Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أهلا

رَوْضَة عَوهق

رَوْضَة عَوهق:
قال ابن هرمة:
طرقت عليه صحبتي وركابي، ... أهلا بطيف عليّة المنتاب!
طرقت وقد خفق العتوم رحالنا ... بتنوفة يهماء ذات خراب
فكأنّما طرقت بريّا روضة ... من روض عوهق طلّة معشاب

دير محمد

دير محمد:
من نواحي دمشق، قال الحافظ أبو القاسم:
محمد بن الوليد بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أميّة الأموي أمّه أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان كان عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، يراه أهلا للخلافة، وإليه تنسب المحمديات التي فوق الأرزة ودير محمد الذي عند المنيحة من إقليم بيت الآبار، وتزوّج محمد هذا ابنة عمه يزيد بن عبد الملك.

حَشَوَى 

(حَشَوَى) الْحَاءُ وَالشِّينُ وَمَا بَعْدَهَا مُعْتَلٌّ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَرُبَّمَا هُمِزَ فَيَكُونُ الْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَيْنِ أَيْضًا. وَهُوَ أَنْ يُودَعَ الشَّيْءُ وِعَاءً بِاسْتِقْصَاءٍ. يُقَالُ حَشَوْتُهُ أَحْشُوهُ حَشْوًا. وَحِشْوَةُ الْإِنْسَانِ وَالدَّابَّةِ: أَمْعَاؤُهُ. وَيُقَالُ [فُلَانٌ] مِنْ حِشْوَةِ بَنِي فُلَانٍ، أَيْ مِنْ رُذَالِهِمْ. وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ الَّذِي تُحْشَى بِهِ الْأَشْيَاءُ لَا يَكُونُ مِنْ أَفْخَرِ الْمَتَاعِ بَلْ أَدْوَنِهِ. وَالْمِحْشَى: مَا تَحْتَشِي بِهِ الْمَرْأَةُ، تُعَظِّمُ بِهِ عَجِيزَتَهَا، وَالْجَمْعُ الْمَحَاشِي. قَالَ:

جُمًّا غَنِيَّاتٍ عَنِ الْمَحَاشِي وَالْحَشَا: حَشَا الْإِنْسَانِ، وَالْجَمْعُ أَحْشَاءٌ. وَالْحَشَا: النَّاحِيَةُ، وَهُوَ مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ، لِأَنَّ لِكُلِّ نَاحِيَةٍ أَهْلًا فَكَأَنَّهُمْ حَشَوْهَا. يُقَالُ: مَا أَدْرِي بِأَيِّ حَشًا هُوَ. قَالَ:

بِأَيِّ الْحَشَا أَمْسَى الْخَلِيطُ الْمُبَايِنُ

وَمِنَ الْمَهْمُوزِ وَهُوَ مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ غَيْرُ بَعِيدٍ مِنْهُ، قَوْلُهُمْ: حَشَأتُهُ بِالسَّهْمِ أَحْشَؤُهُ، إِذَا أَصَبْتَ بِهِ جَنْبَهُ. قَالَ:

فَلَأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصًا ... أَوْسًا أُوَيْسُ مِنَ الْهَبَالَهْ

وَمِنْهُ حَشَأْتُ الْمَرْأَةَ، كِنَايَةً عَنِ الْجِمَاعِ.

وَالْحَشَا، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: الرَّبْوُ، يُقَالُ حَشِيَ يَحْشَى حَشًا، فَهُوَ حَشٌّ كَمَا تَرَى. فَأَمَّا قَوْلُ النَّابِغَةِ:

جَمِّعْ مِحَاشَكَ يَا يَزِيدُ فَإِنَّنِي ... أَعْدَدْتُ يَرْبُوعًا لَكُمْ وَتَمِيمَا

فَلَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مِيمُهُ أَصْلِيَّةً، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ. وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَكُونَ الْمِيمُ زَائِدَةً وَيَكُونُ مِفْعَلًا مِنَ الْحَشْوِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ اللَّفِيفَ وَالْأُشَابَةَ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِحْشًى، فَقَلَبَ.

حَقْلٌ

حَقْلٌ:
بالفتح ثم السكون، وهو المزرعة كما ذكرنا:
واد كثير العشب من منازل بني سليم، قال العباس ابن مرداس:
وما روضة من روض حقل تمتعت ... عرارا وطبّاقا ونخلا توائما
التوائم: المضاعف من روض حقل، وقوله عرارا أي تمتع عرارها كقولهم حسن وجها أي حسن وجهه، وقال عرّام: يقال لوادي آرة وهو جبل حقل.
وحقل الرّخامى: موضع آخر، قال الشماخ:
أمن دمنتين عرّج الرّكب فيهما ... بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما
أقامت على ربعيهما جارتا صفا، ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
وحقل أيضا: مكان دون أيلة بستة عشر ميلا، كان لعزة صاحبة كثيّر، فيها بستان، فقال:
سقى دمنتين، لم نجد لهما أهلا، ... بحقل لكم يا عزّ قد زانتا حقلا
نجاء الثّريّا، كل آخر ليلة، ... تجودهما جودا وتردفه وبلا
وقال ابن الكلبي: حقل ساحل تيماء، وقال أبو سعد:
حقل قرية بجنب أيلة على البحر، ونسب إليها أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم بن أعين الحقلي مولى نافع مولى عثمان بن عفان، رضي الله عنه، كان إماما فقيها فاضلا، توفي في شهر رمضان سنة 224، ومولده سنة 154. والحقل أيضا، مخلاف الحقل:
باليمن، ويقال له حقل جهران، وقال ابن الحائك:
الحقل من بلاد خولان من نواحي صعدة، كانت
خولان قتلت فيه أخا للعباس بن مرداس السّلمي، فقال:
فمن مبلغ عوف بن عمرو رسالة، ... ويعلى بن سعد من ثئور يراسله
بأني سأرمي الحقل يوما بغارة، ... لها منكب حان تدوّي زلازله
أقام بدار الغور في شر منزل، ... وخلى بياض الحقل تزهى خمائله
قلت: هذا الشعر يري أن الحقل في البيت الثاني هو حقل صعدة الذي قتل أخوه فيه، فهو يتوعد أهله بالغارة، والحقل في البيت الأخير هو حقل بني سليم المقدم ذكره لأنه يتأسف لأخيه إذ أقام بالغور، يعني قتل هناك وترك الحقل الذي هو بلاده وخمائله وهي رياض زاهية، والله أعلم، وقال إبراهيم بن كنيف النبهاني:
ملكنا حقل صعدة بالعوالي، ... ملكنا السهل منها والحزونا
وفي كتاب أبي المنذر هشام بن محمد: الحقل اسم رجل سمّي به هذا الموضع، وهو ذو قباب بن مالك ابن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهميسع ابن حمير. وحقل أيضا: قرية لبني درماء من طيّء في أجإ. وحقل أيضا: قرية بالخرج، وهو واد باليمامة.

الحَصَّاءُ

الحَصَّاءُ:
بالفتح ثم التشديد، ورجل أحصّ وامرأة حصاء:
للذين لا شعر في رؤوسهما، وكذلك أرض حصّاء: لا نبات فيها، قال السكري: الحصّاء لبني عبد الله بن أبي بكر، وقال أبو محمد الأسود: الحصّاء جبال مطرحة يرى بعضها من بعض، وهي لبعض بني أبي بكر بن كلاب، وفيها يقول معقل بن زيحان:
جلبنا من الحصّاء كل طمرّة ... مشذّبة فرجاء، كالجذع جيدها
وقال أبو زياد: ومن مياه أبي بكر الحصّاء، وهي من خير مياههم، أكثرها أهلا وأوسعها ساحة، وهي التي ذكر أخو عطاء حيث رثى أخاه وهو مولى أبي بكر:
لعمرك إني، إذ عطاء مجاوري، ... لزار على دنيا مقيم نعيمها
إذا ما المنايا قاسمت بابن مسحل ... أخا واحدا لم يعط نصفا قسيمها
وراح بلا شيء، وراحت بقسمه ... إلى قسمها لاقت قسيما يضيمها
أتته على الحصّاء تهوي، وأمسكت ... مصارع حمّى تصرعنه ومومها
فيا حبّذا الحصّاء والبرق والعلا ... وريح أتانا، من هناك، نسيمها

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

بُخَارى

بُخَارى:
بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلّها، يعبر إليها من آمل الشّطّ، وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه، وكانت قاعدة ملك السامانية، قال بطليموس في كتاب الملحمة: طولها سبع وثمانون درجة، وعرضها إحدى وأربعون درجة، وهي في الإقليم الخامس، طالعها الأسد تحت عشر درج منه، لها قلب الأسد كامل تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان، ولها شركة في العيّوق ثلاث درج، ولها في الدّب الأكبر سبع درج، وقال أبو عون في زيجه: عرضها ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، وهي في الإقليم الرابع. وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلّبته فلم أظفر به، ولا شك أنها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيّدتها عهدي بفواكهها تحمل إلى مرو، وبينهما اثنتا عشرة مرحلة، وإلى خوارزم، وبينهما أكثر من خمسة عشر يوما، وبينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخا، بينهما بلاد الصغد، وقال صاحب كتاب الصّور: وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني لم أر ولا بلغني في الإسلام بلدا أحسن خارجا من بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم يقع بصرك من جميع النواحي إلّا على خضرة متصلة خضرتها بخضرة السماء فكأنّ السماء بها مكبّة خضراء مكبوبة على بساط أخضر تلوح القصور فيما بينها كالنّواوير فيها، وأراضي ضياعهم منعوتة بالاستواء كالمرآة.
وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل بخارى ولا أكثر عددا على قدرها في المساحة، وذلك مخصوص بهذه البلدة لأن متنزهات الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلّة، وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى. قال:
فأما بخارى واسمها بومجكث، فهي مدينة على أرض مستوية وبناؤها خشب مشبّك ويحيط بهذا البناء من القصور والبساتين والمحالّ والسكك المفترشة والقرى المتصلة سور يكون اثني عشر فرسخا في مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة، فلا ترى في خلال ذلك قفارا ولا خرابا، ومن دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من القصور والمساكن والمحالّ والبساتين التي تعدّ من القصبة، ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا، سور آخر نحو فرسخ في مثله، ولها مدينة داخل هذا السور يحيط بها سور حصين، ولها قهندز خارج المدينة متصل بها ومقداره مدينة صغيرة، وفيه قلعة بها مسكن ولاة خراسان من آل سامان، ولها ربض ومسجد الجامع على باب القهندز، وليس بخراسان وما وراء النهر مدينة أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على قدرها، ولهم في الربض نهر الصغد يشقّ الربض، وهو آخر نهر الصغد، فيفضي إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء بحذاء بيكند إلى قرب فربر يعرف بسام خاس، ويتخلّلها أنهار أخر، وداخل هذا السور مدن وقرى كثيرة، منها الطواويس، وهي مدينة بومجكث وزندنة وغير ذلك.
أخبرنا الشريف أبو هشام عبد المطلب حدثنا الإمام
العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر إملاء حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ إملاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمّى بخارى، محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله، وخلفها مدينة يقال لها سمرقند، فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء، من خلفها تربة يقال لها قطوان، يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته، قال فقال حذيفة:
لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحبّ إليّ من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الرسول أو المسجد الحرام. وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم، فكان الذهب كالسّلع والعروض، وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة، وقد ركبت فلا تجوز هذه الدراهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها، وكانت سكتها تصاوير، وهي من ضرب الإسلام، وكانت لهم دراهم أخر تسمّى المسيّبية والمحمدية جميعها من ضرب الإسلام. ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمّها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النّجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم، فقال لهم أبو الطيّب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:
بخارى من خرا لا شكّ فيه، ... يعزّ بربعها الشيء النظيف
فإن قلت الأمير بها مقيم، ... فذا من فخر مفتخر ضعيف
إذا كان الأمير خرا فقل لي! ... أليس الخرء موضعه الكنيف؟
وقال آخر:
أقمنا في بخارى كارهينا، ... ونخرج إن خرجنا طائعينا
فأخرجنا إله الناس منها، ... فإن عدنا فإنا ظالمونا
وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوّث بالسّرجين:
باء بخارى، فاعلمن، زائده ... والألف الوسطى بلا فائده
فهي خرا محض، وسكانها ... كالطير في أقفاصها راكده
وقال أيضا:
ما بلدة مبنية من خرا، ... وأهلها في وسطها دود
تلك بخارى من بخار الخرا، ... يضيع فيها النّدّ والعود
وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب:
فقحة الدّنيا بخارى، ... ولنا فيها اقتحام
ليتها تفسو بنا الآ ... ن، فقد طال المقام
وأما حديث فتحها: فإنه لما مات زياد ابن أبيه، في سنة ثلاث وخمسين، في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية، فقال له معاوية: من استخلف أخي
على عمله؟ فقال: استخلف خالد بن أسيد على الكوفة وسمرة بن جندب على البصرة، فقال له معاوية:
لو استعملك أبوك لاستعملتك، فقال له: أنشدك الله أن لا يقولها أحد بعدك، لو ولّاك أبوك أو عمّك لولّيتك، فعهد إليه وولّاه ثغر خراسان، وقيل: إن الذي ولي خراسان بعد موت زياد من ولده عبد الرحمن، قال البلاذري:
لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله بن زياد على خراسان، وهو ابن خمس وعشرين سنة، فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا، وكان ملك بخارى قد أفضى يومئذ إلى امرأة يسمّونها خاتون، فأتى عبيد الله بيكند، وكانت خاتون بمدينة بخارى فأرسلت إلى التّرك تستمدّهم، فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلمون فهزموهم وحووا عسكرهم، وأقبل المسلمون يخرّبون ويحرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب منهم الصلح والأمان، فصالحها على ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند، وبينهما فرسخان، وزامين تنسب إلى بيكند ويقال: إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في ألفين من سبي بخارى كلّهم جيّد الرمي بالنّشّاب ففرض لهم العطاء، ثم استعمل معاوية على خراسان سعيد بن عثمان بن عفّان سنة 55، فقطع النهر، وقيل: إنه أول من قطعه بجنده، وكان معه رفيع أبو العالية الرياحي، وهو مولّى لامرأة من بني رياح، فقال رفيع وأبو العالية رفعة وعلوّ، فلما بلغ خاتون عبوره حملت إليه الصلح، وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كشّ ونسف إلى سعيد في مائة ألف وعشرين ألف فالتقوا ببخارى فندمت خاتون على أدائها الإتاوة ونقضت العهد، فحضر عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون، فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرّهن وأعادت الصلح، ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند كما نذكره في سمرقند. ثم لم يبلغني من خبرها شيء إلى سنة 87 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان، فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاش وبخارى فأحدقوا به أربعة أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين ألف رأس، وفتحها فأصاب بها قدورا يصعد إليها بالسلاليم، ثم مضى منها إلى سمرقند، وهي غزوته الأولى، وصفت بخارى للمسلمين، وينسب إلى بخارى خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتّى، منهم: إمام أهل الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبه، وبردزبه مجوسيّ أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى، ويمان هذا هو أبو جدّ عبد الله بن محمد المسندي الجعفي، ولذلك قيل للبخاري: الجعفي نسبة إلى ولائهم، صاحب الجامع الصحيح والتاريخ، رحل في طلب العلم إلى محدّثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز ومصر، ومولده سنة 194، ومات ليلة عيد الفطر سنة 256، وامتحن وتعصّب عليه حتى أخرج من بخارى إلى خرتنك فمات بها، ومنهم: أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري الحافظ، سمع بما وراء النهر والعراق والشام ومصر وإفريقية والأندلس، ثم سكن مصر وحدث عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي وعمن يطول ذكرهم، وحكى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال: لي ببخارى أربعة عشر ألف جزء أريد أن أمضي وأجيء بها، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطّاب: سمع أبو
زكرياء البخاري ببخارى محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدّة بلاد وقال:
سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى أن مات، وكتب عمن هو دونه، وفي مشايخه كثرة، وكان من الحفاظ الأثبات، عندي عنه مشتبه النسبة لعبد الغني، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء: قال عبد الرحيم أبو زكرياء البخاري: حدث عن عبد الغني بن سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة عليه وأنا أسمع، قال ابن طاهر: وفي هذا نظر، فإني سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ يقول: لم يرو هذا الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن بقاء الخشّاب، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي:
وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة على نفي وقد وجدنا ما يبطلها، وهو أنه قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري، وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه، وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461، وقال غيره: سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 382، ومنهم: أبو علي الحسين بن عبد الله ابن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف، تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب همذان، وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين سنة، وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما، وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن علي بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا، فجعل أهل بغداد البخوريّ بخاريّا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري، قالهما أبو سعد.

أُمُّ القُرى

أُمُّ القُرى:
من اسماء مكة، قال نفطويه: سميت بذلك لأنها أصل الأرض، منها دحيت، وفسّر قوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا، على وجهين: أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلا، والآخر أنه أراد مكة، وقيل: سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطرا، إما لاجتماع أهل تلك القرى فيها كل سنة، أو انكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى، وقال الحيقطان:
غزاكم أبو يكسوم في أمّ داركم، ... وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر يعني صاحب الفيل، وقال ابن دريد: سميت مكة أم القرى لأنها توسّطت الأرض، والله أعلم، وقال غيره: لأن مجمع القرى إليها، وقيل: بل لأنها وسط الدنيا فكأنّ القرى مجتمعة عليها، وقال الليث:
كل مدينة هي أمّ ما حولها من القرى، وقيل سميت أمّ القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية.

أَرْعَبُ

أَرْعَبُ:
بالفتح ثم السكون، وعين مهملة، والباء موحدة: موضع في قول الشاعر:
أتعرف أطلالا بميسرة اللّوى ... إلى أرعب، قد خالفتك به الصّبا
فــأهلا وسهلا بالتي حلّ حبّها ... فؤادي، وحلّت دار شحط من النّوى

ارْثَخُشْمِيثَنُ

ارْثَخُشْمِيثَنُ:
بالفتح ثم السكون، وثاء مثلثة مفتوحة، وخاء معجمة مضمومة، وشين ساكنة معجمة، وميم مكسورة، وثاء مثلثة مفتوحة، ونون، وربما أسقطت الهمزة من أوله: مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة ونعمة وافرة، ولأهلها ظاهرة وهي في قدر نصيبين، إلا أنها أعمر وآهل منها. وهي من أعمال خوارزم من أعاليها، بينها وبين الجرجانية، مدينة خوارزم، ثلاثة أيام، قدمت إليها في شوال سنة 616، قبل ورود التتر إلى خوارزم بأكثر من عام، وخلّفتها على ما وصفت، ولا أدري ما كان من أمرها بعد ذلك. وكنت قد وصلتها من ناحية مرو بعد أن لقيت من ألم البرد، وجمود نهر جيحون على السفينة التي كنت بها، وقد أيقنت أنا ومن في صحبتي بالعطب، إلى أن فرج الله علينا بالصعود إلى البر، فكان من البرد والثلوج في البر، ما لا يبلغ القول إلى وصف حقيقته، وعدم الظهر الذي يركب، فوصلت إلى هذه المدينة بعد شدائد، فكتبت على حائط خان سكنته إلى أن تيسر المضيّ إلى الجرجانية، واختصرت بعض الاسم ليستقيم الوزن:
ذممنا رخشميثن، إذ حللنا ... بساحتها، لشدة ما لقينا
أتيناها، ونحن ذوو يسار ... فعدنا، للشقاوة، مفلسينا
فكم بردا لقيت بلا سلام، ... وكم ذلا، وخسرانا مبينا
رأيت النار ترعد فيه بردا، ... وشمس الأفق تحذر أن تبينا
وثلجا تقطر العينان منه، ... ووحلا يعجز الفيل المتينا
وكالأنعام أهلا، في كلام ... وفي سمت، وأفعالا ودينا
إذا خاطبتهم قالوا: بفسّا، ... وكم من غصة قد جرّعونا
فأخرجنا، أيا ربّاه! منها، ... فإن عدنا، فإنّا ظالمونا
وليس الشأن في هذا، ولكن ... عجيبب أن نجونا سالمينا
ولست بيائس، والله أرجو، ... بعيد العسر، من يسر يلينا
قال هذه الأبيات وسطرها على ركاكتها وغثائتها، لأن الخاطر لصداه، لم يسمح بغيرها، من نسبته صحيحة الطّرفين، سقيمة العين، أحد صحيحيها ذلقيّ يمنع الإمالة، والآخر سفهيّ محتمل الاستحالة، وقد لاقى العبر في وعثاء السفر، يخفي نفسه عفافا ولينال الناس كفافا، وكتب في شؤال سنة 616، قلت: وأما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نفثة مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور، وإلّا فالبلد وأهله بالمدح أولى، وبالتقريظ أحقّ وأحرى.

بنج كنج

بنج كنج
فارسي.
منظوم.
من منظومات: النظامي، الكنجي.
ونظمه في: غاية اللطافة، والجزالة، على ما شهد به المولى الجامي.
ومن نظم: فخر السادات: مير حسين الحسيني.
أوله: (مرا أز عالم توفيق مزده مي رسد أهلا...).

