Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أرقان

ارق

ارق: ارق: بمعنى اللفظة العبرية توعفرت (سعدية شرح النشيد 95) وفيه: أرق الريم وهي القرون، (راجع: أبو الوليد 789، 27).

ارق

1 أَرِقَ, aor. ـَ inf. n. أَرَقٌ, (T, S, K, &c.,) He was sleepless, or wakeful, or sleep departed from him, (JK, T,) by night; (T;) i. q. سَهِرَ (S, Mgh, Sgh, K) بِاللَّيْلِ; (Sgh, K;) or i. q. سَهِدَ: (S, and L and K in art. سهد:) or sleep departed from him by reason of a malady, or a distracting accident or event: (M:) or he was sleepless or wakeful (سَهِرَ) in a case that was disliked, or evil; سَهِرَ having a general sense: (M, F:) or he shut his eyes one while and opened them another, [being unable to continue sleeping,] whereas سَهِرَ signifies he did not sleep at all: (Deewán of the Hudhalees, cited by Freytag in his Lex.:) or أَرَقٌ signifies sleeplessness, or wakefulness, engendered by anxiety and grief: (Har p. 162:) and ↓ ائترق [with the disjunctive alif written اِيتَرَقَ] signifies the same as أَرِقَ. (S, K.) A2: أُرِقَتِ النَّخْلَةُ [and أُرِقَ الزّرْعُ] The palm-tree [and the seed-produce] was affected, or smitten, by what is termed أَرَقَان. (JK.) 2 أَرَّقَنِى كَذَا, (JK, S, K, *) inf. n. تَأْرِيقٌ. (S, Mgh,) Such a thing rendered me, or caused me to be, sleepless or wakeful; (JK, S, Mgh, * K; *) as also ↓ آرقنى, (K,) inf. n. إِيرَاقٌ. (TA.) 4 آرَقَ see 2.8 إِاْتَرَقَ see 1.

أَرْقٌ: see أَرَقَانٌ.

أَرُقٌ: see what next follows.

أَرِقٌ Sleepless or wakeful (S, K) by night (K) [by reason of a malady, or a distracting accident or event, &c. (see 1)]; as also ↓ آرِقٌ (IF, K) and ↓ أَرُقٌ and ↓ أُرُقٌ; or the last signifies habitually so. (TA.) أُرُقٌ: see what next precedes.

أَرَقَانٌ (JK, S, K) and أَرُقَانٌ and أَرْقَانٌ and إِرِقَانٌ and إِرْقَانٌ and ↓ أَرْقٌ and ↓ أُرَاقٌ (K) i. q. يَرَقَانٌ; (JK, S, K;) أرَقَانٌ being a dial. var. of this last; (S;) or the hemzeh is a substitute for the ى; (L;) and يرقان is the word most commonly known; (K;) A blight, or disease, which affects, or smites, seed-produce: (JK, S, K:) and a disease [namely jaundice] which affects, or smites, man, (S, K,) causing the person to become yellow [or blackish]; (TA;) it is a disease which changes the colour of the person excessively to yellowness or blackness, by the flowing of the yellow or black humour to the skin and the part next thereto, without putridity. (Ibn-Seenà [Avicenna], K.) أُرَاقٌ: see أَرَقَانٌ.

آرِقٌ: see أَرِقٌ.

زِرْعٌ مَأْرُوقٌ Seed-produce affected, or smitten, with a blight, or disease, (JK, S, K,) such as is termed أَرَقَان; (JK, S;) as also مَيْرُوقٌ [from يَرَقَان]: (S, K:) and نَخْلَةٌ مَأْرُوقَةٌ a palm-tree affected, or smitten, therewith. (JK, TA.)

أَرَقَ 

(أَرَقَ) الْهَمْزَةُ وَالرَّاءُ وَالْقَافُ أَصْلَانِ، أَحَدُهُمَا نِفَارُ النُّوَّمِ لَيْلًا، وَالْآخَرُ لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ. فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ أَرِقْتُ أَرَقًا، وَأَرَّقَنِي الْهَمُّ يُؤَرِّقُنِي. قَالَ الْأَعْشَى:

أَرِقْتُ وَمَا هَذَا السُّهَادُ الْمُؤَرِّقُ ... وَمَا بِيَ مِنْ سُقْمٍ وَمَا بِي مَعْشَقُ

وَيُقَالُ: آرَقَنِي أَيْضًا. قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:

يَا عِيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإِيرَاقِ ... وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الْأَهْوَالِ طَرَّاقِ

وَرَجُلٌ أَرِقٌ وَآرِقٌ، عَلَى وَزْنِ فَعِلٍ وَفَاعِلٍ. قَالَ:

فَبِتُّ بِلَيْلِ الْآرِقِ الْمُتَمَلْمِلِ وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُ الْقَائِلِ:

وَيَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ ... كَأَنَّ فِي رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ أَرْقَانِ

فَيُقَالُ: إِنَّ الْــأرْقَانَ شَجَرٌ أَحْمَرُ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَمِنْ هَذَا أَيْضًا الْــأرَقَانُ الَّذِي يُصِيبُ الزَّرْعَ، وَهُوَ اصْفِرَارٌ يَعْتَرِيهِ، يُقَالُ: زَرْعٌ مَأْرُوقٌ وَقَدْ أُرِقَ. وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ الْإِرَاقُ والْأَرْقُ.

أرق

(أرق)
أرقا امْتنع عَلَيْهِ النّوم لَيْلًا فَهُوَ أرق وآرق
أر ق

أصابه أرق، وأرقني الهم. وتقول: له جفن مؤرق، ودمع مرقوق.
(أرق) رق وَالْفرس وَنَحْوه رق حَافره وَفُلَان ساءت حَاله وَقل مَاله وَبِه أخلاقه شح وَمنع خَيره وشيئا رقّه وَالْحر استعبده وَقَلبه ألانه بنصائحه أَو استعطافه
(أ ر ق) : (الْأَرَقُ) السَّهَرُ وَالتَّأْرِيقُ الْإِسْهَارُ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ مِنْ تَلَامِذَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
(أرق) - في الحديث: "أَنَّه ليلةً".
قال يعقوب: يقال: رجل: آرِق وأَرِقٌ، إذا كان يَسْهر بالليل لِعِلَّة، فإن كان السَّهَر من عَادَتِه بلا عِلَّة، قيل: رجل أُرُقٌ، وسُهُدٌ على وزن حُرُض.
أرق
الــأرَقَانُ واليرَقَانُ: آفَةٌ تُصِيْبُ الزَّرْعَ، يُقال: زَرْعٌ مَأرُوْقٌ، ونَخْلة مأْروْقَةٌ، وقد أَرِقَتْ.
والأَرَقُ: ذَهابُ النَّوم، أرِقْتُ آرَقُ، وأرَّقَني كذا. واليارَقَانِ: من أسْوِرَةِ النَساء، دَخِيلٌ.
[أرق] ط فيه: ما أنام الليل من الأرق، أي السهر وهو مفارقة النوم بوسوسة أو خوف أو نحوها. ن ومنه: "أرق" رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كفرح، ورجل أرق كفرح، وارقني تأريقاً أي أسهرني. نه: رجل أرق إذا سهر لعلة فإذا سهر لعادة قيل أرق بضمتين.
أ ر ق: (الْأَرَقُ) السَّهَرُ وَبَابُهُ طَرِبَ وَ (أَرَّقَهُ) كَذَا (تَأْرِيقًا) أَسْهَرَهُ وَ (الْــأَرَقَانُ) لُغَةٌ فِي الْيَرَقَانِ وَهُوَ آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ وَدَاءٌ يُصِيبُ النَّاسَ. 
[أرق] الارق: السهر. قود أرقت بالكسر، أي سهرتُ، وكذلك ائْتَرَقْتُ على افتعلت، فأنا أرقٌ. وأَرَّقَني كذا تأريقاً، أي أسهرني. والــأَرقانُ: لغة في اليَرَقانِ، وهو آفةٌ تصيب الزرع، وداءُ يصيب الناس. يقال زرعٌ مَأْروقٌ ومَيروقٌ. وقولهم: " جاء بأمّ الرُبَيقِ على أُرَيْقٍ " يعني به الداهية. قال أبو عبيد: وأصله من الحيات. وقال الاصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق . وأراق بالضم: موضع. قال ابن أحمر: كأن على الجمال أوان حفت هجائن من نعاج أراق عينا 
أرق
أرِقَ يَأرَق، أَرَقًا، فهو آرِق وأرِق
• أرِقَ الرَّجلُ: سهِر، امتنع عليه النَّوم ليلاً "بِتُّ أَرِقًا طوال اللَّيل". 

أرَّقَ يؤرِّق، تَأْريقًا، فهو مُؤرِّق، والمفعول مُؤرَّق
• أرَّقته الضَّوضاءُ: منعته من النَّوم ليلاً "أرَّقني الهمُّ/ الأصوات العالية- له جَفْنٌ مؤرَّق ودمعٌ مُرَقْرَق". 

أرَق [مفرد]: مصدر أرِقَ.
• داء الأَرَق: (طب) مرض يصيب الإنسان ويسبِّب السَّهر. 

أَرْق [جمع]: (حن) فصيلة من الحشرات تصيب الزرع فتجعله يصفرّ "يُكافح الأَرْق بدُخان الكبريت أو التَّبغ". 

أَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أرِقَ. 

أَرَقان [مفرد]:
1 - (طب) مرض يمنع الصفراء من بلوغ الأمعاء بسهولة فتختلط بالدم فتصفرّ بذلك أنسجة الإنسان أو الحيوان.
2 - (نت) مرض يُصيب النبات فيصفرّ. 

أرق: الأَرَقُ: السَّهَرُ. وقد أَرِقْت، بالكسر، أَي سَهِرْت، وكذلك

ائتَرَقْت على افْتَعَلْت، فأَنا أَرِقٌ. التهذيب: الأَرَقُ ذهاب النوم

بالليل، وفي المحكم: ذهاب النوم لعلة. يقال: أَرِقْت آرَقُ. ويقال: أَرِقَ

أَرَقاً، فهو أَرِقٌ وآرِقٌ وأَرُقٌ وأُرُقٌ؛ قال ذو الرمة:

فبِتُّ بليلِ الآرِقِ المُتَمَلِّلِ

فإذا كان ذلك عادته فبضمّ الهمزة والراء لا غير. وقد أَرَّقه كذا وكذا

تأْريقاً، فهو مؤَرَّق، أَي أَسهَره؛ قال:

متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرى

قال سيبويه: جزمه لأَنه في معنى إن يكن لي نوم في غير هذه الحال لا

يؤَرقني الكرى؛ قال ابن جني: هذا يدلك من مذاهب العرب على أنَّ الإشمام يقرُب

من السكون وأَنه دون رَوْم الحركة، قال: وذلك لأَن الشعر من الرجز

ووزنه: متى أَنا: مفاعلن، م لا يؤر: مفاعلن، رقْني الكرى: مستفعلن؛ والقاف من

يؤَرقني بإزاء السين من مستفعلن، والسين كما ترى ساكنة؛ قال: ولو اعتددت

بما في القاف من الإشمام حركة لصار الجزء إلى متفاعلن، والرجز ليس فيه

متفاعلن إنما يأْتي في الكامل، قال: فهذه دلالة قاطعة على أَن حركة الإشمام

لضعفها غير معتدّ بها، والحرف الذي هي فيه ساكن أَو كالساكن، وأَنها

أَقل في النسبة والزنة من الحركة المُخفاة في همزة بين بين وغيرها. قال

سيبويه: وسمعت بعض العرب يُشمُّها الرفع كأَنه قال غير مؤَرَّق، وأَراد

الكَرِيّ فحذف إحدى الياءَين.

والــأَرْقانُ والــأَرَقانُ والإرْقانُ: داءٌ يُصيب الزرع والنخل؛ قال:

ويَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،

كأَنَّ في رَيْطَتَيْه نَضْحَ إرْقانِ

وقد أَرقَ؛ ومن جعل همزته بدلاً فحكمه الياء، وزَرْع مأْرُوق ومَيْرُوق

ونخلة مأْرُوقة. واليرَقانُ والــأَرَقان أَيضاً: آفة تُصيب الإنسان

يُصِيبه منها الصُّفار في جسده. الصحاح: الــأَرَقانُ لغة في اليرَقان وهو آفة

تصيب الزرع وداءٌ يصيب الناس. والإرْقانُ: شجر بعينه وقد فُسِّر به

البيت.وقولهم: جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْق على أُرَيْقٍ تعني به الدَّاهيَة؛ قال

أَبو عبيد: وأَصله من الحيَّات؛ قال الأَصمعي: تزعم العرب أَنه من قول

رجل رأَى الغول على جمل أَوْرَق؛ قال ابن بري: حقُّ أُريق أَن يذكر في فصل

ورق لأَنه تصغير أَورق تصغير الترخيم كقولهم في أَسود سُويد، ومما يدل

على أَن أَصل الأُريق من الحيات، كما قال أَبو عبيد، قول العجاج:

وقد رَأَى دُونيَ من تَهَجُّمِي

أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ الأَزْنَمِ

(* قوله «تهجمي» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله: تجهمي بتقديم الجيم).

بدلالة قوله الأَزنم وهو الذي له زَنَمة من الحيَّات. وأُراقُ، بالضم:

موضع؛ قال ابن أَحمر:

كأَنَّ على الجِمالِ، أَوانَ حُفَّتْ،

هَجائنَ من نعاجِ أُراقَ عِينا

أرق
} الأرَقُ، مُحَرَّكةً: السَّهَرُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَزَاد الصاغانِي: باللَّيْلِ وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ ذَهابُ النّوم باللَّيْلِ، وفى المُحكم: ذَهابُ النّوم لِعِلَّةٍ، ونَقَلَ شَيْخُنا عَنْ بَعْضِ فُقَهَاء اللُّغَةِ أَنه السَّهَرُ فِي مَكْرُوه، وقَيَّدَه هَكَذَا، وأَنَّ السَّهَرَ أَعَمُّ، وَبِه فَسَّرُوا قولَ المُتَنَبِّي:
( {أرَقٌ على} أَرَقٍ ومِثْلِي {يَأرَقُ ... وأَسىً يَزِيدُ وعَبْرةٌ تَتَرَقْرَقُ)
} كالائْتِراقِ على الافْتِعال، نَقَلَه الجَوْهَريّ. وَقد {أَرِقَ، كفَرِحَ} يَأرَقُ {أرَقاً فَهُوَ} أَرِقٌ ككَتِفٍ {وآرقٌ كناصِر، وأَنشدَ ابنُ فارِس فِي اَلمَقايِيسِ: فَبِتُّ بلَيْلِ} الآرِقِ المتَمَلْمِلِ قلت: هُوَ قَوْلُ ذِي الرمةِ. {والإِرْقانُ، بالكسرِ: شَجَرٌ أَحْمَرُ بعَيْنِه، نَقله ابنُ فارِس، وَأنْشد:
(وتَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَراً أَنامِله ... كأَنَّ فِي رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ} إِرْقانِ) قلتُ: وَهُوَ قولُ الْأَصْمَعِي، كَمَا فِي التَّكْمِلةِ. وقِيلَ: {الإِرْقانُ: الحِناّءُ. وَقَالَ الأَصمَعيُّ: الإِرْقانُ: الزَعفرانُ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ دَمُ الأَخَوَيْنِ وكلُّ ذَلِك فُسِّرَ بِهِ البَيْت. والإِرْقان: آفَة تصيب الزَّرْع.
ودَاءٌ يُصِيب الناّسَ يَصْفَرُّ مِنْهُ الجَسدُ} كالــأَرَقانِ، مُحَرَّكةً نقلَها الجَوهَرِي وبكَسْرَتَيْنِ، وبَفَتْح الهمزةِ وضَمِّ الرّاءَ، {والأَرْقُ والــأرْقانُ، بفتحهما،} والأراقُ كغُرابٍ، واليَرَقانُ محرّكَةً، وَهَذِه أشهَرُ فَهَذِهِ ثَمَانِي لغاتٍ، اقْتصر الجَوْهَرِي على الثانِية والأخِيرةِ، وَفِي اللِّسانِ: وَمن جَعَل هَمزَتَه بَدَلا فحُكْمُه الياءُ، قالَ الأَطِبّاءُ: اليَرَقانُ: يَتَغَيَّر مِنْهُ لَون البَدَنِ تَغيُّراً فاحِشاً إِلى صُفرةٍ أَو سَوادٍ، بجريانَ الخِلْطِ الأَصْفرِ أَو الأسْوَدِ إِلى الجِلْدِ وَمَا يَلِيه بِلَا عُفونَةٍ كَذَا فِي الشفاءَ لِابْنِ)
سينَا. وزَرْع {مَأرُوق، ومَيْرُوق: أَي مؤوف، وَكَذَلِكَ نَخْلَةٌ مَأروقَةٌ. (و) } أُرَيق كزُبَيْرٍ: ع هكَذا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَط، صَوَابه كغرابٍ كَمَا هُوَ فِي الصِّحاح والعُبابِ واللِّسانِ والمعْجَم، وأَنشَدُوا لابْنِ أَحمَرَ الباهِلِي:
(كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ حُفَّتْ ... هَجائِنَ من نِعاجِ {أراقَ عِينَا)
وَقَالَ الْجَوْهَرِي: قَالَ الْأَصْمَعِي: رَأَى رَجلٌ الغُولَ على جَمَلٍ أَوْرَقَ، فقالَ: جاءَنا بأمِّ الرّبَيْقِ على} أرَيْقٍ، أَي: بالدَّاهِيَة، زادَ غيرُه العَظِيمَة وقالَ الصّاغاني: الكَبِيرَةُ، وقالَ أَبُو عُبَيدٍ: أَصله من الحَيّاتِ، وَقَالَ الأزْهَري: صَغِّرَ الأَورَقَ تَصغِيرَ التَّرْخيم كسُوَيْد فِي أَسْوَدَ، وَالْأَصْل وُرَيْق، فقُلبَت الواوُ هَمْزَةً ذَكَرَه فِي هَذَا التَّركيبِ، وقالَ ابنُ بَرِّي: حَقُّ {أرَيْقٍ أَنْ يذكر فِي فصل ورق لأَنَّه تصغِيرُ أَوْرَقَ، كقَولهم فِي أسْوَدَ سُوَيْدٌ، وَمِمَّا يَدل على أَن أَصل} الأرَيْقِ الحَيّاتُ كَمَا قَالَ أَبُو عبيد قولُ العَجّاجََ:
(وَقد رَأَى دُوني من تجهمي ... أمَ الربَيْقِ {والأرَيْقِ الأَزْنَمَ)
بدلالَةِ قولِه: الأَزنم وَهُوَ الذَّي لَهُ زنَمَة من الحَيَّاتِ.
} وآرَقَه كَذَا {وأَرَّقه} إيراقاً {وتَأرِيقاً، وعَلى الثَّانِي اقْتَصَرَ الجَوهريّ: أَسْهَرَه وَهُوَ} مُؤَرَّقٌ قَالَ: مَتَى أَنامُ لَا {- يُؤَرِّقْني الْكرَى قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَزَمه لِأَنَّهُ فِي معنى إِنْ يَكُن لي نَوْمٌ فِي غير هَذِه الحالِ لَا يُؤَرِّقْنِي الكَرِىّ وَقَالَ تَأَبَّطَ شرا:
(يَا عِيدُ مالَكَ من شوْقٍ} وإِيراقِ ... ومَرِّ طيْفٍ عَلَى الأَهْوالِ طَرّاقِ)
وَقَالَ رؤبة:
( {- أرقني طَارق هم} أرقاً ... وركض غربان غدون نغقا)
وَقَالَ الْأَعْشَى:
( {أرقت وَمَا هَذَا السهاد} المؤرق ... وَمَا بِي من هم وَمَا بِي من معشق)
{ومؤرق كمحدث: علم مِنْهُم} مؤرق الْعجلِيّ وَغَيره، قَالَ ابْن دُرَيْد فِي تركيب ورق فَأَما تسميتهم {مؤرقاً فَلَيْسَ من هَذَا، ذَاك من الأرق وَهُوَ ذهَاب النّوم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: رجل} أرق كندس {وأرق بِضَمَّتَيْنِ بِمَعْنى} آرق. وَقيل: إِذا كَانَ ذَلِك عَادَته فبضم الْهمزَة وَالرَّاء لَا غير. {وأراقُ، كغُرابٍ: موضِعٌ فِي قَوْلِ ابنِ أحمرَ:
(كأنَّ عَلَى الجِمالِ أَوانَ حُفَّت ... هَجائِنَ من نِعاج} أراقَ عينا)
وقالَ ابنُ زَيْدِ الخَيلِ الطاّئِي:
(وَلما أَنْ بَدَت لصَفَا أراقِ ... تَجَمَّعَ مِنْ طَوائِفِهم فُلُولُ)
(أر ق)

الأرق: ذهَاب النّوم لعِلَّة.

أرق أرقاً، فَهُوَ أرق، وآرق. فَإِذا كَانَ ذَلِك عَادَته فَهُوَ أرق: لَا غير. وَقد أرقه، قَالَ:

مَتى انام لَا يؤرقني الْكرَى

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جزمه لِأَنَّهُ فِي معنى: إِن يكن لي نوم فِي غير هَذِه الْحَال لَا يؤرقني الْكرَى.

قَالَ ابْن جني: هَذَا يدلك من مَذَاهِب الْعَرَب على أَن الإشمام يقرب من السّكُون، وَأَنه دون روم الْحَرَكَة. قَالَ: وَذَلِكَ لِأَن هَذَا الشّعْر من الرجز، ووزنه: مَتى أَنا " مفاعلن " مُ لَا يؤر، " مفاعلن "، رقني الْكرَى " مستفعلن " فالقاف من " يؤرقني "، بِإِزَاءِ السِّين من " مستفعلن "، وَالسِّين كَمَا ترى سَاكِنة. قَالَ: وَلَو اعتددت بِمَا فِي الْقَاف من الإشمام حَرَكَة، لصار الْجُزْء إِلَى " متفاعلن "، وَالرجز لَيْسَ فِيهِ " متفاعلن " إِنَّمَا يَأْتِي فِي الْكَامِل، قَالَ: فَهَذِهِ دلَالَة قَاطِعَة على أَن كرحة الإشمام لِضعْفِهَا غير مُعْتَد بهَا، والحرف الَّذِي هِيَ فِيهِ سَاكن أَو كالساكن، وَأَنَّهَا اقل فِي النِّسْبَة والزنة من الْحَرَكَة المخفاة فِي همزَة بَين بَين وَغَيرهَا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسمعت بعض الْعَرَب يشملها الرّفْع، كَأَنَّهُ قَالَ: مَتى أَنا غير مؤرق: وَأَرَادَ: الْكرَى، فَحذف إِحْدَى الياءين.

والــأرقان، والــأرقان، والإرقان: دَاء يُصِيب الزَّرْع وَالنَّخْل، قَالَ:

وَيتْرك الْقرن مصفراًّ انامله ... كَأَن فِي ريطتيه نضح إرطان

وَقد أرق، وَمن جعل همزته بَدَلا فَحكمه الْيَاء.

والإرقان: شجر بِعَيْنِه، وَقد فسر بِهِ الْبَيْت.

يرق

(يرق)
الْإِنْسَان أَو الزَّرْع أَصَابَهُ اليرقان فَهُوَ ميروق
ي ر ق: (الْيَرَقَانُ) مِثْلُ الْــأَرَقَانِ وَهُوَ آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ وَدَاءٌ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ. 
ي ر ق

أصاب الرجل والزّرع اليرقان والــأرقان. ويرق وأرق فهو ميروق ومأروق. ونخلة مأروقة. ورأيت في يديها يارقين ويارجين وهما ضرب من الحليّ. قال الأعشى:

إذا قلّدت معصماً يارقاً ... وفصّل بالدّرّ فصلاً نضيراً
(ي ر ق)

اليارق: ضرب من الاسورة.

واليرقان: دود يكون فِي الزَّرْع، ثمَّ يَنْسَلِخ فَيصير فراشا.

واليرقان: آفَة تصيب الزَّرْع أَيْضا.

وَزرع ميروق، وَقد يرق. واليرقان: دَاء مَعْرُوف يُصِيب النَّاس.

وَرجل ميروق.

يرق


يَرَقَ
يَرْقَاْنُ
يَرَقَاْنa. Blight, mildew, smut; weevil.
b. Jaundice; king's evil.

N. P.
يَرڤقَa. Mildewy, blighted.
b. Suffering from jaundice.

مَأْرُوْق
a. see N. P.
I (b)
يَرْقُوْد
a. Sluggard, lie-a-bed.

يَرْمَع (pl.
يَرَاْقِ4ُ)
a. Top (plaything).
b. White, soft stone.

يَرْمُوْل
a. Sandy.

يَرَامِيْع
a. Asparagus.

يَرَمِيّ
a. Stone; land-mark.

يَُرَنَّأ يَرَنَّآء
a. Henna ( a certain dye ).
يَرَنْدَج
a. Black leather.

يرُوْن
a. Brain of the elephant.
b. Sweat.
c. Sperm.

يَزِيْد
a. Name of several caliphs.

يرق: اليارَقُ: ضرب من الأَسْوِرة، وقيل: اليارَقُ السِّوار؛ قال شُبرمة

بن الطفيل:

لعَمْري لَظَبْيٌ عند باب ابن مُحْرِزٍ،

أَغَنُّ عليه اليارَقانِ، مَشُوفُ،

أَحَبُّ إليكم من بُيوتٍ عمادُها

سُيوف وأَرْماح، لهُنَّ حَفِيفُ

واليارَقُ: الجِبارةُ وهو الدَّسْتِينَجُ العريض، معرب.

واليَرَقانُ: دود يكون في الزرع ثم ينسلخ فيصير

فَراشاً. واليَرَقانُ مثل الــأَرَقانِ: آفة تصيب الزرع أَيضاً. وزَرْع

مَيْروق ومأْرُوق وقد يُرِقَ. واليَرَقان: داء معروف يصيب الناس؛ ورجل

مَيْروق.

يرق:
يرق: في (ابن إياس. مملوك 253:1:1): كان السلطان أقام له برك ويرق التي ترجمها (كاترمير) إلى أن (السلطان أعطاه أمتعة وتجهيزات)؛ إلا أن يرق ويراق كلمة تركية تعني أسلحة: وأرى أن تترجم على هذا النحو، لأن العبارات الثلاث التي أعقبت هذه الكلمة عند (كاترمير) تربط صيغة برك بالسلاح: برك هائل. وسلاح عظيم -ما نُهب من برك العسكر والسلاح- لم يبق عندنا لا برك ولا سلاح.
يَرْقان: لها معنيان في اللاتينية، والذي يعنينا هنا هو المعنى الأول ل: turbo، أي اضطراب، ارتجاج، ارتباك.
يَرَقان: آفة يتغير منها اللون إلى صفرة أو سواد (جوكانثان، ص42).
يرقان: نوع من الأحجار الكريمة يدعى اليشب قريب من الزبرجد، لكنه أكثر شفافية وصفاء منه وأجوده الرزين فالأخضر فالأبيض. فارسي (انظر يرقان).
يرقان: من أنواع الطير (باين سميث 1633).
يرق
يَرَقان [مفرد]:
1 - (طب) مرض يمنع الصفراء من بلوغ المِعَى بسهولة فتختلط بالدم فتصفر بسبب ذلك أنسجة الجلد، وقيل هو مرض ناشئ عن اختلال في إفراز الصفراء أو المرارة ويصحبه اصفرار الجلد والأنسجة والبَول.
2 - (نت) مرض فطريّ يصيب النباتَ فيصفرّ. 

