Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أنت

ثُبُوت النون في الأفعال الخمسة في حالة النصب

ثُبُوت النون في الأفعال الخمسة في حالة النصب

مثال: أَنْتِ تفرطين في رجل رائع دون أَنْ تَدْرِين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لإثبات نون الأفعال الخمسة في حالة النصب.

الصواب والرتبة: -أنتِ تفرطين في رجل رائع دون أن تَدْرِي [فصيحة]
التعليق: ترفع الأفعال الخمسة بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها؛ ولذا وجب حذف النون من الفعل في المثال المذكور. والياء هنا هي ياء المخاطبة وليست لام الفعل كما في المذكَّر.

نبه

(نبه) باسمه نوه بِهِ وَفُلَانًا رَفعه وَشهر اسْمه وَمن نَومه أيقظه وَيُقَال نبهه من غفلته وعَلى الشَّيْء وللشيء وَقفه عَلَيْهِ وأطلعه
[نبه] نه: في ح الغازي: فإن نومه و"نبهه" خير كله، النبه: الانتباه من النوم. ومنه: فإنه "منبهة" للكريم، أي مشرفة ومعلاة، نبه- إذا صار نبيهًا شريفًا. ش: نبه بالضم.
باب نت
(نبه)
نباهة شرف واشتهر فَهُوَ نابه وَنبيه

(نبه) لِلْأَمْرِ نبها فطن لَهُ وَمن نَومه اسْتَيْقَظَ فَهُوَ نبه

(نبه) نباهة شرف وَعلا ذكره فَهُوَ نبيه ونابه
(نبه) - في حديث المجاهِد : "فإنَّ نَومَه ونُبْهَه خَيرٌ كُلُّه"
النُّبْه: الانتِبَاهُ مِن النَّوم. والنَّبِه أيضًا: المَوْجُودُ، والضَّالُّ من الأَضْدادِ، وهو النَّبِيهُ أيضًا.
يُقال: أنبَهْتُه فَانْتَبَه، ونبَّهْتُه فتَنَبَّه.
ن ب هـ

انتبه من نومه واستنبه وتنبّه ونبه نبهاً. قال:

وتبذل لي سلمى إذا نمت حاجتي ... وتلقى خلال النبه وهي منوع

وأضلّوه نبهاً: لا يدرون متى ضل حتى انتبهوا له. ورجل نبيه، وقد نبه نباهةً، ونبّهت باسمه: نوّهت به.

ومن المجاز: سمعت كلاماً فما نبهت له: فما فطنت له. ومالي به نبهٌ ونبَهٌ. ونبهته من غفلته، وتنبهت على الأمر: تفطّنت له.
ن ب هـ: (نَبُهَ) الرَّجُلُ شَرُفَ وَاشْتَهَرَ وَبَابُهُ ظَرُفَ فَهُوَ (نَبِيهٌ) وَ (نَابِهٌ) وَهُوَ ضِدُّ الْخَامِلِ. وَ (نَبَّهَهُ) غَيْرُهُ (تَنْبِيهًا) رَفَعَهُ مِنَ الْخُمُولِ. وَ (انْتَبَهَ) مِنْ نَوْمِهِ اسْتَيْقَظَ وَ (أَنْبَهَهُ) غَيْرُهُ وَ (نَبَّهَهُ) (تَنْبِيهًا) . وَنَبَّهَهُ أَيْضًا عَلَى الشَّيْءِ وَقَّفَهُ عَلَيْهِ (فَتَنَبَّهَ) هُوَ عَلَيْهِ. 
نبه النَّبَهُ الضَّالةُ تُوجَدُ عن غَفْلَةٍ. والانْتِبَاهُ من النَّومِ، يقال نَبَّهْتُهُ فَتَنَبَّهَ وانْتَبَهَ. وأَنْبَهْتُهُ ونَبَّهْتُهُ بمعنىً. وسَمِعتُ كَلاماً فما نَبِهْتُ له. ورَجلٌ نَبِيهٌ وَنَبَهٌ شَريفٌ، وقد نَبُهَ نَبَاهَةً. ونَبَّهَ باسمِهِ جَعَلهُ مَذكُوراً. والنَّبَاهُ المُشْرِفُ الرَّفيعُ، أنشد
طَامِحَةُ الطَّرْفِ نَبَاهِ الفائلِ
والنَّبَهُ: المَنْسِيُّ، أنْبَهْتُ الشَّيءَ: نَسِيتُهُ. ونَبِهتُ لكذا أَنْبَهُ نُبُوهاً: بمعنى أَبِهْتُ له آبَهُ.
[نبه] شئ نبه ونبه، أي مشهورٌ. قال ذو الرمّة: كأنه دُمْلُجٌ من فضة نبَهٌ * في ملعبٍ من جَواري الحَيِّ مَفْصومُ إنَّما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام. ويقال النَبَهُ: الضالَّةُ توجد عن غَفْلَة لا عن طلبٍ. يقال: وجدت الضالّة نَبَهاً. ونَبُهَ الرجلُ بالضم : شَرُفَ واشتهر، يَنْبُهُ نَباهَةً، فهو نَبيهٌ ونابِهُ. وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه أنا: رفعتُه من الخمول. يقال: أشيعوا بالكُنى فإنَّها مَنْبَهَةٌ. وانْتَبَهَ من نومه: استيقظ. وأنْبَهْتُهُ أنا. والتَنْبيهُ مثله. ونبهته على الشئ: أوقفته عليه فتنبه هو عليه. أبو زيد: نبهت للامر بالكسر، أنبه نبها، وهو الامر تنساه ثم تنتبه له. أبو عمرو: انبهت حاجةَ فلانٍ، إذا نسيتَها، فهي منبهة. ونبهان: أبو حى من طيئ، وهو نبهان ابن عمرو.

نبه


نَبَهَ(n. ac. نُبْهَة)
a. Was famous, renowned.
b. see (نَبِهَ) (b).
نَبِهَ(n. ac. نَبَه)
a. [La], Perceived, noticed, noted, heeded; attended to.
b. [Min], Awoke from (sleep).
c. see (نَبَهَ) (a).
نَبُهَ(n. ac. نَبَاْهَة)
a. see (نَبَهَ) (a).
نَبَّهَ
a. [acc. & Min], Awoke, roused from (sleep).
b. [acc. & 'Ala
or
Ila], Called attention to; advised, warned about.
c. Made famous.
d. [acc. & Bi], Called, mentioned by (name).

أَنْبَهَa. see II (a)b. Forgot.

تَنَبَّهَa. see (نَبِهَ) (b).
b. ['Ala
or
La]
see (نَبِهَ) (a).
إِنْتَبَهَa. see (نَبِهَ) (a), (b).
c. ['An], Overlooked, forgot.
d. [ coll. ], Was vigilant
cautious.
نُبْهa. Awakening; wakefulness
b. Intelligence, sagacity; insight.
c. Object of attention; aim.

نَبَهa. A find.
b. see 25
نَبِهa. see 25 (a)
نَاْبِهa. see 25 (a)b. Important (matter).
نَبَاْهa. see 25
نَبَاْهَةa. Celebrity, renown.
b. Nobility.

نَبِيْه
(pl.
نُبَهَآءُ)
a. Famous, celebrated; wellknown, eminent
illustrious.
b. Noble.

N.P.
نَبڤهَa. see 25 (a)
N.Ac.
نَبَّهَa. Awakening.
b. Warning, admonition; advice.

N.Ag.
تَنَبَّهَإِنْتَبَهَ
VIIIa. Awake, attentive; watchful, vigilant;
circumspect.

N.Ac.
إِنْتَبَهَa. Attention; wakefulness, watchfulness, vigilance;
circumspection.

نَبَهًا
a. Unexpectedly; casually.

أَبُو نَبْهَان
a. The fox.

مَنْبَهَة عَلَى
a. Warning.

حَاجَة مُنْتَبَهَة
a. Forgotten matter.

نَبَهْرَج نَبَهْرَجَة
P.
a. Bad money.

نبه

1 مَا نَبِهَ لَهُ He did not know it; or know, or have knowledge, of it; was not cognizant of it; or did not understand it. (K.) b2: نَبِهَ لِلأَمْرِ His attention became roused to the thing, or affair, after he had forgotten it. (Az, S.) b3: مَا نَبِهْتُ لَهُ: see مَا أَبِهْتُ لَهُ. b4: نَبَهَ عَلَيْهِمْ: see نَبَأَ عَلَيهم. b5: نَبُهَ He was, or became, eminent, celebrated, or well known. (S, K, * TA.) 2 نَبَّهَهُ عَلَى الشَّىْءِ He made him acquainted with the thing; informed him of it; gave him notice of it; notified it to him. (S.) b2: نَبَّهَهُ لِلْأَمْرِ (tropical:) [He roused his attention to the thing, or affair]. (TA in art. يقظ.) b3: نَبَّهَهُ (tropical:) [He roused him from heedlessness or inadvertence: he roused his attention. (TA.) 5 تَنَبَّهَ عَلَى الشَّىْءِ He became acquainted with the thing; became informed of it; had notice of it. (S.) b2: تَنَبَّهَ لَِلْأَمْرِ (tropical:) [His attention became roused, or he had his attention roused, to the thing, or affair]. (Msb and TA in art. يقظ.) b3: تَنَبَّهَ (tropical:) He became vigilant, wary, or cautious. (Msb, TA.) b4: تَنَبَّهَ and ↓ اِنْتَبَهَ (tropical:) He became roused from heedlessness or inadvertence; his attention became roused; or he had his attention roused. (TA.) 8 إِنْتَبَهَ see 5.

نَبِيهٌ Eminent, celebrated, or well known; (S, K, * TA;) contr. of خَامِلٌ. (S, TA.) كَلِمَةُ تَنْبِيهٍ

A word used to give notice, to a person addressed, of something about to be said to him. (TA, voce هَا.) See also هَا termed تَنْبِيهٌ.

It may generally be rendered Now.
(ن ب هـ)

النُّبْه: الْقيام من النّوم، وَقد نَبَّهَه وأنْبهَه، فتَنَبَّه وأنْتَــبَهَ، قَالَ: أَنا شَماطيطُ الَّذِي حُدّثْتَ بِهْ

مَتى أُنَبَّه للغَداءِ أنْتَــبِهْ

ثمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأحْتَبِهْ

حَتَّى يُقالَ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ

وَكَانَ حكمه أَن يَقُول: أتَنَبَّه، لِأَنَّهُ قد قَالَ: " أُنَبَّه " ومطاوع فعل إِنَّمَا تفعل، وَلَكِن لما كَانَ أُنَبَّهُ فِي معنى أُنْبهُ جَاءَ بالمطاوع عَلَيْهِ، فَافْهَم، وَقَوله: " ثمَّ أنز " مَعْطُوف على قَوْله أنْتَــبِهْ احْتمل الخبن فِي قَوْله " زحوله " لِأَن الْأَعرَابِي البدوي لَا يُبَالِي الزحاف، وَلَو قَالَ " انزي حوله " لكمل الْوَزْن وَلم يَك هُنَاكَ زحاف، إِلَّا انه من بَاب الضَّرُورَة، وَلَا يجوز الْقطع فِي " انزى " فِي بَاب السعَة وَالِاخْتِيَار، لِأَن بعده مَجْزُومًا، وَهُوَ قَوْله: " وأحْتَبِه " ومحال أَن تقطع أحد الْفِعْلَيْنِ ثمَّ ترجع فِي الْفِعْل الثَّانِي إِلَى الْعَطف، لَا يجوز: " إِن تأتني أكرمك وَأفضل عَلَيْك " بِرَفْع أكرمك وَجزم أفضل، فتفهم.

ونَبَّهه من الْغَفْلَة فانْتَبَه وتَنَبَّه: أيقظه.

وتَنَبَّه على الْأَمر: شعر بِهِ.

وَهَذَا الْأَمر مَنْبَهَةٌ على هَذَا، أَي مشْعر بِهِ ومَنْبَهَةٌ لَهُ: أَي مشْعر لقدره ومعل لَهُ، وَمِنْه قَوْله: " المَال مُنَبْهَةٌ للكريم، ويُستغنى بِهِ عَن اللَّئِيم ".

وَمَا نَبِهَ لَهُ نَبَهاً: أَي مَا فطن، وَالِاسْم النُّبْهُ.

والنَّبَه: الضَّالة تُوجد على غَفلَة، قَالَ ذُو الرمة يصف ظَبْيًا:

كأنَّه دُمْلَجٌ مِنْ فِضَّةٍ نَبَهٌ ... فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَيِّ مَفْصومُ

" نَبَهٌ " هُنَا: بدل من دملج.

وأضَلَّه نَبَهاً: لم يدر مَتى ضَلَّ.

وأنْبَه حَاجته: نَسِيَهَا.

والنَّباهَة: ضد الخمول، نَبُهَ نَباهَةً، فَهُوَ نابِهٌ، ونَبيهٌ، ونَبَهٌ، وَقوم نَبَهٌ، كالواحد، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَأَنَّهُ اسْم للْجمع. ونَبَّه باسمه: جعله مَذْكُورا.

وَإنَّهُ لمَنْبوهُ الِاسْم: معروفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَأمر نابِهٌ: عَظِيم جليل.

ونابِهٌ، ونَبيهٌ، ومُنَبِّهٌ: أَسمَاء.

نبه: النُّبْه: القيامُ والانْتِباهُ من النوم، وقد نَبَّهَهُ

وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه، وانْتَبَهَ من نومه: استَيقَظ،

والتنبية مثله؛ قال:

أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ،

مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَــبِهْ

ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ،

حتى يقالَ سَيِّدٌ، ولستُ بِهْ

وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه، ومطاوع فعَّلَ إنما

هو تَفَعَّلَ، لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه،

فافهم، وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَــبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ

في قوله زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ، ولو

قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ، إلا أَنه من باب

الضرورة، ولا يجوز القطعُ في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده

مجزوماً، وهو قوله وأَحْتَبِهْ، ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في

الفعل الثاني إلى العطف، لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك

برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل، فَتَفَهَّم. وفي حديث الغازي: فإن نومه

ونَبَهَه خيرٌ كلُّه؛ النبه: الانتباه من النوم. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر

أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له.

ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيقظه. وتَنَبَّه على

الأَمر: شَعَرَ به. وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به،

ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له؛ ومنه قوله: المال مَنْبَهَةٌ للكريم،

ويُسْتَغْنى به عن اللئيم. ونَبَّهْتُهُ على الشيء: وَقَّفْتُهُ عليه

فَتَنَبَّه هو عليه. وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ، والاسم

النُّبْهُ. والنَّبَهُ: الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب. يقال: وجدت الضالة نَبَهاً

عن غير طلب، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ. الأَصمعي: يقال

أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له؛ قال ذو

الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد

انْفَصَمَ:كأَنه دُمْلُجٌ، من فِضَّةٍ، نَبَهٌ،

في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ، مَفْصومُ

إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام، ونَبَهٌ

هنا بدل من دُمْلُجٍ. وأَضَلَّهُ نَبَهاً: لم يدر متى ضَلَّ. قال ابن

بري: وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ، قال: شَبَّه ولد

الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي

بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك، وقال في مَلْعَبٍ من

عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك، كما

أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ، وقوله مَفْصوم ولم

يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي، وإنما

يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ

مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج. وأَنْبَه حاجتَه: نسيها. قال الأَصمعي: وسمعت

من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها، فهي مُنْبَهَةٌ. ويقال للقوم ذهَب

لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب: قد أَنْبَهوه إنْباهاً. والنَّبَه: الضالة

لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي. يقال: فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم

لي كيف أَضللته؛ قال: وقول ذي الرمة:

كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ

وضعه في غير موضعه، كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً.

وقال شمر: النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ. وشيء نَبَهٌ

ونَبِهٌ أَي مشهور. ورجل نَبِيهٌ: شَريف. ونَبُهَ الرجلُ، بالضم: شرُفَ

واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ

ونابِهٌ، وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه أَنا: رفعته من الخمول. يقال:

أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ. وفي الحديث: فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي

مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ

من النَّباهَةُ. يقال: نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً.

والنَّباهَةُ: ضد الخُمُولِ، وهو نَبَهٌ. وقوم نَبَهٌ كالواحد؛ عن ابن

الأَعرابي، كأَنه اسم للجمع. ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ

إذا كان معروفاً شريفاً؛ ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً:

كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى،

نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ

ونَبَّه باسمه: جعله مذكوراً. وإنه لمَنْبوه الاسم: معروفُهُ؛ عن ابن

الأَعرابي. وأَمرٌ نابهٌ: عظيمٌ جليل. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر، بالكسر،

أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، وهو الأَمر تنساه ثم

تتنَبَّهُ له. ونابِهٌ ونُبَيْهٌ

ومُنَبِّه: أَسماء. ونَبْهانُ: أَبو حَيٍّ من طَيٍّ، وهو نَبْهانُ بن

عمرو.

نبهـ
نبُهَ/ نبُهَ لـ يَنبُه، نبَاهةً، فهو نبِيه ونابِه، والمفعول منبوه له
• نبُه الشّخصُ:
1 - شرُف "نبُه بجُدوده".
2 - اشتَهَر، وعلا ذِكْرُه وعُرِف "نبُه العالِمُ".
• نبُه الشّخصُ للأمر: فطِن له "نبُه لواجبه- برهن عن نباهة- طبيب نبيه: ذكيّ". 

نبِهَ لـ/ نبِهَ من يَنبَه، نَبَهًا، فهو نبِه، والمفعول منبوه له
• نبِه للأمر: نبُه، فطِن له "نبِهت رَّبةُ البيت لتَسرُّب الغاز".
• نبِه من نومه: استيقظ. 

أنبهَ يُنبه، إنباهًا، فهو مُنْبِه، والمفعول مُنبَه
• أنبهته من نومه: أيقظته منه. 

انتبهَ/ انتبهَ إلى/ انتبهَ لـ ينتبه، انتباهًا، فهو مُنتبِه، والمفعول مُنتبَه إليه
• انتبه الشَّخصُ: استيقظ "انتبه من غفلته/ نومه- النَّاسُ نِيَامٌ فإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا [حديث]: من قول الإمام عليّ رضي الله عنه" ° لينتبه الشاري: مبدأ تجاريّ مضمونه أنّ الشاري هو المسئول عن تقييم جَوْدة البضاعة قبل الشِّراء.
• انتبه الشَّخصُ إلى الأمر/ انتبه الشَّخصُ للأمر: نبُه، فطِن له، أدركه، وعاه فجأة "انتبه لكذبه/ للوقت/ إلى أخطاء الآخرين/ إلى ما سيفعل- لم ينتبه إليه أحد". 

تنبَّهَ إلى/ تنبَّهَ لـ/ تنبَّهَ من يَتنبَّه، تنبُّهًا، فهو مُتنبِّه، والمفعول مُتنبَّه إليه
 • تنبَّه الشَّخصُ إلى الأمر/ تنبَّه الشَّخصُ للأمر: مُطاوع نبَّهَ/ نبَّهَ بـ: نبُه؛ فطِن له ووقف عليه "تنبَّه للخطر/ لخطورة الموقف- تنبّه إلى المسألة".
• تنبَّهَ الشَّخصُ من نومِه: انتبه، استيقظ منه "تنبّه من خموله- تنبَّهت شهيَّة: تحرّكت". 

نبَّهَ/ نبَّهَ بـ ينبِّه، تنبيهًا، فهو مُنبِّه، والمفعول مُنبَّه
• نبَّه نائمًا من نومِه: أيقظه منه "نبّه مُغمًى عليه- نبّه الشهيَّة/ الأعصابَ/ ذاكرته: أثارها- نبّه الذِّهن: أثاره".
• نبَّه فلانًا إلى الشّيء/ نبَّه فلانًا على الشّيء/ نبَّه فلانًا للشّيء: أطلعه عليه، وأعلمه به "نبّه الرأيَ العامّ إلى القضيّة- نبَّهه إلى الخطر المحدق به- نبّه عليه بعدم الكلام: أمره به".
• نبَّه فلانًا من غفلته: وعَّاه "نبّه الأولادَ من الشرّ".
• نبَّه باسمِه: نوَّه به ورفعه من الخمول. 

انتباه [مفرد]:
1 - مصدر انتبهَ/ انتبهَ إلى/ انتبهَ لـ.
2 - تركيز الذِّهن وحصره في اهتمام واحد، أو في مجال من المجالات يؤدِّي إلى وضوحه "عامل مريضًا بانتباه: بعناية- استدعى/ استرعى الانتباه- شدّ انتباهَه" ° أعاره انتباهًا: اهتمّ به، اكترث له- جذَب انتباهَه: أثاره واسترعاه- لفت الانتباهَ: جذب النظرَ واستماله- هذا حَرِيّ بالانتباه: بالاستماع باهتمام- وجّه انتباهه إلى الشّيء: اهتمَّ به. 

تنبِيه [مفرد]: ج تَنْبيهات (لغير المصدر):
1 - مصدر نبَّهَ/ نبَّهَ بـ.
2 - إعلامٌ، أو إشعار رسْمِيٌّ ينبَّه فيه الإنسانُ إلى ما عليه من دين أو التزام "نصيحة بمثابة تنبيه- تنبيه من إدارة الضرائب- وجّه المدير تنبيهًا تحريريًّا إلى الموظَّف المهمل" ° آلة تَنْبِيه/ جهاز تَنْبِيه: آلة/ جهاز يصدر صوتًا للتنبيه.
3 - زيادة نشاط الجهاز العُضويّ وحيويّته "تنبيه الأعصاب".
4 - تمهيد قصير الغرض منه لفت نظر القارئ إلى نقاط معيّنة في الكتاب الذي يقرؤه.
• أحرف التَّنْبِيه: (لغ) ألا، أمَا، ها. 

مُنَبِّه [مفرد]: ج منبِّهون (للعاقل) ومُنبِّهات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من نبَّهَ/ نبَّهَ بـ.
2 - (طب) ما يُحرِّك، وينشِّط ويُحدِث إثارة عضويّة أو نفسيّة أو يؤثِّر على نشاط جهاز عضويّ أو وظيفيّ بشكل مؤقَّت "منبِّه حِسِّيٌّ/ للأعصاب- القهوة منبِّه فعّال- دواء منبِّه- تناول مُنبِّهًا".
3 - ساعةٌ ذات جرس يضبط على وقت معيّن، فإذا جاء الوقت، رنَّ الجرسُ فينتبه النائمُ ° رنين المنبِّه: صوتُ ساعة ذات جرس يضبط على وقت معيّن فيرنّ عنده. 

نابِه [مفرد]: ج نابهون ونُبَهَاءُ، مؤ نابِهة، ج مؤ نابِهات ونوابهُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبُهَ/ نبُهَ لـ ° أمرٌ نابِهٌ: عظيم. 

نَباهَة [مفرد]: مصدر نبُهَ/ نبُهَ لـ. 

نَبَه [مفرد]: ج أنباه (لغير المصدر):
1 - مصدر نبِهَ لـ/ نبِهَ من ° وجد الضالَّة نَبَهًا: من غير طلب وعن غفلة.
2 - مشهور "أنباهُ النّحاة: ". 

نَبِه [مفرد]: ج نُبَهَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبِهَ لـ/ نبِهَ من. 

نُبْه [مفرد]: فطنة، سرعة القيام من النّوم "يتّصف ابنُه بالنُّبْه" ° السَّريع النُّبه: الذي يهبُّ من نومه بسرعة. 

نبِيه [مفرد]: ج نُبَهَاءُ، مؤ نبِيهة، ج مؤ نبِيهات ونُبَهَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبُهَ/ نبُهَ لـ. 
نبه
: (النُّبْهُ، بالضَّمِّ: الفِطْنَةُ) ؛) وَهُوَ اسمٌ من نَبِهَ لَهُ إِذا فَطِنَ، كَمَا يأْتي قَرِيباً.
(و) النُّبْهُ: (القِيامُ من النَّوْمِ.
(وأَنْبَهْتُهُ) مِن النَّوْمِ (ونَبَّهْتُه) تَنْبيهاً: أَي أَيْقَظْتُه، (فتَنَبَّه وانْتَبَه) :) اسْتَيْقَظَ؛ قالَ:
أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْمَتَى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَــبِهْثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْحتى يقالَ سَيِّدٌ ولستُ بِهْوكانَ حُكْمُه أَنْ يقولَ أَتَنَبَّه، لأنَّه قالَ أُنَبَّه، ومُطاوِعُ فَعَّلَ إنَّما هُوَ تَفَعَّلَ، لكنْ لمَّا كانَ أُنَبَّه فِي معْنَى أُنْبَه جاءَ بالمُضارِعِ عَلَيْهِ، فافْهَمْ.
(و) يقالُ: (هَذَا مَنْبَهَةٌ على كَذَا) ، أَي (مُشْعِرٌ بِهِ) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: أَشِيعُوا بالكُنَى فإنَّها مَنْبَهَةٌ.
(و) مَنْبَهَةٌ (لفلانٍ) :) أَي (مُشْعِرٌ بقَدْرِهِ ومُعْلٍ لَهُ) .) وَفِي الحدِيثِ: (فإنَّه مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ) ، أَي مَشْرفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةِ.
وَقَالُوا: المالُ مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ ويُسْتَغْنَى بِهِ عَن اللَّئِيمِ.
(وَمَا نَبِهَ لَهُ، كفَرِحِ) :) أَي (مَا فَطِنَ؛ والاسمُ النُّبْهُ بالضَّمِّ) ؛) وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
قالَ أَبو زيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمْرِ، بالكسْرِ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً: فَطِنْتُ، وَهُوَ الأَمْرُ تَنْساهُ ثمَّ تَتْنبه لَهُ.
(والنَّبَهُ، بالتَّحرِيكِ: الضَّالَّةُ تُوجَدُ عَن غَفْلَةٍ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
يقالُ: وَجَدْتُ الضالَّةَ نَبَهاً: أَي عَن غيرِ طَلَبٍ؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَبْياً قد انْحَنَى فِي نوْمِه فشبَّهَه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ:
كأَنَّه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ فِي مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيِّ مَفْصومُإنَّما جَعَلَه مَفْصوماً لتَثَنِّيهِ وانْحِنائِهِ إِذا نامَ، ونَبَهٌ هُنَا بَدَلٌ مِن دُمْلُجٍ: أَرادَ: أَنَّ الخِشْفَ لمَّا جَمَعَ رأْسَه إِلَى فخْذِه واسْتَدارَ كانَ كدُمْلُجٍ مَفْصُوم أَي مَصْدوعٌ مِن غيرِ انْفِراجٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّة هَذَا وَضَعَه فِي غيرِ مَوْضِعِه: كانَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يقولَ كأَنَّه دُمْلُج فُقِدَ نَبَهاً.
(و) النَّبَهُ: (الشَّيءُ المَوْجودُ: ضِدٌّ) .
(وبخطّ الصَّاغانيّ: النُّبَهُ، بضمٍ ففتحٍ: المَوْجودُ؛ قالَ: وَهُوَ مِن الأضْدادِ.
قُلْتُ: وَهَذَا يَحْتاجُ إِلَى تأَمُّلٍ.
(و) النَّبَهُ: الشَّيءُ (المَشْهورُ، كالنَّبِهِ، كخَجِلٍ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُ ذِي الرُّمَّةِ أَيْضاً.
قالَ ابنُ بَرِّي: شَبَّه ولدَ الظَّبْيَةِ حينَ انْعَطَفَ لمَّا سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُج فِضَّةٍ نَبَهٍ، أَي أَبْيَضَ نَقيَ كَمَا كانَ ولدُ الظَّبْيَةِ كَذلِكَ.
وَقَالَ فِي مَلْعَبٍ: لأنَّ مَلْعَبَ الحيِّ قد عُدِلَ بِهِ عَن الطَّريقِ المَسْلوكِ، كَمَا أنَّ الظَّبْيَةَ قد عَدَلَتْ بولَدِها عَن طَريقِ الصَّيَّادِ.
(ونَبُِهَ) الرَّجُلُ، (مُثَلَّثَةً) ؛) ويُوجَدُ فِي بعضِ النسخِ هُنَا زِيادَة قَوْله عَن ابنِ طريفٍ أَي التَّثْلِيث ذَكَرَه ابنُ طُريفٍ فِي كتابِ الأفْعالِ، وذَكَرَه ابنُ القطَّاعِ أَيْضاً فِي تَهْذيبِ الأفْعالِ؛ واقْتَصَرَ الأكْثَرُونَ على الضمِّ وَقَالُوا: هُوَ الأفْصَحُ بدَلِيلِ إتْيانِ المَصْدَرِ على النَّباهَةِ والوَصْفِ على نَبِيهٍ وفعالة وفعيل من المقيسِ فِي فعل المَضْمُومِ، قالَهُ شيْخُنا؛ (شَرُفَ) واشْتَهَرَ (فَهُوَ نابِهٌ) ، وَهُوَ خِلافُ الخامِلِ، وَهُوَ من نَبَِهَ، كنَصَرَ وعَلِمَ.
(ونَبِيهٌ ونَبَّهٌ، محرّكةً) ونَبِهٌ أَيْضاً ككَتِفٍ.
ورجُلٌ نَبَهٌ ونَبِيهٌ: إِذا كانَ شَرِيفاً مَعْروفاً؛ قالَ طرفَةُ يمدَحُ رجُلاً:
كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى نَبَهٌ سَيِّدُ سادَاتٍ خِضَمّ (وقَوْمٌ نَبَهٌ، أَيْضاً) أَي بالتحْرِيكِ، كالواحِدِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ، وكأَنَّه اسمٌ للجَمْعِ.
(ونَبَّهَ باسْمِه تَنْبِيهاً: نَوَّهَ) بِهِ ورَفَعَه عَن الخُمولِ وجَعَلَهُ مَذْكوراً.
(و) رجُلٌ (مَنْبُوهُ الاسمِ) :) أَي (مَعْروفُهُ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وأَمْرٌ نابِهٌ) :) أَي (عَظيمٌ) جَلِيلٌ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ: سَمِعْتُ من ثِقَةٍ: (أَنْبَهَ حاجَتَه) ، أَي (نَسِيَها، فَهِيَ مُنْبِهَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ كمُكْرَمَةٍ وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ.
قالَ أَبو عَمْرٍ و: وأَنْبَهْتُ حاجَةَ فلانٍ: إِذا نَسِيتُها فَهِيَ مُنْبَهَةٌ.
(والنَّباهُ، كسَحابٍ: المُشْرِفُ الرَّفِيعُ) ؛) عَن الصَّاغاني.
(ونَبْهانُ: أَبو حيَ) مِنَ العَرَبِ؛ وَهُوَ نَبْهانُ بنُ عَمْرِو بنِ الغَوْثِ بنِ طيِّىءٍ، وهُم رَهْطُ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ الَّذِي حالَفَ بَني النَّضِير، مِنْهُم زَيْد الخَيْل والأَمير حُمَيْد بنُ قُحْطَبَة. (وسَمَّوْا نابِهاً وكزُبَيْرٍ ومحدِّثٍ وأَميرٍ ومُحْسِنٍ) .
(فكَزُبَيْرٍ: نُبَيْهُ بنُ الحجَّاجِ السّهميُّ؛ ونْبَيْهُ بنُ الأسْودِ العُذْرِيُّ زَوْجُ بُثَيْنَةَ العُذْرِيَّةِ، وابْنُه سعيدُ بنُ نُبَيْهٍ جاءَتْ عَنهُ حِكايَاتٌ؛ ونُبَيْهُ أَرْبَعَةٌ مِن الصَّحابَةِ.
وكمُحَدِّثٍ: همَّامُ بنُ مُنَبِّهٍ الصَّنعانيُّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ ومُعاوِيَةَ، وَعنهُ ابنُ أَخيهِ عقيلُ بنُ مَعْقلٍ وَمعمر، تُوفي سَنَة 132؛ ومُنَبِّهُ أَبُو وَهبٍ مِن أَهْلِ هرَاةَ صَحابيٌّ؛ وجماعَةٌ.
وكأَميرٍ: نَبِيهُ الباذرانيُّ الفَقِيهُ حَدَّثَ عَن عُمَرَ الكرْمانيِّ؛ وعليُّ بنُ النَّبِيهِ: شاعِرٌ مَشْهورٌ فِي زَمَنِ الأَشْرفِ بنِ العادِلِ؛ وأَنْشَدَ شيْخُنا ابنُ الطيِّبِ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى:
وابنُ النَّبِيهِ نَبِيهوبالسَّرَاةِ شَبِيه وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَبَّهَهُ من الغَفْلَةِ فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيْقَظَهُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وتَنَبَّه على الأَمْرِ: شَعَرَ بِهِ.
ونَبَّهْتُهُ على الشيءِ: وَقَّفْتُهُ عَلَيْهِ فَتَنَبَّهَ هُوَ عَلَيْهِ.
ويقالُ: أَضْلَلْتُهُ نَبَهاً، لم يُعْلَم مَتَى ضَلَّ حَتَّى انْتَبَهُوا لَهُ؛ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ شَمِرٌ: النَّبَهُ، بالتحرِيكِ، المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقِطُ.
والنَّباهَةُ: ضِدُّ الخُمولِ.
ونَبْهانُ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ على حُقّ عَبْد اللَّهِ بن عامِرِ بنِ كُرَيزٍ؛ عَن الأصْمعيّ.
ونبهانية: قَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَني وَالِبَةَ مِن بَني أَسَدٍ. ونَبْهانُ: ثلاثَةٌ مِن الصَّحابَةِ.

الْكِنَايَة

(الْكِنَايَة) (فِي علم الْبَيَان) لفظ أُرِيد بِهِ لَازم مَعْنَاهُ مَعَ جَوَاز إِرَادَة الْمَعْنى الْأَصْلِيّ لعدم وجود قرينَة مَانِعَة من إِرَادَته وَهِي أَنْوَاع
1 - كِنَايَة عَن مَوْصُوف نَحْو أمة الدولار أمريكا الناطقين بالضاد الْعَرَب أَو الْمُتَكَلِّمين بِالْعَرَبِيَّةِ
2 - كِنَايَة عَن صفة نَحْو نظافة الْيَد الْعِفَّة وَالْأَمَانَة
3 - كِنَايَة عَن نِسْبَة صفة لموصوف نَحْو الذكاء ملْء عين هَذَا الرجل فَكل من الصّفة (الذكاء) والموصوف (الرجل) مَذْكُور وَالْمرَاد أَن الرجل يَتَّصِف بِصفة الذكاء
الْكِنَايَة: عِنْد عُلَمَاء الْبَيَان تطلق على مَعْنيين: أَحدهمَا: الْمَعْنى المصدري الَّذِي هُوَ فعل الْمُتَكَلّم أَعنِي ذكر اللَّازِم وَإِرَادَة الْمَلْزُوم مَعَ جَوَاز إِرَادَة اللَّازِم أَيْضا فاللفظ يكنى بِهِ وَالْمعْنَى مكنى عَنهُ. وَالثَّانِي: اللَّفْظ الَّذِي أُرِيد لَازم مَعْنَاهُ مَعَ جَوَاز إِرَادَة ذَلِك الْمَعْنى مَعَ لَازمه كَلَفْظِ طَوِيل النجاد وَالْمرَاد بِهِ لَازم مَعْنَاهُ أَعنِي طَوِيل الْقَامَة مَعَ جَوَاز أَن يُرَاد بِهِ حَقِيقَة طول النجاد أَيْضا وَمثل فلَان كثير الرماد وجبان الْكَلْب ومهزول الفصيل أَي كثير الضَّيْف. وَقد عرفت الْفرق بَين الْمجَاز وَالْكِنَايَة فِي الْمجَاز بِأَنَّهُ لَا بُد فِي الْمجَاز من قرينَة مَانِعَة عَن إِرَادَة الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ بِخِلَاف الْكِنَايَة فَإِنَّهُ لَا يجوز فِي قَوْلنَا رَأَيْت أسدا يَرْمِي مثلا أَن يُرَاد بالأسد الْحَيَوَان المفترس. وَيجوز فِي طَوِيل النجاد أَن يُرَاد لَازم مَعْنَاهُ أَعنِي طَوِيل الْقَامَة مَعَ إِرَادَة الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ أَعنِي طول النجاد.
والسكاكي فرق بَين الْكِنَايَة وَالْمجَاز بِأَن الِانْتِقَال فِي الْكِنَايَة يكون من اللَّازِم إِلَى الْمَلْزُوم كالانتقال من طول النجاد الَّذِي هُوَ لَازم لطول الْقَامَة إِلَيْهِ والانتقال فِي الْمجَاز يكون من الْمَلْزُوم إِلَى اللَّازِم كالانتقال من الْغَيْث الَّذِي هُوَ ملزوم النبت إِلَى النبت وَمن الْأسد الَّذِي هُوَ ملزوم الشجاع إِلَى الشجاع. وَهَذَا الْفرق يَنْبَغِي أَن يوضع على الْفرق تَحت الْمِيزَاب حَتَّى يحصل لَهُ الْفرق لِأَن اللَّازِم مَا لم يكن ملزوما لم ينْتَقل مِنْهُ لِأَن اللَّازِم من حَيْثُ إِنَّه لَازم يجوز أَن يكون أَعم من الْمَلْزُوم وَلَا دلَالَة للعام على الْخَاص بل إِنَّمَا يكون ذَلِك على تَقْدِير تلازمهما وتساويهما وَإِذا كَانَ اللَّازِم ملزوما يكون الِانْتِقَال من الْمَلْزُوم إِلَى اللَّازِم كَمَا فِي الْمجَاز فَلَا يتَحَقَّق الْفرق. والسكاكي قد اعْترف بِأَنَّهُ مَا لم تكن الْمُسَاوَاة بَين اللَّازِم والملزوم أَي الْمُلَازمَة لَا يُمكن الِانْتِقَال والانتقال حِينَئِذٍ من اللَّازِم إِلَى الْمَلْزُوم يكون بِمَنْزِلَة الِانْتِقَال من الْمَلْزُوم إِلَى اللَّازِم.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره الْكِنَايَة كل مَا استتر المُرَاد مِنْهُ بِالِاسْتِعْمَالِ وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ ظَاهرا فِي اللُّغَة سَوَاء كَانَ المُرَاد مِنْهُ الْحَقِيقَة أَو الْمجَاز فَيكون تردد فِيمَا أُرِيد بِهِ فَلَا بُد من النِّيَّة أَو مَا يقوم مقَامهَا من دلَالَة الْحَال كَحال مذاكرة الطَّلَاق ليزول التَّرَدُّد وَيتَعَيَّن المُرَاد.
وَاعْلَم أَن كنايات الطَّلَاق مثل أَنْت بَائِن أَنْت حرَام يُطلق عَلَيْهَا لفظ الْكِنَايَة مجَازًا لَا حَقِيقَة فَإِن حَقِيقَة الْكِنَايَة مَا استتر المُرَاد بِهِ ومعاني هَذِه الْأَلْفَاظ ظَاهِرَة غير مستترة لَكِنَّهَا شابهت الْكِنَايَة من جِهَة الْإِبْهَام فِيمَا يتَعَلَّق بمعانيها فَإِن الْبَائِن مثلا مَعْنَاهُ ظَاهر غير مستتر وَهُوَ الْبَيْنُونَة لَكِنَّهَا مُبْهمَة من حَيْثُ متعلقها فَإِنَّهُ لَا يعلم أَن الْبَيْنُونَة إِمَّا عَن النِّكَاح أَو غَيره فَالنِّكَاح وَغَيره من متعلقات الْبَيْنُونَة. وَالْكِنَايَة عِنْد عُلَمَاء الْبَيَان هِيَ أَن يعبر عَن شَيْء لفظا كَانَ أَو معنى بِلَفْظ غير صَرِيح فِي الدّلَالَة عَلَيْهِ لغَرَض من الْأَغْرَاض كالإبهام على السَّامع نَحْو جَاءَنِي فلَان أَو لنَوْع فصاحة نَحْو فلَان كثير الرماد انْتهى.

الالتفات

الالتفات:
[في الانكليزية] Apostrophe
[ في الفرنسية] Apostrophe
بالفاء عند أهل المعاني يطلق على معان منها الاعتراض وقد سبق. ومنها تعقيب الكلام بجملة مستقلة متلاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ونحوهما من المدح والذم والتأكيد والالتماس كقوله تعالى: وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وكقوله تعالى: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وفي كلامهم قصم الفقر ظهري والفقر من قاصمات الظهر. ومنها أن تذكر معنى فيتوهم أن السامع اختلج في قلبه شيء فتلتفت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّاد:
فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة ولا وصله يصفو لنا فنكارمه كأنه لما قال فلا صرمة يبدو قيل له ما تصنع به فأجاب بقوله وفي اليأس راحة. ومنها التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بآخر منها أي بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة، بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبّر عنه بغير هذا الطريق إذ لو لم يشترط ذلك لدخل فيه ما ليس من الالتفات منها، نحو: أنا زيد وأنت عمرو ونحوهما مما يعبّر عن معنى واحد تارة بضمير المتكلم أو المخاطب، وتارة بالاسم المظهر أو ضمير الغائب. ومنها نحو: يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي، لأن الاسم المظهر طريق غيبة. ومنها تكرير الطريق الملتفت إليه نحو:
إياك نستعين واهدنا وأنعمت، فإن الالتفات إنما هو في إياك نعبد والباقي جار على أسلوبه.

ومنها نحو: يا من هو عالم حقّق لي هذه المسألة فإنك الذي لا نظير له، فإنه الالتفات؛ فإن حق العائد إلى الموصول أن يكون غائبا وما سبق إلى بعض الأوهام أن نحو يا آيها الذين آمنوا التفات، والقياس آمنتم فليس بشيء. ومن الناس من زاد لإخراج بعض ما ذكر قيدا وهو أن يكون التعبيران في كلامين وهو غلط لأن قوله تعالى بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فيمن قرأ ليريه بلفظ الغيبة فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم مع أن قوله مِنْ آياتِنا ليس بكلام آخر بل هو من متعلّقات ليريه؛ هذا التفسير هو المشهور فيما بين الجمهور.

وقال السكاكي: الالتفات عند أهل المعاني إمّا ذلك التعبير أو التعبير بأحدها فيما حقّه التعبير بغيره، وكأنه حمل السكاكي قولهم بعد التعبير عنه بآخر منها على أعم من التعبير حقيقة أو حكما، فإنّ اقتضاء المقام تعبيرا في حكم التعبير، فالتفسير المشهور أخصّ من تفسير السكاكي فقول الشاعر:
تطاول ليلك بالإثمد.
فيه التفات على تفسير السكاكي، وقد صرّح بذلك أيضا إذ مقتضى الظاهر أن يقال:
تطاول ليلي، وليس على التفسير المشهور منه إذ لم يذكر تطاول ليلي سابقا. هذا خلاصة ما في المطول والأطول، فظهر أنّ الالتفات ستة أقسام. فمن التكلّم إلى الخطاب قوله تعالى:
وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ، ومن التكلّم إلى الغيبة قوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ والأصل لنغفر لك، ومن الخطاب إلى التكلّم لم يقع في القرآن ومثّل له بعضهم بقوله فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ، ثم قال إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا، وهذا المثال لا يصحّ لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحدا. ومن الخطاب إلى الغيبة قوله حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ والأصل بكم. ومن الغيبة إلى الخطاب قوله وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ والأصل لقد جاءوا.

ومن الغيبة إلى التكلّم قوله: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا.
تنبيهات
الأوّل شرط الالتفات بهذا المعنى أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه، وإلّا يلزم أن يكون في أنت صديقي التفات. الثاني شرطه أيضا أن يكون في جملتين صرّح به صاحب الكشاف وغيره. الثالث ذكر التنوخي في الأقصى الغريب وابن الأثير وغيرهما نوعا غريبا من الالتفات وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلّمه كقوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ بعد أنعمت، فإنّ المعنى غير الذين غضبت عليهم. وتوقف صاحب عروس الأفراح. الرابع قال ابن أبي الإصبع: جاء في القرآن من الالتفات قسم غريب جدا لم أظفر في الشعر بمثاله، وهو أن يقدم المتكلّم في كلامه مذكورين مرتّبين ثم يخبر عن الأول منهما وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثاني، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه إلى الإخبار عن الإنسان بقوله وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. قال وهذا يحسن أن يسمّى التفات الضمائر. الخامس يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر ذكره التنوخي وابن الأثير وهو ستة أقسام أيضا. مثاله من الواحد إلى الاثنين قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وإلى الجمع يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ومن الاثنين إلى الواحد قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى وإلى الجمع وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً، ومن الجمع إلى الواحد وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وإلى الاثنين يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إلى قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. السادس يقرب من الالتفات أيضا الانتقال من الماضي أو المضارع أو الأمر إلى آخر منها. مثاله من الماضي إلى المضارع إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وإلى الأمر قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ وأُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ومن المضارع إلى الماضي وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ وإلى الأمر قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ ومن الأمر إلى الماضي وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإلى المضارع وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن. السابع قال صاحب الأطول: لا يخفى أن التعبير عن معنى يقتضي المقام التعبير عنه بلفظ مذكر بلفظ مؤنث وبالعكس، وكذا التعبير بمذكر بعد التعبير بمؤنث ينبغي أن يجعل تحت الالتفات ولو لم يثبت أنها جعلت التفاتا فنجعلها ملحقات به.
فائدة:

قال البعض: الالتفات من البيان، وقيل من البديع. ولذا ذكره السكّاكي في علم البديع.
فائدة:
وجه حسن الالتفات أن الكلام إذا نقل من أسلوب يتوقعه السامع إلى أسلوب لا يتوقعه سواء وجد المتوقع قبل غير المتوقع كما في الالتفات المشهور أو لم يوجد كما في الالتفات السكّاكي كان أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه، كذا في الأطول. فائدة:
ملخّص ما ذكر القوم في هذا المقام أنّ في الالتفات أربعة مذاهب. ووجه الضبط أن يقال لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير بطريق آخر أم لا، الثاني مذهب الزمخشري والسكّاكي ومن تبعهما، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يشترط أن يكون التعبيران في كلام واحد أو لا، الأول مذهب البعض، وعلى الثاني لا يخلو إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحدا أم لا، الأول مذهب صدر الأفاضل، والثاني مذهب الجمهور، كذا في الچلبي حاشية المطوّل.
الالتفات: هو أن ينظر يمنةً ويسرة مع لَيِّ عنقِهِ.
الالتفات: العدول عن الغيبة إلى الخطاب أو التكلم أو عكس ذلك. الالتماس: الطلب مع التساوي بين الأمر والمأمور في الرتبة.

خَلف

خَلف
) خَلْفُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والصِّحاحِ، والعُبَابِ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ: نَقِيضُ قُدّامَ، مُؤَنَّثَةً، تكونُ اسْماً وظَرْفاً. الخَلْفُ: الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَمِنْه قولُهُمْ: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ. لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ: أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَي: بَقِيَّةٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الخَلْفُ: الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ، ويُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلْفاً، ونَطَقَ خَلْفاً أَي: سَكَتَ عَن أَلْفِ كَلِمَةٍ، ثمَّ تكلَّم بخَطَإٍ، قَالَ: وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً، فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الخَلْفُ: الاٍ سْتِقَاءُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَا ... علَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها، فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ. الخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ، أَو رَأْسَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: أَو رَأْسُهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ. مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ: مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، يُقَال: جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ، ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ، وجاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ، ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فِيهِ. الخَلْفُ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ، وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ، ضِدٌّ، وهُمْ خُلُوفٌ، أَي: حُضُورٌ وغُيَّبٌ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ اليَهُودَ قالتْ: لقد عَلِمْنَا أَنّ َ مُحَمَّدًا لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً أَي: لم يَتْرُكْهم سُدَىً، لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ، وَلَا حَامِيَ، يُقَال: حَيٌّ خُلُوفٌ: إِذا غابَ الرِّجَالُ، وأَقَامَ النِّسَاءُ، ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الأَثِيرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ، لأَبِي زُبَيْدٍ:
(أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ)
أَي: لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصَّاغَانِيُّ: صَوَابُه آلِ إِيَاسٍ وَهُوَ الرِّوايَةُ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ. الخَلْفُ: الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، أَو هِيَ الَّتِي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَفِي الصِّحاح: فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أَي: لَهَا رَأْسَانِ. الخَلْفُ أَيضاً: رَأْسُ الْمُوسَي، والمِنْقَارُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الخَشَبُ. الخَلْفُ: النَّسْلُ. الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال لَهُ: ضِلَعُ الخَلْفِ، وَهُوَ) أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتَكْسَرُ الخاءُ. أَي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ. الخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أَو الَّذِي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقال: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراً د ... وَلَا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ)
الخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإِذا كانَ لَهَا بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ: الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي: بَعْدَهُ، وَبِه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى: وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، أَي: بَعْدَكَ، وَهِي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍ و، وأَبي بكرٍ، والبَاقُونَ: خِلاَفَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ. الخِلْفُ بِالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قَالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَانِ، قَالَ: دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ. الخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإِخْلافِ، وَهُوَ الاسْتِقَاء، كالْخِلْفَةِ. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. الخِلْفُ: مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كَمَا سيأْتِي. الخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ، وَهِي قُصَيْراهَا وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، والجَمْعُ: خُلُوفٌ وَمِنْه قوْلُ طَرَفَةَ:
(وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ)
الخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كَمَا فِي الصِّحاحِ الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أَي الضَّرْع، هُوَ الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، كَمَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، أَو هُوَ لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُّ فِي الحافِرِ، والظُّفُرِ، وجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قَالَ:
(وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ)
وَوَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفِي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أَي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً، وسَنَةً أُنْثَى، وَمِنْه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بِهَذَا المَعْنَى. وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لَهَا رَأْسَانِ، وَقد تقدَّمَ، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ. الخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وَهِي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ) بِهَاءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخَاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كَمَا قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ: مَالَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقيل: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا، فلَقِحَتْ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ، حَتَّى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ، وخَلاَئِف، وَقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وَفِي الحديثِ: ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ.
الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ، فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ: إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي خَ ض ف قَرِيبا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَنْشَدَهُوأَمَّا الخَلْفُ، سَاكِنُ الوَسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ، والخَلْفُ: المُتَخَلِّفُ عَن الأَوَّلِ، هَالِكاً كَانَ أَو) حَيَّا، والخَلْفُ: الْبَاقِي بعدَ الهالكِ، والتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ، لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ، وجَمْعُهُ خُلُوفٌ، كقَرْنٍ وقُرُونٍ. قَالَ: وَيكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً، فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ)
فالخَلْفُ هُنَا: هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى، وَلَيْسَ مِن مَعْنَى الخَلْفُ هُنَا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ، أَي: البَاقُونَ، وَعَلِيهِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ، فِي خَلْفَفِ صِدْقٍ، وخَلْفَفِ سَوْءٍ، التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ، فقالَ: والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ، والخِلاَفَةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم. قَالَ: وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فِيهِ، وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ، فقد صارَ علَى هَذَا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ، خَلَفْتُهُ، خَلَفاً: كنتُ بَعْدَه خَلَفاً مِنْهُ وبَدَلاً، وخَلَفْتُه، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه، واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ، وخَلِيفٌ، ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ، وخَالِفٌ، قَالَ: وَقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى مَا بَيَّنَّاه. الخَلَفُ، بالتَّحْرِيكِ: مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ، تَقول: أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَك، وَلَا يُقَالُ: خَلْفاً، يُقَال: هُوَ مِن أَبِيهِ خَلَفٌ، أَي: بَدَلٌ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ القَعْنَبِيُّ: سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحديثِ. قلتُ: وَقد رُوِيَ هَذَا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقد خَرَّجْتُه فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ، وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ، فرَاجِعْهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخَلَفُ، بالتَحْرِيكِ، والسُّكُون: كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى، إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ فِي الخَيرِ، وبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ، يُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سَوْءٍ، ومَعْنَاهما جَمِيعاً: القَرْنُ مِن النَّاسِ، قَالَ: والمُرَادُ فِي هَذَا الحديثِ المَفْتُوحُ، وَمن بالسَّكُونِ الحديثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ. الخَلَفُ: مَصْدَرُ الأَخْلَفِ، لِلأَعْسَرِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِ)

الزَّقَبُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، والاسْتِنَانُ: الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ. قيل: الأَخْلَفُ: اسْمُ الأَحْوَلِ، وَقيل: اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ، وَفِي الصِّحاحِ، بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ، عَن مالكٍ، وشَرِيكٍ، وَعنهُ مُسْلِمٌ، وأَبو دَاوُدَ، مَاتَ سنة. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس، عَن يَزِيدَ، ورَوْحٍ، وَعنهُ ابنُ مَاجَة. وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ، فإِنَّهُ مَشْهُورٌ، كَانَ فِي المائِةِ الرَّابِعَةِ، قَالَ أَبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ: خَلَطَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّا، رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ. خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ، عَن عامرٍ الأَحْوَلِ، وَعنهُ حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ: مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ. وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ. وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقاتِ. وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ، وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وخَلَفُ بنُ عَمْرو مَجَاهِيلُ. وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ، وخَلَفُ بن المُبَارَكِ، وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وخَلَفُ بنُ ياسِين هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ. ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ. وأَبُو خَلَفٍ: تَابِعِيَّانِ، أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ، نَزِيلُ المَوْصِلِ، رَوَى عَن أنَسٍ، وَعنهُ مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ، قَالَهُ المِزِّيُّ، ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عَن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ. وأَبُو خَلَفٍ: رجلٌ آخَرُ، رَوَى عَن)
الشَّعْبِيِّ، وآخَرُ رَوَى عَنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ. وأَبو خَلَفٍ: مُوسَى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، رَوَى عَن قَتَادَةَ، وَعنهُ ابنُه خَلَفٌ. وخُلُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: ة، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَخْلَفُ: الأَحْمَقُ. قيل: السَّيْلُ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرح الدِّيوَان: والأَخْلَفُ: بعضُهُم يَقُول: إِنَّه نَهْرٌ، أَي: فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي سبَق ذِكْرُه. الأخْلَفُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ: الأخْلَفُ: الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ، بِالضَّمِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ خُلْفُفٌ، وخُلْفُفَةٌ. والْخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ، وَهُوَ فِي المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والجَوْهَرِيُّ، يُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ أَغْلَبِيٌّ، وإِلاّ فَفِي التَّنْزِيل: ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، وَقيل أعَمّ، لأَنَّه فِيمَا عُبِّرَ عَنهُ بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ، وَقيل: الخُلْفُ، بالضَّمِّ: القَوْلُ الباطلُ، ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ، ولعلَّه ممَّا فِيهِ لُغَتَانِ. انْتهى.
والخَلْفُ الَّذِي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ لم يَنْقُلُوا فِيهِ إِلاَّ الفتحَ فَقَط، وأَمّا الَّذِي بالضَّمِّ فَلَيْسَ إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ، أَو المُخَالَفَةِ، واللَّغَةُ لَا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ. أَو هُوَ أَي: الإخْلافُ أَن لَا تَفِيَ بالعَهْدِ، وأَنْ تَعِدَ عِدَةً وَلَا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْلِفٌ، أَي: كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ، فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ، قَالَ غيرُه: أَصْلُ الخُلْفِ: الخُلُفُ، بضَمَّتَيْنِ، ثمَّ خُفِّفَ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، أَي: لم يَفِ بعَهْدِهِ، وَلم يَصْدُقْ. الخُلْفُ أَيضاً: جَمْعُ الْخَلِيفِ، كأَمِيرٍ، فِي مَعَانِيهِ الَّتِي تُذْكَرُ بَعْدُ. وكَزُبَيْرٍ، خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ، مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ، يَرْوِي عَن ابنِ سِيرِين، وَعنهُ سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ، وحَمَّادُ بن زَيْدٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ.
والْخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ، أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي: التَّرَدُّدِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: هَذَا خَلَفٌ مِن هَذَا، أَي عِوَضٌ مِنْهُ وبَدَلٌ، أَو هَذَا يَأْتِي خَلْفَ هَذَا أَي فِي أَثَرِهِ، أَو مَعْنَاهُ، أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى: خِلْفَةً: مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَفِي اللِّسَانِ: عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، وبِالْعِكْسِ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفاً مِن هَذَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ. والْخِلْفَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ. الخِلْفَةُ: مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي، وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلفَةُ: مَا نَبَتَ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً:
(تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ ... تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ)

وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً، وَذَلِكَ بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ، والخِلْفَةُ: اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ: (بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ فِي كُلِّ مَجْثَمِ)
أَي: تَذْهَبُ هَذِه، وتَجِيءُ هَذِه. الخِلْفَةُ: مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ، قَالَ: كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ: الرَّيِّحَةُ، وَهُوَ مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ من الصُّفْرِيَّةِ. أَو الخِلْفَةُ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ، وَقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ: إِذا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ. أَو الخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ، وَقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً، وَفِي النِّهَايَةِ: هوالوَرَقُ الأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ، ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ. الخِلْفَةُ: أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها: يُنَاصِرُ، من النَّصْرِ، وَهَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ، والصَّوَابُ: أَن يُبَاصِرُ، مِن البَصَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، والجَمْهَرَةِ، فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ، يُقَال: يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ، أَي: يَأْتِيها إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ، والاسْمُ الخِلْفَةُ، بالكَسْرِ، وَذَلِكَ أَنْ يُبَاصِرَه، حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَيْهِ، فَتلك الخِلْفَةُ. الخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ فِي أَلْوَانِهَا، وهَيْئَتِهَا، وَبِه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ،مِخْلافٌ: كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ. المِخْلاَفُ: الْكُورَةُ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإنْسَانُ، كَذَا فِي المُحْكَم، ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي: كُوَرُهَا، وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ، إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ. وقالأَبو عمرٍ و: ويُقالُ: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ، وَهِي الأَطْرَافُ، والنَّوَاحِي، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ، بمَكَّةَ، والمَدِينةِ، والبَصْرَةِ، والكُوفَةِ، وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ وَنحن فِي مِخْلافِ المَدِينَةِ، وهم فِي مِخْلافِ اليَمَامَةِ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ: البَنْكَرْدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: فُلانٌ مِن مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ، والجَمْعُ: مَخَالِيفُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ، والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ، والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ، والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ. هَذَا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، قَالَ ياقُوتُ: تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ، قلتُ: وَهَذَا كَمَا ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ، إِذا)
انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هَذِه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بِمَا أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ، وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هِيَ لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً، وَقَالَ أَيضاً بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ: ومَا عَدَاهُ كَمَا تقدَّم ذِكْرُه، قلتُ: هَذَا الَّذِي بَلَغْنِي فِيهِ، وَلم أَسْمَعْ فِي اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً، وَعِنْدِي فِيهِ مَا أَذْكُرُهُ، وَهُوَ أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً، وكَثُرُوا فِيهِ، وَلم يَسَعْهُمْ المُقَامُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا فِي نَوَاحِي الْيَمَنِ، فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاً يَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه، فكانُواومِخْلاَفِ يَام، فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كَمَا تَرَى. وفَاتَهُ: ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ، كمِخْلافِ أَصابَ، ومخلاف رَيْمَةَ، ومِخْلاَفِ عَبْسٍ، ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ، ومِخْلاَفِ السلفية، ومِخْلاَفِ كبورة، ومِخْلافِ يَعْفَرُ، وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ، واللهُ المُوَفِّقُ لَا رَبَّ غَيْرُه، وَلَا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه. ورَجُلٌ خَالِفَةٌ: أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ، والشِّقَاقِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ، هَل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ مَا تَصْنَعُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍ وأَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ. يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هُوَ، وأَيُّ خَالِفَةَ هُوَ، مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً، أَي: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ. انْتَهَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ: النَّاسُ، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَلِفَ والَّلامَ.)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ. يُقَال أَيضاً: مَا أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هُوَ، وأَيّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلم يُجْرِهما أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفَةُ، لأَنَّه وإِنْ كَانَ وَاحِداً فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جَماعةٍ، يُرِيد: أَيُّ الناسِ هُوَ، كَمَا يُقَال: أَي تَمِيمٍ هُوَ وأَيُّ أَسَدٍ هُوَ، وَبِهَذَا سَقَطَ مَا أَوْرَدَهوالْخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ، القَلِيلُ العَقْلِ، والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَالْخَالِفِ وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُقَال أَيضاً: امْرَأَة خَالِفَةٌ، وَهِي الحَمْقَاءُ. الخَالِفَةُ: الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخَالِفَةُ: عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ، كَذَا فِي الصِّحاح، قيل: فِي مُؤَخِّرِهِ، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ: آخِرُ البَيْتِ، يُقَال: بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ، والخَوَالِفُ: زَوَايَا البَيْتِ، وَهُوَ مِن ذَلِك، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَالِفَهُ البيتِ: تحتَ الأطْنَابِ فِي الكِسْرِ، وَهِي الخَصَاصَةُ أَيضاً، وَهِي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ: مَا خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ: السِّقَاءُ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: المُسْتَقِي، كَمَا هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ،)
ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والعُبَابُ أَيضاً هَكَذَا، كَالْمُسْتَخْلِفِ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا:
(ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ)

(صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ ... صَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِ)
والنَّبِيذُ الفَاسِدُ. الخَالِفُ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَكَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَعَ الْخَالِفِينَ هَكَذَا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ.
والْخِلِّيفَي، بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْزَانِ الَّتِي يَزِنُ بهَا مَا يَأْتِي علَى لَفْظِهَا، وَلذَا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً: الْخِلاَفَةُ، قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ: إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ فِي الخِلاَفَةِ، لَا نَفْسُها، كَمَا يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ. انْتهى. قلتُ: وَقد وَرَدَ ذَلِك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ، وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها، فإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ. الخَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعرِ وَهُوَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:
(فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
جَزَمْتُ: مَلأْتُ، وأَطْرِقَةً: جَمْعُ طَرِيقٍ. الخَلِيفُ: الْوَادِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ فَرْجٌ بَين قُنَّتَيْنِ، مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ، قَالَ: خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم: ذِيخُ الْخَلِيفِ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعِرِ، وَهُوَ كُثَيِّرٌ، يَصِف نَاقَتَهُ:
(وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصّاغَانِيُّ: بذِفْرَى وأَوَّلُهُ:
(تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا مَا دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا)
ويُرْوَى: ذِيخِ الرَّفِيضِ وَهُوَ قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ. الخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ بَين الجَبَلَيْنِ، وَقيل: مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ، وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. قيل: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ، قَالَه السُّكَّرِيُّ، أَو وَرَاءَ الجَبَلِ، أَو وَرَاءَ الوَادِي، وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فَقَط، جَمْعُ ذَلِك كُلِّه: خُلُفٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا)
الخَلِيفُ: السَّهْمُ الْحَدِيدُ، مِثْلُ الطَّرِيرِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ:
(ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ)
ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ، وَهُوَ غَلَطٌ، ثمَّ الَّذِي قَالَُ السُّكَّرِيُّ فِي شَرْحِ هَذَا البيتِ، وضَبَطَهُ حَلِيفاً هَكَذَا بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ، ولَحَفْتُه: جَعَلْتُه لَهُ لِحَافَاً. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الأَشْبَهُ، وَقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ فِي مَوْضِعِهِ. الخَلِيفُ: الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ، فيُخْرَجُ البَالِي مِنْهُ، فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَقد خَلَفَ ثَوْبَهُ، يَخْلُفُه، خَلْفاً، المَصْدَرُ عَن كُرَاعٍ. خِلِيفُ الْعَائِذِ: هِيَ النَّاقَةُ فِي اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا، وَمِنْه يُقَالُ: رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها.
قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ، يُقَال: ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها، أَي: بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا، أَي: الحَلْبَةُ الَّتِي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ، كَكُتُبٍ ومَرَّ لَهُ قَرِيبا أَن الخُلُفَ، بالضَّمِّ، جَمْعُ الخَلِيفِ فِي مَعَانِيهِ، وكلاهُما صَحِيحٌ، كرُسُلٍ ورُسْلٌ، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ، غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما فِي مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ، ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ. الخَلِيفُ: جَبَلٌ، وَفِي العُبَابِ: شِعْبٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ:
(فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ)
وَكَذَا فِي قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ:
(ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ)
قيل: هِيَ بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ. الخَلِيفُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي أَسْبَلَتْ، وَفِي العُبَابِ: سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا.
وخَلِيفَا النَّاقَةِ: مَا تَحْتَ إِبِطَيْهَا، لَا إِبْطَاهَا، ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَة:
(كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ)
المَكَا: جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما، والرَّحَى: الكِرْكِرَةُ، والبُنَى: جَمْعُ بُنْيَةٍ، والصَّيْدَنُ هُنَا: الثَّعْلَبُ. ونَصُّ العُبَابِ مِثْلُ نَصِّ الجَوْهَرِيِّ، وَالَّذِي قَالَهُ المُصَنِّفُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ مَا نَصَّه: الخَلِيفُ مِن الجَسَدِ: مَا تَحْتَ الإِبْطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: والإِبطُ غَيْرُ مَا تَحْتَهُ، ثمَّ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والخَلِيفان مِنَ الإِبِلِ: كالإِبِطَيْنِ مِن الإِنْسَانِ، فَانْظُر هَذِه العِبَارَةَ، ومَأْخَذُ الجَوْهَرِيِّ مِنْهَا صَحِيحٌ، لَا غَلَطَ فِيهِ. وَقَالَ شيخُنَا: ومِثْلُ هَذَا لَا يُعَدُّ وُهماً لأَنَّهُ نَوْعٌ مِن المَجَازِ، وَكَثِيرًا مَا تُفَسَّرُ الأَشْيَاءُ بِمَا يُجَاوِرُها بمَوْضِعِها، ونَحْوِ ذَلِك. والْخَلِيفَةُ، هَكَذَا بالَّلامِ فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: خَلِيفَة، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، والتَّكْمِلَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ هَكَذَا)
بِلَا لاَمٍ، وَهُوَ جَبَلٌ بمكَّةَ مُشْرِفٌ علَى أَجْيَادٍ، هَكَذَا فِي اللِّسَانِ، زَادَ فِي العُبَابِ: الْكَبِيرِ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الأَجْيَادَ أَجْيَادَانِ الكَبِيرُ والصَّغِيرُ، وَقد صَرَّح بِهِ ياقُوتُ أَيضاً، ومَرَّ ذَلِك فِي الدَّالِ، وَلذَا يُقَال لَهما: الأَجْيَادَانِ. وبِلاَ لاَمٍ: خَلِيفَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرٍ والبَيَاضِيُّ الأَنْصَارِيُّ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاق، وَقد اخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ، شَهِدَ مَعَ عليٍّ حَرْبَهُ، أَو هُوَ عَلِيفَةُ، بالعَيْنِ الْمُهْمَلِةِ، وَهَكَذَا سَمَّاهُ ابنُ هِشَامٍ. وفَاتَهُ: أَبو خَلِيفَةَ بِشْرٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى ابنُه خَلِيفَةُ بنُ بِشْرٍ. وابْنُ كَعْبٍ، خَلِيفَةُ بنُ حُصَيْنِ بنِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِيّ، عِدَادُه أَهلِ الكوفَةِ، رَوَى عَن جَمَاعَةٍ من الصَّحابةِ، ورَوَى عَنهُ الأَغَرُّ. وأَبو خَلِيفَةَ، عِدَادُه فِي أَهلِ اليَمَنِ، رَوَى عَن عليٍّ، وَعنهُ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وهؤلاءِ الثَّلاثةُ تَابِعيُّون. أَبو هُبَيْرَةَ خَلِيفَةُ بنُ خَيَّاطٍ الْبَصْرِيُّ العُصْفُرِيُّ اللُّيْثِيُّ، سَمِعَ حُمَيْداً الطَّوِيلَ، وَعنهُ أَبو الوليدِ الطَّيَالِسِيُّ، مَاتَ سنة، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَة بنِ خَلِيفَةَ، أَبوه مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، وتكلَّم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ووَثَّقَهُ غيرُه، والثلاثةُ الأُوَلُ كمام أَشَرٍْنَا إِليه تَابِعِيُّون، مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلِيفَةُ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمٍْ الْوَاسِطِيُّ. وخَلِيفَةُ بنُ قَيْسٍ، مَوْلَى خالدِ بنِ عُرْفُطَةَ، حَلِيفُ بني زُهْرَةَ. وخَلِيفَةُ بنُ غالِبِ، أَبو غَالبٍ اللَّيْثِيُّ، هؤلاءِ مِن أَتْبَاعِ التَّابِعين. وخَلِيفَةُ بنُ حُمَيْدٍ، عَن إِياسِ بنِ مُعَاوِيَةَ، تُكُلِّمَ فِيهِ. والْخَلِيفَةُ: السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ، يَخْلُفُ مَن قَبْلَه، ويَسُدُّ مَسَدُّهُ، وتَاؤُه للنَّقْلِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَفِي المِصْبَاحِ أَنها للمُبَالَغَةِ، ومِثْلُه فِي النِّهَايَةِ، قَالَ شيخُنا: وجَوَّزَ الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُّ فِي فَتَاوَاهُ أَن يكونَ صِفَةً لمَوْصوفٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُه: نَفْسٌ خَلِيفَةٌ، وَفِيه نَظَرٌ، فَتَأَمَّلْ. قَالَ الجِوْهَرِيُّ: قد يُؤَنَّثُ، قَالَ شَيْخُنَا: يُرِيدُ فِي الإِسْنادِ ونَحْوِه. مُرَاعَاةً لِلَفْظِهِ، كَمَا حَكَاهُ الفَرَّاءُ، وأَنْشَدَ:
(أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَى ... وأَنْتَ خَلِيفَةٌ ذَاكَ الْكَمَالُ)
قلتُ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى قَالَهُ لِتَأْنِيثِ اسْمِ الخليفةِ، والوَجْهُ أَن يكونَ: وَلَدَه آخَرُ. كالْخَلِيفِ بغَيْرِ هاءٍ، أَنْكَرَهُ غيرُ واحدٍ، وَقد حَكَاهُ أَبو حاتمٍ، وأَوْرَدَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ، وابنُ بَرِّيِ فِي الأَمَاِي، وأَنْشَدَ أَبو حاتمٍ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:
(إِنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُوداً خَلِيفَتُهُ ... ومَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بِمَوْجُودِ)
ج: خَلاَئِفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: جاؤُوا بِهِ علَى الأَصْلِ، مِثْل: كَرِيمَةٍ وكَرَائِمَ، قَالُوا أَيضا: خُلَفَاءُ، مِن أَجْلِ أَنَّه لَا يَقَعُ إِلاَّ علَى مُذَكَّرٍ، وَفِيه الهاءُ، جَمَعُوه علَى إِسْقاطِ الهاءِ، فصارَ مِثْلَ: ظَرِيفٍ وظُرَفَاءَ لأَنَّ فَعِيلَة بالهاءِ لَا تُجْمَعُ علَى فُعْلاَءَ، هَذَا كلامُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ) نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ، وعَلَى قَوْلِ أَبي حاتمٍ، وابنِ عَبَّادٍ لَا يُحْتَاجُ إِلّى هَذَا التَّكَلُّفِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: جَازَ أَن يُقَالَ لِلأَئِمَّةِ: خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً، وخُلُوفَةً، بضَمِّهِمَا على الصَّوابِ، وَلَو أَنَّ إِطْلاقَ المُصَّنِفِ يقْتَضِي فَتْحَهُمَا، وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَا خِلْفَةً، بالكَسْرِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وَمِنْه الحدِيثُ: لَخُلُوفُ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، قَالَ شيخُنَا: الخُلُوفُ، بالضَّمِّ، بمعنَى تَغَيُّرِ الفَمِ هُوَ المَشْهُورُ، الَّذِي صّرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، وحكَى بعضُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين فَتْحَهَا، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ الدَّمِيرِيُّ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ، وأَظُّنُّه غَلَطاً، كَمَا صرَّح بِهِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: الفَتْحُ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، واللهُ أَعلمُ، وَفِي رِوايَةِ: خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، وسُئِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عَنهُ عَن القُبْلَةِ للصَّائمِ، فَقَالَ: ومَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا كَأَخْلَفَ، لُغَةٌ فِي خَلَفَ، أَي: تَغَيَّرَ طَعْمُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِنْهُ نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلْفَم، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: نَوْمُ الضُّحَى، ومُخْلِفَةٌ، ضَبَطُوه بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِهَا، مَعَ كَسْرِ اللامِ وفَتْحِهَا، أَي تُغَيِّرَ الفَمَ. خَلَفَ اللَّبَنُ، والطَّعَامُ: إِذا تَغَيَّر طَعْمُهُ، أَو رَائِحَتُهُ كأَخْلَفَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَرَ،)
ورُوِيَ: خَلُفَ ككَرُمَ، خُلُوفاً، فيهمَا، وَقيل: خَلَفَ اللَّبَنُ خُلُوفاً: إِذا أُطِيلَ إِنْقَاعُه حَتَّى يَفْسُدَ، وَفِي الأَسَاسِ: أَي خَلَفَ طَيِّبَه تَغَيُّرُه، أَي: خلط، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطَّعَامُ والفَمُ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَا، وَكَذَا مَا أَشْبَهَ الطَّعَامَ والْفَمَ. خَلَفَ فُلاَنٌ: فَسَدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: عَبْدٌ خَالِفٌ، أَي فَاسِدٌ، وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَر، ومَصْدَرُه الخَلْفُ، بالسُّكُونِ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب كَرُم، فَهُوَ خَالِفٌ، كحَمُضَ، فَهُوَ حَامِضٌ.يَصِفُ صَائِداً:
(يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَاماً بِأَطْمَارِ)
أَي: أَخْلَفَ مَوْضِعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. خَلَفَ لأَهْلِهِ خَلْفاً: اسْتَقَى مَاءً، والاسْمُ الخِلْفُ، والخِلْفَةُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: كَاسْتَخْلَفَ، وأَخْلَفَ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَخْلَفْتَ القَوْمَ: حَمَلْتُ إِليهِم الماءَ العَذْبَ، وهم فِي رَبِيعٍ لَيْسَ مَعَهم مَاءٌ عَذْبٌ، أَو يكونُونَ علَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يكون الإِخْلافُ إِلاَّ فِي الرَّبِيع، وَهُوَ فِي غيرِه مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. خَلَفَ النِّبِيذُ: فَسَدَ، فَهُوَ خَالِفٌ، وَقد تقدَّم. ويُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَالاَ، وَفِي الْمُحكم: مَنْ لَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، كَالأَبِ، والأُمِّ، والعَمِّ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْ: كَانَ الله عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وخَلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ خَيْراً أَو بِخَيْرٍ، وَفِي اللِّسَان: وبخَيْرٍ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا) دَخَلَتِ الباءُ فِي بخَيْرٍ أُسْقِطَتِ الأَلِفُ، وأَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ خَيْراً، أَخْلَفَ لَكَ خَيْراً، ويُقَال، لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، أَو ذَهَبَ مِن وَلَدٍ ومَالٍ: أَخْلَفَ الله لَكَ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ، وخَلَفَ اللهُ لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ فِي الْمَالِ ونَحْوِهِ مِمَّا يُعْتَاضُ مِنْهُ، وعبارةُ الجَوْهَرِيِّ: ويُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ، أَو وَلَدٌ، أَو شَيْءٌ يُسْتَعَاضُ: أَخْلَفَ اللهُ عليكَ، أَي: رَدَّ اللهُ عليكَ مِثْلَ مَا ذَهَبَ، فإنْ كَانَ هَلَكَ لَهُ أَخٌ أَو عَمٌّ، أَو وَالِدٌ، قُلْتَ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، بغَيْرِ أَلِفٍ، أَي كَانَ اللهُ خَلِيفَةَ والدِك، أَو مَن فَقَدْتَه عَلَيْك. انْتهى، وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَلَفَ اللهُ لَك خَلَفاً بخَيْرٍ، وأَخْلَف عَلَيْك خَيْراً، أَي أَبْدَلَكَ بِمَا ذَهَبَ منكَ، وعَوَّضَك عَنهُ، وَقيل: يُقَالُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، إِذا مَاتَ لَك مَيِّتٌ، أَي: كَانَ اللهُ خَلِيفةً، وَقد ذَكره المُصَنِّفُ، ويَجُوزُ فِي مُضَارِعهِ يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَنَّه لَا مُوجِبَ لفَتْحِهِ فِي المُضَارِع مِن غَيْرِ أَنْ يكونَ حَرْفًا حَلْقِيًّا. وخَلَفَ عَن أَصْحَابِهِ، يَخْلُفُ، بالضَّمِّ: إِذا تَخَلَّفَ: قَالَ الشَّمَّاخُ:
(تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُنَا الْمَنَايَا ... وأَخْلَفَ فِي رُبُوعِ عَنْ رُبُوعِ)
خَلَفَ فُلاَنٌ خَلاَفَةً، وخُلُوفاً، كَصَدَارَةٍ، وصُدُورٍ: حَمُقَ، وقَلَّ عَقْلُهُ، فَهُوَ خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وأَخْلَفُ، وخَلِيفٌ، وَهِي خَلْفَاءُ، والتاءُ فِي خَالِفَةٍ للمُبَالَغَةِ، وَقد تقدّم. خَلَفَ عَن خُلُقِ أَبِيهِ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَ عَنْهُ. خَلَفَ فُلاَناً، يَخْلُفُه، خَلَفاً: صَارَ خَلِيفَتَهُ فِي أَهْلِهِ، ووَلَدِهِ، وأَحْسَنَ خِلاَفَتَهُ عَنهُ فيهم. وخَلِفَ الْبَعِيرُ، كَفَرِح: مَالَ علَى شِقٍّ واحدٍ، فَهُوَ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ. خَلِفَتِ النَّاقَةُ تَخْلَفُ، خَلَفاً: أَي حَمَلَتْ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ. والخِلاَفُ، كَكِتَابٍ، وشَدُّهُ، أَي مَعَ فَتْحِهِ لَحْنٌ من العَوَامِّ، كَمَا فِي العُبَابِ: صِنْفٌ مِن الصَّفْصَافِ ولَيْس بِهِ، وَهُوَ بأَرْضِ العربِ كَثِيرٌ، ويُسَمَّى السَّوْجَرَ، وأَصْنَافُهُ كثيرةٌ، وكُلُّهَا خَوَّارٌ ضَعِيفٌ، وَلذَا قَالَ الأَسْوَدُ:
(كَأَنَّكَ صَقْبٌ مِن خِلاَفٍ يُرَى لَهُ ... رُوَاءٌ وتَأْتِيهِ الْخُؤُورَةُ مِنْ عَلْ)
الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِن عُمُدِ البَيْتِ، والواحِدَة: خِلاَفَةٌ. وزَعَمُوا أَنه سُمِّيَ خِلاَفاً، لأَنَّ السَّيْلَ يَجِيءُ بِهِ سَبْياً، فَيَنْبُتُ مِن خِلاَفِ أَصْلِهِ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهَذَا لَيْسَ بقَوِيٍّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومَوْضِعُهُ مُخْلَفَةٌ. قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَحْمِلُ فِي سَحْقِ مِنَ الْخِفَافِ تَوَادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلاَفِ)
فإِنَّمَا يُرِيدُ مِن شَجَرِ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَال لَهَا: الخِلافُ لأَنَّ ذَلِك لَا يكَاد أَن يكونَ فِي الْبَادِيَةِ. وَرَجُلٌ خِلِّيفَةٌ، كَبِطِّيخَةٍ: مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَةٍ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ. رجل خِلَفْنَةٌ، كَرِبَحْلَةٍ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وخِلْفَناةٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، عَن اللِّحْيَانِيِّ، ونُونُهُمَا زَائِدَةٌ، وهُمَا لِلْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ والْجَمْعِ، يُقَال: هَذَا رجلٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، وامرأَةٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، والقومُ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ قألَهُ اللِّحْيَانِيُّ، ونُقِلَ عَن بعضِهم فِي الْجمع: خِلَفْنَاتٌ فِي الذُّكُورِ والإِنَاثِ: أَيْ مُخَالِفٌ، كَثِيرُ الْخِلاَفِ، وَفِي خُلُقِهِ خِلَفْنَةٌ، كدِرَفْسَةٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وخِلْفْنَاةٌ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونُونُهُما زائدةٌ أَيضاً، كَذَا خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، وخُلْفَةٌ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ: أَي خِلاَفٌ، وَقد تقدَّم عَن ابْن بُزُرْجَ أَنَّ الخُلْفَةَ فِي العَبْدِ، بِالضَّمِّ، هُوَ الحُمْقُ والعَتَهُ، وَعَن غيرِهِ: الفَسَادُ، وبَيْن خِلْفَةٍ وخِلْقَةٍ جِنَاسُ تَصْحِيفٍ. المَخْلَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: الطَّرِيقُ، فِي سَهْلٍ كانَ أَو جَبَلٍ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ)
مُخْلَفَةُ بني فُلانٍ: المَنْزِلُ. ومَخْلَفةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَلِيِّ:
(وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ)
قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ همَيْلٍ الهُذَلِيِّ، وَلم يُذْكَرْ شِعْرُه فِي الدِّيوانِ. المَخْلَفُ، كَمَقْعَدٍ: طُرُقُ النَّاسِ بِمِنًى حَيْثُ يَمُرُّونَ، وَهِي ثلاثُ طُرُقٍ، وَيُقَال: اطْلُبْهُ بالمَخْلَفَةِ الوُسْطَى مِن مِنًى. ورَجُلٌ خُلْفُفٌ، كَقُنْفُذٍ، وضُبِطَ فِي اللِّسَانِ مِثْل جُنْدُبٍ. أَحْمَقُ، وَهِي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ، بهاءٍ، وبِغَيرِ هاءٍ: أَي حَمْقَاءُ. وأُمُّ الخُلْفُفِ، كَقُنْفُذٍ، وَجُنْدَبٍ وعلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ: الدَّاهِيَةُ، أَو الْعُظْمَى مِنْهَا. وأَخْلَفَهُ الْوَعْدَ: قَالَ ولَمْ يَفْعَلْهُ، قَالَ اللهُ تعالَى: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ونَصُّ الصِّحاح: أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلُه علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ: أَخْلَفَ فُلاناً أَيْضاً: إِذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً، وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى:
(أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا ... فَمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا)
ويُرْوَى: فَمَضَى. قَالَ: كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: أَخْلَفَتِ النَّجُومُ، أَي: أَمْحَلَتْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وأَخْلَفَتْ عَن أَنْوَائِهَا كَذَلِك، أَي: لأَنَّهُمْ كانُوا يَعْتَقِدُونَ ويَقُولُونَ: مُطِرْنَا بنَوْءِ كَذَا وَكَذَا. ونَقَلَ شيخُنَا عَن الفَارَابِيِّ فِي ديوانِ الأَدَبِ، أَنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدادِ، يَرِدُ بمعنَى: وَافَقَ مَوْعِدَهُ، قَالَ: وَهُوَ غَرِيبٌ. أَخْلَفَ فُلاَنٌ لِنَفْسِهِ، أَو لغيرِه: إِذَا كَان قد ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَجَعَلَ) مَكَانَهُ آخَرَ، وَمِنْه الحديثُ: أَبْلِي وأَخْلِفِي، ثمَّ أَبْلِي وأَخْلِفِي، قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حِين أَلْبَسَهَا الخَمِيصَةَ، وَتقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوبا جَدِيدا: أَبْلِ، وأَخْلِفْ، واحْمَدِ الكَاسِي. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلم تَرَ أَنَّ المالَ يخْلُفُ نَسْلُه ... ويأْتِي عَلَيْهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ)

(فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ)
يَقُول: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. أَخْلَفَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ، وَهُوَ الَّذِي يخْرُجُ بَعْدَ الوَرَقِ الأَوَّلْ فِي الصَّيْفِ، وَفِي حديثِ جَرِيرٍ: خَيْرُ المَرْعَى الأَرَاكُ والسَّلَمُ، إِذا أَخْلَفَ كانَ لَجِيناً وَفِي حدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حتَّى آلَ السُّلاَمَى، وأَخْلَفَ الْخُزَامَى، أَي: طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِه بالمَطَرِ. أُخْلَفَ الرَّجُلُ: أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى السَّيْفِ، إِذا كَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَهُ، لِيَسُلَّهُ وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ يَدَهُ: إِذا أَرَادَ سَيْفَهُ، فأًخْلَفَ يَدَهُ إِلى الكَنَانَة، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخْلَفَ عَن الْبَعِيرِ: إِذا حَوَّلَ حَقَبَهُ، فَجَعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلِك إِذا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ، فاحْتَبَسَ بَوْلُهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَال: أَخْلِفِ الحَقَبَ، أَي: نَحِّه عَن الثِّيلِ، وحَاذِ بِهِ الحَقَبَ، لأَنَّهُ يُقُالُ: حَقِبَ بَوْلُ الجَمَلَ، أَي: احْتَبَسَ، يَعْنِي أَنَّ الحَقَبَ وَقَعَ علَى مَبَالِهِ، ولايُقَال ذَلِك فِي النَّاقَةِ، لأَنَّ بَوْلَها مِن حَيائِها، وَلَا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءِ. أَخْلَفَ فُلاناً: رَدَّهُ إِلَى خَلْفِهِ، قَالَ النَّابِغَةُ: (حتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا ... ذَاتَ الْعِشَاءِ وأَخْلَفَ الأَرْكَاحَا)
وَمِنْه حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ: جِئْتُ فِي الهَاجِرَةِ، فوجدتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي، فقُمْتُ عَن يَسَارِهِ، فأًخْلَفَنِي عُمَرُ، فجَعَلَنِي عَن يَمِينِهِ، فجَاءَ يَرْفَأُ، فتَأَخَّرْتُ، فصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بحِذَاءِ يَمِينِه، يُقَال: أَخْلَفَ الرَّجُلُ يَدَهُ، أَي: رَدَّهَا إِلى خَلْفِهِ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ: أَي رَدَّ عَلَيْكَ مَا ذَهَبَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: تَكَفَّلَ اللهُ لِلْغَازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَتَهُ. أَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بَعْدَ رِيشِهِ الأَوَّلِ، وَهُوَ مَجَازٌ، مِن أَخْلَفَ النَّبَاتُ أَخلف الْغُلاَمُ: إِذا راهَقَ الْحُلُمَ، فَهُوَ مُخْلِفٌ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ الدَّوَاءَ فُلاَناً: أَضْعَفَهُ بكَثْرَةِ التَّرَدُّدِ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ. والإِخْلاَفُ: أَنْ تُعِيدَ الْفَحْلَ علَى النَّاقَةِ إِذَا لَمْ تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ، وقَالُوا: أَخْلَفَتْ: إِذا حَالَتْ. والْمُخْلِفُ: الْبَعِير: الَّذِي جَازَ الْبِازِلَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: بعدَ البَازِلِ، وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنٌّ، ولكنْ يُقَال: مُخْلِفُ عَامٍ أَو عَامَيْنِ، وَكَذَا مَا زَادَ، والأُنْثَى بالهاءِ، وَقيل: الذَّكَرُ والأُنْثَى سَوَاءٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للجَعْدِيِّ:
(أَيِّدِ الْكَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ ... أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَاماً أَو بَزَلْ)

قَالَ: وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُول: النَّاقَةُ لَا تكونُ بَازِلاً، وَلَكِن إِذا أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ البُزُولِ فَهِيَ بَزُولٌ،الخِلاَفُ: كُمُّ الْقَمِيصِ، يُقال: اجْعَلْهُ فِي مَتْنِ خِلاَفِكَ، أَي فِي وَسَطِ كُمِّكَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. قَوْلُهُم: هَوَ يُخَالِفُ فُلاَنَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: إِلَى فُلانةَ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ: أَيْ يَأْتِيهَا إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، ويَرْوَى قَوْلُ أَبِ ذُؤَيْبٍ:
(إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَمْ يرْجُ لَسْعَهَا ... وخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوبٍ عَوَاسِلِ)
بالخَاءِ المَعْجَمَةِ، أَي جاءَ إِلى عَسَلِهَا وَهِي تَرْعَى غَائِبَةً تَسْرَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَالَفَهَا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، وحَالَفَهَا، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ: أَي: لاَزَمَهَا وَكَانَ أَبو عَمرٍ وَيَقُول: خَالَفَهَا: أَي جاءَ مِن وَرَائِها إِلى العَسَلِ، والنَّحْلُ غَائِبَةٌ، كَذَا فِي شرح الدِّيوان، وَقيل: مَعْنَاهُ: دَخَلَ عَلَيْهَا، وأَخَذَ عَسَلَهَا وَهِي تَرْعَى، فكأَنَّه خَالَفَ هَوَاهَا بذلك، والحَاءُ خَطَأُ. وتَخَلَّفَ الرَّجُلُ عَنِ القَوْمِ: إِذا تَأَخَّرَ، وَقد خَلَّفَه وَرَاءَهُ تَخْلِيفَا. واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ، وَمِنْه الحديثُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، أَي: إِذا تقدَّم بعضُهم علَى بَعْضٍ فِي الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُم، ونَشَأَ بَيْنَهُمْ اخْتِلاَفٌ فِي الأُلْفَةِ والْمَوَدَّةِ، وقِيل: أَرادَ بهَا تَحْوِيلَهَا إِلى الأَدْبَارِ، وَقيل: تَغَيُّرَ صُورَتَهَا إِلَى) صُورَةٍ أُخْرَى، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، كَمَا تقدَّم. اخْتَلَفَ فُلاَناً: كَانَ خَلِيفَتَهُ مِن بَعْدِهِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُنِي، أَي يَخْلُفُنِي. اخْتَلَفَ الرَّجُلُ فِي المَشْيِ إِلى الْخَلاَءِ: إِذا صَارَ بِهِ إِسْهَالٌ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. اخْتَلَفَ صَاحِبَهُ: إِذا بَاصَرَهُ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وسَبَقَ لَهُ قَرِيبا بالنُّونِ والظَّاءِ المًشَالَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ، فَإِذَا غَابَ دَخَلَ علَى زَوْجَتِهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. وممَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَلَفَ العَنْبَرَ بِهِ: خَلَطَهُ. والزَّعْفَرَانَ، والدَّوَاءَ: خَلَطَهُ بماءٍ. واخْتَلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، الأَخِيرُ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ علَى فُلانٍ فِي الاتِّباعِ حَتَّى اختَلَفتُهُ، أَي، جَعَلتُه خَلفِي. وخَلَّفَهم تَخلِيفاً: تَقَدَّمَهم وتَرَكَهُم وَرَاءَهُ. وخَالَفَ إِلى قَوْمٍ: أَتَاهُم مِن خَلْفهِم، أَو أظْهَرَ لَهُم خلاَفَ مَا أَضْمَرَ، فأَخَذَهُمْ على غَفْلَةٍ. وخَالَفَهُ إِلى الشَّيْءِ: عَصَاهُ إِليه، أَو قَصَدَهُ بعدَ مَا نَهَاهُ عَنهُ، وَهُوَ منْ ذلكَ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة: خَالَفَ عَنَّا عَليُّ والزُّبَيْرُ أَي: تَخَلَّفَا. وجاءَ خَلاَفَهُ، بالكَسْرِ: أَي بَعْدَه، وقُرِئَ: وإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ، وَكَذَا قولُه تعالَى: بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ نَبَّهَ عليهِ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلاَفُ فِي الآيَةِ الأَخِيرَةِ بمَعْنَى المُخَالَفَةِ، وخَالَفَهُ ابنُ بَرِّيّ، فَقَالَ: خِلاَفَ فِي الآيَةِ بمَعْنَى بَعْدَ، وأَنْشَدَ للحَارِثِ بن خالدٍ المَخْزُومِيِّ:
(عَقَبَ الرَّبِيعُ خِلاَفَهُمْ فَكَأَنَّمَا ... نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا)
قَالَ: ومِثْلَهُ لِمُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ:
(وَقد يُفْرِطُ الْجَهْلَ الْفَتَى ثُمَّ يَرْعَوِي ... خِلاَفَ الصِّبَا لِلْجَاهِلِينَ حُلُومُ) قَالَ: ومِثْلُه للْبُرَيقِ الهُذَلِيِّ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ خِلاَفَهُمْ بِسِتَّةِ أَبْيَاتِ كَمَا نَبَتَ الْعِتْرُ وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيَارَ كَأَنَّهَا ... خِلاَفَ دِيَارِ الْكَاهِلِيَّةِ عُورُ)
وأَنْشَدَ للآخَرِ:
(فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلاَفَ الذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأّنْ قَدِ)
وأَنْشَدَ لأَوْسٍ: لَقِحْتْ بِهِ لَحْياً خِلاَفَ حِيَالِ أَي بَعْدَ حِيَالِ، وأَنشد لِمُتَمِّم:)
(وفَقْدَ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلم أَكُنْ ... خِلاَفَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا)
ومخلفات البَلَدِ: سُلْطَانُهُ، ومِخْلاَفُ الْبَلَدِ: سُلْطَانُهُ. ورَجُلٌ مَخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ، ومَخْلِفٌ مُتْلِفٌ، وَقد اسْتطْرَدَهُ المُصَنَّفُ فِي ت ل ف، وأَهْمَلَه هُنَا. وأَخْلَفَتِ الأَرْضُ: إِذا أَصابَها بَرَدٌ آخِرَ الصَّيْفِ، فاخْضَرَّ بَعْضُ شَجَرِهَا. واسْتَخْلَفَتْ: أَنْبَتَتِ العُشْبَ الصَّيْفِيَّ. وأَخْلَفَتِ الشَّجَرةُ: لم تُثْمِرْ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يكونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَرٌ، فيَذْهَبُ، وَقيل: الإِخْلافُ فِي النَّخْلةِ، إِذا لم تَحْمِلْ سَنَةً، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وبَقِيَ فِي الحَوْضِ خِلْفَةٌ مِن ماءٍ: أَي بَقِيَّةٌ. وقَعَدَ خِلاَفَ أَصْحَابِهِ: لم يخْرُجْ مَعَهم، وخَلَفَ عَنْ أَصْحابِه كذلِكَ والخَلِيفُ، كأَمِيرٍ: المُتَخَلِّفُ عَن المِيعادِ، والمُخَالِفُ لِلْعَهْدِ، وبكُلِّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَاعَدْنَا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْهُ ... وَلم تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّي خَلِيفُ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوان. واسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ: اسْتَعْذَبَ الماءَ، واخْتَلَفَ، وأَخْلَفَ: سَقاهُ، وأَخْلَفَهُ: حَمَلَ إِليه الماءَ العَذْبَ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ فِي الرَّبِيعِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وَقد تَقَدَّم، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ المُسْتَخْلِفُونَ يَسْتَقُونَ: أَي المُتَقَدِّمونَ. والخَالِفُ: المُتَخَلِّفُ عَن القَوْمِ فِي الغَزْوِ وغيرِه، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، نَادِرٌ، وَقد تقدَّم. والخَالِفَةُ: الوَارِدُ علَى الماءِ بعدَ الصَّادِرِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَعْرَابِيُّ أَبا بِكِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنا الخَالِفَةُ بَعْدَهُ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك تَوَاضُعاً، وهَضْماَ لِنَفْسِهِ. وخَلَفَ فُلانٍ: إِذا خَالَفَهُ إِلَى أَهْلِهِ. ويُقَال: إِنَّ امْرَأَةَ فُلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَها بالنِّزاعِ إِلَى غَيْرِهِ، إِذا غابَ عَنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَىَ مَازِن يَشْكُو زَوْجَتَهُ: فَخَلَفَتْنِي بِنَزَاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بِالذَّنَبْ قَالَ ابنُ الأُثِيرِ: وَلَو رُوِيَ بالتَّشْدِيدِ لكانَ المَعْنَى فأَخَّرَتْنِي إِلَى وَرَاء. وخَلَفَ لَهُ بالسَّيْفِ: إِذا جَاءَهُ مِن خَلْفِهِ، فضَرَبَ عُنَقَهُ. وتَخَالَفَ الأمْرانِ: لم يَتَّفِقَا، وكَلُّ مَا لم يَتَسَاوَ فقد تَخَالَفَ، واخْتَلَفَ. ونِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي عَاماً ذَكَراً وعَاماً أُنْثَى، وَبَنُو فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي شِطْرَةٌ، نِصْفٌ ذُكُورٌ، ونِصْفٌ إِناثٌ. والتَّخَاليِفُ: الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ. ورجُلٌ مَخْلُوفٌ: أَصَابَتْهُ خِلْفَةٌ، أَي: شِطْرَةٌ، ورِقَّةُ بَطْنٍ. وأَصْبَحَِ خَالِفًا: أَي ضَعِيفاً لَا يشْتَهِي الطَّعَامَ. وثَوْبٌ مَخْلوفٌ: مَلْفُوقٌ، وَقد خَلَفَهُ خَلْفاً، قَالَ الشاعرُ:)
(يُرْوِي النَّدِيمَ إِذَا انْتَشَى أَصْحَابُهُ ... أُمَّ الصَّبِيَّ وثَوْبُهُ مَخْلُوفُ)
وَقيل: المُخْلُوفُ هُنَا: المُرْهُونُ، والأَوَّلُ أَصُحُّ. واخْتَلَفَ إِليهِ اخْتِلافَةً واحِدَةً، وَهُوَ يَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ: يَتَرَدَّدُ. وَقيل: الخِلْفُ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُ الحالِبِ مِن الضَّرْعِ. ويُقَال: دَرَّتْ لَهُ أَخْلاَفُ الدَّنْيا، وَهُوَ مُجُازٌ. وأَخْلَفَ اللَّبَنُ: حَمُضَ. والْخَالِفُ: اللَّحْمُ الَّذِي تَجَدُ مِنْهُ رُوَيْحَةً، وَلَا بَأْسَ بِمَضْغِهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ: إِذا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ. وعَبْدٌ خَالِفٌ: قد اعْتَزَلَ أَهْلَ بَيْتِهِ. وخَلَفَ فُلانٌ عَن كلِّ خَيْرٍ: أَي لم يُفْلِحْ، وَفِي الأَسَاسِ: تَغَيِّرَ وفَسَدَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عَن ثِيلِهِ مِنْ خَلْفِهِ، إِذا حَقِبَ، قَالَهُ الفَزَارِيُّ. والأخْلَفُ مِن الإِبِلِ: المَشْقُوقُ الثِّيلِ، الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً. وأَخْلَفَ البَعِيرَ، كأَخْلَفَ عَنهُ. والخُلُفُ، بضَمَّتَيْن: نَقِيضُ الوَفَاءِ بالوَعْدِ، كالخُلُوفِ، بالضَّمِّ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(أَقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إِنَّ نُفُوسَكُمْ ... لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَالَهُنَّ خُلُوفُ)
والمُخْلِفُ: الكثيرُ الإِخْلافِ لوَعْدِهِ. والخَالِفُ: الَّذِي لَا يكادُ يُوفِي. وخَالِفَةُ الْغَازِي: مَن بَعْدَه مِن أَهْلِهِ، وتَخَلَّفَ عَنهُ. والخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ مِن الرَّجَالِ. وخَلَفَت العامَ النَّاقَةُ: إِذا رَدَّهَا إِلى خَلِفَةٍ.
وصُخُورٌ مِثْلُ خَلائِفِ الإِبِلِ: أَي بقَدْرِ النُّوقِ الحَوَامِلِ. وامْرَأَةٌ خَلِيفٌ: إِذا كَانَ عَهْدُهَا بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وخَلَفَ فُلانٌ على فُلانةَ خِلاَفَةً: تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ، نَقَلَهُ الزَّمْخْشَرِيُّ. وإِبِلٌ مَخَالِيفُ: رَعَتِ البَقْلَ، وَلم تَرْعَ اليَبِيسَ، فَلم يُغْنِ عَنْهَا رَعْيُهَا البَقْلَ شَيْئاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(فَإِنْ تَسْأَلِي عَنَّا إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً لاَ يَدِرُّ لَبُونُهَا)
وفَرَسٌ ذُو شِكَالٍ مِن خِلافٍ: أَي إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى ورِجْلِهِ اليُسْرَى بَياضٌ، وبعضُهم يَقُول: لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلافٍ: إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى بَيَاضٌ، وبيَدِهِ اليُسْرَى غيرُه. والمَخَالِفُ: صَدَقَاتُ العَرَبِ، كَذَا فِي التَّكْمِلِةِ. وخَلَفَهُ بخَيْرٍ أَو شَرٍّ: ذَكَرَه بِهِ بغَيْرِ حَضْرَتِهِ. والأَخْلِفَةُ، كأَنَّه جَمْعُ خَلْف: أَحَدُ مَحَالٌ بَوْلان بنِ عمرِو بنِ الغَوْثِ، مِن ضَيِّءِ، بأَجَإٍ، نَقَلَهُ ياقُوتُ. وَيحيى بن بنُ خُلُفٍ الحِمْيَرِيُّ، بضَمَّتَيْن، المعروفُ بأَبِي الخُلُوفِ، وَقد يُقَال فِي اسْمِ أَبيه: خُلُوف، بالضَّمِّ أَيضاً، وَلَدُه عبدُ المُنْعِمِ بنُ يحيى، حَدَّث عَنهُ أَبو الْقَاسِم الصَّفْراوِيُّ. وفُتُوحُ بنُ خَلُوفٍ، كصَبُورٍ، وابنُه عبدُ المُعْطِي، حَدَّثا عَن السِّلَفِيِّ، وابنُه محمدُ بنُ فُتُوحٍ، حدَّث عَن ابنِ مُوَقَّى.
وعبدُ اللهِ بنِ مُوسَى بنِ خُلُوفِ بنِ أَبي العَظَامِ، بالضَّمَِّ، ذكَره ابنُ بَشْكُوال. وحَمَلُ بنُ عَوْفٍ)
المَعَافِرِيُّ ثمَّ الخُلَيْفِيُّ، بالتَّصْغِيرِ، شَهِدَ فَتْحِ مصرَ، وَهُوَ والدُ عُبَادةَ بنِ حَمَلٍ، ذكَرَه ابنُ يُونُس فِي تاريح مصر. قلتُ: وشيخُ مَشَايِخِنا أَبو العَبَّاس شهابُ الدِّين أَحمد بنُ محمدَ بنِ عَطِّيَةَ بنِ أَبي الخيرِ الخُلَيْفِيُّ الأَزْهَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، تُوُفِّيَ سنة، حَدَّثَ عَن مَنْصُور الطُّوخِيِّ، والشَّمْسِ محمدٍ العِنَانِيِّ. والشِّهابِ البِشْبِيشِيِّ، وَعنهُ شُيُوخُنا، وَقد تَقَدَّم ذِكرُه فِي م وس.

