Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أثم

جمل

جمل
الجَمَال: الحسن الكثير، وذلك ضربان:
أحدهما: جمال يخصّ الإنسان في نفسه أو بدنه أو فعله.
والثاني: ما يوصل منه إلى غيره. وعلى هذا الوجه ما روي عنه صلّى الله عليه وسلم: «إنّ الله جميل يحبّ الجمال» تنبيها أنّه منه تفيض الخيرات الكثيرة، فيحبّ من يختص بذلك.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ [النحل/ 6] ، ويقال: جَمِيلٌ وجَمَال على التكثير. قال الله تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف/ 83] ، فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا [المعارج/ 5] ، وقد جَامَلْتُ فلانا، وأَجْمَلْتُ في كذا، وجمالك، أي: أجمل، واعتبر منه معنى الكثرة، فقيل لكلّ جماعة غير منفصلة: جُمْلَة، ومنه قيل للحساب الذي لم يفصّل والكلام الذي لم يبيّن: مُجْمَل، وقد أجملت الحساب، وأجملت في الكلام. قال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً
[الفرقان/ 32] ، أي: مجتمعا لا كما أنزل نجوما مفترقة. وقول الفقهاء: المُجْمَل: ما يحتاج إلى بيان، فليس بحدّ له ولا تفسير، وإنما هو ذكر بعض أحوال الناس معه، والشيء يجب أن تبيّن صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل:
هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخّصة.
والجَمَلُ يقال للبعير إذا بزل ، وجمعه جِمَال وأَجْمَال وجِمَالة قال الله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ [الأعراف/ 40] ، وقوله:
جِمالَتٌ صُفْرٌ
[المرسلات/ 33] ، جمع جِمَالة، والجِمَالَة جمع جَمَل، وقرئ:
جمالات بالضم، وقيل: هي القلوص، والجَامِل: قطعة من الإبل معها راعيها، كالباقر، وقولهم: اتّخذ الليل جملا فاستعارة، كقولهم: ركب الليل، وتسمية الجمل بذلك يجوز أن يكون لما قد أشار إليه بقوله: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ [النحل/ 6] ، لأنهم كانوا يعدّون ذلك جمالا لهم. وجَمَلْتُ الشحم: أذبته، والجَمِيل: الشحم المذاب، والاجتمال:
الادهان به، وقالت امرأة لبنتها: تَجَمَّلِي وتعفّفي ، أي: كلي الجميل، واشربي العفافة .
(جمل) : الجُمالَة: الخَيْلُ وقالَ:
والأُدْمُ فيه يَعْتَرِكُ ... نَ بجَوِّهِ عَرْكَ الجُمالَهْ
(جمل)
الشَّيْء جملا جمعه عَن تفرق والشحم أذابه

(جمل) جمالا حسن خلقه وَحسن خلقه فَهُوَ جميل (ج) جملاء وَهِي جميلَة (ج) جمائل
جمل خرف ذبر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود لقد أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا اللَّيْل جَمَلاً يشربون النبيدَ وَيلبسُونَ المُعَصْفَر مِنْهُم زرٌّ وَأَبُو وَائِل. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل إِذا أَحْيَا لَيْلَة بِالصَّلَاةِ أَو سواهَا حَتَّى أصبح: قد أتَّخَذَ اللَّيلَ جَمَلًا.

[حَدِيث عبيد الله بن جحش
(جمل) - قيل في حَدِيثِ فَضالةَ بنِ عُبَيْد: "كَيفَ أَنتم إذا قَعَد الجُمَلاء على المَنابِر يَقْضُون بالهَوَى ويَقتُلون بالغَضَب".
قال ابن فارِس : الجَمالِيُّ: الرَّجلُ العَظِيم الخَلْق، شُبِّه بالجَمَل، وناقة جُمَالِيَّة، فيُمكِن أن يَكُونَ الجُمَلاء من هذا. - في الحديث: "جاء بناقَةٍ حَسْناءَ جَمْلاء" .
: أي جَمِيلة، وهو من الفَعْلاء التي لا أَفعلَ لها: كدِيمَة هَطْلاء.
ج م ل : الْجَمَلُ مِنْ الْإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَخْتَصُّ بِالذَّكَرِ قَالُوا وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إلَّا إذَا بَزَلَ وَجَمْعُهُ جِمَالٌ وَأَجْمَالٌ وَأَجْمُلٌ وَجِمَالَةٌ بِالْهَاءِ وَجَمْعُ الْجِمَالِ جِمَالَاتٌ وَجَمُلَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ جَمَالًا فَهُوَ جَمِيلٌ وَامْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ قَالَ سِيبَوَيْهِ الْجَمَالُ رِقَّةُ الْحُسْنِ وَالْأَصْلُ جَمَالَةٌ بِالْهَاءِ مِثْلُ: صَبُحَ صَبَاحَةً لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَتَجَمَّلَ تَجَمُّلًا بِمَعْنَى تَزَيَّنَ وَتَحَسَّنَ إذَا اجْتَلَبَ الْبَهَاءَ وَالْإِضَاءَةَ وَأَجْمَلْتُ الشَّيْءَ إجْمَالًا جَمَعْتُهُ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ وَأَجْمَلْتُ فِي الطَّلَبِ رَفَقْتُ وَرَجُلٌ جُمَالِيٌّ بِضَمِّ الْجِيمِ عَظِيمُ الْخَلْقِ وَقِيلَ طَوِيلُ الْجِسْمِ. 
ج م ل