يَرَقانة [مفرد]: ج يَرَقان: (حي) أحد أطوار النموّ في بعض الحيوانات كالحشرات والقشريَّات والرخويَّات وغيرها يخرج من البيضة، وقد يتحوّل إلى الحيوان اليافع مباشرة كما في الجراد أو يمرّ بأطوار أخرى، كدودة ورق القطن والنحل والذباب والبعوض وغيرها "يرقان الضفادع". 

يَرَقة [مفرد]: ج يَرَقات: (حن) طور مبكر من أطوار نموّ الحشرات، يخرج من البيضة ويعتبر طورًا انتقاليًّا قبل طور الحشرة الكاملة، له شكل عديم الأجنحة يشبه الدودة. 
يرق
{اليَرَقانُ بالتَّحْريكِ ويُسَكَّنُ كِلْتا اللُّغَتَين عَن ابنِ الْأَعرَابِي، واقْتَصَر الجَوْهرِيُّ على التَّحريكِ، وَهِي لغةٌ فِي الــأَرَقانِ: آفَةٌ للزَّرْعِ تُصِيبُه فيَصْفَرُّ مِنْهَا، وَقيل: هُوَ دُودٌ يكونُ فِي الزَّرْعِ، ثمَّ يَنْسَلِخُ فيَصِيرُ فَراشًا. قلتُ: ويُعْرَفُ فِي مِصْرَ بالمن. واليَرَقانُ أَيْضا: مَرَضٌ معروفٌ يَعْتَري الإِنسانَ. وَقد ذُكِرَ فِي أَرق. ويُقالُ: رِزْقٌ كَذَا فِي النُّسَخ وصوابُه زَرعٌ} مَأْرُوقٌ {وميرُوقٌ، وَقد} يُرِقَ {وأرِقَ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ} مَأرُوقٌ {ومَيرُوق.} واليارَقُ، كهاجَرَ: ضربٌ من الأَسوِرَةِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ الدَّسْتَبَنْدُ العَرِيضُ فارسِيٌ مُعَرَبٌ، قَالَ شُبرُمَةُ بنُ الطّفَيل:
(لعَمْرِي لظَبيٌ عندَ بابِ ابنِ مُحْرِزٍ ... أَغَنُّ عَلَيْهِ {اليارَقانُ مَشُوفُ)

(أَحَبُّ إِلَيكُم من بُيُوت عِمادُها ... سُيوفٌ وأَرْماحٌ لَهُنَّ حَفِيف)
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} يَريَقُ، كجَعْفَر هُوَ ابْن سلَيمانَ مُحَدِّثٌ توفّي سنة ثَلَاثَة وسِتِّينَ وخَمسمائة، قَالَ الحافِظُ: هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ نُقْطَةَ.

يرق



يَرَقَانٌ Saffron. (Sgh, in TA, art. شعر.) b2: See أَرَقَانٌ.

هلج

(هلج)
هلجا أخبر بِمَا لَا يُوقن بِهِ وحلم أحلاما كَثِيرَة غامضة
هلج:
هلّج: هلجان = هرجان = أرقان: شجر لوز البربر (أنظر ارقان في الصفحة 61 من ترجمة هذا المعجم، مادة أرقان) (البكري 163) هليج، أهليج، هليلج = أهليلج: انظر اهليلج في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم.
(هـ ل ج) : (الْهَلِيلَجُ) مَعْرُوفٌ عَنْ اللَّيْثِ وَهَكَذَا فِي الْقَانُونِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ الْأَحْمَرِ الْإِهْلِيلِجَةُ بِكَسْرِ اللَّامِ الْأَخِيرَةِ وَكَذَا عَنْ شِمْرٍ وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجَةٌ وَكَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ.
هلج
الهَلِيْلَجُ: من الأَدْوِيَة، لُغَةٌ في إهْلِيْلَج. وهَلَجْتُ وهَرَجْتُ: وهو أنْ يَأْتِيَكَ من الأخبار بما لا تُوْقِنُ به. والهَلَجُ: ما تَراهُ في النَّوْمِ كالأضْغاث. ويَهْلِجُ في الكلام: يَهْذي. والهَلَجُ: الطَّمَعُ، هَلَّجَني تَهْلِيْجاً.
(هـ ل ج)

الهَلْجُ: مَا لم توقن بِهِ من الْأَخْبَار، هَلَج يَهْلِجُ هَلْجا.

والهَلْجُ: شَيْء ترَاهُ فِي نومك مِمَّا لَيْسَ برؤيا صَادِقَة.

والهَلْجُ: أخف النّوم.

والهَلِيلَجُ، والإهْلِيلِجَةُ: عقير مَعْرُوف، وَهُوَ مُعرب.
هـ ل ج: (الْإِهْلِيلِجُ) مُعَرَّبٌ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ بِكَسْرِ اللَّامَيْنِ وَكَذَا الْوَاحِدَةُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ. قَالَ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِلٌ بِالْكَسْرِ وَفِيهِ إِفْعِيلَلٌ بِالْفَتْحِ كَإِبْرِيسَمٍ وَإِطْرِيفَلٍ. 

هلج: الهَلْجُ: ما لم يُوقَنْ به من الأَخبار. هَلَجَ يَهْلِجُ هَلْجاً

إِذا أَخبر بما لا يُؤْمَنُ به. والهَلْجُ: شيءٌ تراه في نومك مما ليس

برُؤْيا صادقة. والهَلْجُ: أَخفُّ النوم.

والهالِجُ: الكثير الأَحلام بلا تحصيل. والهُلْجُ في النوم: الأَضْغاثُ.

والهَلِيلِجُ والإِهْلِيلَجُ والإِهْلِيلِجَةُ: عِقِّيرٌ من الأَدوية

معروف، وهو معرّب. الجوهري: ولا تقل هَلِيلِجةٌ. قال الفراء: وهو بكسر

اللام الأَخيرة، قال: وكذلك رواه الإِيادي عن شمر؛ وقيل: هو الإِهْلِيلَجُ،

بفتح اللام الأَخيرة؛ قال ابن الأَعرابي: وليس في الكلام إِفْعِيلِل،

بالكسر، ولكن إِفْعِيلَل مثل إِهْلِيلَج وإِبرِيْسَم وإِطْرِيفَل.

هـلج
إهليج1 [مفرد]: (هس) شكل هندسي شبه بيضيّ يُسمى القطع الناقص. 

إهليج2 [جمع]: (نت) جنس أشجار تنبت في الهند والصين وغيرهما، وأنواعها كثيرة، ثمرها على هيئة حبّ الصَّنوبر الكبار. 

هَلَج [جمع]: (نت) جنس نباتات شائكة من فصيلة السّذابيّات ثمارها نوويّة كالزَّيتون مُرّة الطَّعْم تُسهِّل المعدة قبل إدراكها، سكَّريَّة الطَّعم مأكولة بعد نضجها، ويسمَّى الزَّقُّوم أو بلح الصَّحراء. 

هلج



إِهْلِيلَجٌ (IAar, S, K) and إِهْلِيلِجٌ, (Fr, Sh, K,) but this is disapproved by IAar, who observes that there are no words in Arabic of the measure إِفْعِيلِلٌ, but there are of the measure إِفْعِيلَلٌ, as إِهْلِيلَجٌ and إِبْرِيسَمٌ and إِطْرِيفَلٌ, (S,) and هَلِيلَجٌ, (L,) but this is disallowed by ISk, (S,) [a coll. gen. n.,] n. un. with ة, (K,) an arabicized word, (S,) from اهليله, (TA,) [or rather هلِيلَهْ, a Persian word,] A well-known fruit, [the fruit of the myrobalan, as well as the myrobalan-tree,] one kind of which is yellow, (K,) and another kind black, the latter being in the highest state of ripeness, and another kind called كَابُلِىٌّ: it is useful as a remedy for quinseys, and preserves the intel-lect, and removes the head-ache, (when used made into a conserve, TA,) and is, in the stomach, like an intelligent housewife, who is a good manager, in the house: (K, TA; but omitted in some copies of the K:) so is this medicine to the brain and stomach. (TA.) [See also بِلِيلَجٌ, in art. بلج.]
هلج
: (الإِهْلِيلَجُ) بِكَسْر الأَوّل وَالثَّانِي وَفتح الثَّالِث (وَقد تُكْسَر اللاّم الثانيةُ) ، قَالَه الفرّاءُ، وكذالك رَوَاهُ الإِياديّ عَن شَمِرٍ، وَهُوَ مُعرَّبُ إِهْليله، وإِنما فَتحوا اللاّمَ ليُوَافق وَزنُه أَوزانَ العَرب؛ حقّقه شَيخنَا (والواحِدة بهاءٍ) إِهْليلَجَة. قَالَ الجوهريّ: وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجَة. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَلَيْسَ فِي الكلامِ إِفْعِيلِل بِالْكَسْرِ وَلَكِن إِفْعِيلَل، مثل إِهلِيلَج وإِبْرِيسَم وإِطْرِيفَلِ (ثَمَرٌ، م) ، أَي معروفٌ، وَهُوَ على أَقاسمٍ. (مِنْهُ أَصْفرُ وَمِنْه أَسودُ وَهُوَ البالعُ النَّضيجُ، وَمِنْه كابِلِيٌّ) . وَله منافِعُ جَمَّةٌ، ذَكرَها الأَطبَّاءُ فِي كُتبهم، مِنْهَا أَنه (يَنْفَعُ من الخَوانِيقِ، ويَحفَظ العَقْلَ، ويُزِيل الصُّداعَ) بِاسْتِعْمَالِهِ مُرَبًّى، (وَهُوَ فِي المَعِدة كالكَذْبانُونَةِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (فِي البيتِ، وَهِي المَرْأَة العاقِلةُ المُدَبِّرة) تَتركُ البيتَ فِي غايةِ الصَّلاحِ، فكذالك هاطا الدَّواءُ للدِّماغِ والمَعدة.
(والهالِجُ: الكَثيرُ الأَحلامِ بِلَا تَحصيل) .
(وهَلَجَ يَهْلِجُ) ، بِالْكَسْرِ، (هَلْجاً: أَخْبرَ بِمَا لَا يُؤْمَن بِهِ) من الأَخبار؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي بعض الأُمّهات: بِمَا لَا يُوقَن بِهِ، بِالْقَافِ، بل الْمِيم.
(والهُلْجُ، بالضّمِّ: الأَضْغاثُ فِي النَّوْم) .
(و) الهَلْج (بِالْفَتْح) : أَخَفُّ النَّوْم، وشَيْءٌ تَراه فِي نَوْمك ممّا لَيْسَ برُؤْيَا صادقةٍ، و (جَدُّ محمَّد بن العبَّاس البَلْخُيّ المُحدِّث) .
وهَلَجعةُ، محرَّكَةً: جَدُّ يَعقوبَ بن زَيدِ بن هَلَجةَ بن عبد الله بن أَبي مُلَيكة التَّيْميّ، ثقةٌ، حَدَّث.
(وأَهْلَجَه) : إِذا (أَخْفاه) ، كأَهْمَجَه، أَو أَنّ اللاّم بدَلٌ عَن الْمِيم، كَمَا سيأَتي. وَقد مرّ فِي (هرج) شيْءٌ من ذالك.

هلج


هَلَج(n. ac. هَلْج)
a. Exaggerated, romanced.

أَهْلَجَa. Concealed.

هُلْجa. Strange dreams.

هَلَجa. A thorny tree.

إِهْلِيْلَِج هَلِيْلَج
a. p. The fruit of the myrobalan.
b. [ coll. ], Ellipse.
هِلْجَاب
a. Kettle, caldron.
[هلج] الاهليلج معرب. قال ابن السكيت: هو الا هليلج والا هليلجة بالكسر، ولا تقل هليلجة. وقال ابن الاعرابي: هو الاهليلج بفتح اللام الاخيرة. قال: وليس في الكلام إفعيلل ولكن إفعيلل، مثل: إهليلج، وإبريسم، وإطريفل.
هـ ل ج : الْإِهْلِيلَجُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ الْأُولَى وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَتُفْتَحُ وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ إهْلِيلَجٌ بِفَتْحِ اللَّامِ وَهِلِيلَجٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ أَيْضًا وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 

ءرق

ءرق


أَرِقَ(n. ac. أَرَق)
a. Watched by night, kept vigil.
b. Was blighted (plant).
أَرَّقَآرَقَa. Rendered wakeful, kept awake.

أَرِق
أَرُق
أُرُقa. Sleepless, wakeful.

أُرَاْق
أَرْقَاْنُ
أَرَقَاْنa. Blight, mildew.
b. Jaundice.

مطو

مطو: {يتمطى}: يتبختر، قيل: يمد مطاه في مشيه، والمطا: الظهر.

مطو


مَطَا(n. ac. مَطْو)
a. Went quickly, hastened.
b. Urged, drove on.
c. Clave to; joined himself to.
d. [Bi], Jaded, wearied.
e. Lengthened.
f. Opened (eyes).
g. Swore.
مطو: مط: مد، بسط (فوك).
ماط: (أي على وزن فاعل): انحنى، طأطأ (بوشر). تمطا -كذا. المترجم- في قيوده قطعها (بوشر، كوسج. كرست 97 وتستعمل مثل تمطع) (انظر مطع).
تمطى وضربه: لطمه (بوشر).
أمطى: أي ذهب به (المرض) في أيام قليلة (مولرز 1863، 2: 9: 2 ما لم تقرأ الكلمة على أنها أمضى).
التمطى: التقلص الكزازي، كزاز (باين سميث 1433).
م ط و
مطوت بهم في السير. ومطا الرّشاء من البئر. ورأيته قد مطي في الشمس. وركب المطية والمطيّ والمطايا، وامتطاها. وركب مطاها: ظهرها. وتمطّى في مشيته: تبختر، وهو يتثاءب ويتمطّى، وبه ثؤباء ومطواء. قال المسيب:


بمحالة تقص الذباب بطرفها ... خلقت معاقمها على مطوائها

أي لم تلقح فهي حائل وكأنها تمطّت فخلقت على ذلك.

ومن المجاز: تمطّى الليل إذا طال. قال بيهس:

كلّما قلت قد تقضّى تمطّى ... حالك اللون دامساً يحموماً
مطو، مطى
مُطِيَ في الشَّمْسِ: مُدَ. وكُل شَيْء مَدَدْتَه فقد مَطَوْته. ومنه المَطْوُ في السيْرِ. وذَهَبَ يَتَمَطَّى: أي يَتَبَخْتَرُ، وهو المُطْوى والمُطَيْطَاءُ والمَطَا والمُطَوَاءُ. وهو - أيضاً -: الطُّوْلُ والامْتِدَادُ. والمِطْو: الجَريْدَةُ يَحْزِمُوْنَ بها حُزَمَ البُرِّ. والشِّمْرَاخُ الذي عليه البُسْرُ، وجَمْعُه مِطَاءٌ. وسَنَابِلُ الذُرَةِ. والصَّدِيْقُ والخِلُّ. ومَطَا به: أي رَمى به.
ومَطَأه: نَكَحَه.
ومَر بي مُنْذُ مَطْوَةٍ: أي مُنْذُ ساعَةٍ طَويلَةٍ. والمَطَا: الظَّهْرُ. وامْتَطَى البَعِيْرَ: رَكِبَ مَطَاه، وتَثْنِيَتُه مَطَوَانِ. والمَطِيُّ: المَرَاكِبُ المَرْكُوْبَةُ الأمْطَاءِ. والأمْطِيُّ: المُسْتَوِي القامَةِ المَدِيْدُ. والمُطَا: المَدى. وخِمْسٌ ماطٍ: بَعِيْدٌ.
والأمْطِيُ: شَجَرٌ.
مطو
امتطى يمتطي، امْتَطِ، امتطاءً، فهو مُمْتَطٍ، والمفعول مُمْتَطًى
• امتطى الدَّابّةَ وغيرَها: جعلها مَطِيَّتَه وركبها، استقلَّها، علاها "امتطى الحصانَ قاصِدًا مزرعتَه- امتطى الدرّاجةَ/ سيّارتَه". 

تمطَّى/ تمطَّى في يتمطَّى، تَمَطَّ، تَمَطّيًا، فهو مُتَمَطٍّ، والمفعول مُتَمَطًّى فيه
• تمطَّى النَّهارُ وغيرُه: امتدَّ وطال.
• تمطَّى الشَّخْصُ في مِشْيَتِه: تبختر ومدَّ يديه " {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} ". 

امتطاء [مفرد]: مصدر امتطى. 

مَطِيَّة [مفرد]: ج مطيَّات ومَطايَا ومَطِيّ
• المَطِيَّة من الدَّوابّ: ما يُرْكب ويمتطى كالبعير والنَّاقة (للمذكَّر والمؤنَّث) "حماره مطيَّته في التنقُّل بين القرى" ° اتّخذه مطيَّة لبلوغ مآربه: جعله وسيلة. 
[م ط و] المَطْوُ: الجِدُّ والنَّجاءُ في السَّيْرِ، وقد مَطَي مَطْواً، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(مَطَوْتُ بِهِم حتَّي يكِلَّ غَرِيُّهم ... وحتَّي الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ)

ومَطَا الشَّيءَ مَطْواً: مَدَّه. ومَطَي بالقَوْمِ مَطْواً: مَدَّ بهم. وتَمطَّي الرَّجُلُ: تَمدَّدَ، وقَوْلُه - أَنْشَدَه ثَعلَبٌ -:

(تَمَطَّتْ بِه أُمُّه في النِّفاسِ ... فلَيْسَ بِيَتْنٍ ولا تَوْأَمِ)

فَسَّره فَقَالَ: يُرِيدُ أنَّها زادَتْ على تِسْعَةَ أَشْهُرٍ حتى نَضَّجَتْه. وتَمتَّي كتَمَطَّي، عَلَى البَدَلِِ. وقِيلَ لأَعرابيٍّ: ما هذا الأَثَرُ بجَبْهَتِكَ؟ فقَالَ: من شِدَّةِ التَّمَتِّي في السُّجودِ. وتَمطَّي النَّهارُ: امْتَدَّ وطَالَ، وقِيلَ: كُلُّ ما امْتَدَّ قفد طالَ. وتَمطَّي بهم السَّفَرُ: امْتَدَّ وطالَ، وتَمطَّي بك العَهْدُ كذلك، والاسْمُ من كل ذلك المُطَواءُ.والمَطَا أَيْضاً: التَّمطِّي، عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حكاه في كتابِه المَوْسومِ بالجُمَلِ، قَرَنَه بالمَطاَ، الّذي هو الظَّهْرُ. والمَطِيَّةُ من الدَّوَابٍّ: الّتي تَمْطُو في سَيْرِها، وجَمْعُها: مَطَايَا، ومَطِيٌّ، ومن أَبياتِ الكِتابِ.

(مَتَي أنامُ لا يُؤَرِّقِنْي الكَرِيّ ... )

(لَيْلاً ولا أَسْمَعُ أَجراسَ المَطِيّ ... )

قَالَ سِيبَويَه: أرادَ لا يُؤَرِّقُنِي، فاحْتاجَ فأَشَمَّ السّاكِنَ الضَّمَّةَ، وإنَّما قَالَ سِيبَويِهِ ذلك لأًَنَّ بَعْدَه ((ولا أَسْمَعُ)) وهو فِعْلٌ مَرْفُوعٌ، فحُكْمُ الأَوَّلِ الَّذي عُطِفَ عليه هذا الفِعْلُ أَنْ يكونَ مَرْفُوعاً، لكنْ لَّما لم يُمْكِنْه أَن يُخْلِصَ الحَركَةَ في يُؤَرِّقُني أَشَمَّها، وحَمَلَ أَسْمَعُ عَلِيهَِ؛ لأنَّه وإنْ كانَتِ الحركَةُ مُشَمَّةً فإنَّها في نِيَّةِ الإشْباعِ، وإنَّما قُلْنا في الإشْمامِ هُهُنا إنَّه ضَرورةٌ لأنَّه لو قَالَ لا يُؤَرِّقُنِي فأَشْبَعَ لخَرجَ من الرَّجَرِ إلى الكامِلِ، ومُحال أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ عَرُوضَيْنِ مُخْتِلفَيْنِ. وأَنْشَدَ الأَخْفَشُ:

(أَلَم تكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلِيّ ... )

(إنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المِطِيّ ... )

جَعَلَ الياءَ التي في مَوْضِعِ ياءِ فَعِيلِ قافيةً، وأَلْقَي المُتَحَرِّكَةَ لما احتْاجَ إلى إِلقائِها، وقد قَالَ قَوْمٌ: إنَّما أَلْقَي الزائِدَ، وذلك ليس بحَسَنٍ؛ لأنَّه مُسْتَخِفٌّ لِلأُولِي، وإنَّما يَرْتَدِعُ عند الثّانِية، فلماَّ جاء لَفْظٌ لا يكونُ مع الأُولَي تَركَه، كما يَقِفُ عَلَى التثَّقْيِلِ بالخِفَّةِ. قَالَ ابنُ جِنَّي: ذَهبَ الأَخْفَشُ في العَلِي والمطِي إلى حَذْفِ الحَرْفِ الآخِرِ الذي هو لامٌ وتَبْقِيَة ياءِ فَعِيلٍ، وإن كانَتْ زائدةُ، كما ذَهَبَ في نحو مَقُولٍ ومِبيعٍ إلى حَذْفِ العَيْنِ وإقرارِ واوِ مَفْعولٍ، وإنْ كانَتْ زائدةً، إِلاّ أنَّ جهَتَي الحَذْفِ هنا وهناك مُخْتَلِفَتانٍِ؛ لأَنَّ المَحْذُوفَ من المَطِيّ والعَلِيّ الحَرْفُ الآخِرُ، والحَذْفُ في مَقُولٍ لًعلِةِ لَيْسَتْ بِعلَّةِ الحَذْفِ في المَطِي والعَلِي، والّذِي رآه في المَطِيِّ حَسّنٌ، لأنَّكَ لا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولَي إذا كانَ الوَزْنُ قابِلاً لها، وهي مُكَمِّلَةٌ له، أَلاَ تَرى أَنَّها بإزاءِ نَونِ ((مُسْتفْعِلُنْ)) ، وإنَّما اسْتَغْنَى الوَزْنُ عن الثّانِيةِ، فإِيَّاها فَاحْذِفْ. ورَوَاهُ قُطْرُبٌ: ((أَنَّ مَطَاياكَ)) بفَتْحِ ((أَنَّ)) مع اللاّمِ، وهذا طَريفٌ، والوَجْهُ الصَّحِيحُ هنا كَسْرُ إِنَّ، لِتَزولَ الضَّرُورةً إلا أنَّا سَمِعْناها مَفْتُوحةَ الهَمزِة. وقد مَطَتْ مَطْواً، وامْتَطَاها: اتَّخَذَها مَطِيَّةً. وامْتَطَاها، وأَمْطَاها: جَعَلَها مَطِيَّتَه. والمَطَا: الظَّهْرُ لامْتِدادِه، وقيلَ: هو حَبْلُ المَتْنِ من عَصَبٍ أو عَقَب أو لَحْمٍ، والجمعُ: أَمطاءٌ. والمِطْوُ: جَرِيدَةٌ تُشَقُّ بِشقَّيْنِ، ويُخْزَمُ بها القَتُّ من الزَّرْعِ، وذلك لامَتْدادها. والمِطْوُ: الشِّمْراخُ بِلُغَةِ بَلْحَارثْ بنِ كَعْبِ، وذَلكَ لتمَطِّيه، والجَمْعُ: مِطاءٌ. والمَطَا، مَقْصُورُ: لُغَةٌ فيه، عن ابنِ الأَعرابِيِّ. وقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِطْوُ، والمَطْوُ جَمِيعاً: الكِباسَةُ، قَالَ - وأنْشَدَ أَبو زيادٍ _:

(وكانَ هَمِّي كُلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ ... )

كَذَا أَنْشَدَه مُطْوٍ بالضَّمّ. ومِطْوُ الرَّجِل: صَدِيقُه، وصاحِبُه ونَطِيرةُ، سَرَوَّيةٌ، وقَيلًَ: مِطْوُه: صاحِبُه في السَّفَرِ؛ لأَنَّه كأنَّه إذا قُويِسَ به فقد مُدَّ مَعَه، قَالَ يَصٍِفُ سَحاباً:

(فَظِلْتُ لَدَى البَيْتِ الحَرامِ أُخِيلُه ... ومِطْوَاي مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ)

والمَطَا أيضاً: لُغَةٌ فيه، والجَمْعُ: أَمطاءٌ ومَطِيُّ، الأَخيرةُ اسْمٌ للجِمْعِ، قَالَ أبو ذُؤَيْبٍ:

(لَقَدْ لاَقَي المَطِيَّ بِنِجْدِ عُفْرِ ... حَدِيثٌ إنْ عِجْبتَ له عَجِيبُ)

والأُمْطِيُّ: صَمْعٌ يُؤكَلُ، سُمِّي بذلك لامْتِدادِه، وقِيلَ: هو ضَرْبٌ من نَباتِ الرَّمْلِ يَمْتَدُّ ويَنْفَرِشُ. وقَالَ أَبو حَنيفَة: الأمْطِيُّ: شَجََرٌ يَنْبُتُ في الرَّمْلِ قُضْباناً، وله عِلْكٌ يُمْضَعُ، قَالَ العَجَّاجُ - وَوَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ (وبالفِرِنْدادِ له أَمْطِيُّ ... )

