Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أساس

نكت

ن ك ت : النُّكْتَةُ فِي الشَّيْءِ كَالنُّقْطَةِ وَالْجَمْعُ نُكَتٌ وَنِكَاتٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبُرَمٍ وَبِرَامٍ وَنُكَاتٌ بِالضَّمِّ عَامِّيٌّ وَنَكَّتَ الرُّطَبُ تَنْكِيتًا بَدَا فِيهِ الْإِرْطَابُ. 
(نكت)
الأَرْض وفيهَا نكتا أثر فِيهَا بِعُود أَو نَحوه وَيُقَال أَتَيْته وَهُوَ ينكت يفكر كَأَنَّمَا يحدث نَفسه وَمر الْفرس وَهُوَ ينكت يثب وَالشَّيْء رَمَاه إِلَى الأَرْض وَيُقَال نكت فلَانا أَلْقَاهُ على رَأسه وَالشَّيْء نثر مَا فِيهِ أَو أخرجه يُقَال نكت كِنَانَته نثر مَا فِيهَا ونكت الْعظم أخرج مخه

(نكت) الرطب بدا فِيهِ الإرطاب وَفِي قَوْله أَتَى فِيهِ بِطرف ولطائف
(ن ك ت)

النكت: قرعك الأَرْض بِعُود أَو باصبع.

والناكت: أَن يحز مرفق الْبَعِير فِي جنبه. وكل نقط فِي شَيْء خَالف لَونه: نكت.

ونكت فِي الْعلم بموافقة فلَان أَو مُخَالفَة فلَان: أَشَارَ، وَمِنْه قَول بعض الْعلمَاء فِي قَول أبي الْحسن الاخفش: قد نكت فِيهِ بِخِلَاف الْخَلِيل.

والنكتة: كالنقطة.
[نكت] النَكْتُ: أن تَنْكُتَ في الأرض بقضيبٍ، أي تضرب بقضيب فتؤثِّر فيها. ويقال أيضاً: طعنه فنَكَتَهُ، أي ألقاه على رأسه، فانتكت هو. ومر الفرس ينكت، وهو أن ينبو عن الأرض. والنكتة كالنقطة. ورطبة منكتة، إذا بدا فيها الإرطابُ. قال العدبَّس الكنانيّ: الناكِتُ أن ينحرف مرفق البعير حتَّى يقعَ على الجنب فيخرقه.
(ن ك ت) : (فِي الْحَدِيثِ نَكَتَتْ) خِدْرَهَا بِإِصْبَعِهَا أَيْ نَقَرَتْهُ وَضَرَبَتْهُ (وَالنُّكْتَةُ) كَالنُّقْطَةِ وَمِنْهَا النُّكْتَةُ مِنْ الْكَلَامِ وَهِيَ الْجُمْلَةُ الْمُنَقَّحَةُ الْمَحْذُوفَةُ الْفُضُولِ وَأَمَّا قَوْلُهُ النِّكَاتُ الطَّرْدِيَّةُ فَإِنَّهُ أَرَادَ النُّكَتَ وَوَجْهُهُ أَنْ يُجْعَلَ الْأَلِفُ لِلْإِشْبَاعِ كَمَا فِي مُزَاحٍ أَوْ يُقَالَ (النِّكَاتُ) بِالْكَسْرِ قِيَاسًا عَلَى نُطْفَةٍ وَنِطَافٍ وَبُقْعَةٍ وَبِقَاعٍ وَرُقْعَةٍ وَرِقَاعٍ.
ن ك ت

نكت الأرض بقضيبه أو بإصبعه فأقبل ينكت الأرض. ومرّ الفرس ينكت إذا نبا عن الأرض في عدوه. ونكت العظم: أخرج مخّه. ونكت كنانته: نكبها. وطعنه فنكته على رأسه: ألقاه. وبالبعير ناكت: حازٌّ ينكت بمرفقه حدّ كركرته. وفي العين نكتة: بياض أو حمرة. وكلّ نقطة من بياض في سواد أو سواد في بياض: نكتة تقول: هو كالنّكتة البيضاء في جلد الثور الأسود.

ومن المجاز: جاء بنكتة وبنكت في كلامه، وقد نكّت في قوله، ورجل منكّت ونكّات. وفلان نكّات في الأعراض: طعان.
(نكت) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وإذَا الناسُ يَنْكُتون بالحَصَى"
: أي يَضْرِبُون به الأَرضَ، وذلك يكون من المُفَكِّرِ في الشىَّءِ.
- وفي حديث آخر: "بَيْنَا هو يَنْكُتُ إذِ انْتَبَه"
: أي تَفكَّرَ ويُحدِّثُ نَفْسَه .
- وفي حدِيث آخر: "فجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضِيبٍ"
: أي يُؤَثِّرُ بِطَرَفهِ في الَأرضِ.
- وفي حديث الجُمُعة: "فإذا فيها نُكْتَةٌ سَوْدَاء".
وهي شِبْه وسَخ في المِرآة والسَّيفِ ونحوِهما. 

نكت


نَكَتَ(n. ac. نَكْت)
a. [acc. & Bi], Made marks in the ground.
b. Threw down, pitched over, capsized.
c. Leapt high (horse).
d. [ coll. ], Emptied out.
e. [pass.], Was emptied (bone).
f. see II (b)
نَكَّتَ
a. ['Ala] [ coll. ], Criticised;
cavilled at.
b. [Fī], Was witty, facetious.
c. Began to ripen (dates).
إِنْتَكَتَa. Was thrown or fell on his head.

نَكْتa. Spots, specks.

نُكْتَة
(pl.
نُكَت نِكَاْت)
a. Dot; spot, speck.
b. Witticism, facetious saying; apophthegm; quaint
conceit; delicate or equivocal allusion.
c. [ coll. ], Eccentric person;
original; facetious; buffoon, merry-andrew.
نَكِيْتa. Maligned.

نَكَّاْتa. Detractor, maligner.

N. Ag.
نَكَّتَa. see 28
N. Ac.
نَكَّتَ
a. [ coll. ], Cavilling, carping.

مُنَكِّتَة
a. Ripening (date).
نكت
النَّكْتُ: أنْ تَنْكُتَ بقَضِيْبٍ في الأرض فَتُؤثرَ بطَرَفِه فيها.
والنُّكْتَةُ: شِبْهُ وَقْرَةٍ في العَيْن. وشِبْهُ وَسَخ في المِرْآةِ وكُل شَيْءٍ صافٍ. والظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَةُ: هي طَرَفُ الحِنْوِ من القَتَب والإِكافِ إِذا كانتْ قَصِيرةً فَنَكَتَتْ جَنْبَ البَعِير وعَقَرَه.
والناكتُ بالبعير: شِبْهُ الناحِزِ وهو أنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِريه.
ونُكِتَ العَظْمُ: إِذا أخْرِجَ مُخُّه. ونَكَتُّه أنا نَكْتاً.
ونَكَتَ كِنَانَتَه: أي نَثَلَها. والمَنْكُوتُ من الدِّلاَءِ: الذي جُعِلَ أعلاه أسْفَلَه.
ونَكَتَ الرّجُلُ الرّجُلَ في الصَّرْع: إِذا ألْقَاهُ على رأْسه.
والنَّكّاتُ: الطَعّانُ. ونَكَتَ الفَرَسُ يَنْكُتُ نَكْتاً: وهو أنْ يَنْبُوَ عن الأرض في عَدْوِه. وإِذا نَفَرَ أيضاً.
[نكت] نه: فيه: بينا هو "ينكت"، أي يفكر ويحدث نفسه، وأصله من النكت بالحصى، ونكت بالأرض بالقضيب: هو أن يؤثر فيها بطرف فعل المفكر المهموم. ومنه ح: فجعل "ينكت" بقضيب، أي يضرب الأرض بطرفه. وح: فإذا الناس "ينكتون" بالحصى، أي يضربون به الأرض. وفيه: ثم "لأنكتن" بك الأرض، أي أطرحك على رأسك، من طعنه فنكته- إذا ألقاه على رأسه. وح: زرق على رأسه عصفور "فنكته" بيده، أي رماه عن رأسه إلى الأرض. وفي ح الجمعة: فإذا فيها "نكتة" سوداء، أي أثر قليل كالنقطة، شبه الوسخ في المرأة والسيف. ك: ومنه: فجعل في طشت فجعل "ينكت"، أي يضرب بقضيب في الأرض، ومنه فنكت، وجعل ينكت بمخصرته. ن: هو بضم كاف أي يخط بها خطًا يسيرًا مرة بعد أخرى كالمهموم المفكر- ويتم في نكس. ط: كانت "نكتة" سوداء في قلبه، النكتة: الأثر، وضمير كانت- للذنب بتأويل السيئة، ويروى برفع نكتة على أن كانت تامة فيقدر منه. ومنه: جعلت "نكتة" في قلبه إلى يوم القيامة، أي أثر تلك النكتة من الرين يبقى إلى يوم القيامة ثم يترتب العقاب عليها. ش: فبادرت على "نكت"، جمع نكتة وهي النقطة في شيء يخالف لونها، وقد يطلق على المعنى اللطيف وهو المراد هنا، وهو عطف على عزمت مقدر متعلق للامات.
نكت
نكَتَ يَنكُت، نَكْتًا، فهو ناكِت، والمفعول مَنْكوت
• نكَت الأرضَ: خطَّطها بعودٍ أو نحوه مفكِّرًا "نكْتُ الحدائق- نكَت المكانَ بحثا عن مخرج" ° أتيته وهو ينكُت: يفكّر كأنّما يحدِّث نفسَه.
• نكَت النارَ بالمِلقط: حرّكها ليزداد لهيبُها.
• نكَت الرّجُلَ: رماه إلى الأرض "تضاربا ونكت أحدهُما الآخرَ: ألقاه على رأسه". 

نكَّتَ ينكِّت، تنكيتًا، فهو مُنكِّت
• نكَّت الشَّخصُ: أتى بطرفةٍ أو مُلحةٍ في كلامه تُضحِك الآخرين. 

نَكْت [مفرد]: مصدر نكَتَ. 

نُكْتَة [مفرد]: ج نُكُتات ونُكْتات ونِكات ونُكَت:
1 - أثرٌ حاصلٌ من تخطيط الأرض.
2 - نقطة سوداء في بياض أو بيضاء في سواد.
3 - مُلْحة، طُرْفة، جملة بسيطة تُضحك النَّاسَ "نكتة مُبتذَلة: مُعادة حتَّى ملَّها السامعون" ° مليح النُّكتة: يرسل النُّكتة من بديهة حاضرة.
4 - مسألة علميَّة دقيقة أخرجت بدقَّة النَّظر وإمعان الفكر. 

نَكّات [مفرد]: صيغة مبالغة من نكَتَ. 

نكت: الليث: النَّكْتُ أَن تَنْكُتَ بقَضيبٍ في الأَرْضِ، فتُؤَثِّرَ

بطَرَفهِ فيها. وفي الحديث: فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضيبٍ أَي يضرب الأَرض

بطَرَفه. ابن سيده: النَّكْتُ قَرْعُكَ الأَرضَ بعُود أَو بإِصْبَع.

وفي الحديث: بينا هو يَنْكُت إِذ انْتَبه؛ أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ

نفسَه، وأَصلُه من النَّكْتِ بالحَصى. ونَكَتَ الأَرضَ بالقضيب: وهو أَن

يؤَثر فيها بطرفه، فِعْلَ المُفَكِّر المهموم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه:

دَخَلْتُ المسجدَ فإِذا الناسُ يَنْكُتُونَ بالحصى أَي يضربون به

الأَرضَ.والنَّاكتُ: أَن يَحُزَّ مِرْفَقُ البَعير في جَنْبِهِ. العَدَبَّس

الكنانيُّ: النَّاكتُ أَن يَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حتى يَقَع في الجَنْب

فيَخْرِقَه. ابن الأَعرابي قال: إِذا أَثَّرَ فيه قيل به ناكتٌ، فإِذا حَزَّ

فيه قيل به حازٌّ. الليث: الناكِتُ بالبعير شِبْهُ الناحِز، وهو أَنْ

يَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِرَته، تقول به ناكتٌ.

وقال غيره: النَّكَّاتُ الطَّعَّانُ في الناس مثل النَّزَّاك

والنَّكَّازِ.

والنَّكِيتُ: المَطْعُون فيه. الأَصمعي: طَعَنَه فنَكَتَه إِذا أَلقاه

على رأْسه؛ وأَنشد:

مُنْتَكِتُ الرأْسِ، فيه جائفةٌ

جَيَّاشةٌ، لا تَرُدُّها الفُتُلُ

الجوهري: يقال طَعَنه فنكَتَه أَي أَلْقاه على رأْسه فانْتَكَتَ هو.

ومَرَّ الفرسُ يَنْكُتُ، وهو أَن يَنْبُوَ عن الأَرض. وفي حديث أَبي هريرة:

ثم لأَنْكُتَنَّ بك الأَرض أَي أَطْرَحكَ على رأْسك. وفي حديث ابن مسعود:

أَنه ذَرَقَ على رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بيده أَي رماه عن رأْسه إِلى

الأَرض. ويقال للعَظْمِ المَطْبوخ فيه المُخُّ، فيُضْرَبُ بطَرَفه رغيفٌ

أَو شيءٌ ليَخْرُجَ مُخُّه: قد نُكِتَ، فهو مَنْكُوتٌ. وكُلُّ نَقْط في شيء

خالف لَوْنَه: نَكْتٌ. ونَكَتَ في العلم، بموافقة فلان، أَو مُخالفة

فلان: أَشار؛ ومنه قول بعض العلماء في قول أَبي الحسن الأَخفش: قد نَكَتَ

فيه، بخلاف الخليل.

والنُّكْتَة: كالنُّقْطَة. وفي حديث الجمعة: فإِذا فيها نُكْتة سَوْداء

أَي أَثرقليل كالنُّقْطة، شِبْهُ الوَسَخ في المرآة والسيف ونحوهما.

والنُّكْتةُ: شِبْهُ وَقْرة في العين. والنُّكْتة أَيضاً: شِبْه وسَخٍ في

المِرْآة، ونُقْطَةٌ سوداءُ في شيء صافٍ.

والظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَة: هي طَرَفُ الحِنْوِ من القَتب والإِكافِ

إِذا كانتْ قصيرة فنَكَتَتْ جَنْبَ البعير إِذا عَقَرَتْه. ورُطَبَةٌ

مُنَكِّتَةٌ إِذا بدا فيها الإِرْطاب.

نكت: نكت الأرض: (فريتاج عدد 1): في (محيط المحيط): نكت الأرض بقضيب أو بإصبع .. ضربها فأثر فيها. يفعلون ذلك حال التفكر. (كوسجارتن 102: 1).
نكت: قلب (ألف ليلة 1: 72): فنكت القمقم وهزه لما ينظر ما فيه فلم ينزل منه شيء وفيه أخرجت كيس من ثيابها ونكثت منه ثمانية وتسمعون خاتم (كذا -المفروض كيسا- تسعين خاتما- المترجم) (في مخطوطة رقم 1 ونكثت)، وفي (103): وقال آتوني بطبق ونكت الذرور فيه وفرشه. (انظر الجريدة الآسيوية 1827: 2: 228). وكذلك نكث الغليون. وفي (محيط المحيط): (نكت الغليون والمنفضة عند شراب الدخان لرمي ما بها من رماد).
نكت: تهكم، قدح، سخر، وخز بكلمات لاذعة (بوشر) نكت على فلان (المقري 2: 353: 1: و: 2)، وفي (فوك) نكت في فلان deridere.
نكت على فلان: لام، وفي (محيط المحيط): (نكت عليه ندد وعاب قوله أو عمله. أو مولدة).
قصير نكت: قصير القد أو القامة (بوشر).
نكتة: لاحظ تعبير كان في قلبه نكتة من الغيرة المذكور في (حياة ابن خلدون) الذي ذكرته في مربى (جذر كلمة ربو) وما جاء بعده، بقليل من قول المؤلف: فاسودت تلك النكتة في قلبه.
نكتة: فكرة لامعة (مخطوطة القلائد 1: 193): ما أنت في أهل البلاغة إلا نكتة فلكها (الثعالبي لطائف 121: 3): هو نكتة الدنيا وغرة العليا.
نكتة: قضية، مشكلة (بوشر، أبحاث 1: 186: 2)، ولذلك فقد جاء في الطبعة الأولى: وكتابي إليكم هذا مشتمل على نكتة هو يبينها ويوضحها.
نكتة: ملاحظة قصيرة توضيحية (المقري 1: 476: 16): وكان إذا قرئ عليه صحيحا البخاري ومسلم والموطأ يصحح النسخ من حفظه ويملى النكت على المواضع المحتاجة إليها، وفي (ابن بطوطة 4: 342): وفي كل علم له القدح المعلى يجلو مشكلاته بنور فهمه ويلقى نكته الرائقة من حفظه (وليس خواطره وأقواله الروحانية التي وردت في الترجمة، لأنها بعيدة كل البعد، عن مرامي المؤلف).
نكتة: قطعة، جزء، نبذة من كتاب أو من منتجات أدبية أو فكرية (يقول مؤلف كتاب الحلل الموشية - Holal- في معرض حديثه عن كتابه (عباد 2: 183: 14): إنني لم أخله من قطع الأشعار، ونكت الرسائل القصار (انظر عباد 1: 207): ونذكر في القسم الرابع نكتا وجوامع تؤدي إلى كيفية تغلب ادفوش على مدينة طليطلة.
نكتة: مجمل، مختصر، وفي (محيط المحيط): النكتة من الكلام الجملة المنقحة المحذوفة الفضول.
نكتة: بمعنى ملحة، شرارة. جناس. لمحة خبيثة (الجمع نكات ألف ليلة 2: 251= بولاق) (بوشر).
نكتة: والجمع نكت ونكائت: حكاية، فكاهة (بوشر).
نكتة: مصادفة أو مغامرة غريبة (ألف ليلة 4: 634).
نكتة: أصالة، غرابة، انفراد (بوشر).
نكتة: فكاهة مسلية، دعابة، أصالة في الفكرة أو في الشخص، هزلي، فكه (بوشر)، دعابة (صفة) (بوشر). نكتي: غير رصين، مهرج، مزاح (بوشر). تنكيت: والجمع تنكينات وتناكيت: مزحة، سخرية (بوشر، المقري 2: 108).
تنكيت: مثلما ما ورد في (محيط المحيط): التنكيت مصدر نكت وعند البلغاء أن يقصد المتكلم إلى شيء. بالذكر دون غيره مما يسد مسده لأجل نكتة في المذكور ترجح مجيئه على ما سواه كقوله وانه هو رب الشعرى. وإنما خص الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم وهو تعالى رب كل شيء، لأن العرب كان ظهر فيهم رجل يعرف أبي كبشة عبد الشعرى ودعا خلقا إلى عبادتها).

نكت

1 نَكَتَ, aor. ـُ inf. n. نَكْتٌ, (or نَكَتَ الأَرْضَ بِقَضِيبٍ, [&c.,] TA.) He struck the ground with a stick, (S, M, K,) or with his finger, (M,) so that it made a mark, or marks, upon it, (S, K,) with its extremity; an action of one reflecting, or meditating, and anxious. (TA.) [Thus our Saviour seems to have done in the case of the woman taken in adultery: see S. John viii. 6 and 8.] b2: Also, He struck the ground with pebbles. (TA.) b3: Hence, (tropical:) He reflected, or meditated, and talked to himself (TA, from a trad.) b4: نَكَتَ, aor. ـُ (S, K,) inf. n. نَكْتٌ, (K,) He (a horse) bounded (نَبَا, S, K) from the ground, (S,) in running. (TA.) b5: نَكَتَهُ He threw it down upon the ground. (TA.) b6: نَكَتَ كِتَابَتَهُ He scattered the contents of his quiver. (TA.) See نكب.] b7: طَعَنَهُ فَنَكَتَهٌ He thrust him, or pierced him, and threw him down upon his head. (As, S, K. *) b8: نُكِتَ It (a cooked bone, containing marrow,) was struck with the edge of a cake of bread, or with some other thing, to cause the marrow to fall out. (TA.) نُكِتَ العَظْمُ The marrow to the bone was taken out, or extracted. (Aboo-'Ameythel.) Mentioned in art. بقت, q. v. (TA.) A2: نَكَتَ فِى كَلاَمِهِ and فِى قَوْلَهِ, [aor, ?? inf. n. نَكْتٌ? (in the TA, the verb is written without the syll points, but the form commonly known in the present day, and occurring in many late works, is ↓ نكّت, inf. n. نَنْكِيتٌ; (tropical:) He made use of nice, or subtile, sayings, ??

sions, such as are termed نُكَت, pl. of نُكْتَة)] (A.) b2: نَكَتُ فِى العِلْمِ بِمُوَافقَهِ فُلَانٍ أَوْ مُخَالَفَةِ فُلَانِ He alluded (أَشَارَ) (with respect to science, to the agreement of such a one, or the di??

ment of such a one]. (L) 2 نكّت الرُّطَبُ, inf. n. تَنْكِيتٌ, The dates began to ripen [and to become speckled]. (Msb.) b2: See 1.8 انتكت He was thrown down upon his head; or fell down upon his head, having been thrust, or pierced. (S, K *) نَكْتٌ: see نُكْيَةٌ.

نُكَتَةٌ A point; a dot; a speck; a minute spot; i. q. نُقْطَةٌ: (S, K:) pl. نُكَتٌ, (Msb, &c) agreeably with analogy, (TA,) and نِكَاتٌ, (K,) deviating from analogy, and, accord. to some, نُكَاتٌ, in which the ا is said to be added لِلْإِشْبَاعِ, or to render the sound of the fet-hah full, like رُخَالٌ (TA:) the last of these pls. has been heard [from the classical Arabs]; (Esh-Shiháb, in the Expos. of the Shifà;) or it is vulgar. (Msb.) b2: نُكْتَةٌ [A small spot, or mark,] resembling dirt upon a mirror: (K:) نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ A small [black] mark, like a spot, or dot, resembling dirt upon a mirror or a sword or the like (L, from a trad.) b3: نُكْتَةٌ [A spot in the eye;] what resembles a وَقْرَة in the eye. (L.) b4: [↓ نَكْتٌ seems to be a quasi-pl. of نُكْتَةٌ, like as نَقْطٌ is said to be (by some persons in the present day) of نُقْطَةٌ, and to signify Any small spots, or specks, in a thing, differing therefrom in colour. Such I suppose to be meant by the words in the L, كلّ نَقْطٍ فى شىء خالف لونه نَكْتٌ.]

A2: نُكْتَةٌ (tropical:) A nice, subtile, subtilely excogitated, quaint, facetious, or witty, saying, expression, or allusion, (لَطِيفَة) that makes an impression upon the heart; from النَّكْتُ [the striking the ground with a stick &c., so as to make a mark, or marks, upon it with its extremity]: also, a question educed by reflection, [بِالتَّفَكُّرِ, as the passage here translated is given in the Kull, p. 362, but in the TA بالنقل, which is an evident mistake, as might be shown by many authorities,] which makes an impression upon the heart, on hearing or considering which one generally makes marks upon the ground with the finger or the like: (El-Fenáree's Expos. of the Telweeh:) a nice, or subtile, saying, expression, or allusion, that requires one to reflect, and [induces one] to make marks upon the ground with a stick or the like: (from a scholium quoted by De Sacy, Anthol. Gr. Ar., 303:) [a nice, subtile, abstruse, or mystical, point, or allusion: the point of a saying or sentence, especially one that is difficult to be understood: a conceit expressed in words difficult to be understood: a quaint conceit: a point of wit: a facetious saying or allusion: pl., generally, نُكَتٌ]. b2: جَاءَ بِنُكْتَهٍ (tropical:) [He uttered a nice, or subtile, saying, expression, or allusion, &c.]. (A.) نَكِيتٌ Spoken against; having his reputation wounded. (TA.) نَكَّاتٌ (and ↓ مُنَكِّتٌ TA) (tropical:) One who speaks much, or frequently, against others; who wounds the reputations of others, much, or frequently. (K.) b2: زَيْدٌ نَكَّاتٌ فِى الأَعْرَاضِ Zeyd is one who wounds the reputations of others much, or frequently. (TA.) نَاكِتٌ A distortion in a camel's elbow, so that it lacerates his side: (El-'Adebbes El-Kinánee, S, K:) or the cutting of a camel's side by his elbow: (L:) or [that fault in a camel] when his elbow makes a mark, or marks, upon his side: in this case you say, بِهِ ناكتٌ: but when it makes an incision, or incisions, in his side, you say بِهِ حَازٌّ: (IAar) or ناكت is similar to نَاحِزٌ, i. e. the elbow's striking, and making a mark, or marks, upon the edge of the callous lump beneath his breast; in the case of which you say به ناكت: (Lth:) and nearly the same is said in the A. (TA.) مَنْكُوتٌ A cooked bone, containing marrow, that is struck with the edge of a cake of bread, or with some other thing, to cause the marrow to fall out. (TA.) مُنَكِّتٌ: see نَكَّاتٌ. b2: رُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ, A date beginning to ripen [and to become speckled]. (S, K.) ظَلَفَةٌ مَنْتَكِتَةٌ The extremity of the curved piece of wood termed حِنْو in the kind of saddle called قَتَب, and in that called إِكَاف, when it is short, and wounds the side of the camel. (TA.)
نكت
: (النَّكْتُ: أَنْ تَضْرِبَ فِي الأَرْضِ بقَضِيبٍ فَيُؤَثِّرَ) بطَرَفِ (فِيهَا) وفِي الحَدِيثِ: (فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضِيبٍ) .
وَفِي المُحْكَم: النَّكْتُ: قَرْعُكَ الأَرْضَ بِعُودٍ أَوْ بِإِصْبَعٍ، وَفِي الحَدِيثِ: (بَينا هُوَ يَنْكُتُ إِذا انْتَبَهَ) أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وأَصْله من النَّكْتِ بالحَصَى، ونَكَتَ الأَرْضَ بالقضِيب، وَهُوَ أَنْ يُؤثّر فِيهَا بطَرَفِه فِعْلَ المفَكِّرِ الهَمْهُومِ. وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (دَخلْتُ المَسْجهدَ فإِذَا الناسُ نَيْكُتُونَ بالحَصَى) أَي يَضْرِبُون بِهِ الأَرْضَ.
(و) مَرَّ الفَرسُ ينْكُتُ، وَهُوَ (أَن يَنْبُوَ الفَرَسُ) عَن الأَرْضِ فِي عَدْوِه.
(والنَّاكِت) أَن يُحَزَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ فِي جَنْبِه. وَفِي الصّحاح: قَالَ العَدَبَّسُ الكِنَانِيّ النَّاكِت: (أَنْ يَنْحَرِفَ مِرْفَقُ البَعِيرِ حَتّى يَقَعَ عَلَى) وَفِي نُسْخَة: فِي (الجَنْبِ فَيخْرِقَهُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ وَمثله فِي الصّحاح، وَفِي غَيرهَا: فيَحُزَّ فِيه، وَمثله فِي غيرِ ديوانٍ.
وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ قَالَ: إِذا كَانَ أَثَّرَ فِيهِ قِيلَ: بِهِ نَاكِت، فإِذا حَزَّ فِيهِ قِيلَ: بِهِ حَازٌّ.
وَعَن اللَّيْث: النَّاكِتُ بالبَعِيرِ الناحزُ، وَهُوَ أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حرْفَ كِرْكِرَتِه، فَتَقول: بهِ نَاكِتٌ. ويَقْرُبه عبارةُ الــأَسَاس.
(و) فِي العيْنٍ نُكْتَةٌ: بَياضٌ أَو حُمْرَةٌ. (النُّكْتَةُ، بالضَّمِّ) هِيَ (النُّقْطَةُ) .
وَنقل شيخُنَا عَن الفنَارِيّ فِي حَاشِيَة التَّلْوِيحِ: النُّكْتَةُ هِيَ اللَّطِيفةُ المُؤَثِّرةُ فِي القَلْب، من النَّكْتِ، كالنُّقْطَةِ من النَّقْطِ، وتُطْلَقُ عَلَى المَسَائل الحَاصلَة بالنَّقْل المُؤَثِّرة فِي القَلْبِ، الَّتِي يُقَارِنُهَا نَكْتُ الأَرْضِ غَالِباً بِنَحْوِ الإِصْبَع.
(ج نِكَاتٌ، كبِرَامٍ) فِي بُرْمَة، وَهُوَ قليلٌ شاذٌّ، كَمَا صرّحَ بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَامٍ، وغيرُ وَاحِد، وحَكى بعضٌ فِيهَا الضَّمَّ، قالَ الفَيُّومِيّ: وَهُوَ عامّيٌّ، وقالَ الشِّهَاب فِي شرح الشّفاءِ: وسُمِعَ فِيهِ أَيضاً نُكَاتٌ، بالضَّمّ، قَالَ: وقِيلَ: أَلِفُه للإِشْباعِ، قَالَ شيخُنا: قلت: فيَدْخُل فِي بابِ رِخُالٍ، ويُزاد على أَفْراده، وَقَالُوا فِي جمعِها: نُكَتٌ أَيضاً على الْقيَاس كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، نَقلَها غيرُ واحدٍ وإِنْ أَغْفَلَها المُصَنّف.
قلت: وَفِي الــأَساس: وَمن المَجازِ: جَاءَ بِنُكْتَةٍ، ونُكَتٍ فِي كَلامِه، و (قد نَكَّتَ) فِي قَولِه.
(و) فِي حَدِيث الجُمعة (فإِذَا فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ) ، أَي أَثَرٌ قلِيلٌ، كالنُّقْطَةِ (شِبْه الوَسَخِ فِي المِرْآةِ) والسَّيْفِ ونَحْوِهِما، وكلُّ نَقْطٍ فِي شيْءٍ خالَفَ لَونَه: نَكْتٌ.
والنُّكْتَة أَيضاً: شِبْهُ وَقْرَةٍ فِي العَيْنِ.
(و) من المَجاز: رَجُلٌ مُنَكِّتٌ ونَكَّاتٌ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ فِي الأَعْراضِ. (النَّكّات: الطَّعّان فِي النَّاسِ) مثل النَّكّازِ والنَّزّاكِ.
(و) قَالَ الأَصْمِعِيّ: طَعَنَ ف (نَكَتَه) إِذا (أَلْقاهُ على رَأْسِهِ) ، وَقَالَ الجوهريّ: يُقَال: طَعَنه فنَكَته، أَي أَلْقاهُ على رَأْسِهِ (فَانْتَكَتَ) هُوَ، وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ (ثمَّ لِأَنْكُتَنَّ بِكَ الأَرْضَ) أَي أَطْرَحُكَ على رَأْسِكَ. وَفِي حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ (أَنَّهُ ذَرَقَ عَلى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ فنَكَتَه بِيَدِهِ) ، أَي رَماه عَن رَأْسِه إِلى الأَرْضِ.
(وَرُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ، كمُحَدِّثَةٍ) ، إِذا (بَدَا فِيها الإِرْطابُ) .
ومِما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
النَّكِيتُ: المَطْعُونُ فِيه.
ويُقال للعَظْمه المَطْبُوخ فِيهِ المُخّ، فيُضْرَبُ بِطَرَفِه رَغِيفٌ أَو شَيْءٌ لَيَخْرُجَ مُخُّهُ: قَدْ نُكِتَ، فَهُوَ مَنْكُوتٌ.
ونَكَتَ فِي العِلْمِ بِمُوافَقَةِ فُلانٍ (أَو مُخَالَفَةِ فُلانٍ) أَشَارَ، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ العُلَماءِ فِي قولِ أَبي الحَسَنِ الأَخفش: قد نَكَتَ فِيهِ بخِلافِ الخَلِيلِ.
والطَّلِفَةُ المُنْتَكتَةُ هِيَ طَرَفُ الحِنْوِ من القَتَبِ والإِكافِ إِذا كانَتْ قَصِيرَةً فنَكَتَتْ جَنْبَ البَعيرِ إِذا عَقَرَتْه.
ونَكَتَ العَظْمَ، إِذا أَخْرَجَ مُخَّهُ، رواهُ أَبو تُرابٍ عَن أَبي العَمَيْثَل، وَقد تَقَدّم فِي نَقَتَ.
ونَكَتَ كِنَانَتَه: نَثَرَها.

خَفف

خَفف
) {الْخُفٌّ، بِالضَّمِّ: مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِير، والنَّاقَةِ، تَقولُ العَرَبُ: هَذَا} خُفُّ البَعِيرِ، وَهَذِه فِرْسِنُهُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخُفُّ: وَاحشدُ! أَخْفَافِ البَعِيرِ، وَهُوَ للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ، وَفِي المُحْكَمِ: وَقد يَكُونُ الخُفُّ لِلنَّعَامِ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ، قَالَ: أَو الْخُفُّ لَا يَكُونُ إِلاَّ لَهُمَا، أَخْفَافٌ. والخُفُّ أَيضاً: وَاحِدُ {الخِفَافِ الَّتِي تُلْبَسُ فِي الرِّجْلِ، ويُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.} وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ: لَبِسَهُ.
والخَفُّ مِن الأَرْضِ: الغَلِيظَةُ، وَفِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ: أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ، وَهُوَ مَجَازٌ. ومِن المَجَازِ: الْخُف مِن الإِنْسَانِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والخُلاَصةِ.
والخُفُّ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ، وَقيل: الضَّخْمُ، قَالَ الرَّاجِزُ: سَأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ {خُفَّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ} تَخِفَّا وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي س م ع والجَمْعُ: أَخْفَافٌ، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديثُ: نَهَى عَنْ حَمْىَ الأَرَاكِ إِلاَّ مَا لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ قَالَ: أَي مَا قَرُبَ مِن المَرْعَى لَا يُحْمَى، بل يُتْرَكُ لِمَسَانَّ الإِبِلِ، وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ الَّتِي لَا تقْوَى علَى الإِمْعَانِ فِي طَلَبِ المَرْعَى. وَقَالَ: غيرُه: مَعْنَاهُ أَي مَا لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ.
وقَوْلُهُم: رَجَعَ {- بخُفَّيْ حُنَيْنٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكَافَ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الحِيرَةِ} بِخفيْنِ حَتَّى أَغْضَبَهُ، فَأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ الأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ {خُفَيْهِ فَطَرَحَهُ فِي الطَّريقٍ، ثُمَّ أَلْقَى الآخَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَلَمَّا مَرَّ الأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا، قَالَ: مَا أَشْبَهَ هَذَا} بِخُفِّ حُنَيْنٍ، ولَوْ كَانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ، ومَضَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الأَوَّلَ، وَقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ، فَلَمَّ مَضَى الأَعْرَابِيُّ فِي طَلَبِ الأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا، وأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ {خُفَّانِ، فَقِيلَ، أَي قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ) مِن سَفَرِكَ، فَقَالَ: جِئْتَكُمْ} - بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. فَذَهَبَ، وَفِي العُبَابِ: فذَهَبَتْ مَثَلاً، يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجِةِ، والرُّجُوعِ بِالْخَيْبَةِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حُنَيْنٌ رَجُلٌ شَدِيدٌ، ادَّعَى إِلَى أَسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَأَتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعَلَيْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ، فقالَ: يَا عَمِّ، أَنَا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ: لاَ وِثِيَابِ أَبي هَاشِمٍ، مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِيكَ، فَارْجِعْ، فَرَجَع، فَقِيلَ: رَجَعَ حُنَيْنٌ {بِخُفَّيْهِ. هَكَذَا أَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي المُسْتَقْصَى، والمَيْدَانِيُّ فِي مَجْمَعِ الأَمْثَال، وشُرَّاحُ المَقَامَاتِ، واقْتَصَرَ غَالِبُهم علَى مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ.
} والْخِفُّ، بِالْكَسْرِ: {الْخَفِيفُ، يُقَال: شَيْءٌ} خِفٌّ: أَي خَفِيفٌ، وكُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فَهُوَ خِفٌّ، وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: يَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ويَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ (و) {الخِفُّ: الجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ، يُقَال: خَرَجَ فُلانٌ فِي خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ، أَي فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ.
(و) } الخُفَافُ، كَغُرَابٍ: الْخَفِيفُ، كطُوالٍ وطَوِيلٍ، قَالَ أَبو النَّجْمِ.
وَقد جَعَلْنَا فِي وَضِينِ الأَحْبُلِ جَوْزَ {خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أَي: قَلْبُهُ} خَفِيفٌ، وبَدَنُه ثَقِيلٌ. وَقيل: الخَفِيفُ فِي الجِسْمِ، {والخُفَافُ فِي التَّوَقُّدِ والذَّكَاءِ، وجَمَعُهما} خِفَافٌ، وَمِنْه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ) انْفِرُوا {خِفَافاً وثِقَالاً (. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مُوسِرِينَ أَو مُعْسِرِين، وَقيل:} خَفَّتْ عليكُم الحَرَكَةُ أَو ثَقُلَتْ، وَقيل: رُكْبَاناً ومُشَاةً، وَقيل: شُبَّاناً وشُيُوخاً. وَقد {خَفَّ،} يَخِفُّ، {خَفّاً،} وخِفَّةً، بِكَسْرِهَا، وتُفْتَحُ، وعَلى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتَخَوُّفاً، وَهَذَا مِن غَيْرِ لَفْظِهِ، ومَوْضِعُهُ فِي خَ وف، كَمَا سيأْتي: أَي صَار {خَفِيفاً، يكونُ فِي الجِسْمِ، والعَقْلِ، والعَمَلِ، وَفِي الآخَرَين مَجَازٌ، فَهُوَ} خِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخُفافٌ، وَمِنْه قَوْلُ عَطاءٍ: {خِفُّوا علَى الأَرْضِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي فِي السُّجُودِ، ويُرْوَى بالجِيمِ أَيضاً.} وخُفَافُ بنُ نُدْبَةَ، وَهِي أُمُّهُ، وأَبوه عُمَيْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ: أَحَدُ فُرْسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائِها، وَقد شَهِدَ الفَتْحَ، وتقدَّم ذِكْرُه أَيضاً فِي ن د ب وَفِي غ ر ب. (و) {خُفافُ ابنُ إِيْمَاءَ. خُفَافُ بنُ نَضْلَةَ الثَّقَفِيُّ، لَهُ وِفَادَةٌ، رَوَى عَنهُ ذَابِلُ بنُ طُفَيْلٍ، صَحَابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ عَنهم.} وخَفّانُ، كَعَفَّان: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مَأْسَدَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي)
اللِّسَانِ: مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِيَاضِ، كثيرُ الأُسْدِ، وَفِي العُبَابِ: قُرْبَ الْكُوفَةِ، وَفِي الــأَسَاسِ: أَجَمَةٌ فِي سَوَادِ الكُوفَةِ، وَمِنْه قَوْلُهم: كأَنَّهُم لُيُوثُ {خَفَّانَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشاعرِ:
(شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصُورٌ لَهُ فِي غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ)
وأَنْشَدَ اللِّيْثُ:
(تَحِنُّ إِلَى الدَّهْنَا} بِخَفَّانَ نَاقَتِي ... وأَيْنَ الهَوَى مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ)
وأَنْشَدَ غيرُهُ لِلأَعْشَى:
(ومَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ ... أَبو أَشْبلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا) من المَجَازِ: {خَفَّتِ الأُتُنُ لِعَيْرِهَا: إِذا أَطَاعَتْهُ، وَمِنْه قَوْلُ الرَّاعِي:
(نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... } فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ)
وَقد تَقَدَّم فِي) خَ ذ ف (. وَفِي الــأَسَاسِ: خَفَّتِ الأُنْثَى للفَحْلِ: ذَلَّتْ لَهُ، وانْقَادَتْ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَفَّتِ الضَّبُعُ، {تَخِفُّ،} خَفّاً، بِالفَتْحِ: إِذا صَاحَتْ، هَكَذَا فِي نَصِّ الجَمْهَرَةِ، وذِكْرُ الفَتْحِ فِي كَلامِ المُصَنِّفِ مُسْتَدْرَكٌ. مِن المَجَازِ: {خَفَّ الْقَوْمُ عَن وَطَنِهِم،} خُفُوفاً: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ، وَقيل: ارْتَحَلُوا عَنهُ، فَلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ، قَالَ الأَعْشَى:
(خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا ... وأَزْعَجَتْهُم نَوىً فِي صَرْفِهَا غِيَرُ)
وَقيل: {خَفُّوا خُفُوفاً: إِذَا قَلُّوا،} وخَفَّتْ زَحْمَتُهم. (و) {الخَفُّوفُ، كَتَنُّورٍ: الضَّبُعُ عَن ابنِ عَبَّادٍ. (و) } الخَفِيفُ، كَأَمِيرٍ: مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيّاً على فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِلُن، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ، فَاعِلاَتُنْ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، والتَّكْمِلَةِ سِتَّ مَرَّاتٍ، سُمِّيَ بذلك {لِخِفَّتِهِ. وامْرَأَةٌ} خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ، أَي: كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا. {والْخُفْخُوفُ، بِالْضَّمِّ: طَائِرٌ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، عَن أَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه، وَقَالَ المُفَضَّلُ: هُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ، ويُقَال لَهُ: المِيسَاقُ. وضِبْعَانٌ} خَفَاخِفُ: كَثِيرُو الصَّوْتِ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، بفَتْحِ خاءِ خَفاخِف، وكَثيرُو، علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ، وَهُوَ غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ، والصَّوَابُ: {خُفَاخِفُ، كعُلاَبِطٍ، وكَثِيرُ الصَّوتِ، بالإِفْرَادِ، وضِبْعَانٌ، بالكَسْرِ للذَّكَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَيضاً. مِن المَجَازِ:} أَخَفَّ الرَّجُلُ: إِذا {خَفَّتْ حَالُهُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ زَادَ غَيرُه: ورَقَّتْ، وَكَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ فِي سَفَرِهِ أَو حَضَرِه، فَهُوَ} مُخِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخِفٌّ، وَمِنْه الحديثُ: نَجَا {الْمُخِفُّونَ، أَي: مِن أَسْبَابِ الدُّنْيَا وعُلَقِهَا، وَعَن مالِكِ بنِ دِينَارٍ، أَنَّه وَقَعَ)
الحَرِيقُ فِي دَارٍ كَانَ فِيهَا، فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ، وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ، ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ، وقالَ: فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ، ويُقَالُ: أَقْبَلَ فُلانٌ} مُخِفّاً. (و) {أَخَفَّ الْقَوْمُ: صَارَتْ لَهُمْ دّوَابٌّ} خِفَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ، أَخَفَّ فُلاناً: إِذا أَغْضَبَهُ، وأَزَالَ حِلْمَهُ، وحَمَلَهُ عَلَى {الْخِفَّةِ والطَيْشِ، وبَيْنَ حِلْمِه وحَملَهُ جِنَاس القَلْبِ، وَمِنْه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: لَا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لَا} - يُخِفُّنِي. {والتَّخْفِيفُ: ضِدُّ التَّثْقِيلِ، وَمِنْه قَولَهُ تعالَى: ذلِكَ} تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ. وَمِنْه الحديثُ: كَانَ إِذا بَعَثَ الخُرَّاصَ، قَالَ: {خَفِّفُوا الخَرْصَ، فَإِنَّ فِي الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ، أَي: لَا تَسْتَقْصُوا عَلَيْهِم فِيهِ، فإِنَّهم يُطْعِمُون مِنْهَا، ويُوصُون. وَفِي حديثِ عَطَاءٍ: خَفِّفُوا علَى الأَرْضِ ويُرْوَى:} خِفُّوا، وَقد تقدَّم قَرِيباً، أَي: لَا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم فِي السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً، فيُؤَثِّرَ فِي جِبَاهِكُمْ. {والْخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الضِّبَاعِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقد} خَفْخَفَ الضَّبُعُ، قيل:! الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الْكِلاَبِ عِنْدَ الأَكْلِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ زَادَ غيرُهُ: أَو الفَرْوِ الجَدِيْدِ إِذا لُبِسَ. {واسْتَخَفَّهُ: ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ، أَي: رَآهُ} خَفِيفاً، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {تَسْتَخِفُّونَهَا يَوُمَ ظَعْنِكُمْ أَي} يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: {اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى} فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك.
اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجهْلِ، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك. اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ، {والْخِفَّةِ، وأَزَالَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِن الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ: اسْتَفَرَّه عِن رَأْيِهِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. وأَمَّاقولُه تعالَى: وَلاَ} يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ فَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ، وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّك، وَمِنْه: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ، أَي: حَمَلَهُمْ علَى} الخِفَّةِ والجَهْلِ. {والتَّخَافُّ: ضِدُّ التَّثَاقُلِ، وَمِنْه حديثُ مُجَاهِدٍ، وَقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ: إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ فِي جَبْهَتِي، فَقَالَ: إِذَا سَجَدْتَ} فَتَخَافَّ أَي: ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً {خَفِيفاً، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: فَتَجَافَ، بالجِيمِ، والمَحْفُوطُ عِنْدِي بالخَاءِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} خَفَّ المَطَرُ: نَقَصَ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(فَتَمَطِّي زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مِن رَبِيعٍ كُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ)
{واسْتَخَفَّ فُلانٌ بحَقِّي: إِذا اسْتَهان بِهِ، وَكَذَا:} اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ والطَّرَبُ: خَفَّ لَهما فاسْتَطار، وَلم يَثْبُتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واسْتَخَفَّهُ: طَلَبَ} خِفَّتَهُ. واسْتَخَفهُ: اسْتَجْهَلَهُ، فحَمَلَهُ علَى اتِّبَاعِهِ فِي غَيِّهِ.)
{وتَخَفَّفَ مِنْهُ: طلب مِنْهُ} الخِفَّةَ. {وخَفَّ فُلانٌ لِفُلانٍ: إِذا أَطَاعَهُ وانْقَادَ لَهُ. وخَفَّ فِي عَمَلِهِ، وخِدْمَتِه كَذَلِك، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه: غُلامٌ} خِفٌّ: أَي جَلْدٌ، وَقد ذُكِرَ شاهِدُه. وخَفَّ فُلانٌ علَى المَلِكِ: قَبِلَهُ، وأَنِسَ بِهِ. والنُّونُ الخَفِيفَةُ: خِلاَفُ الثَّقِيلَةِ، ويُكْنَى بذلك عنن التَّنْوِينِ أَيضاً، ويُقَال: {الْخَفِيَّةُ. ورَجُلٌ} خَفِيفُ ذاتِ الْيَدِ: أَي: فَقِيرٌ، ويَجْمَعُ {الخَفِيفُ علَى} أَخْفَافٍ، {وخِفَافٍ، وأَخِفَّاءَ، وبكُلِّ ذَلِك رُوِيَ الحديثُ: خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ} وأَخْفَافُهُم حُسَّراً. وخَفَّ المِيزَانُ: شَالَ. {وخِفَّةُ الرَّجُلِ: طَيْشُه.} والخُفُوفُ، بالضَّمِ: سُرْعَةُ السَّيْرِ من المَنْزِلِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: قد كَانَ مِنِّي {خُفُوفٌ أَي: عَجَلَةٌ، وسُرْعَةُ سَيْرٍ. ونَعَامَةٌ} خَفَّانَةٌ: سَرِيعَةٌ، قَالَهُ اللُّيْثُ، ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والمُحِيطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَةِ. وَهُوَ خَفِيفُ العَارِضَيْنِ. {وخَفِيفُ الرُّوحِ: ظَرِيفٌ. وخَفِيفُ القَلْبِ: ذَكِيٌّ. ويُقَال: مَالَهُ} خُفٌّ، وَلَا حَافِرٌ، وَلَا ظِلْفٌ، وَكَذَا الحدِيثُ: لاَ سَبْقَ إلاَّ فِي خُفٍّ، أَو حَافِرٍ، أَو نَصْلٍ، وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ. ويُقَال: جاءَتِ الإِبِلُ علَى خُفٍّ واحدٍ: إِذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً، كأَنَّهَا قِطَارٌ، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه على ذَنَبِ صاحِبِه مَقْطُورَةً كانتْ أَو غيرَ مَقْطُورةٍ، كَذَا فِي اللِّسَانِ، والــأَسَاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ. {وأَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ: ذكَرَ قَبِيحَه، وَعابَهُ.
} والخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الحُبَارَى، والخِنْزِيرِ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَلَا تكونُ {الخَفْخَفَةُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَةِ.
والخَفْخَفَة أَيضاً: صَوْتَ القِرْطَاسِ إِذا حَرَّكْتَه وقَلَبْتَه.} والخَفَّانُ: الكِبْرِيتُ، نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والمُبَارَكُ بنُ كاملٍ {الخَفَّافُ: مُحَدِّثُ. وأَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ} الخَفيفِ الشِّيرَازِيُّ، شيخُ الشُّيوخِ، مَشْهُورٌ. وكزُبَيْرٍ: {الخُفَيْفُ بنُ مَسْعُودِ بن جَارِيةَ بنِ مَعْقِلٍ، أَحَدَ فُرْسَانِ الجاهليَّةِ، وهوأَبو الأُقَيْشِر، الَّذِي تقدّم ذِكْرُه فِي ق ش ر. وَبَنُو} خُفَافٍ، كغُرَابٍ: بَطْنٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، مِنْهُم الضَّحَّاكُ بنُ شَيْبَانَ {الخُفافِيُّ، ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ. وبالفَتْحِ والتَّثْقِيلِ: أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ} الخَفَّافِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، عَن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، ذكَره ابنُ السَّمْعَانِيِّ.! والخُفُّ، بالضَّمِّ: لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ يَزِيدَ بنِ خَلَف، مَوْلَى بَنِي رُمَيْلَةَ، من تُجِيبَ، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وابْنُه عبدُ الوَهَّابِ، المُحَدِّثُ بدَمِيرَةَ بعدَ سنةِ سبعين وَمِائَتَيْنِ، تقدَّم ذِكْرُه.

قذذ

(قذذ) : قَذَّه: طَرَدَه طرْداً شَديداً.
(قذذ) الشَّيْء سواهُ وَحسنه وَيُقَال قذذ شعره قصه
[قذذ] نه: فيه: فنظر في "قذذه" أفلا يرى شيئًا، هو ريش السهم، جمع قذة. ومنه ح: لتركبن سنن من قبلكم حذو "القذة بالقذة"، أي كما تقدر كل واحدة منها على قدر صاحبتها وتقطع، يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
ك: القذذ بضم قاف وفتح معجمه أولي.
[قذذ] القذَذُ: ريش السهم، الواحدة قُذَّةٌ. والقُذَّةُ أيضاً: البُرغوثُ . والقِذانُ: البراغيث. والقذتان: جانباء الحياء. وقذذت الريشَ: قطعت أطرافها. وأُذُنٌ مَقْذوذَةٌ: كأنها بريت بريا. والقذاذات: ما سقط من قَذِّ الريش. وقَذَذْتُ السهمَ قَذًّا: جعلتُ له القُذَذَ. والأقَذُّ: السهم الذي لا ريش له، والجمع قُذٌّ، وجمع القُذِّ قذاذ. قال الراجز:

من يثر بيات قِذاذٍ خُشْنِ * قال يعقوب: يقال للرجل إذا كان مخفَّف الهيئةِ، والمرأة التي ليست بطويلة: رجلٌ مُقَذَّذٌ ورجلٌ مَزَلَّمٌ، وامرأةٌ مُقَذَّذَةٌ وامرأة مزلمة. والمقذ، بالفتح: ما بين الاذنين من خلف. يقال: رجل مُقَذَّذُ الشعرِ، إذا كان مُزَيَّناً.
ق ذ ذ

قذّ الريش بالمقذّ: حذف أطرافه، ومنه: القذّة: الريشة المقذوذة؛ يقال: " حذو القذة بالقذة ". والزق القذذ بالسهم، وسهم مقذوذ: مريشٌ، وقذّه السهام يقذّه: راشه، وسهم أقذ: لا قذذ عليه. وفي مثل " ما تركت له أقذّ ولا مريشاً " ورجل مقذذ الشعر: مقصص حوالي قصاصه كله. وبلد كثير القذّان وهي البراغيث، الواحد: قذذ. قال:

أسهر ليلي قذذٌ أسك ... فبت ليلي كله أحك

أحكّ حتى مرفقي منفكّ

ومن المجاز: فرس مؤلل القذتين إذا كان حديد الأذنين، كما قال:

كأن آذانها أطراف أقلام

وله أذنان مقذوذتان: خلقتا على مثال قذذ السهم. قال رؤبة:

مقذوذة الآذان صدقات الحدق

ومنه: رجل مقذّذ: مزيّن نظيف الثوب. وإنه للئيم المقذّين وهما ما خلف الأذنين. قال:

ينحط من ذفراه ثمل الفلفل ... على مقذّى خضلٍ مؤللٍ

وقال:

بت ألوّي موهناً ذراعيه ... حتى دخلت معه في برديه

ينضح ريح المسك من مقذيه

وقال:

صاحب طلح وسيالٍ وسلم ... علىمقذيه أنافيض البرم

أي ما انتفض منه. وقال:

لو ما أبو الدهماء لم ترو النّعم ... منخرق المدرع ذو لحم زيم

ساقٍ إذا ماء مقذيّه سجم

وقيل: المقذّ: مغرز الرأس في العنق، وحقيقة المقذّ: المقطع فإما أن يكون منتهى شعر الرأس عند القفا أو منتهى الرأس وهو المغرز.
(ق ذ ذ) و (ق ذ ق ذ)

القذة: ريش السهْم، وَجَمعهَا: قذذ، وقذاذ.

وقذذت السهْم أقذه قذاًّ، وأقذذته: جعلت عَلَيْهِ القذذ.

وَسَهْم أقذ: عَلَيْهِ القذذ. وَقيل: هُوَ المستوى الْبري الَّذِي لَا زيغ فِيهِ وَلَا ميل. وَقَالَ اللحياني: الأقذ: السهْم حِين يبري قبل أَن يراش.

والأقذ، أَيْضا: الَّذِي لَا ريش عَلَيْهِ.

وَمَا لَهُ أقذ وَلَا مريش: أَي مَا لَهُ شَيْء.

وَمَا اصبت مِنْهُ أقذ وَلَا مريشا: أَي لم أصب مِنْهُ شَيْئا.

وقذ الريش: قطع اطرافه، وحذفه على نَحْو الحذو والتدوير والتسوية.

والمقذ، والمقذة: مَا قذ بِهِ كالسكين وَنَحْوه.

والقذاذة: مَا قذ مِنْهُ. وَقيل: القذاذة من كل شَيْء: مَا قطع مِنْهُ.

وَإِن لي قذاذات وحذاذات. فالقذاذات: الْقطع من أَطْرَاف الذَّهَب، والحذاذات: الْقطع من الْفضة.

وَرجل مقذذ: مقصص شعره حوالي قصاصة.

وَرجل مقذذ، ومقذوذ: مزين.

وَقيل: كل مَا زين فقد قذذ.

والمقذذ من الرِّجَال: المزلم الْخَفِيف الْهَيْئَة، وَكَذَلِكَ: الْمَرْأَة إِذا لم تكن بالطويلة.

وَإِذن مقذذة، ومقذوذة: مُدَوَّرَة.

وكل مَا سوى وألطف: فقد قذ.

والقذتان: الاذنان من الْإِنْسَان وَالْفرس.

وقذتا الْحيَاء: جانباه اللَّذَان يُقَال لَهما: الإسكتان.

والمقذ: أصل الْأذن.

والمقذ: مَا بَين الاذنين من خلف. وَلَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مقذ وَاحِد، وَلَكنهُمْ ثنوا على نَحْو تثنيتهم: رامتين وصاحتين.

والمقذ: مُنْتَهى منبت الشّعْر من مُؤخر الرَّأْس. وقيلك هُوَ مجز الجلم من مُؤخر الرَّأْس.

والقذة: كلمة يَقُولهَا صبيان الْأَعْرَاب، يُقَال: لعبنا شعارير قُذَّة.

وتقذذ الْقَوْم: تفَرقُوا.

والقذان: المتفرق.

وذهبوا شعارير نقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. والقذان: البراغيث واحدتها: قُذَّة وقذذ.

والقذ: الرَّمْي بِالْحِجَارَةِ، وَبِكُل شَيْء غليظ، قذذت بِهِ اقذ بِهِ اقذ قذا وَمَا يدع شاذا وَلَا قاذا، وَذَلِكَ فِي الْقِتَال إِذا كَانَ شجاعا لَا يلقاه أحد إِلَّا قَتله.

والتقذقذ: كوب الرجل رَأسه.

قذذ: القُذَّةُ: ريشُ السهم، وجمعها قُذَذٌ وقِذَاذ. وقَذَذْتُ السهم

أَقُذُّه قذّاً وأَقذذته: جعلت عليه القُذَذ؛ وللسهم ثلاث فُذَذ وهي آذانه؛

وأَنشد:

ما ذو ثلاث آذان

يسبق الخيل بالردَيان

(* قوله «ما ذو ثلاث إلخ» كذا بالأصل وليس بمستقيم الوزن).

وسهم أَقذُّ: عليه القُذَذُ، وقيل: هو المستوي البَرْي الذي لا زيغ فيه

ولا ميل. وقال اللحياني: الأَقَذُّ السهم حين يُبْرى قبل أَن يُرَاشَ،

والجمع قُذٌّ وجمع القُذِّ قِذاذٌ؛ قال الراجز:

مِن يَثْرِبيَّات قِذاذٍ خُشُن

والأَقَذُّ أَيضاً: الذي لا ريش عليه. وما لَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ أَي

ما له شيء؛ وقال اللحياني: ما لَهُ مالٌ ولا قَوْمٌ. والأَقَذُّ: السهم

الذي قد تمرَّطَتْ قُذَذُه وهي آذانه، وكل أُذن قُذَّةٌ. ويقال: ما أَصبت

منه أَقَذَّ ولا مريشاً، بالقاف، أَي لم أُصب منه شيئاً؛ فالمريش: السهم

الذي عليه ريش. والأَقذ: الذي لا ريش عليه. وفي التهذيب: الأَقذ السهم

الذي لم يُرش. ويقال: سهم أَفْوَقُ إِذا لم يكن له فُوقٌ فهذا والأَقذ من

المقلوب لأَن القُذَّةَ الريش كما يقال للملسوع سليم. وروى ابن هانئ عن

أَبي مالك: ما أَصبت منه أَفذَّ ولا مريشاً، بالفاء، من الفَذِّ الفَرْدِ.

وقَذُّ الرِّيش: قطعُ أَطرافه وحَذْفُه على نحو الحذو والتدوير

والتسوية، والقَذُّ: قطع أَطراف الريش على مثال الحذو والتحريف، وكذلك كل قطع

كنحو قُذَّةِ الريش.

والقُذاذاتُ: ما سقط من قَذِّ الريش ونحوه. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، قال: أَنتم، يعني أُمته، أَشبه الأُمم ببني إِسرائيل تتبعون

آثارهم حُِذْوَ القُذَّة بالقُذَّة؛ يعني كما تقدّر كل واحدة منهن على

صاحبتها وتقطع. وفي حديث آخر: لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة

بالقُذَّة؛ قال ابن الأَثير: يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد

تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة.

والمِقَذُّ والمِقَذَّةُ، بكسر الميم: ما قُذُّ به الريش كالسكين ونحوه،

والقُذَاذَةُ ما قُذَّ منه؛ وقيل: القُذاذَةُ من كل شيء ما قطع منه؛

وإِن لي قُذاذاتٍ وخُذاذاتٍ؛ فالقُذاذات القطع الصغار تقطع من أَطراف الذهب،

والحذاذات القِطَع من الفضة.

ورجل مُقَذَّذُ الشعر ومقذوذ: مُزَيَّنٌ. وقيل: كل ما زين، فقد قُذِّذ

تقذيذاً. ورجل مقذوذ: مقصص شعره حوالي قُصاصه كله. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، حين ذكر الخوارج فقال: يمرقون من الدين كما يمرُقُ

السهمُ من الرَّمِيَّةِ، ثم نظر في قُذَذِ سهمه فتمارى أَيَرى شيئاً أم

لا. قال أَبو عبيد: القُذَذُ ريش السهم، كل واحدة منها قُذَّة؛ أَراد أَنه

أَنْفَذَ سهمه في الرميّة حتى خرج منها ولم يعلق من دمها بشيء لسرعة

مروقه. والمُقَذَّذُ من الرجال: المُزَلَّم الخفيف الهيئة، وكذلك المرأَة

إِذا لم تكن بالطويلة، وامرأَة مُقَذَّذَة وامرأَة مُزَلَّمَةٌ. ورجل

مِقَذَّذٌ إِذا كان ثوبه نظيفاً يشبه بعضه بعضاً كل شيء منه حسن. وأُذُنٌ

مُقَذَّذَةٌ ومقذوذة: مدوَّرة كأَنها بُرِيَتْ بَرْياً. وكل ما سوِّي

وأُلْطِفَ، فقذ قُذَّ. والقُذَّتان: الأُذنان من الإِنسان والفرس. وقُذَّتا

الحياء: جانباه اللذان يقال لهما الإِسْكَتَان. والمَقَذُّ: أَصل الأُذن،

والمقَذُّ، بالفتح: ما بين الأُذنين من خلف. يقال: إِنه للئيم المَقَذَّين

إِذا كان هَجِينَ ذلك الموضع. ويقال: إِنه لَحَسَنُ المقذَّينِ، وليس

للإِنسان إِلا مَقَذٌّ واحد، ولكنهم ثنوا على نحو تثنيتهم رَامَتَين

وصاحَتَينِ، وهو القُصاص أَيضاً. والمَقَذُّ: منتهى مَنْبت الشعر من مؤَخر

الرأْس، وقيل: هو مَجَزُّ الجَلَمِ من مؤَخر الرأْس؛ تقول: هو مقذوذ القفا.

ورجل مُقَذَّذ الشعر إِذا كان مزيناً. والمَقَذُّ: مَقصُّ شعرك من خلفك

وأَمامك؛ وقال ابن لجإٍ يصف جملاً:

كأَنَّ رُبًّا سائلاَ أَو دِبْسا،

بحيث يَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا

ويقال: قَذَّه يَقُذه إِذا ضرب مَقَذَّه في قفاه؛ وقال أَبو وجزه:

قام إِليها رجل فيه عُنُفْ،

فَقَذَّها بينَ قفاها والكَتِفْ

والقُذَّةُ: كلمة يقولها صبيان الأَعراب؛ يقال: لعبنا شعاريرَ قُذَّةَ

(* قوله «شعارير قذة إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس

شعارير قذة قذة، وقذان قذان ممنوعات اهـ. والقاف مضمومة في الكل وحذف الواو من

قذان الثانية.) وتقذذ القوم: تفرقوا. والقِذَّانُ: المتفرق. وذهبوا

شعاريرَ قَذَّان وقذَّانَ، وذهبوا شعاريرَ نَقْذَانَ وقُذَّانَ أَي متفرقين.

والقِذَّانُ: البراغيث، واحدتها قُذَّة وقُذَذٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:

أَسْهَرَ ليلي قُذَذٌ أَسَكُّ،

أَحُكُّ، حتى مرفقي مُنْفَكُّ

وقال آخر:

يؤَرقني قِذَّانُها وبَعُوضُها

والقَذُّ: الرمي بالحجارة، وبكل شيء غليظ قَذَذْتُ به أَقُذُّ قذّاٌ.

وما يدع شاذًّا ولا قاذًّا، وذلك في القتال إِذا كان شجاعاً لا يلقاه

أَحد إِلاَّ قتله.

والتقذفذ: ركوب الرجل رأْسه في الأَرض وحده أَو يقع في الركِيَّة؛ يقال:

تقذفذ في مَهْواةٍ فهلك، وتقطقط مثله. ابن الأَعرابي: تقذقذ في الجبل

إِذا صَعِدَ فيه، والله أَعلم.

قذذ
: ( {القُذَّةُ: بالضمّ: رِيشُ السَّهْمِ، ج} قُذَذٌ) {وقِذَاذٌ.} وقَذَذْت السَّهْمَ {أَقُذه} قَذًّا: رِشْتُه.
(و) القُذَّة (: البُرْغُوثُ، {كالقُذَذِ) كصُرَدٍ وَهُوَ واحِدٌ وَلَيْسَ بجمْع} قُذَّة، قَالَه الأَصمعيُّ. (ج {قِذَّانٌ، بالكَسْرِ) ، وأَنشد الأَصمعيّ:
أَسْهَرَ لَيْلِى} قُذَذٌ أَسَك
أُحُكُّ حَتَّى مِرْفَقِي مُنْفَكُّ وَقَالَ آخر:
يُؤَرِّقُني {قِذَّانُها وبَعُوضُها
وَقَالَ آخر:
يَا أَبَتَا أَرَّقَني} القِذَّانُ
فالنَّوْمُ لَا تَأْلَفُه العَيْنَانُ
(و) {القُذَّة (: جَانِبُ الحَيَاءِ) ، وهما} فُذَّتَانِ، وَيُقَال لَهما الأَسْكَتَانِ.
(و) {القُذَّة (: أُذُنُ الإِنسانِ والفَرَسِ) . وهما} قُذَّتَانِ. وَفِي الــأَساس: وَمن المَجاز: وَله أُذُنانِ {مَقْذُوذتانِ: خُلِقَتَا عَلَى مِثَال} قُذَذِ السَّهْم.
(و) {القُذَّةُ (: كَلِمةٌ يَقولها صِبيانُ الععربِ، يَقولون: لَعِبْنَا شَعارِيرَ} قُذَّةَ {قُذَّةَ،} وقُذَّانَ {قُذَّانَ. ممنوعاتٍ) من الصرْفِ، قَالَه الليثُ، ونَصُّه فِي العَيْنِ: القُذَّةُ، بالضمّ: كَلمةٌ تَقولُها صِبْيَانُ الأَعْرَابِ، يَقُولُونَ لَعِبْنَا شَعارِيرَ قُذَّةَ، قُذَّةُ لَا تُصْرَفُ انْتهى، فَلَيْسَ فِي نَصه قُذَّة إِلاّ مرّة وَاحِدَة، فتأَمَّلْ ذالك. وَفِي اللِّسَان: وذَهَبُوا شَعارِيرَ} قَذَّانَ {وقذَّانَ، وذَهَبوا شَعارِيرَ نَقْذَانع وقُذَّانَ، أَي مُتَفرِّقينَ.
(} والقَذُّ: إِلْصَاقُ {القُذَذِ بالسَّهْم،} كالإِقْذاذِ) ، قَذَذْتُ السَّهْمَ {أَقُذُّه} قَذًّا، {وأَقْذَذْتُه: جَعَلْتُ عَلَيْهِ} القُذَذَ، وللسَّهْم ثَلاَثُ {قُذَذٍ، وَهِي آذَانُ.
(و) } القَذُّ (: قَطْعُ أَطرافِ الرِّيشِ وتَحْرِيفُه عَلى نَحْوِ التَّدْوِيرِو) الحَذْوِ، و (التَّسْوِيَةُ) . وكذالك كلّ قَطْعٍ كنَحْوِ قُذَّةِ الرِّيشِ.
(و) {القَذُّ (: الرَّمْيُ بالحَجَرِ وبكلِّ) شيْءٍ (غَلِيظٍ) ،} قَذَذْتُ بِهِ {أَقُذُّ} قَذًّا.
(و) {القَذُّ (: الضرْبُ على} المَقَذِّ) ، أَي قَفَاه، قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
قَامَ إِليها رَجُلٌ فِيهِ عُنُفْ
لَهُ ذِرَاعٌ ذَاتُ نِيرَيْنِ وكَفْ {فَفذَّهَا بَيْنَ قَفَاهَا والكَتِفْ
(} والأَقَذُّ: سَهْمٌ علبه {القُذَذُ، و) قيل: هُوَ (سَهْمٌ لَا رِيشَ عَلَيْهِ) . وَفِي التَّهْذِيب:} الأَقَذُّ: السهْمُ الَّذِي لم يُرَشْ، يُقَال: سَهْمٌ أَفُوَقُ، إِذا لم يكن لَهُ فُوقٌ، فهاذا والأَقَذُّ من المَقْلُوب لأَنَّ القُذَّةَ الرِّيشُ، كَمَا يُقَال للمَلسوع سَلِيمٌ، (و) قيل: الأَقذّ: هُوَ (المُسْتَوِي البَرْيِ بِلَا زَيْغٍ) فِيهِ وَلَا مَيْلٍ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وَقَالَ اللحيانيُّ (الأَقَذُّ) السَّهْمُ حِين يُبْرَى قَبْلَ أَن يُرَاشَ، والجَمْعُ {قُذُّ، وَجمع} القُذِّ {قِذَاذٌ، قَالَ الراجزُ:
منْ يَثْرِبِيَّاتٍ قِذَاذٍ خُشْنِ
(و) م أَمثالهم ((مَالَهُ} أَقَذُّ وَلَا مَرِيشٌ)) أَي مَاله (شَيْءٌ، أَو) مالَه (مَالٌ وَلَا قَوْمٌ) ، وهاذا عَن اللِّحيانيّ، وَيُقَال: (مَا أَصَبْت مِنْهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشاً) أَي لم أُصِبْ مِنْهُ شَيْئا، وَقَالَ المَيْدَانِيُّ: أَي لم أَظفَرْ مِنه بِخَيْرٍ لَا قليلٍ وَلَا كثيرٍ، وروى ابْن هانىءِ عَن أَبي مَالك: مَا أَصبْتُ مِنْهُ أَفَذَّ وَلَا مَرِيشاً، بالفاءِ، من الفَذِّ والفَرْدِ، وَقد تقدّم. وَفِي مجمع الأَمثال: (مَا تَرَكَ الله لَهُ شُفْراً وَلَا ظُفْراً وَلَا اقذَّ وَلَا مَرِيشاً) .
( {والمِقَذُّ) ، بِالْكَسْرِ (: مَا} قُذَّ بِهِ) الرِّيش، (و) هُوَ مِثْل (السِّكِّين) ونحوِه، نَقله الصاغانيُّ، كالمِقَذَّةِ.
(و) {المَقَذُّ، (كمَرَدَ: مَا بَيْنَ الأُذَنَيْنِ مِن خَلْفٍ) ، يُقَال: إِنّه لَلئيمُ} المَقَذَّيْنِ، إِذا كَانَ هَجِينَ ذالكِ المَوْضِع، وَيُقَال: إِنه لحَسَنُ المَقَذَّيْنِ، وَلَيْسَ للإِنسانِ إِلاَّ مَقَذٌّ واحدٌ، ولاكنهم ثَنَّوْا على نَحْوِ تَثنِيَتِهِم رَامَتَيْنِ وصَاحَتَيْنِ.
(و) {المَقَذُّ: أَصْلُ الأُذنِ،} والمَقَذُّ: القُصَاصُ! والمَقَذُّ (: مُنْتَهَى مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُؤَخَّرِ الرأْسِ) ، وَقيل: هُوَ مَجَزُّ الجَلَمِ مِن مُؤَخَّرِ الرأْسِ، وَيُقَال: هُوَ {مَقْذوذُ القَفَا. وَفِي الــأَساس: وَقيل:} المَقَذُّ: مَغْرِزخ الرَّأْسِ فِي العُنقِ، وحَقِيقَةُ المَقَذِّ: المَقْطَع، فإِمّا أَن يَكون مُنْتَهَى شَعرِ (الرأْس) عِنْد القَفا أَو مُنْتَهَى الرأَسِ وَهُوَ المَغْرِزُ.
(و) المَقَذُّ (: ع) نُسِبَ إِليه الخَمحرُ، والصوابُ أَنه بِالدَّال المُهْمَلَة، وَقد تقدَّم.
( {والقُذَاذة، بالضمّ: مَا قُطِعَ من أَطْرَافِ الذَّهَب وغيرِه) ، والجُذَاذَة: مَا قُطِع من أَطرافِ الفِضَّةِ، وجَمعه} القُذَاذَاتُ والجُذَاذَاتُ، وَقيل: {القُذَاذَة من كلّ شيءٍ: مَا قُطِع مِنْهُ.
(} والمُقَذَّذُ، كمُعَظَّمٍ: المُزَيَّن، {كالمَقْذوذ) ، يُقَال: رَجُلٌ} مُقَذَّذُ الشَّعرِ {ومَقْذُوذُه، أَي مُزَيَّن، وَقيل: كلُّ مَا زُيِّن فقد} قُذِّذَ {تَقْذِيذاً.
(و) المُقَذَّذُ (: المُقَصَّصُ) الشَّعرِ حَوَالَيَ القُصَاصِ كُلِّه، ورجُلٌ مَقْذُوذٌ، مثْلُ ذالك.
(و) } المُقَذَّذ من الرِّجَال (: الرجُلُ) اتلمُزَلَّمُ (الخَفيفُ الهَيْئَةِ) ، وكذالك المرأَةُ ابذا لم تَكُنْ بالطَّوِيلَة، وامرأَةٌ مُزَلَّمَةٌ، ورجُلٌ {مُقَذَّذٌ، إِذا كَانَ ثَوْبُه نَظِيفاً يُشْبِه بعضُه بَعْضاً، كلُّ شيءٍ حَسَنٌ مِنْهُ (وكُلُّ مَا سُوِّيَ وأُلْطِفَ) فقد قُذَّ.
(و) } المُقَذَّذَةُ، (بالهَاءِ: الأُذُن المُدَوَّرَةُ) كأَنَّها بُرِيَتْ بَرْياً، ( {كالمَقْذُوذة) .
(و) عَن ابنِ الأَعرابِيّ: (} تَقَذْقَذَ فِي الجَبَلِ) . إِذا (صَعِدَ) فِيهِ، (و) قَالَ غَيره: تَقَذْقَذَ (فِي الرَّكِيَّةِ) ، إِذا (وَقَعَ فَهَلَكَ) ، وتَقَطْقَطَ مثلُه.
(و) تَقَذْقَذَ (الرجُلُ: رَكِبَ رأْسَه) فِي الأَرض وَحْدَه.
(و) يُقَال: (مَا يَدَعُ شَاذَّةً وَلَا {قَاذَّةً) وَفِي التهذيبِ: شَاذًّا وَلَا} قَاذًّا، وذالك فِي القِتَال، أَي (شُجَاعٌ يَقْتُلُ مَنْ رَآهُ) ، وعبارةُ الأَزْهَرِيّ: لَا يَلقاه أَحَدٌ إِلاَّ قَتَلَهُ. ( {والقُذَّانُ، بالضمّ: البَياضُ فِي الفَوْدَيْنِ) ، أَي جَانَبِيِ الرأْسِ، (مِن الشَّيْبِ. و) القُذَّانُ أَيضاً: البياضُ (فِي جَنَاحَي الطائرِ) ، على التشبيهِ.
(} والقُذَاذَاتُ: مَا سَقَطَ مِن {قَذِّ الرِّيِشِ ونَحْوِهِ) ، وَلَا يَخْفَى أَن هاذا مَفْهُومٌ مِن قَوْله آنِفا: مَا قُطِعَ من أَطرافِ الذَّهِبِ وغيرِه، فذِكْرُه ثَانِيًا تَطويلٌ مُخِلٌّ لقاعدتِه، كَمَا لَا يَخْفَي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(تَتبعُونَ آثارَهُمْ حَذْوَ} القُذَّةِ {بِالقُذَّةِ) ، يَعْنِي كَمَا تُقَدَّرُ كُلُّ واحِدَةٍ منهنّ على صاحِبتها وتُقْطَع، وَقَالَ ابنُ الأَثير: يُضْرَب مثلا للشيئَين يَستويانِ وَلَا يَتفاوتانِ.
} وتَقَذَّذَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا.
{والقِذَّانُ: المُتَفرِّق، وَيُقَال: إِنه} لَمقذُوذُ القَفَا.
وَعَن ابنِ دُرَيْدٍ: رجلٌ! مَقذوذٌ، إِذا كَانَ يُصْلِح نَفْسَه وَيقُوم عَلَيْهَا.

قذذ


قَذَّ(n. ac. قَذّ)
a. Cut, clipped, trimmed.
b. Feathered (arrow).
c. Struck on the back of the neck.
d. [pass.], Was trimmed, decorated.
قَذَّذَa. see I (a) (b), (d).
أَقْذَذَa. see I (a) (b).
إِقْتَذَذَ
a. [acc. & Fī], Heard from (story).
قُذَّة
(pl.
قُذَذ قِذَاْذ)
a. Feather of an arrow.
b. Ear.
c. see 11 (a)
قُذَّذ
(pl.
قِذَّاْن)
a. Flea.
b. see 17
أَقْذَذُ
(pl.
قُذّ
قِذَاْذ)
a. Feathered.
b. Featherless.

مَقْذَذa. Occiput.

مِقْذَذa. Knife; blade.

مِقْذَذَةa. see 20
قُذَاْذَة
( pl.
reg. )
a. Clipping, paring, piece.

N. P.
قَذڤذَa. Cut, clipped.
b. see
N. P.
قَذَّذَ
(a. a ).
N. P.
قَذَّذَa. Trimmed, decorated.
b. Fine, elegant.

مَالَهُ أَقَذُّ وَلَا
مَرِيْش
a. He has not anything.

كلب

كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن

يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ؟ فجاءَ الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين

أَصحابه. والكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قال ابن سيده: وقد غَلَبَ الكلبُ على هذا النوع النابح، وربما وُصِفَ به، يقال: امرأَةٌ كَلْبة؛ والجمع أَكْلُبٌ، وأَكالِبُ جمع الجمع، والكثير كِلابٌ؛ وفي الصحاح: الأَكالِبُ جمع أَكْلُبٍ. وكِلابٌ: اسمُ رجل، سمي بذلك، ثم غَلَبَ على الحيّ والقبيلة؛ قال:

وإِنّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبطُنٍ، * وأَنتَ بَريءٌ من قَبائِلها العَشْرِ

قال ابن سيده: أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ. قال سيبويه:

كِلابٌ اسم للواحد، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يعني أَنه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد، وكان جمعاً، لَقِـيلَ في الإِضافة إِليه كَلْبـيٌّ، وقالوا في جمع كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قال:

أَحَبُّ كَلْبٍ في كِلاباتِ الناسْ، * إِليَّ نَبْحاً، كَلْبُ أُمِّ العباسْ

قال سيبويه: وقالوا ثلاثةُ كلابٍ، على قولهم ثلاثةٌ من الكِلابِ؛ قال: وقد يجوز أَن يكونوا أَرادوا ثلاثة أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عن أَقلّه. والكَلِيبُ والكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَليبُ

كالعبيدِ، وهو جمع عزيز؛ وقال يصف مَفازة:

كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائها * مُكاءُ الـمُكَلِّبِ، يَدْعُو الكَلِـيبَا

والكالِبُ: كالجامِلِ والباقِر. ورجل كالِبٌ وكَلاَّبٌ: صاحبُ كِلابٍ،

مثل تامرٍ ولابِنٍ؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ:

سَدَا بيَدَيْهِ، ثم أَجَّ بسَيْرِه، * كأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكالِبِ

وقيل: سائِسُ كِلابٍ. ومُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ على الصَّيْدِ، مُعَلِّمٌ لها؛ وقد يكونُ التَّكْليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِـباعِ الطَّيْرِ. وفي التنزيل العزيز: وما عَلَّمتم من الجَوارِحِ مُكَلِّبِـين؛ فقد دخَل في هذا: الفَهْدُ، والبازي، والصَّقْرُ، والشاهينُ، وجميعُ أَنواعِ

الجَوارح.

والكَلاَّبُ: صاحبُ الكِلاب. والـمُكَلِّبُ: الذي يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ. وفي حديث الصيد: إِنَّ لي كِلاباً مُكَلَّبةً، فأَفْتِني في صَيدها. الـمُكَلَّبةُ: الـمُسَلَّطة على الصيد، الـمُعَوَّدة بالاصطياد، التي قد ضَرِيَتْ به. والـمُكَلِّبُ، بالكسر: صاحِـبُها، والذي يصطادُ بها. وذو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمي بذلك لأَنه كان له كلب لا يُفارقه. والكَلْبةُ: أُنْثى الكِلابِ، وجمعها كَلْباتٌ، ولا تُكَسَّرُ.

وفي المثل: الكِلابُ على البقر، تَرْفَعُها وتَنْصِـبُها أَي أَرسِلْها

على بَقَر الوَحْش؛ ومعناه: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه.

وأُمُّ كَلْبةَ: الـحُمَّى، أُضِـيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ.

وأَرض مَكْلَبة: كثيرةُ الكِلابِ.

وكَلِبَ الكَلْبُ، واسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ الناس.

وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً، فهو كَلِبٌ: أَكَلَ لَـحْمَ الإِنسان، فأَخذه لذلك

سُعارٌ وداءٌ شِـبْهُ الجُنون.

وقيل: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ وفي الصحاح: الكَلَبُ شبيهٌ

بالجُنُونِ، ولم يَخُصَّ الكِلاب.

الليث: الكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكْلَبُ في أَكْلِ لُحومِ الناس، فيَـأْخُذُه شِـبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَر إِنساناً، كَلِبَ الـمَعْقُورُ، وأَصابه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْبِ، ويُمَزِّقُ ثيابَه عن نفسه، ويَعْقِرُ من أَصاب، ثم يصير أَمْرُه إِلى أَن يأْخذه العُطاشُ، فيموتَ من شِدَّةِ العَطَش، ولا يَشْرَبُ. والكَلَبُ: صِـياحُ الذي قد عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ. قال: وقال الـمُفَضَّل أَصْلُ هذا أَنَّ داءً يقع على الزرع، فلا يَنْحَلُّ حتى تَطْلُع عليه الشمسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ قبل ذلك مات. قال: ومنه ما رُوي عن النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، أَنه نَهَى عن سَوْم الليل أَي عن رَعْيِه، وربما نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ من ذلك الزرع، قبل طلوع الشمس، فإِذا أَكله مات، فيأْتي كَلْبٌ فيأْكلُ من لحمه، فيَكْلَبُ، فإِنْ عَضَّ إِنساناً، كَلِبَ الـمَعْضُوضُ، فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه. وفي الحديث: سَيَخْرُجُ في أُمَّتي أَقوامٌ تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ، كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبه؛ الكَلَبُ، بالتحريك: داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان، مِن عَضَّ الكَلْب الكَلِب، فيُصيبُه شِبْهُ الجُنُونِ، فلا يَعَضُّ أَحَداً إِلا كَلِبَ، ويَعْرِضُ له أَعْراضٌ رَديئَة، ويَمْتَنِـعُ من شُرْب الماءِ حتى يموت عَطَشاً؛ وأَجمعت العربُ على أَن دَواءَه قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِكٍ يُخْلَطُ بماءٍ فيُسْقاه؛ يقال منه: كَلِبَ الرجلُ كَلَباً: عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ، فأَصابه مثلُ ذلك. ورَجُلٌ كَلِبٌ مِن رجالٍ كَلِـبِـينَ، وكَلِـيبٌ من قَوْم كَلْبَـى؛وقولُ الكُمَيْت:

أَحْلامُكُمْ، لِسَقَامِ الجَهْل، شَافِـيَةٌ، * كما دِماؤُكُمُ يُشْفَى بها الكَلَبُ

قال اللحياني: إِن الرجلَ الكَلِبَ يَعضُّ إِنساناً، فيأْتون رجلاً

شريفاً، فيَقْطُرُ لهم من دَمِ أُصْبُعِه، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبرأُ.

والكَلابُ: ذَهابُ العَقْلِ (1)

(1 قوله «والكلاب ذهاب العقل» بوزن سحاب وقد كلب كعني كما في القاموس.) من الكَلَب، وقد كُلِبَ. وكَلِـبَتِ الإِبلُ كَلَباً: أَصابَها مثلُ الجُنون الذي يَحْدُثُ عن الكَلَب. وأَكْلَبَ القومُ: كَلِـبَتْ إِبلُهم؛ قال النابغة الجَعْدِيُّ:

وقَوْمٍ يَهِـينُونَ أَعْراضَهُمْ، * كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ الـمُكْلِبِ

والكَلَبُ: العَطَشُ، وهو من ذلك، لأَن صاحب الكَلَبِ يَعْطَشُ، فإِذا

رأَى الماءَ فَزِعَ منه. وكَلِبَ عليه كَلَباً: غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ

الكَلِبَ. وكَلِبَ: سَفِهَ فأَشبه الكَلِبَ. ودَفَعْتُ عنك كَلَبَ فلان أَي شَرَّه وأَذاه. وكَلَبَ الرجل يَكْلِبُ، واسْتَكْلَبَ إِذا كان في قَفْرٍ، (2)

(2 قوله «وكلب الرجل إذا كان في قفر إلخ» من باب ضرب كما في القاموس.)

فيَنْبَحُ لتسمعه الكِلابُ فتَنْبَحَ فيَسْتَدِلُّ بها؛ قال:

ونَبْحُ الكِلابِ لـمُسْتَكْلِبٍ

والكَلْبُ: ضَرْبٌ من السَّمَك، على شَكْلِ الكَلْبِ. والكَلْبُ من النجوم: بحِذاءِ الدَّلْو من أَسْفَلَ، وعلى طريقته نجمٌ آخر يقال له الراعي.

والكَلْبانِ: نجمان صغيران كالـمُلْتَزِقَيْن بين الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ.وكِلابُ الشتاءِ: نُجومٌ، أَوَّلَه، وهي: الذراعُ والنَّثْرَةُ

والطَّرْفُ والجَبْهة؛ وكُلُّ هذه النجومِ، إِنما سميت بذلك على التشبيه بالكِلابِ.

وكَلْبُ الفرس: الخَطُّ الذي في وَسَطِ ظَهْرِه،

تقول: اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسه. ودَهْرٌ كَلِبٌ: مُلِـحٌّ على أَهله بما يَسُوءُهم، مُشْتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قال الشاعر:

ما لي أَرى الناسَ، لا أَبَ لَـهُمُ! * قَدْ أَكَلُوا لَـحْمَ نابِـحٍ كَلِبِ

وكُلْبَةُ الزَّمان: شِدَّةُ حاله وضِـيقُه، من ذلك. والكُلْبةُ، مِثلُ

الجُلْبةِ. والكُلْبة: شِدَّةُ البرْد، وفي المحكم شِدَّةُ الشتاءِ،

وجَهْدُه، منه أَيضاً؛ أَنشد يعقوب:

أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ، وكانَتْ * قد أَقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ

وكذلك الكَلَبُ، بالتحريك، وقد كَلِبَ الشتاءُ، بالكسر. والكَلَبُ:

أَنْفُ الشِّتاءِ وحِدَّتُه؛ وبَقِـيَتْ علينا كُلْبةٌ من الشتاءِ؛ وكَلَبةٌ

أَي بَقِـيَّةُ شِدَّةٍ، وهو من ذلك. وقال أَبو حنيفة: الكُلْبةُ كُلُّ

شِدَّةٍ من قِبَلِ القَحْط والسُّلْطان وغيره. وهو في كُلْبة من العَيْش

أَي ضِـيقٍ. وقال النَّضْرُ: الناسُ في كُلْبةٍ أَي في قَحْطٍ وشِدَّة من

الزمان. أَبو زيد: كُلْبةُ الشِّتَاءِ وهُلْبَتُه: شِدَّتُه. وقال الكسائي: أَصابتهم كُلْبةٌ من الزمان، في شِدَّةِ حالهم، وعَيْشِهم، وهُلْبةٌ

من الزمان؛ قال: ويقال هُلْبة وجُلْبة من الـحَرِّ والقُرِّ. وعامٌ كلِبٌ:

جَدْبٌ، وكُلُّه من الكَلَب.

والـمُكالَبةُ: الـمُشارَّة وكذلك التَّكَالُبُ؛ يقال: هم يَتَكَالبُونَ على كذا أَي يَتَواثَبُون عليه.

وكالَبَ الرجلَ مُكالَبةً وكِلاباً: ضايَقَه كمُضايَقَة الكِلاب بَعْضِها بَعْضاً، عند الـمُهارشة؛ وقولُ تَـأَبـَّطَ شَرّاً:

إِذا الـحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِـيبَ، فَوَلِّها * كَلِـيبَكَ واعْلَم أَنها سَوْفَ تَنْجَلِـي

قيل في تفسيره قولان: أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِـيب الـمُكالِبَ الذي

تَقَدَّم، والقولُ الآخرُ أَن الكَلِـيبَ مصدر كَلِـبَتِ الـحَرْبُ،والأَوَّل أَقْوَى.

وكَلِبَ على الشيءِ كَلَباً: حَرَصَ عليه حِرْصَ الكَلْبِ، واشْتَدَّ

حِرْصُه. وقال الـحَسَنُ: إِنَّ الدنيا لما فُتِحَتْ على أَهلها، كَلِـبُوا

عليها أَشَدَّ الكَلَبِ، وعَدَا بعضُهم على بعض بالسَّيْفِ؛ وفي

النهاية: كَلِـبُوا عليها أَسْوَأَ الكَلَبِ، وأَنْتَ تَجَشَّـأُ من الشِّبَع

بَشَماً، وجارُك قد دَمِـيَ فُوه من الجوع كَلَباً أَي حِرصاً على شيءٍ يُصِـيبه. وفي حديث عليّ، كَتَبَ إِلى ابن عباس حين أَخَذَ من مال البَصْرَة: فلما رأَيتَ الزمانَ على ابن عمك قد كَلِبَ، والعدوّ قد حَرِبَ؛ كَلِبَ أَي اشْتَدَّ. يقال: كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله إِذا أَلَحَّ عليهم، واشْتَدَّ.

وتَكالَبَ الناسُ على الأَمر: حَرَصُوا عليه حتى كأَنهم كِلابٌ.

والـمُكالِبُ: الجَرِيءُ، يَمانية؛ وذلك لأَنه يُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لما تَطْمَعُ فيه. وكَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ ورَقُه، فَعَلِقَ كَعَلَقِ

الكِلابِ. والكَلْبَةُ والكَلِبَةُ من الشِّرْسِ: وهو صغار شجر الشَّوْكِ،

وهي تُشْبِه الشُّكَاعَى، وهي من الذكور، وقيل: هي شَجَرة شاكَةٌ من العِضاهِ، لها جِراءٌ، وكل ذلك تَشْبِـيهٌ بالكَلْب. وقد كَلِـبَتْ إِذا

انْجَرَدَ ورَقُها، واقْشَعَرَّتْ، فَعَلِقَت الثيابَ وآذَتْ مَن مَرَّ بها،

كما يَفْعَلُ الكَلْبُ. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو الدُّقَيْش كَلِبَ الشجرُ، فهو كَلِبٌ إِذا لم يَجِدْ رِيَّهُ، فَخَشُنَ من غير أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه، فعَلِقَ

ثَوْبَ مَن مَرَّ به كالكَلْب.

وأَرض كَلِـبةٌ إِذا لم يَجِدْ نباتُها رِيّاً، فَيَبِسَ. وأَرضٌ كَلِـبَةُ الشَّجر إِذا لم يُصِـبْها الربيعُ. أَبو خَيْرة: أَرضٌ كَلِـبةٌ أَي غَلِـيظةٌ قُفٌّ، لا يكون فيها شجر ولا كَـلأٌ، ولا تكونُ جَبَلاً، وقال أَبو الدُّقَيْشِ: أَرضٌ كَلِـبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ، لم يُصِـبْها الربيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ. والكَلِـبةُ من الشجر أَيضاً: الشَّوْكةُ العارِيةُ من الأَغْصان، وذلك لتعلقها بمن يَمُرُّ بها، كما تَفْعل الكِلابُ. ويقال للشجرة العارِدة الأَغْصانِ (1)

(1 قوله «العاردة الأغصان» كذا بالأصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء، والذي في التكملة: العارية بالمثناة التحتية بعد الراء.) والشَّوْكِ اليابسِ الـمُقْشَعِرَّةِ: كَلِـبةٌ.

وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِـيعانِ وبلاد نَجْدٍ، يقال لها ذلك إِذا يَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الـحَيوانيِّ، وما دامتْ خَضْراء، فهي الكَفْنةُ. وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرض وجبالها، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بذلك لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كالكلب إِذا أَصابه الـمَطَرُ.

والكَلُّوبُ: الـمِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلالِـيبُ، ويسمى الـمِهْمازُ، وهو الـحَديدةُ التي على خُفِّ الرَّائِضِ، كُلاَّباً؛ قال جَنْدَلُ بن الراعي يَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ وقيل هو لأَبيه الراعي:

خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِـبُه، * كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ

وكَلَبه: ضَرَبه بالكُلاَّبِ؛ قال الكُمَيْتُ:

ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ، كأَنه * على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ

والكُلاَّبُ والكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله، هذه عن اللحياني. والكَلُّوبُ والكُلاَّبُ: حديدةٌ معطوفة، كالخُطَّافِ. التهذيب: الكُلاَّبُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ في رأْسها عُقَّافَةٌ منها، أَو من حديدٍ. فأَمـَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ التي تكون مع الـحَدَّادين. وفي حديث الرؤيا: وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدٍ؛ الكَلُّوبُ، بالتشديد: حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس. وكَلاليب البازي: مَخالِـبُه، كلُّ ذلك على التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ. وكلاليبُ الشجر: شَوْكُه كذلك.

وكالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِـيبَ الشجر، وقد تكون الـمُكالَبةُ

ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ، وهو منه؛ قال:

إِذا لم يكن إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ * مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ الـمُكالَب

والكلْبُ: الشَّعِـيرةُ. والكلْبُ: الـمِسْمارُ الذي في قائم السيف،

وفيه الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بها؛ وقيل كَلْبُ السيف: ذُؤَابتُه. وفي حديث

أُحُدٍ: أَنَّ فَرَساً ذبَّ بذَنبه، فأَصابَ كُلاَّبَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّه.

الكُلاَّبُ والكَلْبُ: الـحَلْقَةُ أَو الـمِسمار الذي يكون في قائم السيف، تكون فيه عِلاقَتُه. والكَلْبُ: حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ في طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فيها الـمَزادُ والأَداوَى؛ قال يصف سِقاء:

وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِـيفٍ، رَمَتْ به، * على الماءِ، إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسُ

فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ، بَعْدَما * أَطالَ به الكَلْبُ السُّرَى، وهو ناعِسُ

والكُلاَّبُ: كالكَلْبِ، وكلُّ ما أُوثِقَ به شيءٌ،

فهو كَلْبٌ، لأَنه يَعْقِلُه كما يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه.

والكَلْبتانِ: التي تكونُ مع الـحَدَّاد يأْخُذُ بها الحديد الـمُحْمَى، يقال: حديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْن، وحديدتانِ ذواتا كلبتين، وحدائدُ ذواتُ

كَلْبتين، في الجمع، وكلُّ ما سُمِّي باثنين فكذلك.

(يتبع...)

(تابع... 1): كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن... ...

والكَلْبُ: سَير أَحمر يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديم. والكُلْبَةُ: الخُصْلة من اللِّيفِ، أَو الطاقةُ منه، تُسْتَعْمَل كما يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْر، ثم يُجْعَلُ السيرُ فيه؛ كذلك الكُلْبةُ يُجْعَلُ الخَيْطُ أَو السَّيْرُ فيها، وهي مَثْنِـيَّةٌ، فتُدخَلُ في مَوْضع الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَه في الإِداوةِ، ثم يَمُدُّه. وكَلَبَتِ الخارِزةُ السير تَكْلُبُه كلْباً: قَصُرَ عنها السيرُ، فثَنَتْ سَيراً يَدْخُلُ فيه رأْسُ القصير حتى يَخْرُج منه؛ قال دُكَينُ بنُ رجاءٍ الفُقَيْميُّ يصف فرساً:

كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ، إِذْ نَجْنُبُهْ، * سَيرُ صَناعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ

واستشهد الجوهري بهذا على قوله: الكَلْبُ سَير يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديمِ إِذا خُرِزا؛ تقول منه: كَلَبْتُ الـمَزادَةَ، وغَرُّ مَتْنِه ما

تَثَنَّى من جِلده. ابن دريد: الكَلْبُ أَنْ يَقْصُرَ السيرُ على الخارزة،

فتُدْخِلَ في الثَّقْبِ سيراً مَثْنِـيّاً، ثم تَرُدَّ رأْسَ السَّير الناقص فيه، ثم تُخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ دُكَينٍ أَيضاً. ابن الأَعرابي: الكَلْبُ خَرْزُ السَّير بَينَ سَيرَينِ.

كلَبْتُه أَكْلُبه كَلْباً، واكْتَلَبَ الرجلُ: استَعمَلَ هذه الكُلْبَةَ، هذه وحدها عن اللحياني؛ قال: والكُلْبَةُ: السَّير وراءَ الطاقةِ من اللِّيفِ، يُستَعمَل كما يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْرٌ، يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ في الكُلْبة، وهي مَثْنِـيَّة، فَيَدْخُلُ في موضع الخَرْز، ويُدْخِلُ الخارِزُ يدَه في الإِداوة، ثم يَمُدُّ السَّيرَ أَو الخيط. والخارِزُ يقال له: مُكْتَلِبٌ.

ابن الأَعرابي: والكَلْبُ مِسمارٌ يكون في روافِدِ السَّقْبِ، تُجْعَلُ

عليه الصُّفْنةُ، وهي السُّفْرة التي تُجْمَعُ بالخَيْط. قال: والكَلْبُ

أَوَّلُ زيادةِ الماء في الوادي. والكَلْبُ: مِسْمارٌ على رأْسِ

الرَّحْل، يُعَلِّقُ عليه الراكبُ السَّطِـيحةَ. والكَلْبُ: مسْمارُ مَقْبضِ

السيف، ومعه آخرُ، يقال له: العجوزُ.

وكَلَبَ البعيرَ يَكْلُبه كَلْباً: جمعَ بين جَريرِه وزِمامِه بخَيطٍ في

البُرَةِ. والكَلَبُ: الأَكْلُ الكثير بلا شِبَعٍ. والكَلَبُ: وقُوعُ

الـحَبْلِ بين القَعْوِ والبَكَرَة، وهو المرْسُ، والـحَضْبُ، والكَلْب

القِدُّ. ورَجلٌ مُكَلَّبٌ: مَشدودٌ بالقِدِّ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ؛ قال طُفَيْل

الغَنَوِيُّ:

فباءَ بِقَتْلانا من القوم مِثْلُهم، * وما لا يُعَدُّ من أَسِـيرٍ مُكَلَّبِ(1)

(1 قوله «فباء بقتلانا إلخ» كذا أنشده في التهذيب. والذي في الصحاح أباء بقتلانا من القوم ضعفهم، وكل صحيح المعنى، فلعلهما روايتان.)

وقيل: هو مقلوب عن مُكَبَّلٍ. ويقال: كَلِبَ عليه القِدُّ إِذا أُسِرَ

به، فَيَبِسَ وعَضَّه. وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ ومُكَبَّلٌ أَي مُقَيَّدٌ.

وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ: مَـأْسُورٌ بالقِدِّ.

وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ: يَبْدو في رأْسِ يَدَيهِ شُعَيراتٌ، كأَنها

كُلْبَةُ كَلْبٍ، يعني مَخالِـبَه. قال ابن الأَثير: هكذا قال الهروي،

وقال الزمخشري: كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ، وهي

الشَّعَرُ النابتُ في جانِبَيْ خَطْمِه.

ويقال للشَّعَر الذي يَخْرُزُ به الإِسْكافُ: كُلْبةٌ. قال: ومن

فَسَّرها بالـمَخالب، نظراً إِلى مَجيءِ الكَلالِـيبِ في مَخالِبِ البازِي، فقد أَبْعَد.

ولِسانُ الكَلْبِ: اسمُ سَيْفٍ كان لأَوْسِ بن حارثةَ ابنَ لأْمٍ

الطائي؛ وفيه يقول:

فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِـعُ حَوْزَتي، * إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفناء بُحْتُرِ

ورأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جبل معروف. وفي الصحاح: ورأْسُ كَلْبٍ: جَبَلٌ.

والكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمةِ. والكُلْبةُ: حانوتُ الخَمَّارِ، عن أَبي

حنيفة.

وكَلْبٌ وبنُو كَلْبٍ وبنُو أَكْلُبٍ وبنو كَلْبةَ: كلُّها قبائلُ.

وكَلْبٌ: حَيٌّ من قُضاعة. وكِلابٌ: في قريش، وهو كِلابُ بنُ مُرَّةَ.

وكِلابٌ: في هَوازِنَ، وهو كِلابُ بن ربيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. وقولُهم: أَعزُّ من كُلَيْبِ وائلٍ، هو كُلَيْبُ ابن ربيعة من بني تَغلِبَ بنِ وائل. وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جريرٍ الشاعر، فهو كُلَيْبُ بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة. والكَلْبُ: جَبَل باليمامة؛ قال الأَعشى:

إِذْ يَرْفَعُ الآل رأْس الكَلْبِ فارْتَفَعا

هكذا ذكره ابن سيده. والكَلْبُ: جبل باليمامة، واستشهد عليه بهذا البيت: رأْس الكَلْب. والكَلْباتُ: هَضَباتٌ معروفة هنالك.

والكُلابُ، بضم الكاف وتخفيف اللام: اسم ماء، كانت عنده وقعة العَرَب؛ قال السَّفَّاح بن خالد التَّغْلَبـيُّ:

إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، * وساجِراً، واللّه، لَنْ تَحُلُّوهْ

وساجرٌ: اسم ماء يجتمع من السيل. وقالوا: الكُلابُ الأَوَّلُ، والكُلابُ الثاني، وهما يومان مشهوران للعرب؛ ومنه حديث عَرْفَجَة: أَنَّ أَنْفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أَنْفاً من فِضَّةٍ؛ قال أَبو عبيد: كُلابٌ الأَوَّلُ، وكُلابٌ الثاني يومان، كانا بين مُلوكِ كنْدة وبني تَمِـيم. قال: والكُلابُ موضع، أَو ماء، معروف، وبين الدَّهْناء واليمامة موضع يقال له الكُلابُ أَيضاً. والكَلْبُ: فرسُ عامر بن الطُّفَيْل. والكَلَبُ: القِـيادةُ، والكَلْتَبانُ: القَوَّادُ؛ منه، حكاهما ابن الأَعرابي، يرفعهما إِلى الأَصمعي، ولم يذكر سيبويه في الأَمثلة فَعْتَلاناً. قال ابن سيده: وأَمْثَلُ ما يُصَرَّفُ إِليه ذلك، أَن يكون الكَلَبُ ثلاثياً، والكَلْتَبانُ رُباعيّاً، كَزَرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَادَّ. وكلْبٌ وكُلَيْبٌ وكِلابٌ: قبائل معروفة.

ك ل ب: (الْكَلْبُ) رُبَّمَا وُصِفَ بِهِ يُقَالُ: امْرَأَةٌ (كَلْبَةٌ) وَجَمْعُهُ (أَكْلُبٌ) وَ (كِلَابٌ) وَ (كَلِيبٌ) كَعَبْدٍ وَعَبِيدٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ. وَ (الْأَكَالِبُ) جَمْعُ (أَكْلُبٍ) . وَ (الْكَلَّابُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ صَاحِبُ الْكِلَابِ. وَ (الْمُكَلِّبُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا مُعَلِّمُ كِلَابِ الصَّيْدِ. وَرَجُلٌ (كَالِبٌ) أَيْ ذُو كِلَابٍ كَتَامِرٍ وَلَابِنٍ. وَ (الْمُكَالَبَةُ) وَ (التَّكَالُبُ) الْمُشَارَّةُ. وَهُمْ (يَتَكَالَبُونَ) عَلَى كَذَا أَيْ يَتَوَاثَبُونَ عَلَيْهِ. 
(كلب) - وفي الحديث: " كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصَاحِبِه"
الكَلَبُ - بتحريك اللام -: داءٌ يَعرِض للإنسانِ من عَضِّ الكَلْب.
الكَلِبَ: وهو الذي ضَرِى بأكْلِ لُحومِ الناسِ فيُصِيبُه شِبْهُ الجُنوُن، وعلامَتُه أن تحْمَرَّ عَينَاه، ولَا يزالُ يُدْخِلُ ذنَبَه بَيْن رِجْلَيْهِ، وإذا رَأَى إنسَاناً عَقَرَه. فإذا عَقَره عَرَضَ له مِن ذلك أَعْراضٌ رَديئَةٌ ويمتَنِع من شُرْبِ الماءِ، حتى يَهْلِكَ عَطَشاً؛ وإذَا بال خَرجَ منه هَنَاتٌ مِثلُ صُوَرِ الكلاب.
وقيل: إنَّ هذا المعضُوضَ يُنتَظَرُ به سَبْعةَ أيّام، فإن بال على هذه الهَيْئَةِ يَبْرَأُ منه، وإلَّا هَلَكَ.
وقيل: أَجْمَعت العَرب على أنَّ دَواءَه قَطْرةٌ من دَمِ مَلِك، تُخلَطُ بماءٍ فَيُسْقاه.
قال الفَرزدَقُ:
ولو شَرِبَ الكَلْبَى المِراضُ دِماءَنا
شفَاهَا مِن الدَّاء الذي هو أَدنَف
: أي فيه دنَف.
- في حديث الحسَن: "أنَّهم كَلِبُوا أسْوَأَ الكَلَب وأنت تتجَشَّأُ من الشِّبَعِ، وجارُكَ دَمِىَ فُوُه من الجوُع كَلَباً "
: أي حِرصًا على شىءٍ يُصِيبُه. 
كلب
الكَلْبُ: الحيوان النّبّاح، والأنثى كَلْبَةٌ، والجمع: أَكْلُبٌ وكِلَابٌ، وقد يقال للجمع كَلِيبٌ. قال تعالى: كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف/ 176] قال: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [الكهف/ 18] وعنه اشتقّ الكلب للحرص، ومنه يقال: هو أحرص من كلب»
، ورجل كِلبٌ: شديد الحرص، وكَلْبٌ كَلِبٌ.
أي: مجنون يَكْلَبُ بلحوم الناس فيأخذه شبه جنون، ومن عقره كُلِبَ. أي: يأخذه داء، فيقال: رجل كَلِبٌ، وقوم كَلْبَى. قال الشاعر:
دماؤهم من الكلب الشّفاء
وقد يصيب الكَلِبُ البعيرَ: ويقال: أَكْلَبَ الرّجلُ: أصاب إبله ذلك، وكَلِبَ الشّتاءُ: اشتدّ برده وحدّته تشبيها بِالْكَلْبِ الْكَلِبِ، ودهر كَلِبٌ، ويقال: أرض كَلِبَةٌ: إذا لم ترو فتيبس تشبيها بالرّجل الكلب، لأنه لا يشرب فييبس. والكَلَّابُ وَالمُكَلِّبُ: الذي يعلّم الكلب. قال تعالى:
وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَ
[المائدة/ 4] . وأرض مَكْلَبَةٌ: كثيرة الكلاب، والْكَلْبُ: المسمار في قائم السّيف، والْكَلْبَةُ:
سير يدخل تحت السّير الذي تشدّ به المزادة فيخرز به، وذلك لتصوّره بصورة الكلب في الاصطياد به، وقد كَلَبْتُ الأديم: خرزته، بذلك، قال الشاعر:
سير صناع في أديم تَكْلُبُهُ
والْكَلْبُ: نجم في السّماء مشبّه بالكلب لكونه تابعا لنجم يقال له: الرّاعي، والْكَلْبَتَانِ: آلة مع الحدّادين سمّيا بذلك تشبيها بكلبين في اصطيادهما، وثنّي اللّفظ لكونهما اثنين، والكَلُّوبُ: شيء يمسك به، وكَلَالِيبُ البازي:
مخالبه. اشتقّ من الكلب لإمساكه ما يعلق عليه إمساك الكلب.
كلب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه رخص للْمحرمِ فِي قتل الْعَقْرَب والفأرة والغراب والحِدَأ وَالْكَلب الْعَقُور. قَوْله: وَالْكَلب الْعَقُور بَلغنِي عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أرَاهُ قَالَ: كل سبع يعقر وَلم يخص بِهِ الْكَلْب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَيْسَ عِنْدِي مَذْهَب إِلَّا مَا قَالَ سُفْيَان لما رخص الْفُقَهَاء فِيهِ من قتل الْمحرم السَّبع العادي عَلَيْهِ وَمثل قَول الشّعبِيّ وَإِبْرَاهِيم: من حل بك فاحلل بِهِ يَقُول: إِن الْمحرم لَا يقتل فَمن عرض لَك فَحل بك فَكُن أَنْت أَيْضا بِهِ حَلَالا فكأنهم إِنَّمَا اتبعُوا هَذَا الحَدِيث فِي الْكَلْب الْعَقُور وَمَعَ هَذَا أَنه قد يجوز فِي الْكَلَام أَن يُقَال للسبع: كلب أَلا ترى أَنهم يروون فِي الْمَغَازِي أَن عتبَة ابْن أبي لَهب كَانَ شَدِيد الْأَذَى للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: اللَّهُمَّ سلّط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك فَخرج عتبَة إِلَى الشَّام مَعَ أَصْحَاب [لَهُ -] فَنزل منزلا فطرقهم الْأسد فتخطى إِلَى عتبَة بْن أبي لَهب من بَين أَصْحَابه حَتَّى قَتله فَصَارَ الْأسد هَهُنَا قد لزمَه اسْم الْكَلْب وَهَذَا مِمَّا يثبت ذَلِك التَّأْوِيل وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارحِ مُكَلِّبْينَ} فَهَذَا اسْم مُشْتَقّ من الْكَلْب ثمَّ دخل فِيهِ صيد الفهد والصقر والبازي فَصَارَت كلهَا دَاخِلَة فِي هَذَا الِاسْم فَلهَذَا قيل لكل جارح أَو عَاقِر من السبَاع: كلب عقور.
ك ل ب

هذه أكلب وأكيلب وكلاب وكليب، وصائد مكلب: معلم للكلاب وسائر الجوارح، وكلبٌ كلِبٌ، وكلابٌ كلبى، وبه كلب. ورجل كلِب، وقوم كلبى. وفي دماء الملوك شفاء للكلبى. وأسير مكلب. وبيده كلاب وكلوب: خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد. قال:

جنادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشى بكلاب

يغرى ويحثّ. وأصابته أم كلبة وهي الحمّى.

ومن المجاز: نحن في كلب الشتاء وكلبته، والناس في ألبةٍ وكلبةٍ: في جوع وبرد. قال:

أنجمت قرّة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبةٍ وقطار

وشتاء ودهر كلبٌ. وكلبت الأرض، وأرض كلبةٌ: لم يصبها الربيع فخشنت ويبست. وكلب القدّ على الأسير: جف عليه وعضّه. وسائل كلب: شديد الإلحاح. وهو كلب على كذا: حريص عليه، وتكالب الناس على الدنيا: اشتدّ حرصهم عليها. وتكالب الخصمان: تشاتما، وكالب أحدهما صاحبه. وأهل اليمن يسمون الجريء: مكالباً لمكالبته الموكّل به، وتقول: فلان عنيف المطالبة، شنيع المكالبة. وكفّ عنه كلابه إذا ترك شتمه وأذاه. قال:

ألم ترني سكّنت إلّي لإلكم ... وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقّر

أراد أهاجيه. وقال النابغة:

سأربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا

أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ يقال للعود إذا كان سريع العلوق: ما هو إلا كلب.

وفلان بوادي الكلب إذا كان لا يؤبه له ولا مأوى يؤويه كاللكب تراه مصحراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبه: مخالبه.

كلب


كَلَبَ(n. ac. كَلْب)
a. Spurred.
b. Sewed.
c.(n. ac. كَلْب), Barked like a dog.
كَلِبَ(n. ac. كَلَب) [& pass. ]
a. Was seized with hydrophobia; was rabid; was mad; was
enraged.
b. ['Ala], Was enraged against.
c. Was severe (winter).
d. Thirsted.
e. Ate greedily, was insatiable.
f. ['Ala], Longed for.
g. Was bare (tree).
h.(n. ac. كَلَب
مَكْلَبَة), Acted as a pimp.
i. ['Ala], Pressed upon.
j. see supra
(c)
كَلَّبَa. Trained, dressed (dog).
b. [ coll. ], Held, stuck together
cohered.
كَاْلَبَa. Vexed, plagued, tormented.
b. Ate thorns (camels).
أَكْلَبَa. Had rabid cattle.

تَكَاْلَبَ
a. ['Ala], Rushed upon.
b. Was like a dog.

إِسْتَكْلَبَa. see I (c)
كَلْب
(pl.
أَكْلُب
كِلَاْب كَلِيْب
أَكَاْلِبُ
أَكَاْلِيْبُ
&
كِلَابَات )
a. Dog.
b. Pivot, axis ( of a mill-stone ).
c. Hook; claw; spur; support; nail; strap.
d. Line, streak ( on a horse's back ).

كَلْبَةa. Bitch.
b. A certain thorny shrub.

كَلْبِيّa. Canine; dog-like; ravenous (hunger).

كُلْبَةa. Distress; scarcity, dearth; drought.
b. Intensity, severity ( of cold ).
c. Wine-shop.
d. Thong.
e. Whiskers, smellers ( of a cat & c. )
كَلَبa. Hydrophobia; madness.
b. Ravenous hunger; voracity; greed.
c. see 3t (b)
كَلِب
(pl.
كَلْبَى)
a. Rabid, mad.
b. Hard, trying, evil (times).
c. Importunate (beggar).
d. Dry, leafless tree.

كَلِبَةa. see 1t (b)b. Arid, rugged (land).
كَاْلِب
(pl.
كُلَّاْب)
a. see 28b. Dogs, pack of dogs; hounds.

كَلَاْبa. Madness, rabidness, delirium, frenzy.
b. see 4 (a)
كُلَاْبa. see 4 (a)
كَلِيْبa. see 21 (b)
كَلَّاْبa. Owner of dogs; dog-fancier.
كُلَّاْب
(pl.
كَلَاْلِيْبُ)
a. Hook, flesh-hook; harpoon, grapnel-iron.
b. Spur.

كُلَّاْبَة
(pl.
كُلَّابَات)
a. Tongs, pincers; forceps.

كَلُّوْب
كُلُّوْبa. see 29
كَلَاْلِيْبُa. Thorns.
b. Talons, claws.

N. Ag.
كَلَّبَa. Trainer of dogs; dog-breeder.

N. P.
كَلَّبَa. Trained, dressed.
b. Shackled.

N. Ag.
تَكَاْلَبَa. Deputy, agent.

تِكِلَّابَة
a. Shrew, scold, virago.

الكَلْبَانِ
a. The stars ν &
κ in Taurus.
كَلْبَتَان
a. see supra
29t
كَلْب البَحْر
a. Shark; dog-fish.

كَلْبُ البَرّ
a. The wolf.

أَلْكَلْبُ الأَكْبَر
a. Sirius, the Dogstar; Canis Major.

أَلْكَلْبُ الأَصْغَر
أَلْكَلْبُ المُتَقَدِّم
a. Canis Minor.
b. Procyon (star).
كَلْب الرَّاعِى
a. A certain star in Cepheus.

أُمّ كَلْبٍ
a. A thorny shrub.

لِسَان الكَلْب
a. Dog's tongue, cynoglossum (plant).

أُمُّ كَلْبَة
a. Fever.

كِلَاب الشِّتَآء
a. The 7th, 8th, 9th & 10th Mansions of the
moon.
[كلب] نه: فيه: سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى "الكلب" بصاحبه، هو بالتحريك داء يعرض من عض الكلب الكلب فيصيبه شبه الجنون فلا يعض أحدًا إلا كلب، ويعرض له أعراض رديئة، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشًا، وأجمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه. ط: الكلب- بفتحتين: داء مر ذكره، يتجارى بهم- أي يترتب في عروقهم ومفاصلهم، ويستعمل كثيرًا في الحديث لأن كل واحد يجري مع صاحبه، والهوى: الميل إلى مشتهى النفس، وجمع إيذانًا باختلاف أهوائهم وآرائهم، وهي إشارة على بدع في الثنتين والسبعين وأراد تشبيه حال الزائغين في الضلاة والتحير في كل واد مهلك بحال صاحب الكلب وحصول شبه الجنون له وتعديه إلى الغير بعقره إياه وموته عطشًا- ومر في ليأتين. ج: التجاري: الوقوع في الأهواء الفاسدة والتداعي بها، وتمادى- إذا هلك. نه: ومنه ح على: كتب إلى ابن عباس حين أخذ مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد "كلب" والعدو قد حرب، أي اشتد، من كلب الدهر على أهله- اشتد. وح الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها "كلبوا" فيها أسوأ "الكلب" وأنت تجشأ من الشبع بشما وجارك قد دمي فوه من الجوع "كلبا"، أي حرصًا على شيء يصيبه. وفيه: إن لي "كلابًا مكلبة"، أي مسلطة على الصيد، المعودة بالاصطياد، التي قد ضريت به، المكلب- بالكسر: صاحبها والذي يصطاد بها. غ: والذي يعلمها، والكلاب صاحبها والصائد بها، "مكلبين" أي حال تكليبهم هذه الجوارح أي تضريتهم إياها على الصيد. نه: وفي ح ذي الثدية: يبدو في رأس ثديه شعيرات كأنها "كلبة"، كلب أو كلبة: سنور، الزمخشري: وهي الشعر النابت في جانبي أنفه ويقال لشعر يخرز به الإسكاف كلبة، ومن فسرها بالمخالب نظرًا إلى مجيء الكلاليب في مخالب البازي فقد أبعد. وفي ح الرؤيا: وإذا أخر قائم "بكلوب" من حديد، هو بالتشديد حديدة معوجة الرأس. ش: بفتح كاف وتشديد لام مضمومة: حديدة له شعب يعلق بها اللحم، وجمعه كلاليب. ومنه: في جهنم "كلاليب". ك: قال بعض أصحابنا عن موسى: كلوب من حديد، هو مقول قال: ومقوله على رواية غيره شيء غير مفسر. ومنه: إن فرسا ذب بذنبه فأصاب "كلاب" سيفه، الكلاب والكلب: الحلقة والمسمار الذي يكون في قائم السيف يكون فيه علاقته. وفيه: إن أنفه أصيب يوم "الكلاب"، هو بالضم والتخفيف اسم ماء، وكان به يوم معروف من أيام العرب. ط: إلا "كلب" صيد أو "كلب" غنم أو ماشية، "أو" الأولى للتنويع والثانية لشك الراوي.
كلب
الكَلْبُ: ذَكَرٌ، والأُنْثى كَلْبَةٌ. والكَلِيْبُ: جَماعَةُ الكِلاَب. والكَلاّبُ المُكَلِّبُ: الذي يُعلِّمُ الكِلاَبَ أخْذَ الصَّيْدِ. والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكْلَبُ بأكْلِ لَحْم الناس فيَأخُذُه كالجُنُونِ.
وكَلِبَ الرَّجُلُ: أصَابَه الكَلَبُ وهو أنْ يَعْوِيَ عُوَاءَ الكَلْبِ، ورَجُلٌ كَلِيْبٌ ورِجَالٌ كَلْبى.
والمُكْلِبُ: الذي يُصِيْبُ كِلاَبَه داءٌ في رُؤوسِها. وهو - أيضاً -: الذي يَكْوي من الكَلَب.
ومَثَلٌ: أسْرَعُ من لَحْس الكَلْب. وهو " أنْعَسُ من كَلْبٍ ".
وكَلِبَ الرجُلُ يَكْلَبُ كَلَباً: إذا حَرِصَ.
ودَهْرٌ كالِبٌ وكَلِبٌ: ألَحَّ على أهْلِه بما يَسُوْؤهم.
وأصَابَهم كُلْبَةُ الزَّمَانِ وكَلَبُه: أي شِدَّتُه، ويُقال كُلُبَةٌ أيضاً.
وكَلِبَ الشَّتَاءُ كُلْبَةً وكَلَباً: اشْتَدَّ.
والكَلْبُ: مِسْمَارُ السَّيْفِ الذي في القائم. وكَلْبُ الماء. وهو من النُّجوْم: الذي بِحِذَاءِ الدَّلْوِ من أسْفَل يقال له: كَلْبُ الراعي. وسيرٌ أحْمرُ يُجعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأدِيْم إِذا خُرِزَ، يُقال: كَلَبَ يَكْلِبُ كَلْباً.
وكَلْبُ الرَّحْل: حُجْنَةُ تكونُ فيه يُعَّلّق فيه السِّقَاءُ.
ولسَانُ الكَلْبِ: نَبْتٌ.
ويُقال للشَّجَرَةِ العارِيَةِ من الأغصَانِ والشَّوْكِ: كَلِبَةٌ.
والكُلاّبُ والكَلُّوْبُ: خَشَبَةٌ في رأسها عُقّافَةٌ من حَدِيدٍ.
والكَلُّوْبُ: السَّفُوْدُ.
والكُلْبَتَان: معروفٌ.
وكَلاَلِيْبُ البازي: مَخَالِبُه.
والكُلْبَةُ: الغَلِيْظُ من الجِبَالِ المُطْمَئنُّ في الأرض، وجَمْعُه كِلاَبٌ. وهيَ - أيضاً -: الشَّعرُ يَخْرِزُ به الإِسْكافُ، يقال منه: اكْتَلَبَ الرجُلُ اكْتِلاباً.
وكَلَبَ الرِّشَاءُ: وَقَعَ بَيْنَ البَكْرَةِ والقَعْو.
وجَمَل كَلْبِيٌّ: شَدِيدُ السَّوَاد، والأنْثى كَلْبيَّة.
والكَلْبَةُ: شَجَرَة شاكَةٌ لها جِرْوٌ.
والخَشَبَة التي تَمْنَعُ الحائطَ من السُّقُوْطِ: كَلْبٌ.
والخشبَةُ التي في الرَّحى: كَلْبٌ.
ويُقال للحُمّى: أُمُّ كَلْبَةَ.
ويُقال للعُود إِذا كانَ سَرِيْعَ العُلُوْق في كل أرْض وزَمَانٍ: كَلْبٌ.
وأسِيْرٌ مُكَلَّبٌ: أي مُكَبَّلٌ.
وأكْلَبَ الرَّجُلُ: إِذا كانتْ إبلُه ذاتَ كَلَبٍ وهو داءٌ يأْخُذها.
وكَلَبَ يَكْلُبُ: أي جَلَبَ يَجْلُبُ.
وكُلَيْبٌ: لَقَبُ الحَجّاج بن يُوسُف.
باب الكاف واللام والباء معهما ك ل ب، ك ب ل، ب ك ل، ل ب ك مستعملات

كلب: الكلب: [واحد الكلاب] ، والأنثى بالهاء وثلاثة أكلب وكلبات. والذئب: كلب البر، ويقال: أنست الكلاب بابن آدم فاستعان بها على الذئاب. والكَلِيبُ: جمع الكِلاب، كالحمير والبقير. والكَلابُ والمُكَلِّب: الذي يعلم الكلاب الصيد. وكَلبٌ كَلِبٌ: يكلب بأكل لحوم الناس، فيأخذه شبه جنون، فلا يعض إنساناً إلا كَلِب، أي: أصابه داء يسمى الكَلَب، أن يعوي عواء الكلب، ويمزق ثيابه على نفسه، ويعقر من أصاب، ثم يصير آخر أمره إلى أن يأخذه العطاش فيموت من شدة العطش ولا يشرب. ويقال: دواؤه شيء من ذراريح يجفف في الظل، ثم يدق وينخل، ثم يجعل فيه جزء من العدس المنقى سبعة أجزاء، ثم يداف بشراب صرف، ثم يرفع في جرة خضراء، أو قارورة، فإذا أصابه ذلك سقي منه قيراطين، إن كان قوياً، وإلا فقيراط بشراب صرف، ثم يقام في الشمس، ولا تدعه ينام حتى يغتم ويعرق، يفعل به مراراً فيبرأ بإذن الله. قال الفرزدق :

ولو تشرب الكَلْبَى المراض دماءنا ... شفتها، وذو الداء الذي هو أدنف

والواحد: كَليبٌ، يقال: رجل كليب، وقوم كَلْبَى: أصابهم الكَلَبُ. ورجل كَلِبٌ، وقد كلب كلباً، إذا اشتد حرصه على الشيء. قال الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها كَلِبوا عليها والله أسوأ الكَلب [وعدا بعضهم على بعض بالسيف] . ودهر كَلِبٌ: ألح على أهله بما يسوؤهم. وشجرة كَلِبة هي شجرة عاردة الأغصان والشوك اليابس، مقشعرة. والكُلاب والكَلُّوب: عصاً في رأسها عقافة منها أو من حديد، أو كانت كلها من حديد. والكَلبتانِ للحدادين. وكلاليبُ البازي: مخالبه. والكَلْبُ: المسمار الذي في قائم السيف. الذي فيه الذؤابة. وكُلْبةُ الشتاء وكَلْبَتُه وكَلَبهُ، أي: شدته، وكذلك كَلَبُ الزمان. وكَلْبُ الماء: دابة. والكَلْبُ من النجوم بحذاء الدلو من أسفل، وعلى طريقته نجم أحمر يقال له: الراعي. والكَلْبُ: [سير] يجعل بين طرفي الأديم إذا خرز، كَلَبَ يكْلُبُ كَلْباً، قال .

