Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أمية

أركس

ر ك س [أركسهم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا .
قال: حسبهم في جهنم بما عملوا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
فأركسوا في حميم النّار أنّهم ... كانوا عصاة وقالوا الإفك والزّورا 

الرب

الرَّبُّ: هو المالك أصله التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام. والربُّ مطلقاً لا يطلق إلى على الله سبحانه وتعالى، وعلى غيره بالإضافة نحو ربِّ الدار.
الرب
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الرب) : الراء والباء المضعَّفة
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 2/381: - 382 مادة (رب) : "الراء والياء يدل على أصول، فالأول: إصلاح الشيء والقيام عليه، فالرب: المالك، والخالق، والصاحب، والرب: المصلح للشيء..
والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه، وهو مناسب للأصل الأول..،
والأصل الثالث: ضم الشيء للشيء وهو أيضاً مناسب لما قبله: ومتى أنعم النظر كان الباب كله قياساً واحداً.." اهـ، ومعناها الأصلي الأساسي: التربية، ثم تتشعب عنه معاني التصرف والتعهد والاستصلاح والإتمام والتكميل، ومن ذلك كله تنشأ في الكلمة معاني العلو والرئاسة والتملك والسيادة. ودونك أمثلة لاستعمال الكلمة في لغة العرب بتلك المعاني المختلفة: (1)
(1) التربية والتنشئة والإنماء:
يقولون (ربَّ الولد) أي ربّاه حتى أدرك فـ (الرّبيب) هو الصبي الذي تربيه و (الربيبة) الصبية. وكذلك تطلق الكلمتان على الطفل الذي يربى في بيت زوج أمه و (الربيبة) أيضاً الحاضنة ويقال (الرّابة) لامرأة الأب غير الأم، فإنها وإن لم تكن أم الولد، تقوم بتربيته وتنشئته. و (الراب) كذلك زوج الأم. (المربب) أو (المربى) هو الدواء الذي يختزن ويدّخر. و (رَبَّ يُربُّ ربَّاً) من باب نصر معناه الإضافة والزيادة والإتمام، فيقولون (ربَّ النعمة) : أي زاد في الإحسان وأمعن فيه.
(2) الجمع والحشد والتهيئة:
يقولون: (فلان يرب الناس) أي يجمعهم أو يجتمع عليه الناس، ويسمون مكان جمعهم (بالمرّبّ) و (التربُّب) هو الانضمام والتجمّع.
(3) التعهد والاستصلاح والرعاية والكفالة:
يقولون (رب ضيعة) أي تعهدّها وراقب أمرها. قال صفوان بن أمية لأبي سفيان: لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، أي يكفلني ويجعلني تحت رعايته وعنايته. وقال علقمة بن عبدة:
وكنت امرءاً أفضت إليك ربابتي ... ... وقبلك ربتني فضيعت ربوب (2)
أي انتهى إليك الآن أمر ربابتي وكفالتي بعد أن رباني قبلك ربوب فلم يتعهدوني ولم يصلحوا شأني. ويقول الفرزدق:
كانوا كسالئة حمقاء إذ حقنت ... ... سلاءها في أديم غير مربوب (3) أي الأديم الذي لم يليّن ولم يدبغ. ويقال (فلان يربب صنعته عند فلان) أي يشتغل عنده بصناعته ويتمرن عليها ويكسب على يده المهارة فيها.
(4) العلاء والسيادة والرئاسة وتنفيذ الأمر والتصرف:
يقولون (قد ربّ فلان قومه) : أي ساسهم وجعلهم ينقادون له. و (ربيت القوم) أي حكمتهم وسدتهم، ويقول لبيد بن ربيعة:
وأهلكن يوماً رب كندة وابنه ... وربَّ معد بين خبث وعرعر (1)
والمراد برب كندة ههنا سيد كندة ورئيسهم. وفي هذا المعنى يقول النابغة الذبياني:
تخُبٌّ إلى لانعمان حتى تناله ... فدىً لك من ربٍ تليدي وطارفي (2)
(5) التملك:
قد جاء في الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً "أرب غنم أم رب ابل؟، أي أمالك غنم أنت أم مالك ابل؟ وفي هذا المعنى يقال لصاحب البيت (رب الدار) وصاحب الناقة: (رب الناقة) ومالك الضيعة: (رب الضيعة) وتأتي كلمة الرب بمعنى السيد أيضاً فتستعمل بمعنى ضد العبد أو الخادم.
هذا بيان ما يتشعب من كلمة (الرب) من المعاني. وقد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة في معنى المربي والمنشئ، ورددوا في تفسير (الربوبية) هذه الجملة (هو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام) . والحق أن ذلك إنما هو معنى واحد من معاني الكلمة المتعددة الواسعة. وبإنعام النظر في سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين أن كلمة (الرب) مشتملة على جميع ما يأتي بيانه من المعاني:
المربي الكفيل بقضاء الحاجات، والقائم بأمر التربية والتنشئة.
الكفيل والرقيب، والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.
السيد الرئيس الذي يكون في قومه كالقطب يجتمعون حوله. السيد المطاع، والرئيس وصاحب السلطة النافذ الحكم، والمعترف له بالعلاء والسيادة، والمالك لصلاحيات التصرف.
الملك والسيد.



استعمال كلمة (الرب) في القرآن
وقد جاءت كلمة (الرب) في القرآن بجميع ما ذكرناه آنفاً من معانيها. ففي بعض المواضع أريد بها معنى أو معنيان من تلك المعاني. وفي الأخرى أريد بها أكثر من ذلك. وفي الثالثة جاءت الكلمة مشتملة على المعاني الخمسة بأجمعها في آن واحد. وها نحن نبين ذلك بأمثلة من آي الذكر الحكيم.

بالمعنى الأول
(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) (1) (يوسف: 23)

بالمعنى الثاني وباشتراك شيء من تصور المعنى الأول.
(فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين) (الشعراء: 77-80)
(وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53-54)
(قل أغير الله أبغي رباً وهو ربُّ كل شيء) (الأنعام: 164)
(ربُّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) (المزمل: 9)

بالمعنى الثالث (هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
(ثم إلى ربكم مرجعكم) (الزمر: 7)
(قل يجمع بيننا ربنا) (سبأ: 26)
(وما من دابةً في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربّهم يُحشرون) (الأنعام: 38)
(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون) (يس: 51)

بالمعنى الرابع وباشتراك بعض تصور المعنى الثالث.
(اتّخذوا أحبارهم ورُهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة: 31)
(ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
والمراد بالأرباب في كلتا الآيتين الذين تتخذهم الأمم والطوائف هداتها ومرشديها على الإطلاق. فتذعن لأمرهم ونهيهم، وتتبع شرعهم وقانونهم، وتؤمن بما يحلون وما يحرمون بغير أن يكون قد أنزل الله تعالى به من سلطان، وتحسبهم فوق ذلك أحقاء بأن يأمروا وينهوا من عند أنفسهم.
(أما أحدكما فيسقي ربه خمراً) .. (وقال للذي ظنّ أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه) .. (فلما جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربي بكيدهنّ عليم) (يوسف: 41، 42، 50)
قد كرر يوسف عليه السلام في خطابه لأهل مصر في هذه الآيات تسمية عزيز مصر بكلمة (ربهم) فذلك لأن أهل مصر بما كانوا يؤمنون بمكانته المركزية وبسلطته العليا، ويعتقدون أنه مالك الأمر والنهي، فقد كان هو ربهم في واقع الأمر، وبخلاف ذلك لم يُرد يوسف عليه السلام بكلمة (الرب) عندما تكلم بها بالنسبة لنفسه إلا الله تعالى فإنه لم يكن يعتقد فرعون، بل الله وحده المسيطر القاهر ومالك الأمر والنهي.

بالمعنى الخامس:
(فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفٍ) (قريش: 3-4)
(سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون) (الصافات: 180)
(فسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون) (الأنبياء: 22)
(قل من ربُّ السماوات السبع وربُّ العرش العظيم) (المؤمنون: 86) (رب السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق) (الصافات: 5)
(وأنه هو رب الشِّعرى) (النجم: 49)



تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية
ومما تقدم من شواهد آيات القرآن، تتجلى معاني كلمة (الرب) كالشمس ليس دونهما غمام. فالآن يجمل بنا أن ننظر ماذا كانت تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية، ولماذا جاء القرآن ينقضها ويرفضها، وما الذي يدعو إليه القرآن الكريم؟ ولعل من الأجدر بنا في هذا الصدد أن نتناول كل أمة من الأمم الضالة التي ذكرها القرآن منفصلة بعضها عن بعض، فنبحث في عقائدها وأفكارها حتى يستبين الأمر ويخلص من كل لبس أو إبهام.

قوم نوح عليه السلام
إن أقدم أمة في التاريخ يذكرها القرآن هي أمة نوح عليه السلام، ويتضح مما جاء فيه عن هؤلاء القوم أنهم لم يكونوا جاحدين بوجود الله تعالى، فقد روى القرآن نفسه قولهم الآتي في ردّهم على دعوة نوح عليه السلام:
(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة) ... (المؤمنون: 24)
وكذلك لم يكونوا يجحدون كون الله تعالى خالق هذا العالم، وبكونه رباً بالمعنى الأول والثاني، فإنه لما قال لهم نوح عليه السلام
(هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
و (استغفروا ربكم إنه، كان غفاراً) و (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً والله أنبتكم من الأرض نباتاً) (نوح: 10، 15، 16، 17)
لم يقم أحد منهم يرد على نوح قوله ويقول: ليس الله بربنا، أوليس الله بخالق الأرض والسماء ولا بخالقنا نحن، أو ليس هو الذي يقوم بتدبير الأمر في السماوات والأرض.
ثم إنهم لم يكونوا جاحدين أن الله إلهٌ لهم. ولذلك دعاهم نوح عليه السلام بقوله: (ما لكم من إله غيره) فإن القوم لو كانوا كافرين بألوهية الله تعالى، إذاً لكانت دعوة نوح إياهم غير تلك الدعوة وكان قوله عليه السلام حينئذ من مثل "يا قوم! اتخذوا الله إلهاً) . فالسؤال الذي يخالج نفس الباحث في هذا المقام هو: أي شيء كان إذاً موضوع النزاع بينهم وبين نبيهم نوح عليه السلام. وإننا إذاً أرسلنا النظر لأجل ذلك في آيات القرآن وتتبعناها، تبين لنا أنه لم يكن موضوع النزاع بين الجانبين إلا أمرين اثنين: أولهما أن نوحاً عليه السلام كان يقول لقومه: إن الله الذي هو رب العالمين والذي تؤمنون بأنه هو الذي قد خلقكم وخلق هذا العالم جميعاً، وهو الذي يقضي حاجاتكم، هو في الحقيقة إلهكم الواحد الأحد ولا إله إلا هو، وليس لأحد من دونه أن يقضي لكم الحاجات ويكشف عنكم الضر ويسمع دعواكم ويغيثكم، ومن ثم يجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه ولا تخضعوا إلا له وحده.
(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 59)
(ولكني رسولٌ من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) (الأعراف: 61-62)
وكان قومه بخلاف ذلك مصرين على قولهم بأن الله هو رب العالمين دون ريب. إلا أن هناك آلهة أخرى لها أيضاً بعض الدخل في تدبير نظام هذا العالم، وتتعلق بهم حاجاتنا، فلا بد أن نؤمن بهم كذلك آلهة لنا مع الله:
(وقالوا لا تذرنُّ آلهتكم ولا تذرنّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) (نوح: 23) وثانيهما أن القوم لم يكونوا يؤمنون بربوبية الله تعالى إلا من حيث إنه خالقهم، جميعاً ومالك الأرض والسماوات، ومدبر أمر هذا العالم، ولم يكونوا يقولون بأنه وحده هو الحقيق – كذلك- بأن يكون له الحكم والسلطة القاهرة في أمور الأخلاق والاجتماع والمدنية والسياسة وسائر شؤون الحياة الإنسانية، وبأنه وحده أيضاً هادي السبيل وواضع الشرع ومالك الأمر والنهي، وبأنه وحده يجب كذلك أن يتبع. بل كانوا قد اتخذوا رؤساءهم وأحبارهم أرباباً من دون اله في جميع تلك الشؤون. وكان يدعوهم نوح عليه السلام – بخلاف ذلك إلى ألا يجعلوا الربوبية يتقسمها أرباب متفرقة بل عليهم أن يتخذوا الله تعالى وحده رباً بجميع ما تشتمل عليه كلمة (الرب) من المعاني وأن يتبعوه ويطيعوه فيما يبلغهم من أوامر الله تعالى وشيعته نائباً عنهن فكان يقول لهم:
(إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله واطيعون) (الشعراء: 107- 108)

عاد قوم هود
ويذكر القرآن بعد قوم نوح عاداً قوم هود عليه السلام. ومعلوم أن هذه الأمة أيضاً لم تكن جاحدة بوجود الله تعالى، وكذلك لم تكن تكفر بكونه إلهاً. بل كانت تؤمن بربوبية الله تعالى بالمعاني التي كان يؤمن بها قوم نوح عليه السلام. أما النزاع بينها وبين نبيها هود عله السلام فلم يكن إلا حول الأمرين الاثنين اللذين كان حولهما نزاع بين نوح عليه السلام وقومه يدل على ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية دلالة واضحة:
(وإلى عادٍ أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 65)
(قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) (الأعراف: 70)
(قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكةً) ... (فصلت: 11)
(وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمرَ كل جبّارٍ عنيد) (هود: 59)

ثمود قوم صالح ويأتي بعد ذلك ثمود الذين كانوا أطغى الأمم وأعصاها بعد عاد وهذه الأمة أيضاً كان ضلالها كضلال قومي نوح وهود من حيث الأصل والمبدأ فما كانوا جاحدين بوجود الله تعالى ولا كافرين بكونه إلهاً ورباً للخلق أجمعين. وكذلك ما كانوا يستنكفون عن عبادته والخضوع بين يديه، بل الذي كانوا يجحدونه هو أن الله تعالى هو الإله الواحد، وأنه لا يستحق العبادة إلا هو، وأن الربوبية خاصة له دون غيره بجميع معانيها. فإنهم كانوا مصرين على إيمانهم بآلهة أخرى مع الله وعلى اعتقادهم أن أولئك يسمعون الدعاء، ويكشفون الضر ويقضون الحاجات، وكانوا يأبون إلا أن يتبعوا رؤساءهم وأحبارهم في حياتهم الخلقية والمدنية، ويستمدوا منهم بدلاً من الله تعالى شرعهم وقانون حياتهم. وهذا هو الذي أفضى بهم في آخر الأمر إلى أن يصبحوا أمة مفسدة، فأخذهم من الله عذاب أليم ويبين كل ذلك ما يأتي من آيات القرآن الحكيم.
(فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون) (حم: السجدة 13-14)
(وإلى ثمود أخاهم صالحاً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (هود: 61)
(قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا)
(إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتقون. إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله وأطيعون) (الشعراء: 151-144)
(ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء: 151-152)

قوم إبراهيم ونمورد ويتلو ثمود قوم إبراهيم عليه السلام. ومما يجعل أمر هذه الأمة أخطر وأجدر بالبحث، أن قد شاع خطأ بين الناس عن ملكها نمرود، أنه كان يكفر بالله تعالى ويدعي الألوهية. والحق أنه كان يؤمن بوجود الله تعالى ويعتقد بأنه خالق هذا العالم ومدبر أمره، ولم يكن يدعي الربوبية إلا بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وكذلك قد فشا بين الناس خطأ أن قوم إبراهيم عليه السلام هؤلاء ما كانوا يعرفون الله ولا يؤمنون بألوهيته وربوبيته. إنما الواقع أن أمر هؤلاء القوم لم يكن يختلف في شيء عن أمر قوم نوح وعاد وثمود. فقد كانوا يؤمنون بالله ويعرفون أنه هو الرب وخالق الأرض والسماوات ومدبر أمر هذا العالم، وما كانوا يستنكفون عن عبادته كذلك. وأما غيّهم وضلالهم فهو أنهم كانوا يعتقدون أن الأجرام الفلكية شريكة مع الله في الربوبية بالمعنى الأول والثاني ولذلك كانوا يشركونها بالله تعالى في الألوهية. وأما الربوبية بالمعنى الثالث والرابع والخامس فكانوا قد جعلوها خاصة لملوكهم وجبابرتهم. وقد جاءت نصوص القرآن في ذلك من الوضوح والجلاء بحيث يتعجب المرء: كيف لم يدرك الناس هذه الحقيقة وقصروا عن فهمها؟. وهيا بنا ننظر قبل كل شيء في الحادث الذي حدث لإبراهيم – عليه السلام- عند أول ما بلغ الرشد؛ والذي يصف فيه القرآن كيفية سعي إبراهيم وراء الوصول إلى الحق:
(فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي؛ فلما أفل، قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً، قال هذا ربي، فلما أفلَ قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة، قال هذا ربي، هذا أكبر؛ فلما أفلت قال يا قوم إني بريءٌ مما تشركون. إني وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 76-79)
فيتبين واضحاً من الآيات المخطوط تحتها أن المجتمع الذي نشأ فيه إبراهيم عليه السلام، كان يوجد عنده تصور فاطر السماوات والأرض وتصوُّر كونه رباً منفصلاً عن تصوّر ربوبية السيارات السماوية. ولا عجب في ذلك، فقد كان القوم من ذرية المسلمين الذين كانوا قد آمنوا بنوح عليه السلام، وكان الدين الإسلامي لم يزل يحيا وُيجدد فيمن داناهم في القرب والقرابة من أمم عاد وثمود، على أيدي الرسل الكرام الذين توالوا عليها كما قال عزّ وجل: (جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) . فعلى ذلك كان إبراهيم عليه السلام أخذ تصور كون الله رباً وفاطراً للسماوات والأرض عن بيئته التي نشأ فيها. وأما التساؤل الذي كان يخالج نفسه فهو عن مبلغ الحق والصحة فيما شاع بين قومه من تصوّر كون الشمس والقمر والسيارات الأخرى شريكة مع الله في نظام الربوبية حتى أشركوها بالله تعالى في العبادة (1) .فجدّ إبراهيم عليه السلام في البحث عن جوابه قبل أن يصطفيه الله تعالى للنبوة، حتى أصبح نظام طلوع السيارات السماوية وأفولها هادياً له إلى الحق الواقع وهو أنه لا رب إلا فاطر السماوات والأرض. ولأجل ذلك تراه يقول عند أفول القمر: لئن لم يهدني ربي لأخافنَّ أن أبقى عاجزاً عن الوصول إلى الحق وانخدع بهذه المظاهر التي لا يزال ينخدع بها ملايين من الناس من حولي. ثم لما اصطفاه الله تعالى لمنصب النبوة
أخذ في دعوة قومه إلى الله، فإنك ترى بالتأمل في الكلمات التي كان يعرض بها دعوته على قومه أن ما قلناه آنفاً يزداد وضوحاً وتبياناً:
(وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً) (الأنعام – 81)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) (مريم – 48)
(قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهنّ) (الأنبياء – 56)
(قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم) (الأنبياء – 66)
(إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون. أأفكاً آلهةً دون الله تريدون. فما ظنّكم بربِّ العالمين) (الصافات: 85- 87)
(إنّا بُرآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة: 4)
فيتجلى من جميع الأقوال لإبراهيم عليه السلام أنه ما كان يخاطب بها قوماً لا يعرفون الله تعالى ويجحدون بكونه إله الناس ورب العالمين أو أذهانهم خالية من كل ذلك، بل كان بين يديه قوم يشركون بالله تعالى آلهة أخرى في الربوبية بمعناها الأول والثاني وفي الألوهية. ولذلك لا ترى في القرآن الكريم قولاً واحداً لإبراهيم عليه السلام قد قصد به إقناع أمته بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً للعالمين، بل الذي تراه يدعو أمته إليه في كل ما يقول هو أن الله سبحانه وتعالى هو وحده الرب والإله.
ثم لنستعرض أمر نمرود. فالذي جرى بينه وبين إبراهيم عليه السلام من الحوار، قصه القرآن في ما يأتي من الآيات:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر) (البقرة – 258)
أنه ليتضح جلياً من هذا الحوار بين النبي وبين نمرود أنه لم يكن النزاع بينهما في وجود الله تعالى أو عدمه وإنما كان في أنه من ذا يعتقده إبراهيم عليه السلام رباً؟ كان نمرود من أمة كانت تؤمن بوجود لله تعالى، ثم لم يكن مصاباً بالجنون واختلال العقل حتى يقول هذا القول السخيف البين الحمق: "إني فاطر السماوات والأرض ومدبر سير الشمس والقمر" فالحق أنه لم تكن دعواه أنه هو الله ورب السماوات والأرض وغنما كانت أنه رب المملكة التي كان إبراهيم –عليه السلام- أحد أفراد رعيتها. ثم أنه لم يكن يدعي الربوبية لتلك المملكة بمعناها الأول والثاني، فإنه كان يعتقد بربوبية الشمس والقمر وسائر السيارات بهذين المعنيين، بل كان يدعي الربوبية لمملكته بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وبعبارة أخرى كانت دعواه أنه مالك تلك المملكة، وأن جميع أهاليها عبيد له، وأن سلطته المركزية أساس لاجتماعهم، وأمره قانون حياتهم. وتدل كلمات (أن آتاه الله الملك) دلالة صريحة على أن دعواه للربوبية كان أساسها التبجح بالملكية. فلما بلغه أن قد ظهر بين رعيته رجل يقال له إبراهيم، لا يقول بربوبية الشمس والقمر ولا السيارات الأخرى في دائرة ما فوق الطبيعة، ولا هو يؤمن بربوبية صاحب العرش في دائرة السياسة والمدنية، استغرب الأمر جداً فدعا إبراهيم عليه السلام فسأله: من ذا الذي تعتقده رباً؟ فقال إبراهيم عليه السلام بادئ ذي بدء: "ربي الذي يحيي ويميت يقدر على إماتة الناس وإحيائهم! " فلم يدرك نمرود غور الأمر فحاول أن يبرهن على ربوبيته بقوله: "وأنا أيضاً أملك الموت والحياة، فأقتل من أشاء وأحقن دم من أريد! .." هنالك بين له إبراهيم عليه السلام أنه لا رب عنده إلا الله الذي لا رب سواه بجميع معاني الكلمة، وأنى يكون لأحد غيره شرك في الربوبية وهو لا سلطان له على الشمس في طلوعها وغروبها؟! وكان نمرود رجلاً فطناً، فما أن سمع من إبراهيم عليه السلام هذا الدليل القاطع
حتى تجلت له الحقيقة، وتفطن لأن دعواه للربوبية في ملكوت الله تعالى بين السموات والأرض إن هي إلا زعم باطل وادعاء فارغ فبهت ولم ينبس ببنت شفة. إلا انه قد كان بلغ منه حب الذات واتباع هوى النفس وإيثار مصالح العشيرة، مبلغاً لم يسمح له بأن ينزل عن ملكيته المستبدة ويئوب إلى طاعة الله ورسوله، مع أنه قد تبين له الحق والرشد. فعلى ذلك قد أعقب الله تعالى هذا الحوار بين النبي ونمرود بقوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين) والمراد أن نمرود لما لم يرض أن يتخذ الطريق الذي كان ينبغي له أن يتخذه بعدما تبين له الحق، بل آثر أن يظلم الخلق ويظلم نفسه معهم، بالإصرار على ملكيته المستبدة الغاشمة لم يؤته الله تعالى نوراً من هدايته، ولم يكن من سنة الله أن يهدي إلى سبيل الرشد من كان لا يطلب الهداية من تلقاء نفسه.

قوم لوط عليه السلام
ويعقب قوم إبراهيم في القرآن قوم لوط، الذين بعث لهدايتهم وإصلاح فسادهم لوط بن أخي إبراهيم عليهما السلام -. ويدلنا القرآن الكريم أن هؤلاء أيضاً ما كانوا متنكرين لوجود الله تعالى ولا كانوا يجحدون بأنه هو الخالق والرب بالمعنى الأول والثاني. أما الذي كانوا يأبونه ولا يقبلونه فهو الاعتقاد بأن الله هو الرب المعنى الثالث والرابع والخامس، والإذعان لسلطة النبي من حيث كونه نائباً من عند الله أميناً. ذلك بأنهم كانوا يبتغون أن يكونوا أحراراً مطلقي الحرية يتبعون ما يشاؤون من أهوائهم ورغباتهم وتلك كانت جريمتهم الكبيرة التي ذاقوا من جرائها أليم العذاب. ويؤيد ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية:
(إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إنْ أجري إلا على رب العالمين. أتأتون الذُّكران من العالمين. وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون) (الشعراء: 161 – 166) وبديهي أن مثل هذا القول لم يكن ليخاطب به إلا قوم لا يجدون بوجود الله تعالى وبكونه خالقاً ورباً لهذا العالم؟ فأنت ترى أنهم لا يجيبون لوطاً عليه السلام بقول من مثل: "ما الله؟ " من أين له أن يكون خالقاً للعالم؟ " أو "أنى له أن يكون ربنا ورب الخلق أجمعين؟ " بل تراهم يقولون:
(لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين) (الشعراء: 167)
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الحديث في موضع آخر بالكلمات الآتية:
(ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) (العنكبوت: 28-29)
أفيجوز أن يكون هذا جواب قوم ينكرون وجود الله تعالى؟. لا والله ومن ذلك يتبين أن جريمتهم الحقيقية لم تكن إنكار ألوهية الله تعالى وربوبيته، بل كانت جريمتهم أنهم على إيمانهم بالله تعالى إلهاً ورباً فيما فوق العالم الطبيعي، كانوا يأبون أن يطيعوه ويتبعوا قانونه في شؤونه الخلقية والمدنية والاجتماعية، يمتنعون من أن يهتدوا بهدي نبيه لوط عليه السلام.

قوم شعيب عليه السلام ولنذكر في الكتاب بعد ذلك أهل مدين وأصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام. ومما نعرف عن أمرهم أنهم كانوا من ذرية إبراهيم عليه السلام. إذن لا حاجة إلى أن نبحث فيهم: هل كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً أم لا؟ إنهم كانوا في حقيقة الأمر أمة نشأت على الإسلام في بداية أمرها، ثم أخذت بالفساد بما أصاب عقائدها من الانحلال وأعمالها من السوء. ويبدو مما جاء عنهم في القرآن كأن القوم كانوا بعد ذلك كله يدّعون لأنفسهم الإيمان، فإنك ترى شعيباً عليه السلام يكرر لهم القول: يا قوم اعملوا كذا وكذا إن كنتم مؤمنين وفي خطاب شعيب عليه السلام لقومه وأجوبة القوم له دلالة واضحة على أنهم كانوا قوماً يؤمنون بالله وينزلونه منزلة الرب والمعبود. ولكنهم كانوا قد تورطوا في نوعين من الضلال: أحدهما أنهم كانوا أصبحوا يعتقدون الألوهية والربوبية في آلهة أخرى مع الله تعالى، فلم تعد عبادتهم خالصة لوجه الله، والآخر أنهم كانوا يعتقدون أن ربوبية الله لا مدخل لها في شؤون الحياة الإنسانية من الأخلاق والاجتماع والاقتصاد والمدنية والسياسة، وعلى ذلك كانوا يزعمون أنهم مطلقوا العنان في حياتهم المدنية ولم أن يتصرفوا في شؤونهم كيف يشاؤون، ويصدق ذلك ما يأتي من الآيات:
(وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف: 85)
(وإنْ كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلتُ به وطائفةٌ لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين) (الأعراف: 87) (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ. قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاءُ إنكَ لأنت الحليم الرشيد) (هود: 85-87)
والعبارات الأخيرة المخطوط تحتها خصوصية الدلالة على ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية والألوهية.