مغط

مغط

مغط: أو مغيط: في محيط المحيط (أبو مغيط دودة في الأرض دقيقة مستطيلة).
(مغط)
الشَّيْء مغطا مده يستطيله يُقَال مغط الرجل الْقوس إِذا مدها بالوتر وَقيل هُوَ خَاص بِمد الشَّيْء اللين كالمصران
[مغط] المَغْطُ: المَدُّ. يقال: مَغْطَهُ فامْتَغَطَ. ومَغَطَ في القوس، مثل مَخَطَ. وامْتَغَطَ النَهارُ، أي ارتفع. ورجلٌ مُمَغَّطٌ، أي طويلٌ، كأنه مُدَّ مَدًّا من طوله. والتَمَغُّطُ في عَدْوِ الفرس: أن يَمُدَّ ضبعيه.
مغط
المَغْط: مَدُّكَ الشَّيْءَ اللَّيِّنَ نحو المُصْران، مَغَطْتُه فامْتَغَطَ وانْمَغَطَ.
والتَّمَغًّطُ في حُضْرِ الفَرَس: أنْ يَمُدَّ ضبْعَهُ حتّى لا يَجِدَ مَزِيداً.
وامَّغَطَ النَّهارُ: امْتَدَّ، وكذلك في القَوْس.
وفلانٌ مُمَّغِطُ الخلقِ: أي مُسْتَرْخِيه.
[مغط] نه: فيه: لم يكن صلى الله عليه وسلم بالطويل "الممغط"، هو بتشديد ميم ثانية: المتناهي الطول، وامغط النهار- إذا امتد، ومغطت الحبل: مددته، وأصله: منمغط، ونونه للمطاولة فأدغمت، ويقال بعين مهملة بمعناه. ش: هو بفتح غين معجمة اسم مفعول، ويقال بعين مهملة بمعناه.
(م غ ط)

المَغْط: مدّ الشَّيْء، تستطيله: وَخص بَعضهم بِهِ مد الشَّيْء اللين، كالمصران وَنَحْوه.

مَغَطه يَمْغُطه مَغْطا، فامَّغَط، وامْتَغط.

والمُمَغَّط: الطَّوِيل لَيْسَ بالبائن الطول.

وأمْغَط النَّهَار: طَال.

ومَغَط فِي الْقوس يُمْغَط مَغطاً: نزع فِيهَا بسَهم أَو بغَيره.

والمغط: مدُّ الْبَعِير يَدَيْهِ فِي السّير، قَالَ: مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباط وَقد تَمغّطَ.

وسَقط البيتُ عَلَيْهِ فتَمَغَّط فَمَاتَ، أَي: قَتله الْغُبَار. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَيْسَ بمستعمل.
مغط
الليثُ: المَغْطُ: مدكَ الشيءَ اللينَ نحو المصرانِ.
وقال ابن دريدٍ: المغطُ: من قولهم مغطَ الرامي في قوسه يمغطُ مغطاً: إذا أغرق النزع فيها، وانشد:
مَغْطاً يمدُ غَصَنَ اللآباطِ
وأمغطَ الشيءُ وأمعطَ - على انفعل -: أي امتد وطال. وفي صفةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: لم يكن بالطويل المُمغطِ؛ ويروى: الممُعطِ؟ بالعينِ المهملةُ -، والإعجامُ أكثرُ، وقد كتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ م ش ش.
وأمغطَ الحبلُ وأمعطَ: أي امتد، وكل ممتدٍ: ممغطٌ وممعطٌ وممتغطٌ.
وامتغَطَ سيفه وامتعطهَ: أي استله.
وامتغطَ النهارُ وامتعطَ: أي ارتفع.
والتمغطُ في عدوِ الفرس: أن يمد ضبعيةِ. وقال ابن دريدٍ: تمغطَ البعيرُ في سيره: إذا مد يديه مداً شديداً. وقال أبو عبيدةَ: فرسٌ مُتمغطٌ: وهو أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيداً في جريه ويحتشي رجليه في بطنه حتى لا يجد مزيداً للإلحاقِ؛ ثم يكونُ ذلك منه في غير احتلاطٍ؛ يسبحُ بيديه ويضرحُ برجليهَ في اجتماعٍ.
وقال مرةً: أن يمد قوائمه ويتمطى في جريه. والتركيبُ يدلُ على امتدادٍ وطولٍ.

مغط: المَغْط: مدّ الشيء يستطيله وخص بعضهم به مدّ الشيء الليِّن

كالمُصْرانِ ونحوه، مغَطَه يَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط وامْتَغَط.

والمُمَّغِطُ: الطويل ليس بالبائن الطول، وقيل: الطويل مطلقاً كأَنه

مدَّ مدّاً من طوله. ووصف علي، عليه السلام، النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

فقال: لم يكن بالطويل الممَّغِط ولا القصير المتردّد؛ يقول: لم يكن

بالطويل البائن ولكنه كان رَبْعة.

الأَصمعي: المُمَّغِط، بتشديد الميم الثانية، المتناهي الطول. وامَّغط

النهار امِّغاطاً: طال وامتدَّ. ومغَط في القوس يَمْغَطُ

(* قوله «يمغط»

كذا ضبط في الأصل، ومقتضى اطلاق المجد انه من باب كتب.) مغْطاً مثل مخط:

نزع فيها بسهم أَو بغيره. ومغَط الرجلُ القوس مغطاً إِذا مدَّها بالوتر.

وقال ابن شميل: شدَّ ما مغَطَ في قوسه إِذا أَغرق في نزْع الوتر ومدّه

ليُبْعِد السهم. ومَغَطْت الحبل وغيره إِذا مددته، وأَصله مُنْمغِط والنون

للمطاوعة فقلبت ميماً وأُدغمت في الميم، ويقال بالعين المهملة بمعناه.

والمغط: مدّ البعير يديه في السير؛ قال:

مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ

وقد تمغَّط، وكذلك في عدْو الفرس أَن يمُدَّ ضبْعيه. قال أَبو عبيدة:

فرس مُتَمَغِّطٌ والأُنثى مُتَمغِّطةٌ. والتمغُّطُ: أَن يمُدّ ضَبْعَيْه

حتى لا يجد مَزيداً في جَرْيِه ويَحْتَشِيَ رجليه في بطنه حتى لا يجد

مَزيداً للإلحاق ثم يكون ذلك منه في غير احْتلاط، يسْبَح بيديه ويَضْرَحُ

برجليه في اجتماع. وقال مرة: التمغُّطُ أَن يمدّ قَوائمه ويتمَطَّى في

جَرْيِه. وامْتَغَطَ النهارُ أَي ارتفع. وسقط البيت عليه فتمَغَّط فمات أَي

قتله الغُبار، قال ابن دريد: وليس بِمُسْتَعْمَل.

مغط
مَغَطَ الرّامِي فِي قَوْسِهِ، إِذا أَغْرَقَ فِي نَزْعِ الوَتَرِ ومَدَّه لِيُبْعِدَ السَّهْمَ، قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. ويُقَال: مَغَطَ فِي القَوْسِ مَغْطاً، مِثْل مَخَط: نَزَعَ فِيهَا بِسَهْم أَو بِغَيْره. ومَغَطَ الشَّيْءَ: مَدَّه يَسْتَطِيلُه، وخَصَّه بَعْضُهم فَقالَ: المَغْطُ: مَدُّ شَيْءٍ لَيِّنٍ كالمُصْرانِ ونَحْوِه، مَغَطَهُ يَمْغَطُه مَغْطاً فامْتَغَطَ، وامَّغَط، مُشَدَّدَةَ المِيمِ. والمُمَّغِطُ، بِتَشْدِيد المِيمِ الثانِيَةِ وَقد رَواهُ بَعْضُ المُحَدِّثين بتَشْدِيدِ الغَيْنِ، وَهُوَ غَلَطٌ وَهُوَ مِثْلُ المُمَّعِط، بالعَيْن، وهُوَ الطَّوِيلُ لَيْسَ بالبَائِنِ الطُّولِ. وَفِي الصّحاح: هُوَ الطَّوِيلُ كَأَنَّه مُدَّ مَدّاً مِنْ طُوله. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيّ بالْغَيْنِ. زادَ السُّهَيْليّ، فِي الرَّوْضِ: والكِسَائيّ وأَبِي عَمْرٍ و. ووصَفَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بالطَّوِيلِ المُمَّغِطِ، وَلَا القَصِيرِ المَتَرَدِّد يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بالطَّوِيلِ البائِنِ، ولكِنَّه كانَ رِبْعَةً. قُلْتُ: وأَخْرَجَ الإِمَامُ فِي مُسْنَدِهِ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهَ عَنهُ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم: كانَ رَبْعَةً منَ القَوْمِ لَيْسَ بالقَصِيرِ وَلَا بالطَّوِيلِ البائِن. ورُوِيَ عَن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قَالَ: المُمَّغِطُ: المَتَناهي فِي الطُّولِ. والمُمَّغِطُ، أَصْلُه مَنْمَغِطٌ، والنُّون لِلْمُطاوَعَة، فَقُلِبَتْ مِيماً، وأُدْغِمَتْ فِي المِيمِ. وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ: المُمَّغِطُ وَزْنُه مُنْفَعِلٌ، وانْدَغَمتِ النُّونُ فِي المِيمِ، كَمَا انْدَغَمتْ فِي مَحَوْتُه فامَّحَى، لَمَّا أُمِنَ الْتِبَاسُه المُضَاعَفِ، ولَمْ يُدْغِمُوا النُّونَ فِي المِيمِ فِي شاةٍ زَنْمَاءَ، وَلَا فِي غَنْمَاءَ، لِئلاَّ يَلْتَبِسَ بالمُضَاعَفِ لَوْ قالُوا: زَمّاء، وغَمّاء. وتَمَغَّطَ البَعِيرُ: مَدَّ يَدَيْهِ شَدِيداً فِي السَّيْرِ.
وتَمَغَّطَ الفَرَسُ: مَدَّ ضَبْعَيْهِ وجَرَى حَتَّى لَا يَجِدَ مزِيداً فِي جَرْيهِ، ويَحْتَشِي رِجْلَيْهِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيداً للإِلْحاقِ، ثُمّ يَكُونُ ذلِكَ مِنْهُ فِي غَيْرِ احْتِلاطٍ، يَسْبُحُ بِيَدَيْهِ ويَضْرَحُ برِجْلَيْهِ فِي اجْتِمَاعٍ، قَالَه أَبُو عُبَيْدَةَ. أَوْ تَمَغَّطَ الفَرَسُ: إِذا مَدَّ قَوَائمَه وتَمَطَّى فِي جَرْيِهِ، نَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً.
وتَمَغَّطَ فُلانٌ تَحْتَ الهَدَمِ، إِذا سَقَطَ عَلَيْه البَيْتُ وقَتَلَهُ الغُبَارُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ولَيْسَ بمُسْتَعْمَلٍ.
وامْتَغَطَ سَيْفَهُ: اسْتَلَّهُ من قِرابِهِ. وامْتَغَطَ النَّهَارُ: ارْتَفَعَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ، وقَدْ) تَقَدَّم. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: المَغْطُ: مَدُّ البَعِيرِ يَدَيْهِ فِي السَّيْرِ، قَالَ: مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ والمُتَمَغِّطُ: المَتَغَضِّبُ، عَن ابنِ الأَثِير.
مغط شرب دعجٌ مشش كتد أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي والأصمعي وَأَبُو عَمْرو وَغير وَاحِد فِي هَذَا الحَدِيث قَوْله: لَيْسَ بالطويل الممغّط يَقُول: لَيْسَ بالبائن الطِوَل. وَلَا الْقصير المتردد [يَعْنِي -] الَّذِي تردد خلقه بعضه على بعض وَهُوَ مُجْتَمع لَيْسَ بسيط الْخلق. يَقُول: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك وَلَكِن ربعَة بَين الرجلَيْن وَهَذَا صفته [صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم] فِي حَدِيث آخر أَنه ضرب اللَّحْم بَين الرجلَيْن. وَقَوله: لَيْسَ بالمطَهَّم قَالَ الْأَصْمَعِي: المُطَهَّم التَّام كل شَيْء مِنْهُ على حِدته فَهُوَ بارع الْجمال. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: المكلثم المدور الْوَجْه يَقُول: فَلَيْسَ كَذَلِك وَلكنه مسنون. وَقَوله: مُشرب يَعْنِي الَّذِي قد أشْرب حمرَة. والأدعج الْعين شَدِيد سَواد الْعين قَالَ الْأَصْمَعِي: الدعجة هِيَ السوَاد. [قَالَ -] : والجليل المشاش الْعَظِيم رُؤُوس الْعِظَام مثل الرُّكْبَتَيْنِ والمرفقين والمنكبين. وَقَوله: الكَتِد (الكَتِد) هُوَ الْكَاهِل وَمَا يَلِيهِ من جسده. وَقَوله: شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين يَعْنِي أَنَّهُمَا تميلان إِلَى الغلظ. وَقَوله: إِذا مَشى تقلّع كَأَنَّمَا يمشي فِي صبب الصبب: الانحدار وَجمعه: أصباب قَالَ رؤبة: [الرجز]

بل بَلَدٍ ذِي صُعُدٍ وأصبابْ

بل فِي معنى رب. وَقَوله: لَيْسَ بالسبط وَلَا الْجَعْد القَطط (القَطِط) فالقطط: الشَّديد الجعودة مثل أشعار الْحَبَش والسبط الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تكسر يَقُول: فَهُوَ جعد رَجِل. وَقَوله: كَانَ أَزْهَر الْأَزْهَر: الْأَبْيَض النيرِّ الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضه حمرَة. وَقَوله: لَيْسَ بالأمهق فالأمهق الشَّديد الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضه شَيْء من الْحمرَة وَلَيْسَ بنير وَلَكِن كلون الجّص أَو نَحوه يَقُول: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك. وَقَوله: فِي عَيْنَيْهِ شُكلة فالشُكلة [كَهَيئَةِ -] الْحمرَة تكون فِي بَيَاض الْعين: قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل] وَلَا عيبَ فِيهَا غير شُكلة عينهَا ... كَذَاك عِتاق الطير شُكلا عيونها

والشّْهلة غير الشّْكلة وَهِي حمرَة فِي سَواد الْعين والمُرْهة: الْبيَاض لَا يخالطه غَيره وَإِنَّمَا قيل للعين الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كحل: مرهاء لهَذَا الْمَعْنى. وَقَوله: أهدب الأشفار يَعْنِي طَوِيل الأشفار. وَقَوله: شبح الذراعين يَعْنِي عبل الذراعين عريضهما. والمسربة الشّعْر المستدِقّ مَا بَين اللبة إِلَى السُّرَّة قَالَ الذهلي: [الْكَامِل]

الْآن لما ابيض مسربتي ... وعَضَضْتُ من نابي على جِذْمِ

ترجوا الأعادي أَن ألينَ لَهَا ... هَذَا توهّم صَاحب الحلمِ

وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَتَاهُ عمر فَقَالَ: إِنَّا نسْمع أَحَادِيث من يهود تعجبنا أفترى أَن نكتب بَعْضهَا فَقَالَ: أمتهوكون أَنْتُــم كَمَا تهوّكت الْيَهُود وَالنَّصَارَى لقد جِئتُكُمْ بهَا بَيْضَاء نقية لَو كَانَ مُوسَى حَيا مَا وَسعه إِلَّا اتباعي. وَتَفْسِير هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث آخر مَرْفُوع قَالَ ابْن عون: قلت لِلْحسنِ: مَا متهوكون قَالَ: متحيرون.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَقُول: أمتحيرون أَنْتُــم فِي الْإِسْلَام لَا تعرفُون دينكُمْ حَتَّى تأخذوه من الْيَهُود وَالنَّصَارَى [قَالَ أَبُو عبيد -] : فَمَعْنَاه أَنه كره أَخذ الْعلم من أهل الْكتاب. وَأما قَوْله: لقد جِئتُكُمْ بهَا بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ أَرَادَ الْملَّة الحنيفية فَلذَلِك جَاءَ التَّأْنِيث كَقَوْل اللَّه عز وَجل {وَذلِكَ دِيْنُ الْقَيِّمَةِ} إِنَّمَا هِيَ فِيمَا يُفَسر الْملَّة الحنيفية.


حنف

(حنف)
عَن الشَّيْء حنفا مَال

(حنف)
الرجل حنفا اعوجت قدمه إِلَى الدَّاخِل وَيُقَال حنفت رجله فَهُوَ أحنف وَرجل وَيَد حنفَاء (ج) حنف
ح ن ف: (الْحَنِيفُ) الْمُسْلِمُ وَ (تَحَنَّفَ) الرَّجُلُ أَيْ عَمَلِ عَمَلَ الْحَنِيفِيَّةِ، وَيُقَالُ: اخْتَتَنَ، وَيُقَالُ: اعْتَزَلَ الْأَصْنَامَ وَتَعَبَّدَ. 

حنف


حَنَفَ(n. ac. حَنْف)
a. Inclined, leant on one side.

حَنِفَ(n. ac. حَنَف)
حَنُفَ(n. ac. حَنَاْفَة)
a. Had his feet turned in, was pigeon-toed.

تَحَنَّفَa. Belonged to the sect of Haneefites.
b. Abandoned the worship of idols.
c. [Fī], Was exact in.
حَنَفِيَّةa. The sect of Haneefites.
b. Vessel or tank furnished with taps ( used for
ablutions ).
أَحْنَفُa. Pigeon-toed.

حَنِيْف
(pl.
حُنَفَآءُ)
a. Mussulman.

حَنْفَآءُa. Razor.
b. Bow.
c. Tortoise.

حِنْفِيْش
a. Viper.
ح ن ف : الْحَنَفُ الِاعْوِجَاجُ فِي الرَّجْلِ إلَى دَاخِلٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالرَّجُلُ أَحْنَفُ وَبِهِ سُمِّيَ وَيُصَغَّرُ عَلَى حُنَيْفٍ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ وَبِهِ سُمِّي أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظُهُورِ قَدَمَيْهِ وَالْحَنِيفُ الْمُسْلِمُ لِأَنَّهُ مَائِلٌ إلَى الدِّينِ الْمُسْتَقِيمِ وَالْحَنِيفُ النَّاسِكُ. 
حنف: تحنَّف بالأوثان: عبد الأوثان (بوشر).
وتحنِّف بالمر: بالغ في التدقيق والتأنق فيه (محيط المحيط).
تحانف. تحانف الرجل في مشيه (راسموسن اديتام ص16) بمعنى تحنف (لين في مادة حنف في آخر المادة) غير أن الصواب: تحنِّف.
حَنَفِيَّة: صنبور، أنبوبة ذات لولب تزج في ثقب الحوض او ثقب البرميل ليجري منهما الماء (بوشر محيط المحيط). حَنِيفة: الدين الحق (تاريخ البربر 2: 289).
حَنِيِفِيّ: المنتسب إلى الدين الحنيف وهو الإسلام (فوك).
حنف
الحَنَفُ: مَيَلٌ في صَدْرِ القَدَم، والرَّجُلُ أحْنَفُ، وبه سُمِّي الأحْنَفُ. وهو في كُلِّ ذي أرْبَعٍ: في اليَدَيْنِ، ومن الانْسَانْ: من الرِّجْلَيْنِ، والسُّيُوفُ الحَنَفِيَّةُ تُنْسَبُ إليه.
وبَنُو حَنِيْفَةَ: رَهْطُ مُسَيْلِمَةَ. والحنَيِفُْ: المُسْلِمُ - والجَميعُ: الحُنَفَاءُ -، سُمِّي بذلك لأنَّه تَحَنَّفَ عن الأدْيَانِ كُلِّها: أي مال.
والحَنِيْفُ: الحاجُّ، والقَصِيْرُ من الرِّجَالِ. وتَحَنَّفَ: تَعَبَّدَ. والحَسَبُ الحَنِيْفُ: الخالِصُ. والحَنِيْفُ: الحَذّاءُ.
حنف
الحَنَفُ: هو ميل عن الضّلال إلى الاستقامة، والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضّلال، والحَنِيف هو المائل إلى ذلك، قال عزّ وجلّ:
قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً [النحل/ 120] ، وقال:
حَنِيفاً مُسْلِماً [آل عمران/ 67] ، وجمعه حُنَفَاء، قال عزّ وجلّ: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ [الحج/ 30- 31] ، وتَحَنَّفَ فلان، أي:
تحرّى طريق الاستقامة، وسمّت العرب كلّ من حجّ أو اختتن حنيفا، تنبيها أنّه على دين إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، والأحنف: من في رجله ميل، قيل: سمّي بذلك على التّفاؤل، وقيل: بل استعير للميل المجرّد.
[حنف] وفيه: خلقت عبادي "حنفاء" أي طاهري الأعضاء من المعاصي، لا أنهم خلقهم مسلمين لقوله تعالى: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} وقيل: أراد أنه خلقهم حنفاء مؤمنين عند الميثاق بألست بربكم قالوا بلى، فلا يوجد أحد إلا وهو مقر بأن له ربا وإن أشرك به، واختلفوا فيه وهو جمع حنيف وهو المائل إلى الإسلام الثابت عليه، والحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام، وأصل الحنف الميل. ومنه: بعثت "بالحنيفية" السمحة. ج: "حنيفا" أي مخلصاً في عبادته مائلاً عن كل الأديان إلى الإسلام. غ: وقيل لمائل الرجل: أحنف، تفاؤلا. نه وفيه: قال لرجل: ارفع إزارك، قال: إني أحنف، الحنف إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى.
(ح ن ف) : (الْأَحْنَفُ) الَّذِي أَقْبَلَتْ إحْدَى إبْهَامَيْ رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى (وعَنْ) ابْنِ دُرَيْدٍ الْحَنَفُ انْقِلَابُ ظَهْرِ الْقَدَمِ حَتَّى يَصِيرَ بَطْنًا وَأَصْلُهُ الْمَيْلُ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ سَهْلٍ وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ وَحَنِيفَةُ تَحْرِيفٌ (وَمِنْهُ) الْحَنِيفُ الْمَائِلُ عَنْ كُلِّ دِينٍ بَاطِلٍ إلَى دِينِ الْحَقِّ وَقَوْلُهُمْ الْحَنِيفُ الْمُسْلِمُ الْمُسْتَقِيمُ تَدْرِيس وَقَدْ غَلَبَ هَذَا الْوَصْفُ عَلَى إبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حَتَّى نُسِبَ إلَيْهِ مَنْ هُوَ عَلَى دِينِهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِلنَّصْرَانِيِّ وَأَنَا الشَّيْخُ الْحَنِيفِيُّ (قَوْلُهُ الَّذِي يُقْتَلُ بِالْحَنِقِ وَصَوَابُهُ بِالْخَنْقِ) فِي (غ و) .
ح ن ف

رجل أحنف: يمشي على ظهر قدميه، وبه حنف، وقد حنفت رجله، وهي حنفاء. وقال الكسائي: الحنف من كل حيوان في اليدين، ومن الإنسان في الرجلين، وأنت ابن أمة حنفاء اليدين، وقد جعله في يديه من قال:

وأنت لحنفاء اليدين لو أنها ... تنفق ما جاءت بزند ولا سهم

وقد تحنف إلى الشيء إذا مال إليه، ومنه قيل لمن مال عن كل دين أعوج: هو حنيف، وله دين حنيف، وتحنف فلان إذا أسلم. قال جران العود:

وأدركن أعجازاً من الليل بعدما ... أقام الصلاة العابد المتحنف

ولفلان حسب حنيف أي إسلامي حديث لا قديم له. قال البعيث:

وماذا غير أنك ذو سبال ... تمسحها وذو حسب حنيف
[حنف] الحَنَفُ: الاعوجاجُ في الرِجل، وهو أن تُقْبِلَ إحدى إبهاميْ رجليه على الأخرى. والرجل أَحْنَفُ، ومنه سمى الاحنف بن قيس، واسمه صخر. وقال ابن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قَدَمه من شِقِّهَا الذي يلي خِنْصرَها. يقال: ضربتُ فلاناً على رِجله فَحَنَفْتُها. والحنيفُ: المسلمُ، وقد سمِّي المستقيمُ بذلك كما سمِّي الغرابُ أعورَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ، أي عَمِلَ عَمَلَ الحَنِيفِيّةِ، ويقال: اختتن، ويقال: اعتزلَ الأصنامَ وتعبّدَ. قال جِرانُ العَوْدِ: ولمَّا رأَيْنَ الصُبْحَ بادَرْنَ ضَوَْءهُ رَسيمَ قَطا البَطْحاءِ أو هُنَّ أَقطَفُ وأدْرَكْنَ أَعْجازاً من الليلِ بعدما أقام الصلاة العابد المتحنف والحنفاء: اسم فرس حذيفة بن بدر الفزارى. والحنفاء: اسم ماء لبنى معاوية ابن عامر بن ربيعة. وحنيفة: أبو حى من العرب، وهو حنيفة ابن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل.
(حنف) - في الحَدِيث: "أَنَّه قال لِرجُلٍ: ارفَعْ إزارَك، قال: إنِّى أَحْنَفُ".
الحَنَف: إقبالُ القَدَم بأَصابِعها على الأُخْرَى، هَذِه على هَذِه وهَذِه على هَذِه - وبه سُمِّى الأَحنَفُ بنُ قَيْس .
وقيل: إن أُمَّه كانت تُرقِّصُه صَغِيرا فتَقُولُ:
واللهِ لَولَا حَنَفٌ برِجْلِه ... ما كَانَ في صِبْيَانِكم من مِثْلِه
قيل: وهو الَّذِى اتَّخَذَ السُّيوفَ الحَنِيفِيَّة. وقد يَكُونُ الحَنَف: أن يَمشِىَ على ظَهْر قَدَمِه .
- في حَدِيثِ عياض بن حِمَار: "خَلَقتُ عِبادِى حُنَفَاءَ".
قيل معناه: طَاهِرى الأَعْضاء من المَعَاصِى، لا أَنَّهُم خَلَقَهم كُلَّهم مُسلِمِين لِقَولِه تَعالَى: {هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم فمِنْكُم كَافِرٌ ومِنْكُم مُؤمِنٌ} وقَوْلِه تَعالَى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} .
وقولِه عليه الصلاة والسلام: "الغُلامُ الذِى قَتَله الخِضْر طُبِع كَافِراً" وقَولِه: "إِنَّ الله تَعالَى خَلَقَ النّارَ، وخَلَق لها أَهلاً، خَلَقَهم لها وهُم في أصْلابِ آبائِهِم".
ويُحتَمَل أَنَّ مَعنَى الحَنِيفيَّةِ حين أَخذَ عليهم المِيثاقَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فَليْس يُوجَد أَحدٌ إلا وهو مُقِرٌّ بأنَّ له رَبًّا، وإنْ أَشرَك به. قال اللهُ تَعالَى: {ولَئِنْ سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَهَم لَيَقُولُنَّ اللهُ} .
ولِقَولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "فاجْتَالَتْهُم الشَّيَاطِينُ عن دِينِهم" هو إضافَةُ سَبَب، وهو أَنَّه تَعالَى جَعَل الشَّيطانَ سَبَبًا لِإظْهارِ مَشِيئَتِهِ فيهِم.
الْحَاء وَالنُّون وَالْفَاء

الحنَفُ فِي الْقَدَمَيْنِ: إقبال كل وَاحِدَة مِنْهُمَا على الْأُخْرَى بإبهامها، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْحَافِر فِي الْيَد وَالرجل. وَقيل: هُوَ ميل كل وَاحِدَة من الإبهامين على صاحبتها حَتَّى يرى شخص أَصْلهَا خَارِجا. وَقيل: هُوَ انقلاب الْقدَم حَتَّى يصير بَطنهَا ظهرهَا. وَقيل: ميل فِي صدر الْقدَم. وَقد حنفَ حنَفا. وَرجل أحنَفُ، وَبِه سمي الأحنَفُ لِحَنَفٍ كَانَ فِي رجله. وَقدم حَنْفاءُ وحَنَفَ عَن الشَّيْء وتَحنَّف: مَال.

والحَنيفُ: الْمُسلم الَّذِي يَتَحنَّفُ عَن الْأَدْيَان، أَي يمِيل إِلَى الْحق. وَقيل: هُوَ الَّذِي يسْتَقْبل قبْلَة الْبَيْت على مِلَّة إِبْرَاهِيم.

وَقيل: هُوَ المخلص. وَقيل: هُوَ من أسلم فِي أَمر الله فَلم يلتو فِي شَيْء. وَقَول أبي ذُؤَيْب: أقامَتْ بِهِ كمقام الحني ... فِ شَهْرَي جُمادَى وشهري صَفَرْ

إِنَّمَا أَرَادَ إِنَّهَا أَقَامَت بِهَذَا المتربع إِقَامَة المُتَحنِّفِ على هيكله مَسْرُورا بِعَمَلِهِ وتدينه لما يرجوه على ذَلِك من الثَّوَاب. وَجمعه حُنَفاءُ. وَقد حنَّفَ وتحنَّف.

وَالدّين الحنيف: الْإِسْلَام. والحنيفيَّةُ، مِلَّة الْإِسْلَام. وَفِي الحَدِيث: " أحب الْأَدْيَان إِلَى الله الحنيفيَّة السَّمحة ". ويوصف بِهِ فَيُقَال: مِلَّة حنيفيَّة.

وَقَالَ ثَعْلَب: الحنيفيةُ الْميل إِلَى الشَّيْء، وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء.

وَبَنُو حنيفَة: حَيّ، وهم قوم مُسَيْلمَة الْكذَّاب.

والحنيفيَّةُ: ضرب من السيوف، منسوبة إِلَى أحنف لِأَنَّهُ أول من عَملهَا، وَهُوَ المعدول الَّذِي على غير قِيَاس.

والحَنَفْاءُ: فرس حجر بن مُعَاوِيَة. وَهُوَ أَيْضا فرس حُذَيْفَة بن بدر.
باب الحاء والنون والفاء معهما ح ن ف، ن ح ف، ح ف ن، ن ف ح مستعملات

حنف: الحَنَفُ: مَيْلٌ في صدر القَدَم، ورجلٌ أَحْنَفُ، ورِجْلٌ حَنْفاءُ، [ويقال: سُمِّيَ الأحنفُ بنُ قَيْسٍ به لحَنَفٍ كان في رِجْله] ، وقالتْ حاضِنة الأحنَف:

واللهِ لولا حَنَفٌ بِرجِلْهِ ... ما كانَ في فِتْيانِكم كمِثْلِهِ

والسُّيُوف الحَنَفيّة تُنْسَبُ إليه لأنّه أوّلُ من عَمِلَها، أي: أمَرَ باتّخاذها، وهو في القياس: سَيْفٌ أحنَفيّ. [وبُنُو حَنيفَة حيٌّ من ربَيعة. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تحنُّفاً إذا مال إليه. وحَسَبٌ حَنيف أي: حديث إسلامي لا قديمَ له، وقال ابن حبناء التميمي:

وماذا غير أنك ذو سِبالٍ ... تُمَسِّحُها وذو حَسَبٍ حَنيفِ]

والحَنيفُ في قولٍ: المُسلْمُِ الذي يستَقبِل قِبْلةَ البَيت الحَرام على مِلّةِ إبراهيم حَنيفاً مُسْلِماً. والقول الآخر: الحنيف كلُّ من أسْلَمَ في أمر الله فلم يلتو في شيءٍ منه. وأحَبُّ الأديان إلى اللهِ الحَنيفية السَّمْحة وهي مِلّة النبي- صلى الله عليه و [على] آله وسلم- لا ضيِقٌ فيها ولا حرج. نحف: نَحُفَ الرجُلُ يَنْحُفُ نَحافةً فهو نَحيفٌ قَضيفٌ، ضَرِبُ الجِسْمِ قَليلُ اللَّحْم، قال:

تَرَى الرجُلَ النَّحيف فتَزْدَريهِ ... وفي أثوابه أَسَدٌ مَزيرُ

نفح: نَفَحَ الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً، وله نَفْحةٌ طيّبةٌ ونَفْحَةٌ خَبيثةٌ ونَفَحَتِ الدابَّة [إذا رَمِحَت برِجْلها] ورَمَتْ بحَدِّ حافرها. ونَفَحَهُ بالسيف أي: تَناوَلَه من بعيد شَزْراً. ونَفَحَه بالمال نَفْحاً، ولا تَزال له نَفَحاتٌ من المعروف، واللهُ النَّفّاحُ المُنْعِمُ على عباده. والإنْفَحَةُ لا تكونُ إلاّ لكلّ ذي كَرِشٍ، وهو شيءٌ يُسْتَخْرَج من بطن (ذيهِ) »

أصفَرُ يُعْصَرُ في صُوفةٍ مُبْتَلَّةٍ في اللَّبَن فيغْلُظُ كالجُبْنِ.

حفن: الحَفْنُ: أخْذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ، والأصابعُ مَضموُمةٌ، ومِلءْ كل كف حفنة. واحْتَفَنْتُ: أخَذْتُ لنفسي. والمِحْفَنُ: الرجل ذو الحَفْن الكثير، وكان مِحْفَنٌ أبو بَطْحاءَ تُنْسَبُ إليه الدَّوابُّ البَطْحاوية. والحَفْنَةُ: الحُفْرة ، وجمعها حُفَن.

حنف

1 حَنَفَ, aor. ـِ (K,) inf. n. حَنْفٌ, (TK,) He, or it, inclined, or declined. (K, TA.) You say, حَنَفَ إِلَيْهِ (TA) and اليه ↓ تحنّف (K) He inclined to it. (K, TA.) And حَنَفَ عَنْهُ and عنه ↓ تحنّف He declined from it. (TA.) A2: حَنِفَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. حَنَفٌ; (Msb;) and حَنُفَ, aor. ـُ (K;) He had that kind of distortion which is termed حَنَفٌ as explained below. (Msb, K.) 2 حنّفهُ, (K,) or حنّف رِجْلَهُ, (S,) inf. n. تَحْنِيفٌ, (K,) He rendered him, (K,) or his leg, or foot, (S,) أَحْنَف. (S, K.) 5 تحنّف: see 1, in two places. b2: [Hence,] He did according to the حَنِيفِيَّة; (S, K;) i. e. the law of Abraham, which is the religion of ElIslám: (TA:) or he became circumcised: or he turned away from the worship of idols; (S, K;) and became, or made himself, a servant of God; or applied, or devoted, himself to religious services or exercises. (S.) [See تَحَنَّثَ.]

حَنَفٌ, originally, A natural wryness: and particularly an inversion of the foot, so that the upper side becomes the lower: so says IDrd; (Mgh;) or a crookedness in the leg, or foot; (S, O, K;) i. e., (S, O, but in the K “ or ”) a turning of one of the great toes towards the other: (S, O, K:) or [a distortion that causes] one's walking on the outer part of the foot, on the side in which is the little toe: (K: [and so accord. to an explanation of ↓ أَحْنَفُ by IAar cited in the S:]) or an inclining [app. inwards] in the fore part of the foot. (Lth, K.) b2: Accord. to Ibn-'Arafeh and the K, it signifies also A right state or condition or tendency; and accord. to the former, the epithet ↓ أَحْنَفُ is applied to him who has a wry leg, or foot, only by way of presaging a right state: but Er-Rághib explains حَنَفٌ better, as signifying an inclining, from error, to a right state or tendency. (TA.) حَنَفِيَّةٌ The persons called in relation to the Imám Aboo-Haneefeh [because they hold his tenets]; as also ↓ أَحْنَافٌ. (TA.) حَنَفِىٌّ [is its n. un.: and] signifies [also] one who is of the religion of Abraham. (Mgh. [See also حَنِيفٌ.]) A2: A مِيضَأَة; [by which is here meant a vessel with a tap, for the purpose of ablution, such as is often used in a private house; and a fountain, i. e. a tank with taps, for the same purpose, in a mosque; because persons of the persuasion of Aboo-Haneefeh must perform the ablution preparatory to prayer with running water, or from a tank or the like at least ten cubits in breadth and the same in depth;] but this application is post-classical. (TA.) A3: سُيُوفٌ حَنَفِيَّةٌ, (L, K, * TA,) or ↓ حَنِيفِيَّةٌ, (so accord. to the CK,) or حَنْفِيَّةٌ, (so in a MS. copy of the K,) Certain swords, so called in relation to El-Ahnaf Ibn-Keys; because he was the first who ordered to make them: by rule it should be أَحْنَفِيَّةٌ. (Lth, L, K.) حَنِيفٌ Inclining to a right state or tendency: (Er-Rághib, TA:) or right, or having a right state or tendency; (Akh, S, TA;) thus applied in like manner as أَعْوَرُ is applied to a crow: (S:) [and particularly] inclining, from one religion, to another: (Ham p. 358:) or inclining, from any false religion, to the true religion: (Mgh:) or inclining in a perfect manner to El-Islám, and continuing firm therein: (K:) and any one who has performed the pilgrimage: (As, K, TA:) so say I'Ab and El-Hasan and Es-Suddee; and Az says the like on the authority of Ed-Dahhák: (TA:) or one who is of the religion of Abraham, (K, TA,) in respect of making the Sacred House [of Mekkeh] his kibleh, and of the rite of circumcision: (TA:) [and] a Muslim; (S, Mgh, Msb;) because he inclines to the right religion: (Msb:) but in this last sense, it is a conventional term of the professors: (Mgh:) [or,] accord. to AO, the worshipper of idols, in the Time of Ignorance, called himself thus; and when El-Islám came, they thus called the Muslim: accord. to Akh, it was applied in the Time of Ignorance to him who was circumcised, and who performed the pilgrimage to the [Sacred] House; because the Arabs in the Time of Ignorance held nothing of the religion of Abraham except circumcision and that pilgrimage: accord. to Ez-Zejjájee, it was applied in the Time of Ignorance to him who made the pilgrimage to the [Sacred] House and performed the ablution on account of جَنَابَة and was circumcised; and when El-Islám came, it was applied to the Muslim, because of his turning from the belief in a plurality of gods: (TA:) also one who devotes himself to religious exercises; or applies himself to devotion: (Msb:) its predominant application is to Abraham: (Mgh:) pl. حُنَفَآءُ. (AO, TA.) b2: [Hence,] حَسَبٌ حَنِيفٌ Recent [grounds of pretension to respect or honour]; of the time of El-Islám; not old. (TA.) A2: Short. (K.) A3: A maker of sandals. (K.) حُنَيْفٌ: see أَحْنَفُ.

حَنِيفِيَّةٌ, accord. to Th and Zj, An inclining to a thing: but ISd says that this explanation is nought. (TA.) b2: The law of Abraham; which is the religion of El-Islám: also termed مِلَّةٌ حَنِيفِيَّةٌ. (TA.) b3: See also حَنَفِيَّةٌ.

أَحْنَفُ Having that kind of distortion which is termed حَنَفٌ as explained above; (S, Msb, K;) applied to a man: (S, Msb:) and so [the fem.]

حَنْفَآءُ applied to a leg or foot: (K:) accord. to IAar, one who walks on the outer part of his foot, (S,) or of his feet, (Msb,) on the side in which is the little toe: (S:) or who has one of his great toes turning towards the other: (Mgh:) its abbreviated dim. is ↓ حُنَيْفٌ. (Msb.) See حَنَفٌ, in two places. b2: Also حَنْفَآءُ, A curved staff or stick; in the dial. of Syria. (TA.) b3: A bow; (K;) because of its curved shape. (TA.) b4: A razor; (K;) for the same reason. (TA.) b5: The chameleon. (K.) b6: The tortoise. (K.) b7: A certain marine fish, also called أَطُومٌ. (K.) b8: A certain tree. (IAar, K.) b9: (tropical:) A changeable female slave, at one time lazy and at another brisk. (IAar, K.) أَحْنَافٌ: see حَنَفِيَّةٌ.
حنف
الحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى. وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها. وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم. والرجل أحنف والرجل حنفاء.
والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه:
واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ
وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال:
مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها ... حَفُوْظ لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ
وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة.
والحنفاء: القوس.
والحنفاء: الموسى.
والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري.
والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة، قال الضحاك بن عقيل:
ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي ... به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَامُ
وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة.
والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى.
والحنفاء: الحرباءة. والسلحفاة. والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة.
والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه. وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم؟ صلوات الله عليه -. وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس - رضي الله عنهما - والحسن الصري والسدي.
وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له، قال المعيرة بن حبناء:
وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَالٍ ... تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ
والحنيف: القصير.
والحنيف: الحذاء.
وحنيف: وادٍ.
وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه.
وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق [ا؟ ل؟ 1] يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة.
وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى:) حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به (قالا: حجاجاً.
وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم -: بعثت بالحنيفية السمحة السهلة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما: - سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم؟ صلوات الله عليه - لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق. وقال عمر - رضي الله عنه -:
حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي ... إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ
وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة:
فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي ... بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَالِ
وأما محمد أبن الحنفية - رحمه الله - فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة.
وحنيف - مصغراً -: هو حنيف بن رئاب الأنصاري. وسهل وعثمان أبنا حنيف - رضي الله عنهم -: لهم صحبة.
وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة.
وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام، قال جران العود:
ولَمّا رَأيْنَ الصُّبْحَ بادَرْنَ ضَوْءهُ ... دَبِيْبَ قَطا البَطْحاءِ أو هُنَّ أقُطَفُ
وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما ... أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَحَنِّفُ
وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه.
والتركيب يدل على الميل.
حنف
حنَفَ عن يَحنِف، حَنْفًا، فهو حَنيف، والمفعول محنوف عنه
• حنَف الرَّجلُ عن الشَّيءِ: مال عنه "حنَف عن الشّرِّ إلى الخير- حنَف عن الطّريق المستقيم". 

حنِفَ يَحنَف، حَنَفًا، فهو أحنفُ
• حنِفَ فلانٌ: تشوَّهت قدمُه والتوت خِلْقةً أو اعوجَّت إلى الدَّاخل "حنِفَت قدمُه- رجل أحنف". 

تحنَّفَ/ تحنَّفَ إلى يتحنَّف، تحنُّفًا، فهو مُتحنِّف، والمفعول مُتحنَّف إليه
• تحنَّف فلانٌ:
1 - أَسلَم أو اعتزل عبادَة الأصنام وعبد اللهَ "تحنَّف بعضُ القرشيِّين حين دعاهم الرَّسولُ إلى الإسلام".
2 - انتسب إلى مذهب أبي حنيفة.
• تحنَّف إلى الشَّيء: مال إليه "تحنَّف إلى الخير/ الحقّ". 

أحْنفُ [مفرد]: ج حُنْف، مؤ حَنْفاءُ، ج مؤ حنفاوات وحُنْف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حنِفَ.
2 - من يمشي على ظهر قدميه من شقّ الخنصر "شخص أحنف". 

حَنْف [مفرد]: مصدر حنَفَ عن. 

حَنَف [مفرد]: مصدر حنِفَ. 

حَنْفاءُ [مفرد]: ج حنفاوات وحُنْف: (حن) جنس سلاحف بحريَّة من اللَّجَئِيَّات وهي من السلاحف المأكولة اللحم، قُوتها الأعشاب البحريَّة. 

حَنَفيّ [مفرد]: ج أَحناف وحَنَفِيّة: تابع مذهب أبي حنيفة وأتباعه "هذا الرّجلُ حَنَفيّ المذهب". 

حَنَفِيّة [مفرد]:
1 - صُنْبور، أداة تثبّت في أنبوب الماء ونحوِه
 وتكون قابلة للغلق والفتح تسمح بإمرار سائل أو غاز "أدار الحنفيَّةَ- حنفيّة حريق".
2 - أتباع مذهب الإمام أبي حنيفة في الفقه الإسلاميّ. 

حَنيف [مفرد]: ج حُنَفاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حنَفَ عن.
2 - ناسِك.
3 - صحيح الميل إلى الإسلام الثَّابت عليه، مستقيم منصرف عن الضَّلال متَّجه إلى الحقِّ " {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} " ° الدِّين الحنيف: المستقيم الذي لا عِوجَ فيه وهو الإسلام.
4 - كلّ من حجّ، وإذا ذُكر الحنيف مع المسلم فهو الحاجّ " {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} ".
5 - من كان على دين إبراهيم عليه السلام في الجاهليّة (في الحجّ والختان واعتزال الأصنام) " {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} ".
• الحُنفاء: فريق من العرب قبل الإسلام كانوا ينكرون الوثنيّة، منهم أميّة بن أبي الصَّلت. 

حَنيفيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَنيف.
2 - منتسب إلى الدِّين الذي دعا إليه إبراهيم عليه السَّلام.
3 - متَّبع لمذهب الإمام أبي حنيفة "كان حَنيفيّ المذهب". 

حَنيفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَنيف: "مِلَّة حنيفيّة".
2 - مصدر صناعيّ من حَنيف: مِلّة الإسلام "مِلَّة حنيفيّة- أَحَبُّ الأَدْيَانِ إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمحةُ [حديث] ".
• الحنيفيَّة: الشَّرع المبعوث به الرُّسل المبنيّ على التّوحيد " {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيْفِيَّةَ} [ق] ". 

حنف: الحَنَفُ في القَدَمَينِ: إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى

بإبْهامها، وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل، وقيل: هو ميل كل واحدة من

الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً، وقيل: هو انقلاب

القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها، وقيل: ميل في صدْر القَدَم، وقد حَنِفَ

حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس،

واسمه صخر، لِحَنَفٍ كان في رجله، ورِجلٌ حَنْفاء. الجوهري: الأَحْنَفُ هو

الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها. يقال: ضرَبْتُ

فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء. والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ

في الرِّجْل، وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى.

وفي الحديث: أَنه قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إني أَحْنَفُ. الحَنَفُ:

إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن

تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى

إليها إقْبالاً شديداً؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو

طِفْل:واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ،

ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ

ومن صلة ههنا. أَبو عمرو: الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ

إلى خير؛ قال ثعلب: ومنه أُخذ الحَنَفُ، واللّه أَعلم.

وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.

والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ

إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ

إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل:

هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم

لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ

الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد:

تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا

طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ

وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً،

قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ

الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام

سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية

يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية

بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل

له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛

وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة

إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ

إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من

قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ

واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان. وروى

الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال:

حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا

مال إليه. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد

قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً

بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه

والإقامةُ على عَقْدِه. والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه.

الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب

أَعْوَرَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن،

ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ:

ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه

رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ

وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما

أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ

وقول أَبي ذؤيب:

أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ

ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا

الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله

وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ

وتَحَنَّفَ. والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام. وفي الحديث:

أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ

حنيفية. وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا

بشيء. الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة

ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف

لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة

الظلمة في الجزء الثاني:

فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ

أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ

وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من

الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم

كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم

الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن

أَشرك به، واختلفوا فيه. والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى

الإسلام الثابتُ عليه. وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة

السَّهْلةِ.وبنو حَنيفةَ: حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وقيل: بنو حنيفة حيّ

من رَبيعة. وحنيفةُ: أَبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن

عليّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهري. وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ

إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له؛ وقال ابن حَبْناء التميمي:

وماذا غير أَنـَّك ذُو سِبالٍ

تُمِسِّحُها، وذو حَسَبٍ حَنِيفِ؟

ابن الأَعرابي: الحَنْفاء شجرة، والحَنْفاء القَوْسُ، والحَنْفاء

الموسى، والحَنْفاء السُّلَحْفاةُ، والحَنْفاء الحِرْباءَة، والحَنْفاءُ

الأَمـَةُ الـمُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى.

والحَنِيفِيّةُ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل

من عَمِلها، وهو من الـمَعْدُولِ الذي على غير قياس. قال الأَزهري:

السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها،

قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ.

الجوهري: والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ،

والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ.

قال ابن بري: هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ

داحِس وأُخته لأَبيه، واللّه أَعلم.

حنف
) الحَنَفُ، مُحَرَّكَةً: الاسْتِقَامَةُ، نَقَلَهُ ابنُ عَرَفَةَ، فِي تفسيرِ قَوْلِه تعالَى: بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً، قَالَ: وإِنَّمَا قِيل للْمَائلِ الرِّجْلِ: أَحْنَفُ، تَفَاؤْلاً بالاسْتِقَامَةِ. قلتُ: وَهُوَ معنّى صَحِيحٌ، وسيأْتِي مَا يَقَوِّيهِ مِن قَوْلِ أَبي زَيْد، والجَوْهَرِيِّ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ مَيْلٌ مِن الضَّلالِ إِلَى الاسْتِقَامةِ، وَهَذَا أَحْسَنُ.
والْحَنَفُ: الاعْوِجَاجُ ي الرِّجْلِ. أَو أَنْ، وَفِي الصِّحاحِ والعُبَابِ: وَهُوَ أَن يُقْبِلَ إِحْدَى إِبْهَامَيْ رِجْلَيْهِ علَى الأُخْرَى، أَو: هُوَ أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، وَفِي الصِّحاحِ: قَدَمِهِ، مِن شِقِّ الْخِنْصَرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. أَو: هُوَ مَيْلٌ فِي صَدْرِ الْقَدَمِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. أَو: هُوَ انْقِلاَبُ القَدَمِ حَتَّى يَصِيرَ ظَهْرُهَا بَطْنَها. وَقد حَنِفَ، كفَرِحَ، وكَرُمَ، فَهُوَ أَحْنَفُ، ورِجْلٌ، بالكَسْرِ حَنْفَاءُ: مَائِلَةٌ. وحَنَفَ، كضَرَبَ: مَالَ عَن الشَّيْءِ. وصَخْرٌ أَبو بَحْرٍ الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ التَّمِيمِيُّ البَصْرِيُّ: تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ من العُلَمَاءِ الحُلَمَاءِ، وُلِدَ فِي عَهْدِه صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وَلم يُدْرِكْهُ، والأَحْنَفُ لَقَبٌ لَهُ، وإِنَّمَا لُقِّبَ بنِ لِحَنَفٍ كَانَ بِهِ، قالتْ حَاضِنَتُه وَهِي تُرَقِّصُهُ: واللهِ لَوْلاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ مَا كَانَ فِي صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ ويُقَال: إِنَّهُ وُلِدَ مَلْزُوقَ الأَلْيَتَيْنِ حَتَّى شُقَّ مَا بَيْنَهُمَا، وَكَانَ أَعْوَرَ مُخَضْرَماً، وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ الرَّوْزناتِ سنة بالكُوفَةِ، ويُقَال: سنة.
قَالَ اللَّيْثُ: والسُّيُوفُ الحَنِيفِيَّةُ تُنْسَبُ لَهُ، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَن أَمَرَ بِاتِّخَاذِهَا قَالَ: والْقِياسُ أَحْنَفِيٌّ.
والْحَنْفَاءُ: الْقَوْسُ لاِعْوِجاجِهَا، والحَنْفَاءُ: الْمُوسَى كذلِك أَيضا. والحَنْفَاءُ: فَرَسُ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هِيَ أُخْتُ دَاحِسٍ، مِن وَلَدِ ذِي العُقَّالِ، والغَبْرَاءُ خَالَةُ دَاحِسٍ، وأُخْتُهُ لأَبِيهِ.
والحَنْفَاءُ: مَاءٌ لِبَنِي مُعَاوِيَةَ ابنِ عامِرِ بنِ ربيعَةَ، قَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُقَيْلٍ:
(أَلاَ حَبَّذَا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الَّذِي ... بِهِ مَحْضَرٌ مِن أَهْلِهَا ومُقَامُ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الحَنْفَاءُ: شَجَرَةٌ. قَالَ: والحَنْفَاءُ: الأَمَةُ الْمُتَلَوِّنَةُ تَكْسَلُ مَرَّةً، وتَنْشَطُ أُخْرَى، وَهُوَ مَجازٌ. والحَنْفَاءُ: الْحِرْبَاءُ. والحَنْفَاءُ: السُّلَحْفَاةُ. والحَنْفَاءُ: الأَطُومُ: اسْمٌ لِسَمَكَةٍ بَحَرِيَّةٍ)
كالمَلِصَةِ. والْحَنِيفُ، كأَمِيرٍ: الصَّحِيحُ الْمَيْلِ إِلى الإِسْلاَمِ، الثَّابِتُ عَلَيْهِ، وَقَالَ الراغِبُ: هُوَ المائلُ إِلى الاسْتِقَامةِ. وَقَالَ الأَخْفَشُ: الحَنِيفُ: المُسْلِمُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقد سُمِّيَ المُسْتَقِيمُ بذلك، كم سُمِّيَ الغُرابُ أَعْوَرَ، وَقيل: الحَنِيفُ هُوَ المُخْلِصُ، وَقيل: مَن أَسْلَمَ لأَمْرِ اللهِ، وَلم يَلْتَوِ فِي شَيْءٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدِ: الحَنِيفُ: المُسْتَقِيمُ، وأَنْشَدَ:
(تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إِلَيْنَا ... طَرِيقٌ لاَ يَجُوزُ بِكُمْ حَنِيفُ)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: كُلُّ مَن حَجَّ فَهُوَ حَنِيفٌ، وَهَذَا قَوْلُ ابْن عَبَّاس، والحسنِ، والسُّدِّيِّ، ورَوَاهُ الأَزْهَرِيَّ عَن الضَّحَّاحِ مثلَ ذَلِك. أَو الحَنِيفُ: مَن كَانَ علَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ، وعلَى نَبِيِّنا وسَلَّمَ فِي اسْتِقْبَالِ قِبْلَةِ البَيْتِ الحَرَامِ، وسُنَّةِ الاخْتِتَانِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وكانَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ فِي الجاهِليَّةِ يَقُولُونَ: نحنُ حُنَفَاءُ على دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فلَّمَّا جاءَ الإِسلامُ سَمَّوُا المُسْلِمَ حَنِيفاً، وَقَالَ الأَخْفَشُ: وَكَانَ فِي الجاهِلِيَّةِ يُقَال: مَن اخْتَتَنَ، وحَجَّ البيتَ، قيل لَهُ: حَنِيفٌ، لأَنَّ العربَ لم تَتَمَسَّكْ فِي الجاهِلِيَّةِ بشَيْءٍ مِن دِينِ إِبْرَاهِيمَ غير الخِتانِ، وحَجِّ البيتِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الحَنِيفُ فِي الجاهِلِيَّة مَنْ كَانَ يحُجُّ البيتَ، ويغْتَسِلُ مِن الجَنابَةِ، ويَخْتَتِنُ، فلمَّا جاءَ الإِسْلاَمُ كَانَ الحَنِيفُ: المُسْلِمَ، لِعُدُولِه عَن الشِّرْكِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِه تعالَى: بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً نَصَبَ: حَنِيفاً، علَى الحالِ، والمَعْنَى: بل نَتَّبِعُ مِلَّةَ إِبراهِيمَ فِي حالِ حَنِيفِيَّتِهِ، وَمعنى الحَنِفِيَّةِ فِي اللُّغَةِ: المَيْلُ، وَالْمعْنَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَنِفَ إِلى دِينِ اللهِ، ودِينِ الإِسْلامِ.
والحَنِيفُ: الْقَصِيرُ. والحَنِيفُ: الْحَذَّاءُ. وحَنِيفٌ: اسمُ وَادٍ. وحَنِيفُ بنُ أَحْمَدَ أَبو العَبّاسِ الدِّينَوَرِيُّ، شَيْخُ ابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ هَكَذَا فِي العُبَاب، والصَّوابُ أَنه تِلْميذُه قَالَ الحافظُ: عَن جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيْه.
وحَنِيفٌ أَيضاً: وَالِدُ أَبي مُوسَى عِيسَى بن حَنِيفِ بنِ بُهْلُولٍ القَيْرَوَانِيِّ، عاصَرَ الخَطَّابِيَّ، وَرَوَى عَن ابْنِ دَاسَةَ. قلتُ: ومحمدُ بنُ مُهاجِرٍ، المعروفُ بأَخِي حَنِيفٍ، فِيهِ مَقَالٌ، رَوَى عَن وَكِيعٍ، وأَبي مُعَاويةَ.
وحَنِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: لَقَبُ أُثَالٍ، كغُرَابٍ، بنِ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيٍّ بنِ بكرِ بنِ وَائِل: أَبِي حَيٍّ، وهم قومُ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ، وإِنَّمَا لُقِّبَ بقَوْلِ جَذِيمةَ، وَهُوَ الأَحْوَى بنُ عَوْفٍ، لَقِي أُثالاً فضَرَبَهُ)
فحَنِفَهُ، فلُقِّبَ حَنِيفَةَ، وضَرَبَهُ أُثَالٌ فَجَذَمَهُ، فلُقِّبَ جَذِيمَةَ، فَقَالَ جَذِيمَةُ:
(فإِنْ تَكُ خِنْصَرِي بَانَتْ فَإِنِّي ... بهَا حَنَّفْتُ حَامِلَتَيْ أُثَالِ)
مِنْهُمْ: خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بنِ قَيْسِ ابنِ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ اللهِ بن ثَعْلَبَةَ بن يَرْبُوعِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الزُّمَيْلِ بن حَنِيفَةَ الْحَنَفِيَّةُ، وَهِي أُمُّ محمدِ بنِ عَلِيِّ ابنِ أَبِي طَالِبٍ رحمَهُ اللهُ تَعَالَى، وَلذَا يُعْرَفُ بابْنِ الحَنَفِيَّةِ، وكَنْيَتُه أَبو الْقَاسِم، وُلِدَ سنة، وتُوُفِّيَ بالمدينَةِ فِي المُحَرَّمِ سنة، وَهُوَ ابنُ خَمْسٍ وسِتِّين سنة. ودُفِنَ بالبَقِيعِ، وَقَالَ بإِمامَتِه جميعُ الكَيْسَانِيَّةِ، وَقد أَعْقَبَ أَرْبَعَةَ عشرَ ولدا ذَكَراً.
قَالَ الشيخُ تاجُ الدِّين بنُ مُعَيَّةَ النَّسَّابةُ: وهم قَلِيلُون. وكزُبَيْرٍ: حُنَيْفُ بنُ رِئَابِ بنِ الحارِثِ بنِ أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، شهِد أُحُداً، وقُتِل يومَ مُؤْتَةَ.
وسَهْلٌ، وعُثْمَانُ، ابْنَا حُنَيْفِ ابنِ وَاهِبٍ الأَوْسِيّ، أَمَّا سَهْلٌ فشهِد بَدْراً، وأَبْلَى يومَ أُحُدٍ، وثَبَتَ فِيهِ، وأَمَّا عُثْمَانُ فإِنَّه شهِد أُحُداً أَيضاً وَمَا بَعْدَها، ومَسَحَ سَوَادَ العِرَاقِ، وقَسَّطَ خَرَاجَهُ لِعُمَرَ، ووَلِيَ البَصْرةَ لعليٍّ، وعاشَ إِلى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ: صَحَابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
وحَنَّفَهُ تَحْنِيفاً: جَعَلَهُ أَحْنَفَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتَقَدَّم شاهِدُه من شِعْرِ جَذِيمَةَ. وأَبو حَنِيفَةَ: كُنْيَةُ عِشْرِينَ رجلا مِن الْفُقَهَاءِ، أَشْهَرُهُمْ إِمامُ الْفُقَهَاءِ، وفَقِيُه العُلَماءِ، النُّعْمَانُ بنُ ثابِتِ بنِ زُوطَى الكُوفِيُّ، صاحِبُ المَذْهَبِ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ وأَرْضَاهُ عَنَّا، وَمِنْهُم أَبو حَنِيفَةَ العَمِيدُ: أَمِيرٌ، كاتبُ ابْن العَمِيدِ عُمَرَ بن الأَمِيرِ غَازِي الفَارَابِيُّ الإِتْقَانِيُّ، شارحُ الهِداية، دَرَّس بالْمَاردَانِيّ، وبالصَرغَتمَشيَّة، وأَبو حَنِيفَةَ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيبِيُّ، يَرْوِي عَن أَبي مُطِيعٍ، تقدَّم ذِكْرُه فِي خطب.
وتَحَنَّفَ: عَمِلَ عَمَلَ الْحَنِيفيَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، يَعْنِي شَرِيعةَ إِبراهِيمَ عليهِ السَّلامُ، وهيمِلَّةُ الإِسْلام، ويُوصَفُ بهَا فيُقَال: مِلَّةٌ حَنِيفِيَّةٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الحَنِيفِيَّةُ: المَيْلُ إِلى الشَّيْءِ، قَالَ ابنُ سيدَه: وَهَذَا لَيْسَ بشَيْءٍ، وَفِي الحديثِ: بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ، وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاسِ: سُئِلَ رسولث اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ: الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ، يَعْنِي شَرِيعَةَ إِبراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، لأَنَّه تحَنَّفَ عَن الأَدْيانِ، ومَالَ إِلَى الحَقِّ، وَقَالَ عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(حَمَدْتُ اللهَ حِين هَدَى فُؤَادِي ... إِلَى الإِسْلامِ والدِّينِ الحَنِيفِ)
أَو تحنَّف: اخْتَتَنَ، أَو اعْتَزَلَ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ، وتَعَبَّدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لجِرَانِ العَوْدِ:)
(ولَمَّا رَأَيْنَ الصُّبْحَ بَادَرْنَ ضَوْءَهُ ... رَسِيمَ قَطَا الْبَطْحَاءِ أَو هُنَّ أَقْطَفُ) (وأَدْرَكْنَ أَعْجَازاً مِنَ اللَّيْلِ بَعْدَمَا ... أَقَامَ الصَّلاَةَ الْعَابِدُ الْمُتَحَنِّفُ)
وتَحَنَّفَ فُلانٌ إِلَيْهِ: إِذا مَالَ. ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: وحَسَبٌ حَنِيفٌ، أَي: حَدِيثٌ إِسْلامِيٌّ لَا قَدِيمَ لَهُ، قَالَ ابنُ حَبْناءَ:
(ومَاذَا غَيْرَ أَنَّكَ ذُو سِبَالٍ ... تُمَسِّحُهَا وذُو حَسَبٍ حَنِيفِ)
وحَنِيفَةُ: وَالِدُ حِذْيَمٍ وحَنِيفَةُ الرَّقَاشِيِّ، صَحَابِيَّانِ. والحَنْفَاءُ: فرسُ حُجْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ. والحَنَفِيَّةُ: المَنْسُوبُون إِلى الإِمامِ أَبي حَنِيفَةَ، وَيُقَال لَهُم أَيضاً: الأَحْنَافُ. وتسْمِيةُ المِيضَأَةِ بالحَنَفِيَّةِ: مُوَلَّدَةٌ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِي الحُنَيْفِيُّ، بالضَّمِّ، نُسِبَ إِلى جَدِّهِ، وَقد تقدَّم ذِكْرُ جَدِّه، كَانَ ضَرِيراً عَالِماً بالسِّيرَةِ، ذكَره ابنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقات، تُوُفِّيَ سنة. وأَبو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ: مُؤَلِّفُ كتابِ النَّبَاتِ، مَشْهُورٌ. وعبدُ الوارِثِ بنُ أَبي حَنِيفَةَ، رَوَى عَن شُعبَةَ.
حنف: {حنفاء}: على دين إبراهيم على نبينا وعليه السلام. ثم سمي به من يختتن ويحج البيت في الجاهلية ثم المسلم. وأصل الحنَف الميل.

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتــم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.

جيف

جيف: جيَّف بالتشديد: أخمد (بوشر بربرية)، هلو. وخنق (همبرت ص215).
جيف: جَيَّفَ فلانٌ في كذا وجَيِّفَ: وهو من الفَزَع. وجَيَّفْتُه: ضَرَبْته.
جيف
عن الفرنسية الصيغة المختصرة للاسم جيفري بمعنى قوة سماوية وسلام سماوي أو قوة مقدسة.
(ج ي ف)

الجِيفة: مَعْرُوفَة.

وَقد جافت، واجتافت: أنتــنت.
[جيف] الجيفَةُ: جُثَّةُ الميّت وقد أراحَ. تقول منه: جَيَّف تَجْييفاً. والجمع جيف، ثم أجياف.
ج ي ف

جيفت الميتة: صارت جيفة وأنتــنت. والمؤمن أهون عن الفجار، من جيفة الحمار.

ومن المجاز: قولهم للكسالى والجبناء: ما هؤلاء الجيف، وماهم إلا جيف.
(ج ي ف) : (فِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَتُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ (جَيَّفُوا) أَيْ صَارُوا جِيَفًا وَهِيَ جَمْعُ جِيفَةٍ وَهِيَ جُثَّةُ الْمَيِّتِ الْمُنْتِنَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ج ي ف : الْجِيفَةُ الْمَيْتَةُ مِنْ الدَّوَابِّ وَالْمَوَاشِي إذَا أَنْتَــنَتْ وَالْجَمْعُ جِيَفٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَغَيُّرِ مَا فِي جَوْفِهَا. 
ج ي ف: (الْجِيفَةُ) جُثَّةُ الْمَيِّتِ إِذَا أَرَاحَ تَقُولُ مِنْهُ: (جَيَّفَ تَجْيِيفًا) وَالْجَمْعُ (جِيَفٌ) ثُمَّ (أَجْيَافٌ) . 
[جيف] فيه: أتكلم ناسا قد "جيفوا" أي أنتــنوا، جافت الميتة وجيفت واجتافت، والجيفة جثة الميت إذا أنتــن. ك: فهو أخص من الميتة. نه وفيه: لا أعرفن أحدكم "جيفة" ليل قطرب نهار، أي يسعى طول نهاره لدنياه، وينام طول ليله كالجيفة التي لا تتحرك. وفيه لا يدخل الجنة "جياف" هو النباش لأخذه ثياب جيف الموتى أو لنتن فعله.

جيف


جَافَ (ي)(n. ac. جَيْف)
a. Stank; was putrid, rotten; rotted.

جَيَّفَتَجَيَّفَإِجْتَيَفَa. see I
جِيْفَة
(pl.
جِيَف
أَجْيَاْف)
a. Corpse.
b. Carrion.

جَيَّاْفa. Body-snatcher.

جِيْل (pl.
جِيْلَان []
أَجْيَال [] )
a. Nation, people, tribe.
b. Generation; century.

جِيْلاً بَعْدَ جِيْل
a. From generation to generation.

جِيْم
a. Jīm (5the letter ).
b. Silkrobe.

جِيُوْلَوْجِيَا
G.
a. Geology.

جيف: الجِيفةُ: معروفة جُثَّةُ الميت، وقيل: جثة الميت إذا أَنـْتَــنَتْ؛

ومنه الحديث: فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ. وفي حديث ابن مسعود: لا

أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لدنياه

ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة التي لا تتحرك. وقد جافت الجِيفةُ

واجْتافَتْ وانْجافَتْ: أَنتــنت وأَرْوَحَتْ. وجَيِّفَتِ الجِيفةُ تَجْيِيفاً إذا

أَصَلَّتْ. وفي حديث بدر: أَتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفُوا؟ أَي أَنتَــنوا،

وجمع الجيفة، وهي الجُثَّة الميتة المنتنة، جِيَفٌ ثم أَجْيافٌ. وفي

الحديث: لا يدخل الجنة دَيُّوثٌ ولا جَيَّافٌ، وهو النَّبّاشُ في الجَدَثِ،

قال: وسمي النّبَّاش جَيّافاً لأَنه يكْشِفُ الثياب عن جِيَفِ الموتى

ويأْخذها، وقيل: سمي به لِنَتْنِ فِعْله

جيف

1 جَافَتِ الجِيفَةُ, aor. ـِ (K;) and ↓ جيّفت, (S, * K,) inf. n. تَجْيِيفٌ; (S;) and ↓ اجتافت, (K,) [and ↓ تجيّفت, Golius, as from the K, but not found by me in any copy thereof,] and ↓ انجافت; (TA;) The dead body stank, or became stinking. (S, * K, TA.) 2 جيّف He became a stinking dead body. (Mgh, KL.) b2: See also 1.5 تَجَيَّفَ see 1.7 إِنْجَيَفَ see 1.8 إِجْتَيَفَ see 1.

جِيفَةٌ [A carcass, or corpse, i. e.] a dead body [of a beast or a man], that has become stinking; (S, Mgh, K;) or, as some say, in a general sense; [whether stinking or not:] (TA:) or, of beasts and cattle, an animal that has died a natural death, or been killed otherwise than in the manner prescribed by the law, and has become stinking: (Msb:) [and the corpse of a man: (see جَيَّافٌ:)] pl. [of mult.]

جِيَفٌ (S, Mgh, Msb, K) and [of pauc.] أَجْيَافٌ. (S K.) [Hence,] جِيفَةُ لَيْلٍ قُطْرُبُ نَهَارٍ One who sleeps all the night, and labours all the day. (TA from a trad. [See also art. قطرب.]) IDrd mentions this word in art. جوف, holding the ى to be originally و. (TA.) جَيَّافٌ A rifler, or ransacker, of graves; (K, TA;) because he removes the [grave-] clothes from the corpses, and takes them; or, as some say, because of the stinking nature of his act. (TA.)
جيف
الجيفة: جثة الميت وقد أراح، والجمع: جيف وأجياف.
وذو الجيفة: موضع بين المدينة - على ساكنيها السلام - وبين تبوك.
والجياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع:
إلى ذي الجِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَويلٌ مُهَجِّرُ
وقيل: هو بالحاء، وهو أصح، وسنذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب ح ي ف.
والجياف: النباش، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنة ديبوب ولا جياف. سمي جيافاً لأنه يكشف الثياب عن جيف الموتى.
وقال أبن دريد: أصل الياء في الجيفة واو، وذكرها في تركيب ج وف.
وجافت الجيفة وجيفت: إذا أنتــنت.
وقال أبن عباد: جيف فلان في كذا وجيف: وهو من الفزع.
وجيفته: ضربته.
وأجافت الجيفة: أي أنتــنت وأروحت؛ مثل جافت وجيفت.
جيف
جافَ يَجيف، جِفْ، جَيْفًا، فهو جائف
• جاف اللَّحْمُ: أنتــن "جافتِ الميتةُ". 

تجيَّفَ يتجيَّف، تجيُّفًا، فهو مُتجيِّف
• تجيَّفتِ الجثثُ: أنتــنت. 

جيَّفَ يجيِّف، تجييفًا، فهو مُجيِّف
• جيَّفَتِ الجُثَّةُ: جافت، أنتــنت "أَتُكَلِّمُ أُنَاسًا جَيَّفُوا [حديث] ". 

جائف [مفرد]: اسم فاعل من جافَ. 

جَيْف [مفرد]: مصدر جافَ. 

جِيفة [مفرد]: ج جِيفَات وجِيَف، جج أجياف:
1 - جُثَّة الميّت إذا أنتــنت "الجوعُ يرضي الأُسُود بالجِيَف".
2 - ما يسبِّب النَّتانة والرَّائحة الخبيثة من أوساخ ونحوها "جيفةٌ لم تَمُتْ". 

جَيْفِيَّات [جمع]: (حن) حشرات تعيش على الجِيَف من مُغْمَدات الأجنحة وفصيلة دبوسيّات القرون كالعثّ والدافنة واليرقة وغيرها. 
جيف
) {الْجِيفَةُ، بالكَسْرِ: جُثَّةُ الْمَيِّتِ وقَدْ أَراحَ، أَي: أَنْتَــنَ، وعَمَّهُ بعضُهُمْ، وَفِي حديثِ ابْن مَسْعُودٍ:) لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ} جِيفَةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نَهَارٍ (أَي، يَسْعَى طُولَ نَهَارِهِ لِدُنْياه، ويَنَامُ طُولَ لَيْلِه {كالجِيفَةِ الَّتِي لَا تَتَحَرَّكُ، ج:} جِيَفٌ، ثمَّ {أَجْيَافٌ، كعِنَبٍ، واعْنَابٍ المُرَادُ مِن ذَلِك مُطْلَقُ الوَزْنِ، وإِلاَّ فالعِنَبُ مُفْرَدٌ لَا جَمْعٌ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ.
وذُو الْجِيفَةِ: ع، بيْن الْمَدِينَةِ علَى ساكِنِها الصَّلاةُ والسلامُ، وَبَين تَبُوكَ.
(و) } الجِيافُ، ككِتَابٍ: مَاءٌ بيْن الْبَصْرَةِ علَى يَسَارِ طَرِيقِ الحَاجِّ مِنْهَا، بينَهَا، وبينَ مَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللهُ تعالَى، قَالَ ابنُ الرِّقاعِ:
(إِلَى ذِي الْجِيافِ مَا بِه اليَوْمَ نَازِلٌ ... وَمَا حَلَّ مُذْ سَبْتٍ طَوِيلٍ مُهَجِّرُ)
وَقيل: هُوَ بالحاءِ، وَهُوَ أَصَحُّ، وسيُذْكَر فِي مَحَلِّه إِن شاءَ اللهُ تَعَالى.
(و) {الجَيَّافُ، كشَدَّادٍ: النَّبَّاشُ، وَمِنْه الحديثُ:) لاَ يَدْخُلُ الْجَنْةَ دَيُّوثٌ وَلَا} جَيَّافٌ (وإِنَّمَا سُمِّيِ بِهِ لأَنَّه يَكْشِفُ الثِّيَابَ عَن جِيَفِ المَوْتَى ويأْخُذُهَا، وقِيل: سُمِّيَ بِهِ لِنَتَنِ فِعْلِهِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: أَصلُ الياءِ فِي الجِيفَةِ وَاوٌ، وذكَرها فِي تَرْكِيبِ) ج وف (.)
{وجَافَتِ الْجِيفَةُ،} تَجِيفُ: إِذا أَنْتَــنَتْ، وأَرْوَحَتْ، {كجَيَّفَتْ} تَجْيِفاً، {واجْتَافَتْ، وَمِنْه حديثُ بَدْرٍ:) أَتُكَلِّمْ أَنَاساً} جَيَّفُوا (أَي أنْتَــنُوا.
وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: {جَيْفَهُ: إِذا ضَرَبَهُ قَالَ:} وجَيَّفَ فُلانٌ فِي كَذَا، {وجُيِّفُ: أَي فَزَّعَ وأَفْزِعَ. قلت: وَكَأَنَّهُ لُغَة فِي} جُيِفَ، كعنى.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:! انْجَافَتِ الجِيفَةُ: أَنْتَــنَتْ. 
(جيف) - في الحَدِيث: "فارتَفَعَت رِيحُ جِيفَة".
يقال: جَافَت المَيْتَة، واجْتَافَت ، وجَيَّفتَ، بفَتْح الجِيمِ: أي أنتَــنَت، فهي جِيفَة.
- ومنه حَدِيثُ أَهلِ بَدْر: "قيل: يا رَسولَ اللهِ، أَتُكِّلم أُناساً قد جَيَّفُوا؟ "
وقيل: هو من نَتْن الجَوْف أَيضًا، فيَكون من الواوِ.
- في الحديث "أَجِيفُوا أَبوابَكم" . : أي رُدُّوهَا رَدًّا كُلِّياً.
ورُوِي عن مَعْمَرٍ أَنَّ الزُّهرِيّ قال له: "أَجْفِ البَابَ"، قال: فلم أَدْرِ ما هو؟ حتَّى جِئْتُ اليَمَنَ، فإذا هو كَلامُهُم.
ولَعلَّه من قَولِهم: أَجفْتُه الطَّعنَة، إذا وَصَلْتَها إلى جَوْفِه، فكذلك هو رَدُّ البَابِ إلى أَصلِ مَوضِعِهِ وجَوفِه.

ضلع

(ضلع) : فلانٌ مُضَّلعٌ لهذا الأَمر، أي مُضطَلعٌ، وكذلك مُطَّلِع.
ض ل ع: (الضِّلَعُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ وَاحِدُ (الضُّلُوعِ) وَ (الْأَضْلَاعِ) وَتَسْكِينُ اللَّامِ جَائِزٌ. وَ (الضَّالِعُ) الْجَائِرُ. وَ (الضَّلْعُ) بِوَزْنِ الضَّرْعِ الْمَيْلُ وَالْجَنَفُ وَبَابُهُ قَطَعَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ» أَيْ ثِقَلِ الدَّيْنِ. يُقَالُ: ضَلْعُكَ مَعَ فُلَانٍ أَيْ مَيْلُكَ مَعَهُ وَهَوَاكَ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَنْقُشِ الشَّوْكَةَ بِالشَّوْكَةِ فَإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا. يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُخَاصِمُ آخَرَ فَيَقُولُ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُلَانًا لِرَجُلٍ يَهْوَى هَوَاهُ. وَ (تَضَلَّعَ) الرَّجُلُ امْتَلَأَ شِبَعًا وَرِيًّا. 
ض ل ع : الضِّلَعُ مِنْ الْحَيَوَانِ بِكَسْرِ الضَّادِ وَأَمَّا اللَّامُ فَتُفْتَحُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَتُسَكَّنُ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَهِيَ أُنْثَى وَجَمْعُهَا أَضْلُعٌ وَأَضْلَاعٌ وَضُلُوعٌ وَهِيَ عِظَامُ الْجَنْبَيْنِ وَضَلِعَ الشَّيْءُ ضَلَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اعْوَجَّ.

وَالضَّلَاعَةُ الْقُوَّةُ وَفَرَسٌ ضَلِيعٌ غَلِيظُ الْأَلْوَاحِ شَدِيدُ الْعَصَبِ وَرَجُلٌ ضَلِيعٌ قَوِيٌّ وَضَلُعَ بِالضَّمِّ ضَلَاعَةً وَالِاسْمُ الضَّلَعُ بِفَتْحَتَيْنِ وَضَلَعَ ضَلْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَضَلْعُكَ مَعَهُ أَيْ مَيْلُكَ وَتَضَلَّعَ مِنْ الطَّعَامِ امْتَلَأَ مِنْهُ وَكَأَنَّهُ مَلَأَ أَضْلَاعَهُ وَأَضْلَعَ بِهَذَا الْأَمْرِ إذَا قَدَرَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قَوِيَتْ ضُلُوعُهُ بِحَمْلِهِ. 

ضلع


ضَلَعَ(n. ac. ضَلْع)
a. Inclined, curved.
b. Was unjust.
c. Was distended with drink.
d. Struck in the side.

ضَلِعَ(n. ac. ضَلْع
ضَلَع)
a. Was bent, crooked, misshapen. _ast;

ضَلُعَ(n. ac. ضَلَاْعَة)
a. Was strong, sturdy, robust.

ضَلَّعَa. Bent, curved; made to bend, to turn aside.
b. Marked with a ribbed pattern (cloth).

أَضْلَعَa. see I (a)
إِضْتَلَعَ
(ط)
a. Was strong.
b. [Bi], Was strong enough for.
ضِلْع
(pl.
أَضْلُع
ضُلُوْع أَضْلَاْع)
a. Rib.
b. Side ( of a triangle & c. ).
c. Hillside, slope, ridge.

ضَلَعa. Strength.

ضَلِعa. Crooked, bent, curved; misshapen, deformed.

ضِلَعa. see 2
ضِلَعَةa. Side.
أَضْلَعُ
(pl.
ضُلْع)
a. Strong, powerful.
b. Large-toothed.

ضَاْلِعa. see 5b. Inclining, deviating.

ضَلَاْعَةa. see 4
ضَلِيْع
(pl.
ضُلُع)
a. Strong, powerful; flexible (bow).
b. see 5
N. P.
ضَلڤعَa. Bent, crooked; brokenribbed.

N. P.
ضَلَّعَa. Ribbed garment.

N. Ag.
أَضْلَعَa. Burdensome, heavy, overburdening.
b. [La], Strong enough for.
N. Ag.
إِضْتَلَعَ
(ط)
a. see N. Ag.
IV (b)
ض ل ع

هو منتفخ الضلوع والأضلع والأضلاع والأضالع. ودابة ضليع: بين الضلاعة مجفر الجنبين. وأكل وشرب حتى تضلع. قال:

فناولته من رسل كوماء جلدة ... وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا

إذا قال قدني قلت بالله حلفة ... لتغني عني ذا إنائك أجمعا

وحمل مضلع: ثقيل على الأضلاع، ولا أضطلع به. وثوب مضلع: وشيه كهيئة الأضلاع. وقال امرؤ القيس:

تجافي عن المأثور بيني وبينها ... وتثني عليّ السابريّ المضلعا

وكلّمت فلاناً وكان ضلعك عليّ أي ميلك. ولا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها.

ومن المجاز: انزل بتلك الضلع وهي مكان مستدق من الجنبل. وفي الحديث " كأنكم يا أعداء الله بهذه الضلع الحمراء مقتلين " وهم عليه ضلع جائرة أي مجتمعون عليه بالعداوة. قال ابن هرمة:

وهي علينا في حكمها ضلع ... جائرة في قضائها جنفه

ونصب ضلعاً للطير وهي الفخ لاحديداً به. وضلع الشيء ضلعاً: اعوج حتى صار كالضلع. ورمح ضلع.
ضلع
الضِّلَعُ والضِّلْعُ: لُغَتان. وضِلَعٌ من البِطيْخ؛ على التشبيه. وكذلك: هي ضِلَعٌ عليه: أي جَائرَةٌ؛ لأنَ الضِّلَعَ عَوْجاء.
وضِلَعُ الخَلْفِ: من أسْماء الكَياتِ؛ وهو أن يكْوى كيةً وراءَ ضِلَع الخَلْف.
والضلَعُ: الفَخ. والجَبَلُ ليس بالطويل، والجمْعُ: ضُلُوْعٌ.
وانْزِلْ بهذه الضلَع: أي النّاحية.
والضلِيْعُ: الطويلُ الأضْلاع العَريض الصدرِ الواسعُ الجَنْبَيْن. والتَام، وفي وَصْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كانَ ضَلِيْعَ الفَم ". والقَوِيُّ على الأمْر، والاسْمُ: الضلاعَةُ. والذي تُشْبِهُ أسْنانُه الأضْلاعَ، ويُسَمّى أيضاً: الأضْلَع. والأضْلَعُ: الشَدِيْدُ والغَليظ.
ودَابَّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوى أضْلاعُها على الحَمْل.
وحِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ. واضْطَلَعْتُه: احْتَمَلَتْه أضْلاعي. وكذلك: إنّي لهذا الأمْرِ مُطَّلِعٌ؛ مُدْغَمَةُ الضادِ في الطّاء.
وناقَةٌ مَضْلُوْعَةٌ: قَوِيةُ الأضْلاع. والمَضْلُوْعُ أيضاً: المَكْسُوْرُ الضلَع. والضّالِعُ: الجَائِرُ.
وضَلْعُه مَعَك: أي مَيْلُه. والضَلَعَةُ: سَمَكَة خَضْراءُ قَصِيْرَةُ العَظْم. وهُمْ عَلَيْنا ضَلْعٌ واحِدٌ: أي ألب واحِدٌ. وقد ضَلَعَ عنه ضَلْعاً. والمُضَلَّع من الثيَاب: المُسَيرُ. وأكَلَ حتى تضلعَ: أي امْتَلأ.
وضَلَعُ الديْنِ: ثِقَلُه. ورُمْحٌ ضلع: مُعَوج.
[ضلع] الضلع، بكسر الضاد وفتح اللام: واحدة الضلوع والاضلاع . ويقال أيضاً: هم عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ. وتسكين اللام فيهما جائزٌ. والضِلَعُ أيضاً: الجُبَيْلُ المنفرد. وقال أبو نصر: الجبلُ الذليلُ المستدِقُ. يقال: انزل بتلك الضلع. وضلع بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً بالتسكين، أي مال وجَنَفَ. والضالِعُ: الجائرُ. يقال: ضَلْعُكَ مع فلان، أي مَيْلُكَ معه وهواك. وفي المثل: لا تَنْقُشِ الشَوْكةَ بالشَوكة فإنَّ ضَلْعَها معها "، يُضْرَبُ للرجل يخاصم آخر فيقول: اجعلْ بيني وبينك فلاناً، لرجل يهوَى هواه. ويقال: خاصمتُ فلاناً فكان ضَلْعُكَ عليَّ، أي مَيْلُكَ. والضَلَعُ بالتحريك: الاعوجاج خِلْقَةَ. وقال : وقد يَحْمِلُ السيفَ المُجَرَّبَ رَبُّهُ * على ضَلَعٍ في مَتْنِهِ وهو قاطِعُ * تقول منه: ضَلِعَ بالكسر يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. والضَلَعُ أيضاً في قول سُوَيْدِ بن أبي كاهل:

سَعَةَ الأخلاقِ فينا والضَلَع * القُوَّةُ واحْتِمالُ الثَقيلِ، قاله الاصمعي: والضَلاعَةُ: القوّةُ وشدةُ الأضلاع. تقول منه: ضَلُعَ الرجل بالضم فهو ضَليعٌ . قال ابن السكيت: الفرسُ الضليع: التام الخلق المجفر، الغليظ الألواحِ، الكثير العصب. وتَضَلّعَ الرجل، أي امتلأ شِبَعاً ورِيًّا. والإضْلاعُ: الإمالةُ. تقول منه: حِمْلٌ مُضْلِعٌ، أي مُثْقِلٌ. ومنه قول الأعشى:

وحَمْلٌ لِمُضْلِع الأثْقال * قال: ويقال فلان مضطلع بهذا الامر، أي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضلاعةِ. قال: ولا تقل مَطَّلِعٌ بالإدغام. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال هو مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ومُطَّلِعٌ له. فالاضْطِلاعُ من الضَلاعَةِ وهي القوة، والاطِّلاعُ من العُلُوِّ، من قولهم: اطَّلَعْتَ الثنية، أي عَلَوْتُها، أي هو عالٍ لذلك الأمر مالِكٌ له. وتَضْليعُ الثوبِ: جَعْلُ وَشْيِهِ على هيئة الاضلاع.
(ضلع) - في الحديث: "قُلْنَا لعَلِىٍّ، - رضي الله عنه -، ما القَسِّيَّة؟ قال: ثيابٌ مُضَلَّعة فيها حَريرٌ"
وهي أمثالُ الأُتْرجِّ المُضَلَّعَة المَوْشِيّة بخطوط عَرِيضَة كالأَضْلاع.
ومنه باب مُضَلَّع إذا كان معَمُولًا من قَصَبٍ أو خَزفٍ، لأنه يُشبِه الأَضلاعَ.
- وفي حديث آخر: "أُهْدِى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثَوبٌ سِيَراءُ مُضَلَّع بقَزٍّ"
قيل: المُضَلَّع : المُسَيَّر من الثيِّاب.
وقال ابن شُمَيْل: هو الثَّوبُ الذي قد نُسِج بعَضُه وتُرِك بعضٌ .
- وفي حديث زمزم: "فأَخَذَ بعَرَاقِيها فَشَرِب حتى تَضَلَّع"
: أي رَوِى فتمدَّد جَنبُه وضُلوعُه، يُرِيد الاسْتِيفاءَ من الشُّرب.
- وفي حديثِ ابنِ عبَّاس، - رضي الله عنهما -: "أنه كان يتضَلَّع من زَمْزَم" : أي يَمْتلىءُ حتى يبلغَ الماءُ أَضلاعَه.
- في مَقْتَل أَبىِ جَهْل قال: "فتمنَّيتُ أن أكونَ بين أَضْلَعَ منهما"
: أي بَيْن رَجُلَين أَقوَى من الرَّجُلَين اللذين كُنتُ بَيْنَهما. والأَضلع: الشَّديِدُ أو الغَليظ، واضْطَلعتُ بالحِمْل واضْطَلَعت الحِمْل: إذا احْتَملَتْه أَضلاعُك
وأنا أَضْطَلع به: أي تَقْوى عليه أَضلاعى. والضَّلاعَةُ: القُوَّة.
ودَابّة ضَلِيعٌ: قَوِىُّ الضِّلع.
- في حديث ابنِ الزُّبَيِر، - رضي الله عنه -: "فرأى ضَلْعَ معاويةَ، - رضي الله عنه -، مع مَرْوَانَ"
: أي مَيْلَه، ورُمْح ضَلْع: مائِل إذا كان خِلقَةً. وضَالِعٌ: إذا لم يكن خِلقةً، وقد ضَلِعَ يَضْلَع.
- وفي الحديث: "لا تَنْتقِشُوا الشَّوكةَ بالشَّوْكَة، فإن ضَلْعَها معها" : أي مَيْلَها، وقد ضَلِعَت ضَلْعًا.
- وفي الحديث: "الحِمْلُ المُضْلِع، والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِع إظهارُ البِدَعِ"
المُضْلِعُ: المُثْقِل. كأنه يَتَّكى على الأَضلاع.
ضلع: ضلعت الدابة: عرجت وغمزت في مشيها. (فوك، مارتن ص96) وهي تصحيف ظلعت.
ضلَّع (بالتشديد) جعله يعرج ويغمز في مشيه (فوك) وهي تصحيف ظلَّع.
ضلَّع: صقل، ملَّس (فوك) وفي المقري (2: 236): حوض رخام مضلَّع.
تضلعَّ: امتلأ شبَعاً أو رّياً، وتطلق مجازاً على الامتلاء من العلوم والمعارف ففي (حياة ابن خلدون) بقلمه (ص201 ق): تضلَّع في علم المعقول والتعاليم والحكمة. وفيها (ص207 و): لزم شيخنَا وتضلَّع من معارفه (المقدمة 3: 93).
تضلَّع: مطاوع ضلَّع بمعنى جعل فيه أشكالاً ورسوماً على هيئة الأضلاع (فوك).
اضطلع به: قِوي عليه ونهض به (ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 4).
اضطلع: تضلَّع، كان طويل الباع في. ففي كتاب الخطيب (ص18 و): كان من صُور القضاة اضطلاعاً بالمسائل ومعرفةً بالأحكام. وفيه (ص24 ق): مضطلعاً بالاصلين: وفيه (ص26 و): مضطلع بصناعة العربية. ومنه اضطلاع: قدرة، مقدرة، مهارة (المقري 3: 679) وفي كتاب الخطيب (ص29 و): وهو كتاب جليل يُنْبِي عن التفن (تفنُّن) واضطلاع.
استظلع = اضطلع، ففي المقري (1: 816): استضلاعه بالأدب.
ضِلّع، ضِلْع، ضَلْع. ضلع صحيح: قَصيِ.
ضلع كاذب: غير قَصيِ (بوشر). والضلوع الكاذبة تسمى أيضاً ضلوع الخَلْف، فصاحب معجم المنصوري يفسرها بقوله: هي الضلوع التي تنقطع أطرافها من قُدّام عن الاتصال بتفرج البطن وهي خمس من كل جانبٍ.
وقولهم ذات الضلع الأعْرَج (ألف ليلة 1: 364) يظهر إنه يراد به المرأة (في السطر الثامن كلمات: من ذوات الضلع الأعرج ويظهر أنها ليست في محلها). واقرأ عند أماري (ص184) وفقاً لمخطوطة رياض النفوس: لا أحد من ضلعي وهذا يعني لا أحد من نسلي، فكلمة ضلع استعملت مجازاً بمعنى الأصل كما نقول: كلنا من ضلع آدم ضلع: منحدر القبة (ابن جبير ص295، 296) ضلع: عارضة (ابن العوام 2: 458).
ضلع كرة: كروي، وهو من مصطلح الهندسة (بوشر).
ضلعه: ضلع خروف أو عجل مع لحمه (كستلانة) (بوشر).
ضلعي: نسبة إلى ضلع، متعلق بالضلع (بوشر).
مَضْلَع (تصحيف مضلَع) وجمعها مَضالِع ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها: نعَّم وصقل السمنت مع تعليقة استنتج منها أنها آلة لصقل السمنت وتنعيمه، وهي في معجم ألكالا Junta de carpintero ويرى المرحوم لافونت الذي استشرته ان Junta تقابل كلمة Juntera وعند نونيز مسحج النجار (رندة) وفعلاً يقول أبو الوليد (ص642) آلة النّجار المسمّاة عندنا مضلعا وهي الآلة التي يقشر بها وجه العود حتى يساويه ويملسه. ويذكر دومب (ص96) مطلع ويبدو أنها نفس الكلمة: مغول: مُضَلَّع: ذو أضلاع (الثعالبي لطائف ص124).
[ضلع] ك: أعوذ من "ضلع" الدين، هو بفتحتين ثقله. نه: والضلع الاعوجاج، أي يثقله حتى يميل عن الاستواء والاعتدال، ضلع بالكسر ضلعًا بالحركة وضلع بالفتح ضلعًا بالسكون أي مال؛ ومن الأول ح: واردد إلى الله ورسوله ما "يضلعك" من الخطوب، أي يثقلك، ومن الثاني: فرأى "ضلع" معاوية مع مروان، أي ميله ونمه: لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن "ضلعها" معها، أي ميلها، وقيل: هو مثل. وفي دم الحيض. حتيه "بضلع"، أي عود، وأصله ضلع حيوان فسمي به عود يشبهه وقد يسكن اللام. وفي ح بدر: كأني أراهم مقتلين بهذه "الضلع" الحمراء، هو جبيل صغير ليس بمنقاد يشبه بالضلع، وروى: أن ضلع قريش عند هذه الضلع الحمراء، أي ميلهم. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "ضليع" الفم، أي عظيمة، وقيل: واسعة، والعرب تحمد عظم الفم وتذم صغره. ن: وقيل: هو عظيم الأسنان. نه: و"الضليع" العظيم الخلق الشديد. ومنه ح عمر: قال له الجني: إني منهم "لضليع"، أي عظيم الخلق، وقيل: هو العظيم الصدر الواسع الجنبين، ومنه ح قتل أبي جهل: فتمنيت أن أكون بين "أضلع" منهما، أي بين رجلين أقوى من اللذين كنت بينهما وأشد. ك: يريد أن الكهل أصبر. ن: أضلع بضاد معجمة وروى بمهملة. ط: لما رأى نفسه بين الغلامين تمنى أن يكون بين أقوى منهما، غمزني أي عصرني وكبسني باليد، والسواد الشخص، حتى يموت الأضلع أي الأقرب أجلًا، وصاحبها بالنصب بدل من هذا أو بالرفع خبر عنه، وتريان نزل منزلة اللازم، وقضى بسلبه لمعاذ ترجيحًا لجراحته، وقال: كلاهما قتله، تطييبًا لخاطر الآخر. ز: ولتشاركهما نية وثوابًا. نه: ومنه ح صفته صلى الله عليه وسلم: كما حمل "فاضطلع" بأمرك لطاعتك، هو افتعل من الضلاعة: القوة، اضطلع مجمله أي قوي عليه ونهض به. ش: وحمل مجهول التحميل أي كما حمل أعباء النبوة. نه: وفي ح زمزم: وأخذ بعراقيها فشرب حتى "تضلع"، أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه. ومنه ح: كان "يتضلع" من زمزم. وفيه: أهدى غليه صلى الله عليه وسلم ثوب سيراء "مضلع" بقز، هو ما فيه سيور وخطوط من الإبريسم أو غيره شبه الأضلاع. ومنه ح: القسية هي ثياب "مضلعة" فيها حرير، أي فيها خطوط عريضة كالأضلاع. وفيه: الحمل "المضلع" والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع، المضلع الثمقل كأنه يتكئ على الأضلاع، ولو روى بظاء من الظلع الغمز والعرج لكان وجهًا. ك: فأمر "بضلعين"- بكسر معجمة وفتح لام وقد يسكن واحدة الأضلاع. ومنه: وإن أعوج شيء في "الضلع" أعلاها، وهو اسم تفضيل في العيب، يعني أنها لا تقبل الإقامة، قوله: كسرته، أي طلقته، وقيل: أراد بأعلاها لسانها لأنه في أعلاها، قوله: فإنهن خلقن من الضلع، استعارة للمعوج أي خلقن خلقًا فيه اعوجاج فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بالصبر على اعوجاجهن، وقيل: خلقن حقيقة من ضلع آدم.
(ض ل ع)

الضِّلَع والضِّلْع: محنية الْجنب، مُؤَنّثَة. وَالْجمع أضْلُع، وأضالِع، وأضلاع، وضُلُوع.

