Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أصبح

جفف

(جفف) الشَّيْء تجفيفا وتجفافا يبسه وَالْإِنْسَان أَو الْفرس وضع عَلَيْهِ التجفاف
ج ف ف

جفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.

ومن المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر تجفافاً أي استعدّ له.

جفف


جَفَّ(n. ac. جَفَاْف
جُفُوْف)
a. Was, became dry; dried up.
b.(n. ac. جَفّ), Gathered up, took away.
جَفَّفَa. Dried; rendered dry.

تَجَفَّفَa. see I (a)
جَفّ
جَفَّةa. Company, band; cavalcade.

جُفّ
(pl.
جُفُوْف)
a. Spathe or envelope of the palm-tree.
b. Bucket.

جُفَّةa. see 1b. Large bucket. —
جَاْفِف جَفِيْف
Dry, dried; dried up, shrivelled.
ج ف ف: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «لَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ (جُفَّةً) » أَيْ كُلُّهَا وَ (جَفَّ) الثَّوْبُ وَغَيْرُهُ يَجِفُّ بِالْكَسْرِ (جَفَافًا) وَ (جُفُوفًا) أَيْضًا، وَيَجَفُّ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا أَبُو زَيْدٍ وَرَدَّهَا الْكِسَائِيُّ، وَ (جَفَّفَهُ) غَيْرُهُ تَجْفِيفًا. 
ج ف ف : جَفَّ الثَّوْبُ يَجِفُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي أَسَدٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ جَفَافًا وَجُفُوفًا يَبِسَ وَجَفَّفْتُهُ تَجْفِيفًا وَجَفَّ الرَّجُلُ جُفُوفًا سَكَتَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَقَوْلُهُمْ جَفَّ النَّهْرُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالتَّقْدِيرُ جَفَّ مَاءُ النَّهْرِ وَالتِّجْفَافُ تِفْعَالُ بِالْكَسْرِ شَيْءٌ تُلْبَسُهُ الْفَرَسُ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ وَالْجَمْعُ تَجَافِيفُ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَقَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيُّ التِّجْفَافُ مُعَرَّبٌ وَمَعْنَاهُ ثَوْبُ الْبَدَنِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى فِي عَصْرِنَا بركصطوان. 
(جفف) - وفي حديثِ ابنِ عباس، رضي الله عنهما: "لا نَفَل حتَّى تُقْسَم جُفَّةً" ويروى: "جُفَّه" .
فَمَن قال: جُفَّه بالِإضافة: أي عَلَى جُفِّه، والجُفُّ والجُفَّةُ: الجَماعَة الكَثِيرة من النَّاسِ: أي لا نَفَل حتَّى يُقَسَّم على جَماعَةِ الجَيْش أولا.
- ومنه الحديث: "الجَفاءُ في هَذَين الجُفَّيْن: رَبيعَة ومُضَرَ".
: أي القَبِيلَتَين والجَماعَتَين. ومن رَوَاه جُفَّةً: أَى كُلَّها.
- في حَديثِ أبي العَالِيَة : "قُلتُ لأَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه، النَّبِيذُ في الجُفِّ؟ قال: أَخبَثُ وأَخبَثُ".
الجُفُّ: وِعاءٌ من جُلُود لا تُوَكأُ. وقيل: هو نِصفُ قِربةٍ تُقطعَ من أَسفَلِها وتُتَّخذُ دَلْوًا، وقيل: هو ضَرْب من الدِّلاء، وقيل: شَيءٌ يُنْقَر من جُذوعِ النَّخْلِ.
- في حديث أبِي موسى، رضي الله عنه: "أَنَّه كان عَلَى تَجافِيفِه الدِّيبَاجُ".
هو: جَمْع تَجْفَاف؛ وهو سِلاحٌ يَلبَسه المُحارِب يَتَوقَّى به.
[جفف] ك فيه: في "جف" طلعة، بالإضافة بضم جيم وشدة فاء وعاء طلع النخل وهو الغشاء الذي عليه، ويطلق على الذكر والأنثى ولذا قيده بالذكر، وروى: جب، بموحدة بمعناه. وح: "جف" القلم بما أنت لاق، عبارة عن عدم تغير حكمه به، يريد ما كتب في اللوح من الكائنات والفراغ منها. وفيه: الجفاء في هذين "الجفين": ربيعة ومضر. الجف والجفة بالفتح العدد الكثير والجماعة من الناس. ومنه ح عمر: كيف يصلح أمر بلد جل أهله هذان "الجفان". وح عثمان: ما كنت لأدع المسلمين بين "جفين" يضرب بعضهم رقاب بعض. ومنه: "الجفان" لبكر وتميم. وح: لا نقل في غنيمة حتى تقسم جفة أي كلها، ويروى: حتى تقسم على جفته، أي على جماعة الجيش أولاً. وفيه: النبيذ في "الجف" هو وعاء من جلود لا يوكأ أي يشد، وقيل: نصف قربة يقطع من أسفلها ويتخذ دلواً. وفيه: فجاء على فرس "مجفف" أي عليه تجفاف وهو شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى، وقد يلبسه الإنسان، وجمعه تجفايف. ومنه ح: فأعد للفقر "تجفافا" هو بكسر تاء وسكون جيم شيء يلبس الفرس في الحرب يقيه الأذى، قوله: انظر ماذا تقول، إشارة إلى تفخيم شأن دعوى المحبة، أي إن كنت صادقاً فيها فهيئ له تجفافاً. ن: مجفف بفتح جيم وفتح فاء أولى مشددة، والتجفاف بكسر تاء ثوب كالجل.
(ج ف ف) : (جَفَّ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ جُفُوفًا وَجَفَافًا إذَا يَبِسَ (وَمِنْهُ) مَنْ احْتَلَمَ ثُمَّ أَصْبَحَ عَلَى جَفَافٍ أَيْ أَصْبَحَ وَقَدْ جَفَّ مَا عَلَى ثَوْبِهِ مِنْ الْمَنِيِّ (وَالتِّجْفَافُ) شَيْءٌ يُلْبَسُ عَلَى الْخَيْلِ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ تِفْعَالٌ مِنْ جَفَّ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ مَنْ تَقَدَّمَ (مُتَجَفِّفًا) أَيْ ذَا تِجْفَافٍ عَلَى فَرَسِهِ فَقِيَاسٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا نَفْلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ» (جَفَّةً) أَيْ حَتَّى تُقْسَمَ كُلُّهَا وَجُمْلَتُهَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ جفل (فِي حَدِيثِ) عَدِيٍّ إنِّي آتِي الْبَحْرَ وَقَدْ (أَجْفَلَ) سَمَكًا كَثِيرًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ الصَّوَابُ جَفَلَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى السَّاحِلِ عَنْ اللَّيْثِ وَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَأَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ الرِّيحُ (تَجْفِلُ الْجَهَامَ) أَيْ تَذْهَبُ بِهِ وَطَعَنَهُ (فَجَفَلَهُ) أَيْ قَلَعَهُ مِنْ الْأَصْلِ وَصَرَعَهُ وَقَوْلُهُ مَا حُسِرَ عَنْهُ أَيْ مَا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ وَانْكَشَفَ وَالْمَعْنَى أَنَّ مَا مَاتَ بِسَبَبِ نُضُوبِ الْمَاءِ فَهُوَ حَلَالٌ فَكُلْهُ وَمَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَطَفَا فَوْق الْمَاءِ وَارْتَفَعَ فَلَا.
[جفف] الجَفَّةُ بالفتح : جماعة الناس. يقال دُعيتُ في جَفَّةِ الناس. وجاء القوم جَفَّةً واحدة. قال ابن عباس رضي الله عنه: " لا نَفَلَ في غنيمةٍ حتى تُقسَمَ جَفَّةً " أي كلُّها. وكذلك الجف بالضم. قال النابغة يخاطب عمرو بن هند الملك: من مبلغ عمرو بن هند آية ومن النصيحة كثرة الانذار لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب واردى الامرار يعنى جماعتهم. وكان أبو عبيد يرويه: " في جف ثعلب " قال: يريد ثعلبة بن عوف ابن سعد بن ذبيان. والجف أيضا: وعاء الطلع. والجف أيضا: الشن البالى تُقْطَعُ من نصفها فتُجْعَلُ كالدَلو. قال الراجز: رب عجوز رأسها كالكفة تحمل جفا معها هرشفه وربَّما كان الجُفُّ من أصل نخل ينقر. والجفان: بكر وتميم: قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي ما فتئت مراق أهل المصرين سقط عمان ولصوص الجفين وقال أبو ميمون العجلى: قدنا إلى الشأم جياد المصرين من قيس عيلان وخيل الجفين والجفافة: ما ينتثر من الحشيش والقت. وجفاف الطير: موضع. قال جرير: فما أبصر النار التى وضحت له وراء جفاف الطير إلا تماريا والجفيف: ما يبس من النبت. قال الاصمعي: يقال: الابل فيما شاءت من جفيف وقفيف. قال: والجفجف: الارض المرتفعة، وليست بالغليظة. وجف الثوب وغيره يجف بالكسر جفافا وجفوفا، ويجف بالفتح لغة فيه، حكاها أبو زيد، وردها الكسائي. وتجفجف الثوب، إذا ابتل ثم جَفَّ وفيه ندىً، فإن يبِس كلَّ اليبس قيل قد قف، وأصلها تجفف، فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تبشبش، أصلها تبنشش. وأنشد يعقوب : فقام على قوائم لينات فبيل تجفجف الوبر الرطيبوجففته أنا تَجْفِيفاً. وتَجْفيفُ الفرس أيضاً: أن تُلبسه التجْفافَ . والجمع التَجافيفُ. قال أبو على النحوي: التاء زائدة.
جفف هرشف رعف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين سحر أَنه جعل سحره فِي جف طلعة وَدفن تَحت راعوفة الْبِئْر. قَوْله: جف طلعة يَعْنِي طلع النّخل وجفه وعاؤه الَّذِي يكون فِيهِ [و -] الجف [أَيْضا -] فِي غير هَذَا يُقَال: هُوَ شَيْء من جُلُود [كالإناء -] يُؤْخَذ فِيهِ مَاء السَّمَاء إِذا جَاءَ الْمَطَر [يسع نصف قِربة أَو نَحوه -] وَمِنْه قَول الراجز: [الرجز]

كل عَجُوز رَأسهَا كالكُفَّةْ ... تحمل جُفَّا مَعهَا هرشَفَّه.

[فالجف هَهُنَا مَا أعلمتك و -] الهرشفة: خرقَة أَو غَيرهَا تحمل بهَا المَاء مَاء السَّمَاء إِذا كَانَ قَلِيلا ثمَّ تصب فِي الْإِنَاء وَقَالَ غَيره. الهِرشَفَةُ خرقَة أَو قِطْعَة كسَاء أَو نَحوه ينشفُ بهَا المَاء من الأَرْض ثمَّ تعصر فِي الجفة وَذَلِكَ فِي قلَّة المَاء وَبَعْضهمْ يَقُول: الهِرشفة من نعت الْعَجُوز وَهِي الْكَبِيرَة والجف أَيْضا فِي غير هذَيْن: جمَاعَة النَّاس وَمن ذَلِك قَول النَّابِغَة: [الْكَامِل]

فِي جُف تغلب واردي الأمرارِ ... يُرِيد [بجف تغلب -] جَمَاعَتهمْ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يرويهِ: فِي جُف ثَعْلَب يُرِيد ثَعْلَبَة بْن سعد والجفة مثل الجف الْجَمَاعَة. وَمِنْه حَدِيث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا نَفَل فِي غنيمَة حَتَّى تُقسم جفة أَي كلهَا. صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما [قَوْله -] : راعوفة الْبِئْر فَإِنَّهَا صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتفرت تكون ثَابِتَة هُنَاكَ فَإِذا أَرَادوا تنقية الْبِئْر جلس المنقي عَلَيْهَا وَيُقَال: بل هُوَ حجر ناتئ فِي بعض الْبِئْر يكون صُلبا لَا يُمكنهُم حفره فَيتْرك على حَاله وَيُقَال: هُوَ حجر يكون على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي. وَقد روى بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث أَنه جعل سحره فِي جُب طلعة وَلَا أعرف الْجب إِلَّا الْبِئْر الَّتِي لَيست بمطوية وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى [فِي كِتَابه -] {فِيْ غَيَابَةِ الْجُبِّ} وَلَا أرى الْمَحْفُوظ فِي الحَدِيث إِلَّا الجف بِالْفَاءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ [يُقَال -] : أرُعُوفة الْبِئْر وراعُوفه. 
جفف
جَفَّ جَفَفْتُ، يَجِفّ، اجْفِفْ/جِفَّ، جَفافًا وجُفوفًا، فهو جافّ
• جفَّ النَّبْعُ: يَبِس، نَشِف، زالت رطوبتُه "جفّت الأرضُ/ الملابسُ المبتلَّة- عندما تجفّ البئر نعرف قيمة الماء [مثل]- رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [حديث]: انتهى الأمرُ" ° جفّت السَّماءُ: لم تمطر- جفَّ كلامُه: بدا خشنًا يفتقر إلى حرارة العاطفة- لا يَجِفُّ له ريقٌ: يتكلَّم كثيرًا، لا يكاد يتوقّف عن الكلام. 

تجفَّفَ يتجفَّف، تجفُّفًا، فهو مُتجفِّف
• تجفَّف الثَّوبُ وغيرُه: مُطاوع جفَّفَ: يَبِس، نَشِف "تجفَّف ريقُه من الخوف".
• تجفَّف الطَّائرُ: انتفش "عندما خرج البجعُ من الماء أخذ يتجفَّف متبخترًا". 

جفَّفَ يجفِّف، تجفيفًا، فهو مُجفِّف، والمفعول مُجفَّف
• جفَّف الملابسَ: أزال الرُّطوبةَ منها، يَبَّسها، نشَّفها "جفَّف دموعَه/ وجهَه- جفَّف اللَّحْمَ/ الفاكهةَ: حفظها". 

تجفيف [مفرد]:
1 - مصدر جفَّفَ.
2 - تسخين الشَّيء لإزالة الرطوبة منه طبيعيًّا بالشّمس أو صناعيًّا بالآلات الحراريَّة "تجفيف بالنَّار" ° آلة تجفيف: خاصّة بتجفيف الشَّعر ونحوه.
3 - (رع) صرف المياه الزَّائدة كمياه السِّباخ والبحيرات. 

جافّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جَفَّ ° بطَّاريّة جافّة: بطّارية كهربائيّة مصنوعة من خلايا جافّة متّصلة- قلم حبرٍ جافّ: نوع من الأقلام مزوَّد بحبر يجفّ بمجرد الكتابة به- مُناخ جافّ: عديم الرطوبة، أو قليلها- مَوْضوع جافّ: خالٍ من المتعة والتشويق.
2 - فظّ، غليظ، قاسي القلب ° استقبال جافّ: خشِن، خالٍ من حرارة العاطفة- حديث جافّ: خَشِن.
3 - بليد، أحمق، ثقيل الظلّ والرّوح ° عقلٌ جافّ: مُفتقِر إلى الخيال، لايُنتج شيئًا.
 • شبه جافّ: (جغ) متميز بمعدّل سقوط مطر سنوي منخفض. 

جَفاف [مفرد]:
1 - مصدر جَفَّ ° عامله بجَفاف: بخشونة- كلّمه بجَفاف/ كلّمه في جَفاف: ببرودة أو بأسلوب يفتقر إلى الحرارة والعاطفة.
2 - معاناة منطقة من نفاد مياهها: إما بسبب قلَّة المطر، أو القصور في عمليَّة الرَّيّ، وإما بسبب تغيُّرات في الظروف المناخيّة "ألحق الجَفاف هذا العام أضرارًا بالزِّراعة" ° جَفاف الجوّ: خلوّه من الرطوبة- جَفاف المشاعر: افتقار في العاطفة، تبلُّد عاطفيّ- فصل الجَفاف. 

جُفوف [مفرد]: مصدر جَفَّ. 

مُجفِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جفَّفَ.
2 - آلة تجفيف "مُجفِّف الشَّعْر".
3 - (كم) مادّة كيميائيّة لها القدرة على امتصاص الرطوبة أو الماء. 

مُجفَّفات [جمع]: مف مُجفَّف ومجفَّفة
• المجفَّفات: أطعمة مجفَّفة بطريقة اصطناعيَّة. 
جفف
الجف والجفة - بالفتح فيهما -: جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم -؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس - رضي الله عنهما -: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً.
وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها.
وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك:
مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً ... ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ
لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ
ويروى: " مُعْرِضاً لِرِماحِنا "، ويروي: " وأردي "، وكان أبو عبيده يرويه: " في جُفِّ ثَعْلَبَ " قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي - صلى اله عليه وسلم - جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب.
والجف - أيضاً -: الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال:
رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ
وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر.
وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال:
وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع ... شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا
وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث.
والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - لما حوصر أشار عليه طلحة - رضي الله عنه - أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان - هاهنا -: إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد. قال حميد الأرقط:
ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ ... سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ
وقال أبو ميمون العجلي:
قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ ... من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ
وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة.
ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه.
والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر.
والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت.
وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير:
فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له ... وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا
وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: " وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ " بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً.
والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه.
والجفيف: مايس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف.
وجففت يا ثوب تجف - مثال دببت تدب - جفافاً وجفوفاً، وتجف - مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي -، وجففت تجف - مثال بششت تب -. والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض. قال العجاج:
في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا ... مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا
وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه.
وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار.
والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف.
وجففت الشيء: يبسته.
وقال الليث: التجفاف: التجفيف.
وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو:
فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ
وتجفجف الطائر: انتفش.
وأما قول تميم بن أبي مقبل:
كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها ... هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ
فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه.
وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير.
وجفجف القوم: حبسهم.
وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة.
وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك.
وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه.

جفف: جَفَّ الشيءُِ يَجِفُّ ويَجَفُّ، بالفتح، جُفوفاً وجَفافاً:

يَبِسَ، وتَجَفْجَفَ: جَفَّ وفيه بعضُ النَّداوةِ، وجَفَّفْتُه أَنا

تَجْفِيفاً؛ وأَنشد أَبو الوفاء الأَعرابي:

لـمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً،

لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ

فَكَبَّرَ راعِياها حين سَلَّى

طَوِيلَ السَّمْكِ، صَحَّ من العُيُوبِ

فقامَ على قَوائِمَ لَيِّناتٍ،

قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ

والجَفافُ: ما جَفَّ من الشيء الذي تُجَفِّفُه. تقول: اعْزِل جَفافَه عن

رَطْبِه.

التهذيب: جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وكلهم يختار تَجِفُّ على

تَجَفّ.

والجَفِيفُ: ما يَبِسَ من أَحرار البقول، وقيل: هو ما ضَمَّت منه الريح.

وقد جَفَّ الثوبُ وغيره يَجِفُّ، بالكسرِ، ويجَفُّ، بالفتح: لغة فيه

حكاها ابن دريد

(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل صوابه: أبو زيد.) وردَّها

الكسائي. وفي الحديث: جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف؛ يريد ما كتب

في اللَّوْحِ المحفوظ من الـمَقادير والكائنات والفَراغِ منها، تشبيهاً

بفَراغ الكاتب من كتابته ويُبْسِ قَلَمِه.

وتَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه ندًى فإن يَبِسَ كلَّ

اليُبْسِ قيل قد قَفَّ، وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطى فاء

الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ. الجوهري: الجَفِيفُ ما يَبِس من النبت. قال

الأَصمعي: يقال الإبل فيما شاءت من جَفِيفٍ وقَفِيفٍ؛ وأنشد ابن بري

لراجز:

يُثْري به القَرْمَلَ والجَفِيفا،

وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا

والجُفافةُ: ما يَنْتَثِر من القَتِّ والحَشِيشِ ونحوه.

والجُفّ: غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ، وعمَّ به بعضهم فقال: هو وِعاء

الطَّلع، وقيل: الجُفُّ قِيقاءة الطّلع وهو الغِشاء الذي على الوَلِيعِ؛

وأَنشد الليث في صفة ثَغْر امرأَة:

وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيـ

ـعِ، شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا

الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقاةُ: الذين يَرْقَوْنَ على النخل: أَبو

عمرو: جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطلع. وفي حديث سِحْر النبي، صلى اللّه عليه

وسلم: طُبَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فجعل سِحْره في جُفِّ طَلْعَةِ

ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر؛ رواه ابن دريد بإضافة طلعة إلى ذكر أَو

نحوه؛ قال أَبو عبيد: جُفُّ الطلعةِ وِعاؤها الذي تكون فيه، والجمع

الجُفوفُ، ويروى في جُّبّ، بالباء. قال ابن دريد: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع

من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً؛ قال:

رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ،

تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّهْ

الهِرْشَفَّةُ: خِرْقةٌ ينشَّف بها الماء من الأَرض.

والجُفُّ: شيء من جُلود الإبل كالإناء أَو كالدَّلْو يؤخذ فيه ماء

السماء يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه. الليث: الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء يقال

هو الذي يكون مع السَّقَّائِينَ يملؤون به المزايدَ. القُتَيْبي: الجُفُّ

قِرْبة تُقْطع عند يديها ويُنْبَذ فيها. والجُفُّ: الشنُّ البالي يقطع

من نصفه فيجعل كالدلو، قال: وربما كان الجُفّ من أَصل نخل يُنْقَر. قال

أَبو عبيد: الجفّ شيء ينقر من جذوع النخَل. وفي حديث أَبي سعيد: قيل له

النَّبيذُ في الجُفّ، فقال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ؛ الجُفّ: وعاء من جلود لا

يُوكأُ أَي لا يُشَدّ، وقيل: هو نصف قربة تقطع من أَسفلها وتتخذ دلواً.

والجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ،

يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

إنما عنى بالـمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذي كالجُفِّ وهو الوطْبُ الخَلَقُ.

والـمُوَقَّفُ: الذي به آثار الصِّرار.

والجُفُّ: الشيخ الكبير على التشبيه بها؛ عن الهجري. وجُفُّ الشيء:

شَخْصُه. والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس. وفي الحديث عن

ابن عباس: لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كلّها، ويروى:

حتى تقسم على جُفَّتِه أَي على جماعة الجيش أَولاً. ويقال: دُعِيتُ في

جَفَّة الناس، وجاء القوم جَفّةً واحدة. الكسائي: الجَفَّةُ والضّفَّة

والقِمَّةُ جماعة القوم؛ وأَنشد الجوهري على الجُفّ، بالضم، الجماعة قول

النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً،

ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإنْذارِ:

لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا

في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمـْرارِ

يعني جَماعَتَهم. قال: وكان أَبو عبيدة يرويه في جُفِّ ثَعْلَبَ، قال:

يريد ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد ابن ذُبْيانَ. وقال ابن سيده: الجفّ

الجمع الكثير من الناس، واستشهد بقوله: في جفّ ثَعْلَب، قال: ورواه الكوفيون

في جوف تغلب، قال: وقال ابن دريد هذا خطأ. وفي الحديث: الجَفاء في هذين

الجُفَّيْن: رَبيعةَ ومُضَر؛ هو العدد الكثير والجماعة من الناس؛ ومنه قيل

لبكر وتميم الجُفّانِ؛ قال حميد بن ثور الهلالي:

ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ:

سَقْطَ عُمانَ، ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ

وقال ابن بري: الرَّجز لحُميد الأَرْقط؛ وقال أَبو ميمون العجلي:

قُدْنا إلى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ:

مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كيف يَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ

الجُفّان؟ وفي حديث عثمان، رضي اللّه عنه: ما كنتُ لأَدَعَ المسلمين بين

جُفَّيْن يضرب بعضُهم رِقابَ بعضٍ.

وجُفافُ الطير: موضع؛ قال جرير:

فما أَبصَرَ النارَ التي وضَحَتْ له،

وراءَ جُفافِ الطَّيْرِ، إلاّ تَمارِيا

وجَفّةُ الـمَوْكِبِ وجَفْجَفَتُه: هَزِيزُه.

والتِّجْفافُ والتَّجْفافُ: الذي يُوضَعُ على الخيل من حديدٍ أَو غيره

في الحرب، ذهَبُوا فيه إلى معنى الصلابة والجُفُوفِ؛ قال ابن سيده: ولولا

ذلك لوجب القضاء على تائها بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قاف قِرطاس. قال

ابن جني: سأَلت أَبا عليّ عن تِجْفافِ أَتاؤُه للإلحاق بباب قرطاس؟ فقال:

نعم، واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الأَلف معها، وجمعه

التَّجافِيفُ. والتَّجفاف، بفتح التاء: مثل التَّجْفِيف جَفَّفْتُه تَجْفِيفاً.

وفي الحديث: أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً؛ التِّجْفافُ: ما جُلِّلَ به

الفرس من سِلاحٍ وآلة تقيه الجِراحَ. وفرس مُجَفَّفٌ: عليه تجفاف، والتاء

زائدة. وتجفيف الفرس: أَن تُلبسه التجفاف. وفي حديث الحديبية: فجاء يقوده

إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فرس مُجَفَّفٍ أَي عليه تِجفافٌ،

قال: وقد يلبَسُه الإنسان أَيضاً. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كان على

تجافِيفه الديباجُ؛ وقول الشاعر:

كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها

هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ، والليلُ كانِعُ

أَي تحرَّك فوقها وأَلبسها جناحيه.

والجَفْجَفَةُ: صوت الثوب الجديد وحركة القرطاس، وكذلك الخَفْخَفَةُ،

قال: ولا تكون الخفخفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ.

والجَفَفُ: الغَلِيظُ اليابِسُ من الأَرض. والجَفْجَفُ: الغَلِيظُ من

الأَرض، وقال ابن دريد: هو الغِلَظُ من الأَرض فجعله اسماً للعَرَضِ إلا

أَن يعني بالغِلَظِ الغلِيظَ، وهو أَيضاً القاعُ المستوي الواسِعُ.

والجَفْجَفُ: القاعُ المستدير؛ وأَنشد:

يَطْوِي الفِيافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا

الأَصمعي: الجُفُّ الأَرض المرتفعة وليست بالغَليظة ولا الليِّنة، وهو

في الصحاح الجَفْجَفُ؛ وأَنشد ابن بري لمُتَمِّمِ بن نُوَيْرَة:

وحَلّوا جَفْجَفاً غيرَ طائِل

التهذيب في ترجمة جعع: قال إسحق بن الفرج سمعت أَبا الربيع البكري يقول:

الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض الـمُتَطامِنُ، وذلك أَن الماء

يَتَجَفْجَفُ فيه فيقوم أَي يدوم، قال: وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجَع فلم يقلها

في الماء. وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إذا حبسها. ابن الأَعرابي:

الضَّفَفُ القِلَّةُ، والجَفَفُ الحاجةُ. الأَصمعي: أَصابهم من العيش

ضَفَفٌ وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كل هذا من شِدَّةِ العيش. وما رُؤيَ عليه ضَفَفٌ ولا

جَفَفٌ أَي أَثر حاجة، ووُلِدَ للإنسان على جَفَفٍ أَي على حاجة إليه.

والجَفْجَفَةُ: جمع الأَباعِر بعضِها إلى بعض.

وجُفافٌ: اسم وادٍ معروفٍ.

جفف
) {الْجَفُّ} والْجَفَّةُ، بفَتْحِهِما، ويُضَمَّانِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى {الجَفَّةِ، بالفَتْحِ،} والجُفِّ بِالضَّمِّ، وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: {الجٌفَّة، بِالضَّمِّ: قليلةٌ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، أَو العَدَدُ الْكَثِيرُ مِنْهُم، يُقَال: دُعِيتُ فِي} جَفَّةِ الناسِ، وجَاءُوا جَفَّةً واحِدَةً، أَي جٌمْلَةً وجَمِيعاً، قَالَ الكِسَائِيُّ: الجَفَّةُ، والضَّفَّةُ، والقَمَّةُ: جماعةُ القومِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شَاهدا على {الجُفِّ، بِالضَّمِّ، قَوْلَ النَّابِغَةِ يُخَاطِب عمرَو بنَ هِنْدٍ المَلِكَ:
(مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيَةً ... ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ)

(لاَ أَعْرِفَنَّكَ عَارِضاً لِرِمَاحِنَا ... فِي} جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِي الأَمْرَارِ)
يَعْنِي: جَمَاعَتَهم: قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِيهِ) فِي جٌ فِّ ثَعْلَبَ (قَالَ: يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بنَ عَوْفِ بن سَعْدِ بن ذُبْيَانَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَرَوَاهُ الكوفيُّون:) فِي جَوْفِ ثَعْلَبَ (، قَالَ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذَا خَطَأٌ.
{وجَفُّوا أَمْوَالَهُمْ، أَي جَمَعُوهَا، وذَهَبُوا بهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والمرادُ بالأَمْوَالِ الأَبَاعِر.
} وجَفَّةُ الْمَوْكِبِ: هَزِيزُهُ، {كجَفْجَفَتِه كَمَا فِي اللِّسَانِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ} جَفْجَفَةَ المَوْكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفَهم فِي السَّيْرِ.
وبِالضَّمِّ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ) وَلَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقَسَّمَ {جُفَّةً (: أَي كُلُّهَا، ويُرْوَي:) على} جُفَّتِهِ (أَي على جَماعةِ الجَيْشِ أَوَّلاً.
{والجُفُّ، بِالضَّمِّ: وَعَاءُ الطَّلْعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وخَصَّ بعضُهم، فَقَالَ: هُوَ غِشَاءُ الطَّلْع إِذا} جَفَّ، أَو هُوَ قِيقاءَتُهُ، قَالَ اللِّيْثُ: وَهُوَ الْغِشَاءُ الَّذِي يكُونُ من الْوَلِيعِ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ ثَغْرِ امّرَأَةٍ:
(وتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ كَالْوَلِي ... عِ شَقَّقَ عَنْه الرُّقَاةُ {الْجُفُوفَا)
الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقَاةُ: الَّذين يَرْقَوْنَ إِلَى النَّخْلِ.
وَقَالَ أَبو عمروٍ:} جُفٌّ وجُبٌّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ، وَفِي الحَدِيثِ:) جُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ (رَوَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ بإِضَافَةٍ طَلْعَةِ إِلَى ذَكَرٍ ونَحْوِهِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جُفُّ الطَّلْعَةِ: وِعَاؤُهَا الَّذِي تكون فِيهِ، والجَمْعُ {الجُفُوفُ، ويُرْوَي) فِي جُبِّ (بالبَاءِ، وَقد ذُكِر هُنَاكَ، وَفِي) طبب (.
(و) } الجُفُّ: الوِعاء مِن الْجُلُودِ لَا يُوكَي، أَي لَا يُشَدُّ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ أَبِي سِعِيدٍ، وَقد سُئِل عَن النَّبِيذِ)
فِي الْجُفِّ، فقَال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ. (و) ! جُفُّ: جَدُّ الإِخْشِيدِ مُحَمَّدِ بنِ طُلُغجَ الفَرْغَانِيِّ، أَمِيرِ مِصْرَ، أَوْرَدَه هُنَا تَبَعاً للصَّاغَانِيِّ، قَالَ شيخُنَا: ذكَر هَذَا اللَّفْظ، أَي طُغُجَ، هُنَا اسْتِطْرَاداً، وَلم يذْكُرْهُ فِي الجِيمِ، وضَبَطَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، بضَمَّ الغَيْنِ المُعْجَمَة وإسْكَانِهَا انْظُر تَمَامَهُ، انْتهى.
قلتُ: وَكَذَا فِي الإِخْشِيدُ، فإِنَّهُ لم يتَعَرَّض لَهُ أَيضاً، وَهُوَ لَقَبُ محمدٍ المذكورِ، وَقد ضُبِطَ بالكَسْرِ والذَّال مُعْجَمَةٌ، وغليه نُسِبَ كَافُورٌ الإِخْشِيدِيٌّ، مَمْدُوحُ المُتَنَبِيِّ، أَحَدُ أُمَرَاءِ مِصرَ، مشهُورٌ كسَيِّدهِ، رَوَىَ الإِخْشِيدُ عَن عَمَّه بَدْرِ بنِ جُفّ، وأَمَّا طُغُجُّ، فقد ضَبَطَه أَهلُ المَعْرِفَةِ بضَمِّ الغَيْنِ والطّاء وتَشْدِيدِ الجِيمِ، وَهِي كلمةٌ تُرْكِيَّةٌ.
الجُفُّ: الشَّنُّ الْبَالِي يُقْطَعُ مِن نِصْفِهِ، كذَا نَصُّ العَيْنِ، وَفِي الصِّحاح: مِن نِصْفِهَا فيٌ جْعَلُ كالدَّلْوِ، قَالَ اللَّيْثُ: وَرُبمَا كَانَ الجُفٌّ مِن أَصْل النَّخْلَةِ يُنْقَرُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجُفُّ شيءٌ يُنْقَرُ مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الجُفُّ: الوَطْبُ الخَلَقُ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: الجُفُّ: قِرْبَةٌ تُقْطَعُ عندَ يَدَيْها ويُنْبَذُ فِيهَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجُفُّ: نِصْفُ قِرْبَةٍ، تُقْطَعُ مِن أَسْفَلِعا فتُجْعَلُ دَلْواً، قَالَ الرَّاجِزُ: رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُهَا كَالقُفَّهْ تَحْمِلُ! جُفاً مَعَهَا هِرْشَفَّهْ الهِرشْفَّةُ: خرْقَةٌ يُنَشَّفُ بهَا الماءُ مِن الأَرْضِ. وَقَالَ غيرُه: الجُفُّ: شيءٌ من جُلودِ الإِبلِ، كالإِنَاءِ أَو كالدَّلوِ، يُؤْخَذُ فِيهِ ماءُ السًّماءِ، يَسَعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ، أَو نحوَه، الجُفُّ أَيضاً: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، عَلى التَّشْبِيهِ بِالشَّنِّ البَالِي، عَن الهَجَرِيّ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، ونَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الجُفُّ أَيضاً: السُّدُّ الَّذِي تَرَاهُ بَيْنَكَ وَبَين الْقِبْلَةِ قَالَ وكُلُّ شيءٍ خَاوٍ مَا فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ كالْجَوْزَةِ والْمَغْدَةِ: {جُفٌّ.
قَالَ: يُقَال: هُوَ جُفُّ مَالٍ: أَي مُصْلِحُهُ، أَي عَارِفٌ برَعْيَتِه، يَجْمَعُه فِي وَقْتِهِ علَى المَرْعَى.
فِي الصِّحاح:} الْجُفَّانِ: بَكْرٌ وتَمِيمٌ قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهْلالِيُّ: مَا فِتئَتْ مُرّاق أَهْلِ الْمِصْرَيْنْ سَقْطَ عُمَانَ ولُصُوصَ {الْجُفَّيْنْ)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ والصَّاغَانِيُّ: الرَّجَزُ لحُمَيدٍ الأَرْقَطِ، والرِّوَايَةُ) سَقْطَى عُمَانَ (وَقَالَ أَبو مَيْمُونٍ العِجْلِيُّ: قُدْنَا إِلَى الشَّأْم جِيَادَ الْمِصْرَيْنْ مِنْ قَيْسِ عَيْلاَنَ وخَيْلِ الْجُفَّيْنْ وَفِي حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:) كَيفَ يَصْلُحُ أَمْرُ بَلَدٍ جُلُّ أَهْلِهِ هذانِ الجُفَّانِ (وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنهُ:) مَا كُنْتُ لأَدَعَ المُسْلِمِينَ بَيْنَ} جُفَّيْنِ، يَضْرِبُ بعضُهُم رِقَابِ بَعْضٍ (وَفِي حديثٍ آخَرَ) الْجَفَاءُ فِي هذَيْنِ الْجُفَّيْنِ: رَبِيعَةَ، ومُضَرَ (وأَصْلُ معنَى الجُفِّ: العَدَدُ الكثيرُ، والجماعةُ مِن الناسِ، كَمَا سَبَقَ.
{وجُفَافُ الطَّيْرِ، كُغَرابٍ: ع لأسَدٍ، وحَنْظَلَةَ، وَاسِعَةٌ فِيهَا أَماكنُ كَثِيرَةُ الطَّيْرِ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه بعدَ قولهِ مَوْضِع: وأَرْضٌ لأسَدٍ، إِلَى آخِرِه، كَمَا فِي العُبَابِ وغَيْرِهِ، ونَصُّهُ:} جُفَافُ الطَّيْرِ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ السُّكَّرِي: أَرْضٌ لأَسَدٍ وحَنْظَلَةَ، فِيهَا أَماكِنُ يكونُ فِيهَا الطَّيْرُ، وأَنشد السُّكَّرِي لجَرِيرٍ:
(فَمَا أَبْصَرَ النَّارَ الَّتِي وضَحَتَ لَهْ ... وَرَاءَ جُفَافِ الطَّيْرِ إِلاَّ تَمَارِيَا) ويُقَال بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ المَكْسُورَةِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وهكَذَا كَانَ يَرْويهِ عُمَارَةُ بنُ عَقِيل بنِ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، وَيَقُول: هَذِه أَمَاكِنُ تُسَمَّى {الأَجِفَّةَ، فاخْتارَ مِنْهَا مَكاناً، فسَمّاه} جُفَافاً.
قلتُ: وقرأْتُ فِي مُخْتَصَر المُعْجَمِ: جُفَافٌ بضَمِّ الجِيمِ: صُقْعٌ مِن بِلادِ بني أَسَدٍ، والثَّعْلَبِيَّةُ مِنْهُ، وماءٌ أَيضاً لبَنِي جَعْفَرِ ابْن كِلابٍ فِي ديَارِهِم.
{والْجُفَافُ أَيضاً: مَا} جَفَّ مِن الشَّيْءِ الذِي {تُجَفِّفُهُ، تَقُولُ: اعْزِلْ} جُفَافَهُ مِن رَطْبِهِ.
(و) {الجُفَافَةُ بِهَاءٍ: مَا ينْتَثِرُ مِن الْحَشِيشِ والْقَتِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، زَاد غيرُه: ونَحْوِه.
(و) } الجَفِيفُ، كأَمِيرٍ: مَا يَبِسَ مِن النَّبْتِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: الإِبِلُ فِيمَا شاءَتْ مِن {جَفِيفٍ وَقَفِيفٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ غيرُه: الجَفِيفُ مَا يَبِسَ مِن أَحْرَارِ البُقُولِ، وَقيل: هُوَ مَا ضَمَّتْ مِنْهُ الرَّيحُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلرَّاجِزِ: يُثْرِي بِهِ الْقَرْمَلَ} والْجَفِيفَا وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفَا {وجَفَفْتَ ياثَوْبُ، كدَبَبْتَ،} تَجِفُّ كتَدِبُّ بالكَسْرَةِ، {تَجَفُّ، مثل تَعَضُّ أَي: بالفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الكَسْرِ)
حكاهَا أَبو زيْدٍ، وَرَدَّهَا الكِسَائِيُ، كَمَا فِي الصحاحِ والعُبَابِ.
قلتُ: الَّذِي فِي نَوادِرِ أَبِي زَيْدٍ: جَفَفْتُ الشَّيءَ إِلَىَّ} أجُفُّهُ {جَفًّا: جَمَعْتُهُ انْتَهَى، فتَأَمَّلْ.
(و) } جَفِفْتَ! تَجَفُّ، كبَشِشْتَ تَبَشُّ، أَي: بِكَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي وفَتْحِهَا فِي الْمُضَارع، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ {جُفُوفاً،} وجَفَافاً، كسَحَابٍ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَقد عكَسَ المُصَنَّفُ قَاعِدَتَه حيثُ ضَبَطَ مَا هُو مَضْبوطٌ حُكْماً وأَطْلَقَ مَا يحْتَاج إِليه فِي الضَبْطِ، فَلَو قَالَ: {جَفافاً} وجُفُوفاً بِالضَّمِّ، لأَصَابَ، ثمَّ إِنَّ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانيُّ، ذكَرا المَصْدَرَيْنِ المذكورَيْنِ {لِجَفَّ} يَجفٌّ، كدَبَّ يَدِبُّ، والمُصَنِّف جَعلهمَا لِلْبَابَيْنِ، وتَقَدَّم عَن نَصِّ النَّوَادِرِ لأَبِي زَيْدٍ، أَنْ مصدرَ جَفَّ يَجِفُّ عندَه: {الجَفُّ، لَا غير، فَفِي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى.
} والْجَفْجَفُ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ ليْسَتْ بالْغَلِيظَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمِعِّي هَكَذَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِمُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ: وحَلُّو {جَفْجَفاً غَيْرَ طَائِلِ وَالَّذِي رُوِىَ عَن الأَصْمَعِيِّ مَا نَصُّه:} الجُفُّ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ، وليسَتء بالْغَلِيظَةِ وَلَا اللَّيِّنَةِ، فتَأَمَّلْ ذلِك. {الجَفْجَفُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُيْبِسَ كل مَا مَرَّتْ عَلَيْهِ.
والجَفْجَفُ: الْقَاعُ المُسْتَدِيرُ الْوَاسِعُ، وأَنْشَدَ فِي اللِّسَانِ: يَطْوِي الْفَيَافِي جَفْجَفاً} فَجَفْجَفَا قلت: الرَّجَزُ للعَجَّاجِ، والرِّوايَةُ: فِي مَهْمَهٍ يُبْنِي نَطَاهُ العُسَّفَا مَعْقِ المَطَالِي جَفْجَفاً فجَفْجَفَا الجَفْجَفُ: الْوَهْدَةُ مِن الأَرْضِ، وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمةِ) ج ع ع (، قَالَ إِسحاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبا الرَّبِيعِ البَكْرِيَّ يَقُول: العَجْعَجُ، والجَفْجَفُ مِن الأَرْضِ: المُتْطَامِنُ، وذلِك أَنَّ الماءَ! يتَجَفْجَفُ فِيهِ فيقومُ، أَي: يدومُ، قَالَ: وأَرَدْتُه علَى يتَجْعْجَعُ، فَلم يقُلْها فِي الماءِ.
قلتُ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجَفْجَفُ هُوَ: الغِلَُ من الأَرْضِ، جَعَلَهُ اسْماً لِلْعَرضِ. إِلا أَنْ يَعْنِيَ بالغِلَظِ الغَلِيظَ، كَمَا فسره غيرُه، فَهُوَ ضِدٌّ.
قَالَ ابْن عَبّادٍ: الجَفْجَفُ: المِهْذَارُ.
قَالَ غيرهُ: {جَفَاجِفُكَ: هَيْئَتُكَ ولِبَاسُكَ.)
} والتِّجْفَافُ، بالكَسْرِ: آلَةٌ لِلْحَرْبِ مِن حَدِيد وغَيْرِه، يُلْبَسُهُ الْفَرَسُ وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، قد يَلْبَسُهُ الإِنْسَانُ أَيضاً لِيَقِيَهُ فِي الْحَرْبِ، وَالْجمع {التجَافِيفُ، وَمِنْه حديثُ أَبِي مُوسَى:) كانَ علَى} تَجَافِيفِهِ الديِّبَاجُ (ذَهَبُوا فِيهِ إِلَى معنَى {الجُفُوفِ والصَّلابِة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا لَا ذَلِك لَوَجَبَ القضاءُ على تَائِهَا بأَنَّهَا أَصْلٌ، لأَنَّهَا بإِزاءِ قافِ قِرْطَاس، ِ قَالَ ابنُ جِنِّي: سأَلتُ أَبا عليٍّ عَن} تِجْفَافٍ، أَتاؤُهُ لْلإِلْحاقِ ببابِ قِرْطَاسٍ فَقَالَ نعم، واحٍ تَجَّ فِي ذَلِك بِمَا انْضَافَ إِليها مِن زِيادةِ الأَلِفِ مَعهَا انْتهى.
وَفِي الحديثِ:) أَعِدَّ لِلْفَقْرِ {تِجْفَافاً (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:} التَّجْفَافُ مَا جُلِّلَ بِهِ الفَرَسُ مِنْ سِلاَحٍ وآلَة تَقِيهِ الْجِرَاحَ.
{وجَفَّفَ الْفَرَسَ: أَلْبَسَهُ إِيّاهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه حديثُ الحُدَيْبِيَةِ: جاءَ يَقودَه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم علَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ، أَي: عَلَيْهِ تِجْفَافٌ.
قَالَ اللَّيْثُ:} التَّجْفَافُ، بالفَتْحِ: التَّبْيِسُ، {كالتَّجْفِيفِ وَقد} جَفَّفْتُه {تَجْفِيفاً.
} وتَجَفْجَفَ الطَّائِرُ: انْتَفَشَ، أَو {تَجَفْجَفَ: تَحَرَّكَ فَوْقَ الْبَيْضَةِ، وأَلْبَسَهَا جَنَاحَيْهِ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفْجَفَ فَوْقَهَا ... هِجَفٌّ حَدَاهُ الْقَطْرُ واللَّيْلُ كَانِعُ)
كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَان:) } تَجَفَّفَ فَوْقَهَا (و) {تَجَفْجَفَ الثَّوْبُ: إِذا ابْتَلَّ، ثُمَّ} جَفَّ وَفِيه نَدَّىً، فإِن يَبِسَ كُلِّ الْيُبْس، قيل: قد قَفَّ، قَالَ اللَّيْثُ: والأَصلُ {تَجَفَّفَ، فَأَبْدَلُوا مكانَ الْفَاءِ الوُسْطَي فاءَ الفِعْلِ كَمَا قَالُوا: تَبَشْبَشَ أَصلُهَا تَبَشَّشَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ:
(فَقَامَ علَى قَوَائِمَ لَيِّنَاتٍ ... قُبَيْلَ} تَجَفْجُفِ الْوَبَرِ الرَّطِيبِ)
قلتُ: هُوَ لرجلٍ من كَلْبِ بن وَبَرَةَ، ثمَّ من بني عُلَيْم، يُقَال لَهُ: هُرْدانُ بن عمروٍ، وأَولُهى مَا أَنْشَدَه أَبو الوَفَاءِ الأَعْرَابِيِّ: لَمَلَّ بُكَيْرَةً لقِحَت عِرَاضاً لِقَرْعِ هَجَنَّع نَاجٍ نَجِيبٍ
(فَكَبَّرَ رَاعَيَاهَا حِينَ سَلَّى ... طَوِيلَ السَّمْكِ صَحَّ مِنَ الْعُيُوبِ)
فَقَامَ عَلَى قَوَائِمَ. . إِلَى آخِرِه.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ {جَفْجَفَة الْمَوكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفهُمْ فِي السَّيْرِ، وَهَذَا قد تقدَّم للمُصَنِّفِ فِي) أَوَّلِ المادَّةِ، وفَسَّرَه بالهَزِيزِ، وَهُوَ والحَفِيفُ، واحِدٌ، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
} وجَفْجَفَ: حَبَسَ، فِي العُبَابِ: {جَفْجَفَ القومَ: حَبَسَهم، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: جَعْجَعَ بالْمَاشِيَةِ،} وجَفْجَفَهَا: إِذا حَبَسَهَا. جَفْجَفَ الشَّيْءِ إِليه: جَمَعَ كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللِّسَانِ: {الجَفْجَفَةُ: جَمْعُ الأَباعِر بَعْضهَا إِلَى بَعْضِ. جَفْجَفَ: رَدَّ إِبِلَهُ بِالْعَجَلَةِ، مَخَافَةَ الْغَارَةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: جَفْجَفَ النَّعَمَ: سَاقَهُ بعُنْفٍ حَتَّى رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَهُوَ بعَيْنِه الَّذِي قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، فإِنَّ المَآلَ واحدٌ فَفِيهِ إِطَالَةٌ مِن غيرِ فائِدَة، فتَأَمَّلْ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ:} اجْتَفَّ مَا فِي الإِناءِ: أَي أتَي عَلَيْهِ، أَي: شَرِبَهُ كُلَّه، وكذلِك اشْتَفَّ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {المُجَفَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الضَّرْعُ الَّذِي} كالْجُفِّ، أَنْشَدَ ابنِ الأعْرَابِيِّ: إِبْلُ أَبِي الْحَبْحَابِ إِبْل تُعْرَفُ يَزِينُهَا {مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ والمُوَقَّفُ: الَّذِي بِهِ آثارُ الصِّرارِ.} وجُفُّ الشَّيْءِ، بِالضَّمِّ: شَخْصُهُ.
{والجَفْجَفَةُ: صوتُ الثَّوْبِ الجَدِيدِ، وحَرَكةُ القِرْطَاسِ، وكذلِكَ الخفْخَفةُ، وَلَا تكون الخَفْخَفَةُ إلاَّ بعدَ الجَفْجَفَةِ.
} والْجَفَفُ، مُحَرَّكةً: الغَلِيظ اليابِسُ مِن الأَرْضِ.
{والْجُفُّ مِن الأَرْضِ: مثلُ القُفِّ. وَقَالَ ابنْ الأعْرَابِيِّ الضَّفَفُ: القِلَّةُ،} والْجَفَفُ: الحاجةُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَصابَهم من العَيْشِ ضَفَفٌ {وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كلُّ هَذَا مِن شِدَّةِ العَيْشِ، وَمَا رُثِيَ عَلَيْهِ ضَفَفٌ، وَلَا} جَفَف: أَي أَثَرُ حاجَةٍ. ووُلِدَ لِلإِنْسَانِ عَلَى جَفَفٍ: أَي علَى حاجةِ إِليه.
ومِن المَجَازِ: فلانٌ لَا {يَجِفُّ لِبْدُه: إِذا لم يَفْتُرْ عَن سَعْيِهِ.
ويُقاَل: الْبَسْ لِلْفَقْرِ} تِجْفَافاً: أَي اسْتَعِدَّ لَهُ.

كُهْنَ

كُهْنَة
الجذر: ك هـ ن

مثال: أَصْبَحــت السيارة كُهْنة
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم.
المعنى: بالية لا يُعتَدُّ بها

الصواب والرتبة: -أصبحــت السيارة كُهْنَة [صحيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري استعمال كلمة «كُهْنة» بالمعنى المذكور؛ نظرًا لشيوع استعمالها.

نوأ

نوأ
ناءَ بـ يَنُوء، نُؤْ، نَوْءًا، فهو نَاءٍ، والمفعول مَنُوء به
• ناءَ الشَّخصُ بالحِمل:
1 - نهض به مُثْقَلاً في جَهْدٍ ومشقّة "ناءت المرأةُ بحِمْلِها" ° ناءَ بجانبه: أعرض.
2 - أثقل به فسَقَط "ناء الشيّالُ بكيس القطن الثَّقيل".
• ناءَ به الحِملُ: أثقله وأماله " {وَءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}: تصوِّر الآيةُ ضخامةَ ثروة قارون". 

أناءَ يُنِيء، أنِئْ، إِناءَةً، فهو مُنِيء، والمفعول مُنَاء (للمتعدِّي)
• أناءتِ السَّماءُ: كساها الغَيْمُ.
• أناء الحِملُ حاملَه: ناء به، أثقله وأماله. 

تناوأَ يتناوأ، تناوُؤًا، فهو مُتَنَاوِئ
• تناوأ الشَّخصان:
1 - تفاخرا وتعارضا "يتناوءون في أمورٍ لا وزن لها".
2 - تعاديا. 

ناوأَ يناوئ، مُنَاوَأةً، فهو مُنَاوِئ، والمفعول مُنَاوَأ
• ناوأ الشَّخصَ:
1 - فَاخَرَه.
2 - عاداه "ناوأه خصومُه- ناوأ الاحتلالَ". 

إِناءَة [مفرد]: مصدر أناءَ. 

نَوْء [مفرد]: ج أنواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ناءَ بـ.
2 - عطاءٌ "هذا الثريُّ كثير النَّوْء".
3 - مطرٌ شديد.
4 - نجمٌ مال للغروب ° فلانٌ نَوْؤُه متخاذل: ضعيفُ النّهض.
5 - رياح شديدة السُّرعة "سفينة تتقاذفها الأنواءُ". 
ن و أ

نؤت بالحمل: نهضت به، وناء بي الحمل: مال بي إلى السقوط. والمرأة تنوء بها عجيزتها. " ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة ". وفلان نوءه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأت الرجل: عاديته، ومعناه: ناهضته للعداوة. وناء النّجم: سقط، وناء: طلع. ومعه علم الأنواء. وما بالبادية أنوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ الله ضوءك، وخطّأ نوءك؛ وهو أن يسقط نجم مع طلوع الفجر ويطلع في حياله نجم على رأس أربعة عشر منزلاً من منازل القمر فيسمّى ذلك السّقوط والطّلوع: نوءاً.
نوأ خطط قَالَ أَبُو عبيد: النوء هُوَ النَّجْم الَّذِي يكون بِهِ الْمَطَر [فَمن همز الْحَرْف فَقَالَ: خَطَّأ الله فَإِنَّهُ أَرَادَ الدُّعَاء عَلَيْهَا أَي أخطَأَها المطرُ] وَمن قَالَ: خَطَّ الله نَوْءَها فَلم يهمّز وشدد الطَّاء فَإِنَّهُ يَجعله من الخَطِيطة وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين وَجمع الخَطِيطة خطائطُ وأنشدني أَبُو عُبَيْدَة: [الرجز] : ... على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخطائطا قَالَ الْأَصْمَعِي فِي الخطيطة مثل ذَلِك وَكره الْوَجْه الَّذِي فِي الأنواء. قَالَ أَبُو عبيد: وَلم يقل ابْن عَبَّاس هَذَا وَهُوَ يُرِيد الأنواء بِعَينهَا إِنَّمَا هِيَ كلمة جَارِيَة على ألسنتهم يَقُولُونَهَا من غير نِيَّة الدُّعَاء كَقَوْل النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: عَقْرى حَلْقى [وَكَقَوْلِه: تَرِبت يداك فَكَذَلِك مَذْهَب ابْن عَبَّاس وَلم يكن يُقرّ بالأنواء وَلَا يقبلهَا وَكَذَلِكَ حَدِيث عمر رَحمَه الله حِين صعد الْمِنْبَر يَسْتَسْقِي فَلم يزدْ على الاسْتِغْفَار وَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجادِيح السَّماءِ قَالَ: والمجاديح من النُّجُوم وَلكنه تكلم على مَا كَانَت الْعَرَب تكلم بِهِ وَلم يرد غير هَذَا وَلَيْسَ للْحَدِيث وَجه غَيره] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن رجلا قَالَ لَهُ: مَا هَذِه الفُتيا الَّتِي قد شغَبْتَ النَّاس ويروى: شعبت - بِالْعينِ وَمَعْنَاهَا: فرقت.
[ن وأ] ناءَ بحمْله يَنُوْءُ نَوْءًا وتَنْوَاءً نهض وقيل أَثفلَ فَسَقط فهو من الأضداد وناءَ به الحِمْلُ وَأَناءَهُ وقالوا له عندي مَا ساءَهُ ونَاءَهُ فإذَا أَفْردُوا قالوا أَناءَهُ لأَنَّهم إِنّما قالوا ناءَهُ لمَكَانٍ ساءَهُ كما قالوا مَرَأَهُ لمكانٍ هَنَأهُ وإنّما هو أَمْرَأهُ والنَّوْءُ النّجمُ إذا مالَ للمَغِيْبِ والجمعُ أَنْوَاءٌ ونُوْءَانٌ قال حسانُ

(وَيَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنَّا بِهَا ... إِذَا قَحَط الغَيْثُ نُوْآنُهَا)

وقد ناءَ نَوْءًا واستَنَاءَ واستنْأَى الأخيرةُ على القَلب قال

(يَجُرُّ ويَسْتَنْئِيْ نَشاصًا كأَنّهُ ... بِغَيْقَةَ لمَّا جَلْجَلَ الصوتَ جالِبُ)

قال أبُو حَنيفةَ استَنْأَوا الوَسْمِيَّ نظروا إليه وأَصلُهُ مِنَ النَّوْءِ فقدّمَ الهمزة وقيلَ مَعْنَى النَّوْءِ سُقُوطُ النَّجْمِ في المغربِ مع الفجر وطُلُوعُ آخرَ يقابلُهُ من ساعِتِه في المشرقِ وإنّما سُمي نَوْءًا لأنّهُ إذا سَقَطَ الغَارِبُ ناءَ الطالِعُ وذلكَ النُّهوضُ هُو النّوْءُ بَعضُهُم يجعَلُ النّوْءَ السقُوطَ كأنّهُ منَ الأضداد قالَ أبو حَنِيْفَةَ نَوْءُ النّجْمِ هو أَوّل سُقُوطٍ يُدْركُهُ بالغَداة إذا همَّتِ الكواكبُ بالمُصُوحِ وذلك في بَيَاضِ الفجرِ المُستطيرِ وفي بعض نُسَخِ الإِصْلاحِ ما بالباديَّة أَنْوَأُ مِن فُلانٍ أي أَعْلمُ بَأَنْوَاءِ النّجُوم منهُ ولا فِعْلَ له وهذا أَحَدُ مَا جاء من هذا الضربِ من غير أَنْ يكونَ له فِعلٌ وإِنّما هو من باب أَحْنَكِ الشاتَينِ وأَحْنَكِ البعيرَيْنِ فَافْهَمْ وناوَأْتُ الرجل مُنَاوَأَةً فاخرتُهُ وعاديتُهُ
[نوأ] ناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً: وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله. والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: (ما إنَّ مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ) . قال الفراء: أي لتنئ بالعصبة: تثقلها. قال الشاعر: إنى وجدك ما أَقْضي الغريمَ وإن * حانَ القضاءُ وما رقت له كبدي إلا عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُها * تنوء ضربتها بالكف والعضد أي تثقل ضربتها الكف والعضد. والنوء: سقوط نَجمٍ من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا. والجمع أنواء ونوآن أيضا، مثل عبد وعبدان وبطن وبطنان. قال حسان بن ثابت: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بها * إذا قَحَطَ القَطْرُ نوآنُها وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك ونؤت إليه، أي نهض ونهضت إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ وناءهُ، أي أثقله، وما يسوءه وينوءه. وقال بعضهم: أراد ساءه وأناءه. وإنما قال ناءه وهو لا يتعدى لاجل ساءه ليزدوج الكلام، كما يقال: إنى لآتيه الغدايا والعشايا، والغداة لا تجمع على غدايا. وأناء اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم ينضجه، وقد ناء اللحم ينئ نيأ، فهو لحم نئ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن النُيوءِ والنُيوءةِ. وناء الرجل مثال ناع: لغة في نأى إذا بَعُدَ. قال الشاعر : مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه * وإنْ رآكَ فَقيراً ناَء واغْتَرَبا
(نوأ) - قوله تعالى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}
: أي تنهَضُ بها وهي من المَقْلُوب.
: أي أنّ العُصْبَة لَتَنُوءُ بِهَا؛ يعنى يَنهضُون بِمفَاتِحهِ.
يُقال: ناءَ بحِمْلهِ؛ إذَا نَهَضَ به مُتثَاقِلاً. وقال الفَرَّاءُ: ليس هو بمقلُوب، وَمعناه: [مَا] إنَّ مَفَاتِحَهُ لتُنِىءُ العُصْبَةَ؛ أي تُمِيلُهم بثِقَلِهَا، فَلمّا انفتَحت التّاء دخَلَت البَاء، كما قالوا: هو يَذهَبُ بالبُؤسِ، ويُذهِبُ البُؤسَ. واختِصَار تَنُوء بالعُصْبَةِ: تجعَل العُصْبَةَ تَنُوء؛ أي تَنهَضُ مُتثَاقلةً، كقَولهم: قُم بنَا؛ أي اجعَلنَا نَقُوم، ومنه المُنَاوَأةُ؛ وهي المُنَاهَضَةُ.
- ومنه الحديث: "لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أُمَّتى ظاهِرين على مَن ناوَأَهُم".
: أي مَن ناهَضَهُم مُفَاعَلَةً منه، كأنَّ كُل وَاحدٍ منهم نَاءٍ إلى الآخرِ، ونَاءَ: نهَضَ، وناءَ: سَقَطَ، كَأنَّه مِن الأضْدَادِ.
ومعنى نَاءَ به: أطاقَهُ وِنهَض به مُثقَلاً مائلاً إلى السُّقُوطِ، وكذلك النَّوْءُ في المَطَرِ، كَأنهُ نهَضَ من السَّحاب، ومِن الكَوكب السَّاقِط عندَهم، وإن كانَ الشَّارِع قد أبطَلَهَ، يَعنُونَ به أوّلَ سُقوطٍ يدركه بالغَدَاة، إذَا هَمّ الكوكَب بالمُصُوحِ .
- وفي حديث الذي قَتَلَ تِسعاً وتسْعِينَ نَفساً: "فَنَاء بِصَدْرهِ"
: أي نَهَض. ويَحتَمِل أنّه بمعنى نأى، يُقالُ: نأَى وناءٍ، كما يُقال: رأَى ورَاءٍ، قاله عبدُ الغافِرِ.
- في حديث عُثمان - رضي الله عنه -: "قالَ لِلْمَرأةِ التِى مُلِّكَتْ أمرَها فطَلَّقَتْ زَوْجَهَا، إنّ الله عزّ وجلّ خَطَّأَ نوْءَهَا"
قال قومٌ: دُعَاء عليها، كما يُقَال: لا سَقَاه الله الغيثَ .
قال الحَربىُّ: وهذا لا يُشْبِه الدُّعَاءَ، إنما هو خَبَرٌ، والذى يُشْبِهُ أن يكونَ دعَاءً.
- ما رُوِىَ عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "قال: خطَّأَ الله نَوءَهَا" .
: أي لَو طَلَّقَت نَفْسَها لَوَقَعَ الطَّلاقُ، فلم يُصِبْهَا ها هُنَا بقولِهِ شىء من الطّلاَق، كَمن يُخْطِئُه النَّوءُ فلا يُمْطَر.
[نوأ] نه: في ح أمر الجاهلية: "الأنواء"، هي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه "والقمر قدرناه منازل" ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة، منزلة مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوطأي بعد. ط، ك: هو مهموز اللام وقيل مهموز العين، أي أبعد صدره عن القرية الأولى مائلًا إلى ناحية تلك القرية التي توجه إليها فأدركه الموت أي أمارتهن وهو عطف على مقدر أي فقصدها وسار إلى وسط الطريق فأدركه، وإن تقربي مفسرة لأن أوحى، وهذه إشارة إلى قرية توجه إليها أي تقربي من الميت، وتباعدي أي عنه، وقيل: هما إشارة على الملائكة المتخاصمين، وفيه بعد، فإن قيل: حقوق العبد لا تسقط بالتوبة! قلت: إذا قبل الله توبته يرضي خصمه. وفي ح أصحاب الغار: قد "ناء" بي الشجر، وفي بعضها بهمزة فألف- وهما لغتان، أي بعد بي المرعى في الشجر، وصالحة- صفة آخر لأعمال، وضمن أرعى معنى أنفق أي أنفق عليهم راعيًا الغنيمات، وضمن رحت معنى رددت أي رددت الماشية من المرعى على موضع مبيتها، ودأبهم أي الوالدين والصبية، وكأشد ما يحب- ما مصدرية أي أحبها حبًا مثل أشد حب الرجال، والخاتم- كناية عن البكارة، وقوله: إلى ذلك البقر وراعيها، ذكر أولًا بتأويل الجنس وأنث ثانيًا بتأويل جمعيته، وفيه أنه تستحب الدعاء والتوسل بصالح الأعمال في الكرب. وفيه: من سمع بالدجال "فلينأ" عنه، أي ليبعد عنه فإن الشخص يظن أنه مؤمن فيتبعه لأجل ما يثيره من السحر وإحياء الموتى فيصير كافرًا وهو لا يدري. ك: فذهب "لينوء"- بنون مضمومة فهمزة، أي لينهض بجهد ومشقة. ن: وفيه: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من "ناوأهم"- بهمزة بعد واو، أي عاداهم. نه: من ناوأته نواء ومناواة- إذا عاديته، من ناء إليك ونؤت إليه- إذا نهضتما. ومنه: ورجل ربطها فخرًا و"نواء" لأهل الإسلام، أي معاداة لهم.
نوأ
ناء يَنُوْءُ نَوْءً: نهض بجَهْدِ ومشقة، قال جعفر بن عُلبة الحارثي:
فَقُلْنا لهم تِلكُم إذَنْ بعد كَرَّةٍ ... تُغادِرُ صَرْعى نَوْؤُها مُتَخَاذِلُ
وناء: سقط. وهو من الأضداد، ويقال: ناء بالحِمْلِ: إذا نهض به مُثْقَلاً، وناء به الحِمْل: إذا أثقلَه. والمرأة تَنُوءُ بها عجيزتُها: أي تَنْهَض بها مُثقلة. قوله عز وجل:) ما إنَّ مَفَاتِحَه لَتَنُوْءُ بالعُصْبَة (قال الفرّاء: أي لَتُنِيءُ العُصبة بثِقْلِها، قال:
إنّي وجَدِّكَ ما أقْضِي الغَريْمَ وإنْ ... حانَ القَضاءُ وما رَقَّتْ له كَبدي
إلاّ عَصَا أرْزَنٍ طارَتْ بُرَايَتُها ... تَنُوْءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ
والنَّوْءُ: سقوط نجمٍ من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقبيه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما؛ وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السّنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيدٍ: ولم نسمعْ في النَّوء أنه السّقوط إلاّ في هذا الموضع. وكانت العرب تُضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرْد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطّالِع منها فتقول: مُطِرْنا بِنَوءِ كذا، وإنما غلّظ النبي - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن يقول: مُطِرْنا بَنوْءِ كذا؛ لأن العرب كانت تقول: إنما هو من فعل النجم ولا يجعلونه سُقيا من الله تعالى. فأما من قال: مُطرِنا بَنوْء كذا ولم يُرِد هذا المعنى وأراد: مُطرنا في هذا الوقت؛ فذلك جائز، كما رُوي عن عمر - رضي الله عنه - أنه استسقى بالمصلّى ثم نادى العبّاس - رضي الله عنه -: كم بقي من نَوْء الثُّريّا فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعتَرض في الأفق سبعاً بعد وقوعها، فوالله ما مضت تلك السَّبع حتى غِيْثَ الناس. أراد عمر - رضي الله عنه -: كم بقي من الوقت الذي قد جَرت العادة أنه إذا تم أتى الله بالمطر.
وجمْع النَّوْء: أنْواءٌ ونُوْآن أيضاً؛ مثال عبدٍ وعُبْدان وبطْن وبُطْنان، قال حسّان بن ثابت - رضي الله عنه -:
ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنّا بها ... إذا قَحَطَ القَطْرُ نُوْآنُها
ابن السكِّيت: يقال: له عندي ما ساءَه وناءَه: أي أثقلَه، وما يَسُوؤه وينوؤُه، وقال بعضهم: أراد: ساءه وأناءَه، وغنما قال ناءَه - وهو لا يتعدى - لأجل الأزْدواج؛ كقولهم: إني لآتيه بالغَدَايا والعَشايا، والغَدَاةُ لا تُجمع على غَدَايا.
وناء الرجل - مثال ناعَ -: لُغة في نَأَى: إذا بَعُد، قال سهم بن حنظلة الغَنَوي، وأنشده الأصمعي لِرجل من غَنيّ من باهلة، قال ويُقال: إنّه لِعُبادَة ابن مُحَبَّر، وهو في شِعر سهم:
إنَّ اتِّبَاعَكَ مَوْلى السَّوْء تَسْأَلُه ... مِثل القُعود ولَمّا تَتَّخِذْ نَشَبَا
إذا افْتَقَرْتَ نَأى واشْتَدَّ جانِبُه ... وإنْ رَآكَ غَنِيّاً لانَ واقْتَرَبا
هكذا الرواية، وروى الكسائي:

مَنْ إنْ رَآكَ غَنِياً لانَ جانِبُه ... وإنْ رآكَ فَقِيْراً ناءَ واغْتَرَبا
والشاهد في رواية الكسائي.
وأنَاءَهُ الحِمْل - مثال أناعَه -: أي أثقلَه وأماله.
واسْتَنَأْتُ الرجُل: طلبْتَ نَوءَه أي رفْدَه، كما يقال: شِمْتُ بَرْقه.
والمُسْتَنَاءُ: المُستعْطى، قال عمرو ابن أحمر الباهليّ: الفاضلُ العادِلُ الهادي نَقِيْبَتُه ... والمُسْتَنَاءُ إذا ما يَقْحَطُ المَطَرُ
وناوَأْتُ الرجل: عادَيتُه، يقال: إذا ناوَأْتَ الرِّجال فاصبِر، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الخيْل لثلاثة: لرَجُلٍ أجْر ولرَجُلٍ سِتْر وعلى رَجل وزْر، فأما الذي له أجر فرجُل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مَرْجٍ أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَلَّت شرفاً أو شرفين كانت له آثارُها وأرواثُها حسنات ولو أنها مَرَّت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر. ورجُل ربطها تغنيِّاً وتَعفُّفاً ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر. ورجل ربطها فخراً ورياءً ونِواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر.
والتركيب يدل على النُّهوض.

نو

أ1 نَآءَ, aor. ـُ inf. n. نَوْءٌ (S, K) and تَنْوَآءٌ, (K,) He rose, or arose, with effort and difficulty. (S, K.) b2: نَآءَ بِحِمْلِهِ He rose with his burden with effort and difficulty. (TA:) he rose with his burden oppressed (??) its weight. (S, K.) b3: تَنُوْءُبِعَجِيزَتِهَا She rises with her buttocks oppressed by their weight: said of a woman. (S.) b4: نَآءَ بِصَدْرِهِ He arose. [App. said originally, if not only, of a camel.] (TA.) b5: نَاءَ بِهِ and ↓ اناءهُ, It (a burden) oppressed him by its weight, and bent him, or weighed him down. (S, K,) b6: تَنُوْءُ بِهَا عَجِيزَتُهَا Her buttocks oppress her by their weight: said of a woman. (S.) b7: نَآءَ He was oppressed by weight, (K,) and fell down: (S, K:) thus the verb bears two [partially] opposite significations. (K.) b8: نَآءَ بِجَانِبِهِ (assumed tropical:) He behaved proudly. (TA, art. مط.) b9: نَآءَ النَّجْمُ, aor. ـُ inf. n. نَوْءٌ; and ↓ استناء and إِسْتَنْأَى (K; the latter being formed by transposition, TA) The star, or asterism, [generally said of one of those composing the Mansions of the Moon,] set (accord. to some), or rose (accord. to others), aurorally, i. e. at dawn of morning. (TA.) See نَوْءٌ. [It seems that ناء is used in both these senses because the star or asterism appears as though it were nearly overcome by the glimmer of the dawn.]

A2: نَآءَ, (K,) formed by transposition from نَأَى, (TA,) or a dial. form of this latter, (S, TA,) He, or it, was, or became, distant; removed to a distance; went far away. (S, K.) b2: ناء بِهِ [It rendered him distant, or removed him to a distance]. (TA.) A3: مَا سَآءَكَ وَنَآءَكَ (S) [see explained in art. سوأ]: ناءك is here used for أَنَآءَكَ, in order to assimilate it to ساءك; (S;) like as they say هَنَأَنِى وَمَرَأَنِى, for أمْرَأَنِى. (TA.) 3 ناوأهُ, inf. n. مُنَاوَأَةٌ and نِوَآءٌ, He contended with him for glory; vied with him. (K.) b2: He acted hostilely towards him. (S, K.) Sometimes without ء; but originally with ء; being derived from نَآءَ إِلَيْكَ and نُؤْتُ إِلَيْهِ. (S.) 4 أَنْوَاَ see 1.10 استناء بِنَجْمٍ [He prognosticated rain &c. by reason of the rising or setting of a star or an asterism aurorally, i. e., at dawn of morning: or he regarded a star or an asterism as a نَوْء]. (L.) It is said, لَا تَسْتَنِىءُ العَرَبُ بِالنُّحُومِ كُلِّهَا [The Arabs do not prognosticate rain &c. by reason of the auroral rising or setting of all the stars, or asterisms: or do not regard all the stars or asterisms as أَنْوَا. (Sh, L.) إِسْتَنْأَوْا الوَسْمِىَّ, the ء being transposed, They expected, or looked for, the rain called الوسمى, [from the auroral rising or setting of a star or an asterism]. (AHn.) A2: إِسْتَنَآءَهُ (assumed tropical:) He sought, or asked a gift, or present of him. (K.) نَوْءٌ, pl. أَنْوَآءٌ and نُوآنٌ, (S, K,) A star, or an asterism, verging to setting: or the setting of the star, or asterism, in the west, aurorally, i. e., at dawn of morning, and the rising of another, opposite to it, at the same time, in the east: (K:) or the setting of one of the stars, or asterisms, which compose the Mansions [of the Moon (see مَنَازِلُ القَمَرِ)], in the west, aurorally, i. e., at dawn of morining, and the rising of its رَقِيب, which is another star, or asterism, opposite to it, at the same time, in the east, each night for a period of thirteen days: thus does each star, or asterism, of those Mansions, [one after another,] to the end of the year, except الجَبْهَة, the period of which is fourteen days: (S:) [or it signifies the auroral rising, and sometimes the auroral setting, of one of those stars, or asterisms; as will be shown below: I do not say “ heliacal ”

rising because the rising here meant continues for a period of thirteen days]. Accord. to the T, نوء signifies the setting of one of the stars, or asterisms, above mentioned: and AHn says, that it signifies its first setting in the morning, when the stars are about to disappear; which is when the whiteness of dawn diffuses itself. (TA.) A'Obeyd says, I have not heard نوء used in the sense of “ setting,” “ falling,” except in this instance. (S.) It is added, [whether on his or another's authority is doubtful,] that the [pagan] Arabs used to attribute the rains and winds and heat and cold to such of the stars, or asterisms, above mentioned as was setting at the time [aurorally]; or, accord. to As, to that which was rising in its ascendency [aurorally]; and used to say, مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا [We have been given rain by such a نوء]; (S;) or they attributed heat [and cold] to the rising or the star or asterism, and rain [and wind], to its نَوْء [meaning its setting]. (AHn, Har, p. 216.) This the Muslim is forbidden to say, unless he mean thereby, “ We have been given rain at the period of such a نوء; ” God having made it usual for rain to come at [certain of] the periods called انواء.

Again, A'Obeyd says, The انواء are twenty-eight stars, or asterisms; sing. نوء: the rising of any one of them in the east [aurorally] is called نوء; and the star, or asterism, itself is hence thus called: but sometimes نوء signifies the setting. Also, in the L it is said, that each of the abovementioned stars, or asterisms, is called thus because, when that in the west sets, the opposite one rises; and this rising is called النّوء; but some make نوء to signify the setting; as if it bore contr. senses. (TA.) [El-Kazweenee mentions certain physical occurrences on the occasions of the انواء of the Mansions of the Moon; and in each of these cases, except three, the نوء is the rising, not the setting. Two of the excepted cases are doubtful: the passage relating to the third plainly expresses an event which happens at the period of the auroral setting of الصَّرْفَة; namely the commencement of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ; corresponding, accord. to ElMakreezee, with the rising of الفَرْغُ المُقَدَّمُ, the رقيب of الصرفة: and it is said in the S, art. عجز, on the authority of Ibn-Kunáseh, that the ايّام العجوز fall at the period of the نوء of الصرفة. (The auroral setting of الصرفة, at the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, happened about the 9th of March O. S.; and this is the day of the N. S., the 26th of February O. S., on which commence the ايّام العجوز accord. to the modern Egyptian almanacs.) Hence it appears, that sometimes the setting, but generally the rising, was called the نوء. Moreover, the ancient Arabs had twenty-eight proverbial sayings (which are quoted in the Mir-át ez-Zemán, and in the work of El-Kazweenee) relating to the risings of the twenty-eight Mansions of the Moon: such as this: إِذَا طَلَعَ الشَّرَطَانْ

إِسْتَوَى الزَّمَانْ “ When Esh-Sharatán rises, the season becomes temperate: ” or, perhaps, “b2: the night and day, become equal. ” (If this latter meaning could be proved to be the right one, we might infer that the Calendar of the Mansions of the Moon was in use more than twelve centuries B. c.; and that for this reason الشرطان was called the first of the mansions; though it may have been first so called at a later period as being the first Mansion in the first Sign of the Zodiac. But I return to the more immediate object which I had in view in mentioning the foregoing sayings.) I do not find any of these sayings (though others, I believe, do) relating to the settings. Hence, again, it appears most probable, that the rising, not the setting, was generally called نوء.] b3: [In many instances,] الأَنْوَآءُ signifies The Mansions of the Moon [themselves]; and نَوْءٌ, any one of those Mansions: and they are also called نُجُومُ المَطَرِ [the stars, or asterisms, of rain]. (Mgh, in art. خطأ.) IAar says that the term نوء was not applied except in the case of a star, or asterism, accompanied by rain: (TA:) [see exs. under خَطَّ and خَطَّأَ: but most authors, it seems, apply this term without such restriction: it is sometimes given to certain stars or asterisms, which do not belong to the Mansions of the Moon; as will be seen below: and it is applied, with the article, especially to الثُّرَيَّا]. b4: Accord. to Az, as cited by AM, the first rain is that called الوَسْمِىُّ: the انواء of which are those called العَرْقُوَتَانِ المُؤَخَّرَتَان, the same, says AM, as الفَرْغُ المُؤَخَّرُ, [the 27th Mansion of the Moon, which, about the period of the commencement of the era of the Flight, (to which period, or thereabout, the calculation of Az, here given, most probably relates,) set aurorally, (for by the term نوء Az means a star or asterism, at the setting of which rain usually falls,) in central Arabia, on the 21st of Sept. O. S, as shewn in the observations on the منازل القمر in this lexicon]: then, الشَّرَطُ, [one of the شَرَطَانِ, the 1st Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 17th of Oct.]: then, الثُّرَيَّا, [the 3rd Mansion, which, about that period, set on the 12th of Nov.]. Then comes the rain called الشَّتَوِىُّ: the انواء of which are الجَوْزَاءُ [meaning الهَقْعَةُ, the 5th Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 8th of Dec.] then, الذِّرَاعَانِ, [i. e. الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ and الدِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ; the former of which, about the same period, set anti-heliacally on the 3rd of January, the proper relative time of the setting of the 7th Mansion; and the latter, on the 16th of January, the proper relative time of the setting of the 8th Mansion;] and their نَثْرَة, [the 8th Mansion, which, about that period, set aurorally on the 16th of Jan.]: then, الجَبْهَةُ, [the 10th Mansion, which set aurorally, about that period, on the 11th of Feb.] In this period the شتوى rain ends; and that called الدَّفَئِىُّ (q. v.) begins, and [after this] الصَّيْفُ. All the rains from the وسمى to the دفئى are called رَبِيعٌ. Then, [after the دفئى,] comes the صَيْف: the انواء of which are السِّمَاكَانِ (الأَعْزَلُ and الرَّقِيبُ); [the former of which is, accord. to El-Kazweenee, the 14th Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 4th of April: the latter seems to be the رقيب of الثريّا (see رقيب): i. e. الإِكْلِيلُ, the 17th Mansion, which, about the same period, set aurorally on the 13th of May; a period of about forty days. Then comes الحَميمُ.

[see this word, said by some to be] a period of about twenty nights, commencing at the [auroral] rising of الدَّبَرَان, [at the epoch of the Flight about the 26th of May, O. S.,] which has [little rain, or none, and is therefore said to have] ??

