من (س ل م) اسم على صيغة الفعل بمعنى السالم من الآفات ومن صار مسلما.
من (س ل م) اسم على صيغة الفعل بمعنى السالم من الآفات ومن صار مسلما.
سلك: السُّلُوك: مصدر سَلَكَ طريقاً؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً
وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وفيه وأَسْلــكه إياه وفيه وعليه؛ قال عبد
مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
حتى إذا أَسْلَــكُوهُمْ في قُتائِدَةٍ
شَلاًّ، كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا
وقال ساعِدَة بنُ العَجْلان:
وهمْ مَنَعُوا الطريق وأَسْلَــكوهُمْ
على شَمَّاءَ، مَهْواها بَعيدُ
والسَّلْكُ، بالفتح: مصدر سَلَكْتُ الشيء في الشيء فانْسَِلَك أَي
أَدخلته فيه فدخل؛ ومنه قول زهير:
تَعَلَّماها، لَعَمْرُ الله، ذا قَسَما،
وافْصِدْ بِذَرْعِكَ، وانظرُ أَين تَنْسَلِكُ
وقال عديُّ بن زيد:
وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ،
وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ
وفي التنزيل العزيز: كذلك سَلَكْناه في قلوب المجرمين، وفيه لغة أخرى:
أَسْلَــكْتُهُ فيه. والله يُسْلِكُ الكفَّارَ في جهنم أي يدخلهم فيها،
وأنشد بيت عبد مناف بن رِبْعٍ، وقد تقدّم. وفي التزيل العزيز: أَلم تر أَن
الله أَنزل من السماء ماءً فسَلَكَه يَنابِيعَ في الأرض، أي أَدخله ينابيع
في الأرض. يقال: سَلَكْتُ الخَيْطَ في المِخْيَطِ أَي أَدخلته فيه. أَبو
عبيد عن أصحابه: سلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَــكْتُه بمعنى واحد. ابن
الأَعرابي: سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري، قال: ويجوز أَسْلَــكْتُه
غيري. وسَلَكَ يَدَه في الجَيْب والسِّقاء ونحوهما يَسْلُكها وأسْلَــكَها:
أَدخلها فيهما.
والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ، وجمعه سِلْكٌ وأَسْلــاكٌ
وسُلُوكٌ؛ كلاهما جمع الجمع.
والمَسْلَكُ: الطريق. والسَّلْكُ: إِدخالُ شيء تَسْلُكه فيه كما
تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه على سَجيحته؛
وأَنشد قول امرئ القيس:
نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً،
كَرَّكَ ّلأمَيْنِ على نابِلِ
وروي: كرَّ كلامَيْنِ، قال: وصَفَه بسرعة الطعن وشبهه بمن يدفع الريشة
إلى النَّبَّال في السرعة، وإنما يحتاج إليه في السرعة والخفة لأن الغِراء
إذا بَرَدَ لم يَلْزَقْ فيستعمل حارًّاً.
والسُّلْكى: الطعنةُ المستقيمة تلقاءَ وجهه، والمَخْلوجَةُ التي في
جانب. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال: ذهب من كان يُحْسِنُ هذا
الكلام، يعني سُلْكى ومَخْلُوجَةً. ابن السكيت: يقال الرأيُ مَخْلُوجةٌ وليس
بسُلْكى أَي ليس بمستقيم. وأَمْرُهُمْ سُلْكى: على طريقة واحدة؛ وقولُ قيس
بن عَيْزارَةَ:
غَداةَ تَنادَوْا، ثم قامُوا فأَجْمَعُوا
بقَتْلِيَ سُلْكى، ليس فيها تنَازُعُ
أَراد عزيمة قوية لا تنازع فيها.
ورجل مُسَلَّكٌ: نحيف وكذلك الفرس.