ارض

ارض

1 أَرُضَتِ الأَرْضُ, (S, K, [in two copies of the S أُرِضَت, but this is evidently a mistake,]) with damm, (S,) like كَرُمَت, (K,) inf. n. أَرَاضَةٌ, (S, M, K,) The land became thriving, or productive; (S, K;) as also ↓ استأرضت; (TA;) it became pleasing to the eye, and disposed by nature to yield good produce; (K, TA;) it became fruitful, and in good condition; (M;) it collected moisture, and became luxuriant with herbage; it became soft to tread upon, pleasant to sit upon, productive, and good in its herbage or vegetation: (AHn:) and أَرَضَتِ الأَرْضُ, (K,) aor. ـُ (TA,) the land became abundant in herbage, or pasture. (K.) b2: أَرُضَ, inf. n. أَرَاضَةٌ, is also said of a man, meaning (assumed tropical:) He was, or became, lowly, or submissive, and naturally disposed to good, or to do good. (L, TA,) A2: أَرَضَ الأَرْضَ He found the land to be abundant in herbage, or pasture. (K.) A3: أُرِضَتِ الخَشَبَةُ, (S, A, Msb, TA,) in the pass. form, (Msb,) like عُنِى, (TA,) aor. ـْ (S, TA,) inf. n. أَرْضٌ, (S, A, TA,) with sukoon [to the ر]; (S, TA;) and some add أَرِضَت, aor. ـْ inf. n. as above; (TA; [and so in a copy of the S in the place of what here precedes;]) The piece of wood was, or became, eaten by the أَرَضَة, q. v. (S, A, Msb, TA.) A4: أَرِضَتِ القَرْحَةٌ, (S, M. K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. أَرَضٌ, (S, M,) The ulcer, or sore, became blistered, (S, M, K,) and wide, (M,) and corrupt (S, M, K) by reason of thick purulent matter, (S,) and dissundered; (M;) so says As; (TA;) as also ↓ استأرضت. (Sgh, K.) A5: أُرِضَ, like عُنِىَ, (K,) inf. n. أَرْضٌ; (TA;) or أَرِضَ, like سَمِعَ, aor. ـَ inf. n. أَرْضٌ; (L;) He was, or became, affected with زُكَام [or rheum]. (L, K.) 2 ارّض, (TK,) inf. n. تَأْرِيضٌ, (K,) He depastured the herbage of the earth, or land: and he sought after it: (K:) or, accord. to some, تَأْرِيضٌ denotes this latter signification with respect to a place of alighting, or abiding: (TA:) and you say [also], المَنْزِلَ ↓ تأرّض he sought after, and chose, the place for alighting, or abiding: (M, TA:) and لِلْمَنْزِلِ ↓ تَرَكْتُ الحَىَّ يَتَأَرَّضُونَ I left the tribe seeking after a tract of country in which to alight, or abide. (TA.) A2: He, or it, rendered heavy; [app. meaning slow, or sluggish; see 5;] syn. ثَقَّلَ. (Ibn-'Abbád, K.) b2: He made to tarry; to tarry and wait, or expect; or to be patient, and tarry, and wait, or expect. (Ibn-'Abbád, K.) 4 آرض, inf. n. إِيْرَاضٌ: see 5.

A2: مَا آرَضُ هذَا المَكَانَ How abundant is the herbage (عُشْب) of this place! or, as some say, مَا آرَضَ هذِهِ الأَرْضَ How level, or soft, and productive, and good, is this land! (Lh, AHn.) A3: آرَضَهُ, (S, K, [in the CK, incorrectly, اَرَضَهُ,]) inf. n. as above, (S,) He (God) caused him to be affected with زُكَام [or rheum]. (S, K.) 5 تارّض It (herbage) became in such a state that it might be cut. (S, K.) A2: He clave, or kept, to the ground, not quitting it: (A:) and ↓ آرض, inf. n. إِيرَاضٌ, he remained upon the ground: and تأرّض بِالمَكَانِ he remained fixed in the place, not quitting it: or he waited, or expected, and stood upon the ground: and, as also بالمكان ↓ استأرض, he remained, and tarried, or tarried in expectation, in the place: or he remained fixed therein: (TA:) and تأرّض alone, he tarried, loitered, stayed, waited, or paused in expectation: (S, TA:) and he was, or became, heavy, slow, or sluggish, inclining, or propending, to the ground; (S, K;) [as also ↓ استأرض, accord. to IB's explanation of its act. part. n.] You say, فُلَانٌ إِنْ رَأَى

مَطْعَمًا تَأَرَّضَ وَإِنْ أَصَابَ مَطْعَمًا أَعْرَضَ [Such a one, if he see food, cleaves, or keeps, to the ground, not quitting it; and if he obtain food, turns away: or تأرّض may here be rendered agreeably with the explanation next following]. (A, TA.) b2: جَآءِ فُلَانٌ يَتَأَرَّضُ لِى (S, K, * TA) Such a one came asking, or petitioning, for a thing that he wanted, to me; syn. يَتَصَدَّى, and يَتَعَرَّضُ; (S, K, TA;) and تَضَرَّعَ is also a syn. of تَأَرَّضَ, used in this manner. (TA.) A3: See also 2, in two places.10 إِسْتَاْرَضَ see 5, in two places. b2: استأرض السَّحَابُ The clouds expanded, or spread: or, as some say, became fixed, or stationary. (M, TA.) A2: See also 1, first signification: A3: and see 1 again, last signification but one.

الأَرْضُ [The earth;] that whereon are mankind: (TA:) [and earth, as opposed to heaven: and the ground, as meaning the surface of the earth, on which we tread and sit and lie; and the floor: without ال signifying a land, or country: and a piece of land or ground: and land, or soil, or ground, considered in relation to its quality:] it is fem.: (S, A, Msb, K:) and is a coll. gen. n.; (S, A, K;) of which the n. un. should be أَرْضَةٌ, but this they did not say: (S:) or a pl. having no sing.; (A, K;) for أَرْضَةٌ has not been heard: (K:) its pl. is أَرَضَاتٌ, (S, K,) in [some of] the copies of the K أَرْضَاتٌ, (TA,) for they sometimes form the pl. of a word which has not the fem. ة with ا and ت, as in the instance of عُرُسَاتٌ; (S;) and أَرَضُونَ, [which is more common,] (Az, AHn, S, Mgh, Msb, K,) with fet-h to the ر, (Az, AHn, Mgh, Msb,) and with و and ن, though a fem. has not its pl. formed [regularly] with و and ن unless it is of the defective kind, like ثُبَةٌ and ظُبَةٌ, but they have made the و and ن [in this instance] a substitute for the ا and ت which they have elided [from أَرَضَاتٌ], and have left the fet-hah of the ر as it was; (S;) but they also said أَرْضُونَ, (Az, AHn, S,) sometimes, making the ر quiescent; (S;) and أُرُوضٌ (Az, AHn, Msb, K) is sometimes used as a pl., as in the saying مَا أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِى

فُلَانٍ [How many are the lands of the sons of such a one!]; (TA;) and another [and very common] pl. is [أَرَاضٍ, with the article written]

الأَرَاضِى, contr. to rule, (S, Msb, K,) as though they had formed a pl. from آرُضٌ; (S;) thus written in all the copies of the S; [accord. to SM; but in one copy of the S, I find كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا ااراضًا; and in another, ارضًا;] and in one copy [is added], “ thus it is found in his [J's] handwriting; ” but IB says that correctly he should have said أَرْضَى, like أَرْطَى; for as to آرُضٌ, its regular pl. would be أَوَارِضُ; and [SM says] I have found it observed in a marginal note to the S that the pl. of آرُضٌ would be أَآرِضُ, like as أَكَالِبُ is pl. of أَكْلُبٌ; and wherefore did he not say that الاراضى is a pl. of an unused sing., like لَيَالٍ and أَهَالٍ, so that it is as though it were pl. of أَرْضَاةٌ, like as لَيَالٍ is pl. of لَيْلَاةٌ? yet if any one should propose the plea that it may be formed by transposition from أَآرِضُ, he would not say what is improbable; its measure being in this case أَعَالِفُ; the word being أَرَاضِئُ, and the ء being changed into ى: (TA:) accord. to Abu-l-Khattáb, (S,) آرَاضٌ is also a pl. of أَرْضٌ, (S, K,) like as آهَالٌ is a pl. of أَهْلٌ; (S;) but IB says that, in the opinion of the critics, the truth with respect to what is related on the authority of Abu-l-Khattáb is, that from أَرْضٌ and أَهْلٌ are formed أَرَاضٍ and أَهَالٍ, as though they were pls. of أَرْضَاةٌ and أَهْلَاةٌ; like as they said لَيْلَةٌ and لَيَال, as though this were pl. of لَيْلَاةٌ. (TA.) It is said in proverbs, أَجْمَعُ مِنَ الأَرْضِ [More comprehensive than the earth]: (TA:) and آمَنُ مِنَ الأَرْضِ [More trustworthy than the earth, in which treasures are securely buried]: and أَشَدُّ مِنَ الأَرْضِ [Harder than the earth, or ground]: (A, TA:) and أَذَلُّ مِنَ الأَرْضِ [More vile, or more submissive, than the earth, or ground]. (TA.) And you say, مَنْ أَطَاعَنِى كُنْتُ لَهُ أَرْضَا (tropical:) [Whoso obeyeth me, I will be to him as ground whereon one treads]; denoting submissiveness. (A, TA.) And فُلَانٌ إِنٌ ضُرِبَ فَأَرْضٌ (tropical:) [Such one, if he be beaten, is like ground]; i. e. he cares not for beating. (A, TA.) One says also, لَا أَرْضَ لَكَ [Mayest thou have no land, or country! or thou hast no land, or country]; like as one says, لَا أُمَّ لَكَ. (S, K,) b2: [And hence,] هُوَ ابْنُ أَرْضٍ He is a stranger, (A, K, TA,) of whom neither father nor mother is known. (TA.) b3: اِبْنُ الأَرْضِ [with the art. ال prefixed to the latter word] is A certain plant, (AHn, K,) which comes forth upon the summits of the [hills called] آكَام, having a stem (أَصْل), but not growing tall, (AHn,) which resembles hair, and is eaten, (AHn, K,) and quickly dries up; (AHn;) a species of بَقْل, as also بِنْتُ الأَرْضِ: (S in art. بنى:) and بَنَاتُ الأَرْضِ plants: (M in art. بسر:) and the places which are concealed from the pastor. (S in that art.) Also The pool that is left by a torrent: (T in art. بنى:) and بَنَاتُ الأَرْضِ pools in which are remains of water: (IAar in TA art. بسر:) and rivulets. (T in art. بنى.) b4: أَرْضٌ is also used to signify (assumed tropical:) A carpet; or anything that is spread: and in this sense, in poetry, it is sometimes made masc. (Msb.) b5: And (assumed tropical:) Anything that is low. (S, K.) And (tropical:) The lower, or lowest, part of the legs of a horse or the like: (S, K:) or the legs of a camel or of a horse or the like: and the part that is next to the ground thereof. (TA.) You say بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ (tropical:) A camel strong in the legs. (TA.) And فَرَسٌ بَعِيدٌ مَا بَيْمَ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ (tropical:) A horse that is large and tall. (A, TA.) b6: Also, of a man, (tropical:) The knees and what is beneath, or below, (lit. after,) them. (TA.) b7: And of a sandal, (assumed tropical:) [The lower surface of the sole;] the part that touches the ground. (TA.) A2: A febrile shivering; a tremor: (S, K:) or vertigo: or it signifies also vertigo arising from a relaxed state, and occasioning a defluxion from the nose and eyes. (TA.) I'Ab is related to have said, on the occasion of an earthquake, أَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ أَمْ بِى أَرْضٌ, (S,) i. e. [Hath the earth been made to quake, or is there in me] a tremor? or a vertigo? (TA.) [أَهْلُ الأَرْضِ signifies A certain class of the jinn, or genii; by whom human beings are believed to be possessed, and affected by an involuntary tremor; whence it seems that this appellation may perhaps be from أَرْضٌ as signifying “ a tremor. ”

See مَأْرُوضٌ: and see خَبَلٌ, as explained in the S.]

b2: Also Rheum; syn. زُكَامٌ: (S, K:) in this sense masc.; or, accord. to Kr, fem., on the authority of Ibn-Ahmar. (TA.) A3: See also مَأْرُوضٌ.

أَرَضٌ: see أَرَضَةٌ.

أُرْضَةٌ: see what next follows.

إِرْضَةٌ of herbage, What suffices the camels, or other pasturing animals, for a year: (IAar, AHn, M:) or abundant herbage or pasture; as also ↓ أُرْضَةٌ and ↓ إِرَضَةٌ. (K.) أَرَضَةٌ [The wood-fretter;] a certain insect that eats wood, (S A, Msb, K,) well known; (A, K;) it is a white worm, resembling the ant, appearing in the days of the [season called] رَبِيع: (TA:) there are two kinds: one kind is small, like the large of the ذَرّ [or grubs of ants]; and this is the bane of wood in particular: (AHn, TA:) or this kind is the bane of wood and of other things, and is a white worm with a black head, not having wings, and it penetrates into the earth, and builds for itself a habitation of clay, or soil; and this is said to be that which ate the staff of Solomon [as is related in the Kur xxxiv. 13, where it is called دَابَّةُ الأَرْضِ, as is said in the A]: (TA:) the other kind [is the termite, or white ant; termes fatale of Linn.; called by Forskål (in his Descr. Animalium &c., p. 96,) termes arda, destructor; and this] is like a large common ant, having wings; it is the bane of everything that is of wood, and of plants; except that it does not attack what is moist, or succulent; and it has legs: (AHn, TA:) the pl. is ↓ أَرَضٌ (AHn, Msb, TA) and أَرَضَاتٌ; (Msb;) or, as some [more properly] say, أَرَضٌ is a quasi-pl. [or coll. gen.] n. (AHn, TA.) It is said in a prov., آكَلُ مِنَ الأَرَضَةِ [More consuming than the wood-fretter, or the termite]. (TA.) And in another, أَفْسَدُ مِنَ الأَرَضَةِ [More marring, or injuring, or destructive, than the wood-fretter, or the termite.] (A, TA.) أَرِضَةٌ: see أَرِيضٌ.

إِرَضَةٌ: see إِرْضَةٌ.

أَرُوضٌ: see أَريضٌ.

أَرِيضٌ part. n. of أَرُضَ. b2: You say أَرْضٌ أَرِيضَةٌ (S, A, K) and ↓ أَرِضَةٌ (TA) Land that is thriving, or productive; (S, A, K;) pleasing to the eye; (AA, S, A, K;) and disposed by nature to yield good produce: (A, K, TA:) or fruitful; increasing in plants or herbage: (IAar:) or level, or soft: (ISh:) or that collects moisture, and becomes luxuriant with herbage; that is soft to tread upon, pleasant to sit upon, productive, and good in its herbage or vegetation: (AHn:) it also signifies a wide land; syn. عَرِيضَةٌ: (TA:) and إِرَاضٌٍ [as pl. of أَرِيضٌ] is syn. with عِرَاضٌ and وِسَاع; (AA, K, TA;) as though the ء were a substitute for the ع. (TA.) b3: أَرِيضٌ is also an imitative sequent to عَرِيضٌ; (S, K;) as in the phrase أَرِيضٌ شَىْءٌ عَرِيضٌ [A very wide thing]: (S:) or it signifies fat, as an epithet: (K:) some use it in this sense without عرِيض, applied to a kid. (S.) And you say, اِمْرَأَةٌ عَرِيضَةٌ أَرِيضَةٌ [A very wide, or wide and fat, woman; or, as seems to be indicated in the TA in art. عرَض, prolific and perfect]; and in like manner, ↓ مُؤْرِضَةٌ. (TA.) You say also رَجُلٌ أَرِيضٌ, (S,) and لِلْخَيْرِ ↓ أَرُوضٌ, (A,) A man lowly, or submissive; (S;) naturally disposed to good, or to do good. (S, A.) and نَفْسٌ وَاسِعٌ أَرِيضٌ: see رَابِطٌ.

هُوَآرَضُهُمْ بِهِ He is the most adapted, meet, suited, fitted, or fit, of them, for it; or most worthy of them of it. (K.) And هُوَآرَضُهُمْ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ He is the most adapted, &c., or most worthy, of them to do that. (As, S.) مُؤْرِضَةٌ: see أَرِيضٌ.

مَأْرُوضٌ Wood eaten by the أَرَضَة [or woodfretter, or termite, but generally meaning the former]; (S, A, Msb, K;) as also ↓ أَرْضٌ. (TA.) A2: A person affected with خَبَل [q. v.] from the jinn, or genii, and [what are called] أَهْلُ الأَرْضِ, (S, K,) i. e. (so accord. to the S and TA, but in the K “ and ”) he who moves about his head and body involuntarily. (S, K.) b2: A person affected with زُكَام [or rheum]: (S, K:) accord. to Sgh, [who seems, like J, not to have known أُرِضَ,] from آرَضَهُ; (Sgh, TA;) whereas by rule, [if from آرِضَهُ,] it should be مُؤْرَضٌ. (TA.) فَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ, and وَدِيَّةٌ مُسْتَأْرِضَةٌ, A young palm-tree, and a small young palm-tree, having a root in the ground: such as grows forth from the trunk of the mother-tree is called رَاكِبٌ. (S, K.) b2: مُسْتَأْرِضٌ also signifies Heavy, slow, or sluggish, inclining, or propending, to the ground. (IB.)

ساكس

ساكس
الصيغة المختصرة للإسم ساكسون المأخوذ عن الإنجليزية القديمة بمعنى ساكسوني، والساكسون: شعب جرماني فتح انجلترا وامتزج بــأهلا ليؤلف الشعب الأنجلوسكسوني، وكان الرومان قد أطلقوا هذه التسمية على الألمان الذين استخدموا سيوفا قصيرة في الحرب. يستخدم للذكور.