وتضلَّع الرجل: امْتَلَأَ، قَالَ:

دَفَعْتُ إِلَيْهِ رِسْلَ كَوماءَ جَلْدةِ ... وأغْضَيتُ عَنهُ الطَّرْفَ حَتَّى تَضَلَّعا

ودابة مُضْلِع: لَا تقوى أضلاعها على الْحمل. وَحمل مُضْلِع: مثقل للأضلاع. وداهية مُضْلِعة: تثقل الأضلاع وتكسرها.

والأضْلَع: الشَّديد الْقوي الأضلاع.

واضْطَلَع بِالْحملِ وَالْأَمر: احتملته أضلاعه.

وَفرس ضَليع: تَامّ الْخلق، مجفر الأضلاع، غليظ الألواح، كثير العصب. والضَّليع: الطَّوِيل الأضلاع الْوَاسِع الجبين الْعَظِيم الصَّدْر. وَقيل: الضَّليع: الطَّوِيل الأضلاع الضخم، من أَي الْحَيَوَان كَانَ، حَتَّى من الْجِنّ. وَفِي الحَدِيث أَن عمر رَضِي الله عَنهُ صارع جِنِّياًّ، فصرعه عمر، ثمَّ قَالَ لَهُ: مَا لذراعيك كَأَنَّهُمَا ذِرَاعا كلب. يسضعِفه بذلك، فَقَالَ لَهُ الجني: أما أَنِّي مِنْهُم لضَليع.

وَرجل ضَليع الْفَم: واسعه عَظِيم أَسْنَانه، على التَّشْبِيه بالضّلْع. وَفِي صفته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضليع الْفَم. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وَرجل أضلع: سنه شَبيهَة بالضِّلَعِ. وَثيَاب مُضَلَّعة: مخططة على شكل الضِّلَع. قَالَ اللَّحيانيّ: هُوَ الْمُوشى. وَقيل: المُضَلَّع من الثِّيَاب: الْمسير. وَقيل: هُوَ الْمُخْتَلف النسج الرَّقِيق.

والضِّلَع من الْجَبَل: شَيْء مستدق منقاد. وَقيل هُوَ الجبيل الصَّغِير، الَّذِي لَيْسَ بالطويل. وَقيل: هُوَ جبل مستدق طَوِيل. والضِّلَعُ: الْحرَّة الرجيلة. والضِّلَع: الجزيرة فِي الْبَحْر. وَالْجمع: أضلاع. وَقيل: هِيَ جَزِيرَة بِعَينهَا.

وضَلَع عَن الشَّيْء يَضْلَعُ ضَلْعا: مَال.

وضَلْعُك مَعَ فلَان: أَي ميلك.

والضَّلَع: خلقَة فِي الشَّيْء من الْميل، فَإِن لم يكن خلقَة فَهُوَ الضَّلْع، بِسُكُون اللَّام.

وضَلَع عَن الْحق: مَال وجار، على الْمثل. وضَلَع عَلَيْهِ ضَلْعا: حاف.

وهم على ضَلْع وَاحِد: أَي مجتمعون بالعداوة.

وضَلِع السَّيْف وَالرمْح وَغَيرهمَا ضَلَعا، فَهُوَ ضَلِع: اعوج. ولأقيمن ضَلْعَك وضَلَعَك: أَي عوجك.

وقوس ضَليعٌ ومَضْلُوعة: فِي عودهَا عطف وتقويم، وَقد شاكل سائرها كَبِدهَا. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد للمتنخل الْهُذلِيّ:

واسْلُ عَن الحُبّ بمَضْلُوعَةٍ ... تابَعَها البارِي وَلم يَعْجَلِ
ضلع
ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن يَضلَع، ضَلْعًا، فهو ضالِع، والمفعول مَضلوع (للمتعدِّي)
• ضلَع الغُصْنُ: اعوَجَّ فصار كالضِّلع "ضلَع العودُ- غُصْن/ رُمْح ضالِع".
• ضَلَع مع صديقه: أيَّده، عاونه، شاركه، مال إليه "ضلَع مع رئيسه/ المظلوم- كن ضالعًا مع صديقك في الحقّ- ضلعت بعضُ الدول مع العدوّ في الحرب الأخيرة" ° ضَلْعُك معه: هواك ومَيْلك.
• ضلَع الحَيوانَ: كسَر ضلْعَه.
• ضَلَع عليه: جار واعتدى.
• ضلَع عن الحَقِّ: مال عنه وحاد "حكَّم هواه فضلَع عن الحَقِّ". 

ضلُعَ1 يَضلُع، ضَلاعَةً، فهو ضَليع
• ضلُع الرَّجلُ: قوِي واشتدَّ "ضلُع في علوم الحاسب: نبغ وازدادتْ خبرتُه- لُغويّ ضليع: مُلِمّ بعلوم اللّغة- طبيب ضليع: ماهر، راسخ في الطبّ". 

ضلُعَ2 يَضلُع، ضلاعةً، فهو أضلَعُ
• ضلُع الفَرسُ وغيرُه: قوِي واشتدَّت أضلاعُه. 

ضلِعَ يَضلَع، ضَلَعًا، فهو ضَلِع
• ضلِع الغُصنُ: ضلَع؛ اعوجَّ وانثنى "ضلِع العودُ/ السيفُ- ضلِعت العصا".
• ضلِع الظَّمآنُ: شبع وارتوى. 

أضلعَ يُضلع، إضلاعًا، فهو مُضلِع، والمفعول مُضلَع
• أضلع الحِمْلُ الدَّابَّةَ: أثقَلها ° أضلعته الخُطوبُ: أثقلته واشتدّت عليه. 

اضطلعَ بـ يضطلع، اضطلاعًا، فهو مُضطلِع، والمفعول مُضطلَع به
• اضطلع بالإشراف على المشروع: قَوِي عليه ونهض به "اضطلع بمسئوليّته/ بنفقات الحفل/ بأعباء الحكم". 

تضلَّعَ في/ تضلَّعَ من يتضلَّع، تضلُّعًا، فهو مُتضلِّع، والمفعول مُتضلَّع فيه
• تضلَّع في العلم/ تضلَّع من العِلْم: تمكَّن وترسَّخ فيه، نال حظًّا وافرًا منه "تضلَّع في التَّاريخ- تضلَّع من اللّغةِ العربيَّة". 

ضلَّعَ يضلِّع، تضليعًا، فهو مُضلِّع، والمفعول مُضلَّع
• ضلَّع البِناءَ: جعل فيه رسومًا على هيئة الأضلاع "ضلَّع الكأسَ/ قُبَّةَ المسجد/ سقفَ بيته". 

أضلعُ [مفرد]: ج ضُلْع، مؤ ضَلْعاءُ، ج مؤ ضَلْعاوات وضُلْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ2. 

تضاليع [جمع]: مف تضليعة: نتوءات بارزة في شكل أضلاع "لم يستطع السيرَ بسيارته بسبب وجود التضاليع والانشقاقات في الأرض". 

ضالِع [مفرد]: ج ضالِعون (للعاقل) وضوالِعُ (لغير العاقل): اسم فاعل من ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن. 

ضَلاعة [مفرد]: مصدر ضلُعَ1 وضلُعَ2. 

ضَلْع [مفرد]: مصدر ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن. 

ضَلَع [مفرد]: مصدر ضلِعَ. 

ضَلِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلِعَ. 

ضِلْع/ ضِلَع [مفرد]: ج أضلاع وأضلُع وضُلُوع:
1 - عُود فيه اعوجاج وعِرَض.
2 - (شر) واحد من سلسلة عظام طويلة منحنية وفيها عِرَض توجد في اثني عشر زوجًا في الإنسان، وتمتدُّ من العمود الفقريّ إلى عظم الصّدر (مذكَّر ومؤنّث) "كتم أحزانَه بين ضلوعه- كسر ضِلْعَه" ° إنَّ ضلوعي لا تَنْحني على ضِغن: لا أضمر حقدًا- له ضلع في الأمر: له يد فيه، قام بدوره فيه- هم علي ضلع جائرة: مجتمعون على معاداتي.
3 - (هس) أحد خطوط الشَّكل الهندسيّ ° سباعيّ الأضلاع: شكل هندسيّ له سبع زوايا متساوية.
• الأضلاع السَّائبة: (شر) ضِلْعان آخران في كلٍّ من الجانبين في جسم الإنسان، وهي تتَّصل بالفقار من جهة الظَّهر ولا تتَّصل من الأمام بالقصّ ولا بشراشيف الضُّلوع الأخرى.
• متساوي الأضلاع: (هس) شكلٌ هندسيّ ذو جوانب
 متساوية في الطول.
• متوازي الأضلاع: (هس) شكلٌ هندسيّ مغلق ذو أربعة أضلاع، يكون كلّ ضلعين متقابلين متوازيين ومتساويين. 

ضُلوع [مفرد]: مشاركة وتأييد لأمرٍ ما "تبيَّن ضُلوع بعض الطلبة في العمليَّات الأخيرة- تمّ القبضُ عليه لضلوعه في أحداث الشغب الأخيرة". 

ضَليع [مفرد]: ج ضُلُع:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ1: شديد، قويّ.
2 - خبير بالأمور، متمكِّن حاذق في تخصُّصه "ضليع في الطبِّ/ النحو/ القانون". 

مُضَلَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ضلَّعَ ° شيء مُضَلَّع/ شكل مُضَلَّع/ رسم مُضَلَّع: ذو أضلاع- كأس مُضَلَّعة: ذات أضلاع- نسيج مُضَلَّع: من موادّ مختلفة كالقطن أو الصوف أو الحرير.
2 - (هس) شكل متعدِّد الأضلاع كثير الزوايا ° المُضَلَّع الخُماسيّ/ المُضَلَّع المُخمَّس: ذو خمسة أضلاع- المُضَلَّع السُّداسيّ/ المُضَلَّع المُسدّس: ذو ستَّة أضلاع- المُضَلَّع المُنتظم: المتساوي الأضلاع والزوايا. 

ضلع

1 ضَلَعَ, aor. ـَ (S, O, Msb, K,) inf. n. ضَلْعٌ, (S, O, Msb,) It, or (assumed tropical:) he, inclined, or declined: (S, O, K:) it, or (assumed tropical:) he, declined, or deviated, from that which was right, or true: (S, O, Msb, K:) (assumed tropical:) he acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (S, * O, * K.) You say, ضَلَعَ عَنْهُ (tropical:) He deviated, or turned away, from him, or it; or he did so, acting wrongfully, &c.: and ضَلَعَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) he acted wrongfully, &c., against him. (TA.) And ضَلْعُكَ مَعَ فُلَانٍ (S, O, Msb, * K *) (assumed tropical:) Thy inclining, (S, O, Msb, K,) and thy love, or desire, (S, O,) is with such a one [i. e. in unison with that of such a one]. (S, O, Msb, * K: * in the Msb and K, مَعَهُ is put in the place of مَعَ فُلَانٍ.) And لَا تَنْقُشِ الشَّوْكَةَ بِالشَّوْكَةِ فَإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا, (S, O, K,) or بِمِثْلِهَا [in the place of بالشوكة], (Meyd,) [lit. Extract not thou the thorn by means of the thorn, or by means of the like of it, for its inclination is with it,] meaning, demand not aid, in the case of thy want, of him who is more benevolent to the person from whom the object of want is sought than he is to thee: (Meyd:) a prov.: (S, Meyd, O:) applied to the man who contends in an altercation with another, and says, “Appoint thou between me and thee such a one; ” pointing to a man who loves what he [i. e. the opponent of the speaker] loves: (S, O, K:) the author of the K adds, it is said that it should by rule be ضَلَعَكَ, for they say ضَلِعَ مَعَ فُلَانٍ, like فَرِحَ, [as though meaning he inclined with such a one,] but they have contracted it; which is wonderful, in consideration with his having mentioned shortly before, ضَلَعَ, like مَنَعَ, as signifying مَالَ. (TA.) One says also, خَاصَمْتُ فُلَانًا فَكَانَ ضَلْعُكَ عَلَىَّ i. e. (assumed tropical:) [I contended in an altercation with such a one and] thy inclining [was against me]. (S, O.) b2: ضَلِعَ, aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. ضَلَعٌ, (Mgh, Msb,) meansIt (a sword, K, or a thing, Msb) was, or became, crooked, or curved: (Mgh, Msb, K:) and ↓ تضلّع may mean the same: (Ham p. 80:) a poet says, (namely, Mohammad Ibn-'Abd-Allah El-Azdee, TA,) وَقَدْ يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّهُ عَلَى ضَلَعٍ فِى مَتْنِهِ وَهْوَ قَاطِعُ [And verily, or sometimes, or often, its owner bears the tried sword, notwithstanding crookedness in its broad side, it being sharp]: (S, O:) and (K) ضَلَعٌ signifies the being crooked, or curved, by nature; (S, O, K;) as also ضَلْعٌ; whence the saying, لَأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ and ضَلْعَكَ [I will assuredly straighten thy natural crookedness]: (K:) thus in the copies of the K; but this is a mistake, occasioned by the author's seeing in the T and M لَأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ and صَلَعَكَ meaning عَوَجَكَ, and his imagining both these nouns to be with ض and to differ in the manner stated above: (TA:) you say, ضَلِعَ, aor. ـَ inf. n. ضَلَعٌ i. e. he, or it, was, or became, crooked, or curved, by nature: (S, O:) or ضَلَعٌ in the camel is like غَمْزٌ in horses or the like, [meaning the limping, or halting, or having a slight lameness, in the hind leg,] and the verb is ضَلِعَ; and the epithet [or part. n.] is ↓ ضَلِعٌ: (K:) or this is rather the explanation of ضَلْعٌ, with ظ; (TA;) [or as Mtr says,] ضَلْع as meaning what resembles عَرَجٌ [or natural lameness] is correctly ظَلْع: (Mgh:) but when it (i. e. the crookedness, TA) is not natural, one says, ضَلَعَ, like مَنَعَ, (K, TA,) [but this seems rather to relate to the meaning of “ limping,” agreeably with what I have cited above from the Mgh,] and the inf. n. is ضَلْعٌ: (TA:) and the epithet [or part. n.] is ↓ ضَالِعٌ. (K.) A2: ضَلُعَ, [aor. ـُ inf. n. ضَلَاعَةٌ, He (a man, S, O, Msb, [and app. also a horse and the like, see its part. n. ضَلِيعٌ,]) was, or became, strong, or powerful; (S, O, Msb, K;) and strong, hard, or firm, in the أَضْلَاع [or ribs]. (S, O, K. [The latter is said in Har p. 6 to be the primary meaning; and the former, metaphorical.]) A3: ضَلَعَ as syn. with تَضَلَّعَ: see the latter.

A4: ضَلَعَ فُلَانًا He struck such a one upon his ضِلَع [or rib]. (K.) 2 ضَلَّعَ see 4, in two places. b2: تَضْلِيعُ الأَعْمَالِ is said by some to mean (assumed tropical:) The making deeds to deviate from the right, or direct, way or course: and by some to mean (assumed tropical:) the making them heavy, or burdensome. (Har p. 77.) b3: تَضْلِيعُ الثَّوْبِ signifies The figuring the garment, or piece of cloth, with the form of أَضْلَاع [or ribs]. (S, O, K.) [See also the pass. part. n., below.]4 اضلعهُ, (K,) inf. n. إِضْلَاعٌ, (S, O,) It, or he, made it, or (assumed tropical:) him, to incline, or decline; (S, O, K;) [and so ↓ ضلّعهُ; for] الإِضْلَاعُ and التَّضْلِيعُ signify الإِمَالَةُ. (Har p. 77.) b2: [and It, or he, made it, or him, to be crooked, or curved; and so ↓ ضلّعهُ; for] الإِضْلَاعُ and التَّضْلِيعُ signify also التَّعْوِيجُ. (Har ubi suprà.) b3: [Hence,] one says also, أَضْلَعَتْهُ الخُطُوبُ, meaning (assumed tropical:) [Affairs, or great or grievous affairs,] burdened him [as though making him to incline, or curving him]. (TA.) A2: See also 8.5 تضلّع: see 1, in the middle of the paragraph. b2: [Also,] (S, O, K,) and ↓ ضَلَعَ, like مَنَعَ, (K,) said of a man, (S, O,) He became filled, (S, O, K,) or what was between his أَضْلَاع [or ribs] became filled, (TA,) with food, (S, O, K,) or drink: (S, O:) or with drink so that the water reached his أَضْلَاع, (K, TA,) and they became swollen out in consequence thereof: (TA in explanation of the former verb:) and the former verb is also expl. as meaning he drank much, so that his side and his ribs became stretched. (TA.) And تضلّع مِنَ الطَّعَامِ He became filled with the food; as though it filled his ribs. (Msb.) 8 الاِضْطِلَاعُ is from الضَّلَاعَةُ [inf. n. of ضَلُعَ] meaning “ the being strong, or powerful; ” (ISk, S, O, and Har p. 391;) الاِضْطِلَاعُ بِالشَّىْءِ signifying The raising the thing upon one's back, and rising with it, and having strength, or power, sufficient for it. (Har ibid.) And you say, اضطلع بِحَمْلِهِ, meaning He had strength, or power, to bear it, or carry it. (Mgh, and Har p. 645.) [See also the part. n., below.] and بِالأَمْرِ ↓ أَضْلَعَ (assumed tropical:) He had strength, or power, sufficient for the affair; as though his ribs had strength to bear it. (Msb.) ضَلْعٌ: see ضِلَعٌ, first sentence.

ضِلْعٌ: see ضِلَعٌ, first and last sentences.

ضَلَعٌ The weight, or burden, of debt, that bends the bearer thereof. (IAth, O, K.) And Strength, or power; (As, S, O, Msb, K;) a subst. in this sense, from ضَلُعَ; (Msb;) and the bearing, or endurance of that which is heavy, or burdensome. (As, S, O, K.) b2: Also inf. n. of ضَلِعَ [q. v.]. (Mgh, Msb, K.) ضَلِعٌ Crooked, or curved, by nature. (S, O, TA.) And applied to a spear as meaning Crooked, or curved; not straightened: (TA:) or, so applied, inclining, or bending: (Ham p. 80:) and ↓ ضَلِيعٌ and ↓ ضَالِعٌ, so applied, [likewise] mean crooked, or curved. (TA.) b2: See also 1, in the last quarter of the paragraph.

ضِلَعٌ and ↓ ضِلْعٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the former of the dial. of El-Hijáz and the latter of the dial. of Temeem, (Msb, TA,) and ↓ ضَلْعٌ, which is the only form, or almost the only one, that is used by the vulgar, is said by MF to be mentioned by some one or more of the commentators, but not known in the lexicons, (TA;) [A rib;] a certain appertenance of an animal, (Msb,) well known; (K;) the curved thing of the side; (TA;) a single bone of the bones of the side: (Mgh, Msb:) of the fem. gender, (Msb, K, TA,) accord. to common repute; or, as some say, masc.; or, accord. to some, whose opinion in this case is preferred by Ibn-Málik and others, of both genders: (TA:) pl. [of mult.] ضُلُوعٌ and [of pauc.] أَضْلَاعٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and أَضْلُعٌ, (O, Msb, K,) and أَضَالِعُ also is a pl. of ضِلَعٌ, or, as some say, of [its pl.] أَضْلُعٌ. (TA.) ضِلَعُ الخَلْفِ [and الخِلْفِ] is [The rib] in the lowest part of the side [of a man, i. e. the lowest rib; and the hindmost rib in a beast]: (TA:) and signifies also A burn in the part behind what is thus termed. (O, K, TA.) b2: Also (assumed tropical:) A piece of stick or wood; syn. عُودٌ; [erroneously supposed by Golius and Freytag to mean here the musical instrument thus called;] (IAar, O, K;) so in a saying of the Prophet to a woman, respecting a blood-stain on a garment, حُتِّيهِ بِضِلَعٍ (assumed tropical:) [Scrape thou it off with a piece of stick]: (IAar, O:) or (assumed tropical:) such as is wide and curved; as being likened to the ضِلَع (O, K) of an animal. (K.) b3: And (tropical:) An oblong piece of a melon; (O, * K, TA;) as being likened to the ضِلَع [properly thus called]. (O, TA.) b4: And (tropical:) A trap for birds; because of its gibbous shape: so in the saying, نَصَبَ ضِلَعًا لِلطَّيْرِ [He set up a trap for the birds]. (A, TA.) b5: And The base, or lower part, of a raceme of a palm-tree. (TA in art. عهن.) b6: And (assumed tropical:) A line that is made on the ground, after which another line is made, and then the space between these two is sown. (TA.) b7: And (assumed tropical:) A small mountain apart from others: (S, O, K:) or a small mountain, such as is not long: (TA:) or a low and narrow mountain, (Aboo-Nasr, S, O, K, TA,) long and extended: or, accord. to As, a small mountain, extending lengthwise upon the earth, not high. (TA.) and [the pl.] ضُلُوعٌ signifies (tropical:) Curved tracts of ground: or tracks (طَرَائِق) of a [piece of stony ground such as is termed] حَرَّة. (O, K, TA.) b8: Also (assumed tropical:) An island in the sea; pl. أَضْلَاعٌ: or, as some say, it is the name of a particular island. (TA.) b9: [In geometry, (assumed tropical:) A side of a rectilinear triangle or square or polygon. b10: And (assumed tropical:) A square root; called in arithmetic جَذْرٌ: see شَىْءٌ, near the end of the paragraph.] b11: One says also, هُمْ عَلَىَّ ضِلَعٌ جَائِرَةٌ, (S, A, O, K, in the last of which, between هم and علىّ is inserted كَذَا,) and ↓ ضِلْعٌ is allowable, (S, TA,) meaning (tropical:) They are assembled against me with hostility: (A, TA:) the origin of which is the saying of Az, one says, هُمْ عَلَىٌّ إِلْبٌ وَاحِدٌ [or أَلْبٌ وَاحِدٌ] and صَدْعٌ وَاحِدٌ and ضِلَعٌ وَاحِدٌ, meaning as above. (TA.) ضِلَعَةٌ A certain small fish, green (خَضْرَآء), short in the bone. (Ibn-'Abbád, O, K.) ضَلِيعٌ: see ضَلِعٌ: b2: and see also مَضْلُوعٌ, in three places. b3: Also, applied to a man, (S, O, Msb,) Strong, or powerful; (S, O, Msb, K;) and strong, hard, or firm, in the أَضْلَاع [or ribs]: (S, O, K:) or, as some say, long in the أَضْلَاع, great in make, bulky; applied to any animal, even to a jinnee: (TA:) pl. ضُلْعٌ, (K,) or app., ضُلُعٌ [of which the former may be a contraction]. (TA.) And, applied to a horse, Complete, or perfect, in make or formation, large in the middle, thick in the [bones called] أَلْوَاح, having many sinews: (ISk, S, O, K:) or, so applied, thick in the أَلْوَاح; strong, hard, or firm, in the sinews: (Msb:) or, as some say, long in the ribs (الأَضْلَاع), wide in the sides, large in the breast. (TA.) And ضَلِيعُ الفَمِ A man large in the mouth: (KT, O, K:) or wide therein: (A 'Obeyd, O, K:) expl. in the former sense, and in the latter, as applied to the Prophet; (O, TA;) width of the mouth, (KT, O, K, TA,) and largeness thereof, (TA,) being commended by the Arabs, and smallness thereof being discommended by them; (KT, O, K, TA;) whereas the Persians, or foreigners, (العَجَم,) commend smallness thereof: (TA:) or having large teeth, closely and regularly set together; (Sh, O, K;) and thus also expl., by Sh, as applied to the Prophet: (O, TA:) and ضَلِيعُ الثًّنَايَا a man whose central incisors are thick. (TA.) ضَالِعٌ Inclining, or declining: (TA: [like ظِالِعٌ:]) declining, or deviating, from that which is right, or true: acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (S, O, K, TA.) b2: See also ضَلِعٌ. b3: And see 1, in the last quarter of the paragraph.

ضَوْلَعٌ (tropical:) Inclining with love or desire. (IAar, O, K, TA.) أَضْلَعُ, applied to a man, [and accord. to the CK to a beast (دَابَّة) also,] Whose tooth is like the ضِلَع [or rib]; (Lth, O, K;) fem. ضَلْعَآءُ [perhaps applied to the tooth, but more probably, I think, to a woman]; (TA;) and pl. ضُلْعٌ. (K.) b2: Also, (O, [but accord. to the K “ or,”]) Strong, thick, (O, K, TA,) large in make. (TA.) b3: And Stronger, or more powerful. (O, * TA.) مُضْلِعٌ A load heavily burdening, or overburdening, (S, IAth, O, K, TA,) to the أَضْلَاع [or ribs]; (TA;) as though leaning, or bearing, upon the أَضْلَاع: (IAth, TA:) or a heavy load, which one is unable to bear; as also ↓ مُضَلِّعٌ. (Har p. 77.) [See also مُظْلِعٌ.] And, دَاهِيَةٌ مُضْلِعَةٌ (tropical:) A calamity that heavily burdens, or overburdens, and breaks, the أَضْلَاع [or ribs]. (TA.) b2: and دَابَّةٌ مُضْلِعٌ A beast whose أَضْلَاع [or ribs] have not strength sufficient for the load. (Ibn-'Abbád, O, L, K.) b3: See also مُضْطَلِعٌ.

مُضَلَّعٌ A garment, or piece of cloth, figured with stripes, like thongs, or straps, (O, K, TA,) these being of إِبْرِيسَم, or of قَزّ, [i. e. silk, or raw silk,] wide, like أَضْلَاع [or ribs]: (TA:) or [simply] figured: (Lh, TA:) or variously woven, and thin: (TA:) or partly woven and partly left unwoven. (ISh, Az, O, K, TA.) b2: and قُبَّةٌ مُضَلَّعَةٌ [A ribbed dome or cupola; i. e.] having the form of أَضْلَاع. (TA.) مُضَلِّعٌ: see مُضْلِعٌ.

مَضْلُوعٌ Having the ضِلَع [or rib] broken. (Ibn-'Abbád, O.) b2: And قَوْسٌ مَضْلُوعَةٌ A bow in the wood of which are a bending (عَطْفٌ) and an evenness (تَقَوُّمٌ, as in the O and K, or تَقْوِيمٌ, as in the L), [app. towards each extremity,] the rest of it (سَائِرُهَا) being similar to its كَبِد [which means its middle part, or part where it is grasped with the hand, or part against which the arrow goes, &c., for it is variously explained]; (O, K, TA;) so accord. to As, (O, TA,) and AHn; (TA;) as also ↓ ضَلِيعٌ, (O, K, TA,) and ↓ ضَلِيعَةٌ; for which last, مَضْلُوعَةٌ is erroneously repeated in the K; [app. from its author finding it said in the O that such a bow is termed ضَلِيعٌ and مَضْلُوعَةٌ; and in the TK, مُضَوْلَعَةٌ is substituted for it:] ↓ قَوْسٌ ضَلِيعَةٌ is also expl. as meaning a thick bow. (TA.) مُضْطَلِعٌ is from الضَّلَاعَةُ [inf. n. of ضَلُعَ]: so in the saying, فُلَانٌ مُضْطَلِعٌ بِهٰذَا الأَمْرِ i. e. Such a one is possessed of strength, or power, sufficient for this affair: so says ISk: and he adds that one should not say مُطَّلِعٌ: Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim says, one says هُوَ مُضْطَلِعٌ بِهٰذَا الأَمْرِ and مُطَّلِعٌ له [also]; الاِضْطِلَاعُ being from الضَّلَاعَةُ meaning القُوَّةُ; and الاِطِّلَاعُ being from العُلُوُّ, from the saying اِطَّلَعْتُ الثَّنِيَّةَ meaning عَلَوْتُهَا [I ascended upon the mountain, or mountain-road, termed ثَنِيَّة]; i. e. he is one who has ascendancy with respect to this affair, who is master of it: (S, O, TA:) Lth expressly allows مُطَّلِعٌ for مُضْطَلِعٌ by the incorporation of the ض into the [letter that is originally] ت, so that the two together become ط with teshdeed. (TA.) and لِهٰذَا الأَمْرِ ↓ هُوَ مُضْلِعٌ means the same as مُضْطَلِعٌ as first expl. above, i. e. He is possessed of strength, or power, sufficient for this affair. (O, K. [In both, in this instance, لِهٰذَا, not بِهٰذَا.]) In the phrase إِذَا كَانَ مُضْطَلِعًا عَلَى حَقِّهِ [If he be possessed of power, or ability, to obtain his right, or due], it seems that مضطلعا is made trans. by means of على because made to imply the meaning of قَادِرًا or مُقْتَدِرًا. (Mgh.) ↓ مُسْتَضْلِعٌ, likewise, signifies Having strength, or power. (TA.) مُسْتَضْلِعٌ: see what next precedes.
ضلع
الضِّلْع، كعِنَبٍ وجِذْعٍ، الأُولى لغةُ الْحجاز، والثانيةُ لغةُ تَميمٍ، وشاهِدُ الأوّلِ فِي قولِ الشَّاعِر أنشدَه ابنُ فارِسٍ:
(هيَ الضِّلَعُ العَوْجاءُ لستَ تُقيمُها ... أَلا إنّ تَقْوِيمَ الضُّلوعِ انْكِسارُها)
قلت: وَهُوَ قولُ حاجِبِ بن ذُبْيان، وَرَوَاهُ ابنُ بَرِّيّ: بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ أنتَ تُقيمُها وَمِنْه الحَدِيث: إنّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنّ أَعْوَجَ مَا فِي الضِّلَعِ أَعْلاها، فَإِن ذَهَبْتَ تُقيمُها كَسَرْتَها، وإنْ اسْتمتَعْتَ بهَا استمتَعْتَ بهَا وفيهَا عِوَجٌ وشاهِدُ الثَّانِي قولُ ابنِ مُفَرِّغٍ:
(وَرَمَقْتُها فَوَجَدْتُها ... كالضِّلْعِ ليسَ لَهَا استِقامَهْ)
ووُجِدَ فِي بعضِ النّسخ: كعِنَبٍ وجِذْمٍ، وجِذْعٌ وجِذْمٌ فِي الضبطِ سواءٌ، لأنّ كِلَاهُمَا بالكَسْر.
قَالَ شَيْخُنا: وَحكى بعضُ المُحَشِّين فَتْحَ الضادِ من سكونِ اللامِ، وَهُوَ غيرُ معروفٍ فِي دَواوينِ اللُّغَة. قلتُ: وَقد وَلِعَتْ بِهِ العامّةُ، حَتَّى كَادُوا لَا يَنْطِقون بغيرِه لخِفَّتِه على اللِّسان، وَلَوْلَا أنّ القياسَ لَا مَدْخَلَ لَهُ فِي اللُّغَة لَكَانَ لَهُ وجهٌ، م: أَي مَعْرُوفةٌ، وَهِي مَحْنِيَّةُ الجَنْبِ، مُؤَنَّثةٌ، كَمَا هُوَ الْمَشْهُور، وَقيل: مُذكَّرَةٌ، وَقيل: بالوجهَيْن، وَهُوَ مُختارُ ابنِ مالكٍ وغيرِه، ج: أَضْلُعٌ وضُلوعٌ، وأضلاعٌ، وعَلى الأخيرِ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ، وشاهِدُ الأوّلِ قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(فَرَمَى فَأَلْحَقَ صاعِدِيَّاً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ فاشْتَملَتْ عَلَيْهِ الأَضْلُعُ)
وشاهدُ الثَّانِي مَرَّ فِي قولِ حاجبِ ابنِ ذُبْيانَ، وشاهدُ الثالثِ قولُ المُسَيّبِ بنِ عَلَسٍ يصفُ نَاقَة:
(وَإِذا أَطَفْتَ بهَا أَطَفْتَ بكَلْكَلٍ ... نَبِضِ القوائمِ مُجْفِرِ الأَضْلاعِ)
قَالَ شيخُنا: ومُفادُ مُختارِ الصحاحِ أنّ الضُّلوع: مَا يَلِي الظَّهْرَ، والأضلاع: مَا يَلِي الصَّدْرَ، وتُسمّى الجَوانِح، والضِّلَعُ مُشتَركٌ بَينهمَا. قَالَ: وَهَذَا الفرقُ غيرُ معروفٍ لأحدٍ من أئمّةِ اللُّغَة، فَتَأَمَّلْ. قلت: والظاهرُ أَن فِي العبارةِ سَقْطَاً، وَالَّذِي ذَكَرَه صاحبُ اللِّسان وغيرُه: أنّ ضُلوعَ كلِّ إنسانٍ أَرْبَعٌ وعِشْرونَ ضِلْعاً، وللصدرِ مِنْهَا اثْنا عَشَرَ ضِلْعاً تَلْتَقي أَطْرَافُها فِي الصدرِ، وتتَّصِلُ أَطْرَافُ بَعْضِها ببعضٍ، وتُسمّى الجَوانِح، وَخَلْفها من الظهرِ الكَتِفانِ، والكتفانِ بحِذاءِ الصدرِ، واثْنا عَشَرَ ضِلَعاً أسفلَ مِنْهَا فِي الجَنبَيْن، البَطنُ بَينهمَا لَا تَلْتَقي أَطْرَافُها، على طرَفِ كلِّ ضِلْعٍ مِنْهَا شُرْسوفٌ، وَبَين الصدرِ والجَنبَيْنِ غُضْروفٌ، يُقَال لَهُ: الرَّهَابَة، وَيُقَال لَهُ: لسانُ الصَّدْر،)
وكلُّ ضِلْعٍ من أضلاعِ الجَنبيْنِ أَقْصَرُ من الَّتِي تَليها، إِلَى أَن تَنْتَهِي إِلَى آخِرِها، وَهِي الَّتِي فِي أسفلِ الجَنبِ، يُقَال لَهَا: الضِّلَعُ الخَلْفُ. يُقَال: هم كَذَا عليَّ ضِلَعٌ جائِرَةٌ، هَكَذَا رَوَاهُ الجَوْهَرِيّ، قَالَ وتَسكينُ اللامِ فِيهِ جائزٌ، وَنَقله الصَّاغانِيّ فِي العُباب، والزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس، وَلَيْسَ فِي عباراتِهم لَفْظَةُ كَذَا زادَ الأخيرُ: وَهُوَ مَجاز، وَالْمعْنَى: أَي مُجتمِعونَ عليَّ بالعَداوة. قلت: والأصلُ فِي ذَلِك قولِ أبيوضِلَعُ بني الشَّيْصَبان، وهم طائفةٌ من الجِنِّ. ضِلَعُ القَتلى، ضِلَعُ بَني مالِكٍ، وضِلَعُ الرِّجامِ: أسماءُ مواضِع، كَمَا فِي العُباب. وضِلَعُ الخَلْفِ: اسمُ كَيَّة من الكَيَّات، وَهِي أَن تكون كَيَّة وراءَ ضِلَعِ الخَلفِ، وَهِي فِي أسفلِ الجنبِ. منَ المَجاز: ضِلَعٌ من البِطِّيخ، أَي حُزَّةٌ مِنْهُ، تَشْبِيها بالضِّلَع. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الضِّلَعَةُ بهاءٍ: سَمَكَةٌ صغيرةٌ خضراءُ قصيرةُ العَظْمِ. منَ المَجاز: ضَلَعَ عَنهُ، كَمَنَع، ضَلْعَاً: مالَ وجَنَفَ. ضَلَعَ عَلَيْهِ ضَلْعَاً: جارَ، فَهُوَ ضالِعٌ، مائلٌ وجائرٌ. ضَلَعَ فلَانا: ضَرَبَه فِي ضِلَعِه.
وضَلِعَ السيفُ، كفَرِحَ يَضْلَعُ ضَلَعَاً: اعْوَجَّ، فَهُوَ ضَلِعٌ، وَهُوَ خِلقَةٌ فِيهِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ وَهُوَ مُحَمَّد بنُ عَبْد الله الأَزْديّ:
(وَقد يَحْمِلُ السيفَ المُجَرَّبَ رَبُّه ... على ضَلَعٍ فِي مَتْنِه وَهُوَ قاطِعُ)
منَ المَجاز: الضالِع: الجائرُ، قَالَ النابغةُ الذُّبْيانيُّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمَان:)
(أَتُوعِدُ عَبْدَاً لم يَخُنْكَ أمانَةً ... وَتَتْرُكُ عَبْدَاً ظالِماً وَهْوَ ضالِعُ)
أَي: جائرٌ، ويُروى: ظالِع. أَي: مُذْنِب. وَيُقَال: ضَلْعُك مَعَه، أَي مَيْلُك مَعَه وهواك. فِي المثَل: لَا تَنْقُشِ الشَّوكةَ بالشَّوكةِ، فإنَّ ضَلْعَها مَعَهَا. يُضرَبُ للرجلِ يُخاصِمُ آخرَ كَذَا فِي الصِّحَاح، قيل: القياسُ تحريكُه لأنّهم يَقُولُونَ ضَلِعَ مَعَ فلانٍ، كفَرِحَ، ولكنّهم خَفَّفوا، وَهَذَا عجيبٌ مَعَ ذِكرِه قَرِيبا ضَلَعَ كَمَنَع: مالَ، وَمَعَ هَذَا فَلَا حاجةَ إِلَى ادِّعاءِ التخفيفِ، ثمَّ قَالَ الجَوْهَرِيّ: فَيَقُول: اجْعلْ بيني وبينَك فلَانا لرجلٍ يَهْوَى هَواه، وَمِنْه حديثُ ابنِ الزُّبَيْر: أنّه نازَعَ مَرْوَانَ عندَ مُعاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنهُ، فَرَأى ضَلْعَ مُعاويةَ مَعَ مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَطِعِ اللهَ يُطِعْكَ الناسُ، فإنّه لَا طاعةَ لكَ علينا إلاّ فِي حقِّ الله. وَيُقَال: خاصَمْتُ فلَانا، فكانَ ضَلْعُكَ عليَّ، أَي مَيْلُك.
والضَّلَعُ مُحرّكةً: الاعْوِجاجُ خِلقَةً، يكونُ فِي المَشيِ من المَيلِ ويُسَكَّنُ، وَمِنْه: لأُقيمَنَّ ضَلَعَكَ، بالوجهَيْن، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ وَهُوَ خطأٌ، والصوابُ فِيهِ الضَّلَع محرّكةً فَقَط، وَقد اشتَبَه على المُصَنِّف لمّا رأى فِي التهذيبِ والمُحكَم: لأُقيمَنَّ ضَلَعَك وصَلَعَك، أَي اعوِجاجَك، فظَنَّ أنَّ كِلَيْهما بالضاد، وإنّما الفرقُ فِي التحريكِ والسكون، وَلَيْسَ كَمَا ظنَّ، وإنّما هُوَ بالضاجِ وَالصَّاد، ودليلُ ذَلِك أنّه لم يُنقَلْ عَن أحدِ من الأئمّةِ التَّسكينُ فِي العِوَجِ الخِلْقِيِّ، فتأمَّل وأَنْصِفْ. أَو هُوَ، أَي الضَّلَعُ فِي البعيرِ بمَنزلةِ الغَمْزِ فِي الدّوابِّ، وَقد ضَلِعَ، كفَرِحَ، فَهُوَ ضَلِعٌ، والأشبهُ أَن يكون هَذَا هُوَ تفسيرُ الظَّلَع، بالظاءِ، يُقَال: بعيرٌ ظالِعٌ، إِذا كَانَ يتَّقي ويَعْرَج، كَمَا سَيَأْتِي، فَإِن لم يكن الاعوِجاجُ خِلقَةً، فَهُوَ الضَّلْع، بالتسكين، تَقول: هُوَ ضالِعٌ، وَقد ضَلَعَ، كَمَنَع، هَذَا هُوَ الصوابُ فِي تحقيقِ هَذَا المَحَلِّ. الضَّلَعُ أَيْضا فِي قولِ سُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ:
(كَتَبَ الرحمنُ والحَمدُ لهُ ... سَعَةَ الأخلاقِ فِينَا والضَّلَعْ) : القُوّةُ واحتِمالُ الثقيل، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. الضَّلَعُ من الدَّيْن: ثِقَلُه، وَمِنْه حديثُ الدُّعاء: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الهَمِّ والحزَنِ، والعَجزِ والكسَلِ، والبُخلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: أَي ثِقَلُ الدَّيْن. قَالَ: والضَّلَعُ: الاعوِجاج، أَي يُثقِلُه حَتَّى يَميلَ صاحبُه عَن الاستِواءِ والاعتِدالِ لثِقَلِه، وَهُوَ مَجاز. والضَّلاعَة: القُوّةُ وشِدَّةُ الاضْطِلاعِ، تَقول مِنْهُ: فَهُوَ ضَليعٌ، أَي قويٌّ شديدٌ، وَقيل: هُوَ الطويلُ الأضْلاع، العظيمُ الخَلْقِ، الضخمُ من أيِّ حَيَوَانٍ كَانَ، حَتَّى من الجِنِّ، وَمِنْه الحَدِيث: أنّ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ صارَعَ جِنِّيَّاً فَصَرَعه عُمرُ، ثمّ قالَ لَهُ: مَا لِذِراعَيْكَ كأنّهما ذِراعا كَلْبٍ يَسْتَضْعِفُه بذلك فَقَالَ لَهُ الجِنِّيُّ: أما إنِّي)
مِنْهُم لضَلِيعٌ. أَي عظيمُ الخَلقِ شديدٌ، ج: ضُلْعٌ بالضَّمّ، الظاهرُ أنّه بضمّتَيْنِ كنَجيبٍ ونُجُبٍ. قَالَ ابْن السِّكِّيت: فرَسٌ ضَليعٌ: تامُّ الخَلقِ مُجْفَرٌ غليظُ الألواحِ، كثيرُ العَصَبِ، قَالَ امرؤُ القَيسِ:
(ضَليعٌ إِذا اسْتَدبرْتَه سَدَّ فَرْجَهُ ... بضافٍ فَوْيَقَ الأرضِ ليسَ بأَعْزَلِ)
وَقَالَ غيرُه: هُوَ الطويلُ الأضْلاعِ الواسِعُ الجَنبَيْن، العظيمُ الصَّدْر. ورجلٌ ضَليعُ الفَمِ، أَي عظيمُه، أَو واسِعُه، هَذَا قولُ أبي عُبَيْدٍ، والأوّلُ قولُ القُتَيبيِّ، وَحَكَاهُ الهرَوِيُّ فِي الغَريبَيْن، وَبِهِمَا فُسِّر الحديثُ: كَانَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ضَليعَ الفَمِ أَو عظيمُ الأسنانِ مُتَراصِفُها، وَهُوَ قولُ شَمِرٍ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بضِلْعِ الإنْسانِ، وَبِه فُسِّر الحديثُ المذكورِ، قَالَ القُتَيْبيُّ: والعربُ تَحْمَدُ سَعَةَ الفمِ، وعِظَمَه، وتَذُمُّ صِغَرَه، وَمِنْه فِي صفتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أنّه: كَانَ يَفْتَتِحُ الكلامَ ويَخْتَتِمُه بأَشْداقِه، وَذَلِكَ لرَحْبِ شِدْقَيْه. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: قلتُ لأعرابيٍّ: مَا الجَمَال قَالَ: غُؤورُ العينَيْن، وإشرافُ الحاجِبَيْن، ورَحْبُ الشِّدْقَيْن. قلت: والعجَمُ بخِلافِ ذَلِك فإنّهم يَمْدَحونَ بصِغَرِ الفَمِ فِي أشعارِهم. ورجلٌ أَضْلَعُ: شديدٌ غليظٌ عظيمُ الخَلقِ، وَبِه فُسِّر حديثُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي مَقْتَلِ أبي جهلٍ: تمَنَّيْتُ أَن أكونَ بينَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَقَتَلا أَبَا جهلٍ.
أَي بَين رَجُلَيْن أقوى من اللذَيْن كنتُ بَينهمَا، أَو رجلٌ أَضْلَعُ: سِنُّه شَبيهةٌ بالضِّلعِ، قَالَه الليثُ، وَهِي ضَلْعَاءُ، ج: ضُلْعٌ، بالضَّمّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الضَّوْلَع كَجَوْهَرٍ: المائلُ بالهَوى، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الأَصْمَعِيّ: المَضْلوعَة: القَوسُ الَّتِي فِي عُودِها عَطَفٌ وتَقَوُّمٌ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي اللِّسان: تَقْوِيمٌ، قد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ، وأنشدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ:
(واسْلُ عَن الحُبِّ بمَضْلوعَةٍ ... تابَعَها الْبَارِي وَلم يَعْجَلِ)
ويُروى: نَوَّقَها كالضَّليعِ والمَضْلوعَة، هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِيه تَكْرَارٌ، والصوابُ: كالضَّليعِ، والضَّليعَة، يُقَال: قوسٌ ضَليعَةٌ، أَي غَليظَة كَمَا فِي شرحِ الدِّيوانِ. وأَضْلَعَه: أمالَه، وَهُوَ مَجاز.
مِنْهُ حِمْلٌ مُضْلِعٌ، كمُحسِنٍ أَي مُثقِلٌ للأضْلاعِ، قَالَ الْأَعْشَى: (عندَه البِرُّ والتُّقى وَأَسَى الصَّرْ ... عِ وَحَمْلٌ لمُضْلِعِ الأَثْقالِ)
ويُروى: وَأَسَى الشَّقِّ. وَفِي الحديثِ: الحِمْلُ المُضْلِعُ، والشرُّ الَّذِي لَا ينقطِعُ، إظهارُ البِدَع قَالَ ابنُ الْأَثِير: المُضْلِع: المُثْقِلُ كأنّه يتَّكِئُ على الأضْلاعِ، وَلَو رُوِيَ بالظاءِ من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكانَ وَجْهَاً. وَهُوَ مُضْلِعٌ لهَذَا الأمرِ، كَمَا فِي العُباب، ومُضْطَلِعٌ بِهَذَا الْأَمر، أَي قويٌّ عَلَيْهِ، زادَ الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: وَلَا تقُلْ مُطَّلِعٌ، بالإدْغام. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ أحمدُ بنُ حاتمٍ: يُقَال:)
هُوَ مُضْطَلِعٌ بِهَذَا الأمرِ ومُطَّلِعٌ لَهُ: فالاضْطِلاعُ من الضَّلاعَة، وَهِي القُوّة، والاطِّلاعُ من العُلُوِّ.
من قولِهم: اطَّلَعْتُ الثَّنِيَّةَ، أَي عَلَوْتُها، أَي هُوَ عالٍ لذلكَ الأمرِ، مالكٌ لَهُ، هَذَا نصُّ الصحاحِ، وجَوَّزَه الليثُ أَيْضا، فَقَالَ: مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضادُ تُدغَمُ فِي التاءِ، فتَصيرانِ طاءً مُشَدَّدةً، كَمَا تَقول: اظَّنَّنِي، أَي اتَّهَمَني، واظَّلَمَ، إِذا احتمَلَ الظُّلْمَ، وَسَيَأْتِي زِيادةُ بَيانٍ لذَلِك فِي طلع وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِيَ الله عَنهُ، فِي صفتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: كَمَا حُمِّلَ، فاضْطَّلَعَ بأمْرِكَ لطاعَتِك هُوَ افْتَعلَ من الضَّلاعَةِ، أَي قَوِيَ عَلَيْهِ، ونَهَضَ بِهِ. ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لَا تقوى أضْلاعُها على الحَملِ، كَمَا فِي اللِّسان والمُحيط. وتَضْلِيعُ الثوْبِ: جَعْلُ وَشْيِه على هَيْئَةِ الأضْلاعِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المُضَلَّعُ كمُعَظَّمٍ: الثوبُ نُسِجَ بَعْضُه وتُرِكَ بَعْضُه، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: هُوَ المُوَشَّى، وَقيل: المُضَلَّعُ من الثِّيَاب: المُسَيَّر، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ سُيورٌ من الإبْريسَم، وَقيل: هُوَ المُخَطَّط، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خُطوطٌ من القَزِّ عريضةٌ شبيهةٌ بالأضْلاع. وَقيل: هُوَ المُختَلِفُ النَّسْجِ الرَّقيقُ، قَالَ امرؤُ القيسِ ويُروى ليَزيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة:
(تَصُدُّ عَن المأثْورِ بيني وبينَها ... وتُدْني عَلَيْهَا السّابِرِيَّ المُضَلَّعا)
ضَلَعَ الرجلُ، كَمَنَع، وَتَضَلَّعَ، أَي امْتَلَأَ مَا بينَ أضْلاعِه شِبَعاً ورِيَّاً، قَالَ ابنُ عَنّابٍ الطائيُّ:
(دَفَعْتُ إِلَيْهِ رِسْلَ كَوْمَاءَ جَلْدَةٍ ... وأَغضَيْتُ عَنهُ الطَّرْفَ حَتَّى تضَلَّعا)
أَو تَضَلَّع: امْتَلَأَ رِيَّاً حَتَّى بَلَغَ الماءُ أضْلاعَه فانْتَفخَتْ من كَثْرَةِ الشُّرْب، وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاسٍ: أنّه كَانَ يَتَضَلَّعُ من زَمْزَم. وَفِي حديثِ زَمْزَم: فَأَخَذ بعَراقِيها فشَرِبَ حَتَّى تضَلَّع. أَي أَكْثَرَ من الشُّرْبِ حَتَّى تمَدَّدَ جَنْبُه وأَضْلاعُه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الأضالِع: جَمْعُ الضِّلَع، وَقيل: هُوَ جَمْعُ أَضْلُعٍ، قَالَ الشاعرُ:
(وأقْبلَ ماءُ العَينِ من كلِّ زَفْرَةٍ ... إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ)
وداهِيَةٌ مُضْلِعَةٌ: تُقِلُ الأضْلاعَ وتَكْسِرُها، وَهُوَ مَجاز. ورجلٌ ضَليعُ الثَّنايا: غليظُها. والضِّلَعُ: خطٌّ يُخَطُّ فِي الأَرْض، ثمّ يُخَطُّ آخَرُ، ثمّ يُبذَرُ مَا بَينهمَا. وقُبَّةٌ مُضَلَّعةٌ: على هيئةِ الأضْلاع.
والضِّلَع: الجزيرةُ فِي البحرِ، وَالْجمع: الأضلاع، وَقيل: هُوَ جزيرةٌ بعَينِها. وأَضْلَعَتْهُ الخطوبُ: أَثْقَلَتْه. ورُمْحٌ ضَلِعٌ، ككَتِفٍ: مُعْوَجٌّ لم يُقَوَّمْ، وأنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
(بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ ... فَليقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ) قلتُ: وَهُوَ لابي محمدٍ الفَقْعَسيِّ يصفُ إبِلا تتناولُ الماءَ من الحَوضِ بكلِّ عنُقٍ كجِذْعٍ الزُّرْنوقِ،)
والفَليق: المُطمَئِنُّ فِي عنُقِ البعيرِ الَّذِي فِي الحُلقومِ. ورُمحٌ ضَليعٌ: أَعْوَج، وَكَذَلِكَ ضالِعٌ. وَقَالَ ابْن عَبَّادٍ: المَضْلوع: المكسورُ الضِّلَعِ. والمُسْتَضْلِع: القويُّ، قَالَ أُميّةُ بنُ أبي عائِذٍ:
(وإنْ يَلْقَ خَيْلاً فمُسْتَضْلِعٌ ... تَزْحَزحَ عَن مُشْرِفاتِ العَوالي)
كَذَا فِي شرحِ الدِّيوَان. والضِّلَع: أحدُ أَوْدِيةِ صَنْعَاءِ اليمنِ، وَفِيه يَقُول الشاعرُ:
(يَا حَبَّذا أنتِ يَا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ ... وحبَّذا وادِيَاكِ: الظَّهْرُ والضِّلَعُ)
وَيُقَال: نَصَبَ ضِلَعاً للطَّيْر، وَهُوَ الفَخُّ لَا حَديدَ بِهِ، كَمَا فِي الأساس.
(ضلع)
ضلعا اعوج فَصَارَ كالضلع وَعَن الْحق مَال وَمِنْه قيل ضلعك مَعَ فلَان أَي ميلك وهواك وَعَلِيهِ جَار واعتدى وَالْحَيَوَان كسر ضلعه

(ضلع) ضلعا اعوج وَيُقَال ضلع مَعَ فلَان مَال إِلَيْهِ وعاونه وشبع وارتوى وَصَارَ أضلع أَو ضليعا

(ضلع) ضلاعة قوي واشتدت أضلاعه وفمه اتَّسع وتضامت أَسْنَانه
(ض ل ع) : (الضِّلَعُ) بِسُكُونِ اللَّامِ وَحَرَكَتِهَا وَالْجَمْعُ أَضْلَاعٌ وَضُلُوعٌ وَهِيَ عِظَامُ الْجَنْبَيْنِ، (وَأَضْلَعَهُ) اضْطَلَعَهُ بِحَمْلِهِ أَطَاقَهُ (وَقَوْلُ) الْخَصَّافِ فِي مُلَازَمَةِ الْغَرِيمِ بِالدَّيْنِ لَهُ ذَلِكَ إذَا كَانَ (مُضْطَلِعًا) عَلَى حَقِّهِ كَأَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى قَادِرًا أَوْ مُقْتَدِرًا فَعَدَّاهُ بِعَلَى وَأَمَّا قَوْلُهُ مُوسِرًا لِذَلِكَ فَمَعْنَاهُ مُطِيقًا لَهُ وَلَوْ أُطْلِقَ لَكَانَ أَحْسَنَ (وَالضَّلَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاعْوِجَاجُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُ) وَلَا يُضَحِّي بِالْمَرِيضَةِ الْبَيِّنِ ضَلَعُهَا الصَّوَابُ ظَلْعُهَا بِالظَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَسُكُونِ اللَّامَ وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْعَرَجِ مِنْ بَابِ مَنَعَ.

ضلع: الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان: مَحْنِيّة الجنب، مؤنثة، والجمع

أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قال الشاعر:

وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ،

إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ

وتَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً؛ قال ابن

عَنّابٍ الطائي:

دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ،

وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا

ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ. وحِمْلٌ

مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. والإِضْلاعُ: الإِمالةُ. يقال: حِمْلٌ مُضْلِعٌ

أَي مُثقِلٌ؛ قال الأَعشى:

عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْـ

قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال

وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها. والأَضْلَعُ:

الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ. واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ: احْتَمَلَتْه

أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد:

جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ له،

سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا، والضَّلَعْ

القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قاله الأَصمعي.

والضَّلاعةُ: القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه: ضَلُعَ الرجل،

بالضم، فهو ضليعٌ. وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ

الأَلْواحِ كثير العصب. والضَّلِيع: الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين

العظيم الصدر. وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل: فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين

أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ،

وقيل: الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان

حتى من الجنّ. وفي الحديث: أَنَّ عمر، رضي الله عنه، صارَعَ جِنِّيّاً

فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له: ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب؟ يَسْتَضْعِفُه

بذلك، فقال له الجِنِّيّ: أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم

الخَلْقِ. والضَّلِيعُ: العظيم الخلق الشديد. يقال: ضَلِيعٌ بَيِّنُ

الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ. ورجل ضَلِيعُ الفمِ: واسِعُه

عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم:

ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وقيل: واسِعُه؛ حكاه الهرويُّ في الغريبين،

والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ ومنه قولهم في صفة

مَنْطِقِه، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه

بأَشْداقِه، وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ. قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي: ما الجَمالُ؟

فقال: غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ. وقال

شمر في قوله ضَلِيعُ الفم: أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها. ويقال: رجل

ضَليع الثنايا غليظها. ورجل أَضْلَعُ: سِنُّه شبيهة بالضَّلع، وكذلك

امرأَة ضَلْعاءُ، وقوم ضُلْعٌ. وضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع وعشرون ضِلعاً،

وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها

ببعض، وتسمى الجَوانِحَ، وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، والكَتفانِ

بجِذاء الصدر، واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين، البطن بينهما لا

تلتقي أَطْرافُها، على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، وبين الصدر والجنبين

غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ، ويقال له لِسانُ الصدر، وكل ضِلْع من

أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها، وهي

التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. وفي حديث غَسْلِ دَمِ

الحَيْضِ: حُتِّيه بضِلَع، بكسر الضاد وفتح اللام، أَي بعود، والأَصل فيه

الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ: ضِلَع تشبيهاً

بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ، وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع، قال ابن

بري: شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْيان:

بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها،

أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها

وشاهد الضِّلْع، بالتسكين، قول ابن مفرِّغ:

ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها

كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ

ويقال: شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة

الشرب، ومثله: شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب.

وفي حديث زمزم: فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب

حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يَتَضَلَّعُ من

زمزم. والضِّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما

بينهما.

وثياب مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة على شكل الضِّلع؛ قال اللحياني: هو

المُوَشَّى، وقيل: المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر، وقيل: هو المُخْتَلِفُ

النَّسْجِ الرقيق، وقال ابن شميل: المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك

بعضه، وقيل: بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع.

وتَضْلِيعُ الثوب: جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع. وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ له،

صلى الله عليه وسلم، ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذي فيه

سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع. وفي حديث علي:

وقيل له ما القَسِّيّةُ؟ قال: ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط

عريضة كالأَضْلاعْ.

ابن الأَعرابي: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى.

والضِّلَعُ من الجبل: شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وقيل: هو الجُبَيْلُ

الصغير الذي ليس بالطويل، وقيل: هو الجبيل المنفرد، وقيل: هو جبل ذلِيلٌ

مُسْتَدِقٌّ طويل، يقال: انزل بتلك الضِّلع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال: كأَني بكم يا أَعداءَ

اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعي: الضِّلَع جبيل

مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء. وفي حديث آخر: إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ

عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم. والضِّلَعُ. الحَرَّةُ

الرَّجِيلةُ. والضَّلَعُ: الجَزيرةُ في البحر، والجمع أَضلاع، وقيل: هو جزيرة

بعينها.

والضَّلْعُ: المَيْلُ. وضَلَعَ عن الشيء، بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً،

بالتسكين: مالَ وجَنَفَ على المثل. وضَلَعَ عليه ضَلْعاً: حافَ. والضالِعُ:

الجائِرُ. والضالِعُ: المائِلُ؛ ومنه قيل: ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ

معه وهَواك. ويقال: هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وتسكين اللام فيهما جائز.

وفي حديث ابن الزبير: فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه. وفي

المثل: لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي

مَيْلَها؛ وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول: أَجْعَلُ بيتي وبيتك

فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه. ويقال: خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي

مَيْلُكَ. أَبو زيد: يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد، وصَدْعٌ واحد، وضَلْعٌ

واحد، يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه

وسلم، قال: اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل

والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثير:

أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قال: والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حتى

يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله. وفي حديث علي، كرم الله وجهه:

وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك.

والضَّلَعُ، بالتحريك: الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ؛ قال محمد

بن عبد الله الأَزديّ:

وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه

على ضَلَعٍ في مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ

فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه: ضَلعَ، بالكسر،

يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ؛

وأَنشد ابن شميل:

بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ،

فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ

يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق،

والفَلِيقُ: المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم. وضَلِعَ

السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِيعٌ: اعْوَجَّ. ولأُقِيمَنَّ

ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك. وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة: في عُودها عَطَفٌ

وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للمتنخل

الهذلي:

واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ،

نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ

وضَلِيعٌ

(* قوله «وضليع القوس» كذا بالأصل، ولعله والضليعة.) :

القَوْسُ.

ويقال: فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من

الضَّلاعةِ. قال: ولا يقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. وقال أَبو نصر أَحمد بن

حاتم: يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من

الضَّلاعةِ وهي القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ

الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له. قال الليث:

يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضاد تدغم في التاء

فتصير طاء مشددة، كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ

الظُّلْمَ. واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه. وقال ابن

السكية: يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه، وهو مُفْتَعِلٌ

من الضَّلاعة، قال: ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ وروى أَب الهيثم قول

أَبي زبيد:

أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ

للنَّئباتِ، ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ

(* قوله «انف» كذا ضبط بالأصل.)

أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: وهو القويُّ على

الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال: ويروى

مُضْطَلِعٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة النبي، صلى الله عليه

وسلم: كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من

الضَّلاعةِ وهي القوةُ. يقال: اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به. وفي

الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع؛

المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ، ولو روي بالظاء

من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً.

ناحِيَةُ

ناحِيَةُ:
قرأت بخط بعض الفضلاء الأئمة وهو أبو الفضل العباس بن علي المعروف بابن برد الخيار قال: حدثني أبو عوانة عن أبيه عن ابن عباس بن سهل بن ساعد الساعدي عن أبيه عباس بن سهل قال: لمّا ولي عثمان ابن حيّان المرّي المدينة عرّض ذات يوم بالفتنة، وذكرها ابن سهل فقال له بعض جلسائه: إن عباس ابن سهل كان شيعة لابن الزبير وكان قد وجّهه في جيش إلى المدينة فتغيظ عثمان عليّ وحلف ليقتلني، فتواريت حتى طال ذلك عليّ فلقيت بعض جلسائه فشكوت له أمري وقلت: قد أمنني أمير المؤمنين؟
فقال: لا والله ما يجري ذكرك عند الأمير إذا تغيّظ عليك وأوعدك وهو ينبسط عن الحوائج على طعامه فتنكّر واحضر طعامه وقل ما تريد، قال: ففعلت ذلك وحضرت طعامه فأتي بجفنة فيها ثريد عليه لحم وهي ضخمة فقلت: كأني أنظر إلى جفنة حيّان بن معبد وتكاوس الناس عليها بناحية، فجعل عثمان يقول لي: رأيته والله بعينك! قلت: أجل لعمري كأني أنظر إليه حين يخرج علينا وعليه مطرف خزّ هدبه يتعلّقه شوك السعدان فما يكفه ثم يؤتى بالجفنة فكأني أرى الناس عليها فمنهم القائم ومنهم القاعد، فقال: صدقت بعد أبوك فمن أنت؟ قلت: أنا عباس ابن سهل الأنصاري، فقال: مرحبا وأهلا بأهل الشرف والحق! قال عباس: فرأيتني وما بالمدينة رجل أوجه مني عنده، قال: فقال لي بعض القوم بعد ذلك: يا عباس أنت رأيت حيّان بن معبد يسحب الخزّ ويتكاوس الناس على جفناته؟ قلت: والله لقد رأيته وقد نزلنا ناحية فأتانا في رحالنا وعليه عباءة قطوانية فجعلت أذوده بالسوط عن رحالنا مخافة أن يسرقها.

بَرَاثا

بَرَاثا:
بالثاء المثلثة، والقصر: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر، فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية، وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي
بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوّى به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن.
وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليّا مرّ بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور، وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية، وقيل: بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا، وينسب إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد، كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه، فمرت بكوخه جارية من أبناء الكتّاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربّيت في القصور فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له، فجاءت إلى أبي شعيب وقالت: أريد أن أكون لك خادمة، فقال لها: إن أردت ذلك فتعرّي من هيئتك وتجرّدي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت، فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النّسّاك وحضرته فتزوجها، فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من النّدى، فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك، لأني سمعتك تقول: إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني، فرماها أبو شعيب، ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة، وتوفيا على ذلك، وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي، وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله، وهو ما قال حليم بن جعفر:
كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد، وكان يسكن براثا، وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة، وكان أبو عبد الله يجلس على جلّة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبلة في بيت واحد، قال: فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته، فقلنا: يا أبا عبد الله ما فعلت الجلّة التي كنت تجلس عليها؟ فقال: إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت: أليس يقال في الحديث إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا في بطني؟ قال قلت: نعم، قالت: فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها، فقمت والله وأخرجتها.
قلت: وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه، ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس، كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر ابن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته، قال أبو محمد الزهري: سمعت إبراهيم الحربي يقول: والك يقع على أحد شيء من السماء، ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصّلة ونحوها، روى الحديث عن هاشم بن بشير، روى عنه ابنه أبو العباس، وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي، سمع عليّ بن الجعد وعبد الله بن عون الخرّاز وكامل بن طلحة ويحيى الحمّاني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد سجّادة وأبا محمد بن خالد وإسمعيل بن عليّ الخطبي ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم، وهو ثقة مأمون، قاله الدارقطني، وقال ابن قانع:
مات في سنة 300 وقيل سنة 302، وجعفر بن محمد ابن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي، مروزي الأصل، حدث عن أبي عمر حفص الرّبالي ومحمد ابن الوليد البسري وإسمعيل بن أبي الحارث وزيد
ابن إسمعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم ابن هانئ النيسابوري، روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النّوشري وعبد الله بن عثمان الصّفّار، وكان ثقة، مات في سلخ جمادى الآخرة سنة 325، قاله ابن قانع. وبراثا أيضا قال أبو بكر الحافظ: قرية من سواد نهر الملك، منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو بكر البراثي، براثا نهر الملك يعرف بأبي الرّجال، سمع بالبصرة من عليّ بن محمد بن موسى التمّار البصري، سمع منه أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير التعبّد، ومات سنة 430.

عصا

ع ص ا: (الْعَصَا) مُؤَنَّثَةٌ يُقَالُ: عَصَا وَ (عَصَوَانِ) وَالْجَمْعُ (عِصِيٌّ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَ (أَعْصٍ) مِثْلُ زَمَنٍ وَأَزْمُنٍ. وَقَوْلُهُمْ: أَلْقَى (عَصَاهُ) أَيْ أَقَامَ وَتَرَكَ الْأَسْفَارَ وَهُوَ مَثَلٌ. وَهَذِهِ عَصَايَ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بِالْعِرَاقِ هَذِهِ عَصَاتِي. وَيُقَالُ فِي الْخَوَارِجِ: قَدْ شَقُّوا (عَصَا) الْمُسْلِمِينَ أَيِ اجْتِمَاعَهُمْ وَائْتِلَافَهُمْ. وَانْشَقَّتِ الْعَصَا أَيْ وَقَعَ الْخِلَافَ. وَقَوْلُهُمْ: لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ يُرَادُ بِهِ الْأَدَبَ. وَ (عَصَاهُ) ضَرَبَهُ بِالْعَصَا وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الْعِصْيَانُ) ضِدُّ الطَّاعَةِ. وَقَدْ عَصَاهُ مِنْ بَابِ رَمَى وَ (مَعْصِيَةً) أَيْضًا وَ (عِصْيَانًا) فَهُوَ (عَاصٍ) وَ (عَصِيٌّ) وَ (عَاصَاهُ) مِثْلُ عَصَاهُ وَ (اسْتَعْصَى) عَلَيْهِ. 
(عصا) - في حديثِ أَبي جَهْمٍ: "أنَّه لا يَضَع عَصَاه عن عاتِقِه"
قيل: إنه أَرَادَ أنه يُؤدِّب أهلَه بالضَّرب، يقال: هو ضَعِيف العَصَا، للرَّاعي إذا كان قَلِيلَ الضَّرب للماشِيَة؛ وفي ضِدِّه: صُلْبُ العَصَا. ويقال للحَسَن السِّياسَةِ الرَّفِيقِ فيها: إنَّه لَيِّنُ العَصَا. ولا تَرفَعْ عَصَاكَ عن أَهلِك: أي أَدِّبْهم. وقيل: أَرادَ به كَثْرةَ الأَسفَارِ، والظَّعْن عن بَلَدِه. يقال: رَفَع عَصَاه؛ إذا سَارَ، ووَضَع عَصَاه؛ إذا نَزَل وأَقَامَ.
عصا
العَصَا أصله من الواو، لقولهم في تثنيته:
عَصَوَانِ، ويقال في جمعه: عِصِيٌّ. وعَصَوْتُهُ:
ضربته بالعَصَا، وعَصَيْتُ بالسّيف. قال تعالى:
وَأَلْقِ عَصاكَ
[النمل/ 10] ، فَأَلْقى عَصاهُ
[الأعراف/ 107] ، قالَ هِيَ عَصايَ
[طه/ 18] ، فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
[الشعراء/ 44] . ويقال: ألقى فلانٌ عَصَاهُ: إذا نزل، تصوّرا بحال من عاد من سفره، قال الشاعر:
فألقت عَصَاهَا واستقرّت بها النّوى
وعَصَى عِصْيَاناً: إذا خرج عن الطاعة، وأصله أن يتمنّع بِعَصَاهُ. قال تعالى: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ [طه/ 121] ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[النساء/ 14] ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ
[يونس/ 91] . ويقال فيمن فارق الجماعة: فلان شقّ العَصَا .
عصاك عَن أهلك. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: يُقَال: إِنَّه لم يرد الْعَصَا الَّتِي يضْرب بهَا وَلَا أَمر أحدا قطّ بذلك وَلكنه أَرَادَ الْأَدَب. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الْعَصَا الِاجْتِمَاع والائتلاف وَمِنْه قيل للخوارج: قد شَقُّوا عَصا الْمُسلمين أَي فرقوا جَمَاعَتهمْ وَكَذَلِكَ قَول صلَة بْن أَشْيَم لأبي السَّلِيل: إياك وقتيل الْعَصَا يَقُول: إياك أَن تكون قَاتلا أَو مقتولا فِي شَقِّ عَصا الْمُسلمين وَمِنْه قيل للرجل إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَاطْمَأَنَّ بِهِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أمره: قد ألقىعصاه وَقَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر وَكَذَلِكَ يُقَال [أَيْضا -] : ألقِي أرواقه وَألقى بوانيه. فَكَانَ وَجه الحَدِيث أَنه أَرَادَ بقوله: لَا ترفع عصاك عَن أهلك أَي امنعهم من الْفساد وَالِاخْتِلَاف وأدَّبهم وَقد يُقَال للرجل إِذا كَانَ رَفِيقًا حسن السياسة لما ولي: إِنَّه للين الْعَصَا قَالَ معن بْن أَوْس الْمُزنِيّ يذكر مَاء وإبلا:

[الطَّوِيل]

عَلَيْهِ شَرِيبٌ وادعٌ ليّنُ الْعَصَا ... يساجلها جُمَّاتِه وتُساجِلُهْ

الجمات فِي مَوضِع النصب الرجل يساجل الرجل [المَاء -] وَالْإِبِل تساجله فِي الشّرْب / والسجل الدَّلْو فِيهَا المَاء والذنُوب مثله وَإِنَّمَا 41 / الف ذكر مَاء وإبلا ورجلا يقوم عَلَيْهَا فَقَالَ هَذَا وَلَا يكون سجلا وَلَا ذَنوبا حَتَّى يكون فِيهَا مَاء. 
[عصا] العصا مؤثثة. وفى المثل: " العَصا من العُصَيَّةِ "، أي بلأمر من بعض. يقال عَصًا وعصوان، والجمع عصى وعصى، وهو فعول وإنما كسرت العين إتباعا لما بعدها من الكسرة، وأعص أيضا مثله كزمن وأزمن. وقولهم: ألقى عصاه، أي أقام وترك الأسفار. وهو مثلٌ. وقال : فألقت عَصاها واستقرّتْ بها النَوى * كما قَرَّ عيناً بالإياب المسافر وهذه عصاي أتوكأ عليها. قال الفراء: أول لحن سمع بالعراق: هذه عصاتى. ويقال في الخوارج: قد شقّوا عَصا المسلمين، أي اجتماعهم وائتلافهم. وانْشَقَّتِ العَصا، أي وقَع الخلاف. قال الشاعر إذا كانت الهيجاء وانشقَّت العَصا * فحسبك والضَحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ أي يكفيك ويكفي الضحَّاك. وقولهم: لا ترفع عَصَاكَ عن أهلك، يُراد به الأدب. والعصا: اسم فرس جذيمة الابرش. وفى المثل " ركب العصا قصير ". وقولهم: إنَّه لضعيف العَصَا، أي تِرْعِيَّةٌ. وأنشد الأصمعيّ للراعي: ضعيفُ العَصا بادي العروقِ تَرى له * عليها إذا ما أجدب الناسُ إصْبَعا ويقال أيضاً: إنَّه لَليِّنُ العَصا، أي رفيقٌ حسنُ السياسة لِما وَليَ. قال أوس بن مَعنٍ المَزنيّ يذكر رجلاً على ماءٍ يسقي إبلاً: عليه شَريبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا * يساجلها جُمَّاتِهِ وتُساجِلُهْ موضع الجُمَّاتِ نصبٌ، وجعل شُربها للماء مساجلةً. والعِصِيُّ: العظام التي في الجناح. وقال:

وفي حقها الادنى عصى القوادم * (*) وعصوته بالعَصَا: ضربتُه بها. وعَصَوْتُ الجرحَ: شددته. والعصى مقصور: مصدر قولك عَصِيَ بالسيف يَعْصى، إذا ضرَب به. قال جرير: تَصِفُ السيوفَ وغيركم يَعْصى بها * يا ابن القيون وذاك فعل الصيقل وفلان يعتصى على عصا، أي يتوكّأ عليها. ويَعْتَصى بالسيف، أي يجعله عصا. والعصيان: خلاف الطاعة. وقد عَصاهُ يَعْصيهِ عَصْياً ومَعْصِيَةً ; فهو عاصٍ وعَصِيٌّ. وعاصاهُ أيضاً مثل عَصاهُ، واسْتَعْصى عليه. واعْتَصَتَ النواةُ، أي اشتدَّت. وأعْصى الكَرْمُ، إذا أخرج عيدانَه. والعاصي: العِرْقُ الذي لا يرقأ. وقال: صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ * غَدا والعَواصي من دم الجوف تَنْعَرُ وهو من الياء أيضا. وعصية: بطن من سليم. والعنصوة: الخصلة من الشعر . 
[عصا] فيه: لا ترفع "عصاك" عن أهلك، أي لا تدع تأديبهم وجمعهم على طاعة الله تعالى، يقال: شق العصا، أي فارق الجماعة، ولم يرد الضرب بالعصا، ولكنه مثل، وقيل: أراد لا تغفل عن أدبهم ومنعهم من الفساد. توسط: فإن قيل: هو ينافي ح: لا تضرب ظعينتك ضرب أميتك، قلت: ليس المراد بالعصا المعروفة بل أراد الأدب وذا حاصل بغير الضرب، ولأن ح العصا نمقطع، وليس فيه جواز ضرب الأمة، وإنما هذا على طريق الذم لأفعالهم فإنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الإماء إلا في الحدود، وأمر بالبيع إن لم يوافق، ويباح ضرب الدواب، ويحتمل أن يقال: إن الأمة يجب عليها الامتثال فتضرب إذا امتنعت بخلاف الزوجة، فنبه عليه ردًا عن عادة العرب من إلزام الزوجات بالخدمة. نه: ومنه: إن الخوارج شقوا "عصا" المسلمين وفرقوا جماعتهم. وح: إياك وقتيل "العصا"، أي إياك أن تكون قاتلًا أو مقتولًا في شق عصا المسلمين. وح أبي جهم: فإنه لا يضع "عصاه" عن عاتقه، أي يؤدب أهله بالضرب، وقيل أراد به كثرة الأسفار، من رفع عصاه إذا سار وألقى عصاه إذا نزل وأقام. وفيه: إنه حرم شجر المدينة إلا "عصا" حديدة، أي عصا تصلح أن تكون نصابًا لآلة من الحديد. ومنه: إلا أن قتيل الخطأ قتيل السوط و"العصا". لأنهما ليسا من آلات القتل. غ: من "اعتصى" بالسيف، أي أقام السيف مقام العصا. ك: وفي ح وفاته صلى الله عليه وسلم: أنت عبد "العصا" بعد كذا، أي بلا عزة من الناس، وأن "العاص" بفتح الصاد لو كان أجوف وبكسرها لو كان ناقصًا. نه: وفيه: لولا أنا "نعصي" الله ما "عصانا"، أي لم يمتنع عن إجابتنا إذا دعوناه، وهو مشاكلة. وح: إنه غير اسم "العاصي"، لأن شعار المؤمن الطاعة. ومنه: إن رجلًا قال: ومن "يعصهما" فقد غوى، فقال صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت! قل: ومن "يعص" الله ورسوله، أمره أن يأتي بالمظهر ليترتب اسم الله في الذكر قبل اسم الرسول، وفيه دليل أن الواو تفيد الترتيب. وفيه: لم يكن أسلم من "عصاة" قريش غير مطيع بن الأسود، يريد من كان اسمه العاصي. ن: أي لم يسلم ممن اسمه العاص إلا العاص بن أسود فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعًا، ولعله نسي أبا جندل المسمى بالعاص لغلبة كنيته عليه. وفيه: أولئك "العصاة"، هذا محمول على من شق عليه الصوم، أو أمروا بالفطر لمصلحة فخالفوا الأمر، فلا يكون المسافر الغير المتضرر عاصيًا بالصوم. ج: من لم يجب الدعوة فقد "عصى"، أي دعوة العرس، فإن إجابته واجبة لإعلان النكاح. بغوى: التشديد في الحضور، وأما الأكل فغير واجب، بل يستحب إن لم يكن صائمًا، ومن كان له عذر أو كان الطريق بعيدًا يلحقه المشقة فلا بأس أن يتخلف، وإجابة غير الوليمة يستحب ولا يجب. ك: عصية "عصت" الله، بقتل القراء يبئر معونة.

عصا: العَصا: العُودُ، أُنْثَى. وفي التنزيل العزيز: هي عَصايَ

أَتَوَكَّأُ عليها. وفلانٌ صُلْبُ العَصا وصليبُ العَصا إذا كان يَعْنُفُ بالإبل

فيَضْرِبْها بالعَصا؛ وقوله:

فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ، ما دامَ تَنْضُبٌ

بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العصا من رجالِكِ

أَي صَلِيبُ العَصا. قال الأزهري: ويقال للرّاعي إذا كان قَويّاً على

إبِلِه ضابطاً لها إنه لصُلْبُ العَصا وشديدُ العَصا؛ ومنه قول عمر بنِ

لَجَإٍ:

صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ

قال ابن بري: ويقال إنه لصُلْبُ العَصا أي صُلْبٌ في نفسه وليس ثَمَّ

عَصاً، وأَنشد بيت عمر بن لجإٍ ونسبه إلى أبي النَّجْم. ويقال: عَصاً

وعَصَوانِ، والجمع أَعْصٍ وأَعْصاءٌ وعُصِيٌّ وعِصِيٌّ، وهو فُعول، وإنما

كُسِرت العَيْنُ لما بَعْدَها من الكسرة، وأَنكر سيبويه أَعصاءً، قال: جعلوا

أَعْصِياً بدلاً منه. ورجلٌ لَيِّنُ العصا: رفيقٌ حَسَنُ السياسة لما

يَلي، يكْنونُ بذلك عن قِلة الضَّرْب بالعَصا. وضعيفُ العَصا أَي قليلُ

الضَّرْب للإبلِ بالعَصا،وذلك مما يُحْمَدُ به؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأَنشد

الأزهري لمَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَني:

عليه شَرِيبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا،

يُساجِلُها جُمَّاتِهِ وتُساجِلُهْ

قال الجوهري: موضعُ الجُمَّاتِ نَصْبٌ، وجَعَل شُرْبَها للماء مُساجَلة؛

وأَنشد غيرهُ قول الراعي يصف راعياً:

ضَعيفُ العَصا بادي العُروقِ، ترى له

عليها، إذا ما أَجْدَبَ الناسُ، إصبَعَا

وقولهم: إنه لضعيف العَصا أَي تِرْعِيةَ. قال ابن الأعرابي: والعربُ

تَعيبُ الرِّعاءَ بضَرْبِ الإبلِ لأن ذلك عُنْفٌ بها وقلَّةُ رِفْقٍ؛

وأَنشد:

لا تَضْرِباها واشْهَرا لها العصِي،

فرُبّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجْرَفي

فيها، وصَهْباءَ نَسوُلٍ بالعَشِي

يقول: أَخيفاها بشهّرِكُما العِصِيِّ لها ولا تَضْرِباها؛ وأَنشد:

دَعْها مِن الضَّرْبِ وبَشِّرّها بِرِيْ،

ذاكَ الذِّيادُ لا ذِيادٌ بالعِصِيْ

وعَصاه بالعَصا فهو يَعْصُوه عَصْواً إذا ضَرَبَه بالعصا. وعَصى بها:

أَخذها. وعَصِيَ بسَيْفه وعَصا به يَعْصُو عَصاً: أَخذَه أَخْذَ العَصا أَو

ضَرَبَ به ضَرْبَه بها؛ قال جرير:

تَصِفُ السُّيُوفَ وغيرُكُمْ يَعْصَى بها،

يا ابنَ القُيونِ، وذاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ

والعَصا، مقصورٌ: مصدرٌ قَولِك عَصِيَ بالسيف يَعْصَى إذا ضَرَبَ به،

وأَنشد بيت جرير أَيضاً.

وقالوا: عَصَوتُه بالعَصا وعَصَيْتُه وعَصِيتُه بالسيف والعَصا

وعَصَيْتُ وعَصِيتُ بهما عليه عَصاً؛ قال الكسائي: يقال عَصَوْتُه بالعَصا، قال:

وكَرِهِهَا بعضُهم، وقال: عَصِيت بالعَصا ثم ضَرَبْتُه بها فأَنا

أَعْصَى، حتى قالوها في السيف تشبيهاً بالعصا؛ وأَنشد ابن بري لمعبد بن

علقمة:ولكنَّنا نأْتي الظَّلامَ، ونَعْتَصِي

بكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَينَ مُصَمِّمِ

وقال أَبو زيد: عَصِيَ الرجلُ في القوم بسيفه وعَصاه فهو يَعْصَى فيهم

إذا عاثَ فيهم عَيْثاً، والاسمُ العَصا. قال ابن الأَعرابي: يقال عَصاهُ

يَعْصُوه إذا ضرَبَه بالعصا. وعَصِيَ يَعْصَى إذا لَعِبَ بالعَصا كَلِعبه

بالسيفِ. قال ابن سيده في المعتل بالياء: عَصَيته بالعصا وعَصِيته

ضربْتُه، كلاهما لُغةٌ في عَصَوْتُه، وإنما حَكَمْنا على أَلف العَصا في هذا

الباب أنها ياءٌ لقَولهم عَصَيْته، بالفتح فأَمّا عَصِيته فلا حجة فيه

لأَنه قد يكون من بابِ شَقِيتُ وغَبِيت، فإذا كان كذلك فلامُه واوٌ، والمعروف

في كل ذلك عَصَوْته.

واعْتَصى الشجرةَ: قَطَع منها عَصاً؛ قال جرير:

ولا نَعْتصِي الأَرْطَى، ولكن سَيُوفُنا

حِدادُ النواحي، لا يُبِلُّ سَلِيمُها

وهو يَعْتَصِي على عَصاً جَيِّدة أَي يَتوَكَّأُ. واعْتَصَى فلانٌ

بالعَصا إذا تَوكَّأَ عليها فهو مُعْتصٍ بها. وفي التنزيل: هي عَصايَ

أَتوَكَّأُ عليها. وفلان يَعْتَصِي بالسيفِ أَي يجعلهُ عَصاً. قال الأزهري: ويقال

للعصا عَصاةٌ، بالهاء، يقال أَخذْتُ عَصاتَه، قال: ومنهم مَن كرِهَ هذه

اللغة ، روى الأصمعي عن بعض البصريين قال: سُمِّيت العَصا عَصاً لأن

اليَدَ والأَصابعَ تَجْتَمعُ عليها، مأْخوذٌ من قول العرب عَصَوْتُ القومَ

أَعْصُوهم إذا جَمَعْتهم على خير أَو شرٍّ، قال: ولا يجوز مَدُّ العَصا ولا

إدخال التاء معها، وقال الفراء: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراق هذه

عَصاتي، بالتاء. وفي الحديث: أَنه حرم شجرَ المدينة إلاَّ عَصَا حَديدةٍ أَي

عصًا تصلح أَن تكون نِصاباً لآلة من الحديد. وفي الحديث: أَلا إنَّ

قَتِيل الخَطَإ قَتيلُ السَّوْطِ والعَصا، لأَنَّهما ليسا من آلات القتل،

فإذا ضُرِبَ بهما أَحدٌ فماتَ كان قَتْلُه خطأً.

وعاصاني فعَصَوْتُه أَعْصُوه؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، وأُراه

أَرادَ خاشَنني بها أَو عارَضَني بها فغَلَبْتُه، وهذا قليل في الجواهر، إنما

بابه الأعْراضُ ككَرَمْتُه وفَخَرْتُه من الكَرَم والفَخْر.

وعَصَّاه العَصَا: أَعطاه إياها؛ قال طُرَيح:

حَلاَّك خاتَمَها ومِنْبَرَ مُلْكِها،

وعَصا الرسولِ كرامةً عَصَّاكَها

وأَلْقى المسافِرُ عَصاهُ إذا بَلَغ موضِعَه وأَقام، لأنه إذا بلغ ذلك

أَلْقى عَصاه فخيَّم أَو أَقام وتركَ السفر؛ قال مُعَقِّرُ بنُ حِمارٍ

البارقيُّ يصف امرأَةً كانت لا تَسْتَقِرُ على زَوْج، كلما تَزَوَّجت رجلاً

فارَقتْه واسْتَبْدلتْ آخرَ به، وقال ابن سيده: كلما تزوَّجَها رجُلٌ لم

تواتِه ولم تَكْشِفْ عن رأْسِها ولم تُلْقِ خِمارها، وكان ذلك علامة

إبائِها وأَنها تُريدُ الزَّوْج، ثم تَزَوَّجها رجُلٌ فرَضِيتْ به وأَلْقَتْ

خِمارها وكَشفتْ قِناعَها:

فأَلْقتْ عَصاها واسْتَقرَّ بها النَّوَى،

كما قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسافِرُ

وقال ابن بري: هذا البَيتُ لعبدِ رَبِّه السلمي، ويقال لسُلَيْم بن

ثُمامَة الحَنَفي، وكان هذا الشاعر سَيَّر امرأَتَه من اليمامة إِلى الكوفة؛

وأَول الشعر:

تَذَكَّرْتُ من أُمِّ الحُوَيْرث بَعْدَما

مَضَتْ حِجَجٌ عَشْرٌ، وذو الشَّوق ذاكِرُ

قال: وذكر الآمِدي أَنَّ البيت لمُعَقِّر بن حمارٍ البارقي؛ وقبله:

وحَدَّثَها الرُّوّادُ أَنْ ليس بينَها،

وبين قُرى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ

كافر أَي مَطَر؛ وقوله:

فأَلْقَتْ عَصاها واسْتَقرَّ بها النَّوى

يُضْرب هذا مثلاً لكلِّ منْ وافَقَه شيءٌ فأَقام عليه؛ وقال آخر:

فأَلْقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عنها، وخَيَّمَتْ

بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحافِرُه

وقيل: أَلْقى عَصاه أَثْبَتَ أَوتادَه في الأَرض ثم خَيَّمَ، والجمع

كالجمع؛ قال زهير:

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَظُنُّك لمَّا حَضْحَضَتْ بَطْنَكَ العَصا،

ذَكَرْتَ من الأَرْحام ما لَسْتَ ناسِيا

(* قوله« حضحضت إلخ» هو هكذا بالحاء المهملة في الأصل.)