والسُّلَكُ: فرخُ القَطا، وقيل فَرْخُ الحَجَلِ، وجمعهِ سِلْكانٌ، لا
يكسر على غير ذلك مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ،
الأَخيرة قليلة؛ قال الشاعر:
تَظَلُّ به الكُدْرُسِلْكانُها
والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ: اسمان. وسُليْكٌ: اسم رجل، وهو سُلَيْكٌ
السَّعْدِيّ وهو من العَدَّائين، كان يقال لهُ سلَيْك المقانِبِ، واسم أمه
سُلَكَةُ؛ وقال قرّان الأَسدي:
لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ،
على الهَوْلِ، أَمْضى من سُلَيْك المَقانِبِ
سلس: شيء سَلِسٌ: لَيّنٌ سهل. ولرجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ منقاد بين
السَّلَسِ والسَّلاسَةِ. ابن سيده: سَلِسَ سَلَساً وسَلاسَة وسُلُوساً فهو
سَلِسٌ؛ قال الراجز:
ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ،
تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ
وسَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد. والسَّلْسُ، بالتسكين: الخيط ينظم فيه
الخَرَزُ، زاد الجوهري فقال: الخَرَزٌ الأَبيضُ الذي تلبَسُه الإِماء، وجمعه
سُلُوسٌ؛ قال عبد اللَّه بن مسلم من بني ثعلبة بن الدُّول:
ولقد لَهَوتُ، وكلُّ شيء هالِكٌ،
بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ
ويَزينُها في النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ،
وقَلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلُوسِ
ابن بري: النقاة النقية، يريد أَن الموضع الذي يقع عليه الجيب منها
نقيّ، قال: ويجوز أَن يريد أَن ثوبها نقي وأَنها ليست بصاحبة مَهْنَةٍ ولا
خِدْمَة، وقد يعبرون بالجيب عن القلب لأَنه يكون عليه كما يعبرون بمعْقِد
الإِزار عن الفرج، فيقال: هو طيب معقد الإِزار، يريد الفرج، وهو نَقيُّ
الجَيْب أَي القلب أَي هو نَقِيٌّ من غِشٍّ وحِقْد. والواضح: الذي يَبْرُق.
والدرع: قميص المرأَة؛ وقال المُعَطَّلُ الهذلي:
لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ،
وأَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ
أَراد بالمَطارد سهاماً يشبه بعضها بعضاً. وأَراد بقوله مُسَلَّسٌ
مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السَّلْسِلة من الفِرِنْدِ.
والسُّلُوس: الخُمرُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا،
كأَنَّ فيه عُجُزاً جُلُوسا،
شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا
شبهها وقد أَكلت الحَمْض فابيضت وجوهها ورؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقين
الخُمُر.
وشراب سَلِسٌ: لَيِّنُ الانحدار. وسَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم يتهيأْ له
أَن يمسكه. وفلان سَلِسُ البول إِذا كان لا يستمسكه. وكل شيء قَلِق، فهو
سَلِسٌ.
وأَسْلَــسَت النخلةُ فهي مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها. وأَسْلَــسَتِ
الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَيامه، فهي مُسْلِسٌ.
والسَّلِسَةُ: عُشْبَة قريبة الشبه بالنَّصًّيِّ وإِذا جَفَّتْ كان لها
سَفاً يتطاير إِذا حُرِّكَت كالسهام يَرْتَدُّ في العيون والمناخر،
وكثيراً ما يُعْمِي السائمة.
والسُّلاسُ: ذهاب العقل، وقد سُلِسَ سَلَساً وسَلْساً؛ المصدران عن ابن
الأَعرابي. ورجل مَسْلُوس: ذاهب العقل والبدن. الجوهري: المَسْلُوسُ
الذاهب العقل غيره: المَسْلُوسُ المجنون؛ قال الشاعر:
كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشََّمَقْ
وفي التهذيب: رجل مَسْلُوسٌ في عقله فإِذا أَصابه ذلك في بدنه فهو
مَهْلُوسٌ.
ألف: الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ
بني الحرث بن عباد:
عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً
أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ
وآلافٌ وأُلُوفٌ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع.
قال اللّه عز وجل: وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر:
وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ،
وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ
إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة.
ويقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، وإن أُنّث على أَنه
جمع فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير؛ قال الأَزهري: وهذا قول جميع
النحويين. ويقال: هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي
تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ. قال ابن السكيت: ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه
الدراهمُ أَلف لجاز؛ وأَنشد ابن بري في التذكير:
فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وهو صادِقي،
نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا
قال: وقال آخر:
ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ
بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا
وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جعله أَلْفاً. وآلَفُوا: صاروا أَلفاً. وفي
الحديث: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بنو
فلان. قال أَبو عبيد: يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين
فآلفْتُهم، مَـمْدُود، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، وكذلك أَمـْأَيْتُهم
فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهري: آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم
أَلفاً، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي. ويقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ
أَي مُكَمَّلةٌ.