فرعون وآله
وهيا بنا ننظر الآن في قصة فرعون وآله، فمن قد شاع عنهم في الناس من الأخطاء والأكاذيب أكثر مما شاع فيهم عن نمرود وقومه. فالظن الشائع أن فرعون لم يكن منكراً لوجود الله تعالى فحسب، بل كان يدعي الألوهية لنفسه أيضاً. ومعناه أن قد بلغت منه السفاهة أنه كان يجاهر على رؤوس الناس بدعوى أنه فاطر السماوات والأرض، وكانت أمته من البله والحماقة أنها كانت تؤمن بدعواه تلك. والحق الواقع الذي يشهد به القرآن والتاريخ هو أن فرعون لم يكن يختلف ضلاله في باب الألوهية والربوبية عن ضلال نمرود، ولا كان يختلف ضلال آله عن ضلال قوم نمرود. وإنما الفرق بين هؤلاء وأولئك أنه قد كان نشأ في آل فرعون لبعض الأسباب السياسية عناد وتعصب وطني شديد على بني إسرائيل، فكانوا لمجرد هذا العناد يمتنعون من الإيمان بألوهية الله وربوبيته، وإن كانت قلوبهم تعترف بها شأن أكثر الملحدين الماديين في عصرنا هذا.
وبيان هذا الإجمال أنه لما استتبت ليوسف عليه السلام السلطة على مصر، استفرغ جهده في نشر الإسلام وتعاليمه بينهم. ورسم على أرضه من ذلك أثراً محكماً لم يقدر على محوه أحد إلى القرون. وأهل مصر وإن لم يكونوا إذ ذاك قد آمنوا بدين الله عن بكرة أبيهم، إلا أنه لا يمكن أن يكون قد بقي فيهم من لم يعرف وجود الله تعالى ولم يعلم أنه هو فاطر السماوات والأرض. وليس الأمر يقف عند هذا بل الحق أن كان تم للتعاليم الإسلامية من النفوذ والتأثير في كل مصري ما جعله – على الأقل – يعتقد بأن الله إله الآلهة رب الأرباب فيما فوق العالم الطبيعي ولم يبق في تلك الأرض من يكفر بألوهية الله تعالى. وأما الذين كانوا قد أقاموا على الكفر، فكانوا يجعلون مع الله شركاء في الألوهية والربوبية. وكانت تأثيرات الإسلام المختلفة هذه في نفوس أهل مصر باقية إلى الزمن الذي بعث فيه موسى عليه السلام (1) . والدليل على ذلك تلك الخطبة التي ألقاها أمير من الأقباط في مجلس فرعون. وذلك أن
فرعون حينما أبدى إرادته في قتل موسى عليه السلام، لم يصبر عليه هذا الأمير القبطي من أمراء مجلسه، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه، ولم يلبث أن قام يخطب:
(أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرفٌ كذاب. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) .
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب. مثل داب قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم) .
(ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً) .. (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) . (غافر – 28 – 31 – 34 – 41- 42)
وتشهد هذه الخطبة من أولها إلى آخرها بأنه لم يزل أثر شخصية النبي يوسف عليه السلام باقياً في نفوس القوم إلى ذلك الحين، وقد مضت على عهده قرون متعددة. وبفضل ما علمهم هذا النبي الجليل، لم يكونوا قد بلغوا من الجهالة ألا يعلموا شيئاً عن وجود الله تعالى، أو ألا يعرفوا أنه الرب والإله، وأن سيطرته وسلطته غالبة على قوى الطبية في هذا العالم، وأن غضبه مما يخاف ويتقى. ويتضح أيضاً من آخر هذه الخطبة أن أمة فرعون لم تكن تجحد بألوهية الله وربوبيته جحوداً باتاً، وإنما كان ضلالها كضلال الأمم الأخرى مما ذكرناه آنفاً – أي كانت هذه الأمة أيضاً تشرك بالله تعالى في صفتي الألوهية والربوبية وتجعل له فيهما أنداداً.
أما مثار الشبهة في أمر فرعون فهو سؤاله لموسى عليه السلام (وما رب العالمين) حينما سمع منه: (إنا رسول رب العالمين!) ثم قوله لصاحبه هامان: (ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) ووعيده لموسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين) ، وإعلانه لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وقوله لملئه: (لا أعلم لكم من إله غيري) . – فمثل هذه الكلمات التي قالها فرعون قد خيلت إلى الناس أنه كان ينكر وجود الله تعالى وكان فارغ الذهن من تصور رب العالمين، ويزعم لنفسه أنه الإله الواحد، ولكن الواقع الحق أنه لم يكن يدعي ذلك كله إلا بدافع من العصبية الوطنية. وذلك أنه لم يكن الأمر في زمن النبي يوسف عليه السلام قد وقف على أن شاعت تعاليم الإسلام في ربوع مصر بفضل شخصيته القوية الجليلة، بل جاوز ذلك إلى أن تمكن لبني إسرائيل نفوذ بالغ في الأرض مصر تبعاً لما تهيأ ليوسف عليه السلام من السلطة والكلمة النافذة في حكومة مصر. فبقيت سلطة بني إسرائيل مخيمة على القطر المصري إلى ثلاثمائة سنة أو أربعمائة. ثم أخذ يخالج صدور المصريين من العواطف الوطنية والقومية ما جعلهم يتعصبون على بني إسرائيل، واشتد الأمر حتى الغوا سلطة الإسرائيليين ونفوذهم إلغاء. فتولى الأمر بعدهم الأسر المصرية الوطنية وتتابعت في الحكم. وهؤلاء الملوك الجدد لما أمسكوا زمام الأمر لم يقتصروا على إخضاع بني إسرائيل وكسر شوكتهم، بل تعدوه إلى أن حاولوا محو كل أثر من آثار العهد اليوسفي في مصر وإحياء تقاليد ديانتهم الجاهلية. فلما بعث إليهم في تلك الآونة موسى عليه السلام، خافوا على غلبتهم وسلطتهم أن تنتقل من أيديهم إلى أيدي بني إسرائيل مرة أخرى. فلم يكن يبعث فرعون إلا هذا العناد واللجاج على أن يسأل موسى عليه السلام ساخطاً متبرماً: وما رب العالمين؟ ومن يمكن أن يكون إلهاً غيري؟ وهو في الحقيقة لم يكن جاهلاً وجود رب العالمين. وتتضح هذه
الحقيقة كأوضح ما يكون مما جاء في القرآن الكريم من أحاديثه وأحاديث ملئه وخطب موسى عليه السلام. فيقول فرعون – مثلا – تأكيداً لقوله إن موسى عليه السلام ليس برسول الله.
(فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) (الزخرف: 53)
أفكان لرجل فارغ الذهن من وجود الله تعالى والملائكة أن يقول هذا القول وفي موضع آخر يقص القرآن الحوار الآتي بين فرعون وبين النبي موسى عليه السلام:
(فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مبثوراً) (بني إسرائيل: 101-102)
وفي محل آخر يظهر الله تعالى ما في صدور قوم فرعون بقوله:
(فلما جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) (النمل: 13-14)
ويصور لنا القرآن نادياً آخر جمع موسى عليه السلام وآل فرعون بهذه الآية:
(قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما بطريقتكم المثلى) (طه: 61-63)
والظاهر أنه لم يكن قام النزاع ونشأ الأخذ والرد بينهم وبين نبيهم موسى عليه السلام حين أنذرهم عذاب الله ونبههم على سوء مآل ما كانوا يفترون، إلا لأنهم قد كان في قلوبهم ولاشك بقية من أثر عظمة الله تعالى وجلاله وهيبته ولكن حاكمهم الوطنيين لما أنذروهم بخطر الانقلاب السياسي العظيم، وحذروهم عاقبة اتباعهم لموسى وهارون، وهي عودة غلبة الإسرائيليين على أبناء مصر، قست قلوبهم واتفقوا جميعاً على مقاومة النبيين. وبعد ما قد تبين لنا من هذه الحقيقة، من السهل علينا أن نبحث: ماذا كان مثار النزاع بين موسى عليه السلام وفرعون، وماذا كانت حقيقة ضلاله وضلال قومهن وبأي معاني كلمة (الرب) كان فرعون يدعي لنفسه الألوهية والربوبية. فتعال نتأمل لهذا الغرض ما يأتي من الآيات بالتدريج.
1- إن الذين كانوا يلحون من ملأ فرعون على حسم دعوة موسى عليه الصلاة والسلام واستئصالها من أرض مصر، يخاطبون فرعون لبعض المناسبات ويسألونه:
(أتذرُ موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذركم وآلهتكَ) (الأعراف: 127)
وبخلاف ذلك يناديهم الذي كان قد آمن بموسى عليه السلام:
(تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ) (المؤمن: 42)
فإذا نظرنا في هاتين الآيتين وأضفنا إليهما ما قد زودنا به التاريخ وآثار الأمم القديمة أخيراً من المعلومات عن أهالي مصر زمن فرعون، يتجلى لنا أن كلاً من فرعون وآله كانوا يشركون بالله تعالى في المعنى الأول والثاني لكلمة (الرب) ويجعلون معه شركاء من الأصنام ويعبدونها. والظاهر أن فرعون لو كان يدعي لنفسه الربوبية فيما فوق العالم الطبيعي، أي لو كان يدعي أنه هو الغالب المتصرف في نظام الأسباب في هذا العالم، وأنه لا إله ولا رب غيره في السماوات والأرض، ولم يعبد الآلهة الأخرى أبداً (1)
(2) أما كلمات فرعون هذه التي قد وردت في القرآن:
(يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إله غيري) (القصص: 38)
(لئن اتّخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 29)
فليس المراد بذلك أن فرعون كان ينفي جميع ما سواه من الآلهة. وإنما كان غرضه الحقيقي من ذلك رد دعوة موسى عليها لسلام وإبطالها. ولما كان موسى عليه السلام – يدعو إلى إله لا تنحصر ربوبيته في دائرة ما فوق الطبيعة فحسب، بل هو كذلك مالك الأمر والنهي، وذو القوة والسلطة القاهرة بالمعاني السياسية والمدنية، قال فرعون لقومه: يا قوم لا أعلم لكم مثل ذلك الإله غيري، وتهدد موسى عليه السلام، أنه إن اتخذ من دونه إلهاً ليلقينّه في السجن.
ومما يعلم كذلك من هذه الآيات، وتؤيده شواهد التاريخ وآثار الأمم القديمة، أن فراعنة مصر لم يكونوا يدعون لأنفسهم مجرد الحاكمية المطلقة، بل كانوا يدعون كذلك نوعاً من القداسة والتنزه بانتسابهم إلى الآلهة والأصنام، حرصاً منهم على أن يتغلغل نفوذهم في نفوس الرعية ويستحكم استيلاؤهم على أرواحهم. ولم تكن الفراعنة منفردة بهذا الادعاء، بل الحق أن الأسر الملكية ما زالت في أكثر أقطار العالم تحاول الشركة – قليلاً أو كثيراً – في الألوهية والربوبية في دائرة ما فوق الطبيعة، علاوة على ما كانت تتولاه من الحاكمية السياسية، وما زالت لأجل ذلك تفرض على الرعية أن تقوم بين يديها بشيء من شعائر العبودية، على أن دعواهم تلك للألوهية السماوية لم تكن هي المقصودة بذاتها في الحقيقة، وإنما كانوا يتذرعون بها إلى تأثيل حاكميتهم السياسية. ومن ذلك نرى أنه ما زالت الأسر الملكية في مصر وغيرها من الأقطار الجاهلية تذهب ألوهيتها بذهاب سلطانها السياسي، وقد بقيت الألوهية تتبع العرش في تنقله من أيد إلى أخرى. (3) ولم تكن دعوى فرعون الأصلية الغالبة المتصرفة في نظام السنن الطبيعية، بل بالألوهية السياسية! فكان يزعم أنه الرب الأعلى لأرض مصر ومن فيها بالمعنى الثالث والرابع والخامس لكلمة (الرَّب) ويقول إني أنا مالك القطر المصري وما فيه من الغنى والثروة وأنا الحقيق بالحاكمية المطلقة فيه، وشخصيتي المركزية هي الأساس لمدينة مصر واجتماعها، وإذن لا يجرينَّ فيها إلاّ شريعتي وقانوني. وكان أساس دعوى فرعون بعبارة القرآن:
(ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) (الزخرف – 51)
وهذا الأساس نفسه هو الذي كانت تقوم عليه دعوى نمرود للربوبية.
و (حاجَّ إبراهيم في ربّه أن آتاه الله الملك) (البقرة: 258)
وهو كذلك الأساس الذي رفع عليه فرعون المعاصر ليوسف عليه السلام بنيان ربوبيته على أهل مملكته.
(4) أمّا دعوة موسى عليه السلام التي كانت سبب النزاع بينه وبين فرعون وآله، فهي في الحقيقة أنه لا إله ولا ربَّ بجميع معاني كلمة (الرب) إلا الله رب العالمين، وهو وحده الإله والرّب فيما فوق العالم الطبيعي، كما أنه هو الإله والرب بالمعاني السياسية والاجتماعية، لأجل ذلك يجب ألا نخلص العبادة إلا له، ولا نتبع في شؤون الحياة المختلفة إلا شرعه وقانونه، وانه – أي موسى عليه السلام – قد بعثه الله تعالى بالآيات البينات وسيُنزل الله تعالى أمره ونهيه لعباده بما يوحي إليه؛ لذلك يجب أن تكون أزمّة أمور عباده بيده، لا بيد فرعون. ومن هنا كان فرعون ورؤساء حكومته يُعلون أصواتهم المرّة بعد المرّة بأن موسى وهارون – عليهما السلام – قد جاءا يسلبان أرض مصر. وأرادا أن يذهبا بنظمنا الدينية والمدنية ليستبدلا بها ما يشاءان من النظم والقواعد.
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) (هود: 96-97) (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسولٌ كريم. أن أدُّوا إليَّ عبادَ الله إني لكم رسول أمين. وان لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين) (الدخان: 17-19)
(إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأذناه أخذاً وبيلاً) (المزملَّ: 15-16)
(قال فمن ربكما يا موسى. قال ربّنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى) (طه: 49-50)
(قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمنّ حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين. قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون. قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 23-29)
(قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) (طه: 57)
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26)
(قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) ... (طه – 63)
وبإنعام النظر في هذه الآيات بالتدريج الذي قد سردناها به، يتجلى أن الضلال الذي تعاقبت فيه الأمم المختلفة من أقدم العصور، كان هو عينه قد غشت وادي النيل ظلماته، وأن الدعوة التي قام بها جميع الأنبياء منذ الأبد، كانت هي نفسها يدعو بها موسى وهارون عليهما السلام.

اليهود والنصارى وتطلع علينا بعد آل فرعون بنو إسرائيل والأمم الأخرى التي دانت باليهودية والنصرانية. وهؤلاء لا مجال للظن فيهم أن يكونوا منكرين لوجود إله العالم، أو يكونوا لا يعتقدون بألوهيته وربوبيّته فإن القرآن نفسه يشهد بكونهم أهل الكتاب. وأما السؤال الذي ينشأ في ذهن الباحث عن أمرهم فهو أنه ما هو على التحديد الخطأ في عقيدتهم ومنهج عملهم في باب الربوبية – الذي قد عدهم القرآن من أجله من القوم الضالين؟ والجواب المجمل على السؤال تجده في القرآن نفسه في آيته الكريمة:
(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلُ وأضلوا كثيراً وضلّوا عن سواء السبيل) (المائدة – 77)
فيعلم من هذه الآية أن ضلال اليهود والنصارى هو من حيث الأصل والأساس نفس الضلال الذي ارتطمت فيه الأمم المتقدمة، وتدلنا هذه الآية أيضاً أن ضلالهم هذا كان آتياً من غلوّهم في الدين. وها نحن نرى بعد ذلك كيف يفصل القرآن هذا الإجمال:
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) (التوبة: 30)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) (المائدة – 72)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) . (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) (المائدة: 73، 116)
(ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمرَكم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) (آل عمران: 79-80) فكان ضلال أهل الكتاب حسب ما تجل عليه هذه الآيات: أولاً أنهم بالغوا في تعظيم النفوس المقدسة كالأنبياء والأولياء والملائكة التي تستحق التكريم والتعظيم لمكانتها الدينية، فرفعوها من مكانتها الحقيقية إلى مقام الألوهية وجعلوها شركاء مع الله ودخلاء في تدبير أمر هذا العالم، ثم عبدوها واستغاثوا بها واعتقدوا أن لها نصيباً في الألوهية والربوبية الميمنتين على ما فوق العالم الطبيعي، وزعموا أنها تملك لهم المغفرة والإعانة والحفظ. وثانياً أنهم:
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة – 31)
أي أن الذين لم تكن وظيفتهم في الدين سوى أن يعلموا الناس أحكام الشريعة الإلهية، ويزكوهم حسب مرضاة الله، تدرج بهم هؤلاء حتى أنزلوهم بحيث يحلون لهم ما يشاؤون ويحرمون عليهم ما يشاؤون، ويأمرونهم وينهونهم حسب ما تشاء أهواؤهم بدون سند من كتاب الله، ويسنون لهم من السنن ما تشتهي أنفسهم. كذلك وقع هؤلاء في نفس النوعين من الضلال الأساسي الخطير اللذين قد وقع فيهما قبلهم أمم نوح وإبراهيم وعاد وثمود وأهل مدين وغيرهم من الأمم، فأشركوا بالله الملائكة وعبادة المقربين – كما أشرك أولئك – في الربوبية المهيمنة على ما فوق العالم الطبيعي، وجعلوا الربوبية بمعانيها السياسية والمدنية – كما جعل أولئك – للإنسان بدلاً من الله رب السماوات. وراحوا يستمدون مبادئ المدنية والاجتماع والأخلاق والسياسة وأحكامها جميعاً من بني آدم، مستغنيين في ذلك عن السلطان المنزل من عند الله تعالى. وأفضى بهم الغي إلى أن قال فيهم القرآن:
(ألم تر إلى الذين أتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء: 51)
(قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضبَ عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. أولئك شرٌّ مكاناً وأضل عن سواء السبيل) (المائدة: 60) (الجبتُ) كلمة جامعة شاملة لجميع أنواع الأوهام والخرافات من السحر والتمائم والشعوذة والتكهّن واستكشاف الغيب والتشاؤم والتفاؤل والتأثيرات الخارجة عن القوانين الطبيعية. والمراد من (الطاغوت) كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية. فلما وقعت اليهود والنصارى في ما تقدم ذكره من النوعين من الضلال، كانت نتيجة أولها أن أخذت جميع أنواع الأوهام مأخذها من قلوبهم وعقولهم، وأما الثاني فاستدرجهم من عبادة العلماء والمشايخ والصوفية والزهاد إلى عبادة الجبابرة وطاعة الظالمين الذين كانوا قد بغوا على الله علانية!

المشركون العرب
هذا ولنبحث الآن في المشركين العرب الذين بعث فيهم خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا أول من خاطبهم القرآن، من أي نوع كان ضلالهم في باب الألوهية والربوبية، هل كانوا يجهلون الله رب العالمين، أو كانوا ينكرون وجوده، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليبث في قلوبهم الإيمان بوجود الذات الإلهية! وهل كانوا لا يعتقدون الله عز وجل إلهاً للعالمين ورباً، فأنزل الله القرآن ليقنعهم بألوهيته وربوبيته؟ وهل كانوا يأبون عبادة الله والخضوع له؟ أو كانوا لا يعتقدونه سميع الدعاء وقاضي الحاجة؟ وهل كانوا يزعمون أن اللات والعزّى ومناة وهبل والآلهة الأخرى هي في الحقيقة فاطرة هذا الكون ومالكته والرازقة فيه والقائمة على تدبيره وإدارته؟ أو كانوا يؤمنون بأن آلهتهم تلك مرجع القانون ومصدر الهداية والإرشاد في شؤون المدنية والأخلاق؟ كل واحد من هذه الأسئلة إذا راجعنا فيه القرآن فإنه يجيب عليه بالنفي؛ ويبين لنا أن المشركين العرب لم يكونوا قائلين بوجود الله تعالى فحسب، بل كانوا يعتقدونه مع ذلك خالق هذا العالم كله – حتى آلهتهم – ومالكه وربه الأعلى، وكانوا يذعنون له بالألوهية والربوبية. وكان الله هو الجناب الأعلى الأرفع الذي كانوا يدعونه ويبتهلون إليه في مآل الأمر عندما يمسهم الضر أو تصيبهم المصائب، ثم كانوا لا يمتنعون عن عبادته والخضوع له، ولم تكن عقيدتهم في آلهتهم وأصنامهم أنها قد خلقتهم وخلقت هذا الكون، وترزقهم جميعاً، ولا أنها تهديهم وترشدهم في شؤون حياتهم الخلقية والمدنية، فالآيات الآتية تشهد بما تقول:
(قلن لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولن الله، قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل فأنى تسحرون، بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون) (المؤمنون: 84-90)
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق) (يونس: 22-23)
(وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً) (الإسراء: 67)
ويروي القرآن عقائدهم في آلهتهم بعبارتهم أنفسهم فيما يأتي:
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) ثم إنهم لم يكونوا يزعمون لآلهتهم شيئاً من مثل أنها تهديهم في شؤون حياتهم، فالله تعالى يأمر رسوله صلى الله لعيه وسلم في سورة يونس (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) الآية: 35 فيرميهم سؤاله هذا بالسكات، ولا يجيب أحد منهم عليه بنعم! عن اللات والعزى ومناة والآلهة الأخرى تهدينا سواء السبيل في العقيدة والعمل، وتعلمنا مبادئ العدالة والأمن والسلام في حياتنا الدنيا، وإننا نستمد من منبع علمها معرفة حقائق الكون الأساسية، فعند ذلك يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(قل الله يهدي للحق. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون) (يونس: 35)
ويبقى بعد هذه النصوص القرآنية أن نطلب جواب هذا السؤال: ماذا كان ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية الذي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم نرده إلى الصواب، وأنزل كتابه المجيد ليخرجهم من ظلماته إلى نور الهداية؟ وإذا تأملنا القرآن للتحقيق في هذه المسألة، نقف في عقائدهم وأعمالهم كذلك على النوعين من الضلال اللذين مازالا يلازمان الأمم الضالة منذ القدم.
فكانوا بجانب يشركون بالله آلهة وأرباباً من دونه في الألوهية والربوبية فيما فوق الطبيعة، ويعتقدون بأن الملائكة والنفوس الإنسانية المقدسة والسيارات السماوية – كل أولئك دخيلة بوجه من الوجوه في صلاحيات الحكم القائم فوق نظام العلل والأسباب. ولذلك لم يكونوا يرجعون إلى الله تعالى وحده في الدعاء والاستعانة وأداء شعائر العبودية، بل كانوا يرجعون كذلك في تلك الأمور كلها إلى آلهتهم المصنوعة الملفقة. وكانوا بجانب آخر يكادون لا يتصورون في باب الربوبية المدنية والسياسية أن الله تعالى هو الرب بهذه المعاني أيضاً. فكانوا قد اتخذوا أئمتهم الدينيين ورؤساءهم وكبراء عشائرهم أرباباً بتلك المعاني، ومنهم كانوا يتلقون القوانين لحياتهم.
أما النوع الأول من ضلالهم فيشهد به القرآن فيما يلي من الآيات: (ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فان أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) (الحج: 11-13) ...
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في (1) ، سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18)
(قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً) (حم السجدة: 9)
(قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
(وإذا مسَّ الإنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً (2) ليضل عنه سبيله) (الزمر: 8)
(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسّكم الضرّ فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً (3) مما رزقناهم، تالله لتسئلنّ عما كنتم تفترون) (النحل: 53 –56)
وأما الآخر فشهادة القرآن ما يأتي:
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم) (الأنعام: 137)
ومن الظاهر أنه ليس المراد بـ (شركاء) في هذه الآية: الآلهة والأصنام، بل المراد بهم أولئك القادة والزعماء الذين زينوا للعرب قتل أولادهم وجعلوه في أعينهم مكرمة. فأدخلوا تلك البدعة الشنعاء على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وظاهر كذلك أن أولئك الزعماء لم يكن القوم قد اتخذوهم شركاء من حيث كانوا يعتقدون أن لهم السلطان فوق نظام الأسباب في هذا العالم، أو كانوا يعبدونهم ويدعونهم، بل كانوا قد جعلوهم شركاء مع الله في الألوهية والربوبية من حيث كانوا يسلمون بحقهم في أن يشرعوا لهم ما يشاؤون من النظم والقوانين لشؤونهم المدنية والاجتماعية، وأمورهم الخلقية والدينية.
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وسيأتي تفصيل معاني كلمة (الدين) في موضعه من هذه الرسالة، وهناك سنتبين سعة معاني هذه الآية وشمولها. على أنه يتضح في هذا المقام أن ما كان يتولاه أولئك الزعماء والرؤساء من وضع الحدود والقواعد التي هي بمثابة الدين بغير إذن من الله تعالى، وأن اعتقاد العرب بكونها مما يجب اتباعه والعمل به، كان هو عينه شركة مع الله من أولئك في ألوهيته وربوبيته، وإيماناً من هؤلاء بشركتهم تلك!

دعوة القرآن: أن هذا البحث الذي قد خضنا غماره في الصفحات السابقة بصدد تصورات الأمم الضالة وعقائدها، ليكشف القناع عن حقيقة أن جميع الأمم التي قد وصمها القرآن بالظلم والضلال وفساد العقيدة من لدن أعرق العصور في القدم إلى زمن نزول القرآن، لم تكن منها جاحدة بوجود الله تعالى ولا كانت تنكر كون الله رباً وإلهاً بالإطلاق. بل كان ضلالها الأصلي المشترك بين جميعها أنها كانت قد قسمت المعاني الخمسة لكلمة (الرب) التي قد حددناها في بداية هذا الباب – مستشهدين باللغة والقرآن – قسمين متباينين:
فأما المعاني التي تدل على أن (الرب) هو الكفيل بتربية الخلق وتعهده وقضاء حاجته وحفظه ورعايته بالطرق الخارجة عن النظام الطبيعي، فكانت لها عندهم دلالة أخرى مختلفة، وهم وإن كانوا لا يعتقدون إلا الله تعالى ربهم الأعلى بموجبها، إلا أنهم كانوا يشركون به في الربوبية الملائكة والجن والقوى الغيبية والنجوم والسيارات والأنبياء والأولياء والأئمة الروحانيين.
وأما المعنى الذي يدل على أن (الرب) هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد، ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة وقطب الاجتماع والمدنية، فكانت له عندهم دلالة أخرى متباينة: وبموجب هذا المفهوم كانوا إما يعتقدون أن النفوس الإنسانية وحدهم رباً من دون الله، وإما يستسلمون لربوبية تلك النفوس في شؤون الأخلاق والمدنية والسياسة مع كونهم يؤمنون إيماناً نظرياً بأن الله هو الرب، هذا هو الضلال الذي مازالت تبعث لحسمه الرسل عليهم اللام من لدن فجر التاريخ، ولأجل ذلك بعث الله أخيراً محمداً صلى الله عليه وسلم. وكانت دعوتهم جميعاً أن الرب بجميع معاني الكلمة واحد ليس غير، وهو الله تقدست أسماؤه. والربوبية ما كانت لتقبل التجزئة ولم يكن جزء من أجزائها ليرجع إلى أحد من دون الله بوجه من الوجوه، وأن نظام هذا الكون مرتبط بأصله ومركزه وثيق الارتباط، قد خلفه الله الواحد الأحد، ويحكمه الفرد الصمد، ويملك كل السلطة والصلاحيات فيه الإله الفذّ الموحد! فلا يد لأحد غير الله في خلق هذا النظام ولا شريك مع الله في إدارته وتدبيره ولا قسيم له في ملكوته. وبما أن الله تعالى هو مالك السلطة المركزية، فإنه هو وحده ربكم في دائرة ما فوق الطبيعة، وربكم في شؤون المدنية والسياسة والأخلاق، ومعبودكم ووجهة ركوعكم وسجودكم، ومرجع دعائكم وعماد توكلكم، والمتكفل بقضاء حاجاتكم، وكذلك هو الملك، ومالك الملك، وهو الشارع والمقنن، وهو الآمر والناهي. وكل هاتين الدلالتين للربوبية اللتين قد فصلتم إحداهما عن الأخرى لجاهليتكم، هي في حقيقة الأمر قوام الألوهية وعمادها وخاصة إلهية الإله. لذلك لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، كما لا يجوز أن يشرك مع الله أحد من خلقه باعتبار أيهما. وأما الأسلوب الذي يدعو به القرآن دعوته هذه فها هو ذا بعبارته:
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين) ... (الأعراف: 54)
(قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق، فما بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) ... (يونس: 31-32)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) .. (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) (الزمر: 5،6)
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً)
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) … (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) (غافر: 61، 62، 64، 65)
(والله خلقكم من تراب) … (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 11 و 13-14)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) ..
(ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يعقلون. بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) ..
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 26 و 28 – 29،30) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يُشركون) (الزمر: 67)
(فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله الكبرياءُ في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (الجاثية: 36-37)
(رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) (مريم: 65)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) (المزمل: 9)
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) (الأنبياء: 92-93)
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) (الأعراف: 3)
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف:110)
فبقراءة هذه الآيات بالترتيب الذي سردناها به، يتبين للقارئ أن القرآن يجعل (الربوبية) مترادفة مع الحاكمية والملكية (Sovereignty) ويصف لنا (الرب) بأنه الحاكم المطلق لهذا الكون ومالكه وآمره الوحيد لا شريك له.
وبهذا الاعتبار هو ربنا ورب العالم بأجمعه ومريبنا وقاضي حاجاتنا.
وبهذا الاعتبار هو كفيلنا وحافظنا ووكلينا.
وطاعته بهذا الاعتبار هي الأساس الفطري الصحيح الذي يقوم عليه بنيان حياتنا الاجتماعية على الوجه الصحيح المرضي، والصلة بشخصيته المركزية تسلك شتى الأفراد والجماعات في نظام الأمة.
وبهذا الاعتبار هو حري بأن نعبده نحن وجميع خلائفه، ونطيعه ونقنت له.
وبهذا الاعتبار هو مالكنا ومالك كل شيء وسيدنا وحاكمنا. لقد كان العرب والشعوب الجاهلية في كل زمان اخطأوا - ولا يزالون يخطئون إلى هذا اليوم - بأنهم وزعوا هذا المفهوم الجامع الشامل للربوبية على خمسة أنواع من الربوبية، ثم ذهب بهم الظن والوهم أن تلك الأنواع المختلفة للربوبية قد ترجع إلى ذوات مختلفة ونفوس شتى، بل ذهبوا إلى أنها راجعة إليها بالفعل. فجاء القرآن فأثبت باستدلاله القوي المقنع أنه لا مجال أبداً في هذا النظام المركزي لأن يكون أمر من أمور الربوبية راجعاً - في قليل أو كثير- إلى غير من بيده السلطة العليا، وأن مركزية هذا النظام نفسها هي الدليل البيّن على أن جميع أنواع الربوبية مختصة بالله الواحد الأحد الذي أعطى هذا النظام خلقه.
ولذلك فإن من يظن جزءاً من أجزاء الربوبية راجعاً إلى أحد من دون الله، أو يرجعه إليه، بأي وجه من الوجوه، وهو يعيش في هذا النظام، فإنه يحارب الحقيقة ويصدف عن المواقع ويبغي على الحق، وباقي بيديه إلى التهلكة والخسران بما يتعب نفسه في مقاومة الحق الواقع.
(الرب) اسْم الله تَعَالَى وَلَا يُقَال الرب فِي غير الله إِلَّا بِالْإِضَافَة وَالْمَالِك وَالسَّيِّد والمربي والقيم والمنعم وَالْمُدبر والمصلح (ج) أَرْبَاب وربوب

(الرب) عصارة التَّمْر المطبوخة وَمَا يطْبخ من التَّمْر وَالْعِنَب وَرب السّمن وَالزَّيْت ثفله الْأسود (ج) ربوب ورباب

فَحل

فَحل
الفَحْلُ: الذَّكَرُ من كلِّ حَيَوَانٍ، ج: فُحولٌ، بالضَّمّ، وأَفْحُلٌ كَأَفْلُسٍ، وفِحَالٍ، بالكَسْر، وفِحالَةٌ مثل الجِمالَة، قَالَ الشاعرُ: فِحالَةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوَالِها وفُحولَةٌ كصُقورَةٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَلْحَقوا الهاءَ فيهمَا لتأنيثِ الجمعِ. ورجلٌ فَحيلٌ: أَي فَحْلٌ، وإنّه بَيِّنُ الفُحولةِ والفِحالَةِ والفِحَلَةِ بكسرِهما، وهنَّ مصَادر، وَقيل لجُحا: على من فِحالَتُك قَالَ: على أمِّي وأُخَيّاتي، يُضربُ لمن قُوَّتُه على الضَّعِيف. وَفَحَلَ إبلَه فَحْلاً كَرِيمًا، كَمَنَعَ: اختارَ لَهَا، كافْتَحلَ، قَالَ: نَحْنُ افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثِلَهْ فِي الصِّحاح: فَحَلَ الإبلَ: إِذا أرسلَ فِيهَا فَحْلاً، قَالَ أَبُو محمدٍ الفَقْعَسيُّ: نَفْحَلُها البِيضَ القَليلاتِ الطَّبَعْ مِن كلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ الفَحيلُ: فَحْلُ الإبلِ، يُقَال: فَحْلٌ فَحيلٌ أَي كريمٌ مُنجِبٌ فِي ضِرابِه، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لِلرَّاعِي:
(كانتْ نَجائِبُ مُنذِرٍ ومُحَرِّقٍ ... أُمَّاتِهِنَّ وَطَرْقُهُنَّ فَحيلا)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَي وَكَانَ طَرْقُهُنَّ فَحْلاً مُنجِباً، والطَّرْق: الفَحْلُ هُنَا، قَالَ ابنُ بَرِّي: والصوابُ فِي إنشادِ البيتِ: نَجائبَ مُنذِرٍ، بالنَّصب، وَالتَّقْدِير: كَانَت أمَّهاتُهُنَّ نَجائبَ مُنذِرٍ، وَكَانَ طرقهُنَّ فَحْلاً. وأَفْحَلَه فَحْلاً: أعارَه إيّاه يَضربُ فِي إبلِه. والاسْتِفحالُ: مَا يَفْعَله أَعْلاجُ كابُلَ وجُهّالُهم، كَانُوا إِذا رأَوْا رجلا جَسيماً من العربِ خلَّوا بَينه وَبَين نِسائِهم ليُولَدَ فيهم مِثلُه، نَقله الليثُ. قَالَ: وَمن قَالَ: اسْتَفْحَلْنا فَحْلاً لدوابِّنا فقد أَخْطَأ. وَكَبْشٌ فَحيلٌ: يُشبهُ فَحْلَ الإبلِ فِي نُبلِه وعِظَمِه. منَ المَجاز: الفَحْلُ سُهَيْلٌ، هَكَذَا تُسمِّيه العربُ على التشبيهِ لاعتِزالِه النُّجومَ، كالفَحْلِ من الإبلِ فإنّه إِذا قَرَعَ الإبلَ اعتزَلَها، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي الأساس: يُقَال: أما ترى الفَحلَ كَيفَ يَزْهَر، يُرادُ سُهَيْلٌ، شُبِّهَ فِي اعتزالِه الكَواكبَ بالفَحلِ إِذا اعتزلَ الشَّوْلَ بعد ضِرابِه، وَقيل: سُمِّي بِهِ لعِظَمِه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَقد لاحَ للساري سُهَيْلٌ كأنّهُ ... قَريعُ هِجانٍ دُسَّ مِنْهُ المَساعِرُ)
الفَحْلُ بنُ عَيّاشِ بن حَسّان، الَّذِي قاتَلَ يزيدَ بنِ المُهَلَّبِ بن أبي صُفْرَةَ الأزْدِيّ، وَتَخَالَفا فِي) ضَرْبَةٍ فَقَتَل كلٌّ مِنْهُمَا صاحبَه، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ أنّه القَحْلُ بِالْقَافِ، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ فِي التبصير، وَقد ذَكَرَه الصَّاغانِيّ فِي العُباب على الصوابِ فِي القافِ، فتنبَّه لذَلِك.
الفَحْلُ: ذَكَرُ النخلِ الَّذِي يُلقَحُ بِهِ حَوائِلُ النخلِ، كالفُحّال، كرُمّانٍ نقلهُما ابنُ سِيدَه، واقتصرَ الليثُ على الأخيرةِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه خاصّةٌ بالنَّخلِ أَي لَا يُقالُ لغيرِ الذكَرِ من النخلِ فُحّالٌ، وَقَالَ أَبُو حنيفةَ عَن أبي عمروٍ: لَا يُقَال فَحْلٌ إلاّ فِي ذُو الرُّوح، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نصرٍ، قَالَ أَبُو حنيفةَ: والناسُ على خِلافِ هَذَا، وجمعُه فَحاحيلُ، وأمّا فَحْلٌ فجمعُه فُحولٌ، قَالَ أُحَيْحةُ بنُ الجُلاح: تأَبَّري يَا خِيرَةَ الفَسيلِ تأَبَّري من حَنَذٍ فَشُولِ إذْ ضَنَّ أَهْلُ النخلِ بالفُحولِ وَقَالَ البَطينُ التَّيْميّ:
(يُطِفْنَ بفُحَّالٍ كأنّ ضِبابَه ... بُطونُ الموَالِي يَوْمَ عِيدٍ تغَدَّتِ)
وَفِي الأساس: فُحولُ بَني فلانٍ وفَحاحيلُهم مُبارَكة، وَهِي ذُكورُ النخلِ.وفِحْلان، بالكَسْر مثنى فِحْلاٍ: ع فِي جبلِ أُحَدٍ، كَذَا نصُّ العُباب، قَالَ القَتابيُّ الكِلابيُّ:
(يَا هَلْ تَرَوْنَ بِأَعْلَى عاسِمٍ ظُعُناً ... نَكَّبْنَ فِحْلَيْنِ واسْتَقبلْنَ ذَا بقَرِ)
وَفِي اللِّسان: الفَحْلان: جبَلانِ صغيران، قَالَ الرَّاعِي: هَل تُؤْنِسونَ بأَعلى عاسِمٍ ظُعُناً ورَّكْنَ فَحْلَيْنِ واسْتَقبلْنَ ذَا بقَرِ وَفِي كتابِ نصر: الفَحْلان: جبَلانِ من أَجَأَ يَشْتَبِهانِ إِلَى الحُمرَة. قلتُ: ولعلَّ قولَه: فِي أُحُدٍ تَصْحِيف من قولِه أَجَأ فتنبَّهْ لذَلِك. والفِحْلتان، مُثَنَّى فِحْلَة: ع. وفِحْلٌ، بالكَسْر وبالفَتْح وككَتِفٍ: مواضعُ، أمّا فِحْل بالكَسْر فَهُوَ مَوْضِعٌ بِالشَّام، وَقد تقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ، وأمّا بالفَتْح، فَهُوَ جبَلٌ لهُذَيْلٍ، يصبُّ مِنْهُ وَادي شَجْوَةَ، أسفلُه لقومٍ من بَني أًميّة. وفُحولُ الشُّعَراءِ: الغالِبونَ بالهِجاءِ من هاجاهم، مثل جَريرٍ والفَرَزْدق، وَكَانَ يُقَال لَهما: فَحْلا مُضَرَ، وَكَذَا كلُّ من عارَضَ شَاعِرًا فُضِّلَ عَلَيْهِ، كَعَلْقمَةَ بنِ عَبَدَةَ الَّذِي مَرَّ ذِكرُه. والفَحْلاء: ع. فِي الأساسِ وَالْمُحِيط: المُتَفَحِّلُ من الشجَر: المُتَعَقِّر الَّذِي يصيرُ عاقِراً، لَا يحملُ وَلَا يُثمرُ كالفَحْلِ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: تفَحَّلَ: تكلَّفَ الفُحولَةَ فِي اللِّباسِ والمَطعَمِ فخَشَّنَهما، وَمِنْه حديثُ عمرَ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ: أنّه لمّا قَدِمَ الشامَ تفَحَّلَ لَهُ أُمَراءُ الشَّام. أَي تكلَّفوا لَهُ الفُحولَةَ فِي اللِّباسِ والمَطعَمِ فخَشَّنوهُما، أَي تلَقَّوْه مُتَبَذِّلينَ مُتَزَيِّنين، مأخوذٌ من الفَحْلِ ضِدِّ الْأُنْثَى، لأنّ التَّزَيُّنَ والتصَنُّعَ فِي الزِّيِّ من شأنِ الإناثِ والمُتَأَنِّثين، والفُحولُ لَا يَتَزَيَّنون. وامرأةٌ فَحْلَةٌ: أَي سَليطَةٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفِحْلَةُ، بالكَسْر افْتِحالُ الإنسانِ فَحْلاً لدوابِّه، وبَعيرٌ ذُو فِحْلَةٍ: يَصْلُحُ للافْتِحال. والفَحيلُ كالفَحْل: عَن كُراع. وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: فَحَلَ فلَانا بَعِيرًا، وافْتَحلَه: أعطَاهُ، كَأَفْحلَه. واختُلِفَ فِي سعيدِ بنِ الفَحْلِ والراوي عَن سالمِ بنِ عَبْد الله بن عمرَ، فقيلَ بالفاءِ، وَقيل بِالْقَافِ.
(فَحل)
الْإِبِل وَنَحْوهَا فحلا أرسل فِيهَا فحلا وَيُقَال فَحلهَا فحلا

دير محمد

دير محمد:
من نواحي دمشق، قال الحافظ أبو القاسم:
محمد بن الوليد بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أميّة الأموي أمّه أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان كان عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، يراه أهلا للخلافة، وإليه تنسب المحمديات التي فوق الأرزة ودير محمد الذي عند المنيحة من إقليم بيت الآبار، وتزوّج محمد هذا ابنة عمه يزيد بن عبد الملك.