كأن غر متنه إذ نجنبه ... سير صناع في خريزٍ تَكْلُبُهْ

والكَلْبُ: الخرزُ بعينه، والكَلْبةُ: الخرزة.

كبل: الكَبْلُ: قيد ضخم.

بكل: البَكِيلُ: مسوط الأقط، لأنه يَبْكُلُهُُ، أي: يخلطه. ورجلٌ بكيلٌ، في بعض اللغات، أي: متنوقٌ في لبسه ومشيه. والتَّبكُّل: الاختيال. والتَّبكُّل: التربص ببيع ما عنده.

لبك: اللَّبكُ: جمعك الثريد لتأكله. والتْبك الأمر، أي: اختلط والتبس، وأمر لبك، أي: ملتبس، قال :

[رد القيان جمال الحي فاحتملوا] ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك ويقال: ما ذقت عنده عبكة ولا لبكة. العبكة: الحبة من السويق، واللبكة: القطعة من الثريد.
[كلب] الكلب معروف، وربَّما وصف به، يقال امرأة كَلْبَةٌ. والجمع أكْلُبٌ وكِلابٌ وكَليبٌ، مثل عبد وعبيد، وهو جمعٌ عزيزٌ. وقال يصف مَفازةً: كأنَّ تَجاوُبَ أصْدائِها * مكاء المكلب يدعو الكليبا والاكالب: جمع أكلب. وفي المثل الكِلابُ على البقر " ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش. ومعناه خَلِّ امْرَأ وصِناعَتَه. والكلاَّبُ: صاحب الكِلاب: والمُكَلِّبُ الذي يعلِّم الكِلابَ الصيد. والمُكَلَّبُ بفتح اللام: الأسير المقيَّد. يقال أسيرٌ مُكَلَّبٌ، أي مكبل، وهو مقلوب منه. قال طفيل الغَنَوي: أَبَأْنا بقَتْلانا من القوم ضِعْفَهُمْ * وما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مُكَلَّبِ والكَلْبُ: الشَعيرَة. والكَلْب: المسمار الذي في قائم السيف، وفيه الذؤابة. والكَلْبُ: حديدة عَقْفاء يعلِّق عليها المسافرُ الزاد من الرحل. ورأس كلب: جبل. والكلب: سير يجعل بين طرفَي الأديم إذا خُرِز. تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ. وقال يصف فرساً: كأنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبُهْ وكَلْبُ الفرس: الخط الذي في وسط ظهره. تقول: استوى على كلب فرسه. وكلب: حى من قضاعة. ورجل كالب: ذو كلاب، مثل تامر ولابن. قال ركاض الدبيرى. سدا بيديه ثم أج بسَيْرِهِ * كَأَجِّ الظليمِ من قَنيصٍ وكالِب والكُلْبَةُ بالضم: الشدَّة من البرد وغيره، مثل الجُلْبة. قال الشاعر: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاء وكانتْ * قد أقامت بكُلْبَةٍ وقِطارِ وكذلك الكَلَبُ بالتحريك. وقد كَلِبَ الشتاء بالكسر. ودفعت عنك كَلَبَ فلانٍ، أي شَرَّهُ وأذاه. والكَلَبُ أيضاً: شبيه بالجنون، تقول منه: أكلب الرجل، إذا كَلِبَتْ إبله، قال الجعديّ: وقومٍ يُهينونَ أعْراضَهُمْ * كَوَيْتُهُمُ كِيَّةَ المُكْلِبِ والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكلَبُ بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون، فإذا عقر إنساناً كَلِبَ. يقال رجلٌ كَلِبٌ ورجال كَلْبى. وأرض كَلِبَةٌ، إذا لم يجد نباتُها رِيًّا فيَيْبَسَ. والكَلْبتان: ما يأخذ به الحدَّاد الحديد المُحْمى. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلاليب. ويسمَّى المِهماز، وهو الحديدة التي على خفِّ الرابض، كلاَّباً. وقال : * كأنه كودن يوشى بكلاب * وكَلَبَهُ: ضربه بالكُلاَّب. قال الكميت: ووَلَّى بأجْرِيَّا وِلافٍ كأنَّه * على الشرف الاقصى يساط ويكلب والكلاب، بالضم مخفف: اسم ماء. وقال :

إن الكلاب ماؤنا فخلوه * كانت عنده وقعة لهم، فلذلك قالوا: الكلاب الاول، والثانى، وهما يومان مشهوران للعرب. والمكالبة: المشارَّةُ، وكذلك التَكالُبُ. تقول منه: هم يتكالَبون على كذا، أي يتواثبون عليه. وكلاب في قريش، وهو كلاب بن مرة، وكلاب في هوازن، وهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقولهم: " أعز من كليب وائل " وهو كليب بن ربيعة، من بنى تغلب بن وائل. وأما كليب رهط جرير الشاعر، فهو كليب ابن يربوع بن حنظلة. 
كلب: كَلِب على: استعمل القسوة ضد العدو (موللر 13: 123: وأحاط بالمسلمين الذعر وكلب عليهم العدو، واغتصب نساءهم وأموالهم) (ابن الأثير 1:1 خرج الروم إلى الثغور الجزرية وكلبوا عليها وعلى أموال المسلمين وحرمهم).
كلّب الكلب: علّمه الصيد (محيط المحيط).
كلّب: ثبّت، أرسخ، ربط بالمسار أو الكُلاّب (بوشر).
كلّب: علّق (هيلو).
كلّب: تشبّث، تعلّق تمسك (بوشر).
كلّب على: ربط المركب، رمى المراسي والكلاليب من إحدى السفن إلى سغينة أخرى للرسوّ (ألف ليلة، برسل، 131:7، 8 وماكني): وضع الكلاليب في مراكبهم.
كلّب الباب: فتح بالكلاّب الباب (بوشر).
تكلّب: غضب، ثار، هاج. (هيلو). تكالب على: استعمل القسوة مع: (ابن الابار 9: 142. عباد 674:2، 6. كارتاس 16: 161، 8: 166. البربرية 243:1، 244:2، 393:1، 3، 376، 377).
استكلب: هاج (بوشر)، غضب، ثار. (همبرت 243، النويري، مخطوطة ص638، 273) وفي طبعه إنه يسالم النمر وغيره من السباع ما لم يستكلب فإذا استكلب خافه كل شيء كان يسالمه.
استكلب: ثار، تمرد. (معجم الطرائف).
استكلب على: استعمل القسوة مه (معجم الطرائف، حيان 101: وزاد العدو استكلاباً عليهم وجرأة).
كَلَّب: الشعرى اليمانية، كلْب الأصغر، مطلع الصيف، حمّارة القيظ (شدة الحرارة). (هلو).
كَلْب: من قطع لعبة النرد (المسعودي 158:1)؛ ويرى (جليد ماستر 139) إن هذا القطع قد أطلع عليها هذا الاسم لأن لها رأس كلب؛ وعند (بوشر): بيدق، كلب: قطع النرد الصغيرة، أما (لين) فيرى إنها قطع لعبة طاب ولعبة سيجة (ص60 و64).
كلْب: دودة خضراء وطويلة تهاجم الأشجار الخارج (ابن العوام 629:1، 20 و3:361) حيث ينبغي أن تقرأ الجملة التالية وفقاً لمخطوطتنا: ومما يعالج به الدود المسمى الكلب قيل في غيرها إنه مما يسلم به. وفي (الكالا) بهذا المعنى: كلب الورد gusano de rosas. كلب البحر أو الكلب البحري: القرش (الكالا: Tollo) كوسج (بوشر) (بلجراف 321:2).
كلْب؛ غراء السمك (سمكة ذات غراء) (الكالا): cocon pescade. Nito cacon pescado.
كلب البحر أو كلب الماء: Raachal م جنس سمك (وصف مصر 25: ص240 وما بعدها).
كلب البقر: درواس. كلب كبير الهيئة والرأس يستخدم لصيد الخنزير البري (الكالا: alano especie de canes) .
الكلب الصيني: أنتظره في مادة قلطي و (ياقوت 3 16: 733 و17).
كلب الماء: قندس (بوشر، محيط المحيط، المسعودي 13:3، النويري مخطوطة رقم 719:273). ومرادفه باللغة الفرنسية castor. كلب الماء: Louter: قضاعة، ثعلب الماء، قندس؛ والزنجيات يصنعن أحزمتهن من جلد هذا الحيوان (شيرب). (انظر الهامش السابق).
كلبة: مرض العيون عند الحيوانات (ابن العوام 18:582:2).
كلبي: نعت لسلالة من الإبل (دي ساسي كرست 12:419:2).
كلبي: (متعلق بالكلب)؛ ناب كلبي: ناب (سن مستطيلة رهيفة الأعلى تقع قرب الرباعية). جوع كلبي: (بوشر).
كَلبان: سعال ديكي (بوشر).
كَلبان: هائج، كارِه الماء (اصطلاح طبي).
كَلِبٌ (بوشر وهلو).
كَليب: صياد (تعليقات على Alcama) .
كِلابة: يبدو إنها جشع (باسم 60):
قوم من البخل والكلابة ... قد هجروا الأهل والقرابة
مشمش كلابي: المشمني ذو اللوز المُر (بوشر).
كلابزي: الفارس الذي يقود كلاب الصيد (بوشر، باين سميث 1740).
كُلوبيّة: عسف، جوز، بَغْي، رداءة، خبث. (الكالا): maldad.
كُلاّب: مشبك، ابزيم، محجن. (هلو، مملوك 782:2).
كلاّب: ملقط، مِلزمة، كماشة. (الكالا): Tenazos de bravero.
كلاليب: ملقط الجنين (بوشر): مقص لقطع وتقليم الأغصان (ابن العوام 376:1، 4 و405 و507، 7).
كلاليب: مراسي السفن (ألف ليلة 117:2، 5).
كلاّب الديك: ظُفر، إعجازه (زائدة خلفية في رجل الطائر)، ضلف صغير في قدم الحيوانات (بوشر).
كلاّبة: ملقط، كماشة (بوشر، همبرت 86، هلو)؛ كلاّب النعلبند: كلاّبة البيطار (بوشر).
كلاّبة: زيّار (كلابة لسد منخري حصان تصعب بيطرته) (بوشر).
الكُلاّبية: طائفة استمدت اسمها من محمد بن قلاب ويعدّ أصحابها من أصحاب الحديث (معجم الجغرافيا).
أكلب: نعت لكلب، هائج (ألف ليلة 229:3، 2: يا كلب ويا أقلّ العرب). وأظن أن هذه الكلمة تحمل المعنى نفسه الذي ورد في كتاب (فاكهة القول 5: 107).
مكلب: هائج (هلو، باين سميث 1742).
مُكَلَّب: هو، في مذهب الإسماعيلية، الذي يحمل اسم السبعية والمكلّب عندهم أحد السبعة (الأئمة؟) الذين يقتدى بهم (محيط المحيط) وانظر (الشهرستاني هاربروكر 415:2).
مكلوب: مغيظ، منحنق، ساخط، (بوشر، هلو، باين سميث 1742، ريشاردسون صحارى 323:1).
كلب
كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في يَكلَب، كَلَبًا، فهو كالِب وكَلِب، والمفعول مكلوب عليه
• كلِب الكَلْبُ: أصابه داءُ الكَلَب وجُنّ.
• كلِب الشّخصُ على الشّيء: اشتدّ حرْصُه عليه "سائل كلِبٌ: مُلِحّ في الطَلب- كلِب على المالِ".
• كلِب في الشّيء: طمِع فيه. 

تكالبَ/ تكالبَ على يتكالب، تكالُبًا، فهو مُتكالِب، والمفعول مُتكالَب عليه
• تكالب الزَّمانُ: اشتدَّ.
• تكالب القومُ على جمع المال: حرَصوا عليه وتواثبوا، كما تفعل الكلابُ "تكالبوا على المناصب- تكالَب الناسُ على الدّنيا: اشتدّ حرصُهم عليها حتى كأنّهم كلاب". 

كلَّبَ يكلِّب، تكليبًا، فهو مُكلِّب، والمفعول مُكلَّب
• كلَّب الكَلْبَ ونحوَه: علَّمه الصَّيدَ، أو علَّمه أن يأتي بما يُصاد " {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} ".
• كلَّب الأسيرَ: قَيَّدَه. 

كُلاب [مفرد]: ج كلاليبُ:
1 - كمّاشة، آلة حديديّة معوجَّة الرَّأس يُنشَل بها الشَّيءُ أو يُعَلّق "علَّق الجزّارُ الذبيحةَ على الكُلاّب".
2 - مهماز، حديدة في عقِب خُفِّ الفارس يهمز بها جنب فرسه.
3 - أداة يُخلع بها الأسنانُ. 

كَلْب [مفرد]: ج أَكْلب وكِلاب، مؤ كَلْبَة، ج مؤ كَلْبَات وكِلاب: (حن) حيوان ثَدْييّ أهليّ من الفصيلة الكلبيَّة ورتبة اللَّواحِم، منه سُلالات كثيرة تُربَّى للحراسة أو للصيد أو للجرّ، وهو حيوان أليف مشهور بالذَّكاء وتعلُّقه بصاحبه "كَلْب بوليسيّ: كلب مدرَّب لمساعدة الشرطة وخاصّة في تعقّب المجرمين- كلب الخِراف/ الراعي: كَلْب مدرَّب على رعي وحراسة الخراف- كلب ذئبيّ: هجين من كلب وذئب- كلب الظِّباء: كلب لصيد الظِّباء- نبح الكلاب لا يضرّ بالسّحاب: يقال في الحقير يتطاول على عظيم- الكلاب النبّاحة قليلاً ما تَعَضّ [مثل أجنبيّ]: يضرب لمن قصرت يدُه وطال لسانُه- كلّ كَلْب ببابه نبَّاح [مثل]: يُضرب لكل من يستأسد أمام بيته- {سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} " ° عيشة كلاب: حياة بؤس- مستشفى الكلْب: مكان للاستشفاء من داء الكَلَبِ.
• كلب البحر: (حن) نوع من القرش، سمك على هيئة الكَلْب، ذنبه طويل، أذناه قصيرتان، لونه أحمر قاتم، جلده خشن يبلغ طوله بين 60 و120سم، يعيش في المياه المالحة، ويتغذَّى على الحيوانات المائيّة الأخرى.
• كَلْب الماء: (حن) حيوان ثدييّ مائيّ لاحم، يألف البُحيرات والأنهُر، جسمه مُسْتطِيل، رأسه مُفَلطَح، عُنُقه غليظ، قوائمة قصيرة، جلده فرويّ فاخر الصنف، قوته الأسماك والقشريات والضفادع وبعض الثِّمار والأعشاب، مدرّب على اصطياد طيور الماء.

كَلَب [مفرد]:
1 - مصدر كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في ° مستشفى الكَلَب: مكان الاستشفاء من داء الكَلَبِ.
2 - (طب) مرض جنون الكلاب، وهو مُعدٍ خبيث ينتقل فيروسُه باللُّعاب من بعض الحيوانات وخاصّة الكلاب إلى الإنسان، ومن ظواهره هياج جنونيّ واضطرابات عصبيَّة تشنجيّة وسيلان اللُّعاب فالشلل ثم الموت. 

كَلِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في. 

كَلْبَتان [مثنى]:
1 - أداة تُخْلع بها الأسنان، ويقال لها كذلك كلاّبة "استعمل الطبيب كلبتين في خلع سِنّه".
2 - أداة يأخذ بها الحدّاد الحديدَ المُحَمَّى، ويقال لها كذلك كلاّبة. 

كَلْبيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حيوانات من اللّواحم، تشمل الكلبَ والذئبَ وابنَ آوى والثَّعلب. 
الْكَاف وَاللَّام وَالْبَاء

الكَلْب: كل سَبْع عَقُور، وَفِي الحَدِيث: " أما تخَاف أَن ياكلك كَلْب الله " فجَاء الْأسد لَيْلًا فاقتلع هامته من بَين أَصْحَابه.

وَقد غَلَب الْكَلْب النابح على هَذَا النَّوْع النابح. وَالْجمع: أكلُب.

وأكالب: جمع الْجمع.

وَالْكثير: كِلاب.

وكِلاب: اسْم رجل، سمّي بذلك، ثمَّ غلب على الحيّ والقبيلة، قَالَ:

وإنّ كِلاباً هَذِه عشرُ أبْطُنٍ ... وَأَنت بَرِيء من قبائلها العَشْرِ

أَي: بطُون كلاب عشر أبطن.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كلاب اسْم للْوَاحِد، وَالنّسب إِلَيْهِ: كِلابيّ. يَعْنِي: أَنه لَو لم يكن كلاب اسْما للْوَاحِد وَكَانَ جمعا لقيل فِي الْإِضَافَة إِلَيْهِ: كَلْبيّ.

وَقَالُوا فِي جمع كلاب: كلابات، قَالَ:

أحبّ كلب فِي كلابات الناسْ

إليّ نَبْحا كلبُ أم العَبّاسْ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: ثَلَاثَة كلاب، على قَوْلهم: ثَلَاثَة من الْكلاب. قَالَ: وَقد يجوز أَن يَكُونُوا أَرَادوا: ثَلَاثَة أكلُب، فاستغنوا بِبِنَاء أَكثر الْعدَد على أقلِّه.

والكلِيب والكالِب: جمَاعَة الكِلاب، فالكليب كالعبيد، والكالب: كالجامِل والباقِر.

وَرجل كالِب، وكَلاّب: صَاحب كِلاب.

وَقيل: سائس كِلاب.

ومُكَلِّب: مُضَرٍّ للكلاب على الصَّيْد، مُعَلِّم لَهَا.

وَقد يكون التكليب وَاقعا على الفَهْد وسباع الطير، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا علَّمتم من الْجَوَارِح مُكلِّبين) فقد دخل فِي هَذَا الفهد والبازي والصقر والشاهين وَجَمِيع أَنْوَاع الْجَوَارِح.

وَذُو الكَلْب: رجل، سمّي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ كلب لَا يُفَارِقهُ.

والكلبة: أُنْثَى الْكلاب.

وَجَمعهَا: كَلَبات، وَلَا تكسَّر.

وَأم كَلْبَة: الحُمَّى، أضيفت إِلَى أُنْثَى الْكلاب. وَأَرْض مَكْلَبة: كَثِيرَة الْكلاب.

وكَلِب الكَلْبُ، واستكلب: ضَرِي وتعوَّد أكل النَّاس.

وكَلِب الكَلْبُ كَلَبا، فَهُوَ كَلِب: أكل لحم الْإِنْسَان فَأَخذه لذَلِك سُعَار وداء شِبْه الْجُنُون.

وَقيل: الكَلَب: شبه جُنُون الْكلاب.

وكَلِب الرجل كَلَبا: عضَّه الكَلْب الكَلِب فَأَصَابَهُ مثل ذَلِك.

وَرجل كَلِب من رجال كَلِبينَ، وكَلِيب من قوم كَلْبَى، وَقَول الكُمَيْت:

أحلامُكم لسَقَام الْجَهْل شافيةٌ ... كَمَا دماؤكُمُ يُشْفَى بهَا الكَلَبُ

قَالَ اللحيانيّ: إنَّ الرجل الكَلِب يَعضّ إنْسَانا فياتون رجلا شريفا فيقَطِّر لَهُم من دم إصبعه فيسقون الكَلِبَ فَيبرأ.

والكَلاَب: ذهَاب الْعقل من الكَلَب.

وَقد كُلَب.

وكَلِبت الْإِبِل كَلَباً: أَصَابَهَا مثل الْجُنُون الَّذِي يحدث عَن الكَلَب.

وأكلب الْقَوْم: كَلِبت إبلُهم، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

وَقوم يُهينون أعراضَهم ... كَوَيْتُهُمُ كيَّة المُكْلِبِ

والكَلَب: الْعَطش، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن صَاحب الكَلَب يعطش فَإِذا رأى المَاء فزع مِنْهُ.

وكَلِب عَلَيْهِ كَلَباً: غضب، فَأشبه الرجل الكَلِب.

وكَلِب: سَفِه فَأشبه الكَلْب.

وكَلِب الرجل يَكْلب، واستكلب: إِذا كَانَ فِي قَفْر فنبح لتسمعه الْكلاب فتنَبح فيستدِلّ بهَا، قَالَ:

ونبح الكِلابِ لمستكلِب

والكَلْب: ضرب من السّمك على شكل الكَلْب. والكَلْب من النُّجُوم: بحِذاء الدَّلْو من أَسْفَل، وعَلى طَرِيقَته نجم أَحْمَر يُقَال لَهُ الرَّاعِي.

والكَلْبان: نجمان صغيران كالملتزِقَين بَين الثُرَيّا والدَّبَران.

وكلاب الشتَاء: نُجُوم أوَّله، وَهِي الذِّرَاع والنثْرة والطَّرْف والجبْهة. وكل هَذِه النُّجُوم إِنَّمَا سميت بذلك على التَّشْبِيه بالكلاب.

ودهر كَلِب: مُلِحٌّ على أَهله بِمَا يسوؤهم. مشتقٌ من الكَلْب الكَلِب.

وكُلْبة الزَّمَان: شدّة حَاله وضيقه، من ذَلِك.

والكُلْبة، والكُلُبة: شدّة الشتَاء وجهده، مِنْهُ أَيْضا، أنْشد يَعْقُوب:

أنجمت قِرّة الشتَاء وَكَانَت ... قد أَقَامَت بكُلْبة وقِطَار

وَبقيت علينا كُلْبة من الشتَاء، وكُلُبة: أَي بقيَّة شِدَّة، وَهُوَ من ذَلِك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكُلْبة: كل شدَّة من قبل الْقَحْط وَالسُّلْطَان وَغَيره.

وَهُوَ فِي كُلْبة من الْعَيْش: أَي ضيق.

وعام كَلِب: جَدب، وَكله من الكَلَب.

وكالَب الرجل مُكَالَبَة، وكِلابا: ضايقه كمضايقة الكِلاب بَعْضهَا بَعْضًا عِنْد المهارشة، وَقَول تأبط شرّا:

إِذا الْحَرْب أولتك الكَلِيبَ فولِّها ... كَليبَك وَاعْلَم أَنَّهَا سَوف تنجلي

قيل فِي تَفْسِيره قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه أَرَادَ بالكلِيب: المكالِب الَّذِي تقدم. وَالْقَوْل الآخر: أَن الكَلِيبَ مصدر كَلِبَت الْحَرْب، وَالْأول أقوى.

وكَلِب على الشَّيْء كَلَبا: حَرَص عَلَيْهِ حِرْص الكَلْب.

وتكالب النَّاس على الْأَمر: حرصوا عَلَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ كِلاب.

والمُكالِب: الجَرِيُّ، يَمَانِية، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يلازم كملازمة الكِلاب لما تطمع فِيهِ.

وكَلِب الشّوك: إِذا شُقّ ورقه فعَلِق كعَلَق الْكلاب.

والكَلْبة، والكَلِبَة: من الشِّرْس وَهُوَ صغَار شجر الشوك. وَهِي تشبه الشُّكَاعَي، وَهِي من الذُّكُور. وَقيل: هِيَ شَجَرَة شاكَة من العِظاه لَهَا جِرَاء، وكل ذَلِك تَشْبِيه بالكَلْب.

وَقد كَلِبت: إِذا انجر دورقُها، واقشعَرَّت فعلِقت الثِّيَاب، وآذت من مرَّ بهَا كَمَا يفعل الكَلْبُ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو الدُّقيش: كَلِب الشّجر فَهُوَ كَلِب: إِذا لم يجد ريه فخشن من غير أَن تذْهب ندُوتَّه فعلق ثوب من مَرَّ بِهِ كالكلْب.

والكَلِبة من الشّجر أَيْضا: الشَّوْكَة الْعَارِية من الأغصان، وَذَلِكَ لتعلّقها بِمن مر بهَا كَمَا تفعل الْكلاب.

وكف الكَلْبِ: عُشبة منتشرة تنْبت بالقيعان وبلاد نجد يُقَال لَهَا ذَلِك إِذا يَبِسَتْ تشبه بكف الكَلْب الحيواني، وَمَا دَامَت خضراء فَهِيَ الكَفْنة.

وَأم كَلْب: شُجيرة شاكة تنْبت فِي غلظ الأَرْض وجبالها، صفراء الْوَرق خشناء، فَإِذا حركت سَطَعت بأنتن رَائِحَة وأقبحها، سميت بذلك لمَكَان الشوك، أَو لِأَنَّهَا تنتن كالكَلْب إِذا أَصَابَهُ الْمَطَر.

والكُلاَّب، والكَلُّوب: السَّفُّود، لِأَنَّهُ يَعْلُق الشِّواء ويتخلَّله، هَذِه عَن اللحياني.

والكَلُّوب والكُلاَّب: حَدِيدَة معطوفة كالخُطَّاف.

وكلاليب الْبَازِي: مخالبه، كل ذَلِك على التَّشْبِيه بمخالب الْكلاب وَالسِّبَاع.

وكلاليب الشّجر: شوكه، لذل أَيْضا.

وكالبت الْإِبِل: رعت كلاليب الشّجر.

وَقد تكون المكالبَة: ارتعاء الخشن الْيَابِس، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا لم يكن إلاَّ القَتَادُ تنزَّعت ... مناجلُها أصل القَتَاد المكالِب

والكَلْب: المسمار فِي قَائِم السَّيْف الَّذِي فِيهِ الذُّؤَابة لتعلّقه بهَا.

وَقيل: كَلْب السَّيْف: ذُؤابته.

والكَلْب: حَدِيدَة تكون فِي طَرَف الرَّحْل تعلَّق مِنْهَا الأداوى، قَالَ يصف سِقَاء:

وأشعثَ منجوبٍ شَسيف رمت بِهِ ... على المَاء إِحْدَى اليَعْمَلات العرامس

فاصبح فَوق المَاء رَيَّان بَعْدَمَا ... أَطَالَ بِهِ الكلبُ السُّرَى وهْو ناعِسُ والكُلاَّب: كالكَلْب.

وكل مَا أوُثِق بِهِ شَيْء: فَهُوَ كَلْب، لِأَنَّهُ يعقله كَمَا يعقل الكلبُ من علقه.

والكلبتان: اللَّتَان تكون مَعَ الحَدّاد.

قَالَ ثَعْلَب: تَقول: هَاتَانِ ذواتا كلبتين، وَهَذِه ذَوَات كلبتين، وكل مَا سمي بِاثْنَيْنِ: فَكَذَلِك.

والكَلْب: سَيْر أَحْمَر يَجْعَل بَين طَرَفي الْأَدِيم.

والكُلْبة: الخُصْلة من اللَّيف أَو الطَّاقَة مِنْهُ تسْتَعْمل كَمَا يسْتَعْمل الإشْفَي الَّذِي فِي رَأسه جٌحْر يَجْعَل السّير فِيهِ، كَذَلِك الكُلبة يُجعل الْخَيط أَو السّير فِيهَا وَهِي مثنيَّة فيُدْخل فِي مَوضِع الخَرْز ويُدْخِل الخارز يَده فِي الْإِدَاوَة ثمَّ يمدّه.

وكَلَبت الخارزة السّير تكلُبه كَلْبا: قَصُر عَنْهَا السَّير فثنَتْ سَيْرا يدْخل فِيهِ رَأس الْقصير حَتَّى يخرج مِنْهُ، قَالَ:

كأنّ غَرّ مَتْنِه إِذْ نجنُبُهْ ... سَيْرُ صَناعٍ فِي خَرِيز تَكْلُبُه

واكْتلَب الرجل: اسْتعْمل هَذِه الكُلْبة، هَذِه وَحدهَا عَن اللحياني.

وكَلَب الْبَعِير يكلبُه كَلْبا: جمع بَين جَريره وزمامه بخيط فِي البُرَة.

والكَلْب: القِدّ.

وَرجل مُكلَّب: مشدود بالقِدّ، قَالَ طُفَيْل:

فباء بقتلانا من الْقَوْم مثلُهم ... وَمَا لَا يُعَدّ من أسِير مكلَّبِ

وَقيل: هُوَ مقلوب عَن مكَبَّل.

والكَلْب: طرف الأكمة.

والكُلْبة: حَانُوت الخمَّار، عَن أبي حنيفَة. وكَلْب، وَبَنُو كَلْب، وَبَنُو أكْلُب، وَبَنُو كَلْبة، كلهَا: قبائل.

وكُلَيب: اسْم.

والكَلْب: جبل بِالْيَمَامَةِ، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذْ يرفع الْآل رَأس الْكَلْب فارتفعا

والكَلَبات: هضبات مَعْرُوفَة هُنَالك.

والكُلاَب: مَوضِع.

والكَلْب: فرس عَامر بن الطُفيل.

والكَلَب: القيادة.

والكَلْتَبانُ: القَوّاد، مِنْهُ حَكَاهُمَا ابْن جني يرفعهما إِلَى الاصمعي، وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ فِي الامثلة فَعْتَلان، وأمثل مَا يُصْرَف إِلَيْهِ ذَلِك أَن يكون الْكَلْب ثلاثيا، والكَلْتَبَان رباعيّا كزَرِم وازرأمّ، وضَفَدَد واضفَأَدّ.
كلب
: (الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ) ، كَذَا فِي الصَّحاح، والمُحْكَم، ولسان الْعَرَب. وَفِي شُمُوله للطَّيْر نَظَرٌ. قَالَه الشِّهابُ الخَفَاجِيُّ فِي أَوّل الْمَائِدَة. (و) قد (غَلَبَ) الكَلْبُ (عَلَى هَذَا) النَّوْعِ (النَّابِحِ) . قَالَ شيخُنا بل صَار حَقِيقَة لُغَوِيّة فِيهِ، لَا تَحْتَمِلُ غيرَهُ، ولذالك قَالَ الجوهريّ، وغيرُه: هُوَ معروفٌ، وَلم يحتاجُوا لتعريفه، لشُهْرته. ورُبَّمَا وُصفَ بِهِ، يُقَالُ: رَجُلٌ كَلْبٌ، وامْرَأَةٌ كَلْبَةٌ. (ج: أَكْلُبٌ، و) جمعُ الجمعِ (أَكَالِبُ، و) الكثيرُ: (كِلاَبٌ، و) قَالُوا فِي جمع كِلاب: (كِلاَباتٌ) ؛ قَالَ:
أَحَبُّ كَلْبٍ فِي كِلاباتِ النَّاسْ
إِلَيَّ نَبْحاً كَلْبُ أُمِّ العَبّاسْ
وَفِي الصَّحاح: الأَكَالِيبُ جمعُ أَكْلُب. وَقَالَ سِيبَوَيْه: وقالُوا: ثلاثَةُ كِلابٍ، على قَوْلهم ثلاثةٌ من الْكلاب. قَالَ: وَقد يجوزُ أَن يكونُوا أَرادُوا ثلاثةَ أَكْلُبٍ، فاستغنوا بِبِناءِ أَكثرِ العَدَد عَن أَقلِّه.
(و) قد غَلَبَ أَيضاً على (الأَسَدُ) ، هاكذا فِي نُسختنا، مخفوضاً، مَعْطُوفًا على النّابح، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة. وَفِي الحَدِيث: (أَمَا تَخَافُ أَنْ يَأْكُلَكَ كَلْبُ اللَّه؟ فجاءَ الأَسَدُ لَيْلاً، فاقْتَلَعَ هامَتَهُ من بينِ أَصحابِه) .
(و) الكَلْبُ: (أَوَّلُ زِيَادَةِ الماءِ فِي الوادِي) ، كَذَا فِي النِّهَايَة.
(و) الكَلْبُ: (حَدِيدَةُ الرَّحَى فِي رَأْسِ القُطْبِ) .
(و) الكَلْبُ: (خَشَبَةٌ يُعْمَدُ بهَا الحائطُ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) الكَلْبُ (سَمَكٌ) على هَيْئَتِهِ.
(و) الكَلْبُ: (القِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه رَجُلٌ مُكَلَّبٌ، أَي: مشدودٌ بالقِدّ. وسيأْتي بيانُ ذالك.
(و) الكَلْبُ: (طَرَفُ الأَكَمَةِ) . (و) الكَلْبُ: (المِسْمَارُ فِي قائِمِ السَّيْفِ) الّذِي فِيهِ الذُّؤَابَةُ، لِتُعَلِّقَهُ بهَا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكَلْبُ: مِسْمَارُ مَقْبِضِ السَّيْفِ، وَمَعَهُ آخَرُ، يُقَال لَهُ: العجوزُ.
(و) الكَلْبُ: (سَيْرٌ أَحْمَرُ يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَيِ الأَدِيمِ) إِذا خُرِزَ، واسْتَشْهَدَ عليهِ الجَوْهَريُّ بقولِ دُكَيْنِ بْنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ يَصِفُ فَرَساً:
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ
سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ
وغَرُّ مَتْنِهِ: مَا يُثْنَى من جِلْدِه. وَعَن ابْنِ دُرَيْدٍ: الكَلْبُ: أَنْ يَقْصُرَ السَّيْرُ على الخارِزَةِ، فتُدْخِلَ فِي الثَّقْبِ سَيْراً مَثْنِيّاً، ثمَّ تَرُدَّ رَأْسَ السَّيْرِ النَّاقِصِ فِيهِ، ثُمَّ تُخْرِجَهُ. وأَنشد رَجَزَ دُكَيْنٍ أَيضاً. (و) الكَلْبُ: (ع بَيْنَ قُومِسَ والرَّيِّ) ، مَنْزِلٌ لِحاجِّ خُرَاسانَ.
(وأُطُمٌ) نَحْوَ اليَمَامَةِ، يُقَال لَهُ: رَأْسُ الكَلْب (و) قيلَ: هُوَ (جَبَلٌ باليَمَامَةِ) ، هَكَذَا ذكره ابْنُ سِيدَهْ، وَاسْتشْهدَ بقول الأَعشى:
إِذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فارْتَفَعَا
(و) الكَلْبُ (مِنَ الفَرَسِ: الخَطُّ) الّذي (فِي وَسَطِ ظَهْرِهِ) مِنْهُ، تَقول: اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسِهِ.
(و) الكَلْبُ: (حَدِيدَةٌ) عَقْفَاءُ، تكونُ (فِي طَرَفِ الرَّحْلِ) ، يُعَلَّقُ فِيهَا الزّادُ والأَدَاوَى، قَالَ الشّاعرُ يَصِفُ سِقَاءً:
وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ بِهِ
عَلى الماءِ إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرَامِسِ
فأَصْبَحَ فَوْقَ الماءِ رَيّانَ بَعْدَمَا
أَطَالَ بِهِ الكَلْبُ السُّرَى وَهْوَ ناعِسُ
(كالكَلاَّبِ، بِالْفَتْح) والتّشديد.
(و) قيل: الكَلْبُ: (ذُؤابَةُ السَّيْفِ) بنَفْسِها.
(وكُلُّ مَا وُثِّقَ) . وَفِي بعض النُّسَخ: أُوثِقَ (بِهِ شَيْءٌ) ، فَهُوَ كَلْبٌ، لأَنّه يَعْقلُه كَمَا يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَهُ.
(و) الكَلَب، (بالتَّحْرِيكِ: العَطَشُ) من قَوْلهم: كَلِبَ الرَّجُلُ كَلَباً، فَهُوَ كَلِبٌ، إِذا أَصابَهُ داءُ الكِلاَب، فماتَ عَطَشاً، لأَنّ صاحِبَ الكَلَب يَعْطَشُ فإِذا رأَى الماءَ، فَزِعَ مِنْهُ.
(و) الكَلَبُ: (القَيادَةُ) ، بالكَسْر، (كالمَكْلَبَةِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ الأَصَمَعِيّ: (ومِنْهُ) اشتقاقُ (الكَلْتَبانِ) بِتَقْدِيم المُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة على الموَحَّدة (لِلْقَوّادِ) وَهُوَ الّذي تقولُهُ العامّة: القَلْطَبَانُ، أَو: القَرْطَبَانُ، والتّاءُ على هاذا زائدةٌ، حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعْرَابيّ يَرفُعُهُمَا إِليه، وَلم يذكر سِيَبَوَيْهِ فِي الأَمْثلة فَعْتَلان قَالَ ابْنُ سِيدَه: وأَمْثَلُ مَا يُصْرَفُ إِليه ذالك أَن يكونَ الكَلَبُ ثُلاثِيّاً، والكَلْتَبَانُ رُبَاعِيّاً، كَزرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَأَدَّ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) الكَلَبُ: (وُقُوعُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكَرَةِ) وَهُوَ المَرْسُ والخَصْبُ.
(و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (الحِرْصُ) كَلِبَ على الشَّيْءِ كَلَباً: إِذا اشتَدَّ حِرْصُه على طَلَبِ شيءٍ. وَقَالَ الحَسَنُ: (إِنَّ الدُنْيا لَمَّا فُتِحَتْ على أَهلِها، كَلِبُوا عَلَيْهَا واللَّهِ أَسْوَأَ الكَلَبِ وعَدَا بعضُهم على بعضِ بالسَّيْفِ) . وَقَالَ فِي بعضِ كَلَامه: (وأَنْتَ تَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَماً، وجارُك قد دَمِيَ فُوهُ من الجُوعِ كَلَباً) أَي: حِرْصاً على شَيْءٍ يُصِيبُهُ.
وَمن المَجَاز: تَكَالَبَ النّاسُ على الأَمْرِ: حَرَصُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَأَنَّهم كِلاَبٌ.
(و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (الشِّدَّةُ) فِي حديثِ عليَ، رضِيَ الله عَنهُ، كتب إِلى ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِين أَخَذَ مالَ البَصْرَةِ: (فلَمَّا رأَيتَ الزَّمَانَ على ابْنِ عَمِّك قَدْ كَلِبَ، والعَدُوَّ قد حَرِبَ) كَلِبَ: أَي اشْتَدَّ، يُقَال: كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله: إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِم، واشْتَدَّ. وَفِي الــأَساس فِي المَجَاز: سائلٌ كَلِبٌ: شَدِيدُ الإِلْحَاحِ. وَمَا ذكر شيخُنا من قَوْله: ظاهرُهُ الإِطلاقُ، إِلى آخِره، فإِنّه سيأْتي فِي الكُلْبَة، وَقد اشْتَبَه عَلَيْهِ، فَلَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ. (و) الكَلَبُ: (الأَكْلُ الكَثِيرُ بِلَا شِبَعٍ) ، نَقله الصّاغَانيُّ. (و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (أَنْفُ الشِّتَاءِ) وحِدَّته، يقالُ: نحنُ فِي كَلَبِ الشِّتاءِ، وكُلْبَتِه.
(و) الكَلَبُ: (صِيَاحُ مَنْ عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ) .
كَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً فَهُوَ كَلِبٌ، واسْتَكْلَب: ضَرِيَ وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ. (و) قيل: الكَلَبُ: (جُنُونُ الكِلابِ المُعْتَرِي مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الإِنْسَانِ) ، فيأْخُذُهُ لِذالك سُعارٌ وداءٌ شِبْه الجُنُونِ. (و) قيل: الكَلَبُ: (شِبْهُ جُنُونِها) ، أَي: الكلابِ، (المُعْتَرِي للإِنْسَانِ مِنْ عَضِّها) . وَفِي الحَدِيث: (يَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقوامٌ تَتَجَاَى بهِمُ الأَهْوَاءُ كَمَا يتجَارَى الكَلَبُ بصاحِبِه) هُوَ، بالتحْرِيك: داءٌ يُعْرِضُ للإِنسان من عَضِّ الكَلْبِ الكَلِبِ، فيُصِيبُهُ شِبْهُ الجُنُونِ، فَلَا يَعَضُّ أَحَداً إِلاّ كَلِبَ، ويَعْرِضُ لَهُ أَعراضٌ رَديئةٌ، ويَمتنعُ من شُرْبِ الماءِ حتّى يموتَ عَطَشاً. وأَجمعت العربُ أَنّ دواءَهُ قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِك يُخْلَطُ بماءٍ فَيُسْقَاهُ (و) مِنْهُ يُقَالُ: (كَلِبَ) الرَّجُلُ، (كَفَرِحَ) : إِذا (أَصابَهُ ذالِكَ) أَي: عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ. ورجلٌ كَلِبٌ، من رِجَال كَلِبِين، وكَلِيبٌ، من قَومٍ كَلْبَى.
وقولُ الكُمَيْتِ:
أَحْلامُكُمْ لِسَقامِ الجَهْلِ شَافِيَةٌ
كَمَا دِمَاؤُكُمُ يُشْفَى بِهَا الكَلَبُ
قَالَ اللِّحْيَانيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ الكَلِبَ يَعَضُّ إِنْساناً، فيأْتُونَ رجلا شَريفاً، فَيَقْطُرُ لَهُم من دم إِصْبَعِهِ، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبْرَأُ.
وَفِي الصَّحاح: الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنون، وَلم يَخُصّ الكِلاَبَ.
وَعَن اللَّيْثِ: الكَلْبُ الكَلِبُ: الّذِي يَكْلَبُ فِي أَكْلِ لُحُوم النّاس فيأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَرَ إِنْساناً كَلِبَ المَعقورُ وأَصابَه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْب، ويُمَزِّق ثِيابَهُ عَن نَفْسِه، ويَعْقِرُ مَنْ أَصابَ، ثمَّ يَصيرُ أَمرُه إِلى أَنْ يأْخُذَهُ العُطاشُ، فيموتَ من شِدَّةِ العَطَشِ، وَلَا يَشْرَبُ.
وَقَالَ المُفَضَّلُ: أَصْلُ هاذا أَنَّ دَاء يقعُ على الزَّرْعِ، فَلَا يَنْحَلُّ، حتّى تَطْلُعَ عَلَيْهِ الشّمْسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ مِنْهُ المالُ، قبل ذالك مَاتَ، قَالَ: وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنّه: (نَهَى عَن سَوْمِ اللَّيْلِ) أَي: عَن رَعْيِهِ، ورُبَّما نَدَّ بَعيرٌ، فأَكَلَ من ذالك الزَّرْعِ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فإِذا أَكله ماتَ، فيأْتِي كَلْبٌ فيأْكُلُ من لحْمِه فيَكْلَبُ، فإِنْ عضَّ إِنساناً، كَلِبَ المعضوضُ، فإِذا سمع نُباحَ كَلْب، أَجابَه.
وَفِي مجمع الأَمْثَال والمُسْتَقْصَى: (دِماءُ المُلُوكِ أَشْفَى من الكَلَبِ) . ويُرْوَى: دِمَاءُ المُلُوكِ شِفَاءُ الكَلَبِ. ثمَّ ذَكَرَ مَا قدّمْنَاهُ عَن اللِّحْيَانيّ.
قَالَ شيخُنَا: وَدفع بعضُ أَصحاب الْمعَانِي هَذَا، فَقَالَ: معنى المَثَلِ: أَنّ دَمَ الكَريمِ هُوَ الثّأْرُ المُنِيمُ، كَمَا قَالَ القائلُ:
كَلِبٌ مِنْ حسِّ مَا قَدْ مَسَّنِي
وأَفَانِين فُؤادِ مُخْتَبَلْ
وكما قيل:
كَلِبٌ بِضَرْبِ جَمَاجِمٍ ورِقَابِ
قَالَ: فإِذا كَلِبَ من الغَيْظ والغَضَب فأَدْرَكَ ثأْرَه، فذالك هُوَ الشِّفاءُ من الكَلَب، لَا أَنَّ هُنَاكَ دِمَاءً تُشْرَبُ فِي الْحَقِيقَة، اه.
(و) كَلِبَ عَلَيْهِ كَلَباً: (غَضِبَ) فأَشْبَهَ الرَّجُلَ الكَلِبَ.
(و) كَلِبَ: (سَفِهَ) ، فأَشْبَهَ الكَلِبَ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَةَ: قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: كَلِبَ (الشَّجَرُ) ، فَهُوَ كَلِبٌ: إِذا (لَمْ يَجِدْ رِيَّهُ، فخَشُنَ وَرَقُهُ) من غيرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ، (فَعلِقَ ثَوْبَ مَنْ مَرَّ بِهِ) ، وآذَى كَمَا يَفعَلُ الكَلْبُ.
(و) كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهلِه؛ وَكَذَا العَدُوُّ، و (الشِّتَاءُ) : أَي (اشْتَدَّ) .
(و) يقالُ: (أَكْلَبُوا) : إِذا (كَلِبَتْ إِبِلُهُمْ) ، أَي: أَصابَها مثلُ الجُنُونِ الّذِي يَحْدُثُ عَن الكَلَبِ، قَالَ النّابغةُ الجَعْدِيُّ:
وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْرَاضَهُم
كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ
(والكُلْبَةُ، بالضَّمِّ) مثلُ الجُلْبَة: (الشِّدَّةُ) من الزَّمَان، وَمن كلّ شَيْءٍ.
(و) الكُلْبَةُ من الْعَيْش: (الضِّيقُ) . وَقَالَ الكِسائيُّ: أَصابَتْهُمْ كُلْبَةٌ من الزَّمان فِي شِدَّة حالِهم وعيشهم، وهُلْبَةٌ من الزَّمَان، قَالَ: وَيُقَال: هُلْبَةٌ من الحَرِّ والقُرّ، كَمَا سَيَأْتِي. (و) قَالَ أَبو حنيفةَ: الكُلْبَةُ: كُلُّ شدّة من قِبَلِ (القَحْط) ، والسُّلْطَانِ، وغيرِه.
وعامٌ كَلبٌ: أَي جَدْبٌ.
وكلّه من الكَلَبِ.
(و) الكُلْبَةُ: (حَانُوتُ الخَمّارِ) ، عَن أَبي حنيفةَ، وَقد استعملها الفُرْسُ فِي لسانهم.
(و) فِي حَدِيث ذِي الثَّدَيَّةِ: (يَبْدُو فِي رأَسِ ثَدْيِه شُعَيْرَاتٌ كأَنَّها كُلْبَةُ كَلْبِ) ، يَعْنِي: مخالبَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هاكذا قَالَ الهَرَوِيّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كَأَنَّهَا كُلْبَةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبَةُ سِنَّوْرٍ، وَهِي (الشَّعَرُ النّابِتُ فِي جانِبَيْ خَطْمِ الكَلْبِ والسِّنَّوْرِ) ، قَالَ: وَمن فَسَّرَهَا بالمَخَالب، نظرا إِلى مجيءِ الكَلاليبِ فِي مَخَالِب البازِي، فقد أَبْعَدَ.
(و) كُلْبَةُ: (ع بديارِ بَكْرِ) بْنِ وَائِل.
(و) الكُلْبَةُ: (شدَّةُ البَرْد) . وَفِي الْمُحكم: شِدَّةُ الشِّتَاءِ وجَهْدُهُ مِنْهُ، أَنشد يَعْقُوبُ:
أَنْجَمَتْ قرَّةُ الشِّتَاءِ وكانَتْ
قد أَقامَتْ بِكُلْبَة وقطَارِ وَكَذَلِكَ: الكَلَبُ، بالتَّحريك.
وبقيتَ علينا كُلْبَةٌ من الشّتاءِ، وَكَلَبَةٌ: أَي بقيّةُ شِدّةٍ.
(و) الكُلْبَةُ: (السَّيْرُ، أَو الطَّاقَةُ) ، أَو الخُصْلَةُ (من اللِّيفِ، يُخْرَزُ بِها) .
وكَلَبَت الخارِزَةُ السَّيْرَ تَكْلُبُهُ كَلْباً، قَصُرَ عَنْهَا السَّيْرُ، فثَنَتْ سَيْراً تُدْخِلُ فِيهِ رَأْسَ القَصيرِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ. قَالَ دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيُّ يَصِفُ فَرَساً:
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجنَبُهْ
سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهُ
وَقد تَقدَّم هاذا الإِنْشَاد.
عبارَة لِسَان الْعَرَب: الكُلْبَة: السَّيْرُ وَرَاءَ الطَّاقَةِ من اللِّيفِ، يُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتعملُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رَأْسه جُحْرٌ يُدْخَلُ السَّيْرُ أَو الخَيْطُ فِي الكُلبَة وَهِي مَثْنِيَّةٌ، فَيَدْخُلُ فِي مَوضعِ الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَهُ فِي الإِداوَة، ثُمَّ يَمُدُّ السَّيْرَ أَو الخَيْطَ فِي الكُلْبَة. والخارِزُ يقالُ لَهُ: مُكْتَلِبٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: الكَلْبُ: خَرْزُ السَّيْر بيْنَ سَيْرَيْنِ، كَلَبْتُهُ أَكْلُبُهُ، كَلْباً.
واكْتَلَبَ الرَّجُلُ: اسْتعمَلَ هاذه الكُلْبَة، هاذه وَحْدَها عَن اللِّحْيَانيّ. والقولُ الأَوّل كذالك قولُ ابنِ الأَعرابيّ.
(و) الكَلْبَةُ، (بالفَتْح) من الشَّرْسِ، وَهُوَ صِغَارُ شَجَرِ الشَّوْكِ، وَهِي تُشْبِهُ الشُّكَاعَى وَهِي من الذُّكُور، وَقيل: هِيَ (شجَرَةٌ شاكَةٌ) من العِضاه، وَلها جِرَاءٌ (كالكَلِبَةِ، بِكَسْر اللاّمِ) . وكُلُّ ذالك تَشبيهٌ بالكَلْبِ.
وَقد كَلِبَت الشَّجَرَةُ: إِذا انْجَرَدَ وَرَقُهَا، واقْشَعَرَّت، فعَلِقَتِ الثِّيَابَ، وآذَتْ مَن مَرَّ بهَا، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.
وَمن المَجَاز: أَرْضٌ كَلبَةٌ: إِذا لم يَجِدْ نَبَاتُها رِيّاً، فَيَيْبَسُ. وأَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ: إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ. وَعَن أَبي خَيْرَةَ: أَرْضٌ كَلِبَةٌ، أَي: غليظةٌ، قُفّ، لَا يكون فِيهَا شَجَرٌ، وَلَا كَلأٌ، وَلَا تكونُ جَبَلاً. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ، أَي خَشِنَةٌ يابِسةٌ، لم يُصِبْها الرَّبِيعُ بَعْدُ، وَلم تَلِنْ.
(و) الكَلِبَة من الشَّجَر أَيضاً: (الشَّوْكَةُ العارِيَةُ من الأَغْصَانِ) اليابسَة المُقْشَعَرَّةُ الفاردةُ، وَذَلِكَ لِتَعَلُّقِها بِمن يَمُرُّ بهَا كَمَا تَفْعَل الكلابُ.
(و) الكَلِبَة: (ع بعُمَانَ) على السّاحِلِ، وقَيَّدَه الصّاغانِيُّ بِفَتْح فَسُكُون، وَهُوَ الصَّواب.
(والكَلْبَتَانِ) ، بِتَقْدِيم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: (مَا يَأْخُذُ بِهِ الحَدّادُ الْحَدِيد المُحْمَى) ، يُقَال: حَديدةٌ ذَات كَلْبَتَيْنِ وحَديدتانِ ذَواتا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن.
(و) فِي حَدِيث الرُّؤْيا: (وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ) .
(الكَلُّوبُ) كالتَّنُّورِ: (المِهْمَازُ) ، وَهُوَ الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائِض، (كالكُلاَّبِ، بالضَّمّ) والتّشديد، وَهُوَ المِنْشالُ. كَذَا فِي سِفْرِ السّعادة، وسيأْتي للمُصَنِّف أَنّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بهَا اللَّحْمُ، ثمّ قَالَ السَّخَاوِيُّ فِي السِّفْر: وَقَالُوا للمِهْمَازِ أَيضاً: كَلُّوبٌ، ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا فِي معناهُ، انْتهى. قَالَ جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ، وقيلَ: هُوَ لأَبِيهِ الرّاعي:
جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ
والكُلاَّبُ، والكَلُّوب: السَّفُّودُ؛ لاِءَنَّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلُه، وهاذا عَن اللَّحْيَانِيّ. وَقَالَ غيرُهُ: حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ فِي المصادر. وَفِي كتاب الْعين: الكُلاّبُ والكَلُّوبُ: خَشَبَةٌ فِي رأْسِهَا عُقَّافَةٌ، زَاد فِي التَّهْذِيب: مِنْهَا، أَو من حَديدٍ.
(وكَلَبَهُ) بالكُلاّب (ضَرَبَهُ بِهِ) ، قَالَ الكُمَيْتُ:
ووَلَّى بِإِجْرِيَّا وِلاَفِ كَأَنَّه
على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُ
قَالَ ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ: يُضَمُّ أَوَّلُ الكَلُّوب. وَلم يَجِيء فِي شيْءٍ من كَلَام الْعَرَب. قَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْلِيُّ: حكى ابْنُ طَلْحَةَ فِي شَرْحِه: الكُلُّوب: بالضَّمّ، وَلم أَرَهُ لغيره. وَفِي الرَّوْضِ: الكَلُّوبُ، كسَفُّودٍ: حَديدةٌ، مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ، ذاتُ شُعَبٍ، يُعَلَّق بهَا اللَّحْمُ، وَالْجمع كَلاليبُ.
(والمُكَلِّبُ) ، كمُحَدّثٍ: (مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ) ، مُضَرَ لَهَا عَلَيْهِ. وَقد يكونُ التّكليبُ وَاقعا على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ} (الْمَائِدَة: 4) ، فَقَد دَخَلَ فِي هاذا: الفَهْدُ، والبازي، والصَّقْرُ، والشّاهِينُ، وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ.
والكَلاَّبُ: المُكَلِّبُ الَّذِي يُعَلِّمُ الكِلابَ أَخْذَ الصَّيْدِ.
وَفِي حَدِيث الصَّيْدِ: (إِنَّ لي كِلاَباً مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِها) . المُكَلَّبَةُ: المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد، المعَوَّدةُ بالاصطِياد، الّتي قد ضَرِيَتْ بِهِ، والمُكَلِّب، بِالْكَسْرِ: صاحِبُها الّذي يَصطادُ بهَا. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) المُكَلَّبُ، (بالفَتْحِ المُقَيَّدُ) يُقَال: رجل مُكَلَّبٌ: مشدودٌ بالقِدِّ، وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ
وَمَا لَا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ وَقيل: هُوَ مقلوبٌ عَن مُكَبَّل.
وَمن المَجَاز: يُقَال: كَلِبَ عَلَيْهِ القدُّ إِذا أُسرَ بِهِ، فَيبِسَ وعَضَّهُ.
وأَسِيرٌ مُكَلَّب، ومُكَبَّلٌ: أَي مُقَيَّدٌ.
(والكَلِيبُ والكالِبُ) : جَماعةُ الكلابِ. فالكَلِيبُ: جَمْع كَلْب، كالعَبِيد والمَعِيزِ، وَهُوَ جمعٌ عزيزٌ أَي: قليلٌ. قَالَ يَصِفُ مَفَازَةً:
كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها
مُكَاءُ المُكَلِّبِ يَدْعُو الكَلِيبَا
قَالَ شيخُنَا: وَقد اخْتلفُوا فِيهِ، هَل هُوَ جمْعٌ أَو اسْمُ جمْعٍ؟ وصَحَّحُوا أَنّه إِذا ذُكِّرَ، كَانَ اسْمَ جَمْعٍ كالحَجِيج؛ وإِذا أُنِّثَ، كانَ جمْعاً، كالعَبِيد والكَليب. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكالِبُ: كالجامل، والباقر.
ورَجُلٌ كالِبٌ، وكَلاّبٌ: صاحبُ كِلاب، مثلُ تامِر ولابنِ؛ قَالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
سَدا بِيَدَيْه ثُمّ أَجَّ بِسَيْرِهِ
كَأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكَالِبِ
وَقيل: كَلاّبٌ: سائسُ كِلاب.
وَنقل شيخُنا عَن الرَّوْض: الكُلاَّبُ، بالضَّمّ والتَّشْديد: جمع كالِب، وَهُوَ صاحبُ الكِلاب الّذِي يَصِيدُ بهَا.
قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: وقولُ تأَبَّطَ شَرّاً:
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَا
كَلِيبَكَ واعْلَمْ أَنَّها سَوْفَ تَنْجَلِي
قيل فِي تَفْسِيره قَولَانِ: أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالكَلِيبِ المُكَالِبَ، وسيأْتي مَعْنَاهُ قَرِيبا؛ والقولُ الآخرُ أَنَّ الكَلِيبَ مصدَرُ: كَلِبَتِ الحَرْبُ، والأَوّلُ أَقوَى.
(و) من المَجَاز: فلانٌ عَنِيفُ المُطَالَبَةِ، شَنِيعُ المُكَالَبَةِ. (المُكَالَبَةُ: المُشَارَّةُ، والمُضَايَقَةُ) . (و) كَذَلِك (التَّكالُبُ) ، وَهُوَ (التَّوَاثُبُ) ، يُقَال: هم يَتكالَبونَ على كَذَا، أَي: يَتواثبونَ عَلَيْهِ. وكَالَبَ الرَّجُلَ مُكَالَبَةً، وكلاباً: ضَايقَه كمُضَايقَةِ الكلابِ بَعْضهَا بَعْضًا عندَ المُهارشة.
والكَليبُ، فِي قَول تأَبَّطَ شَرّاً، بِمَعْنى المُكالب. (وكَلْبٌ، وَبَنُو كَلْبٍ، وَبَنُو أَكْلُب، وَبَنُو كَلْبَةَ، وَبَنُو كِلابٍ: قبائلُ) من الْعَرَب.
قَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي الإِصابة: حيثُ أُطْلقَ الكَلْبيُّ فَهُوَ من بني كَلْبِ ابْنِ وَبْرَةَ. قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَخو نَمِرٍ وتَنُوخَ، كَمَا فِي مَعارف ابْنِ قُتَيْبَةَ. وَقَالَ العَيْنِيُّ: فِي طيِّىءٍ كَلْبُ ابْن وَبْرَةَ بْنِ تَغْلبَ بْنِ حُلْوَانَ بنِ الْحاف بْنِ قُضاعَةَ. وأَمّا تَغْلِبُ بْنُ وائلٍ، فعَدْنانِيٌّ، وَهَذَا قَحْطانيٌّ.
وأَمَّا كلابٌ، فَفِي قُرَيْش هُوَ ابْنُ مُرَّةَ، وَفِي هَوَازِنَ ابْنُ رَبِيعَةَ بن عامِر بْنِ صَعْصَعَةَ، وَفِيه المَثَلُ:
(ثَوْرُ كلاب فِي الرِّهَانِ أَقْعَدُ)
وَهُوَ فِي أَمثال حَمْزَةَ.
وبَنُو كَلْبَةَ: نُسِبُوا إِلى أُمّهم.
(وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبَةٌ مُنْتَشرَةٌ) ، تَنْبُتُ بالقيعَانِ بِبِلَاد نَجْدٍ، يُقَال لَهَا ذالك إِذا يَبِسَت، تُشَبَّهُ بكَفِّ الكَلْبِ الحَيَوَانِيّ، وَمَا دَامَت خَضْرَاءَ، فَهِيَ الكَفْنَةُ.
(وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكَةٌ) ، تَنْبُتُ فِي غَلْظِ الأَرْضِ وجَلَدِها، صفراءُ الوَرَقِ، حَسْناءُ، فإِذا حُرِّكت، سطَعَتْ بأَنْتَنِ رَائِحَة وأَخبَثها، سُمِّيتْ بذالك لِمَكَانِ الشَّوْك، أَو لاِءَنَّها تُنْتِنُ كالكَلْب إِذا أَصابَه المَطرُ، قَالَ أَبو حنيفَةَ: أَخبَرني أَعرابيٌّ، قَالَ: رُبَّمَا تَخَلَّلَتْهَا الغنمُ، فحاكَّتْها، فأَنْتَنَت، حَتَّى يَتَجَنَّبَها الحَلاّبُ، فتُبَاعَدَ عَن البيوتِ، وَقَالَ: وَلَيْسَت بمَرْعًى.
(والكَلَبَاتُ) ، محرَّكَةً: (هَضَبَاتٌ م) ، أَي معروفةٌ، باليَمَامَة، وَهِي دُونَ المَجَازِ، على طَرِيق اليَمَنِ إِليها من ناحيتها.
(و) الكُلاَبُ، (كَغُراب: ع) قَالَه أَبو عُبَيْد، أَ (وْ ماءٌ) مَعْرُوف لبني تَمِيم، بينَ الكُوفَةِ والبَصْرةِ على سبْعِ لَيال من اليَمَامَةِ أَو نَحْوِها. (لَهُ يَوْمٌ) كانَت عندَهُ وقعةٌ للْعَرَب، قَالَ السَّفّاحُ بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ:
إِنّ الكُلابَ ماؤُنا، فخَلُّوهْ
وساجِراً، وَالله، لَنْ تَحُلُّوهْ
وساجِرٌ: اسْمُ ماءٍ يجْتَمع من السَّيْل.
وَكَانَ أَوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلاَبَ من بني تَمِيمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجاشِعٍ، وَكَانَ من بني تَغْلِبَ. وَقَالُوا: الْكُلابُ الأَوّلُ، والكُلاَبُ الثّاني، وهُمَا يومانِ مشهورانِ للْعَرَب. وَمِنْه حديثُ عَرْفَجَةَ: أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ الكُلاَبِ، فاتَّخَذَ أَثْفاً من فضَّة) . قَالَ أَبو عُبَيْد: كُلاَبٌ الأَوّلُ وكُلاَبٌ الثّاني: يَوْمَانِ كَانَا بينَ مُلُوك كِنْدَةَ وَبني تَمِيم. وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامة موضعٌ يُقالُ لَهُ الكُلابُ أَيضاً، كَذَا قَالُوهُ، والصَّحيح أَنّه هُوَ الأَول.
(و) الكَلاَبُ (كسَحَابِ: ذَهَابُ: العَقْلِ، من الكَلَبِ) مُحَرّكةً.
(وَقد كُلبَ) الرَّجُلُ (كعُنِيَ) إِذا أَصابَهُ ذالك، وَقد تقدّمَ معنى الكَلَبِ.
(ولِسانُ الكَلْبِ: سَيْفُ تُبَّع) اليَمَانِيّ أَبِي كَرِبٍ (كَانَ فِي طُولِ ثَلاثَةِ أَذْرُعٍ، كأَنَّهُ البَقْلُ خُضْرَةً) ، مُشَطَّبٌ، عَريضٌ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) لِسانُ الكَلْبِ: (اسْمُ سُيوف أُخَرَ) ، مِنْهَا: سيفٌ كَانَ لأَوْسِ بْن حارِثَةَ بْنِ لأْمٍ الطّائِيّ، وَفِيه يقولُ:
فإِنَّ لِسَانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتِي
إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِ
وأَيضاً سيفُ عَمْرِو بْنِ زَيْد الكَلْبِيّ، وسَيْفُ زَمْعَةَ بن الأَسودِ بْنِ المُطَّلِبِ، ثمَّ صَار إِلى ابْنِهِ عبدِ الله، وَبِه قَتَلَ هُدْبَةَ بْنَ الخَشْرَمِ.
(وذُو الكَلْبِ: عَمْرُو بن العَجْلانِ) الهُذَليُّ، سُمِّيَ بِهِ لاِءَنّه كَانَ لَهُ كَلْبٌ لَا يُفارِقُه، وَهُوَ من شُعَراءِ هُذَيْلٍ مشهورٌ.
(ونَهْرُ الكَلْبِ) : بَيْنَ بَيْرُوتَ وصَيْدَاءَ من سواحلِ الشَّام.
(وكَلْبُ الجَرَبَّةِ) ، بتَشْديد المُوَحَّدَة: (ع) ، هاكذا نقلَهُ الصّاغانيُّ.
(وكُلاَّبٌ العُقَيْلِيُّ، كَكَتَّان، وَكَذَا) كَلاّبُ (بْنُ حَمْزَةَ) ، وكُنْيَتُهُ (أَبو الهَيْذَامِ) بالذّال الْمُعْجَمَة: (شاعِرانِ) نقلهما الصّاغانيّ والحافظُ.
وفَاتَهُ كَلاَّبُ بْنُ الخُواريّ التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الّذي عَلَّقَ فِيهِ السِّلَفِيُّ.
(والكَالِبُ، والكَلاَّبُ: صاحبُ الكِلابِ) المُعَدَّةِ للصَّيْد، وَقيل: سائسُ كِلاَبٍ، وَقد تقدّم.
(ودَيْرُ الكَلْبِ: بناحِيَةِ المَوْصِلِ) بالقربِ من باعَذْراءَ، كَذَا قَيَّدَهُ الصّاغانيّ بِالْفَتْح، وصوابُهُ بالتّحريك.
(وجُبُّ الكَلْبِ) : تقدّم ذِكرُهُ (فِي جبب) .
(وعَبْدُ اللَّهِ) بْنُ سَعيدِ (بْنِ كُلاّبٍ، كرُمّانٍ) التَّمِيميُّ البِصْرِيّ: (مُتَكَلِّمٌ) ، وَهُوَ رأْسُ الطّائفة الكُلاّبِيّة من أَهل السُّنَّة. كَانَت بينَهُ وبينَ المُعْتَزِلَة مناظراتٌ فِي زمن المأْمونِ، ووَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعينَ ومَائَتَيْنِ. وَيُقَال لَهُ ابْنُ كُلاّبٍ، وَهُوَ لقبٌ، لشدّة مُجَادلتِه فِي مجلسِ المناظرةِ. وهاكذا كَمَا يُقال فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا، لَا أَنّ كُلاَّباً جَدٌّ لَهُ كَمَا ظُنَّ، وَمن الغريبِ قولُ وَالِد الفَخْرِ الرّازيّ فِي آخِر كِتَابه غَايَة المَرام فِي علم الْكَلَام: إِنّه أَخو يَحْيَى بن سَعِيد القَطّانِ المُحَدِّث. وَفِيه نَظَرٌ.
وقَوْلُهم: (الكِلابُ) هِيَ روايةُ الجُمهورِ، وَعَلَيْهَا اقْتصر أَبو عُبَيْدٍ فِي أَمثاله، وثعلبٌ فِي الفَصيح، وغيرُ واحدٍ، (أَو الكِرابُ عَلَى البَقَرِ) بالرّاءِ بدل اللاّم، وبالوَجْهَيْنِ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ، فِي كِتَابه فصْل الْمقَال، نَاقِلا الوجهَ الأَخيرَ عَن الْخَلِيل وابْنِ دُرَيْدٍ، وأَثبتهما المَيْدَانيّ فِي مجمع الأَمثال على أَنهما مَثَلانِ، كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا على حِدَةٍ فِي مَعْنَاهُ. (تَرْفَعُهَا) على الابتداءِ (وتَنْصِبُها) بِفعل مَحْذُوف (أَي: أَرْسِلْها عَلَى بَقَرِ الوَحْشِ. ومَعْنَاهُ) ، على مَا قَدَّرَهُ سِيْبَوَيْهِ: (هَلِّ امْرَأً وصِناعَتَهُ) . قَالَ ابْنُ فَارس فِي الجُمَل: يُرادُ بهاذا الْكَلَام صيد البَقَر بالكِلاب، قَالَ: ويُقَالُ: تأْويلُهُ مثلُ مَا قَالَه سيبَوَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي أَمثاله: من قِلَّة المُبالاة قَوْلهم: الكِلاب على البقَر، يُضْربُ مثلا فِي قلَّة عِنايةِ الرجلِ واهتمامِه بشأن صَاحبه. قَالَ: وهاذا المَثلُ مُبْتَذَلٌ فِي العامَّة، غير أَنّهم لَا يَعرِفُون أَصلَه. وَنقل شيخُنا عَن شُرُوح الفصيح: يجوزُ الرَّفْعُ والنَّصب فِي الرِّوايتَيْنِ، فالرَّفْعُ على الابتداءِ، وَمَا بَعْدَه خبرٌ. وأَما النَّصْب، فعلى إِضمارِ فعلٍ، كأَنّه قَالَ: دَعِ الكِلابَ على البَقَر. وكذالك من روى (الكِرابَ) إِنْ شِئتَ نَصَبْتَ فقلتَ: أَي دَعِ الحَرْثَ على البَقَر، وإِنْ شئتَ رَفَعْتَ على الابتداءِ والخَبَر.
(وأُمّ كَلْبَةَ: الحُمَّى) ، لشدَّةِ ملازمتِها للإِنسان، أُضِيفَت إِلى أُنْثَى الكِلاب.
(وكلَبَ) الرجُلُ (يَكْلِبُ) ، من بَاب ضَرَب، كَذَا هُوَ مضبوط عندَنا، وَمثله الصّاغانيُّ، وَفِي بعضِ النُّسَخ: من بابِ فَرِحَ. (واسْتَكْلَبَ) : إِذا كَانَ فِي قَفْرٍ، ف (نَبَحَ، لِتَسْمَعَهُ الكلابُ، فتَنْبَحَ، فيُستدَلَّ بهَا عَلَيْهِ) أَنَّه قريبٌ من ماءٍ أَو حِلَّة، قَالَ:
ونَبْحُ الكِلابِ لمُسْتَكْلِبِ
(و) كَلِبَ (الكَلْبُ) ، من بَاب فَرِحَ، وَكَذَا اسْتَكْلَبَ: (ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ) ، فأَخَذَهُ لِذالك سُعارٌ، وَقد تَقَدّم.
(و) من المَجَاز: (كَلالِيبُ البَازِي: مَخَالِبُهُ) ، جمعُ كَلُّوب، وَيُقَال: أَنْشَبَ فِيهِ كَلالِيبَه، أَي: مَخَالِبَهُ.
(ومِنَ الشَّجَرِ: شَوْكُهُ) . كلُّ ذالك على التّشبيه بمَخَالبِ الكِلاب والسِّباع. وقولُ شَيخنَا: وَلَهُم فِي الّذي بعدَهُ نَظَرٌ، منظورٌ فِيهِ.
(وكالَبَتِ الإِبِلُ: رَعَتْهُ) ، أَي: كَلالِيبَ الشَّجَرِ. وَقد تكونُ المُكَالَبَةُ ارْتِعاءَ الخَشِنِ اليابِس، وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ الشّاعرُ:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلاّ القَتَادُ تَنَزَّعَتْ
مَنَاجِلُهَا أَصْلَ القَتَادِ المُكَالَبِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ على المؤلّف:
الكَلْبُ من النُّجُومِ بحِذاءِ الدَّلْوِ من أَسْفَلَ، وعَلى طَرِيقَته نَجْمٌ أَحمرُ يقالُ لَهُ الرّاعِي.
وكِلابُ الشِّتَاءِ: نُجُومٌ، أَوّلَهُ، وَهِي الذِّراعُ، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ والجَبْهَةُ. وكُلُّ هاذه إِنَّما سُمِّيَتْ بذالك على التّشبيه بالكِلاب.
ولِسَانُ الكَلْبِ: نَبْتٌ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
والكُلاَب، كغُراب: وادٍ بِثَهْلاَن، مُشْرِفٌ، بِهِ نَخْلٌ ومِياهٌ لبني العَرْجاءِ من بني نُمَيْرٍ. وثَهْلانُ: جبلٌ لبَاهِلَةَ، وَهُوَ غير الّذي ذكرَه المصنِّفُ.
ودَهْرٌ كَلِبٌ: أَي مُلِحٌّ على أَهْلِه بِمَا يَسُوؤُهم، مُشتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قَالَ الشاعرُ:
مَا لِي أَرَى النَّاسَ لَا أَبَا لَهُمُ
قد أَكَلُوا لحْمَ نابِحٍ كَلِبِ
وَمن الْمجَاز أَيضاً: دَفَعْتُ عَنْك كَلَبَ فُلان، أَي: شَرَّهُ وأَذاهُ. وَعبارَة الــأَساس: كَفَّ عَنهُ كِلابَهُ: تَرَكَ شَتْمَهُ وأَذاهُ، انْتهى.
وكُلاَّبُ السَّيْفِ، بالضَّمّ: كَلْبه.
والكَلْب: فَرَسُ عامرِ بْنِ الطُّفيْلِ من وَلَدِ داحِسٍ، وَكَانَ يُسمَّى الوَرْدَ والمَزْنُوقَ.
والكَلْبُ بْنُ الأَخْرَس: فَرسُ خَيْبَرِيِّ بْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِيّ.
وأَهْلُ المَدِينَةِ يُسَمُّون الجَرِيءَ مُكَالِباً، لمُكَالَبَتِهِ للمُوكِّلِ بهم.
وفلانٌ بِوَادِي الكَلْبِ: إِذا كانَ لَا يُؤْبهُ بِهِ، وَلَا مأْوى يُؤْوِيهِ كالكَلْبِ تَراهُ مُصْحِراً أَبداً، وكلٌّ من المَجَاز.
وكِلاَبٌ: اسْمٌ سُمِّي بذالك، ثمّ غَلَبَ على الحَيِّ والقبيلةِ؛ قالَ:
وإِنّ كِلاباً هاذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ
وأَنْتَ بَرِيءٌ من قَبَائِلها العَشْرِ
قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَيْ أَنّ بطونَ كِلابٍ عشرُ أَبْطُنٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كِلابٌ اسمٌ للواحِدِ، والنَّسَبُ إِليه كِلابيٌّ. يَعْنِي أَنّه لَو لم يكن كِلابٌ اسْما للْوَاحِد، وَكَانَ جمْعاً، لقيل فِي الإِضافة إِليه كَلْبِيٌّ.
وَقَوْلهمْ: (أَعَزُّ من كُلَيْبِ وَائِل) هُوَ كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ من بَنِي تَغْلِبَ بْنِ وائِلٍ.
وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جَرِيرٌ الشاعرِ، فَهُوَ كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ.
وكالِبُ بن يوقنا: من أَنبياءِ بني إِسْرائِيلَ فِي زَمَنِ سيِّدنا موسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَام، كَمَا فِي الكَشّاف فِي أَثناءِ القَصَص، والعناية، فِي الْمَائِدَة، نَقله شيخُنا.
وَفِي أَنساب الإِمام أَبي الْقَاسِم الْوَزير المَغْرِبِيِّ: كُلَيْبٌ فِي خُزَاعَةَ كُلَيْبُ بْنُ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولَ، وكلْبٌ فِي بَجِيلَة: ابنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ دُهْنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَحْمَسَ. وأَرْضٌ مَكْلَبةٌ، بِالْفَتْح: كثيرةُ الكِلاب، نَقله الصّاغانيّ.
واِسْتُ الكَلْبِ: ماءٌ نَجْدِيٌّ عِنْد عُنَيْزَةَ من مياهِ رَبيعَةَ، ثُمَّ صارَتْ لكِلابٍ.
ووادي الكَلَب، محرَّكَةً: يَفرُغ فِي بُطْنَانِ حَبِيبٍ بالشّام.
(ك ل ب) : (صَائِدٌ مُكَلِّبٌ) مُعَلِّمٌ لِلْكِلَابِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ وقَوْله تَعَالَى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] مَعْنَاهُ أَحَلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتِ وَصَيْدَ مَا عَلَّمْتُمْ (وَالْكَلُّوبُ) وَالْكُلَّابُ حَدِيدَةٌ مَعْطُوفَةُ الرَّأْسِ أَوْ عُودٌ فِي رَأْسِهِ عُقَّافَةٌ مِنْهُ أَوْ مِنْ الْحَدِيدِ يُجَرُّ بِهِ الْجَمْرُ وَجَمْعُهَا الْكَلَالِيبُ (وَيَوْمُ الْكُلَّابِ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَقَدْ سَبَقَ فِي ع ر.
(كلب)
الْفرس كَلْبا همزه بالكلاب

(كلب) الْكَلْب كَلْبا أَصَابَهُ دَاء الْكَلْب فَهُوَ كلب وَالرجل وَغَيره عضه الْكَلْب الْكَلْب فَهُوَ كُلَيْب (ج) كلبى وَأكل كثيرا بِلَا شبع وعطش عطشا شَدِيدا وَالشَّجر خشن ورقه من الْعَطش فعلق بِثَوْب من يمر بِهِ وآذاه فَهُوَ كلب وَالسير على الْأَسير جف عَلَيْهِ وآذاه والدهر على أَهله اشْتَدَّ وَيُقَال كلب الْعَدو وكلب السَّائِل وعَلى الشَّيْء اشْتَدَّ حرصه عَلَيْهِ وَعَلِيهِ غضب وسفه

(كلب) كلابا ذهب عقله من الْكَلْب فَهُوَ مكلوب
ك ل ب : الْكَلْبُ جَمْعُهُ أَكْلُبٌ وَكِلَابٌ وَكَلِيبٌ وَأَكَالِبُ جَمْعُ الْجَمْعِ وَجَمْعُ الْكَلْبَةِ كِلَابٌ أَيْضًا وَكَلْبَاتٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَكَلَّبْتُهُ تَكْلِيبًا عَلَّمْتُهُ الصَّيْدَ وَالْفَاعِلُ مُكَلَّبٌ وَكَلَّابٌ أَيْضًا وَكَلِبَ الْكَلْبُ كَلَبًا فَهُوَ كَلِبٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ دَاءٌ يُشْبِهُ الْجُنُونَ يَأْخُذُهُ فَيَعْقِرُ النَّاسَ وَيُقَالُ لِمَنْ يَعْقِرُهُ كَلِبٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ كَلْبَى قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْكُلَابُ وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ.

وَيَوْمُ الْكُلَابِ يَوْمٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ وَالْكُلَابُ أَيْضًا مَاءٌ عَنْ الْيَمَامَةِ نَحْوَ سِتِّ لَيَالٍ وَالْكَلُّوبُ مِثْلُ تَنُّورٍ وَالْكُلَّابُ مِثْلُ تُفَّاحٍ خَشَبَةٌ فِي رَأْسِهَا عُقَّافَةٌ مِنْهَا أَوْ مِنْ حَدِيدٍ وَكَالَبَهُ مُكَالَبَةً أَظْهَرَ عَدَاوَتَهُ وَمُنَاصَبَتَهُ وَجَاهَرَهُ بِهِ وَتَكَالَبَ الْقَوْمُ تَكَالُبًا تَجَاهَرُوا بِالْعَدَاوَةِ وَهُمْ يَتَكَالَبُونَ عَلَى كَذَا أَيْ يَتَوَاثَبُونَ.

وَالْكَلَبُ بِفَتْحَتَيْنِ الْقِيَادَةُ وَمِنْهُ الْكَلْتَبَانُ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ النَّاسُ قَلْطَبَانُ أَوْ قَرْطَبَانُ وَقَدْ تَقَدَّمَ. 

كلب

1 كَلِبَ, aor. ـَ inf. n. كَلَبٌ, He (a dog) was seized with madness, in consequence of eating human flesh. (K.) See also كَلَبٌ and كَلِبٌ. b2: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, He (a man) was seized with madness like that of dogs, in consequence of his having been bitten by a [mad] dog; [was seized with hydrophobia]. (K.) So also a camel. (S, K.) See also كَلَبٌ and كَلِبٌ. b3: كُلِبَ, like عَنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] He lost his reason by the kind of madness termed كَلَب. (K.) See كَلَابٌ. b4: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He was angry (K) عَلَيْهِ with him; and thus resembled one afflicted with the disease called كَلَب. (TA.) b5: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He was light-witted; weak and stupid, or foolish; ignorant; deficient in intellect: syn. سَفِهَ: (K:) and thus resembled one afflicted with the disease called كَلَب. (TA.) b6: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He thirsted. (K.) From كَلِبَ signifying “ he was seized with the disease of dogs, and died of thirst: ” for the person afflicted with this disease thirsts, and when he sees water, is frightened at it. (TA.) b7: كَلِبَ عَلَى شَىْءٍ, (TA,) inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) He was eager for, or desired with avidity, a thing. (K, TA.) b8: In like manner, النَّاسُ عَلَى الأَمْرِ ↓ تَكَالَبَ (tropical:) The people were eager for the thing, as though they were dogs. b9: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) He ate voraciously, without becoming satiated. (K.) b10: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, He (a person bitten by a mad dog) cried out, [or barked]. (K.) b11: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ; (so accord. to the TA; but accord. to some copies of the K, كَلَبَ;) and ↓ استكلب; He (a dog) had the habit of eating men. (TA.) b12: كَلَبَ, aor. ـِ (K: but in some copies, كَلِبَ, aor. ـَ [which is evidently the right reading;]) and ↓ استكلب; He (a man in a desert place, TA,) barked, in order that dogs might hear him and bark, and that one might be guided thereby to him [to receive or direct him]. (K.) b13: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ and مَكْلَبَةٌ, (assumed tropical:) He performed the office of a pimp. (As, IAar, K.) [This office seems to be thus compared with that which a dog performs, in inviting travellers, by his bark, to enjoy his master's hospitality.] b14: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) It (a tree), not having sufficient watering, had rough leaves, without losing their moisture, so that they caught to the garments of those who passed by, thus annoying them like a dog. (ADk, K. *) b15: كَلِبَ (assumed tropical:) It (a tree) became stripped of its leaves, and rugged, or scabrous, so that it caught to men's garments, and annoyed the persons passing by, like a dog. (TA.) A2: كَلَبَ المَزادَةٌ, aor. ـُ (inf. n. كَلْبٌ, TA,) He inserted a strap, thong, or strip of leather, (كَلْب,) between the two edges of the مزادة, in sewing them: (S:) or الكَلْبُ is the action of a woman who sews a skin, when, finding the thong too short, she inserts into the hole a double thong, and puts through it [i. e. through the loop thus formed] the end of the deficient thong, and then makes it to come out [on the other side of the skin, by pulling the loop through]. (IDrd.) See كُلْبَةٌ. b2: كَلَبَتِ السَّيْرِ aor. ـُ inf. n. كَلْبٌ, She (a female sewer of skins or the like), finding the thong [with which she was sewing] too short, doubled a thong, through which she put the end of the deficient thong [in order to draw it through]: (TA:) or كَلَبَ السَّيْرَ, aor. and inf. n. as above, signifies he sewed the thong, or strip of leather, between two other thongs, or strips. (IAar.) A3: كَلِبَ عَلَيْهِ القِدُّ (tropical:) The strap or thong of untanned hide pressed painfully upon him, by his being exposed with it to the sun or air, and its drying. (TA.) كَلِبَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) Fortune pressed severely upon him. (TA, from a trad.) See also كَلِيبٌ, and 6. b2: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) It (winter, S, K, cold, &c., S,) became severe, or intense: (S, K:) he (an enemy) pressed hard, or vehemently, upon him. (TA.) A4: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, It (a rope) fell between the cheek and wheel of the pulley. (K.) A5: كَلَبَهُ, aor. ـُ He struck him with a كُلَّاب, or spur. (S, K.) كلّب, inf. n. تَكْلِيبٌ, He trained a dog to hunt: and sometimes, he trained a فَهْد, or a bird of prey, to take game. (L.) See the act. part. n.3 كالبهُ, inf. n. مُكَالَبَةٌ (S, K, TA) and كِلَابٌ, (TA,) (assumed tropical:) He acted in an evil manner, or injuriously, towards him; or contended against him: (S, K:) he straitened, or distressed, him, (K,) as dogs do, one to another, when set upon each other: (TA:) he acted with open enmity, or hostility, to him: (Msb:) and ↓ تَكَالُبٌ (inf. n. of 6) is syn. with مُكَالَبَةٌ. (S.) A2: كَالَبَتِ الإِبِلُ, (inf. n. مُكَالَبَةٌ, TA,) The camels fed upon كَلَالِيب, i. e., the thorns of trees. (K.) b2: Also sometimes signifying The camels pastured upon dry, or tough, حش [app. a mistake for خَشّ “ what is very rough ”]. (TA.) 4 أَكْلَبَ His camels became affected with the disease called كَلَبٌ; (S, K;) i. e., with a madness like that which arises from the dog. (TA.) 6 تَكَاْلَبَ See 3 and 1. b2: هُمْ يَتَكَالَبُونَ عَلَى كَذَا They leap, or rush, together upon such a thing [in an evil, or injurious, or contentious, manner]. (S.) التَّكَالُبُ is syn. with التَّوَاثُبُ: (S, K:) [and so also, accord. to the CK, is التَّكْلاَبُ, which I suppose to be an intensive inf. n. of كَلِبَ].8 اكتلب He made use of a كُلْبَة, i. e., a thong of leather, &c. in sewing a skin &c. [See كُلْبَة.] (Lh.) 10 إِسْتَكْلَبَ see 1 A2: and see 10 in art. سعل.

كَلْبٌ a word of well-known signification, [The dog:] (S:) or any wounding animal of prey: (L, K, &c.:) but whether birds [of prey] are comprised in this term is a point that requires consideration: (Esh-Shiháb El-Khafájee:) and especially applied to the barking animal [or dog]: (K:) or rather, this is its proper signification; and it admits no other: (MF:) sometimes used as an epithet; as in the ex.

إِمْرَأَةٌ كَلْبَةٌ [A woman like a bitch; a woman who is a bitch]: (S:) pl. [of pauc.] أَكْلُبٌ and (of mult., TA,) كِلَابٌ (S, K) and كَلِيبٌ, which is a rare [form of] pl., like عَبِيدٌ, pl. of عَبْدٌ, [or rather a quasi-pl. n.,] (S,) and (pl. of أَكْلُبٌ, S,) أَكَالِبُ (S, K) and (pl. of كِلَابٌ, TA,) كِلَابَاتٌ (K) and (also pl. of كِلَابٌ) أَكَالِيبُ: (Msb:) كِلَابٌ is also used as a pl. of pauc.; ثَلَاثَةُ كِلَابٍ

being said for ثلاثةٌ مِنَ الكِلَابِ; or كلاب being used in this case for أَكْلُبٍ: (Sb:) كَلِيبٌ and ↓ كَالِبٌ signify a pack, or collected number, of dogs: (K:) [both are quasi-pl. ns. in my opinion, though the former is called a pl. in the S:] accord. to some, the former, if masc., is a quasipl. n. ; and if fem., a pl.: (MF:) the latter is like جَامِلٌ and بَاقِرٌ [which are both quasi-pl. ns.]. (L.) The pl. of كَلْبَةٌ [the fem.] is كِلَابٌ and كَلَبَاتٌ. (Msb.) b2: فُلَانٌ بِوَادِى الكَلْبِ (tropical:) [Such a one is in the valley of the dog:] said of one whom no one cares for, and who has no place of abode or resort, but is like a dog, which one sees ever going forth into the desert. b3: كَفَّ عَنْهُ كِلَابَهُ (tropical:) He left reviling him, and injuring or annoying him: [lit., restrained from him his dogs]. (A.) See also كَلَبٌ. b4: الكِلَابُ على البَقَر ِ, (S, K,) the first word being in the nom. case as an inchoative, (TA,) and الكِلَابَ, (S, K,) put in the acc. case as governed by a verb understood, (TA,) or الكِرَابُ and الكِرَابَ; (Kh, S, art. كرب, K;) of which readings, that of الكلاب is the one generally adopted; (TA;) or they are two distinct proverbs, each having its proper meaning; (Meyd;) the former signifying, [if we read الكِلَابَ,] Send the dogs against the wild oxen: i. e., leave a man and his art: (S, K:) [but accord. to MF, this is the meaning if we read كراب; but if we read كلاب, the signification is, as explained above, “ Send the dogs &c., ” and the proverb is applied on the occasion of instigating one set of people against another set, without caring for what may happen to them:] or it alludes to a man's having little care or solicitude for the state, or case, or affair, of his companion. (A 'Obeyd.) If we read الكلابُ, the meaning is The dogs are upon, or against, the wild oxen: and in like manner, if we read الكرابُ, the meaning is “ The turning over of the soil is the work of the oxen: ” if الكرابَ, “ Leave the turning over of the soil to the oxen. ” (MF, from expositions of the Fs.) b5: [كَلْبٌ كَلِبٌ seems also to signify A fierce, or furious, dog. See عَقَنْبَاةٌ.] b6: كَلْبُ البَرِّ The dog of the desert; i. e. the wolf. (K, voce ذِئْب.) b7: كَلْبٌ is also especially applied to A lion. (K, TA.) b8: The first increase of water in a valley. (Nh, K.) b9: A piece of iron at the head of the pivot, or axis, of a mill. (K.) b10: A piece of wood by which a wall is propped, or supported. (K.) b11: A certain fish (K) in the form of a dog. (TA.) [كَلْبُ البَحْرِ and الكَلْبُ البَحْرِىُّ are appellations now applied to The shark.]

A2: كَلْبٌ A strap, or thong, cut from an untanned skin, and ↓ مُكَلَّبٌ is A man bound with a كَلْب, i. e., with a strap, or thong, cut from an untanned skin. (TA.) A3: The extremity of a hill of the kind called أَكَمَة. (K.) A4: كَلْبٌ (and ↓ كُلَّابٌ, TA,) The nail that is in the hilt of a sword, (S, K,) in which is [fixed] the ذُؤَابَة [or cord or other ligature by which the hilt is occasionally attached to the guard]: (S:) or a nail in the hilt of a sword, with which is another [nail] called العَجُوزُ: (L:) and (so accord. to the K: but accord. to the TA, the [cord or ligature, itself, which is called the] ذؤابة, of a sword. (K.) A5: كَلْبٌ A strap, thong, or strip of leather, (or a red أَحْمَر [probably a mistake for آخَر, another] strap, &c., K,) which is put between the two edges of a skin (S, K) when it is sewed. (S.) A6: كَلْبُ الفَرَسِ The line, or streak, that is in the middle of the horse's back. (S, K.) b2: إِسْتَوَى

عَلَى كَلْبِ فَرَسِهِ He sat firmly upon the line, or streak, in the middle of his horse's back. (S.) b3: كَلْبٌ (S, K) and ↓ كَلَّابٌ (K) An iron at the edge of a camel's saddle of the kind called رَحْل: (K:) a bent, or crooked, or hooked, iron, by which the traveller hangs, from the saddle (رحل), his travelling-provisions (S,) and his أَدَاوِى. (TA.) See also فَهْدٌ. b4: كَلْبٌ Anything with which a thing is made firm, or fast, or is bound: syn. كُلُّمَا وُثِّقَ بِهِ شَىْءٌ, (as in some copies of the K,) or أُوثِقَ (as in others): so called because it holds fast a thing like a dog. (TA.) b5: كَلْبٌ i. q. شَعِيرَةٌ [app. meaning the شعيرة of the handle of a knife &c.]. (S.) b6: لِسَانُ الكَلْبِ A certain plant; (K;) [cynoglossum, or dog's tongue]. b7: كَفُّ الكَلْبِ A certain spreading herb, (K,) which grows in the plain low tracts of Nejd; thus called when it has dried, in which case it is likened to the paw of a dog; but while it continues green, it is called كفت. (TA.) b8: أُمُّ كَلْبٍ A certain small thorny tree, (K,) which grows in rugged ground, and upon the mountains, having yellow leaves, and rough; when it is put in motion, it diffuses a most fetid and foul smell: so called because of its thorns, or because it stinks like a dog when rain falls upon him. (TA.) A7: أُمُّ كَلْبَةَ Fever. (K.) So called because it keeps to a man with much tenacity, like a dog. (TA.) b2: لَقِيتُ مِنْهُ اسْتَ الكَلْبَةِ, a prov.: see اِسْتٌ in art. سته.

A8: الكَلْبُ الأَكْبَرُ The constellation of Canis Major: and its principal star, Sirius. (El-Kazweenee &c.) b2: الكَلْبُ الأَصْغَرُ, also called الكلب المُتَقَدِّمُ, The constellation of Canis Minor: and its principal star, Procyon. (El-Kazweenee &c.) b3: الكَلْبُ [or كَلْبُ الرَّاعِى] A certain star, over against الدَّلْوُ (q. v.), [which is] below; in the path of which is a red star, called الرَّاعِى: (TA:) كلب الراعى is a name given to a star between the feet, or legs, of Cepheus; and الرعى, to that which is upon his left foot, or leg; (El-Kazweenee;) [app., from their longitudes, the same two stars to which the above quotation from the TA relates: but the same two names are also given to two other stars.] b4: كلب الرعى is [likewise] a name given to The star which is on, or in, the head of Hercules; [for الحاوى, an evident mistake in my MS. of El-Kazweenee, I read الجَاثِى;] that in the head of Ophiuchus (الحَوَّاءُ) being called الراعى. (El-Kazweenee.) b5: [الكَلْبَانِ, accord. to Freytag, A name of the two stars υ and κ which belong to Taurus: but accord. to my MS. of El-Kazweenee, the two stars that are near together on the ears of Taurus are called الكُلْيَتَانِ.] b6: كِلَابُ الشِّتَاءِ The stars, or asterisms, of the beginning of winter; namely, الذِّرَاعُ and المَّثْرَةُ and الطَّرْفُ and الجَبْهَةُ [the 7th, 8th, 9th, and 10th, of the Mansions of the Moon: so called because they set aurorally in the winter: the first so set, about the period of the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, on the 3rd of January: see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل]. (TA.) كَلَبٌ (S, K) and ↓ كُلَابٌ (Lth) Madness which affects a dog in consequence of eating human flesh. (K.) b2: Also, Madness like that of dogs, which affects a man in consequence of his having been bitten by a [mad] dog: (K:) [a disorder] resembling madness, or diobolical possession: (S:) a disease that befalls a man from the bite of a mad dog, occasioning what resembles madness, or diabolical possession, so that whomsoever he bites, that person also becomes in like manner affected, abstaining from drinking water until he dies of thirst: the Arabs concur in the assertion that its cure is a drop of the blood of a king, mixed with water, and given to the patient to drink. (TA.) Accord. to El-Mufaddal, it originates from a disease which befalls the standing corn &c., and which is not removed until the sun rises upon it: if cattle eat of it before that, they die: wherefore Mohammad forbade pasturing by night: but sometimes a camel runs away, and eats of such pasture before sunrise, and dies in consequence: then a dog comes, and eats of its flesh, and becomes mad; and if it bite a man, he also becomes mad, and when he hears the barking of a dog, answers it [by barking]. (TA.) b3: دِمَاءُ المُلُوكِ أَشْفَى مِنَ الكَلَبِ [The blood of kings has cured of canine madness]: or, accord. to another reading, دِمَاءُ المُلُوكِ شِفَاءُ الكَلَبِ [The blood of kings is the cure for canine madness]. A proverb, explained by what is quoted from Lh, voce كَلِبٌ. But some reject this explanation, and assert the meaning to be, that, when a man is enraged [by desire of obtaining revenge], and takes his blood revenge, the blood is the cure of his rage, though not really drunk. (TA.) See also كَلِبٌ and كَلِبَ. b4: [Also كَلَبٌ A madness like that of the dog, affecting camels. (See 4.)]

b5: كَلَبٌ and ↓ كُلْبَةٌ (tropical:) Vehemence; severity; pressure; affliction: (K, TA:) severity, or intenseness of cold &c.; like جُلْبَةُ: (S:) severity and sharpness of winter: (K, for the former word; and TA, for the latter) also the latter, accord. to the TA, [and the former also, as appears from its verb,] severity, or pressure, of him or fortune, and of everything: (TA:) and the latter, straitness, or difficulty, (K,) of life: (TA:) and drought: (K:) or distress arising from drought or from government &c. (AHn.) b6: دَفَعْتُ عَنْكَ كَلَبَ فُلَانٍ (tropical:) I have averted from thee the evil, or mischief, and injurious conduct, of such a one. (S.) See also كَلْبٌ.

كَلِبٌ A dog or man affected with the disease called كَلَبٌ: (S, TA:) b2: A dog accustomed to eating human flesh, and in consequence seized with what resembles madness, or diabolical possession, so that when it wounds a man, he also becomes in like manner affected (Lth. S) by the disease called كُلَابٌ, barking like a dog, reading his clothes upon himself. wounding others, and at last dying of thirst, refusing to drink. (Lth.) b3: A man thus affected is termed كَلِبٌ and ↓ كَلِيبٌ: pl. of the former كَلِبُونَ, and of the latter (or of the former accord. to the S) كَلْبَى. (TA.) When a man thus affected bites another, they come to a man of noble rank, and he drops for them some blood from his finger, which they give to drink to the patient, and he becomes cured. (Lh.) See also كَلَبٌ and كَلِبَ. b4: كَلِبٌ A dog habituated to eating men. (TA.) b5: (tropical:) An importunate beggar. (A.) b6: دَهْرٌ كَلِبٌ (tropical:) Fortune that presses severely and injuriously upon its subjects. (TA.) b7: كَلِبٌ A tree of which the leaves are rough, in consequence of its not having sufficient watering, without losing their moisture, so that they catch to the garments of those who pass by, thus annoying them like a dog. (ADk.) كَلْبَةٌ (assumed tropical:) A thorny tree, destitute of branches: (K:) so called because it catches to [the garments of] those who pass by it, like a dog: (TA:) a rugged tree, with branches standing out apart, and tough thorns. (TA.) b2: A small thorny plant, of the kind called شِرْس, resembling the شكاعا [or شُكَاعَى, or شُكَاعَة], of the description termed ذُكُور: (TA:) or a certain thorny tree, (K,) of the kind called عِضَاه, having [what is termed]

جراء; (TA;) as also ↓ كَلِبَةٌ. (K.) A2: كَلْبَتاَنِ The implement with which the blacksmith takes hold of hot iron; [his forceps]. (S, K.) b2: حَدِيدَةٌ ذَاتُ كَلْبَتَيْنِ [An iron with two curved ends, forming a forceps]. You also say حَدِيدَتَانِ ذَوَاتَا كلبتين, and حَدَائِدُ ذَوَاتُ كلبتين. (TA.) كُلْبَةٌ The shop of a vintner. (AHn, K.) A2: The hairs that grow upon each side of the fore part of the nose and mouth of a dog or cat: (Z, K:) wrongly explained as signifying the nails of a dog. (Z.) A3: A thong, or a strand (طَاقَة) of the fibres of the palm-tree (لِيف), with which skins and the like are sewed: (K, TA:) [see إِقْتَفَأَ:] or a thong, or [so in the O and in the TA, art. قفأ; but here, in the latter, instead of “ or, ” “ behind, ” which is evidently a mistake;] a strand (طَاقَة) of the fibres of the palm-tree, used in the same manner as the shoe-maker's awl that has, at its head, a perforation ثَقْبٌ [so in the O, in the TA حجر a strange mistranscription: what is meant is doubtless an eye, like that of a needle, and it is by means of an implement with an eye at the end that the operation here described is commonly performed in the present day:] the thong, or the thread, or string, is inserted into the كلبة, which is doubled: thus it enters the place [or hole] of the sewing, and the sewer introduces his hand into the إِدَاوَة [q.v., i. e., the vessel upon which he is employed in working], and stretches the thong of leather, or the thread, or string, (O, L, TA,) in the كلبة. (L, TA.) [See كَلَبَ.]

أَرْضٌ كَلِبَةٌ (tropical:) Land which has not sufficient watering, and of which the plants, in consequence, become dry: (S:) or rugged land, and such as is termed قُفّ, in which there are neither trees nor herbage, and which is not a mountain. (Aboo-Kheyreh.) b2: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ Land upon which the rain called الرَّبِيع does not fall: (TA:) or rugged, dry, land, upon which that rain does not fall, and which does not become soft. (ADk.) b3: See كَلْبَةٌ.

كَلَابٌ [perhaps inf. n. of كُلِبَ] The departure of reason by the kind of madness termed كَلَب. (K.) كُلَابٌ: see كَلَبٌ.

كَلِيبٌ: see كَلْبٌ and كَلِبٌ. b2: Respecting this word in the following verse of TaäbbataSharran, إِذَا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَا كَلِيبَكَ وَاعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِى

[When war sets over thee &c.] there are two opinions: one, that by كليب is meant مُكَالِب (see 2): the other, that it is an inf. n. of كَلِبَتِ الحَرْبُ [“ The war became vehement, severe, or fierce ”]: the former is the more valid. (IM.) كَلَّابٌ: see كَلْبٌ and مُكَلِّبٌ.

كُلَّابٌ (S, K) and ↓ كَلُّوبٌ (K) A spur; (S, K;) the iron instrument that is in the boot of him who breaks in a horse. (S.) b2: كُلَّابٌ and ↓ كَلُّوبٌ (and ↓ كُلُّوبٌ, MF, art. سبح q. v.,) [A flesh-hook;] an iron implement with which meat is taken out of the cooking-pot: pl. كَلَالِيبُ: (S:) an iron flesh-hook, with prongs: (R, which gives this as the explanation of the latter word:) a hooked iron; like خُطَّاف: (Fr. &c.) a piece of wood at the head of which is a hook, ('Eyn,) of the same or of iron: (T:) an iron instrument for roasting flesh-meat: syn. سَفُّود. (Lh.) See كَلْبٌ. b3: كَلَالِيبُ (tropical:) The talons of a falcon: (K:) pl. of كَلُّوبٌ. (TA.) b4: (tropical:) The thorns of a tree. (K.) كُلُّوبٌ and كَلُّوبٌ: see كُلَّابٌ.

كَلْتَبَانٌ A pimp: from كَلِبَ, q. v., (As, IAar, K) Sb, however, does not mention the measure فَعْتَلَانٌ. ISd thinks it most probable that كَلِبَ is a triliteral-radical, and كلتبان a quadriliteralradical [or rather a quasi-quadriliteral-radical], like زَرِمَ and إِزْرَأَمّ &c. (L.) See also قَرْطَبَانٌ and قَلْتَبَانٌ, and art. كلتب.

كَالِبٌ: see كَلْبٌ, and مُكَلِّبٌ.

تِكِلَّابَةٌ A clamourous, very noisy, very garrulous, woman, of evil disposition. (TA, voce جَلَّابَة.) مُكَلَّبٌ A dog trained and accustomed to hunt. (L.) See the verb.

A2: A captive, or prisoner, (S,) having the feet shackled, or bound; (S, K;) i. q. مُكَبَّلٌ, from which it is formed by transposition, (S,) accord. to some. (TA.) مُكَلِّبٌ One who trains dogs to hunt; (S, K;) as also ↓ كَلَّابٌ: and sometimes signifying one who trains the فَهْد, and birds of prey, to take game: see Kur v. 6: one who possesses dogs trained to hunt, and hunts with them; (L;) as also ↓ كَالِبٌ, pl. كُلَّابٌ: (R:) or كَالِبٌ and كَلَّابٌ (S, L, K) signify an owner, or a possessor, of dogs; (L, K;) the former being similar to تَامِرٌ &c. (S.) مُتَكَالِبٌ an appellation given by the people of El-Yemen to (tropical:) A deputy, or an agent; because of his acting injuriously, or contentiously, towards them over whom he is appointed as such. (TA.)

كبب

كبب


كَبَّ(n. ac. كَبّ)
a. Inverted, turned upside down; overturned
upset.
b. [acc. & 'Ala
or
La], Threw down upon ( his face );
overthrew.
c. Wounded, cut in the legs (camel).
d. Wound, rolled into balls; convolved, agglomerated (
thread ).
e. Was weighty, heavy.
f. Set on fire.
g. [ coll. ], Poured out, emptied.

كَبَّبَa. Made into balls.

أَكْبَبَa. see I (b)b. Was thrown down; stumbled; fell.
c. ['Ala], Fell upon ( his face ).
d. Stooped.
e. [La], Bent towards, leant over.
f. ['Ala], Set about; kept, stuck to.
g. [ coll. ]
see I (g)
تَكَبَّبَa. Was wound, rolled up; wrapped himself up.
b. Was prostrated by disease.
c. Became moist, compact (sand).

تَكَاْبَبَ
a. ['Ala], Pressed upon.
إِنْكَبَبَa. Was inverted, turned upside down; was
overthrown.
b. see IV (c) (f)
d. [ coll. ], Was poured out.

كَبَّةa. Charge, onset, onslaught.
b. Collision, shock; impetus; dash.
c. Starting, setting off ( of horses ).
d. Intensity, intenseness, vehemence ( of cold).
e. Overthrow.
f. see 3t (f)
كُبّa. A certain plant.

كُبَّة
(pl.
كُبَب)
a. Ball ( of thread ).
b. Collection, mass, agglomeration.
c. Company, troop; family.
d. A pressing; throng, press.
e. Weight ( of the body ).
f. [ coll. ], Ball of meat;
rissole.
g. see I
t (a), (b), (c), (
d ), (e).
أَكْبَبُa. Stumbling, unsteady.

مِكْبَبa. Gazing on the ground; intent.
b. (pl.
مَكَاْبِبُ
& مِكَبَّات )
see 3t (a)
كَبَاْبa. Grilled hash (meat).
كَبَاْبَةa. Cubeb ( piper cubeboe ).
كُبَاْبa. Herd; flock.
b. Dust, earth; mud.
c. Moist, compact sand.

مِكْبَاْبa. see 20 (a)
مُكَبَّبَة
a. A species of dustcoloured wheat.
(كبب) الْغَزل جعله كبة والكباب عمله
(ك ب ب) : (كَبَّ الْإِنَاءَ) قَلَبَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْكُبَّةُ) مِنْ الْغَزْلِ بِالضَّمِّ الجروهق وَفِي مَسْأَلَةِ الْحَجَّامِ الْمِحْجَمَةُ.
ك ب ب: (كَبَّهُ) اللَّهُ لِوَجْهِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ صَرَعَهُ (فَأَكَبَّ) هُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ أَنْ يَكُونَ فَعَلَ مُتَعَدِّيًا وَأَفْعَلَ لَازِمًا. وَ (كَبْكَبَهُ) أَيْ (كَبَّهُ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} [الشعراء: 94] وَ (أَكَبَّ) فُلَانٌ عَلَى كَذَا يَفْعَلُهُ وَ (انْكَبَّ) بِمَعْنًى. وَ (الْكَبَابُ) الطَّبَاهِجُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفِعْلُ (التَّكْبِيبُ) . 
ك ب ب :
كَبَبْتُ الْإِنَاءَ كَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَلَبْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَكَبَبْتُ زَيْدًا كَبًّا أَيْضًا أَلْقَيْتُهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأَكَبَّ هُوَ بِالْأَلِفِ وَهُوَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصَرَ رُبَاعِيُّهَا.
وَفِي التَّنْزِيلِ {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 90] {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} [الملك: 22] وَأَكَبَّ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ لَازَمَهُ وَالْكُبَّةُ مِنْ الْغَزْلِ وَالْجَمْعُ كُبَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَكَبَبْتُ الْغَزْلَ مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُهُ كُبَّةً وَالْكَبَّةُ بِالْفَتْحِ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ. 
(كبب) - في حديث أبي عُبَيْدَةَ بن عُتْبَةَ: "أن المرأةَ كانت تَأتِيهِ بكُبَّهِ الخُيوطِ تقول: خُذْها في سبيل الله عزَّ وجّل"
الكُبَّة: الكُتْلَةُ، وكَبَبْتُ الغَزْلَ كَبًّا، وكَبَّبْتُهُ تَكبيبًا: جَمَعتُه، والكَبُّ: الشىَّءُ المجتَمع. ونَعَمٌ كِبابٌ: كثير مُجتَمعٌ، والكُبَّةُ: الجَماعَةُ مِن النّاس وغيرهم، وكذلك الكُبْكُبَةُ، بالضّم والفتح.
- وفي حديث ابن مَسعُودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّه رَأى جَماعةً ذَهَبَت فرجَعَت، فقال: إياكُمْ وكُبَّةَ السُّوق فإنها كُبَّةُ الشَّيْطانِ" يعني: الجَمَاعة .
- في حديث معاويةَ - رضي الله عنه -: "إنكنّ لَتُقَلِّبْنَه حُوَّلًا قُلَّباً إن وُقِيَ كُبّة النّارِ".
: أي مُعظَمهَا، وكُبَّةُ الحَرْب كذلك، يُقال لَقِيتُه في كُبَّة القَوم، وقيل: الكُبّة: الحَمْلَةُ في الحرب، وكُبَّةُ الشّتاءِ: شِدَّتُه، وكُبَّةُ النّارِ: صَدْمتُها ودَفعَتُها. - في الحديث : "فَتَكابُّوا عليها".
: أي ازدَحَمُوا.
[كبب] كَبَّه الله لوجهه، أي صَرَعه، فأكبَّ على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال أفَعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ الله عدوَّ المسلمين، ولا يقال أكب. وكبكبه، أي كبه. ومنه قوله تعالى: (فكُبْكِبوا فيها هُمْ والغاوون) . وأكب فلان على الامر يفعله وانكب، بمعنى. وتقول: جاء متكبكبا في ثيابه، أي متزملا. وتكببت الابل، إذا صُرِعت من داءٍ أو هُزال. والكُبَّةُ أيضاً: الجَروَهْقُ من الغَزْل، تقول منه: كَبَبْتُ الغزْل، أي جعلته كُبَباً. والكَبَّةُ بالفتح: الدَفعة في القتال والجري، وهو إفلات الخيل على المِقْوَس للجري أو للحملة. وكذلك كَبَّةُ الشتاء: شِدَّته ودَفْعَتُهُ. والكَبَّةُ أيضاً: الزحام. والكَبابُ: الطَباهِجُ. والكَبابَةُ: دواءٌ. والكُبابُ بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرمل أي تجعَّدَ. قال ذو الرمّة: توخاه بالاظلاف حتى كأنما * يثرن الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ وكبكب: اسم جبل، صرفه امرؤ القيس في قوله: فآخر منهم سالك بطن نَخْلةٍ * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كبكب وترك صرفه الاعشى في قوله: ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى * مصارع مظلوم مجرا ومسحبا وتدفن منه الصالحات وإن يسئ * يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[كبب] فيه: "فأكبّوا" رواحلهم على الطريق، وصوابه: كبّوا، أي ألزموها الطريق. كببته فأكب، وأكب على عمله: لزمه، وقيل: هو بحذف جار أي جعلوها مكبة على قطع الطريق أي لازمة له غير عادلة عنه. وفيه: فلما رأى الناس الميضأة "تكابوا" عليها، أي ازدحموا عليها، وهي تفاعلوا من الكبة- بالضم وهي الجماعة من الناس وغيرهم. ط: فلم يعد أن رأى الناس ماء "تكابوا" عليها، هو في أكثرها: يُعد- بفتح ياء وسكون عين وضم دال وبفاء في فتكابوا، وإن رأي الناس- إما فاعل أي لم يتجاوز رؤية الماء إكبابهم، وإما مفعول أي لم يتجاوز السقى والصب رؤية الناس الماء في تلك الحال وهي كبهم عليه، فتكابوا أي ازدحموا على الميضأة مكبًا بعضهم على بعض. ك: خشية أن "يكبه" الله، هو بضم كاف ونصب موحدة، أي لأجل خشية كب الله إياه النار أي إلقائه فيها منكوسًا لكفره، إما بارتداده إن لم يعط، أو بنسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البخل. وح: خشية أن "يكب"، بضم تحتية وفتح كاف. ن: ضمير يكبه- للمعطي، أي أتألف قلبه بالمال مخافة كفره لو لم يعط. وح: أخرج "كبة" من شعر، بضم فشدة شعر ملفوف بعضه، وأين علماؤكم- إنكار عليهم بإهمال هذا المنكر. نه: ومنه ح ابن مسعود: إنه رأى جماعة ذهبت فرجعت فقال: إياكم و"كبة" السوق فإنها "كبة" الشيطان، أي جماعة السوق. وفي ح: معاوية: إنكم لتقلبون حُوّلًا قلبًا إن وقى "كبة" النار، هو بالفتح شدة الشيء ومعظمه، وكبة النار: صدمتها.
ك ب ب

أكبب لوجهه وعلى وجهه فانكب " أفمن يمشي مكباً على وجهه " وكببته وهو مكبوب ومكبوت، وكببته في الهوّة وكبكبته، وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط. والفارس يكب الوحوش. وهم يكبّون العشار. قال:

يكبّون العشار لمن أتاهم ... إذا لم تسكت المائة الوليدا

ورجل أكب: لا يزال يعثر. قال عديّ:

إن يصبني بعض الهنات فلا وا ... ن ضعيف ولا أكب عثور

ومن المجاز: أكبّ على عمله، وهو مكب عليه: لازم له لا يفارقه. قال لبيد:

جنوح الهالكيّ على يديه ... مكباً يجتلي نقب النّصال

وأكبّ فلان على فلان يطلبه. والفرس يكبّ الحمار إذا صرع عليه أي صرعه الصائد وهو على ظهره. قال:

فهو يكب العيط منها للذّقن ... بأرن أو بشبيهٍ بالأرن

النشاط. والغزل يب على كذا: يلف عليه، وكببت الغزل أكبه كباً وكببته وكبيته. قال أبو دؤاد لابنه:

أمسى أبوك يكبّي غزل كبّته ... مع العيال ويعطي الحالب القدحا

ونحوه: قصّيت أظفاري، وعنده كبّةٌ من غزلٍ وكباب، ومنه: تكبّب الرمل: تلبّد. وتكبّب الرجل: تلفّف في ثوبه. وكبّبوا اللحم تكبيباً من الكباب وهو اللحم يكبّ على الجمر: يلقى عليه. وجاءت كبّة من الخيل والإبل وكبكبة: جماعة، وتكبكبوا: تجمّعوا. وفي مثل " كالبائع الكبّة بالهبّة ": بالريح يضرب في الغبن. وكانت لهم كبّةٌ في الحرب: صدمة وحملة شديدة، ورأيت للخيلين كبّةً عظيمة. ولقيته في الكبّة: في الرحمة. وعن بعض الفرسان: طعنته في الكبّة، فوضعت رمحي في اللّبّه، فأخرجته من السّبّه؛ من الدبر. وجاءت كبّة الشتاء: شدّته ودفعته. قال أبو دؤاد:

يكتبين الينجوج في كبة المش ... تى وبلهٌ أحلامهن وسام

" وهو حوّل قلب إن وقى كبّة النار "، وألقى عليه كبّته، ورماه بكبّته، كما تقول: بأرواقه ورويَ بالضم.
(ك ب ب) و (ك ب ك ب)

كب الشَّيْء يكبه كباًّ، وكبكبه: قلبه.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: أكبه، وَأنْشد:

يَا صَاحب القعو المكب الْمُدبر ... إِن تمنعي قعوك أمنع محوري وكبه لوجهه فانكب: أَي صرعه.

وطعنه فكبه لوجهه: كَذَلِك، قَالَ أَبُو النَّجْم:

فكبه بِالرُّمْحِ فِي دمائه

وأكب على الشَّيْء: اقبل عَلَيْهِ وَلَزِمَه.

وأكب الشَّيْء: تجانأ.

وَرجل مكب، ومكباب: كثير النّظر إِلَى الأَرْض، وَفِي التَّنْزِيل: (أَفَمَن يمشي مكبا على وَجهه) .

والكبة: جمَاعَة الْخَيل.

وكبة الْخَيل: معظمها، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ أَبُو رياش: الكبة: أفلات الْخَيل، وَهِي على المقوس للجري.

والكبة: الحملة فِي الْحَرْب، وَمن كَلَام بَعضهم لبَعض الْمُلُوك: " طعنته فِي الكبة طعنة فِي السبة فاخرجتها من اللبة ".

والكبكبة: كالكبة.

وَرَمَاهُمْ بكبته: أَي جماعته وَنَفسه وَثقله.

والكب: الشَّيْء الْمُجْتَمع من تُرَاب وَغَيره.

وكبة الْغَزل: مَا جمع مِنْهُ. مُشْتَقّ من ذَلِك.

وكب الْغَزل: جعله كبة.

والكبة: الْإِبِل الْعَظِيمَة، وَفِي الْمثل: " إِنَّك لكالبائع الكب بِالْهبةِ " الْهِبَة: الرّيح.

والكباب: الْكثير من الْإِبِل وَالْغنم وَنَحْوهَا، وَقد يُوصف بِهِ فَيُقَال: نعم كباب.

والكباب: التُّرَاب.

والكباب: الطين اللازب.

والكباب: الثرى.

والكباب: الطباهجة، وَقد تقدم تَفْسِير الطباهجة.

وكب الكباب: عمله.

والكب: ضرب من الحمض، يصلح ورقه لأذناب الْخَيل، يحسنها ويطولها، وَله كعوب وَشَوْك مثل السلج ينْبت فِيمَا رق من الأَرْض وَسَهل، واحدتها: كبة.

وَقيل: هُوَ من نجيل الفلاة، وَقيل: هُوَ شجر.

قَالَ: والمكببة: حِنْطَة غبراء، وسنبلها غليظ، أَمْثَال العصافير، وتبنها غليظ، وَلَا تنشط لَهُ الاكلة.

والكبة: الْجَمَاعَة من النَّاس، قَالَ أَبُو زبيد:

وَصَاح من صَاح فِي الإحلاب وانبعثت ... وعاث فِي كبة الوعواع وَالْعير

والكبكب، والكبكبة: كالكبة.

والكبكبة: الرَّمْي فِي الهوة، وَفِي التَّنْزِيل: (فكبكبوا فِيهَا هُوَ والغاوون) .

وكبكب الشَّيْء: قلب بعضه على بعض.

وَرجل كباكب: مُجْتَمع الْخلق.

وَنعم كباكب: كثير.

وَجَاء متكبكباً فِي ثِيَابه: أَي متزملا.

وكبكب: اسْم جبل بِمَكَّة، وَقيل: هِيَ ثنية.

وكباب، وكباب: اسْم مَاء بِعَيْنِه، قَالَ الرَّاعِي:

قَامَ السقاة فناطوها إِلَى خشب ... على كباب وحوم حامس برد

وَقيل: كباب: اسْم بِئْر بِعَينهَا.
كبب
كَبَّ كَبَبْتُ، يَكُبّ، اكبُبْ/ كُبَّ، كَبًّا، فهو كابّ، والمفعول مَكْبوب
• كبَّ الإناءَ: قلَبه على رأسه "كَبَّتِ المرأَةُ القِدْرَ".
• كبَّه على وجهه/ كبَّه لوجهه: صرَعه وقلَبه، ألقاه وطرحه "كبَّه اللهُ لوجهه- وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ [حديث]- {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} ".
• كبَّ الماءَ: أراقه. 

أكبَّ على/ أكبَّ لـ يُكبّ، أكْبِبْ/ أكِبَّ، إكبابًا، فهو مُكِبّ، والمفعول مُكَبّ عليه
• أكبَّ على العلم: أقبل عليه وشُغل به ولازَمه واجتهد فيه، عكسه غفَل عنه "أكبَّ على القضيَّة: أبدى اهتمامًا زائدًا بها" ° أكبّ عليه الدَّهرُ.
• أكبَّ على وجهه: سقَط، انقلب، انحنى " {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: منقلبًا على وجهه مُتغيِّرًا في مِشْيَته، أو منكّس الرأس، لا يرى ما حوله".
• أكبَّ للشَّيء: انحنى عليه. 

انكبَّ على/ انكبَّ لـ ينكبّ، انْكَبِبْ/ انْكَبَّ، انْكِبابًا، فهو مُنْكَبُّ، والمفعول مُنْكَبُّ عليه
• انكبَّ على العلم: مُطاوع كَبَّ: أكبّ عليه؛ أقبل عليه ولزِمه، شُغِل به، عَكَف عليه "انكبَّ محمد على الدّرس قبل الامتحان: انصرف إليه، وأبدى اهتمامًا زائدًا له- انكبَّ على دراسة الوثائق- مُنْكَبّ على عمله: مُقْبل عليه بِشَغَف" ° انكبَّ يَحْرُث أرضه: أخذ يحرثها بحماس.
• انكبَّ على وجهه/ انكبَّ لوجهه: أكبّ عليه؛ انقلب عليه? انكبَّ على قدَمَيْه: أظهر له الذُّل. 

تكابَّ على يتكابّ، تَكابَبْ/ تَكابَّ، تكابًّا، فهو مُتَكَابّ، والمفعول مُتكابّ عليه
• تكابَّ النَّاسُ على شراء الكتب: ازدحموا عليها "تكابَّ اللاّعبون على الكرة". 

تكبَّبَ يتكبَّب، تَكَبُّبًا، فهو مُتَكَبِّب
• تكبَّب الرَّملُ: ندِي فتعقَّد؛ تَلبَّد "تكبَّب التُّرابُ في الصَّباح الباكر".
• تكبَّبَ فلانٌ: تلفَّف في ثوبه "تكبَّبَ محمد في ملابسه من شدّة البرد: انكمش بداخلها".
• تكبَّب الشَّيءُ: صار على شكل كُبَّة، وهي ما جمع من الصوف أو الغزل على شكل كرة. 

كبَّبَ يكبِّب، تَكْبِيبًا، فهو مُكَبِّب، والمفعول مُكَبَّب
• كبَّب اللَّحمَ: جعله كبابًا "هو يكبِّب الكبابَ ونحن نأكله". 

كباب [مفرد]: لحم مُقَطَّع أو مُشرّح يُشْوى على الجمر
 "قدّم له طَبقًا من الكَباب- شممت رائحة الكباب الشهِيَّة" ° شيش كباب: طعام يتكوّن من قطع اللّحم المتبّل المشويّ على أسياخ مع الخضار- مطعم كباب: محلّ يتمُّ فيه شيّ اللّحم عند الطّلب. 

كَبابة [مفرد]: (نت) ثمرة شجرة تشبه الفُلفُل إلاّ أَنَّ لها ذنبًا، طيِّبة الرِّيح، حِرِّيفة الطعم، تستعمل في الطبِّ مطهِّرًا للمجاري البوليّة، وهي ما تسمَّى بالكبابة الصِّينيّ، تنبت في جزائر الهند الشرقيّة "كبابة صيني". 

كبابجِيّ [مفرد]:
1 - صاحب محل كباب.
2 - مَنْ يشوي لحم الكباب على الجمر ويبيعه "يعمل كبابجيًّا في محل مشويّات". 

كبّ [مفرد]: مصدر كَبَّ. 

كُبَّة [مفرد]: ج كُبَب:
1 - لفّة، لفيفة، ما جُمع على شكل كرة أو أسطوانة "اشتريت كُبَّةً من الغزل".
2 - لحمٌ يُدَقُّ ويُضاف إليه جريش القمح قبل أن ينضج ويُكبّب ويُطهى "تطلّبَ صنعُ الكُبَّة وقتًا طويلاً".
3 - غُدَّة شبه الخُراج.
4 - ثقل "ألقى عليه كُبَّته". 

