشَايِخِ الخَطِيبِ عبدِ اللهِ ابنِ أَحْمَدَ الطُّوسِيِّ، صاحِبِ رَوْضَة الأَخْبَارِ. والخِمْسُ، بالكَسْرِ: مِن أظْمَاءِ الــإِبِــلِ وهِي، كَذَا فِي النُّسَخ، والصّوابُ: وَهُوَ، وسَقَطَ ذَلِك منَ الصّحاح: أَنْ تَرْعَى ثَلاَثَةَ أَيّامٍ وتَرِدَ اليومَ الرابِعَ، وَلَو حَذَفَ كلِمَةَ اليومَ الرابِعَ، وَلَو حَذَفَ كلِمَةَ وَهِي لأَصَابُ. وَهِي إِبــلٌ خَامِسَةٌ وخَوَامِسُ، وَقد خَمَسَتْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخِمْسُ: شُرْبُ الــإِبِــلِ يَوْمَ الرابِعِ مِن يَوْم صَدَرَتْ لأَنَّهُمْ يَحْسُبُونَ يومَ الصَّدَرِ فِيهِ، وَقد غلَّطَه الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ لَا يُحْسَبُ يَوْمَ الصَّدَرِ فِي وِرْدِ النَّعَمِ. قلتُ: وَقَالَ أَبو سَهْل الخَوْلِيُّ: الصَّحِيحُ فِي الخِمْسِ من أَظْمَاءِ الــإِبــل: أَن تَرِدَ الــإِبِــلُ الماءَ يَوْمًا فتَشْرَبهَ، ثمَّ تَرْعَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثمّ تَرِدَ الماءَ اليومَ الخامِسَ، فيَحْسُبُون اليومَ الأَوّلَ والآخِرَ اليَوميْنِ اللَّذَيْنِ شَرِبَتْ فيهمَا، ومثلُه قولُ أَبِي زَكَرِيَّا. والخِمْسُ: اسمُ رَجُلٍ ومَلِكٍ باليَمَنْ، وَهُوَ أَوَّلُ مَن عُمِلَ لَهُ البُرْدُ المَعْرُوفُ بالخِمْسِ، نُسِبَتْ إِليه. وسُمِّيَتْ بِهِ، ويُقال لَهَا أَيضاً: خَمِيسٌ، قَالَ الأَعْشَى يصفُ الأَرْضَ:
(يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ ... خِمْسِ ويَوْماً أَدِيمَها نَغِلاَ)
وَكَانَ أَبو عَمْروٍ يقولُ: إِنما قيلَ للثَّوْبِ: خَمِيسٌ لأَنَّ أَوَّلَ مَن عَمِلَهُ مَلِكُ باليَمن يُقَالُ لَهُ: الخِمْسُ، بالكَسْر، أَمَرَ بعَمَلِ هذِه الثِّيَابِ فنُسِبَتْ إِليه، وَبِه فُسِّر حَدِيثُ مُعَاذٍ السابقُ. قَالَ ابْن)
الأَثِيرِ: وجاءَ فِي البُخَارِيّ ِ خَمِيص، بالصَّادِ، قَالَ: فإِنْ صَحَّت الرِّوايَةُ فيكونُ اسْتَعارَها للثَّوْبِ.
وَقد أَهْمَلَه المَصنِّفُ عندَ ذِكْرِ الخَمِيسِ، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْه.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: فَلاةٌ خِمْسٌ، إِذَا انْتَاطَ مَاؤُهَا حتّى يكُونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَّابِعَ، سِوَى اليومِ الَّذِي شَرِبَتْ وصَدَرَتْ فِيهِ. هَكَذَا سَاقه فِي ذِكْرِه على اللَّيْثِ، كَمَا تَقَدَّم قَريباً. يُقَال: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ، أَي تَقَارَبَا واجْتَمَعَا واصْطَلَحَا. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكَّيتِ:
(صَيَّرَنِي جُودُ يَدَيْهِ ومَنْ ... أَهْوَاه فِي بُرْدَةِ أَخْمَاسِ)
فسَّرَه ثَعْلَبٌ، فَقَالَ: قَرَّبَ مَا بَيْنَنا حَتَّى كأَنّي وَهُوَ فِي خَمْسِ أَذْرُعٍ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ، وتَبِعَه الصّاغانِيُّ: كأَنَّهُ اشْتَرَى لَهُ جَارِيَةً، أَو ساقَ مَهْرَ امْرَأَتِه عَنهُ.
وَقَالَ ابنُ السِّكَّيتِ يُقَالُ فِي مَثَلٍ: لَيْتَنَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ أَي لَيْتَنَا تَقَارَبْنَا. ويُرَادُ بأَخْمَاسٍ، أَي طُولُها خَمْسَةُ أَشْبَارٍ. أَو يُقَالُ ذَلك إِذا فَعَلاَ فِعْلاً وَاحِداً لاشْتِباهِهِما. قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَمن أَمْثَالِهِم: يَضْرِبُ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ، أَي يَسْعَى فِي المَكْرِ والخَدِيعَةِ. وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الــإِبــل، ثمّ ضُرِبَ مَثَلاً للَّذِي يُرَوِاغ صاحِبَه ويُرِيه أَنَّهُ يُطِيعُه. كَذَا فِي اللِّسَانِ. وقِيلَ: يُضْرَب لمَنْ يُظْهِر شَيْئاً ويُرِيدُ غَيْرَه، وَهُوَ مأْخوذٌ من قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ، ونَصُّه: قَالُوا: ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ. يُقَال للَّذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ بِهِ غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ، فيَعْمَلُ رُوَيْدا ً رَوَيْداً. وَقَوله: لأَنَّ إِلى آخِره، مأْخوذٌ من قَوِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ، ونَصَّه: قَالُوا: ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ يُقَال للَّذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ بِهِ غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ، فيَعْمَلُ رُوَيْداً رُوَيْداً. وَقَوله: لأَنَّ إِلَى آخِره، مأْخوذٌ من قَوْلِ رَاوِيةِ الكُمَيْتِ، ونَصُّه: أَنَّ الرَّجُلَ إِذا أَرادَ سَفَراً بَعِيداً عَوَّدَ إِبِــلَهُ أَنْ تَشْرَبَ خِمْساً سِدْساً، حَتَّى إِذا دَفَعَتْ فِي السَّيْرِ صَبَرَتْ. إِلَى هُنَا نَصُّ عبارَةِ رَاوِيَةِ الكُمَيتِ. وضَرَبَ بمعْنَى: بَيَّنَ، أَي يُظْهِر أَخْماساً لأَجْلِ أَسْداسٍ، أَي رَقَّى إِبِــلَه من الخِمْس إِلَى السِّدْس. وَهُوَ معنَى قَوْلِ الجَوْهَرِيّ: وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الــإِبــل.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: العَرَبُ تَقُولُ لمَنْ خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ. وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ شَيْخاً كانَ فِي إِبــلهِ ومَعَهُ أَولادُه رِجالاً يَرْعَوْنَهَا، قد طالَتْ غُرْبَتُهُم عَن أَهْلِهِم، فَقَالَ لَهُم ذاتَ يومٍ: ارْعَوْا إِبِــلَكم رِبْعاً، فرَعَوْا رِبْعاً نَحْوَ طرِيقِ أَهْلِهِم، فقالُوا لَهُ: لَو رَعَيْنَاها خِمْساً: فزادوا يَوْمًا قِبَلَ أَهلِهِم فقالُوا: لَو رَعَيْنَاها سِدْساً: فَفطَنَ الشيخُ لِمَا يُرِيدُون فقالَ: مَا أنْتُم إِلاّ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ، مَا هِمَّتُكم رَعْيُهَا، إِنَّمَا هِمَّتُكُم أَهْلُكُم، وأَنشَأً يقولُ:)
(وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرَاهُ ... لأَسْدَاسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا)
وأَخَذَ الكُمَيْتُ هَذَا البيتَ لأَنَّه مَثَلٌ فَقَالَ:
(وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرِيدَتْ ... لأَسْداسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا)
وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لرَجُلٍ من طَيِّيءٍ:
(فِي مَوْعِدٍ قالَه لِي ثُمّ أَخْلَفَهُ ... غَداً غَداً أَخْمَاسٍ لأَسْداسِ)
وَقَالَ خُرَيْمُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيّ:
(لكِنْ رُمَوْكُمْ بشَيخٍ مِن ذَوِي يَمَنٍ ... لم يَدْرِ مَا ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْدَاسِ) ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيتِ عَن أَبِي عُمْروٍ، عِنْد إِنْشَادِ قولِ الكُمَيْتِ: هَذَا كقَولك: شَشْ بَنْجْ، يَعْنِي يُظْهِر خَمْسَة ويُرِيدُ سِتَّةً. ونَقلَ شَيْخُنا عَن المَيْدَانِيِّ وغيرِه، قالُوا ضَرَبَ أَخْماسَه فِي أَسْداسِه أَي صَرَف حَوَاسَّه الخَمْسَ فِي جِهَاتِه السِّتِّ، كِنايةً عَن استِجْمَاعِ الفِكْرِ للنَّظَرِ فِيمَا يُرَادُ، وصَرْفِ النَّظَرِ فِي الوُجُوه. والخُمْسُ بالضّمّ، وَبِه قرأَ الخِليلُ: فَأَنَّ للهِ خُمَسهُ وبضَمَّتَيْنِ، وكذلِك الخَمِيسُ، وعَلى مَا نَقَلَه ابنُ الأَنْبَارِيّ من اللُّغَوِيِّين، يَطَّرِدُ ذلِك فِي جَمِيعِ هذِه الكُسُورِ، فِيمَا عَدَا الثَّلِيث. كَذَا قرأْته فِي مُعْجَم الْحَافِظ الدِّمْيَاطِيِّ، فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى المُصَنِّفِ: جُزْءٌ من خَمْسَةٍ والجَمْعُ: أَخْمَاسٌ. وجَاءُوا خُمَاسَ ومَخْمَسَ، أَي خَمْسَةً خَمْسَةً، كَمَا قَالُوا: ثُنَاءَ ومَثْنَى، ورُباعَ ومَرْبَعَ. وخَمَاسَاءُ، كَبَراكَاءَ: ع، وَهُوَ فِي اللِّسَان فِي ح م. س، وَذكره الصاغانِيُّ هَا هُنَا.
وأَخْمَسُوا: صَارُوا خَمْسَةً. وأَخْمَسَ الرَّجُلُ: وَرَدَتْ إِبِــلُه خِمَساً. ويقَال لصاحِبِ تِلْكَ الــإِبِــل: مُخْمِسٌ. وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ لامْرئِ القَيْسِ:
(يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَهَا ويَهِيلُهُ ... إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَوَاجِرِ مُخْمِسِ)
وخَمَّسَهُ تَخْمِيساً: جَعَلَه ذَا خَمْسِة أَرْكَانٍ. وَمِنْه المَخَمَّسُ من الشِّعْرِ: مَا كانَ على خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ، وليسَ ذلِك فِي وَضْعِ العَرُوِض. وَقَالَ أَبُو إِسحاق: إِذا اخْتَلَطت القَوَافِي فَهُوَ المُخَمَّس. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: غُلامُ خُمَاسِيٌّ ورُبَاعِيٌّ: طالَ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ، وأَرْبعةَ أَشْبَارٍ، وإِنّمَا يُقَال: خُمَاسِيّ ورُبَاعِيٌّ فيمَن يَزْدَادُ طُولاً، وَيُقَال فِي الثَّوْب: سُبَاعِيٌّ. وقالَ اللَّيْثُ: الخُمَاسِيُّ، والخُمَاسِيَّةُ من الوَصائفِ: مَا كَانَ طُولُه خَمْسَة أشْبَارٍ. قَالَ: وَلَا يُقَال: سُدَاسِيٌّ وَلَا سُبَاعِيٌّ إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْبَارٍ وسَبْعَةً. وقالَ غَيرُه: وَلَا فِي غَيْرِ الخَمْسَةِ لأَنّه إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْبَارٍ فَهُوَ رَجُلٌ. وَفِي اللِّسَان: إِذا بَلَغ سَبْعَةَ أَشْبَارٍ صَار رَجُلاً.)
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الخَمْسُونَ من العَدد مَعْرُوف. وقولُ الشّاعِرِ، فِيمَا أَنْشَدَه الكِسَائِيُّ وحكاهُ عَنهُ الفَرّاءُ:
(فِيمَ قَتَلْتُمْ رَجُلاً تَعَمُّدَا ... مُذْ سَنَةٌ وخَمِسُونَ عَدَدَا)
بكسرِ الميمِ من خَمسُون لأَنَّه احتاجَ إِلى حَرَكَةِ الميمِ لإِقامَةِ الوَزْنِ، وَلم يَفْتَحْها لِئَلاَّ يُوهِمَ أَنَّ الفَتْحَ أَصْلُهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: كَسَرَ الميمَ من خَمسُون، والكلامُ خَمْسُون، كَمَا قَالُوا: خَمْسَ عَشِرَةَ، بِكَسْر الشينِ. وقالَ الفَرَّاءُ: رَوَاهُ غيرُه بفتحِ المِيمِ، بَنَاهُ على خَمَسَةٍ وخَمَسَاتٍ. وجَمْعُ الخِمْسِ من أَظْماءِ الــإِبــل: أَخْمَاسٌ: قَالَ سِيبَوَيْه: لم يُجَاوَزْ بِهِ هَذَا الْبناء. ويُقَال: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، وقَعْقَاعٌ، وحَثْحَاثٌ، إِذا لم يَكُنْ فِي سَيْرِها إِلَى الماءِ وَتِيرَةٌ وَلَا فُتُورٌ لبُعْدِه. قالَ العَجّاجُ: خِمْسٌ كحَبْلِ الشَّعَرِ المُنْحَتِّ مَا فِي انطلاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ أَي خِمسْ أَجْرَدُ كالحَبْلِ المُنْجَرِدِ من أَمْت: من اعْوِجَاجٍ. والتَّخْمِيسُ فِي سَقْيِ الأَرْضِ: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التَّرْبِيعِ. وحَكَى ثَعْلَبٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: لَا تَكُ خَمِيسِيًّا أَي مِمَّنْ يَصُومُ الخَمِيسَ وَحْدَه. وأَخْمَاسُ البَصْرةِ خَمْسَة، فالخُمسُ الأَوَّلُ: العالِيَةُ: والثانِي: بَكْرُ بنُ وَائِلٍ، والثالِثُ: تَمِيمٌ، والرابِعُ: عَبْدُ القَيْسِ، والخَامِسُ: الأَزْدُ. والخِمْسُ، بالكَسْرِ: قَبِيلةٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَب: عاذَتْ تَمِيمُ بِأَحْفَى الخِمْسِ إِذْ لَقِيتْ إِحْدَى القَنَاطِرِ لَا يُمْشَى لَهَا الخَمَرُ والقَنَاطِرُ: الدَّواهِي. وابنُ الخِمْسِ: رَجُلٌ.
وقَوْلُ شَبِيبِ بنِ عَوَانَةَ:
(عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَرِيحِهِ ... وأَثْوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مَائحُ)
عَقِيلَةُ والخِمْسُ: رَجُلانِ. وَفِي حَدِيثِ الحَجَّاجِ أَنَّه سأَلَ الشَّعْبِيَّ عَن المُخَمَّسةِ، قَالَ: هِيَ مسأَلةٌ مِنَ الفَرَائِضِ اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ، عليٌّ، وعثمانُ، وابنُ مَسْعُودٍ، وزَيدٌ، وابنُ عَبّاسٍ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم. وَهِي أَمَّ وأُخْتٌ وجَدٌّ. ومُنْيَةُ الخَمِيسِ، كأَمِير: قَريةٌ صغيرَةٌ من أَعمالِ المَنْصُورةِ، وَقد دَخلتُها، وَمِنْهَا شَيْخُ مشايخِنَا شِهَابُ الدِّين أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمَّدٍ الخَمِيسِيُّ الشافعيُّ، أَجازه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ أبِي الخَيْرِ الخَلِيفِيّ سنة.
ووَادِي الخَمِيس: مَوْضِعٌ بالمَغْرِب.

نبط

ن ب ط : النَّبَطُ جِيلٌ مِنْ النَّاسِ كَانُوا يَنْزِلُونَ سَوَادَ الْعِرَاقِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي أَخْلَاطِ النَّاسِ وَعَوَامِّهِمْ وَالْجَمْعُ أَنْبَاطٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ الْوَاحِدُ
نَبَاطِيٌّ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَالنُّونُ تُضَمُّ وَتُفْتَحُ قَالَ اللَّيْثُ وَرَجُلٌ نَبَطِيٌّ وَمَنَعَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ.

وَاسْتَنْبَطْتُ الْحُكْمَ اسْتَخْرَجْتُهُ بِالِاجْتِهَادِ وَأَنْبَطْتُهُ إنْبَاطًا مِثْلُهُ وَأَصْلُهُ مِنْ اسْتَنْبَطَ الْحَافِرُ الْمَاءَ وَأَنْبَطَهُ إنْبَاطًا إذَا اسْتَخْرَجَهُ بِعَمَلِهِ. 
نبط: {يستنبطونه}: يستخرجونه.

نبط

10 اِسْتَنْبَطَ He drew forth, elicited, extracted, extorted: see 4 in art. خرج. See also Bd, and Jel, iv. 85. It may sometimes be rendered He excogitated.
نبط
قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
[النساء/ 83] أي: يستخرجونه منهم ، وهو استفعال من: أَنْبَطْتُ كذا، والنَّبْطُ: الماء المُسْتَنْبَطُ، وفرس أَنْبَطُ: أبيض تحت الــإبــط، ومنه النَّبْطُ المعروفون.
(ن ب ط) : (النَّبَطُ) جِيلٌ مِنْ النَّاسِ بِسَوَادِ الْعِرَاقِ الْوَاحِدُ (نَبَطِيٌّ) وَعَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ رَجُلٌ نَبَاطِيٌّ وَلَا تَقُلْ نَبَطِيٌّ (وَقَوْلُهُ) الْوَاقِفُ أَرَادَ الصَّرْفَ إلَى كَذَا وَكَذَا وَإِلَى الْعَلَوِيِّ وَالنَّبَطِيِّ قِيلَ كَأَنَّهُ عَنَى الْعَامِّيَّ (وَفَرَسٌ أَنْبَطُ) أَبْيَضُ الظَّهْرِ.
ن ب ط: (نَبَطَ) الْمَاءُ نَبَعَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَجَلَسَ. وَ (الِاسْتِنْبَاطُ) الِاسْتِخْرَاجُ. وَ (النَّبَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (النَّبِيطُ) قَوْمٌ يَنْزِلُونَ بِالْبَطَائِحِ بَيْنَ الْعِرَاقَيْنِ وَالْجَمْعُ (أَنْبَاطٌ) يُقَالُ: رَجُلٌ (نَبَطِيٌّ) وَ (نَبَاطِيٌّ) وَ (نَبَاطٍ) مِثْلُ يَمَنِيٍّ وَيَمَانِيٍّ وَيَمَانٍ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: (نُبَاطِيٌّ) أَيْضًا بِضَمِّ النُّونِ. 
(نبط) - في حديث عمر: "لا تَنَبَّطوا بالمَدائن "
: أي لَا تَشَبَّهُوا بهم في سُكْناها، واتِّخاذِ العَقارِ والمِلك.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نحْن مَعاشِرَ قريشٍ من النَّبَط، مِن أهل كُوثَى"
قيل: لأَنَّ إبْــراهِيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام وُلِدَ بها.
أراد به تَركَ التَّفاخر، والنَّبَطُ سُمُّوا لاسْتِخراجهم المياه.

نبط


نَبَطَ(n. ac.
نَبْط
نُبُوْط)
a. Welled, gushed out (water).
b.(n. ac. نَبْط), Dug down to the water; drew water.
نَبَّطَa. see I (b)
أَنْبَطَa. see I (b)b. [pass.]
see X (d)c. [Ila], Impressed.
تَنَبَّطَa. see I (b)
& X (c).
c. Imitated, claimed relationship with the
Nabathæans.
d. [ coll ], Bullied, browbeat.
إِسْتَنْبَطَa. see I (b)b. Discovered, invented.
c. Found out, searched out; brought to light.
d. [pass.], Appeared.
نُبْطَةa. see 4 (a) (c).
نَبَط
(pl.
نُبُوْط
أَنْبَاْط
38)
a. Spring of water.
b. Depth; secret thoughts.
c. White hair ( on a horse's flanks ).
d. (pl.
أَنْبَاْط), The Nabathæans.
نَبَطِيّa. Nabathæan.

أَنْبَطُ
(pl.
نُبْط)
a. White on the flanks.