علم الخط

علم الخط
هو: معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه إلى أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى هو في بإحداكم رحيم معين فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه سماها خطا ولفظا ولذلك قال الخليل لما سألهم: كيف تنطقون بالجيم جعفر؟ فقالوا: جيم إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسؤول عنه والجواب: جه لأنه المسمى فإن سمي به مسمى آخر كتب كغيرها نحو ياسين وحاميم يس وحم هذا ما ذكروه في تعريفه والغرض والغاية ظاهران لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.
فصل في فضل الخط
اعلم أن الله - سبحانه وتعالى - أضاف تعليم الخط إلى نفسه وامتن به على عباده في قوله: علم بالقلم وناهيك بذلك شرفاً.
وقال عبد الله بن عباس: الخط لسان اليد قيل: ما من أمر إلا والكتابة موكل به مدبر له ومعبر عنه وبه ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى الفعل وامتاز به عن سائر الحيوانات.
وقيل: الخط أفضل من اللفظ لأن اللفظ يفهم الحاضر فقط والخط يفهم الحاضر والغائب وفضائله كثيرة معروفة.
فصل في وجه الحاجة إليه
اعلم أن فائدة التخاطب لما لم تتبين إلا بالألفاظ وأحوالها وكان ضبط أحوالها مما اعتنى العلماء كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضا ما يعتني بشأنه وهو الخطوط والنقوش الدالة على الألفاظ فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة نقوشها على وجه كل زمان وحركاتها وسكناتها ونقطها وشكلها وضوابطها من شداتها ومداتها وعن تركيبها وتسطيرها لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان.
فصل في كيفية وضعه وأنواعه
قيل: أول من وضع الخط آدم عليه السلام كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان وقيل: إدريس وعن ابن عباس أن أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان قبيلة من طي نزلوا مدينة الأنبار فأولهم: مراز وضع الصور وثانيهم: أسلم وصل وفصل وثالثهم: عامر وضع الأعجام ثم انتشر.
وقيل: أول من اخترعه ستة أشخاص من طلسم أسماؤهم: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف وألحقوها ويروى: أنها أسماء ملوك مدين.
وفي السيرة لابن هاشم: أن أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ.
قال السهيلي في التعريف والأعلام والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام".
قال أبو الخير: واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة: بالعربية والحميرية واليونانية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية والقبطية والبرية والأندلسية والهندية والصينية.
فخمس منها اضمحلت وذهب من يعرفها وهي: الحميرية واليونانية والقبطية والأندلسية والبريرية.
وثلاثة بقي استعمالها في بلادها وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي: الرومية والهندية والصينية.
وبقيت أربع هي المستعملات في بلاد الإسلام هي: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية.
أقول: في كلامه بحث من وجوه: أما أولاً: فلأن الحصر في العدد المذكور غير صحيح إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك سوى المنقرضة فإن من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية والقبطية وكتب أصحاب الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا وهذا الحصر يبنى عن قلة الإطلاع.
وأما ثانيا: فلأن قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا لأن اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية أعني: أهل أقاديميا المشهورة الواقعة في بلاد إسبانيا وفرنسا ونمسه وهي مماليك كثيرة واليونانية أصل علومهم وكتبهم.
وأما ثالثا: فلأن قوله وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي الرومية كلام سقيم أيضا إذ من يعرف الرومية في بلاد الإسلام أكثر من أن يحصى وينبغي أن يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية بتحريف قليل وأما القلم المستعمل بين كفرة الروم فغير القلم اليوناني.
وأما رابعا: فلأن جعله السريانية والعبرانية من المستعملات في بلاد الإسلام ليس كما ينبغي لأن السرياني خط قديم بل هو أقدم الخطوط منسوب إلى سوريا وهي البلاد الشامية وأهلها منقرضون فلم يبق منهم أثر ثبت في التواريخ والعمرانية المستعملة فيما بين اليهود وهي مأخذ اللغة العربية وخطها. والعبراني يشبه العربي في اللفظ والخط مشابهة قليلة.
فصل
واعلم: أن جميع الأقلام مرتب على ترتيب أبجد إلا القلم العربي وجميعها منفصل إلا العربي والسرياني والمغولي واليوناني والرومية والقبطية من اليسار إلى اليمين والعبرانية والسريانية والعربية من اليمين إلى اليسار وكذا التركية والفارسية.
الخط السرياني:
ثلاثة أنواع: المفتوح المحقق ويسمى: أسطريحالا وهو أجلها والشكل المدور ويقال له: الخط الثقيل ويسمى أسكولينا وهو أحسنها والخط الشرطاوي يكتبون به الترسل والسرياني أصل النبطي.
الخط العبراني:
أول من كتب به عامر بن شالح وهو مشتق من السرياني وإنما لقب بذلك حيث عبر إبراهيم الفرات يريد الشام وزعمت اليهود والنصارى لا خلاف بينهم أن الكتابة العبرانية في لوحين من حجارة و: أن الله - سبحانه وتعالى - دفع ذلك إليه.
الخط الرومي:
وهو أربعة وعشرون حرفا كما ذكرنا في المقدمة ولهم قلم يعرف ب المسميا ولا نظير له عندنا فإن الحرف الواحد منه يدل على معان وقد ذكره جالينوس في ثابت كتبه.
الخط الصيني:
خط لا يمكن تعلمه في زمان قليل لأنه يتعب كاتبه الماهر فيه ولا يمكن للخفيف اليد أن يكتب به في اليوم أكثر من ورقتين أو ثلاثة وبه يكتبون كتب ديانتهم وعلومهم ولهم كتابة يقال لها كتابة المجموع وهو أن كل كلمة تكتب بثلاثة أحرف أو أكثر في صورة واحدة ولكل كلام طويل شكل من الحروف يأتي علم المعاني الكثيرة فإذا أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة ورقة كتبوه في صفحة واحدة بهذا القلم.
الخط المانوي:
مستخرج من الفارسي والسرياني استخرجه ماني كما أن مذهبه مركب من المجوسية والنصرانية وحروفه زائدة على حروف العربي وهذا القلم يكتب به قدماء أهل ما رواء النهر كتب شرائعهم وللمرقنونية قلم يختصون به.
الخط الهندي والسندي:
هو أقلام عدة يقال أن لهم نحو مائتي قلم بعضهم يكتب بالأرقام التسعة على معنى أبجد وينقطون تحته نقطتين أو ثلاثا.
الخط الزنجي والحبشي:
على ندرة لهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط.
الخط العربي:
في غاية تعويج إلى يمنة اليد وقال ابن إسحاق أول خطوط العربية: الخط المكي وبعده المدني ثم البصري ثم الكوفي وأما المكي والمدني ففي شكله انضجاع يسير قال الكندي: لا أعلم كتابة يحتمل منها تحليل حروفها وتدقيقها ما تحتمل الكتابة العربية ويمكن فيها سرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.
فصل في أهل الخط العربي:
قال ابن اسحق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك وكان الخط العربي حينئذ هو المعروف الآن بالكوفي ومنه استنبطت الأقلام كما في شرح العقيلة.
ومن كتاب المصاحف: خشنام البصري والمهدي الكوفي وكانا في أيام الرشيد
ومنهم أبو حدى وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم من كبار الكوفيين وحذاقهم.
وأول من كتب في أيام بني أمية: قطبة وقد استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض وكان أكتب الناس.
ثم كان بعده الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس فزاد على قطبة.
ثم كان إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي وله عدة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة وهي اثنا عشر قلما: قلم الجليل قلم السجلات قلم الديباج قلم أسطورمار الكبير قلم الثلاثين قلم الزنبور قلم المفتح قلم الحرم قلم المدامرات قلم العهود قلم القصص قلم الحرفاج فحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى العراقي وهو المحقق ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم وظهر رجل يعرف بالأحوال المحرر فتكلم على رسومه وقوانينه وجعله أنواعاً.
ثم ظهر قلم المرضع وقلم النساخ وقلم الرياسي اختراع ذي الرياستين: الفضل بن سهل وقلم الرقاع وقلم غبار الحلية.
ثم كان إسحاق بن إبراهيم التميمي المكنى بأبي الحسن معلم المقتدر وأولاده أكتب أهل زمانه وله رسالة في الخط اسماها تحفة الوامق.
ومن الوزراء الكتاب: أبو علي محمد بن علي بن مقلة المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وهو أول من كتب الخط البديع ثم ظهر صاحب الخط البديع علي بن هلال المعروف بابن البواب المتوفى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله ولا قاربه وإن كان ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرزها في هذه الصورة وله بذلك فضيلة السبق وخطه أيضا في نهاية الحسن لكن ابن البواب هذب طريقته ونقحها وكساها حلاوة وبهجة وكان شيخه في الكتابة محمد بن أسد الكاتب.
ثم ظهر أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي المتوفى سنة ست وعشرين وستمائة.
ثم ظهر أبو المجد ياقوت بن عبد الله الرومي المستعصمي المتوفى سنة ثمان وتسعين وستمائة وهو الذي سار ذكره في الآفاق واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته.
ثم اشتهرت الأقلام الستة بين المتأخرين وهي: الثلث والنسخ والتعليق والريحان والمحقق والرقاع.
ومن الماهرين في هذه الأنواع: ابن مقلة وابن البواب وياقوت وعبد الله أرغون وعبد الله الصيرفي ويحيى الصوفي والشيخ أحمد السهروردي ومبارك شاه السيوفي ومبارك شاه القطب وأسد الله الكرماني.
ومن المشهورين في البلاد الرومية: حمد الله بن الشيخ الأماسي وابنه دده جلبي والجلال والجمال وأحمد القرة الحصاري وتلميذه حسن وعبد الله القريمي وغيرهم من النساخين
ثم ظهر قلم التعليق والديواني والدشتي وكان ممن اشتهر بالتعليق سلطان علي المشهدي ومير علي ومير عماد وفي الديواني تاج وغيرهم مدون في غير هذا المحل مفصلا ولسنا نخوض بذكرهم لأن غرضنا بيان علم الخط.
وأما أبو الخير فأورد في الشعبة الأولى من مفتاح السعادة علوم متعلقة بكيفية الصناعة الخطية فنذكرها إجمالا في فصل
فمما ذكره:
أولا: علم أدوات الخط من القلم وطريق بريها وأحوال الشق والقط ومن الدواة والمداد والكاغد. فأقول هذه الأمور من أحوال علم الخط فلا وجه لإفراده ولو كان مثل ذلك علما لكان الأمر عسيراً.
وذكر ابن البواب نظم فيه قصيدة رائية بليغة استقصى فيها أدوات الكتابة ولياقوت رسالة فيه أيضا ومنها علم قوانين الكتابة: أي معرفة كيفية نقص صور الحروف البسائط وكيف يوضع القلم ومن أي جانب يبتدئ في الكتابة وكيف يسهل تصوير تلك الحروف.
ومن المصنفات فيه: الباب الواحد من كتاب صبح الأعشى وما ذلك إلا علم الخط.
ومنها علم تحسين الحروف وتقدم في باب التاء وهو أيضا من قبيل تكثير السواد قال: ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة بحسب الألف والعادة والمزاج بل بحسب كل شخص وغير ذلك مما يؤثر في استحسان الصور واستقباحها ولهذا يتنوع هذا العلم بحسب قوم وقوم ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه.
أقول ما ذكره في الاستحسان مسلم لكن تنوعه ليس بمتفرع عليه وعدم وجدان الخطين المتماثلين لا يترتب على الاستحسان بل هو أمر عادي قريب إلى الجبلي كسائر أخلاق الكاتب وشمائله وفيه سر إلهي لا يطلع عليه إلا الأفراد.
ومنها علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها بالاختصار والزيادة وغير ذلك من أنواع التغيرات بحسب قوم وقوم وبحسب أغراض معلومة في فنه وحداق الخطاطين صنفوا فيها رسائل كثيرة سيما كتاب صبح الأعشى فإن فيه كفاية في هذا الباب لكن هو أيضا من هذا القبيل.
ومنها علم ترتيب حروف التهجي بهذا الترتيب المعهود فيما بيننا واشتراك بعضها ببعض في صورة الخط وإزالة التباسها بالنقط واختلاف تلك النقط وتقدم ذكره في باء التاء
ولابن جني والجزي1 رسالة في هذا الباب أما ترتيب الحروف فهو من أحوال علم الحروف وإعجامها من أحوال علم الخط.
ذكر النقط والإعجام في الإسلام
اعلم أن الصدر الأول أخذ القرآن والحديث من أفواه الرجال بالتلقين ثم لما كثر أهل الإسلام اضطروا إلى وضع النقط والإعجام فقيل: أول من وضع النقط مراد والإعجام عامر وقيل: الحجاج وقيل: أبو الأسود الدؤلي بتلقين علي كرم الله وجهه إلا أن الظاهر أنهما موضوعان مع الحروف إذ يبعدان الحروف مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط المصحف وقد روي أن الصحابة جردوا المصحف من كل شيء حتى النقط ولو لم توجد في زمانهم لما يصح التجريد منها.
وذكر ابن خلكان في ترجمة الحجاج أنه حكم أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس مكثوا يقرؤون في مصحف عثمان - رضي الله عنه - نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات. فيقال: أن نصر بن عاصم وقيل: يحيى بن يعمر قام بذلك فوضع النقط وكان معه ذلك أيضا يقع التصحيف فأحدثوا الإعجام انتهى.
واعلم أن النقط والإعجام في زماننا واجبات في المصحف وأما في غير المصحف فعند خوف اللبس واجبان البتة لأنهما ما وضعا إلا لإزالته وأما مع أمن اللبس فتركه أولى سيما إذا كان المكتوب إليه أهلا.
وقد حكي أنه عرض على عبد الله بن طاهر خط بعض الكتاب فقال: ما أحسنه لولا أكثر شونيزة.
ويقال: كثرة النقط في الكتاب سوء الظن بالمكتوب إليه.
وقد يقع بالنقط ضرر كما حكي أن جعفر المتوكل كتب إلى بعض عماله: أن أخص من قبلك من الذميين وعرفنا بمبلغ عددهم فوقع على الحاء نقطة فجمع العامل من كان في عمله منهم وخصاهم فماتوا غير رجلين إلا في حروف لا يحتمل غيرها كصورة الياء والنون والقاف والفاء المفردات وفيها أيضا مخير.
ثم أورد في الشعبة الثانية علوما متعلقة بإملاء الحروف المفردة وهي أيضا كالأولى.
فمنها: علم تركيب أشكال بسائط الحروف من حيث حسنها فكما أن للحروف حسنا حال بساطتها فكذلك لها حسن مخصوص حال تركيبها من تناسب الشكل ومباديها أمور استحسانية ترجع إلى رعاية النسبة الطبيعية في الأشكال وله استمداد من الهندسيات
وذلك الحسن نوعان: حسن التشكيل في الحروف يكون بخمسة:
أولها: التوفية: وهي أن يوفى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والرقة والغلظة.
والثاني: الإتمام: وهو أن يعطى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والغلظة.
والثالث: الانكباب والاستلقاء.
والرابع: الإشباع.
والخامس: الإرسال: وهو أن يرسل يده بسرعة.
وحسن الوضع في الكلمات وهي ستة:
الترصيف: وهو وصل حرف إلى حرف.
والتأليف: وهو جمع حرف غير متصل.
والتسطير: وهو إضافة كلمة إلى كلمة.
والتفصيل: وهو مواقع المدات المستحسنة ومراعات فواصل الكلام وحسن التدبير في قطع كلمة واحدة بوقوعها إلى آخر السطر وفصل الكلمة التامة ووصلها بأن يكتب بعضها في آخر السطر وبعضها في أوله
ومنها علم إملاء الخط العربي: أي الأحوال العارضة لنقوش الخطوط العربية لا من حيث حسنها بل من حيث دلالتها على الألفاظ وهو أيضا من قبيل تكثير السواد.
ومنها علم خط المصحف: على ما اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم على ما اختاره زيد بن ثابت ويسمى الاصطلاح السلفي أيضا
وهذا العلم وإن كان من فروع علم الخط من حيث كونه باحثا عن نوع من الخط لكن بحث عنه صاحب مدينة العلوم في علوم تتعلق بالقرآن الكريم وإنما تعرضنا له هنا تتميما للأقسام.
وفيه العقيلة الرائية للشاطبي.
ومنها علم خط العروض: وهو ما اصطلح عليه أهل العروض في تقطيع الشعر واعتمادهم في ذلك على ما يقع في السمع دون المعنى المعبثة به في صنعة العروض إنما هو اللفظ لأنهم يريدون به عدد الحروف التي يقوم بها الوزن متحركا وساكنا فيكتبون التنوين نونا ساكنة ولا يراعون حذفها في الوقف ويكتبون الحرف المدغم بحرفين ويحذفون اللام مما يدغم فيه في الحرف الذي بعده كالرحمان والذاهب والضارب ويعتمدون في الحروف على أجزاء التفاعيل ويقطعون حروف الكلم بحسب قطعها كما في قول الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود فيكتبون على هذه الصورة:
ستبدي لكلايا مما كن تجاهلا ... ويأتي كبلا خبار منلم تزودي
قال في الكشاف: وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياس ثم ما دعا ذلك بضير ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الخط وكان اتباع خط المصحف سنة لا تخالف.
وقال ابن درستوري في كتاب الكتاب: خطان لا يقاسان خط المصحف لأنه سنة وخط العروض لأنه يثبت فيه ما أثبته اللفظ ويسقط عنه ما أسقطه هذا خلاصة ما ذكروه في علم الخط1 ومتفرعاته.
وأما الكتب المصنفة فيه فقد سبق ذكر بعض الرسائل وما عداها نادر جدا سوى أوراق ومختصرات كأرجوزة عون الدين.

هري

هري


هَرَى(n. ac. هَرْي)
a. see هَرَوَ
I.
b. [ coll. ], Wore out; spoilt
injured. —
هَرَّيَa. Dyed yellow.
b. [ coll. ]
see I (b)
أَهْرَيَ
a. [ coll. ].
see I (b)
تَهَرَّيَ
a. [ coll. ], Was worn out.

إِهْتَرَيَ
a. [ coll. ]
see Vb. [ coll. ], Stank.
هُرْي (pl.
أَهْرَآء [] )
a. Granary, store-house; cornmagazine.

هَرْيَان []
a. [ coll. ], Rottenness
putrefaction.
(هـ ر ي) : (ثَوْبٌ هَرَوِيٌّ) بِالتَّحْرِيكِ وَمَرْوِيٌّ بِالسُّكُونِ مَنْسُوبٌ إلَى هَرَاةَ وَمَرْوَ قَرْيَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بِخُرَاسَانَ وَعَنْ خُوَاهَرْ زَادَهْ هُمَا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ وَلَمْ نَسْمَعْ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ وَفِي الْأَشْكَالِ سِوَى هَرَاةَ خُرَاسَانَ هَرَاةُ أُخْرَى بِنَوَاحِي إصْطَخْرَ مِنْ بِلَادِ فَارِسٍ.
هـري
هرَى يهرِي، اهْرِ، هَرْيًا، فهو هارٍ، والمفعول مَهْرِيّ
• هرَى اللِّصَّ: ضربه بعصًا ضخمة "هَرى المدرِّسُ تلميذه الكسول".
• هرَى ثيابَه: أبلاها. 

اهترى يهتري، اهتراءً، فهو مُهْترٍ
• اهترى الشَّيءُ: بلِي وتلِف. 

اهتراء [مفرد]: مصدر اهترى. 

هَرْي [مفرد]: مصدر هرَى. 
الْهَاء وَالرَّاء وَالْيَاء

هَرَى اللَّحْم هَرْياً: أنضجه.

وهَرَيْتُه بالعصا: لُغَة فِي هَرَوْتُه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والهُرْيُ: بَيت كَبِير يجمع فِيهِ طَعَام السُّلْطَان، وَالْجمع أهْراءٌ. وهَراةُ: مَوضِع، النّسَب إِلَيْهِ هَرَوِيٌّ، قلبت الْيَاء واوا كَرَاهِيَة توالي الياءات.

وَإِنَّمَا قضينا على أَن لَام هَراةَ يَاء لما قدمنَا من أَن للام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.

وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

رَأيْتُكَ هَرِّيْتَ العِمامَةَ بَعدمَا ... أراكَ زَماناً فاصِعا لَا تَعَصَّبُ

مَعْنَاهُ: جَعلتهَا هَرَوِيَّةً، وَقيل: صبغتها، وَلم يسمع بذلك إِلَّا فِي هَذَا الشّعْر.
هري
: (ي (} كهَراهُ) {يَهْرِيه (} هَرْياً) : إِذا ضَرَبَهُ بالهِراوَةِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي وأَنْشدَ:
وإنْ {تَهَرَّاهُ بهَا العَبْدُ الهارِي (} والهُرِيُّ، بِالضَّمِّ) وكسْرالراءِ وتَشْديدِ الياءِ: (بَيْتٌ كبيرٌ يُجْمَعُ فِيهِ طَعامُ السُّلطانِ، ج {أَهْرَاءٌ) .
قالَ الأزْهري: ذَكَرَه اللّيْثُ، لَا أَدْرِي أعَرَبيٌّ هُوَ أَمْ دَخِيلٌ.
قُلْتُ: والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ والراءَ، وَمِنْهَا} الإِهْراءُ الَّتِي بمِصْر فِي بنمسويه مِن الصَّعِيدِ الأدْنَى تُجْمَعُ فِيهَا الحُبُوبُ مِيرَة الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن فِي زَمانِنِا. ( {وهَراةُ) ؛ بِالْفَتْح، والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ: (د بخُراسانَ) مِن أُمَّهاتِ مُدُنِها.
قَالَ ياقوتُ: لم أَرَ بخُراسانَ حينَ كَوْني بهَا فِي سَنَة 614 مَدينَةً أَجَلَّ وَلَا أَعْظَم وَلَا أَعْمَر وَلَا أَفْخَم وَلَا أَحْصَن وَلَا أَكْثَر أَهْلاً مِنْهَا، فِيهَا بَساتِينٌ كثيرَةٌ، ومِياهٌ غَزيرَةٌ، وخيراتٌ واسِعَةٌ مَحْشوَّةٌ بالعُلَماء، مَمْلوءَةٌ بأهْلِ الفَضْلِ والثَّراءِ، أَصابَها عينُ الزَّمان، ونَكَبَتْها طَوارقُ الحدثانِ، وجاءَ الكُفَّار مِن التَّتَر فخربوها حَتَّى أَدْخَلوها فِي خَبَرِ كانَ، فإنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، وذلكَ فِي سَنَة 618، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ الجواليقي:} هَراةُ اسْمُ كُورَةٍ مِن كُوَرِ العَجَم: وَقد تَكَّلمَتْ بهَا العَرَب، وأَنْشَدَ:
عاوِدْ هَراةَ وإنْ مَعْمُورُها خَرِبا قُلْت: وَهَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً، والمِصْراعُ مِن أَبْيات الكِتابِ، قالَهُ رجُلٌ مِن ربيعَةَ يَرْثي امْرأَتَه وعَجْزه:
وأسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا قالَهُ حينَ افْتَتَحها عبدُ اللهاِ بنُ خازِمٍ سَنة سِتّ وسِتّين وبعْدَه:
وارْجِعْ بطَرْفِكَ نَحْو الخَنْدَقَيْنِ تَرَى
رُزْأً جَليلاً وأمْراً مُفْظِعاً عَجَباهاماً تَرَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقَةً
ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرباقالَ ياقوتُ: وَفِي هَراةَ يقولُ أَبو أَحمدَ السَّامي الهَرَويُّ: هَراة أرضٌ خصبها واسعٌ
ونبتها التفاح والنرجسُما أحدٌ مِنْهَا إِلَى غَيرهَا
يخرج إلاّ بعد مَا يُفلسُوفيها يقولُ الأديبُ البارِعُ الزوزني:
هراة أردْت مقَامي بهَا
لشتّى فضائلها الوافرة نسيم الشمَال وأعنابها
وأعين غزلانها الساحرة (و) هَراةُ أَيْضاً: (ة بفارِسَ) قُرْبَ اصْطَخْرٍ كثيرَةُ البَساتِين والخَيْراتِ، ويقالُ: إنَّ نِساءَهم يَغْتَلِمْن إِذا أَزْهَرَتِ الغبيراءُ كَمَا تَغْتَلِم القطاط، قالَهُ.
(والنِّسْبَةُ) إِلَيْهِمَا: ( {هَرَوِيٌّ، محرَّكةً) ، قُلِبَتِ الياءُ واوًا كَراهِيَة تَوالِي الياآت.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على أنَّ لامَ هَراةَ ياءٌ لأنَّ اللامَ يَاء أَكْثَر مِنْهَا واواً، وَإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهَا وَقَفْتَ بالهاءِ.
(} وهَرَّى ثَوْبَه {تَهْرِيَةً: اتَّخَذَه} هَرَوِيًّا، أَو) صَبَغَهُ و (صَفَّرَهُ) ؛ وبكلَ مِنْهُمَا فُسِّر قولُ الشاعرِ أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابي:
رأَيْتُكَ {هَرَّيْتَ العَمامَةَ بَعْدَما
أَراكَ زَماناً حاسِراً لَا تَعَصَّبُولم يُسْمَع بذلكَ إلاَّ فِي هَذَا الشِّعْر؛ واقتَصَرَ الجَوْهرِي على المَعْنى الأخيرِ، وكانتْ سادَةُ العَرَبِ تَلْبَسُ العَمائِمَ الصُّفْر، وكانتْ تُحْمَل مِن} هَرَاةَ مَصْبوغَةً، فقيلَ لمَنْ لَبِسَ لَهُ عِمامَةً صَفْراءَ قد! هَرَّى عِمامَتَه؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ: يحجون سبّ الزبْرِقَان المزعفرا وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: ثَوْبٌ {مَهَرًّى إِذا صُبِغَ بالصَّبِيب، وَهُوَ ماءُ وَرَقِ السّمْسم.
(و) إِنَّمَا قيلَ (مُعاذٌ} الهَرَّاءُ لبَيْعِه الثِّيابَ {الهَرَوِيَّةَ) ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَقد يقالُ أَيْضاً للَّذي يَبيعُ تلكَ الثيابِ فلانٌ} الهَرَوِيُّ؛ وَمن ذلكَ أَبُو زَيْدٍ سعيدُ بنُ الرّبيعِ الحرشيّ العامِرِيُّ البَصْريُّ، فإنَّه قيلَ لَهُ الهَرَوِيُّ لكوْنهِ يَبِيعُ تلْكَ الثَيِّابَ، صَرَّحَ بِهِ الذهبيُّ فِي الكاشِفِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساس: سَمِعْتُ مِن رِوايَةِ {الهَرَّاء عَن الفَرَّاءِ كَذَا.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: (} هَاراهُ) إِذا (طانَزَهُ) ، ورَاهاهُ إِذا حامَقَهُ.
(و) {الهِراءُ، (ككِساءٍ: الفَسِيلُ) من النَّخْل؛ عَن أَبي حنيفَةَ عَن الأصْمعي.
يقالُ فِي صِغارِ النَّخْلِ أوَّل مَا يقلعُ شيءٌ مِنْهَا الجثيثُ وَهُوَ الوَدِيُّ} والهِراءُ والفَسِيلُ، وَقد تقدَّمَ لَهُ فِي الهَمْزِ ذلكَ وذَكَرْنا شاهِدَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الهِرَاءُ، ككِساءٍ: السَّمْحُ الجَوادُ.
وأَيْضاً: الهَذَيانُ.
وأَيْضاً شَيْطانٌ وُكِّل بالنُّفُوسِ.

