Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أنى

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ النُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.

نَوَرَ

(نَوَرَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى «النُّورُ» هُوَ الَّذِي يُبْصِرُ بِنُورِهِ ذُو العَماية، ويَرْشُد بهُداه ذُو الغَوَاية. وَقِيلَ: هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي بِهِ كلُّ ظُهورٍ. فَالظَّاهِرُ فِي نفسِه المُظْهِر لِغَيْرِهِ يُسَمَّى نُوراً.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «قَالَ لَهُ ابنُ شَقِيقٍ: لَوْ رأيتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنتُ أَسْأَلُهُ: هَلْ رأيتَ ربَّك؟ فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نورٌ أنَّى أَراه؟» أَيْ هُوَ نُورٌ كَيْف أراهُ .
سُئلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: مَا زِلْتُ مُنْكِراً لَهُ، وَمَا أَدْرِي مَا وجْهُه.
وَقَالَ ابْنُ خُزيمة: فِي الْقَلْبِ مِنْ صِحَّة هَذَا الخَبر شَيْءٌ، فإنَّ ابن شقيق لم يكن يثبت أباذر.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: النُّورُ جسْمٌ وعَرَض، والبَارِي جلَّ وعزَّ لَيْسَ بجسْم وَلَا عَرض، وإنما الْمُرَادُ أَنَّ حِجابه النُّور. وَكَذَا رُوي فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى. وَالْمَعْنَى: كَيْفَ أَرَاهُ وحِجابُه النُّور: أَيْ إِنَّ النُّور يَمْنَعُ مِنْ رُؤْيَتِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً» وَبَاقِي أَعْضَائِهِ . أَرَادَ ضِياءُ الْحَقِّ وبيَانَهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: اللهمَّ استعمِل هَذِهِ الأعضاءَ مِنِّي فِي الْحَقِّ. وَاجْعَلْ تَصَرُّفي وتَقَلُّبي فِيهَا عَلَى سَبِيلِ الصَّوَابِ وَالْخَيْرِ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْوَرُ المُتَجرَّد» أَيْ نَيِّر لَوْنِ الْجِسْمِ. يُقَالُ للحَسن المُشْرق اللَّون: أَنْوَر، وَهُوَ أَفْعَلُ مِنَ النُّورِ. يُقَالُ: نَارَ فَهُوَ نَيِّرٌ، وأَنَارَ فَهُوَ مُنِيرٌ.
وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ «أَنَّهُ نَوَّرَ بِالْفَجْرِ» أَيْ صَلَّاهَا وَقَدِ اسْتَنَارَ الأُفُق كَثِيرًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «نَائِرَاتُ الْأَحْكَامِ، ومُنيرات الْإِسْلَامِ» النَّائِرَاتُ: الْوَاضِحَاتُ البيِّنات، والْمُنِيرَات كَذَلِكَ. فَالْأُولَى مِن نارَ، وَالثَّانِيَةُ مِنْ أنارَ، وأنارَ لازِم ومُتَعَدّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرض عُمرُ للجَدّ ثُمَّ أَنَارَهَا زيدُ بنُ ثَابِتٍ» أَيْ أوضَحها وبَيَّنها.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» أَرَادَ بِالنَّارِ هَاهُنَا الرَّأْيَ: أَيْ لَا تُشاورُوهم.
فَجَعَلَ الرَّأْيَ مَثَلا للضَّوء عِنْدَ الحَيْرة.
(هـ) وَفِيهِ «أنَا بَرِىءٌ مِنْ كلِّ مُسلمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا تراأى نَارَاهُمَا» أَيْ لَا تَجْتَمعان بِحَيْثُ تَكُونُ نارُ أحدِهما مُقابِل نارِ الْآخَرِ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنْ سِمَة الْإِبِلِ بِالنَّارِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَشْرُوحًا فِي حَرْفِ الرَّاءِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صَعْصَعة بْنِ نَاجِيَةَ جدِّ الْفَرَزْدَقِ «قَالَ: وَمَا ناراهُما ؟» أَيْ مَا سِمَتُهما الَّتِي وُسِمتا بِهَا، يَعْنِي نَاقَتَيْه الضالَّتَين، فَسُمِّيَتِ السِّمَةُ نَارًا لِأَنَّهَا تُكْوَى بِالنَّارِ، والسِّمة: الْعَلَامَةُ.
(س) وَفِيهِ «الناسُ شركاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: الْمَاءِ والكَلأ وَالنَّارِ» أَرَادَ: لَيْسَ لِصَاحِبِ النار أَنْ يَمْنَع مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَضيءَ مِنْهَا أَوْ يَقْتَبس.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالنَّارِ الحِجارة الَّتِي تُورِي النارَ: أَيْ لَا يُمنَع أحدٌ أَنْ يأخذَ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ الْإِزَارِ «وَمَا كَانَ أسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ» مَعْنَاهُ أنَّ مَا دُونَ الكَعْبين مِنْ قَدَمِ صَاحِبِ الإزارِ المُسْبَل فِي النارِ، عُقوبةً لَهُ عَلَى فِعْلِهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ صَنيعه ذَلِكَ وفعلَه فِي النَّارِ: أَيْ إِنَّهُ معدودٌ مَحْسوب مِنْ أَفْعَالِ أَهْلِ النَّارِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعَشرة أنفُس فِيهِمْ سَمُرة: آخِركم يَمُوتُ فِي النَّارِ» فَكَانَ سَمُرة آخَر العشرةِ مَوْتًا. قِيلَ: إِنَّ سَمُرة أَصَابَهُ كُزَازٌ شَدِيدٌ، فَكَانَ لَا يكادُ يَدْفأ، فَأَمَرَ بقِدْرِ عَظِيمَةٍ فَمُلِئَتْ مَاءً، وأوقَدَ تَحْتَها، واتَّخذ فوقَها مَجْلِساً، وَكَانَ يَصْعَدُ إِلَيْهِ بُخارُها فُيدْفِئُه، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ خُسِفَت بِهِ فَحَصَلَ فِي النَّارِ، فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ لَهُ. واللَّه أَعْلَمُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالنَّارُ جُبَارٌ» قِيلَ: هِيَ النَّارُ يُوقِدُها الرجُل فِي مِلْكه، فَتُطَيِّرها الريحُ إِلَى مَالِ غَيْرِهِ فَيَحْترِق وَلَا يَملُك رَدّها، فَتَكُونَ هَدَراً.
وَقِيلَ: الْحَدِيثُ غَلطَ فِيهِ عبدُ الرَّزَّاقِ، وَقَدْ تابَعَه عبدُ الْمَلِكِ الصَّنْعاني.
وَقِيلَ: هُوَ تَصْحِيفُ «البِئر» ، فإنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يُمِيلون النَّارَ فَتَنْكسِر النونُ، فَسَمِعَهُ بعضُهم عَلَى الْإِمَالَةِ فكتَبه بالياء فقرأوه مُصَحَّفاً بِالْبَاءِ.
والبئرُ هِيَ الَّتِي يَحْفرها الرجُل فِي مِلْكه أَوْ فِي مَواتٍ، فَيَقَعُ فِيهَا إنسانٌ فيَهْلِك، فَهُوَ هَدَرٌ.
قَالَ الْخَطَابِيُّ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: غَلِط فِيهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَتَّى وجَدْتُه لِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى.
وَفِيهِ «فَإِنَّ تَحْتَ البَحْر نَارًا وَتَحْتَ النارِ بَحْرًا» هَذَا تفخيمٌ لِأَمْرِ الْبَحْرِ وَتَعْظِيمٌ لِشَأْنِهِ، وأنَّ الآفَةَ تُسْرِع إِلَى راكِبه فِي غَالِبِ الْأَمْرِ، كَمَا يُسْرِع الهلاكُ مِنَ النَّارِ لمَن لابَسها ودَنا مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ سِجْنِ جَهَنَّمَ «فَتعلُوهم نارُ الْأَنْيَارِ» لَمْ أجدْه مَشْروحا، وَلَكِنَّ هَكَذَا يُرْوَى، فَإِنْ صحَّت الرِّوَايَةُ فيحتَمِل أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ نَارَ النِّيران، فَجَمَعَ النارَ على أَنْيَارٍ، وأصلُها: أَنْوَارٌ، لأنها مِنَ الْوَاوِ، كَمَا جَاءَ فِي رِيحٍ وعِيد: أرياحٌ وأعيادٌ، مِنَ الْوَاوِ. واللَّه أَعْلَمُ.
(س) وَفِيهِ «كَانَتْ بينَهم نَائِرَةٌ» أَيْ فتْنةٌ حادِثه وعَداوة. ونارُ الْحَرْبِ ونَائِرَتُهَا:
شرُّها وهَيْجُها.
(س) وَفِي صِفَةِ نَاقَةِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ «هِيَ أَنْوَرُ مِنْ أَن تُحْلَبَ» أَيْ أنْفَرُ. والنَّوَارُ:
النِّفَارُ. ونُرْتُهُ وأَنَرْتُهُ: نَفَّرتُه. وامرأةٌ نَوَارٌ: نافِرةٌ عَنِ الشَّرّ وَالْقَبِيحِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ خُزَيمة «لمَّا نَزل تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَنْوَرَتْ» أَيْ حَسُنت خُضْرَتُها، مِنَ الْإِنَارَةِ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا أطْلَعَت نَوْرَهَا، وَهُوَ زَهْرُها. يُقَالُ: نَوَّرْتُ الشجرةُ وأَنَارَتْ. فَأَمَّا أنْوَرتْ فَعَلَى الْأَصْلِ.
(هـ) وَفِيهِ «لعَن اللَّهُ مَن غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ» الْمَنَارُ: جَمْعُ مَنَارَة، وَهِيَ الْعَلَامَةُ تُجْعل بَيْنَ الحدَّين. ومَنَارُ الحَرم: أعلامُه الَّتِي ضَرَبَها الخليلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أقطارِه وَنَوَاحِيهِ.
وَالْمِيمُ زائدةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «إنَّ للإسْلام صُوًى ومَنَاراً» أَيْ علاماتٍ وشرائعَ يُعْرَفُ بِهَا.

نَمَطَ

(نَمَطَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «خَيْرُ هَذِهِ الأمَّة النَّمَطُ الأوْسَط» النَّمَطُ: الطَّرِيقَةُ مِنَ الطَّرائِق، والضَّرب مِنَ الضُّروب. يُقَالُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ النَّمط: أَيْ مِنْ ذَلِكَ الضَّرب. والنَّمَطُ:
الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ أمْرُهُم واحِد. كَرِه عليٌّ الغُلُوَّ والتَّقْصير فِي الدِّين.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَهُ الْأَنْمَاطَ» هِيَ ضَرْبٌ مِنَ البُسْط لَهُ خمل رقيق، واحدها: نَمَطٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «وأنَّى لنَا أنماطٌ؟» .

مَشَى

مَشَى يَمْشِي: مَرَّ،
كَمَشَّى تَمْشِيَةً، وكَثُرَتْ ماشِيَتُه، كأَمْشَى، واهْتَدَى،
ومنه: {نُوراً تَمْشُونَ به} ،
والاسمُ: المِشْيَةُ، بالكسر: وهي ضَرْبٌ منه أيضاً.
والتِّمْشاءُ، بالكسر: المَشْيُ.
والمَشَّاءُ: النَّمَّامُ.
والمُشَاةُ: الوُشاةُ.
والماشِيَةُ: الإِبِلُ، والغَنَمُ.
ومَشَتْ مَشَاءً: كثُرَتْ أولادُها. وأمْشَى القومُ، وامْتَشَوا.
وامرأةٌ ماشِيَةٌ: كثيرَةُ الوَلَدِ.
(مَشَى)
[هـ] فِيهِ «خَيْرُ مَا تَداوَيْتَم بِهِ المَشِيُّ» يُقَالُ: شَرِبْتُ مَشِيّاً ومَشوّاً، وَهُوَ الدَّواء المُسْهِلُ، لِأَنَّهُ يَحْمِلُ شارِبَه عَلَى المشْيِ، والتردُّدِ إِلَى الخَلاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ «قَالَ لَهَا: بِمَ تَسْتَمْشِين؟» أَيْ بِمَ تُسْهِلِين بطنَك.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أرادَ المشيَ الَّذِي يعرِض عِنْدَ شُرْبِ الدَّواء إِلَى المَخْرَج.
وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ «فِي رَجُلٍ نَذَر أَنْ يَحَجَّ ماشِيا فأعْيا، قَالَ: يَمْشِي مَا رَكب، ويَرْكَبُ مَا مَشَى» أَيْ أَنَّهُ يَنْفُذُ لِوَجْهِهِ، ثُمَّ يَعُودُ مِنْ قابِل فَيَرْكَبُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي عَجَزَ فِيهِ عَنِ المَشْي، ثُمَّ يَمشِي مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ كلَّ مَا رَكِبَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ إسماعيلَ أَتَى إِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ: إنَّا لَمْ نَرِثْ مِنْ أَبِينَا مَالًا، وَقَدْ أثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ، فَأَفِئْ عليَّ مِمَّا أفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: ألم ترض أنى لم أستعبدك حتى حَتَّى تَجيئَني فتسألَني الْمَالَ؟» .
قولُه «أثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ» : أَيْ كَثُر ثَراك، يَعْنِي مَالَكَ، وكثُرَت ماشِيَتُك.
وَقَوْلُهُ: «لَمْ أسْتَعْبِدك» : أَيْ لَمْ أتَّخْذك عَبْدًا.
قِيلَ: كَانُوا يَسْتعبِدون أولادَ الإماءِ. وَكَانَتْ أمُّ إِسْمَاعِيلَ أمَةً، وَهِيَ هاجَرُ، وأمُّ إِسْحَاقَ حُرَّةً، وَهِيَ سارّةُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الماشيةِ» فِي الْحَدِيثِ، وجمعُها: المَواشى، وَهِيَ اسمٌ يَقَعُ عَلَى الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتعملُ فِي الغَنَم.

عَلَقَ

(عَلَقَ)
(هـ) فِيهِ «جَاءَتْهُ امْرأةٌ بابْن لَهَا قَالَتْ: وقَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ مِنَ العُذْرَة، فَقَالَ: عَلَامَ تَدْغَرْن أوْلاَدَكُنَّ بِهَذِهِ العُلُق؟» وَفِي رِوَايَةٍ «بِهَذَا العِلَاق» وَفِي أُخْرَى «أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ» .
الإِعْلَاق: مُعالجة عُذْرة الصَّبيِّ، وَهُوَ وَجَع فِي حَلْقه وَوَرَم تَدْفَعُه أمُّه بأصْبعها أَوْ غَيْرِهَا.
وَحَقِيقَةُ أَعْلَقْتُ عَنْهُ: أزلْتُ العَلُوق عَنْهُ، وَهِيَ الدَّاهيَة. وَقَدْ تقَدَّم مَبْسُوطاً فِي العُذْرة.
قَالَ الخطَّابي: المحدِّثون يَقُولُونَ: «أَعْلَقْتُ علَيه» وَإِنَّمَا هُوَ «أَعْلَقْتُ عَنْهُ » : أَيْ دَفَعْت عَنْهُ. وَمَعْنَى أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ: أورَدْتُ عَلَيْهِ العَلُوق، أي ما عَذَّبَتْه به من دَغْرِها.
ومنه قَوْلُهُمْ «أَعْلَقْتُ عليَّ» إِذَا أدْخَلْتُ يَدي فِي حَلْقي أتَقَيَّأ.
وَجَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايات «العِلَاق» وَإِنَّمَا المعْروف «الإِعْلَاق» وَهُوَ مَصْدَرُ أَعْلَقْتُ، فإنْ كَانَ العِلَاق الِاسْمَ فَيَجُوزُ، وأمَّا العُلُق فَجَمْعُ عَلُوق.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «إِنْ أنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإنْ أسْكُتْ أُعَلَّقْ» أَيْ يَتْركُني كالمُعَلَّقَة، لَا مُمْسَكة وَلَا مُطَلَّقة.
(س) وَفِيهِ «فعَلِقَتِ الأعرابُ بِهِ» أَيْ نَشِبوا وتَعَلَّقُوا. وَقِيلَ: طَفِقُوا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعَلِقُوا وجْهَه ضَرباً» أَيْ طَفِقُوا وجَعَلوا يَضْرِبونه.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَليمة «رَكِبْتُ أتَاناً لِي فخرجتُ أمامَ الرَّكْب حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا أحَدٌ مِنْهُمْ» أَيْ مَا يتَّصل بِهَا ويَلْحَقُها.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّ أمِيراً بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّم تَسْليمَتين، فَقَالَ: أَنَّى عَلِقَها؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهَا» أَيْ مِنْ أَيْنَ تَعلَّمها، وممن أخذها؟ (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ: أَدُّوا العَلَائِق، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا العَلَائِق؟» وَفِي رِوَايَةٍ في قوله تعالى: «وانْكحوا الأيَامى مِنْكم، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا العَلَائِق بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أهْلُوهم» العَلَائِق: المُهور، الواحِدة: عَلَاقَة ، وعَلَاقَة المَهر: مَا يَتَعَلَّقُون بِهِ عَلَى المُتَزَوِّج.
(س) وَفِيهِ «فعَلِقت مِنْهُ كلَّ مَعْلَق» أَيْ أحَبَّها وشُغِف بِهَا. يُقَالُ: عَلِقَ بقَلْبِه عَلَاقَة، بِالْفَتْحِ، وَكُلُّ شَيْءٍ وقَع مَوْقِعَه فَقَدْ عَلِقَ مَعَالِقَه.
وَفِيهِ «مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» أَيْ مَنْ عَلَّقَ عَلَى نَفْسِهِ شيئاً من التعاويد والتَّمائم وأشْباهِها مُعْتقدا أَنَّهَا تَجْلِب إِلَيْهِ نَفْعاً، أَوْ تَدْفع عَنْهُ ضَرًّا.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
عَيْنُ فابْكي سَامَةَ بنَ لُؤَيٍّ فَقَالَ رجَل:
عَلِقَتْ بِسَامَةَ العَلَاقَهْ
هِيَ بِالتَّشْدِيدِ: المَنِيَّة، وَهِيَ العَلُوق أَيْضًا.
وَفِي حَدِيثِ المِقْدام «أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ الرجُل مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا يَعْلَقُ عَلَى يَدَيْهَا الخَيْط، وَمَا يَرْغَب واحدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حتَّى يَمُوتَا هَرَماً» قَالَ الحَرْبيّ:
يَقُولُ مِنْ صِغَرِها وقِلَّة رِفْقِها، فيَصْبر عَلَيْهَا حَتَّى يَمُوتا هَرَماً. والمُراد حَثُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الوصيَّة بالنِّساء والصَّبر عليهنَّ: أَيْ أنَّ أهلَ الْكِتَابِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِنِسائهم.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ أَرْوَاحَ الشُّهداء فِي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ» أَيْ تأكُل. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ لِلْإِبِلِ إِذَا أكَلَت العِضَاه. يُقَالُ عَلَقَتْ تَعْلُقُ عُلُوقاً، فنُقلَ إِلَى الطَّيْر.
(هـ) وَفِيهِ «ويجتزئُ بالعُلْقَة» أَيْ يَكْتَفِي بالبُلْغة من الطَّعام. وَمِنْهُ حَدِيثُ الإفْك «وإنَّما يأكُلْنَ العُلْقَة مِنَ الطَّعام» .
وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّة بَنِي سُلَيم «فَإِذَا الطَّيْر تَرْمِيهِم بالعَلَق» أَيْ بِقِطَع الدَّمِ، الواحِدة: عَلَقَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي أوْفَى «أَنَّهُ بَزَق عَلَقَةً ثُمَّ مَضَى فِي صِلَاتِهِ» أَيْ قِطْعَة دَمٍ مُنْعَقِد.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَامِرٍ «خَيْرُ الدَّوَاءٍ العَلَق والحِجَامة» العَلَق: دُوَيْبَّة حَمْراءُ تَكُونُ فِي الْمَاءِ تَعْلَق بالبَدن وتَمُصُّ الدَّم، وَهِيَ مِنْ أَدْوِيَةِ الحَلْق وَالْأَوْرَامِ الدَّمَويَّة، لامْتِصَاصِها الدَّمَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ.
وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة «فَمَا بالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْرِقُون أَعْلَاقَنا» أَيْ نَفائسَ أموالِنا، الْوَاحِدُ:
عِلْق، بِالْكَسْرِ. قِيلَ: سُمِّي بِهِ لتَعَلُّقِ الْقَلْبِ بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إنَّ الرجُل لَيُغالي بِصَداق امْرأته حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوةً، يَقُولُ: جَشِمْت إلَيكِ عَلَق القِرْبة» أَيْ تَحَمَّلْتُ لأجْلِكِ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى عَلَق القِرْبة.
وَهُوَ حَبْلُها الَّذِي تُعَلَّق بِهِ. وَيُرْوَى بِالرَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرة «رُئِيَ وَعَلَيْهِ إزارٌ فِيهِ عَلْق، وَقَدْ خَيَّطه بالأُصْطَبَّة» العَلْق:
الخَرْق، وَهُوَ أَنْ يَمُرّ بشَجَرة أَوْ شَوْكَةٍ فتَعْلَق بِثَوْبِهِ فتَخْرِقَه.

سَمَمَ

(سَمَمَ)
(هـ) فِيهِ «أُعِيذُكُمَا بكَلِماتِ اللَّه التَّامَّة، مِنْ كُلِّ سَامَّة وهامَّة» السَّامَّةُ: مَا يَسُمُّ وَلَا يَقْتُل مِثْلَ العَقْرب والزُّنُبور وَنَحْوِهِمَا. وَالْجَمْعُ سَوَامُّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِياض «مِلْنا إِلَى صَخْرَةٍ فَإِذَا بَيْض، قَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْنَا: بَيْض السَّامِّ» يُريد سَامَّ أبرصَ، وَهُوَ نَوعٌ مِنَ الوَزَغ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «كنَّا نَقُولُ إِذَا أصْبَحْنا: نعوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ والعامّة» السَّامَّةُ هاهنا خاصَّة الرَّجل. يُقَالُ سَمَّ إِذَا خصَّ.
(س) وفى حديث عمير بن أفضى «يُورِدُه السَّامَّة» أَيِ المَوتَ. والصحيحُ فِي المَوت أَنَّهُ السَّامُ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِلْيَهُودِ: عَلَيْكُمُ السَّامُ والذَّام» .
(س) وَفِيهِ «فأتُوا حرثَكم أنَّى شِئْتُمْ سِمَاماً وَاحِدًا» أَيْ مَأْتًى واحِداً، وَهُوَ مِنْ سِمَامِ الإِبْرة: ثَقْبها. وانتَصب عَلَى الظَّرف: أَيْ فِي سِماَم واحدٍ، لكنَّه ظَرْفٌ محدودٌ أجْرى مُجْرَى المُبْهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كَانَتْ تَصُوم فِي السَّفَر حَتَّى أذْلَقها السَّمُوم» هُوَ حرُّ النَّهَارِ.
يُقَالُ لِلرِّيحِ الَّتِي تَهُبُّ حَارَّةً بِالنَّهَارِ: سَمُومٌ. وبالليل حَرُور. (س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَذُمُّ الدُّنْيَا «غِذَاؤُهَا سِمَامٌ» السِّمَامُ- بِالْكَسْرِ- جمعُ السَّمِّ القاَتِل.

رَهَقَ

(رَهَقَ)
فِيهِ «إِذَا صلَّى أحدُكم إِلَى شَيْءٍ فَلْيَرْهَقْهُ» أَيْ فليَدْنُ مِنْهُ وَلَا يبعدْ عَنْهُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «ارْهَقُوا القِبلة» أَيِ ادْنُوا مِنْهَا.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «غُلَامٌ مُرَاهِقٌ» أَيْ مُقارب للحُلُم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أبَوَيه أَرْهَقَهُمَا طُغيانا وكُفْرا» أَيْ أغْشاهما وأعْجَلَهما. يُقَالُ: رَهِقَهُ بِالْكَسْرِ يَرْهَقُهُ رَهَقاً: أَيْ غَشِية، وأَرْهَقَهُ أَيْ أغْشاه إِيَّاهُ، وأَرْهَقَنِي فُلان إِثْمًا حَتَّى رَهِقْتُهُ: أَيْ حمَّلني إِثْمًا حَتَّى حمَّلته لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنْ رَهِقَ سيّدَه دينٌ» أَيْ لَزِمه أداؤُه وضُيِّق عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَرْهَقْنَا الصلاةَ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ» أَيْ أخرْناها عَنْ وَقتِها حَتَّى كِدْنا نُغْشِيها ونُلحِقُها بِالصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ فِي سَيف خالدٍ رَهَقاً» أَيْ عَجَلَةً. (هـ) وَحَدِيثُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا دَخل مكةَ مُرَاهِقاً خرجَ إِلَى عَرَفة قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ» أَيْ إِذَا ضَاقَ عَلَيْهِ الوقتُ بِالتَّأْخِيرِ حَتَّى يَخَافَ فَوْت الوُقوف، كَأَنَّهُ كَانَ يَقْدَم يَوْمَ التَّرْوِية أَوْ يَوْمَ عَرَفَةَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ وعَظَ رَجُلًا فِي صُحْبة رَجُلٍ رَهِقٍ» أَيْ فِيهِ خِفَّة وحِدّة: يُقَالُ رَجُلٌ فِيهِ رَهَقٌ إِذَا كَانَ يَخِفّ إِلَى الشَّرِّ ويَغْشاه. والرَّهَقُ: السَّفة وغِشْيان الْمَحَارِمِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ «أَنَّهُ صلَّى عَلَى امْرَأَةٍ كَانَتْ تُرَهَّقُ» أَيْ تُتَّهم بشَرّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَلَك رَجُلَانِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عابِدٌ وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فُلَانٌ مُرَهَّقٌ» أَيْ مُتَّهم بِسُوءٍ وسفَه. وَيُرْوَى مُرَهِّقٌ أَيْ ذُو رَهَق.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حسْبُك مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا يُعْرَفَ بَيْتُكَ» الرَّهَقُ هَاهُنَا:
الحُمق وَالْجَهْلُ، أَرَادَ حسبُك مِنْ هَذَا الخُلُق أَنْ يُجْهل بيتُك وَلَا يُعْرف، يريدُ أَنْ لَا تَدْعُوَ أَحَدًا إِلَى طعامِك فَيَعْرِفَ بَيْتَكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ اشْتَرَى مِنْهُ إِزَارًا فَقَالَ للوزَّان: زنْ وأرْجِح، فَقَالَ: مَن هَذَا؟
فَقَالَ المسئولُ: حَسْبُك جهْلا أَنْ لَا يُعْرف بيتُك. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَإِنَّمَا هُوَ حسْبك مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا تَعْرف نبيَّك: أَيْ أَنَّهُ لمَّا سَأَلَ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ زِنْ وأرْجِح لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ، فَقَالَ لَهُ المسئولُ: حسبُك جَهْلا أَنْ لَا تَعْرِف نبيَّك، عَلَى أنِّى رأيتُه فِي بعضِ نسخِ الهرَوى مُصْلَحا ، وَلَمْ يَذْكر فِيهِ التَّعْلِيلَ بِالطَّعَامِ والدُعاء إِلَى الْبَيْتِ.