نَبَاْطِيّ
نِبَاْطِيّ
نُبَاْطِيّa. see 4yi
نَبِيْطa. see 4 (d)
نَبَطَاْنِيّa. see 4yi
N.Ac.
إِسْتَنْبَطَa. Invention, discovery.
نبط
النَّبَطُ والنبِيْطُ: قَوْم يَنْزِلُونَ سَوَادَ العِرَاقِ، والجَميعُ الأنْبَاطُ. وعِلْكُ الأنْبَاطِ: شَيء يُجْعَلُ لَزُوْقاً للجُرْحِ. والنبَطُ: الماءُ الذي يُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ؛ نَبْطاً ونُبُوْطاً. وقد أنْبَطْنا الماءَ واسْتَنْبَطْناه: إذا انْتَهَيْنا إليه. وكذلك نَبَطُ الجَبَلِ ما يَتَحَلَّبُ كأنه عَرَق يَخْرُجُ من أعْرَاضِ الصخْرَةِ.
ورَجُلٌ نُبَاطِي ونباطي: مَنْسُوبٌ إلى النَّبَطِ؛ على غَيْرِ قِيَاسٍ. والنُبْطَةُ في الفَرَسِ: بَيَاضٌ تَحْتَ الــإبْــطِ، ورُبَّما عَرُضَ حتى يَغْشى البطن.
وشاة نَبْطَاءُ: مُوَشَّحَةٌ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ. وهو يَنْتَبِط الكَلاَمَ: أي يَسْتَخْرِجُه. والإنْبَاطُ: التَّاثِيْرُ. وفي الوَعِيْدِ: لأنْبِطَنَ نَبَطَكَ.
ولا يُنَالُ نَبَطُه: أي أقْصى ما عِنْدَه. ويقول الساجِعُ: إذا طَلَعَتِ الأشْرَاطُ؛ نَقَصَتِ الأنْبَاطُ: يَعْنِي المِيَاهَ. وإنْبِطُ - على وَزْنِ إثْمِد -: اسْمُ مَوْضِعٍ.
[نبط] نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ نبوطا: نبع. وأنبط الحفار: بلغ الماءَ. والاسْتِنْباطُ: الاستخراج. والنَبَط والنَبيطُ: قومٌ يَنزلون بالبطائح بين العراقَين، والجمع أنْباطٌ. يقال رجلٌ نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ، مثل يَمَنِيٍّ ويَمانيٍّ ويَمانٍ. وحكى يعقوب نُباطِيٌّ أيضاً بضم النون . وقد اسْتَنْبَطَ الرجلُ. وفي كلام أيُّوبَ ابن القِرِّيَّةِ: " أهلُ عمانَ عربٌ اسْتَنْبَطوا، وأهلُ البحرين نبيط استعزبوا ". والنبيط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إذا حُفِرَت. وقال الشاعر : قَريبٌ ثراهُ ما يَنالُ عَدُوُّهُ * له نَبَطاً عندَ الهوان قَطوبُ * ويقال للركيَّة: هي نَبَطٌ، إذا أُميهَتْ. والنُبْطَةُ بالضم: بياضٌ يكون تحت إبــط الفرس وبطنه. يقال: فرس أنْبَطُ بيِّن النَبَطِ. قال ذو الرمّة : كلَوْنِ الحِصانِ الأنْبَطِ البطنِ قائما * تمايل عنه الجبل واللون أشقَرُ * وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاء الشاكلة.
ن ب ط

هو من النبط والنبيط والأنباط، وهو نبطيّ ونباطيّ وأنباطي. وقال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعربٌ أنتم أم نبيطٌ فقال: عرب استنبطنا ونبيط استعربنا. ومنه قول أبي العلاء المعرّي:

أين امرؤ القيس والعذارى ... إذ مال من تحته الغبيط

استنبط العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النّبيط

وعالج الجرح يعلك الأنباط وهو الكاماي المذاب يجعل لازوقاً للجراح. وكيف نبط بئركم: ماؤها المستنبط، ونبط الماء من البئر نبوطاً، وأنبطوه واستنبطوه. وفرس أنبط: أبيض البطن. قال ذو الرمة:

كمثل الحصان الأنبط البطن كلّما ... تمايل عنه الجلّ فاللون أشقر

ومن المجاز: فلانٌ لا ينال نبطه: لمن يوصف بالعزّ. قال كعب الغنويّ:

قريب ثراه لا ينال عدوه ... له نبطاً آبى الهوان قطوب

ويقال في الوعيد: لأبثن ما في جونتك ولأنبطنّ نبطك. واستنبط معنًى حسناً ورأياً صائباً لعلمه الذين يستنبطونه منهم. واستنبطت من فلان خبراً.
[نبط] نه: فيه: من غدا من بيته "ينبط" علما فرشت له الملائكة أجنحتها، أي يظهره ويفشيه في الناس، وأصله من نبط الماء- إذاوأنبط الحفار: بلغ الماء في البئر، والاستنباط: الاستخراج. ومنه: ورجل ارتبط فرسًا "ليستنبطها"، أي يطلب نسلها ونتاجها، وروى: يستبطنها، أي يطلب ما في بطنها. وفي صفة رجل: ذاك قريب الثرى بعيد "النبط"، هو ماء يخرج من قعر البئر إذا حفرت، يريد أنه دانى الموعد بعيد الإنجاز. وفيه: تمعددوا و"لا تستنبطوا"، أي تشبهوا بمعد ولا تشبهوا بالنبط، النبط والنبيط: جيل معروف كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين. ومنه: "لا تنبطوا" في المدائن، أي لا تشبهوا بالنبط في سكناها واتخاذ العقار والملك. وح: نحن معاشر قريش من "النبط"، أي من أهل كوثى، قيل: لأن إبــراهيم عليه السلام ولد بها وكان النبط سكانها. ومنه في سعد بن أبي وقاص: أعرابي في حبوته "نبطي" في جبوته، أراد أنه في جباية الخراج وعمارة الأرض كالنبط حذقًا بها ومهارة فيها لأنهم كانوا سكان العراق وأربابها. غ: في علمه بأمر الخراج وعمارة الأرضين. نه: وح: كنا نسلف "نبيط" أهل الشام، وروى: أطًا من أنباط الشام. وح من قال: يا "نبطي" لا حد عليه، كلنا نبط، يريد الجوار والدار دون الولادة. وفيه: ود السراة المحكمة، أن "النبط" قد أتى علينا كلنا، أي الموت. ن: النبط والأنباط والنبيط: فلاحو العجم. ك: النبط بفتحتين والنبيط بفتح فكسر فتحتية: قوم من العرب دخلوا في العجم والروم واختلطت أنسابهم وفسدت ألسنتهم وذلك لمعرفتهم بأنباط الماء أي استخراجه لكثرة فلاحتهم.
نبط: انبط: المعنى الأول عند (فريتاج) استخرج الماء: انبط الحافر بلغ الماء واستخرجه بعمله (ابن جبير 30، 18، 235: 3، تقويم 97: 3 معيار 24: 4 ابن الخطيب 103).
استنبط: استخرج الماء (ابن جبير 250: 18. العوام 1: 12).
استنبط: فتح قناة صغيرة من جدول الماء (معجم الجغرافيا).
استنبط: اخترع، تخيل، اكتشف، حرز (كليلة ودمنة 4: 2، 0 6 المقري 1، 305، 13، 613، 5، 913 4 حيان بسام 116 في حديثه عن طبيب أعمى يصف له ابنه بول مرضاه فيهتدي منها إلى ما يهتدي له البصير ولا يخطئ الصواب في فتواه ببراعة الاستنباط.
الاستنباط: الاستخلاص بالقياس وغيره (دي سلان) (المقدمة 3: 2، 1: 16).
نبط: بئر والجمع انباط (الكامل 358).
نبط: تحريف نبض (بوشر، محيط المحيط).
نابطة (باللاتينية nepeta، بالأسبانية nebeda poliot saurage) ( انظر المستعيني مخطوطة N في فوذنج وفي مخطوطة La الصحيفة كانت منتزعة من المخطوط): الفوذنج الجبلي هو باللاتيني النابطة. هذه اللفظة ألفيتها على هذه الصفة (المنابطة) (اقرأها خلال ترجمة العبارة التي ذكرها ديسقوريدوس (النابطة) (ابن البيطار 2: 269) (الاسم اللاتيني في مخطوطة A نناطى (دون تنقيط) والمقصود بها نباطى. والكلمة عند (الكالا): nupita (nebeda yerva) إلا أن napila أقرب للصواب. وهي عند (دوماس حياة نابطة التي هي من أصناف النباتات وكذلك عند بوسييه نابطة إلا أنها تعني عنده النبات الذي يدعى باللاتينية melissa calamintho و menthe belle melisse.
مستنبط: مصدر، منبع (معجم الجغرافيا).
مستنبط: المعميات (ابن الخطيب 38): آية الله في فك المعمي لا يجاريه أحد في ذلك ممن تقدمه شأنه عجب يفك منه المعايات والمستنبطات مفضولا وغير مفصول. (كذا. المترجم).
[ن ب ط] نَبَطَ الرَّكَّيةَ نَبْطاً، وأَنْبَطَها، واسْتَنْبَطَها، ونَبَّطَها - الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعرابيّ _: أَماهَها. واسمُ الماءِ النُّبْطَةُ والنَّبَطُ، والجمعُ: أَنباطٌ ونُبُوطٌ. وكُلُّ ما أُظْهِرَ بعدَ خَفاءٍ فقد أُنْبِطَ. واسْتَنْبَطَه واسْتَنْبَطَ منه عِلْماً، ومالاً، وخَبَرا: اسْتَخْرَجَه. وفُلانٌ لا يُنالُ له نَبَطٌ: إذا كانَ داهِياً لا يُدْرَكُ له غَوْر. والنَّبَطُ: ما يتَحلَّبُ من الجَبلِ كأَنَّه عِرقٌ يخرجُ من أَعْراضِ الصَّخْرِ. ونَبْطُ: وادٍ بَعَيْنِه، قَالَ الهُذَليُّ:

(أَضَرَّ به ضَاحٍ فَنْبْطاً أَسالَه ... فَمَرٌّ وأَعْلَى جَوْزِها فَخُصُورُهِا)

والنَّبَطُ، والنُّبْطَةُ: بَياضٌ تَحتَ إبْــطِ الفَرسِ، وكُلِّ دَابَّةِ، ورُبَّما عَرُضَ حتَّى يَغْشَي البَطْنَ والصَّدْرَ، يُقالُ: فَرسٌ أَنْبَطُ، وقِيلَ: الأَنْبَطُ: الذي يكونُ البَياضُ في أَعلَى أِحِد شِقَّي بَطنِه مما يَلِيه في مَجْرَى الحِزامِ ولا يَصْعَدُ إلى الجَنْبِ، وقِيلَ: هو الذي بِبَطْنِه بَياضٌ ما كانَ، وأينَ كانَ مِنْه، وقِيلَِ: هو الأَبْيضُ البَطْنِ والرُّفْغِ والــإبْــطِ، ما لم يَصْعَدْ إلى الجَنْبَيْنِ. وشَاةٌ نبطاءُ: بَيْضاءُ الجَنْبينِ أو الجَنْبِ، وقِيلَ: إن كانَتْ بيضاءَ فهي نَبْطاءُ بسوادٍ، وإنْ كانَتْ سَوْداءَ فهي نَبْطاءُ ببياضٍ. والنَّبطُ والنَّبَطُ: جِيلٌ يْنزِلونَ سَوادَ العِراقِ، وهم الأَنباطُ، والنَّسَبُ إليهم نَبَطِيٌّ ونُباطِيٌّ ونَباطِيٌّ، وحكَى أبو عَليٍّ أنَّ النَّبَطَ واحِدٌ بَدلالَةِ جمعهم إياه في قَوْلِهم: أنباطٌ، فَأَنباطٌ في نَبَط، كأَجْبالِ في جَبَلٍ. والنبط كالكليب وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامانُ المُذابُ يُجعلُ لَزُوقاً للجُرحِ.
نبط
استنبطَ يستنبط، استِنباطًا، فهو مُستنبِط، والمفعول مُستنبَط
• استنبط الشَّيءَ: توصّل إليه من مبدأ عامّ أو عن طريق انتقال الذِّهن من قضيّة، أو عدّة قضايا هي المقدِّمات إلى قضيّة أخرى هي النتيجة وفق قواعد المنطق "استنبط الفقيهُ الحُكْمَ- استنبط قوانينَ جديدة في الرِّياضيّات- استنبط الجوابَ/ النتائج- {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ".
• استنبط من فلان خبرًا: استخرجه بمحاولة. 

استنباط [مفرد]:
1 - مصدر استنبطَ.
2 - (دب) استخراج المعاني من النصوص بفرط الذِّهن وقوَّة القريحة.
3 - (سف) عمليَّة استنتاج تنشأ فيها النتيجة حتمًا من المقدِّمة المنطقيَّة.
4 - (فق) استخراج المجتهد المعاني والأحكام الشرعيَّة من النصوص ومصادر الأدلّة الأخرى. 

استنباطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استنباط: "أفكار استنباطيّة".
2 - مصدر صناعيّ من استنباط: مرحلة في التفكير تأتي بعد المرحلة الاستقرائيّة حيث يتمّ استخلاصُ النتائج أو استنتاجها "قامت دراستُه على منهجيّة استقرائيّة واستنباطيّة". 

مُستنبَط [مفرد]: ج مُسْتَنْبَطات:
1 - اسم مفعول من استنبطَ.
2 - اختراع، اكتشاف "مُستنبطات العَهْد الحديث". 

نبط

1 نَبَطَ, aor. ـُ and نَبِطَ, inf. n. نُبُوطٌ (S, K) and نَبْطٌ, (K,) It (water) welled, or issued forth. (S, K.) A2: See also 4.2 نَبَّطَ see 4.3 نَاْبَطَ see 10.4 انبط He (a digger) reached the water: (AA, S:) or reached the first that appeared of the water of a well, (K, TA,) and produced it, or fetched it out, by his labour. (TA.) and انبط فِى عَضْرَآءَ He produced, or fetched out, by labour, water from good clay, or from clay containing no sand. (TA.) A2: [It is also trans.: you say,] انبط الرَّكِيَّةَ; and ↓ استنبطها; (M, K;) and ↓ نبّطها; (IAar, M, TA;) in the K ↓ تنبّطها; (TA;) and ↓ نَبَطَهَا, (M, K [in the CK with teshdeed to the ب]) aor. ـِ (TA,) inf. n. نَبْطٌ; (M;) He produced, or fetched out, by his labour [in digging], the water of the well; syn. أَمَاهَهَا; (M, K;) and of the first, (TA,) and last, (TA,) [or rather of all,] استخرج مَآءَهَا. (K, TA.) And انبط المَآءَ, inf. n. إِنْبَاطٌ; and ↓ استنبطهُ; He (a digger [of a well]) produced, or fetched out, by his labour, or work, the water. (Msb.) b2: See also 10, in five places.

A3: إِنْبَاطٌ also signifies The producing an effect, or making an impression; syn. تَأثيرٌ. (Ibn-'Abbád, Sgh, K.) 5 تَنَبَّطَ see 4: b2: and 10.

A2: تنبّط also signifies He affected to be like, or imitated, the نَبَط [or Nabathæans]: or he asserted himself to be related to them. (K, TA.) [Compare 10, in the last of the senses assigned to it below.]8 إِنْتَبَطَ see 10.10 استنبط: see 4, in two places: its primary signification is [that mentioned above,] from نَبَطٌ signifying the “ water that comes forth from a well when it is first dug. ” (Zj.) b2: And hence, (Zj,) He drew out, or forth; extracted; educed; produced; elicited; fetched out by labour or art; got out; or extorted; syn. اسْتَخْرَجَ; (Zj, S;) a thing: (Zj:) and (assumed tropical:) He made anything to appear after occultation; as also ↓ انبط; (B;) [i. e. he brought it to light:] and اُسْتُنْبِطَ (assumed tropical:) it (anything) was made apparent, after occultation; as also ↓ أُنْبِطَ: (K:) or the latter, [simply,] (assumed tropical:) it was made apparent. (L.) And [hence] (tropical:) He (a lawyer) elicited (استخرج) an occult, or esoteric, doctrine of law, by his intelligence, and his labour, or study: (K, TA:) or you say استنبطهُ, meaning (assumed tropical:) he elicited it (استخرجهُ), namely a judicial sentence, by labour, or study; as also ↓ انبطهُ, inf. n. إِنْبَاطٌ: (Msb:) or (assumed tropical:) he searched out the knowledge of it. (Jel. iv. 85.) And استنبط مِنْهُ عِلْمًا, and خَيْرًا, and مَالًا, (tropical:) He drew forth, elicited, or extorted, (استخرج,) from him knowledge, and good, or wealth, and property. (TA.) And ↓ نِبَاطٌ [app. an inf. n. of نَابَطَ] signifies the same as إِسْتِنْبَاط حَدِيتٍ (assumed tropical:) The drawing forth, or eliciting, (إِسْتَخْرَاج) of discourse. (TA.) And الكَلَامَ ↓ تنبّط, accord. to the K, or, accord. to Sgh, on the authority of Ibn-'Abbád, ↓ انتبطهُ, (TA,) (assumed tropical:) He drew forth, or elicited, (استخرج,) speech. (Ibn-'Abbád, Sgh, K.) And العِلْمَ ↓ انبط (tropical:) He revealed knowledge, and spread it among men. (TA.) b3: استنبط الفَرَسَ (assumed tropical:) He sought to obtain offspring from the mare: occurring in a trad.: but accord. to one relation, it is إِسْتَبْطَنَهَا, meaning, “he sought what was in her belly. ” (TA.) A2: He (a man) became a [naturalized] نَبَطِىّ [or Nabathæan]. (S, * TA.) It is said by Eiyoob Ibn-El-Kirreeyeh, أَهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا وَأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا [The people of 'Omán are Arabs who became naturalized Nabathæans, and the people of ElBahreyn are Nabathæans who became naturalized Arabs]. (S, TA.) [See also 5.]

نَبَطٌ What first appears of the water of a well (IDrd, K) when it is dug; (IDrd;) as also ↓ نُبْطَةٌ: (K:) or the water that comes forth from a well when it is first dug: (Zj:) or the water that issues forth from the bottom of a well when it is dug; (S, accord. to one copy;) or this is termed ↓ نَبِيطٌ: (S, accord. to another copy; and TA:) pl. [of pauc.] أَنْبَاطٌ and [of mult.] نُبُوطٌ. (TA.) b2: [Hence the saying,] فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بَعِيدُ النَّبَطِ (assumed tropical:) Such a one's promising is near, [but] his fulfilling is remote: i. e. he promises, but does not fulfil. (IAar.) And فلان لَا يُدْرَكُ نَبَطُهُ, (TA,) and لَا يُدْرَكُ لَهُ نَبَطٌ, (ISd, TA,) (tropical:) Such a one's depth is not known, (K, * TA,) and the extent of his knowledge: (TA:) or such a one's depth is not known; meaning that he is cunning, or possessing intelligence mixed with craft and forecast. (ISd, TA.) And فُلَانٌ لَا يُنَالُ نَبَطُهُ (assumed tropical:) Such a one is invincible, and inaccessible to his enemy. (TA.) b3: نَبَطٌ also signifies A well of which the water has been produced, or fetched out, by labour [of the digger]. (S, TA.) b4: And What oozes, or exudes, from a mountain, as though it were sweat, coming forth from the sides of the rock. (TA.) A2: النَّبَطُ, (S, Mgh, Msb, K,) and ↓ النَّبِيطُ, (S, Msb, K,) and الأَنْبَاطُ, (K,) the last is a pl. (AAF, S, Msb) of the first, (AAF,) and the second is [a quasi-pl. n.] like كَلِيبٌ, (AAF, L,) [The Nabathæans;] a people who alight and abide in the بَطَائِح [see أَبْطَحُ] between the two 'Iráks: (S, K:) or a people (T, M, Mgh, Msb) who alight and abide, (T, TA,) or who used to alight and abide, (Msb,) in the سَوَاد (T, M, Mgh, Msb) of El-'Irák:) (M, Mgh, Msb:) afterwards applied to mixed people; or people of the lowest or basest or meanest sort; or the refuse of men; and the vulgar sort thereof: (Msb:) the people to whom these appellations properly apply were called نَبَط because of their fetching out by labour (لِاسْتِنْبَاطِهِمْ) what comes forth from the lands: (TA:) [for they were distinguished for agriculture; and hence their proper appellations are used as equivalent to “ clowns,” or “ boors: ”

but a derivation commonly obtaining with us is that from Nebaioth the son of Ishmael:] the n. un. is ↓ نُبَاطِىٌّ, (Yaakoob, IAar, S, Mgh, Msb, K,) and ↓ نَبَاطِىٌّ, (IAar, S, Msb, K,) like يَمَانِىٌّ, (S,) and ↓ نِبَاطِىٌّ, (K,) and ↓ نَبَاطٍ, (S, K,) like يَمَانٍ, (S,) and ↓ نَبَطِىٌّ, (S, K,) like يَمَنِىٌّ, (S,) but this is disallowed by IAar, (Mgh, TA,) and, accord. to Lth, ↓ نَبَطَانِىٌّ, but this [also] is disallowed by IAar. (Msb.) نُبْطَةٌ: see نَبَطٌ.