وأَلَفَه يأْلِفُه، بالكسر، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر:
وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه
حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ
أَي ورُبَّ كَريمةٍ، والهاء للمبالغة، وارْتَقى إلى الأعْلام، فحَذَف
إلى وهو يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف؛ عن ابن الأعرابي.
وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا
وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إيّاه: أَلْزَمَه. وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ،
بالكسر، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه، ويقال أَيضاً: آلَفْتُ الموضع
أُولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً،
فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة، وأَلَّفْتُ بين الشيئين
تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وفي التنزيل العزيز: لإيلافِ قُريش
إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً
ثانياً، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء
كأَلِفْتُه، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ
زيدٍ عمراً، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه: لإيلاف،
ولإِلاف، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ، قال: وقد قُرئ بالوجهين الأَولين. أَبو
عبيد: أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ
ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة:
مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ،
شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ
أَبو زيد: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به،
وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء
تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ
أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً،
والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش
الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها، أَي أَهلكَ
اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابن
الأَعرابي: أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو
عبد مناف، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون
قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ، فأَمـّا هاشم فإنه
أَخذ حَبْلاً من ملك الروم، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى، وأَخذ عبد
شمس حبلاً من النجاشي، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير، قال: فكان
تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ
لهم؛ قال ابن الأَنباري: من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ
يأْلَف، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ، قال: ومعنى يُؤَلِّفُون
يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: وهو على قول ابن الأَعرابي
بمعنى يُجِيرُون، والإلْفُ والإلافُ بمعنى؛ وأَنشد حبيب بن أَوس في باب
الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد:
زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ،
لَهُمْ إلْفٌ، وليس لَكُمْ إلافُ
وقال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون، قال: وأَجود
من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف. والإيلافُ: من
يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابي: كان هاشمٌ
يُؤَلِّفُ إلى الشام، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ، والمطلبُ إلى
اليَمن، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ. قال: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قال
الأَزهري: ومنه قول أَبي ذؤيب:
تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الـ
ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها
وفي حديث ابن عباس: وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ
لَهاشِمٌ؛ الإيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من
الملوك لقريش، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش: يقول تعالى: أَهلكت
أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي
تَجْمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه، وهو كما تقول ضربته لكذا
لكذا، بحذف الواو، وهي الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً،
وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإلْف:
الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل
تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة:
فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه،
يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ
والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ.
وتأَلَّفَه على الإسْلام، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذيب في قوله
تعالى: لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم، قال:
نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه، قال: والمؤَلَّفةُ قلوبهم في
آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه، صلى اللّه
عليه وسلم، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم
ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف
نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين، وقد نَفَّلهم
النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم،
منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ،
وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ، وقد قال بعض أَهل
العلم: إن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ
الكفار، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع
أَهل المِلَل، أَغنى اللّه تعالى، وله الحمد، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ
اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار، والحمد للّه رب
العالمين؛ وأَنشد بعضهم:
إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً،
دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ
قيل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، وقيل: منزِلةٌ من اللّه. وفي حديث حنين:
إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ:
الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من
المال؛ ومنه حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم.
والإلْفُ: الذي تأْلَفُه، والجمع آلافٌ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ
اُُلُوفٌ. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ،
وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال:
وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر
وقال:
قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها
يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ
وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي
على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل
أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة
فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل
فهو فعِلن وفَعْلن.
ويقال: فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي، وقد نَزَعَ البعير إلى
أُلاَّفه؛ وقول ذي الرمة:
أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف، لُزَّتْ كُراعُه
إلى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ
يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ
ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً.
وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللّه تعالى.
وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج:
أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى
أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة:
تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ
قال ابن الأعرابي: أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم
آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا:
استجاروا.
والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من
حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛
قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر
ويؤنث.وقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي
اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللّه أَعلم، وأَلمص: أَنا
اللّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين:
موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص،
وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد
هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ
القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن
الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف
الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل.