فلان يعامل الناس بالجميل. وجامل صاحبه مجاملة، وعليك بالمداراة والمجاملة مع الناس. وتقول: إذا لم يجملك مالك، لم يجد عليك جمالك. وأجمل في الطلب إذا لم يحرص. وإذا أصبت بنائبة فتجمل أي تصبر. وجمالك يا هذا، قال أبو ذؤيب: جمالك أيها القلب القريح

أي صبرك. وأجمل الحساب والكلام ثم فصله وبينه. وتعلم حساب الجمل. وأخذ الشيء جملةً. وجمل الشحم: أذابه. واجتمل وتجمل: أكل الجميل وهو الودك. واجتمل إذا استوكف إهالة الشحم على الخبز وهو يعيده إلى النار. وقالت أعرابية لبنتها: تجملي وتعففي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقية اللبن في الضرع. وتقول: خذ الجميل وأعطني الجمالة وهي الصهارة. واستجمل البعير: صار جملاً، ولا يسمّى جملاً إلا إذا بزل، وناقة جمالية: في خلق الجمل، ألا ترى إلى قوله: كأنها جمل وهم ضخم. ورجل جمالي: عظيم الخلق ضخم.

ومن المجاز: اتخذ الليل جملاً.
جمل: الجَمَلُ يَسْتَحِقُّ هذا الاسْمَ إذا بَزَلَ. وناقَةٌ جُمَالِيَّةٌ: في خَلْقِ الجَمَلِ. ويُقال لكُلِّ طائِفَةٍ: جِمَالَةٌ وجُمَالَةٌ، والجَميعُ الجَمَائلُ والجُمَالاتُ. والجامِلُ: قَطِيْعٌ من الإِبلِ مَعَها رُعَاتُها. وأجْمَلُ القَوْمُ: كَثُرَتْ جِمالُهم. ويقولونَ: " اتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلاً " إذا رَكِبَ اللَّيْلَ. وضَرْبٌ من السَّمَكِ يُقال له: جَمَلُ البَحْرِ. وطائرٌ من الدَّخَاخِيْلِ يُقال له جُمَيْلٌ وجُمْلاَنَةُ. والجَمِيْلُ: الإِهَالَةُ المُذَلبَةُ. واسْمُ الذائِبِ: الجُمَانَةُ. والاجْتِمَالُ: الادِّهَانُ به. وجمَلْتُ الشَّحْمَ وأجْمَلْتُه بمعنىً: أي أذَبْته. والجَمَالُ: مَصْدَرُ الجَمْيْلِ، والفِعْلُ: جَمُلَ. وجامَلْتُه مُجَامَلَةً. وأجْمَلْتُ في الطَّلَبِ. ورَجُلٌ جُمّالٌ: مِثْلُ حُسّانٍ. والجُمْلَةُ: جَمَاعَةُ كُلِّ شَيْءٍ بكَمالِهِ من الحِسَابِ وغيرِه، يُقال: أجْمَلْتُ الحِسَابَ. وحٍَِابُ الجُمَلِ: للهِنْدِ بالتَّخْفِيفِ، وتُشَدَّدُ المِيْمُ أيضاً. والجَمِيْلَةُ من الظِّبَاءِ والحَمَامِ: الجَمَاعَةُ، وكأنَّها فَعِيْلَةٌ من أجْمِلَتْ: أي جُمِعَتْ جُمْلَةً. والجَمِيْلُ: فَرْجُ المَرْأةِ. والجَمَّلُ: القَلْس الغَلِيْظُ. وقد قُرِىءَ: " حَتّى يَلِجُ الجُمَّلُ في سَمِّ الخِيَاطِ ".

جمل


جَمَلَ(n. ac. جَمْل)
a. Collected, assembled, gathered together.
b. Melted (fat).
جَمِلَ
a. _ast;
جَمُلَ(n. ac. جَمَاْل), Was beautiful, handsome, goodly, comely.
جَمَّلَa. Made beautiful, beautified, embellished, adorned
decorated.
b. Did well, elegantly.

جَاْمَلَa. Coaxed, used blandishments to.
b. Treated well, was obliging, courteous to.

أَجْمَلَa. Collected, gathered.
b. Added up; summed up.
c. Acted well, wisely; managed well.

تَجَمَّلَa. Beautified, adorned (himself).
b. Was graceful, decorous, polite, refined.

إِجْتَمَلَa. Anointed himself.

جُمْلَة
(pl.
جُمْل
جُمَل
9)
a. Sum, total.
b. Large quantity or number.
c. Phrase, sentence; period, paragraph.
d. Strand ( of a rope ).
e. [ art. prec. by
Bi
or
Fī], To sum up, in a word, in short.
جَمَل
(pl.
جُمْل
أَجْمُل
جَمَاْلَة
جِمَاْل
جِمَاْلَة
جُمَاْلَة
أَجَاْمِلُ
أَجْمَاْل
38)
a. Camel.
b. [foll. by
اليَهُوْد], Chameleon.
جُمَّلa. Cable, rope.
b. [ art. prec. by
حِسَاب
account ], Chronography.
أَجْمَلُa. All; all together.
b. Most beautiful.

جَمَاْلa. Beauty, elegance.
b. Decorum, propriety; good manners.

جَمِيْلa. Beautiful, elegant, graceful, goodly, comely
prepossessing.
b. Good action; benefit, service; favour; grace.
c. Grease, fat.

جَمَّاْلa. Cameldriver, camel-herd.