وكُلّ ذلك من المَدَّ، لأَنَّ العِلْكَ يَمْتَدُّ.
مطو
: (و ( {مَطا) } مَطْواً: (جَدَّ فِي السَّيْرِ، وأَسْرَعَ) .) وقيلَ: مَطَا {يَمْطُو إِذا سارَ سَيْراً حَسَناً.
(و) مَطا مَطْواً: (أَكَلَ الرُّطَبَ مِن) } المَطْوِ، وَهِي (الكِباسَةَ.
(و) مَطَا مَطْواً: أَي (صاحَبَ صَدِيقاً) فِي السَّفَرِ.
(و) مَطَا إِذا (فَتَحَ عَيْنَيْه) ، وأصْلُ المَطْوِ المَدّ فِي هَذَا.
(و) مَطا (بالقَوْمِ) مَطْواً: (مَدَّ بهم فِي السَّيْرِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي، وَمِنْه قولُ امْرىءِ القَيْس:
{مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيمُهُم
وحتَّى الجِيادُ مَا يُقَدْنَ بأَرْسانِ (و) مَطَا (المَرأَةَ) مَطْواً: (نَكَحَها.
(} وتَمَطَّى النَّهارُ وغيرُهُ) ، كالسَّفَرِ والعَهْدِ، (امْتَدَّ وطالَ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
(والاسْمُ) مِن كلِّ ذلكَ: ( {المُطَواءُ) ، كغُلَواء. وقالَ أَبُو عليَ القالِي: المُطواءُ} التَّمطِّي عنْدَ الحُمَّى.
( {والمَطَا: التَّمَطِّي) ؛) عَن الزجَّاجي حَكَاهُ فِي الجُمَلِ، قَرَنَه} بالمَطا الَّذِي هُوَ الظَّهْر؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لذُّرْوَة بن جُحْفَةَ الصُّمُوتي:
شَمَمْتُها إذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي
فَهْيَ تَمطَّى {كَمْطا المحمومِ (و) } المَطَا: (الظَّهْرُ) لامتدادِه. وقيلَ: هُوَ حَبْلُ المَتْنِ من عَصَبٍ أَو عَقَبٍ أَو لَحْم؛ (ج {أَمْطاءٌ.
(} والمَطِيَّةُ: الَّدابَّة) تُمَطُّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن الأصْمعي؛ وَفِي المُحْكم: ( {تَمْطُو فِي سَيْرِها) ، واحِدٌ وجَمْعٌ.
قالَ الجَوْهرِي: قالَ أَبو العُمَيْثل:} المَطِيَّةُ تُذَكَّر وتُؤَنَّثُ؛ وأَنْشَدَ أَبُو زيْدٍ لربيعَةَ بنِ مَقْرُوم الضَّبِّي جاهِلِي: {ومَطِيَّة مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُه
يَشْكُو الكَلالَ إليَّ دامِي الأظْلَلِوقيلَ: المَطِيَّةُ: الناقَةُ يُرْكَبُ} مَطاها؛ أَو البَعيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه؛ (ج: {مَطايا} ومَطِيٌّ) ، ومِن أَبياتِ الكتابِ:
مَتى أَنامُ لَا يُؤَرِّقْني الكَرِي
لَيْلاً وَلَا أسْمَعُ أَجْراسَ {المَطِي وأَنْشَدَ الأَخْفَش:
ألم تَكُنْ حَلَفْتَ باللَّهِ العَلِي
أنَّ مَطايَاكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِي؟ قالَ الجَوْهرِي:} والمَطايا فَعالَى، وأَصْلُه فعائِلُ إلاَّ أنَّه فُعِل بِهِ مَا فُعِلَ بخَطايَا.
( {وامْتَطاها} وأمْطاها: جَعَلَها {مَطِيَّةً.
(قالَ الأُمَوي:} امْتَطَيْناها جَعَلْناها {مَطايانا.
وقالَ أَبُو زيْدٍ:} امْتَطَيْتُها اتَّخَذْتُها مَطِيَّةً.
( {والمَطْوُ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: جَرِيدَةٌ تُشَقُّ شَقَّتَيْنِ ويُحْزَمُ بهَا القَتُّ من الزَّرْعِ) وذلكَ لامْتِدادِها. (و) أَيْضاً: (الشِّمْراخُ) بلُغَةِ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ. (} كالمَطَا) ، مَقْصورٌ لُغَة فِيهِ عَن ابنِ الأعْرابي.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ: {المَطْوُ} والمِطْوُ عِذْقُ النَّخْلَةِ، وَهِي أَيْضاً الكِباسَةُ والعاسِي؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر؛ وأَنْشَدَ أَبو زيادٍ:
وَهَتَفُوا وَصرَّحُوا يَا أَجْلَحْ
وَكَانَ هَمِّي كلّ {مِطْوٍ أمْلَحْهكذا ضَبَطَهُ ابنُ برِّي، بكسْر الميمِ؛ (ج} مِطاءٌ) ، كجرْوٍ وجِراءٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للراجز:
تحَدَّرَ عَن كَوافِرِهِ! المِطاءُ ( {وأَمْطاءٌ) ، يكونُ جَمْعاً للمَفْتوحِ وللمَكْسورِ، (} ومَطِيٌّ) ، كغَنِيَ، اسْمٌ للجَمْعِ.
( {والأُمْطِيُّ، كتُرْكِيَ: صَمْغٌ يُؤْكَلُ) ، سُمِّي بِهِ لامْتِدادِه، ويقالُ لشَجَره اللُّبايَةُ؛ قيلَ: هُوَ ضَرْبٌ من نَباتِ الرَّمْلِ يَمْتَدُّ ويَنْفرشُ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَةَ: شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الرّمْلِ قُضْباناً وَله عِلْكٌ يُمْضَغُ.
(و) } الأُمْطِيُّ أَيْضاً: (المُسْتَوِي القامَةِ المَديدُها.
( {والمَطْوةُ: السَّاعَةُ) لامْتِدادِها.
(} والمِطْوُ، بالكسْر: النَّظِيرُ والصَّاحِبُ) ؛) وأَنْشدَ الجَوْهرِي:
نادَيْت {مِطْوي وَقد مالَ النهارُ بهمْ
وعَبْرةُ العَيْن جارٍ دَمْعُها سَجمُوقالَ رجُلٌ من أزْدِ السّراةِ يَصِفُ بَرْقاً؛ وقالَ الأصْبهاني: إنَّه ليَعْلى بنِ الأحْول:
فَظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُه
} ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِــأَي صاحِبَاي.
ويقالُ: {المِطْوُ الصاحِبُ فِي السَّفَرِ خاصَّةً.
وَقَالَ الراغبُ: هُوَ الصاحِبُ المُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وتَسْمِيَته بذلكَ كتَسْمِيَته بالظَّهْر. (و) المَطْوُ: (سُنْبُلُ الذُّرَةِ) لامْتِدادِهِ. قالَهُ النَّضْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} التَّمَطِّي: التَّبَخْتُر ومَدُّ اليَدَيْن فِي المَشْيِ، ويقالُ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِن المَطِيطَةِ، وَقد ذُكِرَ فِي الطاءِ؛ وقولُه تَعَالَى: {ثمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِه! يَتَمَطَّى} ، أَي يمدُّ مَطاهُ أَو يَتَبَخْتَرُ.
وَفِي حديثِ تَعْذِيبِ بِلالٍ: (وَقد {مُطِيَ فِي الشمْسِ) ، أَي مُدَّ وبُطِحَ.
} وتَمَطَّى: سارَ سَيرْاً طَوِيلاً مَمْدوداً؛ وَمِنْه قولُ رُؤْبَة:
بِهِ {تمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ
بِنَا حَراحِيجُ المَهارِي النُّفَّهِ وقولُه: أَنْشَده ثَعْلَب:
} تَمَطَّتْ بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ
فليسَ بِيَتْنٍ ولاتوأمِفسَّره فقالَ: يريدُ أنَّها زادَتْ على تِسْعَة أَشْهُر حَتَّى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ حَمْلَه.
{والمَطاةُ: الاسْمُ من التَّمَطِّي.
} والتَّمْطِيةُ: الشِّمْراخُ.
{والمُطْوُ، بِالضَّمِّ: عِذْقُ النَّخْلةِ؛ عَن عليَ بنِ حَمْزَةَ البَصْري عَن أَبي زِيادٍ الكِلابي، كَذَا وَجَدَه صاحِبُ اللِّسانِ بخطِّ الشَّيْخ رضِي الدِّيْن الشاطِبي.
قُلْت: فَهُوَ إِذا مُثَلَّث.
} والمَطا، مَقْصورٌ: الصاحِبُ، والجَمْعُ {أَمْطاءٌ} ومَطِيٌّ؛ الأخيرَةُ اسْمٌ للجَمْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
لقد أَلْقَى {المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ
حديثٌ إنْ عَجِبْتَ لَهُ عَجِيبُ

شَدَوَانِ

شَدَوَانِ:
بلفظ تثنية شدا يشدو إذا غنّى، وهو بفتح الدال: موضع، قال نصر: الشّدوان جبلان
باليمن، وقيل بتهامة، أحمران، وقيل: بضم النون، وإنّه جبل واحد، قال بعضهم:
مبرّدة باتت على شدوان
وقال يعلى الأحول الأزدي وهو لصّ محبوس:
أرقت لبرق دونه شدوان ... يمان، وأهوى البرق كلّ يمان
إذا قلت شيماه! يقولان والهوى ... يصادف منّا بعض ما يريان
فبتّ أرى البيت العتيق أشيمه ... ومطواي من شوق له أرقان

بَحْرُ الخَزَر

بَحْرُ الخَزَر:
بالتحريك: وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد، وهو بحر واسع عظيم لا اتصال له بغيره، ويسمّى أيضا: الخراسانيّ والجيليّ، وربما سماه بعضهم: الدّوّارة الخراسانية، وقال حمزة:
اسمه بالفارسية زراه أكفوده، ويسمّى أيضا:
أكفوده درياو، وسمّاه أرسطاطاليس: أرقانــيا، وربما سمّاه بعضهم الخوارزمي، وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا، تذكر في موضعها إن شاء الله، وعليه باب الأبواب وهو الدّربند كما وصفناه في موضعه، وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان، ويمتدّ إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون، ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك، وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر، وتصبّ إليه أنهار كثيرة عظام، منها الكرّ والرّسّ وإتل، وقال الإصطخري:
وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم، وفي غربيه: اللأن من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض مفازة الغزية، وشماليه: مفازة الغزية، وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه، وجنوبيه: الجيل وبعض الديلم، قال: وبحر الخزر ليس له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض، فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع الذي ابتدأ منه، لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصبّ فيه، وهو بحر ملح لا مدّ فيه ولا جزر، وهو بحر مظلم، قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس، فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض، ولا يرتفع من هذا البحر شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى السمك، ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أرّان والجيل وجرجان وطبرستان، وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس والروم وغيرهما، بل فيه جزائر فيها غياض
ومياه وأشجار وليس بها أنيس، منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت، وبحذاء نهر الكرّ جزيرة أخرى بها غياض وأشجار ومياه يرتفع منها الفوّه ويحملون إليها في السفن دوابّ فتسرح فيها حتى تسمن، وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار، وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه على شاطئ البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر، ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي فيقيمون به للصيد، وبه مياه، ولا أعلم غير ذلك، فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة أيام ومن سمندر إلى نهر إتل سبعة أيام مفاوز، ولهذا البحر من ناحية سياه كوه زنقة يخاف على المراكب منها إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر، فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحولون بين صاحبه وبينه، ويقال: إن دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ، وقطره مائة فرسخ، والله أعلم.

هـ

(هـ) الْحَرْف السَّادِس وَالْعشْرُونَ من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مهموس رخو ومخرجه من أقْصَى الْحلق
وَالْهَاء المفردة على ثَلَاثَة أوجه

(1) تكون ضميرا للْغَائِب وتستعمل فِي موضعي النصب والجر مثل {قَالَ لَهُ صَاحبه وَهُوَ يحاوره}