رَسَلَ

(رَسَلَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ الناسَ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسَالًا يُصَلُّون عَلَيْهِ» أَيْ أفْواجا وفِرَقا مُتَقَطِّعَةً، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، واحدُهم رَسَلٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَإِنَّهُ سَيُؤتى بِكُمْ رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عَنِّي» أَيْ فِرَقا. والرَّسَلُ: مَا كَانَ مِنَ الإبلِ والغَنَم مِنْ عَشْرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُ الْأَرْسَالِ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفة «ووَقير كَثِيرُ الرَّسَلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ» يُرِيدُ أنَّ الَّذِي يُرْسَلُ مِنَ المَواشِي إِلَى الرعْي كَثِيرُ العَدد، لَكِنَّهُ قَلِيلُ الرِّسْلِ، وَهُوَ اللَّبن، فَهُوَ فَعَل بِمَعْنَى مُفْعَل:
أَيْ أَرْسَلَهَا فَهِيَ مُرْسَلَةٌ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا فسَّره ابْنُ قُتّيبة. وَقَدْ فَسَّره العُذْريّ وَقَالَ:
كثيرُ الرَّسَلِ: أَيْ شَدِيدُ التَّفرُّق فِي طَلَب المَرْعى، وَهُوَ أشْبَه، لِأَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: ماتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهدِيُّ، يَعْنِي الإبِلَ، فَإِذَا هَلَكَت الإبلُ مَعَ صَبْرها وبَقائِها عَلَى الجَدْب كَيْفَ تسلُم الغنمُ وتَنْمِي حَتَّى يَكْثُرَ عددُها؟ وَإِنَّمَا الوجْهُ مَا قَالَهُ العُذْرِي، فَإِنَّ الْغَنَمَ تَتَفرَّق وتنْتشِر فِي طَلَبِ المَرْعَى لِقلَّتِه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» النَّجْدة: الشِّدَّةُ.
والرِّسْلُ بِالْكَسْرِ: الْهِينَةُ وَالتَّأَنِّي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلِكَ بِالْكَسْرِ:
أَيِ اتَّئد فِيهِ، كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينَتِك. قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» أَيِ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ. يَقُولُ يُعْطِي وَهِيَ سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عَلَيْهِ إخراجُها فَتِلْكَ نَجْدتُها. ويُعْطِي فِي رِسْلِهَا وَهِيَ مَهازيلُ مُقاربة. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ إِلَّا مَن أَعْطَى فِي إبِله مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ عَطاؤُه، فَيَكُونُ نجْدة عَلَيْهِ، أَيْ شِدَّةً، وَيُعْطِي مَا يَهُون عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ مِنْهَا مُسْتَهيناً بِهِ عَلَى رِسْلِهِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ : فِي رِسْلِهَا أَيْ بِطِيبِ نفْس مِنْهُ. وَقِيلَ لَيْسَ للهُزال فِيهِ مَعْنًى؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ الرِّسْل بعد النَّجْدة، على جهة التَّفخيم [لِلْإِبِلِ] فَجَرَى مجْرِى قَوْلِهِمْ: إِلَّا مَن أعْطَى فِي سِمَنِها وحُسْنِها ووُفور لَبَنها، وَهَذَا كُلُّهُ يَرجعُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، فَلَا مَعْنًى للهُزال؛ لِأَنَّ مَن بَذَل حقَّ اللَّهِ مِنَ المَضْنون بِهِ كَانَ إِلَى إِخْرَاجِهِ مِمَّا يَهُون عَلَيْهِ أسْهَل، فَلَيْسَ لِذكر الهُزال بَعْدَ السِمَن مَعْنًى.
قُلْتُ: وَالْأَحْسَنُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بالنَّجْدة: الشِّدَّةَ والجَدْب، وبِالرِّسْلِ: الرَّخاء والخِصب؛ لِأَنَّ الرِّسْلَ اللَّبَن، وَإِنَّمَا يَكْثُر فِي حَالِ الرَّخاء والخِصب، فيكونُ الْمَعْنَى أَنَّهُ يُخْرِج حقَّ اللَّهِ فِي حَالِ الضِّيق والسَّعَة، والجَدْب والخِصب؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَخْرَجَ حقَّها فِي سَنَةِ الضِّيق والجَدب كَانَ ذَلِكَ شَاقًّا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إجْحاف بِهِ، وَإِذَا أخْرَجها فِي حَالِ الرَّخاء كَانَ ذَلِكَ سَهلا عَلَيْهِ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَجْدتُها ورِسْلُهَا؟ قَالَ: عُسْرها ويُسْرها، فَسمَّى النَّجدة عُسْرا والرِّسْلَ يُسْراً؛ لِأَنَّ الجَدب عُسْر والخِصْبَ يُسْر، فَهَذَا الرَّجل يُعطِى حَقَّها فِي حَالِ الجَدْب والضِّيق وَهُوَ المُراد بِالنَّجْدَةِ، وَفِي حَالِ الخِصب والسَّعة، وَهُوَ المُرادُ بِالرِّسْلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ «رَأَيْتُ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ الرِّسْلُ البياضَ أَكْثَرَ مِنَ السَّوَادِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ التَّمرُ؛ السَّوادَ أكثرَ مِنَ الْبَيَاضِ» أَرَادَ بِالرِّسْلِ اللَّبن، وَهُوَ البَياضُ إِذَا كَثُر قَلَّ التَّمر، وَهُوَ السَّواد.
وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ «فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا» أَيِ اثبتُا وَلَا تَعْجَلَا.
يُقَالُ لِمَنْ يَتَــأَنَّى وَيَعْمَلُ الشَّيْءَ عَلَى هِينتِه. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَفِيهِ «كَانَ فِي كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ» أَيْ تَرتيل. يُقَالُ تَرَسَّلَ الرجُل فِي كَلَامِهِ ومَشيه إِذَا لَمْ يَعْجل، وَهُوَ والتَّرتيلُ سَوَاءٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِذَا أذَّنت فَتَرَسَّلْ» أَيْ تَأنَّ وَلَا تَعْجَل.
(س) وَفِيهِ «أيُّما مُسّلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلَى مُسلم فَغَبَنه فَهُوَ كَذَا» الِاسْتِرْسَالُ: الاسْتِئناسُ والطُّمَأنينةُ إِلَى الْإِنْسَانِ والثِّقة بِهِ فِيمَا يُحَدِّثه بِهِ، وأصلُه السكونُ والثَّبات.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «غَبْنُ الْمُسْتَرْسِل ربا» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصار تزوَّج امرَأةً مُرَاسِلًا» أَيْ ثَيِّبا.
كذا قال الهروي.
وفي قصيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
أمْسَتْ سُعادُ بأرْضٍ لَا يُبلِّغها ... إِلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ المَرَاسِيلُ
المَرَاسِيلُ: جَمْعُ مِرْسَالٍ، وَهِيَ السَّرِيعة السَّير

ثَبَتَ

ثَبَتَ
الجذر: ث ب ت

مثال: ثَبَتَ اسمَه في الديوان
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن هذا الفعل لم يأت في المعاجم إلا مزيدًا بالهمزة.
المعنى: سَجَّلَه

الصواب والرتبة: -أَثْبَتَ اسمَه في الديوان [فصيحة]-ثَبَتَ اسمَه في الديوان [صحيحة]
التعليق: الذي في المعاجم «أثبت» مزيد بالهمزة. ولكن ورد اسم المفعول «مثبوت» في تكملة المعاجم مما يجيز استعمال «ثَبَت» متعديًا.
(ثَبَتَ)
- فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فطعنْتُه فَأَثْبَتُّهُ» أَيْ حبَسْتُه وجعلْته ثَابِتاً فِي مَكَانِهِ لَا يُفارِقه.
وَمِنْهُ حديثُ مَشُورَة قُريش فِي أمْر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَالَ بعضُهم إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بالوَثَاق» . وَفِي حَدِيثِ صَوْمِ [يَوْمِ] »
الشَّكِّ «ثُمَّ جَاءَ الثَّبَت أَنَّهُ مِنْ رَمَضَانَ» الثَّبَت- بِالتَّحْرِيكِ- الحُجة وَالْبَيِّنَةُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ «بِغَيْرِ بَيّنة وَلَا ثَبَت» وَقَدْ تَكَرَّرُ فِي الْحَدِيثِ.
ثَبَتَ ثَباتاً وثُبوتاً، فهو ثابِتٌ وثَبيتٌ وثَبْتٌ، وأثْبَتَه وثَبَّتَه.
والثَّبيتُ: الفارِسُ الشُّجاعُ،
كالثَّبْتِ، وقد ثَبُتَ ككَرُمَ، ثَباتَةً وثُبوتَةً، والثابِتُ العَقْلِ،
وـ من الخَيلِ: الثَّقِفُ في عَدْوِهِ، كالثَّبيتِ.
والثِّباتُ، بالكسر: شِبامُ البُرْقُع، وسَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ.
والمُثْبَتُ، كمُكْرَمٍ: الرَّحْلُ المَشْدود به، ومَنْ لا حَراكَ به منَ المَرَضِ، وبكسر الباءِ: الذي ثَقُل فلم يَبْرَحِ الفراشَ.
وداءٌ ثُباتٌ، بالضم: مُعْجِزٌ عن الحَركةِ.
وثابَتَه وأثْبَتَه: عَرَفَه حقَّ المَعْرِفَةِ.
وإِثْبِيتُ، كإِزْميلٍ: أرضٌ، أو ماءٌ لِبَنِي يَرْبوعٍ، أو لبني المُحِلِّ بنِ جعفرٍ. وثابتٌ وثَبيتٌ: اسْمانِ. وأحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ الثَّابِتِيُّ، نِسْبَةٌ إلى جَدِّ والدِه ثابتٍ: فقيهٌ. وأبو ثُبَيْتٍ، كزُبَيْرٍ، يزيدُ بنُ مُسْهِر، وأبو ثُبَيْتٍ الجَمَّازِيُّ، وثُبَيْتُ بنُ كثير، وهانِئُ بنُ ثُبَيْتٍ، وعُقْبَةُ بنُ أبي ثُبَيْتٍ: مُحَدِّثونَ.
وقولُه تعالى: {لِيُثْبتوك} ، أي: ليَجْرَحوكَ جِراحةً لا تَقُومُ معها، أو ليَحْبسوكَ.
والأَثْباتُ: الثِّقاتُ.
واسْتَثْبَتَ: تــأنَّى. وثُبَيْتَةُ، كَجُهَيْنَةَ، بنتُ الضَّحَّاكِ، أو هي بالنون، وبِنتُ يَعارٍ: صَحَابيَّتانِ. وبنتُ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ: تابِعيَّةٌ.

تثبت

(تثبت) فِي الْأَمر والرأي تــأنى فِيهِ وَلم يعجل
بَاب التثبت

التؤدة والاناة والسكينة والسمت وَالْوَقار والهدوء والركانة والرزانة والرفق وَالرسل والهيبة والإطراق 

تأد

(ت أ د) : (قَوْلُهُ) وَلَهُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى (تُؤَدَةٍ) يُقَالُ اتَّأَدَ فِي مِشْيَتِهِ إذَا تَرَفَّقَ وَلَمْ يَعْجَلْ وَفِي فُلَانٍ تُؤَدَةٌ أَيْ تَثَبُّتٌ وَوَقَارٌ وَأَصْلُ التَّاءِ فِيهَا وَاوٌ.
(تأد)
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «قَالَ لَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَيْدَكُمْ» أَيْ عَلَى رِسْلِكم، وَهُوَ مِنَ التُّؤْدَة، كأنَّه قَالَ الْزمُوا تُؤَدَتَكم. يُقَالُ تَئِدَ تَأْداً، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ تَأَدَكُمْ، فَأَبْدَلَ مِنَ الْهَمْزَةِ يَاءً. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى. وَالَّذِي جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اتَّئِدْ أنْشُدكم بِاللَّهِ، وَهُوَ أمْر بالتُّؤدة: التَّأنّي. يُقَالُ اتَّأَدَ فِي فِعْلِهِ وقولِه، وتَوَأَّدَ إِذَا تــأنَّى وتَثَبَّت وَلَمْ يَعْجَل. واتَّئِدْ فِي أمْرك: أَيْ تَثَبَّت. وَأَصْلُ التَّاءَ فِيهَا واوٌ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.