كُبَيْبة [مفرد]: لحمٌ يُدّق ويضاف إليه جريش الأرز أو القمح ويُكبَّب ويُطهى ° كُبَيْبة بطاطس. 

كبب: كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه: قَلَبه. وكَبَّ الرجلُ إِناءَه

يَكُبُّه كَبّاً، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد:

يا صاحبَ القَعْوِ الـمُكَبِّ الـمُدْبِرِ، * إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي

وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه.

وأَكَبَّ هو على وجْهه. وهذا من النوادر أَن يقال: أَفْعَلْتُ أَنا،

وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَّ.

وفي حديث ابن زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق، هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ: كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ. يقال: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل: هو من باب حذف الجارِّ، وإِيصال الفعل، فالمعنى: جَعَلُوها مُكِـبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه. وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُها على وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم:

فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه

وفي حديث معاوية: إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِـيَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح: شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه. وكَبَّةُ النار: صَدْمَتُها. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بمعنًى؛ قال لبيد:

جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ * مُكِـبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِـبُه. والفرسُ يَكُبُّ الـحِمارَ إِذا

أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد:

فهو يَكُبُّ العِـيطَ منها للذَّقَنْ

والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها. وكَبَّ

فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه؛ قال:

يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم، * إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا

أَي يَعْقِرُونَها.

وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبل عليه ولزمه. وأَكَبَّ للشَّيء: تَجانَـأَ.

ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ: كثير النَّظَر إِلى الأَرض. وفي التنزيل

العزيز: أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه. وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وفي

التنزيل العزيز: فكُبْكِـبُوا فيها.

والكُبَّةُ، بالضم: جماعةُ الخيل، وكذلك الكَبْكَبةُ. وكُبَّةُ الخيلِ:

مُعْظَمُها، عن ثعلب. وقال أَبو رِياشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل(1)

(1 قوله «والكبة إفلات إلخ» وقوله فيما بعد، والكبكبة كالكبة: بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس.) ، وهي على الـمُقَوَّسِ للجَرْي، أَو للحملة.

والكَبَّةُ، بالفتح: الـحَمْلةُ في الحرب، والدَّفْعة في القتال والجَرْي، وشدَّتُه؛ و أَنشد:

ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ

ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك: طَعَنْتُه في الكَبَّة، طَعْنةً في

السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة.

والكَبْكَبة: كالكَبَّةِ. ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه. وكَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته ودَفْعَتُه. والكَبَّةُ: الزِّحام. وفي حديث أَبي قتادة: فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، وهي الجماعة من الناس وغيرهم. وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال:

إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق.

والكُبُّ: الشيءُ الـمُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره.

وكُبَّةُ الغزل: ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك. الصِّحاح: الكُبَّةُ

الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه: كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً. ابن سيده: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً.

والكُبَّةُ: الإِبلُ العظيمة. وفي المثل: إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالـهُبَّة؛ الـهُبَّةُ: الريحُ. ومنهم مَن رواه: لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة، بتخفيف الباءَين من الكلمتين؛ جعل الكُبَة من الكابي، والـهُبَة من الهابي. قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو زيد في هذا المثل، شدّد الباءَين

من الكُبَّة والـهُبَّةِ؛ قال: ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِـيالٌ.

ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق:

كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ * عليها، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ

والكُبابُ: الكثيرُ من الإِبل، والغنم ونحوهما؛ وقد يُوصَفُ به فيقال: نَعَمٌ كُبابٌ.

وتَكَبَّـبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال. والكُبابُ: التُّراب؛ والكُبابُ: الطين اللازِبُ؛ والكُبابُ: الثَّرَى؛ والكُبابُ، بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الـحَرِّ:

تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتى كأَنما * يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ

هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده: يُثِـيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه. والـمِحْمَل: محمل السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به.

ويقال: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل.

والكُبابُ: الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه

بعضاً؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ:

فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ، * عليه الثَّـأْطُ والطينُ الكُبابُ

والكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، والفعل التَّكْبِـيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه. وكَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ.

والكُبُّ: ضَرْبٌ من الـحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ،

يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ وقيل: هو من نَجِـيلِ

العَلاةِ (1)

(1 قوله «من نجيل العلاة» كذا بالأصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة.) ؛ وقيل: هو شجر. ابن الأَعرابي: من الـحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد:

يا إِبلَ السَّعْدِيِّ !لا تَـأْتَبِّي * لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ

أَبو عمرو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود، والواحدة كُبَّة.

وكُبَّ إِذا قُلِبَ. وكَبَّ إِذا ثَقُلَ. وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه.

قال: والـمُكَبَّـبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ العصافير، وتِـبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة. والكُبَّة: الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ، * وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِـيرِ

وقال آخر :

تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ، * وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ

والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ. وفي الحديث: كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ. والكَبابةُ: دواء.

والكَبْكَبَةُ: الرَّمْيُ في الـهُوَّةِ، وقد كَبْكَبَه.

وفي التنزيل العزيز: فَكُبْكِـبُوا فيها هُمْ والغاوونَ؛ قال الليثُ: أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثم رُمِـيَ بهم في هُوَّةِ النار؛ وقال الزجاج:

كُبْكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة: معناه دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِـبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِـيَ

يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتى يَسْتَقِرَّ فيها، نَسْتَجيرُ باللّه منها؛ وقيل قوله: فكُبْكِـبُوا فيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة.

وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعض.

ورجل كُباكِبٌ: مجتمع الخَلْق. ورجل كُبَكِبٌ (2)

(2 قوله «ورجل كبكب» ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان.): مجتمع الخَلْق شديد؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كثير. وجاءَ مُتَكَبْكِـباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً. وكَبْكَبٌ: اسم جبل بمكة، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان؛ قال الشاعر:

يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا

وقيل: هو ثَنِـيَّة؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله:

غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، * وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله:

ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا

وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا

ويقال للجارية السمينة (1)

(1 قوله «ويقال للجارية السمينة إلخ» مثله في التهذيب. زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها.): كَبْكابة وبَكْباكَةٌ.

وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ: اسم ماء بعينه؛ قال الراعي:

قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ * على كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ

وقيل: كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها.

وقَيْسُ كُبَّةَ: قبيلةٌ من بني بَجيلةَ؛ قال الراعي يَهْجُوهم:

قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها، * إِلى أَهْلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها

وفي النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ وكذلك كَبْكَبْتُه.

كبب
: ( {كَبَّهُ) } يَكُبُّه {كَبّاً،} وكَبْكَبَه: (قَلَبَه) .! وكَبَّ الرَّجُلُ إِناءَه، يَكُبُّه، كَبّاً. (و) كَبَّهُ لوَجْهِهِ، {فانْكَبَّ أَي: (صَرَعَه،} كَأَكَبَّهُ) ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابيّ، مُرْدِفاً للمعنى الأَوَّلِ، وأَنشد:
يَا صاحِبَ القَعْو {المُكَبِّ المُدْبِرِ
إِنْ تَمْنَعِي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي
} وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُهَا على وجْهِها.
وطَعَنَه {فكَبَّهُ لِوَجْهِه، كذالك، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
} فَكبهُ بِالرُّمْحِ فِي دِمائِه
والفَرَسُ {يَكُبُّ الحِمارَ، إِذَا أَلقاه على وجْهه، وَهُوَ مَجازٌ.
والفارِسُ يَكُبُّ الوُحُوشَ: إِذا طَعَنَها، فأَلْقاهَا على وجْهها.
ورَجُلٌ} أَكَبٌّ: لَا يَزالُ يَعْثُرُ.
( {وكَبْكَبَهُ) : إِذا قَلَبَ بعضَهُ على بعضٍ، أَو رَمَى بِهِ من رأْسِ جَبَلٍ أَو حائطٍ.
} وكَبَّه ( {فَأَكَبَّ) هُوَ على وجْهه، (وهُوَ) كَمَا فِي نسخةٍ، وَفِي بَعْضهَا بإِسقاطِ الرّباعيّ مِنْهُ، (لازِمٌ) والثُّلاثِيُّ مِنْهُ (مُتَعَدَ) ، وَهَذَا من النَّوَادِرِ أَن يُقَال أَفعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غَيْرِي، يُقَال: كَبَّ اللَّهُ عَدُوَّ المُسْلِمينَ، وَلَا يُقَال: أَكَبَّ، كَذَا فِي الصَّحاح. قَالَ شيخُنا: وصَرَّح بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وغيرُ واحدٍ من أَئمَّة اللُّغَة والصَّرْف. وَقَالَ الزَّوزَنِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ، إِلاّ قولُهُم: عَرَضْتُه فأَعرَضَ، وَلَا ثالِثَ لَهما، واسْتدرك عَلَيْهِم الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي خَاتِمَة الْمِصْبَاح أَلفاظاً غيرَ هاذَيْنِ، لَا يجْرِي بعضُها على الْقَاعِدَة كَمَا يظهَرُ بالتَّأَمُّل. قلت: وسيأْتي الْبَحْث فِيهِ فِي قَشَع، وَفِي شَنَقَ، وَفِي حَفَلَ، وَفِي عَرَض. وَفِي تَفْسِير القَاضِي أَثناءَ سُورة المُلْك أَنّ الهمزةَ فِي أَكَبَّ ونَحْوِه للصَّيْرُورَة، وَقد بسطَهُ الخَفَاجِيُّ فِي الْعِنَايَة. (} وأَكَبَّ) الرَّجُلُ (عَلَيْه) ، أَي على الشَّيْءِ: (أَقْبَلَ) يَعْمَلُهُ.
(و) من المَجَاز: أَكَبّ الرَّجُلُ! يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه: إِذا (لَزِمَ) ، وَهُوَ {مُكِبٌّ عَلَيْهِ لازِمٌ لَهُ.
وأَكَبَّ عَلَيْهِ، (} كَانْكَبَّ) بِمَعْنى.
(و) أَكَبَّ (لَهُ) ، أَي: للشَّيْءِ، إِذا (تَحَانَى) ، كَذَا فِي النُّسْخَة، وَفِي بَعْضهَا: تَجانَأَ، بالجيمِ والهمز، ولعلَّهُ الصَّوابُ.
(وكَبَّ) : إِذا (ثَقُلَ) ، يُقَالُ: أَلقَى عَلَيْهِ {كُبَّتَه، أَي: ثِقْلَهُ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: كَبَّ الرَّجُلُ، إِذا (أَوْقَدَ} الكُبَّ، بالضَّمِّ، للحَمْضِ) وَهُوَ شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُودِ، يَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيلِ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وَله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ يَنْبُتُ فِيمَا رَقَّ من الأَرْض وسَهُلَ، واحدتُه كُبَّةٌ. وقيلَ: هُوَ من نَجِيلِ العَلاَة. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: من الحَمْضِ: النَّجِيلُ، {والكُبُّ.
(و) كَبَّ (الغَزْلَ: جَعَلَه كُبَباً) ، وَعَن ابْنِ سِيدَهْ: كَبَّ الغَزْلَ: جعَلَه} كُبَّةً.
( {والكَبَّةُ) ، بِالْفَتْح، (ويُضَمُّ: الدَّفْعَةُ فِي القِتَالِ، والجَرْيُ) ، وشِدَّتُه، وأَنشدَ:
ثارَ غُبَارُ} الكَبَّةِ المائرُ
(و) الكبَّةُ: (الحَمْلَةُ فِي الحَرْبِ) .
يقالُ: كَانَت لَهُم {كَبَّةٌ فِي الْحَرْب، أَي: صَرْخةٌ، ورأَيتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عَظِيمَة، وَهُوَ مجَاز.
(و) الكَبَّةُ: (الزِّحامُ) ، يُقَالُ: لَقيتُه على الكَبَّةِ، أَي: الزَّحْمَةِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً. وَفِي حديثِ أَبِي قَتَادَةَ: فلَمَّا رَأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ} تَكَابُّوا عَلَيْهَا) ، أَي ازْدَحَمُوا، وَهِي تَفاعَلوا، من الكَبَّةِ.
(و) قَالَ أَبو رِيَاشٍ: الكُبَّةُ: (إِفْلاَتُ الخَيْلِ) ، وَهِي على المِقْوَسِ، للجَرْي، أَو للحَمْلة. (و) الكَبَّةُ: (الصَّدْمَةُ بَيْنَ الخَيْلَيْنِ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(وَمن) الْمجَاز: جاءَتْ كَبَّةُ (الشِّتَاءِ) ، أَي: (شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه) . (و) الكَبَّة: (الرَّمْيُ فِي الهُوَّة) مِن الأَرْض، (كالكَبْكَبَةِ) ، بالفَتْح، (ويُضَمُّ) .
( {والكِبْكِبَةُ) ، بكسْرِ الكَافَيْنِ؛ (} والكَبْكَبُ) ، كجَعْفَرٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيز: { {فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 94) ، قَالَ اللَّيْثُ: أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا، ثمَّ رُميَ بهم فِي هُوَّةِ النَّارِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: طُرِحَ بعضُهُم على بعض. وَقَالَ أَهلُ اللُّغَة تَكْرِير} الانكباب، كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ، {يَنْكَبُّ مَرَّةً بعدَ مَرَّةِ، حتّى يَسْتَقِرَّ فِيهَا. نَستجيرُ باللَّهِ مِنْهَا.
(و) الكُبَّةُ، (بالضَّمِّ: الجماعةُ) من النّاس؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
وصاحَ من صَاح فِي الأَجلابِ وانْبَعَثت
وعَاثَ فِي كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ
(} كالكَبْكَبَةِ) بِالْفَتْح. فِي الحَديث: ( {كَبْكَبَةٌ من بني إِسرائيلَ) ، أَي: جَمَاعَةٌ. وَفِي حَدِيث ابْنِ مَسْعُود: أَنّه رأَى جَماعةً، ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقالَ: إِيَّاكُمْ وكُبَّةَ السُّوقِ، فإِنَّها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ) ، أَي: جمَاعَة السُّوقِ. وَمن المَجَاز: جاؤُوا فِي كَبْكَبَةٍ، أَي: جَماعَةٍ.} وتَكَبْكَبُوا: تَجَمَّعُوا؛ ورَمَاهُم! بكُبَّتهِ: أَي جَماعتِه.
(و) كُبَّةُ: (فَرَسُ قَيْسِ بْنِ الغَوْثِ) ابْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراش بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بْن نَبْت بْنِ مَالِك بْنِ زَيْدِ بْن كَهْلاَنَ بْنِ سَبَإٍ.
(و) الكُبُّ: الشَّيْءُ المجتمعُ من تُرَاب وغيرِه.
وكُبَّةُ الغَزْل: مَا جُمعَ مِنْهُ، مشتَقٌّ من ذالك. وَفِي الصَّحاح: الكُبَّةُ: (الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ) ، تَقُول مِنْهُ: {كَبَبْتُ الغَزْلَ} أَكُبُّه كَبّاً. والجَرَوْهَقُ: لَيْسَ بعَرَبِيَ، وَقد أغفَلَهُ فِي الْقَاف، كَمَا سيأْتي التَّنْبِيه عَلَيْهِ.
(و) الكُبَّةُ: (الإِبلُ العَظِيمةُ) .
وَمن المَجَاز: المَثَلُ: (إِنَّكَ لَكَالبائعِ الكُبَّةَ بالهُبَّةِ) . الهُبَّةُ: الرِّيحُ. وَمِنْهُم مَنْ رواهُ: الكُبَة بِالهُبَة، بالتَّخْفِيفِ فيهِما، فالكُبَةُ من الكابِي، والهُبَةُ من الهابِي. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وهاكذا قالَ أَبو زَيد فِي هاذا المَثَلِ، أَي: بتشديدِ البَاءَيْنِ فِيهِما. قَالَ: ويُقَالُ: عَلَيْهِ كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَي عَلَيْهِ عِيال.
(و) الكُبَّةُ: (الثِّقْلُ) ، وَفِي نُسْخَة: الثَّقِيلُ، وَهُوَ خطأٌ، يُقَال: رَمَاهُمْ بكُبَّتِه، أَي: ثِقْلِهِ.
( {والكُبَابُ، كَغُرَابٍ: الكَثِيرُ من الإِبِلِ، والغَنَم) ، ونَحْوِهما. وَقد يُوصَفُ بِهِ، فَيُقَال: نَعَمٌ كُبَابٌ، وذالك إِذا رَكِبَ بعضُهُ على بعضٍ من كَثْرَتِه. قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كُبَابٌ من الأَخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ
عَلَيْهَا فَأَوْدَى الظِّلْفُ منهُ وجامِلُهْ
(و) الكُبَاب: (التُّرَابُ، والطِّينُ اللاّزِبُ، والثَّرَى) النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكَثِيرُ الَّذِي قد لَزِمَ بعضُه بَعْضًا. قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَاةٍ، لِيَكْنِسَ فِيهِ من الحَرِّ:
تَوَخَّاهُ بالأَظْلاَفِ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُثِرْنَ الكُبَابَ الجَعْدَ عَن مَتْنِ مِحْمَلِ
هاكذا أَوردهُ الجَوْهَرِيُّ: (يُثِرْنَ) وصوابُ إِنشادِه (يُثِير) أَي: تَوخَّى الكِناسَ يَحْفِرُهُ بأَظلافه. والمِحْمَلُ: مِحْمَلُ السَّيْفِ، شَبَّه عُرُوقَ الأَرطَى بِهِ.
(و) الكُبَابُ: (جَبَلٌ، ومَاءٌ) .
(و) الكُبَابُ: (مَا) } تَكَبَّبَ، أَي: (تَجَعَّدَ مِنَ الرَّمْلِ) لِرُطُوبته، ويُقَالُ: تَكَبَّبَ الرَّملُ، إِذا أَنْدَى فتَعقَّدَ، وَمِنْه سُمِّيَتْ كُبَّةُ الغَزْلِ، أَشارَ لَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الــأَساس. وَقَالَ أُمَيَّةُ يذكرُ حَمامَةَ نُوح:
فجاءَتْ بَعْدَما رَكَضَتْ بقِطْفٍ
عليهِ الثَّأْطُ والطِّينُ الكُبابُ
(و) الكَبابُ، (بالفَتْحِ) : الطَّبَاهِجَةُ، وَهُوَ (اللَّحْمُ المُشَرَّحُ) المَشْوِيُّ، قَالَ ياقوت: وَمَا أَظُنُّه إِلاّ فارِسِيّاً، وبمثله جَزَم الخَفَاجِيُّ فِي شِفاءِ الغَليل. وَمن المَجَازِ: {كَبَّبوا اللَّحْمَ. (} والتَّكْبِيبُ: عَمَلُهُ) من الكبَابِ، وَهُوَ اللَّحْمُ يُكَبُّ على الجَمْرِ: يُلْقَى عَلَيْهِ.
( {والمِكَبُّ، كمِسَنَ) أَي بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ (الكَثِيرُ النَّظَرِ إِلى الأَرْض،} كالمِكْبابِ) .
وأَكَبَّ الرَّجُلُ، {إِكباباً: إِذا نَكَّسَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيز: {أَفَمَن يَمْشِى} مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ} (الْملك: 22) .
( {والمُكَبَّبَةُ) ، على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول: (حِنْطَةٌ غَبْرَاءُ، غَلِيظَةُ السَّنَابِلِ أَمثالُ العَصَافيرِ، وتِبْنُها غَلِيظٌ، لَا تَنْشَط لَهُ الأَكَلَةُ) .
(} والكُبْكُب، بالضَّمّ) : الرَّجُلُ (المُجْتَمِعُ الخَلْقِ) ، الشَّدِيدَةُ، ( {كالكُبَاكِب) ، بالضَّمِّ أَيضاً. (ج} كَبَاكِبُ) ، بالفَتْح. وكُلُّ فُعَالِلٍ بالضَّمّ صفة للْوَاحِد، فإِنَّ الجَمْعَ فَعَالِلُ، بِالْفَتْح، مثلُ جُوَالِق وجَوَالِق.
( {وتَكَبَّبَتِ الإِبِلُ) : إِذا (صُرِعتْ من داءٍ) ، أَو هُزالٍ.
(} والكَبْكَابُ) ، بِالْفَتْح: (تَمْرٌ غليظٌ) كبيرٌ (هاجِرٌ) .
(و) ! الكَبْكابَةُ، (بهاءٍ: المَرْأَةُ السَّمِينَةُ) ، كالبَكْباكَة، والوَكْوَاكَةِ، والكَوْكَاءَة، والمَرْمارَة، والرَّجْرَاجَة.
( {والكِبْكِبُ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ: لُعْبَةٌ) لَهُم.
(و: ع بالصَّفْراءِ) .
(و) كَبْكَبٌ، (كَجَعْفَرٍ) : اسْمُ (جَبَل) بِمَكَّةَ، وَلم يُقَيِّدْهُ فِي الصَّحاح بمكانٍ، وقَيَّدَهُ غيرُهُ بأَنَّه جَبَلٌ (بعَرَفاتٍ خَلْفَ ظَهْرِ الإِمَامِ إِذا وَقَفَ) ، وَقيل: هُوَ ثَنِيَّةٌ. وَقد صَرَفَه امْرُؤٌ القَيْسِ والأَعْشَى تَرَكَ صَرْفَهُ.
(} والكَبَابَةُ، كسَحابةٍ: دَواءٌ صِينِيٌّ) ، يُشْبِهُ الفُلْفُلَ الأَسْودَ، وَله خَواصُّ مذكورةٌ فِي كتب الطِّبّ.
( {والكُبْكُوبُ،} والكُبْكُوبَةُ، {والكُبْكُبَةُ) ، بضمِّهنّ: (الجَمَاعَةُ) من النّاسِ (المُتَضامَّةُ) بعضُهَا مَع بعض.
} (وكُبَاكِبُ) ، بالضَّمِّ: (جَبَلٌ) ؛ قَالَ رُؤْبةُ:
أَرْأَسُ لَو تَرْمِي بهَا {كُباكِبَا
مَا مَنَعَتْ أَوْعالَها العَلاَهِبَا
(وقَيْسُ كُبَّةَ، قَبيلةٌ من بَجِيلَةَ) . يقالُ: إِنّ كُبَّةَ اسْمُ فَرَسٍ لَهُ؛ قَالَ الرّاعي يهجوهم:
قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها
إِلى أَهْل نَجْدٍ لُؤْمُها وافْتِقَارُهَا
وممَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
كَبَّةُ النَّارِ، بِالْفَتْح: صَدْمتُها. وَمِنْه حديثُ مُعاويةَ: إِنّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ) .
وكَبَّ فُلانٌ البعِيرَ: إِذا عقَرهُ، قَالَ:
} يَكُبُّونَ العِشارَ لِمنْ أَتاهُمْ
إِذا لَمْ يُسْكِتِ المِائَةُ الوَلِيدَا
والكُبَّة، بالضَّمّ: جماعةٌ من الْخَيل.
وكُبَّةُ الخيلِ: مُعْظَمُهَا، عَن ثَعْلَب. وَمن كَلَام بعضِهم لبعضِ الْمُلُوك: لَقِيتُهُ فِي الكَبَّة، طَعَنْتُهُ فِي السبَّة، فأَخْرَجْتُها من اللَّبَّة. وَقد مَرَّ بتفصيله فِي سَبَّ، فراجِعْهُ.
ويُقَالُ: عَلَيْهِ كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَيْ: عِيالٌ.
{وكُبْكِبُوا فِيهَا: أَيْ جُمِعُوا.
وجاءَ} مُتَكَبْكِباً فِي ثِيابه: أَي مُتَزَمِّلاً.
وَمن المَجَازِ:! تَكَبَّبَ الرَّجُلُ، إِذا تَلَفَّفَ فِي ثَوْبه. كَذَا فِي الــأَساس.
وَفِي النّوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً، ودَبْكَلْتُهُ، وزَمْزَمْتُهُ، وصَرْصَرْتُهُ، وكَرْكَرْتُه: إِذا جَمَعْتَهُ ورَدَدْتَ أَطْرَافَ مَا انْتَشَرَ مِنْه، وكذالك كَبْكَبْتُه. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
والكُبَّةُ، بالضَّمّ: غُدَّةٌ شِبْهُ الخُرَّاج، وأَهلُ مِصْر يُطْلِقُونَها على الطّاعون، وأَهلُ الشّام على لحْمٍ يُرَضُّ، ويُخْلَطُ مَعَ دقِيقِ الأَرُزّ، ويُسَوَّى مِنْهُ كهَيْئَةِ الرُّغْفَانِ الصِّغَارِ ونحوِها.
وكَبَابٌ، كسَحابٍ: جَبَلٌ.

دهمن

دهمن
: (دَهْمَنٌ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (للفُرْسِ: كالقَيْلِ لليَمَنِ) .
(دين: مَا لَهُ أجل كالدينة وينقسم إِلَى الصَّحِيحَة / فَالصَّحِيح: الَّذِي لَا يسْقط إِلَّا بأَدَاء أَو إِبْرَاء، وَغير الصَّحِيح: مَا يسْقط بدونهما كنجوم بِالْكَسْرِ) (من منتصف الصفحة (49) حَتَّى منتصف الصفحة (51) .) وَقد ذُكِرَ فِي مِوضِعِه، وبَيْنَهُما وبَيْنَ السَّلَمِ فُروقٌ عُرْفِيَّةٌ ذَكَرها شُرّاحُ نَظْمِ الفَصِيحِ، ونَقَلَ الأَصْمَعِيُّ عَن بعض العَرَب: إِنَّمَا فُتِحَ دالُ الدَّيْنِ؛ لأنَّ صاحِبَة يَعْلُو المَدِينَ، وضُمَّ دالُ الدُّنْيا؛ لابْتِنائِها عَلَى الشِّدَّةِ، وكُسِرَ دالُ {الدِّين؛ لابْتِنائِه عَلَى الخُضُوعِ. (و) من المَجازِ: الدَّيْنُ: (المَوْتُ) ؛ لأنّه دَيْنٌ على كُلِّ أَحَدٍ سَيَقْضِيهِ إِذا جاءَ مُتَقاضِيه، ومِنه المَثَل: " رَماهُ اللهُ} بدَيْنِه ". (وكُلُّ مَا لَيْسَ حاضِرًا) {دَيْنٌ، (ج:} أَدْيُنٌ) ، كَأَفْلُسٍ، ( {ودُيُونٌ) ، قالَ ثَعْلَبَةُ ابنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ:
(تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفِهِمْ ... ومَهْما تُضَمَّنْ مِنْ} دُيُونِهِمُ تَقْضِي)
يَعْنِي {بالدُّيُونِ مَا يُنالُ من جَناهَا وإنْ لَمْ يَكُنْ} دَيْنًا على النَّخْلِ، كَقَوْلِ الأَنْصارِيِّ:
( {أَدِينُ وَمَا} دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ ... ولكِنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ)
والقَراوِحُ من النَّخِيلِ: الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ( {ودِنْتُه، بالكَسْرِ) } دَيْنًا ( {وأَدَنْتُه) } إِدانَةً: (أَعْطَيْتُه إِلَى أَجَلِ) فصارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: {أَدِنِّي عَشْرَةً دَراهِمَ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ ... بأَنَّ} المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيّْ)
(و) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.} وأَدَنْتُه: اسْتَقْرَضْتُه مِنْهُ. ( {ودانَ هُوَ: أَخَذَهُ، وقِيلَ:} دانَ فلانٌ {يَدِينُ} دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ، وصارَ عليهِ {دَيْنٌ (فَهُوَ} دائِنٌ) ، وَأَنْشَدَ الأَحْمَرُ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
( {نَدِينُ ويَقْضِي اللهُ عَنّا وقَدْ نَرَى ... مَصارعَ قَوْمٍ لَا} يَدِينُونَ ضُيَّعَا) كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرّي: وصوابُه: ضُيَّعِ، بالخفضِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ كُلَّها مَخْفُوضَةٌ. (و) رَجُلٌ ( {مَدِينٌ) ، كَمَقِيلٍ و (} مَدْيُونٌ) ، وَهَذِه تَمِيمِيَّةٌ، ( {ومُدانٌ) ، كمُجابٍ، (وتُشَدَّدُ دالُه) ، أَي: لَا يَزالُ (عَلَيْهِ} دَيْنٌ) (أَو) رَجُلٌ {مَدْيُونٌ: (كثيرٌ) مَا عَلَيْهِ مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ} مَدْيون ِوقالَ شَمِرٌ: {ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ: كثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وأَنْشَدَ:
أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنافَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه؟ قوْلُه: نَعْتانُ أَي نأْخُذُ العِينَةَ.
(} وأَدَانَ {وادَّانَ} واسْتَدانَ {وتَدَيَّنَ: أَخَذَ} دَيْناً) .
وقيلَ: ادَّانَ {واسْتَدَانَ: إِذا أَخَذَ} الدَّيْن واقْتَرَضَ، فَإِذا أَعْطَى {الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} أَدَانَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُدِينٌ أَي {مُسْتَدِين.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وَقد حَكَاهُ شَمِرٌ عَن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عَنهُ.} وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ {بدَيْنٍ، أَو صارَ لَهُ على الناسِ} دَيْن؛ وشاهِدُ {الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ يَكُ يَا جَناحُ عليَّ} دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى {يَسْتَدِينُ وشاهِدُ} التَّدَيُّن:
تُعَيِّرني {بالدَّيْن قومِي، وإنَّما} تَدَيَّنْتُ فِي أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا (ورجُلٌ! مِدْيانٌ: يُقْرِضُ) النَّاسَ (كثيرا) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ {المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل مِنْهُ} أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ.
(و) قيلَ: رجُلٌ {مِدْيانٌ: (يَسْتَقْرِضُ كثيرا) .
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فَهُوَ (ضِدٌّ) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ} الدّيون؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثَةٌ حقّ على الّلهِ عَوْنُهم، مِنْهُم المِدْيانُ الَّذِي يُرِيدُ الأَداءَ.
(وَكَذَا امْرأَةٌ) مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، و (جَمْعُهما) ، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: ( {مَدايِينُ.
(} ودَايَنْتُه) {مُداينَةً: (أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي) .
وَفِي الــأساسِ: عامَلْتُهُ} بالدَّيْن.
وَفِي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ {دَيْناً وأَخَذْتَ} بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة:
{دَايَنْتُ أَرْوَى} والدُّيونُ تُقْضَى فَمَا طَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا ( {والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ) والمُكافَأَةُ. يقالُ:} دَانَه {دِيْناً أَي جَازَاهُ.
يقالُ: كَمَا} تَدِينُ {تُدانُ، أَي كَمَا تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ مَا عَمِلْتَ. وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا} لمَدِينُون} ، أَي مَجْزِيُّون.
وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر:
يَا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنْ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وقيلَ:! الدِّينُ هُوَ الجَزاءُ بقدرِ فعل المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ (وَقد {دِنْتُه، بالكسْرِ،} دَيْناً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: {الدَِّيْنُ المَصْدَرُ} والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمَ {الدِّيْن} ، أَي يَوْم الجزَاءِ.
وَفِي الحديثِ: (اللَّهُمَّ} دِنْهُم كَمَا {يَدِينُوننا) أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلُونا بِهِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الإِسلامُ، وَقد {دِنْتُ بِهِ، بالكسْرِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (محبَّةُ العُلَماءِ} دِينٌ {يُدانُ الَّلُه بِهِ) .
قالَ الراغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَفَغَيْرَ دِيْن الّلهِ يبغونَ} يَعْنِي الإسلامَ لقوْلهِ تعالَى: {ومَنْ يَبْتغِ غَيْر الإِسْلام} دِيناً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ} ، وعَلى هَذَا قَوْله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بالهُدَى {ودِينِ الحقِّ} .
(و) } الدِّيْنُ: (العادَةُ) والشَّأْنُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المَعْنَى. يقالُ: مَا زالَ ذلِكَ {ديني ودَيْدَني، أَي عادَتي، قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ:
تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني أَهذا دِينُه أَبَداً} ودِيني؟ والجمْعُ {أَديانٌ.
(و) الدِّيْنُ: (العِبادَةُ) لِلَّهِ تعالَى.
(و) الدِّيْنُ: (المُواظِبُ من الأَمْطارِ أَو اللَّيِّنُ مِنْهَا) .
(و) قالَ اللَّيْثُ: الدِّيْنُ مِن الأَمْطارِ مَا تَعاهَدَ موْضِعاً لَا يزالُ يُصِيبُه، وأنْشَدَ: مَعْهودٍ} ودِيْن.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا خَطأٌ والبَيْتُ للطِّرمَّاحِ، وَهُوَ:
عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِأَرادَ: دُفُوفَ رَمْل أَو كُتُبَ أَقاحِ مَعْهودٍ أَي مَمْطور أَصابَه عَهْد مِن المَطَرِ بعْدَ مَطَر؛ وقوْلُه: ودِيْن أَي مَوْدُون مَبْلُول مِن وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْته، والواوُ فاءُ الفعْلِ، وَهِي أَصْلِيَّة وليْسَتْ بواوِ العَطْفِ، وَلَا يُعْرَف الدِّيْن فِي بابِ الأمْطارِ، وَهَذَا تَصْحيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو ممَّنْ زادَهُ فِي كتابِهِ.
(و) {الدِّيْنُ: (الطَّاعَةُ) ، وَهُوَ أَصْلُ المعْنَى؛ وَقد} دِنْتُه {ودِنْتُ لَهُ: أَي أَطَعْته؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:
وأَياماً لنا غُرًّا كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن} نَدِينا ويُرْوَى:
وأَيامٍ لنا وَلَهُم طِوالٍ والجمْعُ {الأَدْيانُ.
وَفِي حدِيثِ الخَوارِجِ: (يَمْرُقُونَ مِن} الدِّيْن مُروقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّة) ، أَي مِن طاعَةِ الإِمامِ المُفْتَرِض الطاعَةِ؛ قالَهُ الخطابيُّ.
وقيلَ: أَرادَ {بالدِّيْن الإِسْلام.
قالَ الرَّاغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن أَي طاعَة؛ وقوْلُه تعالَى: لَا إكْراه فِي الدِّيْن} ، يعْنِي الطَّاعَةَ، فإنَّ ذلِكَ لَا يكونُ فِي الحَقِيقَةِ إلاَّ بالإِخْلاصِ، والإِخْلاصُ لَا يتَأَتَّى فِيهِ الإِكْراهُ، ( {كالدِّيْنَةِ بالهاءِ فيهمَا) ، أَي فِي الطَّاعَةِ والليِّنِ مِنَ الأَمطارِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الذُّلُّ) والانْقِيادُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المعْنَى، وَبِهَذَا الاعْتِبارِ سُمِّيَتِ الشَّريعَةُ! دِيناً كَمَا سَيَأْتي إِن شاءَ الّلهُ تَعَالَى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
ثمَّ {دانتْ بعدُ الرَّبابُ وكانتْكعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِأَي ذَلَّتْ لَهُ وأَطاعَتْه.
(و) الدِّيْنُ: (الَّداءُ) ؛ وَقد} دانَ إِذا أَصابَهُ {الدِّينُ أَي الدَّاءُ قالَ:
يَا دِينَ قلبِك من سَلْمى وَقد} دِينا قالَ المفضَّلُ: معْناهُ يَا دَاءَ قلبِكَ القَدِيم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: المعْنَى يَا عادَةَ قلْبِكَ.
(و) الدّيْنُ: (الحِسابُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ملك يَوْم الدِّيْن} ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ} أَي الحِسابُ الصَّحِيحُ والعَدَدُ المُسْتوي، وَبِه فسَّرَ بعض الحدِيث الكَيِّس مَنْ {دانَ نَفْسَه أَي حاسَبَها.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا} لمَدِينُونَ} ؛ أَي مُحاسَبُون.
(و) {الدِّيْنُ: (القَهْرُ والغَلَبَةُ والاسْتِعلاءُ) ، وَبِه فسَّرَ بعضٌ حدِيثَ: الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفْسَه، أَي قَهَرَها وغَلَبَ عَلَيْهَا واسْتَعْلَى.
(و) الدِّيْنُ: (السُّلطانُ.
(و) الدِّيْنُ: (المُلْكُ) ، وَقد} دِنْتُه {أَدِينُه} دِيناً: مَلَكْتُه، وَبِه فسِّرَ قوْلُه تعالَى: {غيرَ {مَدِينِينَ} ، أَي غَيْر مَمْلُوكِيْن، عَن الفرَّاءِ.
قالَ شَمِرٌ: وَمِنْه قوْلُهم:} يَدِينُ الرّجلُ أَمْرَه: أَي يَمْلكُ.
(و) ! الدّيْنُ: (الحُكْمُ.
(و) الدِّيْنُ: (السِّيرَةُ. (و) الدِّيْنُ: (التَّدْبيرُ.
(و) الدِّيْنُ: (التَّوْحيدُ.
(و) الدِّينُ: (اسمٌ لمَا يُتَعَبَّدُ الِلَّهُ عَزَّ وجلَّ بِهِ.
(و) الدِّيْنُ: (المِلَّةُ) ؛ يقالُ اعْتِباراً بالطّاعَةِ والانْقِيادِ للشَّرِيعَةِ، قالَ الِلَّهُ تعالَى: {إنَّ الدِّينَ عنْدَ الِلَّهِ الإِسْلامُ} .
وقالَ ابنُ الكَمالِ: الدِّيْنُ وَضْعٌ إلهيٌّ يَدْعو أَصْحابَ العُقُولِ إِلَى قُبولِ مَا هُوَ عَن الرَّسُولِ.
وقالَ غيرُه: وَضْعٌ إلهيٌّ سائِقٌ لذَوِي العُقولِ باخْتِيارِهم المَحْمودِ إِلَى الخيْرِ بالذّات.
وقالَ الحراليُّ: دِينُ الِلَّهِ المُرضى الَّذِي لَا لبْسَ فِيهِ وَلَا حجَابَ عَلَيْهِ وَلَا عوَجَ لَهُ هُوَ إطْلاعُهُ تعالَى عبْدَه على قَيّوميَّتِهِ الظاهِرَة بكلِّ نادٍ وَفِي كلِّ بادٍ وعَلى كلِّ بادٍ وأَظْهر مِن كلِّ بادٍ وعَظَمَتِه الخفيَّةِ الَّتِي لَا يُشيرُ إِلَيْهَا اسمٌ وَلَا يَحوزُها رسْمٌ، وَهِي مِدادُ كلّ مِدادٍ.
(و) الدِّيْنُ: (الوَرَعُ.
(و) الدِّيْنُ: (المَعْصِيةُ.
(و) الدِّيْنُ: (الإِكْراهُ) ؛ {ودِنْتُ الرَّجلَ: حَمَلْتُه على مَا يَكْرَه، عَن أَبي زيْدٍ.
(و) الدِّيْنُ (مِن الأمْطارِ: مَا تعاهد مَوْضِعاً فصارَ ذَلِك لَهُ عادَةً) ؛ عَن اللّيْثِ؛ وَقد تقدَّمَ تَخْطِئةُ الأَزْهرِيّ لَهُ وإنْكارُه عَلَيْهِ قَريباً.
(و) الدِّينُ: (الحالُ) .
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرابيًّا عَن شيءٍ فقالَ: لَو لَقِيتَنِي على دِينٍ غَيْرِ هَذَا لأَخْبَرْتك.
(و) الدِّينُ: (القَضاءُ) ، وَبِه فسَّرَ قتادَةُ قوْلَه تعالَى: {مَا كانَ ليأْخذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملْكِ} أَي قَضائِهِ.
(} ودِنْتُه! أَدِينُه: خَدَمْتُه وأَحْسَنْتُ إِليه. (و) دِنْتُه أَيْضاً: (مَلَكْتُه) فَهُوَ {مدينٌ مَمْلُوكٌ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
(وناس يَقُولُونَ: (مِنْهُ} المَدِينَةُ للمِصْرِ) لكَوْنِها تُمْلَكُ.
(و) دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه.
(و) أَيْضاً: (اقْتَرَضْتُ مِنْهُ) ، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ.
( {والدَّيَّانُ) ، كشَدَّادٍ، فِي صفَةِ اللهاِ تعالَى، وَهُوَ (القَهَّارُ) ، مِن الدِّيْن وَهُوَ القَهْرُ.
(و) } الدَّيَّانُ: (القاضِي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ عليٌّ دَيَّانَ هَذِه الأُمَّةِ بعْدَ نَبيِّها) ، أَي قاضِيها، كَمَا فِي الــأساسِ.
وقالَ الأعْشى الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يَا سيِّدَ الناسِ {ودَيَّانَ العَرَبْ (و) } الدَّيَّانُ: (الحاكِمُ.
(و) الدَّيَّانُ: (السَّائِسُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الإِسْبع العَدْوانيّ:
لاهِ ابنُ عَمِّك لَا أَفْضَلْتَ فِي حسَبعنِّي وَلَا أَنْتَ {دَيَّاني فَتَخْزُوني:
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي وَلَا أَنْتَ مالِكٌ أَمْرِي فتَسُوسني.
(و) الديَّانُ فِي صفَةِ الّلهِ تعالَى، {المُجازِي الَّذِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلاً بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ} ) ؛ أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ.
(} والمَدِينُ: العَبْدُ؛ وبهاءٍ الأَمَةُ، لأنَّ العَمَلَ أَذَلَّهُما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَخْطل:
رَبَتْ ورَبا فِي كرمِها ابنُ! مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابنُ أَمَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وَفِي الحديثِ: (كَانَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على دِيْنِ قَوْمِه) .
(قالَ ابنُ الأَثيرِ: ليسَ المُرادُ بِهِ الشّرْك الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وإنَّما أَرادَ: (أَي) كانَ (على مَا بَقِيَ فيهم مِن إِرْثِ إِبراهيمَ وإسْمعيلَ، عَلَيْهِمَا السلامُ، فِي حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم) ومَوارِيثِهم (وبُيوعِهِم وأَسالِيبِهم) وغَيْر ذلِكَ مِن أَحْكامِ الإِيمانِ. (وأَمَّا التَّوْحيدُ فإنَّهم كَانُوا قد بَدَّلُوه، والنَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَكن إلاّ عَلَيْهِ) . وقيلَ: هُوَ مِن الدِّيْنِ العادَةُ، يُريدُ بِهِ أَخْلاقَهم مِنَ الكَرَمِ والشَّجاعَةِ.
وَفِي حديثِ الحجِّ: (كانتْ قريشٌ وَمن دانَ {بدِينِهم) أَي اتَّبعَهم فِي} دينِهم ووافَقَهم عَلَيْهِ واتَّخَذَ دِينَهم لَهُ دِيناً وعبادَةً.
( {ودَانَ} يَدِينُ) {دِيناً: (عَزَّ وذَلَّ وأَطاعَ وعَصى واعْتادَ خَيْراً أَو شرًّا) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ شيْخُنا: هَذِه المَعاني مِنَ الأَضْدادِ، وأَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبيه عَلَيْهَا.
(و) } دَانَ الرَّجُلُ {دينا: (أَصابَهُ الَّداءُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ.
(و) دَانَ (فلَانا: حَمَلَهُ على مَا يَكْرَه) ، عَن أَبي زيْدٍ، وَقد تقدَّمَ.
(و) } دَانَهُ: (أَذَلَّهُ) واسْتَعْبَدَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (الكَيِّسُ من دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعْدَ المَوْتِ، والأَحْمقُ مَنْ أَتْبَع نفْسَه هَواها وتمنَّى على الّلهِ تَعَالَى) ؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي أَذَلَّها واسْتَعْبَدَها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذْ كَرِهُوا الدّينَ دِراكاً بغَزْوةٍ وصِيال ِيعْنِي: أَذَلَّها.
( {ودَيَّنَه} تَدْييناً: وكَلَه إِلَى دِينِه) ، بالكسْرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (أَنا ابنُ {مَدِينَتِها، أَي عالِمٌ بهَا) ؛ كَمَا يقالُ ابنُ بجْدَتِها.
(} ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
( {وادَّانَ) ، بالتَّشْديدِ: (اشْتَرَى بالدَّيْنِ أَو باعَ} بالدَّيْنِ، ضِدٌّ.
(وَفِي الحديثِ) عَن عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه قالَ عَن أُسَيْفِع جُهَيْنة: (( {ادَّانَ)) ، ونَصُّ الحديثِ: (} فادَّانَ) (مُعْرِضاً ويُرْوى: (دَانَ) ، وكِلاهُما بمعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ) ؛ وقوْلُه: (مُعْرِضاً) : أَي (عَن الأداءِ، أَو معْناهُ: {دَايَنَ كُلَّ مَنْ عَرَضَ لَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه: وتقدَّمَ الحدِيثُ بطُولِهِ فِي ترْجَمَةِ عَرَضَ، فرَاجِعْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَدايَنُوا: تَبايَعُوا {بالدَّيْنِ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّيْنِ؛ والاسمُ} الدِّينَةُ، بالكسْرِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: جِئْتُ أَطْلبُ الدِّينَةَ، قالَ: هُوَ اسمُ الدَّيْن.
وَمَا أَكْثَر دِينَتَه: أَي دَيْنه، والجمْعُ دِيَنٌ، كعِنَبٍ، قالَ رِداءُ بنُ مَنْظُور:
فَإِن تُمْسِ قد عالَ عَن شَأْنِهاشُؤُونٌ فقد طالَ مِنْهَا الدِّيَنْأَي دَيْنٌ على دَيْنٍ.
وبِعْته {بدينٍ: أَي بتَأْخيرٍ: كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} والدَّائِنُ: الَّذِي {يَسْتدِينُ، وَالَّذِي يُجْزِي الدَّيْن، ضِدٌّ.
ويقالُ: رأَيْتُ بفُلانٍ} دِينَةً، بالكسْرِ: إِذا رأَيْتَ بِهِ سبَبَ المَوْتِ.
{والدِّيَانُ، ككِتابٍ: المُدايَنَةُ.
} ودانَ بِكَذَا {دِيانَةً،} وتَدَيَّنَ، بِهِ فَهُوَ {دَيِّنٌ} ومُتَدَيِّنٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{والدِّين الْقصاص وَمِنْه حديثُ سَلْمان: (إِنَّ الِلَّهَ} ليَدِينَ للجمَّاء من القرناء) أَي يَقْتَصّ {والدِّينَةُ، بالكسْرِ: العادَةُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَلا يَا عَناء القَلْب من أُمِّ عامِرٍ} ودِينَتَه من حُبِّ من لَا يُجاوِرُ {ودِينَ الرَّجل عُوِّد؛ وقيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ.
وقومٌ دِينٌ، بالكسْرِ:} دائِنُونَ، قالَ الشاعِرُ:
وَكَانَ الناسُ إلاّ نَحن {دِينا} ودِنْتُه {دِيْناً: سُسْته.
} ودُيِّنَه {تَدْيِيناً: مَلَّكَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
لقَد} دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِين ِيعْنِي: مُلِّكْتِ.
{ودَيَّنَ الرجلَ فِي القَضاءِ وفيمَا بَيْنه وبَيْن الِلَّهِ: صَدَّقَه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} دَيَّنْتُ الحالِفَ: أَي نَوَّيتَه فيمَا حَلَفَ، وَهُوَ {التَّدْيِين.
} والدَّيَّانُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ يَزِيد بنِ قَطَنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبٍ الحارِثيّ، أَبو بَطْنٍ، وَكَانَ شَرِيفَ قوْمِه؛ قالَ السَّمَوْءَل ابنُ عادِيا:
فإنَّ بني! الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْتَدُورُ رَحاهمْ حَولَهُمْ وتَحُولُوحفِيدُهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن الرَّبيعُ بنُ زِيادِ بنِ أَنَس بنِ الدَّيَّانِ البَصْريُّ محدِّثٌ عَن كعْبِ الأَحْبارِ، وَعنهُ قتادَةُ مُرْسلا. {ودَيَّنَه الشيءَ} تدْيِيناً: مَلّكَه إِيَّاه.
والمُدايَنَةُ {والدِّيانُ: المُحاكَمَةُ.
} وديانٌ: أَرْضٌ بالشامِ.
وعبدُ الوَهابِ بنُ أَبي {الدِّينا، بالكسْرِ: محدِّثٌ، ذَكَرَه مَنْصورٌ فِي الذَّيْل وضَبَطَه.

نقط

[نقط] النُقْطَةُ: واحدة النُقَطِ. والنِقاطُ أيضا: جمع نقطة، مثل برمة وبرام، عن أبى زيد. ونقط الكتاب يَنْقُطُهُ نَقْطاً. ونَقَّطَ المصاحِفَ تَنْقيطاً، فهو نقاط.
ن ق ط : نَقَطْتُ الْكِتَابَ نَقْطًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالنُّقْطَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ لِلْفِعْلِ وَالْجَمْعُ نُقَطٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالنَّقْطَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَكِتَابٌ مَنْقُوطٌ. 
ن ق ط: (النُّقْطَةُ) وَاحِدَةُ (النُّقَطِ) وَ (النِّقَاطُ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ جَمْعُ نُقْطَةٍ كَبُرْمَةٍ وَبِرَامٍ. وَ (نَقَطَ) الْكِتَابَ مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَ (نَقَّطَ) الْمَصَاحِفَ تَنْقِيطًا فَهُوَ (نَقَّاطٌ) . 
[نقط] نه: فيه: فما اختلفوا في "نقطة"، أي في أمر وقضية، وقيل بباء ومر، وهذا يقال عند المبالغة في الموافقة، وأصله في مقابلة أحد الكتابين بالآخر، يقال: ما اختلفا في نقطة، يعني من نقط الحروف والكلمات. وح: ذو "النقطتين"- مر في بهيم. شم: "نقطة" دائرتها، أي مركزها الذي هو في وسطها. ش: ولا أتوا "بنقطة" من معين مياه، أراد به القليل.
(نقط)
الْحَرْف وَعَلِيهِ نقطا وضع عَلَيْهِ نقطة أَو أَكثر لتمييزه وَالْكتاب شكله

(نقط) الْحُرُوف مُبَالغَة فِي نقطها وَالشَّيْء بالمداد وَنَحْوه لطخه بِهِ وَيُقَال نقطت الْمَرْأَة خدها تجملت بِوَضْع نقطة عَلَيْهِ ونقط فلَانا بِكَلَام آذاه وَشَتمه بِالْكِتَابَةِ والعروس وَنَحْوهَا قدم إِلَيْهَا مَالا أَو هَدِيَّة عِنْد زفافها (مو)
(ن ق ط)

نقط الْحَرْف ينقطه نقطا: أعجمه، وَقد بيّنت معنى الإعجام.

وَالِاسْم: النقطة.

وَفِي الأَرْض نقط من كلأ، ونقاط: أَي قطع مُتَفَرِّقَة، واحدتها: نقطة.

وَقد تنقطت الأَرْض.

ونقطت الْمَرْأَة خدها بِالسَّوَادِ: تحسَّنُ بذلك.

والناقط، والنقيط: مولى الْمولى. 
ن ق ط
نقط المصحف ونقّطه. ويقال: رأس الخطّ النقطة. وكتاب منقوط: مشكول. ونقّطت المرأة وجهها بالسواد: تتحسّن بذلك.

ومن المجاز: أعطاه نقطة من العسل. ولفلان نقطة من النخل: قطعة منه. ووجدنا نقطة من الكلإ ونقطاً منه ونقاطاً. والتّنوم ينبت نقاطاً: في أماكن تعثر على نقطة ثم تقطعها فتجد نقطة أخرى. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام: وتنقّطت الخبز: أكلته نقطة نقطة أي شيأ شيأ.
نقط
النقطة: واحدةُ النقط والنقاط - كبرمة وبرامٍ -؛ عن أبي زيد.
قال: وأرض بها نقاط من الكلأ: أي قطع متفرقة.
وقال ابن الأعرابي: يقال ما بقي من أموالهم إلا النقطة: وهي قطعة من النخل وقطعة من زرع هاهنا وهاهنا.
ونقطةُ: من الإعلام.
ونقط الكتاب ينقطة نقطاً ونقطه تنقيطاً.
ونقط ثوبه بالزعفران أو المداد.
وقال ابن عباد: تنقطت الخبر: أخذته شيئاً بعد الشيء.
والتركيبُ يدل على نكتة لطيفة.

نقط: النُّقْطة: واحدة النُّقَط؛ والنِّقاطُ: جمع نُقْطةٍ مثل بُرْمةٍ

وبِرام؛ عن أَبي زيد. ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً: أَعْجَمه، والاسم

النُّقْطة؛ ونقَّط المصاحف تنْقِيطاً، فهو نَقَّاط. والنَّقْطة: فَعْلة

واحدة. ويقال: نقَّط ثوبه بالمِداد والزعفران تَنْقِيطاً، ونقَّطَت المرأَة

خدَّها بالسواد: تحَسَّنُ بذلك.

والناقِطُ والنَّقِيطُ: مولى المولى، وفي الأَرض نُقَطٌ من كلإِ ونِقاطٌ

أَي قِطَعٌ متفرِّقة، واحدتها نُقْطة، وقد تنقَّطت الأَرض. ابن

الأَعرابي: ما بقي من أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، وهي قِطْعة من نخل ههنا، وقطعة

من زرع ههنا. وفي حديث عائشة، رضوان اللّه عليها: فما اختلفوا في نُقْطةٍ

أَي في أَمر وقَضِيَّةٍ. قال ابن الأَثير: هكذا أَثبته بعضهم بالنون،

قال: وذكره الهروي في الباء، وقال بعض المتأَخرين: المضبوط المرويّ عند

علماء النقل أَنه بالنون، وهو كلام مشهور، يقال عند المُبالغة في

المُوافَقةِ، وأَصله في الكتابين يُقابل أَحدهما بالآخر ويعارض، فيقال: ما اختلفا

في نُقْطة يعني من نُقط الحروف والكلمات أَي أَن بينهما من الاتفاق ما لم

يختلفا معه في هذا الشيء اليسير.

نقط

1 نَقَطَ الكِتَابَ, (S, Msb,) or الحَرْفَ, (K,) aor. ـُ inf. n. نَقْطٌ, (S, Msb,) He pointed, or dotted. [the book, or writing, or] the letter, or word, with the diacritical points or point; and with the syllabical points or point, by which are shown the pronunciation and division of syllables and the desinential syntax; syn. أَعْجَمَهُ; as also ↓ نقّطهُ: (K:) and المصَاحِفَ ↓ نقّط, inf. n. تَنْقِيطٌ, [he so pointed the copies of the Kurn.] (S.) 2 نَقَّطَ see 1, in two places. b2: نفّط ثَوْبَهُ بِالزَّعْفَرَانِ وَالمِدَادِ, inf. n. تَنْقِيطٌ, [He made speaks, or small spots, upon his garment, with saffron, and ink;] (Lth;) and نقّط عَلَى ثَوْبِهِ [signifies the same]. (A, TA, in art. رقط.) And نَقَّطَتِ المَرْأَةُ وَجْهَهَا وَخَدَّهَا بِالسَّوَادِ تَتَحَسَّنُ بِذٰلِكَ [The woman made specks, or small spots, upon her face, with black, beautifying herself thereby]. (TA.) 5 تنقّط [quasi-pass. of 2; It became pointed, &c. b2: And hence,] (tropical:) It (a place) became seattered with spots, or portions, of herbage. (K, TA.) نَقْطَةٌ inf. n. un. of 1, [A single act of pointing, &c.] (Msb.) نُقْطَةٌ A diacritical point of a letter or word: a syllabical point thereof: see 1:] (K:) [a point, dot, speck, speckle, or small spot: a mathematical point; i. e.] the extremity of a line: (TA:) pl. نُقَطٌ (S, Msb, K,) and نِقَاطٌ. (Az, S, K.) Hence, one says, مَا اخْتَلَفَا فى نُقْطَةٍ They two did not differ respecting so small a thing as a point of a letter or word. (TA.) And [hence] the vulgar say, when they admire one, هُوَ نُقْطَةٌ فِى مُصْحَفٍ (assumed tropical:) [He is like a point, or stop, in a copy of the Kur-án; because the stops in the Kur-án are generally ornamented, and often very beautifully, with gold and colours]. (TA.) b2: (assumed tropical:) [Any very small thing, that may be likened to a point, dot, or speck. Hence,] 'Alee is related to have said, العِلْمُ نُقْطَةٌ إِنَّمَا كَتَّرَهَا الجَاهِلُونَ (assumed tropical:) [Science, or knowledge, is a very small thing: only the ignorant have made it to be much]. (TA.) And you say, أَعْطَاهُ نُقْطَةً مِنْ عَسَلٍ (tropical:) [He gave him a drop, or very small quantity, of honey]. (TA.) b3: (tropical:) [A portion of a thing, or some of a number of things, in a separate, or scattered, state, here and there] You say, مَا بَقِىَ مِنْ

أَمْوَالِهِمْ إِلَّا نُقْطَةَ (tropical:) There remained not of their possessions [aught] save some palm-trees and a portion of seed-produce here and there. (IAar, TA) And فِى الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الكَلَإِ, and نُقَطٌ مِنْهُ. (tropical:) In the land are scattered spots, or portions, of herbage. (K, * TA.) b4: (assumed tropical:) A thing: an affair; a matter: a case; an event; an action. (TA.) نُقَيْطَةٌ dim. of نُقْطَةٌ. (TA.) نَقَّاطٌ One who points copies of the Kur-án &c.; i. e. adds the diacritical and other points. (S, * TA.) كِتَابٌ مَنْقُوطٌ (Msb, TA) A book, or writing, pointed with the diacritical, or other, points. (TA.)
نقط
نقَطَ/ نقَطَ على يَنقُط، نَقْطًا، فهو ناقط، والمفعول مَنْقوط
• نقَط الحرفَ/ نقَط على الحرفِ: وضع عليه نُقطةً أو أكثر لتمييزه "نقط الزّاي لتمييزها عن الرّاء".
• نقَط الكتابَ: شكلَه "نقط كتابًا بأكمله".
• نقَط النَّصَّ: رقَّمه بعلامات الترقيم ° فَصْلة منقوطة/ فاصلة منقوطة: علامة ترقيم تُرسَم هكذا (؛) وتوضع بين الجمل الطويلة، وبين جملتين تكون الثانية منهما سببًا من الأولى. 

نقَّطَ ينقِّط، تنقيطًا، فهو مُنقِّط، والمفعول مُنقَّط
• نقَّط الحروفَ: بالغ في وضع الحركات أو النُّقط عليها.
• نقَّط الثَّوبَ بالحبر وغيره: لطّخه بنُقَطٍ منه، زيَّنه بنقاط أو بقع "نقّط المنديلَ بصبغة خاصّة" ° الرَّيّ بالتَّنقيط: طريقة حديثة لريِّ الأرض مع الاقتصاد في الماء.
• نقَّط العروسَ: قدّم إليها مالاً أو هديَّةً عند زفافها? نقَّط به الزّمانُ: جاد به وسمح.
• نقَّط نصًّا: نقطه، رقَّمه بعلامات التَّرقيم.
• نقَّط الكتابَ: نقطَه، شكَّلَه بالحركات. 

تنقيطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تنقيط: "أساليب تنقيطيّة".
2 - مصدر صناعيّ من تنقيط.
3 - (فن) طريقة في الرَّسم تُبالغ في تقسيم الألوان بالمقاربة بين نقاط متعدِّدة اللَّون "تنقيطيّة الانطباعيين المحدَثين". 

نَقْط [مفرد]: مصدر نقَطَ/ نقَطَ على. 

نُقْطة [مفرد]: ج نُقُطات ونُقْطات ونِقاط ونُقَط:
1 - موقع "نقطة الحديث: شيء كنقطة مقنعة تساعد في دعم حجَّة أو نقاش أو اقتراح" ° لم يختلفا في نقطة: بينهما تمام الاتِّفاق- نُقْطة تحوُّل: عامل مهمّ يطرأ على دولة أو فرد يقتضي تغييرًا محسوسًا في مجرى الأمور- نُقْطة خلاف: نقطة لم يتمّ الاتِّفاق عليها- نُقْطة الضَّعْف: موطنه، عيب شخصيّ بسيط.
2 - علامة توضع فوق الحروف أو تحتها لتمييزها ° النُّقطة تثقب الحجر: أي من ثابر ظفر- وضَع النُّقط على الحروف: وضَّح الأمرَ وكشف غوامضَه.
3 - علامة الوقف التّامّ توضع في نهاية جملة تصريحيّة أو جملة تامَّة وبعد الاختصارات وتُرسم هكذا (.).
4 - قَطْرة، وحدة وزن السَّوائل "نقطة النَّدى: حرارة تكاثف البخار حتى يتحوَّل إلى ندى".
5 - بداية "نقطة الانطلاق: ما يساعد على البدء بمهنة أو نشاط، بداية الأمر".
6 - مركز "نقطة مراقبة/ قوّة/ تقاطع/ الإسعاف/ الارتكاز/ الدائرة" ° نُقْطة الغليان: درجة الحرارة التي يغلي فيها سائل في ضغط ثابت خاصَّة تحت أحوال جوِّيَّة ثابتة.
7 - جزء صغير "أعطاه نقطة عسل".
8 - أداة تغيير وتقييم "أحْرز ثلاثَ نقاط".
9 - مَخْفر، مكان الحراسة ° نُقْطة الشُّرطة: مقرّ الشُّرطة.
10 - (طب) مرض الصَّرع، وهو مرض عصبيّ يتميّز بنوبة تشنُّجية مع فقدان الوعي.
11 - (مع) ما يُقدَّم إلى العروسين أو أحدهما من مال أو غيره هديَّة بمناسبة الزواج وأيضا ما يعطى للمغنِّي على سبيل الهديَّة.
12 - (هس) علامة صغيرة مستديرة ليس لها طول ولا عرض، وهي بداية أو نهاية قطعة مستقيمة ° النِّقاط الأربع: الشَّرق والغرب والشَّمال والجنوب.
• النُّقطة المميتة: (حي) حَدّ بيئيّ كالحرارة أو الإشعاع تنتهي عِنْدها حياةُ الكائن الحيّ.
• النُّقطة المُنصِّفة: (رض) نقطة على قطعة من خطٍّ أو قوسٍ تقسمه إلى جُزْأين متساويَيْن.
• نقطة الارتكاز: (فز) النُّقطة التي ترتكز عليها الرّافعة أو بندول السّاعة، أو الموضع الثابت الذي تتوازن عنده قوّتا الدفع والمقاومة.
• نقطة الانصهار/ نقطة التَّبخُّر/ نقطة التَّجمُّد: (فز) درجة الحرارة التي ينصهر فيها الجسمُ أو يتبخّر أو يتجمّد. 

نَقَّاطة [مفرد]: اسم آلة من نقَطَ/ نقَطَ على: أداة ينزل منها السَّائل نقطةً نقطةً، تُستخدم في تنقيط الدّواء في العين وغيرها، قطّارة. 

نُقوط [جمع]: ما يُهدَى للعروس من مال أو هدايا بمناسبة زواجها. 
نقط: نقط: نقط الحرف جعل له نقطا صغيرة (بوشر).
نقط: قطر، رشح، نزل قطرة فقطرة (فوك)، (الكالا).
نقط: سال، وفي (محيط المحيط): والعامة تقول نقط الإناء أي قطر).
نقط: بقع، رقش، صنع دوائر صغيرة دائرية (بوشر).
منقط: مبقع (هلو).
نقطه الشيب: مثل وخطه الشيب خالطه (أبو الوليد 204: 6).
نقط: جعله يسيل قطرة فقطرة (فوك) (أبو الفداء- تاريخ ما قبل الإسلام 172: 3) وإذا أراد الانصراف حرك الماء بيده ثم أخذ منه فنقط على رأسه ووجهه.
نقط الماء: جعله يقطر قطرة فقطرة (بوشر). ويرى (بوشر) أيضا أن الكلمة تعني أن الشيء قد سال حين ورد ذكر إحدى الجرار التي سال منها سائل: هذه الجرة تنقط أي أنك قد تركت السائل يسيل حين قطرته قطرة فقطرة ومن ذلك، على سبيل المثال، ايضا، لنفه ينقط دما، أي انه ينزف من انفه والمعنيان واحد، لأن الفعل هنا من الأفعال المتعدية في هذه الأمثلة.
نقط: سال قطرة فقطرة couler ( بوشر).
ينقط ب أو على أحد: يرمي أو يعطي أحدا في العيد .. الخ قطعا من النقد (مليشر المقري 2: 411: 2، بريشت 45: 118، بوشر): نقط على المغنين، أي نثر على الموسيقيين بمناسبة العيد. (الجوبري 84): جعل ينقط بخمسة سلطانية خلف خمسة إلى أن نقطه بجملة. (المقري 2: 599: 9، ألف ليلة 1: 165: 6) وكلما جاءك المواشط والمغاني والدايات حط يدك في جيبك تجده ملآن ذهب -كذا- فاكمش وارم لهم- كذا في الأصل -المترجم-.
نقط: فنقط كل من أتى إليك بالجفنة برسل 2: 43): ونقط على من يجيك، وفي (45): نقطنا ونقطها بخزانة ذهب (ماكني 166: 2 و175: 10 و225: 5، برسل 9: 275، حيث ماكني يضع ونقطوه موضع وأنعم عليه التجار 12: 64).
نقط: كان الزوج، ليلة العرس، يعطي العروس أو يرمي عليها، أي ينقطها، قطع النقود (ألف ليلة وبوشر)؛ إلا أن هذا الفعل، أي (ينقط) له معنى آخر يختلف قليلا، ففي (محيط المحيط): (نقط الحرف بمعنى نقطه. والعريس أعطاها نقطة وهي ما تهداه العروس عند الزواج مما يصلح لها من لباس وغيره. وكرهما من كلام العامة).
تنقط: انظرها في (فوك) في مادة punctare.
تنقط: انظرها في (فوك) أيضا في مادة stilare.
نقط: تنقيط، تأشير (للدلالة على المراجعة). اصطلاح في فن الرسم، نقاط صغيرة (بوشر).
نقط: نكتة خبيثة (بوشر).
نقط والجمع انقاط: تورية، جناس، مزاح، سخرية، تلاعب خبيث بالألفاظ، أو أن انقاط مجرد تلاعب بالألفاظ لا يقصد منه الأذى (بوشر).
نقط: مثل شكل اسم جمع تعني الحركات. أو الحركات (الشكلات) التي توضع فوق الحرف أو تحته ضبطا للفظه (دي ساسي كرست 1: 1).
وقد كتب الشقيق بها سطورا ... وأحسن شكلها للطل نقط
(وليس نقط) (234، العدد 2) في الحديث عن النماذج الأولى للكتابة القرآنية:
فجردوه كما يهوى كتابته ... ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا
لذلك ينبغي أن تحذف (نقط) التي وردت عند (فريتاج).
نقط والجمع نقوط: قطع النقود التي (تعطى للموسيقيين في الاحتفال والى العروس (بوشر، فليشر المقري 2: 411، برشت 45، لين عادات مصر 1: 25، 256، 261، 2: 301، ألف ليلة برسل 2: 5، ماكني 3: 429).
نقطة: علامة (فارزة) (محيط المحيط)، (الكالا).
نقطة: واحد (في النرد). آس (واحد في ورق اللعب) (الكالا).
نقطة: صفر (هلو).
النقط الأربع: الجهات الأربع الأصلية، وفي (محيط المحيط): (النقط الأربع عند أهل الهيئة هي الجهات الأربع، أي الشرق والغرب والجنوب والشمال).
نقطة الاحتراق: بؤرة القطع الناقص (في علم الهندسة) (بوشر).
نقطة في (محيط المحيط): (النقطة عند العامة تطلق على القطرة من الماء أو الدم) (الكالا، هلو، معجم مسلم).
نقطة: سيلان السائل قطرة فقطرة (الكالا).
نقطة: يتعلق بمرض النقرس goutte arlicutaire و artetica gota ( الكالا).
نقطة: سكتة دماغية apoplexie ( الكالا).
نقطة: داء الجمود، التخشب catalepsie ( الكالا): gota coral.
نقطة: داء النقطة: الصرع mal-caduc ( الكالا): coduco marbo ( دومب، هلو، رولاند، ديال 564، همبرت 39 - الذي كتب الكلمة بكسر النون-). وفي (محيط المحيط): (وتطلق النقطة عند العامة على القطرة من الماء أو الدم ومنه داء النقطة، وهو ضرب من الصداع لأنه فيما زعموا يحصل من نقطة دم تصيب القلب). ضع الصرع في موضع الصداع.
نقطة: ماء رائق، ماء ينزل على العينين، احتقان فجائي في العصب البصري (بوشر).
النقطة في داخل الحافر: راسب يتكون داخل قدم الحيوان، من الداخل، بسبب تعفن دموي أحدثته كدمة أو رفسة شديدة (ابن العوام 2: 638 وما بعدها).
نقطة: نطفة البيضة الموجودة في بياضها (الكالا).
نقطة: قشرة رقيقة تتكون فوق العين (الكالا)، (بوشر).
نقطة: اصطلاح موسيقي، فاصل موسيقي خفيف comma وقد اسماها (بوشر) نقطة الغنا.
نقطة: في (محيط المحيط): (حديدة يدور فيها صوص الباب).
نقطة: في (محيط المحيط): (النقطة عند البنائين حجر ونحوه ليجعل تحت رأس المخل وغيره تسهيلا لرفع ما يرفعونه به).
نقطة العروس: في (محيط المحيط): (العامة تقول نقط الإناء، أي قطر ونقط الحرف بمعنى نقطه. والعروس أعطاها نقطة، وهي ما تهداه العروس عند الزواج، مما يصلح لها من لباس وغيره. وكلاهما من كلام العامة). وفي (الميداني) 2: 762، عدد 76: نقط عروس (الترجمة سيئة)، وهناك نقط العروس، وهو عنوان كتاب (لابن حزم). وانظر (عباد 2: 128).
نقطة الاكوان انظر: (كون).
نقيط وناقط: فسرت بأنها مولى المولى، ولذلك لم يكن على (فريتاج) أن يترجمها ب: servus servi، بل معتق المعتق (كوسج، كرست 112: 1): وقيل إن الذي قتل المقتدر نقيط غلام مونس.
نقيط: قطع النقود التي توهب للموسيقيين في الاحتفال وإلى العروس في العرس (بوشر).
نقاط: (دوماس ms) النقاط، هو الذي يتناول لقمة الأكل يدفعها إلى فمه ويهز يده، في الحال، في صحن الأكل (دوماس، حياة العرب، 314).
ناقط: انظر: نقيط.
منقط والجمع مناقط: قبضة: ملء اليد (فوك).

نقط


نَقَطَ(n. ac. نَقْط)
a. Pointed (writing); dotted.
b. [ coll. ], Dropped, dripped.

نَقَّطَa. see I (a)b. [ coll. ], Presented money to (
a bride ).
c. [ coll. ], Made to drop & c.

تَنَقَّطَa. Was pointed & c.
b. Had patches of vegetation (place).
c. Learnt little by little (news).

نُقْطَة
(pl.
نُقَط نِقَاْط)
a. Diacritic point, vowel-point; point
dot.
b. Speck; spot.
c. Thing, affair; case.
d. [ coll. ], Drop, drip.

نُقَطa. Patches ( of vegetation ).
نَاْقِطa. The slave of a slave.

نِقَاْطa. see 9
نَقِيْطa. see 21
نُقُوْط
a. [ coll. ], Marriage-present.

نَقَّاْطa. Pointer ( of writing ).
N. P.
نَقڤطَنَقَّطَa. Pointed & c.

دَآء النُّقْطَة
a. [ coll. ], Epilepsy.
نقط
نَقَطَ الحَرْفَ يَنْقُطُه نَقْطاً، ونَقَّطَهُ تَنْقِيطاً: أَعْجَمَهُ، فهُوَ نَقّاطٌ. والاسْمُ النُّقْطَةُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ رَأْسُ الخَطِّ. وَفِي الصّحاح نَقَطَ: الكِتابَ يَنْقُطُه نَقْطاً، ونَقَّطَ المَصَاحِفَ تَنْقِيطاً فَهُوَ نَقَّاطٌ ج: النُّقَطُ، كصُرَدٍ وكِتابٍ، الأَخِيرُ مِثْلُ بُرْمَةٍ وبِرَامٍ، نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي زَيْدٍ. وَمِنْه قَوْلُهُمْ: فِي الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الكَلإِ ونُقَطٌ مِنْهُ، لِلْقِطَعِ المُتَفَرِّقَةِ مِنْهُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وقَدْ تَنَقَّط المَكَانُ، إِذا صَارَ كَذلِك. ومِن المَجَازِ: تَنَقَّطَ الخَبَرَ، أيْ أَخَذَه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، أَوْ هُوَ تَصْحِيفُ تَبَقَّطَتْ، بالمُوَحَّدَة، كَمَا تَقدَّم. ووَقَعَ فِي الــأَسَاسِ: تَنَقَّطْتُ الخُبْزَ: أَكَلْتُه نُقْطَةً نُقْطَةً، أَي شَيْئاً فشَيْئاً، فإِنْ لَمْ يَكُنْ تَصْحِيفاً من الخَبَرِ، وإِلاَّ فَهُوَ مَعْنىً جَيِّدٌ صَحِيحٌ.
والنّاقِطُ، والنَّقِيطُ: مَوْلَى المَوْلَى وكَأَنَّ نُونَ النّاقِطِ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ. ونُقْطَة، بالضَّمِّ: عَلَمٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النَّقْطَةُ، بالفَتْحِ، فَعْلَةٌ وَاحِدَة. ويُقَالُ: نَقَّطَ ثَوْبَهُ بالزَّعْفَرَانِ والمِدَاد تَنْقِيطاً، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. ونَقَّطَتِ المَرْأَةَ وَجْهَهَا وخَدَّهَا بالسَّوادِ تَتَحَسَّنُ بِذِلِكَ.
وكِتَابٌ مَنْقُوطٌ: مَشْكُولٌ. ويُقَالُ: أَعْطاهُ نُقْطَةً من عَسَلٍ وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ: مَا بَقِيَ من أَمْوَالِهِم إِلاَّ النُّقْطَةُ، وَهِي قِطْعَةٌ مِنْ نَخْلٍ، وقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَهُوَ مَجَازٌ.
ويُقالُ: التَّنُّومُ يَنْبُتُ نِقَاطاً فِي أَماكِنَ، تَعْثُرُ عَلَى نُقْطَةٍ ثُمَّ تَقْطَعُهَا فَتَجِدُ نُقْطَةً أَخْرَى، كَما فِي الــأَسَاسِ. والنُّقْطَةُ، بالضَّمِّ: الأَمْرُ والقَضِيَّةُ، وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَصِيَ الله عَنْهُمَا: فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةِ إلاَّ طارَ أَبِي بحَظِّهَا هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وضَبَطَهُ الهَرَوِيُّ بالمُوَحَّدَةِ.
وقَد سَبَقَ، ورَجَّحَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ الرّوَايَةَ الأُولَى وَهُوَ النُّونُ بقَوْلِهِ: يُقَالُ عِنْدَ المُبَالَغَة، فِي المُوافَقَةِ، وأَصْلُهُ فِي الكِتَابَيْن يُقَابَلُ أَحَدُهُمَا بالآخَرِ ويُعَارِضُ.
فيُقَالُ: مَا اخْتَلَفا فِي نُقْطَةٍ، يَعْنِي من نُقَطِ الحُرُوف والكَلِمَاتِ، أَيْ أَنَّ بَيْنَهُمَا من الاتِّفَاقِ مَا لَمْ يَخْتَلِفَا مَعَهُ فِي هَذَا الشَّيْءِ اليَسِيرِ. وابْنُ نُقْطَةَ بالضَّمِّ: هُوَ الحَافِظُ مُعِينُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيّ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شُجَاعِ بن أَبِي نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُقْطَةَ البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ، أَحَدُ أَئمَّة الحَدِيثِ، وُلِدَ بِبَغْدَادَ سنة وأَلَّفَ التَّقْيِيد فِي مَعْرِفَةِ رُوَاةِ الكُتُبِ والأَسَانِيدِ، فِي مُجَلِّدٍ، والمُسْتَدْرَك على إِكمال ابْن مَاكُولاَ.
وسُئِلَ عَن نُقْطَةَ فقَال: هِي جَارِيَةٌ عُرِفَ بِها جَدُّ أَبِي، وتُوُفِّيَ سنة كَذَا فِي ذَيْلِ الإِكْمَالِ)
لابْنِ الصَّابُونِيّ. والنِّقِيطَةُ كسَفِينَةٍ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المَرْتاحِيَّة. ومِنْهَا شَيْخُنَا الإِمَامُ الفَقِيهُ المُعمَّرُ سُلَيْمَانُ بنُ مُصْطَفَى بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيطِيّ، مُفْتِي الحَنَفِيَّةِ بمِصْرَ. وُلِدَ سنة تَقْرِيباً، وأَخَذَ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمّد العقدِيّ، وشاهِينَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عامِرٍ الأَرْمناوِيّ الحَنَفِيَّيْنِ وغَيْرِهِما، وتُوُفِّي سنة ووَلَدُه الفَقِيهُ العَلاَّمةُ مُصْطَفَى بنُ سُلَيْمَانَ جَلَسَ بَعْدَ أَبِيهِ، ودَرَّسَ وأَفْتَى مَعَ سُكُونٍ وعَفافٍ، وتُوُفِّي سنة فِي من رَبِيعٍ الثانِي. ومِنْ أَمْثَالِ العَامّةٍ: هُوَ نُقْطَةٌ فِي المُصْحَف إِذا اسْتَحْسَنُوه. ونَقَّطَ بِهِ الزَّمَانُ، ونَقَطَ، أَيْ جادَ بِهِ وسَمَحَ. ويُرْوَى لعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: العِلْمُ نُقْطَةٌ إِنَّمَا كَثَّرَها الجَاهِلُون. وتُصَغَّرُ النُّقْطَةُ على النُّقَيْطَةِ.
ونَقَّطَهُ بِكَلامٍ تَنْقِيطاً: آذاهُ وشَتَمَهُ بالكِنَايَةِ، والاسْمُ النُّقْطُ، بالضَّمِّ، ويُجْمَعُ عَلَى أَنْقَاطٍ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، عامِّيّة. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

فلي

(فلي) فَلَا انْقَطع
(ف ل ي) : (فَلَى رَأْسَهُ وَثِيَابَهُ فَلْيًا) فَتَّشَ عَنْ الْقَمْلِ (وَمِنْهُ) دَفَعَ إلَى رَجُلٍ ثَوْبًا لِيَفْلِيَهُ.

فلي


فَلَى(n. ac. فَلْي)
a. Loused, cleansed from lice.
b. Examined, investigated; studied.
c. Passed through.

فَلَّيَa. see I (a)
تَفَلَّيَa. Caught lice; cleansed himself from lice.

فَالٍa. Lousing; louser, vermin-hunter.

فَالِيَة [] ( pl.
reg. &
فَوَالٍ [] )
a. fem. of
فَاْلِيb. Speckled beetle.

فِلَايَة []
a. Lousing, verminhunting.

تَفْلِيَة
a. see 23t
فَالِيَة الافَاعِي
a. see 21t (b)b. The beginnings of evil.

فَلْيُوْن
a. [ coll. ], God-son.
فَلْيُوْنَة
a. [ coll. ], God-daughter.

فَلِّيْن
a. Cork.

فَُِم (pl.
أَفْوَاة)
a. Mouth; orifice, aperture, opening; estuary ( of a
river ).
b. Point ( of the sword ).
فَمّ
a. see supra.

فَمَانِ فَمَوَانِ
a. du. of
فَمْ

فَمِيّ فَمَوِيّ
a. Oral, referring to the mouth.

فُمَّ
a. see ثُمَّ
ف ل ي

فليت رأسي واستفليته، واستفليت رأسي: طلبت أن يفلى. قال:

وقد أختلس الطّعن ... ة لا يدمى لها نصلي كجيب الدّفنس الورها ... ء ريعت وهي تستفلي

وتفالى الحماران. قال ذو الرمة:

وظلت بملقى واحفٍ جرع المعى ... صياماً تفالى مصلخماً أميرها

أي عظيماً في نفسه متكبراً. ورأيت النساء يتفالين. " وما أشبهك إلا بفالية الأفاعي " وهي هنيّة من جنس الخنافس منقّطة تكون عند جحرة الحيات تفليهنّ، قال أبو الدفيش: هي سيدة الخنافس. تقوله لذي الشفقة على الظّلمة.

ومن المجاز: فليت الشعر: تدبرته وفتشت عن معانيه. يقال: إفل هذا البيت فإنه صعب. وفليت القوم بعيني وافتليتهم: تأملتهم، كما تقول: جسستهم بعيني، وفليت خبرهم وافتليته. وفليت القوم وفلوتهم حتى لقيت فلاناً أي تخلّلتهم، ومنه فليت رأسه بالسيف وفلوته. وفلا المفازة، والفلاة فعلةٌ منه. وفلانة بدوية فلوية. وتقول: أترك الناس للصّلوات، أهل الفلوات. وأفلينا: دخلنا في الفلاة، ومنه: فلوت المهر عن أمه وافتليته: فصلته. قال:

تعود جيادهنّ ونفتليها ... ولا نغذو التّيوس ولا القهادا

وله فلوّ وأفلاءٌ.
فلي
فلَى يفلِي، افْلِ، فَلْيًا، فهو فالٍ، والمفعول مفليّ
• فلَى رأسَه:
1 - بحث فيه عن القُمَّل.
2 - ضربه وقطعه.
• فلَى القومَ: نظر إليهم متأمّلاً.
• فلَى الشِّعرَ: استخرج معانيه وغريبه.
• فلَى القضيةَ: تدبَّرها؛ أطال التأمُّل فيها والنظر. 

تفلَّى يتفَلَّى، تَفَلَّ، تفلّيًا، فهو مُتفلٍّ
• تفلَّى فلانٌ: نقَّى شعره أو ثوبه من القُمَّل ونحوه.
• تفلَّى الطَّائرُ: احتكَّ بنقر منقاره بين ريشه. 

فلَّى يفلِّي، فَلِّ، تفليةً، فهو مُفلٍّ، والمفعول مُفلًّى
• فلَّى الشَّعرَ أو الثَّوبَ ونحوهما: نقَّاهما من القُمَّل وغيره "فلَّت رأسَ طفلها" ° يُفلِّي البرغوث: يُقالَ لمنْ هو شديد البخل.
• فلَّى الأمرَ: تأمّل وجوهَه ونظر فيها. 

تفلية [مفرد]: مصدر فلَّى. 

فَلاّية [مفرد]: مُشْط ضيِّق المسافات بين أسنانه يُفلَّى به الشَّعر. 

فَلْي [مفرد]: مصدر فلَى. 
[ف ل ي] فَلَى رَأْسَهُ بالسَّيفِ فَلْيًا ضَرَبَهُ وقَطعَهُ واستَفْلاهُ تَعَرَّضَ لِذلِكَ مِنهُ قال

(أَفْلِيهِ بالسَّيْفِ إِذَا استَفْلانِي ... )

وَفَلَى رَأْسَهُ فَلْيًا وَفَلاهُ بَحَثَهُ عن القمْلِ قال

(قَدْ وَعَدَتْنِي أُمُّ عَمْرٍ وأَنْ تَاْ ... )

(تَمْسَحَ رَأْسِي وَتُفَلِّيْنِي وَاْ ... )

(وَتَمْسَحَ القَنْفَاءَ حَتَّى تَنْتَاْ ... )

أَرَادَ تَنْتَاءَ فَأَبْدَلَ الهَمْزَةَ إِبْدَالاً صَحِيحًا وَهِي الفِلايَةُ والتَّفَلِّي التَّكَلُّفُ لِذَلِكَ قَالَ

(إِذَا أَتَتْ جَارَاتِهَا تَفَلاَّ ... )

(تُرِيْكَ أَشْغَى قَلِحًا أَفَلاَّ ... )

وَتَفَالَتِ الحُمْرُ احْتَكَّتْ كَأَنَّ بَعْضَها يَفْلِي بَعْضًا قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(ظَلَّتْ تَفَالَى وَظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِمًا ... كَأَنَّهُ عَنْ تَنَاهِي الرَّوْضِ مَحْجُومُ)

وَفَلاهُ في عَقْلِهِ فَلْيًا رَازَهُ وَفَالِيَهُ الأَفَاعِي خُنْفَسَاءُ رَقْطَاءُ ضَخْمَةٌ تَكُونُ عِنْدَ الجِحَرَةِ وهي سَيِّدَةُ الخَنَافِسِ وقيلَ فالِيَةُ الأَفَاعِي دَوَابُّ تَكُونُ عِندَ جِحَرَةِ الضَّبَابِ فإِذَا خَرَجَتْ تِلكَ عُلِمَ أَنَّ الضَّبَّ خَارجٌ لا مَحَالَةَ فَيُقَالُ أَتَتْكُم فَالِيَةُ الأَفَاعِي فَدَلَّ هذا عَلَى أَنَّ فَالِيَةَ الأَفَاعِي جَمْعٌ عَلَى أَنَّهُ قَد يُخْبَرُ في مِثلِ هذا عنِ الجَمعِ بالوَاحِدِ
فلي
: (ى ( {فَلاهُ بالسَّيْفِ} يَفْلِيهِ) {فَلْياً: قَطَعَ بِهِ رأْسَه؛ (كيَفْلُوهُ) فَلْواً.
(و) } فَلَى (رأْسَهُ) فَلْياً، (بَحَثَهُ عَن القَمْلِ، {كفَلاَّهُ؛ والاسْمُ:} الفِلاَيَةُ، بالكَسْرِ) .) وَمن هُنَا يقالُ للنِّساءِ {الفَالِياتُ} والفَوَالِي؛ وَمِنْه قولُ عَمْرِو بنِ معديكرب:
تَراهُ كالثَّغامِ يُعَلُّ مِسْكاً
يسُوء الفالِياتِ إِذا فَلَيْنيقالَ الجَوْهرِي: قالَ الأَخْفَش: أَرادَ! فَلَيْتَني فحَذَفَ النونَ الأخيرَةَ لأنَّ هَذِه النُّونَ وِقايَة للفِعْل وليسَتِ اسْماً، وأَمَّا النّونُ الأُولى فَلَا يَجوزُ طَرْحها لأنَّها الاسْمُ المُضْمَرُ.
(و) مِن المجازِ: فَلَى (الشِّعْرَ) يَفْلِيه فَلْياً: إِذا (تدَبَّرَهُ واسْتَخْرَجَ مَعانِيَهُ) وغَرِيبَهُ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الــأساسأَي فَتَّشَ عَن مَعانِيه. يقالُ: {افْلِ هَذَا البَيْتَ فإنَّه صَعْبٌ.
(و) فَلَى (فُلاناً فِي عَقْلِه) يَفْلِيه فَلْياً: (رازَهُ) .
(وَفِي التَّهذيبِ: إِذا نَظَرَ مَا عقْلُه، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(} واسْتَفْلَى رَأْسَهُ {وتَفالَى) هُوَ: (اشْتَهَى أَنْ} يُفْلَى) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {فَلِيَ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) } فَلَّى، (كحتَّى: جَبَلٌ) ؛) وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ بفتحٍ فسكونٍ، كَمَا هُوَ نصُّ التكْمِلَةِ.
( {وفالِيَةُ الأَفاعِي: أَوائِلُ الشَّرِّ) .) قالَ ابنُ الأعْرابي: يقولونَ: أَتَتْكُم} فالِيَةُ الأفاعِي؛ يُضْرَبُ مَثَلاً لأوَّلِ الشرِّ يُنْتَظَر؛ والجَمْعُ {الفَوَالِي.
(و) أَيْضاً: (خُنْفُساءُ رَقْطاءُ تَأْلَفُ العَقَارِبَ والحيَّاتِ فَإِذا خَرَجَتْ مِن جُحْرِها آذَنَتْ بهَا) .
(وَفِي الــأساس: مِن جِنْسِ الخَنَافِس مُنَقَّطةٌ تكونُ عنْدَ جحَرَةِ الحيَّاتِ} تَفْلِيهِنَّ.
وَفِي المُحْكم: هِيَ سيِّدَةُ الخَنافِسِ. وقيلَ: فالِيَةُ الأَفاعِي دوابٌّ تكونُ عنْدَ جَحَرَةِ الضِّبابِ، فَإِذا خَرَجَتْ عُلِمَ أنَّ الضبَّ خارِجٌ لَا مَحالَةَ، فيقالُ: أَتَتْكُم فالِيَةُ الأفاعِي، فدلَّ هَذَا على أنّها جَمْعٌ، على أنَّه قد يُخْبَر فِي مِثْل هَذَا بالجَمْعِ عَن الواحِدِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَفْلاهُ: تَعرَّض مِنْهُ فَلَى رأْسه بالسَّيْفِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:
أَما تَرانِي رابِطُ الجَنانِأَفْلِيه بالسَّيْفِ إِذا} اسْتَفْلاني {والتَّفْلِّي: التَّكَلُّفُ} للفِلايَةِ؛ قالَ:
إِذا أَتَتْ جارَاتِها {تفَلَّى تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاّ} َوتفالَتْ الحُمُرُ: احْتَكَّتْ كأَنَّ بعضَها {يَفْلى بَعْضا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
ظَلَّتْ} تَفالَى وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً كأَنَّه عَن تَناهِي الرَّوْضِ مَحْجُومُ {وفَلَى الأَمْر: تأَمَّلَ وُجُوهَهُ ونَظَرَ إِلَى عاقِبَتِه.
} وفَلَيْتُ القَوْمَ بعَيْنِي {وفَلَيْتُ خَبَرَهُم} وأَفْلَيْتهم {وفَلَيْتهم: أَي تخَلَّلْتهم.
وفَلَى المَفازَةَ: تَخَلَّلَها.
} والفالِيَةُ: السِّكِّين.
{والفِلاءُ، ككِساءٍ:} فِلاَءُ الشّعْر: وَهُوَ أَخْذُكَ مَا فِيهِ؛ رَواهُ ابنُ الأنبارِي عَن أصْحابِه.

فجأ

فجأ: فَجَأَ الأمْرُ يَفْجَأُ فُجْأَةً، ويُفاجِئُه مُفَاجَأَةً، وفَجِىءَ: لُغَةٌ. وفَجَأَ المَرْأةَ: [إذا] نَكَحَها.
ف ج أ

جاءنا فلان فجأةً ومفاجأة. وفاجأه الأمر وفجئه. وأعوذ بالله من موت الفجاءة، ومن حرق الفجاءه.
[فجأ] فاجأه الأمرُ مفاجأةً وفِجاءً، وكذلك فجثه الامر وفجأه الامر، بالكسر والنصب، فجاءة بالمد والضم. ومنه قطرى بن الفجاءة المازنى.
ف ج أ: (فَاجَأَهُ مُفَاجَأَةً) وَ (فِجَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَ (فَجِئَهُ) بِالْكَسْرِ (فُجَاءَةً) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ وَ (فَجَأَهُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا. 
(ف ج أ) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي الرَّجُلِ تَفْجَأُهُ الْجِنَازَةُ يُقَالُ فَجِئَهُ وَفَاجَأَهُ إذَا أَتَاهُ فُجَاءَةً أَيْ بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ تَوَقُّعٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ (وَبِهَا سُمِّيَ) مُصَدِّقُ بَنِي سُلَيْمٍ الْفُجَاءَةُ بْنُ عَبْدِ ياليل.
فجأ: فجاء لبرا: فرس تباعدت إحدى ركبتيه عن الأخرى حين المشي. (دوماس حياة العرب ص189).
فجأ فاجأ: فجأ، باغت، بغتة ولم يكن يتوقعه (بوشر). فجأ: فجأة، بغتة. (بوشر).
فجوة، فجأة، بغتة. (فوك).
في فجاءة: فجأة، بغتة. (النويري الأندلس ص469).
حرف المفاجأة، والفجائية أيضا: إذا، في قولهم: خرجت فإذا السبع بالباب. (محيط المحيط، ابن عقيل ص93).
فجأ
فَجَأ المرأة: جامَعَها.
ابن الأنباري: فَجِئَتِ الناقة: إذا عَظُمَ بطنُها، والمصدر: الفَجَأُ؛ مَهموزاً مَقْصُوراً.
وفجَأَةُ الأمر وفَجِئَه فُجاءةً - بالضم والمدِّ -، ومنها: قَطَرِيُّ بن فُجاءةَ المازنيُّ الشاعر. وكذلك فاجَأه الأمر مُفاجَأة وفِجَاءً.
(ف ج أ)

فجِئه، وفَجَأه يَفْجَؤُه، فَجْأ، وفُجاءة، وافتجأه، وفاجأه مفاجأة: هجم عَلَيْهِ من غير أَن يشْعر بِهِ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّه إذْ فاجأ افْتِجاؤه

أثناءُ لَيل مغدِفٍ أثناؤه

ولقيه فجاءة، وضعوه مَوضِع الْمصدر، وَاسْتَعْملهُ ثَعْلَب بِالْألف وَاللَّام ومكنه فَقَالَ: إِذا قلت: خرجت فَإِذا زيد فَهَذَا هُوَ الْفُجَاءَة، وَلَا ادري أهوَ من كَلَام الْعَرَب أم هُوَ من كَلَامه؟ والفُجَاءة: مَا فاجأك.

وَمَوْت الْفُجَاءَة: مَا يفجأ الْإِنْسَان، من ذَلِك.

والفُجَاءة: رجل.
[فجأ] فجأه الأمر وفجئه فجاءة- بالمد والضم- وفاجأه مفاجأة، إذا جاءه بغتةً من غير تقدم سبب. وقيده بعضهم بفتح فاء وسكون جيم من غير مد على المرة. ك: موت "الفجأة" البغتة، هو بفتح فاء وسكون جيم فهمزة. وروى بضم فاء فجيم فألف فهمزة، وهو الموت بلا سبب مرض، والبغتة بالجر والرفع. ومنه: حتى "فجئه" الحق، بكسر جيم. ومنه: فلم "يفجأ" موسى، وفي بعضها: لم يفج- بأن يخفف الهمزة ألفا ثم تحذف جزما. ط: موت "الفجاءة" أخذة أسف، هو بضم فاء ومد - ومر في أسف. ن: نظر "الفجاءة" -بضم ففتح ومد وبفتح وسكون وقصر: أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد؛ وفيه أن يجب على الرجل صرف البصر ولا يجب على المرأة ستر وجهها بل سنت لها ذلك. ومنه: "فجأة" نقمتك، ومنه: فما "فجئهم" منه إلا وهو ينكص، بكسر جيم وقد تفتح، أي بغتهم.

فجأ: فَجِئَه الأَمْرُ وفَجَأَه، بالكسر والنصب، يَفْجَؤُه فَجْأً

وفُجَاءةً، بالضم والمدّ، وافْتَجَأَه وفاجأَه يُفاجئُه مُفَاجأَةً وفِجاءً:

هَجَمَ عليه من غير أَن يَشْعُر به، وقيل: إِذا جاءه بَغْتةً من غير تقدّم سبب. وأَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنْهُ، إِذ فاجأَه افْتِجاؤُهُ، * أَثْناءُ لَيْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ

وكلّ ما هجم عليك من أَمر لم تحتسبه فقد فَجَأَك. ابن الأَعرابي:

أَفْجَأَ إِذا صادَفَ صَدِيقَه على فَضِيحةٍ.

الأصمعي: فَجِئَتِ الناقةُ: عَظُمَ بَطْنُها، والمصدر الفَجَأُ، مهموز

مقصور.

والفُجاءةُ: أَبو قَطَرِيٍّ المازِنِّي. ولَقِيتُه فُجاءةً، وضَعُوه موضعَ المصدر واستعمله ثعلب بالأَلف واللام ومَكَّنه، فقال: إِذا قلت خَرَجتُ فإِذا زيْدٌ، فهذا هو

الفُجاءةُ، فلا يُدْرَى أَهو من كلام العرب، أَو هو من كلامه. والفُجاءةُ: ما فاجأَكَ. ومَوْتُ الفُجاءةِ: ما يَفْجَأُ الإِنسانَ من ذلك، وورد في الحديث في غير موضع، وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مدّ على المرّة.

فج

أ1 فَجِئَهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and فَجَأَهُ, (S, O, Msb, K,) the former of which is the more chaste, (TA,) aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. ↓ فُجَآءَةٌ, (S, O, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and فَجْءٌ, (K, TA,) or ↓ فَجْأَةٌ, (so accord. to the CK, and Ham p. 44,) or this last also is a simple subst.; (Msb;) and ↓ فاجأهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. مُفَاجَأَةٌ (S, O, Msb) and فِجَآءٌ; (S, O;) and ↓ افتجأهُ; (K;) It (an affair, or event, S, O, Msb) came upon him, or happened to him, suddenly, or at unawares, (Mgh, K, TA,) unexpectedly, (Mgh,) without his having knowledge of it, (Mgh, TA,) or without any previous cause; (TA;) or hastily; syn. عَاجَلَهُ: (Msb:) [it surprised him; or took him by surprise:] and [in like manner] one says, فَجِئْتُ الرَّجُلَ, and فَجَأْتُهُ, meaning I came upon the man suddenly, or at unawares. (Msb.) b2: And فَجَأَ المَرْأَةَ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. فَجْءٌ, (TA,) He compressed the woman. (O, K. *) A2: فَجِئَتِ النَّاقَةُ, (IAmb, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَجَأٌ, (IAmb, O,) The she-camel became big in her belly. (IAmb, O, K.) b2: And فَجَأَ is said in the A to be syn. with زَادَ [It increased, &c.]. (TA.) 3 فَاْجَاَ see above, first sentence. b2: [Hence,] فُوجِئَ He was taken away by a sudden death; he died suddenly. (S in art. فوت.) 4 افجأ He found, or lighted on, [or surprised,] his friend doing a disgraceful thing. (IAar, TA.) 8 إِفْتَجَاَ see 1, first sentence.

فَجْأَةٌ: see 1, first sentence: b2: and see also what here follows.

فُجَآءَةٌ: see 1, first sentence. b2: Also A sudden, or an unexpected, event; a thing that comes upon one suddenly, or at unawares. (K, TA.) Hence, مَوْتُ الفُجَآءَةِ [Sudden death]: written by some ↓ الفَجْأَةِ, as an inf. n. of unity. (TA.) المُفَاجِئُ The lion. (Sgh, in his tract on the names of the lion; and K.)
فجأ
: ( {فَجَأَهُ) الأَمرُ (كسَمِعَه وَمَنَعَه) والأَوَّل أَفصحُ،} يَفْجَؤُه (فَجْأً) بِالْفَتْح ( {وفُجَاءَةً) بِالضَّمِّ (: هَجَم عَلَيْهِ) منِ غَيْرِ أَنْ يَشْعُرَ بِهِ، وَقيل: إِذا جاءَه بَغْتةً من غيرِ تَقَدُّمِ سَبَبٍ، وكلُّ مَا هَجَم عَلَيْك من أَمرٍ فقد فَجِئَكَ (} كَفَاجَأَه) {يُفاجِئُه} مُفاجأَةً ( {وافْتَجَأَه) } افْتِجَاءً، وَعَن ابنِ الأَعرابيِّ: {أَفْجَأَ إِذَا صادَفَ صَديقَه على فَضِيحَةٍ. (} والفُجَاءَة) بِالضَّمِّ والمدُّ (: مَا {فَاجَأَكَ) . ومَوْتُ الفُجَاءَةِ، مَا} يَفْجَأُ الإِنسانَ من ذَلِك، وَورد فِي الحَدِيث فِي غير موضعٍ، وقَيَّده بعضُهم بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْجِيم من غير مَدَ على المَرَّة. ولَقِيتُه فُجَاءَةً، وضعوه موضِعَ المصدرِ، وَاسْتَعْملهُ ثعلبٌ بالأَلف وَاللَّام وَمكَّنَه فَقَالَ: إِذا قلتَ خرجُت فإِذا زَيْدٌ، فَهَذَا هُوَ الفُجاءَة فَلَا يُدْرَى أَهو من كَلَام الْعَرَب أَم هُوَ هُوَ من كَلَامه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) {فُجَاءَةُ (والِدُ) أَبِي نَعَامة (قَطَرِيَ) مُحَرَّكَةً (الشاعرِ) المازنيّ التميميِّ رئيسِ الخوارِجِ، سُلِّم عَلَيْهِ بالخلافة ثلاثَ عشرةَ سنة وقُتِل سنة 179.
(و) عَن الأَصمعي وَابْن الأَنباري: يُقَال (} فَجِئَتِ الناقةُ كفَرِح) إِذا (عَظُمَ بَطْنُها) والمصدر {الفَجَأُ مهموزاً مَقْصُورا.
(و) فِي (الــأَساس) و (العُباب) : فَجَأَ (كَمَنَع) } يَفْجَؤُها فَجْأً (جَامَعَ) وَزَاد فِي (الــأَساس) : {وفَاجَأَه أَي عاجَلَهُ.
(} والمفاجِىءُ) هُوَ (الأَسد) ذكره الصَّاغَانِي فِي رِسالته الَّتِي ألفها فِي أَسماء الأَسد.
فجأ
فجَأَ يَفجَأ، فَجْئًا وفَجْأةً وفُجاءةً، فهو فاجئ
• فجَأه الأمرُ:
1 - بغَته، جاءه في وقت لم يتوقَّعه فيه، أي دون سابق إنذار وعلى غير انتظار "فجأني بزيارته- فجأه المرض/ المفتِّش/ اللِّص- وصل فَجْأة- يظهر ويختفي فجأة".
2 - عاجَلَه. 

افتجأَ يفتجئ، افتجاءً، فهو مُفتجئ، والمفعول مُفتجَأ
• افتجأ صديقَه: بغته وجاءه دون توقُّع "افتجأه الموتُ". 

تفاجأَ بـ يتفاجأ، تفاجُؤًا، فهو مُتفاجِئ، والمفعول مُتفاجأ به
• تفاجأ فلانٌ بالأمر: مُطاوع فاجأَ: فُوجئ؛ بُغِت بما لم يكن يتوقّعه "تفاجأ الشّعبُ بتصريحات الحكومة- تفاجأ اللّصوص بوجود قوات الشرطة". 

فاجأَ يفاجئ، مُفاجَأةً، فهو مُفاجِئ، والمفعول مُفاجأ
• فاجأه الموتُ: فجَأه؛ جاءه في وقت لم يتوقّعه فيه "فاجأه بقدومه إليه- توقُّف/ سفر/ تطوّر/ هجوم/ هبوط مفاجِئ- {فَاجَأَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} [ق] ". 

فَجْء [مفرد]: مصدر فجَأَ. 

فَجْأَة [مفرد]: مصدر فجَأَ ° موت الفجْأة: ما يأخذ الإنسانَ بغتةً؛ وهو موت السَّكتة. 

فُجاءة [مفرد]: مصدر فجَأَ ° موت الفُجاءة: ما يأخذ الإنسانَ بغتةً؛ وهو موت السَّكتة. 

فُجائِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فُجاءة: مفاجئ، غير متوقَّع "ضربات فُجائيَّة- موت/ هجوم فجائيّ- كان وصوله
 فُجائيًّا".
• إذا الفجائيَّة: (نح) إذا الدالّة على المفاجأة وتختصّ بالجمل الاسميّة، والاسم بعدها مرفوع على الابتداء. 

مُفاجأة [مفرد]:
1 - مصدر فاجأَ ° حرف المفاجأة: إذا الفجائيّة.
2 - أمر مفاجئ غير متوقّع "مفاجآت الحياة- الأيام مليئة بالمفاجآت- أعدّ له مفاجأة طيّبة". 

قسب

(ق س ب) : (الْقَسْبُ) تَمْرٌ يَابِسٌ يَتَفَتَّتُ فِي الْفَمِ صُلْبُ النَّوَاةِ وَالصَّادُ فِيهِ خَطَأ.
ق س ب : الْقَسْبُ تَمْرٌ يَابِسٌ الْوَاحِدَةُ قَسْبَةٌ مِثْلُ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ. 
[قسب] أهديت إلى عائشة جراب من «قسب» عنبر، القسب: الشديد اليابس من كل شيء. ومنه: «قسب» التمر، ليبسه.
(قسب)
المَاء قسبا اشْتَدَّ جريه وَسمع خريره

(قسب) قسوبا صلب وَاشْتَدَّ فَهُوَ قسب وقسيب
ق س ب: (الْقَسْبُ) الصُّلْبُ. وَ (الْقَسْبُ) تَمْرٌ يَابِسٌ يَتَفَتَّتُ فِي الْفَمِ صُلْبُ النَّوَاةِ. وَ (الْقِسْيَبُّ) الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ (قِسْيَبٌّ) أَيْ جَرِيءٌ. 
(قسب) - في حديث ابنِ عُكَيِم: "أهْدَيَتُ إلى عائشة - رضي الله عنها - جِرَابًا من قَسْب عَنْبَر"
قال أبو عمرو: القَسْبُ: الشّديدُ اليابسُ من كُلّ شيء؛ ومنه قَسْبُ التَّمر، وهو الذي يتفَتَّتُ في الفَم؛ وقد قَسُبَ قُسُوبَة، فهو قَسْبٌ

قسب


قَسَبَ(n. ac. قَسْب)
a. Flowed, ran.
b. Was low, setting (sun).
قَسُبَ(n. ac. قُسُوْب
قُسُوْبَة)
a. Was, became hard, tough, dry.

قَسْبa. Hard, tough, dry.

قَاْسِبa. Hard.

قُسَاْبَةa. see 1
قَسِيْبa. Rush, roar ( of water ).
b. see 1
قَسُوْبa. Boot.

قَسُّوْبa. Boots.

قَيْسَب
a. A species of plant.

قِسْيَبّ
a. Hard, strong; long; tall.

قَيْسَبَان
a. see 21
[قسب] القَسْبُ: الصلبُ. والقَسْبُ: تمر يابس يتفتَّت في الفم صلبُ النواة. وقال يصف رمحا: وأسمر خطيا كأن كعوبَهُ * نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذراعا على العشر والقسيب : الطويل الشديد. قال ابن السكيت: مررتُ بالنهر وله قَسيبٌ، أي جِرية، وقد قَسَبَ يقسب. وقال عبيد: * للماء من تحته قسيب
ق س ب

سمعت قسيب الماء: خريره من تحت الورق. قال عبيد:

أو فلجٌ في ظلال نخلٍ ... للماء من تحته قسيب

وقد قسب يقسب. والنبطيّ يأكل الكسب، ويترك القسب؛ وهو صفة في الأصل من قسب قسوبة فهو قسب إذا صلب ويبس. قال:

قسب العلابيّ جراء الألغاد

أي ألغاده كجراء الكلاب. ويقال: إنه لقسب العلباء.
قسب
القَسْب: تَمْرٌ يابِسٌ يَتَفَتَتُ في الفَم، وكذلك كل شَيْءٍ صُلْبٍ شَدِيدٍ.
وهو قَسْبُ العِلْباءِ: أي صُلْبُ العَقَبِ، ق
َسُبَ قُسُوبةً.
والقَسِيْبُ: صَوْتُ الماءِ تحت وَرَقٍ أو قُمَاش. والنَّهْرُ أيضاً.
وقَسَبَتِ الشَّمْسُ تَقْسُبُ قُسُوباً: إذا مالَتْ وصَغَتْ.
والقَسِبُ: المُنْعِظُ المُغْتَلِمُ. والقاسِبُ والمُسْتَقْسِبُ مَكانُه ومَنزِلُه: أي بَعِيدٌ.
والقِسْيَبُّ: الطًوِيلُ. وقَرَبٌ قِسْيَبٌّ: شَدِيدٌ بَعِيدٌ.
والبَقَرَةُ إذا وَلّى لَبَنُها إلا قليلاً قِسْبَةٌ، وهُنَ قِسْبَات.
وقَيْسَب: ضَرْبٌ من الشَجَرِة على مِثال صَيْقَل.
الْقَاف وَالسِّين وَالْبَاء القسب: التَّمْر الْيَابِس.

والقسابة: رَدِيء التَّمْر.

والقسب: الصلب الشَّديد.

وَقد قسب قسوبة، وقسوبا.

وَذكر قيسبان: إِذا اشْتَدَّ وَغلظ، قَالَ:

أقبلتهن قيسبانا قارحا

والقسب: الشَّديد الطَّوِيل.

والقسيب: صَوت المَاء، قَالَ عبيد:

أَو فلج بِبَطن وادٍ ... للْمَاء من تَحْتَهُ قسيب

والقسوب: الْخفاف، هَكَذَا وَقع وَلم اسْمَع بِالْوَاحِدِ مِنْهُ. قَالَ حسان بن ثَابت:

ترى فَوق اذناب الروابي سواقطاً ... نعالاً وقسوباً وريطاً معضدا

والقيسب: ضرب من الشّجر، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ افضل الحمض وَقَالَ مرّة: القيسبة، بِالْهَاءِ: شجيرة تنْبت خيوطا من اصل وَاحِد وترتفع قدر الذِّرَاع، ونورتها كنورة البنفسج، ويستوقد برطوبتها كَمَا يستوقد اليبيس.

وقيسب: اسْم.

وقسبت الشَّمْس: أخذت فِي المغيب، من تذكرة أبي عَليّ.

قسب

1 قَسَبَ, aor. ـِ It (water) ran, or flowed: (S, O, K:) or it ran, or flowed, with a sound, beneath trees or leaves. (So accord. to different copies of the A.) b2: And قَسَبَتِ الشَّمْسُ The sun began to set. (K.) A2: قَسُبٌ, aor. ـُ inf. n. قُسُوبَةٌ (A, O, K) and قُسُوبٌ, (K,) It was, or became, hard: (O, K:) or hard, and dry, or tough: you say, قَسُبَ التَّمْرُ The dates were, or became, hard, and dry, or tough. (A, TA.) قَسْبٌ Hard. (S, O, K.) You say, إِنَّهُ لَقَسْبُ العِلْبَآءِ [Verily he is hard in respect of the tendon, or sinew, of the neck.] (TA.) b2: And Hard, and dry, or tough; (TA;) and so ↓ قَسِيبٌ. (A, TA.) تَمْرٌ قَسْبٌ signifies Hard, and dry, or tough, dates, (S, Mgh, * O, K,) that crumble in the mouth and have hard stones: (S, Mgh, O:) [see an ex. in a verse cited in art. رمى, conj. 4:] or [simply] dry, or tough, dates: n. un. with ة: (Msb:) or bad dates, (A,) or so ↓ قُسَابَةٌ. (K.) b3: See also قِسْيَبٌّ.

قَسُوبٌ A خُفّ [or boot]; (IAar, O, K;) accord. to IAar, i. q. قَفْشٌ [expl. by him as meaning a short boot] and نِخَافٌ [expl. by him as syn. with خُفٌّ]. (TA.) [See also قَسُّوبٌ.]

قَسِيبٌ A current, or flow, of water: (ISk, S, O:) or its current, or flow, with a sound: (K:) or its current, or flow, beneath trees: (A, TA:) or its sound beneath leaves (T, A) or rubbish. (T, TA.) A2: See also قَسْبٌ.

قُسَابَةٌ: see قَسْبٌ.

قِسْيَبٌّ Long, and hard, or strong; (S, O, K, TA;) as applied to anything; and so ↓ قَسْبٌ. (TA.) b2: And A tall man. (TA.) قَسُّوبٌ Boots: a word having no [proper] singular. (ISd, K.) [The word used in the sing. sense is قَسُوبٌ, without teshdeed.]

قَاسِبٌ [or ذَكَرٌ قَاسِبٌ?] i. q. غُرْمُولٌ مُتْمَهِلٌّ, (O, K, [المُتَمَهِّلُ in the CK is a mistake for المُتْمَهِلّ,] i. e. ذَكَرٌ صُلْبٌ [Penis durus]. (TA.) قَيْسَبٌ A species of شَجَر [meaning plants]; (IDrd, O, K; *) of the [kind termed] حَمْض; (K;) said by AHn to be the اصل [app. أَصْل, and, if not a mistranscription, meaning best sort,] of the حَمْض; (TA;) or, as he says, (O, TA,) in one place, (TA,) on the authority of certain of the Arabs of the desert, of 'Omán, (O,) the قَيْسَبَة is a plant (شُجَيْرَة, O, or شَجَرَة, TA) which grows in the manner of slender stalks, from one root or stem, and rises to the measure of a cubit, (O, TA,) having a leaf intensely green, round, and somewhat long, (O,) the flower of which is like that of the violet, (O, TA,) exactly; (O;) and it serves as fuel in its fresh, or moist, state, like as does the dry. (TA.) ذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ [in the CK قَيْسَبَانُ] Penis durus et crassus. (K.) مُقَسَّبٌ said by Freytag to occur in the Deewán of Jereer as an epithet applied to poison, signifying Having things whereby its potency is augmented mixed with it, is evidently a mistranscription for مُقَشَّبٌ.]
باب القاف والسين والباء معهما ق س ب، س ق ب، ق ب س، س ب ق، ب س ق مستعملات

قسب: القَسْبُ: تمر يابس يتفتت في الفم، والصاد خطأ. والقَسْبُ: الصلب الشديد، يقال: إنه لقَسْبُ العلباء أي صلب العقب والعصب، وقَسُبَ قُسُوبةً. والقَسيبُ: صوت الماء تحت الورق أو القماش، قال:

للماء من تحته قَسيبُ

وقال:

قَسبُ العلابي جراء الألغاد

سقب: السَّقْبُ لغة في الصقب. والسَّقيبةُ: عمود الخباء، قال:

كسَقْفِ خباء خر فوق السَّقائِبِ

والسَّقْبُ: ولد الناقة. وأسقبت الناقة أي أكثرت وضعها الذكر، وهي مِسْقابٌ، قال رؤبة:

غراءُ مِسقاباً لفحل أسقبا  يعني فعلا ماضيا على أسْقَبَ يُسْقِبُ، ولم يجعله نعتاً. والسَّقبُ: الغصن الطويل الريان. وسألت أبا الدقيش عن قول أبي دواد:

... كالقمَر السَّقْبِ

قال: هو الذي امتلأ وتم، عام في كل شيء من نحوه. والسَّقَبُ: القرب،

والجار القريب أحق بسَقَبِه .

سبق: السًّبقُ: القدمة، وتقول: له في الجري وفي الأمر سَبقُ وسُبْقهُ وسابقهُ أي سَبَقَ الناس إليه. والسًّبقُ: الخطر يوضع بين أهل السِّباق، وجمعه أسباق. والسِّباقان: قيد أرجل الطائر الجارح بسير أو خيط.

بسق: َبَسقَ وبصق وبزق لغات وبُساقٌ: جبل بالحجاز مما يلي الغور. وبَسَقَتِ النخلة بُسُوقاً: طالت وكملت. وقوله تعالى: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ

أي طويلات. وأبْسَقَتِ الشاة فهي مُبْسِقٌ وبَسُوقٌ ومِبساقٌ أي انزلت اللبن قبل الولاد بشهر أو أكثر فتحلب، وربما بَسَقْت وليس بحامل فأنزلت اللبن. وقد سمعت أن الجارية تبسق وهي بكر ويصير في ثديها لبن.

قبس: القَبَسُ: شعلة من نار تقبِسُها وتقتبسها أي تأخذ من معظم النار. وقَبَستُ النار، واقتبست رجلاً ناراً أو خيراً. وقَبَستُ العلم واقتبسته. وأقبستُ العلم فلاناً. وأبو قُبيسٍ: جبل مشرف على مكة.

قسب: القَسْب: التمر اليابسُ يَتَفَتَّتُ في الفم، صُلْبُ النَّواة؛ قال

الشاعر يصف رمحاً:

وأَسْمَرَ خَطِّـيّاً، كأَنَّ كُعُوبَه * نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذراعاً على العَشْرِ

قال ابن بري: هذا البيت يُذكَر أَنه لحاتم الطائي، ولم أَجده في شعره. وأَرْمَى وأَرْبى، لغتان. قال الليث: ومن قاله بالصاد، فقد أَخطأَ. ونَوَى القَسْبِ: أَصْلَبُ النَّوى.

والقُسَابة: رَدِيءُ التمر. والقَسْبُ: الصُّلْب الشديد؛ يقال إِنه لقَسْبُ العِلْباء: صُلْبُ العَقَب والعَصَب؛ قال رؤبة:

قَسْبُ العَلابي جِرَاءُ الأَلْغاد

وقد قَسُبَ قُسُوبةً وقُسُوباً.

وذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ إِذا اشْتَدَّ وغَلُظَ؛ قال:

أَقْبَلْتُهُنَّ قَيْسَبَاناً قارِحَا

والقَسْبُ والقِسْيَبُّ: الطويلُ الشديدُ من كل شيء؛ وأَنشد:

أَلا أَراك يا ابنَ بِشْرٍ خَبَّا، * تَخْتِلُها خَتْلَ الوَليدِ الضَّبَّا

حتى سَلَكْتَ عَرْدَكَ القِسْيَبَّا * في فَرْجِها، ثم نَخَبْتَ نَخْبا

وفي حديث ابن عُكَيْمٍ: أَهْدَيْتُ إِلى عائشة، رضي اللّه عنها، جِراباً من قَسْبِ عَنْبر؛ القَسْبُ: الشديد اليابس من كل شيءٍ؛ ومنه قَسْبُ التمر، ليُبْسِه. والقَسْبُ: الطويلُ من الرجال. والقَسِـيبُ: صَوْتُ الماء؛ قال عَبِـيد:

أَو فَلَج ببَطْن وادٍ، * للماءِ مِنْ تَحْتِه قَسِـيبُ(1)

(1 قوله «أو فلج ببطن واد إلخ» أنشده المؤلف كالجوهري في ف ل ج وقال: ولو روى في بطون واد لاستقام الوزن.)

قال ابن السكيت: مررت بالنهر وله قَسِـيبٌ أَي جَرْية. وقد قَسَبَ

يَقْسِبُ. التهذيب: القَسِـيبُ صوتُ الماء، تحتَ وَرَقٍ أَو قُماش؛ قال عبيد:

أَو جَدْوَلٍ في ظِلالِ نَخْلٍ، * للماء مِنْ تَحْتِه قَسِـيبُ

وسمعت قَسِـيبَ الماء وخَريرَه أَي صوته.

والقَسُّوبُ: الخِفاف، هكذا وقع؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع بالواحد منه؛ قال حسان بن ثابت:

تَرَى فَوْقَ أَذْنابِ الرَّوابي، سَواقِطاً، * نِعالاً وقَسُّوباً ورَيْطاً مُعَضَّدَا

ابن الأَعرابي: القَسُوبُ الخُفُّ، وهو القَفْشُ والنِّخَافُ.

والقاسِبُ: الغُرْمُول الـمُتْمَهِلُّ.

والقَيْسَبُ: ضَرْبٌ من الشجر؛ قال أَبو حنيفة: هو أَفضل الـحَمْضِ. وقال مَرَّة: القَيْسَبةُ، بالهاءِ، شُجَيْرة تَنْبُتُ خُيوطاً مِن أَصل واحد، وتَرْتَفع قَدْرَ الذراع، ونَوْرَتُها كَنَوْرَةِ البَنَفْسَج،

ويُسْتَوْقَدُ برُطُوبتها، كما يُسْتَوْقَدُ اليَبِـيسُ. وقَيْسَبٌ: اسم.

وقَسَبَتِ الشمسُ: أَخذتْ في الـمَغِـيب.

قسب
: (القَسْبُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ) ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَقَسْبُ العِلْباءِ، صُلْبُ العَقَبِ والعَصَبِ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
قَسْبُ العَلابِيِّ جِراءُ الأَلْغادْ
وَقد قَسُبَ، ككَرُمَ، قُسُوبَةً وقُسُوباً.
(و) الْقَسْبُ: (التَّمْرُ اليابِسُ) يتفَتَّتُ فِي الفَمِ، صُلْبُ النَّوَاةِ. قالَ الشّاعرُ:
وأَسْمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعُوبَهُ
نَوَى القَسْبِ قد أَرْمَى ذِرَاعاً على العَشْرِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: هاذا البيتُ يُذْكَر أَنَّهُ لحاتِمِ طَيِّىء، وَلم أَجِدْهُ فِي شعره، وأَرْمَى وأَرْبَى: لُغَتانِ. قَالَ اللَّيْثُ: ومَنْ قَالَه بالصّاد، فقد أَخطأَ. ونَوَى القَسْبِ أَصْلَبُ النَّوَى. وَمن سَجَعَاتِ الــأَسَاس: النَّبَطِيُّ يأْكُلُ الكُسْبَ، ويَترُكُ القَسْبَ، أَي رَدِيءَ التَّمْرِ، وَهُوَ صفة فِي الأَصلِ، مِنْ: قَسُبَ قُسُوبةً، فَهُوَ قَسِيبٌ: صَلُبَ ويَبِسَ.
(والقُسَابَةُ) ، بالضَّمّ: رَدِيءُ التَّمْرِ.
وذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ: مُشْتَدٌّ غَلِيظٌ، قَالَ:
أَقْبَلْتُهُنَّ قَيْسَباناً قازِحاً
(و) القَسْبُ، و (القِسْيَبُّ، كإِرْدَبَ الشَّدِيدُ الطَّوِيلُ) من كلّ شَيْءٍ، وأَنشد:
أَلاَ أَرَاكَ يَا ابْنَ بِشْرٍ خَبَّا
تَخْتِلُها خَتْلَ الوَلِيدِ الضَّبّا
حتَّى سَلكْتَ عَرْدَكَ القِسْيَبَّا
فِي فَرْجِها ثمَّ نَخَبْتَ نَخْبَا
والقِسْيَبُّ: الطَّويلُ من الرِّجَال.
(والقَسُوبُ مُخَفَّفةً: الخُفُّ) ، وَهُوَ القَفَشُ والنِّخافُ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) القسُّوبُ، (مُشَدَّدَةً: الخِفافُ) هاكذا وَقع، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: (لَا واحِدَ لَهَا) وَلم أَسمع، قَالَ حسَّانُ بْنُ ثابتٍ:
تَرَى فَوْقَ أَذْنَابِ الرَّوَابِي سَواقِطاً
نِعالاً وقَسُّوباً ورَيْطاً مُعَضَّدَا
(والقَيْسَبُ) ، كحَيْدَرٍ: (شَجَرٌ من) الأَشجارِ. وقالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ أَصْلُ (الحِمْضِ) . وَقَالَ مَرّةً: القَيْسَبَةُ، بالهاءِ: شجرةٌ، تَنْبُتُ خيوطاً من أَصْلٍ واحدٍ، وترتفعُ قَدْرَ الذِّرع، ونَوْرَتُهَا كنوْرَةِ البَنَفْسَجِ، ويُسْتَوْقَدُ بِرُطُوبَتِها كَمَا يُسْتَوْقَدُ اليَبِيسُ.
(و) قَيْسَبٌ: (اسْمٌ) .
(وقَسَبَ الماءُ، يَقْسِبُ) ، من بَاب ضرب: (جَرَى، وَله قَسِيبٌ) ، كأَمِيرٍ: (جَرْيٌ، وصَوْتٌ) ؛ قَالَ عَبِيدٌ:
أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وَاد
لِلْمَاءِ منْ تَحْتِهِ قَسِيبُ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مررْتُ بالنَّهْرِ وَله قَسِيبٌ، أَي جِرْيَةٌ. وَزَاد فِي الــأَساس مِنْ تحتِ الشَّجَرِ. وَفِي التّهذيب: القَسِيبُ: صوتُ الماءِ تَحْتَ وَرقٍ، أَو قُماش. قالَ عَبِيدٌ:
أَوْ جَدْولٍ فِي ظِلالِ نَخْلٍ
لِلْماءِ مِنْ تَحْتِه قَسِيبُ
وسَمِعْتُ قَسِيب الماءِ: خَرِيرَه، أَي صوتَهُ.
(و) قَسَبتِ (الشَّمْسُ) : شَرَعَتْ و (أَخَذَت فِي المَغِيبِ) .
(والقاسِبُ: الغُرْمُولُ المُتْمَهِلُّ) ، أَي الذَّكَرُ الصُّلْبُ الشدِيدُ.
(وسَمَّوْا قَيْسَبَة) ، كَمَا سَمَّوْا قَيْسَباً، باسْمِ الشَّجَرِ.
قسب: انظر ابن البيطار 2: 301).