نوء. Then comes الخَريفُ [a period of little rain the انواء of which are النَّسْرَانِ [or the two vultures, النَّسْرُ الوَاقِعُ and النَّسْرُ الطَّائِرُ, which, in central Arabia, about the period above mentioned, set aurorally on the 24th of July, O. S., both together]: then, الخضر, [which I have not been able to identify with any known star or asterism, in the TT with صح written above it, to denote its being correctly transcribed]: then, العَرْقُوَتَانِ الأُولَيانِ, the same says AM, as الفَرْغُ المُقَدَّمُ, the 26th Mansion, which, about the same period, set on the 8th of Sept.]. (T, TT, TA. *) b5: [Hence,] نَوْءٌ [also means (assumed tropical:) The supposed effect of a star or asterism so termed in bringing rain &c.: whence the phrase لَا نَوْءَ لَهُ It has no effect upon the weather; said of a particular star or asterism: see البُطَيْنُ. b6: Also. Rain consequent upon the annual setting or rising of a star so termed (assumed tropical:) so in many instances in Kzw's account of the Mansions of the Moon.] And (tropical:) Herbs, or herbage: so called because regarded as the consequence of what is [more properly] termed نوء: [i. e., the auroral setting or rising of a star or asterism, or the rain supposed to be produced thereby.] Ex. جَفُّ النَّوْءُ The herbage dried up. (IKt.) Also, (tropical:) A gift, or present. (K.) أَنْوَأُ More, or most, acquainted with the أَنْوَآء (K, and some copies of the S) [See نَوْءٌ, It is an anomalous word, though of a kind of which there are some other examples, for it has no verb] and, by only, a noun of this class is not formed but from a verb. (TA) مُسْتَنَاءٌ (assumed tropical:) One of whom a gift, or present, is sought, or asked, (K.)
نوأ
(} نَاءَ) بِحِمْله {يَنُوءُ (} نوْأً {وتَنْوَاءً) بِفَتْح المُثنّاة الْفَوْقِيَّة ممدودٌ على الْقيَاس: نَهَضَ مُطلقاً وَقيل: (نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ) قَالَ الحارِثيُّ:
فَقُلْنَا لهمْ تِلْكمْ إِذاً بعد كَرَّةٍ
تُغادِرُ صَرعَى} نَوؤُها مُتخاذِلُ
(و) يُقَال: {ناءَ (بالحِمْلِ) إِذا (نَهَضَ) بِهِ (مُثْقَلاً، و) ناءَ (بِهِ الحِمْلُ) إِذا (أَثْقَلَهُ وأَمَالَه) إِلى السُّقُوط (} كَأَنَاءَةُ) مثل أَنَاعه، كَمَا يُقَال: ذَهَبَ بِهِ وأَذْهَبه بِمَعْنى، والمرأَة {تَنُوءُ بهَا عَجِيزَتُها، أَي تُثْقِلُهَا، وَهِي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِهَا، أَي تَنْهض بهَا مُثْقَلَةً. وَقَالَ تَعَالَى: {مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ} لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى الْقُوَّةِ} (الْقَصَص: 76) أَي تُثْقِلهم، وَالْمعْنَى أَنَّ مفاتِحَه تَنُوءُ بالعُصْبَةِ، أَي تُمِيلُهم مِن ثِقْلِهَا، فإِذا أَدْخَلْت البَاءَ قُلْتَ تُنُوءُ بهم، وَقَالَ الفراءُ: {- لَتُنِيءُ العُصْبَةَ: تُثْقِلُها، وَقَالَ:
إِنِّي وَجَدِّك لاَ أَقْضِي الغَرِيم وَإِنْ
حَانَ القَضَاءُ وَمَا رَقَّتْ لَهُ كَبِدِي
إِلاَّ عَصَا أَرْزَنٍ طَارَتْ بُرَايَتُهَا
تَنُوءُ ضَرْبَتُهَا بِالكَفِّ وَالعَضُدِ
أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ.
(و) قيل: ناءَ (فُلانٌ) إِذا (أُثْقِلَ فَسَقَط) ، فَهُوَ (ضِدٌّ) ، صَرَّح بِهِ ابنُ المُكرَّم وغيرُه، وَقد تَقدَّم فِي س وأَ قَوْلهم مَا سَاءَك} ونَاءَك بإِلقاءِ الأَلف لأَنه مُتبع لساءَك، كَمَا قَالَت الْعَرَب: أَكلْتُ طَعَاماً فهَنَأَني ومَرَأَني، وَمَعْنَاهُ إِذا أُفْرِد، أَمْرَأَني. فحُذِف مِنْهُ الأَلف لَمَّا أُتْبِع مَا لَيْسَ فِيهِ الأَلف مَعْنَاهُ مَا سَاءَك {وأَنَاءَك. وَقَالُوا: لَهُ عِنْدِي مَا سَاءَهُ} ونَاءَهً. أَي أَثقله، وَمَا يَسُوءُه وَمَا {يَنُوُءُه، وإِنما قَالَ ناءَهَ وَهُوَ لَا يَتَعَدَّى لأَجل ساءَه، وَلِيَزْدَوِجَ الكلامُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(} والنَّوْءُ: النَّجْم) إِذا (مَالَ للغرُوبِ) وَفِي بعض النُّسخ: للمَغِيب (ج {أَنْوَاءٌ} ونُوآنٌ) مِثل عَبْد وعُبْدان وبَطْن وبُطْنَان، قَالَ حسَّانُ بن ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ:
وَيَثْرِبُ تَعْلَم أَنَّا بِهَا
إِذَا أَقْحَطَ الغَيْثُ {نُوآنُهَا
(أَو) هُوَ (سُقوطُ النَّجْمِ) من المَنَازِل (فِي المَغْرِب مَعَ الفَجْرِ وطُلُوعُ) رَقِيبه وَهُوَ نجم (آخَر يُقَابِلُه مِنْ سَاعَتِه فِي المَشْرِق) فِي كلّ ليلةٍ إِلى ثلاثةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَهَكَذَا كلُّ نَجْمٍ مِنها إِلى انْقِضَاءِ السَّنة مَا خلا الجَبْهَةَ فإِنَّ لَهَا أَربعةَ عَشرَ يَوْمًا، فَتَنْقضِي جميعُها مَعَ انْقِضاءِ السَّنةِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وإِنما سُمِّي} نَوْءًا لأَنه إِذا سَقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلكَ الطُّلوعُ هُوَ! النَّوْءُ، وبعضُهم يَجعلُ النَّوْءَ هُوَ السُّقوط، كأَنه من الأَضدادِ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: وَلم يُسْمع فِي النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا فِي هَذَا الْموضع، وَكَانَت العربُ تُضِيفُ الأَمطارَ والرِّياحَ والحَرَّ والبَرْدَ إِلى السَّاقِط مِنْهَا. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِلى السَّاقِط مِنْهَا. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِلى الطالعِ مِنْهَا فِي سُلْطانِه، فَتَقول: مُطِرْنَا {بِنَوْءِ كَذَا، وَقَالَ أَبو حَنيفةَ: نَوْءُ النجْمِ: هُوَ أَوَّل سُقوطٍ يُدْرِكُه بالغَداةِ إِذا هَمَّت الكواكبُ بالمُصُوحِ، وَذَلِكَ فِي بَياض الفَجْر المُسْتَطِير.
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناءَ النجْمُ} يَنُوءُ {نَوْءًا، إِذا سَقَط.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ:} الأَنواءُ ثَمانِيَةٌ وعشرونَ نجماً، واحدُها نَوْءٌ، وَقد ناءَ الطالع بالمَشْرِق يَنُوءُ نَوْءًا، أَي نَهضَ وطَلَع، وَذَلِكَ النُّهوضُ هُوَ النَّوْءُ، فسُمِّيَ النجمُ بِهِ، وَكَذَلِكَ كلُّ ناهضٍ بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ فإِنَّه يَنوءُ عِنْد نُهُوضه، وَقد يكون النَّوْءُ السُّقُوطَ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَنُوءُ بِأُخْرَاها فَلأْياً قِيَامُها
وَتَمْشِي الهُوَيْنَى عَنْ قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ
أُخْراها: عَجِيزَتُها {تُنِيئُها إِلى الأَرض لِضِخَمِهَا وكَثْرَة لَحْمِها فِي أَردافها.
(وَقد} نَاءَ) النجمُ {نَوْءًا (واسْتَنَاءَ واستَنْأَى) الأَخيرةُ على القَلْبِ قَالَ:
يَجُرُّ} - وَيَسْتَنْئِي نَشَاصاً كَأَنَّهُ
بِغَيْقَةَ لَمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ حَالِبُ
قَالَ أَبو حَنيفَةَ: {اسْتَنَاءُوا الوَسْمِيَّ: نَظرُواا ليه، وأَصلُه من النَّوْءِ، فقَدَّم الهمزةَ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ شَمِرٌ: وَلَا} - تَسْتَنِيءُ العَربُ بالنُّجوم كلِّها، إِنما يُذْكَرُ بالأَنواءِ بعضُها، وَهِي معروفةٌ فِي أَشعارِهم وكلامِهم، وَكَانَ ابنُ الأَعرابيّ يَقُول: لَا يكون نَوْءٌ حَتَّى يَكون مَعَه مَطَرٌ، وإِلا فَلَا نَوْءَ. قَالَ أَبو منصورٍ: أَوَّل المَطَرِ الوَسْمِيُّ،! وأَنْوَاؤُه العَرْقُوَتانِ المُؤَخَّرَتانِ، هما الفَرْغُ المُؤَخَّرُ، ثمَّ الشَّرَطُ، ثمَّ الثُّرَيَّا، ثمَّ الشَّتَوِيّ، وأَنواؤُه الجَوْزَاءُ، ثمَّ الذِّرَاعَانِ ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهَةُ، وَهِي آخرِ الشَّتَوِيّ وأَوَّلُ الدَّفَئيِّ والصَّيْفِيِّ ثمَّ الصَّيْفِيُّ، {وأَنواؤُه السِّماكانِ الأَعزلُ والرَّقيبُ، وَمَا بَين السِّماكَيْن صَيْفٌ، وَهُوَ نَحْرُ أَربعينَ يَوْمًا ثمَّ الحَمِيمُ، وَلَيْسَ لَهُ نُوْءٌ، ثمَّ الخَريفيُّ وأَنواؤُه النَّسْرَانِ، ثمَّ الأَخضر، ثمَّ عَرْقُوَتَا الدَّلْوِ الأُولَيَانِ، وهما الفَرْغُ المُقَدَّم، قَالَ: وكُلُّ مَطَرٍ من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ رَبِيعٌ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ قَالَ سُقِينَا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْمِ وكَفَرَ بِاللَّه) قَالَ الزجَّاجُ: فَمن قَالَ مُطْرِنا} بِنَوْءِ كَذَا وأَرادَ الوَقْتَ وَلم يَقْصِدْ إِلى فِعْلِ النَّجْمِ فَذَلِك وَالله أعلمُ جائزٌ كَمَا جاءَ عَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ أَنّه اسْتَسْقَى بالمُصَلَّى ثمَّ نادَى العَبَّاسَ: كم بَقِي مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا؟ فَقَالَ: إِن العلماءَ بهَا يَزْعمونَ أَنها تَعْتَرضُ فِي الأُفُقِ سَبْعاً بعد وُقُوعِها. فواللَّهِ مَا مَضَتْ تِلْكَ السَّبْعُ حَتَّى غِيثَ النَّاسُ.
فإِنما أَراد عُمَرُ: كَمْ بَقِيَ من الوقْتِ الَّذِي جَرَتْ بِهِ العادَةُ أَنه إِذا تَمَّ أَتى اللَّهُ بالمَطَرِ؟ قَالَ ابنُ الأَثير: أَمَّا مَن جَعلَ المطَرَ مِنْ فِعْلِ الله تَعَالَى وأَراد (بقوله) مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا، أَي فِي وقتِ كَذَا وَهُوَ هَذَا النَّوْءُ الفلانيّ، فإِن ذَلِك جائزٌ، أَي أَن الله تَعَالَى قد أَجْرَى العادَةَ أَنْ يَأْتِيَ المَطرُ فِي هَذِه الأَوْقَاتِ. ومثلُ ذَلِك رُوِي عَن أَبي مَنْصُور.
(و) فِي بعض نُسخ الإِصلاح لِابْنِ السّكِّيت: (مَا بِالْبَادِيَةِ {أَنْوَأُ مِنْهُ، أَي أَعْلَمُ بِالأَنْوَاءِ) مِنْهُ (وَلَا فِعْلَ لَهُ) . وَهَذَا أَحدُ مَا جاءَ من هَذَا الضَّرْبِ من غير أَن يكون لَهُ فِعْلٌ (و) إِنما (هُوَ كَأَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ) وأَحْنَك البَعِيرَيْنِ، على الشُّذوذ، أَي مِن بَابِهما، أَي أَعْظَمُهما حَنَكاً. ووجْهُ الشُّذوذِ أَنَّ شَرْطَ أَفْعَل التفضيلِ أَن لَا يُبْنَى إِلاَّ مِنْ فِعْلٍ وَقد ذكر ابْن هشامٍ لَهُ نَظائِرَ، قَالَه شيخُنا.
(} ونَاءَ) بصَدْرِه: نَهَضَ. وناءَ إِذا (بَعُدَ) ، كَنَأَى، مَقْلوبٌ مِنْهُ، صرَّح بِهِ كَثِيرُونَ، أَو لُغة فِيهِ، أَنشد يَعقوبُ:
أَقول وقَدْ نَاءَتْ بهم غُرْبَةُ النَّوَى
نَوى خَيْتَعُورٌ لَا تَشِطُّ دِيَارُكِ وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: وقَرَأَ ابنُ عَامِرٍ {1. 033 17 أعرض وناء بجانبه} (الْإِسْرَاء: 83) على الْقلب. وأَنشد هَذَا الْبَيْت، واستشْهَد الجوهريُّ فِي هَذَا الْموضع بقَوْلِ سَهْمِ بن حَنْظَلَةَ:
مَنْ إِنْ رَآكَ غَنِيًّا لانَ جَانِبُهُ
وَإِنْ رَآكَ فَقِيراً ناءَ واغْتَربَا
قَالَ ابنُ المُكَرَّم: ورأَيت بخَطِّ الشَّيْخ الصَّلاح المُحَدِّث رَحمَه الله أَن الَّذِي أَنشده الأَصمعيُّ لَيْسَ على هَذِه الصُّورةِ، وإِنما هُوَ:
إِذَا افْتَقَرْتَ نَأَى وَاشْتَدَّ جَانِبُه
وَإِنْ رَآكَ غَنِيًّا لاَنَ وَاقْتَرَبَا
(و) نَاءَ الشْيءُ و (اللَّحْمُ {يَنَاءُ) أَي كيَخاف، وَالَّذِي فِي (النِّهَايَة) و (الصّحاح) و (الْمِصْبَاح) و (لِسَان الْعَرَب) } - يَنِيءُ مثل يَبِيع، {نَيْئاً مثل بَيْعٍ (فَهُوَ} - نِيءٌ) بِالْكَسْرِ مثل نِيعٍ (بَيِّنُ {النُّيُوءِ) بِوَزْن النُّيوعِ (} والنُّيُوأَةِ) وَكَذَلِكَ نَهِيءَ اللحمُ وَهُوَ بَيِّن النُّهُوءِ أَي (لم يَنْضَجْ) أَو لم تَمَسَّه نارٌ، كَذَا قَالَه ابْن المُكَرَّم، هَذَا هُوَ الأَصل، وَقيل إِنها (يَائِيَّةٌ) أَي يُتْرَكُ الهمزُ ويُقْلَب يَاءً، فَيُقَال نِيءٌ مُشَدَّداً، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
عُقَارٌ كَمَاءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ
وَلاَ خَلَّةٍ يَكْوِي الشُّرُوبَ شِهَابُهَا
شِهابُها: نارُها وحِدَّتُها (وذِكْرُها هُنَا وَهَمٌ للجوهريّ) قَالَ شيخُنا: لَا وَهَم للجوهري، لأَنه صَرَّح عياضٌ وابنُ الأَثير والفَيُّومي وابنُ القَطَّاع وغيرُهم بأَن اللَّام همزةٌ، وجَزَموا بِهِ وَلم يذكرُوا غَيره، ومثلُه فِي عامّة المُصَنَّفات، وإِن أُريد أَنه يَائِيَّة العَيْنِ فَلَا وَهَم أَيضاً لأَنه إِنما ذكره بعد الْفَرَاغ من مادَّة الْوَاو. قلت: وَهُوَ صَنيع ابنِ المُكَرَّم فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {واسْتَنَاءَهُ: طَلَبَ} نَوْأَهُ) كَمَا يُقَال سَام بَرْقَه (أَي عَطَاءَه) وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الَّذِي يُطْلَب رِفْدُه، (و) مِنْهُ (! المُسْتَنَاءُ) بِمَعْنى (المُسْتَعْطَى) الَّذِي يُطلَب عَطاؤُه، قَالَ ابنُ أَحمر: الفَاضِلُ العَادِلُ الهَادِي نَقِيَبتُهُ
{والمُسْتَنَاءُ إِذا مَا يَقْحَط المَطَرُ
(} ونَاوَأَه مُنَاوَأَةً وَنِوَاءً) ككِتاب: (فَاخَرَه وعَادَاه) يُقَال: إِذا نَاوَأْتَ الرِّجالَ فَاصْبِرْ، ورُبَّما لم يُهْمَز وأَصلُه الْهَمْز، لأَنه من نَاءَ إِليك ونُؤَتَ إِليه، أَي نَهَض إِليك ونَهَضْتَ إِليه، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا أَنْتَ {نَاوَأْتَ الرِّجالَ فَلَمْ تَنُؤْ
بِقَرْنَيْنِ غَرَّتْكَ القُرُونُ الكَوامِلُ
وَلاَ يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطَاحِ الَّذِي بِهِ
} تَنوءُ وَقَرْنٌ كُلَّمَا نُؤْتَ مَائِل
{والنِّوَاءُ} والمُناوأَةُ: المُعاداة، وَفِي الحَدِيث فِي الْخَيل (ورَجُلٌ رَبَطَهَا فَخُراً وَرِيَاءً {وَنِوَاءً لأَهْلِ الإِسلام) : أَي مُعادَاةً لَهُم، وَفِي حَدِيث آخر: (لَا تزالُ طَائِفةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِين عَلَى مَنْ} نَاوَأَهُمْ) أَي نَاهَضَهم وعادَاهم. وَنقل شَيخنَا عَن النِّهَايَة أَنه من النَّوَى، بِالْقصرِ، وَهُوَ البُعْد وَحكى عِيَاض فِيهِ الْفَتْح وَالْقصر، وَالْمَعْرُوف أَنه مَهْمُوز، وَعَلِيهِ اقْتصر أَبو العَباس فِي الفصيح وغيرُه وَنقل أَيضاً عَن ابْن درسْتوَيْه أَنه خَطَّأَ مَنْ فَسَّر نَاوَيْت بِعَادَيْت، وَقَالَ: إِنما مَعْنَاهُ مَانَعْت وغَالَبْت وطَالَبْت، وَمِنْه قيل لِلْجَارِيَةِ المُمْتَلِئةِ اللَّحِيمَةِ إِذا نَهَضَت قد {ناءَت وأَجاب عَنهُ شيخُنا بِمَا هُوَ مذكورٌ فِي الشَّرْح.
} والنَّوْءُ: النَّبات، يُقَال: جَفَّ النَّوْءُ، أَي البَقْلُ، نَقله ابنُ قتَيْبة فِي مُشْكِل الْقُرْآن وَقَالَ: هُوَ مستعارٌ، لأَنَّه من النَّوْءِ يكون.

نوأ: ناءَ بِحِمْلِه يَنُوءُ نَوْءاً وتَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد ومَشَقَّةٍ. وقيل: أُثْقِلَ فسقَطَ، فهو من الأَضداد. وكذلك نُؤْتُ به. ويقال: ناءَ بالحِمْل إِذا نَهَضَ به مُثْقَلاً. وناءَ به الحِملُ إِذا أَثْقَلَه.

والمرأَة تَنُوءُ بها عَجِيزَتُها أَي تُثْقِلُها، وهي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِها أَي تَنْهَضُ بها مُثْقلةً. وناءَ به الحِمْلُ وأَناءَه مثل أَناعَه: أَثْقَلَه وأَمالَه، كما يقال ذهَبَ به وأَذْهَبَه، بمعنى.

وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أُولي القُوَّةٍ.

قال: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم. والمعنى إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أَي تُمِيلُهم مِن ثِقَلِها، فإِذا أَدخلت الباءَ قلت تَنُوءُ بهم، كما قال اللّه تعالى: آتُوني أُفْرِغْ عَليْه قِطْراً. والمعنى ائْتُوني بقِطْرٍ أُفْرِغْ عليه، فإِذا حذفت الباءَ زدْتَ على الفعل في أَوله. قال الفرّاءُ: وقد قال رجل من أَهل العربية:

ما إِنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إِلى الـمَفاتِحِ، كما قال الراجز:

إِنَّ سِراجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ،

تَحْلى بهِ العَيْنُ، إِذا ما تَجْهَرُهْ

وهو الذي يَحْلى بالعين، فإِن كان سُمِعَ آتوا بهذا، فهو وَجْه، وإِلاَّ

فإِن الرجُلَ جَهِلَ المعنى. قال الأَزهري: وأَنشدني بعض العرب:

حَتَّى إِذا ما التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، * وناءَ، في شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ

يعني الرَّامي لـما أَخَذَ القَوْسَ ونَزَعَ مالَ عَلَيْها. قال: ونرى

أَنَّ قول العرب ما ساءَكَ وناءَكَ: من ذلك، إِلاَّ أَنه أَلقَى الأَلفَ

لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كما قالت العرب: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَني

ومَرَأَني، معناه إِذا أُفْرِدَ أَمْرَأَني فحذف منه الأَلِف لـما أُتْبِعَ ما

ليس فيه الأَلِف، ومعناه: ما ساءَكَ وأَناءَكَ. وكذلك: إِنِّي لآتِيهِ

بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لا تُجمع على غَدايا. وقال الفرَّاءُ:

لَتُنِيءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، وقال:

إِنِّي، وَجَدِّك، لا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ * حانَ القَضاءُ، وما رَقَّتْ له كَبِدِي

إِلاَّ عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرايَتُها، * تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ

أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ. وقالوا: له عندي ما سَاءَه

وَناءَه أَي أَثْقَلَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. قال بعضهم: أَراد ساءَه

وناءَه وإِنما قال ناءَه، وهو لا يَتَعدَّى، لأَجل ساءَه، فهم إِذا أَفردوا قالوا أَناءَه، لأَنهم إِنما قالوا ناءَه، وهو لا يتعدَّى لمكان سَاءَه ليَزْدَوِجَ الكلام.

والنَّوْءُ: النجم إِذا مال للمَغِيب، والجمع أَنْواءٌ ونُوآنٌ، حكاه ابن

جني، مثل عَبْد وعُبْدانٍ وبَطْنٍ وبُطْنانٍ. قال حسان بن ثابت، رضي اللّه عنه:

ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنـَّا بِها، * إِذا قَحَطَ الغَيْثُ، نُوآنُها

وقد ناءَ نَوْءاً واسْتَناءَ واسْتَنْأَى، الأَخيرة على القَلْب. قال:

يَجُرُّ ويَسْتَنْئِي نَشاصاً، كأَنَّه * بِغَيْقةَ، لَـمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ

قال أَبو حنيفة: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِيَّ: نَظَرُوا إِليه، وأَصله من النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ. وقول ابن أَحمر:

الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِي نَقِيبَتُه، * والـمُسْتَناءُ، إِذا ما يَقْحَطُ الـمَطَرُ

الـمُسْتَنَاءُ: الذي يُطْلَبُ نَوْءُه. قال أَبو منصور: معناه الذي

يُطْلَبُ رِفْدُه. وقيل: معنى النَّوْءِ سُقوطُ نجم من الـمَنازِل في المغرب مع الفجر وطُلوعُ رَقِيبه، وهو نجم آخر يُقابِلُه، من ساعته في المشرق، في كل ليلة إِلى ثلاثة عشر يوماً. وهكذا كلُّ نجم منها إِلى انقضاءِ السنة، ما خلا الجَبْهةَ، فإِن لها أَربعة عشر يوماً، فتنقضِي جميعُها مع انقضاءِ

السنة. قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنَّه إِذا سقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلك الطُّلوع هو النَّوْءُ. وبعضُهم يجعل النَّوْءَ السقوط، كأَنه من الأَضداد. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع في النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا في هذا الموضع، وكانت العرب تُضِيفُ الأَمْطار والرِّياح والحرَّ والبرد إِلى الساقط منها. وقال

الأَصمعي: إِلى الطالع منها في سلطانه، فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، وقال أَبو حنيفة: نَوْءُ النجم: هو أَوَّل سقوط يُدْرِكُه بالغَداة، إِذا هَمَّت الكواكِبُ بالـمُصُوحِ، وذلك في بياض الفجر

الـمُسْتَطِير. التهذيب: ناءَ النجمُ يَنْوءُ نَوْءاً إِذا سقَطَ. وفي الحديث: ثلاثٌ من أَمْرِ الجاهِليَّةِ: الطَّعْنُ في الأَنْسَابِ والنِّياحةُ

والأَنْواءُ. قال أَبو عبيد: الأَنواءُ ثمانية وعشرون نجماً معروفة

الـمَطالِع في أزْمِنةِ السنة كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاثَ عَشْرة ليلة نجمٌ في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُع آخَرُ يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاءُ هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاءِ السنة، ثم يرجع الأَمر إِلى النجم الأَوّل مع استئناف السنة المقبلة. وكانت العرب في الجاهلية إِذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أَن يكون عند ذلك مطر أَو رياح، فيَنْسُبون كلَّ غيث يكون عند ذلك إِلى ذلك النجم، فيقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ. والأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ.

قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنه إِذا سَقَط الساقِط منها بالمغرب ناءَ

الطالع بالمشرق يَنُوءُ نَوْءاً أَي نَهَضَ وطَلَعَ، وذلك النُّهُوض هو

النَّوْءُ، فسمي النجم به، وذلك كل ناهض بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ، فإنه

يَنُوءُ عند نُهوضِه، وقد يكون النَّوْءُ السقوط. قال: ولم أسمع أَنَّ

النَّوْءَ السقوط إِلا في هذا الموضع. قال ذو الرمة:

تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْياً قِيامُها؛ * وتَمْشِي الهُوَيْنَى عن قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ

معناه: أَنَّ أُخْراها، وهي عَجيزَتُها، تُنِيئُها إِلى الأَرضِ لِضخَمِها وكَثْرة لحمها في أَرْدافِها. قال: وهذا تحويل للفعل أَيضاً. وقيل:

أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، وهو من الأَضْداد. قال شمر: هذه الثمانية

وعشرون، التي أَراد أَبو عبيد، هي منازل القمر، وهي معروفة عند العرب وغيرهم من الفُرْس والروم والهند لم يختلفوا في أَنها ثمانية وعشرون، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها. ومنه قوله تعالى: والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ. قال شمر: وقد رأَيتها بالهندية والرومية والفارسية مترجمة. قال: وهي بالعربية فيما أَخبرني به ابن الأَعرابي: الشَّرَطانِ، والبَطِينُ، والنَّجْمُ، والدَّبَرانُ، والهَقْعَةُ، والهَنْعَةُ، والذِّراع، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ، والجَبْهةُ، والخَراتانِ، والصَّرْفَةُ، والعَوَّاءُ، والسِّماكُ، والغَفْرُ، والزُّبانَى، والإِكْليلُ، والقَلْبُ، والشَّوْلةُ، والنَّعائمُ، والبَلْدَةُ، وسَعْدُ الذَّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وفَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ الـمُؤَخَّرُ، والحُوتُ. قال: ولا تَسْتَنِيءُ العَرَبُ بها كُلِّها إِنما تذكر بالأَنْواءِ بَعْضَها، وهي معروفة في أَشعارهم وكلامهم. وكان ابن الأَعرابي يقول: لا يكون نَوْءٌ حتى يكون معه مَطَر، وإِلا فلا نَوْءَ.قال أَبو منصور: أَول المطر: الوَسْمِيُّ، وأَنْواؤُه العَرْقُوتانِ الـمُؤَخَّرتانِ. قال أَبو منصور: هما الفَرْغُ الـمُؤَخَّر ثم الشَّرَطُ ثم الثُّرَيَّا ثم الشَّتَوِيُّ، وأَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، وهي آخِر الشَّتَوِيِّ، وأَوَّلُ

الدَّفَئِيّ والصَّيْفِي، ثم الصَّيْفِيُّ، وأَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، والآخرُ الرَّقيبُ، وما بين السِّماكَيْنِ صَيف، وهو نحو من أَربعين يوماً، ثمَّ الحَمِيمُ، وهو نحو من عشرين ليلة عند طُلُوعِ

الدَّبَرانِ، وهو بين الصيفِ والخَرِيفِ، وليس له نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِيفِيُّ

وأَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثم عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَيانِ. قال أَبو منصور: وهما الفَرْغُ الـمُقَدَّمُ. قال: وكلُّ مطَر من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ. وقال الزجاج في بعض أَمالِيهِ وذَكر قَوْلَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم: مَنْ قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَر باللّهِ، ومن قال سَقانا اللّهُ فقد آمَنَ باللهِ وكَفَر بالنَّجْمِ. قال: ومعنى مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، أَي مُطِرْنا بطُلوع نجم وسُقُوط آخَر. قال: والنَّوْءُ على الحقيقة سُقُوط نجم في الـمَغْرِب وطُلوعُ آخَرَ في المشرق، فالساقِطةُ في المغرب هي الأَنْواءُ، والطالِعةُ في المشرق هي البَوارِحُ. قال، وقال بعضهم: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ

من المشرق وسقوط نظيره في المغرب، وهو نظير القول الأَوَّل، فإِذا قال القائل مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَيَّا، فإِنما تأْويله أَنـَّه ارتفع النجم من المشرق، وسقط نظيره في المغرب، أَي مُطِرْنا بما ناءَ به هذا النَّجمُ.

قال: وإِنما غَلَّظَ النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيها لأَنَّ العرب

كانت تزعم أَن ذلك المطر الذي جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هو فعل النجم، وكانت تَنْسُبُ المطر إِليه، ولا يجعلونه سُقْيا من اللّه، وإِن وافَقَ سقُوطَ ذلك النجم المطرُ يجعلون النجمَ هو الفاعل، لأَن في الحديث دَلِيلَ هذا، وهو قوله: مَن قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَرَ باللّهِ. قال أَبو إِسحق: وأَما من قال مُطِرْنا بُنَوْءِ كذا وكذا ولم يُرِدْ ذلك المعنى ومرادُه أَنـَّا مُطِرْنا في هذا الوقت، ولم يَقْصِدْ إِلى فِعْل النجم، فذلك، واللّه أَعلم، جائز، كما جاءَ عن عُمَر، رضي اللّه عنه، أَنـَّه اسْتَسْقَى بالـمُصَلَّى ثم نادَى العباسَ: كم بَقِيَ مِن نَوْءِ الثُرَيَّا؟ فقال: إِنَّ العُلماءَ بها يزعمون أَنها تَعْتَرِضُ في الأُفُقِ سَبْعاً بعد وقُوعِها، فواللّهِ ما مَضَتْ تلك السَّبْعُ حتى غِيثَ الناسُ، فإِنما أَراد عمر، رضي اللّه تعالى عنه، كم بَقِيَ من الوقت الذي جرت به العادة أَنـَّه إِذا تَمَّ أَتَى اللّهُ بالمطر.

قال ابن الأَثير: أَمـَّا مَنْ جَعلَ الـمَطَر مِنْ فِعْلِ اللّهِ تعالى، وأَراد بقوله مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا أَي في وَقْت كذا، وهو هذا النَّوْءُ الفلاني، فإِن ذلك جائز أَي إِن اللّهَ تعالى قد أَجْرَى العادة أَن يأْتِيَ الـمَطَرُ في هذه الأَوقات. قال: ورَوى عَليٌّ، رضي اللّه عنه، عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنـَّه قال في قوله تعالى: وتَجْعَلُون رِزْقَكم أَنـَّكم تُكَذِّبُونَ؛ قال: يقولون مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا. قال أَبو منصور: معناه: وتَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الذي رَزَقَكُمُوه اللّهُ، التَّكْذِيبَ أَنـَّه من عندِ الرَّزَّاقِ، وتجعلون الرِّزْقَ من عندِ غيرِ اللّهِ، وذلك كفر؛ فأَمـَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عِندِ اللّهِ، عز وجل، وجَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَيْثِ، ولم يَجعلْه الـمُغِيثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لا يكون مُكَذِّباً، واللّه أَعلم. قال: وهو معنى ما قاله أَبو إِسحق وغيره من ذوي التمييز. قال أَبو زيد: هذه الأَنْواءُ في غَيْبوبة هذه النجوم.

قال أَبو منصور: وأَصل النَّوْءِ: الـمَيْلُ في شِقٍّ. وقيل لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ به، لأَنـَّه إِذا نَهَضَ به، وهو ثَقِيلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَي أَماله.

وكذلك النَّجْمُ، إِذا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِيبه الذي يَغِيبُ فيه، وفي

بعض نسخ الإِصلاح: ما بِالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلان، أَي أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم منه، ولا فعل له. وهذا أَحد ما جاءَ من هذا الضرب من غير أَن يكون له فِعْلٌ، وإِنما هو من باب أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكِ البَعِيرَيْنِ.

قال أَبو عبيد: سئل ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، عن رجل جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِيَدِها، فقالت له: أَنت طالق ثلاثاً، فقال ابن عَبَّاس: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها أَلاّ طَلَّقَتْ نَفْسها ثلاثاً.

قال أَبو عبيد: النَّوْءُ هو النَّجْم الذي يكون به المطر، فَمن هَمَز

الحرف أَرادَ الدُّعاءَ عليها أَي أَخْطَأَها الـمَطَرُ، ومن قال خطَّ

اللّهُ نَوْءَها جَعَلَه من الخَطِيطَةِ. قال أَبو سعيد: معنى النَّوْءِ النُّهوضُ لا نَوْءُ المطر، والنَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إِلى كلِّ شيءٍ

يَطْلُبه، أَراد: خَطَّأَ اللّهُ مَنْهَضَها ونَوْءَها إِلى كلِّ ما تَنْوِيه،

كما تقول: لا سَدَّدَ اللّهُ فلاناً لـما يَطْلُب، وهي امرأَة قال لها

زَوْجُها: طَلِّقي نَفْسَكِ، فقالت له: طَلَّقْتُكَ، فلم يَرَ ذلك شيئاً، ولو

عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي.

وروى ابن الأَثير هذا الحديثَ عن عُثمانَ، وقال فيه: إِنَّ اللّهَ

خَطَّأَ نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها. وقال في شرحه: قيل هو دُعاءٌ

عليها، كما يقال: لا سَقاه اللّه الغَيْثَ، وأَراد بالنَّوْءِ الذي يَجِيءُ

فيه الـمَطَر. وقال الحربي: هذا لا يُشْبِهُ الدُّعاءَ إِنما هو خبر، والذي يُشْبِهُ أَن يكون دُعاءً حَدِيثُ ابن عَبَّاسٍ، رضي اللّه عنهما: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، والمعنى فيهما لو طَلَّقَتْ نَفْسَها لوقع الطَّلاق، فحيث طَلَّقَتْ زوجَها لم يَقَعِ الطَّلاقُ، وكانت كمن يُخْطِئُه النَّوْءُ، فلا يُمْطَر.

وناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً ونِوَاءً: فاخَرْتُه وعادَيْتُه. يقال: إِذا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، وربما لم يُهمز وأَصله الهمز، لأَنـَّه من ناءَ إِلَيْكَ ونُؤْتَ إِليه أَي نَهَضَ إِليكَ وَنهَضْتَ إِليه. قال الشاعر:

إِذا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ * بِقَرْنَيْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ

ولا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطاحِ، الذي به * تَنُوءُ، وقَرْنٌ كُلَّما نُؤْتَ مائِلُ

والنَّوْءُ والـمُناوَأَةُ: الـمُعاداةُ. وفي الحديث في الخيل: ورجُلٌ

رَبَطَها فَخْراً ورِياءً ونِوَاءً لأَهل الإِسلام، أَي مُعاداةً لهم. وفي

الحديث: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمـّتي ظاهرينَ على مَن ناوَأَهم؛ أَي

ناهَضَهم وعاداهم.

(ن و أ) : (النَّوْءُ) النُّهُوضُ (وَالْمُنَاوَأَةُ) الْمُعَادَاةُ مُفَاعَلَةٌ مِنْهُ لِأَنَّ كُلًّا مِنْ الْمُتَعَادِيَيْنِ يَنُوءُ إلَى صَاحِبِهِ أَيْ يَنْهَضُ (وَمِنْهُ) كَانَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقْنُتُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَكَ فِي (خ ط) .
ن و أ: (نَاءَ) بِالْحِمْلِ نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا وَبَابُهُ قَالَ. وَنَاءَ بِهِ الْحِمْلُ أَثْقَلَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76] أَيْ لَتُنِيءُ الْعُصْبَةَ بِثِقْلِهَا. وَ (النَّوْءُ) سُقُوطُ نَجْمٍ مِنَ الْمَنَازِلِ فِي الْمَغْرِبِ مَعَ الْفَجْرِ وَطُلُوعُ رَقِيبِهِ مِنَ الْمَشْرِقِ يُقَابِلُهُ مِنْ سَاعَتِهِ فِي كُلِّ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا خَلَا الْجَبْهَةَ فَإِنَّ لَهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُضِيفُ الْأَمْطَارَ وَالرِّيَاحَ وَالْحَرَّ وَالْبَرْدَ إِلَى السَّاقِطِ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِلَى الْطَّالِعِ مِنْهَا لِأَنَّهُ فِي سُلْطَانِهِ وَجَمْعُهُ (أَنْوَاءٌ) وَ (نُوءَانٌ) كَعَبْدٍ وَعُبْدَانٍ. وَ (نَاوَأَهُ مُنَاوَأَةً) وَ (نِوَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ عَادَاهُ، يُقَالُ: إِذَا نَاوَأْتَ الْرِّجَالَ فَاصْبِرْ. وَرُبَّمَا لُيِّنَ. وَ (نَاءَ) اللَّحْمُ مِنْ بَابِ بَاعَ إِذَا لَمْ يَنْضَجْ فَهُوَ (نِيءٌ) بِوَزْنِ نِيلٍ وَ (أَنَاءَهُ) غَيْرُهُ (إِنَاءَةً) . وَ (نَاءَ) بِوَزْنِ بَاعَ لُغَةٌ فِي نَأَى أَيْ بَعُدَ. 

كيع

[كيع] الكسائي: كعت عن الشئ أَكيعُ وأَكاعُ، لغة في كعَعْتُ عن الأمر أَكِعُّ، إذا هِبْتَهُ وجبنت. حكاه عنه يعقوب.

كيع


كَاعَ (ي)(n. ac. كَيْع
كَيْعُوْعَة )
a. ['An], Abstained from ( through fear ).

كَائِع [] (pl.
كَاعَة [] )
a. Pusillanimous, craven.

كَاعٍ
a. see supra.
[كيع] نه: فيه: ما زالت قريش "كاعة" حتى مات أبو طالب، هو جمع كائع وهو الجبان كبائع وباعة، من كاع يكيع، ويروى بالتشديد- وقد مر، أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته.
(ك ي ع)

كاعَ يَكيعُ ويَكاعُ - الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب - كَيْعا وكَيْعُوعَةً فَهُوَ كائعٌ وكاعٍ - على الْقلب -: جبن، قَالَ: حَتى اسْتَقَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضَاحِيَةً ... وأصْبَحَ المرءُ عمرٌو مُثْبَتا كاعي

كيع: كاعَ يَكِيعُ ويَكاعُ؛ الأَخيرة عن يعقوب، كَيْعاً وكَيْعُوعةً،

فهو كائِعٌ وكاعٍ، على القلب: جَبُنَ؛ قال:

حتى اسْتَفَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً،

وأَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِي

وفي الحديث: ما زالَتْ قريش كاعةً حتى مات أَبو طالب؛ الكاعةُ: جمع

كائِعٍ وهو الجَبانُ كبائِعٍ وباعةٍ، وقد كاع يَكِيعُ، ويروى بالتشديد، أَراد

أَنهم كانوا يجبنون عن أَذى النبي، صلى الله عليه وسلم، في حياته فلما

مات اجترؤوا عليه.

كيف

كيف: كلمة مدلولها استفهام عن عموم الأحوال التي شأنها أن تدرك بالحواس 
كيف: ملائم، موافق. لائق. ميسور، ممكن، قابل للتحقيق (بوشر).
كيّف: ذكر الشيء، وصفه، وفصله (معجم الادريسي، فوك، هلو، محيط المحيط، مجهول كوبنهاكن): بتيسير يعجز العقول عن تكييفه (ألف ليلة 145:5، 5).
كيّف: غيّر، صوّر وأعطى الشيء شكلاً وأسلوباً ... الخ (بوشر).
كيّف: كوّن. أوجد. أحدث (المقري 331:1:1، 12، و700:2، 18، 729، 4 734، 17 مقدمة ابن خلدون 216:2، 10 البربرية 138:2، 12، 237، 3) (واقرأها كيّفه وفقاً لمخطوطتنا 1350 بدلاً من كنفه 368:3).
كيّف: وقول العامة كيّفه فتكيّف معناه سرّه فسُرّ (محيط المحيط ص800) (بوشر).
تكيف: مطاوع كيّف (معجم الادريسي، فوك، محيط المحيط انظر ما سبق في كيّف).
تكيّف: تصوّر، تمثّل (المقري 389:1، 17): والأذهان في تكيف سعده متحيرة. تكيّف بروحانية كوكب (البربرية، 287:1، 6 في الحديث عن ساحرة) وقد ترجم (دي سلين) الجلمة ب: استحوذ عليه روح الكوكب.
تكيّف: سُرّ، فرح، ابتهج، (بوشر، هربرت 226، محيط المحيط) انتشى نشى (بوشر).
متكيف: ذو مزاج مبتهج، منتش بالخمرة (بوشر).
كيفَ. كيف لي اليوم أن أرى عمر؟: ماذا ينبغي اليوم أن أفعل كي أرى عمر؟ (الأغاني 7: 68).
كيف كنت تسمع: ما قولك فيما سمعت. أي هل سرّتك (الأغاني 7).
كيف: (في كليلة ودمنة 197:3): ففرحت المرأة كيف يذهب: فرحت المرأة حين فكّرت أن زوجها سيرحل وإنها تستطيع أن تستقيل عشيقها. وفي (باسم 33:3): راسله كيف رجع إلى مستقره (وفي ألف ليلة 55:1، 6): وقبله ملتهب على مدينته كيف يغيب عنها.
كيف و: بخلاف ذلك، بعكس ذلك، بالعكس (المقري 848:1، 13): أبو حيان لم ينكر معجزات الأولياء كيف وقد ذكر منها كثيراً.
كيف كيف: تماماً مِثل .. (اورنسبي 69، 76).
كيفٌ: أسلوب. زي سمت. طرز. نمط؛ أعملُ على كيفي: أعمل على ذوقي، أو مرادي، أو أسلوبي. كيفك أو على كيفك: الأمر لك، كما تشاء أو كما يسرّك؛ إن كان لك كيف: لو يسرّك هذا، على كيفي: بمشيئتي على كيفه أي سلم أمره إليه وأصبح تحت تصرفه (بوشر).
كيف المزاج: الوضع الصحي؛ له كيف حالته جيدة (بما يتعلق بالصحة) (بوشر).
كيف: مزاج عرضي، طارئ واتفاقي، نزوة. مرادي وهواي له كيف له ميل أو هوى ل (بوشر).
كيف: بشاشة، دماثة (بوشر، محيط المحيط).
كيف: حالة السرور والنشوة التي تحدثها الحشيشة.
كيف: الحشيشة (ملتزان 140، علي باي 81:1، جاكسون 78، وتمب 330، ولمبريرو 300، وبانانتي 47:2، وريشارديوس صحاري 316:1، وترسترام 161).
كيفاش: كيف (بوشر).
كيفية: هيئة، تغيير، تبديل، تحويل modification ( بوشر).
كيفية: بُعد (بوشر).
كيفية: خصوصية. ظرف (بوشر).
كيفية: تسلية، سلوان، تسل. فرح كبير (بوشر. همبرت 226، محيط المحيط).
مكيّفات: ماجَريات (المقري 333:1 و336:2، 2).
كيف
كَيْفَ: حَرْفُ أدَاةٍ نُصِبَ فاؤها لِئلاّ يَلْتَقيَ ساكِنَانِ.
وانْكَافَ الشَّيْءُ: انْقَطَعَ، انْكِيَافاً. وكِفْتُه أنا: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ: قِطْعَة من الشَّيءِ بمَنْزِلَةِ الكِسْفَة.
[كيف] كيف: اسم مبهم غير متمكن، وإنما حرك أخره لالتقاء الساكنين، وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للإستفهام عن الأحوال، وقد يقع بمعنى " التعجب " كقوله تعالى: {كيف تكفرون بالله} وإذا ضممت إليه " ما " صح أن يجازي به، تقول: كيفما تفعل أفعل.
(ك ي ف)

كَيَّف الأديمَ: قطعه.

الكِيفة: الْقطعَة مِنْهُ، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

وَكَيف: اسْم مَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَام.

قَالَ اللحياني: هِيَ مُؤَنّثَة وَإِن ذكِّرت جَازَ، فَأَما قَوْلهم: كَيَّفَ الشَّيْء، فَكَلَام مولَّد.
ك ي ف : كَيْفَ كَلِمَةٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا عَنْ حَالِ الشَّيْءِ وَصِفَتِهِ يُقَالُ كَيْفَ زَيْدٌ وَيُرَادُ السُّؤَالُ عَنْ صِحَّتِهِ وَسُقْمِهِ وَعُسْرِهِ وَيُسْرِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَتَأْتِي لِلتَّعَجُّبِ وَالتَّوْبِيخِ وَالْإِنْكَارِ وَلِلْحَالِ لَيْسَ مَعَهُ سُؤَالٌ وَقَدْ تَتَضَمَّنُ مَعْنَى النَّفْيِ وَكَيْفِيَّةُ الشَّيْءِ حَالُهُ وَصِفَتُهُ. 
ك ي ف: (كَيْفَ) اسْمٌ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ وَإِنَّمَا حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَبُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ دُونَ الْكَسْرِ لِمَكَانِ الْيَاءِ. وَهُوَ لِلِاسْتِفْهَامِ عَنِ الْأَحْوَالِ. وَقَدْ يَقَعُ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} [البقرة: 28] . وَإِذَا ضُمَّ إِلَيْهِ (مَا) صَحَّ أَنْ يُجَازَى بِهِ تَقُولُ: كَيْفَمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. 

كيف


كَافَ (ي)(n. ac. كَيْف)
a. Cut.

كَيَّفَa. see Ib. [ coll. ], Amused, diverted.
c. [ coll. ], Intoxicated.

تَكَيَّفَa. Diminished.
b. Assumed a form; became.
c. [ coll. ], Enjoyed himself;
caroused.
إِنْكَيَفَa. Pass. of I.
كَيْف a. [ coll. ], Enjoyment.
b. Well-being.
c. Good spirits.
d. Carouse, spree.

كَيْفِيَّة []
a. Quality; mode, manner.
b. [ coll. ], Pleasure, amusement.
c. [ coll. ], Pleasureparty.

كِيْفَة [] (pl.
كِيَف]
a. Piece of cloth.

كَيْفَ
a. How? In what way?
b. As, like; as well as, as also.

كَيْفَ حَالُك
a. How are you? How do you do?

كَيْفَمَا كَان
a. Howsoever; be that as it may.

عَلَى كَيْفِكَ
a. [ coll. ], As you will.
كيف
كَيْفَ: لفظ يسأل به عمّا يصحّ أن يقال فيه:
شبيه وغير شبيه، كالأبيض والأسود، والصحيح والسّقيم، ولهذا لا يصحّ أن يقال في الله عزّ وجلّ: كيف، وقد يعبّر بِكَيْفَ عن المسئول عنه كالأسود والأبيض، فإنّا نسمّيه كيف، وكلّ ما أخبر الله تعالى بلفظة كَيْفَ عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، أو توبيخا نحو: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ [البقرة/ 28] ، كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ [آل عمران/ 86] ، كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ [التوبة/ 7] ، انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ [الإسراء/ 48] ، فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت/ 20] ، أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [العنكبوت/ 19] .
الكيف: هيئة قارة في الشيء لا يقتضي قسمة ولا نسبة لذاته، فقوله: "هيئة" يشمل الأعراض كلها. وقوله: "قارة في الشيء" احتراز عن الهيئة الغير القارة، كالحركة والزمان والفعل والانفعال، وقوله: "لا يقتضي قسمة" يُخرِج الكم، وقوله: "ولا نسبة" يخرج باقي الأعراض النسبية، وقوله: "لذاته" ليدخل فيه الكيفيات المقتضية أو النسبة بواسطة اقتضاء محلها بذاك، وهي أربعة أنواع: الأول الكيفيات المحسوسة، فهي إما راسخة، كحلاوة العسل، وملوحة ماء البحر، وتسمى: انفعاليات، وإما غير راسخة، كحمرة الخجل، وصفرة الوجَل، وتسمى: انفعالات؛ لكونها أسبابًا لانفعالات النفس، وتسمى الحركة فيه: استحالة، كما يتسود العنب، ويتسخن الماء. والثانية: الكيفيات النفسانية، وهي أيضًا إما راسخة، كصناعة الكتابة للمتدرب فيها، وتسمى: ملكات، أو غير راسخة، كالكتابة لغير المتدرب، وتسمى حالات. والثالثة: الكيفيات المختصة بالكميات، وهي إما أن تكون مختصة بالكميات المتصلة، كالتثليث، والتربيع، والاستقامة، والانحناء، أو المنفصلة، كالزوجية والفردية.

والرابعة: الكيفيات الاستعدادية، وهي إما أن تكون استعدادًا، نحو القبول، كاللين والمراضية، ويسمى ضعفًا ولا قوة، أو نحو اللاقبول كالصلابة، والصحابية، ويسمى: قوة.
[كيف] ك: فيه: "كيف" وقد قيل! أي كيف تباشرها وقد قيل: إنك أخوها، وهو بعيد عن الورع، ففارقها أي طلقها ورعًا لا حكمًا، وأخذ بظاهره أحمد فأثبت الرضاع بشهادة المرضعة. وفيه: "كيف" صلاة الرجل؟ قال: مثنى مثنى، أي كيف صلاته عددًا، وتكرار مثنى تأكيد لأن الأول تكرر معنى، وهو مرفوع خبر محذوف أي صلاته مثنى. ط: "كيف" بكم إذا غدا أحدكم في حلة، أي كيف يكون حالكم إذا كثرت أموالكم ويلبس كل واحد ثوبًا في أول النهار وثوبًا في آخره لغاية التنعم، وذلك حين رأى مصعب بن عمير في ثوب مرقع ساكنًا في مسجد قباء، كان في مكة من أغنياء قريش، فقال: لأنتم اليوم خير، لأن الفقير ذا الكفاف خير من الغني المشتغل عن العبادة. ن: فكيف أنتم، هو سؤال من حسن الحال لا من شدتها لاستفاضة البركة. وح: "فكيف" نصلي عليك؟ إما سؤال عن كيفية الصلاة في غير الصلاة، أو فيها وهو الأظهر، قوله: حتى تمنينا أنه لم يسأله، أي كرهنا سؤاله مخافة أن يكون صلى الله عليه وسلم كره سؤاله فشق عليه. وح: أما ما ذكرت من رجب "فكيف" بمن يصوم الأبد؟ هذا إنكار لتحريمه يعني أنه يصوم الأبد فكيف ينكر صوم رجب، وأجاب عن العلم أنه لا يحرمه وإنما هو يتورع خوفًا من دخوله في عموم النهي عن الحرير، وأجاب عن الميثرة أيضًا بإنكار التحريم منه وقال أنا أستعمله، وأخرجت أسماء جبة النبي صلى الله عليه وسلم المكفوفة بالحرير بيانًا لعدم حرمته.
كيف
كَيْفَ: اسم مُبهو غير متمكن، وغنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ وبُني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للاستفهام عن الأحوال. وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ كقوله تعالى:) كَيْفَ تَكْفُرونَ باللهِ (. ويكون حالا لا سُؤال معه كقولك: لأُكْرِمَنَّكَ كيْفَ كُنت؛ أي على أي حال كُنْتَ. ويكون بمعنى النفي كقول سُويد بن ابي كاهِل اليشكري:
كَيْفَ يَرْجُوْنَ سِقَاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيْبٌ وصَلَعْ
وأما وقله تعالى:) فَكَيْفَ إذا جِئْنا من كلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ (فهو توكيد لما تقدّم من خبر وتحقيق لما بعده، على تأويل إنّ الله لا يَظِلم مثقال ذرَّة في الدنيا فكيف في الاخرة.
وإذا ضمَمْت إليه " ما " صحَّ أن يُجازى به تقول: كيف ما تَفْعَلْ أفْعَلْ.
وقال الفَرّاءُ: تقول: كيف لي بفلانٍ؟ فيقول: كل الكَيْفَ والكَيْفَ - بالجر والنصب -.
وكِفْتُ الشيء كَيْفاً: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ - بالكسر -: القِطعة من الشيء.
وقال أبو عمرو: يقال للخِرقَة التي يُرْقَع بها ذيل القميص القُدّامُ: كِيْفَةٌ، ولِلَّتي يُرْقَعُ بها الخَلْفُ: حِيْفَةٌ.
وحِصْن كِيْفى - مثال ضِيْزى -: حِصن بين آمد وجزيرة ابن عمر.
وقال اللِّحياني: كيَّفْتُ الأديم وكوَّفْتُه: إذا قطَّعتَه.
وأما اشتقاق الفعل من كَيْفَ؛ كقولهم؛ كَيَّفْتُه فَتَكَيَّفَ؛ فقياس، واستعمال المتكلمين دون السماع من العرب.
وقال ابن عبّاد: انْكافَ: أي انقَطع.
وتَكَيَّفْتُ الشيء: تَنَقَّصْتُه.
كيف
تكيَّفَ يتكيَّف، تكيُّفًا، فهو مُتكيِّف
• تكيَّف الشَّيءُ: صار على حالةٍ وصِفَةٍ مُعيَّنة "تكيَّف الرصاصُ حسب القالب".
• تكيَّف الشَّخصُ: انسجم وتوافق مع الظروف، أو جعل ميله أو سلوكه أو طبعه على غرار شيء "تكيَّف وفق الظروف- تكيَّف وفق البيئة الاجتماعيّة- تكيَّفتِ الفتاةُ مع الآخرين" ° تكيُّف التَّعليم: ملاءمته حاجات الطالب ومقدرته.
• تكيَّف الهواءُ: تغيّرت درجة حرارته بواسطة مُكيِّف؛ لتلائِم الجوَّ الخارجيَّ. 

كَيَّفَ يكيِّف، تكْييفًا، فهو مُكَيِّف، والمفعول مُكيَّف
• كيَّف السِّياسيُّ الموضوعَ كما أراد: جعل له حالة أو صفة مخصوصة "كَيَّف حياتَه- الأفراد يكيّفهم المجتمع".
• كيَّف الهواءَ: غيَّر درجة حرارته أو بُرُودته في مكان بواسطة مُكَيِّف الهواء.
• كيَّف سلوكَه على سلوك أبيه: طابقه أو واءمه.
• كيَّف ضُيوفَه: جعلهم يفرحون ويسرّون، أخبرهم بما وافق مزاجهم.
• كيَّف الشّيءَ: أحدث تغييرًا فيه يؤدِّي إلى انسجامه مع شيء أخر لا يتبدّل "تكييف الحياة وفقًا للبيئة- تكييف قصَّة للسينما". 

تكييف [مفرد]: ج تكييفات (لغير المصدر):
1 - مصدر كَيَّفَ.
2 - (قن) تحديد طبيعة المسألة التي تتنازعها القوانين؛ لوضعها في نطاق طائفة من المسائل القانونيّة التي خصّها المشرّع بقاعدة إسناد.
• تكييف الهواء: تغيير درجة حرارة غرفة ما بواسطة مكيِّف الهواء. 

تكيُّف [مفرد]:
1 - مصدر تكيَّفَ.
2 - (حي) تغيّر في بناء الكائن الحيّ أو في وظيفته، يجعله أكثر قدرة على المحافظة على حياته أو بقاء جنسه "تكيّف الحيوانُ مع ثلوج القطب الشماليّ فهو كثيف الشَّعر".
3 - تعوُّد "تكيّف اللاّعب على السَّفر والترحال".
• التَّكيُّف الضَّوئيّ: (حي) التَّكيُّف مع الضَّوء في حالة كحالة الخروج من مكان مظلم إلى مكان مضيء.
• تكيُّف العين: (طب) ضبط ذاتيّ لبؤرة العين لرؤية الأشياء على مسافات مختلفة.
• التَّكيُّف الإنسانيّ: (مع) إدراك الإنسان لموقفه من ناحية الوقت والمكان والنَّاس. 

كَيْف [مفرد]:
1 - ابتهاج، جَذَل، سرور شديد ° صاحب كَيْف: مُحِبّ اللذَّة والبسط والانشراح، مَرِح المِزاج.
2 - حالة، نوع "قليلاً ما يهتمّ بالكَيْف دون الكم [مثل أجنبيّ] " ° الكَمّ والكَيْف: العدد والنوع- تطوّرت الصِّناعةُ كمَّا وكَيْفًا: تطوَّرت في العدد والنوع.
3 - هوًى، مزاج "إنّه يتصرَّف على كَيْفه" ° على كَيْفك: كما ترغب وتشاء، على هواك.
4 - مُخدِّر، مادة تسبب فقدان الوعي بدرجات متفاوتة كالحشيش والأفيون. 

كَيْفَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم مبنيّ على الفتح يستعمل للاستفهام الحقيقيّ أو غير الحقيقيّ (تعجُّبيّ إنكاريّ) "كيف زيد؟: كيف هنا في محلّ رفع على الخبريّة- كيف جاء محمّدٌ؟: كيف هنا في محل نصب على الحاليّة أو المفعوليّة المطلقة- {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} - {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ}: تدلّ على استفهام تعجبيّ إنكاريّ" ° كيف حالُك؟ - كيف كان الحال؟ - كيف لا؟.
2 - اسم شرط غير جازم "كيف تصنعُ أصنعُ". 

كَيْفَما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ك ي ف م ا - كَيْفَما). 

كَيْفيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من كَيْف: حال الشّيء وصفته "كَيْفيَّة العمل".
2 - طريقة استخدام "كَيْفيَّة استعمال الدواء". 

مُتكيِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تكيَّفَ.
2 - (حي) مصطلح
 لوصف الكائنات السريعة الاستجابة من ناحية التَّكيُّف العضويّ لعوامل البيئة. 

مُكيَّف [مفرد]: اسم مفعول من كَيَّفَ.
• مُكيَّف الهواء: منطقة أو حيِّز يُتحكّم في درجة حرارتها ورطوبتها وفي حركة الهواء فيها مع ترشيح الهواء وتنظيفه.
• ورق مكيَّف: ورق ذو سطح ليفيّ، تكثر فيه الألياف الرفيعة المنتشرة كالزغب أو الوبر على سطحه. 

مُكيِّف [مفرد]: ج مُكيِّفات (لغير العاقل): اسم فاعل من كَيَّفَ.
• مُكيِّف الهواء: جهاز تديره القوَّة الكهربائيّة؛ لخفض الحرارة صيفًا أو رفعها شتاءً، ويثبَّت في الحجرات أو السَّيّارات ونحوها.
• المكيِّفات: الموادّ المخدِّرة كالحشيش ونحوه. 
كيف
{الكَيْفُ: القطْعُ وَقد} كافَه {يَكِيفُه، وَمِنْه:} كَيَّفَ الأَدِيمَ {تَكْيِيفاً: إِذا قَطَعه.} وكَيْفَ، ويُقال: كَيْ بحَذْفِ فإئه، كَمَا قالُوا فِي سَوْفَ: سَوْ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
(كَيْ تَجْنَحُونَ إِلَى سَلْمِ ومأثُئِرَتْ ... قَتْلاكُمُ، ولَظَى الهَيْجاءِ تَضْطَرِمُ)
كَمَا فِي البَصائِرِ، قَالَ الجَوهرِيُّ: اسمٌ مُبْهَمٌ غيرُ مُتَمَكِّنٍ وإِنّما حُرِّكَ آخِرُه للسّاكِنَيْنِ، وبُنِي بالفَتْحِ دونَ الكُسْرِ لمَكانِ الياءِ كمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: {كَيْفَ: حرفُ أَداةٍ، ونُصِبَ الفاءُ فِراراً بِهِ من الياءِ الساكنةِ فهيا، لئلاّ يَلْتَقِي ساكنانِ. والغالبُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عَن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيّاً،} ككَيْفَ زَيْدٌ أَو غَيْرَهُ مثل: كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ فإنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ والتّوْبِيخِ، وقالَ الزَّجاجُ: كيفَ هُنا: اسْتِفْهامٌ فِي معنَى التَّعَجُّبِ، وَهَذَا التَّعَجُّبُ إِنّما هُوَ للخَلْق وللمُؤْمِنِينَ، أَي اعْجَبُوا من هؤُلاءِ كيفَ يَكْفُرُونَ بالهِ وَقد ثَبَتَتْ حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِم وكذلِكَ قولُ سُوَيْدِ بنِ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ:
(كيفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرّأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ) فإِنّه أُخْرِجَ مُخْرَجَ النَّفْيِ أَي: لَا تَرْجُوا مِنِّي ذلِك. ويَقَعُ خَبَراً قَبْلَ مَا لَا يَسْتَغْنِي عَنْه، كَكَيْفَ أَنْتَ وكَيْفَ كُنْتَ. ويَكُونُ حَالا لَا سُؤالَ مَعَه، كقَوْلِكَ: لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ، أَي: عَلى أَيِّ حالٍ كُنْتَ، وَحَالا قَبْلَ مَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ، ككَيْفَ جاءَ زَيْدٌ. ويَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقاً مثل: كَيْفَ فَعَل رَبُّكَ. وأَما قَوْلُه تَعَالَى: {فكَيْفَ إِذا جِئْنَا مِنْ كُلّش أُمَّةٍ بشَهِيدٍ فَهُوَ تَوْكِيدٌ لِما تَقَدَّمَ من خَبَرٍ، وتَحْقِيقٌ لما بعَده، على تَأْوِيلِ إِنَّ الله لَا يَظْرِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي الدُّنْيا، فكَيْفَ فِي الآخِرَةِ وقِيلَ: كيفَ يُسْتَعْمَلُ على وَجْهَيْنِ: أَحَدُهما: أَن يكونَ شَرْطاً، فيَقْتَضِي فعْلَيْنِ مُتَّفِقَي اللَّفْظِ والمَعْنَى، غيرَ مَجْزُومَيْنِ، ككَيْفَ تَصْنَعُ أَصْنَعُ وَلَا يَجوزُ كَيْفَ تَجْلِسُ أَذْهَبُ باتِّفاقٍ. وَالثَّانِي: وَهُوَ الغالِبُ أَنْ يكونَ اسْتِفْهاماً، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ قَرِيباً. وَفِي الارْتِشاف: كَيْفَ: يكونُ اسْتِفْهاماً، وَهِي لتَعْمِيم الأَحْوالِ، وإِذا تَعَلَّقَت بجُمْلَتَيْنِ، فقالُوا: يكونُ للمُجازاةِ من حَيْثُ المَعْنَى لَا مِنْ حَيْثُ العَمَل، وقَصُرت عَن أَدوات الشَّرْطِ بكَوْنِها لَا يَكُونُ الفِعلانِ مَعَها إِلَّا مُتَّفِقَيْنِ نَحْو: كيفَ تَجْلِسُ أَجلِسُ. وقالَ شَيْخُنا: كَيْفَ: إِنما تُسْتَعْمَلُ شَرْطاً عِنْد الكُوفِيِّينَ، وَلم يَذْكُرُوا لَهَا مِثالاً، واشْتَرَطُوا لَهَا مَعَ مَا ذَكَر المُصنِّفُ أَن يَقْتَرِنَ بهَا مَا فيُقالُ:} كَيْفَما، وأَمّا مُجَرَّدةً فَلم يَقُل أَحَدٌ بشَرْطِيَّتها، وَمن قَالَ بشَرْطِيَّتِها وهم الكُوفِيُّون يَجْزِمُونَ بهَا، كَمَا فِي مبادِئ العَرَبِيَّة، فَفِي كلامِ)
المُصَنِّفِ نَظَرٌ من وَجُوهٍ. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَشارَ لَهُ شيْخُنا فقد ذَكَره الجوهريُّ حيثُ قَالَ: وإِذا ضَممْتَ إِلَيْهِ مَا صَحَّ أَن يُجازَى بِهِ تَقُولُ: كَيْفَما تَفْعَلُ أَفْعَلْ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: لَا يُجازَى {بكَيْفَ، وَلَا} بَكَيْفما عندَ البَصْرِيِّينَ، ومِنَ الكُوفِيِّينَ من يُجازِي بكَيْفَما، فتَأَمَّلْ هَذَا مَعَ كلامِ شَيْخِنا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّ كَيْفَ: ظَرْفٌ. وَعَن السِّيرافِيّ، والأَخْفَش: لَا يَجُوزُ ذلِك أَي، أَنَّها اسمٌ غيرُ ظَرْفٍ.
ورَتَّبُوا على هَذَا الخِلافِ أُموراً: أَحْدُها: أَنَّ موضِعَها عندَ سِيبَوَيْهِ نَصْبٌ، وعندَهُما رَفْعٌ من المُبْتَدإِ، نَصْبٌ مَعَ غيرِه. الثَّانِي: أَنَّ تَقْدِيرَها عندَ سِيَبَويْهِ فِي أَيِّ حالٍ، أَو عَلى أَيِّ حالٍ، وعِنْدَهُما تَقْدِيرُها فِي نَحْو: كَيْفَ زَيْدٌ أَصَحِيحٌ، ونحوُه، وَفِي نَحْو: كَيْفَ جاءَ زَيْدٌ راكِباً جاءَ زَيْدٌ، ونَحْوه. الثَّالِث: أَنَّ الجَوابَ المُطابِقَ عندَ سِيبَوَيْه: على خَيْرٍ، ونَحْوه، وعندَهُما: صَحِيحٌ، أَو سَقِيمٌ، وَنَحْوه. وَقَالَ ابنُ مالِكٍ: صَدَقَ الأَخْفَشُ والسِّيرافِيُّ، لم يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّ كَيْفَ ظَرْفٌ، إِذ لَيْسَ زَماناً وَلَا مَكاناً، ونَعَم لمّا كانَ يُفَسَّرُ بقَوْلِكَ: على أَيِّ حالٍ لكَوْنِه سُؤالاً الأَحْوالِ العَامَّةِ سُمِّيَ ظَرْفاً لأَنَّها فِي تَأْوِيلِ الجارَّ والمَجْرُورِ، واسمُ الظَّرْفِ يُطْلَقُ عَلَيْهما مَجازاً. وَفِي الارتِشافِ: سِيبَوَيْهِ يَقُول: يُجازَى بكَيْفَ، والخَلِيلُ يَقُول: الجَزاءُ بهِ مُسْتَكْرَةٌ، وَقَالَ الزَّجاجُ: وكُلُّ مَا أَخْبر الله تَعَالَى عَن نَفْسِه بلَفْظِ كيفَ، فَهُوَ اسْتِخبارٌ على طَرِيقِ التَّنْبِيهِ للمُخاطَبِ، أَو تَوْبِيخٌ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الآيةِ. قالَ ابنُ مالِكٍ: وَلَا تَكُونُ عاطِفَةً كَمَا زَعَمَ بعضُهم مُحْتَجّاً بقَوْلِه أَي الشَّاعِر:
(إِذا قَلَّ مالُ المَرْءِ لانَتْ قَناتُه ... وهانَ على الأَدْنَى فكَيْفَ الأَباعِدِ)
لاقْتِرانِه بالفاءِ وَصُّ ابنِ مالكٍ: ودُخُولُ الفاءِ عَلَيْهَا يَزِيدُ خَطَأَه وُضُوحاً ولأَنَّه هُنا اسمٌ مَرْفُوعُ المَحَلِّ عَلى الخَبَرِيَّةِ. ثمَّ إِنَّ المصنِّفَ يستَعمِلُ كيفَ مُذَكَّراً تارَةً، ومُؤَنّثاً أُخْرَى، وهما جائِزانِ، فقالَ اللِّحْيانِيُّ: كيفَ مُؤَنَّثَةٌ، فإِذا ذُكِّرتْ جازَ. {والكِيفَةُ، بالكسرِ: الكِسْفَةُ من الثَّوْبِ قالَه اللِّحْيانِيًّ.
والخِرْقَةُ الَّتِي تَرْقَعُ بهَا ذَيْلَ القَمِيصِ من قُدّامُ:} كِيفةٌ وَمَا كانَ مِنْ خَلْفُ فحِيفَةٌ عَن أَبي عَمْرٍ و، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: يقالُ: كَيْفَ لِي بفلانٍ: فَتَقول: كُلُّ {الكَيْفِ،} والكَيْفَ، بالجَرِّ والنَّصبْ. وحِصْنُ {كِيفى، كضِيزَى: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ شاهِقَةٌ بينَ آمِدَ وجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ وَفِي تَارِيخ ابْن خِلِّكان: بَيْنَ مَيّافارِقِينَ وجَزِيرةِ ابنِ عُمَرَ. قلتُ: والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ: الحَصْكَفِيُّ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: كَوَّفَ الأَدِيمَ} وكَيَّفَهُ: إِذا قَطَعَه من الكَيْفِ، {والكَوْفِ. وقولُ المُتَكَلِّمِينَ فِي اشْتِقاقِ الفِعْلِ من كَيْفَ:} كَيَّفْتُه، {فتَكَيَّفَ فإِنَّه قِياسٌ لَا سَماعَ فِيه، من العَرب، ونَصُّ اللِّحْيانِيّ: فأَمّا قَوْلَهم: كَيَّفَ الشيءَ)
فكلامٌ مُوَلَّدٌ. قلتُ: فَعَتى بالقِياسِ هُنَا التَّوْلِيدَ، قَالَ شيخُنا: أَو أَنَّها مَوَلَّدَةٌ، وَلَكِن أَجْرَوْهَا على قِياسِ كلامِ العَرَب. قلتُ: وَفِيه تَأَمُّلٌ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ:} وانْكافَ: انْقَطَعَ فَهُوَ مُطاوعُ {كافَه} كَيفاً. قَالَ: {وتَكَيَّفَه أَي الشيءَ: إِذا تَنَقَّصَه، كتَحَيَّفَه. وأَمّا قولُ شَيْخِنا: ويَنْبَغِي أَن يَزِيدَ قوَلَهم:} الكَيْفِيَّةُ أيْضاً، فإِنَّها لَا تكادُ تُوجَدُ فِي الكلامِ العَربِيِّ. قلتُ: نَعَمْ قد ذكَرَه الزَّجّاجُ، فقالَ: {والكَيْفِيَّةُ: مصدَرُ كَيْفَ، فتأَمَّل.

كيف

2 كَيَّفْتُهُ فَتَكَيَّفَ

, used by the Muslim theologians, (K, TA,) verbs derived from كَيْفَ, (TA,) [signifying I specified by the ascription of its quality and it became so specified,] are formed in accordance with analogy, not heard from the Arabs. (K, * TA.) 5 تَكَيَّفَ

: see what next precedes.

كَيْفِيَّةٌ Quality as answering to “ how? ”; mode, or manner, of being.

كَيْفُوفِيَّةٌ for كَيْفِيَّةٌ: see تَيْسِيَّةٌ.

كيف: كيَّفَ الأَدِيم: قَطَّعه، والكِيفةُ: القِطْعة منه؛ كلاهما عن

اللحياني. ويقال للخِرْقة التي يُرْقَع بها ذَيْل القميص القُدَّامُ: كِيفة،

والذي يرقع بها ذيل القميص الخَلفُ: حيفةٌ.

وكيْفَ: اسم معناه الاستفهام؛ قال اللحياني: هي مؤنثة وإن ذكِّرت جاز،

فأَما قولهم: كَيَّف الشيءَ فكلام مولّد. الأَزهري: كيفَ حرف أَداة ونصْبُ

الفاء فراراً به من الياء الساكنة فيها لئلا يلتقي ساكنان. وقال الزجاج

في قول اللّه تعالى: كيف تكفرون باللّه وكنتم أَمواتاً(الآية): تأَويل

كيف استفهام في معنى التعجب، وهذا التعجب إنما هو للخلق والمؤمنين أَي

اعجَبوا من هؤلاء كيف يكفرون وقد ثبتت حجة اللّه عليهم، وقال في مصدر كيف:

الكَيْفِيَّة. الجوهري: كيف اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك آخره لالتقاء

الساكنين، وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء وهو للاستفهام عن الأَحوال،

وقد يقع بمعنى التعجب، وإذا ضممت إليه ما صح أَن يجازي به تقول:

كَيْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قال ابن بري: في هذا المكان لا يجازى بكيفَ ولا

بكيفما عند البصريين، ومن الكوفيين من يُجازي بكيفما.

كفف

(كفف) الثَّوْب بالحرير وَغَيره عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفافا

كفف


كَفَّ(n. ac. كَفّ)
a. Hemmed.
b. Bandaged (foot).
c. Overfilled.
d. [acc. & 'An], Averted, turned from.
e. ['An], Abstained, desisted from.
f. [ & pass.

كُفَّ ]
a. Was dazzled, blinded.

كَاْفَفَa. see I (e)
تَكَفَّفَa. Stretched out the hand (beggar).

تَكَاْفَفَa. see I (e)
إِنْكَفَفَ
a. ['An], Abstained from; was prevented from.
b. Was hemmed.

إِسْتَكْفَفَa. see Vb. Coiled itself up (serpent).
c. Shaded his eyes with ( his hand ).
d. Stood (round), scrutinized.
كَفّ
(pl.
أَكْفُف
كُفُوْف
27)
a. Hand; palm ( of the hand ).
b. [ coll. ], Glove.
كَفِّيَّة
a. [ coll. ], Shawl.
كِفَّة
(pl.
كِفَف كِفَاْف)
a. Hollow ( of the hand ).
b. Scale ( of a balance ).
c. Hollow, cavity.
d. Anything round.
e. [art.], Libra, the Balance ( sign of the Zodiac).
f. Hunter's net.

كُفَّة
(pl.
كُفَف كِفَاْف)
a. Hem; seam; edge, border.
b. Multitude.
c. see 2t (f)
كَفَفa. see 22 (a)
كِفَفa. Socket ( of the eye ).
كَاْفِف
(pl.
كَفَفَة)
a. Hemming; hemmer, stitcher.

كَفَاْفa. Sufficiency; sustenance.
b. Equal, fellow.

كِفَاْفa. Hem; edge ( of the sword ); best part of.

كِفَاْفَةa. Hemming.

كَفِيْف
a. [ coll. ], Blind.
N. P.
كَفڤفَa. Hemmed, stitched.
b. Repelled.
c. (pl.
مَكَاْفِيْفُ) [ coll. ]
see 25
مُكَافَّة
a. Truce, armistice.

المُسْتَكِفَّات
a. The eyes.

كَافَّةً
a. All; altogether, entirely.
(ك ف ف) : (الْكَفُّ) مَصْدَرُ كَفَّهُ إذَا مَنَعَهُ وَكَفَّ بِنَفْسِهِ امْتَنَعَ وَأُرِيدَ بِكَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ الْقَبْضُ وَالضَّمُّ وَأَنْ يَرْفَعَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَوْ مِنْ خَلْفِهِ إذَا أَرَادَ السُّجُودَ وَعَنْ بَعْضِهِمْ الِائْتِزَارُ فَوْقَ الْقَمِيصِ مِنْ الْكَفِّ (وَقَوْلُهُ) الْعِدَّةُ فَرْضُ (كَفَّ) أَيْ امْتِنَاعٍ عَنْ التَّبَرُّجِ وَالتَّزَوُّجِ كَالصَّوْمِ فَإِنَّهُ كَفَّ عَنْ الْمُفْطِرَاتِ (وَمِنْهُ) الْمُكَافَّةُ الْمُحَاجَزَةُ لِأَنَّهَا كَفَّ عَنْ الْقِتَالِ (وَكَفَّ) الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ خَاطَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي قَمِيصِ الْمَيِّتِ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُقَطَّعَ مُدَوَّرًا وَلَا يُكَفَّ (وَكِفَافَةٌ) مَوْضِعُ الْكَفِّ مِنْهُ وَذَلِكَ فِي مَوَاصِلِ الْبَدَنِ وَالدَّخَارِيصِ أَوْ حَاشِيَةِ الذَّيْلِ (وَثَوْبٌ مُكَفَّفٌ) كُفَّ جَيْبُهُ وَأَطْرَافُ كُمَّيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ الدِّيبَاجِ (وَاسْتَكَفَّ النَّاسَ) وَتَكَفَّفَهُمْ (مَدَّ إلَيْهِمْ) كَفَّهُ يَسْأَلُهُمْ (وَمِنْهُ) «إنَّكَ إنْ تَتْرُكْ أَوْلَادَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ» وَمَأْخَذُهُ مِنْ الْكِفَايَةِ خَطَأٌ (وَكِفَّةُ الْمِيزَانِ) مَعْرُوفَةٌ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ الْكِفَّةُ بِالْكِفَّةِ» عِبَارَةٌ عَنْ الْمُسَاوَاةِ فِي الْمُوَازَنَةِ.
ك ف ف

كففته عن الشرّ فكفّ عنه، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يكفكف دمعه: يمسحه مرةً بعد مرةً ليردّه. وصافّوهم ولافوهم، ثم كافوهم؛ أي حاجروهم، وتكافّوا: تحاجزوا. وعنده كفاف من العيش. ما كفّ عن الناس أي أغنى. ونفقته الكفاف وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كفاف: تكفّ عني وأكف عنك. قال رؤبة:

فليت حظّي من نداك الضّافي ... والنفع أن تتركني كفاف

واستكف الناس وتكفّفهم: مدّ إليهم كفّه يسألهم. وفلان يستكفّ الأبواب ويتكفّفها. واستكف الناس حواليه. أحقدوا به. واستكفّ الشيء: استدار كأنه كفّةٌ. واستكفّت الحيّة: ترحّت. وأنشدت قريبة أم البهلول:

ومقطوعة قطع الرّحى مستديرة ... تعض بأضراس وليس لها فم

أراد السّعدانة وثمرتها مستديرة ولها شوك حداد كالإبر. واستكفّ الرمل: استمسك. قال النابغة:

بات بحقف من البقّار يحفره ... إذا استكفّ قليلاً تربه انهدما

واستكفّ الناظر: وضع يده على حاجبه، وعين مستكفّة. ولقيته كفّةً كفّةً " وأضيق من كفّة الحابل " ووشمت كفّها كففاً: دارات. وهذه كفّة الرمل، وكفّة الثوب وهي طرّته المستطيلة. وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الثقلين كافة. وثوب مكفف: له كفائف ديباج يكفّ بها جيبه وأطراف كميّه. قال طفيل:

تظل رياح الصيف تنسج بينه ... وبين قميص الرازقيّ المكفّف

يعني لا يلزق به قميصه من خمصه.

ومن المجاز: هو مكفوف، وهم مكافيف، وكفّ بصره. وفلان لحمه كفاف لأديمه إذا ملأ جلده. قال النمر:

فضول أراها في أديمي بعد ما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل

وفي الحديث " إن بيننا وبينكم عيبةً مكفوفةً ": مشرجة. وكفّ الرجل عيابه. وجثته في كفّة الليل: في أوله. قال البعيث:

تخونتها بالنّص حتى كأنها ... هلال يوافي كفّة الليل واضح

وطار البرق في كفاف السحاب: في نواحيه.
[كفف] الكَفُّ: واحدة الأكُفِّ. وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أي كفاحاً، وذلك إذا استقبلتَه مواجَهة. وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر. وكفة القميص، بالضم: ما استدار حولَ الذَيل. وكان الأصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفَّةٌ بالضم، نحو كُفَّةِ الثوبِ وهي حاشيته، وكُفَّةُ الرملِ وجمعه كِفافٌ. وكلُّ ما استدار فهو كِفَّةٌ بالكسر، نحو كِفَّةِ الميزان، وكِفَّةِ الصائد وهى حبالته. وكفة اللثة، وهي ما انحدر منها. قال: ويقال أيضاً كَفَّةُ الميزان بالفتح، والجمع كفف. والكفف. والكفف في الوشم: دارات تكون فيه. وكفاف الشئ: حتارُهُ . والكافَّة : الجميع من الناس. يقال: لقيتهم كافَّة، أي كلّهم. وأمَّا قول ابن رواحة الأنصاريّ رضي الله عنه: فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنَّما خفَّفه ضرورة، لأنَّه لا يصح الجمع بين الساكنين في حشو البيت. وكذلك قول الآخر: جزى الله الرواب جزاء سوء وألبسهن من برص قميصا وهو جمع رابة. ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتَّى تكاد تذهب: هو كافٌّ. والناقةُ كافٌّ أيضاً. وقد كَفَّتِ الناقةُ تكفُّ كُفوفاً. وكَفَفْتُ الثوبَ، أي خِطتُ حاشيته، وهي الخياطة الثانية بعد الشَلِّ . وعَيْبَةُ مَكْفوفَةٌ، أي مُشْرَجَةً مشدودةٌ. والمَكْفوفُ: الضرير، والجمع المَكافيفُ. وقد كُفَّ بصره وكف بصره أيضا، عن ابن الاعرابي. وكففت الرجل عن الشئ فكف، يتعدى ولا يتعدَّى، والمصدر واحد. وكَفافُ الشئ بالفتح: مثله وقيسه. والكفاف أيضاً من الرزق: القوتُ، وهو ما كَفَّ عن الناس أي أغنى. وفي الحديث: " اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ كفافا ". واسْتَكْفَفْتُ الشئ: استوضحته، وهو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظلُّ من الشمسن تنظر إلى الشئ هل تراه. واسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ بمعنًى، وهو أن يمد كفه يسأل الناس. يقال: فلان يتكفف الناس. قال الفراء: استكف القوم حول الشئ، أي أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه قول ابن مُقْبل: إذا رَمَقْته من مَعَدٍّ عِمارَةٌ بَدا والعيون المستكفة تلمح وكفكفت الرجل مثل كففته. ومنه قول أبي زُبَيد: أَلَمْ ترَني سَكَّنْتُ إِلِّي لإِلِّكُمْ وكَفْكَفْتُ عنكم أكلبي وهى عقر وقول الشاعر: نجوس عمارة ونكف أخرى لنا حتى يجاوزها دليل يقول: نطأ قبيلة ونتخللها، ونكف أخرى، أي نأخذ في كفتها - وهى ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
(كفف) - في حديث الزبير - رضي الله عنه -: "فتَلَقّاه رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلّم -: كَفَّةَ كَفَّةَ"
: أي مُوَاجَهةً، وكذلك: كِفَّةً كِفَّةً، وكِفَّةً بِكِفَّةٍ، ولكِفَةٍ، وعن كِفَّةٍ: أي مُتكافِّين، كأنّ كُلَّ واحدٍ منهما كَفَّ صَاحِبَه عن مُجاوَزَتِه إلى غَيْره .
- في حديث عطَاء: "الكِفَّة والشَّبَكَة أمْرُهما واحد"
قال الأَصمعىُّ: حِبالَةُ الصَّائدِ يعني بالكَسْرِ.
وقال الجَبَّان: الكُفَّة: ما يُصادُ بها الظِّبَاء ونحوها كَالطَّوق.
وَجدتُه بضَمّ الكاف. وقال أيضًا: كلُّ مُستَطِيل كُفّةٌ.
يَعنى بالضَّمِّ. وكُلُّ مُستَديرٍ كِفَّة يَعنى بالكَسر.
- في الحديث: "المُنْفِق على الخَيْلِ كَالمُسْتَكِفّ بالصَّدَقَةِ"
: أي الباسِطِ يدَه يُعْطِيها.
من قولهم: اسْتَكَفَّ به الناسُ؛ إذا أَحْدَقُوا به، واستَكفُّوا: دنا بعَضُهم مِن بَعْض. عن أبي عمرو: استكفَّ الشّىءُ: اجتَمع، واستكَفّوا حَولَ الشيء ينظرُون إليه .
- وفي حديث آخَر: "يَتَصَدَّق بجَمِيع مالِه، ثم يَقعُد يَستَكِفُّ النّاسَ "
: أي يَبْسُط يَدهُ طَالِباً مُتعرِّضًا للصَّدَقَةِ سائِلًا.
وتَكفَّفَ واستَكَفَّ: أَخذَ بِبَطن كَفِّه، أو سأل كفَّاكَفًّا من الطَّعام؛ أي ما يَكُفُّ الجَوْعَة.
- في حديث الحَسَن لصَاحِب الجرَاحة: "كُفَّه "
وفي رِوَاية: "اكْفُفْهُ بِخِرْقَةٍ"
: أي اجْعَلْهَا حَوْلَهُ حِجاباً عن حَوالَيْهِ.
قال امرؤ القَيْس:
... وكُفَّ بأَجْذَالِ *
: أي أُحِيط الجَمْر بأَجذالِ الشَّجَر خيفَةَ ذهاب الرّيح به.
- وفي الحديث: "أُمِرْت ألَّا أكُفَّ شَعَرًا ولا ثَوبًا" : يَعْني في الصَّلاة، ويحتمل أن يكون بمعنى المَنْع: أي لا أمْنعُها من الاسْتِرسالِ حالَ السُّجُود، لِيقَعَا على الأرض، ويُحْتمَل أن يكون بمعنى الجَمْع: أي لَا يَجْمَعُهما فيَسجُد عليهما - وفي الحديث: "لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُكفَّف بالحَرِيرِ"
: أي الذي اتُّخِذَ جَيْبُه منه، أو كان لذَيْلِه وأَكمامِه كَفَافٌ منه.
وكُفَّةُ كلِّ شيءٍ: طُرَّتُه وحاشِيَتُه.
- في حديث عمر: "ليتَنِى نَجوتُ كَفافاً "
: أي تَكُفَّ عَنِّى وأَكَفّ عنها، لا تَنَالُ مِنّى ولا أَنالُ منها، ونَصبَه على الحالِ؛ وقد تُبْنَى على الكَسْرِ.
ك ف ف : الْكَفُّ مِنْ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ أُنْثَى قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَزَعَمَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ أَنَّ الْكَفَّ مُذَكَّرٌ وَلَا يَعْرِفُ تَذْكِيرَهَا مَنْ يُوثَقُ بِعِلْمِهِ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ كَفٌّ مُخَضَّبٌ فَعَلَى مَعْنَى سَاعِدٍ مُخَضَّبٍ وَجَمْعُهَا كُفُوفٌ وَأَكُفٌّ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكَفُّ الرَّاحَةُ مَعَ الْأَصَابِعِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا
تَكُفُّ الْأَذَى عَنْ الْبَدَنِ وَتَكَفَّفَ الرَّجُلُ النَّاسَ وَاسْتَكَفَّهُمْ مَدَّ كَفَّهُ إلَيْهِمْ بِالْمَسْأَلَةِ وَقِيلَ أَخَذَ الشَّيْءَ بِكَفِّهِ.

وَكَفَّ عَنْ الشَّيْءِ كَفًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَرَكَهُ وَكَفَفْتُهُ كَفًّا مَنَعْتُهُ فَكَفَّ هُوَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَكِفَّةُ الْمِيزَانِ بِالْكَسْرِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ وَأَمَّا الْكِفَّةُ لِغَيْرِ الْمِيزَانِ فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ كُلُّ مُسْتَدِيرٍ فَهُوَ بِالْكَسْرِ نَحْوُ كِفَّةُ اللِّثَةِ وَهُوَ مَا انْحَدَرَ مِنْهَا.

وَكِفَّةُ الصَّائِدِ وَهِيَ حِبَالَتُهُ وَكُلُّ مُسْتَطِيلٍ فَهُوَ بِالضَّمِّ نَحْوُ كُفَّةِ الثَّوْبِ وَهِيَ حَاشِيَتُهُ وَكُفَّةُ الرَّمْلِ وَكَفَّ الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ كَفًّا خَاطَهُ الْخِيَاطَةَ الثَّانِيَةَ وَقُوتُهُ كَفَافٌ بِالْفَتْحِ أَيْ مِقْدَارُ حَاجَتِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نَقْصٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَكُفُّ عَنْ سُؤَالِ النَّاسِ وَيُغْنِي عَنْهُمْ.

وَكُفَّ بَصَرُهُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا عَمِيَ فَهُوَ مَكْفُوفٌ.

وَجَاءَ النَّاسُ كَافَّةً قِيلَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ نَصْبًا لَازِمًا لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا كَذَلِكَ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] أَيْ إلَّا لِلنَّاسِ جَمِيعًا.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ نُصِبَتْ لِأَنَّهَا فِي مَذْهَبِ الْمَصْدَرِ وَلِذَلِكَ لَمْ تُدْخِلْ الْعَرَبُ فِيهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِأَنَّهَا آخِرٌ لِكَلَامٍ مَعَ مَعْنَى الْمَصْدَرِ وَهِيَ فِي مَذْهَبِ قَوْلِكَ قَامُوا مَعًا وَقَامُوا جَمِيعًا فَلَا يُدْخِلُونَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى مَعًا وَجَمِيعًا إذَا كَانَتْ بِمَعْنَاهَا أَيْضًا.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا كَافَّةً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ كَمَا لَوْ قُلْتَ قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ عَامَّةً أَوْ خَاصَّةً لَا يُثَنَّى ذَلِكَ وَلَا يُجْمَعُ. 
(ك ف ف)

كف الشَّيْء يكفه كفاًّ: جمعه، وَفِي حَدِيث الْحسن: " أَن رجلا كَانَت بِهِ جِرَاحَة فَسَأَلَهُ: كَيفَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: كَفه بِخرقَة " أَي: اجمعها حوله.

والكف: الْيَد، أُنْثَى، وَأما قَول الْأَعْشَى: أرى رجلا مِنْهُم اسيفا كَأَنَّمَا ... يضم إِلَى كشحيه كفاًّ مخضبا

فَإِنَّهُ أَرَادَ الساعد، فَذكر، وَقيل: إِنَّمَا أَرَادَ الْعُضْو وَقيل: هُوَ حَال من ضمير " يضم " أَو من هَاء " كشحيه ".

وَالْجمع: أكف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يجاوزوا هَذَا الْمِثَال، وَحكى غَيره: كفوف، قَالَ أَبُو عمَارَة ابْن أبي طرفَة الْهُذلِيّ يَدْعُو الله عز وَجل:

فصل جناحي بَابي لطيف ... حَتَّى يكف الزَّحْف بالزحوف

بِكُل لين صارم رهيف ... وذابل يلذ بالكفوف

أَبُو لطيف: يَعْنِي: اخاه، وَكَانَ اصغر مِنْهُ.

وللصقر وَغَيره من جوارح الطير: كفان فِي رجلَيْهِ، وللسبع: كفان فِي يَدَيْهِ، لِأَنَّهُ يكف بهما على مَا اخذه.

والكف الخضيب: نجم.

وكف الْكَلْب: عشبة من الْأَحْرَار، وَسَيَأْتِي ذكرهَا.

واستكف عينه: وضع كَفه عَلَيْهَا فِي الشَّمْس بِنَظَر هَل يرى شَيْئا. قَالَ ابْن مقبل:

خُرُوج من الغمى إِذا صك صَكَّة ... بدا والعيون المستكفة تلمح

واستكف السَّائِل: بسط كَفه.

وتكفف الشَّيْء: طلبه بكفه.

وتكففه: اخذه بكفه، وَفِي الحَدِيث: " أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام كَأَن ظلة تنطف عسلاً وَسمنًا وَكَأن النَّاس يتكففونه " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين. وَالِاسْم مِنْهُمَا: الكفف.

ولقيته كفة، كفة كفةٍ، على الْإِضَافَة: أَي فجاءة مُوَاجهَة قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالدَّلِيل على أَن الآخر مجرور أَن يُونُس زعم أَن رؤبة كَانَ يَقُول: لَقيته كفة لكفة، أَو كفة عَن كفة، وَإِنَّمَا جعل هَذَا هَكَذَا فِي الظّرْف وَالْحَال، لِأَن أصل هَذَا الْكَلَام أَن يكون ظرفا أَو حَالا.

وكف الرجل عَن الْأَمر يكفه كفا، وكفكفه فَكف، واكتف، وتكفف.

واستكف الرجلُ الرجلَ: من الْكَفّ عَن الشَّيْء.

وتكفف دمعه: ارْتَدَّ، وكفكفه.

وكف بَصَره كفا: ذهب.

وبعير كَاف: أكلت أَسْنَانه وَقصرت من الْكبر، وَالْأُنْثَى: بِغَيْر هَاء.

والكف فِي الْعرُوض: حذف السَّابِع من الْجُزْء، نَحْو حذفك النُّون من " مفاعيلن " حَتَّى تصير " مفاعيل " وَمن " فاعلاتن " حَتَّى تصير " فاعلات " وَكَذَلِكَ: كل مَا حذف سابعه، على التَّشْبِيه بكفة الْقَمِيص الَّتِي تكون فِي طرف ذيله، هَذَا قَول ابْن إِسْحَاق.

والكفة: كل شَيْء مستدير، كدارة الوشم، وعود الدُّف، وحبالة الصَّائِد.

وَالْجمع: كفف، وكفاف.

وكفة الْمِيزَان، الْكسر فيهمَا اشهر، وَقد حكى فيهمَا الْفَتْح، وأباها بَعضهم.

والكفة: كل شَيْء مستطيل ككفة الرمل وَالشَّجر.

وكفة اللثة: وَهِي مَا سَالَ مِنْهَا على الضرس.

وكفة كل شَيْء: حَاشِيَته وأطرته.

وكفة الثَّوْب: طرته الَّتِي لَا هدب فِيهَا.

وَجمع كل ذَلِك: كفف، وكفاف.

وَقد كف الثَّوْب يكفه كفاًّ: تَركه بِلَا هدب.

والكفاف من الثَّوْب: مَوضِع الْكَفّ.

وكل مضم شَيْء: كفافه، وَمِنْه: كفاف الْأذن وَالظفر والدبر.

والكفة: مَا يصاد بِهِ الظباء يَجْعَل كالطوق.

وكفة السَّحَاب: ناحيته.

وكفاف السَّحَاب اسافله، وَالْجمع: أكفة. والكفاف: الحوقة والوترة.

واستكفوه: صَارُوا حواليه.

والمستكف: المستدير، كالكفة.

والكفف: كالكفف، وَخص بِهِ بَعضهم الوشم.

والكفف: النقر الَّتِي فِيهَا الْعُيُون، وَقَول حميد:

ظللنا إِلَى كَهْف وظلت رحالنا ... إِلَى مستكفات لَهُنَّ غرُوب

قيل: أَرَادَ بالمستكفات: الاعين، لِأَنَّهَا فِي كفف وَقيل: أَرَادَ: الْإِبِل المجتمعة، وَقيل: أَرَادَ شَجرا قد استكف بَعْضهَا إِلَى بعض، وَقَوله: " لَهُنَّ غرُوب " أَي: ظلال.

والكافة: الْجَمَاعَة.

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

نحوس عمَارَة ونكف أُخْرَى ... لنا حَتَّى يجاوزها دَلِيل

رام تَفْسِيرهَا فَقَالَ: " نكف ": ناخذ فِي كفاف أُخْرَى، وَهَذَا لَيْسَ بتفسير، لِأَنَّهُ لم يُفَسر الكفاف.

والكف: الرجلة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، يَعْنِي بِهِ: البقلة الحمقاء.
[كفف] نه: فيه: كأنما يضعها في "كف" الرحمن، هو كناية عن محل قبول الصدقة، وغلا فلاله ولا جارحة. ومنه ح عمر: إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة "بكف" واحد، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. وح: يتصدق بجميع ماله ثم يقعد "يستكف" الناس، استكف وتكفف- إذا أخذ بباطن كفه أو سأل كفا من طعام أو ما يكف الجوع. وح: عالة "يتكففون" الناس، أي يمدونن: ثلاث "أكف"، أي حفنات ملأ الكفين، وفيه استحباب التثليث في الغسل، خلافًا لبعض. ك: الفي قميص "يكف" أو "لا يكف"- بضم ياء وفتح كاف وتشديد فاء، أي خيطت حاشيته أو لم تخط، لأن الكفة: الحاشية، وعند بعض: بفتح ياء وضم كاف، أو معناه: يترك قميص الصالح للميت، سواء كان يكف عن الميت العذاب أو لا يكف، وعند بعضك بفتح ياء وسكون كاف على سقوط الياء من آخره من الكاتب، أي طويلًا كان القميص أو قصيرًا، والأول أولى. وح: "كفوا" صبيانكم، أي امنعوهم من الخروج حذرًا من أذى الشيطان، فإنهم أعطوا قوة عليه عند جنح الليل، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن الاحتراز عن التعرض للفتنة أحزم، على أن الاحتراس لا يرد قدرًا ولكن ليبلغ الناس عذرهم، ولئلا ينسب له إلى لوم نفسه في التقصير. وح: ألا تثبت "فكف"، أي توقف أو كف نفسه، يتعدى ولا يتعدى. وح: من استطاع أن لا يحال من الجنة بملأ "كف" من دم، وهو عبارة عن مقدار إنسان واحد، أي من قدر أن لا يجعل قتل النفس حائلًا دونه من الجنة فليفعل. ن: وفرجين "مكفوفين"، أي رأيت فرجيها مكفوفين أي جعل لهما كفة، وهو ما يكف به جوانبها ويعطف عليها، ويكون في الفرجين والكفين والكمين. ط: وفرجيها "مكفوفين" بالديباج، أي رأيت شقيها من خلف وقدام مكفوفين، أي خيط شقاها به. ن: وهو "كاف"، أي يمنعها الإسراع. وح: اجعل ذهبك في "كفة"- بكسر كاف. غ: "استكف" الحية، ترخت.
كفف
كفَّ1 كَفَفْتُ، يَكُفّ، اكْفُفْ/ كُفَّ، كَفًّا، فهو كفيف
• كفَّ بَصرُهُ: ذهب، عَمِيَ "فلان كفيفُ البَصَر- كفَّ بصرُه من مرض في عينيه". 