أَتَى

أَتَى يَأتي
بمعنى أَضَرَّ. كما قال تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} .
وأيضاً: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ} .
(أَتَى) الشَّيْء هيأه وسهله وَالْمَاء وللماء سهل لَهُ سَبيله وَوجه لَهُ مجْرى إِلَى مقره
(أَتَى)
أَتَيَا وإتيانا وإتيا ومأتى ومأتاة جَاءَ يُقَال أتيت الْأَمر من مأتاه ومأتاته من وَجهه وَقرب ودنا وَعَلِيهِ كَذَا مر بِهِ وَعَلِيهِ أنفذه وَعَلِيهِ الدَّهْر أهلكه وَالْمَكَان وَالرجل جَاءَهُ وَالْأَمر فعله وَالْمَرْأَة بَاشَرَهَا وَالْقَوْم انتسب إِلَيْهِم وَلَيْسَ مِنْهُم فَهُوَ أُتِي
(أَتَى)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ سَأَلَ عاصمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا» أَيْ غَرِيبٌ. يُقَالُ رَجُلٌ أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «إِنَّا رَجُلاَنِ أَتَاوِيَّانِ» أَيْ غَرِيبَانِ. قَالَ أَبُو عُبيد: الْحَدِيثُ يُرْوَى بالضَّمّ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِالْفَتْحِ، يُقَالُ سَيْل أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ: جَاءَكَ وَلَمْ يَجِئكَ مَطَرُه. وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرْأَةِ الَّتِي هَجَت الأنْصار:
أَطَعْتُمْ أَتَاوِيَّ مِنْ غَيْرِكُمْ ... فَلاَ مِنْ مُرَادٍ ولاَ مَذْحِجِ
أَرَادَتْ بِالْأَتَاوِيِّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَتَلَهَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ فأهْدَرَ دَمَها.
(س) وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْنِ» أَيِ الدَّفْعَةَ والدَّفْعَتَيْن، مِنَ الأتْو:
العَدْو، يُرِيدُ رَمْيَ السِّهَامِ عَنِ القِسِيِّ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أحْسَنَ أَتْوَ يَدَي هَذِهِ النَّاقَةِ وأَتْيَهُمَا: أَيْ رَجْعَ يَدَيْها فِي السَّيْرِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ فِي صِفَةِ دِيَارِ ثَمُودَ قَالَ «وأَتَّوْا جداولَها» أَيْ سَهَّلُوا طُرُق الْمِيَاهِ إِلَيْهَا.
يُقَالُ: أَتَّيْتُ الماءَ إِذَا أصْلَحْتَ مَجْراه حَتَّى يَجْرِيَ إِلَى مَقَارّه. [ (هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «لَوْلاَ أنَّه طريقٌ مِيتَاء لحزنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ» أَيْ طَرِيقٌ مَسْلُوكٌ، مِفْعَالٌ مِنَ الإِتْيَان.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ اللُّقَطَةِ «مَا وَجدتَ فِي طَرِيقٍ مِيتَاء فعرّفْه سَنَةً» ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُؤَتِّي الماءِ فِي الْأَرْضِ» أَيْ يُطرَق، كَأَنَّهُ جَعَله يَأتي إِلَيْهَا: أَيْ يَجيءُ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «خَيْرُ النِّسَاء المُوَاتِيَةُ لِزَوْجها» المُوَاتَاة: حُسْن المُطَاوعَة وَالْمُوَافَقَةِ، وَأَصْلُهُ الْهَمْزُ فخُفِّف وَكَثُرَ حَتَّى صارَ يقالُ بِالْوَاوِ الْخَالِصَةِ، وَلَيْسَ بالوَجْه.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي العَدْوَى «أَنَّى قلتَ أُتِيتَ» أَيْ دُهِيتَ وتغيَّر عَلَيْكَ حِسّك فَتَوَهَّمْتّ مَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ صَحِيحًا.
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ «كَمْ إِتَاءُ أَرْضِكَ» أَيْ رَيْعُهَا وحَاصِلُها، كأنَّه مِنَ الإِتَاوَةِ، وَهُوَ الخَرَاجُ.
أَتَى
: ي ( {أَتَيْتُه} أَتْياً {وإِتْياناً} وإتْيانَةً، بكسرِهِما، {ومَأْتاةً} وأُتِيّاً، بالضَّمِّ (كعُتِيَ ويُكْسَرُ؛ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ على الأُولى والثَّانِيَةِ والرَّابِعَةِ، وَمَا عَداهُنَّ عنِ ابنِ سِيدَه؛ (جِئْتُه.
وقالَ الرَّاغِبُ: حَقيقَةُ {الإتْيانِ المَجِيءُ بسُهُولةٍ.
قالَ السَّمين: الإتْيانُ يقالُ للمَجِيءِ، بالذَّاتِ وبالأَمْرِ والتَّدْبيرِ، وَفِي الخَيْرِ والشَّرِّ وَمن الأوَّل قَوْله:
أَتَيْت المُرُوءَة من بابِها وقَوْلُه تعالَى: {وَلَا} يأْتُونَ الصَّلاةَ إلاَّ وهُم كُسَالَى} ، أَي لَا يَتَعاطُونَ.
قالَ شَيْخُنا: {أَتَى يَتَعدَّى بنَفْسِه؛ وقَوْلُهم: أَتَى عَلَيْهِ، كأنَّهم ضَمَّنُوه معْنَى نَزَلَ، كَمَا أَشارَ إِلَيْهِ الجلالُ فِي عقودِ الزبرجدِ. وقالَ قوْمٌ: إنَّه يُسْتَعْملُ لازِماً ومُتَعدِّياً، انتَهَى.
وشاهِدُ} الأَتْي قَوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
فاحْتَلْ لنَفْسِكَ قَبْل {أَتْيِ العَسْكَرِ قُلْتُ: ومِثْلُه قَوْلُ الآخر:
إنِّي} وأَتْيَ ابنِ علاَّقٍ ليَقْرِيَنيكعائِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِوقالَ اللَّيْثُ: يقالُ! أَتاني فلانٌ أَتْياً {وأَتْيةً واحِدَةً وإِتْياناً؛ فَلَا تقولُ} إتْيانَةً واحِدَةً إلاَّ فِي اضْطِرارِ شِعْرٍ قَبيحٍ.
وقالَ ابنُ جنِّي: حُكِي أَنَّ بعضَ العَرَبِ يقولُ فِي الأَمْرِ مِنْ أَتى: تِ، فيَحْذفُ الهَمْزةَ تَخْفيفاً كَمَا حُذِفَتْ من خُذْ وكُلْ ومُرْ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
تِ لي آلَ زيْدٍ فابْدُهم لي جماعةًوسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شيءٍ يَضِيرُهاوقُرِىءَ: يومَ {تَأْتِ، بحذْفِ الياءِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ، وَهِي لُغَةُ هُذيْل؛ وأَمَّا قَوْلُ قَيْسِ بنِ زُهَيْر العَبْسيّ:
أَلَمْ} يَأْتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِيبما لاقَتْ لَبُون بني زِيادِ؟ فإنَّما أَثْبَتَ الباءَ وَلم يحذِفْها للجَزْمِ ضَرُورَةً، ورَدَّه إِلَى أَصْلِه.
قالَ المازِنيُّ: ويَجوزُ فِي الشِّعْرِ أَنْ تقولَ: زيْدٌ يرْمِيُكَ. برَفْعِ الياءِ، ويَغْزُوُك، برَفْعِ الواوِ، وَهَذَا قاضِيٌ، بالتَّنْوينِ، فيجْري الحَرْف المُعْتَلّ مُجْرى الحَرْف الصَّحِيح فِي جَميعِ الوُجُوهِ فِي الأَسْماءِ والأَفْعَالِ جَمِيعاً لأنَّه الأَصْلُ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
( {وآتَى إِلَيْهِ الشَّيءَ، بالمدِّ،} إيتَاء: (ساقَهُ وجَعَلَه {يَأْتِي إِلَيْهِ (} وآتَى (فلَانا شَيْئا إيتَاء: (أَعْطاهُ إيَّاهُ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: { {وأُوتِيَتُ مِن كلِّ شيءٍ} : أَرادَ، واللَّهُ أَعْلَم،} أُوتِيْتَ مِن كلِّ شيءٍ شَيْئا. وقَوْلُه تعالَى: {! ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ} . وَفِي الصِّحاح: {آتاهُ أَتَى بِهِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {} آتِنا غَداءَنا} ، أَي {ائْتِنا بِهِ.
قُلْتُ: فَهُوَ بالمدِّ يُسْتَعْملُ فِي الإعْطاءِ وَفِي} الإتْيانِ بالشيءِ.
وَفِي الكشافِ: اشْتَهَرَ {الإيتاءُ فِي مَعْنى الإعْطاءِ وأَصْلُه الإحْضارُ.
وقالَ شيْخُنا: وذَكَرَ الرّاغبُ أَنَّ الإيتاءَ مَخْصوصٌ بدَفْعِ الصَّدقَةِ؛ قالَ: وليسَ كَذَلِكَ فقد وَرَدَ فِي غيرِهِ: ك {} آتَيْناهُ الحُكْمَ} ، {وآتَيْناهُ الكِتابَ، إلاَّ أَنْ يكونَ قَصَد المَصْدَر فَقَط.
قُلْتُ: وَهَذَا غَيْرُ سَديدٍ، ونَصُّ عِبارَتِهِ: إلاَّ أَنَّ الإيتاءَ خُصَّ بدَفْعِ الصَّدَقَةِ فِي القُرْآنِ دُونَ الإعْطاء قالَ تعالَى: {ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ} . {} وآتُوا الزَّكاةً} ؛ ووَافَقَه على ذلِكَ السَّمين فِي عمدَةِ الحفَّاظِ، وَهُوَ ظاهِرٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ، فتأَمَّل.
ثمَّ بَعْدَ مدَّةٍ كَتَبَ إليَّ مِن بلدِ الخليلِ صاحِبُنا العلاَّمَة الشَّهاب أَحْمَدُ بنُ عبْدِ الغنيّ التَّمِيميّ إمامُ مَسْجده مَا نَصّه: قالَ ابنُ عبْدِ الحقِّ السّنباطيّ فِي شرْحِ نظمِ النقاية فِي علْمِ التَّفْسِيرِ مِنْهُ مَا نَصّه: قالَ الخويي: والإِعْطاءُ {والإِيتاءُ لَا يَكادُ اللُّغويُّونَ يُفَرِّقُونَ بَيْنهما، وظَهَرَ لي بَيْنهما فَرْقٌ يُنْبىءُ عَن بلاغَةِ كِتابِ اللَّهِ، وَهُوَ أَنَّ الإيتاءَ أَقْوَى مِنَ الإعْطاءِ فِي إثْباتِ مفْعولِه، لأنَّ الإعْطاءَ لَهُ مُطاوِعٌ بخِلافِ الإيْتاءِ، تقولُ: أَعْطاني فعطوت، وَلَا يقالُ} آتَاني فَأتيت، وإنَّما يقالُ آتَاني فأَخَذْتُ، والفِعْلُ الَّذِي لَهُ مُطاوِعٌ أَضْعَفُ فِي إثْباتِ مَفْعولِه ممَّا لَا مُطاوِعَ لَهُ، لأنَّك تقولُ قَطَعْته فانْقَطَعَ، فيدلُّ على أَنَّ فِعْلَ الفاعِلِ كانَ مَوْقوفاً على قُبولِ المَحلِّ، لولاه مَا ثَبَتَ المَفْعُولُ، وَلِهَذَا لَا يصحُّ قَطَعْته فَمَا انْقَطَعَ، وَلَا يصحُّ فيمَا لَا مُطاوعَ لَهُ ذَلِك؛ قالَ: وَقد تَفَكَّرْت فِي مَواضِع مِنَ القُرْآنِ فوَجَدْت ذلِكَ مُراعىً، قالَ تَعَالَى: { {تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} ، لأنَّ المُلْكَ شيءٌ عَظيمٌ لَا يُعْطاهُ إلاَّ مَنْ لَهُ قُوَّةٌ؛ وقالَ: {إنَّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ} ، لأنَّه مورود فِي المَوْقفِ مُرْتَحِل عَنهُ إِلَى الجنَّة، انتَهَى نَصُّه.
قُلْتُ: وَفِي سِياقِه هَذَا عْندَ التأَمُّل نَظَرٌ والقاعِدَةُ الَّتِي ذَكَرَها فِي المُطاوَعَةِ لَا يَكادُ ينسحبُ حُكْمُها على كلِّ الأَفْعالِ، بل الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا قالَهُ فإنَّ الإعْطاءَ أَقْوَى مِنَ الإيتاءِ، وَلذَا خَصَّ فِي دفْعِ الصَّدَقاتِ الإيتاءَ ليكونَ ذلِكَ بسُهولَةٍ من غَيْرِ تَطَلّعٍ إِلَى مَا يَدْفَعه، وتَأَمَّل سائِرَ مَا وَرَدَ فِي القُرْآنِ تَجِدُ مَعْنَى ذلِكَ فِيهِ، والكَوْثَرُ لمَّا كانَ عَظِيماً شَأْنَهُ غَيْر داخِلٍ فِي حِيطَةِ قدْرَةٍ بَشَريَّةٍ اسْتُعْمِل الإعْطاءُ فِيهِ. وكَلامُ الأئمَّة وسِياقُهم فِي الإيتاءِ لَا يُخالِفُ مَا ذَكَرْنا، فتأَمَّل وَالله أَعْلَم.
(وآتَى (فلَانا: جازَاهُ؛ وَقد قُرِىءَ قَوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ} أَتَيْنا بهَا} ، بالقَصْر والمدِّ، فعلى القَصْرِ جئْنا، وعَلى المدِّ أَعْطَينا، وقيلَ: جازَيْنا، فإنْ كانَ آتَيْنا أَعْطَيْنا فَهُوَ أَفْعَلْنا، وَإِن كانَ جازَيْنا فَهُوَ فاعَلْنا.وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَا يُفْلِحُ الساحِرُ حيثُ أَتَى} ، قَالُوا فِي مَعْناه: (أَي حيثُ كانَ) ، وقيلَ: مَعْناه حيثُ كانَ الساحِرُ يجبُ أَنْ يُقْتَلَ، وكَذلِكَ مَذْهَبُ أَهْلِ الفِقْه فِي السَّحَرةِ.
(وطريقٌ {مِئْتاةٌ، بالكسْرِ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} مِئْتاءٌ؛ (عامِرٌ واضِحٌ؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب بالهَمْزِ قالَ: وَهُوَ مِفْعالٌ مِن {أَتَيْت، أَي} يَأْتِيه الناسُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَوْلَا أنَّه وَعْدٌ حَقُّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِئتاةٌ لحَزَنَّا عليكَ يَا إبراهيمَ) ؛ أَرادَ أَنَّ المْوتَ طَريقٌ مَسْلوكٌ، يَسْلُكُهُ كلُّ أَحدٍ.
قالَ السَّمين: وَمَا أَحْسَن هَذِه الاسْتِعارَة وأَرْشَق هَذِه الإشارَة.
ورَوَاهُ أَبو عبيدٍ فِي المُصَنَّفِ: طريقٌ {مِيتَاء بغيرِ هَمْزٍ، جَعلَه فِيعالاً.
قالَ ابنُ سِيدَه: فِيعالٌ مِن أَبْنيةِ المَصادِرِ،} ومِيتاءُ ليسَ مَصْدراً إنَّما هُوَ صفَةٌ، فالصَّحِيحُ فِيهِ مَا رَوَاهُ ثَعْلَب وفَسَّره قالَ: وَكَانَ لنا أَنْ نقولَ إنَّ أَبا عبيدٍ أَرادَ الهَمْزَ فتَرَكَه إلاَّ أَنَّه عَقَدَ البابَ بِفِعْلاءَ ففَضَحَ ذاتَه وأَبانَ هِنَاتِه.
(وَهُوَ مُجْتَمَعُ الطَّريقِ أَيْضاً، كالمِيدَاءَ.
وقالَ شَمِرٌ مَحجَّتُه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحميدٍ الأَرْقَط:
إِذا انْضَزَّ مِئتاءُ الطَّريقِ عليهمامَضَتْ قُدُماً برح الحزامِ زَهُوقُ (و) {المِيتاءُ: (بمعْنَى التِّلْقاءِ. يقالُ: دارِي} بمِيتاء دارِ فُلانٍ ومِيداءِ دارِ فُلانٍ، أَي تِلْقاءَ دارِهِ.
وبَنى القَوْمُ دارَهُم على مِيتاءٍ واحِدٍ ومِيداءٍ واحِدٍ.
( {ومَأْتَى الأَمْرِ} ومَأْتاتُهُ: جِهَتُه ووَجْهُه الَّذِي {يُؤْتَى مِنْهُ. يقالُ: أَتَى الأمْرَ من} مَأْتاتِهِ، أَي {مَأْتاهُ، كَمَا تقولُ: مَا أَحْسَنَ مَعْناةُ هَذَا الكَلامِ، تُريدُ مَعْناهُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ،، وأَنشَدَ للرَّاجزِ:
وحاجةٍ كنتُ على صُِماتِهاأَتَيْتُها وحْدِي على} مَأْتاتِها ( {والإِتَى، كرِضاً؛ وضَبَطَه بعضٌ كعَدِيَ، (} والأَتاءُ، كسَماءٍ، وضَبَطَه بعضٌ ككِساءٍ: (مَا يَقَعُ فِي النَّهْرِ من خَشَبٍ أَو وَرَقٍ، ج آتاءُ، بالمدِّ.
( {وأُتِيٌّ، كَعُتِيّ، وكلُّ ذَلِكَ مِن} الإتْيانِ. (وَمِنْه: (سَيْلٌ {أُتِيٌّ} وأَتاوِيٌّ إِذا كانَ لَا يُدْرَى مِن أَيْنَ أَتى، وَقد (ذُكِرَ قَرِيباً، فَهِيَ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
( {وأَتِيَّةُ الجُرْحِ، كعَلِيَّةٍ، (} وإِتِّيَّتُهُ، بكسْرٍ فتَشْديدِ تاءٍ مكْسُورَةٍ وَفِي بعضِ النسخِ آتِيَتُه بالمدِّ؛ (مادَّتُه وَمَا {يَأْتِي مِنْهُ؛ عَن أَبي عليَ، لأنَّها} تَأْتِيهِ مِن مَصَبِّها.
( {وأَتَى الأمْرَ والذَّنْبَ: (فَعَلَهُ.
(ومِن المجازِ: أَتَى (عَلَيْهِ الدَّهْرُ، أَي (أَهْلَكَهُ؛ وَمِنْه} الأَتوُ للمَوْتِ وَقد تقدَّمَ.
( {واسْتَأَتَتِ النَّاقَةُ} اسْتِئْتاءً: ضَبِعَتْ و (أَرادَتِ الفَحْلَ.
وَفِي الأساسِ: اغْتَلَمَتْ أَن {تُؤْتَى.
((و) } اسْتَأَتيَّ (زيْدٌ فلَانا: اسْتَبْطَأَهُ وسَأَلَهُ {الإتْيانَ. يقالُ: مَا} أَتَيْنا حَتَّى! اسْتَأَتَيْناكَ إِذا اسْتَبْطَؤُوهُ؛ كَمَا فِي الأساسِ؛ وَهُوَ عَن ابنِ خَالَوَيْه. (ورجُلٌ {مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاءٌ، مِن آتاهُ جازَاهُ وأَعْطَاهُ، فعلى الأوَّل فاعَلَهُ، وعَلى الثَّانِي: أَفْعَلَهُ، كَمَا تقدَّمَ.
(} وتَأَتَّى لَهُ: تَرَفَّقَ {وأَتَاهُ مِن وَجْهِه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ الأصْمَعيِّ.
((و) } تَأَتَّى لَهُ (الأَمْرُ: تَهَيَّأَ وتَسَهَّلَتْ طَرِيقُه، قالَ:
تَأَتَّى لَهُ الخَيْرُ حَتَّى انْجَبَرْ وقيلَ: {التَّأَتِّي: التَّهَيؤُ للقِيامِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الأَعْشى:
إِذا هِيَ} تَأَتَّى قَريب القِيام تَهادَى كَمَا قد رأَيْتَ البَهِيرا ( {وأَتَيْتُ الماءَ وللماءِ (} تَأْتِيَةً) ، على تَفْعِلَةٍ، ( {وتَأَتِّياً، بالتَّشْديدِ: (سَهَّلْتُ سَبِيلَه ووَّجَّهْتُ لَهُ مَجْرىً حَتَّى جَرَى إِلَى مَقارِّهِ. وَمِنْه حدِيثُ ظُبْيان فِي صفَةِ دِيارِ ثَمُود: (} وأَتَّوْا جَداوِلَها) ، أَي سَهَّلُوا طُرُقَ المِياهِ إِلَيْهَا.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: رأَى رَجُلاً {يُؤَتِّي الماءَ إِلَى الأرضِ، أَي يُطَرِّق كأَنَّه جعَلَه يَأَتي إِلَيْهَا، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ لأبي محمدٍ الفَقْعَسِيّ:
تَقْذِفهُ فِي مثلِ غِيطان النِّيهْفي كلِّ تِيهٍ جَدْول} تُؤَتِّيهْ ( {وأُتِيَ فلانٌ، كعُنِيَ: أَشْرَفَ عَلَيْهِ العَدُوُّ ودَنا مِنْهُ. ويقالُ:} أُتِيتَ يَا فُلان إِذا أُنْذِرَ عَدُوَّاً أَشْرَفَ عَلَيْهِ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
( {وأَتَّى بمعْنَى حتَّى لُغَةٌ فِيهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأَتيْةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ مِن الإِتيانِ.
! والمِيتاءُ، كالمِيداءِ، مَمْدُودَانِ: آخِرُ الغايَةِ حيثُ يَنْتهِي إِلَيْهِ جَرْيُ الخَيلِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ووَعْدٌ {مَأْتِيٌّ: أَي} آتٍ؛ كحجابٍ مَسْتُورٍ أَي ساتِرٍ، لأَنَّ مَا {أَتَيْته فقد أَتَاكَ.
قَالَ الجَوْهرِيُّ: وَقد يكونُ مَفْعولاً لأنَّ مَا} أَتاكَ مِن أَمْرِ اللَّهِ فقد أَتَيْتَه أَنْتَ، وإِنَّما شُدِّدَ لأنَّ واوَ مَفْعولٍ انْقَلَبَتْ يَاء، لكَسْرةِ مَا قَبْلها فأُدغِمَتْ فِي الياءِ الَّتِي هِيَ لامُ الفِعْلِ.
{وأتى الفَاحِشَةَ: تلَبَّسَ بهَا، ويُكَنَّى بالإتْيانِ عَن الوَطْءِ؛ وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: {} أَتَأْتُونَ الذّكْران} ، وَهُوَ مِن أَحْسَنِ الكِنايَاتِ.
ورجُلٌ مَأْتِيُّ: {أَتَى فِيهِ، وَمِنْه قَوْلُ بعضِ المُولّدين:
يَأْتي} ويُؤْتَى ليسَ ينكرُ ذَا ولاهذا كَذلِكَ إبْرة الخيَّاطوقَوْلُه تَعَالَى: {أَيْنَما تكُونُوا {يأْتِ بكُم اللَّهُ جَمِيعاً} . قالَ أَبو إسْحاق: مَعْناهُ يُرْجِعُكُم إِلَى نَفْسِه.
وقَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {} أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوه} ؛ أَي قَرُبَ ودَنا {إتْيانُه.
ومِن أَمْثالِهم:} مَأْتِيٌّ أَنْتَ أَيُّها السَّوادُ، أَي، لَا بُدَّ لَكَ مِن هَذَا الأَمْرِ.
{وأُتِيَ على يدِ فُلانٍ: إِذا هَلَك لَهُ مالٌ، قالَ الحُطيْئة:
أَخُو المَرْء} يُؤْتَى دونه ثمَّ يُتَّقَى بِزُبِّ الْلِّحَى جز الخُصى كالجَمامِحِقَوْلُه: أَخُو المَرْء، أَي أَخُو المَقْتُول الَّذِي يَرْضَى مِن دِيَّةِ أَخيهِ بِتُيوسٍ طَوِيلَة اللِّحَى، يعْنِي لَا خَيْر فيمَا دونه، أَي يُقْتَل ثمَّ يُتَّقَى بِتُيوسٍ، ويقالُ: يُؤْتَى دونه أَي يُذْهَبُ بِهِ ويُغْلَبُ عَلَيْهِ؛ وقالَ آخَرُ:
أَتَى دون حُلْوِ العَيشِ حَتَّى أَمرَّهنُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُأَي ذَهَبَ بحُلْوِ العَيْشِ.
وقَوْلهُ تَعَالَى: { {فأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهم مِن القَواعِدِ} ، أَي قَلَعَ بُنْيانَهم من قَواعِدِه وأَساسِه فهَدَمَه عَلَيْهِم حَتَّى أَهْلَكَهُم.
وقالَ السَّمين نَقْلاً عَن ابنِ الأَنْبارِي فِي تَفْسيرِ هَذِه الْآيَة: فأَتَى اللَّهُ مَكْرَهُم مِن أَجْله، أَي عَادَ ضَرَر المَكْر عَلَيْهِم، وَهل هَذَا مَجازٌ أَو حَقيقَةٌ؛ والمُرادُ بِهِ نمْرُوذ، أَو صَرْحه خَلافٌ، قالَ: ويُعَبَّرُ} بالإِتْيانِ عَن الهَلاكِ، كقَوْلهِ تَعَالَى: { {فأَتاهُمُ اللَّهُ من حيثُ لم يَحْتَسِبُوا} .
ويقالُ:} أَتى فلَان من مَأْمَنِه: أَي جاءَهُ الهَلاكُ مِن جهَةِ أَمْنه.
{وأُتِيَ الرَّجُل، كعُنِيَ: وَهِي وتغَيَّر عَلَيْهِ حِسُّه فتَوَهَّم مَا ليسَ بصَحِيحٍ صَحيحاً.
وفَرَسٌ أَتيٌّ} ومُسْتَأْتٍ {ومُؤَتَّى} ومُسْتَأْتَى، بغيْرِ هاءٍ: إِذا أَوْ دَقَتْ.
{وآتِ: مَعْناه هَاتِ، دَخَلَتِ الهاءُ على الألِفِ.
وَمَا أَحْسَنَ أَتْيَ يَدَي هَذِه الناقَة: أَي رَجْع يدَيْها فِي سَيْرِها.
وَهُوَ كرِيمُ} المُؤَاتاةِ جَميلُ المُوَاسَاةِ: أَي حَسَن المُطَاوَعَةِ.
{وآتَيْتُه على ذلِكَ الأَمْرِ: إِذا وَافَقْته وطاوَعْته. والعامَّةُ تقولُ:} وأَتَيْتُه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هِيَ لُغَةٌ لأهْلِ اليَمَنِ، جَعَلُوها واواً على تَخْفيفِ الهَمْزةِ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (خَيْرُ النِّساءِ! المُؤاتِيَةُ لزَوْجِها) . {وتَأَتَّى لمَعْرُوفِه: تَعَرَّضَ لَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وتَأَتَى لَهُ بِسَهْمٍ حَتَّى أَصَابَهُ: إِذا تَقَصَّدَه؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.
} وأَتَّى اللَّهُ لفلانٍ أَمْرَه {تَأَتِيَةً هَيَّأَهُ.
ورجُلٌ} أَتِيٌّ: نافِذٌ {يتَأَتَّى للأُمورِ.
} وآتَتِ النَّخْلةُ {إِيتاءً: لُغَةٌ فِي} أَتَتْ.
{والأَتِي: النهيرُ الَّذِي دونَ السّرى؛ عَن ابنِ بَرِّي.

حكا

(حكا) - في الحديث: "ما سَرَّنِى أَنِّى حَكيتُ فُلانًا وأَنَّ لِى كَذَا وَكَذَا" .
يقال: حَكَى فُلانٌ فُلاناً، إذا فَعَل مِثلَ فِعلِه، ويُستَعْمَل غالبا في الفِعْلِ الحَسَن، فإذا حَكَى القَبِيحَ، قيل: حَاكَاهُ.

تئد

(تئد) - في خُصومَة عَلىًّ والعَبَّاس: "قال عُمَر رَضِى الله عنهم: تَيْدَكم".
مَعْناه على رِسْلِكم، من التُّؤدَة: أي الزَمُوا تُؤَدَتَكم، كأن أَصلهَا: تَئِد تَأَدًا، فأراد أن يقول: تَأْدَكم. فأَبدَل من الهمزة يَاءً، وتَوأَّد: أي اتّئِد أَيضا، وأَصلُه من الوَأْد والوَئِيد، وهو الثَّقِيل الرزِين، والمَوْءُودَة من ذلك، لأنها تُثقَّل بالتُّراب حتى تَموت.
وقيل: إن الوَأدَ مَقلُوب أَود، من قَولِه تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} .
[تئد] قال عمر لعلي وعباس: "تيدكم" أي على رسلكم، وهو من التؤدة كأنه قال الزموا تؤدتكم، من تأد تأداً فياؤه بدل من الهمزة، ورواية الصحيحين "اتئدا" أمر من التؤدة التأني، اتأد وتواءد إذا تــأنى وتاؤه من الواو. ش: التؤدة بضم تاء وفتح همزة. ك: "تيدكم" بفتح فوقية وكسرها وسكون تحتية وفتح مهملة وضمها اسم فعل أي امهلوا، وقيل مصدر، فإن قيل: إذا أخذا من عمر بالشرط المذكور واعترفا بكونه صدقة فكيف تخاصما؟ قلت: كان يشق عليهما الشركة فطلبا القسمة ليستقل كل واحد بالتدبير والتصرف، فمنعهما عنها لئلا يجري عليها اسم الملك بطول الزمان، قوله: ولم يعط أحداً غيره، حيث خصص الفيء كله عند الجمهور، أو جله برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل معناه حلت له الغنيمة دون غيره من الأنبياء.

أيي

أيي: {آية}: من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه. والآية الجماعة.
أيي: {والآيات}: العلامات والعجائب أيضا.
أ ي ي

ما هي بدار تئية أي تمكث. يقال أييت بالمكان وتأييت به. قال زهير:

وعلمت أن ليست بدار تئية ... فكصفقة بالكف كان رقادي

وكأنما ألقت عليه الشمس أياتها أي شعاعها.
أيي
آيَة [مفرد]: ج آيات وآي:
1 - علامة أو أمارة " {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} " ° آية الله: لقب يطلق على أكابر رجال الدين في إيران.
2 - عبرة، عِظة " {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً} - {وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِلنَّاسِ} ".
3 - معجزة " {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} ".
4 - عمل إبداعيّ متميِّز "هذه اللوحة آية في الجمال" ° فلانٌ آية في الجمال: كامل الخَلْق والخُلق.
• آية من القرآن: جملة أو جمل، وحدة قرآنية منفصلة عمّا قبلها وبعدها بعلامة " {وَإِذَا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَكَانَ ءَايَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} ". 

أيّ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم استفهام يطلب تحديد شيء من جملة أشياء، وقد يحمل معنى الاستبعاد " {وَيُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ فَأَيَّ ءَايَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ} ".
2 - اسم شرط يجزم فعلين، ولا يُستعمل إلاّ مضافًا وقد يُقطع عن الإضافة "أيّ كتابٍ تقرأْه يفدْك- أيّ رجلٍ تصاحب أصاحب- أيّ وقتٍ تسافر أسافرْ معك- {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ".
3 - اسم دالٌّ على الوصفيّة وعلى معنى الكمال "قابلت رجلاً أيَّ رجل! ".
4 - اسم موصول عام " {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} ".
5 - اسم للإطلاق في الزمان أو المكان أو غيرهما "لا يخضع لأيّ رقابة- زرني في أيّ وقت".
6 - اسم دالٌّ على المخصوص- في أسلوب الاختصاص- لبيان المقصود من الضمير "نحن - أَيُّها الطلبة- رجال المستقبل".
• أيُّها/ أيَّتها: وصلة للنِّداء، يتبعها المنادى المعرف بـ (أل)، وهي مكوّنة من أيّ وها التنبيه للمذكر، أو أيَّة وها التنبيه للمؤنّث "أيَّها الرجل- أيَّتها الفتاة- {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ". 
أيي
: (ي ( {الآيَةُ: العلامَةُ.
(وأَيْضاً: (الشَّخصُ) ، أَصْلُها} أَيَّة، بالتَّشْديدِ، (وزْنُها فَعْلَةٌ بالفتْحِ) قُلِبَتِ الياءُ أَلِفاً لانْفتِاحِ مَا قَبْلها، وَهَذَا قَلْبٌ شاذٌّ، كَمَا قَلَبُوها فِي حارِيَ وطائِيَ إلاَّ أنَّ ذلكَ قَليلٌ غَيْر مَقِيسْ عَلَيْهِ، حُكِي ذلِكَ عَن سِيْبَوَيْه.
(أَو) أَصْلُها أَوَيَةٌ وزْنُها (فَعَلَةٌ بالتَّحْرِيكِ،) حُكِي ذلكَ عَن الخَليلِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ سِيْبَوَيْه: مَوْضعُ العَيْن مِن الآيَةِ واوٌ، لأنَّ مَا كانَ مَوْضِعَ العَيْنِ مِنْهُ واوٌ وَاللَّام يَاء أَكْثَرَ ممَّا مَوْضِع العَيْن وَاللَّام مِنْهُ ياآن، مثْلُ شَوَيْتُ أَكْثَر من حَيِيت، وتكونَ النِّسْبَة إِلَيْهِ أَوَوِيٌّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: لم يَذْكُر سِيْبَوَيْه أَنَّ عَيْنَ {آيَة واوٌ كَمَا ذَكَرَ الجَوْهرِيّ، وإنَّما قالَ: أَصْلُه} أَيْيَه، فأُبْدِلَتِ الياءُ الساكِنَةُ أَلِفاً.
قالَ عَن الْخَلِيل: إنَّهُ أَجازَ فِي النّسَبِ إِلَى الآيَةِ {وآيِيٌّ} آئِيٌّ {وآوِيٌّ؛ فأمَّا أَوَوِيٌّ فَلم يَقُلْه أَحَدٌ عَلِمْته غَيْر الجَوْهرِيّ.
(أَو) هِيَ مِن الفعْلِ (فاعِلَةٌ) وإنَّما ذَهَبَتْ مِنْهُ اللامُ، وَلَو جاءَتْ تامَّة، لجاءَتْ آيِيَة، ولكنَّها خُفِّفَتْ؛ وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. فَهِيَ ثلاثَةُ أَقْوالٍ فِي وَزْن الآيَةِ وإعْلالِها.
وقالَ شَيْخُنا: فِيهِ أَرْبعةُ أَقْوالٍ.
قُلْتُ: ولعلَّ القَوْلَ الرَّابعَ هُوَ قَوْلُ مَنْ قالَ: إنَّ الذاهِبَ مِنْهَا العَيْن تَخْفيفاً؛ وَهُوَ قَوْلُ الكِسائي؛ صُيِّرَتْ ياؤُها الأُولى أَلِفاً كَمَا فُعِل بحاجَةٍ وقامَةٍ، والأَصْلُ حائِجَة وقائِمَة. وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الفرَّاءُ ذلكَ فقالَ: هَذَا خَطَأٌ لأنَّ هَذَا لَا يكونُ فِي أَولادِ الثلاثَةِ، وَلَو كانَ كَمَا قالَ لقِيلَ فِي نَواةٍ وحَياةٍ نائه وحائه، قالَ: وَهَذَا فاسَدٌ.
(ج} آياتٌ {وآيٌ} وآيايٌ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
لم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ مِن {آيائِهِ
غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه قُلْتُ: أَوْرَدَ الأَزْهرِيُّ هَذَا البيتَ فِي ثرى قالَ والثرياء على فَعْلاء الثرى، وأَنْشَدَ:
لم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ من ثريائِهِ
غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِهِ (جج} آياءٌ) ، بالمدِّ والهَمْز نادِرٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قَوْلِ الجَوْهرِيّ فِي جَمْعِ الآيَةِ! آيايٌ قَالَ: صوابُه آياءٌ، بالهَمْز، لأنَّ الياءَ إِذا وَقَعَتْ طَرَفاً بَعْد ألفٍ زائِدَةٍ قُلِبَتْ هَمْزة، وَهُوَ جَمْع {آيٍ لَا آيةٍ، فتأَمَّل ذلكَ.
قُلْتُ: واسْتَدَلَّ بعضٌ بِمَا أَنْشَدَه أَبو زيْدٍ أَنَّ عَيْنَ الآيةِ ياءٌ لَا واوٌ، لأنَّ ظُهورَ العَيْن فِي} آيائِهِ دَليلٌ عَلَيْهِ، وذلِكَ أنَّ وزْنَ آياي أَفْعال، وَلَو كانتِ العَيْن واواً لقالَ آوَائِهِ، إِذْ لَا مانِعَ مِن ظُهورِ الْوَاو فِي هَذَا المَوْضِع.
(و) الآيَةُ: (العِبْرَةُ، ج آيٌ) .
(قالَ الفرَّاءُ فِي كتابِ المَصادِرِ: الآيَةُ مِن {الآياتِ والعِبَر، سُمِّيت آيَة كَمَا قالَ تَعَالَى: {لقد كانَ فِي يوسُفَ وإِخْوتِه} آياتٌ للسَّائِلِين} ، أَي أُمورٌ وعِبَرٌ مُخْتلِفَةٌ، وإنَّما تَرَكتِ العَرَبُ هَمْزتَها لأنَّها كانتْ فيمَا يُرَى فِي الأصْل {أَيَّة، فثَقُلَ عَلَيْهِم التَّشْديدُ فأَبْدَلوه أَلِفاً لانْفتاحِ مَا قَبْل التَّشْديدِ، كَمَا قَالُوا أَيْما المعْنَى أَمَّا.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَجَعَلْنا ابنَ مَرْيَم وأُمَّه آيَةً} . وَلم يَقُل} آيَتَيْن لأنَّ المعْنَى فيهمَا آيَةٌ واحِدَةٌ.
قالَ ابنُ عرفَةَ: لأنَّ قصَّتَهما واحِدَةٌ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: لأنَّ {الآيَةُ فيهمَا مَعًا} آيَةً واحِدَةً وَهِي الوِلادَةُ دونَ الفَحْل.
(و) الآيَةُ: (الإِمارَةُ) .) قَالُوا: افْعَلْه بآيَةِ كَذَا، كَمَا تقولُ بأمارَةِ كَذَا.
(و) الآيَةُ (من القُرْآنِ: كلامٌ مُتَّصِلٌ إِلَى انْقِطاعِه.
(! وآيَةٌ ممَّا يُضافُ إِلَى الفِعْلِ بقُرْبِ مَعْناها من معْنَى الوَقْتِ) .
(قالَ أَبو بكْرٍ: سُمِّيت آيَةً لأنَّها علامَةٌ لانْقِطاع كلامٍ مِن كَلامٍ. ويقالُ: لأنَّها جماعَةُ حُرُوفٍ مِن القُرْآن.
وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: الآيَةُ مِن القُرْآنِ كأَنَّها العلامَةُ الَّتِي يُفْضَى مِنْهَا إِلَى غيرِهَا كأَعْلامِ الطَّريقِ المَنْصوبَةِ للهِدَايَةِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الْآيَة العلامَةُ الظاهِرَةُ، وحَقِيقَته كُلّ شَيءٍ ظَاهِر هُوَ لازِمٌ لشيءٍ لَا يَظْهَرُ ظُهُوره، فَمَتَى أدْركَ مُدْرك الظاهِر مِنْهُمَا علَم أَنَّه أَدْرَكَ الآخَرَ الَّذِي لم يُدْركْه بذاتِهِ إِذا كَانَ حُكْمُهما واحِداً، وذلِكَ ظَاهِرٌ فِي المَحْسوسِ والمَعْقولِ. وقيلَ لكلِّ جُمْلةٍ مِن القُرْآنِ آيَةُ دَلالَة على حُكْمِ آيَة سُورَةً كانتْ أَو فُصولاً أَو فَصْلا مِن سُورَةٍ، ويقالُ لكلِّ كَلامٍ مِنْهُ مُنْفَصِل بفَصْلٍ لَفْظِيَ آيَةٌ، وَعَلِيهِ اعْتِبار آيَات السُّور الَّتِي تُعَدُّ بهَا السُّورَةُ.
( {وإِيَا الشَّمسِ) ، بالكسْرِ والتّخْفيفِ والقَصْرِ، ويقالُ إياهُ بزِيادَةِ الهاءِ،} وأًياءُ كسَحابٍ: شُعاعُ الشمسِ وضَوْءها يُذْكَر (فِي الحُرُوفِ اللَّيِّنةِ) ، وَهَكَذَا فَعَلَه الجَوْهرِيُّ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، ذَكَروا أيا هُنَاكَ بالمناسَبَةِ الظاهِرَة لأيا النِّدائِيَّة.
فقولُ شيْخِنا: لَا وَجْه يظهرُ لتَأْخيرِها وذِكْرها فِي الحُروفِ مَعَ أَنَّها مِنَ الأسْماءِ الخارجَةِ عَن معْنَى الحَرْفِيَّةِ مِن كلِّ وَجْهٍ محَلُّ نَظَرٍ.
( {وتآيَيْتُه) ، بالمدِّ على تَفاعَلْتُه، (} وتَأَيَّيْتُه) ، بالقصْرِ: (قَصَدْتُ) آيَتَه، أَي (شَخْصَه وتَعَمَّدْتُه؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشَّاعِرِ: الحُصْنُ أَوْلى لَو {تَأَيَّيْتِهِ
من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِيُرْوَى بالمدِّ والقَصْر؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا البيتُ لامرْأَةٍ تُخاطِبُ ابْنَتَها وَقد قالتْ لَهَا:
يَا أُمَّتي أَبْصَرَني راكبٌ
يَسيرُ فِي مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ فِي وَجْهِه
عَمْداً وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِفقالتْ لَهَا أُمُّها ذلكَ:
وشاهِدُ} تآيَيْتُه قَوْلُ لَقِيطِ بنِ مَعْمَر الإِياديّ:
أَبْناء قوْم {تآيَوْكُمْ على حَنَقٍ
لَا يَشْعُرونَ أَضَرَّ اللَّهُ أَمْ نَفَعَاوقالَ لبيدٌ:
} فَتآيا بَطرِيرٍ مُرْهَفٍ
حُفْرَةَ المَحْرِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ ( {وتأَيَّى بالمَكانِ: تَلَبَّثَ عَلَيْهِ) وتَوَقَّفَ وتَمَكَّثَ، تَقْديرُه تَعَيَّا. ويقالُ: ليسَ مَنْزِلُكُم بدارِ} تَئِيَّةٍ، أَي بمنْزِلَةِ تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ؛ قالَ الكُمَيْت:
قِفْ بالدِّيارِ وقوفَ زائِرْ
! وتَأَيَّ إنَّك غَيْرُ صاغِرْ وقالَ الحُوَيْدِرَةُ:
ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه
قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ (و) {تَأَيَّى الرَّجُلُ} تَأَيِّياً: (تَــأَنَّى) فِي الأَمْرِ؛ قالَ لبيدٌ:
{وتَأَيَّيْتُ عَلَيْهِ ثَانِيًا
بِيَقِينِي بِتَلِيلٍ ذِي خُصَلأَي انْصَرَفْتُ على تُؤَدَةٍ مُتَأَنِّياً.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: مَعْناهُ تَثَبَّتُّ وتَمَكَّنْتُ، وأَنا عَلَيْهِ يعْنِي على فَرَسِه.
(وموضِعٌ} مائِيُّ الكَلأِ) :) أَي (وخِيمُهُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(الآيَةُ: الجماعَةُ؛ عَن أبي عَمْروٍ. يقالُ: خَرَجَ القَوْمُ بآيَتِهم، أَي بجمَاعَتِهم لم يَدَعوا وَرَاءَهم شَيْئا؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لبُرْج بنِ مُسْهِر الطائِيّ:
(خَرَجْنا من النَّقْبَيْن لَا حَيَّ مِثْلُنا {بآيتِنا نُزْجِي اللِّقاحَ المَطافِلا} والآيَةُ: الرِّسالَةُ، وتُسْتَعْملُ بمعْنَى الدَّليلِ والمُعْجِزَةِ.
{وآياتُ اللَّهِ: عَجائِبُه.
وتُضافُ الآيَةُ إِلَى الأَفْعالِ، كقَوْلِ الشاعِرِ:
} بآيَةِ تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثاً كأَنَّ على سَنابِكِها مُداما {وأَيَّى آيَةً: وَضَعَ علامَةً.
وقالَ بعضُهم فِي قَوْلِهم} إيَّاك: إنَّه من {تآيَّيْته تَعَمَّدْت} آيَتَهُ وشَخْصَه، كالذِّكْرى مِن ذَكَرْت، والمعْنَى قَصَدْتُ قَصْدَكَ وشَخْصَكَ؛ وسَيَأْتي فِي الحُرُوفِ اللَّيِّنَةِ.
وتَأَيَّى عَلَيْهِ: انْصَرَفَ فِي تُؤَدَةٍ.
وإِيَا النَّبات، بالكسْرِ والقَصْر وككِتابٍ: حَسَنُه وزَهْرُه، على التَّشْبيهِ.
{وأَيَايا} وأَيايَهْ ويَايَهْ، الأخيرَةُ على حَذْفِ الياءِ: زَجْرٌ للإِبِلِ. وَقد {أَيَّى بهَا} تَأْيِيةً، نَقَلَهُ اللّيْثُ.
[أي ي] أَيٌّ حَرْفُ استِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وما لا يَعْقِلُ وقولُه