قال: العَصا عَصا البينَ هَهُنا. الأَصمعي في باب تَشبيه الرجُل بأَبيه:

العَصَا من العُصَيّة؛ قال أَبو عبيد: هكذا قال

(* قوله« قال أبو عبيد

هكذا قال إلخ» في التكملة: والعصية أم العصا التي هي لجذيمة وفيها المثل

العصا من العصية.) وأَنا أَحسَبُه العُصَيَّةُ من العَصَا، إِلاَّ أَن

يُرادَ به أَن الشيء الجلِيل إنما يكون في بَدْئه صَغِيراً، كما قالوا إِنَّ

القَرْمَ من الأَفِيلِ، فيجوز على هذا المعنى أَنْ يقال العَصا من

العُصَيَّة؛ قال الجوهري: أَي بَعْضُ الأَمر من بَعضٍ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

ويَكْفِيكَ أَنْ لا يَرْحلَ الضَّيْفُ مُغْضَباً عَصَا العَبْدِ، والبِئْرُ

التي لا تُمِيهُها

يعني بعَصَا العَبْدِ العُودَ الذي تحرَّكُ به المَلَّة وبالبئر التي لا

تُمِيهُها حُفْرَةَ المَلَّة، وأَرادَ أَنْ يرحَلَ الضيفُ مغْضَباً فزاد

لا كقوله تعالى: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي أَنْ تَسْجُدَ.

وأَعْصَى الكَرْمُ: خَرَجَت عِيدانُه أَو عِصِيُّه ولم يُثْمِرْ. قال الأَزهري:

ويقال للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا ما هم إِلاَّ عبيدُ العَصَا؛ قال ابن

سيده: وقولهم عبيدُ العَصا أَي يُضْرَبُون بها؛ قال:

قولا لِدُودانَ عَبِيدِ العَصَا:

ما غَرَّكمْ بالأَسَد الباسِلِ؟

وقَرَعْته بالعَصا: ضَرَبْته؛ قال يزيد بن مُفَرِّغ:

العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصا،

والحُرُّ تَكْفِيهِ المَلامَة

قال الأَزهري: ومن أَمْثالِهم إِن العَصا قُرِعَتْ لذي الحِلْم؛ وذلك

أَن بعض حُكَّامِ العَرب أَسَنَّ وضعُف عن الحُكْم، فكان إِذا احْتَكَم

إِليه خَصْمانِ وزَلَّ في الحُكْم قَرَع له بعضُ ولدِه العَصا يُفَطِّنُه

بقَرْعِها للصَّواب فيَفْطُنُ له. وأَما ما ورد في حديث أَبي جَهْمٍ: فإنه

لا يَضَعُ عَصاهُ عن عاتِقِه، فقيل: أَراد أَنه يُؤَدِّبُ أَهْلَه

بالضَّرْبِ، وقيل: أَراد به كَثْرةَ الأَسْفار. يقال: رَفَع عَصاهُ إِذا سار،

وأَلْقى عَصاهُ إِذا نزَل وأَقام. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال لرجُلٍ: لا تَرْفَعْ عَصاكَ عن أَهْلِكَ أَي لا تَدَعْ

تَأْديبَهُم وجَمْعَهُم على طاعَةِ الله تعالى؛ روي عن الكسائي وغيره أَنه لم

يُرِد العَصا التي يُضْرَبُ بها ولا أَمَر أَحَداً قطُّ بذلك، ولم يُرِدِ

الضَّرْبَ بالعَصا، ولكنه أَراد الأَدَبَ وجَعَلَه مَثَلاً يعني لا

تَغْفُلْ عن أَدَبهم ومَنْعِهم من الفَساد. قال أَبو عبيد: وأَصْلُ العَصا

الاجْتِماعُ والائْتِلافُ؛ ومنه الحديث: إِن الخَوارجَ قد شَقُّوا عصا

المُسْلِمين وفَرَّقوا جَماعَتهم أَي شَقُّوا اجْتماعَهُم وأْتِلافَهُم؛ ومنه

حديث صِلَة: إِيَّاك وقَتِيلَ العَصا؛ معناه إِيَّاك أَن تكونَ قاتِلاً

أَو مَقْتُولاً في شَقِّ عَصا المُسْلِمِين. وانْشَقَّت العَصا أَي وقَع

الخِلافُ؛ قال الشاعر:

إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّت العَصا،

فحَسْبُك والضَّحَّكَ سَيْفٌ مُهَنِّدُ

أَي يكفيك ويكفي الضَّحَّاكَ؛ قال ابن بري: الواو في قوله والضحاك بمعنى

الباء، وإن كانت معطوفة على المفعول، كما تقول بِعْتُ الشاءَ شاةً

ودِرْهَماً، لأَن المعنى أَن الضَّحَّاكَ نَفْسَه هو السَّيْفُ المُهَنَّدُ،

وليس المعنى يَكْفِيكَ ويَكْفِي الضَّحَّاك سَيْفٌ مُهَنَّدٌ كما ذكر.

ويقال للرجُلِ إِذا أَقام بالمَكان واطْمَأَنَّ واجْتَمع إِليه أَمْرُه: قد

أَلْقى عصاه وأَلْقى بَوانِيَهُ. أَبو الهيثم: العَصا تُضْرَب مثلاً

للاجتماع، ويُضْرب انْشِقاقُها مثلاً للافْتِراقِ الذي لا يكونُ بعده

اجتماعٌ، وذلك لأَنها لا تُدْعى عَصاً إِذا انْشَقَّت؛ وأَنشد:

فَلِلَّهِ شَعْبَا طِيَّةٍ صَدَعا العَصا،

هي اليَوْمَ شَتَّى، وهي أَمْسِ جَميع

قوله: فَلِلَّه له معنيان: أَحدهما أَنها لامُ تَعجُّب، تَعجَّبَ مما

كانا فيه من الأُنس واجتماعِ الشَّمْل، والثاني أَن ذلك مُصِيبَةٌ موجِعة

فقال: لله ذلك يَفْعَلُ ما يشاءُ ولا حِيلة فيه للْعِباد إِلا التَّسْلِيم

كالاسْتِرْجاع. والعِصِيُّ: العظامُ التي في الجَناح؛ وقال:

وفي حُقّها الأَدْنى عِصيُّ القَوادم

وعَصا السَّاق: عَظْمُّها، على التشبيه بالعَصا؛ قال ذو الرمة:

ورِجْلٍ كظِلِّ الذِّئْبِ أَلْحَقَ سَدْوَها

وظِيفٌ، أَمَرَّتْهُ عَصا السَّاقِ، أَرْوَحُ

ويقال: قَرَع فلانٌ فلاناً بعَصا المَلامَةِ إِذا بالغَ في عذله، ولذلك

قيل للتَّوْبِيخ تَقْريعٌ. وقال أَبو سعيد: يقال فلانٌ يُصَلِّي عَصا

فلانٍ أَي يُدَبِّرُ أَمْره ويَلِيه؛ وأَنشد:

وما صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ

قال الأَزهري: والأَصل في تَصْلِيَة العَصا أَنها إِذا اعْوَجَّتْ

أَلْزَمَها مُقَوِّمُها حَرَّ النَّارِ حتى تَلِين وتُجِيب التَّثْقِيفَ.

يقال: صَلَّيْتُ العَصا النارَ إِذا أَلْزَمْتَها حَرَّها حتى تَلِينَ

لِغامِزها. وتفاريقُ العَصا عند العرب: أَن العَصا إِذا انْكَسَرَت جُعِلَت

أَشِظَّةً، ثم تُجْعَلُ الأَشِظَّةُ أَوْتاداً، ثم تجعل الأَوْتادُ تَوادِيَ

للصِّرار، يقال: هو خَيْرٌ من تَفاريق العَصا. ويقال: فلانٌ يَعْصِي

الريحَ إِذا اسْتَقْبل مَهَبَّها ولم يَتَعرَّضْ لها. ويقال: عَصا إِذا

صَلُبَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ارادَ عسا، بالسين، فقَلَبها صاداً. وعَصَوْتُ

الجُرْحَ: شَدَدْتُه.

قال ابن بري: العُنْصُوَة الخُصْلة من الشَّعَر.

قال: وعَصَوَا البئر عَرْقُوتاهُ؛ وأَنشد لذي الرمة:

فجاءَتْ بنَسْجِ العَنْكبُوتِ كأَنَّه،

على عَصَوَيْها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

والذي ورد في الحديث: أَنَّ رَجُلاً قال مَنْ يُطِعِ اللهَ ورسُوله

فقَدْ رَشَدَ ومنْ يَعْصِهِما فقد غَوى، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم:

بِئْسَ الخَطِيبُ أَنتَ قُلْ: ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورسُوله فقد غَوى؛

إِنما ذمَّه لأَنه جمَع في الضَّمِير بين الله تعالى ورسُوله في قوله ومَنْ

يَعْصِهِما، فأَمَرَهُ أَن يَأْتي بالمُظْهَرِ ليَتَرَتَّب اسم الله

تعالى في الذِّكْر قبل اسْم الرَّسُول، وفيه دليل على أَن الواو تُفِيد

التَّرْتِيب.

والعِصيانُ: خِلافُ الطَّاعَة. عَصى العبدُ ربه إِذا خالَف أَمْرَه،

وعصى فلان أَميرَه يَعْصِيه عَصْياً وعِصْياناً ومَعْصِيَةً إِذا لم

يُطِعْهُ، فهو عاصٍ وعَصِيٌّ. قال سيبويه: لا يجيءُ هذا الضَّرْبُ على مَفْعِلٍ

إِلاَّ وفيه الهاء لأَنه إن جاءَ على مَفْعِلٍ، بغير هاءٍ، اعْتلَّ

فعدَلوا إِلى الأَخَفِّ. وعاصَاهُ أَيضاً: مثلُ عَصَاه. ويقال للجَماعةِ إِذا

خَرَجَتْ عن طاعةِ السلْطان: قد اسْتَعْصَتْ عليه. وفي الحديث: لْولا

أَنْ نَعْصِيَ اللهَ ما عَصانا أَي لم يَمْتَنعْ عن إِجابَتِنا إِذا

دَعَوْناه، فجعَل الجوابَ بمنْزِلة الخِطاب فسمَّاهُ عِصْياناً كقوله تعالى:

ومَكَرُوا ومَكَر الله. وفي الحديث: أَنه غيَّرَ اسْم العاصِي؛ إنما غَيَّره

لأَنَّ شعارَ المُؤْمِن الطَّاعة، والعِصْيانُ ضِدُّها. وفي الحديث: لم

يكن أَسْلَم مِنْ عُصاة قُريش غير مُطِيع بن الأَسْوَدِ؛ يريد مَنْ كانَ

اسْمُه العاصِي. واسْتَعْصى عليه الشيءُ: اشْتَدَّ كأَنه من العِصْيانِ؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

عَلِقَ الفُؤادُ برَيِّقِ الجَهْلِ

فأَبَرَّ واسْتَعْصَى على الأَهْلِ

والعاصي: الفَصِيلُ إِذا لم يَتْبَع أُمَّه لأَنه كأَنه يَعْصِيها وقد

عَصى أُمَّه. والعاصي: العِرْقُ الذي لا يَرْقَأُ. وعِرْقٌ عاصٍ: لا

يَنْقَطعُ دَمُه، كما قالوا عانِدٌ ونَعَّارٌ، كأَنه يَعصي في الانْقِطاع الذي

يُبْغى منه، ومنه قول ذي الرمَّة:

وهُنَّ مِنْ واطئٍ تُثْنى حَوِيَّتُه

وناشِجٍ، وعَواصِي الجَوْفِ تَنْشَخِبُ

يعني عُروقاً تَقَطَّعَتْ في الجَوف فلم يَرْقَأْ دَمُها؛ وأَنشد

الجوهري:

صَرَتْ نَظْرةً، لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ

غَدا، والعَواصِي مِنْ دَمِ الجَوْف تَنْعَرُ

وعَصى الطائِرُ يَعْصِي: طار؛ قال الطرماح:

تُعِيرُ الرِّيحَ مَنْكِبَها، وتَعْصِي

بأَحْوذَ غَيْرِ مُخْتَلِف النَّباتِ

وابنُ أَبي عاصِيَة: من شُعرائهم؛ ذكره ثعلب، وأَنشد له شِعْراً في

مَعْن بن زائدة وغيره؛ قال ابن سيده: وإنما حَمَلْناه على الياء لأَنهم قد

سمّوْا بضِدِّه، وهو قولُهُم في الرجل مُطِيع، وهو مُطِيع بن إياس قال: ولا

عَليْك من اخْتِلافِهما بالذَّكَريَّة والإِناثيَّة، لأَن العَلَم في

المذكَّر والمؤنث سواءٌ في كونه عَلَماً. واعْتَصَت النَّواةُ أَي

اشْتَدَّتْ. والعَصا: اسمُ فَرس عوف بن الأَحْوصِ، وقيل: فَرس قَصِير بن سعدٍ

اللخْمِي؛ ومن كلام قَصِير: يا ضُلَّ ما تَجْري به العَصا. وفي المثل: رَكب

العَصا قصِير؛ قال الأَزهري: كانت العَصا لجَذيمة الأَبْرش، وهو فَرسٌ

كانت من سَوابق خيْل العرب. وعُصَيَّةُ: قبيلةٌ من سُلَيم.

قُرْيانُ

قُرْيانُ:
موضع في ديار بني جعدة من بني عامر، قال مالك بن الصمصامة الجعدي:
إذا شئت فاقرنّي إلى جنب غيهب ... أجبّ، ونضوى للقلوص نجيب
فما الأسر بعد الحلق شرّ بقية ... من الصدّ والهجران، وهي قريب
ألا أيها الساقي الذي بلّ دلوه ... بقريان يسقي هل عليك رقيب؟
إذا أنت لم تشرب بقريان شربة ... وجايئة الجدران ظلت تلوب
أحبّ هبوط الواديين، وإنني ... لمستهتر بالواديين غريب
أحقّا، عباد الله، أن لست والجا ... ولا خارجا إلا عليّ رقيب
ولا زائرا فردا ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحنّ نجيبة ... إلى إلفها أو أن يحنّ عزيب؟

قصب

(قصب) : القُصْبُ: الظَّهْر.
(قصب) : القَصُوبُ من الغَنَم: التي تَجُرُّها [قبل حقٍّ جِزازها] .
(قصب) أقصب وشعره لواه وجعده وَالثَّوْب طواه وحلاه بالقصب وَفُلَانًا شدّ يَدَيْهِ إِلَى عُنُقه يُقَال أَخذ الرجل الرجل فقصبه
(قصب)
الشَّيْء قصبا قطعه والجزار الشَّاة فصل قصبها وقطعها عضوا عضوا فَهُوَ قاصب وقصاب وَفُلَانًا شَتمه وعابه
ق ص ب: (الْقَصَبُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْقَصْبَاءُ) كَالْحَمْرَاءِ مِثْلُهُ وَالْوَاحِدَةُ (قَصَبَةٌ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: (الْقَصْبَاءُ) وَالْحَلْفَاءُ وَالطَّرْفَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (الْقَصَبُ) أَيْضًا أَنَابِيبُ مِنْ جَوْهَرٍ وَفِي الْحَدِيثِ: «بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» . وَ (قَصَبَةُ) الْأَنْفِ عَظْمُهُ. وَقَصَبَةُ الْقَرْيَةِ وَسَطُهَا. وَقَصَبَةُ السَّوَادِ مَدِينَتُهَا. وَ (الْقَصْبُ) الْقَطْعُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَمِنْهُ (الْقَصَّابُ) . 
(قصب) - في الحديث: "رأيت عَمْرَو بنَ لُحَيٍ يَجُرّ قُصْبَه في النَّارِ"
قال أبو عُبَيدٍ: القُصْبُ: ما كان أسْفَلَ البَطْنِ مِن المِعاء.
وقيل: الأمعاء كلُّها، والجمع الأَقْصَاب، سُمِّى به؛ لأَنّه أجوفُ. وقيلَ: البَطنُ كلُّه.
- في حديث عَبدِ المَلِك بنِ مَرْوَان: "قال لعُرْوة : هلْ سَمِعْتَ أخاك يَقْصِبُ نِسَاءَنا؟ قال: لا"
: أي يَعِيبُ. وقَصَبَه: عَابَه. ورَجُلٌ قَصَّابة: يقَع في النَّاسِ ويَثْلُبُهم ويُمَزِّقُهم.
وأَصْل القَصْبِ: القَطْعُ؛ ومنه القَصَّاب وقيل: لأنه يُعالِج الأَقصابَ.
(ق ص ب) : (الْقَصَبُ) كُلُّ نَبَاتٍ كَانَ سَاقُهُ أَنَابِيبَ وَكُعُوبًا وَالْوَاحِدَةُ قَصَبَةٌ وَالْقَصْبَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ عَنْ سِيبَوَيْهِ وَقِيلَ هِيَ (الْقَصَبُ) الْكَثِيرُ النَّابِت فِي الْغَيْضَةِ (وَمِنْهَا) وَلَوْ اشْتَرَى أَجَمَةً وَفِيهَا قَصْبَاءُ (وَالْمَقْصَبَةُ) مَنْبِتُهُ وَمَوْضِعُهُ (وَقَوْلُهُ) وَإِذَا اتَّخَذَ الْأَرْضَ مَقْصَبَةً فَالْخَرَاجُ عَلَى الْقَاصِبِ أَيْ عَلَى الْمُسْتَنْبِتِ وَهُوَ مِنْ بَابِ لَابْن وَقَامِر وَأَنْوَاعُ الْقَصَبِ الْفَارِسِيُّ وَهُوَ مَا يُتَّخَذُ مِنْ أَنَابِيبِهِ الْأَقْلَامُ (وَمِنْهَا) قَصَبُ السُّكَّرِ وَهُوَ أَسْوَدُ وَأَبْيَضُ وَأَصْفَرُ وَإِنَّمَا يُعْتَصَرُ النَّوْعَانِ دُونَ الْأَسْوَدِ وَيُقَالُ لِتِلْكَ الْعُصَارَةِ عَسَل الْقَصَبِ (وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ) ضَرْبٌ مِنْهُ مُتَقَارِبُ الْعُقَدِ يَتَكَسَّرُ شَظَايَا كَثِيرَة وَأُنْبُوبهُ مَمْلُوءٌ مِنْ مَثَلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وَفِي مَضْغِهِ حَرَافَةٌ وَمَسْحُوقُهُ عِطْرٌ إلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاضِ (وَالْقُصْبُ) بِالضَّمِّ الْمِعَى وَالْجَمْعُ أَقْصَابٌ (وَمِنْهُ) (الْقَصَّابُ) لِأَنَّهُ يُعَالِجُ الْأَقْصَابَ أَيْ الْأَمْعَاءَ.
[قصب] في صفته صلى الله عليه وسلم: سبط «القصب»، هو كل عظم أجوف فيه مخ، جمع قصبة. وفيه: بشر خديجة ببيت من «قصب»، هو لؤلؤ مجوف واسع كالالمنيف، والقصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف. ك: وفيه إشارة إلى قصب سبقها في الإسلام، وقائل هذه خديجة جبرئيل، وأو إناء - شك من الراوي هل قال: إناء فيه طعام، أو أطلق الإناء ولم يذكر ما فيه - وصخب مر في ص. نه: وفيه: إنه سبق بين الحيل فجعلها مائة «قصبة»، أراد أنه ذرع الغابة بالقصب وتركز تلك القصبة عند أقصى الغاية فمن سبق إليها أخذها واستحق الخطر، فلذا يقال: حاز قصب السبق واستولى على الأمد. وفيه: رأيت عمرو بن لحى يجر «قصبه» في النار، هو بالضم: المعى، وجمعه أقصاب، واختلف انه اسم للأمعاء كلها أو لما كان أسفل البطن من الأمعاء. ط: هو بسكون صاد وهو أول من سيب السوائب وأول من سن عبادة الأصنام بمكة، ولعله كوشف من شأن ما كان يعاقب به في النار، يجر قصبه - لأنه استخرج من باطنه بدعة جر بها الجريرة إلى قومه. ك: وروي: عمرو بن عامر، ولعلهما واحد أو أحدهما أبوه والآخر جده. نه: ومنه ح: من يتخطى رقاب الناس كالجار «قصبه» في النار. وقال عبد الله لعروة: هل سمعت أخاك «يقصب» نساءنا؟ قال: لا، قصبه - إذا عابه، وأصله القطع، ومنه القصاب، ورجل قصابة: يقع في الناس. ك: هو من يقطع المذبوح عضوًا عضوًا.
ق ص ب : قَصَبْتُ الشَّاةَ قَصْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهَا عُضْوًا عُضْوًا وَالْفَاعِلُ قَصَّابٌ وَالْقِصَابَةُ الصِّنَاعَةُ بِالْكَسْرِ وَالْقَصَبُ كُلُّ نَبَاتٍ يَكُونُ سَاقُهُ أَنَابِيبَ وَكُعُوبًا قَالَهُ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْوَاحِدَةُ قَصَبَةٌ وَالْمَقْصَبَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالصَّادِ مَوْضِعُ نَبْتِ الْقَصَبِ.

وَقَصَبُ السُّكَّرِ مَعْرُوفٌ وَالْقَصَبُ الْفَارِسِيُّ مِنْهُ صُلْبٌ غَلِيظٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْمَزَامِيرُ وَيُسَقَّفُ بِهِ الْبُيُوتُ وَمِنْهُ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الْأَقْلَامُ وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ مِنْهُ مَا يَكُونُ مُتَقَارِبَ الْعُقَدِ يَتَكَسَّرُ شَظَايَا كَثِيرَةً وَأَنَابِيبُهُ مَمْلُوءَةٌ مِنْ شَيْءٍ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وَفِي مَضْغِهِ وَالْحَرَافَةُ عِطْرٌ إلَى الصُّفْرَةِ وَالْبَيَاضِ.

وَالْقَصَبُ عِظَامُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَنَحْوِهِمَا وَالْقَصَبُ ثِيَابٌ مِنْ كَتَّانٍ نَاعِمَةٌ وَاحِدُهَا قَصَبِيٌّ عَلَى النِّسْبَةِ وَثَوْبٌ مُقَصَّبٌ مَطْوِيٌّ.

وَقَصَبَةُ الْبِلَادِ مَدِينَتُهَا وَقَصَبَةُ الْقَرْيَةِ وَسَطُهَا وَقَصَبَةُ الْإِصْبَعِ أُنْمُلَتُهَا وَقَصَبَةُ الرِّئَةِ عُرُوقُهَا الَّتِي هِيَ مَجْرَى النَّفَسِ وَقَوْلُهُمْ أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ أَصْلُهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَنْصِبُونَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاقِ قَصَبَةً فَمَنْ سَبَقَ اقْتَلَعَهَا وَأَخَذَهَا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ السَّابِقُ مِنْ غَيْرِ نِزَاعٍ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى الْمُبَرِّزِ وَالْمُشَمِّرِ. 

قصب


قَصَبَ(n. ac. قَصْب)
a. Cut, cut off; cut up.
b. Affronted; reviled.
c.(n. ac. قَصْب
قُصُوْب), Refused to drink (camel).
d. Prevented from drinking.
e. Sucked in.
f. Played the flute.

قَصَّبَa. see I (b)b. Curled, twisted, frizzed (hair).
c. Produced culms (corn).
d. Bound, fettered.
e. [ coll. ], Cut (
stones ).
f. [ coll. ], Worked, embroidered
figured, fringed (cloth).
أَقْصَبَa. Produced reeds, canes (place).
b. Caused to impugn ( the honour of ).
c. Performed his service badly (pastor).
d. see II (c)
إِقْتَصَبَa. see I (a)
قُصْب
(pl.
أَقْصَاْب)
a. Gut, bowel.
b. Back.

قَصَبa. Reed, cane; culm, haulm, stalk.
b. Pipe, tube; canal; channel.
c. Bronchi, bronchial tubes; duct.
d. Flute, reed-pipe.
e. Finger bones, phalanges.
f. Quills.
g. Jewels.
h. Ewe.
i. [ coll. ], Gold-thread
silverthread, filigree-work.
قَصَبَةa. Rod, a certain measure.
b. Bone ( of the nose ).
c. Shaft ( of a well ); cane-roll ( of a
loom ).
d. Recently dug well.
e. Middle, interior ( of a country & c. ); city; capital, chief town; fortress, citadel
&c.
f. see 4
قَصَبِيّ
(pl.
قَصَب)
a. Cambric, fine linen.

قَصِبَةa. Reedy (country).
مَقْصَبَةa. Reed-bank; cane-brake.

قَاْصِبa. see 28 (a) (b).
c. Refusing to drink (camel).
d. Grower of reeds.

قِصَاْبa. Dam, dyke.
b. Water-channels.

قِصَاْبَةa. Fluteplaying.
b. Butcher's trade.
c. see 23 (a)
قَصِيْبa. see 21 (c)
قَصِيْبَة
(pl.
قَصَاْئِبُ)
a. see 28t (b)b. Lock, curl, ringlet.

قَصُوْبa. Shorn.

قَصَّاْبa. Flute-player, piper.
b. Butcher.

قَصَّاْبَةa. fem. of
قَصَّاْبb. Pipe, tube; reed, flute.
c. Abusive; reviler, vilifier.

قُصَّاْبَة
(pl.
قُصَّاْب)
a. Portion, section of a reed or cane.
b. see 25t (b) & 28t
(b).
قَصْبَآءُa. see 4 (a) & 17t
مِقْصَاْبa. Place abounding with reeds, canes.

N. Ag.
قَصَّبَa. Winner, victor.
b. Fleet, swift (horse).
N. P.
قَصَّبَa. Curled, frizzed (hair).
b. [ coll. ], Embroidered, worked (
cloth ).
قَصَْبَاة
a. see 4 (a)
تَقْصِبَة تَقْصِيْبَة (pl.
تَقَاْصِب
تَقَاْصِيْب)
a. see 25t (b)
قَصَب السُّكَّر
a. Sugar-cane.

قَصَب المَصّ
a. [ coll. ]
see supra.

قَصسَبَة الرِّئَة
a. Trachea.

قَصَبَة المَرِيْء
a. Oesophagus; gullet.
قصب
القَصَبُ: ثِيابٌ من كَتّانٍ رِقَاقٌ ناعِمَةٌ، الواحِدُ قَصَبِيٌ.
وثَوْبٌ مُقَصّب: مَطْوِيٌ.
وكُلّ نَبْتٍ كانَ ساقُه ذا أنابِيْبَ فهو قَصبٌ. وقَصبَ الزَّرْعُ تَقْصِيباً.
والقَصَبُ: عِظَامُ اليَدَيْن والرِّجْلَيْنِ. وقَصبَاتُ الأشاجِع.
والقَصَبَةُ: عَظْمُ الفَخِذِ. ووَسَطُ الحِصنِ وجوْفُه. وكُلُّ عَظْمٍ مستدير أجْوَفَ. والقَصْبَاءُ: هي القَصَبُ النابِتُ في المَقْصَبَة. والقَصَبَةُ: الخَشَبَةُ التي فيها مِحْوَرُ البَكْرَةِ.
والقُصْبَة: خُصْلَةٌ من الشَعر تَلْتَوي، وإذا قَصَبْتَها كانَتْ تَقْصِيْبَةً، والجميع التَقاصِيْبُ.
والقَصْبُ: الثَّلْبُ، فلانٌ يَقْصِبُ فلاناً ويَقْصُبُه: إذا مَزَّقَه. وهو القَطْعُ أيضاً، ومنه القَصّاب. وأنْ تُدْخِلَ إحدى عُرْوَتَي الجُوالِقِ في الأخْرى ثمَّ تثَنِّيْها مَرَةً أُخرى.
والقُصْبُ: الأمْعَاءُ كلُّها، وجَمْعُها أقْصَابٌ.
والقُصّابُ: الأوْتارُ، وكذلك الأقْصَابُ. وقيل: المَزامِيْرُ. والقَصّابُ: الزَّمّارُ.
وإذا وَرَدَتِ الإِبلُ الماءَ فما امْتَنَعَ منها عن الشُّرْب فهو قاصِبٌ، قَصبَ يَقْصبُ. وأقْصَبَ الراعي: قَصبَتْ إبِلُه. ومن أمثالِهم في سُوْءِ الرَّعْي: " رَعى فأقْصَبَ ".
والقِصَابُ: الدِّبَارُ، الواحدةُ قَصبَةٌ، وقَصَبَ أرْضَه. وهي البِئارُ أيضاً.
والقَصْبُ: الماءُ الكثيرُ. والقَلِيْبُ. وإذا كَثفَتِ الرُّغْوَةُ على اللَبَنِ فهو مقَصِّبٌ.
وقُصْبُ البَعِيرِ: ما يَمَسُّ منه الأرْضَ إذا بَرَكَ، والجميع القُصُوبُ.
والقاصِبُ: السَّحَابُ المُرْتَجِسُ. وهذا رَجُلٌ لم يُقَصَّبْ: أي لم يُخْتَنْ.
والتَّقْصِيْبُ: كَيٌّ على أخْدَعٍ أو نَسًى من قَطْع العِرْقِ.
والقُصّابى: طائرٌ يَتَتَبَّعُ الشَّجَرَ كثيرُ الصِّيَاح.
والمُقَصِّبُ: هو الذي يُحْرِزُ في السِّبَاقِ قَصَبَ السَّبْقِ.
والنَّعْجَةُ تُسَمّى: القَصَبَ، وتُدْعى فيُقال: قَصَبْ قَصَبْ.
وقَصيْبَةُ البِئْرِ: جِرَابُها. وقَصْبَاءَةُ الرِّيْش: مَنْبِتُه، كقَصْباءِ الأجَمَة.
[قصب] القَصَبُ: الأباء. والقَصْباء مثله، الواحدة قصبة. قال سيبويه: القصباء واحدٌ وجمع. قال: وكذلك الحلفاء والطَرفاء. والقَصَب: كلُّ عظمٍ مستديرٍ أجوف، وكذلك كلُّ ما اتُّخذَ من فضَّة وغيرها ، الواحدة قَصَبة. والقَصَب: مجاري الماء من العيون. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خيمةً * على قَصَبٍ وفراتٍ نَهَرْ وقال الأصمعيّ: قَصَبُ البطحاء: مياهٌ تجري إلى عيون الرَكايا. يقول: أقامت بين قَصَبٍ، أي ركايا، وماء عذب. وكل عذب فرات وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر. والقصب: عروق الرئة، وهي مخارج النَفَس ومجاريه. والقَصَب: ثيابُ كتَّانٍ رِقاقٌ. والقَصَب: أنابيبُ من جوهرٍ. وفي الحديث: " بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنَّة من قَصَب ". وقَصَبَةُ الأنف: عظمه. وقَصَبَةُ القَريةَ: وسطها. وقَصَبَةُ السَواد: مدينتها. والقصب، بالضم: المعى. يقال: هو يجرُّ قُصْبَهُ. قال الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ وأما قول امرئ القيس:

والقصب مضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ * فيريد الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أقصاب. قال الأعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمي‍ * نُ والمُسْمِعاتُ بأقصابِها أي بأوتارها، وهي تُتَّخذ من الأمعاء. ويروى " بِقُصَّابِها "، وهي المزامير. وشَعَر مقصَّب، أي مجعَّد. وقد قصَّب الزرعُ تقصيباً ، وذلك بعد التفريخ. والقصائب: الذوائب المقصَّبة تُلوى لياً حتَّى تترجَّل، ولا تُضفر ضفراً، واحدتها قصيبة وقصابة، بالضم والتشديد. وهى الانبوبة أيضا، والمزمار، والجمع قُصَّاب . والقَصَّاب بالفتح: الزمار، عن أبى عمرو. قال رؤبة يصف الحمار:

في جوفه وحى كوحى القصاب * وكذلك القاصب، والصنعة القصابة. والقَصْب: القطع. وقَصَب القَصَّاب الشاةَ قَصْباً، إذا قطَّعها عضواً عضواً. وقصَبْت البعيرَ وغيرَه، إذا قطعت عليه شربه قبل أن يَروى. وقَصَب البعير أيضاً شُرْبه، إذا امتنع منه قبل أن يَروى، فهو بعيرٌ قاصب، وناقةٌ قاصب أيضا، عن ابن السكيت. وأقصب الرجل، إذا فعلت إبله ذلك. وفى المثل: " رعى فأقصب "، يضرب للراعي، لانه إذا أساء رعيها لم تشرب الماء، لانها إنما تشرب إذا شبعت من الكلا. وقصبه، أي عابه. قال الكميت:

على أنِّي أُذَمُّ وأقصب
ق ص ب

أرض مقصبة: كثيرة القصباء وهي القصب النابت. وتقول: قصب الخط، أنفذ من قصب الخطّ. وقصّب الزرع: صار له قصب. وعن بعض العرب: قلت أبياتاً فغنّى بها حكم الوادي فوالله ما حرذك بها قصّابةً إلا خفت النار فتركت قول الشّعر وهي الوتر. ونفخ في القصّابة: في المزمار، ورأيت القصّاب، ينفخون في القصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير جمع: قاصبٍ. وقال رؤبة:

في جوفه وحيٌ كوحي القصّاب

أراد الزمّار. ورأيت القصّاب، ينقّي الأقصاب: الأمعاء، الواحد: قصبٌ. وفي الحديث " رأيت عمرو بن لحيّ يجرّ قصبه في النار " وقال الراعي:

تكسو المفارق واللّبّات ذا أرجٍ ... من قصب معتلف الكافور درّاج

ومن المجاز: خرج الماء من القصب وهي منابع العين. قال:

فصبحت والماء يجري حببه ... هزاهز البحر يعجّ قصبه

وامرأة تامّة القصب وهي عظام اليدين والرجلين، وفي كلّ إصبع ثلاث قصبات وفي الإبهام قصبتان. وانسدّت قصب رئته وهي عروقها التي هي مخارج النفس، وقصب كبده. ومع فلانٍ قصب صنعاء وقصب مصر أي قصب العقيق. وقصب الكتان. ولا تسكن إلاّ قصب الأمصار. وكنت في قصبة البلد والقصر والحصن أي في جوفه. قال أبو دؤاد:

دخلنا على البيض الكواعب كالدّمى ... لنا قصب الحصن الذي كان يمنع

وضربه على قصبة أنفه وهي عظمه. وبئرٌ مستقيمة القصبة وهي جرابها أي جوفها من أعلاها إلى أسفلها. وأحرز فلان القصبة والقصب. وجوادٌ مقصّبٌ: سابق. قال الحجّاج فيمن وهب له فرساً:

حمى سبرة بن النّحف يوم لقيته ... ذمار العتيك بالجواد المقصّب

وقصّبت المرأة شعرها: فتلت خصلة حتى تصير كالقصب. وقيل الشعر المقصّب: السّبط الذي يجعّدونه بالقصب والخيوط. وما أحسن تقاصيبها! الواحدة: تقصيبةٌ وهي الخصلة المقصّبة فإن كانت خلقةً قيل: القصيبة والقصائب. وقال مسكين الدارميّ يصف فراخ القطاة:

إذا خرّقت قصباءة الرّيش خلتها ... نصالاً ولكنّ النّصال حديد

أي إذا خرّقت قصب الرّيش الجلد وطلعت. وقصّبه: عابه ومعناه قطعه باللوم. وفلان لم يقصب: لم يختن من القصب بمعنى القطع. وتقول: يفعل بلحم أخيه القصّاب، ما لا يفعل بلحم شاته القصّاب. وسحابٌ قاصب: مرتجس.
باب القاف والصاد والباء معهما ق ص ب، ص ق ب، ق ب ص، ب ص ق مستعملات

قصب: القَصَبُ: ثياب من كتان ناعمة رقاق، والواحد قصَبيُّ. وكل نبت ساقه ذو أنابيب فهو قَصبٌ، وقصب الزرع تقصيباً. والقَصَبُ: عظام اليدين والرجلين، وقصَبةُ الأنف عظمه، وكل عظيم مستدير أجوف. وما اتخذ من فضة أو غيرها قصب. والقَصْباءُ: القَصَبُ الكثير في مَقْصَبَتِه. وقَصَبُ الرئة عروق غلاظ فيها، وهي مخارج النفس ومجاريه. والقَصَبةُ: جوف القصر أو جوف الحصن يبنى فيه بناء هو أوسطه. والقَصبةُ خصلة من الشعر تلتوي فإذا أنت قَصَّبْتَها كانت تَقصيبةً، وتجمع تَقاصيبَ، قال بشار:

وفرعٌ زانَ متنيكِ ... وزانته التَّقاصيبُ

وهو أن تضمها لياً إلى أصلها وتشدها فتصبح تَقَاصيبَ. وفلان يقصِبُ فلاناً: يمزقه ويذكره بالقبيح. والقَصْبُ: القطع، والقَصّابُ يقصب الشاة ويفصل أعضاءها تقصيباً. والقَصَبُ من الجوهر: ما كان مستطيلاً أجوف.

ولخديجة بيت في الجنة من قَصَبٍ لا وصب فيه ولا نصب

أي لا داء فيه ولا عناء. والقَصَبَ: الأمعاء كلها، وجمعه أقصابٌ. والقاصِبُ: الزامر.

صقب: الصَّقبُ والسَّقبُ الطويل مع ترارة في كل شيء. والصِّقَبُ: القرب، وبالسين لغة. ويقال للفصيل والفصيلة سَقْبٌ وسَقْبَةٌ ويقال للغصن الطويل الريان سَقْبٌ، قال ذو الرمة:

سَقْبانِ لم يتقشرْ عنهما النجب  قبص: القَبْصُ: التناول بأطراف الأصابع. ويروى: فَقَبَصْتُ قَبْصَةً ، أي أخذت من أثر دابة جبرئيل- ع. من التراب بأطراف أصابعي. وفرس قَبُوصٌ أي إذا جرى لم يصب الأرض إلا أطراف سنابكه من قدم، ويقال: هو الرشيق الخلق، قال:

سليم الرجع طهطاه قَبوصُ

والقَبْصُ، والقِبْصُ أجود،: مجمع النمل الكثير. وتقول: إنهم لفي قِبْصٍ من العدد، وفي قِبْصِ الحصى أي في كثرة لا يستطاع عده. والقَبَصُ: ارتفاع في الرأس وعظم، وقَبِصَ قَبَصاً فهو رجل أَقَبصُ الرأس ضخم مدور، قال:

قَبْصاءُ لم تنطح ولم تكتل

بصق: بَصَقَ لغة في بَسَق، وبُصاقُ الجراد لعابه. والبِصاقُ: هنات من الحرة تبدو منها إلى المستوى، الواحدة بَصْقةٌ كأن الحر بَصَقَها بَصْقاً  
قصب
قصَبَ يَقصِب، قَصْبًا، فهو قاصِب، والمفعول مَقْصوب
• قصَب الجزّارُ الشَّاةَ: فصل عظامَها وقطّعها عُضْوًا عُضْوًا. 

قصَّبَ يقصِّب، تقْصيبًا، فهو مُقصِّب، والمفعول مُقصَّب
• قصَّب الثَّوبَ: نسجه بخيوط الذَّهبِ والفِضّة "قصَّبَتِ الخيّاطة فُستانَ العَرُوس- مشت تزهو في ثوبها المقصَّب" ° حرير مقصَّب: مزيَّن بخيوط الذهب أو الفضّة.
• قصَّب الجزّارُ الشَّاةَ: قصبها؛ فصل عظامَها، وقطّعها عُضْوًا عُضْوًا.
• قصَّب شعرَه: لَوَاه وجعَّده.
• قصَّب الحجرَ: نحته وسوَّاه "قصَّب أرضَه قبل بذرها: سَوّاها". 

قِصابة [مفرد]: حرفة القصّاب، ذبح الماشية وبيع لحومها بالمفرَّق، جِزارة "رفض أن يعمل مع أبيه في القِصابة". 

قَصْب [مفرد]: مصدر قصَبَ. 

قَصَب [جمع]: مف قصَبَة:
1 - كلُّ نبات له أنابيب وكعوب "قصب السُّكّر" ° أحرز قَصَبَ السَّبْق: سبَق غيره إلى الفوز في أمرٍ، تفوّق على غيره.
2 - خطوط ذهبيّة أو فضيّة توشى بها ثياب المرأة "وشت فستانها بالقصب".
3 - (نت) نبات مائيّ من الفصيلة النجيليّة، ينمو حول الأنهار وقد يزرع، وساقه جوفاء تُستعمل في صناعة الحواجز والسِّلال ويسمى في مصر: الغاب البلديّ، وقصب النيل.
4 - قلم من بوص "يكتب الخطَّاط بقلم القَصَب".
• قصب السُّكَّر: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من فصيلة النجيليّات، مهده البلاد الآسيويّة الحارّة، أزهاره صغيرة الحجم، سوقه مُنتصبة مصقولة يُستخرج منها السُّكّر، وتُعطى أوراقه علفًا للماشية. 

قَصَبَة [مفرد]: ج قَصَبات وقَصَب:
1 - كلُّ أنْبُوبة في ساق الشَجَرة تنتهي بعُقْدَتين.
2 - قطعة من القَصَب مُثَقَّبة يَنفخ فيها الزَّامرُ، وهي النَّاي "قَصَبَة الرَّاعي".
3 - (رع) مقياس تُقاس به الأرض في مصر يبلغ طوله ثلاثة أمتار و 55 سم "قَصَبَة مربَّعة: مساحة مربَّعة طولها قَصَبَة وعرضها قَصَبَة".
4 - (شر) كُلُّ عَظْم مستدير أجْوَف ذي مُخٍّ "قَصَبَة الإصبع: أنملتها/ عظامها- قَصَبَة الأنف: عظمه".
• القَصَبة الهوائيَّة: (شر) القصبة الرِّئويّة، أنبوبة مدعَّمة بحلقات غضروفيّة لتظلّ مفتوحة دائمًا، تمتدّ من الحنجرة إلى الشُّعبتين الرِّئويَّتين، يسلكها هواء الشّهيق إلى الرِّئتين، ويخرج منها هواء الزَّفير إلى الخارج. 

قَصَّاب [مفرد]:
1 - جزّار "ذبح القصَّابُ الشَّاةَ".
2 - بائع اللَّحم.
3 - زمّار؛ مَنْ يزمِّر بالقَصَبة "عزف القصّابُ بالنّاي فأطرَبَنا". 

قَصّابَة [مفرد]: أداة تجرّها الدّوابُّ أو قوّة آليّة، تستعمل لقطع الأرض وتسويتها. 

مَقْصَبَة [مفرد]: ج مَقْصَبات ومَقاصِبُ: منْبَت القَصَب ومَوْضِعه.
• أرض مَقْصَبَة: كثيرة القَصَب. 
الْقَاف وَالصَّاد وَالْبَاء

الْقصب: كل نَبَات ذِي انابيب، واحدتها: قَصَبَة.

والقصباء: جمَاعَة الْقصب، واحدتها: قَصَبَة، وقصباءة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الطرفاء والقصباء وَنَحْوهمَا، اسْم وَاحِد يَقع على جَمِيع. وفيع عَلامَة التَّأْنِيث، وواحده على بنائِهِ وَلَفظه، وَفِيه عَلامَة التَّأْنِيث الَّتِي فِيهِ، وَذَلِكَ قَوْلك للْجَمِيع: حلفاء، وللواحدة: حلفاء لما كَانَت تقع للْجَمِيع، وَلم تكن اسْما مكسَّرا عَلَيْهِ الْوَاحِد، أراوا أَن يكون الْوَاحِد من بِنَاء فِيهِ عَلامَة التانيث، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي الْأَكْثَر الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث وَيَقَع مذكرا، نَحْو التَّمْر وَالْبر وَالشعِير واشباه ذَلِك، وَلم يجاوزا الْبناء الَّذِي يَقع للْجَمِيع، حَيْثُ أَرَادوا وَاحِدًا فِيهِ عَلامَة تَأْنِيث، لِأَنَّهُ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، فاكتفوا بذلك، وبينوا الْوَاحِدَة بِأَن وصفوها بِوَاحِدَة، وَلم يجيئوا بعلامة سوى الْعَلامَة الَّتِي فِي الْجمع، ليفرق بَين هَذَا، وَبَين الِاسْم الَّذِي يَقع للْجَمِيع وَلَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، نَحْو التَّمْر والبسر، وَتقول: أرطى وأرطاة، وعلقى وعلقاة، لِأَن الألفات لم تلْحق للتأنيث، فَمن ثمَّ دخلت الْهَاء. وَقد تقدم ذَلِك فِي حرف الْحَاء عِنْد ذكر الحلفاء.

والقصباء: منبت الْقصب.

وَقد اقصب الْمَكَان. وَأَرْض قَصَبَة، ومقصبة: ذَات قصب.

وقصب الزَّرْع، وأقصب: صَار لَهُ قصب.

والقصبة: كل عظم لَهُ مخ، على التَّشْبِيه بالقصبة. وَالْجمع: قصب.

والقصب: عِظَام الْأَصَابِع من الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَقيل: مَا بَين كل مفصلين من الْأَصَابِع.

وقصب الشَّاة يقصبها قصباً: فصل قصبها.

ودرة قاصبة: إِذا خرجت سهلة كَأَنَّهَا قضيب فضَّة.

وقصب الشَّيْء يقصبه قصباً، واقتصبه: قطعه.

والقاصب والقصاب: الجزار.

وحرفته: القصابة، فإمَّا أَن يكون من الْقطع، وَإِمَّا أَن يكون من أَنه يَأْخُذ الشَّاة بقصبتها: أَي بساقها.

والقصابة: المزمار.

وَالْجمع: قصاب، قَالَ الْأَعْشَى:

وشاهدنا الجل والياسمي ... ن والمسمعات بقصابها

والقاصب، والقصاب: النافخ فِي الْقصب، قَالَ:

وقاصبون لنا فِيهَا وسمار

والقصاب: الزمار، وَقَالَ رؤبة يصف الْحمار:

فِي جَوْفه وَحي كوحي القصاب

والقصابة، والقصبة، والقصيبة، والتقصيبة، والتقصبة: الْخصْلَة الملتوية من الشّعْر.

وَقد قصبه: قَالَ بشر بن لبي خازم:

رأى درة بَيْضَاء يحفل لَوْنهَا ... سخام كغربان البرير مقصب والقصب: مجاري المَاء من الْعُيُون.

واحدتها: قَصَبَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أَقَامَت بهَا فابتنت خيمة ... على قصب وفرات نهر

والقصبة: الْبِئْر الحديثة الْحفر.

والقصب: شعب الْحلق.

والقصب: عروق الرئة، وَهِي مخارج الانفاس وَالْوَاحد: كالواحد.

والقصب: المعي. وَالْجمع: أقصاب.

والقصب من الْجَوْهَر: مَا كَانَ مستطيلا أجوف.

والقصبة: جَوف الْقصر. وَقيل: الْقصر.

وقصبة الْبَلَد: مدينته. وَقيل: معظمه.

والقصبة: الْقرْيَة.

والقصب: ثِيَاب كتَّان ناعمة.

وَاحِدهَا: قصبى مثل: عَرَبِيّ وعرب.

وقصب الْبَعِير المَاء يقصبه قصباً: مصَّه.

وبعير قصيب. يقصب المَاء.

وقاصب: مُمْتَنع من شرب المَاء، وَرَافِع رَأسه عَنهُ، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَقد قصب يقصب قصباً، وقصوبا.

وأقصب الرَّاعِي: عافت إبِله المَاء، وَفِي الْمثل: " رعى فأقصب ".

وَدخل، رؤبة على سُلَيْمَان بن عَليّ، وَهُوَ وَالِي الْبَصْرَة، فَقَالَ: أَيْن أَنْت من النِّسَاء؟ فَقَالَ: أطيل الظمء ثمَّ ارد فأقصب.

وَقيل: القصوب: الرّيّ من وُرُود المَاء وَغَيره.

وقصب الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَالْبَعِير يقصبه قصباً: مَنعه شربه قبل أَن يرْوى. وقصبه يقصبه قصباً، وقصبه: شَتمه وعابه.

وأقصبه عرضه: الحمه إِيَّاه.

والقصابة: مسناة تنبي فِي اللهج كَرَاهِيَة أَن يستجمع السَّيْل فيربل الْحَائِط: أَي يذهب بِهِ الوبل وينهدم عراقه.

والقصاب: الديار، واحدتها: قَصَبَة.

والقاصب: المصوت من الرَّعْد.

والقصيبة: اسْم مَوضِع، قَالَ:

وَهل ي إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتي ... وأحببت طرفاء القصيبة من ذَنْب
قصب: قصب (بالتشديد): جهز وعبا بالقصب. (شيرب ديال ص71).
قصب: بنى سقفا من قصب. (شيرب ديال ص72 ن).
قصب: العامة تقول قصب البناء الحجر أي نحته وسواه (محيط المحيط).
قصب: زبر الكرم وقلمه (انظر مادة زبر).
قصب وقصبة، والجمع قصاب: بوص. (المقري 1: 354) (انظر إضافات) وقصاب جمع قصبة في معجم فوك.
قصب: نبات اسمه العلمي arundo donax. ( الجريدة الآسيوية 1848، 1: 275) ويسمى أيضا: القصب الفارسي أو قصب الفارس (المستعيني، أماري ص8، ألف ليلة 1: 363، كوسج طرائف ص96) وقد وجد أماري هذه الكلمة في عقد صقلي فقال في المخطوطات: (في هذا الموضع المعين في هذا العقد ينبت القصب المسمى: arundo donax كما ينبت في كل موضع في صقلية.
ومن أسمائه: القصب الأندلسي، ففي ابن ليون (ص46 ق): وقال ابن وافد القصب الفارسي هو القصب الأندلسي.
قصب البنيان: سمي بذلك لأن هذا النوع من القصب يستعمل في البنايات. (ابن العوام 1: 18، 396 وما يليها (وكذلك في مخطوطتنا) (ابن العوام 1: 19 خاصة.
قصب الساج: ولعل الصواب قصب السياج (انظر سياج) وسياج بمعنى خندق.
وفي المستعيني: قصب الساج هو قصب الفارس وهو الأندلسي ويقال له باسطوس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب، ومنه ما يقال له بلش وهو الأنثى وهو كثير العقد يصلح أن يكتب به (بدل باسطوس اقراناسطوس فهي الكلمة اليونانية nasthus وفي ديسقوريدوس (1: 114): منه ما يقال له ناسطوس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب.
أما Arundo femina وهو صنف من أصناف Arun- dodonax فقد ذكره هذا المؤلف أيضا وسماه بلش، ولعل باش هذه هي الكلمة اليونانية بلوس التي تعني أيضا نوعا من القصب.
قصب؛ قصب السكر. (دي ساسي طرائف 1: 276، 2: 8) ويقال له أيضا قصب حلو، (معجم الإدريسي، المستعيني، فوك، بوشر). وقصب السكر (المستعيني، محيط المحيط، بوشر) وقصب سكري (معجم الإدريسي) وقصب مص (همبرت 56 (سوريا)، بوشر) وقصب المص وسمي بذلك لأنه يمص (محيط المحيط). وأخيرا عود قصب (بوشر).
وفي ابن البيطار (2: 304) يوجد ثلاثة أنواع من قصب السكر فمنه أبيض ومنه أصفر ومنه أسود، والأسود لا يعصر وإنما يعصر الأبيض والأصفر وتسمى عصارته عسل القصب. وفي ألف ليلة (4: 679): عسل قصب قصب: نوع من الذرة في بلاد البربر. (دنهام 1، 173، ليون ص73، ص275، بارت 1: 156، 176، مجلة الشرق والجزائر 16: 108، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 10: 549، كاريت جغرافية ص150، ريشاردسن سنترال 1: 83، 102، 109) وعند ريشاردسن صحارى (1: 80، 334): (نوع من الذرة اسمها العلمي: Pennisetum typhoideum وتسمى درا في تونس بشنه في طرابلس). وفي غدامس (ص185): ذرة بيضاء طويلة، وفي (ص332): (ذرة تجلب من السودان ذات سنبلة (عرنوص) طويلة وحب ابيض ويوجد صنف آخر منها حبه أصفر).
وعند بانكري (2: 30): (حب القصب، وقلما يعرف في الأقطار الاوربية، هو أكثر الدقيق استعمالا في تغذية أهل طرابلس وهو الغذاء الرئيس لجمهور الناس وتحوى هذا الحب سنبلة طولها نحو ثلاثة أقدام واستدارتها مثل ذلك، وهذه تنبت على رأس قصبة قلما يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أقدام، والحب في حجم الرصاصة (الطلقة النارية) الكبيرة تقريبا لونه رصاصي باهت. وكثير عندهم جدا).
وعند التيجاني (الجريدة الرئيسة الدرا وهي صنف من الذرة البيضاء ويسمونها القصب).
قصبة الحية: في المغرب قنطوريون صغير (م. المنصوري مادة قنطوريون وقد تحرفت الكلمة فصارت Gacat- el- hai وفسرت بأنها نبات اسمه- chironia Pulchella، أي قنطريون صغير. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 346).
القصب الذعبي: هو في الأندلس نبات اسمه العلمي: Lysimachia Vulgaris ( ابن البيطار 2: 445).
القصب القبطي: ذكره ابن العوام (2: 443).
قصبة الحنطة: ساق السنبلة، قشة مجوفة. (بوشر).
قصبة، والجمع قصب: بوصة يربط بها خيط الصنارة وهي الشص لصيد السمك. (رولاند ديال ص591، ص592).
قصبة، والجمع قصب: رمح، وذلك لأنه يتخذ من الأسل. (معجم البيان).
لعب القصب: العاب فروسية، لعب السباق على ظهور الخيل. (الكالا).
قصبة: غليون هندي، غليون طويل الأنبوب يستعمله الهنود الحمر في أمريكا، بيبة، غليون للتدخين. (بوشر).
قصبة وقصب: اسم آلة موسيقية، ناي، شبابة. (دوماس عادات ص285، شوا: 296، بانانتي 2: 88، 89) أو مزمار وشبابة من قصب ذات ثقبين أو ثلاثة (كاربرون ص252، ص495) وطرف المزمار أو الشبابة مزود بقريص من نحاس ينطبق على الشفتين، (جاكو ص216) وانظر (سلفادور ص12، 36).
قصبة: مقياس للمساحة، وهو ستة أذرع وثلثي الذراع (بوشر) وفي محيط المحيط: القصبة في المساحة أربعون ذراعا وسدس ذراع مربعة. (انظر لين عادات 2: 417).
العد بالقصب: عد اللبن والآجر جملة وقياسه بالقامة وهي مقياس يساوي ستة أقدام.
ففي طرائف دي ساسي (1: 60): وكان أبو حنيفة صاحب المذهب يعد اللبن والآجر وهو الذي اخترع عده بالقصب اختصار.
قصبة، والجمع قصب: أنبوب، أنبوبة، أنبوب أعقف. (بوشر، تاج العروس).
قصبة: علبة أسطوانية تحفظ فيها التعاويذ والتمائم، حجاب. (كوسج طرائف ص73).
قصبة: ميزاب، مرزاب. (بوشر).
قصية الذراع: عظم الذراع وهو أجوف كالأنبوبة. (الكالا).
القصبة الصغر: عظم الساق الخارجي (بوشر).
القصبة الكبرى: ظنبوب، عظم الساق الأكبر، عظم الساق الداخلي. (بوشر) وفي معجم الكالا: قصبة الساق، والجمع قصائب.
قصبة: ساقية الدرع، درع الساق. (الكالا).
قصبة الرجل: عنق القدم، رسغ. (دومب ص85).
قصبة: أنبوب التنفس (بوشر) وعند همبرت (ص3): قصبة الحلق.
قصبة الرية: رغامي، مجرى الهواء إلى الرئة (بوشر همبرت ص3).
قصبة المريء: مجرى الطعام من الحلق إلى المعدة. (محيط المحيط).
قصبة: ربو، نسمة، ضيق النفس. (بوشر). قصب: سلك من الذهب يحيط بخيط حرير أو كتان. (بوشر، محيط المحيط).
قصب فضة وقصب ابيض: سلك من الفضة يحيط بخيط حرير أو كتاب (بوشر).
قصب أصفر: سلك من الذهب يحيط بخيط حرير أو كتان (بوشر).
قصب ذهب: سلك من الذهب أو الفضة يحيط بخيط حرير أو كتان. (صفة مصر 18، قسم 2، ص 386).
قصب ذهب سلك ذهب (برجون، كوسج طرائف ص80، ألف ليلة 1: 56، 2: 222).
قصبة، والجمع قصبات: خرزات مستطيلة أسطوانية الشكل للقلادة، كما رأى لين أن يترجم بهذا عبارة ألف ليلة (1: 576): وفي رقبته طوق من الذهب الأحمر وثلث قصبات من الزبرجد وهذا المعنى جاء في محيط المحيط ففيه: والقصب ما كان مستطيلا من الجوهر. ويقول السيد دي غويه يجب ان نضيف إلى هذا إنها مجوفة. ففي الفائق (2: 347): قال صاحب العين القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف وفيه أيضا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) فسره ببيت من لؤلؤ مجباة أي المجوفة. وكذلك ما نقله صاحب تاج العروس عن ابن الأثير.
وعند بعضهم: القصب انابيب من جوهر. وقصب أيضا: شرابه بشكل أنبوب، يقال مثلا: شاش بقصبات زركش (الملابس ص332).
قصب: سوار (فوك) وفيه: قصب فضة.
قصب فول، وقصب ذهب. وفي معجم الكالا: سوار ذهب: قصبة والجمع قصب. وفيه أيضا قصوب (قصاب) والجمع اقصاب.
قصب، عند الفرس: نسيج من الحرير، وفي مصر: نسيج موشى ومرصع بأسلاك من الذهب أو الفضة. (مملوك 2، 2: 75).
قصب الذهب: بروكار، نسيج مقصب بخيوط الحرير والذهب، ديباج، سندس. (برجرن).
قصبة العمود: ساق العمود، جذع العمود. (مثل Ca بالأسبانية). (الإدريسي روما).
قصب: كهربا، كهرمان أصفر، كهرب اصفر. (المستعيني مادة كهربا) وبخاصة في مخطوطتي ن، لا. ولم تضبط فيهما الكلمة بالشكل.
قصب عراق: ذكر مع ما يؤكل بعد الطعام في ألف ليلة (برسل 1: 149) ويرى السيد دي غويه إنه قصب السكر لأن في مخطوطة المتحف البريطاني لأبي القاسم بين أسماء ما يأكله أغنياء بغداد بعد الطعام قصب السكر المقطع المغسول بماء الورد.
قصبة: عاصمة الإقليم وحاضرته. (أماري ص24 ص12، ص144) وقد فسرت بكرسي الكورة. (ابن خلكان 1: 602).
قصبي. الشبوب المريش والقصبى: الشب بشكل الريش وبشكل الأنابيب. (البكري ص15).
قصبية: في ألف ليلة (برسل 1: 149): إلى أن جاءت إلى الحلواني فاشترت منه قصبية طبق من جميع ما عنده. وأرى أن كلمة طبق تفسير وشرح لكلمة قصبية. (وفي ماكن (1: 56) طبقا فقط) وإن قصبية هذه معناها سلة أو قفة من الاسل.
قصبجي: ساحب خيوط الذهب، وهو الذي يطرق الذهب والفضة ويحصل منهما أسلاكا. (بوشر) وفي مملوط (2، 2: 75): (العمال الذين يعملون أسلاك الذهب والفضة وهم القصبجية من الأقباط وهم يزركشون بهذه الأسلاك الحرير الأصفر والأبيض بعد أن يكونوا قد قطعوا هذه الأسلاك قطعا صغيرة).
قصابة: أنبوب معقوف. (بوشر).
قصابة: حين يفسر الجوهري هذه الكلمة بصناعة القصاب، فيجب فيما أرى أن لا تؤخذ كلمة قصاب بمعنى الزمار وهو النافخ بالمزمار، بل بمعنى الجزار ولذلك يجب أن لا تترجم بما معناه صناعة المزمار كما ترجمها فريتاج، بل بما معناه مهنة الجزار، وبهذا المعنى وجدت قصابة عند المقري (2: 525، باين سميث 1424).
غير أن صاحب تاج العروس يرى أن تفسير القصاب بالمزمار وهو النافخ في القصب صحيح فهو يقول: والقصاب الزمار وهو النافخ في القصب والقصاب الجزار وحرفة الأخير القصابة، وكلام الجوهري يقتضي أن هذا التصريف في الزمر أيضا.
وأري أن صاحب التاج إنما يستنتج ذلك استنتاجا ولا يذكر له مثالا.
قصيبة: شوفان، خرطال، هرطمان. (باجني مخطوطات).
قصاب: حامل قصبة المساحة (مساح). (صفة مصر 11).
مقصب: قصباء موضع مزروع بالقصب (بوشر).
مقصب (وصف)، يقال: نسيج مقصب أي مزركش بأسلاك الذهب. (مملوك 2، 2: 76).
مقصب (اسم): ضفيرة ذهبية. شريطة مزركشة بأسلاك الذهب. (بوشر، مملوك 1: 1، معجم الأسبانية (ص168).
مقصبة، والجمع مقاصب: موضع القصب ومنبته وموضع كثير القصب. (محيط المحيط، فوك، الكالا).
مقصبة: زراعة قصب السكر. ففي ابن العوام (1: 392): ويبيت فيها الغنم حتى يصير زبلها أرض المقصبة (وهذا ما جاء في مخطوطتنا).

قصب: القَصَبُ: كلُّ نَباتٍ ذي أَنابيبَ، واحدتُها قَصَبةٌ؛ وكلُّ نباتٍ كان ساقُه أَنابيبَ وكُعوباً، فهو قَصَبٌ. والقَصَبُ: الأَباء.

والقَصْباءُ: جماعةُ القَصَب، واحدتُها قَصَبة وقَصباءةٌ. قال سيبويه: الطَّرْفاءُ، والـحَلْفاءُ، والقَصْباءُ، ونحوها اسم واحدٌ يقع على جميع، وفيه علامةُ التأْنيث، وواحدُه على بنائه ولفظه، وفيه علامة التأْنيث التي فيه، وذلك قولك للجميع حَلْفاء، وللواحدة حَلْفاء، لَـمَّا كانت تقع للجميع، ولم تكن اسماً مُكَسَّراً عليه الواحدُ؛ أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناءٍ فيه علامةُ التأْنيث، كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليس فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبُسْر والبُرّ والشَّعيرِ، وأَشباه ذلك؛ ولم يُجاوِزوا البناء الذي يقع للجميع حيثُ أَرادوا واحداً، فيه علامة تأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفوا بذلك، وبَيَّنُوا الواحدة

بِأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِـيئُوا بعَلامة سوى العلامة التي في الجمع، ليُفْرَقَ بين هذا وبين الاسم، الذي يقع للجميع، وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.

وتقول: أَرْطى وأَرْطاةٌ، وعَلْقَى وعَلْقاة، لأَن الأَلِفات لم تُلْحَقْ للتأْنيث، فَمِن ثم دخلت الهاء؛ وسنذكر ذلك في ترجمة حلف، إِن شاء اللّه تعالى.

والقَصْباءُ: هو القَصَبُ النابت، الكثير في مَقْصَبته. ابن سيده:

القَصْباءُ مَنْبِتُ القَصَب. وقد أَقصَبَ المكانُ، وأَرض مُقْصِـبة

وقَصِـبةٌ: ذاتُ قَصَبٍ.

وقَصَّبَ الزرعُ تَقْصيباً، وأَقْصَبَ: صار له قَصَبٌ، وذلك بعد التَّفْريخ.

والقَصَبة: كلُّ عظمٍ ذي مُخٍّ، على التشبيه بالقَصَبة، والجمع قَصَبٌ.

والقَصَبُ: كل عظمٍ مستدير أَجْوَفَ، وكلُّ ما اتُّخِذَ من فضة أَو

غيرها، الواحدة قَصَبةٌ. والقَصَبُ: عظام الأَصابع من اليدين والرجلين؛ وقيل: هي ما بين كل مَفْصِلَيْن من الأَصابع، وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: سَبْطُ القَصَب. القَصَبُ من العظام: كلُّ عظم أَجوفَ فيه مُخٌّ، واحدتُه قَصَبة، وكلُّ عظمٍ عَريضٍ لَوْحٌ. والقَصْبُ: القَطْع. وقَصَبَ الجزارُ الشاةَ يَقْصِـبُها قَصْباً: فَصَل قَصَبَها، وقطعها عُضْواً عُضْواً.

ودِرَّة قاصبة إِذا خرجت سَهْلة كأَنها قضِـيبُ فِضَّةٍ. وقَصَبَ الشيءَ يَقْصِـبُه قَصْباً، واقْتَصَبَه: قطَعه. والقاصِبُ والقَصَّابُ:

الجَزَّارُ وحِرْفَته القِصَابةُ. فإِما أَن يكون من القَطْع، وإِما أَن يكون من أَنه يأْخذ الشاةَ بقَصَبَتِها أَي بساقِها؛ وسُمِّي القَصَّابُ

قَصَّاباً لتَنْقيته أَقْصابَ البَطْن. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه: لئن وَلِـيتُ بني أُمَيَّةَ، لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ

الوَذِمةَ؛ يريدُ اللُّحومَ التي تَعَفَّرَتْ بسقوطها في التُّراب؛ وقيل: أَراد بالقصَّاب السَّبُعَ. والتِّراب: أَصلُ ذراع الشاةِ، وقد تقدم ذلك في فصل التاءِ مبسوطاً.

ابن شميل: أَخَذ الرجُل الرجلَ فقَصَّبه؛ والتَّقْصِـيبُ أَن يَشُدَّ

يديه إِلى عُنُقه، ومنه سُمي القَصَّابُ قَصَّاباً. والقاصِبُ: الزامِرُ.

والقُصَّابة: المِزْمارُ(1)

(1 قوله «والقصابة المزمار إلخ» أي بضم القاف وتشديد الصاد كما صرح به الجوهري وإن وقع في القاموس إطلاق الضبط المقتضي الفتح على قاعدته وسكت عليه الشارح.) والجمع قُصَّابٌ؛ قال الأَعشى:

وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِـيـ * ـنُ والـمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها

وقال الأَصمعي: أَراد الأَعشى بالقُصَّاب الأَوْتارَ التي سُوِّيَتْ مِنَ الأَمْعاءِ؛ وقال أَبو عمرو: هي المزامير، والقاصِبُ والقَصَّاب النافخُ في القَصَب؛ قال:

وقاصِـبُونَ لنا فيها وسُمَّارُ

والقَصَّابُ، بالفتح: الزَّمَّارُ؛ وقال رؤبة يصف الحمار:

في جَوْفِه وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّاب

يعني عَيراً يَنْهَقُ. والصنعة القِصابةُ والقُصَّابة والقَصْبة والقَصِـيبة والتَّقْصِـيبة والتَّقْصِـبةُ: الخُصْلة الـمُلْتَوِيةُ من الشَّعَر؛ وقد قَصَّبه؛ قال بشر بن أَبي خازم:

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها * سُخامٌ، كغِرْبانِ البريرِ، مُقَصَّبُ

والقَصائبُ: الذَّوائبُ الـمُقَصَّبةُ، تُلْوى لَيّاً حتى تَتَرَجَّلَ، ولا تُضْفَرُ ضَفْراً؛ وهي الأُنْبوبة أَيضاً. وشَعْر مُقَصَّبٌ أَي مُجَعَّدٌ. وقَصَّبَ شَعره أَي جَعَّدَه. ولها قُصَّابَتانِ أَي غَديرتانِ؛ وقال الليث: القَصْبة خُصْلة من الشعر تَلْتَوي، فإِنْ أَنتَ قَصَّبْتَها

كانت تَقْصِـيبة، والجمع التَّقاصِـيبُ؛ وتَقْصِـيبُك إِيّاها لَيُّك

الخُصلة إِلى أَسْفلها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِـحُ وقد صارت

تَقاصِـيبَ، كأَنها بلابِلُ جاريةٍ. أَبو زيد: القَصائبُ الشَّعَر الـمُقَصَّبُ، واحدتُها قَصِـيبة. والقَصَبُ: مَجاري الماءِ من العيون، واحدتُها قَصَبة؛ قال أَبو ذؤيب:

أَقامتْ به، فابْتَنَتْ خَيْمةً * على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهَرْ

وقال الأَصمعي: قَصَبُ البَطْحاءِ مِـياهٌ تجري إِلى عُيونِ الرَّكايا؛

يقول: أَقامتْ بين قَصَبٍ أَي رَكايا وماءٍ عَذْبٍ. وكل ماءٍ عذبٍ:

فراتٌ؛ وكلُّ كثيرٍ جَرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ.

والقَصَبةُ: البئر الحديثةُ الـحَفْرِ.

التهذيب، الأَصمعي: القَصَبُ مَجاري ماءِ البئر من العيون. والقَصَبُ: شُعَبُ الـحَلْق. والقَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وهي مَخارِجُ الأَنْفاس ومجاريها.

وقَصَبةُ الأَنْفِ: عَظْمُه. والقُصْبُ: الـمِعَى، والجمع أَقْصابٌ. الجوهري: القُصْبُ، بالضم: الـمِعَى. وفي الحديث: أَنَّ عَمْرو ابنَ لُـحَيٍّ أَوَّلُ من بَدَّل دينَ إِسمعيل، عليه السلام؛ قال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: فرأَيتُه يَجُرُّ قُصْبَه في النار؛ قيل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كُلِّها؛ وقيل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاءِ؛ ومنه الحديثُ: الذي يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ يومَ الجمعة، كالجارِّ قُصْبَهُ في النار؛ وقال الراعي:

تَكْسُو الـمَفارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ، * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ

قال: وأَما قول امرئِ القيس:

والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والـمَتْنُ مَلْحوبُ

فيريد به الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أَقْصابٌ؛ وأَنشد بيتَ الأَعشى:

والـمُسْمِعاتُ بأَقْصابِها

وقال: أَي بأَوتارها، وهي تُتَّخَذُ من الأَمْعاءِ؛ قال ابن بري: زعم

الجوهري أَنَّ قول الشاعر:

والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمتنُ مَلْحوبُ

لامرئِ القيس؛ قال: والبيت لإِبراهيم بن عمران الأَنصاري؛ وهو بكماله:

والماءُ مُنْهَمِرٌ، والشَّدُّ مُنْحَدِرٌ، * والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، والـمَتْنُ مَلْحوبُ

وقبله:

قد أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعواءَ، تَحْمِلُني * جَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْيَـيْن، سُرْحُوبُ

إِذا تَبَصَّرَها الرَّاؤُونَ مُقْبِلةً، * لاحَتْ لَـهُمْ، غُرَّةٌ، منْها، وتَجْبِـيبُ

رَقاقُها ضَرِمٌ، وجَرْيُها خَذِمٌ، * ولَـحْمها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والعَينُ قادِحَةٌ، واليَدُّ سابِحَةٌ، * والرِّجْلُ ضارِحةٌ، واللَّوْنُ غِرْبيبُ

والقَصَبُ من الجَوْهر: ما كان مُسْتَطِـيلاً أَجْوَفَ؛ وقيل: القَصَبُ

أَنابِـيبُ من جَوْهَرٍ. وفي الحديث: أَنَّ جبريلَ، عليه السلام، قال

للنبي، صلى اللّه عليه وسلم: بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنة من قَصَبٍ، لا صَخَب فيه ولا نَصَب؛ ابن الأَثير: القَصَبُ في هذا الحديث لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسعٌ، كالقَصْرِ الـمُنيف. والقَصَبُ من الجوهر: ما اسْتطالَ منه في تَجْويف. وسأَل أَبو العباس ابنَ الأَعرابي عن تفسيره؛ فقال: القَصَبُ، ههنا: الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ الـمُرَصَّعُ بالياقوت؛ قال: والبَيتُ ههنا بمعنى القَصْر والدار، كقولك بيت الـمَلِك أَي قَصْرُه. والقَصَبةُ: جَوْفُ القَصْرِ؛ وقيل: القَصْرُ. وقَصَبةُ البَلد: مَدينَتُه؛ وقيل: مُعْظَمُه. وقَصَبة السَّوادِ: مَدينتُها. والقَصَبَةُ: جَوْفُ الـحِصْن، يُبْنى فيه بناءٌ، هو أَوسَطُه. وقَصَبةُ البلاد:

مَدينَتُها. والقَصَبة: القَرية. وقَصَبةُ القَرية: وسَطُها.

والقَصَبُ: ثيابٌ، تُتَّخَذ من كَتَّان، رِقاقٌ ناعمةٌ، واحدُها قَصَبـيٌّ، مثل عَربيٍّ وعَرَبٍ. وقَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِـبُه قَصْباً: مَصَّه.

وبعير قَصِـيبٌ، يَقصِبُ الماءَ، وقاصِبٌ: ممتنع من شُرْب الماءِ، رافعٌ رأْسه عنه؛ وكذلك الأُنثى، بغير هاء. وقد قَصَبَ يَقْصِبُ قَصْباً وقُصُوباً، وقَصَبَ شُرْبَه إِذا امتنع منه قبل أَن يَرْوَى. الأَصمعي: قَصَبَ البعيرُ، فهو قاصِبٌ إِذا أَبى أَن يَشْرَب. والقومُ مُقْصِـبُونَ إِذا لم تَشْرَب إِبِلُهم.

وأَقْصَبَ الراعي: عافَتْ إِبلُه الماءَ. وفي المثل: رَعَى فأَقْصَبَ،

يُضْرَب للراعي، لأَنه إِذا أَساءَ رَعْيَها لم تَشْرَبِ الماءَ، لأَنها

إِنما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ. ودَخَلَ رُؤْبة على سليمان بن

علي، وهو والي البصرة؛ فقال: أَين أَنْتَ من النساءِ؟ فقال: أُطِـيلُ الظِّمْءَ، ثم أَرِدُ فأُقْصِبُ.

وقيل: القُصُوبُ الرِّيُّ من وُرود الماءِ وغيره. وقَصَبَ الإِنسانَ

والدَّابةَ والبعيرَ يَقْصِـبُهُ قَصْباً: منعه شُرْبَه، وقَطَعه عليه، قبل

أَن يَرْوَى. وبعيرٌ قاصِبٌ، وناقة قاصِبٌ أَيضاً؛ عن ابن السكيت.

وأَقْصَبَ الرجلُ إِذا فَعَلَت إِبلُه ذلك.

وقَصَبَه يَقْصِـبُه قَصْباً، وقَصَّبه: شَتَمَه وعابه، ووَقعَ فيه.

وأَقْصَبَهُ عِرْضَه: أَلْحَمَه إِياه؛ قال الكميت:

وكنتُ لهم، من هؤلاكَ وهؤُلا، * مُحِـبّاً، على أَنـِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ

ورجلٌ قَصّابَةٌ للناس إِذا كان يَقَعُ فيهم. وفي حديث عبدالملك، قال لعروة بن الزبير: هل سمعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نساءَنا؟ قال: لا.

والقِصابةُ: مُسَنَّاة تُبْنى في اللَّهْج (1)

(1 قوله «تبنى في اللهج» كذا في المحكم أيضاً مضبوطاً ولم نجد له معنى يناسب هنا. وفي القاموس تبنى في اللحف أي بالحاء المهملة. قال شارحه وفي بعض الامهات في اللهج اهـ. ولم نجد له معنى يناسب هنا أيضاً والذي يزيل الوقفة ان شاء اللّه ان الصواب تبنى في اللجف بالجيم محركاً وهو محبس الماء وحفر في جانب البئر. وقوله والقصاب الدبار إلخ بالباء الموحدة كما في المحكم جمع دبرة كتمرة. ووقع في القاموس الديار بالمثناة من تحت ولعله محرف عن الموحدة.) ، كراهيةَ أَن يَسْتَجْمِـعَ السيلُ فيُوبَلَ الحائطُ أَي يَذْهَبَ به الوَبْلُ، ويَنْهَدِمَ عِراقُه.

والقِصابُ: الدِّبارُ، واحِدَتُها قَصَبَة.

والقاصِبُ: الـمُصَوِّتُ من الرعد. الأَصمعي في باب السَّحاب الذي فيه رَعْدٌ وبَرْقٌ: منه الـمُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والـمُدَوِّي،

والـمُرْتَجِسُ؛ الأَزهري: شَبَّه السَّحابَ ذا الرعد بالقاصبِ أَي

الزامر.ويقال للـمُراهِنِ إِذا سَبَقَ: أَحْرَزَ قَصَبَة السَّبْق. وفرس

مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ ومنه قوله:

ذِمارَ العَتِـيك بالجَوادِ الـمُقَصِّبِ

وقيل للسابق: أَحْرَزَ القَصَبَ، لأَنَّ الغاية التي يسبق إِليها، تُذْرَعُ بالقَصَبِ، وتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهى الغاية، فَمَنْ سَبَقَ إِليها حازها واسْتَحَقَّ الخَطَر. ويقال: حازَ قَصَبَ السَّبْق أَي اسْتَولى على الأَمَد. وفي حديث سعيد بن العاص: أَنه سَبَقَ بين الخَيْل في الكوفة، فَجَعلها مائة قَصَبةٍ وجَعَل لأَخيرها قَصَبَةً أَلفَ درهم؛

أَراد: أَنه ذَرَع الغاية بالقَصَبِ، فجَعَلَها مائة قَصَبةٍ.

والقُصَيْبَة: اسم موضع؛ قال الشاعر:

وهَلْ لِـيَ، إِنْ أَحْبَبْتُ أَرضَ عَشِـيرتي * وأَحْبَبْتُ طَرْفاءَ القُصَيْبة، من ذنْب؟

قصب

1 قَصَبَهُ, aor. ـِ (M, K,) inf. n. قَصْبٌ, (S, M, O,) He cut it, (S, * M, O, * K,) namely, a thing; (M;) as also ↓ اقتصبهُ. (M, K.) And قَصَبَ الشَّاةَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. as above, (M, Msb,) and so the inf. n., (S, M, O, Msb,) said of the butcher, (O,) He cut up the sheep, or goat, into joints, or separate limbs: (S, O, Msb:) or he separated the [bones called] قَصَب of the sheep, or goat. (M, K.) b2: فُلَانٌ لَمْ يُقْصَبٌ meaning (tropical:) Such a one has not been circumcised, is from القَصْبُ signifying “ the act of cutting. ” (A.) b3: And قَصَبَهُ, (S, M, A, O, K,) aor. ـِ inf. n. قَصْبً; (M;) and ↓ قصّبهُ, (M, K,) inf. n. تَقْصِبٌ, (K,) (tropical:) He attributed, or imputed, to him, or accused him of, a vice, or fault, or the like; (S, M, A, O, K;) and reviled, or vilified, him; (M, A, K;) meaning he cut him with censure. (A.) A2: And قَصَبَهُ, (S, M, O, K,) namely, a camel, and [any] other [animal], (S, O,) or a man, (M, K,) and a beast, (M,) aor. and inf. n. as above, (M,) He stopped, or cut short, (S, O,) or prevented, (M, K,) his drinking, before he had satisfied his thirst. (S, M, O, K.) b2: And قَصَبَ شُرْبَهُ He (a camel) abstained from his drinking before he had satisfied his thirst: (ISk, S, O:) or قَصَبَ [alone], said of a camel, (As, M, K, TA,) aor. as above, inf. n. قَصْبٌ and قُصُوبٌ, (M, K,) he refused to drink: (As, TA:) or he abstained from drinking the water, raising his head from it, (M, K, TA,) before he had satisfied his thirst: (TA:) or, as some say, قُصُوبٌ signifies the satisfying of thirst by coming to the water &c. (M, TA.) b3: And قَصَبَ المَآءَ, aor. ـِ inf. n. قَصْبٌ, He (a camel) sucked up, or sucked in, the water. (M, TA.) A3: It seems to be applied in the S that قَصَبَ, aor. as above, also signifies He played upon a musical reed, or pipe. (MF.) 2 قَصَّبَ see the preceding paragraph.

A2: قصّب الزَّرْعُ, (S, M, O,) inf. n. تَقْصِيبٌ; (S;) and ↓ اقصب; (M;) The زرع [i. e. seed-produce, or wheat or the like,] produced its قَصَب [or jointed stalks, or culms:] (M:) this is the case after the تَفْرِيخ. (S, O. [See 2 in art. فرخ.]) [Hence the saying,] إِنِّى أَرَى الشَّرَّ قَصَّبَ (assumed tropical:) [Verily I see evil, or the evil, to have grown, like corn producing its culms]. (TA voce نَبَّبَ.) b2: And قصّب الشَّعَرَ, (M, K,) inf. n. تَقْصِيبٌ, (O, K,) (assumed tropical:) He twisted the locks of the hair [in a spiral form so that they became like hollow canes]: (M, K:) or قَصَّبَتْ شَعَرَهَا (tropical:) she (a woman) twisted the locks of her hair so that they became like قَصَب [i. e. hollow canes]: (A:) and (K) (assumed tropical:) he curled the hair; syn. جَعَّدَهُ. (O, K.) b3: And قصّبهُ, (ISh, TA,) inf. n. as above, (O, K,) He bound his hands to his neck, (ISh, O, K, TA,) namely, a man's: (ISh, TA:) [and app., in like manner, his fore-legs, namely, a sheep's or a goat's: sea قَصَّابٌ, last sentence.]4 اقصبهُ عِرْضَهُ (assumed tropical:) He empowered him to revile, or vilify, him. (M.) [Agreeably with an explanation of قَصَبَهُ in the A, mentioned above, it may rather be rendered (tropical:) He caused him to cut, with censure, or to wound, his honour, or reputation.]

A2: اقصب said of a pastor, (ISk, S, M, O, K,) [He performed his service ill, so that] his camels disliked, and refused to drink, the water; (ISk, M, K;) or, [so that] his camels abstained from drinking before they had satisfied their thirst. (S, O.) رَعَى فَأَقْصَبَ [He pastured, and performed his service ill, &c.,] is a prov., (S, M, O, K,) applied to a [bad] pastor; because, if he pasture the camels ill, they will not drink; (S, O, K;) for they drink only when they are satiated with the herbage: (S, O:) or, as Meyd says, it is applied to him who will not act sincerely, or honestly, and with energy, or vigour, in an affair which he has undertaken, so that he mars, or vitiates, it. (TA.) A3: اقصب said of a place, It produced reeds, or canes. (M, K.) b2: See also 2.8 إِقْتَصَبَ see 1, first sentence.

قُصْبٌ A gut; syn. مِعًى: (S, M, Mgh, O, K:) or all the أَمْعَآء [or guts]: or the guts [امعآء] that are in the lower part of the belly: TA:) pl. أَقْصَابٌ. (S. M, Mgh, O, K.) One says, هُوَ يَجُرُّ قُصْبَهُ [expl. by what here follows]. (S, O.) The Prophet said, respecting 'Amr Ibn-'Ámir El-Khurá'ee, who first set at liberty سَوَائِب [pl. of سَائِبَةٌ, q. v.], (O,) or respecting 'Amr Ibn-Kamee-ah, who first changed the religion of Ishmael, (TA,) رَأَيْتُهُ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النُّارِ [I saw him dragging his guts in the fire of Hell]. (O, TA.) b2: El-Aashà in his saying وَشَاهِدُنَا الجُلَّ وَاليَاسَمِى

نُ وَالمُسْمِعَاتُ بِأَقْصَابِهَا means [The rose being present with us, and the jasmine, and the songstresses] with their chords of gut: or, as some relate it, (and as it is cited in the M,) he said ↓ بِقُصَّابِهَا, meaning with their musical reeds, or pipes. (S, O.) b3: And (tropical:) The middle of the body; metaphorically applied thereto: so in the saying of Imra-el-Keys, (S, O, L,) or, accord. to the people of El-Koofeh and ElBasrah, it is falsely ascribed to him, (O,) والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ [And the middle of the body slender and lean, and the portion next the back-bone, on either side, smooth, and sloping downwards]. (S, O, L.) b4: And (assumed tropical:) The back. (O, K. [SM, not having found this in any lexicon but the K, supposed that الظَّهْرُ might be substituted in it for الخَصْرُ, which is not therein mentioned as a meaning of القُصْبُ.]) قَصَبٌ [a coll. gen. n., signifying Reeds, or canes; and the like, as the culms of corn, &c.; and sometimes signifying a reed, or cane, and the like, as meaning a species thereof;] any plant having (M, A, Mgh, Msb, K) its stem composed of (Mgh, Msb) أَنَابِيب [or internodial portions] (M, A, Mgh, Msb, K) and [their] كُعُوب [or connecting knots, or joints]; (Mgh, Msb;) [i. e. any kind, or species, of plant having a jointed stem;] i. q. أَبَآءٌ [a word comparatively little known]; (S; [in the O اَناء, a mistranscription;]) and [it is said that] ↓ قَصْبَآءُ signifies the same: (S, O: [but see what follows:]) the n. un. of the former is ↓ قَصَبَةٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and ↓ قَصْبَاةٌ or ↓ قَصَبَاةٌ: (K accord. to different copies; the former accord. to the TA: [but each of these I believe to be a mistake for ↓ قَصُبْآءَةٌ, which is said to be a n. un. of قَصْبَآءُ, and therefore held by some to be syn. with قَصَبَةٌ:]) ↓ قَصْبَآءُ [appears, however, to differ somewhat from قَصَب, for it is said that it] signifies an assemblage of قَصَب; (M, K;) and its n. un. is ↓ قَصَبَةٌ and ↓ قَصْبَآءَةٌ [like حَلَفَةٌ and حَلْفَآءَةٌ which are both said to be ns. un. of حَلْفَآءٌ; and طَرَفَةٌ and طَرْفَآءَةٌ, said to be ns. un. of طَرْفَآءٌ; the former in each case anomalous]: (M: [see also Ham p. 201:]) or, accord. to Sb, ↓ قَصْبَآءُ is sing. and pl., (S, M, Mgh, O,) and so طَرْفَآءُ, (S, M, O,) and حَلْفَآءُ; (S, O;) as pl. and as sing. also having the sign of the fem. gender; therefore, when they mean to express the sing. signification, they add the epithet وَاحِدَةٌ; thus, and thus only, distinguishing the sing. meaning from the pl., and making a difference between a word of this class and a noun that denotes a pl. meaning and has not the sign of the fem. gender such as تَمْرٌ and بُسْرٌ, and such as أَرْطًى and عَلْقًى of which the ns. un. are أَرْطَاةٌ and عَلْقَاةٌ: (M:) or, as some say, ↓ قَصْبَآءُ signifies many قَصَب growing in a place: (Mgh:) and it signifies also a place in which قَصَب grow: (M, K:) [or] ↓ مَقْصَبَةٌ has this last meaning; (Mgh, Msb;) or signifies, like ↓ أَرْضٌ قَصِبَةٌ, a land having قَصَب. (M, K. *) b2: أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ, (Msb,) or السَّبْقِ ↓ قَصَبَةَ, (TA,) [meaning (assumed tropical:) He won, or acquired, the canes, or cane, of victory in racing,] is said of the winner in horseracing: they used to set up, in the horse-course, a cane (قَصَبَة,) and he who outstripped plucked it up and took it, in order that he might be known to be the one who outstripped, without contention: this was the origin of the phrase: then, in consequence of frequency of usage, it was applied also to the expeditious, quick, and light, or active: (Msb, * TA:) [accord. to the TA, it is a tropical phrase, but perhaps it is so only when used in the latter way:] it is said in a trad. of Sa'eed Ibn-El-Ás, that he measured the horse-course with the cane, making it to be a hundred canes in length, and the cane was stuck upright in the ground at the goal, and he who was first in arriving at it took it, and was entitled to the stake. (O, TA. [See also مُقَصِّبٌ.]) b3: [The ↓ قَصَبَة here mentioned as A certain measure of length, used in measuring race-courses, was also used in other cases, in measuring land, and differed in different countries and in different times: accord. to some, it was ten cubits; thus nearly agreeing with our “ rod: ” (see جَرِيبٌ:) accord. to others, six cubits and a third of a cubit: (see فَدَّانٌ:) the modern Egyptian قَصَبَة, until it was reduced some years ago, was about twelve English feet and a half; its twentyfourth part, called قَبْضَةٌ, being the measure of a man's fist with the thumb erect, or about six inches and a quarter.] b4: القَصَبُ الفَارِسِىُّ [The Persian reed] is a kind whereof writing-reeds are made: (Mgh, Msb:) and another kind thereof is hard and thick; and of this kind are made musical reeds, or pipes; and with it houses, or chambers, are roofed. (Msb) One says, قَصَبُ الخطِّ أَنْفَذُ مِنْ قَصَبِ الخَطِّ [meaning Writingreeds are more penetrating, or effective, than the canes of El-Khatt (which are spears); i. e., words wound more than spears]. (A, TA.) b5: قَصَبُ السُّكَّرِ is well-known [as meaning The sugar-cane]: (Msb:) this is of three kinds; white and yellow and black: of the first and second, but not of the third, the juice [of which sugar is made] is expressed; and this expressed juice is called عَسَلُ القَصَبِ. (Mgh.) b6: قَصَبُ الذَّرِيرَةِ [is Calamus aromaticus; also called قَصَبُ الطِّيبِ]: a species thereof has the joints near together, and breaks into many fragments, or splinters, and the internodial portions thereof are filled with a substance like spiders' webs: when chewed, it has an acrid taste, and it is aromatic (Mgh, Msb) when brayed, or powdered; (Mgh;) and inclines to yellowness and whiteness. (Mgh, Msb. [See also ذَرِيرَةٌ, in art. ذر.]) b7: قَصَبٌ also signifies (assumed tropical:) Any round and hollow bone [or rather bones]; (S, O;) it is pl. [or rather a coll. gen. n.] of which ↓ قَصَبَةٌ is the sing. [or n. un,], this latter signifying any bone containing marrow; (M, K;) thus called by way of comparison [to the reed, or cane]. (M.) b8: And (tropical:) The bones of the يَدَانِ and رِجْلَانِ [i. e. arms and legs, or hands and feet, but here app. meaning the latter], (A, Msb,) and the like: (Msb:) [or] (assumed tropical:) the [phalanges, or] bones of the fingers and toes; (M, K, * TA;) (tropical:) the bones whereof there are three in each finger and two in the thumb [and the like in the feet]; (A, TA;) and Zj says, the bones of the أَصَابِع [or fingers and toes] which are also called سُلَامَى: (Msb in art. سلم:) or, as some say, the portions between every two joints of the أَصَابِع: (M, TA:) and الأَصَابِعِ ↓ قَصَبَةُ [or قَصَبُةُ الإِصْبَعِ] signifies the أَنْمَلَة [here perhaps meaning the ungual phalanx] of the finger or toe. (Msb, TA.) b9: And (assumed tropical:) The bones and veins of a wing. (MF.) b10: [And (assumed tropical:) Quills: thus in the phrase صَارَ الرِّيشُ قَصَبًا, in the K, voce أَنُوقٌ, meaning The feathers became quills: n. un. ↓ قَصَبَةٌ: see صَنَمَةٌ.] b11: And (tropical:) [The bronchi;] the branches of the windpipe; (M, K;) and outlets of the breath; (K;) [i. e.] القَصَبُ, (S, M, O,) or فَصَبُ الرِّئَةِ, (A, Msb,) signifies the ducts (عُرُوق) of the lungs; (S, A, O, Msb;) through which the breath passes forth. (S, M, A, O, Msb.) [See حَلْقٌ.] b12: And (assumed tropical:) Any things made of silver, and of other material, resembling [in form] the kind of round and hollow bone [or bones] thus called: n. un. ↓ قَصَبَةٌ. (S, O.) And (assumed tropical:) Jewels (S, M, K) having the form of tubes (أَنَابِيب), (S,) or oblong, (M, K,) and hollow. (M.) b13: And (assumed tropical:) Brilliant pearls, and brilliant chrysolites, interset with jacinths. (IAar, O, K.) So in the saying, in a trad., (O, K,) related as uttered by Gabriel, (O,) [cited in the S app. as an ex. of the meaning next preceding this last,] بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتِ فِى الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ (IAar, O, K) i. e. [Rejoice thou Khadeejeh by the announcement of] a pavilion [in Paradise] of brilliant pearls, &c.: (IAar, O:) or the meaning is, of hollow pearls [or pearl], spacious, like the lofty palace: (IAth, TA:) or of emerald: (TA voce بَيْتٌ:) and it is said by some to convey an allusion to Khadeejeh's acquiring what is termed قَصَبُ السَّبْقِ [expl. above], because she was the first person, or the first of women, who embraced El-Islám. (MF, TA.) b14: And (tropical:) Fine, thin, or delicate, (S, O,) or soft, (M, Msb, K,) garments, or cloths, of linen: (S, M, O, Msb, K:) a single one thereof is called ↓ قَصَبِىٌّ. (M, O, Msb, K.) One says, مَعَ فُلَانٍ قَصَبُ صَنْعَآءَ وَقَصَبُ مِصْرَ (tropical:) [In the possession of such a one are]

قَصَب [meaning the cylindrical, or oblong, hollow pieces] of carnelian [of San'à], and قَصَب [meaning the fine, or soft, garments, or cloths,] of linen [of Egypt]. (A.) b15: Also (tropical:) The channels by which water flows from the springs, or sources: (S, M, A, O, K:) or the channels by which the water of a well flows from the springs, or sources: (As, T, TA:) n. un. ↓ قَصَبَةٌ. (M.) And قَصَبُ البَطْحَآءِ (assumed tropical:) The waters [of the kind of water-course called بطحآء (q. v.)] that run to the springs, or sources, of the wells. (As, S, O.) Aboo-Dhueyb says, أَقَامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً

عَلَى قَصَبٍ وَفُرَاتٍ نَهَرْ (As, S, M, O,) meaning She remained [in it, and constructed for herself a booth, or a tent,] amid wells and sweet water that flowed copiously. (As, S, O.) b16: See also قَصَبَةٌ below, in the next paragraph.

A2: القَصَبُ is also a name for The ewe. (O.) b2: And قَصَبْ قَصَبْ is A call to the ewe (O, K) to be milked. (O.) قَصَبَةٌ: see the next preceding paragraph, in nine places. b2: [It also, app., signifies The caneroll of a loom: see نِيرٌ. b3: And, app., (assumed tropical:) The mouth, which has the form of a short cylinder, in the middle of the upper part, of the kind of leathern water-bag called مَزَادَة: see خُرْتَةٌ.] b4: (tropical:) The bone of the nose; قَصَبَةُ الأَنْفِ signifying the nasal bone. (S, A.) b5: [And (assumed tropical:) The shaft of a well.] You say بِئْرٌ مُسْتَقِيمَةُ القَصَبَةِ (assumed tropical:) [A well of which the shaft is straight]. (TA.) b6: and (tropical:) A well recently dug. (M, K, TA.) b7: and (tropical:) The interior part of a country or town; (A;) and of a قَصْر [i. e. pavilion, or palace]; (M, A, K;) and of a fortress; (A:) or of a fortress containing a building or buildings; or the middle of such a fortress, (TA,) and of a town or village: (S, L, Msb, TA: [Golius, reading قِرْيَة قَرْيَة, assigns to it also the signification of the “ middle of a water-skin: ”]) or a قَصْر [i. e. pavilion, or palace,] itself; (M, K;) and [a fortress itself, or] a fortified castle such as is occupied by a commander and his forces: (TA in art. خوج:) and a town or village [itself]: (M, K:) and the حَرِيم [as meaning interior, or middle,] of a house. (T and TA in art. حرم.) Also A city: (K:) or the [chief] city (S, M, Msb) of the Sawád, (S,) or, [by a general application,] of a country: (M, Msb:) or the chief, or main, part (M, K) of a city (M) or of cities. (K: but in the TA this last meaning is given as the explanation of الأَمْصَارِ ↓ قَصَبُ.) b8: See also قَصِيبَةٌ, in two places: b9: and see قِصَابٌ.

أَرْضٌ قَصِبَةٌ: see قَصَبٌ, first quarter.

قَصْبَآءُ: see قَصَبٌ, first quarter, in four places.

قَصْبَاةٌ or قَصَبَاةٌ: see قَصَبٌ, first sentence.

قَصْبَآءَةٌ: see قَصَبٌ, first sentence, in two places.

قَصَبِىٌّ: see قَصَبٌ, last quarter.