في الإِجْمَال بالاجْمَال
a. To sum up, in general terms, in the abstract.

مُجْمَل [ N. P.
a. IV], Total, sum.
b. Summary, abstract.

جَُمَْلُوْن (pl.
جَمَاْلِيْ4ُ)
a. Dome, cupola; ridge-roof; gable.

جُمَان
P.
a. Pearls; silver beads.
(جمل) - قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} .
الجُمَّل: قراءة ابن عبّاس، بَضّمِ الجِيم وتَشْدِيد المِيم، وفَسَّره: بالحَبْل الغَلِيظ، أو القَلْس .
- في حديث عائشةَ، رضي الله عنها: "وسَألَتْها امرأةٌ: أَزُمُّ جَملِي؟ " .
: أي أُصْبِيه عن إِتيانِ النساء غيري، تريد بالجَمَل الزَّوجَ، كَنَت به عنه؛ لأن الجَملَ الذّكرُ من الِإبل، وقيل: إنما يستَحِق هذا الاسمَ إذا بَزَلَ. - في حديث أَبِي عُبيدة، رَضِي الله عنه: "حين أَذِن في جَمَل البَحْر".
قال أبو نصر صَاحِبُ الأصمَعِي: هو سَمَكَة ضَخْمة، وأنشد:
* كجَمَل البَحْر إذا خاض جَسَر *
- في الحديث: "إنَّ الله تَعالَى جَمِيلٌ يُحِب الجَمالَ".
: أي يحمِل حُسنَ الأَفعالِ، وكما يُوصفُ الشيءُ بفِعله، يُوصَف بفِعْل ما هو سَبَبُه.
- في حديث عُمَر: "لكُلِّ أُناسٍ في جُمَيْلِهم خُبْر" .
ويروى: "في بَعِيرِهم".
وهو مَثَل يُضرَب في معرفة كُلِّ قَومٍ بصاحبهم.
- عن عاصمِ بنِ أبي النَّجود : "أَدركتُ أَقوامًا يتَّخذون الليلَ جَمَلًا"
يقال للرَّجُل: إذا سَرَى لَيلتَه جَمِيعًا، أو أَحياها بالصَّلاة وغيرها: اتَّخَذَها جَملًا.
ج م ل: (الْجَمَلُ) مِنَ الْإِبِلِ الذَّكَرُ وَالْجَمْعُ (جِمَالٌ) وَ (أَجْمَالٌ) وَ (جِمَالَاتٌ) وَ (جَمَائِلُ) . وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلْإِبِلِ الذُّكُورِ خَاصَّةً (جِمَالَةٌ) وَقُرِئَ {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 33] وَالْجَمَّالَةُ أَصْحَابُ الْجِمَالِ كَالْخَيَّالَةِ وَالْحَمَّارَةِ. وَ (الْجَمَالُ) الْحُسْنُ وَقَدْ (جَمُلَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ (جَمَالًا) فَهُوَ (جَمِيلٌ) وَالْمَرْأَةُ (جَمِيلَةٌ) وَ (جَمْلَاءُ) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَ (الْجُمْلَةُ) وَاحِدَةُ الْجُمَلِ وَ (أَجْمَلَ) الْحِسَابَ رَدَّهُ إِلَى (الْجُمْلَةِ) وَأَجْمَلَ الصَّنِيعَةَ عِنْدَ فُلَانٍ وَأَجْمَلَ فِي صَنِيعِهِ. وَأَجْمَلَ الْقَوْمُ كَثُرَتْ جِمَالُهُمْ. وَ (الْمُجَامَلَةُ) الْمُعَامَلَةُ بِالْجَمِيلِ. وَحِسَابُ (الْجُمَّلِ) بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ. وَالْجُمَّلُ أَيْضًا حَبْلُ السَّفِينَةِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْقَلْسُ وَهُوَ حِبَالٌ مَجْمُوعَةٌ وَبِهِ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: «حَتَّى يَلِجَ الْجُمَّلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» وَ (جَمَّلَهُ تَجْمِيلًا) زَيَّنَهُ وَ (التَّجَمُّلُ) تُكَلُّفُ الْجَمِيلِ، وَ (تَجَمَّلَ) أَيْضًا أَيْ أَكَلَ (الْجَمِيلَ) وَهُوَ الشَّحْمُ الْمُذَابُ. قَالَتِ امْرَأَةٌ لِابْنَتِهَا: تَجَمَّلِي وَتَعَفَّفِي. أَيْ كُلِي الشَّحْمَ وَاشْرَبِي الْعُفَافَةَ وَهِيَ مَا بَقِيَ فِي الضَّرْعِ مِنَ اللَّبَنِ. 
[جمل] نه: فيه أسماء أهل الجنة والنار "أجمل" على آخرهم، أجملت الحساب إذا جمعت أحاده وكملت أفراده، أي أحصوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وفيه: "فجملوها" وباعوها، جملت الشحم وأجملته إذا أذبته واستخرجت دهنه. ومنه ح: يأتوننا بالسقاء "يجملون" فيه الودك، ويروى بحاء مهملة. ن: من ضرب ونصر والإفعال. وبئر "جمل" بفتح جيم وميم موضع بقرب المدينة. نه: كيف أنتم إذا قعد "الجملاء" على المنابر يقضون بالهوى ويقتلون بالغضب، الجملاء الضخام الخلق كأنه جمع جميل، وهو الشحم المذاب. وفيه: إن جاءت به أورق جعداً "جماليا" هو بالتشديد الضخم الأعضاء التام الأوصال كأنه الجمل. وفيه: هم الناس بنحر "جمائلهم" جمع جمل أو جمع جمالة جمع جمل. وفيه: لكل أناس في "جملهم" خبر، ويروى: جميلهم- مصغراً، يريد صاحبتهم، مثل يضرب في معرفة كل قوم بصاحبهم، يريد أن المسود لم يسوده قومه إلا لمعرفتهم بشأنه، ويروى: في بعيرهم. وفيه: أؤخذ "جملي" تريد زوجها أي أحبسه عن إتيان النساء غيري. وفيه: أنه أذن في "جمل" البحر، هو سمكة ضخمة كالجمل عظما. وفيه: كان يسير بنا الأبردين ويتخذ الليل "جملاً" يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء أو أحياها بصلاة ونحوها من العبادات اتخذ الليل جملاً كأنه ركبه ولم ينم. ومنه: أدركت أقواماً يتخذون هذا الليل "جملاً". وفي ح الإسراء: ثم عرضت له امرأة "جملاء" أي جميلة مليحة، ولا فعل لها من لفظها. ومنه: جاء بناقة "جملاء" والجمال يقع على الصور والمعاني. ومنه: إن الله "جميل" يحب الجمال أي حسن الأفعال كامل الأوصاف. ن: وقيل أي مجمل وقيل: جليل، وقيل: مالك النور والبهجة، وقيل: جميل الأفعال بكم. وفي قوله: "حتى يلج "الجمل" في سم الخياط" بضم جيم وتشديد ميم قلس السفينة. غ: هو حبل السفينة. ك: نفعتني أيام "الجمل" هو يوم حرب بين علي وعائشة على باب لابصرة وكانت راكبة جمل. و"جمالات صفر" بكسر جيم جمع جمالة جمع جمل ضد الناقة وبضمها ما جمع من الحبال العظام كحبال السفينة.
[جمل] الجَمَلُ من الإبل. قال الفراء: الجَمَلُ: زوج الناقة، والجمع جِمالٌ. وأَجْمالٌ وجِمالاتٌ وجَمائِلُ. والجامِلُ: القطيع من الإبل مع رُعاتِه وأربابه. قال الشاعر :