نَبَطِىٌّ: see نَبَطٌ.

نَبَطَانِىٌّ: see نَبَطٌ.

نَبَاطٌ: see نَبَطٌ.

نَبِيطٌ: and النَّبِيطٌ: see نَبَطٌ.

نَبَاطِىٌّ and نُبَاطِىٌّ and نِبَاطِىٌّ: see نَبَطٌ.
نبط
نَبَطَ الماءُ ويَنْبِطُ نَبْطاً ونُبُوْطاً: نَبَعَ.
وقال ابن دريدٍ: نبطتُ البئرَ: إذا استخرجتَ ماءها.
ونَبْطٌ: وادٍ، قال ساعدهُ بن جويةَ الهذلي:
أضر به ضاحِ فَنَبْطاً أسألهُ ... فَمرُ فأعلى جوزها فخصورها
أضر بهِ: لِزق به ودنا منه، وضاحٍ: وادٍ، ونصبَ " نبطاً " ب " أسالهُ ".
ونَبْطٌ: موضعٌ قريبٌ من حوراءَ التي بها معدنُ البِرامِ بناحيةِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ -.
وإنْبِطُ - مثالُ إثْمدٍ: موضعٌ، قال ابن فسْوةَ - واسمهُ أديهمُ بن مِرداسٍ أخو عُتيبةَ بن مِرادس:
فإن تمنعواُ منها حمِاكمْ فإنهُ ... مباحٌ لها ما بين إنبطَ فالكدرِ
وقال إبــراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرمةَ:
لَمِنِ الديار بِحائلٍ فالاْنبطِ ... آياتها كوثاقِ المُستشرطِ
وإنْبِطُ - أيضاً -: من قرى همذان.
وإنْبِطَهُ - بزيادة الهاءِ -: موضعٌ.
وفرسٌ أنبطُ بين النبطِ والنُبطةِ - بالضم -: وهي بياضٌ يكونُ تحت إبــطِ الفرس وبطنهِ، قال ذو الرمة:
كَلَوْنِ الحِصانِ الانبَطِ البطنِ قائماً ... تَمايلَ عنه الجُلُ واللونُ أشقرُ
وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاءُ الشاكلةِ وقال ابن دريدٍ: النبطُ: جِيْلٌ معروفٌ، وهُمُ النبِيْطُ والأنْبَاطُ، قال رؤبة:
وعربٍ عاتينَ أو أنبْاطِ ... زرناهمُ بالجيشِ ذي الألغاطِ
وقال غيرهُ: النبَطُ والنبِيْطُ: قومٌ ينزلونَ بالبطائح بين العراقيينِ، والجمعُ: أنْبَاطٌ، يقال: رجُلٌ نبطيٌ ونَبَاطيٌ ونَبَاطٍ - مثالُ يمني ويماني ويمانٍ -، وحكى يعقوبُ: نُبَاطيٌ - أيضاً - بضم النونِ.
وفي حديثِ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: نحنُ معاشر قُريشٍ حيٌ من النبطِ من أهلِ كوثى.
أراد كُوثى العراقِ؛ وهي سُرةُ السوادِ، وبها ولدَ إبــراهيم؟ صلواتُ الله عليه -، وقال الشعبي لِرجلٍ قال لآخرَ: يا نَبَطيُ: لأحد عليه؛ كُلُنا نَبَطٌ، ذهب إلى قول ابن عباس؟ رضي الله عنهما -، وسموا نبطَاً لأنهم يستنبطونَ المياهَ. وفي حديثِ عمرو بن معدي كرب " رضي الله عنه ": نَبَطيٌ في جِبْوَته، أي: كالنبطي في علمه بأمرِ الخراج وجبايته وعمارةِ الأرضين " حذقاً بها ومهارةٌ فيها "، وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب ...
وقال ابنُ دريدٍ: النبطُ: أولُ ما يظهرُ من ماءِ البئرِ إذا حفرتها.
ورَجُلٌ لا ينَالُ له نَبَطٌ: إذا كان داهياً لا يدركُ غَورةُ، وأنشد؛ وهو لِكعبِ بن سعدٍ الغنوي:
قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوهُ ... له نَبَطاً عند الهَوانِ قَطوبُ
ويقال للركيةِ: هي نَبَطٌ؛ إذا أميهتْ.
وفي حديثِ بعضهم: انه سُئلَ عن رجلٍ فقال: ذاك قريبُ الثرى بعيدُ النبطِ. أرادَ: انه داني الموعِدِ بَعيدُ النجْزِ.
ويقول الساجعُ: إذا ... الأشراطُ....ووَعْسَاءُ النبيطِ مُصغراً - ويقالُ: التميطِ؛ بالميم -: رَمْلَةٌ معروفةٌ بالدهناء، وبالميم أكثر.
والنبيطاءُ: جبلٌ بطريقِ مكةَ - حرسها الله تعالى - على ثلاثةِ أميالٍ من تُوزَ.
والنبطاءُ: قريةٌ بالبحرينِ لبني مُحاربٍ من عبدِ القيس.
وقال أبو زيادٍ: النبْطاءُ: هضبةٌ طويلةٌ عريضةٌ لبني نُميرٍ بالشريفِ من أرضِ نجدٍ.
وقال ابن عباد: الأنباطُ: التأثيرُ. وقال غيرهُ: أنبطَ الرجلُ: إذا أمهى إلى النبِطِ أي الماء.
وأنبط - أيضاً -: استخرجَ النبطَ.
وكلُ شيءٍ أظهرتهَ بعد خَفائه: فقد أنبطته واستعبطتهَ.
وقوله تعالى:) لَعَلمهَ الذين يستنبطونهَ منهم (أي يستخرجونهَ.
ويُقال: استنبطَ الفقيهُ: إذا استخرجَ الفقهَ الباطنَ بفهمهِ واجتهادهِ.
وفي حديثِ النبي " صلى الله عليه وسلم ": الخيلُ ثلاثةٌ: رجلٌ ارتبطَ فَرَسَاً عُدةً في سبيلِ الله فإن علَفَه وروثه وأثره ومسحاً عنه وعاريته في ميزانه يوم القيامة.
ورجلٌ ارتبط فرساً ليُغالق عليها أو يراهن عليها فإن علفه وروثه ومسحاً عنه وزرٌ في ميزانه يوم القيامة.
ورجلٌ ارتبط فرساً لِيستنبطها - ويروى: لِيستنبطها - فهي له سترٌ من الفقر.
ليستنبطها: استُعير لاستخراج النسلِ. وليستنبطها: أي يطلبُ ما في بطنها من النتاج.
وفي كلامِ أيوبَ ابنِ القريةِ: أهل عمانَ عربٌ استنبطوا، وأهلُ البحرينِ نبيطٌ استعربوا.
وأولو النباط في قولِ المتنخلِ الهُذلي:
فإما تُعرضن أميمَ عني ... وينزغكِ الوشاةُ أولو النباطِ
" هم " الذين يستنبطونَ الأخبار.
والتنبيطُ: التشبهُ بالنبطِ، ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أهلِ حِمص: لا تنبطوا - ويروى: لا تَسْتنبِطوا - في المدائنِ؛ ولا تُعلموا أبكارَ أولادكم كتابَ النصارى؛ وتمعززوا؛ وكونوا عَرَباً خُشْناً. أي: لا تشبهوا بالأنباطِ في سُكنى المُدنِ والنزولِ بالأرياف أو في اتخاذِ العِقارِ واعتقادِ المزارعِ وكونوا مستعدين للغزوِ مستوفزين للجهادِ.
ويقالُ - أيضاً -: تَنَبطَ: أي تنسب إلى النبِطِ.
وقال ابن عباد: هو يَنْتَبِطُ الكلامَ: أي يستخرجهُ، قال رؤبة:
يَكْفيكَ أثري القولَ وانتباطي ... عَوَارماً لم تُرمَ بالأسقاطِ
والتركيبُ يدلُ على استخراجِ شيءٍ؟؟

نبط: النَّبَط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، وقد نبَطَ

ماؤها ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً. وأَنبطنا الماءَ أَي

استنبطناه وانتهينا إِليه. ابن سيده: نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها

واسْتَنْبَطها ونبّطها؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: أَماهَها. واسم الماء

النُّبْطةُ والنَّبَطُ، والجمع أَنْباط ونُبوط. ونبطَ الماءُ ينْبُطُ

وينْبِط نُبوطاً: نبع؛ وكل ما أُظهر، فقد أُنْبِط.

واسْتَنْبَطه واستنبط منه علماً وخبراً ومالاً: استخرجه. والاسْتنْباطُ:

الاستخراج. واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده

وفهمِه. قال اللّه عزّ وجلّ: لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم؛ قال الزجّاج:

معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه، وأَصله من النبَط، وهو الماء الذي يخرج

من البئر أَوّل ما تحفر؛ ويقال من ذلك: أَنْبَطَ في غَضْراء أَي استنبطَ

الماء من طين حُرّ. والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي يَنْبُِطُ من

قعر البئر إِذا حُفرت؛ قال كعب بن سعد الغَنَوِيُّ:

قَريبٌ ثَراه ما يَنالُ عَدُوُّه

له نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ

(* قوله «عند الهوان» هو هكذا في الصحاح، والذي في الاساس: آبي الهوان.)

ويروى: قريب نَداه. ويقال للرِكيّة: هي نَبَطٌ إِذا أُميهتْ. ويقال:

فلان لا يُدْرَكُ له نَبَطٌ أَي لا يُعْلَمُ قَدْرُ علمه وغايَتُه. وفي

الحديث: مَن غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ

أَجْنِحَتَها، أَي يُظهره ويُفْشِيه في الناس، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ ينبط

إِذا نَبعَ. ومنه الحديث: ورجلٌ ارْتَبط فرساً ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب

نَسْلها ونِتاجَها، وفي رواية: يَسْتَبْطِنها أَي يطلب ما في بطنها. ابن

سيده: فلان لا يُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهياً لا يُدْرَك له غَوْر.

والنبَط: ما يتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق يخرج من أَعْراض الصخر. أَبو

عمرو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطين، فإِذا بلغ الماء قيل أَنْبَطَ،

فإِذا كثُر الماء قيل أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بلغ الرّملَ قيل أَسْهَبَ.

وأَنبَط الحَفّارُ: بلغ الماء. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا كان

يَعِدُ ولا يُنْجِزُ: فلان قريب الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ. وفي حديث بعضهم وقد

سُئل عن رجل فقال: ذلك قريب الثرى بعيدُ النَبط، يريد أَنه داني

المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز. وفلان لا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ والمَنَعةِ

حتى لا يجد عدوُّه سبيلاً لأَن يتَهَضَّمَه.

ونَبْطٌ: واد بعينه؛ قال الهذلي:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ،

فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها

والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بالضم: بَياض تحت إِبْــط الفَرس وبطنِه وكلّ

دابّة وربما عَرُضَ حتى يَغْشَى البطن والصدْر. يقال: فرس أَنْبَطُ بيِّن

النَّبَط، وقيل الأَنْبطُ الذي يكون البياض في أَعلى شِقّي بطنه مما يليه

في مَجْرى الحِزام ولا يَصعَد إِلى الجنب، وقيل: هو الذي ببطنه بياضٌ، ما

كان وأَين كان منه، وقيل هو الأَبيض البطن والرُّفْغ ما لم يصعَد الى

الجنبين، قال أَبو عبيدة: إِذا كان الفرسُ أَبيضَ البطن والصدر فهو أَنبط؛

وقال ذو الرمة يصف الصبح:

وقد لاحَ للسّارِي الذي كَمَّل السُّرَى،

على أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً،

تَمايَل عنه الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ

شبّه بياضَ الصبح طالعاً في احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه

جُلُّه فبان بياضُ إِبْــطه. وشاة نَبْطاء: بيضاء الشاكلة. ابن سيده: شاةٌ

نَبطاء بيضاء الجنبين أَو الجنب، وشاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ

مُحْوَرَّةٌ، فإِن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد، وإِن كانت سوداء فهي نبطاء

ببياض.

والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير: جِيلٌ

يَنْزِلُون السواد، وفي المحكم: ينزلون سواد العراق، وهم الأَنْباطُ، والنَّسَبُ

إِليهم نَبَطِيٌّ، وفي الصحاح: ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين. ابن

الأَعرابي: يقال رجل نُباطيّ، بضم النون

(* قوله «بضم النون» حكى المجد

تثليثها.)، ونَباطِيٌّ ولا تقل نَبَطِيٌّ. وفي الصحاح: رجل نَبَطيٌّ

ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مثل يَمنيّ ويمَانيّ ويمان، وقد استنبطَ الرجلُ. وفي كلام

أَيُّوبَ بن القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل

البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا. ويقال: تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمى إِلى

النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما يخرج من

الأَرضين. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا أَي

تَشبَّهوا بمَعَدٍّ ولا تشبَّهوا بالنَّبط. وفي الحديث الآخر: لا

تَنَبَّطُوا في المدائن أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ

والمِلْك. وفي حديث ابن عباس: نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى

رَبّاً، قيل: إِن إِبــراهيم الخليل ولد بها وكان النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه

حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، رضي

اللّه عنهم، فقال: أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه؛ أَراد أَنه

في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها

لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها. وفي حديث ابن أَبي أَوْفى:

كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام، وفي رواية: أَنْباطاً من أَنْباط الشام.

وفي حديث الشعبي: أَن رجلاً قال لآخر: يا نَبَطيّ فقال: لا حَدّ عليه

كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة. وحكى أَبو علي: أَن

النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط، فأَنباط في نَبَط كأَجْبال

في جبَل. والنبِيطُ كالكليب. وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامان المذاب

يجعل لَزُوقاً للجرح. والنَّبْطُ: الموْتُ. وفي حديث علي: وَدَّ السُّراةُ

المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا؛ قال ثعلب: النَّبْطُ

الموت.

وَوَعْساء النُّبَيْطِ: رملة معروفة بالدّهْناء، ويقال وعساء

النُّمَيْطِ. قال الأَزهري: وهكذا سماعي منهم. وإِنْبِط: اسم موضع بوزن إِثْمِد؛

وقال ابن فَسْوةَ:

فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه

مُباحٌ لها، ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ

نبط
نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ، مِنْ حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، نَبْطاً ونُبُوطاً، كقُعُودٍ، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ البابَيْن، واقْتَصَرَ فِي المَصَادِرِ عَلىَ الأَخِيرِ: نَبَعَ. ونَبَطَ البِئْرَ يَنْبِطُهَا نَبْطاً: اسْتَخْرَجَ ماءَهَا، كأَنْبَطَهَا، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيباً. ونَبْطٌ: وَادٍ بِعَيْنِه. وَهُوَ شِعْبٌ من شِعَابِ هُذَيْلٍ، بِنَاحِيَةِ المَدِينَةِ قُرْبَ حَوْراءَ الَّتِي بِها مَعْدِنُ البِرَامِ. قَالَ الهُذَلِيّ وهُوَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أضَرَّ بِهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسالَةٍ ... فَمَرٌّ فَأَعلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُها)
ضَاحٍ، ومَرٌّ، ونَبْطٌ: مَوَاضِعُ. والنَّبْطَاءُ: ة لعَبْدِ القَيْسِ. وَفِي التَّكْمِلَةِ، نَبْطاءُ: قَرْيَةٌ بالبَحْرَيْن لِبَنِي مُحارِبٍ. قُلْتُ: وهُمْ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ أَيْضاً، فالقَوْلانِ وَاحِدٌ.
وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: نَبْطَاءُ: هَضْبَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ لبَنِي نُمَيْرٍ بالشُّرَيْفِ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ، نَقَلَهُ ياقُوتٌ فِي المُعْجَمِ. وإِنْبِطُ كإثْمِدٍ، ورَوَاره الخالِعُ: أَنْبَطُ، بوَزْنِ أَحْمَدَ، كَمَا فِي المُعْجَمِ ع، بِبِلادِ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ. قَالَ ابْنُ فَسْوَةَ واسْمُه أَدَيْهِمُ بنُ مِرْدَاسٍ أَخُو عُتَيْبَةَ:
(فإِنْ تَمْنَعُوا مِنْهَا حِمَاكُم فإِنَّهُ ... مُبَاحٌ لَها مَا بَيْنَ إِنْبِطَ فالكُدْرِ)
وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(لِمَن الدِّيَارُ بحَائِلٍ فالإِنْبِطِ ... آياتُهَا كَوثَائقِ المُتَشَرِّطِ)
وإِنْبِطُ أَيْضاً: ة، بهَمَذَانَ، بِهَا قَبْرُ الزَّاهِدِ أَبِي عَلِي أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القُومَسانِيّ، كَانَ صاحِبَ كَرَاماتٍ، يُزَارُ فِيهَا مِنَ الآفَاقِ. مَاتَ سنة.
وإِنْبِطَةُ، بِهَاءٍ، ع، كثِيرُ الوَحْشِ. قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ ناقَةً:
(كَأَنَّهَا مِنْ وَحْشِ إِنْبِطَةٍ ... خَنْساءُ يَحْبُو خَلْفَهَا جَؤْذَرُ)
وفَرَسٌ أَنْبَطُ، بَيِّنِ النَّبَطِ، مُحَرَّكَة، وَهُوَ بَيَاضٌ تَحْتَ إِبْــطِهِ وبَطْنِه، ورُبما عَرَضَ حَتَّى يَغْشَى البَطْنَ والصَّدْرَ. وقِيلَ: الأَنْبَطُ: الَّذِي يَكُونُ البَيَاضُ فِي أَعْلَى شِقَّيْ بَطْنِه مِمّا يَلِيه فِي مَجْرَى)
الحِزَامِ وَلَا يَصْعَدُ إِلَى الجَنْبِ. وقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِبَطْنِه بَيَاضٌ مَا كَانَ وأَيْنَ كانَ مِنْه.
وقِيلَ: هُوَ الأَبْيَضُ البَطْنِ والرُّفْغِ مَا لَمْ يَصْعَدْ إِلَى الجَنْبَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا كانَ الفَرَسُ أَبْيَضَ البَطْنِ والصَّدْرِ فَهُوَ أَنْبَطُ. وأَنْشَد الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ:
(وَقد لاَح للسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى ... عَلَى أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ)