(وأَسْمَاءُ ما أَسْمَاءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ ... إِلَيَّ وأَصْحَابِي بأَيَّ وأَيْنَمَا)

فإنه جَعَلَ أَيَّ اسْمًا للجِهَةِ فلما اجْتَمَعَ فيه التَّعرِيفُ والتَّأنِيثُ مَنَعَهُ الصَرْفَ وأمَّا أَيْنَما فَقَد تَقَدَّم وقولُ الفَرَزْدَقِ

(تَنَظَّرْتُ نَصْرًا والسِّماكَيْنِ أَيْهُما ... عَلَيَّ من الغَيْثِ استَهَلَّتْ مَوَاطِرُهُ)

إنما أراد أيُّهُما فاضْطُرَّ فحذَفَ كما حذَفَ الآخَرُ في قَولِه

(بَكِّي بعَيْنِكِ واكِفِ القَطْرِ ... ابنَ الحَوَارِي العَالِيَ الذِّكْرِ)

إنما أراد ابنَ الحَوَارِيِّ فحذف الأَخيرَةَ من ياءَيِ النَّسَبِ اضْطِرَارًا وقالُوا لأَضْرِبَنَّ أيُّهُم أَفْضَلُ وأَيٌّ أَفْضَلُ أَيٌّ مَبْنِيَّةٌ عِندَ سِيبَوَيهِ فَلِذلِكَ لم يَعْمَلْ فيها الفِعْلُ قال سِيبَوَيِه وسَأَلْتُ الخَلِيلَ رحمَهُ اللهُ عن أيِّي وأَيُّكَ كان شَرّا فأَخْزَاهُ اللهُ فقال هذا كقولِكَ أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إنما تريدُ مِنَّا فإنما أرادَ أَيُّنا كانَ شَرّا إلا أنهما لم يَشتَرِكَا في أَيٍّ ولكنَّهُما أَخْلَصَاهُ لِكُلِّ واحدٍ منهما قال سِيبَوَيْهِ وقالوا كَأيِّنْ رَجُلاً قد رَأَيْتُ زَعَمَ ذلك يُونُسُ وكأَيِّنْ قد أَتَاني رَجُلاً إلا أنَّ أكْثَرَ العَرَبِ إنما يَتَكَلَّمُونَ بها مع مِنْ قال اللهُ عزَّ وجلَّ {وكأين من قرية} الحج 48 قال ومَعْنَى كَأَيِّنْ مَعْنَى رُبَّ قال وإن حَذَفْتَ مِنْ فهْوَ عَرَبِيٌّ وقال الخليلُ إن جَرَّ بِها أَحَدٌ من العرب فعسى أن يَجُرَّ بِها بإِضمارِ مِنْ كما جازَ ذلِكَ فيما ذَكَرْنا في كَمْ قالَ وقالَ الخَلِيلُ كَأيِّنْ عَمِلَتْ فيما بعدَها كَعَمَلِ أَفضَلِهم في رَجُلٍ فصارَ أيٌّ بمَنْزِلَةِ التَّنْوينِ كما كانَ هُم من قَولهم أفضَلهم بمنزلةِ التَّنوينِ قال وإنما تَجِيءُ الكافُ للتَّشبِيهِ فَتَصِيرُ هي وما بَعْدَها بمَنْزِلَةِ شيءٍ واحدٍ وكاءٍ بمَنْزِلَةِ كاعٍ مُغَيَّرٌ مِنْ قَولِهم كَأَيِّنْ قالَ ابُن جِنّي إن سَأَلَ سَائِلٌ فقالَ ما تقولُ في كائنْ هَذِه وكيفَ حالُها وهَلْ هِيَ مُرَكَّبَةٌ أو بَسِيطَةٌ فالجَوَابُ أنها مُرَكَّبةٌ قالَ والذي عَلَّقْتُهُ عن أبي عَليٍّ أن أصْلَهَا كَأَيٍّ كقولِه تعالَى {وكأين من قرية} الحج 48 ثم إنَّ العربَ تصرًّفَتْ في هذه الكَلِمَةِ لكثرةِ استعمالِهَا إيَّاها فقُدِّمَتِ اليَاءُ المُشَدَّدَةُ وأُخِّرَتِ الهمزةُ كما فَعَلَتْ ذلكَ في عدَّةِ مواضعَ نحوَ قِسِيٍّ وأَشْيَاءَ في قولِ الخليلِ وشَاكٍ ولاثٍ ونحوِهما في قولِ الجَمَاعَةِ وجاءٍ وبَابهِ في قولِ الخليلِ أيضًا وغيرِ ذلك فصارَ التَّقدِيرُ فيما بعدُ كَيَّاءٍ ثم إنهم حذَفُوا الياءَ الثَّانِيَةَ تخفِيفًا كما حَذَفُوها في نَحْوِ مَيِّتٍ وهَيِّنٍ ولَيْنٍ فصارَ التقديرُ كَيْءٍ ثم إنهم قَلَبوا الياءَ ألفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها كما قَلَبُوها في طَائِيٍّ وحارِيٍّ وآيَةٍ في قولِ الخليلِ فصارَتْ كَاءٍ وفي كَأَيٌّ لُغَاتٌ يقالُ كَأَيٍّ وكائِنْ وكَأْيٌ بوَزْنِ رَمْيٍ وكَإٍَ بوَزْنِ عَمٍ حكى ذلك أحمدُ بنُ يَحْيَى فمن قالَ كَأَيٍّ فهي أَيٌّ دَخَلَتْ عليها الكافُ ومن قالَ كاءٍ فقد شَرَحْنَا أمرَهَا ومن قالَ كَأْيٌ بوَزْنِ رَمْيٍ فأشبَهُ ما فيه أنه لما أصارَهُ التَّغيِيرُ على ما ذكرنا إلى كَيْءٍ قدم الهمزةَ وأخَّرَ الياءَ ولم يقلبِ الياءَ ألفًا وحسَّن ذلك له ضَعْفُ هذه الكلمةِ وما اعْتَوَرَهَا من الحَذْفِ والتَّغيِيرِ ومن قال كَإٍ بَوَزْنِ عَمٍ فإنه حَذَفَ الياءَ من كَيْءٍ تخفِيفًا أيْضًا فإن قلتَ إن هذا إجْحافٌ بالكلمة لأنه حَذْفٌ بعد حَذْفٍ فليس ذلك بأكثرَ من مصيرِهِم بِأَيْمُنِ اللهِ إلى مِ اللهِ ومُ اللهِ فإذا كُثُرَ استعمالُ الحَرْفِ حَسُنَ فيه ما لا يَحْسُنُ في غيره من التَّغيِيرِ والحَذْفِ وتكون أَيٌّ جزاءً وتكونُ بمَعْنَى الذِي وقولُهُ عزَّ وجلَّ {وكأين من قرية} فالكافُ زائِدةٌ كزِيَادَتِهَا في كذا وكذا فإذا كانَتْ زَائِدَةً فليسَتْ مُتَعَلِّقةً بفِعْلٍ ولا بِمعْنَى فِعْل والأُنْثَى من كلِّ ذلكَ أَيَّةٌ وربما قيل أيُّهنَّ مُنْطَلِقَةٌ تريدُ أيَّتهُنَّ وأيٌّ اسْتِفهامٌ فيه مَعْنَى التعَجُّبِ فتكونُ حينئِذٍ صِفَةً للنَّكِرَةِ وحالاً للِمعْرِفَةِ نَحْوَ ما أَنْشَدَهُ سِيبَويهِ من قولِ الرَّاعي

(فأَوْمَأْتُ إيماءً خَفِيّا لحَبْتَرٍ ... وللهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أيُّمَا فَتَى)

وأَيٌّ اسمٌ صِيغَ لِيُتَوَصَّلَ بها إلى نداءِ ما دَخَلَتْه الألِفُ واللامُ كقولِكَ يَأيُّها الرَّجُلُ ويَأَيُّها الرَجُلانِ ويَأَيُّها الرِّجَالُ ويَأَيَّتُها المَرْأَةُ ويَأَيَّتُها المَرْأَتَانِ ويَأَيَّتُها النِّسْوَةُ ويَأَيُّها المَرْأَةُ ويَأَيُّها المَرْأَتَانِ ويَأَيُّها النِّسْوَةُ وأَمَّا قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده} النمل 18 فقد يكونُ على قولِكَ يَأَيُّها المَرْأةُ وَيأَيُّها النسوةُ وأما ثَعْلَبٌ فقال إنَّما خَطَبَ النَّمْلَ بِيَأَيُّها لأنه جَعَلَهُم كالناسِ فقالَ يأيهُّا النَّمْلُ كما تقولُ للنَّاسِ يَأَيُّها النَّاسُ ولم يَقُلِ ادخُلِي لأنَّها كالناسِ في المخاطَبَةِ وأَيٌّ نِداءٌ مُفْرَدٌ مُبْهَمٌ والذين في مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةٌ لأَيُّها هذا مذهَبُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيِه وأما مَذَهْبُ الأَخْفَشِ فالَّذِينَ صِلَةٌ لأيٍّ ومَوْضِعُ الذينَ رَفْعٌ بإِضْمَارِ الذِّكْرِ العَائدِ على أَيٍّ كأَنَّهُ على مَذْهِبِ الأَخْفَشِ بمنزلَةِ قولِكَ يا مَنِ الَّذِينَ أي يا مَنْ هُمُ الَّذِينَ وها لازِمَةٌ لأيٍّ عِوضًا مما حُذِفَ منها لِلإضافَةِ وزيادَةً في التَّنبيهِ وأيٌّ في غَيرِ النِّداءِ لا يَكُونُ فيها ها ويُحْذَفُ معها الذِّكْرُ العائِدُ عليها تقولُ اضرِبْ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأيَّهُم أَفْضَلُ تريدُ اضرِبْ أيَّهُم هو أَفْضلُ وأجازَ المازِنيُّ نَصْبَ صِفَةِ أَيِّ يأيُّها الرَّجُلَ أَقبِلْ وهذا غيرُ معروفٍ والآيَةُ العَلامَةُ والشَّخْصُ وزنُها فَعَلَةٌ في قولِ الخِليلِ وذهَبَ غيرُهُ إلى أن أصْلَهَا أَيَّةٌ فَعْلَةٌ فَقُلِبَتِ الياءُ أَلِفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها وهذا قَلْبٌ شاذٌّ كما قَلَبُوها في حَارِيٍّ وطائِيٍّ إلا أن ذلك قليلٌ غيرُ مَقِيسٍ عليه والجمعُ آياتٌ وآيٌ وآياءٌ جَمْعُ الجَمْعِ نادِرٌ قال

(لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من آيائِه ... )

(غَيْرَ أثافِيهِ وأَرْمِدائِهِ ... ) وقولُه تعالَى {سنريهم آياتنا في الآفاق} فصلت 53 قال الزَّجَّاجُ معناه نُريِهم الأَعْلامَ التي تَدُلُّ على التَّوحيدِ في الآفاقِ أيْ آثارَ مَنْ مَضَى قَبْلهم من خَلْقِ اللهِ في كُلِّ البلادِ وفي أَنفُسِهِم من أنهم كانوا نُطَفًا ثم عَلَقًا ثم مُضَغًا ثم عِظامًا كُسِيَتْ لَحْمًا ثم نُقِلُوا إلى التَّمْيِيزِ والعَقْلِ وذلك كُلُّهُ دَليلٌ على أن الذي فَعَلَهُ واحِدٌ ليس كمِثلِه شيءٌ وتَآيَا تَعمَّدَ آيَتَهُ أي شَخْصَهُ وأَيّأَ آيَةً وضَعَ علامَةً وخَرَجَ القَومُ بآيَتهم أَيْ بجَمَاعَتِهم لم يَدَعُوا وراءَهُم شيئًا قالَ

(خَرَجْنَا من الْقُفَّيْنِ لا حيَّ مِثْلُنَا بآيَتِنا نُزْجِي اللِّقَاحَ المَطَافِلاَ ... )

والآيَةُ من التَّنزِيلِ والآيَةُ العِبْرَةُ وجمعها آيٌ وقولُهُ تعالىَ {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} المؤمنون 50 ولم يَقُلْ آيَتَيْنِ لأن المَعْنَى فيهما مَعْنَى آيَةٍ واحِدةٍ ولو قيلَ آيَتَيْنِ لجازَ لأنه قد كانَ في كُلِّ واحِدٍ منهما ما لم يَكُن في ذَكَرٍ ولا أُنْثَى من أنَّها وَلَدَتْ من غيرِ فَحْلٍ ولأنّ عِيسَى عليه السلامُ رُوحٌ من اللهِ ألقَاهُ إِلى مَرْيَمَ ولم يَكُنْ هذا في ولدٍ قَطُّ وقالُوا افْعَلْهُ بآيةِ كَذا كما تقولُ بعَلامَةِ كَذا وأَمَارَتِه وهي من الأسماءِ المُضَافَةِ إلى الأفعالِ كَقَوْلِه

(بآيَةِ تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثًا ... كَأَنَّ عَلَى سَنَابِكِها مُدَامَا)

وعَيْنُ الآيةِ ياءٌ لِقولِ الشاعر

(لَمْ يُبْقِ هذا الدَّهْرُ مِنْ آيائِه ... )

(غَيْرَ أَثَافِيهِ وأَرْمِدَائِه ... )

فظُهورُ العَيْنِ في آيائِهِ يَدُلُّ على كونِ العَيْنِ ياءً وذلك أَنَّ وَزْنَ آياءٍ أفعَالٌ ولو كانتِ العَيْنُ واوًا لقال آوائِه إذْ لا مانِعَ من ظُهُورِ الواو في هذا المَوْضِعِ وتَأَيَّا بالمكانِ تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ وتَأَيَّا عليه انْصَرَفَ في تُؤَدَةٍ ومَوْضِعٌ مُأْبِيُّ الكَلاء وخِيمُهُ وإِيَا الشَّمْسِ وأَيَاؤُها نُورُها وحُسْنُها وكذلك إِيَاتُها وأَيَاتُها وجَمْعُها أَيًا وإِيَاءٌ كَأَكَمَةٍ وأَكَمٍ وإِكَامٍ وإِيَا النًّبَاتِ وأَيَاؤُهُ حُسْنُهُ وزَهرُهُ على التَّشْبِيهِ وأَيَايا وأَيَايَهْ ويَايَهْ الأخيرةُ على حذفِ الفاءِ زَجْرُ الإِبلِ وقد أَيَّا بِها وإِيَّا من عَلاماتِ المُضْمَرِ تقولُ إِيَّاكَ وإِيَّاهُ وإِيًّاكَ أن تَفْعَلَ ذاكَ وهِيَّاكَ على البَدَلِ قالَ

(فَهِيَّاكَ والأَمْرَ الذي إِنْ تَوَسَّعَتْ ... موارَدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ المَصَادِرُ)

وقال الآخَرُ

(يا خَالِ هلا قُلْتَ إذ أَعْطِيْتِني ... )

(هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحنَوْاءَ العُنُقْ ... )