المُغَمَّسُ

المُغَمَّسُ:
بالضم ثم الفتح، وتشديد الميم وفتحها، اسم المفعول من غمست الشيء في الماء إذا غيّبته فيه:
موضع قرب مكة في طريق الطائف، مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان دليل صاحب الفيل فمات هناك، قال أمية بن أبي الصّلت الثّقفي يذكر ذلك:
إنّ آيات ربّنا ظاهرات ... ما يماري فيهنّ إلا الكفور
حبس الفيل بالمغمّس حنّى ... ظلّ يحبو كأنه معقور
كلّ دين يوم القيامة عند ال ... له إلا دين الحنيفة بور
وقال نفيل:
ألا حيّيت عنّا يا ردينا، ... نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينة لو رأيت، ولن تريه، ... لدى جنب المغمّس ما رأينا
إذا لعذرتني ورضيت أمري، ... ولن تأسي على ما فات بينا
حمدت الله أن أبصرت طيرا، ... وخفت حجارة تلقى علينا
وكلّ القوم يسأل عن نفيل، ... كأنّ عليّ للحبشان دينا
قال السّهيلي: المغمّس، بضم أوله، هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيّدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الأخيرة من المغمّس، وذكر السّكّري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة أن المغمّس، بكسر الميم الأخيرة، فإنه أصحّ ما قبل فيه، وذكر أيضا أنه يروى بالفتح، فعلى رواية الكسر هو مغمّس مفعّل كأنه اشتق من الغميس وهو الغميز يعني النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس، يقال: غمس المكان وغمز إذا نبت فيه ذلك، كما يقال مصوّح ومشجّر، وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشيء إذا غطيته وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاه، وإنما قلنا هذا لأن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لما كان بمكة كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمّس وهو على ثلثي فرسخ من مكة، كذلك رواه أبو علي بن السكن في كتاب السنن له، وفي السنن لأبي داود: أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، كان إذا أراد التّبرّز أبعد، ولم يبيّن مقدار البعد وهو مبين في حديث ابن السكن، ولم يكن، صلّى الله عليه وسلّم، ليأتي المذهب إلا وهو مستور متحفظ، فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا، وقد ذكرته في رغال، وقال ثعلبة بن غيلان الإيادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي العرب إيّاها إلى أرض فارس:
تحنّ إلى أرض المغمّس ناقتي، ... ومن دونها ظهر الجريب وراكس
بها قطعت عنّا الوذيم نساؤنا، ... وغرّقت الأبناء فينا الخوارس
إذا شئت غنّاني الحمام بأيكة، ... وليس سواء صوتها والعرانس
تجوب من الموماة كلّ شملّة ... إذا أعرضت منها القفار البسابس
فيا حبّذا أعلام بيشة واللّوى، ... ويا حبّذا أجشامها والجوارس!
أقامت بها جسر بن عمرو وأصبحت ... إياد بها قد ذلّ منها المعاطس

الظِّهَار

(الظِّهَار) وجع الظّهْر
الظِّهَار: بِالْكَسْرِ من الظّهْر وَهُوَ فِي اللُّغَة بِمَعْنى المعاونة كالتظاهر بِمَعْنى التعاون وَتقول ظَاهر من امْرَأَته وتظاهر مِنْهَا أَي قَالَ لَهَا أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي وتعديته بِمن لتضمين معنى الْبعد. وَفِي الْبَحْر الرَّائِق شرح كنز الدقائق الظِّهَار فِي اللُّغَة مصدر ظَاهر امْرَأَته إِذا قَالَ لَهَا أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي كَذَا فِي الصِّحَاح وَفِي الْمِصْبَاح قيل إِنَّمَا خص ذَلِك بِذكر الظّهْر لِأَن الظّهْر من الدَّابَّة مَوْضُوع الرّكُوب وَالْمَرْأَة مركوبة وَقت الغشيان فركوب الْأُم مستعار من ركُوب الدَّابَّة ثمَّ شبه ركُوب الزَّوْجَة بركوب الْأُم الَّذِي هُوَ مُمْتَنع وَهُوَ اسْتِعَارَة لَطِيفَة فَكَأَنَّهُ قَالَ ركوبك للنِّكَاح حرَام عَليّ وَكَانَ الظِّهَار طَلَاقا فِي الْجَاهِلِيَّة فنهوا عَن الطَّلَاق بِلَفْظ الْجَاهِلِيَّة وَأوجب عَلَيْهِم الْكَفَّارَة تَغْلِيظًا فِي النَّهْي انْتهى.
وَهُوَ فِي الشَّرْع تَشْبِيه زَوْجَة أَو تَشْبِيه مَا عبر بِهِ عَنْهَا كالرأس وَالْوَجْه والرقبة وَنَحْوهَا أَو تَشْبِيه جُزْء شَائِع مِنْهَا كالنصف وَالرّبع بعضو يحرم نظره إِلَيْهِ من أَعْضَاء مَحَارمه أبدا نسبا أَو رضَاعًا أَو ظهرية كَأُمِّهِ وبنته نسبا أَو رضَاعًا وَأم امْرَأَته وَلَا بُد وَأَن يكون الْمظَاهر مُسلما عَاقِلا بَالغا فَلَا صَحَّ ظِهَار الذِّمِّيّ وَالْمَجْنُون وَالصَّبِيّ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى الظِّهَار تَشْبِيه مُسلم عَاقل بَالغ مَا يُضَاف وينسب إِلَيْهِ الطَّلَاق من الزَّوْجَة بِمَا يحرم إِلَيْهِ النّظر من عُضْو محرمه أَي الْمحرم نِكَاحهَا مؤيدا بِنسَب أَو رضَاع أَو صهرية.
وَفِي كنز الدقائق هُوَ تَشْبِيه الْمَنْكُوحَة بمحرمة عَلَيْهِ على التَّأْبِيد. قيد التَّشْبِيه بالمنكوحة احْتِرَازًا عَن الْأمة والأجنبية وَلم يقيدها بِشَيْء ليشْمل المدخولة وَغَيرهَا. الْكَبِيرَة وَالصَّغِيرَة، الرتقاء وَغَيرهَا، الْعَاقِلَة والمجنونة، الْمسلمَة والكتابية وَقيد بالتأبيد لِأَنَّهُ لَو شبهها بأخت امْرَأَته لَا يكون مُظَاهرا لِأَن حرمتهَا مُؤَقَّتَة بِكَوْن امْرَأَته فِي عصمته وَكَذَا الْمُطلقَة ثَلَاثًا. وَأطلق الْحُرْمَة فَيشْمَل الْمُحرمَة نسبا وصهرا ورضاعا فَلَو شبهها بِأُمِّهِ أَو بِأم امْرَأَته أَو بِأُمِّهِ رضَاعًا كَانَ مُظَاهرا. وَأَرَادَ بالتأبيد تأبيد الْحُرْمَة بِاعْتِبَار وصف لَا يُمكن زَوَاله لَا بِاعْتِبَار وصف يُمكن زَوَاله فَإِن للمجوسية حُرْمَة لَا على التَّأْبِيد فَلَو قَالَ أَنْت عَليّ كَظهر مَجُوسِيَّة لَا يكون مُظَاهرا. ذكر فِي جَوَامِع الْفِقْه لِأَن التَّأْبِيد بِاعْتِبَار دوَام الْوَصْف وَهُوَ غير لَازم للمجوسية لجَوَاز إسْلَامهَا بِخِلَاف الــأمية والأختية وَغَيرهمَا كَذَا فِي فتح الْقَدِير وَهُوَ يُوجب حُرْمَة الوطئ ودواعيه حَتَّى يكفر فَلَو وطئ قبل التَّكْفِير يكون عَاصِيا اسْتغْفر الْغفار وَلَا يجب عَلَيْهِ غير الْكَفَّارَة الأولى. وَإِنَّمَا تجب الْكَفَّارَة بِعُود الْمظَاهر ورجوعه. فالعود هُوَ الْمُوجب لِلْكَفَّارَةِ ويستقر وُجُوبهَا بِهِ وَلَيْسَ المُرَاد بِالْعودِ الْوَطْء بل عوده عزمه على وَطئهَا وكفارته تَحْرِير رَقَبَة فَإِن لم يسْتَطع عَلَيْهَا صَامَ شَهْرَيْن مُتَتَابعين لَيْسَ فيهمَا رَمَضَان وَأَيَّام منهية وَإِن لم يسْتَطع الصَّوْم أطْعم سِتِّينَ فَقِيرا كالفطرة أَو قِيمَته. ( [حرف الْعين] )

هفف

هـ ف ف: امْرَأَةٌ (مُهَفْهَفَةٌ) أَيْ ضَامِرَةُ الْبَطْنِ وَ (مُهَفَّفَةٌ) أَيْضًا. 

هفف


هَفَّ(n. ac. هَفّ
هَفِيْف)
a. Blew; whistled (wind).
b.(n. ac. هَفِيْف), Walked fast.
c. Shone, flashed.
d. Was placid.
e. [Ila] [ coll. ], Inclined (
himself ) to, was fond of.
إِهْتَفَفَa. see I (c)b. Tingled, buzzed (car).
هَفّa. see 2 (b)
هِفّa. Empty; rainless (cloud).
b. Little fishes.
c. see 28 (a)
هَفَّاْفa. Nimble.
b. Gentle (wind).
c. Bright.
d. Flimsy, gauzy.

هِفَّاْنa. Track.

N. P.
هَفَّفَa. Slender.
[هفف] نه: في ح السكينة: وهي ريح "هفافة"، أي سريعة المرور في هبوبها، الجوهري الريح الهفافة: الساكنة الطيبة، والهفيف: سرعة السير والخفة، هف يهف. ومنه ح الحسن في الحجاج: هل كان إلا حمارًا "هفافًا"! أي طياشًا خفيفًا. وفيه: كانت الأرض "هفا" على الماء، أي قلقة لا تستقر، من رجل هف: خفيف. وفيه: ما في بيتك "هفة" ولا سفة، الهفة بالكر: سحاب لا ماء فيه، والسفة ما ينسج من الخوص كالزنبيل، أي لا مشروب في بيتك ولا مأكول. وفيه: كان بعض العباد يفطر على "هفة" يشوبها، هي بالكسر والفتح نوع من السمك، هو الدعموص وهي دويبة تكون في مستنقع الماء.
(هفف) - في الحديث : "كانَت الأرضُ هِفًّا على الماءِ"
: أي قَلِقةً لا تَسْتَقِرُّ؛ مِن قَوْلهم: رَجُلٌ هِفٌّ: أي خَفِيفٌ وسحابةٌ هِفٌّ، وشَهْدَة هِفٌّ: لا مَاءَ ولا عسَلَ فيها.
- فِي حديث أبى ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "والله ما في بَيْتِك هِفّةٌ ولا سُفَّةٌ"
قال الجَبّان: الهِفَةُ: مُختَرق للسُّفُن بالبَطِيحَة. والهِفُّ: سَحَابٌ لا ماءَ فيه، وشُهْدٌ هِفٌّ: لا عَسَلَ فيه، وزَرْعٌ هِفٌّ: تَنَاثَر حَبُّه قَبل الجَزّ. وأمّا السُّفَّةُ فقال الجَبّان أيضًا: السُّفُّ: الحيَّةُ الشُّجاع. وقيل: الأَرقم، والسُّفَّة - بالضَّمّ - ما يُنْسَج من الخوص كالزَّبيلِ 
[هفف] الهِفُّ بالكسر: السحاب الرقيق ليس فيه ماء. وشَهْدَةٌ هِفٌّ: ليس فيها عسل، حكاه ابن السكيت والهِفُّ أيضاً: الزرع الذي يُؤخَّرُ حَصاده فينتثر حَبُّه. والهِفُّ أيضاً: جنسٌ من السمك صِغارٌ. والهَفَّافُ: البرَّاقُ، والخفيفُ أيضاً. وقد هَفَّ هَفيفاً. والظلُّ الهَفَّافُ والريحُ الهَفَّافَةُ: الساكنةُ الطيِّبةُ. وقميصٌ هَفافٌ وهَفْهافٌ، أي رقيقٌ شفَّافٌ. وريشٌ هفهاف. والهفيف: سرعة السير. قال ذو الرمة: إذا ما نعسنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا بخَرْقاَء وارْفَعْ من هفيف الرواحل وامرأة مهفهفة، أي ضامرة البطن ومهففة، أيضا. عن يعقوب. واليهفوف: الجبان، ويقال الحديد القلب.
هـ ف ف

هفّت الريح هفيفاً إذا سمعت هبوبها، وريح هفّافة: سريعة المرّ، ولها هفهفة وهفاهف. قال الأفوه:

والدهر لا يبقى على صرفه ... مغفرة في حالقٍ مر مريس

من دونها الطير ومن فوقها ... هفاهف الريح كجثّ القليس

القليس: النحل، وجثّه: دويّه: وسحاب هفٌّ: أراق ماءه. وشهدة هفّ هفّة: لا عسل فيها. وزرع هفّ: انتثر حبّه لتأخّر حصاده. وقد هفّ الزرع، وهو هافٌّ. وسرابٌ هفّافٌ، وقد اهتفّ السراب إذا برق. قال ذو الرمة:

في صحن يهماء يهتفّ السراب بها ... في قرقرٍ بلعاب الشمس مضروج

وثغرٌ هفافٌ. قال القطاميّ:

تناولت منها مسفراً أقبلت به ... عليّ وهفّاف الغروب عذاباً

وامرأة مهفهفة: ضامرة. وقميص هفهاف: رقيق.

ومن المجاز: هفّت الإبل هفيفاً: أسرعت. قال ذو الرمة:

إذا ما نعسنا نعسة قلت غنّنا ... بخرقاء وارفع من هفيف الرواحل

ورجل هفّ: خفيف. قال:

هفّ خفيفٌ قليل المال ليس له ... إلا مذلّقةً أو وفضةً سبد
هـفف
هَفَّ هَفَفْتُ، يَهِفّ، اهْفِفْ/ هِفّ، هَفًّا وهفيفًا، فهو

هافّ
• هفََّت الرّيحُ: هبَّت فسُمِعَ صوت هبوبها.
• هفَّ الشَّخصُ: أسرع في سيره ° هفَّت نفسُه.
• هفَّ الحِمْلُ: خَفَّ وزنُه.
• هفَّ الزَّرعُ: انتشر حَبُّه لتأخُّر حصاده. 

اهتفَّ يهتفّ، اهْتَفِفْ/ اهْتَفَّ، اهتفافًا، فهو مُهتفّ
• اهتفَّ الصَّوتُ: دوَّى "اهتفَّ صوتُ القنبلة".
• اهتفَّ السَّرابُ: لمَع. 

مُهفَّفَة [مفرد]
• جارية مهفَّفَة: طاوية الكشح هيفاء، ضامرة البطن، دقيقة الخَصْر. 

هَفّ [مفرد]: مصدر هَفَّ. 

هِفّ [مفرد]:
1 - زرع يُؤَخَّر حصادُه فينتشر حَبُّه.
2 - شُهْدَة رقيقة خفيفة قليلة العسل.
3 - سحاب رقيق لا ماء فيه.
4 - سمك صغار "كان بعض العباد يُفطر على هِفَّة يشويها".
5 - سمك صغار تجفف حتى لا يبقى فيها شيءٌ من الماء.
6 - كل خفيف لا شيء في جوفه.
• الهِفّ من النَّاسِ: الخفيف "رجلٌ هِفّ". 

هفّاف [مفرد]: برّاق "سراب هفّاف".
• الهفَّاف من الأجنحة: الخفيف الطَّيران "جناح هفّاف".
• الهفَّاف من الثِّياب: الرَّقيق الشَّفّاف "ثوب هفّاف" ° هفّاف القميص: طائش غَوِيّ.
• الهفَّاف من الظِّلال: البارد "ظلّ هفّاف- غرفة هفّافة".
• الهفَّاف من الحُمُر ونحوها: الخفيف الطيَّاش. 

هفيف [مفرد]: مصدر هَفَّ ° ظِلّ هفيف: بارد، تهفّ فيه الرِّيح. 
هفف
ابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيْفاً: إذا سَمِعت صوت هُبوبها.
وسحابة هِفٌّ - بالكر -: لا ماء فيها. وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد:
لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَفِّ ... تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ
والهِفُّ - أيضاً -: الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه.
والهِفُّ - أيضاً -: الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة. وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها.
والهِفُّ - أيضاً - والهَفُّ: سمك صِغار.
وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال.
وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ.
وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش. ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِماراً هَفّافاً.
والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، وقيل: البارد.
وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران، قال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام:
يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافاً ثَخِيْنا
أي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه.
وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص.
وقول ذي الرُّمّة:
وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْذْتُهُ ... " فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِباً َضمرا "
" يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد ".
والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة. وفي حديث علي - رضي الله عنه - أنه قال في قوله تعالى:) أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم (قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها.
والهَفِيْفُ: سرعة السير، قال ذو الرُّمة:
إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ
ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن.
وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ.
وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف.
والهَفْهَافُ: العطشان.
واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض.
وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر، قال امرؤ القيس:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة ... تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ
وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة.
وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة:
كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَمِيْلَةٍ ... يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ
أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل.
وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع.
والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت.

هفف: الهَفِيف: سُرْعة السير. هَفَّ يَهِفُّ هَفِيفاً: أَسرع في السير؛

قال ذو الرمة:

إذا ما نعَسْنا نَعْسةً قُلْتُ غَنِّنا

بَخَرْقاء، وارْفَعْ من هَفِيف الرَّواحِل

وهَفَّت هافَّةٌ من الناس أَي طَرأَت عن جَدْب. وغيمٌ هِفٌّ: لا ماء

فيه. والهِفُّ، بالكسر: السحاب الرقيق لا ماء فيه؛ قال ابن بري: ومنه قول

أُميّة:

وشَوَّذتْ شَمْسُهم، إذا طَلَعَتْ

بالجُلْب، هِفّاً كأَنه كَتَمُ

(*

قوله «بالجلب» بالجيم هو الصواب وقد تقدم في شوذ بالخاء المعجمة في

البيت وتفسيره وهو خطأ. راجع مادتي جلب وخلب.)

شوَّذت: ارتفعت، أَراد أَن الشمس طلعت في قُتْمة فكأَنما عَمَّمَتْها.

وفي حديث أَبي ذر، رضي اللّه عنه: واللّه ما في بيتك هُفَّة ولا سُفّة؛

الهُفَّة: السحاب لا ماء فيه، والسُّفّة: ما يُنْسَج من الخوص كالزَّبيل،

أَي لا مَشروب في بيتك ولا مأْكول. وشُهْدة هِفُّ: لا عسَل فيها. وفي

التهذيب: شُهدة هِفّة. وعسل هفٌّ: رقيق؛ قال ساعدة:

لتَكَشَّفَتْ عن ذِي مُتُونٍ نَيِّرٍ،

كالرَّيْطِ لا هِفٍّ، ولا هو مُخْرَبُ

مُخْرَبٌ: تُرك لم يُعَسَّلْ فيه. وقال أَبو حنيفة: الهف، بغير هاء،

الشهدة الرقيقة الخفيفة القليلة العسل. قال يعقوب: يقال شُهدة هِفٌّ ليس

فيها عسل، فوصف به.

والهَفَّاف: البرّاق. وجاءنا على هَفّانِ ذاك أَي وقته وحِينه.

وثوب هَفّاف وهَفْهاف: يَخِفُّ مع الريح، وفي الصحاح: أَي رقيق شَفّاف.

وريح هَفّافة وهفهافة: سريعة المَرّ. وهَفَّت تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيفاً

إذا سمعت صوت هُبوبها. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه، في تفسير

السَّكِينة: هي ريح هَفّافة أَي سريعة المُرور في هُبوبها. والريحُ الهَفّافة:

الساكنة الطَّيِّبةُ. الأَزهري في حديث علي، رضي اللّه عنه، أنه قال في تفسير

قوله تعالى: أَن يأَتِيَكم التابوتُ فيه سَكِينة من ربكم، قال: لها وجه

كوجه الإنسان، وهي بعدَ ريح أَحمر. ورجل هَفّاف القميص إذا نُعِت

بالخِفّة؛ وقال ذو الرمة في الغازنته

(* قوله «الغازنته» كذا في الأصل.):

وأَبْيَضَ هَفّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُه،

فجئْتُ به للقَوم مُغْتَصباً قَسْرا

أَراد بالأَبيض قَلْباً عليه شحم أَبيض، وقَمِيص القلب: غِشاؤه من

الشحم، وجعله هفّافاً لرقَّته؛ وأَما قول ابن أَحمر:

كبَيْضةِ أُدْحِيٍّ بوَعْثِ خَميلةٍ،

يُهَفْهِفُها هَيْقٌ بجُؤْشُوشِه صَعْلُ

فمعنى يُهفْهفها أَي يُحرِّكها ويَدْفَعها لتُفْرِخ عن الرَّأْل.

والهَفْهافان: الجَناحان لخِفَّتِهما؛ قال ابن أَحمر يصف ظَليماً

وبيضَه:يَبِيت يَحُفُّهن بقَفْقَفَيْهِ،

ويَلْحَفُهُنّ هَفْهافاً ثَخِينا

أَي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثخيناً لتراكب الرِّيش. وظِلٌّ هَفْهَفٌ:

بارد تَهِفّ فيه الريح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَبطَحَ حَيَّاشاً وظِلاًّ هَفْهَفا

وغُرْفة هَفّافة وهَفْهافة: مُظِلّة باردة. ويقال للجارية الهَيْفاء:

مُهَفَّفةٌ ومُهَفْهَفةٌ وهي الخَمِيصةُ البطنِ الدقيقة الخَصْر، ورجل

هَفْهاف ومُهَفْهَف كذلك؛ وأَنشد:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غيرُ مُفاضةٍ

وامرأَة مُهَفْهَفة لأَي ضامرة البطن. ابن الأَعرابي: هَفْهَفَ الرَّجل

إذا مُشِقَ بدنه فصار كأَنه غُصْن يَميد مَلاحة. والهِفُّ: الزرْع الذي

يؤخّر حَصاده فيَنْتَثِر حبه والهَفّاف: الخفيف، وقد هَفَّ هَفِيفاً. وريش

هَفّاف.

واليَهْفُوف: الجَبان. ابن سيده: اليَهْفُوف الحديدُ القلب، وزاد غيره

من الرجال، وهو أَيضاً الأَحمق. واليَهْفُوف: القَفْر من الأَرض. ابن بري:

أَبو عمرو اليَهْفُوف: القلب الحديد؛ وأَنشد:

طائره حدا بقَلْبٍ يَهْفُوف

ورجل هِفٌّ: خفيفٌ. وفي حديث الحسن وذكَر الحَجاج: هل كان إلاَّ حماراً

هِفّاً؟ أَي طيّاشاً خفيفاً. وفي حديث كعب: كانت الأَرضُ هِفّاً على

الماء أَي قَلِقةً لا تَستقِرُّ، من قولهم رجل هِفٌّ أَي خفيف. وفي النوادر:

تقول العرب: ما أَحسَنَ هِفّة الورَق ورِقَّته، وهي إبْرِدَتُه. وظِلٌّ

هَفْهافٌ: بارد، والظلُّ الهَفّافُ.

وزُقاقُ الهَفّةِ: موضع من البَطِيحة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرَق

للسُّفُن.

والهِفُّ، بالكسر: جنس من السمك صغار. ابن الأَعرابي: الهِفُّ

الهازِبَى، مقصور، وهو السمك، واحدته هُفَّة. وقال عُمارة: يقال للهفّ الحُساسُ،

قال: والهازِبى جنس من السمك معروف. وفي بعض الحديث: كان بعضُ العُبّادِ

يُفْطِر كل ليلة على هِفّة يَشْوِيها؛ هو بالكسر والفتح، نوع من السمك،

وقيل: هو الدُّعْمُوص وهي دُويبة تكون في مُسْتَنْقَع الماء.

هـفف
{هَفَّت الرِّيحُ} تَهِفُّ {هَفّاً،} وهَفِيفاً: إِذا هَبَّت فسُمِعَ صَوْتُ هُبُوبِها نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. قالَ: وسَحابَةٌ {هِفٌّ، بالَكسْرِ: بِلَا ماءٍ وَهُوَ السَّحابُ الرَّقِيقُ، قالَ ابنُ بَرِّي: وَمِنْه قولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي عائِذِ:
(وشَوَّذَتْ شَمْسُهُم إِذا طَلَعَتْ ... بالجُلْبِ هِفًّا كأَنّه كَتَمُ)
شَوَّذَتْ: ارْتَفَعَتْ، أَرادَ أَنَّ الشمسَ طَلَعَتْ فِي قُتْمَةٍ، فكأَنّما عَمَّمْتها. وَفِي حديثِ أَبي ذَرٍّ، واللهِ مَا فِي بَيْتِكَ} هِفَّةٌ وَلَا سُفَّةٌ أَي: لَا مَشْرُوبَ وَلَا مَأَكُولَ. وشُهْدَةٌ! هِفٌّ: لَا عَسَلَ فِيهَا نَقَلَه الجوهَرِيُّ عَن ابْن السِّكِّيتِ، ومثلُه لابنِ دُرَيْدٍ، وفِي التَّهْذِيبِ: شُهْدَةٌ وعَسَلٌ {هِفٌّ: رَقِيقٌ.} والهِفُّ أيْضاً: الزَّرْعُ الذّيِ يُؤّخَّرُ حَصادُه فينَتْثِر حَبُّهُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَقد {هَفَّ فَهُوَ} هَافٌّ. (و) {الهِفُّ: السَّمَكُ الصِّغارُ وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ:} الهِفُّ: الهاربِيَّةُ هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخِ، وَفِي بعضِها الهارِبَةُ، وكُلُّه غَلَطٌ، وَالصَّوَاب الْهَاِزبَا مقصورٌ، وَهُوَ نوعٌ من السَّمَكِ، كَمَا هُوَ نَصُّ النّوادِرِ، ومَرَّ للمُصَنِّفِ فِي الموحَّدَةِ الهازِبَا، ويُمَدُّ: جِنْسٌ من السَّمَكِ ويُفْتَح. والهِفُّ: الدَّعامِيصُ الكبارُ عَن المُبَرِّدِ واحِدَتُه بهاءٍ وَمِنْه الحَدِيثُ: كانَ بعضُ العُبّادِ يفُطْرُِكُلَّ لَيْلَةٍ على {هِفَّةٍ يَشْويهَا وقالَ عُمارةُ: يُقال} للهِفِّ: الحُسَاسُ، والدُّعْمُوصُ: دُوَيْبَّة تَكُونُ فِي مَسْتَنْقَعِ الماءِ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الهِفُّ: الخَفِيفُ مِنّا وذكَرَه الجوهَرِيُّ وَلم يُقَيِّدْهُ، وَقد هَفَّ {هَفِيفاً: إِذا خَفَّ. والهِفُّ: الشُّهْدَةُ الرَّقِيقَةُ الخَفِيفَةُ القَلِيلَةُ العَسَلِ قالَه أَبو حَنِيفَةَ، وتقَدَّمَ عَن يَعْقُوبَ: شُهْدَةٌ هِفٌّ: ليسَ فِيها عَسَلٌ، فوَصَفَ بِهِ، وَقَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّةَ:
(لتَكَشَّفَتْ عَنْ ذِي مُتُونٍ نَيِّرٍ ... كالرَّيْطِ لاهِفٌّ، وَلَا هُوَ مُخْرَبُ)
مُخْرَب: تُرِكَ لم يُعَسَّلْ فيِه. والهِفُّ أَيْضا: كُلُّ خَفِيفِ لَا شَيْءَ فِي جَوْفِه. وزُقاقُ} الهَفَّةِ، بالفَتْحِ: ع، من البَطِيحَة كثيرُ القَصْباءِ فِيهِ مُخْتَرَقٌ للسُّفُنِ نقَلَه اللَّيْثُ. أَو طَرِيقُ الهَفَّةِ: ع، بالبَصْرَةِ.
وَفِي المُعْجَم: الهَفَّةُ: مدينَةٌ قَدِيمةٌ كَانَت فِي طَرَفِ السَّوادِ، بَناهَا سابُورُ ذُو الأَكْتافِ، وأَسْكَنَها إياداً، وآثارُ سُورِها لم تَنْدَرِس. {والهَفّافُ، كشَدّادٍ، من الحُمُرِ: الطَّيّاشُ وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ الحَسَنَ ذَكَرَ الحَجّاجَ فقالَ: مَا كانَ إِلَّا حِماراً} هَفّافاً. (و) {الهَفّافُ من الظِّلالِ: البارِدُ أَو الساّكِنُ الطَّيِّبُ، وهذَه عَن الجَوْهَرِيِّ أَو مَا لَمْ يكَنُْظلَيِلاً نَقَلَه الصّاغانِيُّ. والهَفّافُ من الأَجْنِحَةِ: الخَفِيفُ للطَّيَرانِ قالَ ابنُ أَحْمَرَ يَصِفُ بَيْضَ النَّعامِ:
(يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ} هَفَّافاً ثَخِينَا)
) أَي، يُلْبِسُهُنَّ جَناحاً، وجَعَله ثَخِيناً لتَراكُب الِّريِش عَلَيْهِ. والهَفّافُ من القُمُصِ: الرَّقِيقُ الشَّفّافُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ غيرُه: ثَوْبٌ {هَفّافٌ يَخِفٌ مَعَ الرِّيح} كالهَفْهافِ فيهمَا يُقال: قَمِيصٌ {هَفْهافٌ، ورِيشٌ هَفْهافٌ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وأَبْيَضَ هَفّافِ القَمِيصِ أخَذْتُه ... فجِئْتُ بهِ للقَوْمِ مُغْتَصِباً قَسْرَا)
أَراد بالأَبْيَضِ قَلْباً عَلَيْهِ شَحْمٌ أَبيضُ وقَمِيُص القَلْبِ: غِشاؤُه من الشَّحْم، وجَعَلَه هَفّافاً لرقَّتِه، ويُرْوَى بيتُ ابنِ أَحْمَر: ويُلْحِفُهُنّ} هَفْهافاً. {والهَفْهافانِ: الجَناحانِ، لخِفَّتِهِما. والهَفّافُ: البَراّقُ نَقله الجوهَرُّي. وريحٌ} هَفّافَةٌ: طَيِّبَةٌ ساكِنَةٌ نقَلَه الجوهرِيُّ، وقالَ غيرُه: سَرِيعَةُ المُرُورِ فِي هُبُوبها.
{والهَفِيفُ، كأَمِيرٍ: سُرْعَةُ السَّيْرِ وَقد} هَفَّ! هَفِيفاً: أَسْرَع فِي السَّيْرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (إِذا مَا نَعَسْنَا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنَا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ مِنْ {هَفِيفِ الرَّواحِل)
} والهَفْهافُ: الضّامِرُ البَطْنِ نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ. وأيْضاً: العَطْشانُ. {واليَهْفُوفُ: الجَبانُ، كاليَأْفُوفِ. أَو الحَدِيدُ القَلْبِ عَن ابْن سِيدَه، زادَ غيرُه: من الرِّجالِ. وَهُوَ أَيْضا: الأَحْمَقُ عَن الفَرّاءِ، لخِفَّتِه.
(و) } اليَهْفُوف: القَفْرُ من الأرْضِ. ويُقالُ: جاريَةٌ {مُهَفَّفَة} ومُهَفْهَفَةٌ الأُولَى عَن يَعْقُوبَ أَي: {هَيْفاءُ ضامِرَةُ البَطْن، دَقِيقَةُ الخَصْر قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(} مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيْرُ مُفاضَةٍ ... تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: {هَفْهَفَ الرَّجُلُ: مَشَقَ بَدَنُه، فصارَ كأَنَّهُ غُصْنٌ يَمِيدُ مَلاحةً، فَهُوَ} مُهَفْهَفٌ.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: {الاهْتِفافُ: بَريقُ السّراب. و: الدَّوِيُّ فِي المَسامِعِ.} وَهِفّانُ بِالْفَتْح ويُكْسَر: من أََسْمائِهم. ويُقالُ: جاءَ عَلَى {هِفّانِه: أَي على إِثْرِهِ وَفِي اللِّسانِ: أَي وَقْتِه وحِيِنه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليِه:} هَفَّتْ {هافَّةٌ من النّاسِ: أَي طَرَأَتْ عَنْ جَدْبٍ. وريحٌ} هَفْهافَةٌ، {كهَفّافَةٍ، وَلها} هَفَّةٌ {وهَفْهَفَةٌ،} وهَفائِفُ. ورَجُلٌ! هَفّافُ القَمِيصِ: إِذا نُعِتَ بالخِفَّةِ، وَهُوَ مجَاز. {وهَفَّهُ: حَرَّكَه ودَفَعَه. وظِلٌّ} هَفْهَفٌ: بارِدٌ تَهِفُّ فِيهِ الرِّيحُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: أَبْطَحَ جَيّاشاً وظِلاًّ {هَفْهَفَا.
وغُرْفَةٌ هَفّافَةٌ، وهَفْهافَةٌ: مُظَّلِةٌ.
ورَجُلٌ} هَفْهافٌ: {مُهَفْهَفٌ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: كانَت الأَرْضُ} هِفًّا على الماءِ أَي: قَلِقَةً لَا تَسْتَقِرُّ.
وَفِي النَّوادِر: تَقولُ العَرَبُ: مَا أَحْسَنَ {هِفَّةَ الوَرَق، أَي رِقَّتَه. وظِلٌّ} هَفّافٌ: باردٌ. وسَرابٌ) هَفَّافٌ، وثَغْرٌ هَفّافٌ.! وهُفْ. بالضمِّ: زَجْرٌ للغَنَم.