خلب

(خلب) : والخِلْبُ: وَرَقُ الكَرْم.
(خلب) الشَّيْء وشاه بصور المخالب وطينه
خ ل ب

خلبه بمنطقه خلابة، واختلبه اختلاباً. وامرأة خلاّبة وخلوب. وفلانة قلبت قلبي، وخلبت خلبي؛ وهو حجاب الكبد. وهو خلب نساء.

ومن المجاز: برق خلب: لا غيث معه. قال:

لم يكُ معروفك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معه

وأنشب فيه خالبه إذا تعلق به.
(خلب)
الشَّيْء خلبا أَخذه بالمخلب والنبات قطعه وَالْجَلد وَنَحْوه خدشه أَو شقَّه بظفره والحية فلَانا عضته وَفُلَانًا خلبا وخلابا وخلابة خدعه وَفتن قلبه فَهُوَ خالب (ج) خلباء وخلبة وَهُوَ أَيْضا خلاب وخلبوت وَهِي خالبة (ج) خوالب وَهِي أَيْضا خلابة وخلوب وخلبوت وخلبة

(خلب) خلبا حمق وخرق فِي عمله فَهُوَ أخلب وَهِي خلباء (ج) خلب
(خلب) - في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وإن كان أَسرعَ من البَرْقِ الخُلَّب".
الخُلَّب: السحاب يُومِضُ حتَّى يُرجَى مَطرُه، ثم يُخلِف وينصَرِف، ولَعلَّه من الخِلابَة، وهي الخِداع بالقَول اللَّطِيف. يقال: "إذا لم تَغْلِب فاخْلُب" .
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، في شعر:
* في عَينِ ذِي خُلُبٍ وَثأْطٍ حَرْمَدِ * قال: الخُلُب في لُغَتِنا: الطِّينِ.

خلب


خَلَبَ(n. ac.
خَلْب)
a. Scratched, rent, tore.
b.(n. ac. خَلْب
خِلَاْب), Deceived, beguiled.
خَلَّبَخَاْلَبَإِخْتَلَبَa. Deceived, beguiled.

خِلْب
(pl.
أَخْلَاْب)
a. Claw, talon.
b. Diaphragm, midriff.

مِخْلَب
(pl.
مَخَاْلِبُ)
a. Claw, talon.
b. Reaping-hook.

خَاْلِب
(pl.
خَلَبَة)
a. Deceitful; deceiver.

خِلَاْبَةa. Flattery, blandishment.

خَلُوْب
خَلَّاْب
28a. Archdeceiver.

خُلَابِس
a. Flattering, honey-sweet speeches.
b. Falsehood.

خَلَابِيْس
a. Falsehoods.
b. Swindles.
c. Failures.

خَلَنْبُوْس
a. Flint.
خ ل ب : خَلَبَهُ يَخْلِبُهُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ إذَا خَدَعَهُ وَالِاسْمُ الْخِلَابَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَاعِلُ خَلُوبٌ مِثْلُ: رَسُولٍ أَيْ كَثِيرُ الْخِدَاعِ وَخَلَبْتُ النَّبَاتَ خَلْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَهُوَ لِلطَّائِرِ وَالسَّبُعِ
كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِمِخْلَبِهِ الْجِلْدَ أَيْ يَقْطَعُهُ وَيُمَزِّقُهُ وَالْمِخْلَبُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِنْجَلٌ لَا أَسْنَانَ لَهُ. 
خ ل ب: (الْخِلَابَةُ) الْخَدِيعَةُ بِاللِّسَانِ وَبَابُهُ كَتَبَ وَ (اخْتَلَبَهُ) أَيْضًا. وَرَجُلٌ (خَلَّابٌ) وَ (خَلَبُوتٌ) أَيْ خَدَّاعٌ كَذَّابٌ. وَالْبَرْقُ (الْخُلَّبُ) وَالسَّحَابُ الْخُلَّبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ كَأَنَّهُ خَادِعٌ. وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنْ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: بَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ. وَ (الْمِخْلَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ لِلطَّائِرِ وَالسِّبَاعِ كَالظُّفُرِ لِلْإِنْسَانِ. وَ (خَلَبَ) النَّبَاتَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (اسْتَخْلَبَهُ) قَطَعَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ» أَيْ نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَنَأْكُلُهُ. 
(خ ل ب) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ» أَيْ عَنْ أَكْلِهِ وَالْمِخْلَبُ لِلطَّائِرِ كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ وَالْمُرَادُ بِهِ مِخْلَبٌ هُوَ سِلَاحٌ وَهُوَ مِفْعَلٌ مِنْ الْخَلْبِ وَهُوَ مَزْقُ الْجِلْدِ بِالنَّابِ وَانْتِزَاعُهُ (قَالَ اللَّيْثُ) وَالسَّبُعُ يَخْلِبُ الْفَرِيسَةَ إذَا شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ أَوْ فَعَلَهُ الْجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ (وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ) الْمِنْجَلُ بِلَا أَسْنَانٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ هَذَا التَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الْإِمَالَةِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِهِ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ وَمِنْ الْبَابِ الْخِلَابَةُ الْخِدَاعُ يُقَالُ خَلَبَهُ بِمَنْطِقِهِ إذَا أَمَالَ قَلْبَهُ بِأَلْطَفِ الْقَوْلِ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْأَوَّلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقِيلَ هُمَا مِنْ كِلَا الْبَابَيْنِ.
خلب: خَلَب: أرخى القوس (فوك).
وخلب: سايف، لعب بالسيف والترس (فوك).
وخلب: جذب، فتن، استمال (فوك).
وخلب: ربط، شدّ، أوثق (ميهرن ص27).
وأخلب وانخلب، ذكرتا في معجم فوك في مادة decipere.
اختلب: خلب، أخذه بالمخلب، وخدش أو شق بظفره (بوشر).
خلبة: حبل من ليف النخل (ميهرن ص27).
خّلوب: كلام خلوب: كلام فّتان. ويقال للرجل الذي يفتن النساء ويأخذ بمجامع قلوبهن بسحر كلامه: خلوب الكلام (رسالة إلى فليشر ص64).
خُلّب ويجمع على خُلّبات ويستعمل مجازاً بمعنى خديعة، خداع، غرور (معجم اللطائف).
خَلاّبَة: فاتنة، فتانة، جذابة (رسالة إلى فليشر ص63).
وفي المعجم اللاتيني Fallacia: خديعة وخَلاَّبة.
مِخْلب: كُلاّب لتعليق اللحم. ففي الجوبري (ص85 و): ثم أخرج صنارة على مقال مخالب القصّاب ثم علق بها ذيل الصبي.
مخلب العُقاب الأبيض: نبات اسمه العلمي: orobus tuberosus ( ابن البيطار 1: 37). مِخلاب ويجمع على مخاليب: مِخلب، برثن. (بوشر، كليلة ودمنة ص157).
ومِخلاب: صيصة الديك، شوكة الديك وغيره من الطيور (الكالا).
خلب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا سميت محفّلة لِأَن اللَّبن قد حفّل فِي ضرْعهَا وَاجْتمعَ وكل شَيْء كثّرته فقد حفّلته وَمِنْه قيل: قد احتفل الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا كَثُرُوا وَلِهَذَا سمي محفل الْقَوْم وَجمع المحفل محافل. وَقَوله: [لَا -] خِلابة يَعْنِي الخداع يُقَال مِنْهُ: خلبتَه أخلُبه خِلابة إِذا خدعته. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ يُخدع فِي البيع فَقَالَ لَهُ [رَسُول الله - صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِذا بايعتَ فَقل: لَا خِلابة. وَفِي حَدِيث [الْمُصراة والمحفّلة -] أصل لكل من بَاعَ سلْعَة وَقد زينها بِالْبَاطِلِ أَن البيع مَرْدُود إِذا علم بِهِ المُشْتَرِي [لِأَنَّهُ غش وخِداع -] . وَقَوله: ويردّ مَعهَا صَاعا كَأَنَّهُ إِنَّمَا جعله قيمَة لما نَالَ المُشْتَرِي من اللَّبن وَكَانَ أَبُو يُوسُف [يَقُول: إِنَّمَا -] عَلَيْهِ الْقيمَة.
خلب
الخَلْبُ: ضَرْبٌ من مَزْق الجِلْدِ بالناب كفِعْل السَّبُع بالفَرِيْسَة. ولكُل طائرٍ من الجَوارِح مِخْلَبٌ. وعُقَابٌ مُخْلِبَةٌ: حَدِيدة المَخالب.
والمِخْلَبُ: المِنْجَل.
والخُلُبُ: وَرَقُ الكَرْم ونحوِه. وحَبْلٌ صُلْبُ الفَتْل دَقيقٌ من لِيْفٍ. وطِيْنُ الحَمْأة.
والخِلاَبُ: المُخادَعَةُ وهو أنْ تَخْلُبَ المَرْأةُ قَلْبَ الرجُل بألْطَفِ القَول وأخْلَبِه. ويقولون: إِذا لم تَغْلِبْ فاخْلُبْ. وامْرَأَةٌ خَلاّبةٌ وخَلُوبٌ. وخَلَبوت: ذو خَدِيعةٍ وهَزْلٍ. وفلان خِلْبُ نِساءٍ: تُحِبُّه النساءُ.
والخِلْبُ والخِلْمُ: الصدِيق. وهو خِلب به: أي خالٍ به.
والخَلْبَاءُ: الخَرْقاء في عَمَلِها بيَدَيْها، وكذلك الخَلْبَنُ، خَلِبَتِ المَرْأةُ خَلَباً.
والمَرْأةُ المَهْزولة: خَلْبَنٌ، والجميع خَلاَبِنُ.
والبَرْقُ الخلَبُ: الذي يُومض ثم يُخلِف.
والمُخلَب من الثياب: الكثير الوَشْي.
وفلانٌ خلَبٌ قُلَبٌ: أي كَيسٌ.
والخِلْبُ: حِجَابُ القَلْب. وشَيْءٌ في الكَبِدِ مِثْلُ الغُدة.
ويُقال لِهُلْب ذَنَب البعير: خُلْبٌ.
[خلب] وفيه: وقعد على كرسي "خلب" قوائمه من حديد، هو الليف جمع خلبة. ومنه ح: وأما موسى فجعد أدم على جمل مخطوم "بخلبة" وقد يسمى الحبل نفسه خلبة. ومنه ح: بليف "خلبة" على البدل. وفيه: كان له وسادة حشوها "خلب". ك: مخطوم "بخلبة" بضم معجمة وسكون لام وضمها وبموحدة: الليفة، وكل حبل الجيد فتله من ليف أو قنب أو غير ذلك، والوادي وادي مكة. وفيه: يرد إليها إن كان "خلبها" بفتح خاء من الخلابة الخديعة، أي يرد الزوج صداقها إليها إن خدعها. ومنه: لا "خلابة" بكسر معجمة وخفة لام، أي لا يلزمني خديعتك، أو بشرط أن لا يكون فيه خديعة، وجعله صلى الله عليه وسلم منه شرط الخيار، وروى: خيابة، بمعجمة وتحتية وموحدة، وروى بنون، وروى: خذابة، بذال معجمة، وكان الرجل ألثغ يقولها بهذه العبارات. ط: لا "خلابة" خبره محذوف، أي لا خديعة في الدين، فانسه نصيحة، وهو تحريض للعامل على حفظ الأمانة التحرز نصحا له لعدم حذاقته، كانوا في ذلك الزمان أحقاء له. وفيه: نهى عن أكل ذي "مخلب" أي كل طائر يصطاد بمخلبه، شرح شافية المخلب طرف ظفر أصابع الطير والسبع. نه ومنه ح: إن بيع المحفلات "خلابة" وهي ما جمع لبنها. وح: إذا لم تغلب "فاخلب" أي إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة. وفي ح الاستسقاء: اللهم! سقيا غير "خلب" برقها، أي خال عن المطر، الخلب السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره ثم يخلف ويتقشع، وكأنه من الخلابة وهي الخداع بالقول اللطيف. ومنه: كان أسرع من البرق "الخلب" وخصه بالسرعة لخفته بخلوه من المطر. وفيه: "نستخلب" الخبير، أي نحصده نقطعه بالمخلب وهو المنجل، والخبير النبات. وفي شعر تبع: فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب ...
هو الطين والحمأة، واحتج به ابن عباس على صحة قراءة "عين حمئة" لا حامية.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان، تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ " إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم من قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت: رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:

وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق خلب . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ. والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب أيضا: الليف. وقال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار. وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته، إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز يصف النوق: وخلطت كل دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
خلب
خلَبَ1 يَخلُب، خَلْبًا، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَ الشَّيءَ:
1 - عمل فيه عمل المخلب.
2 - أخذه بالمخلب.
• خلَبَ الجلدَ: خدشه وشقَّه بظفره أو بغيره "خلبَ القطُّ يدَه- خلَبت الحيَّةُ الرجل: عضَّته".
• خلَب النَّباتَ: قطعه كما يقطع المخلب. 

خلَبَ2 يَخلُب ويَخلِب، خَلْبًا وخِلابًا وخِلابَةً، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَه حُسنُ حديثها: استماله، سحره وجذب انتباهه "خلَب عقلَه جمالُ الطبيعة" ° خلَب قلبَه/ خلَب لُبَّه: تملّكه بعذب حديثه.
• خلَبته المرأةُ بجمالها: خدعته وفتنت قلبه "جمالها يخلب الألبابَ". 

اختلبَ يختلب، اختلابًا، فهو مختلِب، والمفعول مختلَب
• اختلبته بعذوبة جمالها:
1 - خلَبته، سحرته، جذبت انتباهه، استمالته.
2 - خدعته و فتنت قلبه. 

خالبَ يُخالب، مُخالبةً، فهو مُخالِب، والمفعول مُخالَب
• خالب فلانٌ النِّساءَ: خادعهن بلطيف الكلام، فتن قلوبهنَّ. 

خِلاب [مفرد]: مصدر خلَبَ2. 

خِلابة [مفرد]:
1 - مصدر خلَبَ2.
2 - خديعةٌ برقيق الحديث "إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ [حديث] ". 

خَلْب [مفرد]: مصدر خلَبَ1 وخلَبَ2. 

خَلاَّب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خلَبَ1 وخلَبَ2: رائع، جذّاب، فاتن، ساحر الجمال "رأيت منظرًا خلاّبًا- موسيقى خلاّبة".
2 - خدّاع كثير الخداع "وعود خلاَّبة- مظهر خَلاّب". 
1660 - 
خُلَّب [جمع]: سحاب لا مطر فيه فكأنه يَخْدَع ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز. 

مِخْلَب [مفرد]: ج مَخَالبُ ومخاليبُ:
1 - بُرْثُن، ظُفْر كُلِّ سَبُع من الحيوان والطَّير "نهشه القِطُّ بمخالبه" ° أنشب فيه مخالِبه: إذا تعلق به- اغتالته مخالب الموت- فلانٌ بين مخالب طائر: بمعنى القلق وعدم الاستقرار- وقَع في مخالب العدوّ: أي تحت قبضته وسيطرته.
2 - كُلاّب لتعليق اللحم.
3 - منجل لا أسنان له. 
الْخَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الخِلْب: الظُّفر عامَّة، وَجمعه: أخلاب، لَا يكَسَّر على غير ذَلِك.

وخَلَبه بظُفره يَخْلِبه خَلْبا: جَرحه، وَقيل خدشه.

وخَلبه يَخْلِبه ويخلُبه، خَلْبا: قَطعه وشَقه.

والمِخْلَب: ظُفْر السَّبعُ من الْمَاشِي والطائر. وَقيل: المَخْلَب، لما يَصيد من الطير، والظُّفر، لما لَا يّصيد.

وخَلَب الفريسَة يَخلِبها، ويخلُبها، خَلْبا: أَخذهَا بِمْخلبه.

والمِخْلَب: المِنْجَل الساذَج الَّذِي لَا أَسْنَان لَهُ. وَقيل: المِخلب: المِنْجل عَامَّة.

وخَلَب بِهِ يَخُلبُ: عَمِل وقَطع.

وخلَبَتْه الحيّةُ تَخلِبه خَلْبا: عضّته.

وخَلبه يَخْلُبه خَلْبا وخِلابة: خدعه.

وخالبه: خادعه، قَالَ أَبُو صَخْر:

غُلاماً مَضى يُثْنى وَلَا الشَّيبُ يُشْتَرى فأصْفِقَ عِنْد السَّوْم بَيعَ المُخالِب

وَهِي الخِلِّيبى. وَرجل خالبٌ، وخَلاّب، وخَلَبوتٌ، وخَلْبوتٌ، الْأَخِيرَة عَن كراعَ: خَدَّاع.

وَامْرَأَة خًلبوت، على مِثَال: جًبروت، هَذِه عَن اللِّحيانيّ.

وَفِي الْمثل: إِذا لم تغلب فاخْلِبْ، قيل: مَعْنَاهُ: اخدع. وَحكى عَن الْأَصْمَعِي: فاخلُب، أَي: أخْدعه حَتَّى يذهب بِقَلْبِه.

وخَلب الْمَرْأَة عقلَها يخلُبها خَلْبا: سَلبها إِيَّاه.

وخَلبت هِيَ قلبه تَخْلِبه خَلْبا، واختلبته: أَخَذته وذَهبت بِهِ.

وَامْرَأَة خالبة، وخَلُوب، وخَلابة: خَداعة.

والبرق الخُلَّب: الَّذِي يُومض حَتَّى تطمع بمطره ثمَّ يُخلفك.

وَيُقَال: بَرْقُ الخُلَّب، وبرق خُلّبٍ، فيضافان.

ورجلٌ خِلْبُ نسَاء: يُحبهن للْحَدِيث والفجور ويُحببنه لذَلِك.

وهم أخلاب نسَاء، وخُلباء نسَاء، الْأَخِيرَة نادرة. وَعِنْدِي أَن " خُلباء " جمع: خالب.

والخِلْب: حِجاب الْقلب، وَقيل: هِيَ لُحيمة دقيقة تَصل بَين الأضلاع.

وَقيل: هُوَ حجاب مَا بَين الْقلب والكبد، حَكَاهُ ابْن الاعرابي، وَبِه فسر قَول الشَّاعِر: يَا هندُ هِنْدُ بَين خِلْب وكَبِدْ وَقيل: هُوَ شَيْء أَبيض رَقِيق لازق بالكبد.

وَقيل: الخِلب: زِيَادَة الكبد.

والخِلب: الكبد، فِي بعض اللُّغَات.

والخُلْب: لُب النَّخْلَة، وَقيل: قَلْبُها.

والخُلْب: اللّيف، واحدته: خُلبة.

والخُلْب: حَبل الليف والقطن، إِذا دق وصَلُب.

والخُلب، والخُلُب: الطين الصُّلب اللازب، وَقيل: الْأسود.

وَقيل: هُوَ الطين عَامَّة.

وَمَاء مخلب: ذُو خلب.

وَامْرَأَة خَلباءُ، وخَلْبَنٌ: خرقاء، وَقد خَلِبت. والخَلْبَنُ: المهزولة، مِنْهُ.

وثوب مُخَلَّب: كثير الوشى، قَالَ لبيد:

وغَيثٍ بدَكداكٍ يَزينُ وِهادهَ نباتٌ كَوشى العَبقريّ المُخلَّب

أَي: الْكثير الألوان.

خلب

1 خَلَبَهُ, (A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (A, Msb,) or ـِ (Mgh,) or خَلِبَ and خَلُبَ, (Mgh, K,) inf. n. خَلْبٌ, (Lth, Mgh, TA,) He wounded him, or scratched him, or cut him, with his nail; (A, K;) as also ↓ استخلبهُ: (K:) he (a beast or bird of prey, TA) seized him, i. e. the prey, with his claw or talon: (K:) or he (a beast of prey) rent his skin with his dog-tooth: (TA:) or he rent it (the skin) with his dog-tooth: (Lth, Mgh, TA:) or he (a bird) cut and rent it (i. e. the skin) بِمِخْلَبِهِ with his talon: (Msb:) he rent it, or slit it. (K.) One says of a woman, قَلَبَتْ قَلْبِى وَ خَلَبَتْ

↓ خِلْتِى [She smote, or overturned, my heart, and rent my midriff, or, more probably, liver, which is regarded as a seat of passion]. (A, TA.) and خَلَبَتْ فُلَانًا She (a woman) smote the ↓ خِلْب [app. here, also, meaning liver] of such a one. (Ham p. 343.) b2: Also It (a venomous or noxious reptile or the like, TA) bit him. (K.) b3: And خَلَبَ النَّبَاتَ, aor. ـُ inf. n. خَلْبٌ, He cut the plants, or herbage; (S, Msb;) as also ↓ استخلبهُ. (S.) b4: And خَلَبَ بِالمِخْلَبِ He worked, and cut, with the reaping-hook. (TA.) b5: The root denotes the making a thing to incline: for الطَّائِرُ يَخْلُِبُ بِمِخْلَبِهِ الشَّىْءَ إِلَى نَفْسِهِ [The bird makes to incline, with its talon, the thing towards himself]. (IF, Mgh.) b6: [Hence,] خَلَبَ فُلَانًا عَقْلَهُ, aor. ـِ and خَلُبَ, He despoiled, or deprived, such a one of his reason: (K:) or خَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا, inf. n. خَلْبٌ, he despoiled, or deprived, the woman of her reason: and خَلَبَتْ عَقْلَهُ, inf. n. as above, she took away his reason; as also ↓ اختلبتهُ. (L.) b7: And [hence,] ↓ خِلَابَةٌ signifies The endeavouring to deceive or beguile (IF, IAth, Mgh) with blandishing speech: (IAth:) or deceiving with the tongue: (S:) or a woman's captivating the heart of a man by the most blandishing and deceiving speech. (Lth.) Yousay, خَلَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K,) or ـُ and خَلِبَ (Mgh,) inf. n. خَلْبٌ (Msb, * K) and خِلَابَةٌ, (A, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and خِلَابٌ; (K;) and ↓ اختلبهُ; (S, A, K;) and ↓ خالبهُ; (K;) He deceived him (S, Msb, K) with his tongue: (S:) or he despoiled, or deprived, him of his reason, بِمَنْطِقِهِ [by his speech]: (A:) or, followed by بِمَنْطِقِهِ, he made his heart to incline [to him] by the most blandishing speech. (Mgh.) It is said in a prov., إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ, (S, TA,) or فَاخْلِبْ; accord. to the former reading, which is that of As, (TA,) When thou dost not overcome, use deceit: (S, IAth, TA:) accord. to the latter reading, [it is said to mean when thou dost not overcome,] grasp little after little; as though it were taken from مِخْلَبٌ signifying “ a claw ” or “ talon. ” (TA.) 3 خَاْلَبَ see 1.8 إِخْتَلَبَ see 1, in two places.10 إِسْتَخْلَبَ see 1, in two places. استخلب also signifies He cut, (S, TA,) with the reaping-hook, (TA in art. خبر,) and craunched (خَضَدَ, TA) and ate, plants, or herbage. (S, TA.) خِلْبٌ i. q. ظُفُرٌ, (K,) used in a general sense [as meaning The nail of a man, and the talon of a bird, and the claw of a beast: see also مِخْلَبٌ]: pl. أَخْلَابٌ only. (TA.) b2: The diaphragm, or midriff; syn. حِجَابُ القَلْبِ; (JK, L;) or حِجَابُ الكَبِدِ; (A, K;) the partition intervening between the heart and the liver; (IAar, S;) the partition between the heart and the belly; (Zj in his “ Khalk el-Insán; ”) or a small and thin piece of flesh forming a connection between the ribs [app. of one side and those of the other]: or the liver [itself]: (K:) or its زِيَادَة [or زَائِدَة]: (A, K:) or a white thin thing adhering to the liver: (K:) or a certain thing in, or upon, the liver, like a غُدَّة: (JK:) or a small bone, resembling a man's nail, adhering to one side of the midriff, next the liver. (TA.) See 1, in two places. b3: A friend; [app. because he cleaves to another;] as also خِلْمٌ. (JK.) b4: [And hence, app.,] خِلْبُ نِسَآءٍ, (S, A, K,) a phrase like حِدْثُ نِسَآءٍ and زِيرُ نِسَآءٍ, (TA,) A man whom women love: (S:) or one who loves women for the sake of discourse, or for the sake of vitious or immoral conduct, or adultery, or fornication, (A, K,) and whom they love (K) in like manner: (TA:) and one who endeavours to deceive, or beguile, women [with blandishing speech: see 1]: (TA:) pl. أَخْلَابُ نِسَآءٍ and نِسَآءٍ ↓ خُلَبَآءُ: (K, TA:) the latter [in the CK خِلْباءُ] extr. [with respect to rule]. (TA.) A2: I. q. وَشْىٌ [app. as meaning A kind of variegated, or figured, cloth or garment]. (TA.) [See also مُخَلَّبٌ.]

A3: The radish. (K, TA.) In a copy of the K, الفَحْلُ is erroneously put for الفِجْلُ. (TA.) b2: The leaves, (K,) or broad leaves, (Lth,) of the grape-vine. (Lth, K.) خَلِبَةٌ: see خَالِبٌ.

خَلْبَآءُ: see خَالِبٌ.

خُلَبَآءُ نِسَآءٍ: see خِلْبٌ.

خَلَبُوبٌ: see خَالِبٌ.

خَلَبُوتٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خَلُوبٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خِلَابَةٌ: see 1. [And see also خِلِّيبَى.]

خُلَّبٌ (assumed tropical:) Clouds (سَحَابٌ, S, K, TA) that thunder and lighten, (TA,) containing no rain: (S, K, TA:) or whereof the lightning flashes slightly, so that one hopes for their raining, but which deceive the expectation, and become dispersed: as though derived from خِلَابَةٌ, the “ deceiving with blandishing speech. ” (IAth.) And البَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ (S, K) and بَرْقُ الخُلَّبِ (K) and بَرْقٌ خُلَّبٌ (A) (tropical:) Lightning with which is no rain; (S, A;) as though deceiving: (S:) that excites hope [of rain] and breaks its promise. (K.) Hence the saying, to him who promises and does not fulfil his promise, إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ (assumed tropical:) [Thou art only like lightning with which is no rain] (S.). And فُلَانٌ خُلَّبٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) Such a one is sharp in intellect, clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent. (JK.) خَلَّابٌ and خَلَّابَةٌ: see خَالِبٌ.

خِلِّيبَى Deceit, or guile. (K.) [See also خَلَابَةٌ, in the first paragraph.]

خَالِبٌ, applied to a man, Deceiving: (K:) and in like manner, [but in an intensive sense,] ↓ خَلَّابٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلُوبٌ (Kr, Msb, TA) and ↓ خَلَبُوتٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلَبُوبٌ (K) Very deceitful (ISk, S, Kr, Msb, K, * TA) and lying: (ISk, S:) and so, applied to a woman, ↓ خَلَّابَةٌ and ↓ خَلُوبٌ (A, K) and ↓ خَلِبَةٌ (S, K) and ↓ خَلَبُوتٌ (K) and ↓ خَلْبَآءُ (TA) very deceitful: (S, A, * K, * TA:) خَلَبَةٌ is a pl. [of خَالِبٌ], and means men who deceive women. (S.) You say also اِمْرَأَةٌ خَالِبَةٌ لِلْفُؤَادِ [meaning A woman who captivates the heart by the most blandishing and deceitful speech]. (TA.) أَخْلَبُ [More, and most, deceiving or deceitful]. You say of a woman, تَخْلُبُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ القَوْلِ وَ أَخْلَبِهِ [She captivates the heart of the man by the most blandishing and deceiving speech]. (Lth.) مِخْلَبٌ [The talon, or claw, of a bird or beast of prey; a tearing talon or claw;] the same to the bird (S, Mgh, Msb) and to the beast of prey (S, Msb) as the ظُفُر to man; (S, Mgh, Msb;) because the bird [or beast] cuts and rends with it the skin: (Msb:) the ظُفُر [or nail] (A, K) of any beast or bird of prey: or it is of a bird of prey; and the ظفر is of a bird that does not prey: (K:) pl. مَخَالِبُ. (A.) [See also خِلْبٌ.] Yousay, أَنْشَبَ فِيهِ مَخَالِبَهُ, meaning (tropical:) He clung, or caught, to him, or it. (A.) b2: Also A مِنْجَل [or reaping-hook] (S, Msb, K) in a general sense: or (TA) that has no teeth. (S, Msb, TA.) عُقَابٌ مُخْلِبَةٌ An eagle with sharp talons. (JK.) مُخَلَّبٌ, applied to a garment, or piece of cloth, (S, TA,) means كَثِيرُ الوَشْىِ, (S, K, TA,) i. e. [Much variegated or figured; or] of many colours. (TA.) [See also خِلْبٌ.]

خلب: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، وجَمْعُه أَخْلابٌ، لا يُكَسَّر على

غير ذلك.

وخَلَبَه بظُفُرِه يَخْلِبُه خَلْباً: جَرَحَه، وقيل: خَدَشَه. وخَلَبه يَخْلِبُه، ويَخْلُبه خَلْباً: قَطَعَه وشَقَّه.

والمِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ من الـمَاشِي والطَّائِرِ؛ وقيل: المِخْلَب لِـمَا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِـمَا لا يَصِيدُ. التهذيب: ولِكلِّ طائر من الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، وهو أَظافِيرهُ. الجوهري: والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ، بمنزلة الظُّفُرِ للإِنْسانِ.

وخَلَب الفَريسَة، يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ. الليث: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ.قال: وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يقولون للحديدة الـمُعَقَّفَة، التي لا أُشَرَ لها، ولا أَسْنانَ: المِخْلَب؛ قال وأَنشدني أَعرابي من بني سعد:

دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحانْ، * بِمِخْذَمٍ، يَخْتَذِمُ الإِهانْ

والمِخْلَب: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لا أَسْنانَ له؛ وقيل: المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً.

وخَلَبَ به يَخْلُب: عَمِلَ وقَطَع. وخَلَبْتُ النَّباتَ، أَخْلُبُه خَلْباً، واسْتَخْلَبْته إِذا قطَعْته.

وفي الحديث: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نْقطَع النَّباتَ، ونَحْصُدُه

ونَأْكُلُه.

وخَلَبَتْه الحَيَّة تَخْلِبُه خَلْباً: عَضَّتْه.

والخِلابَةُ: الـمُخَادَعَة، وقيل: الخَديعَة باللسانِ. وفي حديث النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال لرجل كان يُخْدَع في بَيْعِهِ: إِذا

بايَعْتَ، فَقُلْ لا خِلابَة أَي لا خِداعَ؛ وفي رواية لا خيابَة. قال ابن

الأَثير: كأَنها لُثْغَة من الرَّاوِي، أَبدلَ اللامَ ياءً. وفي الحديث: أَنّ

بيعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ، ولا تَحلّ خِلابَة مُسْلم.

والـمُحَفَّلات: التي جُمِعَ لَبَنُها في ضَرْعِها.

وخَلَبَه يَخْلُبُه خَلْباً وخِلابَةً: خَدَعَه.

وخالَبَه واخْتَلَبه: خادَعَه؛ قال أَبو صَخْر:

فلا مَا مَضَى يُثْنَى، ولا الشَّيْبُ يُشْتَرَى، * فأَصْفِقَ، عندَ السَّوْمِ، بَيْعَ الـمُخالِب

وهي الخِلِّيبَى، ورجل خالبٌ وخَلاَّب، وخَلَبُوتٌ،

وخَلَبُوبٌ، الأَخيرة عن كُراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ؛ قال الشاعر:

مَلَكْتُم، فلما أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ، * وشَرُّ الـمُلوكِ الغادِرُ، الخَلَبُوتُ

جاءَ على فَعَلُوت، مثل رَهَبوتٍ؛ وامرأَة خَلَبُوتٌ، على مثال

جَبَرُوتٍ، هذه عن اللحياني.

وفي المثل: إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ، بالكسر. وحُكي عن الأَصمعي:

فاخْلُب أَي اخْدَعْه حتى تذهَبَ بِقَلْبه؛ من قاله بالضَّمّ، فمعناه:

فاخْدَعْ؛ ومن قال: فاخْلِبْ، فمعناه: فانْتِشْ قليلاً شيئاً يسيراً بعْدَ

شيءٍ، كأَنه أُخِذ من مِخْلَب الجارِحةِ. قال ابن الأَثيرِ: معناهُ إِذا

أَعْياكَ الأَمرُ مُغالَبةً، فاطْلُبْه مُخادعة.

وخَلَب المرأَة عَقْلَها يَخْلِبُها خَلْباً: سَلَبَها إِياهُ، وخَلَبَتْ هي قَلْبَه ، تَخْلِبُه خَلْباً، واخْتَلَبَتْه: أَخَذَتْه. وذَهَبَت به.

الليث: الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرجل، بأَلطفِ القولِ

وأَخْلَبِهِ، وامرأَةٌ خَلاَّبة للفؤادِ، وخَلُوبٌ.

والخَلْباءُ من النساءِ: الخَدُوعُ. وامرأَةٌ خالِبةٌ وخَلُوبٌ وخَلاَّبة: خَدَّاعة، وكذلك الخَلِبَة؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ، وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ

ويروى الخَلَبَة، بفتح اللامِ، على أَنه جَمْعٌ، وهم الذين يَخْدعُون

النساءَ.

وفلان خِلْبُ نِساءٍ إِذا كان يُخالِبُهُنَّ أَي يُخَادِعُهُنّ. وفلانٌ حِدْثُ نِساءٍ، وزِيرُ نِساءٍ إِذا كان يُحادِثُهُنّ، ويُزاوِرُهُنَّ.

وامرأَة خالةٌ أَي مُخْتالَةٌ. وقوم خالَةٌ: مُخْتالون، مثل باعَةٍ، من

البَيْع.

والبَرْقُ الخُلَّبُ: الذي لا غَيْثَ فيه، كأَنه خادِعٌ يُومِضُ، حتى

تَطْمعَ بِمَطَرِه، ثم يُخْلِفُك. ويقال: بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ، فَيُضافانِ؛ ومنه قيل لِمَنْ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ وعْدَه: إِنما أَنـْتَ كَبَرْق خُلَّب. ويقال: إِنه كَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وبرقِ خُلَّبٍ، وهو السَّحابُ الذي يَبْرُق ويُرْعِدُ، ولا مَطَر مَعَه. والخُلَّبُ أَيضاً: السَّحَابُ الذي لا مَطَر فيه. وفي حديث الاستسقاءِ: اللهمَّ سُقْيَا غيرَ خُلَّبٍ بَرْقُها أَي خالٍ عن الـمَطَر. ابن الأَثير: الخُلَّبُ: السحابُ يُومِضُ بَرْقُه، حتى يُرْجَى مَطَره، ثم يُخْلِفُ ويَتَقَشَّعُ، وكأَنه من الخِلابَةِ، وهي الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِيفِ؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كان أَسْرَعَ من بَرْقِ الخُلَّبِ وإِنما خصه بالسُّرْعَة، لخِفَّتِه لِخُلُوّه من الـمَطَر.

وَرَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ: يُحِبُّهُنّ للحديث والفُجُورِ، ويُحْبِبْنَه لذلك. وهم أَخْلابُ نِساءٍ، وخُلَباءُ نِساءٍ الأَخيرةُ نادِرَة. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ.

والخِلْبُ، بالكسرِ: حِجابُ القَلْبِ، وقيل: هي لُحَيْمةٌ رَقِيقَةٌ، تَصِلُ بينَ الأَضْلاعِ؛ وقيل: هو حِجَاب ما بين القَلْبِ والكَبِدِ، حكاهُ ابن الأَعرابي، وبه فسَّر قَولَ الشاعر:

يا هِنْدُ !هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكَبِدْ

ومنه قيل للرَّجُل الذي يُحِبُّه النساءُ: إِنه لَخِلْبُ

نِساءٍ أَي يُحِبُّه النساءُ؛ وقيل: الخِلْبُ حِجابٌ بينَ القَلْبِ وسَوادِ البَطْنِ؛ وقيل: هو شيءٌ أَبْيَضُ، رقِيقٌ، لازِقٌ بالكَبِدِ؛ وقيل: الخِلْبُ زِيادَةُ الكَبِدِ، والخِلْبُ الكَبِدُ، في بعضِ اللُّغاتِ؛ وقيل: الخِلْبُ عُظَيْمٌ، مثلُ ظُفُر الإِنْسان، لاصِقٌ بناحِيَة الحِجابِ، مـما يَلِي الكَبِدَ؛ وهي تَلِي الكبِدَ والحِجابَ، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ

الحِجابِ.

والخُلْبُ: لبُّ النَّخْلَةِ، وقيل: قَلْبُها. والخُلُب، مُثَقَّلاً ومُخَفَّفاً: الليفُ، واحدَتُه خُلْبَة. والخُلْبُ: حَبْلُ الليفِ والقُطْنِ إِذا رَّقَ وصَلُبَ. الليث: الخُلْبُ حَبْلٌ دَقيقٌ، صُلْبُ الفَتْلِ، من لِيفٍ أَو قِنَّبٍ، أَو شيءٍ صُلْبٍ؛ قال الشاعر:

كالـمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلبُه

ابن الأعرابي: الخُلْبة الحَلْقة من الليفِ، والليفَة خُلْبَة وخُلُبَة؛

وقال:

كأَنْ ورِيدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ

ويُروى وريدَيْه، على إِعمال كأَنْ، وتَرْكِ الاضْمار. وفي الحديث: أَتاهُ رَجُلٌ وهو يَخْطُب، فنَزلَ إِليه وقَعَد على كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوائمهُ من حَديدٍ؛ الخُلْب: اللّيفُ؛ ومنه الحديث: وأَما مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ على جَمَلٍ أَحْمَر، مَخْطُوم بخُلْبة. وقد يُسَمَّى الحَبْل نفسُه: خُلْبة؛ ومنه الحديث: بِليفٍ خُلبْةٍ، على البَدَل؛ وفيه: أَنه كان له وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ. والخُلْبُ والخُلُب: الطِّينُ الصُّلْبُ

اللاَّزِبُ؛ وقيل: الأَسْودُ؛ وقيل: طِينُ الحَمْأَة؛ وقيل: هو الطِّينُ عامَّة.

ابن الأَعرابي: قال رَجلٌ من العرب لطَبَّاخِه: خَلِّبْ مِيفاكَ، حتى

يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ؛ قال: خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، ويقال للطينِ خُلْبٌ. قال

والميفَى: طَبَقُ التَّنُّور، والرَّوْدَقُ: الشواءُ.

وماءٌ مُخْلِبٌ أَي ذُو خُلُبٍ، وقد أَخْلَب. قال تُبَّع، أَو غيره:

فرَأَى مَغِيب الشمسِ، عندَ مآبِهَا، * في عَيْنِ ذِي خُلُبِ وثأْطٍ حَرْمَدِ

الليث: الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العريضُ ونحوهُ. وفي حديث ابن عباس، وقد حاجَّه عمر في قوله تعالى: تَغْرُب في عَيْنٍ حَمِئَةٍ، فقال عمر: حامِية، فأَنشد ابن عباس بيتَ تُبَّع:

في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ

الخُلُب: الطينُ والحَمْأَة. وامرأَةٌ خَلْباءُ وخَلْبَنٌ: خَرْقاءُ، والنون زائدة للالحاق، وليست بأَصلية. وفي الصحاح: الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ؛ قال ابن السكيت: وليس من الخِلابة؛ قال رؤبة يصف النوق:

وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، * تَخْليطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ، خَلْبَنِ

ورواه أَبو الهيثم: خَلْباءِ اليَدَيْن، وهي الخَرْقاء، وقد خَلِبَتْ

خَلَباً، والخَلْبَنُ المهزولةُ منه.

والخُلْبُ: الوَشْيُ.

والـمُخَلَّب: الكثيرُ الوشْيِ من الثِّياب. وثَوْبٌ مُخَلَّب: كثير

الوَشْي؛ قال لبيد:

وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ، يَزِينُ وِهادَهُ * نَباتٌ، كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ الـمُخَلَّبِ

أَي الكثيرِ الأَلْوانِ. وأَوْرَدَ الجوهري هذا البَيْتَ: وغيثٌ، برفع

الثاءِ؛ قال ابن بري: والصواب خَفْضُها لأَن قبله:

وكائِنْ رَأَيْنا من مُلُوكٍ وسُوقَةٍ، * وصاحَبْتُ من وَفْدٍ كِرامٍ ومَوْكِبِ

قال: الدَّكداك ما انْخَفَضَ من الأَرضِ، وكذلك الوِهادُ، جَمْعُ

وَهْدةٍ؛ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْي العَبْقَرِيِّ.

خلب
: (الخِلْبُ بالكَسْرِ: الظُّفُرُ) عامَّةً، وجَمْعُه: أَخْلاَبٌ، لَا يُكَسَّرُ على غير ذَلِك (خَلَبَهُ بِظُفُرِه يَخْلِبُهُ) بالكَسْرِ خَلْباً (و) خَلَبَهُ (يخْلُبُه) بالضَّمِّ خَلْباً (: جَرَحَه أَو خَدَشَه، أَو) خَلَبَهُ يَخْلبُهُ خَلْباً (: قَطَعَهُ) وخَلَبَ النَّبَاتَ يَخْلُبُهُ خَلْباً: قَطَعَهُ، (كاسْتَخْلَبَه، و) خَلَبَهُ (: شَقَّهُ) واسْتَخْلَبَ النباتَ: قَطَعَهُ وخَضَدَه، وأَكَلَهُ، قَالَ اللَّيْث: الخَلْبُ: مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ (و) السَّبُعُ خَلَبَ (الفَرِيسَةَ) يخْلِبُهَا ويَخْلُبُهَا خَلْباً (: أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ) أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ، (و) المَرْأَةُ خَلَبَتْ (فُلاَناً عَقْلَهُ: سلبه إِياهُ) هَكَذا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وخَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلُبِهَا خَلْباً سَلَبَهَا إِيَّاهُ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلُبُه خَلْباً واخْتَلَبَتُهُ: أَخذتْه وذَهبتْ بِهِ (و) خَلَبَهُ الحَنَشُ يَخْلُبُه خَلْباً (: عَضَّهُ) .
(و) خَلَبَه (كَنَصَرَهُ) يَخْلُبه (خَلْباً وخِلاَباً وخِلاَبَةً بكسرِهما: خَدَعَه، كاخْتَلَبَه) اخْتِلاَباً، (وخَالَبَه:) خَادَعَه، قَالَ أَبو صَخْر:
فَلاَ مَا مَضَى يُثْنَى وَلاَ الشَّيْبُ يُشْتَرَى
فأَصْفِقَ عِنْدَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخَالِبِ والخِلاَبَةُ: المَخَادَعَةُ، وَقيل: الخَدِيعَةُ باللِّسَانِ، وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنَّه قَالَ (إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ) أَي لاَ خِدَاعَ، وَفِي رِوايةٍ (لاَ خِيَابَة) قَالَ ابْن الأَثير: كأَنها لُثْغَةٌ من الرَّاوِي، وَفِي المَثَلِ (إِذا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ) بالكَسْرِ، وحُكِيَ عَن الأَصمعيّ: فاخْلُبْ، بِالضَّمِّ على الثَّانِي، أَيِ اخْدَعْ، وعَلى الأَوْلِ أَيِ انْتِشْ قَلِيلاً شَيْئاً يَسِيراً بعدَ شَيءٍ، كَأَنَّه أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الجَارِحَةِ، قَالَ ابْن الأَثير: مَعْنَاهُ: إِذا أَعْيَاكَ الأَمْرُ مُغَالَبَةً فاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً (وَهِي) وَفِي نُسْخَة: وَهُوَ (الخِلِّيبي) بالكَسْرِ مُشَدَّداً (كخِلِّيفَى، ورَجُلٌ خَالِبٌ وخَلاَّبٌ وخَلَبُوت، مُحَرَّكَةً، وخَلَبُوبٌ، بِبَاءَيْنِ) معَ التَّحْرِيكِ، وخَلَبوب، الأَخِيرَةُ عَن كرَاع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قَالَ الشَّاعِر:
مَلَكْتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ
وشَرُّ المُلُوكِ الغَادِرُ الخَلَبُوتُ
جَاءَ على فَعَلُوتٍ مثلُ رَهَبُوتٍ: وَعَن اللَّيْث: الخِلاَبَةُ: أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ، (وامْرَأَةٌ خَالِبَةٌ) لِلْفُؤَادِ (وخَلِبة، كفَرِحَةٍ) قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
أَوْدَسى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهْ
وقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
ويُرْوَى بفَتْح اللامِ على أَنه جَمْعٌ (وخَلُوبٌ وخَلاَّبَةٌ) مشدَّداً (وخَلَبُوتٌ) على مِثَالِ جَبَرُوتٍ. وَهَذِه عَن اللِّحيانيّ أَي خَدَّاعَةٌ، والخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الخَدُوعُ.
(والمِهْلَبُ: المِنْجَلُ) عامَّةً، وَقيل: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الَّذِي لاَ أَسْنَانَ لَهُ، وخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ: عَمِلَ وقَطَعَ.
(و) المِخْلَبُ (ظُفُرُ كُلِّ سَبُع مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لاَ يَصِيدُ) ، فِي (التَّهْذِيب) ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظَافِرُه، وَقَالَ الجوهريّ: المِهْلَبُ للطَّائِرِ والسِّبَاعِ بمنزلَةِ الظُّفُرِ للإِنسانِ (و) فُلانةُ قَلَبَتْ قَلْبِي وخَلَبَت خِلْبِي (الخِلْبُ بالكَسْرِ: لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بيْنَ الأَضلاَعِ، أَو) هُوَ (الكَبِدُ) فِي بعض اللغاتِ (أَو زِيَادَتُهَا) أَيِ الكَبِدِ (أَو حِجَابُهَا) كَمَا فِي (الــأَساس) ، أَو حِجَابُ القَلبِ، وَبِه صَدَّرَ ابنُ منظورٍ، وقيلَ هُوَ حِجَابُ مَا بَين القلبِ والكبِدِ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، وَبِه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعرِ:
يَا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْن خِلْبٍ وكَبِدْ
وَقيل: هُوَ حِجَابٌ بَيْنَ القَلْبِ وسَوَادِ البَذْنِ (أَوْ) هُوَ (شَيءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لازِقٌ بِهَا) أَي بالكَبِدِ، وقِيلَ هُوَ عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفُرِ الإِنْسَانِ، لاصِقٌ بناحِيَةِ الحِجَابِ مِمَّا يَلِي الكَبِدَ، وَهِي تَلِي الكَبِدَ والحِجعاب، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجَانِبِ الحِجَابِ.
(و) الخِلْبُ (: الفُجْل) وَفِي نُسْخَة الفَحْل، وَهُوَ خطأٌ.
(و) الخِلْبُ (وَرَقُ الكَرْمَ) العَرِيضُ ونحوُه، حَكَاهُ اللَّيْث.
(و) قولُهم: هُوَ (خِلْبُ نِسَاءٍ) ، إِذا كَانَ يخَالِبُهُنَّ أَي يخادِعهن، وفلانٌ حِدْثُ نِسَاءٍ، وزيرُ نِسَاءٍ إِذا كانَ يُحَادِثُهن ويُزَاوِرُهنَّ، ورَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ (يُحِبُّهُنَّ لِلحَدِيثِ والفُجُورِ ويُحْبِبْنَه) كَذَلِك، (وهُمْ أَخْلاَبُ نِسَاءٍ وخُلَبَاءُ نِساءٍ) الأَخِيرَة نادِرة.
(و) الخُلْبُ (بِالضَّمِّ و) الخُلُبُ (بِضَمَّتَيْنِ: لُبُّ النَّخْلَةِ أَو قَلْبُهَا) مُثقّلة واقْتصَرَ غيرُ واحدٍ على التحفيف (و) الُخْلُبُ بالوَجْهَيْنِ (: اللِّيفُ) وَاحِدَتُهُ خلُْبَةٌ، (و) قِيلَ: هُو (الحَبْلُ مِنْه) ومنَ القُطْنِ إِذَا رَقَّ وصَلُبَ، وَقَالَ اللَّيْث: الخُلْبُ هُوَ الحَبْلُ من اللِّيفِ (الصُلْبُ) الفَتْلِ (الدَّقيقُ) ، وَفِي نُسْخَة بالرَّاءِ، أَو من قِنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ، قَالَ الشَّاعِر:
كالمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلْبُه وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الخُلْبَةُ: الحَلْقَةُ من الِّليفِ، والِّيفَةُ: خُلْبَةٌ وخُلُبَةٌ وَقَالَ:
كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ
وَفِي الحَدِيث (أَتَاهُ رَجُلٌ وهُوَ يخطُبُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وقَعَدَ عَلى كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ) الخُلْب: اللِّيف، وَمِنْه الحديثُ (وأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُوم بِخُلْبَةٍ) وقَدْ يسَمى الحَبْلُ نَفْسُهُ حُلْبَةً، وَمِنْه الحديثُ (بِلِيفٍ خُلْبَةٍ) علَى البَدَلِ، وَفِيه (أَنَّهُ كَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُهَا خُلْبٌ) .
(و) الخُلْبُ والخُلُبُ (: الطِّينُ) عامَّةً، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ رَجُلٌ من العَرَبِ لِطَبَّاخِهِ: (خَلِّبْ مِيفَاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ) خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، وَيُقَال للطِّينِ: خُلْب، والمِيفَى: طَبَقُ التَّنُّورِ، والرَّوْدَق: الشِّوَاءُ، (أَو) هُوَ (صُلْبُهُ الَّلازِبُ، أَوْ أَسْوَدُهُ) وَقيل: هُوَ الحمأَةُ، وَفِي حَدِيث ابْن عباسٍ، وَقد حَاجَّهُ عُمَرُ فِي قولِه تَعَالَى: {تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (الْكَهْف: 86) فَقَالَ عُمَرُ: حَامِيَة، فأَنشَدَ ابنُ عَبَّاس بَيْتَ تُبَّعٍ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عٌّ هْدَ مَآبِهَا
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأُطٍ حَرْمَدِ
الخُلُب: الطِّينُ والحَمْأَةُ.
(ومَاءٌ مُخْلِبٌ كمحْسِنٍ ذُو خُلُْبٍ) هُوَ الطِّينُ. وقَدْ أَخْلَبَ.
(و) الخُلَّبُ (كقُبَّرٍ: السَّحابُ) الَّذِي يُرُعِدُ ويُبْرِقُ و (لاَ مَطَرَ فيهِ) وَقَالَ ابْن الأَثير: الخُلَّبُ هُوَ السحَابُ يُومِضُ بَرقُهُ حَتَّى يُرْجَى مَطَرُهُ، ثُمَّ يُخْلِفُ ويَنْقَشِعُ، وكأَنَّه منَ الخِلاَبَةِ، وَهِي الخِدَاعُ بالقَوْلِ اللَّطِيفِ (و) من الْمجَاز قولُهم (البَرْقُ الخُلَّبُ) وَهُوَ الَّذِي لَا غَيْثَ فِيهِ، كأَنَّه خادعٌ يُومِضُ حَتَّى تَطْمَعَ بمَطَرِه ثمَّ يُخْلِفُكَ (و) يُقَال (بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبٍ) فَيُضَافَانِ، وَفِي نسخةٍ بَرْقٌ خُلَّبٌ على الوَصْفِيَّةِ أَيِ (المُطْمِعُ المُخْلِفُ) وَمِنْه قِيلَ لِمَن يَعِدُ وَلاَ يُنْجِزُ وَعْدَه إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقِ خُلَّبٍ، وَيُقَال: إِنَّهُ كبَرْقٍ خُلَّبٍ وبَرْقِ خُلَّبٍ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (اللَّهُمَّ سُقْيَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا) أَي خالٍ عنِ المَطَرِ، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الخُلَّبِ) وإِنَّمَا وَصَفَهُ بالسُّرْعَةِ لِخِفَّتِه بِخُلُوِّهِ منَ المَطَرِ، (ومِنْهُ حَسَنُ بنُ قَحْطَبَةَ الخُلَّبِيُّ المُحَدِّثُ) نِسْبَةٌ إِلى بَرْقِ الخُلَّبِ، وتَصَحَّفَ على كَثِيرينَ بالحَلَبيّ، حَدَّث عَن أَبي داوودَ الوَرَّاقِ عَن محمدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ، ورَوَى عَنهُ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الْحَارِث الهَمْدَانِيّ، قَالَ ابنُ ماكولاَ: كَذَا قَالَه ابْن السمعانيّ.
(والخَلْبَاءُ والخَلْبَنُ) والنُّونُ زَائِدَةٌ للإِلْحَاقِ وَلَيْسَت بأَصْلِيَّة. فِي (الصِّحَاح) : الخَلْبَنُ: الحَمْقَاءُ، قَالَ ابنُ السكّيت: ولَيْسَ من الخِلاَبَة، قَالَ رُؤبة يَصِفُ النُّوقَ:
وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ
تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ
ورَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ: خَلْبَاءِ اليَدَيْنِ، وَهِي (الخَرْقَاءُ) ، عَن اللَّيْث، وقدْ (خَلِبَتْ، كَفَرِحَ) خَلَباً: (والخَلْبَنُ: المَهْزُولَةُ، و) الخِلْبُ، بالكَسْرِ: الوَشْيُ.
و (المُخَلَّبُ كَمُعَظَّمٍ: الكَثِيرُ الوَشْيِ) منَ الثِّيَابِ، وثَوْبٌ مُخَلَّبٌ: كَثِيرُ الوَشْيِ، قَالَ لَبيد:
وكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ مُلُوكٍ وسُوقَةٍ
وصَاحَبْتُ مِنْ وَفْدِ كِرَامٍ ومَوْكِبِ
وغَيْثٍ بِدَكْدَاكٍ يَزِينُ وِهَادَهُ
نَبَاتٌ كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَيِ الكَثِيرِ الأَلْوَانِ، وقيلَ: نُقُوشُه كَمَخَالِبِ الطَّيْرِ.
وَمن الْمجَاز: أَنْشَبَ فيهِ مَخَالِبَهُ: تَعَلَّق بِه، كَذَا فِي (الــأَساس) .
باب الخاء واللام والباء معهما خ ل ب، ل ب خ، ب خ ل، خ ب ل مستعملات

خلب: الخَلْبُ: مزق الجلد بالناب. والسبع يخلب الفريسة إذا شق جلدها بنابٍ أو مخلب. ولكلَّ طائرٍ من الجَوارح مِخْلَبٌ، ولكل سَبُعٍ مِخْلَبٌ ... وهو أظافيره. والمِخْلَبُ: المِنْجل، ويقال: هو المِنْجَل الذي لا أسنانَ له لقَطْع سَعَفِ النَّخْل وشِبْهه، قال النابغة الجَعْديّ:

قد أفناهم القتل بعد الوفاة ... كهذ الإشاءةِ بالمِخْلَبِ

والخُلْبُ: ورق الكرم والعرمض ونحوه. والخُلُب: حبل دقيق صُلْبُ الفَتْل من لِيفٍ أو قنب أو شيءٍ صلب، قال:

كالمَسَدِ اللدنِ أمر خلبهْ

والخُلْبُ: الطين والحَمْأةُ، ويقال: الطينُ الصُّلْب نحو: طينٌ لازب خُلْبٌ. وفي بعض الشعر: في ماء مُخلِب أي صار طينه خُلْباً، قال تُبَّعٌ يصف ذا القرنين .

فرأى مَغيبَ الشَّمْس عند مآبها ... في عين ذي خُلُبٍ وثاطٍ حَرْمَدِ

والثَّأْط: الطَّينُ الرَّخْوُ. والخِلابَة: المُخادَعة،

وفي الحديث: إذا تبايَعْتُم فقولوا: لا خِلابَةَ .

والخِلابَةُ: أن تَخْلُبَ المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخْلَبِهِ. وامرأةٌ خَلاّبةٌ أي: مذهبة للفؤاد، وكذلك خلوبٌ. ورجلٌ خَلَبوتٌ أي ذو خَديعةٍ اختلاب للشيء، قال: ملكْتُم فلما أن ملكتم خَلَبْتُمو ... وشر الملوك: الخالِبُ الخَلَبُوت

وبَرْقٌ خُلَّبٌ: يومض ويرجع ويرجى أن يمطر ثم يعدل عنك، وكذلك اليلمع. وخَلِبَتِ المرأة خَلَباً فهي خَلْباءُ وخرقاء في عملها بيديها، وكذلك الخَلْبَنْ. ويقال للمرأة المهزولة: خَلْبَنٌ أيضا، ويجمع خلابِنَ، قال رؤبة:

وخَلَّطَتْ كل دلاثٍ عَلْجَنِ ... تَخليط خَرقاء اليَدَيْنِ خَلْبَنِ

والمُخلَّبُ من الثَّياب: الكثير الوشي، قال لبيد :

[وغَيْثٍ بدكداك يزين وهاده ... نبات] كَوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّبِ

بلخ: البَلَخُ مصدر الأَبْلَخِ، وهو العظيم في نفسه، الجَريءُ على ما أتى من الفجور. وامرأة بَلْخاء، وقال:

تعقل مراتٍ ومراً تَبْلَخُ

وقال:

فقال: سَمَا للجُرْح [جلد، و] أبْلَخٌ ... أخُو نكراتٍ كان للبغي جانيا

والبَلْخاء: التي دخلها الزهو من كرمها . لبخ: اللَّبْخُ: احتيال لأخذ شيء. واللَّبْخ من الضرب والقتل، يقال: لَبَخَه الله بشّرٍ، ولَبَخَه [فلانٌ] بالعصا. واللُّبُوخ: كثرة لحم الجنب . واللَّبيخُ: النعت. وامرأة لُباخِيَّةٌ أي: ضخمة الربلة كثيرة اللَّحْم، قال

عبهرةُ الخَلْق لباخية ... تزينه بالخلق الظاهر

بخل: بَخِلَ بَخَلاً وبُخْلاً فهو بَخيلٌ، بَخَالٌ، مُبَخَّلٌ. والبَخْلةُ: بُخْل مرةٍ واحدةٍ، قال عدي بن زيد:

ولَلْبَخْلةُ الأولى لمن كان باخِلاً ... أعف ومن يَبْخلْ يلم ويلهد

خبل: الخَبْل: جُنُون أو شبهه في القلب، ورجل مخبُولٌ: به خَبْل، وهو مُخَبَّل أي: لا فؤاد له، وقد خَبَلَه الدهر والحزن والشيطان والحب والداء خَبْلا. وقد خَبِلَ: خَبالا، ورجلٌ أخبَلْ. ودَهرٌ خَبِلٌ: مُلْتَوٍ على أهله، لا يَروْنَ فيه سُروراً. والخَبْل: فساد في القوائم حتى لا يدري كيف يمشي، فهو متخبل خبل. ومختبل الدابة فعله، ومُخْتَبلِها: قوائمها، واختبالها: ألا تثبت في مواطئها، قال أبو النجم: لما رأيت الدهر جما خَبَلُه

وبه خَبالٌ أي: مَسٌّ وشَرٌّ، قال الله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا

أي شَرّاً. وهو خَبالٌ على أهله أي: عناء. وطين الخَبالِ: ما ذاب من أجساد أهل النار . والرجل تصيبه السنة فيأتي أخاه فَيْستَخْبِلُه غَنَماً وإبِلاً يَنْتَفِعُ بها ، قال:

هنالك أن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخبِلوا ... وإن يسألوا يعطوا، وإن ييسروا يغلوا

رفت

رفت: {رفاتا}: فتاتا أو ما تناثر وبلي من كل شيء. 
(رفت)
رفتا انْكَسَرَ وتحطم وَصَارَ رفاتا وَانْقطع وَفُلَان الشَّيْء كَسره ودقه وصيره رفاتا
[رفت] الرُفاتُ: الحُطام. قال الله تعالى: (وقالوا أَئِذَا كُنَّا عظاماً ورُفاتاً) . قال الأخفش: تقول منه رفت الشئ فهو مرفوت، إذا فت.
[رفت] في ح ابن الزبير: أراد بناء الكعبة بالورس فقيل: إن الورس "يرفت" أي يتفتت ويصير رفاتا، من رفته فارفت وترفت أي تكسر، والرفات كل ما دق وكسر.

رفت


رَفَتَ(n. ac.
رَفْت)
a. Broke, crushed.
b. Rejected, refused.
c. see IX
إِرْفَتَّa. Was broken, cut off; was fragmentary; was
abrupt.

رَفْت
T.
a. Toll, duty, custom.

رَفْتِيَّة
T.
a. Pass, permit ( for merchandise ).
ر ف ت: (الرُّفَاتُ) الْحُطَامُ تَقُولُ: (رُفِتَ) الشَّيْءُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَرْفُوتٌ) . 
رفت: رفت = رفض، ولعلها تصحيف رفض (محيط المحيط).
رَفْت، في محيط المحيط: الرفت في اصطلاح أرباب السياسة مرتَّ يُؤْخَذ على البضاعة عاجلاً ويسمى الصكُّ المأخوذ عنه رفتيَّة ويقابله الأمد وهو ما يُؤْخَذ عليها آجلاً ويسمى صكةٌ أَمَديَّة.
رفتية: انظر ما تقدم.
رفت
رَفَتُّ الشيء أَرْفُتُهُ رَفْتاً: فَتَّتُّهُ، والرُّفَاتُ والْفُتَاتُ: ما تكسّر وتفرّق من التّبن ونحوه، قال تعالى: وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً
[الإسراء/ 49] ، واستعير الرُّفَاتُ للحبل المنقطع قطعة قطعة.
(رفت) - في حديث ابنِ الزُّبَير، رضي الله عنهما، وقيل: إنَّه يَعنِى البَيتَ: يَرفَتُّ .
: أي يتفَتَّت، والرُّفاتُ: نحو الفُتَات، وهو مُطاوِع رفتُّ الشىءَ بِيدِى نَحو المَدَر والعَظْم: إذا كَسرْتَ. ورفَتَ: دَقَّ. وارفَتَّ الحَبلُ: انقَطَع. 
رفت
رَفَث الشَّيْءَ بيَدِي أرْفِتُه؛ كما يُرْفَتُ المَدَرُ والعَظْمُ؛ فيَصِيْرُ رُفَاتاً. وفلانٌ رُفَتٌ طُحَن: يَرْفِتُ كُلَّ شَيْءٍ ويَكْسِرُه. وضَرْب رَفْتٌ.
ورُفَاتُ المِسْكِ: فُتَاتُه.
وفي مَثَلٍ: الضبُعُ تَرْفِتُ العِظَامَ ولا تَعْرِفُ قَدْرَ اسْتِها.
[ر ف ت] رَفَتَ الشَّىْءَ يَرْفِتُه ويَرْفُتُه رَفْتاً، ورِفْتَةً قِبيحَةً، عن اللِّحْيانِىِّ، وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّةُ. ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفِتُها رَفْتاً: دَقَّها، عن اللِّحيانِىِّ. ورَفَتَ العَظْمُ يَرِفْتُ رَفْتًا. وارْفَتَّ: صارُ رُفاتاً. وفي التَّنْزِيلِ: {أَذَا كُنَّا عِظَاماً ورُفَاتًا} [الإسراء: 49، 98] أي: دُقاقاً.
رفت
رفَتَ يَرفُت، رَفْتًا، فهو رافِت، والمفعول مرفوتٌ (للمتعدِّي)
• رفَت الشَّيءُ: انكسر وتحطَّم وصار فُتاتًا "رفت العظمُ".
• رفَت الشَّيءَ: فتّه بيده وكَسَره "رفَت نباتًا يابسًا".
 • رفَت الموظَّفَ: عزَله من وظيفته "رفت طالبًا من الجامعة لسلوكه السيِّئ". 

رُفات [مفرد]: حُطامٌ وفُتاتٌ من كل ما تكسر واندقّ وبلِي "توفي بالخارج وتم نقل رفاته إلى بلده الأصلي- رُفات طائرة- {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} ". 

رَفْت [مفرد]: مصدر رفَتَ. 

رفت: رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً، ورِفْتةً قبيحةً، عن

اللحياني: وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّه؛ ويقال: رَفَتُّ الشيءَ

وحَطَمْتُه وكَسَرتُه. والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر.

ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ.

ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحياني. ورَفَتَ

العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً.

وفي التنزيل العزيز: أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً؛ أَي دُقاقاً. وفي

حديث ابن الزبير، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، وبناءَها بالوَرْسِ، قيل له:

إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً. والرُّفاتُ: كل ما دُقَّ

فكُسِرَ.

ويقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها،

ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها. ابن الأَعرابي: الرُّفَتُ التِّينُ. ويقال في

مَثَلٍ: أَنا أَغْنى عَنْكَ من التُّفَهِ عن الرُّفَتِ؛ والتُّفَهُ: عَناقُ

الأَرض، وهو ذُو ناب لا يَرْزَأَ التِّبْنَ والكَلأَ؛ والتُّفَه يُكتب

بالهاء، والرُّفتُ بالتاء.

رفت
: (رَفَتَهُ، يَرْفُتُهُ، ويَرْفِتُهُ) ، رَفْتاً، ورِفْتَةً قبيحَةً، عَن اللّحيانيّ، وَهُوَ رُفات: (كَسَرَهُ ودَقَّهُ) هاكذا فِي غير ديوَان، وَزَاد فِي الــأَساس: وفَتَّه بِيَدِه، كَمَا يَفُتّ المَدَرَ والعَظْمَ البَالِيَ. وعَظْمٌ رُفاتٌ، وَيُقَال: رَفَتُّ الشَّيْءَ، وحَطَمْتُهُ، وكَسَرْتُهُ.
وضَرَبَهُ، فرَفَتَ عُنُقَه. وَيُقَال: رَفَتَ عِظام الجَزُورِ، رَفْتاً: إِذا كسرهَا لِيَطْبُخَها، ويَستخرجَ إِهالَتَها. ورَفَتَ عُنُقَه، يَرْفُتُهَا، رَفْتاً؛ عَن اللِّحْيَانِيّ. (و) يأْتِي رَفَتَ أَيضاً بِمَعْنى (انْكَسَرَ وانْدَقَّ) ، فَهُوَ (لازِمٌ) و (مُتَعدَ. وانْقَطَعَ) ، لَفٌّ ونَشْرٌ غير مُرتّب، (كارْفَتَّ) ، مثل احْمَرَّ، (ارْفِتَاتاً، فِي الكُلِّ) . يُقَال: رَفَتَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ.
(و) رَفَتَ العَظْمُ، يَرْفُتُ، رَفْتاً: صَار رُفَاتاً. وَفِي التّنزيل الْعَزِيز: {أَءذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً} (الْإِسْرَاء: 49، و 98) .
الرُّفَات، (كغُرَابٍ) : الدُّقَاقُ. وَفِي العِناية: الرُّفاتُ: مَا بَلِيَ فتَفتَّتَ، و (الحُطَامُ) : مَا تَكسَّرَ من اليَبِيس.
والتَّرْفِيتُ: ضِدُّ التَّرْفِيلِ، وأَصلُه الكَسْر: رَفَتَه كَسَرَهُ، قَالَه الرّاغب. وَفِي اللّسَان: لمّا أَراد ابنُ الزُّبَيْرِ هَدْمَ الكعبةِ وبِناءَها بالوَرْس، قيل لَهُ: إِنّ الوَرْسَ يَرْفَتُّ، أَي يَتفتَّتُ، ويَصِيرُ رُفاتاً. والرُّفات: كلّ مَا دُقَّ وكُسِرَ. وَفِي الصَّحاح: قَالَ الأَخفش: تقُولُ مِنْهُ: رُفِتَ الشَّيْءُ، فَهُوَ مَرفوتٌ.
(و) فِي المَثل: (أَنا أَغْنَى عَنْك من التُّفَهِ عَن الرُّفَتِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: الرُّفَتُ، (كصُرَدٍ: التِّبْنُ) ، والتُّفَهُ: عَناقُ الأَرضِ، وَهُوَ يُكتَبُ بالهاءِ، والرُّفَتُ يُكتَبُ بالتّاءِ.
(و) يُقال: فُلانٌ رُفَتٌ، طُحَنٌ. الرُّفَتُ: (الَّذِي يَرْفُتُ كُلَّ شيْءٍ) ويَكْسِرُه، نَقله الصّاغانيّ. وَفِي الــأَساس: وفلا ملاعِبِهنَّ رُفاتُ المِسْكِ، أَي: فُتَاتُه. ويُقال لِمَنْ عَمِلَ مَا يَتعذَّرُ عَلَيْهِ التَّفَصِّي مِنْهُ: (الضَّبُعُ تَرْفُتُ العِظامَ، وَلَا تَعرِفُ قَدْرَ اسْتِها) : تأْكُلُهَا، ثُمَّ يَعْسُر عَلَيْهَا خُرُوجُها.
وَمن المَجَاز: هُوَ الّذي أَعادَ المَكارِمَ وأَحيا رُفاتَهَا، وأَنْشر أَمْواتَها. والرِّفْتاو، بِالْكَسْرِ: مِكْيالٌ لاِءَهل الصَّعِيد.

رفت

1 رَفَتَهُ, (T, M, A, K,) aor. ـِ and رَفُتَ, (M, K,) inf. n. رَفْتٌ, (M,) He broke it; (T, M, K;) or broke it in pieces: (T:) he crushed, bruised, brayed, or pounded, it: (M, K:) he crumbled it, or broke it into small pieces, with his hand, like as is done with lumps of dry clay, and old and decayed bones. (A.) And رُفِتَ It was broken; or broken in pieces; [&c.] (Akh, S.) You say, رَفَتَ عُنُقَهُ, aor. ـِ inf. n. as above, He broke, or crushed, his neck. (Lh, M.) And رَفَتَ عِظَامَ الجَزُورِ He broke the bones of the slaughtered camel, in order to cook them and to extract their grease. (T.) and one says of him who does that from which he finds it difficult to liberate himself, الضَّبُعُ تَرْقُتُ العِظَامَ وَلَا تَعْرِفُ قَدْرَ اسْتِهَا تَأْكُلُهَا ثُمَّ يَعْسُرُ عَلَيْهَا خُرُوجُهَا [The hyena breaks in pieces the bones, but knows not the size of its anus: it eats them; then their exit becomes difficult to it]. (A.) b2: [Hence,] رَفَتَ العَطَشَ (assumed tropical:) It (water) broke the vehemence of thirst. (Z, TA in art. فرت.) A2: (See also 9.) 2 رفّتهُ, inf. n. تَرْفِيتٌ, He broke it [app. much, or into many pieces]: b2: and hence, (assumed tropical:) He dishonoured, despised, or condemned, him; تَرْفِيتٌ being syn. with تَحْقِيرٌ, and contr. of تَرْفِيلٌ and تَعْظِيمٌ. (Er-Rághib, TA. *) 9 ارفتّ, as also ↓ رَفَتَ, (M, K,) the latter being intrans. as well as trans., (K, * TA,) It was, or became, broken, broken in pieces, crushed, bruised, brayed, or pounded: (M, K:) said of a bone; i. e., it became what is termed رُفَاتٌ. (M.) and It became cut or broken, cut off or broken off; it broke, or broke off: (K, TA:) the former is said, in this sense, of a rope. (A, TA.) رُفَتٌ i. q. تِبْنٌ [i. e. Straw; or straw that has been trodden, or thrashed, and cut: also written رُفَّةٌ, and رُفَةٌ, and رُفَةٌ]. (IAar, T, K.) It is said in a prov., أَنَا أَغْنَى عَنْكَ مِنَ التُّفَهِ عَنِ الرُّفَتِ, (TA,) or إِلَى الرُّفَتِ (T,) [I am more free from the want of thee than the badger is from the want of straw, or cut straw]: the تفه is what is called عَنَاقُ الأَرْضِ, which has a canine tooth, and does not procure for itself straw nor herbage; and the word is written with ه; but الرفت is with ت: (T:) or, accord. to ISk, the two words are correctly without teshdeed, and with the radical ه. (TA in art. تفه.) [See also رُفَهٌ.]

A2: Also One who breaks, breaks in pieces, crushes, bruises, brays, pounds, or crumbles, anything, or everything. (K, * TA.) رِفْتَةٌ A mode, or manner, of breaking, breaking in pieces, crushing, &c. (Lh, M.) رُفَاتٌ A thing, (M,) an old and decayed bone, (A, TA,) or anything, (L, TA,) broken, broken in pieces, crushed, bruised, brayed, or pounded; (M, L, TA;) or crumbled, or broken into small pieces with the hand; (A, TA;) or a thing that has become old and worn out, and crumbled, or broken into small pieces: ('Ináyeh, TA: [see مَرْفُوتٌ:]) or broken, or crumbled, particles; fragments, or crumbs; of a thing that is dry, (T, S, A, K, TA,) of any kind; (T;) [as, for instance,] of musk. (A, TA.) Hence, in the Kur [xvii. 52 and 100], أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا When we shall have become bones and broken particles? (S, M, TA.) [Hence also the phrase] لَا بِرْفَاتِكَ, meaning No, by thy ancestors who have become broken and crumbled bones in the dust. (Har p. 634.) And [hence one says,] هُوَ الَّذِى أَعَادَ المَكَارِمَ وَأَحْيَا رُفَاتَهَا وَأَنْشَرَ أَمْوَاتَهَا (tropical:) [He is the person who has restored generous qualities or actions, and revived such of them as had decayed, and brought to life again such of them as had become dead]. (A, TA.) مَرْفُوتٌ Broken, broken in pieces, &c. (Akh, S. [See رُفَاتٌ.])

كذب

[كذب] كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومكذبانة، وكذبة مثال همزة، وكذبذب مخفف، وقد يشدد. وأنشد أبو زيد: وإذا أتاك بأننى قد بعتها * بوصال غانية فقل كذبذب والكذب جمع كاذب، مثل راكع وركع. قال الشاعر : متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ * إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كذوب مثل صبور وصبر. ومنه قرأ بعضهم: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) ، فجعله نعتا للالسنة. والاكذوبة: الكذب. وأكذبت الرجلَ: ألفَيْتُه كاذباً: وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي: أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أخبرتَ أنه كاذب . وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: (وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً) ، وهو أحد مصادر المشدد، لان مصدره قد يجئ على تفعيل مثل التكليم، وعلى فعال مثل كذاب، وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعل مثل (ومزقناهم كل ممزق) . وقوله تبارك وتعالى: (ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ) هو اسمٌ يوضع موضع المصدر، كالعاقبة والعافية والباقية. وقال: (فهل تَرى لهمْ من باقِيَة) ، أي بقاء. وقولهم: إن بنى فلان ليس لجدهم مكذوبة أي كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وجب. وفى الحديث " ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم " قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. وهى كلمة نادرة جاءت على غير القياس. وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: " كذب عليكم الحج " أي وجب. قال الاخفش: فالحج مرفوع بكذب ومعناه نصب، لانه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر : كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ * إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذْهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر : ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا وكذب لبن الناقة، أي ذهب.
كذب الخبر: عدم مطابقته للواقع، وقيل: هو إخبارٌ لا على ما عليه المخبر عنه.

كذب

1 كَذَبَ, aor. ـِ inf. n. كَذِبٌ (a strange form of inf. n.; there being, accord. to Kz., only fourteen instances of it; as لَعِبٌ, and ضَحِكٌ, &c.; though there are many substantives of this measure; MF) and كِذْبٌ (S, K: accord. to Ibn-Es-Seed and others, this latter is formed from the former, by putting the second vowel of the former in the place of the first: MF) and كَذِبَةٌ (L) or كَذْبَةٌ (K) and كِذْبَهٌ (L, K) and كِذَابٌ and كِذَّابٌ (K: but this last, which is also assigned to كَذَبَ in the L, is, accord. to the S, which refers, for proof, to the Kur, ch. lxxviii.

28, one of the inf. ns. of كذّب: and Ks says, that the people of El-Yemen make the inf. n. of فعّل of the measure فِعَّالٌ, while the other Arabs make it تَفْعِيلٌ: TA) and, accord. to some, كُذْبٌ and كَذْبٌ (TA: but the latter of these two, though agreeable with analogy, is unheard: TA): see also كَذِبٌ, below: [He lied; uttered a falsehood; said what was untrue:] he gave an untrue account, or relation, of a thing, whether intentionally or unintentionally. (Msb) الكَذِبُ is of five kinds. b2: First, The relater's changing, or altering, what he hears; and his relating; as from others, what he does not know. This is the kind that renders one criminal, and destroys manly virtue. — Second, The saying what resembles a lie, not meaning anything but the truth. Such is meant in the trad., كَذَبَ إِبْرٰهِيمُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ

Abraham said three sayings resembling lies; he being veracious in the three. — Third, The saying what is untrue by mistake, or unintentionally; making a mistake; erring. This signification is frequent. — Fourth, The finding one's hopes false, or vain. — Fifth, The act of instigating, or inciting. (IAmb.) [See illustrations of these and other significations below; and see more voce صَدَقَ.] [You say] يَكْذِبُكَ مِنْ أَيْنَ جَاءَ [He will lie to thee even as to the place whence he comes.] (L, art. مح, and in many other places, following the similar phrase لَا يَصْدُقُكَ أَثَرَهُ, or أَثَرُهُ.) Lebeed says, اِكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَهَا Lie to the soul (i. e., to thy soul,) when thou talkest to it: i. e., say not to thy soul, Thou wilt not succeed in thine enterprise; for thy doing so will divert thee, or hinder thee, therefrom. A proverb. (Meyd, &c.) b3: كُذِبَ, pass., He was told a lie; a falsehood; or an untruth. (K.) b4: Aboo-Duwád says, كَذَبَ العَيْرُ وَإِنْ كَانَ بَرَحْ The wild ass hath lied, although he hath passed from right to left: [the doing which is esteemed unlucky:] or, [agreeably with explanations of كَذَبَ given below,] hath become languid, and within [the sportsman's] power, or reach, &c.: or keep to the wild ass, and hunt him, &c. A proverb, applied in the case of a thing that is hoped for, though difficult of attainment. (TA.) b5: كَذَبَتْ and ↓ كذّبت (tropical:) She (a camel), being covered by the stallion, raised her tail, and then returned without conceiving. (En-Nadr, K.) b6: كَذَبَ is said of other things than men [and animals]: as of lightning, [meaning (assumed tropical:) It gave a false promise of rain]: of a dream, an opinion, a hope, and a desire, [meaning, in each of these cases, (assumed tropical:) It proved false]. (TA.) b7: So also كَذَبَتِ العَيْنُ (assumed tropical:) The sense [i. e., the sight] of the eye deceived it. (TA.) b8: كَذَبَ الرَّأْىُ [(assumed tropical:) The judgment lied]; i. e., he imagined the thing contrary to its real state. (TA.) [See also صَدَقَ ظَنِّى] b9: كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ (tropical:) Thine eye showed thee what had no reality. (TA.) b10: كَذَبَ لَبَنُ النَّاقَةِ, and ↓ كذّب, (the latter mentioned in the S,) (tropical:) The milk of the camel passed away, or failed. (Lh.) b11: كَذَبَ فِى سَيْرِهِ (tropical:) [He (a camel) became slack, or slow, in his pace: see 2]. (TA.) b12: كَذَبَ الحَرُّ (tropical:) The heat abated. (TA.) b13: See also 2. كَذَبَ He found his hopes to be false, or vain. (IAmb.) اُنْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى

أَنْفُسِهِمْ, [Kur vi. 24, lit., See how they lied against themselves,] is said to signify see how their hope hath proved false, or vain. (TA.) b14: ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا, [Kur xii. 110,] They (the apostles) thought that they had been disappointed of the fulfilment of the promise made to them. So accord. to one reading. Accord. to another reading, the verb is ↓ كُذِّبُوا: [in which case, the meaning of the words appears to be, “ They knew that they had been pronounced liars ” by the people to whom they were sent]. (TA.) There are also two other readings; ↓ كَذَّبُوا and كَذَبُوا: accord. to the former, the verb refers to the people to whom the apostles were sent; and ظنّوا means “ they knew: ” accord. to the latter, the words mean, “ They (the people above mentioned) thought that they (the apostles) had broken their promise. ” (Jel.) b15: مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى [The mind did not belie what he saw.] (Kur liii. 11.) b16: كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ [His soul lied to him:] his soul made him to desire things, and to conceive hopes, that could scarcely come to pass. (K.) Hence the soul is called الكَذُوبُ.

You say in the contr. case, صَذَقَتْهُ نفسه, and الكَذُوبُ. (TA.) See كَذُوبٌ, and art. صدق. b17: Hence, كَذَبَ عَلَيْهِ signifies It rendered him active, or brisk; animated him; instigated him; incited him; (K;) as also كَذَبَهُ. (Z.) b18: Hence, كَذَبَ and كَذَبَكَ and كَذَبَ عَلَيْكَ have sometimes the same signification, though not always the same government, as عَلَيْكَ, or اِلْزَمْ; Keep to; or take to. The noun following is put in the nom. case accord. to the dial. of El-Yemen; and in the acc. accord. to the dial. of Mudar; or, as some say, is correctly put in the nom. only. (TA.) You say, كَذَبَ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا, meaning Keep to, or take to, such and such things. It is an extr. phrase. (ISk.) You also say, كَذَبْتُ عَلَيْكَ, meaning Keep thou to me: and كذبتُ عَلَيْكُمْ Keep ye to me. IAar. cites the following verse of Khidásh Ibn-Zuheyr, [in which he tauntingly compares a people to ticks]: كَذَبْتُ عَلَيْكُمْ أَوْ عِدُونِى وَعَلِّلُوا بِىَ الأَرْضَ وَالأَقْوَامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا [Keep ye to me: threaten me, and soothe by (the mention of) me the land and the peoples, O ticks of Mowdhab!]: meaning Keep ye to me, and to satirizing me, when ye are on a journey, and traverse the land mentioning me. (TA.) In like manner, يَوْمُ الأَحَدِ والخَمِيسِ كَذَبَاكَ أَوْ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ والثَّلَاثَاءِ, in a trad. respecting the proper days for being cupped, signifies Keep thou to Sunday and Thursday, or Monday and Tuesday. (IAth, Z.) The verb is thus used after the manner of a proverb, and is invariable [as to tense], being constantly in the pret. tense, connected [literally or virtually, when explained by عَلَيْكَ followed by the prep. ب, or by إِلْزَمْ,] only with the person addressed, and in the sense of the imperative. كذباك here [lit.] signifies Let them render thee active, or brisk, and animate thee, instigate thee, or incite thee. (Z.). [A trad. of 'Omar, quoted below, presents another instance to which this signification is said to apply.] b19: Or كَذَبَ denotes instigation, or incitement, of the person addressed, to keep to the thing that is mentioned; as in the saying of the Arabs, كَذَبَ عَلَيْكَ العَسَلُ, meaning Eat thou honey: but the explanation of this is, (The relinquisher of) honey hath erred [to thee; i. e., in his representation of its evil qualites &c.; which is equivalent to saying, Eat, or keep to, honey]: العَسَلُ being put for تَارِكُ العَسَلِ. [See also 1 in art. عسل.] In like manner, the saying of 'Omar, كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ &c., (see below,) signifies Keep ye to the performance of the pilgrimage, &c.: [or (the relinquisher of) the pilgrimage hath erred to thee in his representation of it: therefore it means as above]. (IAmb.) Accord. to IAmb the noun signifying the object of instigation [which may also be called the cause thereof] cannot be rightly put in the acc. case: if so put, the verb is without an agent. (TA.) [But see what is said on this point in the remarks on the trad. of 'Omar below.] b20: Or the verb in a case of this kind signifies أَمْكَنَ: thus, كَذَبَكَ الحَجُّ signifies The performance of the pilgrimage is possible, or practicable, to thee: therefore [it means] Perform thou the pilgrimage. (ISh.) b21: Or أَمْكَنَ is its original signification; and the meaning intended is Keep to; as in the ex. كَذَبَ العَتِيقُ. (Aal.) b22: 'Antarah, addressing his wife 'Ableh, says; or, accord. to some, the poet is Khuzaz Ibn-Lowdhán; كَذَبَ العَتِيقُ وَمَآءُ شَنٍّ بَارِدٌ

إِنْ كُنْتِ سَائِلَتِى غَبُوقًا فَاذْهَبِى (TA.) i. e., Keep thou to the eating of dates, and to the cool water of an old, worn-out, skin: if thou ask me for an evening's drink of milk, depart: for I have appropriated the milk to my colt, which is profitable to me, and may preserve me and thee: (L:) العتيق is in the nom. case accord. to the dial. of El-Yemen: but in the acc. accord. to that of Mudar. (TA.) b23: Er-Radee [reading العتيقَ] cites this verse as a proof that كَذَبَ, originally a verb, has become a verbal noun, signifying اِلْزَمْ. (TA.) But he is the only one who asserts it to be a verbal noun. (MF.) b24: Also, Mo'akkir El-Bárikee says, وَذُبْيَانِيَّةٍ أُوْصَتْ بَنِيهَا بِأَنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ وَالقُرُوفُ And many a woman of Dhubyán charged her sons by [saying], Keep to the red garments (اكسية), and the bags (or receptacles) of leather tanned with pomegranate-bark. She charged them to take plenty of these two things as spoil from the tribe of Nemir, if they should prevail over them. (Aboo-'Obeyd El-Kásim Ibn-Selám.) b25: كذب is also said to have the same meaning in the words of the trad. كَذَبَ النَّسَّابُونَ [Keep to those skilled in genealogy:] or Regard is to be had to what is said by those skilled in genealogy: another meaning to which is assigned below. (TA.) b26: It sometimes signifies It is incumbent, or obligatory. So in the following: (a trad. of 'Omar: TA:) كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرَةُ كَذَبَ عَلَيْكُمُ الجِهَادُ ثلَاثَةُ

أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ [The performance of the pilgrimage is incumbent on you: the performance of (the rites called) العمرة is incumbent on you: warring (for the sake of religion) is incumbent on you: three expeditions are incumbent on you]: (S, * K:) or كذب, here, is from كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ, “ his soul made him to desire things, and to conceive hopes, that could scarcely come to pass; ” and the meaning is let [the expectation of the reward which will follow] the performance of the pilgrimage render thee active, or brisk, and animate thee, instigate thee, or incite thee, to the act: [and so of the rest of the trad.: but here I should observe, that, for لِيَكْذِبَكَ and لِيُنَشِّطَكَ and يَبْعَثَكَ, in the CK, we should read لِيَكْذِبْكَ &c.:] (K:) b27: or, as ISk says, كذب, here, seems to denote instigation, or incitement, meaning عَلَيْكُمْ بِهِ keep ye to it; and is an extr. word with respect to analogy: (S:) b28: accord. to Akh., الحجّ is governed in the nom. case by كذب; but as to the meaning, it is in the acc.; because the meaning is a command to perform the pilgrimage; as when you say, أَمْكَنَكَ الصَّيْدُ [“ the game hath become within thy power, or reach ”], meaning “ shoot it, ” or “ cast at it: ” (S:) he who puts الحجّ in the acc. case, [agreeably with one relation of the trad., TA,] makes عليك [or عليكم] a verbal noun; and in كذب is [implied] the pronoun which refers to الحجّ [and which is the agent of the verb]; (K;) or the agent is implied in كذب, and explained by what follows it; (Sb;) [so that] the meaning is كَذَبَ الحَجُّ عَلَيْكُمُ الحَجَّ: (Z:) or, [as shown above,] كذب is a verbal n., meaning الْزَمْ, and الحجّ is in the acc. case as governed by it: (Er-Radee:) though its being in the acc. case, accord. to some, is altogether unknown: (TA:) b29: [or the meaning is as stated before on the authority of ISh.:] b30: or the trad. means كَذَبَ عَلَيْكَ الحَجُّ إِنْ ذُكِرَ

أَنَّهُ غَيْرُ كَافٍ هَادِمٍ لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ [(the relinguisher of) the pilgrimage hath erred to thee if it have been spoken of (by him) as not sufficient, (and as not) abolishing the sins, or offences, (committed) before it: agreeably with the explanation by IAmb, given above]. (K.) b31: كَذَبَ He said what was false unintentionally; committed a mistake, or error. The verb is used in this sense by the people of El-Hijáz, and the rest of the Arabs have followed them in so using it. (Towsheeh.) A2: كَذَبَ is also said to signify He spoke truth; so as to bear two contr. meanings: and thus, كَذَبَ النَّسَّابُونَ may signify Those skilled in genealogy have spoken truth: but another explanation of this saying is given in this art. (MF, &c.) A3: كَذَبَتْ عَفَّاقَتُكَ [and the like] Thou brokest wind. (S in art. عفق.) 2 كذّبه, inf. n. تَكْذِيبٌ, (and كِذَّابٌ, TA, and تَكْذِبَةٌ [like تَجْرِبَةٌ &c.], occurring in the TA, voce لَهَبَةٌ, &c.) He made, or pronounced, him a liar; an utterer of falsehood; or a sayer of what was untrue: (K:) he attributed, or ascribed, to him lying, untruth, mendacity, or the speaking untruth: (Msb:) and (Msb) [accused him of lying:] he gave him the lie; said to him, “ Thou hast lied, ” &c. (S, Msb.) See also 4. b2: كذّب بِالأَمْرِ, inf. n. تَكْذِيبٌ and كِذَّابٌ (K: the latter inf. n. of the dial. of El-Yemen: Ks, Fr) and كِذَابٌ, (TA,) He rejected, disallowed, denied, disacknowledged, disbelieved in, or discredited, the thing; syn. أَنْكَرَهُ; (K;) as also كذّبهُ, and ↓ كَذَبَهُ. (Jel, liii. 11.) Ex. وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا [And they rejected our signs, with rejection: Kur, lxxviii. 28]. (S.) And كَذَّبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى, and ↓ كَذَبَ: see art. فأد, and see 1. b3: كذّب عَنْهُ (assumed tropical:) He repelled from him, [or defended him]; syn. رَدَّ عَنْهُ; namely, a man. (K.) [See exs. voce عوّى, in art. عو.]

A2: حَمَلَ فَمَا كَذّب, inf. n. تَكْذِيبٌ, (tropical:) He charged, and was not cowardly, (S, K,) and did not retreat. (TA.) حَمَلَ ثُمَّ كذّب He charge, and then was cowardly, or did not charge with earnestness, or sincerity: (S:) b2: or falsified the opinion formed of him: or made a false charge. (A.) كذّب عَنَ قِرْنِهِ He charged, and then retreated from his adversary. (Sh.) كذّب القِتَالَ He was cowardly in fight. التَّكْذِيبُ in fighting is the contr. of الصِّدْقُ. (TA.) b3: كذّب السَّيْرَ [He slackened his pace, or became slow, after giving promise of being quick;] he did not proceed in his journey with energy. (TA.) b4: مَا كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ كَذَا (so in the TA, and in a MS. copy of the K: in the CK, and in two copies of the S, مَا كَذَبَ:) (tropical:) He did not delay to do so: (S, K:) he was not cowardly and weak, and did not delay to do so. (TA.) A3: كذّب عَنْ أَمْرٍ قَدْ أَرَادَهُ (tropical:) He abstained, or desisted, or drew back by reason of fear, from a thing that he had desired to do. (K.) b2: كذّب (and ↓ كَذَبَ, TA,) (assumed tropical:) He (a wild beast) took a run, and then stopped to see what was behind him, (K,) whether he were pursued or not. (TA.) 3 كَاذَبْتُهُ, inf. n. مُكَاذَبَةٌ and كِذَابٌ, I lied, &c., to him, and he to me. (K, * TA.) 4 اكذبهُ He found him a liar; an utterer of falsehood; or a sayer of what was untrue: (S, K:) or he said to him, “ Thou hast lied ”: &c.: (TA:) or this verb bears the former of these two significations, and ↓ كذّبه signifies the latter: (S:) or اكذبه signifies he shewed him that he had told a lie, &c.: (Zj:) or اكذبه signifies he announced that he had told, or related, a lie, &c.: and ↓ كذّبه, he announced his being a liar, &c.: (Ks, S:) or اكذبه and ↓ كذّبه are syn.: but the former sometimes signifies he incited, urged, or induced, him to lie, &c. (a signification assigned to it in the K): and sometimes, he made manifest, or proved, his lying, &c. (a signification also assigned to it in the K): and he found him a liar, &c. (Th, S, * TA.) A2: اكذب, inf. n. إِكْذَابٌ, (tropical:) He, being called to, or shouted to, remained silent, feigning to be asleep. (AA, K.) 5 تكدّب He affected lying: or he lied purposely (تَكَلَّفَ الكَذِبَ). (S, K.) He told a lie; [like كَذَب.] (MA, KL.) [See also an instance in which it is trans., meaning He spoke falsely, voce تزعّم.] b2: تكذّبهُ, (K,) and تكذّب عَلَيْهِ, (TA,) He asserted that he was a liar. (K.) Aboo-Bekr Es-Siddeek says, رَسُولٌ أَتَاهُمْ صَادِقًا فَتَكَذَّبُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَسْتَ فِينَا بِمَا كِثِ

[An apostle came to them, speaking truth; but they brought a charge of lying against him, or asserted him to be a liar, and said, Thou shalt not stay among us]. (TA.) 6 تكاذبوا They lied, &c., one to another. (S.) See also تَصَادَقَا.

كَذْبٌ and كَذِبٌ and كَذَبٌ and كُذْبٌ i. q. كَدْبٌ &c. (K, art. كدب.) كَذِبٌ and ↓ أُكْذُوبَةٌ [pl. أَكَاذِيبُ] (S, K) and ↓ كُذْبَى and ↓ مَكْذُوبٌ (K: this last a pass. part. n. used in the sense of an inf. n., as is said to be done in only four other instances: MF) and ↓ مَكْذُوبَةٌ (S, K: a fem. pass. part. n. which is less used in this manner than a masc.: TA [or perhaps an inf. n., as its contr. مَصْدُوقَةٌ is said to be:]) and ↓ مَكْذَبَةٌ (K: a meemee inf. n. agreeable with analogy: TA) and ↓ مُكْذُبَةٌ (CK: omitted in a MS. copy, and in the TA) and ↓ كَاذِبَةٌ (S, K) and ↓ كُذْبَانٌ and ↓ كُذَّابٌ (K) and ↓ تَكْذَابٌ (L, art. مسح,) are synonymous: (S, K) [all of these are regarded by some as inf. ns., signifying The act of lying; uttering a falsehood; or saying what is untrue: by others, all but the first seem to be regarded as simple substantives, signifying a lie; a falsehood; an untruth; a fiction; a fable: and the first, being an inf. n., is often used as a subst.] b2: إِنَّ بَنِى

↓ نُمَيْرٍ لَيْسَ لَهُمْ مَكْذُوبَةٌ [Verily no lying, or lie, is attributable to the sons of Numeyr] is related as a phrase of the Arabs. (Fr.) b3: إِنَّ بَنِى فُلَانٍ

↓ لَيْسَ لِحَدِّهِمٌ مَكْذُوبَةٌ; i. e., كَذِبٌ; [Verily no falsity is attributable to the valour of the sons of such a one]. (S.) b4: ↓ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ [Kur lvi. 2,] signifies There shall be no rejecting its happening [as a falsity]: كاذبة being here an inf. n.: (Fr) or كاذبة is here a subst. put in the place of an inf. n., like عَاقِبَةٌ and عَافِيةٌ and بَاقِيَةٌ. (S.) b5: ↓ لَا مُكْذَبَةَ, and ↓ لا كُذْبَى, and ↓ لا كُذْبَانَ, I do not accuse thee of lying; or make thee a liar: (TA:) [and in like manner] لَا كُذْبَ لَكَ, and لا كُذْبَى لَكَ, signify لا تَكْذِيبَ There is no accusing thee of lying; or making thee a liar. (Lb.) b6: الشِّعْرِ ↓ تَكَاذِيبُ [The lies of poetry]. (TA.) b7: جَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ, [Kur xii. 18, They brought, upon his shirt, false blood]: كذب here means ↓ مَكْذُوبٍ: (Fr and Abu-l- 'Abbás:) or is for ذِى كَذِبٍ, meaning مَكْذُوبٍ فِيهِ: (Zj:) or the blood is termed كذب because he (Jacob) was told a lie thereby. (Akh.) See another reading in art. كدب.

كُذْبَى: see كَذِبٌ.

كَذْبَانٌ: see كَاذِبٌ.

كُذْبَانٌ: see كَذِبٌ.

الكَذُوبُ and الكَذُوبَةُ (tropical:) Names of the soul. (Az, K.) See 1. b2: صَدَقَتْهُ الكَدُوبُ, [The soul (i. e. his soul) told him truth:] the soul diverted him, or hindered him, or held him back, from an undertaking, causing him to imagine himself unable to prosecute it. (TA.) One says so of a man who threatens another, and then belies himself, and is cowardly and weak. (AA.) Fr cites this hemistich: حَتَّى إِذَا مَا صَدَقَتْهُ كُذُبُهْ Until, when his souls told him the truth, or diverted him, &c.: the poet assigning souls to the person spoken of because of the several opinions of the soul. (TA.) كَذَّابٌ: see كَاذِبٌ.

كُذَّابٌ: see كَذِبٌ.

كَذَّابَةٌ (assumed tropical:) A piece of cloth that is dyed of various colours, or figured, as though it were embroidered, and stuck to the ceiling of a chamber: so called because one would imagine that it [meaning what is figured] is upon the ceiling, whereas it is upon a piece of cloth beneath the ceiling. (A, L.) كَاذِبٌ and ↓ كَذَّابٌ (fem. with ة, TA,) and ↓ كَذُوبٌ and ↓ كُذَبَةٌ (S, K) and ↓ كَذُوبَةٌ and ↓ تِكِذَّابٌ (like تِصِدَّاقٌ, TA) and ↓ كَذْبَانٌ (K) and ↓ كَيْذُبَانٌ (S, K) and ↓ كَيْذَبَانٌ (Az, K) and ↓ مَكْذَبَانٌ and ↓ مَكْذَبَانَةٌ and ↓ كُذُبْذُبٌ and ↓ كُذُّبْذُبٌ (S, K; neither of which last two words has its like in measure, IJ) and ↓ كُذُبْذُبَانٌ (K) epithets, applied to a man, from كَذَبَ “ he lied, &c.: ” (S, K, &c.:) [the first word a simple epithet, signifying Lying, &c.; or a liar: each of the others an intensive epithet, signifying Lying, &c., much; mendacious; or a great, or habitual, liar]. Pl. of the first word [كَاذِبُونَ and] كُذَّبٌ; and of the third, كُذُبٌ: (S:) or, accord. to some, the last is pl. of كَاذِبٌ, contr. to analogy; or pl. of كِذَابٌ, which is an inf. n. used as an intensive epithet. (MF.) b2: See كَذِبٌ b3: نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ, [in the Kur xcvi. 16,] signifies ناصيةٍ كاذبةٍ صَاحِبُهَا [By] a forelock whose owner is a liar. (TA.) b4: Of the same kind is the expression ↓ رُؤْيَا كَذُوبٌ, meaning رؤيا صَاحِبُهَا كَاذِبٌ [A dream whereof the dreamer finds it to be false, or vain; i. e. a false, or vain, dream]. (TA.) [See also a verse cited voce خَيَالٌ.] b5: قَدْ يَصْدُقُ ↓ إِنَّ الكَذُوبَ [Verily the habitual liar in some few instances speaks truth]. A proverb. (TA.) b6: نَاقَةٌ كَاذِبٌ, and ↓ مُكَذِّبٌ, (tropical:) A she-camel that, being covered by the stallion, raises her tail, and then returns without conceiving. (En-Nadr, K.) b7: حَمْلَةٌ كَاذِبَةٌ, and ↓ مَكْذُوبَةٌ [لَهَا? (see مَصْدُوقَةٌ),] (tropical:) A charge that is followed up with cowardice and retreating. (TA.) A2: الكَذَّابَانِ An epithet applied to Museylimeh El-Hanafee and El-Aswad El-'Ansee. (K.) [Each of them is called الكذّاب.]

أَكْذَبُ [More and most, lying, or mendacious]: see an ex. voce سُهَيْلَة.

أُكْذُوبَةٌ: see كَذِبٌ.

تَكْذَابٌ and تَكَاذِيبُ: see كَذِبٌ.

مَكْذَبَةٌ: see كَذِبٌ.

مُكْذُبَةٌ: see كَذِبٌ.

مَكْذُوبٌ: see كَذِبٌ b2: [One to whom a lie, falsehood, or untruth, is told: see كُذِبَ.] Ex.

كُلُّ امْرِئٍ بِطَوَالِ العَيْشِ مَكْذُوبُ Every man, in respect of the length of life, is lied to [by his own soul]. A proverb. (Meyd, &c.) b3: قَوْلٌ مَكْذُوبٌ [originally مَكْذُوبٌ فِيهِ] A false saying, or lie; [lit.] a saying in which a falsehood, or lie, is told. (M, TA, voce مَقْتُوتٌ.) مَكْذُوبَةٌ: see كَذِبٌ.

A2: A weak woman. (IAar, K.) b2: A virtuous woman. (TA.) مَكَاذِبُ [signifying lies, falsehoods, or untruths,] is said to be a word that has no proper sing.: or it is pl. of كَذِبٌ, contr. to analogy: or its sing. is مَكْذَبٌ: like as is said of مَحَاسِنُ and مَذَاكِرُ

&c. (MF.)
(ك ذ ب) : (أَكْذَبَ) نَفْسَهُ بِمَعْنَى كَذَّبَهَا عَنْ اللَّيْثِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَقَرَّ بِالْكَذِبِ.
بَاب الْكَذِب

المين والزور والتخرص والإفك وَالْبَاطِل والخطل والعند والتزيد واللغو والانتحال والولع والبهت وفجر ووكع 
(كذب)
كذبا وكذبا وكذابا أخبر عَن الشَّيْء بِخِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي الْوَاقِع وَعَلِيهِ أخبر عَنهُ بِمَا لم يكن فِيهِ وَأَخْطَأ يُقَال كذب الظَّن والسمع وَالْعين والرأي وَالشَّيْء لم يتَحَقَّق مَا يبْنى عَنهُ وَمَا يُرْجَى مِنْهُ يُقَال كذب الْبَرْق والطمع وَفُلَانًا أخبرهُ بِالْكَذِبِ وَيُقَال كذبه الحَدِيث وَيُقَال كذبت فلَانا نَفسه حدثته بالأماني الْبَعِيدَة وَيُقَال كذب نَفسه وكذبته عينه أرته مَا لَا حَقِيقَة لَهُ فَهُوَ كَاذِب (ج) كذب وَهِي كَاذِبَة (ج) كواذب
كذب: كذب: خدع، أوهم، غشّ. ويقال: كذبة (دي يونج، المقري 299:2، 540) وقد صححها فليشر في (الإضافات وبريشت ص89).
كذب على فلان (بوشر) وفيه خدعه وغشه (بدرون ص296، ألف ليلة 88:1) وربما قيل كذب إلى فلان (بدرون ص296) وقد يتعدى إلى مفعولين فيقال: كذبة الحديثَ (فليشر وبريشت).
كذب عليه: خدعه متعمداً، غرَّ، موَّهَ عليه (بوشر) (طلى عليه).
ففي رياض النفوس (ص57 ق): وقال الله يعلم أني ما قلتُ إلا ما أخبرني به أبو بكر وما كذبتُ عليه.
كَذَّب به: اعتقد أن الأمر ليس حقاً، وأنكره. (معجم الطرائف ص46).
كَذَّب: حارب بفتور وضعف وخَوَر، وبلا قوّة وبأس، ففي ياقوت (188:3): إذا حملنا لم نصبر ونكذب.
كَذَّب (السلاح الناري): لم تنطلق قذيفته. (بوشر).
كذَّب الجمعية: غادر الجمعية بلا استئذان وتركها، ولم يلقها بعد أن وعد بلقائها. (بوشر).
أكْذب فلاناً خدعه بالأكاذيب (ويجزر ص28، ص96 رقم 119).
كَذِب: مُلفَّق، مُختلَق. (بوشر، القرآن الكريم 18:12).
كذْبَة: فرية، كذبة نيسان، وهي أُكذوبة يتعابث بها بعض الناس في أول هذا الشهر من كل سنة (فوك، بوشر).
كُذاب. مرجان كُذَاب: مرجان مزيّف. (بركهارت فوييه ص270).
كَذُوبَة: مختلق. (المعجم اللاتيني- العربي).
كَذُوبَة: كذبة. (بوسييه).
كذّاب: مزيّف، يقال مثلاً: لؤلؤ كذّاب. (بوشر).
كاذب. الكاذب: صنف نبات اسمه العلمي: Origanum dictamnus ( ابن البيطار 518:2).
تكَذُّب: اشتعال الفتيلة دون أن تنطلق القذيفة. (بوشر).
كذب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر كذب عَلَيْكُم الْحَج كذب عَلَيْكُم الْعمرَة كذب عَلَيْكُم الجِهادُ ثَلَاثَة أسفار كذبن عَلَيْكُم. قَالَ الْأَصْمَعِي: معنى كذب عَلَيْكُم معنى الإغراء أَي عَلَيْكُم بِهِ وَكَأن الأَصْل فِي هَذَا أَن يكون نصبا وَلكنه جَاءَ عَنْهُم بِالرَّفْع شاذا على غير قِيَاس قَالَ: وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك أَنه مَرْفُوع قَول الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

كذبتُ عَلَيْك لَا تزالُ تقوفني ... كَمَا قافَ آثارَ الوسيقةِ قائفُ

فَقَوله: كذبتُ عَلَيْك إِنَّمَا أغراه بِنَفسِهِ أَي عَلَيْك [بِي -] فَجعل نَفسه فِي مَوضِع رفع أَلا ترَاهُ قد جَاءَ بِالتَّاءِ فَجَعلهَا أُسَمِّهِ وَقَالَ معقر الْبَارِقي: [الوافر] وذُبْيَانِيّةٍ أوصَتْ بَنِيها... بأنْ كَذَبَ القراطِفُ والقُروفُ

القراطِف: القِطف وَاحِدهَا قَرْطف والقروف: الأوعية. قَالَ: فَرفع وَالشعر مَرْفُوع وَمَعْنَاهُ: عَلَيْكُم بالقراطف والقروف. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يُحَقّق الرّفْع أَيْضا قَول عمر: ثَلَاثَة أسفار كذبن عَلَيْكُم قَالَ: وَلم أسمع فِي هَذَا حرفا مَنْصُوبًا إِلَّا فِي شَيْء كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يحكيه عَن أَعْرَابِي نظر إِلَى نَاقَة نِضو لرجل فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْك البزرَ والنَّوى وَلم أسمع [أحدا يَحْكِي -] فِي هَذَا نصبا غير قَول أبي عُبَيْدَة هَذَا. قَالَ ابْن علية: وَالْعرب تَقول للْمَرِيض: كذب عَلَيْك العسلَ كذب عَلَيْك كَذَا وَكَذَا أَي عَلَيْك بِهِ. 95 - / الف
ك ذ ب

هو كذوب وكذّاب وكذبة وكيذبان، وكذب أخاه كذباً وكذّاباً، " وليس لمكذوب رأى ". وكاذبه مكاذبة وكذاباً، " والصدوق لا يكذب ". وتكذّب: تكلّف الكذب، وكذّبه وكذّب به: جعله كاذباً بأن وصفه بالكذب. وهو من تكذيب العرب. وجاء بأكذوبة وأكاذيب. وواعدني فأكذبته: وجدته كاذباً.

ومن المجاز: " حمل فلان ثم كذّب " إذا جبن ونكل ومعناه كذذب الظنّ به أو جعل حملته كاذبة غير صادقة. وكذب لبن الناقة وكذّب: ذهب، وكذبت الناقة وكذّبت، وناقة كاذب ومكذذبٌ: رجعت حائلاً بعد ما ضربت وشالت. وكذب عنا الحر: انكسر. قال البعيث:

إذا كذبت عنّا الظهيرة قرّبت ... لحين رواح القوم خوصٌ عيونها

وجرى الوحشيُّ ثم كذّب أي وقف. وما كذّب أ، فعل كذا: ما أبطأ. وكذب السير إذا لم يجدّ، كما يقال: صدق السير إذا جدّ، وكذب القوم السرى إذا لم يقدروا عليه. قال الأعشى:

إذا كذب الآثمات الهجيرا

وكذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له. قال الأخطل:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرّباب خيالاً

وليس لجدّهم مكذوبة: كذبق. ولبس الكذّابة وهي ثوب منقوش بألوان الصّبغ كأنه موشيٌّ. وكذب نفسه وكذبته نفسه إذا حدّثها أو حدّثته بالأماني البعيدة والأمور التي لا يبلغها وسعه ومقدرته، ومنه قيل للنفس: الكذوب. قال:

فأقبل نحوي على قدرةٍ ... فلما دنا صدقته الكذوب

وقال:

حتى إذا ما صدّقته كذبه

جعل له نفوساً لتفرّق رأيه وانتشاره، ومنه قالوا: كذبك الأمر، وكذب عليك " ثلاثة أسفار كذبن عليكم "، " كذبتك الظهائر ": للمنقرس وقد شرح في كتاب الفائق في الأخبار أمره وأعطيَ حظّه من التحقيق.

كذب


كَذَبَ(n. ac. كَذْبَة
كِذْب
كِذْبَة
كَذِب
كِذَاْب
&
كِذَّاب
a. Lied, told a falsehood; was a liar; erred; deceived
disappointed, proved fallacious; failed.
b. [acc. & Min], Lied to .... about.
c. Lied to, belied.
d. [Fī], Was slow in ( his pace: camel ).
e. Abated; passed away.
f. ['Ala], Lied against.
g. ['Ala], Animated; instigated.
h. ['Ala], Kept to.
i. ['Ala], Was incumbent upon.
j. [pass.], Was accused falsely.
k. [pass.], Was told a lie.
l. Covered (stallion).
m. Spoke the truth.

كَذَّبَa. Pronounced, declared a liar; gave the lie to;
contradicted; belied.
b. [Bi], Disbelieved, discredited, disallowed
disacknowledged, rejected; denied.
c. ['An], Defended.
d. Retreated, ran away.
e. Was cowardly in (fight).
f. ['An], Ran away from; desisted, drew back from.
g. Slackened ( his speed ).
كَاْذَبَa. see I (c)
أَكْذَبَa. see II (a)b. Found, proved a liar.
c. Made, caused to lie.
d. Feigned to be asleep ( when called ).

تَكَذَّبَa. Lied, was addicted to lying.
b. [acc.
or
'Ala], Called, considered a liar.
تَكَاْذَبَa. Lied to each other.

إِسْتَكْذَبَa. see II (a)
كِذْب
a. [ coll. ]
see 5
كُذْبَىa. see 5 (a)
كَذِبa. Lie, falsehood, untruth; falsity.
b. Fiction, fable.
c. Deceit, imposture, fraud.

كُذَبَةa. Mendacious; cheat, impostor, deceiver; liar.

أَكْذَبُa. Falser; falsest. —
مَكْذَبَة
17t
مَكْذُبَة
(pl.
مَكَاْذِبُ)
see 5 (a)
كَاْذِب
(pl.
كَذَبَة
كُذَّب & reg. )
a. Lying, mendacious, untruthful; false, deceitful;
fallacious, deceptive; liar; story-teller.

كَاْذِبَةa. fem. of
كَاْذِبb. see 5 (a)c. Falsity; imposture.

كِذَاْبa. see 5 (a) (b).
كَذُوْب
(pl.
كُذُب)
a. see 21b. [art.], The soul.
كَذُوْبَةa. see 21 & 26
(b).
كَذَّاْبa. see 9t & 21
كَذَّاْبَةa. Figured cloth used for covering ceilings.

كُذَّاْبa. see 5 (a)
كَذْبَاْنُa. see 21
كُذْبَاْنa. see 5 (a)
تَكْذَاْب
(pl.
تَكَاْذِيْب)
a. see 5 (a) (b).
N. P.
كَذڤبَa. see 5 (a)b. Deceived.
c. ['Ala], Accused falsely.
d. False (saying).
مَكْذُوْبَة (pl.
مَكَاْذِيْبُ)
a. see 5 (a)b. Weak (woman).
c. Virtuous (woman).
مُكْذُبَة
a. see 5 (a)
أُكْذُوْبَة (pl.
أَكَاْذِيْبُ)
a. see 5 (a)
كَيْذَُبَان
a. see 21
تِكِذَّاب مَكْذَبَان مَكْذَبَانَة
a. see 21
كُذُبْذُب كُذُبْذَبَان
a. see 21
كَذَّبَ نَفْسَهُ
أَكْذَبَ نَفْسَهُ
a. He belied himself, contradicted himself.

مَا كَذَّبَ أَنْ يَفْعَل
ذٰلِك
a. He did not delay, did not fail to do that.

كَذَج
a. Asylum, refuge.
كذب
الكَذِبُ: مَعْروفٌ، وهو الكِذَابُ. يَكْذِبُكَ كَذِباً: أخْبَرَكَ بالكَذِبِ. ويُكَذبُكَ تَكْذِيباً: لم يُصَدقْ حَدِيْثَكَ. وهو كاذِبٌ وكَذُوْبٌ.
وقُرِىءَ قولُه عزَّ وجل: " فإنَّهم لا يُكَذبُوْنَكَ " ولا يُكْذِبُوٍنَكَ، فَمَنْ ثَقَلَ فَمَعْناه لا يَسْتَطِيْعُونَ أن يَجْعَلُوه كاذِباً. ومَنْ خَفف فمعناه: فإِنَهم لا يقولون كَذَبْتَ، وأكْذَبْتُ الرَّجُلَ: إذا أخْبَرْتَ أنَّه جاءَ بالكَذِب.
وقولُه تعالى: " َلغْواً ولا كِذَاباً " - خَفِيْفَةً -: أي ولا كَذِباً، و " لا كِذّاباً " أرادَ التَّكْذِيْبَ.
والكُذُبْذُبُ والكُذُّبْذُبُ: الكَذِبُ. وهو الكاذِبُ أيضاً، وجَمْعُه كَذَاذِبُ. ورَجُلَ كَيْذَبَانٌ وكَيْذُبَانٌ وأُكَيْذِبانٌ: أي كاذِبٌ. وفيه كَيْذَبَانٌ: أي كَذِبٌ. وبَيْنَهم أُكْذُوْبَةٌ: أي يَتَكاذَبُوْنَ.
وتقول: كَذِبْتَ وفَجِرْتَ - بالكَسْر -.
وفي المَثَل: ليس لِمَكْذُوْبٍ رَأْيٌ.
والعَرَبُ تُسَمّي النَّفْسَ: الكَذُوْبَ، وجَمْعُها كُذُبٌ.
ويُقال: كَذَبَ عليكم الحَجُّ: أي وَجَبَ عليكم، ولا يُصَرَّفُ وُجُوهُ الفِعْل منه.
وأنْشَدُوا:
كَذَبْتُ عليكم أوْعِدُوني وعَلَّلُوابيَ الأرضَ والأقوامَ قِرْدَانَ مَوْظِبا أي عليكم بهجائي فاقْطَعُوا بذِكْرِيَ الأرضَ.
ويقولون: كَذَبَتْكَ الظَّهائرُ: أي عليك بالمَشْي في حَر الظَّهائرِ.
وفي حَديث عمَرَ - رضي الله عنه -: كَذَبَ عليكم الحَجُّ، كَذَبَ عليكم الجِهَادُ، كَذَب عليكم العُمْرَةُ، ثلاثةُ أسْفَارٍ كَذَبْنَ عليكم، ومعناه الإِغراءُ، وحَقُه النَصْبُ.
وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ: أي ما انْثَنى. والتَكْذِيْبُ: الفِرَارُ.
وما كَذَّبَ أنْ يَفْعَلَ ذاكَ: أي ما لَبثَ.
وكَذّبَ الوَحْشِيُّ: إذا جَرى شَوْطاً ثم وَقَفَ ليَنْظُرَ ما وَرَاءه.
ويُقال للناقَةِ التي تُضْرَبُ فَتَشُول ثم تَرْجِع حائلاً بَعْدَ اللّقَاح: كَذَّبَتْ تَكْذِيباً فهي مُكَذِّبٌ، وكَذَبَتْ - مُخفَّفَةً - فهيَ كاذِبٌ.
وكَذَبَ لَبَنُ الناقَةِ كَذِباً: أي ذَهَبَ، وكَذَّبَ تَكْذِيباً.
والإِكْذَابُ: أنْ يُصِيْخَ ويَسْكُتَ ويُرِي أنَه نائمٌ وهو كالإِطْرَاق.
والكَذّابَةُ: ثَوْبٌ يُنقَشُ بألْوانِ الصِّبْغ كأنَّه مُوَشّىً.
ك ذ ب : كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الذَّالِ فَالْكَذِبُ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ سَوَاءٌ فِيهِ الْعَمْدُ وَالْخَطَأُ وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَ الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْإِثْمُ يَتْبَعُ الْعَمْدَ وَأَكْذَبَ نَفْسَهُ وَكَذَّبَهَا بِمَعْنَى اعْتَرَفَ بِأَنَّهُ كَذَبَ فِي قَوْلِهِ السَّابِقِ وَأَكْذَبْتُ زَيْدًا بِالْأَلِفِ وَجَدْتُهُ كَاذِبًا وَكَذَّبْتُهُ تَكْذِيبًا نَسَبْتُهُ إلَى الْكَذِبِ أَوْ قُلْت لَهُ كَذَبْت قَالَ الْكِسَائِيُّ وَتَقُولُ الْعَرَبُ أَكْذَبْتُهُ بِالْأَلِفِ إذَا أَخْبَرْتُ بِأَنَّ الَّذِي حَدَّثَ كَذِبٌ وَرَجُلٌ كَاذِبٌ وَكَذَّابٌ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل: 27] فِيهِ أَدَبٌ حَسَنٌ لِمَا يَلْزَمُ الْعُظَمَاءَ مِنْ صِيَانَةِ أَلْفَاظِهِمْ عَنْ مُوَاجَهَةِ أَصْحَابِهِمْ بِمُؤْلِمِ خِطَابِهِمْ عِنْدَ احْتِمَالِ خَطَئِهِمْ وَصَوَابِهِمْ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ الْمُنَافِقِينَ {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] ثُمَّ قَالَ {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] أَيْ فِي ضَمِيرِهِمْ الْمُخَالِفِ الظَّاهِرَ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ كَاذِبًا بِالْمَيْلِ لَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فَكَانَ أَلْطَفَ مِنْ قَوْلِهِ أَصَدَقْتَ أَمْ كَذَبْتَ وَمِنْ هُنَا يُقَالُ عِنْدَ احْتِمَالِ الْكَذِبِ لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ
وَنَحْوُهُ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ أَوْ غَلِطَ أَوْ لَبَّسَ فَأَخْرَجَ الْبَاطِلَ فِي صُورَةِ الْحَقِّ وَلِهَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ لَا نُسَلِّمُ وَلَكِنَّهُمْ يُشِيرُونَ إلَى الْمُطَالَبَةِ بِالدَّلِيلِ تَارَةً وَإِلَى الْخَطَإِ فِي النَّقْلِ تَارَةً وَإِلَى التَّوَقُّفِ تَارَةً فَإِذَا أَغْلَظُوا فِي الرَّدِّ قَالُوا لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. 
ك ذ ب: (كَذَبَ) يَكْذِبُ بِالْكَسْرِ (كِذْبًا وَكَذِبًا) بِوَزْنِ عِلْمٍ وَكَتِفٍ فَهُوَ (كَاذِبٌ) وَ (كَذَّابٌ) وَ (كَذُوبٌ) وَ (كَيْذُبَانٌ) بِضَمِّ الذَّالِ وَ (مَكْذَبَانٌ) بِفَتْحِ الذَّالِ وَ (مَكْذَبَانَةٌ) بِفَتْحِهَا أَيْضًا وَ (كُذَبَةٌ) كَهُمَزَةٍ وَ (كُذُبْذُبٌ) بِضَمِّ الْكَافِ وَالذَّالَيْنِ مُخَفَّفًا، وَقَدْ تُشَدَّدُ ذَالُهُ الْأُولَى فَيُقَالُ: (كُذُّبْذُبٌ) . وَ (الْكُذَّبُ) جَمْعُ (كَاذِبٍ) كَرَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (التَّكَاذُبُ) ضِدُّ التَّصَادُقِ. وَ (الْكُذُبُ) بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ (كَذُوبٍ) كَصَبُورٍ وَصُبُرٍ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُبُ» جَعَلَهُ نَعْتًا لِلْأَلْسِنَةِ. وَ (الْأُكْذُوبَةُ) الْكَذِبُ. وَ (أَكْذَبَهُ) جَعَلَهُ كَاذِبًا. وَ (كَذَّبَهُ) أَيْ قَالَ لَهُ كَذَبْتَ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: (أَكْذَبَهُ) أَخْبَرَ أَنَّهُ جَاءَ بِالْكَذِبِ وَرَوَاهُ، وَ (كَذَّبَهُ) أَخْبَرَ أَنَّهُ كَاذِبٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَدْ يَكُونُ أَكْذَبَهُ بِمَعْنَى بَيَّنَ كَذِبَهُ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى حَمَلَهُ عَلَى الْكَذِبِ. وَبِمَعْنَى وَجَدَهُ كَاذِبًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كِذَّابًا} [النبأ: 28] أَحَدُ مَصَادِرِ فَعَّلَ بِالتَّشْدِيدِ، وَيَجِيءُ أَيْضًا عَلَى التَّفْعِيلِ كَالتَّكْلِيمِ وَعَلَى التَّفْعِلَةِ كَالتَّوْصِيَةِ وَعَلَى الْمُفَعَّلِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: 19] . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: 2] وَهِيَ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْبَاقِيَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] أَيْ مِنْ بَقَاءٍ. وَ (كَذَبَ) قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى وَجَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ» وَجَاءَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «كَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ» أَيْ وَجَبَ. وَتَمَامُ بَيَانِهِ فِي الْأَصْلِ. وَ (تَكَذَّبَ) فُلَانٌ إِذَا تَكَلَّفَ الْكَذِبَ. وَ (كَذَبَ) لَبَنُ النَّاقَةِ أَيْ ذَهَبَ. 
(كذب) - في حديث المَسْعُودِى: "رَأيتُ في بَيْتِ القَاسِم كذَّابَتَين في السَّقْفِ"
الكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَق بسَقْف البَيْت، سُمِّيَتْ به لأنَّها تُوهِم أنّ تلك الصُّورةَ في السَّقْف، وإنما هي في شيءٍ دونَه.
- في حديث عُبَادةَ - رضي الله عنه -: "كَذبَ أَبُو مُحمَّد"
: أي أَخْطَأ. قال الأخطل:
كَذَبتْكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ
غَلَسَ الظَّلاَم مِن الرَّباب خَيَالَا
- ومنه الحديث الآخر: "صَدَقَ الله وكَذَبَ بَطَنُ أخِيكَ"
والخَطأ يُشبِه الكَذِب في كونه ضِدَّ الصّواب، كما أنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدق، وافْتَرقَا من حَيثُ النِّيَّةِ والقَصْد؛ لأنّ الكاذِبَ يَعلم أَنّ ما يَقولهُ مُحَالٌ باطِلٌ، والمُخطِئُ يقصِدُ الحَقَّ، وَيظُنّ أنّ ما يَقولُه صَوابٌ؛ ولهذا إذَا تبَيَّن له رجَع إليه. وحقِيقَة الكذبِ إنّما يَقع في الإخبار، وهذا الرّجُلُ في هذا ليس بمُخْبرٍ عن غَيره.
وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى أَقدارَ الصَّحابة عن الكَذِب، وشَهِد لهم بالصِّدْقِ والعَدَالَة فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} وفي مَوضعٍ آخر: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} رضي الله عنهم.
ولأبي محمد هذا صُحْبَة، واسْمه مسعُود بن زَيدٍ.
وقد يَجرِى الكَذِبُ في كلامهم مَجَرى الخُلْف، قال ذو الرُّمَّةِ:
. . . ما في سَمْعِهِ كذِبُ
- في الحديث: "لا يَصْلُح الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ"
قيل: أراد به: مَعاريض الكلامِ الذي هو كَذِبٌ من حَيثُ يَظُنُّه السَّامعُ، وصِدْقٌ من حَيْث يَقوله القائلُ، وإلّا فقد قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ، {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} .
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعدُ النّاس من خِلاف ما أَمَر الله تعالى به. وقد ورد في بعض طرق الحديث: "لم يُرخَّص فيما يقول الناسُ إنّه كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثَةٍ"
: أي ليس قائِلُه بكاذبٍ، لأنّه لم يُرِد به الكَذِبَ، وإن كان ظاهِرُه عند النّاس كَذِباً.
- ورُوى عن عُمرَ - رضي الله عنه -: "إنّ في المَعاريِض ما يُغنِي المسلمُ عن الكَذِبِ".
وعن عِمران بن حُصَين رضي الله عنه أيضًا، ورُوى مَرفوعًا: " أنّه إذَا أرادَ سَفَرًا وَرَّى بِغَيره "
كذب
قد تقدّم القول في الْكذبِ مع الصّدق ، وأنه يقال في المقال والفعال، قال تعالى:
إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
[النحل/ 105] ، وقوله: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ
[المنافقون/ 1] وقد تقدّم أنه كذبهم في اعتقادهم لا في مقالهم، ومقالهم كان صدقا، وقوله: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ
[الواقعة/ 2] فقد نُسِبَ الكَذِبُ إلى نفس الفعل، كقولهم: فعلة صادقة، وفعلة كاذبة، قوله: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ [العلق/ 16] ، يقال: رجل كَذَّابٌ وكَذُوبٌ وكُذُبْذُبٌ وكَيْذَبَانُ.
كلّ ذلك للمبالغة، ويقال: لا مَكْذُوبَة، أي: لا أكذبك، وكذبتك حديثا، قال تعالى: الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[التوبة/ 90] ، ويتعدّى إلى مفعولين نحو: صدق في قوله: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ [الفتح/ 27] . يقال:
كَذَبَهُ كَذِباً وكِذَّاباً، وأَكْذَبْتُهُ: وجدته كاذبا، وكَذّبْتُه: نسبته إلى الكذب صادقا كان أو كاذبا، وما جاء في القرآن ففي تَكْذِيبِ الصادق نحو:
كَذَّبُوا بِآياتِنا
[آل عمران/ 11] ، رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ
[المؤمنون/ 26] ، بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ [ق/ 5] ، كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا [القمر/ 9] ، كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ [الحاقة/ 4] ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
[الحج/ 42] ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [فاطر/ 25] ، وقال: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ [الأنعام/ 33] قرئ بالتخفيف والتّشديد»
، ومعناه: لا يجدونك كاذبا ولا يستطيعون أن يثبتوا كذبك، وقوله: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
[يوسف/ 110] أي: علموا أنهم تلقوا من جهة الذين أرسلوا إليهم بالكذب، ف «كذّبوا» نحو: فسّقوا وزنّوا وخطّئوا: إذا نسبوا إلى شيء من ذلك، وذلك قوله: فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
[فاطر/ 4] وقوله: فَكَذَّبُوا رُسُلِي [سبأ/ 45] ، وقوله: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ [ص/ 14] ، وقرئ: كذبوا بالتّخفيف. من قولهم: كذبتك حديثا.
أي: ظنّ المرسل إليهم أنّ المرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب، وإنما ظنّوا ذلك من إمهال الله تعالى إيّاهم وإملائه لهم، وقوله: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً
[عمّ/ 35] الْكِذَّابُ:
التّكذيب. والمعنى: لا يُكَذِّبُونَ فَيُكَذِّبُ بعضهم بعضا، ونفي التّكذيب عن الجنة يقتضي نفي الكذب عنها، وقرئ: كذابا من الْمُكَاذَبَةِ.
أي: لا يَتَكَاذَبُونَ تَكَاذُبَ الناس في الدنيا، يقال:
حمل فلان على قرنه فكذب ، كما يقال في ضدّه: صدق. وكَذَبَ لبنُ الناقة: إذا ظنّ أن يدوم مدّة فلم يدم. وقولهم: (كَذَبَ عليك الحجُّ) قيل: معناه وجب فعليك به، وحقيقته أنه في حكم الغائب البطيء وقته، كقولك: قد فات الحجّ فبادر، أي: كاد يفوت. وكَذَبَ عليك العسلَ بالنّصب، أي: عليك بالعسل، وذلك إغراء، وقيل: العسل هاهنا العسلان، وهو ضرب من العدو، والْكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُنْقَشُ بلونِ صِبْغٍ كأنه موشى، وذلك لأنه يُكَذَّبُ بحاله.
الْكَاف والذال وَالْبَاء

الْكَذِب: نقيض الصدْق.