كَفَّ2/ كَفَّ عن كَفَفْتُ، يَكُفّ، اكْفُفْ/ كُفَّ، كَفًّا، فهو كافّ، والمفعول مَكْفوف (للمتعدِّي)
• كفَّ الثّوبَ: جعل له حاشية، أو خاط حاشيتَه خياطة ثانية بعد الشَّلّ.
• كفَّ اللهُ أذاه: ردَّه، صرَفه، منَعه " {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} - {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ".
• كفَّ اللهُ بصرَه: أعماه "جمعيّة المكفوفين".
• كفَّه عن الكلام: منعه وصرفه.
• كفَّ عن الكلام: امتنع عنه "كفَّ عن الأذَى- لا يَكفُّ عن الحَرَكة". 

كُفَّ يُكَفّ، كَفًّا، والمفعول كَفيف ومكفوف
• كُفَّ بَصرُهُ: كَفَّ؛ فقد حاسّةَ الإبصار. 

استكفَّ يستكفّ، اسْتَكْفِفْ/ اسْتَكِفَّ، استكفافًا، فهو مُسْتكِفّ، والمفعول مُسْتكَفّ
• استكفَّ فلانًا عن الشَّيءِ: طلَب منه أن يكُفّ عنه. 

انكفَّ عن ينكفّ، انْكَفِفْ/ انْكَفَّ، انكفافًا، فهو مُنكفّ، والمفعول مُنكفّ عنه
• انكفَّ عن الأمر: كفّ؛ رجَع عنه وامتنع. 

تكافَّ عن يتكافّ، تَكافَفْ/ تَكافَّ، تكافًّا، فهو مُتَكَافّ، والمفعول مُتكافّ عنه
• تكافَّ القومُ عن الأمر: امتنعوا، كفَّ بعضُهم بعضًا. 

تكفَّفَ يتكفَّف، تكفُّفًا، فهو مُتكفِّف، والمفعول مُتكفَّف (للمتعدِّي)
• تكفَّف الدَّمعُ: تجفَّف وارتَدَّ.
• تكفَّف السَّائلُ: بسَط كفّه للتَّسوُّل والشِّحاذة.
• تكفَّف النَّاسَ: مدَّ كفّه إليهم ليعطوه ما يكفّ به جوعه. 

كفَّفَ يكفِّف، تكفيفًا، فهو مُكفِّف، والمفعول مُكفَّف
• كفَّف الثوبَ بالحرير ونحوَه: كفَّه؛ عمل على ذَيله وأكمامه وجَيْبه كِفافًا أو حواشي. 

كافّة [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كَفَّ2/ كَفَّ عن: والتاء للمبالغة؛ مانع " {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ}: إلاّ كافًّا لهم عمّا هم فيه من الكفر".
2 - مؤنَّث كافّ.
3 - عامة؛ جميعًا وهي نكرة منصوبة على الحال، وأجاز مجمع اللّغة
 المصري تعريفها "أوصى بأمواله كافَّة للفقراء: كامِلة، كُلّها- حلّ مقبول من كافَّة الأطراف المعنيّة- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} - {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} ". 

كَفاف [مفرد]
• الكَفاف من الرِّزق: ما كان قدْر الحاجة دون زيادة أو نُقصان، أي: ما كفّ عن النَّاس وأغنى "يعيش على الكَفاف- ليتني أخرج من هذا كفافًا: لا لي ولا عليّ- اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَافًا [حديث] ". 

كَفّ [مفرد]: ج أكُفّ (لغير المصدر) وكفوف (لغير المصدر):
1 - مصدر كُفَّ وكفَّ1 وكَفَّ2/ كَفَّ عن.
2 - راحة اليد مع الأصابع "باطن الكفّ- إذا العِبء الثقيل توزَّعتهُ ... أكفّ القوم خفّ على الرقابِ- {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} - {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَــأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: كناية عن الندم والتحسُّر" ° استدرّ الأَكُفّ: طلب المساعدةَ- ضرَب كفًّا بكفّ: أبدى دهشته، وحيرته، وندمه- على كفوف الرَّاحة: مرتاح- في كفّ القدَر- ندِيّ الكفّ: يدلُّ على الكرم والسَّخاء والغِنى والسَّعة- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- يابِسُ الكفّ: شحيح، بخيل.
3 - (عر) إسقاط الحرف السابع الساكن، كحذف النون من مفاعيلن وفاعلاتن.
• الكَفّ الرَّجعيّ: (نف) النِّسيان الجزئيّ أو الكلِّيّ لما كان الإنسانُ قد تعلَّمه سابقًا، وهو ينتج عن حادث لاحق.
• كفّ الدُّبّ: (نت) نبات من القُوَيسة مِسْكيّ العَرف، أزهاره ورديّة اللون.
• كفّ مريمَ: (نت) جنبة طبيّة مُعَمَّرة.
• كفّ النَّسر: (نت) نبات طبِّيّ يُستعمل في علاج الطّحال.
• قراءة الكفّ: العرافة الوهميَّة بفحص أسارير الكفّ. 

كَفَّة/ كِفَّة [مفرد]: ج كفّات وكِفاف وكِفَف
• كِفَّة الميزان: ما يُجعَل فيها الموزون، أو ما يُوزن به عند الوزن، وللميزان كِفّتان غالبًا، أو كِفّة ° رجَحت كِفّته: فاق غيرَه في الأهميّة والقيمة. 

كَفِّيّات [جمع]
• كَفِّيَّات القدم: (حن) رتبة من الطّيور، فيها أربع رُتَيْبَات هي: طويلات الرِّيش ومنها القَطْرَس، وشاملات الكفوف ومنها البجع، وصُفَيْحيّات المناقير ومنها الوزيّات والبطيّات والنحاميّات، وعديمات الرّيش ومنها البطريق. 

كَفيف [مفرد]: ج أكِفّاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَّ1.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كُفَّ: أعمى، ضرير. 

مكفوف [مفرد]: ج مكفوفون ومكافِيفُ، مؤ مكفوفة، ج مؤ مكفوفات ومكافِيفُ:
1 - اسم مفعول من كُفَّ وكَفَّ2/ كَفَّ عن: "نجح التلميذ المكفوف بتفُوق- ثوب مكفوف".
2 - كفيف ° اتِّحاد المكفوفين: منظمة ترعى المكفوفين في جميع الميادين كالصحَّة والتعليم. 
كفف
الكَفُّ: واحدةُ الكُفِّ والكُفُوْفِ؛ والكُفِّ - بالضم - وهذه عن ابن عبّاد. وقال ابن دريد: كَفُّ الطائر أيضاً.
وذو الكَفَّيْنِ: اسم صنم كان لِدَوس، وقال ابن الكلبي: ثم لمُنْهِب بن دَوْس، فلما أسلموا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيَّ فَحرَّقه، وهو الذي يقول:
يا ذا الكَفَّيْنِ لَسْتُ من عُبّادِكا ... مِيْلادُنا أكْبَرُ من مِيْلادِكا
أنا حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤادِكا
هكذا يروى، واستقامة الوزن أن تجعل " يا " خَزْماً فيبقة مفْعُولُنْ بدل مًُسْتَفعِلُنْ، أو تُخفَّف الفاء.
وذو الكفَّين: سيف نهار بن جُلَف، قالت أُختُ نَهارٍ:
اضْرِبْ بذِي الكَفَّيْنِ مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأنّي لكَ في المَأْتَمِ وذو الكَفَّين: سيف عبد الله بن أصْرَمَ بن شُعَيْثَةَ، وكان وَفَدَ على كِسْرى فسلَّحه بسيفين يقال لهما: إسْطامٌ وذو الكفَّيْنِ، فَشَهد يزيد بن عبد الله حرْبَ الجمَلِ مع عائشة - رضي الله عنها - فجعل يضْرِب بالسيفين ويقول:
أضْرِبُ في حافاتِهم بِسَيْفَيْنْ ... ضَرْباً بإسْطَامٍ وذي الكَفَّيْنْ
سَيْفَيْ هِلاليٍّ كَريمِ الجَدَّيْنْ ... واري الزّنادِ وابنِ واري الزَّنْدَيْنْ
وذو الكفِّ: سيف مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر بن حرام ومالك أيهما أقطع سيفا؛ فجعلا سُفُّوْداً في عُنُق جَزُوْرٍ، فنبا سيف ثابت وقطع سيف مالك، فقال مالك:
لم يَنْبُ ذو الكَفِّ عن العِظَامِ ... وقد نَبا سَيْفُ أبي الحُسَامِ
وذو الكَفِّ - أيضاً -: سَيْفُ خالد بن المهاجر بن خالد بن المُهاجر بن خالد بن الوليد، وقال حين قتل ابن أُثال وكان يُكنّى أبا الورد:
سَلِ ابْنَ أُثَالٍ هل عَلَوْتُ قَذَالَهُ ... بذي الكَفِّ حتّى خَرَّ غَيْرَ مُوَسَّدِ
ولو عَضَّ سَيْفي بابْنِ هِنْدٍ لَسَاغَ لي ... شَرابي ولم أحْفِلْ مَتى قامَ عُوَّدي
وذو الكَفِّ الأشل: وهو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة، من فُرسان بكر بن وائل، وكان أشَلَّ.
وقال الدِّيْنوري: ذكر بعض الرواة إنّ الرّجْلة يقال لها الكَفّ.
وقال غيره: كَفُّ الكلب: من الأدوية؛ وهو الذي يقال له راحة الكلب.
والكَفُّ: النِّعمة، يقال: لله علينا كَفٌّ واقية وكَفٌّ سابغة.
وقولهم: لقيتُه كفَّة كَفَّة: أي كِفاحاً؛ كأن كَفَّك مسَّت كَفَّه، وذلك إذا استقبلْتَه مُواجهةً، وهما اسمان جُعلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر.
ويقال: لَقِيتُه كفَّةً لِكَفَّةٍ، على فَكِّ التركيب.
وفي الحديث: أن أول من سلَّ سيفاً الزبير - رضي الله عنه - سمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل فخرج بيده السيف، فتلقّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَفَّةَ كَفَّةَ، فدعا له بخير.
وتقول: جاء الناس كافة: أي جاؤوا كلهم، ولا تدخُل هذه اللفظة الألِف واللاّم ولا تُثّنى ولا تُجمع ولا تُضاف، لا يُقال جاءت الكافَّة ولَقِيت كافَّةَ الناس وأما قول عَبْدِ الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه:
فَسِرْنا إليهم كافَةً في رِحَالِهمْ ... جَميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ
فإنما خفَّفها ضرورة لأنه لا يصلح الجمْع بين الساكنين، وكذلك قول الآخر:
جَزَى اللهُ الرَّوَابَ جَزَاءَ سَوءٍ ... وألْبَسَهُنَّ من بَرَصٍ قَمِيْصا
يُبَغِّضْنَ الصَّبِيَّ إلى أبِيْهِ ... وكانَ على مَسَرَّتِهِ حَرِيصا
والرَّواب: جمْع رابَّةٍ.
ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتى تكاد تذهبُ: هو كافٌّ، والنّاقة كافٌّ - أيضاً - وكَفُوف، وقد كَفَّتِ النّاقة تَكُفُّ كُفُوفاً.
وكَفَفْتُ الثوب: أي خِطتُ حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد المَلِّ.
وقول امرئ القيس يصِفُ امرأةً:
كأنَّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُضْطَلٍ ... أصابَ غَضاً جَزْلاً وكُفَّ بأجْذَالِ
أي جُعل حول الجمر أجذالٌ وهي أُصول الحطب العِظام.
وكَفَفْتُ الإناء: مَلأْتُه مَلأً مُفْرِطاً.
وقال رجل للحسن البصري: إنَّ بِرجلي شُقاقا، قال: أكْفُفْهُ بِخرْقَة. أي أعْصِبْهُ.
وعيبةٌ مَكْفُوْفَةٌ: أي مُشْرَجَةٌ مشدودة. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صُلْح الحُديبية حين صالح أهل مكة وكتب بينه وبينهم كتاباً، فكتب فيه: أن لا إغلال ولا إسلال وأن بينهم عيبة مكفوفة. مثَّل بها الذّمة المحفوظة التي لا تُنْكَثُ. وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر مكفوفاً بينهم كما تُكَفُّ العِيابُ إذا أُشرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألاّ ينشروها بل يتكافُّونَ عنها كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها.
والمَكْفوف: الضَّرير، والجمع: المَكافِيْفُ، وقد كُفَّ بصره، وكفَّ بصره أيضاً؛ عن ابن الأعرابيِّ.
وكفُفْتُ الشيء عن الشيء فكفَّ، يتعدى ولا يتعدّى، والمصدر واحد.
وقول الشاعر: نَجْوْسُ عِمَارَةً ونَكُفُّ أُخْرى ... لنا حتّى يُجَاوْزَها دَلِيلُ
يقول: نطَأُ قَبيلة ونتخلَّلُها ونكُف أخرى أي نأخذ في كُفَّتها - وهي ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
والكَفُّ في زحافِ العَروض: إسقاط الحرف السابع إذا كان ساكنا، مثل إسقاط النون من فاعلاتُنْ فيصير فاعِلاتُ؛ ومن مفاعِيلُنْ فيصير مَفاعِيلُ. فبيْتُ الأول:
لَنْ يَزَالَ قَوْمُنا مُخْصِبِيْنَ ... سالِمِيْنَ ما اتَّقَوْا واسْتَقَامُوا
وبيت الثاني:
دَعَاني إلى سُعَادٍ ... دَوَاعي هَوى سُعَادِ
وكفافُ الشيء - بالفتح -: مِثلُه وقِيْسه.
والكَفَاف - أيضاً - من الرِّزق والكَفَفُ - مقصور منه -: القوت، وهو ما كفَّ عن الناس: أي أغنى. وفي الحديث: اللهم اجعل رزْق آل محمد كَفَافاً. ويورى: قُوْتاً.
وقول رُؤْبَة لأبيه العجّاج:
فَلَيْتَ حَظّي من جَدَاكَ الضّافي ... والفَضْلِ أنْ تَتْرُكَني كَفَافِ
هو من قولهم: دعني كَفَافِ: أي كُفَّ عنّي وأكُفُّ عنك أي ننجو رأساً بِرأس. ويَجِيءُ مُعْرَباً، ومنه حديث عطاء بن يسار قال: قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَدِدْتُ أنّي سَلِمْتُ من الخلافة كَفَافاً لا عليَّ ولا لي، فقال: كَذَبْت، الخليفة يقول هذا، فقلت: أو كذِّبْتُ؛ فأفْلَتُّ منه بجريْعَةِ الذَّقَنِ.
وكُفَّةُ القميص - بالضم -: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعي يقول: كل ما استطال فهو كُفَّة - بالضم - نحو كُفَّة الثوب وهي حاشيته؛ وكُفَّةِ الردمل؛ وكُفَّة الشيء وهي حَرْفُه، لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كَفَّ عن الزيادة. وجمْع الكُفَّة كِفَافٌ.
وكِفَافُ الشيء: حِتارُه.
وكِفَافا السيف: غِراره.
قال: وكل ما استدار فهو كِفَّةٌ - بالكسر -؛ نحو كِفَّةِ الميزان؛ وكِفَّةِ الصائد وهي حِبالتُه؛ وكِفَّة اللِّثة وهي ما انحدر منها. قال: ويقال - أيضاً - كَفَّةُ الميزان - بالفتح -، والجمْعُ كِفَفٌ.
والكِففُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه، قال لبيد رضي الله عنه:
أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها
انتهى قول الأصمعي.
وقال الفَرّاءُ: الكُفَّةُ - بالضم - من الشجر: مُنتهاه حيث ينتهي وينقطع.
وكُفَّةُ الناس: أنك تعلو الفَلاة أو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سوادها قُلْتَ: هاتيك كُفَّةُ الناس، وكُفَّتُهم: أدناهم إليك مكاناً.
وكُفَّةُ الغيم: مِثْلُ طُرَّةِ الثوب، قال القَنانيُّ:
ولو أشْرَفَتْ من كُفَّةِ السَّتْرِ عاطِلاً ... لَقُلْتَ غَزَالٌ ما عليه خَضَاضُ
وقال ابن عبّاد: الكُفَّة مثل العَلاةِ وهي حجرٌ يُجعل حوله أخثاء وطين ثم يُطبخ فيه الأقطُ.
وكُفَّةُ الليل: حيث يلتقي الليل والنهار إمّا في المشرق وإمّا في المغرب.
وقال الفرّاءُ: استكَفَّ القوم حول الشيء: إذا أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الكعبة وقد اسْتَكفَّ له الناس فخطبهم. ومنه قول تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل:
خَرُوْجٌ من الغُمّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدَا والعُيُوْنُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ
واسْتَكَفَّتِ الحية: ترَحَّتْ.
واسْتَكْفَفْتُ الشيء: استوضحْتُه؛ وهو أن تضع يدك على حاجِبك كالذي يستَظِلُّ من الشمس ينظر إلى الشيء هل يَراه.
وقول حُميد بن ثور رضي الله عنه:
ظَلِلْنَا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَكِفّاتٍ لَهُنَّ غُرُوْبُ
قيل: المُسْتَكِفّاتُ: عيونُها؛ لأنها في كِففٍ؛ والكِففُ: النّقَرُ التي فيها العيون. وقيل: المُسْتِكفّاتُ: إبل مجتمعة؛ يقال: جُمَّةٌ مُجتمعة. لهُن غروب: أي دموعُهن تسيل مما لقين من التعب.
واسْتَكَفَّ الشعر: إذا اجتمع.
واسْتَكَفَّ بالصدقة: مدَّ يده بها، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المُنْفِقُ على الخيل كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقة. واسْتَكَفَّ - أيضاً - وتَكَفَّفَ: بمعنىً؛ وهو أن يَمُدَّ كفَّه يسأل الناس، يقال: فلان يَتَكَفَّفُ الناس. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه عاد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أأتصدَّق بجميع مالي؟ قال: لا، قال: فالشَّطْر؟ قال: لا، قال: فالثُّلُث؟ قال: الثُّلُثُ؛ والثُّلُثُ كثيرٌ أو كبير، أنك إن تذَرْ ورثَتَك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتَكفَّفُون الناس.
وكَفْكَفْتُ الرجل: مثل كَفَفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي:
ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ
وتَكَفْكَفَ عن الشيء: أي كَفَّ. وقال الأزهري: تَكَفْكَفَ: أصله عندي من وَكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولهم: لا تَعِظيني وتَعظْعَظي، وقالوا: خَضْخَضْتُ الشيء في الماء، واصله من خُضْتُ.
وانْكَفُّوا عن الموضع: أي تركوه.
والتركيب يدل على قَبْضٍ وانْقِباضٍ.

كفف: كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً: جمعه. وفي حديث الحسن: أَنَّ رجلاً

كانت به جِراحة فسأَله: كيف يتوضأُ؟ فقال: كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله.

والكفُّ: اليد، أُنثى. وفي التهذيب: والكف كفّ اليد، والعرب تقول: هذه

كفّ واحدة؛ قال ابن بري: وأَنشد الفراء:

أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي،

وما حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُليَ العَشْرا

قال: وقال بشر بن أَبي خازم:

له كَفَّانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ،

وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها

وقال زهير:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها،

طارَتْ، وفي يدِه من ريشَِها بِتَك

قال: وقال الأَعشى:

يَداكَ يَدا صِدْقٍ: فكفٌّ مُفِيدةٌ،

وأُخرى، إذا ما ضُنَّ بالمال، تُنْفِق

وقال أَيضاً:

غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه،

والكفُّ زَيَّنها خَضابه

قال: وقال الكميت:

جَمَعْت نِزاراً، وهي شَتَّى شُعوبها،

كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا

وقال ذو الإصبع:

زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ

علينا، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير

وقالت الخنساء:

فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ

بها المَجْدَ، إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ

وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً،

وإنْ أَطْنَبُوا، إلا وما فيكَ أَفضَلُ

ويروى:

وما بلغ المهدون في القول مدحة

فأَما قول الأَعشى:

أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنما

يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا

فإنه أَراد الساعد فذكَّر، وقيل: إنما أَراد العُضو، وقيل: هو حال من

ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه، والجمع أَكُفٌّ. قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا

المثال، وحكى غيره كُفوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو

اللّه عز وجل:

فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ،

حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ

بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ،

وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ

أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ

وعبدِ اللّه، إذ نُهِشَ الكُفُوفُ

وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة:

بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ،

إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفوفُ

قال ابن بري: وقد جاء في جمع كفٍّ أَكْفاف؛ وأَنشد علي بن حمزة:

يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم

مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيديهمُ اليُمْن

وفي حديث الصدقة: كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن؛ قال ابن الأَثير: هو

كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ، تعالى

اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً. وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة، فقال النبي، صلى اللّه

عليه وسلم: صدق عمر. وقد تكرر ذكر الكف والحفْنة واليد في الحديث

وكلُّها تمثيل من غير تشبيه، وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفانِ في رِجْليه،

وللسبع كفّان في يديه لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أَخذ. والكفُّ الخَضيب:

نجم. وكفُ الكلب: عُشْبة من الأَحرار، وسيأْتي ذكرها.

واسْتَكفَّ عينَه: وضع كفّه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً؛ قال ابن

مقبل يصف قِدْحاً له:

خَرُوجٌ من الغُمَّى، إذا صُكَّ صَكّةً

بدا، والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ

الكسائي: اسْتَكْفَفْت الشيء واسْتَشْرَفْته، كلاهما: أَن تضع يدك على

حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء. يقال: اسْتَكفَّت عينه

إذا نظرت تحت الكفّ. الجوهري: اسْتَكفَفْت الشيء اسْتَوْضَحْته، وهو أَن

تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه. وقال

الفراء: استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه؛ ومنه قول

ابن مقبل:

إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ

بدا، والعُيونُ المستكفَّة تلمح

واستكفّ السائل: بَسط كفَّه. وتكَفَّفَ الشيءَ: طلبه بكفِّه وتكَفَّفَه.

وفي الحديث: أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً

وسمناً وكأَنَّ الناس يتَكفَّفُونه؛ التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها

الكفَف. وفي الحديث: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً

يتَكفَّفون الناس؛ معناه يسأَلون الناس بأَكُفِّهم يمدُّونها إليهم.

ويقال: تكفَّف واستكفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه؛ قال الكميت:

ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَكِفّةً

لغيركُمُ، لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها

الجوهري: واستكفَّ وتكفَّفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّه يسأَل الناس. يقال:

فلان يَتكَفَّف الناس، وفي الحديث: يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد

يستكِفُّ الناسَ. ابن الأَثير: يقال استكفَّ وتكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو

سأَل كفّاً من الطعام أَو ما يكُفُّ الجوع.

وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أَي كفاحاً، وذلك إذا

استقْبلته مُواجهة، وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر.

وفي حديث الزبير: فتلقّاه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كفّةَ كَفّةَ

أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي

مَنَعَه. والكَفّة: المرة من الكفّ. ابن سيده: ولَقِيتُه كفَّةَ كفَّةَ

وكفَّةَ كفَّةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة؛ قال سيبويه: والدليل على

أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّةً لِكفّةً

أَو كفّةً عن كفّةٍ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا

الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً.

وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكفْكَفَه فكفَّ واكتفَّ

وتكفَّف؛ الليث: كَفَفْت فلاناً عن السوء فكفّ يكُفّ كَفّاً، سواء لفظُ اللازم

والمُجاوز. ابن الأَعرابي: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من

يؤذيه. الجوهري: كَفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ، يتعدّى ولا يتعدى، والمصدر

واحد. وكفْكَفْت الرجل: مثل كفَفْته؛ ومنه قول أَبي زبيد:

أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم،

وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي، وهي عُقَّر؟

واستكفَّ الرجلُ الرجلَ: من الكفِّ عن الشيء. وتكَفَّف دمعُه: ارتدّ،

وكَفْكَفَه هو؛ قال أَبو منصور: وأَصله عندي من وكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولك

لا تعِظيني وتَعظْعَظي. وقالوا: خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من

خُضْت. والمكفوف: الضَّرير، والجمع المكافِيفُ. وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه

كَفّاً: ذهَب. ورجل مَكْفوف أَي أَعمى، وقد كُفَّ. وقال ابن الأَعرابي:

كَفَّ بصرُه وكُفَّ. والكَفْكفة: كفُّك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء،

وكفْكَفْت دمْع العين. وبعير كافٌّ: أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر

حتى تكاد تذهب، والأُنثى بغير هاء، وقد كُفَّت أَسنانها، فإذا ارتفع عن ذلك

فهو ماجٌّ. وقد كَفَّت الناقة تَكُفُّ كُفوفاً.

والكَفُّ في العَرُوض: حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن

حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات، وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه

على التشبيه بكُفّة القميص التي تكون في طرف ذيله، قال ابن سيده: هذا قول

ابن إسحق. والمَكفوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن، فلما

ذهبت النون قال الخليل هو مكفوف.

وكِفافُ الثوب: نَواحِيه. ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة

مرة. وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته، وهي الخِياطةُ الثانية بعد

الشَّلِّ. وعَيْبةٌ مَكْفوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة. وفي كتاب النبي، صلى اللّه

عليه وسلم، بالحديْبِية لأَهل مكة: وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفةً؛

أَراد بالمكفوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً

للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من

الصُّلْح والهُدْنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي

تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع، فجعل النبي، صلى اللّه عليه وسلم،

العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا؛

ومنه قول الشاعر:

وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم،

وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ

فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ. وقال أَبو سعيد في قوله: وإنَّ بيننا

وبينكم عَيبةً مكفوفة: معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفاً كما تُكَفُّ

العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم

قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها، كأَنهم قد

جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها. الجوهري: كُفّةُ القَمِيص، بالضم، ما استدار

حول الذَّيل، وكان الأَصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفة، بالضم، نحو

كفة الثوب وهي حاشيته، وكُفَّةِ الرمل، وجمعه كِفافٌ، وكلُّ ما استدار

فهو كِفّة، بالكسر، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصائد، وهي حِبالته،

وكِفَّةِ اللِّثةِ، وهو ما انحدرَ منها. قال: ويقال أَيضاً كَفّة الميزان،

بالفتح، والجمع كِفَفٌ؛ قال ابن بري: شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر:

كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، وهي عَرِيضةٌ

على الخائفِ المَطْلوبِ، كِفّةُ حابِلِ

وفي حديث عطاء: الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد؛الكُفَّة، بالكسر:

حِبالة الصائد. والكِفَفُ في الوَشْم: داراتٌ تكون فيه. وكِفافُ الشيء:

حِتارُه. ابن سيده: والكِفة، بالكسر، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود

الدُّفّ وحبالة الصيْد، والجمع كِفَفٌ وكِفافٌ. قال: وكفة الميزان الكسر فيها

أَشهر، وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم. والكُفة: كل شيء مستطيل ككُفة

الرمل والثوب والشجر وكُفّة اللِّثةِ، وهي ما سال منها على الضِّرس. وفي

التهذيب: وكِفَّة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّةُ

الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما. وكُفة كل شيء، بالضم: حاشيته

وطرَّته. وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه، يصف السحاب: والتَمع بَرْقُه في

كُفَفِه أَي في حواشيه؛ وفي حديثه الآخر: إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا

الرِّماح كُفّة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه. وفي حديث الحسن: قال له رجل

إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فقال: اكفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله.

وكُفة الثوب: طُرَّته التي لا هُدب فيها، وجمع كل ذلك كُفَف وكِفافٌ.

وقد كَفَّ الثوبَ يكُفه كَفّاً: تركه بلا هُدب. والكِفافُ من الثوب: موضع

الكف. وفي الحديث: لا أَلبس القميص المُكَفَّف بالحرير أَي الذي عُمِل على

ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير، وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفافُه،

ومنه كِفافُ الأُذن والظفُر والدبر، وكِفّة الصائد، مكسور أَيضاً.

والكِفَّة: حبالة الصائد، بالكسر. والكِفَّةُ: ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق.

وكُفَفُ السحاب وكِفافُه: نواحيه. وكُفَّة السحاب: ناحيته. وكِفافُ

السحاب: أَسافله، والجمع أَكِفَّةٌ. والكِفافُ: الحوقة والوَتَرَةُ.

واسْتكَفُّوه: صاروا حَواليْه. والمستكِفّ: المستدير كالكِفّة.

والكَفَفُ: كالكِفَفِ، وخصَّ بعضهم به الوَشم. واستكفَّت الحيَّة إذا ترَحَّتْ

كالكِفَّةِ. واستكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به. وفي الحديث: المنفِقُ على

الخيل كالمسْتَكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها، من قولهم استكفَّ

به الناسُ إذا أَحدَقوا به، واستكَفُّوا حوله ينظرون إليه، وهو من كِفاف

الثوب، وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه، أَو من الكِفّة، بالكسر، وهو

ما استدار ككفة الميزان. وفي حديث رُقَيْقَة: فاستكفُّوا جَنابَيْ عبدِ

المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله. وقوله في الحديث: أُمرتُ أَن لا

أَكُفَّ شَعراً ولا ثوباً، يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع، قال

ابن الأَثير: أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على

الأَرض، قال: ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما. وفي

الحديث: المؤمن أَخو المؤمن يَكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه

ويَضُمُّها إليه؛ ومنه الحديث: يَكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن

بَذْلِ السؤال وأَصله المنع؛ ومنه حديث أُم سلمة: كُفِّي رأْسي أَي

اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه، وفي رواية: كفِّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي

مَشْطَه.والكِفَفُ: النُّقَر التي فيها العيون؛ وقول حميد:

ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ، وظلَّت رِحالُنا

إلى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ

قيل: أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها في كِفَفٍ، وقيل: أَراد

الإبل المجتمعة، وقيل: أَراد شجراً قد استكفَّ بعضُها إلى بعض، وقوله لهنَّ

غُروب أَي ظِلال.

والكافَّةُ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الناس. يقال: لَقِيتهم كافَّةً

أَي كلَّهم. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا

في السلم كافَّةً، قال: كافة بمعنى الميع والإحاطة، فيجوز أَن يكون معناه

ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه، ومعنى كافةً في اشتقاق

اللغة: ما يكفّ الشيء في آخره، من ذلك كُفَّة القميص وهي حاشيته، وكلُّ

مستطيل فحرفه كُفة، وكل مستدير كِفة نحو كِفة الميزان. قال: وسميت كُفَّة

الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر، وأَصل الكَفّ المنع، ومن هذا قيل لطَرف

اليد كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن، وهي الراحة مع الأَصابع، ومن

هذا قيل رجل مَكْفوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر، فمعنى الآية

ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه

وادخلوا كلُّكم حتى يُكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه. وقال في قوله تعالى:

وقاتلوا المشركين كافة، منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية

والعاقبة، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين، قال: فلا يجوز أَن يثنى ولا

يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم

عامّة لم تثنِّ ولم تجمع، وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين؛ الجوهري: وأَما قول

ابن رواحة الأَنصاري:

فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ

جميعاً، علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ

فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت؛ وكذلك

قول الآخر:

جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ،

وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا

كفف
{الكَفُّ: اليَدُ سُمِّيَتْ لأَنَّها} تَكُفُّ عَن صاحِبها، أَو {يَكُفُّ بهَا مَا آذاه، أَو غير ذلِكَ أَو مِنْها إِلَى الكُوعِ قالَ شَيْخُنا: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ وتَذْكِيرُها غَلَطٌ غيرُ مَعْروفٍ، وإِنْ جَوَّزَه بعضُ تَأْويلاً، وقالَ بعضٌ: هِيَ لُغَةٌ قليلةٌ، فالصّوابُ أَنَّه لَا يُعْرَفُ، وَمَا وَرَدَ حَمَلُوه على التَّأْوِيل، وَلم يَتَعَرَّض المُصَنِّفُ لذلِكَ قُصُوراً، أَو بِناءً على شُهْرَتِه، أَو على أَنَّ الأَعْضاءَ المُزْدَوَجَةُ كُلَّها مُؤَنَثَةٌ.
انْتهى.
قلتُ: وَفِي التَّهْذِيب: الكَفُّ:} كَفُّ اليَدِ، والعَرَبُ تَقُولُ: هَذِه كَفٌّ واحِدَةٌ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وأَنْشَدَ الفَرّاءُ:
(أُوَفِّيكُما مَا بَلَّ حَلْقِيَ رِيقَتِي ... وَمَا حَمَلَتْ {كَفّايَ أَنْمُلِيَ العَشْرَا)
قالَ: وقالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازمٍ:
(لَهُ} كَفّانِ: كَفٌّ ضُرٍّ ... وكَفُّ فوَاضِلٍ خَضِلٌ نَداهَا)
وَقَالَت الخَنْساءُ:
(فَمَا بَلَغَتْ كَفُّ امْرِيءٍ مُتَناوِلٍ ... بهَا المَجْدَ إِلَّا حَيْثُ مَا نِلْتَ أَطْوَلُ) قَالَ: وأَما قَوْلُ الأَعْشَى:
(أَرى رَجُلاً مِنْهُم أَسِيفاً كأَنَّما ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ {كَفّاً مُخَضَّبَا)
فإِنَّه أَرادَ الساعِدَ فذَكَّرَ، وقِيلَ: إنَّما أَرادَ العُضْوَ، وقِيلَ: هُوَ حالٌ من ضَميرِ يَضُمُّ، أَو من هاءٍ كَشْحَيْه. ج:} أَكُفٌّ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُجاوِزُوا هَذَا المِثالَ وحَكَى غيرُه {كُفُوفٌ قَالَ أَبُو عُمارَةَ بن أبي طَرَفَة الهُذَلِيّ يَدْعُو اللهَ عزّ وجَلَّ. فَصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ حَتَّى} يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحُوفِ بكُلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ وذابِلٍ يَلَذُّ {بالكُفُوفِ) أَبُو لَطِيفٍ، يَعْنِي أَخاً لَهُ أَصْغَرَ مِنْهُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ للَيْلَى الأَخْيَلِيَة:
(بقَوْلٍ كتَحْبِيرِ اليَمانِي ونائِلٍ ... إِذا قُلِبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُوفُ)
} وكُفٌّ، بالضَّمِّ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وكَفُّ الطّائِرِ أَيْضا، وَفِي اللِّسانِ: وللصَّقْر وغيرِه من جَوارحِ الطَّيْرِ كَفَّانِ فِي رِجْلَيْهِ، وللسَّبُعِ كَفّانِ فِي يَدَيْهِ، لأَنه يَكُفُّ بهما على مَا أُخَذَ.
والكَفُّ: بَقْلَةُ الحُمْقاءِ قالَ أَبو حَنِيفةَ: هكَذا ذَكَرَه بعضُ الرُّواةِ، وَهِي الرِّجْلَةُ. وَمن المَجازِ: الكَفُّ: النِّعْمَةُ يُقال: للهِ علينا كَفٌّ واقِيَةٌ، وكَفٌّ سابِغَةٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لذِي الأُصْبُع:
(زَمانٌ بهِ للهِ كَفٌّ كَرِيمَةٌ ... عَلَيْنَا ونُعْماهُ بِهِنَّ تَسِيِرُ)
والكَفُّ فِي زِحافِ العَرُوضِ: إِسْقاطُ الحَرْفِ السّابِعِ من الجُزْءِ إِذا كانَ ساكِناً، كنُونِ فاعِلاتُنْ، ومفاعِيلُنْ، فيصِيرُ: فاعِلاتُ ومَفاعِيلُ وكذلِك: كُلُّ مَا حُذِف سابِغُه، على التَّشْبِيهِ {بكُفَّةِ القَمِيَِ الَّتِي تَكُونُ فِي طَرَفِ ذَيْلِه، فبَيْتُ الأَوّلِ:
(لَنْ يَزالَ قَوْمُنا مُخْصِبِينَ ... سالِمِينَ مَا اتَّقَوْا واسْتَقامُوا)
وبيتُ الثَّانِي:
(دَعانِي إِلَى سُعادَا ... دَواعِي هَوَى سُعادَا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أَبي إِسْحاقَ، والمَكْفُوفُ فِي عِلَلٍ العَرُوضِ مَفاعِيلُ كَانَ أَصْلُه مَفاعِيلُنْ فَلَمَّا ذَهَبَت النُّونُ قالَ الخَلِيلُ: هُوَ} مَكْفُوفٌ. وذُو {الكَفَّيْنِ: صَنَمٌ كَانَ لِدَوْسٍ قالَ ابنُ دُريْدٍ: وقالَ ابنُ الكَلْبِي: ثمَّ لمُنْهِبِ بنِ دُوْسٍ، فلمّا أَسْلَمُوا بَعثَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطُّفَيْلَ بنَ عَمْرٍ والدَّوْسِيَّ فحَرَّقَه، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: يَا ذَا} الكَفَيْنِ لَسْتُ من عِبادِكَا ميلادُنا أَكْبَرُ من مِيلادِكَا إِنّي حَشَوْتُ النارَ فِي فُؤادِكَا وإنّما خَفَّفَ الفاءَ لضرُورةِ الشِّعْرِ، كَمَا صَرَّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوضِ. وذَو الكَفَّيْنِ: سَيْفُ أَنْمارِ ابنِ حُلْفِ قالَتْ أَختُ أَنْمارٍ:
(إِضْرِبْ بذِي الكَفَّيْن مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأَنِّي لكَ فِي المَأْتَمِ)
وذُو الكَفَّيْنِ: سَيْفُ عَبْدِ اللهِ بن أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ شُعيْثَةَ، وكانَ وَفَدَ على كِسْرَى فسَلَّحَهُ بسَيْفَيْنِ أَحَدُهما هَذَا، والآخرُ أَسْطامٌ فشَهدَ يَزيدُ بنُ عبدِ اللهِ حَرْبَ الجَمَلِ مَعَ عائِشَةَ رَضِي اللهُ)
عَنْهَا، فجَعَلَ يضْرِبُ بالسَّيْفَيْنِ، ويَقُولُ: أَضْرِبُ فِي حافاتِهِمْ بسَيْفَينْ ضَرْباً بإِسْطامٍ وذِي الكَفَّيْنْ سَيْفِي هِلالِيٌّ كَرِيمُ الجَدَّيْن وارِي الزِّنادِ وابنُ وارِي الزَّنْدَيْن وذَو الكَفِّ: سَيْفُ مالِكِ بنِ أُبَيِّ ابنِ كَعْبٍ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوابُه مالِكُ بنَ أَبِي كَعْبٍ الأنصاريّ. وتَخاطَرَ أَبُو الحُسامِ ثابتُ بنُ المُنْذِرِ ابْن حَرامٍ، ومالِكٌ، أَيُّهما أَقْطَعُ سَيْفاً، فجَعَلا سَفُّوداً فِي عُنُقِ جَزْورٍ، فنَبَا سَيْفُ ثابِتٍ، فقالَ مالِكٌ: لم يَنْبُ ذُو الكَفِّ عَن العِظامِ وقَدْ نَبا سَيْفُ أَبِي الحُسامِ وذُو الكَفِّ أيْضاً: سَيْفُ خالِدِ ابْن المُهاجِرِ بنِ خالِدِ بن الوَلِيدِ المَخْزُومِيِّ، وقالَ حينَ قَتَلَ ابنَ أُثالِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبا الوَرْدِ:
(سَلِ ابنَ أُثالٍ هَلْ عَلَوْتُ قَذَالَه ... بذِي الكَفِّ حَتَّى غيرَ مُوَسَّدِ)

(ولَوْ عَضَّ سَيْفِي بابنِ هِنْدٍ لَساغَ لِي ... شَرابِي، وَلم أَحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي)
وذُو الكَفِّ الأَشَلِّ: هُوَ عَمْروُ بن عَبْدِ اللهِ أَخُو بَني سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ ابنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَة مِنْ فُرْسانِ بَكْرِ بن وائِلٍ وكانَ أَشَلَّ. {وكَفُّ الكَلْبِ ويُقالُ لَهُ: راحَةُ الكَلْبِ، وَهُوَ غيرُ الرِّجلَةِ، وكَفُّ السَّبُعِ أَو الضَّبُعِ، وكَفُّ الهرِّ، وكَفُّ الأَسَدِ، وكَفُّ الذِّئبِ، وكَفُّ الأَجْذَمِ أَو الجَذْماءِ، وكَفُّ آدَمَ، وكَفُّ مَرْيَمَ: نَباتاتٌ والأخِيرُ هِيَ أُصُولُ العَرْطَنِيثَا، ويُقالُ أَيْضا: الرُّكْفَة، وبَخْور مَرْيَمَ، ولكِّل مِنْهَا خَواصٌّ ومنافِعُ مَذْكُورةٌ فِي كُتُبِ الطِّبِّ. ويقالُ: لَقِيتُه} كَفَّةَ كَفَّةَ وهُما اسْمانِ جُعلاَ وَاحِدًا، وبُنِيا على الفَتْح، كخَمْسَةَ عَشَرَ نَقَلهُ الجوهريُّ. ويُقال أَيْضا: لَقِيتُه كَفَّةً {لكَفَّةٍ،} وكَفَّةَ عَن كَفَّةٍ، على فَكِّ التَّرْكِيبِ، أَي: كِفاحاً هكَذا فَسَّرَهُ الجَوْهَرِيُّ كأَنَّ {كَفَّكَ مَسَتْ} كَفَّهُ، أَو ذلكَ. هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ: وذلِك إِذا لَقِيتَهُ فمَنَعْتَه من النُّهُوضِ ومَنَعَكَ وَفِي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: فتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَفَّةَ كَفَّةَ: أَي مواجَهَةً، كأَنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا قَدْ {كَفَّ صاحِبَه عَن مُجاوَزَتهِ إِلَى غَيره، أَي: مَنَعَه، قَالَ ابنُ الأَثيرِ، وَفِي المُحْكَم: لَقِيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وكَفَّةَ كَفَّةٍ على الْإِضَافَة: أَي فَجْأَةً مُواجَهَةً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: والدَّلِيلُ على أنَّ الآخرَ) مَجْرورٌ أَن يُونُسَ زَعَم أَنّ رُؤبَةَ كانَ يَقولُ: لَقِيتُه كَفَّةً لِكَفَّةٍ، أَو كَفَّةً عَن كَفَّةٍ، إِنَّما جُعِلَ هَذَا هَكَذَا فِي الظَّرْفِ والحالِ لأنًّ أَصلَ هَذَا الكَلام أَنْ يَكُونَ ظَرْفاً أَو حَالا. وَجَاء الناسُ كافَّةً: أَي جاءُوا كُلُّهُم، وَلَا يُقال: جاءَت} الكَافَّةُ، لأَنَّه لَا يَدْخُلُها أَلْ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، وَلَا تُضافُ ونصُّ الجوْهَرِيِّ: الكافَّةُ: الجَمِيعُ من النّاسِ، يُقال: لَقِيتُهم {كافَّةً: أَي كُلَّهُم، وَأما قَوْلُ ابنِ رَواحَةَ:
(فِسرْنا إِلَيْهمْ} كافَةً فِي رحالِهم ... جَمِيعاً عَلَيْنا البِيضُ لَا نَتَخَشَّعُ)
فإِنَّما خفَّفَه ضَرُورةً لأَنَّه لَا يَصْحُّ الجمعُ بَين السّاكِنَيْنِ فِي حَشْو البَيْت، وَهَذَا كَمَا تَرىَ لَا وَهَمَ فِيهِ، لأَنَّ النَّكِرَةَ إِذا أُريدَ لَفْظُها جازَ تَعريفُها، كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ. وأَما قولُه: وَلَا يُقالً: جاءَت الكَافَّةُ، فَهُوَ الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ جَماهِيرُ أَئِمَّةِ العربيَّةِ، وأَوْرَدَ بَحْثَه النَّوَوِيُّ فِي التَّهْذِيب، وعابَ على الفُقَهاءِ وغيرهُم اسْتِعْمالَه مُعَرَّفاً بأَلْ أَو الإِضافَةِ، وأَشارَ إِلَيْهِ الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْن، وبسَطَ القولَ فِي ذَلِك الحَرِيريُّ فِي دُرَّةِ الغَوّاصِ، وبالغَ فِي النَّكِيرِ على من أَخْرَجَه عَن الحالِيَّةِ، وقالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجاجُ فِي تَفْسِير قَوْله تَعالى: يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً قالَ: كافَّةً بمعنَى الجَمِيعِ والإِحاطَةِ، فيجوزُ أَن يَكُونَ مَعنْاه ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كُلِّه، أَي فِي جَمِيعِ شَرائِعِه، وَمعنىكافَّةً فِي اِشْتِقاقِ اللُّغَةِ: مَا {يَكُفُّ الشَّيْءَ فِي آخِرِه، فمَعْنَى الْآيَة: ابْلُغُوا فِي الإِسلامِ إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِي شَرائِعُه،} فتُكَفُّوا من أَنْ تَعُدُوا شَرائِعَه، وادْخُلُوا كُلُّكُم حَتَّى {يُكَفَّ عَن عَدَدٍ واحدٍ لم يَدْخُلْ فِيهِ، وقالَ: وَفِي قَولِه تَعالَى: وقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً منصوبٌ على الحالِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ على فاعِلَةٍ، كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ، وَهُوَ فِي مَوْضِع قاتِلُوا المُشْرِكِين مُحِيطِينَ، قالَ: فَلَا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى وَلَا أَنْ يُجْمَعَ، وَلَا يُقال: قاتِلُوهُم} كافّاتٍ وَلَا {كافِّينَ، كَمَا أَنَّك إِذا قُلْتَ: قاتِلْهُم عامَّةً لم تُثَنِّ وَلم تَجْمَعْ، وَكَذَلِكَ خاصَّةً، وَهَذِه مَذْهَبُ النَّحْويين، قَالَ شَيخنَا: ويَدُلُّ على أَنَّ الجَوْهَريَّ لم يُرِدْ مَا قَصَدَه المُصَنِّفُ أَنَّه لمّا أَرادَ بيانَ حُكْمِها مثَّلَ بِمَا هُوَ موافِقٌ لكلامِ الجُمْهُورِ. علَى أَنَّ قولَ الجُمْهُورِ كالمُصَنّفِ: لَا يُقالً: جاءَت الكافَّةُ ردَّه الشِّهابُ فِي شَرْح الدُّرَّةِ، وصحَّحَ أَنَّه يُقال، وأَطالَ البحثَ فيهِ فِي شرح الشِّفاءِ، ونقَله عَن عُمَرَ وعَلِيٍّ رَضِي الله عنهُما، وأَقَرَّهُما الصّحابَةُ، وناهِيكَ بهم فَصاحَةً، وَهُوَ مَسْبُوقٌ بذلكَ، فقد قالَ شارِحُ اللُّبابِ: إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجروراً واستَدَلَّ لَهُ بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله عَنهُ: على كافَّةِ بَيْتِ مالِ المُسْلِمِينَ وَهُوَ من البُلَغاءِ، ونَقَله الشُّمُنِّيُّ فِي حواشِي المُغْنِي، وَقل الشيخُ إِبراهيمُ الكُورانِيُّ فِي شرحِ عَقِيدَةِ أُستاذِه: من قالَ من النُّحاةِ إِنَّ كافَّةً لَا تَخْرُجُ عَن النّصْبِ فحُكْمُه ناشئٌ عَن اسْتِقْراءِ)
ناقِصٍ، قالَ شَيْخُنا: وأَقُولُ: إِنْ ثَبَتَ شيءٌ مِمَّا ذَكَرُوه ثُبُوتاً لَا مَطْعَنَ فِيهِ فالظّاهِرُ أَنَّه قَلِيلٌ جِداً، والأَكثَرُ استعمالُه على مَا قالَه ابنُ هشامٍ والحَرِيرِيُّ والمُصنَّفُ.} وكَفَّت النّاقَةُ {كُفُوفاً: كَبِرَتْ فقَصُرتْ أَسْنانُها حَتَّى تَكادَ تَذْهَبُ فَهِي} كافٌّ وَكَذَلِكَ البَعِيرُ، نَقله الجوهرِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: فَإِذا ارْتَفعَ عَن ذلكَ فالبَعِيرُ ماجُّ، قَالَ الصَّاغانِيُّ: وناقَةٌ {كَفُوفٌ مثلُه. (و) } كَفَّ الثَّوْبَ! كَفّاً: خاطَ حاشِيَتَه قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ الخِياطَةُ الثانِيَةُ بعد الشَّلِّ كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي الصِّحاحِ والعُبابِ: بعدَ المَلِّ، وَهِي الكِفافَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وكَفَّ الإِناءَ كَفّاً: مَلأَهُ مَلأً مُفْرِطاً فَهُوَ ثَوْبٌ مَكْفُوفٌ ن وإِناءٌ مَكْفُوفٌ.
وكَفَّ رِجْلَه كَفّاً: عَصَبَها بِخِرْقَةٍ وَمِنْه حَدِيثُ الحَسَنِ: قالَ لَهُ رجُلٌ: إِنَّ بِرِجْلِي شُقَاقاً، قالَ: {اكْفُفْه بخِرْقة. أَي: اعْصِبْه بهَا، واجْعَلْها حَوْلَه. وَمن المجازِ: عَيْبَةٌ} مَكْفُوفَةٌ: أَي مُشَرَّجَةٌ مَشْدُودَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح وَفِي الحديثِ فِي كِتابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي صُلحِ الحُدَيْببَةِ حينَ صالَحَ أَهَل مَكَّةَ، وكتَبَ بينَهُ وبَيْنَهُم كتابا، فكَتَب فِيهِ أَنْ لَا إِغْلالَ وَلَا إِسْلالَ، وأَنَّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةٌ أَرادَ {بالمَكْفُوفَةِ: الَّتِي أُشْرِجَتْ على مَا فِيها، وقُفِلَت، ومَثَّلَ بِها الذِّمَّةَ المَحْفُوظَةَ الَّتِي لَا تُنْكَثُ وقالَ ابنُ الأَثيرِ: ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ، وأَنَّها نَقِيَّةٌ من الغِلِّ والغِشِّ فِيمَا كَتَبُوا واتَّفَقُوا عَلَيْهِ من الصُّلْح والهُدْنَةِ، والعَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ الَّتِي فِيهَا القُلوبُ بالعِبابِ الَّتِي تُشْرَجُ على حُرِّ الثِّيابِ، وفاخِرِ المَتاع، فجَعَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العِيابَ المُشَرَّجَةَ على مَا فِيها مَثَلاً للقُلُوبِ طُوِيَتْ على مَا تَعاقَدُوا، وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر:
(وكادجتْ عِيابُ الوُدِّ بَيْنِي وبَيْنَكُم ... وإِنْ قِيلَ أَبناءُ العُمُومَةِ تَصْفَرُ)
فجَعَلَ الصُّدُورَ عِياباً لِلوُدِّ، أَو مَعْناهُ أَنَّ الشَّرَّ يكوننُ} مَكْفُوفاً بَيْنَهُم، كَمَا تُكَفُّ العِيابُ إِذا أُشْرِجَتْ على مَا فِيهَا من المَتاعِ، كذلِكَ الذْحُولُ الَّتِي كانَتْ بَيْنَهم قد اصْطَلَحُوا على أَنْ لَا يَنْشُرُوها، بل يَتَكافُونَ عَنها، كأَنَّهم جَعَلُوها فِي وعاءٍ وتَشاجْرُوا عَلَيْها وَهَذَا الوَجْهُ قد نَقَلَه أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ.
وَمن المجازِ: هُو مَكْفُوفٌ، وهم {مَكافِيفُ، وَقد} كُفَّ بَصَرُه، بالفَتْحِ والضَّمِّ الأَولَى عَن ابنِ الأعرابِيِّ: عَمِيَ ومُنِعَ من أَنْ يَنْظُرَ. {وكَفَفْتَه عَنْهُ كَفّاً: دَفَعْتُه ومَنَعْتُه وصَرَفْتُه عَنهُ، نقَلَه الجوهَرِيُّ،} ككَفْكَفْتُه نقلَه الصاغانيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وَمِنْه قولُ أَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيّ:
(أَلَمْ تَرَنِي سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... {وكَفْكَفْتُ عنكُمْ أَكْلُبِي وَهِي عُقَّرُ)
} فكَفَّ هُو قالَ الجوهريُّ: لازِمٌ مُتَعَدٌّ والمصْدَرُ واحدٌ، وقالَ اللَّيْثُ: {كَفَفْتُ فُلاناً عَن السُّوءِ، فكَفَّ} يَكُفُّ كَفّاً، سَواءٌ لَفْظُ اللازِمِ والمُجاوِزِِ. {وكَفافُ الشَّيْءِ كسَحابٍ: مِثْلُه، وقَيْسُه. (و) } الكَفافُ من)
الرِّزْقِ والقُوتِ: مَا كَفَّ عَن النَّاسِ وأَغْنَى وَفِي الصِّحاحِ: أَي أَغْنى، وَفِي الحديثِ: اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفافاً {كالْكَفَفِ مَقْصُوراً، مِنْهُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: نَفَقَتُه الكَفافُ: أَي لَيْسَ فِيها فَضْلٌ، وإِنَّما عندَه مَا} يَكُفُّه عَن الناسِ، وَفِي حدِيُثِ الحَسَن: ابْدَأْ بمَنْ تَعُولُ، وَلَا تُلامُ على {كَفافٍ يَقول: إِذا لم يكُنْ عندَك فضْلٌ لم تُلَمْ على أَن لَا تُعْطِيَ أَحَداً. وقولُ رُؤْبَةَ لأَبيهِ العَجّاجِ: فلَيْتَ حَظِّي مِنْ نَداكَ الضّافِي والفَضْلِ أَنْ تَتْرُكَنِي كَفافِ هُوَ من قَوْلِهم: دَعْنِي كَفافِ، كقَطامِ: أَي كُفَّ عَنِّي،} وأَكُفُّ عَنْكَ أَي: نَنْجُو رَأْساً برَأْسٍ، يَجِيءُ مُعْرَباً، وَمِنْه قولُ الأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ:
(أَلا لَيْتَ حَظِّي من غُدانَةَ أَنّه ... يُكُونُ! كَفافاُ، لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: وَدِدْتُ أَنِّي سَلِمْتُ من الخِلافَةِ {كَفافاً، لَا عَليَّ وَلَا لِيَ وَهُوَ نَصْبٌ على الحالِ، وقِيلَ: إِنَّه أَرادَ} مَكفُوفاً عَنِّي شَرُّها. {وكُفَّةُ القَمِيصِ، بالضَّمِّ: مَا اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّيْلِ كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو كُلُّ مَا اسْتَطالَ فَهُوَ} كُفَّةٌ بالضَّمِّ، كحاشِيَةِ الثّوْبِ، وكُفَّةِ الرَّمْلِ والجَمْعُ: {كِفافٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ. (و) } الكُفّةُ: حَرْفُ الشَّيءِ لأَنَّ الشيءَ إِذا انتَهَى إِلَى ذلِكَ كَفَّ عَن الزِّيادَةِ قالَه الأَصْمَعِيُّ. والكُفَّةُ من الثَّوْبِ: طُرَّتُه العُلْيا التِي لَا هُدْبَ فِيها وَقد {كفَّ الثَّوْبَ} يَكُفُّه {كَفّاً: تَرَكَه بِلَا هُدْب. والكُفَّةُ: حاشِيَةُ كُلِّ شَيءٍ وطُرَّتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَمّا كُفَّةُ الرَّمْلِ والقَمِيصِ فطُرَّتُهُما وَمَا حَوْلَهُما. ج: كصُرَدٍ، وجِبالٍ وَفِي بعضِ النُّسَخ ج: كصُرَدٍ، جج: كِفافٌ. أَي أَنَّ الأَخَيرَ جَمْعُ الجَمْعِ، والأَوَّلُ هُوَ الصوابُ، وَمن الأَوّلِ قولُ عليِّ رَضِي الله عَنهُ يصِفُ السَّحابُ: والْتَمَعَ بَرْقُه فِي} كُفَفِه أَي فِي حواشِيه. {وكِفافُ الشيءِ، بالكَسْرِ: حِتارُه قالَه الأَصمعيُّ. وَمن السّيْفِ: غِرارُه ونصُّ النوادِرِ للأَصمَعِيِّ:} كِفافَا الشَّيءِ: غِراراهُ. قالَ: {والكِفَّةُ، بالكَسْرِ مَنَ المِيزانِ: م، أَي معروفٌ، قالَ ابنُ سِيدَه: والكَسْرُ فِيهَا أَشْهَرُ وَقد يُفْتَحُ وأَباها بَعْضُهم. (و) } الكِفَّةُ من الصائِدِ: حِبالَتُه تُجْعَلُ كالطَّوْقِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشاعِرِ:
(كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ وَهِي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المَطْلُوبِ كِفَّةُ حابِلِ)
ويُضَمُّ. والكِفَّةُ من الدُّفِّ: عُودُه قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّةٌ، بالكَسْرِ، كدارَةِ الوَشْمِ، وعُودِ الدُّفِّ، وحِبالَةِ الصَّيْدِ. والكِفَّةُ، نُقْرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ يَجْتَمعُ فِيهَا الماءُ. والكِفَّةُ من اللِّثَةِ: مَا انْحَدَرَ مِنْها على أُصَولِ الثَّغْرِ، وَكَذَا فِي التَّهْذِيبِ، وَفِي المُحْكَم: هِيَ مَا سالَ مِنّها على الضِّرْسِ ويُضَمُّ. (ج: {كِفَفٌ، وكِفافٌ بكسرهما.} والكِفَفُ أَيْضا: أَي بالكَسْر فِي الوَشْمِ: داراتٌ تَكُونُ فيهِ قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشَدَ قولَ لَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أَو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... {كفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها)
} كالكَفَفِ، مُحَرَّكَةً. (و) {الكِفَفُ: النُّقَرُ الَّتِي فِيها العُيُونُ وَمِنْه} المُسْتَكِفّاتُ على مَا يَأْتي بيانُه. وَقَالَ الفرّاءُ: الكُفَّةُ، بالضمِّ من الشَّجَرِ: مُنْتَهاهُ حيْثُ يَنْتَهِي ويَنْقَطِعُ. والكُفَّةُ من النّاسِ: الكَثْرَةُ وَذَلِكَ أَنّك تَعْلُو الفَلاَة أَو الخَطِيطة، فَإِذا عايَنْتَ سَوادهُمْ وجَماعَتهم قلتْ: هاتِيكَ كُفَّةُ النّاسِ. أَو {كُفَّتُهم: أَدْناهُم إِليكَ مَكاناً. والكُفَّةُ من الغَيْمِ: طُرَّتُه كطُرَّةِ الثّوْبِ، وَقيل: ناحِيَتُه، قَالَ القَنانِيُّ:
(وَلَو أَشْرَفتْ من} كُفَّةِ السِّتْر عاطِلاً ... لقُلْتَ غَزالٌ مَا عليهِ خَضاضُ)
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الكُفَّةُ: مثلُ العَلاةِ، وَهِي حَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ وطِينٌ، ثمَّ يُطْبَخُ فيهِ الأَقِطُ.
قَالَ: والكُفَّةُ من اللَّيْلِ: حيثُ يَلْتَقِي اللِّيْلُ والنَّهارُ، إِمّا فِي المَشْرِقِ وِإِمّا فِي المَغْرب. وَفِي اللِّسانِ: الكُفَّةُ: مَا يُصادُ بِهِ الظِّباءُ يُجْعَلُ كالطَّوْقِ. والكُفَّةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والكُفَّةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والكُفَّةُ من الرَّمْل: مَا اسْتَطالَ فِي اسْتِدارَةٍ وَهَذَا بعَيْنِه قد تقَدَّم آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، وكأَنَّه جَمَعَ بَين القَوْلَيْنِ: أَي الاسْتِطالَة والاسْتِدارة. وقالَ الفَرّاءُ: يُقال: {اسْتَكَفُّوا حَوْلَه: إِذا أَحاطُوا بهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَمِنْه الحَدِيثُ، أَنَّه صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الكَعْبَةِ وَقد} اسْتَكَفَّ لَهُ النّاسُ فخَطَبَهُم، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(إِذ رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدَا والعُيُونُ {المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ)
(و) } اسْتَكَفَّت الحَيَّةُ: إِذا تَرَحَّتْ كالكِفَّةِ. واسْتَكَفَّ الشَّعَرُ: اجْتَمَعَ وانضَمَّت أَطْرافُه. واسْتَكَفَّ بالصَّدَقَةِ: إِذا مَدَّ يَدَه بِها وَمِنْه الحَدِيثُ: المُنْفِقُ على الخَيْلِ {كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقَةِ: أَي الباسطِ يدَه يُعْطِيها. واسْتَكَفَّ السائِلُ: طَلَبَ بِكَفِّهِ} كتَكَفَّفَ وَقد {اسْتَكَفَّهُم،} وتَكَفَّفَهُمْ، وفلانٌ {يسْتَكِفُّ الأَبْوابَ} ويَتَكَفَّفُها، وَفِي الحديثِ: إِنَّ: َ إِنْ تَذَر وَرَثَتَكَ أَغْنِياءً خَيْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم عالَةً {يَتَكَفَّفُونَ الناسَ والاسمُ} الكَفَفُ مُحَرَّكَةً قَالَه الهَرَوِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: اسْتَكَفَّ {وتَكَفَّفَ: إِذا أَخَذَ بيَطْنِ كَفِّه، أَو سأَلَ كَفّاً من الطَّعامِ، أَو} يَكُفُّ الجُوعَ. ويُقال: {تَكَفَّفَ} واسْتَكَفَّ: إِذا أَخَذَ الشيءَ {بكَفِّهِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وَلَا تُطْعِمُوا فِيهَا يَداً مُسْتَكفَّةً ... لغَيْرِكُمُ لَو تَسْتَطِيعُ انْتِشالُها)
} واسْتَكْفَفْتُه: اسْتَوْضَحْتُه، بأَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ، كمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ يَنْظُرُ إِلَى الشَّيْءِ)
هَل يَراهُ، نقَلَه الجوهريُّ، وَقَالَ الكسائِيُّ: {اسْتَكْفَفْتُ الشَّيءَ، واسْتَشْرَفْتُه، كِلاهُما أَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبكَ، كالَّذِي يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ، حتَّى يَسْتَبينَ. يُقال:} اسْتَكَفَّتْ عَيْنُه: إِذا نَظَرَتْ تَحْتَ الكَفِّ. وقولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ رضيَالله عَنهُ:
(ظَلَلْنا إِلَى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إِلى {مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ)
قِيل:} المُسْتَكِفّاتُ: هِيَ العُيُونُ لأَنَّها فِي {كِفَفٍ: أَي نُقَرٍ، وقِيل:} المُسْتَكِفَّةُ هُنَا: هِيَ الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ يُقال: جَمَّةٌ مُجْتَمِعةٌ، لَهُنَّ غُروبٌ: أَي دُموعُهُنَّ تَسِيلُ مِمّا لَقِينَ من التَّعَبِ، وقِيلَ: أَرادَ بهَا الشَّجَرَ قد اسْتَكَفَّ بَعْضُها إِلَى بَعْضٍ. والغُرُوب: الظِّلالُ. {وتَكَفْكَفَ عَن الشَّيْءِ:} انْكَفَّ وهما مُطاوِعَا كَفَّهُ، {وكَفْكَفَه. وَقَالَ الأَزهريُّ:} تَكَفْكَفَ أَصلُه عندِي منَ {وكَفَ} يَكِفُ، وَهَذَا كقَوْلِهم: لَا تَعِظِينِي وتَعَظْعْظِي، وقالُوا: خَضْخَضْتُ الشَّيْءَ فِي الماءِ، وأَصلُه من خُضْتُ. {وانْكَفُّوا عَن المَوْضِعِ: تَرَكُوه نقَله الصاغانيُّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قد يُجْمَع الكَفُّ عَلَى} أَكْفافٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ:
(يُمْسُونَ ممّا أَضْمَرُوا فِي بُطُونِهِمْ ... مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيْدِيهِمُ اليُمْنُ) {والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ.} والكَفَّةُ: المَرَّةُ من الكَفِّ. {واكْتَفَّ} اكْتِفافاً: انْكَفَّ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: {كَفْكَفَ: إِذا رَفِقَ بغَرِيمِه، أَو رَدَّ عَنْهُ من يُؤْذِيه.} واسْتَكَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، من الكَفِّ عَن الشَّيْءِ.
{وتَكَفْكَفَ دَمْعُه: ارْتَدَّ.} وكَفْكَفَه هُوَ: مَسَحه مَرَّةً بعدَ أُخْرَى ليَرُدَّه. {والكَفِيفُ، كأَمِيرٍ: الضَّرِيرُ، وَقد لُقِّبَ بِهِ بعضُ المُحَدِّثِينَ،} كالمَكْفُوفِ وجَمْعُه {مَكافِيفُ.} والكِفافُ من الثّوْبِ: موضِعُ الكفِّ.
وَفِي الحَدِيثِ: لَا أَلْبَسُ القَمِيصَ {المُكَفَّفَ بالحَرِيرِ أَي الَّذِي عُمِلَ على ذَيْلِه وأَكْمامِه وجَيْبِه} كِفافٌ من حَرِيرٍ. كُلُّ مَضَمِّ شيءٍ: {كِفافُه، وَمِنْه} كِفافُ الأُذُنِ، والظُّفُر، والدُّبُرِ. {وكِفافُ السَّحابِ: أَسافِلُه: والجمعُ} أَكِفَّةٌ. والكِفافُ: الحُوقَةُ والوَتَرةُ. {والمُسْتَكِفُّ: المُسْتَدِيرُ} كالكِفَّةِ. {وكَفَّ عليهِ ضَيْعَتَه: جَمَعَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَه وضَمَّها إِليه. وكفَّ ماءَ وَجْهِه: صانَهُ ومَنَعَه عَن بَذْلِ السُّؤالِ. وَفِي الحَدِيثِ:} كُفِّي رَأْسِي: أَي اجْمَعِيهِ وضُمِّي أَطْرافَُه، وَفِي رِوَايَة كُفِّي عَنْ رَأْسِي أَي: دَعِيه واتْرُكِي مَشِطَه. واستَكَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إِلَى بعضٍ: اجْتَمعَ، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُمَيْدٍ السابقُ، كَمَا تقَدَّم. {وأكافِيفُ الجَبَلِ: حُيُودُه، قَالَ:
(مُسْحَنْفِراً من جبالِ الرومِ يَسْتُرُه ... مِنْها} أَكافِيفُ فِيما دُونَها زَوَرُ)

يصف الفُراتَ وجَرْبَه فِي جبالِ الرُّومِ المُطِلَّةِ عَلَيْهِ، حَتَّى يَشُقَّ بلادَ العِراقِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُقال: فلانٌ لَحْمُه {كَفافٌ لأَدِيمِه: إِذا امْتَلأَ جِلْدُه من لِحْمِه، قَالَ النَّمِرُ بن تَوْلَب:
(فُضُولٌ أَراها فِي أَدِيمىَ بعدَما ... يكونُ كَفافَ اللَّحْمِ أَو هُو أَجْمَلُ)
أَرادَ بالفُضُول: تَغَضُّنَ جِلدِه لِكبَرِه بَعْدَما كانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ، وكانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مَعَ اللَّحْمَ لَا يَفْضُل عَنهُ، وَهُوَ مجازٌ. وقَولُه أَنشدَه ابنُ الأعرابِيِّ:
(نَجُوسُ عِمارَةً} ونَكُفُّ أُخْرَى ... لَنا حَتّى يُجاوِزَها دَلِيلُ)
رامَ تَفْسِيرَها فَقَالَ: {نَكُفُّ: نأْخُذُ فِي كِفافِ أُخْرَى، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا ليسَ بتَفْسِيرٍ لأَنَّه لم يُفِسِّر} الكِفافَ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِير هَذَا البَيْتِ: يَقُولُ: نَطَأَُ قَبيلَةً ونَتَخَلَّلُها، ونَكُفُّ أُخْرَى: أَي نَأْخُذُ فِي {كُفَّتِها، ناحِيتُها، ثمَّ نَدَعُها ونَحْنُ نَقْدِرُ عَلَيْهَا. والكِفافُ، ككِتابٍ: الطَّوْرُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ:
(أَحارِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُضِيءُ كِفافاً ويَخْبُو} كِفافَا)
{وكَفَّت الزَّنْدَةُ كَفَّا: صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها، نقلَه ابنُ القَطّاع. ورَجُلٌ} كافٌّ، {ومَكْفُوفٌ: قد كَفَّ نَفْسَه عَن الشَّيْءِ.} والمُكافَّةُ: المُحاجَزَةُ. {وتَكافُّوا: تَحاجَزُوا.} واسْتَكَفَّ الرجلُ: اسْتَمْسَكَ.
ويُقال: هُوَ أَضْيَقُ مِنْ كِفَّةِ الحابِلِ. وثَوْبٌ {مُكَفَّفٌ: خِيطَ أطرافُه بحَرِيرٍ. وجِئْتُه فِي} كُفَّةِ اللَّيْلِ: أَي أَوَّلِه، وَهُوَ مجازٌ. 
ك ف ف: (الْكَفُّ) وَاحِدَةُ (الْأَكُفِّ) . وَ (كِفَّةُ) الْمِيزَانِ بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَالْجَمْعُ (كِفَفٌ) بِكَسْرِ الْكَافِ. وَ (الْكَافَّةُ) الْجَمِيعُ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: لَقِيتُهُمْ كَافَّةً أَيْ كُلَّهُمْ. وَ (كَفَّ) الثَّوْبَ: خَاطَ حَاشِيَتَهُ وَهِيَ الْخِيَاطَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ الشَّلِّ. وَ (الْمَكْفُوفُ) الضَّرِيرُ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، وَ (كَفَّ) بَصَرُهُ أَيْضًا. وَ (كَفَّهُ) عَنِ الشَّيْءِ فَكَفَّ وَهُوَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُ الْكُلِّ رَدَّ. وَ (الْكَفَافُ) مِنَ الرِّزْقِ الْقُوتُ وَهُوَ مَا كَفَّ عَنِ النَّاسِ أَيْ أَغْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَافًا» . وَ (اسْتَكَفَّ) وَ (تَكَفَّفَ) بِمَعْنًى وَهُوَ: أَنْ يَمُدَّ كَفَّهُ يَسْأَلُ النَّاسَ، يُقَالُ: فُلَانٌ (يَتَكَفَّفُ) النَّاسَ. 

راهِصٌ

راهِصٌ:
قال أبو زياد الكلابي: راهص من جبال أبي بكر بن كلاب، وأنشد أبو الندى:
رويت جريرا يوم أذرعة الهوى ... وبصرى وقادتك الرياح الجنائب
سقى الله نجدا من ربيع وصيّف، ... وخصّ بها أشرافها فالجوانب
إلى أجلى فالمطلبين فراهص، ... هناك الهوى لو أنّ شيئا يقارب
وفي كتاب الأصمعي: ولبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب راهص أيضا، وهي حرّة سوداء، وهي آكام منقادة تسمّى نعل راهص ثمّ الجفر جفر البعر.
راهِطٌ:
بكسر الهاء، وطاء مهملة: موضع في الغوطة من دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء إذا كنت في القصير طالبا لثنية العقاب تلقاء حمص فهو عن يمينك، وسمّاها كثيّر نقعاء راهط، قال:
أبوكم تلاقى يوم نقعاء راهط ... بني عبد شمس وهي تنفى وتقتل
راهط: اسم رجل من قضاعة، ويقال له مرج راهط، كانت به وقعة مشهورة بين قيس وتغلب، ولما كان سنة 65 مات يزيد بن معاوية وولي ابنه معاوية بن يزيد مائة يوم ثمّ ترك الأمر واعتزل وبايع الناس عبد الله بن الزبير، وكان مروان بن الحكم بن أبي العاصي بالشام فهمّ بالمسير إلى المدينة ومبايعة عبد الله ابن الزبير، فقدم عليه عبيد الله بن زياد فقال له:
استحييت لك من هذا الفعل إذ أصبحــت شيخ قريش المشار إليه وتبايع عبد الله بن الزبير وأنت أولى بهذا الأمر منه؟ فقال له: لم يفت شيء، فبايعه وبايعه أهل الشام وخالف عليه الضحاك بن قيس الفهري وصار أهل الشام حزبين: حزب اجتمع إلى الضحاك بمرج راهط بغوطة دمشق كما ذكرنا، وحزب مع مروان بن الحكم ووقعت بينهما الواقعة المشهورة بمرج راهط قتل فيها الضحاك بن قيس واستقام الأمر لمروان، وقال زفر بن الحارث الكلابي وكان فرّ يومئذ عن ثلاثة بنين له وغلام فقتلوا:
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... لمروان صدعا بيننا متنائيا
أريني سلاحي، لا أبا لك! إنّني ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا
أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا ... ومقتل همّام أمنّى الأمانيا
وتذهب كلب لم تنلها رماحنا، ... وتترك قتلى راهط هي ما هيا
فلم تر مني نبوة قبل هذه، ... فراري وتركي صاحبيّ ورائيا
عشية أجرى بالقرينين لا أرى ... من النّاس إلّا من عليّ ولا ليا
أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيّامي وحسن بلائيا؟
فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا ... وتثأر من نسوان كلب نسائيا
فقد ينبت المرعى على دمن الثّرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا
قال ابن السكيت: فراقد هضبة حمراء بالحرة بواد يقال له راهط.

سروجيّ

سروجيّ
الجذر: س ر ج

مثال: سروجيّ سيارات
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم.
المعنى: صانع السروج

الصواب والرتبة: -سروجيّ سيارات [فصيحة]
التعليق: جاء في التاج واللسان والوسيط: «السَّرج: رحل الدابة .. والسَّرَّاج متخذه وصانعه أو بائعه»، ويمكن تصويب «سروجيّ» على أنها نسبة إلى السروج التي يصنعها، وقد تطورت دلالتها ولم تعد مقصورة على من يصنع سروج الدوابّ، بل أصبحــت تُطلق على من يقوم بتنجيد كراسي السيارات، وبين المعنيين شبه واضح.

كسع

(كسع) : الكُسْعَة: المَنِيحَةُ.
(كسع) : المُكْتَسَعَةُ: الشاةُ نُصِيبُها دابَّةُ يُقالُ لها: بَرَصَةٌ، وهي الوَحَرَةٌ، فيَيْبَسُ أَحَدُ شَطْرَيْ ضَرْعِب العَنْزِ، وإذن رَبَضَتْ علَى بولِ امْرَأةٍ أَصابَها ذلك أيضاً.

كسع


كَسَعَ(n. ac. كَسْع)
a. Put the tail between the legs (animal).
b. Struck on the back.

كَسْعa. Quick pace.

كُسْعَة
(pl.
كُسَع)
a. White spot.
b. Beast of burden.

كُسَعa. Crumbs.

أَكْسَعُa. Marked with white.

كُسْعُوْم
a. Ass.
ك س ع: (الْكُسْعَةُ) بِوَزْنِ الرُّقْعَةِ الْحَمِيرُ. وَ (كُسَعٌ) حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: «نَدَامَةَ (الْكُسَعِيِّ) » . وَهُوَ رَجُلٌ رَبَّى نَبْعَةً حَتَّى أَخَذَ مِنْهَا قَوْسًا فَرَمَى الْوَحْشَ عَنْهَا لَيْلًا فَأَصَابَ وَظَنَّ أَنَّهُ أَخْطَأَ فَكَسَرَ الْقَوْسَ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَأَى مَا أَصْمَى مِنَ الصَّيْدِ فَنَدِمَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا ... رَأَتْ عَيْنَاهُ مَا صَنَعَتْ يَدَاهُ 
ك س ع

كسعه: ضربه بيده أو برجله على دبره. وكسع الغلام الدوّامة بالمكسع. وكسع الناقة بغبرها: ضرب أخلافها بالماء البارد ليترادّ اللبن في ظهرها فيكون أشدّ لها. واتّبع آثارهم يكسعهم بالسيف، ويكسع أدبارهم، وكسعت الرجل بما ساءه إذا تكلّم فرميته على أثر كلامه بكلمة تسوءه. وكسعت الخيل بأذنابها واكتسعت: أدخلتها بين أرجلها، وهنّ كواسع. قال:

إن جنبي عن الفراش لنابي ... كتجافى الأسرّ فوق الظّراب

يوم فرّت بنو تميم وولّت ... خيلهم يكتسعن بالأذناب

وتقول: من خلف رأى الألمعيّ، ندم ندامة الكسعيّ.
كسع الكَسْعُ: الضَرْبُ باليَدِ والرجْل على دُبُرِ شَيْء. وأن تَتبِعَ أدْبارَ القوم تَضْرِبُ بالسيْف، يُقال: كَسَعَهُم وكَسَعَ أدْبَارَهم.
وكَسَعْتُه بما ساءهُ: رَمَيْتَه. وكَسَعْتُ النّاقَةَ بِغُبْرِها: إِذا تركْت بَقِيًةً من اللًبَن في خِلفِها تُريْدُ تَعزيْزَها وشِدَتَها. ويُقال للعَزَبِ: هو مُكْتَسِعٌ بِغُبْرِه.
والكُسْعَةُ: الريشُ المجْتَمِعُ الأبيضُ تحتَ ذَنَب الطيْر. والحَمِيْرُ. والنُكْتَةُ البَيْضاء ُفي جَبْهَةِ كل شيء. وحَمَائم أكْسَعُ: تَحتَ ذَنَبِه رِيْشَةٌ بيضاءُ أو حمراء.
وفَرَسٌ أكْسَعُ: ابْيَضَّتْ أطْرافُ ثُنَنِه. واكْتَسَعَتِ الخَيْلُ بأذْنابِها: أدْخَلَتْها بين أرْجلِها، وكذلك ظِبَاءٌ كَواسِع.
(كسع) - في حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "فلما تكَسَّعُوا فيها"
قيل: أي تَأخَّرُوا عن جوابهَا، ولم يَرُّدُّوه، ويحتمل أن يكون مَقْلوبًا، من قَولِهم: تَسَكَّع في أمرِه؛ إذَا تَحيَّر وتَرددَ فيه، ولم يَهتَدِ إلى الصّوابِ منه.
- وفي حديث طلحة: * نَدِمْتُ نَدَامةَ الكُسَعِىُّ  ...
قيل: هو مُحَارِب بن قَيْس، منِ بَنى كُسَيْعةَ، أو بَنىِ الكُسَعِ: بَطْنٌ من حِمْير، أَصاب نَبْعَةً، فاتَّخذ منها قَوْسًا، ثم رَمَى عَيْرًا لَيْلاً، فَنَفَد السَّهمُ منه بِخفَّةٍ، فَظَنَّه لم يُصِبْ، فكسر القَوْسَ، فلمَّا أَصبحَ رأى العير مُجَدَّلاً فَندِم، فضُرِب به المَثلُ في النَّدَامةِ .
[كسع] نه: فيه: ليس في "الكسعة" صدقة. هي بالضم: الحمير، وقيل: الرقيق، من الكسع وهو ضرب الدبر. غ: لأنها تضرب في أدبارهاز نه: وفي ح الحديبية: وعلي "يكسعها" بقائم السيف، أي يضربها من أسفل. ومنه: "كسع" رجلًا من الأنصار، أي ضرب دبره بيده. ك: وتداعوا أي قالوا: يا لفلان، ولامه للاستغاثة، ولعبد الله- متعلق يقال أي لأجله، قوله: لا يتحدث أي لا يقتل لأنه يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه فيتنفر عن الدخول في دينه تحذرًا عن القتل بتهمة النفاق، دعوها أي اتركوا هذه المقالة وفعلوا- بحذف همزة الاستفهام. نه: وح طلحة يوم أحد: فضربت عرقوب فرسه "فاكتسعت" به، أي سقطت من ناحية مؤخرها ورمت به. وح: فلما "انكسعوا" فيها، أي تأخروا عن جوابها ولم يردوه. وفي ح طلحة وأمر عثمان: قال: ندمت ندامة "الكسعي" اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى، الكسعى اسمه محارب بن قيس من بني الكسع يضرب به المثل في الندامة، وذلك أنه أصاب نبعة فاتخذ منها قوسًا وكان راميًا محيدًا لا يكاد يخطئ فرمى عنها عيرًا ليلًا فنفذ السهم منه ووقع في حجر فأورى نارًا فظنه لم يصب وكسر القوس، وقيل: قطع إصبعه ظنًا منه أنه أخطأ، فلما أصبح رأى العير مجدلًا فندم. ج: الكسع أن تضرب دبر أحد بيدك أو بصدر قدمك.
[كسع] الكَسْعُ أن تضرِب دُبَر الإنسان بيدك أو بصدر قَدَمك. يقال: اتَّبع فلانٌ أدبارهم يَكْسَعُهُمْ بالسيف، مثل يَكْسَؤُهُم، أي يطردهم. ومنه قول الشاعر :

كسع الشتاء بسبعة غبر * والكَسْعُ: سرعةُ المَرِّ. يقال: كَسَعَهُ بكذا، إذا جعله تابعاً له ومذهبا ووردت الخيول يكسع بعضها بعضاً. والكَسَعُ: بياضٌ في أطراف الثُنَّةِ، يقال: فرسٌ أكْسَعُ بيِّن الكَسَع. وكَسَعْتُ الناقة بغبْرِها، أي ضربت خِلفها بالماء البارد ليترادَّ اللبنُ في ظَهرها ويبقى لها طِرْقُها، وذلك إذا خِفْتَ عليها الجدبَ في العام القابل. قال الحارث بن حِلِّزة: لا تَكْسَعِ الشَوْلَ بأَغْبارِها * إنَّك لا تدري مَنِ الناتجُ * ومنه قيل رجلٌ مُكَسَّعٌ، وهو من نعت الرجل العَزَب إذا لم يتزوَّج. وتفسيره: ردت بقيته في ظهره. قال الراجز: والله لا يخرجها من قعره * إلا فتى مكسع بغبره * واكتسع الكلب بذَنَبِهِ، إذا اسْتَثْفَرَ به. والكسعة: الحمير: والكسعوم بالحميرية: الحمار، والميم زائدة. وكسع: حى من اليمن، ومنه قولهم: " ندامة الكسعى "، وهو رجل منهم ربى نبعة حتى اتخذ منها قوسا ونبلا، فرمى الوحش عنها ليلا فأصاب وظن أنه أخطأ فكسر القوس، فلما أصبح رأى ما أصمى من الصيد فندم . قال الشاعر: ندمت ندامة الكسعى لما * رأت عيناه ما صنعت يداه
(ك س ع)

الكَسْع: أَن تضرب بِيَدِك أَو برجلك على دبر شَيْء.

وكَسَعَهم بالسَّيف يكْسَعُهم كَسْعاً: اتَّبعَ أدبارهم، فضربهم بِهِ.

وكَسَعه بِمَا سَاءَهُ: تكلم فَرَمَاهُ على أثر قَوْله بِكَلِمَة يسوءه بهَا. وكَسَع النَّاقة يكْسَعُها كسعا: ترك فِي خلفهَا بَقِيَّة من اللَّبن. يُرِيد بذلك تغزيرها، وَهُوَ أَشد لَهَا. قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِها ... إنَّكَ لَا تَدْرِي مَنِ النَّاتُج

وَقيل: الكَسْع: أَن يضْرب ضرْعهَا بِالْمَاءِ الْبَارِد، يجِف لَبنهَا، فَيكون أقوى لَهَا على الجدب. وَقيل: الكَسْع: أَن يتْرك لَبنهَا فِيهَا لَا يحتلبها. وَقيل: هُوَ علاج للضرع، بِالْمَسْحِ وَغَيره، حَتَّى يذهب اللَّبن ويرتفع. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أكبرُ مَا نعْلَمُه من كُفْرِهِ

أَنً كلُّها يَكْسَعُها بغُبْرِهِ

يَقُول هَذَا كفره وعيبه. وَفِي الحَدِيث: " أَن الْإِبِل وَالْغنم إِذا لم يُعْطِ صاحبُها حَقَّها، أَي زَكَاتهَا وَمَا يجب فِيهَا، بطح لَهَا يَوْم الْقِيَامَة بقاع قرقر، فوطئته "، لِأَنَّهُ يمْنَع حَقّهَا ودرها ويَكْسَعُها، وَلَا يُبَالِي أَن تطأه بعد مَوتهَا والكُسْعَة: الريش الْمُجْتَمع خلف ذَنْب الْعقَاب. وَقيل: الكُسْعَة: الريش الْأَبْيَض الْمُجْتَمع تَحت ذَنْب الطَّائِر.

والكَسَعُ: بَيَاض فِي ذَنْب الطَّائِر. وَالصّفة: أكْسَع.

والكُسْعة: النُّكْتَة الْبَيْضَاء فِي جبهة الدَّابَّة وَغَيرهَا. والكُسْعَة: الْحمر السَّائِمَة. وَمِنْه الحَدِيث: " لَيْسَ فِي الكُسْعَة صَدَقَةٌ ". وَقيل: هِيَ الْحمر كلهَا. وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ الْحمر وَالْعَبِيد. والكُسْعة: وثن كَانَ يعبد.

وتَكَسَّعَ فِي ضلاله: ذهي، كتَسَكَّع، عَن ثَعْلَب.

والكُسَعُ: حَيّ من قيس عيلان. وَقيل: هم حَيّ من الْيمن. وَمِنْهُم الكُسَعيّ الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل، قَالَ:

نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعيِّ لمَّا ... رأتْ عَيْناهُ مَا فَعَلَتْ يَداهُ

وَكَانَ من حَدِيثه: انه كَانَ يرْعَى إبِلا لَهُ، فِي وادٍ فِيهِ حمض وشوحط، فَرَأى قضيب شوحط نابتا فِي صَخْرَة، فأعجبه، وَجعل يقومه، حَتَّى بلغ أَن يكون قوسا، فَقَطعه، وَقَالَ:

يَا رَبِّ سَدِّدْنِي لنَحْتِ قوْسِي

فإنَّها مِن لذَّتي لنَفْسي

وانْفَعُ بقَوْسِي وَلَدِي وعِرْسِي

أنحِتْ صَفراءَ كلوْن الوَرْسِ

كَبداءَ لْيستْ كالقِسيِ النُّكسِ

حَتَّى إِذا فرغ من نحتها، بَرى من بقيتها خَمْسَة أسْهم، ثمَّ قَالَ:

هَذِي ورَبِّي أسْهمٌ حِسانُ

يَلَذُّ للرَّمْيِ بِها البَنانُ

كأنَّما قَوَّمَها مِيزانُ

فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يَا صِبْيانُ

إِن لم يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ

ثمَّ خرج لَيْلًا إِلَى قترة لَهُ، على موارد الْحمر الْوَحْش، فَرمى عيرًا مِنْهَا فأنفذه، وأورى السهْم فِي الصوانة نَارا، فَظن انه اخطأ، فَقَالَ:

أعوذُ بالمُهَيْمِن الرَّحمن

مِن نَكَد الجَدِّ مَعَ الحِرْمانِ

مَالِي رأيتُ السهْم فِي الصَّوَّانِ

يُورِي شرار النَّارِ كالعِقْيانِ

أخْلفَ ظَنِّي ورَجا الصبْيانِ

ثمَّ وَردت الْحمر ثَانِيَة، فَرمى عيرًا مِنْهَا فَكَانَ كَالَّذي مضى، فَقَالَ:

أعوذُ بالرَّحمن من شَرِّ القَدَرْ

لَا بارَكَ الرَّحمنُ فِي أُمِّ القُتَرْ

أأُمْغِطُ السَّهْمَ لإرْهاق الضَّرَر

أم ذَاك من سوء احْتيالي ونَظَرْ

أم ليسَ يُغْنِى حَذٌَ عندَ قَدَرْ المغط والإمغاط: سرعَة النزع بِالسَّهْمِ. قَالَ: ثمَّ وَردت الْحمر ثَالِثَة، فَكَانَ كَمَا مضى من رميه، فَقَالَ:

أيا لِشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ

قد شَفَّ مني مَا أرَى حَرُّ الكَبِدْ

أخْلَفَ مَا أرْجُو لأهْلِي ووَلَدْ

ثمَّ وَردت الْحمر رَابِعَة، فَكَانَ كَمَا مضى من رميه الأول، فَقَالَ:

مَا بَال سَهْمي يُظْهِر الحُباحِبَا

قد كنتُ أرْجو أَن يكونَ صَائِبَا

إِذْ أمْكَنَ العْيرُ وأبْدَى جانِبا

فَصَارَ رَأْيِي فِيهِ رَأيا كاذِبا

ثمَّ وَردت الْحمر خَامِسَة، فَكَانَ كَمَا مضى من رميه فَقَالَ:

أبعدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها

أحمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها

أخْزَى إِلَّا هِيَ لِيَنها وشَدَّها

واللهِ لَا تَسْلَمُ عندِي بَعْدَها

وَلَا أرجِّى مَا حييت رِفْدها

ثمَّ خرج من قترته، حَتَّى جِيءَ بهَا إِلَى صَخْرَة، فَضرب بهَا حَتَّى كسرهَا، ثمَّ نَام إِلَى جَانبهَا حَتَّى أصبح، فَلَمَّا أصبح وَنظر إِلَى نبله مضرجة بالدماء، وَإِلَى الْحمر مصرَّعة حوله، عض على إبهامه فقطعها، ثمَّ انشأ يَقُول:

نَدِمْتُ ندامَةً لَوْ أنَّ نَفْسِي ... تُطاوِعُنِي إذنْ لبَتَرْتُ خَمْسي

تَبَيَّنَ لي سَفاهُ الرأيِ منِّي ... لعمرُ اللهِ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي 

كسع: الكَسْعُ: أَنْ تَضْرِبَ بيدك أَو برجلك بصدر قدمك على دبر إِنسان

أَو شيء. وفي حديث زيد بن أَرقم: أَنَّ رجلاً كَسَعَ رجلاً من الأَنْصار

أَي ضرَب دُبُرَه بيده. وكَسَعَهم بالسيفِ يَكْسَعُهم كَسْعاً: اتَّبَعَ

أَدبارَهم فضربهم به مثل يَكْسَؤُهم ويقال: ولَّى القومُ أَدْبارَهم

فَكَسَعُوهم بسيوفهم أَي ضربوا دَوابِرَهم. ويقال للرجل إِذا هَزَمَ القوم

فمرَّ وهو يَطْرُدُهُم: مَرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يتبعهم.