(2) وحرفا للغيبة وَهِي الْهَاء فِي نَحْو إِيَّاه

(3) وللسكت وَهِي اللاحقة لبَيَان حَرَكَة بِنَاء فِي آخر الْكَلِمَة مثل ماهيه وَهَا هَناه ووازيداه وَأَصلهَا أَن يُوقف عَلَيْهَا وَرُبمَا وصلت بنية الْوَقْف
والهاءُ مِن الحُرُوفِ الحَلْقِيَّة، وَهِي: العَيْنُ والحاءُ والهاءُ والخاءُ والغَيْن؛ وَهِي أَيْضاً مِن الحُرُوفِ المَهْموسَةِ، وَهِي: الهاءُ والحاءُ والخاءُ والكافُ والشينُ والسينُ والتاءُ والصادُ والثاءُ والفاءُ. والمَهْموسُ حَرْفٌ لانَ فِي مَخْرَجِه دونَ المَجْهور، وجَرَى مَعَ النَّفَس فكانَ دونَ المَجْهورِ فِي رَفْعِ الصَّوْت.
قالَ شيْخُنا: وأُبْدِلَتِ الهاءُ من الهَمْزةِ فِي هياك ولهنك قَائِم، وهَرَاقَ وهَرَادَ فِي أَرَاقَ وأَرَادَ؛ ومِن الألفِ قَالُوا: هنه فِي هُنَا، وَمن الياءِ قَالُوا فِي هذي هَذِه وَقْفاً، ومِن تاءِ التأْنِيثِ وَقْفاً كطلحة.
الهاءُ: من حُرُوفِ المُعْجَمِ، على خمسَةِ أوْجُهٍ: ضميرٌ للغائِبِ، وتُسْتَعْمَلُ في موضِعِ النَّصْبِ والجَرِّ. {قال له صاحِبُه وهو يُحاوِرُهُ} ، الثاني: تكونُ حَرْفاً للغَيْبَةِ، وهي الهاءُ في "إيَّاهُ"، الثالثُ: هاءُ السَّكْتِ، وهي اللاَّحِقةُ لِبيانِ حَرَكَةٍ أو حَرْفٍ، نحوُ: ماهِيَهْ، وهاهُناهْ. وأصْلُها أن يُوقَفَ عليها، ورُبَّما وُصِلَتْ بِنِيَّةِ الوَقْفِ،
الرابعُ: المُبْدَلَةُ من هَمْزَةِ الاسْتِفْهامِ:
وأتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ هذا الذي ... مَنَحَ المَوَدَّةَ غيرَنا وجَفَانَا
الخامسُ: هاءُ التأنيثِ، نحوُ: رَحْمَهْ، في الوَقْفِ.
(الْهَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ. وَهَا حَرْفُ تَنْبِيهٍ، وَتَقُولُ: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ) وَتَجْمَعُ بَيْنَ التَّنْبِيهَيْنِ لِلتَّوْكِيدِ وَكَذَا أَلَا يَا هَؤُلَاءِ. وَهُوَ غَيْرُ مُفَارِقٍ لِأَيٍّ، تَقُولُ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ. وَالْهَاءُ قَدْ تَكُونُ كِنَايَةً عَنِ الْغَائِبِ وَالْغَائِبَةِ، تَقُولُ: ضَرَبَهُ وَضَرَبَهَا. وَ (هَا) مَقْصُورٌ لِلتَّقْرِيبِ، يُقَالُ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَتَقُولُ: هَا أَنَذَا، وَالْمَرْأَةُ تَقُولُ: هَا أَنَذِهِ. وَيُقَالُ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ فَتَقُولُ: إِنْ كَانَ قَرِيبًا: هَا هُوَ ذَا وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا هَا هُوَ ذَاكَ. وَلِلْمَرْأَةِ إِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً: هَا هِيَ ذِهِ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً هَا هِيَ تِلْكَ. وَالْهَاءُ تُزَادُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى سَبْعَةِ أَضْرُبٍ: لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْفَاعِلِ وَالْفَاعِلَةِ نَحْوُ ضَارِبٍ وَضَارِبَةٍ وَكَرِيمٍ وَكَرِيمَةٍ. وَلِلْفَرْقِ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ فِي الْجِنْسِ نَحْوَ امْرِئٍ وَامْرَأَةٍ وَلِلْفَرْقِ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ نَحْوُ بَقَرَةٍ وَتَمْرَةٍ وَبَقَرٍ وَتَمْرٍ وَلِتَأْنِيثِ اللَّفْظِ مَعَ انْتِفَاءِ حَقِيقَةِ التَّأْنِيثِ نَحْوُ قَرْيَةٍ وَغُرْفَةٍ وَلِلْمُبَالَغَةِ: إِمَّا مَدْحًا نَحْوُ عَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ أَوْ ذَمَّا نَحْوَ هِلْبَاجَةٍ وَبَقَاقَةٍ: فَمَا كَانَ مَدْحًا فَتَأْنِيثُهُ بِقَصْدِ تَأْنِيثِ الْغَايَةِ وَالنِّهَايَةِ وَالدَّاهِيَةِ. وَمَا كَانَ ذمًّا فَتَأْنِيثُهُ بِقَصْدِ تَأْنِيثِ الْبَهِيمَةِ.
قُلْتُ: الْهِلْبَاجَةُ الْأَحْمَقُ وَالْبَقَاقَةُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. وَمِنْهُ مَا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ نَحْوُ رِجْلٍ مَلُولَةٍ وَامْرَأَةٍ مَلُولَةٍ. وَلِلْوَاحِدِ مِنَ الْجِنْسِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَبَطَّةٍ وَحَيَّةٍ. وَالسَّابِعُ تَدَخُّلُ فِي الْجَمْعِ لِثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: لِلنَّسَبِ كَالْمَهَالِبَةِ وَلِلْعُجْمَةِ كَالْمَوَازِجَةِ وَالْجَوَارِبَةِ وَلِلْعِوَضِ مِنْ حَرْفٍ مَحْذُوفٍ كَالْعَبَادِلَةِ وَهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ. قُلْتُ: فَسَّرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْعَبَادِلَةَ فِي مَادَّةِ [ع ب د] بِخِلَافِ هَذَا. 
الهاءُ
، بالإمالَةِ: حَرْفُ هِجاءٍ (مِن حُرُوفِ المُعْجَمِ) وَهِي مِن حُرُوفِ الزِّيادَاتِ مَخْرجُه مِن أَقْصَى الحلقِ مِن جوارِ مَخْرجِ الألفِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ؛ والنِّسْبَةُ هائِيٌّ وهاوِيٌّ وهَوِيٌّ. وَقد هَيَّيْتُ هَاء حَسَنَةً؛ والجَمْعُ أهْياءٌ وأهواءٌ وهاآتٌ.
وَفِي المُحْكَم: الهاءُ حَرْفُ هِجاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَهْموسٌ يكونُ أَصْلاً وبَدَلاً وزائِداً، فالأصْلُ نَحْو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، وتُبْدَلُ مِن خَمْسةِ أَحْرُفٍ وَهِي: الهَمْزةُ والألِفُ والتاءُ والواوُ والياءُ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهاءُ وأَخَواتُها مِن الثّنائِي إِذا تُهجِّيت مَقْصورَةٌ، لأنَّها ليسَتْ بأسْماءٍ وإنَّما جاءَتْ فِي التّهجي على الوَقْفِ، وَإِذا أَرَدْتَ أَن تَتَلفَّظَ بحُرُوفِ المُعْجمِ قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ، لأنَّكَ لسْتَ تُريدُ أَن تَجْعلَها اسْماً، ولكنَّك أَرَدْتَ أَنْ تُقَطِّعَ حُروفَ الاسمِ فجاءَتْ كأَنَّها أَصْواتٌ تصَوِّبُ بهَا، إلاَّ أَنَّكَ تَقِفُ عنْدَها بمنْزِلَةِ عِهْ. وتَأْتي (على خَمْسةِ أَوْجُهٍ:
(ضميرٌ للغائِبِ وتُسْتَعْمَلُ فِي موضِعِ النَّصْبِ والجَرِّ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَالَ لَهُ صاحِبُه وَهُوَ يُحاوِرُه} ، فالهاءُ فِي صاحِبِه فِي موضِع جَرَ، وَفِي يُحاوِرُه فِي موضِع نَصْبٍ، وكِلاهُما ضَمِيرانِ للغائِبِ المُذكَّرِ. وَفِي الصِّحاح: والهاءُ قد تكونُ كِنايَةً عَن الغائِبِ والغائِبَةِ نقولُ: ضَرَبَهُ وضَرَبَها.
(الثَّاني: تكونُ حَرْفاً للغَيْبةِ، وَهِي الهاءُ فِي إيَّاهُ) تَعْبدُونَ، وإيَّاها قَصَدْت.
(الثَّالثُ: هاءُ السَّكْتِ: وَهِي اللاَّحِقَةُ لبَيانِ حَرَكَةٍ أَو حَرْفٍ نحوُ ماهِيَهْ وَهَا هُناهْ، وأصْلها أنْ يُوقَفَ عَلَيْهَا ورُبَّما وُصِلَتْ بنِيَّةِ الوَقْفِ) . وَفِي اللّبابِ: هاءُ السَّكْتِ تلحقُ المُتَحرِّك بحَرَكَةٍ إعْرابِيَّة للوَقْفِ نحوُ ثمه وكيفه وَقيل: لم أبله لتَقْديرِ الحَرَكَةِ كَمَا أُسْقِطَ أَلِفُ هَا فِي هَلُمَّ لتَقْديرِ سكونِ اللامِ وَهِي ساكِنَةٌ وتَحْريكُها لَحْنٌ، وَنَحْو: يَا مَرْحَباه بحمارِ عفْراء، وَيَا مَرْحباه بحمارِ ناجِيَة، ممَّا لَا يُعْتدُّ بِهِ، انتَهَى. وَفِي الصِّحاح: وَقد تُزاد الهاءُ فِي الوقْفِ لبَيانِ الحَرَكَةِ نَحْو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، بمعْنَى ثُمَّ مَاذَا، وَقد أَتَتْ هَذِه الهاءُ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْر، كَمَا قَالَ: هُمُ القائلُونَ الخَيْرَ والآمِرُونَهُ
إِذا مَا خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأمْرِ مُفْظِعاً فأَجْراها مُجْرَى هَاء الإضْمارِ، انتَهَى. وتُسَمَّى هَذِه الْهَاء، يَعْني الَّتِي فِي سُلْطانِيَهْ ومالِيَه، هاءُ الاسْتِراحَةِ؛ كَمَا فِي البَصائِرِ للمصنِّفِ.
(الَّرابعُ) : الهاءُ (المُبْدَلَةُ مِن) الهَمْزةِ: قَالَ ابنُ برِّي: ثلاثَةُ أَفْعالٍ أبْدلُوا مِن هَمْزتِها هاءُ، وَهِي: هَرَقْت الماءَ، وهَنَرْتُ الثّوْبَ، وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعربُ يُبْدِلونَ (هَمْزةَ الاسْتِفهامِ) هَاء، وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
(وأَتَى صَواحِبُها فقُلْنَ هَذَا الَّذِي (مَنَحَ المَوَدَّةَ غيرَنا وجَفانَا) أَي أَذا الَّذِي. ووُجِدَ بخطِّ الأزْهري فِي التَّهْذِيب:
وأَتَتْ صَواحِبُها فقُلْنَ هَذَا الَّذِي
رَامَ القَطِيعَةَ بَعْدَنا وجَفاناوقال البَدْرُ الْقَرَافِيّ: زَعَمَ بعضُهم أنَّ الأصْلَ هاذا الَّذِي فحذِفَتِ الألِفُ للوَزْنِ.
(الخامسُ: هاءُ التَّأْنيثِ، نَحْو: رَحْمَهْ فِي الوَقْفِ) ، وَهِي عنْدَ الكُوفيِّين أَصْلٌ وَفِي الوَصْل بَدَلٌ، والبَصْرِيّون بعَكْسِ ذلكَ، قالَهُ القَرافي. وَفِي الصِّحاح: قالَ الفرَّاء: والعربُ تَقِفُ على كلِّ هاءٍ مُؤَنَّثٍ بالهاءِ إلاَّ طَيِّئاً فإنّهم يَقفُونَ عَلَيْهَا بالتاءِ فَيَقُولُونَ: هَذِه أَمَتْ وجارِيَتْ وطَلْحَتْ. هَا
(وَهَا) ، بفخامَةِ الألِفِ: (كَلمةُ تَنْبِيهٍ) للمُخاطَبِ يُنَبِه بهَا على مَا يُساقُ إِلَيْهِ مِن الكَلام. قَالُوا: هَا السَّلامُ عَلَيْكم، فها مُنَبِّهةٌ مُؤَكِّدَةٌ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
وَقَفْنا فقُلْنا هَا السَّلامُ عَلَيْكُمُ
فأَنْكَرَ هَا ضَيْقُ المَحَمِّ غَيُورُوفي الصِّحاح: حَرْفُ تَنْبيهٍ؛ قَالَ النابغَةُ:
هَا إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ
فإنَّ صاحِبَها قد تاهَ فِي البَلَدِ (وتَدْخُلُ فِي ذَا) للمُذَكَّرِ (وذِي) للمُؤَنَّثِ (تقولُ: هَذَا وهذهِ وهاذاكَ وهاذِيكَ) إِذا لحِقَ بهما الكافُ.
قَالَ الأزْهرِي: وأَمَّا هَذَا إِذا كانَ تَنْبيهاً فإنَّ أَبا الهَيْثم قالَ: هَا تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العربُ بهَا الكَلامَ بِلا مَعْنى سِوَى الافْتِتاح، تقولُ: هَذَا أَخُوكَ، هَا إنَّ ذَا أَخُوكَ، (أَو ذَا لِمَا بَعُدَ وَهَذَا لِمَا قَرُبَ) ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ مُفَصَّلاً فِي تركيبِ ذَا.
(وَهَا: كِنايَةٌ عَن الواحِدةِ كَرَأَيْتُها.
(و) أَيْضاً: (زَجْرٌ للإبِلِ ودُعاءُ لَهَا) ، ويُبْنَى على الكَسْر إِذا مُدَّ تقولُ: هَا هَيْتُ بالإِبِلِ إِذا دَعَوْتَها، كَمَا تقدَّمَ فِي حاحَيْتُ.
(و) هَا أَيْضاً: (كَلمةُ إجابَةٍ) وتَلْبيةٍ. وَفِي التهذيبِ: يكونُ جوابَ النِّداءِ يُمَدُّ ويُقْصَر؛ وأَنْشَدَ:
لَا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تَدْعُو باسْمِه
فيقولُ: هاءَ وطالَما لَبَّى قَالَ: يَصِلُونَ الهاءَ بألفٍ تَطْويلاً للصَّوْتِ؛ قالَ: وأَهْلُ الحجازِ يَقُولُونَ فِي مَوْضِع لَبَّى فِي الإجَابِة لَبَى خَفِيفَةً.
قُلْت: وَهِي الآنَ لُغَةُ العَجَمِ قاطِبَةً.
(وَهَا: تكونُ اسْماً لفِعْلٍ وَهُوَ خُذْ، وتُمَدُّ) ، وَمِنْه حديثُ الرِّبا: (لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَب إِلاَّ هاءَ وهاءَ) ؛ قَالَ بعضُهم: هُوَ أَنْ يَقُولَ كلُّ واحِدٍ مِن البائِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه مَا فِي يَدِه ثمَّ يَفْتَرِقانِ، وقيلَ: مَعْناه هاكَ وهاتِ، أَي خُذْ وأَعْطِ. وقالَ الأزْهري: إلاَّ هاءَ وهاءَ، أَي إلاَّ يدا بيَدٍ يَعْني مُقابَضَةً فِي المَجْلِسِ والأصْلُ فِيهِ هاكَ وهاتِ.
وَقَالَ الْخطابِيّ: أَصْحابُ الحديثِ يَرْوُونه هَا وَهَا، ساكِنَةَ الألِفِ، والصَّوابُ مَدُّها وفَتْحُها لأنَّ أَصْلَها هاكَ، أَي خُذْ فحُذِفَ الكافُ وعُوِّضَ مِنْهَا المَدَّة والهَمْزة، وغَيْر الْخطابِيّ يُجِيزُ فِيهَا السكونَ على حَذْفِ العِوَضِ وتَنْزِلُ مَنْزِلَةَ هَا الَّتِي للتَّنْبيهِ.
(ويُسْتَعْملانِ بكافِ الخِطابِ) ، يقالُ: هَاكَ وهاءَكَ؛ قَالَ الكِسائي: مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: هاكَ يَا رَجُل، وهاكُما هَذَا يَا رَجُلانِ، وهاكُم هَذَا يَا رِجالُ، وهاكِ هَذَا يَا امْرأَةُ، وهاكُما هَذَا يَا امْرأَتانِ، وهاكُنَّ يَا نِسْوةُ.
قَالَ الأزْهرِي: قَالَ سِيبَوَيْه: فِي كَلامِ العربِ هاءَ وهاءَك بمنْزِلَةِ حَيَّهَلَ وحَيَّهَلَكَ، وكقولِهم النَّجاءَكَ، قَالَ: وَهَذِه الكافُ لم تَجِىءْ عَلَماً للمَأْمُورِينَ والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِينَ، وَلَو كانتْ عَلَماً للمُضْمَرِينَ لكانتُ خَطَأً لأنَّ المُضْمَرَ هُنَا فاعِلُونَ، وعلامَةُ الفاعِلِين الواوُ كقولكِ: افْعَلُوا، وإنَّما هَذِه الكافُ تَخْصِيص وتَوْكَيد وليسَتْ باسْمٍ، وَلَو كانتْ اسْماً لكانَ النَّجاءَكُ مُحالاً لأنَّكَ لَا تُضِيفُ فِيهِ ألِفاً ولاماً، قَالَ: وكَذلكَ كافُ ذلكَ ليسَ باسْم.
(ويجوزُ فِي المَمْدودَةِ أَنْ يُسْتَغْنَى عَن الكافِ بِتَصْريفِ هَمْزتِها تَصارِيفَ الكافِ) ، وفيهَا لُغاتٌ: قالَ أَبو زيْدٍ: (تقولُ هاءَ) يَا رَجُل (للمُذَكَّر، وهاءِ) يَا امْرأَةُ (للمُؤَنَّثِ) ، فِي الأوَّل بفَتْح الهَمْزةِ، وَفِي الثَّانِي بكسْرِها مِن غَيْر ياءٍ. قَالَ ابنُ السِّكيت: (و) يقالُ: (هاؤُمَا) يَا رَجُلانِ، (وهاؤُنْ) يَا نِسْوةُ، (وهاؤُمْ) يَا رِجالُ؛ (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {هاؤُمُ اقْرَؤُا) كِتابِيَهْ} . قالَ اللّيْثُ قد تَجِيءُ الهاءُ خَلَفاً مِن الألِفِ الَّتِي تُبْنَى للقَطْعِ، قَالَ الله، عزَّ وجلَّ: {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَه} ؛ جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّ الرجُلَ مِن المُؤْمِنِين يُعْطَى كِتابه بيَمِينِه، فَإِذا قَرَأَهُ رَأَى فِيهِ تَبْشِيرَه بالجنَّةِ فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِي، أَي خُذُوه واقْرَؤُوا مَا فِيهِ لتَعْلَمُوا فَوْزِي بالجنَّةِ، يدلُّ على ذلكَ قولهُ: {إنِّي ظَنَنْتُ} ، أَي عَلِمْتُ {أَنِّي مُلاقٍ حسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} وَقَالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ فِي التَّثْنيةِ هائِيا فِي اللُّغَتَين جَميعاً، وهاؤُنَّ يَا نِسْوةُ؛ ولُغَة ثانِيَة: هَاء يَا رَجُلُ، وهاآ بمنْزِلَةِ هاعَا، وللجَمِيعِ هاؤُوا، وللمرأَةِ هائِي، وللثِّنْتَيْن هائِيا، وللجَمِيعِ هائِينَ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
قُومُوا فهاؤُوا الحَقَّ تَنْزِلْ عِنْدَه
إذْ لم يَكُنْ لَكُم عَلَيْنا مَفْخَرُوقال أَبو حزَام، العكْلِي:
فهاؤا مضابئة لم تؤل وَقد ذُكِرَ فِي ضبأ.
(الثَّاني: تكونُ ضميراً للمُؤَنَّثِ فتُسْتَعْملُ مَجْرورَةَ المَوْضِعِ ومَنْصوبَتَه نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {فأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْوَاها} فالضميرُ فِي أَلْهَمَها مَنْصوبُ الموضِع، وَفِي فُجُورها وتَقْواها مَجْرورُه.
(الثَّالثُ: تكونُ للتَّنْبيهِ فَتَدْخُلُ على أَرْبعةٍ:
(أَحَدُها) : الإشارَةُ غيرُ المُخْتَصَّةِ بالبعيدِ كهذَا) بخِلافِ ثُمَّ وهُنَّا، بالتَّشْديدِ، وهُنالِكَ.
(الثَّاني: ضميرُ الرَّفْعِ المُخْبَرُ عَنهُ باسْمِ الإشارَةِ نحوُ: {هَا أَنْتُم أُولاءِ) تُحبُّونَهم} ، و {هَا أَنْتُم هؤُلاء حاجَجْتُم} ؛ ويقالُ إنَّ هَذِه الهاءَ تُسَمَّى هَاء الزَّجْر.
(الثَّالثُ: نَعْتُ أَيَ فِي النِّداءِ نحوُ: يَا أَيُّها الرَّجُلُ، وَهِي فِي هَذَا واجِبَةٌ للتَّنْبِيهِ على أنَّه المَقْصُودُ بالنِّداءِ) ، قيل: وللتَّعْويضِ عمَّا تُضافُ إِلَيْهِ أَيّ، قَالَ الأزْهري: قالَ سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ قَوْلُ الْخَلِيل، إِذا قُلْتَ يَا أَيُّها الرَّجُلُ، فأَيُّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مَبْنيٌّ على الضمِّ لأنَّه مُنادًى مُفْرَدٌ والرَّجُلُ صِفَةٌ لأيَ، تقولُ يَا أَيُّها الرَّجُلُ أَقْبِلْ وَلَا يجوزُ يَا الرُّجُلُ، أَقْبِلْ، لأنَّ يَا تَنْبِيهٌ بمنْزِلَةِ التَّعْريفِ فِي الرَّجُل وَلَا يُجْمَعُ بينَ يَا وبينَ الألِفِ واللامِ فيَتَّصِل إِلَى الألِفِ واللامِ بأيَ، وَهَا لازمَةٌ لأيَ البَتَّة، وَهِي عِوَضٌ مِن الإضافَةِ فِي أَيَ لأنَّ أَصْلَ أَيَ أَنْ تكونَ مُضافَةً إِلَى الاسْتِفْهامِ والخَبَرِ. وتقولُ للمَرْأَةِ يَا أَيَّتُها المرأَةُ.
(ويجوزُ فِي هَذِه، فِي لُغَةِ بَني أَسَدٍ، أَنْ تُحْذَفَ أَلِفُها وأَن تُضَمَّ هاؤُها اتْباعاً، وَعَلِيهِ قِراءَةُ ابنِ عامِرٍ: {أَيُّهُ الثَّقَلانِ} ،) {أَيُّهُ المُؤْمِنُونَ} (بضمِّ الهاءِ فِي الوصلِ) ، وكُلُّهم مَا عَداهُ قَرَؤُا أَيُّها الثَّقَلان وأَيُّها المُؤْمِنُون. وقالَ سِيبَوَيْه: وَلَا مَعْنَى لقِراءَةِ ابنِ عامِرٍ، وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي: هِيَ لُغَةٌ وخصّ غَيْره ببَني أَسَدٍ كَمَا للمصنِّفِ.
(الَّرابعُ) : اسْمُ اللهاِ فِي القَسَمِ عنْدَ حَذْفِ الحَرْفِ تقولُ: هَا اللهاِ بقَطْع الهمزةِ ووصْلِها وكلاهُما مَعَ إثْباتِ أَلِفِ هَا وحَذْفِها) .
وَفِي الصِّحاح: وهَا للتّنْبِيهِ قد يُقْسَمُ بهَا يقالُ: لَا هَا اللهِ مَا فَعَلْتُ، أَي لَا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاءُ مِن الواوِ، وَإِن شِئْتَ حذَفْتَ الألِفَ الَّتِي بعدَ الهاءِ، وإنْ شِئْتَ أَثْبَتَّ، وَقَوْلهمْ: لَا هَا اللهاِ ذَا، أَصْلُه لَا واللهاِ هَذَا، ففَرقْتَ بينَ هَا وَذَا وجَعَلْتَ الاسْمَ بَيْنهما وجَرَرْتَه بحَرْفِ التَّنْبِيهِ، والتَّقْديرُ لَا واللهاِ مَا فَعَلْتُ هَذَا، فحُذِفَ واخْتُصِرَ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم هَذَا فِي كَلامِهم وقُدِّمَ هَا كَمَا قُدِّمَ فِي قولِهم هَا هُو ذَا وَهَا أَنا ذَا؛ قَالَ زهيرٌ:
تَعَلَّمَنَ هَا لَعَمْرُ اللهاِ ذَا قَسَماً
فاقْصِدْ لذَرْعِكَ وانْظُرْ أَيْنَ تَنْسَلِكُانتهى.
وَفِي حديثِ أَبي قتادَةَ يومَ حُنَينٍ: (قَالَ أَبو بَكْرٍ: لَا هَا اللهاِ إِذا لَا نَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِن أُسْدِ اللهاِ يُقاتِلُ عَن اللهاِ ورَسُولِه فنُعْطِيكَ سَلَبَه) ؛ هَكَذَا جاءَ الحديثُ لَا هَا اللهاِ إِذا، والصَّوابُ لَا هَا اللهاِ ذَا بحذْفِ الهَمْزةِ، ومَعْناه لَا واللهاِ وَلَا يكونُ ذَا وَلَا واللهاِ الأمْرُ ذَا، فحُذِفَ تَخْفِيفاً، ولكَ فِي أَلِفِها مَذْهبانِ: أَحَدُهما: تُثْبِتُ أَلِفَها لأنَّ الَّذِي بعدَها مُدْغَمٌ مثلُ دابّةٍ. وَالثَّانِي: أَنْ تَحْذِفَها لالْتِقاءِ الساكِنَينِ؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وَهُوَ بالضَّمِّ: د بالصَّعِيدِ) الأعْلَى على تلَ بالجانِبِ الغَرْبيِّ دونَ قوص؛ وَقد ذَكَرْناه فِي هُوَ المُشَدَّدَةِ، لأنَّه جَمْعُ هُوَّةٍ، وَهُوَ الأَلْيقُ بأسْماءِ المَواضِع.
(وهَيُوة: حِصْنٌ باليَمنِ) لبَني زبيدٍ؛ كَمَا قالَهُ ياقوت، وَلم يَضْبْطه. وَهُوَ فِي التّكْملةِ بفَتْحٍ فسكونٍ والأخيرَةُ مَضْمومَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَالَ الجَوْهرِي: والهاءُ تُزادُ فِي كَلامِ العربِ على سَبْعةِ أَضْرُبٍ.
أَحَدُها:) للفَرْقِ بينَ الفاعِلِ والفاعِلَةِ مثْلُ ضارَبٍ وضارِبَةٍ وكَرِيمٍ وكَرِيمَةٍ.
والثَّاني:) للفرْقِ بينَ المُذكَّرِ والمُؤَنَّثِ فِي الجِنْسِ نحوُ امْرىءٍ وامْرأَةٍ.
والثَّالثُ:) للفرْقِ بينَ الواحِدِ والجَمْع مثْلُ بَقَرَةٍ وبَقَرٍ وثَمْرَةٍ وثَمْرٍ.
والَّرابعُ:) لتَأْنيثِ اللّفْظَةِ وَإِن لم يَكُنْ تَحْتها حَقِيقَة تَأْنِيثٍ نَحْو غُرْفَةٍ وقِرْيَةٍ.
والخَّامسُ:) للمُبالَغَةِ نحُو عَلاَّمَةٍ ونسَّابَةٍ، وَهَذَا مَدْحٌ، وهِلْباجَةٍ وعَقاقةٍ، وَهَذَا ذَمٌّ، وَمَا كانَ مِنْهُ مَدْحاً يَذْهبُونَ بتَأْنِيثِه إِلَى تَأْنيثِ الغايَةِ والنِّهايَةِ والداهِيَةِ؛ وَمَا كانَ ذَمّاً يذْهَبْونَ بِهِ إِلَى تأْنِيثِ البَهِيمةِ، وَمِنْه مَا يَسْتَوي فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤَنَّثُ نحوُ رَجُل مَلُولٌ وامرأَةٌ مَلْولةُ.
والسَّادسُ:) ماكانَ واحِداً مِن جِنْسٍ يَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى نَحْو بَطَّة وحَيَّة.
والسَّابعُ:) تَدْخُلُ فِي الجَمْعِ لثلاثَةِ أَوْجُهٍ: (أَحَدُها) أَنْ تدلَّ على النَّسَبِ نَحْو المَهالِبَةِ والمَسامِعَةِ، (وَالثَّانِي) : أَنْ تدلَّ على العُجْمةِ نَحْو الموازِجةِ والجَوارِبةِ ورُبَّما لم تَدْخل بفيها الهاءُ كقولِهم كيَالِج؛ (والثالثُ) : أنْ تكونَ عِوَضاً مِن حَرْفٍ مَحْذوفٍ نَحْو المَرازِبةِ الزَّنادِقةِ والعَبادِلةِ، وَقد تكونُ الهاءُ عِوَضاً مِن الواوِ الذَّاهبَةِ مِن فاءِ الفِعْلِ نَحْو عِدَةِ وصِفَةِ، وَقد تكونُ عِوَضاً مِن الواوِ والياءِ الذّاهبَةِ مِن عيْنِ الفِعْلِ نَحْو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصْلُه مِن ثابَ الماءُ يَثُوبُ إِذا رَجَعَ، وقولُهم أَقامَ إِقَامَة أَصْلُه إقْواماً، وَقد تكونُ عِوَضاً مِن الياءِ الذَّاهبَةِ مِن لامِ الفِعْلِ نَحْو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ انتَهَى.
وَمِنْهَا: هَاء العِمادِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنَّ ااَ هُوَ الرَّزَّاقُ} ، {إِن كانَ هَذَا هُوَ الحَقُّ} ، {إنَّه هُوَ يُبْدِىءُ ويُعِيدُ} .
وهاءُ الأداةِ: وتكونُ للاسْتِبْعادِ نَحْو: هَيْهات؛ أَو للاسْتِزَادَةِ نَحْو: إيه؛ أَو للانْكِفافِ نَحْو: إيهَا، أَي كُفَّ؛ أَو للتَّحْضيضِ نَحْو: ويها؛ أَو للتَّوجّعِ نَحْو: آه وأوّه؛ أَو للتَّعَجُّبِ نَحْو: واه وهاه.
وَقَالَ الجَوْهرِي فِي قَوْله تَعَالَى: {هَا أَنْتُم هَؤُلاءِ} ، إنَّما جَمَعَ بينَ التَّنْبِيهَيْن للتَّوْكيدِ، وكَذلكَ أَلا يَا هَؤُلاء.
وَقَالَ الأزْهري: يَقُولُونَ: هَا أنَّكَ زَيْدٌ مَعْناهُ أَنَّك فِي الاسْتِفْهامِ، يَقْصِرُون فَيَقُولُونَ هانك زيْدٌ فِي موضِعِ أَأنَّك زَيْدٌ.
وَفِي الصِّحاح: وَهُوَ للمُذَكَّر، وَهِي للمُؤَنَّثِ، وإنَّما بَنَوا الواوَ فِي هُوَ والياءَ فِي هيَ على الفَتْح ليَفْرُقُوا بينَ هَذِه الْوَاو وَالْيَاء الَّتِي هِيَ مِن نَفْسِ الاسْمِ المَكْنِيِّ وبينَ الياءِ والواوِ اللَّتَيْنِ يكونانِ صِلَةً فِي نَحْو قَوْلك: رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بهِي، لأنَّ كلَّ مَبْنِيَ فحقّه أَن يُبْنى على السكونِ، إلاَّ أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ لَهُ الحَرَكَة، وَالَّتِي تَعْرِضُ ثلاثَةُ أَشْياء: أَحَدُها اجْتِماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيفَ وأَيْنَ؛ وَالثَّانِي: كَوْنه على حَرْفٍ واحِدٍ مِثْل الباءِ الزائِدَةِ؛ والثالثُ: للفَرْقِ بَيْنه وبينَ غيرِهِ مِثْلُ الفِعْلِ الماضِي بُني على الفَتْح لأنَّه ضَارَعَ الاسْمَ بعضَ المُضارَعَةِ ففُرِقَ بالحَرَكَةِ بَيْنه وبينَ مَا لم يُضارِعْ، وَهُوَ فِعْلُ الأمْرِ المُواجَهِ بِهِ نَحْو افْعَلْ؛ وأَمَّا قولُ الشاعرِ:
مَا هِيَ إلاَّ شَرْبَةٌ بالجَوْأَبِ
فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبيوقولُ بنْتِ الحُمارِس:
هَل هِيَ إلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ
أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟ فإنَّ أَهْلَ الكُوفَةِ يَقُولُونَ: هِيَ كِنايَةٌ عَن شيءٍ مَجْهولٍ، وأَهْلَ البَصْرةِ يَتَأَوَّلُونَها القِصَّة.
قَالَ ابنُ برِّي: وضميرُ القِصة والشَّأْنِ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ لَا تُفَسِّره إلاَّ الجماعَةُ دونَ المُفْردِ.
وَفِي المُحْكم: هُوَ كِنايَةٌ عَن الواحِدِ المُذكَّرِ.
قَالَ الكِسائي: هُوَ أَصْلُه أَن يكونَ على ثلاثَةِ أَحْرُفٍ مِثْل أَنتَ فيقالُ هُوَّ فَعَلَ ذلكَ، قالَ: ومِن العربِ مَنْ يُخَفِّفه فيقولُ هُوَ فَعَلَ ذلكَ.
قَالَ اللّحْياني: وحكَى الكِسائي عَن بَني أَسَدٍ وتمِيمٍ وَقيس هُوْ فَعَلَ ذلكَ بإسْكانِ الواوِ؛ وأنْشَدَ لعبَيدٍ:
ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيَ الَّذِي لَقُوا
فأَصْبَحْتَ قد جاوَرْتَ قَوْماً أَعادِياوقال الكِسائي: بعضُهم يُلْقي الواوَ مِن هُو إِذا كانَ قَبْلَها أَلفٌ ساكنَةٌ فيقولُ حتَّاهُ فَعَلَ ذلكَ، وإنَّماهُ فَعَلَ ذلكَ، قَالَ: وأَنْشَدَ أَبو خالدٍ الأسَدي:
إذاهُ لم يُؤْذَنْ لَهُ لَمْ يَنْبِس قَالَ؛ وأَنْشَدَني لحشَّاف:
إذاهُ سامَ الخَسْفَ آلاَ فقَسَمْ
باللهاِ لَا يَأْخُذُ إلاَّ مَا احْتَكَمْقال: وأَنْشَدَنا أَبو مجالِدٍ للعُجَيْر السَّلُولي:
فبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قَالَ قائلٌ
لمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُوقال ابنُ جنِّي: إنَّما ذلكَ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ والتَّشْبيهِ للضَّميرِ المُنْفَصِل بالضّميرِ المُتَّصلِ فِي عَصاهُ وفَتاهُ، وَلم يُقَيِّد الجَوْهرِي حَذْفَ الْوَاو مِن هُوَ بِمَا إِذا كانَ قَبْلَها أَلفٌ ساكنَةٌ بل قَالَ ورُبَّما حُذِفَتْ مِن هُوَ الْوَاو فِي ضَرُورة الشِّعْرِ، وأَوْرَدَ قولَ العُجَير السَّلُولي السابقَ؛ قالَ: وقالَ آخرُ:
إنَّ هـ لَا يُبْرِىءُ داءَ الهُدَبِدْ
مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْوكَذلكَ الْيَاء مِن هِيَ؛ وأَنْشَدَ:
دارٌ لسُعْدَى إذْهِ مِن هَواكا انتَهَى.
وَقَالَ الكِسائي: لم أَسْمَعْهم يُلْقُونَ الواوَ والياءَ عنْدَ غيرِ الألفِ.
قُلْت: وقولُ العُجَير السَّلُولي الَّذِي تقدَّمَ هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحِ وسائِرِ كتبِ اللغةِ والنّحْو رِخْوُ المِلاطِ نجيبُ. وَقَالَ ابنُ السِّيرافي: الَّذِي وُجِدَ فِي شِعْره: رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقَبْله:
فباتَتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شَتَّى تَعُدْنَه
كَمَا عِيدَ شِلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُوبعده:
مُحَلًّى بأطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها
بَقايا لُجَيْنٍ جَرْسُهنَّ صَلِيلُانتَهَى.
قُلْتُ: يُرْوَى أَيْضاً رِخْوُ المِلاطِ ذَلولُ.
وتَثْنِيةُ هُوَ هُما وجَمْعُه هُمُو، فأمَّا قولهُ هُم فمَحْذوفَةٌ مِن هُمُو كَمَا أنَّ مُذْ مَحْذوفةٌ مِن مُنْذُ، وأمَّا قولُك رأَيْتُهو فإنَّما الاسْمُ هُوَ الهاءُ وجِيءَ بِالْوَاو لبَيانِ الحَركَةِ، وكَذلكَ لَهُو مالٌ إنَّما الاسْمُ مِنْهَا الهاءُ وَالْوَاو لما قدَّمْنا، ودَليلُ ذلكَ أنَّك إِذا وقفْتَ حذفْتَ الواوَ فقلْتَ رأَيْتُه والمالُ لَهْ، وَمِنْهُم مَنْ يحذِفُها فِي الوَصْلِ مَعَ الحركَةِ الَّتِي على الهاءِ ويسكِّنُ الهاءَ؛ حكَى اللّحْياني عَن الكِسائي: لَهْ مالٌ أَي لَهُو مالٌ.
قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما حذَفُوا الواوَ مَعَ الحَركَةِ؛ قالَ الشاعرُ، وَهُوَ يَعْلَى الأَحْوَل:
أَرقْتُ لبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ
يَمانٍ وأَهْوَ البَرْقَ كُلَّ يَمانِفظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو
ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِــفلَيْتَ لَنا مِن ماءِ زَمْزَمَ شَرْبةً
مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِقال ابنُ جنِّي: جَمَعَ بينَ اللُّغَتَيْن يَعْني إثباتَ الواوِ فِي أُخِيلُهو وإسْكانَ الهاءِ فِي لَهْ. عَن حَذْف لَحِقَ الكَلِمةَ بالضّعةِ.
قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الأخْفَش: وَهَذَا فِي لُغَةِ أُزْدِ السَّراةِ كثيرٌ.
قا ابنُ سِيدَه: ومِثْلُه مَا رُوِي عَن قُطْرب فِي قولِ الآخر:
وأشْرَبُ الماءَ مَا بِي نَحْوَ هُو عَطَشٌ
إلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيهافقال: نَحْوَ هُو عَطَشٌ بالواوِ، وَقَالَ: عُيُونَهْ بإسْكانِ الهاءِ. وأَمَّا قولُ الشمَّاخ:
لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ
إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ أَوْ زَمِيرُفليسَ هَذَا لُغَتَيْنِ لأنَّا لَا نَعْلم رِوايَةً حَذْفَ هَذِه الواوِ وإبْقاء الضمَّةِ قَبْلَها لُغَةً، فيَنْبَغي أَن يكونَ ذلكَ ضَرُورَةً وضعة لَا مَذْهباً وَلَا لُغَةً، ومِثْلُه الهاءُ فِي قولهِ بهِي هِيَ الاسْمُ والياءُ لبَيانِ الحَركَةِ، ودليلُ ذلكَ أَنَّك إِذا وقفْتَ قلْتَ بِهْ، ومِن العربِ مَنْ يقولُ بهِي وبِهْ فِي الوَصْل.
قَالَ اللّحْياني: قَالَ الكِسائي: سَمِعْتُ أعْرابَ عُقَيْل وكلابٍ يَتَكَّلمُونَ فِي حالِ الرَّفْعِ والخَفْضِ وَمَا قَبْلَ الهاءِ مُتحرِّك، فيجْزِمُونَ الهاءَ فِي الرفْعِ ويَرْفَعُونَ بغيرِ تَمامٍ، ويجزِمُونَ فِي الخفْضِ ويخْفضُونَ بغيرِ تمامٍ، فَيَقُولُونَ: {إنَّ الإِنسانَ لرَبِّهُ لَكَنُودُ} بالجزْمِ، ولرَبِّه لَكَنُودٌ، بغيرِ تمامٍ، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ، وَقَالَ: التَّمامُ أحبُّ إليَّ وَلَا ينظرونَ فِي هَذَا إِلَى جزْمٍ وَلَا غيرِ لأنَّ الإعْرابَ إنَّما يَقَعُ فيمَا قَبْل الهاءِ؛ وَقَالَ: كانَ أَبو جَعْفرٍ قارِىءَ المدينَةِ يخْفضُ ويرْفَعُ لغيرِ تمامٍ؛ قَالَ: وأَنْشَدَ أَبو حزامٍ العُكْلِي:
لي والِدٌ شَيْخٌ تَحُضُّهْ غَيْبَتي
وأَظُنُّ أنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُفخفَّف فِي مَوْضِعَيْن، وَكَانَ حمزةُ وأَبو عَمْرٍ ويجزمان الهاءَ فِي مثْلِ يُؤدِّهْ إِلَيْك، و {نُؤْتِهْ مِنْهَا} {ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ} ، وسمعَ شيْخاً مِن هَوازِن يقولُ: عَلَيْهُ مالٌ، وَكَانَ يَقُول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبهُمْ، قَالَ: وَقَالَ الكِسائي هِيَ لُغاتٌ يقالُ فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمامٍ وغيرِ تمامٍ، قَالَ: وَقَالَ لَا يكونُ الجَزْم فِي الهاءِ إِذا كانَ مَا قَبْلَها ساكِناً.
وَفِي التهذيبِ: قالَ اللّيْثُ: هُوَ كِنايَةُ تَذْكيرٍ، وهِي كِنايَةُ تأْنِيثٍ، وهُما للاثْنَيْن، وهُم للجماعَةِ مِن الرِّجالِ، وهُنَّ للنِّساءِ، فَإِذا وقَفْتَ على هُوَ وَصَلْتَ الْوَاو وقلْتَ هُوهْ، وَإِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاءَ الصِّلَةِ.
ورُوِي عَن أَبي الهَيْثم أَنّه قَالَ: مَرَرْتُ بهْ ومَرَرْتُ بِهِ ومَرَرْتُ بِهِي، قَالَ: وَإِن شِئْتَ مَرَرْتُ بِهْ وبِهُ وبِهُو، وكَذلكَ ضَرَبَه فِيهِ هَذِه اللُّغات، وكَذلكَ يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُو، فَإِذا أَفْرَدْتَ الهاءَ مِن الاتِّصالِ بالاسْمِ أَو بالفِعْلِ أَو بالأداةِ وابْتَدأْتَ بهَا كَلامَكَ قلْت هُوَ لكلِّ مذكَّرٍ غائبٍ، وَهِي لكلِّ مؤنَّثَةٍ غائبَةٍ، وَقد جَرَى ذِكرُهُما فزِدْتَ واواً أَو يَاء اسْتِثْقالاً للاسْمِ على حَرْفٍ واحِدٍ، لأنَّ الاسْمَ لَا يكونُ أَقلَّ مِن حَرْفَيْن، قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: الاسْمُ إِذا كانَ على حَرْفَيْن فَهُوَ ناقِصٌ قد ذهَبَ مِنْهُ حرْفٌ، فَإِن عَرَفْتَ تَثْنِيَتَه وجَمْعَه وتَصْغِيرَه وتَصْرِيفَه عُرفَ النَّاقِصُ مِنْهُ، وَإِن لم يُصَغَّر وَلم يُصَرَّف وَلم يُعْرَفْ لَهُ اشْتِقاقٌ زِيدَ فِيهِ مِثْل آخرِه فتقولُ: هُوَّ أَخُوكَ، فزَادُوا مَعَ الواوِ واواً؛ وأَنْشَدَ: وإنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بهَا
وهُوَّ على مَنْ صَبَّه اللهاُ عَلْقَمُكما قَالُوا فِي مِن وعَن وَلَا تَصْرِيفَ لَهُما فَقَالُوا: مِنِّي أَحْسَنُ مِن مِنْكَ، فزَادُوا نوناً مَعَ النونِ.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: بَنُو أَسَدٍ تسكِّنُ هُوَ وهِيَ فَيَقُولُونَ: هُو زيدٌ وَهِي هنْدٌ، كأَنَّهم حذَفُوا المُتَحَرِّكَ، وَهِي قالَتْه وهُو قالَهُ؛ وأَنْشَدَ:
وكُنَّا إِذا مَا كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ
فَقَذْ عَلِمُوا أنِّي وهُو فَتَيانِفأَسْكَنَ.
ويقالُ: مَاهُ قالَهُ، وماهِ قالَتْه، يُرِيدُون مَا هُوَ وَمَا هِيَ؛ وأَمَّا قولُ جريرٍ:
تقولُ لي الأصْحابُ: هَل أَنتَ لاحِقٌ
بأَهْلِكَ إنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لاهِياأَي لَا سَبِيلَ إِلَيْهَا؛ وكَذلكَ إِذا ذَكَرَ الرجُلُ شَيْئا لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، قَالَ لَهُ المُجيبُ: لَا هُوَ أَي لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ فَلَا تَذْكُرُهُ.
ويقالُ: هُوَ هُوَ، أَي قَدْ عَرَفْتُهُ. ويقالُ: هِيَ هِيَ أَي هِيَ الداهِيَةُ الَّتِي قد عَرَفْتُها. وهُمْ أَي هُمْ الذينَ قد عَرَفْتُهم؛ قالَ الهُذَلي:
رَفَوْني وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ
فَقُلْتُ وأَنْكَرْتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ [با] مهمة وفيهَا فوائَدٌ:
(الأُولى:) قَالَ الجَوْهرِي إِذا أَدْخَلْتَ الهاءَ فِي النُّدْبةِ أَثْبَتَّها فِي الوَقْفِ وحَذَفْتَها فِي الوَصْلِ، ورُبَّما ثَبَتَتْ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتُضَمُّ كالحَرْفِ الأصْلي. قَالَ ابنُ برِّي: صوابُه فتَضُمُّهما كهاءِ الضَّميرِ فِي عَصاهُ ورَحاهُ. قَالَ الجَوْهرِي: ويجوزُ كَسْره لإلْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، هَذَا على قولِ أَهْلِ الكوفةِ؛ وأنْشَدَ الفرَّاء:
يَا رَبِّ يَا رَبَّاهُ إيَّاكَ أَسَلْعَفْراء يَا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجَلْوقال قيسُ بنُ مُعاذٍ العامِرِي:
فنادَيْتُ: يَا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتيلنَفْسِيَ لَيْلى ثمَّ أنْتَ حَسِيبُهاوهو كثيرٌ فِي الشِّعْرِ وليسَ شيءٌ مِنْهُ بحُجَّةٍ عنْدَ أهْلِ البَصْرةِ، وَهُوَ خارجٌ عَن الأصْلِ.
(الثَّانية:) هَا، مَقْصورٌ: للتَّقْريبُ إِذا قيلَ لكَ: أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقل: هَا أَنا ذَا، والمرأَةُ تقولُ: هَا أَنا ذِهْ، فَإِن قيل لَك: أَيْنَ فلانٌ؟ قلْتَ إِذا كانَ قرِيباً: هَا هُو ذَا، وَإِذا كانَ بَعيدا قلْتَ: هَا هُوَ ذاكَ؛ وللمرأَةِ إِذا كانتْ قريبَةً: هَا هِي ذِهْ، وَإِذا كانتْ بعيدَةً: هَا هِيَ تِلْكَ.
(الثَّالثة:) يقالُ هاءٍ بالتَّنْوينِ بِمعْنَى خُذْ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ومُرْبِحٍ قَالَ لي: هاءٍ فقُلْتُ لَهُحَيَّاكَ ربِّي لقَدْ أَحْسَنْتَ بِي هائي (الَّرابعة:) قد تَلْحقُ التاءُ بهَا فتكونُ بمعْنَى أَعْطِ، يقالُ: هاتِ هاتِيا هاتُوا وهاتِي هاتِينَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُم} ؛ وَقيل: إنَّ الهاءَ بدلٌ من هَمْزةِ آتِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي موضعِهِ؛ قَالَ الشاعرُ:
وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ كنَقْدِ السُّوقِ خُذْ مِنِّي وهاتِ (الْخَامِسَة:) فِي حديثِ عُمَر قالَ لأبي موسَى، رضِي اللَّهُ عَنْهُمَا: هَا وإلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً، أَي هاتِ مَنْ يَشْهَدُ لكَ على قولِكَ.
(السَّادسة:) قولُه تَعَالَى: {وَهَذَا بَعْلِي شيْخاً} ، فَهَذَا مُبْتَدأ، وبَعْلِي خَبَرُه، وشيْخاً مَنْصوبٌ على الحالِ، والعامِلُ فِيهِ الإشارَةُ والتَّنْبِيه: وقَرَأَ ابنُ مَسْعود وأُبيَ: (وَهَذَا بَعْلِي شَيْخٌ) بِالرَّفْعِ، قَالَ النَّحاس: هَذَا مُبْتَدأٌ، وبَعْلِي بدلٌ مِنْهُ، وشيْخٌ خَبَرٌ، أَو بَعْلي وشيْخٌ خَبَرانِ لهَذَا، كَمَا يقالُ الرُّمَّانُ حُلْوٌ حاضٌ. وحَكَى المبرِّدُ أنَّ بعضَ الرُّؤساءِ عَزَمَ عَلَيْهِ مَعَ جماعَةٍ فغَنَّتْ جارِيَةٌ مِن وَراء السِّتر:
وَقَالُوا لَهَا: هَذَا حَبِيبُكِ مُعْرِضٌ فقالتْ: أَلا إعْراضُه يسر الخطبفما هِيَ إلاَّ نَظْرَة بتَبَسُّموتَصْطَكُّ رِجْلاهُ ويَسْقُط للجنبِفطَرِبَ الحاضِرُونَ إلاَّ المبرِّد، فعَجِبَ مِنْهُ رَبُّ المَنْزلِ، فَقَالَت: هُوَ مَعْذورٌ لأنَّه أَرادَ أنْ أَقولَ حَبِيبُكِ مُعْرِضاً، فظَنَّني لَحَنْتُ وَلم يَدْرِ أنَّ ابنَ مَسْعود قَرَأَ {وَهَذَا بَعْلِي شيْخٌ} بالرَّفْعِ، فطَرِبَ المبرِّدُ مِن هَذَا الجَرابِ حَتَّى شقٌ ثَوْبَه؛ نقلَهُ الْقَرَافِيّ.