كذب يكذب كذبا، وكذبا وكذبة، وكذبة، هَاتَانِ عَن اللحياني، وكذابا، وكذابا، انشد اللحياني:

نادت حليمة بالوداع وآذنت ... أهل الصفاء وودعت بِكَذَّابٍ

وَرجل كَاذِب، وَكَذَّاب، وتكذاب، وكذوب، وكذوبة، وكذبة، وكذبان، وكيذبان، ومكذبان ومكذبانة، وكذبذبان، وكذبذب، وكذبذب، قَالَ:

وَإِذا سَمِعت بأنني قد بعتهم ... بوصال غانية فَقل كذبذب

قَالَ ابْن جني: أما " كذبذب " خَفِيف " كذبذب " ثقيل، فهاتانلم يحكهما سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَنَحْوه مَا رويته عَن بعض اصحابنا من قَول بَعضهم: " ذرحرح " بِفَتْح الراءين.

وَالْأُنْثَى: كَاذِبَة، وكذابة، وكذوب.

وَكذب الرجل: اخبر بِالْكَذِبِ، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ لمكذوب رَأْي ".

ورؤيا كذوب: كَذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

فحيت فحياها فَهَب فحلقت ... مَعَ النَّجْم رُؤْيا فِي الْمَنَام كذوب

والاكذوبة: الْكَذِب.

والكاذبة: اسْم للمصدر: كالعاقية، وَفِي التَّنْزِيل: (لَيْسَ لوقعتها كَاذِبَة) .

وَيُقَال: لَا مكذبة، وَلَا كذبى، وَلَا كذبان: أَي لَا اكذبك.

وَكذب الرجل تَكْذِيبًا، وكذابا: جعله كَاذِبًا.

وَكَذَلِكَ: كذب بِالْأَمر تَكْذِيبًا، وكذابا، وَفِي التَّنْزِيل: (وكذبُوا باياتنا) وَفِيه: (لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا وَلَا كذابا) وَيقْرَأ: (ولَا كذابا) أَي: كذبا. عَن اللحياني، وَقَالَ اللحياني: قَالَ الْكسَائي: أهل الْيمن يجْعَلُونَ مصدر " فعلت ": فعالا، وَغَيرهم من الْعَرَب: تفعيلا.

وتكذبوا عَلَيْهِ: زَعَمُوا انه كَاذِب، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ:

رَسُول اتاهم صَادِق فتكذبوا ... عَلَيْهِ وَقَالُوا لست فِينَا بماكث

وأكذبه: ألفاه كَاذِبًا، أَو قَالَ لَهُ كذبت، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِنَّهُم لَا يكذبُونَك) قُرِئت بالتثقيل وَالتَّخْفِيف.

وكاذبة مكاذبة، وكذابا: كَذبته، وَكَذبَنِي.

وَقد يسْتَعْمل الْكَذِب فِي غير الْإِنْسَان، قَالُوا: كذب الْبَرْق والحلم وَالظَّن والرجاء والطمع.

وكذبت الْعين: خانها حسها.

وَكذب الرَّأْي: توهم الْأَمر بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ.

وكذبته نَفسه: منته بِغَيْر الْحق.

والكذوب: النَّفس، لذَلِك قَالَ:

إِنِّي وَإِن منتني الكذوب ... لعالم أَن اجلي قريب

وكذبته عفاقته: وَهِي استه، وَنَحْوه، عَن كثير.

وَكذب عَنهُ: رد.

وَأَرَادَ امراً ثمَّ كذب عَنهُ: أَي احجم.

وَكذب الوحشي، وَكذب: جرى شوطا، ثمَّ وقف لينْظر مَا وَرَاءه.

وَمَا كذب أَن فعل ذَلِك تَكْذِيبًا: أَي مَا كع وَلَا لبث.

وَحمل عَلَيْهِ فَمَا كذب: أَي مَا انثنى وَمَا جبن وَمَا رَجَعَ.

وَحَملَة كَاذِبَة: كَمَا قَالُوا فِي ضدها: صَادِقَة، وَهِي المصدوقة والمكذوبة فِي الحملة.

وَكذب عَلَيْكُم الْحَج وَالْحج، من رفع: جعل " كذب " بِمَعْنى: وَجب، وَمن نصب: فعل الإغراء، وَلَا يصرف مِنْهُ آتٍ وَلَا مصدر وَلَا اسْم فَاعل وَلَا مفعول وَله تَعْلِيل دَقِيق، وَمَعَان غامضة تَجِيء فِي الْأَشْعَار وَقد انعمت شرح ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص. وَكذب لبن النَّاقة: ذهب، هَذِه عَن اللحياني.

والكذابة: ثوب يصْبغ بالوان ينقش كَأَنَّهُ موشى.

والكذاب: اسْم لبَعض رجاز الْعَرَب.

والكذابان: مُسَيْلمَة الْحَنَفِيّ، وَالْأسود الْعَنسِي.
كذب
كذَبَ/ كذَبَ على يَكذِب، كِذْبًا وكَذِبًا وكِذابًا وكِذْبةً وكِذّابًا، فهو كاذب، والمفعول مكذوب (للمتعدِّي)
• كذَب الشَّخصُ:
1 - أخبر عن الشّيء بخلاف ما هو عليه في الواقع، عكسه صدَق "مَن كذَب في حبِّه صدَق في كرهه- لا يكذب المرءُ إلاّ من مهانتِه ... أو عادةِ السوءِ أو من قِلّةِ الأدبِ- {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} - {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} - {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} " ° كذَبتِ العينُ: أرت مالا حقيقةَ له وخانها حِسُّها- كذّب البرقُ: خدع وأضلَّ، ولم يتحقّق ما ينبئ عنه وما يُرجَى منه.
2 - أخطأ "كذب الأملُ/ الرأيُ/ الظنُّ/ العينُ- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ".
3 - مكَر وكفَر.
• كذَب فلانًا الحديثَ/ كذَب على فلان: أخبره بخلاف الواقع " {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} - {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ} " ° كذَبتَ فلانًا نفسُه: حدّثته بالأماني البعيدة- كذَبتك عينُك: أَرَتْكَ ما لا حقيقةَ له. 

أكذبَ يُكذب، إكذابًا، فهو مُكْذِب، والمفعول مُكْذَب
• أكذَب فلانًا: بيَّن كِذْبه، نسبه إلى الكذب "أكذب نفسَه: اعترف بأنه كذَب في قوله السابق- {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكْذِبُونَكَ} [ق] " ° ما أكْذَبه!: ما أكثر كذبه. 

تكاذبَ يتكاذب، تَكاذُبًا، فهو مُتكاذِب
• تكاذب القومُ: كذَب بعضُهم على بعض. 

كاذبَ يكاذب، مُكاذبةً وكِذابًا، فهو مكاذِب، والمفعول مكاذَب
• كاذبَ الرجلُ خَصْمَه: كذّب كُلٌّ منهما الآخرَ ولم يصدِّقه. 

كذَّبَ/ كذَّبَ بـ يكذِّب، تكذيبًا وكِذّابًا، فهو مُكذِّب، والمفعول مُكذَّب (للمتعدِّي)
• كذّب السِّلاحُ: تعطّل، لم تنطلق قذيفتُه.
• كذَّب الشاهِدَ: خطّأه زاعمًا أنّه لم يقل الحقّ، أو نسبه إلى الكذب "كذَّب الخبرَ: زعِم أنّه مخالف للحقيقة- كذَّب نفسَه: اعترف بأنّه كذب في قوله السابق- {إِنْ كُلٌّ إلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ} " ° تكذيب رسميّ: تصريح يثبت عدم صحَّة خبر أو ينفي حدوثَ أمر.
• كذَّب بالأمرِ: أنكره وجحده " {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} ". 

أُكْذوبة [مفرد]: ج أكاذيبُ: خبر كاذب أو مُلفَّق أو مُخْتلَق. 

تكذيب [مفرد]:
1 - مصدر كذَّبَ/ كذَّبَ بـ.
2 - تصريح يُثبت عدمَ صحَّة خبر أو ينفي حدوثَ أمر "نشرت المجلَّة تكذيبًا لما نسبته إلى أحد الأشخاص في عددها السّابق- تكذيب نبأ/ اتّهام". 

كاذِب [مفرد]: ج كاذبون وكَذَبة وكُذَّاب وكُذَّب، مؤ كاذبة، ج مؤ كاذِبات وكَواذِبُ:
1 - اسم فاعل من كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - خاطئ وخادع "بلاغ/ أمل/ قمر كاذب- قد يُزهر المجدُ الكاذب لكنه لا يثمر [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: للباطل جولة ثمّ يضمحلّ" ° الفجر الكاذب: سمِّي بذلك؛ لظهور نوره ثم ذهابه- جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم- حمل كاذب: حالة نفسيَّة وجسديّة حيث تظهر أعراض الحمل دون حصوله- يمين كاذبة. 

كِذاب [مفرد]: مصدر كاذبَ وكذَبَ/ كذَبَ على. 

كَذِب [مفرد]:
1 - مصدر كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - قول يخالف الحقيقةَ مع العِلم بها "عمود الكذب البهتان- إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُور [حديث]- {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} " ° أجنحة الكذب قصيرة- حبل الكذب قصير: لا يدوم وسرعان ما ينكشف- هذا كَذِب صُراح. 

كِذْب [مفرد]: مصدر كذَبَ/ كذَبَ على ° كِذْب في كِذْب: ليس سوى كذب، خِداع. 

كِذْبة [مفرد]: ج كِذْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - فِرْية، خبر كاذب ° كِذْبة إبريل: قول غير صادق أو مخالف للواقع يتعابث به الناسُ في أوّل شهر إبريل من كلّ سنة، ويقال لها سمكة إبريل أيضًا. 

كَذّاب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من كذَبَ/ كذَبَ على: كثير الكذب " {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ".
2 - زائف "جوهر كذَّاب". 

كِذّاب [مفرد]: مصدر كذَبَ/ كذَبَ على وكذَّبَ/ كذَّبَ بـ. 

كَذوب [مفرد]: ج كُذُب: صيغة مبالغة من كذَبَ/ كذَبَ على: كثير الكذب "إن كنْتَ كذوبًا فكن ذكورًا [مثل]: يُضرب لمن يكذب ثمَّ يَنْسَى ما قال فيُحَدِّث بخلاف ما ذكره آنفًا- {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَذُوبٌ كَفُورٌ} [ق] ". 
[كذب] الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة فمن احتجم فيوم الأحد ويوم الخميس "كذباك" أو يوم الاثنين والثلاثاء، معنى كذباك: عليك بهما، أي اليومين المذكورين، الزمخشري: هذه كلمة جرت كالمثل ولذا لم تُصرف ولزمت كونها فعلًا ماضيًا معلقًا بمخاطب وهي بمعنى الأمر، والمراد بالكذب الترغيب، من قولهم: كذبته نفسه- إذا منته الأماني، وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون، وذلك مما يرغب الرجل في الأمور، ويقولون في عكسه: صدقته نفسه، وخيّلت إليه العجز والنكد، ومن ثم قالوا للنفس: الكذوب، فمعنى كذباك: ليكذباك وينشطاك على الفعل، وقيل: كذب هنا إغراء أي عليك بهذا الأمر، وقيل: بمعنى وجب عليك. ومنه ح عمر: "كذب" عليكم الحج "كذب" عليكم العمرة "كذب" عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار "كذبن" عليكم، معناه الإغراء أي عليكم بهذه الأشياء الثلاثة، وكان وجهه النصب على الإغراء ولكنه جاء شاذًا مرفوعًا، وقيل معناه: إن قيل لا حج عليكم، فهو كذب. وقيل معناه الحث، يقول: إن الحج ظن بكم حرصًا عليه ورغبةً فيه، وقيل: معنى كذب عليكم الحج على كلامين: كأنه قال كذب الحج عليك الحج أي ليُرغبك الحج، هو واجب عليك، فأضمر الأول لدلالة الثاني عليه، ومن نصب الحج فقد جعل "سليك" اسم فعل، وفي كذب ضمير الحج، وقال الأخفش: الحج مرفوع بكذب ومعناه نصب لأنه يريد أن يأمره بالحج، كما يقال: أمكنك الصيد، يريد ارمه. ومنه ح عمر لمن شكا إليه النقرس: "كذبتك" الظهائر، أي عليك بالمشي فيها، والظهائر جمع ظهيرة: شدة الحر، وروي: كذب عليك الظواهر، جمع ظاهرة وهي ما خرج من الأرضوغلبوا أنهم قد أخلفوا ما وعدهم الله من النصر وكانوا بشرًا، فأراد بالظن ما يهجس في القلب من شبه الوسواس وحديث النفس، أو أراد بالكذب الغلط فإنهم عند تطاول البلاء توهموا أن ما جاءهم من الوحي كان غلطًا منهم، قوله: "إلا أن نصر الله قريب" جواب من الله فإن ما هو آتٍ قريب، وقيل: هو قول الرسول، وقيل: هو قولهم، أجابوا به أنفسهم، قوله: وأتباعهم، أي المؤمنون، والمظنون تكذيب المؤمنين والمتيقن تكذيب الكفار- الكشاف، قيل: ظن المرسل إليهم أن المرسل قد كذبوا أي أخلفوا بلفظ المجهول، أو أنهم كذبوا من جهة الرسل أي لم يصدقهم رسلهم في أنهم ينصرون.

كذب: الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً (2)

(2 قوله «كذباً» أي بفتح فكسر، ونظيره اللعب والضحك والحق، وقوله وكذباً، بكسر فسكون، كما هو مضبوط في المحكم والصحاح، وضبط في القاموس بفتح فسكون، وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العين إلى الفاء تخفيفاً، وقوله: وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط المحكم ونبه عليه الشارح وشيخه.) وكِذْباً وكِذْبةً وكَذِبةً: هاتان عن اللحياني، وكِذاباً وكِذَّاباً؛ وأَنشد اللحياني:

نادَتْ حَليمةُ بالوَداع، وآذَنَتْ * أَهْلَ الصَّفَاءِ، ووَدَّعَتْ بكِذَابِ

ورجل كاذِبٌ، وكَذَّابٌ، وتِكْذابٌ، وكَذُوبٌ، وكَذُوبةٌ، وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة، وكَذْبانٌ، وكَيْذَبانٌ، وكَيْذُبانٌ، ومَكْذَبانٌ، ومَكْذَبانة، وكُذُبْذُبانٌ (3)

(3 قوله «وكذبذبان» قال الصاغاني وزنه فعلعلان بالضمات

الثلاث ولم يذكره سيبويه في الأمثلة التي ذكرها. وقوله: واذا سمعت إلخ نسبه الجوهري لأبي زيد وهو لجريبة بن الأشيم كما نقله الصاغاني عن الأزهري، لكنه في التهذيب قد بعتكم وفي الصحاح قد بعتها؛ قال الصاغاني والرواية قد بعته يعني جمله وقبله:

قد طال ايضاعي المخدّم لا أرى * في الناس مثلي في معّد يخطب

حتى تأَوَّبت البيوت عشية * فحططت عنه كوره يتثأب)

، وكُذُبْذُبٌ، وكُذُّبْذُبٌ ؛ قال

جُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَمِ:

فإِذا سَمِعْـتَ بأَنـَّنِـي قد بِعْتُكم * بوِصَالِ غَانيةٍ، فقُلْ كُذُّبْذُبُ

قال ابن جني: أَما كُذُبْذُبٌ خفيف، وكُذُّبْذُبٌ ثَقِـيل، فهاتانِ

بناءَانِ لم يَحْكِهما سيبويه. قال: ونحوُه ما رَوَيْتُه عن بعض أَصحابنا، مِن قول بعضهم ذُرَحْرَحٌ، بفتح الراءَين. والأُنثى: كاذِبةٌ وكَذَّابة وكَذُوبٌ.

والكُذَّب: جمع كاذبٍ، مثل راكِـعٍ ورُكَّعٍ؛ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِي:

مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه، * إِذا اضْمَحَلَّ حديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ

أَلَيْسَ أَقْرَبَهُم خَيْراً، وأَبعدَهُم * شَرّاً، وأَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه

لا يَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللّه عندهُمُ، * إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الـحُسَّدِ الجَشِعَهْ

الوَلَعَةُ: جمع والِـعٍ، مثل كاتب وكَتَبة. والوالع: الكاذب، والكُذُبُ

جمع كَذُوب، مثل صَبُور وصُبُر، ومِنه قَرَأَ بعضُهم: ولا تقولوا لما تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ، فجعله نعتاً للأَلسنة. الفراء: يحكى عن العرب أَن بني نُمير ليس لهم مَكْذُوبةٌ. وكَذَبَ الرجلُ: أَخْبَر بالكَذِبِ.

وفي المثل: ليس لـمَكْذُوبٍ رَأْيٌ. ومِنْ أَمثالهم: الـمَعاذِرُ مَكاذِبُ. ومن أَمثالهم: أَنَّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ، وهو كقولهم: مع الخَواطِـئِ سَهْمٌ صائِبٌ. اللحياني: رجل تِكِذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكْذِبُ ويَصْدُق.

النضر: يقال للناقة التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ، ثم تَرْجِـعُ

حائلاً: مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ، وقد كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ.

أَبو عمرو: يقال للرجل يُصاحُ به وهو ساكتٌ يُري أَنه نائم: قد أَكْذَب، وهو الإِكْذابُ. وقوله تعالى: حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرُّسلُ وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا؛ قراءة أَهلِ المدينةِ، وهي قِراءة عائشة، رضي اللّه عنها، بالتشديد وضم الكاف. روي عن عائشة، رضي اللّه عنها، أَنها قالت: اسْتَيْأَسَ الرسلُ ممن كَذَّبَهم من قومهم أَن يُصَدِّقُوهم، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن من قد آمَنَ من قومهم قد كَذَّبُوهم جاءهم نَصْرُ اللّهِ، وكانت تَقْرؤُه بالتشديد، وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأَبي عمرو، وابن عامر؛ وقرأَ عاصم وحمزة والكسائي: كُذِبُوا، بالتخفيف. ورُوي عن ابن عباس أَنه قال: كُذِبُوا، بالتخفيف، وضم الكاف. وقال: كانوا بَشَراً، يعني الرسل؛ يَذْهَبُ إِلى أَن الرسل ضَعُفُوا، فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا.

قال أَبو منصور: إِن صح هذا عن ابن عباس، فوَجْهُه عندي، واللّه أَعلم، أَن الرسل خَطَر في أَوهامهم ما يَخْطُر في أَوهامِ البشر، مِن غير أَن حَقَّقُوا تلك الخَواطرَ ولا رَكَنُوا إِليها، ولا كان ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَـأَنُّوا إِليه، ولكنه كان خاطراً يَغْلِـبُه اليقينُ. وقد روينا عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: تَجاوَزَ اللّه عن أُمتي ما حدَّثَتْ به أَنفُسَها. ما لم يَنْطِقْ به لسانٌ أَو تَعْمله يَدٌ، فهذا وجه ما رُوي عن ابن عباس. وقد رُوي عنه أَيضاً: أَنه قرأَ حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرسلُ من قَوْمهم الإِجابةَ، وظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قد كذَبهم الوعيدُ. قال أَبو منصور: وهذه الرواية أَسلم، وبالظاهر أَشْبَهُ؛ ومما يُحَقّقها ما رُوي عن سعيد بن جُبَيْر أَنه قال: اسْتيأَسَ الرسلُ من قومهم، وظنَّ قومُهم أَن الرسل

قد كُذِّبُوا، جاءَهم نَصْرُنا؛ وسعيد أَخذ التفسير عن ابن عباس. وقرأَ بعضهم: وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبوا أَي ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قد كَذَبُوهُمْ. قال أَبو منصور: وأَصَحُّ الأَقاويل ما روينا عن عائشة، رضي اللّه عنها، وبقراءَتها قرأَ أَهلُ الحرمين، وأَهلُ البصرة، وأَهلُ الشام. وقوله تعالى: ليس لوَقْعَتِها كاذِبةٌ؛ قال الزجاج: أَي ليس يَرُدُّها شيءٌ، كما تقول حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِبُ أَي لا يَرُدُّ حَمْلَتُه شيء. قال: وكاذِبةٌ مصدر، كقولك: عافاه اللّهُ عافِـيةً، وعاقَبَه عاقِـبةً، وكذلك كَذَبَ كاذبةً؛ وهذه أَسماء وضعت مواضع المصادر، كالعاقبة والعافية والباقية. وفي التنزيل العزيز: فهل تَرَى لهم من باقيةٍ؟ أَي بقاءٍ. وقال الفراءُ: ليس لوَقْعَتِها كاذبةٌ أَي ليس لها مَرْدُودٌ ولا رَدٌّ، فالكاذبة، ههنا، مصدر.

يقال: حَمَلَ فما كَذَبَ. وقوله تعالى: ما كَذَبَ الفُؤَادُ ما رَأَى؛

يقول: ما كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ ما رَأَى؛ يقول: قد صَدَقَه فُؤَادُه الذي

رأَى. وقرئَ: ما كَذَّبَ الفُؤَادُ ما رَأَى، وهذا كُلُّه قول الفراء. وعن أَبي الهيثم: أَي لم يَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْيَتَه، وما رَأَى بمعنى

الرُّؤْية، كقولك: ما أَنْكَرْتُ ما قال زيدٌ أَي قول زيد.

ويقال: كَذَبَني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْني فقال لي الكَذِبَ؛ وأَنشد

للأَخطل:

كَذَبَتْكَ عَيْنُك، أَم رأَيتَ بواسطٍ * غَلَسَ الظَّلامِ، مِن الرَّبابِ، خَيَالا؟

معناه: أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنها رَأَتْ، ولم تَرَ. يقول: ما أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رَأَى، ولم يَرَ، بل صَدَقَه الفُؤَادُ رُؤْيَتَه. وقوله: ناصِـيَةٍ كاذبةٍ أَي صاحِـبُها كاذِبٌ، فأَوْقَعَ الجُزْءَ موقع الجُملة. ورُؤْيَا كَذُوبٌ: كذلك؛ أَنشد ثعلب:

فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ، * معَ النَّجْمِ رُؤْيا، في الـمَنامِ، كَذُوبُ

والأُكْذُوبةُ: الكَذِبُ. والكاذِبةُ: اسم للمصدر، كالعَافية.

ويقال: لا مَكْذَبة، ولا كُذْبى، ولا كُذْبانَ أَي لا أَكْذُبك.

وكَذَّبَ الرجلَ تَكْذيباً وكِذَّاباً: جعله كاذِباً، وقال له: كَذَبْتَ؛ وكذلك كَذَّب بالأَمر تَكْذيباً وكِذَّاباً. وفي التنزيل العزيز: وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً. وفيه: لا يَسْمَعُون فيها لغواً ولا كِذَّاباً أَي كَذِباً، عن اللحياني. قال الفراءُ: خَفَّفَهما عليُّ بن أَبي طالب، عليه السلام، جميعاً، وثَقَّلَهما عاصمٌ وأَهل المدينة، وهي لغة يمانية فصيحة. يقولون: كَذَّبْتُ به كِذَّاباً، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً. وكلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ، في لغتهم، مُشدّدةً. قال: وقال لي أَعرابي مَرَّةً على الـمَرْوَة يَسْتَفْتيني: أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِليك أَم القِصَّار؟ وأَنشدني بعضُ بني كُلَيْب:

لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي، * وعن حِوَجٍ، قِضَّاؤُها منْ شِفائيا

وقال الفرَّاءُ: كان الكسائي يخفف لا يسمعون فيها لغواً ولا كِذاباً، لأَنها مُقَيَّدَة بفِعْلٍ يُصَيِّرُها مصدراً، ويُشَدِّدُ: وكَذَّبُوا

بآياتنا كِذَّاباً؛ لأَن كَذَّبُوا يُقَيِّدُ الكِذَّابَ. قال: والذي قال حَسَنٌ، ومعناه: لا يَسْمَعُون فيها لَغْواً أَي باطلاً، ولا كِذَّاباً أَي لا يُكَذِّبُ بَعْضُهم

بَعْضاً (1)

(1 زاد في التكملة: وعن عمر بن عبدالعزيز كذاباً، بضم الكاف وبالتشديد، ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان، يقال كذب، أي بالتخفيف، كذاباً بالضم مشدداً أي كذباً متناهياً.) ،

غيره.ويقال للكَذِبِ: كِذابٌ؛ ومِنه قوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فيها لَغْواً ولا كِذاباً أَي كَذِباً؛ وأَنشد أَبو العباس قولَ أَبي دُوادٍ:

قُلْتُ لـمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ: * كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ

قال معناه: كَذَبَ العَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مني أَيَّ طَريقٍ أَخَذَ، سانِحاً أَو بارِحاً؛ قال: وقال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَيضاً. وقال اللحياني، قال الكسائي: أَهلُ اليمن يجعلون مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالاً، وغيرهم من

العرب تفعيلاً. قال الجوهري: كِذَّاباً أَحد مصادر المشدَّد، لأَن مصدره قد يجيءُ على التَّفْعِـيلِ مثل التَّكْلِـيم، وعلى فِعَّالٍ مثل

كِذَّابٍ، وعلى تَفعِلَة مثل تَوْصِـيَة، وعلى مُفَعَّلٍ مثل: ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ.

والتَّكاذُبُ مثل التَّصادُق. وتَكَذَّبُوا عليه: زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ؛ قال أَبو بكر الصدِّيق، رضي اللّه عنه:

رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ، فَتَكَذَّبُوا * عليه وقالُوا: لَسْتَ فينا بماكِثِ

وتَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ.

وأَكْذَبَهُ: أَلْفاه كاذِباً، أَو قال له: كَذَبْتَ. وفي التنزيل العزيز: فإِنهم لا يُكَذِّبُونَكَ؛ قُرِئَتْ بالتخفيف والتثقيل. وقال الفراءُ: وقُرِئَ لا يُكْذِبُونَكَ، قال: ومعنى التخفيف، واللّه أَعلم، لا يجعلونك كذَّاباً، وأَن ما جئتَ به باطلٌ، لأَنهم لم يُجَرِّبُوا عليه كَذِباً فَيُكَذِّبُوه، إِنما أَكْذَبُوه أَي قالوا: إِنَّ ما جئت به كَذِبٌ، لا يَعْرِفونه من النُّبُوَّة. قال: والتَّكْذيبُ أَن يقال: كَذَبْتَ. وقال الزجاج: معنى كَذَّبْتُه، قلتُ له: كَذَبْتَ؛ ومعنى أَكْذَبْتُه، أَرَيْتُه أَن ما أَتى به كَذِبٌ. قال: وتفسير قوله لا يُكَذِّبُونَك، لا يَقْدِرُونَ أَن يقولوا لك فيما أَنْبَأْتَ به مما في كتبهم: كَذَبْتَ. قال: ووَجْهٌ آخر لا يُكَذِّبُونَكَ بقلوبهم، أَي يعلمون أَنك صادق؛ قال: وجائز أَن يكون فإِنهم لا يُكْذِبُونكَ أَي أَنت عندهم صَدُوق، ولكنهم جحدوا بأَلسنتهم، ما تشهد قُلُوبُهم بكذبهم فيه. وقال الفراءُ في قوله تعالى: فما يُكَذِّبُكَ بعدُ بالدِّينِ؛ يقول فما الذي يُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ يُدانُونَ بأَعمالهم، كأَنه قال: فمن يقدر على تكذيبنا بالثواب والعقاب، بعدما تبين له خَلْقُنا للإِنسان، على ما وصفنا لك؟ وقيل: قوله تعالى: فما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّين؛ أَي ما يَجْعَلُكَ مُكَذِّباً، وأَيُّ شيءٍ يَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّينِ أَي بالقيامة؟ وفي التنزيل العزيز: وجاؤُوا على قميصه بدَمٍ كَذِبٍ. رُوِي في التفسير أَن إِخوةَ يوسف لما طَرَحُوه في الجُبِّ، أَخَذُوا قميصَه، وذَبَحُوا جَدْياً، فلَطَخُوا القَمِـيصَ بدَمِ الجَدْي، فلما رأَى يعقوبُ، عليه السلام، القَميصَ، قال: كَذَبْتُمْ، لو أَكَلَه الذِّئبُ لـمَزَّقَ قميصه. وقال الفراءُ في قوله تعالى: بدَمٍ كَذبٍ؛ معناه مَكْذُوبٍ. قال: والعرب تقول للكَذِبِ: مَكْذُوبٌ، وللضَّعْف مَضْعُوفٌ، وللْجَلَد: مَجْلُود، وليس له مَعْقُودُ رَأْيٍ، يريدون عَقْدَ رَأْيٍ، فيجعلونَ المصادرَ في كثير من الكلام مفعولاً. وحُكي عن أَبي ثَرْوانَ أَنه قال: إِن بني نُمَيْرٍ ليس لـحَدِّهم مَكْذُوبةٌ

أَي كَذِبٌ. وقال الأَخفش: بدَمٍ كَذِبٍ، جَعَلَ الدمَ كَذِباً، لأَنه كُذِبَ فيه، كما قال سبحانه: فما رَبِحَتْ تِجارَتُهم. وقال أَبو العباس: هذا مصدر في معنى مفعول، أَراد بدَمٍ مَكْذُوب. وقال الزجاج: بدَمٍ كذِبٍ أَي ذي كَذِب؛ والمعنى: دَمٍ مَكْذُوبٍ فيه. وقُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ، بالدال المهملة، وقد تقدم في ترجمة كدب. ابن الأَنباري في قوله تعالى: فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك، قال: سأَل سائل كيف خَبَّر عنهم أَنهم لا يُكَذِّبُونَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وقد كانوا يُظْهِرون تَكْذيبه ويُخْفُونه؟ قال: فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك بقلوبهم، بل يكذبونك بأَلسنتهم؛ والثاني قراءة نافع والكسائي، ورُويَتْ عن عليّ، عليه السلام، فإِنهم لا يُكْذِبُونَك، بضم الياءِ، وتسكين الكاف، على معنى لا يُكَذِّبُونَ الذي جِئْتَ به، إِنما يَجْحدون بآيات اللّه ويَتَعَرَّضُون لعُقوبته. وكان الكسائي يحتج لهذه القراءة، بأَن العرب تقول: كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلى الكَذِبِ؛ وأَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الذي يُحَدِّثُ به كَذِبٌ؛ قال ابن الأَنباري: ويمكن أَن يكون: فإِنهم لا يُكْذِبُونَكَ، بمعنى لا يَجدونَكَ كَذَّاباً، عند البَحْث والتَّدَبُّر والتَّفْتيش. والثالث أَنهم لا يُكَذِّبُونَك فيما يَجِدونه موافقاً في كتابهم، لأَن ذلك من أَعظم الحجج عليهم. الكسائي: أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ، ورواه: وكَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ؛ وقال ثعلب: أَكْذَبه وكَذَّبَه، بمعنًى؛ وقد يكون أَكْذَبَه بمعنى بَيَّن كَذِبَه، أَو حَمَلَه على الكَذِب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وكاذَبْتُه مُكاذَبةً وكِذاباً: كَذَّبْتُه وكَذَّبني؛ وقد يُستعمل

الكَذِبُ في غير الإِنسان، قالوا: كَذَبَ البَرْقُ، والـحُلُمُ، والظَّنُّ، والرَّجاءُ، والطَّمَعُ؛ وكَذَبَتِ العَيْنُ: خانها حِسُّها. وكذَبَ

الرأْيُ: تَوهَّمَ الأَمْرَ بخلافِ ما هو به. وكَذَبَتْهُ نَفْسُه: مَنَّتْهُ

بغير الحق. والكَذوبُ: النَّفْسُ، لذلك قال:

إِني، وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ، * لَعالِمٌ أَنْ أَجَلي قَريبُ

(يتبع...)

(تابع... 1): كذب: الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً (2)... ...

أَبو زيد: الكَذُوبُ والكَذُوبةُ: من أَسماءِ النَّفْس. ابن الأَعرابي:

الـمَكْذُوبة من النساءِ الضَّعيفة.

والـمَذْكُوبة: المرأَة الصالحة. ابن الأَعرابي: تقول العرب للكَذَّابِ: فلانٌ لا يُؤَالَفُ خَيْلاه، ولا يُسايَرُ خَيْلاه كَذِباً؛ أَبو الهيثم، انه قال في قول لبيد:

أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها

يقول: مَنِّ نَفْسَكَ العَيْشَ الطويلَ، لتَـأْمُلَ الآمالَ البعيدة، فتَجِدَّ في الطَّلَب، لأَنـَّك إِذا صَدَقْتَها، فقلتَ: لعلك تموتينَ اليومَ أَو غداً، قَصُرَ أَمَلُها، وضَعُفَ طَلَبُها؛ ثم قال:

غَيْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى

أَي لا تُسَوِّفْ بالتوبة، وتُصِرَّ على الـمَعْصية. وكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه، وهي اسْتُه ونحوه كثير.

وكَذَّبَ عنه: رَدَّ، وأَراد أَمْراً، ثم كَذَّبَ عنه أَي أَحْجَم.

وكَذَبَ الوَحْشِـيُّ وكَذَّبَ: جَرى شَوْطاً، ثم وَقَفَ لينظر ما

وراءه.وما كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذلك تَكْذيباً أَي ما كَعَّ ولا لَبِثَ.

وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ، بالتشديد، أَي

ما انْثَنى، وما جَبُنَ، وما رَجَعَ؛ وكذلك حَمَلَ فما هَلَّلَ؛ وحَمَلَ ثم كَذَّبَ أَي لم يَصْدُقِ الـحَمْلَة؛ قال زهير:

لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرجالَ، إِذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أَقْرانه صَدَقا

وفي حديث الزبير: أَنه حمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم، وقال

للمسلمين: إِن شَدَدْتُ عليهم فلا تُكَذِّبُوا أَي لا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا.قال شمر: يقال للرجل إِذا حَملَ ثم وَلَّى ولم يَمْضِ: قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذيباً، وأَنشد بيت زهير. والتَّكْذِيبُ في القتال: ضِدُّ الصِّدْقِ فيه. يقال: صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فيه الجِدُّ. وكَذَّبَ إِذا جَبُن؛ وحَمْلةٌ كاذِبةٌ، كما قالوا في ضِدِّها: صادقةٌ، وهي الـمَصْدوقةُ والـمَكْذُوبةُ في الـحَمْلةِ. وفي الحديث: صَدَقَ اللّهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخِـيك؛ اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ ههنا مجازاً، حيث هو ضِدُّ الصِّدْقِ،

والكَذِبُ يَخْتَصُّ بالأَقوال، فجعَل بطنَ أَخيه حيث لم يَنْجَعْ فيه

العَسَلُ كَذِباً، لأَنَّ اللّه قال: فيه شفاء للناس. وفي حديث صلاةِ

الوِتْرِ: كَذَبَ أَبو محمد أَي أَخْطأَ؛ سماه كَذِباً، لأَنه يُشْبهه في كونه ضِدَّ الصواب، كما أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ، وإِنِ افْتَرَقا من حيث النيةُ والقصدُ، لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَن ما يقوله كَذِبٌ، والـمُخْطِـئُ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمُخْبِـرٍ، وإِنما قاله باجتهاد أَدَّاه إِلى أَن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذبُ، وإِنما يدخله الخطَـأُ؛ وأَبو محمد صحابي، واسمه مسعود بن زيد؛ وقد استعملت العربُ الكذِبَ في موضع الخطإِ؛ وأَنشد بيت الأَخطل:

كَذَبَتْكَ عينُكَ أَم رأَيتَ بواسِطٍ

وقال ذو الرمة:

وما في سَمْعِهِ كَذِبُ

وفي حديث عُرْوَةَ، قيل له: إِنَّ ابن عباس يقول إِن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لَبِثَ بمكة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً، فقال: كَذَبَ، أَي

أَخْطَـأَ. ومنه قول عِمْرانَ لسَمُرَة حين قال: الـمُغْمَى عليه يُصَلِّي مع كل صلاةٍ صلاةً حتى يَقْضِـيَها، فقال: كَذَبْتَ ولكنه يُصَلِّيهن معاً، أَي أَخْطَـأْتَ.

وفي الحديث: لا يَصْلُحُ الكذِبُ إِلا في ثلاث؛ قيل: أَرادَ به

مَعارِيضَ الكلام الذي هو كَذِبٌ من حيث يَظُنُّه السامعُ، وصِدْقٌ من حيثُ يقوله القائلُ، كقوله: إِنَّ في الـمَعاريض لَـمَنْدوحةً عن الكَذِب، وكالحديث الآخر: أَنه كان إِذا أَراد سفراً ورَّى بغيره. وكَذَبَ عليكم الحجُّ، والحجَّ؛ مَنْ رَفَعَ، جَعَلَ كَذَبَ بمعنى وَجَبَ، ومَن نَصَبَ، فعَلى الإِغراءِ، ولا يُصَرَّفُ منه آتٍ، ولا مصدرٌ، ولا اسم فاعل، ولا مفعولٌ، وله تعليلٌ دقيقٌ، ومعانٍ غامِضةٌ تجيءُ في الأَشعار. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كَذَبَ عليكم الحجُّ، كَذَبَ عليكم العُمْرةُ، كَذَبَ عليكم الجِهادُ، ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عليكم؛ قال ابن السكيت: كأَن كَذَبْنَ، ههنا، إِغْراءٌ أَي عليكم بهذه الأَشياءِ الثلاثة.

قال: وكان وجهُه النصبَ على الإِغراءِ، ولكنه جاءَ شاذاً مرفوعاً؛ وقيل معناه: وَجَبَ عليكم الحجُّ؛ وقيل معناه: الـحَثُّ والـحَضُّ. يقول: إِنَّ الحجَّ ظنَّ بكم حِرصاً عليه، ورَغبةً فيه، فكذَبَ ظَنُّه لقلة رغبتكم فيه. وقال الزمخشري: معنى كَذَبَ عليكم الحجُّ على كلامَين: كأَنه قال كَذَب الحجُّ عليكَ الحجُّ أَي ليُرَغِّبْك الحجُّ، هو واجبٌ عليك؛ فأَضمَر الأَوَّل لدلالة الثاني عليه؛ ومَن نصب الحجَّ،

فقد جَعَلَ عليك اسمَ فِعْلٍ، وفي كذَبَ ضمير الحجِّ، وهي كلمةٌ نادرةٌ، جاءَت على غير القِـياس.

وقيل: كَذَب عليكم الـحَجُّ أَي وَجَبَ عليكم الـحَجُّ. وهو في الأَصل، إِنما هو: إِن قيل لا حَجَّ، فهو كَذِبٌ؛ ابن شميل: كذبَك الحجُّ أَي أَمكَنَك فحُجَّ، وكذَبك الصَّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه؛ قال: ورفْعُ الحجّ بكَذَبَ معناه نَصْبٌ، لأَنه يريد أَن يَـأْمُر بالحج، كما يقال أَمْكَنَك الصَّيدُ، يريدُ ارْمِه؛ قال عنترة يُخاطبُ زوجته:

كَذَبَ العَتيقُ، وماءُ شَنٍّ بارِدٌ، * إِنْ كُنْتِ سائِلَتي غَبُوقاً، فاذهبي!

يقول لها: عليكِ بأَكل العَتيق، وهو التمر اليابس، وشُرْبِ الماءِ

البارد، ولا تتعرَّضي لغَبُوقِ اللَّبن، وهو شُرْبه عَشِـيّاً، لأَنَّ اللبن

خَصَصْتُ به مُهري الذي أَنتفع به، ويُسَلِّمُني وإِياكِ من أَعدائي.

وفي حديث عُمَر: شكا إِليه عمرو بن معد يكرب أَو غيره النِّقْرِسَ، فقال: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي فيها؛ والظهائر جمع ظهيرة، وهي شدة الحرّ. وفي رواية: كَذَبَ عليك الظواهرُ، جمع ظاهرة، وهي ما ظهر من الأَرض وارْتَفَع. وفي حديث له آخر: إِن عمرو بن معد يكرب شَكا إِليه الـمَعَص، فقال: كَذَبَ عليك العَسَلُ، يريد العَسَلانَ، وهو مَشْيُ الذِّئب،

أَي عليك بسُرعةِ المشي؛ والـمَعَصُ، بالعين المهملة، التواءٌ في عصَبِ الرِّجل؛ ومنه حديث عليٍّ، عليه السلام: كذَبَتْكَ الحارقَةُ أَي عليك بمثْلِها؛ والحارِقةُ: المرأَة التي تَغْلِـبُها شهوَتُها، وقيل: الضيقة الفَرْج. قال أَبو عبيد: قال الأَصمعي معنى كذَبَ عليكم، مَعنى الإِغراء، أَي عليكم به؛ وكأَن الأَصلَ في هذا أَن يكونَ نَصْباً، ولكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذاً، على غير قياس؛ قال: ومما يُحَقِّقُ ذلك أَنه مَرفوعٌ قول الشاعر:

كَذَبْتُ عَلَيكَ لا تزالُ تَقوفُني، * كما قافَ، آثارَ الوَسيقةِ، قائفُ

فقوله: كذَبْتُ عليك، إِنما أَغْراه بنفسه أَي عَليكَ بي، فَجَعَلَ

نَفْسَه في موضع رفع، أَلا تراه قد جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه؟ قال

مُعَقِّرُ بن حمار البارقيُّ:

وذُبْيانيَّة أَوصَتْ بَنِـيها * بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ

قال أَبو عبيد: ولم أَسْمَعْ في هذا حرفاً منصوباً إِلا في شيءٍ كان

أَبو عبيدة يحكيه عن أَعرابيٍّ نَظر إِلى ناقة نِضْوٍ لرجل، فقال: كذَبَ عليكَ البَزْرُ والنَّوَى؛ وقال أَبو سعيد الضَّرِير في قوله:

كذَبْتُ عليك لا تزالُ تقُوفُني

أَي ظَنَنْتُ بك أَنك لا تَنامُ عن وِتْري، فَكَذَبْتُ عليكم؛ فأَذَلَّه بهذا الشعر، وأَخْمَلَ ذِكْرَه؛ وقال في قوله:

بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ

قال: القَراطِفُ أَكْسِـيَةٌ حُمْر، وهذه امرأَة كان لها بَنُونَ يركَبُونَ في شارة حَسَنةٍ، وهم فُقَراء لا يَمْلكُون وراءَ ذلك شيئاً، فَساءَ

ذلك أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ، فقالت: كَذَبَ القَراطِفُ أَي إِنَّ

زِينَتهم هذه كاذبةٌ، ليس وراءَها عندهم شيءٌ.

ابن السكيت: تقول للرجل إِذا أَمَرْتَه بشيءٍ وأَغْرَيْته: كَذَب علَيك

كذا وكذا أَي عليكَ به، وهي كلمة نادرةٌ؛ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي

لخِداشِ بن زُهَير:

كَذَبْتُ عليكم، أَوْعِدُوني وعَلِّلُوا * بـيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ

أَي عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر، واقْطَعُوا بِذِكْري الأَرضَ، وأَنْشِدوا القومَ هجائي يا قِرْدانَ مَوْظِبٍ.

وكَذَبَ لَبنُ الناقة أَي ذهَبَ، هذه عن اللحياني. وكَذَبَ البعيرُ في

سَيره إِذا ساءَ سَيرُه؛ قال الأَعشى:

جُمالِـيَّةٌ تَغْتَلي بالرِّداف، * إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الـهَجيرا

ابن الأَثير في الحديث: الحجامةُ على الرِّيق فيها شِفاءٌ وبَرَكة، فمن احْتَجَمَ فيومُ الأَحدِ والخميسِ كَذَباك أَو يومُ الاثنين والثلاثاء؛

معنى كَذَباك أَي عليك بهما، يعني اليومين المذكورين. قال الزمخشري: هذه كلمةٌ جَرَتْ مُجْرى الـمَثَل في كلامهم، فلذلك لم تُصَرَّفْ، ولزِمَتْ طَريقةً واحدة، في كونها فعلاً ماضياً مُعَلَّقاً بالـمُخاطَب وحْدَه، وهي في معنى الأَمْرِ، كقولهم في الدعاءِ: رَحِمَك اللّه أَي لِـيَرْحَمْكَ اللّهُ. قال: والمراد بالكذب الترغيبُ والبعثُ؛ مِنْ قول العرب: كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانيَّ، وخَيَّلَت إِليه مِنَ الآمال ما لا يكادُ يكون، وذلك مما يُرَغِّبُ الرجلَ في الأُمور، ويَبْعَثُه على التَّعرُّض لها؛ ويقولون في عكسه صَدَقَتْه نَفْسُه، وخَيَّلَتْ إِليه العَجْزَ والنَّكَدَ في الطَّلَب. ومِن ثَمَّ قالوا للنَّفْسِ: الكَذُوبُ. فمعنى قوله كذَباك أَي ليَكْذِباك ولْيُنَشِّطاكَ ويَبْعَثاك على الفعل؛ قال ابن الأَثير: وقد أَطْنَبَ فيه الزمخشري وأَطالَ، وكان هذا خلاصةَ قوله؛ وقال ابن السكيت: كأَنَّ كَذَبَ، ههنا، إِغراءٌ أَي عليك بهذا الأَمر، وهي كلمة نادرة، جاءَت على غير القياس. يقال: كَذَبَ عليك أَي وَجَبَ عليك.

والكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصْبغ بأَلوانٍ يُنْقَشُ كأَنه مَوْشِـيٌّ. وفي حديث الـمَسْعُودِيِّ: رأَيتُ في بيت القاسم كَذَّابَتَين في السَّقْفِ؛ الكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ البيت؛ سُميت به لأَنها تُوهم أَنها في السَّقْف، وإِنما هي في الثَّوْب دُونَه. والكَذَّابُ: اسمٌ لبعض رُجَّازِ العَرب. والكَذَّابانِ: مُسَيْلِمةُ الـحَنَفِـيُّ والأَسوَدُ العَنْسِيُّ.

كذب
: (كَذَبَ، يَكْذِبُ) من بَاب ضَرَبَ (كَذِباً) كَكَتِفٍ، قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ غَرِيب فِي المصادر، حَتَّى قَالُوا: إِنّه لم يَأْتِ مصدرٌ على هاذا الوزنِ، إِلاّ أَلفاظاً قَليلَة، حَصَرَها القَزّازُ فِي جامِعه فِي أَحَدَ عَشَرَ حرفا، لَا تَزيدُ عَلَيْهَا، فذَكَرَ: اللَّعِبَ، والضَّحِكَ، والحَبِقَ، والكَذِبَ، وغيرَها. وأَمّا الأَسْماءُ الّتي لَيست بمصادِرَ، فتأْتي على هَذَا الْوَزْن كثيرا. (وكِذْباً) بالكسرِ، هاكذا مضبوطٌ فِي الصَّحاح، قَالَ شيخُنا: وَظَاهر إِطلاقه أَن يكون مَفْتُوحًا، وَلَيْسَ كذالك، وصرَّح ابْنُ السّيد وغيرُه أَنّه لَيْسَ لُغَةً مستقِلّةً، بل هُوَ بنقْلِ حَركةِ الْعين إِلى الفاءِ تَخْفِيفًا، ولاكنّه مسموعٌ فِي كَلَامهم، على أَنَّهم أَجازُوا هاذا التَّخفيفَ فِي مثله لَو لم يُسْمَعْ. (وَكِذْبَةً) بِالْكَسْرِ أَيضاً على مَا هُوَ مضبوطٌ عندَنا، وضبطَه شَيخُنا كَفَرِحةٍ، ومِثْلُهُ فِي لسانِ الْعَرَب، (وَكَذْبَةً) بِفَتْح فَسُكُون، كَذَا ضُبِطَ، وضَبَطَهُ شيخُنا بِالْكَسْرِ، ومِثْلُه فِي لِسَان الْعَرَب، قَالَ: وهاتانِ عَن اللِّحْيَانيّ. قلتُ: وَهُوَ الّذِي زعم أَنّه زَاده ابْنُ عُدَيْس، أَي: بِالْفَتْح، (وكِذَاباً، وكِذَّاباً ككِتَابٍ وجِنَّان) أَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ فِي الأَوّل:
نَادَتْ حَلِيمَةُ بالوَداعِ وآذَنَتْ
أَهْلَ الصّفاءِ وودَّعَتْ بِكِذَابِ
قَالَ شيخُنا: وهُما مَصدرانِ، قُرِىء بِهِمَا فِي المُتَواتِر. يُقَال: كاذَبْتُه مُكَاذَبَةً وكِذَاباً، وَمِنْه قراءَةُ عليّ والعُطارديّ والأَعمش والسُّلَميّ والكِسَائيّ وغيرِهم، {وَلاَ كِذباً} (النبأ: 35) . وَقيل: هُوَ مصدرُ: كَذَبَ كِذَاباً، مثلُ: كَتَبَ كِتَاباً.
وقالَ اللِّحْيانيّ، قَالَ الكِسائِيُّ: أَهلُ اليَمنِ: يَجعلُونَ المصدَرَ من فَعَّلَ: فِعَّالاً: وغيرُهُم من الْعَرَب: تَفْعِيلاً. وفِي الصَّحاح: وقولُه تَعالى: {4. 009 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 38) ، وَهُوَ أَحَدُ مصادرِ المُشَدَّدِ، لاِءَنَّ مصدرَهُ قد يجيءُ على تَفعيل، كالتَّكليم، وعَلى فِعّالٍ، مثل كِذَّابٍ، وعَلى تَفْعِلَةٍ، مثل تَوْصِيَةٍ، وعَلى مُفَعَّل، مثل: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} (سبأ: 19) . قلتُ: وَفَاته: كُذَّاباً، كرُمَّانٍ، وَبِه قرأَ عُمَرُ بْنُ عبدِ العزيزِ؛ وَيكون صِفَةً على المُبَالَغَة، كوُضّاءٍ وحُسَّانٍ، يُقَال: كَذَبَ كُذَّاباً، أَي: مُتَنَاهِياً.
(وهُوَ كاذِبٌ، وكَذَّاب) ، ككَتَّانٍ والأُنثى بالهاءِ (و) عَن اللِّحْيَانيّ: رَجُلٌ (تكِذَّابٌ) وتِصِدَّاق، بكسرتَيْنِ وشَدِّ الثّالث، أَي: يَكْذِبُ ويَصْدُقُ. (و) رجلٌ (كَذُوبٌ) ، وَكَذَلِكَ رُؤيا كَذُوبٌ أَي: صاحِبُهَا كاذِبٌ؛ أَنشد ثَعْلَب:
فَحَيَّتْ فَحَيَّاهَا فَهَبَّ فَحَلَّقَت
مَعَ النَّجْم رُؤيا فِي المنامِ كَذُوبُ
وَمن أَمْثَالِهم: (إِنّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ) . وَهُوَ كَقَوْلِهِم: (مَعَ الخَوَاطِىءِ سهْمٌ صائِبٌ) (وكَذُوبَةٌ) بزِيَادَةِ الهَاءِ، كفَرُوقَة، (وكَذْبانُ) كسَكْرَانَ، (وكَيْذَبانُ) بِزِيَادَة المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة وفَتْح الذّالِ، كَذَا هُوَ بخطّ الأَزْهَرِي فِي كتابِه، (وكَيْذُبَانُ) بِضمّ الذّال كَذَا فِي نُسْخَةِ الصّحاح، (وكُذُبْذُبٌ) بالضَّمّ، مُخَفَّفٌ.
قَالَ الشيخُ أَبو حَيّانَ فِي الارتشافِ لم يَجِيءْ فِي كَلَام العَرَب كلمةٌ على فُعُلْعُلٍ، إِلاّ قَوْلُهم: كُذُبْذُبٌ. قَالَ شيخُنا: وَقد صرّح بِهِ ابنُ عُصْفُور، وابْنُ القطّاعِ، وغيرُهما. قلتُ: وَلم يَذْكُرْه سِيبَوَيْه فِيمَا ذَكَرَ من الأَمثلة، كَمَا نَقله الصّاغانيّ. (و) قد يُشَدَّدُ، فيُقَالُ: (كُذُّبْذُبٌ) حَكَاهُ ابْنُ عُدَيْسٍ، وغيرُه، ونَقَلَهُ شُرَّاحُ الفَصِيح. وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زَيْدٍ:
وإِذَا أَتَاكَ بأَنَّنِي قد بِعْتُها
بِوِصالِ غانِيَةٍ فُقْلُ كُذِّبْذُبُ
وَفِي نُسْخَةٍ: (قد بِعْتُهُ) ، ويُقَالُ: إِنَّه لجُرَيْبَةَ بْنِ الأَشْيَمِ، جاهليّ، وَفِي الشَّوَاذِّ، عَن أَبي زَيْد:
فإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قَدْ بِعْتُهُ
يَقُول: إِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قد بِعْتُ جَمَلِي بوِصالِ امْرَأَة، فقُلْ: كُذُّبْذُبٌ. كَذَا فِي هَامِش نُسْخَة الصَّحاح. وَقَالَ ابْنُ جنِّي: أَمَّا كُذُبْذُبٌ خفيفٌ، وكُذُّبْذُبٌ مُشَدَّدٌ مِنْهُ، فهاتان لم يَحْكِهما سِيْبَوَيْه. (و) رَجلٌ (كُذَبَةٌ) ، مثالُ هُمَزَة، نَقله ابْنُ عُدَيْس وابنُ جِنِّي وغيرُهما، وصرَّح بِهِ شُرَّاحُ الفَصيح والجَوْهَرِيُّ وَهُوَ من أَوْزَانِ المُبَالغة كَمَا لَا يخفَى. قَالَه شيخُنا. (ومَكْذَبَانُ) ، بِفَتْح الأَوّل والثالِث، كَذَا فِي الصَّحاح مضبوطٌ، وضُبِطَ فِي نسختنا بضمّ الثّالث، (ومَكْذَبَانَةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ. نقلهما ابْنُ جِنِّي فِي شرح ديوَان المتنبّي، وابنُ عُدَيْسٍ، وشُرّاحُ الفصيح، عَن أَبي زيد؛ (وكُذُبْذُبانُ) بالضَّمِّ وَزِيَادَة الأَلِف والنُّون، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ غريبٌ فِي الدَّواوينِ.
وَقد فرَغَ المصنِّفُ من الصِّفات، وانتقل إِلى ذكر مَا يَدُلُّ على الْمصدر من الأَلفاظ، فَقَالَ: (والأُكْذُوبَة والكُذْبَى) ، بضمهما، الأَخير عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، (والمَكْذُوبُ) كالمَيْسور من إِطْلَاق الْمَفْعُول الثّلاثيّ على الْمصدر، وَهُوَ قَلِيل، حَصَرُوا أَلفاظَهُ فِي نَحْو أَربعةٍ، ويُستدرَكُ عَلَيْهِم هاذا. قالَهُ شيخُنا. (والمَكْذُوبَة) ، مُؤنَّثَةٌ، وَهُوَ أَقلُّ من المُذَكَّر، (والمَكْذَبَةُ) على مَفْعَلَةٍ، مَصدرٌ مِيميٌّ، مَقِيسٌ فِي الثُّلاثيّ، رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرابِيّ، (والكاذِبَةُ، والكُذْبَانُ، والكُذَابُ، بضمِّهما) : كلّ ذالك بِمَعْنى (الكَذِبِ) . قَالَ الفَرّاءُ، يَحْكِي عَن الْعَرَب: إِنّ بَنِي نُمَيْرٍ، لَيْسَ لَهُم مَكذوبةٌ. وَفِي الصَّحاح: وقولُهم: إِنَّ بني فُلانٍ لَيْسَ لِجَدِّهم مَكذوبة، أَي: كَذبٌ. قلتُ: وَحَكَاهُ عَنْهُم أَبو ثَرْوانَ، وقالَ الفَرّاءُ أَيضاً فِي قَوْله تعالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) ، أَي: لَيْسَ لَهَا مَرودةٌ، وَلَا رَدٌّ. فالكاذبة هُنا مصدر. وَقَالَ غيرُهُ: كَذَبَ كاذِبَةً، وعافاهُ اللَّهُ عافِيَةً، وعاقَبَه عاقِبَةً، أَسماءٌ وُضِعتْ مَوَاضعَ المصادرِ، ومثلُهُ فِي الصَّحاح. ويقالُ: لَا مَكْذَبة، وَلَا كُذْبَى، وَلَا كُذْبَانَ، أَي: لَا أَكْذِبُكَ. وَفِي شرح الفصيح، لأَبي جَعْفَرٍ اللَّبْلِيّ: لَا كُذْبَ لَك، وَلَا كُذْبَى، بالضَّمِّ، أَي: لَا تَكْذِيبَ. فزادَ على المُؤلِّف بِناءً وَاحِدًا، وَهُوَ الكُذْبُ، كقُفْلٍ. وَقَوله تَعَالَى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} (العلق: 16) ، أَي: صاحِبُها كاذبٌ، فأَوْقَع الجُزءَ مَوْقِعَ الجُملةِ.
(وأَكْذَبَه: أَلْفاهُ) أَي: وجَدَه (كاذِباً) ، أَو قَالَ لَهُ: كذَبْتَ. وَفِي الصَّحاح: أَكْذَبْتُ الرَّجُلَ: أَلْفَيتُه كاذِباً. وكَذَّبْتُهُ، إِذا قُلْتَ لَهُ: كَذَبْتَ. وَقَالَ الكِسائيُّ: أَكْذَبْتُه: إِذا أَخبرتَ أَنّه جاءَ بالكَذِبِ ورَوَاهُ، وكَذَّبْتُهُ: إِذا أَخبرتَ أَنَّهُ كاذِبٌ. (و) قَالَ ثَعْلَب: أَكْذَبَه، وكَذَّبَه، بِمَعْنى. وَقد يكونُ أَكْذَبَهُ بمعنَى (حَمَلَهُ على الكَذِبِ، و) قد يكونُ بمعنَى (بَيَّنَ كَذِبَهُ) ، وبمعنَى وَجَدَهُ كَاذِبًا، كَمَا صرّح بِهِ المُؤَلِّفُ.
(و) من المَجَاز، عَن أَبِي زيد: (الكَذُوبُ، والكَذُوبَةُ) : من أَسماءِ (النَّفْسِ) ، وعَلى الأَوَّلِ اقتصرَ جماعةٌ. قَالَ:
إِنِّي وإِنْ مَنَّتْنِيَ الكَذُوبُ
لَعالِمٌ أَنْ أَجَلِي قَرِيبُ (وكُذِبَ الرجُل، بالضمّ وَالتَّخْفِيف: أُخْبِرَ بالكَذِبِ) .
(والكَذّابانِ) : هما (مُسَيْلِمَةُ) ، مُصَغَّراً، ابْن حَبيبٍ (الحَنَفِيُّ) من بني حَنِيفةَ بْنِ الدُّولِ، (والأَسْودُ) بْنُ كَعْبٍ (العَنْسِيّ) ، من بني عَنْسٍ، خَرَجَ باليَمَن.
(و) من المَجَاز، عَن النَّضْر، يُقَال: (النّاقَةُ الَّتي يَضْرِبُها الفَحْل، فتَشُولُ، ثُمَّ تَرْجِعُ حَائِلا: مُكَذِّبٌ، وكاذِبٌ) ، بِلَا هاءٍ. (وَقد كَذَبَتْ) ، بالتّخفيف، (وكَذَّبَتْ) ، بالتَّشديد.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (يُقَالُ لِمَنْ يُصاحُ بِهِ، وَهُوَ ساكتٌ يُرَى أَنَّهُ نائمٌ: قد أَكْذَبَ) الرَّجُلُ. (وَهُوَ الإِكْذابُ) بهاذا الْمَعْنى، وَهُوَ مَجاز أَيضاً.
(و) عَن ابنِ الأَعْرَابيّ: (المَكْذُوبةَ: المَرْأَةُ الضَّعِيفَةُ) .
والمذكوبةُ: المَرْأَةُ الصّالحَةُ، وَقد تقدَّم.
(وكَذَّابُ بَنِي كَلْبِ) بْنِ وَبْرَةَ: هُوَ (خَبّابُ) بالمُعْجَمة والمُوَحَّدةِ والتّشديد، وَفِي نسخةٍ: جَنابٌ، بِالْجِيم والنّون والتّخفيف (بْنُ مُنْقِذ) بْنِ مالِكٍ. (وَكَذَّابُ بَنِي طابِخَةَ) ، وَهُوَ من كَلْبٍ أَيضاً.
(و) كذالك (كَذَّابُ بَنِي الحِرْمازِ) واسْمُهُ عبدُاللَّهِ بْنُ الأَعْوَرِ.
(والكَيْذُبانُ المُحَارِبيّ) ، بضمّ الذّال المُعْجَمة، واسْمُهُ (عَدِيُّ بْنُ نَصْرِ) ابْنِ بذاوةَ: (شُعَراءُ) معروفونَ.
(و) من المَجَاز: (كَذَبَ، قد يَكُون بمنى وَجَبَ، وَمِنْه) حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ (كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ، كذَبَ عَلَيْكُم العُمرَةُ كَذَب عَلَيْكُم الجِهَادُ، ثلاثةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ)) فَقيل: إنّ مَعْنَاهَا وَجَبَ عَلَيْكُم. (أَو) أَنّ المُرَادَ بالكَذِب التَّرغيبُ والبَعْثُ (من) قَوْلهم: (كَذَبَتْه نَفْسُه: إِذا مَنَّتْهُ الأَمَانِيَّ) بغيرِ الحَقّ، (وخَيَّلَتْ إِلَيْهِ منَ الآمالِ) البعيدةِ (مَا لَا يَكادُ يَكُونُ) ، ولذالك سُمِّيَتِ النَّفْسُ: الكَذُوبَ، كَمَا تقدّم. وذالك مِمّا يُرَغِّبُ الرجُلَ فِي الأُمور، ويبعَثُهُ على التَّعرّض لَهَا. قَالَ أَبو الهَيْثَم فِي قَول لَبِيدٍ:
أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها
يَقُول: مَنِّ نَفْسَكَ بالعيش الطَّويل، لتَأْمُلَ الآمالَ البعيدةَ، فتَجِدَّ فِي الطَّلَب لأَنّك إِذا صَدَقْتَهَا، فقلتَ: لعلّكِ تَمُوتِينَ اليومَ، أَو غَداً، قَصُر أَمَلُهَا، وضَعُفَ طَلَبُها. انْتهى.
وَيَقُولُونَ فِي عكس ذَلِك: صَدَقَتْهُ نفْسُه: إِذا ثَبَّطَتْهُ، وخَيَّلَتْ إِليه المَعْجَزَةَ فِي الطَّلَبِ. قَالَ أَبو عمرِو بْنُ العَلاء: يُقَال للرَّجُلِ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ ويتَوعَّدُه ثمَّ يَكْذِب ويَكُعُّ: صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ؛ وأَنشدَ::
فأَقْبَلَ نَحْوِي على قُدْرَةٍ
فَلَمّا دَنَا صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ
وأَنشد الفرّاءُ:
حَتَّى إِذا مَا صَدَّقَتْهُ كُذُبُهْ
أَي: نُفُوسُه، جعل لَهُ نفوساً، لتَفَرُّق الرَّأْيِ وانْتشارِه.
فَمَعْنَى قَوْله: كَذَبَكَ الحَجُّ: (أَيْ: لِيُكَذِّبْكَ الحَجُّ، أَي: لِيُنَشِّطْكَ، ويَبْعَثْكَ على فِعْلِه) . وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: معنى كَذَبَ عليكُم الحَجُّ: على كلامَيْنِ كأَنَّه قَالَ كذَبَ الحَجُّ، عليكَ الحَجُّ، أَي: لِيُرَغِّبْكَ الحَجُّ، وَهُوَ واجبٌ عَلَيْك، فأَضْمَرَ الأَوّلَ لِدَلالة الثّاني عَلَيْهِ؛ (ومَن نَصَبَ الحَجَّ) ، أَي: جعله مَنْصُوبًا، كَمَا رُوِيَ عَن بَعضهم، فقد (جَعَلَ (عَلَيْكَ) اسْمَ فِعْلٍ، وَفِي كَذَبَ ضَمِيرُ الحَجِّ) ، وعَلَيْكُم الحَجّ: جملةٌ أُخْرَى، والظّرف نُقِلَ إِلى اسْمِ الفِعْلِ، كعَلَيْكُم أَنْفُسَكُم وفِيه إِعادةُ الضَّمير على متأْخّرٍ، إِلاّ أَنْ يَلْحَقَ بِالأَعْمَال، فإِنّه معتَبَرٌ فِيهِ، مَعَ مَا فِي ذالك من التّنافُرِ بَين الجُمَلِ وإِنْ كانَ يَسْتَقِيم بحَسَبِ مَا يَؤُول إِليه الأَمرُ. على أَنّ النَّصْبَ أَثْبتَه الرَّضِيُّ، وَجعل (كَذَبَ) اسْمَ فِعْلٍ، بِمَعْنى الْزَمْ، وَمَا بَعدَههُ منصوبٌ بِهِ، ورُدَّ كلامُه بأَنَّهُ مخالِفٌ لإِجماعهم. وَقيل: إِن النَّصْبَ غيرُ معروفٍ بالكُلِّيَّة فِيهِ، كَمَا حقّقه شيخُنا، على مَا يأْتي. وَفِي الصَّحاح: وَهِي كلمة نادِرَة، جاءَت على غيرِ قياسِ. وَعَن ابْنِ شُمَيْلٍ: كَذَبَكَ الحَجُّ: أَي أَمْكَنَك، فَحُجَّ؛ وكَذَبَك الصَّيْدُ، أَي: أَمْكَنَكَ فَارْمِه. (أَو المَعْنَى: كَذَبَ عَلَيْكَ الحَجُّ إِن ذَكَر أَنَّه غَيْرُ كافٍ هادِمٍ لِما قبلَهُ من الذُّنُوبِ) . قَالَ الشَّاعر، وَهُوَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ، يُخَاطِب زوجَتَهُ عَبْلَةَ، وَقيل: لخُزَزَ بْنِ لَوْذانَ السَّدُوسِيّ، وَهُوَ مَوْجُود فِي ديوانهما:
كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنَ بارِدٍ
إِنْ كُنْتِ سائِلَتِي غَبُوقاً فَاذْهَبِي
ومُضَرُ، تَنْصِبُ (العَتِيقَ) بعدَ (كَذَبَ) على الإِغْرَاءِ، واليَمَنُ تَرْفَعُه. والعَتِيقُ: التَّمْرُ اليابِسُ. وَالْبَيْت من شواهِدِ سِيبَوَيْهٍ، وأَنشده المُحَقِّقُ الرَّضِيُّ فِي أَوائل مبحثِ أَسماءِ الأَفعال شَاهدا على أَنَّ (كَذَبَ) فِي الأَصل فِعْلٌ، وَقد صَار اسْمَ فِعْلٍ بِمَعْنى: الزَمْ. قَالَ شيخُنا: وهاذا، أَي: كونُهُ اسْمَ فِعْلٍ، شَيْءٌ انْفَرد بِهِ الرَّضِيُّ. وانظرْ بقيَّتَهُ فِي شرح شيخِنا. ثمّ إِنَّه تقدَّمَ، على أَنَّ النَّصْبَ قد أَنكَرَهُ جماعةٌ، وعَيَّنَ الرَّفعَ مِنْهُم جماعةٌ، مِنْهُم أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَاريِّ فِي رِسَالَة مستقلَّةٍ شَرَحَ فِيهَا معانِيَ الكَذِبِ، وجعلَها خَمْسَة. قَالَ: كَذَب: مَعْنَاهُ الإِغراءُ، ومُطالَبَةُ المُخَاطَب بلُزُومِ الشَّيْءِ الْمَذْكُور، كَقَوْل الْعَرَب: كذبَ عَلَيْك العَسَلُ، ويريدُونَ: كُلِ العسلَ، وتلخيصُهُ أَخْطَأَ تارِكُ العَسَلِ، فغَلَّبَ المُضافَ إِليه على المُضَاف. قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب: (كذَبَ عَلَيْكُم الحَجُّ، كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرَةُ، كَذَبَ عَلَيْكم الجِهَادُ، ثلاثةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُم) مَعْنَاهُ: الْزَمُوا الحَجَّ، والعُمْرَةَ، والجِهَادَ؛ والمُغْرَى بِهِ، مرفوعٌ بكَذَبَ لَا يجوز نصبُه على الصِّحَّة، لأَنَّ كَذَبَ فِعْلٌ، لَا بُدَّ لَهُ من فَاعل، وخَبَرٌ لَا بُدَّ لَهُ من مُحَدَّث عَنهُ. وَالْفِعْل وَالْفَاعِل، كلاهُما تأْويلُهما الإِغْرَاءُ. وَمن زَعَمَ أَنَّ الحَجَّ والعُمْرَةَ والجِهَادَ فِي حديثِ عُمَرَ، حُكْمُهُنَّ النَّصْبُ، لمْ يُصِبْ، إِذ قَضَى بالخُلُوِّ عَن الْفَاعِل. وَقد حكى أَبو عُبَيْدٍ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، عَن أَعْرَابِيّ أَنَّه نَظَرَ إِلى ناقةِ نِضْوٍ لِرَجُل، فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْكَ البَزْرَ والنَّوَى. قَالَ أَبو عبيد: لم يُسْمَعِ النَّصْبُ مَعَ (كَذَب) فِي الإِغراءِ، إِلاّ فِي هاذا الْحَرْف، قَالَ أَبو بكر: وهاذا شاذٌّ من القَول، خارجٌ فِي النَّحْو عَن مِنْهَاج القِياس، مُلْحَقٌ بالشَّوَاذِّ الَّتي لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهَا، وَلَا يُؤْخَذُ بهَا؛ قَالَ الشّاعرُ:
(كَذَبَ العَتِيقُ)
إِلَى آخِره، مَعْنَاهُ: الْزَمي العتيقَ، وهاذا الماءَ، وَلَا تُطالِبِيني بِغَيْرِهِمَا. والعتيقُ: مرفوعٌ لَا غَيْرُ، انْتهى. وَقد نقل أَبو حَيّان هاذا الكلامَ فِي تذْكِرته. وَفِي شرح التَّسْهِيل، وَزَاد فِيهِ بأَنّ الّذي يَدُلُّ على رفع الأَسماءِ بعد (كَذَبَ) أَنَّه يتَّصل بهَا الضَّمير، كَمَا جاءَ فِي كلامِ عُمَرَ: ثلاثةُ أَسفارٍ، كَذَبْنَ عَلَيْكُم. وَقَالَ الشّاعرُ:
كَذَبْتُ عَلَيْكَ لَا تَزالُ تَقُوفُنِي
كَمَا قافَ آثَارَ الوَسِيقَةِ قائِفُ
مَعْنَاهُ: عليكَ بِي، وَهِي مُغْرًى بهَا واتَّصلت بِالْفِعْلِ، لاِءَنَّه لَو تأَخّر الفاعلُ لَكَانَ مُنْفَصِلا، وَلَيْسَ هاذا من مَوَاضِع انْفِصَاله. قلتُ: وهاذا قولُ الأَصمعيّ: كَمَا نَقله أَبو عُبَيْد، قَالَ: إِنّما أَغراه بنَفْسِه، أَي: عليكَ بِي، فَجعل نَفْسَهُ فِي مَوضِع رَفْعٍ، أَلا تراهُ قد جاءَ بالتَّاءِ، فجعَلَها اسْمَهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ فِي هاذا الشِّعر: أَي ظَنَنْتُ بك أَنّك لَا تنامُ عَن وِتْرِي، فكَذَبْتُ عَلَيْك. قَالَ شيخُنا، قلت: والصَّحيحُ جوازُ النَّصْبِ، لِنَقْلِ العُلَمَاءِ أَنَّه لُغَةُ مُضَرَ، والرَّفْعُ لُغَةُ اليَمَن ووجهُه مَعَ الرَّفْعِ أَنّه من قَبِيلِ مَا جاءَ من أَلفاظِ الخَبَر الّتي بِمَعْنى الإِغْرَاءِ. كَمَا قَالَ ابْنُ الشَّجَرِيّ فِي أَمالِيه: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} أَي آمِنُوا باللَّهِ، ورحِمَهُ اللَّهُ: أَي اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وحَسْبُك زَيْدٌ: أَي اكْتَفِ بِهِ؛ ووجهُهُ مَعَ النَّصْبِ من بَاب سِرايَةِ الْمَعْنى إِلى اللَّفْظ، فإِنَّ المُغْرَى بِهِ لَمّا كَانَ مَفْعُولا فِي الْمَعْنى، اتصلتْ بِهِ علامةُ النَّصب، ليُطَابِقَ اللّفظُ الْمَعْنى. انْتهى.
وَفِي لِسَان الْعَرَب، بعدَ مَا ذكَرَ قولَ عَنْتَرَةَ السّابق: أَي يقولُ لَهَا: عليكِ بأَكْلِ العَتِيقِ، وَهُوَ التَّمْرُ اليابسُ، وشُربِ الماءِ البارِدِ، وَلَا تَتَعَرَّضِي لِغَبُوقِ اللَّبَنِ، وَهُوَ شُرْبُه عَشِيّاً؛ لاِءَنّ اللَّبَنَ خَصَصْتُ بِهِ مُهْرِي الّذي أَنْتفع بِهِ ويُسَلِّمُني وإِيّاكِ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ: أَنَّ عَمْرَو بنَ مَعْدِيكرِبَ شَكَا إِليه النِّقْرِسَ فَقَالَ: (كَذَبتْكَ الظَّهَائِرُ) ، أَي: عليكَ بالمشْي فِي الظَّهائر، وَهِي جمعُ ظَهِيرَةٍ، وَهِي شدَّة الحَرّ، وَفِي رِوَايَة: (كذبَ عَلَيْك الظواهرُ) جمع ظاهِرَةٍ وَهِي مَا ظَهَرَ من الأَرض وارتفع. وَفِي حديثٍ لَهُ آخَر: (أَنّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكرِبَ اشْتكَى إِليه المَعَصَ، فَقَالَ: (كَذَبَ عليكَ العَسَلُ) يُرِيد: العَسَلانَ، وَهُوَ مَشْيُ الذِّئبِ، أَي: عَلَيْك بسُرْعة المَشْي. والمَعَصُ، بِالْعينِ الْمُهْملَة: الْتِواءٌ فِي عَصَب الرِّجْل. وَمِنْه حديثُ عليَ: (كَذَبَتْكَ الحارِقَةُ) أَي: عَلَيْك بِمِثْلِهَا، والحارِقَةُ: المرأَة الَّتِي تَغْلِبُهَا شهوتُها، وَقيل: هِيَ الضَّيِّقةُ الفَرْجِ، قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب اسْتِدْرَاك الغَلَط، لاِءَبِي عُبَيْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاَّمٍ، قولَ مُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ البارِقيّ:
وذُبْيَانِيَّة أَوْصَتْ بَنِيها
بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ
أَي: علَيكم بهَا. والقَراطِف، أَكْسِيَةٌ حُمْرٌ، والقُروفُ: أَوْعِيَةٌ من جِلْد مدبوغٍ بالقِرْفَة، بِالْكَسْرِ، وَهِي قُشُورُ الرُمَّانِ، فَهِيَ أَمَرَتْهُم أَن يُكْثِرُوا من نَهْبِ هاذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ والإِكثارِ من أَخْذِهما إِنْ ظَفِرُوا ببني نَمِرٍ، وذالك لحاجتهم وقلَّةِ مالِهم. قلتُ: وعَلى هَذَا فَسَّرُوا حَدِيث: (كَذَبَ النَّسّابُون) أَي: وَجب الرُّجوعُ إِلى قَوْلهم. وَقد أَوْدَعْنَا بيانَه فِي (القَول النفيس فِي نَسبِ مولَايَ إِدْرِيس) .
وَفِي لِسَان الْعَرَب، عَن ابْنِ السِّكِّيتِ. تَقول للرَّجُل إِذا أَمَرْتَهُ بشيْءٍ وأَغْرَيْتَهُ: كَذَبَ عَلَيْك كَذا وكَذا، أَي: عَلَيْك بِهِ، وَهِي كَلِمَةٌ نادِرة. قالَ: وأَنشد ابْنُ الأَعْرَابِيّ لخِداشِ بْنِ زُهَيْرٍ:
كَذَبْتُ عَلَيْكُم أَوْعِدُونِي وعَلِّلُوا
بِيَ الأَرْضَ والأَقْوَامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا
أَي: عَلَيْكُم بِي وبهجائي إِذا كُنْتُم فِي سفر، واقْطَعُوا بذكْرِي الأَرْضَ، وأَنْشِدُوا الْقَوْم هِجائي يَا قِرْدانَ مَوْظَب. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِق، فِي الحَدِيث: (الحِجَامَةُ على الرِّيقِ فِيهَا شِفاءٌ وبَرَكَة، فَمن احْتَجَم فَيَوْمُ الأَحَدِ والخَميس كَذَباك، أَوْ يَوْمُ الاثْنَيْنِ والثَّلاثاءِ) معنى كَذَباك: أَي عَلَيْك بهما. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذِه كلمةٌ جَرتْ مَجْرَى المَثَلِ فِي كَلَامهم، فلذالك لم تَتصرّفْ، ولَزِمَتْ طَريقَة وَاحِدَة، فِي كَونهَا فعلا مَاضِيا مُعَلَّقاً بالمخاطَب وَحْدَهُ، وَهِي فِي معنى الأَمر. ثُمَّ قالَ: فَمَعْنَى قَوْله: كَذَباك، أَي لِيَكْذِبَاك، ولْيُنَشِّطاكَ وَيَبْعَثاك على الفعْل. قلت: وَقد تقدَّمَتِ الإِشارَةُ إِليه.
وَنقل شيخُنا عَن كتاب حلى العلاءِ فِي الأَدب، لعبد الدّائمِ بْنِ مَرْزُوق القَيْرَوانِيّ: أَنّه يُرْوى (العَتِيقُ) بالرَّفْع والنَّصْب، وَمَعْنَاهُ: عليكَ العَتِيقَ وماءَ شَنَ. وأَصله: كَذَبَ ذاكَ، عليكَ العَتِيقَ؛ ثمَّ حُذِفَ عَلَيْك، وناب كَذَبَ مَنابَهُ، صارتِ العربُ تُغْرِي بِهِ. وَقَالَ الأَعلمُ فِي شرح مُخْتَار الشُّعراءِ السِّتَّةِ، عندَ كَلَامه على هاذا الْبَيْت: قَوْله: كَذَبَ العَتِيقُ: أَي عليكَ بالتَّمْرِ؛ والعربُ تَقول: كَذَبَكَ التَّمْرُ واللَّبَنُ، أَي: عَلَيْك بهما. وأَصلُ الكَذِبِ الإِمكانُ. وقولُ الرَّجُلِ: كَذَبْتَ، أَي: أَمكَنْتَ من نَفْسِك وضَعُفْتَ، فَلهَذَا اتُّسِعَ فِيهِ فأُغْرِيَ بِهِ؛ لاِءَنَّه مَتى أُغْرِيَ بشَيْءٍ، فقد جُعِل المُغْرَى بِهِ مُمْكِناً مُستطاعاً إِنْ رامَهُ المُغْرَى. وَقَالَ الشّيخُ أَبو حَيّانَ فِي شرح التَّسْهيل، بعدَ نقلِ هاذا الْكَلَام: وإِذا نَصَبْتَ، بَقِيَ كَذَبَ بِلَا فَاعل على ظَاهر اللَّفظ. والّذي تَقْتَضِيه القواعدُ أَنَّ هاذا يكونُ من بَاب الإِعمال، فكذَبَ، يَطْلُبُ الاسْمَ على أَنَّه فاعِلٌ، وعليكَ، يطلُبُه على أَنّه مفعولٌ، فإِذا رفعنَا الاسمَ بكَذَبَ، كَانَ مفعولُ عَلَيْك محذُوفاً، لفهم الْمَعْنى، والتّقْدير: كَذَبَ عليكُم الحَجُّ، وإِنَّمَا التُزِمَ حَذفُ الْمَفْعُول لاِءَنّه مكانُ اخْتِصَار، ومحرَّفٌ عَن أَصل وَضْعه، فجَرى لذالك مَجْرَى الأَمثالِ فِي كَوْنِها تُلْتَزَمُ فِيهَا حالةٌ واحدةٌ، لَا يُتَصَرَّفُ فِيهَا. وإِذا نَصَبْتَ الاسْمَ، كَانَ الفاعلُ مُضْمَراً فِي كَذَبَ، يُفسّرُهُ مَا بَعدَهُ، على رأْي سِيبَوَيْه، ومحذوفاً، على رأْي الكِسائيّ، انْتهى.
(و) من المَجَاز: (حَمَلَ) عَلَيْهِ (فَمَا كَذَّب تَكْذِيباً) ، أَي: مَا انْثَنَى و (مَا جَبُنَ) ، وَمَا رَجَع. وكذالك حَمَلَ فَمَا هَلَّلَ، وحَمَلَ ثمَّ كذَّبَ، أَي: لم يَصْدُقِ الحَمْلَةَ، قَالَ زُهَيْرٌ:
لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ إِذا
مَا اللَّيْثُ كَذَّبَ عَن أَقْرَانِه صَدَقا
وَفِي الــأَساس: مَعْنَاهُ كَذَّبَ الظَّنَّ بِهِ، أَو جعل حَمْلَتَهُ كاذِبَةً.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: قولُهم: (مَا كذَّبَ أَنْ فَعَلَ كَذَا) تَكْذِيبًا، أَي (مَا) كَعَّ، وَلَا (لَبِثَ) ، وَلَا أَبْطَأَ وَفِي حديثِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ حَمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم، وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: (إِنْ شَدَدْتُ عَلَيْهِم، فَلا تُكَذِّبُوا) أَي: لَا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للرَّجُل إِذا حَمَلَ، ثُمَّ وَلَّى، ولَمْ يَمْضِ: قَدْ كَذَّبَ عَن قِرْنِه تَكْذِيبًا؛ وأَنشد بيتَ زُهَيْر. والتَّكْذِيبُ فِي القِتَال ضِدُّ الصِّدْقِ فِيهِ، يُقَال: صَدَقَ القِتالَ، إِذا بَذَلَ فِيهِ الجِدَّ، وكذَّبَ: إِذا جَبُنَ؛ وحَمْلَةٌ كاذِبَةٌ: كَمَا قالُوا فِي ضِدّهَا: صادِقَة، وَهِي المصدُوقَةُ والمَكذُوبَة فِي الحَمْلة. (و) فِي الصَّحاح: (تَكَذَّبَ) فلانٌ: (تَكَلَّفَ الكَذِبَ) .
(و) تكذَّبَ (فُلاناً) ، وتَكَذَّبَ عَلَيْهِ: (زَعَمَ أَنّه كاذِبٌ) ، قَالَ أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ:
رسُول أَتاهُم صادِقاً فتَكَذَّبُوا
عَلَيْهِ وَقَالُوا لستَ فِينَا بِماكِثِ
(وكاذَبْتُهُ مُكاذَبَةً، وكِذَاباً) : كَذَّبْتُه، وكَذَّبَنِي.
وكَذَّبَ الرَّجُلَ تَكْذِيباً، وكِذَّاباً: جَعَله كاذِباً، وَقَالَ لَهُ: كَذَبْت.
(و) كذالك (كَذَّبَ بالأَمْرِ تَكْذِيباً وكِذَّاباً) بالتَّشْدِيد، وكِذاباً، بالتَّخْفِيف: (أَنْكَرَهُ) وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 28) ، وَفِيه: {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذباً} (النبأ: 35) ، أَي: كَذِباً، عَن اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ الفَرّاءُ: خفَّفهما عَليّ بْنُ أَبي طَالب جَمِيعًا، وثقَّلهما عاصمٌ وأَهلُ الْمَدِينَة، وهِيَ لُغَةٌ يمانِيَةٌ فصيحةٌ، يقولونَ: كَذَّبْتُ بِهِ كَذَّاباً، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً، وكذالك كُلّ فَعَّلتُ، فمصدرُهَا فِعَّالٌ فِي لغتهم مشدّدة. قَالَ: وَقَالَ لي أَعرابِيٌّ مَرّةً على المَرْوَةِ يستَفْتِينِي: الحَلْقُ أَحَبّ إِليك، أَم القِصّارُ؟ وأَنشَدَ بعضُ بني كُلَيْبٍ:
لَقَدْ طالَ مَا ثبَّطْتَنِي عَن صَحابَتِي
وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُها من شِفائِيا
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَ الكِسائِيّ يُخَفِّفُ {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذباً} ، لأَنّها مُقَيّدةٌ بفعلٍ يُصَيِّرُها مصدرا، ويُشَدّدُ {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} ؛ لأَن كَذَّبوا يُقَيد الكِذَّابَ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَ حَسَنٌ، ومعناهُ: لَا يسمَعُونَ فِيهَا لَغْواً، أَي: باطِلاً، وَلَا كِذَّاباً، أَي: لَا يُكَذِّبُ بعضُهم بَعْضًا.
(و) كَذَّبَ (فُلاناً) تَكْذِيباً: أَخبَرَهُ أَنّه كاذِبٌ، أَو (جَعَلَهُ كاذِباً) بأَنْ وصَفَه بالكَذِبِ. وَقَالَ الزَّجّاج: معنى كَذَّبْتُهُ، قلتُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَمعنى أَكْذَبْتُه: أَرَيْتُهُ أَنَّ مَا أَتَى بِهِ كَذِبٌ، وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) ، وقُرِىءَ بالتَّخْفِيفِ ونَقَلَ الكِسائِيُّ عَن الْعَرَب: يُقَال: كَذَّبْتُ الرَّجُلَ تَكْذِيباً: إِذا نَسَبْتَهُ إِلى الكَذِب.
(و) من الْمجَاز: كَذَّبَ (عَن أَمْرٍ قد أَرادَهُ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: وأَرادَ أَمراً ثُمَّ كَذَّب عَنهُ، أَي: (أَحْجَمَ) .
(و) كَذَّبَ (عَنْ فُلانٍ: رَدَّ عَنْهُ) .
(و) من المجَاز: كَذَّبَ (الوَحْشِيُّ) ، وكَذَبَ: (جَرَى شَوْطاً، فوَقَفَ لِيَنْظُرَ مَا وَراءَهُ) : هَل هُوَ مَطْلُوب، أَم لَا؟ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
فِي الصَّحاح: الكُذَّبُ، جمع كاذِبٍ مثل راكعٍ ورُكَّع. قَالَ أَبو دُوَاد الرُّؤَاسِيُّ:
مَتَى يَقُلْ تنْفَعِ الأَقْوَامَ قَوْلَتُهُ
إِذا اضْمَحَلَّ حَدِيثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ
والكُذُب: جمع كَذُوبٍ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ؛ وَمِنْه قرأَ بعضُهُم: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} (النَّحْل: 116) ، فَجعله نعتاً للأَلْسنة. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وزادَ شيخُنا فِي شَرحه وَقيل: هُوَ جمع كَاذِب، على خلاف الْقيَاس، أَو جمعُ كِذَابٍ، ككِتَابٍ: مصدرٌ وُصِفَ بِهِ مُبَالغَة، قَالَه جماعةٌ من أَهل اللُّغَةِ، انْتهى.
ورُؤْيَا كَذُوبٌ، مثلُ ناصِيَةٍ كاذِبةٍ، أَي: كَذُوبٌ صاحِبُها، وَقد تقدَّم الإِشارةُ ابيه. أَنشد ثَعْلَب:
فحَيَّت فَحَيَّاهَا فهَبَّ فحَلَّقتْ
مَعَ النَّجْمِ رُؤْيَا فِي المَنَامِ كَذُوبُ
والتَّكاذُبُ: ضِدُّ التَّصادُقِ.
وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {4. 010 وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب} (يُوسُف: 18) ، رُوَيَ فِي التَّفْسِير: أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، لَمَّا طَرَحوه فِي الجُبّ، أَخَذُوا قَمِيصَهُ، وذبَحُوا جَدْياً، فلطَّخُوا القميصَ بدَمِ الجَدْيِ. فَلَمَّا رأَىيعقوبُ، عَلَيْهِ السّلام، القميصَ، قَالَ: كَذَبْتُم، لَو أَكَلَهُ الذِّئْبُ، لخَرَّق قَمِيصَهُ. وَقَالَ الفَرَّاءُ، فِي قَوْله تَعَالى: {بِدَمٍ كَذِبٍ} : مَعْنَاهُ: مكذوبٌ. قَالَ: والعربُ تقولُ للكَذِب: مكذوبٌ، وللضَّعْفِ: مضعوفٌ، وللجَلْد: مجلودٌ، وَلَيْسَ لَهُ معقودُ رَأْيٍ: يُرِيدُونَ عَقْدَ رَأْيٍ، فيَجْعَلُونَ المَصَادرَ فِي كثير من الْكَلَام مَفْعُولا. وَقَالَ الأَخفش: بِدَمٍ كَذِبٍ، فجعلَ الدَّمَ كَذِباً، لاِءَنَّهُ كُذِبَ فِيهِ، كَمَا قَالَ تعالَى: {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} (الْبَقَرَة: 16) . (سقط: وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هَذَا مصدر فِي معنى مفعول، أَرَادَ: بِدَم مَكْذُوب. وَقَالَ الزّجاج: بِدَم كذب، أَي: ذِي كذب وَالْمعْنَى: دم مَكْذُوب فِيهِ. وَقُرِئَ (بِدَم كدب) بِالْمُهْمَلَةِ، وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ.
وَالْكذب أَيْضا: هُوَ الْبيَاض فِي الْأَظْفَار، عَن أبي عمر الزَّاهِد، لُغَة فِي الْمُهْملَة.
وَقد يسْتَعْمل الْكَذِب فِي غير الْإِنْسَان قَالُوا: كذب الْبَرْق، والحلم، وَالظَّن، والرجاء، والطمع.
وكذبت الْعين: خانها حسها.
وَكذب الرّيّ: توهم الْأَمر بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ. وَمن الْمجَاز: كذبتك عَيْنك: أرتك مَا لَا حَقِيقَة لَهُ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: (حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا) ، [سُورَة يُوسُف: 110] ، بِالتَّشْدِيدِ وَضم الْكَاف، وَهِي قِرَاءَة عَائِشَة، وَقَرَأَ بهَا نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر، وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ: كذبُوا، بِالتَّخْفِيفِ وَضم الْكَاف، وروى ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس، وَقَالَ: كَانُوا بشرا، يَعْنِي: الرُّسُل، يذهب إِلَى أَن الرُّسُل ضعفوا فظنوا أَنهم قد أخْلفُوا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: إِن صَحَّ هَذَا عَن ابْن عَبَّاس، فوجهه عِنْدِي، وَالله أعلم، أَن الرُّسُل قد خطر فِي أوهامهم مَا يخْطر فِي أَوْهَام الْبشر، من غير أَن حققوا تِلْكَ الخواطر وَلَا ركنوا إِلَيْهَا، وَلَا كَانَ ظنهم ظنا اطمأنوا إِلَيْهِ، وَلكنه كَانَ خاطرا يغلبه الْيَقِين. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَهُوَ من تكاذيب الشّعْر.
وَمن الْمجَاز: كذب لبن النَّاقة، وَكذب: ذهب، وَهَذِه عَن اللحياني. وَكذب الْبَعِير فِي سيره: إِذا سَاءَ سيره: قَالَ الْأَعْشَى: جمالية تغتلي بالرداف
إِذا كذب الآثمات الهجيرا
كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَمن المَجَاز أَيضاً: كَذَبَ الحَرُّ: انْكَسَرَ.
وكَذَبَ السَّيْرُ: لم يَجِدَّ. والقَوْمَ السُّرَى: لم يُمْكِنْهُمْ.
والكَذَّابَةُ: ثَوبٌ، يُصْبَغُ بِأَلْوَانٍ، يُنْقَشُ كأَنَّه مَوْشِيٌّ. وَفِي حَدِيث المسعوديّ: (رأَيتُ فِي بَيت الْقَاسِم كَذّابَتَيْنِ فِي السَّقْف) : الكَذّابَةُ: ثَوْبٌ، يُصوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ الْبَيْت، سُمِّيت بِهِ لأَنها تُوهِمُ أَنها فِي السَّقف، وإِنّما هِيَ فِي ثوبٍ دُونه: كَذَا فِي الــأساس، ومثلُه فِي لِسَان الْعَرَب.
وممّا استدرَكَهُ شيخُنا:
المَكَاذِبُ، قيل: هُوَ مِمّا لَا مُفْرَدَ لَهُ، وَقيل: هُوَ جمعٌ لكَذِب، على غير قِيَاس. وَقيل: هُوَ جمع مَكْذَبٍ؛ لأَنّ القِيَاسَ يَقْتَضِيهِ أَو لاِءَنّه موهومُ الوَضْعِ، كَمَا قالُوا فِي مَحَاسِنَ، ومَذاكِرَ، ونَحْوِهما. وَمِنْهَا أَنَّ الجَوْهَرِيَّ صرّح بأَنَّ الكِذَّابَ، المُشَدَّدَ، مَصْدَرُ كَذَّبَ مُشَدَّداً، لَا مُخفَّفاً، وأَيّدهُ بآيةِ: {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} وظاهرُ المصنِّف أَنَّ كُلاًّ من المُخَفَّف والمُشَدَّد، يُقالُ فِي المُخَفَّف. قلتُ: وهاذا الّذي أَنكرهُ، هُوَ الّذي صَرَّحَ بِهِ ابْنُ منظورٍ فِي لِسَان الْعَرَب. ثُمَّ قَالَ: وَمِنْهَا أَنّ الجَوْهَرِيَّ زَاد فِي المَصَادرِ: تَكْذِبَةً كَتوصِيَة، ومُكَذَّب، كمُمَزَّق، بِمَعْنى التَّكْذِيب. قلتُ: وَزَاد غيرُ الجَوْهَرِيِّ فِيها: كُذْباً كقُفْل، وكَذْباً كضَرْبٍ، وهاذا الأَخيرُ غيرُ مسمُوعٍ، ولكنَّ القياسَ يَقتضيهِ.
ثُمَّ قَالَ: وهاذا اللَّفظُ خَصَّه بالتَّصْنيف فِيهِ جماعةٌ، مِنْهُم: أَبو بكر بْنُ الأَنباريّ، والعلاّمةُ أَحمدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ قاسمِ بْن أَحمدَ بْن خِذيو، الأَخْسِيكَتِي، الحَنفيُّ، المُلَقَّبُ بِذِي الْفَضَائِل، ترجمتُه فِي البُغْيَةِ وَفِي طَبَقَات الحَنَفيّة للشَّيْخ قَاسم.
قَالَ ابْنُ الأَنباريّ: إِنّ الكَذِبَ ينقسمُ إِلى خَمْسَة أَقسام: إِحداهُنَّ تَغْيِيرُ الحاكي مَا يَسمَعُ، وقولُهُ مَا لَا يَعْلَمُ نقلا ورِوَايَةً، وَهَذَا القسمُ هُوَ الَّذِي يُؤْثِمُ ويَهْدِمُ المُرُوءَةَ. الثّاني: أَنْ يقولَ قولا يُشْبِهُ الكَذِبَ، وَلَا يَقْصِد بِهِ إِلاَّ الحَقَّ، وَمِنْه حديثُ: (كَذَبَ إِبراهِيمُ ثَلاثَ كَذِباتٍ) ، أَي: قالَ قولا يُشْبِهُ الكَذِبَ، وَهُوَ صادقٌ فِي الثّلاث. الثّالثُ بِمَعْنى الخَطَإِ، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم. والرّابعُ البُطُولُ، كَذَبَ الرَّجُلُ: بِمَعْنى بَطَلَ عَلَيْهِ أَمَلُهُ وَمَا رَجاهُ. الخامسُ بِمَعْنى الإِغراءِ، وَقد تقدَّم بيانُه. وعَلى الثّالث خَرَّجُوا حديثَ صَلاةِ الوِتْر (كَذَبَ أَبو محمَّد) ، أَي: أَخطأَ، سمّاهُ كاذِباً، لاِءَنَّهُ شَبِيهُهُ فِي كَوْنِه ضِدَّ الصَّواب، كَمَا أَنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدق وإِن افْتَرقا مِنْ حَيْثُ النِّيَّةُ والقَصْدُ؛ لاِءَنَّ الكاذبَ يَعلَم أَنّ مَا يقولُهُ كَذِبٌ، والمُخطِىءَ لَا يعلَمُ. وهاذا الرَّجُلُ لَيْسَ بمُخْبِرٍ، وإِنّما قَالَه بِاجْتِهَاد أَدَّاهُ إِلى أَنَّ الوِتْرَ واجبٌ، والاجتهادُ لَا يدخُلُه الكَذِبُ، وإِنّما يدخُلُه الخَطأُ وأَبو محمّدٍ الصَّحابيُّ: اسمهُ مسعودُ بْنُ زَيْدٍ.
وَفِي التَّوْشِيح: أَهلُ الحِجَاز، يقولونَ: كَذَبْتَ بِمَعْنى أَخطأْتَ، وَقد تَبِعَهم فِيهِ بقيّةُ النّاس. وعَلى الرّابع خَرَّجُوا قولَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} (الْأَنْعَام: 24) ، انظُرْ كيفَ بَطَلَ عَلَيْهِم أَمَلُهُمْ، وَكَذَا قَول أَبي طالبٍ:
كَذَبْتُمْ وبَيْتِ الله نَبْزِي مُحَمَّداً
ولَمَّا نُطاعِنْ حَوْلَهُ ونُناضِلِ
وَانْظُر بقيّة هاذا الْكَلَام فِي شرح شَيخنَا، فإِنّه نَفِيس جدّاً.
وَمن الأَمثال الّتي لم يذكُرْهَا المؤلِّفُ قولُهم:
أُكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
أَي: لَا تُحَدِّثْ نفسَك بأَنّك لَا تَظفَرُ، فإِنّ ذالك يُثَبِّطُكَ. سُئل بَشَّارٌ: أَيُّ بيتٍ قالته العربُ أَشْعَر؟ فَقَالَ: إِنْ تفضيلَ بيتٍ واحدٍ على الشِّعْر كُلِّه، لَشَديدٌ. ولاكنْ أَحْسَنَ لَبِيدٌ فِي قَوْله:
أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِي بالأَمَلْ
قَالَه المَيْدَانِيُّ، وغيرُه، وَمِنْهَا:
كُلُّ امْرِىءٍ بِطَوَالِ العَيْشِ مَكْذُوبُ
وَمِنْهَا عجز بيتٍ من شعر أَبي دُوَاد:
كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ
وأَوَّلُهُ:
قُلْتُ لَمّا نَصَلاَ من قُنَّة
وبعدَهُ:
وتَرَى خَلْفَهُمَا إِذْ مَصَعَا
مِنْ غُبَارٍ ساطعٍ فَوْقَ قُزَحْ
كَذَب: أَي فَتَر وأَمْكَنَ، وَيجوز أَن يكون إِغراءً، أَي: عَلَيْك العَيْرَ، فَصِدْهُ، وإِنْ كَانَ بَرَحَ، يضْرب للشّيْءِ يُرْجَى وإِنْ تَصَعَّبَ.
ثمّ نقل عَن خطّ العلاّمة نُورِ الدِّين العُسَيْليّ مَا نصُّه: رأَيْتُ فِي نسخةِ شَجَرَة النَّسَبِ الشَّريف، عِنْد إِيرادِ قولِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَذَبَ النَّسّابُون) . أَنّ كَذَبَ يَرِدُ بِمَعْنى صَدَق وَيُمكن أَخْذُه من هُنا. هاذا مَا وُجِدَ. قَالَ شيخُنا: ووَسَّع ابْنُ الأَنبارِيّ، فَقَالَ: وَعَلِيهِ فيكونُ لفظُ كَذَبَ من الأَضدادِ، كَمَا أَنَّ لفظَ الضِّدِّ أَيضاً جعَلُوه من الأَضداد. قلتُ: والّذِي فَسّرَهُ غيرُ واحدٍ من أَئمة اللُّغَة والتَّصريف، أَي وجَبَ الرُّجُوعُ إِلى قَوْلهم. وَقد تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه.
ثمّ ذكر شيخُنا، فِي آخِر الْمَادَّة، مَا نَصُّهُ: الكَذِبُ هُوَ الإِخبارُ عَن الشَّيْءِ بخلافِ مَا هُوَ، سواءٌ فِيهِ العَمْدُ والخَطَأُ، إِذْ لَا واسطةَ بينَ الصِّدقِ والكَذِب، على مَا قَرّرَه أَهلُ السُّنَّةِ، وَاخْتَارَهُ البَيانِيُّونَ. وَهُنَاكَ مذاهبُ أُخَرُ للنَّظّامِ والجاحظ والرَّاغِب وَهَذَا القَدْرُ فِيهِ مَقْنَعٌ للطَّالِب. وَالله أَعلمُ.
(كذب) بِالْأَمر تَكْذِيبًا وكذابا أنكرهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَكذب بِهِ قَوْمك وَهُوَ الْحق} وَفِيه (وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا) وَعَن أَمر أَرَادَهُ أحجم وَيُقَال حمل عَلَيْهِ فَمَا كذب مَا انثنى وَمَا جبن وَيُقَال كذب السِّلَاح لم تَنْطَلِق قذيفته وَيُقَال مَا كذب أَن فعل كَذَا مَا لبث وَلَا أَبْطَأَ وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْكَذِب أوقال لَهُ كذبت
باب الكاف والذال والباء معهما ك ذ ب مستعمل فقط

كذب: الكِذابُ لغة في الكَذِب. ويقرأ: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً بالتخفيف، والكِذّابُ، بالتشديد لغة. تقول: كَذِبَك كَذِباً، أي: لم يصدقك، فهو كاذب، وكذوب، أي: كثير الكَذِب. وكذَّبته: جعلته كاذباً. وأكذبته: وجدته كاذباً. وقوله [جل وعز] : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً

أي: تكذيباً، وذلك أن العرب تقول: كذَّبته تكذيباً، ثم تجعل بدل التَّكذيب: كِذّاباً. والكَذّابةُ: ثوب يصبغ بألوان الصبغ كأنه موشي. وقول عمر: كَذَب عليكم الحج، كَذَب عليكم الجهاد، أي: وجب عليكم، ودونكم الحج، ولا يقال: يكذب ولا كاذب، ولا يصرف في وجوه الفعل.

تيوقراطيي

تيوقراطيي
تيوقراطيّ [مفرد]: ثيوقراطيّ، دينيّ روحيّ "حكومة/ سلطة/ نُظُم/ أفكار تيوقراطيَّة". 

تيوقراطيَّة [مفرد]: (سة) ثيوقراطيَّة، مذهب يقوم على تعليل السلطة السياسيَّة لدى الجماعة على أساس الاعتقاد الدينيّ ومنها نظريَّة (الحقّ الإلهيّ) في الحكم التي تعتبر أنّ الله عزّ وجل مصدر للسلطة، وأنّ الحاكم بمثابة ظلِّ الله على الأرض، وتقوم الثيوقراطيّة على أساس العنصريّة "اتَّسمت الحضارة الأوربيَّة بطابع التصدي للتيوقراطيَّة". 

غضض

(غ ض ض) : (الْغَضَاضَةُ) الْمَذَلَّةُ وَالْمَنْقَصَةُ.
(غضض) فلَان أكل الشَّيْء الغض وأصابته الغضاضة وَالشَّيْء صَار غضا
غ ض ض : غَضَّ الرَّجُلُ صَوْتَهُ وَطَرْفَهُ وَمِنْ طَرْفِهِ وَمِنْ صَوْتِهِ غَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَفَضَ وَمِنْهُ يُقَالُ غَضَّ مِنْ فُلَانٍ غَضًّا وَغَضَاضَةً إذَا تَنَقَّصَهُ وَالْغَضْغَضَةُ النُّقْصَانُ وَغَضْغَضْتُ السِّقَاءَ نَقَصْتُهُ وَغَضَّ الشَّيْءُ يَغِضُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ غَضٌّ أَيْ طَرِيٌّ. 
غ ض ض: (غَضَّ) طَرَفَهَ خَفَضَهُ. وَغَضَّ مِنْ صَوْتِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ كَفَفْتَهُ فَقَدْ غَضَضْتَهُ وَبَابُ الْكُلِّ رَدَّ. وَالْأَمْرُ مِنْهُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ. وَفِي لُغَةِ أَهْلِ نَجْدٍ غُضَّ طَرَفَكَ بِالْإِدْغَامِ. وَظَبْيٌ (غَضِيضُ) الطَّرْفِ أَيْ فَاتِرُهُ. وَغَضُّ الطَّرْفِ احْتِمَالُ الْمَكْرُوهِ. وَشَيْءٌ (غَضٌّ) وَ (غَضِيضٌ) أَيْ طَرِيٌّ تَقُولُ مِنْهُ: (غَضِضْتَ) بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِهَا (غَضَاضَةً) وَ (غُضُوضَةً) . وَكُلُّ نَاضِرٍ (غَضٌّ) نَحْوُ الشَّبَابِ وَغَيْرُهُ. وَ (غَضَّ) مِنْهُ وَضَعَ وَنَقَصَ مِنْ قَدْرِهِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَيُقَالُ: لَيْسَ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْأَمْرِ (غَضَاضَةٌ) أَيْ ذِلَّةٌ وَمَنْقَصَةٌ. 
غ ض ض

" اغضض من صوتك ": اخفض منه. وغضّ طرفك، وطرفٌ غضيضٌ. وغضّ من لجام فرسك أي صوبه وطأمنه لتنقص من غربه. واغضض لي ساعةً أي احبس عليّ مطيّتك وقف عليّ. قال الجعديّ:

خليليّ غضّا ساعةً وتهجرا

أي احبسا عليّ ركابكما ساعة ثم ارتحلا مهتجرين

وفلان غضيض: ذليل بيّن الغضاضة، وعليك في هذا غضاضة فلا تفعل، ولحقته من كذا غضاضة أي نقص وعيب. قال:

وأحمق عريض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرقم

وإذا شربت الإبل بعد عطش فلم ترو حقّ الريّ قيل: صدرت وبها غضاضة.

ومن المجاز: شباب غضٌّ. قال:

جارية شبّت شباباً غضاً ... لا تحسن التقبيل إلا غضاً

وامرأة غضّة: بضّة.
غضض بن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَمْرو [بن الْعَاصِ -] فِي عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف حِين مَاتَ فَقَالَ عَمْرو: هَنِيئًا لَك ابْن عَوْف خرجت ببِطْنَتِكَ من الدُّنْيَا لم يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْء. الَّتَغْضُغض: النُّقْصَان يُقَال: تَغَضْغَضَ الماءُ إِذا نقص وغَضْغَضْتَه إِذا نقصته [قَالَ الْأَحْوَص: (الطَّوِيل)

سأطلب بِالشَّام الوليدَ فإنّه ... هُوَ الْبَحْر ذُو التَّيّار لَا يَتَغَضْغَضُ

يَقُول: لَا ينقص] . وَالَّذِي أَرَادَ عَمْرو أَن عبد الرَّحْمَن سبق الْفِتَن وَمَات وافر الدِّين لم ينقص مِنْهُ شَيْء وَكَانَ موت عبد الرَّحْمَن قبل قتل عُثْمَان [رَحمَه الله -] حِين تكلّم النَّاس فِيهِ.

حَدِيث عتبَة غَزوَان رَحمَه الله

غضض


غَضَّ(n. ac. غَضّ
غَضَاْض
غَضَاْضَة)
a. [acc.
or
Min], Lowered.
b. [acc. & 'An], Turned, averted from.
c. [acc. & La], Bore, suppored ( the sight of ).
d.(n. ac. غَضّ), Lessened, diminished, took from.
e.(n. ac. غَضّ
غَضَاْضَة) [Min], Lowered, abased.
f.
(n. ac.
غَضَاْضَة
غُضُوْضَة), Was vigorous, sappy (plant).
g. Broke.

غَضَّضَa. Was tender, delicate; was flexible
pliable, elastic.
إِنْغَضَضَa. Blinked, opened & shut (eye)-

غَضّ
(pl.
غِضَاْض)
a. Fresh, juicy; tender, delicate; vigorous
supple.
b. Newly-born (calf).
غُضَّة
(pl.
غُضَض)
a. see 22t (a) (b).
c. Sufficiency.

مَغْضَضَة
(pl.
مَغَاْضِضُ)
a. see 22t
غَضَاْضa. The upper part of the face.

غَضَاْضَةa. Defect, imperfection; fault; defectiveness
imperfectmess.
b. Decrease, decline, abatement; loss.

غُضَاْضa. see 22
غَضِيْض
(pl.
أَغْضِضَة)
a. see 1 (a)b. (pl.
أَغْضِضَة
أَغْضِضَآءُ), Lowered; downcast; languid, languishing (
eye ).
c. Lessened, diminished; abased, low, mean, vile
degraded.
d. Defective, deficient, imperfect, faulty.

غَضِيْضَة
(pl.
غَضَاْئِضُ)
a. see 22t (b)
N. Ag.
أَغْضَضَ
a. [ coll. ], Bushy, dense
luxuriant (tree).
[غضض] فيه: إذا فرح "غض" طرفه، أي كسره وأطرق ولم يفتح عينه ليكون أبعد من الأشر والمرح. ش: ومنه: إذا فرح "غض" بصره، والناس يحدقون النظر إذا فرحوا ونظروا على أعينهم. نه: وح: حماديات النساء "غض" الأطراف. وش كعب: أغن "غضيض" الطرف؛ وهو فعيل بمعنى مفعول، وذا يكون من الحياء والخفر. وح: إذا عطس "غض" صوته، أي خفضه ولم يرفعه بصيحة. وفيه: لو "غض" الناس في الوصية من الثلث، أي نقصوا وحطوا. ك: و"لو" للتمني أو للشرط، وحذف جوابه. ش: هو من باب النصر، الغض والغضاضة: النقص. غ: ((و"اغضض" من صوتك))، أي انقص من جهارته. و (("يغضوا" من أبصارهم)) يحبسوا من نظرهم. نه: وفيه: من سره أن يقرأ القرآن "غضًا" كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد، الغض الطري الذي لم يتغير، أراد طريقه في القراءة وهيأته فيها، وقيل: أراد آيات سمعها منه من أول سورة النساء إلى قوله "فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد". ومنه ح: هل ينتظر أهل "غضاضة" الشباب، أي نضارته وطراوته. ج: ومنه: بردي جديد "غض"، أي طري. نه: وفيه: قال: إن تزوجت فلانة حتى أكل "الغضيض" فهي طالق، هو الطري، والمراد به الطلع، وقيل: الثمر أول ما يخرج. 
(غضض) - في الحديث: "مَنْ سَرَّه أن يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنْزِل"
: أي طَرِيًّا لم يَطُل مُكْثُه. والغَضُّ من كلِّ شَيءٍ: ما لم يَدخُلْه الفَسادُ والتَّغَيُّر بطُول المُكْث.
وفي رواية: "رَطْبا" مكان "غَضًّا"، فقيل: أَرادَ طرِيقَتَه في القِراءَة، وهَيْئَتَه فيها، لا حُروفَه
وقال عبدُ الرَّحمن بنُ مَهْدي: أَرادَ به أَربعينَ آيةً من سُورةِ النِّساء التي سَمِعَها النَّبِيُّ - صلّى الله عليه وسلَّم - من عَبدِ الله بنِ مَسْعود، رضي الله عنه.
- في حديث عُمَر بن عبد العزيز: "أَنَّ رجلاً قال: إن تزوجتُ فُلانةَ حتى آكلَ الغَضِيضَ، فهي طَالِق"
الغَضِيضُ: الطَّرِيُّ أيضاً، والمُراد به الطَّلْع في قَولِ الوَلِيد، والثَّمَر أَوَّلَ ما يَخرُج في قَولِ الأصمَعِيّ.
- في حديث ابن عَبّاس - رضي الله عنهما -: "لو غَضَّ النَّاسُ في الوَصِيَّةِ من الثُّلُثِ"
: أي لو نَقَصوا وحَطُّوا. وأصلُ الغَضِّ: الكَفّ؛ ومنه: غُضَّ المَلامَةَ: أي كُفَّ عن اللَّومِ
[غضض] غَضَّ طرفه، أي خَفضه. وغض من صوته. وكل شئ كففتَه فقد غَضَضْتَهُ، والأمرُ منه في لغة أهل الحجاز اغْضُضْ. وفي التنزيل: {واغْضُضْ من صَوْتِكَ} . وأهل نجد يقولون: غُضَّ طرفك بالإدغام. قال جرير: فَغُضَّ الطَرْفَ إنك من نُمَيْرٍ * فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كلابا * وانْغِضاضُ الطرفِ: انْغِماضُهُ. وظبيٌ غَضيضُ الطرفِ، أي فاتره. وغض الطرف: احتمال المكروه . وأنشدنا أبو الغوث: وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج غربان * وشئ غض وغضيض، أي طرى. تقول منه غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضَةً وغُضوضَةً. وكلُّ ناضرٍ غَضٌّ، نحو الشباب وغيره. والغَضيضُ: الطَلْعُ إذا بدا. وغَضَّ منه يَغُضُّ بالضم، إذا وضع ونقص من قدره. يقال: ليس عليك في هذا الأمر غَضاضَةٌ، أي ذِلَّةٌ ومنقصةً. وتغضغض الماء، أي نقص. وغضغضته أنا. يقال: فلانٌ بَحر لا يُغَضْغَضُ. قال الأحوص: سأطلبُ بالشام الوليدَ فإنه * هو البحرُ ذو التيَّارِ لا يَتَغَضْغَضُ * ويقال: مات فلانٌ ببطنته لم يَتَغَضْغَضْ منها شئ، كما يقال: مات وهو عَريضُ البِطان، أي سمينٌ من كثرة المال.
غضض
غَضَّ1/ غَضَّ من غَضَضْتُ، يَغُضّ، اغْضُضْ/ غُضَّ، غَضًّا وغَضَاضةً، فهو غاضّ، والمفعول مَغْضوض
• غضَّ صوتَه أو بصرَه/ غضَّ من صوته أو من بصره: خفَضه وكفَّه " {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} - {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} ".
• غضَّ الطَّرْفَ عنه: صرف النّظرَ عنه، احتمل المكروه منه، لم يأخذه بفعله، ولم يحاسبه "غضَّ النظرَ/ البصَر عن أخطائه- فغُضَّ الطرف إنّك من نميرٍ ... فلا كعبًا بَلغتَ ولا كِلابا" ° بغَضِّ النَّظر عن كذا: بصرف النَّظر عنه وتركه جانبًا.
• غضَّ فلانًا/ غضَّ من فلان: نقَصه وحطَّ من قدره? لا أغضُّكَ درهمًا: لا أنقصك. 

غَضَّ2 غضَضتُ، يَغِضّ، اغْضِضْ/ غِضَّ، غَضَاضةً، فهو غَضّ وغضِيض
• غضَّتِ المرأةُ: رقَّ جلدُها وأشرق "جسمٌ غَضّ- جلدٌ غضيض".
• غضَّ النَّباتُ وغيرُه: صار طرِيًّا ناضرًا "نباتٌ غَضّ- ثمرٌ غضيض". 

اغتضَّ من يغتضّ، اغْتَضِضْ/ اغْتَضَّ، اِغْتِضَاضًا، فهو مُغْتَضّ، والمفعول مُغْتَضٌّ منه
• اغتضَّ من قدر زميله: نقص من قدره. 

انغضَّ ينغضّ، انْغَضِضْ/ انْغَضَّ، انغضاضًا، فهو مُنْغَضّ
• انغضَّ الطَّرفُ: مُطاوع غَضَّ1/ غَضَّ من: انخفض. 

غَضاضة [مفرد]: ج غضائضُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غَضَّ1/ غَضَّ من وغَضَّ2.
2 - عيبٌ، منقصة، ذلّ "ليس في هذا الفعل أي غَضَاضة- لا غضاضة عليك في هذا العمل" ° لا أجد غضاضةً في الأمر: إهانة أو مساسًا بالشَّرف. 

غضّ [مفرد]: ج غِضاض (لغير المصدر):
1 - مصدر غَضَّ1/ غَضَّ من ° بغَضِّ النَّظر عن كذا: بصرف النَّظر عنه، وتركه جانبًا.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غَضَّ2 ° شبابٌ غضّ: ناضِر- غضُّ الإهاب: ذو جلد طريّ ناعم، صغير السّن- هو غضٌّ بَضّ: طري ناعم، لم يتغيّر، الرخص الجسد أو أنه الرقيق الجلد الممتِلئ. 

غَضيض [مفرد]: ج أغِضّاءُ وأغِضّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غَضَّ2 ° طَرْفٌ غضيض: مسترخي الأجفان.
2 - ذليل، ناقص "شخصٌ غضيض". 

مغضَّة [مفرد]: ج مَغاضُّ: منقصةٌ، مذلَّة "ليس في فِعْله مغضَّة". 