وفي حديث طلحة يوم أُحد: فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ به أَي

سَقَطَتْ من ناحية مُؤَخَّرِها ورَمَتْ به. وفي حديث الحُدَيْبيةِ:

وعليٌّ يَكْسَعُها بقائِمِ السيفِ أَي يَضْرِبُها من أَسْفَلَ. وورَدَتِ

الخيولُ يَكْسَعُ بعضُها بعضاً، وكَسَعه بما ساءَه: تكلم فرماه على إِثْر قوله

بكلمة يَسوءُه بها، وقيل: كَسَعَه إِذا هَمَزَه من ورائه بكلامٍ قبيح.

وقولهم: مَرَّ فلان يَكْسَعُ، قال الأَصمعي: الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ.

يقال: كَسَعَه بكذا وكذا إِذا جعله تابعاً له ومُذْهَباً به؛ وأَنشد لأَبي

شبل الأَعرابي:

كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ:

أَيامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ

فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا:

صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ،

وبآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ،

ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ،

ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً،

وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ

وكَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها يَكْسَعُها كَسْعاً: ترك في خِلْفِها

بِقِيَّةً من اللبن، يريد بذلك تَغْرِيزَها وهو أَشدُ لها؛ قال الحرِثُ بن

حِلِّزةَ:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها،

إَنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

واحْلُبْ لأَضْيافِكَ أَلْبانها،

فإنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِجُ

أَغْبارُها: جمع الغُبْرِ وهي بقيّةُ اللبن في الضرْعِ، والوالِجُ أَي

الذي يَلِجُ في ظُهُورِها من اللبن المَكْسُوعِ؛ يقول: لا تُغَزِّرْ

إِبِلَك تَطلُبُ بذلك قُوَّةَ نَسْلِها واحْلُبْها لأَضْيافِكَ، فلعلَّ عدوًّا

يُغيرُ عليها فيكون نتاجُها له دونك، وقيل: الكسْع أن يُضْرَبَ ضَرْعُها

بالماء البارد ليَجِفَّ لبنُها ويَترادّ في ظهرها فيكون أقوى لها على

الجَدْب في العامِ القابِلِ، ومنه قيل رجل مُكَسَّعٌ، وهو من نعت العَزَبِ

إِذا لم يَتَزَوَّجْ، وتفسيره: رُدَّت بقيته في ظهره؛ قال الراجز:

والله لا يُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه

إِلاَّ فَتًى مُكَسَّعٌ بِغُبْرِه

وقال الأَزهري: الكَسْعُ أَن يؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَيُضْرَبَ به ضُرُوعُ

الإِبل الحلوبة إِذا أَرادوا تَغْزِيرَها ليَبْقَى لها طِرْقُها ويكون

أَقْوى لأَولادِها التي تُنْتَجُها، وقيل: الكَسَعُ أَن تَتْرُكَ لبناً فيها

لا تَحْتَلِبُها، وقيل: هو علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ وغيره حتى يَذْهَبَ

اللبن ويَرْتَفِعَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَكْبَرُ ما نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه

أَنْ كُلّها يَكْسَعُها بغُبْرِه،

ولا يُبالي وَطْأَها في قَبْرِه

يعني الحديث فيمن لا يؤدِّي زكاة نعَمه أَنَّها تَطَؤُه، يقول: هذا

كُفْرُه وعَيْبُه. وفي الحديث: إِنَّ الإِبلَ والغَنَمَ إِذا لم يعط صاحِبُها

حَقَّها أَي زكاتَها وما يجب فيها بُطِحَ لها يومَ القيامة بِقاعٍ

قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه يَمْنَعُ حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها ولا يُبالي

أَن تَطَأَه بعد موته. وحكي عن أَعرابي أَنه قال: ضِفْتُ قوماً فأَتَوْني

بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ مُعَشِّشاتٍ؛ قال: الكُسَعُ الكِسَرُ، والجِبِيزاتُ

اليابِساتُ، والمُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ. واكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه

إِذا اسْتَثْفَرَ. وكَسَعَتِ الظَّبْيةُ والناقةُ إِذا أَدخلتا

ذَنَبَيْهِما بين أَرْجُلِهما، وناقة كاسِعٌ بغير هاء. وقال أَبو سعيد: إِذا خَطَرَ

الفحْلُ فضرب فَخِذَيْه بذنبه فذلك الاكْتِساعُ، فإِن شالَ به ثم طَواه

فقد عَقْرَبَه.

والكُسْعُومُ: الحِمارُ بالحِمْيَرِيّةِ، والميم زائدة.

والكُسْعةُ: الرِّيشُ الأَبيض المجتمع تحت ذنَب الطائِر، وفي التهذيب:

تحت ذنب العُقابِ، والصِّفةُ أَكْسَعُ، وجمعها الكُسَعُ، والكَسَعُ في

شِياتِ الخيل من وضَحِ القوائمِ: أَن يكون البياضُ في طرَفِ الثُّنَّةِ في

الرجْل، يقال: فرَسٌ أَكْسَعُ. والكُسْعَةُ: النُّكْتةُ البَيْضاء في

جبْهة الدابة وغيرها، وقيل في جنبها. والكُسْعةُ: الحُمُرُ السائمةُ. ومنه

الحديث: ليس في الكُسْعةِ صَدَقةٌ، وقيل: هي الحمر كلها. قال الأَزهري:

سميت الحمر كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ في أَدْبارِها إِذا سِيقَتْ وعليها

أَحْمالُها. قال أَبو سعيد: والكُسْعةُ تَقَعُ على الإِبل العَوامِل والبقَر

الحَوامِلِ والحَمِيرِ والرَّقِيقِ، وإِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ

بالعصا إِذا سيقَت، والحمير ليست أَولى بالكُسعةِ من غيرها، وقال ثعلب: هي

الحمر والعبيد: وقال ابن الأَعرابي: الكُسْعة الرقيق، سمي كسْعة لأَنك

تَكْسَعُه إِلى حاجتك، قال: والنّخَّةُ الحمير، والجَبْهةُ الخيل.

وفي نوادر الأَعراب: كَسَعَ فلان فلاناً وكَسَحَه وثَفَنَه ولَظَّه

ولاظَه يَلُظُّه ويَلُوظُه ويَلأَظُه إِذا طَرَدَه.

والكُسْعةُ: وثَنٌ كان يُعْبَدُ، وتَكَسَّعَ في ضلاله ذهَب كَتَسَكَّعَ؛

عن ثعلب.

والكُسَعُ: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ، وقيل: هم حيّ من اليمن رُماةٌ،

ومنهم الكُسَعِيُّ الذي يُضْرَبُ به المثلُ في النَّدامةِ، وهو رجل رامٍ

رَمى بعدما أَسْدَفَ الليلُ عَيْراً فأَصابَه وظن أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ

قَوْسَه، وقيل: وقطع إِصْبَعَه ثم نَدِمَ من الغَدِ حين نظر إِلى العَيْر

مقتولاً وسَهْمُه فيه، فصار مثلاً لكل نادم على فِعْل يَفْعَلُه؛ وإِياه

عَنى الفرزدقُ بقوله:

نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِيِّ، لَمَّا

غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقةً نَوارُ

وقال الآخر:

نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ، لَمَّا

رأَتْ عيناه ما فَعَلَتْ يَداهُ

وقيل: كان اسمه مُحارِبَ بن قَيْسٍ من بني كُسَيْعةَ أَو بني الكُسَعِ

بطن من حمير؛ وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِبلاً له في وادٍ فيه

حَمْضٌ وشَوْحَطٌ، فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حتى اتخذ منها قوساً، وإِما رأَى

قَضِيبَ شَوْحَطٍ نابتاً في صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حتى بلغ أَن

يكون قَوْساً فقطعه وقال:

يا رَبِّ سَدِّدْني لنَحْتِ قَوْسي،

فإِنَّها من لَذَّتي لنَفْسي،

وانْفَعْ بقَوْسي ولَدِي وعِرْسي؛

أنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ،

كَبْداءَ ليسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ

حتى إِذا فرغ من نحتها بَرى من بَقِيَّتها خمسة أَسْهُمٍ ثم قال:

هُنَّ ورَبِّي أَسْهُمٌ حِسانُ

يَلَذُّ للرَّمْي بها البَنانُ،

كأَنَّما قَوَّمَها مِيزانُ

فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ

إِنْ لمْ يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ

ثم خرج ليلاً إِلى قُتْرة له على مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْراً

منها فأَنْفَذَه، وأَوْرى السهمُ في الصوَّانة ناراً فظن أَنه أَخطأَ

فقال:

أَعوذُ بالمُهَيْمِنِ الرحْمنِ

من نَكَدِ الجَدِّ مع الحِرْمانِ،

ما لي رَأَيتُ السَّهْمَ في الصَّوّانِ

يُورِي شَرارَ النارِ كالعِقْبانِ،

أَخْلَفَ ظَنِّي ورَجا الصِّبْيانِ

ثم وردت الحمر ثانية فرمى عيراً منها فكان كالذي مَضى من رَمْيه فقال:

أَعوذُ بالرحْمنِ من شَرِّ القَدَرْ،

لا بارَك الرحمنُ في أُمِّ القُتَرْ

أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ،

أَمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِمالٍ ونَظَرْ،

أَمْ ليس يُغْني حَذَرٌ عند قَدَرْ؟

المَغْطُ والإِمْغاطُ: سُرْعةُ النزْعِ بالسهم؛ قال: ثم وردت الحمر

ثالثة فكان كما مضى من رميه فقال:

إِنِّي لشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ،

قد شَفَّ مِنِّي ما أَرَى حَرُّ الكَبِدْ،

أَخْلَفَ ما أَرْجُو لأَهْلي ووَلَدْ

ثم وردت الحمر رابعة فكان كما مضى من رميه الأَوّل فقال:

ما بالُ سَهْمِي يُظْهِرُ الحُباحِبَا؟

قد كنتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائِبا،

إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَبْدَى جانِبا،

فصار رَأْبي فيه رَأْياً كاذِبا

ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال:

أَبَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها

أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها؟

أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها

واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها،

ولا أُرَجِّي، ما حَييتُ، رِفْدَها

ثم خرج من قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صخرة فضربها بها حتى كَسَرَها ثم

نام إِلى جانبها حتى أَصبح؛ فلما أَصبح ونظر إِلى نبله مُضَرَّجة بالدماء

وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يقول:

نَدِمْتُ نَدامةً، لو أَنَّ نَفْسِي

تُطاوِعُني، إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِي

تَبَيَّنَ لي سَفاه الرَّأْي مِنِّي،

لَعَمْرُ الله، حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي

كسع
كسَعَه، كمَنَعَه كسْعاً: ضَرَبَ دُبُرَه بيَدِه، أوْ بصَدْرِ قَدَمِه، يُقَالُ اتَّبَعَ فلانٌ أدْبَارَهُم يَكْسَعُهُم بالسَّيْفِ، مثلُ يكْسَؤُهم، أَي يَطْرُدُهُم، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَقد سَبَقَ فِي الهَمْزَةِ، ومَرَّ عَن الجَوْهَرِيُّ هُناكَ أيْضاً. قولُهُم للرَّجُلِ إِذا هَزَمَ القَومَ، فمَرَّ وهُو يَطْرُدُهُم: مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُهُم ويَكْسَؤُهُم.
وكَسَعَت النّاقَةُ والظَّبْيَةُ كَسْعاً: أدْخَلَتا أذْنَابَهُمَا بَيْنَ أرْجُلِهما، فهيَ كاسِعٌ بغَيْرِ هاءٍ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الأساسِ: كَسَعَت الخَيْلُ بأذْنابِها، واكْتَسَعَتْ: أدْخَلَتْها بَيْنَ أرْجُلِها، وهُنَّ كَوَاسِعُ.
وقالَ اللَّيثُ: كَسَعَ النّاقَةَ بغُبْرِها: تَرَكَ بَقِيَّةً منْ لَبَنِها فِي خِلْفِهَا، يُرِيدُ بذلكَ تَغْزِيرَها وهُوَ أشَدُّ لَهَا، ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ: إِذا ضَرَب خِلْفَها بالماءِ الباردِ لِيَتَرادَّ اللَّبَنُ فِي ظَهْرِهَا، وذلكَ إِذا خافَ عَلَيْهَا الجَدْبَ فِي العَام القَابِلِ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِهَا ... إنّك لَا تَدْرِي مَن النّاتِجُ)
يَقُولُ: لَا تُغَرِّزْ إبِلَكَ تَطْلُبُ بذلكَ قُوَّةَ نَسْلِهَا، واحْلُبْهَا لأضْيافِكَ، فَلَعَلَّ عَدُوّاً يُغِيرُ عَلَيْهَا، فيَكُونُ نِتَاجُها لَهُ دُونَكَ، وقالَ الخَليلُ: هَذَا مَثَلٌ، وتَفْسِيرُه: إِذا نالَتْ يَدُكَ مِنْ قَوْمٍ شَيْئاً بَيْنَكَ وبَيْنَهُم إحْنَةٌ، فَلَا تُبْقِ على شَيءٍ، إنَّك لَا تَدْرِي مَا يَكُونُ فِي الغَدِ والكُسْعَةُ، بالضَّمِّ النُّكْتَةُ البَيْضَاءُ، الّتِي تَكُونُ فِي جَبْهَةِ كُلِّ شَيءٍ، الدّابَّةِ وغَيْرِهَا، وقِيلَ: فِي جَنْبِهَا.
وأيْضاً الرِّيشُ الأبْيَضُ المُجْتَمِعُ تَحْتَ ذَنَبِ العُقَابِ، ونَحْوِها من الطَّيْرِ، كَمَا فِي العُبابِ والتَّهْذِيبِ، وَفِي المُحْكَمِ تَحْتَ ذَنَبِ الطائِر ج: كُسَعٌ، كصُرَدٍ، والصِّفَةُ أكْسَعُ.
وذكَرَ أَبُو عَبَيْدٍ فِي تَفْسيرِ الحَديثِ: ليْسَ فِي الجَبْهَةِ، وَلَا فِي النَّخَّةِ وَلَا فِي الكُسْعَةِ صَدَقَةٌ. أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قالَ: الكُسْعَةُ: الحَمِيرُ، وعَلَيهِ اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ قِيلَ: لأنَّهَا تُكْسَعُ فِي أدْبَارِهَا، وعَلَيْها أحْمَالُها وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الكُسْعَةُ تَقَعُ أيْضاً على الإبِلِ العَوامِلِ، والبَقَر العَوَامِل، والرَّقِيقِ لأنَّها تُكْسَعُ بالعصا إِذا سِيقَتْ، قالَ: والحَمِيرُ لَيْسَتْ بأوْلَى بالكُسْعَةِ من غَيْرِها، وقالَ ثَعْلبٌ: هِيَ الحَمِيرُ والعَبِيدُ، وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ الكُسْعَةُ: الرَّقِيقُ، سُمِّيَ كُسْعَةً لأنَّكَ تَكْسَعُه إِلَى حاجَتِكِ.
والكُسْعَةُ: اسمُ صَنَمٍ كانَ يُعْبَدُ.
وقالَ أَبُو عمْروٍ: الكُسْعَةُ: المَنِيحَةُ.
والكُسَعُ كَصُرَدٍ: كسِرُ الخُبْزِ وحُكِيَ عَن ابنُ الأعْرَابِيّ كَمَا فِي اللِّسَانِ وَفِي العُبَابِ، حُكِيَ عَن)
أعْرَابِيٌّ أنَّه قالَ: ضِفْتُ قَوْماً فأتَوْنِي بكُسَعٍ جَبِيَزاتٍ مُعَشِّشاتٍ، أَي اليابِسَاتِ المُكَرِّجاتِ.
وكُسَعُ: حَيٌّ باليَمَنِ رُماةٌ، نَقَلَه اللَّيْثُ: قَالَ: أَو حَيٌّ منْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ، ومِنْه غامِدُ بنُ الحارِثِ الكُسَعِيُّ، وَقَالَ حَمْزَةُ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ كُسَعَةَ، واسمُه مُحَارِبُ بنُ قَيْسٍ، وقالَ غَيْرُه: هُوَ منْ بَنِي كُسع، ثمَّ مِنْ بَنِي مُحَاربٍ وهُو الّذِي اتَّخَذَ قَوْساً يُقَالُ: إنَّه كانَ يَرْعَى إبْلاً لَهُ بوادٍ مُعْشِب، وَقد بَصُرَ بنَبْعَةٍ فِي صَخْرَةٍ فأعْجَبَتْهُ، وَفِي اللِّسَانِ: فِي وادٍ فيهِ حَمْضٌ وشَوْحَطٌ نابِتاً فِي صَخْرَةِ فأعْجَبَتْه، فَقَالَ: يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ هذهِ قَوساً، فجَعَلَ يَتَعَهَّدُهَا، حَتَّى إِذا أدْرَكَتْ قَطَعَها وجَفَّفَها، فلمَّا جَفَّتْ اتَّخَذَ منهَا قَوْساً، وأنْشَأ يَقولُ: يَا ربِّ سَدِّدني لنَحْتِ قَوْسي فإنَّهَا منْ لَذَّتِي لِنَفْسِي وانْفَعْ بقوْسِي وَلَدِي وعِرْسِي انْحَتُها صَفْرا كَلَوْنِ الوَرْسِ كَبْدَاءَ لَيْسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ ثُمَّ دَهَنَها، وخَطَمَها بَوَترٍ، ثمّ عَمَدَ إِلَى مَا كانَ مِنْ بُرايَتِها وجَعَل مِنْهُ خَمْسَة أسْهُمٍ، وجَعلَ يُقَلِّبُها فِي كَفِّهِ، ويقولُ: هُنَّ ورَبِّي أسْمُهٌ حِسانٌ يَلَذّ للرَّامِي بهَا البَنَانُ كأنَّمَا قَوَّمَها مِيزانُ فأبْشِرُوا بالخِصْبِ يَا صِبْيانُ إنْ لمْ يَعُقْنِي الشُؤْمُ والحِرْمانُ ثُمَّ خَرَجَ لَيْلاً، وكَمَنَ فِي قُتْرَةٍ على مَوارِدِ حُمُرِالوَحْشِ، فَمَرَّ قَطِيعٌ من الوَحْشِ فَرَمَى عَيراً مِنْها، فأمْخَطَه السَّهْمُ، أيْ أنْفَذَه، وصَدَمَ الجَبَلَ، فأوْرَى السَّهْمُ فِي الصَّوانَةِ نَارا، فظَنَّ أنَّه قَدْ أخَطَأَ فقالَ: أعُوذُ بالمُهَيْمِنِ الرَّحْمنِ منْ نَكَدِ الجَدِّ معَ الحِرْمانِ مالِي رَأيتُ السَّهْمَ فِي الصَّوّانِ يُورِي شَرارَ النّارِ كالعِقْيانِ)
أخْلَفَ ظَنِّي ورَجَا الصِّبْيَانِ ثمَّ وَرَدَت الحُمْرُ فَرَمى ثانِياً فكانَ كَالَّذي مَضَى مِنْ رَمْيهِ، فقالَ: أعُوذُ بالرَّحْمن منْ شَرِّ القَدَرِ لَا بارَكَ الرَّحْمنُ فِي أُمِّ القُتَرْ أأُمْغِطُ السَّهْمَ لإرْهَاقِ الضَّرَرْ أمْ ذاكَ منْ سُوءِ احْتِيالٍ ونَظَرْ أمْ لَيْسَ يُغْنِي حَذَرٌ عِنْدَ قَدَرْ ثُمَّ وَرَدَت الحُمُرُ ورَمى ثالثِاً، فكانَ كَمَا مَضَى منْ رَمْيَه، فَقَالَ: إنِّي لشُؤُمي وشَقَائِي ونَكَدْ قَدْ شَفَّ مِنِّي مَا أرَى حَرُّ الكَبِدْ أخْلَفَ مَا أرْجُو لأهْلٍ وولَدْ إِلَى آخِرِهَا وَهُوَ يَظُنُّ خَطَأهُ قَالَ: أبَعْدَ خَمْسِ قَدْ حَفِظْتُ عَدَّها أحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها أخْزَى إلهي لِينَها وشَدَّها واللهِ لَا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها وَلَا أُرَجِّي مَا حَييتُ رِفْدَهَا وخَرَجَ من قُتْرَتِهِ فعَمَد إِلَى قَوْسِه فكَسَرَها على صَخْرَةٍ، ثمَّ باتَ إِلَى جانِبَها، فلمّا أصْبحَ نَظَر، فَإِذا الحُمُر مُطَرَّحَةٌ حَوْلَهُ مُصَرَّعَةٌ، وَإِذا أسْهُمُه بالدَّمِ مُضَرَّجَةٌ، فَنِدمَ على كَسْرِ القَوْسِ فقَطَع إبْهامَه، وأنشَدَ:
(نَدِمْتُ نَدامَةً لوْ أنَّ نَفْسِي ... تُطَاوِعُنِي إِذا لقَطَعْتُ خَمْسِي)
ويُرْوَى: لبَتَرْتُ خَمْسِي:
(تَبَيَّنَ لِي سَفاهُ الرَّأيِ مِنِّي ... لعَمْرُ أبِيكَ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي)
ويُرْوَى لعَمْرَ اللهِ، ثمّ صارَ مَثَلاً لكُلِّ نادِمٍ على فِعْلٍ يَفْعَلُه، وإيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقَوْلِه:
(نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا ... غَدَتْ منِّي مُطَلَّقَةً نَوارُ)

وقالَ آخرُ:
(نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا ... رَأتْ عَيْنَاهُ مَا فَعَلت يَداهُ) وقالَ الحُطَيْئَةُ:
(نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لمّا ... شَرَيْتُ رِضَى بَنِي سَهْمٍ بَرغْمِ)
والكَسَعُ، محَرَّكَةً: من شِيَاتِ الخَيْلِ، مِنْ وَضح القَوَائمِ: أنْ يَكُونَ البَيَاضُ فِي طَرَفِ الثُّنَّةِ منْ رِجْلِها عَنْ أبي عُبَيْدٍ، وَمَا أحْسَنَ نَصَّ الجَوْهَرِيُّ: بَياضٌ فِي أطْرافِ الثُّنَّةِ، يُقَالُ: فَرَسٌ أكْسَعُ بَيِّنُ الكَسَعِ، ففيهِ اخْتِصارٌ مُفِيدٌ.
وحَمَامٌ أكْسَعُ: تَحْتَ ذَنَبِهِ رِيشٌ بِيضٌ، زادَ فِي التَّكْمِلَةِ: أَو حُمْرٌ، ولَمْ يَذْكُرُه الأصْفهَانِيُّ فِي غَريبِ الحَمَامِ.
وَمن المَجَازِ رَجُلٌ مُكَسَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، قالَ الجَوْهَرِيُّ وهُوَ من نَعْتِ العَزَبِ إِذا لم يَتَزَوَّجْ، وتَفْسيرُه: رُدَّتْ بَقِيَّتُه فِي ظَهْرِه، وأنْشَدَ للرّاجِزِ: واللهِ لَا يُخْرِجُها منْ قَعْرِه إلاّ فَتى مُكَسَّعٌ بغُبْرهِ وهُوَ مأخُوذٌ منْ كَسْعِ النَّاقَةِ، وهُوَ عِلاجُ الضَّرْعِ بالمَسْحِ وغَيْرِه، حَتَّى يَرْتَفِعَ اللَّبَنُ، وَقد تَقَدَّم.
وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: اكْتَسَعَ الفَحْلُ: إِذا خَطِرَ فَضَرَبَ فخِذَيْهِ بذَنَبِهِ فإنْ شالَ بهِ، ثمَّ طَوَاهُ، فقَدْ عَقْرَبَه.
وَفِي الصِّحاحِ اكْتَسَعَ الكَلْبُ بذَنَبِه إِذا اسْتَثْفَرَ بهِ.
وَكَذَا اكْتَسَعَتِ الخَيْلُ بأذْنَابِهَا: إِذا أدْخَلَتْها بينَ أرْجُلِها، نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: المُكْتَسِعَةُ: الشّاةُ تُصِيبُها دابَّةٌ يُقَالُ لَهَا: البَرْصَةُ وهِيَ الوَحَرَةُ، وَقد ذُكِرَتْ فِي الرّاءِ والصّادِ، فيَبْيَسُ أحَدُ شَطْرَيْ ضَرْعِ الغَنَمِ قالَ: وإنْ رَبَضَتْ على بَوْل امْرَأةٍ أصابَها ذلكَ أيْضاً وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: كَسَعَ فُلانٌ فُلاناً، وكسَحَه وثَفَنه، ولَطَّه، ولاطَه، وتلأطَهُ: إِذا طَرَدَهُ، كَذَا فِي نَوَادِرِ الأعْرَابِ، وكسَعَه: إِذا تَبِعَه بالطَّرْدِ. قُلْتُ: وَمِنْه استِعْمالُ العامَّةِ الكَسْعَ فِي السُّفُنِ، يَقُولونَ: كَسَعَها فِي البَحْرِ.
واكْتَسَعَتْ عُرْقُوبُ الفَرَس: سَقَطَتْ منْ ناحِيةِ مُؤَخَّرِهَا.)
ووَرَدَتِ الخُيُولُ يَكْسَعُ بَعْضُها بَعْضاً: أَي: يَتْبَعُ.
وكَسَعَهُ بِمَا ساءَه: تَكَلَّم فرَمَاهُ على إثْرِ قَوْلِه بكَلِمَةٍ يَسُؤءُه بِهَا.
وقِيلَ: كَسَعَهُ: إِذا هَمَزَهُ مِنْ وَرَائِه بكَلامٍ قَبيحٍ، وهوَ مَجازٌ.
وقولُهم: مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُ، قالَ الأصْمَعِيُّ: الكَسْعُ: شِدَّةُ المَرِّ، يُقَالُ: كَسَعَهُ بِكَذَا وَكَذَا: إِذا جَعَلَه تابِعاً لَهُ ومُذْهَباً بِهِ، وأنْشَدَ لأبي شِبْلٍ الأعْرَابيِّ:
(كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةِ غُبْرِ ... أيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ)
وكَسَعَ الغُلامُ الدَّوامَةَ بالمِكْسَعِ.
والكُسْعُومُ: بالضَّمِّ: الحِمَارُ بالحِميَرِيَّةِ، والميمُ زائدَةٌ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنا، وسَيأتِي للمُصَنِّفِ فِي الميمِ وتَقَدَّمَتْ الإشارَةُ إِلَيْهِ أيْضاً فِي كعس.
وتَكَسَّعَ فِي ضَلالِه: ذَهَبَ، كتَسَكَّعَ، عَن ثَعْلَبٍ.
كسع: كسع: تابعَ. لاحق (حيان 76) كسعت الخيل آثارهم. وللتعبير عن: يبدو لنا إنكم قد أسرعتم بالفرار نقول: كأني بكم تسكع الريح أدباركم (معجم الطرائف).
مكسع وجمعها مكاسع: علق، مخنث (بربرية 2، 478، 1) مكاسع ريبة، هكذا ينبغي أن نقرأ في المخطوط الآخر (ترجمة 6، 370) (مخنثو السلطان) مولر 49، 5: مرابط خيل البريد، ومكاسع الشيطان المريد.
(ك س ع) : (لَيْسَ فِي الْكُسْعَةِ) وَلَا فِي الْجَبْهَةِ وَلَا فِي النَّخَّةِ صَدَقَةٌ (الْكُسْعَةُ) الْحَمِيرُ وَقِيلَ صِغَارُ الْغَنَمِ عَنْ الْكَرْخِيِّ فِي مُخْتَصَرِهِ (وَالْجَبْهَةُ) الْخَيْلُ (وَالنَّخَّةُ) بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ الرَّقِيقُ وَعَنْ الْكِسَائِيّ الْعَوَامِلُ مِنْ الْبَقَرِ مِنْ النَّخِّ وَهُوَ السَّوْقُ.
(كسع)
فلَانا كسعا ضرب دبره بِيَدِهِ أَو بصدر قدمه وَيُقَال كسع الْقَوْم بِالسَّيْفِ اتبع أدبارهم فضربهم بِهِ وَالشَّيْء بِكَذَا وَكَذَا جعله تَابعا لَهُ وَيُقَال وَردت الْخَيل يكسع بَعْضهَا بَعْضًا وَفُلَانًا بِمَا سَاءَهُ تكلم فَرَمَاهُ على إِثْر قَوْله بِكَلِمَة يسوؤه بهَا وطرده

إِسْكِلْفاج

إِسْكِلْفاج: مبشر (ضرب من المبارد) ففي حيان - بسام (1: 174و): نزل في بعض أسفاره منزلا واستدعى ماء لغسل رجليه آخر خلعه لخفيه فقدم إليه رب المنزل الماء، وكانت عليه جبة أسماط صلبة فمن (فمرّ) اسفلها يقدم (بقدم) ابن عباس فاوله فأوه لحروشتها كأن شيئاً لدغه وقال ابعد يا هذا فقد بردت رجلي بجبتك إِنما هي إسكلفاج.
وفي معجم فوك ومعجم الكالا: إسْكِرْفاج بهذا المعنى ويجمع بالألف والتاء، وفي ألكالا: أَسْكَرافج.
وعند رولاند سقرفاج: مبشر السكر. ونجد كلمة إسكلفاج في كتاب الجراحة لأبي القاسم، وقد ظن شاننج ناشر الكتاب أن أصل الكلمة Scolapax وهذه اللفظة الأخيرة هي في اليونانية axolumax وتعني دجاجة الأرض، والمعاجم اليونانية واللاتينية لا تذكر لها معنى غير هذا المعنى. ومن الممكن أنها أصبحــت اسما للآلة.

كُتْمَةُ

كُتْمَةُ:
موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال:
فسل الهوى إن لم تساعفك نيّة ... بجدوى لأعناق المطيّ ضموم
كأصحر من وحش الغمير بمتنه ... وليتيه من عضّ العيار كدوم
أطاع له بالأخرمين وكتمة ... نصيّ وأحوى دخّل وجميم
فــأصبح محبوك السراة كأنه ... عنان خلت منه يد وشكيم

مَسَيَ 

(مَسَيَ) الْمِيمُ وَالسِّينُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ جِدًّا. الْأُولَى زَمَانٌ مِنَ الْأَزْمِنَةِ، وَهُوَ خِلَافُ الْإِصْبَاحِ. يُقَالُ أَصْبَحْــنَا وَأَمْسَيْنَا، وَأَتَانَا لِمُسْيِ خَامِسَةٍ وَمِسْيِ خَامِسَةٍ. وَالْمَسَاءُ: خِلَافَ الصَّبَاحِ.

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى الْمَسْيُ: أَنْ يُدْخِلَ الرَّاعِي يَدَهُ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ يَمْسُطُ مَاءَ الْفَحْلِ مِنْ رَحِمِهَا كَرَاهَةَ أَنْ تَحْمِلَ. وَيُقَالُ إِنَّ الْمَاسِيَ: الْمَاجِنُ، وَهَذَا مِنْ بَابِ الْمَهْمُوزِ، يُقَالُ مَسَأَ، إِذَا مَجَنَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ مَسَأَ الرَّجُلُ: مَرَنَ عَلَى الشَّيْءِ.

أتابك

أتابك: (تركية): الوصي على الامير، ومدبر المملكة، وقد أصبح لقبا يلقب به كبار الأمراء فيقال: أتابك العساكر كبير أمراء العساكر (مملوك 101: 3).
وأتابكية: رتبة الاتابك أي منصب أتابك العساكر.

زرد

زرد
عن الفارسية زرد بمعى أصفر.
(ز ر د) : (زَرِدَ الْمَاءَ) وَازْدَرَدَهُ إذَا ابْتَلَعَهُ.
(زرد) اللُّقْمَة زردا وزردها بلعها فَهُوَ زرد
(زرد) - في الحديث : "أنَّ زَرَدَتينْ من زَرَدِ التَسْبِغَةِ نَشِبَتا في خَدِّه" 
ز ر د : زَرِدَ الرَّجُلُ اللُّقْمَةَ يَزْرَدُهَا مِنْ بَابِ تَعِبَ زَرَدًا ابْتَلَعَهَا وَازْدَرَدَهَا مِثْلُهُ. 
[زرد] ك: فيه: أن "يزدرد" ريقه، أي يبتلع، وما بقي في فيه جملة منفية حالية أو ما موصولة، قيل: سقط لفظ ذا، أي ماذا، بقي في فيه، أي لا ماء فيه بعد تفريغه له.

زرد


زَرَدَ(n. ac. زَرْد)
a. Strangled, throttled.
b. Made, wove; knit ( coat of mail & c. )
زَرِدَ(n. ac. زَرْد)
a. Swallowed.

إِزْتَرَدَ
(د)
a. Swallowed.

زَرَد
(pl.
زُرُوْد)
a. Coat of mail.
b. Ring, link; mesh.

زَرَدِيَّةa. see 4 (a)b. Pliers, pincers.

زَرَّاْدa. Strangler.
b. Armourer.

زَرَّاْدَةa. Pass, defile, gorge.
باب الزاي والدال والراء معهما ز ر د، د ر ز مستعملان

زرد: الزَّرَدُ: حِلَقٌ يُتَّخذُ منها المِغْفَر، ومنه الزّرّاد [وهو صانعه] . والزَّرْدُ: الابتلاع. ازدرد الطّعام. والزَّرْدُ الخَنْق.

درز: الدَّرز: دَرْز الثَّوْب ونحوه، وهو معرّب، وجمعُه: الدّروز.
ز ر د: (زَرَدَ) اللُّقْمَةَ بَلَعَهَا وَبَابُهُ فَهِمَ وَكَذَا (ازْدَرَدَ) . وَ (الزَّرْدُ) كَالسَّرْدِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَهُوَ تَدَاخُلُ حِلَقِ الدِّرْعِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. وَ (الزَّرَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الدِّرْعُ الْمَزْرُودَةُ. وَ (الزَّرَّادُ) بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ صَانِعُهَا. وَ (زَرُودٌ) بِوَزْنِ ثَمُودٍ مَوْضِعٌ. 
[زرد] زَرِدَ اللقمة بالكسر يَزْرَدُها زَرْداً، أي بلعها. والازْدِرادُ: الابتلاع. والمَزْرَدُ، بالفتح: الحلْق. والزِرادُ: خيطٌ يُخْنقُ به البعير لئلا يَدْسَعَ بِجِرَّتِهِ فيملأ راكبَهُ. تقول: زرَدَهُ بالفتح، يَزْرُدُهُ زَرْداً، إذا خنقه. والحلْقُ مَزْرودٌ. والزَرْدُ مثل السَرْدِ، وهو تداخل حَلَقِ الدِرْعِ بعضها في بعض. والزَرَدُ بالتحريك: الدرعُ المزرودة. والزراد: صانعها. ومزرد بن ضرار: أخو الشماخ الشاعر. وزرود: موضع.
زرد
الزرَدً: حَلَقٌ يُتخَذُ منه المِغْفَرُ، ومنه: الزَّرّادُ.
والزرَدَانُ من الأحْرَاحِ: الذي يَزْدَرِدُ الأيُوْرَ. وقيل: حِرٌ زَرَدَان: أي ضَيَق. والزَّرّادُ: الخَناقُ، زَرَدَهُ: أي خَنَقَه. وأخَذَه بالمُزْدَرَدِ. وتَزَزدْتُ كذا وزَرَدْتُه وازْدَرَدْتُه: بمعنىً، وبه سُمِّيَ مُزَرِّداً. وزَرَّدَ فلانٌ عَيْنَه على فلانٍ: أي غَضِبَ عليه؛ تَزْرِيْداً. وعُشْبٌ زَرِد: غَض. والزرْدَةُ من الطعام: نَحْوُ الأكْلَة. وازْدَرَدَ البَعِيْرُ جِرتَه: رَدَّها إلى جَوْفِه يَبْلَعُها. وازْدَرَدَ اللقْمَةَ: اسْتَرَطَها. والزُرُوْدُ: الحَمِيْرُ، واحِدُها زَرْدٌ.
[ز ر د] الزَّرْدُ، والزَّرَدُ: حَلَقُ المِغْفَرِ والدِّرْعِ، والجمعُ: زُرُودٌ. والزَّرَّاردُ: صانِعُها. وقيل: الزّايُ في ذلِكَ بَدَلٌ من السِّينِ في السَّرْدِ والسَّرَّادِ. وزَرَدَهَ: أخَذَ عُنُقَه. وزَرَدَه يَزْرِدُه ويَزْرُدُه زَرْداً: خَنَقَه. والزِّرَادُ: خَيْطٌ يُخْنَقُ به البَعيرُ؛ لِئلاّ يَدْسَعَ بجِرَّتِه. وزَرِدَ الشيءَ زَرْداً وزَرَدَه وازْدَرَدَه: ابتَلَعَه. والمَزْرَدُ: البُلْعومُ. وزَرُودُ: اسمُ رَمْلٍ مُؤَنَّثٌ، قال الكَلْحَبَةُ اليَربُوعيُّ:

(فقلتُ لِكَأْسٍ أَلْجِمِيها فإنّما ... حَلَلْتُ الكَثيبَ من زَرُودَ لأَفْزَعا)
ز ر د

زرد اللقمة وازدردها وتزردها. وهذا دواء صعب المزدرد. وتقول: قد تبين فيه الدرد، فأطعمه ما يزدرد؛ وزرّدته اللقمة. قال مزرد:

فقلت تزردها عبيد فإنني ... لدرد الموالي في السنين مزرد

وزرد حلقه: عصره. وهو زراد: خناق، ومنه قيل للهن الضيق: الزردان كأنه يخنق. وزرد الدرع: سردها لأنها حلق فيه ضيق.

وهو زراد جيد الزرادة. ولبسوا الزرد والزرد تسمية بالمصدر وفعل بمعنى مفعول.

ومن المجاز: أخذ بمزدرد إذا ضيق عليه كما يقال: أخذ بمخنقه. وزرد فلان عينه على صاحبه إذا غضب عليه وتجهمه ومعناه ضيقها عليه لا يفتحها حتى يملأها منه. وظن فلا أني زردة له أي أكلة. وتقول للحالف: تزردها حصاء، وتزبدها حذاء.

زرد: الزَّرْد والزَّرَد: حِلَقُ المِغْفَر والدرع. والزَّرَدةُ:

حَلْقَة الدرع والسَّرْدُ ثعقْبها، والجمع زرود. والزَّرَّادُ: صانعها، وقيل:

الزاي في ذلك كله بدل من السين في السَّرْد والسَّرَّاد. والزَّرْد مثل

السَّرْد، وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض. والزرَد، بالتحريك: الدرع

المزرودة.

وزرده: أَخذ عنقه. وَزَرده، بالفتح، يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً: خنقه

فهو مَزْرُود، والحَلْق مَزْرُود.

والزِّرادُ: خيط يُخْنَق به البعير لئلا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ

راكبه. وزَرِدَ الشيءَ واللقمة، بالكسر، زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً:

ابتلعه. أَبو عبيد: سَرَطْتُ الطعام وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً.

نوادر الأَعراب: طعام زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لين سريع الانحدار. والازدرادُ:

الابتلاع. والمَزْرَدُ، بالفتح: الحلق. والمَزْرَدُ: البُلْْعُوم. ويقال

لِفَلْهَم المرأَة: إِنه لَزَرَدَان، لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا ولج

فيه؛ وقالت جلفه من نساءِ العرب: إِنّ هنَي لَزَرَدَانٌ مُعتدل؛ وقال بعضهم؛

سمي الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يحنقها لضيقه.

ومُزَرِّدُ بن ضرار: أَخو الشماخ الشاعر.

وزَرُودُ: موضع، وقيل: زرود اسم رمل مؤنث؛ قال الكَلْحَبَة اليربوعي:

فقُلْتُ لِكَأْسٍ: أَلْهِميها فإِنما

حَلَلتُ الكَثِيبَ من زَرُودَ لأُفْزعا

زرد
زرَدَ يَزرُد، زَرْدًا، فهو زارِد، والمفعول مَزْرود
• زرَدَ فلانٌ فلانًا: خَنَقه "أمسكه من عنقه حتى كاد يَزرُده". 

زرِدَ يَزرَد، زَرْدًا وزَرَدًا، فهو زرِد، والمفعول مَزْرود
• زرِد فلانٌ اللُّقمةَ: بلعها في سرعة "زرِد الجائع الطعامَ". 

ازدردَ يزدرد، ازدرادًا، فهو مُزدرِد، والمفعول مُزدرَد
• ازدرد اللُّقمةَ: زرِدها، التهمها، ابتلعها بسرعةٍ "ازدرد الطفلُ طعامَه". 

زَرْد [مفرد]: مصدر زرَدَ وزرِدَ. 

زَرَد [مفرد]: ج زُرُود (لغير المصدر): مصدر زرِدَ.
• حمار الزَّرَد: (حن) حيوان مخطّط يشبه الحمار، من فصيلة الخيليَّات. 

زَرِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زرِدَ: سريع الابتلاع "إنك رجلٌ نَهِمٌ زَرِدٌ- طعامٌ زرِدٌ: ليّن سريع الابتلاع". 

زَرَدِيَّة [مفرد]: أداة ذات فكَّين يشكِّل بهما الصَّانع السِّلك أو يقطعه، وهي أنواع. 

مَزْرَد [مفرد]: ج مَزاردُ:
1 - اسم مكان من زرِدَ.
2 - (شر) مسلك البلع بين الفم والمعدة، وهو البلعوم والمريء. 

زرد

1 زَرِدَ, aor. ـَ (S, L, Msb, K,) inf. n. زَرْدٌ, (S, L, Msb,) or زَرَدٌ; (TA; [but this I find not in any other lexicon;]) or زَرَدَ, (A, Mgh,) or this also, aor. ـُ inf. n. زَرْدٌ and زَرَدَانٌ; this latter form of the verb being mentioned by IDrd in the JM, and ISd in the M, and IKtt in the Af'ál; but it is disapproved by Th, and asserted by his expositors to be vulgar; (TA;) and ↓ اِزْدَرَدَ, (S, * A, Mgh, Msb, K,) inf. n. اِزْدِرَادٌ (S, A) and مُزْدَرَدٌ; (A, TA;) and ↓ تزرّد; (A, TA;) and اِزْدَارَ, mentioned by 'Amr El-Mutarriz, but this is the most strange; (TA;) He swallowed (S, A, Mgh, Msb, K) a morsel, or mouthful, (S, A, Msb, K,) or water, (Mgh,) [and medicine; for] you say دَوَآءٌ

↓ صَعْبُ المُزْدَرَدِ [A medicine difficult to swallow]. (A, TA.) And one says of a man swearing, حَصَّآءَ ↓ تَزَرَّدَهَا and تَزَبَّدَهَا حَذَّآءَ (tropical:) [He swallowed it; meaning, took it hastily; i. e. the oath]. (A, TA.) A2: زَرَدَهُ, aor. ـُ (S, K) and زَرِدَ, (TA, and so in a copy of the S, as well as زَرُدَ,) or زَرَدَ حَلْقَهُ, (A, TA, [in my copy of the A written زَرَّدَ,]) inf. n. زَرْدٌ, (S,) He strangled him, or throttled him, or squeezed his throat; syn. خَنَقَهُ, (S, K,) or عَصَرَ حَلْقَهُ. (A.) And زَرَدَهُ He took him, or seized him, by his throat. (TA.) b2: زَرَدَ الدِّرْعَ, (K,) inf. n. زَرْدٌ, (S, A,) He fabricated the coat of mail, by inserting the rings one into another; i. q. سَرَدَهَا: (K:) الزَّرْدُ is like السَّرْدُ, meaning the inserting (تَدَاخُل [an intrans. inf. n. here used as though it were trans., as is shown in the S in art. سرد,]) of the rings of a coat of mail, one into another: (S:) [or, as Z says,] زَرْدُ الدِّرْعِ meansسَرْدُهَا, because the coat of mail consists of narrow, or close, rings: (A:) the ز is said to be a substitute for س. (L, TA.) 2 زرّد عَيْنَهُ عَلَى صَاحِبِهِ (tropical:) He was angry with his companion, and looked sternly, austerely, or morosely, at him; i. e. he contracted his eye in looking at him, and did not open it until he had satisfied it with gazing at him. (A, TA.) 5 تَزَرَّدَ see 1, in two places.8 اِزْدَرَدَ, inf. n. اِزْدِرَادٌ and مُزْدَرَدٌ: see 1, in two places.

زَرْدٌ: see the next paragraph, in two places.

زَرَدٌ, (S, A, K,) of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (A,) A coat of mail; (S, A, K;) as also ↓ زَرْدٌ, which is an inf. n. used as a subst. [and therefore used as a sing. and a pl., and applied, as is also زَرَدٌ to anything made of mail, a piece of mail, and rings in general, like سَرْدٌ, q. v.], (A,) and ↓ زَرَدِيَّةٌ: (mentioned as syn. with دِرْعٌ in art. درع in the Msb and in the TA, on the authority of IAth:) the pl. of ↓ زَرْدٌ is زُرُودٌ. (TA.) [See also رَفْرَفٌ and مغْفَرٌ.]

زَرِدٌ Quick in swallowing: (K:) but in the Nawádir el-Aaráb, food that is soft, and quick in descending [in the throat]. (TA.) زُرْدَةٌ [The quantity that is swallowed at once; like جُرْعَةٌ and بُلْعَةٌ;] a morsel, or small mouthful: so in the saying, ظَنَّ فُلَانٌ أَنِّى زُرْدَةٌ لَهُ (tropical:) [Such a one thought that I was a morsel for him]. (A, TA.) زَرْدَانٌ A guest: as though he throttled his companion. (A, TA.) زَرَدَانٌ The vulva of a woman: (K, TA:) accord. to some, (TA,) so called because it swallows (يَزْدَرِدٌ), or because it compresses (يَزْرُدُ [in the CK يَزْدَرِدُ again]), (K, TA,) i. e. يَخْنُقُ, (TA,) the أُيُور, by its straitness. (K, TA.) زَرَدِيَّةٌ: see زَرَدٌ.

زِرَادٌ (S, K) and ↓ مِزْرَدٌ (K) A cord by which the throat of a camel is compressed, in order that he may not eject his cud therefrom and bespatter his rider. (S, K.) The former word is also expl. in the K by مِخْنَقَةٌ, [in some copies of the K مِخْفَفَة,] which signifies the same. (TA.) زِرَادَةٌ The art of fabricating coats of mail; (A, TA;) as also سِرَادَةٌ. (TA.) زَرَّادٌ A strangler or one who throttles, or squeezes the throat; syn. خَنَّاقٌ. (A, TA.) b2: And A fabricator of coats of mail; (S, A, K;) as also سَرَّادٌ. (TA.) مَزْرَدٌ [The place of strangling or throttling; like ↓ مُزَرَّدٌ; meaning] the fauces; (S, K, TA;) the throat, or gullet. (TA.) مِزْرَدٌ: see زِرَادٌ.

مُزَرَّدٌ: see مَزْرَدٌ. One says, أَخَذَ بِمُزَرَّدِهِ, like أَخَذَ بِمُخَنَّقِهِ, [properly He, or it, seized his throat, or throttled him, or choked him,] meaning (tropical:) he, or it, straitened him. (A, TA.) مَزْرُودٌ Strangled, throttled, or having his throat squeezed. (TA.) And, applied to the fauces [or throat], Squeezed, or compressed. (S.)
زرد
: (زَرِدَ اللَّقْمةَ، كَسمِعَ: بَلِعها) ، زَرَداً، محرَّكةً (كازْدرَدَها) ازْدِرَاداً: ابتَلَعَها، وَتَزَرَّدَها، كَمَا فِي الأَساس. وزَرَدَهَ، كَكَتَب، زَرْداً، بِفَتْح فَسُكُون، وزَرَدَاناً، محرّكةً، نقلَه ابنُ دُرَيد فِي الجَمْهَرة، وَابْن سَيّده فِي الْمُحكم، وَابْن القَطّاع فِي الأَفعال، وغيرُ وَاحِد. وإِن أَنكره ثعلبٌ ونسبَه شُرَّاحُه إِلى الْعَامَّة وَقَالُوا: ازْدَارَها بِمَعْنى ازْدَرَد، وَهِي أَغْرَبُها، حَكَاهَا أَبو عُمرَ المَطَرّز.
وَقَالَ أَبو عبيد: سَرَطْت الطَّعَامَ زَرَدْتُه وازْدَرَدْته ازْدِراداً.
(والمَزْرَدُ) بِالْفَتْح: (الحَلْق) والبُلْعُوم.
(و) المِزْردُ والزِّرَاد (كمِنْبَر وكِتَاب خَيْطٌ يُخْنَقُ بِهِ البَعِيرُ لئلَّا يَدْسَعَ) ، أَي يَدْفَع (بِجِرَّتِهِ) هُوَ بالكسْر مَا يَفيض بِهِ البَعِير فيأْكله ثَانِيَة (فَيَمْلأَ راكِبَه.
(و) المُزَرِّد بن ضِرَارٍ (كمُحَدِّث: لقبُ أَخِي الشَّمَّاحِ) الشاعِرِ.
(و) زَرَدَه (كنَصَرَه) وضَرَبَه يَزْرُدُه ويَزْرِده زَرْداً: (خَنَقَهُ) فَهُوَ مَزْرُودٌ: مخنوقٌ.
وَفِي الأَساس: زَرَدَ حَلْقَه: عَصَرَه، وَهُوَ زَرَّادٌ نَّاقٌ، وَمِنْه قيل للهَنِ الضَّيق زَرَدَانٌ، كأَنه يَخْنُق صاحِبَه.
(و) زَردَ (الدِّرْعَ: سَرَدَهَا) ، وَقيل الزَّاي فِي ذالك كلِّه بَدلٌ من السِّين، والزَّرْد مثل السَّرْد، وَهُوَ تَدَاخلُ حَلَقِ الدِّرع، بعْضِها فِي بعْض.
(وزَرْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون:) ، ة بِأَسْفِراينَ) مِنْهَا: أَبو عَمْرو أَحمدُ بن محمّد بن عبد الله، اللُّغَوِيّ الأَديب العلَّامَة، سمعَ مِنْهُ الحاكمُ، تُوفِّيَ سنة 338 هـ.
(وزَرْدَةُ: قَلْعَةٌ) حَصينَةٌ (بدَرِتَنْكَ) بِفَتْح الدّال الْمُهْملَة، وَكسر الرّاءِ، وَفتح الْمُثَنَّاة الفوقيّة، وَسُكُون النُّون، وَالْكَاف. هاكذا أَورده الصاغانيُّ.
(و) زَرْدَةُ: (حَبَلٌ بشِيرَازَ) ، كأَنْه لِصُفْرَةِ لَوْنه، فإِن زَرْد بالفَارسيّة هُوَ اللَّوْنُ الأَصفَرُ.
(و) الزَّرِدُ، (ككَتِفٍ: السَّرِيعُ الابتلاعِ) .
وَفِي التكملة: الازْدرادِ، وَمِنْه الرَّجز الَّذِي يُعْزَى إِلى الضَّبِّ:
أَصبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا
إِلَا عَرَاداً عَرِدَا
وصِلِّيَاناً زَرِدَا
والّذي فِي نوادِرِ الأَعرَاب: طَعَامٌ ذَمِطٌ) وزَرِدٌ، أَي لَيِّنٌ، سريعُ الانخدارِ.
(والزَّرَدَانُ، مُحَرَّكةً: الحِرُ) ، قَالَ بعضُهم: سُمِّيَ بِهِ (لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيُورَ) ، أَي يَسْتَرِطها، وَقَالَت جِلْفَة، من نساءِ العَرب:
إِنّ هَنِي لزَرَدَانٌ مُعْتَدِلْ (أَو لأَنّه يَزْرُدُهَا) كينصُر، أَي يَخْنُقها، أَي الأُيُورَ (لِضِيقِه) ، نَقله الصاغانيُّ.
ولَبِسُوا الزَّرْدَ، بِفَتْح فسُكُون، تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ، (والزَّرَد، محرَّكَةً: الدِّرْع المَزْرُودَة) فَعَلٌ بِمَعْنى مفعول وجَمْعُ الزَّرَدِ: زُرُودٌ، (والزَّرَّادُ: صانِعُهَا) ، كالسَّرَّادِ، جَيِّدُ الزِّرَادةِ والسِّرادة.
(و) الزِّرَاد، (ككِتَاب: المِخْنَقَةُ) ، وَقد تقدّم فِي كَلَامه قَرِيبا، فَهُوَ تَكرار.
(وزَرَنْدُ كَمَرَنْد: د، م) ، أَي مَعْرُوف ن أَعيان مُدُنِها، وَهِي بلْدَة قَديمةٌ (بكِرْمانَ) ، وَفِي (الدُّرَر الكامنة) لِلْحَافِظِ ابْن حجر أَنه من أَعمال الرَّيّ.
(و) زَرَنْدُ: (ة) ، وَفِي (المراصد) : بُلَيْدةٌ (بأَصفَهانَ) ، بَينهَا وَبَين سَاوَةَ، (مِنْهَا) أَبو عبد الله (محمّدُ بنُ العَبّاسِ) بنِ أَحمدَ بن محمّدِ بن خالدِ بن يَزيدَ الشِّيرَازي: (النّحويُّ) ، روَى عَن أَبي الْحسن أَحمدَ بن إِبراهيمَ بن أَحمدَ العَبْقسيّ، وأَبي الْحسن الخَرْكُوشيّ وَعنهُ أَبو محمّد عبد الْعَزِيز بن محمّد النَّخْشبيّ.
(و) زَرَنْد: (ع قرب الْمَدِينَة) بل مَحَلّة من مَحَلَّاتها نُسِبَتْ إِلى الزَّرَنْديّ الأَنصاريّ الْمَشْهُور، لَا أَنه من مواضِع العَرب القديمةِ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ شيخُنَا. (والزَّرَوَنْدُ: دَواءٌ، م) عِنْد الأَطباءِ (وَهُوَ نوعانِ: طَوِيلٌ ومُذَحْرَجٌ) ، فالطّويل هُوَ الذَّكَر، والمُدَحرَجُ هُوَ الأُنثَى، وأَجودُهما الأَحمَرُ، حارٌّ يابسٌ بقِسْمَيْه، الأَوّلُ يُدِرُّ الحيْضَ ويُخْرِج الجَنِينَ، وإِذا طُلِيَ بِهِ البَدَنُ مَعَ الدُّهْن قَتلَ القَمْلَ. وَالثَّانِي يَنفع القُرُوحَ الخَبِيثَةَ، ويُنبِتُ اللَّحْمَ، ويُقَوِّي السَّمْعَ، ويَنفع من الصَّرع والوسْواس، وتَفْصيلُه فِي (الْمِنْهَاج) و (التَّذْكرة) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
زَرَدَه: أَخَذَ عُنُقَه.
والزَرَدَانُ: الضَّيْف وَقد تقدَّم. وَمن سجعات الأَساس: قد تبَيَّن فِيهِ الدَّرَدُ، فأَطْعِمْهُ مَا يُزْدَرَدُ. ودواءٌ صَعْبُ المُزْدَرَد.
وَمن الْمجَاز: أَخذ بمَزْرَدِه: ضَيَّق عَلَيْهِ، كأَخذ بمُخَنَّقه.
وزرَّدَ عَيْنَه على صَاحبه: غَضِبَ عَلَيْهِ وتَجَهَّمَه. وَمَعْنَاهُ ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ لَا يَفْتَحُهَا حتّى يملأَها مِنْهُ.
وظَنَّ فُلانٌ أَنِّي زُرْدَةٌ لَهُ، أَي أُكْلةٌ. وَتقول للحالِف: تَزَرَّدْهَا حَصَّاءَ، وتَزَبَّدْها حَذَّاءَ.
وأَبو الطَّيِّب محمّد بن جَعْفَر بن إِسحاقَ الزَّرَّاد، محدِّث.
وأَبو بكر أَحمد بن محمّد بن سُفْيَان بن أَبي الزَّرَدِ الزَّرَديّ، إِلى جَدِّه، محدِّث.
وزَرُودُ كصَبُور: اسْم رَمْل، مؤنَّث، قَالَ الكَلْحبَةُ اليَرْبُوعيُّ:
فقلْتُ لكأْس أَلْجِمِيها فإِنَّمَا
حَلَلْتُ الكَثيبَ من زَورُودَ لأَفْزَعا
وَهُوَ فِي الصّحاح.
وزرنباد: عُروق تُجْلَب من الصِّين تُشْبه السّعْد، لاكنه أَعظمُ وأَقلُّ عِطْريَّةً، وَله خَواصُّ مَذْكُورَة فِي كتب لطِّبّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
زرد: زرَّد (بالتشديد): جعله يزدرد (اللقمة) أي يبتلعها (دي يونج، فوك).
زرًّدَه: سلَّحه بالزَرَد وهي حِلَق المفقر والدرع (ألكالا)، واسم المفعول منه مُزَرَّد.
زَرَّد: دَرَّع (بوشر).
زَرَّد: بكَّل، شبك (ألكالا)، واسم المفعول منه مُزَرَّد.
زَرَّد: شد العقدة (محيط المحيط).
زَرَّد: شبك (كرتاس ص21).
انزرد: ابتلع (فوك).
زَرْد: قانصة، حوصلة الطير (فوك).
زَرَد: الحلق الصغير (محيط المحيط).
زَرَد: زردة، حلق من الخيوط (ألكالا).
زَرَد: حمار وحشي مخطط الجلد، عنابي (بوشر، همبرت ص62)، ولم تضبط الكلمة عندهما بالشكل.
زردة وجمعها زرد: درع (بوشر).
زَرْدَة (فارسية): طعام يتخذ من الرز المخلوط بالعسل والزعفران (ميهرن ص29، عوادة ص63، ألف ليلة 3: 457). وفي (1: 582) هي فيما يظهر نوع من الشراب (الشربت) المزعفر. كما ذكر ذلك لين في ترجمته (1: 610 رقم 25). زَرْدِي: فويرة (فأرة صغيرة) (انظر تازردمة).
زَرَدِيَّة: آلة يصنع بها الزَرَد (الدرع) (محيط المحيط).
زُرُودية: جزر (همبرت ص48 جزائرية) وجزر أبيض، جزر بري (ليرشندي).
زَرَّاد: الكثير الازدراد أي الابتلاع (فوك).
زَرَّادَة: زَرَد، درع، سرد، زَرْدية (بوشر).
زَرَّادة: مضيق ضيق (محيط المحيط).
مزردة: اسم نبات (ابن البيطار 2: 186)، وانظر: عديسة.
مُزْدَرِد: أكول، بَلْعم، جُرْضُم، تلقامة (فوك).

زأد

[زأد] نه: فيه: "فزئد" من زأدته أزأده إذا أفزعته وذعرته.
زأد
الزأدُ: الفَزَعُ والذُّعْرُ، زَئَدَ فهو مَزْؤوْذ.
زأد: مَزْؤُود: مرعب، مخيف، رهيب مفزع. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص26 و): فما أصبح الله بالصباح من تلك الليلة المزؤودة.
[ز أد] زَأَدَه يَزْأدُه، وزَأْداً، وزُؤْداً، مُخَفَّفَةً عن اللِّحْيانيّ، وزُؤُوداً: أَفْزَعَه، وقِيلَ: استَخفَّه.
{زأد} - في الحديث: "فَزُئِدَ"
الزَّائِد والزَّؤُودُ: الفَزِع؛ وقد زُئِد: أي خاف فهو مَزْؤُود. 
[زأد] زَأَدْتُه أَزْأَدُهُ، زَأْداً، أي أَفزعتُه. وزُئِدَ فهو مزْءودٌ، أي مذعور. 
ز أ د

هو مزءود مذعور. وقد زئد فلان وأصابه زؤد. وتقول: شعار الزهد استشعار الزؤد.

ومن المجاز: بات في ليلة مزءودة. قال:

حملت به في ليلة مزءودة ... كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل

زأد: يزْأَدُه زأَده زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً؛ مخفف؛ عن اللحياني،

وزُؤُوداً أَي أَفزعه، وقيل: استخفه. الكسائي: زُئِدَ الرجلُ زُؤُداً فهو

مزْؤُود أَي مذعور إِذا فزع. وفي الحديث: فَزُئِدَ أَي فزع، وسُئِف الرجلُ

سبَأْفاً مثله، وهو الزُّؤْدُ؛ وأَنشد:

يضحي إِذا العِبسُ أَدركْنا نكايَتها،

خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدِ

جلو

جلو: {تجلى}: ظهر. {لا يجلِّيها}: لا يظهرها.
جلو
أصل الجَلْو: الكشف الظاهر، يقال: أَجْلَيْتُ القوم عن منازلهم فَجَلَوْا عنها. أي: أبرزتهم عنها، ويقال: جلاه، نحو قول الشاعر:
فلما جلاها بالأيام تحيّزت ثبات عليها ذلّها واكتئابها
وقال الله عزّ وجل: وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا
[الحشر/ 3] ، ومنه: جَلَا لي خَبَرٌ، وخَبَرٌ جَلِيٌّ، وقياس جليّ ، ولم يسمع فيه جال. وجَلَوْتُ العروس جِلْوَة، وجَلَوْتُ السيف جَلَاءً، والسماء جَلْوَاء أي: مصحية، ورجل أَجْلَى: انكشف بعض رأسه عن الشعر، والتَّجَلِّي قد يكون بالذات نحو: وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [الليل/ 2] ، وقد يكون بالأمر والفعل، نحو: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [الأعراف/ 143] . وقيل: فلان ابن جلا أي: مشهور، وأَجْلَوْا عن قتيل إِجْلَاءً.

جلو


جَلا(n. ac. جَلَآء [] )
a. Was, became clear, unobserved, manifest, disclosed
displayed; appeared, showed himself.
b.(n. ac. جَلْو
جَلَاْو) ['An], Emigrated, went out from.
c.(n. ac. جَلْو
جِلَاْو) [acc. & 'Ala], Made clear, disclosed, displayed to.
d. Cleansed, cleaned; polished.
e. Removed; drove away, expelled; dispelled.

جَلَّوَa. Showed, declared, disclosed, manifested
revealed.
b. Made a present to the bride.

جَاْلَوَ
a. [acc. & Bi], Showed open hostility to; was open with.

أَجْلَوَ
a. ['An], Emigrated, removed from.
b. [acc. & 'An], Caused to remove, expelled, drove
away from.
تَجَلَّوَa. Showed, manifested, revealed himself; appeared.
b. Was disclosed; became manifest, evident.

تَجَاْلَوَa. Made known, disclosed to one another.

إِنْجَلَوَa. see V (b)b. Was cleared away, removed, dispelled, dissipated; was
cleared up.
c. Was polished, shining.

جَلْوa. Brightness, brilliancy.
b. Emigration.

جِلْوَةa. Marriagegift, wedding-present.

أَجْلَوُa. Smooth, clear.
b. Handsome, good-looking.

جَاْلِو
(pl.
جَوَاْلِوُ)
a. Emigrating, removing; exiled, driven forth.

جَلَاْوa. see 1
جِلَاْوa. Collyrium.

جَلِيّa. Clear, manifest, evident.
b. Shining; polished.
c. [], Clearly, evidently.
جَلَيَان []
a. Revelation, Apocalypse.

الجَالوت
H.
a. Captivity of the Jews.
(ج ل و) : (جَلَا لِي الشَّيْءُ وَتَجَلَّى وَجَلَوْتُهُ) أَيْ كَشَفْتُهُ وَالْجَلَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ الْإِثْمِدُ لِأَنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُرْوَى (الْجِلَاءُ) بِالْكَسْرِ مَمْدُودًا (وَمِنْهُ حَدِيثُ) الْمُعْتَدَّةِ فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْمَشْهُورِ هُوَ ابْنُ جَلَا أَيْ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَلَا الْأُمُورَ وَأَوْضَحَهَا أَوْ جَلَا أَمْرُهُ أَيْ وَضَحَ وَانْكَشَفَ (وَأَجْلَوْا) عَنْ قَتِيلٍ انْكَشَفُوا عَنْهُ وَانْفَرَجُوا (وَالْجَلَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الْخُرُوجُ عَنْ الْوَطَنِ وَالْإِخْرَاجُ يُقَالُ جَلَا السُّلْطَانُ الْقَوْمَ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَجَلَاهُمْ فَجَلَوْا وَأَجْلَوْا أَيْ أَخْرَجَهُمْ فَخَرَجُوا كِلَاهُمَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (وَمِنْهُ) قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ الْيَهُودِ جَالِيَةٌ لِأَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَجْلَاهُمْ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ ثُمَّ لَزِمَ هَذَا الِاسْمُ كُلَّ مَنْ لَزِمَتْهُ الْجِزْيَةُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمَجُوس بِكُلِّ بَلَدٍ وَإِنْ لَمْ يُجْلَوْا عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ إذَا وُلِّيَ عَلَى أَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا أَنَّثَ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي.
ج ل و : جَلَوْتُ الْعَرُوسَ جِلْوَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَجِلَاءً مِثْلُ: كِتَابٍ وَاجْتَلَيْتُهَا مِثْلُهُ وَجَلَوْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ كَشَفْتُ صَدَأَهُ جَلَاءً أَيْضًا وَجَلَا الْخَبَرُ لِلنَّاسِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَضَحَ وَانْكَشَفَ فَهُوَ جَلِيٌّ وَجَلَوْتُهُ أَوْضَحْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَجَلَوْتُ عَنْ الْبَلَدِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْضًا خَرَجْتُ وَأَجْلَيْتُ مِثْلُهُ وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيَيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ جَلَوْتُهُ وَأَجْلَيْتُهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ جَالٍ مِثْلُ: قَاضٍ وَالْجَمَاعَةُ جَالِيَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ الَّذِينَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ جَالِيَةٌ ثُمَّ نُقِلَتْ الْجَالِيَةُ إلَى الْجِزْيَةِ الَّتِي أُخِذَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ جِزْيَةٍ تُؤْخَذُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهَا جَلَا عَنْ وَطَنِهِ فَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي
وَأَجْلَى الْقَوْمُ عَنْ الْقَتِيلِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا أَجْلَوْا عَنْ الْقَتِيلِ انْفَرَجُوا وَأَجْلَوْا مَنْزِلَهُمْ إذَا تَرَكُوهُ مِنْ خَوْفٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفٍ تَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَقِيلَ أَجْلَوْا عَنْ مَنْزِلِهِمْ وَتَجَلَّى الشَّيْءُ انْكَشَفَ. 
جلو: جَلاَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ جِلاَءً. واجْتِلاَه لِنَفْسِه. وسَيْفٌ جَلِيٌّ: أي مَجْلُوٌّ. وجَلَيْتُ الفِضَّةَ وجَلَوْتُها. والملشِطَةُ تَجْلو العَرُوْسَ جِلْوَةً وجُلْوَةً. وجُلِيَتِ العَرُوْسُ إلى زَوْجِها. وجَلَوْتُها فهي مَجْلُوَّةٌ، واجْتَليْتُها. والجِلْيُ بوَزْنِ الخِزْيِ: الكَوّة من السَّطْحِ لا غَيْرِ، وسَمِّيَتْ بذلكَ لأنّه يُجْتَلى منها إلى خارِجِها: أي يُنْظَرُ إليه، يُقال: اجْتَلَيْتُه ونَظرْتُ إليه. وجَلأْتُ الرَّجُلَ: صَرَعْته. وجَلأَ به الأرْضَ: [أي] رَمى به. وأمْرٌ جَلِيٌّ: واضِحٌ. واجْلِ الأمْرَ: أي أوْضِحْه. والجُلاَءُ: البَيَانُ والأمْرُ الواضِحُ. والجَلاَءُ: الأمْرُ البَيِّنُ. وجَلّى الله عنه المَرَضَ. وجَلَّيْتُ عن الزَّمَانِ والشَّيْءِ: إذا كَانَ مَدْفُوْناً فأَظْهَرْته. وتَجَلَّيْتُ الشَّيْءَ: نَظَرْت إليه. والبازي يُجْلّي تَجْلِيَةً. وجاءَ فلانٌ بغَيْرِ جَلِيَّةٍ: أي بغَيرِ يَقِينٍ، من قَوْله: وآبَ مُضِلُّوه بغَيرِ جَلِيَّةٍ وجَلاَ الغَيْمُ والشَّرُّ: إذا تَكَشَّفَ وانْجَلَى. والجَلاَ مَقْصُوْرٌ: الإِثْمِدُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه يَجْلُو البَصَرَ. وجَبْهَةٌ جَلْوَاءُ: وهي الوَاسِعَةُ الحَسَنَةُ. ورَجُلٌ أجْلى وقد جَلِيَ يَجْلَى: وهو ذَهابُ شَعرِ مَقَّدَمِ الرَّأْسِ. والمَجَالي: مَقَادِيْمُ الرَأْسِ، الواحِدُ مَجْلىً. وابْنُ جَلاَ: المَشْهُوْرُ المَعرُوفُ، وقيل: هو ابْنُ جَلاَ اللَّيْثيُّ وكَانَ صاحِبَ فَتْكٍ. وكاشَفْتُ الرَّجُلَ وجالَيْتُه: بمعنىً. والجَلاَءُ مَمْدُوْدٌ: أنْ يَجْلُوَ قَوْمٌ عن بِلادِهم، أي يَتَحَوَّلُونَ عنها ويَدَعُونَها، يُقال: أجْلَيْناهم عن بِلادِهم وأَجَلْوا: أي تَنَحَّوْا. والجالِيَةُ: هم أهْلُ الذِّمَّةِ، والجَميعُ الجَوَالي. وجَلّى الرَّجُلُ عن بَلَدِه. واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الجالَّةِ والجالِيَةِ. ويُقال للقَوْمِ إذا كانوا مُقْبِلِينَ على شَيْءٍ مُحْدِقِيْنَ به ثمَّ أُفْرِجُوا عنه قيل: أجْلَوْا عنه. وأجْلَيْتُ عنه الهَمَّ: إذا فَرَّجْتَ عنه. وأجْلَوْا عن قَتِيْلٍ بالألفِ لا غَيْرِ. وإذا عَنَيْتَ الانْكِشَافَ قُلْتَ: انْجَلَتْ عنه الهُمُوْمُ؛ كما تَنْجَلي الظُّلْمَةُ. 
الْجِيم وَاللَّام وَالْوَاو

جلا الْقَوْم عَن الْموضع، وَمِنْه، جَلْواً وجَلاء، وأَجْلوا.

وَفرق أَبُو زيد بَينهمَا فَقَالَ: جَلَوا من الْخَوْف، وأَجْلَوا من الجَدْب.

وأجلاهم هُوَ، وجَلاَهم، لُغَة.

وَكَذَلِكَ: اجلاهم، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَّحْل والعاسل:

فلمَّا جَلاها بالإيَام تحيَّزت ... ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكتئابُها

ويروى: " اجتلاها ". يَعْنِي العاسل جلا النَّحْل عَن موَاضعهَا بالايام وَهُوَ الدُّخان. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تحيَّرت " النَّحْل بِمَا عراها من الدُّخان.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: جلا النَّحْل يجلوها جَلاء: إِذا دخَّن عَلَيْهَا لاشتيار الْعَسَل.

وجَلْوة النَّحل: طَرْدها بالدخان.

وجَلاَ الأمرَ، وجَلاَّه، وجَلَّى عَنهُ: كشفه وأظهره.

وَقد انجلى، وتجلَّى.

وَأمر جَلِيّ: وَاضح.

وجَلا السَّيْف والمِرآة وَنَحْوهمَا، جَلْوا، وجِلاء: صقلهما.

وجلا عينَه بالكُحْل جَلْواً وجِلاَء.

والجَلا: الكُحل، لِأَنَّهُ يجلو الْعين، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

وأَكْحَلْك بالصاب أَو بالجلا ... ففَقِّح لكُحْلك أَو غمِّضِ

وجَلا الْعَرُوس على بَعْلهَا جَلوة، وجِلْوة، وجُلوة، وجِلاء، واجتلاها، وجَلاَّها.

وجَلاَّها زَوجهَا وصيفة: أَعْطَاهَا إِيَّاهَا فِي ذَلِك الْوَقْت. وجِلْوتها: مَا أَعْطَاهَا.

وَقيل: هُوَ مَا أَعْطَاهَا من غُرَّة أَو دَرَاهِم.

واجتلى الشَّيْء: نظر إِلَيْهِ.

وجَلَّى ببصره: رمى.

وجَلَّى الْبَازِي تَجْلِيّا. وتَجْليةً: رفع رَأسه ثمَّ نظر، قَالَ ذُو الرمة:

نظرتُ كَمَا جَلَّى على رَأس رَهْوة ... من الطير أقْنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرقُ

وجَبْهة جَلْواء: وَاسِعَة.

وَالسَّمَاء جَلْواء: مُصْحِية.

وَلَيْلَة جَلْواء: مصحية مضيئة.

والجلَا: انحسار مقدم الشّعْر.

وَقيل: هُوَ دون الصلع.

وَقيل: هُوَ أَن يبلغ انحسار الشّعْر نصف الرَّأْس.

وَقد جَلِى جَلاً، وَهُوَ أجْلَى.

وَقيل: الأجلى: الحَسَن الْوَجْه الأنزع.

وَابْن جلا: الْوَاضِح الْأَمر.

وَابْن جلاَ اللَّيْثِيّ، سمي بذلك لوضوح امْرَهْ، قَالَ:

أَنا ابْن جلا وطلاًّعُ الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب: " وطلاع الثنايا " بِالرَّفْع على أَنه من صفته لَا من صفة الْأَب كَأَنَّهُ قَالَ: وَأَنا طلاَّع الثنايا. وَكَانَ ابْن جلا هَذَا صَاحب فتك يطلع فِي الغارات من ثنية الْجَبَل على أَهلهَا فَضربت الْعَرَب الْمثل بِهَذَا الْبَيْت وَقَالَت: أَنا ابْن جلا: أَي ابْن الْوَاضِح الْأَمر وَقَوله: " مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني " قَالَ ثَعْلَب: الْعِمَامَة تلبس فِي الْحَرْب وتوضع فِي السّلم.

وَابْن أجلى: كَابْن جلا، قَالَ العجاج: لاقوا بِهِ الحَجَّاج والإصحارا

بِهِ ابنُ أجلى وَافق الإسفارا

وَمَا أَقمت عِنْده إلاَّ جَلاَء يَوْم: أَي بياضه.

وأجْلى الله عَنْك: أَي كشف، يُقَال ذَلِك للْمَرِيض.

وَأجلى يعدو: أسْرع بعض الْإِسْرَاع.

وأَجْلَى: مَوضِع بَين فَلْجّة ومطلع الشَّمْس فِيهِ هضيبات حمر وَهِي تنْبت النَّصِيّ والصِّلِّيان.

وجَلْوَى، مَقْصُور: قَرْيَة.

وجَلْوَى: فرس خُفَاف بن نَدْبة، قَالَ:

وقفتُ لَهَا جَلْوَى وَقد خام صُحبتي ... لأبنيَ مَجْدا أَو لأثأر هَالكا

وجَلْوى، أَيْضا: فرس قرواش بن عَوْف.

وجَلْوى، أَيْضا: فَرَس لبني عَامر.
جلو: جلا، جلا في الخدمة: ظهر وتميز في الإدارة (تاريخ البربر 1: 401).
وجلا في اصطلاح الطب: نظف وطهر.
وجلا المرأة: زينها (كوسج مختار 143).
ففي ابن البيطار (1: 24) في كلامه عن الأرز: يجلو جلاء حسنا، وفي ص24 منه: قوِّتها تجلو وتحلِّل.
جلَّى (بالتشديد): أبان وأوضح (بوشر).
وفي ديوان مسلم بن الوليد: جَلّى بخوف عليهم، حين لجئوا إلى الحصن.
وقد فسرها الشارح بقوله: طلع عليهم بخوف أي حاصرهم فيه. وقد قارن الناشر بينها وبين قولهم جلّى البازي عند لين أجلى: أظهر، كشف (فوك) ويقال: أجلى عنه. وفي كتاب رتجرز (ص175) يجب أن يصحح ضبط الشكل على النحو الآتي: أجْلَت هذه الحروب عن هزيمة ابن السيد.
وأجلى: جلا: كشف الصدأ وصقل.
وأجلى فلانا من ماله: سلبه، ومنعه منه، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص237): إن لم يجد سبيلا إلى تجريحهم طلب أذاهم في غير ذلك حتى يجليهم من أموالهم.
تجَّلى: تكشف وتبين (بوشر).
وتجلت العروس: تزينت وتبرجت (دي ساسي، مختار 1: 243).
وتجلت الأزهار: تفتحت، يقال قد تجلت الأزهار من أكمامها (قلائد مخطوطة أ، 1: 157).
وتستعمل تجلّى فعلا متعديا، يقال تجلَّت المرأة نقابها: كشفته (عبد الواحد 173) وتستعمل تجلّى يدل نتَجَلَّل أي تغطى (المقري 2: 546)، راجع التعليقة في إضافات وتصحيحات، وتجد تجلل هذه في طبعة بولاق أيضاً.
انجلى: أنكشف صدؤه، وانصقل (فوك، بوشر).
وانجلى: تكشف وتبين.
يقال: فانجلت الهزيمة على بغموراسن (تاريخ بني زيان ص95 و) وفي (ص98 و) منه: انجلت الهزيمة عليه.
انجلى: تمالك نفسه، كبح هواه (ألكالا).
اجتلى الشيء: نظر إليه وتأمل وتبصر وأمعن النظر فيه. وتعدى بفي أيضاً، يقال اجتلى في الشيء (عباد 3: 5).
ابن جلا (انظر لين)، ومطلع ابن جلا: الموضع الذي تطلع منه الشمس، مشرق الشمس (المقري 2: 101).
جَلْو، وتجمع على جلوات: شبح، أشباح (الكالا).
جلاء: ضرب من السمك (ياقوت 1: 886).
جَلَوِيّ: إن أهل الأندلس حسب ما يقوله المستعيني يطلقون اسم بياض جلوي على الاسبيداج (معجم الأسبانية ص70)، قارن دواء جَلاء عند لين وجَلاء التي سنذكرها بعد هذا بهذه الكلمة.
جِلْوِى وتجمع جّلاَوِى: نقاب المرأة (فوك).
جَلِية. جَلِيّة خبر: جلاء خبر، بيان خبر، علامة خبر (بوشر).
جلية الخبر: الخبر اليقين، حقيقة الخبر، يقال: ما وقعت له على جلية خبر أي لم استطع الوقوف على حقيقة أمره (بوشر) وأنظر معجم المتفرقات.
جَلاَّء: الذي يجلو أي يصقل ويلمع.
ففي ابن البيطار (1: 187): وهو ملح قطَّاع جلاَّء.
والذي يجلو ويصقل أو يبيض النحاس.
(صفة مصر 16: 466 رقم 1).
ومِجلاة: مِصقل (أنظر جَرّاء في مادة جرى.
جالٍ: الذي جلا عن وطنه ورحل منه، وهاجر، ويجمع على جُلاَّء بالضم أيضاً.
ففي بسام (3:1 ق): فــأصبحــوا طرائد سيوف، وجلاّء حتوف. ويظهر إنه كان يقال في الأندلس أرباب الجالي بمعنى المهاجرين. يحكى ابن الخطيب (ص186 ق): أن ابن المردنيش أمر بمصادرة أموال الذين يهاجرون من أوطانهم. وحصل أن رجلا من شاطبة أفقرته الضرائب هرب إلى مرسيه، فبلغه الخبر أن أولاده قد سجنوا، لان أباهم خالف أمر منع الهجرة (وأخذت الضويعة من أيديهم في رسم الجالي).
وأراد هذا الرجل بعد أحداث ومصائب جرت عليه أن يعود إلى مرسية (ص187 و) (فقيل لي عند باب البلد كيف اسمك؟ فقلت محمد بن عبد الرحمن فأخذني الشرط وحملت (إلى) القابض بباب القنطرة فقالوا هذا من كتبته من أرباب الجالي بكذا وكذا دينار فقلت والله ما أنا إلا من شاطبة وإنما اسمي وافق ذلك الاسم ووصت له ما جرى عليَّ فأشفق وضحك مني وأمر بتسريحي.
غير أني لست على يقين بأن أرباب الجالي تعني المهاجرين، إذ أن هذا الرجل إنما أخذ حين أخذ باعتباره رجلا آخر، فليس هناك ما يحملنا على تفسيره بالمهاجرين، وربما كان معناها: المكلفون بدفع الضرائب، الجالية.
جالية: في اصطلاح الأطباء = جَلاَّء عند لين، محيط المحيط). وجالية: حادث طارئ (فوك).
جالية. الجالية ببابل: أسر بابل، ففي مختارات دي ساسي (9001): كانوا وقت عودهم من الجالية ببابل إلى بيت المقدس ينصبون الخ.
والجالية لا تعني الأسر والسبي فقط وإنما تعني أيضاً: الجزية، والخراج، والضريبة، وما يفرض على العدو من الغلة يحملها إلى الفاتح (بوشر).
تَجَلٍّ: تحول أو تغير الهيئة والوجه.
يقال: تجلَّى الرب أي تجلّى السيد المسيح.
مَجْلَى وتجمع على مجال. وهي في معجم فوك. وهذه الكلمة اللاتينية يراد بها ما يسمى عند العرب منَصَّة أيضاً، وهي: سرير يزين بثياب وفرش تجلس عليه العروس في زينتها سافرة الوجه، وتجلى على زوجها. لأن لفظة مجلى مذكورة بهذا المعنى في معيار الاختبار (ص5، 38) وصوابها المَجْلَى بدل المجلّى.
مُجْلِى: رزين، وقور (الكالا).انجلاء: مثل تَجَلّ: عيد الظهور أو المجوس، عيد الدِنّح أو الغطاس (الكالا).
منجلية: مقرأ، قراية في كنيسة (بوشر) غير إنه سماها في موضع آخر: منجلبة (بالباء الموحدة).
جلو
جلا1 يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جليّ
• جلا الأمرُ: وضَح وظهر "حقيقة جليَّة- أمرٌ جلِيّ- تحدّث عن خطّته بجلاء". 

جلا2/ جلا عن/ جلا من يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا الحقيقةَ: كشفها ووضَّحها "عبَّر بجلاء عمّا يجيش في صدره".
• جلا العدُوَّ عن البلاد: أخرجه منها "جَلاء القوّات المحتلّة- جلا الفقرُ القومَ عن منازلهم".
• جلا المستعمرُ عن الوطن/ جلا المستعمرُ من الوطن: خرج عنه أو منه، ارتحل، نزح " {وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} ". 

جلا3 يَجلُو، اجْلُ، جِلاءً وجَلْوًا، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا السَّيْفَ والفضَّةَ والمرآةَ ونحوَها: صقلها وأزال صدأَها "جَلَت أدوات المطبخ- مرآة مجلوّة- جلا الرّخامَ: ملّسَه- يجلو العلمُ صدأ العقل الإنسانيّ".
• جلا حديثُه الهمَّ عن صدري: أذهبه وأزاله "جلا اللهُ عنك المرضَ".
• جلا الجُرْحَ: نظّفه وطهَّره.
• جلا المرأةَ/ جلا العروسَ: زيّنها.
• جَلَتْ عينيها: اكتحلتْ. 

أجلى/ أجلى عن/ أجلى من يُجلي، أجْلِ، إجلاءً، فهو مُجْلٍ، والمفعول مُجْلًى
• أجلى القومَ: أخرجهم "أجلوا السُّكّان عن مكان القصف- إجلاء الجيش من المنطقة".
• أجلى الأمرَ: أظهره وكشفه "أجلى موقفَه للقاضي".
• أجلى الهمَّ أو المرضَ عنه: فرَّجه، أزاله عنه وكشفه "أجلى اللهُ عنه: يقال في الدُّعاء للمريض".
 • أجلى القومُ عن المكان/ أجلى القومُ من المكان: جَلَوْا، خرجوا عنه أو منه، ارتحلوا، نزحوا. 

اجتلى/ اجتلى عن يجتلي، اجْتَلِ، اجتلاءً، فهو مُجتلٍ، والمفعول مُجتلًى
• اجتلى السِّكِّينَ: صَقَلها.
• اجتلى الأمرَ: كشفه، نظر إليه مستوضحًا "اجتلى منظرًا".
• اجتلى القومُ عن موضعهم: تفرّقوا عنه. 

استجلى يستجلي، اسْتَجْلِ، استجلاءً، فهو مُسْتَجْلٍ، والمفعول مُسْتَجْلًى
• استجلى الأمرَ: استكشفه وطلب توضيحه "استجلى المحامي غوامضَ القضيّة- استجلى ما في نيَّته" ° استجلت العروسُ: ظهرت بكلِّ زينتها. 

انجلى/ انجلى عن ينجلي، انْجلِ، انجلاءً، فهو مُنْجَلٍ، والمفعول مُنجلًى عنه
• انجلى السِّكِّينُ ونحوُه: مُطاوع جلا3: صار لامعًا، انصقل، زال عنه الصّدأ "انجلى السيفُ".
• انجلى اللَّيْلُ: ذهب "انجلى الضبابُ- *ألا أيُّها اللَّيْلُ الطَّويلُ ألا انجلِ*".
• انجلى الصُّبحُ: مُطاوع جلا2/ جلا عن/ جلا من: ظهر، بان، تكشَّف "انجلت الحقيقةُ".
• انجلى الهمُّ عن قلبه: انكشف وزال. 

تجلَّى يتجلَّى، تَجَلَّ، تَجَلّيًا، فهو مُتجلٍّ، والمفعول مُتجلًّى (للمتعدِّي)
• تجلَّى الأمرُ: انكشف واتّضح، بدا للعيان، ظهر "تجلَّتِ في أحسن مظاهرها- {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} " ° تجلّتِ الأزهارُ: تفتَّحت- تجلّتِ العروسُ: تزيّنت وتبرّجت.
• تجلَّى الشَّيءَ: نظر إليه مُشْرِفًا. 

جلَّى يجلِّي، جَلِّ، تجليةً، فهو مُجَلٍّ، والمفعول مُجَلًّى
• جلَّى الفرسُ: سَبَق في الحَلْبة.
• جلَّى الأمرَ: كشفه وأظهره، أبانه وأوضحه " {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلاَّ هُوَ} ".
• جلَّى الهمَّ والكربَ عنه: فرَّجه عنه، أزاله وأذهبه.
• جلَّى القومَ وطنَهم: أخرجهم عنه. 