قال ابنُ جِنّي ورَوَيْنَا عن قُطْرُبٍ أَنَّ بَعْضَهُم يقولُ أَيَّاكَ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ ثمَّ يُبْدِلُ الهاءَ منها مَفْتُوحَةً أيْضًا فيقولُ هَيَّاكَ واختلفَ النَّحْوِيّونَ في إِيَّاكَ فذَهَبَ الخَليلُ إلى أن إيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ مضافٌ إلى الكافِ وحُكِي عن المازِنِي مِثْلُ قولِ الخَلِيلِ قالَ أبو عَليٍّ وحَكَى أبو بَكرٍ عن أبي العَبَّاسِ عن أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ وأبو إِسحَاقَ عن أبي العباس عن مَنْسُوبٍ إلى الأَخْفَشِ أنه اسمٌ مُفْرَدٌ مُضْمَرٌ يَتَغَيَّرُ آخِرُه كما يَتَغَيَّرُ أواخِرُ المُضمَرَاتِ لاختلافِ أعدادِ المُضْمَرِينَ وأنَّ الكافَ في إِيَّاكَ كالتي في ذلك في أنه دِلالَةٌ على الخِطَابِ فَقَطْ مُجَرَّدَةٌ من كَوْنِها علامةً لِلضَّمِيرِ ولا يُجِيزُ الأَخْفَشُ فيما حُكِي عنه إِيَّاكَ وإيَّا زَيدٍ وإيَّايَ وإيَّا الباطِلِ قال سِيبَوَيهِ حدَّثنِي مَنْ لا أتَّهِمُ عن الخليلِ أنه سَمِعَ أعَرْابيّا يقولُ إذا بلغَ الرجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوَابِّ وحكى سِيبَوَيهِ أيضًا عن الخليلِ أنه قال لَوْ أَنَّ قائلاً قال إيَّاكَ نَفْسِكَ لَمْ أُعنِّفْهُ لأنَّ هذه الكافَ مجرورَةٌ وحكى ابنُ كَيْسَانَ قالَ قالَ بعضُ النَّحْوِيينَ إِيَّاك بكمالِها اسمٌ وقالَ بعضُهُم الياءُ والكافُ والهاءُ هي أسماءٌ وإِيَّا عِمادٌ لها لأنَّها لا تَقُومُ بأنفُسِها قال وقالَ بعضُهُم إِيَّا اسمٌ مُبْهَمٌ يُكْنَى به عن المَنصُوبِ وجُعِلَتِ الكافُ والهاءُ والياءُ بَيَانًا عن المَقْصُودِ لِيُعْلَمَ المُخَاطَبُ من الغائِبِ ولا مَوْضِعَ لها من الإعرابِ كالكافِ في ذلكَ وأَرَأَيتكَ وهذا هو مَذْهَبُ أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ وقال أبو إِسْحاقَ الزَّجَّاجُ الكافُ في إِيَّاكَ في مَوضع جَرٍّ بإضافَةِ إِيَّا إِلَيْها إلا أنه ظاهِرٌ يُضافُ إلى سائرِ المُضْمَراتِ ولو قُلْتَ إِيَّا زَيْدٍ حَدَّثْتُ لكانَ قبيحًا لأنه خُصَّ به المُضْمَرُ وحكى ما رواهُ الخَليلُ مِنْ إِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوابِّ قال ابنُ جِنِّي وتأمِّلْنَا هذه الأقوالَ على اختِلافِها والاعتِلالِ لِكُلِّ قولٍ منها فلم نَجِدْ فيها ما يَصِحُّ مع الفَحْصِ والتَّنْقِيرِ غيرَ قولِ أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ أما قولُ الخَلِيلِ إِنَّ إِيَّا اسمٌ مُضمَرٌ مضافٌ فظاهِرُ الفسادِ وذلك أنه إذا ثَبَتَ أنه مُضْمَرٌ لم تَجُزْ إضافَتُه على وَجْهٍ من الوُجُوهِ لأنَّ الغَرَضَ في الإضافةِ إنما هو التَّعرِيفُ والتَّخْصِيصُ والمُضْمَرُ على نهايَةِ الاختِصاصِ فلا حاجةَ بهِ إلى الإضافةِ وأما قولُ من قالَ إن إيَّا بكَمَالِهَا اسمٌ فليسَ بِقَوِيٍّ وذلك أن إِيَّاَك في أَنَّ فَتْحَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُذَكَّرَ وكَسْرَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُؤَنَّثَ بمنزلَةِ أَنْتَ في أن الاسمَ هو الهَمْزَةُ والنُّونُ والتَّاءُ المفتوحَةُ تُفيدُ الخِطابِ المُذَكَّرَ والتَّاءُ المكسورَةُ تفيدُ الخطابَ المؤنَّثَ فكما أن ما قَبْلَ التاءِ في أَنتَ هو الاسمُ والتاءُ حَرْفُ الخطابِ فكذلك إِيَّا اسمٌ والكافُ بعدها حَرْفُ خِطابٍ وأما مَنْ قالَ إن الكافَ والهاءَ والياءَ في إيَّاكَ وإِيَّاهُ وإِيَّايَ هي الأسماءُ وإِنَّ إِيَّا إنما عَمَدت بها هذِه الأسماءُ لقلَّتها فغيرُ مَرْضِيٍّ أَيْضًا وذلك أن إِيَّا في أنها ضميرٌ مُنْفَصِلٌ بمنزلَةِ أَنَا وأَنْتَ ونَحْنُ وهوَ وهيَ في أن هذهِ مُضْمَراتٌ مُنْفَصِلَةٌ وكما أن أَنَا وأَنتَ ونَحْوَهُما تخالِفُ لَفْظَ المَرْفُوعِ المُتَّصِلِ نَحْوَ التَّاءِ في قُمْتُ والنُّونِ والأَلِفِ في قُمْنَا والأَلِفِ في قَامَا والوَاوِ في قَامُوا بَلْ هي ألفاظٌ أُخَرُ غيرُ أَلْفَاظِ الضَّمِيرِ المُتَّصِلِ وليس شَيءٌ منها مَعْمُودًا به غيرُهُ وكما أن التاءَ في أَنْتَ وإِن كانَتْ بِلَفْظِ التاءِ في قُمْتَ ولَيْسَتِ اسمًا مِثلَها بل الاسمُ قبلها هو أَنْ والتاءُ بعده للخطابِ وليست أنا عِمَادًا للتاءِ فكذلك إِيَّا هي الاسمُ وما بعدَها يُفيدُ الخِطابَ تارةً والغَيْبَةَ أُخْرَى والمُتَكَلِّمَ أُخْرَى وهو حَرْفُ خِطابٍ كما أن التاءَ في أَنْتَ حَرْفٌ غَيرُ مَعْمُودٍ بالهَمْزَةِ والنُّونِ من قَبْلها بل ما قَبْلَها هو الاسمُ وهي حَرْفُ خطابٍ فكذلك ما قَبْلَ الكاف في إِيَّاكَ اسمٌ والكافُ حَرْفُ خِطابٍ فهذا هو مَحْضُ القِياسِ وأما قولُ أبي إِسحَاقَ إِن إِيَّا اسمٌ مُظْهَرٌ خُصَّ بالإضافةِ إلى المُضْمَرِ ففاسِدٌ أيضًا وليس إِيَّا بمُظْهَرٍ كما زَعَمَ والدليلُ على أن إِيَّا ليس باسمٍ مُظهَرٍ اقتصارُهُم به على ضَرْبٍ واحدٍ من الإعرابِ وهو النصب كما اقتصروا على أن إِيا ليس باسمٍ مُظهَرٍ اقتصارُهُم به على ضرب واحد من الإعراب وهو الرفعُ فكما أنَّ أَنَا وأَنْتَ وهو ونَحْنُ وما أَشْبَهَ ذلك أسماءٌ مُضْمَرةٌ فكذلك إيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ لاقتصارِهِم به على ضَرْبٍ واحدٍ من الإِعرابِ وهو النَّصْبُ ولم نَعْلَمِ اسْمًا مُظْهَرًا اقتُصِرَ به على النَّصْبِ البتَّةَ إلا ما اقتُصِرَ به من الأسماءِ على الظَّرفِيَّةِ وذلك نحو ذاتَ مَرَّةٍ وبُعَيْدَاتٍ بَيْنٍ وذا صَبَاحٍ وما جَرَى مَجْرَاهُنَّ وشَيئًا من المصادِرِ نَحْوَ سُبْحَانَ اللهِ ومعاذَ اللهِ ولَبِّيْكَ ولَيْسَ إِيَّا ظَرْفًا ولا مَصْدرًا فَيَلْحَقَ بهذه الأسماءِ فقد صَحَّ إِذَنْ بما أَوْرَدْنَاهُ سُقُوطُ هذهِ الأقوالِ ولم يَبْقَ هنا قولٌ يجِبُ اعتِقَادُهُ ويَلْزَمُ الدُخُولُ تَحْتَهُ إلا قولُ أبي الحَسَنِ من أَنَّ إِيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ وأن الكافَ بعده لَيْسَتْ باسمٍ وإنما هي للخِطابِ بمنزِلَةِ كافِ ذَلِكَ وأَرَأَيتَكَ وأُبْصِرْكَ زَيدًا ولَيْسَكَ عَمْرًا والنجاك قال ابنُ جِنِّي وسُئِل أبو إسحَاقَ عن مَعْنى قولِه عَزَّ وجَلَّ {إياك نعبد} الفاتحة 5 ما تَأْوِيلُهُ فقال تَأْوِيلُهُ حَقِيقَتَكَ نَعْبُدُ قالَ واشتِقَاقُهُ مِنَ الآيَةِ التي هي العَلامةُ قال ابنُ جِنّي وهذا القولُ من أبي إِسحَاقَ عِندي غَيرُ مَرْضِيٍّ وذلك أنَّ جميعَ الأسماءِ المُضْمَرَة مَبْنِيٌّ غيرُ مُشْتَقٍّ نحو أَنَا وهيَ وهوَ وقد قامَتِ الدِّلالَةُ على كَوْنِه اسْمًا مُضْمرًا فيجبُ أن لا يكونَ مُشْتَقًا وأَيَا حَرْفُ نِداءٍ وتُبْدَلُ الهاءُ من الهَمْزَةِ فيقالُ هَيَا قال

(فَانصَرفَتْ وَهيَ حَصَانٌ مُغْضَبَهْ ... )

(وَرَفَّعَتْ بِصَوْتِها هَيَا أَبَهْ ... )

قال ابنُ السِّكِّيتِ يُريدُ أَيَا أَبَهْ ثم أَبْدَلَ الهَمْزَةَ هاءً وهذا صَحِيحٌ لأن أَيَا في النِّدَاءِ أَكْثَرُ من هَيَا 

بدو

بدو: {البادي}: أي من أهل البدو. 
ب د و

لقد بدوت يا فلان أي نزلت البادية وصرت بدوياً، ومالك والبداوة؟ وتبدى الحضري. ويقال: أين الناس فتقول: قد بدوا أي خرجوا إلى البدو. وكانت لهم غنيمات يبدون إليها. وفعل كذا ثم بدا له، وبدا له في هذا الأمر بداء وهو ذو بدوات. وكلفني من بدواتك أي من حوائجك التي تبدو لك. وركي مبد: بارز ماؤه، ونقيضه ركي غامد.

بدو


بَدَا(n. ac. بَدْوبَدَآء []
بَدَاْوَة
بُدُوَّة)
a. [La], Appeared, became manifest to.
b. Began.
c. Lived in the desert.

بَاْدَوَ
a. [acc. & Bi], Encountered one another.
b. Declared enmity.
c. Repaid, rewarded ( with evil ).

أَبْدَوَa. Made apparent, manifested.

بَدْوa. Bedouins.
b. Desert.

بَدَوِيّ
(pl.
بَدْو
بِدْوَاْن)
a. Bedouin, nomad.

بَاْدِوَة
(pl.
بَوَادي)
a. Desert.

بَدَاْوَةa. Manifest, apparent.
b. Desert.

بِدَاْوَةa. see 21t
بدو
بَدَا الشيءُ يَبْدُو بُدُواً: إذا ظَهَرَ. وبادَيْتُه: جاهَرْتُه. ورَكِي مُبْدٍ: بارِزٌ ماؤه، وبِئْرٌ مُبْدِيَة. وبَديْتُ فلاناً أبَدَيْهِ برَحِيْلٍ أو جَرْيٍ: إذا قَدَّمْتَه. وأبْدَيْتَ في مَنْطِقِكَ: إذا جُرْتَ. والبَدَاءُ: اسْمٌ من بَدَا يَبْدُو - على وَزْنِ العَلَاء -. وهو ذو بَدَوَاتٍ: لأنَّه يَأمُرُ ثُم يَنْهى. وبَدَا له في الأمْرِ: انْصَرَفَ عنه.
والبَادِيَةُ: اسْمٌ للأرْضِ التي لا حَضَرَ فيها، واسْمُه البَدْوُ. والبِدَاوَةُ: هُمْ أهْل البَدْوِ. وبَدَا الرجُلُ يَبْدُو: نَزَلَ البادِيَةَ؛ فهو بادٍ، وفي الحَدِيثِ: " مَنْ بَدَا جَفَا ". ورَجُل بَدَاوِي: أي بَدَوِي. والأبْدَاءُ: المَفَاصِلُ، واحِدُها بَداً - مَقْصُوْرٌ -، وهو أيضاً: بَدْؤ؛ وجَمْعُه بُدُو.
وما هُوَ لَكَ بعِد ولا بِدْوٍ: أي بنَظِيْرٍ؛ وذلك إذا كان يُبَادِيْه. وبادِ بَيْنَ الخَيْطَيْنِ: أي قايِسْ بينهما. والبَدَا: البَطَلُ من الرجَالِ.
وبَدْوُ الرجُلِ: سَلْحُه، بَدَا الرجُلُ بَدْواً. وبَدَا - مَقْصُوْر -: اسْمُ مَوْضِعٍ أو قَرْيَةٍ على ساحِلِ البَحْرِ.
ودارَةُ بَدْوَتَيْنِ: لرَبِيْعَة بن عَقِيْل. وبَدْوَتَانِ: هَضْبَتَانِ في أجْوَافِهما ماءٌ.
بدو: بدا: لا يقال إذا غير رأيه: بدا له في الأمر فقط (انظر لين) بل يقال أيضاً: بدا له ففي حيان 49ومثلاً: حتى رجع عن المعصية وفرق جمعه وسكنت جهته مُدَيْدَة ثم لم يلبث أن بدا له وهاج الفتنة وابتغى الفساد. (كرتاس 165، ولابد من التفريق بين هذا التعبير وبين قولهم: بدا له ذلك، أي: ظهر وجد فيه له رأي، مثل قولهم بدا لهم الانتقال أي وجدوا من الأفضل الانتقال (البلاذري 16)، أما قولهم بدا لهم في الانتقال انظر (معجم البلاذري) فيعني ضد ذلك تماماً، ففي حيان 2ق: جاور أهل الشرك ووالاهم على أهل القبلة ثم بدا له عن (غير) ذلك آخراً ففارق مجاورة الكفرة.
بادي، بادي أحداً ب: بدهه به وابتدأه ومباداة: مبادهة وابتداء، وبادي أحداً بالشر: هاجمه وأغار عليه (بوشر) - وباداه بالمتلوف: أي كافأه به على معروف سبق منه (محيط المحيط).
أبدى، فسر شارح ديوان مسلم بن الوليد كلمة: في أشباح ظلمان (جمع ظليم وهو ذكر النعام) بقوله: في إِبْداء ظلمان (معجم مسلم).
تبدّى: يقال تبدى عن الأمر: عدل عنه (محيط المحيط).
بَدْوُ: بدء - وأبجدية الشيء والعلم (أي بدء الشيء وبدء العلم ومفتتحه) ويستعمل مجازاً بمعنى الأصل والمبدأ الأول - والمدخل والاستهلال - وتمهيد ومقدمة (بوشر) - واسم جمع بادٍ: أكارون، فلاحون (معجم الادريسي، فوك) - وطريقة لصيد النعام ((ففي البدو على الصائد أن يصيد النعامة على نفس الفرس، دون أن يغيره أو يستعين بمطارد آخر (مرجريت 74).
بَدَوِيّ: أكار، فلاح، قروي (معجم الادريسي، فوك).
بَدَوِيّ: ثوب طويل، أزرق أو أسود، مفتوح من الجانبين حتى ذيله عوضاً عن الأكمام، تلبسه نسوة القاهرة ونسوة الفلاحين، ويصنع عادة من غليظ الكتان، وكثيراً ما يتخذ من نسيج القطن أو الصوف، وقد يتخذ من الشاش أو غليظ الموصلي (الموسلين). ويلبس فوق الملابس (عوادة 57، 364، 394 وفي ص364: بداوِيّة).
باد: بارز (معجم الادريسي) - وباد أو باد بالشر: ظاهر العداوة (بوشر).
بادية: ناحية، كورة، برية، ريف، ضاحية البلد (معجم الادريسي) - وأكارون، فلاحون، زراع (معجم الادريسي، فوك - وفي معجم فوك: ريفي، قروي).
[ب د و] بَدَأ الشَّيْءُ بَدْواً، وبُدُوّا، وبَدَاءً وبَداً، الأخيرةُ عن سِيبَوَيْهِ: ظَهَرَ. وأًَبْدَيْتُه أَنا. وبَدَاوَةُ الأَمْرِ: أَوَّلُ ما يَبْدُو منه. هذِه عن اللِّحْيانِيِّ، وقد تَقَدَّم ذلك في الهَمْزِ. وبادِىَ الرََّأْيِ: ظاهِرهُ عن ثَعْلَبٍ، وقد تَقَدَّمَ في الهَمْزَةِ. وأَنْتَ بادِيَ الرَّاي تَفعَلُ كذا، حكاهُ اللِّحْيانِيُّ بغيرِ هَمْزٍ. ومعناه: أَنْتَ فيما بَدا من الرَّاْيِ وظِهَرَ. وبَدَا لَه في الأَمْرِ، بَدْواً وبَداً وبَداءً، قال الشَّمّاخُ:

(لَعلَّكَ والمَوْعُودُ حَقٌّ وفاؤُه ... بَدَا لكَ في تِلْكَ القَلُوصِ بَداءُ)

وقال سِيَبَويْه - في قوِله عَزَّ وجَلَّ: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} [يوسف: 35]-: أرادَ: بَدَا لَهُم بَداءٌ. وقالُوا: ليَسْجُنُنَّهُ ذَهَبَ إِلى أَنَّ موضِعَ لَيْسجُنُنَّه لا يَكُونُ فاعِلَ بَدَا؛ لأَنَّهُ جملةُ، والفاعِلُ لا يكونُ جملةً. وبَدَانِى بكَذا يَبْدُونِي، كَبَدأَنِي. وافْعَلْ ذلكَ بادِي بَدٍ. وبادِي بَدى، قالَ:

(وقَدْ عَلَتْنِى ذُرْأَةُ بادِي بَدِي ... )

وقد تَقَدَّمَ في الهَمْزِ. وحكاهُ سِيبَوَيْهِ: بادِي بَدَا، وقالَ: لا تُنُوَّنُ ولا يَمْنَعُ القِياسُ تَنْوِينَه. والبَدْوُ والبادِيَةُ، والبادَاةُ، والبِدَاوَةُ، والبَدَاوَةُ: خِلافُ الحَضَرِ، والنَّسَبُ إليه بدَوِيٌّ نادِرٌ. وبَداوِيٌّ وبِدَاوِيٌّ وهو على القِياسٌ لأَنَّه حِينَئدٍ مَنْسُوبٌ إِلى البَداوَةِ والبداوَةِ، وإنّما ذَكَرْتُه لأَنَّ العامًّةَ لا يَعْرِفُونَ غير بدَوِيٌّ. فإن قُلْتَ: إِنَّ البَدَاوِيَّ قد يكونُ مَنْسُوبًا إِلى البَدْوِ، والبادِيَة، فيكونُ نادرا. قيلَ: إنَّه إِذا أَمْكَن في الشَّيءِْ المَنْسُوبِ أَنْ يكونَ قِياساً وشاذاَ كان حَمْلُه على القِياس أَوْلَى؛ لأَنَّ القياسَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. وبَدَا القَوْمُ بَدَاءً: خَرَجُوا إِلى البادِيَةِ. وفي التَّنْزيِلِ: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} [الأحزاب: 20] أي إِذا جاءَتِ الجُنُودُ والأَحْزابُ وَدُّوا أَنَّهُم في البادِيَةَ، وقالَ ابنُ الأَعْرابَيِّ: إِنّما يكونُ ذلك في ربِيعِهم، وإِلاَّ فَهُم حُضّارٌ على مِياهِهِم. وقَوْمٌ بُِدّا، وبُدّاءٌ: بادُونَ، قالَ:

(بَحَضَرِيٍّ شاقَةُ بُدّاؤهُ ... )

(لَم تُلْهِهِ السُّوقُ ولا كَلاّؤُه ... )

فأَماَّ قولُ ابنِ أَحْمَرَ:

(جَزَى الله قَوْمِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... وبَدْواً لهُمْ حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّراَ)

فقد يَكُونُ اسمْاً لجَمْع بادٍ، كَراكِبٍ ورَكْبٍ، وقد يَجُوزُ أن يَعْنِىَ به البَدَاوَةَ التي هي خِلافُ الحَضارِةَ، كأَنَّه قالَ: وأَهْلَ بَدْوٍ. وقالَ أبو حَنيِفَةَ: بدْوَتَا الوادِي: جانِباهُ. والبَدَا، مَقْصُورٌ: ما يَخْرُجُ من دُبُرِ الرَّجُلِ. وبَدَا الرَّجُلُ: أَنْجَى فظَهَرَ ذلك مِنْه. والبَدَا: مَفْصِلُ الإنْسانِ، وجَمْعُه: أَبْداءٌ، وقد تَقَدَّمَ في الهَمْز. والبَدَا: السَّيَّدُ، وقد تَقَدَّمَ هنالِكَ أيضاً. والبَدِىُّ، ووادِي البَدِيِّ، مَوْضِعانِ. وإِنّما قَِضَيْنا على ما لَمْ تَظْهَرْ واوه مِنْ هَذَا البابِ أَنَّها واوٌ لسَعَةِ ((ب د و)) وضِيقِ ((ب د ي)) . وبَدْوَةُ: ماءٌ لَبِني العَجْلانِ.
بدو
بدا1/ بدا لـ يَبدُو، ابْدُ، بَدَاءً وبُدُوًّا، فهو بَادٍ، والمفعول مبدوّ له
• بدَا الأمرُ: ظَهَر، وَضَح، لاح "يَبدُو أنّ الأمرَ خطير- بَدَوْا/ بَدوا فَرِحين أكثر من أيّ وقتٍ مضَى- بدا للعيان/ عليه التعبُ- {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} " ° كما يَبدُو/ حسب ما يَبدُو/ على ما يبدو: كما يظهر، بحسب الظَّاهر.
• بدَا له في الأمر: خطر، جَدَّ له فيه رَأْيٌ آخر "كان يريد حضور المؤتمر ثم بدَا له أن عدم حضوره أفضل". 

بدا2 يَبدُو، ابْدُ، بَدَاوةً وبَدْوًا، فهو بادٍ
• بدَا الشَّخصُ: خرج إلى البادية، أو أقام بها "بدا الرّجلُ بعد أن اكتظَّت المدينةُ بالسُّكّان- {وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ} - {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} ". 

أبدى/ أبدى بـ يُبدي، أبْدِ، إبْدَاءً، فهو مُبدٍ، والمفعول مُبدًى
• أبدى الأمرَ/ أبدى بالأمرِ: أعلنه، كَشَفَه وأَظْهره "أبدى السرّ لصديقه/ شجاعته- {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ} - {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} " ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- ما يبدي وما يعيد/ لا يُبدي ولا يعيد: بمعنى لزم الصمت ولم يقل شيئًا.
• أبدى الرَّأيَ والرَّغبةَ ونحوَهما: عبّر عنهما "أبدى ملاحظة/ ما في نفسه/ تبرُّمَه/ رغبته في الزَّواج- أبدى مقاومة: قاوم بعناد". 

بادى يبادي، بادِ، مباداةً، فهو مبادٍ، والمفعول مُبادًى
• بادى الشَّخصَ بالأمر: كاشفه به وجاهره "باداه بالحبّ/ بالعداوة/ بالشرِّ". 

تبدَّى/ تبدَّى بـ يتبدَّى، تَبَدّ، تبدّيًا، فهو مُتبدٍّ، والمفعول متبدًّى به
• تبدَّى الأمرُ: ظَهَر، اتَّضح "تبدَّى الفرحُ في وجهه- رفعت الحجابَ فتبدَّى حُسْنُها- تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحت غَمامَةٍ- وبَدَتْ تميسُ كأنَّها ... بدرُ السَّماءِ إذا تبدَّى".
• تبدَّى الرَّجلُ: تشبَّه بأهل البادية، أقام بالبادية، صار بدويًّا "هو يتبدّي ويتخلّق بأخلاق أهل البادية".
• تبدَّى القومُ بالعداوة: تجاهروا بها؛ جاهر بعضُهم بعضًا بها. 

إبداء [مفرد]: مصدر أبدى/ أبدى بـ. 

بادٍ [مفرد]: ج بادون وبُدَاة وبُدَّاء وبُدَّى وبَدِيّ وبُدِيّ وبِدِيّ، مؤ بادِية، ج مؤ بَاديات وبَوادٍ: اسم فاعل من بدا1/ بدا لـ وبدا2.
• بادي الرَّأي: ظاهره من غير تفكُّرٍ ولا رويَّة " {إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} ". 

بادية [مفرد]: ج بَاديات وبَوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بدا1/ بدا لـ وبدا2.
2 - فضاء واسع فيه المرعى والماء، خلاف الحضر "ذهب بسيارته إلى البادية". 

بَداء [مفرد]: مصدر بدا1/ بدا لـ. 

بَداوة [مفرد]:
1 - مصدر بدا2.
2 - إقامة في البادية، ويغلب عليها التنقُّل والتِّرحال، وهي خلاف الحضارة.
• بداوة الأمر: أول ما يبدو أو يظهر منه. 

بَدْو1 [مفرد]: مصدر بدا2. 

بَدْو2 [جمع]:
1 - أهل البادية وسكَّانها من القبائل العربيَّة الرُّحّل "يمثِّل البدو نسبة كبيرة من سكَّان العالم العربيّ".
2 - البادية، خلاف الحضر " {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} ". 

بُدُوّ [مفرد]: مصدر بدا1/ بدا لـ. 

بَدْويّ [مفرد]: ج بَداوِيّ:
1 - اسم منسوب إلى بَدْو2.
2 - واحد البَدْو، عربيّ من أيّ القبائل الصحراويَّة المختلفة. 

بَدَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَدْو2: على غير قياس.
2 - واحد البَدْو، عربيّ من أيّ القبائل الصحراويَّة المختلفة. 

بَدْويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدْو: "عيشة بَدْوِيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَدْو: ما يميل إلى الطابع البدويّ ويبتعد عن المدنيّة والتحضُّر "تصرفاته تغلب عليها البدويّة". 

بَدَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدْو: على غير قياس "عيشة بَدَوِيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَدْو: ما يميل إلى الطابع البدويّ ويبتعد عن المدنيّة والتحضُّر "تصرفاته تغلب عليها البدويّة". 

تبدِّيات [جمع]: مف تبدٍّ: مظاهر "تتطلّب المسألةُ في تبدِّياتها السّياسيّة منهجيَّة مختلفة". 