غضض: الغَضُّ والغَضِيضُ: الطَّرِيُّ. وفي الحديث: مَنْ سَرَّه أَن

يَقرأَ القرآن غَضّاً كما أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ؛

الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير، أَراد طريقه في القِراءة وهيأَته فيها، وقيل:

أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة النساء إِلى قوله: فكيف إِذا

جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. ومنه حديث عليّ: هل

يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه. وفي حديث ابن عبد

العزيز أَن رجلاً قال: إِن تزوّجت فلانة حتى أَكل الغَضِيض فهي طالق؛

الغَضِيضُ: الطريّ، والمراد به الطَّلْعُ، وقيل: الثَّمَرُ أَوَّلَ ما

يخرج. ويقال: شيء غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ، والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ. وقال

اللحياني: الغضّةُ من النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ، وقد

غَضَّتْ تَغِضُّ

(* قوله «تغض» بكسر الغين على انه من باب ضرب كما في

المصباح وبفتحها على أَنه من باب سمع كما في القاموس.) وتَغَضُّ غَضاضةً

وغُضُوضةً. ونبت غَضٌّ: ناعِمٌ؛ وقوله:

فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ

أَي أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما أَن النبت إِذا لم تدركه

الشمس كان كذلك. وتقول منه: غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً. وكل ناضِر

غَضٌّ نحو الشّاب وغيره. قال ابن بري: أَنكر عليّ بن حمزة غَضاضةً وقال:

غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لا غير، قال: وإِنما يقال ذلك فيما يُغْتَضُّ منه

ويُؤْنَفُ، والفعل منه غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَضَ. قال ابن بري:

وقد قالوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ، قال: وهذا يقوّي قول

الجوهري في الغَضاضة. التهذيب: واختلف في فعلت من غَضّ، فقال بعضهم: غَضِضْتَ

تَغَضُّ، وقال بعضهم: غَضَضْتَ تَغَضُّ. والغضُّ: الحِبْنُ من حين

يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ، وقيل: هو بعد أَن يَحْدِرَ إِلى أَن

يَنْضَج. والغَضِيضُ الطلْعُ حين يَبْدُو. والغَضُّ من أَولاد البقر:

الحديث النتاج، والجمع الغِضاضُ؛ قال أَبو حية النميري:

خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ

لَهُنَّ مَراداً، والسِّخالُ مَخابِئا

الأَصمعي: إِذا بدا الطَّلعُ فهو الغَضِيضُ، فإِذا اخْضَرَّ قيل: خَضَبَ

النخلُ، ثم هو البلح. ابن الأَعرابي: يقال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ

والإِغْرِيضُ، ويقال غَضَّضَ إِذا أَكل الغَضَّ.

والغَضاضةُ: الفُتُورُ في الطرف؛ يقال: غَضَّ وأَغْضى إِذا دانى بين

جفنيه ولم يُلاقِ؛ وأَنشد:

وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ،

تَمَرَّسَ بي مِنْ حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ

قال الأَزهري: عليه غَضاضةٌ أَي ذُلّ. ورجل غَضِيضٌ: ذَلِيلٌ بَيِّنُ

الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ، وهم الأَذِلاّءُ. وغَضَّ طَرْفَه

وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً، فهو مَغْضُوضٌ

وغَضِيضٌ: كفَّه وخَفَضَه وكسره، وقيل: هو إِذا دانى بين جفونه ونظر، وقيل:

الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ. وفي الحديث: كان إِذا فَرِحَ

غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق ولم يفتح عينه، وإِنما كان يفعل ذلك ليكون

أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ. وفي حديث أُم سلمة: حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ

الأَطرافِ، في قول القتيبي؛ ومنه قصيد كعب:

وما سُعادُ، غَداةَ البين إِذ رَحَلُوا،

إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ، مَكْحُولُ

هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول، وذلك إِنما يكون من الحَياءِ والخَفَرِ،

وغَضَّ من صوته، وكلُّ شيء كَفَفْته، فقد غَضَضْتَه، والأَمر منه في لغة أَهل

الحجاز: اغْضُضْ. وفي التنزيل: واغضُض من صوتك، أَي اخْفِضِ الصوت. وفي

حديث العُطاسِ: إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه أَي خَفَضَه ولم يرفعه؛ وأَهل

نجد يقولون: غُضَّ طرْفَك، بالإدْغامِ؛ قال جرير:

فَغُضَّ الطرْف، إِنَّكَ من نُمَيْرٍ،

فلا كَعْباً بَلَغْتَ، ولا كِلابا

معناه: غُضَّ طَرْفَكَ ذُلاًّ ومَهانَة. وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ

البَصَرَ. ابن الأَعرابي: بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ، وغَضَّضَ صار غَضّاً

مُتَنَعِّماً، وهي الغَضُوضةُ. وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ.

وانْغِضاضُ الطرْفِ. انْغِماضُه. وظبي غَضِيضُ الطرْفِ أَي فاتِرُه. وغَضُّ

الطرْفِ: احتمالُ المكروه؛ وأَنشد أَبو الغوث:

وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً،

ولَكِنَّنا في مَذْحِجٍ غُرُبان

ويقال: غُضَّ من بصرك وغُضَّ من صوتك. ويقال: إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ

نَقِيُّ الظَّرْفِ؛ قال: والظَّرْفُ وِعاؤه، يقول: لسْتَ بخائن. ويقال:

غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه. وغَضَّ منه

يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره. وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه.

ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ. وفي حديث ابن عباس: لَوْ

غَضَّ الناسُ في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا؛ وقوله:

أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا،

وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان

قيل: يعني به الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ على هذا المَمْشُوطُ، والرّيانُ

المُرْتَوِي بالدهن، وأَغُضُّ: أَكُفُّ منه، وقيل: إِنما يعني به الزِّقّ،

فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة، والرّيّانُ المَلآنُ.

وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ. ويقال: ما

أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك: ما أَردت نقيصته

ومَنْقَصَته. ويقال: ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً.

والغَضْغَضةُ: النقص. وتَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص. الليث: الغَضُّ وَزْعُ

العَذْلِ؛ وأَنشد:

غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ

(* قوله «غض الملامة» كذا هو في الأصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس

بالياء خطاباً لمؤنث.)

وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ. وبحر

لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ. يقال: فلان بحر لا

يُغَضْغَضُ؛ وفي الخبر: إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على

جرير لما سمع جريراً ينشد:

يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا

قال: علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ؛ قال الأَحوص:

سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ، فإِنَّه

هوَ البَحْرُ ذو التَّيّارِ، لا يَتَغَضْغَضُ

ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع. والغَضْغَضَةُ: أَن يَتَكَلَّمَ

الرجلُ فلا يُبِين.

والغَضاضُ والغُضاضُ: ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر، وقيل ما بين

أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه، وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها؛ قال:

لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا

لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا،

أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا

ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه، وقد تقدّم، وقيل: هو مقدم الرأْس وما

يليه من الوجه، ويقال للراكب إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عليك قليلاً: غُضّ

ساعة؛ وقال الجعدي:

خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا

أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلاً ثم روحا متهجرين. ولما مات عبد

الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هَنِيئاً لك يا ابن عوف خَرَجْتَ من

الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم يَتَغَضْغَضْ منها شيء؛ قال الأَزهري: ضَرَبَ

البِطْنةَ مثلاً لوفور أَجره الذي اسْتَوْجَبَهُ بِهِجْرَته وجِهادِه مع

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَنه لم يتلبس بشيء من وِلايةٍ ولا عَمَل

يَنْقُصُ أُجُورَه التي وجَبَت له.

وروى ابن الفرج عن بعضهم: غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فلم

تُنْعِم كَسْرَه. وقال أَبو عبيد في باب موت البَخِيلِ: ومالُه وافرٌ لم

يُعْطِ منه شيئاً؛ من أَمثالهم في هذا: مات فلان ببطنه لم يَتَغَضْغَضْ

منها شيء، زاد غيره: كما يقال مات وهو عَرِيضُ البطان أَي سمين من كثرة

المال.

غضض
{غَضَّ طَرْفَه} يَغُضُّ {غِضَاضاً، بالكَسْر،} وغَضّاً {وغَضَاضاً} وغَضَاضَةً، بفَتْحِهِنّ، فَهُوَ {مَغْضُوضٌ} وغَضِيضٌ: كَفَّهُ وخَفَضَهُ، وكَسَرَهُ. وقيلَ: هُوَ إِذَا دَانَى بينَ جُفُونهِ ونَظَرَ. وَفِي الحَديث: إِذا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَه أَيْ كَسَرَهُ وأَطْرَقَ، ولَمْ يَفْتَحْ عَيْنَيْه ليَكُونَ أَبْعَدَ من الأَشَرِ والمَرَحِ، وكَذَا {غَضَّ من صَوْتِه. وكُلُّ شَيْءٍ كَفَفْتَهُ فقد} غَضَضْتَهُ. كَمَا فِي الصّحاح. وأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ فِي الأَمْر منْهُ: {غُضَّ طَرْفَكَ. وأَهْلُ الحِجَاز يَقُولُونَ:} اغضُضْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {واغْضُضْ من صَوْتِك أَيْ اخَفِض الصَّوْتَ. وقَال جَريرٌ:
(} فغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ من نُمَيْرٍ ... فلاَ كَعْباً بَلَغْتَ وَلَا كِلاَبَا)
مَعْنَاه غُضَّ الطَّرْفَ ذُلاًّ ومَهَانَةً. يُقَال: {غَضَّ طَرْفَهُ: احْتَمَلَ المَكْرُوهَ. نَقَلَهُ الجَوْهَريّ، وَقَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الغَوْثِ:
(ومَا كانَ غَضُّ الطَّرْفِ مِنّا سَجِيَّةً ... ولكِنَّنَا فِي مَذْحِجٍ غُرُبَانِ)
قُلْت: البَيْتُ لطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو ابْن سَلَمَةَ. غَضَّ مِنْه يَغُضُّ، بالضَّمِّ، غَضّاً: نَقَصَ، وقَصَّرَ بِهِ، ووَضَعَ مِنْ قَدْرِهِ، وعِبَارَةُ الصّحاح: وَضَعَ ونَقَصَ من قَدْرِه. وقَوْلُه تَعَالَى واغْضُضْ مِنْ صَوْتَك أَي انقَصْ مِنْ جَهَارَتِهِ. وقَوْلُه تَعَالَى قُلْ للمُؤْمنِينَ} يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهم أَي يَحْبِسُوا منْ نَظَرِهِمْ. قَالَ الصّاغانِيّ: وذَهَبَ بَعْضُ النَّحْوِيّينَ إِلى أَنَّ مِنْ زائدَةٌ، وأَنَّ المَعْنَى يَغُضُّوا أَبْصَارَهم، فخَالَف ظَاهِرَ القْرآنِ، وادَّعَى فِيهِ الصَّلَةَ، وتَكَلّفَ مَا هُوَ غَنىٌّ عَنهُ. ومَعْنَى الكَلامِ ظاهِرٌ، أَيْ يَنْقُصُوا من نَظَرِهم عَمَّا حُرِّمَ عَلَيْهِم، فقد أَطْلَقَ الله لَهُمْ مَا سِوَى ذلِكَ. رَوَى ابنُ الفَرَجِ عَن بَعضِهم: غَضَّ الغُصْنَ وغَضَفَه، إِذا كَسَرَهُ فَلَمْ يُنْعِمْ كَسْرَهُ، كَمَا فِي اللّسَان. {والغَضِيضُ: الطَّرِيُّ من كُلِّ شَيْءٍ.} الغَضِيضُ: الطَّلْعُ النَّاعِمُ حِينَ يَبْدُو، وقِيلَ هُوَ الثَّمَرُ أَوَّلَ مَا يَطْلُعُ، {كالغَضِّ، فيهمَا. يُقَالُ: شَيْءٌ} غَضٌّ {وغَضِيضٌ، أَي طَرِيٌّ. وَمِنْه الحَدِيثُ: مَنْ سَرَّهُ) أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ} غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ. وقَال الأَصْمَعِيُّ: إِذَا بَدَا الطَّلْعُ فَهُوَ {الغَضِيضُ، فإِذا اخْضَرَّ قِيلَ: خَضَبَ النَّخْلُ، ثُمَّ هُوَ البَلَحُ. وقَال ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ. الغَضِيضُ من الطَّرْفِ: الفَاتِرُ،} كالمَغْضُوضِ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَمِنْه قَصِيدُ كَعْبٍ:
(وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ البَيْنِ إِذْ رَحَلُوا ... إِلاَّ أَغَنُّ {غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ)
وَفِي الصّحاح: ظَبِيٌ} غَضِيضُ الطَّرْفِ، أَي فَاتِرُه، ويُقَال: إِنَّك {لَغَضِيضُ الطَّرْفِ نَقيُّ الظَّرْفِ، يُرَادُ بالظَّرْف وِعَاؤُه. يَقُول: لَسْتَ بخَائنٍ. وَفِي حَديث أُمِّ سَلَمةَ: حُمَادَيَاتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرَافِ فِي قَوْل القُتَيْبِيّ، وذلكَ إِنَّمَا يَكُونُ منَ الحَيَاءِ والخَفَرِ، وَقد سَبَق ذِكْرُهُ فِي خَ ف ر.
الغَضِيضُ: النَّاقِصُ الذَّلِيلُ، بَيِّنُ} الغَضَاضَةِ، ج {أَغِضَّةٌ} وأَغِضّاءُ، وَهُوَ من {غَضَّهُ} يَغُضُّه {غَضّاً، إِذا نَقَصَهُ، فَهُوَ} غَاضُّ، وذاكَ {غَضِيضٌ. وَلَا} أَغُضُّكَ دِرْهَماً، أَي لَا أَنْقُصُكَ وإِذا ثَبَتَ النَّقْصُ لَحِقَهُ الذُّلُّ، فهذَا قَوْلُ المُصَنِّف: النّاقِص الذَّلِيل. {والغَضُّ: الحَدِيثُ النِّتَاجِ من أَوْلادِ البَقَرِ، ج} الغِضَاضُ، كجِبَالٍ. قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّميْرِيّ:
(خَبَأْنَ بهَا الغُنَّ الغِضَاضَ فأَصْبَحَتْ ... لَهُنَّ مَرَاداً والسَّخَالُ مَخَابِئَا)
! وغَضضْت، كمَنَعْتَ وسَمِعْتَ، هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَريّ، وقولُهُ: كمَنَعْتَ، فِيهِ نَظَرٌ لانْتفَاءِ الشَّرْطِ فِيهِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ من بابِ تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ، وَقد تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عَلَيْه مِرَاراً، {غَضَاضَةً، بالفَتْحِ،} وغُضُوضَةً، بالضَّمِّ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَريُّ، فأَنْتَ {غَضٌّ بَيِّنُ} الغَضَاضَةِ {والغُضُوضَةِ، أَي نَاضِرٌ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: أَنْكَرَ عَليُّ بنُ حَمْزَة غَضَاضَةً، وَقَالَ:} غَضٌّ بَيِّنُ {الغُضَوضَةِ، لَا غَيْرُ.
قالَ: وإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِك فِيمَا} يُغْتَضُّ مِنْهُ ويُؤْنَفُ، والفِعْلُ منهُ {غَضَّ} واغْتَضَّ، أَي وَضَعَ ونَقَصَ.
قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَقد قَالُوا بَضٌّ بَيِّنُ البَضَاضَةِ والبُضُوضَةِ، فَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ الجَوْهَريّ فِي الغَضَاضَة. وَفِي التَّهْذيب: واختُلِفَ فِي فَعَلْتَ مِنْ غَضَّ، فقَال بَعْضُهُمْ: {غَضِضْتَ} تَغَضُّ، وَقَالَ بَعْضُهم: {غَضَضْتَ} تَغَضُّ. {والغُضَاضُ، بالفَتْح والضَّمِّ، الأَخيرُ عَن ابْن دُرَيْدٍ: العِرْنِينُ وَمَا وَالاَهُ من الوَجْهِ، كَمَا فِي الجَمْهَرَة. أَو مَا بَيْنَ العِرْنِينِ وقُصَاصِ الشَّعرِ، وَهُوَ مَوْضِعُ الجَبْهَةِ. ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الثُّنَائِيّ المُلْحَق بالرُّباعِيّ:} الغَضْغَاض. أَو مُقَدَّمُ الرَّأْسِ وَمَا يَليهِ من الوَجْهِ، وهذَا يُذْكَرُ عَن أَبي مَالكٍ. أَو الرَّوْثَةُ نَفْسُها. أَو مَا بَيْنَ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلاَهَا، قالَ:
(لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا)

(للشَّرِّ لَا يُعْطِي الرِّجَالَ النَّصْفَا)

(أَعْدَمْتُه {غُضَاضَهُ والكَفَّا ... )
ورَواهُ يَعْقُوبُ فِي الأَلْفَاظِ: غُضَاضَهُ، بالغَيْن المُهْمَلَة، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضعه. الغَضَاضُ، كسَحَابٍ: مَاءٌ على يَوْمٍ من الأَخَادِيدِ، كَمَا فِي العُبَاب} والغَضَاضَةُ: الذِّلَّةُ والمَنْقَصَةُ. يُقَالُ: لَيْسَ عَلَيْك فِي هَذَا الأَمْرِ! غَضَاضَةٌ، أَيْ ذِلَّةٌ ومَنْقَصَةٌ وانكِسَارٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنهِ وأَنَا الرَّقِمْ) {كالغُضَّة، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن ابْن عَبّادٍ،} والغَضِيضَةِ {والمَغْضَّةِ قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: مَا أَردْتُ بذلك} غَضِيضَةَ فُلاَنٍ وَلَا {مَغَضَّتَه كَقَوْلِك نَقِيصَتَهُ ومَنْقَصَتَهُ. ويُقَال: مَا} غَضَضْتُكَ شَيْئاً، أَي مَا نَقَصْتُك شَيْئاً. {وغَضَّضَ} تَغْضِيضاً: أَكَلَ {الغَضَّ، أَي الطَّلْعَ. أَو} غَضَّضَ: صَارَ {غَضّاً مُتَنَعِّماً، كَمَا فِي العُبَاب. أَوْ} غَضَّضَ: أَصابَتْهُ {غَضَاضَةٌ، أَي انْكِسَارٌ ومَذَلَّةٌ، أَو نَعْمَةٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلَة.} وغَضْغَضَهُ {غَضْغَضَةً: نَقَصَهُ} كغَضَّهُ {يَغُضُّه} غَضّاً {فَتَغَضْغَضَ: نَقَصَ. وَفِي الصّحاح:} تَغَضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، {وغَضْغَضْتُه أَنا. ولَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ قَالَ عَمْرُو بنُ العاصِ: هَنِيئاً لَكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ، خَرَجْتَ من الدُّنْيَا ببِطْنَتِكَ وَلم} تَتَغَضْغَضْ مِنْهَا بشَيْءٍ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي مَاتَ وَافِرَ الدِّينِ لم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. وقالَ الأَزْهَريّ: أَي لَمْ يَتَلَبَّسْ بشَيْءٍ من وِلايَةٍ وَلَا عَمَلٍ يَنْقُصُ أُجُورَهُ الَّتي وَجَبَتْ لَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، فِي بَاب مَوْتِ البَخِيل ومَالُه وَافِرٌ لَمْ يُعْطِ مِنْه شَيْئاً: من أَمْثَالهم فِي هذَا: مَاتَ فُلانٌ ببِطْنَتِهِ، لم {يَتَغَضْغَضْ منْهَا شَيْءٌ، زَادَ غَيْرُه: كَمَا يُقَال: مَاتَ وهُوَ عَرِيضُ البِطَانِ، أَيْ سَمِينٌ من كَثْرَةِ المالِ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَريّ.} والغَضْغَضَةُ: الغَيْضُ، قَالَه اللَّيْثُ. يُقَال: بَحْرٌ لَا {يُغَضْغَضُ وَلَا} يُغَضْغِضُ، أَي لَا يَغِيضُ. أَو لَا يُنْزَحُ، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلَة: الغَيْظُ بالظَّاءِ، وَهُوَ تَصْحيفٌ مُنْكَرٌ. وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ للأَحْوَص:
(سَأَطْلُبُ بالشّامِ الوَليدَ فإِنَّهُ ... هُوَ البَحْرُ ذُو التَّيَّارِ لَا! يَتَغَضْغَضُ) وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(وجَاشَ بتَيَّارٍ يُدَافِعُ مُزْبِداً ... أَوَاذِيَّ من بَحْرٍ لَهُ لَا يُغَضْغِضُ)
{وغُضَّا، بالضَّمِّ والشَّدِّ،، أَي كالأَمْرِ للاثْنَيْنِ بالغَضّ: ماءٌ لبَني عامِرِ بْنِ رَبيعَةَ مَا خَلا بَنِي البَكّاءِ، نَقله الصّاغَانيّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:) شَيْءٌ باضٌّ} غاضٌّ، كبَضٍّ {غَضٍّ، أَي طَرِيٌّ نَاضِرٌ لَمْ يَتَغَيَّرْ. وامْرَأَةٌ} غَضَّةٌ {وغَضِيضَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ:} الغَضَّةُ منَ النِّسَاءِ: الرّقيقَةُ الجِلْدِ، الظّاهِرَةُ الدَّمِ، وَقد {غَضَّتْ} تَغِضُّ {وتَغَضّ} غَضَاضَةً، {وغُضُوضَةً، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الــأَسَاس. ونَبْتٌ غَضٌّ: نَاعِمٌ، وظِلٌّ غَضٌّ. قَالَ: فصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَلْ أَي لم تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ، فَهُوَ غَضٌّ، كَمَا أَن النَّبْتَ إِذَا لم تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ كانَ كَذلك، وكُلُّ ناضِرٍ غَضٌّ نَحْو الشّابّ وغَيْره.} واغْتَضَّ مِنْهُ، مثْلُ غَضَّ. {والغَضَاضَةُ: الفُتُورُ فِي الطَّرْفِ. يُقَال: غَضَّ وأَغْضَى، إِذا دَانَى بَيْن جَفْنَيْه.} والغَضِيضُ الطَّرْفِ: المُسْتَرْخِي الأَجْفَانِ. {والغُضُوضَةُ: التَّنْغُّمّ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ. ويُقال للأَمِينِ: إِنَّكَ} لَغَضِيضُ الطَّرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ. ويُقَالُ: {غُضَّ منْ لِجَامِ فَرَسِكَ، أَي صَوَّبْهُ وانْقُصْ من غَرْبهِ وحِدَّتِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ:} الغَضُّ: وَزْعُ العَذْلِ وأَنْشَدَ: {غُضَّ المَلامَةَ إِنّي عَنْكَ مَشْغُولُ} وغَضْغَضَ المَاءُ والشَّيْءُ بنَفْسِه: نَقَصَ، فَهُوَ لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ. ومَطَرٌ لَا! يُغَضْغِضُ، أَيْ لَا يَنْقَطِعُ. {والغَضْغَضَة: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فَلَا يُبِينُ. ويُقَال للرَّاكِبِ إِذا سَأَلْتَهُ أَنْ يُعَرِّجَ عَلَيْكَ قَليلاً:} غُضَّ ساعَةً، وكَذلك {اغْضُضْ، أَي احْبِسْ لي مَطِيَّتَكَ وقِفْ عَلَيَّ. كَمَا فِي الــأَسَاس. وأَنشد الصّاغَانيّ للنّابغَةِ الجَعْدِيّ:
(خَلِيلَيَّ} غُضَّا سَاعَةً وتَهَجَّرَا ... ولُومَا عَليّ مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ أَوْ ذَرَا)
أَي غُضَّا من سَيْرِكُمَا وعَرِّجَا قَلِيلا ثمّ روحَا مُتَهَجِّرَيْنِ. {وانْغِضَاضُ الطَّرْفِ: انْغِماضُه، وَقد ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتطْراداً فِي غ م ض وأَحالَ على هَذِه المَادَّة.} والغَضْغَضَةُ: غَلَيَانُ القِدْرِ، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. ومُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ الصَّباح! - الغَضِيضِيّ، كَانَ يَتَوَلَّى حَمْدُونَةَ ابنَةَ غَضِيض أُمَّ وَلَدِ هارُونَ الرَّشِيدِ، وحَدَّثَ عَن رُشْدٍ بنِ سَعْدٍ، وعَنْه ابنُ أَبي الدُّنِيَا.

ظهر

ظهر

1 ظَهَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. ظُهُورٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) [It was, or became, outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence,] it appeared; became apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; (S, Mgh, Msb, K, TA;) after having been concealed, or latent: (Msb, TA:) and ↓ تظاهر signifies the same. (Har p. 85.) Hence the phrase ظَهَرَ لِى رَأْىٌ (assumed tropical:) [An idea, or opinion, occurred to me], said when one knows what he did not know before. (Msb.) [And هٰذَا مَا يَظْهَرُ لِى (assumed tropical:) This is what appears to me to be the case, or to be the right way or course; or this is my opinion.] ظَهَرَ الحَمْلُ, inf. n. as above, means Pregnancy became apparent, or manifest: it is said that this is not the case in less than three months. (Msb.) and it is said in a trad. of 'Áïsheh, كَانَ يُصَلِّى العَصْرَ فِى حُجْرَتِى قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ i. e. [He used to perform the prayer of the afternoon in my chamber] before it (meaning the sun) became high and apparent: (TA:) or وَالشَّمْسُ فِى حُجْرَتِى لَمْ تَظْهَرْ بَعْدُ i. e. [when the sun was in my chamber,] it not having risen high so as to be on the flat roof [thereof]: referring to the Prophet. (O. [But العَصْرَ must be a mistranscription for الفَجْرَ, i. e. the prayer of the dawn.]) The saying in the Kur [xxiv. 31], وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [which is app. best rendered And that they discover not their ornature except what is external thereof] has been expl. in seven different ways, most correctly as meaning the clothes: (O, TA:) accord. to 'Áïsheh, it means the bracelet (القُلْب) and the ring (الفَتَخَة): and accord. to I'Ab, the hand and the signet-ring and the face. (TA.) b2: Also He went forth, or out, (Mgh, TA,) to the outside of a place. (O, TA.) b3: And He (a bird) migrated, or went down, from one country or region to another: used in this sense by AHn in relation to the vulture, migrating to Nejd. (L.) b4: ظَهَرَ عَنْهُ, said of a vice, or fault, (O, TA,) or a disgrace, (JK, A, O,) (tropical:) It did not cleave to him; (A, O, TA;) it was remote from him; (TA;) it quitted him, or departed from him. (JK.) b5: ظَهَرْتُ بِهِ, (O, TA,) inf. n. ظَهْرٌ, (K,) (assumed tropical:) I gloried, or boasted, by reason of it. (O, K * TA.) [Respecting a meaning assigned to ظَهَرَ بِفُلَانٍ in the K, see 4.] b6: أَكَلَ الرَّجُلُ أُكْلَةً

ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً means (assumed tropical:) [The man ate some food] in consequence of which] he became fat. (TA.) A2: ظَهَرَهُ He mounted it; went, or got, upon it, or upon the top of it; (S, A, * Mgh, O, Msb, K;) as also ظَهَرَ عَلَيْهِ; (O;) namely, a house, (S,) or a house-top, (A, Mgh, O,) and a mountain, (A,) and a wall; (O, Msb;) properly, he became upon its back: (Mgh:) and [in like manner] one says, فُلَانٌ نَجْدًا ↓ ظَهَّرَ, inf. n. تَظْهِيرٌ, Such a one mounted, or went up, upon the high region (ظَهْر) of Nejd. (O.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) ظَهَرَ عَلَيْهِ (S, Mgh, O, Msb, K) and بِهِ, (K,) inf. n. ظُهُورٌ (Bd in xxiv. 31) and ظَهْرٌ also, (Ham p. 301,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, or mastered, him; gained the mastery or victory, or prevailed, over him; (S, Mgh, O, Msb, K;) namely, his enemy; (Msb;) and in like manner, [he conquered, won, achieved, or attained, it, i. e.] a thing. (O, TA.) [The saying فُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ is expl. in the L and TA by the words اى لا يَسْلَم, and said to be tropical: but Ibr D thinks that the correct reading is لا يُسَلِّمُ, from التَّسْلِيمُ; and that it is said of one who will not give up, or resign, what is in his hand; so that the meaning is, (tropical:) Such a one is a person whom no one will overcome in respect of that which he holds in his possession.] b3: And [hence also] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Msb, TA,) inf. n. ظُهُورٌ, (TA,) He knew, became acquainted with, or got knowledge of, him, or it. (Msb, TA.) So in the Kur xxiv. 31, وَالطِّفْلُ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ [And the young children] who have not attained knowledge of the عورات, (Bd, Jel,) meaning [pudenda, or] parts between the navel and the knee, (Jel,) of women, by reason of their want of discrimination: (Bd:) or (tropical:) who have not attained to the generative faculty; (O, Bd, * TA;) from الظُّهُورُ in the sense of الغَلَبَةُ. (Bd.) So too in the Kur [xviii. 19], إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ If they get knowledge of you. (O, TA.) b4: And [hence] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Fr, A, O, TA,) and ↓ استظهرهُ, (S, A, O, K,) (tropical:) He knew it, or learned it, by heart; namely, the Kur-án; (A, O, TA;) and he recited it by heart: (A, * TA; and so in the S and O in explanation of the latter:) or [simply] he recited it by heart; namely, the Kur-án; as also ↓ اظهرهُ: (O, K, TA:) in the copies of the K we find أَظْهَرْتُ عَلَى القُرْآنِ and أَظْهَرْتُهُ; but the former is a mistake for ظَهَرْتُ, aor. ـَ (TA.) A3: For another signification of ظَهَرَ عَلَيْهِ, see 3.

A4: ظَهَرَ بِحَاجَتِى, (S, A, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. ظَهْرٌ; (TK;) and ↓ ظهّرها, (K, TA,) in some copies of the K ظَهَرَهَا; (TA;) and ↓ اظهرها, (K,) inf. n. إِظْهَارٌ; (TA;) and ↓ اِظَّهَرَهَا, (K,) of the measure اِفْتَعَلَ; (TA;) (tropical:) He held the object of my want in little, or light, estimation, or in contempt; (S, A;) [lit.] he put it behind [his] back; (S, K;) as though he put it away, [out of his sight,] and paid no regard to it. (S, TA.) One says also, يَظْهَرُونَ بِهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ

إِلَى أَرْحَامِهِمْ [They hold them in contempt, and do not pay any regard to their ties of relationship]. (S.) b2: See also 10, in three places.

A5: ظَهَرَهُ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. ظَهْرٌ, (K,) He struck, or smote, (TA,) or hit, or hurt, (O, K,) his back. (O, K, TA.) A6: ظَهِرَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ظَهَرٌ, (O, K,) He (a man, S, O) had a complaint of his back. (S, O, K.) A7: ظَهُرَ, (JK, O, L,) or ظَهَرَ, (K, [but this is app. a mistranscription,]) inf. n. ظَهَارَةٌ, (S, O, L, K,) said of a camel, (JK, S, O,) He was, or became, strong (JK, S, O, L, K) in the back. (L, K.) 2 ظَهَّرَ see 1, near the middle: b2: and again, in the last quarter: b3: and see also 3. b4: ظهّر الثَّوْبَ [and ↓ اظهرهُ, contr. of بطّنهُ and ابطنهُ,] He faced the garment, or piece of cloth; put a facing, or an outer covering, (ظِهَارَة,) to it. (TA.) A2: See also 4, last sentence.3 ظاهرهُ, (A,) inf. n. مُظَاهَرَةٌ, (S, O, Msb,) He aided, or assisted, him; (S, A, O, Msb;) as also عَلَيْهِ ↓ ظَهَرَ. (Th, K.) And ظاهر عَلَيْهِ He aided, or assisted, against him. (TA.) b2: ظاهر بِهِ: see 10. b3: ظاهر بَيْنَهُمَا, (K,) i. e. (TA) بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (S, A, Mgh, TA,) and دِرْعَيْنِ, (A, Mgh, TA,) and نَعْلَيْنِ, (TA,) i. q. طَارَقَ بَيْنَهُمَا, (S, TA,) or طَابَقَ, (A, K, TA,) i. e. (TA) He put them on, or attired himself with them, [namely, two garments, and two coats of mail, and two sandals or soles, or rather, when relating to two soles, he sewed them together,] one over, or outside, the other: (Mgh, TA:) app. from تَظَاهُرٌ in the sense of “ mutual aiding or assisting. ” (IAth.) The phrase ظاهر بِدِرْعَيْنِ requires consideration; and the ب in it should be regarded as meant to denote conjunction; not as a part of the necessary complement of the verb. (Mgh.) ظاهر الدِّرْعَ is said to signify لَأَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ [app. meaning He folded over and fastened one part of the coat of mail upon another]. (TA.) And ظاهر عَلَيْهِ جِلَالًا means He threw upon him (i. e. a horse) housings or coverings [one over another]. (TA in art. حنذ.) A2: ظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. ظِهَارٌ (S, Mgh, Msb, K) and مُظَاهَرَةٌ; (JK, TA;) and مِنْهَا ↓ تظاهر, (A, Mgh, O, TA,) and ↓ اِظَّاهَرَ; (Mgh;) and منها ↓ تظهّر, (S, Msb, K,) and ↓ اِظَّهَّرَ; (O, TA;) and منها ↓ ظهّر, (S, O, K,) inf. n. تَظْهِيرٌ; (S;) signify the same; (O;) He said to his wife أَنْتِ عَلَىَّ كَظَهْرِ أُمِّى

[Thou art to me like the back of my mother]; (S, Mgh, Msb, K;) [as though he said رُكُوبُكِ حَرَامٌ عَلَىَّ;] meaning رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَىَّ كَرُكُوبِ أُمِّى لِلنِّكَاحِ; the back being specified in preference to the بَطْن or فَخِذ or فَرْج because the woman is likened to a beast that is ridden, and the act of نِكَاح to that of رُكُوب: the phrase being a form of divorce used by the Arabs in the Time of Ignorance. (Msb, * TA.) In the Kur lviii. 2 [and 4], some read ↓ يَظَّهَّرُونَ; some

↓ يَظَّاهَرُونَ; and 'Ásim read يُظَاهِرُونَ. (Bd.) The verb is made trans. by means of مِن because the man who uttered this sentence estranged himself from his wife. (IAth.) 4 اظهرهُ He made it apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, displayed, discovered, revealed, or evinced, it; or put it forth: (S, O, K:) [it is also used in relation to a saying, and an action, and the like, as meaning it showed, &c., as above, or it bespoke, it:] and Mtr relates his having heard from one worthy of reliance of the people of Baghdád, that they say ↓ تظاهرتُ بِهِ in the place of أَظْهَرْتُهُ, and scarcely ever employ اظهر in its usual sense. (Har p. 85.) [Hence, اظهر التَّضْعِيفَ He made the doubling of a letter distinct; as in لَحِحَتْ; which, accord. to a general rule, should be لَحَّتْ: opposed to أَدْغَمَ. And اظهر لَهُ كَذَا He showed, &c., to him such a thing: and he made a show of, professed, pretended, or feigned, to him such a thing: as, for instance, love.] b2: أَظْهَرْتُ بِفُلَانٍ means أَعْلَيْتُ بِهِ [a phrase which I have not found except in this instance, app. I elevated, or exalted, such a one: like أَعْلَيْتُهُ, which has this meaning]: (S, IKtt, L, TA:) or أَعْلَنْتُ بِهِ [app. meaning I made such a one to be, or become, publicly known]: (So in the O:) [but the former explanation seems to be regarded by SM as the right; for he remarks that,] accord. to all the copies of the K, the explanation is أَعْلَنَ بِهِ, and refers to ظَهَرَ بِفُلَانٍ

[instead of أَظْهَرَ]; so that what its author says in this case differs in two points of view from what is found in the “ Kitáb el-Abniyeh ” of IKtt, in which the ى in أَعْلَيْتُ has been marked as correct, and in the L [as well as in the S]. (TA.) A2: اظهرهُ اللّٰهُ عَلَى عَدُوِّهِ means God made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, gain the victory over, or prevail over, his enemy. (S, A, O, TA.) b2: And [hence] اظهرهُ عَلَيْهِ He (God) made him to know it, or become acquainted with it: you say, أَظْهَرَنِى اللّٰهُ عَلَى مَا سُرِقَ مِنِّى God made me to know [or discover] what had been stolen from me. (TA.) A3: See also 1, last quarter, in two places.

A4: And see 2.

A5: اظهر signifies also He entered upon the time called the ظَهِيرَة: (A, Msb, K:) or the time called the ظُهْر. (Msb.) And He went, or journeyed, in the time called the ظَهِيرَة; as also ↓ ظهّر, (K,) inf. n. تَظْهِيرٌ: (TA:) or the time called the ظُهْر. (S, O.) 5 تظهّر and اِظَّهَّرَ: see 3, latter half, in three places.6 تَظَاْهَرَ see 1, first sentence: b2: and see also 4, first sentence. b3: تظاهروا They aided, or assisted, one another. (S, O, * K.) And تظاهروا عَلَى فُلَانٍ

They leagued together, and aided one another, against such a one. (Ibn-Buzurj, TA in art. ضفر.) b4: Also They regarded, or treated, one another with enmity, or hostility; or severed themselves, one from another: (S, Msb, K:) as though they turned their backs, one upon another: (S:) or, because they who do so turn their backs, one upon another. (Msb.) Thus the verb has two contr. meanings. (K.) b5: تظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ and اِظَّاهَرَ: see 3, latter half, in three places.8 اِظَّهَرَ: see 1, last quarter.10 استظهر بِهِ He sought aid, or assistance, in, or by means of, him, or it, (S, O, Msb, K, TA,) عَلَيْهِ [against him, or it]; as also استظهرهُ. (TA.) [In the CK, after the explanation of استظهر به, is an omission, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ.] One says, استظهر بِالْغِنَى عَلَى النَّوَائِبِ [He sought aid in wealth against calamities, or afflictions]. (Msb.) And بِهِ ↓ ظاهر signifies the same as استظهر [in this sense or in another of the senses expl. in what follows]. (TA.) b2: and استظهرتُ بِالشَّىْءِ, and بِهِ ↓ ظَهَرْتُ, and ↓ ظَهَرْتُهُ, I put the thing behind my back for protection, or security. (Har p. 265.) b3: And استظهر He prepared for himself a camel, or two camels, or more, for future need: (T:) and استظهرهُ, and بِهِ ↓ ظَهَرَ, He prepared him, namely, a camel, for future need: (K:) and استظهر بِبَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ He prepared for himself two camels for future need. (T. [See ظِهْرِىٌّ.]) b4: Hence, (T,) استظهر signifies also He used precaution (T, Msb) with respect to anything: (T:) he secured himself, (اِسْتَوْثَقَ,) by using precaution; as, for instance, a woman does by remaining three days, before she performs the ablution termed غُسْل, and prays, after the usual period of the menses. (T, L.) One says, يُسْتَحَبُّ الاِسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ

وَثَالِثَةٍ The using precaution by a second and a third washing, to make sure of being pure, is approved. (Er-Ráfi'ee, Msb.) And استظهرتُ فِى طَلَبِ الشَّىْءِ I adopted the most fit, or proper, way, and used precaution, in seeking to attain the thing. (Msb.) b5: See also 1, in the middle of the latter half.

ظَهْرٌ The back; contr. of بَطْنٌ: (S, A, O, Msb, K:) in a man, from the hinder part of the كَاهِل [or base of the neck] to the nearest part of the buttocks, where it terminates: (TA:) in a camel, the part containing six vertebræ on the right and left of which are [two portions of flesh and sinew called the] مَتْنَانِ: (AHeyth, T, O:) of the masc. gender: (Lh, A, K:) pl. [of pauc.] أَظْهُرٌ, and [of mult.] ظُهُورٌ and ظُهْرَانٌ. (Msb, K.) b2: رَجُلٌ خَفِيفُ الظَّهْرِ (tropical:) A man having a small household to maintain: and ثَقِيلُ الظَّهْرِ (tropical:) having a large household to maintain. (K, * TA.) b3: أَنْت عَلَىَّ كَظَهْرِ

أُمِّى Thou art to me like the back of my mother: said by a man to his wife. (S, Mgh, Msb, K.) [This has been expl. above: see 3.] b4: عَدَا فِى

ظَهْرِهِ (tropical:) He stole what was behind him: (A:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. means (tropical:) A thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O, K.) b5: أَقْرَانُ الظَّهْرِ (S, O, K) and الظُّهُورِ (O, TA) Adversaries who come to one from behind his back, in war, or fight. (S, O, K, * TA.) In the copies of the K, يُحِبُّونَكَ is erroneously put for يَجِيؤُونَكَ. (TA.) You say also, فُلَانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ Such a one is an adversary who comes to one from behind, unknown. (IAar, As.) b6: قَتَلَهُ ظَهْرًا He slew him unexpectedly; he assassinated him; syn. غِيلَةٌ. (IAar, TA.) b7: جَعَلَنِى بِظَهْرٍ (tropical:) He cast me off. (TA.) And جَعَلتُ حَاجَتَهُ بِظَهْرٍ (tropical:) I cast his want behind my back: (AO, K:) and ↓ جَعَلَهَا ظِهْرِيَّةً signifies the same: (S:) and ↓ اِتَّخَذَهَا ظِهْرِيًّا, (K,) and ↓ ظِهْرِيَّةً: (TA:) or the former of the last two phrases signifies he held it in contempt; as though ظهريّا were an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (TA:) or ↓ اِتَّخَذَهُ ظِهْرِيًّا signifies he neglected, or forgot, (S, O, * Msb,) him, as in the Kur xi. 94, (S, O,) or it, namely, what was said. (Msb.) And لَا تَجْعَلْ حَاجَتِى

بِظَهْرٍ (tropical:) Forget not thou, or neglect not, my want: (S:) and ↓ جَعَلَهُ ظِهْرِيًّا signifies he forgot it; as well as جعله بِظَهْرٍ. (A.) And جَعَلْتُ هٰذَا الأَمْرَ بِظَهْرٍ, and رَمَيْتُهُ بِظَهْرٍ, (tropical:) I cared not for this thing. (Th, O.) b8: فُلَانٌ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) Such a one is of those who do not belong to us: or of those to whom no regard is paid: (TA:) or of those who are held in contempt, and to whose ties of relationship no regard is paid. (S, TA.) b9: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ ظَهْرًا (tropical:) [He is his cousin on the father's side,] distantly related: contr. of دِنْيًا [and لَحًّا]. (As, A, O, TA.) b10: رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ [He receded, retired, or retreated]. (K in art. ثبجر.) b11: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ, and ↓ بين ظَهْرَانَيْهِمْ, (S, A, O, Msb, K, *) in which latter the ا and ن are said by some to be added for corroboration, (Msb,) and for which one should not say ظَهْرَانِيهِمْ, (IF, S, O, Msb, K,) and بين أَظْهُرِهِمْ, (Msb, K,) (tropical:) He is making his abode in the midst of them; in the main body of them: (K, TA:) originally meaning he is making his abode among them for the purpose of seeking aid of them and staying himself upon them: as though it meant that the back of one of them was before him, and that of another behind him, so that he was defended in either direction: afterwards, by reason of frequency of usage, it came to be employed to signify abiding among a people absolutely. (IAth, Msb.) You say also هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ, and ↓ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ, meaning It (anything) is in the midst, or main part, of it, namely, another thing. (TA.) b12: لَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ, and ↓ بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ, (S, O, Msb, K,) (tropical:) I met him during the day, (Msb,) or during the two days, (S, O, K,) or during the three days, (K,) or the days: (S, O, Msb:) from the next preceding phrase. (TA.) And أَتَيْتُهُ مَرَّةً بَيْنَ الظَّهَرْينِ (tropical:) I came to him one day: or, accord. to Aboo-Fak'as, on a day between two years. (Fr.) And اللَّيْلِ ↓ رَأَيْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) I saw him between nightfall and daybreak. (TA.) and النَّهَارِ ↓ جِئْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) [I came to him between the beginning and end of the day]. (A.) b13: تَقَلَّبَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) It turned over and over, or upside down, (lit. back for belly,) as a serpent does upon ground heated by the sun. (S and TA in art. قلب.) [Hence,] قَلَبْتُ الأَرْضَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (tropical:) [I turned the earth over, upside-down]. (A.) And [hence,] قَلَّبَ أَمْرَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ, (O, * TA,) and ظَهْرَهُ لِبَطْنٍ, and ظَهْرَهُ لِبَطْنِهِ, and ظَهْرَهُ لِلْبَطْنِ, which last form is preferred by El-Farezdak to the second, because [as in the third form] the second of the two words is determinate like the first word, (tropical:) He meditated, or managed, the affair with forecast, and well. (O, * TA.) b14: The Arabs used to say, هٰذَا ظَهْرُ السَّمَآءِ and هذا بَطْنُ السَّمَآءِ, both meaning (tropical:) This is the apparent, visible, part of the sky. (Fr, Az.) And the like is said of the side of a wall, which is its بَطْن to a person on the same side, and its ظَهْر to one on the other side. (Az.) b15: مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ, [part of] a saying of Mohammad, [of which see the rest voce مُطَّلَعٌ,] means (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has a verbal expression and an interpretation: (K, * TA:) or a verbal expression and a meaning: or that which has an apparent and a known [or an exoteric] interpretation and that which has an intrinsic [or esoteric] interpretation: (TA:) or narration (K, TA) and admonition: (TA:) or [it is to be read and to be understood and taught; for] by the ظهر is meant the reading; and by the بطن, the understanding and teaching. (TA.) [See also بَطْنٌ.] b16: ظَهْرٌ signifies also (tropical:) Camels on which people ride, and which carry goods; (S, * A, * O, K, * TA;) camels that carry burdens upon their backs in journeying: (TA:) [or] a beast: or a camel for riding: (Mgh:) pl. ظُهْرَانٌ. (TA.) It is said in a trad. of 'Arfajeh, فَتَنَاوَلَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْرِ And he reached, or took in his hand, the sword from the camels for carrying burdens and for riding: and in another, أَتَأْذَنُ لَنَا فِى نَحْرِ ظَهْرِنَا Dost thou permit us to slaughter our camels which we ride? (TA.) And one says also, هُوَ عَلَى ظَهْرٍ (tropical:) He is determined upon travel: (K:) as though he had already mounted a beast for that purpose. (TA.) b17: [Hence, app.,] (assumed tropical:) Property consisting of camels and sheep or goats: (TA:) or much property. (K, TA.) b18: (assumed tropical:) The short side [or lateral half] of a feather: (S, O, K:) pl. ظُهْرَانٌ: (S, M, K, TA, &c.:) opposed to بَطْنٌ, sing. of بُطْنَانٌ, (TA,) which latter signifies the “ long sides: ” (S, TA:) and ↓ ظُهَارٌ signifies the same as ظَهْرٌ, (K,) or the same as ظُهْرَانٌ, being an irregular pl.; and this is meant by the saying الظُّهَارُ بِالضَّمِ الجَمَاعَةُ, mentioned in a later place in the K [in such a manner as to have led to the supposition that ظُهَارٌ is also syn. with جَمَاعَةٌ]: (TA:) AO says that among the feathers of arrows are the ظُهَار, which are those that are put [upon an arrow] of the ظَهْر [or outer side] of the عَسِيب [app. here meaning the shaft] of the feather; (S, TA;) i. e., the shorter side, which is the best kind of feather; as also ظُهْرَان: sing. ظَهْرٌ: (TA:) ISd says that the ظُهْرَان are those parts of the feathers of the wing that are exposed to the sun and rain: (TA:) Lth says that the ظُهَار are those parts of the feathers of the wing that are apparent. (O, TA.) One says, رِشْ سَهْمَكَ بِظُهْرَانٍ وَلَا تَرِشْهُ بِبُطْنَانٍ

[Feather thine arrow with short sides of feathers, and feather it not with long sides of feathers]. (S, TA.) [De Sacy supposes that ظُهُورٌ and بُطُونٌ are also pls. of ظَهْرٌ and بَطْنٌ thus used: (see his “ Chrest. Arabe,” sec. ed., tome ii., p.

374:) but his reasons do not appear to me to be conclusive.] ↓ ظُهَارٌ and ظُهْرَانٌ are also used as epithets: you say, رِيشٌ ظُهَارٌ and رِيشٌ ظُهْرَانٌ. (TA.) b19: [ظَهْرُ الكَفِّ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The back of the hand. And in like manner, ظَهْرُ القَدَمِ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The upper, or convex, side, or back, of the human foot, corresponding to the back of the hand, including the instep: opposed to بَطْن and بَاطِن. And ظَهْرُ اللِّسَانِ means (assumed tropical:) The upper surface of the tongue.] b20: And ظَهْرٌ also signifies (tropical:) A way by land. (S, M, O, Msb, K.) This expression is used when there is a way by land and a way by sea. (M.) You say, سَارُوا فِى طَرِيقِ الظَّهْرِ (tropical:) They journeyed by land. (A.) b21: And (assumed tropical:) An elevated tract of land or ground; as also ↓ ظَاهِرةٌ: (A:) or rugged and elevated land or ground; (JK, K;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) opposed to بَطْنٌ, which signifies “ soft and plain and fine and low land or ground: ” (TA:) and ↓ ظَوَاهِرُ [pl. of. ظَاهِرَةٌ] signifies (assumed tropical:) elevated tracts of land or ground: (S, K:) you say, هَاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ, meaning, (assumed tropical:) the herbs, or leguminous plants, of the elevated tracts of land, or ground, dried up: (As, S, L:) and ↓ ظَاهِرٌ signifies (assumed tropical:) the higher, or highest, part of a mountain; (ISh, L, TA;) whether its exterior be plain or not: (TA:) and ↓ ظَاهِرَةٌ, the same, of anything: (L:) when you have ascended upon the ظَهْر of a mountain, you are upon its ظَاهِرَة. (TA.) b22: سَالَ وَادِيهِمْ ظَهْرًا means (assumed tropical:) Their valley flowed with the rain of their own land: opposed to دُرْءًا, meaning, “from other rain: ” (IAar, O, K: *) or the former signifies their valley flowed with its own rain: and the latter, “with other than its own rain: ” (TA:) and some say ↓ ظُهْرًا, which Az thinks the better form. (O, TA.) b23: [Hence, probably,] أَصَبْتُ مِنْهُ مَطَرَ ظَهْرٍ (assumed tropical:) I obtained from him, or it, much good. (Sgh, O, K.) b24: And another signification of ظَهْرٌ is What is absent, or hidden, or concealed, from one. (O, K.) b25: It is sometimes prefixed to another noun to give plainness and force to the expression; as in ظَهْرُ الغَيْبِ and ظَهْرُ القَلْبِ, meaning نَفْسُ الغَيْبِ and نَفْسُ القَلْبِ: (Msb:) or it is redundant in these instances. (Mgh.) Lebeed says, describing a [wild] cow going about after a beast of prey that had eaten her young one, وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سَقَامُهَا [And she heard the sound of man, and it frightened her, from a place that concealed what was in it; for man is her malady; i. e., a cause of pain and trouble and death to her]: (TA:) meaning, she heard the sound of the hunters, &c. (TA in art. غيب.) And you say, تَنَاوَلَهُ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِمَا يَسُوؤُهُ He carped at him behind the back, or in absence, by saying what would grieve him. (TA in art. غيب.) And تَكَلَّمْتُ بِهِ عَنْ ظَهْرِ الغَيْبِ (A, O) or عن ظَهْرِ غَيْبٍ (TA) [app., (tropical:) I spoke it by memory; in the absence of a book or the like; as one says in modern Arabic, عَلَى الغَائِب. See also غَيْبٌ.] And قَرَأَهُ عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ (tropical:) He recited it by heart, or memory; without book: (L, K: [in the latter, مِنْ is put in the place of عَنْ; but the right reading is that in the L: and in the CK is an omission here, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ:]) and ↓ قرأه ظَاهِرًا and قرأه عَلَى

ظَهْرِ لِسَانِهِ [signify the same]. (K.) And حَمَلَ القُرْآنَ عَلَى ظَهْرِ لِسَانِهِ like حَفِظَهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ (tropical:) [He knew the Kur-án by heart]. (A, * O, TA.) b26: One says also, فُلَانٌ يَأْكُلُ عَلَى ظَهْرِ يَدِ فُلَانٍ (tropical:) Such a one eats at the expense of such a one. (A, O, K. *) And in like manner, الفُقَرَآءُ يَأْكُلُونَ عَلَى ظَهْرِ أَيْدِى النَّاسِ (tropical:) The poor eat at the expense of the people. (A, TA.) And أَعْطَاهُ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ (tropical:) He gave him originally; without compensation. (O, * K; but in some copies of the K we find مِنْ in the place of عَنْ.) It is said [in a trad.], أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (tropical:) The most excellent of alms is that which is [derived] from competence; ظهر: (Msb:) or simply عَنْ غِنًى, the word ظهر being here redundant: (Mgh:) or from manifest competence upon which one relies, and in which he seeks aid against calamities, or afflictions: or from what remains after fight: (Msb:) or from superfluous property. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ

A3: قِدْرُ ظَهْرٍ means (assumed tropical:) An old cooking-pot: (O, K: *) pl. قُدُورُ ظُهُورٍ: (O:) as though, because of its oldness, it were thrown behind the back. (TA.) ظُهْرٌ Midday, or noon: (IAth, TA:) or the time when the sun declines from the meridian: (Msb, * K, * O, * TA:) or [the time immediately] after the declining of the sun: (S, Mgh:) masc. and fem.; unless when the word صَلَاة is prefixed to it, in which case it is fem. only: (Msb:) [pl. أَظْهَارٌ. See also ظَهِيرَةٌ.] صَلَاةُ الظُّهْرِ means The prayer [i. e. the divinely-ordained prayer] of midday, or noon: (IAth, TA:) or of the time after the declining of the sun. (S, O.) In the phrases أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ [Defer ye the prayer of midday until the cooler time of day] and صَلَّى الظُّهْرَ [He performed the prayer of midday], the prefixed noun (صَلَاة) is suppressed. (Mgh.) A2: سَالَ وَادِيهِمْ ظُهْرًا: see ظَهْرٌ, last quarter.

ظَهِرٌ, (S,) or ↓ ظَهِيرٌ, (K,) [the former agreeable with analogy, being derived from ظَهِرَ,] A man (S,) having a complaint of the back: (S, K:) or having a pain in the back: as also ↓ مَظْهُورٌ. (O, TA.) ظُهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in three places.

A2: Also The tortoise. (O, K.) ظِهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in six places.

ظَهَرَةٌ The goods, or furniture and utensils, of a house or tent; (IAar, S, O, K, TA;) as also أَهَرَةٌ: (IAar, TA:) or the former signifies the exterior of a house, or tent; and the latter, the “ interior thereof. ” (Th, TA.) b2: And Abundance of مَال [i. e. property, or cattle]. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ.

ظِهْرِىٌّ A camel prepared for future need; (T, S, O, K;) taken, by way of precaution, to bear the burden of any camel that may happen to fail in a journey: sometimes two or more unladen camels are taken for this purpose: some say that such a camel is thus called because its owner puts it behind his back, not riding it nor putting any burden upon it: (T, TA:) the word appears to be an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (ISd, TA:) pl. ظَهَارِىٌّ, imperfectly decl., because the rel. ى

retains its place in the sing. [inseparably; there being no such word as ظِهْر: but if it be a rel. n., this pl. is irreg., like مَهَارِىٌّ]. (S, O, K.) b2: See ظَهْرٌ, first quarter, in five places, for examples of ظِهْرِىٌّ and ظِهْرِيَّةٌ used tropically.

ظُهْرَان [app. ظُهْرَانٌ (which is also a pl. of ظَهْرٌ used in several senses), or, perhaps ظُهْرَانِ, as having a dual meaning,] The upper, thick, pair of wings of the locust. (AHn, TA.) b2: [See also ظَهْرٌ.]

بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ, and ظَهْرَانَيْهِ, and الظَّهْرَانَيْنِ, &c.: see ظَهْرٌ, former half, in five places.

ظَهَارٌ The exterior (K, TA) and elevated (TA) part of a [stony tract such as is called] حَرَّة. (K, TA.) ظُهَارٌ Pain in the back. (Az, O, TA.) A2: See also ظَهْرٌ, third quarter, in two places.

ظَهِيرٌ: see ظَاهِرٌ.

A2: Also An aider, or assistant; (S, A, O, Msb, K;) and so ↓ ظِهْرَةٌ (S, K) and ↓ ظُهْرَةٌ: (K:) [in one place, in the K, ظِهْرَةٌ is expl. by عَوْن; but by this is meant, as will be seen below, the same as is meant by مُعِين, by which all the three words are expl. in another place in the K, as well as in the S &c.:] and aiders, or assistants; (S, Msb;) as also ↓ ظِهْرَةٌ and ↓ ظُهْرَةٌ and ↓ ظَهْرٌ: (TA:) the pl. of ظَهِيرٌ is ظُهَرَآءُ. (O.) It is said in the Kur [xxv. 57], وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا And the unbeliever is an aider of the enemies of God [against his Lord]. (Ibn-'Arafeh.) You say also, فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ ↓ ظِهْرَتِى Such a one is my aider (عَوْن) against such a one: and عَلَى هٰذَا ↓ أَنَا ظِهْرَتُكَ الأَمْرِ I am thine aider against this thing, or affair. (S, O.) And it is also said in the Kur [lxvi. 4], وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ [And the angels after that will be his aiders]: and instance of ظهير in a pl. sense: (S, O, Msb:) for words of the measures فَعُولٌ and فَعِيلٌ are sometimes masc. and fem. [and sing.] and pl. (S.) You also say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ فِى ظِهْرَتِهِ, (S, A, K,) and ↓ ظُهْرَتِهِ, (A, K,) and ↓ ظَهَرَتِهِ, and ↓ ظَاهِرَتِهِ, (K,) Such a one came among his people, (S,) or kinsfolk, (K,) and those who performed his affairs for him, (S, A,) i. e., his aiders, or assistants. (A.) And وَاحِدَةٍ ↓ هُمْ فِى ظِهْرَةٍ They aid one another against the enemies. (TA.) b2: Also Strong in the back; (K;) sound therein: (Lth:) and so ↓ مُظَهَّرٌ: (S, O, K:) applied to a man: (S:) or hard and strong; whether in the back or any other part is not said: (TA:) in this sense, (TA,) or as signifying strong, (S, O,) applied to a camel: fem. with ة. (S, O, TA.) b3: Also A camel whose back is not used, on account of galls, or sores, upon it: or unsound in the back by reason of galls, or sores, or from some other cause. (Th.) Thus it has two contr. significations. (TA.) A3: See also ظَهِرٌ.

ظِهَارَةٌ [The facing, or outer covering, or] what is uppermost, (TA,) what is apparent (Msb, TA) to the eye, (Msb,) not next the body, of a garment; (TA;) and in like manner, what is uppermost and apparent, not next the ground, of a carpet; (TA;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) contr. of بِطَانَةٌ: (S, O, Msb, K:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) ظَهِيرَةٌ The point of midday: (M, A, K:) or only in summer: (M, K:) or i. q. هَاجِرَةٌ [i. e. midday in summer or when the heat is vehement: or the period from a little before, to a little after, midday in summer: or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر]: (S, O, TA:) or the هَاجِرَة, which is when the sun declines from the meridian: (Msb:) or the vehement heat of midday: (IAth, TA:) or i. q. ظُهْرٌ [q. v.]: (Az, TA:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) You say, أَتْيْتُهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ [I came to him at the point of midday in summer; &c.]: and حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ [when the sun had become high, and the shade had almost disappeared: so expl. in art. قوم]. (S, O.) and أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ Stay thou until the middayheat shall have become assuaged, and the air be cool. (L in art. فيح.) And hence, in a trad. of 'Omar, when a man came to him complaining of gout in the feet, he said, كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ, meaning Take thou to walking during the heat of the middays in summer. (TA.) ظُهَارِيَّةٌ One of the modes of seizing [and throwing down] in wrestling: or i. q. شَغْزَبِيَّةٌ: (K:) the twisting one's leg with the leg of another in the manner that is termed شَغْزَبِيَّة, and so throwing him down: one says, أَخَذَهُ الظُّهَارِيَّةَ and الشَّغْزَبِيَّةَ [He seized him and threw him down by the trick above described]: both signify the same: (ISh, O:) or ظُهَارِيَّةٌ signifies the throwing one down upon the back. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And (hence, as being likened thereto, TA) (tropical:) A certain mode, or manner, of compressing, or coïtus. (O, K, TA.) b3: And أَوْثَقَهُ الظُّهَارِيَّةَ He bound his hands behind his back. (Ibn-Buzurj, O, K, TA.) ظَاهِرٌ [Outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence, appearing, apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, conspicuous, ostensible, plain, or evident: in all these senses] contr. of بَاطِنٌ: (S, K, TA:) and so ↓ ظَهِيرٌ. (TA.) [Hence, ظَاهِرًا Outwardly, &c.: and apparently; &c.: and فِى الظَّاهِرِ in appearance. And الظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَا It appears, or it seems, or what seems to be the case is, that it is so, or thus. And ظَاهِرُ كَذَا for ظَاهِرٌ فِيهِ كَذَا, meaning A person, or thing, in whom, or in which, such a quality is apparent, or manifest, &c.: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. طعن.] See also مُظْهَرٌ. b2: [Hence also,] عَيْنٌ ظَاهِرَةٌ A prominent eye; (S, O, K, TA;) that fills its cavity. (TA.) b3: And هٰذَا

أَمْرٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهُ (tropical:) This is a thing, or an affair, of which the disgrace is remote from thee: (S, TA:) or does not cleave to thee. (TA.) and هٰذَا عَيْبٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ (tropical:) This is a vice, or fault, that does not cleave to thee. (A.) A poet says, (namely, Kutheiyir, accord. to a copy of the S, or Aboo-Dhu-eyb, TA,) وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّى أُحِبُّهَا وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (tropical:) [And the slanderers taunted her with the fact of my loving her; but that is a fault of which the disgrace is remote from thee]. (S, TA.) b4: [الظَّاهِرُ also signifies The outside, or exterior, of a thing. You say, نَزَلَ ظَاهِرَ المَدِينَةِ He alighted, or took up his abode, outside the city: comp. ظَاهِرَةٌ. Hence,] ظَاهِرُ الكَفِّ and ظَاهِرُ القَدَمِ; and another signification of ظَاهِرٌ: for all of which see ظَهْرٌ, third quarter. b5: [Also The external, outward, or extrinsic, state, condition, or circumstances, of a man: and the outward, or apparent, character, or disposition of the mind: opposed to البَاطِنُ.] b6: One says also, فُلَانٌ ظَاهِرٌ عَلَى فُلَانٍ Such a one has the ascendancy, or mastery, over such a one; is conqueror of him, or victorious over him. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ بِكَ This is a thing, or an affair, that overcomes, or overpowers, thee. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ

أَنْتَ بِهِ ظَاهِرٌ This is an affair which thou hast power to do. (TA.) [And هُوَ ظَاهِرٌ عَلَى كَذَا He is a conqueror, a winner, an achiever, or an attainer, of such a thing: see an ex. voce غَرَبٌ, near the end.] And الظَّاهِرُ is one of the names of God, meaning The Ascendant, or Predominant, over all things: or, as some say, He who is known -by inference of the mind from what appears to mankind of the effects of his actions and his attributes. (IAth, TA.) b7: حَاجَتُهُ عِنْدَكَ ظَاهِرَةٌ means (tropical:) His want is in thine estimation [an object of contempt, or neglect, as though] cast behind the back. (O, * TA.) b8: قَرَأَهُ ظَاهِرًا: see ظَهْرٌ, towards the end of the paragraph.

A2: شَآءٌ ظَوَاهِرُ Sheep, or goats, that come to the water every day at noon. (TA.) ظَاهِرَةٌ as a subst.; and its pl. ظَوَاهِرُ: see ظَهْرٌ, in four places, in the third quarter of the paragraph. [Hence,] قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ Those, of Kureysh, that dwell in the exterior of Mekkeh, (O,) upon the mountains thereof, (K, * TA,) or upon the higher parts of Mekkeh: (TA:) those who dwell in the lower parts are called قُرَيْشُ البِطَاحِ; (O, * TA;) and these are the more honourable, (O, TA, *) because they are neighbours of the House of God. (O.) b2: See also ظِهَارَةٌ.

A2: And see ظَهِيرٌ.

A3: Also The coming of camels, (S, O, K, TA,) and of sheep or goats, (TA,) to the water every day, at noon. (S, O, K, TA.) One says, of camels, [and of sheep or goats,] تَرِدُ الظَّاهِرَةَ [They come to the water every day, at noon]: and Sh says that they return from the water at the عَصْر. (TA.) And شَرِبَ الفَرَسُ ظَاهِرَةً The horse drank every day, at noon. (TA.) ظَاهِرَةُ الغِبِّ [The coming to the water at noon on alternate days] is for sheep or goats; scarcely ever, or never, for camels; and is a little shorter [in the interval] than what is called [simply] الغِبُّ. (O, TA.) مَظْهَرٌ i. q. مَصْعَدٌ [i. e. A place of ascent, or a place to which one ascends]; (O, K; in some copies of the latter of which, both words are erroneously written with damm to the م; TA;) and دَرَجَةٌ [as meaning a degree, grade, rank, condition, or station, or an exalted, or a high, grade, &c.]: (O:) used by En-Nábighah ElJaadee as meaning Paradise. (O, TA.) مُظْهَرٌ Made apparent, &c. b2: And hence, as also ↓ ظَاهِرٌ, but the former more commonly, applied to a noun, Explicit; and, elliptically, an explicit noun; opposed to مُضْمَرٌ and ضَمِيرٌ (a concealed noun, i. e. a pronoun); and to مُبْهَمٌ (a noun of vague signification).]

مُظْهِرٌ Possessing camels for riding or for carrying goods: pl. مُظْهِرُونَ. (S, * K, * TA.) A2: and A camel made to sweat by the ظَهِيرَة [or vehement heat of midday in summer]. (Sgh, K, TA.) and accord. to As, one says, ↓ أَتَانَا فُلَانٌ مُظَهِّرًا, meaning Such a one came to us in the time of the ظَهِيرَة [or midday in summer, &c.]: but accord. to A 'Obeyd, others say مُظْهِرًا, without teshdeed; and this is the proper form: (S) or both mean, in the time of the ظُهْر. (O.) مُظَهَّرٌ: see ظَهِيرٌ, near the end of the paragraph.

مُظَهِّرٌ: see مُظْهِرٌ.

مُظْهُورٌ pass. part. n. of ظَهَرَ [q. v.]. b2: See also ظَهِرٌ. Quasi ظور 3 ظَاوِرْ, occurring in a trad. for ظَائِرْ: see 3 in art. ظأر.
(ظهر) الْقَوْم سَارُوا فِي الظهيرة وَالْحَاجة ظهر بهَا والصك وَنَحْوه كتب على ظَهره مَا يُفِيد تحويله إِلَى شخص آخر (مج)
ظهر: {تظهرون}: تدخلون في الظهيرة. {ظهيرا}: عونا. {يظهرون}: يقول أحدهم: أنت علي كظهر أمي فتحرم كتحريم ظهور الأمهات. {تظاهرون}: تعاونون. {يظاهروا}: يعينوا. {أن يظهروه}: يعلوه.
(ظهر)
الشَّيْء ظهورا تبين وبرز بعد الخفاء وعَلى الْحَائِط وَنَحْوه علاهُ وعَلى الْأَمر اطلع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّهُم إِن يظهروا عَلَيْكُم يرجموكم} وعَلى عدوه وَبِه غَلبه وبالحاج استخف بهَا وَلم يخف لَهَا وَعنهُ الْعَار زَالَ وَلم يعلق بِهِ وَالطير من بلد كَذَا إِلَى بلد كَذَا انحدرت مِنْهُ إِلَيْهِ وبالشيء فَخر وَفُلَانًا ظهرا ضرب ظَهره وَالثَّوْب جعل لَهُ ظهارة وَالْبَيْت والحائط وَنَحْوهمَا علاها

(ظهر) ظهرا اشْتَكَى ظَهره فَهُوَ ظهر وظهير
ظ هـ ر : (الظَّهْرُ) ضِدُّ الْبَطْنِ. وَهُوَ أَيْضًا الرِّكَابُ. وَهُوَ أَيْضًا طَرِيقُ (الْبَرِّ) وَيُقَالُ: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ (ظَهْرَيْهِمْ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ (ظَهْرَانَيْهِمْ) بِفَتْحِ النُّونِ. وَلَا تَقُلْ: ظَهْرَانِيهِمْ بِكَسْرِ النُّونِ. وَ (الظُّهْرُ) بِالضَّمِّ بَعْدَ الزَّوَالِ وَمِنْهُ صَلَاةُ الظُّهْرِ. وَ (الظَّهِيرَةُ) الْهَاجِرَةُ. وَ (الظَّهِيرُ) الْمُعِينُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَإِنَّمَا لَمْ يَجْمَعْهُ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَعِيدٍ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَسْنَ لِي بِأَمِيرِ
أَيْ بِأُمَرَاءَ. وَ (الظِّهْرِيُّ) الَّذِي تَجْعَلُهُ بِظَهْرٍ أَيْ تَنْسَاهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92] . وَ (الظَّاهِرُ) ضِدُّ الْبَاطِنِ. وَ (ظَهَرَ) الشَّيْءُ تَبَيَّنَ. وَظَهَرَ عَلَى فُلَانٍ غَلَبَهُ وَبَابُهُمَا خَضَعَ. وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّهِ. وَأَظْهَرَ الشَّيْءَ بَيَّنَهُ. وَأَظْهَرَ سَارَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. وَ (الْمُظَاهَرَةُ) الْمُعَاوَنَةُ وَ (التَّظَاهُرُ) التَّعَاوُنُ وَاسْتَظْهَرَ بِهِ اسْتَعَانَ بِهِ. وَ (الظِّهَارَةُ) بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْبِطَانَةِ. وَ (الظِّهَارُ) قَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وَقَدْ (ظَاهَرَ) مِنِ امْرَأَتِهِ. وَ (تَظَهَّرَ) مِنْهَا وَ (ظَهَّرَ) مِنْهَا (تَظْهِيرًا) كُلُّهُ بِمَعْنًى. قُلْتُ: تَرَكَ (تَظَاهَرَ) مِنْهَا وَهِيَ مِمَّا قُرِئَ بِهِ فِي السَّبْعَةِ وَذَكَرَ ظَهَّرَ الَّذِي مِنْ غَرَابَتِهِ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ فِي الشَّوَاذِّ أَيْضًا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظَهِّرًا) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ أَيْ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظْهِرًا) بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الْوَجْهُ.
ظهر وبطن ولِكلّ حَرْفٍ حد ولِكُلّ حد مطلع. فَقلت: يَا أَبَا سعيد مَا المطلع قَالَ: يطلع قوم يعْملُونَ بِهِ

ظهر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فأحسب قَول الْحَسَن هَذَا إِنَّمَا ذهب بِهِ إِلَى قَول عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِيهِ حَدَّثَنِي حجاج عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة عَن عَبْد اللَّه قَالَ: مَا من حرف أَو قَالَ آيَة إِلَّا وَقد عمل بهَا قوم أَو لَهَا قوم سيعملون بهَا فَإِن كَانَ الْحَسَن ذهب إِلَى هَذَا فَهُوَ وَجه وَإِلَّا كَانَ المطلع فِي كَلَام الْعَرَب على غير هَذَا 43 / الف الْوَجْه / وَقد فسرناه فِي مَوضِع آخر وَهُوَ المأتى الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ حَتَّى يعلم علم الْقُرْآن من كل ذَلِك المأتى والمصعد. وَأما قَوْله: لَهَا ظهر وبطن فَإِن النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيله يرْوى بطن عَن الْحسن أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أَن الْعَرَب يَقُول: قد قلبت أَمْرِي ظهرا لبطن. وَقَالَ غَيره: الظّهْر لفظ الْقُرْآن والبطن تَأْوِيله. وَفِيه قَول ثَالِث وَهُوَ عِنْدِي أشبه الْأَقَاوِيل بِالصَّوَابِ وَذَلِكَ أَن اللَّه عز وَجل قد قصّ عَلَيْك من نبأ عَاد وَثَمُود وَغَيرهمَا من الْقُرُون الظالمة لأنفسها فَأخْبر بِذُنُوبِهِمْ وَمَا عاقبهم بهَا فَهَذَا هُوَ الظّهْر إِنَّمَا هُوَ حَدِيث حَدثَك بِهِ عَن قوم فَهُوَ فِي الظَّاهِر خبر وَأما الْبَاطِن مِنْهُ فَكَأَنَّهُ صير ذَلِك الْخَبَر عظة لَك وتنبيها وتحذيرا أَن تفعل فعلهم فَيحل بك مَا حل بهم من عُقُوبَته أَلا ترى أَنه لما أخْبرك عَن قوم لوط وفعلهم وَمَا أنزل بهم أَن ذَلِك مِمَّا يبين ذَلِك أَن من صنع ذَلِك عُوقِبَ بِمثل عقوبتهم وَهَذَا كَرجل قَالَ لَك: إِن السُّلْطَان أُتِي بِقوم قتلوا فَقَتلهُمْ وَآخَرين سرقوا فقطعهم وَشَرِبُوا الْخمر فجلدهم فَهَذَا الظَّاهِر إِنَّمَا هُو حَدِيث حَدثَك بِهِ وَالْبَاطِن أَنه قد وعظك بذلك وأخبرك أَنه يفعل ذَلِك بِمن أذْنب تِلْكَ الذُّنُوب فَهَذَا هُوَ الْبَطن على مَا يُقَال وَالله أعلم.
باب الهاء والظاء والراء معهما ظ هـ ر فقط

ظهر: الظَّهْرُ: خلافُ البطْنِ من كلِّ شَيْءٍ. والظَّهْرُ من الأَرضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَع، والبَطْن ما رَقَّ منها واطْمَأَنَّ. والظَّهْرُ: الرِّكاب تَحْمِل الأثقالَ في السَّفَر. ويُقالُ لطَريقِ البَرِّ، حيث يكون فيه مَسْلَكٌ في البَرِّ، ومَسْلَكٌ في البحر: طريقُ الظَّهْر. والظُّهْرُ: ساعةُ الزَّوال، ومنه يُقالُ: صلاةُ الظًّهْر. والظَّهِيرةُ: حدُّ انْتِصافِ النَّهار. والظَّهِيرُ من الإبِل: القويّ الظهر، الصَّحِيحُهُ، وقد ظَهَر ظَهارةً. والظَّهيرُ: العَوْنُ، والمُظاهر: المُعاونُ، وهما يَتَظاهرانِ، أي: يَتَعاونان. والظُّهورُ: بُدُوُّ الشَّيءِ الخفِيّ. والظُّهورُ: الظَّفَرُ بالشَّيء، والاطَّلاع عليه، ظَهَرْنا على العدوَّ، والله أظهرنا عليه، أي: أَطْلَعَنا. والظَّهْرُ فيما غاب عنك، تقول: تكلَّمْتُ بذلك عن ظهر غيب. وظَهْر القلب: حفظٌ من غير كتاب، تقول: قرأتُه ظاهراً واسْتَظْهَرْتُه. والظّاهرةُ: كلّ أرضٍ غليظة مَشرِفة كأنّها على جَبَل. والظّاهرةُ: العَيْنُ الجاحظةُ، وهي خلافُ الغائرة. والظّاهرة والظّهارة: خلاف الباطن والبطانة من الأقبية ونحوها. وظهّرتُه تَظهيرا: جعلتَ له ظاهرةً. والظَّهارةُ: مُظاهرةُ الرّجُلِ امرأتَه إذا قال: هي عليّ كظَهْر أُمي، أو كظهر ذات رحم مُحرّم. والظُّهار من الرِّيش: الّذي يَظْهَر من ريشِ الطّائِرِ وهو في الجَناح، ويُقالُ: الظهار جماعة، الواحد: ظَهْر، ويُجْمَع أيضاً على الظُّهْران، وهو أفضلُ ما يُراشُ به السَّهْمُ، فإذا رِيشَ بالبُطْنانِ كان عَيْباً. والظِّهْريُّ: الشَّيءُ تنساهُ وتَغْفل عنه. ورجلٌ ظَهْريُّ: من أَهْل الظَّهْر. ولو نَسَبْتَ رجلاً إلى ظَهْر الكوفة لقلت: ظَهْرِيٌّ وكذلك لو نسبت جلداً إلى ظَهْر قلت: جِلْدً ظَهْريّ. والظَّهران من قولك: أنا بين ظَهْرانَيْهِم وظَهْرَيْهم. وكذلك الشَّيء في وَسَط الشَّيء: هو بين ظَهْرَيْهِ وظَهْرانَيْهِ، قال :

ألبس دعصا بين ظهري أو عَسا

ويُقال للمدبّر للأَمر: قلبت الأمرَ ظهراً لبَطْن.

ظهر


ظَهِرَ(n. ac. ظَهَر)
a. Had a pain in the back.

ظَهَّرَa. Was at noon; journeyed &c. at noon.
b. Disregarded, neglected, slighted, made light
of.

ظَاْهَرَa. Helped, aided, assisted.

أَظْهَرَa. Showed, exposed, disclosed, manifested, revealed; made
clear, evident, plain; declared, proclaimed; attested.
b. Paraded, made a show of, exhibited.
c. [acc. & 'Ala], Made victorious, gave the mastery over; disclosed
to (secret).
d. see II
تَظَاْهَرَa. Appeared; showed himself.
b. Showd.
c. [Bi], Displayed, paraded, made a show of.
d. Helped, aided each other.
e. see X (b)
إِسْتَظْهَرَ
a. [Bi], Sought help of, had recourse to.
b. ['Ala], Overcame, prevailed over, vanquished.
c. [La], Was prepared, ready for.
d. Took, got ready (steed).
e. Knew, learnt by heart, mastered the contents of (
book ).
ظَهْر
(pl.
أَظْهُر
ظُهُوْر ظُهْرَاْن)
a. Back: surface, upper side; top, summit (
mountain ); deck (ship).
b. Literal, exoteric meaning ( of a book ).
c. Lateral half ( of a feather ).
ظِهْرَةa. Help, assistance.
b. Helper, aider.

ظِهْرِيّ
(pl.
ظَهَاْرِيّ)
a. Pack-camel, saddle-camel.
b. abandoned, neglected.

ظُهْر
(pl.
أَظْهَاْر)
a. Midday, noon.

ظُهْرَةa. see 2t (b)
ظُهْرِيَّة
a. [ coll. ]
see 25t
ظَهَرَةa. Furniture, household-goods.
b. Family, household.

ظَهِرa. One having pain in the back.

مَظْهَرa. Place of ascent; height, out-look.

ظَاْهِرa. Outward, outer, external, exterior; superficial;
literal, exoteric (meaning).
b. Apparent, clear, manifest, evident, plain.
c. Appearance, outside, exterior.

ظَاْهِرَة
(pl.
ظَوَاْهِرُ
& reg. )
a. Fem. of
ظَاْهِر
(a), (b).
c. Tribe; family.
d. Height, elevation, eminence.

ظِهَاْرَةa. Facing, nap ( of clothing ).
b. [ coll, ], A kind of back-pad ( used
by carrivers ).
ظُهَاْرَةa. Troop, band.

ظَهِيْرa. Helper, protector.
b. Strong-backed.
c. see 5
ظَهِيْرَةa. Midday ( in summer ).
ظُهُوْرa. Appearance, apparition, manifestation.
b. [ coll. ], Epiphany.

ظَهَرَاْنa. see 1 (c)
N. P.
ظَهڤرَa. see 5
. N. P.II, Strong-backed. N.Ag.IV
One having many camels
b. Exhibitor.

N. P.
أَظْهَرَa. Explicit, clear.

N. Ac.
أَظْهَرَa. Manifestation; disclosure; demonstration;
notification.
b. Expansion, amplification.

ظَاهِرًا ظَاهِرَةً
a. Outwardly, externally.
b. Visibly; openly, publicly.

فِى الظَّاهِر
a. Apparently.

عَن ظَهْر قَلْبِهِ
a. From memory.

أَقْرَان الظَّهْر
a. Rear-guard.

أَعْطَى عَن ظَهْريَدٍ
a. He gave it disinterestedly, without
compensation.

ثَقِيْل الظَّهْر
a. One with a large family.

لَا تَجْعَل حَاجَتِي بِظَهْر
a. Do not neglect my business.

هُوَ عَلَى ظَهْر
a. He is about to start.
ظ هـ ر

رجل مظهر: قوي الظهر، وظهر: يشتكي ظهره. وجمل ظهير وظهريّ: قويّ، وناقة ظهيرة، وقد ظهر ظهارة، وتقول لفلان: جمل ظهريّ، كأنه مهريّ، وجمال ظهاري. وظاهر من امرأته، وتظاهر منها. وراش سهمه بالظهران والظهار وهو ما كان من ظهر عسيب الريشة. وظاهره: عاونه، وتظاهرا، وهو ظهيري عليه. وجاء في ظهرته وظهرته وناهضته وهم أعوانه. قال ابن مقبل:

ألهفي على عز عزيز وظهرة ... وظل شباب كنت فيه فأدبرا

وظاهر بين ثوبين ودرعين. وظهر عليه: غلب. وأظهره الله. ونزلوا في ظهر من الأرض وظاهرة وهي المشرفة، يقال: أشرفت عليه: اطلعت عليه، والموضع: مشرف، ومشارف الأرض: أعاليها. وظهر الجبل والسطح. " فما اسطاعوا أن يظهروه ". وما أحسن أهرة فلان وظهرته: أثاثه. وأظهرنا: دخلنا في وقت الظهر. قال الراعي:

أخاف الفلاة فأرمي بها ... إذا أعرض الكانس المظهر

يعرض عن الشمس. وخرجت في الظهيرة والظهائر. والخيل ترد ظاهرة. قال:

ما أورد الناس من غب وظاهرة ... إلا وبحرك منه الريّ والثمد

ومن المجاز: " قلبت الأمر ظهراً لبطن ". وضربوا الحديث ظهراً لبطن. قال عمر بن أبي ربيعة:

وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا

ولهم ظهر ينقلون عليه أي ركاب. وهم مظهرون. وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم. وجئته بين ظهراني النهار. قال:

أتانا بين ظهراني نهار ... فأروى ذوده ومضى سليماً وجعله بظهر وظهرياً: نسيه. وظهر بحاجته: استخف بها. وساروا في طريق الظهر: في البرّ. وهو يأكل الفقراء على ظهر أيدي الناس. وهو ابن عمه ظهراً: خلاف دنيا. وتكلمت به عن ظهر الغيب، وحفظته عن ظهر قلبي. وحمل القرآن على ظهر لسانه، وظهر على القرآن واستظهره. وعدا في ظهره. سرق ما وراءه. وعين ظاهرة: جاحظة. وظهر عنك العار: لم يعلق بك، وهذا عيب ظاهر عنك. وقال بيهس:

كيف رأيتم طلبي وصبري ... والسيف عزّي والإله ظهري 
(ظ هـ ر) : (الظَّهْرُ) خِلَافُ الْبَطْنِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ أُسَيْدَ بْنِ ظُهَيْرٍ وَيُسْتَعَارُ لِلدَّابَّةِ أَوَالرَّاحِلَةِ (وَمِنْهُ) وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِذَا كَانَ رَجُلًا مَعَهُ قُوَّةٌ
مِنْ الظَّهْرِ وَالْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ وَأَمَّا لَا صَدَقَةَ إلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى أَيْ صَادِرَةٌ عَنْ غِنًى فَالظَّهْرُ فِيهِ مُقْحَمٌ كَمَا فِي ظَهْرِ الْقَلْبِ وَظَهْرِ الْغَيْبِ (وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا وَتَظَاهَرَ وَاظَّاهَرَ) بِمَعْنًى وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي (وَظَاهَرَهُ) عَاوَنَهُ وَهُوَ ظَهِيرُهُ (وَظَاهَرَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ وَدِرْعَيْنِ) لَبِسَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَقَوْلُهُ ظَاهَرَ بِدِرْعَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ وَوَجْهُهُ أَنْ يَجْعَلَ الْبَاءَ لِلْمُلَابَسَةِ لَا مِنْ صِلَةِ الْمُظَاهَرَةِ (وَظَهَرَ عَلَيْهِ) غَلَبَهُ (وَمِنْهُ) وَلَمَّا ظَهَرُوا عَلَى كِسْرَى ظَفِرُوا بِمَطْبَخِهِ (وَظُهِرَ عَلَى اللِّصِّ) غُلِبَ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَهَرَ فُلَانٌ السَّطْحَ إذَا عَلَاهُ وَحَقِيقَتُهُ
صَارَ عَلَى ظَهْرِهِ وَأَصْلُ الظُّهُورِ خِلَافُ الْخَفَاءِ وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْخُرُوجِ وَالْبُرُوزِ لِأَنَّهُ يَرْدَفُ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ» وَتَصْدِيقُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا» (وَأَمَّا مَا رُوِيَ) لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا أَوْ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ بَعْدُ فَعَلَى الْكِنَايَةِ وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ هَذَا أَبْيَنُ مَا رُوِيَ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ لِأَنَّ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَوْضِعٍ مُنْخَفِضٍ مِنْ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَتْ هِيَ بِالْوَاسِعَةِ وَذَلِكَ أَسْرَعُ لِارْتِفَاعِ الشَّمْسِ عَنْهَا (وَالْمُسْتَحَاضَةُ تَسْتَظْهِرُ) بِكَذَا أَيْ تَسْتَوْثِقُ (وَالظُّهْرُ) مَا بَعْدَ الزَّوَالِ (وَأَمَّا) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَصَلَّى الظُّهْرَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(ظهر) - قَولُه تَعالَى وتَقدَّس: {وَحِينَ تُظْهرُونَ}
: أي تَصِيرُون وتَدْخُلُون في وَقْت الظَّهيرة، وهي وَقْت الحَرِّ في نِصفِ النهار.
قيل: ولا يُقالُ ذَلِك في الشِّتاء وزَمانِ البَرْد فكأنه في الشِّتَاء الوقتَ الذي يكَون في الصَّيف ظهيرة. فأما الظُّهر فوقت الصَّلاة في جَمِيع الأَزْمِنَة. قيل: سُمِّى به لأَنّه أَظهَرُ أَوقاتِها للأَبصار وقيل: أَظْهَرها حَرًّا. وقيل: لأنه أَظَهرُ الأَوقاتِ لأَوَّل الصَّلوات؛ لأَنَّها أَولُ صَلاةٍ أُظْهِرت، أو أَوَّل صَلاةٍ صُلِّيت، وأَتانَا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا،: أي في وَقْت الظُّهر. وأظْهَرنا: صِرْنَا في وَقْت الظَّهِيرة.
- في الحَديث: "أَنَّه عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ ظَاهَر بَيْن دِرْعَينْ يَومَ أُحُد"
: أي طَارَق وطَابَق وجَمَع ولَبِس إحدَاهما فَوقَ الآخَر، ولعَلَّه من المُظَاهَرة والتَّظاهُرِ: أي التَّعاون.
- في حديث عَرْفَجة: "فتَناوَل السَّيفَ من الظَّهْرِ فتَحذَّفَه
به". الظَّهْر: الرِّكاب الذي يُحمَل عليه في السَّفَر، وعند فُلانٍ ظَهْر: أي إِبلٌ جِيادُ الظُّهورِ.
- وفي الحديث: "أتَأذَن لنَا في نَحْر ظَهْرنا "
- في حَديثِ صِفَةِ القُرآنِ: "لكِّل آيةٍ منها ظَهْرٌ وبَطْن"
الظَّهْر: ما ظَهَر تَأويلُه وعُرِف مَعْناه. والبَطْن: ما بَطُن تَفْسِيرُه وظهَر لَفظُه، وبَطْنُه: مَعْناه، وقيل: قِصَصُها في الظَّاهِر أَخبارٌ وفي البَاطِن عِبْرة وتَنْبيهٌ وتَحْذِيرٌ. وقيل: مَعْنَاهما التِّلاوَة والتَّفَهُّم أن يَقرأه كما نَزَل وَيتَدبَّر فيه وَيتَفَكَّر، فالتِّلاوة بالتَّعلّم، والتّفَهّم بصِدْق النِّيَّة وتَعْظِيم الحُرمهِ.
وفي هذا الحديث: "ولكل حَدٍّ مَطْلَع"
والحَدُّ في التِّلاوة أن لا يُجاوِزَ المُصْحَفَ والتَّفْسِيَر المَسْمُوع: والمَطْلَعُ: المَصْعَد الذي يُصْعَد إليه من مَعْرِفَة عِلمِه. وقيل: هو الفَهْم الذي يَفْتَح الله تَعالَى على المُتَدَبِّر والمُتَفَكِّر من التَّأويلِ.
- في الحَديث: "أنه أَمَرَ خُرَّاصَ النَّخْل أن يَسْتَظْهِرُوا"
: أي يَحْتاطوا ، مَأخوذٌ من الظَّهير وهو المُعِين، أي يدعو لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأضْيافِ وأبناءِ السبيل.
- قوله عَزَّ وجَلَّ: {أَمْ بظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ} .
: أي غَائِب بَعِيدٍ عن الحَقِّ. وقيل: بَاطِل، وقِيل: زَائلٌ.
وأنشد:
* وذَلك عَارٌ يابنَ رَيْطَة ظَاهِر *
في الحديث: "فأَقَاموا بَيْن ظَهْرانَيْهم"
: أي بَينَهم على سَبِيلِ الاستِظْهار والاسْتناد إليهم، وكذلك بين ظَهْرِهم وبين أَظْهُرهم، زِيدَت فيه الأَلِف والنُّونُ تَأكِيدًا كالنَّفْسانىِ للعُيوُن، مَنْسُوبٌ إلى النَّفْس، والصَّيْدلانىِ مَنْسوب إلى الصَّيْدل، وهو أُصولُ الأَشياء وجَواهِرُها، وبالنُّون أيضا، وكان مَعَنى التَّثْنِيَة أن ظَهرًا منهم قُدَّامَه وآخِرَه وَرَاءَه، فهو مَكْنُوف من جَانِبَيه، ثم كَثُر حتى استُعمِل في الإقامة بين القَوْم وإن لم يكن مَكْنُوفًا.
ظهر
الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ، ورَجُلٌ مُظَهَّرٌ: شَديدُ الظَّهْرِ. وشَيْخٌ ظَهِيْرٌ: يَشْتكي ظَهْرَه. والظَّهْرُ من الأرْضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَعَ، والظّاهِرَهُ مِثْلُه، والرِّكَابُ التي تَحْمِل الأثْقالَ. وفي بَني فلانٍ ظَهِيْرَةٌ وظَهْرٌ: أي إبِلٌ جِيَادُ الظُّهُور. والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ: العُدَّةُ، للحاجَةِ إليه، ويُجْمَعُ ظَهَارِيَّ وظِهَارى. وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ. وقَلَبْتُ الأمْرَ ظَهْراً لبَطْنٍ: أي دَبَّرْتَه.
والظُّهْرُ: ساعَةُ الزَّوال، والظَّهِيْرَةُ: حَدُّ انْتِصافِ النَّهار. وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ: هَجَمَتْه الظَّهِيْرةُ، وظَهَّرْتُ تَظْهِيْراً وأظْهَرْتُ: من الظَّهِيْرَة.
والظَّهِيْرُ: البَعِيرُ القَوِيُّ الظَّهْرِ الصَّحِيْحُه، والفِعْلُ: ظَهَرَ ظَهَارَةً، ويَظْهَرُه: أي يَتْبَعُه. والظَّهِيْرُ: العَوْنُ يُظَاهِرُكَ، وهما يَتَظَاهَرانِ، والظَّهْرَةُ: ظَهْرُ الرَّجُلِ وأنصارُه، وليستْ له ظَهَرَةٌ: أي مَنَعَةٌ، وفلانٌ ظِهْرِيُّ فلانٍ: أي مُعِيْنُه. والظُّهُوْرُ: بُدُوُّ الشَّيْءِ الخَفيِّ إذا ظَهَرَ. والظُّهُوْرُ: الظَّفَرُ بالشَّيْءِ والإطِّلاعُ عليه. وظَهْرُ الغَيْبِ: ما غابَ عنكَ. والاسْتِظْهارُ: أنْ تَقْرَأ الشَّيْءَ ظاهِراً. وظَهَرْتُ على القُرآن وأظْهَرْتُه: بمعنىً.
والظاهِرَةُ: العَيْنُ الجاحِظَةُ وهي خِلافُ الغائرة. والظاهِرَةُ: الظِّهَارُ من الفُرشِ والأقْبِيَةِ، له ظاهِرَةٌ وباطنَةٌ، وظِهَاةٌ وبِطَانَةٌ. وظَهَّرْتُه تَظْهِيراً: جَعَلْتَ له ظِهَارَةً. والمُظاهَرَةُ والظِّهَارُ: أنْ يقولَ الرَّجُلُ لامْرَأتِه: أنتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وتَظَهَّرَ فلانٌ من امرأتِه.
والظُّهَارُ من الرِّيشِ: الذي يَظْهَرُ من رِيْشِ الطائر، والجميع الظُّهْرَانُ. والظُّهَارُ: الجَمَاعَةُ، الواحِدُ ظَهْرٌ. والظِّهْرِيُّ: الشَّيْءُ تَنْسَاه وتَغْفُل عنه وفي القُرآن: " واتَّخَذْتُموه وراءكُم ظِهْرِيّاً ".
وأظْهَرْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُه وَرَاءَ ظَهْري، وظَهَرْتُ به وأظْهَرْتُ به: بمعنىً. وإذا نَسَبْتَ رَجُلاً إلى ظَهْر الكُوفة قُلْتَ: ظَهْرِيٌّ. وهو بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِم وظَهْرَيْهِم. وأتانا بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي مُنْذُ شَهْرٍ أو نحوِه، ولَقِيْتُه بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي في اليَوْمَيْنِ، وأتانا ظاهِراً: أي كلَّ يومٍ. وشَرَبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً: أي كلَّ يومٍ نِصْفَ النَّهار، وكذلك الإبلُ. ويقولون: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهِرَةَ الفَرَس. ويُقال لِمَتَاع البَيْتِ: ظَهَرَةٌ وأهَرَةٌ. وقيل: هي مُؤخَّرُ البَيْتِ الذي يكون عليه الأنْضَادُ، وكذلك هَيْئةُ الرَّجُل، وخِيَارُ الشَّيْءِ وكَثْرَتُه، وكذلك: الظَّهَرُ من الناس خِيَارُهم.
وقِدْرٌ ظَهْرٌ وقُدُْورٌ ظُهُوْرٌ: أي قَدِيْمَةٌ. وهو ابنُ عمِّه ظَهْراً: أي دِنْياً. وأصَبْتُ من فلانٍ مَطَرَ ظَهْرٍ: أي خَيْراً كثيراً. وسالَ الوادي ظَهْراً: أي من قُرْبٍ. ولِصٌّ عادِيْ ظَهْرٍ: أي عَدا في ظَهْرٍ فَسَرَقَه. وأقْرَانُ الظَّهْرِ: الذين يَجِيْئونَ من ورائكَ ويُعِيْنُونَكَ، وأقْرانُ الظُّهُورِ أيضاً.
والظُّهَارِيَّةُ من أُخَذِ الصِّرَاع: أنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ. وهو ضَرْبٌ من البُضْع أيضاً. والظُّهْرَةُ: السُّلَحْفَاةُ. ويقولون: ظَهَرَ عنه العارُ: أي زالَ وذَهَبَ، وعلى ذا فُسِّرَ:
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها
ويقولون: ذلك على ظَهْرِ العُسِّ: أي أنَّه ظاهرٌ واضح، كقولهم: على رأْسِ الثُّمَام.
ظهر
الظَّهْرُ الجارحةُ، وجمعه ظُهُورٌ. قال عزّ وجل:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ
[الانشقاق/ 10] ، مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[الأعراف/ 172] ، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] ، والظَّهْرُ هاهنا استعارة تشبيها للذّنوب بالحمل الذي ينوء بحامله، واستعير لِظَاهِرِ الأرضِ، فقيل: ظَهْرُ الأرضِ وبطنها. قال تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ
[فاطر/ 45] ، ورجلٌ مُظَهَّرٌ: شديدُ الظَّهْرِ، وظَهِرَ: يشتكي ظَهْرَهُ.
ويعبّر عن المركوب بِالظَّهْرِ، ويستعار لمن يتقوّى به، وبعير ظَهِيرٌ: قويّ بيّن الظَّهَارَةِ، وظِهْرِيٌّ:
معدّ للرّكوب، والظِّهْرِيُّ أيضا: ما تجعله بِظَهْرِكَ فتنساه. قال تعالى: وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
[هود/ 92] ، وَظَهَرَ عليه: غلبه، وقال: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
[الكهف/ 20] ، وظاهَرْتُهُ:
عاونته. قال تعالى: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
[الممتحنة/ 9] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
[التحريم/ 4] ، أي: تعاونا، تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[البقرة/ 85] ، وقرئ: (تَظَّاهَرَا) ، الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ
[الأحزاب/ 26] ، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
[سبأ/ 22] ، أي: معين . فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ
[القصص/ 86] ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ
[التحريم/ 4] ، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
[الفرقان/ 55] ، أي: معينا للشّيطان على الرّحمن. وقال أبو عبيدة : الظَّهِيرُ هو المَظْهُورُ به. أي: هيّنا على ربّه كالشّيء الذي خلّفته، من قولك:
ظَهَرْتُ بكذا، أي: خلفته ولم ألتفت إليه.
والظِّهَارُ: أن يقول الرّجل لامرأته: أنت عليّ كَظَهْرِ أمّي، يقال: ظَاهَرَ من امرأته. قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ
[المجادلة/ 3] ، وقرئ: يظاهرون أي: يَتَظَاهَرُونَ، فأدغم، ويَظْهَرُونَ
، وظَهَرَ الشّيءُ أصله:
أن يحصل شيء على ظَهْرِ الأرضِ فلا يخفى، وبَطَنَ إذا حصل في بطنان الأرض فيخفى، ثمّ صار مستعملا في كلّ بارز مبصر بالبصر والبصيرة. قال تعالى: أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ
[غافر/ 26] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ
[الأعراف/ 33] ، إِلَّا مِراءً ظاهِراً
[الكهف/ 22] ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا
[الروم/ 7] ، أي: يعلمون الأمور الدّنيويّة دون الأخرويّة، والعلمُ الظَّاهِرُ والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجليّة والمعارف الخفيّة، وتارة إلى العلوم الدّنيوية، والعلوم الأخرويّة، وقوله: باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
[الحديد/ 13] ، وقوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[الروم/ 41] ، أي: كثر وشاع، وقوله: نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً
[لقمان/ 20] ، يعني بالظَّاهِرَةِ: ما نقف عليها، وبالباطنة: ما لا نعرفها، وإليه أشار بقوله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، وقوله: قُرىً ظاهِرَةً
[سبأ/ 18] ، فقد حمل ذلك على ظَاهِرِهِ، وقيل: هو مثل لأحوال تختصّ بما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، وقوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً
[الجن/ 26] ، أي: لا يطلع عليه، وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
[التوبة/ 33] ، يصحّ أن يكون من البروز، وأن يكون من المعاونة والغلبة، أي: ليغلّبه على الدّين كلّه. وعلى هذا قوله: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ
[الكهف/ 20] ، وقوله تعالى: يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ
[غافر/ 29] ، فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
[الكهف/ 97] ، وصلاة الظُّهْرِ معروفةٌ، والظَّهِيرَةُ: وقتُ الظُّهْرِ، وأَظْهَرَ فلانٌ: حصل في ذلك الوقت، على بناء أصبح وأمسى . قال تعالى:
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
[الروم/ 18] .
ظ هـ ر : ظَهَرَ الشَّيْءُ يَظْهَرُ ظُهُورًا بَرَزَ بَعْدَ الْخَفَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ لِي رَأَى إذَا عَلِمْتَ مَا لَمْ تَكُنْ عَلِمْتَهُ وَظَهَرْتُ عَلَيْهِ اطَّلَعْتُ وَظَهَرْتُ عَلَى الْحَائِطِ عَلَوْتُ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ عَلَى عَدُوِّهِ إذَا غَلَبَهُ وَظَهَرَ الْحَمْلُ تَبَيَّنَ وُجُودُهُ وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ النِّسَاءِ عَنْ ظُهُورِ الْحَمْلِ فَقُلْنَ لَا يَتَبَيَّنُ الْوَلَدُ دُونَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.

وَالظَّهْرُ خِلَافُ الْبَطْنِ وَالْجَمْعُ أَظْهُرٌ وَظُهُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ وَجَاءَ ظُهْرَانٌ أَيْضًا بِالضَّمِّ.

وَالظَّهْرُ الطَّرِيقُ فِي الْبَرِّ

وَالظَّهْرَانُ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ اسْمُ وَادٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَنُسِبَ إلَيْهِ قَرْيَةٌ هُنَاكَ فَقِيلَ مَرُّ الظَّهْرَانِ.

وَالظَّهِيرَةُ الْهَاجِرَةُ وَذَلِكَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

وَالظَّهِيرُ الْمُعِينُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَالْمُظَاهَرَةُ الْمُعَاوَنَةُ وَتَظَاهَرُوا تَقَاطَعُوا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إلَى صَاحِبِهِ وَهُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ بِفَتْحِ النُّونِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا تُكْسَرُ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلتَّأْكِيدِ وَبَيْن ظَهْرَيْهِمْ وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كُلُّهَا بِمَعْنَى بَيْنَهُمْ وَفَائِدَةُ إدْخَالِهِ فِي الْكَلَامِ أَنَّ إقَامَتَهُ بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِظْهَارِ بِهِمْ وَالِاسْتِنَادِ إلَيْهِمْ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَكَأَنَّهُ مَكْنُوفٌ مِنْ جَانِبَيْهِ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَكْنُوفٍ بَيْنَهُمْ وَلَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ وَالظَّهْرَانَيْنِ أَيْ فِي الْيَوْمَيْنِ وَالْأَيَّامِ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى الْمُرَادُ نَفْسُ الْغِنَى وَلَكِنْ أُضِيفَ لِلْإِيضَاحِ وَالْبَيَانِ كَمَا قِيلَ ظَهْرُ الْغَيْبِ وَظَهْرُ الْقَلْبِ وَالْمُرَاد نَفْسُ الْغَيْبِ وَنَفْسُ الْقَلْبِ وَمِثْلُهُ نَسِيمُ الصَّبَا وَهِيَ نَفْسُ الصَّبَا قَالَهُ الْأَخْفَشُ وَحَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ طَلَبًا لِلتَّأْكِيدِ قَالَ بَعْضُهُمْ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ لَحَقُّ الْيَقِينِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَقِيلَ الْمُرَادُ عَنْ غِنًى يَعْتَمِدُهُ وَيَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى النَّوَائِبِ وَقِيلَ مَا يَفْضُلُ عَنْ الْعِيَالِ.

وَالظُّهْرُ مَضْمُومًا إلَى الصَّلَاةِ مُؤَنَّثَةٌ فَيُقَالُ دَخَلَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَمِنْ غَيْرِ إضَافَةٍ يَجُوزُ التَّأْنِيثُ
وَالتَّذْكِيرُ فَالتَّأْنِيثُ عَلَى مَعْنَى سَاعَةِ الزَّوَالِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْوَقْتِ وَالْحِينِ فَيُقَالُ حَانَ الظُّهْرُ وَحَانَتْ الظُّهْرُ وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا بَاقِي الصَّلَوَاتِ وَأَظْهَرَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ أَوْ الظَّهِيرَةِ.

وَالظِّهَارَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنِ وَهِيَ خِلَافُ الْبِطَانَةِ.

وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا مِثْلُ قَاتَلَ قِتَالًا وَتَظَهَّرَ إذَا قَالَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أَمِّي قِيلَ إنَّمَا خُصَّ ذَلِكَ بِذِكْرِ الظَّهْرِ لِأَنَّ الظَّهْرَ مِنْ الدَّابَّةِ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ وَالْمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ وَقْتَ الْغِشْيَانِ فَرُكُوبُ الْأُمِّ مُسْتَعَارٌ مِنْ رُكُوبِ الدَّابَّةِ ثُمَّ شُبِّهَ رُكُوبُ الزَّوْجَةِ بِرُكُوبِ الْأُمِّ الَّذِي هُوَ مُمْتَنِعٌ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَيَّ وَكَانَ الظِّهَارُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُهُوا عَنْ الطَّلَاقِ بِلَفْظِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةَ تَغْلِيظًا فِي النَّهْيِ وَاِتَّخَذْتُ كَلَامَهُ ظِهْرِيًّا بِالْكَسْرِ أَيْ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

وَاسْتَظْهَرْتُ بِهِ اسْتَعَنْتُ وَاسْتَظْهَرْتُ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ تَحَرَّيْتُ وَأَخَذْتُ بِالِاحْتِيَاطِ.

قَالَ الْغَزَالِيُّ وَيُسْتَحَبُّ الِاسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ وَثَالِثَةٍ قَالَ الرَّافِعِيُّ يَجُوزَ أَنْ يَقْرَأَ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ فَالِاسْتِطْهَارُ طَلَبُ الطَّهَارَةِ وَالِاسْتِظْهَارُ الِاحْتِيَاطُ وَمَا قَالَهُ الرَّافِعِيُّ فِي الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ اسْتِعَانَةٌ بِالْغَسْلِ عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَمَا قَالَهُ فِي الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ لَمْ أَجِدْهُ 
[ظهر] نه: "الظاهر" تعالى الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه، وقيل: عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. ن: أي القاهر الغالب. ز: فليس فوقك شيء، أي في الظهور أو الغلبة. ش: الظاهر لا تخيلًا أي ظنًا ووهمًا بسكون هاء أي متصف بالظهور على القطع والجزم لا على الظن والوهم، وقيل: الظاهر بأدلته الدالة على وجوده قطعًا. نه: وصلاة "الظهر"، هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظهيرة الشمس وهو شدة حرها، وقيل: أضيفت إليه لأنه أظهر أوقات الصلاة للأبصار، وقيل: أظهرها حرًا، والظهيرة شدة الحر نصف النهار ولا يقال في الشتاء: ظهيرة، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر، وجمعها الظهائر. وفيه: قال عمر لمن شكى النقرس: كذبتك "الظهائر"، أي عليك بالمشي في الهواجر. ن: حين يقوم قائم "الظهيرة"، أي حال استواء الشمس حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب. ط: أي قيام الشمس، من قامت به دابته: وقفت، وهي إذا بلغت الوسط أبطأ حركة الظل فيتخيل أنها واقفة. ك: صلينا "بالظهائر"، هي جمع ظهيرة أي الهاجرة والمراد الظهر، وجمع باعتبار تعدد الأيام. ط: وباء بالظهائر زائدة. ج: نحر الظهيرة أوائلها. نه: "فظاهر" من امرأته وتظهر إذا قال: أنت علي كظهر أمي، وقيل: أرادوا أنت علي كبطن أمي كجماعها فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة، وقيل: إن إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان حرامًا عندهم ويقول أهل المدينة إنه سبب كون الولد أحول فلقصد تغليظ التحريم شبهت بالظهر، وللمبالغة جعلت كظهر الأم، وعدىأي جعلتموه وراء ظهركم، وهو منسوب إلى ظهر، وكسر ظائه من تغييرات النسب. غ: يقال لشيء لا يعبأ به: قد جعلته بظهر. ومنه: "واتخذتموه وراءكم "ظهريًا"" أي أعرضتم عنه، أو اتخذتم الرهط ظهريًا تستظهرون به على. نه: فعمد إلى بعير "ظهير" فأمر به فرحل، يعني شديد الظهر قويًا على الرحلة. ج: انصرف إلى بعير "ظهير"، أي قوي شديد. و"ظهير" عليهم، أي معين. نه: "ظاهر" بين درعين يوم أحد، أي جمع ولبس أحدهما فوق أخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون. ومنه ح على: إنه بارز يوم بدر و"ظاهر"، أي نصر وأعان. ومنه ح: "فظهر" الذين كان بينهم وبين رسول الله عهد فقنت شهرًا، أي غلبوهم، والأشبه أنه مصحف كما في أخرى: فغدروا بهم. وفيه: أمر خراص النخل أن "يستظهروا"، أي يحتاطوا لأربابها ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل. وفيه: كسا في كفارة اليمين ثوبين "ظهرانيا" ومعقدًا، هو ثوب يجاء به من مر الظهران، وقيل: منسوب إلى ظهران قرية، والمعقد من برود هجر. ن: ومر "الظهران" واد بين مكة وعسفان، ومر بفتح ميم وشدة راء اسم قرية مضافة إليه. ومنه ح النابغة أنشده:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك "مظهرا"
فغضب وقال: إلى أين "المظهر"؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله؟ قال: أجل إن شاء الله، المظهر المصعد. ك: لا يزال من أمتي على الحق "ظاهرين"، هو من ظهرت: علوت وغلبت، واحتج الحنابلة به على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد، البخاري: هم أهل العلم. ط: أي ثابتين على الحق، وظاهرين خبر بعد خبر أو حالعائشة وسودة وزينب، وذكر هنا أن الشرب عند زينب والمتظاهرات عائشة وحفصة، فلعل الشرب كان مرتين، قوله لعائشة وحفصة، أي خطاب "أن "تتوبا" لهما، قوله: بل شربت العسل، أي الحديث المسر كان ذلك القول. ن: "يظهر" الزنا، أي يفشو وينتشر. ودعا "بظهر" الغيب، أي بغيبة المدعو وفي سر، ولك بمثله بكسر ميم وسكون ثاء، وروى بفتحتين، ويحصل هذه الفضيلة بالدعاء لجماعة من المسلمين أو لجملتهم. ط: والباء زائدة، وإنما كان أسرع إجابة لأنه أقرب إلى الإخلاص، ويعينه الله في دعائه لأن الله تعالى في عون العبد ما دام في عون أخيه. ن: أشار "بظهر" كفه إلى السماء، قيل: السنة في الدعاء لدفع البلاء كالقحط جعل ظهر كفه إلى السماء حين يرفع، وفي الدعاء بطلب شيء جعل بطنه إليه. ط: فعله تفاؤلا بتقلب الحال ظهرًا لبطن كتحويل الرداء، أو إشارة إلى جعل السحاب إلى الأرض لينصب ماؤه. مف: تحلى ذهبًا "تظهره"، أي تظهره للأجانب، أو يقال إنه منسوخ، وهمزة أما للاستفهام الإنكاري وما نافية، وما في ما تحلين موصولة ولكن خبره. ط: والنهي عن الجزءين فلا يدل على جواز التبرج بالفضة. وح: أن "لا يظهر" أهل الباطل، أي الباطل، وإن كثرت أنصاره فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره، ولم يكن ذلك بحمد الله، وحرف النفي في القرائن زائدة. وفيه: إنه أي ورقة بن نوفل صدقك قبل أن "تظهر"، أي قبل ظهور صيت نبوتك يعني أن يدرك زمان دعوتك ليصدقك ويأتي بأعمال شريعتك. غ: ""لم يظهروا" على عورات النساء" لم يبلغوا أن يطيقوا إتيانهن. و"أن يظهروا" عليكم" يطلعوا ويعثروا.
ظهر: ظَهَر. بما يَظْهَر لهم: بما يبدو لهم (أماري ديب ص3) وقد أخطأ الناشر فظن أن الفعل يُظْهر مضارع أظهر.
ظهر إلى فلان: أظهر نفسه أرى نفسه: يقال مثلاً: ظهر إلى الناس أي برز إلى الناس (مملوك 1، 1:10): ظهر على. يقال: ظهر العدو على إذا بدا أمام سور المدينة (عبد الواحد ص99).
ظهر: اشتهر وعُرف ففي النويري (الأندلس ص451) في كلامه عن الحكم الأول: فاستعان بعمروس بن يوسف المعروف بالموَّلد وكان قد ظهر في هذا الوقت بالثغر الأعلى واظهر طاعة الحكم ودعا إليه. وفي الحلل السندسية (ص6 و) قوي أمر جدالة وزاد ظهورهم.
ظهر: بمعنى خَرَج وهذا الفعل قد استعمله غَريب بهذا المعنى فيما يقول العبدري (ص37 ق) وقد لاحظ هذا الرحالة أن بدو برقة لا يزالون يستعملونه بهذا المعنى.
ظهر: علا علي وظهر على (لين) اقل استعمالاً من ظهر فقط الذي نجده في المقري (1: 135).
ظهر على: اطلع على، أحاط به علماً (لين 1926).
وفي رياض النفوس (ص64 و) وقيل انه لم يبق عند سحنون كتاب إلا وقد ظهر عليه يونس.
ظهر له: عاونه وظهر عليه: غلبهُ (بوشر).
ظهَّر (بالتشديد): أظهر، أبدى، ابان، كشف (هلو) ظَهَّر فلان السفنجة كتب على ظهرها ما يعلن وصول قيمتها، وهو من اصطلاح التجار (محيط المحيط).
ظاهَر: ظاهر فلاناً: تراءى له، اظهر نفسه له (عباد 1: 57، 131 رقم 344) ظاهرَ: تذرّع ب تعلل ب، اتخذه حجة وذريعة وعذراً (عباد 2: 104) والصواب فيه يُظاهر كما قلت في (3: 206) منه.
ظاهَر: يعني في الحقيقية استظهر (انظر لين في مادة استظهر) أي استعان به وطلب مساعدته ففي كتاب ابن القوطية (ص38 و) ولما لم يجرأ على الظهور أمام والده أتى عمَّه مظاهراً وفيه (ص39 و) أتيت عَمّي مظاهراً.
ظاهر: لبس ثوباً فوق أخر ففي حيان- بسام (3: 4و) كان يُظاهر الوشي على الخز.
أظهْر: اصدر قانوناً (الكالا) وأصدر كتاباً (بوشر، همبرت ص96).
أظهر دعوة فلان: اعترف بسلطته وسيادته.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 363): وكان الحاج سعيد قد سمع من ملك الهند أنه يريد إظهار الدعوة العباسية ببلده، وفي مخطوطة جاينجوس الدولة.
أظهْر: عرض شيئاً، أبدى شيئاً (عباد 1: 424) أظهر على أحد: عرض عليه شيئاً وأبداه له.
(عباد 1: 237 رقم 65 المقري 2: 69).
أظهر برهن على، أقام الدليل، أثبت (ألكالا، هلو).
أظهر فلاناً: جعله ذائع الصيت مشهوراً ففي الحلل السندسية (ص6 ق) أراد أن يظهرهم ويملكهم بلاد المغرب.
أظهْر: أبدى، أرى، (معجم جوليوس، معجم لين، فوك، كليلة ودمنة ص242، 281).
أظْهر: هذا الفعل عند الصرفيين والقراء ضد ادغم. ومعنى ادغم ادخل حرفاً في حرف يقال مثلا: اِدَّغم بدل اِدْتَغَم. والفعل أظهر معناه لم يدخل حرفاً حرف كأن يقول اِدْتَّغم بدل اِدَّغم (محيط المحيط، البيضاوي 2: 47، المقري 1: 489) وانظره في تضعيف.
تَظَهرَ: ظهر، بدا، انكشف (فوك).
تظاهَر: عرض، بين، وظهر أمام الجمهور، وانفق بسخاء للمباهاة (بوشر). ونجد كلمة تظاهر بمعنى تفاخر وتباه في عبارة العبدري التي ذكرتها رسالتي إلى السيد فليشر (ص80).
تظاهر ب: عمل شيئاً علانية وجهاراً. ففي كتاب الخطيب (ص36 و) وكان غير متظاهر بقول الشعر إلا أن أصحابه يسمعون منه ويروون عنه.
تظاهر ب: تكلّف، تخّلق ب (تاريخ البربر 1: 53) تظاهر بفلان: تحالف معه، واستعان به.
(انظر في مادة تضافر).
تظاهر لفلان ب: تعاون، تآزر، استعان ففي المقري (1: 848): على الرجل العاقل أن يتظاهر لِكُل بما يرفقه.
استظهر: احتاط (لين) ويقال: استظهر ب (أبحاث 2 ملحق ص47) وفيها: وتحت درع يوسف درعُ حصينة كان قد استظهر بلباسها خلل ثيابه. واستظهر على: احتاط ضد واحتاط لِ. ففي رحلة ابن جبير (ص188) كُلّ ذلك من قوة الاستعداد وشدَّة الاستظهار على الأسفار (ابن جبير ص208) وانظر ابن حيان (ص55 و) ففيه: فخافوه على أنفسهم- فاستظهروا على إتيانه بان لبسوا دروعهم وكفروا عليها.
وفي عبارة الفخري (ص375) قبض على الخليفة ونُقل إلى دار في دار الخلافة فأقام بها تحت الاستظهار على حالة الإكرام والمراعاة إلى أن مات تحت الاستظهار في سنة 617.
والمصدر استظهار يعني فيما يظهر اتخاذ احتياطات لكيلا يهرب السجين. ومن هذا كان معناه حراسة. استظهر: أيدّ رأياً (الملابس ص6 رقم 3) ترافع أمام القاضي ودافع عن الخصم علناً.
ففي المقري (1: 594): فوكل ابا طالب في التكلم عنه والاستظهار بين يديه (أي أمام الحبر الأعظم البابا).
استظهر: ظاهر بين ثوبين أي لبس أحدهما فوق الآخر. ففي المقري (2: 88) رأى ان يلبسوا الخ- ويستظهروا من تحتها إذا احتاجوا صنوف الفراء.
استظهر: درس علماً، أكب على الدرس.
ففي تاريخ البربر (1: 528): استظهر عِلْم الطبّ وهو الفعل الذي يدل على حفظ.
استظهر فلاناً ل: رجا حضوره المجلس ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): ولحين وصوله عقد مجلسَ مذاكرة استظهر له نُبهاء الطَلَبة.
استظهر: وجدت في تعليقه لهماكر (الواقدي ص85) أن جيكيجز يقول أن هذا الفعل معناه تبختر، وهذا صحيح فكلمة استظهار موجودة في المقري (2: 335) بمعنى: تباهى، تفاخر، فخفخة، خيلاء، زهو، وقد أشرت في مادة تظاهر أن كلمة تظاهُر تدل على نفس هذا المعنى.
استظهر ب: استعد للمقاومة ب (عبد الواحد ص66، ابن بطوطة 1: 260، 177) (وقد أسيئت ترجمتها) 3: 112، 430، أماري ديب ص22، 100، 125) وفي حيان (ص53 و): فغضبت العرب- واستظهرته بالبعد عن الحاضرة فخرج بنو حجاج عنها إلى باديتهم بالسند الخ.
ورد هذا الفعل بهذا المعنى أيضاً في أول عبارة نقلتها في (عباد 1: 233 رقم 47) وقد أسأت تصحيحها لأن، على ذلك فيها، تعني (في نفس الوقت)، وصواب العبارة: استظهر بجّر الأذيال.
استظهر على فلان: غلبه وتفوق عليه. (بوشر، فريتاج) ولم يذكرها لين. وفي محيط المحيط: علا وغلبه (عبد الواحد ص7) وفي النويري (الأندلس ص458) فقاتلوه فلم تستظهر إحدى الطائفتين على الأخرى.
استظهر على فلاناً: عامله بعجرفة وتكبر. ففي تاريخ البربر (2: 437): وكان صاحب ديوان العطاء يحيى الفرقاجي وكان مستظهراً على العُمَّال.
استظهر على: استولى على (عباد 1: 223 رقم 47) وانظر: استظهر ب لمعرفة معنى الفقرة الأولى التي نقلتها منه. وفي حيان- بسام (1: 10و): ورَجَوْا استظهاره على الأمر.
استظهر على: استطاع عمل شيء ففي حيان- بسام (1: 46و): وحكم هذا السلطان وتصريفه للأمور قد أفاد رعيته واستظهروا به على العمارة. وهذا المعنى يوافق كل الموافقة عبارة الواقدي (ص39) التي أربكت هماكر وهي: أني قد استظهرت على مخاطبة ملوك الروم.
استظهر على: استعد له كل الاستعداد (فريتاج) وعبارة الطرائف لسلفستر دي ستسي التي ينقلها من الطبعة الأولى موجودة في (1: 154) من الطبعة الثانية.
ظَهْر وتجمع على أظْهِرَة (قصة عنتر ص45) الظَهر في الظهر: ظهراً لظهر (بوشر).
ويقول عبد الواحد (ص244) إشارة إلى مهمة الصلب في نتاج النسل: انتشر من ظهر عمر هذا بشر كثير وكان له عدة من الولد.
ظَهْرَك! حَذَارِ! (كويان ص176، ما نتجازا ص89، بوشر، زيشر 11: 480).
شَدَّ ظَهْره: ساعده وآزره بكل قوته واعتنق حزبه، ويقال: ظهره مشدود، ومشدود الظهر، وله الظهر أي له من يستده ويؤيده (بوشر).
اشدٌّ ظهري: أرى أني قويّ. اشتد ظهري: أشعر بأني قوي (معجم الطرائف).
قطع ظهرَه: ملأه غماً وأحزنه وأشجاه ويقال أيضاً: علاه ظهراً، كما يقال: قُطع ظهره بالبناء للمجهول، أو انقطع ظهره (معجم الطرائف). أو تقطع ظهره (قصة عنتر ص48).
ظهره مقطوع أو مقطوع الظهر: مهمل، ليس له سند، ليس له من يؤيده (بوشر).
كسر الظهر: أضنى، أتعب (بوشر).
ظَهْر: مسند، جزء من الكرسي أو المقعد وغيرهما يسند إليه الظهر (بوشر).
ظَهْر: سطح سفينة (ابن بطوطة 4: 93).
ظهر الأرض: ظاهر الأرض سطح الأرض ويقال اختصاراً: على ظهرها أي على سطح الأرض.
وهذا موجود في القرآن الكريم ويقال كثيراً: على الظهر أي على الأرض بدل على ظهر الأرض.
على ظهر البحر: يقال أيضاً بمعنى على سطح البحر. وقد يقال بمعنى على شاطئ البحر ايضاً، وعلى ضفة البحر (معجم الطرائف) وانظر (معجم مسلم).
ظَهْر (الاصطخري ص9) والى ظهر وبظهر (الأغاني ص32، ابن جبير ص212، المقري 1: 486).
وعلى ظهر، وفي ظهر (ابن جبير ص13 ف، كرتاس ص131) كل هذا يعني: خلف، وراء (معجم الطرائف) وفي حيان - بسام (1: 47ق): خرج من باب بظهر القصر أي خلف القصر.
ظَهْر: مساعدة، عون، حماية (بوشر) ظَهْر: حامٍ، ظهير، مدافع (بوشر).
ظَهْر: جنود احتياط، رديف، وسفينة في المؤخرة (بوشر).
ظَهْر: قمَّة، ذروة، قنّة (همبرت ص 169).
على ظَهْر (الشيء) فوقه (الادريسي ص182، 187 وهذا هو الصواب في المخطوطات الأخرى. (كرتاس ص34).
حفظ على ظَهْر، وقرأ على ظَهْر. أي حفظ الشيء وقرأ من حفظه وفي فوك: حفظ ظَهَرْ، وقرأ ظَهَر.
ظَهْر: ورقة الغلاف (ابن خلكان 11: 123).
وقد تحرفت هذه العبارة في طبعة وستنفيلد وفي طبعة بولاق وفيها: ونقل من نسخة لكتاب إصلاح المنطق. والصواب: نُقل من ظَهْرَ نُسخة لكتاب إصلاح المنطق (من غير واو قيل نقل) والمعنى نقل ما تقدم من ورقة الغلاف لكتاب إصلاح المنطق.
ظُهَرَة: من يظهر سرّه ويبوح به ولا يكتمه (الكامل ص424) ظَهْريّ: نسبة إلى الظَهْر، صُلبي، فقاريّ (بوشر).
ظُهري: نسبة إلى الظُهر وهو نصف النهار وساعة زوال الشمس (فوك) والظهريات. جهاراً، في وضح النهار (بوشر).
ظَهْريَّة: مسند، قسم الكرسي وغيره من المقاعد الذي يسند إليه المظَهْر (بوشر).
ظُهْريَّة= ظهيرة أي وقت الظُهْر (باين سميث 1435).
ظَهرَوى: من الشمال (دوماس صحارى ص104، 240).
ظهور: فجر (فوك).
الظهور الإلهي: التجلي الالهي، الوحي الإلهي.
الكشف الإلهي (زيشر 3: 303).
عيد الظهور: عند النصارى عيد التجلي عيد الدنح أو الغطاس (همبرت ص153 محيط المحيط) ظَهير، وجمعها ظَهائر: شهادة، براءة مرسومة، وثيقة رسمية منح امتياز، منح هبة (عباد 2: 164 رقم 59 فوك) وفي كتاب ابن القوطية (ص6 و): وزعم عبد الرحمن بن عبد الله أن ولاية جَدَّهم عبد الرحمن الأندلسي كانت من قبل يزيد بن عبد الملك لا من قبل عامل أفريقية وبايديهم بذلك ظهير. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص95): ولما دنا الرشيد إلى مدينة مراكش كتب لاهلها ظهيرا بتامين كافتهم- ووجه بهذا الظهير الفقيه القاضي الخ (ابن بطوطة 1: 35، 2: 34 كرتاس ص41، 45، تاريخ البربر 1: 252، دي ساسي ديب 9: 486 وصواب الكلمة فيه ظهير بدل طهير).
ظهير: مرسوم وثيقة رسمية كتبها يوسف الثاني امير الموحدين لرهبان دير بوبلات وقد نشرت في مذكرات تاريخ الأندلس (6: 115).
وتبدأ بما يلي: هذا ظهير كريم أمر به أمير المؤمنين- لرهبان بوبلات. وفي تاريخ تونس (ص101): ولما تقلد منصب الباشا صار يكتب في ظهائره إبراهيم الشريف باي داي باشا.
ظِهَارَة، وتجمع على ظَهائِر: جلباب أو قميص يلبس فوق الثياب من قماش أبيض (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( camisa ملحفة وقميص وظهاره) ورداء طويل أبيض (فوك، المقري1: 230،2: 88) ويذكر عريب (البيان 1: 157) انه رداء يرتدي شعاراً للحزن في عهد الامويين. وفي المقري (1: 251): عليهم الظهائر البيض شِعارُ الحزن.
ظُهَارة الدابة: ما يجعل على ظهرها وقاية لها، وهو من كلام المولدين (محيط المحيط).
ظاهر. هذا ليس على ظاهره: هذا ليس بالمحتمل هذا ليس قريباً من الحق (المقدمة ب: 13).
ظاهِر: عالٍ، مرتفع. يقال مثلاً بلد ظاهر (معجم البلاذري) ويظهر أن اسم المقري الظاهرة وهو اسم قرى نغزاوة في مقاطعة قسطلة يعني القرى المرتفعة (تاريخ البربر 1: 146، 2:639).
ظاهِرِ: رَبْوة، جبل (البكري ص109، 114، أماري ص118) وانظر تعليقات نقدية.
ظاهِر: فاخر، رائع، بديع، جميل، نفيس.
ويقال: لباس ظاهِر (دي ساسي طرائف 1: 2، المعجم اللاتيني العربي. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج وقال إنها صفة تستعمل أيضاً اسماً للباس الرائع البديع الجميل).
ظاهر: سطح السفينة (فريتاج طرائف ص134).
ظاهر وجمعها ظَواهِر مرسوم، براءة، امتياز، شهادة وثيقة، رسمية، مثل ظهير (الكالا).
الظاهر في خراسان نقيب العلويين. وانظر في مادة طاهر بالطاء المهملة.
ظاهِر الباب: الباب الرئيسي للبناية (بوشر).
ظاهِرة: يتكهنون بالمستقبل حسب ظواهر مأثورة وتأويلات محتملة (المقدمة 2: 171).
ولا ادري ما تعنيه الكلمة الأولى. وقد ترجمها دي ساسي (طرائف 2: 299) إلى الفرنسية بما معناه: حوادث حقيقية نقلتها الروايات المأثورة. وترجمها دي سلان بما معناه: حادثة كبيرة احتفظ بذكرها.
ظاهِر: تستعمل بدل ظَهْر ففي أماري (ص400) وبقي الأسطول على ظاهر البحر لا يمكنه الدخول إلى البلاد بسبب الريح أو بدل. ظهر البحر والمترجم لكتاب الاصطخري بغير أحياناً كلمة ظهر الواردة في النص بكلمة ظاهر (معجم الطرائف).
ظاهري: سطحي (بوشر).
أَظْهَر: هذا اظهر من الشمس: هذا أوضح من النهار، هذا أمر جلي، هذا بين صريح (بوشر).
تظهير: براءة، مرسوم، شهادة، وثيقة رسمية، ظهير (شيرب، مارتن ص90).
مَظْهّر: مَسْرَح. مشهد، جزء من فصول مسرحية، ومجازاً موقع يجتذب الانظار، ومنطقة ومجازاً. مكان يستطيع المرء أن ينمي مواهبه وخصاله الحسنة فيه (بوشر).
مَظْهَر: شيء محسوس؛ مادة، جسم وموضوع أو مادة حيث يقع فعل أو عمل- وبسبب العواطف والأعمال يقال مثلاً: مظهر الألطاف الملوكية، أي موضعها (بوشر).
مظاهر: تجليّات خارجية (المقدمة 3: 68).
حيث يلاحظ السيد دي سلان أن بعض الصوفية يرون أن المظاهر هي كل ما يتكون منه العالم المحسوس.
ظهـر
ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن يَظهَر، ظُهُورًا، فهو ظاهِر، والمفعول مظهور (للمتعدِّي)
• ظهَر الشَّيءُ:
1 - بدا واتَّضح بعد خفاء، تبيَّن وجودُه "ظهَر الحقُّ- ظهرت سُحُبُ الدُّخان في الأفق" ° ظهَر الغَضبُ على وجهه/ ظهَر الفرحُ على وجهه: تبيَّن وارتسم-
 ظهَر بمظهر لائق: بدا في هيئة لائقة- ظهَر على حقيقته: انكشف أمره، افتُضح- ظهَر للعيان: اتَّضح، بدا للنّظر- ظهَر لي رأي: بدت لي فكرة جديدة- يظهَر أنَّ: يبدو أنَّ.
2 - عزَّ وارتقى " {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ} ".
3 - شاع وكثُر وانتشر "ظهر الرّخاءُ في البلاد- ظهَر المرضُ بسبب المجاعة- {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
• ظهَر الشَّيءَ/ ظَهَر على الشَّيءِ: علاه، صار فوقَه "ظهَر الحائطَ- ظهَر على البيت- {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} ".
• ظهَر على عدوّه: غلبه، قوي عليه "ظهَر على منافسه- {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} ".
• ظهَر على الأمرِ: اطَّلَع عليه "ظهَر على السِّرِّ- {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ".
• ظهَر عنه العارُ: زال ولم يعلق به. 