العِرَاقُ

العِرَاقُ:
مياه لبني سعد بن مالك وبني مازن.
والعراق أيضا: محلة كبيرة عظيمة بمدينة إخميم بمصر، فأما العراق المشهور فهي بلاد. والعراقان: الكوفة والبصرة، سمّيت بذلك من عراق القربة وهو الخرز المثنّي الذي في أسفلها أي أنها أسفل أرض العرب، وقال أبو القاسم الزّجاجي: قال ابن الأعرابي سمي عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها، وأنشد:
تكشّري مثل عراق الشّنّه وأنشد أيضا:
لما رأين دردري وسني ... وجبهتي مثل عراق الشّنّ
متّ عليهنّ ومتن مني
قال: ولا يكون عراقها إلا أسفلها من قربة أو مزادة، قال: وقال غيره العراق في كلامهم الطير، قالوا: وهو جمع عرقة، والعرقة: ضرب من الطير، ويقال أيضا: العراق جمع عرق، وقال قطرب:
إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلهم إذا أتت ذلك الموضع، وقال الخليل: العراق شاطئ البحر، وسمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدّا حتى يتصل بالبحر على طوله، قال: وهو مشبّه بعراق القربة وهو الذي يثنى منها فيخرز، وقال الأصمعي: هو معرّب عن إيران شهر، وفيه بعد عن لفظه وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك، ويقال: بل هو مأخوذ من عروق الشجر، والعراق:
من منابت الشجر، فكأنه جمع عرق، وقال شمر:
قال أبو عمرو سميت العراق عراقا لقربها من البحر، قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عراقا، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحابا:
سنا لوحه لما استقلّت عروضه، ... وأحيا ببرق في تهامة واصب
فجرّ على سيف العراق ففرشه ... وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب
فلما علا سود البصاق كفافه ... تهبّ الذّرى فيه بدهم مقارب
فجلّل ذا عير ووالى رهامه، ... وعن مخمص الحجّاج ليس بناكب
فحلّت عراه بين نقرى ومنشد، ... وبعّج كلف الحنتم المتراكب
ليروي صدى داود واللحد دونه، ... وليس صدى تحت التراب بشارب
فهذا لم يرد العراق الذي هو علم لأرض بابل إنما هو يصف الحجاز وهذه المواضع كلها بالحجاز، فأراد أن هذا السحاب خرج من البحر يعني بحر القلزم ومرّ بسيف ذلك البحر وسمّاه عراقا اسم جنس ثم وصف كل شيء مرّ به من جبال الحجاز حتى سقى قبر ابنه داود، وقد صرح بذلك مليح الهذلي فقال:
تربّعت الرياض رياض عمق، ... وحيث تضجّع الهطل الجرور
مساحلة عراق البحر حتى ... رفعن كأنما هنّ القصور
وقال حمزة: الساحل بالفارسية اسمه إيراه الملك ولذلك سمّوا كورة أردشير خرّه من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر فعرّبت العرب لفظ إيراه بالحاق القاف فقالوا إيراق، وقال حمزة في الموازنة:
وواسطة مملكة الفرس العراق، والعراق تعريب إيراف، بالفاء، ومعناه مغيض الماء وحدور المياه، وذلك أن دجلة والفرات وتامرّا تنصبّ من نواحي أرمينية وبند من بنود الروم إلى أرض العراق وبها يقرّ قرارها فتسقي بقاعها، وكانت دارا الملك من أرض العراق إحداهما عبر دجلة والأخرى عبر الفرات وهما بافيل وطوسفون، فعرّب بافيل على بابل وعلى بابلون أيضا وطوسفون على طيسفون وطيسفونج، وقيل: سميت بذلك لاستواء أرضها حين خلت من جبال تعلو وأودية تنخفض، والعراق: الاستواء في كلامهم، كما قال الشاعر:
سقتم إلى الحقّ معا وساقوا ... سياق من ليس له عراق
أي استواء، وعرض العراق من جهة خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا، وطولها خمسة وسبعون جزءا وثلاثون دقيقة، وأكثر بلاده عرضا من خط الاستواء عكبران على غربي دجلة، وعرضها ثلاثة وثلاثون جزءا وثلاثون دقيقة وذلك آخر ما يقع في الإقليم الثالث من العراق، ومن بعد عكبرا يدخل العراق كله في الإقليم الثالث إلى حلوان، وعرضها أربعة وثلاثون جزءا، ومقدار الربع من العراق في الإقليم الرابع دسكرة الملك وجلولاء وقصر شيرين، وأما الأكثر ففي الثالث، وأما القادسية ففي الإقليم الثالث، وطولها من المغرب تسعة وستون جزءا وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها من خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا وخمس وأربعون دقيقة، وحلوان والعذيب جميعا من الإقليم الثالث، وقد خطئ أبو بكر أحمد بن ثابت في جعله العراق وبغداد من الإقليم الرابع، وأما حدّه فاختلف فيه، قال بعضهم: العراق هو السواد الذي حدّدناه في بابه، وهو ظاهر الاشتقاق المذكور آنفا لا معنى له غير ذلك وهو الصحيح عندي، وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا: حدّه حفر أبي موسى من نجد وما سفل عن ذلك يقال له العراق، وقال قوم:
العراق الطور والجزيرة والعبر والطور ما بين ساتيدما إلى دجلة والفرات، وقال ابن عياش: البحرين من أرض العراق، وقال المدائني: عمل العراق من هيت إلى الصين والسند والهند والريّ وخراسان وسجستان وطبرستان إلى الديلم والجبال، قال:
وأصبهان سنّة العراق، وإنما قالوا ذلك لأن هذا كلّه كان في أيام بني أميّة يليه والي العراق لا أنه منه، والعراق هي بابل فقط كما تقدّم، والعراق أعدل أرض الله هواء وأصحّها مزاجا وماء فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة والآراء الراجحة والشهوات المحمودة والشمائل الظريفة والبراعة في كلّ صناعة مع اعتدال الأعضاء واستواء الأخلاط وسمرة الألوان، وهم الذين أنضجتهم الأرحام فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأبرص كالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة في الشقرة، ولم يتجاوز أرحام نسائهم في النّضج إلى الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حلك لونهم ونتن ريحهم وتفلفل شعرهم وفسدت آراؤهم وعقولهم فمن عداهم بين خمير لم ينضج ومجاوز للقدر حتى خرج عن الاعتدال، قالوا: وليس بالعراق مشات كمشاتي الجبال ولا مصيف كمصيف عمان ولا صواعق كصواعق تهامة ولا دماميل كدماميل الجزيرة ولا جرب كجرب الزنج ولا طواعين كطواعين الشام ولا طحال كطحال البحرين ولا حمّى كحمّى خيبر ولا كزلازل سيراف ولا كحرارات الأهواز ولا كأفاعي سجستان وثعابين مصر وعقارب نصيبين ولا تلوّن هوائها تلوّن هواء مصر، وهو الهواء الذي لم يجعل الله فيه في أرزاق أهله نصيبا من الرحمة التي نشرها الله بين عباده وبلاده حتى ضارع في ذلك عدن أبين، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ 7: 57، وكل رزق لم يخالط الرحمة وينبت على الغيث لم يثمر إلا الشيء اليسير، فالمطر فيها معدوم والهواء فيها فاسد، وإقليم بابل موضع اليتيمة من العقد وواسطة القلادة ومكان اللّبّة من المرأة الحسناء والمحّة من البيضة والنقطة من البركار، قال عبيد الله الفقير إلى رحمته: وهذا الذي ذكرناه عنهم من أدلّ دليل على أن المراد بالعراق أرض بابل، ألا تراه قد أفرده عنها بما خصّه به؟ وقال شاعر يذكر العراق:
إلى الله أشكو عبرة قد أظلّت، ... ونفسا إذا ما عزّها الشوق ذلّت
تحنّ إلى أرض العراق ودونها ... تنايف لو تسري بها الريح ظلّت
والأشعار فيها أكثر من أن تحصى.

زَاغُول

زَاغُول:
بعد الألف غين معجمة، وآخره لام: من قرى مرو الروذ، بها قبر المهلّب بن أبي صفرة العتكي أمير خراسان، وكان المهلب بعد فراغه من قتل الأزارقة ولّاه عبد الملك خراسان فقدّم ابنه حبيبا بعد عشرة أشهر خليفة وعزل عنها أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد ثمّ قدمها المهلب في صفر سنة 76 فأقام بها إلى أن توفي بقرية زاغول من قرى مرو الروذ، وقد خرج غازيا في ذي الحجة سنة 82 وله ست وسبعون سنة، وكانت مدة ولايته على خراسان مع ولاية ابنه حبيب سبع سنين.

سَهَِرَ 

(سَهَِرَ) السِّينُ وَالْهَاءُ وَالرَّاءُ مُعْظَمُ بَابِهِ الْأَرَقُ، وَهُوَ ذَهَابُ النَّوْمِ. يُقَالُ سَهَرَ يَسْهَرُ سَهَرًا. وَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: السَّاهِرَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ عَمَلَهَا فِي النَّبْتِ دَائِمًا لَيْلًا وَنَهَارًا. وَلِذَلِكَ يُقَالُ: " خَيْرُ الْمَالِ عَيْنٌ خَرَّارَةٌ، فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ، تَسْهَرُ إِذَا نِمْتَ، وَتَشْهَدُ إِذَا غِبْتَ ". وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ:

وَفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وَبَحْرٍ ... وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ

وَقَالَ آخَرُ، وَذَكَرَ حَمِيرَ وَحْشٍ:

يَرْتَدْنَ سَاهِرَةً كَأَنَّ عَمِيمَهَا ... وَجَمِيمَهَا أَسْدَافُ لَيْلٍ مُظْلِمٍ

ثُمَّ صَارَتِ السَّاهِرَةُ اسْمًا لِكُلِّ أَرْضٍ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 13] وَالْأَسْهَرَانِ: عِرْقَانِ فِي الْأَنْفِ مِنْ بَاطِنٍ، إِذَا اغْتَلَمَ الْحِمَارُ سَالَا مَاءً. قَالَ الشَّمَّاخُ:

تُوَائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ ... حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ

وَكَأَنَّمَا سُمِّيَتَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمَا يَسِيلَانِ لَيْلًا كَمَا يَسِيلَانِ نَهَارًا. وَيُرْوَى " أَسْهَرَتْهُ ". وَيُقَالُ رَجَلٌ سُهَرَةٌ: قَلِيلُ النَّوْمِ. وَأَمَّا السَّاهُورُ فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ غُلَافُ الْقَمَرِ ; وَيُقَالُ هُوَ الْقَمَرُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّهُ يَسْبَحُ فِي الْفَلَكِ دَائِبًا، لَيْلًا وَنَهَارًا.

نُهْمٌ

نُهْمٌ:
بضم النون، وسكون الهاء، قال أبو المنذر:
كان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمّى عبد نهم، وكان سادن نهم يسمّى خزاعي بن عبد نهم من مزينة ثم من بني عدي، فلما سمع بالنبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، ثار إلى الصنم فكسره وأنشأ يقول:
ذهبت إلى نهم لأذبح عنده ... عتيرة نسك كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت عقلها: ... أهذا إله أبكم ليس يعقل؟
أنبت فديني اليوم دين محمد ... إله السماء الماجد المتفضّل
ثم لحق بالنبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وضمن إسلام قومه مزينة، وله يقول أيضا أميّة بن الأشكر:
إذا لقيت راعيين في غنم ... أسيّدين يحلفان بنهم
بينهما أشلاء لحم مقتسم، ... فامض ولا يأخذك باللحم القرم

فُومِهَا

{فُومِهَا}
وسأله عن قول الله - عز وجل -: {وَفُومِهَا} ما الفوم؟ قال: الحنطة. أما سمعت قول أبي محجن الثقفي:
قد كنتُ أحسبني كأغنىَ واحدٍ. . . قدم المدينةَ عن زراعة فوم
(ظ، طب، تق) وزاد في (ك، ط) بعد بيت أبي محجن: قال: ومن قرأها على قراءة عبد الله بالثاء فهو هذا المنتن، قال أمية بن أبي الصلت:
كانت منازلهم إذا ذاك ظاهرة. . . فيها الفراديس والفُومانُ والبصلُ
= الكلمة من آية البقرة 61:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ. . .}
وحيدة في القرآن، صيغة ومادة.
في مجاز القرآن لأبي عبيدة أنه الحنطة، وقالوا هو الخبز (1 / 4) وقال الفراء إن الفوم فيما ذُكِرَ لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً قد ذُكروا. قال بعضهم: سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون: فَوَّموا لنا بالتشديد لا غير. يريدون: اختبزوا. وهي في قراءة عبد الله: "وثومِها" بالثاء، فكأنه أشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل. والعرب تبدل الفاء ثاء (1 / 41) وحكاه الطبري عن بعض أهل العلم بلغات العرب، ولم يسمه - كعادته - وابن حجر في فتح الباري (8 / 783) والقرطبي في الجامع، ونقل في الفوم بمعنى الثوم، أنه قول الكسائي والنضر بن شميل، وقيل: الفوم الحنطة، رُوِىَ عن ابن عباس أيَضاً، وأكثر المفسرين، واختاره النحاس وقال: هو أوْلى. . . وإن كان الكسائي والفراء اختارا القول الأول لإبدال العرب الفاء من الثاء، والإبدال لا يقاس عليه.

مطا

(مطا)
مطوا جد فِي السّير وَيُقَال مطا بالقوم مد بهم فِي السّير وَصَاحب صديقا فِي السّفر وَفتح عَيْنَيْهِ
[مطا] نه: فيه: إذا مشت أمتي "المطيطاء"، هي بالمد والقصر مشية فيها تبختر ومد اليدين، يقال: مطوت ومططت، بمعنى مددت، ولم تستعمل إلا مصغرًا. ط: وخدمتهم أبناء فارس والروم وأخذوا أموالهم وسبوا أولادهم سلط الله قتلة عثمان عليه حتى قتلوه، ثم سلط بني أمية على بني هاشم ففعلوا ما فعلوا. مف: هو بضم ميم ممدودًا، وعند بعض بحذف ياء بعد طاء ثانية. ج: وهي مشية المتكبرين، من مط- إذا تكبر. ك: فقمت و"تمطيت"، أي تأخرت وتمددت، من التمطي وهو مد اليدين في الشيء. نه: وفي ح الصديق: إنه مر على بلال وقد "مطي" في الشمس يعذب، أي مد وبطح فيها. وفيه: وتركت "المطي" هارا، هو جمع مطية وهي ناقة يركب مطاها أي ظهرها، ويقال: يمطي بها في السير، أي يمد.
باب مظ
م ط ا: (الْمَطَا) مَقْصُورٌ الظَّهْرُ. وَ (الْمَطِيَّةُ) وَاحِدَةُ (الْمَطِيِّ) وَ (الْمَطَايَا) . وَ (الْمَطِيُّ) وَاحِدٌ وَجَمْعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (الْمَطِيَّةُ) الَّتِي تَمُطُّ فِي سَيْرِهَا قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ (الْمَطْوِ) وَهُوَ الْمَدُّ فِي السَّيْرِ. وَ (امْتَطَاهَا) اتَّخَذَهَا مَطِيَّةً، وَ (التَّمَطِّي) التَّبَخْتُرُ وَمَدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ التَّمَطُّطُ قُلِبَتْ إِحْدَى الطَّاءَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا: التَّظَنِّي وَالتَّقَضِّي فِي التَّظَنُّنِ وَالتَّقَضُّضِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} [القيامة: 33] . 
[مطا] المطا مقصورٌ: الظهرْ ; والجمع الامطاء. (*) والمطية: واحدة المطى واحد وجمع، يذكر ويؤنث. والمطايا فَعالى، وأصله فَعائِلُ، إلا أنه فعل به ما فعل بخطايا. وقال أبو العميثل: المطية تذكر وتؤنث. وأنشد أبو زيد لربيعة بن مقرومٍ الضّبّي، جاهلي: ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظلامِ بَعَثْتُهُ * يشكو الكلال إلى دامى الاظلل والتَمَطِّي: التبختر ومدُّ اليدين في المشي. ويقال: التَمَطِّي مأخوذ من المَطيطَةِ، وهو الماء الخاثر في أسفل الحوض، لأنه يَتَمَطَّطُ أي يتمدد. وهو مثل تظنيت من الظن، وتقضيت من التقضض . قال رؤبة: به تمطت غول كل ميله * بنا حراجيج المهارى النفه والمطواء من التمطى، على وزن الغلواء. والمطو: المدّ. يقال: مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً، إذا مددتَ بهم في السير. قال الأصمعي: المَطِيَّةُ: التي تَمُطُّ في سيرها. قال: وهو مأخوذ من المطو، أي المد. قال أبو زيد: يقال منه: امْتَطَيْتُها، أي اتَّخذتها مَطِيَّةً. وقال الأموي: امْتَطَيْناها، أي جعلناها مَطايانا. والمِطْوُ بالكسر: عذق النخلة، والجمع مطاء مثل جرو وجراء. ومطو الشئ: نظيره وصاحبه. وقال: ناديت مِطْوي وقد مال النهار بهمْ * وعَبْرَةُ العَينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ وقال رجلٌ من أسد السَراة يصف برقاً : فظَلْتُ لدى البيتِ العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان أي صاحباى.

مطا: المَطْوُ: الجِدُّ والنَّجاء في السير، وقد مَطا مَطْواً؛ قال

امرؤُ القيس:

مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ،

وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ

(* قوله« غريهم» كذا في الأصل. وعبارة القاموس: الغريّ كغني الحسن منا

ومن غيرنا، وبعد هذا فالذي في الديوان: حتى تكل مطيهم.)

ومَطا إِذا فتح عينيه، وأَصل المَطْو المدّ في هذا. ومَطا إِذا

تَمَطَّى. ومَطا الشيءَ مَطْواً: مدَّه. ومَطا بالقوم مَطْواً: مدَّ بهم.

وتَمَطَّى الرجل: تَمدَّد. والتَّمَطِّي: التبختر ومَدُّ اليدين في المشي، ويقال

التَّمَطِّي مأْخوذ من المَطِيطةِ وهو الماءُ الخاثر في أَسفل الحوض

لأَنه يَتَمَطَّطُ أَي يتمَدَّد، وهو مثل تَظَنَّيْتُ من الظَّنَّ

وتَقَضَّيْتُ من التَّقَضُّض، والمُطَواءُ من التَّمَطِّي على وزن الغُلَواءِ،

وذكر ابن بري المَطا التَّمَطِّي؛ قال ذَرْوةُ بن جُحْفةَ الصَّمُوتي:

شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي،

فَهْيَ تَمَطَّى كمَطا المَحْمُومِ

وإِذا تَمَطَّى على الحُمَّى فذلك المُطَواءُ، وقد تقدَّم تفسير

المَطِيطاء وهو الخُيَلاءُ والتَّبَخْتُر. وفي الحديث: إِذا مَشَتْ أُمَّتي

المُطَيْطا، بالمد والقصر؛ هي مِشْية فيها تَبَخْتُر ومَدُّ اليدين. ويقال:

مَطَوْتُ ومَطَطْتُ بمعنى مدَدْت؛ قال ابن الأَثير: وهي من المصغرات التي

لم يستعمل لها مكبر، والله أَعلم. وقوله تعالى: ثم ذَهَب إِلى أَهله

يَتمَطَّى؛ أَي يتبختر، يكون من المَطِّ والمَطْوِ، وهما المدّ، ويقال:

مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً إِذا مدَدْت بهم في السير. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه: أَنه مَرَّ على بلال وقد مُطِيَ في الشمس يُعذَّبُ فاشتراه

وأَعْتَقه؛ معنى مُطِيَ أَي مُدَّ وبُطحَ في الشمس. وكلُّ شيءٍ مَدَدْتَه فقد

مَطَوْتَه؛ ومنه المَطْوُ في السَّيْر. ومَطا الرجلُ يَمْطو إِذا سارَ

سيراً حسَناً؛ قال رؤبة:

به تَمَطَّت غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ،

بنا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّهِ

تَمَطَّتْ بنا أَي سارَتْ بنا سَيْراً طَويلاً ممدوداً؛ ويروى:

بنا حراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ

وقوله أَنشده ثعلب:

تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاس،

فليسَ بِيَتْنٍ ولا تَوْأَمِ

فسَّره فقال: يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ

حَمْلَه؛ وقال الآخر:

تَمَطَّتْ به بَيْضاءُ فَرْعٌ نَجِيبةٌ

هِجانٌ، وبَعْضُ الوالِداتِ غَرامُ

وتَمَتَّى: كَتَمَطَّى على البدل، وقيل لأَعرابي: ما هذا الأَثر بوجهك؟

فقال: من شِدَّة التَّمَتِّي في السجود. وتمَطَّى النهارُ: امتدَّ وطال،

وقيل: كلُّ ما امْتَدَّ وطال فقد تمَطَّى. وتمَطَّى بهم السَفرُ:

امْتَدَّ وطالَ، وتمَطَّى بك العهْدُ كذلك، والاسم من كل ذلك المُطَواءُ.

والمَطاةُ والمَطا أَيضاً: التَّمَطِّي؛ عن الزجاجي، حكاه في الجُمل قرنه

بالمَطا الذي هو الظَّهْر. والمَطِيَّةُ من الدَّوابِّ التي تَمُطُّ في سيرها،

وهو مأْخوذ من المَطْوِ أَي المَدّ. قال ابن سيده: المَطِيَّة من

الدَّوابِّ التي تَمْطُو في سيرها، وجمعها مطايا ومَطِيٌّ؛ ومن أَبيات

الكتاب:متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرِي

ليْلاً، ولا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي

قال سيبويه: أَراد لا يُؤَرِّقْني الكَرِيُّ فاحتاجَ فأَشمَّ الساكنَ

الضمة، وإِنما قال سيبويه ذلك لأَن بعده ولا أَسمعُ، وهو فعل مرفوع،

فحُكْمُ الأَول الذي عُطف عليه هذا الفعل أَن يكون مرفوعاً، لكن لما لم يمكنه

أَن يُخلص الحركة في يؤرِّقْني أَشمها وحمل أَسمعُ عليه لأَنه وإِن كانت

الحركة مشمة فإِنها في نية الإِشباع، وإِنما قلنا في الإِشمام هنا إِنه

ضرورة لأَنه لو قال لا يؤرقني فأَشبع لخرج من الرجز إِلى الكامل، ومحال أَن

يجمع بين عروضين مختلفين؛ وأَنشد الأَخفش:

أَلم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلي،

أَنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطي؟

جعل التي في موضع ياءٍ فَعِيلٍ القافية وأَلقى المتحركة لما احتاج إِلى

إِلقائها، وقد قال قوم: إِنما أَلقى الزائد وذلك ليس بحسن لأَنه مستخفٌّ

للأَوَّل، وإِنما يَرْتَدِع عند الثانية، فلما جاءَ لفظ لا يكون مع

الأَول تركه كما يقف على الثقيل بالخفة؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش في العلي

والمطي إِلى حذف الحرف الأَخير الذي هو لام وتبقية ياء فعيل، وإِن كانت

زائدة، كما ذهب في نحو مَقُول ومَبيع إِلى حذف العين وإِقرار واو مفعول،

وإِن كانت زائدة، إِلا أَن جهة الحذف هنا وهناك مختلفتان لأَن المحذوف من

المَطيّ والعليّ الحرف الآخر، والمحذوف في مقول لعلة ليست بعلة الحذف في

المطِيّ والعَليّ، والذي رآه في المَطِيّ حسن لأَنك لا تتناكر الياء

الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها وهي مكلمة له، أَلا ترى أَنها بإِزاءِ نون

مستفْعلن؟ وإِنما استغنى الوزن عن الثانية فإِياها فاحذف، ورواه قطرب:

أَنّ مطاياك، بفتح أَن مع اللام، وهذا طريق، والوجه الصحيح كسر إِن لتزول

الضرورة، إِلا أَنا سمعناها مفتوحة الهمزة.

وقد مَطَتْ مَطْواً. وامْتَطاها: اتخذها مَطِيَّةً. وامْتَطاها

وأَمْطاها: جعلها مَطِيَّتَه.

والمَطِيَّةُ: الناقة التي يُرْكب مَطاها. والمَطِيَّةُ: البعير

يُمْتَطى ظهره، وجمعه المَطايا، يقع على الذكر والأُنثى. الجوهري: المَطِيَّةُ

واحدة المَطِيِّ والمَطايا، والمَطِيُّ واحد وجمع، يذكر ويؤنث، والمَطايا

فَعالى، أَصله فَعائلُ إِلا أَنه فُعِل به ما فُعِلَ بخَطايا. قال أَبو

العميثل: المطية تذكر وتؤنث؛ وأَنشد أَبو زيد لربيعة بن مَقْرُوم

الضَّبِّي جاهلي:

ومَطِيّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه

يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ دامي الأَظْلَل

قال أَبو زيد: يقال منه امْتَطَيتها أَي اتخذتها مَطِيَّةً. وقال

الأُموي: امتطيناها أَي جعلناها مَطايانا. وفي حديث خزيمة: تَرَكَتِ المُخَّ

راراً والمَطِيَّ هاراً؛ المَطِيّ: جمع مطية وهي الناقة التي يركب مَطاها

أَي ظهرها، ويقال: يُمْطى بها في السير أَي يُمَدُّ، والهارُ: الساقطُ

الضعيف. والمَطا، مقصور: الظَّهر لامتداده، وقيل: هو حَبْل المتن من عَصَب

أَو عَقَب أَو لحم، والجمع أَمْطاء. والمَطْوُ: جريدة تُشَقُّ بشِقَّيْنِ

ويُحْزَم بها القَتُّ من الزرع، وذلك لامتدادها. والمَطْوُ: الشِّمراخ،

بلغة بَلْحَرثِ بن كعب، وكذلك التَّمطِيةُ، والجمع مِطاء، والمَطا، مقصور:

لغة فيه؛ عن ابن الأَعرابي. وقال أَبو حنيفة: المَطْوُ والمِطْوُ،

بالكسر، عِذْق النخلة، والجمع مِطاء مثل جَرْو وجِراء؛ قال ابن بري: شاهد

الجمع قول الراجز:

تَخَدَّدَ عن كَوافِرِه المِطاء

والمَطْوُ والمِطْوُ جميعاً: الكُباسة والعاسي؛ وأَنشد أَبو زياد:

وهَتَفُوا وصَرَّحُوا يا أَجْلَحْ،

وكان هَمّي كلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ

كذا أَنشده مُطو، بالضم، وهذا الرجز أَورده الشيخ محمد بن بري مستشهداً

به على المِطو، بالكسر، وأَورده بالكسر، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضي

الدين الشاطبي، رحمه الله: قال علي بن حمزة البصري وقد جاءَ عن أَبي زياد

الكلابي فيه الضم. ومَطا الرجلُ إِذا أَكل الرطب من الكُباسة. والمِطْوُ:

سَبَل الذُّرة. والأُمْطِيُّ: الذي يُعمل منه العِلْكُ، واللُّبايةُ شجر

الأُمْطِيّ. ومِطْوُ الشيء: نظيره وصاحبه؛ وقال:

نادَيْت مِطْوِي، وقد مالَ النهارُ بهمْ،

وعَبْرةُ العين جارٍ دَمْعُها سَجمُ

ومَطا إِذا صاحبَ صَدِيقاً. ومِطْو الرجل: صديقُه وصاحبه ونظيره،

سَرَوِيَّةٌ، وقيل: مِطْوه صاحبه في السفر لأَنه كان إِذا قُويِس به فقد مُدَّ

معه؛ قال يصف سَحاباً، وقال ابن بري: هو لرجل من أَزْد السَّراة يصف

برقاً، وذكر الأَصبهاني أَنه ليعلى بن الأَحول:

فَظَلْتُ، لدى البَيْتِ الحَرامِ، أُخِيلُه،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهُ أَرِقانِ

(* عجز البيت مختلّ الوزن.)

أَي صاحِبايَ، ومعنى أُخِيله أَنظر إِلى مَخِيلته، والهاءُ عائدة على

البرق في بيت قبله، وهو:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كلَّ يَمانِ

والمَطا أَيضاً: لغة فيه، والجمع أَمْطاءٌ ومَطِيٌّ، الأَخيرة اسم

للجمع؛ قال أَبو ذؤيب:

لقد لاقَ المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ

حديثٌ، إِنْ عَجِبْتَ له، عَجِيبُ

والأُمْطِيُّ: صمغ يؤكل، سمي به لامتداده، وقيل: هو ضرب من نبات الرمل

يمتدّ وينفرش. وقال أَبو حنيفة: الأُمْطِيُّ شجر ينبت في الرَّمْل

قُضْباناً، وله عِلْك يُمْضَغ؛ قال العجاج ووصف ثور وحش:

وبالفِرِنْدادِ له أُمطِيُّ

وكل ذلك من المَدِّ لأَن العلكَ يَمْتَدّ.

الأَصمعي:

كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا

قال الجوهري: وامْتَحى لغة ضعيفة.

والماحي: من أَسماء سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، مَحا الله به

الكفرَ وآثارَه، وقيل: لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن

الله.والمَحْوُ: السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي.

والمَحْوة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَصبحت الأَرض

مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ. وتركتُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، وفي المحكم: إِذا جِيدَتْ

كلُّها، كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن. أَبو زيد: تَرَكْتِ السماءُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ. ومَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها

تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت: إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم

إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ، فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على

كل حال جسم، أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم

جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل: ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في

الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأَن الأَعيان

أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى

ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم

الضرورة للمشاهدة، وقيل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛

وقال الشاعر:

سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ

وقيل: هي الشَّمال. قال الأَصمعي وغيره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ،

غير مصروفة. قال ابن السكيت: هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛

وأَنشد:

قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ،

فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ

وقيل: هو الجَنوب، وقال غيره: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو

السحابَ وتَذْهَبُ بها. ومَحْوة: ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ

بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري: أَنكر علي بن

حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال:

وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى:

ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْـ

رِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما

ومَحْوٌ: اسم موضع بغير أَلف ولام. وفي المحكم: والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت

الخنساء:

لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْـ

ـمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا

والأَذْلالُ: جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق. يقال: أُمورُ الله

تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها.

والمِمْحاةُ: خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه.

مسا

(مسا)
فلَان مَسُّوا وعد بِأَمْر ثمَّ أَبْطَأَ عَنهُ وَالْحمار حرن والناقة وَنَحْوهَا أخرج الْوَلَد من بَطنهَا مَيتا
م س ا: (الْمَسَاءُ) ضِدُّ الصَّبَاحِ وَ (الْإِمْسَاءُ) ضِدُّ الْإِصْبَاحِ. وَ (أَمْسَى) (مُمْسًى) أَيْضًا وَهُوَ مَصْدَرٌ وَمَوْضِعٌ. وَالْمُمْسَى اسْمٌ مِنَ الْإِمْسَاءِ. 
[مسا] المساءُ: خلاف الصباح. والإمْساءُ: نقيض الاصباح. وأمسى ممسى. وقال : الحمد لله الذى ممسانا ومصبحنا * بالخير صبحنا ربى ومسانا (*) وهما مصدران وموضعان أيضا. قال امرؤ القيس يصف جارية: تضئ الظلام بالعِشاءِ كأنَّها * مَنارَةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ يريد صومعته حيثُ يُمْسي فيها. والاسم المُسْيُ والصُبْحُ. وقال :

والمسْيُ والصُبْحُ لا بَقاءَ مَعَهْ * ويقال: أتيته لِمُسْي خامسةٍ بالضم، والكسر لغة. أتيته مسيانا، وهو تصغير مَساءٍ. وأتيته أُصْبوحَةَ كلِّ يوم، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم. وأتيته مُسْيَ أَمْسِ ومِسْيَ أمْسِ، أي أَمْسِ عند المَساءِ. والمَسْيُ: إخراج النُطفة من الرحم، على ما فسَّرناه في المَسْطِ. يقال: مَساهُ يَمْسيهِ. وقال :

يَسْطو على أُمِّكَ سطو الماسى * ومسيت الناقة، إذا سطوت عليها وأخرجت ولدها.

مسا: مَسَوْتُ على الناقة ومَسَوْتُ رَحِمَها أَمْسُوها مَسْواً كلاهما

إِذا أَدخَلْتَ يدك في حيائها فَنَقَّيْته. الجوهري: المَسْيُ إِخْراج

النُّطْفة من الرَّحِم على ما ذكرناه في مَسَط، يقال: يَمْسِيه؛ قال

رؤبة:يَسطُو على أُمِّك سَطْوَ الماسِي

قال ابن بري: صوابه فاسْطُ على أُمك لأَن قبله:

إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك في مَسْماسِ

(* قوله« في مسماس» ضبط في الأصل والصحاح هنا وفي مادة م س س بفتح الميم

كما ترى، ونقله الصاغاني هناك عن الجوهري مضبوطاً بالفتح وأنشده هنا

بكسر الميم. وعبارة القاموس هناك: والمسماس، بالكسر، والمسمسة اختلاط إلخ

ولم يتعرض الشارح له.)