هوو

هوو
: (و (} الهُوَّةُ، كقُوَّةٍ: مَا انْهَبَطَ مِن الأرضِ؛ أَو الوَهْدَةُ الغامِضَةُ مِنْهَا) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وحكَى ثَعْلب: اللهُمَّ أَعِذْنا مِن {هُوَّةِ الكُفْر ودَواعِي النِّفَاق؛ قالَ: ضَرَبَه مَثَلاً للكُفْر.
وَفِي الصِّحاح:} الهُوَّةُ الوَهْدَةُ العَمِيقَةُ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
كأَنَّه فِي هُوَّةٍ تَقَحْذَما وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ فِي الأرضِ بَعِيدَةُ القَعْرِ مثْل الدَّحْلِ غَيْر أنَّ لَهُ أَلجافاً، ورأْسُها مثْلُ رأْسِ الدَّحْل.
وَقَالَ غيرُهُ: هِيَ الحُفْرَةُ البَعِيدَةُ القَعْرِ {كالمِهْواةِ؛ وقيلَ: هِيَ المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ، (} كالهُوَّاءَةِ، كرُمَّانَةٍ) ، أصْلُها هواية.
وقيلَ: هُوَ المَهْواةُ بينَ الجَبَلَيْن.
( {والهَوُّ، بِالْفَتْح: الجانِبُ) من الأرضِ؛ كَذَا فِي النوادِرِ لابنِ الأعْرابي.
(و) } الهَوَّةُ: (الكَوَّةُ) ؛ ظاهِرُه أنَّه بِضمِ الهاءِ كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُه والصَّوابُ أنَّه بالفَتْح كالكَوَّةِ زِنَةً ومَعْنًى؛ نقلَهُ ابنُ شُمَيْلٍ عَن أبي الهُذَيْل وضَبَطَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: جَمْعُ {الهُوَّةِ} هُوًى، كقُوَّةٍ وقُوًى؛ عَن الأصْمعي.
وَهُوَ أَيْضاً جَمْعُ {الهَوَّةِ بِالفَتْح، كقَرْيَةٍ وقُرًى؛ عَن ابنِ شُمَيْل.
وَقَالَ ابنُ الْفرج: للبَيْتِ كِواءٌ كثيرَةٌ} وهِواءٌ كثيرَةٌ، الواحِدَةٌ كَوَّةٌ {وهَوَّةٌ.
وتُجْمَعُ} الهُوَّةُ أَيْضاً على هُوَ، بحذْفِ الهاءِ، وعَلى {هُوِيَ، كصُلِيَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (إِذا عَرَّسْتُم فاجْتَنِبُوا هُوِيِّ الأرضِ) ، وَبِه فُسِّر.
وتَصْغيرُ} الهُوَّةِ! هُوَيَّةٌ؛ وَهَكَذَا رُوِي قولُ الشمَّاخ: ولمَّا رأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةٍ
تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّراوقيلَ: {الهُوَيَّةُ هُنَا تَصْغيرُ} الهُوَّةِ بمعْنَى البِئْرِ البَعِيدَةِ {المَهْواةِ.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَقَعَ فِي} هُوَّةٍ أَي بِئْرٍ مُغَطَّاةٍ؛ وأنْشَدَ:
إنكَ لَو أُعْطِيتَ أَرْجاء هُوّةٍ
مُغَمَّسَةٍ لَا يُسْتَبانُ تُرابُهابثَوْبِكَ فِي الظَّلْماءِ ثمَّ دَعَوْتَنِي
لجِئْتُ إِلَيْهَا سادِماً لَا أَهابُهاوإنَّما صَغَّرها الشمَّاخُ للتَّهْويلِ؛ وعَرْشُها: سَقْفُها المُغَمَّى عَلَيْهَا بالتُّرابِ فيَغْتَرُّ بِهِ واطِئُه فيَقَع فِيهَا فيّهلِك.
{وهُوَّةُّ بنُ وَصّافٍ: دَحْلٌ بالحزنِ لبَني الوصّافٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عامِرِ بنِ كعْبِ بنِ سعْدِ بنِ ضُبيعَةَ؛ وهوَّةُ بنُ وصّافٍ: مَثَلٌ تَسْتَعْملُه العَرَبُ لمَنْ يدعونَ عَلَيْهِ؛ قالَ رُؤْبة:
فِي مِثْلِ} مَهْوَى هوة الوصّاف {وهُوٌّ، بِالضَّمِّ وتَشْديدِ الواوِ، كأَنَّه جَمْعُ} هُوَّةٍ: بُلَيدَةٌ أَزَليةٌ على تلَ بالصَّعِيدِ بالجانِبِ الغَرْبي دونَ قوص، تُضافُ إِلَيْهَا كُورَةٌ ويقالُ لَهَا: هُوُّ الْحَمْرَاء؛ كَذَا قالَهُ ياقوتُ وضَبَطَه بسكونِ الواوِ، والصَّوابُ أنَّها بالجانِبِ الشَّرقي وواوُها مُشدَّدَة، وَقد رأَيْتُها، وَبهَا قَبْرُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ الصَّحابي على مَا يَزْعَمُون، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا بعضُ المُحدِّثِين الأُدَباء، ومِن مُتَأَخِّرِيهم: أَبو السُّرورِ! الهُوِّيُّ الشاعِرُ ترْجَمَه الخفاجي فِي الرَّيْحانةِ وقالَ: هُوَ مِن هُوَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هُوَ. وَفِي النّوادِرِ: هُوَ {هَوة، بالفَتْح: أَي أَحْمَقٌ لَا يُمْسِكُ شَيْئا فِي صدْرِه.
(هـ وو)

هُوَ: كِنَايَة الْوَاحِد الْمُذكر، قَالَ الْكسَائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثَلَاثَة أحرف مثل أَنْت، فَيُقَال: هُوَّ فعل ذَاك، قَالَ: وَمن الْعَرَب من يخففه فَيَقُول: هُوَ فعل ذَاك، قَالَ اللحياني: وَحكى الْكسَائي عَن بني سعد وَتَمِيم وَقيس: هُو فعل ذَاك، بِإِسْكَان الْوَاو، وَأنْشد لِعبيد:

ورَكْضُكَ لَوْلَا هُو لَقِيتَ الَّذِي لَقُوا ... فَأصبَحْتَ قَدْ جاوَزْتَ قَوْما أعادِيا

وَقَالَ الْكسَائي: بَعضهم يلقِي الْوَاو من هُوَ إِذا كَانَ قبلهَا ألف سَاكِنة، فَيَقُول: حَتَّى هُ فعل ذَلِك، وَإِنَّمَا هُ فعل ذَاك. قَالَ: وَأنْشد أَبُو خَالِد الْأَسدي:

إِذا هُ لم يُؤْذَنْ لَهُ لمْ يَنْبِسِ

قَالَ وَأنْشد خشاف:

إِذا هُ سِيمَ الخَسْفَ آلَى بِقَسَمْ

باللهِ لَا يَأخُذُ إِلَّا مَا احْتَكَمْ

قَالَ: وأنشدنا أَبُو مجَالد:

فَبَيْناهُ يَشرِي رَحْلَه قالَ قائلٌ ... لمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجيبُ

وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا ذَلِك للضَّرُورَة، والتشبيه للضمير الْمُنْفَصِل بالضمير الْمُتَّصِل فِي عَصَاهُ وقناه، فَإِن قلت: فقد قَالَ الآخر:

أعِنِّى عَلى بَرْقٍ أُرِيكَ وَميضَهُو

فَوقف بِالْوَاو، وَلَيْسَت اللَّفْظَة قافية، وَهَذِه الْمدَّة مستهلكة فِي حَال الْوَقْف، قيل: هَذِه اللَّفْظَة وَإِن لم تكن قافية فَيكون الْبَيْت بهَا مقفى ومصرعا فَإِن الْعَرَب قد تقف على الْعرُوض نَحوا من وقوفها على الضَّرْب، وَذَلِكَ لوقوف الْكَلَام المنثور على الْمَوْزُون، أَلا ترى إِلَى قَوْله أَيْضا: فَأضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ

فَوقف بِالتَّنْوِينِ خلافًا للوقوف فِي غير الشّعْر فَإِن قلت: فَإِن أقْصَى حَال كتيفة، إِذْ لَيْسَ قافية، أَن يجْرِي مجْرى القافية فِي الْوُقُوف عَلَيْهَا، وَأَنت ترى الروَاة أَكْثَرهم على إِطْلَاق هَذِه القصيدة وَنَحْوهَا بِحرف اللين نَحْو قَوْله: " فَحَوْمَلِ " و" مَنزِلي " فَقَوله: كتيفة لَيْسَ على وقف الْكَلَام وَلَا وقف القافية؟ قيل: الْأَمر على مَا ذكرته من خِلَافه لَهُ، غير أَن هَذَا أَمر أَيْضا يخْتَص المنظوم دون المنثور، لاستمرار ذَلِك عَنْهُم، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

أنَّي اهتَدَيتَ لِتَسليمٍ عَلى دِمَنٍ ... بالغَمْرِ غَيَّرَهُنَّ الأعْصُرُ الأُوَلُ

وَقَوله:

كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِف مِنْ دَدِ

وَمثله كثير، كل ذَلِك الْوُقُوف على عروضه مُخَالف للوقوف على ضربه، ومخالف أَيْضا لوقوف الْكَلَام غير الشّعْر.

وَقَالَ الْكسَائي: لم أسمعهم يلقون الْوَاو وَالْيَاء عِنْد غير الْألف.

وتثنيته هُما، وَجمعه هُمو، فَأَما قَوْله: هُمُ فمحذوفة من هُمُو، كَمَا أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فَأَما قَوْلك: رأيتهو، فَإِن الِاسْم إِنَّمَا هُوَ الْهَاء، وَجِيء بِالْوَاو لبَيَان الْحَرَكَة، وَكَذَلِكَ لَهُو مَال، إِنَّمَا الِاسْم مِنْهَا الْهَاء، وَالْوَاو لما قدمنَا، وَدَلِيل ذَلِك انك إِذا وقفت حذفت الْوَاو، فَقلت: رَأَيْته، وَالْمَال لَهُ، وَمِنْهُم من يحذفها فِي الْوَصْل، حكى اللحياني عَن الْكسَائي: لَهُ مَال، أَي لَهُو مَال، وَحكى أَيْضا: لَهْ مَال، بِسُكُون الْهَاء وَكَذَلِكَ مَا أشبهه قَالَ:

فَظَلْتُ لَدىَ البَيْتِ العَتيقِ أُخيلُهُ ... ومِطْوَايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

قَالَ ابْن جني جمع بَين اللغتين، يَعْنِي إِثْبَات الْوَاو فِي أخيلهو، وَإِسْكَان الْهَاء فِي " لَهُ " وَزعم أَبُو الْحسن إِنَّهَا لُغَة لأزد السراة، قَالَ: وَلَيْسَ إسكان الْهَاء فِي " لَهُ " عَن حذف لحق الْكَلِمَة بالصنعة، وَمثله مَا روى عَن قطرب من قَول الآخر:

وأشرَبُ الماءَ مَا بيِ نَحْوَهُو عَطَشٌ ... إلاّ لأنَّ عُيونَهْ سَيْلُ وَاديها فَقَالَ: " نحوهو عَطش " بِالْوَاو، وَقَالَ " عيونه " بِإِسْكَان الْهَاء، وَأما قَول الشماخ:

لَهُو زَجَلٌ كأنَّهُ صَوْتُ حادٍ ... إِذا طَلَبَ الوَسِيقَةَ أوْ زَميرُ

فَلَيْسَ لغتين، لأَنا لَا نعلم رِوَايَة حذف هَذِه الْوَاو وإبقاء الضمة قبلهَا لُغَة، فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك ضَرُورَة وصنعة لَا مذهبا وَلَا لُغَة، وَمثله الْهَاء من قَوْلك: " بهي " هِيَ الِاسْم، وَالْيَاء لبَيَان الْحَرَكَة وَدَلِيل ذَلِك أَنَّك إِذا وقفت قلت: بِهِ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: بِهِ وبِهْ فِي الْوَصْل، قَالَ اللحياني: وَقَالَ الْكسَائي: سَمِعت أَعْرَاب عقيل وكلاب يَتَكَلَّمُونَ فِي حَال الرّفْع والخفض وَمَا قبل الْهَاء متحرك فيجزمون الْهَاء فِي الرّفْع، ويرفعون بِغَيْر تَمام، ويجزمون فِي الْخَفْض، ويخفضون بِغَيْر تَمام، فيقلون: (إنَّ الإنسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) بِالْجَزْمِ و" لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ " بِغَيْر تَمام، ولهْ مالٌ، لهُ مالٌ، وَقَالَ: التَّمام احب أَلِي، وَلَا ينظر فِي هَذَا إِلَى جزم وَلَا غَيره، لِأَن الْإِعْرَاب إِنَّمَا يَقع فِيمَا قبل الْهَاء، وَقَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَر، قَارِئ أهل الْمَدِينَة، يخْفض وَيرْفَع لغير تَمام، وَقَالَ: أَنْشدني أَبُو حزَام العكلي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي ... وأظُنُّ أنَّ نَفادَ عُمرِهْ عاجِلُ

فَخفف فِي موضِعين، وَكَانَ حَمْزَة وَأَبُو عَمْرو يجزمان الْهَاء فِي مثل (يَؤُدِّهْ إِلَيْك) ، (ونُؤْتِهْ مِنْهَا) و (نُصْلِهْ جهنمَ) وَسمع شَيخا من هوَازن يَقُول: عَلَيْهُو مَال، وَكَانَ يَقُول: عَلَيْهِم وَفِيهِمْ وبهم، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ لُغَات يُقَال: فِيهِ، وفيهي، وَفِيه، وفيهو، بِتمَام وَغير تَمام، قَالَ: وَقَالَ: لَا يكون الْجَزْم فِي الْهَاء إِذا كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا.

قرو

(قرو) : المُقْرَوْرِي: الطَّويلُ الظَّهْر.
(قرو) : قِرْوانُ الرَّأْسِ، وقَرْوَةُ الرَّأسِ: طرَفُه.
(ق ر و) : (الْقَرْوُ) تَعْرِيبُ غَرْو هُوَ الْأَجْوَفُ مِنْ الْقَصَب.
قرو: قرو: قروة، ادرة. (معجم المنصوري).
قروة: صفحة من خشب، قصعة، جفنة. (زيشر 22: 150).
قروان: ذكرت في ديوان الهذليين (ص172، البيت السابع).
(قرو) : شأةٌ مقْرُوَّةٌ وهو أَنْ يُجْعَلَ رأَسُها في خَشَبة لها مثلُ العُرْوَةِ، يُدخَلُ فيها رأَسُها وللخَشَبَةِ مثلُ الذّنَب، وإنَّما يُفْعلُ ذلك لِئلاَّ ترْضَع نَفْسَها فإن أَرادَتْ مَنَعَتْها الخَشبَةُ.

قرو


قَرَا(n. ac. قَرْو)
a. [Ila], Went, repaired to.
b. Followed, pursued, devoted himself to.

أَقْرَوَa. Had the back-ache.

إِقْتَرَوَa. see I (b)
إِسْتَقْرَوَa. see I (b)b. Was swollen, inflamed (abscess).

قَرِو (pl.
قُرُوّ)
a. Trough, tank.
b. (pl.
أَقْرٍ [] أَقْرَآء [أَقْرَاْو]
قُرِيّ )
a. Outlet ( of a wine-press ).
c. Wooden cup, drinking vessel.

قَرْوَة []
a. see 3
قُرْوa. Scrotal hernia, rupture.

قَرَوِيّ []
a. see قَرَى

مَقْرًى [] (pl.
مَقْارٍ [] )
a. Summit, hill-top.

قَرَوَان []
a. Back.

قَرْوَآء []
a. Habit, custom, way.
b. Posterior, behind.

عَلَى قَرْوٍ وَاحِدٍ
a. On the same road.
قرو
قرَا يقرو، قرْوًا، فهو قارٍ، والمفعول مقروّ
• قرا الأمرَ: تتبَّعه "قرا البلاد: تتبّعها أرضًا أرضًا وسار فيها ينظر حالها وأمرها". 

استقرى يستقري، استقرِ، استقراءً، فهو مُسْتَقرٍ، والمفعول مُسْتَقرًى
• استقرى موظَّفو تعداد السُّكَّان القرى قريةً قريةً: استقرأوا، تتبَّعوا، ودرسوا بعناية، تفحَّصوا. 

استقراء [مفرد]: مصدر استقرى. 

قَرْو [مفرد]: ج أقْراء (لغير المصدر {وأقرٍ} لغير المصدر)، جج قُرُوّ (لغير المصدر):
1 - مصدر قرَا.
2 - (نت) بلوط، سنديان، خشب له ألياف قصيرة مزركشة صلد جدًّا يشيع استعمالُه في صنع الأثاث. 
ق ر و
قروت الأرض وتقرّيتها واستقريتها: تتبعتها. وناقة طويلة القرى وقرواء. ويقال للقصيدتين: هما على قريّ واحدٍ وعلى قروٍ واحدٍ وهو الرويّ. وفي الحديث " وضعته على أقراء الشّغر " ولا بدّ للعمود من قريّةٍ وهي الخشبة التي فيها رأس العمود. وهذه قروة الكلب: لميلغته. وهو يقري الضيف، وأوقد نار القرى. وقرى الماء في الحوض، والماء في القريّ والقريان وهي مجاري السيل. وله مقراةٌ كالمقراة ومقارٍ كالمقاري أي جفان كالجوابي.


ومن المجاز: قريت الهمّ مطيتي. وقال:

إقر هموماً حضرت قراها

ويقولون في الحرب: قروها قراها. والمسلمون قواري الله في الأرض أي أمناؤه وشهداؤه الميامين شبّهوا بالقواري من الطير وهي الخضر التي يتيمّنون بها، الواحدة: قارية. قال:

أمن ترجيع قاريةٍ تركتم ... سباياكم وأبتم بالعناق

وقال جرير:

ماذا تعدّ إذا عددت عليكم ... والمسلمون بما أقول قواري

ونزلتم على قرى النمل وهي جراثيمه.
قرو
القَرْوُ: مَسِيْلُ المِعْصَرَةِ ومِثْعَبُها، والجَميعُ القُرِيُّ والأقْرَاء. وهو أيضاً: شِبْهُ حَوْض مَمْدُوْدٍ مُسْتَطِيل إلى جَنْبِ حوْض يُفْرَغُ فيه من الحَوْضِ الضَخْم. وأصْلُ النَخْلَةِ يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فيه. والقَدَحُ.
وما بها لا عِيْ قَرْوٍ أي أحَد. وكُل شَيْءٍ على طَرِيقةٍ واحِدَةٍ، تقول: رَأيْتُه على قَرْوٍ واحِد وقَرِيّ واحِدٍ، وقَرْي واحِدٍ. ومنه: قَرْوُ الشِّعْرِ. وقَرَوْتُ إليهم قَرْواً: قَصَدْتهم. وقارِيَةُ الخَطِّيِّ: أسْفَلُ الرُّمْح مِمّا يَلي الزُجَّ.
والإِنسان يَقْتَري أرضاً ويَسْتَقْرِيْها ويَقْرُوها: إذا سارَ فيها يَنْظُرُ ما حالُها وأمْرُها.
وصارَتِ الأرْضُ قَرْواً واحِداً: أي طَبَّقَها المَطَرُ، وكذلك القَرِيُ والقِرْوُ والقَرْيُ.
والقَرْوُ: الهِلاَلُ المُسْتَوي. وحَوْضٌ من جُذُوْع يُنْبَذُ فيه.
والقَرى: الظَّهْرُ، جَمَلٌ أقْرى، وناقَةٌ قَرْوَاءُ: طَوِيلةُ السَّنَام ووَسَطِ الظَّهْرِ، والجميع الأقْرَاءُ، ونُوْقٌ قُرْوٌ.
وقَرَتِ الناقَةُ تَقْرُوْ قَرْواً: إذا أصابَها وَجَعُ الأسْنانِ وَتَوَرَّمَ شِدْقاها.
والقَرْوَاءُ من الإِبل: الضَّرُوْسُ. وهي التي تَقْري جرَّتَها أي تَجْمَعُها في شِدْقَيْها.
وقَرَوْتُ الأرضَ: تَتَبَّعْتها.
وقَرَوْتُ بني فلانٍ: أي مَرَرْتُ بهم رَجُلاً رَجُلاً.
ويقولون: المَلائكةُ قَواري اللَّهِ عز وجلَّ في الأرض: أي شُهَدَاءُ اللَهِ، مَأخُوذٌ من أنَهم يَقْرُوْنَ الناسَ فَيَتَتَبعُونَهُمْ.
والقَرْوى - على مِثالِ العَطْشى -: من قَوْلهم: لا تَرْجعُ حالُهم على قَرْواها: أي على ما كانتْ عليه. وفي المَثَل: رَجَعَ فلان على قَرْواه أي " عادَ على حافِرَتِه " ويقولون: لا تَرْجعُ الأُمَّةُ على قَرْوائها - بالمَدِّ -. واحْتَبَسَتِ الإِبل أيّامَ قِرْوَتها: وذلك أوَّلَ ما تَحْمِلُ حتّى يَسْتَبِيْنَ، فإذا اسْتَبَانَ ذَهَبَ عنها اسْمُ القِرْوَةِ. وإذا تَحَوَّلْتَ عن بَلَدٍ فَمَكَثْتَ به خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً فقد ذَهَبَتْ عنكَ قِرَةُ البَلَدِ: أي مَرَضُه ووَبَاؤه. والقِرَةُ: بمنزلةِ الوَقْرِ في الأُذُنِ. والقِرَةُ: القَطِيعُ العَظِيمُ من الغَنَم. والقَرْوَةُ: مِيْلَغَةُ الكَلْبِ.
الْقَاف وَالرَّاء وَالْوَاو

القرو من الأَرْض: الَّذِي لَا يكَاد يقطعهُ شَيْء، وَالْجمع: قروٌّ.