سلف: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وقوله:
وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْفَ صَفْقُه،
بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ
إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة، وهذا إنما أَجازه الكوفيون
(* هكذا
بياض في الأصل.) ...... في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي
كَرُمَ كَرْمَ، فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم؛ قال سيبويه: أَلا ترى أَن
الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ. وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ
جَمْل؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده.
والسَّالِفُ: المتقدمُ. والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ
المتقدمون. وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين، ويُقرأُ: سُلُفاً
وسُلَفاً؛ قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى، ومن قرأَ
سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت. والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛ وقال
الفراء: يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون، وقرأَ يحيى
بن وثّابٍ: سُلُفاً مضمومةً مُثقلة، قال: وزعم القاسم أَنه سمع واحدها
سَلِيفاً، قال: وقرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل
أُمّةٍ. الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع
سَوالِفَ؛ وأَنشد في ذلك:
ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ،
كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ
الجوهري: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى.
والقومُ السُّلاَّفُ: المتقدّمون. وسَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون،
والجمع أَسْلــاف وسُلاَّفٌ. وقال ابن بري: سُلاَّفٌ ليس بجمع لسَلَفٍ وإما هو
جمع سالِفٍ للمتقدّم، وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ، ومثله خالفٌ وخَلَفٌ،
ويجيء السلَفُ على معان: السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم، ومصدر سَلَفَ
سَلَفاً مضى، والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والسَّلَفُ القوم
المتقدّمون في السير؛ قال قيس بن الخطيم:
لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ،
رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ
والسَّلُوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء. ويقال:
سَلَفَت الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد. والسَّلُوفُ: السريع من
الخيل. وأَسْلَــفه مالاً وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قال:
تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، وهي حائمةٌ،
والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم
وأَسْلَــفَ في الشيء: سَلَّم، والاسم منهما السَّلَفُ. غيره: السَّلَفُ
نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط السِّلْعةُ بالوصف إلى أَجل
معلوم، وقد أَسْلَــفْتُ في كذا، واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسلَّفْت فــأَسلــفني.
الليث: السَّلَفُ القَرْضُ، والفعل أَسْلَــفْت. يقال: أَسْلَــفْتُه مالاً
أَي أَقْرَضْتُه. قال الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلعة مَضْمونة
اشتريتها لصفة، فهو سَلَف وسَلَم. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم،
أَنه قال: مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل
معلوم؛ أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلعة مضمونة. يقال سلَّفْتُ
وأَسْلَــفْت تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَــمْت بمعنى واحد، والاسم السلَف،
قال: وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم. قال: والسَّلَفُ في
المُعاملات له معنيان: أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه
غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، والعربُ تسمي القَرْض
سلَفاً كما ذكره الليث، والمعنى الثاني في السلف هو أَن يُعْطِي مالاً
في سِلعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند السَّلَف، وذلك
مَنْفعة للمُسْلِفِ، ويقال له سلَم دون الأَول قال: وهو في المعنيين معاً
اسم من أَسلــفت، وكذلك السلَم اسم من أَسْلَــمْتُ. وفي الحديث: أَنه
اسْتَسْلَفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ. وفي الحديث: لا يَحِلُّ سَلَفٌ
وبَيْعٌ؛ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُسْلِفَني
أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إنما يُقْرِضُه
لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة، ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً
فهو رِباً، ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ. وللسَّلَف مَعْنيان
آخران: أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط
يُقَدِّمه، فهو له سَلَفٌ، وقد سَلَفَ له عمل صالح، والسلَفُ أَيضاً: من
تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم
سالِفٌ؛ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه:
مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ،
وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون
سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا. وفي الدعاء للميت: واجعله سلَفاً
لنا؛ قيل: هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَــفَه وجعله ثمناً للأَجر
والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه، وقيل: سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه
بالموت من آبائه وذوي قَرابته، ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف
الصالح؛ ومنه حديث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وهم
الماضون منها. وجاءَني سَلَفٌ من الناس أَي جماعة. أَبو زيد: جاء القوم سُلْفةً
سُلفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض.
وسُلاَّفُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. وسَلَفْتُ القوم وأَنا أَسْلُــفُهم
سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم.