(كمِثْلِ الحِصَانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائِماً ... تَمَايَلَ عَنْهُ الجُلُّ فاللَّوْنُ أَشْقَرُ)
شَبَّهَ بَيَاضَ الصُّبْحِ طَالِعاً فِي احْمِرارِ الأُفُقِ بِفَرَسٍ أَشْقَرَ قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّهُ، فبَانَ بَيَاضُ إِبْــطِهِ.
وشاةٌ نَبْطاءُ: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ سِيَده: شاةٌ نَبْطَاءُ: بَيْضَاءُ الجَنْبَيْنِ أَو الجَنْبِ. وشاةٌ نَبْطَاءُ: مُوَشَّحَةٌ. أَوْ نَبْطَاءُ: مُحْوَرَّةٌ فإِنْ كَانَتْ بَيْضَاءَ فَهِيَ نَبْطاءُ بسَوَادٍ، وإِنْ كانَتْ سَوْدَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ ببَياضٍ. والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْ مَاءِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، كالنُّبْطَةِ، بالضَّمِّ، وَقد نَبَطَ ماؤُهَا يَنْبُط نَبْطاً ونُبُوطاً، والجَمْعُ: أَنْبَاطٌ، ونُبُوطٌ.
وأَنْبَطَ الحَافِرُ: اسْتَنْبَطَ ماءَهَا، وانْتَهَى إِلَيْهَا. وعِبَارَةُ الصّحاح: وأَنْبَطَ الحَفَّارُ: بَلَغَ الماءَ.
وَمن المَجَازِ: النَّبْطُ: غَوْرٌ المَرْءِ. يُقَالُ: فُلانٌ لَا يُدْرَك نَبْطُه، وَلَا يُدْرَكُ لَهُ نَبْطٌ، أَيْ لَا يُعْلَمُ غَوْرُهُ وغَايَتُهُ وقَدْرُ عِلْمِه. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فُلانٌ لَا يُنَالُ لَهُ نَبْطٌ، إِذا كَانَ دَاهِياً لَا يُدْرَكُ لَهُ غَوْرٌ. والنَّبَطُ: جِيلٌ يَنْزِلُونَ بالبَطَائحِ بَيْنَ العِراقَيْنِ، كَذَا فِي الصّحاح. وَفِي التَّهْذِيب: يَنْزِلُون السَّوَادَ. وَفِي المُحْكَمِ: سَوَادَ العِرَاقِ كالنَّبِيطِ، كَأَمِيرٍ، كالحَبَشِ والحَبِيشِ فِي التَّقْدِير. وهُم الأَنْبَاطُ جَمْعٌ، وهُوَ نَبَطِيٌّ مُحَرَّكَة ونَبَاطِيٌّ مُثَلَّثَةً ونَبَاطٍ، كثَمانٍ، مِثْلُ يَمَنِيّ ويَمَانِيٍّ ويَمَانٍ. نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ التَّحْرِيكَ والفَتْحَ فِي الثّاني. قَالَ: وحَكَى يَعْقُوبُ نُبَاطِيّ بالضّمِّ أَيْضاً.
وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: رَجُلٌ نُبَاطِيٌّ، بضَمّ النُّونِ، ونَبَاطِيّ وَلَا تَقُلْ نَبَطيّ، ويُقَالُ: إِنَّمَا سُمُّوا نَبَطاً لاسْتِنْبَاطِهم مَا يَخْرِجُ من الأَرْضِينَ، وَفِي حَدِيثٍ ابْنِ عَبّاسٍ: نَحْنُ مَعاشِرَ قُرَيْشٍ مِنَ النَّبَطِ من أَهْلِ كُوثَى رَبِّي قِيلَ: إِنَّ إِبْــرَاهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وُلِدَ بِهَا وكانَ النَّبَطُ سُكَّانَها. قُلْتُ: وَقد وَرَدَ هكَذَا أَيضاً عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ سِيرِينَ عَن عُبَيْدَةَ السّلمانِيّ عَنْه: مَنْ كانَ سَائِلاً عَنْ نِسْبَتِنَا فإِنّا نَبَطٌ من كُوثَى. وَهَذَا القَوْلُ مِنْهُ ومِن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إِشارَةٌ إِلَى الرَّدْعِ عَن الطَّعْنِ فِي الأَنْسَابِ، والتَّبَرَّى عَن الافْتِخَارِ بِها وتَحْقِيقٌ لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكمْ.
وقَدْ تَقَدَّم تَحْقِيقُ ذلِكَ فِي ك وث بأَبْسَطَ مِنْ هَذَا فَراجِعْهُ.)
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ، سَأَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ سَعِدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ فقالَ: أَعْرَابِيٌّ فِي حِبْوَتِهِ، نَبَطِيٌّ فِي جِبْوَتِهِ. أَرادَ أَنَّه فِي جِبَايَةِ الخَرَاجِ وعِمَارَةِ الأَرَاضِي كالنَّبَطِ حِذْقاً بِهَا ومَهَارَةً فِيهَا. لأَنَّهم كانَوا سُكَّانَ العِرَاقِ وأَرْبابَها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: كُنَّا نُسْلِفُ نَبِيطُ أَهْلِ الشّام وَفِي رِوَايَة: أَنْبَاطاً مِنْ أَنْبَاطِ الشَّام. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ: أنَّ رَجُلاً قَالَ لآخَرَ: يَا نَبَطِيٌّ، فقالَ: لَا حَدَّ عَلَيْه، كُلُّنَا نَبَطٌ. يُرِيد الجِوَارَ والدَّارَ، دُونَ الوِلاَدَةِ. وحَكَى أَبُو عَلِيٍّ أَنَّ النَّبَطَ وَاحِدٌ بِدلالَةِ جَمْعِهِمْ إِيّاهُ فِي قَوْلهِم: أَنْبَاطٌ. فأَنْبَاطٌ فِي نَبَطٍ كأَجْبَالٍ فِي جَبَل. والنَّبِيطُ كالكَلِيبُ والمَعِيزُ. وتَنَبَّطُ الرَّجُلُ: تَشَبَّهَ بِهِم. وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَنَبَّطُوا فِي المَدائن، أَيْ لَا تَشَبَّهُوا بالنَّبَطِ فِي سُكْنَاهَا، واتّخاذِ العَقارِ والمِلْكِ. أَو تَنَبَّطَ: تَنَسَّبَ إِلَيْهِمْ وانْتَمَى وتَنَبَّطَ الكَلامَ: اسْتَخْرَجُهْ، هكَذَا هُوَ فِي النُّسَخ. والصَّوابُ: انْتَبَطَ الكلامَ، كَمَا رَوَاهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّاد.
وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(يَكْفِيك أَثْرِي القَوْلَ وانْتِباطِي ... عَوَارِماً لَمْ تُرْمَ بالإِسْقاطِ)
ونُبَيْطٌ كزُبَيْرٍ ابنُ شُرَيْطِ بن أَنَسٍ الأَشْجَعِيّ: صَحابِيٌّ، لَهُ أَحادِيثُ، وعَنْهُ سَلَمَةُ فِي سُنَنِ النَّسَائِيّ. قُلْتُ: وتِلْكَ الأَحَادِيثُ وَصَلَتْ إِلَيْنَا من طِرِيقِ حَفِيدِه أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْــراهِيمَ بْنِ نُبَيْطِ بنِ شُرَيطٍ، وقَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَفِي سَلَمَةَ.
وَفِي الأَخِيرِ قَال البُخَارِيّ: يُقَال: اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ، كَمَا فِي دِيوانِ الذَّهَبِيّ. حَدَّثَ عَن أَبِي جَعْفَرٍ هَذَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القاسِمِ اللَّكِّيّ، وعَنْهُ أَبو نُعَيم. ومِنْ طَرِيقِهِ وَصَلَتْ إِلَيْنَا هذِه النُّسْخَةُ. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المُعْجَمِ تَكَلَّمَ ابنُ مَاكُولا فِي الَّلكِّيّ هذَا، وَقد أَشَرْنا لِذلِكَ فِي ش ر ط. وَفِي المُحْكَم: نَبَطَ الرَّكِيَّةَ وأَنْبَطَهَا، واسْتَنْبَطَها، وتَنَبَّطَهَا، هكَذَا فِي النُّسَخ: والّذِي فِي المُحْكَمِ: نَبَّطَها قَالَ: والأَخِيرَةُ عَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: أَمَاهَهَا، وقَدْ سَبَقَ للمُصَنّف: أَنْبَطَ الحافِرُ، قَرِيباً، فهُوَ تَكْرَارٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: حَفَرَ فأَثْلَجَ، إِذا بَلَغَ الطِّينَ، فإِذا بَلَغَ الماءَ قِيل: أَنْبَطَ، فإِذا كَثُرَ الماءُ قِيل: أمَاهَ وأمْهَى، فإِذا بَلَغَ الرَّمْلَ قِيل: أَسْهَبَ. وكُلُّ مَا أُظْهِرَ بَعْدَ خفاءٍ فقَدْ أُنْبِطَ، واسْتُنْبِطَ، مَجْهُولَيْنِ. وَفِي البَصَائِر: وكُلُّ شْيءٍ أَظْهَرْتَهُ بَعْدَ خَفائهِ فَقَدْ أَنْبَطْتُه واسْتَنْبَطْتَهُ.
والَّذِي فِي اللِّسَان: وكُلُّ ماءٍ أُظْهِرَ فَقَدْ أُنْبِطَ. والنُّبَيْطَاءُ، كحُمَيْراءَ: جَبَلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى: عَلَى ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ من تُوزَ، بَيْنَ فَيْدَ وسَمِيرَاءَ.) وَوَعْساءُ النُّبَيْطِ، مُصَغَّراً: ع، وهِيَ رَمْلَةٌ بالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، ويُقَالُ أَيْضاً: وَعْساءُ النُّمَيْطِ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهكَذَا سَماعِي مِنْهُمْ. والإِنْبَاطُ: التَّأْثِيرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ.
ومِنَ المَجَازِ: اسْتَنْبَطَ: الفَقِيهُ، أَيْ اسْتَخْرَجَ الفِقْهَ البَاطِنَ بفَهْمِهِ واجْتِهَادِهِ، قَالَ الله تَعالَى: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَه مِنْهُم قَالَ الزَّجّاجُ: مَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ فِي اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وأَصْلُهُ مِنَ النَّبَطِ، وَهُوَ المَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ البِئْرِ أَوّلَ مَا تُحْفَرُ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: النَّبِيطُ، كأَمِيرٍ: الماءُ الَّذِي يُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ويُقَال للرَّكِيَّةَ نَبَطٌ، مُحَرَّكَةً: إِذا أُمِيَهتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً. ويُقالُ: أَنْبَطَ فِي غَضْرَاءَ، أَيْ اسْتَنْبَطَ المَاءَ مِنْ طِينٍ حُرٍّ.
ونَبَطَ العِلْمَ: أَظْهَرَه ونَشَرَهُ فِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَمِنْه الحَدِيثُ: مَنْ غَدَا مِنْ بَيْتِهِ يَنْبِطُ عِلْماً، فَرَشَتْ لَهُ المَلائِكَةُ أَجْنِحَتَها.
واسْتَنْبَطَ الفَرَسَ: طَلَبَ نَسْلَهَا ونِتَاجَهَا، وَمِنْه الحَدِيثُ: رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَساً لِيَسْتَنْبِطَها وَفِي رِوَايَةٍ: لِيَسْتَبْطِنَها، أَي يَطْلُبُ مَا فِي بَطْنِهَا. والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: مَا يَتَحَلَّبُ من الجَبَلِ كَأَنَّهُ عَرَقٌ يَخْرُجُ من أَعْرَاضِ الصَّخْرِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا كانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فُلانٌ قَرِيبُ الثَّرَى، بَعِيدُ النَّبَطِ. يُرِيدُ أَنَّهُ دانِي المَوْعِدِ، بَعِيدُ الإِنْجَازِ وفُلانٌ لَا يُنالُ نَبَطُه، إِذا وُصِفَ بالعِزِّ والمَنَعَةِ حَتَّى لَا يَجِدَ عَدُوُّهُ سَبِيلاً لأَنْ يَتَهَضَّمَهُ. والنُّبْطَةُ، بالضَّمِّ: بَيَاضٌ فِي بَاطِنِ الفَرَسِ.
وكُلِّ دابَّةٍ، كالنَّبَطِ، مَحَرَّكَةً.
واسْتَنْبَطَ الرَّجُلُ: صَارَ نَبَطِيّاً. وَمِنْه تَمَعْدَدُوا وَلَا تَسْتَنْبِطُوا وَفِي الصّحاح فِي كَلامِ أَيُّوبَ بنِ القِرِّيَّةِ أهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبَطٌ اسْتَعْرَبُوا. وعِلْكُ الأَنْبَاطِ: هُوَ الكَامَانُ المُذَابُ، يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ. والنَّبْطُ: المَوْتُ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. هُنَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان، أَوْ صَوابُهُ النَّيْط، بالياءِ التَّحْتِيَّة، كَمَا يَأْتِي للمُصَنّف. ونَبَطٌ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.
واسْتَنْبَطَهُ، واسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْماً وخَيْراً ومَالاً: اسْتَخْرَجَهُ، وَهُوَ مَجازٌ.
والاسْتِنْبَاطُ: قَرْيَةٌ بالفَيّوم. والنِّبَاط، بالكَسْرِ: اسْتِنْبَاطُ الحَدِيثِ واسْتِخْرَاجُه. قَالَ المُتَنَخّل:
(فإِمّا تَعْرِضِنَّ أُمَيْمَ عَنِّي ... ويَنْزِعْكِ الوُشَاةُ أُولُو النِّباطِ)
(نبط)
الشَّيْء نبطا ونبوطا ظهر بعد خفائه يُقَال حفر الأَرْض حَتَّى نبط المَاء وجد فِي التنقيب حَتَّى نبط الْمَعْدن وَالشَّيْء نبطا أظهره وأبرزه وَيُقَال نبط الْعلم وَالْحكمَة استخرجهما وبثهما بَين النَّاس

الجملة القرآنية

الجملة القرآنية
كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود 1). ذلك خير ما توصف به الجملة القرآنية، فهى بناء قد أحكمت لبناته، ونسقت أدق تنسيق، لا تحس فيها بكلمة تضيق بمكانها، أو تنبو عن موضعها، أو لا تعيش مع أخواتها، حتى صار من العسير بل من المستحيل، أن تغير في الجملة كلمة بكلمة، أو أن تستغنى فيها عن لفظ، أو أن تزيد فيها شيئا، وصار قصارى أمرك إذا أردت معارضة جملة في القرآن، أن ترجع بعد طول المطاف إليها، كأنما لم يخلق الله لأداء تلك المعانى، غير هذه الألفاظ، وكأنما ضاقت اللغة، فلم تجد فيها، وهى بحر خضم، ما تؤدى به تلك المعانى غير ما اختاره القرآن لهذا الأداء.
والجملة القرآنية تتبع المعنى النفسى، فتصوره بألفاظها، لتلقيه في النفس، حتى إذا استكملت الجملة أركانها، برز المعنى، ظاهرا فيه المهم والأهم، فليس تقديم كلمة على أخرى صناعة لفظية فحسب، ولكن المعنى هو الذى جعل ترتيب الآية ضرورة لا معدى عنه، وإلا اختل وانهار. خذ مثلا قوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْــراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة 127).
تجد إسماعيل معطوفا على إبــراهيم، فهو كأبيه يرفع القواعد من البيت، ولكن تأخره في الذكر، يوحى بأن دوره في رفع القواعد دور ثانوى، أما الدور الأساسى فقد قام به إبــراهيم، «قيل كان إبــراهيم يبنى، وإسماعيل يناوله الحجارة » فنزلت الآية، وكأنما كانت ستنسى دور إسماعيل لثانويته، ثم ذكرته بعد أن انتهت من تكونها.
وخذ قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة 5). فإنك ترى تقديم المفعول هنا؛ لأنه موضع عناية العابد ورجاء المستعين، فلا جرم وهو مناط الاهتمام أن يتقدم كما يتقدم كل ما يهتم به ويعنى. وخذ قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ (البقرة 45). تجد المستعان عليه في الآية غير مذكور، لا تخففا من ذكره، ولكن ليوحى هذا الحذف إلى النفس أن كل ما يقوم أمام المرء من مشقة، وما يعترضه من صعوبات، يستعان على التغلب عليه، بالصبر والصلاة.
تمضى الجملة القرآنية، وقد كونت من كلمات قد اختيرت، ثم نسقت في سلك من النظام، فلا ضعف في تأليف، ولا تعقيد في نظم، ولكن حسن تنسيق، ودقة ترتيب، وإحكام في تلاؤم. واقرأ قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (البقرة 2 - 5). ترى آيات قد التحم نسجها، وارتبط بناء بعضها ببعض، تسلم الجملة إلى أختها، فى التئام واتساق، فالجملة الأولى قد وصفت القرآن بالكمال، ووصفته الجملة الثانية، بأنه لا يعلق به الريب، لا في أخباره، ولا في نسبته إلى الله، وفي الجملة التالية جعله هاديا لأولئك الذين يخشون الله ويتقونه، ومضت الآية الثانية تصف هؤلاء الذين ينتفعون بالقرآن، فهم الذين يوقنون بما أنبأهم به من أمور غائبة لا يرونها، ويقومون بواجبهم لله، فيؤدون الصلاة كما يجب أن تؤدى، وواجبهم للمجتمع، فيقدمون من أموالهم ما يساعدون به البائس والمعتر، ولا يتعصبون لرسول دون رسول، بل يؤمنون بما أنزل على محمد، وما أنزل من قبله، ورأس الإيمان وأساسه هو إيمانهم باليوم الآخر، لأن ذلك الإيمان يدفع إلى العمل الصالح، وينهى عن المنكر والبغى، فلا جرم أن كان أولئك على هدى من ربهم وكانوا هم المفلحين.
ذلك مثل من أمثلة الارتباط القوى بين جمل الآية القرآنية، وكثير من الجمل فى القرآن توحى إليك ألفاظها، بمعان لا يستطيع لفظ أن يحدها، بل يترك للنفس أمر إدراكها، وحسبى أن أشير من ذلك إلى قوله سبحانه: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ (البقرة 84، 85). أولا توحى إليك جملة ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ بالفرق بين ما كان يجب أن يكونوا عليه، وما هم حقيقة عليه، فأى خيبة أمل تملأ النفس منهم، أو لا تدل هذه الجملة القصيرة على سخط شديد، وتعجب لأمور ما كان ينتظر حدوثها، ونتائج كانت المقدمات تمهد لغيرها. وقوله تعالى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (البقرة 111). أولا تحس في قوله سبحانه: تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ؛ بالتهكم اللاذع بهم، وأن تلك الأمانى التى تجول في صدورهم، لن تجد لها سبيلا إلى التحقق في غير أحلامهم.
وتستخدم الجملة الفعلية في القرآن للدلالة على التجدد والحدوث، والاسمية للثبوت والاستمرار، والمراد بالتجدد في الماضى حصوله، وفي المضارع تكراره، تأمل ذلك في قوله تعالى على لسان إبــراهيم: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (الشعراء 78 - 80). فأتى في الخلق بالماضى لحصوله مرة واحدة، وفيما عداه بالمضارع لتكرره طول الحياة، وتأمل قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (آل عمران 26، 27). تجد المضارع هنا دالا على ما يتجدد من فعل الله سبحانه في كل حين، ومن الجملة الاسمية قوله تعالى: أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها (آل عمران 136).
وقد يتغير اتجاه الجملة تبعا لتغيّر الاتجاه النفسى ففاتحة الكتاب قد تلون فيها الحديث، وتغير اتجاه الجملة، فكان حديثا عن الله المستحق للحمد، وكان التصريح باسمه وصفاته مؤذنا بأنه أهل للحمد والثناء، فإذا كان المقام مقام العبادة والاستعانة، تحولت الجملة إلى الخطاب إيذانا بقربك ممن تحمد قربا قلبيا، ويسمح لك الشعور بهذا القرب أن تطلب منه العون والمساعدة، ويستمر الخطاب في الجمل إلى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ حتى إذا جاء دور المغضوب عليهم، تحول
الأسلوب مرة أخرى، فمن تعظيم الله ترك مخاطبته بإسناد الغضب إليه والإضلال.
وقوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (مريم 88، 89).
فالانتقال من الحديث عنهم، إلى الحديث إليهم زيادة في تهديد من قالوا، ومواجهة لهم بالسخط عليهم، والتأنيب لهم. ومن ذلك قوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء 1). فقد يكون ظاهر السياق أن يقال: «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذى بارك حوله، ليريه من آياته، إنه هو السميع البصير»، ولكنه عدل عن الغيبة إلى الحضور في وسط الآية، تعظيما من شأن المسجد الأقصى، ومن شأن ما يرى الله من آياته. وقوله سبحانه: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس 22). فقد يتراءى أن اتجاه الآية يقضى بأن تنتهى بقوله: وإليه أرجع: ولكنه عدل عن ذلك؛ لأن المقام مقام نقاش بين من آمن ومن كفروا؛ فهو ينتهز كل فرصة ليقنعهم فيها بوجود الإيمان بالله واليوم الآخر. أولا تدلنا هذه الخاتمة على أن كمال الأدب هو الذى صاغ العبارة هذا الصوغ. وأنه يخفى وراءها قوله: وما لكم لا تعبدون الذى فطركم؛ وقد يكون في تعبيره هذا موحيا لهم بأنه لا يريد لهم غير ما يريد لنفسه؛ وذلك أسرع إلى قبول النصح، وأشد إظهارا للإخلاص.
ومن ذلك قوله سبحانه: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (يونس 22، 23). فقد كان السياق يقضى أن تسير الآية على الخطاب. ولكنه انتقل ليقص قصة هؤلاء الذين لا يذكرون الله إلا عند شدة تنزل بهم، حتى إذا انقضت المحنة بغوا في الأرض، وفي ذلك تعجيب من أمر هؤلاء القوم، وإنكار عليهم كفرهم بأنعم الله، ونسيانهم التخلص من المآزق متى ابتعدوا عنها، وفي الحديث عن غائبين إيحاء للمخاطبين بألا يفعلوا هذا الفعل المستنكر. وعلى منوال هذه الآية يجرى قوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (الأنبياء 92، 93).
وقوله سبحانه: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). فقد يكون ظاهر السياق يقضى أن يقول: (فآمنوا بالله وبى)، ولكنه عدل عن ذلك ليبين الدوافع التى تدعو إلى الإيمان به واتباعه».
وقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت 11، 12). فعند ما جاء الحديث عن زينة السماء الدنيا، نسب ذلك إلى نفسه صراحة، لما فيها من الجمال الذى يبهر نفس رائيه، والنفع الملموس لهم، فذكرهم الله بأنه خالق هذا الجمال، ومبدع هذه الزينة. وقوله سبحانه: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87)، فربما ظن أن وجه العبارة أن تسند الأفعال كلها إلى ضمير الاثنين: «موسى وهارون» ولكنه أسند الفعل مرتين إلى واو الجماعة إشارة إلى أن هذا التكليف لا يخصهما فحسب، بل هما وقومهما جميعا، ثم أفرد الفعل في آخر الآية يشير بذلك إلى أن المخاطب أولا وبالذات إنما هو أحدهما، وهو الرسول موسى.
ومن ذلك قوله تعالى: قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (هود 53، 54)، فلم يقل: وأشهدكم، لما يشعر به هذا التعبير من العناية بأمرهم، لجعلهم قرناء لله، فى الشهادة عليه؛ أما التعبير بفعل الأمر ففيه تنبيه لهم، وإيقاظ، حتى يتلقوا ما سيلقيه عليهم، مؤذنا إياهم بمباينتهم فيما يعبدون.
وتأمل سر تلوين الأسلوب في قوله تعالى: قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (الأعراف 29). فقد أبرز هذا التلوين العناية بكل واحد مما أمروا به على حدة، فاتجه أمر الرب إلى القسط وحده، ثم أمروا أمرا جديدا، بأن يقيموا وجوههم عند كل مسجد، وأمرا جديدا آخر بأن يدعوه مخلصين له الدين، وفي ذلك من العناية بتوكيد كل أمر ما فيه، ولم يجعل أحد هذه الأمور ملحقا بصاحبه- وانظر تفخيم أمر النبى صلوات الله عليه من تغيير نهج الأسلوب، فى قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (النساء 64). إذ لم يقل: واستغفرت لهم.
ومن ذلك استعمال أحد الفعلين الماضى والمضارع، موضع صاحبه، فيأتى بالمضارع مكان الماضى؛ لإحضار صورة الفعل أمام السامع، حتى لكأنه يشاهده؛ وليس ذلك مما يثيره الفعل الماضى، لأن سامعه قد يكتفى بأن يتخيل فعلا قد مضى، وربما لا يستحضر صورته أو تكرره. واقرأ قوله تعالى: أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (البقرة 87). تجد الفعل المضارع قد صور جريمتهم كأنهم يرتكبونها؛ وفي ذلك من التشنيع عليهم ما فيه. وقوله تعالى: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (فاطر 9). ففي (تثير) ما يحضر تلك الصورة الطبيعية، الدالة على القدرة الباهرة.
وقوله تعالى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (الحج 31). ففي ذكر المضارع استحضار صورة خطف الطير له، وهوىّ الريح به. ويستخدم الماضى مكان المضارع إشارة إلى تأكيد وقوع الفعل، حتى كأنه قد وقع، وذلك يكون فيما يستعظم من الأمور؛ ومن أمثلته قوله سبحانه وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (النمل 87). وقوله تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (الكهف 47). وقوله تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (النحل 1). وقوله تعالى: وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ (إبــراهيم 21). وفي الإتيان بالماضى هنا من إيقاع الرهبة في النفوس ما فيه لأن الفعل كأنه قد تم، والقرآن يتحدث عنه، وفي استخدام الماضى في قوله تعالى: الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 159، 160).
إشارة إلى ما اتسم به هؤلاء التائبون من مبادرة، وإسراع إلى التوبة. وفي قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (البقرة 165 - 167). تأكيد لما سيحدث في المستقبل حتى كأنه حدث.