لهم جامِلٌ ما يهدأ الليل سامره * قال ابن السكيت: يقال للابل إذا كانت ذكورة ولم يكن فيها أنثى: هذه جمالة بنى فلان. وقرئ: {كأنه جمالة صفر} . قال: وتقول: اسْتَجْمَلَ البعيرُ، أي صار جملاً. وإنَّما يسمى جملاً، إذا أرْبَعَ. والجَمَّالَةُ: أصحاب الجمال، مثل الخيَّالة والحمارة. قال الهذلى : حتى إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا والجمال: الحسن. وقد جمل الرجلُ بالضم جَمالاً فهو جميلٌ، والمرأةُ جميلةٌ وجَمْلاءُ أيضاً، عن الكسائي. وأنشد: فَهْيَ جَمْلاءُ كَبدْرٍ طالعٍ بَذَّتِ الخَلْقَ جميعاً بالجَمالْ وقول أبي ذؤيب:

جَمالَكَ أيُّها القلبُ القَريحُ * يريد: الْزَمْ تَجَمُّلَكَ وحياءك، ولا تجزعً جزعاً قبيحاً. والجُمَّالُ بالضم والتشديد: أَجْمَلُ مِنَ الجَميلِ. ويقال للشحم المذاب: جَميلٌ. وجُمَيْلٌ: طائرٌ جاء مصغَّراً، والجمع جملان مثال كعيت وكعتان. وجمل: أبو حى من مذحج، وهو جمل بن سعد العشيرة، منهم هند بن عمرو الجملى، وكان مع على عليه السلام فقتل، فقال قاتله :