بدو

1 بَدَا, (T, S, M, &c.,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. بُدُوٌّ (S, M, Msb, K) and بَدْوٌ and بَدَآءٌ (M, K) and بَدَآءَةٌ (K) and بَدًا, (M, on the authority of Sb,) for which last we find, in [some of] the copies of the K, بُدُوٌّ, a repetition, (TA,) or بُدُوْءٌ, (so in other copies of the K,) It appeared; it became apparent, open, manifest, plain, or evident: (T, S, M, Msb, K:) and ↓ تبدّى

[signifies the same; or he showed himself, or it showed itself; (see an ex. in art. جيش, voce جَاشَ, last sentence;) or] he, or it, came in sight, or within sight. (KL.) b2: بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ, (T, M, Msb, K, and Har p. 665,) inf. n. بَدْوٌ (M, K) and بَدًا (M, and so in a copy of the K) and بَدَآءٌ, (T, M, and so in the CK,) or بَدَآءَةٌ and بَدَاةٌ; (as in some copies of the K;) or ↓ بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ بَدَآءٌ, (S, IB,) the last word being in the nom. case because it is the agent; (IB, TA;) An opinion presented itself, or occurred, to him, or arose in his mind, syn. نَشَأَ, (S, K, and Har ubi suprà,) or appeared to him, (M,) [respecting the affair, or case,] different from his first opinion, so that it turned him therefrom: (Har ubi suprà:) or there appeared to him, respecting the affair, or case, what did not appear at first: (Msb:) accord. to Fr, ↓ بَدَا لِى بَدَآءٌ means another opinion appeared to me: accord. to Az, بَدَا لِى بَدًا means my opinion changed from what it was. (TA.) Esh-Shemmàkh says, لَعَلَّكَ وَ المَوْعُودُ حَقٌّ وَفَاؤُهُ بَدَا لَكَ فِى تِلْكَ القَلُوصِ بَدَآءُ [May-be (but it is right that the promise be fulfilled) an opinion different from thy first opinion hath arisen in thy mind respecting that youthful she-camel]. (M, TA.) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنَنَّهُ, in the Kur [xii.35], means بَدَا وَقَالُوا لَيَسْجُنُنَّهُ ↓ لَهُمْ بَدَآءٌ, [i.e. Then an opinion arose in their minds, after they had seen the signs of his innocence, and they said that they should certainly imprison him,] because ليسجننّه, being a proposition, cannot be the agent: so says Sb. (M.) بَدَا لِلّهِ أَنْ يَقْتُلَهُمْ, occurring in a trad., means (tropical:) God determined that He would slay them: for, as IAth says, بَدَآءٌ signifies the deeming to be right a thing that is known after its having been not known; and this may not be attributed to God: but as is said by Suh, in the R, one may say, [of God,] بَدَا لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا, [properly signifying It occurred to him, or appeared to him, that he should do such a thing,] as meaning (tropical:) He desired to do such a thing; [as also بَدَا لَهُ فِى فِعْلِ كَذَا;] and thus the phrase in the trad., here mentioned, has been explained. (TA.) [One says also, اِفْعَلْ كَذَا مَا بَدَا لَكَ Do thou thus as long as it seems fit to thee: see, a verse of El-Ahmar cited voce جَلَّ.] b3: بَدَا القَوْمُ, (T, S, M, K,) inf. n. بَدْوٌ, (S,) or بَدَآءٌ; (M, K;) [the latter of which is said in the TA to be the right;] or بَدَا إِلَى البَادِيَةِ, inf. n. بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ; (Msb;) The people, or company of men, went forth to the بَادِيَة [or desert]: (M, Msb, K:) or, the former, went forth to their بَادِيَة: (S:) or went forth from the region, or district, of towns or villages or of cultivated land, to the pasturingplaces in the deserts: (T:) [ISd says,] بَدْوٌ may be used as meaning بِدَاوَةٌ, which is the contr. of حِضَارَةٌ: (M:) [J says,] بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ signify the dwelling, or abiding, in the بَادِيَة [or desert]; the contr. of حِضَارَةٌ: but Th says, I know not بَدَاوَةٌ, with fet-h, except on the authority of Az alone: (S:) As says that بداوة and حضارة are with kesr to the ب and fet-h to the ح; but Az says the reverse, i. e. with fet-h to the ب and kesr to the ح: (T:) both are also explained as signifying the going forth to the بَادِيَة: and some mention بُدَاوَةٌ, with damm; but this is not known: (TA:) ↓ تبدّى like wise signifies he went forth from the constant sources of water to the places where herbage was to be sought [in the desert]; (T;) or he dwelt, or abode, in the بَادِيَة. (S, K.) It is said in a trad., مَنْ بَدَا جَفَا, i. e. He who abides in the desert becomes rude, rough, coarse, or uncivil, like the desert-Arabs. (S.) And in another, كَانَ يَبْدُو إِلَى هٰذِهِ التِّلَاعِ [He used to go forth to these water-courses in the desert, or these high grounds, or low grounds, &c.]. (TA.)b4: [Hence,] بَدَا He voided his excrement, or ordure; (M, K;) as also ↓ ابدى (T, K) [and ابدأ]: because he who does so goes forth from the tents or houses into the open country. (T.) A2: بَدَانِى بِكَذَا, aor. ـْ is like بَدَــأَنِى [i. e. He began with me by doing such a thing]. (M, TA.) A3: بَدِيَتِ الأَرْضُ The land produced, or abounded with, بَدَاة, i. e. truffles: (K, * TA:) or had in it truffles. (TK.) b2: And The land had in it بَدَاة, meaning dust, or earth. (K, * TK.) 2 بدّى, inf. n. تَبْدِيَةٌ, He showed, or made apparent, a want that occurred, or presented itself, to him. (TA.) [See بدَآءَةٌ.] b2: He sent forth a horse [or beast] to the place of pasture [app. in the بَادِيَة, or desert]. (TA, from a trad.) 3 مُبَادَاةٌ The going, or coming, out, or forth, in the field, to encounter another in battle, or war. (TA.) b2: And [more commonly] The showing open enmity, or hostility, with any one: (KL, TA:) [a meaning more fully expressed by the phrase مُبَادَاةٌ بِالعَدَاوَةِ: for you say,] بَادَى بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, [with another;] syn. جَاهَرَ بِهَا; (S, K; *) as also ↓ تبادى: (K:) or you say, بالعدواة ↓ تبادوا they showed open enmity, or hostility, one with another; syn. تَجَاهَرُوا بِهَا. (S.) You say also, بادى النَّاسَ بِأَمْرِهِ He showed, or revealed, to the people, or to men, his affair, or case. (TA.) [Thus, باداهُ بِالأَمْرِ and لَهُ الأَمْرَ ↓ ابدى signify the same; i. e. He showed, or revealed, to him the affair, or case.]

b3: And بادى بَيْنَهُمَا He measured, or compared, them both together, each with the other. (A, TA.) 4 ابداهُ He made it apparent, open, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, evinced, discovered, or revealed, it; (S, M, Msb, K;) and it has been said [correctly, as will be seen below,] that ابدى عَنْهُ signifies the same. (MF, TA.) It is said in a trad., مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نَقَمَ عَلَيْهِ كِتَابُ اللّٰهِ, i. e. (tropical:) Whoso showeth, or revealeth, to us his deed [or crime] which he was concealing, [the book of God shall execute vengeance upon him, meaning] we will inflict upon him the punishment ordained by the book of God. (TA.) ابدى لَهُ صَفْحَتَهُ also means (tropical:) He showed open enmity, or hostility, with him. (A and TA in art. صفح.) And ابدى عَنْ قَعْرِهِ, said of water, means It showed its bottom, by reason of its clearness. (L in art. مكد.) See also 3. b2: أَبْدَيْتَ فِى مَنْطِقِكَ Thou deviatedst, or hast deviated, from the right way in thy speech. (S.) b3: See also 1.5 تبدّى: see 1, in two places.

A2: In the common dial. of the people of El-Yemen, it signifies He ate the morning-meal; syn. تَغَدَّى. (TA.) 6 تبادى: see 3, in two places. b2: Also He affected to be like, or imitated, the people of the بَادِيَة [or desert]. (S, K.) بَدٍ: see بَدْوٌ, in two places.

بَدًا The excrement from the anus (M, K *) of a man. (M.) [And بَدَآءٌ, from أَبْدَأَ, signifies the same.] b2: A joint (مَفْصِل) of a man; (AA, M, K;) as also بَدْءٌ: (AA, M:) pl. أَبْدَآءٌ. (AA, M, K.) A2: بَدَا for بَدًا: see بَدْوٌ, in two places.

بَدْوٌ: see بَادِيَةٌ: A2: and see also بَادٍ.

A3: Also The first of a thing; originally [بَدْءٌ,] with hemzeh: (Har p. 583:) and ↓ بَدِىٌّ, also, [originally بَدِىْءٌ,] signifies the first: (TA:) [and ↓ بَدٍ and ↓ بَدَا, the latter for بَدًا, are used for بَدْءٍ.

Hence,] one says, ↓ اِفْعَلْ ذٰلِكَ بَادِى بَدٍ, (S,) or بَادِىَ بَدٍ, (M, K,) and ↓ بَادِى بَدِى, (Fr, S, M,) or بَادِىَ بَدِى, (as in some copies of the K,) or ↓ بادى بَدِىٍ, (as in other copies of the K and in the TA,) and ↓ بَادَىَ بَدًا, (M, K,) mentioned by Sb, who says that it is without tenween, though analogy does not forbid its being with tenween, (M,) meaning Do thou that first; (S, TA;) or, the first thing: (Fr, TA:) originally [بَادِئَ بَدْءٍ, &c.,] with hemz. (S, K. [See بَدْءٌ.]) Hence also the phrase, ↓ الحَمْدُلِلٰهِ بَدِيًّا [Praise be to God in the first place]. (TA.) بَدِي for بَدٍ: see بَدْوٌ.

بَدَاةٌ: see بَدَآءٌ: b2: and see also بَادِيَةٌ.

A2: Also, (K, TA,) like قَطَاةٌ, (TA, [but in the CK بَدْأَة, q. v.,]) Truffles; syn. كَمْأَةٌ. (K.) b2: And Dust, or earth. (K.) بَدْوَةٌ Either side of a valley. (AHn, M, K.) بَدَوِىٌّ [Of, or belonging to, or relating to, the بَدْو, or desert: and, used as a subst., a man, and particularly an Arab, of the desert:] a rel. n. from بَدْوٌ, (S, M, K,) extr. [with respect to rule], (M, K,) for by rule it should be بَدْوِىٌّ; (ElTebreezee, TA;) or it is an irregular rel. n. from بَادِيَةٌ: (Msb:) and ↓ بَدَاوِىٌّ and ↓ بِدَاوِىٌّ are similar rel. ns., (M, K,) from بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ, as syn. with بَدْوٌ and بَادِيَةٌ, agreeably with rule; or the former of these two may be a rel. n. from بَدْوٌ and بَادِيَةٌ, and therefore extr. [with respect to rule]; but it is said that when a rel. n. may be regarded as regular or irregular, it is more proper to regard it as regular; (M;) or the former is a rel. n. signifying of, or belonging to, or relating to, البَدَاوَة as meaning the dwelling, or abiding, in the desert, (S, TA,) accord. to the opinion of Az; and the latter is a rel. n. from البِدَاوَة accord. to the opinion of As and others; and is held by Th to be the chaste form: (TA:) but بَدَوِىٌّ is the only one of these rel. ns. that is known to the common people: (M:) it is opposed to a townsman or villager. (TA.) [The pl. is بَدَاوَى, and vulg. بِدْوَانٌ. See also بَادٍ, often applied to a man as syn. with بَدَوِىٌّ.]

بَدَوَاتٌ: see بَدَآءٌ, in three places.

بَدَآءٌ [An opinion that occurs to one, or arises in the mind; and particularly one that is different from a former opinion;] a subst. from بَدَا in the phrase بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ. (Msb.) See 1, in four places. One says also, ↓ هُوَ ذُو بَدَوَاتٍ He is one who has various opinions occurring to him, or arising in his mind, (IDrd, S, * K, * and Har p. 665,) of which he chooses some and rejects others: (IDrd, TA:) it is said in praise, (IDrd, TA, and Kzz in Har ubi suprà,) and sometimes in dispraise: (Kzz in Har ubi suprà:) بَدَوَاتٌ is pl. of ↓ بَداةٌ, [which is therefore syn. with بَدَآءٌ,] like as قَطَوَاتٌ is pl. of قَطَاةٌ. (IDrd, TA, and Har ubi supra.) One says likewise ↓ أَبُو البَدَوَاتِ, meaning The father [i. e. originator] of opinions that present themselves to him. (IDrd, TA.) and ↓ السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ (S, [in which the context indicates it to mean The Sultán is characterized by deviations from the right way:] but accord. to SM, it is) a trad., meaning the Sultán ceases not to have some new opinion presenting itself to him. (TA.) بِدَآءٌ, in the common dial. of the people of ElYemen, signifies The morning-meal; syn. غَدَآءٌ. (TA.) بَدِىٌ: see بَادِيَةٌ: b2: and see بَدْوٌ, in three places. b3: Also, [or بِئْرٌ بَدِىٌّ,] originally بَدِىْءٌ, q. v. in art. بدأ, (TA,) A well: (T:) or a well that is not ancient: (TA:) pl. بُودَانٌ, formed by transposition from بُدْيَانٌ. (T.) بَدَآءَةٌ What appears, or becomes apparent, of wants, or needful things: pl. بَدَاآتٌ; for which one may also say, بَدَاوَاتٌ. (T.) These two pls. also signify Wants that appear, or become apparent, to one. (TA.) [The latter of them is likewise pl. of what next follows.]

بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ: see بَادِيَةٌ. b2: The former also signifies The first that appears, or becomes apparent, of a thing. (Lh, M, K.) [See بَدَآءَةٌ.]

بَدَاوِىٌّ and بِدَاوِىٌّ: see بَدَوِىٌّ.

بَادٍ Appearing, or apparent; or becoming, or being, apparent, open, manifest, plain, or evident. (Msb.) [Hence,] بَادِىَ الرَّأْىِ At the [first] appearance of opinion; (Fr, Lh, M;) or according to the appearance of opinion; (Zj, S, K; *) which may mean either insincerely or inconsiderately: (Zj, TA:) so in the Kur xi. 29; (Zj, S;) where only AA read it with hemz: (TA:) if with hemz, it is from بَدَأْتُ, and means at first thought, or on the first opinion. (S; and Lh in M, art. بدأ: see بَدْءٌ.) For بَادِى بَدٍ, or بَادِىَ بَدٍ, and بَادِى بَدِى, &c., see بَدْوٌ, in four places. b2: بَادِى

بَدِى is sometimes used as a name for Calamity, or misfortune: it consists of two nouns made one, like مَعْدِىْ كَرِبَ. (S.) b3: بَادٍ also signifies A man going forth to the بَادِيَة [or desert]: (M, * Msb, K, * TA:) or one who is in the بَادِيَة, dwelling in the tents, and not remaining in his place: (TA:) pl. بَادُونَ and بُدًّا [in the TA erroneously said to be بُدًى like هُدًى] and بُدَّآءٌ: (M, K:) and ↓ بَدْوٌ is a quasi-pl. n. of بَادٍ; (M, TA;) or is for أَهْلُ بَدْوٍ, meaning people who go forth to the desert; (M;) or it means dwellers in the desert, or people of the desert: (MF:) ↓ بَادِيَةٌ also signifies the same as بَادُونَ, i. e. people migrating from the constant sources of water, and going forth to the desert, seeking the vicinity of herbage; contr. of حَاضِرَةٌ; and بَوَادِى [or بَوَادٍ] is pl. of بَادِيَةٌ. (T.) بَادَاةٌ: see what next follows.

بَادِيَةٌ (T, S, &c.) A desert; so called because of its being open, or uncovered; (TA;) contr. of حَضَرٌ; (M, K;) as also ↓ بَدْوٌ, (S, * M, Msb, K,) and ↓ بَادَاةٌ, (M, K,) or ↓ بَدَاةٌ, (TA, [thought by SM to be the correct form because found by him in the M, in which I find باداة,]) and ↓ بَدِىٌّ, said to be used as syn. with بَادِيَةٌ in a verse of Lebeed cited among the exs. of the preposition بِ, p. 142, (TA,) and ↓ بدَاوَةٌ (M, K) and ↓ بِدَاوَةٌ; (M;) [of which the last two and the second (namely, بَدْوٌ,) seem to be originally inf. ns.; see 1:] or a land in which are no towns or villages or cultivated soil: (Lth, T:) or the places to which people migrate from the constant sources of water, when they go forth to the desert, seeking the vicinity of herbage; also termed مَبَادٍ, which is syn. with مَنَاجِعُ, contr. of مَحَاضِرُ, and pl. of ↓ مَبْدًى, (T,) this last signifying the contr. of مَحْضَرٌ: (S:) the pl. of بَادِيَةٌ is بَوَادٍ. (T, Msb.) b2: See also بَادٍ.

مَبْدًى: pl. مَبَادٍ: see بَادِيَةٌ.

رَكِىٌّ مُبْدٍ Wells showing their water; having it uncovered by dust or earth; contr. of رَكِىٌ غَامِدٌ. (A in art. غمد.)

جزو

الْجِيم وَالزَّاي وَالْوَاو

جَازَ الْموضع جَوْزا، وجُئُوزا، وجَوَازا، ومَجَازا، وجازية، وجاوزه جِوازا، وَأَجَازَهُ، وَأَجَازَ غَيره.

وَقيل: جازه: سَار فِيهِ، وَأَجَازَهُ: حلفه وقطعه.

وَأَجَازَهُ: أنفذه، قَالَ أَوْس بن مغراء:

وَلَا يَرِيمون للتَّعريف موضعَهم ... حَتَّى يقالَ أجِيزوا آل صَفْوانَا

يمدحهم بِأَنَّهُم يجيزون الْحَاج، يَعْنِي: أنقذوهم.

والمجتاز: مجتاب الطَّرِيق ومجيزه.

والمجتاز، أَيْضا: الَّذِي يحب النَّجَاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ثمَّ انشمرت عَلَيْهَا خَائفًا وجِلا ... والخائف الواجل المجتاز ينشمرُ

ويروى: " الوجِل ".

والجَوَاز: صك الْمُسَافِر.

وَتجَاوز بهم الطَّرِيق، وجاوزه جِوازا: خَلفه. وَفِي التَّنْزِيل: (وجاوزنا ببني إِسْرَائِيل الْبَحْر) . وجَوَّز لَهُم إبلهم: إِذا قادها بَعِيرًا بَعِيرًا حَتَّى تَجُوز.

وجوائز الْأَمْثَال والأشعار: مَا جَازَ من بلد إِلَى بلد، قَالَ ابْن مقبل:

ظنّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفةٍِ ... يتنازعون جَوَائز الْأَمْثَال

قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: الْيَقِين مِنْهُم كعسى، وَعَسَى شكّ.

وَقَالَ ثَعْلَب: يتنازعون جوائز الْأَمْثَال: أَي يجيلون الرَّأْي فِيمَا بَينهم، ويمتثلون مَا يُرِيدُونَ وَلَا يلتفتون إِلَى غَيرهم من رخاء إبلهم وغفلتهم عَنْهَا.

وَأَجَازَ لَهُ البيع: أَمْضَاهُ.

وَأَجَازَ رَأْيه، وجوَّزه: أنفذه.

وتجوَّز فِي هَذَا الْأَمر مَا لم يتجوز فِي غَيره: احتمله وأغمض فِيهِ.

والمَجَازة: الطَّرِيق إِذا قطعت من أحد جانبيه إِلَى الآخر.

والمَجَازة: الطَّرِيق فِي السبخة.

والجائزة: الْعَطِيَّة، وَأَصله أَن أَمِيرا وَاقِف عدوا وَبَينهمَا نهر، فَقَالَ: من جَازَ هَذَا النَّهر فَلهُ كَذَا، فَكلما جَازَ مِنْهُم وَاحِد، اخذ جَائِزَة.

والجائز من الْبَيْت: الْخَشَبَة المعترضة بَين الحائطين، يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: نير.

وَقيل: هِيَ الْخَشَبَة الَّتِي تحمل خشب الْبَيْت.

وَالْجمع: أجْوِزة، وجُوزان، وجوائز، عَن السيرافي، وَالْأولَى نادرة، وَنَظِيره: وادٍ وأودية.

والجائزة: مقَام الساقي.

وَجَاز الله عَن ذَنبه، وَتجَاوز، وَتجوز عَن الْفَارِسِي: لم يُؤَاخذ بِهِ.

وَجَاز الدِّرْهَم: قبل على مَا فِيهِ من خفى الدَّاخِلَة أَو قليلها، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا وَرَقُ الفتيانِ صَارُوا كَأَنَّهُمْ ... دَرَاهِم مِنْهَا جائزات وزُيَّف وتجوَّز الدَّرَاهِم: قبلهَا على مَا بهَا.

وَحكى اللحياني: لم أر النَّفَقَة تَجُوز بمَكَان كَمَا تجوز بِمَكَّة وَلم يُفَسِّرهَا.

وَأرى مَعْنَاهَا: تزكو أَو تُؤثر فِي المَال أَو تنْفق، وَأرى هَذِه الْأَخِيرَة هِيَ الصَّحِيحَة.

وَتجَاوز عَن الشَّيْء: أغضى.

وَتجَاوز فِيهِ: أفرط.

وجَوْزُ كل شَيْء: وَسطه.

وَالْجمع: أَجْواز. سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر على غير " أَفعَال " كَرَاهَة الضمة على الْوَاو.

وجَوْز اللَّيْل: معظمه.

وشَاة جَوْزاء، ومجوَّزة: سَوْدَاء الْجَسَد، وَقد ضرب وَسطهَا ببياض من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا.

وَقيل: المجوَّزة: الَّتِي فِي صدرها لون يُخَالف سَائِر لَوْنهَا.

والجَوْزاء: من بروج السَّمَاء، سميت بذلك لِأَنَّهَا مُعْتَرضَة فِي وَسطهَا، يُقَال لأبكينك الجوزاءَ: أَي طول طُلُوع الجوزاء.

وَكَذَلِكَ: أَسمَاء النُّجُوم كلهَا، وَقد تقدم، قَالَ:

فالشمس طالعة لَيست بكاسفة ... تبْكي عَلَيْك نجومَ اللَّيْل والقمرا

وجَوْزاء: اسْم امْرَأَة، سميت باسم هَذَا البرج، قَالَ الرَّاعِي:

فَقلت لِأَصْحَابِي هم الحَيُّ فالحقوا ... بجوزاءَ فِي أَترابها عِرْسِ مَعْبَدِ

والجَوَاز: المَاء الَّذِي يسقاه المَال من الْمَاشِيَة والحرث وَنَحْوه.

وَقد استجزته فأجازني: إِذا سقاك مَاء لأرضك أَو ماشيتك، قَالَ الْقطَامِي:

وَقَالُوا فُقَيم قَيِّم المَاء فاستجِزْ ... عُبَادة إِن المستجيزَ على قُتْرِ

وجَوَّز إبِله: سَقَاهَا.

والجَوْزة: السقية الْوَاحِدَة.

وَقيل: الجوزة: السقية الَّتِي تُجَوِّز بهَا الرجل إِلَى غَيْرك، وَفِي الْمثل: " لكل جابه جوزة ثمَّ يُؤذن " أَي لكل مستسق سقية ثمَّ تضرب أُذُنه إعلاما أَنه لَيْسَ لَهُ عِنْدهم أَكثر من ذَلِك.

والجُوَاز: الْعَطش.

والجِيزة: النَّاحِيَة والجانب وجمعهما: جِيزٌ وجِيَز.

والجِيز: جَانب الْوَادي، وَقد يُقَال فِيهِ: الجيزة.

والجِيز: الْقَبْر، قَالَ المتنخل:

يَا ليته كَانَ حَظَي من طعامكما ... أَنِّى أَجَنّ سَوَادي عنكما الجِيزُ

فسر بِأَنَّهُ جَانب الْوَادي، وَفَسرهُ ثَعْلَب بِأَنَّهُ الْقَبْر.

وَالْإِجَازَة فِي الشّعْر: أَن يكون الْحَرْف الَّذِي يَلِي حرف الروى مضموما ثمَّ يكسر ويفت وَيكون حرف الروى مُقَيّدا.

وَالْإِجَازَة فِي قَول الْخَلِيل: أَن تكون القافية طاء، وَالْأُخْرَى دَالا وَنَحْو ذَلِك.

وَرَوَاهُ الْفَارِسِي: الْإِجَارَة، بالراء غير مُعْجمَة.

والجَوْزة: ضرب من الْعِنَب لَيْسَ بكبير وَلكنه جدا إِذا اينع.

والجَوْز: الَّذِي يُؤْكَل، فَارسي مُعرب، واحدته: جَوْزة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: شجر الجَوْز كثير بِأَرْض الْعَرَب من بِلَاد الْيمن يحمل ويربى، وبالسروات شجر جَوْز لَا يربى، وأصل الْجَوْز فَارسي، وَقد جرى فِي كَلَام الْعَرَب واشعارها، وخشبه مَوْصُوف عِنْدهم بالصلابة وَالْقُوَّة، قَالَ الْجَعْدِي:

كأنَّ مَقَطَّ شراسيفه ... إِلَى طرَف القُنْب فالمَنْقَبِ

لُطِمن بتُرْسٍ شَدِيد الصِّفَا ... قِ من خَشَب الجَوْز لم يُثْقَبِ

وَقَالَ الْجَعْدِي أَيْضا، وَذكر سفينة نوح صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزعم أَنَّهَا كَانَت من خشب الْجَوْز، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لصلابة خشب الْجَوْز وجودته:

يَرُفع بالقار والحَدِيد من الجَوْ ... زطِوَالاً جُذُوعُها عُمُما وَذُو المَجَاز: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وَرَاح بهَا من ذِي المَجَاز عَشِيَّة ... يُبَادر أُولىَ السابقات إِلَى الحَبْلِ

جلجل

(جلجل)
السَّحَاب والرعد صَوت فِي حَرَكَة وَالرجل حرك الجلجل وَالْفرس صفا صهيله وَلم يرق وَالشَّيْء حركه فَكَانَ لحركته صَوت شَدِيد وخلطه بِغَيْرِهِ فَكَانَ لخلطه صَوت شَدِيد وعلق عَلَيْهِ الجلجل وَالشَّيْء غربله ونخله

جلجل


جَلْجَلَ
a. Cried; thundered, pealed.
b. Shook; stirred up.
c. Threatened.
d. Put bells on (horse).
تَجَلْجَلَa. Was shaken.

جَلْجَاْلa. Resounding, reverberating.

جَلْجَلَةa. Sound, noise, reverberation.
b. H.
Calvary, Golgotha.
جُلْجُل
(pl.
جَلَاْجِلُ)
a. Little bell.

جُلْجُلَة
H.
a. Skull.

جُلْجُلَان
P.
a. Core.
b. Coriander-seed, sesame-seed.
(وَالْجُلْجُلُ) مَا يُعَلَّقُ بِعُنُقِ الدَّابَّةِ أَوْ بِرِجْلِ الْبَازِي (وَمِنْهُ) وَجَدَ بَازِيًا فِي رِجْلَيْهِ سَيْرٌ أَوْ جَلَاجِلُ (وَالْجُلْجُلَانُ) ثَمَرُ الْكُزْبَرَةِ وَالسِّمْسِمِ أَيْضًا وَهُوَ الْمُرَادُ (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ كَانَ يَدَّهِنُ بِالْجُلْجُلَانِ جِلَّ فِي (د ق) .
[جلجل] فيه: الصدقة في "الجلجلان" أي السمسم، وقيل: حب الكزبرة. ومنه ح ابن عمر: كان يدهن عند إحرامه بدهن "جلجلان". وفي ح الخيلاء: "يتجلجل" فيها إلى يوم القيامة أي يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة حركة مع صوت. ج: وروى: ويتلجلج، أي يتردد. ك: يحتمل كونه من هذه الأمة وسيقع بعد أو من الأمم السابقة. ن: وهو الصحيح. ك: فاطلعت في "الجلجل" بضم جيمين، وأصل الجلاجل شيء يتخذ من الفضة أو الصفر أو النحاس وسيجيء في قبض. نه وفيه: رفقة فيها "جلجل" هو الجرس الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب وغيرها.
جلجل: جَلْجل، ويجمع على جلاجِل: حمأة، طين، وحل (ألكالا).
جُلْجَل: بثرة في الجفن (بوشر، محيط المحيط).
جَلجْلة، جبل الجلجلة: جبل مصلب المسيح (بوشر).
جُلْجلان: هي، فيما يقول المستعيني (مادة سمسم)، كلمة هندية معناها كزبرة.
وجُلْجلان: سمسم. وقد حدث في هذه الأيام تغيير في لفظ الكلمة، فبراكس (مجلة الشرق والجزائر 8: 345) يقولها جلْجلان سمسم. وتصنع منه مخلوطا بالعسل حلوى تسمى (نوجا). وعند ابن ليون (ص273) جِلجلان: حمص صغير وجِلجلان: نوع من الدخن (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 5: 231).
وعند نيبور ب (142) جلجلاري. وهو يفسر الكلمة بالسمسم الهندي. وصواب الكلمة جِلْجلان فيجب تصحيحها.
وتطلق الكلمة في الأندلس على هذا النوع من شوكة العلك الذي يسميه اليونان Sesamoides micron سيسامويدس مكرون (معجم الأسبانية 146).
وجلجلان: هندباء برية (بوشر).
وما يسميه فريتاج جلجلان حبشي يسميه ابن البيطار (1: 254) جلجلان الحبشة.
جلجل
جلجلَ يجلجل، جلجلةً، فهو مُجلجِل، والمفعول مُجلجَل (للمتعدِّي)
• جلجل السَّحابُ/ جلجل الرَّعدُ/ جلجل الرَّجُلُ: دوّى، أحدث صوتًا وضجيجًا "كانت القاعةُ تدوّي بضحكاته المُجلجِلة- جلجل القطارُ".
• جلجل الطَّحينَ: غربله ونخله.
• جلجل الجَرَسَ: حرّكه ليحدث صوتًا. 