عطو

عطو
العَطْوُ: التَّنَاوُل باليَد، ومنه: العَطَاءُ. وظَبْيٌ عَطُوٌّ وعَاطٍ: إِذا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلى الشَّجَر يَتَنَاوَلُ الوَرَقَ. وعاطَى الصَّبيُّ أهْلَه: عَمِلَ لهم وناوَلَهم ما أرادُوا. وتَعَاطَيْتُه: قد يُقال في تَناوُلَ ما لا يَحِقُّ. وعَطَّيْتُه فَتَعطَّى: أعْجَلْتَه. وقَوْسٌ عَطْوى: أي مُوَاتِيَةٌ.

عطو


عَطَا(n. ac. عَطْو)
a. [acc.
or
Ila], Took; received; accepted.
b. [acc. & Ila], Raised towards.
عَطَّوَa. Served, worked for; ministered to.
b. Urged on, hurried, stimulated.

عَاْطَوَa. Gave to, presented with; offered.
b. Served.

أَعْطَوَa. see III (a)b. Was docile; obeyed.

تَعَطَّوَa. Asked, begged, demanded, wanted of.
b. Applied himself to.
c. Hastened, hurried himself.

تَعَاْطَوَa. Gave, presented, offered to one another; reached
passed to each other.
b. Took, seized.
c. Disputed about.
d. Reached out after; attempted; undertook.
e. Applied, devoted himself to; busied himself
with.
f. Was daring.

إِسْتَعْطَوَa. see V (a)
عَطًاa. see 22
عَطَاء [] (pl.
أَعْطِيَة [] )
a. Gift, present.
b. Pay, allowance ( of soldiers ).

عَطِيَّة [] (pl.
عَطَايا
& reg. )
a. see 22
مِعْطَآء [] (pl.
مَعَاطٍ []
مَعَاطِيّ [] )
a. Generous, munificent.

مُعْطٍ [ N. Ag.
a. IV], Giver; donor.
ع ط و

طويل لا تعطوه الأيدي. وظبيٌ عاطٍ. قال:


تحك بقرنيها برير أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها

وهو يعاطيه الكأس، ويتعاطونها. وفلان يتعاطى ما لا ينبغي له. " فتعاطى فعقر " وعاطى الصبيّ أهله إذا عمل لهم وناول ما أرادوا.

ومن المستعار: أعطى بيده إذا انقاد. وقوس عطوي: مواتية سهلة. قال ذو الرمة:

له نبعة عطوى كأن رنينها ... بألوى تعاطته الأكف المواسح

الألوى: الوتر. وفلان جزيل العطية. وإياك وأعطيات الملوك. " وألقى فلان عطوياً " إذا سلح سلحاً كثيراً وأصله أنّ رجلاً من بني عطيّة افترى على أبي نخيلة فرفعه إلى السّريّ بن عبد الله فجلده فسلح. فقال أبو نخيلة:

لما جلدت العنبريّ جلداً ... في الدّار ألقى عطويّاً نهدا
(ع ط و) : (الْعَطَاءُ) اسْم مَا يُعْطَى وَالْجَمْعُ أَعْطِيَةٌ وَأَعْطِيَاتٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) عَطَاءُ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَوْلُهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الْعَطَاءِ وَالرِّزْقِ فَفَرْقُ مَا بَيْنَهُمَا (أَنَّ الْعَطَاءَ) مَا يُخْرَجُ لِلْجُنْدِيِّ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ فِي السَّنَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ (وَالرِّزْق) مَا يُخْرَجُ لَهُ كُلّ شَهْرٍ وَعَنْ الْحَلْوَائِيِّ كُلَّ سَنَةٍ أَوْ شَهْرٍ وَالرِّزْقُ يَوْمًا بِيَوْمٍ وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ فِي الْعَاقِلَةِ الدِّيَةُ فِي أَعْطِيَاتِهِمْ ثَلَاث سِنِينَ فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ عَطَاءٍ وَكَانَتْ لَهُمْ أَرْزَاقٌ جُعِلَتْ الدِّيَةُ فِي أَرْزَاقِهِمْ قَالَ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْعَطِيَّةَ مَا يُفْرَضُ لِلْمُقَاتِلَةِ وَالرِّزْقَ مَا يُجْعَلُ لِفُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ إذَا لَمْ يَكُونُوا مُقَاتِلَةً وَالْعَطِيَّةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ عَطَايَا (وَبِهَا) كُنِّيَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ.
ع ط و : عَطَا زَيْدٌ دِرْهَمًا تَنَاوَلَهُ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْطَيْتُهُ دِرْهَمًا وَالْعَطَاءُ اسْمٌ مِنْهُ فَإِنْ قِيلَ قَوْلُهُمْ فِي الْحَالِفِ وَالْوَضْعِ بَيْنَ يَدَيْهِ إعْطَاءٌ مُخَالِفٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَوِيِّ وَالْعُرْفِيِّ أَمَّا اللُّغَوِيُّ فَلِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ أَخْذٌ وَتَنَاوُلٌ وَأَمَّا الْعُرْفِيُّ فَلِأَنَّهُ يَصْدُقُ قَوْلُهُ أَعْطَيْتُهُ فَمَا أَخَذَ فَمَا وَجْهُ ذَلِكَ فَالْجَوَابُ أَنَّ التَّعْلِيقَ لَيْسَ عَلَى الْأَخْذِ وَالتَّنَاوُلِ بَلْ عَلَى الدَّفْعِ فَقَطْ وَقَدْ وُجِدَ وَلِهَذَا يَصْدُقُ قَوْلُهُ أَعْطَيْتُهُ فَمَا أَخَذَ فَلَيْسَ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِلْوَضْعَيْنِ بَلْ هُوَ مُوَافِقٌ لَهُمَا وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَطْعَمْتُهُ فَمَا أَكَلَ وَسَقَيْتُهُ فَمَا شَرِبَ لِأَنَّكَ بِهَمْزَةِ التَّعْدِيَةِ تُصَيِّرُ الْفَاعِلَ قَابِلًا لَأَنْ يَفْعَلَ وَلَا يُشْتَرَطُ فِيهَا وُقُوعُ الْفِعْلِ مِنْهُ وَلِهَذَا يَصْدُقُ تَارَةً أَقْعَدْتُهُ فَمَا قَعَدَ وَتَارَةً أَقْعَدْتُهُ فَقَعَدَ وَالْعَطِيَّةُ مَا تُعْطِيهِ وَالْجَمْعُ الْعَطَايَا وَالْمُعَاطَاةُ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهَا مُنَاوَلَةُ لَكِنْ اسْتَعْمَلَهَا الْفُقَهَاءُ فِي مُنَاوَلَةٍ خَاصَّةٍ وَمِنْهُ فُلَانُ يَتَعَاطَى كَذَا إذَا أَقْدَمَ عَلَيْهِ وَفَعَلَهُ. 
عطو: أعطى: وهب، منح. يقال أعطاه وأعطى له أيضاً. (معجم الماوردي، بوشر، كوسج طرائف ص82).
أعطى: أسهم. (الكالا).
أعطى فلانا: زوّده، ومنحه مصروفه ونفقته (بوشر).
أعطى: شكر، حمد. أثنى. (ألكالا).
أعطى: أظهر، أبدى، أثبت. ففي المقدمة (2: 169): أعطى الوجود أن: أي أظهر الوجود وأثبت أن. (دي سلان).
أعطى الله عهداً: التزم أمام الله، تعهد تعهداً مقدساً. (بدرون ص290).
أعطى أمراً: سمح ب، أذن ب، أجاز. (ألكالا).
أعطى أمراً: سرّح الجندي وأذن له بترك الجندية. (ألكالا) في الكلام عن القائد.
أعطى حصانه الميدان: أطلق حصانه في الميدان، أطلق له العنان. (بوشر).
أعطى شغلاً: توظف، اشتغل، كرس وقته. (الكالا).
أعطى حقاً في أن: جعله أهلاً ل: خوّله الحق في. (بوشر).
أعطى دانه: أصغى، أنصت، أرهف السمع الى. (بوشر).
أعطى ذقنه بيد: انقاد إلى شخص، صار طوع أمره. (بوشر).
أعطى رَأْياً: نصح، أشار ب. (ألكالا).
أعطى شكاً: أوحى بالشك والقلق، أثار الشك والريبة. (بوشر).
أعطى ظَهْرَه: أدار له ظهره، أولاه ظهره وعامله باحتقار. (بوشر، مملوك 1، 1: 105) أعطى مثلاً: كان المثل الصالح، كان قدوة. (بوشر).
أعطاه وجه كجه: استقبله ببرودة، (بوشر سوريا).
أعطى اليد: استسلم، خضع. في الكلام عن مهزوم مكسور من الأعداء. (ألكالا).
تعاطى: فكر، خمن، زعم. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص344): أين يتعاطى ابن بقي إنه أَعَلَم بالوثائق منى.
تعاطى: جبى، جمع المحصول، جنى الغلة والدخل وما أشبه ذلك. (بوشر).
تعاطى: باشر، شرع في عمل، (بوشر) تعاطى: التزم بعمل شيء ببعض الشروط (بوشر).
تعاطى: اهتم ب، اشتغل ب. (بوشر) ويقال مثلاً: تعاطى بيع الثياب أي كانت حرفته بيع الثياب. (المقريزي مخطوطة 2: 350).
تعاطى البضائع الممنوعة: اشتغل بتهريب البضائع. (بوشر).
تعاطى: كان قادراً على. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 305): لا يتعاطى اللسان وصف بدائعه وفيها (4: 432): لا يتعاطى أحد النزع في قوسه. وفي بسام (3: 86و): وهن يتعاطين إعراب كل ما ينسخنه ويضبطنه فهماً لمعانيه.
تعاطى: عرف كيف يستخدم ويستعمل (بوشر).
تعاطى: اقتضى، تطلب، أوجب. فعند رينان ابن رشد (ص460): غَيْرَ ملتفتٍ إلى ما يتعاطى خِدْمةُ الملوك من التعظيم.
تعاطى: لقد فقد هذا الفعل معناه الأصلي، فإنا نستعمله بدل الفعل ملك وتملك. فيقال مثلاً: يتعاطون السرج، أي كانوا يملكون المسارج والمصابيح، كانت لديهم المسارج. ويتعاطون السيوف المسلولة. أي يملكون السيوف المسلولة. (رسالة إلى السيد فليشر ص18).
تعاطى: تكبّر، تجبر، ازدهى، اعتد بنفسه، تعجرف، تغطرس. ففي المعجم اللاتيني-العربي: Cenodoxia تَعَاطِى وتكَبّرو arrogans، تياه، متعاطى، متكبر وفي معجم فوك: تعاطى في: عنّف. وأرى أن الكلمة تصحيف تعاتي.
تعاطي: في المعجم اللاتيني العربي في مادة Contumacia تَجَبُر وتَعَاطِى. وفي مادة Contumax: عاضٍ (كذا). ويبدو لي أنها تصحيف تعاتي. إذ يذكر هو جفلايت (ص49): ولما تجبر وعتى.
تعاطى: حين ذكر فوك هذا الفعل بمعنى تكبر.
أضاف أيضاً في تعليقه أن معناه تجبر.
انعطى: غلب، قهر (فوك) وانعطى العدو: استسلم، خضع. (الكالا).
عَطَاء: سخاء، جود، كرم، أريحية. (ألكالا).
أَخْذ وعطا: صرافة، تبديل نقد بنقد. تبادل الرسائل بين التجار للتجارة والبيع والشراء.
واتصال، مخالطة، صلة، ألفة. (بوشر).
عاطٍ: مُعْطٍ، مانح. - ومقدم العطاء، مزايد والأفضل مُعْطٍ. (بوشر).
أَعْطى: اسم تفضيل أكثر عطاء (ابن العوام 1: 43) أعطياة: ذكرت في معجم فريتاج ولا بد من حذفها.
مُعْطٍ. المعطون: المكلفون بصرف رواتب الجند. (معجم البلاذري).
مُعْطَّى: تخلٍّ عن الملكية، تحويل الملكية (بوشر).
الْعين والطاء وَالْوَاو

عَطَا الشَّيْء وعَطا إِلَيْهِ: تنَاوله قَالَ الشَّاعِر يصف ظَبْيَة:

وتَعْطُو البَرِيرَ إِذا فاتها ... بجيد تَرَى الخَدَّ مِنْهُ أسِيلاَ

وظبي عَطُوّ: يَتَطَاوَل إِلَى الشّجر ليتناول مِنْهُ وَكَذَلِكَ الجدي وَرَوَاهُ كرَاع: ظَبْي عَطْوٌ وجدي عَطْوٌ كَأَنَّهُ وصفهما بِالْمَصْدَرِ.

وعطا بِيَدِهِ إِلَى الْإِنَاء عَطْواً: تنَاوله وَهُوَ مَحْمُول قبل أَن يوضع على الأَرْض.

والعَطاءُ: نَوْلٌ للرجل السَّمْح.

والعطاءُ والعَطِيَّة: المُعْطَى، وَالْجمع أعْطيَةٌ وأَعْطِياتٌ جمع الْجمع. سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر على فُعُلٍ كَرَاهَة الإعلال. وَمن قَالَ أُزْرٌ لم يقل عُطْىٌ لِأَن الأَصْل عِنْدهم الْحَرَكَة.

وَرجل مِعْطاءٌ: كثير العَطاءِ، وَالْجمع مَعاطٍ، وَأَصله مَعاطِيُ، استثقلوا الياءين وَإِن لم يَكُونَا بعد ألف يليانها، وَلَا يمْتَنع مَعاِطيُّ كأثافي هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ.

والإعْطاء والمُعاطاةُ جَمِيعًا: المناولة وَقد أعطَاهُ الشَّيْء، وَقَول الْقطَامِي:

أكُفْراً بَعْدَ رَدّ الموْتِ عَني ... وبَعْد عَطائك المِائَةَ الرِّتاعا

فَلَيْسَ على حذف الزِّيَادَة، أَلا ترى أَن فِي عَطاء ألف فعالٍ الزَّائِدَة وَلَو كَانَ على حذف الزِّيَادَة لقَالَ وَبعد عَطْوكَ ليَكُون كوحده. وعاطاه إِيَّاه مُعاطاةً وعِطاءً قَالَ:

مِثلُ المناديل تُعاطَى الأشْرُباَ

أَرَادَ: تُعاطاها الأشْرُبُ فقَلَب.

وتَعاطَوُا الشَّيْء: تنَاوله بَعضهم من بعض وتنازعوه.

وَلَا يُقَال: أعْطى بِهِ. فَأَما قَول جرير:

أَلا رُبَّما لم نُعْطِ زِيقا بحُكْمِه ... وأدَّى إلَيْنا الحقَّ والغُلُّ لازِبُ

فَإِنَّمَا أَرَادَ: لم نُعْطِه حكمه. فَزَاد الْبَاء.

واستعْطَى النَّاس بكفه وَفِي كَفه: طلب إِلَيْهِم وسألهم.

والتَّعاطيِ: تنَاول مَا لَا يحِق.

يتعاطى أمرا قبيحا وتَعطَّاهُ، كِلَاهُمَا: رَكبه قَالَ سِيبَوَيْهٍ: تعاطينا وتعطَّينا. فتعاطينا من اثْنَيْنِ، وتعطَّينا بِمَنْزِلَة غَلَّقت الْأَبْوَاب. وَفرق بَعضهم بَينهمَا فَقَالَ: هُوَ يتعاطى الرّفْعَة ويتعطَّى الْقَبِيح. وَقيل هما لُغَتَانِ فيهمَا مَعًا، وَفِي الْقُرْآن (فَتَعاطَى فَعَقَرَ) وَقيل: تعطيه: جرأته.

وعاطَى الصَّبِي أَهله: عمل لَهُم وناولهم مَا أَرَادوا.

وَهُوَ يُعاطيني ويُعَطِّيني أَي ينصفني ويخدمني.

وَفُلَان يَعْطُو فِي الحمض: يضْرب يَده فِيمَا لَيْسَ لَهُ.

وقوس عَطْوَى: مواتية سهلة قَالَ ذُو الرمة:

لَهُ نبعَةٌ عَطْوَى كأنَّ رَنِينَها ... بِألْوَى تعاطَتْها الأكفُّ اَلمَواسحُ

وَقد سموا عَطاءً وعَطِيَّةَ. وَقَول البعيث يهجو جَرِيرًا:

أَبوك عطاءٌ ألأمُ الناسِ كُلِّهمْ ... فَقُبِّح من فَحْلٍ وقُبِّحتْ من نَجْلِ

إِنَّمَا عَنى عَطِيَّةَ أَبَاهُ، وَاحْتَاجَ فَوضع عَطاء مَوضِع عطيَّةَ. 
عطو
أعطى يُعطى، أَعْطِ، إعطاءً وعطاءً، فهو مُعْطٍ، والمفعول مُعْطًى
• أعطاه الشَّيءَ: وهبه إيَّاه " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ".
• أعطاه مالاً/ أعطى إليه مالاً/ أعطى له مالاً: منحه، ناوله إيّاه "أعطاه الله علمًا وحكمةً- أعطاه الدَّواءَ- أَعْطِ
 الْعَامِلَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ [حديث]- {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} " ° أعطِ القوسَ باريها [مثل]: دَع الأمرَ إلى صاحبه، فوّضه إلى مَنْ يُحْسِنُه- أَعْطاه اللهُ بغير حساب: بدون تقتير- أَعْطاه دَرْسًا: علَّمه، لقَّنه- أَعْطاه الضَّوء الأخضر: أذن له بالبدء في عمل ما، منحه الموافقة والقبول- أعطى ثمارَه: أثمر- أَعْطاه عن ظَهْر يَدٍ: تفضُّلاً بلا بيع أو قرض أو مكافأة- أعطى له الكلمةَ: سمَح له أن يتكلَّم- أعطى له المجالَ: أتاحه له. 

استعطى يستعطي، اسْتَعْطِ، استعطاءً، فهو مُسْتَعْطٍ، والمفعول مُسْتَعْطًى
• استعطى المحسنين: طلب منهم العطاءَ، طلب الصَّدقةَ والإحسانَ "استعطى خُبْزًا- يستعطي صدقةً من أحد الأثرياء". 

تعاطى يتعاطى، تعاطَ، تعاطيًا، فهو مُتعاطٍ، والمفعول مُتعاطًى (للمتعدِّي)
• تعاطى الشَّخصُ: قام على أطراف أصابع الرِّجْلين ورفع يديه إلى شيء ليأخذَه " {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} ".
• تعاطى القومُ/ تعاطى القومُ الشَّيءَ: ناول بعضُهم بعضًا، أعطاه بعضُهم لبعضٍ أو تناولوه "تعاطَوا الهدايا- تعاطى الصَّائمون التَّمرَ والماءَ".
• تعاطى التَّدخينَ: تناوله مرَّةً بعد مرّة "تعاطى مخدِّرات/ حبوبًا مهدِّئة".
• تعاطى التِّجارةَ: قام بها أو خاض فيها "يتعاطى السِّياسةَ" ° تعاطى الشِّعْرَ: انقطع إليه وانصرف. 

عاطَى يُعاطي، عَاطِ، مُعاطاةً وعِطاءً، فهو مُعاطٍ، والمفعول مُعاطًى
• عاطاه الشَّيءَ: ناوله إياه.
• عاطاه الحبَّ: بادله إياه. 

إعطاء [مفرد]: مصدر أعطى. 

أُعْطِيَة [مفرد]: ج أُعْطِيَات
• أُعْطِيَة الجند: رزقُهم وما يترتَّب لهم من مال "أُعْطياتُ الملوكِ: هباتُهم". 

استعطاء [مفرد]: مصدر استعطى. 

عَطاء1 [مفرد]: ج أَعْطِية (لغير المصدر)، جج أَعْطِيات، مث عطاءان (لغير المصدر) وعطاوان (لغير المصدر): مصدر أعطى: هبة، ما يُعْطَى بدون مقابل "كان كريمًا جزيل العطاء- {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} " ° أجزل العطاءَ: أوسعه وأكثره- أَخْذٌ وعطاءٌ: تبادل المنافع بين طرفين. 

عَطاء2 [مفرد]: ج عطاءات: عرضٌ تحريريٌّ من مقاول يتعهَّد فيه بتشييد محلٍّ نظير مبلغٍ معيَّن "عطاءٌ مبدئيّ/ نهائيّ". 

عطيَّة [مفرد]: ج عَطِيّات وعَطَايَا: عطاء1، هبة، ما يُعطى بدون مقابل "وزَّع عطاياه على الفقراء- أكثر لهم من العطايا" ° أوجز العطيّة: قلَّلها وعجَّلها. 

مُعْطٍ [مفرد]: اسم فاعل من أعطى.
• المعطِي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الممكِّن من نِعمه، الواهب عطاءَه وجودَه ورحمته لمخلوقاته. 

مِعْطاء [مفرد]: ج معطاءون ومَعَاطٍ، مؤ مِعْطاء ومِعْطاءَة: كثير العطاء فيّاض يمنح بكثرة دون مقابل (للمذكَّر والمؤنَّث) "رجلٌ/ أرضٌ معطاء- أمّ مِعْطاء/ معطاءَة". 

مُعْطَيَات [جمع]: مف مُعْطًى:
1 - (سف) قضايا مُسلَّمة يُتوصَّل بها إلى معرفةِ قضايا مجهولة ° المُعْطَيات الأساسيّة: مجموعة من الظُّروف التي تؤثِّر في الحدث/ الأفكار الأساسيّة المُتَّخذة كنقطة انطلاق.
2 - ما يقدّمه الواقع الرَّاهن مادّة للدَّرس أو العمل. 
باب العين والطّاء و (واي) معهما ع ط و، ط وع، ع ي ط، ي ع ط مستعملات

عطو: العَطاء: اسمٌ لما يُعْطَى، وإذا سمّيت الشيء بالعطاء من الذّهب والفضّة قلت: أَعْطِيَة، وأَعْطِيَات: جمع الجمع. والعَطْوُ: التّناوُلُ باليدِ. قال امرؤ القيس :

وتَعْطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مَساويكُ إسْحِلِ

والظّبيُ العاطي: الرافع يديه إلى الشّجرة ليتناول من الورق. قال :

تحكُّ بقَرنَيْها برير أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغُصْنُ طالَها

يقال: ظبيٌ عاطٍ، وعَطُوٌّ، وجَدْيٌ عطوٌّ، ومنه اشتُقَّ الإعطاءُ. والمُعاطاةُ: المُناوَلَةُ. عاطى الصبيُّ أهلَه إذا عَمِلَ لهم وناولَ ما أرادوا. والتَّعاطي: تناولُ ما لا يحقّ. تعاطَى فلان: ظلمك، قال الله عزّ وجلّ: فَتَعاطى فَعَقَرَ ، قالوا: قام الشّقيّ على أطرافِ أصابع رجلَيْه، ثمّ رفع يدَيْه فضربَها فعقرها، ويقال: بل تَعاطيهِ جُرْأتُهُ، كما تقول: تعاطى أمراً لا ينبغي له.. والتَّعاطي أيضاً في القُبَل.