والقرو: شبه حَوْض.

والقرو: أَسْفَل النَّخْلَة.

وَقيل: أَصْلهَا ينقر فينبذ فِيهِ، وَقَالَ بَعضهم: يتَّخذ مِنْهُ المركن، وَهُوَ الإجانة فيشرب فِيهِ.

وَقيل: هُوَ نقير يَجْعَل فِيهِ الْعصير من أَي خشب كَانَ.

والقرو: الْقدح.

وَقيل: هُوَ الْإِنَاء الصَّغِير.

والقرو: مسيل المعصرة ومثعبها، قَالَ الْأَعْشَى:

ارمي بهَا الْبَيْدَاء إِذْ اعرضت ... وَأَنت بَين القرو والعاصر

والقرو: ميلغة الْكَلْب، وَالْجمع فِي ذَلِك كُله: أَقراء، وَأقر، وقرى. وَحكى أَبُو زيد: أقروة، مصحح الْوَاو، وَهُوَ نَادِر من جِهَة الْجمع والتصحيح.

والقروة: كالقرو، الَّذِي هوميلغة الْكَلْب.

والقرو، والقرى: كل شَيْء على طَرِيق وَاحِد، يُقَال: مَا زَالَ على قرو وَاحِد، وقرى وَاحِد.

وأصبحت الأَرْض قرواً وَاحِدًا: إِذا تغطى وَجههَا بِالْمَاءِ.

وقرا إِلَيْهِ قرواً: قصد.

وقراه: طعنه فَرمى بِهِ، عَن الهجري: وَأرَاهُ من هَذَا، كَأَنَّهُ قَصده بَين أَصْحَابه، قَالَ: وَالْخَيْل تقروهم على اللحيات

وقرا الْأَمر، واقتراه: تتبعه.

وقرا الأَرْض قرواً، واقتراها، وتقراها، واستقراها: تتبعها أَرضًا أَرضًا وَسَار فِيهَا ينظر حَالهَا وامرها.

قَالَ اللحياني: قروت الأَرْض: سرت فِيهَا، وَهُوَ أَن تمر بِالْمَكَانِ ثمَّ تجوزه إِلَى غَيره، ثمَّ إِلَى مَوضِع آخر.

وقروت بني فلَان، واقتريتهم، واستقريتهم: مَرَرْت بهم وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُوَ من الإتباع، وَاسْتَعْملهُ سِيبَوَيْهٍ فِي تَعْبِيره، فَقَالَ فِي قَوْلهم: اخذته بدرهم فَصَاعِدا لم ترد أَن تخبر أَن الدِّرْهَم مَعَ صاعد ثمن لشَيْء، كَقَوْلِك: بدرهم وَزِيَادَة، وَلَكِنَّك اخبرت بِأَدْنَى الثّمن فَجَعَلته اولا، ثمَّ قروت شَيْئا بعد شَيْء لأثمان شَتَّى.

وَالنَّاس قواري الله: أَخذ من أَنهم يقرونَ النَّاس، يتتبعونهم فَيَنْظُرُونَ إِلَى أَعْمَالهم، وَهِي أحد مَا جَاءَ من " فَاعل "، الَّذِي للمذكر الْآدَمِيّ، مكسرا على " فواعل " نَحْو: فَارس وفوارس، وناكس ونواكس.

وَقيل: القارية: الصالحون من النَّاس.

وَقَالَ اللحياني: هَؤُلَاءِ قواري الله فِي الأَرْض: أَي شُهُود الله، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: هم النَّاس الصالحون، قَالَ: وَالْوَاحد: قارية، بِالْهَاءِ.

والقرا: الظّهْر.

وَقيل: وَسطه، وتثنيته: قريان، وقروان، عَن اللحياني وَجمعه: أَقراء، وقروان، قَالَ الْهُذلِيّ:

إِذا نفشت قروانها وتلفتت ... اشب بهَا الشّعْر الصُّدُور القراهب

وَهُوَ الْقَرَوِي.

وجمل اقرى: طَوِيل الظّهْر، وَالْأُنْثَى: قرواء، وَمَا كَانَ أقرى.

وَلَقَد قرى قراً، مَقْصُور، عَن اللحياني.

وقرا الأكمة: ظهرهَا. والقيروان: الْكَثْرَة من النَّاس.

ومعظم الْأَمر.

وَقيل: هُوَ مَوضِع الكتيبة، وَهُوَ مُعرب، أَصله: كاروان بِالْفَارِسِيَّةِ، فأعرب، وَهُوَ على وزن الحيقطان.

وقرورى: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

تروحن من حزم الجفول فَأَصْبَحت ... هضاب قروري دونهَا والمضيح
باب القاف والراء و (وا يء) معهما ق ر و، ق ي ر، ق ر ي، ق ور، وق ر، ر وق، ق رء، أر ق، ر ق ي مستعملات

قرو: القَرْوُ، مسيل المعصرة ومثعبها، والجميع القَرِيُّ، والأقْراءُ ولا فعل له. والقَرْوُ: شبه حوض ضخم يفرغ فيه الماء من الحوض الضخم ترده الإبل والغنم، ويكون من خشب. والقَرْوُ: كل شيء على طريقة واحدة. وقَرَوتُ إليهم اقرُو قَرْواً أي قصدت نحوهم، قال:

أقرو إليهم أنابيب القنا قصدا

وقاريةُ الرمح: أسفله مما يلي الزج. وفلان يقتري رجلاً بقوله، ويقتَري مسلكاً ويَقرُوه أي يتبع. ويقتري أيضا ويستقريها ويَقرُوها إذا سار فيها ينظر حالها وأمرها. وما زلت أستقري هذه الأرض قَرْيةً قَرْيةً، والقِرْيةُ لغة يمانية. ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القُرْى فحملوها على لغة من يقول: كسوة وكسى، والنسبة إلى القَرْية قَرَويٌّ. وأم القرى مكة. وقوله تعالى: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ

أي الكور والأمصار والمدائن. وجمل أَقْرَى، وناقة قَرْواءُ أي طويلة السنام. ووسط ظهر كل شيء هو القَرا حتى الأكام وغيرها، والجميع الأقراء. ونوق قُرْوٌ. والقَيْرَوانُ: معظم العسكر والقافلة، وهو دخيل، قال يصف الجيش:

له قَيْرَوانٌ يدخل الطير وسطه ... صحيحاً فيهوي بين قُضْبٍ وخرصان

قري: والقَرْىُ: الإحسان إلى الضيف، قَراه يَقريه قِرىً قال:

أقريهمُ وما حضرت قراها

والقَرْيُ: جبي الماء في الحوض، تقول: قَرَيْتُ الماء فيه قَرْياً، ويجوز في الشعر قرى. والمِقراةُ: شبه حوض ضخم يُقْرَى فيه من البئر ثم يفرغ منه في قرو ومركن أو حوض، والجماعة مَقاري. والمَقاري في بعض الأشعار جفان يقرى فيها الأضياف، الواحدة مِقراة. والمَقْرَى مجتمع ماء كثير. والمدة تَقري في الجرح أي تجتمع.

قرأ: وقَرَأْتُ القرآن عن ظهر قلْبٍ أو نظرت فيه، هكذا يقال ولا يقال: قرأت إلا  ما نظرت فيه من شعر أو حديث. وقَرَأ فلان قِراءةً حسنة، فالقرآن مقروء، وأنا قارىء. ورجل قارىء عابد ناسك وفعله التَّقرّي والقِراءة. وتقول: قَرَأتِ المرأة قرء إذا رأت دماً، وأَقرأَتْ إذا حاضت فهي مقرىء، ولا يقال: أَقرَأَتْ إلا للمرأة خاصة، فأما الناقة، فإذا حملت قيل قرُؤت قُروءةً، قال عمرو:

ذراعي هيكل أدماء بكر ... هجان اللون لم تَقْرُؤْ جنينا

والقارىء: الحامل، ويقال للمرأة: قعدت أيام إقرائها أي لم تحمل، وللناقة أيام قروءتها، وذلك أول ما تحمل فإذا استبان ولدها في بطنها ذهب عنها اسم القروءة. وقال الله- عز وجل-: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ لغة، والقياس أَقرُءٌ.

قور: القُورُ والقِيرانُ: جماعة القارةِ، وهي الجبل الصغير والأعاظم من الأكام، وهي متفرقة خشنة كثيرة الحجارة، قال:

قد أنصف القارةَ من راماها

زعموا أن رجلين التقيا أحدهما قاريٌّ منسوب إلى قارةٍ، والآخر أسدي، وهم اليوم في اليمن كانوا رماة الحدق في الجاهلية، فقال القاريٌّ: إن شئت صارعتك، وإن شئت سابقتك، وإن شئت راميتك، فقال الآخر: قد أخترت المراماة، فقال القاريُّ: وأبيك، لقد أنصفتني وأنشأ يقول:

قد أنصف القارةَ من راماها ... إنا إذا ما فئة نَلقاها

نرد أولاها على أخراها

ثم انتزع له سهماً فشك فؤاده. والقُوارَةُ من الأديم: ما قور من وسطه ورمي من حواليه كقُوارَةِ البطيخ والجيب، وكل شيء قطعت من وسطه خرقاً مستديراً فقد قَوَّرْتَه. ودار قوراءُ واسعة الجوف. والأقْوِرارُ: تشنج الجلد وانحناء الصلب هزالاً وكبراً، قال رؤبة:

وانعاج عودي كالشظيف الأخشن ... بعد اقوِرارِ الجلد والتشنن

وناقة مُقَوَّرةٌ: قُوِّر جلدها وهزلت. والقارُ والقِيرُ: [صعد] يذاب فيستخرج منه القار، وهو أسود تطلى به السفن، وتحشى به الخلاخيل والأسورة، وصاحبه قَيّارٌ. وفرس سمي قيّاراً لشدة سواده.

وقر: الوَقْرُ: ثقل في الأذن، تقول: وَقَرَتْ أذني عن كذا تَقِرُ وَقْراً أي ثقلت عن سمعه، قال:

وكلام سيء قد وَقَرَتْ ... أذني عنه وما بي من صمم  قال القاسم: وُقِرَت دواب، ويقال: وَقِرَتْ. والوِقْرُ: حمل حمار وبرذون وبغل كالوسق للبعير، وتقول: أوْقَرْتُه. ونخلة مُوقِرة حملاً، وتجمع مَواقيرَ، قال:

كأنها بالضحى نخل مَواقيرُ

ويقال: مُوقَرةٌ كأنها أوْقَرَتْ نفسها. والوَقْرةُ: شبه وكتة إلا أن لها حفرة تكون في العين والحافر والحجر، وعين موقُورةٌ: موكوتة، والوَقْرَةُ أعظم من الوكتة. والوَقارُ: السكينة والوداعة، ورجل وَقورٌ ووَقّارٌ ومُتَوَقِرِّ: ذو حلم ورزانة. ووَقَّرْتُ فلاناً: بجلته ورأيت له هيبة وإجلالاً، والتَّوْقيرُ: التبجيل. ورجل فقير وَقيرٌ: جعل آخره عماداً لأوله. ويقال: يعنى به ذلته ومهانته، كما أن الوَقيرَ صغار الشاء، قال أبو النجم:

نبح كلاب الشاء عن وقيرها

ويقال: فقير وَقيرٌ: أوْقَرَه الدين. واستَوْقَرَ فلان وِقْرَه طعاماً ونحو ذلك: (أخذه) . والتَّيْقُورُ لغة في التَّوْقير، قال العجاج:

فإن يكن أمسى البلى تَيْقُورُ

أي أبدل الواو تاء وحمله على فيعول، ويقال: يفعول مثل التذنوب ونحوه فكره الواو مع الواو، فأبدل تاء كي لا يشبه فوعول فيخالف البناء، ألا ترى أنهم أبدلوا حين أعربوا فقالوا: نيروز. وقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ

من قَرّ يقِرُّ ومن قَرَى، وقَرْنَ بالفتح من وقَرَ يَقِر. والوَقيرُ: القطيع من الضأن، ويقال: الوَقير شاء أهل السواد، فإذا أجدب السواد سيقت إلى البرية، فيقال: مر بنا أهل الوَقيرِ، قال:

مولعة أدماء ليس بنعجة ... يدمن أجواف المياه وَقيرُهَا

روق: الرَّوْقُ: القرن من كل ذيه. ورَوْق الإنسان همه ونفسه إذا ألقاه على الشيء حرصاً، يقال: أَلْقَى عليه أرواقه، قال:

والأركب الرامون بالأرواقِ ... في سبسب منجرد الألحاق

وأَلْقَتِ السحابة أرواقها أي ألحت بالمطر وثبتت بالأرض، قال:

وباتت بأرواقٍ علينا سَواريا

والرِّواقُ: بيت كالفسطاط يحمل على سطاع واحد في وسطه، والجميع: الأروقة. والرَاوُوقُ: ناجود الشراب الذي يُرَوَّقُ فيصفى، والشراب يَتَروَّقُ منه من غير عصر. والرَّوْقُ: الاعجاب، وراقَني: أعجبني فهو رائقٌ وأنا مَرُوقٌ، ومنه الرُّوْقَةُ، وهو ما حسن من الوصائف والوصفاء، ويقال: وصيف رُوقةٌ ووصفاء رُوقَةٌ، وتوصف به الخيل في الشعر. والرَّوَقُ: طول الأسنان وإشراف العليا على السفلى، والنعت أَروَقُ، قال:

إذا ما حال كسُّ القوم رُوقا

ويقال: الرَّوَقُ: انثناء في الأسنان مع طول تكون فيه مقبلة على داخل الفم.

ريق: الرَّيْقُ: تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه. وراقَ الماء يريق رَيْقاً، وأَرَقْتُه أنا إراقةً، وهَرَقْتُه، دخلت الهاء على الألف من قرب المخرج. وراقَ السراب يريقُ رَيْقاً إذا تصحصح فوق الأرض. والرَّيِّقُ من كل شيء أفضله، وريق الشباب وريق المطر. والرِّيقُ: ماء الفم ويؤنث في الشعر، وذاك في خلاء النفس قبل الأكل. وماء رائقٌ يشرب غدوة بلا ثقل، ولا يقال إلا للماء.

ورق: وَرَّقَتِ الشجرة تَوريقاً وأوْرَقَتْ إيراقا: أخرجت ورقها. والوَراقُ: وقت خروج الوَرقِ، قال:

قل لنصيب يحتلب ناب جعفر ... إذا شكرت عند الوَراقِ جلامها

وشجرة وَريقةٌ: كثيرة الوَرَقِ. والوَرَقُ: الدم الذي يسقط من الجراحات علقاً قطعاً. والوَرَق: أدم رِقاقٌ، منها ورق المصاحف، والواحدة من كل هذا ورَقَةٌ. والوِراقةُ: صنعة الوراق. والوَرِقُ والرِّقَةُ اسم للدراهم، تقول: أعطاه ألف درهم رِقَةَ، لا يخالطها شيء من المال غيره. والوُرْقةُ: سواد في غبرة كلون الرماد، وحمامة وَرْقاء، وأثفية وَرْقاءُ.

أرق: الــأَرَقانُ، واليَرَقانُ أحسن، (آفة تصيب الزرع) ، يقال: زرع مَأْرُوقٌ ونخلة مأروقة، ولا يقال: مَيْروقة، وأَرَقَتْ: أصابها اليَرَقانُ. واليارِقانُ واليارجان من أسورة النساء، وهما دخيلان. والأرق: ذهاب النوم بالليل، وتقول: أَرِقْتُ فأنا آرَقُ أرَقاً، وأرقه كذا فهو مُؤرَّقٌ، قال الأعشى:

أَرِقْتُ وما هذا السهاد المُؤَرِّقُ ... وما بي من سقم وما بي معشق

رقأ، رقي: رقأ الدمع رقوء، ورَقَأ الدم يَرْقَأ رَقْأً ورقوء (إذا انقطع) . ورَقَأَ العرق إذا سكن، قال:

بكى دوبل لا يرقىء الله دمعه ... إلا إنما يبكي من الذل دوبل

رقي: ورَقِي يَرْقَى رُقِيّاً: صعد وارتقى. والمِرْقاة: الواحدة من المَراقِي في الجبل والدرجة، وتقول: (هذا جبل) لا مَرْقَى فيه ولا مُرْتَقَى. وما زال فلان يَتَرَقَّى به الأمر حتى بلغ غايته. ورَقَى الراقي يَرْقي رُقْيَةً ورَقْياً إذا عوذ ونفث في عوذته، وصاحبه رَقّاءٌ وراقٍ، والمَرْقِيُّ مُسْتَرْقىً.

رقو: الرَّقْوَةُ فويق الدعص من الرمل. والرَّقْوُ، بلا هاء، أكثر ما يكون إلى جنب الأودية، قال:

لها أم موقفة ركوب ... بحيث الرَّقْوُ مرتعها البرير

يصف ظبية وخشفها.
قرو
: (و (} القَرْوُ: القَصْدُ) نَحْو الشَّيء. يقالُ: {قَرَا إِلَيْهِ} يَقْرُو {قَرْواً، إِذا قَصَدَه؛ عَن اللّيْثِ.
(و) } القَرْوُ: (التَّتَبُّعُ {كالاقْتِراءِ} والاسْتِقْراءِ) .) يقالُ قَرَا الأمْرَ {واقْتَراهُ: تَتَبَّعَه.
} وقَرَوْتُ البِلادَ {قَرْواً: تَتَبَّعْتها أَرْضاً أَرْضاً وسِرْتُ فِيهَا،} كاقْتَرَيْتها {واسْتَقْرَيْتها} وتَقَرَيَّتها.
وقالَ اللّحْياني: {قَرَوْتُ الأرضَ سِرْتُ فِيهَا، وَهُوَ أنْ تمرَّ بالمَكانِ ثمَّ تَجوزَهُ إِلَى غيرِهِ، ثمَّ إِلَى موضِعٍ آخر.
وقالَ الأصْمعِي: قَرَوْتُ الأرضَ إِذا تَتَبَّعْتُ نَاسا بعْدَ ناسٍ.
(و) } القَرْوُ: (الطَّعْنُ) .) يقالُ: قَراهُ إِذا طَعَنَهُ فرَماهُ؛ عَن الهَجَري.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ من القَصْدِ كأَنَّه قَصَدَه بينَ أَصْحابِهِ؛ قالَ:
والخَيْل {تَقْرُوهم على اللحيات (و) القَرْوُ: (حَوْضٌ طَوِيلٌ) مِثْل النَّهْرِ (تَرِدُهُ الإِبِلُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهذيبِ: شِبْهُ حَوْضٍ مَمْدودٍ مُسْتَطيلٍ إِلَى جَنْبِ حَوْضٍ ضَخْمٍ يُفْرغُ فِيهِ مِن الحَوْضِ الضَّخْم تَرِدُهُ الإِبِلُ والغَنَم؛ وكذلكَ إِن كانَ مِن خَشَبٍ؛ قالَ الطِّرمَّاح:
مُنْتَأَى} كالقَرْوِ رَهْن انْثِلامِ (و) القَرْوُ: (الأرضُ) الَّتِي (لَا تكادُ تُقْطَعُ، ج {قُرُوٌّ) ، كعُلُوِّ.
(و) } القَرْوُ: (مَسِيلُ المَعْصَرَةِ، ومَثْعَبُها) ؛) وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ وقالَ الجَوْهرِي: وقولُ الكُمَيْت:
فاسْتَلَّ خُصْيَيْهِ إِيغالاً بنافِذَة
كأَنما فُجِرَتْ مِنْ {قَرْو عَصَّارِيَعْنِي: المَعْصَرَةَ.
(و) قَالَ الأصْمعي: القَرْوُ (أسْفَلُ النَّخْلَةِ يُنْقَرُ فَيُنْتَبَذُ فِيهِ) ؛) وَمِنْه قولُ الأعْشى:
أَرْمي بهَا البَيْداءَ إِذا أَعْرَضَتْ
وأَنْتَ بَيْنَ القَرْوِ والعاصِرِوقيلَ: هُوَ أَصْلُ النَّخلة؛ وقيلَ: هُوَ نَقِيرٌ يُجْعَل فِيهِ العَصِيرُ مِن أَيِّ خَشَبٍ كانَ، (أَو يُتَّخَذُ مِنْهُ المِرْكَن، والإجَّانَةُ للشُّرْبِ) ؛) وقالَ ابنُ أَحْمر:
لَهَا حَبَبٌ يُرى الرَّاوُوقُ فِيهَا
كَمَا أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزالايصِفُ حُمْرة الخَمْرِ كأَنَّه دَمُ غَزالٍ فِي قَرْو النَّخْل.
قالَ أَبو حنيفَةَ: وَلَا يصحُّ أَن يكونَ القدَحَ لأنَّ القَدَحَ لَا يكونُ رَاوُوقاً إنَّما هُوَ مِشْربةٌ.
(و) القَرْوُ أَيْضاً: (قَدَحٌ) مِن خَشَبٍ؛ وَمِنْه حديثُ أُمِّ مَعْبدٍ: (وهاتِ لَهُ} قَرْواً) .
(أَو إناءٌ صَغِيرٌ) يردَّدُ فِي الحَوائِجِ.
قُلْت: والعامةُ تقولُه {القرْوَةُ.
(و) القَرْوُ: (مِيلَغَةُ الكَلْبِ، ويُثلَّثُ) ، الضَّمُّ والكَسْر عَن ابنِ الأعْرابي. (جَمْعُ الكُلِّ} أَقْراءٌ {وأَقْرٍ؛ و) حَكَى أَبو زيْدٍ: (} أَقْرُوَةٌ) مُصَحِّح الواوِ وَهُوَ نادِرٌ مِن جهَةِ الجَمْعِ والتّصْحِيح؛ (! وقُرِيٌّ) ، كدَلْوٍ وأَدْلاءٍ وأَدْلٍ ودُلِيَ. (و) {القَرْوُ: (أَن يَعْظُمَ جِلْدُ البَيْضَتَيْنِ لرِيحٍ) فِيهِ، (أَو ماءٍ أَو نُزُولِ الأَمْعاءِ} كالقَرْوَةِ) بالهاءِ فِيهِ، وَفِي مِيلَغَةِ الكَلْبِ.
(ورجُلٌ {قَرْوانِيٌّ) ، بالفَتْح بِهِ ذَلِك نقلَه الجَوْهرِي.
(} وقُرَّى كفُعْلَى: ماءٌ بالبادِيَةِ) ، يقالُ لَهُ: قُرَّى سَحْبَلٍ فِي بِلادِ الحارِثِ بنِ كعْبٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عليَ القالِي لطُفَيْل:
غشيتُ {بقرَّى فَرْطَ حَول مكمل
رسومِ دِيَارٍ من سُعادٍ ومَنْزِلِ (} والقَرَا: الظَّهْرُ) ؛) وقيلَ: وَسَطُه؛ قالَ الشاعِرُ:
أُزاحِمُهُمْ بالبابِ إِذْ يَدْفَعُونَني
وبالظَّهْرِ مِنِّي مِنْ {قَرَا البابِ عاذِرُوتَثْنِيتُه قَرَيانِ} وقَرَوانِ، بالتّحْريكِ فيهمَا؛ عَن اللّحْياني؛ والجَمْعُ {أَقْراءٌ} وقِرْوانٌ؛ قالَ مالِكٌ الهُذَلي يصِفُ الضّبعَ:
إِذا نَفَشَتْ {قِرْوانَها وتَلَفَّتَتْ
أَشَبَّ بهَا الشّعْرُ الصُّدور القراهبُ (} كالقِرَوانِ) ، بالكَسْرِ، والجَمْعُ {قِرْواناتٌ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) } القَرَا: (القَرْعُ) الَّذِي (يُؤْكَلُ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي، كأَنَّ عَيْنَه مُبْدلةٌ مِن الألفِ.
(وناقَةٌ {قَرْواءُ: طويلَةُ) القَرَا، وَهُوَ الظَّهْرُ.
وَفِي الصِّحاح: طويلَةُ (السَّنامِ) ؛) ويقالُ الشَّديدَةُ الظَّهْر، بَيِّنةُ القَرَا؛ (وَلَا تَقُلْ جَمَلُ} أَقْرَى) ؛) هَذَا نَصُّ الجَوْهرِي.
وقالَ غيرُهُ: جَمَلٌ أَقْرَى طَويلُ القَرَا، والأُنْثى {قَرْواءُ.
وَقد قالَ ابنُ سِيدَه: لَا يقالُ أَقْرَى؛ كَمَا قالَ الجَوْهرِي.
وَقَالَ اللّحْياني: وَلَقَد قَرِيَ قَرًى، مَقْصورٌ.
(} والقَرْواءُ) ، بالفَتْح مَمْدوداً: (العادَةُ) .) يقالُ: رَجَعَ فلانٌ إِلَى {قَرْوائِهِ، أَي عادَتِهِ الأُوْلى.
قالَ أَبو عليَ فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: وحَكَى الفرَّاء: لَا تَرْجِعُ الأمَةُ على} قَرْوائِها أَبداً؛ كَذَا حَكَى عَنهُ ابنُ الأنْبارِي فِي كتابِهِ وَلم يُفسِّرْه، واسْتَفْسَرناهُ فقالَ: على اجْتِماعِها، فَلَا أَدْري اشْتَقّه أَمْ رَواهُ انتَهَى.
وقالَ ابنُ ولاّد: أَي على أَوَّلِ أَمْرِها وَمَا كانتْ عَلَيْهِ؛ ومِثْلُه فِي النِّهايةِ.
(و) {القَرْواءُ: جاءَ بِهِ الفرَّاءُ مَمْدوداً فِي حُرُوفٍ مَمْدودَةٍ مِثْل المَصْواءِ، وَهِي (الدُّبُرُ.
(} والقَرَوْرَى، كَخَجْوَجَى: ع بطَرِيقِ الكوفَةِ) ؛
(وَفِي الصِّحاح: على طرِيقِ الكوفَةِ، وَهُوَ مُتَعَشَّى بينَ النُّقْرةِ والحاجِرِ؛ وقالَ:
بَين {قَرَوْرَى ومَرَوْرَياتِها وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للرَّاعي:
تَرَوَّحْنَ مِنْ حَزْمِ الجُفُونِ فأَصْبَحَتْ هِضابُ} قَرَوْرَى دُونَها والمُضَيَّحُ وَهُوَ فَعَوْعَلٌ؛ عَن سِيْبَوَيْه.
قالَ ابنُ برِّي: قَرَوْرًى مُنوَّنة لأنَّ وَزْنَها فَعَوْعَلٌ.
وقالَ أَبو عليَ وزْنُها فَعَلْعَل مِن! قَرَوْتُ الشيءَ إِذا تَتَبَّعْته، ويجوزُ أَنْ يكونَ فَعَوْعَلاً من القَرْية، وامْتِناعُ الصَّرْف فِيهِ لأنَّه اسْمُ بُقْعة بمنْزلَةِ شَرَوْرَى؛ وأَنْشَدَ:
أَقولُ إِذا أَتَيْنَ على قَرَوْرى وآلُ البيدِ يَطَّرِدُ اطِّرادا ( {وأَقْرَى) الرَّجُلُ: (اشْتَكَى} قَراهُ) ، أَي ظَهْرَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (طَلَبَ {القِرَى) ، وَهِي الضِّيافَةُ.
(و) أَيْضاً: (لَزِمَ} القُرَى) ، جَمْعُ {قرْيةٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ أَوّلاً فَهُوَ تِكْرارٌ.
(و) } أَقْرَى (الجُلَّ على الفَرَسِ: أَلْزَمَهُ) إيَّاهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَقْرَى إِذا لَزِمَ الشيءَ وأَلَحَّ عَلَيْهِ.
( {ومَقْرَى، كسَكْرَى: بدِمَشْقَ) تحْتَ جَبَلِ قاسِيُون؛ قالَ الذَّهبيُّ: أَظنُّ نَزَلَها بَنُو} مُقْرَى بنِ سُبَيْع بنِ الحارِثِ؛ قالَ ابنُ الكَلْبي: بَنُو مَقْرِي، بفَتْح الميمِ، والنَّسَبُ إِلَيْهِ {مَقْرِيٌّ؛ قالَ ابنُ ناصِر فِي حاشِيةِ الإكْمالِ: والمحدِّثُونَ يضمُّونَه وَهُوَ خَطَأٌ؛ قالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: وأَمَّا الرّشاطي فنَقَلَ عَن الهَمَداني أنَّ القَبيلَةَ بوزْنِ مُعْطِي، فَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ شَدَدْتَ الْيَاء؛ وقالَ عبدُ الغَنِي بنُ سعيدٍ: المحدِّثُونَ يَكْتبُونَه بالألِفِ يَعْني بدَلَ الهَمْزةِ، ويجوزُ أنْ يكونَ بعضُهم سهَّلَ الهَمْزةَ، وَقد تقدَّمَ تَحقِيقُ ذلكَ فِي الهَمْزةِ.
وقولُ المصنّفِ: كسَكْرَى، فِيهِ نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ تَظْهَرُ بالتَّأمل.
(و) } مُقْرَى، (بالضَّمِّ: د بالنُّوبَةِ.
( {ومَقْرِيَّةٌ، كمحْمِيَّةٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ) ، وَهُوَ مُخَفَّف.
(} والمَقارِي: رُؤُوس الإكامِ) ، واحِدُها {مَقْرَى.
(} والقَيْرَوانُ) ، بفَتْح الَّراءِ: (القافلةُ) ، أَوْ مُعْظمُها؛ عَن اللّيْثِ؛ (مُعَرَّبُ) كارَوان؛ نقلَهُ ابنُ الجَوالِيقي فِي المُعرَّبِ عَن ابنِ قتيبَةَ.
ونَقَلَ ابنُ دُرَيْدٍ فِيهِ ضَمّ الرّاءِ أَيْضاً.
(و) القَيْرَوانُ أَيْضاً: (د بالمَغْرِبِ) ، بفَتْحِ الراءِ وضمِّها، وَهُوَ بَلَدٌ بإفْريقِيَةَ بَيْنه وبينَ تُونُس ثلاثَةُ أَيّام، لَا بالأَنْدَلُس كَمَا تَوهَّمَه الشَّهاب، فَلَا يُعْتَدُّ بِهِ؛ قالَهُ شَيْخُنا.6
قُلْت: افْتَتَحَه عقْبَةُ بنُ نافِع الفهْرِي زَمَنَ مُعاوِيَةَ سَنَة خَمْسِيْن؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ {قَرَوِيٌّ، بالتّحْريكِ} وقَيْرَوَانيٌّ على الأصْلِ.
(وتَرَكْتُهُمْ {قَرْواً واحِداً) :) أَي (على طَريقَةٍ واحِدَةٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: رأَيْت القوْمَ على} قَرْوٍ واحِدٍ، أَي على طَريقةٍ واحِدَةٍ.
(وشاةٌ {مَقْرُوَّةٌ: جُعِلَ رأْسُها فِي خَشَبَةٍ لَئَلاَّ تَرْضَعَ نَفْسَها.
(} والمُقْرَوْرِي: الطَّويلُ الظَّهْرِ) ؛) وَقد {اقْرَوْرَى} اقْرِيرَاءً.
( {وقَرْوَةُ الرَّأْسِ: طَرَفُه.
(} واسْتَقْرَى الدُّمَّلُ: صارَتْ فِيهِ المِدَّةُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ مَا فِي الدّارِ لاعِي قَرْوٍ: أَي أَحَدٌ.
{والقَرْوُ} والقَرِيُّ، كغَنِيَ: كُلُّ شيءٍ على طريقٍ واحِدٍ. يقالُ: مَا زالَ على قَرْوٍ واحِدٍ أَو {قَرِيَ واحِدٍ.
(وتَرَكْتُ الأرْضَ} قَرْواً واحِداً: إِذا طَبَّقَها المَطَرُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ غيرُهُ: أَصْبَحَتِ الأرضُ {قَرْواً واحِداً، إِذا تغَطَّى وَجْهُها بالماءِ؛ والكَسْرُ لُغَةٌ عَن الفرَّاء.
} وأقْراءُ الشِّعْر: طَرائِقُه وأَنْوَاعُه؛ واحِدُها {قَرْوٌ} وقِرْيٌ {وقَرِيٌّ.
} واسْتَقْرَى الأشْياءَ: تَتَبَّعَ أقْراءَها لمعْرِفَةِ أَحْوالها وخَواصّها.
! والقَرَا: مَجْرَى الماءِ إِلَى الرِّياض.
{والقَرَوْرَى: الظَّهْرُ.
} وقَرَا الأَكَمةِ: ظَهْرُها.
{والقَرْوَى، كسَكْرَى: العَادَةُ، يمدُّ ويُقْصَرُ؛ نقلَهُ المُطرز عَن ثَعْلَب.
وقالَ ابنُ وَلاَّد: رجَعَ على قَرْواهُ، أَي إِلَى خُلُقٍ كانَ تَرَكَه.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: قالَ لي أَعْرابيٌّ: اقْتَرِ سَلامِي حَتَّى أَلْقَاكَ، أَي كُنْ فِي سَلامٍ وَفِي خَيْرٍ وسَعَةٍ.
} والقَيْرَوانُ: الكَثْرةُ من الناسِ، ومُعْظَمُ الأَمْرِ.
وقيلَ: هُوَ موضِعُ الكَتِيبَةِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ بفَتْحِ الراءِ: الجَيْشُ.
وقالَ الليْثُ: مُعْظَمُ العَسْكرِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلبٌ فِي هَذَا المعْنى:
فَإِن تَلَقَّاكَ {بقَيْرَوانِه أَو خِفْتَ بعضَ الجَوْرِ من سُلْطانِه فاسْجُد لقِرْدِ السُّوءِ فِي زمانِه قالَ ابنُ خَالَوَيْه: والقَيْروانُ: الغُبارُ، وَهَذَا غرِيبٌ، ويُشْبه أَنْ يكونَ شاهِده بَيْت الجعْدِي:
وعادِيةٍ سَوْم الجَرادِ شَهِدْتهالَها قَيْرَوانٌ خَلْفَها مُتَنَكِّبُوقالَ ابنُ مفرغٍ:
أَغَرّ يُوارِي الشمسَ عِندَ طُلُوعِهاقَنابِلُه والقَيْرَوانُ المُكَتَّبُ} وقَرِيُّ القَصِيدَةِ، كغَنِيَ: رَوِيُّها؛ نقلَهُ الزّمَخْشري.
ورَجِعَ إِلَى {قَرْواهُ، بالفَتْح مَقْصوراً: لُغَةٌ فِي المَمْدودِ.
واحْتُبِستِ الإِبِلُ أَيَّام} قِرْوَتِها، بالكَسْرِ، وذلكَ أَوَّلُ مَا تحْمِل حَتَّى يَسْتَبينَ فَإِذا اسْتَبانَ ذَهَبَ عَنْهَا اسْمُ {القِرْوَة.
} والقَرْوُ: الهِلالُ المُسْتَوِي.
{وقَرَتِ الناقَةُ} تَقْرُو: تَوَرَّمَ شِدْقاها؛ لُغَةٌ فِي قَرت تَقْرِي.

ها

ها:
ها: الهاء على ثلاثة أوجه هي أن تكون ضميراً للغائب أو حرفاً للغيبة أو أن تستعمل ساكنة في السكت وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف مثل كلمة خمر وحرب وأرض (عبّاد في الصحائف لين 1: 87 عدد 80: 116 وعدد 237، 272، عدد 77، 2572 دي يونج في مادة ظهر).
كها: = هاكذا (دي ساسي كرست 2: 139): وإن يكُ بك أنساً ما كها الأنسُ يفعل (انظر ص391).
ها: حرف نداء أو تعجب أو مفاجأة ha ( بقطر، ألف ليلة 1: 64: 13).
فقال الحمد لله على السلامة ها ها يا خال أبو منصور.
هاتم الشيء، هاتموه، هاتوه (معجم الجغرافيا).
ها
هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ
[آل عمران/ 66] استفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ [آل عمران/ 66] ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] ، هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
[النساء/ 109] ، ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة/ 85] ، لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء/ 143] .
و «هَا» كلمة في معنى الأخذ، وهو نقيض:
هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة/ 19] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف ، وقيل: هَاءَى يُهَائِي، مثل: نادى ينادي، وقيل: إِهَاءُ نحو: إخالُ.
هُوَ : كناية عن اسم مذكّر، والأصل: الهاء، والواو زائدة صلة للضمير، وتقوية له، لأنها الهاء التي في: ضربته، ومنهم من يقول: هُوَّ مثقّل، ومن العرب من يخفّف ويسكّن، فيقال: هُو.
(ها) - في الحديث: "فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"
كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.
وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.
وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله.
- في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ"
ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام.
الْهَاء وَالْألف

هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي، فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها: منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:

وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وَقَالَ الآخر:

هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ

لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ

وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.

و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها، وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".

وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.

وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.

وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد. 
[ها] نه: فيه: لاتبيعوا الذالذهب إلا "هاء وهاء"، هو أن يقول كل من البيعين: ها، فيعطيه ما في يده، كحديث إلا يدًا بيد - وقيل: معناه هاك وهات، أي خذ وأعط، الخطابي: يروونه ساكنة الألف، وصوابه مدها وفتحها لأن أصلها هاك - أي خذ، فعوض عن الكاف الهمزة، ويقال: هاء، هاؤما هاؤم، وغيره يجيز فيه السكون وينزل منزلة ها التي للتنبيه. ك: هو ممدود مفتوح ويجوز الكسر أي لا تبع إلا بيعًا يقول كل من المتبايعين لصاحبه: ها، أي خذ. ج: ومنه: فأجابه صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته "هاؤم"، هو بمعنى تعال أي خذن وأجابه صلى الله عليه ولم برفع صوته بطريق الشفقة لئلا يحبط عمله، فعذره بجهله فرفع صوته لئلا يرتفع صوت الأعرابي على صوته. نه: ومنه ح عمر لأبي موسى:"ها" وألا جعلتك عظة، أي هات من يشهد لك على قولك. ومنه ح على: "ها" إن ههنا علما - أي في صدره لو أصبت له حملة! ها - مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب ينبه بها على ماي ساق إليه من الكلام، وقد يقسم بها. ومنه: "لاها" الله إذا لا يعمد إلى أسد، وهاؤه بدل من الواو، وصوابه: ذا - بحذف همزة، ويجوز حذف ألف ها للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، أو الأمر ذا. ط: فيقول: "هاه هاه" لا أدري، فإن الدين كان ظاهرًا في أطراف العالم. غ: ""هاؤم" اقرءوا كتابيه" أي خذوا كتابي لتقفوا على نجاتي.
باب هب
هـا
ها [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفه: (هاء) وقد يستعمل في نهاية كل منهما ما يدل على النوع والعدد فيقال في (ها): هاكَ وهاكِ، وهاكما، وهاكم، وهاكنّ، ويقال في (هاء): هاءَ، وهاءِ، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤنَّ " {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}: بمعنى خذوا، والميم للجمع".
2 - ضمير متَّصل للمفردة المؤنَّثة الغائبة، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف "إنّها تستحقُّ الجائزة- {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} - {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
3 - أداة تنبيه تدخل على الإشارة غير المختصّة بالبعيد نحو هذا، ها هنا " {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} ".
4 - أداة تنبيه تدخل على ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة أو بغير اسم الإشارة "ها أنا أفعل المطلوب منِّي- ثُمّ هَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي [حديث]: من قول خالد بن الوليد رضي الله عنه إِبّان احتضاره- {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ} ".
5 - أداة تنبيه تلحق (أيّ)، و (أيّة) في أسلوبَيْ النِّداء والاختصاص " {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ".
6 - أداة تنبيه تدخل في القسم على لفظ الجلالة الله عند حذف حرف القسم نحو ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع حذف ألفها وإثباتها.
7 - أداة تنبيه تدخل على قد "ها قد تمَّت الوحدة". 
[ها] الهاء حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وها: حرف تنبيه. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (*) وتقول: ها أنتم هؤلاء، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك: ألا يا هؤلاء. وهو غير مفارق لاى، تقول: يا أيها الرجل. وها قد يكون جواب النداء، يمد ويقصر. قال الشاعر: لا بل يجيبك حين تدعوا باسمه * فيقول هاء وطال ما لبى وها للتنبيه، وقد يقسم بها، يقال: لاها الله ما فعلت، أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وإن شئت أثبت. وقولهم: لاها الله ذا، أصله لا والله هذا، ففرقت بين ها وذا، وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير: لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم، وقدم ها كما قدم في قولهم: ها هو ذا، وها أنا ذا. قال زهير: تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسلك و (الهاء) قد تكون كناية عن الغائب والغائبة، تقول: ضربه وضربها. و (هو) للمذكر، و (هي) للمؤنث. وإنما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى (322 - صحاح - 6) وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:

ما هي إلا شربة بالحوأب * وقول بنت الحمارس:

هل هي إلا حظة أو تطليق * (*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال آخر : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:

دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال  فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان قال الاخفش: وهذا في لغة أزد السراة كثير. قال الفراء: والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء، إلا طيئا فإنهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت. وإذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل، وربما ثبتت في ضرورة الشعر فيضم كالحرف الاصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة. وأنشد الفراء: يا رب يا رباه إياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس: فقلت أيا رباه أول سألتى * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها  (*) وهو كثير في الشعر، وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة، وهو خارج عن الاصل. وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة، نحو: لمه، وسلطانيه، وماليه، وثم مه، يعنى ثم ماذا. وقد أتت هذه الهاء في ضروره الشعر كما قال: هم القائلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار. وقد تكون الهاء بدلا من الهمزة، مثل هراق وأراق. قال الشاعر: وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا يعنى أذا الذى. و (هاء) : زجر للابل، وهو مبنى على الكسر إذا مددت، وقد يقصر. تقول هاهيت بالابل، إذا دعوتها، كما قلناه في حاحيت. و (ها) مقصور للتقريب، إذا قيل لك: أين أنت؟ فتقول. ها أنا ذا، والمرأة تقول. ها أنا ذه. وإن قيل لك: أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا: ها هو ذا، وإن كان بعيدا قلت: ها هو ذاك، وللمرأة إذا كانت قريبة. ها هي ذه، وإن كانت بعيدة: ها هي تلك. و (الهاء) تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب: أحدها: للفرق بين الفاعل والفاعلة، مثل ضارب وضاربة، وكريم وكريمة. والثانى: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو امرئ وامرأة. والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، نحو بقرة وبقر، وتمرة وتمر. والرابع: لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقة تأنيث، نحو قربة وغرفة. والخامس: للمبالغة، مثل علامة ونسابة - وهذا مدح - وهلباجة وفقافة، وهذا ذم. وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية. وما كان ذما يذهبون به إلى تأنيث البهيمة. ومنه ما يستوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة. والسادس: ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى، نحو بطة وحية. والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب، نحو المهالبة. والثانى تدل على العجمة، نحو الموازجة والجواربة، وربما لم تدخل فيها الهاء كقولهم: كيالج. والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف، نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل، نحو عدة وصفة. وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل، نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم: أقام إقامة وأصله إقواما. وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل، نحو مائة ورئة وبرة.

ها: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري:

الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ

تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم

قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح،

تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان، وهي الصحيحة:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ)

وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا

هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛

قال الأَزهري:

يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر:

لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه،

فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى

قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون

الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في

الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها

إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك

زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس

يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل

من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن

سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي. وقال سيبويه: الهاء

وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت

مَقْصُورةٌ، لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال:

ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على

الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء

والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ

وأَسْكَنْتَ، لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف

الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة

عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال

الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ

فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني:

وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد

لعَبيد:

ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا،

فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا

وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة

فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد

الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس

قال: وأَنشدني خَشَّافٌ:

إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ

باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ

(* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما

لم يسم فاعله.)

قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي:

فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟

قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله:

فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه،

كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ

وبعده:

مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ

وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل

بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله

إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة

الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر:

إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ

وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد:

دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر:

أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو

فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف؟

قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى

ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب،

وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله

أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ

فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى

حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف

عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف

اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام

ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ

الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى

إِلى قوله:

أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ،

بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ

وقوله:

كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه،

ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر. وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون

الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما

قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك

رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك

لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك

إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في

الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ

مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن

سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى

بن الأَحْوَلِ:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ

فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ

قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان

الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة،

وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر:

وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ

إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها

فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول

الشماخ:

لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ،

إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ

فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ

قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة،

ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك

أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال

اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع

والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام،

ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ

لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ،

وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ

الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة

يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي،

وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ

فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ

إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول:

عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال

الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال

لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو

كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال،

وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا

أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو،

وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ

ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة

وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى

ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم

لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين

فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه

وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم

يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع

الواو واواً؛ وأَنشد:

وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها،

وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن

مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي

وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو

قاله؛ وأَنشد:

وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ،

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ

فأَسكن. ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛

وأَنشد:

دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ

(* قوله« أو

الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر

والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى

اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك

الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ

والياء من هِيَّ؛ قال:

أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما

تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ

الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم

مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا

أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة

التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى

الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة

في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر. وتقول

للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا

أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ

المؤمنون، وليست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول

جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ

بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا

فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل

إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.

ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ. ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ

الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال

الهذلي:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟

فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ

وقول الشنفرى:

فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً،

وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ

أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي:

لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ،

فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ

أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب:

عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ،

لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا

كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة

كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد

تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر،

وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح

ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم

المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ

بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ

عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها

اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل

الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى

على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما

لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما

قولُ الشاعر:

ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ،

فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي

وقول بنت الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟

فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة

يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة

لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على

كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء

فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة

أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر

فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في

عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل

الكوفة؛ وأَنشد الفراء:

يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ

عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ

وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه

من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ

الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال:

دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه،

بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها

فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي

لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها

فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ،

إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها

وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن

الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ

ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة

الشعر كما قال:

هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ،

إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا

(* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني

والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.)

فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل

هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي:

هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب

(* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما

في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛

قال الشاعر:

وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا

يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا

هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما

قَرُبَ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ

تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام. وقالوا:

ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر:

وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ

فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وقال الآخر:

ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ،

لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ

ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين،

وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم

هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور. وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ

فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟

قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك،

وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ

تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ

بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني

للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث

للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع

لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ،

والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ

في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية

والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ،

ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ،

والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة

وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو

المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ

والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً

من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ

بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري:

أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع،

قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو

عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل

نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام

إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل

نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها

اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت

الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا،

بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا

وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما

فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها

كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير:

تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً،

فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ

(* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً)

وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي

الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ

يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ

إِذاً،

(* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما

ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا

ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما

تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن

تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.

وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد

يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ،

ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.

وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري:

قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم

النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين

والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن

المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه

الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً

لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم.

ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف

التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في

التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى

فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا

كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك

قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في

عِيشةٍ راضِيَةٍ. وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ

يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ. ويقال: هاءِ يا امرأَةُ،

مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة

ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي،

وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل،

بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين

هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما

أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال:

ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت:

وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى،

إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا

قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ

هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان،

وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر،

وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين،

وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد:

قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه،

إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ

ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال:

ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ:

حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي

(* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.)

قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد. وأَما الحديث

الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء،

فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من

المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ

وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ. وقال الأَزهري في موضع

آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً

بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ

وهاتِ كما قال:

وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ

كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ

قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب

مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها

المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ

وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله

عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك.

الكسائي: يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة

الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت

فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة

مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله:

أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت

لكانتْ. وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك. ويقال:

أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء:

نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ

فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ

بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

فها تَنْبِيه.

لوز

ل و ز : اللَّوْزُ ثَمَرُ شَجَرٍ مَعْرُوفٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ الْوَاحِدَةُ لَوْزَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ.

وَاللَّوْزِينَجُ مِنْ الْحَلْوَاءِ شِبْهُ الْقَطَائِفِ يُؤْدَمُ بِدُهْنِ اللَّوْزِ. 
(لوز) الْقطن بَدَت ثَمَرَته (محدثة) وَالتَّمْر وَنَحْوه حشاه باللوز
ل و ز

أرض ملازة: كثيرة اللوز.

ومن المجاز: هو يشكو لوزتيه وهما لحمتان في جانبي الحلق. وطعنه في لوزتيه وهما خربتا الورك.
ل و ز: (اللَّوْزَةُ) وَاحِدَةُ (اللَّوْزِ) . وَأَرْضٌ (مَلَازَةٌ) بِالْفَتْحِ فِيهَا أَشْجَارُ اللَّوْزِ. 

لوز


لَازَ (و)
a. see لَوَذَ
I (a).
b. Ate.

لَوَّزَa. Stuffed with almonds.
لَوْزa. Almond.

لَوْزَة []
a. Almond; almond-tree.
b. [ coll. ], Gland, tonsil.

لَوْزِيّ []
a. Almond-shaped.

لَوْزِيَّة []
a. Confectionery of almonds, hard-bake.

مَلَازَة []
a. Abounding with almond-trees (land).

لَوَّاز []
a. Seller of almonds.

مُلَوَّز [ N. P.
a. II], Stuffed with almonds; sugar-plums.

اللَّوْزَتَانِ
a. The tonsils.
b. The sockets of the hips.

لَوْزَة المُكَلِّس
a. Trowel.

لَوْزِنِج
a. [ coll. ], Lozenge.
لَوْزِيْنَج
P.
a. see 1yit

لوز: اللَّوْزُ: معروف من الثمار، عربي وهو في بلاد العرب كثير، اسم

للجنس، الواحدة لَوْزَة . وأَرض مَلازَة: فيها أَشجار من اللَّوْزِ، وقيل:

هو صِنْفٌ من المِزْجِ، والمِزْجُ: ما لم يوصل إِلى أَكله إِلاَّ بكسر،

وقيل: هو ما دَقَّ من المِزْجِ. قال أَبو عمرو: القُمْرُوصُ اللَّوزُ

والجِلَّوْزُ البُنْدُقُ.

ورجل مُلَوَّز إِذا كان خفيف الصورة. وفلان عَوِزٌ لَوِزٌ: إِتباع له.