جَلْجال [مفرد]: شديد الصوت. 

جُلجُل [مفرد]: ج جَلاجِلُ: جرس صغير.
• الجُلجُل من الأطفال: خفيف الرُّوح، النشيط في عمله.
• الجُلْجُل من الأمر: العظيم أو اليسير "لا يهتمّ إلاّ بجلاجل الأمور". 

جُلْجُلَة [مفرد]: (دن) موضع في القدس يدّعي المسيحيّون أنّ السيِّد المسيح صُلب عنده ويُسَمَّى كذلك جبل الجُلْجُلة. 
(ج ل ج ل)

التَّجلجُل: السؤوخ فِي الأَرْض وَالْحَرَكَة.

والجَلْجَلة: شدَّة الصَّوْت وجدته.

وَقد جلجله، قَالَ:

يَجُرّ ويستــأنى نَشَاصا كَأَنَّهُ ... بغَيْقَةَ لمّا جلجل الصوتَ جالبُ

وسحاب مجلجِل: لرعده صَوت. وغيث جَلْجال: شَدِيد الصَّوْت، وَقد جَلْجَل.

وجَلْجله: حركه.

وجلجل الْفرس: صفا صهيله وَلم يرق وَهُوَ احسن مَا يكون.

وَقيل: صفا صَوته ورق، وَهُوَ أحسن لَهُ.

وَرجل مُجَلْجَل، لَا يعد لَهُ أحد فِي الظّرْف.

والجُلْجُل: مَعْرُوف.

والجُلْجُل: الجرس الصَّغِير.

وإبل مُجَلْجَلة: تعلق عَلَيْهَا الاجراس، قَالَ خَالِد بن قيس التَّمِيمِي:

أيا ضَيَاع المائةِ المُجَلجَلهْ

والجُلْجُل: الْأَمر الصَّغِير والعظيم، مثل الجَلَل، قَالَ:

وكنتُ إِذا مَا جُلْجُل الْقَوْم لم يقم ... بِهِ أحَدٌ أسمو لَهُ وأَسُور

والجُلْجُلان: ثَمَر الكزبر.

وَقيل: حب السمسم.

وجُلْجُلان الْقلب: حبته ومنته.

وَعلم ذَلِك جُلْجُلانُ قلبه: أَي علم ذَلِك قلبه.

وجَلْجَلَ الشَّيْء: خلطه.

وجُلاَجِل، وجَلاجِل، ودارة جُلْجُل، كلهَا مَوَاضِع.

أَبل

(أَبل) المُسْتَأبِلُ: الظَّلُوم، قال:
قبلان: مِنهُم خاذِلٌ ما يُجِيبُنِي ... ومُسْتَأْبِلٌ منهم يَعُقُّ وَيَظْلِمُ 
أَبل
{الإِبِلُ، بكَسرَتَيْنِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الأَسماءِ كحِبِرٍ، وَلَا ثالِثَ لَهُما، قَالَه سِيبَوَيْهِ، ونَقَلَه شيخُنا، وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي الشّواذِّ: وأَمّا الحِبِكُ ففِعِلٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، مِنْهُ:} إِبِلٌ وِإطِلٌ، وامْرَأَةٌ بِلِزٌ، أَي: ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي ح ب ك وَفِي ب ل ز وَفِي ح ب ر فالاقتصارُ على اللَّفْظَيْنِ فِيهِ نظرٌ، وتُسَكَّنُ الباءُ للتَّخْفِيفِ على الصَّحِيحِ، كَمَا أَشارَ لَهُ الصاغانيُ وابنُ جِنِّي، وجَوَّزَ شيخُنا أَنْ تكونَ لُغَةً مُستَقِلَّةً. قلتُ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ كُراع، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِي للشّاعِرِ:
(إِنْ تَلْقَ عَمْرا فقَدْ لاقَيتَ مُدَّرِعًا ... ولَيس من هَمِّهِ {إِبْلٌ وَلَا شاءُ)
وأَنْشَدَ شَيخُنَا:
(أَلْبانُ إِبْلِ نُخَيلَةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دامَ يَمْلِكُها علىَ حَرامُ)
وأَنْشَدَ صَاحب المِصْباحِ قولَ أبي النَّجْمِ:} والإِبْلُ لَا تَصْلُحُ فِي البستانِ وحَنَّتِ {الإِبْلُ إِلى الأَوْطانِ مَعْرُوفٌ واحِدٌ يَقَعُ على الجَمعِ قالَ شَيخُنا: وَهَذَا مُخالِفٌ لاسْتِعْمالاتِهِم إِذْ لَا يُعْرَف فِي كَلامِهِم إِطْلاقُ الإِبِلِ عَلَى جَمَل واحِدٍ، وقوِلُه: لَيسَ بجَمْعٍ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ ليسَ فِي أبْنِيَةِ الجُمُوعِ فِعِل بكسرَتَيْنِ، وقولُه: وَلَا اسْم جَمْعٍ فِيهِ شِبهُ تَناقُض مَعَ قَوْلِه بعدُ: تَصْغِيرُها} أُبَيلَةٌ لأنَّه إِذا كانَ واحِداً ولَيسَ اسْمَ جَمْعٍ فَمَا المُوجِبُ لتَأْنِيثِه إٍ ذَنْ مَعَ مخالَفَتِه لما أَطْبَقَ عَلَيْهِ جميعُ أرْبابِ التَّآلِيفِ من أَنَّه اسمُ جَمْعٍ، وَفِي العُبابِ: الإِبِلُ: لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَهِي مُؤَنَثةٌ لأَنَّ أَسْماءَ الجُمُوعٍ الَّتِي لَا واحِدَ لَها من لَفْظِها إِذا كانتْ لِغَيرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيث لَهَا لازِمٌ ج: {آبالٌ قَالَ: وَقد سَقَوْا} آبالَهُم بالنّارِ والنّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ وتَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ أَدْخُلُوها الهاءَ كَمَا قالُوا غُنَيمَةٌ. قلتُ: ومُقْتَضاهُ أَنّه اسمُ جَمْعٍ كغَنَمٍ وبَقَرٍ، وَقد صَرَحَ بِهِ الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه والفارابي والزُّبَيدِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَبو حَيّان وابنُ مالِكٍ وابنُ هِشامٍ وابنُ عُصْفُورٍ وَابْن إِياز والأَزْهَرِيُّ وابنُ فارِس، قَالَ شيخُنا: وَقد حَرَّرَ الكلامَ فِيهِ الشِّهابُ الفَيُّومِيُ فِي المِصْباحِ أَخذاً من كلامِ أُسْتاذِه الشَّيخِ أبي حَيّان فقالَ: الإِبِلُ: اسمُ جَمْع لَا واحِدَ لَهَا من لَفظهَا، وَهِي مُؤَنّثَة لِأَن اسْمَ الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه إِذا كانَ لما)
لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنِيثُ، وتَدْخُلُه الهاءُ إِذا صُغِّرَ نَحْو أُبَيلَةٍ وغُنَيمَةٍ، قَالَ شيخُنا: واحْتَرَزَ بِمَا لَا يَعْقِلُ عمّا إِذا كَانَت للعاقِلِ، كقَوْمٍ ورَهْطٍ فإِنها تُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، فتَقُولُ فِي قَوْمٍ: قُوَيْمٌ، وَفِي رَهْطٍ رُهَيطٌ، قَالَ: وظاهِرُ كلامِه أَنَّ جَمِيعَ أَسماءِ الجُمُوعَ الَّتِي لما لَا يَعْقِلُ تُؤَنث، وفيهَا تَفْصِيلٌ ذكَرَه الشيخُ ابنُ هِشامٍ تَبَعًا للشَّيخ ابنِ مالِكٍ فِي مُصَنَّفاتِهِما.
وَقَالَ أَبو عَمْرو فِي قولِه تَعالَى: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ الإِبِلُ: السَّحابُ الَّذِي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ وَهُوَ مجازٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: من قَرَأَها بالتَّخْفِيفِ أَرادَ بِهِ البَعِيرَ لأَنَّه من ذواتِ الأَرْبَعِ يَبرُكُ فتُحْمَلُ عَلَيْهِ الحَمُولَة، وغيرُه من ذَواتِ الأَرْبَعِ لَا تُحْمَلُ عليهِ إِلاّ وَهُوَ قائِمٌ، ومَنْ قَرَأَها بالتَّثْقِيلِ قالَ: الإِبِلُ: السَّحابُ الَّتِي تَحْمِلُ الماءَ للمَطَرِ، فتأَمل.
ويُقالُ: {إِبِلانِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لأَنَّ} إِبِلاً اسمٌ لم يُكَسَّر عليهِ وِإنّما هما للقَطِيعَيْنِ من الإِبِلِ قَالَ أَبُو الحَسَن: إِنّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناسِ بتَثْنِيَةِ الأَسْماءِ الدّالَّةِ على الجَمْعِ، فَهُوَ يُوَجِّهُها إِلى لفظِ الآحادِ، وَلذَلِك قالَ: إِنَّما يُرِيدونَ القَطِيعَيْنِ، قَالَ: والعربُ تقولُ إِنّه ليَرُوحُ على فلانٍ إِبِلانِ إِذا راحت {إِبِلٌ مَعَ راعٍ} وإِبِلٌ مَعَ راعٍ آخَرَ. وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ فِي نَوادِرِه: لشُعْبَةَ بنِ قُمَيرٍ:
(هُما إِبلانِ فِيهِما مَا عَلِمْتُمَا ... فعَنْ آيَةٍ مَا شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا)
وَقَالَ المُساوِرُ بنُ هِنْد:
(إِذا جارَةٌ شلَّتْ لسَعْدِ بنِ مالِكٍ ... لَهَا إِبِلٌ شلَّتْ لَهَا إِبِلانِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّاد: فلانٌ لَهُ إِبِلٌ، أَي: لَهُ مائِةٌ من الإِبِلِ، وِإبِلانِ: مائتانِ، وَقَالَ غيرُه: أَقلّ مَا يَقعُ عَلَيْهِ اسمُ الإِبِلِ الصِّرمَةُ، وَهِي الَّتِي جاوَزَتْ الذَّوْدَ إِلى ثَلاثِينَ، ثمَّ الهَجْمَةُ، ثمَّ هُنَيدَةٌ: مائةٌ مِنْهَا.
{وتأَبَّلَ} إِبِلاً: اتَّخَذَها كتَغَنَّمَ غَنَمًا اتَّخَذَ الغَنَم، نَقله أَبو زَيْدٍ سَماعًا عَن رَجُلٍ من بني كِلابٍ اسمُه رَدّادٌ.
{وأَبَلَ الرَّجُلُ كضَرَبَ: كَثُرَتْ} إِبِلُه {كأَبَّلَ} تَأبِيلاً، وَقَالَ طُفَيلٌ:
( {فأَبَّلَ واسْتَرخَى بهِ الخَطْبُ بعدَمَا ... أَسافَ وَلَوْلَا سَعْيُنَا لم} يُؤَبَّلِ) نَقَلَه الفَرّاءُ وابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ.
{وآبَلَ إِيبالاً.
(و) } أَبَلَ {يأبل أَبْلاً: إِذا غَلَبَ وامْتَنَعَ عَن كُراع} كأَبَّلَ {تَأبِيلاً، والمَعْرُوف أَبَلَ.
(و) } أَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْش {تَأْبُلُ} وتَأْبِلُ من حَدّيْ نَصَرَ وضَرَبَ {أَبْلاً بالفتحِ} وأبُولاً بِالضَّمِّ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْبِ قالَ لَبِيدٌ رَضِي اللُّه عَنهُ:
(وِإذا حَرَّكْتُ غَرزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ)

{كأَبِلَتْ كسَمِعَتْ} وتَأَبَّلَتْ وَهَذِه عَن الزَّمَخْشَرِيِّ، قالَ: وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قِيلَ للرّاهِبِ: {الأَبِيلُ. الواحِدُ} آبِلٌ {أُبّالٌ ككافِرٍ وكُفّارٍ.
أَو} أَبِلَت الإِبِلُ تَأْبَلُ: إِذا هَمَلَتْ فغابَتْ وليسَ مَعَها راعٍ أَو تَأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ.
وَمن المَجازِ: أَبَلَ الرجُلُ عَن امْرَأَتِه: إِذا امْتَنَعَ عَن غِشْيانِها، {كتَأَبَّلَ، وَمِنْه حَدِيثُ وَهْبِ بنِ منبهٍ: لقد} تَأبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السلامُ على ابْنِه المَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيبُ حَوّاءَ أَي امتَنَعَ من غِشْيانِها مُتَفَجِّعًا على ابنهِ فعُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنِه معنى تَفَجَّعَ.
وَمن المجازِ: {أَبَلَ} يَأْبِلُ {أَبَلاَ: إَذا نَسَكَ.
وأَبَلَ بالعَصَا: ضَرَبَ بهَا عَن ابنِ عَبّاد.
(و) } أَبَلت الإِبِلُ {أُبُولاً كقُعُودٍ: أَقامَتْ بالمكانِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(بِها أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهمَا ... فقَدْ مارَ فِيها نَسؤُها واقْتِرارُها)
وَفِي المُحِيط:} الأُبُولُ: طُولُ الإِقامَةِ فِي المَرعَى والمَوضِع. {وَأَبَل، كنَصَرَ وفرِح الأُولَى حَكاها أَبو نَصْرٍ} أَبالَةً كسَحابَة {وأَبَلاً مُحَرَّكَةً، وهما مَصْدَرَا الأَخِيرِ مثالُ الأَوّل مثل شَكِسَ شَكاسَةً، وِإذا كَانَ الإبالَةُ بكسرِ الهَمْزَةِ فيكونُ من حَدِّ نَصَرَ ككًتَبَ كِتابَةً وأَما سِيبَوَيْه فذَكَرَ} الإِبالَةَ فِي فِعالَةَ مِمَّا كانَ فِيهِ مَعْنَى الولايَةِ كالإِمارَةِ قَالَ: ومثلُ ذَلِك الإبالَةُ والعِياسَةُ فعَلَى قولِه تكونُ الإِبالَةُ مكَسورةً لأَنّها وِلايَةٌ فَهُوَ {آبِلٌ كصاحِبٍ} وأَبِلٌ ككَتِفٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْر مُرتَّبٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشّاءِ، وَفِي الأَساس: هُوَ حَسَنُ الإِبالَةِ أَي السِّياسَةِ والقِيامِ على مالِه. شاهِدُ المَمْدُودِ قولُ بنِ الرِّقاع:
(فنَأَتْ وانْتَوَى بِها عَنْ هَواهَا ... شَظِفُ العَيشِ آبِلٌ سَيّارُ)
وشاهِدُ المَقْصُورِ قولُ الكُمَيتِ:
(تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومِنْ أَيْنَ شُربُه ... يُؤَامِرُ نَفْسَيهِ كذِي الهَجْمَةِ {الأَبِلْ)
ويُقالُ: إِنّه مِنْ} آبَلِ النّاسِ. أَي مِنْ أَشَدِّهِم تَأنقًا فِي رِعْيتِها وأعْلَمِهِم بهَا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَه، وَفِي المَثَلِ: آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الحَناتِمِ وَهُوَ أَحَدُ بني حَنْتَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ ابنِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ، ويُقال لَهُم الحَناتِمُ، قَالَ يَزِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيسِ بنِ الأَحْوصِ:
(لِتَبْكِ النِّساءُ المُرضِعاتُ بسُحْرَة ... وَكِيعًا ومَسعُودا قَتِيلَ الحَناتِمِ)
وَمن {إِبالَتِه أَنَّ ظِمْءَ إِبِلِه كانَ غِبًّا بعدَ العَشْرِ، ومِنْ كَلِماتِه: من قاظَ الشَّرَفَ، وتَرَبَّعَ الحَزْنَ، وتَشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرعَى.)
} وأَبِلَت الإِبِلُ، كفَرِحَ، ونَصَرَ: كَثُرَتْ أَبْلاً وأُبُولاً.
{وأَبَلَ العُشْبُ} أُبُولاً: طالَ فاسْتَمْكَنَ مِنْهُ الإِبِلُ.
{وأَبَلَه} يَأْبُلُه {أَبْلاً بالفتحَ: جَعَلَ لَهُ إِبِلاً سائِمَةً.} وِإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، كمُعَظَّمة: اتّخِذَتْ للقِنْيَةِ.
وَهَذِه {إِبِلٌ} أُبَّلٌ كقُبَّرِ، أَي: مُهْمَلَة بِلَا راعٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وراحَت فِي عَوازِبَ أُبَّلِ وإِبِلٌ {أَوابِلُ، أَي: كَثِيرَةٌ.
وإِبِلٌ} أَبابِيلُ، أَي فِرَقٌ قَالَ الأَخْفَشُ: يُقالُ: جاءَتْ! إِبِلُكَ أَبابِيلَ، أَي: فِرَقًا، وطَيراً أَبابِيلَ قالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكثِيرِ، وَهُوَ جَمعٌ بِلَا واحِدِ كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ، عَن أبي عُبَيدَةَ.
{والإِبّالَةُ، كإِجّانَة عَن الرُّواسِيِّ ويُخَفَّفُ، و} الإِبِّيلُ، {والإِبَّوْلُ} والإِيبالُ كسِكِّيتٍ وعِجَّوْل ودِينارٍ الثلاثَةُ الأُوَلُ عَن ابْن سيدَه، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَو قِيلَ: واحِدُ {الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا، كَمَا قالُوا: دِينارٌ ودَنانِيرُ: القِطْعَةُ من الطَّيرِ والخَيلِ والإِبِلِ قالَ: أَبابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وقالَ ابنُ الأَعرابِي:} الإِبَّوْلُ: طائِرٌ يَنْفَرِدُ من الرَّفَ، وَهُوَ السَّطْرُ من الطّيرِ. أَو المُتَتابعَةُ مِنْها قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعِ، قالَ الأًخْفَشُ: وَقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ {إِبَّوْلٌ مِثَال عِجَّوْلٍ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَقَالَ بعَضْهُم:} إِبِّيلٌ، قَالَ: وَلم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ واحِداً.
(و) {الأَبِيلُ كأَمِير: العَصَا، وقِيلَ: الحَزِينُ بالسُّريانِيَّةِ، وقِيلَ: رَئِيسُ النَّصارَى، أَو هُوَ الرَّاهِبُ سُمِّيَ بِهِ} لتأبّلِه عَن النِّساءِ وتَركِ غِشْيانِهِم قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(إِنَّنِي واللِّه فاقْبَلْ حِلْفَتِي ... {بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ)
أَو صاحِبُ النّاقُوسِ يَدْعُوهُم للصَّلاةِ، عَن أبي الهَيثَمِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: ضارِبُ النّاقُوس، وأَنْشَدَ: وَمَا صَكَّ ناقُوسَ الصَّلاةِ} أَبِيلُها {- كالأَيْبُلِيِّ بِضَم الباءِ} - والأَيْبَلِيِّ بفتحِها، فإِمّا أَن يكونَ أَعْجَمِيًّا وإِمّا أَنْ يكونَ غَيَّرَتْه ياءُ الإِضافَةِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ من بابِ إنْقَحْلٍ والهَيبَلِيِّ بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء {- والأَبُلِيِّ بِضَم الباءِ مَعَ قصر الْهمزَة،} والأيْبَلِ كصَيقَل، وأَنْكَرَه سِيبَوَيْهِ، وقالَ: لَيْسَ فِي الكَلامِ فَيعَلٌ {والأيْبُلِ كأَيْنُق} - والأبِيلِي بِفَتْح الهَمْزَة وكَسرِ الباءِ وسُكونِ الياءِ قَالَ الأعْشَى:
(وَمَا! - أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيكَل ... بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَارا)
قيل: أُرِيدَ {- أَبِيلِي، فَلَمَّا اضْطُّرَّ قدّم الياءَ كَمَا قَالُوا: أَيْنُقٌ والأَصلُ أَنْوُقٌ} آبالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ {وأُبْلٌ، بالضمِّ.
والإِبالَة، ككِتابَةٍ: لُغَةٌ فِي المُشَدَّدِ: الحُزْمَةُ من الحَشِيشِ وَفِي العُبابِ والتَّهْذِيبِ من الحَطَبِ} كالأَبِيلَةِ كسَفِينَة {والإِبّالَةِ، كإِجّانَةٍ نقَلَه الأَزْهَرِيُّ سَماعًا من العَرَبِ، وَكَذَا الجَوْهَرِيُّ، وَبِه رُوِي: ضِغْثٌ على} إِبّالَة أَي بَلِيَّةٌ على أخْرَى كانَتْ قَبلَها {والإيبالَةُ بقَلْبِ إِحْدَى الباءَيْنِ يَاء، نَقَلَها الأَزْهَرِيُّ، وَهَكَذَا رُوِيَ المَثَل والوَبيلَةُ بِالْوَاو، ومَحَلُّ ذِكْرِه فِي وب ل وَمن المُخَفَّفِ قولُ أَسْماءَ ابنِ خارِجَةَ:
(لِي كُلَّ يَوْم مِنْ ذُؤالَهْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبالَهْ)
وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ: وَلَا تَقُلْ إِيبالَة، لأَنّ الاسْمَ إِذا كانَ على فِعالَةٍ بالهاءِ لَا يُبدَلُ مِنْ حَرفَي تَضْعِيفِه يَاء مثل: صِنّارَةٍ ودِنّامَةٍ، وإِنّما يُبدَلُ إِذا كانَ بِلَا هَاء مثل: دِينارٍ وقِيراط، وَفِي سياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفى عِنْد التَّأَمُّل.
ويُرِيدُونَ} بأَبِيل {الأَبِيلِينَ عِيسَى صَلَواتُ اللِّه وسَلامُه عليهِ وعَلى نَبِيِّنا، قَالَ عَمْرُو بنُ عبد الحَقِّ:
(وَمَا سَبَّحَ الرُّهْبانُ فِي كُلِّ بِيعَةٍ ... } أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ ابنَ مَرَيمَا)
ويُرْوَى على النّسَب: أَبِيلَ {الأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابنَ مَرَيمَا} والإِبالَةُ، ككِتابة: السِّياسَةُ أَو حُسنُ القِيامِ بالمالِ، وَقد تَقَدّم.
! والأَبِلَةُ، كفَرِحَةٍ: الطَّلِبَةُ يُقال: لِي قِبَلَه {أَبِلَةٌ، أَي: طَلِبَةٌ، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(وجاءَتْ لتَقْضِي الحِقْدَ مِنْ} أَبِلاتِها ... فثَنَّتْ لَهَا قَحْطانُ حِقْداً على حِقْدِ)
أَي جاءَتْ تَمِيمٌ لتَقْضِيَ الحِقْدَ، أَي لتُدْرِكَه أَي الحِقْد الَّذِي من طَلِباتِ تَمِيم فصَيَّرَتْ قَحْطانُ حِقْدَها اثْنَيْن، أَي زادَتْها حِقْداً على حِقْدٍ إِذ لم تَحْفَظْ حَرِيمَها.
(و) {الأَبِلَةُ أَيضًا: الحاجَةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، يقالُ: مَالِي إِلَيكَ أَبِلَةٌ، أَي حاجَةٌ.
والأَبِلَةُ: النَّاقَةُ المُبارَكَةُ من الوَلَدِ ونَصّ المُحِيطِ فِي الوَلَدِ، وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا.
ويُقال: إِنّه لَا} يَأْتَبِلُ، وَفِي العُباب لَا {يَتَأَبَّلُ، أَي لَا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ وَلَا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وخِدْمَتَها، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: لَا يَقُومُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُها أَو لَا يَثبُتُ علَيها راكِبًا أَي إِذا رَكِبَها، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ حَدِيثَ المُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ: رَأَيْتُ رَجُلاً من أَهْلِ عُمَانَ ومَعَه أَبٌ كَبِيرٌ يَمشِي، فقُلْتُ لَهُ احْمِلْهُ، فَقَالَ: إِنه لَا يَأْتبِلُ.
} وتَأْبِيلُ الإِبِلِ: تَسمِينُها وصَنْعَتُها، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أبي زِيادٍ الكِلابي.
ورَجُلٌ {آبِلٌ،} وأَبِلٌ ككَتِفٍ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وأَنْكَرَ آبِل على فاعِل {- وِإبلِي، بكَسرَتَيْنِ وبفَتْحَتَيْنِ الصوابُ بكسرٍ ففَتْحٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العبابِ، قَالَ: إِنّما يَفْتَحُون الباءَ اسْتِيحاشًا لتَوالِي الكَسراتِ، أَي ذُو} إِبِلٍ وشاهِدُ المَمْدُودِ قَالَ ابنُ هاجَك:) أَنْشَدَني أَبو عُبَيدَةَ للرّاعِي:
(يَسُنُّها آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيدًا وَمَا إِنْ ترتَوي كَرَعَا)
(و) {أَبّالٌ كشَدّادٍ: يَرعاهَا بحُسنِ القِيامِ عَلَيْهَا.
} والإِبْلَةُ، بالكَسرِ: العَداوَةُ عَن كُراع.
وبالضّمِّ: العاهَةُ والآفَةُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَبعْ الثَّمَرةَ حَتّى تَأْمَنَ عَلَيها! الأُبْلَة هَكَذَا ضَبَطه ابنُ الأَثِيرِ، وَهُوَ قولُ أبي مُوسَى، ورأَيْت فِي حاشِيَةِ النِّهاية: وَهَذَا وَهَمٌ والصّوابُ {أَبَلَته بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الأَبْلَةُ بالفَتْحِ، أَو بالتَّحْرِيكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ من الطَّعامِ كالأَبَلِ، مُحَرَّكَةً.
(و) {الأَبَلَةُ، بالتَّحْرِيكِ: الإِثْمُ وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ أَي مَال أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ} أَبَلَتُه أَي وَبالُه ومَأْثَمُه، وهَمْزَتُها مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، من الكَلأ الوَبيلِ، فأُبْدِلَ من الواوِ هَمْزَة كقَوْلِهِم: أَحَدٌ فِي وَحد.
(و) ! الأُبُلَّةُ كعُتُلَّةٍ ويُفْتَحُ أَوّلُه أَيْضًا كَمَا سَمِعَه الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ قُتَيبَةَ الرّازِيُّ عَن أبي بَكْرٍ صالِحِ بنِ شُعَيب القارِئ كَذَا وُجِدَ بخَطِّ بَدِيعِ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبِ الهَمَذاني فِي كتاب قَرأه على ابنِ فارِسٍ اللّغَوِيّ: تَمْرٌ يُرَضّ بينَ حَجَرَيْنِ ويُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقَارِي: هُوَ المَجِيعُ، والمَجِيع: التَّمْرُ باللَّبنَ، قَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُ يَذْكُرُ امرأَتَه أمَيمَةَ:
(فتَأْكُل مَا رُضَّ من زادِهَا ... وتَأبى الأبُلَّةَ لم تُرضَضِ)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبارِيِّ: إِنَّ الأبُلَّةَ عندَهُم: الجُلَّةُ من التَّمْرِ، وأَنْشَدَ الشِّعْرَ المَذْكُورَ.
وَقَالَ أَبُو القاسِمِ الزَّجّاجِيّ: الأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ وليسَتِ الجُلُّةَ كَمَا زَعَمَه ابنُ الأَنْبارِيِّ.
والأُبُلَّةُ: بالبَصْرَةِ الأَوْلَى مَدِينَةٌ بالبَصْرَةِ فإِنّ مثلَ هَذِه لَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْم المَوْضِعِ، فَفِي العُبابِ: مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ البَصْرَةِ، وَفِي مُعْجَمِ ياقوت: بَلْدَةٌ على شاطِئ دِجْلَةِ البَصْرَةِ العُظْمَى فِي زاوِيَةِ الخَلِيجِ الَّذِي يُدْخَلُ مِنْهُ إِلى مَدِينَةِ البَصْرَةِ، وَهِي أَقْدَمُ من البَصْرةِ، لأَنّ البَصْرَةَ مُصِّرَتْ فِي أَيامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، وَكَانَت الأُبُلَّةُ حينَئذٍ مَدِينَةً فِيهَا مَسالِحُ من قِبَلِ كِسرَى وقائِدٌ، قَالَ ياقوت: قَالَ أَبُو عَلِيَ: الأبُلَّةُ: اسمُ البَلَدِ، الهَمْزَةُ فِيهِ فاءٌ وَفُعُلَّةُ قد جاءَ اسْمًا وصِفةً نَحْو خُضُمَّة وغُلُبَّة، وَقَالُوا: قُمُدٌّ، فَلَو قالَ قائِلٌ: إِنّه أُفْعُلَةٌ والهَمْزَةُ زائِدَةٌ مثل أُبْلُمَة وأسْنُمَة لكانَ قَولاً، وذهَبَ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِك إِلى الوَجْهِ الأوّلِ، كأَنّه لما رَأى فُعُلَّةَ أَكْثَرَ من أفْعُلَة كَانَ عِنْدَه أَوْلَى من الحُكْمِ بزِيادَةِ الهَمزةِ، لقِلَّةِ أفْعُلَة، ولِمَنْ ذَهَبَ إِلى الوَجْهِ الآخَرِ أَنْ يَحْتَجَّ بكَثْرَةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ أَوّلاً، ويُقال للفِدْرَةِ من التَّمْرِ: أُبُلَّةٌ فَهَذَا أَيضًا فُعُلَّة من قَوْلِهم: طَيرٌ أَبابِيلُ، فسَّره أَبو عُبَيدَةَ: جَماعاتٍ فِي تَفْرِقَة، فَكَمَا أَنَّ {أَبابيلَ فَعاعِيلُ وليسَتْ بأَفاعِيلَ، كَذَلِك الأبُلَّةُ فُعُلَّةٌ، ولَيسَتْ بأفْعُلَة: أَحَدُ جِنانِ الدُّنْيا وَالَّذِي قالَهُ الأَصْمَعِيُ: جِنانُ الدّنْيا ثَلاثٌ: غُوطَةُ) دِمَشْقَ، ونَهْرُ بَلْخ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ، وحشُوش الدُّنْيا ثلاثَة: الأُبُلَّةُ وسِيرافُ وعُمانُ، وقِيلَ: عُمانُ وأَرْدَبِيلُ وهِيتُ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ هَذَا هُوَ الضّارِبُ إِلى البَصْرَةِ، حفره زِيادٌ، وَكَانَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ يَقُول: مَا رَأَيْتُ أَرضًا مثلَ الأُبُلَّةِ مَسافَةً، وَلَا أَغْذَى نُطْفَةً وَلَا أَوْطَأَ مَطِيَّةً، وَلَا أَرْبَحَ لتاجِر، وَلَا أَحْفى بعابِدٍ مِنْها شَيبانُ بنُ فَرّوخٍ} - الأُبُلِّيُّ شيخُ مُسلم، ومُحَمَّدُ بنُ سُفْيانَ بنِ أبي الوَرْدِ الأبُلِّيُ شَيخُ أبي داودَ، وحَفْصُ بن عُمَر بنِ إِسماعِيلَ الأُبُلِّيُّ رَوَى عَن الثَّوْرِيِّ، ومالِكٌ، ومِسعَرٌ، وأَبو هاشِمٍ كَثِيرُ بنُ سَلِيم الأبُلِّيُّ، كانَ يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَس، وغيرُهم.
{وأُبَيلَى، بالضمِّ وفَتْحِ الباءِ مَقْصُوراً: عَلَمُ امْرَأَة قَالَ رُؤْبَةُ: وضَحِكَتْ مِنِّي} أُبَيلَى عُجْبَا لما رَأَتْنِي بَعْدَ لِين جَأْبَا {وتَأْبيلُ المَيِّتِ: مثل تَأْبِينه وَهُوَ أَنْ تُثْنيَ عَلَيْهِ بعدَ وفاتِه، قَالَه اللِّحْياني، ونَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا.
(و) } المُؤَبَّلُ كمعظَّمٍ: لَقَبُ إِبْراهِيمَ بنِ إِدرِيسَ العَلَويِّ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ كانَ فِي الدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ، نَقله الحافِظُ.
{والأَبْلُ بالفَتْحِ الرَّطْبُ، أَو اليَبِيسُ، ويُضَمُّ.
(و) } أُبْلٌ بالضَّمِّ: وأَنْشَدَ أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ السَّرّاج:
(سَرَى مِثْلَ نَبضِ العِرقِ واللَّيلُ دُونَه ... وأَعْلامُ أُبْلٍ كُلُّها فالأَصالِقُ)
ويُروَى وأَعْلامُ أُبْلَى.
(و) {الأبُلُ بضَمَّتَين: الخِلْفَةُ من الكَلإِ اليابِسِ يَنْبُت بعدَ عامٍ يَسمَنُ عَلَيْهَا المالُ.
ويُقال: جاءَ فلانٌ فِي} إِبالَتِه، بالكَسرِ، {وأبُلَّتِه، بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً وعلىِ الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصّاغانيُّ أَي فِي أَصْحابه وقَبيلَتِه، ونَصُّ نوادِرِ الأَعْرابِ: جاءَ فلانٌ فِي} إبِله {وِإبالَتِه، أَي فِي قَبِيلَته يُقال: هُوَ من إِبِلَّةِ سَوْءٍ، مُشَدَّدَةً بكَسرَتَيْنِ، ويُروَى أَيْضًا بضَمَّتَين أَي مَعَ التّشْدِيدِ أَي طَلِبَةٍ، وَكَذَا من} إِبْلاتِه {وإِبالَتِه بكَسرِهِما.
وَفِي المَثَلِ: ضِغْثٌ على إِبّالَةٍ يُروَى كإِجّانَةٍ نَقَلَه الأزْهِرِيُّ والجَوْهَريُّ ويُخَفَّفُ وَهُوَ الأكْثَرُ، وتَقَدَّم قولُ أَسْماءَ بنِ خارجَةَ شاهِداً لَهُ، أَي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى كانَتْ قَبلَها كَمَا فِي العُباب أَو خِصْبٌ عَلَى خِصْب وكأَنه ضِدٌّ، وِقال الجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ:} إِيبالَة، وَأجازَه الأَزْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم.
{وآبِلُ، كصاحِبٍ: اسمُ أَرْبَعِ مَواضِعَ، الأَوّل: بحِمْصَ من جِهَةِ القِبلَةِ، بينَها وبينَ حِمْصَ نَحْو مِيلَين.
والثّاني: بدِمَشْقَ فِي غُوطَتِها من ناحِيَةِ الْوَادي، وَهِي} آبِلُ السُّوقِ، مِنْهَا أَبُو طاهِرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْحُسَيْن بن عامِر بنِ أَحْمَدَ، يُعْرَفُ بابنِ خُراشَةَ الأَنصارِيُّ الخَزْرَجِيُ المُقْرِئُ {- الآبِلِيُّ إِمامُ جامِعِ دِمَشْقَ، قَرَأَ القُرآنَ على أبي المُظَفَّرِ الفَتْحِ بنِ بَرهانَ الأَصْبَهانيِّ وأَقرانِه، ورَوَى عَن أبي بَكْر الحِنّائي وَأبي بَكْر المَيَانَجِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ)
السَّمّانُ، وأَبو مُحَمَّدٍ الكَتّانيُ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلاً، تُوفي سنة وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُنِيرٍ:
(فالماطِرُونَ فدَارَيَّا فجارَتِها ... } فآبِلٍ فمَغانِي دَيْرِ قانُونِ)
والثالِثُ: بِنابُلُسَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ صَوابُه ببانِياس بَين دِمَشْقَ والساحِلِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُعْجَم.
وَالرَّابِع: قُربَ الأُرْدُنِّ، وَهُوَ {آبِلُ الزَّيْتِ من مَشارِف الشّامِ، قَالَ النَّجاشِيُّ:
(وصَدَّتْ بَنُو وُدِّ صُدُودا عَن القَنَا ... إِلى آبِلٍ فِي ذِلَّةٍ وهَوانِ)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رَسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلّمَ جَهّزَ جَيشًا بعد حِجَّةِ الوَداعِ، وقبلَ وفاتِه، وأَمَّرَ عليهِمْ أْسامَةَ بنَ زَيْد، وأَمَرَه أَنْ يُوطِئَ خَيلَه آبِلَ الزَّيْتِ هُوَ هَذَا الَّذِي بالأرْدُنِّ.
} - وأُبْلِيٌ، بالضّمِّ ثمَّ السكونِ وكسرِ اللامِ وتَشْدِيدِ الياءِ: جَبَلٌ مَعْروفٌ عندَ أَجَأَ وسَلْمَى جَبَلَي طَيّئ، وهناكَ نَجْلٌ سَعَتُه فَراسِخُ، والنَّجْلُ، بِالْجِيم: الماءُ النَّزُّ، ويَستَنْقِعُ فِيهِ ماءُ السَّماءِ أَيْضًا.
{وأُبْلَى، كحُبلَى قالَ عَرّامٌ: تَمْضِي من المَدِينَةِ مُصْعِداً إِلى مَكَّةَ فتَمِيلُ إِلى وَاد يُقال لُه: عُرَيْفِطانُ مَعْنٍ لَيسَ بهِ ماءٌ وَلَا رِعْيٌ وحِذاءه جِبالٌ يُقالُ لَهَا} أبْلَى، فِيهَا مِياهٌ مِنْها بِئْرُ مَعُونَةَ وَذُو ساعِدَةَ وذُو جَماجِمَ والوَسْباءُ، وَهَذِه لبني سُلَيمٍ، وَهِي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بَعْضهَا إِلى بعضٍ، قَالَ فِيها الشّاعِرُ:
(أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أَرُوم فآرامٌ فشابَةُ فالحَضْرُ)