طوع: طاع يَطُوع طوعاً فهو طائع. والطَّوْعُ: نقيض الكَرْه، تقول: لَتَفْعَلَنَّهُ طوعاً أو كَرْهاً. طائعاً أو كارِهاً، وطاع له إذا انقاد له. إذا مضَى في أمرك فقد أطاعك، وإذا وافقك فقد طاوعك. قال يصف دلواً :

أحلِفُ بالله لَتُخْرِجِنَّهْ ... كارِهةً أو لتطاوِعِنَّهْ

أو لَتَرينَّ بيَ المُرِنَّهْ

أي: الصّائحة. والطّاعة اسم لما يكون مصدره الإطاعة، وهو الإنقياد، والطّواعِيَةُ اسم لما يكون مصدره المطاوعة. يقال: طاوعتِ المرأة زوجَها طَواعيةً حَسَنةً، ولا يقال: للرعيّة ما أحسن طَواعِيَتَهُم للرّاعي، لأنَّ فعلَهم الإطاعة، وكذلك الطّاقة اسم الإِطاقة والجابة اسم الإِجابة، وكذلك ما أشْبَهَهُ، قال :

حَلَفْتُ بالبيتِ وما حَوْلَهُ ... من عائذٍ بالبيت أَوْ طاعي

أراد: أو طائع فقلبه، مثل قِسِيّ، جعل الياء في طائع بعد العين، ويقال: بل طرح الياءَ أصلاً، ولم يُعِدْها بعد العين، إنّما هي: طاع، كما تقول: رجلٌ مالٌ وقال، يراد به: مائل، وقائل، مثل قول أبي ذؤيب :

وسوّد ماءُ المَرْدِ فاها فلونُهُ ... كلَوْنِ الرَّمادِ وهي أدماءُ سارُها

أي: سائرها. وقال أصحابُ التّصريف: هو مثل الحاجة، أصلها: الحائجة. ألا ترى أنّهم يردّونها إلى الحوائج، ويقولون: اشتُقّت الاستطاعة من الطّوع. ويقال: تَطاوَعْ لهذا الأمر حتّى تستطيعه. وتطوّع: تكلّف استطاعته، وقد تطوّع لك طوعاً إذا انقاد، والعرب تحذف التّاء من استطاع، فتقول: اسطاع يَسطيع بفتح الياء، ومنهم من يضمّ الياء، فيقول: يُسْطِيعُ، مثل يُهريق. والتَّطوُّعُ: ما تبرّعت به ممّا لا يلزمك فريضته. والمُطّوِّعة بكسر الواو وتثقيل الحرفين: القوم الذين يتطوّعون بالجهاد يخرجون إلى المُرابَطات. ويقال للإبل وغيرها: أطاعَ لها الكلأ إذا أصابتْ فأكلَتْ منه ما شاءت، قال الطرمّاح :

فما سرحُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِهِ

والفَرَس يكون طوعَ العِنانِ، أي: سَلِس العِنانِ. وتقول: أنا طَوْعُ يدِكَ، أي: منقادٌ لكَ، وإنَّها لطوعُ الضّجيع. والطّوْعُ: مصدرُ الطائعِ. قال :

طَوْعَ الشَّوامِتِ مِنْ خوف ومن صرد عيط: جملٌ أَعْيَطُ، وناقةٌ عَيْطاء: طويلُ الرّأسِ والعُنُقِ. وتُوصَفُ به حُمُر الوَحْشِ. قال العجّاج يصفُ الفَرَس بأنّه يعقر عليه :

فهو يكب العيط منها للذقن

وكذلك القَصْرُ المنيف أَعْيَطُ لطوله، وكذلك الفأرة عَيْطاء. قال :

نحنُ ثقيفٌ عِزُّنا منيعُ ... أَعْيَطُ صعْبُ المرتَقَى رفيع

واعتاطت النّاقة إذا لم تَحْمِلْ سنوات من غير عقر، وربّما كان اعتياطها من كثرة شحمها، وقد تعتاط المرأة أيضاً. وناقةٌ عائط، قد عاطت تعيط عياطاً في معنى حائل. ونُوقٌ عِيطٌ وعوائطُ. والتعيّط: تنبّع الشيء من حجرٍ أو عود يَخْرُجُ منه شِبْهُ ماءٍ فيُصَمَّغُ، أو يَسِيلُ. وذِفْرَى الجَمَل يَتَعَيَّطُ بالعَرَق الأسود. قال :

تعَيَّطُ ذِفراها بجَوْنٍ كأنّه ... كُحَيْلٌ جَرَى من قُنْفُذِ اللّيتِ نابعُ

وقال في العائط بالشحم :

قدّد من ذات المدكّ العائط

وعِيطِ: كلمة يُنادَى بها الأشِرُ عند السُّكر، ويُلْهَجُ بها عند الغلبة، فإذا لم يَزِدْ على واحدة مدّه وقال: عيَّط، وإن رجّع قال: عطعط. يعط: يَعاطِ: زجرُك الذّئبَ إذا رأيته. قلت: يَعاطِ يَعاطِ. ويقال: يَعَطْتُ به، وأَيْعَطْتُ به، وياعَطْتُه. قال :

صُبَّ على شاءِ أبي رِباطِ ... ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأمْراطِ

يدنو إذا قيلَ له: يَعاطِ

وبعض يقول: يِعاط، وهو قبيحٌ، لأنَّ كسر الياء زاده قبحاً، وذلك أنّ الياء خُلِقَتْ من الكسرة، وليس في كلامِ العربِ فَعال في صدرها ياء مكسورة في غير اليِسار بمعنى الشّمال، أرادوا أن يكون حذوهما واحداً، ثم اختلفوا فمنهم من يهمز، فيقول: إسار. ومنهم من يفتح الياء فيقول: يَسار، وهو العالي من كلامهم. 
عطو
: (و ( {العَطْوُ: التَّنَاوُلُ) .) يقالُ:} عَطا الشيءَ وَإِلَيْهِ {عَطْواً: تَناوَلَه.
} وعَطا بيَدِهِ إِلَى الإناءِ: تَنَاوَلَه قَبْل أَن يُوضَعَ على الأرضِ. (و) العَطْوُ: (رَفْعُ الرَّأْسِ واليَدَينِ) لتَناوُلِ شيءٍ.
(وظَبْيٌ {عُطُوٌّ، مُثَلَّثَةً) ، وَكَذَا جَدْيٌ عُطُوٌّ، عَن كُراعٍ وَلم يَذْكُر فيهمَا إلاَّ الفَتْح.
قالَ ابنُ سِيدَه: كأَنَّه وَصَفَهُما بالمصْدَرِ.
(و) ظَبْيٌ} عَطُوٌّ، (كَعَدُوَ يَتَطاوَلُ إِلَى الشَّجَرِ ليَتَناوَلَ مِنْهُ.
( {والعَطا) ، بالقَصْرِ (وَقد يُمَدُّ: نَوْلُكَ السَّمْحَ) .
(قالَ الجوهريُّ: هُوَ اسْمٌ مِن} الإعْطاءِ، وأَصْلُه {عَطاوٌ، بالواوِ، لأنَّه من} عَطَوْت، إلاَّ أنَّ العربَ تَهْمِزُ الواوَ والياءَ إِذا جاءَتا بعدَ أَلِفٍ، لأنَّ الهَمْزةَ أَحْمَل للحركَةِ مِنْهُمَا، ولأنَّهم يَسْتَثْقلونَ الوَقْفَ على الواوِ، وكذلكَ الياءُ مِثْل الرِّداءِ وأَصْله رِدَايٌ، فَإِذا أَلْحَقُوا فِيهَا الهاءَ فَمنهمْ مَنْ يَهْمزُها بِنَاء على الواحِدِ فيقولُ عَطاءَةٌ ورَداءَةٌ، وَمِنْهُم مَنْ يَرُدُّها إِلَى الأصْلِ فيقولُ {عَطاوَةٌ ورِدايَةٌ، وكذلكَ فِي التَّثْنِيَةِ عَطاآنِ ورِدَاآنِ} وعَطاوَانِ ورَدايَانِ.
(و) {العَطاءُ: (مَا} يُعْطَى {كالعَطِيَّةِ) ؛) كغَنِيَّةٍ، (ج} أَعْطِيَةٌ، جج) جَمْعُ الجَمْع ( {أَعْطِياتٌ) .
(وَفِي الصِّحاح:} العَطِيَّةُ المُعْطَى، والجَمْعُ {العَطايا.
فَالَّذِي ذكَرَه المصنِّفُ مِن الجُموعِ} لعَطاءٍ وغَفِلَ عَن ذكْرِ جَمْع العَطِيَّة وَهُوَ واجِبُ الذِّكْرِ، وقيلَ: العَطاءُ اسْمٌ جامِعٌ فَإِذا أُفْرِدَ قيلَ العَطِيَّةُ.
(ورجُلٌ) {مِعْطاءٌ (وامْرأَةٌ مِعْطاءٌ) :) أَي (كثيرُ العَطاءِ) .
(وَفِي الصِّحاح: كثيرُ الإعْطاءِ، قَالَ: ومِفْعالٌ يَسْتوِي فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤَنَّثُ؛ (ج} مَعاطٍ! ومَعاطِيُّ) بتَشْديدِ الياءِ.
قالَ الأَخْفَش: هَذَا مِثْلُ قوْلِهم: مَفاتِيحُ ومَفاتِحُ وأَمانِيُّ وأَمانٍ.
( {واستَعْطَى وتَعَطَّى: سَأَلَه) ، أَي العَطاءَ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم:} اسْتَعْطَى الناسَ بكَفِّه، وَفِي كَفِّه، طَلَبَ إِلَيْهِم وسَألَهُم.
( {والإعْطاءُ: المُناوَلَةُ) .
(قالَ شيْخُنا: هُوَ على جهَةِ التَّقْرِيبِ، وفسَّرَ الإعْطاءَ بالإيتاءِ كَمَا مَرَّ، وفَرَّق جماعَةٌ بَيْنَهما بأنَّ الإيتاءَ قد يكونُ واجِباً وَقد يكونُ تَفَضّلاً بخِلافِ الإعْطاءِ، فإنَّه لَا يكونُ إلاَّ بمحْضِ التَّفَضّلِ؛ كَمَا قالَهُ الفَخْر الرَّازِي؛ وَلَا يَعْرفُ أَكْثَر أَئِمَّةِ اللُّغَةِ هَذِه التَّفْرِقَة.
(} كالمُعاطاةِ {والعِطاءِ) ، بالكسْر، وَقد} أَعْطاهُ الشيءَ {وعَاطاهُ إيَّاه} مُعاطاةً {وعِطاءً.
(و) مِن المجازِ: الإعْطاءُ: (الإنْقِيادُ) .) يقالُ:} أَعْطَى بيدِهِ إِذا انْقادَ.
وَفِي الصِّحاح: أَعْطَى البَعيرُ انْقَادَ وَلم يَسْتَصْعِبْ.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُه أَن {يُعْطِيَ رأْسَه فَلَا يتَأَبَى.
(} والتَّعاطِي: التَّناوُلُ) .) يقالُ: هُوَ {يَتَعاطَى كَذَا، أَي يَتَناوَلُه.
(و) قيلَ: هُوَ (تَناوُلُ مَا لايَحِقُّ.
(و) قيلَ: هُوَ (التَّنازُعُ فِي الأَخْذِ) .) يقالُ:} تَعاطَوُا الشيءَ إِذا تَناوَله بعضٌ من بعضٍ وتنازَعُوه.
(و) قيلَ: هُوَ (القِيامُ على أَطْرافِ أَصَابعِ الرِّجْلَيْن مَعَ رَفْعِ اليَدَيْن إِلَى الشَّيءِ) ؛) قيلَ: (وَمِنْه) قولُه تَعَالَى: { {فتَعَاطَى فَعَقَرَ} أَي قامَ على أطْرافِ أَصابِعِ رِجْلَيْه ثمَّ رَفَعَ يَدَيْه فضَرَبَها، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قيلَ:} التَّعاطِي (رُكُوبُ الأَمْرِ) القَبِيحِ.
( {كالتَّعَطِّي) .) يقالُ:} تَعاطَى أَمْراً قَبيحاً! وتَعَطَّى، كِلاَهُما رَكِبَهُ.
(أَو التَّعاطِي فِي الرِّفْعَةِ، {والتَّعَطِّي فِي القَبِيح) ؛) وقيلَ: هُما لُغتانِ.
(} وعاطَى الصَّبِيُّ أَهْلَه) :) إِذا (عَمِلَ لَهُمْ وناوَلَهُمْ مَا أرادُوه) هـ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشرِيُّ.
(و) يقالُ: (هُوَ {يُعاطِينِي} ويُعْطِينِي) ؛) هُوَ فِي النسخِ، كيُكْرِمنِي والصَّوابُ بالتَّشْديدِ كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي المُحْكم والصِّحاح؛ أَي (يُنْصِفُني ويَخْدِمُنِي) ويقومُ بأَمْرِي كيُناعِمني ويُنَعّمنِي، وتقولُ: مَنْ يُعْطِيكَ، أَي مَنْ يتَولَّى خِدْمَتَك.
(و) مِن المجازِ: (قَوْسٌ {عَطْوَى، كسَكْرَى) ، أَي (سَهْلَةٌ) مُواتِيَةٌ.
(وسَمَّوْا:} عَطاءً {وعَطِيَّةً) ، والنِّسْبَةُ إِلَى عَطاءٍ} عَطائِيٌّ، وَإِلَى {عَطِيَّة} عَطوِيٌّ.
( {وعَطَّيْتُهُ) ، بالتَّشديدِ، (} فَتَعَطَّى) :) أَي (عَجَّلْتُهُ فتَعَجَّلَ) ؛) نقلَهُ الصَّاغاني.
( {وتَعاطَيْنا} فَعَطَوْتُهُ) أَعْطُوهُ: أَي (غَلَبْتُهُ) ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ظَبْيٌ {عاطٍ: يَرْفَعُ رأْسَهُ لتَناوُلِ الأوْراقِ.
وَمِنْه المَثَلُ: عاطِ بغَيْرِ أَنْواطٍ، يُضْرَبُ لمُنْتَحِل عِلْماً لَا يقومُ بِهِ؛ وَقيل: يَتَناوَلُ مَا لَا مَطْمَعَ فِيهِ.
ويُجْمَعُ العَطاءُ على المَعاطِي شُذُوذاً.
والتَّعاطِي: الجُرْأَةُ؛ وَهُوَ} يَتَعاطَى كَذَا: يَخُوضُ فِيهِ.
وطَويلٌ لَا! تَعْطُوه الأيادِي: أَي لَا تَتَناوَلُه. وقوْسٌ {مُعْطِيَّة، كمُحْسِنَةٍ: لَيِّنَةٌ ليسَتْ بكَزَّةٍ على مَنْ يَمُدُّ وتَرَها وَلَا مُمْتَنِعَةٌ؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي عُطِفَتْ فَلم تَنْكَسِرْ.
ويقالُ للبَعيرِ: الذَّلُول إِذا انْفَسَخَ خَطْمُه عَن مِخْطَمِه:} أَعْطِ فيَعُوجُ رأْسه إِلَى رَاكِبِه فيُعِيدُ خَطْمَه.
{والمُعاطاةُ: أَنْ يَسْتَقْبِلَ رجُلٌ رجُلاً مَعَه سَيْفٌ فيقولَ: أَرِني سَيْفَك} فيُعْطِيَه فيَهُزُّه هَذَا ساعَةً وَهَذَا ساعَةً وهُما فِي سُوقٍ أَو مَسْجدٍ، وَقد نُهِي عَنهُ.
وقوْلُهم: مَا {أَعْطاهُ للمالِ، كَمَا قَالُوا: مَا أَوْلاهُ للمَعْروفِ، وَمَا أَكْرَمَه لي، وَهَذَا شاذٌّ لَا يَطَّرد، لأنَّ التَّعَجُّبَ لَا يَدْخُلُ على أَفْعَل، وإنَّما يجوزُ مِن ذلكَ مَا سُمِعَ مِنَ العَرَبِ وَلَا يقاسُ عَلَيْهِ؛ قالَهُ الجوهريُّ.
قالَ: وَإِذا أَرَدْتَ مِن زيْدٍ أَن} يُعْطِيك شَيْئا تقولُ: هَل أَنْتَ {مُعْطِيَّه؟ بياءٍ مَفْتوحةٍ مشدَّدَةٍ، وكذلكَ تقولُ للجماعَةِ: هَل أَنْتم معطِيَّهُ؟ لأنَّ النّونَ سَقَطَتْ للإضافَةِ، وقَلَبْتَ الواوَ يَاء وأدْغَمْتَ وفَتَحْتَ ياءَك لأنَّ قبْلَها ساكِناً، وللاثْنَيْن: هَل أَنْتُما} معطِيايَهُ، بفَتْح الياءِ، فقِس على ذلكَ. وَإِذا صَغَّرْتَ {عَطاءً حذفْتَ اللامَ فقلْتَ} عُطَيٌّ، وكَذلكَ كلّ اسْمٍ اجْتَمَعَتْ فِيهِ ثلاثُ ياآتِ، مِثْلُ عُدَيّ وعُلَيّ حُذِفَتْ مِنْهُ اللامُ إِذا لم يكنْ مَبْنيّاً على فِعْل، فَإِذا كانَ مَبْنِيّاً على فِعْلٍ ثبتَتْ نَحْو مُحَيّي مِن حيَّا يُحَيِّي تَحِيَّة؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وأَلْقَى فلانٌ {عَطَوِيّاً: سَلَحَ كثيرا، وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً من بَني} عَطِيَّةَ جُلِدَ فسَلَحَ. نقلَهُ الزَّمْخَشريُّ. وأَبو محمدٍ عَطاءُ بنُ عجلَان {العَطائيُّ: محدِّثٌ ضَعِيفٌ.
} والعطويَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى عَطِيَّةَ بنِ الأسْودِ اليَماميّ الحَنَفي.
وأَبو عبدِ الرّحمنِ محمدُ بنُ عَطِيَّة {العَطَويُّ: شاعِرٌ محدِّثٌ مُتَكلِّمٌ.
} وعَطَوانُ بنُ مسكان محرّكةً رَوَى حدِيثَه يَحْيَى الحمانيُّ.

عطو

1 عَطَا, [aor. ـْ inf. n. عَطْوٌ: see 6, first quarter, in five places. b2: [Hence] one says طَوِيلٌ لَا تَعْطُوهُ الأَيَادِى [High, so that the hands will not reach it]. (TA.) b3: And عَطْوٌ signifies also The act of raising the head and the hands (K, TA) to take a thing. (TA.) See also an ex. in a verse cited voce أَنْ, p. 106, first col. [and see عَطْوٌ, and عَاطٍ.]

A2: تَعَاطَيْنَا فَعَطَوْتُهُ: see 6.2 هُوَ يُعَطِّينِى, (S, K, TA,) with teshdeed, (S, TA,) thus in the M, as well as the S, erroneously written in [some of] the copies of the K يُعْطِينِى, (TA,) He serves me, does service for me, or ministers to me; as also ↓ يُعَاطِينِى. (S, K, TA.) You say, مَنْ يُعَطِّيكَ i. e. Who has the office of serving thee? (TA.) A2: And عَطَّيْتُهُ I incited him, or made him, to hasten, or be quick. (Sgh, K.) 3 عَاْطَوَ see 4, in two places: b2: and see also 2. b3: عَاطَى الصَّبِىُّ أَهْلَهُ means The boy wrought for his family, and gave them, or handed to them, what they desired. (ISd, Z, K, TA.) b4: And المُعَاطَاةُ signifies A man's meeting, face to face, a man having with him a sword, and saying, “Bring near thy sword,” and he gives it, and thereupon each acts with the other awhile in a manner resembling the slaying with the edge of the sword (يَغُرُّهُ [see غَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا]); they being in a marketplace or a mosque: the doing of which is forbidden. (TA.) b5: عَاطَيْتُ الأَرْطَالَ means [I joined in mutually, or reciprocally, giving, or presenting, the pints of wine; i. e.] أَعْطَيْتُ النَّدَامَى

وَأَعْطَوْنِى أَرْطَالَ الخَمْرِ [I gave, or presented to, the cup-companions, and they gave, or presented to, me, the pints of wine]. (Har p. 650.) 4 إِعْطَآءٌ, (K, MF, TA,) and ↓ مُعَاطَاةٌ (S, Msb, K) and عِطَآءٌ, (K,) The act of giving, presenting, or offering; or giving with the hand in the way of presenting or offering; syn. مُنَاوَلَةٌ (S, Msb, K, MF, TA) عَلَى جِهَةِ التَّقْرِيبِ; and إِعْطَآءٌ has been expl. as syn. with إِيتآءٌ; but several authors make a distinction between these two words, saying that the latter is sometimes obligatory and sometimes by way of favour, whereas the former is never but by way of sheer favour; as El-Fakhr Er-Rázee says; though most of the leading lexicologists know not this distinction. (MF, TA.) One says, أَعْطَاهُ الشَّىْءَ; and إِيَّاهُ ↓ عَاطَاهُ, inf. n. مُعَاطَاةٌ and عِطَآءٌ; He gave him, &c., the thing. (TA.) And اعطاهُ مَالًا [He gave him, &c., property]. (S.) And أَعْطَيْتُهُ دِرْهَمًا I gave him, &c., a dirhem. (Msb.) And as the signification of this verb does not depend upon the condition of taking, or receiving, but only upon giving, or delivering, one may say, أَعْطَيْتُهُ فَمَا أَخَذَ [I gave, or delivered, &c., to him, and he did not take, or receive]. (Msb.) [See also a verse cited in the first paragraph of art. رأم, in which this verb has a single objective complement with بِ redundantly prefixed to it.] b2: اعطى, (S,) inf. n. as above, (K,) signifies also (tropical:) He was, or became, tractable, manageable, or submissive; (S, K, TA;) said of a camel: (S:) and اعطى بِيَدِهِ [lit. he gave his hand, said of a man,] signifies the same: accord. to Er-Rághib, اعطى, said of a camel, primarily signifies he gave his head, and did not resist. (TA.) [Hence,] one says to a tractable camel, when his haltering becomes loosed (lit. opened) from his muzzle, أَعْطِ [meaning Give thy head]; whereupon he bends his head towards his rider, and he renews his haltering. (TA.) b3: مَا أَعْطَاهُ لِلْمَالِ [How large a giver is he of property!] is like the phrase مَا أَوْلَاهُ لِلْمَعْرُوفِ, and مَا أَكْرَمَهُ لِى; anomalous, because the verb of wonder is not formed from the measure أَفْعَلَ, and only what has been heard, of this kind, from the Arabs, is allowable. (S, TA.) 5 تعطّى: see 10.