قِصَابٌ, (so in the K, there said to be like كِتَابٌ,) or ↓ قِصَابَةٌ, (so in the M and L,) A dam that is constructed in the place that has been eaten away by water, [for لَجْف in the CK, and لِحْف in other copies of the K, (in the place of which I find لُهْج in a copy of the M, app. a mistranscription,) I read, and thus render لَجَف, supposing it to mean such a place in the side of a rivulet for irrigation,] lest the torrent should collect itself together from every place, and consequently the border of the rivulet for irrigation of the garden of palm-trees [thus I render عِرَاقُ الحَائِطِ (see art. عرق)] should become demolished. (M, K.) b2: And قِصَابٌ signifies دِبَارٌ: (so accord. to a copy of the M:) or دِيَارٌ: (so in copies of the K:) [the former I think to be the preferable reading; but its meaning is doubtful: accord. to the K it signifies Small channels for irrigation between tracts of seed-produce; and ISd says the like: accord. to AHn, patches of sown ground: see more voce دَبْرٌ: it is a pl.,] and the sing. is ↓ قَصَبَةٌ. (M, K.) قَصُوبٌ A sheep or goat that one shears. (O, K.) قَصِيبٌ, applied to a he-camel, (M, TA,) and likewise to a she-camel, (TA, [but this I think doubtful, as it has the meaning of an act. (not pass.) part. n.,]) That sucks up, or sucks in, the water. (M, TA.) b2: See also قَاصِبٌ.

قِصَابَةٌ The art of playing upon the musical reed, or pipe. (S, O.) b2: [And] The craft, or occupation, of the butcher. (M, Msb.) A2: See also قِصَابٌ.

قَصِيبَةٌ: see قُصَّابَةٌ. b2: Also, and ↓ قُصَّابَةٌ, (S, M, O, K,) and ↓ قَصَبَةٌ, (Lth, M, K,) and ↓ تَقْصِيبَةٌ, (M, O, K,) and ↓ تَقْصِبَةٌ, (M, K,) (tropical:) A lock of hair having a [spiral] twisted form [so as to be like a hollow cane]: (Lth, M, K:) or a pendent lock of hair that is twisted so as to curl [in a spiral form]; not plaited: (S, O:) or قَصِيبَةٌ signifies a lock of hair that curls naturally so as to be like a hollow cane; (A;) and its pl. is قَصَائِبٌ: (S, A:) [and,] accord. to Lth, such is termed ↓ قَصَبَةٌ (TA) [and app. ↓ قُصَّابَةٌ also]: and ↓ تَقْصِيبَةٌ, (Lth, A, TA,) of which the pl. is تَقَاصِيبُ, (Lth, A, O, TA,) signifies such as is twisted and made to curl by a woman; (Lth, * A, TA;) [and so, app., ↓ تَقْصِبَةٌ;] i. e., such as, being [naturally] lank, is curled by means of canes and thread. (A.) قَصَّابٌ A blower in reeds or canes (نَافِخٌ فِى

القَصَبِ); as also ↓ قَاصِبٌ. (M, K. [In the former, this explanation is given in such a manner as plainly shows that it is meant to be understood as being distinct from that which next follows: but I incline to think that the two explanations are taken from different sources and have one and the same application.]) And (M, K) A player on the musical reed, or pipe; (AA, S, M, O, K;) and so ↓ قَاصِبٌ. (S, O.) Ru-beh says, (S, M, O, TA,) describing an ass, (S, O, TA,) braying, (TA,) فِى جَوْفِهِ وَحْىٌ كَوَحْىِ القَصَّابْ [In his chest is, or was, a sound like the sound of the player on the musical reed]. (S, M, O, TA.) b2: and A butcher; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ قَاصِبٌ: (M, K:) so called from قَصَبَ in the first of the senses expl. in this art.; (M, O, Msb, TA;) or because he takes the sheep or goat by its قَصَبَة, i. e. its shank-bone; (M, TA;) or because he cleanses the أَفْصَاب, or guts, of the belly; or from قَصَّبَهُ signifying as expl. in the last sentence of the second paragraph of this article. (O, TA.) قُصَّابٌ: see قُصَّابَهٌ, in two places.

قَصَّابَةٌ (O, K, accord. to my MS. copy of the K قُصَّابَةٌ [which is wrong]) لِلنَّاسِ (O) (tropical:) One who reviles men, vilifies them, or defames them, much: (O, K:) [or, very much; for] the ة is added to render the epithet [doubly] intensive. (O.) [See 1, third sentence.]

قُصَّابَةٌ, (S, O, and so accord. to my MS copy of the K, accord. to other copies of the K قَصَّابَةٌ [which is wrong,]) with damm and teshdeed, (S,) An internodial portion of a reed or cane; such a portion thereof as intervenes between two joints, or knots; syn. أَنْبُوبَةٌ; (S, O, K;) [a n. un. of the coll. gen. n. ↓ قُصَّابٌ;] and ↓ قَصِيبَةٌ, (O, K,) of which the pl. is قَصَائِبُ, (TA,) signifies the same. (O, K.) b2: And A musical reed, or pipe; syn. مِزْمَارٌ: (S, M, K:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ قُصَّابٌ. (S, M, O.) See an ex. of the latter in a verse of El-Aashà (accord. to one relation thereof) cited voce قُصْبٌ. (S, M, O.) b3: See also قَصِيبَةٌ, in two places.

قَاصبٌ, applied to a he-camel and a she-camel, (ISk, S, M, O, K,) Abstaining from drinking before having satisfied thirst: (ISk, S, O:) or abstaining from drinking the water, and raising the head from it; (M, K;) and so ↓ قَصيبٌ, likewise applied to the he-camel and the she-camel: (K: [but this latter I think doubtful:]) or a camel (بَعِيرٌ) refusing to drink: (As, TA:) and ↓ مُقْتَصِبَةٌ is also said to be applied to a she-camel. (TA.) A2: And A raiser, or grower, of قَصَب [i. e. reeds, or canes]. (Mgh.) b2: See also قَصَّابٌ, in two places. b3: Also (assumed tropical:) Sounding thunder: (M:) and a cloud in which is thunder and lightning: (As, TA:) or, accord. to As, a cloud in which is thunder; (O;) [and] so says Az; (TA;) likened to a player on a musical reed, or pipe. (O, TA.) b4: And دِرَّةٌ قَاصِبَةٌ (assumed tropical:) A stream of milk coming forth easily (M, O) from the teat of the udder (O) as though it were a rod of silver. (M, O.) b5: See, again, قَصَّابٌ, last sentence.

تَقْصِبَةٌ and تَقْصِيبَةٌ: see قَصِيبَةٌ; each in two places.

مَقْصَبَةٌ: see قَصَبٌ, first quarter.

مُقَصَّبٌ (tropical:) Hair curled in the manner expl. above, voce قَصِيبَةٌ. (S, A, O.) b2: And (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, folded. (Msb.) مُقَصِّبٌ (tropical:) One who wins, or acquires, the canes of the contest for victory (in racing يُحْرِزُ قَصَبَ السِّبَاقِ, A, O, K, TA, in the CK قَصَبَاتِ السِّباقِ) [i. e. in horse-racing]: and (tropical:) a fleet horse, that outstrips others. (A.) b2: And (assumed tropical:) Milk upon which the froth is thick. (O, K.) مِقْصَابٌ may mean A place abounding with قَصَب [i. e. reeds, or canes]; like as مِعْشَابٌ means“ a place abounding with [herbage of the kind termed] عُشْب. ” (Ham p. 490.) مُقْتَصِبَهٌ: see قَاصِبٌ.
قصب
: (القَصَبُ، محرّكةً: كلُّ نباتٍ ذِي أَنابِيبَ، الواحدةُ قَصَبَةٌ) ، أَي بالهاءِ، وَهَذَا مِمّا خالفَ فِيهِ قاعِدتَهُ.
(و) كلّ نَبَاتٍ كَانَ ساقُه أَنَابِيبَ وكُعُوباً، فَهُوَ قَصَبٌ.
والقَصَبُ: الأَبَاءُ، الواحدةُ (قَصْبَاةٌ) ، بِالْفَتْح، مَقْصُورا بأَلفِ الإِلحاقِ، وآخِرُهُ هاءُ تأْنيثٍ (و) قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ (والقَصْباءُ) ، ونحوُها: اسمٌ واحدٌ، يَقع على جميعٍ، وَفِيه علامةُ التَّأْنيث، وواحدُهُ على بِنائِهِ ولَفْظِهِ، وَفِيه عَلامَة التّأْنيث الَّتي فِيهِ، وذالك قولُك للْجَمِيع حلْفَاءُ، والواحدة حَلفاءُ، وسيأْتي تَحْقِيق ذالك فِي حلف، (جَماعتُهَا) ، أَي: القَصبِ النّابتِ الْكثير فِي مَقْصَبةٍ. (و) عَن ابْنِ سِيدهْ: القَصْبَاءُ: (مَنْبِتُهَا، وَقد أَقْصبَ المكانُ) .
(وأَرْضٌ) قَصِبَةٌ كفَرِحَةٍ (ومَقْصَبَةٌ) بِالْفَتْح، أَيْ: ذاتُ قَصبٍ.
وقَصَّبَ الزَّرْعُ، تَقْصِيباً، واقْتَصَبَ صَار لَهُ قَصَبٌ، وذالك بعدَ التَّفريخ.
(و) القَصْبُ: القَطْعُ، يُقَال: (قَصَبَهُ) ، أَي الشَّيْءَ، (يَقْصِبُهُ) ، من بَاب ضَرَبَ، قَصْباً، إِذا (قَطَعَهُ، كاقْتَصَبَه) .
(و) قَصَبَ الجَزَّارُ (الشَّاةَ) يَقْصِبُهَا قَصْباً: (فَصَلَ قَصَبَها) ، وقَطَّعَها عُضْواً عُضْواً.
(و) قَصَبَ (البَعِيرُ) الماءَ، يَقصِبه، (قَصْباً) : مَصَّهُ.
(و) قد قَصَب يَقْصِب (قُصُوباً: امْتَنَع مِنْ شُرْبِ الماءِ) قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، (فرَفَعَ رَأْسَهُ عَنهُ) ، وَقيل: القُصُوبُ: الرِّيُّ من وُرُودِ الماءِ وغيرِهِ و (بَعِيرٌ) قَصِيبٌ: يَقْصِبُ المَاءَ، (و) كذالك (ناقَةٌ قَصِيبٌ) ، أَي: يَمُصُّهُ (وقاصِبٌ) : مُمْتَنِعٌ من شُرْبِ الماءِ رافِعٌ رأْسَهُ. وبَعِيرٌ قاصِبٌ، وناقةٌ قاصِبٌ أَيضاً، عَن ابْنِ السِّكِّيت. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عاصِم:
سَتحْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكُمْ
كَمَا حَزّ فِي أَنْفِ القَصِيبِ جَرِيرُها
وَوجدت فِي حَاشِيَة كتاب البَلاذُرِيِّ: ويُقَال: ناقَةٌ مُقْتَصَبَةٌ.
(و) قَصَبَ (فُلاناً) ، أَو دَابَّةً، أَو بَعِيراً، يَقْصِبُهِ، قَصْباً: (مَنَعَه من الشُّرْبِ) وقَطَعَهُ عليهِ (قَبْلَ أَنْ يَرْوَى) . وَعَن الأَصْمَعِيِّ: قَصَبَ البَعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشرَبَ، والقومُ مُقْصِبُون: إِذَا لم تَشْرَبْ إِبلُهُمْ. ودخَلَ رُؤْبَةُ على سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيَ، وَهُوَ والِي البَصْرَةِ، فقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ من النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: أُطِيلُ الظِّمْءَ، ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ.
(و) قَصَبَه، يَقْصِبُهُ، قَصْباً: (عابَهُ، وشتَمَهُ) ، ووَقَعَ فِيهِ.
وأَقْصَبَه عِرْضَهُ: أَلْحَمَهُ إِيَّاه، وقالَ الكُميت:
وكُنْتُ لَهُمْ من هاؤُلاكَ وهاؤُلاَ
مِجَنّاً على أَنِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ
ورَجُلٌ قَصَّابَةٌ لِلنَّاسِ: إِذا كانَ يَقَعُ فيهم، وسيأْتي. وَفِي حَدِيث عبد المَلِكِ قَالَ لِعُرْوَةِ بْنِ الزُّبَيْرِ: (هَلْ سَمِعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نِساءَنَا؟ قَالَ: لَا) ، (كقَصَّبَه) تَقصيباً.
(والقَصَبُ، محرَّكَةً أَيضاً: عِظامُ الأَصابِعِ) من اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ. وامْرَأَةٌ تامَّةٌ القَصَبِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: هِيَ مَا بَين كُلِّ مَفْصِلَيْنِ من الأَصَابِع، وَفِي صفته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَبْطُ القَصَبِ) . وَفِي المِصْبَاح: القَصَبُ: عِظامُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ ونَحْوِهِما. وقَصَبَةُ الإِصبَعِ: أُنْمُلَتُها. وَفِي الأَساس: فِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثلاثُ قَصَباتٍ، وَفِي الإِبْهامِ قَصَبتانِ، انْتهى. (و) فِي التّهذيب: عَن الأَصْمعيّ: (شُعَبُ الحلْقِ) .
(و) القَصَبُ: عُرُوقُ الرِّئَةِ، وَهِي (مخارِجُ الأَنْفَاسِ) ومَجَارِيها، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) القَصبُ: (مَا كَانَ مُسْتَطِيلاً) أجْوَفَ (من الجوْهِرِ) ، وَفِي بَعضِ الأُمَّهاتِ: من الجَواهِرِ، قَالَه ابنُ الأَثيرِ وَقيل: القصبُ: أَنابِيبُ من جَوْهَرٍ.
(و) القَصبُ: (ثِيابٌ ناعِمَةٌ) رِقاقٌ، تُتَّخَذُ (من كَتَّانٍ، الوَاحِدَةُ قَصَبِيٌّ) ، مِثْلُ عَرَبيَ وعَرَبٍ. وَفِي الأَسَاسِ، فِي المجازِ: وَمَعَ فلانٍ قَصَبُ صنْعاءَ، وقَصبُ مِصْرَ، أَيْ: قَصبُ العقِيقِ، وقَصبُ الكتَّانِ.
(و) القَصَب: (الدُّرُّ الرَّطْبُ) ، والزَّبَرْجدُ الرَّطْبُ (المُرَصَّعُ بالياقُوتِ) ، قَالَه أَبُو العبَّاسِ عَن ابْنِ الأَعْرابيِّ حِينَ سُئِلَ عَن تفْسِيرِ الحديثِ الْآتِي، (ومِنْهُ) الحَدِيث: (أَنَّ جِبْرِيلَ قالَ لِلنَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ) ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ) . هاكذا فِي أُصُولنا، وَفِي نسخةِ الطّبْلاوِيّ وغيرِه، وَهُوَ الصَّواب، ويُوجَدُ فِي بعض النّسخ: وَمِنْه: (بُشِّرَتْ) ، بتاء التَّأْنيث الساكنة، كأَنّهُ حكايةٌ لِلَّفْظ الْوَارِد فِي الحَدِيث. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: القَصَبُ هُنا: لُؤْلُؤٌ مُجَوَّفٌ واسعٌ، كالقَصْرِ المُنِيف؛ وَمثله فِي التَّوشِيح، وَعَن ابْنِ الأَعرابيّ: البيْتُ، هُنا، بِمَعْنى: القَصْر والدّارِ، كقولكِ: بَيْتُ المَلِكِ، أَي: قصرُهُ، وسيأْتي. قَالَ شيخُنا: وأَخرجَ الطَّبرانِيُّ عَن فاطمةَ، رضيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: فِي بَيْتٍ من قَصَبٍ. قلتُ: أَمِنْ هَذَا القَصَبِ؟ قَالَ: لَا، من القَصَبِ المنظومِ بالدُّرِّ والياقُوتِ واللُّؤْلُؤِ) . ثمّ قَالَ: قلتُ: وَقد قَالَ بعضُ حُذّاقِ المُحَدِّثينَ: إِنَّهُ إِشارةٌ إِلى أَنّها حازَتْ قَصَبَ السَّبْقِ، لاِءَنَّهَا أَوَّلُ مَنْ أَسلَمَ مُطْلَقاً، أَو من النِّساءِ، انْتهى.
(و) من المَجَاز: خَرَجَ الماءُ من القَصَبِ، وَهِي (مَجارِي الماءِ من العُيُونِ) ، ومَنَابِعها. وَفِي التَّهْذِيب عَن الأَصْمَعِيّ: القَصَبُ: مَجارِي ماءِ البِئْرِ من العُيُونِ، واحِدَتُهَا قَصَبَةٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
أَقامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً
على قَصَبِ وفُرَاتٍ نَهِرْ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَصَبُ البَطْحاءِ: مياهٌ تَجرِي إِلى عُيُونِ الرَّكَايا، يَقُول: أَقامتْ بَين قَصَبٍ، أَيْ: رَكَايا، وماءٍ عَذْبٍ. وكُلُّ ماءٍ عَذْبٍ: فُراتٌ؛ وكُلُّ كثيرٍ جَرَى فقَدْ نَهَرَ واسْتَنْهَرَ.
(والقُصْبُ، بالضَّمِّ: الظَّهْرُ) هاكذا فِي نسختنا، وَقد تصفَّحْتُ أُمَّهاتِ اللُّغَة، فَلم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ، وإِنّمَا فِي لِسَان الْعَرَب قَالَ: وأَما قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ:
والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ
فيُرِيدُ بِهِ الخَصْرَ، وَهُوَ على الاستِعارة، وَالْجمع أَقْصابٌ. قلتُ: فلَعَلَّهُ (الخَصْرُ) بدل: (الظَّهْرِ) ، وَلم يتعرَّضْ شيخُنا لَهُ، وَلم يَحُمْ حِماهُ، فليُحَقَّقْ.
(و) القُصْبُ أَيضاً: المِعَى، بِالْكَسْرِ، (ج: أَقْصَابٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ عَمْرَو بْنَ لُحَيَ أَوَّلُ من بَدَّلَ دِينَ إِسماعيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، قَالَ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فرَأَيْتُهُ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) وَقيل: القُصْب: اسْمٌ لِلأَمْعاءِ كُلِّهَا، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ أَسفلَ الْبَطن من الأَمعاءِ، وَمِنْه الحَدِيث: (الَّذِي يَتخطَّى رِقَابَ النَّاسِ يومَ الجُمُعةِ كالجارِّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) . وَقَالَ الرّاعي:
تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ
مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ
(والقَصّابُ) ، كشَدّادٍ: (الزَّمّارُ، والنَّافِخُ فِي القَصَبِ) ، قالَ:
وقاصِبُونَ لنا فِيهَا وسُمّارُ
وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الحِمَارَ:
فِي جَوْفِهِ وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّابْ
يَعْنِي عَيْراً يَنْهَقُ.
(و) القَصَّابُ: (الجَزّارُ، كالقاصِب فيهِمَا) ، والمسموعُ فِي الأَولِ كثيرٌ، وحِرْفَهُ الأَخِيرِ القِصَابَةُ، كَذَا فِي الْمِصْبَاح. وكلامُ الجَوْهَرِيّ يَقتضِي أَنّ هاذا التَّصريفَ فِي الزَّمْرِ أَيضاً، قَالَه شيخُنا؛ فإِمَّا أَنْ يكونَ من القَطْعِ، وإِمّا أَنْ يكونَ من أَنَّهُ يأْخُذُ الشَّاةَ بقَصَبَتِها، أَي: بسَاقِها. وَقيل: سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً، لِتَنْقِيَتِهِ أَقْصَابَ البَطْنِ. وَفِي حديثِ عليّ، كرَّمَ اللَّهُ وَجهَهُ: (لَئنْ وَلِيتُ بنِي أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصّابِ التِّرَابَ الوذِمَة) ، يُرِيدُ اللحُومَ الّتي تَتَرَّبُ بسُقُوطِها فِي التُّرَاب؛ وَقيل: أَرادَ بالقَصَّابِ السَّبُعَ. والتِّرابُ: أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاةِ، وَقد تقدم فِي ترب.
وَعَن ابْنِ شُمَيْلٍ: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فقَصَّبَه. والتَّقْصِيبُ: أَنْ يَشُدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِهِ، وَمِنْه سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) من المَجَاز: (القَصْبَة) ، بِفَتْح فسُكُون، كَذَا هُوَ مضبوطاً فِي نسختنا: (البِئرُ الحَدِيثَةُ الحَفْرِ) ، وَيُقَال: بِئْرٌ مستقيمةُ القَصبةِ.
(و) القَصبَة: (القَصْرُ، أَوْ جَوْفه) . يُقَال: كنت فِي قَصبَةِ البلدِ، والقَصر، والحِصْن، أَي: فِي جَوْفه.
(و) القَصبَةُ من البَلَدِ: (المَدِينة، أَوْ) لَا تُسَكَّنُ، قَصَبُ الأَمصار: (مُعْظَمُ المُدُنِ) ، وقَصبةُ السَّوَادِ: مَدِينَتُها. والقَصبَةُ: جَوْفُ الحِصْنِ، يُبْنَى فِيهِ بناءٌ، هُوَ أَوْسَطُه. وقَصبةُ البِلاد: مدينَتُها. (و) القَصبَة: (القَرْيَةُ) . وقَصبَةُ القَرْيةِ: وَسَطُهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) القَصبَةُ: (ة بالعِرَاقِ) ، وَهِي واسِطُ القَصَب، لأَنَّها كَانَت قبلَ بنائِهَا قَصَباً، وإِليها نُسِبَ أَبو حنيفةَ محمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ ماهانَ. سكن بغْدَادَ، ويقالُ لَهُ أَيضاً: الواسِطِيّ.
(و) القَصبَةُ: (الخُصْلَةُ المُلْتَوِيَةُ مِنَ الشَّعَرِ، كالقُصَّابَةِ، كَرُمّانَةٍ والقَصِيبَةُ) ، ككَرِيمَةٍ، (والتّقصِيبَةُ والتَّقْصِبَةُ) على تَفْعِلَةٍ. (وقَدْ قَصَّبَهُ تَقْصِيباً) ، ومثلُهُ فِي الْفرق، لاِبْنِ السِّيدِ. قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خازمٍ:
رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَهَا
سُخامٌ كغُربانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ
والقَصَائبُ: الذَّوَائِبُ المُقَصَّبَةُ، تُلْوَى لَيَّاً حتّى تَتَرَجَّلَ، وَلَا تُضْفَرُ ضَفْراً.
وشَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَي مُجَعَّد. وقَصَّبَ شَعْرَه: جَعَّدَه، وَلها قُصّابَتانِ: أَيْ غَدِيرَتَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصْبَةُ: خُصْلَةٌ من الشَّعَر تلتوِي، فإِنْ أَنت قَصَّبْتَها، كَانَت تَقْصِيبَةً، والجمعُ التَّقاصِيبُ. وتقصيبُكَ إِياها: لَيُّكَ الخُصْلَةَ إِلى أَسفلِها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِحُ وَقد صارَت تقاصِيبَ، كأَنَّها بَلابِلُ جاريةٍ. وَعَن أَبِي زيد: القَصائبُ: الشَّعَرُ المُقَصَّبُ، وَاحِدَتُها قَصِيبَةٌ. (و) القَصَبَة (كُلُّ عَظْمِ ذِي مُخَ) ، على التَّشْبيه بالقَصَبة، وَالْجمع قَصَبٌ. والقَصَب: كلُّ عَظمٍ مستديرٍ أَجوَفَ، وكذالك مَا اتُّخِذَ من فِضَّةٍ، وغيْره الواحدةُ قَصَبة.
(والقُصّابَة، مشَدَّدةً) : هِيَ (الأُنْبُوبَةُ، كالقَصِيبَةِ) ، وَجمعه القَصائبُ.
(و) القُصّابَةُ: (المِزْمارُ) ، والجمعُ قُصّابٌ، قَالَ الأَعْشَى:
وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي
نُ والمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها
وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: أَراد الأَعْشى بالقُصّابِ الأَوتارَ الّتي سُوِّيَتْ من الأَمعاءِ، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: هِيَ المزامِيرُ.
(و) القَصّابَة: الرَّجُلُ (الوقّاعُ فِي النّاسِ) ، وَفِي حَدِيث عبد المَلكِ، قَالَ لعُرْوةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، هلْ سمِعْتَ أَخَاكَ يَقْصِبُ نِساءَنا؟ قَالَ: لَا) .
(و) القِصَابُ، (كَكِتَابٍ) ، وَفِي نسخَةٍ ككِتَابَةٍ: (مُسَنَّاةٌ، تُبْنَى فِي اللِّحْفِ) بالكَسْرِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بعض الأُمَّهات: فِي اللهجِ (لَئلاّ يَسْتَجْمِعَ السَّيْلُ) ، ويُوبَلَ (فَيَنْهدِمَ عِرَاقُ الحائِطِ) ، أَي أَصْلُهُ، (بسَبَبِه) .
(و) القِصَابُ: (الدِّبَارُ) ، الواحِدةُ (قَصَبَة) .
(وذُو قِصَابٍ) : اسمُ (فَرسٍ لمالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ) اليرْبُوعِيّ، رَضِي الله عنهُ.
(و) من المجازِ (القاصِبُ: الرَّعْدُ المُصَوِّتُ) ، قالَ الأَصمعيّ، فِي بَاب السَّحابِ الَّذي فِيهِ رَعْدٌ وبَرْقٌ: مِنْهُ المُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والمُدَوِّي، والمُرْتَجِسُ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: شُبِّهَ السَّحَابُ ذُو الرَّعْدِ بالزَّامِر.
(والقَصَبَات) ، مُحَركَة: (د، بالمغرِبِ) نُسِب إِليه جماعةٌ. (و: ة، باليَمامةِ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والقُصَيْبَة، كجُهيْنةَ: ع، بِأَرْضِ اليَمامَةِ لِتَيْمٍ وعَدِيّ وثَوْرٍ بني عبدِ مَنَاةَ) قَالَت وجِيهةُ بِنتُ أَوْسٍ الضَّبِّيَّة:
فمَالِيَ إِن أَحْببْتُ أَرْضَ عَشِيرتِي
وأَبْغَضْتُ طَرْفَاءَ القُصَيْبةِ مِن ذَنْبِ
كَذَا قرأْتُ فِي ديوَان الحَمَاسة، لأِبِي تَمّامٍ.
(و) قُصَيْبة: (ع) آخَرُ (بيْن يَنْبُعَ وخَيْبَرَ) ، لَهُ ذِكرٌ فِي كُتُب السِّيَرِ، قِيل: هُو لِبَنِي مالكِ بْنِ سعْدٍ، بالقُرْب من أُوَارةَ، كَانَ بِهِ منزِلُ العَجَّاجِ وَولده (و: ع) آخر (بالبَحْرَينِ) .
والقُصَيْبات: موضِعٌ بنواحِي الشَّام.
(وأَقصَب الرَّاعِي: عَافَتْ إِبلُهُ الماءَ) ، عَن ابْن السِّكيت.
وَعَن الأَصمَعِيّ: قَصَبَ البعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشْربَ، والقَوْمُ مُقْصِبُون: إِذا لم تَشْرَبْ إِبِلُهُم.
(والتَّقْصِيبُ: تَجْعِيدُ الشَّعَرِ) يُقال: شَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَيْ مُجَعَّدٌ، وقَصَّبَ شَعَرَهُ: أَي جَعَّدَهُ، وَلها قُصَّابَتانِ: أَي غَدِيرَتَانِ.
(و) التَّقْصِيبُ أَيضاً: (شَدُّ اليَدَيْنِ إِلى العُنُق) وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: يُقَال: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَقصَّبَه: أَي شَدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِه، وَمِنْه سُمِّيَ القَصَّابُ قَصَّاباً. (والمُقَصِّبُ، بِكَسْر الصّادِ المشَدَّدةِ) ، أَي على صِيغَة اسمِ الْفَاعِل: الفَرسُ الجَوادُ السّابقُ. قَالَ شيخُنَا: وهاذا الضَّبْطُ جَرى على خِلافِ اصطلاحِه، والأَوفقُ لَهُ قولُه: والمُقَصِّبُ كمُحَدِّثٍ، أَو هُوَ (الَّذي يُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ) ، أَي: يأْخُذُهَا ويَحُوزُهَا. وَهُوَ فِي معْنَيَيْهِ من الْمجَاز كَذَا فِي الأَساس.
وَيُقَال للمُرَاهِن إِذا سبَقَ: أَحْرَزَ قَصبةَ السَّبْقِ، وَقيل للسّابق: أَحْرَزَ القَصبَ، لاِءَنَّ الغايةَ الَّتِي يَسبق إِليها تُذرعُ بالقَصَب، وتُرْكَزُ تِلْكَ القَصَبةُ عِنْد مُنْتَهَى الغايَةِ، فَمن سَبقَها، حازَها واسْتَحَقَّ الخَطَر، وَيُقَال: حازَ قَصَبَ السَّبْقِ: أَي استولى على الأَمَدِ؛ وَقَالَ شيخُنا: وأَصلُه أَنهم كانُوا ينْصِبُونَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاق قَصَبَةً، فمَنْ سبقَ، اقتَلَعَها وأَخَذَها، ليُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غيرِ نِزَاعٍ، ثمّ كَثُر حَتَّى أُطْلِقَ على المُبَرِّزِ الّذِي يسْبِق الخَيْلَ فِي الحَلْيَة، والمُشمِّرِ المُسْرِعِ الْخَفِيف، وَهُوَ كثير فِي الِاسْتِعْمَال، انْتهى. وَفِي حَدِيث سعِيد بْنِ العاصِ: (أَنَّهُ سَبَقَ بينَ الخَيْل، فجَعَلَها مائَةَ قَصَبَةٍ) أَرادَ أَنه ذَرَعَ الغايةَ بالقَصَبِ، فَجَعلهَا مِائَةَ قَصَبَةٍ.
(و) المُقَصِّبُ، أَيضاً: هُوَ (اللَّبَنُ) قَدْ (كَثُفَتْ عَلَيْهِ الرَّغْوَةُ. و) فِي المَثَل: (رَعَى فأَقْصَبَ) ، مثلُه للجَوْهَرِيّ والمَيْدَانِيّ (يُضْرَبُ للرَّاعِي، لأَنَّه إِذا أَساءَ رَعْيَها، لم تَشْرَبِ) الماءَ، لأَنّها إِنَّما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ؛ زادَ المَيْدانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يَنْصَحُ، وَلَا يُبالغُ فِيمَا تَوَلَّى حتّى يَفْسُدَ الأَمْرُ.
(والقَصُوبُ، من الغَنَمِ: الَّتي تَجُزُّها) ، من بَاب ضَرَبَ. (وتُدْعَى النَّعْجَةُ، فيُقَالُ: قَصَبْ قَصَبْ) ، بالتسْكِين فيهمَا.
وَفِي الأَساس: تَقول: قَصَبُ الحَظِّ. أَنْفَذُ من قَصَبِ الخَطِّ.
وَفِيه فِي المَجَاز: وضَرَبَهُ على قَصَبَةِ أَنْفِه: عَظْمِه.
وفُلانٌ لم يُقْصَبْ: أَي لم يُخْتَنْ.
وَزَاد شيخُنا نَقْلاً عَن بعضِ الدَّواوين: القَصَبُ عُرُوقُ الجَنَاحِ، وعِظامُها.
والحَسَنُ بْنُ عبدِ اللَّهِ القَصَّابُ، وأَبو عبدِ اللَّهِ حَبِيبُ بْنُ أَبي عمْرَة القَصَّابُ، وأَبو نَصْرٍ مذكورُ بْنُ سُلَيْمَانَ المُخَرِّميّ القَصَبانيُّ، بالنُّون، وأَبو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ القَصَّابُ القَصَبِيُّ، مُحَدِّثُونَ.
ومَحَلَّةُ القَصَبِ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ من الغَرْبِيَّة، وَقد دخَلْتُ إِحداهما.
ووَاسِطُ القَصَبِ: مدينةٌ مَشْهُورَة بالعِرَاق، وَقد يأْتي فِي وسط. سُمِّيَت بِهِ، لاِءَنَّها كَانَت قبل بِنائها قَصَباً.

نوم

نوم
النّوم: فسّر على أوجه كلّها صحيح بنظرات مختلفة، قيل: هو استرخاء أعصاب الدّماغ برطوبات البخار الصاعد إليه، وقيل: هو أن يتوفّى الله النّفس من غير موت. قال تعالى:
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ الآية [الزمر/ 42] .
وقيل: النّوم موت خفيف، والموت نوم ثقيل، ورجل نؤوم ونُوَمَة: كثير النّوم، والمَنَام: النّوم.
قال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ [الروم/ 23] ، وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً [النبأ/ 9] ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة/ 255] والنُّوَمَة أيضا: خامل الذّكر، واستنام فلان إلى كذا: اطمأنّ إليه، والمنامة: الثّوب الذي ينام فيه، ونامت السّوق: كسدت، ونام الثّوب:
أخلق، أو خلق معا، واستعمال النّوم فيهما على التّشبيه.

نوم


نَامَ (و)(n. ac. نَوْمنِيَام [] )
a. Slept, slumbered; fell asleep; subsided (
wind & c. ); was slack (
market ); went out (fire).
b. [Ila], Acquiesced in; confided in.
c.(n. ac. نَوْم), Slept longer than.
نَوَّمَa. Bade, sent to sleep; rendered sleepy; lulled.

نَاْوَمَa. Vied with in sleeping.

أَنْوَمَa. see IIb. Found asleep.
c. Killed, slew.

تَنَوَّمَa. Reached the age of puberty.

تَنَاْوَمَa. Feigned sleep.

إِسْتَنْوَمَa. see I (b)
& VI.
نَوْم (pl.
أَنْوَاْم)
a. Sleep, slumber.

نَوْمَة []
a. Sleep; nap, doze.

نِيْفa. Night-dress.

نِيْمَة []
a. Sleep, sleeping.
b. Night-quarters; night'slodging.
c. Food.

نُوْمَة []
a. see 9
نُوَم [ ]نُوَمَة [ 9t ]
a. Sluggard, lie-abed; slothful, sluggish, drowsy, sleepy;
dull.

مَنَام []
a. Sleep.
b. Bedroom, sleeping-place; dormitory.
c. [ coll. ], Dream.
مَنَامَة []
a. see 2I & 17
(b).
c. Tavern; shop.

نَائِم [] (pl.
نَوْم
نُوَّم
نِوَاْم
23نَوڤمَ
نُوَّاْمنُيّام []
a. نُِيَّم ), Sleeping, asleep; in
bed.
b. Sleeper.

نَائِمَة [] (pl.
نُوَّم نَوَاْوِمُ)
a. fem. of
نَاْوِمb. Death.
c. Serpent.

نُوَامa. Somnolency, drowsiness.

نَوِيْم []
a. Slothful; careless.

نَؤُوْم []
نَوَّام []
a. see 9
نَوْمَان []
a. see 9b. A plant.

مُنَوِّم [ N.
Ag.
a. II], Soporific; narcotic, sleeping-draught.

مُسْتَنَام
a. Hollow, pool; fen.

أَنَام
a. Men.
النوم: حالة طبيعية تتعطل معها القوى بسبب ترقي البخارات إلى الدماغ.
ن و م : نَامَ يَنَامُ مِنْ بَابِ تَعِبَ نَوْمًا وَمَنَامًا فَهُوَ نَائِمٌ وَالْجَمْعُ نُوَّمٌ عَلَى الْأَصْلِ وَنَيَّمٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ وَنِيَامٌ أَيْضًا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَالنَّوْمُ غَشْيَةٌ ثَقِيلَةٌ تَهْجُمُ عَلَى الْقَلْبِ فَتَقْطَعُهُ عَنْ الْمَعْرِفَةِ بِالْأَشْيَاءِ وَلِهَذَا قِيلَ هُوَ آفَةٌ لِأَنَّ النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ وَقِيلَ النَّوْمُ مُزِيلٌ لِلْقُوَّةِ وَالْعَقْلِ وَأَمَّا السِّنَةُ فَفِي الرَّأْسِ وَالنُّعَاسُ فِي الْعَيْنِ وَقِيلَ السِّنَةُ هِيَ النُّعَاسُ وَقِيلَ السِّنَةُ رِيحُ النَّوْمِ تَبْدُو فِي الْوَجْهِ ثُمَّ تَنْبَعِثُ إلَى الْقَلْبِ فَيَنْعَسُ الْإِنْسَانُ فَيَنَامُ وَنَامَ عَنْ حَاجَتِهِ إذَا لَمْ يَهْتَمَّ لَهَا. 
ن و م: (النَّوْمُ) مَعْرُوفٌ وَقَدْ (نَامَ) يَنَامُ فَهُوَ (نَائِمٌ) وَجَمْعُهُ (نِيَامٌ) ، وَجَمْعُ النَّائِمِ (نُوَّمٌ) عَلَى الْأَصْلِ، وَ (نُيَّمٌ) عَلَى اللَّفْظِ. وَيُقَالُ: يَا (نَوْمَانُ) لِلْكَثِيرِ النَّوْمِ. وَلَا تَقُلْ: رَجُلٌ نَوْمَانُ لِأَنَّهُ يَخْتَصُّ بِالنِّدَاءِ. وَ (أَنَامَهُ) وَ (نَوَّمَهُ) بِمَعْنًى. وَ (تَنَاوَمَ) أَرَى أَنَّهُ نَائِمٌ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (نُمْتُ) الرَّجُلَ بِالضَّمِّ إِذَا غَلَبْتَهُ بِالنَّوْمِ لِأَنَّكَ تَقُولُ: (نَاوَمَهُ فَنَامَهُ) يَنُومُهُ. وَ (نَامَتِ) السُّوقُ كَسَدَتْ. وَرَجُلٌ (نُوَمَةٌ) بِفَتْحِ الْوَاوِ أَيْ (نَئُومٌ) وَهُوَ الْكَثِيرُ النَّوْمِ. وَلَيْلٌ (نَائِمٌ) يُنَامُ فِيهِ كَقَوْلِهِمْ: يَوْمٌ عَاصِفٌ وَهَمٌّ نَاصِبٌ وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ. 
نوم: المَنَامُ: مَعْرُوْفٌ، نَامَ يَنَامُ، ورَجُلٌ نُوَمَةٌ ونَوِيْمٌ ونَوْمَانُ: كَثِيرُ النَّوْمِ، وامْرَأَةً نَوْمى، وقَوْمٌ نِيَامٌ ونُوَّمٌ ونُيَّمٌ. واسْتَنَامَ: أي تَنَاوَمَ شَهْوَةً للنَّوْمِ، وكذلك إذا اسْتَأْنَسَ.
والمَنَامَةُ: القَطِيْفَةُ. وشِبْهُ دُكّانٍ.
ونامَ الرَّجُلُ: ماتَ.
ونامَ الثَّوْبُ: إذا أخْلَقَ وتَقَطَّعَ.
وأنَامَتِ الناسَ السَّنَةُ: هَزَمَتْهُم.
وطَعَامٌ مَنْوَمَةٌ: يَبْعَثُ على النَّوْمِ الكَثِيْرِ. وهو حَسَنُ النِّيْمَةِ: أي النَّوْمِ والحالِ التي يَنَامُ عليها. وأخَذَه نُوَامٌ شَدِيْدٌ.
وما يَنَامُ ولا يُنِيْمُ: أي لا يَأْتي بسُرُوْرٍ يُنَامُ له.
وأَنَمْتُه: وَجَدْتُه نائماً.
وتَنَوَّمْتُ: احْتَلَمْتُ.
وكُلُّ مَكَانٍ مُطْمَئِنٍّ يَقِفُ فيه الماءُ فهو: مُسْتَنَامٌ.
ورَاعٍ مُنِيْمٌ: يَطْمَئِنُّ إليه مَوْلاه.
نوم ذيع سيح بذر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر آخر الزَّمَان والفتن فَقَالَ: خير أهل ذَلِك الزَّمَان كل نَوَمَة أُولَئِكَ مصابيح الْهدى لَيْسُوا بالمساييح وَلَا المذاييع البُذُرِ. قَوْله: كل نُومَة يَعْنِي الخاملَ الذكرِ الغامضَ فِي النَّاس الَّذِي لَا يعرف الشَّرّ وَلَا أَهله. وَأما المذاييع فَإِن واحدهم مِذْياع وَهُوَ الَّذِي إِذا سمع عَن أحد بِفَاحِشَة أَو رَآهَا مِنْهُ أفشاها عَلَيْهِ وأذاعها. والمساييح الَّذين يسيحون فِي الأَرْض بِالشَّرِّ والنميمة والإفساد بَين النَّاس. والبُذُر أَيْضا نَحْو ذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من البَذْر وَيُقَال: بذرت الحَب وَغَيره إِذا فرّقته فِي الأَرْض وَكَذَلِكَ هَذَا يبذر الْكَلَام بالنميمة وَالْفساد وَالْوَاحد مِنْهُ بَذور.
(ن و م) : (النَّوْمُ) خِلَافُ الْيَقَظَةِ يُقَالُ (نَامَ) فَهُوَ نَائِمٌ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَرَجُلٌ نَئُومٌ وَنَئُومَةٌ كَثِيرُ النَّوْمِ وَيُقَالُ لِلْخَامِلِ الذَّكَرِ الَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ نُوَمَةٌ وَلِلْمُضْطَجِعِ (نَائِمٌ) عَلَى الْمَجَازِ وَالسَّعَةِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ» وَهَكَذَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَالسُّنَنِ الْكَبِيرِ وَالْفِرْدَوْسِ وَيُقَالُ (نَامَ فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي) إذَا غَفَلَ عَنْهَا وَلَمْ يَهْتَمَّ بِهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرْجِعَ فَيُنَادِي أَلَا إنَّ الْعَبْدَ نَامَ» أَرَادَ غَفَلَ عَنْ الْوَقْتِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ عَادَ لِنَوْمِهِ إذَا كَانَ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ مِنْ اللَّيْلِ يُعْلِمُ النَّاسَ ذَلِكَ لِئَلَّا يَنْزَعِجُوا عَنْ نَوْمِهِمْ وَسُكُونِهِمْ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ (وَتَنَاوَمَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ نَائِمٌ وَلَيْسَ بِهِ (وَتُنُوِّمَتْ الْمَرْأَةُ) أُتِيَتْ وَجُومِعَتْ وَهِيَ نَائِمَةٌ هَكَذَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «وَإِنَامَةُ الزَّرَاجِينِ» دَفْنُهَا وَتَغْطِيَتُهَا بِالتُّرَابِ مَجَازٌ.
[نوم] النَوْمُ معروف. وقد نامَ يَنامُ فهو نائِمٌ. والجمع نِيامٌ، وجمع النائِمِ نُوَّمٌ على الأصل، ونيم على اللفظ. وتقول: نمت، وأصله نومت، بكسر الواو، فما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونقلت حركتها إلى ما قبلها. وكان حق النون أن تضم لتدل على الواو الساقطة، كما ضممت القاف في قلت، إلا أكسروها للفرق بين المضموم والمفتوح. وأما كلت فإنما كسروها لتدل على الياء الساقطة. وأما على مذهب الكسائي فالقياس مستمر، لانه يقول أصل قال قول بضم الواو، وأصل كال كيل بكسر الياء والامر منه نم بفتح النون بناء على المستقبل، لان الواو المنقلبة ألفا سقطت لاجتماع الساكنين. ويقال: يا نَوْمانُ، للكثير النوم، ولا تقل رجل نَوْمانُ، لأنه يختص بالنداء. وأنَمْتُهُ ونَوَّمْتُهُ بمعنًى. وأخذه نُوامٌ بالضم، إذا جعل النومُ يعتريه. وتَناوَمَ: أرى من نفسه أنَّه نائِمٌ وليس به. ونُمْتُ الرجلَ بالضم، إذا غلبتَه بالنَوم، لأنَّك تقول ناوَمَهُ فَنامَهُ يَنومُهُ. ونامَتِ السوقُ: كسَدت. ونامَ الثوبُ: أخلقَ. واسْتَنامَ إليه، أي سكن إليه واطمأن. ورجلٌ نومَةٌ بالضم ساكنة الواو، أي لايؤبه له. ورجلٌ نُوَمَةٌ بفتح الواو، أي نَؤُومٌ، وهو الكثير النوم. وإنّه لحسن الةِ بالكسر. والمَنامَةُ: ثوبٌ يُنامُ فيه، وهو القطيفة. قال الكميت: عليه المنامةُ ذات الفُضولِ من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ وقال آخر:

لكلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أصيرُ * أي متقارب. وربَّما سمِّوا الدكَّان مَنامَةً. وليلٌ نائِمٌ، أي يُنامُ فيه، كقولهم: يومٌ عاصفٌ، وهَمٌّ ناصبٌ، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه.
ن و م

قوم نيامٌ ونوذام. وعيون نوّم. ونام نومةً طيّبةً. وهو ينام نومة الضّحى. قال:

ألا إنّ نومات الضّحى تورث الفتى ... خبالاً ونومات العصير جنون

ورأى في المنام كذا، وفلان يرون له المنامات الحسنة. وتناوم، وأنامه ونوّمه، ونوّمت الإبل. قال ابن مقبل:

ثم نوّمن ونمنا ساعةً ... خشع الطّرف سجوداً في الخطم

ورجل نؤوم ونومةٌ ونوّام: كثير النّوم، ويا نومان، وتنوّمت المرأة: أتيت وهي نائمة.

وأنمته: وجدته نائماً. قال:

وإذا خليل سعاد أيقظ طارقاً ... جاراتها بعد الهدوّ أ، امها

لأنّهنّ ممتهناتٌ بالأعمال وهي مكفيّة. وبه نوامٌ كقولك: به قوامٌ وبوال، وطعامٌ منومةٌ كقولك: شراب مبولة، وفلان لا ينام ولا ينيم.

ومن المجاز: رجل نومة: خامل الذّكر. وفي الحديث: " لا ينجو من شرّ ذلك الزمان إلا كلّ نومةٍ " وباتت همومه غير نيام. قال جرير:

سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلّ مرام

ونامت السوق: كسدت. ونام الثّوب: أخلق. ونام العرق: لم ينبض. قال الجعديّ يصف الخيل:

ظماء الفصوص لطاف الشظى ... نيام الأباجل لم تضرب

ونام الرجل: مات. وأنامتهم السّنةُ وأهمدتهم: هزلتهم أبادتهم. ونمت عنيّ نومة الأمة: غفلت عني وعن الاهتمام بي. وثأر منيم. وبات في المنامة وهي القطيفة. واستنام إليه: سكن سكون النائم. وهذا مستنام الماء: لمستقرّه.
نوم: نوم: يقصد بهذه الكلمة، في (ألف ليلة) الرقاد se coucher أو الاستلقاء على شيء أو التدثر بالفراش، التمدد عليه دون أن يكون قاصدا الاستغراق فيه dormir أو مثاله في (ألف ليلة 1: 600): ونامت على السرير وانسطحت على ظهرها ورمتني على صدرها (برسل 3: 359). وفي (محيط المحيط): ( ... ويقال للمضطجع على المجاز والسعة. ومنه الحديث (من صلى قاعدا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد). وكذلك في الكلام عن الميت (ألف ليلة، برسل 4: 179): فوجدت نزهة الفداء نائمة ميتة.
نام: قضى النوم عند غيره (أكلا، شاربا، دون ان تكون لديه نية النوم dormir) ( ألف ليلة، برسل 4: 136: 59).
نام عن في (محيط المحيط): (نام عن حاجته غفل عنها ولم يهتم لها) (معجم بدرون).
نوم: في باب نوم ونيم أورد (بوشر) ذكر ارقد، وكذلك نيمة أغلق فمه أو دعاه لإغلاق عينيه عن بعض الهفوات وذكر، وكذلك، أيضا نيم المادة، أي أخفاها أو كتمها.
نوم: جاهد في أن ينام، حاول الرقاد. (المقري 1: 273: 3): وأرق المنصور أثر ذلك واستدعى النوم فلم يقدم عليه وكان يأتيه عند تنويمه آت كريه الشخص .. الخ.
تنوم: أنظرها عند (فوك) في dormire.
تناوم: كان عادم التيقظ s'endormir.
استنام: تناعس. (هلو).
استنام إلى وب: s'assoupir: عهد إلى فلان بشيء ما. (بسام 3: 33): فاستنام إليه برسالة إلى بعض حلفائه.
نوم صحيح: الرؤيا. (الكالا، نبريجا).
رجل نوم: -هكذا وردت في الأصل. المترجم- الرجل الذي ينام. (الكامل 586، عدد h: 634: 10) .
نومة: نعاس. (بوشر).
نوام: نائم. نوام مع غيره: أي الذي ينام مع شخص آخر. (بوشر).
نائم: مستنقع نتن. (بوشر).
منام والجمع منامات: (الكالا، بوشر)، ومنايم. (الكالا): حلم. وفي (محيط المحيط): (والمنام النوم وموضعه والعامة تسمي الحلم بالمنام، وربما قالوا بنام على الإبدال). (الاصطخري 28، طبعة مولر، كوسج كرست 64: 7 (منامات) أبو الوليد 785: 28 الذي ذكر الجمع نفسه). رأى مناما: حلما، وكذلك رأى في المنام. (بوشر).
منامة والجمع منامات ومنايم: حلم. (فوك، الكالا).
(نوم) - في حديث العِربَاضِ: "أَنزَلْتُ عليك كتاباً تَقْرؤه نائِماً وَيقظَانَ"
يحتمل معاني: أحَدُها أنه مَثَلٌ: أي تَقْرَؤه حِفظاً في كُلّ حالٍ، وتُداومُ على قراءَتِه، كأنه أرادَ المبالغَة والمُدَاوَمة على القِراءةِ، ويُحتَمل أنه أرادَ أنّ ذلك بخلَاف التورَاةِ وغيرها التي كانَت لا تُحفَظ حِفظاً؛ لأنَّ هذا الكتابَ يُقرَأ نَظَرًا وحِفْظاً، ومن كُلّ وَجْهٍ، ويُحْتَمل أنه أَرادَ [أنه] من شِدَّة حِفظِه له، وحَذاقتِه لقرَاءتِهِ يَقرؤُه في حالِ نَومِه أيضاً؛ لأنّ مِن الناس مَن يتكلَّم في مَنامِهِ بما في قلبِه في اليقَظةِ، أو بمَا يَراهُ في المَنَام، ويحتَملُ أنه يريد بالنَّومِ الاضطجاعَ؛ لأن الاضْطِجَاع يُرَادُ للنوم غَالِبًا، فكَنَى عنه بالنوم؛ أي تقرَؤه قائماً وقاعِدًا ومُضطجِعًا، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} وقيل: معناه: أي تَجمَعه حِفظاً وأَنتَ نائِم، كَمَا تجمعُه وأنتَ يَقظَان. وقيل: أرَادَ تَقرؤه في يُسْرٍ وسُهُولَةٍ ظاهِرًا، كما يُقالُ للحَاذِقِ بالشىّء القادِر عليه: هو يَفعَلُه نائمًا، كما يُقالُ: هو يَسْبِقُ فُلَاناً قَاعِدًا، والمرادُ بسَبْقه: مُستَهِينًا به.
- في حديث عِمْران بن حُصَين - رضي الله عنه -: "صلِّ قَائماً فإن لَم تَسْتَطع فقاعِدًا، فإن لم تستطع فَنَائِماً."
كأنّه أرَادَ به الاضْطِجاعَ أيضاً.
يَدُلُّ عليه الحديثُ الآخرُ: "فإن لم تَسْتَطِع فعَلَى جَنْبٍ" [وقد] قيل: إنه تَصْحِيف، وإنّما هو "فنَائِماً"
: أي بالإشَارَةِ، كما رُوِى في صَلاتِهِ على ظَهْرِ الدَّابَّةِ: "أنه كان يُصَلّى على رَاحِلتِه يُومىءُ إيمَاءً يجعَل السُّجُود أخفَض مِن الرُّكُوعِ"
- في حَديث سَلَمة: "فَنَوَّمُوا"
هو مُبالغَةٌ في نامُوا؛ أي استَثْقلُوا النَّومَ. 
[نوم] نه: فيه: تقرؤه "نائمًا" ويقظان، أي تقرؤه عن قلبك في كل حال ومر في غس. وفيه: صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع "فنائمًا"، أراد به الاضطجاع وقيل صوابه: فأنما، أي بالإشارة كالصلاة عند التحام القتال وعلى ظهر الدابة. ج: الخطابي: صلاته نائمًا لا أعلم إلا في هذا الحديث ولا أعلم رخصة في التطوع نائمًا، فإن صحت مرفوعًا يكون صلاة المتطوع نائمًا جائزة. نه: وفيه: من صلى "نائمًا" فله نصف أجر القاعد؛ الخطابي: لا أعلم أني سمعت صلاة النائم إلا في هذا الحديث، ولا أحفظ عن أحد أنه رخص في صلاة التطوع نائمًا كما رخص فيها قاعدًا، فإن صحت ولم يكن أحد أدرجه في الحديث وقاسه على صلاة القاعد وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود فتكون صلاة المتطوع القادر نائمًا جائزة- كذا قال في معالم السنن،ابن عباس: إنه قال لعلي: ما "النومة"؟ قال: الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء. ج: ومنه: أكثر أهل الجنة البله، وروى: كل "نومة"- بضم نون وسكون واو وهو بفتح واو: الكثير النوم. نه: وفي ح علي: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على "المنامة"، هي هنا الدكان التي ينام عليها، وفي غير هذا هي القطيفة. وفي ح الفتح: فما أشرف لهم يومئذ أحد إلا "أناموه"، أي قتلوه، من نامت الشاة: ماتت. ومنه ح الخوارج: إذا رأيتموهم "فأنيموهم". ج: ومنه سمي السيف منيمًا. ك: بينا أنا عند البيت بين "النائم" واليقظان، أراد بالبيت الكعبة، وروى أنه قال في اليقظة بجسده، فقوله هذا كان أولًا ثم استيقظ، أو يحمل على تعداد المعراج. ن: وروى: بينا أنا نائم، ويحتج به من يجعل الإسراء رؤيا نوم، ولا حجة إذ قد يكون حالة النوم ابتداء لا في تمام القصة. وفيه: "نام" النساء والصبيان، أي ممن ينتظر الصلاة منهم. وح: لا "ينام" قلبي، لا ينافي نومه عن صلاة الفجر إذ القلب يدرك مثل الحدث ولا يدرك طلوع الشمس، وأيضًا كان له حالتان فحينا تنامان وحينا نيام العين وحده. ش: والثاني غالب أحواله؛ قال النووي: هو من خنصائص الأنبياء عليهم السلام. ط: توفي في "نومة نامه"، هو صفة مؤكدة لنومة، أي مات فجاءة فلم يتمكن من الوصية فأعتقت عنه، أو لأن موت الفجاءة أسف فأعتقت عنه لذلك. وح: "لتنم" عينك- مر في ليقل. وح: لا "ينام" قلبه، في حق النبي صلى الله عليه وسلم وفي حق الدجال- مر في .... وفيه: علمه القرآن "فنام" عنه، أي أعرض عنه أي لم يتله بالليل ولم يتفكر فيما يجب ويذر من الأوامر والنواهي مثل المنافق والفسقة، ونبه به على كونه كذلك بالنهار، ويؤيد هذا التأويل ما في البخاري: فإنه الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، فمن نام عن غير أن يتجافى عنه لتقصير أو عجز فهو خارج عن هذا الوعيد. وفيه: "فلا نامت" عيناه! هو دعاء بنفي الاستراحة على من يسهو عن صلاة العشاء وينام قبل أدائها. وح: ما رأيت مثل النار "نام" هاربها، هي حالية أو ثاني مفعولي رأيت إن كان قلبيًّا، أي أمر النار شديد فحال هاربها الجد في الحرب [ص: الهرب] عن المعاصي لا النوم. وح: إنه "لنائم"، وقول آخر: إن العين "نائم" والقلب يقظان، مناظرة جرت بينهم بيانًا وتحقيقًا لما أن النفوس القدسية الكاملة لا يضعف إدراكها بضعف الحواس واستراحة الأبدان، وأولوها أي فسروها- ومر في قيل لي. وح الدجال: "لا ينام" قلبه، أي لا ينقطع أفكاره الفاسدة عند النوم لكثرة تخيلاته وتواتر إلقاء الشيطان إليه كما لا ينام قلب النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة أفكاره الصالحة بتواتر الوحي والإلهام.
[ن وم] النَّومُ النُّعَاسُ نامَ يَنَامُ نَوْمًا ونِيامًا عن سيبويه والاسم النِّيمةُ وقولُهُ

(تاللهِ ما زيدٌ بِنامَ صاحبُهْ ... )

(ولا مخالِطُ اللَّيانِ جَانبُهْ ... )

قيل إنّ نام صاحبُه عَلَمٌ اسمُ رجلٍ وإذا كانَ كذلك جَرَى مَجْرَى بَنِي شابَ قَرْنَاهَا فإن قلتَ فإنّ قولَهُ ولا مُخَالطِ اللَّيانِ جانبُهْ ليس علمًا وإِنَّما هُوَ صِفَةٌ وهومعطوفٌ على نامَ صاحبُهْ فيجب أنْ يكونَ نامَ صاحبُهْ صِفَةٌ أيضًا قيل قد يكون في الجملِ إذا سُمِّيَ بها مَعَاني الأفْعَالِ ألا ترى أن شابَ قَرْنَاهَا تَصُرُّ وتَحلُبُ هُوَ اسمٌ عَلَمٌ وفيه مع ذلك مَعْنَى الذمّ وإذا كان كذلك جاز أن يكون قوله ولا مخالطِ اللَّيانِ جانِبِهْ معطوفًا على ما في قوله نام صاحبُهْ من معنى الفِعْلِ وما لَهُ نِيْمَةُ لَيْلَةٍ عن اللحيانيِّ أَرَاهُ يعني ما ينام عليه لَيْلَةً واحِدَةً ورجلٌ نائمٌ ونَؤُومٌ ونُوْمةٌ ونُوَمٌ الأخيرة عن سيبويه مِن قوْمٍ نيَامٍ ونُوَّمٍ وَنُيَّمٍ قلبُوا الواوَ ياءً لقربها مِنَ الطرَف ونِيَّمٍ عن سيبويه كَسَّرُوا لمكَانِ الياءِ ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ الأخيرة نادرةٌ لبُعدها مِنَ الطرفِ قال

(أَلا طَرَقَتْنَا مَيَّةُ بْنَةُ مُنْذِرٍ ... فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلاَّ سَلاَمُهَا)

كذا سُمِعَ مِن أبي الغَمْرِ ونَوْمٌ اسم للجَمْعِ عندَ سيبَوَيْه وجَمْعٌ عند غَيرِهِ وقد يَكُونُ النَّومُ للوَاحِد وامْرَأةٌ نائِمةٌ مِنْ نِسوَةٍ نُوَّمٍ عن سيبويه وأكثَرُ هذا الجَمْعِ في فاعلٍ دون فاعِلَةٍ وامرأةٌ نَؤُوْمٌ الضَّحَى نَائِمتُهَا وإِنّما حَقيقَتُه نَؤُمٌ بالضَّحَى أوْ في الضَّحَى واستنَامَ وتَنَاوَمَ طَلَبَ النَّومَ وإنّهُ لَحَسَنُ النِّيمَة أي النَّومِ والمَنامُ والمنَامَةُ موضعُ النومِ الأَخيرةُ عن اللحياني وفي التنزيل {إذ يريكهم الله في منامك قليلا} الأنفال 43 وقيل هو هنا العَينُ لأنّ النومَ هُنَالكَ يَكُونُ وقد يَكُونُ النومُ يُعْنَى به المَنَامُ لأنّهُ قد جاءَ في التفسير أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رآهم في النَّومِ قليلاً وقَصَّ الرُّؤْيَا على أصحابه فقالوا صْدَقَتْ رُؤياك يا رسولَ اللهِ وقد أَنامَهُ ونوَّمهُ ويقالُ في النداءِ خاصّةً يا نَوْمانُ أي كثيرَ النوم قال ابنُ جنيٍّ وفي المَثَلِ أَصْبِحْ نَومَانُ فَأَصْبِحْ على هذا من قولك أَصْبَحَ الرَّجُلُ إذا دخل في الصبْحِ وروايَةُ سيبَويهِ أصبِحْ لَيلُ أي لِتَزُلْ حتى يُعَاقبك الإصْبَاحُ قال الأَعْشَى

(يقولونَ أَصْبِحْ لَيْلُ والليلُ عاتمُ ... ) ورُبَّما قالوا يا نَومُ يُسَّمُونَ بالمَصْدَر وأصابَ الثأرَ المُنيمَ أي الثَأرَ الّذي فيه وَفاءُ طَلِبَتِه وفُلانٌ لا ينامُ ولا يُنْيمُ أي لا يَدَعُ أحدًا ينامُ قالت الخَنْسَاءُ

(كما مِنْ هاشمٍ أَقْرَرْتُ عَيْني ... وكانَتْ لا تَنَامُ ولا تُنِيْمُ)

وقولهُ

(يَبُكُّ الحَوضَ عَلاَّها وَنَهْلا ... وَخَلْفَ ذِيَادِهَا عَطَنٌ مُنِيْمُ)

مَعْنَاهُ تَسْكُنُ إِلَيه فَيُنْيْمُهَا ونَاوَمَني فَنُمْتُهُ أي كُنْتُ أشَدَّ نَوْمًا مِنْهُ ونَامَ الخَلْخَالُ إذا انقَطَعَ صَوْتُهُ من امتِلاءِ السَّاقِ تَشْبِيهًا بالنَّائمِ من الإنسَانِ وغَيرِه كما يُقَالُ استَيْقَظَ إِذا صَوَّتَ قالَ طُرَيْحٌ

(نَامَتْ خَلاخِلُهَا وجَالُ وِشاحُهَا ... وجَرى الإزارُ عَلى كَثيبٍ أَهْيَلِ)

(فاستَيْقَظَتْ منها قَلائِدُهَا الّتي ... عَقدَتْ على جِيدِ الغزالِ الأكْحَلِ)

وَقَولُهُم نامَ هَمُّهُ معناه لم يكن لَهُ هَمٌّ حكاهُ ثَعْلَبٌ ورجلٌ نُوَمَةٌ ونَوِيْمٌ مُغَفَّلٌ ونُوْمَةٌ خامِلٌ وكله مِنَ النَّومِ كأَنَّهُ نائِمٌ لِغَفْلَتِه وخُموله وما نَامَتِ السّماءُ الليْلَةَ مَطرًا وهو مَثَلٌ بذلك وكذلك البَرْقُ قالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيةَ

(حَتّى شآها كَلِيْلٌ مَوهِنًا عَمِلٌ ... بَاتَتْ طِرَابًا وبَاتَ اللَّيْلُ لَمْ يَنَمِ)

ومُستَنَامُ الماءِ حيث ينقعُ ثم ينشفُ هكذا قال أبو حنيفة ينقع والمعروف يستنقعُ كأنّ الماءَ يَنَامُ هنالك والمَنَامَةُ القَطِيْفَةُ وهي النِّيمُ وقولُ تأبَّط شرّا

(نيافُ القُراطِ غَرَّاهُ الثَّنَايَا ... تَعَرَّضُ للشباب ونعْمَ نِيْمُ) قيل عنى بالنِّيْمِ القَطِيفَةَ وقيل عنى به الضجيعَ وحكى المُفَسِّرُ أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ هوَ نِيْمُ المرأةِ وهي نِيْمتُهُ والمَنَامَةُ الدُّكَّان وحِدِيثُ عَلِيٍّ دخَلَ عَلَيَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا على المَنَامَةِ يَحتَمِلُ أن يكونَ الدُّكّانَ وأن تكونَ القَطِيْفَةَ ونَامَ الثَّوبُ يَنَامُ نَوْمًا أَخْلَقَ وانقطع ونَامَتِ السُّوقُ كَسَدَتْ ونَامَتِ الريحُ سَكَنَتْ كما قالوا ماتَتْ ونَامَ البَحْرُ هَدَأَ حَكَاهُ الفَارِسيُّ ونَامَتِ النارُ هَمَدَتْ كُلُّه من النوم الذي هو ضِدُّ اليَقَظة واستَنَامَ إلى الشيءِ استَأْنَسَ به والنَّامَةُ قاعَةُ الفَرْجِ والنِّيْمُ الفَرْو القَصِيرُ والنِّيمُ كُلُّ لَيِّنٍ من ثَوْبٍ أَو عَيْشٍ والنِّيْمُ الدَّرَجُ الذي في الرِّمَالِ إذا جَرَتْ عَلَيه الرّيحُ قال ذُو الرّمة

(حتّى انجلى الليلُ عَنَّا في مُلَمَّعةٍ ... مثلِ الأَديمِ لها مِن هَبْوَةٍ نِيمُ)

والنيْمُ شَجرٌ تُعمَلُ منه القِدَاحُ قال أبو حنيفةَ النِّيْمُ شَجَرٌ لَهُ شوك لَيِّنٌ وورقٌ صِغَارٌ وله حَبٌّ كثيرٌ متفَرِّقٌ أمثالُ الحِمِّص حامِضٌ فإذا أينع اسوَدَّ وحَلا وهو يُؤكَلُ ومنابتُهُ الجبالُ قال ساعدةُ ووصَفَ وَعِلا في شاهقٍ

(ثمّ يُنوشُ إذا آدَ النهارُ له ... بعدَ الترقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَمِ)

والنِّيْمُ بالفارسية نِصفُ الشيءِ ومنه قَولهُمْ للقُبَّةِ الصغيرةِ نيمٌ خَائجِهْ أي نِصْفُ بَيْضَةٍ والبَيْضَةُ عندهم خاياه فأُعرِبَتْ فقيل خائِجهْ ونَوْمَانُ نَبْتٌ عن السِّيرافيّ وإنّما قَضَيْنَا على ياءِ النِّيِم في وُجوهِهَا كُلِّها بالواوِ لوجودِ ن وم وعَدَمِ ن ي م
نوم
نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ ينام، نَمْ، نَوْمًا ومَنامًا، فهو نَائِم، والمفعول مَنُوم إليه
• نام الصَّبيُّ:
1 - رقَد، نعَس "نام في العراء- {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} " ° نام ملءَ جَفْنَيه: نام ملءَ عينيه، كان خاليًا من الهمّ- نام همُّه: لم يكن له همّ.
2 - مات "نام نومته الأخيرة".
• نام البحْرُ: سكن وهدَأ "نامتِ الرِّيحُ".
• نامتِ النّارُ: همدت ° نامت السّوقُ: كسَدَت.
• نام إلى الشّخص: سكن واطمأنّ ووثق به "نامت المرأةُ إلى زوجها".
• نام عن حاجتِه: غفل عنها ولم يهتمّ بها.
• نام الشّخصُ لله: تواضع له. 

أنامَ يُنيم، أَنِمْ، إنامةً، فهو مُنيم، والمفعول مُنَام
 • أنام الطِّفلَ: أرقده ونوَّمه، جعله ينام "أنام المريضَ". 

استنامَ يستنيم، استَنِمْ، استِنامةً، فهو مُستنيم
• استنام الطِّفلُ:
1 - نام أو تناوم واستقرَّ.
2 - طلب النَّوم. 

تناومَ يتناوم، تَنَاوُمًا، فهو مُتناوِم
• تناوم الشَّخصُ أو الحيوانُ:
1 - تظاهَر بالنّوم وليس نائمًا "تناوم الكلْبُ- تناومتِ الهِرَّةُ".
2 - طلب النَّومَ. 

نوَّمَ ينوِّم، تنويمًا، فهو مُنوِّم، والمفعول مُنوَّم (للمتعدِّي)
• نوَّم النَّاسُ: ناموا كثيرًا.
• نوَّمتِ الإبلُ: ماتت.
• نوَّمَ الدَّواءُ الصَّبيَّ:
1 - أنامه، جعله ينام "نوَّم السّاحرُ الفتاةَ- تُنَوِّم الأمُّ طفلَها مبكِّرًا".
2 - خدَّره. 

إنامة [مفرد]: مصدر أنامَ. 

استنامة [مفرد]: مصدر استنامَ. 

تَنويم [مفرد]: مصدر نوَّمَ.
• التَّنويم المغنطيسيّ: (نف) الحالة المُصطنعة الشبيهة بالنَّوم التي يصبح فيها الشَّخصُ المنوَّم تحت التأثير المنوِّم فيوحَى إليه ببعض الأعمال، أو التأثير بكلمات إيحائيّة على شخص ما تنقله إلى حالة شبيهة بالنَّوم ولا يفقد شعورَه، بل يستجيب لإيحاءات المنوِّم وأوامره "المعالجة بالتَّنويم المغنطيسيّ: تحليل نفسيّ والمريض في حالة نوم مغنطيسيّ حيث تستخلص موادّ العلاج من اللاّوعي" ° التَّنويم المغنطيسيّ الذَّاتيّ: تنويم مغنطيسيّ مُحدث تلقائيًّا. 

مَنام [مفرد]: ج منامات ومناوِمُ:
1 - مصدر ميميّ من نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ.
2 - نَوْم، حُلْم "رأى في منامه كذا- {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ".
3 - اسم مكان من نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ: "اتّخذ من ظلّ الشّجرة منامًا له- منامه في الصَّيف فوق سطح الدَّار- منامي في غرفة بالطَّابق الثَّالث". 

مَنامة [مفرد]:
1 - مَنام، موضع النوم.
2 - لباس النّوم، ثوب يُنام فيه.
3 - قَبْر. 

مُنَوِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نوَّمَ.
2 - (كم) كلُّ ما يُرقِدُ ويُنوِّم من عقارٍ وغيره "دواءٌ منوِّم- حبوب/ جرعة منوِّمة" ° حبَّة منوِّمة: دواء مسكِّن يُستخدم للمساعدة على النَّوم والتَّخلُّص من الأرق.
3 - من يُزاوِل التَّنويم المغنطيسيّ. 

نَئوم [مفرد]: مؤ نَئُوم: صيغة مبالغة من نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ: كثير النّوم. 

نائم [مفرد]: ج نائمون ونُوَّام ونُوَّم ونِيَام، مؤ نائمة، ج مؤ نائمات ونُوَّم ونِيَام:
1 - اسم فاعل من نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ.
2 - راقد مضطجع "صَلِّ قَائِمًا، فََإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَنَائِمًا [حديث] " ° أحلام نائم: أمانٍ كاذبة- لَيْلٌ نائم: يُنَامُ فيه- نائم في العسل: غافلٌ غفلة شديدة. 

نُوام [مفرد]: (طب) مرضٌ يُصيب الإنسانَ من عضَّة ذبابة (التِسي تسي) فينام ولا يكاد يُفيق، وهو في الأغلب داء مُميت. 

نَوْم [مفرد]:
1 - مصدر نامَ/ نامَ إلى/ نامَ عن/ نامَ لـ.
2 - فترة راحةٍ للبدن والعقل، تغيب خلالها الإرادةُ والوعيُ وتتوقّف فيها الوظائفُ البدنيّة الإراديَّة: كالحركة والكلام .. إلخ "يستغرق في النَّوم: ينام إلى ما بعد الوقت المقرّر أو الاعتياديّ للصَّحو- وقت النَّوم- ضرب النَّوم على أذنه: غلبه- {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} " ° النَّوم سلطان: لا يُقاوم إذا غالب العيون- النَّوْم في العسل: الغفلة الشديدة- طار النَّومُ من عينيه: زال نعاسه، سهر وقلق- عربة النَّوم: إحدى عربات القطار التي تكون مزوَّدة بوسائل الرَّاحة والنَّوم- كيس النَّوم: كيس كبير مزوَّد بسحّاب عند النَّوم في الخارج- نوم أهل الكهف- نَوْمُه ثقيل.
3 - نائمون.
• مرض النَّوم: (طب) نُوام؛ مرض قاتل يكثر في المناطق الاستوائيّة في إفريقيا ينتقل عن طريق ذبابة (التسي تسي) ومن أعراضه حُمَّى وصداع ونوم طويل ينتهي غالبًا بالموت. 
نوم
( {النَّوْمُ) مَعْرُوفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، وَفِي المُحْكَمِ (النُّعَاسُ) وفَسَّرَهُ فِي نَعَسَ بِالوَسَنِ، ومِثْلُهُ هَنَاكَ فِي الصِّحاح، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: حَقِيقَةُ النُّعَاسِ: السِّنَةُ، مِنْ غَيْرِ} نَوْمٍ، (أَوِ الرُّقَادُ) ، وقَدْ فَسَّرَهُ فِي الدَّالِ، {بِالنَّوْمِ عَلَى عَادَتِه، فِي تَفْسيرِ أَحَدِ اللَّفْظَيْنِ بِالآخَرِ. قَالَ شَيْخُنَا: ولَهُمْ فِي النَّوْمِ مَرَاتِبُ، أَوَّلُهُ: نُعَاسٌ، فَوَسَنٌ، فَتَرْنِيقٌ، فَكَرًى، فَغَمْضٌ، فَتَغْفِيقٌ، فَإغْفَاءٌ، فَتَهْوِيمٌ، فَغِرَارٌ، فَتَهَجَاعٌ، ذَكَرَةُ أَبُو مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيُّ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ، قَالَ: واخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ: إنهُ هَوَاءٌ يَنْزلُ مِنْ أَعْلَى الدِّمَاغِ، فِيُفْقَدُ مَعَهُ الحِسٌّ، قَالَه الآبِّيُّ. قَالَ: والنُّعَاسُ: مَقَدِّمَةُ النَّوْمِ، وَهُوَ رِيحٌ لَطِيفَةٌ، تَأْتِي مِنْ قِبَل الدِّمَاغِ، تُغَطِّي عَلَى العَيْنِ، وَلاَ تَصِلُ إِلَى القَلْبِ، فَإِذَا وَصَلَتْ إِلى القَلْبِ، كَانَ نَوْماً. وَقَالَ آخَرُونَ: النَّوْمُ: غَشْىٌ ثَقِيلٌ يَهْجُمُ على القَلْبِ فيَقْطعُهُ عَن مَعْرِفَةِ الأَشْيَاءِ، ولِذلِكَ قِيلَ: إِنَّهُ آفَةٌ؛ لأَنَّ النَّوْمَ أخُو المُوْتِ، كَمَا فِي المِصْبَاحِ، (} كَالنِّيَامِ) ، بِالكَسْرِ) ، عَن سِيبَوَيْهِ، يُقالُ: نَامَ {نَوْماً} ونِيَاماً، (وَالاسُمُ: {النِّيمَةُ، بِالكَسْرِ، وَهُو} نَائِمٌ) . وقَدْ يُرَادُ! بِالنَّوْمِ: الاضْطِجَاعُ، كَحَدِيثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، فِي الصَّلاةِ ((فَإِن لم تَسْتَطِعْ {فنائماً)) ، هَكَذَا فسَّره الْخطابِيّ، وَقيل: هُوَ تَصْحِيفٌ، وَإِنَّمَا أَرَادَ فإيماءً. قَالَ الْجَوْهَرِي:} نِمْت بالكَسْر، أصلُهُ:! نَوِمْت، بِكَسْر الواوِ، فَلَمَّا سَكَنَتْ، سَقَطَتْ لِاجْتِمَاع السَّاكِنَيْنِ، ونُقِلتْ حَرَكَتُها إِلَى مَا قبلَها، وَكَانَ حقُّ النُّون أَن تُضَم، لتدلَّ على الْوَاو الساقطة، كَمَا ضَمَمْتَ الْقَاف فِي قُلْت، إِلَّا أنَّهم كَسَروها فَرْقًا بَين المضمومِ والمفتوحِ. قَالَ ابْن بَرِّي، قَوْله: وَكَانَ حقُّ النُّون ... الخ وهْمٌ، لِأَن المُراعى إِنَّمَا هُوَ حَرَكَة الْوَاو الَّتِي هِيَ الكَسْرَة، دونَ الْوَاو، بِمَنْزِلَة خِفْت، وأصْلُه: خَوِفْت، فنُقِلَتْ حركةُ الْوَاو، وَهِي الكسرةُ إِلَى الْخَاء، وحُذفت الْوَاو لالْتِقاءِ السَّاكِنينِ، فأمَّا قُلْت، فَإِنَّمَا ضمت الْقَاف أَيْضا لحركة الْوَاو، وَهِي الضَّمَّة، وَكَانَ الأَصْل فِيهَا: قَوَلْت: نُقِلَتْ إِلَى قَوُلْت، ثمَّ نُقلت الضمة إِلَى الْقَاف، فحُذِفت الْوَاو لالتقاء السَّاكِنين. ثمَّ قَالَ الْجَوْهَرِي: وَأما كِلْت، فإنَّهم كَسَروها لتدُلَّ على الياءِ السَّاقِطةِ، قَالَ ابْن بَرِّي: وَهَذَا وَهَمٌ أَيْضا، وَإِنَّمَا كَسَروها للكَسْرَةِ الَّتِي على الْيَاء أَيْضا لَا للياء، وأصلُها: كَيِلْت، مُغَيَّرَةً عَن كَيَلْت، وَذَلِكَ عِنْد اتِّصال الضَّمير بهَا، أَعنِي التَّاء، على مَا بُيِّن فِي التَّصريف، قَالَ: وَلَا يَصح أَن يكون كالَ فَعِلَ، لقَولهم فِي الْمُضَارع: يَكِيلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ، إنَّما جَاءَ فِي أفعالٍ مَعْدُودَةٍ. ثمَّ قَالَ الْجَوْهَرِي: وَأما على مَذْهَب الكِسائيِّ فالقياسُ مُسْتَمِرٌّ، لِأَنَّهُ يَقُول: أَصْلُ قَالَ: قَوُلَ، بَضَمِّ الوَاوِ، وأَصْلُ كَالَ: كَيِلَ، بِكَسْر اليَاءِ، وَالأَمْرُ مِنْهُ: نَمْ، بَفَتْحِ النُّونِ، بِنَاءً عَلَى المُسْتَقْبَلِ، لأَنَّ الوَاوَ المُنْقَلِبَةَ أَلِفاً سَقَطَتْ، لاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْهَبِ الكِسَائِيُّ ولاَ غيْرُهُ إِلَى أَنَّ أَصْلَ قَالَ: قَوُلَ، لأَنَّ قَالَ: مُتَعَدٍّ، وفَعُلَ لاَ يَتَعَدَّى، واسْمُ الفَاعِلِ مِنْه: قَائِلٌ، وَلَوْ كَانَ فَعْلَ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ اسْمُ الفَاعِلِ مِنْهُ فَعِيلاً، وإنَّمَا ذِلكَ إِذَا اتًّصَلَتْ بِتَاءِ المُتَكَلُمِ أَوِ المُخَاطَبِ، نَحْو قُلْت، عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وكَذِلِكَ: كِلْت. (و) رَجُلٌ (نَؤُومٌ) ، كَصَبُورٍ (ونُوَمَةٌ، كُهُمَزَةٍ، وَصُرَدٍ) الأَخِيَرةُ عَنْ سِيبَوَيْهِ، (ج: نَيَامٌ) ، بِالكَسْرِ، (ونُوَّمٌ) كَرُكَّعٍ، بالوَاوِ عَلَى الأَصْلِ، (ونُيَّمٌ) عَلَى اللَّفْظِ، قَلَبُوا الوَاوَ يَاءً، لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَفِ، ( {ونِيَّمٌ) بِالكَسْرِ، عَنْ سِيبَوَيْهِ، لِمَكَانِ اليَاء، (} ونُوَّامٌ) كرُمَّانٍ، بِالوَاوِ، ( {ونُيَّامٌ) بِاليَاءِ، وَهذه نَادِرَةٌ، لِبُعْدِهَا مِنَ الطَّرَفِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(أَلاَ طَرَقَتْنَا مَيَّةُ ابْنَةُ مُنْذِرٍ ... فَمَا أَرَّقَ} النُّيَّامَ إلاَّ سَلاَمُهَا)
قَالَ ابنُ سِيدهْ: كَذَا سُمِعَ مِنْ أَبِي الغَمْرِ، ( {ونَوْمٌ) جَمْعُ نَائِمٍ، (كَقَوْمٍ) جَمْع قَائِمٍ، فِي أَحَدِ الأَقْوَالِ. (أَوْ هُوَ اسْمُ جَمْعٍ)) عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَقد يَكُونُ: النَّوْمُ للِوَاحدِ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ صَوْمٌ، أَيْ: صَائِمٌ، وفِي حِدِيثِ عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ، ورَأَى نَاقَتَهُ قَائِمَةً عَلَى زِمَامِهَا بالعَرْجِ، وكَانَ مَرِيضاً: ((أَيُّهَا النُّوْمُ، أَيُّهَا النَّوْمُ)) أَرَادَ: أَيُّهَا} النَّائِمُ، فَوَضَعَ المَصْدَرَ موضِعَهُ. (ومالَهُ {نِيمَةُ ليلةٍ، بالكَسْر) ، عَن اللِّحياني، أَي (بَيْتَتُها) ، وَقَالَ ابْن سيدة: أراهُ يعْني مَا يَنَامُ عليهِ لَيْلَة وَاحِدَة. (وامرأةٌ} نَؤومٌ) كصَبُورٍ، (ونائمةٌ، ج: {نُوَّمٌ) كَرُكَّعٍ، بِالْوَاو على الأَصْل،} ونُيَّمٌ، على اللَّفْظ، نَقله الْجَوْهَرِي، وَفِي المُحْكَم: وامرأةٌ {نائِمَةٌ، من نِسْوَةٍ نُوَّمٍ، عِنْد سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَأكْثر هَذَا الْجمع فِي فاعِلٍ، دون فاعِلَةٍ. وامرأةٌ نَؤومُ الضُّحى:} نائمتُها، وَإِنَّمَا حقيقَتُهُ: نائمةٌ بالضُّحى، أَو فِي الضُّحى. ( {وأنامَهُ) } إنامَةً، ( {ونَوَّمَهُ) } تَنْويمًا، بِمَعْنى وَاحِد، كَمَا فِي الصِّحاح. (و) قولُهُم للرَّجُل: (يَا {نَوْمانُ) ، قَالَ الْجَوْهَرِي: (يختصًّ بالنِّداء) أَي: (كثيرُ النَّوْمِ) ، وَلَا تقُلْ: رجُلٌ نَوْمانُ. (} والمَنامُ، {والمَنامَة: مَوْضِعُهُ) الأخيرةُ عَن اللِّحياني. (و) يَقُولُونَ فِي المغالَبَةِ: (} نَاوَمَنِي {فنمته، بِالضَّمِّ) أَي (غلبته) } بِالنَّوْمِ، نَقله الْجَوْهَرِي، وَقَالَ غَيره: كنتُ أشدَّ مِنْه نَوْمًا. (و) من الْمجَاز ( {نَام الخَلْخَالُ) : إِذا (انْقَطع صوتُهُ من امْتِلاء السَّاق) ، تَشْبِيها} بالنَّائِمِ، من الْإِنْسَان وغيرِهِ، كَمَا يُقالُ: اسْتَيْقَظَ إِذا صَوَّتَ، قَالَ طُرَيْحٌ:
(! نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها ... وجَرَى الإزارُ على كَثِيبٍ أهْيَلِ)

(فَاسْتَيْقَظَتْ مِنْهَا قَلائِدُها الَّتِي ... عُقِدَتْ على جيدِ الغَزَالِ الأكْحَلِ)
(و) من الْمجَاز: نَامَتْ (السُّوق) إِذا (كَسَدَتْ) ، نَقله الْجَوْهَرِي، كَمَا يُقَال: قَامَت: إِذا راجَتْ. (و) من الْمجَاز: نامَتِ (الرِّيحُ) : إِذا (سَكَنَتْ) ، كَمَا قَالُوا: ماتَتْ، وكُلُّ شيءٍ سَكَنَ فَقَدْ نامَ. (و) من المجازِ: نامَتِ (النَّارُ) : إِذا (هَمَدَتْ) . (و) كَذَا نامَ (البَحْرُ) : إِذا (هَدَأَ) ،قَالَ العجَّاجُ:
(إِذا استَنَامَ رَاعَهُ النَّجِيُّ ... )
(وتَنَوَّمَ) الرجُلُ (احْتَلَمَ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) من الْمجَاز: ( {أنامَهُ) : إِذا (قَتَلَهُ) ، وَمِنْه حَدِيث عَليّ فِي الحثِّ على قِتالِ الخَوارج: ((إِذا رأَيْتُموهُمْ} فأنيموهُمْ)) أَي: اقْتُلُوهُمْ، وَحَدِيث غَزْوَة الفتحِ: ((فَمَا أشْرَفَ لَهُم يومئذٍ أحدٌ إِلَّا {أنامُوهُ)) أَي: قَتَلُوهُ. (و) من الْمجَاز:} أنامَتِ (السَّنَةُ النَّاسَ) : إِذا (هَشَمَتْهُمْ) وأبادَتْهُمْ وهَزَلَتْهُمْ، وَكَذَلِكَ: أهْمَدَتْ. (و) {أَنَام (فُلانًا: وَجَدَهُ} نائِمًا) ، كأحْمَدَهُ: وجَدَهُ مَحْمُودًا. ( {والنَّائِمَةُ: (المَنِيَّةُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب: المَيِّتَةُ، والنَّامِيَةُ: الجُثَّةُ. (و) أَيْضا: (الحيَّةُ) ، وَلَا يخْفَى مَا بَين المَيِّتَةِ والحيَّة من حُسْن التَّقابُل. (} والمَنَامَةُ) : ثَوْبٌ {يُنامُ فِيهِ، وَهُوَ (القطيفَةُ) ، وَأنْشد الْجَوْهَرِي للكُميت:
(علَيْهِ} المَنامَةُ ذاتُ الفُضول ... من القَهْزِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ)
وَقَالَ آخر:
(لِكُلِّ {منامةٍ هُدْبٌ أصيرُ ... )
أَي: مُتَقارِبٌ، (} كالنِّيْمِ) بِالْكَسْرِ، وَمِنْه قَول تأبَّط شرًّا:
(نِياف القُرْطِ غَرَّاء الثَّنايا ... تَعَرَّضُ للشَّبابِ، ونِعْمَ {نِيمُ)
قَالَ الْجَوْهَرِي: (و) رُبمَا سمَّوا (الدُّكَّان) منامةً؛ لأنَّه ينامُ عَلَيْهَا، وَبِه فسَّر ابْن الْأَثِير حَدِيث عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: ((دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول الله
وَأَنا على المَنَامَةِ)) . (و) من المجازِ: (} المُسْتَنام: كُلُّ مُطْمَئِنٍّ، يَسْتَقِرُّ فِيهِ الماءُ) ، وَلَو قَالَ:! ومُسْتَنام الماءِ: مُسْتَقَرُّهُ، لَكَانَ أخْصَرَ. ( {ومُنِيمٌ، بِالضّمِّ،} ونَامِينُ: مَوْضِعَانِ) ، الأَوَّلُ فِي شِعْرِ الأَعْشَى:
(أَشْجَاكَ رَبْعُ مَنَازِلٍ وَرُسُومِ ... بِالجِزْعِ بَيْنَ حَفِيَرةٍ ومُنِيمِ)
والثَّانِي، كَأَنَّه مَوْضِعٌ آخَرُ، نَقَلَهُما يَاقوتٌ. ( {والنَّامَةُ: قَاعَةُ الفَرْجِ) . (} ونَوْمَانُ: نَبْتٌ) ، عنِ السِّيرَافِيِّ، ولكِنَّهُ ضَبَطَهُ بِتَشْدِيدِ الوَاوِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيهِ: {نَوَّمَ الرَّجُلُ} تَنْوِيماً: مُبَاَلَغَةٌ فِي نَامَ. {ونَوَّمَتِ الإِبِلُ: مَاتَتْ، شُدِّدَ لِلتَّكْثِيرِ. وَرَجُلٌ} نَوْمٌ: مَغَفَّلٌ، {ونَوَّامٌ: كَثِيرُ النُّوْمِ.} ونَامَ {نَوْمَةً طَيِّبَةً.} والنِّيمَةُ، بِالكَسْرِ: هَيْئَةُ {النَّائِمِ، وَإِنَّه لَحَسَنُ} النَّيمَةِ. ورَأَى فِي المَنَام كَذَا، وَهُوَ مَصْدَرُ نَامَ. {وتُنُوِّمَتِ المَرْأَةُ: أُتِيَتْ وهِيَ} نَائِمَةٌ. {واسْتَنْوَمَ: احْتَلَمَ. وطَعَامٌ} مَنْوَمَةٌ، كَمَقْعَدَةٍ، أَيْ: يَحْمِلُ عَلَى النَّوْمِ. {واسْتَنَامَ،} وتَنَاوَمَ: طَلَبَ النَّوْمَ. {والمَنَامُ: العَيْنُ، لأَنَّ النَّوْمَ هُنَالِكَ يَكُونُ، وبِهِ فَسَّر بعضُهُم قَوْلَهُ تَعَالَى: {إِذْ يريكهم الله فِي} مَنَامك قَلِيلا} قَالَ الحَسَنُ، أَيْ: فِي عَيْنِكَ الَّتِي تَنَامُ بِهَا، نَقَلَهُ الزَّجَّاجُ. قَالَ ابنُ جِنَّي: وَفي المَثَلِ: ((أَصبْحْ! نَوْمَانُ)) هُوَ مِنْ أَصْبَحَ الرَّجُلُ، إِذَا دَخَلَ فِي الصُّبْحِ، ورِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ: ((أَصِبْحْ لَيْلُ)) : لِتَزْلُ حَتَّى يُعَاقِبَكَ الإِصْبَاحُ. والثَّأْرُ {المُنيمُ: الَّذِي فِيهِ وفاءُ طَلِبَتِهِ، وقدْ ذكره المصنِّف فِي الرَّاء. وفُلان لَا} يَنامُ وَلَا {يُنِيمُ، أَي: لَا يَدَعُ أحدا ينامُ، قَالَت الخَنْساءُ:
(كَمَا مِنْ هاشِمٍ أقْرَرْتَ عَيْني ... وكانتْ لَا تَنامُ وَلَا} تُنيمُ)
وعَطَنٌ {مُنيمٌ: تسكُنُ إِلَيْهِ الإبِلُ فيُنيمُها. وقولُهُمْ: نامَ هَمُّهُ: معناهُ لم يَكنْ لَهُ هَمٌّ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. ونام عَنْهُ} نَوْمَةَ الأمَةِ: إِذا غَفَلَ [عَنهُ، و] عَن الاهتِمام بِهِ. ونامَ فُلانٌ عَن حَاجَتي: إِذا غَفَلَ عَنْهَا، وَلم يَقُمْ بهَا. وَمَا {نامَتِ السَّماءُ اللَّيلةَ مَطرًا، وكذلكَ: البَرْقُ. ونام الماءُ: إِذا دامَ، وقامَ،} ومَنامُهُ حيثُ يَقومُ. وَيُقَال: باتَتْ هُمومُهُ غيرَ {نِيامٍ. ونام العِرْقُ: لم يَنْبِضْ. ونام الرَّجُلُ: ماتَ.} والمنامةُ: القَبْرُ. ولَيلٌ نائِمٌ، أَي: {يُنامُ فِيهِ، وَهُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مفعولٍ فِيهِ، كَمَا فِي الصِّحاح.} واسْتَنامَ بِمَعْنى نامَ، وأنشَدَ ابْن بَرِّيٍّ لحُمَيْد بن ثَوْرٍ:
(فقامتْ بأثناءٍ من اللَّيل ساعَةً ... سَراها الدَّواهي واسْتَنام الخَرائِدُ)
أَي: نامَ الخرائِدُ. ونام إِلَيْهِ: وَثِقَ بِهِ، وأنشدَ ابْن الْأَعرَابِي:
(فَقُلْتُ تَعَلَّمْ أنَّني غيرُ نائِمٍ ... إِلَى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ أنْيَبَا) يُخَاطِبُ ذِئْباً، رَوَاهُ ثَعْلَب.

نوم: النّوْم: معروف. ابن سيده: النَّوْمُ النُّعاسُ. نامَ يَنامُ

نَوْماً ونِياماً؛ عن سيبويه، والاسمُ النِّيمةُ، وهو نائمٌ إذا رَقَدَ. وفي

الحديث: أَنه قال فيما يَحْكي عن ربِّه أَنْزَلْتُ عليكَ كتاباً لا

يَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نائماً ويَقْظانَ أي تَقرؤه حِفْظاً في كل حال عن

قلبك أي في حالتي النوم واليقظة؛ أراد أنه لا يُمْحى أَبداً بل هو محفوظ

في صدور الذين أُوتوا العِلْمَ، لا يأَْتِيه الباطلُ من بين يديه، ولا من

خَلْفِه، وكانت الكتُبُ المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً، وإنما يُعْتَمَد في

حِفْظِها على الصُّحُف، بخِلافِ القرآن فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ صُحُفِه،

وقيل: أَراد تقرؤه في يُسْرٍ وسُهولة. وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْن:

صَلِّ قائماً، فإن لم تَسْتَطِعْ فقاعِداً، فإن لم تَسْتَطِعْ فنائماً؛

أَراد به الاضْطِجاعَ، ويدل عليه الحديث الآُخر: فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ،

وقيل: نائماً تصحيف، وإنماً أَراد فإيماءً أَي بالإشارة كالصلاة عند

التحام القتال وعلى ظهر الدابة. وفي حديثه الآخر: من صلى نائماً فله نِصْفُ

أَجْرِ القاعد؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي لا أَعلم أَني سمعت صلاةَ

النائم إلا في هذا الحديث، قال: ولا أَحفظ عن أحدٍ من أَهل العلم أَنه

رَخَّصَ في صلاةِ التطوع نائماً كما رَخَّص فيها قاعداً، قال: فإن صحت هذه

الرواية ولم يكن أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه في الحديث وقاسَه على صلاةِ

القاعِد وصلاةِ المريضِ إذا لم يَقْدِرْ على القُعودِ، فتكون صلاةُ المتطوِّع

القادرِ نائماً جائزةً، والله أَعلم، هكذا قال في مَعالم السُّنن، قال:

وعاد قال في أَعلام السُّنَّة: كنتُ تأَوْلت الحديثَ في كتاب المَعالم

على أن المراد به صلاةُ التطوع، إلا أن قوله نائماً يُفْسِد هذا التأْويل

لأن المُضطجع لا يصَلي التطوُّعَ كما يصلي القاعدُ، قال: فرأَيت الآنَ أن

المراد به المريضُ المُفْتَرِضُ الذي يمكنه أن يَتحامَلَ فيقعُد مع

مَشَقَّة، فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إذا صلَّى نائماً ترغيباً له في

القعود مع جواز صلاته نائماً، وكذلك جعل صلاتَه إذا تحامَل وقامَ مع مشقةٍ

ضِعْفَ صلاتِه إذا صلى قاعداً مع الجواز؛ وقوله:

تاللهِ ما زيدٌ بنام صاحبُه،

ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُهْ

قيل: إن نامَ صاحبُه علمٌ اسم رجل، وإذا كان كذلك جَرى مَجْرى بَني شابَ

قَرناها؛ فإن قلت: فإن قوله:

ولا مخالط الليان جانبه

ليس علماً وإنما هو صفة وهو معطوف على نامَ صاحبهُ، فيجب أَن يكون قوله

نامَ صاحبُه صفةً أَيضاً؛ قيل: قد تكون في الجُمَل إذا سُمِّيَ بها معاني

الأَفعال؛ ألا ترى أن قوله:

شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ

هو اسم عَلم وفيه مع ذلك معنى الذمّ؟ وإذا كان ذلك جاز أن يكون قوله:

ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبهُ

معطوفاً على ما في قوله نام صاحبه من معنى الفعل. وما له نِيمةُ ليلةٍ؛

عن اللحياني، قال ابن سيده: أُراه يعني ما يُنام عليه ليلةً واحدة. ورجلٌ

نائمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمةٌ ونُوَمٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، من قومٍ نِيامً

ونُوَّمٍ، على الأَصل، ونُيَّمٍ، على اللفظ، قلبوا الواو ياءً لقربها من

الطرَف، ونِيَّم، عن سيبويه، كسروا لِمكان الياء، ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ،

الأَخيرة نادرة لبعدها من الطرف؛ قال:

ألا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ،

فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إلا سَلامُها

قال ابن سيده: كذا سمع من أبي الغمر. ونَوْم: اسم للجمع عند سيبويه،

وجمعٌ عند غيره، وقد يكون النَّوْم للواحد. وفي حديث عبد الله بن جعفر: قال

للحسين ورأَى ناقته قائمةً على زِمامِها بالعَرْج وكان مريضاً: أَيها

النوْمُ أَيها النوْمُ فظن أَنه نائم فإذا هو مُثْبَتٌ وَجعاً، أَراد أيها

النائم فوضَع المصدرَ موضعَه، كما يقال رجل صَوْمٌ أي صائم. التهذيب: رجل

نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ وامرأَة نَوْمٌ ورجل نَوْمانُ كثيرُ النوْم.