ظهَرَ على2 يظهَر، ظَهْرًا وظُهورًا، فهو ظَهِير، والمفعول مَظْهور عليه
• ظهَر عليه فلانٌ: أعانه وسانده. 

ظهِرَ يَظهَر، ظَهَرًا، فهو ظهِر وظهِير
• ظهِر الشَّخصُ: اشتكَى ظَهْرَه. 

أظهرَ يُظهر، إظهارًا، فهو مُظهِر، والمفعول مُظهَر (للمتعدِّي)
• أظهر القَومُ: دخلوا في الظهيرة، ساروا في وقت الظُّهر " {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ".
• أظهر الشَّيءَ:
1 - بيَّنه وكشفه وأوضحه "أظهرت ذكاءً خارقًا- أظهر كفاءَته/ نواياه الحقيقيَّة/ خوفًا شديدًا/ عيوبُ المجتمع- ثوب يُظهر ما تحته".
2 - جعله وراء ظهره "أظهر حاجتي: استخفَّ بها".
• أظهر القرآنَ: قرأه على ظهر لسانه.
• أظهره على الأمر: أطلعه عليه "أظهر صديقَه على السرِّ- {وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ} ".
• أظهره على عدوِّه: نصره وأعلاه، أعانه عليه "أظهر اللهُ المسلمين على الكافرين- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ". 

استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على يستظهر، استظهارًا، فهو مُستظهِر، والمفعول مُستظهَر
• استظهر الدَّرسَ: حفظه وقرأه بلا كتاب "استظهر القصيدةَ عن ظهر قلب- استظهر القرآنَ".
• استظهر بفلان: استعان به "استظهرت بالله على الشّيطان".
• استظهر على عدوِّه: غلبه. 

تظاهرَ/ تظاهرَ بـ يتظاهَر، تظاهُرًا، فهو مُتَظاهِر، والمفعول مُتظاهَر به
• تظاهر القَومُ:
1 - تعاونوا " {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
2 - تجمَّعوا ليعلنوا رضاهم أو سخطهم على أمر يهمّهم "تظاهر الطُّلاّبُ/ العمّالُ".
3 - تدابروا وولَّى كلّ واحد منهم ظهرَه إلى صاحبه.
• تظاهر بالشَّيءِ:
1 - ادَّعى غير الحقيقة "تظاهر بالشّجاعة/ بالكرم- تظاهر بعدم معرفة الأمر".
2 - عرضه بتباه "تظاهر بمواهبه". 

تمظهرَ في يتمظهر، تَمَظْهُرًا، فهو مُتمظهِر، والمفعول مُتمظهَر فيه (انظر: م ظ هـ ر - تمظهرَ في). 

ظاهرَ1/ ظاهرَ من يظاهر، ظِهارًا، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر زوجتَه/ ظاهَر من زوجته: حرّمها على نفسه بقوله لها: أنت عليّ كظهر أُمِّي: أي أنت عليَّ حرامٌ " {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} ". 

ظاهرَ2 يُظاهِر، مظاهرةً، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر الشَّخصَ: عاوَنَه وناصَرَه " {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} ". 

ظهَّرَ يظهِّر، تظهيرًا، فهو مُظهِّر، والمفعول مُظهَّر

(للمتعدِّي)
• ظهَّر النَّاسُ: ساروا في الظّهيرة، دخلوا فيها.
• ظهَّر شيكًا ونحوَه: كتب على ظهره ما يفيد تحويلَه إلى شخص آخر "شيك مظهَّر".
• ظهَّر الصُّورةَ: بيَّنها وأظهرها على الفيلم أو على الورق بفعل الموادّ الكيميائيَّة.
• ظهَّر الحَاجةَ: جعلها وراء ظهره. 

مظهَرَ يمظهِر، مَظْهَرةً، فهو مُمظهِر، والمفعول مُمظهَر (انظر: م ظ هـ ر - مظهَرَ). 

إظهاريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إظهار.
2 - (نف) نزعة المرء إلى إظهار مقدرته أو سلوكه بطريقة تلفت الأنظارَ إليه. 

استظهار [مفرد]: مصدر استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على.
• الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط. 

تظاهُرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من تظاهرَ/ تظاهرَ بـ.
2 - خروج النَّاس إلى الشوارع مجتمعين تعبيرًا عن رأي أو احتجاجًا على فعل أو قول أو مطالبين بأمر يريدونه "تظاهرة شعبيَّة/ طلاّبيَّة- نظَّمت بعضُ النقابات عدَّة تظاهرات سلميَّة". 

تظهير [مفرد]: مصدر ظهَّرَ.
• التَّظهير:
1 - التصوير الشمسيّ؛ إبراز الصُّورة على الفيلم بغسله بمواد كيميائيَّة خاصّة.
2 - (قن) صيغة يكتبها حامل سند على ظهره لتحويل ملكيَّته إلى سواه. 

ظاهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° أهل الظَّاهر: العامَّة الذين يكتفون بظاهر الأشياء ولا يغوصون إلى بواطنها- حسَب الظَّاهر/ في ظاهر الأمر: كما يبدو للناظر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب) - ظاهِر البلد: خارجه- قرأه ظاهرًا: أسمعه حفظًا بدون كتاب.
2 - (سف) ما يبدو من الشَّيء في مقابل ما هو عليه في ذاته.
3 - ما يدرك بالحواسّ " {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} ".
• الظَّاهر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الغالب بالقدرة على كلّ شيء، الظَّاهر للعقول بأفعاله وحججه وبراهين وجوده وأدلّة وحدانيّته " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• الظَّاهر من الأسماء: (نح) ما ليس ضميرًا. 

ظاهراتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِرة: على غير قياس.
• منهج ظاهراتيّ: منهج يهتمُّ بوصف الظّواهر وتصنيفها، وهو عبارة عن الوصف العلميّ للظواهر الواقعيّة مع اجتناب كلِّ تأويل أو شرح أو تقييم. 

ظاهِراتيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ظاهِرات.
• الظَّاهراتيَّة: علم الظَّاهرات، وهو علم دراسة الخبرة الحسِّيَّة من زاوية وعي الفرد بها، أو تصنيف ظواهر أيّ فرع من فروع المعرفة دون محاولة التَّفسير، ومقابل هذه الدِّراسة: الدِّراسة التَّحليليَّة. 

ظاهِرة [مفرد]: ج ظاهِرات وظواهِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° ظاهرة الجَبل: أعلاه- عين ظاهرة: جاحظة.
2 - (سف) ما يمكن إدراكُه أو الشعور به، وما يُعرف عن طريق الملاحظة والتجربة "درَس أسبابَ الظاهرة وأحاط بها معرفة وتحليلاً" ° ظاهرة الثَّبات: ميل اللّمعان أو اللّون أو الحجم إلى البقاء ثابتا نسبيًّا بالرغم من التغيُّر الملحوظ في الإثارة.
3 - (كم) حقيقة أو حادث غير عاديّ أو نادر يمكن وصفه وإيضاحه على أساس علميّ.
4 - (مع) أمر ينجم بين الناس ويعمّ "ظاهرة الإدمان/ التدخين- ظاهرة الشِّعر الحرّ" ° الظَّاهرة الخُلُقيَّة: القواعد الخلقيّة التي تسود كلَّ شعب في حقبة مُعيَّنة من الزمن وعلى أساســها تصدر المحاكمُ أحكامَها ويظهر الرأي العامّ سخطَه أو رضاه- ظواهر التَّمرّد/ ظواهر المرض: أعراضه.
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التَّيَّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادَّة الموصِّلة للكهرباء.
• الظَّاهرة الجَوِّيَّة: (فك) ما يطرأ من أحوال الطَّبيعة كالحرارة والبرودة وهبوب الرِّياح.
• علم الظَّواهر: العلم الذي يدرس الظّواهر أو المعطيات التي تبدو للوعي دون أن يحاول اصطناع الفروض وتقديم
 التفسيرات لها. 

ظاهريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِر.
• التَّناقض الظَّاهريّ: (سف) عبارة تبدو متناقضة في ظاهرها مع أنَّها بالفحص والتَّأمّل يتبيَّن أنّ لها أساسًــا من الحقيقة. 

ظاهريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من ظاهِر.
2 - (فق) مذهب يقوم على الأخذ بظاهر ألفاظ الكتاب والسّنة والإعراض عن التأويل والرأي والقياس. 

ظُهار [مفرد]: (طب) وَجَع يُصيب الظّهْرَ من أسباب متعدِّدة. 

ظِهار [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ1/ ظاهرَ من.
2 - (فق) تشبيه الرّجلِ زوجتَه أو جزءًا سائغًا منها أو جزءًا يعبّر به عنها بامرأة محرّمة عليه تحريمًا مؤبّدًا أو بجزء منها يحرم عليه النظر إليه كالظهر والبطن والفخذ. 

ظَهْر [مفرد]: ج أظْهُر (لغير المصدر) وظُهُور (لغير المصدر):
1 - مصدر ظهَرَ على2.
2 - دابَّة تحمل الأثقالَ في السَّفر "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ [حديث]- إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ وَلا ظَهْرًا أَبْقَى [حديث]: المنبتُّ: المُجهِدُ دابَّتَه في السَّير".
• ظَهْر الإنسان: من مؤخّر الكاهل إلى أدنى العجُز، خلاف البَطْن "انحنى ظَهْرُه من ثقل الحِمْل- {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أدار له ظَهْره: تخلَّى وأعرض عنه- أَعْطاه عن ظَهْر يَدٍ: تفضُّلاً بلا بيع أو قرض أو مكافأة- أقام بين ظَهْرانَيْهم/ أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي: أنت محرَّمة عليّ، وتسمّى صيغة الظِّهار- اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- انحناء الظَّهر: تقوّسه، ويستخدم مجازًا للتعبير عن شدّة الإرهاق- بِظَهْر الغَيب/ عن ظَهْر الغَيب: دون علم- حقيبة الظَّهْر: حقيبة توضع على ظهر حاملها، وتكون من الجلد ونحوه لها حمّالات على الكتف، وتصلح لحمل معدَّات التَّخييم ونحوه- سلسلة الظَّهْر: العمود الفقريّ- طعَنه في ظَهْره: غدر به، خانه- عمِل من وراء ظَهْره: خادعه- قتله ظهْرًا: غيلة- قصَم ظَهْرَه: حمَّله ما لا يطيق، أنزل به مصيبة عظيمة- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره- قلبه ظَهْرًا على عَقِب: جعل عاليه سافله- قويّ الظَّهر: كثير الأنصار- ليس له ظَهْر: ليس له سند- ما يُلوَى ظَهْرُه: قويٌّ لايصرعه أحد- مِنْ خَلْف ظَهْره/ مِنْ وراء ظَهْره: في غيابه، بدون علمه- هو ثقيل الظَّهْر: كثير العيال- هو خفيف الظَّهْر: قليل العيال- هو يأكل من ظهر يدي/ هو يأكل على ظهر يدي: أُنفق عليه.
• ظَهْر الشَّيء:
1 - أعلاه "ظَهْر السفينة/ الحيوان- ظَهْر الأرض: ظاهرها وسطحها".
2 - الجانب الخلفيّ له "ظَهْر القماش/ الورقة/ الكفّ" ° ظَهْر الصُّورة: الوجه السيِّئ لأمر ما- ظَهْر العُملة/ ظَهْر الميدالية: مقابل وجهها الذي يحمل التصميم الرئيسيّ- ظَهْر الغَيْب: المجهول- على ظَهْر لسانه: قريب حاضر- قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب- قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة. 

ظَهَر [مفرد]: مصدر ظهِرَ. 

ظَهِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ. 

ظُهْر [مفرد]: ج ظُهُور: منتصف النّهار، ساعة زوال الظّل "انتهيت من عملي ظُهرًا" ° أراه النُّجومَ في الظُّهر: ضايقه بشدّة- بعد الظُّهْر: الفترة الواقعة ما بين منتصف النّهار وحلول اللّيل- رأى الكَواكبَ ظُهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل.
• الظُّهْران: الظُّهْر والعصر. 

ظَهْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظَهْر: "زعنفة ظهريّة: زعنفة رئيسيّة على سطح ظهر الأسماك وبعض الثدييّات البحريّة".
• الحبل الظَّهْريّ: (شر) العمود الفقريّ الأَوَّليّ، حبل مرن يشكِّل الدّعامة الــأساســيَّة للجسم في الحبليّات السُّفلى. 

ظِهْريّ [مفرد]: ما يجعله المرء وراء ظهره وينساه "جعله ظِهْريًّا- {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} ". 

ظُهُور [مفرد]: مصدر ظهَرَ على2 وظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت إليه الأنظار. 

ظَهير [مفرد]: ج ظُهَراء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ وظهَرَ على2: "كان لصديقه ظِهيرًا- {فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} ".
2 - (رض) أحدُ لاعبي كرة القدم الأحد عشر، وهما ظهيران أيمن وأيسر "أنقذ الظهيرُ الأيمن هدفًا مؤكّدًا". 

ظَهيرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث ظَهير.
2 - وقت الظُّهر، منتصف النّهار "مكث في البيت حتى الظَّهيرة- طعام الظَّهيرة- شهِد لقاءَ الظَّهيرة- {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} " ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النّهار- قام قائم الظَّهيرة: أبطأت حركة الشّمس ظهرًا، قيل ذلك لأنّ الشّمس إذا بلغت وسط السّماء وأبطأت حركة الظلّ حسبها الناظر أنها وقفت. 

مُظاهَرة [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ2.
2 - تظاهُرة، إعلان رأيٍ أو إظهار عاطفة في صورة مسيرة جماعيّة "مظاهرة شعبيّة/ طلاّبيَّة- مظاهرة احتجاج/ تأييد- مظاهرات مطالبة بالديمقراطيّة". 

مَظْهر [مفرد]: ج مظاهر: شكل خارجيّ، صورة يبدو عليها الشّيء "مظاهر انفراج الأزمة آخذة في الازدياد- المظاهر خدّاعة: خلاف الحقيقة- حسن المظهر والمخبر" ° مظاهر الاحترام/ مظاهر الفَرح: دلائله- مظاهر الحَياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبّر بها الكائن الحيّ عن حيويَّته. 

مُظْهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أظهرَ.
2 - (كم) محلول كيميائيّ لإظهار الصور. 

مَظهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَظْهر: "لا يهتمُّ بالأمور المظهريّة- أجرى بعض التغييرات المظهريّة لا الجوهريّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَظْهر: حالة من الخداع وإظهار ما هو خلاف الحقيقة والواقع "تتَّسم أفعالُه غالبًا بالمظهريَّة- أثبتوا سوءَ نيّاتهم بهذه المظهريَّة الكاذبة". 

ظهر: الظَّهْر من كل شيء: خِلافُ البَطْن. والظَّهْر من الإِنسان: من

لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك

اللحياني، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، والجمع أَظْهُرٌ

وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الهيثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ

والكَتَِدُ ستُّ فقارات، وهما بين الكتفين، وفي الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو

الهيثم: الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال

الأَزهري: هذا في البعير؛ وفي حديث الخيل: ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها

ولا ظُهورها؛ قال ابن الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها

مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها؛ ومنه الحديث الآخر: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ

ظَهْرِها. وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وكذلك يقول

المُدَبِّرُ للأَمر. وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه

لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق:

كيف تراني قالباً مِجَنّي،

أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ

وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله

ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله، وإِن اختلف وجه التعريف؛

قال سيبويه: هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على

الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول،

فالبدل أَن يقول: ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ

والبطنُ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه، فهذا كله على البدل؛ قال: وإِن شئت كان

على الاسم بمنزلة أَجمعين، يقول: يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما

يصير أَجمعون توكيداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: وإِن شئت

نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قال: ولكنهم أَجازوا هذا كما

أَجازوا دخلت البيتَ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل، قال: وليس

المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت

تعني شيئاً على ظهره لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن

والسَّهْل والجَبَلِ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله، وكما لم يجز حذف حرف الجر

إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ

والجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ

بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبيد: قال بعضهم

الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله، وقيل: الظهر الحديث والخبر، والبطن ما

فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه،

أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن

قيل: ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف

معناه، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره، وقيل: قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي

الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير، وقيل: أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم

والتعلم. والمُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. وظَهَره

يَطْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره. وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهْره. ورجل

ظَهِيرٌ: يشتكي ظَهْرَه. والظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا

اشتكى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، ورجل مَظْهُورٌ.

وظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره. وبعير ظَهِير: لا يُنْتَفَع بظَهْره من

الدَّبَرِ، وقيل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رواه

ثعلب. ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر: شديد

الصَّدْر، ومَصْدُور: يشتكي صَدْرَه؛ وقيل: هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن

يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً. ورجل خفيف الظَّهْر:

قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المَثَل. وأَكَل الرجُل

أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها. قال: وأَكل أَكْلَةً

إِن أَصبح منها لناتياً، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ يقول: سَمِنْتُ

منها. وفي الحديث: خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان

عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى، وقيل: أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال؛ والظَّهْرُ قد

يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ

قَويٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، ما

ظَهْرُ غِنًى؟ قال أَيوب: ما كان عن فَضْلِ عيال. وفي حديث طلحة: ما

رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ، قيل: عن ظهر يَدٍ

ابْتدَاءً من غير مكافأَة. وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو

يُنْفِقُ عليه. والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس.

قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ

لظاهرها الذي تراه. قال الأَزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه

كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه، ولما وَلِيَ غَيْرَك

ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه

الجسدَ وكان داخلاً، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ؛ وكذلك

ظِهارَة البِسَاطِ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ. ويقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا

جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، وجمع الظِّهارَة

ظَهَائِر، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بالكسر: نقيض البِطانة.

وَظَهَرْتُ البيت: عَلَوْتُه. وأَظْهَرْتُ بفلان: أَعليت به. وتظاهر

القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه.

وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب،

مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ:

لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً،

ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ

الأَصمعي: فلان قِرْنُ الظَّهْر، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم؛

قال ذلك ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه،

ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ

وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:

فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا،

ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ

قال: أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد

غلباك. وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وهو من الظَّهْر. ابن

بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه.

والظَّهْرُ: الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على

ظُهُورها. وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه، كما

يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ. وفي حديث عَرْفَجَة: فتناول

السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التي يحمل عليها

ويركب. يقال: عند فلان ظَهْر أَي إِبل؛ ومنه الحديث: أَتأْذن لنا في نَحْر

ظَهْرنا؟ أَي إبلنا التي نركبها؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران، بالضم؛ ومنه

الحديث: فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة. وفلانٌ على

ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال يصف

أَمواتاً:

ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا

معي، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ

والبعير الظَّهْرِيُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه، نسب

إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس. يقال: اتَّخِذْ معك بعيراً أَو

بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ، وفي

الصحاح: ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد. وبَعير

ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً، وناقة ظهيره. وقال الليث:

الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً. وفي

الحديث: فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ، يعني شديد

الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ؛ وقد ظَهَّر به

واسْتَظَهْرَهُ.

وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم

يَخِفَّ لها، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها

كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر،

كقوله تعالى: فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ

إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال

الفرزدق:تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي

بظَهْرٍ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها

والظِّهْرِيُّ: الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه.

والظِّهْرِيُّ: الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه؛ ومنه قوله: واتَّخَذْتَمُوه

وراءكم ظِهْرِيّاً؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه. ابن سيده: واتخذ حاجته

ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، على غير قياس، كما

قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ. وفي حديث علي، عليه السلام:

اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه

وراء ظهوركم، قال: وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب؛ وقال ثعلب في قوله

تعالى: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ وقال

الفراء: يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، يقول شعيب، عليه السلام:

عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه. وقال في أَثناء

الترجمة: أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ، وذلك لا

ينجيكم من الله تعالى. يقال: اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً. ويقال

للشيء الذي لا يُعْنَى به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ.

وقولهم. ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها. وحاجتُه عندك ظاهرةٌ

أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ. وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ: جعلها وراء

ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبيدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي

خَلْفِي؛ ومنه قوله: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً، وهو استهانتك بحاجة الرجل.

وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني. وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ: قَوِيَ. وفي

التنزيل العزيز: أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ أَي

لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء؛ وقوله:

خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا،

أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ

هو من ذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه،

قال: وليس بقوي، وأَراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إِلى معنى

الظَّهْر. وأَما قوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر

منها؛ روي الأَزهري عن ابن عباس قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ، وقالت

عائشة: الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة

الثياب. والظَّهْرُ: طريق البَرِّ. ابن سيده: وطريق الظَّهْره طريق

البَرِّ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر. والظَّهْرُ من

الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ.

وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال

دُرْأً؛ وقال مرة: سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهري:

وأَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد:

ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً،

ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ

وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا: انحدرت منه إِليه، وخص أَبو

حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ

إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها. وفي كتاب عمر،

رضي الله عنه، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها

يعني إِلى أَرض ذكرها، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم. وفي حديث

عائشة: كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر، تعني الشمس، أَي تعلو

السَّطْحَ، وفي رواية: ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم

ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها؛ ومنه قوله:

وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا

يعني مَصْعَداً.

والظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر وظهِير؛

قال أَبو ذؤيب:

فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم،

ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ

ويروى طهير، بالطاء المهملة. وقوله تعالى: وذَروا ظاهِرَ الإِثم

وباطِنَه؛ قيل: ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ، وباطنه الزنا؛ قال

الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أَعلم، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً

وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً. والظاهرُ:

من أَسماء الله عز وجل؛ وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّل والآخر والظاهر

والباطن؛ قال ابن الأَثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه؛ وقيل: عُرِفَ

بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه.

وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون ولا يكسر: بين

أَظْهُرِهم. وفي الحديث: فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم؛ قال ابن

الأَثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على

سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً،

ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه، ومن

جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم

مطلقاً.

ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة

أَو في الأَيام، وهو من ذلك. وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه، فهو بين

ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه. وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال

بينكما؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري عن الفراء: فلانٌ بين ظَهْرَيْنا

وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظَهْرانِينا، بكسر

النون. ويقال: رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر. قال

الفراء: أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام. قال: وقال أَبو

فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين. ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء: هو

بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد:

أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا

والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض

وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها. ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ

الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى

أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال

مُهَلْهِلٌ:

وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين،

كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره

وقال الكميت:

فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا

حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ

قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل،

وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم

نزول بظواهر جبالها؛ ويقال: أَراد بالظواهر أَعلى مكة. وفي الحديث ذِكر

قريشِ الظَّواهِرِ، وقال ابن الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا

بظُهور جبال مكة، قال: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر،

وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة.

والظُّهارُ: الرّيشُ. قال ابن سيده: الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس

والمَطَرَ من الجَناح، وقيل: الظُّهار، بالضم، والظُّهْران من ريش السهم

ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وهو أَجود

الريش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأَما ظُهار فنادر؛ قال:

ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ،

والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ

أُخْرَى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو

لُغابٌ ولَغْبٌ. وقال الليث: الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر

وهو في الجناح، قال: ويقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، ويجمع على

الظُّهْرانِ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو

عَيْبٌ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش، والجمع الظُّهْرانُ،

والبُطْنان الجانب الطويل، الواحد بَطْنٌ؛ يقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا

تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ؛ وقد ظَهَّرت

الريش السهمَ. والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان؛ عن

أَبي حنيفة. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ،

فالبطن ما يلي منها الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ.

وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين: لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق

بينهما وطابقَ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وقيل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ

بعضها على بعض.

وفي الحديث: أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما

فوق الأُخرى، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد؛ وقول وَرْقاء بن

زُهَير:رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ،

فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ

فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً،

ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ

إِنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي

هو الحديد؛ وقال أَبو النجم:

سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها،

ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها،

وظاهِري بِجَلِفٍ عليها

قال ابن سيده: هو من هذا، وقد قيل: معناه اسْتَظْهِري، قال: وليس بقوي.

واسْتَظَهْرَ به أَي استعان. وظَهَرْتُ عليه: أَعنته. وظَهَرَ عَليَّ:

أَعانني؛ كلاهما عن ثعلب. وتَظاهرُوا عليه: تعاونوا، وأَظهره الله على

عَدُوِّه. وفي التنزيل العزيز: وإن تَظَاهَرَا عليه. وظاهَرَ بعضهم بعضاً:

أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه.

والمُظاهَرَة: المعاونة، وفي حديث علي، عليه السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ

وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان. والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الواحد والجمع في ذلك

سواء، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر

والمؤُنث والجمغ، كما قال الله عز وجل: إِنَّا رسولُ رب العالمين. وفي

التنزيل العزيز: وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً؛ يعني بالكافر الجِنْسَ،

ولذلك أَفرد؛ وفيه أَيضاً: والملائكة بعد ذلك ظهير؛ قال ابن سيده: وهذا كما

حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ:

المُعِين. وقال الفراء في قوله عز وجل: والملائكة بعد ذلك ظهير، قال: يريد

أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء. قال ابن سيده: ولو قال قائل إِن

الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً، ولكن حَسُنَ أَن

يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله: والملائكة بعد ذلك، أَي مع نصرة هؤلاء،

ظَهيرٌ. وقال الزجاج: والملائكة بعد ذلك ظهير، في معنى ظُهَراء، أَراد:

والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَي أَعوان النبي،

صلى الله عليه وسلم، كما قال: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً؛ أَي رُفَقاء، فهو

مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في

قوله:

يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي،

إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ

يعني لَسْنَ لي بأُمَراء. وأَما قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه

ظَهيراً؛ قال ابن عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى. وقوله عز وجل:

وظاهَرُوا على إِخراجكم؛ أَي عاوَنُوا. وقوله: تَظَاهَرُونَ عليهم؛ أَي

تَتَعاونُونَ. والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تميم:

أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ،

وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا

والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ. وهم ظِهْرَةٌ

واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه

وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه. وظَاهرَ عليه:

أَعان. واسْتَظَهَره عليه: استعانه. واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر: استعان. وفي

حديث علي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه.

وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي:

هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً، بجزم الهاء، وأَما

الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره، بكسر الظاء. الليث: رجل

ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت

ظِهْريٌّ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ.

والظُّهُور: الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه. ابن سيده: الظُّهور

الظفر؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه. وله ظَهْرٌ أَي مال

من إِبل وغنم. وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فَخَرَ؛ وقوله:

واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ

أَي افْخَرْ به على غيره. وظَهَرْتُ به: افتخرت به وظَهَرْتُ عليه:

يقال: ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه. وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب

عليه. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وفي الحديث: فظَهَر الذين كان بينهم

وبين رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع

يدعو عليهم؛ أَي غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا:

والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى: فَغَدَرُوا

بهم. وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا، وقيل: معناه أَنه لا يلتفت

إِليهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة:

فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا

وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟

أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم. وفلان لا

يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم.

والظَّهَرَةُ، بالتحريك: ما في البيت من المتاع والثياب. وقال ثعلب: بيت

حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، والأَهَرَةُ

ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابي: بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ

والعَقارِ بمعنى واحد. وظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه. وأَظْهَرَنَا الله على

الأَمر: أَطْلَعَ. وقوله في التنزيل العزيز: فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه؛

أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه. يقال: ظَهَرَ على الحائط

وعلى السَّطْح صار فوقه. وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه. ويقال: ظَهَرَ

فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه. وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه. وقوله

تعالى: ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، والمعارج الدَّرَجُ. وقوله

عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على

فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين

أَي أَعلاهم عليهم.

والظَّهْرُ: ما غاب عنك. يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر

فيما غاب عنك؛ وقال لبيد:

عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها

ويقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه، كما يقال: حَفِظَه عن

ظَهْر قلبه. وفي الحديث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَي حفظه؛ تقول:

قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي. وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه

عن غير كتاب. وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً.

والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النضر: لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت

نُقْرَة العَيْن، وهي خلاف الغائرة؛ وقال غيره: العين الظاهرة هي الجاحظة

الوَحْشَةُ. وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ

لِقِدَمِها؛ قال حُمَيْدُ بن ثور:

فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها،

ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ

وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ، فهو ضدّ. وقتله

ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عن ابن الأَعرابي. وظَهَر الشيءُ بالفتح،

ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشيء

الخفيّ. يقال: أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه. ويقال:

فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد. وقوله: إِن

يَظْهَرُوا عليكم؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا. يقال: ظَهَرْت على الأَمر. وقوله

تعالى: يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم.

الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شميل: الظُّهَارِيَّة أَن

يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يقال: أَخذه الظُّهارِيَّةَ

والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى.

والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظهر، وقد يحذفون على

السَّعَة فيقولون: هذه الظُّهْر، يريدون صلاة الظهر. الجوهري: الظهر، بالضم،

بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر.

والظَّهِيرةُ: الهاجرة. يقال: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم

الظَّهِيرة. وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثير: هو اسم لنصف

النهار، سمي به من ظَهِيرة الشمس، وهو شدّة حرها، وقيل: أُضيفت إِليه

لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، وقيل: أَظْهَرُها حَرّاً، وقيل:

لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت. وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث،

وهو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: ولا يقال في الشتاء ظهيرة. ابن سيده:

الظهيرة حدّ انتصاف النهار، وقال الأَزهري: هما واحد، وقيل: إِنما ذلك في

القَيْظِ مشتق. وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة، قال:

ومُظْهِراً، بالتخفيف، هو الوجه، وبه سمي الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعي: يقال

أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى. ويقال: أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ

إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر. وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر.

وأَظْهر القومُ: دخلوا في الظَّهِيرة. وأَظْهَرْنا. دخلنا في وقت الظُّهْر

كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء، ونجمع الظَّهيرة على

ظَهائِرَ. وفي حديث عمر: أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ

الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر. وفي التنزيل

العزيز: وحين تُظْهِرونَ؛ قال ابن مقبل:

وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً؛ أَلا ترى أَن قبل هذا:

فأَضْحَى له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ،

أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ

ويقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل، وقيل: ظاهرٌ عنك أَي ليس

بلازم لك عَيْبُه؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ

تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها

وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها،

وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها

ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة

والذكرِ القبيح. ويقال: ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا

عَنِّي، وفي النهاية: إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء؛ وقيل لابن

الزبير: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها؛ فقال متمثلاً:

وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها

أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه

فيَزيدُه نُبْلاً. وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه. وهذا

أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك.

والظِّهارُ من النساء، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، ومنها، مُظاهَرَةً

وظِهاراً إِذا قال: هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر،

وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى. وقوله عز وجل: والذين

يَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: يظاهِرُون، وقرئ: يَظَّهَّرُون، والأَصل

يَتَظَهَّرُون، والمعنى واحد، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته: أَنتِ عليّ

كظَهْر أُمِّي. وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان

الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت

الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته، وهو الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ من

الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج، وهذه أَولى

بالتحريم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت،

فكأَنه إِذا قال: أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام

كركُوب أُمي للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، وأَقام

الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، وهذا من لَطِيف الاستعارات

للكناية؛ قال ابن الأَثير: قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها،

فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها

إِلى السماء كان حراماً عندهم، وكان أَهلُ المدينة يقولون: إِذا أُتِيت

المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل

المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم

يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن

لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ

ويحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها، كما

قيل: آلى من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن.

وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة: إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها

الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت

بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي؛ قال الأَزهري: ومعنى

الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق، وهو مأْخوذ من

الظِّهْرِيّ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ

من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه

إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته،

فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون

مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم

يقال: استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ

مُقامَ الاحتياط في كل شيء، وقيل: سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه

جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن

مَسَّت إِليه؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب: واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم

ظِهْرِيّاً. وفي الحديث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا؛ أَي

يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من

الأَضْياف وأَبناءِ السبيل.

والظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار.

ويقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار. وقال

شمر: الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر؛ يقال:

شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً. وظاهرةُ الغِبِّ:

هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ

قليلاً.

وظُهَيْرٌ: اسم. والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سيده:

ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم. والظَّهْرانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير:

ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً

بالله، عند مَحارِم الرحمنِ

بالراقِصات على الكلال عشيّة،

تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن

سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً

ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ،

وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين. والمُعَقَّدُ:

بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة

وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي

حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، صلى الله عليه وسلم:

بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا،

وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا

فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا

رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. والظواهر:

موضع؛ قال كثير عزة:

عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ،

فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ

ظهر
: (الظَّهْرُ) من كلّ شيْءٍ: (خلافُ البَطْنِ) .
والظَّهْرُ من الإِنْسَانِ: من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهلِ إِلى أَدْنَى العَجُزِ عِنْد آخِرِه، (مُذَكَّرٌ) لَا غيرُ، صَرَّح بِهِ اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ من الأَسماءِ الَّتِي وُضِعَتْ مَوضِعَ الظُّروفِ، (ج: أَظْهُرٌ، وظُهُورٌ، وظُهْرَانٌ) ، بضمّهما. (و) من المَجَاز: الظَّهْرُ: (الرّكابُ) الَّتِي تَحْمِلُ الأَثْقَالَ فِي السَّفَرِ على ظُهورِها.
(و) يُقَال: (هُمْ مُظْهِرُونَ، أَي لَهُم ظَهْرٌ) يَنقُلُون عَلَيْهِ، كَمَا يُقَال: مُنْجِبُون، إِذا كانُوا أَصحابَ نَجائِب.
وَفِي حَدِيث عَرْفَجَةَ: (فتَنَاولَ السَّيْفَ من الظَّهْرِ، فحَذَفَه بهِ) المرادُ بِهِ الإِبلُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا ويُركَب، يُقَال عِنْد فُلانٍ ظَهْرٌ، أَي إِبِلٌ، وَمِنْه الحديثِ: (أَتَأْذَنُ لنا فِي نَحْرِ ظَهْرِنا) أَي إِبلِنا الَّتِي نَرْكَبُها، ويُجمَع على ظُهْرَانٍ، بالضّمّ، وَمِنْه الحَدِيث: (فجَعَل رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه فِي ظُهْرَانِهم فِي عُلْوِ المَدِينَةِ) .
(و) الظَّهْرُ: (القِدْرُ القَدِيمةُ) ، يُقَال: قِدْرٌ ظَهْرٌ، وقُدُورٌ ظُهورٌ، أَي قدِيمَةٌ، كأَنّها لقِدَمِها تُرْمَى ورَاءَ الظَّهْرِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
فتَغَيَّرَتْ إِلاّ دَعَائِمَها
ومُعَرَّساً من جَوْفِه ظَهْرُ
(و) الظَّهْرُ: (ع) ذكره الصاغانِيّ.
(والظَّهْرُ) : (المالُ الكثِيرُ) ، يُقَال: لَهُ ظَهْرٌ، أَي مالٌ من إِبِلٍ وغَنَمٍ.
(و) الظَّهْرُ: (الفَخْرُ بالشَّيْءِ) .
وظَهَرْتُ بِهِ: افْتَخَرْتُ بهِ، قَالَ زِيَادٌ الأَعْجَمُ:
واظْهَرْ بِبِزَّتِهِ وعَقْدِ لِوَائِهِ
واهْتِفْ بِدَعْوَةِ مُصْلِتِين شَرَامِحِ
أَي افْخَر بهِ على غيرِه، قَالَ الصّاغانيّ: وروى القصيدَةَ الأَصمعيُّ للصَّلَتَانِ.
(و) الظَّهْرُ: (الجَانِبُ القَصِيرُ من الرِّيشِ، كالظُّهَارِ بالضّمّ، ج: ظُهْرانٌ) ، بالضَّمّ، والبُطْنَانُ الجانِبُ الطَّوِيلُ، يُقَال: رِشْ سَهْمَكَ بظُهْرَانٍ، وَلَا تَرِشْه ببُطْنَانٍ، واحدُهُما ظَهْرٌ وبَطْنٌ، مثْل عَبْدٍ وعُبْدَان.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الظُّهْرَانُ: الرِّيشُ الَّذِي يَلِي الشَّمْسَ والمَطَرَ من الجَنَاحِ. وَقيل: الظُّهَارُ والظُّهْرَانُ من رِيشِ السَّهْمِ: مَا جُعِلَ مِنْ ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشَةِ، وَهُوَ الشَّقُّ الأَقْصرُ، وَهُوَ أَجْوَدُ الرِّيشِ، الواحِدُ ظَهْرٌ، فأَمّا ظُهْرَانٌ فعَلَى القِيَاسِ، وأَمّا ظُهَارٌ فنادِرٌ، قَالَ: ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ، ويُوصَف بِهِ فَيُقَال: رِيشٌ ظُهَارٌ وظُهْرَانٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الظُّهَارُ من الرِّيشِ: هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ من ريشِ الطّائِرِ، وَهُوَ فِي الجَنَاحِ، قَالَ: وَيُقَال: الظُّهَارُ جَمَاعَةٌ واحدُهَا ظَهْرٌ، ويُجْمَعُ على الظُّهْرَانِ، وَهُوَ أَفضلُ مَا يُراشُ بِهِ السَّهْمُ، فإِذا رِيشَ بالبُطْنَانِ فَهُوَ عَيْبٌ.
(و) من المَجَازِ: الظَّهْرُ: (طَرِيقُ البَرِّ) ، قَالَ ابْن سِيدَه: وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ، وذالك حِين يكون فِيهِ مَسْلَكٌ فِي البَرِّ ومَسْلَكٌ فِي البَحْرِ.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَلُظَ من الأَرْضِ وارْتَفَعَ) ، والبَطْنُ: مَا لاَنَ مِنْهَا وسَهُلَ ورَقَّ واظْمَأَنَّ.
(و) قَوْله صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَا نَزَلَ من القُرْآنِ آيَةٌ إِلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولِكُلِّ حَدَ مُطَّلَعُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: قَالَ بعضُهُم: الظَّهْرُ: (لَفْظُ القُرآنِ، والبَطْنُ: تَأْوِيلُه) .
(و) قيل: الظَّهْرُ: (الحَدِيثُ والخَبَرُ) والبَطْنُ: مَا فِيهِ من الوَعْظِ والتَّحْذِيرِ والتَّنْبِيه، والمُطَّلَعُ: مَأْتَي الحَدِّ ومَصْعَدُه.
وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ) ، قيل: ظَهْرُها: لَفْظُهَا، وبَطْنُها: مَعْنَاهَا.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ تأْوِيلُه وعُرِفَ مَعْنَاه، وبالبَطْنِ مَا بَطَنَ تَفْسِيرُه.
وَقيل: قَصُصُه فِي الظَّاهِرِ أَخْبَارٌ، وَفِي؟ ؟ عِبْرَةٌ وتَنْبِيهٌ وتَحْذير.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ التِّلاوَةَ، وبالبَطْنِ التّفَهُّمَ والتَّعَلُّم.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَابَ عَنْكَ) ، يُقَال: تكَلَّمْتُ بذالك عَن ظَهْرِ غَيْبٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ لَبِيدٌ:
وتكَلَّمَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها
(و) الظَّهْرُ: (إِصَابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ والفِعْلُ كجَعَلَ) ، ظَهَرَهُ يَظْهَرُه ظَهْراً: ضَرَبَ ظَهْرَه، فَهُوَ مَظهُورٌ.
(و) الظَّهَرُ (بالتَّحْرِيكِ: الشِّكَايَةُ من الظَّهْرِ) ، يُقَال: (ظَهِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ ظَهِيرٌ) : اشتَكَى ظَهْرَه، وكذالك مَظْهُورٌ: بِهِ ظُهَارٌ، وَهُوَ وَجَعُ الظَّهْرِ، قالَه الأَزهريّ.
(وَهُوَ) ، أَي الظَّهِيرُ أَيضاً: (القَوِيُّ الظَّهْرِ) ، صَحيحُه، قَالَه اللَّيْث، (كالمُظَهَّرِ، كمُعَظَّمٍ) ؛ كَمَا يُقَال: رجلٌ مُصَدَّرٌ: شَدِيدُ الصَّدْرِ، ومَصْدُور: يَشْتَكِي صَدْرَه.
وَقيل: هُوَ الصُّلْب الشَّدِيدُ، من غيرِ أَن يُعَيَّنَ مِنْهُ ظَهْرٌ وَلَا غَيْرُه. بَعِيرٌ ظَهِيرٌ. وناقَةٌ ظَهِيرَةٌ. (وَقد ظَهَرَ ظَهَارَةً بالفَتْح) .
(و) يُقَال: (أَعْطَاهُ عَن ظَهْرِ يَدٍ) ، هُوَ مأْخُوذٌ من الحَدِيث: (مَا رأَيْتُ أَحَداً أَعطَى لجَزِيلٍ عَن ظَهْرِ يدٍ من طَلْحَةَ) ، قيل: عَن ظَهْرِ يَدٍ، أَي (ابْتِداءً بِلاَ مُكَافَأَةٍ) .
وفُلانٌ يأْكلُ عَن ظَهْرِ يَدِ فُلان، إِذا كَانَ هُوَ يُنفِقُ عَلَيْهِ. والفقراءُ يأْكُلُون عَن ظَهْرِ أَيْدِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَاز.
(و) رَجلٌ (خَفِيفُ الظَّهْرِ: قليلُ العِيَالِ. وثقيلُه: كثِيرُه) ، وكلاهُما على المَثَل.
(وهُوَ على ظَهْرٍ) ، أَي (مُزْمِعٌ للسَّفَرِ) ، غيرُ مظمَئنّ، كأَنّه قد رَكِبَ ظَهْراً لذالك، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ يَصِفُ أَمْواتاً:
وَلَوْ يَسْتَطِيعُونَ الرَّواحَ تَرَوَّحُوا
مَعِي أَو غَدَوْا فِي المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ
(وأَقْرَانُ الظَّهْرِ: الَّذين يُحِبُّونَك) ، هاكذا فِي الأُصول المصحَّحَة، وَهُوَ خطَأٌ، والصَّوَابُ: يَجِيوؤُونَكَ (مِنْ وَرَائِكَ) ، أَو مِنْ وَراءِ ظَهْرِك فِي الحَرْبِ، مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
لكَان جَميلٌ أَسْوأَ النَّاسِ تَلَّةً
ولاكنّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فلانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ، وَهُوَ الّذِي يَأْتِيه مِنْ وَرَائه وَلَا يَعْلَم، قَالَ ذَلِك ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
فلَوْ كَانَ قِرْنِي واحِداً لكُفِيتُه
ولاكنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
ورَوَى ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعرابِيّ أَنّه أَنشده:
فلَوْ أَنَّهُمْ كانُوا لَقُونَا بمِثْلِنا
ولاكِنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مُغَالِبُ
قَالَ: أَقْرَان الظُّهُورِ: أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيْهِ إِذا جاءَ اثنانِ وأَنتَ واحدٌ غَلَبَاكَ.
(والظِّهْرَةُ، بالكَسْر: العَوْنُ) وظَهْرُ الرجُلِ وأَنصارُه، كالظُّهْرَةِ، بالضَّمّ، والكَسْرُ عَن كُرَاع، كالظَّهْرِ بالفَتْح، يُقَال: فلَان ظُهْرَتِي على فُلانٍ، وأَنَا ظِهْرَتُك على هاذا، أَي عَونُك. قَالَ تَمِيمٌ:
أَلَهْفِي على عِزَ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ
وظِلّ شَبَابٍ كُنْتُ فِيهِ فأَدْبَرَا
(وأَبُو رُهْمٍ) ، بالضّمّ: (أَحْزَابُ ابْنُ أَسِيدٍ) ، كأَمِيرٍ (الظِّهْرِيّ) ، بِالْكَسْرِ، هاكذا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ، وَضَبطه ابنُ ماكُولاَ بِالْفَتْح، ورجَّحَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير وَقَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح، نُسِبَ إِلى ظَهْرِ: بَطنٍ من حِمْيَر، قلْت: وَهُوَ ظَهْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ، وصحّفه بعضُهُم بظَفْر: (صحابِيّ) .
وَقَالَ ابنُ فَهْد فِي مُعْجَمِه: أَبو رُهْمٍ الظَّهْرِيّ شيخ مُعمَّرٌ، أَوردَه أَبو بكرِ بنُ عليّ فِي الصّحابةِ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْم السماعِيّ أَو السَّمَعيّ، ذَكَرَه ابنُ أَبي خَيْثَمَةَ فِي الصَّحَابَة، وَهُوَ تابعيّ اسْمه أَحزابُ بنُ أَسيدٍ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْمٍ الأَنْمَارِيّ: رَوَى عَنهُ خالدُ بن مَعْدَانَ، قلْت: أَظُنُّه الفِهْرِيّ، انْتهى. فتأَمَّل، وَفِي مُعْجم البَغَوِيّ: أَنه عَاشَ مائَة وَخمسين سنة، ولَيستْ لَهُ رِوَايَةٌ.
(والحارِثُ بنُ مُحَمَّرٍ) ، كمُعِظَّم، (الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، (تابَعِيّ) ، كنْيته أَبو حَبِيب، عَن أَبي الدّرداءِ، وَعنهُ حَوْشَبُ بن عَقيلٍ، ذكره ابنُ الأَثير.
(و) أَبو مَسْعُودٍ (المُعَافَى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، وَيُقَال: المَوْصِلِيّ روى عَن مَالك وإِسماعيلَ بنِ أَبي عَيَّاش، والأَوْزَاعِيّ، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ عبدِ الله وغيرُه، ذَكَره ابْن أَبي حاتِمٍ عَن أَبيه، وَهُوَ (ضَعِيفٌ) ، وَقَالَ الْحَافِظ: لَيِّنٌ. وَفَاته: أَبو الْحَارِث حَبِيبُ بنُ محمّدٍ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ، لَقِيَ أَبا الدَّرْدَاءِ، أَوردَه الحافظُ فِي التبصير، قلت: وَهُوَ بِعَيْنه الَّذِي قَبْلَه، إِنما جَعَل كُنْيَتَه اسْمَه، واسمَه، وكَنيتَه، فتَأَمَّل.
(و) الظَّهَرَةُ، (بالتَّحْرِيكِ: مَتاعُ البَيْتِ) وأَثَاثُه، وَقَالَ ثعلبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهْرَةِ والأَهَرَةِ. فالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، والأَهَرَةُ: مَا بَطَنَ مِنْهُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَيْتٌ حَسَنٌ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ والعَقَارِ، بِمَعْنى واحدٍ.
وظَهَرَةُ المَال: كَثْرَتُه.
(والظَّاهِرُ: خِلاَفُ البَاطِنِ) ، ظَهَرَ الأَمْرُ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فَهُوَ ظاهِرٌ، وظَهِيرٌ، وَقَوله تعالَى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الْأَنْعَام: 120) ، وَقيل: ظاهِرُه المُخَالَّةُ على جِهَةِ الرّيبَةِ، قَالَ الزّجّاج: وَالَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الكلامُ وَالله أَعلم أَن المَعْنَى اترُكُوا الإِثْمَ ظَهْراً وبَطْناً، أَي لَا تقرَبُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ جَهْراً وسِرّاً.
(و) الظَّاهِرُ: (من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعالَى) الحُسْنَى، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلّ شيْءٍ، وعَلاَ عَلَيْهِ، وَقيل: عُرِفَ بطَرِيقِ الاستدلالِ العَقْلِيّ بِمَا ظَهَرَ لَهُم من آثارِ أَفعالِه وأَوْصَافِه.
(و) الظَّاهِرَةُ، (بالهَاءِ) ، من الوِرْدِ: (أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ كُلَّ يَومٍ نِصْفَ النَّهَارِ) ، يُقَال: إِبِلُ فُلانٍ تَرِدُ الظَّاهِرَةَ، وَزَاد شَمِرٌ: وتَصْدُرُ عِنْد العَصْرِ، يُقَال شَاؤُهُم ظَوَاهِرُ، والظَّاهِرَةُ: أَن تَرِدَ كلَّ يومٍ ظُهْراً.
(و) الظَّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجاحِظَةُ) . النَّضْرُ: العَيْنُ الظاهِرَةُ الَّتِي مَلأَتْ نُقْرَة العَيْنِ، وَهِي خلافُ الغائِرَةِ.
(والظَّواهِرُ: أَشْرَافُ الأَرْضِ) ، جَمعُ شَرَف، مُحَرَّكةً، لِمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) فِي الحَدِيث ذِكْرُ (قُرَيْش الظَّوَاهِرِ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، وهم (النّازِلُونَ بظَهْرِ) جِبَالِ (مَكَّةَ) ، شَرَّفها اللَّهُ تعالَى، وقُرَيْشُ البِطَاحِ: هم النّازِلُونُ ببِطَاحِ مَكَّةَ، قَالَ: وهم أَشْرَفُ وأَكرمُ مِن قُرَيْشِ الظّواهِرِ، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطَا
حِ وحَلَّ غيرُكَ بالظَّوَاهِرْ
قَالَ خالِدُ بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البِطَاحِ: بَطْنُ مَكَّةَ، وذالِك أَنّ بنِي هاشِم، وبَنِي أُمَيَّةَ، وسَادَةَ قُرَيْش نُزُولٌ ببَطْنِ مَكَّةَ، ومَنح كانَ دونَهُم فهم نُزُولٌ بظَوَاهِرِ جِبَالِها، وَيُقَال: أَرادَ بالظَّوَاهِرِ: أَعْلَى مكّةَ.
(والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ، بِالْكَسْرِ) ، هُوَ (المُعَدُّ للحاجَةِ) إِن احْتِيجَ إِليه، نُسِبَ إِلى الظَّهْرِ على غير قِياسٍ، يُقَال: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ، أَي عُدَّةً.
(وَقد ظَهَرَ بهِ، واسْتَظْهَرَه) ، قَالَ الأَزهريّ: الاسْتِظْهَارُ: الاحتياطُ واتّخاذُ الظِّهْرِيّ من الدّوابّ عُدَّةً للحاجةِ إِليه احتِياطٌ؛ لأَنّه زِيَادَةٌ على قَدْرِ حاجَةِ صاحِبِه إِليه، وإِنما الظَّهْرِيُّ: الرجلُ يكونُ مَعَهُ حاجتُه من الرِّكَابِ لحُمُولَتِه، فيحْتاطُ لسَفَرِه، ويَعُدُّ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن أَو أَكثرَ فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لاحتمالِ مَا انقَطَع مِن رِكَابِه أَو ظَلَعَ أَو أَصابَتْه آفةٌ ثمَّ يُقَال: استَظْهَر ببَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ مُحتاطاً بهما، ثمَّ أُقيم الاسْتِظْهارُ مُقَامَ الاحتياطِ فِي كلِّ شيْءٍ.
وَقيل: سُمِّيَ ذالِك البَعِيرُ ظِهْرِيّاً، لأنّ صاحبَه وَرَاءَ ظَهْرِه، ولَمْ يَركَبْهُ، وَلم يَحْمِلْ عَلَيْهِ، وتَرَكَه عُدّةً لحاجتِه إِن مَسَّتْ إِليه، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ حِكَايَةً عَن شُعَيْب: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) .
(ج: ظَهَارِيُّ، مُشَدَّدَةً مَمنوعَةً) ، من الصَّرْفِ؛ (لأَنّ ياءَ النّسْبَةِ ثابتَةٌ فِي الواحِدِ) ، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) من المَجَاز: (ظَهَرَ بحَاجَتِي) ، كمَنَعَ، (وظَهَّرَها) ، بالتَّشْدِيد، وَفِي بعض النَّسخ بالتّخفيفِ، (وأَظْهَرَهَا) إِظْهاراً، (واظَّهَرَها) ، كافتعل: (جَعَلَها بِظَهْرٍ، أَي وَرَاءَ ظَهْر) ، واستَخَفّ بهَا، تَهاوُناً بهَا، كأَنّه أَزالَها وَلم يَلْتَفِتْ إِليها.
(واتَّخَذَها ظِهْرِيّاً) وظِهْرِيَّةً، أَي خَلْفَ ظَهْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (آل عمرَان: 187) ، قَالَ الفَرَزْدَق:
تَميمُ بنَ قَيْس لَا تَكُونَنَّ حاجَتِي
بظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَليَّ جَوَابُهَا
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: واتَّخَذَ حاجَتَه ظِهْرِيّاً: استهانَ بهَا، كأَنَّه نَسَبَهَا إِلى الظَّهْرِ، على غير قياسٍ، كَمَا قالُوا فِي النَّسب إِلى البَصْرَة بِصْرِيّ.
وَقَالَ ثعلبٌ: يقالُ للشيْءِ الَّذِي لَا يُعْنَى بِهِ: قد جَعَلْتُ هاذا الأَمْرَ بظَهْر، ورمَيْتُه بظَهْر، وَقَوْلهمْ: لَا تَجْعَلْ حاجَتِي بظَهْرٍ، أَي لَا تَنْسَها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: جَعلْتُ حاجَتَه بظَهْر، أَي بظَهْرِي خَلْفِي، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) ، هُوَ استهانَتُك بحاجةِ الرَّجل.
وجَعَلَني بظَهْرٍ: طَرَحَنِي.
(وظَهَرَ) الشيْءُ (ظُهُوراً) ، بالضّمّ: (تَبَيَّنَ) ، والظُّهُورُ: بُدُوُّ الشيْءِ المَخْفِيّ، فَهُوَ ظَهِيرٌ وظاهِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِمّا ذَكَرْتَهم
نَثَاهُم إِذَا أَخْنَى اللِّئَامُ ظَهِيرُ
ويُرْوَى: (طَهِير) بالطّاءِ الْمُهْملَة، وَقد تقدّم.
(وَقد أَظْهَرْتُه) ، أَنا، أَي بَيَّنْتُه.
وَيُقَال: أَظْهَرَنِي اللَّهُ على مَا سُرِقَ مِنِّي، أَي أَطْلَعَنِي عَلَيْهِ.
(و) ظَهَرَ (عليَّ: أَعانَنِي) ، قَالَه ثعلبٌ.
(و) ظَهَرَ (بِهِ وعَلَيْهِ) ، يَظْهَر: (غَلَبَه) وقَوِيَ، وفُلانٌ ظاهِرٌ على فُلانٍ، أَي غالِبٌ، وظَهَرْتُ على الرَّجُل: غَلَبْتُه، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} (الصفّ: 14) ، أَي غالِبِين عالِينَ، من قَوْلك: ظَهَرْتُ على فُلانٍ، أَي عَلَوْتُه وغَلَبْتُهُ.
وهاذا أَمْرٌ أَنتَ بهِ ظاهِرٌ، أَي أَنتَ قَوِيٌّ عَلَيْهِ.
وهاذا أَمْرٌ ظاهِرٌ بِكَ، غالِبٌ عَلَيْك.
وَقيل: الظُّهُور: الظَّفَرُ بالشيْءِ، والاطّلاعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن سَيّده: ظَهَرَ عليهِ يَظْهَرُ ظُهُوراً، وأَظْهَرَه اللَّهُ عَلَيْه.
(و) ظَهَرَ (بفُلانٍ: أَعْلَنَ بهِ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي كتاب الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع: وأَظْهَرْتُ بفُلانٍ: أَعْلَيْتُ بِهِ، هاكذا بالتّحتِيّة بدل النُّون، وصحّح عَلَيْهَا، ومثْله فِي اللّسان، فإِنه قَالَ فِيهِ: وظَهَرْتُ البَيْت: عَلَوْتُه، وأَظْهَرْتُ بفلانٍ: أَعْلَيْتُ بهِ، فَفِي كلامِ المُصنِّف مخالفةٌ من وَجْهَيْن، فانظرْ ذالك.
ويُقَال أَيضاً: أَظهَرَ اللَّهُ المُسْلمِينَ على الكافِرِين، أَي أَعْلاهُم عَلَيْهِم.
(و) من المَجَاز: (هُوَ) نازِلٌ (بَيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرَانَيْهِم، وَلَا تُكْسَرُ النّونُ، و) كَذَا (بَين أَظْهُرِهِمْ، أَي وسَطَهُم وَفِي مُعْظَمِهِمْ) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: قد تَكرّرت هاذه اللفظةُ فِي الحَدِيثِ، والمُرادُ بهَا أَنّهم أَقامُوا بينَهُم على سَبيلِ الاسْتِظْهَارِ والاسْتِنَادِ إِليهم، وزِيدَت فِيهِ أَلِفٌ وَنون مَفْتُوحَة تأْكيداً، وَمَعْنَاهُ: أَنّ ظَهْراً مِنْهُم قُدّامَه وظَهْراً وراءَه، فَهُوَ مَكْنُوفٌ من جانِبَيْه، وَمن جَوَانِبِه، إِذَا قيل: بَين أَظْهُرِهِمْ، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِل فِي الإِقامةِ بَين القومِ مُطْلَقاً.
(ولَقِيتُه بَيْن الظَّهْرَيْنِ، والظَّهْرَانَيْنِ، أَي فِي اليَوْمَيْنِ، أَو الثَّلاثَة) ، أَو فِي الأَيّام، وَهُوَ من ذالك، وكُلُّ مَا كانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ ومُعْظَمِه فَهُوَ بَين ظَهْرَيْه وظَهْرَانَيْهِ.
ورَوَى الأَزْهَريُّ عَن الفَرّاءِ: فُلانٌ بَين ظَهْرَيْنَا، وظَهْرَانَيْنَا، وأَظْهُرِنَا، بمَعْنًى واحدٍ، قَالَ: وَلَا يجوزُ بَين ظَهْرَانِيا، بِكَسْر النُّون.
وَيُقَال: رأَيته بَين ظَهْرَانَيِ اللَّيْلِ، يَعْنِي بينَ العِشَاءِ إِلى الفَجْرِ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَتَيْتُه مَرَّةً بَين الظَّهْرَيْنِ: يَوماً من الأَيام، قَالَ: وَقَالَ أَبو فَقْعَس: إِنّمَا هُوَ يَوْمٌ بَيْنَ عامَيْنِ، وَيُقَال للشيْءِ إِذا كانَ فِي وَسَط شَيْءٍ: هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ وظَهْرَانَيْهِ.
(والظُّهْرُ) ، بالضَّمّ: (سَاعَةُ الزَّوَالِ) ، أَي زَوالِ الشَّمْسِ من كَبِدِ السّمَاءِ، وَمِنْه: صَلاةُ الظُّهْرِ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ اسمٌ لنِصْفِ النَّهارِ، سُمِّيَ بِهِ من ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا.
وَقيل: إِنما سُمِّيَت لأَنّهَا أَوَّلُ صَلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَتْ.
(و) الظُّهْرَةُ، (بهاءٍ: السُّلَحْفاةُ) ، نَقله الصاغانيّ. (والظَّهِيرَةُ) : الهاجِرَةُ، يُقَال: أَتَيْتَهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ، وحينَ قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ شِدَّةُ الحَرِّ نِصْفَ النّهَارِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الظَّهِيرَةُ: (حَدُّ انْتِصَافِ النَّهارِ) وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هما واحدٌ، (أَو إِنّمَا ذالِكَ فِي القَيْظِ) . وَلَا يُقَال فِي الشّتاءِ: ظَهِيرَةٌ، صرَّحَ بِهِ ابنُ الأَثِيرِ وابنُ سِيدَه.
وجَمْعُهَا الظَّهَائرُ، وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ: (أَتاهُ رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ) أَي عَلَيْك بالمَشْيِ فِي الظّهائِرِ فِي حَرِّ الهَوَاجِرِ.
(وأَظْهَرُا: دَخَلُوا فِيهَا) ، وَيُقَال: دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، كَمَا يُقَال: أَصْبَحْنا، وأَمْسَيْنَا. فِي الصّباحِ والمَسَاءِ، وَفِي التّنْزِيلِ العزِيز: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الرّوم: 18) ، قَالَ ابْن مُقبل:
فَأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكْنافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ
وأَظْهَر فِي غُلاّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه
عَلاَجِيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضحْضِحُ
يَعْنِي أَنّ السّحَابَ أَتَى هاذا المَوضعَ ظُهْراً.
(و) يُقَال: أَظْهَر القَوْمُ، إِذا (سَارُوا فِيهَا) ، أَي فِي الظَّهِيرَةِ، أَو وَقت الظُّهْرِ، قَالَه الأَصمعِيُّ. (كظَهَّرُوا) تَظْهِيراً، يُقَال: أَتانِي مُظْهِراً، ومُظَهِّراً، أَي فِي الظَّهِيرةِ، قَالَ الأَزهريُّ: ومُظْهِرٌ بالتَّخْفِيف هُوَ الوَجْه، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ مُظْهِراً.
(وتَظَاهَرُوا: تَدابَرُوا) ، كأَنَّه وَلَّى كلُّ واحِدٍ مِنْهُم ظَهْرَه للآخَرِ. (و) تَظَاهَرُوا عَلَيْهِ: (تَعَاوَنُوا، ضِدٌّ) .
(والظَّهِيرُ) كأَمِيرٍ: (المُعِينُ) ، الواحِدُ والجَمِيعُ فِي ذالك سَوَاءٌ، وإِنما لم يُجْمَع ظَهِيرٌ؛ لأَنّ فَعِيلاً وفَعُولاً قد يَستوِي فيهمَا المذكّر والمؤَنّث والجمْعِ، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 16) ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ} (التَّحْرِيم: 4) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا كَمَا حَكَاه سِيبَوَيْه من قَوْلهم للْجَمَاعَة: هم صَدِيقٌ، وهم فَرِيقٌ.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ فِي قَوْله عَزَّ وجَلّ: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً} (الْفرْقَان: 55) ، أَي مُظَاهِراً لأَعداءِ اللَّهِ تَعَالَى.
(كالظُّهْرَةِ) ، بالضّمّ، (والظِّهْرَةِ) ، بِالْكَسْرِ، وهاذه عَن كُرَاع، وَقد تَقدَّم، وفَسَّرَه هُنَاكَ بالعَوْنِ، وتقدّم أَيضاً إِنشادُ قَوْلِ تَمِيم فِي الظِّهْرَةِ.
وَيُقَال: هُمْ فِي ظِهْرَةٍ واحِدَةٍ أَي يَتَظَاهَرُونَ على الأَعداءِ.
(و) يُقَال: (جاءَنَا فِي ظُهْرَتِهِ، بالضّمّ وبالكَسْرِ وبالتَّحْرِيكِ، وظاهِرَتِهِ، أَي) فِي (عَشِيرَتِهِ) وقَوْمِه ونَاهِضَتِه الَّذين يُعِينُونَه.
(و) ظاهَرَ علَيْه: أَعانَ.
واسْتَظْهَرَه عليهِ: اسْتَعانَهُ.
و (اسْتَظْهَرَ) عَلَيْه (بِهِ: اسْتَعَانَ) ، ومنْهُ حَدِيث عليَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: (يَسْتَظْهِرُ بحُجَجِ اللَّهِ وبِنِعْمَتِه على كِتَابِهِ) .
(و) من المَجَاز: (قَرَأَه مِنْ ظَهْرِ القَلْبِ، أَي) قَرَأَه (حِفْظاً بِلَا كِتَابٍ) .
وَيُقَال: حَمَلَ فُلانٌ القُرْآنَ على ظَهْرِ لِسَانِه، كَمَا يُقَال: حَفِظَه عَنْ ظَهْرِ قَلْبِه.
(و) قد (قَرَأَه ظَاهِراً) .
(و) يُقَال: ظَهَرَ على القُرْآنِ: (اسْتَظْهَرَه) ، أَي حَفِظَه وقَرَأَه ظاهِراً.
(و) من المَجَاز: (أَظْهَرْتُ على القُرْآنِ، وأَظْهَرْتُه) ، هاكذَا فِي سائرِ النَّسخ عندنَا بإِثبات الْهَمْز فِي الِاثْنَيْنِ، وَالصَّوَاب فِي الأَوّل ظَهَرْتُ من بَاب مَنَع، كَمَا رأَيتُه هاكذا فِي التَّكْمِلَة مجَوَّداً مُصَحَّحاً وعزَاه للفَرّاءِ، أَي (قَرَأْتُه على ظَهْر لِسَانِي) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والظِّهَارَةُ، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ البِطَانَةِ) ، فظِهَارَةُ الثّوْب: مَا عَلاَ مِنْهُ وظَهَر، ولمْ يَلِ الجَسَدَ، وبِطَانَتُه: مَا وَلِيَ مِنْهُ الجَسَدَ وكانَ داخِلاً، وكذالك ظِهَارَةُ البِسَاطِ، وبِطَانَتُه ممّا يَلِي الأَرْضَ.
ويُقَال: ظَهَرْتُ الثَّوْبَ، إِذا جعَلْتَ لَهُ ظِهَارَةً، وبَطَنْتُه. إِذا جعَلْتَ لَهُ بِطَانَةً، وجَمْعُهما: ظَهَائِرُ وبَطَائِنُ.
(وظَاهَرَ بَيْنَهُمَا) ، أَي بينَ نَعْلَيْنِ، وثَوْبَيْنِ: لَبِسَ أَحدَهما على الآخر، وذالك إِذا طارَقَ بَينهمَا و (طَابَقَ) ، وكذالك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ.
وَقيل: ظَاهَرَ الدِّرْعَ: لأَمَ بعضَهَا على بَعْضٍ، وَفِي الحَديث: (أَنّه ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُد) ، أَي جَمَع ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأُخْرَى، وكأَنَّه من التَّظَاهُرِ والتَّعَاوُنِ والتساعُد، قَالَه ابنُ الأَثِير، وَمِنْه قولُ وَرْقاءَ بنِ زُهَيْرٍ:
فَشُلَّت يَمِينِي يَومَ أَضْرِبُ خَالِدا
ويَمْنَعُه مِنِّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُ
وعَنَى بالحَدِيد هُنَا الدِّرْعَ.
(و) من المَجَاز: (الظِّهَارُ) من النِّسَاءِ، ككِتَاب هُوَ (قَوْلُه) ، أَي الرجل، (لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي) ، أَو كظَهْرِ ذَات رَحم، وَكَانَت العربُ تُطَلِّقُ نِساءَهَا بهاذِه الكَلِمَة، وَكَانَ فِي الجاهِليَّة طَلاقاً، فَلَمَّا جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عَنْهَا، وأَوجَب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ، وَهُوَ الظِّهَارُ، وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، وإِنّمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج، وهاذه أَوْلَى بالتّحْرِيم؛ لأَنّ الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ، والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ، فكأَنَّه إِذا قَالَ: أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، أَرادَ: رُكُوبُك للنِّكاحِ عليَّ حَرَامٌ، كرُكوبِ أُمِّي للنِّكاحِ، فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ، لأَنّه مَرْكُوبٌ، وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ؛ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ، وهاذا من لَطِيفِ الاستعَارَات للكِنَايَةِ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: قِيلَ: أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي، أَي كجِمَاعِهَا، فكَنَوْا بالظَّهْرِ عَن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ، وقالَ: وَقيل: إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كَانَ حَراماً عندهُم، وَكَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ، فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَق مِنْهُم إِلى التغليظِ فِي تَحْرِيمِ امرَأَتِه عَلَيْهِ شَبَّهَها بالظَّهْرِ، ثمَّ لم يَقْنَعْ بذالِك حتّى جَعَلَها كظَهْرِ أُمِّهِ.
(وَقد ظاهرَ مِنْهَا) مُظَاهَرَةً وظِهَاراً، (وتَظَهَّرَ، وظَهَّرَ) تَظْهِيراً، وتَظَاهَرَ، كلُّه بمَعْنًى، وَقَوله عَزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نّسَآئِهِمْ} (المجادلة: 3) ، قرىءَ: يُظَاهِرُونَ، وقُرِىءَ يَظَّهَّرُونَ، والأَصل يَتَظَهَّرُونَ، والمَعْنَى واحدٌ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنّمَا عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهم كانُوا إِذا ظاهَرُوا المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا، كَمَا يتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُونَ مِنْهَا، فَكَانَ قَوْله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ مِنْهَا، كَمَا قيل: آلَى من امْرَأَتِه، لمّا ضُمِّنَ معنَى التّبَاعُدِ عُدِّي بمِن.
(والمَظْهَرُ: المَصْعَدُ) ، كِلَاهُمَا مِثَالُ مَقْعَد، كَذَا ضَبطه الصّاغانيّ، ويُوجَد هُنَا فِي بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهمَا، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ النّابِغَةُ الجَهْدِيّ وأَنشَدَه رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وسَنَاؤُنَا
وإِنّا لنَرْجُو فَوقَ ذالك مَظْهَرا
فَغضِبَ، وَقَالَ: إِلى أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟ فَقَالَ: إِلى الجَنَّة يَا رَسولَ الله، قَالَ: أَجَلْ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى.
(والظَّهَارُ، كسَحَابٍ: ظاهِرُ الحَرَّةِ) وَمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) الظُّهَارُ، (بالضّمِّ: الجَمَاعَةُ) ، هاكذا نقلَه الصّاغانِيُّ، وَلم يُبَيِّنْه، وتَبَعَه المصنِّف من غير تَنبيهٍ عَلَيْهِ مَعَ أَنّه مذكورٌ فِي أَوّل المادّة. وتحقيقه أَنّ الظُّهَارَ، بالضّمّ قيل مُفرد، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث، وَيُقَال: جَماعة، واحدُها ظَهْرٌ، وَيجمع على الظُّهْرانِ، وَهُوَ أَفْضلُ مَا يُرَاشُ بِهِ السَّهْم، فتأَمَّل.
(والظُّهَارِيَّةُ، مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ) ، والأُخَذُ، بضمّ فَفتح، جمع أُخْذَة، نَقله الصّاغانيُّ، (أَو هِيَ الشَّغْزَبِيَّةُ) ، يُقَال: أَخَذَه الظُّهَارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّة بِمَعْنى. (أَوْ أَنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ) ، وهاذا الَّذِي فسّر بِهِ الصّاغانِيّ قولَه: من أَخَذِ الصِّرَاعِ، فَهُوَ قَولٌ واحِدٌ، والمصنِّف أَتَى بأَو الدّالّةِ على التّنْوِيعِ والخِلافِ تكْثِيراً للمادّة من غير فائِدَةٍ، كَمَا هُوَ ظَاهر. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الظُّهَارِيَّةُ: أَنْ تَعْتَقلَه الشَّغْزَبِيَّة فتَصْرَعَه.
(و) من المَجَاز: الظُّهَارِيَّة: (نَوْعٌ من النِّكَاحِ) ، تَشْبِيهاً بالشَّغْزَبِيَّةِ، وَقد ذكرَه الصّاغانِيُّ.
(وأَوْثَقَه الظُّهَارِيّةَ، أَي كَتَّفَه) قَالَه ابْن بُزُرْج، وَهُوَ إِذَا شَدَّه إِلى خَلْفٍ، وَهُوَ من الظَّهْرِ.
(وظَهْرَانُ) كسَحْبانَ: (ة بالبَحْرَيْنِ) وثَوْبٌ ظَهْرَانِيٌّ: منسوبٌ إِليها.
(و) ظَهْرَانُ: (جَبَلٌ) لأَسَدٍ (فِي أَطْرافِ القَنَانِ) ، (و) ظَهْرانُ: (وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ) ، بَينهَا وَبَين عُسْفانَ، (يُضَافُ إِليه مَرٌّ) ، بِفَتْح الْمِيم، فَيُقَال: مَرُّ الظَّهْرَانِ، فمَرّ: اسمُ القَرْيَةِ، وظَهْرَانُ: الوادِي، وبمَرّ عُيُونٌ كَثِيرةٌ ونَخِيلٌ لأَسْلَمَ وهُذَيْلٍ وغاضِرَةَ، ويُعْرَف الآنَ بِوَادِي فاطِمَةَ، وَهِي إِحْدَى مناهِلِ الحاجِّ، قَالَ كُثَيِّر:
ولَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صادِقاً
بِاللَّه عندَ مَحارِمِ الرَّحْمانِ
بالرّاقِصَاتِ على الكَلاَلِ عَشِيَّةً
تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ
العَرْمَضُ هُنَا صِغَارُ الأَرَاكِ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن أَبي حَنِيفَةَ.
ورَوَى ابنُ سِيرِين أَنّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيّ كسا ثَوْبَيْنِ فِي كفّارَةِ اليَمِين ظَهْرَانِيّاً ومُعَقَّداً، قَالَ ابنُ شُمَيل: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقيل: إِلى القَرْيَةِ الّتي بالبَحْرَيْنِ، وَبِهِمَا، فُسِّرَ.
(و) مُظَهَّرٌ، (كمُعَظَّم: جَدُّ عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيْب) بن عبدِ المَلِك بنِ عليِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهَّرٍ (الأَصْمَعِيّ) ، صاحِب الأَخْبَارِ، والنّوادِرِ، وَقد تقَدَّم عامُ وِلادَتِه ووَفَاته فِي المُقَدِّمَةِ، وضَبطَه الحافِظُ وغيرُه كمُحْسِنٍ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال: (سَالَ وادِيهِمْ ظَهْراً) ، بالفَتْح، (أَي مِنْ مَطَرِ أَرْضِهِمْ و) ، سالَ (دُرْءَاً) ، بالضَّمِّ (أَي من مَطَرِ غيْرِهِمْ) ، هاكذا فِي النُّسخ، ونصّ ابْن الأَعْرَابِيّ: من غيرَ مَطَرِ أَرضِهِم.
وَقَالَ مَرَّةً: سالَ الوَادِي ظُهْراً، كقَوْلك ظَهْراً. وَقَالَ غَيْرُه: سالَ الوَادِي ظَهْراً، إِذا سالَ بمَطْرَةِ نَفْسِه، فإِن سالَ بمَطَرِ غيرِهِ قيل: سَالَ دُرْءاً. قَالَ الأَزهَريُّ: وأَحسَبُ الظُّهْرَ بالضَّمّ أَجودُ؛ لأَنّه أَنشد:
وَلَو دَرَى أَنَّ مَا جَاهَرْتَنِي ظُهُراً
مَا عُدْتُ مَا لأْلأَتْ أَذْنَابَهَا الفُورُ
(و) يُقَال: (أَصَبْتُ مِنْه مَطَرَ ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي خَيْراً كَثِيراً) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) يُقَال: (لِصٌّ عادِي ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي عَدَا فِي ظَهْرٍ فَسَرَقَه) . وَقَالَ الزَّمَخْشريُّ: عَدَا فِي ظَهْرِه: سَرَقَ مَا وَرَاءَه.
(وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ، كمُحْسِن: هَجَمَتْهُ الظَّهِيرَةُ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) من المَجَاز: (هُوَ يَأْكُلُ على ظَهْرِ يَدِي، أَي أُنْفِقُ عَلَيْهِ) ، والفُقَراءُ يأْكُلُونَ على ظَهْرِ أَيْدِي النّاسِ.
(وكزُبَيْرٍ: ظُهَيْرُ بْنُ رافِعِ) بن عَدِيَ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ (الصّحابِيُّ) ، عَقَبِيٌّ أُحُدِيٌّ، روى عَنهُ رافِعُ بنُ خَدِيج (وجَمَاعَةٌ) ، مِنْهُم من الصحابةَ: ظُهَيْرُ بنُ سِنَانٍ الأَسَدِيّ حجَازِيٌّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثٍ غَرِيب.
(وأَبُو ظُهَيْر: عَبْدُ اللَّهِ بنُ فارِسٍ العُمَرِيُّ، شَيْخُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمانِ السُّلَمِيِّ) ، هاكذا ضَبَطَه السِّلَفيُّ.
(وكأَمِير) ، الإِمام مَجْدُ الدِّينِ أَبو عَبْدِ اللَّه (مُحَمَّدُ بنُ) أَحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ شاكِرٍ، عُرِفَ بابنِ (الظَّهِيرِ، الإِرْبِلِيُّ) الحَنَفِيُّ الأَدِيبُ، ولد بإِرْبِلَ سنة 632 سمع بدِمَشْقَ العَلَمَ السَّخَاوِيّ، وكَرِيمَةَ، وابنَ اللَّتِّيِّ، وَعنهُ الدِّمْيَاطِيُّ، والمِزِّيُّ، وَله من بَدِيع الاستطراد قَوْله:
أَجازَ مَا قَدْ سَأَلُوا
بشَرْطِ أَهْلِ السَّنَدِ
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدِ
وَله ديوَان شِعر، وتُوُفِّي فِي سنة 677. (ومُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِيّ) ، اشتغلَ بحَمَاةَ، وحَدَّثَ. (مُحَدِّثَانِ) .
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَلَّبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَهُ، وكذالِك يَقُول المُدَبِّرُ للأَمْرِ.
وقَلَّب فلانٌ أَمْرَهُ ظَهْراً لبَطْن، وظَهْرَهُ لبَطْنِه، وظَهْرَه للبَطْنِ، وَهُوَ مَجاز قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيْفَ تَرانِي قالِباً مِجَنِّي
أَقلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ
وإِنما اخْتَار الفَرَزْدَقُ هُنَا (للبَطْنِ) على قولِه: لِبَطْنِ؛ لأَنّ قَوْله: ظَهْرَه معرفةٌ، فأَراد أَن يَعطِفَ عَلَيْه معرفَة مثلَه وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التَّعْرِيف.
وبَعِيرٌ ظَهِيرٌ: لَا يُنْتَفَعُ بظَهْرِه من الدَّبَرِ. وَقيل: هُوَ الفَاسِدُ الظَّهْرِ من دَبَرٍ أَو غيرِه، رَوَاهُ ثعلبٌ.
وبعير ظَهِيرٌ: قَوِيٌّ، قَالَه اللَّيْثُ، وذَكَرَه المُصَنّف، فهما ضدٌّ.
وَيُقَال: أَكَلَ الرجلُ أَكْلَةً ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً، أَي سَمِنَ مِنْهَا.
وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَن ظَهْرِ غِنًى) ، أَي مَا كَانَ عَفْواً قد فَضَلَ عَن غِنًى، وَقَالَ أَيُّوب: عَن فَضْلِ عِيَالٍ.
قَالَ الفَرّاءُ: العَربُ تقولُ: هاذا ظَهْرُ السّماءِ، وهاذا بَطْنُ السَّماءِ، لظاهِرِها الَّذِي تَرَاه.
قَالَ الأَزهرِيّ: وهاذا جاءَ فِي الشَّيْءِ ذِي الوَجْهَيْنِ الَّذِي ظَهْرُه كبَطْنِه، كالحَائِطِ القائِمِ، لمَا وَلِيَكَ يُقَال بَطْنُه، وَلما وَلِيَ غَيرَكَ يُقَال ظَهْرُه، وَهُوَ مَجَاز.
وظَهَرْتُ البَيْتُ: عَلَوْتُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {12. 042 فَمَا اسطاعوا أَن يظهروا} (الْكَهْف: 97) ، أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُو عَلَيْهِ؛ لارتفاعه. وَقَوله تَعَالَى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف: 33) ، أَي يَعْلُونَ.
وحاجَتُه عندَك ظاهِرَةٌ، أَي مُطَّرَحَةٌ ورَاءَ الظَّهْرِ.
وجَعَلَنِي بظَهْرٍ، أَي طرَحَنِي، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله جلّ وعَزّ: {أَوِ الطّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْراتِ النّسَآء} (النُّور: 31) ، أَي لم يَبْلُغُوا أَنْ يُطِيقُوا إِتْيَانَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَجاز، وَمن ذالك قولُ الشّاعرِ:
خَلَّفْتَنَا بينَ قَوْمٍ يَظْهَرُونَ بِنَا
أَمْوالُهُم عازِبٌ عنّا ومَشْغُولُ
وَقَوله جَلّ وعزّ: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، رَوَى الأَزْهَرِيّ عَن ابنِ عبّاس قالَ: الكَفُّ والخَاتَمُ الوَجْهُ، وَقَالَت عائِشَةُ: الزّينَةُ الظّاهِرَةُ. القُلْبُ والفَتَخةُ، وَقَالَ ابنُ مَسْعُود: الثِّيَابُ، وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ، كَمَا أَشار إِليه الصّاغانيج، وَقَالَ: إِنّ فِيهِ سبعَةَ أَقوالٍ.
وظَهَرَت الطَّيْرُ من بَلَدِ كَذَا إِلى بَلَدِ كَذَا، إِذا انْحَدَرَتْ مِنْهُ إِليه، وخَصّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ النَّسْرَ.
وَفِي كتابِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنهُ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ: (فاظْهَرْ بمَنْ مَعَكَ من المُسْلِمِينَ إِليهَا) ، أَي اخرُجْ بهِم إِلى ظاهِرِهَا، وابرُزْ بِهِم، وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ فِي حُجْرَتِي قبلَ أَن تَظْهَر) . تَعْنِي الشَّمْسَ، أَي تَعْلُو وتَظْهَر، أَو ترْتَفع.
وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: هاجَت ظُهُورُ الأَرْضِ، وذالِك مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، ومعنَى هاجَتْ: يَبِسَ بَقْلُهَا، وَيُقَال: هاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: ظاهِرُ الجَبَل: أَعلاه، وظاهِرَةُ كلّ شَيْءٍ: أَعلاَه، اسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ ظاهِرُه.
وَفِي الــأَساس: الظّاهِرَةُ: الأَرضُ المُشْرِفَةُ. انْتهى.
وإِذا عَلَوْتَ ظَهْرَ الجَبَلِ فَأَنْتَ فوقَ ظاهِرَتِه.
والظُّهْرَانِ الضَّمّ: جَنَاحَا الجَرادَةِ الأَعْلَيَانِ الغَلِيظَانِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وظَاهَرَ بِهِ: اسْتَظْهَرَ.
وظاهَرَ فُلاناً: عاوَنَه ونَصَرَه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ ابنُ عَمِّه دِنْيَا، فإِذَا تَبَاعَدَ فَهُوَ ابنُ عَمِّه ظَهْراً، بالفَتْح، وَهُوَ مَجَاز.
وفُلانٌ من وَلَدِ الظَّهْرِ، أَي لَيْسَ مِنّا، وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنْه لَا يُلْتَفَتْ إِليهِم قَالَ أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ:
فمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنَا
وَجَدْنَا بَنِي البَرْصاءِ مِن وَلَدِ الظَّهْرِ ونَسبه الجَوْهَرِيُّ إِلى الأَخْطَل، وأَنكرَه الصّاغانيُّ، أَي من الَّذين يَظْهَرُونَ بهم وَلَا يَلْتَفِتُون إِلى أَرْحَامِهِم.
وفُلانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، أَي لَا يُسَلِّمُ، وَهُوَ مجَاز.
وأَظْهَرَنا اللَّهُ على الأَمرِ: أَطْلَعَ.
وقَتَلَه ظَهْراً، أَي غِيلَةً، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَقَوله تَعَالَى: {إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} أَي يَطَّلِعُوا ويَعْثُرُوا.
وهاذا أَمرٌ ظاهِرٌ عَنْك عارُه، أَي زائِلٌ، وَهُوَ مَجَاز، وَقيل: ظاهِرٌ عَنْك، أَي لَيْسَ بلازِمٍ لَك عَيْبُه، قَالَ أَبو ذؤَيب:
أَبَى القَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَمْرٍ وفأَصْبَحَتْ
تُحَرَّقُ نارِي بالشّكاةِ ونارُهَا
وعَيَّرَهَا الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُهَا
ومعنَى: (تُحَرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ) أَي قد شاعَ خَبَرِي وخَبَرُهَا وانتَشَرَ بالشَّكاةِ والذِّكْرِ القَبِيحِ.
وَيُقَال: ظَهَرَ عني هاذا العَيْبُ، إِذا لم يَعْلَقْ بِي ونَبَا عنّي، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا ارْتَفَع عَنْك، وَلم يَنَلْكَ مِنْهُ شيْءٌ، وَفِي الــأَساس: لم يَعْلَقْ بك.
وَقيل لابْنِ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ، تَعْيِيراً لَهُ بِهَا، فَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنْكَ عارُهَا
أَرادَ أَنّ نِطاقَهَا لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ فيُعَيَّرَ بِهِ، ولاكنّه يَرفَعُه فيَزِيدُه نُبْلاً.
والاسْتِظْهَارُ: الاحتِيَاطُ والاسْتِيثَاقُ وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَول الفُقَهَاءِ: إِذا اسْتُحِيضَت المَرْأَةُ واستَمَرّ بهَا الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيّامَهَا للحَيْضِ وَلَا تُصَلِّي، ثمَّ تَغْتَسِلُ وتُصَلِّي، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من البَعِيرِ الظِّهْرِيِّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: (أَنّه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا) أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابِهَا، ويَدَعُوا لَهُم قَدْرَ مَا يَنُوبُهُم ويَنْزِلُ بهم من الأَضْيَافِ وأَبنَاءِ السَّبِيلِ.
وظَاهِرَةُ الغِبِّ: هِيَ للغَنَمِ لَا تَكَادُ تكونُ للإِبِلِ، وظَاهِرَةُ الغِبِّ: أَقْصَرُ من الغِبِّ قَلِيلا.
والمُظْهِرُ، كمُحْسِنٍ اسمٌ.
وَفِي المُحْكَم: مُظْهِرُ بنُ رَبَاح: أَحَدُ فُرْسانِ وشُعَرائِهِمْ. والظَّواهِرُ: مَوضعٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة:
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
فأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فالأَصافِرُ
وظَهُورٌ، كصَبُورٍ: مَوْضِعٌ بأَرْضِ مَهْرَةَ.
وشَرِبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً، أَي كُلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ.
وظَهَّرَ فُلانٌ نَجْداً تَظْهِيراً: عَلاَ ظَهْرَها. الثلاثَةُ نقَلَها الصّاغانِيّ.
وظاهِرٌ: لَقَبُ عبد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيّ المُحَدِّث، سمع ابنَ المُذَهَّبِ.
والمُسَمَّوْنَ بظاهِرٍ من المُحَدِّثِينَ كثِيرُون، أَورَدَهُم الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَعَزِّ بنِ علِيَ البَغْدَادِيّ المعروفُ بابنِ الظَّهْرِيّ، بِالْفَتْح، من شُيُوخ الحافِظِ الدِّمْيَاطِيّ.
والظَّاهِرِيَّةُ: من الفُقَهَاءِ مَنسوبُون إِلى القَوْلِ بِالظَّاهِرِ، مِنْهُم داوودُ بنُ عَلِيّ بنِ خَلَف الأَصْبَهَانِيّ رئيسُهُم، رَوَى عَن إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيهِ، وأَبِي ثَوْرٍ، مَاتَ سنة 270 ببغْدَادَ.
والحافِظُ جَمَالُ الدّينِ الظَّاهِرِيّ، وآلُ بَيْتِه، منسوبون إِلى الظَّاهِرِ صاحِبِ حَلَبَ.
والشيخُ شِهَابُ الدِّينِ الظّاهِرِيُّ الفقيهُ الشّافِعِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلى الظَّاهِرِ بِيبَرْسَ.
والظّاهِرَةُ: قريَةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا الشَّيْخُ الإِمامُ العالِمُ صِدِّيقُ بنُ محَمّد المِزْجاجِيّ الظّاهِرِيّ المُتَوَفَّى بزَبِيدَ سنة 912.
وبَنُو ظَهِيرَةَ، كسَفِينَة: قَبِيلَةٌ بمكَّةَ، مِنْهُم حُفّاظٌ وعُلَمَاءُ ومُحَدِّثُونَ، وَقد تَكَفَّلَ لبيانِ أَحْوَالِهِمْ كتابُ البُدُورِ المُنِيرَة فِي السّادَةِ بني ظَهِيرَة.
والظِّهْرانِيُّ بِالْكَسْرِ: أَبُو القاسِمِ عليُّ بنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَن مَكْحُول البَيْرُوتِيّ، هاكذا ذَكروه، وَلم يُبَيِّنُوا. قلت: والصّوَابُ أَنّه بالفَتْحِ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ؛ لكَوْنِه نَزَلَه، وسَمِعَ بِهِ الحَدِيثَ، وَالله أعلم.
ومُظْهِ بنُ رافِعٍ، كمُحْسِنٍ، صحابِيٌّ، بَدْرِيٌّ أَخُو ظَهِيرٍ الَّذِي تقَدّم ذِكْرُه.
ومَعْقِلُ بنُ سِنَانِ بنِ مُظْهِرٍ الأَشْجَعِيّ صَحابِيٌّ مشهورٌ.
ومُظْهِرُ بنُ جَهْمِ بنِ كَلَدَة، عَن أَبيه، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو اللَّيْثِ مُظْهِرٌ.
والحَارِثُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبدةَ بنِ مُظْهِرِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَاريّ، لَهُ صُحْبَةٌ، قُتِلَ يومَ الجِسْرِ.
وحَبِيبُ بنُ مُظْهِرِ بنِ رِئابٍ الأَسَدِيّ، قُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ بنِ عليَ، رَضيَ الله عَنْهُمَا.
ومُظَاهِرُ بنُ أَسْلَمَ، عَن المَقْبُرِيّ.
وسِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ: شَيْخٌ لأَبي كُرَيْب.
وعبدُ اللَّهِ بنُ مُظَاهِرٍ: حافِظٌ مَشْهُور، تُوُفِّيَ سنة 304.
والظَّهْرين: قَرية باليَمَنِ، مِنْهَا الإِمام الحافِظُ إِبراهِيمُ بنُ مَسْعُود، سمع الحَدِيثَ على الإِمام المُحَدِّثِ عبدِ الرّحمانِ بن حُسَيْنٍ النزيليّ بهِجْرَةِ القيريّ من أَعمالِ كَوْكَبَان، وانتهتْ إِليه الرِّحْلَةُ فِي زَمانِه فِي الْحِفْظ.
[ظهر] الظَهْرُ: خلاف البطن. وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها. والظَهْرُ: الرِكاب. وبنو فلان مُظْهِرونَ، إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب. والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ. والظَهْرُ: طريق البَرّ. وأقران الظهر: اللذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب. ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام قال: وبين الظهرين مثله، حكاه عنه أبو عبيد. والظهر، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر. والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة. والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى:

(والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ) * وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى:

(إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين) *. قال الشاعر: يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لى بأمير - يريد الامراء. قال الاصمعي: يقال بعير ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا. وناقة ظَهيرَةٌ. والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف، لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد. والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه. ومنه قوله تعالى:

(واتخذتموه وراءكم ظهريا) *. وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك. والظاهِرُ: خلاف الباطن. والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة. ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر : وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّها * وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عازها - ومنه قولهم: ظهر فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل :

وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ * أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار. وقال الاصمعي: هاجت ظواهر الارض، أي يبس بقلها. قال: والظواهر أشراف الارض. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهر مكة . والظهرة بالتحريك: متاع البيت. ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته. والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظهر. وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وظَهَرْتُ البيت: علوته. وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به. وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوه. وأظهرت الشئ: بينته. وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر. والمُظاهَرَةُ: المعاونة. والتَظاهُرُ: التعاون. وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه. واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به. واستظهر الشئ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة. والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش. والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطن، مثل عبد وعبدان. والظهارة بالكسر: نقيض البطانة. وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ. والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي. وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تظهيرا، كله بمعنى. والمظهر بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. والمظهر بكسر الهاء: اسم رجل. قال الاصمعي: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة. قال: ومنه سمى الرجل مظهرا بالتخفيف. قال: وهو الوجه.

غمق

غمق: غمق: انظر عمق.
[غمق] فيه: إن الأردن أرض "غمقة"، أي قريبة من المياه والنزور والخضر، والغمق فساد الريح وخمومها من كثرة الأنداء فيحصل منها الوباء.
باب الغين والقاف والميم معهما غ م ق يستعمل فقط

غمق: غَمِقَ النبات غَمَقاً إذا وجدت لريحه خَمَّةً وفساداً من كثرة الأنداء عليه.
غمق
غامِق [مفرد]
• لونٌ غامِق: مائل إلى السَّواد، عكس فاتح "بُنّيّ/ أخضر غامِق". 
[غمق] الغَمَقُ، بالتحريك: ركوبُ الندَى الأرضَ. وقد غَمِقَتِ الأرضُ فهي غَمِقَةٌ، أي ذات ندًى وثِقَلٍ. وليلةٌ غَمِقَةٌ: لَثِقَةٌ. ونباتٌ غَمِقٌ، إذا وجدت لريحه خَمَّةً وفساداً من كثرة الانداء عليه.
غمق
غَمِقَ النباتُ يَغْمَق غَمَقاً: إذا وَجَدْتَ لِرِيحِه خَمَّةً وفَساداً من كَثْرَةِ الأنداء وإذا غُمَّ البُسْرُ لِيدرِكَ ويَنْضَجَ فهو مَغْمُوقٌ، وهو الغَمَقُ.
والغَمَقَةُ: داءٌ يأخُذ في الصُّلْب مُسْتَسِراً، غُمِقَ البَعِيرُ فهو مَغْمُوقٌ.
غمق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه كتب إِلَى أبي عُبَيْدَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ بِالشَّام حِين وَقع بهَا الطَّاعُون: إِن الْأُرْدُن أَرض غَمِقة وَأَن الْجَابِيَة أَرض نَزِهة فاظهر بِمن مَعَك من الْمُسلمين إِلَى الْجَابِيَة. 

غمق


غَمَقَ(n. ac.
غَمَق)
a. Was damp, moist, wet.

غَمِقَ(n. ac. غَمَق)
a. see supra.
b. [ coll. ], Was deep.

غَمُقَ(n. ac. غَمَق)
a. Was damp.

غَمَّقَ
a. [ coll. ], Dug deeply, deepened;
fathomed.
غُمْق
a. [ coll. ], Depth.
غَمَقَةa. Hipdisease, hip-gout.

غَمِقa. Damp, dank, moist, wet, sodden (ground).

غَمِيْق
a. [ coll. ], Deep.
N. P.
غَمڤقَa. One diseased in the loins.
غ م ق

أرض غمقة: كثيرة الأنداء وبئة. وعن عمر رضي الله عنه: إن الأردنّ أرض غمقه، وإنّ الجابية أرض نزهه. وأصابنا غمق البحر فمرضنا. وغمق الزرع: خمّت رائحته من كثرة الأنداء. وغمق يومنا، وليلة غمقة: لثقة. وبسر مغموق ومغمّق وهو الذي مسّ بالخلّ والملح ثم ترك في جرّة في الشمس حتى يلين. وتقول: لا يترك الرطب إلى المغمّق، إلا كلّ محمّق.

غمق: غَمِقَ النباتُ يَغْمَقُ غَمَقاً، وهو نبات غَمِقٌ: فسد من كثرة

الأنداءِ عليه فوجدت لريحه خَمَّةً وفساداً. وغَمِقَت الأرض غَمَقاً، فهي

غَمِقة: أصابها ندىً وثقل ووَخامةٌ. قال أَبو منصور: غَمَقُ البحر ومدُّه

في الصَّفَرِيَّةِ. وبلد غَمِقٌ: كثير المياه رطب الهواء. وكتب عمر بن

الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهما، بالشام: إن الأُرْدُنَّ

أَرض غَمِقَةٌ وإن الجابِيَة أَرض نَزِهَةٌ فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين

إليها؛ والنَّزِهة البعيدة من الرِّيفِ، والغَمِقةُ القريبة من المياه

والخُضَر والنُّزور، فإذا كانت كذلك قاربت الأَوْبِيَةَ، والغَمَق في ذلك

فساد الريح وخُمومها من كثرة الأَندَاء فيحصل منها الوَباء. أَبو زيد:

غَمِقَ الزرع غَمَقاً إذا أَصابه نَدىً فلم يكد يجف. وقال الأَصمعي: الغَمَق

الندى، وقيل: الغَمَق، بالتحريك، ركوب الندى الأرض. قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زياد مكان غَمِقٌ قد روي حتى لا يَسُوغُ فيه الماء، وليلة غَمِقةٌ

لَثِقَة. وقال أَبو حنيفة أَيضاً: إذا زاد الندى في الأرض حتى لا يجد

مساغاً فهي غَمِقَة، والفعل كالفعل، قال: وليس ذلك بمفسدها ما لم تَقِئْهُ؛

قال رؤبة:

جَوارِناً يخبطن أَنداء الغَمَقْ

ابن شميل: أَرض غَمِقةٌ لا تجف بواحدة ولا يخلفها المطر. وعُشْب غَمِقٌ:

كثير الماء لا يُقْلِع عنه المطر.

غمق
الغَمَق، مُحرَّكة: رُكوبُ النّدَى الأرْضَ، وَقد غمقَت الأرضُ من حَدّ: نصَر، وعلِم، وكَرُم مُثلّثَة، فَهِيَ غَمِقَةٌ، كفَرحَة. وَاقْتصر الْجَوْهَرِي والصّاغانيُّ على حدِّ فرِح، أَي: ذاتُ ندًى وثِقَل. زادَ غيرُهما: ووَخامَة. وَفِي الــأساس: كثيرةُ الأنْداء وَبِئَةٌ. أَو قَريبةٌ من المِياهِ والخُضَرِ والنّزوز، فَإِذا كَانَت كذلِك قارَبَت الأوبِئَة، والغَمَقُ فِي ذَلِك فَسادُ الرّيحِ وخُمومُه من كثْرةِ الأنْداء، فيَحْصُل مِنْهَا الوَباءُ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه كتَبَ عُمرُ بنُ الخطّاب الى أبي عُبَيْدَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَهُوَ بالشّام حِين وَقع بهَا الطّاعونُ: إنّ الأُردُنَّ أرضٌ غَمِقَةٌ. أَي قَريبةٌ من المِياه. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: أَرض غَمِقَةٌ: لَا تَجِفُّ بواحِدَة، وَلَا يُخْلِفُها المَطَرُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: مكانٌ غَمِقٌ: قد رَوِيَ حَتَّى لَا يَسوغُ فِيهِ الماءُ. وَقَالَ أَيْضا: إِذا زادَ النّدَى فِي الأرضِ حتّى لَا يَجِد مَساغاً فَهِيَ غَمِقَةٌ. قَالَ وليسَ ذلِك بمُفْسِدِها مَا لم تَقِئْهُ. ونَباتٌ غَمِقٌ، ككتِف: إِذا كَانَ لرِيحِه خَمّةٌ وفَسادٌ لكَثْرة النّدى عَن ابنِ شُمَيْل. ونَصُّه: من كَثْرة الأنْداءِ عَلَيْهِ، وَقد غَمِق غَمَقاً. وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: غمِقَ الزّرْعُ غَمَقاً: إِذا أصابَه ندًى فَلم يكَدْ يجِفُّ. قَالَ ابنُ عبّاد: وَإِذا غُمَّ البُسْرُ ليدْرِك وينْضَجَ فَهُوَ مغْموقٌ. وَقَالَ الزمخشَريّ: بُسرٌ مَغْموقٌ، وَهُوَ الَّذِي مُسَّ بخَلٍّ أَو مِلْح، ثمَّ تُرِكَ فِي الشّمسِ حَتَّى يلينَ. قَالَ ابنُ عبّاد: والغَمَقَة، مُحرّكةً: داءٌ يأخُذُ فِي الصُلْب مستَتِراً وَقد غُمِقَ البَعيرُ، كعُني فَهُوَ بعيرٌ مغْموقٌ. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: غَمَقُ البَحْر، مُحرّكة: هُوَ مدُّه فِي الصَّفَريّة، نقَله الأزهريّ. يُقال: أصابَنا غَمَقُ البَحْر، فمَرِضْنا. وبلَدٌ غَمِق، ككَتِف: كثيرُ المِياهِ، رطْبُ الهواءِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الغَمَقُ: النّدى. وليلَةٌ غَمِقة لَثِقة، نَقله الجوهريّ، وَقد غَمِقَ يوْمُنا، وعُشْبٌ غَمِق: كثير الماءِ، لَا يُقلِعُ عَنهُ المطَرُ. وَأما الغامِقُ، والغَميقة، بِمَعْنى الثّقل فِي)
الألْوانِ، فعامِيّة. وَمن سجعات الــأساس: لَا يتْرُك الرُّطَبَ الى المُغَمَّق، إِلَّا كُلُّ مُحمَّق.

رذذ

[رذذ] نه: ما أصاب أصحاب محمد يوم بدر إلا "رذاذ" لبدلهم الأرض، هو أقل ما يكون من المطر.

رذذ


رَذَّ(n. ac. رَذَاْذ)
a. Drizzled (sky).
أَرْذَذَa. see Ib. Leaked (bucket).
رَذَاْذa. Fine drizzling rain.

N. Ag.
أَرْذَذَa. Drizzling (day).
ر ذ ذ: (الرَّذَاذُ) بِالْفَتْحِ الْمَطَرُ الضَّعِيفُ يُقَالُ مِنْهُ: (أَرَذَّتِ) السَّمَاءُ. 
[رذذ] الرَذاذُ: المطرُ الضعيف، وهو فوقِ القِطْقِطِ. يقال: أَرَذَّتِ السماءُ، وأرض مرذة، حكاه الكسائي. وقال أبو عبيد: أرضٌ مُرَذٌّ عليها، ولا يقال مُرَذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ. الأموي: يومٌ مرذ: ذو رذاذ.
(رذذ) - في الحَدِيثِ: "ما أَصاب أَصحابَ مُحمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ورَضِى الله عنهم - يَومَ بَدْر إلا رَذاذٌ لَبَّدَ لَهُم الأَرضَ".
الرَّذَاذ: أَصغَر ما يكون من المَطرَ قَطْراً، وقيل: هو كالغُبار. ويقال: أَرذَّتِ السَّماءُ فهى مُرِذَّة، وأرضٌ مُرِذٌّ: عليها الرَّذَاذ.

رذذ: الرَّذاذ، المطر، وقيل: الساكن الدائم الصغار القطر كأَنه غبار،

وقيل: هو بَعْدَ الطَّلِّ. قال الأَصمعي: أَخف المطر وأَضعفه الطل ثم

الرَّذاذُ، والرَّذاذُ فوق القِطْقِطِ؛ قال الراجز:

كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ،

بَعْدَ رَذَاذ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ،

على قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ

فجعل الرَّذَاذَ للديمة، واحدته رذاذة. وفي الحديث: ما أَصاب أَصحاب

محمد يوم بدر إِلا رَذاذٌ لَبَّد لهم الأَرض؛ الرَّذَاذُ: أَقل المطر، قيل:

هو كالغبار؛ وأَما قول بخدج يهجو أَبا نخيلة:

لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذَا

وقافِياتٍ عارماتٍ شُمَّذَا،

من هاطِلاتٍ وابلاً ورَذَذَا

فإِنه أَراد رذاذاً فحذف للضرورة كقول الآخر:

منازل الحيّ تعفّي الطِّلَل

أَراد الطِّلالَ فحذف، وشبه بخدج شعره بالرذاذ في أَنه لا يكاد ينقطع،

لا أَنه عنى به الضعيف بل يشتد مرة فيكون كالوابل، ويسكن مرة فيكون

كالرذاذ الذي هو دائم ساكن.

ويومٌ مُرِذٌّ وقد أَرَذَّت السماء وأَرض مُرَذٌّ عليها ومُرَذَّةٌ

ومَرْذوذَةٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقد أَرَذَّتْ، فهي تُرِذُّ إِرْذَاذاً

ورَذَاذاً، وأَرَذَّتِ العينُ بمائها وأَرَذَّ السّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سال

ما فيه. وأَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سالت؛ وكل سائل: مُرذٌّ. قال

الأَصمعي: لا يقال أَرض مُرَذَّة ولا مرذوذة، ولكن يقال: أَرض مُرَذٌّ عليها.

وقال الكسائي: أَرض مُرَذَّةٌ ومَطْلُولَةٌ. الأُموي: يوم مُرِذ وذو

رَذاذٍ.

رذذ
رَذَّ رَذَذْتُ، يَرُذّ، ارْذُذْ/ رُذَّ، رَذًّا ورَذاذًا، فهو راذّ
• رذَّت السَّماءُ: أمطرت رَذاذًا، أي مطرًا خفيفًا. 

أرذَّ يُرذّ، أرْذِذّ/ أرِذَّ، إرذاذًا، فهو مُرِذّ
• أرذَّتِ السَّماءُ: رذّت؛ أمطرت مطرًا خفيفًا "طقس مُرِذٌّ- إرذاذ السّماء في الرّبيع مفيد للزّرع". 

تَرذيذ [مفرد]: تحويل سائل ما إلى قطرات رقيقة صغيرة القُطْر بضغط الهواء. 

رَذاذ [مفرد]:
1 - مصدر رَذَّ.
2 - قطرات ماء أو سائل آخر متطايرة.
3 - سائل يُنْفَث من علبة مُعَبَّأة بالضغط.
4 - (جغ) مطر خفيف رقيق صغير القطر كأنّه الغبار "إنَّ هذا الرَّذاذَ يُنذِر بمطر منهمر". 

رَذّ [مفرد]: مصدر رَذَّ. 

رَذَّاذة [مفرد]: اسم آلة من رَذَّ: بخّاخة؛ أداة تنشر السّائل على شكل قطرات صغيرة القطر رقيقة. 

مِرذاذ [مفرد]: ج مَرَاذيذُ: اسم آلة من رَذَّ: رذَّاذة، بخّاخة؛ أداة تنشُر السَّائل على شكل قطرات رقيقة صغيرة القطر "مِرذاذٌ لمبيدات الحشرات". 
[ر ذ ذ] الرَّذاذُ المَطَرُ الضَّعِيفُ وقِيلَ السّاكِنُ الدّائِمُ الصِّغارُ القَطْرِ كأَنَّه غُبارٌ وقِيلَ هو بعدَ الطَّلِّ قال الراجز

(كأنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ ... )

(بعدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ الدِّيْجُورِ ... )

(عَلى قَراهُ فِلَقُ الشُّذُورِ ... )

فجَعَلَ الرَّذاذَ للدِّيمَةِ واحِدَتُه رَذاذَةٌ فأَمّا قَوْلُ بَخْدَجٍ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ

(لاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذًا مِحْنَذَا ... )

(مِنِّي وشَلا للأَعادِي مِشْقَذَا ... )

(وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا ... )

(من هاطِلاتٍ وابِلاً ورَذَذَا ... )

فإنَّه أرادَ رَذاذًا فحَذَفَ للضَّرُورةِ كقَوْلِ الآخَرِ

(مَنازِلَ الحَيِّ تُعَفٍّ يها الطِّلَلْ ... )

أراد الطِّلالَ فخَفَّف وشَبَّه بَخْدَجٌ شِعْرَه بالرَّذاذِ في أَنَّه لا يكادُ يَنْقَطِعُ لا أَنَّه عَنَى بهِ الضَّعِيفَ بل يَشْتَدُّ مَرَّةً فيكونُ كالوابِلِ ويَسْكُنُ مَرَّةً فيكونُ كالرَّذاذِ الَّذي هو دائِمٌ ساكِنٌ وقَدْ أَرَذَّت السَّماءُ وأَرْضٌ مُرَذٌّ عليها ومُرَذَّةٌ ومَرْذُوذَةٌ الأخيرةُ عن ثَعْلَبٍ وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ قالَ الأَصْمَعيُّ لا يُقالُ أرْضٌ مُرذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ ولكن يقال مُرَذٌّ عليها 
رذذ
: (! الرَّذَاذ، كسَحَابٍ: المَطَرُ الضَّعيف) ، وَهُوَ فَوق القِطْقِطِ، (أَو الساكِنُ الدائمُ الصِّغَارُ القَطْرِ كالغُبَارِ، أَو هُوَ بَعْدَ الطَّلِّ) ، هاذه الأَقوال الثلاثةُ ذَكَرَهَا ابنُ سِيدَه فِي الْمُحكم، وأَنشد للراجز:
كَأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ
بَعْدَ {رَذَاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ
عَلَى قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ
فجَعل الرّذاذَ للدِّيمَةِ، واحدته} رَذَاذَةٌ. وَفِي الــأَساس الرَّذَاذُ، بِالْفَتْح: مَطَرٌ رَقِيقٌ فَوقَ الطَّلِّ. وَاقْتصر الجوهريّ على القَوْلِ الأَوَّل، وَفِي المُحْكَم، وأَمَّا قَوحلُ بَخْدَج يَهجو أَبَا نُخَيْلَةَ:
لاَقَى النُّخَيْلاَتُ حِنَاذاً مِحْنَذَا
مِنِّي وَشَلاًّ للأَعَادِي مِشْقَذَا
وقَافِيَاتِ عَارِمَاتٍ شُمَّذَا
مِنْ هَاطِلاتٍ وابلاً {وَرَذَذَا
فإِنه أَرادَ} رَذَاذاً، فحذفَ ضَرُورَةً، وشَبَّه شِعْرَه {بالرَّذاذِ فِي أَنه لَا يَكَادُ يَنْقَطع، لَا أَنَّه عَنَى بِهِ الضَّعِيف، بل يَشْتَدُّ مَرَّةً، فَيكون كالوابل، ويسْكن مَرَّةً، فَيكون} كالرَّذَاذِ الذِي هُوَ دائمٌ سَاكن، (و) قد ( {أَرذَّت السماءُ) فهخي تُرِذّ} إِرْذاذاً، ( {ورَذَّتْ) } تَرُذُّ {رَذَاذاً، وهاذه عَن الزَّجّاج، (وأَرْضٌ} مُرَذٌّ عَلَيْهَا) {ومُرَذَّة (} ومَرْذُوذَة) ، هاذه عَن ثَعْلَب، وَقَالَ الأَصمعيّ: لَا يُقَالُ {مُرَذَّة وَلَا} مَرْذُوذَة، ولاكن {مُرَذُّ عَلَيْهَا، هاذا نصّ عبارَة الْمُحكم، وَفِي التَّهْذِيب عَن الأَصمعيّ: أَخَفُّ المَطَرِ وأَضْعَفُه الطَّلُّ، ثمَّ} الرَّذَاذُ، وَقَالَ الكسائيُّ: أَرْضٌ {مُرَذَّة ومَطْلُولَةٌ، وَنقل الجوهَرِيّ عَن أَبي عُبَيْدٍ مثلَ قَولِ الأَصمعيّ، وَنقل شيخُنَا عَن الخَطَّابِيّ والسُّهيليّ فِي الرَّوْضِ:} الرَّذَاذُ: أَكْثَرُ مِن الطَّشّ والبَغْشِ، وأَما الطَّلُّ فأَقْوَى قَلِيلا أَو نَحْوٌ مِنْهُ، يُقَال أَرْضٌ مَطْلُولة ومَطْشُوشَة، وَلَا يُقَال {مَرْذُوذَة ولاكن} مُرَذَّةٌ {ومُرَذٌّ عَلَيْهَا. وَفِي الــأَساس: باتَت السَّمَاءُ} تُرِذّنَا، ويَوْمُنا يَومُ {رَذاذٍ، وسُرُورٍ والْتِذَاذ. وَتقول: السَّمَاءُ} مُرِذّ، والسَّمَاع مُلِذّ، فهلْ أَنْتَ إِليْنَا مُغِذّ. أَراد سَماعَ الحديثِ والعِلْم لَا سمع الغِنَاءِ.
(و) من المَجاز (أَرَذَّ السِّقَاءُ والشَّجَّةُ: سَالَ مَا فيهمَا) وسِقَاءٌ! مُرِذُّ مُغِذّ، وَكَذَا {أَرَذَّت العَيْنُ بِمَائِهَا. وَفِي التَّهْذِيب: رَذَّت العَيْنُ بِمائِهَا و (} أَرذَّ) السِّقَاءُ {إِرْذاذاً (إِذا) سَالَ مَا فِيهِ و (} أَرذَّت) الشَّجّة (إِذا) سَالَتْ، وكُلُّ سائِلٍ مُرِذّ (و) من المَجاز (يَوْمٌ {مُرِذٌّ) ، عَن اللَّيْث (: ذُو} رَذَاذ) ، وَكَذَا، نَحْنُ نَرْضَى برَذَاذِ نَيْلِك، ورَشَاشِ سَيْلِك.

سبل

(سبل) الشَّيْء أَبَاحَهُ وَجعله فِي سَبِيل الله
(سبل) : السَّيْبَلةُ: الخَشَبَة التي تكونُ في أعْلَى الشِّراع.

سبل


سَبَلَ(n. ac. سَبْل)
a. Abused, insulted.
b. Let down (hair).
سَبَّلَa. Dedicated to pious uses.

أَسْبَلَa. Let down, made to hang down; let fall.
b. Fell ( rain, tears ).
c. Was much frequented (road).
d. Put forth its ears (corn).
سَبَلa. Rain.
b. Ear ( of corn ).
c. Nose.
d. Dimness of sight; film.

سَبَلَة
(pl.
سِبَاْل)
a. Mustache.
b. see 4 (b)
سَاْبِلَة
(pl.
سَوَاْبِلُ)
a. Company of travellers.
b. Much frequented road, beaten track; highway.

سَبِيْل
(pl.
سُبُل)
a. Road, path, way; means, expedient.
b. [ coll. ], Public
drinking-fountain.
سَبُوْلَة
سُبُوْلَةa. Ear ( of corn ).
إِبْن السَّبِيْل
a. Traveller; tramp.

في سَبِيْل اللّٰه
a. In the cause of God!
(سبل) - في حديث مَسْروق: "لا تُسْلِم في قَراحٍ حتى يُسْبِلَ"
يقال: أَسْبَل الزَّرِعُ: إذا سَنْبَل، والسُّبوُلة : سُنْبُلة الذُّرَة؛ أي لا تَبِع زَرعَ قرَاح حتى يَتسَنْبَل، وهذا يدلّ على أن نُونَ السُّنبُل زَائِدةٌ. - في حديث سَمُرة [بن جُنْدَب] - رضي الله عنه: "فإذا الأرضُ عندَ أَسْبُلِه"
: أي طُرُقِه، وهو جمع القِلّةِ للسَّبيل إذا أنِّثَ، وأسْبِلَة إذا ذُكِّرَ - في حديث رُقَيْقَة، رضي الله عنها:
* فَجادَ بالماءِ جَوْنِيٌّ له سَبَلُ *
: أي مَطَرٌ جَوْدٌ، وكذلك المُسْبِلُ، وأَسْبَلَت السماءُ: أَرسلَتْ أوَّلَ مَطَرِها. ورأيت سَبَلَ السَّماءِ؛ إذا رأيتَه من بَعيِد ولم يُصِبْك.
- في حديث الحَسَن: "دخلتُ على الحجَّاج وعَلَيه ثِيابٌ سَبَلَةٌ".
قيل: هي أغلظ ما يكون تُتَّخذ من مُشَاقَةِ الكَتَّان. يُقال: جاء يَجُرّ سَبَلَتَه: أي ثِيابَه.
- في حديث الاستِسقاءِ: "وَابِلٌ سَابِل"
: أي مَطَر ماَطِرٌ. 
س ب ل : السَّبِيلُ الطَّرِيقُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الزُّقَاقِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْجَمْعُ عَلَى التَّأْنِيثِ سُبُولٌ كَمَا قَالُوا عُنُوقٌ وَعَلَى التَّذْكِيرِ سُبُلٌ وَسُبْلٌ وَقِيلَ لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِتَلَبُّسِهِ بِهِ قَالُوا وَالْمُرَادُ بِابْنِ السَّبِيلِ فِي الْآيَةِ مَنْ انْقَطَعَ عَنْ مَالِهِ وَالسَّبِيلُ السَّبَبُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوُصْلَةً.

وَالسَّابِلَةُ الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ.

وَسَبَّلْتُ الثَّمَرَةَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ وَأَنْوَاعِ الْبِرِّ.

وَسُنْبُلُ الزَّرْعِ فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ الْوَاحِدَةُ سُنْبُلَةٌ وَالسَّبَلُ مِثْلُهُ الْوَاحِدَةُ سَبَلَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ أَخْرَجَ سُنْبُلَهُ وَأَسْبَلَ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَ سَبَلَهُ وَأَسْبَلَ الرَّجُلُ الْمَاءَ صَبَّهُ وَأَسْبَلَ السِّتْرَ أَرْخَاهُ. 
س ب ل

خذ هذا السبيل فهو أوطأ السبل، وسبيل سابل: مسلوك، ومرت السابلة والسوابل وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم. وأسبل الستر والإزار: أرسله وهو من السبيل، والمرأة تسبل ذيلها: والفرس يسبل ذنبه.