A2: And see also 6, last quarter, in two places.

A3: Also He hastened, or made haste. (Sgh, K.) 6 تَعَاطٍ The act of taking [a thing that is given, presented, or offered, or that is as though it presented, or offered, itself], or taking with the hand; as also ↓ عَطْوٌ; syn. of both تَنَاوُلٌ. (K.) One says, تعاطاهُ He took it, or took it with his hand; syn. تَنَاوَلَهُ: (S:) and هُوَ يَتَعَاطَى كَذَا He takes, or takes with his hand, such a thing; [as, for instance, food, and beverage;] syn. يَتَنَاوَلُهُ: (TA:) and زَيْدٌ دِرْهَمًا ↓ عَطَا Zeyd took, or took with his hand, a dirhem; syn. تَنَاوَلَهُ: (Msb:) and الشَّىْءَ ↓ عَطَوْتُ I took the thing with the hand; syn. تَنَاوَلْتُهُ بِالْيَدِ: (S:) or الشَّىْءَ ↓ عَطَا, and إِلَيْهِ [i. e. إِلَى الشَّىْءِ], inf. n. عَطْوٌ, He took the thing, or took it with his hand; syn. تَنَاوَلَهُ: and بِيَدِهِ إِلَى الإِنَآءِ ↓ عَطَا He took the vessel, or took it with his hand, (تَنَاوَلَهُ,) before its being put upon the ground. (TA.) b2: And The taking with the hand (تَنَاوُل) what is not right, or just, or due. (K.) b3: And The contending in taking. (K.) One says, تَعَاطَوُا الشَّىْءَ They took the thing, or took it with the hand, one from another, and contended together in doing it. (TA.) b4: [And The contending in giving, presenting, or offering.] One says also, ↓ تَعَاطَيْنَا فَعَطَوْتُهُ, (S, K, TA,) aor. ـْ (TA,) i. e. [We contended in giving, and it may also mean in taking, and] I overcame, or surpassed, him [therein]. (S, K, TA.) b5: [and simply The giving, presenting, or offering, mutually, reciprocally, or by one to another. See an ex. voce شَبَرٌ. b6: And hence, The reciting, one with another, or the vying, one with another, in reciting, verses, or poetry.] One says تَعَاطَوُا الرَّجَزَ بَيْنَهُمْ (TA and TK in art. رجز) (assumed tropical:) They recited, one with another, [or they vied, one with another, in reciting,] verses, or poetry, of the metre termed رَجَز; as also تَنَازَعُوهُ. (TK in that art.) b7: And The standing upon the extremities of the toes, with raising the hands to a thing. (K.) And hence, (K, TA,) as some say, (TA,) فَتَعَاطَى

فَعَقَرَ, (K, TA,) in the Kur [liv. 29]: (TA:) for this is said to mean And he stood upon the extremities of his toes, then raised his hands, and smote her: (S, TA:) or this means and he took the sword, (Ksh, Bd, Jel,) or the she-camel, (Ksh,) and slew her: (Ksh, Bd, Jel:) or and he emboldened himself &c.: (Ksh, Bd:) [for] b8: تَعَاطٍ signifies also The being bold, daring, or courageous, so as to attempt, or venture upon, a thing without consideration or hesitation: (TA:) or, as also ↓ تَعَطٍّ, the venturing upon, or embarking in, or doing, (K, TA,) a thing, or an affair, (K,) or a bad, or foul, thing or affair: (TA:) or the former is used in relation to that which is noble, or honourable; and ↓ the latter, in relation to that which is bad, or foul. (K, TA.) and one says, فُلَانٌ يَتَعَاطَى كَذَا (S, Msb) i. e. Such a one enters into such a thing: (S:) or ventures boldly, daringly, or courageously, upon such a thing, and does it. (Msb.). [And Such a one takes, or applies himself, to such a thing; as wine, or the drinking thereof; and gaming: you say, تعاطى الخَمْرَ; and المَيْسِرَ: see Ksh and Bd and Jel in ii. 216.] And تَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ He affected to be a poet but was not. (TA in arr. شعر.) And تَعَاطَى البَلَاغَةَ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا [He affected, or attempted, eloquence, not being of those endowed therewith]. (TA in art. بلغ.) 10 استعطى He asked for a gift; as also ↓ تعطّى. (S, K.) And استعطى النَّاسَ بِكَفِّهِ and فِى كَفِّهِ He sought, demanded, or asked, [a gift] of men or of the people [with his hand and in his hand]. (M, TA.) عَطًا: see عَطَآءٌ.

عَطْوٌ and عُطْوٌ and عِطْوٌ, applied to a gazelle, (K, TA,) and to a kid, accord. to Kr, who mentions only the first, as though an inf. n. used as an epithet, (ISd, TA,) Stretching itself up towards the trees, to take therefrom; as also ↓ عَطُوٌّ. (K.) [See also عَاطٍ.]

قَوْسٌ عَطْوَى (assumed tropical:) A bow that is easy (S, K) and yielding. (S.) [See also مُعْطٍ.]

أَلْقَى فُلَانٌ عَطَوِيًّا Such a one voided thin ordure [as an 'Atawee, meaning] much in quantity: originating from the fact that a man of the Benoo-'Ateeyeh voided thin excrement on his being flogged. (Z, TA.) b2: العَطَوِيَّةُ is the appellation of A sect of the خَوَارِج, so called in relation to.

'Ateeyeh Ibn-El-Aswad El-Yemámee El-Hanafee. (TA.) عَطَآءٌ and ↓ عَطًا A gift, as meaning an act of giving [in an absolute sense, or] of such as is liberal, bountiful, munificent, or generous: (K:) [as signifying the act of giving,] عَطَآءٌ is a subst. [i. e. a quasi-inf. n.] from أَعْطَى; (S, Msb;) and is originally عَطَاوٌ: and when they affixed to it ة, to denote unity, some said ↓ عَطَآءَةٌ, and some said ↓ عَطَاوَةٌ: and in forming the dual, they said عَطَاآنِ and عَطَاوَانِ: (S, TA:) it is used as a quasi-inf. n. in the saying, أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّى

وَبَعْدَ عَطَائِكَ المَائَةَ الرِّتَاعَا [Shall I show ingratitude after the repelling of death from me and after thy giving as a bloodwit for me the hundred camels pasturing at large amid abundant herbage?], المائة being governed in the accus. case by عطائك: (I'Ak p. 211:) the dim. of عَطَآءٌ is ↓ عُطَىٌّ. (S, TA. [See مُحَيِّىٌ, in art. حى.]) b2: Also [i. e. عَطَآءٌ and عَطًا] A gift as meaning a thing that is given; (K;) or so عَطَآءٌ; (Mgh;) and (Mgh, K) so ↓ عَطِيَّةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) or, as some say, عَطَآءٌ is a coll. n.; and when the sing. is meant, one says ↓ عَطِيَّةٌ: (TA:) the pl. of عَطَآءٌ is أَعْطِيَةٌ [a pl. of pauc.] and أَعْطِيَاتٌ (Mgh, K) which latter is a pl. pl.: (K:) and the pl. of ↓ عَطِيَّةٌ is عَطَايَا: (S, Mgh, Msb:) and عَطَآءٌ has also for a pl. ↓ مَعَاطِىُّ, anonymously. (TA.) عَطَآءٌ also signifies [A soldier's stipend, or pay; or his allowance; and so ↓ عَطِيَّةٌ:] what is given out to the soldier from the government-treasury once a year, or twice; and رِزْقٌ, what is given out to him every month: or the former, every year, or month; and the latter, day by day: or the former, and ↓ عَطِيَّةٌ, what is assigned to those who fight: and رِزْقٌ and ↓ عَطِيَّةٌ, what is assigned to the poor Muslims when they are not fighting. (Mgh. [See also رِزْقٌ.]) عَطُوٌّ: see عَطْوٌ.

عُطَىٌّ dim. of عَطَآءٌ, q. v. (S, TA.) عَطَآءَةٌ and عَطَاوَةٌ: see عَطَآءٌ, first sentence.

عَطِيَّةٌ: see عَطَآءٌ, latter half, in six places. b2: [Hence] أُمُّ عَطِيَّة The mill, or hand-mill; syn. الرَّحَا. (T in art. ام.) عَاطٍ A gazelle raising his head to take the leaves [of a tree]. (TA.) [See also عَطْوٌ.] Hence, (TA,) عَاطٍ بِغَيْرِ أَنْوَاطٍ (S, Meyd, TA) Taking [or reaching to take] without there being aught of things suspended, (Meyd,) a prov.; (S, Meyd, TA;) applied to him who arrogates to himself that which he does not possess; (Meyd;) or to him who arrogates to himself knowledge that does not regulate him; (TA;) or meaning, taking [or reaching to take] that which is not to be hoped for (S, TA) nor to be taken. (S. [See also art. نوط.]) [And عَاطِيَةٌ is applied to a mare as meaning Raising her head: see شَبَاةٌ (last sentence) in art. شبو.]

أَعْطَى [signifying More, and most, excellent in giving is anomalous, being formed from the augmented verb أَعْطَى]: see أَجْوَبُ.

مُعْطٍ [Giving, &c.]. When thou desirest Zeyd [i. e. any person] to give thee a thing, thou sayest, هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّهُ [lit. Art thou my giver of it?], with fet-h and teshdeed to the ى: and in like manner thou sayest to a pl. number, هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّهُ, because the ن [of the word مُعْطُونَ] falls out by reason of the word's becoming a prefixed noun, and the و is changed into ى and incorporated [into the pronominal ى], and the ى is pronounced with fet-h because [originally] preceded by a quiescent letter [i. e. the و which is changed into ى]: and to two persons thou sayest, هَلْ

أَنْتُمَا مُعْطِيَايَهُ, with fet-h to the ى: and thus you do in similar cases. (S, TA.) b2: [Hence,] قَوْسٌ مُعْطِيَةٌ (assumed tropical:) A pliable bow, not rigid nor resisting to him who pulls the string: or, as some say, that has been bent and not been broken. (TA.) [See also عَطْوَى.]

مِعْطَآءٌ A man, and a woman, who gives much, or often: pl. مَعَاطِىُّ and مَعَاطٍ. (Akh, S, K.) مَعَاطِىُّ [a pl. of مِعْطَآءٌ and] an anomalous pl. of عَطَآءٌ, q. v. (TA.)

غنى

بَاب الْغنى

الْجدّة وَالسعَة والتؤدة والميسرة وَالْمَال واليسار والرفد والنشب والرياش والاكثار وَالْجد والغنية والوفر والصفد 
(غنى) طرب وترنم بالْكلَام الْمَوْزُون وَغَيره وَيُقَال غنى الْحمام صَوت وَفُلَان بفلان مدحه أَو هجاه وبالمرأة تغزل بهَا وَالله فلَانا جعله غَنِيا وَفُلَان الركب بفلان ذكره لَهُم فِي شعر وَفُلَانًا الشّعْر وبالشعر ترنم بِهِ 
غنى
الغِنى في المال - مَقْصُورٌ -. وتَغَنّى: في معنى اسْتَغْنى. والغُنْيَةُ: اسْمٌ من الاسْتِغْناءِ عن الشَّيْءِ. وفيِ الحديث: " ليس مِنّا مَنْ لم يَتَغَنَ بالقُرآن " أي لم يَسْتَغْنِ. ويُقال: تَغانَيْتُ وتَغنَّيْتُ. والغُنْيانُ: الغِنى. والغِنَاءُ في الصَّوْتِ - مَمْدُودٌ -، غَنّى يُغَنّي أغْنِيَةً وغِنَاءً.
والغَنَاءُ: الإِجْزَاءُ، رَجُلٌ مُغْنٍ، وغَنِيَ عنه فهو غانٍ. وأغْنَيْتُ عنكَ مُغْنَاةَ فلانٍ ومَغْناتَه. وغَنِيَ القَوْمُ في المَحَلَّة: طالَ مُقَامُهم فيها. ومَغْنى الدارِ: مَوضِعُ الحُلُول والمَقام، والجميع المَغاني. والغانِيَةُ: الشابَّة المُتَزَوِّجَةُ، والجميع الغَوَاني. والمُغاناةُ: تَكْلِيْمُكَ الصَّبِيَّ بما يَهْوى. ويقولون: مَكانُ كذا غَنَا من فلانٍ: أي مَئنَّةٌ.
وما غَنِيْتُ فلاناً: أي لم ألْقَه. وهو مغنى من فلانٍ: أي حَرىً منه. ورَمْلُ الغِنَاءِ: مَوضِعٌ.
غنى: غُنِي (بالبناء للمجهول): سُكِن، صار أهلاً بالسكان. (معجم أبي الفداء).
غُنّيِ عنه= غَنِيَ عنه: لم يحتج إليه. (معجم البلاذري).
أغْنَي فلم يغن مَغْنى: فلم ينفع شيئاً. (أخبار ص44) وفي مخطوطة: مَغْنىً.
أغْنَى: ما أغْنَى عنه شيء: ما يجدي عنه وما ينفعه شيء. (بدرون ص200).
تغنَّي في: غنّى ضارباً على العود. (عباد 1: 40، الكامل ص389).
تغانى عن: لم يحتج إليه. (المقدمة 3: 370) استغنى عن. من أيس من شيء استغنى عنه: من يئس من شيء وطد نفسه على تركه (بوشر) استغنى: اغتنى، صار غنياً. (فريتاج، بوشر، هلو، الحماسة ص209، عبد الواحد ص170) وفي معجم فوك استغنى ب.
استغنت اللغة: صارت غنية بما اختارته من ألفاظ أجنبية (تاريخ البربر 2: 7).
غنَّى: بمعنى غِنّى في معجم فريتاج ليس بصحيح. انظر: فليشر في تعليقه على المقري (2: 312) وابريشت ص300).
غنوة: أغنية شعبية دارجة. (بوشر، همبرت ص99).
غنوى: غنائي، ما يُغَنَّى. (بوشر).
غُنِيَّة، والجمع غُنيات وغناني: ما يترنم به، وما يُغَنَّى. (بوشر، همبرت ص99، محيط المحيط).
غانٍ: مُغَنٍّ. (فوك).
مُغَنٍّ: وهي مُغَنّية. وجمع مُغَنّيَّة عند العامة مَغْانٍ (محيط المحيط) ومغاني (ألف ليلة 1: 442، برسل 4: 155، 156). أرباب المغاني: مالكو القينات المغنيات ومؤجرونهن. (المقري: 1: 773).
مُغَنّى: أغنية. ألف ليلة 2: 37، 172).
مَغَنَّى: شقة في الحرم للقينات المغنيات (لين عادات 2: 72).
غ ن ى: (غَنِيَ) بِهِ عَنْهُ بِالْكَسْرِ (غُنْيَةً) بِالضَّمِّ. وَ (غَنِيَتْ) الْمَرْأَةُ بِزَوْجِهَا (غُنْيَانًا) بِالضَّمِّ (اسْتَغْنَتْ) . وَ (غَنِيَ) بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ. وَ (غَنِيَ) أَيْضًا عَاشَ وَبَابُهُمَا صَدِيَ. وَ (أَغْنَيْتُ) عَنْكَ (مُغْنَى) فُلَانٍ وَ (مُغْنَاةَ) فُلَانٍ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا فِيهِمَا أَيْ أَجَزَأَتْ عَنْكَ مَجْزَأَةً. وَمَا (يُغْنِي) عَنْكَ هَذَا أَيْ مَا يُجْزِئُ عَنْكَ وَمَا يَنْفَعُكَ. وَ (الْغَانِيَةُ) الْجَارِيَةُ الَّتِي غَنِيَتْ بِزَوْجِهَا. وَقَدْ تَكُونُ الَّتِي غَنِيَتْ بِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا. وَ (الْأُغْنِيَّةُ) كَالْأُحْجِيَّةِ (الْغِنَاءُ) وَالْجَمْعُ (الْأَغَانِي) تَقُولُ مِنْهُ: (تَغَنَّى) وَ (غَنَّى) بِمَعْنًى. وَ (الْغَنَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ النَّفْعُ. وَبِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ السَّمَاعُ. وَبِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ الْيَسَارُ. تَقُولُ مِنْهُ: (غَنِيَ) بِالْكَسْرِ (غِنًى) فَهُوَ (غَنِيٌّ) . وَ (تَغَنَّى) أَيْضًا أَيِ (اسْتَغْنَى) وَ (تَغَانَوْا) اسْتَغْنَى بَعْضُهُمْ
عَنْ بَعْضٍ وَ (الْمَغْنَى) مَقْصُورٌ وَاحِدُ (الْمَغَانِي) وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي كَانَ بِهَا أَهْلُوهَا. 
[غنى] غَنِيَ به عنه غُنْيَةٌ. وغَنِيَتِ المرأة بزوجها غُنْياناً، أي استغنت. قال قيس بن الخطيم (*) أجد بعمرة غنيانها * فتهجر أم شاننا شانها وغنى بالمكان، أي أقام. وغَني، أي عاش. وأغْنيتُ عنك مغنى فلان ومغنى فلان، ومغناة فلان [ومغناة فلانٍ] ، إذا أجزأت عنك مُجْزَأَهُ. ويقال: ما يُغني عنك هذا، أي ما يجزئ عنك وما ينفعك. والغانِيَةُ: الجارية التي غَنِيَتْ بزوجها. قال جميل: أحِبُّ الأيامى إذ بثينةُ أيِّمٌ * وأحببتُ لمَّا أن غَنيتِ الغَوانِيا وقد تكون التى غنيت بحسنها وجمالها. وأما قول ابن الرقيات: لا بارك الله في الغوانى هل * يصبحن إلا لهن مطلب فإنما حرك الياء بالكسر للضرورة ورده إلى أصله. وجائز في الشعر أن يرد الشئ إلى أصله. والاغنية: الغِناءُ، والجمع الأغانيُّ. تقول منه: تَغَنَّى وغَنَّى، بمعنًى. والغَناء، بالفتح: النفع. والغِناءُ بالكسر من السماع. والغِنى مقصورٌ: اليسار. تقول منه: غنى فهو غنى. وغنى أيضا، حى من غطفان. وتغنى الرجل، أي استغنى. وأغْناهُ الله. وتَغانَوْا، أي استغنى بعضُهم عن بعض. وقال المغيرة بن حَبْناء التميمي: كلانا غَنِيٌّ عن أخيه حياته * ونحن إذا مُتنا أشدُّ تَغانِيا والمَغْنى: واحد المَغاني، وهي المواضع التى كان بها أهلوها.
غنى
الغِنَى يقال على ضروب: أحدها: عدم الحاجات، وليس ذلك إلا لله تعالى، وهو المذكور في قوله: إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
[الحج/ 64] ، أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر/ 15] ، الثاني: قلّة الحاجات، وهو المشار إليه بقوله: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
[الضحى/ 8] ، وذلك هو المذكور في قوله عليه السلام: «الغِنَى غِنَى النّفس» ، والثالث: كثرة القنيّات بحسب ضروب الناس كقوله: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ
[النساء/ 6] ، الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ
[التوبة/ 93] ، لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ [آل عمران/ 181] ، قالوا ذلك حيث سمعوا: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ، وقوله:
يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ [البقرة/ 273] ، أي: لهم غنى النّفس، ويحسبهم الجاهل أن لهم القنيّات لما يرون فيهم من التّعفّف والتّلطّف، وعلى هذا قوله عليه السلام لمعاذ: «خذ من أغنيائهم وردّ في فقرائهم» ، وهذا المعنى هو المعنيّ بقول الشاعر:
قد يكثر المال والإنسان مفتقر
يقال: غَنَيْتُ بكذا غِنْيَاناً وغِنَاءً، واسْتَغْنَيْتُ وتَغَنَّيْتُ، وتَغَانَيْتُ، قال تعالى: وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [التغابن/ 6] . ويقال: أَغْنَانِي كذا، وأغْنَى عنه كذا: إذا كفاه. قال تعالى:
ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ [الحاقة/ 28] ، ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ [المسد/ 2] ، لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً [آل عمران/ 10] ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء/ 207] ، لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ
[يس/ 23] ، وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ [المرسلات/ 31] . والْغَانِيَةُ: الْمُسْتَغْنِيَةُ بزوجها عن الزّينة، وقيل: الْمُسْتَغْنِيَةُ بحسنها عن التّزيّن.
وغَنَى في مكان كذا: إذا طال مقامه فيه مستغنيا به عن غيره بغنى، قال: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا
[الأعراف/ 92] . والْمَغْنَى يقال للمصدر وللمكان، وغَنَّى أُغْنِيَةً وغِنَاءً، وقيل: تَغَنَّى بمعنى استغنى وحمل قوله عليه السلام: « من لم يَتَغَنَّ بالقرآن» على ذلك.