ورجل نُوَمَةٌ، بالتحريك: يَنامُ كثيراً. ورجل نُوَمةٌ إذا كان خامِلَ

الذِّكْر. وفي الحديث حديث عليّ، كرَّم الله وجهه: أَنه ذكر آخرَ الزمان

والفِتَنَ ثم قال: إنما يَنْجو من شرّ ذلك الزمان كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ

أُولئك مصابيحُ العُلماء؛ قال أَبو عبيد: النُّوَمة، بوزن الهُمَزة، الخاملُ

الذِّكْرِ الغامض في الناس الذي لا يَعْرِفُ الشَّرَّ ولا أَهلَه ولا

يُؤْبَهُ له. وعن ابن عباس أَنه قال لعليّ: ما النُّوَمَةُ؟ فقال: الذي

يَسْكُت في الفتنة فلا يَبْدوا منه شيء، وقال ابن المبارَك: هو الغافلُ عن

الشرِّ، وقيل: هو العاجزُ عن الأُمور، وقيل: هو الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ

في الناس. ويقال للذي لا يُؤْبَهُ له نُومةٌ، بالتسكين. وقوله في حديث

سلمة: فنَوَّموا، هو مبالغة في نامُوا. وامرأَة نائمةٌ من نِسْوة نُوَّمٍ،

عند سيبويه؛ قال ابن سيده: وأَكثرُ هذا الجمع في فاعِلٍ دون فاعلةٍ.

وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى: نائمتُها، قال: وإنما حقيقتُه نائمةٌ بالضُّحى أو

في الضحى. واسْتَنام وتَناوَم: طلب النَّوْم. واسْتنامَ الرجلُ: بمعنى

تَناوَم شهوة للنوم؛ وأَنشد للعجاج:

إذا اسْتنامَ راعَه النَّجِيُّ

واسْتنامَ أَيضاً إذا سَكَن. ويقال: أَخذه نُوامٌ، وهو مثلُ السُّبات

يكون من داءٍ به. ونامَ الرجلُ إذا تواضَع لله. وإنه لَحَسنُ النِّيمةِ أي

النَّوْم. والمَنامُ والمَنامةُ: موضع النوم؛ الأَخيرة عن اللحياني. وفي

التنزيل العزيز: إذ يُرِيكَهم الله في مَنامِك قليلاً؛ وقيل: هو هنا

العَينُ لأَن النَّوْم هنالك يكون، وقال الليث: أي في عينِك؛ وقال الزجاج:

روي عن الحسن أَن معناها في عينك التي تَنامُ بها، قال: وكثير من أهل النحو

ذهبوا إلى هذا، ومعناه عندهم إذْ يُرِيكَهم اللهُ في موضع منامك أي في

عينِك، ثم حذف الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه، قال: وهذا مذهبٌ حسن،

ولكن قد جاء في التفسير أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رآهم في النوم قليلاً

وقَصَّ الرُّؤْيا على أِصحابه فقالوا صَدَقتْ رؤْياك يا رسول الله، قال:

وهذا المذهبُ أَسْوَغ في العربية لأَنه قد جاء: وإِذ يُريكُموهم إِذ

الْتَقَيْتم في أَعْيُنِكم قليلاً ويُقَلِّلُكم في أَعْيُنِهم؛ فدل بها

أَنَّ هذه رؤْية الالتقاء وأَن تلك رؤْية النَّوْم. الجوهري: تقول نِمْت،

وأََصله نَوِمْت بكسر الواو، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلتْ

حركتُها إِلى ما قبلها، وكان حقُّ النون أَن تُضَمَّ لتَدُلَّ على الواو

الساقطة كما ضَمَمْت القاف في قلت، إِلا أَنهم كسروها فَرْقاً بين المضموم

والمفتوح؛ قال ابن بري: قوله وكانَ حَقُّ النون أَن تُضَمَّ لتدلَّ على

الواو الساقطة وهَمٌ، لأَن المُراعى إِنما هو حركة الواو التي هي الكسرةُ

دون الواو بمنزلة خِفْت، وأَصله خَوِفْت فنُقِلت حركة الواو، وهي الكسرة،

إِلى الخاء، وحُذفت الواو لالتقاء الساكنين، فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت

القاف أَيضاً لحركة الواو، وهي الضمة، وكان الأَصل فيها قَوَلْت، نُقِلتْ

إِلى قوُلت، ثم نقِلت الضمة إلى القاف وحُذِفَت الواو لالتقاء الساكنين،

قال الجوهري: وأَما كِلْتُ فإِنما كسروها لتدل على الياء الساقطة، قال ابن

بري: وهذا وَهَمٌ أَىضاً وإِنما كسروها للكسرة التي على الياء أَيضاً، لا

للياء، وأَصلها كَيِلْت مُغَيَّرة عن كَيَلْتُ، وذلك عند اتصال الضمير

بها أَعني التاء، على ما بُيِّن في التصريف، وقال: ولا يصح أَن يكون كالَ

فَعِل لقولهم في المضارع يَكيلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ إِنما جاء في أَفعال

معدودة، قال الجوهري: وأَما على مذهب الكسائي فالقياسُ مستمرٌّ لأَنه

يقول: أَصلُ قال قَوُلَ، بضم الواو. قال ابن بري: لم يذهب الكسائي ولا غيرهُ

إِلى أَنَّ أَصلَ قال قَوُل، لأَن قال مُتَعدٍّ وفَعُل لا يَتعدَّى واسم

الفاعل منه قائلٌ، ولو كان فَعُل لوجب أَن يكون اسم الفاعل منه فَعيل،

وإِنما ذلك إِذا اتصلت بياء المتكلم أَو المخاطب نحو قُلْت، على ما تقدم،

وكذلك كِلْت؛ قال الجوهري: وأَصل كالَ كَيِلَ، بكسر الياء، والأَمر منه

نَمْ، بفتح النون، بِناءً على المستقبل لأَن الواو المنقلبة أَلفاً سقطت

لاجتماع الساكنين.

وأَخَذه نُوامٌ، بالضم، إِذا جعَل النَّوْمُ يَعْترِيه. وتَناوَمَ: أَرى

من نفْسه أَنه نائمٌ وليس به، وقد يكون النَّوْم يُعْنى به المَنامُ.

الأَزهري: المَنامُ مصدر نامَ

يَنامُ نَوْماً ومَناماً، وأَنَمْتُه ونَوَّمْتُه بمعنىً، وقد أَنامَه

ونَوَّمه. ويقال في النداء خاصة: يا نَوْمانُ أَي يا كثير النَّوْم، قال:

ولا فَقُل رجل نَوْمانُ لأَنه يختص بالنداء. وفي حديث حنيفة وغزوة

الخَنْدق: فلما أَصْبَحتْ قالت: قُمْ يا نَوْمانُ؛ هو الكثير النَّوْم، قال:

وأَكثر ما يستعمل في النداء. قال ابن جني: وفي المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ،

فأَصْبحْ على هذا من قولك أَصبَح الرجلُ إِذا دخل في الصُّبح، ورواية

سيبويه أَصْبِحْ ليْلُ لِتَزُلْ حتى يُعاقِبَك الإِصباح؛ قال الأَعشى:

يقولون: أَصْبِحْ ليْلُ، والليلُ عاتِم

وربما قالوا: يا نَوْمُ، يُسَمُّون بالمصدر. وأَصابَ الثَّأْرَ

المُنِيم أَي الثأْر الذي فيه وَفاءُ طِلْبتِه. وفلان لا يَنامُ ولا

يُنيمُ أَي لا يَدَعُ أَحداً يَنام؛ قالت الخنساء:

كما مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَيْني،

وكانَتْ لا تَنامُ ولا تُنِيمُ

وقوله:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلا،

وخَلْفَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنيمُ

معناه تسكُن إِليها فتُنيمُها. وناوَمَني فنُمْتُه أَي كنتُ أَشدَّ

نَوْماً منه. ونُمْتُ الرجلَ، بالضم، إِذا غَلَبْتَه بالنَّوْم، لأَنك تقول

ناوَمَه فنامَه يَنُومُه. ونامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه من امتلاء

الساق، تشبيهاً بالنائم من الإِنسان وغيره، كما يقال اسْتَيْقَظَ إِذا

صَوَّت؛ قال طُرَيح:

نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وشاحُها،

وجَرى الإِزارُ على كثِيبٍ أَهْيَلِ

فاسْتَيْقَظَتْ منها قَلائدُها التي

عُقِدَت على جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ

وقولهم: نامَ

هَمُّه، معناه لم يكن له هَمٌّ؛ حكاه ثعلب. ورجل نُوَمٌ ونُوَمةٌ

ونَوِيمٌ: مُغفَّل، ونُومةٌ: خاملٌ، وكله من النَّوْم، كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه

وخُموله. الجوهري: رجل نُومة، بالضم ساكنة الواو، أَي لا يُؤْبَه له.

ورجل نُوَمةٌ، بفتح الواو: نَؤُوم، وهو الكثير النَّوْم، إِنه لَحَسنُ

النِّيمة، بالكسر. وفي حديث بِلالٍ والأَذان: أَلا إِن العبدَ

نام؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عن وقت الأَذانِ، قال:

يقال نامَ فلانٌ عن حاجتي إِذا غفَل عنها ولم يَقُمْ بها، وقيل: معناه

أَنه قد عادَ لِنَوْمِه إِذا كان عليه بَعْدُ وقتٌ من الليل، فأَراد أَن

يُعْلِمَ الناس بذلك لئلا يَنْزَعِجوا من نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ. وكلُّ

شيءٍ سكَنَ فقد نامَ. وما نامَت السماءُ اللَّيلةِ مطراً، وهو مثل بذلك،

وكذلك البَرْق؛ قال ساعدة بن جُؤَيّة:

حتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ

باتَ اضْطِراباً، وباتَ اللَّيْلُ لم يَنَم

ومُسْتَنامُ

الماء: حيث يَنْقَع ثم يَنشَفُ؛ هكذا قال أَبو حنيفة يَنْقَع، والمعروف

يَسْتَنْقِع، كأَنَّ الماءَ يَنامُ هنالك. ونامَ الماءُ

إِذا دامع وقامَ، ومَنامُه حيث يَقُوم. والمَنامةُ: ثوبٌ يُنامُ فيه،

وهو القَطيفةُ؛ قال الكميت:

عليه المَنامةُ ذاتُ الفُضول،

من القِهْزِ، والقَرْطَفُ المُخْْمَلُ

وقال آخر:

لكلِّ مَنامةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ

أَي متقارِب. وليلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فيه، كقولهم يومٌ عاصفٌ وهمٌّ

ناصبٌ، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول فيه. والمَنامةُ: القَطِيفةُ، وهي النِّيمُ؛

وقول تأَبَّط شَرّاً:

نِياف القُرطِ غَرَّاء الثَّنايا،

تَعَرَّضُ للشَّبابِ ونِعمَ نِيمُ

قيل: عَنى بالنِّيمِ القَطِيفةَ، وقيل: عنى به الضجيع؛ قال ابن سيده:

وحكى المفسر أَن العرب تقول هو نِيمُ

المرأَةِ وهي نِيمُهُ. والمَنامةُ: الدُّكّانُ. وفي حديث عليّ، كرّم

الله وجهه: دخل عليّ رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، وأَنا على المَنَامةِ؛ قال يحتمل أَن يكون

الدُّكّانَ وأَن يكون القطيفةَ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين. وقال ابن

الأَثير: المَنامةُ ههنا الدُّكَّانُ التي يُنامُ

عليها، وفي غير هذا هي القطيفة، والميم الأُولى زائدة. ونامَ الثوبُ

والفَرْوُ

يَنامُ نَوْماً: أَخْلَقَ وانْقَطَعَ. ونامَت السُّوقُ وحَمُقت: كسَدَت.

ونامَت الريحُ: سكَنَت، كما قالوا: ماتَتْ. ونامَ البحرُ: هدَأَ؛ حكاه

الفارسي. ونامَت النارُ: هَمَدَت، كلُّه من النَّوْم الذي هو ضدُّ

اليَقظة. ونامَت الشاةُ وغيرُها من الحيوان إِذا ماتَتْ. وفي حديث عليّ أَنه

حَثَّ على قِتال الخوارج فقال: إِذا رأَيتُموهم فأَنِيمُهوهم أَي اقْتُلوهم.

وفي حديث غزوة الفتح: فما أَشْرَفَ لهم يومئذ أَحدٌ إِلا أَناموه أَي

قَتلوه. يقال: نامَت الشاةُ وغيرُها إِذا ماتت. والنائمةُ: المَيِّتَةُ.

والناميةُ: الجُثّةُ. واسْتَنامَ إِلى الشيء: اسْتَأْنَسَ به. واستَنامَ

فلانٌ إِلى فلان إِذا أَنِسَ به واطمأَنَّ إِليه وسكَن، فهو مُسْتَنِيمٌ

إِليه. ابن بري: واستْنامَ بمعنى نامَ؛ قال حُميد بن ثَوْر:

فقامَتْ بأَثْناءٍ من اللَّيْلِ ساعةً

سَراها الدَّواهي، واسْتَنامَ الخَرائدُ

أَي نام الخرائد.

والنامَةُ: قاعةُ الفَرْج.

والنِّيمُ: الفَرْوُ، وقيل: الفَرْوُ القصيرُ إِلى الصَّدْر، وقيل له

نِيمٌ أَي نِصفُ فَرْوٍ، بالفارسية؛ قال رؤبة:

وقد أَرى ذاك فلَنْ يَدُوما،

يُكْسَيْنَ من لِينِ الشَّبابِ نِيما

وفُسِّر أَنه الفَرْوُ، ونَسبَ ابن برّي هذا الرجزَ لأَبي النَّجْم،

وقيل: النِّيم فَرْوٌ يُسَوَّى من جُلود الأَرانِب، وهو غالي الثمن؛ وفي

الصحاح: النِّيم الفَرْوُ الخَلَقُ. والنِّيم: كلُّ لَيِّنٍ من ثوبٍ أَو

عَيْشٍ. والنِّيم: الدَّرَجُ الذي في الرمال إِذا جَرَت عليه الريح؛ قال ذو

الرمة:

حتى انْجَلى الليلُ عنَّا في مُلَمَّعة

مِثْلِ الأَديمِ، لها من هَبْوَةٍ نِيمُ

(* قوله «حتى انجلى إلخ» كذا في الصحاح، وفي التكملة ما نصه:

يجلي بها الليل عنا في ملمعةٍ

ويروى: يجلو بها الليل عنها).

قال ابن بري: من فتح الميم أَراد يَلْمَع فيها السَّرابُ، ومَنْ كسَر

أَراد تَلْمَعُ بالسراب، قال: وفُسِّر النِّيمُ

في هذا البيت بالفَرْوِ؛ وأَنشد ابن بري للمرّار ابن سعيد:

في لَيْلةٍ من ليالي القُرِّ شاتِية،

لا يُدْفِئُ الشيخَ من صُرّداها النِّيمُ

وأَنشد لعمرو بن الأيْهَم

(* قوله «ابن الايهم» في التكملة في مادة هيم:

ما نصه: وأعشى بني تغلب اسمه عمرو بن الاهيم):

نَعِّماني بشَرْبةٍ من طِلاءٍ،

نِعْمَت النِّيمُ من شَبا الزَّمْهَريرِ

قال ابن بري: ويروى هذا البيت أَيضاً:

كأَنَّ فِداءَها، إِذ جَرَّدوه

وطافوا حَوْلَه، سُلَكٌ ينِيمُ

قال: وذكره ابن وَلاَّدٍ في المقصور في باب الفاء: سُلَكَ يَتيمُ.

والنِّيمُ: النِّعْمةُ التامّةُ. والنِّيم: ضربٌ من العِضاهِ. والنِّيمُ

والكتَمُ: شجرتان من العِضاه. والنِّيمُ: شجر تُعْمَل منه القِداحُ. قال أَبو

حنيفة: النِّيمُ شجرٌ له شوك ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وله حبٌّ كثير متفرق

أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا، وهو يؤكل،

ومَنابِتُه الجبالُِ؛ قال ساعدة بن جُؤيّة الهذلي ووَصَف وَعِلاً في

شاهق:ثم يَنُوش إِذا آدَ النهارُ له،

بعدَ التَّرَقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَم

وقال بعضهم: نامَ إِليه بمعنى هو مُستْنيِم إِليه. ويقال: فلانٌ نِىمِي

إِذا كنات تأْنَسُ به وتسْكُن إِليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي

أَنشده:فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائِم

إِلى مُستَقِلٍّ بالخِيانةِ أَنْيَبا

قال: غير نائم أَي غيرُ

واثقٍ به، والأَنْيبُ: الغليظُ الناب، يخاطب ذئباً. والنِّيمُ،

بالفارسية: نِصْفُ الشيء، ومنه قولُهم للقُبَّة الصغيرة: نِيمُ

خائجة أَي نصفُ بَيْضةٍ، والبيضة عندهم خاياه، فأُعربت فقيل خائجة.

ونَوَّمان: نَبْتٌ؛ عن السيرافي، وهذه التراجِمُ كلّها أَعني نوم ونيم ذكرها

ابن سيده في ترجمة نوم، قال: وإِِنما قضينا على ياء النِّيم في وجوهها

كلها بالواو لوجود «ن و م» وعدم «ن ي م»، وقد ترجم الجوهري نيم، وترجمها

أَيضاً ابن بري.

(نوم) فلَان نَام (مُبَالغَة) وَفُلَانًا أرقده

نهم

(نهم) - في الحديث : "نحن بنُونُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ: شَيطَانٌ، أنتُــم بنو عبدِ الله"

نهم

1 نَهِمَ He had an inordinate desire or appetite (S, Msb, K) for food. (S, K.) نهَيمٌ A chiding of camels. (TA.) طَرِيقٌ نَهَّامٌ A road wherein is [heard] a chiding of camels: (TA:) see حَنَّانٌ.
(نهم)
الاسد والفيل نهيما صَوت وَيُقَال نهمت الْقدر غلى مَاؤُهَا فصوتت وَفُلَان زحر وَالدَّابَّة نهما ونهيما زجرها بِصَوْت لتجد فِي سَيرهَا

(نهم) فِي الشَّيْء نهما ونهامة أفرط الشَّهْوَة أَو الرَّغْبَة فِيهِ يُقَال نهم فِي الطَّعَام ونهم فِي الْعلم فَهُوَ نهم ونهيم

(نهم) بالشَّيْء أولع بِهِ فَهُوَ منهوم
ن هـ م : نَهَمَ فِي الشَّيْءِ يَنْهَمُ بِفَتْحَتَيْنِ نَهْمَةً بَلَغَ هِمَّتَهُ فِيهِ فَهُوَ نَهِيمٌ وَالنَّهَمُ بِفَتْحَتَيْنِ
إفْرَاطُ الشَّهْوَةِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَنَهِمَ نَهَمًا أَيْضًا زَادَتْ رَغْبَتُهُ فِي الْعِلْمِ وَنَهَمَ يَنْهِمُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَثُرَ أَكْلُهُ.

وَنُهِمَ بِالشَّيْءِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا أُولِعَ بِهِ فَهُوَ مَنْهُومٌ. 
نهم: نهم: نهم واسم المصدر: نهم: في (محيط المحيط): ( .. ومنه نهم الحجرة عند العامة لعرضها على الحصان ليعلم ألاقح هي أم غير لاقح).
نهم: تركب مع حرف الجر في: لو في الشيء (محيط المحيط)، (حيان 22): وكان من أكبر ما نقم عليه أصحابه استهتاره بالنساء ونهمه فيهن.
نهم وأنهم وتنهم: انظر: انظرهن في (فوك) في ingurgitare.
نهما: نوع من الأشجار (ابن البيطار 2: 562 AB) .
نهمة: شرهة (بوشر). إفراط في الطعام أو الشراب. (همبرت 245).
نهمة: فحولة، قدرة على الإنجاب. (بوشر).
نهامة: شراهة، نهم، جشع. (فوك).
نهام: شره (فوك).
ن هـ م : (النَّهْمَةُ) بُلُوغُ الْهِمَّةِ فِي الشَّيْءِ وَقَدْ (نُهِمَ) بِكَذَا (نَهْمَةً) فَهُوَ (مَنْهُومٌ) أَيْ مُولَعٌ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ بِالْمَالِ وَمَنْهُومٌ بِالْعِلْمِ» . وَ (النَّهَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ إِفْرَاطُ الشَّهْوَةِ فِي الطَّعَامِ وَقَدْ (نَهِمَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (نَهَمَ) الْإِبِلَ زَجَرَهَا وَصَاحَ بِهَا لِتَجِدَّ فِي سَيْرِهَا وَبَابُهُ قَطَعَ، وَ (نَهِيمًا) أَيْضًا. 
ن هـ م

نهم الأسد نهيماً وهو فوق الزّئير. ونهمت الإبل: زجرتها. وله في هذا الأمر نهمة: شهوة، وقضى منه نهمته. قال أوس:

فلما قضى منهنّ في الصّنع نهمةً ... فلم يبق إلا أن تسنّ وتصقلا

وهو منهوم به: لا يشبع منه. وقد نهم به أشدّ النّهمة: أولع به.

ومن المجاز: للقدر نهيم. قال الراعي:

فبات شريكاً في ركود مدامة ... يميت المحال أزّها ونهيمها

وقال جرير:

والقدر تنهم بالمحال وترتمي ... بالزور همهمة الحصان الأدهم

نهم


نَهَمَ(n. ac.
نَهْم
نَهْمَة
نَهِيْم)
a. Shouted at, urged on.
b. Sighed; moaned; roared.
c. [acc. & Bi], Pelted with.
نَهِمَ(n. ac. نَهَم)
a. see supra
(b)b. Trumpeted (elephant).
c.(n. ac. نَهَم
نَهَاْمَة) [& pass.], Was ravenous.
d. [Bi], Coveted.
نَاْهَمَa. Sympathized with.

نَهْمَةa. Voracity, greed.
b. Need.
c. Clamour; roar.

نُهْمa. Demon.

نَهَمa. Ravenousness, bulimy.

نَهِمa. Voracious, ravenous.

مَنْهَمَةa. Carpenter's shop.

نَهَاْم
نَهَاْمِيّa. Smith; carpenter.

نِهَاْمa. see 22
نِهَاْمِيّa. see 22 & 24yi
(b).
c. Level (road).
نُهَاْمa. see 22b. Owl.
c. Monk.

نُهَاْمِيّa. see 22b. Abbot, prior.

نَهِيْمa. see 5
نَهَّاْمa. Lion.
b. Open road.

مِنْهَاْم
(pl.
مَنَاْهِيْمُ)
a. Docile, tame.

N. P.
نَهڤمَa. see 5b. [Bi], Fond of.
[نهم] نه: فيه: إذا قضى أحدكم "نهمته" من سفره فليعجل إلى أهله، النهمة: بلوغ الهمة في الشيء، ومنه: النهم من الجوع. ن: هي بفتح نون وسكون هاء: الحاجة. ك: وحكى كسر نونها، فليعجل أي الرجوع من وجهه أي من جهة سفره. ط: إذا حصل مقصود من جهته، وفيه ترغيب في الإقامة كيلا تفوته الجماعة. ش: النهم- بفتحتين: إفراط الشهوة في الطعام. نه: "منهومان" لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا. وفي ح إسلام عمر: تبعته فلما سمع حسي ظن أني إنما تبعته لأوذيه "فنهمني" وقال: ما جاء بك؟ من نهم الإبل- إذا زجرها وصاح بها لتمضي. ومنه: قيل لعمر: إن خالد بن الوليد "نهم" ابنك "فانتهم"، أي زجره فانزجر. وفيه: فقال لوفد بني نهم: بنو من أنتــم؟ قالوا: بنو "نهم"، فقال: نهم شيطان، أنتــم بنو عبد الله.
[نهم] النَهْمَةُ: بلوغ الهمَّة في الشئ. وقد نهم بكذا فهو مَنْهومٌ، أي مولعٌ به. وفي الحديث: " مَنْهومانِ لا يشبعانِ: مَنْهومٌ بالمال ومنهوم بالعلم ". ونهم ينهم بالكسر نَهيماً: لغةٌ في نَحَمَ يَنْحِمُ، أي زَحَرَ. والنَهَمُ بالتحريك: إفراطُ الشهوة في الطعام وقد نَهِمَ بالكسر يَنْهَمُ نَهَماً. والنَهْمُ بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبل أنهمها بالتفح فيهما نهما ونهيما، إذا زجرتها وصِحْت بها لتجدَّ في سيرها. وقال: ألا انهماها إنها مناهيم وإننا مناجد متاهيم وإنما ينهمها القوم الهيم والمنهام من الابل: التي تُطيعُ على النَهْمِ، وهو الزَجْرُ. والنَهْمُ أيضاً: الحَذْف بالحصى ونحوِه، لأنَّ السائق قد يفعل ذلك. وقال :

ينهمن بالدار الحصى المنهوما * والنهيم مثل النحيم ومثل النَئيمِ، وهو صوت الأسد والفيل. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونهيما، عن الاصمعي. والنهامى: الحداد. والنهام بالضم في شعر الطرماح : ضرب من الطير.
نهـم
نهِمَ في يَنهَم، نَهَمًا ونَهَامةً، فهو نَهِم، والمفعول منهوم فيه
• نهِم في الشّيءِ: أفرط الشّهوةَ أو الرّغبةَ فيه "نهِم في الطَّعامِ/ العلم/ النَّوم- إيّاك ونهامةَ الملذّات- شخصٌ نهِم: شره ذو شهوة لا تقاوم- مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ فِي الْعِلْمِ لاَ يَشْبَعُ مِنْهُ وَمَنْهُومٌ فِي الدُّنْيَا لاَ يَشْبَعُ مِنْهَا [حديث] " ° نُهِم بالشّيء: أولع به. 

نَهام [مفرد]: (حن) حيوان ثَدْييّ من فصيلة ابن عِرْس يتَّصف بقوائمه القصيرة وفرائه الدَّاكن الغزير. 

نُهام [مفرد]: اضطراب في الأكل مميَّز يجعل صاحبَه يتناول الطَّعام بطريقة نهمة وغير متحكَّم بها وبشكل مُؤقّت. 

نَهامة [مفرد]: مصدر نهِمَ في. 

نَهَم [مفرد]: مصدر نهِمَ في. 

نَهِم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نهِمَ في. 
(ن هـ م)

النَّهَمُ والنَّهامَةُ: إفراط الشَّهْوَة فِي الطَّعَام، وَأَن لَا تمتلئ عين الْآكِل وَلَا يشْبع، وَرجل نَهِمٌ، ونَهِيمٌ، ومَنْهُوم، وَقيل: المَنْهُومُ: الرغيب الَّذِي يمتلئ بَطْنه وَلَا تَنْتَهِي نَفسه وَقد نُهِمَ، وأنكرها بَعضهم.

والنَّهْمَةُ: الْحَاجة، وَقيل: بُلُوغ الهمة والشهوة فِي الشَّيْء.

وَرجل منهومٌ بِكَذَا: مولع بِهِ.

ونَهَم يَنْهِم نَهِيماً، وَهُوَ صَوت كَأَنَّهُ زحير، وَقيل: هُوَ صَوت فَوق الزئير.

والنَّهْمُ والنَّهِيمُ: صَوت وتوعد وزجر، وَقد نَهَمَ يَنْهِمُ.

ونَهْمَة الرجل والأسد: نأمتها، وَقَالَ بَعضهم: نَهْمَةُ الْأسد بدل من نأمته.

والنَّهَّام: الْأسد، لصوته.

والنَّاهِمُ: الصَّارِخ.

ونَهَمَ الْإِبِل يَنَهِمُها ويَنَهُمهاً نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ: زجرها بِصَوْت لتمضي.

وإبل مَناهِيمُ: تُطيع على النَّهْمِ، قَالَ:

أَلا انْهَماها إِنَّهَا مَناهِيمْ

والنُّهامِىُّ: الراهب، لِأَنَّهُ يَنْهِمُ، أَي يَدْعُو.

والنُّهامُ والنُّهامِىُّ: الْحداد، وَقيل: النُّهامِىُّ: النجار، وَالْفَتْح فِي كل ذَلِك لُغَة عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والمَنْهَمَة: مَوضِع النَّجر.

وَطَرِيق نَهامِىُّ ونَهَّامٌ: بَين وَاضح.

ونَهَم الْحَصَى وَنَحْوه يَنهِمه نَهْماً: قذفه، قَالَ:

يَنْهِمْنَ فِي الدارِ الحَصَى المَنْهُوما

والنُّهام: طَائِر يشبه الْهَام، وَقيل: هُوَ البوم، وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ يَنهِم بِاللَّيْلِ، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بقوى، قَالَ الطرماح: فَتَلاقَتْهُ فَلاثَتْ بِهِ ... لَعْوَةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ

وَالْجمع نُهُمٌ.

ونُهْمٌ: صنم، وَبِه سمي الرجل عبد نُهْمٍ.

ونُهْمٌ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، ونُهْم: اسْم شَيْطَان، ووفد على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيّ من الْعَرَب، فَقَالَ: " بَنو من انتم؟ " فَقَالُوا: " بَنو نُهْمٌ "، فَقَالَ: " نُهْمٌ شَيْطَان، وانتم بَنو عبد الله ".

ونِهْمٌ: بطن من هَمدَان، مِنْهُم عَمْرو ابْن براقة الْهَمدَانِي ثمَّ النِّهْمِيُّّ.

نهم: النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء. ابن سيده: النَّهَمُ،

بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ

الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا

كان لا يَشْبَعُ. ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ

الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو

مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم. والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ

الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء. وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من

سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله. ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به. وفي الحديث:

مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي

رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ

والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد:

ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلاَّحُ؟

إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ

ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني. ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو

صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة

في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ. والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ

وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ. ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال

بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه. والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال:

نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً. والناهمُ: الصارخُ. والنَّهيمُ، مثلُ

النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَهَمَ الفيلُ

يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري:

إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما،

أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما

الإباءُ: الفِرارُ. والنَّهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ

أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في

سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي:

يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ

أي أَزْجرهُ. وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما

سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء

بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي. وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله

عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه

فانْزَجَرَ. ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛

الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ. والمِنْهامُ من الإبل: التي

تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ

أي الزجرِ؛ قال:

أَلا انْهِماها، إنها مَناهِيمْ،

وإنما يَنْهِمُها القومُ الهيمْ،

وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ

والنَّهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَهَمَ الإبلَ

يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد:

الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.

والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ

(* قوله «لانه ينهم»

ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما) أي

يدعو. والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد:

نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب

وأَنشد ابن بري للأعشى:

سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم

لِساناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا

وقال الأسود بن يعفر:

وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا

سِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا

مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل:

النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلك

(* قوله «والفتح في كل ذلك إلخ» الذي في

القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر

والضم) لغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ

الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً. والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر. وطريقٌ

نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ. والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.

ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة:

والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى؟؟ المَهْجوما،

يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما

لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم. والنُّهامُ: طائرٌ

شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في

بُومة تَصِيح:

تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام

تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ

يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وقال أَبو سعيد: جمع

النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام

ذكرِ البوم لعديّ بن زيد:

يُؤْنِسُ فيها صَوْتُ النُّهامِ، إذا

جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها

ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا

الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح:

فتَلاقَتْه فلاثَتْ به

لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ

والجمع نُهُمٌ. ونُهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ. ونِهْمٌ:

اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منهم. ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى

الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتــم؟ فقالوا: بنو

نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شيطان، أنتــم بنو عبدالله. ونِهْمٌ: بَطْنٌ من

هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ.

نهـم
(النَّهُمُ، مُحَرَّكَةً)) وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ ابْنُ سِيدهْ: (والنَّهَامَةُ، كَسَحَابَةٍ: إِفْرَاطُ الشَّهْوَةِ فِي الطَّعَامِ) ، زَادَ ابُنُ سِيدَهْ: (وأَنْ لاَ تَمْتَلِئَ عَيْنُ الآكِلِ، وَلاَ تَشْبَعَ) ، وَقَدْ (نَهِمَ) فِيهِ، (كَفَرِحَ) يَنْهَمُ نَهَماً، وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ غَيْرُهُ: (و) مِثْلُ (عُنِيَ، فَهُوَ نَهِمٌ) ، كَكَتِفٍ، (ونَهِيمٌ، ومَنْهُومٌ) وَفيهِ لَفٌّ وَنَشْرٌ مَرَتَّبٌ، وَقِيلَ: المَنْهُومُ: الرَّغِيبُ الَّذِي يَمْتَلِئُ بَطْنُهُ، وَلاَ تَنْتَهي نَفْسُهُ. (وَالنَّهْمَةُ: الحَاجَةُ، و) قِيلَ (بُلُوغُ الهِمَّةِ، والشَّهْوَةِ فِي الشَّيءِْ) ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: ((إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نُهْمَتُهُ، مِنْ سَفَرِه، فَلْيُعَجٍّ لْ إِلَى أَهْلِهِ)) ، (وَهُوَ مَنْهُومٌ بِكّذَا: مُولعٌ بِهِ) ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: ((مَنْهُومَانِ لاَ يِشْبَعَان، طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ دُنُيَا)) ، (وقَدْ نَهِمُ، كَفَرِحَ) ، وفِي الصِّحاح: وقَدْ نَهِمَ لِكَذَا، فَهُوَ مَنْهُومٌ، أَيْ: مُولَعٌ بِهِ، وَفِي المُحُكْمِ: وَأَنْكَرَهَاَ بَعْضُهُم. (ونَهَمَ، كَضَرَبَ) : لَغَةٌ فِي (نَحَمَ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: زَحَرَ. (والنَّهْمُ، والنَّهِيمُ: صَوْتٌ) كَأَنَّهُ زَحِيرٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَوَ شِبْهُ الأَنِينِ، وأَنْشَدَ:
(مَالَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فَلاَحُ ... )

(إِنَّ النَّهِيم لِلسُّقَاةِ رَاحُ ... )
(و) أَيْضاً (تَوَعُّدٌ، وَزَجْرٌ، وَقَدْ نَهَمَ يَنْهِمُ) مِنْ حَدِّ ضَرَبَ. (وَنَهْمَةُ الأَسَدِ وَالرَّجُلِ: نَأْمَتُهُ) ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهْمَةُ الأَسَدِ: بَدَلٌ مِنْ نَأْمَتِهِ. (ونَهَمَ إِبَلَهُ، كَمَنَعَ، وَضَرَبَ) ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأُولَى، (نَهْماً، ونَهِيماً، وَنَهْمَةً) ، الأَخِيرَةٌ عَن سِيبَوَيْهِ: (زَجَرَهَا بَصَوْتٍ) لِتَمْضِيَ فِي سَيْرِهَا. (ونَاقَةٌ مِنْهَامٌ: تُطِيعُ عَلَى) النَّهْمِ، أَي (الزَّجْرِ، ج مَناهيم) ، وَأنْشد الْجَوْهَرِي:
(أَلا انْهِماها، إنَّها مَناهيمْ ... )

(وإنَّها مَناجِدٌ مَتاهيمْ ... )

(وإنَّما يَنْهِمُها الْقَوْم الهيمْ ... )
(والنَّهامُ، والنَّهامِيُّ، مَنْسُوبا، مُثَلَّثَيْنِ) ، الْفَتْح عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقد اقْتصر الْجَوْهَرِي على الْأَخِيرَة، وَقَالَ: هُوَ (الحَدَّادُ) ، وَمِنْه قَوْله:
(نَفْخُ النُّهامِيِّ بالكِيرَيْنِ فِي اللَّهَبِ ... )
وَأنْشد ابْن بَرِّيٍّ للأعشى:
(سَأَدْفَعُ عَن أعْراضِكُمْ وأُعيرُكُمْ ... لِسانًا كمِقْراضِ النُّهامِيُّ مِلْحَبا)
(و) قيل: النُّهامِيُّ: (النَّجَّارُ، والمَنْهَمَةُ: مَوضِع النَّجْرِ، أَو النِّهامِيُّ، بِالْكَسْرِ: صَاحب الدَّيْرِ) ، وَهُوَ الرَّاهِبُ، لِأَنَّهُ يَنْهِمُ، أَي: يَدْعُو، (ويُضَمُّ) . (و) النِّهامِيُّ: (الطَّرِيق السَّهْل) . وَقَالَ ابْن شُميل: الطَّريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ. (ونِهْمٌ، بِالْكَسْرِ) ، ابْن عَمْرو (بن ربيعةَ) بن مَالك بن مُعَاوِيَة بن صَعْبِ ابْن دومانَ بن بَكيلٍ: (أَبُو بَطْنٍ) مِنْ هَمْدانَ، مِنْهُم: عَمْرو بن بَرَّاقَةَ النِّهْمِيِّ، بَرَّاقَةُ: أمه، وَأَبوهُ مُنَبِّه بن زيد بن شهر بن نِهْمٍ، وَكَانَ مُنَبِّهٌ فَارِسًا شَاعِرًا، وحفيده: عَمْرو بن الْحَارِث بن عَمْرو كَانَ مُعَمَّرًا، وروى عَن الحُسين ابْن عَليّ، ذكره الهمْدانِيُّ. قلت: وَمِنْهُم بقِيَّةٌ الْيَوْم بِصَنْعَاء الْيمن. (و) نُهْمٌ (بِالضَّمِّ: شَيْطانٌ) ، يُقَال: وَفَدَ على النَّبِي
، حيٌّ من العَرَب، فَقَالَ: ((بَنو من أَنْتُــم؟ فَقَالُوا بَنو نُهْمٍ، فَقَالَ: نُهْمٌ: شيطانٌ، أَنْتُــم بَنو عبد الله)) . (أَو صنم لمُزَيْنَةَ، وَبِه سمَّوْا: عبْدَ نُهْمٍ) ، وَهُوَ عبدُ نُهْمِ بن شَجْبِ بن مُرَّة فِي قُضاعَةَ، من ولد قَيْسِ بن رِفاعة بن عَبْدِ نُهْمٍ، الشَّاعِر. وَفِي بَجيلَةَ: عبدُ نُهْمِ بن مالكٍ، قَبيلَة أُخْرَى. (وكَزُفَرَ نُهَمُ (بنُ عُبْدِ الله بن كَعْبِ ابْنِ رَبِيعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ) ، بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَامرٍ، عَن ابْنِ حَبِيبَ. (و) النُّهَامُ، (كَغُرَابٍ: طَائِرٌ) شِبْهُ الهَامِ، وَفِي الصِّحاحِ: النُّهَامُ، فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيْرِ، قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُهُ:
(تَبِيتُ إِذَا مَا دَعَاهَا النُّهَامُ ... تَجِدُّ وَتَحْسَبُهَا مَازِحَه)
وَفِي شِعْره أَيضْاً:
(فَتَلاَفَتْهُ فَلاَثَتْ بِهِ ... لَعْوَةٌ تضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ)
(أَوِ البُومُ) الذَّكَرُ، عَنْ أَبِي سِعيدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّىٍّ لِعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ: وَيُؤْنس فِيهَا صَوت النهام إِذا
(جَاوَبَها بالعَشِيِّ قَاصِبُها)
والجَمُعُ: نُهُمٌ. (و) النُّهَامُ: (الرَّاهِبُ فِي الدَّبْرِ) . (و) النَّهَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الأَسَدُ) ، لِنَهِيمِهِ، (كَالنَّهَّامَةِ، كَعَلاَّمَةٍ. (و) النَّهَّامُ: (اللَّقَمُ الوَاضِحُ) ، أَيْ: الطَّريِقُ البَيِّنُ، عِنِ ابْنِ شُمَيْلٍ. (والنَّهْمُ: الحَذْفُ بِالحَصَى، وَغَيْرِهِ) ، وفِي الصِّحاح: ونَحْوِه، وَقَدْ نَهَمَ الحَصَى يَنْهُمُه نَهْماً: قَذَفَهُ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وَالُهوجُ يَذْرِينَ الحَصَى المَهْجُومَا)

(يَنْهَمْنَ بِالدَّارِ الحَصَى المَنْهُومَا)
لأَنَّ السَّائِقَ قَدْ يَفْعَلُ ذلِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. (ونَاهَمَهُ) مُنَاهَمَةً: (أَخَذَ مَعَهُ فِي النَّهِيمِ) أَيْ: الصَّوتِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النَّاهِمُ: الصَّارِخُ. والنَّهيمُ: صَوْتُ الفِيلِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ. وانْتَهَمَ: انْزَجَرَ. والمَنْهَمَةُ: مَوضِع الرُّهْبانِ، عَن السُّهيليِّ. ونُهَمُ بن حاري بن عبيد، كزُفَرَ: بطنٌ من هَمْدانَ، ضَبطه الْحَافِظ، عَن ابْن حبيب. وبَنوا النُّهَيْمِ، كزُبَيْر، بطنٌ مِنَ الْعَرَب، أوردهُ المصنِّف استِطْرادًا فِي ((ل ج م)) ، وَأَهْمَلَهُ هُنَا. وللقِدْرِ نَهِيمٌ، كأميرٍ، وَهُوَ صَوت الغَلَيانِ.
(ن هـ م) : (قَوْلُهُ قَضَيْتُ نَهْمَتِي) أَيْ شَهْوَتِي وَحَاجَتِي وَقِيلَ (النَّهْمَةُ) بُلُوغُ الْهِمَّةِ فِي الْأَمْرِ وَمِنْهَا (الْمَنْهُومُ بِالشَّيْءِ) الْمُولَعُ بِهِ.
نهم النَّهِيمُ زَجرُكَ الإبِلَ تَصيحُ بهَا لتَمْضِيَ، نَهَمْتُهَا نَهْماً وَنَهِيمَاً. والحذْفُ بِالحَصَى ونَحوِهِ نَهْمٌ. والنَّهْمَةُ بُلوغَ الهِمَّةِ في الشَّيء. فُلانٌ مَنْهومٌ بِكذَا أي مُولَعٌ بِهِ. والنَّهَامِيُّ الحَدَّادُ. والنِّهَامِيُّ - بالكَسْر - الطَّريقُ السَّهلُ، وجمعُهُ نَهَامِيَّات. والمَنْهَمَةُ مَوضِع النَّجّار. والنَّهامِيُّ الرَّاهِبُ. والنُّهَامُ ضَربٌ مِن الطَّيرِ شِبهُ الهام. والنَّهِيمُ صَوتٌ فَوقَ الزَّئير. وطريق نَهَّامٌ بَيِّنٌ واضِحٌ. ونَهْمُ القِدرِ صَوتُ غَليَانِها، ونَهِيمُها مثله.

شطط

(شطط) بَالغ فِي الشطط
شطط: {شططا}: جورا. {تُشطِط}: تجور وتسرف. وتَشطُط: تبعد.
شطط
الشَّطَطُ: الإفراط في البعد. يقال: شَطَّتِ الدّارُ، وأَشَطَّ، يقال في المكان، وفي الحكم، وفي السّوم، قال:
شطّ المزار بجدوى وانتهى الأمل
وعبّر بِالشَّطَطِ عن الجور. قال تعالى: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً
[الكهف/ 14] ، أي: قولا بعيدا عن الحقّ.
وشَطُّ النّهر حيث يبعد عن الماء من حافته.
ش ط ط : شَطَّتْ الدَّارُ بَعُدَتْ وَشَطَّ فُلَانٌ فِي حُكْمِهِ شُطُوطًا وَشَطَطًا جَارَ وَظَلَمَ وَشَطَّ فِي الْقَوْلِ شَطَطًا وَشُطُوطًا أَغْلَظَ فِيهِ وَشَطَّ فِي السَّوْمِ أَفْرَطَ وَالْجَمِيعُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَأَشَطَّ فِي الْحُكْمِ بِالْأَلِفِ وَفِي السَّوْمِ أَيْضًا لُغَةٌ.

وَالشَّطُّ جَانِبُ النَّهْرِ وَجَانِبُ الْوَادِي وَالْجَمْعُ شُطُوطٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
[شطط] نه: في ح تميم الداري: إن رجلًا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت إن كنت مؤمنًا ضعيفًا وأنت مؤمن قوي أنك "لشاطى" حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت، أي إذا كلفتنى مثل عملك مع قوتك وضعفي فهو جور منك، لشاطى أي لظالم، من الشطط: الظلم والبعد عن الحق، وقيل: هو من شطى إذا شق عليك وظلمك. ومنه: لا وكس ولا "شطط". غ: "شططا" قولًا بعيدًا عن الحق. (و"لا تشطط") لا تجر في الحكم. نه: وفي ح التعوذ: من كآبة "الشطة" هو بالكسر بعد المسافة، من شطت الدار بعدت.
ش ط ط: (شَطَّتِ) الدَّارُ تَشُطُّ بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا (شَطًّا) وَ (شُطُوطًا) بَعُدَتْ. وَ (أَشَطَّ) فِي الْقَضِيَّةِ أَيْ جَارَ. وَ (أَشَطَّ) فِي السَّوْمِ وَ (اشْتَطَّ) أَيْ أَبْعَدَ. وَ (الشَّطُّ) جَانِبُ النَّهْرِ. وَ (الشَّطَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَهَا مَهْرُ مِثْلِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ» أَيْ لَا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ. 

شطط


شَطَّ(n. ac.
شَطّ
شُطُوْط)
a. Was distant, far off, remote.
b.(n. ac. شَطَط
شُطُوْط) ['Ala & Fī], Was unjust to...in.
c.(n. ac. شَطَط) [Fī], Went to extremes, went too far in; overcharged
asked too much.
شَطَّطَa. see I (b)b. Walked alongside of (river).
c. [ coll. ], Ran on a sand-bank
ran aground (ship).
أَشْطَطَa. see I (b) (c).
إِشْتَطَطَa. see I (b) (c).
شَطّ
(pl.
شُطُوْط شُطَّاْن)
a. Edge, bank, river-side.

شِطَّةa. Distance.

شَطَطa. Superfluous, excessive; extravagant, outrageous;
exaggerated.
b. Injustice, wrong, abuse.
c. Exaggeration; falsehood.

شَاْطِطa. Distant, remote.

شَطَاْطa. Tallness, beauty of stature.
b. Remoteness, distance.

شَطَاْطَةa. see 2t
شِطَاْطa. see 22 (a)
شطط بن قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: إِنَّك لشاطِّي أَي إِنَّك لجائرٌ عليّ حِين تحمل قوتك على ضعْفي وهُوَ من الشطط والْجور فِي الحُكم يَقُول: إِن كنت أَنْت قَوِيا فِي الْعَمَل وَأَنا ضَعِيف أَتُرِيدُ أَن تحمل قوتك على ضعْفي حَتَّى أتكلف مثل عَمَلك فَهَذَا جَوْرٌ مِنْك عليّ وقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {فَاْحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} وَفِيه لُغَتَانِ: شَطَطْتُ وَأَشْطَطْتُ إِذا جَار فِي الحكم وأَشْطّ إشطاطا وشططا وَهُوَ رجل شاط.

حَدِيث الْبَراء عَازِب رَحمَه الله
[شطط] شَطَّتِ الدار تَشِطُّ وتَشُطُّ شَطَّاً وشُطوطاً: بَعُدَتْ. وأَشَطَّ في القضية، أي جارَ. وأَشَطَّ في السَوْمِ واشْتَطَّ: أَبْعَدَ. وأَشَطُّوا في طلبي، أي أمعَنوا. وحكى أبو عبيد: شطَطْتُ عليه وأَشْطَطْتُ، أي جرت. وفى حديث تميم الدارى: " إنك لَشاطِّي "، أي جائرٌ عليَّ في الحكم. والشَطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسنامِ. وكلُّ جانبٍ من السنام شط. قال أبو النجم: كأن تحت درعها المنعط * شطا رميت فوقه بشط * والجمع شطوط. والشطوط بالفتح: الناقةُ الضخمةُ السنامِ. والشَطاطُ: البعدُ واعتدالُ القامةِ أيضاً. يقال: جارية شَاطَّةٌ بيِّنَةُ الشَطاطِ والشِطاطِ أيضا بالكسر. قال أبو عمرو: الشَطَطُ: مجاوزةُ القدرِ في كلّ شئ. وفى الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط "، أي لا نقصان ولا زيادة.
شطط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ حِين كَلمه الرجل فِي كَثْرَة الْعِبَادَة فَقَالَ تَمِيم: أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا قويًّا وَــأَنت مُؤمن ضَعِيف أفتحمل قوّتي على ضعفك وَلَا تَسْتَطِيع فتنبتّ أَو أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا ضَعِيفا وَــأَنت مُؤمن قويٌّ إِنَّك لشاطِّي حَتَّى أحْملَ قوَّتكَ على ضعْفي فَلَا أَسْتَطِيع فأنْبَتّ وَلَكِن خُذْ من نَفْسك لدِينكَ وَمن دينك لنَفسك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر على عبادةٍ تُطِيْقُها هَذَا من حَدِيث ابْن علية وَابْن الْمُبَارك فَأَما ابْن علية فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَأما ابْن الْمُبَارك فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء عَن تَمِيم وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول: إِنَّك نشاطي فِيمَا بَلغنِي عَنهُ وَلَا نرَاهُ مَحْفُوظًا عَن ابْن الْمُبَارك وَلَيْسَ لَهُ معنى إِنَّمَا الْمَحْفُوظ عندنَا مَا قَالَ ابْن علية: أإنك لشاطي.
شطط
شطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال:
تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا ... وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ
وقال آخرُ:
شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ ... فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طللُ
ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ. وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ. ومنه حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ.
وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: " ولا تشططْ " بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى. ومنه حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي - رضي الله عنه - حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ.
وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ:
ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ
وقال أبو النجْم:
كأنّ تحتَ ثوبها المنعطَ ... إذا بدا منه الذي تغطي
شطاً رميتَ فوقهَ بشطّ ... والجمعّ شطوطّ
والشطوطَ - بالفتح - والشطوْطى - مثالُ خَجوْجى -: النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال:
قد طلحته جلةَ شطائطُ
وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي:
فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي ... فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ
والشطّاطُ - بالفتحْ - والشّطةَ - بالكسرَ - البعْدُ. وفي الحدَيث: أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ.
وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ - زَعَموا - طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ:
لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي ملْيحّ ... وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ
وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ - رضي الله عنه -.
وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى:) ولا تشْططَ (.
وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال:
ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عواذْلي ... ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي
وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا.
وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ:) ولا تشططْ (بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: " ولا تشاطِطْ " واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ؟؟
شطط
شطَّ/ شطَّ في شَطَطْتُ، يَشُطّ ويَشِطّ، اشْطُطْ/ شُطَّ واشطِطْ/ شِطَّ، شطًّا وشَطَطًا وشُطوطًا، فهو شاطّ، والمفعول مَشْطُوط فيه
• شطّ المكانُ: بَعُد "شطَّتِ الدّارُ- شَطَّ المزارُ".
• شطّ في الأمر: تجاوز فيه الحدَّ، أفرط فيه "شطّ في السِّعر/ المساومة- {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا} ".
• شطّ في الحُكم: ظلَم وجار "لاَ وَكْسَ وَلاَ شَطَطَ [حديث]- {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} " ° لا بخس فيه ولا شطط: لا ظلم أو تجاوز فيه.
• شطّ في القول: أغلظ فيه. 

أشطَّ في يُشطّ، أشْطِطْ/ أشِطَّ، إشطاطًا، فهو مُشِطّ، والمفعول مُشَطٌّ فيه
• أشطَّ في حكمه: شَطّ فيه، ظلم وجار " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} ".
• أشطَّ في الصَّحراء: أبعد.
• أشطَّ في السّوم: أفرط. 

اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في يشتطّ، اشْتَطِط/ اشْتَطَّ، اشتطاطًا، فهو مُشتطّ، والمفعول مُشتطّ عليه
• اشتطَّ المكانُ: شطّ؛ بَعُد.
• اشتطَّ عليه في حكمه: شَطّ، ظلمَه وجارَ عليه "اشتطّ عليه في الثّمن: تجاوز فيه الحدّ".
• اشتطَّ في ادِّعاءاته: بالغ وتجاوز الحدّ "اشتطّ في تسعير بضاعته". 

شاطَّ يشاطّ، شاطِطْ/ شاطَّ، مُشاطّةً، فهو مُشاطّ، والمفعول مُشاطّ
• شاطّ فلانًا: غالبه في تجاوز الحدّ والجور، زايده في الإفراط
 والمغالاة في الأمور. 

شطَّطَ في يشطِّط، تشطيطًا، فهو مُشَطِّط، والمفعول مُشطَّط فيه
• شطَّط الغُزاةُ في التَّنكيل بالمُواطنين: بالغوا في تعذيبهم، وأفرطوا في التنكيل بهم " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشَطِّطْ} [ق]: لا تبالغ في الظّلم، والبُعْد عن الحقّ". 

شِطَاط [مفرد]:
1 - بُعْد.
2 - حسنُ القوام وطولُه "زادها شِطاطُها جمالاً". 

شطّ [مفرد]: ج شُطَّان (لغير المصدر) وشُطوط (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَّ/ شطَّ في.
2 - شاطئ، جانب النَّهر أو البحر أو الوادي "شطّ النِّيل/ البحر/ النّهر" ° وصل شطّ الأمان: نجا من الخطر. 

شَطَط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في ° شطَط الخيال: ابتعاده عن موضوع معيّن. 

شطّاطة [مفرد]: جانب خَشِن في صندوق الكبريت يُحكُّ عليه العودُ فيشتعل. 

شطّة [مفرد]: فِلفِل حارّ، يستخدم في الطَّهي وغيره. 

شُطوط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في. 

مُشتطّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
2 - اسم مفعول من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
3 - صفة للشّخص غير المقيّد بالواقع في شعوره وتخيّله وفي تعبيراته اللّفظيّة وحركاته الجسميّة. 

شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وقيل: حُسن القَوام.

جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بالكسر: وهما الاعتدال في

القامة؛ قال الهذلي:

وإِذْ أَنا في المَخيلةِ والشَّطاطِ

والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً:

بَعُدت. وكل بَعِيدٍ شاطٌّ؛ ومنه: أَعوذ بك من الضِّبْنةِ في السفَر

وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بالكسر: بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ

إِذا بَعُدت.

والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك

من كل شيءٍ، مشتق منه؛ قال عنترة:

شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ، فأَصْبَحَت

عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ

(* هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت * عِسِراً عليَّ

طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ)

أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشقين، فعدَّاه حملاً على معنى جاوزت، ويجوز أَن

يكون منصوباً بإِسقاط الباء تقديره بَعُدت بموضع مَزارِهم، وهو قول

عثمان بن جني إِلاَّ أَنه جعل الخافض الساقط عن، أَي شَطَّت عن مزارِ

العاشقين. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ ولا

شَطَطَ أَي لا نُقْصان ولا زِيادةَ. وفي التنزيل العزيز: وانه كان يقول

سَفِيهُنا على اللّهِ شَطَطاً؛ قال الراجز:

يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا

وشَطّ في سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عن الحق. وشَطَّ

عليه في حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ في قضيَّتِه.

وفي التنزيل: ولا تُشْطِطْ، وقرئَ: ولا تَشْطُطْ ولا تُشَطِّطْ، ويجوز في

العربية ولا تَشْطِطْ، ومعناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ؛ وأَنشد:

تَشُِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا،

ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ

أَبو عبيد: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بضم الشين، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قال ابن

بري: أَشَطَّ بمعنى أَبْعَدَ، وشَطَّ بمعنى بعُدَ؛ وشاهد أََشَطَّ بمعنى

أَبعدَ قول الأَحوص:

أَلا يا لَقَوْمِي، قد أَشَطَّتْ عَواذِلي،

ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي

وفي حديث تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رجلاً كلمه في كثرة العبادة فقال:

أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قوي؟ إِنك لشاطِّي

حتى أَحْمِلَ قوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ؛ قال أَبو

عبيد: هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْم، يقول: إِذا كَلَّفْتَني

مثل عملك وأَنتَ قويّ وأَنا ضعِيفٌ فهو جَوْرٌ منك عليَّ؛ قال الأَزهري:

جعل قوله شاطِّي بمعنى ظالِمِي وهو معتدٍّ؛ قال أَبو زيد وأَبو مالك:

شَطَّني فلان فهو يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عليك؛ قال الأَزهري:

أَراد تميم بقوله شاطِّي هذا المعنى الذي قاله أَبو زيد أَي جائر عليَّ

في الحكم، وقيل: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لي من الشَّطَط وهو الجورُ

والظلم والبُعْدُ عن الحق، وقيل: هو من قولهم شَطَّني فلان يَشِطُّني

شَطّاً إِذا شَقَّ عليك وظلمك. وقوله عزّ وجلّ: لقد قلنا إِذاً شططاً؛ قال

أَبو إِسحق: يقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وهو منصوب على المصدر،

المعنى لقد قلنا إِذاً قَولاً شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ في كل

شيء. يقال: أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً.

واشتطَّ الرجل فيما يَطْلُبُ أَو فيما يحكم إِذا لم يَقْتَصِد. وأَشَطَّ

في طلبه: أَمْعَنَ. ويقال: أَشَطَّ القومُ في طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا

طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ في المَفازةِ: ذهب.

والشَّطُّ: شاطِئُ النهر وجانبه، والجمع شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قال:

وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه،

بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه

ويروى: من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ. وقال أَبو حنيفة: شَطُّ الوادِي

سَنَدُه الذي يَلي بطنَه. والشَّطُّ: جانبُ السَّنامِ، وقيل شِقُّه، وقيل

نِصْفُه، ولكل سَنام شَطَّانِ، والجمع شُطوط.

وناقة شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عظيمة جنبي السَّنامِ، قال الأَصمعي: هي

الضخْمةُ السنامِ؛ قال الراجز يصف إِبلاً وراعِيَها:

قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ،

فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ

والشَّطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ من السنام

شَطٌّ، قال أَبو النجم:

عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ،

ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ،

كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ

شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ،

لم يَنْزُ في الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ

والشُّطَّانُ: موضع؛ قال كثيِّر عزَّة:

وباقي رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها،

بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ

وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطريقين من عُسْفانَ للحاجّ

إِلى مكة، صانها اللّه عزّ وجلّ؛ ومنه قول رسول اللّه، ثلّى اللّه عليه

وسلّم، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تركت أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ؟

والشَّطْشاطُ: طائر.

شطط
{شَطَّ المنزِلُ} يَشِطُّ {ويَشُطُّ، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ،} شَطًّا {وشُطُوطاً، الأَخيرُ بالضَّمِّ: بَعُدَ، وكلُّ بَعيدٍ:} شَاطٌّ، قالَ الشَّاعِر:
( {شَطَّ المَزارُ بجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ ... فَلَا خَيالٌ وَلَا عَهْدٌ وَلَا طَلَلُ)
وقالَ آخَرُ:
(} تَشُطُّ غَداً دارُ جِيرانِنَا ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ)
و {شَطَّ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه،} يَشِطُّ، من حدِّ ضَرَبَ فَقَط، {شَطيطاً، كَذَا فِي أُصول الْقَامُوس، كأميرٍ، والصَّوَابُ:} شَطَطاً، مُحَرَّكَةً: جارَ فِي قَضِيَّتِه، {كأَشَطَّ} واشْتَطَّ. وَفِي الصّحاح: وحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ: شَطَطْتُ عَلَيْهِ،! وأَشْطَطْتُ، إِذا جُرْتُ. ونقَلَ صَاحِب اللّسَان هَذَا القولَ عَن أَبي عُبَيْدٍ، ولكنَّه قالَ: {شَطَطْتُ} أَشُطُّ، بضمِّ الشِّين، فجعَلَهُ من حدِّ نَصَرَ، وعِبَارَة الجَوْهَرِيّ مُطْلَقةٌ، فَهُوَ يرُدُّ عَلَى المُصَنِّف، حيثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَبَ، فتأمَّل. (و) {شَطَّ فِي سِلْعَتِه يَشُطُّ شَطَطاً، مُحَرَّكَةً، إِذا جاوَزَ القَدْرَ المَحْدودَ وتَباعَدَ عَن الحَقِّ. (و) } شَطَّ عَلَيْهِ فِي السَّوْمِ {يَشُطُّ} شَطَاطاً: أَبعدَ {كأَشَطَّ، وَهَذِه أَكثَرُ، وعِبَارَة الصّحاح:} أَشَطَّ فِي السَّوْمِ، {واشْتَطَّ. أَبعَدَ. قالَ ابنُ بَرِّيّ:} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ، {وشَطَّ بمَعْنَى بَعُدَ، وشاهِدُ} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ قَوْلُ الأَحْوَصِ:
(أَلاَ يَا لَقَوْمِي قد {أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... ويَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بحَقِّيَ بَاطِلِي)
قالَ أَبُو عمرٍ و:} الشَّطَطُ: مُجاوَزَةُ القَدْرِ فِي بَيْعٍ أَو طَلَبٍ أَو احْتِكامٍ أَو غيرِ ذلِكَ من كلِّ شيءٍ، مُشْتَقٌّ من {شَطَّتِ الدَّارُ، إِذا بَعُدَت. قُلْتُ: فظهرَ بذلك أَنَّ} الشَّطَطَ مصدَرٌ لكُلِّ مَا ذُكِرَ من الأَفعالِ. وَهِي: {شَطَّ فِي حُكْمِه، وَفِي سِلْعَتِه، وَفِي السَّوْمِ، فتَخْصيصُ المُصَنِّف إِحْدَى مَصادِرِها} بالشَّطيطِ، كأَميرٍ كَمَا فِي سائرِ النُّسَخ غيرُ صَوابٍ، لأنَّهُ مُخالِفٌ لنُصوصِ الأَئِمَّةِ فتأَمَّل ذَلِك، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مسْعودٍ: لَهَا صَدَاقٌ كصَدَاقِ نِسائِها، لَا وَكْسَ وَلَا {شَطَطَ أَي لَا نٌ صانَ وَلَا زيادَةَ. وَفِي الْكتاب العَزيز: وأَنَّه كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ} شَطَطاً. قالَ الرَّاجِزُ: يَحْمُونَ أَلْفاً أَنْ يُسَامُوا شَطَطَا وقالَ عَنْتَرَةُ:
(شَطَّتْ مَزارَ العَاشِقينَ فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها ابنَةُ مَخْرَمِ) أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشِقِين، فعَدَّاه حمْلاً عَلَى معنى جاوَزَتْ، وَفِي الصّحاح: وَفِي حَديثِ تَميمٍ)
الدَّارِيِّ: إِنَّك {- لشَاطِّي أَي جائِرٌ عليَّ فِي الحُكْمِ. قُلْتُ: ونَصُّ الحَديثِ: أَنَّ رَجُلاً كلَّمَهُ فِي كَثْرَةِ العبادَةِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعيفاً وأَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَإِنَّكَ لَشَاطِّي حتَّى أَحْمِلَ عَلَى ضَعْفِي فَلَا أَسْتَطيعَ فأَنْبَتَّ. قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ من الشَّطَطِ، وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْمِ، يَقُولُ: إِذا كَلَّفْتَني مثلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضَعيفٌ فَهُوَ جَوْرٌ منكَ، عليَّ. قالَ الأّزْهَرِيّ: جَعَلَ قولَه:} - شَاطِّي بمَعْنَى ظالِمِي، وَهُوَ مُتَعَدٍّ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ، وأَبو مالكٍ: {شَطَّ فلَانا} يَشُطُّه {شَطًّا} وشُطُوطاً، إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وظَلَمَهُ، قالَ الأّزْهَرِيّ: أَرادَ تَميمٌ بقوله: {- شَاطِّي هَذَا الْمَعْنى الَّذي قالَهُ أَبُو زَيْدٍ.
} والشَّطُّ: شاطِئُ النَّهرِ وجانِبُه، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {شَطُّ الْوَادي: سَنَدُه الَّذي يَلِي بَطْنَهُ. ج:} شُطُوطٌ، {وشُطَّانٌ، بضَمِّهِما، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: رُكُوبُ البَحْرِ} شَطًّا بَعْدَ {شَطِّ وقالَ غيْرُهُ:
(وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من} شُطَّانِهِ ... بَقلٌ بظاهِرِه وبَقْلٌ مِتانِهِ)
ويُرْوَى: من شُطْآنِه، جمعُ شاطِئٍ. وَمن المَجَازِ: {الشَّطُّ: جانِبُ السَّنَامِ وشِقُّه أَو نِصْفُه، ولكلِّ سَنامٍ} شَطَّانٍ، وقالَ أَبُو النَّجْمِ: عُلِّقَتْ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ! شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَه بِشَطِّ لم يَنْزُ فِي الرَّفْعِ ولَمْ يَنْحَطِّ ج {شُطُوطٌ، بالضَّمِّ. والشَّطُّ: ة، باليَمَامَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. (و) } شَطُّ عُثْمانَ: ع بالبَصْرَةَ، يُضافُ إِلَى عُثْمانَ بن أَبي العاصِ الثَّقَفيِّ الصَّاحِبيِّ رَضِيَ الله عَنْه، كَمَا فِي العُبَاب، وراجَعْتُ فِي مَعاجِم الصَّحابةِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمان من بَني ثَقيفٍ رَجُلَيْن: عُثْمان ابْن عَامر بن مُعْتب الثَّقَفيُّ، ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ، وعُثْمان الثَّقَفيّ نَزيل حِمْصَ، وَلم أَجِدْ عُثْمان بن أَبي الْعَاصِ هَذَا، فليُنْظر.
{والشَّطَاط، كسَحابٍ، وكِتابٍ. الطُّولُ وحُسْنُ القَوَامِ، قالَ الهُذَلِيُّ:
(لَهَوْتُ بِهِنَّ إذْ مَلْقي مَليحٌ ... وَإِذ أَنا فِي المَخيلَةِ} والشَّطاطِ)
أَو اعْتِدالُهُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، يُقَالُ: جارِيَةٌ {شَطَّةٌ} وشاطَّةٌ بَيِّنَةُ {الشَّطاطِ والشِّطَاطِ. والشَّطَاطُ، بالفَتْحِ:)
البُعْد،} كالشِّطَّةِ، بالكَسْرِ، ومِنْهُ الحَديثُ: اللهُمَّ إنّي أَعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ {الشِّطَّةِ وَسُوء المُنْقَلَبِ أَي بُعْدِ المَسافَةِ. والشَّطاطُ أَيْضاً: كُسارُ الآجُرِّ. ويُقَالُ: رَجُلٌ} شاطٌّ بَيِّنُ {الشَّطَاطِ} والشَّطَاطَةِ، بفَتْحِهِما. {والشِّطَاطُ، بالكَسْرِ، وَهُوَ: البَعيدُ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْن.} وشَطَّطَ {تَشْطيطاً: بالَغَ فِي} الشَّطَطِ، أَي الجَوْرِ والتَّجاوُر عَن الحَدّ، وقُرِئَ وَلَا {تُشَطِّطْ بضَمّ التَّاء وفَتْح الشّين، وَهِي قِراءةُ قَتادَة، وقُرِئَ: وَلَا} تُشْطِطْ بضَمِّ التّاء وكَسْرِ الطَّاء الأُولى وقَرَأ الحَسَن البَصْرِيُّ وَأَبُو رَجاءٍ وَأَبُو حَيْوَةَ واليَمانِيُّ وقَتادَةُ فِي إحْدَى رِوايَتَيْه، وَأَبُو إبراهيمَ وابنُ أَبي عَبْلَةَ وَلَا {تَشْطُطْ بفَتْحِ التّاءِ وضمِّ الطّاء الأُولَى، وقرأَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: وَلَا} تُشاطِطْ ومَعْنَى الكُلِّ: أَي لَا تُبْعِدْ عَن الحَقِّ. {وأَشَطَّ فِي الطَّلَبِ: أَمْعَن، كَمَا فِي الصِّحَاح، ويُقَالُ:} أَشَطَّ القَومُ فِي طَلَبِنا {إشْطَاطاً، إِذا طَلَبوهم مُشاةً ورُكْباناً. وأَشَطَّ فِي المَفازَةِ: ذَهَبَ، كَأَنَّهُ أَبْعَدَ فِيهَا. وغَديرُ} الأَشْطاطِ: ع بمُلْتَقَى الطَّريقَيْنِ من عُسْفانَ للحاجِّ إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله، ومِنْهُ الحَديثُ: أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَك بغَديرِ الأَشْطَاطِ وقالَ عُبَيْدُ الله بنُ قَيْس الرُّقَيّاتِ:
(سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْ ... رانِ مِنّا مَنازِلٌ فالقَصيمُ)

(فغَديرُ الأَشْطَاطِ مِنْهَا مَحَلٌّ ... فبعُسْفانَ مَنْزِلٌ مَعْلومُ)
{والشَّطْشاطُ: طائرٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ: زَعَموا ذَلِك، وَلَيْسَ بثَبَتٍ.} والشَّطَوْطَى، كخَجَوْجَى، والشَّطُوط كصَبورٍ، وعَلى الْأَخير اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ: الناقَةُ الضَّخْمَةُ السَّنامِ كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وقالَ غيرُه: هِيَ العَظيمَةُ جَنْبَي السَّنامِ، ج:! شَطائِطُ، قالَ الرّاجِزُ يَصِفُ إبْلاً وراعِيَها: قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ وقالَ أَبُو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فَلَا تُؤْمِرْ مُماءَرتِي وبُؤْلي ... فلَيْسَ يَبوءُ بَخْسٌ {بالشَّطُوطِ)
} وشَاطَّهُ {مُشَاطَّةً: غالَبَهُ فِي الاشْتِطاطِ فشَطَّهُ شَطًّا: غَلَبَه. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: شَطَّ الرَّجُلُ: إِذا أَنْعَظَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ.} والمَشَطَّةُ، كالمَشَقَّةِ وَزْناً ومَعْنًى، وبمَعْنَى البُعْدِ أَيْضاً. {والشُّطّانُ، كرُمّانٍ: مَوْضِعٌ قريبٌ من المَدينَةِ المُشَرَّفَةِ، قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(وَبَاقِي رُسومٍ لَا تَزالُ كأَنَّها ... بأَصْعِدَةِ} الشُّطَّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ)

ويُقَالُ: هُوَ بَيْنَ الأَبْواءِ والجُحْفَةِ.
(ش ط ط) : (الشَّطَطُ) مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ وَالْحَدِّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَقَدْ كَلَّفَهُنَّ شَطَطًا أَيْ أَمْرًا ذَا شَطَطٍ.
ش ط ط

شطّت الدار. وعقبة شاطة، وقد شطت شطوطاً. وأشط في السوم واشتط. و" لا وكس ولا شطط ". وأشط في الحكم، " ولا تشطط ". وأشطوا في طلبه: أمعنوا. وجارية شاطة: مقدودة، وحسنة الشطاط وهو القوام.

ومن المجاز: أخذ شطي السنام: شقبه.

شمل

شمل: شَمِلَهُم أمْرٌ: أي غَشِيَهم. وهو شَمْلٌ. وجاءَ مُشْتَمِلاً على سَيْفِهِ وعلى داهِيَةٍ. والرَّحِمُ مُشْتَمِلَةٌ على الوَلَدِ: تَضَمَّنَتْه. والمِشْمَلُ: سَيْفٌ قَصِيرٌ يشْتَمِلُ عليه الرَّجُلُ فَيُغَطِّيه بثَوْبِه. وأشْمَلْتُه بالسَّيْفِ: أدْرَجْته به. والمِشْمَلَةُ: كِسَاءٌ له خَمْلٌ مُتَفَرِّقٌ يُتَلَحَّفُ به، وكذلك الشَّمْلَةُ. والشِّمْلَةُ: ثَوْبٌ يُدِيْرُه على جَسَدِه كُلَّه لا يُخْرِجُ منه يَدَه. وأشْمَلَه فلانٌ: أعْطاه مِشْمَلَةً. والشَّمْلأَةُ الصَّمّاءُ: التي لَيْسَ تَحْتَها قَمِيْصٌ ولا سَرَاويْلُ، وكُرِهَ الصَّلاةُ فيها. ومَثَلٌ: أوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلٌ - يا سَعْدُ لا تَرْوِ بها ذاكَ الإِبِلْ واللَّوْنُ الشامِلُ: لَوْنٌ أسْوَدُ يَعْلُوه لَوْنٌ أخَرُ. والشِّمَالُ: خِلافُ اليَمِينِ. وزَجَرْتُ له طَيْرَ الشِّمَالِ: أي الشُّؤْمِ. ومَرَّتْ له طَيْرُ شِمَالٍ وغُرَابُ شِمَالٍ. والشُّمُلُ: مِثْلُ الشَّمَائِلِ لِشِمالِ اليَدِ. وخَلِيْقَةُ الرّجُلِ: شِمَالٌ. وإنَّها لَحَسَنَةُ الشَّمائلِ: أي شَكْلُها وحالاتُها. والشِّمَالُ: شِمَالُ الانسانِ. ورَجُلٌ مَشْمُوْلُ الخَلاَئِقِ: أي كَرِيْمُها. والشَّمَالُ: رِيْحٌ تَهُبُّ من يَسَارِ القِبْلَةِ، والشَّمْأَلُ مَهْمُوْزٌ: لُغَةٌ فيه. وشَمَلَتِ الرِّيْحُ تَشْمَلُ شُمُوْلاً: تَحَوَّلَتْ شَمَالاً، واشْتَمَلَتْ: هَبَّتْ شَمَالاً. ورِيْحٌ شامِلٌ وشَمَالٌ وشَمْأَلٌ وشَمَلٌ وشَمُوْلٌ. وغَدِيْرٌ مَشْمُوْلٌ: نَسَجَتْه رِيْحُ الشَّمَالِ فَبَرَدَ ماؤه. وكذلك يُقال للخَمْرِ مَشْمُوْلَةٌ: [أي] بارِدَةُ الطَّعْمِ. ونَماً مَشْمُوْلَةٌ: أصَابَتْها رِيْحُ الشَّمَالِ، وقيل: هي سَرْيْعَةُ الانْكِشَافِ؛ كما أنَّ الرِّيْحَ الشَّمَالَ إذا كانَتْ مَعَ السَّحَابِ لم تَلْبَثْ أنْ تَذْهَبَ. والشَّمْلُ: عَدَدُ القَوْمِ ومَجْمَعُهم، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهم. والشَّمُوْلُ: من أسْمَاءِ الخَمْرِ البارِدَةِ؛ سُمِّيَتْ لأنَّها تَشْمَلُهم بِرِيْحِها: أي تَعُمُّهم، وقيل: لأنَّها تَطِيْرُ في الرَأْسِ فَتُسْكِرُ، وقيل: لأنَّ لها عَصْفَةٌ كَعَصْفَةِ الشَّمَالِ من الرِّيَاح، وقيل: لأنَّها تَشْمَلُ العَقْلَ، وقيل: لأنَّ رَأْسَ الخابِيَةِ يُشْمَلُ بِشِمَالٍ لئلاّ يَخْلُصَ إليها قَذىً؛ وهي الخِرْقَةُ. والشَّمْلُ والشَّمَالِيْلُ: ما تَفَرَّقَ من شُعَبِ الأغصانِ في رُؤوْسِها كنَحْوِ شَمَارِيخِ العِذْقِ. والشَّمَالِيلُ: البَقَايَا من الكَلإَِ. ويُسْتَعْمَلُ في كُلِّ شَيْءٍ حَتّى في الفَرْخِ إذا بَقيَ عليه شَيْءٌ من الزَّغَبِ. وشَمَالِيْلُ النَّوى: بَقَاياها. وثَوْبٌ شَمَالِيْلٌ: أي أخْلاَقٌ. وناقَةٌ شِمِلَّةٌ وشِمْلاَلٌ وجَمَلٌ شِمِلٌ: وهي القَوِيَّةُ السَّرِيْعَةُ. وانْشَمَلَ الرَّجُلُ: إذا أسْرَعَ؛ انْشِمَالاً. وشَمْلَلَ شَمْلَلَةً. وانْشَمَلَ: بمعنى إذا ارْتَفَعَ وقَلَصَ. وأصَابَنَا شَمَلٌ من مَطَرٍ: أي قَلِيلٌ منه، وكذلك من النّاسِ، والجميعُ أشْمَالٌ. وما على النَّخْلَةِ إلاّ شَمَلٌ وشَمَالِيْلٌ. وأشْمَلَ فلانٌ خَرائفَه أشْمَالاً: إذا لَقَطَ ما عليها من الرُّطْبِ إِلاّ قَليلاً. والشَّمَالُ: ما يُغَطّى به العَذْقِ من النَّخْلِ؛ مِثْلُ شِمَالِ الشاةِ. وشَمَلْتُ الشاةَ أشملها جعلت ضرعها في شمال وشملت النخلة إذا كانت تنفض حملها فَشَدَدْتَ تَحْتَ أعْذَاقِها قِطَعَ أكْسِيَةٍ. والشِّمَالُ والشَّمَلُ: الماءُ القَليلُ. ويُقال للدُّنيا: أُمُّ شَمْلَةَ.،أشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه: إذا ألْقَحَ النِّصْفَ إلى الثُّلُثَيْنِ. وشَمِلَتْ ناقَتُنا لَقَاحاً من فَحْلِ فلانٍ فهي تَشْمَلُ شَمَلاً: إذا لَقِحَتْ. ونَحْنُ في كَنَفِكُم وشَمَلِكُم. وبَعِيرُكَ في شَمَلِ إبِلِ فلانٍ: إذا دَخَلَ في غُمَارِها فَخَفِيَ فيها.
(شمل) : أَشْمَلَه: مثل شَمِلَهُ. 
(ش م ل) : (الشَّمْلَةُ) كِسَاءٌ يُشْتَمَلُ بِهِ وَقَوْلُهُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ.
(شمل) - في الحديث: "ولا تَشْتَمِل اشْتِماَل اليَهُود".
قال الخَطَّابي: هو أن يُجَلِّل بَدَنَه الثَّوبَ ويَسْبِلَه من غير أن يَشِيلَ طرَفهَ.
- في الحديث: "لا يَضُرُّ أحدَكم إذا صلَّى في بيته شَمْلًا".
قال أبو عمرو: أي في ثَوبٍ واحدٍ يَشْمَلُه، والسِّين المُهمَلة لُغَة فيه.
شمل
الشِّمَالُ: المقابل لليمين. قال عزّ وجلّ: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ [ق/ 17] ، ويقال للثّوب الذي يغطّى به: الشِّمَالُ ، وذلك كتسمية كثير من الثّياب باسم العضو الذي يستره، نحو: تسمية كمّ القميص يدا، وصدره، وظهره صدرا وظهرا، ورجل السّراويل رجلا، ونحو ذلك. والِاشْتِمَالُ بالثوب: أن يلتفّ به الإنسان فيطرحه على الشّمال. وفي الحديث:
«نهي عن اشْتِمَالِ الصمّاء» . والشَّمْلَةُ والْمِشْمَلُ: كساء يشتمل به مستعار منه، ومنه:
شَمَلَهُمُ الأمر، ثم تجوّز بالشّمال، فقيل: شَمَلْتُ الشاة: علّقت عليها شمالا، وقيل: للخليقة شِمَالٌ لكونه مشتملا على الإنسان اشتمال الشّمال على البدن، والشَّمُولُ: الخمر لأنها تشتمل على العقل فتغطّيه، وتسميتها بذلك كتسميتها بالخمر لكونها خامرة له. والشَّمَالُ:
الرّيح الهابّة من شمال الكعبة، وقيل في لغة:
شَمْأَلٌ، وشَامَلٌ، وأَشْمَلَ الرّجل من الشّمال، كقولهم: أجنب من الجنوب، وكنّي بِالْمِشْمَلِ عن السّيف، كما كنّي عنه بالرّداء، وجاء مُشْتَمِلًا بسيفه، نحو: مرتديا به ومتدرّعا له، وناقة شِمِلَّةٌ وشِمْلَالٌ: سريعة كالشَّمال، وقول الشاعر: ولتعرفنّ خلائقا مشمولة ولتندمنّ ولات ساعة مندم
قيل: أراد خلائق طيّبة، كأنّها هبّت عليها شمال فبردت وطابت.
ش م ل : شَمِلَهُمْ الْأَمْرُ شَمَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ عَمَّهُمْ وَشَمَلَهُمْ شُمُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ لُغَةٌ وَأَمْرٌ شَامِلٌ عَامٌّ وَجَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُمْ أَيْ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَفَرَّقَ شَمْلَهُمْ أَيْ مَا اجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِمْ.

وَالشَّمْلَةُ كِسَاءٌ صَغِيرٌ يُؤْتَزَرُ بِهِ وَالْجَمْعُ شَمَلَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَشِمَالٌ أَيْضًا مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالشَّمَالُ الرِّيحُ تُقَابِلُ الْجَنُوبَ وَفِيهَا خَمْسُ لُغَاتٍ الْأَكْثَرُ بِوَزْنِ سَلَامٍ وَشَمْأَلٌ مَهْمُوزٌ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَشَأْمَلٌ عَلَى الْقَلْبِ وَشَمَلٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَشَمْلٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَالْيَدُ الشِّمَالُ بِالْكَسْرِ خِلَافُ الْيَمِينِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَشْمُلٌ مِثْلُ ذِرَاعٍ وَأَذْرُعٍ وَشَمَائِلُ أَيْضًا وَالشِّمَالُ أَيْضًا الْجِهَةُ وَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالًا أَيْ جِهَةَ الْيَمِينِ وَجِهَةَ الشِّمَالِ وَجَمْعُهَا أَشْمُلٌ وَشَمَائِلُ أَيْضًا وَالشِّمَالُ الْخُلُقُ وَنَاقَةٌ شِمْلَالٌ بِالْكَسْرِ وَشِمْلِيلٌ سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ وَاشْتَمَلَ اشْتِمَالًا أَسْرَعَ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ أَنْ يُجَلِّلَ جَسَدَهُ كُلَّهُ بِالْكِسَاءِ أَوْ بِالْإِزَارِ وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَرْفَعْ شَيْئًا مِنْ جَوَانِبِهِ. 
ش م ل: (شَمِلَهُمْ) الْأَمْرُ بِالْكَسْرِ (شُمُولًا) عَمَّهُمْ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى مِنْ بَابِ دَخَلَ وَلَمْ يَعْرِفْهَا الْأَصْمَعِيُّ. وَأَمْرٌ (شَامِلٌ) . وَجَمَعَ اللَّهُ (شَمْلَهُ) أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ. وَ (الشَّمَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِي الشَّمْلِ. وَ (الشَّمْلَةُ) كِسَاءٌ يُشْتَمَلُ بِهِ. وَ (الشَّمَالُ) الرِّيحُ الَّتِي تَهُبُّ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُطْبِ وَفِيهَا خَمْسُ لُغَاتٍ: (شَمْلٌ) بِالتَّسْكِينِ (شَمَلٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (شَمَالٌ) وَ (شَمْأَلٌ) وَ (شَأْمَلٌ) مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَرُبَّمَا جَاءَ (شَمْأَلٌّ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ. وَجَمْعُ (الشَّمَالِ شَمَالَاتٌ) وَ (شَمَائِلُ) أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا شَمَّالَةً مِثْلُ حَمَّالَةٍ وَحَمَائِلَ. وَغَدِيرٌ (مَشْمُولٌ) تَضْرِبُهُ رِيحُ (الشَّمَالِ) حَتَّى يَبْرُدَ. وَمِنْهُ قِيلٌ لِلْخَمْرِ: (مَشْمُولَةٌ) إِذَا كَانَتْ بَارِدَةَ الطَّعْمِ. وَ (الشَّمُولُ) الْخَمْرُ. وَالْيَدُ (الشِّمَالُ) خِلَافُ الْيَمِينِ وَالْجَمْعُ (أَشْمُلٌ) مِثْلُ أَعْنُقٍ وَأَذْرُعٍ لِأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ وَ (شَمَائِلُ) أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} [النحل: 48] وَ (الشِّمَالُ) أَيْضًا الْخُلُقُ وَالْجَمْعُ (الشَّمَائِلُ) . وَ (شَمَلَتِ) الرِّيحُ تَحَوَّلَتْ شَمَالًا وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (أَشْمَلَ) الْقَوْمُ دَخَلُوا فِي رِيحِ الشَّمَالِ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنَّهَا أَصَابَتْهُمْ قُلْتُ: (شُمِلُوا) فَهُمْ (مَشْمُولُونَ) . وَ (اشْتَمَلَ) بِثَوْبِهِ تَلَفَّفَ. وَ (اشْتِمَالُ) الصَّمَّاءِ أَنْ يُجَلِّلَ جَسَدَهُ كُلَّهُ بِالْكِسَاءِ أَوِ الْإِزَارِ. 
ش م ل

هو خير شامل، وشملهم الخير شمولاً، وأنا مشمول بنعمة الله تعالى، وجمع الله تعالى شملهم. وهو كريم الشمائل. وما ذلك من شمالي: من خلقي. قال لبيد:

هم قومي وقد أنكرت منهم ... شمائل بدّلوها من شمالي

وتقول: ليس من شمالي أن أعمل بشمالي وشملت الريح تشمل. وغدير مشمول: تضربه الشمال، وليلة مشمولة: باردة ذات شمال. قال النمر:

ولرفقة في ليلة مشمولة ... نزلت بها فغدت على أسآرها

وأشملنا: دخلنا في الشمال. والتف في شملته، واشتمل بثوبه. وهو حسن الشملة بالكسر. واشتمل به الشملة الصماء وهو أن يدير الثوب على جسده كله لا يخرج منه يده. قال:

أوردها سعد وسعد مشتمل ... يا سعد لا تروى بهذاك الإبل

والرحم مشتملة على الولد. وسقاه الشمول. قال الأصمعي: هي التي لها عصفة كعصفة الشمال. وضربه بالمشمل وهو سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه. وعليه مشملة: كساء مخمل كالقطيفة. وما بقي على النخلة من الرطب إلا شمل وشماليل: بقايا متفرقة.

ومن المجاز: هو مشتمل على داهية. وعجبت من حاله واشتماله على أخلاق جميلة وسير مرضية. واشتمل عليه: وقاه بنفسه. قال عبيد الله بن زياد للمنذر بن الزبير: إن شئت اشتملت عليك ثم كانت نفسي دون نفسك. ورجل مشمول الخلائق: طيبها. قال:

كأن لم أعش يوماً بصهباء لذة ... ولم أند مشمولاً خلائقه مثلي

ولم أدع. وخمر مشمولة: طيّبة الطعم. ونوًى مشمولةٌ: مفرقة بين الأحبة لأن الشمال تفرق السحاب. قال زهير:

جرت سنحاً فقلت لها أجيزي ... نوًى مشمولةً فمتى اللقاء وزجرت له طير الشمال أي طير الشؤم. قال الحارث بن حرجة الفزاريّ:

وهون وجدي أنني لم أكن لهم ... غراب شمال ينتف الريش حاتماً

وقال شتيم بن خويلد:

أطعت غريب إبط الشمال ... ينحي بحد المواسي الحلوقا

أراد معاوية بن حذيفة بن بدر تشأم به. وأدفأتنا أم شملة وهي كنية الشمس وتكنى بها الدنيا. وضم عليه الليل شملته. قال ذو الرمة:

ضم الظلام على الوحشيّ شملته ... ورائح من نشاص الدلو منسكب
[شمل] فيه: ولا "يشتمل اشتمال" اليهود، هو افتعال من الشملة وهو كساء يتغطى به ويتلفف فيه، والمنهي عنه هو التجلل بالثوب وإسباله من غير أن يرفع طرفه. ومنه: نهى عن "اشتمال" الصماء. غ: نهاه كراهية إبداء العورة. نه: ومنه: لا يضر أحدكم إذا صلى في بيته "شملًا" أي في ثوب واحد يشمله. ك: ما هذا "الاشتمال" كان عليه ثوب ضيق وخالف بين طرفيه ولم يصر ساترًا فانحنى ليستر، فأنكر عليه وأعلمه صلى الله عليه وسلم بأن محل المخالفة الثوب الواسع، وأما الضيق فيتزر به، أو أنكر عليه اشتمال الصماء وهو أن يجلل نفسه بثوب ولا يرفع شيئًا من جوانبه ولا يمكنه إخراج يديه إلا من أسفله، قوله: كان ثوبًا، أي كان الذي عليه ثوبًا واحدًا يعني ضاق، وروي: كان ثوب، فكان تامة، وأشكل بعدم فائدته فلا بد من تقدير خبر يناسب المقام. وفيه: نهى "الشملة" منسوجة في حواشيها، منسوجة خبر مبتدأ، وروي: منسوج، معناه أن لها هدبًا، ويحتمل القلب أي منسوجة فيها حاشيتها، قوله: محتاج، بتقدير مبتدأ، وروي: محتاجًا، قوله: ما أحسنت، نافية. وح: ما البردة؟ قالوا "الشملة" فيه مسامحة لأن البردة كساء والشمل ما يشمل به فهو أعم. وح: فيؤخذ ذات "الشمال" هو بالكسر ضد اليمين، والمراد به جهة النار، وأصحابي خبر محذوف - ومر في مرتدين، وروي فيما يأتي يؤخذ ذات اليمين وذات الشمال، فيكون أصحابي إشارة إلى من يؤخذ ذات الشمال، أو معناه أنهم يؤخذون من الطرفين ويشدون من جهة اليمين والشمال بحيث لا يتحرك يمينًا وشمالًا. و"الشمال" بالفتح ضد الجنوب. ط: الشيطان يأكل "بشماله" أي يحمل أولياءه من الإنس على ذلك ليضاد به عباده الصالحين، أو يأكل هو كذلك حقيقة، والأكل باليمين إكرام للطعام وشكر للمنعم وبالشمال استهانة له. وفيه: حتى لا يعلم "شماله" ما ينفق يمينه، أي لا يعلم من كان في شماله، وقيل: أراد المبالغة في الإخفاء. ن: وروى: حتى لا يعلم يمينه ما ينفق شماله، ولعله سهو من الناسخ، لأن المعروف في النفقة هو اليمين. ط: وفيه: "الشملة" التي أخذها نار، أي تجعل نارًا لتحرقه. نه: أسألك رحمة تجمع بها "شملي" الشمل الاجتماع. ك: وجمع له "شمله" أي أموره المتفرقة وما تشتت من أمره، وهو من الأضداد، قوله: أتته الدنيا راغمة، أي ذليلة تابعة له، أي تقصده طوعًا وكرهًا، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له، أي يأتيه ما كتب وهو راغم. ش: وجميع "شمائله" جمع شمال بكسر شين الخلق. نه: يعطي صاحب القران الخلد بيمينه والملك "بشماله" لم يرد أن شيئًا يوضع في يديه وإنما أراد أن الخلد والملك يجعلان له. وفيه: إن أبا هذا كان ينسج "الشمال" بيمينه، هي جمع شملة الكساء والمئزر يتشح به، قوله: الشمال بيمينه، من أحسن الألفاظ بلاغة. و"شمائل" يروى بشين وبسين قرية من أرض عمان. وفي شعر كعب: صاف بأبطح أضحى وهو مشمول، أي ماء ضربته ريح الشمال. وفيه: وعملها خالها قوداء شمليل، هو بالكسر السريعة الخفيفة. وفي المناقب في تزوج فاطمة رضي الله عنها: بارك في "شملهما" الشمل الجماع، وروى: في شبليهما، ولد الأسد؛ فهو كشف له صلى الله عليه وسلم فأطلق الشبلين على الحسن والحسين رضي الله عنهما.
شمل: شمل: تميز، تفوّق (هلو). تشامل: اتجه إلى اليسار (أبو الوليد ص775).
انشمل: مطاوع شمل بالمعنى الذي ذكره لين أي أخذه ذات الشمال (فوك).
اشتمل على: اضمر في نفسه، يقال: لا اشتمل على معصية، أي لا أنوي ارتكاب معصية (معجم البلاذري).
اشتمل على: استولى على (لين، مباحث الملحق ص42)، وفي حيان - بسام (1: 30 و): واشتمل على الملك هو وولده وصنائعه. وفيه (3: 66 ق): واشتمل على خدمته أربعة من الكتاب حتى سَّماهم الناس الطبائع الأربع. وفيه (3: 140 و): وهذا الحائك اشتمل عما قليل على تدبير سلطانه. (تاريخ البربر 2: 412).
اشتمل عليه: وقاه بنفسه (لين تاج العروس) وانظر (أساس البلاغة ومعجم البلاذرى). وفي حيان - بسام (1: 46 ق): واشتمل منذر على قواد تلك الثغور، واستوسقت له هناك الأمور. وفي بسام (2: 145 و): وبعد سقوط بني عباد اشتمل عليه البكريون. وفي القلائد (ص213) وكتاب الخطيب (ص27 و): اشتمل عليه لصحبة كانت بينهما. وفيه (ص111 و) وصحبه إلى المغرب الأقصى مختصاً به ذابّاً عنه مشتملاً عليه.
اشتمل عليه: عامله معاملة حسنة.
ففي المقري (1: 645، 3: 114): خلطه بنفسه واشتمل عليه وولاه قضاء الجماعة.
وفي المقدمة (ص30) وترجمة ابن خلدون بقلمه (ص215 و): ثم لم ينشب الأعداء وأهل السعايات إن خيّلوا للوزير ابن الخطيب من ملابستي للسلطان واشتماله عليّ وحركوا له حرارة الغيرة.
اشتمل عليه ربه: أحسن إليه، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص75 و): والسيّد المذكور يختص به غاية الاختصاص، ويشتمل عليه بالبّر والودّ والإخلاص.
اشتمل عليه: انضم إلى جانبه، صار من جماعته وحزبه (ابن الابار ص180) وفي النويري (أفريقية ص51 ق): فأحبّه الناس واشتملوا عليه ومالوا إليه (المقدمة 1: 228، تاريخ البربر 1: 353، 359، 2: 218، 235، 255) وفي حياة ابن خلدون بقلمه (ص288 و): وهم مشتملون عليه وقائمون بدعوته (ص229 و).
اشتمل الفرس: استدار (دوملس حياة العرب ص190).
شَمَل: مهارة، فطنة (هلو).
شَمْلْة: كساء يلف حول الجسد، وقد وصفه ابن السكيت (ص527) وهي شقة من الثياب ذات خمل يترشح بها ويتلفع، وكساء من صوف أو شعر يتغطى به ويتلفف به.
شَمْلَة: حزام (براكس ص18، ريشادسون صحارى 2: 34، 201، ميشيل ص276 دونانت ص271، هوجسن ص91).
شَمْلّة: كيس من وبر الجمل يوضع على ضرع الناقة لمنع ولدها من الرضاعة.
(بركهارت البدو ص39).
شِمْلة = شَملَة وهو الكساء الذي يتوشح به ويتلفع، وتجمع على شِمَل (ابن جبير ص132) شِمْال: ما يربط على ضرع الناقة لمنع ولدها من الرضاعة (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 72 رقم 219، دوماس مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 1: 183).
شَمُول: الخمر، واللفظة مؤنثة (ويجرز ص168 رقم 291) وفي اليتيمة للثعالبي (مخطوطة لي ص15 ق): وما الشمول ازدهتنى بل سوالفه.
شُمَيْلة = شِمال: كل قبضة من الزرع يقبض عليها الحاصد، وهي كلام العامة (محيط المحيط).
شَمَالي: يساري (بوشر).
شمالية: امة تدلى ثدياها (ريشادسن سنتراك 2: 202).
أشْمَل: اكثر شهرة (رولاند).
شمل: لابد أن لها معنى لا أعرفه وقد جاءت في حكاية باسم الحداد (ص15) وفيها: استلم والي المدينة أمراً من الخليفة ليعلنه للناس فقام الوالي والمقدمين والظلمة والرقاصين واخذوا ستة مشامل فنادوا في شوارع بغداد الخ.
مِشُمَلة: سجادة، وهي مرادف طنفسة، مصلّى، درنوك، قطيفة (باين سميث 1504).
[شمل] شَمَلَهُمْ الأمر يشملهم ، إذا عمهم. وشملهم بالفتح يشملهم لغة، ولم يعرفها الاصمعي. وأنشد لابن قَيسِ الرُقَيّات: كيف نَومي على الفِراشِ ولَمَّا تَشْمَلِ الشأمَ غارةٌ شَعْواءُ أي متفرِّقَةٌ. وأمر شامل. وجمع الله شَمْلَهُمْ، أي ما تَشَتَّتَ من أمرهم. وفرَّقَ الله شَمْلَهُ، أي ما اجتمع من أمره. والشَمَلُ بالتحريك: مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتنا لِقاحاً من فحل فلان، تَشْمَلُ شَمَلاً، إذا لقِحَتْ. والشَمَلُ أيضاً: لغةٌ في الشَمْلِ، وأنشد أبو زيدٍ في نوادره للَبعيث: قد يَنْعَشُ الله الفتى بعد عَثْرَةٍ وقد يجمع الله الشتيت من الشمل  (*) قال أبو عمر الجرمى: ما سمعته بالتحريك إلا في هذا البيت. والشملة: كساء يُشْتَمَلُ به. قال ابن السكيت: يقال اشتريت شَمْلَةً تَشْمُلُني. ويقال: أصابنا شَمَلٌ من مطر، بالتحريك وأَخْطَأَنا صَوْبُهُ وَوابِلُهُ، أي أصابنا منه شئ قليل. ورأيت شملا من الناس والإبل، أي قليلاً. وما على النخلة إلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ، وما عليها إلا شَماليلُ، وهو الشئ القليل يبقى عليها من حَمْلِها. والشَماليلُ أيضاً: ما تفرَّقَ من شُعَبِ الأغصان في رؤوسها، كنحو شماريخ العذق. قال العجاج: وقد تردى من أراط ملحفا منها شماليل وما تلففا وذهب القوم شَماليلَ، إذا تفرقوا. وثوبٌ شَمالِيلُ، مثل شَماطيطَ. والمِشْمَلُ: سيفٌ قصير يَشتمِل عليه الرجلُ، أي يغطِّيه بثوبه. والمِشْمَلَةُ: كساءٌ يُشْتَملُ به دون القَطيفة. والشَمالُ: الريحُ التي تهُبُّ من ناحية القطب. وفيها خمس لغات: شَمْلٌ بالتسكين، وشَمَل بالتحريك، وشَمالٌ، وشَمْأَلٌ مهموز، وشأمل مقلوب منه. وربما جاء بتشديد اللام . قال الزفيان:

تلفه نكباء أو شمأل * والجمع شمالات. قال جذيمة الابرش: ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات فأدخل النون الخفيفة في الواجب ضرورة. وشمائل أيضا على غير قياس، كأنَّهم جمعوا شمالة، مثل حمالة وحمائل. قال أبو خراش: تكاد يداه تُسْلِمانِ رداءه من الجودِ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَمائِلُ وغديرٌ مَشمولٌ: تضربه ريحُ الشَمالِ حتى يَبْرُدَ. ومنه قيل للخمر مَشْمولَةٌ، إذا كانت باردةَ الطعم. والنارُ مَشْمولَةٌ، إذا هبَّت. عليها ريح الشَمالِ. والشَمولُ: الخمرُ. واليدُ الشِمالِ: خلافُ اليمين، والجمع أشمل مثل أعنق وأذرع، لانها مؤنثة، وشمائل أيضا قال الله تعالى: (عن اليمين والشمائل ) . والشمال أيضا: الخلق. قال جرير:

ومالومى أخى من شماليا * والجمع الشمائل. وطير شمال: كل طير يشتاءم به. والشِمالُ أيضاً كالكيس يجعلُ فيه ضَرع الشاة، وكذلك النَخلةُ إذا شُدَّتْ أَعْذَاقُها بقطع الأكسية لئلا تنفض. تقول منه: شملت الشاة أَشْمُلُها شَمْلاً. وشَمَلتِ الريحُ أيضاً تَشْمَلُ شُمولاً، أي تحوّلت شمَالاً. وناقةٌ شَمِلَّةٌ بالتشديد، أي خفيفة. وشملال وشمليل مثله. وقد شملل شمللة، إذا أسرع. ومنه قول امرئ القيس يصف فرساً: كأني بفَتْخَاءِ الجناحَين لَقْوَةٍ دَفوفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالي قال أبو عمرو: شِمْلالي: أراد يده الشِمالَ. قال: والشِمْلال والشِمالُ سواء. وأشمل القوم، إذا دخلوا في ريح الشَمالِ. فإن أردت أنها أصابتهم قلت: شُمِلوا، فهم مَشْمولونَ. قال أبو زيد: أَشْمَلَ الفحلهُ إشمالا، إذا ألقح النصف منها إلى الثلثين، فإذا ألقحها كلَّها قيل أَقَمَّها: وأشْمَلَ فلانٌ خَرائفَه، إذا لقَطَ ما عليها من الرُطَبِ إلاَّ قليلاً. واشْتَمَلَ بثوبه، إذا تلفَّف. واشْتِمالَ الصَّماء: أن يجلِّل جسدَه كله بالكساء أو بالازار.
شمل
شمَلَ يَشمُل، شَمْلاً وشُمولاً، فهو شامل، والمفعول مَشْمُول (للمتعدِّي)
• شمَلتِ الرِّيحُ: تحوّلت شمالاً "شمَلتِ الريحُ فانخفضت درجة الحرارة".
• شمَل الأمرُ القومَ: عمّهُم "شملَتهم الدعوة- شملهم الخيرُ".
• شمَل فلانًا: غطّاه بالشّملة (كساء يتغطى به) "شملت المرأةُ أطفالَها".
• شمَل بيتُه عدَّةَ غُرَف: ضمّ، احتوى، تضمّن، انطوى "كتاب يشمُل خمسة فصول".
• شمَل الأمرَ برعايته: رعاه وتبنّاه "هذا الحفل مشمول برعاية الوزير". 