قتلت علباء وهند الجملى * وجمل: اسم امرأة. والجملة: واحدة الجُمَلِ. وقد أَجْمَلْتُ الحسابَ، إذا رددتَه إلى الجُمْلَةِ. وأَجْمَلْتُ الصنيعة عند فلان، وأَجْمَلَ في صنيعه. وجَمَلْتُ الشحمَ أَجْمُلُهُ جَمْلاً واجْتَمَلْتُهُ، إذا أَذَبْتُهُ. وربَّما قالوا: أجملت الشحم. حكاه أبو عبيد. وأجمل القوم، أي كثرت جمالهم، عن الكسائي. والمجاملة: المعاملة بالجميل. ورجلٌ جُماليٌّ بالضم والياء مشدّدة، أي عظيم الخَلْقِ. وناقةٌ جُماليَّةٌ: تُشَبَّهُ بالفحل من الإبل في عظم الخلق. قال الاعشى يصف ناقته: جمالية تغتلى بالرداف إذا كذب الآ ثمات الهجيرا وحساب الجمل بتشديد الميم. والجُمَّلُ أيضاً: حبل السَّفينة الذى يقال له القلس، وهو حبالٌ مجموعةٌ. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: {حَتَّى يلج الجمل في سم الخياط} وجَمَّلَهُ، أي زَيَّنَهُ. والتَجَمُّلُ: تَكلُّفُ الجَميلِ. وتَجَمَّلَ، أي أكل الجَمِيلَ، وهو الشحم المذاب. قالت امرأة لا بنتها: " تجملي وتعففى " أي كلى الشحم واشربي العُفافَةَ، وهي ما بقى الضرع من اللبن.
جمل: جَمَل: أجمل، أوجز، لخص (بوشر) - وجمل في: وضع في، جمع في (بوشر).
جَمَّل (بالتشديد) أجمل، جمع الأعداد وردها إلى الجملة (فوك، ألكالا).
وجَمَّل: أثمــر، أغل، أكسب (الكالا) أجمل. يقال: أجمل عشرته أو عشيرته.
ويظهر أن معناها: أحسن صحبته وترفق به ففي حيان- بسام (3 - 3): وذهب كثير من مهاجري قرطبة إلى بلنسية (فألقوا بها عصى التسيار فأجمل عشرتهم وبنوا (في نسخة ب فتبوؤا) بها المنازل والقصور. وهذه العبارة غامضة والذي جعلها كذلك أن الفعل أجمل (وفتحة الهمزة في مخطوطة ب) لم يذكر له فاعل. وفي حيان (ص61 و): أن أهل بشيئنة، وقد هددهم سوّار بالهجوم عليهم طلبوا من الغسانيين أن يصلحوا بينهم (وهم أقدر على إصلاح ما يقع بينهم والرغبة إليه في الانصراف عنهم وموافقته على إجمال عشيرتهم فأسعفهم الغسانيون بذلك.
وأجمل موعده: وعده وعداً جميلا حسنا (مباحث 1، ملحق 41: 3 حيث يجب حذف التعليقة رقم 3)، ففي حيان- بسام (1: 120و): أجمل مواعده، وفيه (1: 120ق) وأحسن تلقى الناس وأجمل مواعيدهم.
تجملَّ: تحسّن وتزيّن وهو أصل معناه. ويقال: تجمل الجيش: إذا تجهز بكل ما يحتاج إليه وكان كامل العدة والجهاز. يقول ويجرز في كتاب الثعالبي الذي حققه فالتون وهو ينقل من تاريخ أبي الفداء (4: 304): وضعفت نفوس الفرنج بما شاهدوا من كثرة عساكر الإسلام وتجملهم.
وفيه (ص336): وعسكره في غاية التجمل (أنظر مملوك 1، 1: 34) ويدل هذا المصدر (التجمل) أيضاً على معنى الاحتفال والزهو والابهة والفخفخة يقول ويجوز (1: 1) وهو ينقل من تاريخ أبي الفداء (4: 622): وكان يذبح في مطبخه كل يوم أربعمائة رأس غنم وكانت سماطته وتحمله (وتجملُّه) في الغاية القصوى.
وفي مختارات من تاريخ العرب (ص361): وكان إذا رأى تجمله وكثرة دنياه يقول الخ. ومن هذا أصبحت كلمة تجملات تدل على الفاخر من الأشياء والادوات، ففي المقري (1: 656): ثيابه وحلي نسائه وفرش داره وغير ذلك من التجملات (أماري ص312) وتجد مثل هذا في تاريخ ابن الأثير (11: 273).
وتجمل: تميز واشتهر، ففي المقري (1: 302): وجمعت مكتبة فاخرة (لا تجمل بها بين أعيان البلد).
وتجمل به: افتخر به وفخر به، ففي تاريخ البربر (1: 521): كان يتجمل في المشاهد بمكانه من سريره، أي إنه (السلطان) كان يفخر في الاحتفالات أن يكون مجلس هذا الأمير قريبا من عرشه وتجمل: تلطف في الكلام وأظهر الأدب والبشاشة، والتجمل: الأدب والبشاشة واللطف، ففي رياض النفوس (ص71 و): وكان من ذوي التجمل والأنفس الشريفة.
وتجمل له: اعترف بالجميل، ففي حيان (ص30 ق): كان عبد الرحمن غير راض عن جده لأنه أعطاه أقل مما وعده به، ولكنه كتم غيضه أو كما يقول: تجملت له (لِجَدي) بإظهار المسرَّة للعطية.
(وفي المخطوطة تحملت بالحاء بدل الجيم وهو خطأ).
والقول السائر إذا ذهب أهل الفضل مات التجمّل (فالتون ص38) قد حير ويجوز (نالتون ص77 رقم 4) والحق أن هذا القول قول مبهم. وربما كان معنى التجمل هنا نفس المعنى السابق، وهو ما لم يعرفه ويجرز.
ومعنى التجمل أيضاً: تكلف الجميل أنظر جامل في معجم لين (ديوان الهذليين ص136) وفي حيان- بسام (1: 23ق): فأنقلب سريعا عن التجمل الذي كان أول أمره مجاملا لابن عمه منذر بن يحيى التجيبي يظهر موافقته ويكاتمه من حسده إياه ما لا شيء فوقه حتى خذله تجمله.
وتجمّل: مطاوع جمَّل بالتشديد بمعنى جمع أعداده وردها إلى الجملة (كرتاس ص37).
وتجمل: تجمع، يقول أبو حمو (ص82): إن الوزير يعرفك بما تجمَّل وتصيّر من مالك.
جَمَل: اسم قطعة أضيفت في لعبة الشطرنج الكبرى إلى قطع لعبة الشطرنج المعروفة، وهما جملان في كل جهة من رقعة الشطرنج جمل (حياة تيمور 2: 798) راجع عن حركة الجمل في اللعبة كتاب فان درلند تاريخ الشطرنج (1: 33).
جمل الله: الزرافة (ليون ص127).