غن

ى1 غَنِىَ, (S, MA, Msb, K, *) from المَال, aor. ـْ (Msb,) inf. n. غِنًى (S, * MA, Msb, K *) and غَنَآءٌ, (MA, K, * TK, [but the latter is app. held by some to be a simple subst.,]) He was, or became, free from want; in the state, or condition, of having no wants; and also, of having few wants; or in a state of competence, or sufficiency; or rich, or wealthy; الغِنَى being the contr. of الفَقْرُ, as also الغَنَآءُ; (K, TA;) and thus denoting the absence, or non-existence, of wants, which is [properly, or strictly speaking,] attributable to none but God; and also the paucity of wants; (TA;) or syn. with اليَسَارُ: (S:) and the epithet applied to him of whom this is said is ↓ غَنِىٌّ, (S:) or ↓ غَانٍ, (Msb,) [or both, for] both signify the same [as will be shown below]. (K.) One says غَنِىَ and ↓ استغنى and ↓ تغنّى and ↓ تغانى and ↓ اغتنى, (K, TA, [but wanting in the CK, and app. in several copies of the K, though it is said in one place in the K, as it is in the S, that تغنّى is syn. with استغنى,]) all having one and the same meaning, and followed by بِهِ [as therewith signifying He was, or became, free from want; in the state, or condition, of having no want, or need; or in a state of competence, &c.; by means of it, or him; i. e. he was, or became, sufficed by it, or him; and hence, he was, or became, content, or satisfied, with it, or him]. (TA.) ↓ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ, (Msb, TA,) a saying of the Prophet, (Msb,) mentioned in a trad., (TA,) means من لم ↓ يَسْتَغْنِ [i. e. He is not of us who is not content, or satisfied, with the Kur-án]: so says Sufyán Ibn-'Oyeyneh; not regarding it as meaning the utterance of the voice [in chanting]: and A 'Obeyd says that this obtains extensively in the speech of the Arabs; that they say ↓ تَغَنَّيْتُ and ↓ تَغَانَيْتُ in the sense of ↓ اِسْتَغْنَيْتُ. (Az, Msb, TA.) And one says, غَنِىَ عَنْهُ, inf. n. غِنًى and غُنْيَانٌ, meaning He was in no need of it [or him]: as also عنه ↓ استغنى; and غنه ↓ أَغْنَى [which seems to be rarely used in this sense]: and ↓ غُنْيَةٌ signifies the state of being in no need: and ↓ غَانٍِ, a man free from need. (MA.) [And مَا عَنْهُ ↓ يَسْتَغْنِى He is not without need, or not free from want, of it, or him.] And غَنِىَ بِهِ عَنْهُ, (S, Msb,) i. e. عَنْ غَيْرِهِ, (Msb,) inf. n. غُنْيَةٌ, (S,) or ↓ غُنْيَةٌ is the subst., (Msb,) meaning ↓ استغنى

[He was sufficed by it, or was satisfied, or content, with it, so as to be in no need, or so as to be free from want, of it, i. e. of another thing]: and the epithet is ↓ غَنِىٌّ. (Msb.) And [in like manner] غَنِيَتِ المَرْأَةُ بِزَوْجِهَا (S, Msb, K) عَنْ غَيْرِهِ, (Msb,) inf. n. غُنْيَانٌ (S, K) and غَنَآءٌ also, (TA,) meaning ↓ اِسْتَغْنَت [The woman was satisfied, or content, with her husband, so as to have no want of other than him]. (S, K) And غَنِيَتْ [alone], (K, TA,) inf. n. غِنًا [for غِنًى, or perhaps a mistranscription for غَنَآءٌ, as in the next preceding sentence], She (a woman) was, or became, such as is termed غَانِيَةٌ [q. v. voce غَانٍ]. (K.) b2: غَنِىَ, (TK,) inf. n. غِنًى, (K, TK,) also signifies He married, or took a wife; [as also ↓ تغنّى; (see Ham p. 226 l. 1, where تَغَنَّتْ occurs said of a woman as meaning she married;)] syn. تَزَوَّجَ. (K, * TK. [In the K, only the inf. n. of the former verb in this sense is mentioned; الغِنَى being there expl. in some copies as signifying التَّزَوُّجُ; and in others, التَّزْوِيجُ.]) Hence the saying, الغِنَى حِصْنٌ لِلْعَزَبِ [Marriage is a bulwark to him who has no wife; protecting him from the attacks of seductive women by rendering him free from the want of them]: mentioned by Az. (TA.) b3: Also, غَنِىَ, (S, K,) inf. n. غِنًى, (TA,) He dwelt, or abode, (S, K,) بِالمَكَانِ in the place: (S:) or غَنِىَ القَوْمُ فِى دَارِهِمْ The people, or party, dwelt long in their place of abode: (T, TA:) or غَنِىَ فِى مَكَانِ كَذَا He dwelt long in such a place, satisfied, or content, therewith, so as to be in no need of any other. (Er-Rághib, TA.) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا, in the Kur [vii. 90 and xi. 71 and 98], means As though they had not dwelt therein. (TA.) [See also the last sentence but two in this paragraph.] b4: and He lived; syn. عَاشَ. (S, K.) b5: And I. q.

بَقِىَ: (TA:) one says, غَنِيتُ لَكَ مِنِّى بِالمَوَدَّةِ, meaning بَقِيتُ [i. e. I remained, or have remained, constant to thee with my love, or affection]. (ISd, K, TA: in the CK [erroneously]

غَنَيْتُ.) b6: [And I. q. كَانَ.] قَدْ أَغْنَى الحَبِيبَ المُصَافِىَ, in a verse of Ibn-Mukbil, means أَكُونُ الحَبِيبَ [i. e. Certainly I will be, or shall be, the sincere friend]. (TA.) And غَنِيَتْ دَارُنَا تِهَامَةَ, (K, TA,) in a verse of another poet, (TA,) means كَانَتْ [i. e. Our place of abode was Tihámeh]. (K, TA.) And one says of a thing when it has perished, passed away, or come to nought, كَأَنْ لَمْ يَغْنَ بِالأَمْسِ, meaning كَأَنْ لَمْ يَكُنْ [i. e. As though it had not been in existence yesterday]. (Az, TA.) A2: غَنِىَ also signifies لَقِىَ: (K:) [SM doubts this; saying,] thus in the copies; but perhaps it should be بَقِىَ, a signification of غَنِىَ accord. to ISd and the K [and mentioned above]: (TA:) [it appears, however, to be correct; for it is said that] مَا غَنِيتُ فُلَانًا means لَمْ أَلْقَهُ [i. e. I did not meet, or meet with, or find, or I have not met, &c., such a one]. (JK.) [Accord. to the TK, غَنِىَ followed by بِهِ signifies لَقِى: but this is perhaps said conjecturally.]2 غَنَّىَ see 4.

A2: غنّى, (S, MA, Msb,) inf. n. تَغْنِيَةٌ, (KL,) as syn. with ↓ تغنّى, (S, MA, Msb, *) He sang, or chanted, (S, * MA, KL;) or he trilled, or quavered, or prolonged his voice and modulated it sweetly, singing, or chanting. (Msb in explanation of the former.) You say غنّاهُ الشِّعْرَ [He sang, or chanted, to him the poetry], and غنّى بِهِ [he sang, or chanted, it, i. e., the poetry], inf. n. تَغْنِيَةٌ; and بِهِ ↓ تغنّى; تغنّى and غنّى

having one and the same meaning. (K, TA.) بِالقُرْآنِ ↓ يَتَغَنَّى, in a trad. cited in the first paragraph of art. اذن, means, as expl. by EshSháfi'ee, Reciting [or chanting] the Kur-án with a plaintive and gentle voice. (Az, Msb, TA. [See also that trad. somewhat differently related voce تَرَنَّمَ.]) b2: غنّى is also said of a pigeon, meaning It [cooed, or] uttered a cry; (K, TA;) and so ↓ تغنّى. (TA.) b3: غنّى بِالمَرْأَةِ meansتَغَزَّلَ بِهَا, (K, TA,) i. e. He mentioned the woman [in amatory language, as an object of love,] in his poetry: (TA:) and غنّى بِزَيْدٍ He eulogized Zeyd: or he satirized him: like ↓ تغنّى in these two senses: (K, TA:) in that of eulogizing and that of satirizing: or, in the opinion of ISd, both of the verbs are used in these two senses and likewise in the sense mentioned immediately before them; meaning that he did thus after prolonging and modulating his voice; singing, or chanting, the same, i. e. the غَزَل and the eulogy and the satire. (TA.) 3 غَاْنَىَ see غَنَآءٌ. [From what is there said, it seems that غاناهُ signifies He was in no need of him, or it; like غَنِىَ عَنْهُ and استغنى عنه: compare تَغَانَوْا.

A2: And app. it signifies also He spoke, or talked, to him, i. e. to a child, or boy, saying to him what was pleasing to him; for it is said that] المُغَانَاةُ means تَكْلِيمُكَ الصَّبِىَّ بِمَا يَهْوَى. (JK.) 4 اغناهُ He (i. e. God, S, K, TA, [but wanting in the CK and app. in several copies of the K,]) rendered him, or made him to be, in no need, or free from want; (S, * MA, K; *) [or in a state of competence, or sufficiency;] or possessed of wealth; (S, * K, * TA;) [or rich, or wealthy; (see 1, first sentence;)] and ↓ غنّاهُ signifies the same; (K, TA; [but wanting in the CK and app. in several copies of the K;]) or, as some say, this latter is [used] in prayer [app. as meaning he said to him, May God enrich thee, or the like: compare سَقَّيْتُهُ (“ I said to him, May God send down rain to thee ”), and عَقَّرْتُهُ (as expl. in art. عقر), &c.]. (TA.) [And اغناهُ عَنْ كَذَا He, or it, caused him to be in no need, or free from want, of such a thing. (See Ham p. 152.) and يُغْنِى عَنْ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا It renders needless thy doing such a thing: lit. it causes that there shall be no need of thy doing such a thing.] b2: and اغنى عَنْهُ كَذَا Such a thing sufficed him; or stood him in stead: whence the saying in the Kur [lxix. 28], مَا أَغْنَىعَنِّى مَالِيَهْ [My property has not sufficed me, or stood me in stead]: and [in iii. 8 and lviii. 18 of the same,] لَنْ تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ [Their possessions will not suffice them in lieu of God]: (Er-Rághib, TA:) or this last means, will not defend them from God, i. e. from his punishment. (Jel in iii. 8.) And ↓ أَغْنَيْتُ عَنْكَ مَغْنَى

فُلَانٍ and ↓ مَغْنَاتَهُ, (S, Msb, K, *) and ↓ مُغْنَى

فُلَانٍ and ↓ مُغْنَاتَهُ, (S, Mgh, K,) and فُلَانٍ ↓ غَنَآءَ, (K,) I sufficed, or satisfied, or contented, thee, or I have sufficed, &c., as such a one; or I stood thee, or served thee, or I have stood &c., in the stead of such a one. (S, * Mgh, Msb, K.) and مَا يُغْنِى عَنْكَ هٰذَا This does not suffice, or satisfy, or content, thee; or stand thee, or serve thee, in any stead; and does not avail, or profit, thee. (S.) Az mentions مَا أَغْنَى فُلَانٌ شَيْئًا, thus, and with ع, [i. e. أَعْنَى,] as meaning Such a one did not avail, or profit, at all, in a difficult, or an arduous, affair or case; and did not suffice for such an affair or such a case, or for the supply of what was necessary for subsistence. (Msb, TA.) And he says also that he heard a man chide his slave, and say to him, أَغْنِ عَنِّى وَجْهَكَ بَلْ شَرَّكَ, meaning Free me from, and avert from me, [thy face, nay, rather,] thy evil, or mischief: and hence the phrase شَأْنٌ يُغْنِيهِ, [respecting which see the second sentence in art. عنى,] in the Kur [lxxx. 37]. (TA.) [Hence also,] وَمَا أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللّٰهِ مِنْ شَىْءٍ, in the Kur xii. 67, means But I do not avert from you, by my saying this, anything decreed to befall you from God: the second من is redundant. (Jel.) And one says, أَغْنِ عَنِّى كَذَا, meaning Put thou away from me, and remove far from me, such a thing: properly [أَغْنِنِى عَنْ كَذَا, originally meaning render thou me in no need of such a thing,] a phrase of the same kind as عَرَضَ الدَّابَّةَ عَلَى المَآءِ [for عَرَضَ المَآءَ عَلَى الدَّابَّةِ]. (Mgh.) A2: أَغْنَى عَنْهُ as intrans.: see 1, former half.

A3: مَا أَغْنَاهُ [How free from wants, or how rich, or wealthy, is he!]: this and مَا أَفْقَرَهُ are [said to be] anomalous; for their [respective] verbs are استغنى and افتقر, from either of which the verb of wonder may not properly [or regularly] be formed. (S in art. فقر.

[But see غَنِىَ as syn. with استغنى; and see also art. فقر.]) 5 تَغَنَّىَ see 1, former half, in three places: b2: and again in the latter half: A2: and see also 2, in five places.6 تَغَاْنَىَ see 1, former half, in two places. b2: تَغَانُوْا means They were, or became, free from want, one of another, or, as we say, of one another. (S, K.) El-Mugheereh Ibn-Habnà says, عَنْ أَخِيهِ حَيَاتَهُ ↓ كِلَانَا غَنِىٌّ وَنَحْنُ إِذَا مُتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَا [Each of us is free from want of his brother in his life-time; and when we die, we shall be more free from such want]. (S.) 8 إِغْتَنَىَ see 1, second sentence.10 إِسْتَغْنَىَ see 1, in seven places.

A2: استغنى اللّٰهَ He asked, or begged, God to render him, or make him to be, in no need, or free from want; [or in a state of competence, or sufficiency;] or rich, or wealthy. (K, TA. [But wanting in the CK, and app. in several copies of the K.]) Hence the prayer, اَللّٰهُمَّ

إِنِّىَ أَسْتَغْنِيكَ عَنْ كُلِّ حَارِمٍ وَأَسْتَعِينُكَ [O God, I ask Thee to render me in no need of any one who refuses to give, and I beg thine aid]. (TA.) غَنًى, (K, TA,) with fet-h, and مَقْصُور, (TA,) i. q. مَئِنَّةٌ; so in the saying, مَكَانُ كَذَا غَنًى مِنْ فُلَانٍ [Such a place is meet, fit, or proper, for such a one; as though meaning a place of freedom from want]; as also مِنْهُ ↓ مَغْنًى. (K, TA.) غِنًى and ↓ غَنَآءٌ signify the same; (MA, K;) both are inf. ns. of غَنِىَ: (MA:) [see the first sentence of this art.: used as simple substs., they mean Freedom from need or want; competence, or sufficiency; or richness, or wealthiness:] or غِنًى is the inf. n. of غَنِىَ; (Msb;) and ↓ غَنَآءٌ signifies competence, or sufficiency; (Mgh, Msb;) as in the saying, لَيْسَ عِنْدَهُ غَنَآءٌ He has not competence, or sufficiency: (Msb:) or غَنَآءٌ signifies profit, utility, or avail; (S;) and you say, رَجُلٌ لَا غَنَآءَ عِنْدَهُ meaning A man who is not profitable to any one: (TA voce دَدَانٌ; [and in like manner this phrase, occurring in the S voce دَدَانٌ, is expl. in the PS:]) and ↓ غُنْوَةٌ signifies the same as غِنًى

in the saying لِى عَنْهُ غُنْوَةٌ [I have no need of it, or him]: (K and TA in art. غنو:) so says Ks: but, as ISd says, the word commonly known is ↓ غُنْيَةٌ; (TA in that art.;) which see in two places in the former half of the first paragraph of this art.: this last word [said in the S to be an inf. n.] and ↓ غِنْيَةٌ and ↓ غُنْوَةٌ and ↓ غُنْيَانٌ [which is said in the S and in one place in the K to be an inf. n.] are substs. having one and the same meaning [syn. with غِنًى used as a simple subst.]: and مَا لَه عَنْهُ غِنًى [in the CK erroneously غَنًى] and ↓ غُنْيَةٌ and ↓ غُنْيَانٌ and ↓ مَغْنًى mean [lit. He has not freedom from need of it, or him; and hence,] he has not any means, or way, of separating himself from, or avoiding, it, or him; syn. بُدٌّ: (K:) and one says عَنِ ↓ فِى النِّكَاحِ غُنْيَةٌ السِّفَاحِ [In marriage is freedom from need of fornication]. (A and Msb in art. سفح.) مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى, in a trad. respecting alms, means What is over and above that which suffices for the sustenance of the household, or family. (TA.) غُنْوَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

غُنْيَةٌ and غِنْيَةٌ: see غِنًى; the former in three places.

غُنْيَانٌ: see غِنًى, latter half, in two places.

غَنَآءٌ: see غِنًى, in two places; and see also 4, former half. A poet says, سَيُغْنِينِى الَّذِى أَغْنَاكَ عَنِّى

فَلَا فَقْرٌ يَدُومُ وَلَا غَنَآءُ [He will render me free from need who has rendered thee free from need of me: for poverty will not always continue, nor competence, or richness]: or, as some relate it, غِنَآءُ, meaning thereby the inf. n. of ↓ غَانَيْتُ: [see 3, above:] but it is said that the proper reading is غَنَآءُ; because this has no other meaning than that of غِنًى: so says ISd. (TA.) b2: مَا فِيهِ غَنَآءُ ذَاكَ means There is not in him [ability for] the setting-up of that, and strength, or power, to bear it, or carry it, or to raise it upon his back and rise with it. (ISd, K, TA.) غِنَآءٌ is an inf. n. of 3. (TA, [See the next preceding paragraph.]) A2: Also, (TA,) [Song, or vocal music; i. e.] an utterance of the voice with a prolonging and a sweet modulation thereof; (K, TA;) or a raising of the voice, and continuing it without interruption; (Nh, TA;) [a singing, and a chanting;] it is said in the S to be مِنَ السَّمَاعِ [meaning that it is a sort of musical performance]: (TA:) being an utterance of the voice, its analogical form would be with damm [i. e. غُنَآءٌ, like حُدَادٌ &c.]: (Msb, TA:) its pl. is أَغْنِيَةٌ: (MA:) [and ↓ مَغْنًى signifies the same as غِنَآءٌ; and a mode of singing; and any particular air, or tune; and a song, i. e. a composition in verse that is sung or to be sung: and its pl. is مَغَانٍ: but perhaps it is post-classical: the pl. occurs in the K, in art. نصب:] غِنَآءٌ [also] signifies [a song, i. e.] poetry, or verse, that is [sung, or chanted, or] uttered with a trilling, or quavering, or a prolonging and a sweet modulation, of the voice; (Har p. 286;) and ↓ أُغْنِيَّةٌ is syn. with غِنَآءٌ (S, Har) in this sense; (Har;) or, as also ↓ إِغْنِيَّةٌ, (Fr, K, TA,) and ↓ each of them also without teshdeed, (K, TA,) as mentioned by ISd, but said by him to be not of valid authority, (TA,) signifies a certain sort of غِنَآء (K, TA) which they sing or chant: (TA:) and the pl. is أَغَانِىُّ (S, TA) [and أَغَانٍ, this latter being the pl. of each sing. that is without teshdeed]. b2: الغِنَآء is also used by a poet in the place of an inf. n., meaning التَّغَنِّى: he says, تَغَنِّ بِالشِّعْرِ إِمَّا كُنْتَ قَائِلَهُ

إِنَّ الغِنَآءَ بهٰذَا الشِعْرِ مِضْمَارُ [Sing thou, or chant thou, the poetry, if thou be uttering it: verily the singing, or chanting, this poetry is a مضمار (expl. in art. ضمر)]. (TA.) غَنِىٌّ and ↓ غَانٍ: see 1, former half; each in two places: both signify [Free from want; or in a state of competence, or sufficiency; or rich, or wealthy; or] possessing much property or wealth: (K, * TA:) pl. of the former أَغْنِيَآءُ. (Msb, TA.) See an ex. of the former in a verse cited above, conj. 6. One says, أَنَا غَنِىٌّ بِكَذَا عَنْ غَيْرِهِ [I am sufficed by such a thing, or satisfied, or content, with it, so as to be free from want of another thing]. (Msb.) b2: الغَنِىُّ as a name of God signifies [The Self-sufficient; i. e.] He who has no need of any one in any thing. (TA.) غَنَّآءٌ A singer; (MA;) [as also ↓ مُغَنٍّ; and مُغَنِّيَةٌ a female singer, a songstress:] accord. to Ibn-Ya'eesh, a ↓ مُغَنٍّ is thus called لِأَنَّهُ يُغَنِّنُ صَوْتَهُ, i. e. because he makes his voice to have in it a غُنَّة [or sort of nasal sound, or twang]; the word being, in his opinion, originally, مُغَنِّنٌ, with three ن, the last of which is changed into ى, when one says المُغَنِّى, for the purpose of alleviating the utterance. (Mughnee, art. حَرْفُ النُّونِ.) غَانٍ: see غَنِىٌّ. b2: [The fem.] غَانِيَةٌ signifies A young woman who is sufficed by her husband; or satisfied, or content, with him, (S, Msb, TA, *) so as to be in no need, or free from want, of any other: (Msb:) and sometimes, also, applied to a woman, (S,) such as is sufficed by her beauty, (S, ISd, K, TA,) so as to be in no need of decoration (ISd, K, TA) with women's ornaments: (ISd, TA:) or such as is sought, or desired, by men, but does not seek, or desire: (ISd, K, * TA:) or such as has abode in the house, or tent, of her father and mother, and whom captivity (سِبَآء) has not befallen; (IJ, ISd, K, * TA;) which is the strangest of the explanations: (TA:) or such as is youthful and chaste, whether having a husband or not: (ISd, K, TA:) or, accord. to AO, one that is married: (Ham p. 226:) or, accord. to Az, such as pleases men, and is pleased by شَبَاب [which means both youthfulness and youths or young men]: (TA:) pl. غَوَانٍ; (K;) with the article, الغَوَانِى; [and also غَانِيَاتٌ: (see an ex. in a verse cited in the second paragraph of art. زج:)] in the saying of Ibn-Er-Rukeiyát, لَا بَارَكَ اللّٰهُ فِى الغَوَانِىِ هَلْ يُصْبِحْنَ إِلَّا لَهُنَّ مُطَّلَبُ [May God not bless those young women that are sufficed by their husbands, or by their beauty, &c.: do they enter upon the time of dawn without their having desire (lit. a time or place, meaning an occasion, of seeking, or desire) ?], the ى is made movent by a poetic license: (S, TA:) and another poet uses الغَوَانِ for الغَوَانِى. (TA.) أَغْنَآءٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] The أَمْلَاكَات [meaning Goods and chattels, or paraphernalia,] of brides. (Az, K.) أُغْنِيَّةٌ and إِغْنِيَّةٌ, and each of them also without teshdeed: see غِنَآءٌ, latter half.