شمِلَ يَشمَل، شَمَلاً وشُمولاً، فهو شامل، والمفعول مَشْمول
• شمِل الأمرُ القَومَ: شمَلهم؛ عمّهم "شمِلهم برعايته".
• شمِل فلانًا: غطّاه بالشَّمْلة.
• شمِل بيتُه عدَّةَ غُرَف: ضمّ، احتوى، تضمَّن، انطوى "شملت القائمة كلّ الأسماء".
• شمِل الأمرَ برعايته: رعاه وتبنّاه. 

أشملَ يُشمِل، إشمالاً، فهو مُشمِل، والمفعول مُشمَل (للمتعدِّي)
• أشملتِ الرِّيحُ: جاءت من جهةِ الشَّمال.
• أشمل القَومُ: هبَّت عليهم ريحُ الشمال.
• أشمل فلانٌ: صار ذا شَمْلة.
• أشمل فلانًا: كساه شَمْلةً.
• أشمل القومَ خيرًا: عَمَّهم. 

اشتملَ بـ/ اشتملَ على يشتمل، اشتمالاً، فهو مُشتمِل، والمفعول مُشتَمل به
• اشتمل الرَّجلُ بثوبه: تلفّف به، أداره على جسده كلِّه حتَّى لا تخرج منه يده.
• اشتمل الفارسُ بسيفه: تقلّده.
• اشتمل الأمرُ على كذا: تضمّنه واحتواه "اشتمل الكتاب على عِدَّة فصول- {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ} ". 

تشمَّلَ بـ يتشمَّل، تشمُّلاً، فهو مُتشمِّل، والمفعول مُتشمَّل به
• تشمَّل بثوبه: اشتمل به، تلفَّف به وأداره على جَسَده كلّه. 

شامِل [مفرد]: مؤ شامِلة، ج مؤ شامِلات وشواملُ:
1 - اسم فاعل من شمَلَ وشمِلَ.
2 - وافٍ، تامّ، محيط من جميع النواحي "بحث/ مبدأ شامل- هجوم شامل: على كلّ الجبهات". 

شمائِلُ [جمع]: مف شَميلة: أخلاق، خِصال، طِباع "كريم الشّمائل- هذا من شمائله- يقطر من شمائله ماءُ الكرم". 

شَمال [مفرد]: (جغ) جهة تقابل الجنوب، وتكون على شمالك وأنت متَّجهٌ ناحية الشرق "القطب الشّماليّ- اتّجه شمالاً" ° بلدان الشَّمال: الواقعة في القسم الأعلى من الكرة الأرضيّة وهي البلدان الأمريكيَّة والأوربيّة الصِّناعيّة- حِوار الشَّمال والجنوب: حوار بين الدول الصناعيَّة والدول الفقيرة من أجل تعاون أفضل.
• ريح الشَّمال: الرِّيح التي تهبُّ من تلك الجهة، وهي ريح باردة. 

شِمال [مفرد]: ج أَشْمُل وشمائِلُ وشُمُل: يسار، عكسه يمين "اليد الشِّمال- حاول الكتابة بشمالِه- لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ [حديث]- {يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ} " ° يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار. 

شَمْل [مفرد]: مصدر شمَلَ.
• شَمْل القوم: مجتمعهم ° جمَعَ الله شملَهم: جمع ما تفرّق من أمرهم- فرّق اللهُ شملَهم: فرَّق ما تجمّع من أمرهم. 

شَمَل [مفرد]: مصدر شمِلَ. 

شَمْلة [مفرد]: ج شَمَلات وشَمْلات وشِمال:
1 - اسم مرَّة من شمَلَ وشمِلَ.
2 - كساء من صوفٍ أو شَعْرٍ يُتغطّى ويتلفّف به. 

شَمول [مفرد]
• الشَّمول:
1 - الخمر "سَقاه الشَّمول- لعبت برأسه الشّمولُ".
2 - ريح الشِّمال "هبت على الورد الشَّمولُ". 

شُمول [مفرد]: مصدر شمَلَ وشمِلَ. 

شُموليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شُمول: "نظر إلى الموضوع نظرة شموليّة" ° الحُكم الشُّموليّ: الدكتاتوريّ. 

شُمُوليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شُمول: عالميّة "شموليّة مذهب/ حكم/ معارف".
2 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شُمول: "نظر إلى الموضوع نظرة شُموليَّة". 
ش م ل

الشِّمالُ نُقيضُ اليَمينِ والجمع أَشْمُلٌ وشَمَائِلُ وشُمُلٌ قال أبو النَّجمِ (يأتي لها منْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ... )

وفي التنزيل {وعن أيمانهم وعن شمائلهم} الاعراف 17 قال الزجَّاج أي لأُغْوِيَتَّهُم فيما نُهُوا عنه وقيل أُغْويِهِم حتى يُكَذِّبُوا بأُمورِ الأٌ مَمِ السالفةِ وبالبَعْثِ وقيل معنى {وعَنْ أَيْمانِهِم وعن شَمائِلِهم)

أي لأُضِلَّنَّهم فيما يعملون لأن الكَسَبَ يُقالُ فيه ذلك بما كَسَبَت يَداكَ وإن كانت اليَدانِ لم تَجْنِيَا شيئاً وقال الأَزْرقُ الْعَنْبَرِيُّ

(طِرْنَ انِقْطاعَةَ أوتارٍ مُحظْرَبَةٍ ... فِي أَقْوُسٍ نَازَعْتَها أيْمنٌ شُمُلا)

وحكى سيبَويْهِ عن أبي الخطَّابِ في جَمْعِه شِمَالٌ على لفظِ الواحدِ ليس من باب جُنُبٍ لأنهم قد قالوا شِمَالان ولكنه على حَدِّ دِلاَصٍ وهِجَانٍ والشِّيمَّالُ لُغَةٌ في الشِّمَال قال امْرُؤُ القَيْسِ

(كأنِّي بِفَتْخاءِ الْجَنَاحَيْن لَقْوةٍ ... صَيْودٍ من العِقْبانٍ طَأْطأْتُ شِيمَالِي)

وكذِلكَ الشِّمْلالُ ويُرْوَى هذا البَيْتُ شِمْلاَلِي وهو المعروفُ قال اللّحيانيُّ ولم يَعْرفِ الكسائِيُّ ولا الأصمعيُّ شِمْلاَل وعندي أن شِيمالاً إنَّما هو في الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَعَ الكَسْرَةَ للضَّرورِة ولا يكون شِيمَالٌ فِيعَالاً لأن فِيعالاً إنما هو من أَبْنِيَةِ المصادرِ والشِيمال ليس بمَصْدرٍ وإنما هو اسْمٌ وَشَمَلَ بِهِ أَخَذَ بِهِ ذَاتَ الشِّمَالِ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ زُهَيْرٍ

(جَرَتْ سُنُحاً فقُلْتُ لها أَجِيرِي ... نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقَاءُ)

قال مَشْمولةً أي مأخُوذاً بِها ذاتَ الشِّمال وجرى له غُرابُ شِمَال أي ما يكْرَهُ كأن الطّائِرَ إنما أتاه عن الشَّمالِ قال أبو ذُؤيبٍ

(زجرْتَ لها طَيْرَ الشِّمالِ فإن تَكُنْ ... هَوَاكَ الَّذِي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها) والشِّمال الشُّؤْمُ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وأنشدَ

(ولَمْ أَجْعَلْ شُئُونَكَ بالشِّمالِ ... )

أي لم أَضَعْهَا مَوضِعَ شُؤْمٍ وقوله

(وكُنْتُ إذا أَنْعَمْتَ في النَّاسِ نِعْمةً ... سَطَوْتَ عَلَيْهَا قابِضاً بشِمَالِكَا)

معناه إنْ يُنْعِمْ بيَمِينِه يَقْبِضْ بِشَمَاله والشِّمالُ الطَّبْعُ والجمع شَمَائِلُ وقول عَبْدِ يَغُوثَ

(أَلَمْ تَعْلَمَا أنَّ المَلامَةَ نَفْعُهَا ... قَلِيلٌ وما لَوْمِي أَخِي من شِمَالِيَا)

يجوزُ أن يكونَ واحداً وأن يكون جَمْعاً من بابِ هِجَانٍ ودِلاصٍ والشَّمَالُ من الرِّياحِ التي تَأْتِي من قِبَلِ الحِجْر وقال ثعلبٌ الشَّمال من الرِّياحِ ما اسْتَقْبَلَكَ عن يَمِينكَ إذا وَقَفَتَ في القِبْلَةِ وقال ابن الأعرابيِّ مَهَبُّ الشَّمالِ مِنْ بَناتِ نَعْشٍ إلى مَسْقَطِ النّسْرِ الطائرِ من تَذْكِرَةِ أبي عليٍّ وتكونُ اسْماً وصِفةً والجمعُ شَمَالاتٌ قال جَذِيمَةُ الأَبْرَشُ

(رُبَّما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعْنَ ثَوْبِي شَمَالاتُ)

وهي الشُّمُولُ والشَّيْمَلُ والشَّمْأَل والشَّامَلُ والشَّمْلُ فإما أن تكونَ على التَّخفيفِ القِياسِيِّ في الشَّمْأَلِ وهو حَذْفُ الهَمْزةِ وإلقاءُ الحركةِ على ما قَبْلَها وإمَّا أن يكونَ الموضوعُ هكذا وجاء في شِعْرِ البَعِيثِ الشَّمْلُ لم يُسْمَعْ إلا فيه قال

(أَتَى أَبَدٌ مِنْ دُونِ حِدْثَانِ عَهْدِهَا ... وَجَرَّتْ عليها كُلُّ نافِجةَ شَمْلِ)

وقولُ الطّرماح

(لأْمٌ تَحِنُّ بِهِ مَزَا ... مِيرُ الجنايبِ والأَشَامِلْ)

أراهُ جَمَعَ شَمْلاً على أَشْمُلٍ وجَمَعَ أَشْمُلاً على أشامِلَ وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشمُل شَمْلاً وشُمُولا الأولى عن اللّحيانيِّ وأَشْمَلَ القوْمُ دَخَلوا في الشَّمَال وشُمِلُوا أصابتْهُم الشَّمَال وغدِيرٌ مَشمُولٌ تسبحته الشَّمَالُ فَبَرَدَ ماؤهُ وَصَفَا وَشَمَلَ الخمرَ عَرَّضَها للشَّمال فَبَرَدَتْ وكذلك قيل خَمْرٌ مَنْحُوسَةٌ أي عَرَضَتْ للنّحس وهو البَرْدُ قال

(كأن مُدَامةً في يَوْمِ نَحْسِ ... )

ومنه قولُه تعالى {في أيام نحسات} فصلت 16 وقول أبي وَجْزَةَ

(مَشْمُولَةُ الأُنْسِ مَجْنُوبٌ مَوَاعِدُها ... )

فسّره ابنُ الأعرابيِّ فقال يذهب أُنْسُهَا مع الشَّمالِ وتَذْهَبُ مواعِدُها مع الجَنُوبِ والشِّمالُ كِيسٌ يُجْعَلُ على ضَرْعِ الشَّاةِ وشملها يشملها شملاً شدَّة عليعها والشمالُ شبه مخلاة يُغشى بها ضرع الشاه إذا ثَقُلَ وخَصَّ بعضُهم به ضَرْعَ العَنْزِ وشَمَلَهَا يشْمُلُها وَيشْمِلُها الكَسْرُ عن اللِّحيانيِّ شَمْلاً عَلّق عليها الشِّمالَ وشَدَّه في ضَرْعِ الشَّاة وعلَّقَ عليها شِمَالا وأَشْمَلَها جَعَلَ لها شِمَالاً أو اتَّخذه لها والشِّمَالُ سِمَةٌ في ضَرْعِ الشَّاةِ وَشَمَلَهُمُ الأَمْرُ يَشْمُلُهُمْ شَمْلاً وشُمُولاً وشَمِلَهُمْ شَمَلاً وشَمْلاً وَشُمُولاً عَمَّهُمْ قال ابن قيسٍ الرُّقَيّات

(كَيْفَ نَوْمِي على الفِرَاشِ ولمّا ... تَشْملِ الشَّامَ غَارَةٌ شَعْوَاءُ)

وقال اللحيانيُّ شَمَلَهُمْ بالفتح لُغَةٌ قليلة وأشْمَلَهُمْ شَرّاً عَمَّهُمْ به واشْتَمَلَ بالثَّوب إذا أَدَارَهُ على جَسَدَه كلِّه حتى لا يُخْرِجَ منْهُ يده واشْتَمَلَ عليْهِ الأمْرُ أَحَاطَ به وفي التَّنزيلِ {أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} والشَّمْلَةُ الصَّمَّاء التي ليس تَحْتَها قميصٌ ولا سَراوِيلُ وكُرِهَتِ الصلاةُ فيها كما كُرِهَ أن يُصَلِّيَ في ثوبٍ واحدٍ ويَدُه في جَوْفِه قال أبو عُبَيدٍ اشْتِمَالُ الصَّمَّاء عند الفُقَهاء أن يَشْتَمِلَ بالثَّوبِ حتى يُجَلِّلَ به جَسَدَه ولا يَرُفَعَ مِنْهُ جانِباً فتكونُ فِيه فُرْجَةٌ وهو التَّلفُّعُ والشَّمْلَةُ كِساءٌ دون القَطِيفَةِ يُشْتَمَلُ به قال

(إذا اعْتَزَلَتْ مِنْ بُغَامِ الْقَرِيرِ ... فَيَا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتَا)

شبه هاء التأنِيث في شَمْلَتا بالتاء الأصلية في نحو بَيْتٍ وصَوْتٍ فألْحَقَها في الوَقْفِ عليها أَلِفاً كما تقول بَيْتاً وَصَوْتاً فَشَمْلَنَا على هذا منصوبٌ على التَّمْيِيزِ كما تقولُ يا حُسْنَ وَجْهِكَ وجْهاً أي من وَجْهٍ وقد تَشَمَّلَ بها تَشَمُّلاً وتَشْمِيلاً المصدرُ الثاني عن اللّحيانيِّ وهو على غير الفِعْل إنَّما هو كَقَولِه تعالى {وتبتل إليه تبتيلا} المزمل 8 وما كان ذا مِشْمَلٍ ولقد أَشْمَلَ أي صارت له مِشْمَلَةٌ وأَشْمَلَهُ أعْطَاهُ مِشْمَلَةً وشَمَلَهُ شَمْلاً وشُمُولاً غَطَّى عليه المِشْمَلَةَ عنه أيضاً وأُرَاهُ إنما أراد غَطَّاه بالمِشْمَلَة وهذه شَمْلَةٌ تَشْمُلُك أَيْ تَسَعُكَ كما يقال فِرَاشٌ يَفْرُشُكَ والمِشمَلُ سيْفٌ قَصِيرٌ يَشْتَمِلُ عليه الرَّجُلُ فَيُغَطِّيهِ بِثَوْبِهِ وفُلاَنٌ مُشْتَمِلٌ على داهِيَةٍ على المَثَلِ والمِشْمَالُ مِلْحَفَةٌ يُشْتَمَلُ بهَا والشَّمُولُ الْخَمْرُ لأنَّها تَشْمَلُ بِرِيحِها النَّاسَ وقيلَ سُمِّيَتْ بذلكِ لأن لها عَصْفَةً كعَصْفَةِ الشَّمَالِ وقيلَ هي الْبَارِدَةُ وليس بِقَوِيٍّ وَرَجُلٌ مَشْمُولٌ مَرْضِيُّ الأخْلاقِ طَيِّبُها أُراهُ من الشَّمُولِ وشَمْلُ القَوْمِ مُجْتَمَعُ عَدَدِهِمْ وَأَمْرِهِمْ والشِّمْلُ العِذْقُ عن أبي حنيفَةَ وأنشد للطّرمّاحِ في تشبيهِ ذَنَبِ البعيرِ بالعِذْقِ في سَعَتِه وكَثْرَةِ هُلْبِهِ

(أوْ بِشِمْلٍ سَال مِنْ خَصْبَةٍ ... جُرِّدَتْ للِنَّاسِ بَعْدَ الكِمَامْ) والشَّمْلُ العِذْقُ القليل الحَمْلِ وشَمَلَ النَّخْلَةَ يشْمُلُها شَمْلاً وأشْمَلَهَا وشَمْلَلَها لَقَطَ ما عليها من الرُّطَبِ الأخيرةُ عن السِّيرافِيِّ وفيها شَمَلٌ من رُطَبٍ أي قَلِيلٌ والجمعُ أشْمَالٌ وهي الشَّمَالِيلُ واحِدُها شُمْلُولٌ والشَّمالِيلُ ما تَفَرَّقَ من عُشْبِ الأغْصانِ كَشَمَاريخِ العِذْقِ وشَمَلَ النَّخلةَ إذا كانتْ تَنْفُضُ حَمْلَها فَشَدَّ تحتَ أَعْذاقِهَا قِطَعَ أكْسِيَةٍ ووقع في الأرضِ شَمَلٌ من مَطَرٍ أي قليلٌ ورأيتُ شَمْلاً بينَ النَّاسِ والإِبِلِ أي قليلاً وجَمْعُها أشْمَالٌ وذَهَبَ القومُ شَمَالِيلَ أَيْ فِرَقاً وقولُ جريرٍ

(تقولُ شَمَالِيلُ الهَوَى إن تَسَدَدَّا ... )

إنَّما هي فِرَقُهُ وطَوَائِفُه أي في كل قلبٍ من قُلُوبِ هؤلاء فِرْقَةٌ والشِّمالُ كُلُّ قَبْضَةٍ من الزَّرْعِ يَقْبِضُ عليها الحاصِدُ وأشْمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَهُ لَقَاحاً ألْقَحَ النِّصْفَ إلى الثُّلُثَيْن وشَمَلَتِ النَّاقَةُ لَقَاحاً شَمْلاً قَبِلَتْهُ وشَمَلَتْ إبِلُكُمْ بعيراً لنا أَخْفَتْهُ ودَخَلَ في شَمْلِها أو شَمَلِهَا أيْ غُمَارِهَا والشَّمَالَةُ قُتْرَةُ الصَّائِد لأنها تُخْفِي من يَسْتَتِرُ بها قال ذُو الرُّمَّةِ

(وبالشَّمَائِلِ من جِلانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ)

ونحنُ في شَمْلِكُمْ أي كَنَفِكُمْ وانِشَمَلَ الشَّيْءُ كَانْشَمَرَ عن ثَعْلَبٍ وأنْشَدَ

(حَتَّى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لَحِقَ الأَقْرَاب فَانْشَمَلا)

وشَمَلَ الرَّجُلُ وانْشَمَلَ وشَمْلَلَ أسْرَعَ وشَمَّر أَظْهَرُوا التَّضْعيفَ إشعاراً بإلحاقِهِ وناقةٌ شِمِلَّةٌ وشِمَالٌ وشِمْلاَلٌ وشِمْلِيلٌ سريعةٌ مُشَمِّرَةٌ وَجَمَلٌ شِمِلٌّ وشِمْلاَلٌ وشِمْلِيلٌ سَرِيعٌ أنشد ثعلبٌ

(بأوْبِ ضَبْعَىْ مَرِحٍ شِمِلِّ ... )

وأُمُّ شَمْلَةَ الدُّنْيَا عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(من أمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينا بِذَائِفِهَا ... غَرَّارَةٌ زُيِّنَتْ مِنْها التَّهَاوِيلُ)

وشَمْلَةُ وشِمَالٌ وشامِلٌ وَشُمَيْلٌ أسماءٌ

شمل

1 شَمِلَهُمُ الأَمْرُ, aor. ـَ and شَمَلَهُم, aor. ـُ (S, Msb, K;) but the latter verb was unknown to As, (S, TA,) and is said by Lh to be rare; (TA;) inf. n. شَمَلٌ, (Msb, K,) which is of the former, (Msb,) and شُمُولٌ, (Msb, K,) and شَمْلٌ; (K;) i. q. عَمَّهُمْ [i. e. The event, or case, included them in common, in general, or universally, within the compass of its effect or effects, its operation or operations, its influence, or the like]: (S, Msb, K:) or شَمِلَهُمْ خَيْرًا or شَرًّا, or خَيْرًا and شَرًّا, (accord. to different copies of the K,) like فَرِحَ, (in the CK, or like فَرِحَ,) [app. means he, or it, caused that] good or evil, or good and evil, betided them [in common, in general, or universally]: and شَرًّا ↓ أَشْمَلَهُمْ [means] عَمَّهُمْ بِهِ [i. e. he, or it, included them in common, in general, or universally, with, or by, evil]: (K:) but one should not say, اشملهم خَيْرًا. (TA.) [Whether what precedes, or what next follows, should be regarded as giving the primary signification of شَمِلَ, is uncertain.] b2: شَمِلَهُ, aor. ـَ inf. n. شَمْلٌ and شُمُولٌ, He covered [or enveloped] him with the شَمْلَة, (K, TA,) or, with the مِشْمَلَة: such is thought by ISd to be meant by the explanation given by Lh, which is, غَطَّى عَلَيْهِ المِشْمَلَةَ. (TA.) b3: هٰذِهِ شَمْلَةٌ تَشْمَلُكَ means تَسَعُكَ [i. e. This is a شملة sufficient in its dimensions, or sufficiently large, for thee]. (TA.) You say, اِشْتَرَيْتُ شَمْلَةً ثَشْمَلُنِى [I bought a شملة sufficient in its dimensions, &c., for me]. (ISk, S, O.) b4: شَمِلَتْ لِقَاحًا, aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. شَمَلٌ, (S, O,) said of a she-camel, (S, O, K,) She admitted impregnating seed, (K,) or she conceived, مِنْ فَحْلِ فُلَانٍ, [from the stallion of such a one]. (S, O.) b5: شَمِلَتْ إِبِلُكُمْ بَعِيرًا لَنَا Your camels concealed among them a he-camel belonging to us, by his entering amid their dense multitude: (K, TA:) so in the M and the Moheet. (TA.) A2: شَمَلَ الشَّاةَ, aor. ـُ (S, K) and شَمِلَ, (K,) inf. n. شَمْلٌ, (S,) He suspended upon the ewe, or she-goat, the kind of bag called شِمَال, and bound it upon her udder: (S, * K, TA:) and some say, شَمَلَ النَّاقَةَ, he suspended a شِمَال upon the she-camel. (T, TA.) Also, and ↓ اشملها, He put to the ewe, or she-goat, (K, TA,) or he made for her, (TA,) a شِمَال. (K, TA.) A3: شَمَلَ بِهِ, (K, TA,) inf. n. شَمْلٌ, (TA,) He took [in it, i. e. in travelling it, (see the pass. part. n.,)] the direction of the left hand; syn. أَخَذَ ذَاتَ الشِّمَالِ: (K, TA:) so expl. by IAar. (TA.) b2: شَمَلَتِ الرِّيحُ, aor. ـُ inf. n. شُمُولٌ (S, O, TA) and شَمَالٌ, (O,) or شَمْلٌ, (TA,) The wind shifted to a northerly direction (شَمَالًا); (S, TA;) so expl. by Lh: (TA:) or the wind blew northerly; syn. هَبَّتْ شَمَالًا; as also ↓ أَشْمَلَت. (O. [In the TA, I find أَشْمَلَت الريح ذهبت شماليل مثل شَمَّلت: but this, I doubt not, is a mistranscription of the passage in the O, which I have here followed; i. e. أَشْمَلَتِ الرِيحُ هَبَّت شَمالًا مِثل شَمَلَت; or of a similar passage in which إِذَا هَبَّتْ is put instead of هَبَّتْ alone.]) One says of two persons when they are separated, شَمَلَتْ رِيحُهُمَا (assumed tropical:) [Their wind has become north, or northerly]. (TA voce جَنُوبٌ, q. v. [See also مَشْمُولٌ.]) b3: شَمَلَ الخَمْرَ, (K,) aor. ـُ inf. n. شَمْلٌ, (TA,) He exposed the wine to the شَمَال [i. e. north, or northerly, wind], so that it became cold, or cool. (K.) b4: And شُمِلُوا, (S, and in like manner in the Ham p. 595,) or شَمِلُوا, [expressly said to be] like فَرِحُوا, (K, [but this I think to be a mistake, the weight of authority, and the form of the part. n., which is مَشْمُولٌ, being against it,]) They were smitten, or blown upon, by the wind called the شَمَال. (S, K.) A4: شَمَلَ النَّخْلَةَ, (K,) aor. ـُ inf. n. شَمْلٌ, (TA,) He picked the ripe dates that were upon the palm-tree; as also ↓ اشملها, and ↓ شَمْلَلَهَا: (K:) or this last (which is mentioned on the authority of Seer), accord. to some, signifies he took of the شَمَالِيل of the palmtree; i. e., of the few dates remaining upon it. (TA.) 2 تَشْمِيلٌ [properly inf. n. of شَمَّلَ]: see 5, of which it is an anomalous inf. n. (TA.) b2: and for its proper verb see 7.

A2: Also The taking by the شِمَال [or left hand]. (TA.) A3: And شمّل النَّخْلَةَ He bound pieces of [the garments called]

أَكْسِيَة [pl. of كِسَآءٌ] beneath the racemes of the palm-tree, because of its shaking off its fruit. (TA.) 4 أَشْمَلَهُمٌ شَرًّا: see 1, first sentence. b2: اشمل الفَحْلُ شَوْلَهُ, (Az, S, O,) inf. n. إِشْمَالٌ; (S;) or اشمل شَوْلَهُ لِقَاحًا; (K;) The stallion-camel got with young from half to two thirds of the number of his شَوْل [or she-camels that had passed seven or eight months since the period of their bringing forth]: (Az, S, O, K:) when he has got them all with young, one says, أَقَمَّهَا; (Az, S, O, TA;) and of the شول one says, قَمَّتْ, inf. n. قُمُومٌ. (TA.) b3: اشمل فُلَانٌ خَرَائِفَهُ Such a one picked the ripe dates that were upon his خرائف [or palm-trees of which he gathered the fruit for himself and his household], except a few. (S, O.) b4: See also 1, last sentence.

A2: اشملهُ He gave him a شَمْلَة [q. v.]. (K, TA.) b2: اشمل الشَّاةَ: see 1.

A3: اشمل He became possessor of a مِشْمَلَة, (Lh, TA,) or, of a مِشْمَل. (K.) A4: اشملوا They entered upon [a time in which blew] the [north, or northerly,] wind termed الشَّمَال: (S, O, K:) like as they say, اجنبوا in the case of the جَنُوب. (TA.) b2: أَشْمَلَتِ الرِّيحُ: see 1, latter half. b3: See also 7.5 تشمّل بِالشَّمْلَةِ, [and تشمّل الشَّمْلَةَ, (see 5 in art. درس,)] inf. n. تَشَمُّلٌ and ↓ تَشْمِيلٌ; (K;) the former reg.; the latter, which is mentioned by Lh, irreg., an instance like that in the saying [in the Kur lxxiii. 8], وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا; (TA;) He covered himself with the شَمْلَة [q. v.]. (K.) [See also 8.]7 انشمل i. q. شَمَّرَ, (K, TA,) or اِنْشَمَرَ, (O, TA,) [both of which signify He passed along striving, or exerting himself; and the latter signifies also he acted with a penetrative force or energy; and he hastened, or went quickly;] فِى حَاجَتِهِ [in his needful affair]. (O, TA.) And i. q. أَسْرَعَ [He hastened; went quickly; or was quick, swift, or fleet]: (K:) or so ↓ أَشْمَلَ: (thus in the O, as on the authority of IDrd:) or so ↓ اشتمل, inf. n. اشتمال: (thus accord. to my copy of the Msb:) and likewise (O, K) ↓ شَمْلَلَ, (S, O, K,) inf. n. شَمْلَلَةٌ: (S:) and so ↓ شمّل, (K,) inf. n. تَشْمِيلٌ. (TA.) And i. q. اِنْشَمَرَ (O, TA) and اِنْضَمَّ, (TA,) [both meaning It became contracted,] as used by a poet in relation to a she-camel's udder. (O, TA.) 8 اشتمل بِثَوْبِهِ He wrapped, or inwrapped, himself with his garment; syn. تَلَفَّفَ: (S, O:) or اشتمل بِالثَّوْبِ signifies he wrapped the garment around the whole of his body so that his arm, or hand, did not come forth from it: (K:) or, as some say, he wrapped himself with the garment, and threw [a part of] it upon his left side. (TA.) [See also 5.] اِشْتِمَالُ الصَّمَّآءِ, which is forbidden by the Prophet, is, accord. to As, The wrapping oneself with the garment so as to cover with it his body, not raising a side thereof in such a manner that there is in it an opening from which he may put forth his hand, or arm: (O:) this is also termed التَّلَفُّعُ: and sometimes one reclines in the state thus described: (TA:) but A 'Obeyd says, accord. to the explanation of the lawyers, it is the wrapping oneself with one garment, not having upon him another, then raising it on one side and putting it upon his shoulders: [so says Sgh; and he adds,] he who explains it thus has regard to the dislike of one's uncovering himself and exposing to view the pudenda; and he who explains it as do the lexicologists dislikes one's covering his whole body for fear of his becoming in a state in which his respiration would become obstructed so that he would perish: (O:) or it is one's covering his whole body with the كِسَآء or with the إِزَار; (S, Msb;) to which some add, not raising aught of the sides thereof. (Msb.) [See also art. صم.] One says also, يَشْتَمِلُ عَلَى السَّيفِ [He wraps his garment over the sword; or] he covers the sword with his garment. (S, O.) b2: [Hence, اشتمل عَلَى كَذَا It comprehended, or comprised, such a thing.] One says, الرَّحِمُ تَشْتَمِلُ عَلَى الوَلَدِ (assumed tropical:) The womb comprises [or encloses] the young. (TA.) [And in like manner one says of a woman, اشتملت مِنْهُ عَلَى وَلَدٍ (assumed tropical:) She became with child by him. And الكِتَابُ يَشْتَمِلُ عَلَى كَذَا وَكَذَا (assumed tropical:) The book, or writing, comprises such and such things. And hence the phrase in grammar, بَدَلُ اشْتِمَالٍ (assumed tropical:) A substitute for an antecedent to indicate an implication therein.] b3: One says also, اشتمل عَلَيْهِ الأَمْرُ, meaning (tropical:) The event [such as a misfortune or an evil of any kind beset him, or beset him on every side, or] encompassed him; (K, TA;) like as the كِسَآء encompasses the body. (TA.) b4: One says of wine, تَشْتَمِلُ عَلَى العَقْلِ فَتَمْلِكُهُ وَتَذْهَبُ بِهِ (assumed tropical:) [It compasses the intellect, and so takes possession of it, and makes away with it]: (Ham p. 555:) or تَشْتَمِلُ عَلَى عَقْلِ الإِنْسَانِ فَتُغَيِّبُهُ (assumed tropical:) [It compasses the intellect of the man, and conceals it]; and thus one says of the present world or its enjoyments (الدُّنْيَا). (TA.) [اشتمل عَلَى شَىْءٍ often means (assumed tropical:) He took, or got, possession of a thing; got it, or held it, within his grasp, or in his possession.] b5: [Hence,] one says, اشتمل عَلَى نَاقَةٍ فَذَهَبَ بِهَا (assumed tropical:) He mounted a she-camel and went away with her. (Az, O.) b6: And اشتمل عَلَيْهِ (assumed tropical:) He shrouded, covered, or protected, him with himself, or his own person. (TA.) b7: See also 7 R. Q. 1 شَمْلَلَ: see 1, last sentence: A2: and see also 7.

شَمْلٌ A state of union or composedness: and a state of disunion or discomposedness: thus having two contr. significations: (MF, TA:) or a united, or composed, state of the affairs, (S, Msb, TA,) and of the number, (TA,) of a people, or company of men: (S, Msb, TA:) and a disunited, or discomposed, state of the affairs [&c.] thereof. (S, Mgh, Msb.) In imprecating evil upon enemies, (O, TA,) [or upon an enemy,] one says, شَتَّتَ اللّٰهُ شَمْلَهُمْ, (O, TA,) or فَرَّقَ اللّٰهُ شَمْلَهُمْ, (Msb,) or فرّق اللّٰه شَمْلَهُ, (S,) i. e. [May God dissolve, break up, discompose, derange, disorganize, disorder, or unsettle,] their, (Msb,) or his, (S,) united, or composed, state of affairs; (S, Msb;) and شَتَّ شَمْلُهُمْ i. e. [May their united, or composed, state of affairs &c.] become dissolved, broken up, discomposed, &c.: (O, TA:) and [in the contr. case] one says, جَمَعَ اللّٰهُ شَمْلَهُمْ, (S, O, Msb, TA,) or شَمْلَهُ, (Mgh,) i. e. [May God unite, or compose,] their, (S, Msb,) or his, (Mgh,) disunited, or discomposed, state of affairs [&c.]. (S, Mgh, Msb.) And ↓ شَمَلٌ signifies the same: El-Ba'eeth says, قَدْ يَنْعَشُ اللّٰهُ الفَتَى بَعْدَ عَثْرَةٍ

وَقَدْ يَجْمَعُ اللّٰهُ الشَّتِيتَ مِنَ الشَّمَلْ [Sometimes, or often, God raises the young man after a stumble: and sometimes, or often, God unites, or composes, what is dissolved, or broken up, of the state of affairs previously united, or composed]: (S, O:) Az cites this ex. in his “ Nawádir: ” (S:) but Aboo-'Omar El-Jarmee says that he had not heard the word thus except in this verse: (S, O:) Ibn-Buzurj, however, cites another verse as presenting an ex. of the same. (TA.) b2: دَخَلَ فِى شَمْلِهَا and ↓ شَمَلِهَا, said of a he-camel that has become concealed among a herd of [she-] camels, means He entered amid their dense multitude: (K, TA:) so in the M and the Moheet. (TA.) A2: Also, (AHn, O, K,) and so ↓ شِمْلٌ, and ↓ شِمِلٌّ, (K,) A raceme of a palm-tree: (AHn, O, K:) Et-Tirimmáh likens thereto a camel's tail: (TA:) or such as has little fruit: (K:) or of which some of the fruit has been plucked: but AO used to say that it is the produce [or spadix] of the male palm-tree, while not abundant and large. (TA.) A3: See also شَمَالٌ.

A4: And شَمْلٌ مِنْ جُنُونٍ signifies Fear, or fright, like insanity: and so ↓ شَمَلٌ [used alone, and thus written]. (TA.) شِمْلٌ: see the next preceding paragraph, near the end.

شَمَلٌ: see شَمْلٌ, in two places.

A2: Also i. q. كَنَفٌ [as meaning Quarter, or shelter or protection]: الكَتِفُ in the copies of the K being a mistake for الكَنَفُ: one says, نَحْنُ فِى شَمَلِكُمْ i. e. فِى كَنَفِكُمْ [We are in your quarter, &c.]. (TA.) A3: And A small quantity (S, K) of dates upon a palm-tree (S) or of ripe dates: (K:) and of rain: (S, K:) and a small number (S, K) of men and of camels (S) or of men &c.: pl. أَشْمَالٌ: and in like manner ↓ شُمْلُولٌ [app. in all of these applications]; (K;) [or] as meaning a light quantity of fruit of the palm-tree; (TA;) and the pl. of the latter is شَمَالِيلُ: (K:) one says, مَا عَلَى النَّخْلَةِ إِلَّا شَمَلٌ and ↓ شَمَلَةٌ and ↓ شَمَالِيلُ There is not upon the palm-tree save a small quantity remaining of its fruit: (S, TA:) or ↓ مَابَقِىَ فِى النَّخْلَةِ إِلَّا شَمَلَةٌ and ↓ شَمَالِيلُ There remained not upon the palm-tree save somewhat in a sparse state [of its fruit]: (TA:) and أَصَابَنَا شَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ A small quantity of rain fell upon us: and رَأَيْتُ شَمَلًا مِنَ النَّاسِ وَالإِبِلِ I saw a small number of men and of camels. (S.) A4: See also شَمَالٌ, in two places: A5: And see شَمْلٌ, last sentence.

شَمِلٌ Wrapping, or inwrapping, himself (↓ مُشْتَمِلٌ) with a شَمْلَة [q. v.]. (TA.) A2: and Thin; syn. رَقِيقٌ: thus expl. by Sh, as applied in this sense by Ibn-Mukbil to a she-camel's tail, which he terms لِيف. (TA.) شَمْلَةٌ A [garment of the kind called] كِسَآء, with which one wraps, or inwraps, himself (يُشْتَمَلُ بِهِ), (S, Mgh, K,) smaller than the قَطِيفَة; as also ↓ مِشْمَلٌ (K) and ↓ مِشْمَلَةٌ; (S, K;) the last two expl. by Lth as a كِسَآء having a sparse villous substance, with which one wraps himself, smaller than the قَطِيفَة: (TA:) or the first signifies a small كِسَآء which one wears in the manner of the إِزَار [or waist-wrapper]: (Msb:) or with the Arabs it is a مِئْزَر [or waist-wrapper] of wool or of [goats'] hair, which one wraps round him: and ↓ مِشْمَلَةٌ, such as is made of two pieces sewed together, with which a man wraps himself when he sleeps by night: (Az, TA:) and this last, accord. to Meyd, signifies a كِسَآء comprising the steel with which one strikes fire, with the apparatus of this latter: (Har p. 628:) the pl. of the first is شِمَالٌ (Msb, TA) and شَمَلَاتٌ. (Msb.) [See also مِشْمَالٌ.] b2: [Hence the saying,] ضَمَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ شَمْلَتَهُ (tropical:) [The night contracted upon him its covering of darkness]. (TA.) b3: and أُمُّ شَمْلَةَ (tropical:) The present world, or its enjoyments; syn. الدُّنْيَا: (IAar, K, TA:) so called because compassing the intellect of a man (تَشْتَمِلُ عَلَى

عَقْلِهِ), and concealing it. (TA.) b4: And (assumed tropical:) Wine: (AA, K, TA:) so called for the same reason. (TA.) b5: And The sun. (Z, TA; and T in art. ام).

شِمْلَةٌ A mode, or manner, of اِشْتِمَال [or wrapping oneself with a garment as expl. above: see 8]. (K, TA.) الشِمْلَةُ الصَّمَّآءُ is That [mode of wrapping oneself] which is without a shirt and without drawers beneath; in the case of which, prayer is disliked. (TA. [See 8, and see also art. صم.]) شَمَلَةٌ: see شَمَلٌ, in two places.

شَمَلٌّ: see شَمَالٌ.

شِمِلٌّ: see شَمْلٌ, near the end of the paragraph.

A2: Also, (TA,) and شِمِلَّةٌ; (S, O, K, TA;) the former applied to a he-camel; (TA;) and the latter to a she-camel, as also ↓ شِمْلَالٌ and ↓ شِمْلِيلٌ, (S, O, Msb, K, TA,) which are likewise applied to a he-camel, (TA,) and ↓ شِمَالٌ; (K;) Light, active, or agile; (S, O, Msb, K;) or swift. (Msb, K, TA.) Hence the phrase ↓ طَأْطَأْتُ شِمْلَالِى [I hastened my light one, or my swift one]: or, accord. to AA, he means his hand, or arm, called the شِمَال; [i. e. I lowered my left hand or arm;] شِمْلَالٌ and شِمَالٌ meaning the same. (S, O.) شَمَالٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) the most common form of the word, (Msb,) and ↓ شِمَالٌ, [a form which I think objectionable as likely to cause confusion, though it is probably the original form,] (K,) and ↓ شَمْأَلٌ, (S, O, Msb, K,) and ↓ شَمْأَلٌّ, (S, O, K, [in one place in the O erroneously written شَأمَلّ,]) and ↓ شَأْمَلٌ, (S, O, Msb, K,) which last is formed by transposition, (S, O, Msb,) and ↓ شَامَلٌ, without ء, (MF, TA,) and ↓ شَوْمَلٌ, and ↓ شَيْمَلٌ and ↓ شَمُولٌ, (O, K,) and ↓ شَمِيلٌ, (K,) and ↓ شَمَلٌ, (S, O, Msb, K,) and ↓ شَمْلٌ, (S, Msb, K,) the last said by ISd not to have been heard except in the poetry of El-Ba'eeth, (TA,) and ↓ شَمَلٌّ, (MF, TA,) [every one of these] used as a subst. and as an epithet, (K,) [so that one says رِيحُ الشَّمَالِ &c. as well as رِيحٌ شَمَالٌ &c. and شَمَالٌ &c. alone; The north wind: or a northerly wind:] the wind that is the opposite to the جَنُوب: (Msb:) the wind that blows from the direction of the قُطْب [or pole-star]: (S:) or the wind that blows from the direction of the حِجْر [which is on what is called the north, but what is rather to be called the north-west, side of the Kaabeh]: (M, K:) or the wind that blows from the direction of the right hand of a person facing the Kibleh [by which is meant the angle of the Black Stone; i. e., correctly speaking, from the north]: (Th, M, K:) or, correctly, the wind that blows from between the place of sunrise and the constellation of the Bear (بَنَات نَعْش): or from between the place of sunrise and the place of setting of the constellation of the Eagle (النَّسْر الطَّائِر): (IAar, K:) [i. e. the wind that blows from some point of the north-east quarter, or nearly so: but it was probably thus named as being the wind that blows from the direction of the شِمَال (or left side) of a person facing the rising sun; and therefore the north wind or a northerly wind:] it seldom, or never, blows in the night: (K:) when it blows for seven days upon the people of Egypt, they prepare the graveclothes, for its nature is deadly: it is cold and dry: (TA:) [see also نَكْبَآءُ:] the pl. of شَمَالٌ is شَمَالَاتٌ (S, O, K) and شَمَائِلُ, which is anomalous, as though pl. of شَمَالَةٌ: (S, O:) الأَشَامِل also occurs, coupled with الأَجَانِب, in a verse of Et-Tirimmáh; and [as أَجَانِبُ is a reg. pl. of أَجْنُبٌ, which is a pl. of جَنُوبٌ,] ISd thinks that they formed from شَمْلٌ the pl. أَشْمَلٌ; and then from this last, the pl. أَشَامِلُ. (TA.) b2: [Hence,] one says, ↓ أَصَبْتُ مِنْ فُلَانٍ شَمَلًا i. e. رِيحًا [(assumed tropical:) I perceived from such a one an odour, app. meaning a foul odour]. (TA.) شِمَالٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) applied to one of the hands or arms, (S, Msb,) The left; contr. of يَمِينٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ شِيمَالٌ, (K, TA, [in the CK, الشَّمال and الشّمال are erroneously put for الشِّمَال and الشِّيمَال,]) the latter thought by ISd to be used only by poetic license, for شِمَالٌ, (TA,) and ↓ شِمْلَالٌ, (AA, S, O, K,) this last not known to Ks nor to As: (TA:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) pl. [of pauc.] أَشْمُلٌ, (S, O, Msb, K,) because it is fem., (S, O,) and [of mult.] شَمَائِلُ, (S, O, Msb, K,) which is anomalous, (S, O,) and شُمُلٌ, and شِمَالٌ like the sing. (K.) b2: And The direction [or side] of the hand so called: you say, اِلْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالًا i. e. [He looked, or turned his face,] in the direction of the يمين and in the direction of the شمال: and the pl. in this sense also is أُشْمُلٌ and شَمَائِلُ: (Msb:) you say, ذَهَبَ إِلَى أَيْمُنِ الإِبِلِ وَأَشْمُلِهَا He went to the right sides of the camels and the left sides thereof. (TA in art. يمن.) b3: [Hence,] (tropical:) Ill luck, unluckiness, or evil fortune. (K, TA.) طَيْرُ الشِّمَالِ means (tropical:) Birds of ill luck: (A, TA:) every bird from which one augurs evil. (O, TA.) One says, جَرَى لَهُ غُرَابُ شِمَالٍ, meaning (assumed tropical:) What was disliked, or hated, happened to him: as though the bird [to which this is likened] came to him from the شِمَال [or direction of the left hand]. (TA.) And when the place that a person occupies is rendered evil, one says, فُلَانٌ عِنْدِى

بِالشِّمَالِ (assumed tropical:) [Such a one is with me, or in my estimation, in an evil plight]. (TA.) b4: See also شَمَالٌ. b5: Also Every handful of corn, or seedproduce, which the reaper grasps [app. because grasped with his left hand]. (K.) A2: And A sort of bag that is put upon the udder of the ewe or goat (S, O, K) when it (i. e. the udder, TA) is heavy [with milk]: (K, * TA:) or it is peculiar to the she-goat: (K:) pl. شُمُلٌ. (K voce عَرَابَةٌ.) b2: And A similar thing that is put to the raceme of a palm-tree, made with pieces of [the garments called] أَكْسِيَة [pl. of كِسَآءٌ], in order that the fruit may not be shaken off. (S, O.) [In this sense it may perhaps be from the same word as pl. of شَمْلَةٌ.]

A3: And A mark made with a hot iron (سِمَةٌ) upon the udder of a ewe or goat. (K.) A4: Also A nature; or a natural disposition or temper or the like: (O, Msb, K:) accord. to Er-Rághib, so called because [it is as though it were a thing] inwrapping the man [and restricting his freedom of action], like as the [garments called]

شِمَال [pl. of شَمْلَةٌ] inwrap the body: (TA:) the pl. is شَمَائِلُ, (O, K, TA,) and شِمَالٌ, also, [which seems to be rarely used as a sing. in this sense,] may be a pl., like دِلَاصٌ. (TA; and Ham p. 489, q. v.) 'Abd-Yaghooth El-Hárithee says, أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلَامَةَ نَفْعُهَا قَلِيلٌ وَمَا لَوْمِى أَخِىمِنْ شِمَالِيَا [Know not ye two that the utility of censure is little, and my censuring my brother is not of my nature, or of my natural dispositions?]: (O, TA:) here it may be a pl., of the class of هِجَانٌ and دِلَاصٌ: or it may be [شَمَالِيَا,] an instance of transposition, for شَمَائِلِى. (TA.) A5: See also شِمِلٌّ.

شَمْأَلٌ and شَمْأَلٌّ: see شَمَالٌ.

شَمُولٌ: see شَمَالٌ. b2: Also Wine: (S, K:) or wine that is cool (K, TA) to the taste; but this is not of valid authority; (TA;) as also ↓ مَشْمُولَةٌ: [wine is said to be] thus called because it envelops (تَشْمَلُ) men with its odour: or because it has a strong puff (عَصْفَة), [when opened,] like that of the [wind called] شَمَال [in the CK شمال]. (K, TA.) شَمِيلٌ: see شَمَالٌ.

شمالة [thus in my original, without any syll. signs, probably شِمَالَةٌ, like سِتَارَةٌ &c.,] The lurkingplace (قُتْرَة) of a hunter or sportsman: pl. شَمَائِلُ. (TA.) شَمَالِىٌّ Of, or relating to, the quarter of the شَمَال [or north, or northerly, wind]. (KL.) b2: And A cold day. (KL.) شِمْلَالٌ: see شِمِلٌّ, in two places: A2: and see شِمَالٌ.

شُمْلُولٌ; and its pl. شَمَالِيلُ: see شَمَلٌ, in three places. b2: شَمَالِيلُ also signifies The shoots that divaricate at the heads of branches, like the fruitstalks of the raceme of the palm-tree. (S, O.) b3: [Hence,] ذَهَبُوا شَمَالِيلَ They went away in distinct parties: (K:) or they dispersed themselves. (S, O.) b4: And ثَوْبٌ شَمَالِيلُ A garment, or piece of cloth, rent, or slit, in several places; (O, TA;) like شَمَاطِيطُ. (S, O.) b5: شَمَالِيلُ النوى means بَقَايَاهُ [i. e. The remains of النوى: but I doubt whether this word be correctly transcribed]. (TA.) شِمْلِيلٌ: see شِمِلٌّ.

شَامَلٌ and شَأْمَلٌ: see شَمَالٌ.

أَمْرٌ شَامِلٌ i. q. عَامٌّ [i. e. An event, or a case, that includes persons or things in common, in general, or universally, within the compass of its effect or effects, its operation or operations, its influence, or the like; or that is common, general, or universal, in its effect &c.]. (S, * O, * Msb, TA.) b2: لَوْنٌ شَامِلٌ A black colour overspread with another colour. (O, TA.) شَوْمَلٌ: see شَمَالٌ.

شَيْمَلٌ: see شَمَالٌ.

شِيمَالٌ: see شِمَالٌ.

مِشْمَلٌ: see شَمْلَةٌ. b2: Also A short sword, (S, O, K,) or a short and slender sword, like the مِغْوَل, (TA,) over which a man covers himself with his garment. (S, O, K.) مَشْمَلَةٌ The place [or quarter] whence blows the [north, or northerly, wind called] شَمَال. (Ham p. 628.) مِشْمَلَةٌ: see شَمْلَةٌ, in two places.

مِشْمَالٌ A [garment of the kind called] مِلْحَفَة, (K, TA,) with which one wraps, or inwraps, himself (يُشْتَمَلُ بِهِ). (TA.) [See also شَمْلَةٌ.]

مَشْمُولٌ A man smitten, or blown upon, by the [north, or northerly,] wind called شَمَال: (S, O:) and in like manner, a meadow, and a pool of water left by a torrent; (O;) or, applied to this last, smitten by the wind thus called so as to become cool: (S:) and hence, with ة, wine (tropical:) cool to the taste; (S, O, TA; *) or wine exposed to the شَمَال and so rendered cool and pleasant: (TA: see also شَمُولٌ:) and fire upon which the wind called the شَمَال has blown: (S, O:) and a night cold, with [wind that is called] شَمَال. (TA.) b2: [Hence,] (tropical:) One whose natural dispositions are liked, approved, or found pleasant: (K:) from [the same epithet applied to] water upon which the شَمَال has blown, and which it has cooled: or, as ISd thinks, from شَمُولٌ [q. v.]: (TA:) or مَشْمُولُ الخَلَائِقِ a man whose natural dispositions are commended; as being likened to wine that is commended: and also whose natural dispositions are discommended; as though from الشَّمَالُ, because they do not commend it when it disperses the clouds: (Har p. 285:) [for] أَخْلَاقٌ مَشْمُولَةٌ [sometimes] means discommended, evil, natural dispositions. (IAar, ISk, TA.) The saying of Aboo-Wejzeh, مَشْمُولَةُ الأُنْسِ مَجْنُوبٌ مَوَاعِدُهَا is expl. by IAar as meaning (assumed tropical:) Her familiarity passes away with the شَمَال, and her promises pass away with the جَنُوب [which is the opposite of the شَمَال]: or, as some relate it, مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا [meaning in like manner, as is said in the TA, on the authority of IAar, in art. جنب: or,] accord. to ISk, meaning her familiarity is commended, because the جنوب, with rain, is desired for abundance of herbage; and her promises are not commended. (TA.) b3: نَوًى مَشْمُولَةٌ, a phrase used by Zuheyr, is expl. as meaning (assumed tropical:) [A tract, or place, towards which one journeys,] that separates friends; because the [wind called]

شَمَال disperses the clouds: (TA:) or it means quickly [or soon] becoming exposed to view; (ISk, O, TA;) from the fact that when the wind called the شَمَال blows the clouds, they delay not to become cleared away, and to depart: (O:) or, accord. to IAar, it means مَأْخُوذٌ بِهَا ذَاتُ الشِّمَالِ [in which the direction of the left hand is taken]. (TA.) b4: In the saying, حَمَلَتْ بِهِ فِى لَيْلَةٍ مَشْمُولَةٌ the meaning is, فَرِعَةٌ [i. e. One in a state of fright became pregnant with him in a certain night]. (TA, referring to the phrase شَمْلٌ مِنْ جُنُونٍ.) مُشْتَمِلٌ: see شَمِلٌ b2: One says, جَآءَ مُشْتَمِلًا بِسَيْفِهِ like as one says مُرْتَدِيًا [i. e. He came having his sword hung upon him]. (TA.) b3: And جَآءَ فُلَانٌ مُشْتَمِلًا عَلَى دَاهِيَةٍ (tropical:) [Such a one came conceiving a calamity]. (TA.)

شمل: الشِّمالُ: نقيضُ اليَمِين، والجمع أَشْمُلٌ وشَمائِل وشُمُلٌ؛ قال

أَبو النجم:

يَأْتي لها مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل

وفي التنزيل العزيز: عن اليَمين والشمائل، وفيه: وعن أَيمانهم وعن

شَمائلهم؛ قال الزجاج: أَي لأُغْوِيَنَّهم فيما نُهُوا عنه، وقيل أُغْوِيهم

حتى يُكَذِّبوا بأُمور الأُمم السالفة وبالبَعْث، وقيل: عنى وعن أَيمانهم

وعن شمائلهم أَي لأُضِلَّنَّهُم فيما يعملون لأَن الكَسْب يقال فيه ذلك

بما كَسَبَتْ يَداك، وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً؛ وقال الأَزْرَق

العَنْبري:

طِرْنَ انْقِطاعَةَ أَوتارٍ مُحَظْرَبَةٍ،

في أَقْوُسٍ نازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا

وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب في جمعه شِمال، على لفظ الواحد، ليس من باب

جُنُب لأَنهم قد قالوا شِمالان، ولكِنَّه على حَدِّ دِلاصٍ وهِجانٍ.

والشِّيمالُ: لغة في الشِّمال؛ قال امرؤ القيس:

كأَني، بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ

صَيُودٍ من العِقْبان، طَأْطَأْتُ شِيمالي

وكذلك الشِّمْلال، ويروى هذا البيت: شِمْلالي، وهو المعروف. قال

اللحياني: ولم يعرف الكسائي ولا الأَصمعي شِمْلال، قال: وعندي أَن شِيمالاً

إِنما هو في الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَع الكسرة للضرورة، ولا يكون شِيمالٌ

فِيعالاً لأَن فِيعالاً إِنما هو من أَبنية المصادر، والشِّيمالُ ليس بمصدر

إِنما هو اسم. الجوهري: واليَدُ الشِّمال خلاف اليَمِين، والجمع أَشْمُلٌ

مثل أَعْنُق وأَذْرُع لأَنها مؤنثة؛ وأَنشد ابن بري للكميت:

أَقُولُ لهم، يَوْمَ أَيْمانُهُم

تُخايِلُها، في النَّدى، الأَشْمُلُ

ويقال شُمُلٌ أَيضاً؛ قال الأَزرق العَنْبَري:

في أَقْوُسٍ نازعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ذكر القرآن فقال: يُعْطى

صاحِبُه يومَ القيامة المُلْكَ بيمينه والخُلْدَ بشماله؛ لم يُرِدْ به أَن

شيئاً يُوضَع في يمينه ولا في شِماله، وإِنما أَراد أَن المُلْك والخُلْد

يُجْعَلان له؛ وكلُّ من يُجْعَل له شيء فمَلَكَه فقد جُعِل في يَدِه وفي

قَبْضته، ولما كانت اليَدُ على الشيء سَبَبَ المِلْك له والاستيلاء عليه

اسْتُعِير لذلك؛ ومنه قيل: الأَمْرُ في يَدِك أَي هو في قبضتك؛ ومنه قول

الله تعالى: بِيَدِه الخَيْرُ؛ أَي هو له وإِلَيْه. وقال عز وجل: الذي

بِيَدِه عُقْدَةُ النِّكاح؛ يراد به الوَليُّ الذي إِليه عَقْدُه أَو

أَراد الزَّوْجَ المالك لنكاح المرأَة. وشَمَلَ به: أَخَذَ به ذاتَ الشِّمال؛

حكاه ابن الأَعرابي؛ وبه فسر قول زهير:

جَرَتْ سُنُحاً، فَقُلْتُ لها: أَجِيزِي

نَوًى مَشْمُولةً، فمَتى اللِّقاءُ؟

قال: مَشْمُولةً أَي مأْخُوذاً بها ذاتَ الشِّمال؛ وقال ابن السكيت:

مَشْمُولة سريعة الانكشاف، أَخَذَه من أَن الريحَ الشَّمال إِذا هَبَّت

بالسحاب لم يَلْبَثْ أَن يَنْحَسِر ويَذْهب؛ ومنه قول الهُذَلي:

حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ، وانْـ

ـقارَ بِهِ العَرْضُ، ولم يشْمَلِ

يقول: لم تَهُبَّ به الشَّمالُ فَتَقْشَعَه، قال: والنَّوى والنِّيَّة

الموضع الذي تَنْويه. وطَيْرُ شِمالٍ: كلُّ طير يُتَشاءَم به. وجَرى له

غُرابُ شِمالٍ أَي ما يَكْرَه كأَنَّ الطائر إِنما أَتاه عن الشِّمال؛ قال

أَبو ذؤيب:

زَجَرْتَ لها طَيْرَ الشِّمال، فإِن تَكُنْ

هَواك الذي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها

وقول الشاعر:

رَأَيْتُ بَني العَلاّتِ، لما تَضَافَرُوا،

يَحُوزُونَ سَهْمي دونهم في الشَّمائل

أَي يُنْزِلُونَني بالمنزلة الخَسِيسة. والعَرَب تقول: فلان عِنْدي

باليَمِين أَي بمنزلة حَسَنة، وإِذا خَسَّتْ مَنْزِلَتُه قالوا: أَنت عندي

بالشِّمال؛ وأَنشد أَبو سعيد لعَدِيِّ بن

زيد يخاطب النُّعْمان في تفضيله إِياه على أَخيه:

كَيْفَ تَرْجُو رَدَّ المُفِيض، وقد أَخْـ

خَرَ قِدْحَيْكَ في بَياض الشِّمال؟

يقول: كُنْت أَنا المُفِيضَ لِقدْح أَخيك وقِدْحِك فَفَوَّزْتُك عليه،

وقد كان أَخوك قد أَخَّرَك وجعل قِدْحَك بالشِّمال. والشِّمال: الشُّؤْم؛

حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ولم أَجْعَلْ شُؤُونَك بالشِّمال

أَي لم أَضعْها مَوْضع شُؤم؛ وقوله:

وكُنْتَ، إِذا أَنْعَمْتَ في الناس نِعْمَةً،

سَطَوْتَ عليها قابضاً بشِمالِكا

معناه: إِن يُنْعِمْ بيمينه يَقْبِضْ بشِمالِه. والشِّمال: الطَّبْع،

والجمع شَمائل؛ وقول عَبْد يَغُوث:

أَلَمْ تَعْلَما أَن المَلامَةَ نَفْعُها

قَلِيلٌ، وما لَوْمي أَخي من شِمالِيا

يجوز أَن يكون واحداً وأَن يكون جمعاً من باب هِجانٍ ودِلاصٍ.

والشِّمالُ: الخُلُق؛ قال جرير:

قليلٌ، وما لَوْمي أَخي من شِمالِيا

والجمع الشَّمائل؛ قال ابن بري: البيت لعَبْد يَغُوثَ ابن وقَّاص

الحَرِثي، وقال صَخْر بن عمرو بن الشَّرِيد أَخو الخَنْساء:

أَبي الشَّتْمَ أَني قد أَصابوا كَرِيمَتي،

وأَنْ لَيْسَ إِهْداءُ الخَنَى من شِمالِيا

وقال آخر:

هُمُ قَوْمي، وقد أَنْكَرْتُ منهمُ

شَمائِلَ بُدِّلُوها من شِمالي

(قوله «وقد انكرت منهم» كذا في الأصل هنا ومثله في التهذيب وسيأتي

قريباً بلفظ وهم انكرن مني).

أَي أَنْكَرْتُ أَخلاقهم. ويقال: أَصَبْتُ من فلان شَمَلاً أَي رِيحاً؛

وقال:

أَصِبْ شَمَلاً مني الَعَتيَّةَ، إِنَّني،

على الهَوْل، شَرَّابٌ بلَحْمٍ مُلَهْوَج

والشَّمال: الرِّيح التي تَهُبُّ من ناحية القُطْب، وفيها خمس لغات:

شَمْلٌ، بالتسكين، وشَمَلٌ، بالتحريك، وشَمالٌ وشَمْأَلٌ، مهموز، وشَأْمَلٌ

مقلوب، قال: وربما جاء بتشديد اللام؛ قال الزَّفَيانُ

(* قوله «قال

الزفيان» في ترجمة ومعل وشمل من التكملة ان الرجز ليس للزفيان ولم ينسبه لأحد):

تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ

والجمع شَمَالاتٌ وشَمائل أَيضاً، على غير قياس، كأَنهم جمعوا شِمَالة

مثل حِمَالة وحَمائل؛ قال أَبو خِراش:

تَكَادُ يَدَاهُ تُسْلِمان رِدَاءه

من الجُودِ، لَمَّا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمَائلُ

غيره: والشَّمَالُ ريح تَهُبُّ من قِبَل الشَّأْم عن يَسار القِبْلة.

المحكم: والشَّمَالُ من الرياح التي تأْتي من قِبَل الحِجْر. وقال ثعلب:

الشَّمَال من الرياح ما استْقْبَلَك عن يَمِينك إِذا وَقَفْت في القِبْلة.

وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الشَّمَال من بنات نَعْشٍ إِلى مَسْقَط

النَّسْر الطائر، ومن تَذْكِرَة أَبي عَليٍّ، ويكون اسماً وصِفَةً، والجمع

شَمَالاتٌ؛ قال جَذِيمة الأَبْرش:

رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ،

تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ

فأَدْخَل النونَ الخفيفة في الواجب ضرورةً، وهي الشَّمُولُ والشَّيمَل

والشَّمْأَلُ والشَّوْمَلُ والشَّمْلُ والشَّمَلُ؛ وأَنشد:

ثَوَى مَالِكٌ بِبلاد العَدُوّ،

تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل

فإِما أَن يكون على التخفيف القياسي في الشَّمْأَل، وهو حذف الهمزة

وإِلقاء الحركة على ما قبلها، وإِما أَن يكون الموضوع هكذا. قال ابن سيده:

وجاء في شعر البَعِيث الشَّمْل بسكون الميم لم يُسْمَع إِلا فيه؛ قال

البَعِيث:

أَهَاجَ عليك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ،

بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ، أَو جانِبِ الهَجْلِ

أَتَى أَبَدٌ من دون حِدْثان عَهْدِها،

وجَرَّت عليها كُلُّ نافجةٍ شَمْلِ

وقال عمرو بن شاس:

وأَفْراسُنا مِثْلُ السَّعالي أَصَابَها

قِطَارٌ، وبَلَّتْها بنافِجَةٍ شَمْلِ

وقال الشاعر في الشَّمَل، بالتحريك:

ثَوَى مالِكٌ ببلاد العَدُوِّ،

تَسْفِي عليه رِيَاحُ الشَّمَل

وقيل: أَراد الشَّمْأَلَ، فَخَفَّفَ الهمز؛ وشاهد الشَّمْأَل قول

الكُمَيت:

مَرَتْه الجَنُوبُ، فَلَمَّا اكْفَهَرْ

رَ حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ

وقال أَوس:

وعَزَّتِ الشَّمْأَل الرِّيَاح، وإِذ

بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا

(* قوله «وعزت الشمأل إلخ» تقدم في ترجمة كمع بلفظ وهبت الشمأل البلبل

إلخ).

وقول الطِّرِمَّاح:

لأْم تَحِنُّ به مَزَا

مِيرُ الأَجانِب والأَشَامِل

قال ابن سيده: أُراه جَمَع شَمْلاً على أَشْمُل، ثم جَمَع أَشْمُلاً على

أَشامِل.

وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشْمُل شَمْلاً وشُمُولاً؛ الأُولى عن اللحياني:

تَحَوَّلَتْ شَمَالاً. وأَشْمَلَ يَوْمُنا إِذا هَبَّتْ فيه الشَّمَال.

وأَشْمَلَ القومُ: دَخَلوا في ريح الشَّمَال، وشُمِلُوا

(* قوله «وشملوا»

هذا الضبط وجد في نسخة من الصحاح، والذي في القاموس: وكفرحوا أصابتهم

الشمال) أَصابتهم الشَّمَالُ، وهم مَشْمُولون. وغَدِيرٌ مَشْمولٌ:

نَسَجَتْه ريحُ الشَّمَال أَي ضَرَبَته فَبَرَدَ ماؤه وصَفَا؛ ومنه قول أَبي

كبير:وَدْقُها لم يُشْمَل

وقول الآخر:

وكُلِّ قَضَّاءَ في الهَيْجَاءِ تَحْسَبُها

نِهْياً بقَاعٍ، زَهَتْه الرِّيحُ مَشْمُولا

وفي قَصِيد كعب بن زهير:

صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهو مَشْمول

أَي ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ. ومنه: خَمْر مَشْمولة باردة. وشَمَلَ

الخمْر: عَرَّضَها للشَّمَال فَبَرَدَتْ، ولذلك قيل في الخمر مَشْمولة،

وكذلك قيل خمر مَنْحُوسة أَي عُرِّضَتْ للنَّحْس وهو البَرْد؛ قال

كأَنَّ مُدامةً في يَوْمِ نَحْس

ومنه قوله تعالى: في أَيامٍ نَحِسات؛ وقول أَبي وَجْزَة:

مَشْمولَةُ الأُنْس مَجْنوبٌ مَوَاعِدُها،

من الهِجان الجِمال الشُّطْب والقَصَب

(* قوله «الشطب والقصب» كذا في الأصل والتهذيب، والذي في التكملة:

الشطبة القصب).

قال ابن السكيت وفي رواية:

مَجْنوبَةُ الأُنْس مَشْمولٌ مَوَاعِدُها

ومعناه: أُنْسُها محمودٌ لأَن الجَنوب مع المطر فهي تُشْتَهَى للخِصْب؛

وقوله مَشْمولٌ مَواعِدُها أَي ليست مواعدها بمحمودة، وفَسَّره ابن

الأَعرابي فقال: يَذْهَب أُنْسُها مع الشَّمَال وتَذْهَب مَوَاعِدُها مع

الجَنُوب؛ وقالت لَيْلى الأَخْيَلِيَّة:

حَبَاكَ به ابْنُ عَمِّ الصِّدْق، لَمَّا

رآك مُحارَفاً ضَمِنَ الشِّمَال

تقول: لَمَّا رآك لا عِنَانَ في يَدِك حَبَاك بفَرَس، والعِنَانُ يكون

في الشَّمَال، تقول كأَنَّك زَمِنُ الشِّمَال إِذ لا عِنَانَ فيه. ويقال:

به شَمْلٌ

(* قوله «ويقال به شمل» ضبط في نسخة من التهذيب غير مرة بالفتح

وكذا في البيت بعد) من جُنون أَي به فَزَعٌ كالجُنون؛ وأَنشد:

حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَشْمولةً

أَي فَزِعةً؛ وقال آخر:

فَمَا بيَ من طَيفٍ، على أَنَّ طَيْرَةً،

إِذا خِفْتُ ضَيْماً، تَعْتَرِيني كالشَّمْل

قال: كالشَّمْل كالجُنون من الفَزَع. والنَّارُ مَشْمولَةٌ إِذا هَبّتْ

عليها رِيحُ الشَّمَال. والشِّمال: كِيسٌ يُجْعَل على ضَرْع الشاة،

وشَمَلَها يَشْمُلُها شَمْلاً: شَدَّه عليها. والشِّمَال: شِبْه مِخْلاةٍ

يُغَشَّى بها ضَرْع الشاة إِذا ثَقُل، وخَصَّ بعضهم به ضَرْع العَنْزِ، وكذلك

النخلة إِذا شُدَّت أَعذاقُها بقِطَع الأَكسِية لئلا تُنْفَض؛ تقول منه:

شَمَل الشاةَ يَشْمُلها شَمْلاً ويَشْمِلُها؛ الكسر عن اللحياني، عَلَّق

عليها الشِّمَال وشَدَّه في ضَرْع الشاة، وقيل: شَمَلَ الناقةَ عَلَّق

عليها شِمَالاً، وأَشْمَلَها جَعَل لها شِمَالاً أَو اتَّخَذَه لها.

والشِّمالُ: سِمَةٌ في ضَرْع الشاة. وشَمِلهم أَمْرٌ أَي غَشِيَهم. واشْتمل

بثوبه إِذا تَلَفَّف. وشَمَلهم الأَمر يَشمُلهم شَمْلاً وشُمُولاً

وشَمِلَهم يَشْمَلُهم شَمَلاً وشَمْلاً وشُمُولاً: عَمَّهم؛ قال ابن قيس

الرُّقَيَّات:

كَيْفَ نَوْمي على الفِراشِ، ولَمَّا

تَشْمَلِ الشَّامَ غارةٌ شَعْواءُ؟

أَي متفرقة. وقال اللحياني: شَمَلهم، بالفتح، لغة قليلة؛ قال الجوهري:

ولم يعرفها الأَصمعي. وأَشْمَلهم شَرًّا: عَمَّهم به، وأَمرٌ شامِلٌ.

والمِشْمَل: ثوب يُشْتَمَل به. واشْتَمَل بالثوب إِذا أَداره على جسده كُلِّه

حتى لا تخرج منه يَدُه. واشْتَمَلَ عليه الأَمْرُ: أَحاط به. وفي

التنزيل العزيز: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عليه أَرحام الأُنْثَيَيْن. وروي عن

النبي،صلى الله عليه وسلم: أَنه نَهى عن اشْتِمال الصَّمَّاء. المحكم:

والشِّمْلة الصَّمَّاء التي ليس تحتها قَمِيصٌ ولا سَراوِيل، وكُرِهَت الصلاة

فيها كما كُرِه أَن يُصَلِّي في ثوب واحد ويَدُه في جوفه؛ قال أَبو عبيد:

اشْتِمالُ الصَّمَّاء هو أَن يَشْتَمِلَ بالثوب حتى يُجَلِّل به جسدَه ولا

يَرْفَع منه جانباً فيكون فيه فُرْجَة تَخْرج منها يده، وهو التَّلَفُّع،

وربما اضطجع فيه على هذه الحالة؛ قال أَبو عبيد: وأَما تفسير الفقهاء

فإِنهم يقولون هو أَن يَشْتَمِل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أَحد

جانبيه فيَضَعه على مَنْكِبه فَتَبْدُو منه فُرْجَة، قال: والفقهاء أَعلم

بالتأْويل في هذا الباب، وذلك أَصح في الكلام، فمن ذهب إِلى هذا التفسير

كَرِه التَّكَشُّف وإِبداءَ العورة، ومن فَسَّره تفسير أَهل اللغة فإِنه

كَرِه أََن يَتَزَمَّل به شامِلاً جسدَه، مخافة أَن يدفع إِلى حالة

سادَّة لتَنَفُّسه فيَهْلِك؛ الجوهري: اشتمالُ الصَّمَّاء أَن يُجَلِّل جسدَه

كلَّه بالكِساء أَو بالإِزار. وفي الحديث: لا يَضُرُّ أَحَدَكُم إِذا

صَلَّى في بيته شملاً أَي في ثوب واحد يَشْمَله. المحكم: والشَّمْلة كِساءٌ

دون القَطِيفة يُشْتَمل به، وجمعها شِمالٌ؛ قال:

إِذا اغْتَزَلَتْ من بُقامِ الفَرير،

فيا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتا

شَبَّه هاء التأْنيث في شَمْلَتا بالتاء الأَصلية في نحو بَيْتٍ وصَوْت،

فأَلحقها في الوقف عليها أَلفاً، كما تقول بَيْتاً وصوتاً، فشَمْلَتا

على هذا منصوبٌ على التمييز كما تقول: يا حُسْنَ وَجْهِك وَجْهاً أَي من

وجه. ويقال: اشتريت شَمْلةً تَشْمُلُني، وقد تَشَمَّلَ بها تَشَمُّلاً

وتَشْمِيلاً؛ المصدر الثاني عن اللحياني، وهو على غير الفعل، وإِنما هو

كقوله: وتَبَتَّلْ إِليه تَبْتِيلاً. وما كان ذا مِشْمَلٍ ولقد أَشْمَلَ أَي

صارت له مِشْمَلة. وأَشْمَلَه: أَعطاه مِشْمَلَةً؛ عن اللحياني؛ وشَمَلَه

شَمْلاً وشُمُولاً: غَطَّى عليه المِشْمَلة؛ عنه أَيضاً؛ قال ابن سيده:

وأُراه إِنما أَراد غَطَّاه بالمِشْمَلة. وهذه شَمْلةٌ تَشْمُلُك أَي

تَسَعُك كما يقال: فِراشٌ يَفْرُشك. قال أَبو منصور: الشَّمْلة عند العرب

مِئْزَرٌ من صوف أَو شَعَر يُؤْتَزَرُ به، فإِذا لُفِّق لِفْقَين فهي

مِشْمَلةٌ يَشْتَمِل بها الرجل إِذا نام بالليل. وفي حديث علي قال للأَشَعت بن

قَيْسٍ: إِنَّ أَبا هذا كان يَنْسِجُ الشِّمالَ بيَمينه، وفي رواية:

يَنْسِج الشِّمال باليمين؛ الشِّمالُ: جمع شَمْلةٍ وهو الكِساء والمِئْزَر

يُتَّشَح به، وقوله الشِّمال بيمينه من أَحسن الأَلفاظ وأَلْطَفِها بلاغَةً

وفصاحَة. والشِّمْلةُ: الحالةُ التي يُشْتَمَلُ بها. والمِشْمَلة: كِساء

يُشْتَمل به دون القَطِيفة؛ وأَنشد ابن بري:

ما رأَيْنا لغُرابٍ مَثَلاً،

إِذ بَعَثْناهُ يَجي بالمِشمَلَه

غَيْرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قابساً،

فثَوى حَوْلاً، وسَبَّ العَجَله

والمِشْمَل: سيف قَصِيرٌ دَقيق نحْو المِغْوَل. وفي المحكم: سيف قصير

يَشْتَمِل عليه الرجلُ فيُغَطِّيه بثوبه. وفلان مُشْتَمِل على داهية، على

المثَل. والمِشْمالُ: مِلْحَفَةٌ يُشْتَمَل بها. الليث: المِشْمَلة

والمِشْمَل كساء له خَمْلٌ متفرِّق يُلْتَحَف به دون القَطِيفة. وفي الحديث:

ولا تَشْتَمِل اشتمالَ اليَهود؛ هو افتعال من الشَّمْلة، وهو كِساء

يُتَغَطّى به ويُتَلَفَّف فيه، والمَنْهَيُّ عنه هو التَّجَلُّل بالثوب

وإِسْبالُه من غير أَن يرفع طَرَفه. وقالت امرأَة الوليد له: مَنْ أَنْتَ

ورأْسُكَ في مِشْمَلِك؟ أَبو زيد: يقال اشْتَمَل على ناقةٍ فَذَهَب بها أَي

رَكِبها وذهبَ بها، ويقال: جاءَ فلان مُشْتَمِلاً على داهية. والرَّحِمُ

تَشْتَمل على الولد إِذا تَضَمَّنَته. والشَّمُول: الخَمْر لأَنَّها تَشْمَل

بِريحها الناسَ، وقيل: سُمِّيت بذلك لأَنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفَة

الشَّمال، وقيل: هي الباردة، وليس بقَوِيٍّ. والشِّمال: خَلِيقة الرَّجُل،

وجمعها شَمائل؛وقال لبيد:

هُمُ قَوْمِي، وقد أَنْكَرْتُ منهم

شَمائلَ بُدِّلُوها من شِمالي

وإِنَّها لحَسَنةُ الشَّمائل. ورجُل كَريم الشَّمائل أَي في أَخلاقه

ومخالطتِه. ويقال: فلان مَشْمُول الخَلائق أَي كَريم الأَخلاق، أُخِذ من

الماء الذي هَبَّتْ به الشَّمالُ فبرَّدَتْه. ورَجُل مَشْمُول: مَرْضِيُّ

الأَخلاق طَيِّبُها؛ قال ابن سيده: أُراه من الشَّمُول. وشَمْل القومِ:

مُجْتَمع عَدَدِهم وأَمْرهم. واللَّوْنُ الشَّامِلُ: أَن يكون شيء أَسود

يَعْلوه لون آخر؛ وقول ابن مقبل يصف ناقة:

تَذُبُّ عنه بِلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ،

يَحْمي أَسِرَّة بين الزَّوْرِ والثَّفَن

قال شمر: الشَّمِل الرَّقيق، وأَسِرَّة خُطوط واحدتها سِرارٌ، بِلِيفٍ

أَي بذَنَب.

والشِّمْل: العِذْقُ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للطِّرمَّاح في تَشْبيه

ذَنَب البعير بالعِذْق في سَعَته وكثرة هُلْبه:

أَو بِشِمْلٍ شالَ من خَصْبَةٍ،

جُرِّدَتْ للناسِ بَعْدَ الكِمام

والشِّمِلُّ: العِذْق القَلِيل الحَمْل. وشَمَل النخلة يشْمُلها شَمْلاً

وأَشْمَلَها وشَمْلَلَها: لقَطَ ما عليها من الرُّطَب؛ الأَخيرة عن

السيرافي. التهذيب: أَشْمَل فلان خَرائفَه إِشْمالاً إِذا لَقَط ما عليها من

الرُّطب إِلا قليلاً، والخَرائفُ: النَّخِيل اللواتي تُخْرَص أَي

تُحْزَر، واحدتها خَرُوفةٌ. ويقال لما بَقَيَ في العِذْق بعدما يُلْقَط بعضه

شَمَلٌ، وإِذا قَلَّ حَمْلُ النخلة قيل: فيها شَمَلٌ أَيضاً، وكان أَبو

عبيدة يقول هو حَمْلُ النخلة ما لم يَكْبُر ويَعْظُم، فإِذا كَبُر فهو

حَمْلٌ. الجوهري: ما على النخلة إِلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ، وما عليها إِلاَّ

شَمالِيلُ، وهو الشيء القليل يَبْقَى عليها من حَمْلها. وشَمْلَلْتُ النخلةَ

إِذا أَخَذْت من شَمالِيلِها، وهو التمر القليل الذي بقي عليها. وفيها

شَمَلٌ من رُطَب أَي قليلٌ، والجمع أَشْمالٌ، وهي الشَّماليل واحدتها

شُمْلولٌ. والشَّمالِيل: ما تَفَرَّق من شُعَب الأَغصان في رؤوسها كشَمارِيخ

العِذْق؛ قال العجاج:

وقد تَرَدَّى من أَراطٍ مِلْحَفاً،

منها شَماليلُ وما تَلَفَّقا

وشَمَلَ النَّخلةَ إِذا كانت تَنْفُض حَمْلَها فَشَدَّ تحت أَعْذاقِها

قِطَعَ أَكْسِيَة. ووقعَ في الأَرض شَمَلٌ من مطر أَي قليلٌ. ورأَيت

شَمَلاً من الناس والإِبل أَي قليلاً، وجمعهما أَشمال. ابن السكيت: أَصابنا

شَمَلٌ من مطر، بالتحريك. وأَخْطأَنا صَوْبُه ووابِلُه أَي أَصابنا منه

شيءٌ قليل. والشَّمالِيلُ: شيء خفيف من حَمْل النخلة. وذهب القومُ

شَمالِيلَ: تَفَرَّقوا فِرَقاً؛ وقول جرير:

بقَوٍّ شَماليل الهَوَى ان تبدَّرا

إِنما هي فِرَقُه وطوائفُه أَي في كل قلْبٍ من قلوب هؤلاء فِرْقةٌ؛ وقال

ابن السكيت في قول الشاعر:

حَيُّوا أُمَامةَ، واذْكُروا عَهْداً مَضَى،

قَبْلَ التَّفَرُّق من شَمالِيلِ النَّوَى

قال: الشَّماليلُ البَقايا، قال: وقال عُمارة وأَبو صَخْر عَنَى

بشَمالِيل النَّوَى تَفَرُّقَها؛ قال: ويقال ما بقي في النخلة إِلا شَمَلٌ

وشَمالِيلُ أَي شيءٌ متفرّقٌ. وثوبٌ شَماليلُ: مثل شَماطِيط. والشِّمالُ: كل

قبْضَة من الزَّرْع يَقْبِض عليها الحاصد. وأَشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه

إِشْمالاً: أَلْقَحَ النِّصْفَ منها إِلى الثُّلُثين، فإِذا أَلقَحَها

كلَّها قيل أَقَمَّها حتى قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً. والشَّمَل، بالتحريك:

مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتُنا لقاحاً من فَحْل فلان تَشْمَلُ شَمَلاً إِذا

لَقِحَتْ. المحكم: شَمِلَتِ الناقةُ لقاحاً قبِلَتْه، وشَمِلتْ إِبْلُكُم

لنا بعيراً أَخْفَتْه. ودخل في شَمْلها وشَمَلها أَي غُمارها. والشَّمْلُ:

الاجتماع، يقال: جَمعَ اللهُ شَمْلَك. وفي حديث الدعاء: أَسأَلك رَحْمةً

تَجْمَع بها شَمْلي؛ الشَّمْل: الاجتماع. ابن بُزُرْج: يقال شَمْلٌ

وشَمَلٌ، بالتحريك؛ وأَنشد:

قد يَجْعَلُ اللهُ بَعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةً،

ويَجْمَعُ اللهُ بَعدَ الفُرْقةِ الشَّمَلا

وجمع الله شَمْلَهم أَي ما تَشَتَّتَ من أَمرهم. وفَرَّق اللهُ شَمْلَه

أَي ما اجتمع من أَمره؛ وأَنشد أَبو زيد في نوادره للبُعَيْث في

الشَّمَل، بالتحريك:

وقد يَنْعَشُ اللهُ الفَتى بعدَ عَثْرةٍ،

وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَ من الشَّمَلْ

لَعَمْرِي لقد جاءت رِسالةُ مالكٍ

إِلى جَسَدٍ، بَيْنَ العوائد، مُخْتَبَلْ

وأَرْسَلَ فيها مالكٌ يَسْتَحِثُّها،

وأَشْفَقَ من رَيْبِ المَنُونِ وما وَأَلْ

أَمالِكُ، ما يَقْدُرْ لكَ اللهُ تَلْقَه،

وإِن حُمَّ رَيْثٌ من رَفِيقك أَو عَجَل

وذاك الفِراقُ لا فِراقُ ظَعائِنٍ،

لهُنَّ بذي القَرْحَى مُقامٌ ومُرْتَحَل

قال أَبو عمرو الجَرْمي: ما سمعته بالتحريك إِلاَّ في هذا البيت.

والشَّمْأَلةُ: قُتْرة الصائد لأَنها تُخْفِي مَنْ يستتر بها؛ قال ذو

الرمة:

وبالشَّمائل من جِلاّنَ مُقْتَنِصٌ

رَذْلُ الثياب، خَفِيُّ الشَّخْص مُنْزَرِبُ

ونحن في شَمْلِكم أَي كَنَفِكم. وانْشَمَل الشيءُ: كانْشَمَر؛ عن ثعلب.

ويقال: انْشَمَلَ الرجلُ في حاجته وانْشَمَر فيها؛ وأَنشد أَبو تراب:

وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ يَحْسَبُها،

مَنْ لم يَكُنْ قبْلُ رَاها رَأْيَةً، جَمَلا

حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبعةٍ

في لازقٍ لَحِقَ الأَقْراب فانْشَمَلا

أَراد أَربعة أَخلاف في ضَرْع لازقٍ لَحِقَ أَقرابها فانْضَمَّ وانشمر.

وشَمَلَ الرجلُ وانْشَمَل وشَمْلَل: أَسرع، وشَمَّر، أَظهروا التضعيف

إِشعاراً بإِلْحاقِه. وناقة شِمِلَّة، بالتشديد، وشِمال وشِمْلالٌ

وشِمْليلٌ: خفيفة سريعة مُشَمَّرة؛ وفي قصيد كعب بن زُهَير:

وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيل

(* قوله «وعمها خالها إلخ» تقدم صدره في ترجمة حرف:

حرف أخوها أبوها من مهجنة * وعمها خالها قوداء شمليل).

الشِّمْلِيل، بالكسر: الخَفِيفة السَّريعة. وقد شَمْلَلَ شَمْلَلَةً

إِذا أَسْرَع؛ ومنه قول امرئ القيس يصف فرساً:

كأَني بفَتْخاءِ الجَنَاحَينِ لَقْوَةٍ،

دَفُوفٍ من العِقْبانِ، طَأْطأْتُ شِمْلالي

ويروى:

على عَجَلٍ منها أُطَأْطِئُ شِمْلالي

ومعنى طأْطأَت أَي حَرَّكْت واحْتَثَثْت؛ قال ابن بري: رواية أَبي عمرو

شِمْلالي بإِضافته إِلى ياء المتكلم أَي كأَني طأْطأْت شِمْلالي من هذه

الناقة بعُقابٍ، ورواه الأَصمعي شِمْلال من غير إِضافة إِلى الياء أَي

كأَني بِطَأْطأَتي بهذه الفرس طَأْطأْتُ بعُقابٍ خفيفة في طَيَرانِها،

فشِمْلال على هذا من صفة عُقاب الذي تُقَدِّره قبل فَتْخاء تقديره بعُقاب

فَتْخاء شِمْلالٍ. وطَأْطأَ فلان فرسَه إِذا حَثَّها بساقَيْه؛ وقال

المرَّار:وإِذا طُوطِئَ طَيّارٌ طِمِرّ

قال أَبو عمرو: أَراد بقوله أُطَأْطِئُ شِمْلالي يَدَه الشِّمَال،

والشِّمَالُ والشِّمْلالُ واحد. وجَمَلٌ شِمِلٌّ وشِمْلالٌ وشِمْلِيلٌ: سريع؛

أَنشد ثعلب:

بأَوْبِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ

وأُمُّ شَمْلَة: كُنْيَةُ الدُّنْيا، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

مِنْ أُمِّ شمْلَة تَرْمِينا، بِذائفِها،

غَرَّارة زُيِّنَتْ منها التَّهاوِيل

والشَّمالِيلُ: حِبَال رِمالٍ متفرقة بناحية مَعْقُلةَ. وأُمُّ شَمْلَة

وأُمُّ لَيْلَى: كُنْيَةُ الخَمْر.

وفي حديث مازنٍ بقَرْية يقال لها شَمائل، يروى بالسين والشين، وهي من

أَرض عُمَان. وشَمْلَةُ وشِمَالٌ وشامِلٌ وشُمَيْلٌ: أَسماء.