جمل البحر: البجع (فانسلب ص102).
جمل الحرباء: الحرباء، جمل اليهود (المقري 1: 901).
جمل مصر. أصبح في المثل: المثل المضروب في جمل مصر (أبو الوليد 14) ويجب أن أعترف كما اعترف هو جفلايت (ص147) أني اجهل هذا المثل.
جمل اليهود: الحرباء (مخطوطة الاسكوريال ص893، باين سميث 1368) أما جمل اليهود في معجم فريتاج فهو خطأ.
ذكر من الجمل أذنه بمعى مس الأمر مَسّاً خفيفاً.
ويقال: يعرف من الجمل أذنه: أي لا يعرف من الأمر إلا الظاهر اليسير. (بوشر) شوك الجمال: حسك الجمل (بوشر) جِمال: هي في المعجم ألكالا gemal ومعناها: نواة الصنوبر، والشعرة التي تنفصل من القنب حين يسدى.
جُمَل: ذكرت في معجم الادريسي، وقد رأينا أنا والسيد دي غويه أن كلمة جمل مستعملة مفردة بمعنى جُمْلَة أي عدد كبير، مقدار، ولم ندر كيف نضبطها لانعدام الشواهد. والظاهر أنها جُمَل، لأني وجدتها في مخطوطة كتاب محمد بن الحارث (ص294) وهي مخطوطة جيدة مضبوطة هذا الضبط، وفيها (ومعه جمل من الناس قد ركبوا معه. فلا بد أن تقبل أن كلمة جُمَل وهي جمع جُمْلَة قد استعملت استعمال المفرد. ونجد أمثلة أخرى لها في رحلة ابن بطوطة (3: 316).
وفي حيان (ص2 و): وصف جمل من محاسنه.
جملاً جملا: قطعة قطعة (المقدمة (3: 110) مع تعليق المترجم عليها.
جَمْلَة: ناقة (فوك).
جُملَة: يقال كان من جملة أصحابه كما نقول: كان من عدة أصحابه وجماعة أصحابه. ومن هنا صارت جملة تدل على الحشم والاتباع. فيقال مثلا: كان في جملة المنصور. وتستعمل أيضاً بمعنى أهل فيقال مثلا: من يكون في جملة القصبة، وقد عبر عن هذا مؤلف آخر بقوله: من أهل القصبة (معجم المتفرقات).
وجملة: تسلسل الأشياء، سياق، نسق (بوشر).
وجملة الصالحين: جماعة الأولياء (فوك) وجملة: مجموعة الكواكب (بوشر).
وجملة: اتحاد الأجزاء وتوافقها وتناسقها (بوشر).
والجملة الفاضلة: لقب شرف يطلق على الفقيه (ملر ص42)، وربما كان معناه: الجامع لكل الفضائل.
والجملة، بمصر: اسم كيلة للدقيق مثل كارة (أنظر الكلمة) ببغداد (ابن خلكان 9: 4).
وجملة: جمع وهي أول مراتب علم الحساب (بوشر).
وجملة صغيرة: يراد بها قيمة الحروف التي يكون فيها حرف أيساوي 1، وي تساوي 10، وق يساوي 100، وغ تساوي 1000، بينما في جملة كبيرة يبدأ ب (ي) بحيث أن ي تساوي 1، وك تساوي 2 وهلم جراً (زيشر 12: 190).
والجمع جُمَل يطلق على أقسام وفصول من العلم، يقال: جُمَل: جُمَل من الفقه (عبد الواحد ص 170).
وجملة: جماعة، صحبة، مع، وتضاف فيكون معناها في جماعة، ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص24): ومشوا جملة المجاهدين. وجملة: بدون عد ولا حساب، مجمل، جزاف (بوشر).
وفي معجم مارسيل: بالجملة، وفي معجم ألكالا: شرى بجملة: اشترى مجملا بدون عد.
وجملة واحدة: كاملا، كليا، بأسره (عبد الواحد ص225) ويقال أيضاً: على الجملة (تاريخ البربر 1: 416) الجملة: كل، جميع، في الجملة. (بوشر).
بالجملة: بالإجمال، عموما. (بوشر) وكلياً، كاملا، بأسره (دي ساس مختارات 1: 135) وأخيراً، آخراً (كوزج مختارات ص97).
في الجملة: صبرة، ضد مفرق (بوشر) وفي الجملة: وإجمال القول، وبكلمة واحدة، وموجز القول. (دي ساسي مختارات 1: 114).
جَمَلَة: عمامة (دونانت ص201، ميشيل ص76).
جُمَلي، جملياً: بإيجاز (أماري 157).
جَملُون، وفي محيط المحيط: جملون وجملول أيضاً ويجمع على جملونات، وجمالين: صقف مسُنَّم، قبة محدبة (مملوك 1، 1: 267، معجم الأسبانية ص288) وفي محيط المحيط: سقف محدب مستطيل فان كان مستديرا فهو قبة، وهو من اصطلاح العامة، ويطلقونه على بيت من الخشب أيضاً.
وجملون من سيوف ومن تفنك: ويراد به سيوف أو بنادق صفين من الجنود تلاقت أطرافها فأصبحت كالسقف المحدب (الجملون) ويقال هذا مجازاً (بوشر).
وحائط جملون: حائط بيت أعلاه مدبب يحمل الجائز الأعلى (بوشر).
حوانيت الجملون: ذكرت في زيشر (8: 347) وقد ترجمها فليشر بما معناه: حوانيت الباسيليك.
جَمال، جمال الظهر: فقار الظهر، صلب، وهو الجزء من الحيوان الذي يبدأ من وسط الكنفين حتى العجز (بوشر) ولا أدري إذا كانت الكلمة بفتح الجيم حقيقة.
جُمال: حبل غليظ (ألف ليلة برسل 125 المقدمة ص 36).
جميل: بالأسبانية jamila ومنها أخذت الكلمة جميل، ويراد بها الماء الذي يسيل من الزيتون المكدس (معجم الأسبانية ص290). وجميل: إحسان، معروف، صنيعة (بوشر).
جَمَالة: قافلة الإبل خاصة (اسيينا مجلة الشرق والجزائر 13: 150) ألا يمكن أن الكلمة جمع جَمَل؟ جَمِلة: دمائة، بشاشة، لطافة، سماحه (ألف ليلة 3: 442، 4: 482).
وجميلة: ساحرة (ويرن ص45).
أجْمال، في اصطلاح المالية: بيان الحساب، وفي اصطلاح التجارة خلاصة لأصناف البضائع (بوشر).
إجمالي: روايات وتقاليد مأثورة ترجع إلى أمور كثيرة (دي سلان، المقدمة 2: 482).
تَجَمل: تجمع على تجملات، انظره في تجمل.
مُجْمَل: موجز، خلاصة، مختصر (بوشر).
مُجَمَّل: كثير، وافر (ألكالا).
(ج م ل)