إجلاء [مفرد]: مصدر أجلى/ أجلى عن/ أجلى من ° إجلاء الجيوش: سحبها- إجلاء القواعد العسكريّة: تركها والخروج منها. 

اجتلاء [مفرد]: مصدر اجتلى/ اجتلى عن. 

استجلاء [مفرد]: مصدر استجلى. 

انجلاء [مفرد]: مصدر انجلى/ انجلى عن. 

تَجَلٍّ [مفرد]: ج تجلِّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تجلَّى.
2 - (سف) إشراق ذات الله وصفاته أو ما ينكشف للقلوب من أسرار أو أنوار الغيوب.
3 - (نف) حالة الغيبوبة والانخطاف. 

تجلية [مفرد]: مصدر جلَّى. 

جالية [جمع]: جج جاليات وجَوالٍ، مف جالٍ: جماعة من النَّاس من موطن واحد تعيش في وطن جديد غير وطنهم الأصليّ "الجاليات العربيَّة في أوربَّا". 

جَلا [مفرد]
• ابن جَلا: السَّيِّد الشَّريف لا يخفى مكانُه "أنا ابن جلا وطلاعُ الثنايا ... متى أضع العمامةَ تعرفوني". 

جَلاء [مفرد]: مصدر جلا1 وجلا2/ جلا عن/ جلا من ° عيد الجَلاء: يوم خروج القوّات الأجنبيّة المحتلّة في بعض الأقطار العربيّة. 

جِلاء [مفرد]:
1 - مصدر جلا3.
2 - كُحْل. 

جلاَّية [مفرد]: اسم آلة من جلا3.
• الجلاَّية الكهربيَّة: آلة للصَّقل وإزالة الصَّدأ "استخدم الجزار الجلاّية في شحذ ساطوره قبل الذبح". 

جَلْو [مفرد]: مصدر جلا3. 

جَلِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلا
 1 ° مِنْ الجَليّ: من الواضح، ممَّا لا يحتاج إلى بيان. 

جَلِيّة [مفرد]: ج جليّات وجلايا: مؤنَّث جَلِيّ: خبر يقين ° بصورة جَليَّة: واضحة- جَليّةُ الأمر: حقيقته- عينٌ جَليَّة: بصيرة، ذات نظرٍ جيِّد. 

مِجْلاة [مفرد]: ج مَجالٍ: اسم آلة من جلا3: مِصْقَلة، أداة تستعمل لصقل الحجر أو المعدن. 
جلو
: (و ( {جَلاَ القَوْمُ عَن المَوْضِعِ) ، وَفِي الصِّحاحِ: عَن أَوطانِهم؛ زادَ ابنُ سِيدَه: (وَمِنْه} جَلْواً {وجَلاءً} وأَجْلَوْا) :) أَي (تَفَرَّقُوا.
(وَفِي الصِّحاحِ: {الجَلاءُ الخُروجُ من البَلَدِ، وَقد} جَلَوْا.
(أَو جَلا مِن الخَوْفِ،! وأَجْلَى من الجَدْبِ،) هَكَذَا فَرقَ أَبو زيْدٍ بَينهمَا. (و) يقالُ: ( {جَلاهُ الجَدْبُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلاهُ عَن وَطَنِه} فَجَلا، أَي طَرَدَه فهَرَبَ. ( {وأَجْلاهُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، كِلاهُما بالألِفِ. يقالُ:} أَجْلَيت عَن البَلَدِ {وأَجْلَيْتهم أَنا} وأَجلَوا عَن القَتِيلِ، لَا غَيْر، انْفَرَجُوا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.

وَمن الثُّلاثي المُتَعدِّي حدِيثُ الحَوْض: ( {فيُجْلَوْن عَنهُ، أَي يُنْفَوْن ويُطْرَدُونَ، هَكَذَا رُوِي؛ والرِّوايَةُ الصَّحيحةُ بالحاءِ المُهْملَةِ والهَمْز.
وَمن الَّلازِمِ قوْلُه تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِم} الجلاءَ} ، ومِن الرباعي المُتَعدِّي: قَوْلُهم: {أَجْلاهُم السُّلْطانُ، أَي أَخْرَجَهم.
وقالَ الرّاغبُ: أَبْرَزَهُم} فَجَلوْا {وأَجْلَوْا.
ومِن كلامِ العَرَبِ: فإِمَّا حَرْبٌ} مُجْلِيةٌ وإمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ، أَي حَرْبٌ تُخْرجكم من دِيارِكُم أَو سِلْم تُخْزِيكم وتُذِلُّكم.
( {واجْتَلاهُ) :) } كأَجْلاهُ.
(و) قالَ أَبو حنيفَةَ: (جَلاَ النَّحْلَ) {يَجْلُوها (} جَلاءً: دَخَّنَ عَلَيْهَا ليَشْتار العَسَلَ) ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النحْلَ والعاسِلَ:
فلمَّا {جَلاَها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ
ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِالله بُهاوالأُيامُ: الدُّخانُ.
(و) جَلا الصَّيقلُ (السَّيفَ والمِرْآةَ) ونحوَهُما (جَلْواً) ، بالفتْح، (} وجِلاءً) ، بالكسْرِ، (صَقَلَهُما) ؛) واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على السَّيْفِ وعَلى المَصْدرِ الأَخيرِ.
(و) مِن المجازِ: جَلا (الهَمَّ عَنهُ) جَلْواً: (أَذْهَبَهُ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ وَلم يَذْكُر المَصْدرَ. (و) مِن المجازِ: جَلاَ (فُلاناً الأَمْرَ) ، أَي (كَشَفَهُ عَنهُ) وأَظْهَرَه؛ وَمِنْه جَلاَ الله عَنهُ المَرَضَ؛ ( {كجَلاَّهُ) ، بالتَّشْديد؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والنَّهارُ إِذا} جَلاَّها} .
قالَ الفرَّاءُ: إِذا جَلَّى الظُّلْمةَ فجازَتِ الكِنايَةُ عَن الظُّلْمَةِ وَلم تذكر فِي أَوَّلِه لأَنَّ معْناها مَعْروف، أَلاَ تَرى أنَّك تقولُ: أَصْبَحــتْ بَارِدَة وأَمْسَتْ عَرِيَّةً وهَبَّتْ شمالاً؛ فكنّ مُؤَنَّثاتٍ لم يَجْرِ لهُنَّ ذكْر لأنَّ معْناهنَّ مَعْروفٌ.
وقالَ الزجَّاجُ إِذا بيَّنَ الشمسَ لأنَّها تبين إِذا انْبَسَطَ.
( {وجلاَ عَنهُ وقَدِ} انْجَلَى) الهمّ والأَمْر ( {وتَجَلَّى) .) يقالُ:} انْجَلَتْ عَنهُ الهُمُوم كَمَا {تَنْجلي الظُّلْمةُ.
وَفِي حديثِ الكُسوف: حَتَّى} تَجَلَّتِ الشَّمسُ، أَي انْكَشَفَتْ وخَرَجَتْ من الكسوفِ.
وقالَ الرّاغبُ: {التَّجَلِّي قد يكونُ بالَّذاتِ نَحْوَ: {والنَّهارُ إِذا} تجَلَّى} ؛ وَقد يكونُ بالأَمْرِ والفِعْلِ نَحْو {فلمَّا تَجَلَّى رَبّه للجَبَل} .
قلت: قَالَ الزجَّاجُ: أَي ظَهَرَ وبانَ، قالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ وقالَ الحَسَنُ: تَجَلَّى بالنُّورِ العَرْش.
(و) جَلاَ (بثَوْبِه) جَلْواً: (رَمَى بِهِ) ؛) عَن الزجَّاج.
(وجَلاَ) :) إِذا (عَلاَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) جَلاَ (العَرُوسَ على بَعْلِها {جَلْوَةً، ويُثَلَّثُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الكسْرِ، (} وجِلاءً) ، ككِتابٍ،) نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي نَصْر، (و) كَذلِكَ ( {اجْتَلاَها) :) أَي (عَرَضَها عَلَيْهِ} مَجْلُوَّةً) ، وَقد {جُلِيَتْ على زَوْجِها.
وَفِي الصِّحاحِ:} جَلَوْتُ العَرُوسَ {جِلاءً} وجَلْوَةً {واجْتَلَيْتُها: نَظَرْتُ إِلَيْهَا مَجْلُوَّةً.
(} وجَلاَها {وجَلاَّها زَوْجُها وَصِيفةً أَو غيرَها: أَعْطاها إيَّاها فِي ذَلِك الوَقْتِ) ؛) التّخْفيفُ عَن الأصمعيّ.
(} وجِلْوَتُها، بالكسْرِ: مَا أَعْطاها) مِن غُرَّةٍ أَو دَراهِمَ؛ وَمن التَّشْديدِ حَديثُ ابنِ سِيْرِين: كَرِهَ أنْ {يَجْلِيَ امْرَأَتَه شَيْئا ثمَّ لَا يَفِيَ بِهِ. ويقالُ: مَا} جِلْوَتُها؛ فيقالُ: كَذَا وَكَذَا.
( {واجْتَلاهُ: نَظَرَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه اجْتِلاء الزَّوْج العَرُوس.
(} والجَلاءُ، كسَماءٍ: الأَمْرُ الجَلِيُّ) البَيِّنُ الواضِحُ؛ تقولُ مِنْهُ: جَلاَ لي الخَبرُ أَي وَضَح؛ هَكَذَا ضَبَطَهُ الجوْهرِيُّ وأَنْشَدَ لزهيرٍ:
فإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ
يَمِينٌ أَو نِقارٌ أَو {جَلاءُ قالَ يُريدُ الإقْرارَ.
قُلْتُ: وضَبَطَه الأزْهريُّ بكسْرِ الجيمِ، وأَرادَ بِهِ البَيِّنةَ والشُّهودَ من} المُجالاةِ، وَقد تقدَّمَ بيانُه فِي قطع.
(و) مِن المجازِ: (أَقَمْتُ) عنْدَه (جَلاءَ يَوْمٍ) ، أَي (بياضَه) ؛) عَن الزجَّاجِ؛ قالَ الشاعِرُ: ماليَ إنْ أَقْصَيْتَنِي من مقْعدِولا بهَذِي الأرْضِ من تَجَلُّدِ إلاَّ جَلاءَ اليومِ أَو ضُحَى غَدِ (و) {الجِلاءُ، (بالكسْرِ: الكُحْلُ) ، وكتابَتُه بالألِفِ عَن ابنِ السِّكِّيت. وَفِي حدِيثِ أُمِّ سَلمة: (أَنَّها كَرِهَتْ للمُعِدِّ أَنْ تَكْتَحِلَ} بالجِلاءِ) ، هُوَ الإثْمدُ.
(أَو كُحْلٌ خاصٌّ) يَجْلُو البَصَرَ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لبعضِ الهُذَلِيِّين، هُوَ أَبو المُثَلِّم:
وأَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلاء
ففَتِّحْ لذَلِك أَو غَمِّض ( {وجَلَّى ببَصَرِهِ} تَجْلِيةً) :) إِذا (رَمَى بِهِ كَمَا يَنْظُرُ الصَّقْر إِلَى الصَّيْدِ؛ قالَ لبيدٌ:
فانْتَضَلْنا وَابْن سَلْمَى قاعِدٌ كعَتِيقِ الطيرِ يُغْضِي {ويُجَلّ أَي} ويُجَلِّي.
(و) {جَلَّى (البازِيُّ تَجْلِيَةً} وتَجَلِّياً) بتَشْديد الْيَاء: (رَفَعَ رأْسَه ثمَّ نَظَرَ) وذلكَ إِذا آنَسَ الصَّيْدَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رأْسِ رَهْوَةٍ
من الطيرِ أَقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُوقالَ ابنُ حَمْزة: {التَّجلِّي فِي الصَّقْر أَنْ يُغْمِض عَيْنَه ثمَّ يَفْتَحها ليكونَ أَبْصَر لَهُ،} فالتَّجَلِّي هُوَ النَّظَر؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة: جَلَّى بصيرُ العَيْنِ لم يُكَلِّلِ
فانقَضَّ يَهْوي من بَعيدِ المَخْتَلِقالَ ابنُ بَرِّي: ويقَوِّي قَوْلَ ابنِ حَمْزة بيتُ لبيدٍ المُتَقدِّم.
( {والجَلا) ، بالفتْحِ (مَقْصُورَةً: انْحِسارُ مُقَدَّمِ الشَّعَرِ) ؛) كتابَتُه بالأَلفِ مِثْل الجَلَه؛ (أَو) هُوَ أنْ يَبْلغَ انْحِسارُ الشَّعَرِ (نِصْفَ الرَّأْسِ، أَو هُوَ دُونَ الصَّلَعِ) ؛) وَقد (} جَلِيَ، كرَضِيَ، {جَلاً، والنَّعْتُ} أَجْلَى {وجَلْواءُ) .) وَفِي صفَتِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه أَجْلَى الجَبْهةِ؛ وَقد جاءَ ذلِكَ فِي صفَةِ الدجَّالِ أَيْضاً.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: إِذا انْحَسَرَ الشَّعَرُ عَن نصفِ الرأْسِ ونحوِهِ فَهُوَ أَجْلَى، وأَنْشَدَ:
مَعَ} الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ (وجَبْهَةٌ {جَلْواءُ واسِعَةٌ.
(وسَماءٌ جَلْواءُ: مُصْحِيَةٌ) ، كجَهْواء؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكِسائي.
وكَذلِكَ لَيْلَةٌ جَلْواءُ إِذا كانتْ مُصْحِيَةٌ مُضِيئَةٌ.
(و) قيل: (} الأَجْلَى الحَسَنُ الوجهِ الأنْزعُ.
(و) مِن المجازِ: (ابنُ جَلاَ الوَاضِحُ الأَمْرِ) ؛) قالَ سُحَيْم بنُ وَثِيل الرّياحِي:
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا
مَتى أَضَعُ العِمامَةَ تَعْرِفُونيوقدِ اسْتَشْهَدَ الحجَّاجُ بقوْلِه هَذَا وأَرادَ: أَي أَنا الظاهِرُ الَّذِي لَا أَخْفى وكلُّ أَحدٍ يَعْرِفُني. يقالُ ذلكَ للرَّجُلِ إِذا كانَ على الشّرف بمكانٍ لَا يَخْفى؛ ومِثْلُه قَوْلُ القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا
أَخو خَناسِيرَ أَقُودُ الجَمَلاوقالَ سِيْبَوَيْه: جَلا فِعْل ماضٍ، كأنَّه بمعْنَى جَلا الأُمورَ أَي أَوْضَحَها وكَشَفَها.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ عيسَى بنُ عُمَر إِذا سُمِّي الرجلُ بقَتَلَ أَو ضَرَبَ ونحوِهِما لَا يُصْرَف واسْتَدَلّ بِهَذَا البيتِ.
وقالَ غيرُهُ: يَحْتَمِل هَذَا الْبَيْت وَجْهاً آخَرَ، وَهُوَ أنّه لم يُنوِّنه لأنَّه أَرادَ الحِكايَةَ، كأنَّه قالَ: أَنا ابنُ الَّذِي يقالُ لَهُ جَلا الأُمور وكَشَفَها فلذلِكَ لم يَصْرِفْه.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قوْلُه لم يُنوِّنْه لأنَّه فِعْلٌ وفاعِلٌ.
(كابنِ أَجْلَى) ؛) وَمِنْه قوْلُ العجَّاج:
لاقَوْا بهِ الحجاجَ والإِصْحارَا
بِهِ ابْن أَجْلَى وافَقَ الإسْفارَابه أَي بذلك المَكانِ، وقوْلُه الإصْحارَ: أَي وَجَدُوه مُصْحِراً. ووَجَدُوا بِهِ ابنَ أَجْلَى كَمَا تقولُ: لَقِيْت بِهِ الأسَدَ.
(و) ابنُ جَلا: (رجُلٌ م) مَعْروفٌ من بَني لَيْث كَانَ صاحِبَ فتْكٍ يَطْلعُ فِي الغاراتِ مِن ثَنِيَّةِ الجَبَلِ على أَهْلِها، سُمِّي بذلِكَ لوُضُوح أَمْرِه.
(! وأَجْلَى يَعْدُو) :) أَي (أَسْرَعَ) بعضَ الإسْراعِ.
(و) أَجْلَى: (ع) بينَ فلجة ومَطْلعِ الشمسِ فِيهِ هُضَيْباتٌ حُمْر وَهِي تُنْبِتُ النّصِيَّ والصِّلِّيانَ، والصَّوابُ فِيهِ أَجَلَى، كجَمَزَى بالتحريكِ، وَقد تقدَّمَ لَهُ فِي اجل، وَهُنَاكَ مَوْضِعه وتقَدَّمَ الشاهِدُ فِيهِ. ( {وجَلْوَى، كسَكْرَى: ة.
(و) } جَلْوَى: (أَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ خُفاف بنِ نُدْبة؛ قالَ:
وقَفْتُ لَهَا جَلْوَى وَقد قامَ صُحْبتي
لأَبْنِيَ مَجْداً أَو لأَثْأَرَ هالِكاوأَيْضاً فَرَسُ قِرْواشِ بنِ عَوْفٍ وَهِي الكُبْرى، قالَهُ الأصْمعيُّ.
وأَيْضاً فَرَسٌ لبَني عامِرِ بنِ الحارِثِ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي فِي أنسابِ الخيلِ: جَلْوَى فَرَسٌ كانتْ لبَني ثَعْلَبة بن يَرْبُوع، وَهُوَ ابنُ ذِي العِقال، قالَ: وَله حدِيثٌ طويلٌ فِي حرْبِ غَطَفان.
وأَيْضاً فَرَسُ عبْدِالرحمانِ بنِ صَفْوان بنِ قدامَةَ، وقتيبَةَ بنِ مُسْلم وَهِي الصُّغْرى، والصّراع بنِ قَيْس بنِ عدِيَ.
( {والجَلِيُّ، كغَنِيِّ: الواضِحُ) من الأُمورِ، وَهُوَ ضِدُّ الخَفِيِّ. ويقالُ: خَبَرٌ} جَلِيٌّ، وقياسٌ جَلِيٌّ؛ وَلم يُسْمَع فِيهِ {جالٍ، قالَهُ الرّاغبُ.
(و) يقالُ: (فَعَلْتُه من} أَجْلاكَ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ: أَي من أَجْلِكَ.
( {والجالِيَةُ) :) الَّذين جَلَوْا عَن أَوْطانِهم: يقالُ: فلانٌ اسْتُعْمِل على} الجالِيَة، أَي على جِزْيَةِ (أَهْلِ الذِّمَّةِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وإنَّما سُمّوا بذلِكَ (لأنَّ عُمَرَ) بنَ الخَطَّابِ، (رِضَي الله تَعَالَى عَنهُ، {أَجْلاهُمْ عَن جَزِيرَةِ العَرَبِ) لمَا تقدَّمَ مِن أَمْرِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم فسُمُّوا} جالِيَةً ولَزِمَهم هَذَا الاسمُ أَيْنَ حَلُّوا، ثمَّ لَزِمَ كلّ مَنْ لَزِمَتْه الجِزْيَةُ من أهْلِ الكِتابِ بكلِّ بلَدٍ وَإِن لم {يُجْلَوْا عَن أَوْطانِهم.
(و) يقالُ: (مَا} جِلاؤُهُ، بالكسْرِ: أَي بِمَاذَا يُخاطَبُ مِن) الأسْماءِ و (الألْقابِ الحَسَنةِ) فيعظُم بِهِ.
( {واجْلَوْلَى: خَرَجَ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(ومحمدُ بنُ) الحَسَنِ بنِ (} جَلْوانَ) الخليليُّ البُخارِيُّ عَن صالحِ جَزَرَةَ؛ ضَبَطَه الحافِظُ بالكسْرِ.
( {وجَلْوانُ بنُ سَمُرَةَ) بنِ مَاهان بنِ خاقَان بنِ عُمَر بنِ عبْدِالعَزيزِ بنِ مَرْوان الأُمويُّ البُخارِيُّ الرحَّالُ سَمِعَ أَبا بكْرِ بن المُقْرِىء، وَعنهُ ابْنُه جعيد؛ (ويُكْسَرُ) ضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، وَفِي الأوَّل بالكسْرِ؛ وَكَذَا الصَّاغانيُّ.
وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ يَقْتضِي أنَّ الكسْرَ فِي الثَّانِي، فَلَو قالَ محمدُ بنُ جَلْوانَ ويُكْسَر وجِلْوان بنُ سَمُرَة، (مُحدِّثانِ) لأصابَ المحزَّ.
(وابنُ} الجَلاَّ، مُشَدَّدَةً مَقْصورَةً: مِن كبارِ الصُّوفيةُ) ، هُوَ أَبو عبدِ اللَّهِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَلاَّ البَغْداديُّ نَزَلَ الشامَ وسَكَنَ الرَّمْلة وصَحِبَ ذَا النّونِ المِصْري وأَبا تُرابٍ النَّخْشبيّ، تُوفي سَنَة 306.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَالَةُ: مثْلُ الجالِيَةِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
} واجْتَلى النَّحْل {اجْتِلاءً مثْلُ} جَلاَها، وَبِه يُرْوَى قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السَّابِق:
فلمَّا {اجْتَلاها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ} وجَلْوَةُ النَّحْل: طَرْدُها بالدُّخانِ.
وجَلا: إِذا اكْتَحَل؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وجَلا لَهُ الخَبَرُ: وَضُحَ.
! والجِلاءُ، بالكسْرِ: الإقْرارُ؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ زُهيرٍ السَّابِق. {والجَلِيَّةُ الخَبَرُ اليَقِين. يقالُ: أَخْبرني عَن} جَلِيَّةِ الأمْرِ أَي عَن حقِيقَتِه؛ قالَ النابغَةُ:
وآبَ مُضِلُّوه بغيرِ {جَلِيَّةٍ
وغُودِرَ بالجَوْلانِ جَرْمٌ ونائِلُأَي جاءَ دافِنُوه بخَبرِ مَا عايَنُوه.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} الجليَّةُ البَصيرَةُ، يقالُ عينٌ {جَلِيَّةٌ؛ قالَ أَبو دُوَاد:
بَلْ تَأَمَّلْ وأَنتَ أَبْصَرُ منِّي
قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَينٌ جَلِيَّةْوهو} يُجَلِّي عَن نفْسِه: أَي يُعَبِّر عَن ضَمِيرِه.
{والجِلِّيان، كصِلِّيان: الإظْهارُ والكَشْفُ.
} واجْتَلَى السَّيْف لنَفْسِه؛ وَمِنْه قَوْلُ لبيدٍ:
{يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ ويَجوزُ فِي الكُحْلِ} الجَلاَ {والجِلاَ، بالفتْحِ والكسْر مَقْصوراً، فالفتْحُ والقَصْر عَن النحَّاس وابنِ وَلاَّد وَبِهِمَا رَوَيا قَوْلَ الهُذَليّ السَّابِق، وضَبَطَه المُهلّبيُّ كسَحابٍ وَبِه رَوَى البَيْتَ المَذْكُورَ.
} وجَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ: زَيَّنَتْها.
وجَلاَ الجَبينَ {يَجْلَى} جَلاً: لُغَةٌ فِي جَلِيَ، كرَضِيَ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
! والمَجالِي: مَا يُرَى من الرأْسِ إِذا اسْتَقْبَلْت الوَجْه؛ قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعسيُّ، واسْمُه عبدُاللَّهِ بنُ رِبْعيّ: قالتْ سُلَيْمى إِنَّنِي لَا أَبْغِيهْأَراهُ شيْخاً ذَرِئَتْ {مَجالِيهْ يُقْلي الغَواني والغَوانِي تَقْلِيهْ قالَ الفرَّاءُ: الواحِدُ} مَجْلىً واشْتِقاقُه من الجَلا، وَهُوَ ابْتِداءُ الصَّلَعِ إِذا ذَهَبَ شَعَرُ رأْسِه إِلَى نصْفِه.
وقالَ الأصْمعيُّ: {جالَيْتُه بالأَمْرِ وجالَحْتُه إِذا جاهرْته، وأَنْشَدَ:
مُجالحَة لَيْسَ} المُجالاةُ كالدَّمَسْ {وتَجَالَيْنا: انْكَشَفَ حالُ كلِّ واحِدٍ منَّا لصاحِبِه.
} واجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَن رأْسِي: إِذا رَفَعْتها مَعَ طَيِّها عَن جَبِينك؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وابنُ {أَجْلَى: الأَسَدُ، وأَيْضاً الصُّبْح، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ العجَّاجِ.
} وأَجْلَى عَنهُ الهَمَّ: إِذا فَرَّجَ عَنهُ؛ نَقَلَه الليْثُ.
{وجُلَيُّ، كسُمِيَ: ابنُ أَحْمس بنِ ضبيعَةَ بنِ نزارٍ، بَطْنٌ مِن العَرَبِ مِن ولدِهِ جماعَةُ عُلماء شُعَراء؛ قالَ المُتَلَمس:
يكونُ نَذِيرٌ من وَرَائِي جُنَّةً
ويَنْصُرُني منْهُمْ} جُلَيَ وأَحْمَسُ! والتَّجَلِّي عنْدَ الصُّوفيةِ مَا يَنْكَشفُ للقُلوبِ مِن أَنْوارِ الغيوبِ وَهُوَ ذاتيٌّ وصفاتي، وَلَهُم فِي ذَلِك تَفاصِيلُ ليسَ محلّها هُنَا. {والجاليةُ: قَرْيَةٌ بالدقهلية بالقُرْبِ مِن المَنْصورَةِ، وَمِنْهَا الشيخُ شَهابُ الدِّيْن أَحمدُ بنِ محمدٍ} الجاليُّ الشافِعِيُّ المُدرِّسُ بالجامِعِ الكبيرِ بالمَنْصورَةِ، وَهُوَ مِن أَقْرانِ مَشايخِنا.
{وجُوَيْليُّ، مُصَغّراً: اسمٌ.
} وجِلاوَةُ، بالكسْرِ: قَبيلَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليٌّ بنُ عبدِ الصَّمدِ المالِكِيُّ {الجِلاوِيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بمِصْرَ، ماتَ سَنَة 782؛ ضَبَطَه الحافِظُ.

جلو

1 جَلَا, (S, Mgh, Msb,) [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ, (Msb,) It (a thing, and (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh, or (assumed tropical:) information, or tidings, Msb,) was, or became, clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered, (Mgh, Msb,) للِنَّاسِ to men, or the people; (Msb;) as also ↓ تجلّى, said of a thing: (S, Mgh, Msb:) it ((assumed tropical:) information, or tidings, S, Msb, or (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh,) was, or became, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident, (S, Mgh, Msb,) لِى to me, (S,) or لِلنَّاسِ to men, or the people. (Msb.) One says, الشَّمْسُ ↓ تجلّت The sun became unobscured, or exposed to view, and ceased to be eclipsed. (TA from a trad.) Er-Rághib says that ↓ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى is sometimes by the thing itself; as in the phrase [in the Kur xcii. 2], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [By the day when it becometh clear, &c.]: and sometimes, by the case, and the action; as in the saying [in the Kur vii. 139], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [And when his Lord became manifested to the mountain]: Zj says that the meaning in this instance is, appeared, and so say the Sunnees; El-Hasan says that the meaning is, تجلّى بِالنُّورِ العَرْشِ [became manifested by light, the light of the empyrean]. (TA.) b2: جَلَا, [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and جَلْوٌ; (K;) and ↓ اجلى; (S, Mgh, Msb, K;) He, (a man, Msb,) or they, (a company of men, Mgh, Msb,) went forth, or emigrated, (S, Mgh, Msb,) عَنِ البَلَدِ from the country, or town, (S, Msb,) and عَنْ

أَوْطَانِهِمْ from their homes: (S, Mgh:) [like جَلَّ:] or they (a company of men) dispersed themselves, or became dispersed, عَنِ المَوْضِعِ, and مِنْهُ, from the place: (K:) or جلا means, in consequence of fear: and ↓ اجلى, in consequence of drought: (Az, K:) or مَنْزِلَهُمْ ↓ أَجْلَوْا signifies they left their place of abode in consequence of fear; the verb in this case being trans. by itself: but if they have left for some other reason than fear, you say, عَنْ مَنْزِلِهِمْ: (Msb:) accord. to IAar, جَلَا signifies he fled, being driven away, from his home. (TA.) [See also 12.] b3: جَلِىَ, aor. ـَ inf. n. جَلًا, He had that degree of baldness which is termed ↓ جَلًا; (K;) i. e. baldness of the fore part of the head; (S, K;) like جَلَهٌ: (S:) or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ. (K.) And جَلا الجَبِينِ, inf. n. جَلًا, signifies the same as جَلِىَ [The part above the temple became bald]. (A'Obeyd, TA.) A2: جَلَاهُ, [aor. ـُ inf. n., app., جِلَآءٌ, or perhaps جَلَآءٌ, but the former seems to be indicated by what follows;] (S, Mgh, Msb;) and ↓ جلّاهُ; (MA;) He made it, or rendered it, clear, or unobscured; exposed it to view, displayed it, laid it open, disclosed it, or uncovered it; (S, Mgh, MA;) namely, a thing: (S, Mgh:) he made it, or rendered it, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident; (S, Mgh, Msb, MA;) namely, (assumed tropical:) an affair, (Mgh,) or (assumed tropical:) information, or tidings. (Msb.) You say, جَلَا العَرُوسَ, inf. n. جِلَآءٌ and جِلْوَةٌ (S, Msb, K) and جَلْوَةٌ (Msb, K) and جُلْوَةٌ; (K;) and ↓ اجتلاها; (S, Msb, K;) He displayed the bride, عَلَى بَعْلِهَا to her husband: (K:) or he looked at the bride displayed: (S:) and you say also, جُلِيَتْ عَلَى

زَوْجِهَا (TA) She mas shown to her husband, and he looked at her displayed: (Har p. 30:) and جَلَاهَا زَوْجُهَا Her husband presented, or gave, to her a female slave (S, K) or some other thing at the time of her being displayed to him; as also ↓ جلّاها: (K:) and جَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ The female hairdresser adorned the bride [to display her to her husband]. (TA.) You also say, جَلَا فُلَانٌ الأَمْرَ (tropical:) Such a one displayed, discovered, disclosed, revealed, or manifested, the affair, or case; as also ↓ جلّاهُ, and جَلَا عَنْهُ: (K, * TA:) or جَلَا فُلَانًا الأَمْرِ he displayed, discovered, &c., to such a one the affair, or case; as also ↓ جلّاه [i. e. جلّاهُ الأَمْرَ], and جَلَا عَنْهُ [i. e. جلا عنه الأَمْرَ or جلا فُلَانًا عَنِ الأَمْرِ]. (So accord. to the CK and my MS. copy of the K. [The reading in the TA is, in my opinion, preferable to the latter.]) And السَّاعَةَ ↓ اَللّٰهُ يُجَلِّى (assumed tropical:) God will make manifest the hour, or time of the resurrection; or will make it to appear. (K in art. جلى: [but it belongs to the present art.:]) so in the Kur vii. 186. (TA.) And عَنْ نَفْسِهِ ↓ هُوَ يُجَلِّى (assumed tropical:) He declares, or explains, his mind. (S.) b2: جَلَوْتُ السَّيْفَ, inf. n. جِلَآءٌ, (S, Msb, K, [in the CK جَلاء, but it is]) with kesr, (S, Msb,) and جَلْوٌ, (K,) I removed, or cleared off, the rust from the sword; (Msb;) I polished, or furbished, the sword; (S, K;) and المِرْآةَ the mirror; (K;) and the like; (TA;) [as, for instance,] الفِضَّةَ the silver; and so جَلَيْتُهَا. (K in art. جلى.) And جَلَوْتُ بَصَرِى بِالكُحْلِ [I cleared my sight with collyrium]: (S:) [whence,] جَلَا He applied collyrium to his eye or eyes. (IAar, TA.) and جَلَوْتُ هَمِّى عَنِّى (tropical:) I removed my anxiety, or caused it to depart, from me: (S, K, * TA: *) and عَنْهُ الهَمَّ ↓ اجلى (assumed tropical:) He removed, or cleared away, from him anxiety. (Lth, TA.) and جَلَا اللّٰهُ عَنْهُ المَرَضَ (assumed tropical:) God removed from him the disease. (TA.) b3: جَلَاهُمْ, and ↓ اجلاهم, (S, Mgh,) or جَلَاهُ, and ↓ اجلاهُ, (Msb, K,) and ↓ اجتلاهُ, (K,) He, (a man, S, Msb, or the Sultán, Mgh,) or it, (drought, K,) caused them, or him, to go forth, or emigrate; or expelled them, or him; or drove them, or him, forth; (S, Mgh, Msb, K;) [from their homes, or from his home.] And جَلَا النَّحْلِ, inf. n. جِلَآءٌ, or جَلَآءٌ, (accord. to different copies of the K,) and جلوة [thus written without any syll. signs]; and ↓ اجتلاها; (TA;) He smoked [out] the bees, in order to collect the honey; (K;) he drove away the bees by means of smoke. (TA.) 2 جلّى: see 1, in six places.

A2: Also, inf. n. تَجْلِيَةٌ and تَجْلِىٌّ, He (a hawk, or falcon,) raised his head, and looked, (K, TA,) seeing the prey: (TA:) or he (a hawk) closed his eyes, and then opened them, in order to see more clearly. (Ibn-Hamzeh, TA.) b2: And [hence,] جلّى بِبَصَرِهِ, inf. n. تَجْلِيَةٌ, He cast his eyes (S, K) like the hawk looking at the prey. (S.) A3: [جلّى is also mentioned (in Har p. 161), on the authority of Mtr, as signifying He, or it, outstripped; from المُجَلِّى

meaning “ the first of the horses in a race; ” but as being not known in this sense on any other authority.]3 جَالَيْتُهُ بِالأَمْرِ, inf. n. مُجَالَاةٌ, I acted openly with him in the affair; as also جَالَحْتُهُ. (S.) 4 اجلى as an intrans. v.: see 1, in two places. b2: أَجْلَوْ عَنِ القَتِيلِ They cleared themselves away, or removed, from the slain person. (S, Mgh, Msb, TA.) b3: اجلى يَعْدُو He hastened, running: (K:) or hastened somewhat, running: (TA:) or اجلى signifies he became distant, or remote, and hastened. (So accord. to some copies of the K, where we find وَأَجْلَى بَعُدَ وَ أَسْرَعَ instead of وَ أَجْلَى

يَعْدُو أَسْرَعَ.) A2: As a trans. v.: see 1, in four places.5 تجلّى: see 1, in three places: b2: and see also 7.

A2: تجلّى الشَّىْءَ He looked at the thing, (K in art. جلى,) standing upon a higher position. (TA.) [See also 8.]6 تَجَالَيْنَا Our states, or conditions, became disclosed to each other; the state, or condition, of each of us to the other. (S.) 7 انجلى It became removed, or cleared away; said of anxiety, (S, K, * TA,) and of an affair [&c.]; as also ↓ تجلّى. (K, * TA.) You say, انجلى عَنْهُ الهَمُّ Anxiety became removed, or cleared away, from him, (S,) كَمَا تَنْجَلِى الظُّلْمَةُ like as the darkness becomes removed, or cleared away. (TA.) 8 اجتلاهُ He looked at him, or it. (K.) [See also 5.] Hence, اجتلى العَرُوسَ, explained above: see 1. (TA.) b2: See also 1 in two other places, last two sentences. b3: اِجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَنْ رَأْسِى

I raised the turban, while folding it, from the side of my forehead (عَنْ جَبِينِى): (S:) [like جَلَهْتُهَا.]

A2: اجتلى It became polished, or furbished; said of a sword [&c.]. (TA.) 12 اجلولى He went forth, or emigrated, from one country, or town, to another. (IAar, K.) [See also 1.]

اِبْنُ جَلَا (tropical:) A man who is well known, celebrated, or notable; (Mgh;) of whom it is said, جَلَا الأُمُورَ, i. e. he has made affairs clear, unobscured, or manifest; (S, Mgh;) or جَلَا أَمْرُهُ, i. e. his case has become clear, unobscured, or manifest: (Mgh:) or one whose case is clear, apparent, plainly apparent, or manifest; (K, TA;) as also ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (K:) applied to a man who is upon an elevated and conspicuous place; and applied by El-Hajjáj to himself, as meaning that he was one whom every one knew: (TA:) and also, (K,) for this reason, (TA,) the name of a certain man, (S, K,) well known, (K,) of the Benoo-Leyth, who was a person of great daring. (TA.) A poet says, (S,) namely, Soheym Ibn-Wetheel Er-Riyáhee, (TA,) أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا مَتَى أَضِعَ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِى

[I am a man well known, celebrated, or notable, &c.; and he who rises to eminences, or who is accustomed to embark in, or surmount, lofty and difficult things: when I put down the turban, ye will know me]. (S, TA.) Sb says, (TA,) جلا in this case is a verb in the pret. tense: 'Eesà Ibn-'Omar says that when a man is named قَتَلَ or ضَرَبَ or the like, the word is imperfectly decl.; and he adduces, in evidence, this verse: others say that جلا may be here without tenween because it is imitative of a phrase, as though the poet said, أَنَا ابْنُ الَّذِى يُقَالُ لَهُ جَلَا الأُمُورِ: (S, TA:) accord. to IB, it is without tenween because it is a verb with its agent [implied in it]. (TA.) b2: Accord. to some, it signifies (assumed tropical:) The daybreak, or dawn; (Har p. 498;) and so ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (TA:) accord. to Hamzeh, (assumed tropical:) the beginning of day: and accord. to some, (assumed tropical:) the moon. (Har ubi suprà) جَلًا: see 1, voce جَلِىَ: A2: and see جِلَآءٌ.

جِلًا: see جِلَآءٌ.

جِلْوَةٌ A female slave, (S, K,) or some other thing, (K,) that is presented, or given, by the husband to his bride at the time of her being displayed to him. (S, * K.) One says, مَا جِلْوَتُهَا [What is her bridal present?]; and is answered, “ Such a thing. ” (S.) جَلَآءٌ A thing, an affair, or a case, that is apparent, manifest, plain, or evident. (S, K, TA.) b2: And Acknowledgment, or confession: so in the saying of Zuheyr: فَإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلَاثٌ يَمِينٌ أَوْ نِفَارٌ أَوْ جَلَآءٌ [For verily the means of deciding the truth are three: an oath, and incongruity of circumstances, and acknowledgment, or confession]: (S:) but Az writes the last word ↓ جِلَآء, with kesr to the ج, as meaning an evidence, or a proof, and witnesses; from مُجَالَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) b3: أَقَمْتُ عِنْدَهُ جَلَآءَيَوْمِى, (K, TA,) or جَلَآءَ يَوْمٍ, (so in some copies of the K,) [I remained with him, or at his abode,] during the whiteness of my, or a, day. (Zj, K, TA.) A2: See also the next paragraph.

جِلَآءٌ: see the paragraph next preceding.

A2: Also, (S, Mgh, K,) written by El-Muhellebee ↓ جَلَآءٌ, (TA,) and ↓ جَلًا, which is more correct than the first, (Mgh,) or it is allowable, as also ↓ جِلًا, the former of the last two mentioned on the authority of En-Nahhás, (TA,) Collyrium: (S, K:) or a particular kind thereof, (K, TA,) that clears the sight; (TA;) [i. e.] i. q. إِثْمِدٌ [antimony, or an ore of antimony]; (Mgh, TA;) so called because it clears the sight. (Mgh.) A3: مَاجِلَاؤُهُ What is his honourable name, or surname, (S,) or his good surname, (K,) by which he is addressed? (S, K.) جَلِىٌّ Clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered: apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident: (S, Msb, K, TA:) جَالٍ thus used has not been heard. (Er-Rághib, TA.) It is applied as an epithet to information, or tidings, (Msb, TA,) and to analogy, or rule. (TA.) b2: عَيْنٌ جَلِيَّةٌ A seeing eye. (IB, TA.) جَلِيَّةٌ Sure information or tidings. (S.) b2: أَخْبَرَنِى عَنْ جَلِيَّةٌ الأَمْرِ He informed me of the true, or real, state of the affair, or case. (TA.) دَوَآءٌ جَلَّآءٌ [A medicine that clears the complexion or skin]. (K voce فُوَّةٌ, &c.) جِلِيَّانٌ The act of rendering apparent, open, manifest, plain, or evident: rendering clear, or unobscured; exposing to view, displaying, laying open, disclosing, or uncovering. (TA.) جَالٍ Going forth, or emigrating, from his country, or town: [like جَالٌّ:] and so جَالِيَةٌ, applied to a company of people; [as also جَالَّةٌ;] (Msb;) or to people who have gone forth, or emigrated, from their homes; (S;) and particularly to those tributaries, (Mgh, Msb,) namely, certain Jews, (Mgh,) whom 'Omar expelled from the country of the Arabs; (Mgh, Msb;) and afterwards, to such as have the poll-tax imposed upon them, of the people of the Bible, and of the Magians, though not having emigrated from their homes; (Mgh;) [i. e.] the free non-Muslim subjects of a Muslim government; because they were expelled by 'Omar from Arabia; (K;) the word being fem. because denoting a جَمَاعَة; (Mgh;) and its pl. is جَوَالٍ. (Mgh, Msb.) b2: Hence, (Msb,) ↓ جَالِيَةٌ [as a subst.] is applied to The poll-tax that is exacted from the persons last mentioned above; (S, Mgh, Msb;) as also جَالَّةٌ: (S:) first, in this sense, applied to that which was exacted from the people expelled from Arabia by 'Omar. (Msb.) You say, اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى

الجَالِيَةِ [Such a one was employed as collector of the poll-tax]. (S, Mgh, Msb.) A2: See also جَائِلٌ, in art. جول.

جَالِيَةٌ (as a subst.): see what next precedes.

أَجْلَى Having that degree of baldness which is termed جَلًا; i. e. baldness of the fore part of the head: or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ: (K:) or baldness of half of the head, and the like: (A'Obeyd, TA:) fem. جَلْوَآءٌ. (K.) [See أَجْلَحُ.] b2: Beautiful, or handsome, in face, bald in the sides of the forehead. (K.) b3: جَبْهَةٌ جَلْوَآءُ A wide forehead. (K.) b4: سَمَآءٌ جَلْوَآءٌ (assumed tropical:) A cloudless sky: (Ks, S, K:) and لَيْلَةٌ جَلْوَآءُ (assumed tropical:) a cloudless, bright, night. (TA.) b5: اِبْنُ أَجْلَى: see اِبْنُ جَلَا, in two places. b6: Also (i. e. ابن اجلى) (assumed tropical:) The lion. (TA.) A2: فَعَلْتُهُ مِنْ

أَجْلَاكَ, and ↓ إِجْلَاكَ, I did it on account of thee, for thy sake, or because of thee; syn. مِنْ أَجْلِكَ. (K.) فَعَلْتُهُ مِنْ إِجْلَاكَ: see what next precedes.

مَجْلًى sing. of مَجَالٍ, which signifies The fore parts of the head, which are the [first] places of baldness: (Fr, S:) or what is seen of the head when one fronts the face. (TA.) مُجْلٍ [act. part. n. of 4. Hence,] فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيَةٌ وَ إِمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ And either war that shall cause you to emigrate, or abasing peace. (TA.) المُجْلِّى The first of the horses in a race. (K in art. جلى.)

ودع

(ودع) (يودع) دعة ووداعة سكن وَاسْتقر وترفه فَهُوَ وديع
(ودع) : الدَّعَةُ: تِبْنُ الطَّهَفِ، وهو شَجَرٌ دَقِيقٌ، وبَزْرُه صِغرٌ حُمْرٌ، يُتَّخَذُ منه خُبْزٌ كأَنَّه خُبْزُ الأُرْز.
ودع: الوداع [الودع]: الترك. {ما ودعك}: ما تركك، ومنه الوداع. 
(ودع) الْمُسَافِر النَّاس فارقهم محييا لَهُم وَالنَّاس الْمُسَافِر شيعوه محبيين لَهُ متمنين لَهُ دعة يصير إِلَيْهَا إِذا قفل وَالشَّيْء تَركه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا وَدعك رَبك} وصانه فِي صوانه وَيُقَال ودع الثَّوْب جعله فِي صوان يصونه وَالصَّبِيّ وضع فِي عُنُقه الودع وفرسه رفهه فَهُوَ مُودع ومودوع (على غير قِيَاس)
ودع
الدّعة: الخفض. يقال: ودعت كذا أدعه وَدْعاً. نحو: تركته، وادعا وقال بعض العلماء:
لا يستعمل ماضيه واسم فاعله وإنما يقال: يَدَعُ ودَعْ ، وقد قرئ: (ما وَدَعَكَ ربّك) [الضحى/ 3] ، وقال الشاعر:
ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الحبّ حتى ودعه
والتودّع: ترك النّفس عن المجاهدة، وفلان متّدع ومتودّع، وفي دعة: إذا كان في خفض عيش، وأصله من التّرك. أي: بحيث ترك السّعي لطلب معاشه لعناء، والتّوديع أصله من الدّعة، وهو أن تدعو للمسافر بأن يتحمّل الله عنه كآبة السّفر، وأن يبلّغه الدّعة، كما أنّ التّسليم دعاء له بالسّلامة فصار ذلك متعارفا في تشييع المسافر وتركه، وعبّر عن التّرك به في قوله: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
[الضحى/ 3] ، كقولك: ودّعت فلانا نحو: خلّيته، ويكنّى بالمودع عن الميّت، ومنه قيل: استودعتك غير مودع، ومنه قول الشاعر:
ودّعت نفسي ساعة التّوديع
و د ع

دعه يفعل كذا، وما ينبغي أن تدعه. ووادعه موادعة: تاركه العداوة. وتوادعوا. وأودعته الوديعة والودائع، واستودعته إياها. وهو في خفض ودعة، وقد ودع وداعة، واتّدع وتودّع. وقال عمر بن أبي ربيعة:

تودّع من نساء الناس طراً ... فــأصبح خالصاً بكم يهيم

وفي الحديث: " فقد تودّع منهم " ورجل وديع ووادع ومتدع ومتودع. ونال الملك وادعاً: من غير كلفة. وودّع الثوب توديعاً، وتودّعه: صانه في الميدع وهو الصّوان. قال الراعي:

ثناء تشرق الأحساب منه ... به نتودّع الحسب المصونا

وهذا الجمل يودّع للفحلة: يصان.

ومن المجاز: أودعته سرّي. وأودع الوعاء متاعه. وأودع كتابه كذا. وأودع كلامه معنى حسناً. قال:

أستودع العلم قرطاساً فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس

وسقطت الودائع: الأمطار، لأنها أودعت السحاب. وفلان وديع: للساكن الطائر استعير من المستريح. قال حسان:

وديع وسهل للصديق وإنه ... ليعدل رأس الأصيد المتمايل
ودع
هو مِيْدَاعَةٌ ومُتَّدِعُ: أي صاحِبُ دَعَةٍ وخَفْضٍ، وقد وَدُعَ وَدَاعَةً وهو وادِعٌ ووَدِيْعٌ. واتَّدَعَ تُدَعَةً - على وَزْنِ تُخَمَةٍ - وعليك بالمَوْدُوْعِ، ولا فِعْلِ منه، كما يُقال: المَعْسُوْر. وَوَدَّعْتُ الثَّوْبَ وتَوَدَّعْتُه: صُنْتَه في مِيْدَعٍ، والمِيْدَعُ: يكون ما يُجْعَلُ وقايَةً لغَيْرِه. ويُوْصَفُ به الثَّوبُ المُبْتَذَلُ أيضاً.
ووَدَّعْتُه: تَرَكْتَ إخاءه، وهو من الوَدَاع، ويُقال: لم أُدَعْ وَرائي: أي لم أُتْرَكْ، وأصْلُه، أُوْدَعْ. وهو يَدَعُ كذا، ولا يُقال وَدَعَ إِلاًّ في ضَرورةٍ. والوَدْعُ: مَنَاقِفُ صِغَارٌ تَخْرُجُ من البَحْر. وَوَدْعُ: اسْمٌ من أسماء اليَرْبُوْع. والمُوَادَعَةُ: المُنَاطَقَةُ. والمُصَالَحَةُ أيضاً.
وأوْدَعُ: اسْمٌ للغَرَضِ، يُقال: أنا أوْدَعُ لكَ من كُلِّ شَيْءٍ. والوَدَائعُ: الأمْطَار. والأوْدَعُ من القَنَافِذِ واليَرَابيعِ: شِبْهُ الأبْلَقِ. يُقال: حَمَامٌ أوْدَعُ: إِذا كان في حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ.
والمُتَّدِعُ: الذي يَشْكو عِضْواً وسائرُه صَحيحٌ. وأوْدَعْتُه مالاً واسْتَوْدَعْتُه: سَوَاء. وقيل أيضاً: أوْدَعْتُه مالاً: دَفَعْتَه إِليه وَدِيْعةً. وأوْدَعْتُه: قَبِلْتَ وَدِيْعَتَه. والوَدَعُ: شَيْءٌ من الأدْوِيَةِ، مُعَرَّبَةٌ.
(ودع) - في حديث سَهْل بن أَبى حَثْمَه - رضي الله عنه -: "إذَا خَرصْتُم فدَعُوا الثُّلُثَ أَو الرُّبُع"
قيل: معناه: دعوا لهم هذا القدرَ لِيُفرِّقُوه على قَرَابتِهم وجِيرَانِهم بأنفُسِهِم، ويحتمل أن يُريدَ به: إذَا لم يَرْضَوْا بِخَرْصكُم فدَعُوا لهم الثُّلُثَ، ليتَصَرَّفُوا فيه، ويضمَنُوا حَقَّه، ويدَعُوا البَاقى إلى أن يَجِفَّ ويؤخَذَ حَقُّه، لا أنه يُترَكُ لهم ذلك بلا عِوَض، ولا إخَراجِ حَقٍّ.
- في الحديث: "ارْكَبُوا هذه الدّوَابَّ سَاِلمةً، وايْتَدِعُوهَا سَالمَةً" يُقَالُ: ايْتَدَع واتّدَعَ تُدَعَةً على وَزْن تُخَمَة، بمعنَى وَدَعَ وَدَاعَةً، فهو مُتَّدِعٌ؛ أي صاحِبُ دَعَةٍ وخفضٍ، كأنه يُرِيدُ: رَفِّهُوا عنها إذا لم تَحْتاجُوا إلى رُكوبِها.
- في الحديث: "مَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ الله تعالى له" الوَدَعُ - بفَتح الدَّال وسُكُونِها -: شَىءٌ يكُون في البَحر مُجوَّفٌ يُعَلَّقُ مِن مَخافَة [العَيْن] .
- وقَوله: "لا وَدَع الله تعالى له": أي لا جَعَلَه الله في خَفْضٍ ودَعَةٍ وسُكُونٍ. وقيل: معناه: لا خفَّف الله تعالى عنه ما يَخافُه، مَأخُوذٌ مِن وَدَعَه يَدَعُه: أي تركَه؛ وقَلَّ ما يُسْتَعْمل الماضى منه إلّا كقَول الشّاعِر:
* غَالَهُ في الحبِّ حتى وَدَعَه *
- في الحديث: "أنه وادَعَ بنى فُلانٍ"
: أي سَالَم وصَالَح على أَن يَتركَ كُلُّ واحدٍ منهم صاحِبَه من الحَرب والأَذَى . 

ودع


وَدُعَ(n. ac. وَدَاْعَة)
a. Was quiet, tranquil; stopped.

وَدَّعَa. see I (a) (b).
وَاْدَعَa. Became reconciled to.
b. see I (b)
أَوْدَعَa. Deposited with, intrusted to.
b. Took charge of.
c. [acc. & Ila], Commended, committed to.
d. see I (b)
تَوَدَّعَa. Was deposited &c.
b. Kept, preserved; laid by.
c. Employed.
d. Received the farewell of, parted from.

تَوَاْدَعَa. Made peace.

إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see (وَدُعَ).
b. Was left in peace.

إِسْتَوْدَعَa. Recommended to: committed to.

وَدْعa. Tomb, grave; railing, enclosure.
b. Jerboa.

وَدْعَة
(pl.
وَدْع)
a. Shell; amulet.

وَدَعa. see 1 (b)
وَدَعَة
(pl.
وَدَع
& reg. )
a. see 1t
أَوْدَعُa. Quieter, gentler & c.
b. Whitethroated (pigeon).
c. see 1 (b)
مَوْدَعَة
a. [ coll. ], Nest-egg.

مِوْدَع
(pl.
مَوَادِع [] )
a. Workingclothes, every-day dress.
b. Disagreeable, offensive (language).
c. Chest, press, wardrobe.

مِوْدَعa. see 20 (a)
وَاْدِعa. Quiet, gentle, peaceable; tranquil.

وَدَاْعa. Adieux; farewell; leave; valediction.

وَدَاْعَةa. Mildness, gentleness, peaceableness;
mansuetude.

وِدَاْعa. see 22. — 25 (pl.
وُدَعَآءُ)
see 21b. Docile, manageable.
c. ( pl.
وَدَاْئِعُ), Pact, alliance, treaty.
وَدِيْعَة
(pl.
وَدَاْئِعُ)
a. fem. of
وَدِيْعb. Deposit.
c. Rain.

مِوْدَاْعa. see 20I
N. P.
وَدڤعَa. Left, abandoned.
b. see 25 (b)
& دَعَة (a).

N. P.
أَوْدَعَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَوَدَّعَa. see 21
N. Ag.
إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see 21b. Infirm.

N. Ag.
إِسْتَوْدَعَa. Depositor.

N. P.
إِسْتَوْدَعَa. Depository.
b. Place of deposit.
c. Uterus, matrix.

دَعَة
a. Quiet, quietness, tranquillity.
b. Ease, comfort.
c. see 22t
تُدَْعَة تَدَاعَة
a. see 22t
& دَعَة (a) (b).
وَادِعًا
a. Easily.

ذَات الوَدْع
a. The Temple of Mecca.
b. Noah's Ark.
c. Idols.

دَعْنِي أَفْعَل
a. Let me do; leave me alone.

تُوُدِّع مِنِّي
a. I have been bidden farewell.

مَا لَهُ مِيْدَع
a. He has no one to work for him.
و د ع : وَدَعْتُهُ أَدَعُهُ وَدْعًا تَرَكْتُهُ وَأَصْلُ الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ وَمِنْ ثَمَّ حُذِفَتْ الْوَاوُ ثُمَّ فُتِحَ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ قَالَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ وَزَعَمَتْ النُّحَاةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتَتْ مَاضِيَ يَدَعُ وَمَصْدَرَهُ وَاسْمَ الْفَاعِلِ وَقَدْ قَرَأَ مُجَاهِدٌ وَعُرْوَةُ وَمُقَاتِلٌ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَيَزِيدُ النَّحْوِيُّ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «لَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ فَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ وَنُقِلَتْ مِنْ طَرِيقِ الْقُرَّاءِ فَكَيْفَ يَكُونُ إمَاتَةً وَقَدْ جَاءَ الْمَاضِي فِي بَعْضِ الْأَشْعَارِ وَمَا هَذِهِ سَبِيلُهُ فَيَجُوزُ الْقَوْلُ بِقِلَّةِ الِاسْتِعْمَالِ وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِالْإِمَاتَةِ وَوَادَعْتُهُ مُوَادَعَةً صَالَحْتُهُ وَالِاسْمُ الْوِدَاعُ بِالْكَسْرِ وَوَدَّعْتُهُ تَوْدِيعًا وَالِاسْمُ الْوَدَاعُ بِالْفَتْحِ مِثْلُ سَلَّمَ سَلَامًا وَهُوَ أَنْ تُشَيِّعَهُ عِنْدَ سَفَرِهِ.

الْوَدِيعَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَأَوْدَعْتُ زَيْدًا مَالًا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً وَجَمْعُهَا وَدَائِعُ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ الدَّعَةِ وَهِيَ الرَّاحَةُ أَوْ أَخَذْتُهُ مِنْهُ وَدِيعَةً فَيَكُونُ الْفِعْلُ مِنْ الْأَضْدَادِ لَكِنْ الْفِعْلُ فِي الدَّفْعِ أَشْهَرُ وَاسْتَوْدَعْتُهُ مَالًا دَفَعْتُهُ لَهُ وَدِيعَةً يَحْفَظُهُ وَقَدْ وَدُعَ زَيْدٌ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَدَاعَةً بِالْفَتْحِ وَالِاسْمُ الدَّعَةُ وَهِيَ الرَّاحَةُ وَخَفْضُ الْعَيْشِ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنْ الْوَاوِ. 
(و د ع) : (لَا تَدَعْهُ) وَلَا تَذَرْهُ أَيْ لَا تَتْرُكْهُ قَالُوا وَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَاضٍ وَلَا مَصْدَرٌ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ نَادِرًا أَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِأَنَسِ بْنِ زُنَيْمٍ
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ أَمِيرِي مَا الَّذِي ... غَالَهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ
وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا قَرَآ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيُخْتَمَنَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيُكْتَبُنَّ مَنْ الْغَافِلِينَ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ إيَّاهَا قَالَ شِمْرٌ زَعَمَتْ النَّحْوِيَّةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَقَدْ رُوِيَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ لِأَنَّهَا مُتَارَكَةٌ (الْوَدِيعَةُ) لِأَنَّهَا شَيْءٌ يُتْرَكُ عِنْدَ الْأَمِينِ يُقَالُ (أَوْدَعْتُ) زَيْدًا مَالًا (وَاسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ) إذَا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ (فَأَنَا مُودِعٌ وَمُسْتَوْدِعٌ) بِالْكَسْرِ (وَزَيْدٌ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) بِالْفَتْحِ (وَالْمَالُ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) أَيْ وَدِيعَةٌ (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ وَالرَّاحَةُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي الْعُشْرِ يَنْقُصُ لِلْعَنَاءِ وَيَتِمُّ (لِلدَّعَةِ) وَقَدْ وَدُعَ دَعَةً وَوَدَاعَةً وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ عَكَّافِ بْنِ (وَدَاعَةَ) الْهِلَالِيُّ وَبِاسْمِ الْفَاعِلَةِ مِنْهُ سُمِّيَ الْحَيُّ مَنْ هَمْدَانَ وَهِيَ الَّتِي يُنْسَبُ إلَيْهَا الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْوَدَاعِيُّ فِي السِّيَرِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -.
[ودع] التَوديعُ عند الرحيل. والاسم الوداع بالفتح. وتوديع الفحل: اقتناؤه للفحلة. وقوله تعالى: " ما وَدَّعَكَ رَبُّك " قالوا: ما تركك. وتَوْديعُ الثوبِ: أن تجعله في صوانٍ يصونه. والوَدَعاتُ: مَناقِفُ صِغار تُخْرَجُ من من البحر، وهي خَرَزٌ بيضٌ تتفاوت في الصغر والكبر. قال الشاعر : ولا ألقي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطي * لأَخْدَعَهُ وغِرَّتَهُ أُريدُ * الواحدة وَدْعَةٌ وَوَدَعَةٌ أيضاً بالتحريك. قال الشاعر:

والحِلمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ * والدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو. تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَديعٌ، أي ساكنٌ، ووادع أيضا، مثل حمض فهو حامض. يقال: نال فلان المكارم وادِعاً من غير كلفةٍ. ورجلٌ مُتَّدِعٌ، أي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ. والمُوادَعَةُ: المصالحةُ. والتَوادُعُ: التصالحُ. وقولهم: عليك بالمَوْدوعِ، أي بالسكينة والوقار. ولا يقال منه ودعه كما لا يقال من المعسور والميسور عسره ويسره. وقولهم: دع ذا، أي اتركْه. وأصله وَدَعَ يَدَعُ وقد أُميتَ ماضيه، لا يقال وَدَعَهُ وإنَّما يقال تركه، ولا وادِعٌ ولكن تاركٌ، وربما جاء في ضرورة الشعر: وَدَعَهُ فهو مَوْدوعٌ على أصله. وقال : ليتَ شعري عن خليلي ما الذى * غاله في الحُبِّ حتَّى وَدَعَهْ * وقال خُفافُ بن نُدْبة: إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرضهُ من سمائِهِ * جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ * أي متروكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ. والوَديعَةُ: واحدة الودائِع. قال الكسائي: يقال أوْدَعْتُهُ مالاً، أي دفعته إليه يكون وديعة عنده. وأودعته أيضاً، إذا دفع إليك مالاً ليكون وديعةً عندك فقبلتَها. وهو من الأضداد. واسْتَوْدَعْتُهُ وَديعَةً، إذا استحفظته إيَّاها. قال الشاعر: اسْتَوْدَعَ العِلْمَ قِرطاساً فَضَيَّعَهُ * فبئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمَ القراطيسُ * والميدَعُ والميدَعَة : واحدة الموادِعِ. قال الكسائي: هي الثِياب الخُلقانُ التي تُبْتَذَلُ، مثل المَعاوِزِ. والأوْدَعُ: اسمٌ من أسماء اليربوع. وودعان: اسم موضع.
ودع:
ودعوا أموالهم: وضعوا أموالهم في مأمن (ابن بطوطة 281:3).
ودّع في نفسه حاجة: كان لديه حاجة (فريتاج كرست 5:50).
وَدّع: ترك، لم يفعل ne pas faire ( كليلة ودمنة 226) فاضرب لي مثلاً من يَدَعَ ضُرَّ غيره إذا قدر عليه.
ودع: ودعت الريح شكنت واستقرت (ابن جبير 19:315).
ودّع: يسّر له الراحة، أي حقق له راحة البال (المقري 245:1): فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بفتح باب الصناعة لأدخل عليه منه هوّن على المشي وودع جسمي procurer du repose.
وادع: اتفق مع فلان على (معجم البلاذري).
أودع: تصاغ مع الفعل اللازم ومع الحرف الجر ل أيضاً، أي لفلان (ألف ليلة 3:59:1): ونحن بنات نخاف أن نودع السر لمَنْ لا يحفظهُ.
تودع: ارتاح (معجم البيان اوتوب 230): طلب منه الإجازة إلى الأندلس يتودع بها فسرّحه لذلك (انظر البربرية 7:519:2). وفي (البربرية 473:2): (قضى متودعاً بين أهله وولده). ولعلها التي ينبغي أن تترجم: (انه توفي بسلام وهدوء). وقد ترجمها (دي سلان) لقام بالوداع الأخير، إلا إنني أشك في كون هذه الصيغة تحمل هذا المعنى.
تودع: تمتع بسلام من (البربرية 9:470:2): ثم دخل السلطان إلى قصره واقتعد أريكته وتودع ملكه. وفي (1:471): واستقر كل بمكانه وتودعوا أمرهم.
استودعه أمانة: إتُتَمَن فلاناً على أمانة (بقطر).
استودعك الله: ليحفظك الله! إلا إن جملة استودع الله أرضاً التي وردت في بيت الشعر الآتي تعد بمثابة لعنة أو مسبة:
أستودع الله أرضاً عندما وضحت ... بشائر الصبح فيها بُدلت حلكا
أي لا شيء مشترك يربط بيني وأرضٍ ... الخ.
استودع: طلب الانصراف، قال: الوداع (الكالا).
وَدْعّ وودَع: اسم جمع. الواحدة ودعة: صدف، صدفة (معجم أبي الفداء، معجم مسلم). والودع أيضاً خرز البحر المبرقش في هيئة حبة القهوة المثقوبة في منتصفها (بورسيلين البحر) (تيربونو، وانظر ابن البيطار، المجلد الرابع). ودع وتسمى أيضاً بغوري cauri وهو نقد صدفي كان رائجاً في الهند وأفريقيا السوداء يرميه الغجر في الهواء للكشف عن المستقبل (انظر بركهارت نوبيا 420). إن استعمال الغوري، في موضع النقد، لا يقتصر على الهند وحدا بل في جزر المالديف والسودان .. الخ. (ابن بطوطة Pssim دوماس صحاري 99، 298، 300).
ودع: يقال إن هناك قرب مدينة (سهرورد) أو (شهرزور) يوجد حقل لأشجار من الكروم التي تعطي سنةً أعناباً وفي السنة التي تعقبها ثماراً شديدة الاحمرار وسوداء شديدة السواد وفي نهاياتها، شبيهة بالصدف لذلك سميت بالودع
(معجم الجغرافيا).
ودع: قرابين دينية (جريدة الشرق والجزائر 406:12:، جاكو 296): هدايا (دوماس صحارى 233 وما يعقبها، عادات 328، 329، 356، 66). ودع: عيد أحد قديسّي قبيلة، عيد أحد الأولياء أو مزاره (دوماس عادات، 177:260 و466 وما يعقبها، مرغريت 147).
وداعة: دماثة الخلق أو عذوبته (بقطر).
وداعة: إيداع أو أمانة أو عملية وضع الشيء في المستودع أو تحت الحراسة (رحلة السندباد، طبعة لانجليس 43:14) (بقطر).
وداعة: استئمان، وصية استئمان (اصطلاح قانوني fidéi commis) ( بقطر).
وديعة: هي أيضاً استئمان حين تكون بمعنى التعاقد الذي يتم بوضع شيء في حوزة شخص معين.
وديعة: توصية، شفاعة، تزكية، نصيحة، وصية (الكالا).
في ودائع الله: برعاية الله (رياض النفوس 61) (بعد رحلة في الصحراء): فقال سر في ودائع الله فهذا هو العمران قد قرب منا.
ولله فيه وديعة: أنه في حراسة الله، إنسان ورع (رياض النفوس 100): وكان إذا سلّم عليه أحد نظر إليه نظرة فإن رأى الله تعالى فيه وديعة جلس وانبسط وإن رأى فيه غير ذلك قال علينا شغل.
وديعة والجمع ودائع: وداع (المقدمة 363:3).
وادع. آمن وادع: أمن تام (الإدريسي 405).
مَوْدع: والجمع مودعات: تشير الكلمة، على نحو عام: إلى المكان أو المنقول الذي يراد حراسته، أي إلى الأشياء التي يراد حفظها في موضع أمين، وهذا يمكن أن يكون بناء أو غرفة أو صندوقاً أو تابوتاً (مملوك 108:1:2 ألف ليلة) وذلك وفقاً للظروف والأزمنة والأمكنة. كما إن الكلمة تعني مخزناً أيضاً (البربرية 2:501:1): وباع ما كان بمودعاتهم من الآنية والفرش والخزفي والماعون والمتاع. وفي (5:74 منه): وشحن بالأقوات والأسلحة مخازنها ومودعاتها. وكلمة مودع المال (البربرية 152:2) تنصرف إلى المال العام أو مال الدولة أو بيت المال خاصة (البربرية 152:2
و4:412:5 و7:424 و10:425 و3:447، ابن عبد الملك 51): أمر بحرق بابه وانتقال ماله وتثقيفه في المودع؛ أنظر أيضاً (الجريدة الآسيوية 3:62:1:1851) حيث تبدو هذه العبارة، بوضوح بالرغم من أن ما أعقبها في تحرّف (أنظر 48، عدد 22). ومن معاني المودع، أيضاً، الصندوق الذي تودع فيه الأموال المخصصة للغرض الفلاني والغرض الآخر (مملوك 107:2:2، المقدمة 6:56:2). وهناك أيضاً اصطلاح المودع وحده أو مع كلمة الحكْم وهو صندوق يوضع تحت تصف القاضي يحتوي على الأموال العائدة لليتامى والغائبين (1:1 مملوك و 6:156 الملابس).
مُودَع: مستودع depositaire ( معجم التنبيه).
مَودَعَة: في (محيط المحيط): (المودعة عند العامة بيضة تترك في القن لتستأنس بها الدجاجة فلا تضيع.).
مودوع: موصى عليه recommandé، نازل، موضوع depose ( الكالا).
مستودع consignataire مستودَع مبلغٍ من المال أو تاجر بعثت إليه بضائع للبيع أو بصفة وديعة، أمين استيداع؛ fideicommissaire.
اصطلاح قانوني، عهيد متسلم الوصية الاستئمانية (بقطر).
مستودع الجامع: هو في (قرطاس 7:39 وما بعدها) نوع من أنواع صناديق الصدقات تحفظ فيها، بعناية تامة، النقود والقطع الذهبية التي يضعها فيها المتصدقون. وعند (شيكوري 207) لها معنى آخر: لقد شاهدت رجلاً من أهل القيسارية كان يكثر الجلوس بالمستودع من رحبة المسجد الجامع فكنت أنكر ذلك عليه إذ ليس ذلك بمحل جلوس ولم اعلم سبب ذلك؛ ولقد حدث إن هذا الشخص كان مصاباً بإسهال شديد؛ وسألته عن جلوسه بالمستودع فقال لي هو طريق الحانوت. في الحقيقة إن كلمة مستودع، موضوع البحث، عند (قرطاس) بعيدة عن أن تكون محلاً مفتوحاً للعامة وإنها ذات بابين مغلق كلاهما بقفل ثلاثي.
[ودع] نه: فيه لينتهين أقوام عن "ودعهم" الجمعات أو ليختمن على قلوبهم، أي عن تركهم إياها، من ودعه يدعه: تركه، قال النحاة: العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره، ويحمل على القلة للحديث وقد قرئ "ما ودعك ربك" بالخفة. ط: يعني اعتياد ترك الجمعات يغلب الرين على القلوب ويزهد النفوس في الطاعة وذلك يؤدي إلى كونهم من الغافلين. نه: ومنه: إذا لم ينكر الناس المنكر فقد "تودع" منهم، أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا وما استحبوا من المعاصي حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة، وهو من المجاز لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، أو هو من تودعت الشيء أي صنته في ميدع، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون كما يتوقى شرار الناس. ومنه ح: إذا مشت هذه الأمة السميهاء فقد "تودع" منها. ومنه ح: اركبوا هذه الدواب سالمة و"ايتدعوها" سالمة، أي اتركوها ورفهوا إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل من ودع - بالضم - وداعة أي سكن وترفه، وايتدع فهو متدع أي صاحب دعة، أو من ودع - إذا ترك، من اتدع وايتدع على القلب والإدغام والإظهار. ومنه: صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق قلما انصرف دعا له بثوب فقال: "تودعه" بخلقك هذا، أي صنه به، يريد البس هذا في أوقات الصلاة والاحتفال والتزين، والتوديع أن تجعل ثوبا ًوقاية ثوب أخر وأن تجعله أيضًا في صوان يصونه. وفيه: إذا خرصتم فخذوا و"دعوا" الثلث"؛ الخطابي: ذهب البعض إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم لأنه إن أخذ الحق منهم مستوفي أضر بهم فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس، وقيل: لا يترك لهم شيء شائع في جملة النخل بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار تمرها بالخرص، وقيل: معناه إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا إخراج. ط: أي إذا خرصتم فعينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثيه واتركوا الثلث لصاحبه حتى يتصدق هو على جيرانه ومن يطلب فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من مال نفسه، وأصحاب الرأي لا يعتبرون الخرص لإفضائه إلى الربا وزعموا أن أحاديث الخرص كانت قبل تحريم الربا. نه: ومنه: "دع" داعي اللبن - ومر في د. وفيه: لكم يا بني نهد "ودائع" الشرك، أي العهود والمواثيق، من توادع الفريقان - إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدًا أن لا يغزوه، أعطيته وديعًا أي عهدًا، أو يريد بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام، أراد إحلالها لهم لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط، ويدل عليه قوله: ما لم يكن عه ولا موعد. ومنه ح: إنه "وادع" بني فلان، أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب، وحقيقته المتاركة أي يدع كل واحد منهما ما هو فيه. ومنه: وكان كعب القرظي "موادعا" له صلى الله عليه وسلم. وفي ح الطعام: غير مكفور ولا "مودع"، أي غير متروك الطاعة - ومر في كف وفي مدجه:
وفي "مستودع" حيث يخصف الورقولا تؤذوني بإيذاء عترتي وأهل بيتي، وقيل: يعني ليحسن كل واحد منكم على أهله فإذا مات واحد منكم فاتركوا ذكر مساويه أو اتركوا محبته بعد الموت ولا تبكوا عليه. وح: "تدع" الناس من شر، أي تكف عنهم شرك، فإنها أي ودعهم صدقة تصدق بها على نفسك حيث حفظتها عما يرد بها. غ: الحمد لله غير "مودع" ربي، أي غير تارك طاعة ربي أو غير مودع ربي. وح اللقمة: و"لا يدعها" للشيطان - مر في ميط وفي شيط.
ودع
ودَعَ يَدَع، دَعْ، وَدْعًا، فهو وادع، والمفعول مَوْدوع
• ودَع الشَّيءَ: تركه وأهمله (وقلَّما يُستعمل من هذا الفعل صيغ الماضي والمصدر والوصف، وإنَّما الشَّائع صيغتا المضارع والأمر) "لا تَدَع سيَّارتك لأحد غيرك- دعْني وشأنِي- {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [ق]- {وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} " ° دعْ عنك ذلك: اتركه- لا يَدَع مجالاً للشَّكّ: لا يقبل الجدال، باتّ، قاطع، حاسم.
• ودَع عنده مالاً: حفظه، تركه عنده وديعةً. 

ودُعَ يَودُع، دَعَةً ووَداعةً، فهو وادع ووَديع
• ودُع الشَّخْصُ:
1 - سكن واستقرَّ واطمأنَّ "وديع الطبْع- هو على درجة من الوَداعة لا مثيل لها- كان في عيشه وديعًا".
2 - ترفَّه "ودُع في شيخوخته بعد تقشُّف في شبابه". 

أودعَ يُودع، إيداعًا، فهو مُودِع، والمفعول مُودَع
• أودع أموالَه في الخزينة: صانها "أودع النَّصَّ المعتمد في دار المحفوظات- أودع سيَّارتَه في المخزن".
• أودعَ نقودَه صديقَه: سلَّمها إليه لتكون عنده وَديعة أي أمانة.
• أودعه السِّجْنَ: أدخله فيه "أودع أباه دار المسنّين: أولاها رعايته".
• أودعه سرَّه: باح له به وسأله كتمانه، ائتمنه عليه.
• أودع كلامَه معنًى حسنًا: ضمَّنه هذا المعنى "أودع كتابًا خواطرَه". 

استودعَ يستودع، استيداعًا، فهو مُستودِع، والمفعول مُستودَع
• استودع الشَّخْصَ مالاً: أودعه إيّاه؛ تركه عنده وديعة أي أمانة يستردُّها وقتما شاء "استودعته كلَّ مصوغاتها وسافرت- {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ".
• استودعه اللهَ: ودَّعه تاركًا إيّاه في عناية الله "أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه". 

ودَّعَ يودِّع، توديعًا، فهو مُودِّع، والمفعول مُودَّع
• ودَّع فلانٌ فلانًا: شيَّعه عند سفره متمنِّيًا له الدَّعَة والسَّلامة "ودَّعه جميعُ أسرته- *ولم أدْرِ إذْ شَيَّعْتُ كيف أُوَدِّع*".
• ودَّع المسافرُ النَّاسَ: فارقهم مُحيِّيًا لهم "ودَّع الرَّئيسُ كبارَ المسئولين".
• ودَّع الشَّيءَ: تركه وخلاّه "ودَّع العملَ الصَّحفيَّ واشتغل بالتّدريس- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ". 

إيداع [مفرد]:
1 - مصدر أودعَ.
2 - (قص) وضع البضائع المستوردة في مخازن تابعة لدوائر الجَمَارك أو تحت إشرافها.
• الإيداع القانونيّ: تسليم نُسَخ محدودة من المنشورات

الجديدة للمكتبة الوطنيّة أو دوائر أخرى قبل توزيعها.
• حجرة الإيداع: مكان كغرفة تُوضع فيه المعاطف أو الطُّرود أو أيَّة موادّ أخرى مؤقّتًا.
• مخزن إيداع: (جر) مخزن لحجز البضائع في الجمرك إلى أن يتمَّ دفع الضَّرائب المفروضة عليها.
• بطاقة الإيداع: (قن) وثيقة بمقتضاها يُوضع الإنسان في السِّجْن.
• شهادة إيداع: (قن) سند كتابة يعطيه البنك إشعارًا بأن المذكور فيه قد أودع عنده مقدارًا محدَّدًا عادة لفترة معيَّنة وبنسبة فائدة ثابتة. 

استيداع [مفرد]:
1 - مصدر استودعَ ° مَخْزَن الاستيداع: إيداع بضائع مؤقّتًا في مخزن.
2 - إعفاء الضَّابط أو الموظَّف من العمل قبل سنّ المعاش "أحيل الضَّابط إلى الاستيداع" ° إحالة على الاستيداع/ إحالة الموظَّف على الاستيداع: إنهاء لخدمة الموظَّف بصفة مؤقَّتة لغرض التَّحقيق أو غيره دون حرمانه من راتبه. 

دَعَة [مفرد]: مصدر ودُعَ. 

مُسْتَوْدَع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استودعَ.
2 - اسم مكان من استودعَ: مكان الوَديعة، مكان الحفظ " {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}: المراد: مقرُّها في الأصلاب أو الأرحام أو بعد موتها".
3 - خزّان، مكان تُخْزَن فيه البضائع "مُسْتَوْدَع الأثاث/ البنزين/ الجَمارك- خصَّص مُسْتَوْدَعًا للحبوب". 

وَداع/ وِداع [مفرد]: تشييع المسافر، تبادل الأشخاص عبارات السَّلام في طريق الافتراق إلى وقت قد يكون طويلاً "يكره النَّاسُ لحظات الوَداع- ألقى نظرة وَداع- دَفَعْتُ إليها في الوَداع وديعةً ... وقلتُ احفظيها إنَّني سأعودُ" ° حَفَل وَداع: حفل يُقام لمن يُغادر بلدًا أو عملاً أو يُحال إلى المَعاش- وَداعًا: عبارة مجاملة تقال عند تشييع المسافرين أو عند افتراق الأشخاص- وقَف على ثنية الوَداع: للدَّلالة على هرم الإنسان ومشارفته الفناء. 

وَداعة [مفرد]: مصدر ودُعَ ° فلانٌ ذو وَدَاعة: لطيف- وَدَاعةُ الخُلُق: لينُه ودماثتُه. 

وَدْع [مفرد]: مصدر ودَعَ. 

وَدَعَة [مفرد]: ج وَدَعات ووَدْع ووَدَع:
1 - (حي) خَرَزَة بيضاء في بطنها شقّ كشقّ النَّواةِ، تتفاوت في الصِّغرِ والكِبَرِ، تتخذها بعض الحيوانات الرِّخوة سكنًا وحماية لها من أعدائها "الوَدَعَةُ إلى الوَدَعَةِ قِلادة [مثل]: يُضرب لكلِّ قليلٍ يجتمع فيكثُر".
2 - صدفة، قوقعة، محارة. 

وَديع [مفرد]: ج وُدعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ودُعَ. 

وَديعة [مفرد]: ج وَدائعُ (لغير العاقل):
1 - مؤنَّث وَديع: "فتاة وَديعة".
2 - ما استودعته لتستردَّه فيما بعد "جعل نقودَه في البنك كوديعة- وَديعة تحت الطَّلب" ° ودائع البنوك: ما أودعه العملاء فيها من الأموال- وديعة تحت الطَّلب: وديعة بنكيَّة ماليَّة تُسحب عند الطَّلب من غير إشعار سابق.
3 - أمانة، ما أُودع عندك "ردَّ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم الودائعَ إلى أصحابها- ترك نقودَه كوَديعة عندي- وما المال والأهلون إلاّ وديعة ... ولابد يومًا أن تُردّ الودائع" ° الصَّنائع ودائعُ: أي عمل المعروف أمانة، ستُرَدّ إلى صاحبها يومًا ما بأن يُفعل له مثله. 
(ود ع)

الوَدْعُ والوَدَعُ: مناقف صغَار تخرج من الْبَحْرين تزين بهَا العثاكل، وَهِي خرز بيض جَوف فِي بطونها شقّ كشق النواة، واحدتها وَدْعَةٌ ووَدَعَةٌ.

ووَدَّعَ الصَّبِي: وضع فِي عُنُقه الوَدَعَ.

ووَدَّعَ الْكَلْب: قَلّدهُ الوَدَعَ، قَالَ:

يُوَدِّعُ بالأَمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعَماتِ اللَّحْمَ غيرِ الشواجنِ

أَي يقلدها وَدَع الأمراس.

وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِي لِأَنَّهُ يقلدها مَا دَامَ صَغِيرا: قَالَ جميل:

ألمْ تَعْلَمي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أضَاحِكُ ذِكْرَاكمُ وأنْتِ صَلُود

وَهُوَ يمردني الوَدْع ويمرثني أَي يخدعني كَمَا يخدع الصَّبِي بالودع فيخلى يمرثها، وَيُقَال للأحمق: هُوَ يمرد الودع، يشبه بِالصَّبِيِّ.

والدَّعَةُ والتُّدَعَةُ - على الْبَدَل -: الْخَفْض فِي الْعَيْش، وَدُع وَدَاعَةً فَهُوَ وَدِيعٌ ووَادِع وتَوَدَّعَ واتَّدَعَ. ووَدَّعَه: رفَّهه، وَالِاسْم المَوْدُوعُ، فَأَما قَوْله:

إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمائِهِ ... جَرَى وهْوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ

فَكَأَنَّهُ مفعول من الدَّعَةِ أَي أَنه ينَال متَّدِعا من الجري مَا يسْبق بِهِ. فَإِن قلت فَإِنَّهُ لفظ مفعول وَلَا فعل لَهُ إِذْ لم يَقُولُوا وَدَعْتُه فِي هَذَا الْمَعْنى قيل: قد تَجِيء الصّفة وَلَا فعل لَهَا كَمَا حُكيَ من قَوْلهم: رجل مفئود للجبان ومدرهم للكثير الدِّرْهَم وَلم يَقُولُوا فئدولا دِرْهَم.

ووَدَعَ الشَّيْء يَدَعُ، واتَّدَعَ، كِلَاهُمَا: سكن، وَعَلِيهِ أنْشد بَعضهم بَيت الفرزدق:

وعَضَّ زَمانٍ يَا بْنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ ... منَ المالِ إلاَّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فَمَعْنَى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ وَلم يثبت، وَالْجُمْلَة بعد زمَان فِي مَوضِع جر لكَونهَا صفة لَهُ، والعائد مِنْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوف للْعلم بموضعه. وَالتَّقْدِير فِيهِ: لم يَدَعْ فِيهِ أَو لأَجله من المَال إِلَّا مسحت أَو مجلف، فيرتفع مسحت بِفِعْلِهِ ومجلف عطف عَلَيْهِ.

وأوْدع الثَّوْب ووَدَّعه: صانه.

والمِيدَعُ والمِيدَعَةُ والمِيدَاعَةُ: مَا وَدَّعَهُ بِهِ قَالَ:

هِيَ الشمسُ إشراقا إِذا مَا تزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَي مُعْترَّةً فِي الموَادعِ

وثوب ميدع، صفة، قَالَ الضَّبِّيّ:

أُقَدّمُه قُدَّامَ نَفْسِي وأتَّقِى ... بهِ الموْتَ إنَّ الصُّوفَ للخزِّ مِيدَعُ

وَقد يُضَاف.

والمِيدَعُ أَيْضا: الثَّوْب الَّذِي تبتذله الْمَرْأَة فِي بَيتهَا.

والمِيدَع والمِيدَعَةُ: الثَّوْب الْخلق.

ووَدَعَه يَدَعُه: تَركَه، وَهِي شَاذَّة. وَكَلَام الْعَرَب دَعْنِي وذرني ويَدَعُ ويذر وَلَا يَقُولَن: وَدَعْتُك وَلَا وذرتك. استغنوا عَنْهَا بركتك. والمصدر فيهمَا تركا، وَلَا يُقَال: وَدْعا وَلَا وذرا - وحكاهما بَعضهم - وَلَا: وَادِعٌ، وَقد جَاءَ فِي بَيت الْفَارِسِي أنْشدهُ فِي البصريات: فأُّيهُما مَا أتبَعَنَّ فإنَّنِي ... حزِينٌ على تَركِ الَّذِي أَنا وَادِعُ

وَقَرَأَ بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك) قَالَ:

وَكَانَ مَا قَدَّمُوا لأنفْسِهمْ ... أكثرَ نفعا من الَّذِي وَدَعُوا

وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هَذَا على الضَّرُورَة لِأَن الشَّاعِر إِذا اضْطر جَازَ لَهُ أَن ينْطق بِمَا يبيحه الْقيَاس وَإِن لم يرد بِهِ سَماع، وَأنْشد قَول أبي الْأسود:

ليتَ شِعْرِي عَن خليلي مَا الَّذي ... غالَهُ فِي الحُبّ حتَّى وَدَعَهْ

وَعَلِيهِ قِرَاءَة بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك وَمَا قلى) لِأَن التّرْك ضرب من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحسن من أَن تعل بَاب استحوذ، واستنوق الْجمل. لِأَن اسْتِعْمَال وَدَعَ مُرَاجعَة أصل، واعتلال استحوذ واستنوق وَنَحْوهمَا من الْمُصَحح ترك أصل، وَبَين مُرَاجعَة الْأُصُول وَتركهَا مَا لَا خَفَاء بِهِ. وَقَالُوا: لم يُدَعْ وَلم يذر شَاذ، والأعرف لم يُودَعْ وَلم يوذر. وَهُوَ الْقيَاس.

والوَدَاعُ: التَّرك وَقد ودَّعَه ووَادَعَهُ.

ووَدَّعَه ووَادَعَهُ: دَعا لَهُ. من ذَلِك، قَالَ:

فَهاج جَوىً القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوى ... بِبيَنْوُنَةٍ يَنْأَى بهَا منْ يُوَادِعُ

وتَوَدَّعَ الْقَوْم وتَوَادَعُوا: وَدَّع بَعضهم بَعْضًا.

والوَدَاعُ: القِلَى.

والمُوَادَعَةُ والتَّوَادُعُ: شبه الْمُصَالحَة.

والوَدِيعُ: الْعَهْد. وَفِي الحَدِيث طهفة قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لكم يَا بني نهد وَدائعُ الشّرك " وتوادَع الْقَوْم: أعْطى بَعضهم بَعْضًا عهدا. وَكله من الْمُصَالحَة. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

واسْتَوْدَعَهْ مَالا وأوْدَعَه إِيَّاه: دَفعه إِلَيْهِ ليَكُون عِنْده.

وأوْدَعَهُ: قبله مِنْهُ.

والوَدِيعةُ: مَا اسْتُودعَ وَقَوله تَعَالَى (فمسْتقرّ ومُسْتَودَعُ) المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الْأَرْحَام. واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ للحكمة وَالْحجّة فَقَالَ " بهم يَحْفَطُ الله حججهم حَتَّى يودعوها نظراءهم ويزرعونها فِي قُلُوب أشباههم.

وطائر أوْدَعُ: تَحت حنكه بَيَاض.

والوَدْعُ والوَدَعُ: اليربوع.

والوَدْعُ: الْغَرَض يرْمى فِيهِ.

والوَدْعُ: وثن.

وَذَات الوَدْعِ: وثن أَيْضا.

وَذَات الوَدْعِ: سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَت الْعَرَب تقسم بهَا فَتَقول: بِذَات الوَدْع. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

كَلاَّ يمِينا بِذَاتِ الوَدْعِ لوْ حَدَثتْ ... فيكُمْ وقابَل قَبْرُ الماجِدِ الزَّارَا

يَعْنِي بالماجد: النُّعْمَان بن الْمُنْذر، والزار أَرَادَ الزارة بالجزيرة، وَكَانَ النُّعْمَان مرض هُنَالك.

والوَدْعُ - بِسُكُون الدَّال -: حائر يحاط عَلَيْهِ حَائِط يدْفن فِيهِ الْقَوْم موتاهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي وَأنْشد:

لعمري لقد أوفى ابنُ عَوْف عشِيَّةً ... على ظَهْرِ وَدْع أتْقَن الرَّصْفَ صَانعُهْ

وَفِي الوَدْعِ لَو يَدري ابنُ عَوْف عشيَّةً ... غِنَى الدَّهْر أَو حَتْفٌ لمن هُوَ طالِعُهْ

قَالَ المسروجي: سَمِعت رجلا من بني رويبة ابْن قصية بن نضر بن سعد بن بكر يَقُول: اوفى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجمهورة وَهِي حرَّة لبني سعد بن بكر، قَالَ: فَسمِعت فِي جَانب الوَدْعِ قَائِلا يَقُول مَا انشدناه، قَالَ فَخرج ذَلِك الرجل حَتَّى أَتَى قُريْشًا فَأخْبر بهَا رجلا من قُرَيْش، فَأرْسل مَعَه بضعَة عشر رجلا فَقَالَ: احفروه واقرءوا الْقُرْآن عِنْده واقلعوه. فَأتوهُ فقلعوا مِنْهُ، فَمَاتَ سِتَّة مِنْهُم أَو سَبْعَة، وَانْصَرف الْبَاقُونَ ذَاهِبَة عُقُولهمْ فَزعًا، فاخبروا صَاحبهمْ. فكفوا عَنهُ. قَالَ وَلم يعد لَهُ بعد ذَلِك أحد، كل ذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي.