بهم

بهم: {البهيمة}: الحيوان الذي لا يعقل.
(بهم) : بنو أسَد يذَكِّرونَ الــإِبْــهَامَ، فيقولونَ: هذا إِبْــهَامٌ.
ب هـ م

أبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:

الفارجي باب الأمير المبهم

واللون البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم. وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.

ومن المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع فيه.
(بهم) - في الحديث: "أَنّ بَهمةً مرت بين يَدَيْه وهو يُصلَّى".
قال الليث: هي اسْمُ للذَّكَر والأُنثَى من أَولادِ بَقَر الوَحْش والغَنَم والماعز. وقيل: البَهْمَة: السَّخْلَة.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعِى: ما وَلَّدت؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَح مَكانَها شاةً".
ولولا أن البَهْمة اسمٌ لِجِنس خَاصٍّ، لَمَا كان في سُؤاله عليه الصلاة والسلام الرَّاعى وإجابته عنه ببَهْمة كَثِيرُ فائدةٍ؛ إذ يُعرَف أَنَّ ما تَلِد الشَّاةُ، إنّما يكون ذَكَراً أو أُنثَى. فلما أَجابَ عنه بِبَهْمة. قال: اذْبَح مكانها شَاةً، دَلَّ على أنه اسمٌ للأُنثَى دون الذَّكَر. : أي دَعْ هذِه الأُنثَى في الغَنَم للنَّسل، واذبَح مَكانَها ذَكَرًا، والله عز وجَلّ أعلم.

بهم


بَهَمَ(n. ac. بَهَاْمَة)
a. Left vague, doubtful; concealed.

بَهَّمَa. Was silent, perplexed, confounded.
b. Weaned ( lambs, calves ).
أَبْهَمَa. Was dubious, vague, obscure.
b. Closed, locked.
c. see Id. [acc. & 'An], Turned away from.
تَبَهَّمَa. see IV (a)
إِنْبَهَمَa. see IV (a)
إِسْتَبْهَمَa. see IV (a)b. ['Ala], Was closed against.
بَهْمَةa. Young animal.

بُهْمَة
(pl.
بُهَم)
a. Rock.
b. Intrepid, dauntless.
بُهْمَىa. A species of barleygrass.

أَبْهَمُ
(pl.
بُهْم)
a. Mute.

بَاْهِم
(pl.
بَوَاْهِمُ)
a. [ coll. ], Thumb; middle finger;
big toe.
بَهِيْم
(pl.
بُهُم)
a. Black.
b. Deaf.

بَهِيْمَة
(pl.
بَهَاْئِمُ)
a. Beast, brute, animal.

بَهِيْمِيّa. Bestial, brutish, animal.

بَهِيْمِيَّةa. Animal nature.

بَهْمُوْتa. Dragon.

N. P.
أَبْهَمَa. Vague, dubious; equivocal.

N. Ac.
أَبْهَمَa. Dubiousness, incertitude, vagueness;
equivocation.
b. [ pl.
أَبَاْهِمُ
أَبَاْهِيْمُ], Thumb; middle finger; big toe.
ب هـ م : (الْبِهَامُ) جَمْعُ بَهْمٍ وَ (الْبَهْمُ) جَمْعُ (بَهْمَةٍ) وَهِيَ وَلَدُ الضَّأْنِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالسِّخَالُ أَوْلَادُ الْمَعْزِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْبِهَامُ وَالسِّخَالُ قِيلَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهَامٌ وَبَهْمٌ أَيْضًا. وَأَمْرٌ (مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ. وَ (أَبْهَمَ) الْبَابَ أَغْلَقَهُ. وَالْأَسْمَاءُ (الْمُبْهَمَةُ) عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ هِيَ أَسْمَاءُ الْإِشَارَاتِ. وَ (اسْتَبْهَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامُ اسْتَغْلَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً (بُهْمًا) » أَيْ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَقِيلَ أَصِحَّاءُ. وَ (الْــإِبْــهَامُ) الْإِصْبَعُ الْعُظْمَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَبَاهِيمُ) . وَ (الْبَهِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَهَائِمِ) . وَالْفَرَسُ (الْبَهِيمُ) هُوَ الَّذِي لَا يَخْلِطُ لَوْنَهُ شَيْءٌ سِوَى لَوْنِهِ وَالْجَمْعُ (بُهُمٌ) كَرَغِيفٍ وَرُغُفٍ. 
بهم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة حُفَاة بهما. قَالَ أَبُو عَمْرو: البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون سواهُ من سَواد كَانَ أَو غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: بهما - يَقُول: لَيْسَ فيهم شَيْء من الْأَعْرَاض والعاهات الَّتِي تكون فِي الدُّنْيَا من الْعَمى وَالْعَرج والجذام والبرص وَغير ذَلِك من صنوف الْأَمْرَاض وَالْبَلَاء وَلكنهَا أجسام مُبْهمَة مصححة لخلود الْأَبَد. وَفِي بعض الحَدِيث تَفْسِيره قيل: وَمَا البهم قَالَ: لَيْسَ مَعَهم شَيْء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذَا أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى يَقُول: أَنَّهَا أجساد لَا يخالطها شَيْء من الدُّنْيَا كَمَا أَن البهيم من الألوان / لَا يخالطه غَيره 23 / ب وَلَا يُقَال فِي الْأَبْيَض: بهيم.
بهم
البُهْمَة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكلّ ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مُبْهَم.
ويقال: أَبْهَمْتُ كذا فَاسْتَبْهَمَ، وأَبْهَمْتُ الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبَهيمةُ:
ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الــإبــهام، لكن خصّ في التعارف بما عدا السباع والطير.

فقال تعالى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ [المائدة/ 1] ، وليل بَهِيم، فعيل بمعنى مُفْعَل ، قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعنّ فيه فلا يدرك، وفرس بَهِيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميّزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: «يحشر الناس يوم القيامة بُهْماً» أي: عراة، وقيل: معرّون مما يتوسّمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبَهْم: صغار الغنم، والبُهْمَى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها ، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها. 
بهم: أبهم: جعله أبله، بليداً (بوشر).
انبهم عليه الأمر: خفي وأشكل. ففي ألف ليلة (1: 346): ورأته قد اختفى وكثر نحوله ورَقَّ إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق إنه هو.
استبهم. استبهام: استغلاق الكلام وعدم وضوحه (بوشر).
بُهام وجمعه بُهامات: بجيع، حوصل، أبو جراب (المعجم اللاتيني، الكالا) وبومة صمعاء (المعجم اللاتيني) وفيه: ulula هام وبُهَام.
بهيم: حيوان، وحش، ابله، بليد، غبي، فظ، أحمق (بوشر، همبرت 238) حمار (باجني 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348، ريشاردسون مراكش 1: 219) رذال الناس وحثالتهم (معجم البيان).
بَهَامة: بلاهة، حماقة، بلادة، غباء (بوشر، همبرت 238) فظاظة، غلظ الخلق (بوشر).
بهيمة: حيوان، وحش، بليد، أبله، غبي (بوشر).
وبهائم: ماشية، أنعام (هوست 293، الكالا وفيه صاحب بهائم: ganadero de ganado mayor باهم. باهم الرجل: إبــهام الرجل وهو الإصبع الكبير في القدم (بوشر).
أَبْهَم. يقال: أبهم ما يكون أي كثير الغباء (بوشر).
ومؤنثه: بهماء، ففي البكري ص16: في بهماء تلك الصحارى أي في مجاهل تلك الصحارى (دي سلان).
إبــهام: ازدواج (بوشر)، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ويسمى التوجيه أيضاً.
مُبْهَم حديث لا يعرف عن راويه غير اسمه، يقال حديث مبهم (دي سلان المقدمة 2: 484).
مُبَهَّم: أحمق، أبله، بليد، غبي (هلو).
بهم البَهْمَةُ اسمٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى مِنْ أَولاَدِ بَقَرِ الوَحشِ وَغيرِهَا. والبِهَامُ جَمْعُ بَهِيْمَةٍ من أولاد المِعزى. والبُهْمى نَباتٌ تجِدُ به الــإِبــلُ وَجْداً شَديداً ما دامَ أَخْضَر، والواحدةُ بُهْمَاةٌ. وأَبْهَمَتِ الأَرضُ نَبتَ علَيها البُهْمَى. والــإِبْــهَامُ الإِصبَعُ الكُبْرَى، والجَمعُ الأَبَاهِيمُ. وإِبْــهَامُ الأمْرِ أَنْ يَشْتَبِهَ فلاَ يُعْرَفُ وَجْهُهُ. واسْتَبْهَمَ الأَمْرُ اسْتِبْهَاماً. وأَبْهَمْتُه فأَنَا مُبْهِمٌ وهوَ مُبْهَمٌ. وبَابٌ مُبْهَمٌ مُغلقٌ لا يُهْتَدَى لِفَتْحِهِ. والبَهِيمُ مِنَ الأَلْوَانِ مَا كَانَ لَوناً وَاحِداً لا شِيَةَ فيه. وصَوتٌ بَهِيمٌ لا يُرْجَعُ فيهِ. ولَيلٌ بَهيمٌ لا ضَوءَ فيه. والبُهْمَةُ الأبْطال. والكَتيبَةُ أيضاً. والجَماعةُ منَ النَّاس. وبَهَّمَ الرَّجلُ سُئِلَ عنِ الأَمْرِ فَأَطرقَ وَتحَيَّرَ. وكذلك إذا لم يُقَاتِلْ. وأَبْهَمْتُ الرَّجُلَ عَنْ كَذَا نَحَّيْتَه عنه. وتَبَهَّمَ عليه كلامُه أُرْتِجَ. وفي الحديث " يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمَاً " وَفُسِّرَ على أنَّ البَهِيمَ والمُبْهَمَ التَّامُّ الخَلْق، فمعناه أنَّهم يُحشَرونَ غير مَنْقوصِينَ بل وُفَاةَ الخَلْق. وقيل بل عُرَاةً لا شيءَ عليهم يُوارِيهم. وبَهَّمْتُ أَي أَدمْتُ النَّظَرَ إلى الشَّيءِ نَظَراً من غَيرِ أنْ يَشْفِيَني بَصَري منه.
[بهم] البِهامُ: جمع بَهْمٍ. والبَهْمُ: جمع بَهْمَةٍ، وهي أولاد الضأن. والبهمة اسم للمذكر والمؤنث. والسخال أولاد المعزى، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا: بهام وبهم أيضا. وأنشد الاصمعي : لو أننى كنت من عاد ومن إرم غذى بهم ولقمانا وذا جدن لان الغذى السخلة. وقد جعل لبيد أولاد البقر بِهَاماً بقوله: والعينُ ساكنةٌ على أَطْلائِها عوذاً تأَجَّلَ بالفضاء بِهامُها ويقال: هم يُبَهِّمُونَ البَهْمَ تَبْهيماً، إذا أفردوه عن أمّهاته فَرعَوْهُ وحده. أبو عبيدة: البهمة بالضم: الفارس الذى لا يدرى من أين يُؤْتى، من شدّة بأسه، والجمع بُهَمٌ. ويقال أيضاً للجيش بُهْمَةٌ، ومنه قولهم: فلان فارسُ بُهْمَةٍ وليثُ غابةٍ. وأمرٌ مُبْهَمٌ، أي لا مَأْتى له. وأَبْهَمْتُ البابَ: أغلقتُه. والأسماء المُبْهَمَةُ عند النحويِّين هي أسماء الإشارات، نحو قولك: هذا، وهؤلاء، وذاك وأولئك. واسْتَبْهَمَ عليه الكلام، أي استغلَقَ. وتَبَهَّمَ أيضا، عن أبى زيد، إذا أرتج عليه. وفى الحديث: " يحشر الناس حفاة عراة بهما "، أي ليس معهم شئ. ويقال أصخاء. والابهام: الإصبع العَظمى، وهي مؤنَّثة، والجمع الأباهيمُ. والبَهيمَةُ: واحدة البَهائِمِ. وهذا فرس بهيم، وهذا فرس بهيم، أي مُصْمَتٌ، وهو الذي لا يخلط لونه شئ سوى لونه. والجمع بهم، مثل رغيف ورعف. وبهمى: نبت، قال سيبويه: تكون واحدة وجمعا. وألفها للتأنيث فلا تنون. وقال قوم: ألفها للالحاق، والواحدة بهماة. وقال المبرد: هذا لا يعرف، ولا تكون ألف فعلى بالضم لغير التأنيث. وأبهمت الارض: كثر بهماها.
باب الهاء والميم، والباء معهما ب هـ م مستعمل فقط

بهم: البَهْمَةُ: أسمٌ للذّكر والأُنثى من أولادِ بَقَرِ الوَحْش وضروب الغَنَم، والجميع: البَهْم والبِهام. والبَهْمُ أيضاً: صِغارُ الغَنَم. والبُهْمَي: نباتٌ تَجِدُ به الغَنَم وجداً شديداً ما دام أَخْضَرَ. فإذا يَبِسَ هرَّ شوكُه وامتنع. الواحد: بُهْمَي أيضا، ويقال للواحدة بُهماة أيضا. والــإِبُــهْام: الإِصْبَع الكُبْرَى [التي تلي المُسَبِّحة] ، والجميع: الأباهيم. [ولها مفصلان] وأَبْهَم الأَمْر، أي: اشْتَبَهَ، لا يُعْرَف وجهُه. واستَبْهَمَ عليَّ هذا الأمرُ. وكان ابن عباس سئل [عن قوله عز وجل] : وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ فلم يُبِّينْ أَدُخِلَ بها أم لا، فقال، أَبْهَمَوا ما أبهم الله . وباب مبهم: لا يهتدي لفتحه، قال الشاعر :

وكم من شُجاعٍ مارَسَ الحرب دهرَهُ ... فغاصَ عليهِ المَوْتُ والبابُ مُبْهَمُ

والبَهيمُ: ما كان من الألوان لوناً واحداً لا شِيَةَ فيه من الدُّهْمَة والكُمْتة. وصَوْتٌ بهيم، أي: لا ترجيعَ فيه.. وليلُ بهيمٌ: لا ضوءَ فيه إلى الصَّباح. والبهيمة: ذات أربع قوائم من دواب البر والبحر. ويحشر النّاسُ يومَ القيامةِ [غُرْلاً] بُهْماً ،

أي: ليس بهم شيء مما كان في الدُّنيا، نحو العَمَى والعَرَج، والجُذام والبَرَص. ويقال: بل عُراةُ ليس معهم شيءٌ من متاعِِ الدُّنيا. والبُهْمةُ: الأبطال، قال متممّ بن نويرة :

وللشَّرْب فابكي مالِكاً ولبُهمةٍ ... شديدٍ نواحيها على من تشجّعا
(ب هـ م) : (الْبَهْمَةُ) وَلَدُ الشَّاةِ أَوَّلُ مَا تَضَعُهُ أُمُّهُ وَهِيَ قَبْلَ السَّخْلَةِ (وَأَبْهَمَ الْبَابَ) أَغْلَقَهُ (وَفَرَسٌ بَهِيمٌ) عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ لَا يُخَالِطُهُ غَيْرُهُ (وَكَلَامٌ مُبْهَمٌ) لَا يُعْرَفُ لَهُ وَجْهٌ (وَأَمْرٌ مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَرْبَعٌ مُبْهَمَاتٌ النَّذْرُ وَالنِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ» تُفَسِّرُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى وَهِيَ الصَّحِيحَةُ «أَرْبَعٌ مُقْفَلَاتٌ» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا مَخْرَجَ مِنْهُنَّ كَأَنَّهَا أَبْوَابٌ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهَا أَقْفَالٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ» ذُكِرَ فِي مَوْضِعَيْنِ أَمَّا فِي الصَّوْمِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ قَوْله تَعَالَى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] مُطْلَقٌ فِي قَضَاءِ الصَّوْمِ لَيْسَ فِيهِ تَعْيِينٌ أَنْ يُقْضَى مُتَفَرِّقًا أَوْ مُتَتَابِعًا فَلَا تَلْزَمُوا أَنْتُمْ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ عَلَى الْبَتِّ وَالْقَطْعِ وَأَمَّا عَنْ النِّكَاحِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ النِّسَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} [النساء: 23] مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَشْرُوطٍ فِيهِنَّ الدُّخُولُ بِهِنَّ وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي أُمَّهَاتِ الرَّبَائِبِ يَعْنِي أَنَّ قَوْله تَعَالَى {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] صِفَةٌ لِلنِّسَاءِ الْأَخِيرَةِ فَتُخَصَّصُ بِهَا فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ تَخَصَّصَتْ الرَّبَائِبُ أَيْضًا لِأَنَّهَا مِنْهَا بِخِلَافِ النِّسَاءِ لِلْأُولَى فَإِنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ تَحْتَ هَذِهِ الصِّفَةِ وَكَانَتْ مُبْهَمَةً وَفِي امْتِنَاعِهَا عَنْ ذَلِكَ وُجُوهٌ ذَكَرْتُهَا فِي الْمُعْرِبِ (فِي الْحَدِيثِ) «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ» أَيْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ هَذِهِ فَبِهَا فِي نِعْمَ.
[بهم] فيه: يحشر الناس عراة حفاة "بهما" جمع بهيم. وهو في الأصل من لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمي والعور والعوج وإنما هي أجساد مصححة للأبد في الجنة أو النار، وروى زيادة تفسير البهم بمن ليس معهم شيء من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول في المعنى. ومنه ح: في خيل دهم "بهم". مخ: والأسود "البهيم" من الكلب والخيل الذي لا يخالط لونه لون غيره. ن: عليكم بالأسود "البهيم" أي خالص السواد والنقطتان بيضاوان فوق عينيه. ط: جعله شيطاناً لخبثها فإنه أضرإنما سأله ليعلم أذكراً ولد أم أنثى وإلا فتولد أحدهما معلوم. تو: بهمة بفتح موحدة. ن: ولنا "بهيمة" مصغر بهمة صغير أولاد الضأن. غ: الأنعام كلها بهائم لأنها استبهمت عن الكلام.
ب هـ م : الْبَهْمَةُ وَلَدُ الضَّأْنِ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ بَهْمٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَجَمْعٌ الْبَهْمِ بِهَامٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَتُطْلَقُ الْبِهَامُ عَلَى أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ إذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيبًا فَإِذَا انْفَرَدَتْ قِيلَ لِأَوْلَادِ الضَّأْنِ بِهَامٌ وَلِأَوْلَادِ الْمَعْزِ سِخَالٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبَهْمُ صِغَارُ الْغَنَمِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ لِأَوْلَادِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعُهَا الضَّأْنُ أَوْ الْمَعْزُ ذَكَرًا كَانَ الْوَلَدُ أَوْ أُنْثَى سَخْلَةٌ ثُمَّ هِيَ بَهْمَةٌ وَجَمْعُهَا بَهْمٌ.