الجَمَل: الذّكر من الْإِبِل. وَقيل: إِنَّمَا يكون جَمَلا إِذا أَربع.

وَقيل: إِذا أجذع، وَقيل: إِذا بزل، وَقيل: إِذا أثنى، قَالَ:

نَحن بَنو ضَبَّة أصحابُ الْجمل

الْموتُ أحلى عندنَا من العَسَل

وَقَوله:

إِنِّي لمَن أنكرني ابنُ اليَثْرِبِي ... قتلتُ علْبَاء وهندَ الْجملِي

إِنَّمَا أَرَادَ: رجلا كَانَ من أَصْحَاب عَائِشَة فنسبه إِلَى الْجمل، وأصل ذَلِك: أَن عَائِشَة غزت عليا على جمل، فَلَمَّا هزم اصحابها ثَبت مِنْهُم قوم يحْمُونَ الْجمل الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ.

وَقد أوقعوا الْجمل على النَّاقة، فَقَالُوا: شربت لبن جَملي، وَهَذَا نَادِر وَلَا احقه.

وَالْجمع: أجمال، وجِمال، وجُمْل، وجِمَالة، وجمائل، هَذَا قَول الْفَارِسِي وسيبويه، وَأنْشد الْفَارِسِي، قَالَ ذُو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجمائل بَعْدَمَا ... تَقَوَّب عَن غِرْبان أوراكها الخَطْرُ

وَقيل: الجِمالة: الطَّائِفَة من الْجمال.

وَقيل: هِيَ الْقطعَة من النوق لَا جمل فِيهَا.

وَكَذَلِكَ: الجَمَالة، والجُمَالة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجامل: اسْم للْجمع، كالباقر والكالب.

وَقَالُوا: الجَمَّال والجمَّالة كَقَوْلِهِم: الْحمار والحمارة.

وَرجل جامل: ذُو جَمَل.

وأجمل الْقَوْم: كثرت جِمَالهم.

واستَجْمل الْبَعِير: صَار جَمَلا. وجَمَّل الجملَ: عَزله عَن الطروقة.

وناقة جُمَالِيَّة: وَثِيقَة تشبه الْجمل فِي خلقتها وشدتها، قَالَ الْأَعْشَى:

جُمَاليَّةٍ تغتلِي بالرِّداف ... إِذا كَذَب الآثماتُ الهَجيرا

وَقَوله:

وقرَّبوا كلَّ جُمالِيّ عَضِهْ

قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ

كَأَنَّمَا يُزْهَم عِرَقَا أبيضِهْ

يزهم: يَجْعَل فيهمَا الزهم، أَرَادَ: كل جمالية فَحمل على لفظ كل وَذكر. وَقيل: الأَصْل فِي هَذَا تَشْبِيه النَّاقة بالجمل، فَلَمَّا شاع ذَلِك واطرد صَار كَأَنَّهُ أصل فِي بَابه، حَتَّى عَادوا فشبهوا الْجمل بالناقة فِي ذَلِك، وَهَذَا كَقَوْل ذِي الرمة:

ورَمْلٍ كأوراك النِّسَاء قطعتُه ... إِذا أَلْبَسَتْه المظلماتُ الحنادسُ

وَهَذَا من حملهمْ الأَصْل على الْفَرْع فِيمَا كَانَ الْفَرْع أَفَادَهُ من الأَصْل. ونظائرهكثيرة، وَالْعرب تفعل هَذَا كثيرا، اعني أَنَّهَا إِذا شبهت شَيْئا بِشَيْء مكنت ذَلِك الشّبَه لَهما وعمت بِهِ وَجه الْحَال بَينهمَا؛ أَلا تراهم لما شبهوا الْفِعْل الْمُضَارع بِالِاسْمِ فأعربوه تمموا ذَلِك الْمَعْنى بَينهمَا بِأَن شبهوا اسْم الْفَاعِل بِالْفِعْلِ فأعملوه وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقَال للبعير جمالي. وَرجل جمالي: ضخم الْأَعْضَاء تَامّ الْخلق، على التَّشْبِيه بالجمل لعظمه، وَفِي حَدِيث الْمُلَاعنَة: " فَإِن جَاءَت بِهِ أَوْرَق جَعدًا جُمَاليا " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين.