والسالِفةُ: أَعلى العُنُق، وقيل: ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ
مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. والسالِفُ: أَعلى العنق، وقيل:
هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة. وحكى اللحياني: إنها لوَضّاحةُ
السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا. وفي حديث الحديبية:
لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي؛ هي صَفْحة العنق، وهما
سالِفَتانِ من جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد
عما يليها إلا بالموت، وقيل: أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي.
وسالِفةُ الفرَس وغيره: هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه.
وسُلافُ الخمر وسُلافَتُها: أَوَّل ما يُعْصَر منها، وقيل: هو ما سال من
غير عصر، وقيل: هو أَوَّلُ ما ينزل منها، وقيل: السُلافةُ أَوَّلُ كل
شيء عُصِر، وقيل: هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب، والنَّطْلُ ما أَعِيدَ
عليه الماء. التهذيب: السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا
تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم
يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. والسلافُ: ما سال من عصير
العنب قبل أَن يعصر، ويسمى الخمر سُلافاً. وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه:
أَوَّلُه، وقيل: السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه.
والسَّلْفُ، بالتسكين: الجِرابُ الضَخْمُ، وقيل: هو الجراب ما كان،
وقيل: هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه، والجمع أَسْلُــفٌ وسُلُوفٌ؛ قال بعض
الهذليين:
أَخَذْتُ لهم سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا،
وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ
أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ، وهو سَوِيقُ المُقْلِ. وفي حديث عامر بن ربيعة:
وما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ،
ويروى: إلا السّفُّ من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص.
والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً،
والسُّلفةُ: جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر.
وسَهْم سَلُوفٌ: طويلُ النصْلِ. التهذيب: السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامُ
ما طالَ؛ وأَنشد:
شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ
وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَــفَها: حَوَّلها للزرْعِ
وسَوَّاها، والمِسْلَفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها. وروي عن محمد بن
الحنفية قال: أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ؛ قال الأَصمعي: هي المستَوية أَو
المُسَوَّاةُ، قال: وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَفْتُ الأَرضَ
أَسْلُــفُها سَلْفاً إذا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ، وهي شيء تُسَوَّى به
الأَرضُ، ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قال أَبو عبيد:
وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج
ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال: مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ
ناعمة، وقال: هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري، وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد
بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية، وروى المنذري عن
الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ:
نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا
مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ
(* ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل السَّلف.)
قال: السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ.
والسَّلِفانِ والسَّلْفان: مُتَزَوِّجا الأَُختين، فإما أَن يكون
السَّلِفانِ مُغَيَّراً عن السِّلْفانِ، وإما أَن يكون وضعاً؛ قال عثمان بن
عفان، رضي اللّه عنه:
مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً،
فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا
والجمع أسْلــافٌ، وقد تَسالَفا، وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ
الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي، وقال كراع:
السِّلْفتان المرأَتان تحت الأَخَوين. التهذيب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين
كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه، والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج
أَخَوان بامرأَتين. الجوهري: وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وكذلك
سِلْفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ.
والسُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ وقد روى هذا
البيت:
كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه
وطافوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ يَتِيمُ
ويروى: سُلَكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذكره في حرف الكاف، والجمع سِلْفانٌ
وسُلْفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وقيل: السّلْفانُ ضرب من الطير فلم
يُعَيَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَفةً للأُنثى، ولو قيل سُلَفةٌ كما قيل
سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جيِّداً؛ قال القشيري:
أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ،
إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا
يريد أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ وقال آخر:
خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ
غيره: والسُّلَفُ والسُّلَكُ من أَولاد الحَجل، وجمعه سِلْفانٌ
وسِلْكانٌ؛ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني:
كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ،
حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ
قال: واحد السِّلْفان سُلَف وهو الفَرْخُ، قال: وسُلَكٌ وسِلْكانٌ
فِراخُ الحَجل.
والسلْفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، وقد
سَلِّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لهم، وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ
قبيل الغذاء. والسُّلفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن
زارَها. والمُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين
ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ:
فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى
وكاعِبٌ ومُسْلِفُ
والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ،
حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا
حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه.
واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل.
وسُولاف: اسم بلد؛ قال:
لما الْتَقَوْا بِسُولاف.
وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات:
تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها،
وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ
غيره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قال رجل
من الخوارج:
فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ،
فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ
غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ
بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