(وهَلْ تَرَكَتْ أُبْلَى سَوادَ جِبالِها ... وَهل زالَ بَعْدِي عَن قُنَينَتِه الحِجْر)
وَعَن الزّهْريِّ: بَعث رسولُ اللِّه صَلَّى الله عليهِ وسَلّمَ قِبَلَ أَرضِ بني سلَيمٍ، وَهُوَ يَوْمَئذٍ ببِئْرِ مَعُونَةَ بجُرفِ أُبْلَى، وأُبْلَى بينَ الأَرْحَضِيَّةِ وقُرّآنَ، كَذَا ضَبَطَه أَبُو نُعَيمٍ.
وبَعِيرٌ {أَبِلٌ، ككَتِفٍ: لَحِيمٌ عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: وناقَةٌ} أَبِلَةٌ، كفَرِحَة: مُبارَكَةٌ فِي الوَلَدِ وَهَذَا قد تَقَدَّمَ بعَينِه، فَهُوَ تَكْرارٌ.
قَالَ (و) {الإِبالَةُ ككِتابَةٍ: شَيْء تُصَدَّرُ بِهِ البِئْرُ وَهُوَ نَحْو الطّي وقَدْ} أَبَلْتُها فَهِيَ {مَأْبُولَةٌ، كَذَا فِي المُحِيط.
والإِبالَةُ: الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ من الحَطَبِ وَبِه فُسِّرَ المَثَلُ المَذْكُور ويضَم،} كالبُلَةِ كثُبَةٍ.
قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وأَرْضٌ {مَأْبَلَةٌ كمَقْعَدَةٍ: ذاتُ} إِبِلٍ.
وأَبَّلَ الرجل {تَأْبِيلاً، أَي: اتَّخَذَ} إِبِلاً واقْتَناهَا وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرارٌ، ومَرَ شاهِدُه من قَول طُفَيلٍ الغَانَوِيِّ.
وَمِمَّا يستَدْركُ عَلَيْهِ: أَبَلَ الشَّجَرُ {يَأْبُلُ} أبُولاً: نَبَتَ فِي يَبيسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ بِهِ فيَسمَنُ المالُ عليهِ، عَن ابنِ عَبّادِ.
ويُجْمَعُ {الإِبِلُ أَيْضًا على} أَبِيلٍ، كعَبِيدٍ، كَمَا فِي المِصْباحِ، وإِذا جُمِعَ فالمُراد قَطِيعاتٌ، وَكَذَلِكَ أَسْماءُ الجُمُوعِ كأَغْنامٍ)
وأَبْقارٍ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: {الأَيْبُلُ: قَريَةٌ بالسِّنْدِ، قَالَ الصّاغاني: هَذِه القَريَةُ هِيَ دَيْبل لَا} أَيْبُل.
! وأُبِلَت الإِبِلُ، على مَا لَم يُسَمَّ فاعِلُه: اقْتُنِيَتْ. {والمُستَأْبِلُ: الرَّجُلُ الظَّلُومُ قالَ:
(وقَيلانِ مِنْهُم خاذِلٌ مَا يُجِيبني ... } ومُستَأْبِلٌ مِنْهُم يُعَقُّ ويُظْلَمُ)
وأَبُلَ الرَجُلُ {أَبالَةً فَهُو} أَبِيلٌ، كفَقُهَ فَقاهَةً: إِذا تَرَهَّبَ أَو تَنَسَّكَ.
{- وأُبْلِيٌّ، كدُعْمِي: وادٍ يَصُبُّ فِي الفُراتِ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(يَنْصَبّ فِي بَطْنِ} أُبْلِي ويَبحَثُه ... فِي كُلِّ مُنْبَطِحٍ مِنْهُ أَخادِيدُ)
يَصِفُ حِماراً، أَي: يَنْصَبّ فِي العَدْوِ، ويَبحَثُه، أَي يَبحَثُ عَن الوادِي بحافِرِه.
{والأَبِيلُ، كأَمِيرٍ: الشَّيخُ.
} والأَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الحِقْدُ، عَن ابنِ بَري.
والعَيبُ، عَن أَبي مالِكٍ.
والمَذَمَّةُ، والتَّبِعَةُ، والمَضَرَّةُ، والشَّر.
وأَيْضًا: الحِذْقُ بالقِيامِ على الإِبِلِ.
{والأُبلَّةُ، كعُتُلَّةٍ: الأَخْضَرُ من حَمْلِ الأَراكِ، عَن ابنِ بَريّ، قَالَ: ويُقال:} آبِلَةٌ على فاعِلَةٍ.
{وأُبِلْنا، بالضَّمِّ أَي: مُطِرنَا وابِلاً.
ورَجُلٌ} أَبِلٌ {بالإِبِلِ: حاذِق بالقِيامِ عَلَيها، قَالَ الرّاجِزُ: إِن لَها لَرَاعِيًا جَرِيَّا} أَبْلاً بِمَا يَنْفَعها قَوِيَّا لَم يَرعَ مَأْزُولاً وَلَا مَرعِيَّا ونُوقٌ {أَوابِلُ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْب عَن أبي عَمْرو، وأَنشد:
(أوابِلُ كالأَوْزانِ حوشٌ نُفُوسُها ... يُهَدِّرُ فِيها فَحْلُها ويَرِيسُ)
} وإِبِلٌ {أُبّال، كرُمّان: جُعِلَت قَطِيعًا قَطِيعًا.
وإِبِلٌ} آبِلَةٌ، بِالْمدِّ: تَتْبَعُ! الأُبْلَ، وَهِي الخِلْفَةُ من الكَلإِ، وَقد أَبَلَتْ.
ورِحلَة أُربِع: مَشْهُورَةٌ عَن أَبي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ:) (دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحْلَةِ أُبْلِي وإِنْ كَانَ نائِيَا)
{وآبُلُ، كآنك: بلَد بالمَغْرِبِ، مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ} - الآبُلي شيخُ المَغْرِبِ فِي أُصُولِ الفِقْه، أخَذَ عَنهُ ابنُ عَرَفَةَ وابنُ خَلْدُون، قيَّدَه الحافِظُ.

ءنن

ءنن


أَنَّ(n. ac. أَنّ
أُنَاْن
أَنِيْن)
a. Moaned.

أَنَاْنَة
أُنَاْنa. see 25
أَنِيْنa. Moaning, groaning.

أَنْ
a. That.
b. [prec. by
Ila], Until.
c. [prec. by
'Ala], But; provided that.
إِنْ
a. If.
b. Verily.
c. إِنْ لَمْ Unless, except.

أَنَّ
a. That.
b. Verily.

إِنَّ
a. That.
b. Verily, surely, certainly.

أَنَّى
a. Whence?
b. How?
c. When?

أَنَا ( pers. pron. )
a. I (pl.
نَحْن
We ).
أَـِنِيّ أَـِنَّنِي
a. I; that I; indeed I.

أَـِنَّهُ (a. 3rd pers. ), He; that he; indeed he.
ء ن ن : أَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ أَنِينًا وَأُنَانًا بِالضَّمِّ صَوَّتَ فَالذَّكَرُ آنٌّ عَلَى فَاعِلٍ وَالْأُنْثَى آنَّةٌ وَتَقُولُ لَبَّيْكَ إنَّ الْحَمْدَ لَك بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى مَعْنَى الِاسْتِئْنَافِ وَرُبَّمَا فُتِحَتْ عَلَى تَأْوِيلِ بِأَنَّ الْحَمْدَ وَإِنَّمَا قِيلَ تَقْتَضِي الْحَصْرَ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ إذَا زِدْت مَا عَلَى إنَّ صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] لِأَنَّهُ يُوجِبُ
إثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ وَقِيلَ ظَاهِرَةٌ فِي الْحَصْرِ مُحْتَمِلَةٌ لِلتَّأْكِيدِ نَحْوُ إنَّمَا زَيْدٌ قَائِمٌ وَقِيلَ ظَاهِرَةٌ فِي التَّأْكِيدِ مُحْتَمِلَةٌ لِلْحَصْرِ قَالَ الْآمِدِيُّ لَوْ كَانَتْ لِلْحَصْرِ كَانَ مَجِيئُهَا لِغَيْرِهِ عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ وَيُجَابُ عَنْ قَوْلِهِ بِأَنْ يُقَالَ لَوْ كَانَتْ لِلتَّأْكِيدِ كَانَ مَجِيئُهَا لِغَيْرِهِ عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مُحْتَمِلَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ فَتُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْمَقَامِ وَأَمَّا إنْ بِالسُّكُونِ فَتَكُونُ حَرْفَ شَرْطٍ وَهُوَ تَعْلِيقُ أَمْرٍ عَلَى أَمْرٍ نَحْوُ إنْ قُمْتَ قُمْتُ وَلَا يُعَلَّقُ بِهَا إلَّا مَا يُحْتَمَلُ وُقُوعُهُ وَلَا تَقْتَضِي الْفَوْرَ بَلْ تُسْتَعْمَلُ فِي الْفَوْرِ وَالتَّرَاخِي مُثْبَتًا كَانَ الشَّرْطُ أَوْ مَنْفِيًّا فَقَوْلُهُ إنْ دَخَلْت الدَّارَ أَوْ إنْ لَمْ تَدْخُلِي الدَّارَ فَأَنْتِ طَالِقٌ يَعُمُّ الزَّمَانَيْنِ.

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ لَوْ قَالَ لِامْرَأَتِهِ إنْ دَخَلْت الدَّارَ إنْ كَلَّمْت زَيْدًا فَأَنْتِ طَالِقٌ مَتَى تَطْلُقُ فَقَالَ إذَا فَعَلَتْهُمَا جَمِيعًا؛ لِأَنَّهُ أَتَى بِشَرْطَيْنِ فَقِيلَ لَهُ لَوْ قَالَ أَنْتِ طَالِقٌ إنْ احْمَرَّ الْبُسْرُ فَقَالَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مُحَالٌ؛ لِأَنَّ الْبُسْرَ لَا بُدَّ أَنْ يَحْمَرَّ فَالشَّرْطُ فَاسِدٌ فَقِيلَ لَهُ لَوْ قَالَ إذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ فَقَالَ تَطْلُقُ إذَا احْمَرَّ؛ لِأَنَّهُ شَرْطٌ صَحِيحٌ فَفَرَّقَ بَيْنَ إنْ وَبَيْنَ إذَا فَجَعَلَ إنْ لِلْمُمْكِنِ وَإِذَا لِلْمُحَقَّقِ فَيُقَالُ إذَا جَاءَ رَأْسُ الشَّهْرِ وَإِنْ جَاءَ زَيْدٌ وَقَدْ تَتَجَرَّدُ عَنْ مَعْنَى الشَّرْطِ فَتَكُونُ بِمَعْنَى لَوْ نَحْوُ صَلِّ وَإِنْ عَجَزْت عَنْ الْقِيَامِ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ إلْحَاقُ الْمَلْفُوظِ بِالسُّكُوتِ عَنْهُ فِي الْحُكْمِ أَيْ صَلِّ سَوَاءٌ قَدَرْت عَلَى الْقِيَامِ أَمْ عَجَزْت عَنْهُ وَمِنْهُ يُقَالُ أَكْرِمْ زَيْدًا وَإِنْ قَعَدَ فَالْوَاوُ لِلْحَالِ وَالتَّقْدِيرُ وَلَوْ فِي حَالِ قُعُودِهِ وَفِيهِ نَصٌّ عَلَى إدْخَالِ الْمَلْفُوظِ بَعْدَ الْوَاوِ تَحْتَ مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ مِنْ الْإِطْلَاقِ وَالْعُمُومِ إذْ لَوْ اقْتَصَرَ عَلَى قَوْلِهِ أَكْرِمْ زَيْدًا لَكَانَ مُطْلَقًا وَالْمُطْلَقُ جَائِزُ التَّقْيِيدِ فَيُحْتَمَلُ دُخُولُ مَا بَعْدَ الْوَاوِ تَحْتَ الْعُمُومِ وَيُحْتَمَلُ خُرُوجُهُ عَلَى إدَارَةِ التَّخْصِيصِ فَيَتَعَيَّنُ الدُّخُولُ بِالنَّصِّ عَلَيْهِ وَيَزُولُ الِاحْتِمَالِ وَمَعْنَاهُ أَكْرِمْهُ سَوَاءٌ قَعَدَ أَوْ لَا وَيَبْقَى الْفِعْلُ عَلَى عُمُومِهِ وَتَمْتَنِعُ إرَادَةُ التَّخْصِيصِ حِينَئِذٍ.
قَالَ السُّيُوطِيّ فِي شَرْحِ الْحَمَاسَةِ وَقَدْ يَكُونُ فِي الشَّرْطِ مَعْنَى الْحَالِ كَمَا يَكُونُ فِي الْحَالِ مَعْنَى الشَّرْطِ قَالَ الشَّاعِرُ
عَاوِدْ هَرَاةَ وَإِنْ مَعْمُورُهَا خَرِبَا 
فَفِي الْوَاوِ مَعْنَى الْحَالِ أَيْ وَلَوْ فِي حَالِ خَرَابِهَا، وَمِثَالُ الْحَالِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الشَّرْطِ: لَأَفْعَلَنَّهُ كَائِنًا مَا كَانَ وَالْمَعْنَى إنْ كَانَ هَذَا وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ وَتَكُونُ لِلتَّجَاهُلِ كَقَوْلِك لِمَنْ سَأَلَك هَلْ وَلَدُك فِي الدَّارِ وَأَنْتَ عَالِمٌ بِهِ إنْ كَانَ فِي الدَّارِ أَعْلَمْتُك بِهِ وَتَكُونُ لِتَنْزِيلِ الْعَالِمِ مَنْزِلَةَ الْجَاهِلِ تَحْرِيضًا عَلَى الْفِعْلِ أَوْ دَوَامِهِ
كَقَوْلِك إنْ كُنْت ابْنِي فَأَطِعْنِي وَكَأَنَّك قُلْت أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّك ابْنِي وَيَجِبُ عَلَى الِابْنِ طَاعَةُ الْأَبِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُطِيعٍ فَافْعَلْ مَا تُؤْمَرُ بِهِ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.