والمسْماسُ: اخْتِلاطُ الأَمْر والتِباسُه؛ قال ذو الرمة:

مَسَتْهُنَّ أَيامُ العُبورِ، وطُولُ ما

خَبَطْن الصُّوَى، بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ

ابن الأَعرابي: يقال مَسَى يَمْسِي مَسْياً إِذا ساءَ خُلْقُه بعد

حُسْن. ومَسا وأَمْسى ومَسَّى كله إِذا وعَدَك بأَمر ثم أَبْطَأَ عنك.

ومَسَيْتُ الناقةَ إِذا سطوت عليها وأَخرجت ولدها. والمَسْيُ: لغة في المَسْو

إِذا مَسَطَ الناقة، يقال: مَسَيْتُها ومَسَوْتُها. ومَسَيْتُ الناقَة

والفَرس ومَسَيْتُ عليهما مَسْياً فيهما إِذا سَطَوْت عليهما، وهو إِذا

أَدْخَلْت يدك في رحمها فاستخرجت ماء الفحل والولد، وفي موضع آخر: اسْتِلآماً

للفحل كَراهةَ أَن تَحْمِل له؛ وقال اللحياني: هو إِذا أَدخلت يدك في

رحمها فنقَّيْتَها لا أَدري أَمن نُطفة أَم من غير ذلك. وكل اسْتِلالٍ

مَسْيٌ.

والمَساء: ضد الصَّباح. والإِمْساء: نَقِيض الإِصْباح. قال سيبويه:

قالوا الصَّباح والمَساء كما قالوا البياض والسواد. ولقيته صباحَ مَساءَ:

مبني، وصَباحَ مَساءٍ: مضاف؛ حكاه سيبويه، والجمع أَمْسِية؛ عن ابن

الأَعرابي. وقال اللحياني: يقولون إِذا تَطَيَّروا من الإِنسان وغيره مَساءُ الله

لا مساؤك، وإن شئت نصبت. والمُسْيُ والمِسْيُ: كالمَساء. والمُسْيُ: من

المَساء كالصُّبْح من الصَّباحِ. والمُمْسى: كالمُصْبَح، وأَمْسَينا

مُمْسًى؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

الحمدُ لله مُمْسانا ومُصْبَحَنا،

بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي ومَسَّانا

وهما مصدران وموضعان أَيضاً؛ قال امرؤ القيس يصف جارية:

تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ، كأَنها

مَنارةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ

يريد صومعته حيث يُمسي فيها، والاسم المُسْيُ والصُّبْح؛ قال الأَضبط بن

قريع السعدي:

لكلّ هَمٍّ من الأُمُورِ سَعَهْ،

والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ

ويقال: أَتيته لِمُسْيِ خامسةٍ، بالضم، والكسر لغة. وأَتَيته

مُسَيّاناً، وهو تصغير مَساء، وأَتيته أُصْبوحة كل يوم وأُمْسِيَّةَ كل يوم.

وأَتيته مُسِيَّ أَمْسِ

(* قوله« أتيته مسي أمس» كذا ضبط في الأصل.) أَي أَمْسِ

عند المَساء. ابن سيده: أَتيتُه مَساء أَمْسِ ومُسْيَه ومِسْيَه

وأَمْسِيَّتَه، وجئته مُسَيَّاناتٍ كقولك مُغَيْرِباناتٍ نادر، ولا يستعمل إِلا

ظرفاً. والمَساء: بعذ الظهر إِلى صلاة المغرب، وقال بعضهم إِلى نصف

الليل. وقول الناس كيف أَمْسَيتَ أَي كيف أَنت في وقت المَساء. ومَسَّيْتُ

فلاناً: قلت له كيف أَمْسَيْتَ. وأَمْسَيْنا نحن: صِرْنا في وقت المَساءِ؛

وقوله:

حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا

إِنما أَراد حتى إِذا أَمْسَتْ وأَمْسى، فأَبدل مكان الياء حرفاً

جَلْداً شبيهاً بها لتصح له القافية والوزن؛ قال ابن جني: وهذا أَحد ما يدلُّ

على أَن ما يُدَّعى من أَن أَصل رَمَت وغَزَت رَمَيَت وغَزَوَتْ وأَعْطَتْ

أَعْطَيَتْ واسْتَقْصَت اسْتَقْصَيَت وأَمْسَتْ أَمْسَيَتْ، أَلا ترى

أَنه لما أَبدل الياء من أَمْسَيَتْ جيماً، والجيم حرف صحيح يحتمل الحركات

ولا يلحقه الانقلاب الذي يلحق الياءَ والواو، صحَّحها كما يجب في الجيم،

ولذلك قال أَمْسَجا فدل على أَن أَصل غَزا غَزَوَ.

وقال أَبو عمرو: لقيت من فلان التَّماسِي أَي الدَّواهي، لا يعرف واحده

وأَنشد لمرداس:

أُداوِرُها كيْما تَلِينَ، وإِنَّني

لأَلْقى، على العِلاَّتِ منها، التَّماسِيا

ويقال: مَسَيْتُ الشيءَ مَسْياً إِذا انتزعته؛ قال ذو الرمة:

يَكادُ المِراحُ العَرْبُ يَمْسِي غُروضَها،

وقد جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ

وقال ابن الأَعرابي: أَمْسى فلانٌ فلاناً إِذا أَعانَه بشيء. وقال أَبو

زيد: رَكِبَ فلان مَساء الطريق إِذا ركب وسَط الطريق. وماسى فلان فلاناً

إِذا سَخِرَ منه، وساماهُ إِذا فاخَره.

ورجل ماسٍ، على مثال ماشٍ: لا يَلْتَفِتُ إِلى موعظة أَحد ولا يقبل

قوله. وقال أَبو عبيد: رجل ماسٌ على مثال مالٍ، وهو خطأٌ.

ويقال: ما أَمْساهُ، قال الأَزهري: كأَنه مقلوب كما قالوا هارٍ وهارٌ

وهائرٌ، ومثله رجل شاكي السِّلاحِ وشاكٌ، قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون

الماسُ في الأَصل ماسِياً، وهو مهموز في الأَصل. ويقال: رجل ماسٌ أَي

خفيفٌ، وما أَمْساه أَي ما أَخَفَّه، والله أَعلم.

وَقَظَ

(وَقَظَ)
- فِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ وأُمية بْنِ أَبِي الصَّلْت «قالَت لَهُ هِنْد عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَزْعُم أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَوَقَظَتْنِي» قَالَ أَبُو مُوسَى: هكذا جاء في الرواية، وأظُنّ الصَّواب «فَوَقَذَتْني» بالذَّال: أَيْ كَسَرَتْني وهَدَّتْني.

الأَوَاشِح

الأَوَاشِح:
بالشين المعجمة، والحاء المهملة، بلفظ الجمع: موضع قرب بدر، ذكره أميّة بن أبي الصّلت في مرثيته: من قتل يوم بدر من المشركين، فقال:
ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فال ... حنّان من طرف الأواسح

مصر

المصر: ما لا يسع أكبر مساجده أهله.
(م ص ر) : (الْمَصَارِينُ) الْأَمْعَاءُ جَمْعُ مُصْرَانٍ جَمْعُ مَصِيرٍ عَلَى تَوَهُّمِ أَصَالَةِ الْمِيمِ وَقَوْلُهُ وَلَوْ صَلَّى وَمَعَهُ أَصَارِينُ مَيْتَةٍ تَحْرِيفٌ (وَمُصْرَانُ الْفَأْرِ) ضَرْبٌ مِنْ رَدِيءِ التَّمْرِ.
(مصر) عَلَيْهِ عطاءه أعطَاهُ قَلِيلا قليلاو الْقَوْم الْمَكَان جَعَلُوهُ مصرا وَيُقَال مصر الْأَمْصَار بناها والدولة الشّركَة وَنَحْوهَا أخضعتها لإدارة مصرية خَالِيَة من النّفُوذ الْأَجْنَبِيّ (محدثة) وَالثَّوْب صبغه بِالْمِصْرِ أَو بحمرة خَفِيفَة
م ص ر : مِصْرُ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

وَالْمِصْرُ كُلُّ كُورَةٍ يُقْسَمُ فِيهَا الْفَيْءُ وَالصَّدَقَاتُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَهَذِهِ يَجُوزُ فِيهَا التَّذْكِيرُ فَتُصْرَفُ وَالتَّأْنِيثُ فَتُمْنَعُ وَالْجَمْعُ أَمْصَارٌ.

وَالْمَصِيرُ الْمِعَى وَالْجَمْعُ مُصْرَانٌ مِثْلُ رَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ ثُمَّ الْمَصَارِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ

وَمُصْرَانُ الْفَأْرَةِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ ضَرْبٌ مِنْ رَدِيءِ التَّمْرِ. 
مصر
وهم أخلاط من الأمم، إلا أن جمهرتهم: قبط، وإنما اختلطوا لكثرة من تداول ملك مصر من الأمم، كالعمالقة، واليونانيون، والروم، فخفي أنسابهم، فانتسبوا إلى موضعهم، وكانوا في السلف صابئة، ثم تنصروا، إلى الفتح الإسلامي، وكان لقدمائهم عناية بأنواع العلوم، ومنهم: هرمس الهرامسة، قبل الطوفان، وكان بعده علماء بضروب الفلسفة، خاصة: بعلم الطلسمات والنيرنجات، والمرايا المحرقة، والكيميا.
وكانت دار العلم بها: مدينة منف، فلما بنى الإسكندر مدينة رغب الناس في عمارتها، فكانت دار العلم والحكمة إلى الفتح الإسلامي، فمنهم: الإسكندرانيون، الذين اختصروا كتب جالينوس وقيل أن القبط اكتسب العلم الرياضي من الكلدانيين.
[مصر] نه: فيه: ينزل عيسى عليه السلام بين "ممصرتين"، الممصرة من الثياب ما يكون فيه صفرة خفيفة. ومنه: أتى طلحة وعليه ثوبان "ممصران". وفي ح المواقيت: لما فتح هذان "المصران"، أي كوفة والبصرة، والمصر: المدينة، وقيل لهما: المصران، لأن عمر قال لهم: لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مصروها، أي صيروها مصرًا بيني وبين البحر يعني حدًا، والمصر: الحاجز بين الشيئين. ط: "يمصرون أمصارًا"، أي يتخذون بلادًا. نه: وفيه: لا "يمصر" لبنها فيضر ذلك بولدها، المصر: الحلب بثلاث أصابع، يريد لا يكثر من أخذ لبنها. ومنه: كيف تحلبها "مصرًا" أم فطرًا. ومنه: ما لم "تمصر"، أي تحلب، أراد أن تسرق اللبن. وفيه: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز "مصور" لو بلغت إمامه سفك دمه، المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها، والجمع مصائر.
م ص ر

مصر الأمصار: بناها، ومصر عمر سبعة أمصار منها: المصران: البصرة والكوفة. ويكتب أهل هجر في شروطهم: اشترى فلان الدار بمصورها أي بحدودها. قال عديّ:

وجاعل الشمس مصراً لا خفاء به ... بين النّهار وبين الليل قد فصلا

وناقة مصور: بطيئة خروج الدّرّ لا تحلب إلا مصراً وهو الحلب بأطراف الأصابع، وقد مصرتها وتمصرتها وامتصرتها. وعنز مصور: قليلة الدر. وضربه فنثر مصارينه جمع: مصران جمع: مصير، وقيل: المصارين لم يثبت.

ومن المجاز: عطاء ممصور: قليل، ومصّر عليه عطاءه: أعطاه قليلاً قليلاً. قال الكميت:

حدداً أن يكون سيبك فينا ... زرما أو يجيئنا تمصيرا

ولهم غلة يتمصّرونها ويمتصرونها. وتقول: فلان لا يمتاح نداه إلاّ عصراً، ولا تحلب يداه إلا مصراً.

مصر


مَصَرَ(n. ac. مَصْر)
a. Milked.

مَصَّرَa. Built, founded (city).
b. Made the capital.
c. gave but little milk.
d. gave little; lessened.

تَمَصَّرَa. Became the capital (city).
b. Was little.
c. Sought.
d. Became dispersed.
e. Milked out.
f. see I
إِمْتَصَرَa. see Ib. ( م), Snapped (thread).
مَصْرa. Remains of milk.
b. [ coll. ]
see 2 (c) (d).
مَصْرِيَّةa. see 2yit (b)
مِصْر
(pl.
مُصُوْر
أَمْصَاْر
38)
a. Town, city.
b. Capital, chief town.
c. Cairo.
d. Egypt.
e. Territory.
f. Limit, confine, boundary.
g. Partition; barrier.
h. Case, sheath.
i. Red earth.

مِصْرِيّ
( pl.
a. reg.
مَصَاْرِيّ
& مَصَارٍ ), Egyptian.

مِصْرِيَّة
(pl.
مَصَاْرِيّ)
a. fem. of
مِصْرِيّb. [ coll. ], Para; farthing (
coin ).
مَاْصِرa. see 2 (f) (g) &
مَصُوْر
مَصَاْرِيّ
a. Money, wealth, riches.

مَصِيْر
(pl.
أَمْصِرَة
15t
مُصْرَاْن
&
a. مَصَارِيْن ), Gut, intestine
bowel.
مَصُوْر
(pl.
مِصَاْر مَصَاْئِرُ)
a. Dry, without milk (animal).
N. P.
مَصَّرَa. Dyed red.

المِصْرَانِ
a. Kufa & Busra.

مَُصْطَكَى مَصْطَكَآء
a. Mastic.
[مصر] مصر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث، عن بن السراج. والمصر: واحد الامصار. والمصران: الكوفة والبصرة. والمصر أيضاً: الحدُّ والحاجز بين الشيئين. وقال : وجاعل الشمسِ مُصْراً لا خَفاَء به * بين النهار وبين الليلِ قد فَصَلا - وأهل مِصْرَ يكتبون في شروطهم: اشترى فلان الدار بمُصورِها. أي بحدودها. والمَصيرُ: المعا. وهو فعيل، والجمع المصران، مثل رغيف ورغفان. والمصارين جمع الجمع. وقال بعضهم: مصير إنما هو مفعل من صار إليه الطعام، وإنما قالوا مصران كما قالوا في جمع مسيل الماء مسلان، شبهوا مفعلا بفعيل. ومصران الفأرة: ضرب من ردئ التمر. والمصر: حلب بأطراف الاصابع. وقال ابن السكيت: المصر: حلب كل ما في الضرع. والمتصر: حلب بقايا اللبن في الضَرع. أبو زيد: المصور من المعز خاصة دون الضأن، وهى التى غرزت إلا قليلا. قال: ومثلها من الضأن الجدود. قال: وجمعها مصائر، مثل قلائص. وقال العدبس: جمعها مصار، مثل قلاص. والمصور: الناقة التي يَتَمَصَّرُ لبنها، أي يُحلب قليلاً قليلاً، لأنَّ لبنها بطئ الخروج. ويقال: مصرت العنز تمصيرا، أي صارت مصورا. ابن السكيت: يقال: نعجة ماصرة، ولجبة ، وجدود، وعزوز، أي قليلة اللبن. وفلان مَصَّرَ الأمْصارَ، كما يقال مدَّنَ المدائن.
مصر
المَصْرُ: حَلَمت بأطْرَافِ الأصابِع. وناقَة مَصُوْرٌ: إذا كانَ لَبَنها بَطِيْءَ الخُرُوْجِ ولا تُحْلَبُ إلّا مَصراً.
والتَمَصرُ: حَلَبُ بقايا اللَّبَنِ في الضُّروْعِ بَعْدَ الدِّرَّةِ. ويُسْتَعْمَل في تَتَبُع الغَلَّةِ، يقولون: لهم غَلة يَمْتَصِرُوْنَها.
ومَصَّرَ عليه الشيْءَ: أعْطاه قَليلاً قَليلاً.
وَعطَاءٌ مَمْصُوْر: مَقْطُوع. والمِصْرُ: كُلّ كوْرَةٍ تقَامُ فيها الحُدُودُ وُيغْزى منها الثُّغُوْرُ. ومِصْرُ: كُوْرَة بِعَيْنِها، لا تُصْرَفُ.
والمِصْرانِ: الكُوْفَة والبَصْرَةُ. والمِصْرُ: الحَدُّ، وجَمْعُه مُصوْرٌ. وكُلُّ شَيْءٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ: مِصْرٌ. والمَصِيْرُ: المِعَى، والجَمِيع المُصْرَانُ والمَصَارِيْنُ. ومُصْرَانُ الفَأْرَةِ: ضَرْبٌ من التَمْرِ رَدِيْءٌ. والمُمَصَّرُ: ثَوْب مَصْبُوْغٌ بصُفْرَةٍ قَليلةٍ، وقيل: بِطِيْنٍ أحْمَرَ. وجاءتِ الإبلُ مُمَصرَةً: أي متَفَرقَةً.
والمصر: الضعِيْفُ الجِسْمِ. وعَيْش ماصِر: فيه بُلْغَة لا فَضْلَ فيه. ومنه: مَصْرُ دِرَّةِ الناقَةِ. ومن الغرَرِ: المُتَمَصِّرَةُ؛ وهي التي دَقَّتْ من أمْكِنَةٍ وانْقَطَعَتْ ولا تَسِيلُ في الوَجْهِ. وأصْل التَّمَصُّرِ: التقَطُّع.
(مصر) - قوله عزَّ وجلَّ: {اهْبِطُوا مِصْرًا}
إذا لم يُرِد مِصرًا بعينِه كان نِكرَةً، وجَاز نَصْبُه وَتَنوينُه، وَإذَا أُريدَ به المِصْرُ المعرُوف كان نَصْباً بِلا تَنْوِين، وقد قُرِىءَ بهما.
وقيل: سُمِّيتْ مِصْرُ باسْم بَعضِ أَولادِ نُوحٍ عليه الصلاة والسّلام، كان مالِكَهَا .
وقيل: لأَنَّه حَدٌّ بَين البَرَّ والبَحْرِ.
والمِصْرُ: الحَدُّ، والجَمْعُ: مُصُورٌ. واِلمصْرُ: اسمٌ لِكُلِّ بَلَدٍ مجموع الأَقطَارِ والحُدودِ، وهو في الأصْلِ: اسمٌ للمَمصُورِ؛ أي المضمُوم، مثلُ النِّقْضِ والنِّكثِ للمنْقُوضِ والمنكُوثِ.
وقيل: هو اسمٌ لكُلِّ كُورَةٍ يُقسَمُ فيها الفَئُ والصَّدَقات وتُقامُ فيها الحُدُودُ. وتُغْزَى منه الثُّغُورُ.
- في حديث الحَسن: "ما لم تَمْصُر"
: أي تَحْلُبْ بِإصْبَعَين، أراد أَن تَسْرِقَ اللَّبَنَ. - في حديث سَعيد بن زَيْدٍ - رضي الله عنه -: "حُبِسَتْ له سَفِينَةٌ بالماصِرِ".
وهو موضِعٌ تُحبَسُ فيه السَّفِينَة لأَخذِ الصَّدَقَةِ أو العُشْرِ مِمَّا فيها، والماصِرُ: الحاجِزُ.
وقيل: بفَتح الصَّاد بلَا هَمْزٍ، وَقَدْ يُهمَز، ويكُون من الأَصْرِ وهو الحَبْسُ؛ لَأنّه مَحبِس السُّفُنِ.
مصر: مصر بالتشديد): جمل مدينة (ابن صاحب الصلاة 34): أقام بقرطبة فزادها تمصيرا ومهدها تمهيدا وتبشيرا (وفي 45 منه): وهو الذي مصر اشبيلية.
مصر والجمع أمصار: بقعة، ناحية، قطر (بوشر).
مصر: مروب، منفحة يستخدم لتخثير الحليب (بوشر).
مصرة: انظرها في مادة (فم).
مصري: هو المنسوب إلى مصر ويجمع عند (بوشر) على مصاروة. مصري: عامية مصري: نعت للدياخلون في معجم (فوك). وهي عامية مصري: نعت لصخور عظيمة وثقيلة جدا تستخرج من مصر (المعجم الأسباني 310، 311).
مصرية والجمع مصاري: هي، في المغرب، غرفة أو شقة عليا معزولة، تستغل بمثابة بيت سكن أو أن تكون فوق الدكان أو دارة مدخلها من دهليز البيت ومنفصلة عنه تستخدم لسكنى العبيد.
مصرية: قمرة في السفينة انظر أصل هذه الكلمة باللاتينية في المعجم الأسباني (382 - 4) في (فوك) فهي Solarium وليس Copertum أي الغرفة العليا إلا أن وجه الغرابة هو أن (فوك) يصفها بأنها مكشوفة من دون سقف. مصرية والجمع مصاري؛ باردة (نقد) وفي محيط المحيط (والمصرية للبارة من اصطلاح أهل الشام). وحدة نقدية تركية (بوشر). مصريات: نقود (بوشر).
مصير: فطيرة تحشى باللحم (ألف ليلة، برسل 5: 108) وفيها مصيرة 2: 308؛ (انظر معجم فليشر 45).
مصير: الشراب الذي يدعى (عقيد) أيضا، حليب (انظر صنعته في مادة عضد في الجزء السابع من هذا المعجم المترجم) (بيرتون 1: 238).
مصارة: (انظر المعجم الأسباني 182) وهو باللاتينية stadium ( المعجم اللاتيني العربي): مضمار سباق الخيل (ستاد: ملعب).
مصيرة: انظر مصير.
ماصور: انظر ماصول في مادة مصل.
ماصورة: انظرها فيما تقدم.
مصر
تمصَّرَ يتمصّر، تمصُّرًا، فهو مُتمصِّر
• تمصَّر الشَّخصُ: صار مصريَّ الجنسيّة أو التبعيّة.
• تمصَّر المكانُ: صار مِصرًا، صار منطقة كبيرة تقام فيها الدورُ والأسواقُ والمدارسُ وغيرها. 

مصَّرَ يمصِّر، تمصيرًا، فهو مُمصِّر، والمفعول مُمصَّر
• مصَّره: صيَّره مِصْريًّا "مصَّر الرِّوايةَ الأجنبيّة".
• مصَّرت مصرُ الشَّركةَ ونحوَها: أخضعتها لإدارة مِصْريَّة خالية من النُّفوذ الأجنبيّ "مصَّرت مصرُ قناةَ السُّويس عام 1956م". 

مِصْر1 [مفرد]: ج أمصار ومُصُور: مدينة، منطقة كبيرة تُقام فيها الدُّورُ والأسواقُ والمدارسُ وغيرها من المرافق العامَّة "اهتمّت الخلافةُ العبّاسيّة بالأمصار المترامية في أطرافها". 

مِصْر2 [مفرد]: جمهوريّة في شمال شرقيّ إفريقيا، عاصمتها القاهرة، ويخترقها نهر النيل ووردت في القرآن الكريم أكثر من مرَّة " {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} ". 

مُصران [جمع]: جج مصارينُ، مف مَصير: أمعاء، وهي ما ينتقل إليها الطَّعامُ بعد المَعِدة. 
م ص ر

مَصَرَ الشَّاةَ والنَّاقةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرَها حَلَبَها بأَطرافِ الأصابعِ الثَّلاثِ وقيل هو أن تَأْخُذَ الضَّرْعَ بِكَفّكَ وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوق أصابِعِك وقيل هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبَّابَةِ فقط وناقةٌ ماصِرٌ ومَصُورٌ بَطيئةُ خُرُوجِ اللَّبَنِ وكذلك الشَّاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضُهم به المِعْزَى وجمعُها مِصَارٌ ومَصَائِرٌ والمَصْرُ قلَّة اللَّبنِ والتَّمَصُّرُ القليلُ من كل شيءٍ هذا تعبيرُ أهلِ اللغةِ والصحيحُ التَّمَصُّر القِلَّة ومَصَّر عليه العطاءَ قَلَّلَهُ ومَصَّر الرَّجلُ عطِيَّتَهُ قَطَّعها قليلاً مشتقٌّ من ذلك ومَصَرَ الفرسَ اسْتُخْرِجَ جَرْيُه والمُصَارَة الموضعُ الذي تُمْصَرُ فيه الخيلُ حكاه صاحبُ العَيْنِ والتَّمَصُّر التَّتبُّعُ وجاءت الإِبلُ إلى الحوضِ مُتَمَصِّرةً ومُمْصِرةً أي مُتفرِّقةً وغُرَّةٌ مُتَمَصِّرةٌ ضَاقت من موضعِ واتَّسعتْ من آخَرَ والمِصْرُ الحاجزُ بين الشيئينِ قال أُمَيَّةُ يذكر حكمةَ الخالقِ تعالى

(وجَعَلَ الشَّمْسَ مِصْراً لا خَفَاءَ به ... بين النَّهارِ وبَيْنَ اللَّيْلِ قد فَصَلا)

وقيل هو الحدُّ بين الأرضَيْن والجمعُ مُصُورٌ وأهل هَجَرَ يَكتُبونَ اشْتَرَى الدارَ بُمصُورِها أي بحُدودِها والمَصْر الكُورَة والجمعُ أمْصَارٌ ومصَّرُوا المْوضِعَ جَعلوهُ مِصْراً وتمصَّرَ المكانُ صَارَ مِصْراً ومِصْرُ مدينةٌ بعَيْنها سُمِّيتْ بذلك لتَمَصُّرِها وزعموا أن الذي بَناها إنَّما هو المِصْرُ ابنُ نُوحٍ عليه السلامُ ولا أدْرِي كيف ذلك وهي تُصْرَفُ ولا تُصْرفُ قال سيبويه في قولِه تعالى {اهبطوا مصرا} البقرة 61 بَلَغَنَا أنه يريد مِصْرَ بعَيْنِها وحُمُرٌ مَصَارٍ ومَصَارِيٌّ جمعُ مِصْريٍّ عن كُراع وقوله

(وأَدَمْتَ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ ... مِنْ صِيرِ مِصْرِينَ أو البُحَيْرِ)

أراه إنّما عنى مَصْرَ هذه المشهورةَ فاضْطُرَّ إليها فجمعَها على حد سِنِينَ وإنما قلتُ إنه أراد مِصْرَ لأن هذا الصِّيرَ قلَّ ما يوجدُ إلا بها وليس من مأكلِ العربِ وقد يجوزُ أن يكون هذا الشاعرُ غَلِطَ بمصْرَ فقال مِصْرِينَ وذلك لأنه كان بعيداً من الأَرْياف كمِصْرَ وغيرها وغَلَطُ العربِ الأَقْحاحِ الجُفاةِ في مثلِ هذا كثيرٌ وقد رواه بعضُهم من صِيرِ مِصَرَيْنِ كأنَّه أراد المِصْرَيْنِ فحذف اللامَ والمِصْرَانِ الكوفةُ والبصرةُ والمِصْرُ الطينُ الأحمرُ وثوبٌ مُمَصَّرٌ مصْبوغٌ بالطِّينِ الأحمرِ أو بحُمْرَةٍ خفيفَةٍ والمَصِيرُ المِعَي وخَصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ والجمعُ أمْصِرَةٌ ومُصْرَانٌ ومَصارينُ جَمْعُ الجَمْعِ عند سيبويه والمِصْرُ الوِعاءُ عن كراع وقد قدَّمتُ أن المِصْرَ أحدُ أولاد نُوحٍ ولستُ منه على ثقةٍ

مصر: مَصَرَ الشاةَ والناقَةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرها: حَلَبها

بأَطراف الثلاث، وقيل: هو أَن تأْخذ الضَّرْعَ بكفك وتُصَيِّرَ إِبهامَك

فوق أَصابِعِك، وقيل: هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبابةِ فقط. الليث:

المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع والسبابة والوسطى والإِبهام ونحو ذلك. وفي

حديث عبد الملك قال لحالب ناقَتِه: كيف تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً؟

وناقة مَصُور إِذا كان لَبَنُها بطيء الخروج لا يُحْلَبُ إِلا مَصْراً.

والتَّمَصُّرُ: حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدرِّ، وصار

مستعملاً في تَتَبُّعِ القِلَّة، يقولون: يَمْتَصِرونها. الجوهري قال ابن

السكيت: المَصْرُ حَلْبُ كل ما في الضَّرْعِ. وفي حديث عليّ، عليه السلام:

ولا يُمْصَرُ لبنُها فَيَضُرَّ ذلك بولدها؛ يريد لا يُكْثَرُ من أَخذ

لبنها. وفي حديث الحسن، عليه السلام: ما لم تَمْصُرْ أَي تَحْلُب، أَراد أَن

تسرق اللبن.

وناقة ماصِرٌ ومَصُورٌ: بطيئة اللبن، وكذلك الشاة والبقرة، وخص بعضهم به

المِعْزى، وجمعها مِصارٌ مثل قِلاصٍ، ومَصائِرُ مثل قَلائِصَ.

والمَصْرُ: قِلة اللبن. الأَصمعي: ناقة مَصُورٌ وهي التي يُتَمَصَّرُ لبنها أَي

يُحْلَب قليلاً قليلاً لأَن لبنها بَطِيءُ الخروج. الجوهري: أَبو زيد

المَصُورُ من المَعزِ خاصَّة دون الضأْن وهي التي قد غَرَزَتْ إِلا قليلاً،

قال: ومثلها من الضأْن الجَدُودُ. ويقال: مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِيراً

أَي صارت مَصُوراً. ويقال: نعجة ماصِرٌ ولَجْبَةٌ وجَدُودٌ وغَرُوزٌ أَي

قليلة اللبن. وفي حديث زياد: إِنّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة لا يقطع

بها ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لو بلغت إِمامَه سَفَكَ دَمَه. حكى ابن الأَثير:

المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها.

والتَّمَصُّر: القليل من كل شيء؛ قال ابن سيده: هذا تعبير أَهل اللغة

والصحيح التَّمَصُّر القِلَّةُ. ومَصَّر عليه العَطاءَ تَمْصِيراً: قَلَّله

وفَرَّقَه قليلاً قليلاً. ومَصَّرَ الرجلُ عَطِيَّتَه: قَطَّعَها قليلاً

قليلاً، مشتق من ذلك.

ومُصِرَ الفَرسُ: اسْتُخْرِجَ جَرْيهُ. والمُصارَةُ: الموضع الذي

تُمْصَرُ فيه الخيل، قال: حكاه صاحب العين. والتمصر: التتبع، وجاءت الإِبل إِلى

الحوض مُتَمَصِّرة ومُمْصِرَة أَي متفرقة. وغرة مُتَمَصِّرة: ضاقت من

موضع واتسعت من آخر.

والمَصْرُ: تَقَطُّعُ الغزْلِ وتَمَسُّخُه. وقَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا

تَمَسَّخَ. والمُمَصَّرَةُ: كُبَّةُ الغزْلِ، وهي المُسَفَّرَةُ.

والمِصْرُ: الحاجِزُ والحَدُّ بين الشيئين؛ قال أُمية يذكر حِكْمة الخالق تبارك

وتعالى:

وجَعَلَ الشمسَ مِصْراً لا خَفاءَ به،

بين النهارِ وبين الليلِ قد فَصَلا

قال ابن بري: البيت لعدي بن زيد العبادي وهذا البيت أَورده الجوهري:

وجاعل الشمس مصراً، والذي في شعره وجعل الشمس كما أَوردناه عن ابن سيده

وغيره؛ وقبله:

والأَرضَ سَوّى بِساطاً ثم قَدّرَها،

تحتَ السماءِ، سَواءً مثل ما ثَقَلا

قال: ومعنى ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَي جعل الشمس حَدًّا وعَلامةً بين الليلِ

والنهارِ؛ قال ابن سيده: وقيل هو الحدُّ بين الأَرضين، والجمع مُصُور.

ويقال: اشترى الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها. وأَهلُ مِصْرَ يكتبون في

شروطهم: اشترى فلان الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها، وكذلك يَكْتُبُ أَهلُ

هَجَرَ. والمِصْرُ: الحدّ في كل شيء، وقيل: المصر الحَدُّ في الأَرض

خاصة.الجوهري: مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ عن ابن السراج.

والمِصْر: واحد الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، والجمع أَمصار. ومَصَّروا

الموضع: جعلوه مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. ومِصْرُ: مدينة

بعينها، سميت بذلك لتَمَصُّرِها، وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو

المِصْرُ بن نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذاك، وهي تُصْرفُ

ولا تُصْرَفُ. قال سيبويه في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال: بلغنا

أَنه يريد مِصْرَ بعينها. التهذيب في قوله: اهبطوا مصراً، قال أَبو إِسحق:

الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف، قال: وفيه وجهان جائزان، يراد بها

مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه، قال: وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ

بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير

أَلف أَراد مصر بعينها كما قال: ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه

اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث. وقال الليث: المِصْر في كلام العرب

كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة

للخليفة. وكان عمر، رضي الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة.

الجوهري: فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ

مَصارٍ. ومَصارِيُّ: جمع مَصْرِيٍّ؛ عن كراع؛ وقوله:

وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ،

من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ

أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين؛

قال ابن سيده: وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا

بها وليس من مآكل العرب؛ قال: وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر

فقال مِصْرينَ، وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها، وغلطُ

العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير، وقد رواه بعضهم من صِيرِ

مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام. والمِصْران: الكوفةُ

والبصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابي: قيل لهما المصران لأَن عمر، رضي الله عنه، قال: لا

تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر

وبيني أَي حدّاً. والمصر: الحاجز بين الشيئين. وفي حديث مواقيت الحج:

لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر: البَلَد، ويريد بهما الكوفةَ

والبَصْرَةَ. والمِصْرُ: الطِّينُ الأَحْمَرُ. وثوب مُمَصَّرٌ: مصبوغ بالطين

الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة. وفي التهذيب: ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ

بالعِشْرِقِ، وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛

وأَنشد:مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ

أَبو عبيد: الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة.

وقال شمر: المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل. وقال أَبو سعيد:

التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم

يُسْتَحْكْم صَبْغُه. والتمصير في الثياب: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى.

وفي حديث عيسى، عليه السلام: ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن؛ المُمَصَّرَةُ من

الثياب: التي فيها صُفْرة خفيفة؛ ومنه الحديث: أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رضي

الله عنهما، وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ.