وَجمع الوَدْع: وُدُوعٌ عَن المسروجي أَيْضا.

والوَدَاعُ: وَاد بِمَكَّة، وثنية الوَدَاعِ منسوبة إِلَيْهِ. وَلما دخل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة يَوْم الْفَتْح استقبله إِمَاء مَكَّة يصفقن وَيَقُلْنَ: طلع البدْرُ علينا ...من ثنِيَّات الوَداعِ

وَجبَ الشكرُ علينا ... مَا دَعَا للهِ دَاعى

ووادِعَة: قَبيلَة، إِمَّا أَن تكون من هَمدَان، وَإِمَّا أَن تكون هَمدَان مِنْهَا.

ودع: الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر

تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ، وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ

النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر، وقيل: هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ

كالحَلَمةِ؛ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة:

ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي

لأَخْدَعَه، وغِرَّتَه أُرِيدُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده:

أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ

واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ. ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع.

وودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قال:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ،

مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ

أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ. وذُو الودْعِ: الصبيُّ لأَنه

يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً؛ قال جميل:

أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني

أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنْتِ صَلُودُ؟

ويروى: أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ؛ ومنه الحديث: من تَعَلَّقَ ودَعةً لا

وَدَعَ الله له، وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين،

وقوله: لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ، وهو لفظ مبنيّ

من الودعة، أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه. وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ

ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى

يَمْرُثُها. ويقال للأَحمق: هو يَمْرُدُ الوْدَع، يشبه بالصبي؛ قال

الشاعر:والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ

قال ابن بري: أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم

بكماله:

السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ،

والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ

قال: وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي

ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ، ووَدَّع ابنه: جعل الوَدعَ في

عُنُقه، وكلبَه: قَلَّدَه الودع، وفرسَه: رَفَّهَه، وهو فرس مُوَدَّعُ

ومَوْدُوع، على غير قِياسٍ، ودِرْعَه، والشيءَ: صانَه في صِوانِه.

والدَّعةُ والتُّدْعةُ

(* قوله« والتدعة» أي بالسكون وكهمزة أفاده

المجد) على البدل: الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ، والهاء عِوَضٌ من

الواو.والوَديعُ: الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ. ويقال ذو وَداعةٍ،

وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً، زاد ابن بري: ووَدَعَه، فهو وَديعٌ

ووادِعٌ أَي ساكِن؛ وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي:

ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه،

به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا

أي تَقِيه وتَصُونه، وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً. ويقال:

وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ؛ ومنه قول سويد بن

كراع:

أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ

لِسُلَيْمى، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ. ويقال: نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من

غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة. وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً

وودَّعَه: رَفَّهَه، والاسم المَوْدوعُ. ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ

وراحةٍ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة:

إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه

جَرى، وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق

فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً

لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به، وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده

الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر؛ قال ابن بري: مَوْدوعٌ

ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى

ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه، وقال ابن بزرج: فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ

ومُودَعٌ؛ وقال ذو الإِصبَع العَدواني:

أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه،

حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا

والدَّعةُ: من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ. وقولهم: عليكَ بالمَوْدوع أَي

بالسكِينة والوقار، فإِن قلت: فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم

يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى؛ قيل: قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي

من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم، ولم يقولوا

فُئِدَ ولا دُرْهِمَ. وقالوا: أَسْعَده الله، فهو مَسْعودٌ، ولا يقال

سُعِدَ إِلا في لغة شاذة. وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له:

تَوَدَّعْ واتَّدِعْ؛ قال الأزهري: وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له

فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ، قال الجوهري: وقولهم عليك

بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار، قال: لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من

المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه. ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ

واتَّدَعَ، كلاهما: سكَن؛ وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ، لم يَدَعْ

من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ، والجملة بعد زمان في موضع

جرّ لكونها صفة له، والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه

لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فيرتفع

مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه، وقيل: معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم

يَقِرَّ، وقيل: لم يستقر، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ

أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك،

ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره، قال: وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ، تريد

وعمْرٌو مضروب، فلما لم يظهر له الفعل رفع؛ وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي

كاهل:

أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ

من سُلَيْمى، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَسْتَقِرّ. وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه: صانَه. قال الأَزهري:

والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ.

وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه، مخفف. وقال أَبو زيد: المِيدَعُ

كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به. ويقال:

مِيداعةٌ، وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ، وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك

أَي رفَّهْتَه به؛ قال ذو الرمة:

هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا ما تَزَيَّنَتْ،

وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ

وقال الأَصمعي: المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ

الحُقوق ليوم الحَفْل، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ.

وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته. وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا

ابتذلها. وفي الحديث: صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب

مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي

تَصَوَّنْه به، يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن.

والتَّوديعُ: أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر. والمِيدَعُ والميدعةُ

والمِيداعةُ: ما ودَّعَه به. وثوبٌ مِيدعٌ: صفة؛ قال الضبي:

أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي، وأَتَّقِي

به الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ

وقد يُضاف. والمِيدع أَيضاً: الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها.

يقال: هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها، ومِيدَعَتُها: التي تُوَدِّعُ بها

ثيابها. ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل: مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل.

والمِيدعُ والمِيدَعةُ: الثوب الخَلَقُ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان:

في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ

مُبْتَذَلاتٌ، ما لَهُنَّ مِيدَعُ

قال: ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي

يصونهُنَّ عن العَمَل. وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ، وذلك إِذا كان

كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن.

والمِيداعةُ: الرجل الذي يُحب الدَّعةَ؛ عن الفراء.

وفي الحديث: إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي

أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها، ولم

يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله، وأَصله من التوْدِيع

وهو الترك، قال: وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل

إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه، ويجوز أَن

يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ، يعني قد صاروا

بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس. وفي حديث علي،

كرم الله وجهه: إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ

منها. ومنه الحديث: اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي

اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها، وهو

افْتَعَلَ من وَدُعَ، بالضم، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ.

وايْتَدَعَ، فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ، يقال

اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار. وقولهم: دَعْ هذا أَي

اتْرُكْه، ووَدَعَه يَدَعُه: تركه، وهي شاذة، وكلام العرب: دَعْني وذَرْني

ويَدَعُ ويَذَرُ، ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ، استغنوا عنهما

بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً، ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً؛ وحكاهما

بعضهم ولا وادِعٌ، وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات:

فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ، فإِنَّني

حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ

قال ابن بري: وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ:

عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا،

يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه

وفي التنزيل: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى؛ أَي لم يَقْطَعِ اللهُ

الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ، وذلك أَنه، صلى الله عليه وسلم، اسْتأَخر

الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس: إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه، فأَنزل الله

تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، المعنى وما قَلاكَ، وسائر القُرّاء قرؤوه:

ودّعك، بالتشديد، وقرأَ عروة بن الزبير: ما وَدَعَك ربك، بالتخفيف، والمعنى

فيهما واحد، أَي ما تركك ربك؛ قال:

وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم

أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا

وقال ابن جني: إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له

أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ، وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ؛ وأَنشد قولَ

أَبي الأَسودِ الدُّؤلي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن خَلِيلي، ما الذي

غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ؟

وعليه قرأَ بعضهم: ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ

من القِلى، قال: فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ

الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، وإِعلالُ استحوذ

واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل، وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء

به؛ وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن

زُنَيْمٍ الليثي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن أَمِيري، ما الذي

غالَه في الحبّ حتى ودَعْه؟

لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً،

إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ

قال ابن بري: وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين؛ وقال الليث: العرب لا تقول

ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ، وفي

الأَمر دَعْه، وفي النهي لا تَدَعْه؛ وأَنشد:

أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا

يعني تركوا. وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على

قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه

وَدْعاً إِذا تركه، وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ

ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أَفصح العرب

وقد رويت عنه هذه الكلمة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما يُحْمل قولهم على قلة

استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث

حتى قرئ به قوله تعالى: ما وَدَعَك ربك وما قَلى، بالتخفيف؛ وأَنشد ابن

بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ:

سَلْ أَمِيري: ما الذي غَيَّرَه

عن وِصالي، اليوَْمَ، حتى وَدَعَه؟

وأَنشد لآخر:

فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه،

ثم لَمْ يُدْركْ، ولا عَجْزاً وَدَعْ

وقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ، والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ،

وهو القياس. والوَداعُ، بالفتح: التَّرْكُ. وقد ودَّعَه ووَادَعَه

ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك؛ قال:

فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى،

بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ:

دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ

أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك. وقال ابن هانئ في المرريه

(* قوله« في

المرريه» كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على

ثِقةٍ: دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ. وفي

حديث الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث، فإِن لم تَدَعُوا

الثلث فدَعوا الرُّبعَ؛ قال الخطابي: ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه

يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم

مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم، فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما

يأْكله الطير والناس، وكان عمر، رضي الله عنه، يأْمر الخُرّاصَ بذلك. وقال

بعض العلماء: لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم

نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ، وقيل: معناه أَنهم

إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه

ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه، لا أَنه يترك لهم

بلا عوض ولا اخراج؛ ومنه الحديث: دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه

في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه.

والوَداعُ: تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ. وتَوْدِيعُ

المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً: تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ،

وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا

قَفَلَ. ويقال ودَعْتُ، بالتخفيف، فَوَوَدَعَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً،

تُضَحّي رُوَيْداً، وتُمْسي زُرَيْقا

وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ. وتَوَدَّعَ القومُ

وتَوادَعُوا: وَدَّعَ بعضهم بعضاً. والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل، والاسم

الوَادع، بالفتح. قال شمر: والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت؛ وأَنشد بيت

لبيد:فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ،

وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ

وقال القطامي:

قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا،

ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا

أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة

لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من

التبارِيحِ والشوْقِ. قال الأَزهريّ: والتوْدِيعُ،وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ

المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام

لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك؛ أَلا

ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات:

فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ

أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه

تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر، وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في

الخفْضِ والدَّعةِ. وفي نوادر الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ

عَلَيَّ. قال الأَزهري: فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع؛

وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته:

قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ

قال: تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي. يقال:

سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها، وكذلك صَقَلَ فَرَسَه

إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف، وهذا

مثل؛ وروى شمر عن محارب: ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام. ووَدَّعْتُ

فلاناً أَي هَجَرْتُه. والوَداعُ: القِلى.

والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ.

والوَدِيعُ: العَهْدُ. وفي حديث طَهْفةَ: قال عليه السلام: لكم يا بني نهْدٍ

ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ،

يقال: أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً. قال ابن الأَثير: وقيل يحتمل

أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا

في الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير

عَهْدٍ ولا شرْطٍ، ويدل عليه قوله في الحديث: ما لم يكن عَهْدٌ ولا

مَوْعِدٌ. وفي الحديث: أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك

الحرب والأَذى، وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما

هو فيه؛ ومنه الحديث: وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم. وفي حديث الطعام: غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ،لا

مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ، وقيل: هو من الوَداعِ

وإِليه يَرْجِعُ. وتَوادَعَ القوم: أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً، وكله من

المصالحة؛ حكاه الهرويّ في الغريبين. وقال الأَزهري: تَوادَعَ الفَريقانِ

إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم؛ تقول: وادَعْتُ

العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ. وناقة

مُوَدَّعةٌ: لا تُرْكَب ولا تُحْلَب. وتَوْدِيعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه

للفِحْلةِ. واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه: دَفَعَه إِليه ليكون عنده

ودِيعةً. وأَوْدَعَه: قَبِلَ منه الوَدِيعة؛ جاء به الكسائي في باب

الأَضداد؛ قال الشاعر:

اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ،

فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ

وقال أَبو حاتم: لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته، وأَنكره شمر

إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن

أُودِعَه أَي أَقْبَلَه؛ قال الأَزهري: قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ

والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه. ويقال:

أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً؛ وأَنشد:

يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ،

أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ،

ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ،

أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا

أَشْياءَ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ

وأَنشد أَيضاً:

إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ،

فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ

ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه

الغَرْبَ.والوَدِيعةُ:واحدة الوَدائِعِ، وهي ما اسْتُودِعَ. وقوله تعالى:

فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام، واسْتَعاره علي،

رضي الله عنه، للحِكْمة والحُجّة فقال: بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى

يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم؛ وقرأَ ابن كثير وأَبو

عمرو: فمستقِرّ، بكسر القاف، وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم

قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود

ومجاهد والضحاك. وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم

في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم

مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى. وقال ابن مسعود في

قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام

ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض. وقال قتادة في قوله عز وجل: ودَعْ أَذاهُم

وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم. وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي

أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي

مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه

ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ

وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.

وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض. والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ،

والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.

والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه. والوَدْعُ: وثَنٌ. وذاتُ الوَدْعِ:

وثَنٌ أَيضاً. وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، عليه السلام، كانت العرب تُقْسِمُ

بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي:

كَلاّ، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ

فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا

يريد سفينةَ نوح، عليه السلام، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ

بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ

هنالك. وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في

سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عمرو:

الوَدِيعُ المَقْبُرةُ. والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ

يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛

وأَنشد:لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً

على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ

وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً،

غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ

قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن

بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني

سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل

حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً،

فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات

ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم

فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن

الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.

والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه. ولما دخل

النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ

ويَقُلْن:

طَلَعَ البَدْرُ علينا

من ثَنيّاتِ الوداعِ،

وجَبَ الشكْرُ علينا،

ما دَعا للهِ داعِ

ووَدْعانُ: اسم موضع؛ وأَنشد الليث:

ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ

ووادِعةُ: قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ، وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ

منها، وموْدُوعٌ: اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي، وكان هَرِمٌ قُتِلَ

في حَرْبِ داحِسٍ؛ وفيه تقول نائحتُه:

يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ،

أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

ودع
} الوَدْعَةُ، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ، ج: {وَدَعَاتٌ، مُحَرَّكَةً: مَناقِيفٌ صِغارٌ، وهِيَ: خَرَزٌ بَيضٌ تَخْرُجُ منَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ والكِبَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ فِي اللِّسانِ: جُوفُ البُطونِ، بَيْضاءُ تُزَيَّنُ بهَا العَثَاكِيلُ، شَقُّهَا كشَقِّ النَّواةِ، وقِيلَ: فِي جَوفْهِا دُودَةٌ كَلحْمَةٍ، كَمَا نَقَله الصّاغَانِيُّ عَن اللَّيْثِ، وَفِي اللِّسانِ: دُوَيْبَّةٌ كالحَلَمَةِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَيْنِ، ونَصُّ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ: تُعَلَّقُ منَ العَيْنِ ومنْهُ الحَدِيثُ: منْ تَعَلَّقَ} ودَعَةً فَلَا {وَدَعَ اللهُ لَهُ.
وقالَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ: إنَّ هذهِ الخَرَزاتِ يَقْذِفُها البَحْرُ، وإنَّهَا حَيَوانٌ منْ جَوْفِ البَحْرِ، فَإِذا قَذَفَها ماتَتْ، ولَهَا بَرِيقٌ وحُسْنُ لَوْنٍ وتَصْلُبُ صَلابَةَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ، وتُتَّخَذُ منْهَا القَلائِدُ، واسْمُها مُشْتَقٌّ منْ} وَدَعْتُه بمَعْنَى تَرَكْتُه، لأنَّ البَحْرَ يَنْضُبُ عَنْهَا {ويَدَعُها، فَهِيَ} وَدَعٌ، مِثْلُ قَبْضٍ وقَبَضٍ، فَإِذا قُلْتَ بالسُّكُونِ فهِيَ منْ بابِ مَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، انْتهى.
وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ، وهُوَ عَلْقَمَةُ ابنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ، وَفِي العُبَابِ واللِّسَانِ عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ:
(وَلَا أُلْقِي لِذِي {الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأخْدَعَهُ وغِرَّتَه أُرِيدُ)
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُ إنْشادِه:) أُلاعِبُهُ وزَلَّتَه أُرِيدُ ومِثْلُه فِي العُبابِ، ويُرْوَى أيْضاً: ورَبَّتَهُ، ورِيبَتَه، وغِرَّتَهُ.
وشاهِدُ} الوَدْعِ بالسُّكُونِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(كأنَّ أُدْمَانَها والشَّمْسُ جانِحَةٌ ... {وَدْعٌ بأرْجائِهَا فَضٌّ ومَنْظُومُ)
وشاهِدُ المُحَرَّكِ مَا أنْشَدَهُ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ:
(إنَّ الرُّوَاةَ بِلَا فَهْمٍ لما حَفِظُوا ... مِثْلُ الجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ} الوَدَعُ)

(لَا الوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُ ... وَلَا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ)
وَفِي البَيْتِ الأخِيرِ شاهِدُ السُّكونِ أيْضاً.
وشاهِدُ {الوَدَعَةِ مَا أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ: والحِلْمُ حِلْمُ صَبِيٍّ يَمْرُثُ} الوَدَعَهْ قلتُ: وَهَكَذَا أنْشَدَهُ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والبَيْتُ لأبِي دُوادٍ الرُّؤَاسِيِّ، والرِّوايَةُ:
(السِّنُّ منْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبِيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ)
وذاتُ {الوَدَعِ مُحَرَّكَةً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ بالسُّكُونِ: الأوْثَانُ، ويُقَالُ: هُوَ وَثَنٌ بعَيْنِه، وقِيلَ: سَفِينَةُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ، وبكُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ ابنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ:
(كَلاّ، يَميناً بذاتِ} الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا) الأخِيرُ قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ، قالَ: يَحْلِفُ بهَا، وكانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بهَا، وتَقُولُ: بذَاتِ الوَدْعِ، وقالَ أَبُو نَصْرٍ: هِيَ الكَعْبَةُ شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى، لأنَّهُ كَانَ يُعَلَّقُ {الوَدَعُ فِي سُتُورِهَا فَهَذِهِ ثلاثةُ أقوالٍ.
وذُو} الوَدَعاتِ، مُحَرَّكَةً: لَقَبُ هَبْنَّقَةَ، واسْمُه يَزِيدُ بنُ ثَرْوانَ، أحَدُ بنَي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، لُقِّبَ بهِ لأنَّه جَعَلَ فِي عُنُقِه قِلادَةً منْ وَدَعٍ وعِظامٍ وخَزَفٍ، مَعَ طُولِ لِحْيَتِه، فسُئلَ عَن ذلكَ فقالَ: لِئَلا أضِلَّ أعْرِفُ بهَا نَفْسِي، فسَرَقَها أخُوهُ فِي لَيْلَةٍ وتَقَلَّدَها، فــأصْبَحَ هَبَنَّقَةُ، ورَآهَا فِي عُنُقِهِ فقالَ: أخي، أنتَ أَنا، فمنْ أَنا، فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ، فقالُوا: أحْمَقُ منْ هَبَنَّقَةَ، قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيرًا:
(فَلْوْ كانَ ذَا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوتْ ... بهِ كَفُّهُ أعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا)
{ووَدَعَه، كوَضَعَهُ} وَدْعاً، {ووَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً بمَعْنىً واحدٍ، الأوَّلُ رَواهُ شَمِرٌ عنْ مُحارِبٍ.
والاسْمُ {الوَدَاعُ، بالفَتْحِ، ويُرْوَى بالكَسْرِ أيْضاً وبهِمَا ضَبَطَه شُرّاحُ البُخَارِيِّ فِي حَجَّةِ الوَادعِ، وهُوَ الواقِعُ فِي كُتُبِ الغَرِيبِ، قالَهُ شَيْخُنا، وهُوَ أَي الوَداعُ: تَخْلِيفُ المُسَافِرِ النّاسَ خافِضينَ} وادِعينَ،)
وهُمْ {يُودِّعُونَه إِذا سافَرَ، تَفاؤُلاً بالدَّعَةِ الّتِي يَصِيرُ إليْهَا إِذا قَفَلَ، أَي: يَتْرُكُونَه وسَفَرَه كَمَا فِي العُبابِ، قالَ الأعْشَى:
(} ودِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ ... وهَلْ تُطِيقُ {وَداعاً أيُّهَا الرَّجُلُ)
وقالَ شَمِرٌ:} التَّوْدِيعُ يَكُونُ للحَيِّ وللمَيِّتِ، وأنْشَدَ للبَيدٍ يَرْثِي أخاهُ:
( {فوَدِّعْ بالسّلامِ أَبَا حُرَيْزٍ ... وقَلَّ} وَدَاعُ أرْبَدَ بالسَّلامِ) وقالَ القَطامِيُّ:
(قِفِي قَبْلَ التَّفرُّقِ يَا ضُبَاعا ... وَلَا يَكُ مَوْقِفُ مِنْكِ {الوَدَاعا)
أرادَ: وَلَا يكُنْ مِنْكِ مَوْقِفُ الوَداعِ، وليَكُنْ مَوْقِفَ غِبْطَةٍ وإقامَةٍ، لأنَّ مَوْقِفَ الوَداعِ يَكُونُ مُنَغِّصاً من التَّباريحِ والشَّوْقِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ:} التَّوْدِيعُ وإنْ كانَ أصْلهُ تَخْلِيفَ المُسَافِرِ أهْلَه وذَوِيهِ {وادِعِينَ، فإنَّ العَرَبَ تَضَعُه مَوْضِعَ التَّحِيَّةِ والسَّلامِ، لأنَّه إِذا خَلَّف دَعَا لَهُمْ بالسَّلامَةِ والبَقَاءِ، ودَعَوْا لَهُ بمِثْلِ ذلكَ، أَلا تَرَى أنَّ لَبِيداً قالَ فِي أخِيهِ وقدْ ماتَ: فوَدِّعْ بالسَّلام أَبَا حُرَيْزٍ أرادَ الدُّعاءَ بالسّلامِ بَعْدَ مَوْتِه، وقدْ رثاهُ لَبِيدٌ بِهَذَا الشِّعْرِ،} ووَدَّعَه {تَوْدِيعَ الحَيِّ إِذا سافَرَ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ} التَّوْدِيعُ: تَرْكَه إيّاهُ فِي الخَفْضِ والدَّعَةِ، انْتَهَى. ومنْهُ قولُه تَعَالَى: مَا {وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، بالتَّشْدِيدِ، أَي: مَا تَرَكَكَ مُنْذُ اخْتَارَكَ وَلَا أبْغَضَكَ مُنْذُ أحَبَّكَ، ومنْهُ حديثُ أبي أُمَامَةَ عنْدَ رَفْعِ المائِدَةِ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا} مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنَا وقيلَ: مَعْنَاهُ: غيرُ مَتْرُوكِ الطَّاعَةِ. {وَدُعَ الشَّيءُ، ككَرُمَ ووَضَعَ،} وَدْعاً، {وَدَعَةً،} ووَداعَةً، فهُوَ {وَدِيعٌ} ووادِعٌ، سَكَنَ واسْتَقَرَّ وصارَ إِلَى {الدَّعَةِ،} كاتَّدَعَ {تُدْعَةً بالضَّمِّ} وتُدَعَةً كهُمَزَةٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَةِ الأُولَى أَي: {وَدُعَ، ككَرُمَ، وزادَ:} ووادِعٌ أيْضاً أَي: ساكِنٌ، مثل: حَمُضَ فهُوَ حامِضٌ، يُقَالُ: نَالَ فُلانٌ المَكَارِمَ {وادِعاً أَي: منْ غَيرِ كُلْفَة، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لمْ} يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى ففُوادِي مُنْتَزَعْ) أَي لمْ {يَتَّدِعْ، وَلم يَقَرَّ، وَلم يَسْكُنْ، وَفِي اللِّسانِ: وعليْه أنْشَدَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ الفَرَزْدَقِ:
(وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوانَ لَمْ} يَدَعْ ... منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ)
فمَعْنَى لَمْ يَدَعْ: لَمْ يَتَّدِعْ وَلم يَثْبُتْ، والجُمْلَةُ بَعْدَ زَمان فِي مَوْضِعِ جَرٍّ، لكَوْنِهَا صِفَةً لَهُ، والعائِدُ منْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوفٌ للعِلْمِ بموضِعِه، والتَّقْدِيرُ فيهِ: لَمْ يَدَعْ فيهِ، أَو لأجْلِهِ منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ،)
فيَرْتَفِعُ مُسْحَتٌ بفِعْلِه، ومُجَلَّفٌ عَطْفٌ عليهِ، وقيلَ: لم يَسْتَقِرَّ، وأنْشَدَ سَلَمَةُ: إِلَّا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي: لم يَتْرُكْ من المالِ إِلَّا شَيئاً مُسْتَأْصَلاً هالِكاً، أَو مُجَلَّفٌ كذلكَ، ونَحْو ذلكَ رَواهُ الكِسَائِيُّ وفَسَّرَهُ.
{والمَوْدُوعُ: السَّكِينَةُ يُقَالُ: عَلَيْكَ} بالمَوْدُوعِ، أَي: السَّكِينَةِ والوَقَارِ، وَلَا يُقَالُ منْهُ: {وَدَعَهُ، كَمَا لَا يُقَالُ منَ المَيْسُورِ والمَعْسُورِ: يَسَرَهُ وعَسَرَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وقالَ ابنُ سِيدَه: وقدْ تَجِيءُ الصِّفَةُ وَلَا فِعْلَ لَهَا، كَمَا حُكِيَ من قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ مَفْؤُودٌ للجَبَانِ، ومُدَرْهَمٌ للكَثِيرِ الدَّراهِمِ، ولمْ يَقُلولوا: فُئِدَ، وَلَا دُرْهِمَ، وقالُوا: أسْعَدَهُ اللهُ، فهُوَ مَسْعُودٌ، وَلَا يُقَالُ: سُعِدَ، إِلَّا فِي لُغَةٍ شاذَّةٍ.
} والوَدِيعَةُ: واحِدَةُ {الوَدَائِعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهِي مَا} استُودِعَ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(وَمَا المالُ والأهْلُونَ إِلَّا {وَدِيعَةٌ ... وَلَا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ)
وأنْشَدَه الإمامُ مُحْيي الدِّينِ عَبْدُ القادِرِ الطَّبَرِيُّ، إمامُ المَقامِ، فِي طَيِّ كتابٍ إِلَى المُفْتِي وَجِيهِ الدِّينِ عَبْد الرَّحمن بنِ عِيسَى المُرْشِدِيِّ المَكّيّ يُعَزِّيهِ فِي وَلَدِه حُسَيْنٍ مَا نَصّه: فَمَا المالُ والأبْنَاءُ إِلَّا} وَدائِعٌ. . الخ والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ مَا ذَكَرْنا.
{والوَدِيعُ كأمِيرٍ: العَهْدُ، ج:} ودَائِعُ، ومنْهُ كتَابُ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ، ووَضَائِعُ المالِ أَي العُهُودُ والمَواثِيقُ وهُوَ منْ {تَوادَعَ الفَرِيقانِ: إِذا تعاهدَا على تَرْكِ القِتالِ، وكانَ اسْمُ ذلكَ العَهْدِ} وَدِيعاً، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: ويَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدُوا بهَا مَا كانُوا {اسْتُودِعُوهُ من أمْوالِ الكُفّارِ الّذِينَ لمْ يَدْخُلوا فِي الإسْلامِ، أرادَ إحلالَها لَهُم، لأنَّهَا مالُ كافِرٍ قُدِرَ عليهِ منْ غَيْرِ عَهْدٍ وَلَا شَرْطٍ، ويَدُلُّ عليهِ قَوْلُه فِي الحديثِ: مالَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ.
(و) } الوَدِيعُ منَ الخَيْلِ: المُسْتَرِيحُ الصائِرُ إِلَى {الدَّعَةِ والسُّكُونِ،} كالمَوْدُوعِ على غَيْرِ قِيَاسٍ، {والمُودَعِ لم يَضْبِطْه، فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ كمُكْرَمٍ، كَمَا هُوَ فِي النُّسَخِ كُلِّها، وكمُعَظَّمٍ، وَقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، قالَ ابنُ بُزُرْجَ: فَرَسٌ وَدِيعٌ،} ومَوْدُوعٌ، {ومُودَعٌ، وأنْشَدَ لذِي الإصْبَعِ العَدْوَانِيِّ:
(أُقْصِرُ منْ قَيْدِه} وأُودِعُهُ ... حَتَّى إِذا السِّرْبُ ريعَ أَو فَزِعَا)
فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ {أوْدَعَه فَهُو} مُودَوعٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي أماليهِ: وتَقُولُ: خَرَجَ زَيْدٌ {فَوَدَّعَ أباهُ وابْنَه وكَلْبَه، وفَرَسَه، وهُوَ فَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، {ووَدَّعَه، أَي: وَدَّعَ أباهُ عِنْدَ السَّفَرِ، من} التَّوْدِيعِ، {ووَدَّعَ ابنْه: جَعَلَ} الوَدْعَ فِي عُنُقِهِ، وكَلْبَه: قَلَّدَه)
الوَدْعَ، وفَرَسَه: رَفَّهَهُ، وهُوَ فَرَسٌ {مُوَدَّعٌ} ومَوْدُوعٌ، على غَيْرِ قِياسٍ. {ووَدَعَ الشَّيءَ: صانَهُ فِي صِوانِه، فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ} وَدَعَه فَهُوَ {مُودَعٌ} ومَوْدُوعٌ، ويَشْهَدُ لما قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ مَا أنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لمِتُمِمِّ بنِ نُوَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ يَصِفُ ناقَتَه:
(قاظَتْ أُثالَ إِلَى الملا وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ {وتُودَعُ)
قالَ:} تُودَعُ، أَي: {تُوَدَّعُ، وتُسَنُّ أَي: تُصْقَلُ بالرِّعْيِ.
} والتُّدْعَةُ، بالضَّمِّ وكهُمَزَةٍ، وسحابَةٍ، {والدَّعَةُ، بالفَتْحِ، على الأصْلِ والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ، والتاءُ فِي التُّدْعَةِ على البَدَلِ: الخَفْضُ، والسُّكُونُ والرّاحَةُ، والسَّعَةُ فِي العَيْشِ، وَقد} تَوَدَّعَ {واتَّدَعَ فهُوَ} مُتَّدِعٌ: صاحِبُ {دَعَةٍ وسُكُونٍ ورَاحَةٍ.
} والمِيدَعُ، {والمِيدَعَةُ،} والمِيداعَةُ، بالكَسْرِ فِي الكُلِّ: الثَّوبُ المُبْتَذَلُ، قالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الثِّيَابُ الخُلْقَانُ الّتِي تُبْذَلُ، مِثْلُ المَعاوزِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ: {المِيدَعُ: كُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَه} مِيدَعاً لِثَوْبٍ جَديدٍ {تُودِّعُه بهِ، أَي تَصُونُه بهِ، ويُقَالُ:} مِيداعَةٌ، ج: {مَوادعُ هُوَ جَمْعُ} مِيدَعٍ، وأصْلُه الواوُ، لأنَّكَ {وَدَّعْتَ بهِ ثَوْبَكَ، أَي: رَفَّهْتَه بهِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(هِيَ الشَّمْسُ إشْرَاقاً إِذا مَا تَزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَى مُقْتَرَّةً فِي} المَوادِعِ)
قالَ الأصْمَعِيُّ: {المِيدَعُ: الثَّوْبُ الّذِي تَبْتذِلُه وتُوَدِّعُ بهِ ثِيَابَ الحُقُوقِ ليَوْمِ الحَفْلِ، وإنَّما يُتَّخَذُ المِيدَعَ} ليُودَعَ بهِ المَصُونُ.
{وتَوَدَّعَ ثِيَابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، وَفِي الحديثِ: صَلَّى مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ وعَلَيْهِ ثَوْبٌ ممَزَّقٌ، فلمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بثَوْبٍ، فقالَ:} تَوَدَّعْهُ بخَلَقِكَ هَذَا أَي: صُنْه بهِ، يُرِيدُ: الْبَسْ هَذَا الّذِي دَفَعْتُ إليْكَ فِي أوْقاتِ الاحْتِفَالِ والتَّزَيُّنِ.وثَوْبٌ {مِيدَعٌ صِفَةٌ، وقدْ يُضَافُ، وعَلى الأوَّلِ قَوْلُ الضَّبِّيِّ:
(أُقِدِّمُه قُدّامَ نَفْسِي وأتَّقِي ... بهِ المَوْتَ إنَّ الصُّوفَ للخَزِّ} مِيَدعُ)
ويُقَالُ: هَذَا مِبْذَلُ المَرْأَةِ، {ومِيدَعُها،} ومِيَدَعَتُها الّتِي تُوَدِّعُ بهَا ثِيَابَها، ويُقَالُ للثَّوْبِ الّذِي يُبْتَذَلُ: مِبْذَلٌ {ومِيدَعٌ، ومِعْوَزٌ، ومِفْضَلٌ وقالَ شَمِرٌ: أنشَدَنِي أَبُو عَدْنانَ: فِي الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ مَا لَهُنَّ} مِيدَعُ يُقَالُ: مالَهُ {ميدَعُ، أَي: مالَهُ منْ يَكْفِيهِ العَمَلَ} فيَدَعُه، أَي: يَصُونُهُ عَن العَمَلِ.)
وكَلامٌ {مِيدَعٌ، أَي يُحْزِنُ، لأنَّه يُحْتَشَمُ منْهُ، وَلَا يُسْتَحْسَنُ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ.
وحَمامٌ} أوْدَعُ إِذا كانَ فِي حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ وَفِي اللِّسانِ: طائِرٌ {أوْدَعُ: تَحْتَ حَنَكِه بَياضٌ.
وثَنِيَّةُ الوَداعِ: بالمَدِينَةِ، على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، وقدْ جاءَ ذِكْرُهَا فِي حديثِ ابنِ عُمَرَ فِي مُسَابَقَةِ الخَيْلِ، سُمِّيَتْ لأنَّ منْ سافَرَ منْهَا إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله تَعَالَى، كانَ} يُوَدَّعُ ثمَّ، أَي هناكَ ويُشَيَّعُ إلَيْهَا، كَمَا فِي العُبَابِ، والّذِي فِي اللِّسانِ: أنّ الوَداعَ، وادٍ بمَكَّةَ، وثَنِيَّةُ الوَداعِ مَنْسُوبَةٌ إليْهِ، ولَمّا دخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إماْ مَكَّةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْنَ:
(طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا ... منْ ثَنِيَّاتِ الوَداعِ)

(وجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا ... مَا دَعا للهِ داعِ) {ووَداعَةُ: مِخْلافٌ باليَمَنِ، عَن يَمِينِ صَنْعاءَ.
(و) } وَداعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ فِي النُّسَخِ، وَفِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، أَو حَرَامٍ، أوْرَدَهُ المُسْتَغْفِرِيُّ، وقالَ: فِي إسْنَادِ حديثهِ نَظَرٌ.
ووَدَاعَةُ بنُ أبي زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ شَهِدَ صِفِّينَ معَ عليٍّ، وقُتِلَ أَبوهُ يَوْمَ أحُدٍ.
{وودَاعَةُ بنُ أبي} وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ التَّصْرِيحُ باسْمِه، ولَهُ وِفَادَةٌ فِي إسْنَادِ حَديثِه مَقَالٌ، تَفَرَّدَ بهِ الكَلْبِيُّ: صحابِيُّونَ رَضِي الله عَنْهُم.
ووَدَاعَةُ بنُ عَمْرو بنِ عامِرِ بن ناسِج بنِ رافِعِ بنِ ذِي بارِقِ بنِ مالِكِ بنِ جُشَمَ: أَبُو قَبِيلَةِ منْ بَنِي جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدانَ، منْهُم الأجْدَعُ بنُ مالكِ بنِ أُمَيَّةَ {- الوَدَاعِيُّ ابْن مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ أَو هُوَ} وادِعَةُ بتَقْدِيمِ الألِفِ، كَمَا فِي جَمْهَرَةِ النَّسَبِ عِنْدَ أهْلِ النَّسَبِ، والمَعْرُوفُ عِنْدَنا، والأجْدَعُ المَذْكُورُ أدْرَكُ الإسلامَ، وَبَقِي إِلَى زَمانِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ.
{ووادِعُ بنُ الأسْوَدِ الرّاسِبِيُّ كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وَهُوَ الصَّوابُ، ووقَع فِي العُبابِ الرِّياشِيّ: مُحَدِّثُ رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ.
والقاضِي أَبُو مُسْلِمٍ} وادِعُ بنُ عَبدِ الله المَعَرِّيُّ: ابنُ أخي أبي العَلاءِ أحْمَدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ التَّنُوخِيِّ المَعَرّيِّ المَشْهُورِ. {ووَدِيعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ، وَفِي المَعاجِمِ بالخاءِ، وهُوَ الّذِي أنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجلاً لَمْ تُرِدْهُ، فرَدَّ)
رسولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذلكَ النِّكاحَ.
(و) } وَدِيعَةُ بنُ عَمرو الجُهَنِيُّ حَلِيفُ بنِي النَّجّارِ: صحابِيّانِ رَضِي الله عَنْهُمَا، الأخِيرُ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ.
{ودَعْهُ، أَي: اتْرُكْهُ، وأصْلُه} ودَعَ {يَدَعُ، كوَضَعَ يَضَعُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ ومنْهُ الحديثُ:} دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكَرِبَ:
(إِذا لمْ تَسْتَطِعْ أمْراً {فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِعْ)
قالَ شَيْخُنا: اخْتَلَفَ أهْلُ النَّظَرِ، هَلْ} دَعْ، وذَرْ مُتَرادِفَانِ أَو مُتَخالِفانِ فذهَبَ قَوْمٌ إِلَى الأوَّلِ، وهُوَ رَأْيُ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ، وذهَبَ أكْثَرُونَ إِلَى الفَرْقِ بَيْنَهُمَا، فقالَ: {دَعْ} ويَدَعْ يُسْتَعْمَلانِ فِيمَا لَا يُذَمُّ مُرْتَكِبُه، لأنَّه منَ {الدَّعَةِ، وهِيَ الرَّاحَةُ، وَلذَا قيلَ لمُفَارَقَةِ النّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً:} مُوَادَعَةٌ وعَدَمَ اعْتِدادٍ، لأنَّهُ منَ الوَذْرِ، وهُوَ قَطْعُ اللُّحَيْمَةِ الحَقِيرَةِ، كَمَا أشارَ إليهِ الرّاغِبُ، فَلِذَا قَالَ تَعَالَى: أتْدُعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ، دُونَ تَدَعُونَ، معَ مَا فيهِ من الجِنَاسِ، وقيلَ: دَعْ: أمْرٌ بالتَّرْكِ قَبْلَ العِلْمِ، وذَرْ بَعْدَهُ، كَمَا نُقِلَ عَن الرّازِيِّ، قيلَ: وَهَذَا لَا يُساعِدُه اللُّغَةُ وَلَا الاشْتِقاقُ، وَقد أُمِيتَ ماضِيهِ، لَا يُقَالُ: {وَدَعَهُ وإنَّمَا يُقَالُ فِي ماضِيهِ: تَرَكَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وزادَ: وَلَا} وادِعٌ، وَلَكِن تارِكٌ، ورُبَّمَا جاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ ودَعَهُ، وهُوَ! مَوْدُوعٌ على أصلهِ وقالَ الشّاعِرُ يُقَالُ: هُو أَبُو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، كَمَا قالَهُ ابنُ جِنِّي، والّذِي فِي العُبابِ أنَّه لأنَسِ بنِ زُنَيْمٍ اللَّيْثِيِّ، ورَوى الأزْهَرِيُّ عَن ابْنِ أخِي الأصْمَعِيِّ أنَّ عَمَّهُ أنْشَدَه لأنَس هَذَا:
(لَيْتَ شِعْرِي عَن خَلِيلي مَا الّذِي ... غالَهُ فِي الحُبِّ حَتَّى {وَدَعَهْ)
وآخرهُ:
(لَا يَكُنْ بَرْقُكَ بَرْقاً خُلَّباً ... إنّ خَيرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ)
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ رُوِيَ البَيْتَانِ لهُمَا جَمِيعاً، وقالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
(إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمَائِهِ ... جَرَى وهُوَ} مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ)
أَي مَتْرُوكٌ لَا يُضْرَبُ وَلَا يُزْجَرُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلتُ: وَفِي كِتابِ تَقْوِيمِ المُفْسَدِ والمُزَالِ عَن جِهَتِه لأبي حاتِمٍ أنّ الرِّوايَةَ فِي قَوْلِ أنَسِ بنِ زُنَيْمٍ السّابِقِ: غالَهُ فِي الوَعْدِ ومَنْ قالَ: فِي الوُدِّ فقد غَلِطَ، وقالَ: كأنَّه كانَ وَعدَه شَيئاً. قلتُ: ويَدُلُّ لهذهِ الرِّوايَةِ البَيْتُ الّذِي بَعْدَهُ، وقدْ تقَدَّمَ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قَوْلِ خُفَافٍ الّذِي أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ {مَوْدُوعٌ هُنا منَ الدَّعَةِ، الّتِي هِيَ السُّكُونُ لَا)
منَ التَّرْكِ، كَمَا ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ أَي: أنَّهُ جَرَى ولمْ يَجْهَدْ.
وَفِي اللِّسانِ:} وَدَعَهُ {يَدَعُهُ: تَرَكَه، وَهِي شاذَّةٌ، وكلامُ العَرَبِ} - دَعْنِي وذَرْنِي، {ويَدَعُ ويَذَرُ، وَلَا يَقُولونَ:} وَدَعَتُك، وَلَا وَذَرْتُكَ، اسْتَغْنَوا عنْهَا بتَرْكْتُكَ، والمَصْدَرُ فيهمَا: تَرْكاً، وَلَا يُقَالُ: {وَدْعاً وَلَا وَذْراً، وحكاهُمَا بَعْضُهُم، وَلَا وادِعٌ، وقدْ جاءَ فِي بَيْت أنْشَدَهُ الفارِسِيُّ فِي البَصْرِيّاتِ:
(فأيُّهُما مَا أتْبَعَنَّ فإنَّنِي ... حَزِينٌ على تَرْكِ الّذِي أَنا} وادِعُ) قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ جاءَ وادِعٌ فِي شِعْرِ مَعْنِ بنِ أوْسٍ:
(عليهِ شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصَا ... يُسَاجِلُهَا حَمّاتِه وتُسَاجِلُهْ)
وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ يَصِفُ نَفْسَه:
(فسَعَى مَسْعاتَه فِي قَوْمِه ... ثُمَّ لمْ يُدْرِكْ، وَلَا عَجْزاً {وَدَعْ)
وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لآخر:
(سَلْ أمِيرِي مَا الّذِي غَيَّرَه ... عنْ وِصالِي اليَوْمَ حَتَّى} وَدَعَهْ)
وأنْشَدَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فِي الفَتْحِ:
(ونَحْنُ {وَدَعْنَا آلَ عَمْرو بنِ عامِرٍ ... فَرَائِسَ أطْرَافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْرِ)
وقالوُا: لمْ} يُدَعْ ولمْ يُذَرْ شاذٌّ، والأعْرَفُ لم {يُودَعْ وَلم يُوذَرْ، وَهُوَ القِياسُ وقُرِئَ شاذّاً مَا} وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، أَي مَا تَرَكَكَ، وَهِي قِرَاءَةُ عُرْوَةَ ومُقَاتِلٍ، وقَرَأ أَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو البَرَهْسَمِ وابنُ أبي عَبْلَةَ ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ والباقُونَ بالتَّشْدِيدِ، والمَعْنَى فيهمَا واحِدٌ وهِيَ قِرَاءَتُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيمَا رَوَى ابنُ عَبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا عَنْهُ، وجاءَ فِي الحديثِ: لَيَنْتَهِينَ أقْوَامٌ عنْ {وَدْعِهِم الجُمُعاتِ أَو ليَخْتِمَنَّ اللهُ على قُلُوبِهِم، ثمَّ ليَكُونُنَّ من الغَافِلينَ، رواهُ ابنُ عباسٍ أيْضاً وقالَ اللَّيثُ: العَرَبُ لَا تَقُولُ:} وَدَعْتُه فَأَنا {وادِعٌ، أَي: تَرَكْتُه، ولكنْ يَقُولونَ فِي الغابِرِ:} يدَعُ، وَفِي الأمْرِ {دَعْه، وَفِي النَّهْيِ لَا تَدَعْهُ، وأنْشَدَ:
(وكانَ مَا قَدَّمُوا لأنْفُسِهمْ ... أكْثَرَ نَفْعاً منَ الّذِي} وَدَعُوا)
يَعْنِي تَرَكُوا، وقالَ ابنُ جِنِّي: إنّمَا هَذَا على الضَّرُورَةِ، لأنَّ الشّاعِرَ إِذا اضْطُرَّ جازَ لَهُ أنْ يَنْطِقَ بِمَا يُنْتِجُهُ القيَاسُ، وإنْ لَمْ يُرِدْ بهِ سَماعٌ، وأنْشَدَ قَوْلَ أبي الأسْوَدِ السّابِقَ، قالَ: وعليْهِ قراءَةُ مَا {وَدَعَكَ لأنّ التَّرْكَ ضَرْبٌ من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحْسَنُ منْ أنْ يُعَلَّ بَاب اسْتَحْوَذَ، واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأنَّ اسْتِعْمالَ} وَدَعَ مراجَعَةُ أصْلٍ، وإعْلالَ اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ ونَحْوِهِما منَ المُصَحَّحِ تَرْكُ أصْلٍ،)
وبَيْنَ مُراجَعَةِ الأُصُولِ وتَرْكِهَا مَا لَا خَفَاءَ بهِ، قَالَ شَيْخُنَا عِنْدَ قَوْلهِ: وقدْ أُمِيتَ ماضِيهِ، قلتُ: هِيَ عِبَارَةُ أئِمَّةِ الصَّرْفِ قاطِبَةً، وأكْثَرُ أهْلِ اللُّغَةِ، ويُنَافِيه مَا يَأْتِي بأثَرِهِ منْ وُقُوعِه فِي الشِّعْرِ، ووُقُوعِ القَراءَةِ، فَإِذا ثَبَتَ وُرُودُه وَلَو قَلِيلاً فكَيْفَ يُدَّعَى فيهِ الإماتَة قلت: وَهَذَا بعَيْنِه نَصُّ اللَّيثِ، فإنّه قالَ: وزَعَمَتِ النَّحْوِيَّةُ أنَّ العَرَبَ أماتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ ويَذَرُ، واسْتَغْنَوا عنْهُ بتَرْكٍ، والنَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفْصَحُ العَرَبِ، وَقد رُوِيَتْ عَنْهُ هذهِ الكَلِمَةُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: وإنّمَا يُحْمَلُ قَوْلُهُم على قِلَّةِ استِعْمَالِهِ، فهُوَ شاذٌّ فِي الاسْتِعْمَالِ، صَحِيحٌ فِي القِيَاسِ، وَقد جاءَ فِي غَيْرِ حديثٍ، حَتَّى قُرِئَ بهِ قولُه تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ وَهَذَا غايَةُ مَا فَتَحَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، فتَبَصَّرْ وكُنْ منَ الشّاكِرِينَ.
{ووَدْعانُ: ع، قُرْبَ يَنْبُعَ وأنْشَدَ اللَّيْثُ: ببيضِ وَدْعَانَ بَسَاطٌ سِيُّ (و) } وَدْعانُ: عَلَمٌ.
{ووَدَعَ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ، كوَضَعَ، فأنَا} أدَعُه: صانَهُ عنِ الغُبَارِ، قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ.
{ومَوْدُوعٌ: عَلَمٌ، وأيْضاً: اسْمُ فَرَس هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّيّ، وكانَ هَرِمٌ قُتِلَ فِي حَرْب داحس، وفيهِ تَقُولُ نائِحَتُه:
(يَا لَهْفَ نَفْسِي لَهْفَةَ المَفْجُوعِ ... أَلا أرَى هَرِماً على} مَوْدُوعِ) (منْ أجْلِ سَيِّدِنا ومَصْرَعِ جَنْبِه ... عَلِقَ الفُؤادُ بحَنْظَلٍ مَصْدُوع)
وقالَ الكِسائِيّ: يُقَالُ: {أوْدَعْتُه مَالا، أَي: دَفَعْتُه إليْهِ، ليَكُونَ} وَدِيعَةً عِنْدَه.
قالَ: {وأوْدَعْتُه أيْضاً أَي: قَبِلْتُ مَا} أوْدَعَنِيهِ، أَي مَا جَعَلَه {وَدِيعَةً عِنْدِي، ضِدٌّ هَكَذَا جاءَ بِهِ الكِسَائِيِّ فِي بابِ الأضدادِ، وأنْكَرَ الثانيَ شَمِرٌ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: لَا أعْرِفُهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: إِلَّا أنَّه حَكَى عَن بَعْضِهِم:} - اسْتَودَعَنِي فُلانٌ بَعِيراً فأبَيْتُ أنْ {أُودِعَهُ، أَي: أقْبَلَهُ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ المَنْطِقِ، والكِسَائِيُّ لَا يَحْكِي عَنِ العَرَبِ شَيئاً إِلَّا وقَدْ ضَبَطَهُ وحَفِظَهُ، وأنْشَدَ: يَا ابْنَ أبي وَيَا بُنَيَّ أُمِّيَهْ} أوْدَعْتُكَ اللهُ الّذِي هُوَ حَسِبِييَهْ {وتَوْدِيعُ الثَّوْبِ: أنْ تَجْعَلَه فِي صِوَانٍ يَصُونُهُ، لَا يَصِلُ إليهِ غُبَارٌ وَلَا رِيحٌ، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ.
ورَجُلٌ} مُتَّدِعٌ، بالإدْغامِ: صاحِبُ {دَعَةٍ ورَاحَةٍ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
أَو} مُتَّدِعٌ: يَشْكُو عُضْواً وسائِرُه صَحِيحٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ.)
وفَرَسٌ {مَوْدُوعٌ،} وَوَدِيعٌ، {ومُودَع كمُكْرَمٍ: ذُو} دَعَةٍ، وقدْ تقدَّمَ هَذَا بِعَيْنِهِ، وذكَرَ هُنَاكَ أنَّ مُودعاً جاءَ على الأصْلِ، مُخَالِفاً للقياسِ، فإنَّ ماضِيَهُ {وَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً: إِذا رَفَّهَه، ثمَّ هَذَا الّذِي ذَكَرَهُ تَكْرارٌ معَ مَا سَبَقَ لَهُ، فتأمَّلْ.
{واتَّدَعَ بالإدْغامِ} تُدْعَةً، {وتُدَعَةً،} وَدَعَةً تقارَّ، قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ، يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً:
(ثمَّ وَلّى وجِنَابانِ لَه ... منْ غُبَارٍ أكْدَرِيٍّ! واتَّدَعْ) {والوَدْعُ، بالفَتْحِ: القَبْرُ، أَو الحَظِيرَةُ حَوْلَه، والّذِي حكاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ عَن المَسْرُوحِيِّ أنّ الوَدْعَ: حائِرٌ يُحَاطُ عليهِ حائِطٌ، يَدْفِنُ فيهِ القَوْمُ مَوْتاهُم، وأنْشَدَ:
(لعَمْرِي لقَدْ أوْفَى ابنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... على ظَهْرِ} وَدْعٍ أتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه)

(وَفِي {الوَدْعِ لوْ يَدْرِي ابْنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... غِنَى الدَّهْرِ أَو حَتْفٌ لمَنْ هُوَ طالِعُهْ)
ولهذينِ البَيْتَيْنِ قِصَّةٌ غَرِيبَةٌ نَقَلها المَسْرُوحِيُّ، تقدَّمَ ذِكْرُها فِي جمهر وجَمْعُ الوَدْعِ وُدُوعٌ، عَن المسروحِيِّ أيْضاً.
والوَدْعُ: اليَرْبُوعُ، ويُحَرَّكُ، كِلاهُمَا فِي المُحِيطِ، وَفِي اللِّسانِ} كالأوْدَعِ وَهَذَا عَن الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: هُوَ من أسْمَائِهِ.
{واسْتَوْدَعْتُه} وَدِيعَةً: اسْتْحَفَظْتُه إيّاهَا قالَ الشّاعِرُ:
( {استُودِعَ العِلْمَ قِرْطَاسٌ فَضَيَّعَهُ ... فَبِئسَ} مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ القَرَاطِيسُ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي اللِّسانِ: {اسْتَوْدَعَهُ مَالا، وأوْدَعَهُ إيّاهُ: دَفَعَهُ إليْه ليَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(حَتَّى إِذا ضَرَبَ القُسُوسُ عَصَاهُمُ ... ودَنَا من المُتَنَسِّكِينَ رُكُوعُ)

(} أوْدَعْتَنا أشْيَاءَ واسْتَوْدَعْتَنَا ... أشْيَاءَ لَيْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ)
{والمُسْتَوْدَعُ، على صِيغَةِ المَفْعُولِ، فِي شِعْرِ سَيِّدِنا أبي عبدِ اللهِ العَبّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يمْدَحُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
(منْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... } مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ)
هُوَ المَكَانُ الّذِي تُجْعَلُ فيهِ! الوَدِيعَةُ، وأرادَ بهِ المَكَان الّذِي جُعِلَ فيهِ آدَمُ وحَوّاءُ، عَلَيْهِما السَّلامُ منَ الجَنَّةِ، {واسْتُودَعاهُ، وقولُه: يُخْصَفُ الوَرَقُ، عَنَى بهِ قَوْلَه تَعَالَى: وطَفِقَا يَخْصِفانِ عليهِمَا منْ وَرَقِ الجَنَّةِ وقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:)
(كأنَّهَا أُمُّ ساجِي الطَّرْفِ أخْدَرَهَا ... } مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ)
أَي تُوارِي وَلَدَ هَذِه الظَّبْيَةِ الخَمَرُ، وقَوْلُ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ:
(إنَّ الحَوَادِثَ يَخْتَرِمْنَ، وإنَّمَا ... عُمْرُ الفَتَى فِي أهْلِه {مُسْتَوْدَعُ)
أَي} وَدِيعَةُ يُسْتعادُ ويُسْتَرَدُ.
أَو {المُسْتَوْدَعُ: الرَّحِمُ وقوْلُه تَعَالَى: فمُسْتَقَرٌّ} ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الأرْحَامِ وقرَأ ابنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْروٍ: فمُسْتَقِرٌّ بكسرِ القافِ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ، ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ، بالفَتْحِ، وكُلُّهُم قالُوا: فمُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي صُلْبِ الأبِ، رُوِيَ ذلكَ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، ومُجَاهِدٍ، والضَّحّاكِ ومنْ قَرَأَ بكَسْرِ القافِ قالَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الأحْيَاءِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي الثَّرَى.
{ووادَعَهُمْ مُوادَعَةً: صالحَهُم وسالَمَهُمْ على تَرْكِ الحَرْبِ والأذَى، وأصْلُ} المُوَادَعَةِ: المُتَارَكَةُ، أَي: يَدَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا مَا هُوَ فيهِ، ومنْهُ الحديثُ: كانَ كَعْبٌ القُرَظِيُّ {مُوَادِعاً لرسولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
} وتَوَادَعَا: تَصَالحَا، وأعْطَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ: الآخَرَ عَهْداً أَلا يَغْزُوه، قالَهُ الأزْهَريُّ.
! وتَوَدَّعه: صانَهُ فِي مِيدَعٍ أَي صِوانٍ عَن الغُبَارِ، وأنْشَدَ شَمِرٌ قولَ عُبَيْدٍ الرّاعِي: (وتَلْقَى جارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إِذا مَا حانَ يَوْماً أَن يَبِينَا)

(ثَناءً تُشْرِقُ الأحْسَابُ مِنْهُ ... بهِ {نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا)
أَي نَقِيهِ ونَصُونُه، وقيلَ: أَي نُقِرُّه على صَوْنِه} وادِعاً.
(و) {تَوَدَّعَ فلانٌ فُلاناً: ابْتَذلَهُ فِي حاجَتِهِ، وكذلكَ تَوَدَّعَ ثِيابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، فكأنَّهُ ضِدٌّ.
ويُقَالُ:} تُوُدِّعَ مني، مَجْهُولاً، أَي: سُلِّمَ عليَّ، كَذَا فِي نَوَادِرِ الأعْرابِ.
وقوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا رَأْيتَ أُمَّتِي تَهابُ الظّالِمَ، أنْ تَقُولَ: إنَّكَ ظالمٌ، فقَدْ تُوُدِّعَ منْهُم أَي اسْتُرِيحَ منْهُم وخُذِلُوا، وخُلِّيَ بَيْنَهُم وبَيْنَ مَا يَرْتَكِبُونَ منَ المَعاصِي حَتَّى يُكْثِرُوا منْهَا، وَلم يُهْدَوا لرُشْدِهِمْ حَتَّى يَسْتَوْجِبُوا العُقُوبَةَ فيُعاقِبُهُم اللهُ تَعَالَى، وهُوَ منَ المجازِ، لأنَّ المُعْتَنِيَ بإصْلاحِ شَأْنِ الرَّجُلِ إِذا يَئسَ منْ صَلاحِهِ تَرَكَه، واسْتَراحَ منْ مُعاناةِ النَّصَبِ مَعَه، ومنْهُ الحديثُ الآخَرُ: إِذا لَمْ يُنْكِرِ النّاسُ المُنْكَرَ فقدْ تُوُدِّعَ منْهُم، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا مَشَتْ هذهِ الأُمَّةُ السُّمَّيْهَي، فقدْ تُوُدِّعَ منْهَا، أَو مَعْناه: صارُوا بحَيْثُ تُحُفِّظَ منْهُم وتُوُقِّيَ وتُصُوِّنَ، كَمَا يُتَوَقَّى منْ شِرارِ النّاسِ ويُتَحَفَّظُ منْهُم، مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِم: {تَوَدَّعْتُ الشَّيءَ: إِذا صُنْتَهُ فِي} مِيدَعٍ.)
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {وَدَّعَ صَبِيَّهُ} تَوْديعاً: وَضَعَ فِي عُنُقِهِ الوَدَعَ.
والكَلْبَ: قَلَّدَه {الوَدَعَ، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ، وقالَ الشّاعِرُ:} يُوَدِّعُ بالأمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ منَ المُطْعِماتِ اللَّحْمِ غَيْرِ الشّواحِنِ أَي: يُقَلِّدُهَا وَدَعَ الأمْراسِ.
وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِيُّ، لأنّه يُقَلَّدُهَا مَا دامَ صَغِيراً، قالَ جَمِيلٌ:
(ألمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأنْتِ صَلُودُ)
وَفِي الحديثِ: منْ تَعلَّقَ {وَدْعَةً لَا وَدَعَ اللهُ لَهُ، أَي: لَا جَعَلَهُ فِي} دَعَةٍ وسُكُونٍ، وهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌ منَ {الوَدَعَة، أَي: لَا خَفَّفَ اللهُ عنْهُ مَا يَخَافُه.
وهُوَ يَمْرُدُنِي} الوَدْع، ويَمْرُثُني، أَي: يَخْدَعُنِي، كَمَا يُخْدَعُ الصَّبِيُّ {بالوَدْعِ، فيُخَلَّى يَمْرُثُها، ويُقَالُ للأحْمَقِ: هُوَ يَمْرُدُ الوَدْعَ، يُشَبَّهُ بالصَّبِيِّ.
وفَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصُونٌ مُرَفَّهٌ.
ودِرْعٌ {مُوَدَّعٌ: مَصُونٌ فِي الصِّوانِ.
} والوَدِيعُ: الرَّجُلُ السّاكِنُ الهَادئُ ذُو {التُّدْعَةِ.
} وتَوَدَّعَهُ: أقَرَّهُ على صَوْنِهِ {وادِعاً، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِي، وقدْ تقَدَّمَ.
} وتَوَدَّعَ الرَّجُلُ: {اتَّدَعَ، فهُوَ} مُتَوَدِّعٌ، {والدَّعَةُ منْ وَقارِ الرَّجُلِ الوَدِيعِ، وَإِذا أمَرْتَ الرَّجُلَ بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ قلتَ:} تَوَدَّعْ، {واتَّدِعْ.
وأوْدَعَ الثَّوْبَ: صانَهُ.
} والمِيدَاعَةُ: الرَّجُلُ الّذِي يُحِبُّ الدَّعَةَ، قالَهُ الفَرّاءُ.
{وإِبتَدَعَ الدَّابَّة: رفهها وَتركهَا وَلم يَتْرُكهَا وَهُوَ افتعل من} وَدُعَ ككرم
وإيتَدَعَ بنَفْسِه: صارَ إِلَى الدَّعَةِ، {كاتَّدَعَ، على القَلْبِ والإدْغامِ والإظْهَارِ.
} والمُوَادَعَةُ: {الدَّعَةُ والتَّرْكُ، فمِنَ الأوَّلِ: قَوْلُ الشّاعِرِ:
(فهاجَ جوَىً فِي القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوَى ... ببَيْنُونَةٍ يَنْأى بهَا منْ} يُوَادِعُ) ومنَ الثّانِي: قَوْلُ ابنِ مُفَرِّغٍ: {- دَعيني منَ اللَّوْمِ بَعْضَ} الدَّعَهْ ويُقَالُ: {وَدَعْتُ، بالتَّخْفِيفِ،} فوَدَعَ، بمَعْنَى {وَدَّعْتُ} تَوْدِيعاً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:)
(وسِرْتُ المَطِيَّةَ {مَوْدُوعَةً ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمْشِي زَرِيفَا)
} وتَوَدَّعَ القَوْمُ، {وتَوادَعُوا:} وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: {تُوُدِّعَ منْهُم، أَي: سُلِّمَ عَلَيْهِمْ} للتَّوْدِيعِ.
{ووَدَّعْتُ فُلاناً: أَي: هَجَرْتُه، حَكاهُ شَمِرٌ.
ونَاقَةٌ} مُوَدَّعَةٌ: لَا تُرْكَبُ وَلَا تُحْلَبُ.
وقَوْلُ الشّاعِرِ: أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ: إنْ سَرَّكَ الرِّيُّ قُبَيْلَ النّاسِ {فوَدِّعِ الغَرْبَ بوَهْمٍ شاسِ أَي: اجْعَلْهُ} وَدِيعَةً لهَذَا الجَمَلِ، أَي: ألْزِمْهُ الغَرْبَ.
وقالَ قَتَادَةُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: {وَدعْ أذاهُمْ أَي: اصْبِرْ على أذاهُمْ، وقالَ مُجَاهِدٌ: أَي: أعْرِضْ عَنْهُمْ.
} والوَدْعُ بالفَتْحِ: غَرَضٌ يُرْمَى فيهِ.
واسْمُ صَنَمٍ.
{والوَدِيعُ: المَقْبَرَةُ عَن أبي عَمْروٍ.
ومُرَجّى بن وَدَاع، كسَحَابٍ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ عَليٍّ بنِ دَاوُدَ بنِ} وُدَيْعَةَ، كجُهَيْنَةَ: شَيْخٌ لابْنِ نُقْطَةَ.
وعَلاءُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ! - الوَدَاعِيُّ الأدِيبُ المَشْهُورُ، قالَ الحافِظُ: حَدَّثُونا عَنْهُ. وَمن المَجَازِ: أوْدَعْتُه سِرّاً، وأوْدَعَ الوِعَاءَ مَتاعَهُ.
{وأوْدَع كِتابَهُ كَذَا،} وأوْدَعَ كَلامَهُ مَعْنىً حَسَناً.
وسَقَطَتِ {الوَدَائِعُ، يَعْنِي: الأمْطَارَ، لأنَّهَا قَدْ} أُودِعَتِ السَّحَابَ.
{ووادِعٌ: صحَابِيٌّ، رَوَتْ عَنْهُ بِنْتُه أُمُّ أبان، أخْرَجَهُ ابنُ قانِعٍ.
(ودع)

ودع

1 وَدُعَ

, (S, K,) inf. n. وَدْعٌ and دَعَةٌ, (TA,) He (a man, S,) or it, (a thing, TA,) became still, quiet, or at rest; (S, K, TA;) as also ↓ اِتَّدَعَ, (K, TA,) [quasi-] inf. n. تُدْعَةٌ and تُدَعَةٌ. (TA.) You say to a man, ↓ اِنَّدَعْ and ↓ تَوَدَّعْ meaning Be thou grave, staid, steady, sedate, or calm. (TA.) See also 1; and art. وذر. b2: وَدُعَ and وَدَعَ, inf. n. وَدَاعَةٌ, He was, or became, in a state of ease, and ampleness of the means or circumstances of life. (Msb.) b3: دَعْ: see an ex. voce آذَى: it may be rendered, in different cases, Leave thou, or let alone, or say nothing of: see بَلْهَ. b4: دَعْنِى مِنْ كَذَا Let me alone and cease from such a thing: and exempt thou me, or excuse me, from such a thing. b5: دَعْ عَنْكَ كَذَا Dismiss thou from thee such a thing. See خُذْ عَنْكَ. b6: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى لَا يَرِيبُكَ: see art. ريب. b7: دَعْ مَا زَيْدٌ: see سِىٌّ in art. سوى. b8: وَدَعَ used as a pret.: see an ex. voce زَائِلَةٌ, in art. زول.2 وَدَّعَهُ

, (MA,) inf. n. تَوْديعٌ, (PS,) He bade farewell to him. (MA, PS.) 3 وَادَعَهُ

, inf. n. مُوَادَعَةٌ, and subst. وِدَاعٌ, He made peace or reconciled himself, with him: (Msb:) [the inf. n.] مُوَادَعَةٌ is syn. with مُصَالَحَةٌ

because it is مُتَارَكَةٌ [a mutual leaving, or leaving unmolested]. (Mgh.) b2: مُوَادَعَةٌ is also syn. with تَرْكٌ; as also ↓ دَعَةٌ: (TA:) so that وَادَعَهُ signifies He left him: but more correctly, he left him, being left by him; like تَارَكَهُ, and خَالَاهُ; and this is the primary meaning.5 تَوَدَّعَ see 1.6 تَوَادَعَا They two made peace, or became reconciled, each with the other. (K.) 7 إِنْوَدَعَ see 1.8 اِتَّدَعَ

: see 1: he acted, or proceeded, with moderation, without haste or hurry, in his pace or journeying. (M in art. اون.) 10 اِسْتَوْدَعَهُ مَالًا He intrusted him with property; intrusted to him property; gave property to him in trust, or as a deposit. (Msb.) and اِسْتَوْدَعَهُ وَدِيعَةً He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, a deposit. (K.) دَعَةٌ Ease; repose; freedom from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; tranquillity; syn. خَفْضٌ (S. Mgh, K, TA) and رَاحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and سُكُونٌ; (TA;) and ampleness of circumstances (سَعَةٌ) in life: (K:) or دَعَةٌ is syn. with راحة and سكون; but خَفْضٌ signifies “ ampleness of the circumstances ” (سَعَهٌّ) of life, and “ plentifulness and pleasantness ” thereof: [see an ex. of both, voce خَفْضٌ]. (El-Marzookee and MF, art. خفض.) A2: See 1 and 3.

وَدَعَةٌ A cowry; Cypræa: see an ex. cited voce سَمَّ.

وَدِيعَةٌ A thing committed to the trust and care of a person; a trust; a deposit. (Mgh, Msb.) See 10.

وَدَاعٌ [Gravity, steadiness:] i. q. سَكِينَةٌ, [like ↓ مَوْدُوعٌ,] as also وَقَارٌ. (S, L, in art. سكن.) b2: And Valediction. (S, Msb.) مِيدَعٌ and مِيدَعَةٌ A garment, or piece of cloth, used as a repository for clothes. (TA.) مَوْدُوعٌ

: see وَدَاعٌ, and see a verse cited voce مَصْدَق.

مُسْتَوْدَعٌ A depository: see a verse cited voce ظِلٌّ.
و د ع: (التَّوْدِيعُ) عِنْدَ الرَّحِيلِ، وَالِاسْمُ (الْوَدَاعُ) بِالْفَتْحِ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] قَالُوا: مَا تَرَكَكَ. وَ (الْوَدَعَاتُ) خَرَزٌ بِيضٌ تَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ تَتَفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ الْوَاحِدَةُ (وَدَعَةٌ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. وَ (الدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ فَهُوَ (وَدِيعٌ) أَيْ سَاكِنٌ وَ (وَادِعٌ) أَيْضًا مِثْلُ حَمُضَ فَهُوَ حَامِضٌ. (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ (وَالتَّوَادُعُ) التَّصَالُحُ. وَقَوْلُهُمْ: دَعْ ذَا أَيِ اتْرُكْهُ وَأَصْلُهُ وَدَعَ يَدَعُ وَقَدْ أُمِيتَ مَاضِيهِ فَلَا يُقَالُ: وَدَعَهُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: تَرَكَهُ وَلَا وَادِعٌ وَلَكِنْ تَارِكٌ. وَرُبَّمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ (وَدَعَهُ) وَ (مَوْدُوعٌ) أَيْضًا عَلَى الْأَصْلِ. (وَالْوَدِيعَةُ) وَاحِدَةُ (الْوَدَائِعِ) يُقَالُ: (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْ دَفْعَهُ إِلَيْهِ لِيَكُونَ وَدِيعَةً عِنْدَهُ. وَ (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْضًا قَبِلَهُ مِنْهُ وَدِيعَةً وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. (وَاسْتَوْدَعَهُ) وَدِيعَةً اسْتَحْفَظَهُ إِيَّاهَا. 

محج

محج


مَحَجَ(n. ac. مَحْج)
a. Peeled, barked; swept the ground (wind).
b. Shook up (milk).
c. Lay with.
d. Rubbed (rope).
e. Lied.

مَاْحَجَa. Granted a delay to.

مَحُوْجa. Distant.
[محج] نه: "المحجة": جادة الطريقة، مفعلة من الحج: القصد، وجمعها المحاج- بشدة جيم. ومنه ح على: ظهرت معالم الجور وتركت "محاج" السنن.
(محج)
الشَّيْء محجا مسح مَا عَلَيْهِ حَتَّى بدا الْجلد أَو نَالَ الْمسْح من الْجلد وَالرِّيح الأَرْض ذهبت بِالتُّرَابِ عَنْهَا وَالْعود قشره وَالْجَلد دلكه ليلين وَاللَّبن مخضه والدلو خضخضها
محج
المَحْجُ: مَسْحُ شَيْءٍ عن شَيْءٍ. باسْتِقْصَاءٍ. والرِّيْحُ تَمْحَجُ الأرْضَ: تَذْهَبُ بالتُّرَابِ حتّى تَتَناوَلَ من أدَمَةِ الأرْضِ. ومَحَجْتُ الأرْضَ: خَضْخَضْتَها، ويُقالُ بالخاءِ. والمَحْجُ: النِّكاحُ. وسِرْنا عَقَبَةً مَحُوْجاً: أي بَعِيْدَةً. وسَفَرٌ مَحّاجٌ: بَعِيْدَةٌ.
(م ح ج)

محَجَ محْجا: أسْرع.

ومَحَج الْأَدِيم يَمْحَجُهُ مَحْجا: دلكه ليمرن.

ومحَجَ الْمَرْأَة يَمْحَجُها مَحْجا نَكَحَهَا والمحْجُ: مسحك شَيْئا عَن شَيْء حَتَّى ينَال الْمسْح جلد الشَّيْء لشدَّة مسحك، وَنَحْو ذَلِك. وَالرِّيح تَمْحَجُ الأَرْض محْجا، تذْهب بِالتُّرَابِ حَتَّى تتَنَاوَل من أدمة الأَرْض، قَالَ العجاج:

ومحْجُ أرواحٍ يُبارينَ الصَّبا ... أغْشَينَ مَعرُوفَ الديارِ التَّيرَبا

ويروى: التوربا، وَكِلَاهُمَا التُّرَاب.

ومحج الْعود محْجَا: قشره.

ومحَجَ الدَّلْو محْجا: خضخضها، كمخجها عَن الَّلحيانيّ، قَالَ الشَّاعِر:

قد أصبحَــتْ قَلَمَّساً هَمُوما

يَزيدُها مَحْجُ الدِّلا جمُوما

ويروى مخجُ الدلا، وَهِي أعرف وَأشهر.

وماحَجَه: ماطله. 

محج: مَحَجَ الأَديمَ يَمْحَجُه مَحْجاً: دَلَكَه لِيَمْرُنَ.

والمَحْجُ: مَسْحُ شيء عن شيء حتى ينالَ المَسْحُ جلد الشيء لِشِدَّةِ مَسْحِكَ،

ونحو ذلك. والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ مَحْجاً: تَذْهَبُ بالتراب حتى

تتناوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ؛ قال العَجَّاجُ:

ومَحْجُ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبا،

أَغْشَيْنَ مَعرُوفَ الدِّيارِ التَّيْرَبَا

ويروى التَّوْرَبا، وكلاهما التراب.

ومَحَجَ المرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً نَكَحَها، وكذلك مَخَجَها. قال ابن

الأَعرابي: اختصم شَيْخانِ غَنَوِيٌّ وباهِليٌّ، فقال أَحدهما لصاحبه:

الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، فقال الآخر: انظروا ما قال لي: الكتذب مَحَجَ

أُمَّه أَي ناكَ أُمَّه؛ فقال له الغنوي: كذب ما قلت له هكذا، ولكني قلت:

مَلَجَ أُمَّه أَي رَضَعها.

ابن الأَعرابي: المَحَّاجُ الكذَّابُ؛ وأَنشد:

ومَحَّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي

قال الأَزهري: فَمَحَجَ، عند ابن الأَعرابي، له معنيان: أَحدهما

الجِماعُ، والآخر الكَذِبُ.

ومَحَجَ مَحْجاً: أَسرَعَ. ومَحَجَ العُودَ مَحْجاً: قشره. ومَحَجَ

الدَّلْوَ مَحْجاً: خَضْخَضَها كمَخَجَها؛ عن اللحياني؛ قال:

قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما،

يَزِيدُها مَحْجُ الدِّلا جُمُوما

ويروى: مَخْجُ الدِّلا، وهي أَعرفُ وأَشهر.

وماحَجَه: ماطَله.

ومَحَجَ اللبنَ ومَخَجَه إِذا مَخَضَه.

ابن سيده: ومِحاجٌ ومَحاجِ: اسم فَرسٍ معروفة من خيل العرب؛ قال:

اقْدُمْ مَحاجِ، إِنه يَومٌ نُكُرْ،

مِثْلي على مِثْلِكَ يَحْمِي ويَكُرْ

ومَحاجٌ: اسم موضع؛ أَنشد ثعلب:

لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً

ومَحاجاً، فلا أُحِبُّ مَحاجَا

قال ابن سيده: وقد يكون مَحاجٌ مَفْعَلاً كالمَقالِ والمَقامِ، فيكون من

غير هذا الباب.

وقال ابن الأَثير في كتابه في هذه الترجمة: المَحَجَّةُ جادَّةُ

الطريقِ، مَفْعَلَةٌ من الحَجِّ القَصْدِ، والميم زائدة، وجمعها المَحاجُّ،

بتشديد الجيم. وفي حديث عليّ: ظَهَرَتْ مَعالِمُ الجَوْرِ وتُرِكَتْ مَحاجُّ

السُّنَنِ، وقد ذكر ذلك في موضعه.

محج
: (مَحَجَ اللَّحْمَ، كَمَنَعَ) ، يَمْحَجُه مَحْجاً، وكذالك العُودَ: (قَشَرَه. و) مَحَجَ (الحَبْلَ) الأَوْلَى: الأَديمَ، كَمَا فِي سَائِر الأُمّهات يَمْحَجُه مَحْجاً (دَلَكَه لِيَلِينَ) ويَمْرُنَ. (و) قَالَ الأَزهريّ: مَحَجَ، عِنْد ابْن الأَعرابيّ، لَهُ مَعنيانِ: أَحدهما مَحَجَ بِمَعْنى (جامَعَ، و) الآخرُ مَحَجَ بِمَعْنى (كَذَبَ) . يُقَال: مَحَجَ المَرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً: نَكَحَها، وكذالك مَخَجها. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: اخْتصم شَيخانِ: غَنَوِيّ وباهِليّ. فَقَالَ أَحدُهما لصَاحبه: الكاذِبُ مَحَجَ أَمَّه، فَقَالَ الآخَر: انظُروا مَا قَالَ لي: الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، أَي ناكَ أُمّه. فَقَالَ لَهُ الغَنويّ: كَذَب، مَا قُلتُ لَهُ هاكذا، ولاكنّي قلت: مَلَجَ أُمّه، أَي رَضعَها. ابْن الأَعرابيّ: المَحّاجُ: الكَذّلب. وأَنشد:
ومَحّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي

(و) مَحَجَ (اللَّبَنَ) ومَخَجَه، إِذا (مَحَضَه) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة وبالحاءِ مَعًا.
(و) مَحَجَ مَحْجاً: (مَسَحَ شَيْئا عَن شَيْءٍ) حَتَّى يَنالَ المَسْحُ جِلْدَ الشيءِ لشدِّةِ مَسْحِك.
(والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ) مَحْجاً: (تَذْهَبُ بالتُّراب حَتَّى تَتناوَلَ مِن أَدَمَتِها تُرَابَها) . وَفِي (اللّسان) : حَتَّى تَنَاوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ. قَالَ العَجّاجُ:
ومَحْجَ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبَا
أَغْشَيْنَ معْروفَ الدِّيَار التَّيْرَبَا
(وَمَا حَجَهُ مُمَاحَجَةً ومِحَاجاً: مَا طَلَه) .
(و) يُقَال: (عُقْبَة مَحُوجٌ) ، أَي (بَعِيدَةٌ) ، كمَتُوجٍ.
(و) مَحَاج (ككِتابٍ) وقَطَامِ: اسمُ فَرسٍ مَعروفةٍ من خَيل العَرب، وَهِي (فَرَسُ مالكِ بنِ عَوْفٍ النَّصْريّ) ، بالصّاد، المهملةِ أَو الْمُعْجَمَة، قَالَ:
أَقدِمْ مِحَاجُ إِنه يَوْمٌ نُكُرْ
مِثْلِي على مِثْلِك يَحِمي ويكُرّ
(و) مِحَاج أَيضاً: اسْم (فَرس أَبي جَهْلٍ لعنَه الله) تَعَالَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَحَجَ مَحْجاً: أَسْرَعَ. ومَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً: خَضَخَضَها كمَخَجَها، عَن اللِّهيانيّ، والإِعجامُ أَعْرَف وأَشْهَرُ. ومَحَاج: اسمُ موضعٍ. أَنشد ثَعْلَب:
لَعَنَ اللَّهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً
ومَحَاجاً فَلَا أُحِبُّ مَحَاجَا

مسح

المسح: إمرار اليد المبتلة بلا تسييل.
مسح: {المسيح}: في اشتقاقه ستة أقوال أحدها أن يكون مبالغة فيكون معناه يمسح المرض عن المريض.
م س ح: (مَسَحَ) بِرَأْسِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (تَمَسَّحَ) بِالْأَرْضِ. وَ (مَسَحَ) الْأَرْضَ يَمْسَحُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا (مِسَاحَةً) بِالْكَسْرِ ذَرَعَهَا. وَ (مَسَحَهُ) بِالسَّيْفِ قَطَعَهُ. وَ (الْمَسِيحُ) عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ. وَالْمَسِيحُ الْكَذَّابُ الدَّجَّالُ. وَ (الْمِسْحُ) بِوَزْنِ الْمِلْحِ الْبِلَاسُ وَالْجَمْعُ (أَمْسَاحٌ) وَ (مُسُوحٌ) . وَ (التِّمْسَاحُ) بِوَزْنِ التِّمْثَالِ مِنْ دَوَابِّ الْمَاءِ مَعْرُوفٌ. 
مسح وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو أَنه قَالَ: لَا تُمْسَحُ الأرضُ إِلَّا مَرَّةً وَتركهَا خير من مائَة نَاقَة كلهَا أسودُ المُقْلة. ويروى عَن حَاتِم بن أبي صَغِيرَة عَن عَمْرو بن دِينَار يسْندهُ إِلَى أبي ذَر أنّه قَالَ مثل ذَلِك لعياش بن أبي ربيعَة. وفسّره بَعضهم قَالَ: إنّما ذَلِك لِأَن التُّرَاب والحصى يَسْتَبِق إِلَى وَجه الرجل إِذا سجد يَقُول: فَدَعْ مَا سبق مِنْهُ إِلَى وَجهك.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَلهَذَا كره تَسْوِيَة الْحَصَى] .

أَحَادِيث عمرَان الحُصين
(م س ح) : (الْمَسْحُ) إمْرَارُ الْيَدِ عَلَى الشَّيْءِ يُقَالُ مَسَحَ رَأْسَهُ بِالْمَاءِ أَوْ بِالدُّهْنِ يَمْسَحُهُ مَسْحًا (وَقَوْلُهُمْ) مَسَحَ الْيَدَ عَلَى رَأْسِ الْيَتِيمِ عَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَمَرَّ (وَأَمَّا مَسَحَ بِرَأْسِهِ) فَعَلَى الْقَلْبِ أَوْ عَلَى طَرِيقِ قَوْله تَعَالَى {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} [الأحقاف: 15] (وَالْمِسْحُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ الْمُسُوحِ وَهُوَ لِبَاسُ الرُّهْبَانِ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ تَمِيمِ بْنِ (مُسَيْحٍ) الْغَطَفَانِيِّ الَّذِي وُجِدَ لَقِيطًا وَقِيلَ مُسْلِمُ بْنُ مُسَيْحٍ وَلَمْ يَصِحَّ (وَالتِّمْسَاحُ) مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ شَبِيهٌ بِالسُّلَحْفَاةِ إلَّا أَنَّهُ أَضْخَمُ وَهُوَ مَثَلٌ فِي الْقُبْحِ.
مسح برر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: تَمَسَّحُوْا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بِكُم بَرَّة. قَوْله: تَمسحُوا يَعْنِي للصَّلَاة عَلَيْهَا وَالسُّجُود يَعْنِي أَن تباشرها بِنَفْسِك فِي الصَّلَاة من غير أَن يكون بَيْنك وَبَينه شَيْء يُصَلِّي عَلَيْهِ. وَإِنَّمَا هَذَا عندنَا عَليّ وَجه الْبر لَيْسَ على أَن من ترك ذَلِك كَانَ تَارِكًا للسّنة وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام وَغَيره من أَصْحَابه أَنه كَانَ يسْجد على الخُمْرَةِ فَهَذَا هُوَ الرُّخْصَة وَذَلِكَ على وَجه الْفضل. وَأما قَوْله فَإِنَّهَا بكم بَرَّةٌ يَعْنِي أَنه مِنْهَا خلقهمْ وفيهَا معاشهم وَهِي بعد الْمَوْت كفاتهم فَهَذَا وَأَشْبَاه لَهُ كثير من بر الأَرْض بِالنَّاسِ. وَقد تَأَول بَعضهم قَوْله: تَمسحُوا بِالْأَرْضِ على التَّيَمُّم وَهُوَ وَجه حسن. وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كره أَن يسْجد الرجل على شَيْء دون الأَرْض وَلَكِن الرُّخْصَة فِي هَذَا أَكثر من الْكَرَاهَة.
[مسح] مَسَحَ برأسه وتَمَسَّحَ بالأرض. ومَسَحَ الأرضَ مِساحَةً، أي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأة: جامعَها. ومَسَحَهُ بالسيف: قطعه. وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل: به حاز، وإن لم يدمه قيل: به ماسح. والمسحاء: الارض المستوية ذات حصى صغار لا نبات فيها. ومكانٌ أمْسَحُ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض بين مَسْحاوَيْنِ. وعلى فلان مَسْحَةٌ من جمال. والمَسْحاءُ: المرأة الرَسْحاءُ. ومَسَحَتِ الإبلُ يومَها، أي سارتْ. والمَسيحَةُ من الشَعَرِ: واحدة المَسائِحِ، وهي الذوائب. والماسِحَةُ: الماشطة. والمَسيحَةُ: القوسُ. قال الشاعر : لها مسائح زور في مراكِضِها * لين وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال الأصمعيّ: المَسيحُ: القِطعة من الفضَّة. والدرهمُ الاطلس مسيح. والمسيح: عيسى عليه السلام. والمسيح الكذاب الدجال. والمسيح: العرق. قال الراجز: يا رِيَّها وقد بَدا مَسيحي * وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَضيحِ والمسح: البلاس، والجمع أمساح ومسوح. والأمْسَحُ: الذي تصيب إحدى رَبْلَتَيْهِ الأخرى. تقول منه: مَسِحَ الرجل بالكسر مسحا. والتمساح من دواب الماء معروف. 
(مسح)
فِي الأَرْض مسوحا ذهب وَالشَّيْء المتلطخ أَو المبتل مسحا أَمر يَده عَلَيْهِ لإذهاب مَا عَلَيْهِ من أثر مَاء وَنَحْوه وعَلى الشَّيْء بِالْمَاءِ أَو الدّهن أَمر يَده عَلَيْهِ بِهِ وَيُقَال مسح بالشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وَمسح يَده على رَأس الْيَتِيم عطف عَلَيْهِ وَالله الْعلَّة عَن العليل شفَاه وَفُلَانًا بالْقَوْل قَالَ لَهُ قولا حسنا يخدعه بِهِ وَالْقَوْم مر بهم وَلم يقم عِنْدهم وَالْحجر الْأسود لمسه أَو تسلمه تبركا وشعره مشطه وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ قطعه بِهِ فَهُوَ ماسح وَالْمَفْعُول مَمْسُوح ومسيح وَيُقَال مسح الْقَوْم قتلا أثخن فيهم وَمسح سَاقه أَو عُنُقه وَبهَا قطعهَا وَبهَا فسر بَعضهم مَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} وَالْإِبِل أتعبها وأدبرها وهزلها وَيُقَال مسحت الْإِبِل الأَرْض يَوْمه ادأبا سَارَتْ فِيهَا سيرا شَدِيدا متواصلا والمساح الأَرْض مسحا ومساحة قاسها بالذراع وَنَحْوه

(مسح) فلَان مسحا احْتَرَقَ بَاطِن رُكْبَتَيْهِ لخشونة الثَّوْب واصطك بَاطِن إِحْدَى فَخذيهِ بِالْأُخْرَى فَحدث لذَلِك تشقق وَالْمَرْأَة كَانَت قَليلَة لحم الْعَجز وَلم يكن لثدييها حجم واستوت قدمهَا فَلَيْسَ لرجلها أَخْمص فَهِيَ مسحاء وَهُوَ أَمسَح
مسح المَسْحُ: مَسْحُكَ شَيْئاً بِيَدِكَ. وفي الدُّعاء: مَسَحَ اللهُ ما بكَ. ورَجُلٌ مَمْسُوْحُ الوَجْهِ مَسِيْحٌ: أي مُسْتَوٍ. والمَسِيْحُ: الدَّجّالُ. وقيل: عيسى بنُ مَرْيَمَ، وسُمِّيَ بذلك لأنَّه كانَ أمْسَحَ الرِّجْلِ: لا أخْمَصَ له، أو لأنَّه يَمْسَحُ الأرضَ: يَقْطَعُها. والمَسَاحي: جَمْعُ المَسْحَاءِ من الأرضِ، وأرَضُوْنَ مَسَاحٍ ومُسُحٌ: وهي ذاتُ حِجَارَةٍ. والأمْسَحُ من المَفَاوِزِ: الأمْلَسُ، والجَميعُ: الأماسِحُ. والمَسْحُ: ضَرْبُ العُنُقِ مَسْحاً بالسَّيْفِ. والمِسَاحَةُ: ذَرْعُ الأرْضِ. والتِّمْسَحُ والتِّمْسَاحُ: خَلْقٌ في الماء. والمُمَاسَحَةُ: المُلايَنَةُ في المُعَاشَرَةِ والقُلُوبُ غيرُ صافِيَةٍ. وعليه مَسْحَةٌ من جَمالٍ. والمَسِيْحَةُ من الشَّعَرِ: ما تُرِكَ فلم يُعَالَجْ بِشَيْءٍ. والتِّمْسَحُ: الكَذّابُ، وكذلك التِّمْسَاحُ. وهو المُداهِنُ أيضاً. والمِسْحُ: مَعْرُوفٌ. والمَسَائحُ: القِسِيُّ الجِيَادُ، واحِدَتُها: مَسِيْحَةٌ. والأُمْسُوْحُ: كُلُّ خَشَبَةٍ طَويلةٍ في السَّفينة. والمَسِيْحُ: العَرَقُ. وقِطْعَةٌ من الفِضَّةِ. والمَسْحُ: النِّكاح. وامْرَأةٌ مَسْحَاءُ: زَلاَّءُ. وجاء يَتَمَسَّحُ: أي لا شَيْءَ معه كأنَّه يَمْسَحُ ذِرَاعَيْهِ، كَقَوْلهم: جاء يَضْرِبُ لِحْفَ اسْتِه. والمُسُوْحُ: الطُّرُقُ الجادَّةُ، الواحِدُ: مِسْحٌ. وبَعِيرٌ به ماسِحٌ: أي حازٌّ، وجَمْعُه: مَوَاسِحُ. وغارَةٌ مَسْحَاء: من مَسَحَهم إِذا مَرَّ بهم خَفِيفاً.
مسح
المَسْحُ: إمرار اليد على الشيء، وإزالة الأثر عنه، وقد يستعمل في كلّ واحد منهما. يقال:
مسحت يدي بالمنديل، وقيل للدّرهم الأطلس:
مسيح، وللمكان الأملس: أمسح، ومسح الأرضَ: ذرعها، وعبّر عن السّير بالمسح كما عبّر عنه بالذّرع، فقيل: مسح البعيرُ المفازةَ وذرعها، والمسح في تعارف الشرع: إمرار الماء على الأعضاء. يقال: مسحت للصلاة وتمسّحت، قال تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
[المائدة/ 6] . ومسحته بالسيف: كناية عن الضرب، كما يقال: مسست، قال تعالى:
فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ [ص/ 33] ، وقيل سمّي الدّجّال مَسِيحاً، لأنّه ممسوح أحد شقّي وجهه، وهو أنه روي «أنه لا عين له ولا حاجب» ، وقيل: سمّي عيسى عليه السلام مسيحا لكونه ماسحا في الأرض، أي: ذاهبا فيها، وذلك أنه كان في زمانه قوم يسمّون المشّاءين والسّيّاحين لسيرهم في الأرض، وقيل: سمّي به لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل: سمّي بذلك لأنه خرج من بطن أمّه ممسوحا بالدّهن. وقال بعضهم : إنما كان مشوحا بالعبرانيّة، فعرّب فقيل المسيح وكذا موسى كان موشى . وقال بعضهم: المسيح: هو الذي مسحت إحدى عينيه، وقد روي: «إنّ الدّجّال ممسوح اليمنى» و «عيسى ممسوح اليسرى» . قال: ويعني بأنّ الدّجّال قد مسحت عنه القوّة المحمودة من العلم والعقل والحلم والأخلاق الجميلة، وأنّ عيسى مسحت عنه القوّة الذّميمة من الجهل والشّره والحرص وسائر الأخلاق الذّميمة. وكنّي عن الجماع بالمسح، كما كنّي عنه بالمسّ واللّمس، وسمّي العرق القليل مسيحا، والمِسْحُ: البِلَاسُ. جمعه:
مُسُوح وأَمساح، والتِّمْسَاح معروف، وبه شبّه المارد من الإنسان.
(مسح) - في الحديث: "تَمَسَّحُوا بالَأرْضِ "
: أي بَاشِرُوها في السُّجُود ، من غير أن يكون بَيْنَكُما حائِلٌ تُصَلُّون عليه، وهذا على وجه البِرِّ، لا [على ] أَنّ مَن تَركَ ذلك كان تارِكاً للسُّنَّةِ.
وقيل: أرادَ به التَّيمُّم، وهو حَسَنٌ.
- وفي الحديث: "لَمَّا مَسَحْنَا البَيْتَ أحْلَلْنَا"
: أي طُفْنَا به؛ لأنَّ مَن طافَ به مَسَحَ الرُّكْن، فَصارَ اسمًا لازمًا للطَّوَاف، قال عُمَر بن أبى رَبيعَة: وَلمَّا قَضَيْنا مِن مِنىً كُلَّ حاجَةٍ
ومسَّحَ بالأركان مَن هو ماسِحُ
- وفي حديث عَمَّارٍ - رضي الله عنه -: "أَنّه دُخِلَ عليه وهو يُرَجِّل مَسَائِحَ مِن شَعْرِه"
قال الأصمعىُّ: المسائِحُ: ما بين الأذنِ والحاجِب تصعَدُ حتى تكونَ دُونَ اليافُوخ.
وقيل: المسَائحُ: الذَّوائبُ، وشَعَرُ جانِبَىِ الرأْسِ، الواحِدَةُ: مَسِيحَةٌ.
والماسِحَةُ: الماشِطَةُ؛ لأنها تُعالج مَسائِح الرَّأسِ
وقيل: المَسِيحَةُ: ما تُرِكَ من الشَّعَرِ فلم يعالج بشىءٍ.
- وفي حديث: "أَنَّ مَسِيحَ الدَّجَّال". أضِيفَ إلى صِفَتِه، كأنَّه أضَافَ صِفَةً إلى صِفَةٍ، أو يَكُون مَسِيحٌ اسمًا له.
- في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إذَا كان الغُلامُ يتيمًا فامْسَحُوا رَأسَه من أَعلاه إلى مُقَدَّمِهِ، وإذا كان له أَبٌ، فامْسَحُوا من مُقَدَّمِهِ إلى قَفاه"
كذا وَجدتُه مكْتُوبًا، ولا أَعْرِفُ الحديث، ولا مَعْناه.
- في الحديث : "أنَّ عَلَفَه ورَوْثَه، ومَسْحًا عنه، في مِيزانِه" : أي في جَنَّتِهِ، لَأنَّه يَمسَح عنه التُّرابَ وغيرَه.
م س ح

مسحه بالماء والدهن، ومسح رأسه: أمرّ يده عليه، ومسح يده على رأس اليتيم. وامسح عن فرسك: فرجنه. ورجل أمسح الرجل: لا أخمص له. وامرأة رسحاء مسحاء. قال:

جاءت به ذات قرون صهب ... رسحاء مسحاء هبيت القلب

تهرّ في الحيّ هرير الكلب

ومشّطت مسائحها: ذوائبها. قال كثير يصف عبد الملك بن مروان:

مسائح فودى رأسه مسبغلّة ... جري مسك دارين الأحمّ خلالها

وتقول: فلان إذا ذكر نزول المسيح، رشح جبينه بالمسيح: بالعرق. وفلان يعصف في أكله عصف الريح، وكأنه تمساح من التماسيح. وسرنا في الأماسح وهي السباسب الملس. وقذف عليه أمساحه وتعبّد.