واللَّوْزِيْنَجُ: من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْزِ، والله

أَعلم

لوز



لَوْزٌ [The almond; or almonds;] the fruit of a certain tree; (Msb, TA;) well known; (A, Msb, K;) abundant in the countries of the Arabs; said by some to be a species of مِزْج, which is that whereof the edible part is not attained save by breaking; by others said to be bruised, or brayed, مِزْج; and also called قُمْرُوصٌ: it is of two kinds, sweet and bitter: (TA:) the sweet is of moderate temperature, beneficial to the chest and the lungs and the bladder, (by reason of its soft nature, TA,) and the eating thereof, shelled, with sugar, augments the marrow and brain, and fattens: the bitter is hot in the third degree, opens stoppages of the nose, clears away [the spots in the skin called] نَمَش, and stills pain, (K [but omitted in the CK] and TA,) when it [app. meaning its oil] is drunk, and when dropped into the ear; (TA;) and it relaxes the bowels, and causes sleep, (K, TA,) when the soles of the feet are anointed with it, and when it is introduced into the nose; (TA;) and it is diuretic: (K, TA:) it is an Arabic word: (Msb, TA:) a coll. gen. n.: (TA:) n. un. with ة. (S, Msb, K.) A2: [Hence,] اللَّوْزَتَانِ (tropical:) [The amygdalæ of the fauces; also called the tonsils;] two pieces of flesh in the two sides of the fauces. (A, TA.) b2: (tropical:) The two sockets of the hips, where the heads of the thigh-bones are inserted. (A, TS, TA.) لَوَّازٌ A seller of لَوْز [or almonds]. (K.) أَرْضٌ مَلَازَةٌ Land containing, (S, M,) or abounding with, (A, K,) trees of the لَوْز [or almond]. (S, M, A, K.) تَمْرٌ مُلَوَّزٌ Dates stuffed with لَوْز [or almonds]; (Sgh, K;) the stones being taken out and لَوْز put in their place. (TA.)
لوز: انظر تلوّز في (فوك) في مادة amigdalus لَوز ومفرده لوزة: خبز متبّل يصنع باللوز (وصف مصر 12: 342 مالتزان 130).
لوزة: حلية بشكل اللوز، حلية بشكل البلوط أو زر ذهبي بشكل البلوط يعلق في عروة البرنس (المقري 1: 255).
لوزة: اصطلاح بيطري، دمّل خشن في رسغ الفرس، أو في قاعدة اللسان أو في بلعومه (دوماس 191، ابن العوام 2؛ 594، 20، 627، 19).
لوز: شرنقة، غلاف دودة الحرير (الكالا).
لوزة والجمع لِواز: ربلة الساق، شحم الساق (الكالا). رجل بلِواز كبار (الكالا).
لوزة: الإصبع الوسطي (الكالا). أعطى لوزة: احتقر، سخر، بعبص له بالإبهام علامة على الاحتقار (الكالا).
اللوزتان: لوزتا البلعوم (بوشر) (الجريدة الآسيوية 1: 1853).
لوز البربر: أرجان، هرجان، أرقان هو الاسم الذي يطلقه البربر على ثمرة اسمها العلمي Eloeodendron Argan ( ابن البيطار 1: 30: 2: 443).
لوز العجل: لوزة العجل، غدة تحت بلعوم العجل (بوشر).
لوزة المكطَلِّس: في (محيط المحيط) حديدة ملساء يسوى بها الطين.
لوز المعدة: البنكرياس (بوشر).
لوز الهند: سفرجل (ابن العوام 17: 327).
لوز هندي ولوز الشكولوتة: الكاكاو، اللوز الذي تصنع منه الشوكولاتة (بوشر).
لوزي: انظرها عند (فوك) في مادة amigdalus.
لوزي: في (محيط المحيط) ما كان على هيئة اللوز. ذو غدد، غددي الهيئة (بوشر).
عيون لوزية: عيون لوزية الشكل (بوشر).
حلاوة لوزية: حلوى بيضاء معجونة بالفستق والجوز (بوشر).
مشمش لوزي: مشمش نواته حلوة (بوشر، ابن بطوطة 1: 142).
لوزية: حلويات تصنع من اللوز (فليشر، محيط المحيط).
لويزي: عملة فرنسية ذهبية (بوشر).
ملوّز: ما كان محشواً باللوز، مستحلب اللوز (ألكالا).
لوز
! اللَّوْز، م، أَي ثَمَرٌ مَعْرُوف، عربيٌّ، وَهُوَ فِي بِلَاد الْعَرَب كثيرٌ، اسمٌ للجِنس، واحدتُه بهاءٍ.
وَقيل: هُوَ صِنفٌ من المِزْج، والمِزْج: مَا لم يُوصَلْ إِلَى أَكْلِه إلاّ بكَسرٍ. وَقيل: هُوَ مَا دَقَّ من المِزْج. وَمن أَسْمَائِهِ: القُمْروص. وَهُوَ على نوعَيْن: حُلوٌ ومُرٌّ، ولكلٍّ مِنْهُمَا خَواصّ: أمّا حُلوُه فإنّه مُعتَدِلٌ نافعٌ للصدر والرِّئةِ والمَثانةِ برُطوبتِه ولِينِه، ويزيدُ أكلُ مَقْشُورِه بالسُّكَّر فِي المُخِّ والدِّماغ، ويُسَمِّن لأنّ فِيهِ غذَاء حَسَنَاً. ومُرُّه حارٌّ فِي الثَّالِثَة، يُفَتِّحُ السُّدَد، ويَجْلُو النَّمَش، ويُسكِّنُ الوَجعَ شُرباً وتَقْطِيراً فِي الأُذُن. ويُلَيِّنُ البَطنَ، ويُنوِّمُ تَمْرِيخاً فِي باطنِ القدمَيْن وتَسْعِيطاً، ويُدِرُّ البَولَ. وأرضٌ {مَلازَةٌ: كثيرتُه. وَفِي المُحكَم: أَي فِيهَا أشجارٌ من} اللَّوْز.
{واللَّوَّاز، كشَدّاد: بائعُه. وَقد عُرِفَ بِهِ بعضُ المُحدِّثين.} والمُلَوَّز، كمُعظَّمٍ: التمرُ المَحشوُّ بِهِ وَذَلِكَ أَن يُنزَعَ مِنْهُ نَواه، ويُحشى فِيهِ {اللَّوْز، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.} المُلَوَّز من الوُجوه: الحسَنُ المَليح. ورجلٌ {مُلَوَّزٌ: خفيفُ الصُّورة.} واللَّوْزِيَّة: محَلَّةٌ بِبَغْدَاد بالجانب الشرقيِّ، وإليها نُسِبَ أَبُو شجاعٍ مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن المَقرون اللَّوْزيّ، المُقرئ، المُتوَفِّي سنة، وابنُه عبدُ الحقِّ {- اللَّوْزيّ، سمع ابْن المادح، مَاتَ سنة.} ولازَ إِلَيْهِ {يلوزُ} لَوْزَاً: لَجَأَ. مِنْهُ: {المَلاز: المَلجأ، لغةٌ فِي الذَّال.} لازَ الشيءَ: أَكَلَه، نَقله الصَّاغانِيّ. يُقَال: مَا {يَلوزُ مِنْهُ، أَي مَا يَتَخَلَّصُ، نَقله الصَّاغانِيّ أَيْضا.} واللَّوْزِينَج من الحَلْواء م، وَهُوَ شِبهُ القَطائف يُؤْدَمُ بدُهنِ {اللَّوْزِ، مُعرَّبٌ. هُنَا ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ وغيرُه، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَلَو ذُكِرَ فِي الْجِيم لَكَانَ وَجْهَاً، وَقد أَشَرنَا إِلَيْهِ هُنَاكَ.
يُقَال: إنّه لعَوِزٌ} لَوِزٌ ككَتِفٍ، أَي مُحتاجٌ، وَهُوَ إتباعٌ لَهُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {اللَّوْزَتان: لُحْمَتانِ فِي جانبيِ الحَلْق، يُقَال: هُوَ يشكو} لَوْزَتَيْه، وَطَعَنه فِي لَوْزَتيْه هما خُرْبَتا الوَرِكَيْن، كَمَا فِي)
التكملة والأساس.! ولازُ: أُمَّةٌ وراءَ الخليج القُسطَنطينيّ. وَأَبُو الْحُسَيْن بنُ أبي سَهْل ! - اللاّزيُّ: شاعرٌ فاضلٌ، ذَكَرَه السمعانيُّ.
لوز
لازَ إلى يلوز، لُزْ، لَوْزًا، فهو لائز، والمفعول مَلوز إليه
• لاز إلى قومه: لاذ؛ لجأ إليهم واحتمى بهم. 

لوَّزَ يلوِّز، تلويزًا، فهو مُلوِّز، والمفعول مُلوَّز (للمتعدِّي)
• لوَّز القُطْنُ: بدت ثمرتُه.
• لوَّز التَّمْرَ ونحوَه: حشاه باللَّوْز بعد نزع نواه. 

لائز [مفرد]: اسم فاعل من لازَ إلى. 

لَوْز1 [جمع]: مف لَوْزَة: (نت) شجرٌ مثمرٌ من فصيلة الورديّات، شبيه بالمشمش، إلاّ أنّ لُبَّ ثمرته يبقى يابسًا، حبَّته مستطيلة لذيذة الطَّعم، واللَّوْز إمّا حُلْوٌ أو مُرٌّ، يبقى طويلاً ولا يفسد، تُصنع منه أصناف من الحَلْوَى، ويستخرج من ثماره زيت اللَّوز، كما يُستخرج زيت اللَّوز الطّبّيّ من اللَّوز المُرّ ° لَوْز الجنائن: تشكيلة كبيرة من اللَّوز الفاخر يستعمل في إعداد الحلويّات خاصّة. 

لَوْز2 [مفرد]: مصدر لازَ إلى. 

لَوْزانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى لَوْز1: على غير قياس.
2 - (جو) صخر بركانيّ فيه فقاعات هوائيّة تحتوي على معادن ثانويّة. 

لَوْزَة [مفرد]: ج لَوْز:
1 - واحدة اللَّوْز.
2 - (شر) لحمة في جانب الحلق قرب اللَّهاة، وهما لَوْزتان "التهاب اللَّوْزَتَيْن".
3 - (نت) ثمرة القُطْنِ أو الكتَّان "دودة اللَّوْز- ما أجمل منظر القُطْن حين تتفتَّح لَوْزاتُهُ". 

لَوْزين [مفرد]: (كم) مادّة بيضاءُ تكون في اللَّوز المُرّ، وفي نوى المشمش والخوخ، تُحلَّل في الماء وينشأ عنها بعض الأحماض. 

لَوْزِينج [مفرد]: حَلْوى تشبه القطائف تُحشى باللَّوز وتؤدم بدهنه. 

لَوْزيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى لَوْز1: ما كان على شكل لَوْزَة. 

لَوْزيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى لَوْزَة: "عين لَوزْيّة".
2 - مصدر صناعيّ من لَوْزَة: طعام يصنع من لوز مسحوق وسكّر وبياض البيض. 
[لوز] اللَوْزَةُ: واحدة اللَوْزِ. وأرضٌ ملازة: فيها أشجار اللوز.
لوز
اللَّوْزُ: مَعْرُوْفٌ. واللَّوْزَتَانِ: وَجَعٌ يكونُ في الحَلْقِ. وفي الوَرِكَيْنِ لَوْزَتَانِ: وهما خرْبَتَاه. والمَلاَزُ: المَلْجَأ، ما يَلُوْزُ منه.
وأنَه عَوِزُ لَوِزٌ. وأنت لا تَلُوْزُ منه شَيْئاً: أي لا تَأكُلُ.

مطا

(مطا)
مطوا جد فِي السّير وَيُقَال مطا بالقوم مد بهم فِي السّير وَصَاحب صديقا فِي السّفر وَفتح عَيْنَيْهِ
[مطا] نه: فيه: إذا مشت أمتي "المطيطاء"، هي بالمد والقصر مشية فيها تبختر ومد اليدين، يقال: مطوت ومططت، بمعنى مددت، ولم تستعمل إلا مصغرًا. ط: وخدمتهم أبناء فارس والروم وأخذوا أموالهم وسبوا أولادهم سلط الله قتلة عثمان عليه حتى قتلوه، ثم سلط بني أمية على بني هاشم ففعلوا ما فعلوا. مف: هو بضم ميم ممدودًا، وعند بعض بحذف ياء بعد طاء ثانية. ج: وهي مشية المتكبرين، من مط- إذا تكبر. ك: فقمت و"تمطيت"، أي تأخرت وتمددت، من التمطي وهو مد اليدين في الشيء. نه: وفي ح الصديق: إنه مر على بلال وقد "مطي" في الشمس يعذب، أي مد وبطح فيها. وفيه: وتركت "المطي" هارا، هو جمع مطية وهي ناقة يركب مطاها أي ظهرها، ويقال: يمطي بها في السير، أي يمد.
باب مظ
م ط ا: (الْمَطَا) مَقْصُورٌ الظَّهْرُ. وَ (الْمَطِيَّةُ) وَاحِدَةُ (الْمَطِيِّ) وَ (الْمَطَايَا) . وَ (الْمَطِيُّ) وَاحِدٌ وَجَمْعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (الْمَطِيَّةُ) الَّتِي تَمُطُّ فِي سَيْرِهَا قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ (الْمَطْوِ) وَهُوَ الْمَدُّ فِي السَّيْرِ. وَ (امْتَطَاهَا) اتَّخَذَهَا مَطِيَّةً، وَ (التَّمَطِّي) التَّبَخْتُرُ وَمَدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ التَّمَطُّطُ قُلِبَتْ إِحْدَى الطَّاءَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا: التَّظَنِّي وَالتَّقَضِّي فِي التَّظَنُّنِ وَالتَّقَضُّضِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} [القيامة: 33] . 
[مطا] المطا مقصورٌ: الظهرْ ; والجمع الامطاء. (*) والمطية: واحدة المطى واحد وجمع، يذكر ويؤنث. والمطايا فَعالى، وأصله فَعائِلُ، إلا أنه فعل به ما فعل بخطايا. وقال أبو العميثل: المطية تذكر وتؤنث. وأنشد أبو زيد لربيعة بن مقرومٍ الضّبّي، جاهلي: ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظلامِ بَعَثْتُهُ * يشكو الكلال إلى دامى الاظلل والتَمَطِّي: التبختر ومدُّ اليدين في المشي. ويقال: التَمَطِّي مأخوذ من المَطيطَةِ، وهو الماء الخاثر في أسفل الحوض، لأنه يَتَمَطَّطُ أي يتمدد. وهو مثل تظنيت من الظن، وتقضيت من التقضض . قال رؤبة: به تمطت غول كل ميله * بنا حراجيج المهارى النفه والمطواء من التمطى، على وزن الغلواء. والمطو: المدّ. يقال: مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً، إذا مددتَ بهم في السير. قال الأصمعي: المَطِيَّةُ: التي تَمُطُّ في سيرها. قال: وهو مأخوذ من المطو، أي المد. قال أبو زيد: يقال منه: امْتَطَيْتُها، أي اتَّخذتها مَطِيَّةً. وقال الأموي: امْتَطَيْناها، أي جعلناها مَطايانا. والمِطْوُ بالكسر: عذق النخلة، والجمع مطاء مثل جرو وجراء. ومطو الشئ: نظيره وصاحبه. وقال: ناديت مِطْوي وقد مال النهار بهمْ * وعَبْرَةُ العَينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ وقال رجلٌ من أسد السَراة يصف برقاً : فظَلْتُ لدى البيتِ العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان أي صاحباى.

مطا: المَطْوُ: الجِدُّ والنَّجاء في السير، وقد مَطا مَطْواً؛ قال

امرؤُ القيس:

مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ،

وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ

(* قوله« غريهم» كذا في الأصل. وعبارة القاموس: الغريّ كغني الحسن منا

ومن غيرنا، وبعد هذا فالذي في الديوان: حتى تكل مطيهم.)

ومَطا إِذا فتح عينيه، وأَصل المَطْو المدّ في هذا. ومَطا إِذا

تَمَطَّى. ومَطا الشيءَ مَطْواً: مدَّه. ومَطا بالقوم مَطْواً: مدَّ بهم.

وتَمَطَّى الرجل: تَمدَّد. والتَّمَطِّي: التبختر ومَدُّ اليدين في المشي، ويقال

التَّمَطِّي مأْخوذ من المَطِيطةِ وهو الماءُ الخاثر في أَسفل الحوض

لأَنه يَتَمَطَّطُ أَي يتمَدَّد، وهو مثل تَظَنَّيْتُ من الظَّنَّ

وتَقَضَّيْتُ من التَّقَضُّض، والمُطَواءُ من التَّمَطِّي على وزن الغُلَواءِ،

وذكر ابن بري المَطا التَّمَطِّي؛ قال ذَرْوةُ بن جُحْفةَ الصَّمُوتي:

شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي،

فَهْيَ تَمَطَّى كمَطا المَحْمُومِ

وإِذا تَمَطَّى على الحُمَّى فذلك المُطَواءُ، وقد تقدَّم تفسير

المَطِيطاء وهو الخُيَلاءُ والتَّبَخْتُر. وفي الحديث: إِذا مَشَتْ أُمَّتي

المُطَيْطا، بالمد والقصر؛ هي مِشْية فيها تَبَخْتُر ومَدُّ اليدين. ويقال:

مَطَوْتُ ومَطَطْتُ بمعنى مدَدْت؛ قال ابن الأَثير: وهي من المصغرات التي

لم يستعمل لها مكبر، والله أَعلم. وقوله تعالى: ثم ذَهَب إِلى أَهله

يَتمَطَّى؛ أَي يتبختر، يكون من المَطِّ والمَطْوِ، وهما المدّ، ويقال:

مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً إِذا مدَدْت بهم في السير. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه: أَنه مَرَّ على بلال وقد مُطِيَ في الشمس يُعذَّبُ فاشتراه

وأَعْتَقه؛ معنى مُطِيَ أَي مُدَّ وبُطحَ في الشمس. وكلُّ شيءٍ مَدَدْتَه فقد

مَطَوْتَه؛ ومنه المَطْوُ في السَّيْر. ومَطا الرجلُ يَمْطو إِذا سارَ

سيراً حسَناً؛ قال رؤبة:

به تَمَطَّت غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ،

بنا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّهِ

تَمَطَّتْ بنا أَي سارَتْ بنا سَيْراً طَويلاً ممدوداً؛ ويروى:

بنا حراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ

وقوله أَنشده ثعلب:

تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاس،

فليسَ بِيَتْنٍ ولا تَوْأَمِ

فسَّره فقال: يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ

حَمْلَه؛ وقال الآخر:

تَمَطَّتْ به بَيْضاءُ فَرْعٌ نَجِيبةٌ

هِجانٌ، وبَعْضُ الوالِداتِ غَرامُ

وتَمَتَّى: كَتَمَطَّى على البدل، وقيل لأَعرابي: ما هذا الأَثر بوجهك؟

فقال: من شِدَّة التَّمَتِّي في السجود. وتمَطَّى النهارُ: امتدَّ وطال،

وقيل: كلُّ ما امْتَدَّ وطال فقد تمَطَّى. وتمَطَّى بهم السَفرُ:

امْتَدَّ وطالَ، وتمَطَّى بك العهْدُ كذلك، والاسم من كل ذلك المُطَواءُ.

والمَطاةُ والمَطا أَيضاً: التَّمَطِّي؛ عن الزجاجي، حكاه في الجُمل قرنه

بالمَطا الذي هو الظَّهْر. والمَطِيَّةُ من الدَّوابِّ التي تَمُطُّ في سيرها،

وهو مأْخوذ من المَطْوِ أَي المَدّ. قال ابن سيده: المَطِيَّة من

الدَّوابِّ التي تَمْطُو في سيرها، وجمعها مطايا ومَطِيٌّ؛ ومن أَبيات

الكتاب:متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرِي

ليْلاً، ولا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي

قال سيبويه: أَراد لا يُؤَرِّقْني الكَرِيُّ فاحتاجَ فأَشمَّ الساكنَ

الضمة، وإِنما قال سيبويه ذلك لأَن بعده ولا أَسمعُ، وهو فعل مرفوع،

فحُكْمُ الأَول الذي عُطف عليه هذا الفعل أَن يكون مرفوعاً، لكن لما لم يمكنه

أَن يُخلص الحركة في يؤرِّقْني أَشمها وحمل أَسمعُ عليه لأَنه وإِن كانت

الحركة مشمة فإِنها في نية الإِشباع، وإِنما قلنا في الإِشمام هنا إِنه

ضرورة لأَنه لو قال لا يؤرقني فأَشبع لخرج من الرجز إِلى الكامل، ومحال أَن

يجمع بين عروضين مختلفين؛ وأَنشد الأَخفش:

أَلم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلي،

أَنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطي؟

جعل التي في موضع ياءٍ فَعِيلٍ القافية وأَلقى المتحركة لما احتاج إِلى

إِلقائها، وقد قال قوم: إِنما أَلقى الزائد وذلك ليس بحسن لأَنه مستخفٌّ

للأَوَّل، وإِنما يَرْتَدِع عند الثانية، فلما جاءَ لفظ لا يكون مع

الأَول تركه كما يقف على الثقيل بالخفة؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش في العلي

والمطي إِلى حذف الحرف الأَخير الذي هو لام وتبقية ياء فعيل، وإِن كانت

زائدة، كما ذهب في نحو مَقُول ومَبيع إِلى حذف العين وإِقرار واو مفعول،

وإِن كانت زائدة، إِلا أَن جهة الحذف هنا وهناك مختلفتان لأَن المحذوف من

المَطيّ والعليّ الحرف الآخر، والمحذوف في مقول لعلة ليست بعلة الحذف في

المطِيّ والعَليّ، والذي رآه في المَطِيّ حسن لأَنك لا تتناكر الياء

الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها وهي مكلمة له، أَلا ترى أَنها بإِزاءِ نون

مستفْعلن؟ وإِنما استغنى الوزن عن الثانية فإِياها فاحذف، ورواه قطرب:

أَنّ مطاياك، بفتح أَن مع اللام، وهذا طريق، والوجه الصحيح كسر إِن لتزول

الضرورة، إِلا أَنا سمعناها مفتوحة الهمزة.

وقد مَطَتْ مَطْواً. وامْتَطاها: اتخذها مَطِيَّةً. وامْتَطاها

وأَمْطاها: جعلها مَطِيَّتَه.

والمَطِيَّةُ: الناقة التي يُرْكب مَطاها. والمَطِيَّةُ: البعير

يُمْتَطى ظهره، وجمعه المَطايا، يقع على الذكر والأُنثى. الجوهري: المَطِيَّةُ

واحدة المَطِيِّ والمَطايا، والمَطِيُّ واحد وجمع، يذكر ويؤنث، والمَطايا

فَعالى، أَصله فَعائلُ إِلا أَنه فُعِل به ما فُعِلَ بخَطايا. قال أَبو

العميثل: المطية تذكر وتؤنث؛ وأَنشد أَبو زيد لربيعة بن مَقْرُوم

الضَّبِّي جاهلي:

ومَطِيّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه

يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ دامي الأَظْلَل

قال أَبو زيد: يقال منه امْتَطَيتها أَي اتخذتها مَطِيَّةً. وقال

الأُموي: امتطيناها أَي جعلناها مَطايانا. وفي حديث خزيمة: تَرَكَتِ المُخَّ

راراً والمَطِيَّ هاراً؛ المَطِيّ: جمع مطية وهي الناقة التي يركب مَطاها

أَي ظهرها، ويقال: يُمْطى بها في السير أَي يُمَدُّ، والهارُ: الساقطُ

الضعيف. والمَطا، مقصور: الظَّهر لامتداده، وقيل: هو حَبْل المتن من عَصَب

أَو عَقَب أَو لحم، والجمع أَمْطاء. والمَطْوُ: جريدة تُشَقُّ بشِقَّيْنِ

ويُحْزَم بها القَتُّ من الزرع، وذلك لامتدادها. والمَطْوُ: الشِّمراخ،

بلغة بَلْحَرثِ بن كعب، وكذلك التَّمطِيةُ، والجمع مِطاء، والمَطا، مقصور:

لغة فيه؛ عن ابن الأَعرابي. وقال أَبو حنيفة: المَطْوُ والمِطْوُ،

بالكسر، عِذْق النخلة، والجمع مِطاء مثل جَرْو وجِراء؛ قال ابن بري: شاهد

الجمع قول الراجز:

تَخَدَّدَ عن كَوافِرِه المِطاء

والمَطْوُ والمِطْوُ جميعاً: الكُباسة والعاسي؛ وأَنشد أَبو زياد:

وهَتَفُوا وصَرَّحُوا يا أَجْلَحْ،

وكان هَمّي كلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ

كذا أَنشده مُطو، بالضم، وهذا الرجز أَورده الشيخ محمد بن بري مستشهداً

به على المِطو، بالكسر، وأَورده بالكسر، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضي

الدين الشاطبي، رحمه الله: قال علي بن حمزة البصري وقد جاءَ عن أَبي زياد

الكلابي فيه الضم. ومَطا الرجلُ إِذا أَكل الرطب من الكُباسة. والمِطْوُ:

سَبَل الذُّرة. والأُمْطِيُّ: الذي يُعمل منه العِلْكُ، واللُّبايةُ شجر

الأُمْطِيّ. ومِطْوُ الشيء: نظيره وصاحبه؛ وقال:

نادَيْت مِطْوِي، وقد مالَ النهارُ بهمْ،

وعَبْرةُ العين جارٍ دَمْعُها سَجمُ

ومَطا إِذا صاحبَ صَدِيقاً. ومِطْو الرجل: صديقُه وصاحبه ونظيره،

سَرَوِيَّةٌ، وقيل: مِطْوه صاحبه في السفر لأَنه كان إِذا قُويِس به فقد مُدَّ

معه؛ قال يصف سَحاباً، وقال ابن بري: هو لرجل من أَزْد السَّراة يصف

برقاً، وذكر الأَصبهاني أَنه ليعلى بن الأَحول:

فَظَلْتُ، لدى البَيْتِ الحَرامِ، أُخِيلُه،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهُ أَرِقانِ

(* عجز البيت مختلّ الوزن.)

أَي صاحِبايَ، ومعنى أُخِيله أَنظر إِلى مَخِيلته، والهاءُ عائدة على

البرق في بيت قبله، وهو:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كلَّ يَمانِ

والمَطا أَيضاً: لغة فيه، والجمع أَمْطاءٌ ومَطِيٌّ، الأَخيرة اسم

للجمع؛ قال أَبو ذؤيب:

لقد لاقَ المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ

حديثٌ، إِنْ عَجِبْتَ له، عَجِيبُ

والأُمْطِيُّ: صمغ يؤكل، سمي به لامتداده، وقيل: هو ضرب من نبات الرمل

يمتدّ وينفرش. وقال أَبو حنيفة: الأُمْطِيُّ شجر ينبت في الرَّمْل

قُضْباناً، وله عِلْك يُمْضَغ؛ قال العجاج ووصف ثور وحش:

وبالفِرِنْدادِ له أُمطِيُّ

وكل ذلك من المَدِّ لأَن العلكَ يَمْتَدّ.

الأَصمعي:

كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا

قال الجوهري: وامْتَحى لغة ضعيفة.

والماحي: من أَسماء سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، مَحا الله به

الكفرَ وآثارَه، وقيل: لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن

الله.والمَحْوُ: السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي.

والمَحْوة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَصبحت الأَرض

مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ. وتركتُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، وفي المحكم: إِذا جِيدَتْ

كلُّها، كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن. أَبو زيد: تَرَكْتِ السماءُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ. ومَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها

تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت: إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم

إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ، فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على

كل حال جسم، أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم

جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل: ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في

الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأَن الأَعيان

أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى

ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم

الضرورة للمشاهدة، وقيل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛

وقال الشاعر:

سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ

وقيل: هي الشَّمال. قال الأَصمعي وغيره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ،

غير مصروفة. قال ابن السكيت: هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛

وأَنشد:

قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ،

فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ

وقيل: هو الجَنوب، وقال غيره: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو

السحابَ وتَذْهَبُ بها. ومَحْوة: ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ

بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري: أَنكر علي بن

حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال:

وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى:

ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْـ

رِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما

ومَحْوٌ: اسم موضع بغير أَلف ولام. وفي المحكم: والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت

الخنساء:

لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْـ

ـمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا

والأَذْلالُ: جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق. يقال: أُمورُ الله

تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها.

والمِمْحاةُ: خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.