والمَصِيرُ: المِعى، وهو فَعِيلٌ، وخص بعضُهم به الطيرَ وذواتِ الخُفِّ

والظِّلْف، والجمع أَمْصِرَة ومُصْرانٌ مثل رَغِيفٍ ورُغْفانٍ،

ومَصارِينُ جمع الجمع عند سيبويه. وقال الليث: المَصارِينُ خطأٌ؛ قال الأَزهري:

المصارين جمع المُصْران، جمعته العرب كذلك على توهُّم النونِ أَنها أَصلية.

وقال بعضهم: مَصِير إِنما هو مَفْعِلٌ من صار إِليه الطعام، وإِنما

قالوا مُصران كما قالوا في جمع مَسِيل الماء مُسْلان، شبهوا مَفْعِلاً

بفَعِيل، وكذلك قالوا قَعود وقِعْدانٌ، ثم قَعادِينُ جمع الجمع، وكذلك توهموا

الميم في المصير أَنها أَصلية فجمعوها على مُصْران كما قالوا لجماعة

مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ.

والمِصْرُ: الوعاء؛ عن كراع. ومِصْرٌ: أَحدُ أَولاد نوح، عليه السلام؛

قال ابن سيده: ولست منه على ثقة. التهذيب: والماصِرُ في كلامهم الحَبْل

يلقى في الماءِ لِيَمْنَعَ السفُنَ عن السير حتى يُؤدِّيَ صاحبُها ما عليه

من حق السلطان، هذا في دجلة والفرات. ومُصْرانُ الفارةِ: ضرب من رديءِ

التمر.

مصر
مَصَرَ النّاقةَ أَو الشّاةَ، يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصرَها وامْتَصَرَها: حلبَها بأَطرافِ الأَصابع الثَّلاث. وَقيل هُوَ أَن تَأْخُذ الضَّرعَ بكفِّك وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوقَ أَصابعِكَ، أَو هُوَ الحَلْبُ بالإبهام والسَّبّابة فَقَط. وَقَالَ اللَّيْث: المَصْر: حَلْبٌ بأَطراف الأَصابع والسَّبّابة والوُسطى والإبهام وَنَحْو ذَلِك. وَفِي حَدِيث عبد الْملك قَالَ لحالب نَاقَته: كَيفَ تحلُبها، مَصراً أم فَطْراً، وَهِي ماصِرٌ ومَصورٌ: بطيئةُ خروجِ اللَّبَنِ، وَكَذَا الشاةُ والبقرةُ، وخصَّ بَعضهم بِهِ المِعزَى، ج مِصارٌ ومَصائِرُ، كقِلاصٍ وقَلائِص. قَالَ الأَصمعيّ: نَاقَة مَصورٌ، وَهِي الَّتِي يتَمَصَّر لبنُها، أَي يُحلَب قَلِيلا قَلِيلا، لأَنَّ لبنَها بطيءُ الْخُرُوج. وَقَالَ أَبُو زيد: المَصورُ: من المَعْزِ خاصَّة دون الضّأن، وَهِي الَّتِي قد غرَزَت إلاّ قَلِيلا.
قَالَ: ومثلُها من الضَّأنِ الجَدودُ. وَيُقَال: مَصَّرَت العَنْزُ تمْصيراً، أَي صَارَت مَصوراً. وَيُقَال: نعجَة ماصرٌ ولَجْبَةٌ وجَدودُ وغَروزُ أَي قليلةُ اللَّبَنِ. وَقَالَ ابْن القطّاع: ومَصَرَت العَنْزُ مُصُوراً وأمْصَرَت: قَلَّ لبَنُها. والتَمَصُّرُ: الْقَلِيل من كلِّ شيءٍ. قَالَ ابْن سِيدَه: هَذَا تَعْبِير أهل اللُّغَة، وَالصَّحِيح التَّمَصُّر: القِلَّة، والتَمَصُّر: التَتَبُّع، والتَمَصُّر: التَفَرُّق، يُقَال: جَاءَت الإبلُ إِلَى الحَوضِ مُتَمَصِّرَةً ومُمْصِرَة، أَي متفرِّقة. والتَمَصُّر: حَلْبُ بقايا اللَّبَن فِي الضَّرْع بعد الدَّرِّ.
وَصَارَ مُسْتَعْملا فِي التَتَبُّع. والتَّمصير: التَّقليل. والتَّمصير: قَطْعُ العَطِيَّة قَلِيلا، قَلِيلا، يُقَال: مَصَّرَ عَلَيْهِ العَطاءَ تَمْصيراً، إِذا قَلَّله وفرَّقَه قَلِيلا قَلِيلا. ومَصَّرَ الرَّجلُ عَطِيَّتَه: قطَّعَها قَلِيلا قَلِيلا، وَهُوَ مَجاز. ومُصِرَ الفرَسُ كعُنِيَ: استُخرِجَ جَريُه. والمُصارَةُ، بالضَّمّ: الْموضع الَّذِي تُمْصَرُ فِيهِ الخَيلُ، حَكَاهُ صَاحب الْعين. والمِصر، بِالْكَسْرِ: الحاجز والحَدُّ بَين الشَّيْئَيْنِ. قَالَ أُمَيَّة يذكر حِكمة الْخَالِق تبَارك وَتَعَالَى:
(والأَرضَ سوَّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها ... تحتَ السَّماءِ سَواءً مثلَ مَا ثَقَلا)

(وجعلَ الشَّمسَ مِصراً لَا خَفاءَ بِهِ ... بَين النَّهارِ وبينَ الليلِ قدْ فَصَلا)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: الْبَيْت لعَدِيّ بن زيدٍ العِباديّ، وَقد أوردَه الجَوْهَرِيّ وجاعل الشَّمس، وَالَّذِي فِي شعرِه: وجَعَل الشِّمس، وَهَكَذَا أوردَه ابْن سِيدَه أَيضاً. كالمَاصِر. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والماصِرانِ: الحَدَّان. والمِصْر: الحَدُّ فِي كلِّ شيءٍ، وَقيل: بينَ الأَرْضَيْنِ خاصَّةً، وَالْجمع المُصور. والمِصرُ: الوِعاءُ، عَن كُراع، وَقَالَ اللَّيْث: المِصر، فِي كَلَام العَرَب: الكورة تُقَام فِيهَا الْحُدُود ويُقسم فِيهَا الفيءُ والصَّدقاتُ من غير مُؤَامَرَة الْخَلِيفَة. والمِصر: الطِّينُ الأَحمر.
والمُمَصَّر، كمُعَظَّم: الثَّوْب الْمَصْبُوغ بِهِ أَو بحُمرةٍ خَفِيفَة. وَفِي التَّهْذِيب: ثوبٌ ممَصَّر: مصبوغ بالعِشْرِق، وَهُوَ نباتٌ أَحمرُ طيِّب الرَّائِحَة، تستعملُه العرائسُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الثِّياب المُمَصَّرة: الَّتِي فِيهَا شيءٌ من صُفرَةٍ ليستْ بالكثيرة. وَقَالَ شَمِرٌ: المُمَصَّر من الثِّيَاب: مَا كَانَ مصبوغاً فغُسِلَ، وَمِنْه الحَدِيث: ينزِلُ عِيسَى عَلَيْهِ السّلامُ بينَ مُمَصَّرتينِ ومَصَّروا المكانَ تمْصيراً: جَعَلُوهُ مِصراً، فتَمَصَّرَ: صَار مِصراً. وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ قد مَصَّرَ)
الأَمصارَ، مِنْهَا الْبَصْرَة والكوفة، وَقَالَ الجوهريّ فلانٌ مصَّرَ الأَمصارَ، كَمَا يُقَال: مَدَّنَ المُدُنَ.
ومِصْرُ: الكَسرُ فِيهَا أَشهر، فَلَا يُتَوَهَّم فِيهَا غَيره، كَمَا قَالَه شَيخنَا، قلتُ: والعامَّة تفتحها، هِيَ الْمَدِينَة الْمَعْرُوفَة الْآن، سُمِّيَتْ بذلك لتَمَصُّرها أَي تَمَدُّنها، أَو لأنَّه بناها المِصرُ بنُ نوح عَلَيْهِ السَّلَام فسُمِّيت بِهِ. قَالَ ابْن سِيدَه وَلَا أَدْرِي كيفَ ذاكَ، وَفِي الرَّوضِ: إنَّها سُمِّيَت باسم بانيها، وَنقل شَيخنَا عَن الجاحِظ فِي تَعْلِيل تَسْمِيَتهَا: لِمَصيرِ النَّاس إِلَيْهَا.
وَهُوَ لَا يَخْلُو عَن نظرٍ. وَفِي الْمُقدمَة الفاضليّة لِابْنِ الجوّانيّ النّسَّابة، عِنْد ذكر نسب القبط مَا نَصُّه: وذكرَ أَبو هاشمٍ أَحمدُ بن جَعْفَر العبّاسيُّ الصّالحيُّ النَّسّابةُ قِبْطَ مِصرَ فِي كِتَابه فَقَالَ: هم ولَدُ قِبْطَ بن مِصرَ بن قُوط بن حام، وأَنَّ مِصرَ هَذَا هُوَ الَّذِي سُمِّيَتْ مِصرُ بِهِ مِصْرَ. وذكرَ شيوخُ التَّواريخ وغيرُهم أَنَّ الَّذِي سُمِّيَتْ مِصْرً بِهِ هُوَ مِصرُ بن بَيْصَرَ بن حام. انْتهى. وقرأت فِي بعض تواريخ مِصْرَ مَا نَصُّه: وَاخْتلف أَهلُ الْعلم فِي الْمَعْنى الَّذِي لأَجله سُمِّيَت هَذِه الأَرْض بمِصْرَ، فَقيل: سَمِّيَت بمِصْرَيْم بن مُركَايِل، وَهُوَ الأَوّل، وَقيل بل سُمِّيَت بمِصر الثَّانِي. وَهُوَ مِصرام بن نقراوش بن مصْريم الأَوّل، وعَلى اسْمه تسمَّى مِصْرُ بن بَيْصَر وَقيل: بل سُمِّيَت باسم مِصر الثَّالِث، وَهُوَ مصرُ بن بَيْصَر بن حام بن نوح، وَهُوَ أَبُو قِبطِيم بن مِصر الَّذِي وَلِيَ المُلْك بعدَه، وَإِلَيْهِ يُنْسَب القبط. وَقَالَ الْحَافِظ أَبو الخَطَّاب بن دِحيةَ: مِصرُ أَخْصَب بِلَاد الله، وسمّاها الله تَعَالَى بمِصْرَ وَهِي هَذِه دون غَيرهَا، وَمن أَسمائها أُمّ الْبِلَاد، والأَرضُ المُباركة، وغَوْثُ العِبادِ، وأُمّ خَنُّور، وَتَفْسِيره: النِّعمة الْكَثِيرَة، وَذَلِكَ لما فِيهَا من الْخيرَات الَّتِي لَا تُوجد فِي غَيرهَا، وساكِنُها لَا يَخْلُو من خير يَدِرُّ عَلَيْهِ فِيهَا، فكأَنَّها الْبَقَرَة الحَلوبُ النافعة، وَكَانَت فِيمَا مضى أَكثر من ثَمَانِينَ كورَةً عامِرَةً قبلَ الْإِسْلَام،مُتَمَصِّرَة إِلَى الْحَوْض، ومُمْصِرَة، أَي متفرِّقة. وامَّصَرَ الغَزْلُ، بتَشْديد الْمِيم كافتعَلَ، إِذا تَمَسَّخَ، أَي تَقَطَّع. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: قَالَ ابْن السِّكّيت: المَصْرُ: حَلْبُ كلِّ مَا فِي الضَّرْعِ، وَمِنْه حَدِيث عَليّ: لَا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذَلِك بولدِها، يُرِيد لَا يُكثَرُ من أَخذ لَبنهَا. والمَصْرُ: قِلَّةُ اللَّبَن. وَقَالَ أَبُو سعيد: المَصْرُ: تَقَطُّع الْغَزل وتَمَسُّخُه. والمُمَصَّرَة: كُبَّة الغَزْلِ.
والتَّمْصيرُ فِي الثِّياب: أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً. ومِصْرٌ: أحد أولادِ نوح عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ ابْن سِيدَه: وَلست مِنْهُ على ثِقَة، قلت قد تقدّم مَا فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيب: والمَاصِرُ فِي كَلَامهم: الحَبْلُ يُلْقى فِي المَاء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عَن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها مَا عَلَيْهِ من حقِّ السّلطان، هَذَا فِي دجلة والفرات. وَيُقَال: لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها، أَي هِيَ قليلةٌ، فهم يَتَبَلَّغونَ بهَا، كَذَا فِي التكملة، وَكَذَلِكَ يتَمَصَّرونَها، قَالَه الزمخشريّ، وَهُوَ مَجاز. وعَطاءٌ مَصورٌ، كصَبور: قليلٌ، وَهُوَ مَجاز.
م ص ر: (مِصْرُ) هِيَ الْمَدِينَةُ الْمَعْرُوفَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. وَ (الْمِصْرُ) وَاحِدُ (الْأَمْصَارِ) . وَ (الْمِصْرَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَ (الْمَصِيرُ) بِوَزْنِ الْبَصِيرِ الْمِعَى وَجَمْعُهُ (مُصْرَانٌ) كَرَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ، ثُمَّ (الْمَصَارِينُ) جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفُلَانٌ (مَصَّرَ) الْأَمْصَارَ (تَمْصِيرًا) كَمَا يُقَالُ: مَدَّنَ الْمُدُنَ. 
مصر
المِصْرُ اسم لكلّ بلد ممصور، أي: محدود، يقال: مَصَرْتُ مَصْراً. أي: بنيته، والمِصْرُ:
الحدُّ، وكان من شروط هجر: اشترى فلان الدّار بِمُصُورِهَا. أي: حدودها . قال الشاعر:
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به بين النهار وبين الليل قد فصلا
وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً
[البقرة/ 61] فهو البلد المعروف، وصرفه لخفّته، وقيل:
بل عنى بلدا من البلدان. والماصر: الحاجز بين الماءين، ومَصَرْتُ الناقةَ: إذا جمعت أطراف الأصابع على ضرعها فحلبتها، ومنه قيل: لهم غلة يمتصرونها . أي: يحتلبون منها قليلا قليلا، وثوب ممصّر: مُشَبَّع الصَّبْغ، وناقة مَصُورٌ: مانع للّبن لا تسمح به، وقال الحسن: لا بأس بكسب التّيّاس ما لم يَمْصُرْ ولم يبسر ، أي: يحتلب بإصبعيه، ويبسر على الشاة قبل وقتها. والمَصِيرُ: المِعَى، وجمعه مُصْرَانُ، وقيل:
بل هو مفعل من صار، لأنه مستقرّ الطعام.

مصر

2 مصّرهُ He made it (namely a town) a مِصْر, i. e. a limit, or boundary, between two things. (IAar.) b2: مَصَّرُوا المَكَانَ, inf. n. تَمْصِيرٌ, They made the place, or appointed it to be, a مِصْر [meaning a city, or town, such as is thus called]. (M, * K.) It is said of 'Omar, مَصَّرَ الأَمْصَارَ, (TA,) which is a phrase like مَدَّنَ المُدُنَ, (S,) [and signifying He appointed the cities, or towns called أَمْصَار: or] مصّر الامصار signifies he built the [cities, or towns, called] امصار: (A:) among which امصار were El-Basrah and El-Koofeh. (A, TA.) 5 تمصّر It (a place) became a مِصْر [meaning a city, or town, such as is thus called]. (M, K.) مِصْرٌ A partition, barrier, or thing intervening, between two things: (S, M, K:) as also ↓ مَاصِرٌ: (K:) and (S) or limit, or boundary, between two lands: (M, K:) pl. مُصُورٌ. (S, M.) The people of Egypt, (S,) or of Hejer, (M,) or of both, (TA,) write in their contracts, (S, M, *) إِشْتَرَى

فُلَانٌ الدَّارَ بِمُصُورِهَا Such a one bought the house with its limits, or boundaries. (S, M, * K. *) b2: Hence, A great town; syn. بَلَدٌ عَظِيمٌ; (Bd, ii.

58;). a كُورَة [here meaning city, or provincial city]: (M, K:) or a كُورَة (Lth, IF, Msb) in which the [ordinances of God which are termed]

حُدُود are executed, and (Lth, TA) in which the [spoil or tribute termed] فَىْء and the [alms termed] صَدَقَات are divided (Lth, IF, Msb) without consulting the Khaleefeh; such is its signification in the language of the Arabs: (Lth, TA:) or that [town] whereof the greatest of its mosques will not hold, or contain, its inhabitants: (KT:) it is masc. and perfectly decl., and fem. and imperfectly decl.: (Msb:) [but this remark seems properly to relate to the word when used as the name of the metropolis of Egypt, and of Egypt itself, agreeably with what is said in the S, M, and K:] pl. أَمْصَارٌ. (S, M, Msb.) The dual, المِصْرَانِ, is applied to El-Koofeh and El-Basrah. (S, M, A, K.) مَصِيرٌ A gut, an intestine, or a bowel, into which the food passes from the stomach; syn. مِعًى: (S, M, Msb, K:) or specially, as some say, of a bird, and of an animal which has a soft foot, or خُفّ, [as the camel,] and of such as have a cloven hoof: (M, TA:) pl. [of pauc.] أَمْصِرَةٌ (M, K) and [of mult.] مُصْرَانٌ, and pl. pl. مَصَارِينُ: (S, M, A, Msb, K:) the last accord. to Sb; (M;) but some say that it is not established; (A;) and Lth says, that it is a mistake; but Az says, that it is pl. of مُصْرَانٌ, and that the Arabs have given it this form of pl. imagining the م to be a radical letter; (TA;) and some say, that مَصِيرٌ is of the measure مَفْعِلٌ, [originally مَصْيِرٌ,] derived from صَار إِلَيْهِ الطَّعَامُ [“ the food passed to it ”], and they say مُصْرَانٌ in like manner as they say مُسْلَانٌ as pl. of مَسِيلُ المَآءِ, likening مَفْعِلٌ to فَعِيلٌ: (S, TA:) مِصْرَانٌ also is a dial. form of مُصْرَانٌ. (Fr, Sgh, TA.) [See also مَصَارّ, in art. صر.] b2: مُصْرَانُ الفَارَةِ, (S, Msb,) or مُصْرَانُ الفَأْرِ, (Mgh, K,) (tropical:) A bad kind of dates. (S, Mgh, Msb, K.) مَاصِرٌ: see مِصْرٌ; and see مَأْصِرٌ, in art. اصر.

كرف

كرف: كرَف الشيءَ: شَمَّه. وكرَف الحِمارُ إذا شمَّ بول الأتان ثم رفَع

رأْسه وقلَب شفَته؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العِجْلي:

تَخالُه من كَرْفِهِنَّ كالِحا،

وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالحا

وكرَف الحِمارُ والبِرْذَوْنُ يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفاً وكِرافاً

وكَرَّفَ: شَمَّ الرَّوْثَ أَو البول أَو غيرهما ثم رفع رأْسه، وكذلك الفحلُ

إذا شَمَّ طَرُوقته ثم رفع رأْسه نحو السماء وكشَّر حتى تَقْلُص شَفتاه؛

وأَنشد:

مُشاخِصاً طَوراً، وطَوراً كارِفا

وحمار مِكراف: يَكْرف الأَبوال.

والكرَّافُ: مُجَمِّش القحاب. وقال ابن خالويه: الكرَّافُ الذي يَسْرِق

النظر إلى النساء.

والكِرْفُ: الدَّلْو

(* قوله «والكرف الدلو» كذا هو في الأصل ونقله شارح

القاموس بدون هاء تأنيث والشاهد مذكور في غير موضع من اللسان بهاء.) من

جلد واحد كما هو؛ أَنشد يعقوب:

أَكلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنانِ،

على إزاء الحَوْضِ مِلهزانِ،

بكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ؟

يَتَواهَقانِ: يَتَباريانِ.

والكِرْفِئُ: قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار، واحدتها كِرْفِئَة؛ قال:

كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبيـ

ـر، ترْمِي السَّحابَ ويُرْمَى لها

وهي الكِرْثِئ أَيضاً، بالثاء. وتَكَرْفأَ السحابُ: تراكبَ، وجعله بعض

النحويين رُباعيّاً. والكِرْفئ: قشرة البيضة العُليا اليابسة التي يقال

لها القَيْض.

(كرف)
الشَّيْء كرفا وكرافا شمه وَالْحمار شم بَوْل الأتان ثمَّ رفع رَأسه وقلب شفته

كرف


كَرَفَ(n. ac.
كَرْف)
a. Sniffed (ass).
b. [ coll. ], Urged on, goaded.
c. [ coll. ], Removed.
أَكْرَفَa. see I (a)
إِنْكَرَفَ
a. [ coll. ], Pass. of I
(b), (c).
مِكْرَاْفa. Sniffing (ass).
ك ر ف

حمار كرّاف وكروف، وكرف يكرف. قال الراعي:

فترى أوابيها بكلّ قرارة ... يكرفن شقشقةً وناباً أعصلا

النوق التي تأبى الفحل يحببن فحلهن فيشممن ذلك منه. ورأيته يكرفس في مشيته كرفسةً وهي مشية المقيّد.
ك ر ف: (الْكِرْنَافُ) بِالْكَسْرِ أَصُولُ الْكَرَبِ الَّتِي تَبْقَى فِي جِذْعِ النَّخْلَةِ بَعْدَ قَطْعِ السَّعَفِ. وَمَا قُطِعَ مَعَ السَّعَفِ فَهُوَ الْكَرَبُ الْوَاحِدَةُ (كِرْنَافَةٌ) ، وَجَمْعُ الْكِرْنَافِ (الْكَرَانِيفُ) . 
[كرف] كَرَفَ الحمارُ، إذا شمَّ بول الأتان ثمَّ رفع رأسه وقلب شفته . والكرناف: أصول الكرب التى تبقى في جِذع النخلة بعد قطْع السَعَفِ، وما قُطع مع السَعَفِ فهو الكَرَبُ، الواحدة كِرْنافَةٌ. وجمع الكرناف كرانيف.
كرف
كَرَفَ الحمار: إذا شمَّ بول الأتان ثم رفع رأسه وقلب جَحْفَلَتَه. وقال ابن دريد والليث: كَرَفَ يَكْرِفُ ويَكْرُفُ - لغتان -، وهو لكل دابةٍ، وربما قالوا كَرَفها: أي تشَمَّم بولها، وأنشد:
مُشَاخِساً طَوْراً وطَوْراً كارِفا
وقال ابن دريد: حمار مِكْرَافٌ. وكل ما شَمِمْتَه فقد كَرَفْتَه. وقال الزَّجاج: أكْرَفَ فيه: لُغة.
وقال ابن عبّاد: اكْتَرفَتِ البيضة: فسَدت.
والكِرْفِئُ وكَرْفَأ وتَكَرْفَأ ذُكِرت في تركيب ك ر فء؛ لاختلاف الناس في أصالة الهمز ووزيادته.
كرف
كَرَفَ الحِمَارُ البَوْلَ: شَمَّه، يَكْرُفُ ويَكْرِفُ.
والكِرْفىءُ: سَحابٌ مُتَراكِمٌ عَظِيمٌ يَحْمِلُ الماءَ.
والكَرْفَأةُ: الضِّخَمُ الكَثْرَةُ، وقد كَرْفَأ: إذا اسْتَكْثَفَ.
والكِرْفِىءُ: قِشْرُ البَيْض الأعْلى، وجَمْعُه كَرَافِى.
واكْتَرَفَتِ البَيْضَةُ: إذا فَسَدَتْ، وبَيْضَةٌ مُكْتَرِفَةٌ.
والكِرْفِئَةُ: ثَمَرَةُ شَجَرَةِ الشَّفلَّح وهي ثَمَرَةٌ كأنَّها رَأسُ زِنْجِيّ أسْوَدَ.
وكَرْفَأ اللَّبَنُ: أي كَثَّأَ.
وقد كَرْفَأتْ قِدْرُكَ: إذا طَبَخْتَ الأقِطَ فآضَ له زَبَدٌ فَوْقَ اللَّبَن. وتَكَرْفَأَ الناسُ: اخْتَلَطُوا.
والكِرْفِئَةُ: القِطْعَةُ من الشَيْءِ تَمْلأ الكَّفَ، وجَمْعُها كَرَافِىءُ.
كرف
كَرَفَ الحِمارُ وغَيرُه كالبِرْذوْنِ، قالَ ابنُ دُرَيْد واللَّيْثُ: يَكْرُفُ بالضمِّ، ويَكْرِفُ بالكسرِ، لُغتانِ، كَرْفاً وكِرافاً، شَمَّ بَوْلَ الأتانِ أَو رَوْثَه أَو غَيْرَهما. ثمَّ رَفَعَ رأَسَهُ إِلَى السماءِ وقَلَبَ جَحْفَلَتَه وكذلكَ الفَحْلً: إِذا شَمَّ طَرُوقَتَه، ثمَّ رَفع رأْسَهُ نَحْو السماءِ، وكَشَّرَ حَتَّى تَقْلُصَ شَفَتاه وَلَا يُقالُ فِي الحِمارِ شَفَتُه، ووهِمَ الجوهريُّ وأنشدَ ابنُ بَرِّي للأَغْلَب العِجْلِيِّ: تَخالُهُ من كَرْفِهِنَّ كالِحَا وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَا كأَكْرَفَ وهذِه عَن الزَّجّاجِ. ورُبما يُقالُ: كَرَفَها ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أَنه بالتَّخْفِيفِ، والصَّوابُ: كَرَّفَها بالتَّشْدِيدِ، أَي: تَشَمَّمَ بَوْلَها. وحِمارٌ مِكْرافٌ: مُعْتادُه أَي: يَشُمُّ الأَبوالَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ.
قالَ: وكُلُّ مَا شَمَمْتَه فقَدْ كَرَفْنَهُ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَكْرَفَتِ البَيْضَةُ: أَفْسَدَتْ. وأَمّا الكِرْفِئُ فإِنَّها قِطَعٌ من السَّحابِ مُتَراكِمَةٌ صِغارٌ، واحدَتُه كِرْفِئَةٌ، وَهِي الكِرْثِئُ أَيْضا، بالمُثَلَّثةِ، وَذكره الجَوهريُّ فِي الهَمْزِ وهَماً. وَقَالَ الصاغانيُّ: والكِرْفِئُ ذُكِرَ فِي تركيبِ كرفأَ لاختِلافِ الناسِ فِي أَضالَةِ الهَمْزِ وزيادَتِه، قَالَ شَيخنَا: وَقد تَبِعَه المُصَنِّفُ هُناكَ بِلَا تَنْبِيهٍ عَلَيْهِ، فوافَقَه فِي هَذَا الوَهمِ، على أَنَّه فِي الحَقيقةِ لَا يُعَدُّ وَهَماً، إِذْ عَدَّهُ كثيرٌ من أَئِمَّةِ التَّصْريف رُباعِياً، وحَكَمُوا بأَصالَةِ الهَمْزَةِ، وَقَالُوا: مثلُ هَذَا ليسَ من مَواضع الزِّيادَةِ، فاعرفه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الكِرافُ: الشَّمُّ. وحِمارٌ كَرّافٌ، وكَرُوفٌ. والكَرّافُ: مُجَمَّشُ القِحابِ، وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ:)
الكَرّافُ: هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ النَّظَرَ إِلَى النِّساءِ. والكِرْفُ، بالكَسْرِ: الدَّلْوُ من جِلْدٍ واحدٍ كَمَا هُوَ، أنشدَ يَعْقُوب: أَكُلَّ يَوْمٍ لَك ضَيْزَنانِ على إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِ بكِرْفَتَيْنِ تَتواهَقانِ تَتَواهَقانِ: أَي تَتَبارَيانِ. وتَكَرْفَأَ السَّحابُ: تَراكَبَ.والكِرْفِئُ: قِشْرُ البَيْضِ الأَعْلَى اليابسُ الَّذِي يُقَال لَهُ: القَيْضُ، وَقد ذُكِرا فِي بابِ الهَمْزِ، فَرَاجعه.
باب الكاف والراء والفاء معهما ك ر ف، ك ف ر، ف ك ر، ف ر ك مستعملات

كرف: كَرَف يكرفُ ويكرفُ، لغتان، الحمار، وكل دابة كذلك، كرفاً، وهو شمه البول ورفعه رأسه، حتى يقلص شفتيه، وربما قالوا: كَرَفَها، أي: تشمم بولها، قال :

مشاخساً طوراً وطورا كارفا

كفر: الكُفرُ: نقيض الإيمان. ويقال لأهل دار الحرب: قد كَفَروا، أي: عصوا وامتنعوا. والكُفرُ: نقيض الشكر. كَفَر النعمة، أي: لم يشكرها. والكُفرُ أربعة أنحاء: كُفرُ الجحود مع معرفة القلب، كقوله [عز وجل] : وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ وكُفْرُ المعاندة: وهو أن يعرف بقلبه، ويأبى بلسانه. وكُفْرُ النفاق: [وهو أن] يؤمن بلسانه والقلب كافر. و [كفر الإنكار] : وهو كُفْرُ القلب واللسان. وإذا ألجأت مطيعك إلى أن يعصيك فقد أكفرته. والتَّكفيرُ: إيماء الذمي برأسه، [لا] يقال: سجد له، وإنما [يقال] : كَفَّر [له] والتَّكفيرُ: تتويج الملك بتاج، قال:

ملك يلاث برأسه تكْفِيرُ

يصف ثورا، فالتكفير هاهنا التاج نفسه. والرجل يكْفِرُ درعه بثوب كَفْراً، إذا لبسه فوقه، فذلك الثوب كافِر الدرع. والكافر: الليل والبحر، ومغيب الشمس. وكل شيء غطى شيئاً فقد كَفَرهُ. والكافِرُ من الأرض: ما بعد عن الناس، لا يكاد ينزله أحد، ولا يمر به أحد، ومن حلها يقال: هم أهل الكُفُور. قال الضرير: هي القرى، واحدها: كَفْرٌ. ويقال: أهل الكُفور عند أهل المدائن كالأموات عند الأحياء. والكافرُ في لغة العامة: ما استوى من الأرض واتسع. والكافر: النهر العظيم، قال :

فألقيتها في الثني من جنب كافرٍ ... [كذلك أقنو كل قط مضلل]

يعني: النهر الكثير الماء. والكَفَرُ: الثنايا من الجبال، قال أمية : وليس يبقى لوجه الله مختلق ... إلا السماء وإلا الأرض والكَفَرُ

والكَفّارة: ما يكفر به من الخطيئة واليمين فيمحى به. والكافور: كم العنب قبل أن ينور، قال :

كالكرم إذ نادى من الكافور

وكافوره: ورقة الذي يستره. والكافورُ: شيء من أخلاط الطيب. والكافُورُ: عين ماء في الجنة. والكافُورُ: نبات نوره كنور الأقحوان. والكافُورُ: الطلع. وإذا أنثوا قالوا: الكُفُرَّى. والجميع: الكَوافير، يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان، والحمل بينهما منضود، والطرف محدد. ومنهم من يقول: هذه كَفَرّاة واحدة، وهذه كَفرَّى واحدة، لا يُنون. والكَفْرُ: عصا قصيرة. ورجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ: عِفْريتٌ خبيثٌ. ورجل مُكَفَّرٌ: محسانٌ لا تشكر نعمه. ويقال: مكْفُورٌ بك يا فلان عنيت وآذيت، يقال للرجل تأمره فيعمل [على] غير ما تأمر.

فكر: الفِكرُ: اسم التفكر. فكر في أمره وتفكر. ورجل فِكيرٌ: كثير التفكر. والفِكْرةُ والفِكْر واحد.

فرك: الفَرْكُ: دلكك شيئاً حتى ينقشر عن لبه كالجوز. والفَرِك: المُتَفَرِّك قشره. وأفرك البُرُّ، أي: اشتد في سنبله، قال :

أمكنك الفَركُ ولا يبيسُ

وبُرٌّ فَريكٌ [وهو الذي فُرك ونقي] . وامرأة فاركٌ، وجمعها فواركُ: تبغض زوجها، فَرِكَتْهُ وفَرَكَتْه، لغتان. وفِرْكُهُ: بغضه ورجل مُفرك: تبغضه النساء [ويقال للرجل أيضاً: فَرَكَها فِرْكاً، أي: أبغضها] قال رؤبة:

ولم يضعها بين فرك وعشق

وإذا زالت الوابلة عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انفرك منكبه، وانفركتْ وابلته، وإن كان مثله في الفخذ قيل: حرق الرجل فهو محروق، وحرقت حارقته، وذلك إذا أصابه انخلاع في وابلته. والوابلة: العظم المفلك الرأس، وهو المدخل في حق الورك، والحارقة: العصبة التي تمسك الوابلة في الصدفة. 

مقد

مقد
المَقَدِيُّ من الخَمْرِ: مَنْسُوبَةٌ إلى قَرْيَةٍ بالشام.
[مقد] المَقَدِيُّ مخففة الدال: شرابٌ منسوب إلى قرية بالشام يتخد من العسل. وقال الشاعر: علِّل القومَ قليلاً * يا ابن بنتِ الفارسيّهْ - إنهمْ قد عاقَروا اليو * م شربا مقديه -
(م ق د)

مقدٌ: من قرى البثنية.

والمقدية: قَرْيَة بِالشَّام من عمل الأُردنّ. وَالشرَاب المقدي: مَنْسُوب إِلَيْهِ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المقد: الْخمر، وانشد لشاعر جاهلي:

وهم تركُوا ابْن كَبْشَة مسلحبا ... وهم شغلوه عَن شرب المقد

كَذَا انشده بِغَيْر يَاء، قَالَ: وَقد يجوزان يكون أَرَادَ: المقدي، فَحذف الْيَاء.

والمقدي: ضرب من الثِّيَاب.