ومن المجاز: به مسحة من جمال. وفلان يتمسّح به أي يتبرّك. ورجل ممسوح الوجه: لا عين ولا حاجب. ودرهم مسيح: أطلس لا نقش عليه. وتمسّح للصلاة: توضأ. " وتمسحوا بالأرض فإنها بكم برّة ". ومسحت القوم: مررت بهم مرّاً خفيفاً. ومسحت الإبل يومها: سارت سيراً شديداً. والخيل تمسح الأرض بحوافرها. ومسح المسّاح الأرض مساحة. ومسح المرأة: جامعها مثل مسها. وماسحته: صافحته، والتقوا فتماسحوا: فتصافحوا، وتماسحوا على كذا: تصافقوا عليه وتحالفوا. وماسحته عليه: عاهدته. وغضب فلان فماسحته حتى لان: داريته. وفلان يمسح رأس فلان: يخدعه. قال:

وإنّ بني سعدٍ ومسح رءوسهم ... على دائهم والقرح لم يتقوّب

ومسح الناقة ومسخها: هزلها وأدبرها. ومسح عنقه وعضده بالسيف: قطعها. ومسح القوم قتلاً: أثخن فيهم. " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ". ومسح المسفّر أطراف الكتاب بسيفه، وكتب على الأطراف الممسوحة. ومسح الله ما بك. وتقول: منّ الله عليك بالمسحه: وأذاقك حلاوة الصّحّة.

مسح


مَسَحَ(n. ac. مَسْح)
a. Wiped.
b. Wiped away, removed.
c. Stroked. smoothed; combed (hair).
d. [acc. & Bi], Washed with (water); anointed with (
oil ).
e. Created ( blest or accurst ).
f. Deceived, befooled.
g.(n. ac. مُسُوْح) [Fī], Journeyed through ( a country ).
h. Journeyed all day.
i.(n. ac. مَسْح
تَمْسَاْح), Lied.
j.(n. ac. مَسْح
مِسَاْحَة), Measured, surveyed (land).
k.(n. ac. مَسْح), Smote; severed; slew.
l. see II (c)
& VIII.
مَسِحَ(n. ac. مَسَح)
a. Had sore thighs.

مَسَّحَa. Wiped; rubbed.
b. see III (a)c. Exhausted, overdrove (camels).

مَاْسَحَa. Coaxed, wheedled, cajoled, flattered.
b. Shook hands with; made a covenant with.

تَمَسَّحَa. Wiped himself.
b. Wiped; stroked.
c. [Bi], Washed himself with (water).
d. [Min], Wiped off.
تَمَاْسَحَa. Made a bargain together; shook hands.

إِمْتَسَحَa. Drew, unsheathed (sword).
مَسْحa. Wiping; anointing; salving; unction.
b. Friction.

مَسْحَةa. Rub, wipe.
b. Trace, mark; impression, print; trait.

مِسْح
(pl.
مُسُوْح أَمْسَاْح)
a. Hair-cloth; sack-cloth.
b. Saddle-cloth.
c. Middle of the road; high road.

مِسْحَةa. see 1t (a)
أَمْسَحُ
(pl.
مُسْح)
a. Flat-footed.
b. Having chapped thighs.
c. Smooth, level; flat (ground).
d. (pl.
أَمَاْسِحُ), A plain; a desert.
e. see 21 (c)
مِمْسَحa. see 21 (c)
مِمْسَحَةa. Duster; dish-clout, wiper.

مَاْسِحa. Wiping &c.
b. Rubbed, chafed (camel).
c. Liar.
d. Slayer, killer.

مَاْسِحَة
(pl.
مَوَاْسِحُ)
a. fem. of
مَاْسِحb. Female hair-dresser.

مِسَاْحَةa. Measurement.
b. Mensuration; surveying, survey.

مَسِيْح
(pl.
مَسْحَى
مُسَحَآءُ
43)
a. Smooth.
b. Anointed.
c. [art.], The Messiah, Christ.
d. Sweat.
e. Piece of gold or silver.
f. Napkin, towel.
g. Beautiful.
h. Great traveller.
i. True.
j. see 21 (c) (d) &
مَسَّاْح
(a).
مَسِيْحَة
(pl.
مَسَاْئِحُ)
a. Lock ( of hair ).
b. Temple (forehead).
c. Bow.
d. see 25 (e)
مَسِيْحِيّ
( pl.
reg. &
مَسِيْحِيَّة)
a. Messianic; christian.

مَسِيْحِيَّة
a. [art.], Christianity.
مَسَّاْح
(pl.
مَسَّاْحَة)
a. Surveyor.
b. Geometrician.
c. see 21 (a)
مِسِّيْحa. see 25 (h)
مَسْحَآءُa. fem. of
أَمْسَحُb. Level, stony ground.
c. Liar; scandal-monger (woman).

تَمْسَاْحa. Falsehood, untruth.

N. P.
مَسڤحَa. Wiped; rubbed.
b. Anointed.
c. Ugly; misshapen.

تِمْسَح
a. Dissembler, deceiver; liar.
b. see infra.

تِمْسَاح (pl.
مَسَاْحِ4ُ
مَسَاْحِيْ4ُ)
a. Crocodile.

أُمْسُوْح (pl.
مَسَاْحِيْ4ُ
67)
a. Plank, board ( in a ship ).
مَسْحَة المَرْضَى
a. [ coll. ], Extreme unction.

عِْلْم المِسَاحَة
a. Geometry.

أَلْمَسِيْح الدَّجّال
a. Antichrist.

فُلَان يَتَمَسَّح
a. Such a one has not anything, is empty-handed.
(م س ح)

المَسْحُ: إمرارك يدك على الشَّيْء السَّائِل أَو المتلطخ تُرِيدُ إذهابه بذلك، كمسْحِكَ رَأسك من المَاء وجبينك من الرشح. مَسَحه يَمْسَحُه مسحا ومسّحَه وتمسّح مِنْهُ وَبِه. وَقَوله تَعَالَى: (فامسحوا برءوسكم وأرجلِكم إِلَى الكعبينِ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: نزل الْقُرْآن بالمَسحِ، وَالسّنة بِالْغسْلِ.

وَفُلَان يُتَمَسَحُ بِثَوْبِهِ: أَي يمر بِهِ على الْأَبدَان فيتقرب بِهِ إِلَى الله.

وَفِي الدُّعَاء للْمَرِيض: مَسَح الله عَنْك مَا بك، أَي أذهب.

والمَسَحُ: احتراق بَاطِن الرّكْبَة من خشنة الثَّوْب. وَقيل: هُوَ أَن يمس بَاطِن إِحْدَى الفخذين بَاطِن الْأُخْرَى فَيحدث لذَلِك مشق وتشقق. وَقد مَسِحَ. وَامْرَأَة مَسْحاءُ رسحَاءُ. وَالِاسْم المَسَحُ.

والمَسَحُ أَيْضا: نقص وَقصر فِي ذَنْب القعاب.

وعضد مَمْسوحةٌ: قَليلَة اللَّحْم.

وَرجل مَمْسوحُ الْوَجْه ومَسيحٌ، لَيْسَ على أحد شقي وَجهه عين وَلَا حَاجِب والمَسيحُ الدَّجَّال، مِنْهُ. وَقيل: سمي بِهِ لِأَنَّهُ مَمْسُوح الْعين.

ومَسَح فِي الأَرْض يَمْسَحُ مُسُوحا، ذهب، وَالصَّاد لُغَة، وَقد تقدم.

ومَسَحَت الْإِبِل الأَرْض، سَارَتْ فِيهَا سيرا شَدِيدا.

والمَسيحُ: الصّديق. والمسيحُ عِيسَى بن مَرْيَم، قيل: سمي بِهِ لصدقه، وَقيل: سمي بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ سائرا فِي الأَرْض لَا يسْتَقرّ، وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ يَده على العليل والأكمة والأبرص فيبرئه بِإِذن الله.

والأمْسَحُ من الأَرْض: المستوي. وَالْجمع الأماسحُ. والمَسْحاءُ، الأَرْض المستوية ذَات الْحَصَى الصغار. وَالْجمع مِساحٌ ومَساحِي، غلب فَكسر تكسير الِاسْم.

ومَسَحَ الأَرْض يَمْسَحُها مَسْحا ومِساحةً: ذرعها. وَالِاسْم المِساحةُ.

ومَسَحَ الْمَرْأَة يمْسَحُها مَسْحا: نَكَحَهَا.

ومَسَح عُنُقه، وَبهَا، يمسَحُ مَسْحا: ضربهَا. وَقيل: قطعهَا. وَقَوله تَعَالَى: (رُدُّوها عَليَّ، فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأعناقِ) يُفَسر بهما جَمِيعًا. وَقَالَ ذُو الرمة:ومُستامةٍ تُستامُ وَهِي رخِيصَةٌ ... تُباعُ بساحاتِ الأيادي وتُمْسَحُ

مستامة: يَعْنِي أَرضًا تسوم فِيهَا الْإِبِل، وتُباع تمد فِيهَا أبواعها وأيديها، وتُمْسَح تقطع.

والماسِحَةُ: الماشطة.

والتماسُحُ: التصادق.

والمُماسَحَةُ: الملاينة فِي القَوْل والقلوب غير صَافِيَة. والتِّمْسَحُ، الَّذِي يلاينك فِي القَوْل وَهُوَ يغشك. والتِّمْسَحُ والتمساحُ من الرِّجَال، المارد الْخَبيث، وَقيل: الْكذَّاب الَّذِي لَا يصدق أَثَره، يكذبك من حَيْثُ جَاءَ. وَقَالَ الَّلحيانيّ هُوَ الْكذَّاب. فَعم بِهِ.

والتمْساحُ: الْكَذِب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قد غَلَبَ الناسَ بَنو الطَّمَّاحِ

بالإفْكِ والكذابِ والتمساحِ

والتِّمسَحُ والتمساح: خلق على شكل السلحفاة إِلَّا انه ضخم قوي يكون بنيل مصر وببعض أَنهَار الْهِنْد.

والمَسِيحةُ: الذؤابة، وَقيل: هُوَ مَا تُرك من الشّعْر فَلم يعالج بدهن. وَقيل: المسيحة من رَأس الْإِنْسَان، مَا بَين الْأذن والحاجب يتَصَعَّد حَتَّى يكون دون اليافوخ، وَقيل: هُوَ مَا وَقعت عَلَيْهِ يَد الرجل إِلَى أُذُنه من جَوَانِب شعره، قَالَ:

مَسائحُ فَوْدَىْ رأسِه مَسْبَغِلَّة ... جرَى مِسْكُ دارِينَ الأحمُّ خِلالها

وَقيل: المسائحُ: مَوضِع يَد الماسح.

والمَسائحُ: القسي الْجِيَاد، واحدتها مسيحةٌ.

والمِسْح: الكساء من الشّعْر، وَالْجمع الْقَلِيل أمْساحٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثمَّ شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجمالُ كَأَن ... الرشْحَ منهُنَّ بالآباطِ أمْسَاحُ

وَالْكثير مُسُوحٌ.

وَعَلِيهِ مَسْحَةٌ من جمال: أَي شَيْء مِنْهُ، قَالَ ذُو الرمة: على وجهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحةٍ ... وتحتَ الثيابِ الخِزْيُ لَو كَانَ باديا

والمسيحُ والمَسيحةُ: الْقطعَة من الْفضة.

والمَسيحُ: الْعرق. قَالَ لبيد:

فراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ
م س ح : مَسَحْتُ الشَّيْءَ بِالْمَاءِ مَسْحًا أَمْرَرْتُ الْيَدَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْمَسْحُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ مَسْحًا وَهُوَ إصَابَةُ الْمَاءِ وَيَكُونُ غَسْلًا يُقَالُ مَسَحْتُ يَدِي بِالْمَاءِ إذَا غَسَلْتَهَا وَتَمَسَّحْتُ بِالْمَاءِ إذَا اغْتَسَلْتَ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَيْضًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ بِمُدٍّ وَكَانَ يَمْسَحُ بِالْمَاءِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَهُوَ لَهَا غَاسِلٌ قَالَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] الْمُرَادُ بِمَسْحِ الْأَرْجُلِ غَسْلُهَا وَيُسْتَدَلُّ بِمَسْحِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَأْسِهِ وَغَسْلِهِ رِجْلَيْهِ بِأَنَّ فِعْلَهُ مُبَيِّنٌ بِأَنَّ الْمَسْحَ يُسْتَعْمَلُ فِي الْمَعْنَيَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ إذْ لَوْ لَمْ نَقُلْ بِذَلِكَ لَزِمَ الْقَوْلُ بِأَنَّ فِعْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَاسِخٌ لِلْكِتَابِ وَهُوَ مُمْتَنِعٌ وَعَلَى هَذَا فَالْمَسْحُ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ فَإِنْ جَازَ إطْلَاقُ اللَّفْظَةِ الْوَاحِدَةِ وَإِرَادَةُ كِلَا مَعْنَيَيْهَا إنْ كَانَتْ مُشْتَرَكَةً أَوْ حَقِيقَةً فِي أَحَدِهِمَا مَجَازًا فِي الْآخَرِ كَمَا هُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فَلَا كَلَامَ وَإِنْ قِيلَ بِالْمَنْعِ فَالْعَامِلُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ وَامْسَحُوا بِأَرْجُلِكُمْ مَعَ إرَادَةِ الْغَسْلِ وَسَوَّغَ حَذْفَهُ تَقَدُّمُ لَفْظِهِ وَإِرَادَةُ التَّخْفِيفِ وَلَكَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ شَيْئَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّكُمْ قُلْتُمْ الْبَاءُ فِي بِرُءُوسِكُمْ لِلتَّبْعِيضِ فَهَلْ هِيَ كَذَلِكَ فِي الْأَرْجُلِ حَتَّى سَاغَ عَطْفُهَا بِالْجَرِّ لِأَنَّ الْمَعْطُوفَ شَرِيكُ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ فِي عَامِلِهِ وَالْجَوَابُ نَعَمْ لِأَنَّ الرِّجْلَ تَنْطَلِقُ إلَى الْفَخِذِ وَلَكِنْ حُدِّدَتْ بِقَوْلِهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ عَطْفُ بَعْضٍ مُبَيَّنٍ عَلَى بَعْضٍ مُجْمَلٍ وَلَا لَبْسَ فِيهِ كَمَا يُقَالُ خُذْ مِنْ هَذَا مَا أَرَدْتَ وَمِنْ هَذَا نِصْفَهُ وَقَدْ قَرَأَ نِصْفُ السَّبْعَةِ بِالْجَرِّ وَنِصْفُهُمْ بِالنَّصْبِ فَوَجْهُ الْجَرِّ مُرَاعَاةُ لَفْظِ الْعَامِلِ لِأَنَّهُ لِلتَّبْعِيضِ كَمَا تَقَدَّمَ وَهَذَا يُقَوِّي مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى هَذِهِ
الْقِرَاءَةِ غَسْلٌ أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الرِّجْلِ لَوْ كَانَ مَسْحًا كَمَسْحِ الرَّأْسِ لَمَا حُدِّدَ إلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا جَاءَ التَّحْدِيدُ فِي الْيَدَيْنِ إلَى الْمَرَافِقِ وَقَالَ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ بِغَيْرِ تَحْدِيدٍ وَوَجْهُ النَّصْبِ اسْتِئْنَافُ الْعَامِلِ وَهَذَا يُقَوِّي مَذْهَبَ مَنْ يَمْنَعُ حَمْلَ الْمُشْتَرَكِ عَلَى مَعْنَيَيْهِ أَوْ عَطْفُهُ عَلَى مَحَلِّ الْبَاءِ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ وَامْسَحُوا بَعْضَ رُءُوسِكُمْ فَعُطِفَ عَلَى الْمُقَدَّرِ عَلَى تَوَهُّمِ وُجُودِهِ وَالْعَطْفُ عَلَى الْمَعْنَى وَيُسَمَّى الْعَطْفَ عَلَى التَّوَهُّمِ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَالثَّانِي عَنْ قَوْله تَعَالَى {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] لَا يَخْلُو إمَّا أَنْ يُقَالَ الْمُرَادُ الْبَشَرَةُ وَالشَّعْرُ بَدَلٌ عَنْهَا أَوْ بِالْعَكْسِ فَإِنْ قِيلَ بِالْأَوَّلِ وَهُوَ أَنَّ الْبَشَرَةَ أَصْلٌ فَلَا يَجُوزُ لِمَنْ حَلَقَ بَعْضَ رَأْسِهِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الشَّعْرِ لِتَمَكُّنِهِ مِنْ الْأَصْلِ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمَذْهَبِ قَالَ بِهِ وَإِنْ قِيلَ بِالثَّانِي وَهُوَ أَنَّ الشَّعْرَ أَصْلٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يَجُوزَ الْمَسْحُ عَلَى أَيِّ مَوْضِعٍ كَانَ مِنْ الشَّعْرِ سَوَاءٌ خَرَجَ الْمَمْسُوحُ عَنْ مَحَلِّ الْفَرْضِ أَوْ لَا وَلَمْ يَقُولُوا بِهِ.

وَمَسَحْتُ الْأَرْضَ مَسْحًا ذَرَعْتُهَا وَالِاسْمُ الْمِسَاحَةُ بِالْكَسْرِ وَالْمِسْحُ الْبَلَاسُ وَالْجَمْعُ الْمُسُوحُ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ.

وَالْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً.

وَالْمَسِيحُ الدَّجَّالُ صَاحِبُ الْفِتْنَةِ الْعُظْمَى قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْمَسِيحُ الَّذِي مُسِحَ أَحَدُ شِقَّيْ وَجْهِهِ وَلَا عَيْنَ لَهُ وَلَا حَاجِبَ وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ مَسِيحًا لِأَنَّهُ كَذَلِكَ وَمِنْهُ دِرْهَمٌ مَسِيحٌ أَيْ أَطْلَسُ لَا نَقْشَ عَلَيْهِ وَقَدْ جَمَعَ الشَّاعِرُ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ فَقَالَ
إنَّ الْمَسِيحَ يَقْتُلُ الْمَسِيحَا
وَالْمَسِيحَةُ الذُّؤَابَةُ وَالْجَمْعُ الْمَسَائِحُ.

وَالتِّمْسَاحُ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ يُشْبِهُ الْوَرَلَ فِي الْخَلْقِ لَكِنْ يَكُونُ طُولُهُ نَحْوَ خَمْسِ أَذْرُعٍ وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَيَخْتَطِفُ الْإِنْسَانَ وَالْبَقَرَةَ وَيَغُوصُ بِهِ فِي الْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ وَالتِّمْسَحُ كَأَنَّهُ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ تَمَاسِحُ وَتَمَاسِيحُ. 
مسح: مسح: (مختصر مسح بالدهن) دهن، مرخ، (بوشر، همبرت 155، دي ساسي كرست 2: 474) كرس (ملكا) (بوشر).
مسح: نظف بالفرشاة، نظف، قصر القماش، نزع الشحم من الشيء. (الكالا- وبالأسبانية Alimpiar) ( هيلو): مسح، نشف (همبرت 199).
مسح: فرجن، حس الفرس (ابن العوام 2: 551).
مسح الحديد: جلا، صقل (بوشر).
مسح عطفه أو عطفيه أو أعطافه: مجازا أطراه وتملقه (حيان، بسام 1: 120): خاطبه أولا بكتاب يدعوه فيه إلى طاعته ومسح أعطافه وأجمل مواعده وفيه (3: 3) مسحا أعطافه ولثما أطرافه (بسام 2: 3) لم يرد واحدا إلا وهو يمسح عطفه، ويمشي بين يديه أو خلفه (عبد الواحد 89، 13 البربرية 1: 572). ألا أن مسح أعطاف دولته هي جعل الأمن يستتب في أطراف دولته (البربرية 2: 140): بعد تسعة أشهر من الأسفار وصل تلمسان وقد تثقف أطراف ملكه ومسح أعطاف دولته.
مسح: أخفى (مجازا) بدد، قشع، أزال (البربرية 1: 454: مسح الضغينة عن صدره وفيه (2: 541) مسح ما كان في صدره (أزال ما كان من مخاوفه) وفيه (561: 7 و 264: 2) ما يتعلق باختفاء الطعام في معدة آكليه (انظر الفقرة التي نشرتها في مادة زلط). يمسح النظر: في الحديث عن مرض الساد (تكشف في عدسة العين يمنع الأبصار) انظر (عنبية) في مادة (عنب).
مسح: سوى وجه الكيل بالمسطرة أو أي أداة أخرى على إناء مليء بالحبوب أو الملح ... الخ للقسط أي للتعادل (الكالا- بالأسبانية: ( rasar la arrasar, medida ( المقري 1: 801 وما بعده، معجم الجغرافيا).
مسح: حلق. وذلك في الحديث عن الحصان الذي لم يتم وشمه (قبل أن تظهر التجاويف في ثنايا أسنانه) (بوشر).
مسح: قطع، بتر، استأصل القضيب والخصية خاصة (معجم الجغرافيا).
مسح على: مسح دموع فلان (المقدمة 3: 32).
ماسح: لامس (معجم الادريسي).
تمسح بالماء: أغتسل (م. المحيط). ويقال أيضا تمسح بالتراب وبالحجر (فوك Lavare) أي حك ونظف جسده بالرمل والحجارة (عندما لا يجد الماء) اتباعا لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة (وردت في فاليتون 5 عبارة يبدو لي أن الناشر لم يفهمها) (ص13).
مسح: في محيط المحيط (وتمسحه بالماء والدهن بمعنى مسحه وكذلك تمسح الشيء وبالماء اغتسل).
تمسح بأذيال فلان: المعنى الحرفي مسح يديه أو وجهه بذيل رداء فلان، وهذا ما يفعله أحد الناس حين يعتقد بقداسة غيره راجيا أن يستمطر بركات السماء حين يلمس أطراف الرداء (أبو الفداء 1: 244): حين يشتد الجفاف يأتي الناس أفواجا في (طلب إنزال المطر من الله تعالى على وجه مخصوص عند الحاجة إليه، م. المحيط). أن المطر يبدأ بالهطول قبل ان يعود الناس إلى المدينة (فأقبل الناس يتمسحون بأذيال العباس) ويقال على سبيل المجاز والاستعارة تمسح بفلان وهو المعنى السابق نفسه (ابن جبير 20: 288. 1: 289 عبد الواحد 8: 132 ابن بطوطة 2: 81 ابن الخطيب 88): يتزاحمون عليه في طريقه ويتمسحون به (أبو الفداء أخبار الجاهلية 5: 170) في الحديث عن مذهب بعض الهنود من عباد البقر: ويتضرعون في التوبة إلى التمسح بها. ويقال أيضا تمسح بمشهد أي لامس ضريح أحد القديسين لكي يستميل لنفسه بركات السماء (ابن بطوطة 2: 79) (ضحح فيتمسحون).
تمسح: تبرك (وباللاتينية Pretereo) أخطر وأتسمح وأذهب وأفوت.
لا ينمسح: لا ينظف، لا يصلح، غير قابل للتهذيب (بوشر).
امتسح: انظرها عند (فوك) في مادة tergere- نظف، نشف.
مسح. مسح المرضى: المسحة الأخيرة (بوشر).
مسح: عيار، مكيال (همبرت 122).
مسح: قطعة كبيرة وغليظة من شعر الماعز (المرعز) أو شعر الحمار (انظر الملابس للمصنف ص406 هامش 1) ومن وبر الجمل (الادريسي 33: 2). وعند (بوشر) هو نسيج من صوف غليظ، أو متين، أو خشن أسمر اللون وفي الازرقي (180: 4): يعمل منه الخيم والحقائب التي تحتوي حاجات المسافرين والحيوانات وثياب الرهبان والنساك (أنظر الملابس ص405) (المقري 1: 330 موللر 49: 2) وباللاتينية cilicium مسح شعر - كذا في المعجم (اللاتيني العربي). وفي (المقري 2: 772): هو رداء الوبر الخشن الذي تلبسه إماء النصارى.
مسحة: دهنة. اصطلاح طقسي (بوشر، همبرت 155): وكذلك مسحة المرضى (م. المحيط). وآخر مسحة (بوشر، همبرت 155).
مسحة: تنظيف، جلاء، تنقية، تطهير (الكالا- وبالأسبانية: Alimpiadura) .
مسحة: عملية تسوية وجه الكيل للحبوب (لتحقيق التعادل الكمي في الوزن) (انظر ما سبق).
كسحة: قشارة، كشاطة (الكالا).
مسحة: منجر، مسحاج، مصولة (بوشر).
مسوح: دهان، مرهم، مروخ (دي ساسي كرست 2: 474 والجمع مسوحات، محيط المحيط).
مسوح: الكلمات الأخرى التي وردت في (جوليوس وفريتاج) ليست من هذه الكلمة بل من مسيح.
مساحة: المساحة متاع المشايخ (إكراميات للمشايخ) أعطيات يقدمها المالك لشيخه (وصف مصر 11ك 486).
مساحة: علم المساحة (محيط المحيط، همبرت 92، المقري 1: 364، المساحة التطبيقية، مسح الأراضي) (همبرت 83، المقدمة 3: 103، فخري 3: 373) مساحة المثلثات (بوشر). خراج على المساحة: (سمي بهذا لأن الأمير كان ملزما بذرع الملاكين) هو من نوعين فالأول يدفع سنويا على الأرض المحروثة وهو استثناء من القاعدة والثاني لا يدفع من غير الأرض المحروثة دون أن يعتمد على طبيعة التربة ومنتجاتها وطريقة الري وقربها أو بعدها عن الموانئ والأسواق) (معجم البلاذري 86، معجم الجغرافيا).
مسيحي: نصراني (فوك، بوشر).
مساح: ماسح الأرضية في الدور (بوشر).
مساح الصرم: صباغ الأحذية (بوشر).
مساح: مهندس أو مساح الأراضي، عالم الرياضيات (همبرت 83، 92. وصف مصر11:480).
مساحة: معول (همبرت 178).
أمسح: مخصي، مستأصلة منه الخصيتان وعضو الذكر (بوشر).
ممسح: انظر الكلمة الآتية (بار على 4656).
ممسحة والجمع مماسح: محكة الأحذية خرقة المسح، ليفة الصحون (بوشر، همبرت 199، باين سميث 1799 وفيه 1298): ممسحة الدواب.
ممسوح: مسيح تقال عن الدرهم المملس (معجم البلاذري).
ممسوح: مخصي، محروم من الخصيتين وعضو الذكر (انظر أمسح) (ألف ليلة 3: 166): فصار الرجل ممسوحا ليس له ذكر وفي (طبعة برسل 12: 328) أملس.
[مسح] نه: فيه "المسيح" عيسى، لأنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، أو لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها، وقيل: المسيح: الصديق، وقيل: هو بالعبرانية مشيحا فعرب، ويسمى به الدجال لأن عينه الواحدة ممسوحة، ورجل ممسوح الوجه ومسيح وهو أن لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلا سوي، أو لأنه يقطع الأرض، وقيل: إنه مسيح- بوزن سكيت، وإنه الذي مسح خلقه أي شوه، وليس بشيء. ك: يقول: في المسيح والمسيح ليس بينهما فرق بل هما واحد يستعملان في عيسى والدجال، وقال أبو داود: المثقل هو الدجال، والمخفف عيسى، وأخطأ من زعم أن الدجال مسيخ- بمعجمة. نه: وفي ح الملاعنة: إن جاءت به "ممسوح" الأليتين، هو من لزقت أليتاه بالعظم ولم يعظما، رجل أمسح وامرأة مسحاء. وفيه: "تمسحوا" بالأرض فإنها بكم برة، أراد به التيمم، وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل، والأمر ندب لا إيجاب. ومنه: إنه "تمسح" وصلى، أي توضأ، من تمسح الرجل: توضأ، والمسح يكون مسحًا باليد وغسلًا. وفيه: لما "مسحنا" البيت أحللنا، أي طفنا به، لأن من طاف به مسح الركن. ك: فلما مسحنا البيت، أي بركنه وهو كناية عن الطواف. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "مسيح" القدمين، أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما. شفا: سمي به عيسى لأنه لم يكن أخمص، فورد إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص، وهو يخالف ح: كان خمصان الأخمصين، أي متجافي أخمص القدم وهو موضع لا تناله
مسح
مسَحَ1/ مسَحَ على يمسَح، مَسْحًا، فهو ماسِح، والمفعول مَمْسوح ومَسِيح
• مسَحَ الشَّيءَ المتلطَّخ: أزال ما عليه من أثر "مسَحَ المقعدَ المبتلّ- مسَحَ الغبارَ عن التلفاز- مسَحَ ما على السيّارة من وَحْل".
• مسَحَ الخطوطَ: محاها "مسَحَ الأسماءَ المكتوبة على الحائط" ° مسحَ اللهُ ذنوبَه.
• مسَحَ الحجرَ الأسودَ: لمسه واستلمه تبرُّكا.
• مسَحَ المشكلةَ: تتبَّع تفصيلاتها "تقوم الحكومةُ بمَسْح شامل لمشاكل الشّباب".
• مسَحَ القومَ قتلاً: بالغ في قتلهم " {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} "? مسحَ الساقَ بالسّيف: ضربها، قطعها به- مسحَه من الوجود: قضى عليه، أهلكه.
• مسَحَ الشَّخصَ: شفاه "مسَح اللهُ علَّتَه".
• مسَحَ المكانَ: فحصه وتتبَّع تفاصيلَه "مسَح المنطقةَ لتعقّب أوكار المجرمين".
• مسَحَ الشَّيءَ بالماء ونحوه/ مسَحَ على الشَّيءِ بالماء ونحوه: أمَرَّ يده عليه به "مسَح القِدْرَ بالدُّهن- مسَح وجهَه بمنديل- {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
 وَأَيْدِيكُمْ} "? مسح بيده على رأس اليتيم: عطف عليه- مسح فلانًا بالقول: خدعه بقول حسن. 

مسَحَ2 يمسَح، مِساحةً ومَسْحًا، فهو ماسح، والمفعول مَمْسوح
• مسَحَ الأرضَ: قاسها ليعلم مِساحتَها بالأمتار المربَّعة ونحوها وقسَّمها، حَدَّد أبعادَها "مسحَ المهندسُ قطعةَ الأرض قبل بنائها". 

امَّسحَ يمَّسِح، امِّساحًا، فهو مُمَّسِح
• امَّسح الشَّيءُ: ذهب ما كان عالقًا به. 

انمسحَ ينمسح، انمساحًا، فهو مُنْمَسِح
• انمسح الشَّيءُ: مُطاوع مسَحَ1/ مسَحَ على: امَّسح؛ ذهب ما كان عالقًا به "انمسحتِ العلامةُ- انمسحتِ الألوانُ بالحكّ". 

تمسَّحَ بـ يتمسَّح، تمسُّحًا، فهو مُتمسِّح، والمفعول مُتَمَسَّح به
• تمسَّح الشَّخْصُ بالماء: اغتسل ° تمسّح للصَّلاة: توضّأ.
• تمسَّح الشَّخْصُ بالأرض: تيمَّم "تَمَسَّحُوا بِالأرْضِ فَإِنَّها بِكُمْ بَرَّةٌ [حديث] "? تمسَّح بأعتابه: تقرَّب إليه وتذلَّل، تملَّقه- فلانٌ يُتَمَسَّح به: يُتَبَرَّك به لفضله. 

ماسحَ يماسِح، مماسَحةً، فهو مُماسِح، والمفعول مُماسَح
• ماسحَ الشَّخصَ: لاينه في القولِ غشًّا وغِلاًّ "غضب فلان فماسَحه حتى لان". 

مسَّحَ يمسِّح، تمسيحًا، فهو مُمسِّح، والمفعول مُمسَّح
• مسَّح الشَّيءَ: بالغ في مسحه، وإزالة ما عليه من أثر. 

أَمْسحُ [مفرد]: ج أماسِحُ، مؤ مُسَحَاءُ، ج مؤ مَساحٍ ومساحَى
• الأمسحُ من العملات المعدنيَّة: ما ذهب نقشُه. 

تِمْساح [مفرد]: ج تَماسِيحُ: (حن) حيوان برمائيّ من رتبة التمساحيّات وفصيلة الزواحف، كبير الجسم، طويل الذَّنَب، قصير الأرجل يغطي جسمه تُرْس متين كتُرس السّلاحف، مؤلّف من فلوس قرنيّة متّصل بعضها ببعض ° دُمُوعُ التَّماسيح [مَثَل]: يُضرب لمن يتباكى ويتظاهر بالحزن لأن التَّماسيح تسيل دموعها وهي تلتهم فريستها. 

ماسح [مفرد]: ج ماسحون ومَسَحة ومُسَّاح، مؤ ماسحة، ج مؤ ماسحات ومُسَّح ومواسحُ: اسم فاعل من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2 ° ماسح الأحذية: مَنْ يَمسَح الأحذيةَ ويُلَمِّعها.
• ماسح إلكترونيّ نفقيّ: (فز) مجهر؛ ميكروسكوب؛ مايكروسكوب؛ مكرسكوب؛ مكروسكوب؛ آلة تحرِّك حزمة أشعّة الرادار بنمط معيَّن باتِّجاه نَفَق أو حجرة معيَّنة للبحث عن هدف. 

مُساحة [مفرد]
• مُساحة المائدة: ما تبقّى بعد مسحها. 

مِساحة [مفرد]:
1 - مصدر مسَحَ2.
2 - (هس) عدد الوحدات المربَّعة صحيحًا أو كسرًا التي يضمّها محيط لشكل هندسيّ مستوٍ.
• علم المِساحة: علمٌ يبحث في طرق قياس الخطوط والسُّطوح والأجسام. 

مَسْح [مفرد]:
1 - مصدر مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2.
2 - إجراء مُنظَّم لجمع المعلومات، يتضمَّن مجموعة من الأسئلة يجاب عنها تحريريًّا أو شفاهةً عن عيِّنَة ممثّلة للمجموعة التي يتمّ بحثها. 

مِسْح [مفرد]: ج أمساح ومُسوح:
1 - كساء غليظ من شَعَر.
2 - ثوب الرَّاهب ° لبِس المُسوحَ: أصبح راهبًا- لبِس مُسوحَ الرُّهبان: تظاهر بالبراءة والطِّيبة. 

مَسْحَة [مفرد]: ج مَسْحات ومَسَحات:
1 - اسم مرَّة من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2: "نظفت بمَسْحةٍ واحدة".
2 - أثرٌ ظاهرٌ خفيف من جَمال ونحوه يبقى على الجسم "عليه مَسْحَة من جَمال وبهاء- ظهرت عليه مَسْحَة المرض/ الهزال".
3 - (حي) عيِّنة دم مثلا على شريحة للفحص المجهريّ، أو على سطح مستنبت. 

مَسَّاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2.
2 - مَنْ حرفتُه المِساحة (قياس الأرض). 

مَسَّاحة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مَسَّاح.
2 - اسم آلة من مسَحَ1/ مسَحَ على: أداة تُمْسَح بها الكتابةُ وغيرها "مسَّاحة السَّبُّورة/ البلاط/ الزُّجاج".
• مسّاحة سيَّارة: أداة لمسح ماء المطر عن زجاج السّيّارة الأماميّ والخلفيّ. 

مَسيح [مفرد]: ج مُسَحَاءُ ومَسْحَى: صفة ثابتة للمفعول من مسَحَ1/ مسَحَ على.
• المَسيح: لقب رسول الله عيسى ابن مريم عليه السلام " {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ} ".
• المَسيحُ الدَّجَّال: المسيخ الدَّجَّال؛ شخص يدَّعي الألوهيّة، يخرج آخر الزّمن يتّصف بالسّحر والكذب والتّمويه على النَّاس، ويُعَدّ ظهورُه إحدى علامات الساعة الكُبْرى. 

مَسِيحانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَسيح: على غير قياس "ناقش العديد من التصوّرات المسيحانيّة لدى البروتستانت". 

مَسيحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَسيح.
2 - مَنْ كان على دين المَسيح. 

مَسيحيَّة [مفرد]: مؤنَّث مَسيحيّ: "فتاة مسيحيّة".
• المسيحيَّة: ديانة تُنْسَب إلى المسيح عليه السَّلام، النَّصرانيَّة، الدِّين المسيحيّ. 

مِمْسَحَة [مفرد]: ج مَماسحُ: اسم آلة من مسَحَ1/ مسَحَ على: خِرْقة تُمْسَح بها الأرضُ أو السَّبُّورةُ أو نحوهما "الممسحة المطاطيّة: أداة على شكل حرف ( T) لها قطعة مستعرضة ذات حافة مطاطيّة أو جلديّة يمسح بها سطح لإزالة الماء- ممسحة أقدام: توضع عند مدخل الباب لمسْح الأحذية". 

مسح

1 مَسَحَ شَيْئًا, aor. ـَ inf. n. مَسْحٌ; and ↓ مسّحهُ, inf. n تَمْسِيحٌ; He wiped a thing that was wet or dirty, with his hand, or passed his hand over it to remove the wet or dirt that was upon it: (L:) مَسْحٌ and تَمْسِيحٌ and ↓ تَمَسُّحٌ signifying the passing the hand over a thing that is flowing [with water or the like], or dirtied, soiled, or polluted, to remove the fluid or dirt, or soil or pollution; (L, K;) as when one wipes his head with his hand to remove water; and his forehead, to remove sweat. (L.) [It often signifies He stroked a thing with his hand; as, for instance, the Black Stone of the Kaabeh; see below.] b2: مَسَحَ رَأْسَهُ مِنَ المَآءِ; and جَبِينَهُ الرَّشَحِ; He wiped his head with his hand to remove the water that was upon it; and his forehead to remove the sweat. (L.) b3: مَسَحَ بِرَأْسِهِ (S) He wiped with his hand, or passed his hand closely over, his head, or a part thereof, without making any water to flow upon it: so in the Kur, v. 8; where it is said, فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ

إِلَى الْكَعْبَيْنِ: here أَرْجُلَكُمْ is in the acc. case as an adjunct to ايديكم; [i.e., as a third objective complement to the verb اغسلوا; not as an adjunct to رؤوسكم;] but some read أَرْجُلِكُمْ, putting it in the gen. case because of its proximity to رؤوسكم; (Jel;) [in like manner as خَرِبٍ is put in the gen. case in the phrase هٰذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ, an ex. given by many of the grammarians, showing that this is allowable in prose,] notwithstanding that it is said, by Aboo-Is-hák the grammarian, that the putting a noun in the gen. case because of its proximity to a preceding noun in that case is not allowable except in poetry, when necessity requires it: (L:) the head, which is wiped, is mentioned between the arms and the feet, which are washed, to show the order which is to be observed in the purification. (Jel.) But مَسَحَ signifies both he wiped with the hand, and also he washed: so says IAth: (L:) and Az and IKt say the like: (Msb:) you say مَسَحْتُ يَدَىَّ بالمَآءِ, meaning I washed my hands with water. (Az, Msb.) b4: مَسَحَ شَيْئًا بِالمَآءِ He wiped a thing with his hand wetted with water; passed his hand, wetted with water, over a thing. (Msb.) b5: مَسَحَ البَيْت He compassed the House [of God, i.e. the Kaabeh: because he who does so passes his hand over the corner in which is the Black Stone]. (L.) b6: مَسَحَ اللّٰهُ عَنْكَ مَا بِكَ May God remove that which is in thee! (L;) or, wash and cleanse thee from thy sins! (TA, art. مصح.) A prayer for a sick person. (L, from a trad.) b7: مَسَحَهُ He anointed him or it with oil. (A.) b8: مُسِحَ بِالكَرَمِ, inf. n. مَسْحٌ, (tropical:) He was characterized by somewhat, or by some sign or mark, of nobility. (L.) [See مَسْحَةٌ.] b9: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ, He combed and dressed hair; syn. مَشَطَ. (K.) b10: مَسْحُ اللُّحِىَ [The stroking of the beards] was a sign of reconciliation. (S, O, in art. عق: see عَقُ بِالسَّهْمِ.) b11: مَسَحَهُ, or مَسَحَهُ بِالمَعْرُوفِ, i. e. بالمعروف مِنَ القَوْلِ, (L,) inf. n. مَسْحٌ; (L, K;) and ↓ مسّحهُ, (L,) inf. n. تَمْسِيحٌ; (L, K;) He spoke to him good words, deceiving, or beguiling, him therein, (L, K,) and giving him nothing. (L.) b12: فُلَانٌ يَمْسَحُ رَأْسَ زَيْدٍ (tropical:) Such a one beguiles, or deceives, Zeyd. (A.) [See also 3.] b13: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ and تَمْسَاحٌ He lied; uttered what was false. (K.) b14: مَسَحَ فِى الأَرْضِ, inf. n. مُسُوحٌ, He set forth journeying through the land, or earth: (A'Obeyd, K: *) as also مَصَحَ. (TA.) b15: مَسَحَهُمْ (tropical:) He passed lightly by them, or brushed by them, without remaining by them. (L.) b16: مَسِحَ, [aor. ـَ inf. n. مَسَحٌ, The inner sides of his (a man's, S) thighs rubbed together, (S, L, K,) so as to become sore and chapped: (L:) or he had the inner side of his knee inflamed by the roughness of his garment. (L, K.) b17: مَسَحَ الإِبِلَ, inf. n. مَسْحٌ (tropical:) He made the camels to journey all the day long: and he made the backs of the camels to be wounded by the saddles, and emaciated them; as also ↓ مَسَّحَهَا, inf. n. تَمْسِيحٌ: (K:) and in the latter sense you say مَسَحَ النَّاقَةَ, and ↓ مسّحها. (TA.) b18: مَسَحَتِ الإِبِلُ يَوْمَهَا (tropical:) The camels journeyed all the day. (S.) مَسَحَتِ الإِبِلُ الأَرْضَ يَوْمَهَا دَأْبًا (tropical:) The camels journeyed all the day laboriously. (TA.) A2: مَسَحَ, (S,) inf. n. مَسْحٌ (K) and مِسَاحَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) (tropical:) He measured land. (S, K.) A3: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ, (tropical:) He cut, or severed: and he struck, or smote: (K:) he severed the neck, and the arm. (TA.) مَسَحَ عُنُقَهُ and بِعُنُقِهِن, aor. ـَ inf. n. مَسْحٌ, He smote his neck: or, as some say, severed it, or cut it through. Agreeably with both these significations مَسْحًا is rendered in the Kur, xxxviii. 32: some say that what is here meant is the wiping with the hand wetted with water: accord. to IAth, Solomon is here said to have smitten the necks and hock-tendons of the horses. (L.) [See art. طفق.] مَسَحَهُ بِالسَّيْفِ He smote him with the sword: (L:) and he cut him with the sword: (S, L:) or مَسَحَهُ signifies he struck him gently with a staff, or stick, and with a sword. (TA in art. دهن.) b2: See 8. b3: Also مَسَحَهُمْ He slew them. (L.) A4: مَسَحَهُ, (inf. n. مَسْحٌ, K,) He (God) created him blessed, (AHeyth, K,) and goodly: (AHeyth:) b2: and, contr., created him accursed, (AHeyth, K,) and foul, or ugly. (AHeyth.) A5: مَسَحَ, (S,) inf. n. مَسْحٌ, (K,) (tropical:) Inivit feminam. (S, K.) 2 مَسَّحَ see 1, in four places.3 ماسحهُ (tropical:) He took him by the hand; applied the palm of his hand to the palm of the other's hand. (TA.) b2: (tropical:) He made a compact, or covenant, with him. (TA.) b3: مَاسَحَا (tropical:) They used blandishing, soothing, or wheedling, words, one to the other, deceiving thereby; (K;) their hearts not being sincere. (TA.) You say غَضِبَ فَمَاسَحْتُهُ حَتَّى لَانَ (tropical:) He was angry, and I coaxed, or wheedled, him until he became gentle, or mild. (TA.) [See also 1.]5 تمسّح بِالمَآءِ He washed himself with water. (A, Z.) b2: تمسّح (tropical:) He performed the ablution called الوُضُوْء. (IAth.) b3: تمسّح بِالأَرْضِ (S, L) (tropical:) He performed the action termed التَّيَمُّم: or he made his forehead to touch the ground in prostration, without anything intervening. (L.) b4: فُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِثَوْبِهِ (tropical:) Such a one has his garment passed over men's persons as a means of their advancing themselves in the favour of God: (L:) [i.e., he is a holy man, from the touch of whose garment a blessing is derived: see St. Matthew's Gospel, ix., 20 and 21]. فُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِهِ (tropical:) Such a one is a person by means of whom one looks for a blessing (بُتَبَرَّكُ بِهِ,) by reason of his excellence, (K,) and his devotion; (TA;) as though one advanced himself in the favour of God by approaching him. (L.) [See also an ex. voce رُكْنٌ.] b5: فُلَانٌ يَتَمَسَّحُ (tropical:) Such a one has nothing with him, or in his possession; as though he wiped his arms with his hands: (K:) [for it is a custom of the Arabs to do thus as an indication of having nothing.] b6: تمسّح He wiped himself, مِنْ شَىْءٍ to remove a thing, and بِشَىْءٍ, with a thing. (L.) [See also 1.]6 تَمَاسَحَا (tropical:) They acted in a friendly or sincere manner, one to the other; syn. تَصَادَقَا: or they made a contract, or bargain, one with the other, and each struck the palm of the other's hand with the palm of his own hand [to confirm it], (K,) and swore to the other. (TA.) b2: تَمَاسَحُوا (tropical:) They took one another by the hand. (TA.) 8 امتسح He drew a sword (K) from its scabbard; as also ↓ مَسَحَ. (TA.) مَسْحٌ i. q. بَلَاسٌ; (S, K;) i.e., A garment of thick, or coarse, hair-cloth: so in the T: and a piece of such stuff as is spread in a house or tent: (TA:) a بلاس such as is worn by monks: (Mgh:) a كِسَآء of hair-cloth: (L:) an old and worn-out garment: (Kull:) pl. أَمْسَاحٌ and مُسُوحٌ; (S;) the former a pl. of pauc., and the latter a pl. of mult. (L.) b2: مِسْحٌ The main part, and middle, of a road; syn. جَادَّةٌ: (K:) pl. أَمْسَاحٌ (TA) and مُسُوحٌ. (K.) مَسَحٌ, a subst., Paucity of flesh in the posteriors and thighs; or smallness of the buttocks, and their sticking together; or paucity of flesh in the thighs; syn. رَسَحٌ. (L.) عَلَى فُلَانٍ مَسْحَةٌ مِنْ جَمَالٍ, (S, K,) or ↓ مِسْحَةٌ, (L,) (tropical:) Upon such a one there appears somewhat of beauty; (L, K;) or, some sign, or mark, or trait, of beauty: (L:) and مسحةُ كَرَمٍ, some sign, or mark, trait, or indication, of nobility; and the like: a mode of expression said, by Sh, to be used only in praise; so that you do not say عَلَيْهِ مسحةُ قُبْحٍ: (L:) but you say also بِهِ مسحةٌ مِنْ هُزَالٍ in him is somewhat, or some sign, or mark, of leanness; (L, K;) which is a phrase of the Arabs mentioned by Az. (L.) b2: مَسْحَةٌ in the cheek of a horse: see صِفَاحٌ.

مِسْحَةٌ: see مَسْحَةٌ.

مَسِيحٌ Anointed: wiped over with some such thing as oil. (K.) b2: A king. (El-'Eynee.) b3: المَسِيحُ [The Messiah, the Christ, the Anointed,] Jesus, on whom be peace ! (S, Msb, K,) [correctly] an arabicized word, [from the Hebrew,] originally مَشِيحَا, with ش: (T, Msb:) but the learned differ as to this word, whether it be Arabic or arabicized: F relates, in the K, his having mentioned, in his Expos. of the Meshárik el-Anwár, fifty opinions respecting the derivation of it; and in another work he has made the number fifty-six. (TA.) b4: Also, (K,) or المَسِيحُ الكَذَّابُ, (S,) or ↓ المِسِّيحُ, (K,) [The Messiah, or Christ, surnamed the Great Liar; the False Christ; Antichrist; also called] EdDejjál, الدَّجَّالُ: (S, K:) it is not allowable, however, to apply to him the appellation المَسِيحُ without restriction; wherefore one says المَسِيحُ الدَّجَّالُ [or الكَذَّابُ]; (TA;) [unless in a case like the following, in which] a poet says إِذَا المَسِيحُ يَقْتُلُ المَسِيحَ [When the true Messiah shall slay the false Messiah] (Msb.) [Many opinions respecting the derivation of the appellation thus applied are also mentioned by various authors.] b5: مَسِيحٌ Sweat: (T, S, K:) so called because it is wiped off (يُمْسَحُ) when it pours forth. (T.) b6: مَسِيحٌ (tropical:) A dirhem [or silver coin] of which the impression is obliterated; syn. أَطْلَسُ; (S, Msb, K;) having no impression. (Msb.) b7: مَسِيحٌ (S, K) and ↓ مَسِيحَةٌ (TA) A piece of silver. (As, S, K.) b8: مَسِيحٌ. (tropical:) i. q. مَمْسُوحُ الوَجْهِ, (K,) i.e., A man having one side of his face plain, without eye or eyebrow: said to apply in this sense to EdDejjál, among others. (IF, L.) b9: One-eyed. (Az.) [See also أَمْسَحُ.] b10: مَسِيحٌ A rough napkin, or kerchief, with which one wipes himself: (L, K:) so called because the face is wiped with it, or because it retains the dirt. (TA.) [A dusting-cloth, or dish-clout, or the like, is now called ↓ مِمْسَحَةٌ.] b11: مَسِيحٌ Beautiful in the face. (TA.) b12: مَسِيحٌ One who journeys or goes about much for the sake of devotion, or as a devotee; as also ↓ مِسِّيحٌ (K,) and ↓ أَمْسَحُ, (TA,) the fem. of which is مَسْحَآءُ. (K, TA.) See مَسَّاحٌ.

A2: مَسِيحٌ (tropical:) Multum coiens; as also ↓ مَاسِحٌ. (K.) b2: مَسِيحٌ Erring greatly. (TA.) b3: مَسِيحٌ A great liar; one who lies much; as also ↓ مَاسِحٌ and ↓ مِمْسَحٌ (K) and ↓ تِمْسَحٌ (Lh, K) and ↓ أَمْسَحُ, (TA,) the fem. of which last is مَسْحَآءُ. (K, TA.) See مَاسِحٌ.

A3: مَسِيحٌ Very veracious; syn. صِدِّيقٌ: (K, L, TA: in the CK صَدِيقٌ:) a meaning unknown to many of the lexicologists, and probably obsolete in their time. (L.) A4: مَسِيحٌ Created blessed, and goodly; (L;) created (مَمْسُوحٌ) with blessing, or prosperity: (K:) b2: and, contr., created accursed, and foul, or ugly; (L;) created with unfortunateness. (K.) مِسَاحَةٌ (tropical:) Mensuration of land. (Msb.) [See also 1.] b2: See also تَكْسِيرٌ.

مَسِيحَةٌ i. q. ذُؤَابَةٌ, [a portion, or lock, of hair hanging down loosely from the middle of the head to the back; or the hair of the fore part of the head; the hair over the forehead; or the part whence that hair grows; or a plait of hair hanging down; &c.]: (S, L, K:) or hair that is left without its being dressed with oil or anything else: or that part of a man's head that is between the ear and the eyebrow, rising to the part below that where the sutures of the scull unite: or that part of the side of the hair upon which a man puts his hand, next to his ear: or the hair of each side of the head: pl. مَسَائِحُ: or مسائح signifies the place which a man wipes with his hand: or, accord. to As, the hair: or, accord. to Sh, the hair which one wipes with his hand, upon his cheek and his head. (L.) b2: See مَسِيحٌ.

A2: مَسِيحَةٌ A bow: (S, K:) or an excellent bow: (L.) pl. مَسَائحُ. (S, K.) مَسَّاحٌ (tropical:) A measurer of land; (TA;) as also ↓ مَسِيحٌ. (L.) مِسِّيحٌ and المِسِّيحُ: see مَسِيحٌ.

بِهِ مَاسِحٌ He (a camel) has a fretting of the edge of the callosity upon his breast, produced by his elbow, without making it bleed: if he make it bleed, you say بِهِ حَازٌّ: (S, L:) and he has a chafing of his arm-pit produced by his elbow, but not violent, by reason of the disease called ضَاغِط. (L.) b2: See مَسِيحٌ. b3: مَاسِحٌ and ↓ مَسِيحٌ A great slayer; one who slays much, or many. (Az, L.) مَاسِحَةٌ A woman who combs and dresses hair; syn. مَاشِطَةٌ. (S.) أَمْسَحُ A flat place, with small pebbles, and without plants, or herbage. (S.) b2: مَسْحَآءُ A plain tract of land, with small pebbles, (S, K,) and without plants, or herbage: (S:) [ex.] مَرَرْتُ بِخَرِيقٍ مِنَ الأَرْضِ بِيْنَ مَسْحَاوَيْنِ [I passed by a depressed tract of land containing herbage between two plain tracts containing small pebbles and without herbage]: (Fr, S:) or a piece of flat ground, bare, abounding with pebbles, containing no trees nor herbage, rugged, somewhat hard, like a flat place in which camels &c. are confined, or in which dates are dried, not what is termed قُفّ, nor what is termed سَهْلَة: (ISh:) pl. مَسَاحٍ and مَسَاحى [i. e. مَسَاحَى or مَسَاحِىُّ]; pl. forms proper to substs.; as it is an epithet in which the quality of a subst. predominates. (L.) b3: Also مَسْحآءُ Red land. (K.) b4: مَسْحَآءُ A woman having little flesh in her posteriors and thighs; or foul, ugly, or unseemly; syn. رَسْحَآءُ. (S.) [In the K., الأَرْضُ الرَّسْحَآءُ, given as an explanation of المَسْحَآءُ, is an evident mistake for المَرْأَةُ الرَّسْحَآءُ, as observed by Freytag.] b5: أَمْسَحُ, or أَمْسَحُ القَدَمِ, A man having a flat sole to his foot, without any hollow: (L:) fem. مَسْحَآءُ: (L, K:) and ↓ مَسِيحٌ, or القَدَمَيْنِ ↓ مَسِيحُ, signifies the same: and also having smooth and soft feet, without fissures or chaps, so that they repel water when it falls upon them. (L.) b6: Also مَسْحَآءُ, (K,) or مسحآءُ الثَّدْىِ, (L,) A woman whose breast has no bulk. (L, K.) b7: Also مَسْحَآءُ A one-eyed woman: [see also مَسِيحٌ:] and such as is termed بِخْقَآءُ, whose eye is not مُلَوَّزَة: so in [most of] the copies of the K., but in some, بِلَّوْرَة: (TA:) [the meaning seems to be whose eye has no crystalline humour]. b8: أَمْسَحُ A man having little flesh in his posteriors and thighs; or having small buttocks sticking together; syn. ارسح: fem. مَسْحَآءُ: pl. مُسْحٌ. (L.) b9: أَمْسَحَ A man (S) having the inner sides of his thighs rubbing together (S, L, K) so as to become sore and chapped: (L:) or having the inner side of his knee inflamed by the roughness of his garment: (L, K:) fem. مَسْحَآءُ, and pl. مُسْحٌ. (L.) b10: غَارَةٌ مَسْحَآءُ (tropical:) A hostile attack, or incursion, by a troop of horse, in which the attacking party passes lightly by the party attacked, or brushes by them, without remaining by them. (L, from a trad.) b11: See مَسِيحٌ.

أَمْسَح [app. used as a subst., and therefore with, or without, tenween,] A flat tract of land: pl. أَمَاسِحُ. (TA.) b2: A smooth desert; or smooth waterless desert. (Lth.) أُمْسُوحٌ Any long piece of wood in a ship: (K:) pl. أَمَاسِيحٌ. (TA.) مِمْسَحٌ and مِمْسَحَةٌ: see مَسِيحٌ.

مَمْسُوحُ الأَلْيَتَيْنِ Having the buttocks cleaving to the bone, and small. (L.) b2: مَمْسُوحٌ A eunuch whose testicles have been extirpated. (TA.) b3: عَضُدٌ مَمْسُوحَةٌ An arm, from the shoulder to the elbow, having little flesh. (TA.) b4: مَمْسُوحُ A thing foul, or ugly, and unfortunate, and changed from its proper form, or make. (TA.) [See art. مسخ.]

تِمْسَحٌ A dissembler; a deceiver; (K;) one who blandishes, soothes, or wheedles, one with his words, and deceives him. (TA.) b2: تِمْسَحٌ An audacious, or insolent, and wicked, or corrupt, man: (L, K:) or a great liar, who, if asked, will not tell thee truly whence he comes; who lies to thee even as to the place whence he comes. (L.) [See also مَسِيحٌ.] b3: See تِمْسَاحٌ.

تِمْسَاحٌ, (S, Msb, K,) and ↓ تِمْسَحٌ, (Msb, K,) the latter app. a contraction of the former, (Msb,) [The crocodile]; a well-known aquatic animal, (S,) a creature like the tortoise, of great size, found in the Nile of Egypt and in the river Mihrán, (K,) which is the river of Es-Sind; (TA;) or [rather] resembling the وَرَل about five cubits long, and less; that seizes men and oxen, and dives into the water with them and devours them: pl. of the former تَمَاسِيحٌ, and of the latter تَمَاسِحُ. (Msb.)
مسح
: (المَسْحُ، كالمَنْع: إِمرارُ) كَ (اليَدَ على الشّيْءِ السَّائلِ) أَ (والمُتَلطِّخِ لأَذهابِه) بذالك، كمَسْحِك رأْسَك من الماءِ وجَبِينَك من الرَّشْح، (كالتَّمسيحِ والتَّمَسُّح) ، مَسَحه يَمسَحه مَسْحاً، ومسَّحَه، وتَمسَّح مِنْهُ وَبِه. وَفِي حَدِيث فرَسِ المُرَابطِ (أَنّ عَلَفَه ورَوْثَهُ ومَسْحاً عنهُ، فِي مِيزَانه) يُرِيدُ مَسْحَ التُّرَابِ عَنهُ وتَنظيفَ جِلْدِه. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 وامسحوا برؤوسكم. . الى الْكَعْبَيْنِ} (الْمَائِدَة: 6) فسَّره قعلبٌ فَقَالَ: نزَل القُرآنُ، بالمَسْح والسُّنَّةُ بالغسْل، وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَة: من خَفَض (أَرجُلِكم) فَهُوَ على الجِوَارِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النّحوي: الخفْضُ على الجِوَارِ لَا يجوز فِي كتابِ الله عزّ وجلّ، وإِنّما يجوز ذالك فِي ضَرورة الشِّعْر، ولاكنّ المَسْحَ على هاذه القراءةِ كالغَسْل. وممّا يَدلُّ على أَنّهُ غَسْلٌ أَنّ المسحَ على الرِّجْل لَو كانَ مَسْحاً كمَسْحِ الرَّأْس لَم يَجُزْ تَحديدُه إِلى الكَعْبَيْن كَمَا جَازَ التحديدُ فِي اليَديْن إِلى الْمرَافِق، قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} بِغَيْر تَحْدِيد فِي الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ فِي التَّيمُّمِ {7. 007 فامسحوا بوجوهكم واءَيديكم مِنْهُ} (الْمَائِدَة: 6) من غير تَحديد، فهاذا كلُّه يُوجِب غَسْلَ الرِّجلين. وأَمّا مَن قرأَ {7. 007 واءَرجلكم} فَهُوَ على وَجهَين: أَحدهما أَنّ فِيهِ تَقديماً وتأْخيراً، كأَنّه قَالَ: فاغْسِلُوا وُجُوهَكم وأَيديَكم إِلى المَرافقِ وأَرجُلَكم إِلى الكَعبين (وامْسحُوا برُؤُوسكم، فقدّمَ وأَخَّرَ ليَكُون الوضُوءُ وِلاءً شَيْئا بعد شيْءٍ. وَفِيه قولٌ آخَر، كأَنّه أَراد: واغسلوا أَرْجُلَكم إِلى الْكَعْبَيْنِ) لأَنَّ قَوله إِلى الكَعْبَيْنِ قد دَلَّ على ذالك كَمَا وصَفْنَا، ويُنسَق بالغَسْل، كَمَا قَال الشَّاعِر:
يَا لَيْتَ زَوْجَك قد غَدَا
مُتَقَلِّداً سيْفاً ورُمْحَا
الْمَعْنى متقلّداً سَيْفا وحاملاً رُمحاً.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّه تَمسَّهَ وصَلَّى) أَي تَوضّأَ. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال للرَّجل إِذا تَوَضَّأَ: قد تَمَسَّح، والمسْحُ يكون مَسْحاً باليَد وغَسْلاً. وَنقل شيخُنا هاذه العبارةَ بالاختصار ثمَّ أَتبعها بِكَلَام أَبي زيد وَابْن قُتيبة مَا نصُّه: قَالَ أَبو زيد: المَسْحُ فِي كَلَام الْعَرَب يكون إِصابَةَ البَللِ، وَيكون غَسْلاً، يُقَال مَسَحْتُ يَدي بالماءِ، إِذا غَسَلْتُها، وتَمسَّحْتُ بالماءِ، إِذا اغُتسلْتُ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ أَيضاً: كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلميَتوضّأُ بِمدَ، فَكَانَ يَمْسح بالماءِ يدَيْه ورِجْلَيْه وَهُوَ لَهَا غاسلٌ قَالَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {7. 007 وامسحوا برؤوسكم واءَرجلكم} المُرَاد بمسْحِ الأَرجُلِ غَسْلُها. ويستدلّ بِمَسْحه صلى الله عَلَيْهِ وسلمرِجلَيْه بأَنّ فِعْلَه مُبيِّن بأَنّ المسحَ مُسْتَعْمَل فِي المَعنيَينِ المذكُورَيْن، إِذ لَو لم يُقَلْ بذالك لَزِم القولُ بأَنّ فِعلَه عَلَيْهِ السَّلَام بطرِيقِ الْآحَاد ناسخٌ للْكتاب، وَهُوَ مُمتنعٌ. وعَلى هاذا فالمسْحُ مُشتركٌ بَين مَعنيين، فإِن جَازَ إِطلاقُ اللَّفْظةِ الواحدَة وإِرادةُ كلاَ مَعنَييها إِن كَانت مُشتركةً أَو حَقيقةً فِي أَحَدِهما مَجازاً فِي الآخر، كَمَا هُوَ قولُ الشافِعيّ، فَلَا كَلاَمَ. وإِنْ قيل بالمَنْع فالعامِلُ محذُوفٌ، والتّقدير: وامْسَحوا بأَرْجْلِكم مَعَ إِرادة الغَسْلِ.
(و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (القَوْلُ الحَسَنُ) من الرّجُل، وَهُوَ فِي ذالك (ممَّن يَخْدَعُك بِهِ) . مَسَحَه بِالْمَعْرُوفِ، أَي بِالْمَعْرُوفِ من القوْل وَلَيْسَ مَعَه إِعطاءٌ، قَالَه النَّصْر بن شُميل. وَقيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح الدَّجَّال، لأَنّه يَخْدَع بقوله وَلَا إِعطاءَ. (كالتَّمسيح. و) المَسْحُ (المَشْطُ) . والماسِحَةُ: الماشِطَةُ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال، لأَنّه يُزَيّن ظاهرَه ويُمَوِّهُه بالأَكاذيب والزَّخارِف. (و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (القَطْع) : وَقد مَسَحَ عُنُقَه وعَضُدَهُ: قَطَعهما.
وَفِي (اللِّسَان) : مَسَحَ عُنُقَه وَبهَا، يَمسَحُ مَسْحاً: ضَرَبها، وَقيل قَطَعها. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيحُ الدَّجّال، لأَنّه يضرِب أَعناقَ الّذِين لَا يَنقادون لَهُ. وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 ردوهَا عَليّ فَطَفِقَ. . والاءَعناق} (ص: 33) يُفسَّر بهما جَمِيعًا. وروَى الأَزهَرِيّ عَن ثَعْلَب أَنّه قيل لَهُ: قَالَ قُطْرب: يَمْسَحُهَا يُبَرِّك عَلَيْهَا فأَنكره أَبو العبّاس وَقَالَ: لَيْسَ بشيْءٍ. قيل لَهُ: فأَيْش هُوَ عندَك؟ فَقَالَ: قَالَ الفرَّاءُ وغيرُه: يَضْرِب أَعناقَها وسُوقعها، لأَنّهَا كانَت سَبَبَ ذَنْبه. قَالَ الأَزهريّ: ونحْو ذالك قَالَ الزّجاجُ، قَالَ: وَلم يَضرِب سُوقَها وَلَا أَعناقَهَا إِلاّ وَقد أَباحَ اللَّهُ لَهُ ذالك، لأَنْه لَا يَجعلُ التوْبَةَ من الذّنبِ بِذَنْبٍ عَظيمٍ. قَالَ: وَقَالَ: قَومٌ إِنّه مَسَحَ أَعْنَاقَها وسُوقَها بالماءِ بيَدِه. قَالَ: وهاذا لَيْسَ يُشبِه شَغْلَهَا إِيّاه عَن ذِكْرِ الله، وإِنّما قَالَ ذالك قَومٌ لأَنَّ قتْلَها كَانَ عِنْدهم مُنْكَراً، وَمَا أَباحه اللَّهُ فَلَيْسَ بِمنْكر، وجائزٌ أَن يُبيحَ ذالك لِسليمانَ عَلَيْهِ السّلامُ فِي وَقْتِه ويَحْظُرُه فِي هاذَا الوقْتِ. قَالَ ابنُ الأَثير: وَفِي حَدِيث سُليمانَ عَلَيْهِ السلامُ: {7. 007 فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والاءَعناق} قيل: ضَرَبُ أَعناقَهَا وعَرْقَبَهَا. يُقَال: مَسَحَه بالسَّيْف، أَي ضَرَبَه، ومَسَحه بالسَّيف: قطَعَه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
ومُستَامَةٍ تُسْتامُ وهْيَ رَخِيصةٌ
تُباعُ بسَاحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ
تُمْسَح أَي تُقْطَع: والماسِح: القَتَّال.
(و) المَسْح: (أَنْ يَخْلُق اللَّهُ الشَيْءَ مُبَارَكاً أَو مَلْعُوناً) . قَالَ المُنذرِيّ: قلت لأَبي الهَيْثَم: بلَغَني أَنَّ عِيسَى إِنّمَا سُمِّيَ مَسِيحاً لأَنهُ مُسِحَ بالبَرَكة، وسُمِّيَ الدَّجّالُ مَسيحاً لأَنّه ممسوحُ العَيْنِ، فأَنْكرَه وَقَالَ: إِنَّمَا الْمَسِيح (ضِدُّ) الْمَسِيح، يقالُ مَسَحه الله، أَي خلَقه خَلْقاً مُبارَكاً حَسَناً، ومسَحَه اللَّهُ أَي خَلَقَه خَلْقاً قَبيحاً ملعوناً.
قلت: وهاذا الَّذِي أَنكره أَبو الهَيثم قد قَالَه أَبو الْحسن القابسيّ: ونقلَه عَنهُ أَبو عَمْرٍ الداني، وَهُوَ الوَجه الثَّانِي وَالثَّالِث. وقَولُ أَبي الْهَيْثَم الرابعُ وَالْخَامِس.
(و) المَسْح: (الكَذِبُ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح الدجّال لكَونه أَكْذبَ خلْقِ اللَّهِ، وَهُوَ الوَجْه السَّادِس، (كالتَّمْسَاح، بِالْفَتْح) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
قَد غَلَبَ النَّاسَ بَنو الطمَّاحِ
بالإِفْك والتَّكذَابِ والتَّمساحِ
وَفِي المزهر للجلال، قَالَ سَلاَمةُ بنُ الأَنباريّ فِي شرح المَقامات: كلُّ مَا ورَدَ عَن الْعَرَب من المصادر على تَفعال فَهُوَ بِفَتْح التّاءِ، إِلاّ لفظتينِ: تِبْيَان وتِلْقَاء. وَقَالَ أَبو جَعْفَر النّحّاسُ فِي شرح المُعلّقَات: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب اسمٌ على تِفعالٍ إِلاّ أَربعة أَسماءٍ وخامسٌ مختلَف فِيهِ، يُقَال تِبْيَان، ولقِلادةِ المرأَةِ: تِقْصَارُ، وتِعْشَارٌ وتِبْرَك مَوضعانِ، وَالْخَامِس تِمْساحٌ، وتَمْسَحٌ أَكثرُ وأَفصحُ. كذَا نَقله شَيخنَا. فَكَلَام ابْن الأَنباريّ فِي المصدرَين، وَكَلَام ابْن النّحّاس فِي الأَسماءِ. (و) من الْمجَاز المَسْحُ (: الضَّرْبُ) ، يُقَال: مَسَحَه بالسَّيْف: أَي ضَرَبَه. وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 فَطَفِقَ مسحا. . والاءَعناق} ، قيل: ضَرَب أَعْنَاقَها وعَرْقَبَها، وَقد تقدّم قَرِيبا. وَمِنْه: مَسَحَ أَطرافَ الكَتَائِبِ بِسَيْفه.
وَقَالَ الأَزهَرِي: المَسيح: الماسح، وَهُوَ الْقِتَال، وَبِه سُمِّيَ، كَذَا ذَكَره المصنِّف فِي (البصائر) . قلت: وَهُوَ قريبٌ فِي المَسْحِ بمعْنى القَطْع، وَهُوَ الوَجْه السَّابِع.
(و) من الْمجَاز المَسْحُ: (الجِماع) وَقد مَسَحَها مَسْحاً، ومتَنَها مَتْناً: نَكَحَهَا.
(و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (الذَّرْع كالمِسَاحَة، بِالْكَسْرِ) ، يُقَال مَسَحَ الأَرْضَ مَسْحاً ومسَاحَةً: ذَرَعَهَا، وَهُوَ مَسَّاحٌ.
(و) المَسْح: (أَنْ تَسيرَ الإِبِل يَومَها) ، يُقَال مَسَحَت الإِبل الأَرْضَ يَومَها دَأْباً، أَي سارَتْ فِيهَا سَيراً شَديداً. (و) مَسْحُ الناقَة أَيضاً (أَن تُتْعِبَها وتُدْبِرَهَا وتهزِلَهَا، كالتَّمْسيح) ، يُقَال مَسَحْتها ومَسَّحْتها، قَالَه الأَزهري، وَهُوَ مَجاز.
(و) المِسْحُ (بِالْكَسْرِ: البَلاَسُ) بِكَسْر الموحّدة وتفتح، ثَوْبٌ من الشَّعرِ غليظٌ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . وَجمعه بُلُسٌ، وسيأْتي فِي السِّين، قيل: وَبِه سمِّي المسيحُ الدّجال، لِذُلِّه وهَوَانِهِ وابتذاله، كالمسْح الَّذِي يُفْرَش فِي البَيْت، قيل: وَبِه سُمِّيَ كلمة اللَّهِ أَيضاً للبْسه البَلاسَ الأَسودَ تَقشفاً. فهما وَجْهانِ ذَكرَهما المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المِسْح: (الجادَّةُ) من الأَرض، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح، لأَنّه سالِكُها، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) . (ج مُسُوحٌ) ، وَهُوَ الجْمع الكثيرُ، وَفِي الْقَلِيل أَمساحٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
ثمَّ شَرِبْن بنَبْط والجِمالُ كأَ
نّ الرَّشْحَ مِنْهُنَّ بااباطِ أَمساحُ
قَالَ السكّريّ: يَقُول تَسْوَدُّ جْلودُهَا على العَرَق، كأَنّهَا مُسوحٌ. ونَبْط: موضعٌ. (و) المَسَحُ (بِالتَّحْرِيكِ: احتراقُ باطنِ الرُّكْبَة لخشونة الثَّوبِ) ، وَفِي نُسْخَة: من خُشْنَة الثّوْب. (أَو) هُوَ (اصْطِكَاكُ الرَّبْلَتَيْنِ) ، هُوَ مس باطنِ إِحدَى الفَخذيْنِ باطنَ الأُخْرَى، فيَحدُث لذالك مَشَقٌ وتَشقّقٌ، والرَّبْلَة بِالْفَتْح وَسُكُون الموحَّدةِ وَفتحهَا: باطنُ الفَخذِ، كَمَا سيأْتي. وَفِي بعض النُّسخ (الرُّكبتَين) وَهُوَ خطأٌ. قَالَ أَبو زيد: إِذا كَانَ إِحدى رَبْلَتَيِ الرّجلِ تُصِيب الأُخرَى قيل. مَشق مَشَقاً. ومَسحَ، بِالْكَسْرِ، مَسَحاً، (والنَّعْتُ أَمْسَحُ، و) هِيَ (مَسْحَاءُ) ، رَسْحاءُ، وقَوم مُسْحٌ رُسْحٌ. وَقَالَ الأَخطل:
دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لَا لُحومَ لهُمْ
إِذا أَحَسُّوا بشَخْص نابىء أَسدُوا
وَفِي حَدِيث اللِّعان أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال فِي وَلدِ الملاعَنَة: (إِنْ جاءَتْ بِهِ مَمْسُوحَ الأَلْيتيْن) ، قَالَ شَمِرٌ: الّذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بالعَظْمِ وَلم يَعْظُما. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال، لأَنّه معيوب بكلِّ عَيبٍ قبيحٍ.
(والمَسِيحُ: عِسَى) بن مَرْيم (صَلَّى الله) تَعَالى (عَلَيْه) وعَلى نبيِّنَا (وسَلَّم، لبَرَكَتِهِ) ، أَي لأَنّه مُسحَ بالبَرَكَة، قَالَه شَمرٌ، وَقد أَنكرَه أَبو الهيثَمِ، كَمَا سيأْتي، أَو لأَنَّ جبريلَ مَسَحه بالبَركة، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {7. 007 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا اءَينما كنت} (مَرْيَم: 31) ولأَنّ الله مَسَحَ عَنهُ الذُّنوبَ. وهاذانِ القَولانِ من كتاب دَلَائِل النوّة لأَبي نُعَيم: وَقَالَ الرَّاغب: سُمِّيَ عيسَى بالمسيح لأَنّه مُسِحَت عَنهُ القُوَّةُ الذّميمةُ من الجَهْل والشَّرَهِ والحِرْص وَسَائِر الأَخلاقِ الذميمة، كَمَا أَنَّ الدَّجَّال مُسِحَت عَنهُ القُوَّة المحمودة من العِلْم والعَقْلِ والحلْم والأَخْلاق الحَميدة. (وذَكَرْت فِي اشتقاقه خَمسين قَولاً فِي شَرْحى لمَشَارِقِ الأَنوَارِ) النَّبَوِيَّة للصاغَانيّ. وشَرحُه المسمَّى بشوارِقِ الأَسْرَارِ العليّة، وَلَيْسَ بمَشارِقِ القَاضِي عياضٍ، كَمَا تَوهَّمَه بعضٌ. وَسبق للمصنّف كلامٌ مثل هَذَا فِي ساح، وذَكرَ هُنَاكَ أَنَّه أَوردَهَا فِي شرْحه لصحيح البخاريّ، فلعلَّله المُرَاد فِي قَوْله (وغَيْرِهِ) كَمَا لَا يَخفَى.
قلت: وَقد أَوصلَه المصنّف فِي بصائر ذَوي التَّمْيِيز فِي لطائف كتاب الله الْعَزِيز، مجلدان، إِلى ستّة وَخمسين قولا، مِنْهَا مَا هُوَ مَذْكُور هُنَا فِي أَثناءِ المادّة، وَقد أَشرْنا إِليه، وَمِنْهَا مَا لم يَذكره. وتأْليف هاذا الكِتاب بعد تأْليف الْقَامُوس، لأَني رأَيتُه قد أَحالَ فِي بعض مواضِعه عَلَيْهِ. قَالَ فِيهِ: واختُلِف فِي اشتقاق الْمَسِيح، فِي صِفة نَبِيّ الله وكلَمته عيسَى، وَفِي صِفةِ عدوّ الله الدّجّال أَخزاه الله، على أَقْوالٍ كَثِيرَة تنِيف على خمسين قولا. وقَال ابْن دِحْيَةَ الحافظُ فِي كِتَابه (مَجمع الْبَحْرين فِي فَوَائِد المَشرقَيْنِ والمَغرِبَين) : فِيهَا ثلاثَةٌ وَعِشْرُونَ قَولاً، وَلم أَرَ مَنْ جَمعها قَبْلي ممَّن رَحَلَ وجالَ، ولقِيَ الرِّجَال. انْتهى نَص ابْن دِحيَهَ.
قَالَ: الفَيْروز آباذي: فأَضَفْت إِلى مَا ذكَره الْحَافِظ من الْوُجُوه الحَسَنة والأَقوالِ البديعة، فتمّتْ بهَا خَمْسُونَ وَجْهاً. وَبَيَانه أَنَّ العلماءَ اخْتلفُوا فِي اللَّفْظَة، هَل هِيَ عربيّة أَم لَا، فَقَالَ بَعضهم: سريانيّة، وأَصلُهَا مَشيخا، بالشين الْمُعْجَمَة، فعرّبتها الْعَرَب، وَكَذَا ينطِق بهَا الْيَهُود، قَالَه أَبو عُبيد، وهاذا القَوْل الأَوّل. وَالَّذين قَالُوا إِنّها عربيّة اخْتلفُوا فِي مادّتها، فَقيل: من سيح، وَقيل: من مسح، ثمَّ اخْتلفُوا، فَقَالَ الأَوّلون مَفْعل، من ساح يسيح، لأَنّه يَسِيح فِي بُلدَانِ الدُّنْيا وأَقْطَارِهَا جميعِها، أَصُلها مَسْيِح فأُسْكِنَت الياءُ ونُقِلتْ حَركَتها إِلى السِّين، لاستثقالهم الكسرةَ على الياءِ وهاذا القولُ الثَّانِي، وَقَالَ الْآخرُونَ: مَسيحٌ مُشتقُّ من مَسَحَ، إِذا سارَ فِي الأَرض وقَطَعها، فَعيل بمعنَى فاعِل. والفريق بَين هاذا وَمَا قبله أَنَّ هاذا يَختصّ بقَطْع الأَرضِ وَذَاكَ بقَطْع جميعِ البلادِ، وهاذا الثَّالِث، ثمَّ سَردَ الأَقوالَ كلَّهَا، وَنحن قد أَشرْنا إِليها هُنَا على طَرِيق الاستيفاءِ ممزوجَةً مَعَ قَول المصنّق فِي الشّرْح، وَمَا لم نَجِدْ لَهَا مناسَبَة ذكرناهَا فِي المستدركات لإِجل تَتميم الْمَقْصُود وتَعميم الْفَائِدَة.
(و) المَسِيح: (الدَّجَّالُ لشُؤْمِهِ) ، وَلَا يجوز إِطلاقُه عَلَيْهِ إِلاّ مقيَّداً فَيُقَال المَسيحُ الدَّجّالد، وَعند الإِطلاق إِنما يَنصرف لعيسَى عَلَيْهِ السلامُ، كَمَا حَقَّقه بعضُ العلماءِ. (أَو هُوَ) ، أَي الدّجّال، مِسِّيح (كَسِكِّينٍ) ، رَوَاهُ بعض المحَدِّثين. قَالَ ابْن الأَثير: قَالَ أَبو الهَيثم: إِنّه الَّذِي مُسِحَ خَلْقُه، أَي شُوِّهِ. قَالَ: وَلَيْسَ بشيْءٍ.
(و) المَسِيح والمَسِيحة: (القِطْعَةُ من الفِضَّةِ) ، عَن الأَصمعيّ، قيل: وبهُ سُمِّيَ عيسَى عَلَيْهِ السلامُ لحُسْنِ وَجْهه. ذكرَه ابْن السِّيد فِي الْفرق. وَقَالَ سَلَمة بن الخُرشُب يصف فرسا:
تَعَادَى من قَوائمها ثَلاثٌ
بتَحْجِيلٍ وَوَاحدةٌ بَهيمُ
كأَنّ مَسِيحَتيْ وَرِقٍ عَلَيْهَا
نَمَتْ قُرْطَيهما أُذُنٌ خذِيمُ
قَالَ ابْن السِّكّيت: يَقُول كأَنَّمَا أُلبِسَتْ صفيحَةَ فِضَّةٍ من حُسْن لوّنِهَا وبَرِيقها، وَقَوله نَمَتْ قُرْطَيهما، أَي نَمَتِ القُرطَين اللَّذَيْنِ من المَسِيحتَين، أَي رَفَعَتْهما، وأَراد أَنَّ الفِضَّة مِمَّا تُتَّخذ للحَلْيِ، وذالك أَصفَى لَهَا.
(و) المَسيح: (العَرَقُ) : قَالَ لبيد:
فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمَانِ المُثقَّبِ
وَقَالَ الأَزهريّ: سُمِّيَ العَرقُ مَسِيحاً لأَنّه يُمْسَح إِذا صُبَّ. قَالَ الرّاجز:
يَا رِيَّهَا وَقد بَدَا مَسِيحى
وابتَلَّ ثَوْبَايَ من النَّضِيحِ
وخَصَّه المصنّف فِي (البصائر) بعَرق الخَيْل، وأَنشد:
وَذَا الجِيَادُ فِضْنَ بالمَسيحِ
قَالَ: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ.
(و) المَسِيح: (الصِّدّيقُ) بالعبرانيّة، وَبِه شُمِّيَ عسَى عَلَيْهِ السلامُ، قَالَه إِبراهيم النّخَعيّ، والأَصمعيّ، وابنُ الأَعرابيّ، قَالَ ابْن سَيّده: سُمِّيَ بذالك لصِدْقِه. وَرَوَاهُ أَبو الْهَيْثَم كذالك، وَنَقله عَنهُ الأَزهريّ. قَالَ أَبو بكر: واللُّغويّون لَا يعْرفُونَ هاذا. قَالَ: ولعلّ هاذا كَانَ يُسْتَعْمَل فِي بعض الأَزمان فَدَرَسَ فِيمَا دَرَسَ من الْكَلَام قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: وَقد دَرَسَ من كَلَام الْعَرَب كثيرٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: أُعرِب اسمُ المسيحِ فِي الْقُرْآن على مَسيح، وَهُوَ فِي التَّوْرَاة مَشيحا فعُرِّب وغَيِّر، كَمَا قيل موسَى وأَصلُه مُوسى.
(و) من الْمجَاز عَن الأَصمعيّ: المعسيح (الدِّرْهَمُ الأَطْلَسُ) ، هاكذا فِي (الصّحاح) و (الأَساس) ، وَهُوَ الَّذِي لَا نَقْشَ عَلَيْهِ. وَفِي بعض النّسخ (الأَملس) قيل: وَبِه سُمِّي المسيحُ، وَهُوَ مناسبٌ للأَعورِ الدّجّال، إِذْ أَحَدُ شقَّيْ وَجْهِه مَمْسُوحٌ.
(و) المَسِيح: (المَمْسُوح بمثْلِ الدَّهْنِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ عِيسَى عَلَيْهِ السّلام، لأَنّه خَرَجَ من بطْنِ أُمِّه مَمسوحاً بالدُّهْن أَو كأَنّه مَمسوحُ الرّأْسِ، أَو مُسِح عندَ وِلادته بالدُّهْن، فَهِيَ ثلاثَةُ أَوْجه أَشار إِليها المصنّف فِي (البصائر) .
(و) الْمَسِيح أَيضاً: الممسوحُ (بالبَرَكَةِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، لأَنّه مُسِح بالبَرَكَةِ، وَقد تقدّم.
(و) المَسِيح: الْمَمْسُوح (بالشُّؤْمِ) ، قيل: وَبِه شمِّيَ الدَّجّال.
(و) من الْمجَاز: المَسيح هُوَ الرجل (الكثيرُ السِّيَاحَة) ، قيل وَبِه سُمِّيَ عَلَيْهِ السلامُ، لأَنّه مَسَحَ الأَرضَ بالسِّياحَةِ. وَقَالَ ابْن السّيد: سُمِّيَ بذالك لجَوَلانه فِي الأَرض. وَقَالَ ابْن سَيّده: لأَنّه كَانَ سائحاً فِي الأَرض لَا يسْتَقرّ، (كالمِسِّيحِ، كسكِّينٍ) ، راجعٌ للَّذي يَلِيهِ، وَهُوَ يصلُح أَن يكون تَسميةً لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام، كَمَا يَصلح لتَسمية الدَّجّال، لأَنّ كلاًّ مِنْهُمَا يَسِيح فِي الأَرض دَفعةً، كَمَا هُوَ مَعْلُوم، وإِنْ كانَ كَلامُ المصنّق يُوهِمُ أَنَّ المشدَّد يَختص بالدجّال، كَمَا مرَّ. فقد جَوَّز السُّيُوطِيّ الأَمرَينِ فِي التوشيح، نَقله شَيخنَا.
(و) من الْمجَاز: المَسِيح: الرَّجُلُ (الكَثِيرُ الجِمَاعِ، كالمَاسِحِ،) وَقد مَسَحَهَا يَمسَحُهَا، إِذا نَكَحَهَا، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال، قَالَه ابْن فَارس.
(و) من الْمجَاز: المعسيح هُوَ الرَّجل (المَمْسُوحُ الوَجْهِ) ، لَيْسَ على أَحَد شقَّيْ وَجْهِه عَينٌ وَلَا حاجِبٌ، والمسيحُ الدّجّالُ مِنْهُ على هاذه الصِّفة، وَقيل سُمِّيَ بذالك لأَنّه مَمْسُوح العَينِ. وَقَالَ الأَزهريّ: الْمَسِيح: الأَعورُ، وَبِه سُمِّيَ الدّجّالُ. ونحوَ ذَلِك (قَالَ أَبو عَبيد) .
(و) المَسِيحُ: (المِنْدِيلُ الأَخْشَنُ) ، لكَونه يُمْسَح بِهِ الوَجْهُ، أَو لكَونه يُمسِك الوَسَخَ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسِيح الدّجّالُ، لاتِّساخه بدَرَن الكُفْرِ والشِّرْك، قَالَه المصنِّف.
(و) المَسيح: (الكذَّاب، كالماسِحِ، والممْسَحِ) وأَنشد:
إِنِّي إِذَا عَنَّ مِعَن مِتْيَحُ
ذَا نَخْوةِ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ
أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذانٌ مِمْسَح
(والتِّمْسَحِ) ، وهاذا عَن اللِّحْيَانيّ، (بِكَسْر أَوّلهما) ، والأَمْسَحِ.
(و) عَن ابْن سَيّده: (المَسْحَاءُ: الأَرض المسْتَوِيَةُ ذاتُ حَصًى صِغارٍ) لَا نَبَاتَ فِيهَا، والجمْعُ مَسَاحٍ وَمَسَاحى غُلِّب فكُسِّر تكسيرَ الأَسماءِ. ومكانٌ أَمْسَحُ. (و) المَسْحاءُ (: الأَرْضُ الرَّسْحَاءُ) . قَالَ ابْن شُمَيل: المَسحاءُ: قِطعةٌ من الأَرض مُستوِيَةٌ جَرداءُ كثيرةُ الحَصَى، لَيْسَ فِيهَا شجرٌ وَلَا نَبْت، غَليظةٌ جَلَدٌ، تَضرِب إِلى الصَّلاَبة، مثْل صَرْحَةِ المِرْبَدِ، وليستْ بقُفّ وَلَا سَهْلَةٍ. ومكانٌ أَمسحُ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيحُ الدّجّال، لعَدَمِ خَيْرِه وعِظَمِ ضَيْرِه، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
وَقَالَ الفرّاءُ يُقَال مَرَرْت بخَرِيقٍ من الأَرض بَين مَسْحاوَيْنِ. والخَرِيقُ: الأَرض الّتى تَوَسَّطَها النَّبَاتُ.
(و) قَالَ أَبو عَمرٍ و: المَسْحاءُ: (الأَرْضُ الحَمْرَاءُ) ، والوَحْفَاءُ: السّوداءُ.
(و) المعسْحَاءُ: (المَرْأَةُ) قَدَمُها مُستَوِية (لَا أَخْمَصَ لَهَا) ، ورَجلٌ أَمسَحُ القَدَمِ. وَفِي صفَة النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَسِيحُ القَدَمَين) ، أَراد أَنَهما مَلْساوان لَيِّنتان لَيْسَ فيهمَا تَكسُّرٌ وَلَا شُقَاقٌ، إِذا أَصابَهما الماءُ نَبَا عَنْهُمَا. قِيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ عيسَى، لأَنّه لم يعكن لرِجْله أَخْمَصُ، نُقل ذالك عَن ابْن عبّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما.
(و) المَسْحَاءُ: المرأَةُ (الَّتِي مَا لِثَدْيَيْهَا حَجْمٌ. و) المسحاءُ: (العَوْرَاءُ) . والّذي فِي (التَّهْذِيب) : المَسِيح: الأَعورُ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال. (و) المَسْحَاءُ: (البَخْقَاءُ الّتي لَا تكون عَيْنُها مُلَوَّزَة) ، هاكذا عندنَا فِي النُّسخ بِالْمِيم وَاللَّام والزّاي، وَفِي بعض الأُمهات (بِلَّوْرة) بِكَسْر الموحّدَة وشدّ اللاّم وَبعد الواوِ راءٌ. (و) المَسْحَاءُ: (السَّيّارَةُ فِي سِياحَتِهت) والرَّجلُ أَمْسحُ. (و) المَسْحَاءُ: (الكَذّابة) ، والرَّجلُ أَمْسحُ، وتَخْصِيصُ المرأَةِ بِهاذِه المعانَي غير الأَوّلين غير ظَاهر، وإِحالةُ أَوْصافِ الإِناث على الذُّكور خلافُ الْقَاعِدَة، كَمَا صرّحَ بِهِ شَيخنَا.
(و) من الْمجَاز: (تَماسَحَا) ، إِذا (تَصَادَقَا، أَوْ) تَماسَحَا إِذا (تَبَايَعَا فتَصَافَقَا) وتحَالَفا: (ومَاسَحَا) ، إِذا (لاَيَنَا فِي القَوْلِ غِشًّا) ، أَي والقُلوب غير صافِيَةِ، وَهُوَ المُدَاراةُ. وَمِنْه قَوْلهم: غَضِبَ فمَاسَحْتُه حتَّى لاَنَ، أَي دَارَيْته. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال، كَذَا فِي (الْمُحكم) . قَالَ المصنِّف فِي (البصائر) : لأَنّه يَقُول خلاف مَا يُضمِر.
(والتِّمْسَحُ) والتِّمْساح، بكسرهما، من الرِّجَال: (المارِدُ الخَبِيثُ) ، والكَذَّاب الّذِي لَا يَصْدُق أَثَرَه، يَكْذِبك من حَيْثُ جاءَ. (و) التِّمْسَحُ: (المُدَاهِنُ) المُدارِي الَّذِي يُلايِنُك بالقَولِ وَهُوَ يَغُشُّك. قيلَ: وَبِه سمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال، لأَنّه يَغُشّ ويُدَاهِنُ.
(و) التِّمسَح كأَنّه مقصورٌ من (التِّمْسَاح، وَهُوَ خَلْقٌ كالسُّلَحْفَاةِ ضَخْمٌ) ، وَطوله نَحْو خَمسةِ أَذرعٍ وأَقلّ من ذالك يَخطف الإِنسانَ والبَقَرَ ويَغوص بِهِ فِي الماءِ فيأْكله، وَهُوَ من دوابِّ الْبَحْر (يَكُونُ بنِيلِ مِصْرَ وبنَهْرِ مَهْرَانَ) ، وَهُوَ نهر السَّند. وبهاذا استدلُّوا أَن بينهُما اتِّصالاً، على مَا حَقّقه أَهلُ التَّارِيخ. قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدجّال، لضَررِه وإِيذائه، قَالَه المصنِّف فِي (البصائر) .
(والمَسِيحَةُ: الذُّؤَابَةُ) ، وَقيل: هِيَ مَا تُرِك من الشَّعر فَلم يُعالَج بدُهْن وَلَا بشيْءٍ. وَقيل: المَسِيحَة من رأْسِ الإِنسانِ: مَا بَين الأُذُنِ والحاجِبِ، يَتصعَّدُ حَتَّى يكون دون اليافُوخِ. وَقيل: هُوَ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يدُ الرَّجُلِ إِلى أُذنِه من جَوانِب شَعرِه، قَالَ:
مَسائح فَوْدَيْ رَأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ
جَرَى مِسْكُ دَارِينَ الأَحَمُّ خِلاَلَهَا
وَقيل: المسائِحُ: موضِعُ يدِ الماسِح. ونقلَ الأَزهريّ عَن الأَصمعيّ: المسائحُ: الشَّعرُ. وَقَالَ شَمِرٌ: وهِي مَا مَسحْتَ من شَعرك فِي خَدِّك ورأْسِك، وَفِي حَدِيث عَمَّار (أَنّه دخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُرجِّل مَسائِحَ من شَعره) ، قيل هِيَ الذّوائبُ وشَعرُ جانِبَيِ الرأْس قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجال، لأَنّه يأْتِي آخِرَ الزَّمَانِ، تَشبِيهاً بالذّوائب، وَهِي مَا نَزلَ من الشَّعرِ على الظَّهْر، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المَسِيحة: (القَوْسُ) الجَيِّدة. (ج مَسَائحُ) قَالَ أَبو الهَيثم الثَّعلبيّ:
لَنَا مَسَائحُ زُورٌ فِي مَراكِضِها
لِينٌ ولَيْسَ بِهَا وَهْنٌ وَلَا رَقَقُ
قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح عيسَى، لقُوّته وشِدّته واعتِدَالِه وتَعْدَلته، كَذَا قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المَسِيحة: (وادٍ قُرْبَ مَرِّ الظَّهْرَانِ) .
(و) من الْمجَاز: (عَلَيْهِ مَسْحَةٌ) ، بِالْفَتْح، (منْ جَمَالٍ) ، ومَسْحَةُ مُلْكٍ. أَي أَثر ظاهرٌ مِنْهُ. قَالَ شَمرٌ الْعَرَب تَقول: هاذا رجلٌ عَلَيْهِ مَسْحَةُ جَمال ومَسْحَةُ عِتْقٍ وكَرَمٍ، وَلَا يُقَال ذالك إِلاّ فِي الْمَدْح. قَالَ: وَلَا يُقَال عَلَيْهِ مَسْحَةُ قُبحٍ. وَقد مُسِحَ بالعِتْق والكَرمِ مَسْحاً. قَالَ الكُمَيْت:
خَوَادِمُ أَكْفَاءٌ عليهنّ مَسْحَةٌ
من العِتْق أَبْدَاها بَنَانٌ ومَحْجِرُ
(أَو) بِهِ مَسْحَةٌ (من هُزَالٍ) وسِمَنٍ، نَقله الأَزهريّ عَن الْعَرَب، أَي (شَيءٌ مِنْهُ) .
(وذُو المَسْحَةِ جَرِيرُ بنُ عبْدِ الله) ابْن جابرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر أَبو عَمرٍ و (البَجَليّ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ. وَفِي الحَدِيث عَن إِسماعيلَ بن قَيْسٍ قَالَ: سمِعْت جَريراً يَقُول مَا رَآنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممنذ أَسلَمْتُ إِلاّ تَبسَّمَ فِي وَجْهي، قَالَ: ويَطْلُع عَلَيْكُم رَجلٌ من خيارٍ ذِي يَمَنٍ على وَجْهِه مَسْحَةُ مُلْك. وهاذا الحديثُ فِي النِّهايَة لِابْنِ الأَثير (يَطلُعُ عَلَيْكُم مِن هاذا الفَجِّ رَجلٌ من خَير ذِي يَمَنٍ، عَلَيْهِ معسْحَةُ مُلْكٍ) فَطَلَع جَريرُ بنُ عبد الله، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) عَن أَبي عُبيد (المُسُوحُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض) ، وَقد مَسَحَ فِي الأَرض مُسُوحاً إِذا ذَهَبَ، وَالصَّاد لُغَة فِيهِ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال.
(وتَلُّ ماسِحٍ: ع بقِنَّسْرِينَ) . (وامْتَسَحَ السَّيْفَ) من غِمْده، إِذا (اسْتَلَّهُ) .
(والأُمْسُوحُ، بالضّمّ: كُلُّ خَشَبَةٍ طَوِيلَةٍ فِي السَّفِينةِ) وجمْعه الأَماسيحُ.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ يَتَمَسَّحُ بِه) ، كأَنّه يَتَقَرّبُ إِلى الله تَعَالَى بالدُّنُوّ مِنْهُ، ويَتمَسَّحُ بثَوبه أَي يُمِرَّ ثَوْبَه على الأَبدانِ فَيتقرّب بِهِ إِلى الله تَعَالَى. قيلَ وَبِه سُمِّيَ المسيُ عيسَى، قَالَه الأَزهريّ.
(و) من الْمجَاز: (فُلانٌ يتمسَّح أَي لَا شيءَ مَعَهُ، كأَنّه يَمْسَحُ ذِراعَيْهِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّالُ لإِفلاسهِ عَن كل خَيرٍ وبَركة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَسَحَ الله عَنك مَا بكَ، أَي أَذهَبَ، وَقد جاءَ فِي حَدِيث الدُّعاءِ للمرض.
والماسِحُ من الضَّاغِطِ، إِذَا مَسَحَ المُرْفقُ الإِبطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شَدِيدا. وإِذا أَصابَ المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرةِ البَعيرِ فأَدْمَاه قيل: بل حَازٌّ، وإِن لم يُدْمِه قيل: بل ماسِحٌ، كَذَا فِي (الصّحاح) .
وخَصِيٌّ مَمسوحٌ، إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرهُ.
والمَسَحُ: نَقْضٌ وقِصَرٌ فِي ذَنَبِ العُقَابِ قيل: وَبِه سُمِّيَ فِي ذَنَبِ العُقَابِ قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجَّال، ذكرَه المصنّف فِي البصائر، كأَنّه سُمِّيَ بِهِ لننْصِه وقِصَر مُدّته.
وعَضُدٌ مَمسوحَةٌ: قليلةُ اللَّحْمِ؛ وَقيل: سُمِّيَ الْمَسِيح لأَنّه كَانَ يَمسَح بيدِه على العَليل والأَكْمهِ والأَبرصِ فيُبْرِئه بإِذن الله تَعَالَى. ورُويَ عَن ابنّ عبّاس أَنّه كَانَ لَا يَمسَح بِيَدِهِ ذَا عاهَةٍ إِلاّ بَرَأَ. وَقيل: سُمِّيَ عِيسَى مَسيحاً اسمٌ خَصَّه الله بِهِ، ولمَسْحِ زكرِيّا إِيّاه، قَالَه أَبو إِسحاق الحربيّ فِي غَريبهِ الْكَبِير. ورُوِيَ عَن أَبي الهَيثم أَنّه قَال: الْمَسِيح ابْن مريَمَ الصِّدِّيق، وضِدّ الصِّدِّيق المسيحُ الدَّجّال، أَي الضِّلِّيل الكَذّاب، خلقَ الله المَسِيحين، أَحدُهما ضِدُّ الآخَر، فَكَانَ الْمَسِيح ابْن مَريمِ يُبْرِىءُ الأَكمَهَ والأَبرص ويُحيِي الموتَى بإِذن الله، وكذالك الدجَّال يُحِيي الميتَ بإِذن الله، ويُميت الحَيّ ويُنشِىء السَّحَابَ ويُنْبِت النّباتَ بإِذن الله، فهما مَسيحانِ. وَفِي الحَدِيث (أَمَّا مَسيح الضَّلالةِ فكَذَا) ، فدلَّ هاذا الحَدِيث على أَنّ عِيسَى مَسِيحِ الهُدَى، وأَنّ الدّجّال مَسيحُ الضَّلالةِ.
والأَمْسحُ من الأَرض المستوِي، والجمْع الأَماسِح. وَقَالَ اللَّيث: الأَمْسحُ من المَفَاوِز كالأَمْلسِ.
والماسِحُ: القَتَّال، قَالَه الأَزهريّ؛ وَبِه سُمِّيَ المسِيح الدّجّال، على قَول.
والشيءُ الْمَمْسُوح: القَبيحُ المشئُوم المُغيَّر عَن خِلْقته.
والمَسيح: الذَّراع، قيل: وَبِه سُمِّي المسيحُ الدّجّال، لأَنّه يَذْرَع الأَرضَ بِسَيْره فِيهَا.
والأَمسحُ: الذِّئب الأَزلُّ المسرِع، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال لخُبثِه وسُرْعَةِ سَيرِه ووُثُوبِه.
وَمن الْمجَاز فِي حَدِيث أَبي بكر (أَغِرْ عَلَيْهِمْ غَارة مَسْحاءَ) هُوَ فَعْلاءُ من مَسَحَهم يَمسَحهم، إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خَفيفاً لَا يُقِيم فِيهِ عندَهم.
وَفِي (الْمُحكم) : مَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ: سارَت فِيهَا سَيْراً شَدِيداً، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح، لِسُرْعَة سَيرِه. والمسيحُ أَيضاً الضِّلِّيل، ضدّ الصِّدِّيق، وَهُوَ من الأَضداد، وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، لضلالتِه، قَالَه أَبو الْهَيْثَم.
وَيُقَال: مَسَحَ النّاقَةَ، إِذا هَزَلَها وأَدْبرَهَا وضَعَّفَها. وَقيل: وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، كأَنّه لُوحِظَ فِيهِ أَنّ مُنْتَهَى أَمرِه إِلى الهلاكِ والدَّبَارِ.
وَيُقَال: مَسَح سَيفَه، إِذا سَلَّه من غِمْدِه. قيل: وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، لشَهْرِه سُيوفَ البَغْيِ والعُدْوانِ.
وَقيل: سُمِّيَ المسيحُ عيسَى لحُسْن وَجْهِه، والمسيحُ هُوَ الحسَنُ الوجْهِ الجميلُ.
وَقَالَ أَبو عُمَر المُطرِّز: المَسِيح السَّيْف. وَقَالَ غَيره: المَسيح المُكَارِي. وَقَالَ قُطْرُب: يُقَال مَسَحَ الشيءَ، إِذا قَالَ لَهُ: بارَكَ الله عَلَيْك. وَفِي (مُفْرَدَات الراغِبِ) : رُوِيَ أَن الدجَّال كَانَ مَمسوحَ اليُمْنَى، وأَن عِيسى كَانَ ممسوحَ اليُسْرَى، انْتهى.
وَقيل: سُمِّيَ الْمَسِيح لأَنّه كَانَ يمشِي على الماءِ كمَشْيِه على الأَرض. وَقيل الْمَسِيح: الملِك. وهاذان الْقَوْلَانِ من العَيْنيّ فِي تَفْسِيره. وَقيل: لمّا مشَى عيسَى على الماءُ قَالَ لَهُ الحَواريُّون: بمَ بَلَغْت؟ قَالَ: تَرَكتُ الدُّنْيَا لأَهلِها فاستوَى عندِي بَرُّ الدُّنيا وبَحْرُهَا. كَذَا فِي (البصائر) .
وَعَن أَبي سَعِيدٍ: فِي بعض الأَخبار (نَرْجُو النَّصْر على مَنْ خالَفَنا، ومَسْحَةَ النِّقْمَةِ على مَن سَعَى) . مَسْحتها: آيتُها وحِلْيَتُها. وَقيل: مَعْنَاهُ أَنّ أَعناقهم تُمْسَح، أَي تُقطف.
وسِرْنَا فِي الأَمَاسيح، وَهِي السَّبَاسِب المُلْس.
وَمن من الْمجَاز تَمسَّحَ للصَّلاةِ: تَوضّأَ وَفِي الحَدِيث: (أَنّه تَمسَّح وصلَّى) أَي تَوضّأَ. قَالَ ابْن الأَثِير: يُقَال للرجُلِ إِذا تَوضأَ: قد تَمسَّحَ.
والمَسْحُ يكونُ مَسْحاً باليَدِ وغَسْلاً.
ومَسْحُ البَيت: الطَّوافُ.
وَفِي الحَدِيث: (تَمسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنّها بِكُم بَرّةٌ) ، أَراد بِهِ التَّيَمُّمَ، وَقيل: أَرادَ مُباشرةَ تُرابها بالجبَاةِ فِي السُّجود من غير حائلٍ.
والخَيْلُ تَمْسَح الأَرضَ بحَوافرها.
وماسَحَه: صافَحَه، والْتقَوْا فتمَاسَحُوا: تصَافَحوا. وماسَحَه: عاهَدَه.
ومَسَحَ القَوْمَ قَتْلاً: أَثْخنَ فيهم. ومَسَحَ أَطْرافَ الكَتائب بسَيفِه. وكَتَبَ على الأَطرافِ المَمْسُوحةِ. وكلُّ ذالك من الْمجَاز.
وماسُوحُ: قَريةٌ من قُرَى حسبان من الشّام نُسب إِليها جَماعةٌ من المحدِّثين.
وأَبو عليّ أَحمد بن عليّ المُسُوحيّ بالضَّمّ، من كبار مَشَايِخ الصُّوفِيّة صحِبَ السَّرِيّ، وسَمعَ ذَا النُّون، وَعنهُ جَعفرٌ الخلديّ.
وَتَمِيم بن مُسَيح، كزُبير، يروِي عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ ذُهْل بن أَوْس.
وَعبد الْعَزِيز بن مُسَيح، روَى حديثَ قَتَادَة.
(مسح) الشيءمبالغة فِي مسح وَفُلَانًا قَالَ لَهُ قولا حسنا ليخدعه وَالْإِبِل مسحها