وَالْــإِبْــهَامُ مِنْ الْأَصَابِعِ أَيْ عَلَى الْمَشْهُورِ وَالْجَمْعُ إبْــهَامَاتٌ وَأَبَاهِيمُ وَاسْتَبْهَمَ الْخَبَرُ وَاسْتَغْلَقَ وَاسْتَعْجَمَ بِمَعْنَى أَبْهَمْتُهُ إبْــهَامًا إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ نِكَاحُهَا لِرَجُلٍ هِيَ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِ كَمُرْضِعَتِهِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّهَا لِأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ وَحَلَّتْ لَهُ بِنْتُهَا وَهَذَا التَّحْرِيمُ يُسَمَّى الْمُبْهَمَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحِلُّ بِحَالٍ وَذَهَبَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَى جَوَازِ نِكَاحِ الْأُمِّ إذَا لَمْ يَدْخُلْ بِالْبِنْتِ وَقَالَ الشَّرْطُ الَّذِي فِي آخِرِ الْآيَةِ يَعُمُّ الْأُمَّهَاتِ وَالرَّبَائِبَ وَجُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ عَلَى خِلَافِهِ لِأَنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إلَى أَنَّ الْخَبَرَيْنِ إذَا اخْتَلَفَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الِاسْمَانِ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ فَلَا يُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَ عَمْرٌو الظَّرِيفَانِ وَعَلَّلَهُ سِيبَوَيْهِ بِاخْتِلَافِ الْعَامِلِ لِأَنَّ الْعَامِلَ فِي الصِّفَةِ هُوَ الْعَامِلُ فِي الْمَوْصُوفِ وَبَيَانُهُ فِي الْآيَةِ أَنَّ قَوْلَهُ {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] يَعُودُ عِنْدَ هَذَا الْقَائِلِ إلَى نِسَائِكُمْ وَهُوَ مَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ وَإِلَى رَبَائِبِكُمْ وَهُوَ مَرْفُوعٌ وَالصِّفَةُ الْوَاحِدَةُ لَا تَتَعَلَّقُ بِمُخْتَلِفَيْ الْإِعْرَابِ وَلَا
بِمُخْتَلِفَيْ الْعَامِلِ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَالْبَهِيمَةُ كُلُّ ذَاتِ أَرْبَعٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ وَكُلُّ حَيَوَانٍ لَا يُمَيِّزُ فَهُوَ بَهِيمَةٌ وَالْجَمْعُ الْبَهَائِمُ. 
بهـم
أبهمَ يُبهم، إبــهامًا، فهو مُبهِم، والمفعول مُبهَم (للمتعدِّي)
• أبهم الأمرُ: خَفِيَ وأشكل واشتبه، كان غير واضح "تعقّدت القضيّة وأبهمت".
• أبهم فلانٌ الأمرَ: أخفاه وأشكله، وجعله غامضًا غير مفهوم "يتّصف أسلوب هذا الكاتب بالــإبــهام". 

استبهمَ/ استبهمَ على يستبهم، استبهامًا، فهو مُستبهِم، والمفعول مُستبهَم عليه
• استبهم الأمرُ/ استبهم الأمرُ على الشَّخص: استغلق وأشكل "استبهمت عليه المعادلة الرياضيّة فلم يفهمها- اسْتُبْهِم عليه الكلامُ". 

انبهمَ ينبهم، انبهامًا، فهو مُنْبَهِم
• انبهمَ الأمرُ: استبهم، استغلق وأشكل "فسَّر ما انبهم على طُلاّبه". 

إبــهام [مفرد]: ج إبــهامات (لغير المصدر {وأباهمُ} لغير المصدر) وأباهيمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أبهمَ.
2 - ازدواج، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين "إبــهام لغة/ أسلوب".
• الــإبــهام: (شر) الإصبع الغليظة الخامسة من أصابع اليد والرِّجل وهي ذات سُلامَيَين (مؤنّثة وقد تذكَّر) "هذه بصمة إبــهامه اليمنى". 

أَبْهَمُ [مفرد]: ج بُهْم، مؤ بهماءُ، ج مؤ بُهْم: أعجمُ لا يُفْصح "الحيوان مخلوق أبهمُ". 

بَهْمَة [مفرد]: ج بَهَمات وبَهْمات وبِهام وبَهْم: صغير الضَّأن (للذكر والأنثى) "صَغيرين نَرْعَى البَهْمَ يا ليتَ أنَّنا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البَهْم". 

بُهْمَة [مفرد]: ج بُهْمات وبُهَم: رجلٌ لا يُدرى من أين يُؤتى لشدّة بأسه.
• البُهمة من اللَّيالي: التي لا يَطْلُعُ فيها القمر. 

بَهيم [مفرد]: ج بُهْم وبُهُم:
1 - أسود حالك "ليلٌ بهيمٌ" ° فرسٌ بهيم: على لون واحد، ليس فيه لون يخالف معظم لونه.
2 - حيوان، أبله، بليد، غبيّ.
• صوت بهيم: ما لا ترجيع فيه. 

بَهيمة [مفرد]: ج بهائمُ:
1 - كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرِّ والبحر، ماعدا السِّباع.
2 - المواشي، الأنعام، الحيوانات الدَّاجنة " {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} ".
• البهيمة: الحيوان مطلقًا "كان الإقطاعيون يعاملون الفلاحين معاملة البهائم". 

بَهيميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَهيمة. 

بَهيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَهيمة ° شهوة بهيميّة/ غريزة بهيميّة: حيوانيّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَهيمة: وطء الحيوانات سواء أجراه الرجل مع أنثى الحيوان أو أجراه ذكر الحيوان مع المرأة، وهو دليل على شذوذ وانقلاب الحسّ التناسليّ فيهما. 

مُبْهَم [مفرد]: ج مبهمات:
1 - اسم مفعول من أبهمَ.
2 - ما يصعب إدراكه، ما لا مأتى له.
3 - غامض، لا يتحدد المقصود منه، لا يُعرف له وجه "عبارات مبهمة- كلامٌ/ رسمٌ مُبهَم" ° طريق مبهم: خفيّ لا يستبين- حديث مبهم: لا يُعرف عن راويه غير اسمه.
• المبهم من الظُّروف: (نح) ما ليس له حدود تحصره مثل: فوق، تحت، أمام، خلف.
• الأسماء المبهمة: (نح) أسماء الإشارة والموصول والضَّمائر وهي معارف غير محدَّدة المعنى بذاتها. 

بهم

2 بهّموا البَهْمِ, inf. n. تَبْهِيمٌ, They separated the بهم [i. e. lambs, or kids, or both,] from their mothers, (S, K,) and pastured them alone. (S.) A2: بهّموا بِالمَكَانِ, inf. n. as above, They stayed, or remained, in the place; (K, TA;) did not quit it. (TA.) b2: Also بهّم, said of a man, (assumed tropical:) He continued looking at a thing without his being relieved by doing so. (JK.) b3: (assumed tropical:) He was silent, and confounded, or perplexed, when asked respecting a thing. (JK.) b4: (assumed tropical:) He did not fight, or engage in conflict. (JK.) 4 ابهم, (K,) inf. n. إِبْــهَامٌ, (JK,) (assumed tropical:) It (a thing, or an affair,) was, or became, dubious, confused, or vague, (JK, K, TA,) so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed; (JK, TA;) as also ↓ استبهم; (JK, K, TA;) for which grammarians often use ↓ انبهم; but this has not been heard in the [classical] language of the Arabs: (MF, TA:) [said to be] from بَهِيمٌ denoting a colour, whatever it be, except that which is termed شُهْبَة, in which is no colour differing therefrom. (Har p. 50.) A2: He closed, or locked, a door; (S, Mgh, TA;) [or, so that one could not find the way to open it; (see مُبْهَمٌ;)] and stopped it up. (TA.) [and hence,] one says of the thumb, تُبْهِمُ الكَفَّ, meaning It closes upon [the palm of] the hand, as a cover. (TA.) b2: [Hence also,] (assumed tropical:) He made a thing, or an affair, to be dubious, confused, or vague, (JK, TA, *) so that there was no way, or manner, of knowing it, (TA,) or so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK:) [in the former sense, or meaning (assumed tropical:) he made it to be dubious, confused, or vague,] said of speech, or language, (K in art. غمض, &c.,) and of information, or news, or a narration; (Msb;) contr. of أَوْضَحَ; (TA in art. غمض;) i. q. لمْ يُبَيِّنْ. (Msb.) b3: (assumed tropical:) He made, or held, a thing to be vague, or indefinite. (Mgh.) b4: And, said of a prohibited thing, (assumed tropical:) He made it, or held it, to be not allowable in any manner, nor for any cause: (Az, TA:) or to be prohibited unconditionally. (Mgh.) [See مُبْهَمٌ.] b5: (assumed tropical:) He made a man to turn away, or withdraw, or retire, (JK, K,) عَنْ كَذَا from such a thing, (JK,) or عَنِ الأَمْرِ from the affair. (K.) A3: ابهمت الأَرْضُ The land produced what is termed بُهْمَى: (JK, K:) or produced much thereof. (S.) 5 تَبَهَّمَ see 10.7 إِنْبَهَمَ see 4.10 إِسْتَبْهَمَ see 4. b2: You say, استبهم عَلَيْهِ الأَمْرُ (tropical:) The affair was as though it were closed against him, so that he knew not the way in which to engage in it, or execute it; syn. أُرْتِجَ عَلَيْهِ. (TA.) and استبهم عَلَيْهِ, (K,) or استبهم عليه الكَلَامُ, (S, TA,) (assumed tropical:) Speech was as though it were closed against him; or he was, or became, impeded in his speech, unable to speak, or tongue-tied; (S, * K, TA;) syn. اِسْتَغْلَقَ; (S;) and عليه كَلَامُهُ ↓ تبهّم [signifies the same]; syn. أُرْتِجَ; (JK, S; *) on the authority of Az. (S.) And استبهم الخَبَرُ (assumed tropical:) The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَغْلَقَ, and اِسْتَعْجَمَ. (Msb.) بَهْمٌ is pl. of ↓ بَهْمَةٌ, (S, Msb, K,) as are also ↓ بَهَمٌ and بِهَامٌ, (K,) [or rather بَهْمٌ is a coll. gen. n., and ↓ بَهْمَةٌ is its n. un., and ↓ بَهَمٌ is a quasi-pl. n., and] بِهَامٌ is pl. of بَهْمٌ, (S, Msb,) and بِهَامَاتِ is a pl. pl. [i. e. pl. of بِهَامٌ]: (K:) ↓ بَهْمَةٌ signifies A lamb, and is applied to the male and the female; (S, Msb;) or, accord. to a trad. in which it occurs, it is a name for the female; (IAth, TA;) but بِهَامٌ, which is applied to lambs when they are alone, as سِخَالٌ is to kids when they are alone, is also applied to lambs and kids together: (S, * Msb:) or, accord. to IF, بَهْمٌ signifies young lambs or goats: (Msb:) and accord. to Az, (Msb,) or A'Obeyd, (TA,) ↓ بَهْمَةٌ is applied to a lamb or goat, whether male or female, after the period when it is termed سَخْلَةٌ, which is when it is just brought forth; (Msb, TA;) and its pl. is ابهم: (Msb: [so in my copy of that work, as though meant for أَبْهُمٌ; but perhaps a mistranscription for البَهْمُ:]) or it is applied to a lamb or goat when just brought forth, i. e., before it is termed سَخْلَةٌ: (Mgh: [and this is agreeable with its application in a trad. cited by IAth:]) or to the young one, not, as in the K, young ones, (TA,) of the sheep, and of the goat, and of an animal of the bovine kind (K, TA) both wild and not wild, alike to the male and the female, while small; or, as some say, when it has attained to youthful vigour: (TA:) Lebeed applies بِهَامٌ to the young ones of [wild] animals of the bovine kind: (S, TA:) accord. to Th, بَهْمٌ signifies young kids. (TA.) b2: سَعْدُ البِهَامِ One of the Mansions (K, TA) of the Moon: (TA:) or two stars which are not of the Mansions of the Moon. (S and L and K in art. سعد, q. v.) بَهَمٌ: see بَهْمٌ, in two places.

بَهِمٌ an epithet of which only the fem. form is mentioned. You say] أَرْضٌ بَهِمَةٌ Land abounding with what is termed بُهْمَى: (AHn, K:) the word بهمة is a possessive epithet. (TA.) بَهْمَةٌ: see بَهْمٌ, in four places.

بُهْمَةٌ A rock, or great mass of stone or of hard stone, (K, TA,) that is solid, not hollow. (TA.) b2: And hence, accord. to some, (TA,) or because his condition is such that one knows not how to prevail with him, (Ham pp. 334 and 610,) A courageous man, (K, and Ham ubi suprà,) or a horseman, (AO, S,) to whom one knows not the way whence to gain access, or whence to come, (AO, S, K,) by reason of his great might, or valour: (AO, S:) or, as in the Nawádir, رَجُلٌ بُهْمَةٌ signifies a man who will not be turned from a thing that he desires to do: (TA:) it is not applied as an epithet to a woman: (IJ, TA:) pl. بُهَمٌ. (S, A.) You say, هُوَ بُهْمَةٌ مِنَ البُهَمِ, meaning (assumed tropical:) He is a courageous man, of those to whom the approach is as though it were closed against his adversaries. (A, TA.) Accord. to IJ, it is an inf. n. used as an epithet, though having no verb. (TA.) [Hence,] it applies to one and to a number of persons. (Ham p. 494.) [For] it signifies also b3: (assumed tropical:) An army: (S, K:) or courageous men, or courageous men clad in armour; because one knows not the way in which to fight with them: or, as some say, a company of horsemen: (TA:) pl. as above. (K.) b4: (assumed tropical:) A difficult affair or case; (K, TA;) such that one cannot find the way to perform it, or manage it: pl. as above. (TA.) You say, وَقَعَ فِى بُهْمَةٍ لَا يُتَّجَهُ لَهَا (assumed tropical:) [He fell into a difficult, or an embarrassing, case, which one knew not the way to manage]. (TA.) The pl. is also explained as meaning (assumed tropical:) Dubious, confused, or vague, affairs or cases. (TA.) b5: (assumed tropical:) Blackness. (TA.) b6: And البُهَمُ (assumed tropical:) The three nights in which the moon does not [visibly] rise. (TA.) بُهْمَى, a word both sing. and pl., (Sb, S, K,) its alif [written ى] being a denotative of the fem. gender, wherefore it is without tenween; (Sb, S;) or [it is written بُهْمًى, with tenween, for it is a coll. gen. n., and] its n. un. is بُهْمَاةٌ, (S, K, and so in the JK,) its alif, some say, being a letter of quasi-coordination; but Mbr says that this is not known, and that the alif in a word of the measure فُعْلى is nought but a denotative of the fem. gender; (S;) and the n. un. بهماة is anomalous; (El-'Ash-moonee's Expos. of the Alfeeyeh of Ibn-Málik, § التأنيث;) [A species of barley-grass; app. hordeum murinum, or common wall-barley-grass;] a certain plant, (Lth, JK, S, K,) well known; (K;) the sheep and goats, (Lth, TA,) or the camels, (JK,) are vehemently fond of it as long as it is green; (Lth, JK, TA;) but when it dries up, its prickles bristle out, and it repugns; (Lth, TA;) it is of the herbs (بُقُول) that are termed أَحْرَاز [app. here meaning slender and sweet] when fresh and when dry, and comes forth at first undistinguishably as to species, from the earth, like as does corn; then it becomes like corn, and puts forth prickles like those [that compose the awn, or beard,] of the ear of corn, which, when they enter the noses of the sheep or goats and the camels, cause pain to their noses, until men pull them out from their mouths and their noses; and when it becomes large, and dries up, it is a pasture that is fed upon until the rain of the next year falls upon it, when its seed that has fallen from its ears germinates beneath it. (AHn, TA.) بَهِيمٌ Black: (K:) pl. بُهُمٌ. (TA.) And [app. used also as a subst., signifying] A black ewe (K, TA) in which is no whiteness: pl. as above and بُهْمٌ. (TA.) b2: Applied to a horse, to the male and the female, (S, * Mgh, * K,) Of one, unmixed, colour; in which is no colour differing from the rest: (S, Mgh, K:) pl. بُهُمٌ. (S.) لَا أَغَرُّ وَ لَا بَهِيمٌ [Not having a star, or blaze, on the forehead or face, nor of one, unmixed, colour, or not white nor black, (some such proposition as “This is a horse” being understood before لا,)] is a prov. applied to a dubious, confused, or vague, affair or case. (TA.) b3: A colour of one kind, (JK,) in which is no colour differing from the rest, (JK, and Har p. 50,) whatever colour it be, except that which is termed شُهْبَة: (Har ubi suprà:) or a colour that is clear, pure, or unmixed, not resembling any other, (AA, K, * TA,) whether it be black or any other colour, (AA, TA,) except, as Z says, that which is termed شُهْبَة. (TA.) b4: A night in which is no light (JK, TA) until the dawn. (TA.) b5: (tropical:) A sound, or voice, in which is no trilling, or quavering, or reiteration in the throat or fauces. (JK, K, * TA. *) b6: Perfect, or complete, in make; as also ↓ مُبْهَمٌ: pl. بُهْمٌ: so in the phrase in a trad. (respecting the day of resurrection, TA), يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمًا, i. e. Mankind shall be congregated perfect, or complete, in make, without mutilation, or defect: (JK:) or the meaning here is, sound, or healthy: (S:) or not having any of the diseases or noxious affections of the present state, as blindness, and elephantiasis, and leprosy, and blindness of one eye, and lameness, &c.: (A'Obeyd, K, * TA:) or naked; (JK, K;) not having upon them anything to conceal them: (JK:) or not having with them anything (S, TA) of worldly goods or commodities. (TA.) b7: (assumed tropical:) Unknown. (El-Khattábee, TA.) A2: See also إِبْــهَامٌ.

بَهِيمَةٌ [A beast; a brute;] any quadruped, (Akh, M, Msb, K,) even if in the water, (Akh, M, K,) [i. e.,] of the land and of the sea; (Msb;) and (so in the Msb, but in the K “or”) any animal that does not discriminate: (Zj, Msb, K:) pl. بَهَائِمُ. (S, Msb, K.) بَهِيمِى Of, or relating to, beasts, or brutes.]

بَهِيمِيَّةٌ The nature of beasts, or brutes.]