مقد



مَقَدِىٌّ A certain kind of beverage, prepared from honey, (S, L, K,) which the Khaleefehs of the sons of Umeyyeh used to drink: (L:) so called in relation to a town in Syria, (S, L,) called مَقَدٌ; or in relation to a town in Syria in the province of El-Urdunn: (L:) or this is a mistake; for the name of the town is with teshdeed [مَقَدٌّ]: IB says, that the orthography of the word as best known to the lexicologists is مَقَدِىٌّ, without teshdeed; but that A 'Obeyd and others write it with teshdeed; and that IAmb cites in confirmation of its being thus a verse of 'Amr Ibn-Maadeekerib, at the end of which occurs the expression شَغَلُوهُ عَنْ شَرْبِ المَقَدِّ; without ى; [app. for مَقَدِّى;] adding, that it is thus called in relation to مَقَدٌّ, a town of Damascus, in the mountain overlooking El-Ghór: (L:) A 'Obeyd says, I hold it to be correctly مَقَدِّىٌّ; and I heard Rejà Ibn-Selemeh explain this as signifying “ wine diminished to half its quantity by boiling; ” as though it were divided (قُدَّ) in halves: (Sh, L:) IB adds, that Aboo-t-Teyyib the lexicologist says, that the word in question is with د without teshdeed; from مَقَدٌ; and is only written with teshdeed by poetic licence: and in confirmation of this assertion, IB cites verses in which the name of the town and that of the beverage are written without teshdeed. (L.) b2: ثَوْبٌ مَقَدِىٌّ A certain well-known kind of cloth, or garment: (L, TA:) you say ثِيَابٌ مَقَدِيَّةٌ. (K. [In the CK, erroneously, مَقَدِّيَّةٌ.])

مقد: مَقَدٌ: من قُرَى البَثَنِيَّةِ. والمَقدِيَّة، خفيفة الدال: قرية

بالشام من عمل الأُرْدُنّ، والشرابُ منسوب إِليها. غيره: المَقَدِي، مخفف

الدال: شراب منسوب إِلى قرية بالشام يتخذ من العسل؛ وقال الشاعر:

عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلاً،

بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة

إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْ

مَ، شَراباً مَقَدِيَّهْ

وأَنشد الليث:

مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للنا

سِ شَراباً، وما تَحِلُّ الشَّمُولُ

وروى الأَزهري بسنده عن منذر الثوري قال: رأَيت محمد بن عليّ يشربُ

الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كان يرزقه إِياه عبد الملك، وكان في ضيافته

يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالاً من لحم. قال شمر: سمعت أَبا عبيد يروي عن

أَبي عمرو: المَقَدِيُّ ضَرْب من الشراب، بتخفيف الدال؛ قال: والصحيح عندي

أَن الدال مشدّدة؛ قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول المَقَدِّيُّ، بتشديد

الدال، الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفين؛ قال: ويصدقه قول عمرو

بن معديكرب:

وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً،

وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ

قال ابن سيده: أُنشد بغير ياء، قال: وقد يجوز أَن يكون أَراد المَقَدّي

فحذف الياء. قال ابن بري: وجعل الجوهري المَقَدي مخففاً، وهو المشهور عند

أَهل اللغة، وقد حكاه أَبو عبيد وغيره مشدّد الدال، رواه ابن الأَنباري

واستشهد على صحته ببيت عمرون بن معديكرب، حكى ذلك عن أَبيه عن أحمد بن

عبيد، وأَن المَقَدِّيّ منسوب إِلى مَقَدّ، وهي قرية بِدِمَشْق في الجبل

المشرف على الغَوْر؛ وقال أَبو الطيب اللغوي: هو بتخفيف الدال لا غير منسوب

إلى مَقَد؛ قال: وإِنما شدّده عمرو بن معديكرب للضرورة؛ قال: وكذا يقتضي

أَن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أَنه للضرورة وهو:

فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ به

عُقارٌ، ثَوَتْ في سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا

مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها،

إِذا ما أَرادُوا أَن يَرُوحوا بها صَرْعَى

قال: والذي يشهد بصحة قول أَبي الطيب أَنها منسوبة إِلى مقد، بالتخفيف،

قول الأَحوص:

كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا

حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ،

يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْـ

ـكِ والكافُورِ والشَّهَدِ

قال: وكذلك قول العرجي:

كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً،

أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ

وكذلك قول الآخر:

مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس

قال: زعم قائل هذا البيت أَنّ المَقَدِيَّة شراب من العسل كانت الخلفاء

من بني أُمَيَّة تشربه.

والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب.

مقد
: (المَقَدِيُّ، مخفَّفَةَ الدَّالِ: شَرابٌ) يُتَّخذ (من العَسلِ) ، كَانَت الخُلفاءُ من بني أُمَيصة تَشْرَبُه، وَهُوَ غير مُسْكِر، ورَوعى الأَزهريُّ بِسَنَدِهِ عَن مُنْذِرٍ الثوريِّ قَالَ: رأَيتُ محمّد بن عليَ يشرب الطِّلاَءَ المَقَدِيَّ الأَصْفَر، كَانَ يَرزُقُه إِيّاه عبدُ الْملك، وَكَانَ فِي ضِيَافَته يَرزقُه الطِّلاءَ وأَرْطَالاً من لَحْمٍ) (وَهُوَ غَيْرُ مَنسوبٍ إِلى) المَقعدِ اسْم (قَرْيَةٍ بالشَّامِ، ووَهِمَ الجوهَرِيُّ، لأَنَّ القَرْيَةَ بالتَّشْدِيدِ) ، قَالَ شَمِرٌ: سمعْت أَبا عُبَيْدٍ يَروِي عَن أَبي عمرٍ و: المَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الشَّراب، بتَخْفِيف الدَّال، قَالَ: وَالصَّحِيح عِنْدِي أَن الدالَ مُشَدَّدَة، قَالَ: وسَمعتُ رَجَاءَ بن سَلَمَة يَقُول: المَقَدِّي، بتَشْديد الدَّال: الطِّلاَءُ المُنَصَّف، مُشَبَّه بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ قَالَ: ويُصَدِّقه قولُ عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِبَ:
وَهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا
وَهُمْ شَغَلُوهُ عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قَالَ ابْن سِيده: أُنْشِد بغيرِ ياءٍ (قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون أَراد المقَدِّي، فَحذف الياءَ) قَالَ ابْن بَرِّيِّ: (وَجعل الجوهريّ المَقَدِي، مخفَّفاً، وَهُوَ الْمَشْهُور عِنْد أَهل اللُّغَة) ، وَقد حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه مُشَدَّدَ الدَّالِ، رَوَاهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ، واستشْهدَ على صِحَّته بِبَيْت عَمْرِو بن مَعْدِ يكربَ، حكَى ذالك عَن أَبيه عَن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وأَنَّ المَقَدِّيَّ مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدّ، وَهِي قَرْيَةٌ بِدِمَشْق فِي الجَبَل المُشْرِف على الغَوْرِ، فهؤلاءِ جُمْلَةُ مَن ذهب إِلى التَّشديد، وَقَالَ أَبو الطَّيِّبُ اللغَويّ: هُوَ بتَخْفِيف الدالِ لَا غيرُ، مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدَ، قَالَ: وإِنما شدَّده عَمرُو بن مَعد يكربَ للضّرورة، قَالَ: وَكَذَا يَقْتَضِي أَن يكون عِنْده قولُ عَدِيِّ بن الرِّقاع فِي تَشديد الدَّال أَنه للضَّرُورَة، وَهُوَ:
فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ لَعِبَتْ بِهِ
عُقَارٌ ثَوتْ فِي سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا
مَقَدِّيَّةٌ صَهْبَاءُ بَاكَرْتُ شُرْبَهَا
إِذَا مَا أَرَادُوا أَنْ يَرُوحُوا بِهَا صَرْعَى

تَابع كتاب قَالَ: وَالَّذِي يَشْهَد بِصِحَّة قَول أَبي الطَّيْبِ قَول أَبي الأَحْوَص.
كَأَنَّ مُدَامَةً مِمَّا
حَوَى الحَانُوتُ مِنْ مَقَدِ
يُصَفَّقُ صَفْوُهَا بِالمِسْ
كِ والكَافُورِ والشَّهَدِ
وَكَذَلِكَ قَوْلُ العَرْجِيّ:
كَأَنَّ عُقَاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً
أَبَى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خَادِعُ
وأَنشد اللَّيْث:
مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ الله لِلنَّا
سِ شَرَاباً وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ
وَقَالَ آخر:
عَلِّلِ القَوْمَ قَلِيلاً
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا اليَوْ
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ
(وَقد تقدَّمَ) الْبَحْث فِيهِ (ف ق د د) فراجِعْه.
(والمَقَدِيَّةُ) بِالتَّخْفِيفِ (: ثِيَابٌ م) مَعْرُوفَة، قَالَ ابنُ دُريد: ضَرْبٌ من الثِّيَابِ، وَلَا أَدرِي إِلى مَا يُنْسَب، وَيُقَال ثوْبٌ مَقَدِيٌّ.
(و) المَقَدِيَّةُ (: ة) بِالشَّام مِن عَمَل الأُرْدُنِّ، وإِليها نُسِب الشَّرَابِ، وَيُقَال إِنها مَقَدٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُهَا فِي الأَشْعَار.

مرد

(م ر د) : (مُرَادِيُّهَا) فِي (ق ل) .
مرد: {مردوا}: عتوا، ومنه: مريد. {مارد}: خارج. {ممرد}: مملس، ومنه الأمرد وشجرة مرداء.
(مرد) - في حَديثِ مُعاوية: "تَمَرَّدْتُ عِشرِين سنة، وَجَمعْتُ عشرين، ونَتَفتُ عِشْرين، وخَضَبتُ عِشْرين، فأنا ابنُ ثمانين"
: أي مَكَثْتُ أمْرَدَ، ثم صِرْتُ مُجْتَمِع الِّلحية
[مرد] نه: فيه: كان صاحب خيبر رجلًا "ماردًا"، أي عاتيًا شديدًا، أخذ من مردة الجن. ومنه ح رمضان: وتصفد فيه "مردة" الشياطين، جمع مارد. وفي ح معاوية: "تمردت" عشرين سنة، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين، وخضبت عشرين، فأنا ابن ثمانين، أي مكثت أمرد عشرين سنة ثم صرت مجتمع اللحية عشرين سنة. و"مريد"- بضم ميم مصغرًا: أطم من أطام المدينة. و"مردان" بفتح ميم وسكون راء: ثنية بطريق تبوك، بها مسجده صلى الله عليه وسلم. غ: مرد: خرج عن الطاعة، أو المريد من ظهر شره، شجرة "مرداء" تساقط ورقها. ومنه: "الأمرد". و"ممرد": مملس ومطول. و""مردوا" على النفاق": مرنوا واستمروا.
م ر د

هو مارد من المرّاد ومتمرّد، وشيطان مريد ومرّيد، وقد مرد يمرد مروداً ومرد مرادة، وتمرّد عليّ. ومرّد البناء: طوّله وملسه، وصرح ممرّد. ويقال: مرد، على جرد. وشاب أمرد. وقالت امرأة لزوجها: يا شيخ، فقال لها من " أين لي لك أميردٌ " فسار مثلاً: ومرد يمرد مرودةً ومردةً، وتمرّد زماناً ثم خرج وجهه، وعن معاوية: تمرّدت عشرين، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين، وخضبت عشرين، فأنا ابن ثمانين. وبني تماريد للحمام وتمراداً، ومرّدت لها تمريداً.

ومن المجاز: " تمرد مارد وعزّ الأبلق ". وجبل متمرّد، وجبال متمرّدات. وشجرة مرداء: لا ورق لها، ومرّدت الغصن تمريداً. ورملة مرداء: لا نبت عليها. وامرأة مرداء لم يخلق لها إسبٌ. و" مردوا على النّفاق ": مرنوا عليه.
مرد
قال الله تعالى: وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ
[الصافات/ 7] والمارد والمَرِيد من شياطين الجنّ والإنس: المتعرّي من الخيرات.
من قولهم: شجرٌ أَمْرَدُ: إذا تعرّى من الورق، ومنه قيل: رملةٌ مَرْدَاءُ: لم تنبت شيئا، ومنه:
الأمرد لتجرّده عن الشّعر. وروي: «أهل الجنّة مُرْدٌ» فقيل: حمل على ظاهره، وقيل: معناه:
معرون من الشّوائب والقبائح، ومنه قيل: مَرَدَ فلانٌ عن القبائح، ومَرَدَ عن المحاسن وعن الطاعة. قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ
[التوبة/ 101] أي: ارتكسوا عن الخير وهم على النّفاق، وقوله: مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
[النمل/ 44] أي: مملّس. من قولهم: شجرةٌ مَرْدَاءُ: إذا لم يكن عليها ورق، وكأنّ المُمَرَّدَ إشارة إلى قول الشاعر:
في مجدل شيّد بنيانه يزلّ عنه ظفر الظّافر
ومَارِدٌ: حصن معروف ، وفي الأمثال:
تَمرَّدَ ماردٌ وعزّ الأبلق ، قاله ملك امتنع عليه هذان الحصنان.
م ر د : مَرِدَ الْغُلَامُ مَرَدًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا أَبْطَأَ نَبَاتُ وَجْهِهِ وَقِيلَ إذَا لَمْ تَنْبُتْ لِحْيَتُهُ فَهُوَ أَمْرَدُ وَمَرَدَ يَمْرُدُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا عَتَا فَهُوَ مَارِدٌ.

وَمَرَدْتُ الطَّعَامَ مَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَرَسْتُهُ لِيَلِينَ.

وَمُرَادُ وِزَانُ غُرَابٍ قَبِيلَةٌ مِنْ مَذْحِجٍ سُمِّيَتْ بِاسْمِ أَبِيهِمْ مُرَادِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانِ بْنِ سَبَأٍ قِيلَ اسْمُهُ يُحَابِرُ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ مُرَادٌ لِأَنَّهُ تَمَرَّدَ عَلَى النَّاسِ أَيْ عَتَا عَلَيْهِمْ.

وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمُرَادٌ حَيٌّ فِي الْيَمَنِ وَيُقَالُ إنَّ نَسَبَهُمْ فِي الْأَصْلِ مِنْ نِزَارٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ مُرَادِيٌّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ. 
(مرد)
الْإِنْسَان مرودا طغا وَجَاوَزَ حد أَمْثَاله أَو بلغ غَايَة يخرج بهَا من جُمْلَتهمْ وعَلى الشَّيْء مرن وَاسْتمرّ عَلَيْهِ يُقَال مرد على الشَّرّ أَو على النِّفَاق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَرَدُوا على النِّفَاق} وَالشَّيْء لينه وصقله وَالصَّبِيّ ثدي أمه مرسه أَو مصه وَفُلَانًا مزق عرضه وَالدَّابَّة سَاقهَا سوقا شَدِيدا والملاح السَّفِينَة دَفعهَا بالمردي

(مرد) الْغُلَام مردا ومرودة ومردة طر شَاربه وَبلغ خُرُوج لحيته وَلم تبد فَهُوَ أَمْرَد وَلَا يُقَال جَارِيَة مرداء (ج) مرد والغصن خلا من الْوَرق وَيُقَال شَجَرَة مرداء (ج) مرد وَفُلَان دَامَ على أكل المريد التَّمْر المنقوع فِي اللَّبن

(مرد) الشَّيْء لينه وصقله وَالْبناء سواهُ وملسه وَطوله فَهُوَ ممرد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ إِنَّه صرح ممرد من قَوَارِير} والغصن جرده من الْوَرق وللحمام تمريدا وتمرادا بنى لَهَا التمراد 
[مرد] المَرْدُ: ثمر الأراك الغضُّ منه. ورملة مَرْداءُ : لا نبتَ فيها. وغُصن أمْرَدُ: لا ورق عليه. وفرسٌ أمْرَدُ: لا شعر على ثُنَّتِهِ. وغلامٌ أمْرَدُ بيِّنُ المَرَد بالتحريك، ولا يقال جارية مرْداء. قال الأصمعي: يقال تَمَرَّدَ فلانٌ زماناً ثم خرج وجهه، وذلك أن يَبْقى أمْرَدَ حيناً. وتَمريدُ البناء: تمليسه. وتَمريدُ الغصن: تجريدة من الورق. ومرد الخبز يَمْرُدُهُ مَرْداً، أي ماثَهُ حتَّى يلين. والمَريدُ : التمر يُنقع في اللبن حتَّى يلين. ومَرَدَ الصبي ثديَ أمِّه مَرْداً. والمُرودُ على الشئ: المرون عليه. والمارد: العاتى. وقد مَرُدَ الرجل بالضم مَرادَةً، فهو مارِدٌ ومَريدٌ. والمِرِّيدُ: الشديد المرادة، مثال الخمير والسكير. ومراد: أبو قبيلة من اليمن، وهو مراد بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال: كان اسمه يحابر فتمرد فسمى مرادا. وهو فعال على هذا القول . والمراد، بالفتح: العنق. ومارد: حصن دومة الجندل. يقال في المثل: " تمرد مارد وعز الابلق ".
مرد: مرد: يمرد. بلغ سن المراهقة (الكالا: بالأسبانية adolecer) .
مرد يمرد: (فوك- باللاتينية في مادة Sodomita أي مخنث، علق، لوطي؛ وانظر مادة أمرد).
متمرد: عاص، عنيد، مكابر، جامح، غير قابل للخضوع، لا ينقاد (هلو) تمرد في طلب الدنيا حتى بلغ المنى أي ثابر على الحصول على متاع الدنيا (المقري 1: 260) مكافح بعناد، مقاتل حتى الموت (المقري 2: 318).
متمرد: ثائر (هلو).
كتمرد على: سفه مجن، تمجن توقح (فوك).
متمرد: متخنث (لمن يصبح علقا) (فوك).
مردة: ثورة، شغب، فتنة (هلو).
ملادية: لواطة (فوك).
مارد: عفريت، شيطان (فوك) عبقري مقتدر جدا في الشر (لين عادات 1: 339).
مردة لبنان: في محيط المحيط ( .. ومنه مردة لبنان لسكانه القدماء لعصيانهم).
أمرد: خالي الوجه من الشعر، من لا لحية له والجمع مردان أيضا (بوشر).
أمرد والجمع مرد ومردان: علق، مخنث، لوطي. صغير وظريف. مئناث (معجم البيان (وردت الكلمة في عبارة ذكرها ابن حيان وقد حملت مخطوطة B كلمة والحزوان التي ينبغي تبديلها بكلمة المردان) (فوك): (انظر Sodomita حيث يجب إبدال امراد وجعلها أمرد) (البكري 15: 129، المقري 1: 693. ألف ليلة 2: 284).
ممرد. صرح ممرد من قوارير التي وردت في القرآن الكريم في سورة النمل (آية 44) في قصة زيارة ملكة سبأ لسليمان (ع) وقد فسر مفسرو القرآن كلمة ممرد بمملس. وفي الأندلس أطلق اسم الصرح الممرد على جانب من قصر الزهراء وكان يسمى السطح الممرد أيضا (المقري 1: 251 و5: 372).

مرد


مَرَدَ(n. ac. مَرْد
مُرُوْد)
a. Was bold, audacious; was insolent, rebellious.
b. ['Ala], Became accustomed, inured to; practised; was bold
over.
c. ( n. ac.
مَرْد), Steeped, soaked, sopped in water; softened; crumbled.
d. Smoothed, polished.
e. Cut.
f. Pushed, propelled (boat).
g. Sucked; mumbled (child).
مَرِدَ(n. ac. مَرَد
مُرُوْدَة)
a. Was beardless, hairless.
b. Was leafless; was barren.

مَرُدَ(n. ac. مَرَاْدَة
مُرُوْدَة)
a. see I (a)
مَرَّدَa. Stripped of its leaves (branch).
b. Made symmetrical (building).
c. [La], Made nests for (pigeons).

تَمَرَّدَa. see I (a)
& (مَرِدَ) (a).
c. ['Ala], Behaved insolently to.
مَرْدa. Sop.
b. Fresh fruit.
c. Treeless place.

مُرْدِيّa. Propelling-pole; oar.

أَمْرَدُ
(pl.
مُرْد)
a. Beardless, hairless, smooth; smooth on the fetlock (
horse ).
مَاْرِد
(pl.
مَرَدَة
4t
مُرَّاْد
& reg. )
a. Audacious; insolent, arrogant; defiant, rebellious;
rebel.
b. High, lofty; tall.
c. Brisk, sprightly.
d. [ coll. ], Giant.
e. [ coll. ], Jinn.
مَرَاْدa. see 28
مَرِيْد
(pl.
مُرَدَآءُ)
a. see 21 (a)b. Diluted (milk).
c. Soaked in milk (date).
مَرُوْدa. see 21 (c)
مُرُوْدa. Rebellion, revolt.

مَرَّاْد
(pl.
مَرَاْرِيْدُ)
a. Neck.

مِرِّيْدa. see 21 (a)
مَرْدَآءُa. fem. of
أَمْرَدُb. Arid, barren.
c. Leafless, bare (tree).
N. P.
مَرَّدَa. see 21 (b)
N. Ag.
تَمَرَّدَ
(pl.
مُتَمَرِّدَات)
a. Lofty, steep (mountain).
b. see 21 (a)
N. Ac.
تَمَرَّدَa. Rebellion; revolt.

تِمْرَاد (pl.
تَمَاْرِيْد)
a. Pigeon's nest; dove-cote.

مَرْدَقُوْس
P.
a. Marjoram.
مرد
المَرْدُ: حَمْلُ الأرَاكِ، الواحِدَةُ مَرْدَة. والمَرْدُ: دَفْعُكَ بالمُرْدِيِّ السفِيْنَةَ. ومُرَادٌ: حَي من اليَمَنِ. والمَرَادَةُ: مَصْدَرُ المَارِدِ. والمَرِيْدُ: من شَيَاطِينِ الإنْسِ. وقد تَمَردَ: اسْتَعْصَى. ومَرَدَ على الشَّر يَمْرُدُ مُرُوْداً: عَتَا وطَغَا. والتِّمْرَادُ: بَيْتٌ صَغِيْرٌ يُجْعَلُ في بَيْتِ الحَمَامِ المُبَيِّضَةِ، وهي التَمَارِيْد. ومَردَ صاحِبُها تَمْرِيداً وتمْرَاداً. والتَّمْرِيْدُ: تَمْلِيْسُ التَّطْيِيْن والتَّسْوِيَةُ. والمُمَرَّدُ: الطَّوِيْلُ من النَخْلِ والجِبَالِ، وكذلك المتَمَرِّدُ. والتَمَرُّدُ: الطُّوْلُ. ومن أمْثَالِهم: " تَمَردَ مارِدٌ وعَزَّ الأبْلَقُ "، ومارِدٌ: حِصْنٌ. والأمْرَدُ: الشابُّ الذي قد بَلَغَ خُرُوجَ وَجْهِه. ومَرِدَ يَمْرَدُ مُرُوْدَةً ومَرَداً. ورَمْلَةٌ مَرْدَاءُ: لا تُنْبِتُ شَجَراً. وشَجَرَةٌ مَرْدَاءُ: قَلِيْلَةُ الوَرَقِ.
وامْرأة مَرْدَاءُ: لم يُخْلَقْ لها اسْبٌ. وفي المَثَل: " من أيْنَ لي لكِ أمَيْرِدُ "، وذلك أنَّ امْرأة قالتْ لزَوْجِها: يا شَيْخُ، فأجابَها بذلك.
ومَرَدَهُ بالسيْفِ: قَطَعَه. ومَرَدَ التَمْرَ: دافَهُ في الماء لِيَلِيْنَ، وتَمْرٌ مَرِيْدٌ ومَمْرُوْدٌ. والمَرِيْدُ: الكَعْكُ بالماء؛ كالمَرِيْسِ.
والمَرَادِيْ: رِمَال بهَجَرَ، واحِدُها مَرْدَاةٌ. والمِرْدَاةُ: الصَّخْرَةُ، وفي المَثَلِ: " كُلُّ ضَبّ عِنْدَه مِرْدَاتُه "، وهذا عِنْدِي مَوْضِعُه المُعْتَل. والمَرادُ: العُنُقُ، وجَمْعُه مَرَارِيْدُ. ومَرْدَاءُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بهَجَرَ. ومارَدُوْنَ، ويقال: مارَدِيْنَ.
مرد
مرَدَ/ مرَدَ على يمرُد، مُرودًا، فهو مارِد، والمفعول ممرود عليه
• مرَد الشّخصُ: طغا وعتا، جاوز حدَّ أمثاله، عصا "مرَد الشابُّ في سلوكه ولم تردعه نصيحة- {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} ".
• مرَد على الشّيء: تعوّده واستمرَّ عليه " {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} ". 

مرُدَ يمرُد، مُرودًا، فهو مرِيد
• مرُد الشّخصُ: مَرَد، طغا وعتا، جاوز حدَّ أمثالِه " {وَإِنْ يَدْعُونَ إلاَّ شَيْطَانًا مَرِيدًا} ". 

مرِدَ يمرَد، مَرَدًا ومُرْدَةً ومرودةً، فهو أمردُ
• مرِد الصَّبيُّ: خلت لحيتُه من الشَّعْر.
• مرِد الغُصنُ: خلا من الورق "طال البردُ حتى مرِدتِ الأغصانُ". 

تمرَّدَ على يتمرّد، تمرُّدًا، فهو مُتمرِّد، والمفعول مُتَمرَّدٌ عليه
• تمرَّد الشَّخصُ على القوم: رفض طاعتَهم ولم يقبل نصيحتَهم "قبضت الشّرطةُ على المتمرِّدين- تمرَّد على النِّظام: خرج عليه ولم يلتزم به" ° ولد متمرِّد: ولد عنيد. 

مرَّدَ يمرِّد، تمريدًا، فهو مُمرِّد، والمفعول مُمرَّد
• مرَّد الغُصنَ: جرّده من الورق "هزِل حتى صار كالغصنِ إذا مُرِّد".
 • مرَّد البناءَ:
1 - سوّاه وملّسه.
2 - طوَّله " {قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} ". 

أمردُ1 [مفرد]: ج مُرْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرِدَ: شابٌّ طلع شاربُه ولم تنبت لحيتُه "وجهٌ أمردُ". 

أمردُ2 [مفرد]: ج مُرْد، مؤ مَرداءُ، ج مؤ مرداوات ومُرْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرِدَ ° أَرْضٌ مرداءُ: خالية من النّبات. 

تمرُّد [مفرد]:
1 - مصدر تمرَّدَ على.
2 - (مع) خروج على نواميس المجتمع وقوانين النظام العام، وعدم الاعتراف بسلطان أيّة سلطة. 

مارِد [مفرد]: ج مَرَدة ومُرَّاد:
1 - اسم فاعل من مرَدَ/ مرَدَ على.
2 - عملاق، ضخم " {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} ".
3 - طاغية، قاهر "كان الحاكم من مَرَدة الإنس". 

مَرَد [مفرد]: مصدر مرِدَ. 

مُرْدَة [مفرد]: مصدر مرِدَ. 

مِرِّيد [مفرد]: صيغة مبالغة من مرُدَ ومرَدَ/ مرَدَ على: شديد العتوّ. 

مُرود [مفرد]: مصدر مرُدَ ومرَدَ/ مرَدَ على. 

مُرودة [مفرد]: مصدر مرِدَ. 

مَريد [مفرد]: ج مُرداءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرُدَ: خبيث، عاتٍ شِرِّير. 

مرد

1 مَرَدَ, (aor.

مَرُدَ, inf. n. مَرْدٌ, S, L,) He steeped bread, (S, L, K,) or corn, (Msb,) in water, and mashed it with his hand, so as to soften it: (S, L, Msb, K:) or he soaked bread in water; (M, L;) and so مَرَثَ, and مَرَذَ, with the dotted ذ; or he softened bread in water, and crumbled it with his fingers. (As, L.) b2: مَرَدَهُ He rubbed it (a thing) in water. (TA.) b3: مَرَدَهُ, inf. n. مَرْدٌ, He crumbled it [namely bread &c.], or broke it into small pieces, with his fingers; syn. ثَرَدَهُ. (TA [but only the inf. n. is there mentioned.]) b4: مَرَدَهُ, aor. ـُ inf. n. مَرْدٌ, He made it (a thing) soft. (L.) b5: مَرَدَهُ and ↓ مرّدهُ He made it (a thing) soft and smooth; he polished it. (L.) See also 2. b6: مَرَدَ, (inf. n. مَرْدٌ, S, L,) He (a child, S, L) mumbled (مَرَسَ) the breast (S, * L, * K) of his mother: (S, L:) or sucked it. (IKtt.) b7: مَرِدَ, aor. ـ, He continued to eat مَرِيد, i. e., dates soaked in milk until rendered soft. (K.) b8: مَرِدَ (tropical:) It (a branch) was, or became, destitute of leaves. (IAar, L.) b9: مَرِدَتِ الأَرْضُ, inf. n. مَرَدٌ, (tropical:) The land was, or became, destitute of herbage, excepting a small quantity. (TA.) b10: مَرِدَ He (a horse) was, or became, without hair upon the fetlock. (IKtt.) b11: مَرِدَ, aor. ـَ (L, Msb, K,) inf. n. مَرَدٌ (S, L, Msb, K) and مُرُودَةٌ; (L, K;) and ↓ تمرّد; (S, A, L, K;) He (a youth, or young man,) was as yet beardless: (Msb:) or had no hair upon his cheeks: (IAar, L:) or remained to a late period without his beard having grown, (L, K,) or without the hair of his face having grown forth. (S, L, Msb) A2: مَرَدَ aor. ـُ (A, L, Msb, K,) inf. n. مُرُودٌ (A, L, K) and مَرْدٌ; (IAar, L;) and مَرُدَ, aor. ـُ (S, L, Msb, K,) inf. n. مَرَادَةٌ (S, L, K) and مُرُودَةٌ; (TA, and some copies of the K;) and ↓ تمرّد; (A, L;) He exalted himself, or was insolent and audacious, in pride and in acts of rebellion or disobedience; (IAar, L;) he was hold, or audacious; (M, L, K;) and immoderate, inordinate, or exhorbitant; or excessively, immoderately, or inordinately, proud, or corrupt, or unbelieving, or disobedient or rebellious; or exalted himself and was inordinate in infidelity; or was extravagant in acts of disobedience and in wrongdoing; or was refractory, or averse from obedience: (S, M, A, L, Msb, K:) or he went to such an extreme as thereby to pass from out of the general state [or category] of that species [to which he belonged]. (M, L, K.) b2: So in the phrase مرد عَلَى الأَمْرِ He was bold or audacious, and immoderate, &c., in the affair: (M, L:) and in like manner, على الشَّرِّ, in evil, or mischief: عَلَيْنَا ↓ تمرّد He acted immoderately, inordinately, or exorbitantly, &c., towards us, or against us. (L.) b3: Some explain مَرُدَ as syn. with خَبُثَ [signifying He was bad, evil, wicked, malignant, noxious, corrupt, &c.]. (MF.) b4: مَارِدٌ وَعَزَّ الأَبْلَقُ ↓ تَمَرَّدَ (tropical:) [Márid hath resisted the attempt to take it, and El-Ablak hath proved strong]: a proverb: (S:) originally said by Ex-Zebbà, the Queen of the Arabs, with reference to two fortresses which she had failed to take. (TA.) A3: مَرَدَ, (L,) inf. n. مَرْدٌ, (L, K,) He (a sailor) pushed, or propelled, a ship or boat, with a مُرْدِىّ. (L, K.) b2: He drove vehemently. (L, K.) A4: مَرَدَ عَلَى شَىْءٍ, [aor. ـُ (K,) inf. n. مُرُودٌ; (S, L;) and ↓ تمرّد; (L.) (tropical:) He became accustomed, habituated, or inured, to a thing. (S, L, K.) b2: مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ [Kur., ix., 102,] (tropical:) They have become accustomed, habituated, or inured, to hypocrisy: (Fr., A, L:) or they have exalted themselves, or become insolent and audacious, in hypocrisy: (IAar:) accord. to Er-Rághib, it is from شَجَرَةٌ مَرْدَآءُ “ a tree without leaves; ”

meaning, (assumed tropical:) they have become destitute of good. (TA.) b3: مَرَدَ عَلَى الكَلَامِ (tropical:) He became accustomed, or habituated, to what was said, so that he cared not for it. (L.) 2 مرّدهُ, inf. n. تَمْرِيدٌ, (tropical:) He stripped it (a branch) of its leaves. (S, A, L.) b2: (tropical:) He stripped it (a branch) of its peel; as also مَرَدَهُ. (TA.) See 1. b3: مرّدهُ, (A, L,) inf. n. تَمْرِيدٌ, (S, L, K,) He made it (a building) smooth (S, A, L, K) and even (L, K) and tall or long; (A;) and plastered it with mud. (L.) 5 تَمَرَّدَ see 1 in five places.

مَرْدٌ [Coll. gen. n.] Bread crumbled, or broken into small pieces, with the fingers, and then moistened with broth; syn. ثَرِيدٌ. (T, L.) b2: What is fresh and juicy of the fruit of the أَرَاك: (T, S, L, K:) what is ripe thereof is called كَبَاثٌ: (T, L:) or [in the CK, and] what is ripe thereof: (L, K:) what has become black being called كباث: (TA in art. برم:) or certain red and large things pertaining thereto: n. un. with ة. (AHn, L.) مَرَدَى: see مَرَطَى.

مُرْدِىٌّ a pole with which a ship, or boat, is pushed, or propelled: (L, K:) or an oar; syn. مِجْذَافٌ. (IKtt.) مَرَادٌ (S, L, K:) and ↓ مَرَّادٌ (K) The neck: (S, L, K:) pl. [of the latter] مَرَارِيدُ. (K.) مَرُودٌ: see مَارِدٌ.

مَرِيدٌ Bread steeped in water, and mashed with the hand: or soaked in water. (L.) b2: Dates soaked in milk until they become soft: (S, L, K:) or dates thrown into milk to become soft, and then mashed with the hand: (As, L:) or moistened, and rubbed and pressed with the fingers till soft, in water or in milk; as also مَرِيسٌ. (Mgh, art. مرس.) b3: Water with milk. (K.) b4: Anything rubbed and pressed with the hand until it becomes flaccid. (As, L.) A2: See مَارِدٌ.

مَرَّادٌ: see مَرَادٌ.

مِرِّيدٌ: see مَارِدٌ.