مسح: المَسْحُ: القول الحَسَنُ من الرجل، وهو في ذلك يَخْدَعُكَ، تقول:

مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء، وإِذا جاء

إِعطاء ذهب المَسْحُ؛ وكذلك مَسَّحْتُه. والمَسْحُ: إِمراركَ يدك على الشيء

السائل أَو المتلطخ، تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من

الرَّشْح، مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه، وتَمَسَّح منه وبه. في حديث

فَرَسِ المُرابِطِ: أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه؛ يريد

مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده. وقوله تعالى: وامْسَحُوا برؤُوسكم

وأَرجلكم إِلى الكعبين؛ فسره ثعلب فقال: نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ

بالغَسْل، وقال بعض أَهل اللغة: مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ؛ وقال

أَبو إِسحق النحوي: الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل، وإِنما

يجوز ذلك في ضرورة الشعر، ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل، ومما يدل

على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس، لم يجز تحديده

إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق؛ قال الله عز وجل:

فامسحوا برؤُوسكم؛ بغير تحديد في القرآن؛ وكذلك في التيمم: فامسحوا

بوجوهكم وأَيديكم، منه، من غير تحديد، فهذا كله يوجب غسل الرجلين. وأَما من

قرأَ: وأَرْجُلَكم، فهو على وجهين: أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً

كأَنه قال: فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق، وأَرْجُلَكم إِلى

الكعبين، وامسحوا برؤُوسكم، فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد

شيء، وفيه قول آخر: كأَنه أَراد: واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين، لأَن قوله

إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا، ويُنْسَقُ بالغسل كما قال

الشاعر:يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا

المعنى: متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً.

وفي الحديث: أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ. قال ابن الأَثير: يقال

للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ، والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً. وفي

الحديث: لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به، لأَن من طاف

بالبيت مَسَحَ الركنَ، فصار اسماً للطواف.

وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به

إِلى الله. وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى

الله بالدُّنُوِّ منه.

وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا. وفي حديث الدعاء للمريض:

مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب. والمَسَحُ: احتراق باطن الركبة من

خُشْنَةِ الثوب؛ وقيل: هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى

فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ؛ وقد مَسِحَ. قال أَبو زيد: إِذا كانت

إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ، بالكسر،

مَسَحاً. وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء، والاسم المَسَحُ؛ والماسِحُ من الضاغِطِ

إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً،

وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل: به حازٌّ،

وإِن لم يُدْمِه قيل: به ماسِحٌ.

والأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ؛ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ؛ وقال الأَخطل:

دُسْمُ العَمائمِ، مُسْحٌ، لا لُحومَ لهم،

إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا

وفي حديث اللِّعانِ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في ولد

الملاعنة: إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ؛ قال شمر: هو الذي لَزِقَتْ

أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما؛ رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي

الرَّسْحاء. وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه. والمَسَحُ أَيضاً: نَقْصٌ

وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ. وعَضُدٌ مَمْسوحة: قليلة اللحم. ورجل أَمْسَحُ

القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها.

وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: مَسِيحُ القدمين؛ أَراد أَنهما

مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ، إِذا أَصابهما الماء

نَبا عنهما.

وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم. ورجل مَمْسوح

الوجه ومَسِيحٌ: ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ. والمَسِيحُ

الدَّجَّالُ: منه على هذه الصفة؛ وقيل: سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين.

الأَزهري: المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال، ونحو ذلك قال أَبو

عبيد.ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً: ذهب، والصاد لغة، وهو مذكور في

موضعه. ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً

شديداً.

والمَسيحُ: الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وروي

عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ؛ قال أَبو بكر: واللغويون لا

يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما

دَرَسَ من الكلام؛ قال: وقال الكسائي: قد دَرَسَ من كلام العرب كثير. قال ابن

سيده: والمسيح عيسى بن مريم، صلى الله على نبينا وعليهما، قيل: سمي بذلك

لصدقه، وقيل: سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ، وقيل: سمي

بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن

الله؛ قال الأَزهري: أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة

مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى؛ وأَنشد:

إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا

يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه؛ وقال شمر: سمي عيسى المَسِيحَ

لأَنه مُسِحَ بالبركة؛ وقال أَبو العباس: سمي مَسِيحاً لأَنه كان

يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها. وروي عن ابن عباس: أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا

عاهة إِلاَّ بَرأَ، وقيل: سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس

لرجله أَخْمَصُ؛ وقيل: سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن؛

وقول الله تعالى: بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ؛ قال أَبو منصور: سَمَّى اللهُ

ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ، ثم كَوَّنَ الكلمة

بشراً، ومعنى الكلمة معنى الولد، والمعنى: يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح.

والمسيحُ: الكذاب الدجال، وسمي الدجال، مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر

بها، وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به، ولمسح زكريا إِياه؛ وروي عن

أَبي الهيثم أَنه قال: المسيح بن مريم الصِّدِّيق، وضدُّ الصِّدِّيق

المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب. خلق الله المَسِيحَيْنِ: أَحدهما ضد

الآخر، فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن

الله، وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ

ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله، فهما مسيحان: مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة؛

قال المُنْذِرِيُّ: فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح

بالبركة، وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين، فأَنكره، وقال: إِنما

المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ؛ يقال: مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً،

ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً. والمسِيحُ: الكذاب؛ ماسِحٌ

ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ؛ وأَنشد:

إِني، إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ

ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ، بَلَنْدَحُ،

أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ

وفي الحديث: أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا؛ فدلَّ هذا الحديث على أَن

عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة.

وروى بعض المحدّثين: المِسِّيح، بكسر الميم والتشديد، في الدجَّال بوزن

سِكِّيتٍ. قال ابن الأَثير: قال أَبو الهيثم: إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه

أَي شُوِّه، قال: وليس بشيء. وروي عن ابن عمر قال: قال رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ،

فقيل لي: هو المسيح بن مريم، قال: وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور

العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية، فسأَلت عنه فقيل: المِسِّيحُ

الدجَّال؛ على فِعِّيل.

والأَمْسَحُ من الأَرض: المستوي؛ والجمع الأَماسِح؛ وقال الليث:

الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ، وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي؛ وقال أَبو

عمرو: المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء؛ ابن سيده: والمَسْحاء

الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها، والجمع مِساحٌ

ومسَاحِي

(* قوله«والجمع مساح ومساحي» كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب

فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى، بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن

مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ.)، غلب فكُسِّرَ تكسير

الأَسماء؛ ومكان أَمْسَحُ. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين

مَسْحاوَيْنِ؛ والخَرِيقُ: الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ؛ وقال ابن

شميل: المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر

ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة، مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست

بقُفٍّ ولا سَهْلة؛ ومكان أَمْسَحُ.

والمَسِيحُ: الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ.

والمِساحةُ: ذَرْعُ الأَرض؛ يقال: مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً.

ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها

مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً: نكحها. ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً:

ضربها، وقيل: قطعها، وقوله تعالى: رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً

بالسُّوقِ والأَعْناقِ؛ يفسر بهما جميعاً. وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له:

قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها، فأَنكره أَبو العباس وقال: ليس بشيء،

قيل له: فإِيْش هو عندك؟ فقال: قال الفراء وغيره: يَضْرِبُ أَعناقَها

وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه؛ قال الأَزهري: ونحو ذلك قال الزجاج وقال: لم

يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك، لأَنه لا

يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم؛ قال: وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها

وسوقها بالماء بيده، قال: وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله،

وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً، وما أَباحه الله فليس

بمنكر، وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان، عليه السلام، في وقتهِ ويَحْظُرَه في

هذا الوقت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث سليمان، عليه السلام: فطَفِقَ

مَسْحاً بالسوق والأَعناق؛ قيل: ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها. يقال: مَسَحه

بالسيف أَي ضربه. ومَسَحه بالسيف: قَطَعَه؛ وقال ذو الرمة:

ومُسْتامةٍ تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ،

تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي، وتُمْسَحُ

مستامة: يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ. وتُباعُ: تَمُدُّ فيها

أَبواعَها وأَيديَها. وتُمْسَحُ: تُقْطَع.

والماسحُ: القَتَّال؛ يقال: مَسَحَهم أَي قتلهم.

والماسحة: الماشطة.

والتماسُحُ: التَّصادُق.

والمُماسَحَة: المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية.

والتِّمْسَحُ: الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك. والتِّمْسَحُ

والتِّمْساحُ من الرجال: المارِدُ الخبيث؛ وقيل: الكذاب الذي لا يَصْدُقُ

أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء؛ وقال اللحياني: هو الكذاب فَعَمَّ به.

والتَّمْساحُ: الكذب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ،

بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ

والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ: خَلْقٌ على شَكْل السُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه

ضَخْم قويّ طويل، يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد؛ وقال الجوهري:

يكون في الماء.

والمَسِيحةُ: الذُّؤَابةُ، وقيل: هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ

بدهن ولا بشيء، وقيل: المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب

يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ، وقيل: هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل

إِلى أُذنه من جوانب شعره؛ قال:

مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ،

جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها

وقيل: المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح. الأَزهري عن الأَصمعي: المَسائح

الشعر؛ وقال شمر: هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك. وفي حديث عَمَّار:

أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره؛ قيل: هي الذوائب وشعر

جانبي الرأْس. والمَسائحُ: القِسِيُّ الجِيادُ، واحدتها مَسِيحة؛ قال أَبو

الهيثم الثعلبي:

لها مَسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ. وزُورٌ: جمع

زَوْراء وهي المائلة. ومَراكِضُها: يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن

يمين الوَتَرِ ويساره. والوَهْنُ والرَّقَقُ: الضَّعْف.

والمِسْحُ: البِلاسُ. والمِسْحُ: الكساء من الشَّعَر والجمع القليل

أَمْساح؛ قال أَبو ذؤَيب:

ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ، والجِمالُ كأَنْـ

ـنَ الرَّشْحَ، منهنَّ بالآباطِ، أَمْساحُ

والكثير مُسُوح.

وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه؛ قال ذو الرمة:

على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ،

وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ، لو كان بادِيا

وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال: سمعت جَريراً يقول: ما رآني رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي؛ قال:

ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ. وهذا الحديث

في النهاية لابن الأَثير: يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي

يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك؛ فطلع جرير بن عبد الله. يقال: على وجهه مَسْحَة

مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه. قال شمر: العرب تقول هذا رجل

عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم، ولا يقال ذلك إِلا في المدح؛

قال: ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح. وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً؛

قال الكميت:

خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ

من العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ

وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ:

لَذٌّ، تَقَيَّلَهُ النعيمُ، كأَنَّما

مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ

الأَزهري: العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ

وجَمال.والشيءُ المَمْسوحُ: القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته. الأَزهري:

ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها.

والمَسِيحُ: المِنْديلُ الأَخْشَنُ. والمَسيح: الذِّراع. والمَسِيحُ

والمَسِيحةُ: القِطْعَةُ من الفضةِ. والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ.

ويقال: امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ وقال سَلَمة بن

الخُرْشُبِ يصف فرساً:

تَعادَى، من قوائِمها، ثَلاثٌ،

بتَحْجِيلٍ، وواحِدةٌ بَهِيمُ

كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها،

نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ

قال ابن السكيت: يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن

لَوْنها وبَريقِها، قال: وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ

اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما، وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ

للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها. وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة؛ وأَنشد لعبد الله ابن

سلمة في مثله:

تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ،

وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ

أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها؛ يقول: إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى

الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه. والمَسيح: العَرَقُ؛ قال لبيد:

فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ

الأَزهري: سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قال الراجز:

يا رَيَّها، وقد بَدا مَسِيحي،

وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ

والأَمْسَحُ: الذئب الأَزَلُّ. والأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا

تكون عينه بِلَّوْرَةً. والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ في سِياحتِه.

والأَمْسَحُ: الكذاب. وفي حديث أَبي بكر: أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ؛ هو فَعْلاء

من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه

عندهم.أَبو سعيد في بعض الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا

ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى؛ مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيَتُها؛ وقيل:

معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ.

وفي الحديث: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ؛ أَراد به التيمم،

وقيل: أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا

أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب. وفي حديث ابن عباس: إِذا كان الغلام يتيماً

فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه، وإِذا كان له أَب فامسحوا

من مُقَدَّمه إِلى قفاه؛ وقال: قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً، قال:

ولا أَعرف الحديث ولا معناه. ولي حديث خيبر: فخرجوا بمَساحِيهم

ومَكاتِلِهم؛ المَساحِي: جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد، والميم زائدة،

لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة، والله أَعلم.

معد

(م ع د) : (تَمَعْدَدُوا) فِي (ف ر) .
م ع د: (الْمَعِدَةُ) لِلْإِنْسَانِ كَالْكَرِشِ لِكُلِّ مُجْتَرٍّ وَالْمِعْدَةُ بِوَزْنِ الرِّعْدَةِ لُغَةٌ فِيهَا. 
م ع د : الْمَعِدَةُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَقَرُّ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَتُخَفَّفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ وَجُمِعَتْ عَلَى مِعَدٍ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
(معد)
الشَّيْء معدا فسد وَفِي الأَرْض معدا ومعودا ذهب وَفُلَانًا معدا أصَاب معدته وَالشَّيْء اختلسه أَو اختطفه فَذهب بِهِ وجذبه بِسُرْعَة يُقَال معد الرمْح انتزعه من مركزه ومعد الدَّلْو وَبهَا نَزعهَا وأخرجها من الْبِئْر ولحمه أَخذه بِمقدم فِيهِ

(معد) فلَان فَسدتْ معدته فَلم تستمرئ الطَّعَام فَهُوَ ممعود

معد


مَعَدَ(n. ac. مَعْد)
a. Pulled, tugged at; seized; devoured.
b.(n. ac. مَعْد
مُعُوْد) [Bi], Snatched away.
c. Pulled, plucked out.
d. [Fī], Traversed.
e. Injured the stomach of.
f. Was corrupt.

مَعِدَ(n. ac. مَعْد
مَعَد) [& pass. ]
a. Had a disordered stomach.

إِمْتَعَدَa. see I (a)b. Drew (sword).
مَعْدa. Quick, swift.
b. Fresh, juicy.
c. Bulkiness; grossness.
d. Big, bulky.

مَعْدَة
مِعْدَة
2ta. see 5t
مَعِدَة
(pl.
مَعِد)
a. Stomach, belly, abdomen.

مِعَدَة
(pl.
مِعَد)
a. see 5tمِمْعَد
مَاْعِد
مَعُوْدsee 1 (a)
مَعَدّ
a. Side; flank; belly.

مُتَمَعِّدَة
a. see 1t (b)
م ع د

" تمعددوا ": تشّبهوا بمعدّ في خشونة المطعم والملبس وتصلّبوا. قال حسان:

فحاضرنا يكفوننا ساكن القرى ... وأعرابنا يكفوننا من تمعددا

ورجل ممعود: دوي المعدة، وقد معد.

ومن المجاز: تمعدد الصبي: غلظ وصلب وذهبت عنه رطوبة الصبا. قال:

ربّيته حتى إذا تمعددا ... وآض نهداً كالحصان أجردا
[معد] مَعَدَ في الأرض: ذهب. ومعدت الشئ وامتعدته: اجتذبته بسرعة. قال الراجز : هل يرون ذودك نزع معد * وساقيان سبط وجعد - وبعير مَعْدٌ، أي سريع. قال الزَفَيانُ: لما رأيت الظُعْنَ شالت تُحْدى * أتْبَعْتُهُنَّ أرْحَبِيًّا مَعْدا - والمَعْدُ: الغَضُّ من البقل والثمر. يقال: بُسْرٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ، أي رَخْصٌ. وبعضهم يقول: هو إتباعٌ لا يُفرَد. والمَعِدَةُ للإنسان بمنزلة الكَرِشِ لكلِّ مجترّ. يقال: مَعِدَةٌ ومِعْدَةٌ، عن ابن السكيت. 
معد: معد: بصيغة المبني للمجهول، وفي محيط المحيط (معد الرجل على المجهول معدا ذريت معدته فلم تستمرئ الطعام فهو ممعود) (المقري 2: 323).
مِعدة، مَعِدة والجمع معائد ومِعاد (فوك) معدة الإنسان. أنفحة، منفحة (جزء من معدة الرضيع في المجترات تتخذ منها مادة لتجبين الحليب. المعدة الرابعة للحيوانات المجترة). (الكالا: cuajar de animal) .
معدة: نقانق من الحجم الكبير تصنع من البيض والتوابل واللحم المفروم جيدا (الكالا: obispillo bandajo de puerco وكذلك il a mieda والجمع miad معدة: حوض يملأ بالماء لكي يوزع إلى الأنحاء (كارتاس 36: 3 و41: 13 و14 وانظر بوسييه).
معدي: مختص بالمعدة (بوشر).
مَعود: الكثير العدو (ديوان جرير -رايت).
معد
معَدَ يمعَد، مَعْدًا، فهو ماعد، والمفعول مَمْعود
• معَده: أصاب مَعِدَتَه "رجلٌ مَمْعود: مصاب بداء في معدته". 

مَعْد [مفرد]: مصدر معَدَ. 

مَعِدَة/ مِعْدَة [مفرد]: ج مَعِد ومِعَد: (شر) جزء من الجهار الهضميّ على شكل جيب يستقرّ فيه الطَّعامُ والشَّرابُ بعد أن ينحدر من المريء وقبل أن يذهب إلى الأمعاء "التهاب المَعِدَة- عصارة/ قرحة معديّة". 
[معد] نه: في ح عمر "تمعددوا"، وروى مرفوعًا، تمعدد الغلام- إذا شب وغلظ، وقيل: أي تشبهوا بعيش معد بن عدنان وكانوا أهل غلظ وقشف أي دعوا التنعم وزي العجم. ومنه: عليكم باللبسة "المعدية"، أي خشونة اللباس. والمعادن- في ع. ط: "المعدة" حوض البدن، شبهت به وشبه البدن بالشجر والعروق الواردة إليها بعروق الشجر الضاربة إلى الحوض الجاذبة ماءه إلى الأغصان والأوراق، وذلك أنه جعل الحرارة الغريزية في البدن مسلطة عليه يحلل الرطوبات تسليط السراج على السليط، وجعل قوة سارية في عروق واردة إلى الكبد طالبة منه ما صفا من الأخلاط التي حصلت بسبب عروق واردة منه إلى المعدة جاذبة منها ما انهضم فيها من المشروب والمطعوم ليتطبخ في الكبد مرة أخرى فيصير بدلًا عما تحلل منه، هذا معنى الصدور بعد الورود، فإذا كان في المعدة غذاء صالح يحصل للأعضاء غذاء محمود، وإذا كان فاسدًا لكثرة أكل وشرب أو إدخال طعام على طعام ونحوه كان سببًا لقوة الأخلاط الرديئة الموجبة للأمراض- ذلك تقدير العزيز العليم. ش: المعدة، بكسر عين مع فتح ميم، وسكون عين مع فتح ميم وكسرها، وبكسرهما.
معد
المَعِدَةُ: لُغَةٌ في المِعْدَة. ومُعِدَ: دَوِيَتْ مَعِدَتُه. ويجوز جَمْعُه على المَعِدِ والمِعَد. وتَمَعْددَ من مَرَضِه: بَرأ. وتَمَعْدَدَ المَهْزُولُ: أخَذَ في السمَن. وتَمَعْدَدَ الصَّبيُ: نَعِمَ وقَوِيَ وغَلُظَ وكأنَه من: مَعَده عَيْشٌ: أي غَذَ. وجِسْمٌ مَعْد: كَثيرُ اللَحْم. وتَمَعْدَدَ: تَصَلَب. وصَبَرَ على عَيْش بَني مَعد أو تَحَوَلَ إليهم. والمُتَعْدِدُ: المُتَباعِد.
والمَعْدُ: الغَضُ من الثمار. والفَسَادُ أيضاً. ومَعَدْتُ الدَلْوَ: نَزَعْتَها، ونَزع مَعد.
وَمَعدَهُ الحُب: أي وَقَذَه. ومَعَدَ مَعْداناً: أسْرَعَ. وسَيْرٌ مَعْدٌ. وناقَةٌ مَعُود. ومَعده: جَره بخُصْيَيْه، ولا يكون المَعْدُ إلا في ذلك. ومَعَدَه وامْتَعَدَه: اخْتَلَسَه، ومنه: امْتَعَدَ الذَئبُ الثاةَ: إذا افْتَرَسَ. ومَعَدَ لحْمَه وامْتَعدَه: نَهَسَه. والمَعدُ من الفَرَس: ما بين كَتِفَيْه إلى مُؤخرِ المَتْنَيْن، وقيل: مَوْضِعُ عَقِبِ الفارِس. وهو أيضاً: عِرْقٌ في المَنْسِج.
ومَعْدَانُ: اسْمُ رَجُل، ويجوز أنْ يكونَ من سعة المَعدَة.
وفي المَثَل: " لإنْ تَسْمَعَ بالمُعَيْدِيَ خَيْرٌ من أنْ تَراه " بتخفيف الدال، وأصْلُه رَجُلٌ من كِنَانة، وقيل: من نَهْدٍ، وكان عظيمَ الهَيْبَة صغيرَ الجسم. وحُكِيَ أيضاً بتشديد الدال؛ كأنه مَنْسُوبٌ إلى مَعد مُصَغرَ.

معد

1 مَعَدَهُ, aor. ـَ (inf. n. مَعْدٌ; L,) and ↓ امتعدهُ; He snatched it unawares; seized it hastily when its owner was unawares: (L, K:) or he seized it and took it away; snatched it away; took it away quickly by force. (L.) b2: Also, ↓ both verbs, He drew, or pulled, it: (L:) or drew, or pulled, it quickly. (S, L, K.) Ex. مَعَدَ الدَّلْوَ, and مَعَدَ بِهَا, and ↓ امتعدها, He drew up, or pulled up, the bucket: or drew, or pulled, it out, or forth, from the well. And مَعَدَ الرُّمْحَ and ↓ امتعدهُ, He pulled forth the spear from the place where it was stuck in the ground. And سَيْفَهُ ↓ امتعد He drew forth his sword from its scabbard. (L.) b3: مَعَدَ بِهِ, aor. ـَ inf. n. مَعْدٌ and مُعُودٌ, He took it (a thing) away; carried it off; went away with it. (K.) b4: Hence, مَعَدَ بِخُصْيَيْهِ He removed his testicles; (L, TA;) or he pulled them; as also مَعَدَ هُمَا. (Lh, L, TA.) b5: مَعَدَهُ He took it (namely, flesh,) with his fore-teeth. (K.) b6: مَعَدَهُ He plucked it out; namely, hair; as also مَغَدَهُ. (L.) A2: مُعِدَ, (L, K,) and مَعِدَ, aor. ـَ inf. n. مَعْدٌ and مَعَدٌ, (IKtt,) He (a man, L,) had a diseased, or disordered, stomach, so that he did not find his food wholesome: (L, K:) or his stomach pained him. (Ibn-T reef.) b2: مَعَدَهُ He, or it, hit, or hurt, his مَعِدَة, or stomach. (L, K.) A3: مَعَدَ فِى الأَرْضِ, (aor.

مَعَدَ, inf. n. مَعْدٌ and مُعُودٌ, L,) He went away journeying through the land, or earth. (S, L, K.) 8 إِمْتَعَدَ see 1 in five places. R. Q. 2 تَمَعْدَدَ He assumed the garb, dress, habit, or external appearance, of the sons of Ma'add: mentioned also in art. عد [which see for other explanations not repeated here]: (K:) he endured with patience their mode of life in travel and in a fixed residence: (Lth, L:) and he subjected himself to a hard, or difficult life: said to be not derived from any other word. (L.) b2: تَمَعْدَدَ He became numbered among the sons of Ma'add. (L.) b3: It (a people or party) removed from Ma'add to El-Yemen, and then returned. (Lth, L.) b4: (tropical:) He became big, bulky, gross, or coarse, and fat: (Lh, TA:) (tropical:) he (a boy) became big, bulky, gross, or coarse, and hard, and lost the freshness and tenderness of youth. (A.) b5: (assumed tropical:) He (an emaciated man) began to become fat. (K.) b6: He (assumed tropical:) (a sick man) became convalescent. (K.) نَزْعٌ مَعْدٌ A quick pulling up, or out, of the bucket from a well: (IAar, S, * L:) or a strong pulling up, or out; as though the bucket were pulled up from the bottom of the well: or a pulling up, or out, by means of the pulley, (L,) [and therefore quick].

A2: مَعْدٌ Bigness; bulkiness; grossness; coarseness. (K.) b2: Big; bulky; gross; coarse; (ISd, L, K,) and strong: (ISd:) applied to a thing. (ISd, L.) b3: A quick, or swift, camel. (S, K.) b4: Fresh, and soft, or tender; applied to a leguminous plant; (L, K;) fresh and juicy; applied to the same, (S,) and to fruit. (L, K.) b5: رُطَبَةٌ مَعْدَةٌ, and ↓ مُتَمَعِّدَةٌ, A fresh and juicy ripe date. (L, K.) b6: In the phrase بُسْرٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ, معد signifies Fresh and soft or tender: (S, L:) or it is a mere imitative sequent, (S, L, K,) not used alone. (S, L.) See art. ثعد.

مَعْدَةٌ, مِعْدَةٌ, مِعِدَةٌ: see مَعِدَةٌ.

مَعِدَةٌ and مِعْدَةٌ (S, L, Msb, K) and مَعْدَةٌ and مِعِدَةٌ; (TA;) the first of which is the original form; (Msb, TA;) the second and third being contractions; and the fourth, as well as the others, mentioned by Expositors of the Fs.; (TA;) The stomach of a human being; the place in which is the food before it descends into the lower intesstines, or guts; (L, K;) in a man, what the كَرِش is in every ruminating animal; (S, L;) or in animals that have cloven hoofs, and such as have feet like those of the camel: (M, L, K:) accord. to ISd, from مَعْدٌ, applied to a thing, signifying “ strong, and big, bulky, gross, or coarse: ” (TA:) pl. مَعِدٌ (L, K) [or rather this is a coll. gen. n., of which مَعِدَةٌ is the n. un.,] and مِعَدٌ: (L, Msb, K:) the latter as though formed from مِعْدَةٌ. (L.) مَعَدٌّ The side (L, K) of a man, &c.: (L:) or, in a horse, the part of each side between the lower portion of the shoulder-blade and the extremity of the ribs, consisting of thick and compact flesh behind the shoulder-blade; the protuberance whereof is approved, because, when that part is narrow, it compresses the heart: (L:) or, in a horse, the part between the head of each shoulder-blade and the hinder extremity of the portion of flesh and sinew next the back-bone: (L, K:) and the flesh that is beneath the shoulderblade, (L, K,) or a little below it; which is the best of the flesh of the side: (L:) and the place of the horseman's heel: (L, K:) or the part of a beast of carriage which is the place of the rider's leg: (Lh, L:) and the belly: (Aboo-'Alee, L, K:) also, a vein in the part of a horse called مَنْسِج. (L, K.) See also art. عد.

مَاعِدٌ: see what follows.

مِمْعَدٌ (L, K) and ↓ مَاعِد (L) A wolf that runs quickly. (L, K.) مَمْعُودٌ A man having a diseased, or disordered, stomach, so that he does not find his food wholesome: (L:) having a bad stomach. (A.) مُتَمَعِّدَةٌ: see مَعْدٌ.
(م ع د)

المَعْدُ: الضخم.

وَشَيْء مَعْدٌ: غليظ.

وتَمَعْدَدَ: غلظ وَسمن عَن اللحياني قَالَ:

ورَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا

والمَعِدَةُ والمِعْدَة: مَوضِع الطَّعَام قبل أَن ينحدر إِلَى الأمعاء وَهِي بِمَنْزِلَة الكرش لذوات الأظلاف والأخفاف. وَالْجمع مَعِدٌ، ومِعَدٌ توهمت فِيهِ فِعَلَةٌ، وَأما ابْن جني قَالَ فِي جمع مَعِدة: مِعَد، قَالَ: وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا مَعِدٌ كَمَا قَالُوا فِي جمع نبقة نبق، وَفِي جمع كلمة كلم، فَلم يَقُولُوا كَذَلِك وَعدلُوا عَنهُ إِلَى أَن فتحُوا المكسور وكسروا المفتوح. قَالَ: وَقد علمنَا أَن من شَرط الْجمع بخلع الْهَاء أَلا يُغير من صِيغَة الْحُرُوف والحركات شَيْء وَلَا يُزَاد على طرح الْهَاء نَحْو تَمْرَة وتمر، ونخلة ونخل. فلولا أَن الكسرة والفتحة عِنْدهم تجريان كالشيء الْوَاحِد لما قَالُوا مِعَدٌ ونقم فِي جمع مَعِدَة ونقمة، وَقِيَاسه نقم ومَعِدٌ، وَلَكنهُمْ فعلوا هَذَا لقرب لحالين عَلَيْهِم وليعلموا رَأْيهمْ فِي ذَلِك فيؤنسوا بِهِ ويوطئوا بمكانه لما وَرَاءه.

ومَعِدَ الرجل: دويت مَعِدَته.

ومَعَدَه: أصَاب مَعِدَته.

والمَعْدُ: البقل الرخيص.

والمَعْدُ: الغض من الثِّمَار.

والمَعْدُ: ضرب من الرطب.

ورطبة مَعْدَةٌ ومُتَمَعِّدة: طرية، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَرطب ثَعْدٌ مَعْدٌ، إتباع.

والمَعْدُ: الْفساد.

ومَعَدَ الدَّلْو مَعْداً ومَعَدَ بهَا وامتَعَدها: نَزعهَا وأخرجها من الْبِئْر، وَقيل: جذبها.

ونَزْعٌ مَعْدٌ: يمد فِيهِ بالبكرة، قَالَ احْمَد ابْن جندل السَّعْدِيّ:

يَا سَعْدُ يَا ابْن عَمَلٍ يَا سَعْدُ ... هلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزْعٌ مَعْدُ

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَزْعٌ مَعْدٌ: سريع.

ومَعَد الرمْح مَعْداً وامْتَعَدهُ: انتزعه من مركزه، وَهُوَ من الاجتذاب. وَقَالَ اللحياني: مرَّ برمحه وَهُوَ مركوز فامتَعَده ثمَّ حمل: أَي اقتلعه.

ومَعَدَ الشَّيْء مَعْداً وامتعدَه: اختطفه فَذهب بِهِ. وَقيل: اختلسه، قَالَ:

أخْشى عَلَيْهَا طَيِّئا وأسَدَا ... وخارِبَينِ خَرَبا فَمَعَدا

أَي اختلساها واختطفاها.

ومَعَدَ فِي الأَرْض يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُودا: ذهب، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

وتَمعْدَد: تبَاعد، قَالَ معن بن أَوْس:

قِفا إِنَّهَا أمسَتْ قِفاراً ومَنْ بهَا ... وَإِن كَانَ مِن ذِي وُدِّنا قد تَمَعْدَدا

ومَعَد بخصييه مَعْداً: ذهب بهما، وَقيل: مدهما. وَقَالَ اللحياني: أَخذ فلَان بخصي فلَان فمَعَدَهما ومَعَد بهما: أَي مدَّهما واجتذبهما.

والمَعَدُّ: اللَّحْم الَّذِي تَحت الْكَتف وَهُوَ من أطيب لحم الْجنب.

والمَعَدَّان: الجنبان من الْإِنْسَان وَغَيره، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْهِ عَباءَةٌ ... كَساها مَعَدَّيْه مُقاتَلةُ الدَّهْرِ

اخبر انه يُقَاتل الدَّهْر من لؤمه، هَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللحياني: المَعَدُّ: الْجنب، فأفرده.

والمَعَدَّانِ من الْفرس: مَا بَين رُءُوس كَتفيهِ إِلَى مُؤخر مَتنه، قَالَ ابْن أَحْمَر:

فإمَّا زالَ سَرْجٌ عَن مَعَدّ ... وأجْدِرْ بالحوادث أنْ تَكُونَا وَقيل: المعَدَّان من الْفرس: مَا بَين أَسْفَل الْكَتف إِلَى مُنْقَطع الأضلاع، وهما اللَّحْم الغليظ الْمُجْتَمع خلف كَتفيهِ وَيسْتَحب نتوءهما لِأَن ذَلِك الْموضع إِذا ضَاقَ ضغط الْقلب فغمه.

والمَعَدُّ: مَوضِع عقب الْفَارِس، وَقَالَ اللحياني: هُوَ مَوضِع رجل الْفَارِس، فَلم يخصَّ عقبا من غَيرهَا.

والمَعَدُّ: عرق من منسج الْفرس.

ومَعَدٌّ سُمي بِأحد هَذِه الْأَشْيَاء، وَغلب عَلَيْهِ التَّذْكِير، وَهُوَ مِمَّا لَا يُقَال فِيهِ: من بني فلَان، وَمَا كَانَ على هَذِه الصُّورَة فالتذكير فِيهِ أغلب، وَقد يكون اسْما للقبيلة. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

ولَسْنا إِذا عُدَّ الْحَصَا بأقِلَّةٍ ... وإنَّ مَعَدَّ اليوْمَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها

وَالنّسب إِلَيْهِ مَعَدّيّ، فَأَما قَوْلهم فِي الْمثل: " تسْمَع بالمُعَيْدِيّ لَا أَن ترَاهُ " فمخفف عَن الْقيَاس اللَّازِم فِي هَذَا الضَّرْب، وَلِهَذَا النَّادِر فِي حد التحقير ذكرت الْإِضَافَة إِلَيْهِ مكبرا وَإِلَّا فَمَعَدّيّ على الْقيَاس.

والتَّمَعْدُدُ: الصَّبْر على عَيْش مَعَدّ، وَقيل: التَّمَعْدُدُ: التشظف، مرتجل غير مُشْتَقّ.

وتَمَعْدَدَ: صَار فِي مَعَدٍّ.

ومَعْدانُ ومَعْدِيٌّ: اسمان.

ومَعْدِي كرب: اسْم مركب، من الْعَرَب من يَجْعَل إعرابه فِي آخِره، وَمِنْهُم من يضيف مَعْدِي إِلَى كرب. قَالَ ابْن جني: معدي كرب فِي من رَكبه وَلم يضف صَدره إِلَى عَجزه يكْتب مُتَّصِلا فَإِذا كَانَ يكْتب كَذَلِك مَعَ كَونه اسْما - وَمن حكم الْأَسْمَاء أَن تفرد وَلَا توصل بغَيْرهَا لقوتها وتمكنها فِي الْوَضع، فالفعل فِي قَلما وطالما لاتصاله فِي كثير من الْمَوَاضِع بِمَا بعده نَحْو: ضربت وضربنا ولتبلون، وهما يقومان، وهم يَقْعُدُونَ وَأَنت تذهبين وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يدل على شدَّة اتِّصَال الْفِعْل بفاعله - أحْجَى بِجَوَاز خلطه بِمَا وصل بِهِ فِي طالما وقلما. 

معد: المَعْدُ: الضَّخْم. وشيء مَعْدٌ: غليظ. وتَمَعْدَدَ: غَلُظ

وسَمِن؛ عن اللحياني، قال:

رَبَبْتُه حتى إِذا تمَدَدَا

والمَعِدَةُ والمَِعْدَةُ: موضع الطعام قبل أَن يَنحدر إِلى الأَمعاء؛

وقال الليث: التي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ من الإِنسان. ويقال: المَعِدةُ

للإِنسان بمنزلة الكرشة لكل مُجْتَرٍّ؛ وفي المحكم: بمنزلة الكرِش لذوات

الأَظْلافِ والأَخْلافِ، والجمع مَعِدٌ ومِعَدٌ، توهمت فيه فِعَلَة. وأَما

ابن جني فقال في جمع مَعِدَة: مِعَدٌ، قال: وكان القِياس أَن يقولوا

مَعِدٌ كما قالوا في جمع نَبِقة نَبِقٌ، وفي جمع كلِمةٍ كَلِمٌ، فلم يقولوا

ذلك وعدلوا عنه إِلى أَن فتحوا المكسور وكسروا المفتوح. قال: وقد علمنا أَن

من شرط الجمع بخلع الهاءِ أَن لا يغير من صيغة الحروف والحركات شيء ولا

يزاد على طرح الهاء نحو تمرة وتمر ونخلة ونخل، فلولا أَن الكسرة والفتحة

عندهم تجريان كالشيء الواحد لما قالوا مَعِدٌ، ولكنهم فعلوا هذا لقرب

الحالين عليهم ولِيُعْلِموا رأْيهم في ذلك فيؤنسوا به ويوطِّئوا بمكانه لما

وراء.

هومُعِدَ الرجلُ، فهو مَمْعودٌ: ذَرِبت مَعِدَتُه فلم يَسْتَمْرِئْ ما

يأْكله. ومَعَدَه: أَصاب مَعِدتَه. والمَعْدُ: ضَرْب من الرُّطَب.

ورُطَبَة مَعْدَة ومُتَمَعِّدة: طرية؛ عن ابن الأَعرابي. وبسر ثَعْدٌ مَعْدٌ

أَي رخْص؛ وبعضهم يقول: هو إِتباع لا يفرد. والمَعْدُ: الفسادُ.

ومَعَدَ الدَّلْوَ مَعْداً ومَعَدَ بها وامْتَعَدَها: نزعها وأَخرجها من

البئر، وقيل: جدبها. والمَعْدُ: الجَذْبُ؛ مَعَدْتُ الشيء: جَذَبْتُه

بسرعة.

وذِئْبٌ مِمْعَدٌ وماعِدٌ إِذا كان يَجْذِبُ العَدْو جَذْباً؛ قال ذو

الرمة يذكر صائداً شبهه في سرعته بالذئب:

كأَنَّما أَطْمارُه، إِذا عدا،

جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ مِمْعَدا

ونَزْعٌ مَعْدٌ: يُمَدُّ فيه بالبكْرة؛ قال أَحمد بن جندل السعدي:

يا سَعْدُ، يا ابنَ عُمَرٍ، يا سعدُ

هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ،

وساقِيانِ: سَبِطٌ وجَعْدُ؟

وقال ابن الأَعرابي: نَزْعٌ مَعْدٌ سَريع، وبعض يقول: شديد، وكأَنه

نَزْعٌ من أَسفل قعر الركية؛ وجعل أَحد الساقيين جَعْداً والآخر سَبطاً لأَن

الجعد منهما أَسودُ زنْجِيٌّ والسبط رُوميّ، وإِذا كانا هكذا لم يشغلا

بالحديث عن ضيعتهما.

وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدَه: اسْتَلَّه واخْتَرَطَه. ومَعَدَ الرمْحَ

مَعْداً وامْتَعَدَه: انتزعه من مركزه، وهو من الاجتذاب. وقال اللحياني:

مَرَّ بِرُمْحِهِ وهو مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثم حَمَل: اقتلعه. ومَعَدَ

الشيءَ مَعْداً وامْتَعَدَ: اخْتَطَفَه فَذَهَبَ به، وقيل: اختلسه؛ قال:

أَخْشَى عليها طَيِّئاً وأَسَدَا،

وخارِبَيْنِ خَرَباً فَمَعَدَا،

لا يَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا

أَي اخْتَلساها واخْتَطفاها. ومَعَدَ في الأَرض يَمْعَدُ مَعْداً

ومُعُوداً إِذا ذَهب؛ الأَخيرة عن اللحياني. والمُتَمَعْدِدُ: البَعِيدُ.

وتَمَعْدَدَ: تباعَد؛ قال مَعْنُ بن أَوس:

قِفا إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها،

وإِن كانَ مِنْ ذي ودِّنا، قد تَعَمْدَدا

أَي تَباعَدَ. قال شمر: قوله المُتَمَعْدِدُ البعيد لا أَعلمه إِلا من

مَعَدَ في الأَرض إِذا ذهب فيها، ثم صيره تَفَعْلَلَ منه.

وبعير مَعْد أَي سريع؛ قال الزَّفَيانُ:

لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى،

أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدا

ومَعَدَ بِخُصْيَيه مَعْداً: ذهب بهما، وقيل: مدّهما. وقال اللحياني:

أَخذ فلان بِخُصْيَيْ فلان فمعدهما ومعد بهما أَي مدّهما واجتبذهما.

والمَعَدّ، بتشديد الدال: اللحم الذي تحت الكتف أَو أَسفل منها قليلاً،

وهو من أَطيب لحم الجنب؛ قال الأَزهري: وتقول العرب في مثل يضربونه: قَدْ

يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكلَ السُّوءِ؛ قال: هو في الاشتقاق يخرج على

مَفْعَل ويخرج على فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ، ولم يشتقُّ منه فِعْل.

والمَعَدّان: الجنبان من الإِنسان وغيره، وقيل: هما موضع رِجْلَي الراكب من

الفرس؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْه عَبَاءَةٌ،

كَسَاها مَعَدَّيْهِ مُقَاتَلة الدَّهْرِ

أَخبر أَنه يقاتل الدهر من لؤْمه؛ هذا قول ابن الأَعرابي. وقال

اللحياني: المعدّ الجنب فأَفرده. والمَعَدّان من الفرس: ما بين رو وس كتفيه إِلى

مؤَخر متنه؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته:

فإِمَّا زالَ سَرْجِي عن مَعَدٍّ،

وأَجْدِرْ بالحَوادث أَن تَكُونا

يقول: إِن زال عنك سرجي فبنت بطلاق أَو بموت فلا تتزوجي هذا المطروق؛

وهو قوله:

فلا تَصِلِي بِمَطْروُق، إِذا ما

سَرَى في القَوْمِ أَصبَحَ مُسْتَكِينا

وقال ابن الأَعرابي: معناه إِن عُرِّي فرسي من سرجي ومت:

فَبَكِّي، يا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيٍّ،

مِنَ الفِتْيانِ، لا يُمْسي بَطِينا

وقيل: المَعَدَّان من الفرس ما بين أَسفل الكتف إِلى منقطع الأَضلاع

وهما اللحم الغليظ المجتمع خلف كتفيه، ويستحب نُتُوءُهُما لأَن ذلك الموضع

إِذا ضاق ضغطَ القلب فَغَمَّه. والمَعَدُّ: موضع عقب الفارس. وقال

اللحياني: هو موضع رجل الفارس من الدابة، فلم يخص عقباً من غيرها، ومن الرَّجُل

مثله؛ وأَنشد شمر في المعدّ من الإِنسان:

وكأَنَّما تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلةٌ،

يَنْفِي رُقادَك سَمُّها وسمَاعُها

يعني الحية. والمَعْدُ والمَغْدُ، بالعين والغين: النتف. والمَعَدُّ:

عرق في مَنْسِجِ الفرس. والمَعَدُّ: البطن؛ عن أَبي علي، وأَنشد:

أَبْرأْت مِنِّي بَرَصاً بِجِلْدِي،

مِنْ بَعْدِ ما طَعَنْتَ في مَعَدِّي

ومَعَدٌّ: حيّ سمي بأَحد هذه الأَشياء وغلب عليه التذكير، وهو مما لا

يقال فيه من بني فلان، وما كان على هذه السورة فالتذكير فيه أَغلبَ، وقد

يكون اسماً للقبيلة؛ أَنشد سيبويه:

ولَسْنا إِذا عُدِّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ،

وإِنَّ مَعَدَّ اليومَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها

والنسب إِليه مَعَدِّيٌّ. فأَما قولهم في المثل: تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي

لا أَن تراه؛ فمخفف عن القياس اللازم في هذا الضرب؛ ولهذا النادر في حدّ

التحقير ذكرت الإِضافة

(* قوله «ذكرت الاضافة إلخ» كذا بالأصل.) إِليه

مكبراً وإِلا فَمَعَدِّي على القياس؛ وقيل فيه: أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي

خير من أَن تراه، وقيل فيه: تسمع بالمعيدي خير من أَن تراه، وقيل: المختار

الأَول. قال: وإِن شئت قلت: لأَنْ تسمعَ بالمعيدي خير من أَن تراه؛ وكان

الكسائي يرى التشديد في الدال فيقول: بالمُعَيدِّيِّ، ويقول إِنما هو

تصغير رجل منسوب إِلى معدّ؛ يضرب مثلاً لمن خَبَرُه خير من مَرْآتِه؛ وكان

غير الكسائي يخفف الدال ويشدد ياء النسبة، وقال ابن السكيت: هو تصغير

معدّي إِلا أَنه إِذا اجتمعت تشديدة الحرف وتشديدة ياء النسبة خفت ياء

النسبة؛ وقال الشاعر:

ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ، وغَرَّهُمُ

سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ.

يضرب للرجل الذي له صيت وذكر، فإذا رأَيته ازدريت مَرْآتَه، وكان

تأْويلُه تأْويلَ آمر كأَنه قال: اسمع به ولا تره.

والتَّمَعْدُدُ: الصبر على عيش معدّ، وقيل: التمعدد التشَظُّف،

مُرْتَجَل غير مشتق. وتَمَعْدَدَ: صار في مَعَدّ. وفي حديث عمر: اخْشَوْشِنُوا

وتَمَعْدَدُوا؛ هكذا روي من كلام عمر، وقد رفعه الطبراني في المعجم عن أَبي

حدرد الأَسلمي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال أَبو عبيد: فيه قولان،

يقال: هو من الغلظ، ومنه قيل للغلام إِذا شب وغلظ: قد تمعدد؛ قال

الراجز:رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا

ويقال: تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ

في المَعاش؛ يقول: فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم؛ وهكذا

هو في حديث الآخر: عليكم باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ

اللِّباس. وقال الليث: التمعدد الصبر على عيش مَعَدّ في الحضر والسفر. قال: وإِذا

ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلى اليمن ثم رجعوا قلت: تَمَعْدَدُوا.

ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ: اسمان. ومَعْديكَرِبَ: اسم مركب؛ من العرب من

يجعل إِعرابه في آخره ومنهم من يضيف مَعْدِي إِلى كَرِبَ؛ قال ابن جني:

معديكرب فيمن ركبه ولم يضف صدره إِلى عجزه يكتب متصلاً، فإِذا كان، يكتب كذلك

مع كونه اسماً، ومن حكم الأَسماء أَنْ تُفْرَد ولا توصل بغيرها لقوتها

وتمكنها في الوضع، فالفِعْلُ في قَلَّما وطالما لاتصاله في كثير من

المواضع بما بعده نحو ضربت وضربنا ولتُبلَوُنَّ، وهما يقومان وهم يقعدون وأَنتِ

تذهبين ونحو ذلك مما يدل على شدة اتصال الفعل بفاعله، أَحْجَى بجواز

خلطه بما وُصِلَ به في طالما وقلما؛ قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة:

المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ في نسبه، قال كأَنه جعله من الدِّعْوة في النسب،

وليست الميم بأَصلية.

معد
: (مَعَدَه) ، أَي الشيْءَ، مَعْداً، (كمَنعَه: اخْتَلَسَه) وَقيل: اخْتَطفَه فَذَهَبَ بِهِ، قَالَ:
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
لَا يَحْسِبَانِ الله إِلاّ رَقَدَا
أَاخْتَلَسَاهَا واخْتَطَفَاهَا.
(و) مَعَدَ الشيءَ مَعْداً (: جَذَبَه بِسُرْعَةٍ) ، ومَعَدَ الدَّلْوع مَعْداً ومَعَدَ بِهَا: نَزَعَها وأَخْرَجَها من البئرِ، وَقيل: جَذَبَها، (كامْتَعَد، فيهمَا) . ونَزْعٌ مَعْدٌ: يُمَدُّ فِيهِ بالبَكرَةِ، قَالَ أَحمَر ابْن جَنْدَل السَّعديُّ:
يَا سَعْدُ يَا ابْنَ عُمَرٍ يَا سَعْدُ
هَلْ يُرْوِيْنَ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ
وسَاقِيَانٍ، سَبِطٌ وجَعْدُ
وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: نَزْعٌ مَعْدٌ: سَرِيعٌ، وبعضٌ يَقُول: شَديدٌ، وكأَنَّه نَزْعٌ من أَسْفَلِ قَعْرِ الرَّكِيَّةِ.
(و) مَعَدَه (: أَصابَ مَعِدَتَه) ، نقلَه ابْن التيانيّ فِي شَرْح الفصيح.
(و) مَعَدَ (فِي الأَرضِ) يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُوداً، إِذا (ذَهَبَ) ، الأَخيرة عَن اللِّحْيَانيِّ.
(و) مَعَدَ (لَحْمَه: انْتَهَسَه) .
(و) مَعَدَ (الشَّيْءُ: فَسَدَ) .
(و) مَعَدَ (بالشيْءِ: ذَهَبَ، مَعْداً ومُعُوداً) ، وَمن ذالك مَعَدَ بِخُصْيَيْهِ مَعْداً: ذَهَبَ بهما، وَقيل: مَدَّهُما، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: أَخذَ فُلانٌ بِخُصْيَتَيْ فُلانٍ فَمَعَدَهما، ومَعَدَ بهما، أَي مَدَّهما واجْتَذَبهما.
(والمَعْدُ: الضخمُ الغليظُ) ، وشيءٌ مَعْدٌ: غَلِيظٌ. (و) المَعْدُ (: الغَلِيظُ) ، قيل: وَمِنْه أُخِذ تَمَعْدَدُوا، كَمَا سيأْتي.
(و) المَعْدُ (: البَقْلُ الرَّخْصُ) .
(و) المَعْدُ (: الغَضُّ من الثَّمَرِ) ، وَفِي اللِّسَان: من الثِّمار.
(و) المَعْدُ (: السَّرِيعُ من الإِبِلِ) ، يُقَال: بَعِيرٌ مَعْدٌ، أَي سَريعٌ، قَالَ الزَّفَيَانُ:
لَمَّا رَأَيْتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى
أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدَا
(و) مَعْدُ (بنُ مالِكٍ الطائيُّ، و) مَعْدُ (بن الْحَارِث الجُشَمِيُّ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب الخَثْعَمِيُّ، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
(و) المَعْدُ: ضَرْبٌ من الرُّطَب، يُقَال: (رُطَبَةٌ مَعْدَةٌ ومُتَمَعِّدَةٌ: طَرِيَّةُ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ، (ورُطَبٌ) ، وَفِي اللِّسَان: بُسْرٌ (ثَعْدٌ مَعْدٌ) ، أَي رَخْصٌ، وبَعضهم يَقُول هُوَ (إِتْبَاعٌ) ، لَا يُفْرَد.
(والمَعِدَةُ، ككَلِمَةٍ) ، وَهِي اللُّغَة الأَصلِيَّة، (و) يُقَال فِيهَا: المَعْدَةُ (بِالْكَسْرِ) ، وَالْفَتْح، كِلَاهُمَا للتَّخْفِيف، والكَسْر نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت عَن بعض العَربِ، وَيُقَال أَيضاً المِعِدَة، بِكَسْر الْمِيم وَالْعين، فَهِيَ أَربعُ لُغَاتٍ، نقلهَا شُرَّاحُ الفَصِيحِ وغيرُهُم (: مَوضِعُ الطَّعامِ قَبْلَ انْحِدَاره إِلى الأَمْعَاءِ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الَّتِي تَستَوْعَبِ الطَّعَامَ من الإِنسان (وَهُوَ لنا بمنزِلةِ الكَرِشِ) لِكُلِّ مُجْتَرَ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي الْمُحكم: بِمَنْزِلَة الكَرِشِ (لِلأَظْلاَفِ والأَخْفَافِ) أَي لِذَوَاتِهَا (ج مَعِدٌ) ومِعَدٌ (ككَتِفٍ وعِنَبٍ) ، تُوهِّمَتْ فِيهِ فِعَلَةُ، وأَما ابْن جِنِّي فَقَالَ فِي جمع مَعِدَةٍ مِعَدٌ، قَالَ: وَكَانَ القياسُ أَن يَقُولُوا مَعَدٌ، كَمَا قَالُوا فِي جَمع نَبِقَةٍ نَبِقٌ، وَفِي جمع كَلِمَةٍ كَلِمٌ، فَلم يَقُولُوا ذالك وعَدَلُوا عَنهُ إِلى أَن فَتحوا المَكْسور وكَسَروا المفتوح، قَالَ: وَقد علمنَا أَنَّ مِن شَرْطِ الجَمْعِ بِخَلْعِ الهاءِ أَن لَا يُغَيَّر مِن صِيغَة الحُرُوفِ والحَركاتِ شيءٌ وَلَا يُزاد على طَرْحِ الهاءِ، نَحْو تَمْرَة وتَمْر ونَخْلَة ونَخْل، فلولا أَن الكَسْرَة والفَتْحَة عِنْدهم تَجْرِيَانِ كالشيْءِ الواحِد. لَما قالُوا مَعِدٌ ونَقِمٌ فِي جمع مِعْدَةٍ ونِقْمَةٍ. وَقِيَاسه نِقْمٌ ومِعْدٌ، ولاكنهم فعلوا هاذا لِقُرْبِ الحالَيْنِ عَلَيْهِم، ولِيُعْلِمُوا رَأَيَهم فِي ذالك فيُؤْنِسُوا بِهِ ويُوَطِّئُوا بِمكَانه لِمَا وراءَه. كَذَا فِي اللِّسَان.
(ومُعِدَ) الرجلُ، (بالضمِّ) فَهُوَ مَمعودٌ (: زَرِبَتْ مَعِدَتُه فَلم تَستَمْرِىء) مَا يَأْكلُه من الطَّعَام، وَحكى ابنُ طَرِيفٍ. مُعِدَ الرجُلُ، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، إِذا وَجِعَتْه مَعِدَتُه، وَحكى ابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال مَعِدَ، كفَرِحَ مَعَداً ومَعْداً وَقَالَ ابْن سَيّده فِي العَوِيص: اشتقاقُ المَعِدَةِ من قَوْلهم شيءٌ مَعْدٌ، أَي قَوِيٌّ غَلِيظ، وَحَكَاهُ القَزَّازُ أَيضاً، قَالَ: وَقيل: إِن اشتقاقها من قَوْلهم مَعَدَ بِخُصْيَيْهِ إِذا معدَّهما، فكأَن المَعِدَةَ سُمِّيَتْ بذالك لامتِدادِها.
نَقله شَيخنَا.
(والمَعَدُّ، كمَرَدَ: الجَنْبُ) من الإِنسان وغيرِه، وهما المدَّانِ، وأَفردَه اللِّحْيَانيُّ، وأَنشد شَمِرٌ فِي المَعَدِّ من الإِنسان:
وَكَأَنَّمَا تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلَةٌ
يَنْفِي رُقَادَكَ سَمُّها وسَمَاعُها
يَعنِي الحَيَّة، (و) المَعَدُّ (: البَطْنُ) ، عَن أَبي عَلِيَ، وأَنشد:
أَبْرَأْتَ مِنِّي بعرَصاً بِجِلْدِي
مِنْ بَعْدِ مَا طَعَنْتَ فِي مَعَدِّي
(و) قيل المَعَدُّ (: اللَّحْمُ) الَّذِي (تَحْتَ الكَتِفِ) أَو أَسْفَلَ مِنْهَا قَلِيلا، وَهُوَ من أَطْيَبِ لَحْم الجَنْبِ، قَالَ الأَزهَرِيُّ: وَتقول العربُ فِي مثلٍ يَضْرِبونَ (قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكْلَ السُّوءِ) قَالَ: هُوَ فِي الاشتقاقِ يخرج عَلَى مَفْعَلٍ وَيخرج على فَعَلَ، على مِثَال عَلَدَ، وَلم يُشتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ.
(و) المَعَدُّ (: مَوْضِعُ عَقهبِ الفَارهس) ، وَقَالَ اللِّحيانيّ: هُوَ مَوْضِع رِجْلِ الفارِس من الدَّابّة، فَلم يَخُصَّ عَقِباً من غيرِها، وَمن الرَّجُلِ مثلُه.
(و) المَعَدُّ (: عِرْقٌ فِي مَنْسِجِ الفرَسِ. والمَعَدَّانِ مِن الفَرَسِ: مَا بَيْن رُؤُوس كَتِفَيْه إِلى مُؤَخَّرِ مَتْنِهِ) ، قَالَ ابنُ أَحْمَر يُخَاطِبُ امرأَتَه:
فَإِمَّا زَالَ سَرْجِي عَنْ مَعَدَ
وأَجْدِرْ بِالحَوَادِثِ أَنْ تَكُونَا
فَلاَ تَصِلِي بِمَطْرُوقٍ إِذَا مَا
سَرَى فِي القَوْمِ أَصْبَحَ مُسْتَكِينَا
يَقُول: إِذا زالَ عَنْكِ سَرْجهي فبِنْتِ بِطَلاقٍ أَو بِمَوْتٍ فَلَا تَتَزَوَّجهي بعْدِي. هاذا المطروقَ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَعْنَاهُ إِن عُرِّيَ فَرَسِي مِن سَرْجِي ومِتُّ:
فَبَكِّى يَا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيَ
مِنَ الفِتْيَانه لَا يُمْسِي بَطِينَا
وَقيل: المَعَدَّانِ من الْفرس: مَا بَيْنَ أَسْفَلِ الكَتِفِ إِلى مُنْقَطَعِ الأَضلاعِ، وهما اللَّحْمُ الغَلِيظُ المُجْتَمع خَلْفَ كَتِفَيْهِ، ويُستَحَبُّ نُتُوءُهُما، لأَن ذشلك المَوْضِعَ إِذا ضَاقَ ضَغَطَ القَلْبَ فغَمَّه. كَذَا فِي اللِّسَان.
(ومَعَدٌّ: حَيٌّ) سُمِّيَ بأَحَدِ هاذه الأَشياءِ. (ويُؤَنَّثُ) ، وغَلَب عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ، وَهُوَ مِمَّا لَا يُقَال فِيهِ: من بني فُلانغ، وَمَا كَانَ على هاذه الصُّورَةِ فالتذكيرُ فِيهِ أَغْلَب، وَقد يكون اسْماً للقبيلةِ، أَنشد سِيبَوَيْهِ:
ولَسْنَا إِذَا عُدَّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ
وإِنَّ مَعَدَّ الْيَوْمَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها
(وَهُوَ مَعَدِّيٌّ) ، فِي النّسَب، (وَمِنْه) الْمثل ((تَسْمَع بالمُعَيْدِيّ) خَيْرٌ من أَن تَراه) . وَكَانَ الكسائيّ يَرَى التَّشْدهيدَ فِي الدَّال فَيَقُول: المُعَيْدِّيّ، وَيَقُول: إِنما هُوَ تَصْغِير رَجُلٍ مَنسوبٍ إِلى مَعَدَ. يُضْرَب مَثلاً لِمَن خَبَرِ خَيْرٌ مِن مَرْآتِه، وَكَانَ غيرُ الكسائيّ يُخَفِّف الدالَ ويُشَدِّد ياءَ النِّسبة، وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: هُوَ تَصْغِير مَعَدِّيّ، إِلاّ أَنّه إِذا اجْتمعت تَشْدِيدَة الْحَرْف، وتشديدة ياءِ النِّسبة خُفِّفَت ياءُ النِّسْبَة، قَالَ الْحَافِظ: يُقَال: أَوَّل من قالَه النّعْمَان للِصَّقْعَبِ ابْن زُهَيْرٍ النَّهْدِيّ، (وذُكِر) الْمثل والحي (ف ع د د) ، فَرَاجعه واسْتَفِد. (وتَمَعْدَدَ) الرجلُ (: تَزَيصا بِزِيِّهِمْ) ، وَمِنْه حديثُ عُمَر رَضِي الله عَنهُ (اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا) ، هاكذا رُوِيَ من كَلَام عُمَر، وَقد رَفَعه الطَّبرانيُّ فِي المُعْجَم عَن أَبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيّ، عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعضُهم: يُقَال فِي قَوْله (تَمَعْدَدُوا) : تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدِّ بن عَدْنَان، وَكَانُوا أَهْلَ قَشَبٍ وغِلَظٍ فِي المَعَاش، يَقُول: فكُونُوا مِثْلَهم ودَعُوا التَّنْعِيمَ وزِيَّ العَجَمِ، وهاكذا هُوَ فِي حَدِيثِه الآخَرِ (عَلَيْكُمْ بِاللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ) ، أَي خُشُونَةِ اللِّبَاس. ... وَيُقَال: التَّمَعْدُدُ: الصَّبْرُ عَلَى عَيْشِ مَعَدَ، وَقيل: التَّمَعْدُد: التَّشظّفُ، مُرْتَجَلٌ غيرُ مُشْتَقَ. وتَمَعْدَدَ: صَارَ فِي مَعَدَ.
(و) تَمَعْدَدَ (المَرِيضُ: بَرَأَ، و) تَمَعْدَدَ (المَهْزُولُ: أَخَذَ فِي السِّمَنِ) .
(و) يُقَال: (ذِئْبٌ مِمْعَدٌ، كمِنْبَرٍ) ، وماعِدٌ، إِذا كَانَ (يَجْذِبُ العَدْوَ جَذْباً) ، قَالَ ذُو الرُّمّة يَذكر صائداً شَبَّهه فِي سُرْعَته بالذِّئْب:
كأَنَّمَا أَطْمَارُه إِذَا عَدَا
جُلِّلْنَ سِرْحَانَ فَلاَةٍ مِمْعَدَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَمَعْدَدَ: غَلُظَ وَسَمِنَ، عَن الّلحيانيّ قَالَ:
رَبَّيْتُه حَتَّى إِذَا تَمَعْدَدَا
وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي الأَساس: تَمَعْدَدَ الصَّبِيُّ: غَلُظَ وصَلُبَ وذَهَبَ عَنهُ رُطوبةُ الصِّبَا، قَالَ أَبو عبيد: وَمِنْه الحَدِيث (تَمَعْدَدُوا) وَقَالَ اللَّيْث: التَّمَعْدُدُ: الصَّبْرُ على عَيْشِ مَعَدَ فِي السَّفَر والحَضَرِ، قَالَ: وإِذا ذَكَرْت أَن قَوْماً تَحَوَّلُوا عَن مَعَدَ إِلى اليَمَن ثمَّ رَجَعُوا قلْت: تَمَعْدَدُوا.
وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدِه: اسْتَلَّه واخْتَرَطَه.
ومَعَدَ الرُّمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه: انْتَزَعه مِن مَرْكَزِ، وَهُوَ من الاجْتِذَاب، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَرَّ بِرُمْحِه وَهُوَ مَركوزٌ فامْتَعَدَه ثمَّ حَمَلَ، أَي اقتلَعَه.
وامْتَعَد لَحْمَه: نَهَسَه.
والمُتَمَعْدِدُ: البَعِيد، وتَمَعْدَدَ: تَباعَدَ، قَالَ مَعْنُ بن أَوْسٍ:
قِفَا إِنَّهَا أَمْسَتْ قِفَاراً ومَنْ بِهَا
وإِنْ كَانَ مِنْ ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا
أَي تَبَاعَدَ، قَالَ شَمِرٌ: المُتَمَعْدِدُ: البَعِيدُ، لَا أَعْلَمْه إِلاَّ مِن مَعَدَ فِي الأَرْض، إِذا ذَهب فِيهَا، ثمَّ صَيَّرَه تَفَعْلَل مِنْهُ.
والمَعْدُ: النَّتْفُ، كالمَغْدِ، بالغين الْمُعْجَمَة.
ومَعْدِيٌّ ومَعْدَانُ، اسْمَانِ.
ومَعْدِي كَرِبُ، اسمٌ مُرَكّب، قَالَ ابنُ جِنِّي: من رَكَّبه وَلم يُضِفْ صَدْرَه إِلى عَجُزِه يُكْتَب مُتَّصِلاً، فإِذا كَانَ يُكْتَب كذالك مَعَ كَونه اسْما وَمن حكم الأَسْمَاءِ أَنْ تُفْرَد وَلَا تُوصَل بغيرِها لِقُوَّتها وتَمَكُّنها فِي الوَضْع، فالفِعْلُ فِي قَلَّمَا وطَالَمَا لاتِّصَالِه فِي كَثِيرٍ من المَوَاضِع بِمَا بَعْدَه (نَحْو ضربت وضربنا ولتَبلوُنَّ وهما يقومان وهم يَقعدون وأَنت تذهبين وَنَحْو ذالك مِمَّا يَدُلّ على شدّة اتِّصَال الْفِعْل بفاعله) ، أَحْجَى بِجَوازِ خَلْطِه بِمَا وُصِلَ بِهِ فِي طَالَمَا وقَلَّمَا كَذَا فِي اللِّسَان.
وأَحمد بن سَعيد بن أَبي مَعْدَانَ صَاحب تارِيخ المَرَاوِزَة. مُحَدِّث، وأَبو مُعَيْدٍ أَحمد بن حَمزة بن بَرِيمٍ الهَمْدَانِيُّ، فِي هَمْدَان، وَمن وَلده أَبو جَعْفَر أَحمد بن مُحمّد بن الضحّاك بن الْعَبَّاس بن سعيد بن قيس بن أَبي مُعَيْدٍ المُعَيْدِيّ.ومُعَيْد بن عُثَيْم جعدُّ جَريرٍ الشاعِرِ لأُمّه، وَفِيه يقولُ الشاعِرُ يُخَاطِب جَرِيراً:
سَتَعْلَمُ مَا يُغْنِي مُعَيْدٌ ومُعْرِضٌ
إِذَا مَا سَلِيطٌ غَرَّقَتْكَ بُحُورُهَا
وأَبو مُعَيْد حَفْصُ بن غَيْلاَنَ، وعبدُ الله بن مُعَيْدٍ، مُحَدِّثانِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.