شمل
الشَّمالُ: ضِدُّ الْيَمِينِ، كالشِّيمَالِ، بِزِيادَةِ الياءِ، وكذلكَ الشِّمْلاَلُ، بِكَسْرِهِنَّ، ويُرْوَى قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ، يَصِفُ فَرَساً:
(كَأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوَةٍ ... صيُودٍ مِنَ الْعِقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِيمَالِي)
وشِمْلالِي، بالوَجْهَيْنِ، والأَخِيرَةُ أَعْرَفُ، قالَ اللِّحْيانِيُّ: وَلم يَعْرِفِ الْكِسائِيُّ، وَلَا الأَصْمَعِيُّ شِمْلال، قالَ ابنُ سِيدَه: عندِي أنَّ شِيمالِي إِنَّما هُوَ فِي الشِّعْرِ خاصَّةً، أَشْبَع الكَسْرَةَ للضَّرُورَةِ، وَلَا يكونُ شِيمالٌ فِيعَالاً، لأنّ فِيعالاً إِنَّما هُو من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ، والشِّيمالُ ليسَ بِمَصْدَرٍ، إِنَّما هُوَ اسْمٌ. قلتُ: ويُرْوَى فِي قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ: عَلى عَجَلٍ مِنْهَا أُطَأْطِئُ، ويُرْوَى: دَفُوفٍ مِنَ العِقْبانِ، ومَعْنَى طَأْطَأْتُ: حَرَّكْتُ واحْتَثَثْتُ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: رِوايَةُ أبي عَمْرٍ و: شِمْلاَلِي، بإِضافَتِهِ إِلَى ياءِ المُتَكَلِّم، أَي كَأَنِّي طَأْطَأْتُ شِمْلاَلِي من هَذِه النَّاقَةِ بِعُقَابٍ، ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ: شِمْلاَلِ، من غَيْرِ إضافَةٍ إِلَى اليَاءِ، أَي كَأنِّي بِطَاْطَأَتِي بِهَذِهِ الفَرَسِ، طَأْطَأْتُ بِعُقابٍ خَفِيفَةٍ فِي طَيَرانِها، فَشِمْلالُ عَلى هَذَا مِن صِفَةِ عُقابٍ، الَّذِي تُقَدِّرُه قبلَ فَتْخاء، تَقْدِيرُه بِعُقَابٍ فَتْخاءَ شِمْللِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: أرادَ بِقَوْلِهِ: أُطَاْطِئُ شِمْلاَلِي، يَدَهُ الشِّمالَ، والشِّمالُ والشِّمْلالُ واحدٌ. ج: اَشْمُلٌ، بِضَمِّ المِيمِ، كأَعْنُقٍ،. وأَذْرُع، لأَنَّها مُوَنَّثَةٌ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ:
(أَقولُ لَهُم يَومَ أَيْمَانُهُمْ ... تُخَايِلُها فِي النَّدى الأَشْمُلُ)
وشَمَائِلُ، عَلى غَيرِ قِياسٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: عَنِ الْيَمِينِ والشَّمائِلِ، وَفِيه: وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وشُمُلٌ بِضَمَّتَيْنِ، قالَ الأَزْرَقُ العَبْدِيُّ: فِي أَقْوُسٍ نَازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلاَ وحَكَى سِيبَوَيْه، عَن أبي الخَطَّابِ فِي جَمْعِهِ: شِمْالٌ، عَلى لَفْظِ الْوَاحِدِ، ليسَ مِنْ بابِ جُنُبٍ، لأَنَّهُم قد قالُوا شِمالاَنِ، ولَكِنَّهُ على حَدِِّ دِلاَصٍ، وهِجَانٍ. وشَمَلَ بِهِ، شَمْلاً: أَخَذَ ذَاتَ الشِّمالِ، حَكاهُ ابْن الأَعْرابِيِّ، وبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ زُهَيْرٍ:
(جَرَتْ سَرْحاً فقُلْتُ لَهَا أَجِيزِي ... نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقاءُ)
قالَ: مَشْمُولَةً، أَي مَأْخُوذاً بهَا ذاتَ الشِّمالِ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: مَشْمُولَةً: سَرِيعَةَ الانْكِشافِ.
والشِّمالُ: الطَّبْعُ، والخُلُقُ، ج: شَمائِلُ، وقالَ عَبْدُ يَغُوثُ الْحَارِثِيُّ:
(أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلامَةَ نَفْعُها ... قَليلٌ وَمَا لَوْمِي أَخِي مِنْ شِمَالِيَا)
) يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدًا، أَي من طَبْعِي، وَأَن يكونَ جَمْعاً، مِن بابِ هِجَانٍ ودِلاَصٍ، أَو تَقْدِيرُهُ: مِنْ شَمائِلِي، فقَلَبَ، وقالَ آخَرُ:
(هُمُ قَوْمِي وَقد أَنْكَرْتُ مِنْهُنمْ ... شَمائِلَ بُدِّلُوهَا مِنْ شِمالِي) وقالَ الرَّاغِبُ: قِيلَ لِلْخَلِيقَةِ شِمَالٌ، لَكَوْنِهِ مُشْتَمِلاً على الإِنْسانِ، اشْتِمالَ الشِّمالِ على البَدَنِ، ومِن سَجَعاتِ الأَساسِ: ليسَ مِنْ شَمائِلِي وشِمالي، أَن أَعْمَلَ بِشِمَالِي. ومِنَ المجازِ: زَجَرْتُ لَهُ طَيْرَ الشِّمالِ، أَي طَيْرَ الشُّؤْمِ، كَما فِي الأَساسِ، واَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ: وَلم أَجْعَلْ شُؤُونَكَ بالشِّمالِ أَي لم أَضَعْها مَوْضِعَ الشُّؤُمِ، وطَيْرٌ شِمَالٌ، كُلُّ طَيرٍ يُتَشَاءَمُ بِهِ، وجَرَى لَهُ غُرابُ شِمَالٍ: أَي مَا يَكْرَهُ، كاَنَّ الطَّائِرَ إِنَّما أتاهُ عنِ الشِّمالِ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(زَجَرْتُ لَها طَيرَ الشِّمالِ فَإِنْ يَكُنْ ... هَواكَ الَّذِي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها)
والشَّمالُ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ: الرِّيحُ الَّتِي تَهُبُّ، وتضأْتِي مِن قِبَلِ الْحِجْرِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي المُفْرَدَاتِ: مِنْ شَمالِ الكَعْبَةِ، وقالَ غيرُهُ: مِنْ ناحِيَةِ القُطْبِ، أَو من اسْتَقْبَلَكَ عَنْ يَمِينِكَ وأنتَ مُسْتَقبِلٌ، أَي واقفٌ لِلْقِبْلَةِ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه عَن ثَعْلَبٍ، والصَّحِيحُ أَنَّهُ مَا كانَ مَهَبَّهُ بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وبَناتِ نَعْشٍ، أَو مَهَبُّهُ مِنْ مَطْلًَعِ بَناتِ النَّعْشِ إِلى مَسْقَطِ النَّسْرِ الطَّائِرِ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، كَذَا فِي تَذْكَرَةِ أَبِي عَلِيٍّ، ويكونُ اسْماً وَصِفَةً، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِمِصْرَ بالمَرِيسيِّ، وبالحِجازِ الأَزْيب، وَلَا تَكادُ تَهُبُّ لَيلاً، وَإِذا هَبَّتْ سَبْعَةَ أَيَّام عَلى أَهْلِ مِصْرَ أَعَدُّوا الأَكْفانَ، لأَنَّ طَبْعَها طَبعُ المَوْتِ بَارِدَةٌ يَابِسَةٌ، كالشّيْمَلِ، كحَيدَرٍ، والشَّأْمَلِ، بالهَمْزِ، مَقْلُوبٌ مِنَ الشَّمْأَلِ، الآتِي ذِكْرُهُ، والشَّمَلِ، مُحَرًَّكَةً، قالَ: ثَوَى مالِكٌ بِبِلادِ العَدُوِّتَسْفى عَليهِ رِياحُ الشَّمَلْ قالَ ابنُ سِيدَه: فإِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلى التَّخْفِيفِ القِياسِيِّ فِي الشَّمْأَلِ، وَهُوَ وحَذْفُ الهمْزَةِ وإِلْقاءُ الحَرَكَةِ عَلى مَا قَبْلَها، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ المَوْضُوعُ هَكَذَا، قالَ: وتُسَكَّنُ مِيمُهُ، هَكَذَا جاءَ فِي شِعْرِ البَعِيثِ، وَلم يُسْمَعُ إِلاَّ فيهِ، قالَ:
(أَهاجَ عليكَ الشَّوْقَ أَطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِنَاصِفَةِ البُرْدَيْنِ أَو جَانِبِ الهَجْلِ)

(أَتَى أَبَدٌ مِنْ دُونِ حِدْثانِ عَهْدِها ... وجَرَّتْ عَلَيْهَا كُلُّ نَافِحَةٍ شَمْلِ)
والشَّمأَلِ، بالهَمْزِ، كجَعْفَرٍ، قالَ الكُمَيْتُ:)
(مَرَتْهُ الجَنُوبُ فَلَمَّا اكْفَهَرَّ ... حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ)
وقالَ أَوْسٌ:
(وعَزَّتِ الشَّمْأَلُ الرِّيَاحُ وإِذْ ... باتَ كَمِيعُ الْفَتاةِ مُلْتَفِعَا)
وَقد تُشَدُّ لامُهُ، وَهَذَا لَا يكونُ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ، قَالَ الزَّفْيانُ: تَلُفُّهُ نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ والشَّوْمَلِ، كَجَوْهَرٍ، والشَّمِيلُ، كأَمِيرٍ، فَفِيهَا لُغاتٌ ثَمانِيَةٌ، وإِنْ قُلْنا إِنَّ مُشَدَّدَةَ اللاّمِ ليستْ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتِسْعَةٌ، ويُقالُ أَيْضا: الشَّامَلُ، كهاجِرٍ، مِن غَيرِ هَمْزٍ، والشَّمَلُّ، مُحَرَّكَةً مَعَ شَِّ اللاَّمِ، وهاتانِ نَقَلَهُما شَيْخُنا، فتكونُ اللُّغَاتُ إِحْدى عَشْرَةََعلى قَوْلٍ، قالَ: وزَادَ الكافَ فِي الأَخِيرَيْنِ إِطْناباً، وخُرُوجاً عَن اصْطِلاحِه، إِذْ لَو قالَ: كجوهَرٍ، وصَبُورٍ، وأَمِيرٍ، لَكَفَى، فَتَأمَّلْ. ج الشَّمَالِ: شَمَالاتٌ، قالَ جَذِيمَةُ الأَبْرَشُ:
(رُبَّما أَوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاَتُ)
فأَدْخَلَ النُّونَ الخَفِيفَةَ فِي الواجِبِ ضَرُورَةً. وأَشْمَلُوا: دَخَلُوا فِيها، كقَوْلِهم: أَجْنَبُوا، مِنَ الجّنُوبِ، وشَمِلُوا، كفَرِحُوا: أَصَابَتْهُمْ، وهم مَشْمُولُونَ، وَمِنْه: غَدِيرٌ مَشْمُولٌ، إِذا نَسَجتْهُ رِيحُ الشَّمالِ، أَي ضَرَبَتْهُ فَبَرَدَ ماؤُهُ وصَفَا، وَمِنْه شَمَلَ الْخَمْرَ، يَشْمَلُها شَمْلاً: عَرَّضَها لِلشَّمالِ، فَبَرَدَتْ وطابَتْ، وَلذَا يُقالُ لَهَا: مَشْمُولَةٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي قَوْلِ كَعْبِ ابنِ زُهَيْرٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهُ: صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهْوَ مَشْمُولُ أَي: ماءٌ ضَرَبَتْهُ الشَّمالُ. والشِّمالُ، ككِتَابٍ: سِمَةٌ فِي ضَرْعِ الشَّاةِ. وَأَيْضًا: كُلُّ قَبْضَةٍ مِنَ الزَّرْعِ يَقْبِضُ عَلَيْها الحاصِدُ. وَأَيْضًا شَيْءٌ شِبْهُ مِخْلاَةٍ يُغَطَّى بِهِ ضَرْعُ الشَّاةِ، وَلَو قالَ: وكِيسٌ يُغْطَّى بِهِ ضَرْعُ الشَّاةِ، كانَ أَحْسَنَ وأخْصَرَ، وقولُه: إِذا ثَقُلَتْ، الأَوْلَى: إِذا ثَقُلَ، لأَنَّ الضَّرْعَ مُذَكَّرٌ، أَو خَاصٌّ بالْعَنْزِ، وكذلكَ النَّخْلَةُ إِذا شُدَّتْ أَعْذاقُها بِقِطَعِ الأَكْسِيَةِ لِئَلاَّ تُنْفَضَ، وشَمَلَهَا، يَشْمُلُهَا، من حَدِّ نَصَرَ، ويَشْمِلُها، من حَدِّ ضَرَبَ، الكَسرُ عَن اللِّحْيانِيِّ عَلَّقَ عَلَيْها الشِّمالَ، وشَدَّهُ فِي ضَرْعِها، وشَمَلَ الشَّاةَ أَيْضاً، وَفِي التَّهْذِيبِ: قيلَ شَمَلَ النَّاقَةَ: عَلَّقَ عَلَيْهَا شِمالاً، وأَشْمَلَهَا: جَعَلَ لَها شِمالاً، أَو اتَّخَذَهُ لَهَا. وشَمِلَهُمُ الأَمْرُ، كفَرِحَ ونَصَرَ، وَهَذِه، أَعْنِي الأَخِيرُة، لُغَةٌ قليلةٌ، قالَهُ اللِّحْيانِيُّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلم يَعْرِفْها الأَصْمَعِيُّ، شَمَلاً، مُحَرَّكَةً، وشَمْلاً، بالفتحِ، وشُمُولاً، بالضَّمِّ: أَي عَمَّهُمْ، قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:)
(كَيْفَ نَوْمِي عَلى الفِراشِ ولَمَّا ... تَشْمَلِ الشَّامَ غَارَةٌ شَعْوَاءُ)
أَي مُتَفَرِّقَةٌ. أَو شَمِلَهُمْ خَيْراً أَو شَرّاً، كفَرِحَ: أَصابَهُمْ ذلكَ، وأَشْمَلَهُمْ شَرّاً: عَمَّهُمْالشَّمْلَةُ عندَ العربِ: مِئْزَرٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعَرٍ، يُؤَتَزرُ بِهِ، فإِذا لُفِّقَ لِفْقَيْنِ فَهِيَ مِشْمَلَةٌ، يَشْتَمِلُ بهَا الرَّجُلُ إِذا نامَ باللَّيْلِ، وجَمْعُ الشَّمْلَةِ شِمَالٌ، بالكسرِ، ومنهُ قَوْلُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنهُ للأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ: إِنّي لأَجِدُ بَنَّةَ الغَزْلِ منكَ، فسُئِلَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، فقالَ: كانَ أبُوهُ يَنْسِجُ الشِمالَ باليَمِينِ، ويُروَى باليَمَنِ. وعَلى الرِّوايَةِ الأُولى فَمَا أَحْسَنَها، وأَلْطَفَها بَلاغَةً، وأَفْصَحَها. وقالَ اللَّيْثُ: المِشْمَلَةُ، والمِشْمَلُ: كِساءٌ لهُ خَمْلٌ مُتَفَرِّقٌ، يُلْتَحَفُ بهِ دونَ القَطِيفَةِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيٍّ:
(مَا رَأَيْنا لِغُرابٍ مَثَلاً ... إِذْ بَعَثْناهُ يَدِي بالمِشْمَلَهْ)

(غيرَ فِنْدٍ أَرْسَلُوهُ قابِساً ... فَثَوى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ)

وأَشْمَلَهُ: أَعْطَاهُ إِيَّاها، أَي: الشَّمْلَةَ، وشَمِلَهُ، كعَلِمَهُ شَمْلاً، بالفتحِ، وشُمُولاً، بالضَّمِّ: غَطَّى عَلَيْهِ المِشْمَلَةَ، هَكَذَا نصُّ اللِّحْيانِيِّ، قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ إِنَّما أَرادَ غَطَّاهُ بِهَا، وَقد تَشَمَّلَ بِها تَشَمُّلاً، عَلى الْقِياسِ، وتَشْمِيلاً، وهذهِ عَنِ اللِّحْيانِيِّ، وهوَ عَلى غَيْرِ الفِعْلِ، وإِنَّما هُوَ كَقَوْلِهِ: وتَبَتَّلَ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً، وَمَا كانَ ذَا مِشْمَلٍ، ونَصُّ اللِّحْيانِيِّ: صارَتْ لَهُ مِشْمَلَةٌ. والمِشْمَلُ، كمِنْبَرٍ: سَيْفٌ قَصِيرٌ دَقِيقٌ نحوَ المِغْوَلِ، يَتَغَطَّى بِالثَّوْبِ، ونَصُّ المُحْكَمِ: يَشْتَمِلُ عليهِ الرَّجُلُ، فيُغَطِّيهِ بِثَوْبِهِ.
والمِشْمَالُ، كَمِحْرَابٍ: مِلْحَفَةٌ يَشْتَمِلُ بهَا. والشَّمُولُ، كصَبُورٍ: الْخَمْرُ، أَو الْبَارِدَةُ الطَّعْمِ، مِنْها، وليسَ بِقَوِيٍّ، كالْمَشْمُولَةِ، لأَنَّها تَشْمَلُ بِرِيحِهَا النَّاسَ، أَي تَعُمُّ، أَو لأَنَّ لَهَا عَصْفَةً كَعَصْفَةِ الشِّمَالِ، ومَرَّ ذِكْرُ المَشْمُولَةِ قَرِيباً، عندَ قولِهِ: وشَمَلَ الخَمْرَ: عَرَّضَها للشَّمَالِ. وشَمُولُ: اسْمُ مُغَنِّيَةٍ، لَهَا ذِكْرُ ف كِتَابِ الأَغانِي. ومنَ المَجازِ. الْمَشْمُولُ: الْمَرْضِيُّ الأَخْلاَقِ، الطَّيِّبُها، أُخِذَ مِنَ الماءِ الَّذِي هَبَّتْ بهِ الشِّمَالِ فَبَرَّدَتْهُ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَراهُ مِنَ الشَّمُولِ. والشِّمْلُ، بالكَسْرِ، والفَتْحِ، وكطِمِرٍ: العِذْقُ نَفْسُهُ، عَن أبي حَنِيفَةَ، واقْتَصَرَ عَلى الفتحِ، وأَنْشَدَ للطِّرِمَّاحِ، فِي تَشْبِهِ ذَنَبِ البَعِيرِ بِالعِذْقِ فِي سَعَتِهِ، وكَثْرَةِ هُلْبِهِ:
(أَو بِشمْلٍ سالَ مِنْ خَصْبَةٍ ... جُرِّدَتْ للنَّاسِ بعدَ الكِمَامْ)
أَو الْقَلِيلُ الْحَمْلِ مِنْهُ، أَو بعدَ مَا يُلْقَطُ بَعْضُهُ، وكانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يقُولُ: هُوَ حَمْلُ النَّخْلَةِ، مَا لَمْ يَكْثُرْ ويَعْظُمْ، فَإِذا كَثُرَ فَهُوَ حَمْلٌ. والشَّمَلُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْقَلِيلُ مِنَ الرُّطَبِ يُقالُ: مَا عَلى النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلٌ مِنْ رُطَبٍ، أَي قليلٌ، ومِنَ الْمَطَرِ، يُقالُ: أصَابَنَا شَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ، وأَخْطَأَنا صَوْبُه ووَابِلُهُ، أَي أصابَنا مِنْهُ شَيْءٌ قَليلٌ، ويُقالُ: رَأَيْتُ شَمَلاً مِنَ النَّاسِ، وغَيْرِهِ كالإِبِلِ، أَيْ قَلِيلاً، ج: أَشْمَالٌ، وَكَذَا الشَّمْلُولُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ شَيْءٌ خَفِيفٌ مِنْ حَمْلِ النَّخْلَةِ، ج: شَمَالِيلُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: مَا عَلى النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلَّةٌ وشَمَلٌ، وَمَا عَلَيْها إِلاَّ شَمالِيلُ، وَهُوَ الشَّيْءُ القَلِيلُ يَبْقَى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلِها، وقالَ غَيْرُهُ: مَا بَقِيَ فِي النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلَةٌ وشَمالِيلُ، أَي شَيْءٌ مُتَفَرِّقٌ. والشَّمَلُ: الْكَتِفُ، هَكَذَا ف النُّسَخِ، والصَّوابُ: الكَنَفُ، يُقالُ: نَحنُ فِي شَمَلِكُم: أَي فِي كَنَفِكُمْ. وشَمْلةُ بْنُ مُنِيبٍ الكَلْبِيُّ، شَيْخ للهَيْثِمِ بنِ عَدِيٍّ، وشَمْلَةُ بْنُ هَزَّالٍ، عنْ رَجاءِ بنِ حَيْوَةَ، وعنهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، كُنْيَتُه أَبُو حُتْرُوشٍ: مُحَدِّثَانِ ضَعِيفَانِ، ضَعَّفَهُ النِّسائِيُّ، وقيلَ فِي الأَوَّلِ: إِنَّهُ مَجْهولٌ. وكَجُهَيْنَةَ: شُمَيْلَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بنِ محمدِ بن عبد اللهِ بنِ أبي هاشِمٍ محمدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ محمدِ بنِ مُوسَى، أَبُو محمدٍ الأَمِيرُ ابنُ تاجِ المَعالِي بنِ أبي الفَضْلِ بنِ أبي هاشِمٍ الأَصْغِرِ الحَسَنِيُّ، مِنْ أَوْلادِ أُمْرَاءِ مَكَّةَ)
قالَ الشيخُ تاجُ الدّين بنِ مُعَيَّةَ الحُسَنِي النَّسَّابَةُ، فِي تَرْجَمَةِ والِدِهِ مَا نَصُّهُ: قد كانَ أبُوهُ وَجَدُّهُ أَمِيرَيْنِ بِمَكَّةَ، ولَعَلَّهُما وَليَا قبلَ تاجِ المَعالِي شُكْر، هَكَذَا قالَ هِبَةُ اللهِ، وأقولُ: إِنَّ الحَرْبَ بَيْنَ بَنِي سُلَيْمانَ وَبني مُوسى كانَتْ سِجَالاً، فَلَعَلَّهُما مَلَكَاها فِي أَثْنَائِها، وَقد نَصَّ العُمَرِيُّ عَلى أَنَّهُما كَانَا أَمِيرَيْ يَنْبُعَ، فَلا بَحْثَ فِيهِ: مُحَدِّثٌ فاضِلٌ، مُعَمَّرٌ رَحَّالٌ، عاشَ أَكْثَرَ مِنْ مائَةَ سَنة، وكانَ قد وُلِدَ بِخُراسانَ، ضَعِيفٌ، قالَ الحافِظُ: تُكُلِّمَ فِي سَماعِهِ من كِرِيمَةَ المَرْوَزِيَّةِ. وشَمَلَ النَّخْلَةَ، يَشْمُلُها شَمْلاً، وأَشْمَلَها، وشَمْلَلَهَا، وَهَذِه عَن السِّيرَافِيِّ: لَقَطَ مَا عَلَيْها مِنَ الرُّطَبِ، وقيلَ: شَمْلَلْتُ النَّخْلَةَ، إِذا أخَذْتُ مِنْ شَمالِيلِها، هوَ الثَّمَرُ القَليلُ الَّذِي بَقِيَ عَلَيْهَا. وذَهَبُوا شَمَالِيلَ، أَي: تَفَرَّقُوا فِرَقاً. وأَشْمَلَ الْفَحْلُ، شَوْلَهُ، لِقَاحاً إِشْمالاً: إِذا أَلْقَحَ النِّصْفَ مِنْهَا إِلَى الثُّلُثَيْنِ، فَإِذا أَلْقَحَها كُلَّها قيلَ: أَقَمَّها حتَّى قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ، وشَمِلَتِ النَّاقَةُ لِقَاحاً منَ الفَحْلِ كفَرِحَ: قَبِلَتْهُ، فَهِيَ تَشْمَلُ، شَمَلاً. وشَمِلَتْ إِبِلُكُمْ بَعِيراً لَنا: أَخْفَتْهُ، دَخَلَ فِي شَمْلِهَا، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ: أَي فِي غِمَارِهَا، كَما فِي المُحْكَمِ، والمُحِيطِ. وانْشَمَلَ الرَّجُلُ فِي حاجَتِهِ: أَي شَمَّرَ فِيهَا، وقالَ ثَعْلَبٌ: انْشَمَلَ الشَّيْءُ، كانْشَمَرَ، وقالَ غيرُه: انْشَمَلَ فِي حاجَتِهِ، وانْشَمَرَ فِيهَا، بِمَعْنىً، وأَنْشَدَ أَبُو تُرابٍ:
(وَجْنَاءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ يَحْسَبُها ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاها رَأْيَةً جَمَلاَ)

حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... فِي لازِقٍ لَحِقَ الأَقْرَابَ فانْشَمَلاَ)
أرادَ أَرْبَعَةَ أخْلافٍ فِي ضَرْعٍ لازِقٍ، لَحِقَ أَقْرابَها فانْشَمَلَ، انْضَمَّ وانْشَمَرَ. وانْشَمَلَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، كشَمَّلَ، تَشْمِيلاً، وشَمْلَلَ، أَظْهَرُوا التَّضْعِيفَ إِشْعاراً بإِلْحَاقِهِ. وناقَةٌ شِمِلَّةٌ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ، وشِمَالٌ، وشِمْلاَلٌ، وشِمْلِيلٌ، بِكَسْرِهِنَّ: خَفِيفَةٌ، سَرِيعَةٌ، مُشَمِّرَةٌ، ومنهُ قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ: وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ وَكَذَا قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: طَأْطَأْتُ شِمْلاَلَ، وَقد مَرَّ الاخْتِلاَفُ فِيهَا. وجَمَلٌ شِمِلٌّ، وشمْلِيلٌ، وشمْلاَلٌ. سَرِيعٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: بِأَوْبِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ واُمُّ شَمْلَةَ: كُنْيَةُ الدُّنْيَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(مِنْ أُمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينا بِذائِفِها ... غَرَّارَةٌ زُيِّنَتْ مِنْهَا التَّهاوِيلُ)
وهوَ مَجازٌ. وَأَيْضًا: كُنْيَةُ الْخَمْرِ، عَن أبي عَمْرٍ و، لأَنَّهما يَشْتَمِلان عَلى عَقْلِ الإِنْسانِ فيُغَيِّبانِهِ.)
وَأَبُو الشِّمَالِ، كَكِتابٍ: تَابِعِيٌّ، وَهُوَ ابنُ ضِبابٍ، رَوَى عَن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعنهُ مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ. ومُحَمَّدُ بْنُ أبي الشِّمَالِ: عُطَارِدِيٌّ، حَدَّثَ عَن محمدِ بنِ المُثَنَّى، وأُخْتاهُ: لُبَابَةُ والتَّامَّةُ حَدَّثَتَا. وذُو الشِّمَالَيْنِ: عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بنِ نَضْلَةَ بنِ عَمْرِو بنِ غُبْشَانَ الخُزاعِيُّ أَبُو محمدٍ، صَحَابِيٌّ، كانَ أَعْسَرَ، واسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ، وقيلَ: لأَنَّهُ كانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً فلُقِّبَ بِهِ، ووَجَّهُوا تَرْجِيحَهُ على ذِي اليَمِينَيْنِ، لأَنَّ عَمَل الشِّمالِ نادِرٌ، فغَلَبَ الوَصْفُ بِهِ، قالَهُ شَيْخُنا. وكَشَدَّادٍ: شَمَّالُ بْنُ مُوسَى، الْمُحَدِّثُ الضَّبِّيُّ، اخْتُلِفَ فِيهِ فقالَ عبدُ الغَنِيِّ: إِنَّهُ هَكَذَا كشَدّادٍ، وهوَ عَلى هَذَا فَرْدٌ، رَوَى عَن مُوسَى بن أَنَسٍ، وَعنهُ جَرِيرٌ. وقالَ ابنُ بُرْزُجٍ: الشَّمَالِيلُ: حِبَالُ رَمْلٍ مُتَفَرِّقَةٌ بِنَاحِيَةِ مَعْقُلَةَ، هَذَا هوَ الصَّوابُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مُقَلْقَلَةَ، وَهُوَ غَلَطٌ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَوَدَّعْنَ أَقْوَاعَ الشَّمالِيلِ بَعْدَما ... ذَوَى أَحْرارُها وذكُورُها)
وكزُبَيْرٍ، وكِتَابٍ، وحَمْزَةَ، وصَاحِبٍ: أسْماءٌ، وَمِنْهُم أَبُو الحَسَنِ النَّضْرُ بنِ شُمَيْلِ بنِ خَرَشَةَ المَازِنِيُّ، النَّحْوِيُّ المُحَدِّثُ، قد مَرَّ ذِكْرُهُ فِي الدِّيباجَةِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: فُلانٌ عِنْدِي بالشَّمَالِ، إِذا أسِئَتْ مَنْزِلَتُهُ. وأصَبْتُ مِنْ فُلانٍ شَمَلاً، مُحَرَّكَةً: أَي رِيحاً، قالَ:
(أصِبْ شَمَلاً مِنِّي الْعَشِيَّةَ إِنَّنِي ... عَلى الهَوْلِ شَرَّابٌ بِلَحْمٍ مُلَهْوَجِ)
وقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:
... ... ... ... ... . . مَزَا ... مِيرُ الأَجَانِبِ والأشَامِلْ)
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ جَمَعَ شَمْلاً عَلى أشْمُلٍ، ثمَّ جَمَعَ أشْمُلاً على أشَامِل. وَقد شَمَلَتِ الرِّيحُ، تَشْمُلُ، شَمْلاً وشُمُولاً: تَحَوَّلَتْ شَمَالاً، عَن اللِّحْيانِيِّ، وقَوْلُ أبي وَجْزَةَ:
(مَشْمُولَةُ الأَنْسِ مَجْنُوبٌ مَواعِدُها ... مِنَ الهِجَانِ الجِمَالِ الشُّطْبَةِ القَصَبِ)
قالَ ابنِ الأَعْرابِيِّ: أَي يَذْهَبُ أَنْسُها مَعَ الشَّمالِ، وتَذْهَبُ مَواعِدُها مِن الجَنُوبِ، ويُرْوَى: مَجْنُوبَةُ الأَنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا أَي أُنْسُها مَحْمُودٌ، لأنَّ الجَنُوبَ مَعَ المَطَرِ يُشْتَهى للخِصْبِ، ومَشْمُولٌ مَوَاعِدُها: أَي لَيست مَوَاعِدُها مَحْمُودَةً، قَالَه ابنُ السِّكَّيتِ. وبهِ شَمْلٌ مِن جُنُونٍ، أَي بِهِ فَزَعٌ كالجُنُونِ، قَالَ: حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَشْمُولَةٍ أَي فَزِعَةٍ، وَقَالَ أخَرُ:
(فَما بِيَ مِن طَيْفٍ عَلى أَنَّ طَيْرَةً ... إِذا خِفْتَ ضَيْماً تَعْتَرِينِيَ كالشَّمْلِ)

أَي كالجُنُونِ مِنَ الفَزَعِ. والنَّارُ مَشْمُولَةٌ: هَبَّتْ عَلَيْهَا رِيحُ الشِّمالِ. وأمَرٌ شَامِلٌ: عَامٌّ، والشَّمِلُ، ككَتِفٍ: المُشْتَمِلُ بالشَّمْلَةِ. والتَّشْمِيلُ: الأَخْذُ بالشِّمالِ. وَهَذِه شَمْلَةٌ تَشْمَلُكَ: أَي تَسَعُكَ، كَمَا يُقالُ: فِراشٌ يَفْرِشُكَ. واشْتَمَلَ عَلى نَاقَةٍ فَذَهَبَ بهَا: أَي رَكِبَها، وذهَب بهَا، عَن أبي زَيْدٍ، وَهُوَ مَجازٌ، وَكَذَا قولُهم: جاءَ فُلانٌ مُشْتَمِلاً على دَاهِيَةٍ. والرَّحِمُ تَشْتَمِلُ على الوَلَدِ، إِذا تَضَمَّنَتْهُ. واشْتَمَلَ عَلَيْهِ: وَقاهُ بِنَفْسِهِ، يُقالُ: إِنْ شِئْتَ اشْتَمَلْتُ عليكَ، وكانَتْ نَفْسِي دُونَ نَفْسِكَ. وجَمَعَ اللهُ شَمْلَهُم، ويُقالُ فِي الدُّعاءِ على الأَعْداءِ: شَتَّتَ اللهُ شَمْلَهُم، وشَتَّ شَمْلُهُم، أَي تَفَرَّقَ. وشَمْلُ القَوْمِ: مُجْتَمَعُ أَمْرِهِم وعَدَدِهم، وقالَ ابنُ بُزُرْج: يُقالُ: الشَّمْلُ والشَّمَلُ، وأنْشَدَ:
(قد يَجْعَلُ اللهُ بعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةً ... ويَجْمَعُ اللهُ بعدَ الفُرْقَةِ الشَّمَلاَ)
وأنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ للبَعِيثِ، فِي الشَّمَلِ، بالتَّحْرِيكِ:
(وَقد يَنْعَشُ اللهُ الفَتَى بعدَ عَثْرَةٍ ... وَقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَ مِنَ الشَّمَلْ) قالَ أَبُو عَمْرٍ والجَرْمِيُّ: مَا سَمِعْتُه بالتَّحْرِيكِ إلاَّ فِي هَذَا الْبَيْت. ونَقَلَ شَيْخُنا عَن بعضِهم: الشَّمْلُ: الاِجْتِماعُ والاِفْتِراقُ، مِنَ الأَضْدادِ. وأخْلاقٌ مَشْمُولَةٌ، أَي مَذْمُومَةٌ سَيِّئَةٌ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي كِتابِ الأَضْدَادِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(ولَتَعْرِفَنَّ خَلائِقاً مَشْمُولَةً ... ولَتَنْدَمَنَّ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ)
واللَّوْنُ الشَّامِلُ: أنْ يَكونَ شَيْءٌ أسْوَدُ يَعْلُوهُ لَوْنٌ آخَرُ. وقالَ شَمِر: الشَّمِلُ، ككَتِفٍ: الرَّقِيقُ، وبهِ فُسَّرَ قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً:
(تَذٌ بُّ عنهُ بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ ... يَحْمِي أسِرَّةَ بَيْنَ الزَّوْرِ والثَّفَنِ)
وبلِيفٍ: أَي بِذَنَبٍ. والشَّمالِيلُ: مَا تَفَرَّقَ مِن شُعَبِ الأَغْصانِ فِي رُءُوسِها، كشَمارِيخِ العِذْقِ، قالَ العَجَّاجُ: وَقد تَرَدَّى مِنْ أَراطٍ مِلْحَفَا مِنْهَا شَمالِيلُ وَمَا تَلَفَّفَا وشَمَلَ النَّخْلَةُ، إِذا كانَتْ تَنْفُضُ حَمْلَها، فَشَدَّ تحتَ أَعْذاقِها قِطَعَ أَكْسِيَةٍ. وشَمالِيلُ النَّوَى: بَقَايَاهُ.
وثَوْبٌ شَمالِيلُ: مُتَشَقِّقٌ، مِثْلُ شَماطِيطَ. والشَّمْأَلَةُ: قُتْرَةُ الصَّائِدِ، لأنَّها تُخْفِي مَن اسْتَتَرَ بهَا، جَمْعُها الشَّمائِلُ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وبالشَّمائِلِ مِنْ جِلاَّنَ مَقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مَنْزَرِبُ)

وشَمائِلُ: قَرْيَةٌ، ويُقالُ بالسِّينِ، وَهِي من أرْضِ عُمانَ. ونَوىً مَشْمَولَةٌ: مُفَرَّقَةٌ بينَ الأَحِبَّةِ، لأنَّ الشَّمالَ تُفَرِّقُ السَّحَابَ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرٍ: نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقاءُ أَي سَرِيعَةُ الاِنْكِشَافِ، وَقد تَقَدَّم. وَقد يُجْمَعُ الشَّمالُ للرِّيحِ على شَمائِلُ، على غَيْرِ قِياسٍ، كأَنَّهُم جَمَعُوا شَمالَةً، مِثْلَ حَمالَةٍ وحَمائِلُ، قالَ أَبُو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ:
(تَكادُ يَدَاهُ تَسْلِمَانِ إِزَارَهُ ... مِنَ الْقَرِّ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَّمائِلُ)
وَذُو الشِّمالِ، ككِتَابٍ: حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ، وكانَ أعْسَرَ. وأشْمَلَتِ الرِّيحُ: ذَهَبَتْ شَمالاً، مِثْلُ شَمَلَتْ، ولَيْلَةٌ مَشْمُولَةٌ: بَارِدَةٌ، ذاتُ شَمالٍ. وأُمُّ شَمْلَةَ: كَنْيَةُ الشَّمْسِ، عَن الزَّمَخْشَرِيِّ: ويُقالُ: ضَمَّ عليهِ اللَّيْلُ شَمْلَتَهُ، وَهُوَ مَجازٌ، وجاءَ مَشْتَمِلاً بِسَيْفِهِ، كَما يُقالُ: مَرْتَدِياً. وبِكَسْرَتَيْنِ وشَدَّ الَّلامِ: شِمِلَّةُ بنُ الحارِثِ، أَعْشَى بَنِي جِلاَّن، ضَبَطَهُ ابنُ واجِبٍ. وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي شُمَيْلَةَ الأَنْصارِيُّ، كجُهَيْنَةَ، رَوَى عنهُ مَرْوَانُ ابنُ مُعاوِيَةَ. وعمرُ بنُ أبي شُمَيْلَةَ، رَوى عَن محمدِ بنِ أبي سِدْرَةَ.
وشُمَيْلَةُ بنتُ أبي أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيِّ، زَوْجُ مُجاشِعِ بنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ، أميرِ البَصْرَةِ، ثُمَّ خَلَفَهُ عَلَيْهَا عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ، وكانَتْ جَمِيلَةً. وشُمَيْلَةُ، وتُدْعَى: شَمَائِلُ بنتُ عليِّ ابنِ إبراهيمَ الوَاسِطيِّ، عَن القاضِي أبي بكرٍ الأَنْصارِيِّ.

شمل


شَمَلَ(n. ac. شُمُوْل)
a. Blew from the north, was in the north (
wind ).
b.(n. ac. شَمْل), Exposed to the north-wind.
c.(n. ac. شَمْل
شُمُوْل)
see infra
(b)
شَمِلَ(n. ac. شَمَل)
a. Was exposed to the north-wind.
b. Embraced, included, comprised; was universal
all-inclusive, general.
c. see II (a)
شَمَّلَa. Wrapped up in a mantle.
b. Made haste, hurried.

أَشْمَلَa. Was exposed to the northwind.
b. Had on a mantle.

تَشَمَّلَ
a. [Bi], Wrapped himself up in, put on.
إِشْتَمَلَa. see Vb. ['Ala], Enclosed, shut in, surrounded; embraced
concluded, comprised; was common, general to.
شَمْلa. Union; gathering; collection.
b. Reunion.
c. Disunion; separation.

شَمْلَة
( pl.

شَمَلَات )
a. Mantle, cloak.
b. Wrapper; kerchief; small turban.

شَمَل
(pl.
أَشْمَاْل)
a. Small quantity, a little; small number, a few.
b. see 22
مِشْمَلa. see 1t (a)b. Short sword.

مِشْمَلَةa. see 1t (a)
شَاْمِلa. General, universal; inclusive, comprehensive.

شَمَاْلa. North wind.

شَمَاْلِيّa. Northern, northerly, north.

شِمَاْل
(pl.
شُمُل
أَشْمُل
شَمَاْئِلُ
46)
a. Left, left side or hand.
b. Bad omen.
c. Bundle, handful of ears of wheat.
d. see 25t
شَمِيْلَة
(pl.
شَمَاْئِلُ)
a. Nature, character, disposition; good qualities.

شَمُّوْل
(pl.
شَمَاْمِيْلُ)
a. [ coll. ], Mulberry; raspberry.

N. Ag.
إِشْتَمَلَa. see 21
شُمَيْلَة
a. see 23 (c)
النُّوْر الشّمَالِيّ
a. The aurora borealis, the northern lights.

حفظ

الحفظ: ضبط الصور المدركة.
(حفظ)
الشَّيْء حفظا صانه وحرسه وَيُقَال حفظ المَال وَحفظ الْعَهْد لم يخنه وَالْعلم وَالْكَلَام ضَبطه ووعاه فَهُوَ حَافظ وحفيظ وَمِنْه من حفظ حجَّة على من لم يحفظ
حفظ الحِفْظُ ضِدُّ النِّسْيانِ. والحَفِيْظُ المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، وكذلك الحافِظُ. والحَفَظَةُ الجَماعَةُ؛ منه. ورَجُلٌ حافِظٌ وقَوْمٌ حُفّاظٌ. والتَّحَفُّظُ قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُور. والمُحَافَظَةُ المُوَاظَبَةُ على الصَّلاةِ وغيرِها. والحِفَاظُ المُحَافَظَةُ على المَحَارِمِ، والاسْمُ الحَفِيْظَةُ. وأهْلُ الحَفَائِظِ أهْلُ الحِفَاظِ. والحِفْظَةُ مَصْدَرُ الاحْتِفاظِ؛ عندما تَرى من حَفِيْظَةِ الرَّجُلِ، تقول احْتَفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَةً. ومنه قَوْلُهم في المَثَلِ " الحَفَائظُ تُحَلِّلُ الأحْقَادَ ". واحْفَاظَّتِ الجِيْفَةُ انْتَفَخَتْ.
ح ف ظ: (حَفِظَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ حِفْظًا حَرَسَهُ وَحَفِظَهُ أَيْضًا اسْتَظْهَرَهُ. وَ (الْحَفَظَةُ) الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ. وَ (الْمُحَافَظَةُ) الْمُرَاقَبَةُ. وَالْحِفَاظُ وَالْمُحَافَظَةُ أَيْضًا الْأَنَفَةُ. وَ (الْحَفِيظُ) الْمُحَافِظُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [الأنعام: 104] وَيُقَالُ (احْتَفِظْ) بِهَذَا الشَّيْءِ أَيِ احْفَظْهُ. وَ (تَحَفَّظَ) الْكِتَابَ اسْتَظْهَرَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَ (حَفَّظَهُ) الْكِتَابَ (تَحْفِيظًا) حَمَلَهُ عَلَى حِفْظِهِ. وَ (اسْتَحْفَظَهُ) كَذَا سَأَلَهُ أَنْ يَحْفَظَهُ. 

حفظ


حَفِظَ(n. ac. حِفْظ)
a. Kept, guarded, kept watch over, took care of, was
mindful of.
b. Knew or learned by heart, committed to memory.
c. ['An], Kept, preserved from.
حَفَّظَa. Made to learn by heart

حَاْفَظَa. Defended, proctected.
b. ['Ala], Was attentive to; observed, was observant of.

أَحْفَظَa. Angered, irritated.

تَحَفَّظَa. Was circumspect, vigilant, careful.
b. [Min], Kept himself from, was on his guard against.
c. Committed to memory.

إِحْتَفَظَ
a. [Bi], Kept, guarded.
b. [acc. & La], Took, appropriated for (himself).

إِسْتَحْفَظَa. Asked to keep, take care of, intrusted to.

حِفْظa. Attention, vigilance, care; watch, guard;
preservation.
b. Memory.
c. Observance, keeping (law).
حِفْظَةa. see 25t
حُفَظَةa. Having a retentive memory.

حَاْفِظ
(pl.
حَفَظَة
حُفَّاْظ
29)
a. Guardian, keeper, preserver.
b. Knowing by heart; having a retentive memory.
c. (pl.
حَفَظَة
& reg.), The Watchers or Guardians: the Angels.
d. [art.], Preserver, keeper, guardian (God).

حَاْفِظَةa. Memory.

حَفِيْظa. see 21
حَفِيْظَة
(pl.
حَفَاْئِظُ)
a. Protection.
b. Amulet, charm.

N. Ag.
حَاْفَظَa. Keeper, preserver, protector.
[حفظ] حفظت الشئ حفظا، أي حَرَسْتُه. وحَفِظْتُهُ أيضاً بمعنى استظهرته. والحَفَظَةُ: الملائكةُ الذين يكتُبونَ أعمالَ بني آدم. والمُحافَظَةُ: المراقبةُ. ويقال: إنَّه لَذو حِفاظٍ وذو مُحافظَةٍ، إذا كانت له أنفةٌ. والحَفيظُ: المحافِظُ، ومنه قوله تعالى: {وما أنا عَليكُمْ بِحَفيظٍ} . يقال احْتَفِظْ بهذا الشئ، أي احفظه. والتحفظ: التَيَقُّظُ وقِلَّةُ الغفلةِ. وتَحَفَّظْتُ الكتابَ، أي استظهرته شيئا بعد شئ. وحَفَّظْتُهُ الكتابَ، أي حملته على حفظه. واستحفظته: سألته أي يحفظه. والحَفيظَةُ: الغضبُ والحميَّةُ، وكذلك الحِفْظَةُ بالكسر. وقد أَحْفَظْتُهُ فاحْتَفَظَ، أي أغضبته فغضب. قال العُجَيْرُ السَلوليّ: بعيد من الشئ القليل احتفاظه * عليكَ وَمَنْزورُ الرِضا حين يَغْضَبُ * وقولهم: " إن الحَفائِظَ تَنقَضُ الأحقادَ "، أي إذا رأيت حَميمَكَ يَظْلَمُ حَميتَ له وإن كان عليه في قلبك حقد. 
باب الحاء والظاء والفاء معهما ح ف ظ يستعمل فقط

حفظ: الحِفْظ: نقيض النِّسيان، وهو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة، والحَفيظ: المُوَكَّل بالشيء يحفَظْه. والحَفَظَةُ جمع الحافظ، وهم الذين يُحصُون أعمال بني آدَم من الملائكة . والاحتفاظ: خُصُوص الحفظ، تقول: احتفظت به لنفسي، واستَحْفَظْتُه كذا، أي: سألته أن يحفَظه عليك . والتَحَفُّظ: قِلّة الغَفْلة حَذَراً من السَّقْطة في الكلام والأمور. والمُحافَظة: المُواظَبة على الأمور من الصَّلوات والعلم ونحوه. والحِفاظ: المُحافظة على المَحارم ومَنْعُها عند الحروب، والاسم منه الحَفيظة، يقال: هو ذو حفيظة. وأهل الحَفائظ: المُحامون من وراء إخوانهم، مُتعاهدونَ لأمورهم، مانِعونَ لعَوْراتِهم، قال:  إنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحَفائِظا ... إذ كَرِهَتْ ربيعةُ الكَظائِظا

والحفظة مصدر الاحتفاظ عند ما يُرَى من حَفيظة الرَّجل، تقول: أَحْفَظْتُه فاحتَفَظَ حِفْظةً أي أغضَبْتُه، قال العجاج:

وحِفْظةً أكَنَّها ضَميري

يُفسَّرونَه: على غَضْبةٍ أَجَنَّها ضَميري. وتقول: احفاظَّت الجيِفةُ أي: انَتَفَخَتْ .
[حفظ] في ح حنين: أردت أن "أحفظ" الناس، أي أغضبهم من الحفيظة الغضب. ومنه: فبدرت مني كلمة "أحفظته" أي أغضبته. ك ومنه: فلما "أحفظ" الأنصاري، قيل: هو من كلام الزهري. وح: لا "يحفظها" أحد إلا دخل الجنة مر في أحصاها. وفيه: "حفظته" كما أنك هنا، أي حفظاً ظاهراً كالمحسوس. وح: ذكر أشياء "حفظتها" أو "لا أحفظها" تنويع، وقيل: شك. وح: أو "تحفظته" من إنسان، شك من علي يعني قيل لسفيان: حفظته أو تحفظته من إنسان قبل أن تسمعه من عمرو. ط: ما حد العلم؟ قال: من "حفظ" على أمتي أربعين حديثاً، أي نقلها إلى المسلمين وإن لم يحفظها ولا عرف معناها إذ به يحصل نفعهم لا بحفظه، واتفقوا على ضعف الحديث وعلى جواز العمل به في الفضائل، يعني من جمع أحاديث متفرقة مراقباً إياها بحيث تبقى مستمرة على أمتي، يريد حد العلم معرفة أربعين حديثاً بأسانيدها مع رعاية صحيحها وحسنها مع التعليم، أو هو من قبيل "قل هي مواقيت للناس" يعني لا جدوى في معرفة حده، وكن فقيهاً معلم الخير. وح: كان في "حفظ" من الله ما دام عليه خرقة، التنكير للتعظيم، أي حفظ عظيم، وفي خرقة للتحقير. وح: "يتحفظ" من شعبان، أي يتكلف في عد أيامه وحفظها. وح: من "حفظها" أو "حافظ" عليها، أي لا يسهو عنها ويؤديها في أوقاتها. وح "فاحفظها" بما "تحفظ" من التوفيق والعصمة. وح: "احفظ" الله تجده تجاهك، أي راع حق الله تعالى وتحر رضاه تجده تجاهك، بضم تاء أي مقابلك، أي يحفظك الله من مكاره الدنيا والآخرة. وح: اللهم "احفظه" في ولده، أي أكرمه وراع أمره لئلا يضيع في شأن ولده، وهذا معنى قوله: واجعل الخلافة باقية في عقبه. ج: ولقد علم "المحفوظون" أي الذين حفظهم الله من تحريف في قول أو فعل. غ: "يحفظونه من أمر الله" أي بأمره وغذنه.
(ح ف ظ) : (حَفِظَ) الشَّيْءَ حِفْظًا مَنَعَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَقَوْلُهُمْ (الْحِفْظُ) خِلَافُ النِّسْيَانِ مِنْ هَذَا وَقَدْ يُجْعَلُ عِبَارَةً عَنْ الصَّوْنِ وَتَرْكِ الِابْتِذَالِ يُقَالُ فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ أَيْ لَا يَبْتَذِلُهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89] فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ أَيْ صُونُوهَا وَلَا تَبْتَذِلُوهَا وَالْغَرَضُ صَوْنُ الْمُقْسَمِ بِهِ عَنْ الِابْتِذَالِ وَبَيَانُهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224] أَيْ مُعَرَّضًا لَهَا فَتَبْتَذِلُوهُ بِكَثْرَةِ الْحَلِفِ بِهِ لِأَنَّهُ أَمْرٌ مَذْمُومٌ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10] فَجَعَلَ الْحَلَّافَ عُنْوَانَ الْأَوْصَافِ الْمَذْمُومَةِ يُعَضِّدُ هَذَا الْوَجْهَ مَجِيئُهُ بِالْوَاوِ دُونَ الْفَاءِ وَعَلَيْهِ بَيْتُ كَثِيرٍ
قَلِيلُ الْأَلَايَا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ ... وَإِنْ بَدَرَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتْ
أَيْ لَا يُولِي أَصْلًا بَلْ يَتَحَفَّظُ وَيَتَصَوَّنُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَرَّرَ بِذَلِكَ أَنَّ الْقِلَّةَ فِيهِ بِمَعْنَى الْعَدَمِ كَمَا فِي بَيْتِ الْحَمَاسَةِ
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمِّ يُصِيبُهُ ... كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى الْهَوَى وَالْمَسَالِكِ
وَلِهَذَا دَخَلَ الْبَيْتَانِ فِي بَابِ الْمَدْحِ عَلَى أَنَّكَ لَوْ حَمَلْتَ الْقِلَّةَ عَلَى الْإِثْبَاتِ وَالْحِفْظَ عَلَى مُرَاعَاةِ الْيَمِينِ لِأَدَاءِ الْكَفَّارَةِ كَمَا زَعَمُوا لَمْ تَحْلُ بِطَائِلٍ قَطُّ مِنْ قَوْلِهِ وَإِنْ بَدَرَتْ وَهَذَا ظَاهِرٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ وَبَدَرَتْ بِالْبَاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَرَ مِنْهُ كَلَامٌ أَيْ سَبَقَ وَالْبَادِرَةُ الْبَدِيهَةُ.
الْحَاء وَالْفَاء والظاء

الحِفْظُ نقيض النسْيَان. حَفِظَ الشَّيْء حِفْظا. وَرجل حافِظٌ، من قوم حُفَّاظٍ، وحَفيظٌ، عَن الَّلحيانيّ. وعدوه فَقَالُوا: هُوَ حفيظٌ علمك وَعلم غَيْرك.

وَإنَّهُ لحافِظُ الْعين، أَي لَا يغلبه النّوم، عَن الَّلحيانيّ، وَهُوَ من ذَلِك لِأَن الْعين تحفظ صَاحبهَا إِذا لم يغلبها النّوم.

والحافِظُ والحفيظُ: الْمُوكل بالشَّيْء.

والحفَظَةُ: الَّذين يُحصونَ أَعمال بني آدم من الْمَلَائِكَة، وهم الحافظون. وَفِي التَّنْزِيل: (و إِن عَلَيْك لحافِظِينَ) وَلم يَأْتِ فِي الْقُرْآن مكسرا.

وحفِظَ المَال والسر حِفظا: رعاه. وَقَوله تَعَالَى: (وجَعلنا السَّماءَ سقْفا مَحْفوظا) قَالَ الزّجاج: حفظه الله من الْوُقُوع على الأَرْض إِلَّا بأذنه، وَقيل: مَحْفوظا بالكواكب كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إنَّا زَيَّنا السَّماء الدُّنيا بزِينةِ الكواكبِ وحِفظْا من كلّ شيطانٍ مارِدٍ) .

واستحفَظَه إِيَّاه: استرعاه. وَفِي التَّنْزِيل: (بِمَا استُحْفِظوا من كتابِ اللهِ) .

واحتفظ الشَّيْء لنَفسِهِ: خصها بِهِ.

والتَّحَفُّظُ: قلَّة الْغَفْلَة فِي الْأُمُور كَأَنَّهُ على حذر من السُّقُوط، أنْشد ثَعْلَب:

إِنِّي لأُبْغِضُ عاشِقا مُتَحَفِّظا ... لم تتَّهمْه أعْيُنٌ وقُلُوبُ

والمُحافظة: الْمُوَاظبَة على الْأَمر، وَفِي التَّنْزِيل: (حافِظُوا على الصَّلوَاتِ) أَي صلوها فِي أَوْقَاتهَا.

والمحافظة والحفاظ: الذب عَن الْمَحَارِم وَالْمَنْع لَهَا عِنْد الحروب. وَالِاسْم الحفيظَةُ.

والحِفْظَةُ والحفِيظةُ: الْغَضَب. وَقد أحْفَظَه فاحتَفَظَ، وَلَا يكون الإحْفاظُ إِلَّا بِكَلَام قَبِيح من الَّذِي يعرض لَهُ، وإسماعه إِيَّاه مَا يكره.

واحفاظَّت الجيفة: انتفخت.
حفظ
الحِفْظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضادّه النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حَفِظْتُ كذا حِفْظاً، ثم يستعمل في كلّ تفقّد وتعهّد ورعاية، قال الله تعالى: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[يوسف/ 12] ، حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ
[البقرة/ 238] ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ [المؤمنون/ 5] ، وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ [الأحزاب/ 35] ، كناية عن العفّة، حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ
[النساء/ 34] ، أي:
يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أنّ الله تعالى يحفظهنّ، أي: يطّلع عليهنّ، وقرئ:
بِما حَفِظَ اللَّهُ بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حقّ الله تعالى لا لرياء وتصنّع منهن، وفَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
[الشورى/ 48] ، أي: حافظا، كقوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام/ 107] ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً [يوسف/ 64] ، وقرئ: حفظا أي: حفظه خير من حفظ غيره، وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ [ق/ 4] ، أي: حافظ لأعمالهم فيكون حَفِيظٌ بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ [الشورى/ 6] ، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى [طه/ 52] ، والحِفَاظ: المُحَافَظَة، وهي أن يحفظ كلّ واحد الآخر، وقوله عزّ وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
[المؤمنون/ 9] ، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأنّ الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبّه عليه في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت/ 45] ، والتَحَفُّظ: قيل: هو قلّة الغفلة ، وحقيقته إنما هو تكلّف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولمّا كانت تلك القوة من أسباب العقل توسّعوا في تفسيرها كما ترى. والحَفِيظَة:
الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرّد، فقيل: أَحْفَظَنِي فلان، أي:
أغضبني.
حفظ: حَفِظَ: بمعنى صان وحرس. ويقال حفِظ عليه الشيء. ففي حيان (ص30 و): قال السلطان لحفيدة الذي هربت بغلته: لماذا لم يكن لنا خصياً يخدمك ويحفظ عليك مثل هذه الصورة من زوال دابَّتك.
وحفظ: حافظ على، راعي، تمَّم.
حفظ أيام الأعياد: راعى أيام الأعياد.
حفظ الناموس: راعى الآداب: راعى ما يليق ويناسب ويقال أيضا: حفظ الظاهر بمعنى رعى الآداب وراعى ما يليق ويناسب. غير أن التعبير الأول يعني أيضاً: صان سمعته وحافظ عليها (بوشر).
وحفظ: درس (همبرت ص112) وحفظ: تعلم لغة (ابن جبير ص32).
وحفظ فلانا: احترمه وكرمه (معجم الادريسي) وفي رياض النفوس (ص84 ق) ونصحوه أن يطلق امرأته وكانت شرسة مشاكسة، فقال: حفظتها في والدها أي أني أراعي حرمتها وأكرمها إكراما لأبيها. ثم راح يعدد كل ما تفضَّل به أبوها عليه.
حفظ سرعة: كبحه (بوشر).
حفظ عهده أو حقه: كان وفيا له (بوشر).
وهذا مثل قولهم: حفظ له ذماماً (كوسج مختار ص73) حيث عليك أن تقرأ ذماما بدل زماما.
حفظ الغذاء: لزم الحمية احتمى (فوك).
حفظ قلبه: جرَّأه وشجعه (كليلة ودمنة ص259). حفظ لسانه: سكت، صمت أمسك لسانه.
وحفظ اللسان: تحفظ وأحراس في الكلام (بوشر).
حفَّظ (بالتشديد): مثل ما يقال: حفظ لسانه أي سكت وصمت يقال كذلك: كان مُحفِّظا للطرف لا ينظر إلى شيء (مختارات من تاريخ العرب ص36) ومعناه اللفظي: كان يمسك نظره، أي كان لا يبيح لنفسه النظر إلى ما لا يعنيه.
حافظ قلعة: ذبَّ عنها وحماها (بوشر).
وحافظ عليه: رعاه وذب عنه (بيان 1: 163).
تحفظ به: عني به (معجم بدرون) وتحفظ فلاناً: ترصده وراقبه ليهاجمه ويسرقه (معجم الماوردي).
انحفظ: ذكرت في معجم فوك في مادة ( Custodire) . حُفِظَ، صين (مركس محفوظات 1: 186، رقم 2).
احتفظ من: احترس من (فوك).
احتفظ الغذاء: لزم الحمية، احتمى (فوك).
واحتفظ على فلان: راعاه وتلطف به وداراه (عنتر ص53).
استحفظ: بالمعنى الذي ذكره لين.
ويتعدى إلى المفعول الثاني بعلي. ففي الفخري (ص153): إنه ما يحفظ الخليفة في قبره أن يستحفظ على الناس رجلاً صالحا.
واستحفظ عليه: ادخره (بوشر) حِفْظ: أمن، أمان (بوشلار).
آيات الحفظ: آيات من القرآن. تتخذ تعويذة. وتجدها مذكورة في كتاب لين عادات المصريين (1: 377).
حِفاظ: أهل الحفاظ: الحامية. ففي حيان (ص3 ق): أهل الحفاظ أعني جند حضرته قرطبة.
والجمع: أحفظة: أغلفة، ظروف (المقري 1: 403) ولم أعثر على مفرد هذه الكلمة وربما كان مفردها حِفاظ مثل مرادفتها أصْوِنة ومفردها صِوان.
وحِفاظ: لفيفة، حضينة (محيط المحيط).
وحفاظ: رباط يشد ليمنع هبوط الشيء (بوشر، محيط المحيط).
حُفَاظ وجمعها حفاظات: لفافات وهي لفافة من نسيج القطن أو الكتان أو من الجلد وغير ذلك يشدّ بها (بوشر). حَفِظ: ملاك حفيظ: ملك حافظ (ألكالا).
حَفَّاظ: حارس (رولاند).
حافِظ: حاكم، وال، عامل (كرتاس ص166، 192، تاريخ البربر 1: 454).
حَفَّاظ: صغار الطلبة وهم الطبقة الخامسة في طبقات الموحدين (الحلل ص44ق).
حافظ الأجساد ( Lencrium scordium) ( ابن البيطار 1: 233، 2: 102) وليس في مخطوطة (أب) الأبدان كما هي لدى سونثيمر، بل الأجساد.
حافظة: الحافظة: القوة الحافظة وهي ملكة الحفظ. الذاكرة (بوشر، المقدمة 1: 176، المقري 1: 476، 569).
حافظة: حقيبة أوراق (محيط المحيط).
مِحْفِظَة جمعها مَحافِظ: جراب، حقيبة، كيس (فوك).
ومحفظة: كيس نقود (معجم ابن جبير، المقري 3: 754) ومحفظة: علبة الجواهر، دُرج الحلي (بشحتختة) (ألف ليلة 3: 551). محفظة: أنبوب طويل رفيع من القصب أو الخشب للكحل. (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 342).
محفظة: حقيبة أوراق، (بوشر، همبرت ص112، هلو).
مَحْفُوظ: نسبة محفوظة: تعني نسبة محكمة (مضبوطة) عند ابن طفيل (ص89).
وذهب محفوظ: ربما يعني انه مخلوط بنسبة معينة مضبوطة. ففي كتاب الخطيب (ص15 و): وصَرْفُهم وذهب إبريز طيب محفوظ.
والمحفوظ من الحديث: ما يصلح أن يحفظ وهو أحد حديثين منكرين يرجح أحدهما على الآخر (دي سلان مقدمة 2: 482).
مَحْفُوظِية: حافظة: ذاكرة، (بوشر).
مُحافِظ: والي المدينة (برتون 1: 19، 2: 10).
محافظون: حامية المدينة (بوشر).
مُحافَظة: حامية المدينة (هلو).
محافظة القوانين: امتثال القوانين (بوشر).
مُسْتَحْفَظ: آمر الحصن، والي (ابن الأثير 1: 49) = تاريخ أبي الفداء، 3: 222، أبو الفرج ص347)، فريتاج مختارات ص97 أبو الفرج ص400).

حفظ

1 حَفِظَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حِفْظُ, (S, Mgh, Msb,) He kept it, preserved it, guarded it, protected it, or took care of it; (S, K;) namely, a thing; (S;) he prevented it from perishing, or becoming lost; (Mgh, Msb;) namely, a thing, (Mgh,) or property &c.; (Msb;) and hence the saying, (Mgh,) حِفْظٌ is the contr. of نِسْيَانٌ; (M, Mgh;) i. e., it signifies the taking care, being careful; (M;) being mind ful, regardful, attentive, or considerate: (M, K:) [see also 5:] and بِهِ ↓ احتفظ signifies the same as حَفِظَهُ. (S, Msb.) [Hence,] you say, حَفِظَ المَالَ He kept and tended, or pastured and defended, the camels or the like. (K.) [And حَفِظَ حُرْمَةَ صَاحِبِهِ He was regardful of everything entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of his companion, or friend.] and حَفِظَ السِّرَّ He kept the secret. (TA.) [and حَفِظَ يَمِينَهُ He kept his oath: but this has also another meaning, as will be seen below.] and حَفِظَ القُرْآنَ He kept, or retained, the Kur-án in his mind, or memory; got it, knew it, or learned it, by heart. (S, * Msb, K.) [See also 5.] and حَفِظَ عِنْ فُلَانٍ [He learned by heart from such a one: and, followed by an accus. case, the same; or he retained in his memory, as learned, or heard, from such a one; or he remembered to have heard from such a one]. (TA &c. passim.) And one says of God, قَدْ حَفِظَ عَلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ [He hath preserved from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil]. (TA.) b2: Also He kept it from being used, or employed, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh, Msb.) You say, فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ Such a one keeps himself and his tongue from ordinary, mean, or vile, employment, in that which does not concern him. (Mgh.) and hence the saying in the Kur [v. 91], وَاحْفَظُوا

أَيْمَانَكُمْ, accord. to one of the modes of interpreting it; i. e. And keep ye your oaths from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes; agreeably with what is said in ii. 224 of the Kur, where ordinary and frequent swearing by God is forbidden. (Mgh.) [Another meaning of which this phrase is susceptible has been shown above.]2 حَفَّظْتُهُ الكِتَابَ I incited him, or urged him, [or made him,] to commit to memory, or learn by heart, the book: (S:) and [in like manner,] الحَدِيثَ ↓ أَحْفَظْتُهُ I made him to retain the narration, or tradition, in his mind, or memory; or to know it, or learn it, by heart. (TA in art. زكت.) 3 مُحَافَظَةٌ The defending of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend, (K, TA,) on the occasions of wars; (TA;) as also حِفَاظٌ. (K, TA.) You say, حافظ حَرِيمَهُ He defended his wife, or wives, or the like. (TK.) [And hence,] you say, إِنَّهُ لَذُو حِفَاظٍ, and ذُو مُحَافَظَةٍ, meaning Verily he is disdainful, or scornful. (S, TA.) b2: The being mindful, watchful, observant, or regardful: (S, and TA in art. رعى:) [see also 5:] or the keeping, attending, or applying oneself, constantly, perseveringly, or assiduously, (K, TA,) to a thing, or an affair. (TA.) You say, حافظ عَلَى الأَمْرِ, (TA,) or على الشَّىْءَ, inf. n. محافظة, (Msb,) He kept, attended, or applied himself, constantly, &c., to the thing, or affair. (TA.) And hence the saying in the Kur [ii. 239], حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ Perform ye the prayers in their proper times: or, accord. to Az, keep ye, attend ye, or apply yourselves, constantly, or perseveringly, to the performance of the prayers in their proper times. (TA.) b3: حِفَاظٌ, is also explained as signifying The being mindful, or observant, of a covenant, and the keeping, or fulfilling, of a promise, with forgiveness, and holding fast to love or affection. (TA.) 4 أَحْفَظَ see 2.

A2: احفظهُ, (S, K, TA,) and احفظهُ حِفْظَةً, inf. n. إِحْفَاظٌ, [He made him to conceive what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he angered him; made him angry: (S, K, TA:) and in the same sense it is said of a speech, or word: (TA:) or only he angered him by evil, or foul, speech, (K, TA,) and making him to hear what he disliked, or hated. (TA.) 5 تحفّظ He guarded himself; syn. اِحْتَرَزَ (K, TA,) or تَحَرَّزَ, (Msb,) and تَحَرَّسَ, and اِحْتَرَسَ, (S and Msb and K in art. حرس,) مِنْهُ from him, or it, (S in art. حرس, &c.,) or عَنهُ. (TA.) He was, or became, careful, mindful, attentive, or considerate; (TA;) watchful, vigilant, or heedful; (S, O, L, TA;) in affairs, and speech, and to avoid a slip, or fault; as though he were cautious, or careful, or fearful, of falling. (L, TA.) [See also 1, and 3.]

A2: [In the last of the senses explained above, it is also trans.: you say, تحفَظ أَمْرَهُ He was careful, mindful, &c., of his affair, or case: see Bd in xxxiii. 52.] b2: تَحَفَّظْتُ الكِتَابَ I learned the book by heart, one part, or thing, after another. (S, TA.) [See also حَفِظَ القُرْآنَ, in the first paragraph.]8 احتفظ بِهِ: see 1. b2: احتفظهُ لِنَفْسِهِ, (K,) and احتفظ بِهِ لنفسه, (TA,) He appropriated it, took it, or chose it, to, or for, himself. (K, TA.) A2: احتفظ [He conceived, or became affected with, what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he became angered, or angry: (S, K:) or he became angered by evil, or foul, speech. (K.) 10 استحفظهُ, (S, Kz, Sgh, Msb, K,) followed by إِيَّاهُ, (K,) or الشَّىْءَ, (Kz, Msb,) or مَالًا, or سِرًّا, (Sgh,) [but in the S, nothing follows it,] He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, or to preserve from perishing or becoming lost, or to be careful of, or mindful of, or attentive to, (S, Sgh, Msb, K,) it, (S, K,) or the thing, (Msb,) or property, or a secret: (Sgh:) or he placed the thing with him for him to keep it, preserve it, guard it, or take care of it, &c.: (Kz:) or he intrusted him with the thing; intrusted it to him; or gave it to him in trust, or as a deposite. (Msb.) It is said in the Kur [v. 48], بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللّٰهِ, meaning By that which they have been required to keep, &c., of the Book of God: (Msb:) or by that with which they have been intrusted, of the Book of God. (Msb, TA.) حِفْظٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, Mgh, Msb.) b2: See also حَافِظٌ, last sentence but one.

حِفْظَةٌ: see حَفِيظَةٌ.

رَجُلٌ حُفَظَةٌ A man of much حِفْظ [app. meaning retention in the mind, or memory: see 1]. (Sgh.) حَفِيظٌ: see حَافِظٌ, in seven places: b2: and see مَحْفُوظٌ.

حَفِيظَةٌ The defence of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend; a subst. from 3, in the first of the senses mentioned above: (K, TA:) pl. حَفَائِظُ. (TA.) Hence the saying, الحَفَائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادَ, (TA,) or تَنْقُضُ الأَحْقَادَ, (S,) [The acts of defending those whom one is bound to respect or honour, and to defend, put away, or annul, rancorous feelings;] i. e., when thou seest thy relation, or kinsman, wronged, thou defendest him, though rancour be in thy heart. (S, TA.) b2: Also, and ↓ حِفْظَةٌ, Indignation, and anger, (S, K, TA,) by reason of violence, or injury, done to something which one is bound to honour or respect, and to defend, or of wrong done to a relation, or kinsman, in one's neighbourhood, or of the breach of a covenant. (TA.) It is said in a prov., المَقْدِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ [Power to revenge dispels anger, or indignation, &c.]; meaning that it is incumbent to forgive when one has power [to revenge]. (A, TA.) A2: An amulet, or a charm, bearing an inscription, which is hung upon a child, to charm against the evil eye &c. (TA.) حَافِظٌ and ↓ حَفِيظٌ Keeping, preserving, guarding, or taking care of, a thing; or a keeper, preserver, &c.: keeping and tending, or pasturing and defending, camels or the like; or a keeper and tender thereof: (K:) keeping a secret [and an oath]: (TA:) keeping, or retaining, the Kur-án [&c.] in the mind, or memory; knowing it, or learning it, by heart: (K:) intrusted with a thing, (K, TA,) to keep it, preserve it, guard it, or take care of it: (TA:) [careful, mindful, attentive, or considerate: (see 1:)] and the latter, a keeper, or person mindful, of the ordinances prescribed by God: (Bd and Jel in l. 31:) pl. of the former حَفَظَةٌ and حُفَّاظٌ: (Msb, K:) the latter pl. particularly applied to persons endowed with a faculty of retaining in the mind what they have heard, and seldom forgetting what they learn by heart. (TA.) You say, ↓ فُلَانٌ حَفِيظُنَا عَلَيْكُمْ i. e. حَافِظُنَا [Such a one is our keeper over you]. (TA.) It is said in the S that ↓ حَفِيظٌ is syn. with ↓ مُحَافِظٌ; [but this seems to be a mistranscription for حَافِظٌ;] and hence (it is there added) the saying in the Kur [vi. 104, and xi. 88], ↓ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [And I am not a defender, or a watcher, or, as I rather think, a keeper, over you]. (TA.) You say also, رَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ [A man who is a keeper, &c., of his religion and his deposite and his oath]; and ↓ حَفِيظٌ likewise: (Msb:) but حَافِظٌ لِيَمِينِهِ signifies also who keeps his oath from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh.) And رَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ A man whom sleep does not overcome: (Lh, K:) because the eye guards the person when sleep does not overcome it. (TA.) ↓ الحَفِيظُ is also a name of God; meaning [The Preserver of all things;] He from whose preservation nothing is excluded, (K, * TA,) not even a thing of the weight of a ذَرَّة [q. v.], (TA,) in the heavens, nor on the earth; (K, TA;) who preserves from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil; who preserves the heavens and the earth by his power, and whom the preservation of both does not burden. (TA.) And الحَفَظَةُ is an appellation of The recording angels, who write down the actions of the sons of Adam, or mankind; (S, K;) as also الحَافِظُونَ. (K.) ↓ حَفِيظٌ is sometimes trans.; as in the saying, هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وَعِلْمَ غَيْرِكَ [He knows by heart thy science, and the science of others beside thee]. (TA.) [القُوَّةُ الحَافِظَةُ, and simply الحَافِظَةُ, signify The retentive faculty of the mind; retentiveness of mind; or memory; as also ↓ الحَفْظُ, for حِفْظُ القَلْبِ.] b2: حَافِظٌ also signifies (tropical:) A distinct and direct road; (En-Nadr, K, TA;) not one that is apparent at one time and then ceases to be traceable. (En-Nadr, TA.) مُحْفِظَاتٌ Things that anger a man, when he has his kinsman, or neighbour, slain. (TA.) b2: And مُحْفِظَاتُ رَجُلٍ A man's women and others whom he protects, and for whose defence he fights [when required to do so: because they occasion his being angered when they are injured]. (TA.) مَحْفُوظٌ Kept, preserved, guarded, or taken care of, because of the high estimation in which it is held; as also ↓ حَفِيظٌ. (TA.) It is said in the Kur [lxxxv. 21 and 22], بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (TA) [Nay, it is a glorious Kur-án, written upon a tablet preserved] from the devils and from the alteration of anything thereof: (Jel:) or, accord. to one reading, مَحْفُوظٌ, this epithet being thus made to relate to the Kurn. (TA.) b2: [Hence, as an epithet in which the quality of a subst. predominates, and then as a subst.,] A young child; in the dial. of Mekkeh; as a term of good omen: pl. مَحَافِيظُ. (TA.) b3: [Also Kept, or retained, in the mind, or memory; known, or learned, by heart. Hence the phrase,] عَرَضَ مَحْفُوظَاتِهِ عَلَى فُلَانٍ He showed the things which he kept, or retained, in his mind, or memory, or which he knew, or had learned, by heart, to such a one. (TA.) مُحَافِظٌ: see حَافِظٌ.
حفظ
حَفِظَهُ، كعَلمِهُ، حِفْظَاً: حَرَسَه، كَمَا فِي الصّحاح. وحَفِظَ القُرْآنَ: اسْتَظْهَرَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيضاً، أَي وَعَاهُ على ظَهْرِ قَلْبٍ، كَمَا فِي المِصْبَاح، وَهُوَ من ذلِكَ. ومنهُ قَوْلُ المُحَدِّثين: عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَى فُلانٍ.
وحَفِظَ المَالَ والسِّرَّ: رَعاهُ، وحَفِظَ الشَّيْءَ حِفْظاً فَهُوَ حَفِيظٌ عَن اللِّحْيَانِيّ. ورَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ، وهُمْ الَّذِينَ رُزِقُوا حِفْظَ مَا سَمِعُوا، وقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئاً يَعُونَهُ، وحافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَةٍ، مُحَرَّكة ككَاتِبٍ وكَتَبةٍ. ورَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ أَيْ لَا يَغْلِبُه النَّوْمُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَهُوَ من ذلِكَ، لأَنَّ العَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يَغْلِبْهَا النَّوْمُ.
والحَفِيظُ: المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، كالحَافِظِ، يُقَالُ: فُلانٌ حَفِيظٌ عَلَيْكم، أَي حافِظٌ. وَفِي الصّحاح: الحَفِيظُ: المُحافِظُ. ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. والحَفِيظُ فِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: الَّذِي لَا يَعْزُب عَنْهُ شَيْءٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، أَي عَن حِفْظِهِ فِي السَّمواتِ وَلَا فِي الأرْضِ، تَعالَى شَأْنُهُ، وَقد حَفِظَ على خَلْقِهِ وعِبَادِه مَا يَعْمَلُون مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَقد حَفِظَ السَّمواتِ والأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ وَلَا يَؤُودُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وقُرِئَ مَحْفُوظٌ وَهُوَ نَعْتٌ لِلقُرْآن، وكَذا قَوْلُه تَعَالَى: فاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً، وقَرَأَ الكُوفِيُّون غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ: حافِظاً، وعَلَى الأَوَّلِ أَي حِفْظُ اللهِ خَيْرُ حِفْظٍ، وعَلَى الثّاني فالمُرَادُ اللهُ خَيْرُ الحَافِظِينَ. وقَوْلُه تَعَالَى: يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله، أَي ذلِكَ الحِفْظ من أَمْرِ الله.
وَقَالَ النَّضْرُ: الحافِظُ: الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ فأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطعُ أَثَرُهُ فَلَيْسَ بحَافِظٍ.
والحَفَظَةُ، مُحَرَّكَةً: الَّذِينَ يُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ ويَكْتُبُونَها عَلَيْهِم، مِنَ المَلائكَة، وهم الحافِظُونَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ: والحَفَظَةُ: المَلائكَةُ الَّذِين يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَم. والحِفْظَةُ، بالكَسْرِ، والحَفِيظَةُ: الحَمِيَّةُ والغَضَبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، زادَ غَيْرُه: لحُرْمَةٍ تُنْتَهَكُ مِنْ حُرُمَاتِكَ، أَو جَارٍ ذِي قَرَابَةٍ يُظْلَمُ مِنْ ذَوِيكَ، أَو عَهْدٍ يُنْكَثُ. شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج:
(معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِيرِ ... وحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي)
فُسِّرَ على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبِي.) وشاهِدُ الثّانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ:
(وَمَا العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ ... مَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ)
وَقَالَ قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ:
(إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لاَنا)
وَفِي التَّهْذِيبِ: والحِفْظَةُ: اسْمٌ من الاحْتِفَاظِ عِنْدَمَا يُرَى مِنْ حَفِيظَة الرَّجُلِ، يَقُولُونَ: أَحْفَظَه حِفْظَةً أَي أَغْضَبَهُ. وَمِنْه حَدِيثُ حُنَيْنٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ وأَنْ يُقَاتِلُوا عَن أَهْلِيهِم وأَمْوَالِهِم.
وَفِي حَدِيث آخَرَ فَبَدَرَت مِنّي كَلِمَةٌ أَحْفَظَتْهُ، أَي أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ، أَيْ غَضِبَ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ:
(بَعِيدٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُهُ ... عَلَيْكَ، ومَنْزُورُ الرَِّضَا حِينَ يَغْضَبُ)
أَوْ لَا يَكُونُ الاِحْفَاظُ إِلاّ بِكَلامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ وإِسْمَاعِهِ إِيَّاه مَا يَكْرَهُْ.
والمُحَافَظَةُ: المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: حافِظُوا على الصَّلَوَاتِ أَيْ صَلُّوها فِي أَوْقَاتِها. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَيْ واظِبُوا على إِقَامَتِهَا فِي مَوَاقِيتِهَا. ويُقَالُ: حافَظَ عَلَى الأَمْرِ، وثَابَرَ عَلَيْه، وحَارَص وبَارَك، إِذا داوَمَ عَلَيْه. وَقَالَ غَيْرُه: المُحَافَظَةُ: المُرَاقَبَةُ، وَهُوَ من ذلِكَ.
والمُحَافَظَةُ: الذَبُّ عَنِ المَحَارِمِ، والمَنْعِ عِنْدَ الحُرُوبِ، كالحِفاظِ، بالكَسْرِ، وإِطْلاقُهُ يُوهِمُ الفَتْحَ، ولَيْسَ كَذِلِكَ يُقَال إِنَّه لذُو حفاظ، وَذُو مُحَافظَة، إِذَا كانَتْ لَهُ أَنَفَةٌ. قالَ رُؤْبَةُ ويُرْوَى للعَجّاجِ:
(إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا) ويُقَالُ: الحِفَاظُ: المُحَافَظَةُ على العَهْدِ، والوَفَاءُ بالعَقْدِ، والتَّمَسُّكُ بالوُدِّ.
والاسْمُ الحَفيظَةُ، قالَ زُهَيْر.
(يَسُوسُونَ أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهَا ... وإِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِيظَةُ والجِدُّ)
والجَمْعُ الحَفائظُ، وَمِنْه قَوْلُهم: الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادُ، أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ، وإِنْ كانَ فِي قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ، كَمَا فِي الصّحاح.
واحْتَفَظَهُ لنَفْسِهِ: خَصَّها بهِ. يُقَالُ: احْتَفَظْتُ بالشَيْءِ لِنَفْسِي. وَفِي الصّحاح: ُقَال: احْتَفِظْ بِهَذا الشَّيْءِ أَي أحفظه والتحفظ: الإحتراز يُقَال تحفظ عَنهُ أَيْ احْتَرَز. وَفِي المُحْكَمِ: الحِفْظُ: نَقِيضُ النِّسْيَان، وَهُوَ التَّعاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ.)
وَفِي العُبَاب، والصّحاحِ: التَّحَفُّظُ: التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ، ولكِنْ هكَذَا فِي النَّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ.
والحِفْظُ: قِلُّةُ الغَفْلَةِ فَشَرَحْناهُ بِمَا ذَكَرْنَا، والأَوْلَى: وقِلِّة الغَفْلَة، ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ، كَمَا فِي العُبَابِ والصّحاح، فتَأَمَّل.
وَفِي اللِّسَانِ: التَّحَفُّظُ: قِلَّةُ الغَفْلَةِ فِي الأُمُورِ والكَلامِ، والتَّيُقُّظ مِنْ السَّقْطَةِ، كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(إِنِّي لأُبْغِضُ عَاشِقًا مُتَحفِّظاً ... لمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ)
واسْتَحْفَظَهُ إِياهُ، أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ، كَمَا فِي الصّحاح، ولَيْسَ فِه إِيّاه زَادَ الصّاغَانِيُّ: مَالا أَوْ سِرّاً. وقَوْلُه تَعالَى: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله، أَيْ اسْتُودِعُوه وائْتُمِنُوا عَلَيْه. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن القَزَّازِ قَالَ: اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءِ: جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ، يَتَعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، ومِثْلُه: كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ. واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صَوابُهُ الجِيفَةُ احْفِيظاظاً: انْتَفَخَت، هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه فِي الحَاءِ. ورَوَاه الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ فِي الجِيمِ والحَاءِ: أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَهُ، والحاءُ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، قالَه الأَزْهَرِيُّ. قَالَ: وقدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ فِي بابِ الجِيم أَيضاً، فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فِيهِ، فذَكَرهُ فِي مَوْضِعَين.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً، يُقَال: هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ.
وتَحَفَّظْتُ الكِتَابَ، أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
والمُحْفِظاتُ: الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ، أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ فِي حَمِيمِهِ، أَو فِي جِيرانِهِ. قَالَ القَطَامِيُّ:
(أَخُوكَ الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ)
يَقُولُ: إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ، فاضْطَغَنَ عَلَيْهِ سَخِيمَةً، لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ، ثُمَّ رَآه يُضامُ، زَالَ عَن قَلْبِهِ مَا احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ، فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه. وحُرَم الرَّجُل مُحْفِظاتُه أَيضاً.
ويُقَالُ: تَقَلَّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرِّ، أَي بمَحْفُوظِهِ ومَكْنُونِه، لنَفاسَتِهِ. وَفِي المَثَلِ المَقْدِرةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عِنْد المَقْدرَةِ، كَمَا فِي الأَساسِ.
والحَفِيظَةُ: الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ. ورَجُلٌ حُفَظَةٌ، كهُمَزة، أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ،، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والمَحْفُوظُ: الوَلَدُ الصَّغِيرُ، مَكِّيّة، والجَمْعُ مَحَافِيظُ، تَفاؤُلا.)
والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ مَعْرُوفٌ، إِلاَّ أَبَا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ، فإِنَّهُ لُقِّبَ بِهِ لحِفْظِهِ النِّعالَ.
حفظ
حفِظَ يَحفَظ، حِفْظًا، فهو حافظ وحفيظ، والمفعول مَحْفوظ
• حفِظ الشَّيءَ: صانَه، حرسَه، رعاه "حفِظ القرآنُ لغتَنا العربيّة من الضَّياع- حَفِظ الأمنَ/ النظامَ: صانه- حفِظ لسانَه: تحفّظ واحترس في الكلام- حفِظ عهدَه/ حقَّه/ كلمتَه: كان وفيًّا له- حفِظ المالَ: رعاه- حفِظ فلانًا: أكرمه واحترمه، راعى حرمتَه- {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} " ° حفِظَ السِّرَّ: كتمه- حفِظَ الودَّ- حفِظَ الولاءَ/ حفِظَ

العهدَ: لم يخُنْه- حفِظَ جميلَه: ذكره شاكرًا- حفِظَ قدرَه: احترمه- حفِظَك الله: حرسك ورعاك- حفِظَ كلمتَه: وفى بعهده ووعده- حفِظَ ماءَ وَجْهه: حافظ على كرامته.
• حفِظ الأمرَ: ضبطه ووعاه "حفِظ العلمَ والكلامَ- كان يُعِدُّ دروسَه ويحفظها على أحسن وجه".
• حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب "حفِظ القرآنَ/ القصيدةَ"? حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته.
• حفِظ الأغذيةَ وغيرَها: صانها من التَّلف أو التلوّث "تُراعى طرق مختلفة لحفظ الموادّ الغذائيّة".
• حفِظ الأوراقَ ونحوَها: حفظها في إضبارة أو ملف "لا عمل له إلاّ حفظ الوثائق". 

أحفظَ يُحفظ، إحفاظًا، فهو مُحفِظ، والمفعول مُحفَظ
• أحفظ الأمرُ فلانًا: أثارَه وأغضَبه "أَرَدتُّ أَنْ أُحْفِظَ النّاسَ وَأَنْ يُقَاتِلُوا عَنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [حديث] ".
• أحفظه الشَّيءَ: جعله يستظهره عن ظهر قلب "أحفظه الكتابَ كلَّه في عشرة أيّام- أحفظه القرآنَ". 

احتفظَ/ احتفظَ بـ يحتفظ، احتفاظًا، فهو محتفِظ، والمفعول محتفَظ
• احتفظ الشَّيءَ لنفسه/ احتفظ بالشَّيء لنفسه: امتلكه، خصّ به نفسه "احتفظتُ بالرِّسالة منذ تسلَّمتها حتّى اليوم- احتفظ فريق الكرة بالكأس: أحرزه ثلاثَ مرّات متتالية" ° احتفظ بحقِّه في الكلام.
• احتفظ بالشَّيء:
1 - حفظَه، صانه "احتفظتِ اللُّغة العربيّة بكيانها طوال العصور- احتفظ باللّوحة القيِّمة".
2 - اعتنى به "احتفظ بنصيحة جدِّه". 

استحفظَ يستحفظ، استحفاظًا، فهو مُستحفِظ، والمفعول مُستحفَظ
• استحفظ فلانًا الشَّيءَ: ائتمنه عليه وسأله أن يصونَه ويحفظه "استحفظت صديقي سِرِّي: سألته أن يحفظه ويكتمه- {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ} ". 

انحفظَ ينحفظ، انحفاظًا، فهو مُنحفِظ
• انحفظت أموالُه: مُطاوع حفِظَ: صِينت ورُعيت. 

تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من يتحفَّظ، تحفُّظًا، فهو مُتحفِّظ، والمفعول مُتحفَّظ
• تحفَّظ الكتابَ ونحوَه: مُطاوع حفَّظَ: بذل جهدًا في حفظه واستظهاره عن ظهر قلب.
• تحفَّظ على الشَّيء:
1 - صانه، لم يتصرّف فيه "تحفَّظ على النقود حتى يعرف صاحبها".
2 - حبسه، سجنه "تحفَّظت الشّرطةُ على المتّهم".
• تحفَّظ عن الشَّيء/ تحفَّظ من الشَّيء: احترز ولم يندفع في التصرُّف بشأنه "كان يحمل رسالةً تحفَّظ عن كشف مضمونها: امتنع ورفض- إجراءات تحفّظيّة".
• تحفَّظ في قوله أو رأيه: قيَّده ولم يطلقه، تكلَّم بحذر "هذا الكاتبُ يصف مجتمعَه بلا تحفّظ ولا مجاملة" ° غير متحفّظ في كلامه: يجهر بقوله ويتحدّث بصراحة دون حذر أو تردُّد. 

حافظَ على يحافظ، مُحافظةً وحِفاظًا، فهو محافِظ، والمفعول محافَظ عليه
• حافَظ على الشَّيء:
1 - رعاه وصانه "حافظ على صحّته/ كرامته- حافظ على القانون/ المبادئ/ المظاهر- حافِظْ على الصّديق ولو في الحريق [مثل]: يُضرب في الحفاظ على الصَّداقة" ° حافظ على العهد: تمسَّك به- حافظ على هدوئه: اتّسم بالهدوء ولم يثر- يحافظ على المحارم: يحمي الحُرُمات.
2 - واظب عليه وراقبه "حافظ على النَّظافة: اعتنى بها- {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} ". 

حفَّظَ يحفِّظ، تحفيظًا، فهو محفِّظ، والمفعول محفَّظ
• حفَّظه الكتابَ ونحوَه: جعله يستظهره عن ظهر قلب، حمله على حِفْظِه "حفَّظ الصبيَّ القرآنَ". 

تحفُّظ [مفرد]: ج تَحَفُّظات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من ° أبدى
 تحفّظًا: احترس ولم يتّخذ موقفًا حاسمًا- بدون تحفُّظات: بدون احتراس- مع التحفُّظ: بشيء من الاحتراس.
2 - عدم اتّخاذ موقف حاسم "أبدى بعضُ أعضاء مجلس الأمن تحفُّظَهم على المشروع".
3 - (قن) بيانٌ احترازيّ يُثبته أحدُ الأطراف في عقد دفعًا لبعض الاحتمالات والنتّائج. 

تحفُّظيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تحفُّظ.
• إجراء تحفُّظيّ: احترازيّ، على سبيل الحيْطة والاحتراس، تدبير وقائيّ. 

حافِظ [مفرد]: ج حافظون وحَفَظَة وحُفَّاظ:
1 - اسم فاعل من حفِظَ.
2 - حارس، موكَّل بشيء يحفظه "هو حافظٌ على مالي- {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا} " ° حافظ العين: لا يغلبه النَّوم- حافظة النَّعل: قطعة معدنيّة أو مطاطيّة صلبة متَّصلة بنعل الحذاء.
3 - من يحفظ ويستظهر القرآن الكريم أو من يستظهر عددًا عظيمًا من الأحاديث النبويّة.
4 - (كم) ما يُضاف من مادَّة كيميائيّة إلى الطعام ليمنع أو يعوق فساده أو انحلاله.
• الحافظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالمُ بجُمَل الأشياء وتفاصيلها، الحافِظ كتابه من التَّحريف والتَّضييع، والحارسُ عبادَه عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
• الحافظان: الملَكَان اللَّذان يحافظان على الإنسان، ويشهدان له أو عليه يوم القيامة.
• الحَفَظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم " {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}: رقباء". 

حافِظة [مفرد]: ج حافظات وحوافِظُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفِظَ.
2 - مَلَكة تخزِّن الأفكارَ، وتحفظ الصُّورَ والمعاني في الذِّهن، ذاكرة "ينمّ حديثُه في علوم اللُّغة عن تعمّق وحافظة واعية" ° حوافظ الثَّقافة: كُلُّ ما يُسَجِّل مظاهرَ الثَّقافة مثل الآثار والكتب والأشرطة وما إلى ذلك.
3 - ملف أو كيس أو حقيبة تُصان فيها الأوراقُ والنُّقودُ. 

حِفْظ [مفرد]: مصدر حفِظَ ° آيات الحِفْظ: آيات من القرآن تُتَّخذ تعويذة- حِفْظ الذَّات: الحفاظ على النفس من الأذى أو الهلاك- حِفْظ المفقودات: مكان مخصَّص في محطّات وسائل النقل لحفظ ما يرد من الأشياء الملتقطة انتظارًا لمن يبحث عنها من أصحابها- في الحِفْظ والصون: لا يمسُّه سوء- في حِفْظِ الله: في رعايته وحمايته.
• حِفْظ التَّحقيق: (قن) إيقافه وعدم المضيّ فيه. 

حفّاظ [مفرد]: ج حفاظات: حفاظة، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميه حفّاضًا. 

حفّاظة [مفرد]: ج حفاظات: حفّاظ، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميها حفّاضة. 

حفيظ [مفرد]: ج حُفَظاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حفِظَ.
2 - أمين " {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ".
3 - رقيب، حارس موكَّل بشيء " {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ".
4 - من يرعى حدودَ الله " {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} ".
5 - حافظ للأعمال " {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} ".
• الحفيظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يعزُب عنه مثقالُ ذرَّة في السَّموات ولا في الأرض. 

حفيظة [مفرد]: ج حفيظات وحفائِظُ:
1 - مؤنَّث حفيظ.
2 - غضب وحميَّة "أثار حفيظتَه- المقدرة تُذهب الحفيظةَ [مثل]: يُضرب لوجوب العفو عند المقدرة" ° مِنْ أهل الحفيظة: الحميّة والغضب.
3 - حِرْزٌ يُعَلَّق على الصّبيّ.
4 - تُقيَة وحَذَر "جعلتْهُ حفيظتُه يسكت ولا يُبدي رأيَه" ° اذهب في حفيظة: في تقية وتحفّظ. 

مُحافِظ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حافظَ على.
2 - من يتمسَّك بالتَّقاليد الاجتماعيّة والسياسيّة الموروثة ° حزب المحافظين: من أكبر الأحزاب السِّياسيَّة في بريطانيا.
3 - من يُدير شئونَ مؤسَّسةٍ أو بلدٍ أو منطقة "محافظ العاصمة/ المصرف أو البنك".
4 - من يتجنَّب النَّاس والمناسبات الاجتماعيّة "فلان محافظ فلا يحضر حفلات عيد الميلاد". 

مُحافَظة [مفرد]:
1 - مصدر حافظَ على.
2 - وحدة إداريّة تمثِّل جزءًا من الدَّولة يرأسها مُحافِظٌ، تُمنَح الشَّخصيّة المعنويّة ويوكل إليها الإشراف على إنشاء وإدارة المرافق المحليّة التي تعني أهل الإقليم "محافظة القاهرة".
3 - (سة) نزعة خاصّة في السِّياسة للإبقاء على الوجود أو النظام التقليديّ. 

مَحْفَظَة1/ مِحْفَظَة [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - ما تُصان فيه النُّقود، وتُوضع عادة في الجيب "سُرقت مَحْفَظَتُه".
2 - حقيبة جلديّة صغيرة تُصان فيها الأوراق والكتب "لا يُحاسب الطّالب عمّا في مَحْفَظَته بل عمّا استوعبه عقله". 

مَحْفَظَة2 [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - (شر، طب) نسيج رقيق يأخذ شكل الكيس الغشائيّ ليحيط بعضو معيَّن.
2 - (طب) حافظة صغيرة من الجيلاتين قابلة للذوبان، تحتوي على الدواء ليبتلعها المريض.
3 - (نت) تركيب مُغلق يحوي البذور.
4 - (قص) لفظ يستخدم لوصف مجموعة أو تشكيلة من الأسهم والسَّندات وغيرها من الأصول المملوكة لفرد أو مؤسَّسة. 

مَحْفوظ [مفرد]: اسم مفعول من حفِظَ.
• أطعمة محفوظة: مُجمَّدة أو مُعلَّبة أو مجفَّفَة ° جميع الحقوق محفوظة للنَّاشر/ جميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف: عبارة تكتب عادة في صدر الكتب للإشارة إلى أنّ حقّ إعادة الَّنشر والتَّرجمة والتَّعديل مقصور على النَّاشر أو المؤلِّف دون سواهما. 

محفوظات [جمع]: مف مَحْفوظ ومَحْفُوظة:
1 - ما يُحفظ من النُّصوص الشِّعرية أو النَّثريّة ° درس المحفوظات: خاصّ بالمحفوظات كدرس من دروس العربيّة.
2 - وثائق ونحوها من المعاملات الرَّسميَّة "أودع النصَّ المعتمد في دار المحفوظات".
3 - مأكولات معلّبة. 
ح ف ظ : حَفِظْت الْمَالَ وَغَيْرَهُ حِفْظًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَالتَّلَفِ وَحَفِظْتُهُ صُنْتُهُ عَنْ الِابْتِذَالِ وَاحْتَفَظْتُ بِهِ وَالتَّحَفُّظُ التَّحَرُّزُ وَحَافَظَ عَلَى الشَّيْءِ مُحَافَظَةً وَرَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ وَحَفِيظٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ حَفَظَةٌ وَحُفَّاظٌ مِثْلُ: كَافِرٍ فِي جَمْعَيْهِ وَحَفِظَ الْقُرْآنَ إذَا وَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ وَاسْتَحْفَظْتُهُ الشَّيْءَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْفَظَهُ وَقِيلَ اسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ وَفُسِّرَ {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة: 44] بِالْقَوْلَيْنِ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.