مَارِدٌ [from مَرَدَ] and ↓ مَرِيدٌ [from مَرُدَ] (S, M, A, L, Msb, K) and ↓ مُتَمَرِّدٌ (A, K) [One who exalts himself, or is insolent and audacious, in pride and in acts of rebellion or disobedience; an insolent and audacious rebel or unbeliever; see 1;] bold or audacious; (M, L, K;) and immoderate, inordinate, or exorbitant; or excessively, immoderately, or inordinately, proud, or corrupt, or unbelieving, or disobedient or rebellious; &c.; see 1; (S, M, A, L, Msb, K;) and strong: (L:) these epithets are applied to evil beings of mankind and of the jinn, (L,) and to any animal: (M, L:) the first is said to be applied to an evil jinnee of the most powerful class: (Mir-át ez-Zemán, &c.) pl. (of the first, M, L,) مَرَدَةٌ (M, L, K) and مُرَّادٌ; (A;) and (of the second, M, L) مُرَدَآءُ. (M, L, K.) ↓ مِرِّيدٌ signifies the same in an intensive degree. (S, L, K.) b2: مَارِدٌ Lofty, high: (L, K:) applied to a building. (TA.) b3: مَارِدٌ and ↓ مَرُودٌ One who often goes and comes, by reason of his briskness, liveliness, or sprightliness. (L.) أَمْرَدُ. b2: شَجَرَةٌ مَرْدَآءُ (tropical:) A tree having no leaves upon it: (Ks, A, L, K:) or, of which the leaves have altogether gone: (AHn, L:) and in like manner, غُصْنٌ أَمْرَدُ (tropical:) a branch having no leaves upon it: (Ks, S, L:) or the latter expression is not used. (T, L.) b3: رَمْلَةٌ مَرْدَآءُ (tropical:) A sand that is plain (L) and produces no plants: (S, A, L, K:) pl. مَرَادٍ, as though it were a subst. (M, L.) b4: أَرْضٌ مَرْدَآءُ (tropical:) An expanse of sands in which nothing grows: pl. مَرَادِى [or مَرَادِىُّ]. (As, T, L.) b5: أَمْرَدُ A youth, or young man, as yet beardless: (Msb:) or having no hair upon his cheeks: (IAar, L:) or who has remained to a late period without the hair of his face having grown forth: (S, Msb:) or whose mustache has grown forth, but not his beard, (L, K,) he having attained the usual age at which the beard grows: (L:) pl. مُرْدٌ: (L:) dim. أُمَيْرِدُ. (A.) You do not apply the epithet مَرْدَآءُ to a girl [in the sense above explained]. (S, L.) It is said in a trad., أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ [The people of paradise are without hair upon their bodies, and beardless]. (L.) b6: مَرْدَآءُ A woman having no hair upon her pubes. (M, L, K.) [In some copies of the K, for لَا إِسْبَ لَهَا, we find لا است لها: and the like is found in copies of the A.] b7: أَمْرَدُ A horse having no hair upon the fetlock. (S, L.) مُمَرَّدٌ A building made smooth, and tall or long: (A:) or made smooth: (L:) or made tall or long. (A 'Obeyd, L, K.) جَبَلٌ مُتَمَرِّدٌ (tropical:) [A mountain that opposes obstacles to one's ascent]: pl. جِبَالٌ مُتَمَرِّدَاتٌ. (A.) b2: See مَارِدٌ.

مُرْدَاسَنْجٌ: see مَرْتَكٌ in art. رتك.

مرد: المارِدُ: العاتي.

مَرُدَ على الأَمرِ، بالضم، يَمْرُدُ مُروُداً ومَرادةً، فهو ماردٌ

ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْبَلَ وعَتا؛ وتأْويلُ المُروُد أَن يبلغ الغاية

التي تخرج من جملة ما عليه ذلك الصِّنْف.

والمِرِّيدُ: الشديدُ المَرادةِ مثل الخِمِّير والسِّكِّير. وفي حديث

العِرْباض: وكان صاحبُ خيبر رجُلاً مارِداً مُنْكراً؛ الماردُ من الرجال:

العاتي الشديد، وأَصله من مَرَدة الجن والشياطين؛ ومنه حديث رمضان:

وتُصَفَّدُ فيه مَرَدة الشياطين، جمع مارد. والمُرُودُ على الشيءِ: المخزُونُ

عليه. ومَرَدَ على الكلام أَي مَرَنَ عليه لا يَعْبَأُ به. قال الله

تعالى: ومن أَهل المدينة مَرَدُوا على النِّفاقِ؛ قال الفراء: يريد مَرَنُوا

عليه وجُرِّبُوا كقولك تَمَرَّدُوا. وقال ابن الأَعرابي: المَرْدُ التطاول

بالكِبْر والمعاصي؛ ومنه قوله: مَرَدُوا على النفاق أَي تَطاوَلوا.

والمَرادةُ: مصدر المارِدِ، والمَرِيدُ: من شياطين الإِنس والجن. وقد

تَمَرَّدَ علينا أَي عَتا. ومَرَدَ على الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى.

والمَرِيدُ: الخبيثُ المتمرّد الشِّرِّير. وشيطان مارِد ومَرِيد واحد. قال

ابن سيده: والمريد يكون من الجن والإِنس وجميع الحيوان؛ وقد استعمل ذلك في

المَواتِ فقالوا: تمرّد هذا البَثْق أَي جاوز حدّ مثله، وجمع المارد

مَرَدة، وجمع المَريدِ مُردَاء؛ وقول أَبي زبيد:

مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْـ

ـدِ، ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرودِ

(* قوله «مسنفات» في الصحاح: أسنف الفرس تقدم الخيل، فاذا سمعت في الشعر

مسنفة، بكسر، فهي من هذا وهي الفرس تتقدم الخيل في سيرها، وإذا سمعت

مسنفة، بفتح النون، فهي الناقة من السناف أي شد عليها ذلك).

قال: الشَّغْبُ المَرَحُ. والمَرُودُ والمارِدُ: الذي يَجِيءُ ويَذْهَبُ

تَشاطاً؛ يقول: نَسَّى الوَجِيفُ المارِدَ شَغْبَه.

ابن الأَعرابي: المَرَدُ نَقاءُ الخدين من الشعر ونَقاء الغُصْن من

الوَرَق، والأَمْرَدُ: الشابُّ الذي بلغَ خروج لِحْيته وطَرَّ شاربه ولم تبد

لحيته. ومَرِدَ مَرَداً ومُروُدة وتَمَرَّد: بقي زماناً ثم التحى بعد ذلك

وخرج وجهه. وفي حديث معاوية: تَمَرَّدْتُ عشرين سنة وجَمَعْت عشرين

ونَتَفْت عشرين وخَضَبت عشرين وأَنا ابن ثمانين أَي مكثت أَمرد عشرين سنة ثم

صرت مجتمع اللحية عشرين سنة.

ورملة مَرْادء: متسطحة لا تُنْبِت، والجمع مَرادٍ، غلبت الصفة غلَبَة

الأَسماء.

والمَرادِي: رِمال بِهَجَر معروفة، واحدتها مَرْداء؛ قال ابن سيده:

وأُراها سميت بذلك لقلة نباتها؛ قال الراعي:

فَلَيْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه،

ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما

الأَصمعي: أَرض مَرادءُ، وجمعها مَرادٍ، وهي رمال منبطحة لا يُنْبَتُ

فيها؛ ومنها قيل للغلام أَمْرَدُ. ومَرْداء هجر: رملة دونها لا تُنْبِتُ

شيئاً؛ قال الراجز:

هَلاَّ سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْداءَ هَجَرْ

وأَنشد الأَزهري بيت الراعي:

ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما

وقال: المَرادِي جمع مَرْداءٍ هجر؛ وقال: جاء به ابن السكيت: وامرأَة

مَرْداء: لا إِسْبَ لها، وهي شِعْرَتُها. وفي الحديث: أَهل الجنة جُرْد

مُرْد. وشجرة مَرْداء: لا ورق عليها، وغصن أَمْزَد كذلك. وقال أَبو حنيفة:

شجرة مَرْداء ذهب ورقها أَجمع. والمَرْدُ: التَّمْلِيسُ. ومَرَدْتُ الشيءَ

ومَرَّدْتُه: لينته وصقلته. وغلام أَمْرَدُ بَيِّن المَرَد، بالتحريك،

ولا يقال جارية مَرْداء. ويقال: تَمَرَّدَ فلان زماناً ثم خرج وجهه وذلك

أَن يبقى أَمْرَدَ حيناً. ويقال: شجرة مَرْداء ولا يقال غصن أَمْرَدُ.

وقال الكسائي: شجرة مَرْداء وغصن أَمْردُ لا ورق عليهما. وفرس أَمْرَدُ: لا

شعر على ثُنَّتِه. والتَّمْرِيدُ: التَّمليسُ والتَّسْوِيةُ

والتَّطْيِينُ.قال أَبو عبيد: المُمَرَّد بِناء طويل؛ قال أَبو منصور: ومنه قوله

تعالى: صرح مُمَرَّد من قوارير؛ وقيل: الممرَّد المملس. وتَمريد البناء:

تمليسه. وتمريدُ الغصن: تجريده من الورق. وبناء ممرّد: مُطَوَّلٌ. والمارد:

المرتفع.

والتِّمْرادُ: بيت صغير يجعل في بيت الحَمام لِمبْيَضِه فإِذا جُعِلَتْ

نسقاً بعضها فوق بعض فهي التَّمارِيدُ؛ وقد مَرَّدها صاحبها تَمْريداً

وتِمْراد والتِّمْراد الاسم، بكسر التاء.

ومَرَدَ الشيءَ: لينه. الصحاح: والمَرادُ، بالفتح، العُنُق. والمرَدُ:

الثريد. ومَرَدَ الخبز والتمر في الماءِ يَمْرُده مَرْداً أَي ماثَه حتى

يَلِينَ؛ وفي المحكم: أَنْقَعَه وهو المَريد؛ قال النابغة:

ولمَّا أَبى أَن يَنْقِصَ القَوْدُ لَحمَه،

نزَعْنا المَرِيذَ والمَريدَ لِيَضْمُرا

والمَرِيذُ: التمر ينقع في اللبن حتى يلين. الأَصمعي: مَرَذَ فلان الخبز

في الماءِ أَيضاً، بالذال المعجمة، ومَرَثه. الأَصمعي: مَرَثَ خبزه في

الماءِ ومَرَدَه إِذا ليَّنَه وفَتَّتَه فيه. ويقال لكل شيءٍ دُلِكَ حتى

استرخى. مَرِيدٌ. ويقال للتمر يُلْقى في اللبن حتى يَلِينَ ثم يُمْرَد

باليد: مَرِيدٌ. ومَرَذَ الطعان، بالذال، إِذا ماثه حتى يلين؛ قال أَبو

منصور: والصواب مَرَثَ الخَبْزَ ومَرَدَه، بالدال، إِلا أَن أَبا عبيد جاء به

في المؤلف مَرَثَ فلان الخبز ومَرَذَه، بالثاء والذال، ولم يغيره شمر؛

قال: وعندي أَنهما لغتان. قال أَبو تراب: سمعت الخَصيبي يقول: مَرَدَه

وهَرَدَه إِذا قطَعه وهَرَطَ عِرْضَه وهَرَدَه؛ ومَرَدَ الصبيُّ ثَدْيَ

أُمّه مَرْداً. والمَرْدُ: الغَضُّ من ثَمر الأَراك، وقيل: هو النَّضِيجُ

منه، وقيل: المَرْدُ هَنواتٌ منه حُمْر ضَخْمة؛ أَنشد أَبو حنيفة:

مِنانِيِّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَيْتِها،

أَراكٌ، إِذا صافَتْ به المَرْدُ، شَقَّحا

واحدته مَرْدةٌ. التهذيب: البَريرُ ثَمر الأَراك، فالغَضُّ منه المَرْد

والنضيجُ الكَباثُ. والمَرْدُ: السَّوْقُ الشديدُ.

والمُرْدِيُّ: خَشَبة يدفع بها المَلاَّحُ السفينةَ، والمَرْدُ: دفعها

بالمُرْدِيِّ، والفعل يَمْرُد.

ومارِدٌ: حِصْنُ دُومةِ الجندل؛ المحكم: ومارِدٌ حِصْن معروف غزاه بعض

الملوك فامتنع عليه، فقالوا في المثل: تَمرَّدَ ماردٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ،

وهما حصنان بالشام؛ وفي التهذيب: وهما حصنان في بلاد العرب غزتهما

الزباء؛ قال المفضل: كانت الزباء سارت إِلى مارد حِصْن دُومة الجندل وإِلى

الأَبْلَق، وهو حصن تَيْماءَ، فامتنعا عليها فقالت هذا المثل، وصار مثلاً لكل

عَزيز مُمْتَنع.

وفي الحديث ذكر مُرَيْد، وهو بضم الميم مصغَّراً: أُطُمٌ من آطام

المدينة وفي الحديث ذكر مَرْدانَ، بفتح الميم وسكون الراء، وهي ثنية بطريق

تَبُوكَ وبها مسجدٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم.

ومُرادٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو مراد بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن

سَبَا وكان اسمه يُحابِر فَتَمَرَّد فسمي مُراداً، وهو فُعال على هذا

القول؛ وفي التهذيب: ومُرادٌ حيّ هو اليوم في اليمن، وقيل: إِن نسبهم في

الأَصل من نزار؛ وقول أَبي ذؤيب:

كَسَيْفِ المرادِيِّ لا تاكِلاً

جَباناً، ولا حَيْدَرِيّاً قَبيحا

قيل: أَراد سيف عبد الرحمن بن مُلْجْمَ قاتِلِ عليّ، رضوان الله عليه،

وقيل: أَراد كأَنه سيف يمان في مضائه فلم يستقم له الوزن، فقال كسيف

المُرادِيِّ. ومارِدُون ومارِدِين: موضع، وفي النصب والخفض ماردين.

مرد
: (مَرَدَ) على الأَمْر (كنَصَرَ وكَرُم) يَمْرُد (مُرُوداً ومُرُودَةً) ، بضمّهما (ومَرَادَةً) ، بِالْفَتْح. (فَهُوَ مارِدٌ ومَرِيدٌ، و) تَمَرَّدَ فَهُوَ (مُتَمَرِّدٌ: أَقْدَمَ) ، وَفِي اللِّسَان: أَقْبَلَ (وعَتَا) عُتُوًّا، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال: مَرَدَ الإِنسانُ والسلطَانُ أَي كنصر مَرَادَةً: عَتَا وعَصَى، ومَرُدَ أَيضاً كذالك، وَفِي الأَساس: المارِد: هُوَ العاتِي وَهُوَ مَارِدٌ مِن المُرَّادِ، وتَمَرَّدَ، وشَيْطَانٌ مَرِيدٌ ومِرِّيدٌ ونقَل شَيْخُنا عَن بعضِ أَئمّة اللُّغَة مَرُدَ، كخَبُثَ وَزْناً ومَعْنًى، (أَو هُوَ) أَي المُرُودُ تَأْوِيلُه (: أَن يَبْلُغَ الغَايَةَ الَّتِي يَخْرُجُ بهَا مِن جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذالك الصِّنْفُ، ج) ، مُحَرَّكةً، جمع مارِدٍ، (ومُرَدَاءُ) جمع مَرِيدٍ كحُنْفَاءَ، وشَيْطَانٌ مَرِيد ومارِدٌ واحِدٌ، وَهُوَ الخَبِيثُ المُتَمَرِّدُ الشِّرِّير، وَفِي حَدِيث رَمَضَان (وتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ) .
ومَرَد على الشَّرِّ وتَمَرَّدَ: عَتَا وطَغَا، (و) قَالَ أَبو تُراب: سمعْت الخُصَيْبِيَّ يَقُول: (مَرَدَه) وهَرَده، إِذا (قَطَعَه، و) هَرَطه (: مَزَّقَ عِرْضَهُ) ، كَهَرَدَه.
(و) مَرَدَ (على الشيْءِ) مُرُوداً (: مَرَنَ واستَمَرَّ) ، ومَرَدَ على الكلامِ، أَي مَرَن عَلَيْهِ لَا يَعْبَأُ بِهِ، وأَصلُ معنَى التَّمرُّدِ التَّمَرُّنُ، أَي الاحَتِيَادُ، كَمَا نقلَه بَعضهم، قَالَ الله تَعَالَى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفَاقِ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 101) قَالَ الفَرَّاءُ: يُريد: مَرَنُوا عَلَيْهِ (وجُرِّبوا) ، كَقَوْلِك: تَمَرَّدُوا. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: المَرْدُ: التَّطَاوُلُ بالكِبْرِ والمَعَاصِي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {مَرَدُواْ عَلَى النّفَاقِ} ، أَي تَطَاوَلُوا. وَفِي المُفْرَدات للرَّاغِب: هُوَ مِن قَوْلِهم: شَجَرَةٌ مَرْدَاءٌ، أَي لَا وَرَقَ عَلَيْهَا، أَي أَنَّهُم خَلَوْا عَن الخَيْرِ.
(و) مَرَدَ الصَّبيُّ (الثَّدْيَ) ، أَي ثَدْيَ أُمِّه مَرْداً (: مَرَسَه) ، وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطّاع: مَصَّه.

تَابع كتاب (و) مَرَدَ (الخُبْزَ) والتَّمْرَ فِي الماءِ يَمْرُدُه مَرْداً، أَي (مَاثَه حَتَّى يَلِينَ) . وَفِي الْمُحكم: أَنْقَعَهُ، وَهُوَ المَرِيدُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَرَذَ فُلانٌ الخُبْزع فِي الماءِ، أَيضاً، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، ومَرَثَه، إِذا لَيَّنَه وفَتَّتَه. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: المَرَدُ: نَقَاءُ الخَدَّيْنِ مِن الشَّعر، ونَقَاءُ الغُصْنِ مِن الوَرَقِ، و (الأَمْرَدُ: الشابُّ) الَّذِي (طَرَّ شَارِبُه ولمْ تُنْبُتْ) وَفِي، بعض الأُمهات: وَلم تَبْدُ (لِحْيَتُه) بَعْدُ، وَقد (مَرِدَ كفَرِحَ مَرَداً ومُرُودَةً. وتَمَرَّدَ: بَقِيَ زَماناً ثمَّ الْتَحَى) بعد ذالك وخَرَجَ وَجْهُه، وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة (تَمَرِّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً، وجَمَعْتُ عِشرِينَ، ونَتَفْتُ عِشرِين وخَضَبْتُ عِشْرِين، وأَنا ابنُ ثَمَانينَ) أَي مَكَثْتُ أَمْرَدَ عشرينَ سَنَةً ثمَّ صِرْتُ مُجْتَمِعَ اللِّحْيَةِ عشرِينَ سنَةً.
(و) من المَجاز (المَرْدَاءُ: الرَّمْلَةُ) المُتَسَطِّحَةُ (لَا تُنْبِتُ. و) المَرْدَاءُ، بِعَيْنِهَا (رَمْلَةٌ بِهَجَرَ) لَا تُنْبِتُ شَيْئا، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
هلا سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْدَاءٍ هَجَرْ
وزَمَنَ الفِتْنَةِ مَنْ سَاسَ البَشَر
مُحَمَّداً عَنَّا وعَنْكُمْ وعُمَرْ
وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: المَرَادِي: رِمَالٌ بِهَجَرَ مَعروفَةٌ، واحدتها مَرْدَاءُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَاهَا سُمِّيت بِذلك لِقِلَّة نَبَاتِها، قَالَ الراعِي:
فَلَيْتَكَ حَالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كُلُّه
ومَنْ بِالمَرَادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَمَا
وَقَالَ الأَصمعيّ: أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادٍ وَهِي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة لَا يُنْبَتُ فِيهَا، وَمِنْهَا قيل للغلامِ أَمْرَدُ، وَقَالَ الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابْن السِّكِّيت.
(و) من المَجاز: المَرْدَاءُ (: المَرْأَةُ لَا اسْتَ لَهَا) ، هاكذا بِالْهَمْزَةِ وَالسِّين الْمُهْملَة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة فِي نُسختنا، ويُؤَيّده أَيضاً قولُ الزمخشريِّ فِي الأَساس: وامرأَةٌ مَرْدَاءُ: لم يُخلَق لَهَا اسْتٌ. وَهُوَ تَصْحِيف، وَالَّذِي فِي اللِّسَان والتكملة: وامرأَةٌ مَرْدَاءُ: لَا إِسْبَ لهَا. بالبَاءِ الموحّدة. ثمَّ قَالَ: وَهِي شِعْرَتُها. وَفِي الحَدِيث: (أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ) .
(و) من الْمجَاز: المَرْدَاءُ (: الشَّجَرَةُ لَا وَرَقَ عَلَيْهَا) وغُصْنٌ أَمْرَدُ، كذالك، وَقَالَ أَبو حنيفَة: شجَرةٌ مَرْدَاءُ: ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ، وغُلامٌ أَمردُ بَيِّنُ المَرَدِ، بِالتَّحْرِيكِ، وَلَا يُقَال: جارِيَةٌ مَرْدَاءُ، وَيُقَال: شَجَرَة مَرْدَاءُ، وَلَا يُقال غُصْنٌ أَمحرَدُ، وَقَالَ الكسائيُّ: شَجَرةٌ مَرداءخ، وغُصنٌ أَمْرَدُ: لَا وَرَقَ عَلَيْهِمَا. قلت: وإنكارُ غُصن أَمْرَد روِي عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) مَرْدَاءُ (: ة بنَابُلُسَ، ويُقْصَرُ) ، كَمَا هُوَ الْمَشْهُور على الأَلْسِنة، خرج مِنْهَا الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون، مِنْهُم العَلاَّمة قَاضِي القُضَاةِ جَمَالُ الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف الأَحكام، وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر بن سالمِ بن سَلْمَان المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ، من شُيُوخ التَّقِيِّ السُّبْكِيّ، تُوفّيَ بِمَرْدَا سنة 719، وَكَذَلِكَ أَبو بكر كَانَ من المحدِّثين.
(ومُرَيْدَاءُ) ، مُصَغَّرَّا ممدوداً (: ة بالبَحْرَينِ) .
(والتَّمْرِيدُ فِي البِنَاءِ: التَّمْلِيسُ والتَّسْوِيَةُ) والتَّطْيِينُ.
(وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ) ، كمُعَظَّمٍ (: مُطَوَّلٌ) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المُمَرَّد: بِنَاءٌ طَوهيلٌ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مّن قَوارِيرَ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 44) وَقيل: المُمَرَّد: المُمَلَّس، وَمِنْه الأَمْرَد، لِلِينِ خَدَّيْهِ، كَذَا فِي زَوَائِد الأَمَالِي للقالي.
(والمارِدُ: المُرْتَفِعُ) م ن الأَبْنِيَةِ.
(و) المارِد (: العَاتِي) ، وَفِي حيثِ العِرْبَاضِ (وكانَ صاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً) ، أَي عاتِياً شَديداً. وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ والشياطينِ.
(و) مارِدٌ (: قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافه خَيَاشِيمِ الجَبَلِ المَعْرُوفِ بالع 2 ارِض) باليَمَامَةِ، وَفِي المَرَاصد: مارِدٌ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ.
(و) مَارِدٌ (: حِصْنُ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ، والأَبْلَقُ: حِصْنٌ بِتَيْمَاءَ) كِلاهما بالشَّام، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي التهذيبِ: وهما حِصْنَانِ فِي بِلادِ العَربِ، قَالَ المفَضَّلُ: (قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ فعَجَزَتْ) عَن قِتَالِهِما (فقالَتْ: (تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ)) وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ عَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ، وَهُوَ مَجَازٌ وأَورده المَيْدَاني فِي مَجمَعِ الأَمثالِ وَقَالَ: مارِدٌ: حِصْنُ دومَةِ الجَنْدَلِ، والأَبْلَقُ: حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا، قيل: وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ مُخْتَلفَة بأَرْض تَيْمَاءَ، وهما حِصْنَانِ عَظِيمانه قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فَلم تَقْدِر عَلَيْهِمَا فقالتْ ذالك، فصارَ مَثَلاً لكُلِّ مَا يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه، وَقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى فِي بلق.
(والتِّمْرَادُ، بِالْكَسْرِ: بَيْتٌ صَغِيرٌ) يجْعَل (فِي بَيْتِ الحَمَامِ) بِالتَّخْفِيفِ (لِمَبْيَضِهِ، فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فَهُوَ التَّمَارِيدُ، وَقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرهيداً وتَمرَاداً) بِفَتْح التاءِ، والتِّمْرَاد، بِالْكَسْرِ الِاسْم.
(المَردُ) ، بِفَتْح فسكونٍ (: الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ، أَو نَضِيجُه) ، وَقيل: هَنَوَاتٌ مِنْهُ حُمْرٌ ضَخْمَةٌ، أَنشد أَبو حنيفةَ:
كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها
أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَا
الواحِدة مَرْدَةٌ. وَفِي التَّهْذِيب: البَرِيرُ: ثَمَرُ الأَراكِ، فالغَضُّ مِنْهُ المَرْدُ، والنَّضِيجُ الكَبَاثُ.
(و) المَرْدُ (: السصوْقُ الشديدُ، و) المَرْدُ (: دَفْعُ المَلاَّحِ السفينةَ بالمُرْدِيِّ، بالضمِّ) اسْم (لِخَشَبَةٍ) أُعِدَّت (للدَّفْعِ) ، والفِعْل يَمْرُد، وَفِي الأَفْعَال، وَهِي المجْدَافُ، قَالَ رؤبة:
إِذَا أَصْمَأَكَّ أَخْدَاهُ ابْتَدَّا
صَلِيفَ مُرْدِيَ ومُصْلَخِدَّا
(ومُرَادٌ، كغُرَابٍ: أَبو قَبِيلَةٍ) من الْيمن، وَهُوَ مُرَاد بن مالِكِ بن زيدَ ابْن كَهْلاَن بن سَبَإٍ وَكَانَ اسْمُه يَحَابِرِ فَسُمِّيَ مُرَاداً (لأَنّه تَمَرَّدَ) ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: يَحَابِر جمْع يَحْبُورَة، وسُمِّيَ مُرَاداً لأَنّه أَوَّل مَن مَرَدَ باليَمَن.
وَفِي الْمِصْبَاح، مُرَاد قَبِيلةٌ مِن مَذْحِج. قلت ومَذْحج هُوَ مَالك بن زَيْد المُتَقدّم ذِكْرُه فِي التَّهْذِيب، وَقيل إِن نَسبهم فِي الأَصل من نِزار.
(و) المَرادُ (كسَحَابٍ وكَتَّانٍ العُنُقُ) ، وعَلى الأَوّل اقتصرَ الجَوْهَرِي (ج مَرارِيدُ) .
(ومَارِدُونَ: قَلْعَةٌ م) أَي مَعْرُوف على قُنَّةِ جَبَل الجزِيرة مُشْرِفَة على بلادٍ كَثِيرَة، وفضاءٍ واسِعٍ، تَحْتَهَا رَبَضٌ عَظِيم فِيهِ أَسواقٌ ومَدارِسُ ورُبُطٌ، ودُورُهم كالدَّرَجِ، وكلُّ دَرْبٍ يُشْرِف على مَا تَحْتَه من الدُّورِ، والماءُ عِنْدهم قليلٌ، وأَكثرُ شُرْبِهم من الصهاريج الَّتِي يُعِدُّونها فِي بُيوتهم، كَذَا فِي المراصد. (و) تَقول (فِي النَّصْب والخَفْض مَارِدِينَ) ، أَي إِنه مُلْحَق بِجمع المُذكّر السَّالِم فِي الإِعراب، كصِفِّين وفِلَسْطِينَ ونَحْوِهما.
قَالَ شَيخنَا: وَمِنْهُم من يُلْزِمُها اليَاءَ، كحِينٍ، وَمِنْهُم من يُلْزِمها الواوَ وفتحَ النُّون.
(والمَريدُ) ، كأَمير (: التَّمْرُ يُنْقَعُ فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَلِينَ، و) قد مَرِدَ (كفَرِح: دَامَ على أَكحلِه) ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: وَيُقَال لِكُلِّ شيْءٍ دُلِكَ حتّى اسْتَرْخَى: مَرِيدٌ، والتمْرُ يُلْقَى فِي اللَّبَن حَتَّى يَلِينَ ثمَّ يُمحرَدُ باليَدِ: مَريدٌ. (و) المَرِيدُ أَيضاً (: الماءُ بِاللَّبَنِ) وَبِه فُسِّرَ قولُ النابِغَة الجَعْدِيّ:
فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَنْزِعَ القَوْدُ لَحْمَه
نَزَعْتُ المَدِيدَ والمَرِيدَ لِيَضْمُرَا
(و) المرِّيد (كسِكِّيتٍ: الشديدُ المَرَادَةِ) ، أَي العُتُوِّ، مثل الخِمِّيرِ السِّكِّير.
(و) مُرَيْدٌ، (كزُبَيْرٍ: ع بِالْمَدِينَةِ) شرَّفها الله تَعَالَى، وَهِي أَطَمَةٌ بهَا لِبَنِي خَطْمَةَ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. (ومُرَيْدٌ الدَّلاَّلُ) أَبو حاتمٍ، روى عَن أَيُّوبَ السِّخْتِيَانيّ، وَعنهُ ابنُه حاتِم بن مُرَيْد. (وعَبْدُ الأَوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ) من بني أَنْفِ النَّاقَةِ، روَى عَنهُ محمّد بن الْحسن بن دُرَيد. (وَرَبِيعَةُ بنْتُ مُرَيْدٍ) روَى عَنْهَا المُنْتَجِعُ بن الصَّلْت (وأَحْمَدُ بن مُرادٍ) الجُهَنِيّ (مُحَدِّثُونَ) .
(ومَارِدَةُ: كُورَةٌ) واسِعَة (بالمَغْرِب) من أَعمالِ قُرْطُبة، وَهِي مَدِينة رائعةٌ كثيرةُ الرُّخَامِ عَاليَة البِنْيَانِ، بَينها وَبَين قُرْطُبَة سِتَّةُ أَيّام.
(و) فِي الحَدِيث ذكر (ثَنِيَّة مَرْدَانَ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَهِي (بينَ تَبُوكَ والمَدِينةِ) وَبهَا مَسْجِدٌ للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المَرُود، كصَبُورٍ، والمارِدُ: الَّذِي يَجِىءُ ويَذْهَب نَشاطاً، قَالَ أَبو زُبَيْد:
مُسْنِفَاتٌ كَأَنَّهُنَّ قَنَا الهِنْ
دِ ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرُودِ
ومَرِدَ، كفرِحَ: تَطَاوَل فِي المَعَاصِي لُغَة فِي مَرَدَ كنَصر، عَن الصاغانيّ.
ومُرَاد: حِصْن قريبٌ من قُرْطُبة، وعبدُ الله بن بكر بن مَرْدَان شَيْخٌ لغُنْجَار، ومَرْدَان لَقَبُ مُقَاتِل بن رَوْحٍ المَرْوَزِيّ وَالِد محمدٍ شيخِ البخارِيّ، وأَبو محمّدٍ عبدُ الله بن محمّد بن مَكِّيَ المعروفُ بِابْنِهِ مارِدَةَ المَارِدِيُّ نُسب إِلى جَدِّه، مَاتَ بِبَغْدَاد سنة 444.
ومَرَدْت الشيءَ ومَرَّدْته: لَيَّنْتُه وصعقَلْتُه.
والمَرْدُ: الثَّرْدُ.
ومَرَدَ الشيءَ فِي الماءِ: عَرَكَه.
ومَرَدَ الغُصْنَ: أَلْقَى عَنهُ لِحَاءَه، كمَرَّدَه.
ومَرِدَت الأَرضُ مَرَداً، لم تُنْبِتْ إِلاَّ نَبْذاً. ومَرِدَ الفَرَسُ، لم يَنْبُتْ على ثُنَّته شَعْرٌ. كَذَا فِي الأَفعال.
والمِرَادُ، ككِتَابٍ: ثَنِيَّةٌ فِي جَبلٍ تُشْرِف على الحُدَيْبِيَة، كَمَا فِي الرَّوْض.
وعَشائرُ بن محمّد بن مَيْمُون بن مَرَّاد التميميُّ، ككَتَّانٍ، أَبو الْمَعَالِي الحِمْصِيّ، من شُيُوخ السَمْعَانيّ.
ومُرَيْد قَبيلة من بَلِيَ، وهم حُلفاءُ بني أُمَيَّةَ بن زيد، وَيُقَال لَهُم الجَعَادِرَة، مِنْهُم امرأَةٌ مُسْلِمَةٌ لَهَا شِعْرٌ فِي السِّيرة.
ومَرُودةُ، مُخَفَّفاً، جَدُّ أَبي الْفضل محمّد بن عُثْمَان بن إِسحاق بن شُعَيبِ بن الْفضل بن عامصغ النَّسَفِيّ المَرُودِيّ، أَثْنَى عَلَيْهِ المخسْتغفِرِيّ، ورَوَى عَنهُ.
وَقَالَت امرأَةٌ لِزَوْجِهَا: يَا شيخُ، فَقَالَ لَهَا: مِنْ أَيْنَ (لي) لَك أُمَيْرِدٌ) فصارَ مَثَلاً.
وَمن الْمجَاز: جَبَلٌ مُتَمَرِّد. وجِبَالٌ مُتَمَرِّدَاتٌ.
وميردةُ: من قُرَى أَصْفَهَان، نزَلَها أَبو الْحسن محمّد بن أَحمد بن محمّد بن الْحُسَيْن الأَصفهانيْ، سمع أَبا الشيخِ وَغَيره.
م ر د: غُلَامٌ (أَمْرَدُ) بَيِّنُ (الْمَرَدِ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَلَا يُقَالُ: جَارِيَةٌ (مَرْدَاءُ) ، وَيُقَالُ: رَمْلَةٌ مَرْدَاءُ لِلَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا.
وَغُصْنٌ (أَمْرَدُ) لَا وَرَقَ عَلَيْهِ. وَ (تَمْرِيدُ) الْبِنَاءِ تَمْلِيسُهُ. وَ (الْمُرُودُ) عَلَى الشَّيْءِ الْمُرُونُ عَلَيْهِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (الْمَارِدُ) الْعَاتِي وَبَابُهُ ظَرُفَ فَهُوَ (مَارِدٌ) وَ (مَرِيدٌ) . وَ (الْمِرِّيدُ) بِوَزْنِ السِّكِّيتِ الشَّدِيدُ (الْمَرَادَةِ) . 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.