ومن المجاز: أسبل المطر: أرسل دفعه وتكاثف كأنما أسبل ستراً. ووقفت على الدار فأسبلت مني عبرة. قال النابغة:

وأسبل مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع

منصب كثير وقليل بيض. ومطر مسبل، ووقع السبل وهو المطر المسبل. وأسبل الزرع وسنبل وخرج سبله وسنبله. وطالت سبلتك فقصها وهي شعر الشاربين، ويقال لمقدم اللحية: سبلة، ورجل مسبل: طويل اللحية، وقد سبل فلان. والزم سبيل الله خير السبيل. وجاءوني وقد نشروا سبالهم أي متوعدين. قال الشماخ:

وجاءت سليم قضها بقضيضها ... تنشر حولي بالبقيع سبالها

وسمعتهم يقولون: حيّا الله سبلتك، وحيّا الله هذه السبلة المباركة. وهو أصهب السبلة: عدو، وهم صهب السبال. وملأ الإناء إلى سبلته وإلى أسباله: أصباره. ووجأ بشفرته في سبلة البعير وهي منحره. وقد أسبل عليّ فلان إذا أكثر عليك كلامه كما يسبل المطر.
(س ب ل) : (السَّبِيلُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا مَا فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا} [النساء: 15] » وَذَلِكَ أَنَّ تَخْلِيدَهُنَّ فِي الْحَبْسِ كَانَ عُقُوبَتَهُنَّ فِي بَدْءِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخَ بِالْجَلْدِ وَالرَّجْمِ يُقَال لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِمُلَازَمَتِهِ إيَّاهُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْآيَةِ الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ عَنْ مَالِهِ (وَالسَّابِلَةُ) الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَإِنَّمَا أُنِّثَتْ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ بِطَرِيقِ النَّسَبِ (وَسَبَّلَ) الثَّمَرَةَ جَعَلَهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ (وَالسَّبَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ غِشَاءٌ يُغَطِّي الْبَصَرَ وَكَأَنَّهُ مِنْ إسْبَالِ السِّتْرِ وَهُوَ إرْسَالُهُ.
(س ن ب ل) (وَالسُّنْبُلُ) مَعْرُوفٌ وَبِجَمْعِهِ كُنِّيَ ابْنُ بَعْكَكٍ أَبُو السَّنَابِلِ (وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ) خَرَجَ سُنْبُلُهُ وَأَمَّا تَسَنْبَلَ فَلَمْ أَجِدْهُ وَسُنْبُلُ بَلْدَةٌ بِالرُّومِ وَأَمَّا سُنْبُلَانُ فَبَلَدٌ آخَرُ بِهَا أَيْضًا وَبَيْنَهُمَا عِشْرُونَ فَرْسَخًا عَنْ صَاحِبِ الْأَشْكَالِ وَمِنْهَا الْحَدِيثُ وَعَلَيَّ شُقَيْقَةٌ (سُنْبُلَانِيَّةٌ) .
س ب ل: (السَّبَلُ) بِالتَّحْرِيكِ السُّنْبُلُ وَقَدْ أَسْبَلَ الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (أَسْبَلَ) الْمَطَرُ وَالدَّمْعُ هَطَلَ. وَأَسْبَلَ إِزَارَهُ أَرْخَاهُ. وَ (السَّبَلُ) دَاءٌ فِي الْعَيْنِ شِبْهُ غِشَاوَةٍ كَأَنَّهَا نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ بِعُرُوقٍ حُمْرٍ. وَ (السَّبِيلُ) الطَّرِيقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108] وَقَالَ: « {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: 146] » . وَ (سَبَّلَ) ضَيْعَتَهُ (تَسْبِيلًا) جَعَلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوَصْلَةً. وَ (السَّابِلَةُ) أَبْنَاءُ السَّبِيلِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي الطُّرُقَاتِ. وَ (السَّبَلَةُ) الشَّارِبُ وَالْجَمْعُ (السِّبَالُ) . وَ (السُّنْبُلَةُ) وَاحِدَةُ (سَنَابِلِ) الزَّرْعِ وَقَدْ (سَنْبَلَ) الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (سَلْسَبِيلُ) اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]
قَالَ الْأَخْفَشُ: هِيَ مَعْرِفَةٌ وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتْ رَأْسَ آيَةٍ وَكَانَتْ مَفْتُوحَةً زِيدَتْ فِيهَا الْأَلِفُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «كَانَتْ قَوَارِيرًا قَوَارِيرَ» . 
سبل
المُسْبِلُ: اسْمُ خامِسِ القِدَاحِِ. والضب الطَّوِيلُ الذنَبِ. والسبِيْلُ: الطرِيْقُ، يُؤنَثُ وُيذكرُ، والجَميعُ السبُلُ.
وااسابِلةُ: المُخْتَلِفَةُ في الطُرُقَاتِ، وجَمْعُه السوَابِلُ. ويقولونَ: سَبِيْلٌ سابِلٌ. وسَبِيْلٌ وسَبِيْلَةٌ. والسبَلَةُ: ما على الشفَةِ العُلْيا من الشَّعر، وامْرَأةٌ سَبْلَاءُ. وسَبَلَةُ النّاقَةِ: مَنْحَرُها. وهو حَسَنُ السبَلَةِ: يرِيْدُ رِقَّةَ خَدِّه ومِشْفَره. وملَأ الإنَاءَ إلى سَبَلَتِه: أي إلى رَأْسِه. وجاءَ مُسَبلاً تَسْبِيْلاً: أُعْطِىَ سَبَلَةً طَوِيلةً.
وشَيْخٌ مُسَبلٌ: سَمِجٌ.
والسبَلُ: الأنْفُ، يُقال: أرْغَمَ اللهُ سَبَلَكَ، وجَمْعُه سِبَال. وجاءَ يَجُرُّ سَبَلَتَه: أي ثِيَابَه. والسبَلُ: المَطَرُ المُسْبِلُ.
والسُبُوْلَةُ: هي السُنْبُلَةُ للذّرَةِ وغَيْرِها إذا مالَتْ. وقد أسْبَلَ الزرْعُ وسَنْبَلَ. وأسْبَلَ عليه: أي أكْثَرَ كلامَه عليه.
والفَرَسُ مُسْبِل ذَنَبَه. ومَلَأ الدَّلْوَ إلى أسْبَالِها - بمعنى أصْبَارِها -: وهي أعَالِيها، وهو سَبَل من الرمَاح: إذا رَأوْا رِمَاحاً؛ كثيرةً كانَتْ أو قَلِيلةً. والسبَلُ: السُّنْبُلُ للزَرْعِ. والسابِلُ: المِحْمَلُ. وهو - أيضاً -: الذي يُنْقَل به اللبَنُ. وبَيْني وبَيْنَه سَبَلٌ: أي سَبَبٌ. وفي عَيْنِه سَبَل: أي داء. وسَبلتْ عَيْنُه المَاءَ فارَقَتْهُ.
وسَبَلَه عن مالِه: أي خَدَعَه. وتسَقى الشّاةُ سَبْلَاءَ: لسَوَادٍ في مِشْفَرِها. وتَدْعوْها: سَبَلْ سَبَلْ. وإسْبِيْلُ: اسْمُ مَوْضِعٍ أوجَبَلٍ.
سبل
السَّبِيلُ: الطّريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُلٌ، قال: وَأَنْهاراً وَسُبُلًا [النحل/ 15] ، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا [الزخرف/ 10] ، لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
[الزخرف/ 37] ، يعني به طريق الحق، لأنّ اسم الجنس إذا أطلق يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس/ 20] ، وقيل لسالكه سَابِلٌ، وجمعه سَابِلَةٌ، وسبيل سابل، نحو شعر شاعر، وابن السَّبِيلِ: المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السّبيل لممارسته إيّاه، ويستعمل السَّبِيلُ لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء خيرا كان أو شرّا، قال: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ [النحل/ 125] ، قُلْ هذِهِ سَبِيلِي [يوسف/ 108] ، وكلاهما واحد لكن أضاف الأوّل إلى المبلّغ، والثاني إلى السّالك بهم، قال: قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [آل عمران/ 169] ، إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر/ 29] ، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ [النحل/ 69] ، ويعبّر به عن المحجّة، قال: قُلْ: هذِهِ سَبِيلِي
[يوسف/ 108] ، سُبُلَ السَّلامِ [المائدة/ 16] ، أي: طريق الجنة، ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى/ 41] ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ [الشورى/ 42] ، إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا [الإسراء/ 42] ، وقيل: أَسْبَلَ السّتر، والذّيل، وفرس مُسْبَلُ الذّنب، وسَبَلَ المطرُ، وأَسْبَلَ، وقيل للمطر: سَبَلٌ ما دام سَابِلًا، أي:
سائلا في الهواء، وخصّ السَّبَلَةُ بشعر الشّفة العليا لما فيها من التّحدّر، والسُّنْبُلَةُ جمعها سَنَابِلُ، وهي ما على الزّرع، قال: سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ [البقرة/ 261] ، وقال:
سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ [يوسف/ 46] ، وأَسْبَلَ الزّرعُ: صار ذا سنبلة، نحو: أحصد وأجنى، والْمُسْبِلُ اسم القدح الخامس.
[سبل] السَبَلُ بالتحريك: المطر. والسَبَلُ أيضا: السنبل وقد أسبل الزرع، أي خرج سُنْبُلُهُ. وقولُ الشاعر : وخَيْلٍ كأسرابِ القَطا قد وَزَعْتُها لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرمحَ. وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ، إذا هطل. وقال أبو زيد: أَسْبَلَتِ السماءُ، والاسمُ السَبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأرض حينُ يخرجُ من السحاب ولم يصلْ إلى الأرض. وأَسْبَلَ إزارَه، أي أرخاه. وسبل: اسم فرس نجيب في العرب. قال الاصمعي: هي أم أعوج، كانت لغنى. وأعوج لبنى آكل المرار، ثم صار لبنى هلال بن عامر. وقال:

هو الجواد ابن الجواد ابن سبل  والسبل أيضا. داء في العين شِبه غِشاوةٍ كأنَّها نسج العنكبوت بعروقٍ حمرٍ. والسَبيلُ: الطريق، يذكر ويؤنث. قال الله تعالى: (قل هذه سبيلى) . فأنت. وقال: (وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً) فذكّر. وسَبَّلَ ضيعتَه، أي جعلَها في سَبيلِ الله. وقوله تعالى: (يا لَيْتَني اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُول سَبيلاً) أي سبباً ووُصْلَةً. وأنشد أبو عبيدة لجَرير: أَفَبَعْدَ مَقْتِلَكُمْ خَليلَ محمدٍ يرجو القيونُ مع الرسول سَبيلاَ أي سبباً ووُصْلَةً. والسابِلَةُ: أبناءُ السَبيلَ المختلفةُ في الطُرقات. وأَسْبالُ الدلوِ: شفاهها. قال الشاعر  (*) إذ أرسلوني مائِحاً بِدَلائِهِمْ فملاتها عَلْقاً إلى أَسْبالِها يقول: بعثوني طالباً لِتَراتِهمْ فأكثرتُ من القتل. والعَلَقُ: الدمُ. والمُسْبِلُ: السادسُ من سهام الميسر، وهو المُصْفَحُ أيضاً. والسَبَلَةُ: الشاربُ، والجمع السبال. والسنبلة: واحدة سنابل الزرع. وقد سَنْبَلَ الزرعُ، إذا خَرَج سُنْبُلُه. والسُنْبَلَةُ: برجٌ في السماء. وسلسبيل: اسم عين في الجنة. قال تعالى: (عينا فيها تسمى سلسبيلا) . قال الاخفش: هي معرفة، ولكن لما كان رأس آية وكان مفتوحا زيدت فيه الالف، كما قال: (كانت قواريرا. قواريرا) .
[سبل] فيه: ذكر "سبيل الله"، والسبيل الطريق يذكر ويؤنث، وهو عام يقع على كل عمر خالص سلك به طريق التقرب إلى الله بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى كأنه مقصور عليه. و"ابن السبيل" المسافر الكثير السفر. وفيه: حريم البئر أربعون ذراعًا من حواليها لأعطان الإبل والغنم، و"ابن السبيل" أول شارب منها أي عابر السبيل المجتاز بالبئر أو الماء أحق به من المقيم عليه يمكن من الورد والشرب وأن يرفع لشفته 4 ثم يدعه للمقيم عليه. وفيه: فإذا الأرض عند "أسبله" أي طرقه، وهو جمع سبيل إذا أنثت، فإذا ذكرت فجمعها أسبلة. وفي ح وقف عمر: أحبس أصلها و"سبل" ثمرتها، أي اجعلها وقفا وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه، سبلته إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقًا مطروقة. وفيه: ثلاثة لا ينظر الله إليهم "المسبل" إزاره هو من يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى كبرًا - وقد تكرر ذكر الإسبال بهذا المعنى. ومنه "سابلة" رجليها بين مزادتين، والصواب لغة: مسبلة، أي مدلية رجليها بينهما، والرواية: سادلة، أي مرسلة. ومنه: من جر "سبله" من الخليلاء، السبل بالحركة الثياب المسبلة كالرسل والنشر في المرسلة والمنشورة، وقيل: هي أغلظ ثياب تتخذ من مشاقة كتان. وفيه إنه كان وافر "السبلة" هي بالحركة الشارب وجمعه السبال، وقيل: هي شعرات تحت اللحى الأسفل، والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر. ومنه ح ذي الثدية: عليه شعرات مثل "سبالة" السنور. وفيه: اسقنا غيثًا "سابلًا" أي هاطلًا غزيرًا، من أسبل الدمع والمطر إذا هطلا، والاسم السبل بالحركة. ومنه ح:
فجاد بالماء جوني له "سبل"
أي مطر جود هاطل. وفيه: لا نسلم في قراح حتى "يسبل" أسبل الزرع إذا سنبل، والسبل السنبل. ن: اشتد غضب الله على رجلى يقتله رسول الله في "سبيل الله" هو احتراز عن أن يقتله في حد أو قصاص. غ: (("لبسبيل" مقيم)) طريق بين، يعني مدائن قوم لوط. (("ليس علينا في الأميين "سبيل")) أهل الكتاب إذا بايعوا المسلمين، قال بعضهم لبعض: ليس للأميين أي العرب حرمة أهل ديننا وأموالهم تحل لنا وتقطعون السبيل أي سبيل الولد أو تعرضون الناس في الطريق لطلب الفاحشة. ((فلا يستطيعون "سبيلًا")) أي مخرجًا من أمثال ضربوها لك. ((اتخذت مع الرسوللا")) أي سلكت قصده ومذهبه. مد: ((ولا تتبعوا "السبل")) الطرق المختلفة في الدين يهودية ونصرانية ومجوسية. ط: خذوا عني قد جعل الله لهن "سبيلا" يعني كان حكم الفاحشة إمساكهن في البيوت إلى أن يجعل الله لهن سبيلا وكان السبيل مبهما فبينه بعد الجعل بالجلد والرجم وأمر بأخذه، البكر بالبكر مبتدأ، جلد مائة خبره، أي حده جلد مائة، ولعل الجمع منسوخ بحديث: الشيخ والشيخة - إلخ. وفيه "الإسبال" في الإزار والقميص والعمامة، أي الإسبال الذي فيه الكلام بالجواز وعدمه كائن في هذه الثلاثة. توسط: "السبالتان" طرفا الشارب، وح قصه يدل على استحباب قصهما، لأنهما داخلان فيه، وذكر له صلى الله عليه وسلم أن المجوس يوفرون "سبالهم" ويحلقون لحاهم فقال: خالفوهم، فكان بعضهم يجزه؛ الغزالي: لا بأس بتركه، فعله عمر لأنه لا يستر الفم ولا يبقى فيه غمرة الطعام.
س ب ل

السَّبِيلُ الطَّريقُ وما وضَحَ منه يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ وسَبِيلُ اللهِ طريقُ الهدى الذي دعَا إليه وفي التنزيل {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} الأعراف 146 وفيه {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} يوسف 108 وقوله تعالى {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر} النحل 9 فسَّرهُ ثعْلبٌ فقال على الله أن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمُسْلِمِين وللدَّابَّة ومنها جائر أي ومن الطُّرقِ جائِرٌ على غيرِ السَّبيلِ فيَنْبَغِي أن يكونَ السَّبيلُ هُنَا اسماً للجنْسِ لا سبيلاً واحِداً بِعَيْنِه لأنَّه قد قال ومنها جائرٌ أي ومنها سَبِيلٌ جائِر وقولُه تعالى {وأنفقوا في سبيل الله} البقرة 195 أي في الجِهاد وكلُّ ما أمَرَ الله به من الخَيْر فهو من سبيل اللهِ أي من الطُّرُق إلى الله واستعمل السبيل في الجهاد أكْثَرَ لأنه السبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْدِ الدِّين وقولُه تعالى {والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} التوبة 60 ابنُ السَّبيلِ ابن الطَّريق وتأويلُه الذي قُطِعَ عليه الطريقُ والجمعُ سُبُلٌ وسَبيلٌ سابِلَةٌ مسْلُوكَةٌ والسَّابِلَةُ المُخْتلفُونَ عليها وأسْبَلَتِ الطَّرِيقُ كَثُرت سابِلَتُها وأسْبَلَ إزارَهُ أرْخَاه وامرأة مُسْبِلٌ أسْبَلَتْ ذَيْلَهَا وأسْبَلَ الفَرَسُ ذَنَبَهُ أرْسَلهُ والسَّبَلُ المطَرُ وقد أَسْبَلَتِ السَّماءُ وأسْبَلَ دَمْعَهُ والسَّبُولَةُ والسُّبُولَةُ والسُّنْبُلَةُ الزَّرْعَةُ المائِلَةُ والسَّبَلُ كالسُّنْبُلِ وقيلَ السَّبَلُ ما انْبَسَطَ من شَعاعِ السُّنْبُلِ والجمع سُبُولٌ وقدْ سَنْبلَتْ وأسْبَلَتْ وسَبَلَةُ الرَّجُل الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيَا وقيل السَّبَلَةُ ما علَى الشَّارِبِ من الشَّعْرِ وقيلَ طَرَفُه وقيل هي تجمع الشارِبَيْن وقيل هو ما على الذَّقْن إلى طَرَفِ اللِّحْية وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصَّةً وقيلَ هي اللِّحية كلها بِأسْرِها وحكى اللحيانيُّ إنه لذو سَبَلاتٍ وهوَ من الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كل جزء منه سَبَلَةً ثمَّ جُمعَ على هَذا كما قالوا للبَعِيرِ ذُو عَثَانَيْن كأنهم جَعَلُوا كل جزء منه عُثْنُونا والجمع سِبَال وسَبَلةُ البعيرِ نَحْرُهُ وقيل السَّبَلَةُ ما سالَ من وَبَرِه في مَنْحَرِه ورَجُلٌ سَبَلاَنيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأسْبَلُ طويلُ السَّبَلَة وعَيْنٌ سَبْلاَءُ طويلَهُ الهُدْبِ وريحُ السَّبَلِ داءٌ يُصيبُ في العين ومَلأ الكأْسَ إلى أسْبالِها أيْ إلى حُروفِهَا كقَوِلْكَ إلى أَسبارِهَا والمُسْبِلُ الذكَرُ وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ طَويلةٌ والمُسْبِلُ الخامِسُ من قِداحِ المَيْسِرِ قال اللِّحْيانيُّ هو السَّادِسُ وفيه سِتَّةُ فَروضٍ وله غُنْمُ سِتَّة أنْصِبَاءَ إن فاز وعليه غُرْمُ سِتةٍ إن لم يَفُزْ وبنو سَبَالَةَ قَبيلَةٌ وإسْبيلٌ موضعٌ والسُّبيْلَةُ موضعٌ أيْضاً عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(قَبَحَ الإلهُ ولا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أهْلَ السُّبَيْلَةِ من بَنِي حِمَّانَا)

وسَبْلَلٌ موضعٌ قال صَخْرٌ الغَي

(وما إنْ صَوْتُ نائحةٍ بِلَيْلٍ ... بسَبْلَلَ لا تنامُ مَعَ الهُجُودِ)

جعَلَه اسماً للبُقْعَةِ فتَرك صَرْفَهُ ومُسْبِلٌ من أسْماءِ ذي الحِجَّة عَاديَّةٌ وسَبَل اسمُ فَرَسٍ قَدِيمةٍ
سبل
أسبلَ يُسبل، إسبالاً، فهو مُسبِل، والمفعول مُسبَل (للمتعدِّي)
• أسبل الزَّرعُ: خرج سَبَلُه، أي سنابله.
• أسبلت عينُه: دمَعت ° أسبل المطرُ: هطل.
• أسبل الثَّوبَ: أرسله وأرخاه "أسبَل السِّتْرَ- أسبَل الفرسُ ذَنَبَه"? أسبل الدَّمعَ: أرسله. 

سبَّلَ يُسبِّل، تسبيلاً، فهو مُسبِّل، والمفعول مُسبَّل
• سبَّل الشَّيءَ: أباحَه وجعله في سبيل الله "سبَّل الماءَ- سبَّل ثروتَه للخير".
• سبَّل الثَّوبَ: أسبله؛ أرخاه وأرسله "سبَّلت شعرَها: أرسلته" ° سبَّل عيناه: نظر في ثبات مرخيًا جفونه بعض الإرخاء، وعادةً ما يكون ذلك علامةً على مشاعر الحُبّ. 

أَسْبَلُ [مفرد]: ج سُبْل، مؤ سَبْلاء، ج مؤ سُبْل
• زرع أسْبَلُ: طويلُ السَّبَلةِ ° عين سَبْلاءُ: طويلة الهُدْبِ. 

سابِل [مفرد]: ج سوابِلُ: مَسْلوك "مضيق سابل". 

سابِلَة [مفرد]: ج سوابِلُ:
1 - طريق مسلوكة "كثر المارّون على السّابِلة".
2 - مارّون على الطريق "سلَب قطّاع الطّريق أموالَ السّابِلَة". 

سَبَلَة [مفرد]: ج سَبَلات وسِبال وسَبَل:
1 - سُنْبلة، جزء النّبات الذي يتكوّن فيه الحَبّ "أخرج ما في السَّبَلَة من حَبّ".
2 - (نت) أحد أجزاء الكأس الأخضر المحيط بالزهرة.
• سبَلة الإناء: رأسُه "ملأ الإبريق إلى سبلته". 

سَبِيل [مفرد]: ج أسبل وأسْبلة وسُبْل وسُبُل:
1 - طريق (يذكّر ويؤنّث) "ذهب في سَبِيله- جاهد في سبيل وطنه: من أجْله- سبيل الحرب: الطريق المؤدِّي إلى الحرب- {وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}: بدع وطرق إلى الضلال" ° أطلق سبيله: أعاد إليه حريَّته، تركه وأخلى سبيله، أفرج عنه- ابن السَّبيل: المسافر- اعترض سبيلَه: وقف في طريقه- بمختلف السُّبل/ بكُلّ السُّبل- خلَّى سبيلَه/ أخلى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز- ضاقت به السُّبُل: واجهته المشكلةُ وعجز عن حلّها- عابر السَّبيل: المارُّ بالمكان دون أن يقيم فيه المسافر خاصَّة على قدميه- على سبيل الاحتياط: تفاديًا لما يتوقّع أو تحذُّرًا- على سبيل الاختبار: للتجربة- على سبيل المثال: بقصد التمثيل لا الحصر، كمثال- على سبيل المجاز- على قصد السبيل: راشد، يسير في الطريق الصحيح- قطَع السَّبيل: سلب ونهب العابرين والمسافرين- مهَّد له السَّبيل: ساعَده.
2 - سَبب ووُصْلَة " {يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} " ° في سبيله: من أجلِه- ليس إلى عمل كذا سبيل: لا يمكن عملُه.
3 - حِيلة "لم يجد سبيلاً للخروج من مأزقه- {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} " ° ليس لك عليّ سبيل: أي حجّة تعتلّ بها- ما على المحسن سبيل: معارضة.
4 - حَرَج " {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} ".
5 - بناء مُقام قرب نبع أو شبكة مياه، ويتدفّق الماء من صنبور مركّب في وسطه يوقف للشّرب منه قربة إلى الله تعالى "أقام سبيلاً للشّرب".
6 - حجّة " {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} ".
7 - لوم وعتاب " {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ".
• سبيل الله: كلُّ ما أمر الله به من خير، واستعماله في الجهاد لنصرة دينه أكثر، طاعته أو هو دين الإسلام أو القرآن "أنفق أموالَه في سبيل الله- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} ".
• السَّبِيلان: مَخْرَجا البول والبراز. 
سبل: سَبْل يَسُبُل سَبْلاً: سبَّ وشتم (محيط المحيط) سبل الشعر: أرسله (محيط المحيط) = أسبل. وانظر: سبل سَبَّل (بالتشديد): جعل شيئاً في سبيل الله وأعطاه.
ويقال: سبَّل عليه (فوك). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص70 و): وسبَّل عليهم الخيل بسروجها. ويقال خاصة. سبّل الماء أعطاه للعطشان مجاناً (زيشر 11: 513، لين عادات 2: 23) ويعني الفعل سبَّل أيضاً أعطى الشيء مجاناً، وتركه لاستعمال العامة مجانا ويقال: سبَلّ له (مملوك 1، 1: 23) ففي بعض العبارات التي نقلت فيه نجد هذا الفعل قد استعمل استعمالاً جديراً بالملاحظة، ففيه مثلاً: سَبَّل البيت الشريف لسائر الناس أي فتح البيت الشريف لدخول سائر الناس - وفيه: تسبيل السبل للحج، أي جعل الطرق حرة للحج. وسبّلنا حماهم للحمام في كل سبيل، أي تركنا حماهم للموت في كل سبيل. وقصدن بفروجهن تسبيل فروجهن أي قصدن بخروجهن إعطاء فروجهن أي الزنا.
سَبَّل: استعمل (؟) (الكالا).
سَبَّل: مهد الطريق (باين سميت 954).
أسبل. إسبال اليدين: إرسال اليدين إلى جانبي المصلى في الصلاة وهو عند المالكية والروافض (ابن بطوطة 2: 352).
تسبل على: أعَطي مجاناً (فوك). انسبل: مطاوع سبل بمعنى أرخى (فوك).
انسبل: ارتخى (بوشر).
استسبل: استبسل للموت: طلب الموت مجاهداً في سبيل الله (معجم البيان).
سَبْل = إسبال: إرسال، إرخاء (الكامل للمبرد ص27، 411).
سَبَل: صنف من الجلبان (ابن العوام 2: 69، 2: 70).
سَبَل: مرض العين (انظر لين) وتنفخ في جدار شريان العين (بوشر) وطبقة الجلد الدهنية (سنج) سَبْلَة: نوع من الدراعات الواسعة الفضفاضة ترتديها النساء في مصر إذا خرجن من بيوتهن ويرتدين فوقها الحبرة. (الملابس ص199، عويدي ص395).
سَبَلَة: شارب وتجمع على سِبال. وقد اعتبرت سبال مفرداً فجمعت على سبل واسبلة (فليشر في تعليقه على المقري 2: 816، بريشت ص202) سَبلة (عند النجارين): البرد الرقيق الذي تفلج به أسنان المنشار (محيط المحيط).
سَبلة النهر: الماء الشديد الجري (محيط المحيط).
سبول. ذرة (تونس). مجلة الشرق والجزائر 7: 262.
سبول الفار: ثيل، نجيل (هلو) phalaris ( براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 281).
سَبُول: ترجمها بيرناور في الجريدة الأسيوية (1861، 1: 16) بما معناه: خرنوب عذب، خَرَّوب عذب، غير أني لا أدري إذا ما كانت هذه العبارة فيها صحيحة.
سَبَيلِ. السبيلان: الإست والذكر أو الإست والفرج ففي معجم المنصوري: عجان هو ما بين السبيلَيْن من الذكور والإناث (محيط المحيط).
سبيل النساء: الحيض (محيط المحيط).
سبيل: حجة. ففي كليلة ودمنة (ص240): جعل على نفسه سبيلاً، أي جعل له حجة للقضاء عليه.
سبيل: حرج وسبب للعقوبة، ففي القرآن الكريم: ما على المحسنين من سبيل، أي ليس عليهم جناح ولا إلى معاتبتهم سبيل، كما يقول البيضاوي، ومنه المثل عند المولَّدين: ما على المحسن سبيل وقد فسر في محيط المحيط بمعارضة.
ليس لك علي سبيل أي حجة تعتل بها (محيط المحيط) ليس عليّ في كذا سبيل أي حرج (محيط المحيط) ومنه قول الحريري ملغزاً في ميل (ص475).
وما ناكح أختين جهرا وخفية ... وليس عليه في النكاح سبيل
وقد فسرت بلا إثم عليه ولا حرج.
سبيلنا أن نفعل كذا: أي نحن جديرون بفعله (محيط المحيط).
جمال السبيل: الإبل المخصصة لحمل المنقطعين عن القافلة. ففي العبدري (ص46 و): وكان الفرسان في مقدمة القافلة ومؤخرتها يجمعون المتأخرين ومعهم جمال السبيل يحملون المنقطعين.
هو منك بسبيل: هو دائم الصلة بك (الحماسة ص638).
سائر أبواب الإمارة والملك الذي هو (السلطان بسبيله. أي الذي يلتقي به كثيراً المقدمة 2: 278 مع تعليقه دي سلان.
اخذ بسبيل: أحاط علما. فهم (بوشر) لا تأخذه بسبيل المزح: لا تعتبر هذا مزحاً (بوشر) ترك سبيله: تركه يفعل ما يريد (ألف ليلة 1: 3).
أجابه إلى سبيله: أعطاه ما طلب. ففي حيان (ص39 و): استدعى من الأمير تجديد الاسجال له على ما بيده فأجابه إلى سبيله وجدد الاسجال له على ما في يده.
خَلَّي سبيله: أطلقه وتركه يرحل (فريتاج طرائف ص57).
راح إلى حال سبيله: مضى في طريقه (بوشر، ألف ليلة 1: 65). ويقال أيضاً: مضى لسبيله (المقري 1: 317).
سبيل: سبيل الله: ففي ألف ليلة (1: 74) وصرخ الحمال، الذي تلقى الضربات وخشي أن يتلقى ضربات أخرى: في سبيل الله رقبتي وأكتافي، وهذا مثل ما نقول، رقبتي وأكتافي استشهدوا في سبيل الله وفي عبارة أخرى (برسل 9: 266): فقال إلا في سبيل الله عليك، لابد إن معناها أحلفك باسم الله أن تخبرني. لأن في طبعة ماكن في هذا الموضع: فقال بحق الاسم الأعظم أن تخبرني.
السبيل: اختصار سبيل الله، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 46): هو موقوف في السبيل لا يلزم اأحداً في دخوله شيء، ومن هذا قيل للسبيل أي مجاناً بغير أجرة أي في سبيل الله، ففي مملوك (1: 229): عملت التوابيت لتغسيل الموتى للسبيل بغير أجرة. وهناك أمثلة أخرى (ابن جبير ص186، 188).
ويقال أيضاً: مكتب السبيل أي مدرسة في سبيل الله بغير أجرة، وكذلك: مكتب سبيل.
كاتب السبيل: كاتب بغير أجرة (مملوك 141) وخان السبيل (ابن جبير ص259)
وأخيراً فقد استعملت كلمة السبيل مجازاً بمعنى ما يؤسس أو ينذر في سبيل الله لسائر الناس، ففي مملوك (1: 1): السبيل كل هبة أو عطية تقدم في سبيل الله للحصول على رضا الله مثل التضحية بالنفس والمال والجهاد وحفر الآبار في الطرق التي لا ماء فيها. وبناء الخانات لنزول المسافرين في المناطق الخالية من السكان. وبناء المصانع وأحواض الماء في الطرقات. وهذه الأخيرة هي التي تسمى السبيل في بلاد الشام (زيشر 11: 512 رقم 38). وفي البيان (2: 252): بيت المال الذي للسبيل بداخل المسجد الجامع بقرطبة وسبيل، عند ابن خلكان (1: 610): زاد يقدم مجاناً للمسافرين، (وفيه) وكان يقيم في كل سنة سبيلاً للحاج وسيرَّ معه جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه في الطريق.
وسبيل بمعنى فسقية ماء عامة يسميها المقريزي سبيل الماء غير أنها تسمى عادة سبيل فقط (مملوك 1: 1).
وسبيل عند بركهارت: بناية صغيرة مثل الرواق بجانب الفسقية يصلى فيها المسافرون ويستريحون.
سَبُولة، سبولة الدرة: الذرة البيضاء. (دوماس صحارى ص295).
سَبولة وسَبُولى: يطلق في مراكش على خنجر ذي حدين (دومب ص81).
سبّالة: فسقية، عين ماء (بوشر، باربيبه) وحوض ماء في مؤسسة دينية (براكس، مجلة الشرق والجزائر 6: 291) وحوض ماء للجمهور (رولاند، همبرت ص186 جزائرية) وفسقية ماء كبيرة مع حوض ومنهل (بليسبيه ص60، 61).
سَّبالة: سبالة الماء (الجريدة الآسيوية 1852، 2: 222) وفي تاريخ تونس (ص81): وأمر السلطان ببناء سبالة باب أبي سعدون.
سبالة وتجمع على سبايل: قنينة سدادها من زجاج، قارورة (شيرب ديال ص140).
سابل: عام، مشاع الاستعمال (معجم الماوردي).
إسبلان وفي قول بعضهم مسبلان: عود طويل ذو شعبتين يتناول به الشوك من بعد (محيط المحيط).
مُسَبلّ: من نذر نفسه للموت في الحرب فأقدم على مخاطرها (بربر دجر ص112). وارى إنها اختصار قولهم: مسبّل نفسه. انظر فيما تقدم استبسل للموت أي نذر نفسه للموت في سبيل الله.
مُسَبّلات: اختصار مسبلات أنفسهن. ويظهر أن معناها راهبات. ففي كرتاس (ص237) وفي كلامه على استيلاء المسلمين على حصن للنصارى واسروا ما بقي من الرجال والنساء والمسبلات.
مُسَبّل: من يوزع ماء السبيل (انظر سبيل). (زيشر 11: 512).
مسبلان: انظر اسبلان.

سبل: السَّبيلُ: الطريقُ وما وَضَحَ منه، يُذَكَّر ويؤنث. وسَبِيلُ

الله: طريق الهُدى الذي دعا إِليه. وفي التنزيل العزيز: وإِن يَرَوْا سَبيلَ

الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه

سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ،

فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب

فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن

الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا

سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر.

وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه، وهو جمع قِلَّة

للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز

وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في الجهاد؛ وكُلُّ ما أَمَرَ الله به

من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله، واستعمل السَّبيل

في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله

في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه

مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو

داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها

أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن

السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سَبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن

وقَفْتها عليه. وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً

مَطْروقة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ

يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي

أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ، فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ

السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ

للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن

يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها

جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر. وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند

أَسْبُله أَي طُرُقُه، وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا

ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في

الجهاد؛ وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من

الطُّرُق إِلى الله، واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي

يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد

الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبيل

أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس

الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل

سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها

عليه. وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة.

قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على

الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه، وأَما ابن السَّبيل فهو

المسافر الكثير السفر، سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها. وفي الحديث:

حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم، وابن

السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو

الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه، يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه

للمقيم عليه. وقوله عز وجل: والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل؛ قال

ابن سيده: ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ،

والجمع سُبُلٌ. وسَبيلٌ سابلةٌ: مَسْلوكة. والسابِلَة: أَبناء السَّبيل

المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم، والجمع السوابل؛ قال ابن بري: ابن

السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ؛ قال الراعي:

على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ،

قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا

وقال آخر:

ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه،

كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب

وأَسْبَلَتِ الطريقُ: كَثُرت سابِلَتُها. وابن السَّبِيل: المسافرُ الذي

انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به

فَلَه في الصَّدَقات نصيب. وقال الشافعي: سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات

يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة، فقيراً كان أَو غنيّاً؛

قال: وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير

بلده لأَمر يلزمه، قال: ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة

والكِسْوة، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده

في نَفَقته وحَمُولته. وأَسْبَلَ ابزاره. أَرخاه. وامرأَة مُسْبِلٌ:

أَسْبَلَتْ ذيلها. وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه: أَرسله. التهذيب: والفرس

يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها. يقال: أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها

وأَرسلها إِلى الأَرض. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

قال: ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا

يُزَكِّيهم، قال: قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا؟ فأَعادها رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، ثلاث مرات: المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته

بالحَلِف الكاذب؛ قال ابن الأَعرابي وغيره: المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه

ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً.

وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ: سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ

مَزَادَتَينِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي

مُدَلِّيَة رجليها، والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة. وفي حديث أَبي

هريرة: من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة؛

السَّبَل، بالتحريك: الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة

والمَنْشورة. وقيل: إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة

الكَتَّان؛ ومنه حديث الحسن: دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ؛

الفراء في قوله تعالى: فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً؛ قال: لا يستطيعون في

أَمرك حِيلة. وقوله تعالى: لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ؛ كان

أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأُمِّيِّين يعني

العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا. وقوله تعالي: يا ليتني

اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً؛ أَي سَبَباً ووُصْلة؛ وأَنشد أَبو عبيدة

لجرير:

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ،

تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا؟

أَي سَبَباً ووُصْلَةً.

والسَّبَلُ، بالتحريك: المَطَر، وقيل: المَطَرُ المُسْبِلُ. وقد

أَسْبَلَت السماءُ، وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا،

والاسم السَّبَل، بالتحريك. وفي حديث رُقَيْقَةَ: فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ

له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. وقال أَبو زيد: أَسْبَلت السماءُ

إِسْبالاً، والاسم السَّبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من

السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض. وفي حديث الاستسقاء: اسْقِنا غَيْثاً

سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً. وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها

إِلى الأَرض. ابن الأَعرابي: السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة، ومثل

السَّبَل العَثانِينُ، واحدها عُثْنُون.

والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة: الزَّرْعة المائلة. والسَّبَلُ:

كالسُّنْبُل، وقيل: السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل، والجمع

سُبُول، وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ. الليث: السَّبولة هي سُنْبُلة

الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت. وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل.

والسَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، وقيل السَّبَل السُّنْبُل، وقد سَنْبَل

الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة. وفي حديث مسروق: لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى

يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل. والسَّبَل: السُّنْبُل، والنون زائدة؛ وقول محمد

بن هلال البكري:

وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها،

لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ

يعني به الرُّمْح. وسَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ التي في وسَط الشفة

العُلْيا، وقيل: السَّبَلة ما على الشارب من الشعر، وقيل طَرَفه، وقيل هي

مُجْتَمَع الشاربَين، وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية، وقيل هو

مُقَدَّم اللِّحية خاصة، وقيل: هي اللحية كلها بأَسْرها؛ عن ثعلب. وحكى

اللحياني: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء

منه سَبَلة، ثم جُمِع على هذا كما قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا

كل جزء منه عُثْنُوناً، والجمع سِبَال. التهذيب: والسَّبَلة ما على

الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما، والمرأَة إِذا كان

لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ. الليث: يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال

شِعْرٌ شاعِرٌ، اشتقوا له اسماً فاعلاً. وفي الحديث: أَنه كان وافِرَ

السَّبَلة؛ قال أَبو منصور: يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل،

والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر؛ يقال للرجل

إِذا كان كذلك: رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية، وقد سُبِّل

تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة. ويقال: جاء فلان وقد نَشَر

سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد؛ قال الشَّمَّاخ:

وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها،

تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها

ويقال للأَعداء: هم صُهْبُ السِّبال؛ وقال:

فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي،

واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال

وقال أَبو زيد: السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن،

والعُثْنُون ما بَطَن. الجوهري: السَّبَلة الشارب، والجمع السِّبال؛ قال ذو

الرمة:

وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ

وفي حديث ذي الثُّدَيَّة: عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر.

وسَبَلَةُ البعير: نَحْرُه. وقيل: السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره.

التهذيب: والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة

النَّحْر. يقال: وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها. وإِنَّ

بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة؛ يريدون رِقَّة جِلْده. قال الأَزهري: وقد سمعت

أَعرابيّاً يقول لَتَمَ، بالتاء، في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن

في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر. ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ

ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ: طويل السَّبَلة. وعَيْن سَبْلاء: طويلة

الهُدْب.

ورِيحُ السَّبَل: داءٌ يُصِيب في العين. الجوهري: السَّبَل داءٌ في

العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر.

ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها. ومَلأَ

الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه. وأَسْبالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛

قال باعث بن

صُرَيم اليَشْكُري:

إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ،

فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها

يقول: بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل، والعَلَقُ

الدَّمُ.

والمُسْبِل: الذَّكَرُ. وخُصْية سَبِلةٌ: طويلة. والمُسْبِل: الخامس من

قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً، وفيه

ستة فروض، وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز، وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن

لم يَفُزْ، وجمعه المَسابل.

وبنو سَبَالة

(* قوله «بنو سبالة» ضبط بالفتح في التكملة، عن ابن دريد،

ومثله في القاموس، قال شارحه: وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر): قبيلة.

وإِسْبِيلٌ: موضع، قيل هو اسم بلد؛ قال خَلَف الأَحمر:

لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل،

وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل

وقال النمر بن تولب:

بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه

على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما

والسُّبَيْلة: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

قَبَحَ الإِلهُ، ولا أُقَبِّح مُسْلِماً،

أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا

وسَبْلَلٌ: موضع؛ قال صَخْر الغَيِّ:

وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ

بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود

جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. ومُسْبِلٌ: من أَسماء ذي الحِجَّة

عاديَّة. وسَبَل: اسم فرس قديمة. الجوهري: سَبَل اسم فرس نجيب في العرب؛

قال الأَصمعي: هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ، وأَعْوَجُ لبني آكل

المُرَار، ثم صار لبني هِلال بن عامر؛ وقال:

هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل

قال ابن بري: الشعر لجَهْم بن شِبْل؛ قال أَبو زياد الكلابي: وهو من بني

كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر

أَشعرُ منه؛ قال: وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول:

أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل،

إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَل

قال ابن بري: فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر

الجوهري.

سبل

2 سبّلهُ, inf. n. تَسْبِيلٌ, means جَعَلَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ [He assigned it, or the profit, or revenue, or usufruct, thereof, to be employed in the way, meaning cause, of God, or of religion; or in the doing of anything, or all, that God has commanded, or of the works whereby one pursues the way that leads to advancement in the favour of God; he dedicated it to pious, or charitable, uses or purposes]; (K, TA;) as though [meaning] he made it a trodden way [whereby to advance] to [the favour of] God. (TA.) Yousay, سبّل ضَيْعَتَهُ, using the verb in this sense [i. e. He assigned the profit, or revenue, or usufruct, of his estate to be employed in the cause of God, or of religion]; (S;) to be given to the wayfarer, and the poor, and the warrior against unbelievers, and others. (TA voce سَبِيلٌ.) and سبّل التَّمَرَةَ He assigned the profit to be employed in the ways of good works (Mgh, Msb) and the various kinds of pious deeds: (Msb:) or he made the profit to be allowable, or free, to those for whose benefit the property itself was made unalienable in perpetuity. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. حبس, relating to some palm-trees which 'Omar desired to give in charity.]) A2: سبّل, [either سَبَّلَ or, سُبِّلَ both app. allowable, (see the part. ns., below,)] He (a man) was, or became, long in the سَبَلَة [q. v.]; as though he had a long سَبَلَة given to him. (TA.) b2: See also 4.4 أَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ The road had many passengers following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, upon it. (M, K.) A2: اسبل إِزَارَهُ, (S, M, K,) inf. n. إِسْبَالٌ, (TA,) He let loose, let down, or lowered, his waist-wrapper; (S, M, K;) and so السِّتْرَ the veil, or curtain, (Msb,) or he let down, let fall, or made to hang down, the veil, or curtain: (Mgh:) the former act is forbidden in a trad. (TA.) And اسبلت ذَيْلَهَا [She made her skirt to hang down; or to hang down low, so that she dragged it on the ground]; said of a woman. (M.) And اسبل ثَوْبَهُ He dragged his garment [on the ground]; (O;) and ↓ سبّلهُ signifies the same, (O, TA,) inf. n. تَسْبِيلٌ. (TA.) And اسبل ذَنَبَهُ He made his tail to hang down; he hung down his tail; said of a horse. (M.) b2: [Hence,] اسبل المَآءَ (assumed tropical:) He (a man) poured forth the water. (Msb.) and اسبل دَمْعَهُ (M, K, TA) (tropical:) He shed, or let fall, his tears. (K, TA.) A3: The verb is also similarly used intransitively. (TA.) You say, of a part of the beard, اسبل عَلَى الصَّدْرِ [It fell, or hung down, upon the breast]. (Az, O, TA.) b2: and اسبل المَطَرُ (tropical:) The rain let fall a shower, and became dense; as though it let down a curtain: (A, TA: [but accord. to this explanation, the verb is app. trans.; and the phrase, elliptical:]) or the rain fell continuously, or in consecutive showers, and in large drops: and in like manner, الدَّمْعُ the tears. (S, K,) b3: And اسبلت السَّمَآءُ (Az, S, M, K) (assumed tropical:) The sky let fall its rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or [simply] the sky rained. (K.) And اسبلت أَرْوَاقُ العَيْنِ (tropical:) The sides of the eye shed tears. (O, K, * TA, all in art. روق.) b4: And اسبل عَلَيْهِ (tropical:) He poured forth his speech against him abundantly, [or in torrents,] (A, K, * TA,) like as rain pours. (A. TA.) A4: اسبل الزَّرْعُ The seed-produce put forth its سُنْبُل [or ears]; (S;) and so ↓ سَنْبَلَ; (S, Mgh, Msb;) or put forth its سَبَل, (Msb in explanation of the former,) which is syn. with سُنْبُل, (S, M, Msb, K,) or its سَبُولَة: (K in explanation of the former:) [Mtr says,] ↓ تَسَنْبَلَ I have not found. (Mgh.) Q. Q. 1 سَنْبَلَ: see 4, last sentence: A2: and art. سنبل.

Q. Q. 2 تَسَنْبَلَ: see 4, last sentence.

سَبَلٌ A thing that one has let loose, let down, let fall, or made to hang down, and to drag [on the ground]; like as نَشَرٌ signifies “ a thing that one has spread ” &c.: whence the trad., مَنْ جَرَّ سَبَلَهُ مِنَ الخُيَلَآءِ لَا يَنْظُرُ اللّٰهُ يَوْمَ القِيٰمَةِ [He who drags what he has made to hang down of his garment from pride, or self-conceit, God will not look towards him on the day of resurrection]: (O:) or سَبَلٌ means garments made to hang down [so as to drag]; and is pl. of ↓ سَبَلَةٌ; [or rather a coll. gen. n. of which سَبَلَةٌ is the n. un.;] whence جَرَّ سَبَلَتَهُ, (TA,) which means [He dragged his garment; though said to mean,] his garments. (K, TA.) b2: Also (tropical:) Rain: (S, M, K:) or rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or flowing rain: and likewise flowing blood. (Ham p. 359.) b3: [Hence, app., as indicating swiftness,] سَبَلُ is the name of (assumed tropical:) A certain mare, (S, K,) an excellent mare, said by As to have been the mother of أَعْوَجُ, and to have belonged to [the tribe of] Ghanee. (S, TA.) b4: And سَبَلٌ [or سَبَلُ as a fem. proper name] is a name for (assumed tropical:) A ewe, or she-goat: and such is called to be milked by saying سَبَلْ سَبَلْ. (Ibn-'Abbád, TA.) A2: Also i. q. ↓ سُنْبُلٌ, (S, M, Msb, K,) which signifies The ears of corn: (MA: [and in like manner both are expl. in the KL, but as singulars, app. because used as gen. ns.:]) n. un. of the former with ↓ ة, and so of ↓ the latter: and the pl. of ↓ سُنْبُلٌ, which is of the measure فُنْعُلٌ, is سَنَابِلُ: (Msb:) or this is pl. of سُنْبُلَةٌ, (S,) as also سُنْبُلَاتٌ: (Kur xii. 43 and 46:) or سُنْبُلَةٌ [in the CK (erroneously) سُبْلَة] signifies an ear of corn [so I render زَرْعَةٌ (in the CK زُرْعَة)] that is bending, or inclining, as also ↓ سَبُولَةٌ [mentioned in one of my two copies of the S as syn. with سُنْبُلَةٌ but not in the other copy] and ↓ سُبُولَةٌ (M, K) and ↓ سَبَلَةٌ; (K;) or, accord. to Lth, ↓ سَبُولَةٌ signifies an ear (سُنْبُلَة) of millet (ذُرَة), and of rice, and the like, when bending, or inclining: (O, TA:) and some say that سَبَلٌ signifies spreading, or expanding, awn of the سُنْبُل [or ears of corn]; (M, TA;) or the extremities thereof; (TA;) and the pl. is سُبُولٌ; (M;) or سبول is syn. with سُنْبُلٌ, in the dial. of بنو هميان [?]. (TA.) ↓ السُّنْبُلَةُ is also the name of A certain sign of the Zodiac [i. e. Virgo]: (S in the present art., and K in art. سنبل:) [or Spica Virginis;] a star in Virgo; thus called by astrologers; also called السِّمَاكُ الأَعْزَلُ. (Kzw. [See art. سمك.]) الطِّيبِ ↓ سُنْبُلُ is A well-known plant, [spikenard, which is called in the present day السُّنْبُلُ الهِنْدِىُّ,] brought from India. (O. [See also art. سنبل.]) b2: Also sing. of أَسْبَالٌ, which signifies (assumed tropical:) The uppermost parts of a bucket, (O,) or the lips thereof: (S:) or ↓ سَبَلَةٌ is the sing. of أَسْبَالٌ in these senses; and signifies (tropical:) the head of a vessel [like as it signifies the “ ear,” which is the “ head,” of a culm of wheat &c.]. (TA.) Yousay, مَلَأَهَا إِلَى أَسْبَالِهَا (tropical:) He filled it (i. e. the winecup, الكَأْسَ, M, TA, or the bucket, الدَّلْوَ, O) to its edges, (M, K, TA,) and to its lips. (K.) And a poet says, (S,) namely Bá'ith Ibn-Sureym El-Yeshkuree, (TA,) إِذْ أَرْسَلُونِى مَاتِحًا بِدِلَائِهِمْ فَمَلَأْتُهُا عَلَقًا إِلَى أَسْبَالِهَا [When they sent me drawing with their buckets, and I filled them with blood to their brims]: he says, they sent me seeking to execute their blood-revenges, and I slew many: العَلَق meaning “ blood. ” (S, TA. [See also Ham p. 268, where some different readings are mentioned; and it is said that the اسبال may mean the knots that are connected with the cross-pieces of wood of the bucket.]) b3: And (assumed tropical:) A number of spears, few or many. (K. [Perhaps because their heads are likened to the heads of corn.]) A3: Also The nose: (K:) pl. سِبَالٌ: so in the Moheet. (TA.) One says, أَرْغَمَ اللّٰهُ سَبَلَهُ [May God make his nose to cleave to the earth, or dust: or (assumed tropical:) abase, or humble, him]. (TA.) A4: And Garments made of the hards, or hurds, of flax of the coarsest of qualities: and so ↓ سَبَلَةٌ [if one of these words be not a mistranscription for the other]. (TA.) A5: And A certain disease in the eye, [thus رِيحُ السَّبَلِ is expl. in the M,] resembling a film, as though it were the web of a spider, with red veins: (S:) or a film of the eye, from the swelling, or inflation, of its external veins upon the surface of the مُلْتَحِمَة, (K,) which is one of the layers of the eye, (TA,) [namely, the tunica albuginea, or white of the eye, so called in the present day,] and the appearance of a web, or thing woven, between the two, [i. e. between those veins and the white tunic,] like smoke: (K:) or a film covering the eye; as though from إِسْبَالْ meaning the “ letting down ” of a veil, or curtain. (Mgh.) A6: Also A reviling, or vilifying. (K.) One says, بَيْنِى وَ بَيْنَهُ سَبَلٌ Between me and him is a reviling, or vilifying: so in the Moheet. (TA.) سَبِلٌ [is app. a possessive epithet, meaning Having length and flaccidity]. خُصْيَةٌ سَبِلَةٌ means[A scrotum] that is long (M, K, TA) and flaccid. (TA.) سُبْلَةٌ (assumed tropical:) A rain of wide extent. (IAar, O, K.) سَبَلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places. b2: Also (assumed tropical:) The شَارِب [or mustache]: (S:) or the دَائِرَة [or small protuberance termed حِثْرِمَة, q. v.,] in the middle of the upper lip: or the hair that is upon [app. meaning of] the شَارِب; (M, K;) whence the saying, طَالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّهَا [thy hair of the mustache has become long, therefore clip it]; and it is tropical: (TA:) or the extremity of that hair: (M, K:) or the two mustaches together: (M, K: *) or what is upon the chin, to the extremity of the beard: or the fore part of the beard: (M, K:) or what hangs down, of, or from, the fore part of the beard: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) or, accord. to Az, it signifies, with the Arabs, the fore part of the beard, and what hangs down thereof, or therefrom, upon the breast: or, accord. to IDrd, some of them apply it to the extremity of the beard; and some, to the hair of the mustache that hangs down on the beard: in a trad., in which it is said that he [Mohammad] was full in the سَبَلَة, Az says that it means the hairs beneath the lower jaw: accord. to Az, it is what appears, of the fore part of the beard, after [or exclusive of] the hair of the side of each cheek and the عُثْنُون [here app. meaning the portion of the beard next the front of the throat], and what is concealed [thereof]: (TA:) or, accord. to Th, the beard altogether: (M:) the pl. is سِبَالٌ, (S, K,) [to which ة is sometimes added, agreeably with a common license, as appears from an ex. in what follows,] and سَبَلَاتٌ, occurring in the saying, إِنَّهُ لَذُو سَبَلَاتٍ, mentioned by Lh, in which the term سَبَلَة is made to apply to every separate portion [so that the meaning is, Verily he has a سَبَلَة]. (M.) One says, of enemies, هُمْ صُهْبُ السِّبَالِ (assumed tropical:) [They are red, or reddish, in respect of the mustaches, &c.: see art. صهب]. (TA.) and of a man who has come threatening, one says, جَآءَ فُلَانٌ وَ قَدْ نَشَرَ سَبَلَتَهُ (tropical:) [Such a one came having spread out his mustache, &c.]. (K, * TA.) And in a trad. respecting Dhu-th-Thudeiyeh, [see art. ثدى,] it is said, عَلَيْهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سِبَالَةِ السِّنَّوْرِ [app. meaning (assumed tropical:) Having upon him small hairs like the whiskers of the cat]. TA.) b3: سَبَلَةُ البَعِيرِ means (assumed tropical:) The part of the camel, in which he is stabbed, or stuck, in the uppermost part of the breast; (T, M;) called also the تَرِيبَة: (T:) or the fur that flows down upon that part of the camel. (M, K. [In the CK, مَنْخَرِه is erroneously put for مَنْحَرِهِ.]) You say لَتَبَ فِى سَبَلَةِ النَّاقَةِ, meaning (assumed tropical:) He stabbed, or stuck, the she-camel in the part above mentioned: (M in art. لتب: [in the K, in the present art., كَتَبَ is erroneously put, in this phrase, in the place of لَتَبَ:]) Az heard an Arab of the desert say لَتَمَ فِى سَبَلَةِ بَعِيرِهِ, [which means the same as لَتَبَ,] and he supposes the سَبَلَة to be hairs in the part above mentioned. (TA.) You say also, بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ, meaning (assumed tropical:) [A camel goodly in respect of] the thinness of his skin (جِلْدِهِ): so in the O and K: but accord. to the T, of his cheek (خَدِّهِ); and this is probably the right explanation. (TA.) سَبَلَانِىٌّ: see أَسْبَلُ.

سَبِيلٌ A way, road, or path; (S, M, Msb, K;) and what is open, or conspicuous, thereof; (M, K;) and Er-Rághib adds, wherein is easiness: (TA:) and ↓ سَبِيلَةٌ signifies the same: (Ibn-'Abbád, K:) the former is masc. and fem.; (S, M, Mgh, Msb, K;) like زُقَاقٌ; (Msb;) made fem. by the people of El-Hijáz, and masc. by Temeem; (Akh, S voce زُقَاقٌ;) but mostly fem.; (IAth, TA;) in the Kur it is made masc. in vii. 143, and fem. in xii. 108: (S, M, TA:) pl. سُبُلٌ, (M, K,) or, accord. to ISk, it has this pl. when masc., and سُبُولٌ, like عُنُوقٌ when fem., (Msb, [but this distinction and the latter pl. are both strange,]) and it has also as a pl. [of pauc.]

أَسْبِلَةٌ. (TA.) In the saying, وَ عَلَى اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [And upon God it rests to show the right way (see art. قصد)], (M, K,) in the Kur [xvi. 9], (M,) it is used as a gen. n., because it is added, وَ مِنْهَا جَائِرٌ. (M, K.) b2: اِبْنُ السَّبِيلِ means (assumed tropical:) The son of the road; (M, K;) he whom the road has brought, or [as it were] brought forth; (IB;) the wayfarer, or traveller: (Mgh, Msb:) or he who travels much or often: (TA:) or the traveller who is far from his place of abode: (Er-Rághib:) as used in the verse of the Kur, (M, Mgh, Msb,) ix, 60, (M,) it means the person to whom the way has become cut short [so that he is unable to continue his journey]; (M, K;) to which has been added, who desires to return to his country, or town, and finds not what will suffice him: (TA:) or the traveller who is cut off from his property: (Mgh, Msb:) or the person who desires to go to a country, or town, other than his own, for a necessary affair: or, accord. to Ibn-'Arafeh, the guest who has become disabled from proceeding in his journey, his means having failed him: to such should be given as much as will suffice him to his home. (TA.) b3: تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ, in the Kur [xxix. 28], means (assumed tropical:) [And ye cut off] the way of offspring [by your unnatural practices]: or and ye oppose yourselves to men in the roads [or road] for the purpose of that which is excessively, or enormously, foul or abominable. (TA.) b4: [سَبِيلُ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The way, or cause, of God, or of religion; or the way whereby one seeks approach to God, or advancement in his favour.] It is said in the Kur [ii. 191], وَ أَنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning (assumed tropical:) And expend ye in warring against unbelievers and the like, and in every good work commanded by God; (M, K;) such being of the ways [that lead] to God: (M:) mostly used in relation to warring against unbelievers and the like. (M, K.) And in the same, iii. 163, الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning [Who have been slain in the cause of God, or of his religion, i. e.,] for the sake of the religion of God. (Jel.) And you say, جَعَلَ ضَيْعَتَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ (assumed tropical:) [He made his estate to have its profit, or revenue, or usufruct, employed in the cause of God, or of religion]. (S.) b5: سَبِيلٌ also signifies (assumed tropical:) A means of access; a connexion, or a tie: so in the saying, in the Kur [xxv. 29], يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (assumed tropical:) [O would that I had obtained, with the Apostle, a means of access to Paradise]: (S, Msb, TA:) thus it has been explained: (TA:) or the meaning is, [O would that I had taken, with the Apostle,] a way to safety: or one way, the way of truth. (Bd.) b6: [Also, in the present day, applied to A public drinking-fountain.]

سَبُولَةٌ and سُبُولَةٌ: see سَبَلٌ, in three places.

سَبِيلَةٌ: see سَبِيلٌ, first sentence.

سَابِلٌ Travelling upon a road: pl. سَوَابِلُ and [coll. gen. n.] ↓ سَابِلَةٌ; (TA:) this last signifies travellers, (S, M, *) or a company of people, (Mgh, K,) following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, (S, M, Mgh, K,) upon the roads, (S, Mgh,) or upon the road, (M, K,) for the accomplishment of their wants: it is made fem. as denoting a جَمَاعَة. (Mgh.) b2: Also, ↓ سَابِلَةٌ, (TA in art. شغر,) or سَبِيلٌ سَابِلَةٌ, (M, K, * TA,) A travelled road; (M, K, TA;) a beaten road. (TA in art. شغر.) A2: غَيْثٌ سَابِلٌ (assumed tropical:) Rain falling continuously, or in successive showers, and in large drops, and copiously. (TA.) سَابِلَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

سُنْبُلٌ and سُنْبُلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places: and see also art. سنبل.

سَلْسَبِيلُ the name of A certain fountain in Paradise: determinate; [without tenween;] but occurring at the end of a verse of the Kur [lxxvi. 18], (Akh, S, K,) and being with fet-h, (Akh, S,) ا is added to it, (Akh, S, K,) for the sake of conformity [with the endings of other verses before and after it]. (K.) See also art. سلسبل.

أَسْبَلُ (tropical:) A man long in the سَبَلَة [q. v., here said in the TA to mean the beard, but this is questionable], as also ↓ سَبَلَانِىٌّ and ↓ مُسْبِلٌ and ↓ مُسْبَلٌ and ↓ مُسَبِّلٌ and ↓ مُسَبَّلٌ. (M, K, TA.) b2: And the fem., سَبْلَآءُ, (assumed tropical:) A woman having hair in the place of the mustache. (TA.) b3: And (assumed tropical:) An eye having long lashes. (M, K.) مُسْبَلٌ: see the next preceding paragraph.

مُسْبِلٌ A man lengthening his garment, and making it to hang down to the ground. (IAar, TA.) [And in like manner,] applied to a woman, [though without ة,] Who has made her skirt to hang down [app. to the ground]. (M.) b2: See also أَسْبَلُ. b3: And المُسْبِلُ signifies (tropical:) The penis: (M, K, TA:) because of its pendulousness. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The [lizard called] ضَبّ. (K.) b5: and the fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر: (M, K:) or the sixth of those arrows, (Lh, S, M, K,) also called المُصْفَحُ, (S,) in which are six notches, and to which are assigned six shares [of the slaughtered camel] if it win, and six fines if it do not win: (M:) pl. المَسَابِلُ. (TA.) b6: And مُسْبِلٌ is one of the names of Dhul-Hijjeh; (M, K; *) of the time of 'Ád. (M.) مُسَبَّلٌ: see أَسْبَلُ. b2: Also An ugly old man: (K:) app. because of the length of his beard. (TA.) مُسَبِّلٌ: see أَسْبَلُ.
سبل
السَّبِيلُ، والسَّبِيلَةُ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبَّادٍ: الطَّرِيقُ، وَمَا وَضَحَ مِنْهُ، زادَ الرَّاغِبُ: الَّذِي فِيهِ سُهُولَةٌ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ، قالَهُ تَعالى: وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرِّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً، وشَاهِدُ التَّأْنِيْثِ: قُلْ هذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ، عَبَّرَ بِهِ عَنْ المَحَجَّةِ، ج سُبُلٌ، ككُتُبٍ، قَالَ الله تَعَالَى: وأنهاراً وَسُبُلاً، وقولُه تَعَالَى: وعَلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ ومِنْهَا جَائِرٌ فَسَّرَهُ ثَعْلَب، فَقَالَ: عَلى اللهِ أَنْ يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمِنْهَا جائِرٌ، أَي ومِنَ الطُّرُقِ جائِرٌ عَلى غَيْرِ السّبِيلِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكونَ السّبِيلُ هُنَا اسْم جِنْسٍ، لَا سَبِيلاً واحِداً بِعَيْنِهِ، لِقَوْلِهِ: ومِنْها جائِرٌ، أَي وَمِنْهَا سَبيلٌ جائِرٌ، وقولُه تَعَالَى: وأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَي فِي الجِهادِ وكُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ فَهُوَ مِنْ سَبيلِ اللهِ، واسْتِعْمالُهُ فِي الْجِهادِ أَكْثَرُ، لأنَّهُ السَّبِيلُ الَّذِي يُقاتَلُ فِيهِ عَلى عَقْدِ الدّينِ، وقولُه: فِي سَبِيلِ اللهِ أُرِيدَ بِهِ الَّذِي يُرِيدُ الْغَزْوَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُبَلِّغُهُ مَغْزَاهُ، فيُعْطَى مِن سَهْمِهِ، وكُلُّ سَبِيلٍ أُرِيدَ بِهِ اللهُ عَزَّ جَلَّ وَهُوَ بِرٌّ داخِلٌ فِي سَبيلِ اللهِ، وَإِذا حَبَّسَ الرَّجُلُ عُقْدَةً لَهُ، وسَبَّلَ ثَمَرَها، أَو غَلَّتَها، فإِنَّهُ يُسْلَكُ بِمَا سَبَّلَ سَبِيلُ الخَيْرِ، يُعْطَى مِنْهُ ابنُ السَّبِيلِ، والفَقيرُ، والمُجاهِدُ، وغيرُهم، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وسَبيلُ اللهِ عامٌّ يَقَعُ على كُلِّ عَمَلٍ خالِصٍ، سُلِكَ بِهِ طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ، بِأَداءِ الفَرائِضِ، والنَّوافِلِ، وأَنْواعِ التَّطَوُّعاتِ، وإِذا أُطْلِقَ فَهُوَ فِي الغالِبِ واقِعٌ عَلى الجِهادِ، حَتَّى صارَ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ كأَنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَيْهِ. وأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ، فَهُوَ ابْنُ الطَّرِيقِ، أَي المُسافِرُ الكَثِيرُ السَّفَرِ، سُمِّيَ ابْناً لَهَا لِمُلازَمَتِهِ إِيَّاها، قالَهُ ابْنُ الأَثِيرُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هوَ المُسافِرُ البَعِيدُ عَن مَنْزِلِهِ، نُسِبَ إِلَى السَّبِيلِ لمُمارَسَتهِ إِيَّاهُ، وقالَ ابنُ سِيدَه. تَأْوِيلُهُ الَّذِي قُطِعَ عَلَيْهِ الطِّرِيقُ، زادَ غَيْرُه: وَهُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى بَلَدِهِ، وَلَا يَجِدُ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ. وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْبَلَدَ غيرَ بَلَدِهِ، لأَمْرٍ يَلْزَمُهُ، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: هُوَ الضَّيْفُ المُنْقَطَعُ بِهِ، يُعْطَى قَدْرَ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ إِلَى وَطَنِهِ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيِّ: هُوَ الغريبُ الَّذِي أَتَى بهِ الطَّرِيقُ، قَالَ الرَّاعِي:
(عَلى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرارَا)
وقالَ آخَرُ: ومَنْسُوبٍ إِلَى مَنْ لَمْ يَلِدْهُكذاكَ اللهُ نَزَّلَ فِي الْكِتابِ والسَّابِلَةُ مِنَ الطُّرُقِ، قالَ بَعْضُهُم: وَلَو قالَ: مِن السُّبُلِ، لَوَافَقَ اللَّفْظَ والاشْتِقاقَ: الْمَسْلُوكَةُ،) يُقال: سَبيلٌ سَابِلَةٌ: أَي مَسْبُولَةٌ، والسَّابِلَةُ أَيْضاً: الْقَوْمُ الْمُخْتَلفَةُ عَليها فِي حَوائِجِهِمْ، جَمْعُ سَابِلٍ، وَهُوَ السَّالِكُ على السَّبِيلِ، ويُجْمَعُ أَيْضاً على السَّوابِلِ، وأَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ: كَثُرَتْ سابِلَتُها، أَي أَبْناؤُها المُخْتَلِفُونَ إِليها. وأسْبَلَ الإِزَارَ: أَرْخاهُ، وَمِنْه الحديثُ: نَهَى عَنْ إِسْبالِ الإِزَارِ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ إِزارَهُ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: ثَلاَثةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولاَ يُزَكِّيهِمْ، فذَكَرَ المُسْبِلَ، والْمَنَّانَ، والمُنَفِّقَ سِلْعَتَهُ بالْحَلِفِ الْكَاذِبِ، قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ، وغَيْرُهُ: الْمُسْبِلُ: الَّذِي يُطَوِّلُ ثَوْبَهُ ويُرْسِلُهُ إِلَى الأَرْضِ إِذا مَشى، وإِنَّما يَفْعَلُ ذلكَ كِبْراً واخْتِيالاً. ومِنَ الْمَجازِ: وَقَفَ عَلَى الدَّارِ فأَسْبَلَ دَمْعَهُ، أَي أَرْسَلَهُ، ويُسْتَعْمَلُ أيْضاً لازِماً، يُقالُ: أَسْبَلَ دَمْعُهُ، أَيْ هَطَلَ، وأَسْبَلَتِ السَّمَاءُ: أمْطَرَتْ، وأَرْخَتْ عَثَانِينَهَا إِلَى الأَرْضِ، وَفِي الــأَساسِ: أَسْبَلَ الْمَطَرُ: أَرْسَلَ دُفْعَهُ، وتَكاثَفَ، كأَنَّما أَسْبَلَ سِتْراً، وَهُوَ مَجازٌ. والسَّبُولَةُ، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ والسَّبَلَةُ، مُحَرَّكَةً، والسُّنْبُلَةُ، بالضَّمًّ، كقُنْفُذَةٍ: الزَّرْعَةُ الْمائِلَةُ، الأُولَى لُغَةُ بني هَمْيانَ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والأخِيرَةُ لُغَةُ بني تَميم، وقالَ اللَّيْثُ: اسَّبُولَةُ: هِيَ سُنْبَلَةُ الذُرَةِ والأَرْزِّ، ونَحْوِهِ، إِذا مَالَتْ. ومِن الْمَجازِ: السَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: الْمَطَرُ، المُسْبِلُ، يُقالُ: وَقَعَ السَّبَلُ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ:
(رَاسِخُ الدِّمْنِ عَلى أَعْضادِهِ ... ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلُ)
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَسْبَلَتِ السَّماءُ، إِسْبالاً، والاِسْمُ السَّبَلُ، وَهُوَ المَطَرُ بَيْنَ السَّحابِ والأَرْضِ، حينَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحابِ، وَلم يَصِلُ إِلَى الأَرْضِ. والسَّبَلُ: الأَنْفُ، يُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ سَبَلَهُ، والجَمْعُ سِبالٌ، كَمَا فِي المُحيطِ. والسَّبَلُ: السَّبُ والشَّتْمُ، يُقالُ: بَيْنِي وبَيْنَهُ سَبَلٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وَلَا يَخْفَى أنَّ قَوْلَهُ: والشَّتْمُ: زِيادَةٌ، لأنَّ المَعْنَى قد تَمَّ عندَ قَوْلِهِ: السَّبّ. والسَّبَلُ: السُّنْبُلُ، لُغَةُ الحِجازِ ومِصْرَ قَاطِبَةً، وقِيلَ: هُوَ مَا انْبَسَطَ مِنْ شعاعِ السُّنْبُلِ، وقِيل: أَطْرَافُهُ. والسَّبَلُ: دَاءٌ يُصِيبُ فِي العَيْنِ، قيل: هُوَ غِشَاوَةٌ الْعَيْنِ، أَو شِبْهُ غِشَاوَةٍ، كأنَّها نَسَجُ الْعَنْكَبُوتِ، كَما فِي العُبَابِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ، بِعُرُوقٍ حُمْرٍ، وقالَ الرَّئِيسُ: مِنَ انْتِفَاخِ عُرُوقِها الظَّاهِرَةِ فِي سَطْحِ الْمُلْتَحِمَةِ، إِحْدَى طَبَقاتِ العَيْنِ، وَقيل: هُوَ ظُهُورُ انْتِسَاجِ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُما كالدُّخانِ، وتفصيله فِي التَّذْكِرَةِ. والسَّبَلَةُ: مُحَرَّكَةً: الدَّائِرَةُ فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، أَو مَا عَلى الشَّارِبِ مِنَ الشَّعَرِ، وَمِنْه قَوْلُهم: طالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّها، وَهُوَ مَجازٌ، أَو طَرَفُهُ، أَو مُجْتَمَعُ الشَّارِبَيْنِ، أَو مَا عَلى الذَّقَنِ إِلَى طَرَفِ اللِّحْيَةِ كُلِّها أَو مُقَدَّمُها خَاصَّةً، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي العِبَارَةِ سَقْطٌ، فِإنَّ) نَصَّ المُحْكَمِ: إِلَى طَرَفِ اللَّحْيَةُ خَاصَّةً، وَقيل: هِيَ الِّلحْيَةُ كُلُّها بأَسْرِها، عَن ثَعْلَبٍ، وأمَّا قَولُه: أَو مُقَدَّمُها، فَإِنَّهُ مِن نَصِّ الأزْهَرِيِّ، قالَ: والسَّبَلَةُ عندَ العَرَبِ مُقَدَّمُ اللِّحْيَةِ، وَمَا أسْبَلَ مِنْهَا علَى الصَّدْرِ، فتَأَمَّل ذَلِك، وعَلى هَذَا تكونُ الأَقْوالُ سَبْعَةً، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مِن العَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السَّبَلَةُ طَرَفَ اللَّحْيَةِ، وَمِنْهُم مَن يَجْعَلُها مَا أسْبَلَ مِن شَعَرِ الشَّارِبِ فِي اللِّحْيَةِ، وَفِي الحديثِ: أَنَّهُ كانَ وافِرَ السَّبَلَةِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: يَعْنِي الشَّعَرَاتِ الَّتِي تَحْتَ اللَّحْيِ الأَسْفَلِ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: السَّبَلَةُ مَا ظَهَرَ مِن مُقَدَّمِ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَيْنِ، والعُثْنُونُ مَا بَطَنَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: السَبَلَةُ الشَّارِبُ، ج: سِبَالٌ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّهَا بِقَضِيضِها ... تُنَشِّرُ حَوْلِي بِالْبَقِيعِ سِبَالَها)
وسَبَلَةُ البَعِيرِ: نَحْرُهُ، أَو مَا سَالَ مِنْ وَبَرِ الْبَعِيرِ فِي مَنْحَرِهِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: السَّبَلَةُ المَنْحَرُ مِنَ البَعِيرِ. وَهِي التَّرِيبَةُ، وَفِيه ثُغْرَةُ النَّحْرِ، يُقالُ: وَجَأَ بِشَفْرَتِهِ فِي سَبَلَتَهُ: أَي ثِيابَهُ، جَمْعُهُ سَبَلٌ، وَهِي الثِّيابُ المُسْبَلَةُ، كالرَّسَلِ والنَّشَرِ، فِي المُرْسَلَةِ والمَنْشُورَةِ. وذُو السَّبَلَةِ: خَالِدُ بْنُ عَوْفِ بْنُ نَضْلَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الحارثِ بنِ رَافِعِ ابنِ عبدِ عَوْفِ بنِ عُتْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَعْلِ بنِ عامرِ بنِ حَرْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ الدَّوْسِيُّ، مِنْ رُؤَسائِهِمْ.
ويُقالُ: بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ، أَي رِقَّةِ جِلْدِهِ، هَكَذَا نَصُّ العُبابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقالُ: إنَّ بَعِيرَكَ لَحَسَنُ السَّبَلَةِ، يُرِيدُونَ رِقَّةَ خَدِّهِ، قلتُ: ولَعَلَّ هَذَا هُوَ الصَّوابُ. ويُقالُ: كَتَبَ فِي سَبَلَةِ النَّاقَةِ، إِذا طَعَنَ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِها لِيَنْحَرَها، كَمَا فِي العُباب، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّاً، يَقولُ: لَتَمَ، بالتَّاءِ، فِي سَبَلَةِ بَعِيرِهِ، إِذا نَحَرَهُ، فَطَعَنَ فِي نَحْرِهِ، كأَنَّها شَعَرَاتٌ تَكونُ فِي الْمَنْحَرِ. ومِن المَجازِ: جاءَ فُلانٌ وَقد نَشَرَ سَبَلَتَهُ، أَي جاءَ مُتَوَعِّداً، وشاهُدُه، قَوْلُ الشَّمَّاخِ المُتَقَدِّمُ قَرِيبا. ومِنَ المَجازِ: يُقالُ: رَجُلٌ سَبَلاَنِيٌّ، مَحَرَّكَةً، ومُسْبِلٌ، كَمُحْسِنٍ، ومُكْرَمٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُعَظَّمٍ، وأَحْمَدَ، الأُولَى والثَّانِيَةُ والأَخِيرَةُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والرَّابِعَةُ والخامِسَةُ عَن ابنِ عَبَّادٍ: طَوِيلُ السَّبَلَةِ، أَي اللِّحْيَةِ، وَقد سُبِّلَ، تَسْبِيلاً، كأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلَةً طَوِيلَةً. وعَيْنٌ سَبْلاءُ: طَوِيلَةُ الْهُدْبِ، وأَمَّا قَوْلُهم: عَيْنٌ مُسْبَلَةٌ، فلُغَةٌ عَامِّيَّةٌ. ومِنَ المَجَازِ: مَلأَها، أَي الكَأْسَ، وإِنَّما أعادَ الضَّمِيرَ إِلَيْها مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَبَقَ ذِكْرُها، عَلى حَدِّ قَوْلِهِ تَعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالحِجَابِ، وَإِلَى أَسْبالِها: أَي حُرُوفِها، كقَوْلِكَ: إِلَى أَصْبارِها، واحِدُهَا سَبَلَةٌ، مُحَرَّكَةً، يُقالُ: مَلأَ الإِناءَ إِلَى سَبَلَتِهِ، أَي إِلَى رأْسِهِ، وأَسْبالُ الدِّلاءِ: شِفاهُهَا، قالَ باعِثُ ابنُ صُرَيْمٍ الْيَشْكُرِيُّ:)
إذْ أَرْسَلُونِي مَائِحاً بِدِلاَئِهِمْفَمَلأْتُها عَلَقاً إِلَى أَسْبالِهَا يقُولُ: بَعَثُونِي طَالِباً لِتِرَاتِهِمْ، فَأَكْثَرْتُ مِنَ القَتْلِ، والعَلَقُ: الدَّمُ. ومِنَ المَجازِ: المُسْبِلُ، كمُحْسِنٍ: الذَكَرُ، لارْتِخَائِهِ. والمُسْبِلُ أَيْضاً: الضَّبُّ. وأَيْضاً: السَّادِسُ، أَو الْخَامِسُ مِن قِدَاحِ الْمَيْسِر، الأَوَّلُ قَوْلُ اللِّحْيانِيِّ، وَهُوَ المُصْفَحُ أَيْضا، وَفِيه سِتَّةُ فُرُوضٍ، ولهُ غُنْمُ سِتَّةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ فازَ وعليهِ غُرْمُ سِتَّةِ أَنْصِباءَ إِنْ لَمْ يَفُزْ، والجَمْعُ المَسَابِلُ. ومُسْبِلٌ: اسْمٌ مِن أَسْماءِ ذِي الْحِجَّةِ عَادِيَّةٌ. والمُسَبَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيْخُ السَّمْجُ، كأَنَّهُ لِطُولِ لِحْيَتِهِ. وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ، كَفَرِحَةٍ: طَوِيلَةٌ، مُسْتَرْخِيَةٌ. وبَنُو سَبالَةَ: قَبِيلَةٌ، ظاهِرُ إِطْلاقِهِ يَقْتَضِي أنَّهُ بالفَتْحِ، وابنُ دُرَيْدٍ ضَبَطَهُ بالضَّمِّ، كَما فِي العُبابِ، وقالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ: وَفِي الأَزْدِ سِبَالَة، ككِتَابَةٍ، مِنْهُم عبدُ الجَبَّارِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، وَالِي خُرَاسانَ لِلْمَنْصُورِ، وحُمْرَانُ السِّبالِيُّ، الَّذِي يقُولُ فيهِ الشَّاعِرُ:
(مَتى كانَ حُمْرَانُ السِّبالِيُّ رَاعِياً ... وَقد رَاعَهُ بالدَّوِّ اَسْوَدُ سَالِخُ)
فَتَأمَّلْ ذَلِك. والسّثبْلَةُ، بالضَّمِّ: الْمَطَرَةُ الْوَاسِعَةُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وإسْبِيلٌ، كإِزْمِيلٍ: د، وَقيل: اسْمُ أَرْضٍ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلٍَ، رضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(بِإسْبِيلَ أَلْقَتْ بِهِ أُمُّهُ ... عَلى رَأْسِ ذِي حُبُكٍ أَيْهَمَا)
وقالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: لَا أَرْضًَ إِلا إِسْبِيلْ وكُلُّ أَرْضٍ تَضْلِيلْ وقالَ يَاقُوتُ: إِسْبيلُ: حِصْنٌ بأَقْصَى اليَمَنِ، وَقيل: حِصْنٌ وَراءَ النُّجَيْرِ، قالَ الشاعِرُ، يَصِفُ حِماراً وَحْشِيّاً:
(بِإِسْبِيلَ كانَ بِها بُرْهَةً ... مِن الدَّهْرِ لَا نَبَحَتْهُ الْكِلاَبُ)
وَهَذَا صِفَةُ جَبَلٍ، لَا حِصْنٍ، وَقَالَ ابنُ الدُّمَيْنَةَ: إِسْبِيلُ جَبَلٌ فِي مِخْلاَفِ ذَمَارِ، وَهُوَ مُنْقَسِمٌ بِنِصْفَيْنِ، نِصْفُهُ إِلَى مِخْلاَفِ رَدَاع، ونِصْفُهُ إِلَى بَلَدِ عَنْس، وبَيْنَ إِسْبِيلَ وذَمَارِ أَكَمَةٌ سَوْدَاءُ، بهَا حَمَّةٌ تُسَمَّى حَمَّامَ سُلَيْمانَ، والنَّاسُ يَسْتَشْفُونَ بِهِ مِن الأَوْصابِ، والجَرَبِ، وغيرِ ذَلِك، قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النُّمَيْرِيُّ ثمَّ الثَّقَفِيُّ:
(إِلَى أَن بَدَا لِي حِصْنُ إِسْبِيلَ طَالِعاً ... وإِسْبِيلُ حِصْنٌ لَمْ تَنَلْهُ الأَصابِعُ)
وَبِمَا قُلْنَا ظَهَرَ قُصُورُ المُصَنِّفِ فِي سِياقِهِ. والسِّبَالُ، ككِتَابِ: ع بَيْنَ الْبَصْرَةِ والْمَدِينَةِ، عَلى) سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، يُقالُ لَهُ: سِبَالُ أُثَالٍ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ، كَجَبَلٍ: ع قُرْبَ الْيَمَامَةِ، بِبِلادِ الرَّبَابِ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ: اسْمُ فَرَسٍ قَدِيمَةٍ مِنْ خَيْلِ العَرَبِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَلْ إنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جادُوا وَبَلْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ فِي العَرَبِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ أُمُّ اَعْوَجَ، كانَتْ لِغَنِيٍّ، وأَعْوَجُ لِبَنِي آكِلِ المُرَارِ، ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلاَلٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ. . إِلَخ وقالَ غيرُهُ: هيَ أُمُّ أَعْوَجَ الأَكْبَرِ، لِبَنِي جَعْدَةَ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(وهَناجِيجَ جِيَادٍ نُجُبٍ ... نَجْلِ فَيَّاضٍ ومِن آلِ سَبَلْ)
قلتُ: وقَرَأْتُ فِي أَنْسابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ، أَنَّ أَعْوَجَ أَوَّلُ مَنْ نُتِجَه بَنُو هِلاَلٍ، وأُمُّهُ سَبَلُ بنتُ فَيَّاضٍ كانتْ لِبَنِي جَعْدَةَ، وأُمُّ سَبَلٍ القَسَامِيَّةُ. انْتهى، وأغْرَبَ ابنُ بَرِّيٍّ، حيثُ قالَ: الشِّعْرُ لِجَهْمِ بنِ سَبَلٍ، يَعْنِي قَوْلَهُ: هوَ الجَوادُ بنُ الجَوادِ إِلَخ قالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ: وَهُوَ من بَنِي كَعْبِ بنِ بَكْرٍ، وكانَ شاعِراً لَمْ يُسْمَعْ فِي الجاهِلِيَّةِ والإِسْلامِ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْعَرُ مِنْه، قَالَ: وَقد أَدْرَكْتُهُ يُرْعَدُ رَأْسُهُ، وهوَ يَقُولُ: أَنا الْجَوادُ بنُ الجَوادِ بنِ سَبَلْ إِنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جَادُوا وَبَلْ قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ سَبَلْ اسْمُ رَجُلٍ، وليسَ باسْمِ فَرَسٍ، كَمَا ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ، فتَأَمَّلْ ذلكَ. وسَبَلُ بْنُ الْعَجْلانِ: صَحابِيٌّ، طَائِفِيٌّ، ووَالِدُ هُبَيْرَةَ الْمُحَدِّثُ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ خَطَأٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ الصَّحابِيَّ إِنَّما هُو هُبَيْرَةُ بنُ سَبَل، الَّذِي جَعَلَهُ مُحَدِّثاً، فَفِي التَّبْصِيرِ: سَبَلَ بنُ العَجْلانِ الطّائِفِيِّ، لابْنِهِ هُبَيْرَةُ صُحْبَةٌ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ: هُبَيْرَةُ بنُ سَبَلِ بنِ العَجْلانِ الثَّقَفِيِّ، وَلِيَ مَكَّةَ قُبَيْلَ عَتَّابِ بنِ أُسَيْدٍ أَيَّاماً. وَلم يذْكُرْ أَحَدٌ سَبَلاً وَالِدَهُ فِي الصَّحابَةِ، فتَنَبهّ لذَلِك، أَو هُوَ بالشَّيْنِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قالَهُ الحافِظُ. وذُو السَّبَلِ بْنُ حَدَقَةَ بنِ بَطَّةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: مَظَّةَ بن سِلْهِمِ بنِ الحَكَمِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ. ويُقالُ: سَبَلٌ مِن رِماحٍ: أَي طائِفَةٌ مِنْها قَلِيلَةٌ أَو كَثِيرَةٌ، قالَ مُجَمَّعُ بنُ هِلالٍ الْبَكْرِيُّ:)
(وخَيْلٍ كَأَسْرابِ الْقَطَا قد وَزَعْتُهَا ... لَهَا سَبَلٌ فيهِ الْمَنشيَّةُ تَلْمَعُ)
يَعْنِي بهِ الرُّمْحَ. وسَبْلَلٌ، كجَعْفَرٍ ع، وقالَ السُّكَرِي: بَلَدٌ، قالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَرْثَي ابْنَهُ تَلِيداً:
(وَمَا إِنْ صَوْتُ نَائِحَةٍ بِلَيْلٍ ... بِسَبْلَلَ لَا تَنامُ مَعَ الهُجُودِ) جَعَلَهُ اسْماً للبُقْعَةِ، وتَرَكَ صَرْفَهُ. وسَبَّلَهُ، تَسْبِيلاً: أَبَاحَهُ، وجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعالى، كَأَنَّهُ جَعَلَ إليهِ طَرِيقاً مَطْرُوقَةً، وَمِنْه حديثُ وَقْفِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: احْبِسْ أَصْلَها، وسَبِّلْ ثَمَرَتَها: أَي اجْعَلْهَا وَقْفاً، وأَبِحْ ثَمَرَتَها لِمَنْ وَقَفْتَها عليهِ. وذُو السِّبالِ، ككِتَابٍ: سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ بنِ الحارثِ بنِ سابِي بنِ أبي صَعْبِ بنِ هُنَيَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ، خالُ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ آلَى أنْ لاَ يَأْخُذَ أَحَداً مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ قَتَلَهُ بِأَبِي الأُزَيْهِرِ الدَّوْسِيِّ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ. والسَّبَّالُ بن طَيْشَةَ، كشَدَّادٍ: جَدُّ وَالِدِ أَزْدَادَ بنِ جَمِيلِ بنِ مُوسَى الْمُحَدِّثِ، رَوَى عَن إِسْرائِيلَ بنِ يُونُسَ، ومَالِكٍ وطالَ عُمْرُهُ، فَلَقيَهُ ابنُ ناجِيَةَ.
قَالَ الحافِظُ: وضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعانِيِّ بياءٍ تَحْتِيَّةٍ، وتَبِعَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وتَعَقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ فَأَصَابَ. قلتُ: ومِمَّنْ رَوَى عَنْ أَزْدَادَ هَذَا أَيْضا عُمَرُ بنُ أيُّوبَ السَّقَطِيُ. وابنُ نَاجِيَةَ الَّذِي ذكَرَهُ هُوَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ نَاجِيَةَ. وسَلْسَبِيلُ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ، قالَ اللهُ تَعالى: عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً، قالَ الأَخْفَشُ: مَعْرِفَةٌ ولكنْ لَمَّا كانتْ رَأْسَ آيةٍ وكانَ مَفْتُوحاً زِيدَتْ الأَلِفُ فِي الآيَةِ للاِزْدِواجِ، كقَوْلِهِ تَعالى: كانَتْ قَوارِيرَاْ، قَوارِيرَا، وسيأْتِي قَرِيباً. وبَنُو سُبَيْلَةَ بنِ الهُونِ، كجُهَيْنَةَ: قَبِيلَةٌ من العَرَبِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، قالَ الحافِظُ: فِي قُضاعَةَ، وَمِنْهُم: وَعْلَةُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ بُلَعَ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سُبَيْلَةَ: فارِسٌ.وامْرَأَةٌ مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذَيْلَها، وأَسْبَلَ الْفَرَسُ ذَنَبَهُ: أَرْسَلَهُ. والسَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: ثِيابٌ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقَّةِ الكَتَّانِ، أَغْلَظُ مَا تَكونُ، ومنهُ حديثُ الحَسَنِ: دَخَلْتُ عَلى الحَجَّاجِ وعليهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ. والسَّبِيلُ: الوُصْلَةُ والسَّبَبُ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى: وَيَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا، أَي سَبَباً ووُصْلَةً، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ:
(أفَبَعْدَ مَقْتَلِكُمْ خَلِيلَ مُحَمَّدٍ ... تَرْجُو القُيُونُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا)
أَي سَبَباً وَوُصْلَةً. وغَيْثٌ سَابِلٌ: هَاطِلٌ غَزِيرٌ، وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: إِنَّهُ لَذُو سَبَلاَتٍ، وهوَ مِن الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ سَبَلَةً، ثُمَّ جُمِعَ عَلى هَذَا، كَما قَالُوا لِلْبَعِيرِ: ذُو عَثانِينَ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُثْنُوناً. وثُقالُ لِلأَعْداءِ: هُمْ صُهْبُ السِّبالِ، قالَ:
(فَظِلالُ السُّيُوفِ شَيَّبْنَ رَأْسِي ... واعْتِناقِي فِي الْقَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ)
وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: عليهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سَبَالَةِ السِّنَّوْرِ. وامْرَأَةٌ سَبْلاَءُ: عَلى شَارِبَيْها شَعَرٌ.
والسُّبَيْلَةُ، كجُهَيْنَة: مَوْضِعٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي نُمَيْرٍ، لِبَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ، قالَهُ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ:
(قَبَحَ الإِلهُ وَلَا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أَهْلَ السُّبَيْلَةِ مِنْ بَنِي حِمَّانِ)
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: تُسَمَّى الشَّاةُ سَبَلاً، وتُدْعَى للحَلْبِ، فيُقالُ: سَبَلْ سَبَلْ. وسَبَّلَ ثَوْبَه، تَسْبِيلاً: مِثْلُ أَسٍ بَلَ. وقولُهُ تَعالى: وَلَا تقْطَعُونَ السَّبِيلَ، أَي سَبِيلَ الوَلَدِ، وقيلَ: تَعْتَرِضُونَ للنَّاسِ فِي الطُّرُقِ لِلْفَاحِشَةِ. وسُبُلاتُ، بِضَمِّ السِّينِ والْباءِ وتَشْدِيدِ اللامِ: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ أَجَأَ، عَن نَصْرٍ.

هضب

(هـ ض ب) : (الْهَضْبَةُ) الْجَبَلُ الْمُنْبَسِطُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَجَمْعُهَا هِضَابٌ.
هضب:
هَضب والجمع أهضاب: هضبة (عباد 223:2، حيان 78): وتردى منهم خلق كثير في مهاوي الأدوية والأهضاب والأشبة (المقري 2:421:2) (وفقاً لقراءة النص في طبعة بولاق: ((كالعيس تعتسف الأهضاب والكثبا)).
هَضْبة: تل (المقري 243:2) (أنظر إضافات).
(هضب)
الرجل هضبا مَشى مشْيَة البليد من الدَّوَابّ وَالسَّمَاء دَامَ مطرها أَيَّامًا لَا يقْلع وَيُقَال هضب الشَّاعِر بالشعر وَفِيه سح بِهِ سَحا وَالسَّمَاء الْقَوْم بلتهم بِلَا شَدِيدا
هـ ض ب : الْهَضْبَةُ الْجَبَلُ الْمُنْبَسِطُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.

وَالْهَضْبَةُ الْأَكَمَةُ الْقَلِيلَةُ النَّبَاتِ وَالْمَطَرُ الْقَوِيُّ أَيْضًا وَجَمْعُهَا فِي الْكُلِّ هِضَابٌ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ. 

هضب


هَضَبَ(n. ac. هَضْب)
a. Rained.
b. [Fī], Launched out into, talked.
c. Slouched along.

أَهْضَبَa. see I (b)
إِهْتَضَبَa. see I (b)b. Twanged

هَضْبa. Kind; mode.
b. Shower.

هَضْبَة
(pl.
هِضَب
هِضَاْب أَهَاْضِيْبُ)
a. Rain; downpour.
b. Hill; mountain.
c. Sandy tract.
d. Run.

هِضَبّa. Strong.
b. Sweating (horse).
هَضِيْبa. Dry (sheep).
هُضُوْبَةa. see 1 (b)
أُهْضُوْبَة (pl.
أَهَاْضِيْبُ)
a. see 1 (b)
هَاضِبًا
a. Much.
(هضب) - في الحديث : "وأَهلِ جِناب الهَضْبِ"
بكسر الجِيم، وهو اسم مَوْضع بعَينهِ.
- في وَصْفِ بَنى تَمِيم: "هَضْبَة حَمرْاءُ"
قال ابن فارسَ: الهَضْبَةُ : مَطْرة كثيرة القَطْر، والأَكَمَةُ: المَلسَاءُ القَلِيلةُ النَّبات. - وفي حديث قُسٍّ: "ماذَا لَنَا بِهَضْبَة"
: أي أَكَمة.
[هضب] نه: فيه: طلعت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم قائم فقال عمر:"أهضبوا" حتى ينتبه، أي تكلموا وأمضوا، هضب في الحديث وأهضب- إذا اندفع فيه، كرهوا أن يوقظوه فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم. وفيه: فأرسل السماء "بهضب"، أي مطر، ويجمع على أهضاب ثم أهاضيب. ومنه تمريه الجنوب درر "أهاضيبه". وفيه: ماذا لنا "بهضبة"، هي الرابية، وجمعها هضب وهضبات. ك: إلى "هضبة" - بفتح هاء وسكون ضاد معجمة، جبل منبسط على وجه الأرض أو ما طال واتسع وانفرد من الجبال. نه: ومنه: وأهل جناب "الهضب"،والجناب- بالكسر، موضع. وفي وصف بني تميم: "هضبة" حمراء، أراد بها المطرة الكثيرة القطر، وقيل: الرابية.
هـضب
أهضبَ/ أهضبَ في يُهضب، إهضابًا، فهو مُهضِب، والمفعول مُهضَب فيه
• أهضبَ القومُ: نزلوا الهضاب "أهضبنا آملين أن يكون المكان أكثر طراوة من السَّهْل".
• أهضب في الحديث: خاض فيه مرّة بعد مرّة رافعًا صوتَه "تحمَّس للموضوع فأهضب فيه". 

هَضْبَة [مفرد]: ج هَضَبات وهَضْبات وهِضاب وهَضْب وهِضَب، جج أهاضيبُ: (جغ) سَهْل مرتفع فوق سطح البحر أو فوق سطح الأرض المحيطة به، وقد تقطعه الأودية أو الجبال ° رَجُل هَضْبة: كثير الكلام. 
هضب
الهَضْبَةُ: المَطْرةُ الدائمةُ العِظامُ القَطْرِ، وأُهْضُوْبَةٌ كذلك، والجميع أهَاضِيْبُ، وهَضَبَتْهم السَّمَاءُ: بَلَّتْهُم. والهَضْبُ: الجَمْعُ، هَضَبَ لنا حَطَباً وناراً، وأهْضَبَها. والهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صَخْرَة واحِدَةٍ، والجميع الهِضَابُ. والهِضَبُّ: الشَّديدُ الصُّلْبُ. ويُقال للقَوْمِ: إذا كان لهم لَغَطٌ وصِيَاحٌ: يَهْضِبُوْنَ هَضْباً.
والهَضَبُ: الجَلَبَةُ. وصَوْتُ وَقْعِ الحافِرِ. وهَضَبَتِ السَّمَاءُ بمَطَرٍ. وسحابَةٌ هَيْضَبٌ، بمعنى هاضِبَةٍ أي ماطِرَةٍ. وهَضَبَ يَهْضِبُ: مَشى مَشْيَ البَلِيدِ من الدَّوابِّ. وغَنَمٌ هَضِيْبٌ: قَليلةٌ اللَّبَن. والهِضَبُّ من الخَيْلِ: الكَثيرُ العَرَقِ.
[هضب] الهَضْبَةُ: المطرَةُ. يقال: هَضَبَتْهُمُ السماء، أي مَطَرتهم. والجمع هِضَبٌ مثل بدرة وبدر. وقال ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح والوسواس والهضب ويروى " والهضب "، وهو جمع هاضب مثل تابع وتبع، وباعد وبعد، عن أبى عمرو. وقال أبو زيد: الأهاضيب واحدها هضابٌ، وواحد الهِضب هَضْبٌ، وهي حَلَبات القَطرِ بعد القطر. وهَضَبَ القومُ في الحديث واهتضبوا، أي أفاضوا فيه وارتفعت أصواتهم. يقال: أهْضِبوا يا قومُ، أي تكلَّموا. والهَضْبَةُ: الجبل المنبسط على وجه الأرض، والجمع هَضْبٌ وهِضَبٌ وهِضابٌ. والهضب، مثال الهجف: الفرس الكثير العرق. قال طرفة. من عناجيج ذكور وقح * وهضبات إذا ابتل العذر
باب الهاء والضاد والباء معهما هـ ض ب، ض هـ ب، مستعملان

هضب: الهَضْبةُ: المَطْرةُ الدّائمةُ. العظيمةُ القطْر [وجمعُها: هِضَب] . يقال: أصابتْهُمُ الهُضوبةُ من المَطَر، ويُجْمَعُ: أهاضيب. وهَضَبْتُهُم السّماء، أي: بلَّتْهُم بلاًّ شدِيداً. والهَضَبةُ: كلّ جَبَلٍ من صَخْرةٍ واحدةٍ. وكلّ صَخْرةٍ راسيةٍ ضَخْمةٍ تُسَمَّى: هَضَبةً. والجميعُ الهِضاب. والهضب: الشديد الصلب. ضهب: كلُّ قُفٍّ أو حَزْن أو موضع [من الجبل] تَحْمَى عليه الشَّمس حتّى يَنْشَوِيَ اللّحم عليه. فهو: الضيَّهْبَ، قال:

وَغْرٌ تَجيشُ قُدورُهُ بضَياهِبِ

وضَهَّبْتُ اللَّحْم فهو مُضَهَّبٌ، أي: شَوَيْته على حَجَر مُحْمَى.
هـ ض ب

علوت هضبةً وهضاباً. واستهضب: صار هضبة. قال رؤبة:

تمنّعت أركانه واستهضبا وفي مثل " ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل ". وأصابتهم هضبةٌ وأهضوبة: مطرة، وهضبٌ وأهاضيب. قال ذو الرمة:

فبات يشئزه ثأد ويسهره ... تذؤّب الريح والوسواس والهضب

وقال الرّكّاض الدبيريّ يخاطب الدارين:

ولا زال يجري السيل في عرصتيكما ... إذا جفّ مدّته أهاضيب هيدب

وهضبتهم السماء. وروضة مهضوبة.

ومن المجاز: هضبوا في الحديث: أفاضوا فيه. وهو يهضب بالشعر وبالخطب: يسحّ سحاً. وحادٍ مهضبٌ. قال:

إذا سمعن صوت حادٍ مهضب ... أدلجن تحت الدامس المغلولب

وفرس مهضبٌ: كثير العرق.
الْهَاء وَالضَّاد وَالْبَاء

الهَضْبَة: كل جبل خلق من صَخْرَة وَاحِدَة، وَقيل: كل صَخْرَة راسية صلبة: هَضْبَةٌ، وَقيل: الهَضْبَة والهَضْبُ: الْجَبَل ينبسط على الأَرْض، وَقيل: هُوَ الْجَبَل الطَّوِيل الْمُمْتَنع الْمُنْفَرد، وَلَا يكون إِلَّا فِي حمر الْجبَال، وَالْجمع هِضَابٌ.

والأُهْضُوبَّة كالهَضْبِ، وَإِيَّاهَا كسر عبيد فِي قَوْله:

نحنُ قُدْنا من أهاضِيبِ المَلا الْ ... خَيْلَ فِي الأرْسانِ أمْثالَ السعالِي

وَقَول الْهُذلِيّ: لَعَمْرُ أبي عَمْرٍو لَقَدْ ساقَه المَنَى ... إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بالأهاضِبِ

أَرَادَ بالأهاضِيب، فَحذف اضطرارا.

والهَضْبَة: المطرة الدائمة الْعَظِيمَة الْقطر، وَقيل: الدفعة مِنْهُ، وَالْجمع هِضَبٌ، نَادِر، قَالَ ذُو الرمة:

فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذاؤُبُ الرّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ

وَهِي الأُهْضُوبة.

وهَضَبَت السَّمَاء: دَامَ مطرها أَيَّامًا لَا يقْلع.

وهَضَبَتْهُم: بلَّتهم بلاًّ شَدِيدا.

وهَضَب الْقَوْم فِي الحَدِيث: خَاضُوا فِيهِ دفْعَة بعد دفْعَة، وَقَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ:

تَصَابَبْتُ حَتَّى اللْيلِ مِنْهُنَّ رَغْبَتِي ... رَوَانيَ فِي يوْمٍ مِنَ اللَّهْوِ هاضِبِ

مَعْنَاهُ: كَانُوا فِيهِ قد هَضَبوا فِي اللَّهْو، قَالَ وَهَذَا لَا يكون إِلَّا على النّسَب، أَي ذِي هَضْبِ.

والهَضْبُ: الضخم من الضباب وَغَيرهَا.

وسرق لأعرابية ضَب، فَحكم لَهَا بضب مثله، فَقَالَت: لَيْسَ كضبي، ضبي ضَب هَضْبٌ.

والهِضَبُّ: الشَّديد الصلب.

والهِضَبُّ من الْخَيل: الْكثير الْعرق، قَالَ طرفَة:

مِنْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقَّحٍ ... وهِضَبَّاتٍ إِذا ابْتَلَّ العُذُرْ

هضب

1 هَضَبَتِ السَّمَاءُ, aor. ـِ The sky rained: (K:) or rained for some days incessently. (TA.) See هَضْبَةٌ. b2: هَضَبَتْهُمُ السَّمَاءُ The sky rained upon them: (S:) it wetted them much. (TA.) b3: يَهْضِبُ بِالشِّعْرِ وَبِالخُطَبِ (tropical:) He pours forth verses, and discourses in rhyming prose, or the like. (A.) b4: هَضَبَ فِى الحَدِيثِ and ↓ اهتضب, (S, K,) and ↓ اهضب (K, but omitted in the TA,) (assumed tropical:) He launched into discourse, (S, K,) and talked much, or launched into discourse time after time, (TA,) and raised his voice. (S, TA.) b5: اِهْضِبُوا يَا قَوْم Talk, or speak, O people. (S.) b6: هَضَبَ and ↓ اهضب He talked loud. (AA.) A2: هَضَبَ He (a man) walked in the manner of a stupid, dull, unexcitable person. (K.) A3: هَضَبَ القَوْمُ: see ضَهَبَ, and هَاضِبٌ.4 أَهْضَبَ see 1.8 إِهْتَضَبَ see 1.

A2: اهتضب It (the vibrating of a bow-string) produced a twanging. (TA.) 10 استهضب It became what is termed هَضْب, (K,) or هَضْبَة; (A;) i. e. a mountain of the kind so termed. (A.) هَضْبٌ A kind, mode, or way. A. Heyth quotes the following verse of El-Kumeyt, describing a horse: مُخَيَّفٌ بَعْضُهُ وَرْدٌ وَسَائِرُهُ جَوْنٌ أَفَانِينُ إِجْرِيَّاهُ لَا هَضْبُ The poet means, that his running, or usual running, was of different, or various, kinds; not of one هضب, or kind. (L.) A2: See هَضْبَةٌ.

هَضَبٌ: see هَضْبَةٌ.

هَضْبَةٌ A rain: (S, K:) or a rain consisting of many drops: (IAth:) or a lasting rain, consisting of great drops: or a single fall thereof: (TA:) or hard rain: (Msb:) pl. هِضَبٌ, (S, K,) like بِدَرٌ pl. of بَدْرَةٌ, (S,) extr. [with respect to rule], (TA,) and هِضَابٌ, (K,) or this is pl. of هَضْبٌ accord. to the S; (TA;) and pl. pl. أَهَاضِيبُ; (K;) or this is pl. of هِضَابٌ, which is pl. of ↓ هَضْبٌ, signifying fine showers of rain after other rain; syn. حَلَبَاتُ قَطْرٍ بَعْدَ قَطْرٍ; (Az, S;) and this is what is correct: (TA:) or ↓ هَضْبٌ signifies a fine rain; or a fine shower of rain; syn. حَلْبَةُ قَطْرٍ: it is also said, in the L, that ↓ أُهْضُوبَةٌ is syn. with هَضْبٌ, [either in one of the last two senses, or as a coll. gen. n. of which هَضْبَةٌ is the n. un., which it is said to be below,] and that اهاضيب is its pl.: ↓ هُضُوبَةٌ also is the same as اهضوبة: so in the phrase أَصَابَتْهُمُ الهضوبةُ مِنَ المَطَرِ [The fine shower, or showers, of rain (or the shower of rain, or of copious rain, or of lasting rain consisting of large drops, or hard rain,) fell upon them]; mentioned in the K: it is also said in the L, that هَضْبٌ forms in the pl. أَهْضَابٌ, and then أَهَاضِيبُ; like as قَوْلٌ forms

أَقْوَالٌ, and then أَقَاوِيلُ. (TA.) ↓ هَضْبٌ is also said to be a pl. of هَضْبَةٌ; but it is rather a coll. gen. n., [of which هَضْبَةٌ is the n. un.]: and هَضَبٌ is also added to the list of the pls. of the same word; but this, accord. to the S, on the authority of AA, is pl. [or rather a quasi-pl. n.] of هَاضِبٌ, [act. part. n. of 1,] like as تَبَعٌ is of تَابِعٌ, and بَعَدٌ of بَاعِدٌ. (TA.) A2: هَضْبَةٌ A hill; (IAth:) or a mountain spreading over the surface of the ground: (S, Msb, K:) or a mountain composed of one mass of rock: (K:) or any firm, hard, large mass of rock: (TA:) or a long inaccessible mountain, separate from others; but only of red mountains: (K:) or a hill, such as is termed أَكَمَة, with few plants, or little herbage: (Msb:) pl. هِضَبٌ and هِضَابٌ; (S, K;) and pl. pl. أَهَاضِيبُ. (K, TA.) أَهَاضِبُ is used, by poetical licence, for اهاضيب, in a poem of one of the Hudhalees: (TA:) [or it is pl. of أَهْضُبٌ, which is pl. of pauc. of هَضْبٌ]. هَضْبٌ is also said, in the S, and L, to be a pl. of هَضْبَةٌ; but it is rather a coll. gen. n. (TA.) b2: An elevated, or overlooking, tract of sand. (TA, art. طود.) A3: (assumed tropical:) A run; a single run. (AHeyth.) هِضَبٌّ (tropical:) A horse sweating much; or that sweats much. (S, K.) b2: Hard, or firm, and strong, or robust. (K.) b3: Large, or bulky; as an epithet applied to the kind of lizard called ضَبّ, and to other things. (TA.) غَنَمٌ هَضِيبٌ Sheep or goats having little milk: (K:) app. form الهَضْبُ, signifying حَلْبَةُ القَطْرِ. (TA.) هُضُوبَةٌ: see هَضْبَةٌ.

هَاضِبٌ, used after the manner of a rel. n., signifying ذُو هَضْبٍ: so in the following expression in a verse of Aboo-Sakhr El-Hudhalee; فِى يَوْمٍ مِنَ اللَّهْوِ هَاضِبٍِ; which means In a day when the people had played much, and quickly: explained by the words كَانُوا قَدْ هَضَبُوا فِى اللَّهْوِ. (TA.) أُهْضُوبَةٌ: see هَضْبَةٌ.

رَوْضَةٌ مَهْضُوبَةٌ [A meadow, or the like, rained upon: or much wetted by rain]. (TA.)

هضب: الـهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ؛ وقيل: كلُّ

صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وقيل: الـهَضْبةُ والـهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ على الأَرض؛ وفي التهذيب الـهَضْبَةُ؛ وقيل: هو الجبلُ الطويلُ، الـمُمْتَنِـع، الـمُنْفَرِدُ، ولا تكون إِلا في حُمْرِ الجبال، والجمع هِضابٌ، والجمع هَضْبٌ، وهِضَبٌ، وهِضابٌ؛ وفي حديث قُسٍّ: ماذا لنا بهَضْبةٍ؟ الـهَضْبةُ: الرَّابِـيَةُ. وفي حديث ذِي المِشْعارِ: وأَهلُ جِنابِ الـهَضْبِ؛ الجِنابُ، بالكسر: اسم موضع. والأُهْضُوبةُ: كالـهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِـيدٌ في قوله:

نَحْنُ قُدْنا من أَهاضِـيبِ الـمَلا الْــ * ـخَيْلَ في الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالي

وقول الـهُذَليِّ:

لَعَمْرُ أَبي عَمْرو، لقد ساقَه الـمُنى * إِلى جَدَثٍ، يُورَى له بالأَهاضِبِ

أَراد: الأَهاضِـيبَ، فحَذَفَ اضْطراراً.

والـهَضْبة: الـمَطْرَةُ الدائمة، العظيمةُ القَطْرِ؛ وقيل: الدُّفْعةُ

منه، والجمع هِضَبٌ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادرٌ؛ قال ذو الرمة:

فباتَ يُشْئِزهُ فَـأْدٌ، ويُسْهِرُه * تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ، والـهِضَبُ

ويروى: والـهَضَبُ، وهو جمع هاضِبٍ، مثل تابعٍ وتَبَعٍ، وباعدٍ وبَعَدٍ، وهي الأُهْضُوبةُ. الجوهري: والأَهاضِـيبُ واحدُها هِضابٌ، وواحدُ الـهِضابِ هَضْبٌ، وهي جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ وتقول: أَصابتهم أُهْضوبةٌ من المطر، والجمع الأَهاضِـيبُ. وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم. وفي حديث لَقِـيطٍ: فأَرْسِل السماء بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ، ويُجْمَع على أَهْضابٍ ثم أَهاضِـيبَ، كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِـيبِه؛ وفي وصف بني تميم: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد بالـهَضْبَة الـمَطْرةَ

الكثيرة القَطر؛ وقيل: أَراد به الرابيةَ. وهَضَبَتِ السماءُ: دامَ

مَطَرُها أَياماً لا يُقْلِـعُ. وهَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلاً شديداً. وقال أَبو الهيثم: الـهَضْبَةُ دَفْعةٌ واحدة من مطر، ثم تَسْكُن، وكذلك جَرْية واحدةٌ؛ وأَنشد للكُمَيْت يصف فَرَساً:

مُخَيَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، وسائِرُهُ * جَوْنٌ، أَفانِـينُ إِجْرِيَّاه، لا هَضَبُ

وإِجْرِيَّاه: جَرْيُه، وعادَةُ جَرْيِهِ. أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لا هَضَبُ: لا لَوْنٌ واحِدٌ. وهَضَبَ فلانٌ في الحديث إِذا انْدَفَعَ فيه، فأَكثر؛ قال الشاعر:

لا أُكْثِرُ القَوْلَ فيما يَهْضِـبُونَ به، * من الكلامِ، قليلٌ منه يَكْفينِـي

وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا في الحديث: خاضُوا فيه دُفْعةً بعد دُفْعةٍ، وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ يقال: أَهْضِـبُوا يا قَوْم أَي تَكَلَّموا.

وفي الحديث: أَنَّ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كانوا معه في سَفَر، فعَرَّسوا ولم يَنْتبِهوا حتى طَلَعَتِ الشمسُ، والنبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، نائم، فقالوا: أَهْضِـبُوا؛ معنى أَهْضِـبُوا: تَكَلَّمُوا، وأَفِـيضُوا في الحديث لكي يَنْتَبِهَ رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بكلامهم؛ يقال: هَضَبَ في الحديث وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فيه؛ كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بكلامهم. ويقال اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذلك؛ وقال الكُمَيْتُ يصف قَوْساً:

في كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، * يَهْزِجُ إِنباضُها، ويَهْتَضِبُ

أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِـينِه صَوْتٌ.

أَبو عمرو: هَضَبَ وأَهْضَبَ، وضَبَّ وأَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فيه

جَهارةٌ. وفي النوادر: هَضَبَ القومُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا،

وحَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي:

تَصابَيْتُ حتى الليلِ، مِنهنَّ رَغْبَتي، * رَوانيَ في يَوْمٍ، من اللَّهْوِ، هاضِبِ

معناه: كانوا قد هَضَبُوا في اللَّهْوِ؛ قال: وهذا لا يكون إِلا على

النَّسَب أَي ذي هَضْبٍ.ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كثير الكلام. والـهَضْبُ:

الضَّخْمُ من الضِّبابِ وغيرها. وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ

لها بضَبٍّ مثله، فقالت: ليس كَضَبِّـي، ضَبِّـي ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ والـهِضَبُّ: الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الـهِجَفِّ. والـهِضَبُّ من الخَيْل: الكثيرُ العَرَق؛ قال طرفة:

منْ عَناجِـيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، * وهِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ

والوُقُح: جمع وَقاحٍ، للحافر الصُّلْب. والعَناجِـيجُ: الجِـيادُ من

الخيل، واحدُها عُنْجُوجٌ.

هضب
: (هَضبَتِ السَّمَاءُ، تَهْضِب) بِالْكَسْرِ: (مَطَرَتْ) ، أَو: دَامَ مَطرُها أَيّاماً، لَا يُقْلِعُ.
وهَضَبَتْهُمْ: بَلَّتْهم بَلاًّ شَدِيدا.
ورَوْضة مَهْضُوبَة.
(و) هَضَبَ (الرَّجلُ: مَشَى مَشْيَ البَلِيدِ) من الدَّوابِّ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) من الْمجَاز: هَضَبَ (فِي الحَديثِ) ، أَي: (أَفاض) واندفعَ فِيهِ فأَكثَرَ؛ وهَضَبع القومُ فِي الحَدِيثِ: خاضُوا فِيهِ دُفْعَةً بعدَ دُفْعَةٍ، وارتفعَتْ أَصواتُهم يُقَال: أَهْضبوا، يَا قَوْم، أَي تَكَلَّمُوا. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ أَصحاب رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا مَعَه فِي سَفَرٍ، فعَرَّسُوا، وَلم يَنْتَبِهُوا حتّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، والنَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَائِم، فَقَالَ عُمَرُ: أَهْضِبُوا) معنى أَهضبوا أَي: تَكَلَّمُوا، وأَفِيضُوا فِي الحدِيث؛ لِكَي يَنتبهَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكلامهم، يُقَال: هَضَبَ فِي الحَدِيث، (كَاهْتَضَبَ) إِذا اندَفعَ فِيهِ. كَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوه، فأَرادَ أَن يستيقظَ بكلامهم.
(والهَضْبَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، ومثلُهُ فِي التَّهْذِيب والصّحاح، زَاد فِي لِسَان الْعَرَب: المُتَبَسِّطُ ينبسط (على) وجْهِ (الأَرْضِ، أَو) كلُّ (جَبَلٍ خُلِقَ من صَخْرَة واحدَة) . وَقيل: كلُّ صَخْرَةٍ راسِيَةٍ، صُلْبَة، ضَخْمَة: هَضْبَةٌ. (أَو) هُوَ (الطَّوِيل) من الجِبَالِ (المُمْتَنِع، المنْفَرِد؛ وَلَا يَكون إِلاَّ فِي حُمْرِ الجِبَالِ) ، تَقول: عَلَوْت هَضْبَةً، وهِضَاباً.
(و) الهَضْبَة: (المَطْرَة) الدّائمة العظيمةُ القَطْرِ. وَقيل: الدُّفْعَةُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث لَقِيطٍ: (فأَرْسلَ السَّماءَ بهَضْبٍ) أَي: بمَطَرٍ. وَفِي وصف بني تَمِيمٍ: (هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ) ، قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: قيل: أَرادَ بالهَضْبَةِ، المطْرةَ الكثيرةَ القَطْرِ. وَقيل: أَرادَ بِهِ الرّابِيَةَ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: الهَضْبَة: دفْعَة واحدَةٌ من مَطَرٍ ثمّ تَسْكُنُ، وكذالك جَرْيَةٌ واحِدَة. (ج: هِضَبٌ) ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادِر، وَهُوَ جمعُ هَضْبَة المَطَر والجَبَل، (وهِضَاب) ، ككِتابٍ: جمعُ هَضْبَةِ الجَبَل، ويصْلُحُ أَن يكون جمعا لهَضْبٍ بِمَعْنى المَطَر، كَمَا يُؤخَذُ من كَلَام الجوهريّ. و (جج) : أَي جمعُ الجَمعِ: (أَهاضِيبُ) . فِي الصَّحاح عَن أَبي زيد: الأَهَاضِيبُ: واحدُها هِضَابٌ، وواحدُ الهِضَابِ: هَضْبٌ، وَهِي حَلَبَات القَطْرِ بعدَ القَطْرِ هاذا هُوَ الصَّحِيح، وَلم يُسمَعْ فِيهِ أَنّهُ جمعُ أَهْضُبٍ على مَا هُوَ مَشْهُور فِي صِيَغِ مُنْتَهَى الجُمُوع، كَمَا زَعَمَه شيخُنا.
والأَهاضِبُ فِي قَول الهُذَلِيّ:
لَعَمْرُ أَبِي عَمْرٍ وَلَقَد ساقَهُ المَنَى
إِلى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بالأَهاضِبِ
أَراد الأَهاضيبَ، فحذفَ اضطِراراً. وَزَاد الجوهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور فِي جمعِ هَضْبَةِ المَطَرِ والرَّابِية، (هَضْبٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون. قَالَ شيخُنا: المُرَاد بِهِ الجَمعُ اللُّغَوِيُّ، فإِنّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ. وزِيدَ: هَضَبٌ، محرَّكَةً، فِي قَول ذِي الرُّمّة:
فباتَ يُشْئزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه
تَذَاؤبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهَضَبُ
فِي الصّحاح: هُوَ جمعُ هاضِبٍ، مثلُ: تابِعٍ وتَبَع، وباعِدٍ وبَعَدٍ، عَن أَبي عمرٍ و. ويُرْوَى: الهِضَبُ، كعِنَبٍ؛ وَقد تقدَّمَ.
(والهِضَبُّ، كهِجَفَ: الفَرَسُ الكَثِيرُ العَرَقِ) ، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ طَرَفَةُ:
من عَنَاجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ
وهِضَبّاتٍ إِذا ابتلَّ العُذَرْ
العَنَاجِيجُ: الجِيَادُ من الْخَيل، ويروى يَعَابِيبَ.
(و) الهَضْبُ: (الصُّلْبُ الشَّدِيدُ) .
والهَضْبُ: الضَّخْم من الضِّبَاب، وغَيْرِها. وسُرِقَ لأَعْرَابِيَّة ضَبَ، فحُكِمَ لَهَا بضَبَ مِثْلِه، فَقَالَت: لَيْسَ كَضَبِّي، ضَبِّي ضَبٌّ هِضَبٌّ.
(وغَنَمٌ هَضِيبٌ) ، كأَمِيرٍ: (قَلِيلَةُ اللَّبَنِ) ، كأَنَّهُ مأْخوذٌ من الهَضْب، وَهُوَ حَلْبَةُ القَطْر.
(واسْتَهْضَبَ: صَار هَضْباً) ، وَفِي الــأَساس: هَضْبَةً.
(ويُقَالُ: أَصابَتْهُم أُهْضُوبة) ، بالضَّمّ، (من المَطَرِ) ، وَهِي الأُهْضُوبة والجَمع أَهاضِيبُ. وَفِي حَدِيث عليّ رَضِيَ الله عَنهُ: (تَمْرِيهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِيبِه) . وَفِي اللِّسان: الأُهْضُوبَةُ، كالهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِيدٌ فِي قَوْله:
نَحْنُ قُدْنَا من أَهاضِيبِ المَلاَ الْ
خَيْلَ فِي الأَرسانِ أَمْثَالَ السَّعالى
والهَضْبُ: يُجْمَعُ على أَهْضابٍ، ثمّ أَهاضِيب، كقولٍ وأَقوالٍ، وأَقاوِيلَ. وأَنشد أَبو الهَيْثمِ للكُمَيْتِ، يصف فَرَساً:
مُخَيَّفٌ بَعْضُهُ وَرْدٌ وسائِرُهُ
جَوْنٌ أَفَانِينُ إِجْرِيّاهُ لَا هَضَبُ
وإِجْرِيّاهُ: جَرْيُهُ، وعادةُ جَرْيِهِ. أَفانِينُ: أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لَا هَضَب أَي لَا لَوْنٌ واحدٌ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. وَقَالَ يَصِفُ قَوْساً: فِي كَفِّهِ نَبْعَةٌ مُوَتَّرَةٌ
يَهْزِجُ إِنْباضُها ويَهْتَضِبُ
أَي: يُرِنُّ فيُسْمعُ لرَنينِه صوتٌ، وَعَن أَبي عمْرٍ و: هضَبَ، وأَهْضَب، وضَبَّ، وأَضَبَّ: كُلُّه كلامٌ فِيهِ جَهارَةٌ.
وَفِي النّوادر: هضَبَ القَوْمُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبوا: كُلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ. وقولُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:
تَصاببْتُ حتَّى اللَّيْلِ منْهنَّ رَغْبتِي
رَوَانِيَ فِي يَوْمٍ من اللَّهْوِ هاضِبِ
مَعْنَاهُ: كَانُوا قد هَضَبُوا فِي اللَّهْوِ، قَالَ: وَهَذَا لَا يكونُ إِلاّ على النَّسَب، أَي: ذِي هَضْبٍ.
وَمن المَجاز: وَهُوَ يَهْضِبُ بالشِّعْرِ وبالخُطَبِ: يَسِحُّ سحّاً. كَذَا فِي الــأَساس.
وَفِي حَدِيث ذِي المِشْعارِ: (وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ) ، الجِنابُ، بالكَسر: اسْمُ موضعٍ.
وهضْبٌ، غير مُضافٍ، جاءَ فِي شعر زُهَيْرٍ:
فهَضْبٌ فرْقدٌ فالطَّوِيُّ فثادِقٌ
فوَادِي القِنَانِ حَزْمُهُ فمَداخِلُهْ
وهِضَابٌ: موضِع فِي قَول الأَخْطَل:
طَهَّرَتْ خَيْلُنَا الجزِيرةَ مِنْهُمْ
وعَسَى أَنْ تَنَالَ أَهْلَ هِضَابِ
وهَضْبُ الجُثُوم، وهِضَابُ شَرَوْرَى، وهضْبُ حَرْس، وهَضْبُ الدَّخُول، وهَضْبُ الصُّرَاد، وهَضْبُ الصَّفَا، وهَضْبُ غَوْل، وهَضْبُ القَلِيب، وهضْبُ لُبْنَى، وهَضْبُ مَدَاخِل، وهَضْبُ المِعَا، وهَضْبُ وَشْجَى: مَوَاضِع، وسيأْتِي ذِكرُها فِي مَواضِعِها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.