أَبْهَمُ: see مُبْهَمٌ, in two places. b2: Also i. q. أَعْجَمُ [app. as meaning Destitute of the faculty of speech or articulation, like the beasts]. (K.) إِبْــهَامٌ The thumb, and the great toe; (M, K;) the greatest إِصْبَع, (JK, T, S,) that is next to the forefinger, having two joints, so called because it closes upon [the palm of] the hand, as a cover; (T, TA;) the greatest of the أَصَابِع in the hand and in the foot: (M, K:) of the fem. gender, (S, Msb,) accord. to common repute; (Msb;) and sometimes masc.: (Lh, M, K:) and ↓ بَهِيمٌ signifies the same; mentioned by Az in the T, and by others; but Az adds that one should not say بِهَامٌ: (TA:) the pl. of ابهام is أَبَاهِيمُ (JK, S, M, Msb, K) and أَبَاهِمُ, (M, K,) which latter is used by poetic license for the former, (M,) and إِبْــهَامَاتٌ. (Msb.) أَقْصَرُ مِنْ إِبْــهَامِ الضَّبِّ [Shorter than the great toe of the (lizard called) ضبّ], and من ابهام القَطَاةِ [than the back toe of the (bird called) قطاة], and من ابهام الحُبَارَى [than the back toe of the (bird called) حبارى], are proverbs of the Arabs. (Har p. 335.) مُبْهَمٌ, applied to a door, Closed, or locked, (JK, K,) so that one cannot find the way to open it: (JK, TA:) and stopped up: (TA:) or having a lock upon it, with which it is fastened. (Mgh.) b2: A wall in which is no door. (TA.) b3: A chest having no lock [by means of which it may be opened]. (IAmb, TA.) b4: I. q. مُصْمَتٌ [as meaning Solid; not hollow; in the CK أَصْمَتُ, which signifies the same]; as also ↓ أَبْهَمُ: (K:) having no fissure in it: and ↓ the latter, applied to a heart is said to mean (assumed tropical:) impenetrable by admonition. (TA.) b5: (assumed tropical:) A thing, or an affair, made to be dubious, confused, or vague; (JK;) [such that there is no way, or manner, of knowing it; (see the verb;)] or such that one knows not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK, S, Mgh, TA:) (assumed tropical:) speech, or language, [that is dubious, confused, or vague,] such that there is no way, or manner, of knowing it: (Mgh, TA:) applied to a road, (assumed tropical:) unapparent, or hardly apparent: (TA:) and, applied to the ordinance respecting the making up for the days in which one has broken a fast, [and to many other cases,] (assumed tropical:) undefined; in this instance meaning, as to whether the days may be interrupted, or whether they must be consecutive. (Mgh.) [Hence,] مُبْهَمَاتٌ (assumed tropical:) Difficult things, or affairs, such that one cannot find the way to perform them. (TA.) and الأَسْمَآءُ المُبْهَمَةُ, so termed by the grammarians, (assumed tropical:) The nouns of indication, (S, K,) such as هٰذَا and هٰؤُلَآءِ and ذَاكَ and أُولَائِكَ: (S:) accord. to Az, الحُرُوفُ المُبْهَمَةُ signifies (assumed tropical:) the particles which have no derivatives, and of which the roots are not known, as الَّذِى and مَا and مَنْ and عَنْ and the like. (TA.) b6: Applied to a vow, and to [certain ordinances respecting] marriage and divorce and emancipation, (assumed tropical:) From which there is no getting out, or extricating of oneself; as though they were closed doors with locks upon them: (Mgh:) and, applied to prohibited things, (assumed tropical:) not allowable in any manner, (T, K, TA,) nor for any cause; (T, TA;) or prohibited unconditionally; (Mgh;) as the prohibition of [the marriage with] the mother, and the sister, (T, Mgh, * K, TA,) and the like: (T, TA:) such a woman is said to be مُبْهَمَةٌ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [absolutely prohibited to the man; as though she were closed against him, or inaccessible to him]. (Msb. [But in this last work it seems to be مثبْهِمَةٌ, which is not agreeable with common usage.]) In the copies of the K, بُهْمٌ and بُهُمٌ are given as pls. of this word: but it seems that there is an omission or a misplacement in the passage; for these are said to be pls. of بَهِيمٌ, as shown above. (TA.) b7: (assumed tropical:) In a state of swooning or insensibility, speechless, and without discrimination; in consequence of a blow [&c.]. (TA.) b8: See also بَهِيمٌ.

مُسْتَبْهِمٌ عَنِ الكَلَامِ (assumed tropical:) Debarred from the faculty of speech. (Niftaweyh, TA.)

بهم: البَهِيمةُ كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم من دَوابّ البرِّ والماء،

والجمع بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ من أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز

والبَقَر من الوحش وغيرها، الذكَرُ والأُنْثى في ذلك سواء، وقل: هو بَهْمةٌ

إذا شبَّ، والجمع بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ

جمع الجمعِ. وقال ثعلب في نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وبه فسِّر

قول الشاعر:

عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي

عَجايا كلُّها إلا قليلا

أَبو عبيد: يقال لأَوْلاد الغنَم ساعة تَضَعها من الضأْن والمَعَز

جميعاً، ذكراً كان أَو أُنثى، سَخْلة، وجمعها سِخال، ثم هي البَهْمَة الذكَرُ

والأُنْثى. ابن السكيت: يقال هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إذا حَرَمُوه عن

أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لها

جميعاً بِهامٌ، قال: وبَهِيمٌ

هي الــإبْــهامُ للإصْبَع. قال: ولا يقال البِهامُ، والأبْهم كالأَعْجم.

واسْتُبْهِم عليه: اسْتُعْجِم فلم يَقْدِرْ على الكلام. وقال نفطويه:

البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام أَي مُنْغَلِق ذلك عنها. وقال الزجاج في

قوله عز وجل: أُحِلَّتْ لكم بَهِيمة الأَنْعامِ؛ وإنما قيل لها بَهِيمةُ

الأَنْعامِ لأَنَّ كلَّ حَيٍّ لا يَميِّز، فهو بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عن

أَن يميِّز. ويقال: أُبْهِم عن الكلام.

وطريقٌ مُبْهَمٌ إذا كان خَفِيّا لا يَسْتَبين. ويقال: ضرَبه فوقع

مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عليه لا يَنْطِق ولا يميِّز. ووقع في بُهْمةٍ لا

يتَّجه لها أَي خُطَّة شديدة. واستَبْهَم عليهم الأَمرُ: لم يدْرُوا كيف

يأْتون له. واسْتَبْهَم عليه الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إذا

أُرْتِجَ عليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده:

أَعْيَيْتَني كلَّ العَيا

ءِ، فلا أَغَرَّ ولا بَهِيم

قال: يُضْرَب مثلاً للأَمر إذا أَشكل لم تَتَّضِحْ جِهتَه واستقامَتُه

ومعرِفته؛ وأَنشد في مثله:

تَفَرَّقَتِ المَخاضُ على يسارٍ،

فما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ

وأَمرٌ مُبْهَمِ: لا مَأْتَى له. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إذا اسْتَغْلَق،

فهو مُسْتَبْهِم. وفي حديث عليّ: كان إذا نَزَل به إحْدى المُبْهَمات

كَشَفَها؛ يُريدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها

أُبْهِمت عن البيان فلم يُجْعل عليها دليل، ومنه قيل لِما لا يَنْطِق

بَهِيمة.

وفي حديث قُسٍّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ

(* قوله «تجلو دجنات» هكذا في الأصل

والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء).

الدَّياجي والبُهَم؛ البُهَم: جمع بُهْمَة، بالضم، وهي مُشكلات الأُمور. وكلام

مُبْهَم: لا يعرَف له وَجْه يؤتى منه، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إذا لم

يكن فيه بابٌ. ابن السكيت: أَبْهَمَ عليّ الأَمْرَ إذا لم يَجعل له

وجهاً أَعرِفُه. وإبْــهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فلا يعرَف وجهُه، وقد

أَبْهَمه. وحائط مُبْهَم: لا باب فيه. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لا يُهْتَدى لفتحِه

إذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لا

ضَوء فيه إلى الصَّباح. وروي عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل: إن

المُنافِقين في الدَّرْك الأسْفَل من النار، قال: في تَوابيت من حديدٍ

مُبْهَمةٍ عليهم؛ قال ابن الأَنباري: المُبْهَة التي لا أَقْفالَ عليها. يقال:

أَمرٌ مُبْهَم إذا كان مُلْتَبِساً لا يُعْرَف معناه ولا بابه.

غيره: البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ وهي أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسم

للمذكّر والمؤنث، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فإذا اجتمع البهامُ والسِّخالُ

قلت لهما جميعاً بهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي:

لو أَنَّني كنتُ، من عادٍ ومِن إرَمٍ،

غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ

لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قال ابن بري: قول الجوهري لأَن الغَذِيَّ

السَّخْلة وَهَم، قال: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كان

يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضبّيّ:

أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم

غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ

قال: ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ، وكذلك في بيت

سلمى الضبيّ، قال: والبيت الذي أَنشده الأَصمعي لأفْنون التغلبي؛ وبعده:

لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم من مُهَوّلةٍ

أَخا السُّكون، ولا جاروا عن السَّنَنِ

وقد جَعل لَبيد أَولادَ البقر بِهاماً بقوله:

والعينُ ساكنةٌ على أَطلائِها

عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها

ويقال: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته

فَرَعَوْه وحْدَه.

الأَخفش: البُهْمَى لا تُصْرَف. وكلُّ ذي أَربع من دوابِّ البحر والبرّ

يسمَّى بَهِيمة.

وفي حديث الإيمان والقَدَر: وترى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الــإِبــل

والبَهْم يَتطاوَلون في البُنْيان؛ قال الخطابي: أَراد بِرِعاءِ الــإبِــل

والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الذين يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث ولا

تَسْتَقِرُّ بهم الدار، يعني أن البلاد تفتَح فيسكنونها ويَتطاوَلون في

البُنْيان، وجاء في رواية: رُعاة الــإبــل البُهُم، بضم الباء والهاء، على نعت

الرُّعاة وهم السُّودُ؛ قال الخطابي: البُهُم، بالضم، جمع البَهِيم وهو

المجهول الذي لا يُعْرَف. وفي حديث الصلاة: أَنَّ بَهْمَةً مرّت بين يديه

وهو يصلِّي، والحديث الآخر: أَنه قال للراعي ما ولَّدت؟ قال: بَهْمة،

قال: اذْبَحْ مكانَها شاةً؛ قا ابن الأَثير: فهذا يدل على أَن البَهْمة اسم

للأُنثى لأَنه إنما سأله ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلاَّ فقد

كان يَعْلم أَنه إنما ولَّد أَحدَهما.

والمُبْهَم والأبْهَمُ: المُصْمَت؛ قال:

فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَي الذي لا صَدْع فيه؛ وأَما قوله:

لكافرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه

فقيل في تفسيره: أَبْهَمُه قلبُه، قال: وأَراه أَراد أَنَّ قلب الكافر

مُصْمَت لا يَتَخَلَّله وعْظ ولا إنْذار. والبُهْمةُ، بالضم الشجاع،

وقيل: هو الفارس الذي لا يُدْرَى من أَين يُؤتى له من شدَّة بأْسِه، والجمع

بُهَم؛ وفي التهذيب: لا يَدْرِي مُقاتِله من أَين يَدخل عليه، وقيل: هم

جماعة الفُرْسان، ويقال للجيش بُهْمةٌ، ومنه قولهم فلان فارِس بُهْمةٍ

وليثُ غابةٍ؛ قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة:

وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْةٍ

شديدٍ نَواحِيها على مَن تَشَجَّعا

وهُم الكُماة، قيل لهم بُهْمةٌ لأَنه لا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وقال غيره:

البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وفي نوادر الأَعراب: رجل بُهْمَةٌ إذا كان لا

يُثْنَى عن شيء أَراده؛ قال ابن جني: البُهْمةُ في الأَصل مصدر وُصف به،

يدل على ذلك قولهم: هو فارسُ بُهْمةٍ كما قال تعالى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ

عَدْلٍ منكم، فجاء على الأَصل ثم وصف به فقيل رجل عَدْل، ولا فِعْل له،

ولا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ.

والبَهِيمُ: ما كان لَوناً واحداً لا يُخالِطه غيره سَواداً كان أَو

بياضاً، ويقال للَّيالي الثلاث التي لا يَطْلُع فيها القمر بُهَمٌ، وهي جمع

بُهْمةٍ. والمُبْهَم من المُحرَّمات: ما لا يحلُّ بوجْهٍ ولا سبب كتحريم

الأُمِّ والأُخْت وما أَشبَهه. وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل: وحَلائلُ

أَبنائِكم الذين من أَصلابِكم، ولم يُبَيّن أَدَخَل بها الــإبــنُ أَمْ لا،

فقال ابن عباس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ الله؛ قال الأَزهري: رأَيت كثيراً

من أَهل العلم يذهَبون بهذا إلى إبــهام الأَمر واستِبهامِه، وهو إشْكالُه

وهو غلَطٌ. قال: وكثير من ذَوي المعرفة لا يميِّزون بين المُبْهَم وغير

المُبْهَم تمييزاً مُقْنِعاً، قال: وأَنا أُبيّنه بعَوْن الله عز وجل،

فقوله عز وجل: حُرِّمت عليكم أُمَّهاتُكم وبنَاتُكم وأَخواتُكم وعَمّاتُم

وخالاتُكم وبَناتُ الأخِ وبناتُ الأُخْتِ، هذا كله يُسمَّى التحريمَ

المُبْهَم لأَنه لا يحلُّ بوجه من الوجوه ولا سبب من الأَسباب، كالبَهِيم من

أَلوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالِف مُعْظم لونِه، قال: ولمَّا سئل ابن

عباس عن قوله وأُمهاتُ نِسائِكم ولم يُبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ أَجاب

فقال: هذا من مُبْهَم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء

دَخَلْتم بالنساء أَو لم تَدْخُلوا بهن، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ عليكم من

جميع الجهات، وأَما قوله: ورَبائبُكم اللاتي في حُجوركم من نِسائكم

اللاتي دََخَلْتم بهنّ، فالرَّبائبُ ههنا لسْنَ من المُبْهمات لأَنَّ وجهين

مُبيَّنَين أُحْلِلْن في أَحدِهما وحُرِّمْن في الآخر، فإذا دُخِل

بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، وإن لم يُدخل بأُمَّهات الربائب لم

يَحْرُمن، فهذا تفسيرُ المُبْهَم الذي أَراد ابنُ عباس، فافهمه؛ قال ابن

الأَثير: وهذا التفسير من الأَزهري إنما هو للرَّبائب والأُمَّهات لا

للحَلائل، وهو في أَول الحديث إنما جَعل سؤال ابنِ عباس عن الحَلائل لا عن

الرّبائب. ولَونٌ بهيم: لا يُخالطه غيرُه. وفي الحديث: في خيل دهْمٍ بُهْمٍ؛

وقيل: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ من الخيل: الذي لا شِيةَ فيه، الذكَر

والأُنثى في ذلك سواء، والجمع بُهُم مثل رغِيفٍ ورُغُف. ويقال: هذا فرس

جواد وبَهِيمٌ

وهذه فرس جواد وبَهِيمٌ، بغير هاء، وهو الذي لا يُخالط لونَه شيء سِوى

مُعْظَم لونِه. الجوهري: وهذا فرس بَهِيمٌ

أَي مُصْمَتٌ. وفي حديث عياش ابن أَبي ربيعة: والأسود البَهيمُ كأَنه من

ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ

(* قوله «كأنه المصمت» الذي في النهاية: أي

المصمت). الذي لا يُخالِطُ لونَه لون غيرُه. والبَهيمُ من النِّعاج:

السَّوداءُ التي لا بياض فيها، والجمع من ذلك بُهْمٌ وبُهُمٌ فأما قوله في

الحديث: يُحْشَر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً بُهْماً أَي ليس

معهم شيء، ويقال: أَصِحَّاءَ؛ قال أَبو عمرو البُهْمُ واحدها بَهيم وهو

الذي لا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غيره؛ قال أَبو عبيد:

فمعناه عندي أَنه أَراد بقوله بُهْماً يقولُ: ليس فيهم شيءٌ من الأَعراض

والعاهات التي تكون في الدنيا من العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام

والبَرَص وغير ذلك من صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، ولكنها أَجسادٌ مُبْهَمَة

مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وقال غيره: لِخُلود الأَبَدِ في الجنة أَو

النار، ذكره ابن الأثير في النهاية؛ قال محمد بن المكرم: الذي ذكره الأَزهري

وغيره أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وقول ابن الأَثير في الجنة أَو

في النار فيه نَظَر، وذلك أَن الخلود في الجنة إنما هو للنَّعيم المحْضِ،

فصحَّة أَجْْسادِهم من أَجل التَّنَعُّم، وأَما الخلود في النار فإنما هو

للعذاب والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بعاهات الأَجسام أَتمُّ في

عُقوبتهم، نسأَل الله العافية من ذلك بكرمه. وقال بعضهم: رُوي في تمام

الحديث: قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء من أَعراض الدنيا ولا من

متاعِها، قال: وهذا يخالف الأَول من حيث المعنى. وصَوْتٌ بَهِيم: لا تَرْجيع

فيه.

والــإبْــهامُ من الأَصابع: العُظْمى، معروفة مؤنثة؛ قال ابن سيده: وقد

تكون في اليَدِ والقدَم، وحكى اللحياني أنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قال:

إذا رأَوْني، أَطال الله غَيْظَهُمُ،

عَضُّوا من الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ

وأَما قول الفرزدق:

فقد شَهدَت قَيْسٌ فما كان نَصْرُها

قُتَيبةَ، إلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ

فإنما أَراد الأَباهِيم غير أَنه حذف لأَنَّ القصِيدةَ ليست مُرْدَفَة،

وهي قصيدة معروفة. قال الأَزهري: وقيل للإصْبَع إِبْــهامٌ

لأَنها تُبْهِم الكفّ أَي تُطْبِقُ عليها. قال: وبَهِيم هي الــإبْــهام

للإصبع، قال: ولا يقال البِهامُ. وقال في موضع آخر: الــإبْــهام الإصْبَع

الكُبْرى التي تلي المُسَبِّحةَ، والجمع الأَباهِيم، ولها مَفْصِلان.

الجوهري: وبُهْمى نَبْت، وفي المحكم: والبُهْمى نَبْت؛ قال أَبو حنيفة:

هي خير أَحْرار البُقُولِ رَطْباً ويابساً وهي تَنْبُت أَوَّل شيء

بارِضاً، وحين تخرج من الأَرض تَنْبت كما يَنْبُت الحَبُّ، ثم يبلُغ بها

النَّبْت إلى أَن تصير مثل الحَبّ، ويخرج لها إذا يَبِسَتْ شَوْك مثل شوك

السُّنْبُل، وإذا وَقَع في أُنوف الغَنَم والــإِبــل أَنِفَت عنه حتى يَنْزِعه

الناسُ

من أَفواهها وأُنوفِها، فإذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كانت كَلأً

يَرْعاه الناس حتى يُصِيبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت من تحتِه حبُّه

الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث: البُهْى نَبْت تَجِد به الغنَم

وَجْداً شديداً ما دام أَخضر، فإذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، ويقولون

للواحد بُهْمى، والجمع بُهْمى؛ قال سيبويه: البُهْمى تكون واحدة وجمعاً

وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ: أَلفها للإلْحاق، والواحدة بُهْماةٌ؛ وقال

المبرد: هذا لا يعرف ولا تكون أَلف فُعْلى، بالضم، لغير التأنيث؛ وأَنشد ابن

السكيت:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً،

وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها

والعرب تقول: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من

خِيار المَرْتَع في جَناب الدَّار؛ وقال بعض الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نحو

الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، وهي أَنْجَعُ المَرْعَى

في الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سيده: هذا قولُ أَهل

اللغة، وعندي أَنّ مَن قالُ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإذا

نزع الهاء أَحال إعْتِقاده الأَول عما كان عليه، وجعل الأَلف للتأنيث

فيما بعد فيجعلها للإلْحاق مع تاء التأنيث ويجعلها للتأنيث إذا فقد

الهاء.وأَبْهَمَتِ الأَرض، فهي مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها،

قال: كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب. وبَهَّم فلان بموضع كذا إذا

أَقام به ولم يَبْرَحْهُ.

والبهائم: إسم أَرض، وفي التهذيب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى على لَون

واحد؛ قال الراعي:

بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذا مَعارِكٍ

أَتى دونه، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

والأَسماءُ المُبْهَمة عند النحويين: أَسماء الإشارات نحو قولك هذا

وهؤلاء وذاك وأُولئك، قال الأَزهري:

الحُروف المُبْهَمة التي لا اشتقاقَ لها ولا يُعْرف لها أُصول مثل الذي

والذين وما ومَن وعن

(* قوله «ومن وعن» كذا في الأصل والتهذيب ونسخة من

شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن). وما

أَشبهها، والله أَعلم.