مَغْنًى: see 4, former half: b2: and غَنًى: b3: and غِنًى, near the end. b4: Also A place in which were its occupants, or inhabitants: (S:) or a place of abode by which its occupants, or inhabitants, were sufficed, or with which they were satisfied, or content, and from which they then departed, or removed: or in a general sense; (K, TA;) a place of abode, absolutely; but this seems to be a distinct application: (TA:) pl. مَغَانٍ; with the article, المَغَانِى. (S, TA.) A2: See also غِنَآءٌ.

مُغْنًى: see 4, former half.

مُغْنٍ [act. part. n. of 4,] A man sufficing, or satisfying, or contenting. (TA.) b2: المُغْنِى as a name of God signifies He who satisfies, or contents, whom He will, of his servants. (TA.) b3: And مُغْنِيَةٌ A woman who satisfies, or contents, her husband, so as to render him in no need of looking at other than her. (Har p. 451.) مَغْنَاةٌ and مُغْنَاةٌ: see 4, former half.

مُغَنٍّ; fem. مُغَنِّيَةٌ see غَنَّآءٌ, in two places.

غدا

(غدا) - في الحديث : "كنت أَتَغَدَّى مع عُمَر - رضي الله عنه - في رمضان"
يُريدُ السَّحور. سَمَّاه غَداء؛ لأنه بمنزلة الغَدَاءِ للصائم.
- ومن هذا قَولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلاَمُ: "هَلُمَّ إلى الغَداءِ المُبارَك"
يريدُ: السحورَ، والغَداءُ: الطَّعام الذي يؤكل في أول النهار، إلى أن يقارب المَنْصَف. - في حديث عبد المطلب والفِيل:
لا يَغْلبَنَّ صَلِيبُهُم ... ومِحالُهم غَدْوًا مِحَالَكْ
الغَدْو: أصلُ الغَدِ، وتَمامُه من اليوم الذي بَعدَ اليوم، ولم يُرِد عَينَه، إنَّما أراد قُرْبه.
غدا
الْغُدْوَةُ والغَدَاةُ من أول النهار، وقوبل في القرآن الغُدُوُّ بالآصال، نحو قوله: بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ
[الأعراف/ 205] ، وقوبل الغَدَاةُ بالعشيّ، قال:
بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ
[الأنعام/ 52] ، غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ
[سبأ/ 12] . والْغَادِيَةُ:
السّحاب ينشأ غُدْوَةً، والغَدَاءُ: طعام يتناول في ذلك الوقت، وقد غَدَوْتُ أَغْدُو، قال: أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ
[القلم/ 22] ، وغَدٌ يقال لليوم الذي يلي يومك الذي أنت فيه، قال: سَيَعْلَمُونَ غَداً
[القمر/ 26] ، ونحوه.
غ د ا: (الْغَدُ) أَصْلُهُ غَدْوٌ حَذَفُوا الْوَاوَ بِلَا عِوَضٍ. وَ (الْغُدْوَةُ) مَا بَيْنَ صَلَاةِ (الْغَدَاةِ) وَطُلُوعِ الشَّمْسِ. يُقَالُ: أَتَيْتُهُ (غُدْوَةَ) غَيْرَ مَصْرُوفٍ لِأَنَّهَا مَعْرِفَةٌ مِثْلُ سَحَرَ إِلَّا أَنَّهَا مِنَ الظُّرُوفِ الْمُتَمَكِّنَةِ وَالْجَمْعُ (غُدًا) . وَيُقَالُ: آتِيكَ (غَدَاةَ غَدٍ) وَالْجَمْعُ (الْغَدَوَاتُ) . وَقَوْلُهُمْ: إِنِّي لَآتِيهِ (الْغَدَايَا) وَالْعَشَايَا هُوَ لِازْدِوَاجِ الْكَلَامِ كَمَا قَالُوا: هَنَأَنِي الطَّعَامُ وَمَرَأَنِي وَإِنَّمَا هُوَ أَمْرَأَنِي. وَ (الْغُدُوُّ) ضِدُّ الرَّوَاحِ وَقَدْ (غَدَا) مِنْ بَابِ سَمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: 205] أَيْ بِالْغَدَوَاتِ. فَعَبَّرَ بِالْفِعْلِ عَنِ الْوَقْتِ كَمَا يُقَالُ: أَتَاهُ طُلُوعَ الشَّمْسِ أَيْ وَقْتَ طُلُوعِهَا. وَ (الْغَدَاءُ) الطَّعَامُ بِعَيْنِهِ وَهُوَ ضِدُّ الْعَشَاءِ. وَ (الْغَادِيَةُ) سَحَابَةٌ تَنْشَأُ صَبَاحًا. وَ (الِاغْتِدَاءُ) الْغُدُوُّ. وَ (غَدَّاهُ فَتَغَدَّى) . 
[غدا] الغَدُ أصله غَدْوٌ، حذفوا الواو بلا عوض. قال لبيد: وما الناسُ إلاّ كالديارِ وأهلِها * بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ فجاء به على أصله. والنسبة إليه غَدِيٌّ، وإن شئت غَدَوِيٌّ. والغدوة: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. يقال: أتيته غدوة غير مصروفة، لانها معرفة مثل سحر، إلا أنها من الظروف المتمكنة. تقول: سير على فرسك غدوة وغدوة، وغدوة وغدوة. فما نون من هذا فهو نكرة وما لم ينون فهو معرفة، والجمع غدا. ويقال: آتيك غداة غد. والجمع الغدوات مثل قطاة وقطوات. وقولهم: إن لآتيه بالغَدايا والعَشايا، هو لازدواج الكلام كما قالوا: هنأني الطعام ومَرَأني، وإنَّما هو أَمْرَأني. والغُدُوُّ: نقيض الرواح. وقد غَدا يَغْدو غُدُوًّا. وقوله تعالى: (بالغُدُوِّ والآصالِ) أي بالغَدَواتِ، فعبَّر بالفعل عن الوقت، كما يقال: أتيتك طلوع الشمس، أي وقت طلوع الشمس. والغَدَاءُ: الطعام بعينه، وهو خلاف العشاء. وإذا قيل لك: ادن فتغد قلت: مابى من تغد ولا تعش، ولا تقل: مابى غداء ولا عشاء ; لانه الطعام بعينه. وإذا قيل لك: ادن فكل قلت: مابى أكل، بالفتح. وغاداه، أي غدا عليه. والغَادِيَةُ: سحابةٌ تنشأ صباحاً. والاغتِداءُ: الغُدُوُّ. والغَدْيانُ: المُتَغَدِّي. وامرأةٌ غَدْيا على فعلى. وغديته فتغدى.
[غدا] فيه: هلم إلى "الغداء" المبارك، هو طعام يؤكل أول النهار، سمي به السحور لأنه للصائم بمنزلته للفطر. ش: هو بفتح غين. ك: ومنه "آتنا "غداءنا"" وهو بالمد. نه: ومنه ح ابن عباس: كنت "أتغدى" عند عمر في رمضان، أي أتسحر. وح: "لغدوة" أو روحة في سبيل الله، هو المرة من الغدو وهو سير أول النهار، نقيض الرواح، من: غدا يغدو غدوًا، وهو بالضم ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. ن: والظاهر أنه لا يختص بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل بكل غدوة وروحة في طريقه إلى الغزو- ومر في دنيا من د. ط: ومنه: واستعينوا "بالغدوة"- بالضم. ك: في سبيل الله أعم من الجهاد. نه: وفيه: نهى عن "الغدوى" هو كل ما في بطون الحوامل، كانوا يتبايعونه فنهوا عنه لأنه غرر، ويروى بذال معجمة. وفي ح عبد المطلب والفيل:
لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم "غدوا" محالك
وهو أصل الغد، وهو يوم بعد يومك ولم يستعمل تامًا إلا في الشعر، وأراد القريب من الزمان لا الغد بعينه. ومنه ش: و"غدوا" بلاقع. ط: "يغديه" أو تدر ما يعشيه، التغدية بدال مهملة إطعام طعام الغداة. والتعشية إطعام طعام العشية، فلا يجوز له أن يسأل من التطوع، وأما الزكاة فيجوز أن يسألها قدر نفقة سنة وكسوتها لأ، ها تفرق في السنة مرة، وشبع يوم أو ليلة- شك من الراوي. وح: "غدى" وريح عليه برزقه من الجنة، هما عبارة عن الدوام لا وقتان معينان أو عن التنعم والسرف لأن ذلك دأب المتنعم عند العرب. وح: "يغدون" في غضب الله ويروحون في سخطه، أراد بهما الدوام أو أريد بهما الوقتان المخصوصان بمعنى يصبحون يؤذون الناس ويروعونهم فيغضب الله عليهم ويمسون ويتفكرون في إيذائهم. ش: و"يغدو" أحدهم في حلة ويروح في أخرى، أي يلبس في أول النهار ثوبًا وفي آخره آخر تنعمًا ومفاخرة. ك: "تغدو" بإناء وتروح به، أي تحلب بكرةً وعشيًا. وح: من "غدا" إلى المسجد وراح، أصلهما خرج بغدوة وراح أي رجع بعشي، وقد يستعملان في مطلق الخروج، والمراد هنا الذهاب والرجوع. وح: ما لهذا "غدونا"، أي لم نقصد فلا نسجد. وح: ما فقيل- بفتح نون- و"نتغدى"- بمعجمة فمهملة، أي نأكل أول النهار لشغلنا بالنهي للجمعة. شم: وأما الغداء- بكسر غين وذال معجمتين ويمد فهو ما يتغذى به من الطعام والشراب. ج: و"اغدوا" أو روحوا، أي اعملوا أطراف النهار وقتًا وقتًا، وبالدرجة العمل في الليل، وبالشيء فقليله- ومر في د. بي: كل الناس "يغدو"، هي جملة مستأنفة جواب ما يقال: قد تبين الرشد مما تقدم فما حال الناس؟ فأجيب بأن كلهم يغدو أي يسعى ويعمل فيبيع نفسه من الله أو من الشيطان، فالأول أعتقها لأن الله تعالى اشترى أنفسهم، والثاني أوبقها "ولبئس ما شروا به أنفسهم".

غدا: الغُدْوة ، بالضم: البُكْرَة ما بين صَلاةِ الغَداة وطلُوعِ الشمس.

وغُدْوَةُ ، من يومٍ بعينِه، غير مُجْراة: عَلَمٌ للوقت. والغداة :

كالغُدْوة، وجمعها غَدَوات. التهذيب: وغُدْوة معرفة لا تُصْرَفُ؛ قال

الأزهري: هكذا يقولُ، قال النحويون: إنها لا تُنَوَّن ولا يَدخل فيها الأَلِف

واللامُ، وإذا قالوا الغَداة صَرَفوا، قال الله تعالى: بالغداة والعَشِيِّ

يُريدون وجْهَه؛ وهي قراءةُ جميع القُرّاء إلا ما رُوي عن ابن عامرٍ فإنه

قرأَ بالغُدْوَةِ، وهي شاذة. ويقال: أَتَيْته غُدْوَةَ، غير مصروفةٍ،

لأَنها معرفة مثلُ سَحَر إلاّ أَنها من الظروفِ المُتَمَكِّنةِ، تقولُ:

سِيرَ على فَرسك غُدْوَةَ وغُدْوةً وغُدوَةُ وغُدوةٌ، فما نُوِّنَ من هذا

فهو نَكِرَة، وما لم يُنَوَّنْ فهو معرفة، والجمع غُدىً. ويقال: آتِيك

غَداةَ غَدٍ، والجمع الغَدَواتُ مثل قَطاةٍ وقَطَواتٍ. الليث: يقال غَدَا

غَدُكَ وغَدَا غَدْوُكَ، ناقصٌ وتامٌّ؛ وأَنشد للبيد:

وما الناسُ إلاَّ كالدِّيارِ وأَهلِها

بها ، يومَ حَلُّوها ، وغَدْواً بَلاقِعُ

وغَدٌ: أَصلُه غَدْوٌ، حَذَفُوا الواوَ بلا عوضٍ، ويدخلُ فيه الأَلفُ

واللامُ للتعريف؛ قال:

اليوم عاجله ويعذل في الغد

(* قوله «اليوم عاجله إلخ» هو هكذا في الأصل.)

وقال آخر:

(* هو النابغة واول البيت : لا مرحباً بغد ولا أهلاً بِه)

إن كانَ تَفْرِيقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ

وغْدْوٌ: هو الأَصلُ كما أَتى به لَبِيد، والنِّسبةُ إليه غَدِيٌّ، وإن

شئت غَدَوِيٌّ؛ وأَنشد ابن بري للراجز:

لا تَغْلُواها وادْلُواها دَلْوَا ،

إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا

وفي حديث عبدِ المطلبِ والفيلِ:

لا يَغْلِبَنّ صَليبُهُم ،

ومِحالُهمْ ، غَدْواً، مِحالَكْ

الغَدْوُ: أَصلُ الغَدِ، وهو اليومُ الذي يأْتي بعدَ يومِك، فحُذِفَت

لامُه ولم يُسْتَْعمَلْ تامّاً إلاَّ في الشعر، ولم يُرد عبدُ المطَّلب

الغَدَ بعَيْنِه ، وإنما أَرادَ القريبَ من الزمان. والغَدُ ثاني يومكَ،

محذوفُ اللامِ، وربما كُنِيَ به عن الزَّمن الأَخِير. وفي التنزيل العزيز:

سَيَعْلَمُونَ غَداً مَن الكَذَّابُ الأَشِرُ؛ يعني يومَ القيامة، وقيل:

عَنَى يومَ الفتح. وفي حديث قَضَاءِ الصلَواتِ: فلْيُصَلِّها حين

يذكُرُها، ومن الغَدِ لِلْوَقْتِ؛ قال الخطابي: لا أَعْلَمُ أَحداً من الفُقهاء

قال إنَّ قضاء الصلَواتِ يؤخَّر إلى وقتِ مثْلِها من الصلواتِ ويُقْضى؛

قال: ويُشْبِه أَن يكونَ الأَمرُ اسْتِحْباباً ليَحُوزَ فَضِيلة الوقتِ في

القَضاء، ولم يرد إعادة الصلاة المَنْسِية حتى تُصَلَّى مَرَّتَين، وإنما

أَراد أَن هذه الصلاة وإن انْتَقل وقتُها للنِّسيْان إلى وقتِ الذُّكْر

فرنها باقِيةٌ على وقتها فيما بعد ذلك مع الذُّكْرِ، لئلاَّ يَظُنَّ

ظانٌّ أَنها قد سَقَطت بانِقضاءِ وقتها أَو تَغَيّرَتْ بتَغَيُّرِه. وقال

ابن السكيت في قوله تعالى: ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قدَّمَتْ لغَدٍ، قال:

قدّمت لغد بغير واو. فإذا صَرَّفوها قالوا غَدَوْت أَغْدوُ غَدْواً

وغُدُوّاً، فأَعادوا الواوَ. وقال الليث: الغُدُوُّ جمع مثلُ الغَدَواتِ،

والغُدَى جمعُ غُدْوَة؛ وأَنشد:

بالغُدى والأَصائِلِ

وقالوا: إني لآتِيه بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لا تُجْمع على

الغَدايا، ولكنهم كسَّروه على ذلك ليطابقوا بين لَفظِه ولَفْظِ العشايا، فإذا

أَفْردُوه لم يكَسِّروه. وقال ابن السكيت في قولهم: إني لآتيِه

بالغَدايا والعَشايا، قال: أَرادوا جمع الغَداة فأَتْبَعُوها العَشايا للازدواج،

وإذا أَفْرَدَ لم يجز، ولكن يقال غَداةٌ وغَدَواتٌ لا غيرُ، كما قالوا:

هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، وإنما قالوا أَمْرَأَني. قال ابن الأعرابي :

غَدِيَّةٌ مثلُ عَشِيَّة لغةٌ في غَدْوةٍ كضَحيَّة لغة في ضَحْوة، فإذا

كان كذلك فغَدِيَّة وغَدايا كعَشِيَّةٍ وعَشايا. قال ابن سيده: وعلى هذا

لا تقول إنَّهم إنما كَسَّروا الغَدايا من قولهم إني لآتيه بالغدايا

والعَشايا على الإتْباع للعشايا، إنما كسَّروه على وجْهِه لأن فَعِيلة بابُه

أَن يكَسَّر على فَعائِلَ؛ أَنشد ابن الأعرابي:

أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمِّيَهْ

غَدِيَّاتُ قَيْظِ، أَو عَشِيّاتُ أَشْتِيَهْ

قال: إنما أَراد غَدِيَّات قيظٍ أَو عَشِيّات أَشْتِية لأَنَّ

غدِيَّاتِ القَيْظِ أَطول من عَشِيَّاتِه، وعَشِيَّاتُ الشتَاءِ أَطْولُ من

غَدِيَّاته . والغُدُوُّ: جمع غداةٍ، نادرةٌ. وأَتَيْته غُدَيَّانات، على غير

قياس، كعُشَيَّانات؛ حكاهما سيبويه وقال: هما تصغيرٌ شاذّ.

وغَدا عليه غدْواً وغُدُوّاً واغْتَدى: بكَّر. والاغْتِداء: الغُدُوُّ.

وغاداه: باكَره، وغَدَا عليه. والغُدُوُّ: نقِيضُ الرَّواحِ، وقد غَدا

يَغْدُو غُدُوّاً . وقوله تعالى: بالغُدُوِّ والآصالِ؛ أَي بالغدوات فعبَّر

بالفعْل عن الوَقْتِ كما يقال: أَتَيْتُك طلوعَ الشمسِ أَي في وقْتِ

طلوع الشمس. ويقال: غَدا الرجلُ يَغْدُو، فهو غادٍ.

وفي الحديث: لَغَدْوَةٌ أَو رَوْحَةٌ في سبيلِ الله؛ الغَدْوة: المَرَّة

من الغُدُوِّ، وهو سَيْرُ أَولِ النهارِ نقيضُ الرَّواحِ.

والغادِيَة: السَّحابَة التي تَنْشَأُ غُدْوة، وقيل لابنة الخُسِّ: ما

أَحْسَنُ شيءٍ؟ قالت: أَثَرُ غادية في إثْرِ ساريةٍ في مَيْثاء رابيَةٍ؛

وقيل: الغادِية السَّحابة تنشأُ فتُمْطر غُدْوةً، وجمعُها غَوادٍ، وقيل:

الغادِيةُ سحابةٌ تَنْشَأُ صباحاً.

والغَداءُ: الطَّعامُ بعَيْنِه، وهو خِلافُ العَشاء. ابن سيده: الغَداءُ

طَعامُ الغُدْوِةِ، والجمع أَغْدِيَة؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو حنيفة:

الغَداءُ رَعْيُ الإبلِ في أَولِ النهارِ، وقد تَغَدَّتْ، وتَغَدَّى الرجل

وغَدَّيْتُه. ورجلٌ غَدْيانُ وامرأَة غَدْيا، على فَعْلى، وأَصلُها الواو

ولكنها قُلِبَت اسْتِحْساناً، لا عن قُوَّةِ علّة، وغَدَّيْتُه

فتَغَدَّى، وإذا قيل لك: تَغَدَّ، قلتَ: ما بي غَدَاءٌ؛ حكاه يعقوبُ. وتقول

أَيضاً: ما بي من تَغَدٍّ، وقيل: لا يقال ما بي غَداء

(* قوله «قلت ما بي

غداء» حكاه يعقوب هكذا في الأصل، وعبارة المحكم: قلت ما بي تغدّ ولا تقل ما

بي غداه؛ حكاه يعقوب.) ولا عَشاءٌ لأَنه الطعامُ بعيْنه، وإذا قيل لك

ادْنُ فكُلْ قلتَ ما بي أَكْلٌ، بالفتح. وفي حديث السحور: قال هَلُمَّ إلى

الغَداء المُباركِ، قال: الغَداءُ الطعامُ الذي يُؤْكَل أَوّلَ النهارِ،

فسُمِّي السحور غَداءً لأَنه للصائم بمنزلته لِلمُفْطِر؛ ومنه حديث ابن

عباس: كنتُ أَتَغَدَّى عندَ عُمر بن الخَطَّاب، رضي الله عنه، في رمضانَ

أَي أَتَسَحَّر. ويقال: غَدِيَ الرجل يَغْدَى ، فهو غَدْيانٌ وامرأَة

غَدْيانةٌ، وعَشِيَ الرجلُ يَعْشى فهو عَشْيانٌ وامرأَةٌ عَشْيانةٌ بمعنى

تَغَدَّى وتَعَشَّى. وما تَرَكَ من أَبِيهِ مَغْدًى ولا مَراحاً، ومَغْدَاةً

ولا مَراحَةً أَي شَبَهاً؛ حكاهما الفارسي.

والغَدَوِيُّ: كلُّ ما في بُطون الحَواملِ، وقومٌ يجعَلونه في الشتاءِ

خاصَّة. والغَدَوِيُّ: أَن يُباعَ البعيرُ أَو غيرُه بما يَضْرِب

الفَحْلُ، وقيل: هو أَن تُباعَ الشاةُ بِنتاجِ ما نَزا به الكَبْشُ ذلك العامَ؛

قال الفرزدق:

ومُهورُ نِسْوتِهمْ، إِذا ما أَنْكحوا،

غَدَويُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ

قال ابن سيده: والمَحْفوظ عند أَبي عبيد الغَذَوِيُّ، بالذال المعجمة.

وقال شمر: قال بعضهم هو الغَذَوي، بالذال المعجمة، في بيت الفرزدق، ثم

قال: ويروى عن أَبي عبيدة أَنه قال كلُّ ما في بُطون الحَواملِ غَدَويٌّ من

الإِبل والشاءِ، وفي لغة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما في

بطون الشاءِ خاصة؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

أَرْجُو أَبا طَلْقٍ بحُسْنِ ظَنِّى،

كالغَدَوِيِّ يُرْتَجَى أَن يُغْني

وفي الحديث عن يزيدَ بن مرَّة أَنه قال: نُهِي عن الغَدَويِّ، وهو كلُّ

ما في بُطون الحوامِل كانوا يَتبايَعُونَه فيما بينهم فنُهوا عن ذلك

لأَنه غَرَرٌ؛ وأَنشد:

أَعْطَيْتِ كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ،

بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِ

وعاجِلاتِ آجِلِ السِّخَالِ،

في حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفالِ

وبعضهم يرويه بالذال المعجمة.

وغادِيَةُ: امْرأَةٌ من بني دُبَيْرٍ، وهي غادِيَة بنتُ قَزَعَة.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.