بهـم

(البَهِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (كُلُّ ذاتِ أَرْبَعِ قَوائِمَ ولَوْ فِي الماءِ) كَذَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ قولُ الأَخْفَش، (أَو كُلّ حَيٍّ لَا يُمَيِّزُ) فَهُوَ بَهِيمَةٌ، نَقله الزَّجّاج فِي تَفْسِير قَوْله - تَعَالَى - {أَحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَمِ} ، (ج: بَهائِمُ) .
(والبَهْمَةُ) ، بالفَتْح: الصَّغِيرُ من (أَوْلاد) الغَنَمِ (الضَّأْنِ والمَعَزِ والبَقَرِ) من الوَحْش وغَيْرها، الذَّكَر والأُنْثَى فِي ذلِكَ سَواءٌ. وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ، إِذا شَبَّ. وَفِي سِياق المصنِّف نَظَرٌ؛ لأَنَّ البَهْمَةَ مفردٌ، فالأَوْلَى: وَلَدُ الضَّأْنِ، وبِما ذكرنَا يَزُول الإِشْكال.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المَعَزِ، وَبِه فَسّر قَول الشَّاعِر: (عَدانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجايا كُلَّها إِلاَّ قَلِيلاً)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقال لأَوْلادِ الغَنَمِ ساعَةَ تَضَعها من الضَّأْن والمَعَز جَمِيعًا ذَكرًا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَة، وجمعُها: سِخالٌ، ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذَّكَر والأُنْثَى، (ج: بَهْمٌ) بِحَذْفِ الهاءِ، (ويُحرَّكُ، وبِهامٌ) ، بالكَسْرِ، و ((جج)) ؛ أَي: جَمْع الجَمْع: (بِهاماتٌ) ، بالكَسْر أَيْضا، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَإِذا اجْتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لَهَا جَمِيعًا: بِهامٌ.
وَفِي الصِّحَاح: البِهامُ: جَمْعُ بَهْمٍ، والبَهْمُ: جَمْع بَهْمَةٍ.
قلتُ: فَإِذن البِهامُ جَمْعُ الجَمْع، ثمَّ قَالَ: وَأنْشد الأصمعيُّ لأفْنُون التَّغْلَبِيِّ:
(لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ من عادٍ وَمن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقمانًا وذَا جَدَنِ)

لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةُ، قَالَ: وَقد جَعَلَ لبيدٌ أولادَ البَقَر بِهاماً بقوله:
(والعِينُ ساكِنَةٌ على أَطْلائها ... عُوذًا تَأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها)

وَقَالَ ابْن بَرّي: قولُ الجوهريّ: لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةَ وَهَمٌ. قَالَ: وإِنَّما غُذِيُّ بَهْمِ: أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر كَانَ يُغَذَّى بِلُحُومِ البَهْم. قَالَ: وَعَلِيهِ قَوْلُ سُلْمِيِّ بنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:
(أَهْلَكَ طَسْمًا وبَعْدَهُم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ)

قَالَ: ويدلُّ على ذَلِك أنّه عطفَ لُقمانًا على غَذِيّ بَهْم، وَكَذَلِكَ فِي بَيت سُلْمِي الضَّبِّيِّ، انْتهى.
وَفِي الحَدِيث أنّه قَالَ للرّاعِي: ((مَا وَلَّدتَ؟ قَالَ: بَهْمَةً، قَالَ: اذْبَحْ مَكانَها شَاة)) قَالَ ابنُ الأَثِير: فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى؛ لأنّه إِنّما سألَه لِيَعْلَمَ أَذَكَراً وَلَّدَ أَمْ أُنْثَى، وإلاَّ فقد كَانَ يعلم أنّه إِنّما وَلَّد أَحَدهما. وَفِي حَدِيث الْإِيمَان: ((تَرَى الحُفاةَ العُراةَ رعاءَ الــإِبِــل والبَهْمِ يَتطاوَلُون فِي البُنْيان)) ، قَالَ الخَطّابِيُّ: أرادَ الأَعْرابَ وأصحابَ البَوادِي الَّذِين يَنْتَجِعون مَواقِعَ الغَيْثِ، تُفْتح لَهُم البلادُ فيسكنونَها ويتطاولونَ فِي الْبُنيان.
(والأَبْهَمُ) مثل (الأَعْجَم) .
(واسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ) الكلامُ؛ أَي: (اسْتَعْجَمَ فَلم يَقْدِرْ على الكَلامِ) ، وَيُقَال: اسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ أَي: أُرْتِجَ عَلَيْه، وَهُوَ مجَاز.
(والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّدِيدَةُ) والمُعْضِلَة، يُقَال: وَقَعَ فِي بُهْمَةٍ لَا يُتَّجه لَهَا، جمعه بُهَمٌ، كَصُرَدٍ.
(والبُهْمَة: (الشُّجاعُ) ، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ الفارِسُ (الَّذِي لَا يُهْتَدَى) ، وَفِي الصِّحَاح: لَا يُدْرَى (من أَيْنَ يُؤْتَى) من شِدَّةِ بَأْسِه، عَن أبي عُبَيْدة، والجَمْع بُهَمٌ. وَفِي التَّهْذِيب: لَا يَدْرِي مُقاتِلُهُ من أَيْن يَدْخُلُ عَلَيْهِ. وَفِي النَّوَادِر: رَجُلٌ بُهْمَةٌ: إِذا كَانَ لَا يُثْنى عَن شيءٍ أَرَادَهُ. وَفِي الأساس: هُوَ بُهْمَةٌ من البُهَمِ؛ للشُّجاعِ الَّذِي يَسْتَبْهِمُ على أقرانِهِ مَأْتاه. (و) قيل: سُمِّي بالبُهْمَة الَّتِي هِيَ (الصَّخْرَةُ) المُصْمَتَة.
(و) البُهْمَةُ (الجَيْشُ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهم: فلانٌ فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قَالَ مُتَمِّم:
(وللشَّرْبِ فابْكِي مالِكاً ولبُهْمَةٍ ... شَدِيدٍ نَواحِيها عَلَى مَنْ تَشَجَّعا)

وهُم الكُماة، قيل لَهُم: بُهْمَة؛ لأنّه لَا يُهْتَدَى لِقِتالهم، وَقيل: هُمْ جماعةُ الفرسان. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: البُهْمَة فِي الأَصْل مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ يَدُلُّ على ذَلِك قولُهم: هُوَ فارِسُ بُهْمَةٍ، كَمَا قَالَ الله _ تَعالَى _ {وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} فجَاء على الأصْلِ، ثمَّ وُصِفَ بِهِ فَقيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ولاتُوصف النّساء بالبُهْمَة. (ج) : بُهَمٌ، (كَصُرَدٍ) .
(و) قَالَ ابْن السّكيت: (بَهَّمُوا البَهْمَ تَبْهِيمًا) : إِذا (أَفْرَدُوه عَن أُمَّهاتِه) فَرَعَوْهُ وَحْدَه، (و) بَهَّمُوا (بالمَكانِ) تَبْهِيمًا (أَي: أقامُوا) بِهِ ولَمْ يَبْرَحُوه.
(وَأَبْهَمَ الأَمْرُ) إِبْــهامًا: (اشْتَبَه) فَلم يُدْرَ كَيفَ يُؤَتَى لَهُ، (كاسْتَبْهَمَ) .
قَالَ شيخُنا: والنُّحاة يَقُولُونَ فِي أبوابِ الحالِ والتَّمْيِيز: المُفَسَّر لما انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَم، بل الصّوابُ اسْتَبْهَم، وتوقَّفْتُ مَرَّة لاشْتِهاره فِي جَمِيع مُصَنَّفاتِ النَّحْو أُمهاتِها وشُرُوحِها، ثمَّ رَأَيْت الراغِبَ تَعَرَّض لَهُ ونَقَلَه عَن شَيْخه العَلاّمة أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ
سَمْعانَ الغِرْناطِيِّ، وَقَالَ: إنّ انْبَهَم غَيْرُ مسموع، وإِنَّ الصَّوَاب اسْتَبْهَمَ كَمَا قُلْتُ، ثمَّ زَاد: لأَنَّ انْبَهَمَ انْفَعَلَ وَهُوَ خاصٌّ بِمَا فِيهِ عِلاجٌ وَتَأْثِيرٌ، فَلَمَّا رأيتُه حَمِدْتُ الله لذَلِك وشَكَرْتُه، انتهَى.
(و) أَبْهَمَ (فُلانًا عَن الأَمْرِ) : إِذا (نَحّاه) .
(و) أَبْهَمَتِ (الأَرْضُ) فَهِيَ مُبْهِمَة: (أَنْبَتَت البُهْمَى) ، بالضَّمّ مَقْصُورًا؛ اسْم (لِنَبْتٍ، م) مَعْرُوف، قَالَ أَبُو حنيفَة: البُهْمَى: من أَحْرار البُقول رَطْبًا ويابِسًا، وَهِي تنْبت أوَّلَ شيءٍ بارِضًا حِين تَخْرُج من الأَرْض تَنْبُت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثمَّ تَبْلُغ إِلَى أنْ تَصِيرَ مثلَ الحَبِّ ويَخْرُج لَهَا شَوْكٌ مثل شَوْك السّنْبُلِ، وَإِذا وَقَعَ فِي أُنُوفِ الغَنَم والــإبــلِ أَنِفَتْ عَنهُ حَتَّى تَنْزِعَه الناسُ من أَفْواهِها وَأُنُوفِها، فَإِذا عَظُمَت البُهْمَى وَيَبِسَتْ كَانَت كَلأً يُرْعَى حَتَّى يُصِيبَهُ المَطَرُ من عامٍ مُقْبِلٍ فيَنْبُت من تَحْتِهِ حَبُّه الَّذِي سَقَطَ من سُنْبُلِه. وَقَالَ اللّيث: البُهْمَى نَبْتٌ تَجِدُ بِهِ الغَنَمُ وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخْضَرَ، فَإِذا يَبِسَ هَرَّ شَوْكُه وامْتَنَعَ، (يُطْلَقُ لِلْواحِدِ والجَمِيع) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: البُهْمَى يكون واحِداً وَجَمْعًا، وَأَلِفُها للتَّأْنِيثِ. (أَو واحِدَتُه بُهْماةٌ) وَأَلِفُها للإِلْحاقِ. وَقَالَ المُبَرِّد: هَذَا لَا يُعْرَف وَلَا تَكُون أَلِفُ فُعْلَى بالضَّمّ لغَيْرِ التَّأنيث، وَأنْشد ابنُ السِّكّيت:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً ... وَصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها)

(وأَرْضٌ بَهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ) أَي: (كَثِيرَتُهُ) على النَّسَب، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ.
(والمُبْهَمُ، كَمُكْرَمٍ: المُغْلَقُ من الأَبْواب) لَا يُهْتَدَى لِفَتْحه، وَقد أَبْهَمَه، أَي: أَغْلَقَه وسَدَّهُ، (و) المُبْهَمُ: (المُصْمَتُ كالأبْهَمِ) ، قَالَ:
(فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأَبْهَمِ ... )

أَي: الَّذِي لَا صَدْعَ فِيهِ. وأمّا قَوْله:
(لكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه ... )

قيل: أَرَادَ أنَّ قَلْبَ الكافِرِ مُصْمَتٌ لَا يَتَخَلَّلُه وَعْظ وَلَا إِنْذار.
(و) المُبْهَم (من المُحَرَّمات: مَا لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ) وَلَا سَبَبٍ (كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْتِ) وَمَا أشبهه. وسُئِلَ ابنُ عَبّاس عَن قَوْله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَحَلَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَبِكُم} وَلم يُبَيّن أَدَخَل بهَا الابْنُ أمْ لَا؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ. قَالَ الأَزْهريُّ: رأيتُ كثيرا من أهلِ العِلْمِ يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْــهامِ الأَمْر واسْتِبْهامِهِ وَهُوَ إِشْكالُه، وَهُوَ غَلَط، قَالَ: وَكثير من ذَوِي المَعْرِفة لَا يُمَيِّزون بَين المُبْهَم وَغير المُبْهَم تَمْييزًا مُقْنِعًا، قَالَ: وَأَنا أُبَيّنُه بعَوْن الله _ تعالَى _. فقولُه عَزَّ وَجَلَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّتُكُمْ وَخَلَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} هَذَا كُلُّه يُسَمَّى التَّحْرِيمَ المُبْهَم؛ لأنَّه لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ من الوُجوه وَلَا بِسَبَبٍ من الأَسْباب، كالبَهِيم من أَلْوان الخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِفُ مَعْظَمَ لَوْنِهِ.
قَالَ: ولمّا سُئل ابنُ عباسٍ عَن قَوْله - تعالَى - {وَأُمَّهَتُ نِسَائِكُمْ} وَلم يُبَيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بِهِنَّ أجابَ فَقَالَ: هَذَا من مُبْهَمِ التَّحْرِيم الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْر التَّحْرِيم، سواءٌ دَخَلْتُم بالنّساءِ أَو لَمْ تَدْخُلُوا بهنّ، فأُمَّهاتُ نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُم من جَمِيع الجِهات. وَأما قَوْله: {وَرَبَئِبُكُمُ الَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فالربائبُ هُنَا لسْن من المُبْهَمات، لأنَّ لَهُنَّ وَجْهَيْن مُبَيَّنَيْن أُحْلِلْن فِي أَحَدِهما وَحُرِّمْنَ فِي الآخَرِ، فَإِذا دُخِلَ بِأُمَّهاتِ الرِّبائبِ حَرُمَت الرّبائبُ، وإنْ لم يُدْخَل بِأُمَّهات الرَّبائبِ لم يَحْرُمْن. فَهَذَا تَفْسِير المُبْهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبّاسٍ، فافْهَمْه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا التَّفْسِير من الأَزْهَرِيِّ إِنّما هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا لِلْحلائل، وَهُوَ فِي الحَدِيث إِنّما جَعَلَ سؤالَ ابنِ عَبّاس عَن الحَلائل لَا عَن الرَّبائب. (ج: بُهْمٌ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَلَعَلَّ فِي الْعبارَة سقطا أَو تَقْدِيمًا وتأخيرًا فإنّ هَذَا الْجمع إنّما ذَكرُوهُ للبَهِيم بِمَعْنى النَّعْجة السَّوداء، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(والبَهِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الأَسْوَدُ) ، جَمْعُهُ بُهُمٌ، كَرَغِيفٍ ورُغُفٍ.
وَيُرْوَى حَدِيث الْإِيمَان والقَدَر: ((والحُفاةُ العُراةَ رِعاءً الــإبــلِ البُهْمَ)) على نَعْتِ الرِّعاء وهُمُ السُّودُ.
(و) البَهِيمُ: (فَرَسٌ لِبَني كِلابِ بن رَبِيعَةَ. و) البَهِيمُ: (مَا لَا شِيَةَ فِيهِ) تُخالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِه (من الخَيْل) يكون (لِلذَّكَرِ والأُنْثَى) ، يُقال: هَذَا فَرَسٌ جَوادٌ وبَهِيمٌ، وَهَذِه فَرَسٌ جَوادٌ وَبَهِيمٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْجمع بُهْم. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ؛ أَي: مُصْمَتٌ. وَفِي حَدِيث عَيّاش بن أبي رَبِيعَةَ: ((والأَسْودُ البَهِيمُ كَأَنَّهُ من ساسَمٍ)) ، أَي المُصْمَت الَّذِي لَا يُخالِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ غيرُه.
(و) البَهِيمُ: (النَّعْجَةُ السَّوْداءُ) الَّتِي لَا بَياضَ فِيهَا، جَمْعُهُ بُهْمٌ وَبُهُمٌ.
(و) البَهِيمُ: (صَوْتٌ لَا تَرْجِيعَ فِيهِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: البَهِيمُ: (الخَالِصُ الَّذِي لم يَشُبْهُ غيرُه) من لَوْنٍ سِواهُ، سَوادًا كَانَ أَو غَيْرَه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلاَّ الشُّهْبَة.
(و) فِي الحَدِيث: (( (يُحْشَرُ النَّاس) يومَ القِيامَة حُفاةً عُراةً غُرْلاً (بُهْمًا)) بالضَّمِّ، أَي: لَيْسَ بِهم شَيْءٌ مِمّا كَانَ فِي الدُّنيا) ، من الأَمْرَاض والعاهات (نَحْوُ) العَمَى والجُذامِ (والبَرَصِ) والعَوَرِ (والعَرجِ) وغَيْرِ ذَلِك من صُنُوف الأَمْرَاضِ والبَلاءِ، وَلكِنَّها أَجْسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلُود الأَبَدِ، قَالَه أَبو عُبَيْد، (أَو عُراةً) : لَيْسَ مَعَهُم من أَعْراضِ الدُّنْيا وَلَا من مَتاعِها شَيءٌ.
(والبَهائمُ: جِبالٌ بالحِمَى) على لَوْنٍ واحِدٍ (وماؤُها يُقال لَهُ المُنْبَجِسُ) ، وَقد أهمله المصنّف فِي ((ب ج س)) . (و) قيل: اسمُ (أَرْضٍ) قَالَ الراعِي:
(بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم)

(وذُو الأباهِيم: زيدٌ القُطَعِيُّ) من بَنِي قُطَيْعَةَ (شاعرٌ) ، والأباهِيمُ جَمْع الــإِبْــهام كَمَا يُقَال: ذُو الْأَصَابِع.
(والــإِبْــهامُ، بالكَسْرِ) من الْأَصَابِع: العُظْمَى، معروفةٌ مُؤَنَّثة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكون (فِي اليَدِ والقَدَمِ: أَكْبَرُ الأصابِع: و) حَكَى اللّحيانيّ أنّها (قَدْ تُذَكَّر) وتُؤَنَّث. وَقَالَ الأزْهَريّ: الــإِبْــهام: الإصْبَعُ الكُبْرَى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحَة، وَلها مَفْصِلان، سُمِّيت: لأنّها تُبْهِمُ الكَفَّ، أَي: تُطْبِقُ عَلَيْهَا، (ج: أَباهِيمُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللَّهُ غَيْظَهُمُ ... عَضَّوا من الغَيْظِ أَطْرافَ الأباهِيمِ)

(و) يُقال: (أَباهِمُ) لِضَرُورَة الشّعر كَقَوْل الفَرَزْدَق.
(فَقَد شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ)

قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِنَّمَا أرادَ الأباهِيمَ غير أَنَّه حَذَفَ؛ لأنّ القصيدةَ لَيست مُرْدَفَةً، وَهِي قصيدةٌ مَعْرُوفَة.
(وسَعْدُ البِهامِ، كَكِتابٍ: من المَنازِلِ) القَمَرِيّة.
(والأَسْماءُ المُبْهَمَة: أَسْماءُ الإشاراتِ عِنْد النُّحاةِ) نَحْو قَوْلك: هذَا وَهَؤُلَاء وذَاكَ وأُولئِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ الأزهريّ: الحُروفُ المُبْهَمَةُ الَّتِي لَا اشْتِقاقَ لَها وَلَا تُعْرَفُ لَهَا أُصُولٌ، مثل: الَّذِي، والَّذِينَ، وَمَا، ومَنْ، وَعَنْ وَمَا أَشْبَهها.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهِيمُ، كَأَمِيرٍ: اسمٌ للــإِبْــهامِ الّتي هِيَ الإِصْبَعُ، نَقله الأزهريّ. قَالَ: وَلَا يُقال لَهَا بِهامٌ. وَقد أنكر شيخُنا عَلى ((ابنِ أبي زَيْدٍ القَيْرَوَانيّ)) حِين ذَكَر البَهِيمَ فِي رِسالتَه بِمَعْنى الــإِبْــهام، ونَدّد عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَجْهَ لَهُ، مَعَ أَنّه موجودٌ فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه من كُتُبِ اللَّغَة.
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: البَهْمَةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَن الكَلامِ، أَي: مُنْغَلِقٌ ذَلِك عَنْها.
وتَبَهَّمَ: إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: ((لَا أَغَرّ وَلَا بَهِيم)) يُضرب مثلا للأَمْرِ إِذا أَشْكَل وَلم تَتَّضِح جِهَتُه واسْتِقامَتُه وَمَعرِفَتُه.
وطَرِيقٌ مُبْهَمٌ: إِذا كَانَ خَفِيًّا لَا يَسْتَبِينُ.
ويُقال: ضَرَبَه فَوَقَع مُبْهَمًا أَي: مَغْشِيًّا عَلَيْهِ لَا يَنْطِقُ وَلَا يُمَيِّز.
وأَمْرٌ مُبْهَمٌ: لَا مَأْتَى لَهُ.
والمُبْهَمات: المُعْضِلات الشاقَّة.
والبُهَمُ، كصُرَدٍ: مُشْكِلاتُ الأُمُورِ.
وكَلامٌ مُبْهَمٌ: لَا يُعْرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ.
وحائِطٌ مُبْهَمٌ: لم يكنْ فِيهِ بابٌ.
وَأَبْهَمَ [عَلَيْهِ] الأَمْرَ إِبْــهامًا: لم يَجْعَل لهُ وَجْهًا يَعْرِفه.
ولَيْلٌ بَهِيمٌ: لَا ضَوْءَ فِيهِ إِلَى الصَّباح.
وصَنادِيقُ مُبْهَمَةٌ: لَا أَقْفالَ لَها، عَن ابنِ الأَنْبارِيّ.
وغَذِيُّ بَهْمٍ: أَحَدُ مُلوك اليَمَن، عَن ابْن برِّي، وَقد تقدّم.
والبَهِيمُ: المَجْهُول الَّذِي لَا يُعْرَف، عَن الخَطّابِيّ.
والبُهْمَةُ: السَّواد، وَيُقَال لِلّيالِي الثّلاث الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا القَمَرُ: البُهَمُ، كَصُرَد.
وعبدُ الرِّحمنِ بن بَهْمان، يَأْتِي ذكره فِي النُّون. [] 
(بهم) : خَرَج بالبَهْمَاءِ: إِذا لم يُؤَامِرْ أَحَداً، ولا يَدْرِي ما بينَ يَدَيْه، وقيل: بالبَهْماء، أَي عَلَى كُلِّ حال.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.