وَاتخذ اللَّيْل جَمَلا: إِذا رَكبه فِي حَاجته، وَهُوَ على الْمثل. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو حنيفَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ لنا من مالنا جِمالا من خير مَا تحوي الرجالُ مَالا

يُنْتَجن كل شَتْوة أَجمالا

إِنَّمَا عَنى بالجمل هُنَا: النّخل، شبهها بالجَمَل فِي طولهَا وضخمها وإتائها.

وجَمَلُ الْبَحْر: سَمَكَة من سمكه، قيل طولهَا ثَلَاثُونَ ذِرَاعا.

والجُمَيْل، والجُمْلانة، والجُمَيْلانة: طَائِر من الدخاخيل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الجُمَيل: البلبل، لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا مُصَغرًا، فَإِذا جمعُوا قَالُوا: جِمْلان.

والجَمَال: الْحسن، يكون فِي الْفِعْل والخلق.

وَقد جَمُل جَمَالا، فَهُوَ جَمِيل، وجُمال بِالتَّخْفِيفِ، هَذِه عَن اللحياني، وجمال، الْأَخِيرَة لَا تكسر.

وَامْرَأَة جَمْلاء: جميلَة. وَهِي أحد مَا جَاءَ من فعلاء لَا افْعَل لَهَا، قَالَ:

وَهَبْتَه من أمَة سوداءْ

لَيست بحسناءْ وَلَا جملاءْ

كنها بِالدَّار خُنْفُساءْ وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب لِعبيد الله بن عُيَيْنَة:

وَمَا الْحق أَن تهوى فتُشْعَفَ بِالَّذِي ... هَوِيت إِذا مَا كَانَ لَيْسَ بأجمل

يجوز أَن يكون " أجمل " فِيهِ معنى جميل، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: لَيْسَ بأجمل من غَيره. كَمَا قَالُوا: الله اكبر، يُرِيدُونَ من كل شَيْء.

وجامل الرجل: لم يصفه الإخاء وماسحه بالجميل.

وَقَالَ اللحياني: اجْمُل إِن كنت جاملا.

فَإِذا ذَهَبُوا إِلَى الْحَال قَالُوا: إِنَّه لجميل.

وجَمَالَك أَلا تفعل كَذَا وَكَذَا: أَي لَا تَفْعَلهُ والزم الْأَمر الأجمل.

وَقَول الْهُذلِيّ، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

أَخُو الْحَرْب أمَّا صادرا فوسيقُهُ ... جُميل وَأما واردا فمغامِسُ معنى قَوْله: " جميل " هُنَا أَنه إِذا طرد وسيقة لم يسْرع بهَا، وَلكنه يتئد ثِقَة مِنْهُ بباسه. وَقيل أَيْضا: " وسيقه جميل ": أَي أَنه لَا يطْلب الْإِبِل فَتكون لَهُ وسيقته الرِّجَال يطلبهم ليسبيهم فيجلبهم وسائق.

وأَجْمل فِي طلب الشَّيْء: اتأد واعتدل فَلم يفرط، قَالَ:

الرزق مقسوم فأجملْ فِي الطَّلَبْ

وجَمَل الشَّيْء: جمعه.

والجَمِيل: الشَّحْم يذاب ثمَّ يجمل، أَي يجمع.

وَقيل: الْجَمِيل: الشَّحْم يذاب فَكلما قطر وكف على الْخبز ثمَّ أُعِيد.

وَقد جَمَلَه يَجْمُله جَمْلا، وأَجْمله: أذابه.

واجْتَمله: كاشتواه.

وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لابنتها: " تجمَّلي وتعفي " أَي كلي الْجَمِيل واشربي العفافة، وَهُوَ بَاقِي اللَّبن فِي الضَّرع، على تَحْويل التَّضْعِيف.

والجمُول: الْمَرْأَة الَّتِي تذيب الشَّحْم، وَقَالَت امْرَأَة لرجل تَدْعُو عَلَيْهِ: " جملك الله ": أَي اذابك كَمَا يذاب الشَّحْم، فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي من قَول الشَّاعِر:

إِذْ قَالَت النَثول للجَمولِ

يَا ابْنة شَحم فِي المريء بولِي

فَإِنَّهُ فسر الجَمُول بِأَنَّهَا الشحمة المذابة: أَي قَالَت هَذِه الْمَرْأَة لأختها: أَبْشِرِي بِهَذِهِ الشحمة المجمولة الَّتِي تذوب فِي حلقك، وَهَذَا التَّفْسِير لَيْسَ بِقَوي، وَإِذا تؤمل كَانَ مستحيلا.

وَقَالَ مرّة: الجَمُول: الْمَرْأَة السمينة، والنثول: الْمَرْأَة المهزولة.

والجُمْلة: جمَاعَة الشَّيْء.

وأجمل الشَّيْء: جمعه عَن تَفْرِقَة واكثر مَا يسْتَعْمل فِي الْكَلَام الموجز.

وأجمل لَهُ الْحساب: كَذَلِك.

وحساب الجُمَّلِ: الْحُرُوف الْمُقطعَة على أبي جاد، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ حِسَاب الجُمَل، بِالتَّخْفِيفِ، وَلست مِنْهُ على ثِقَة. والجُمَّل: القلس، وَهِي حبال السَّفِينَة، وَقد قرئَ: (حَتَّى يلج الجُمَّل فِي سم الْخياط) .

ابْن جني: هُوَ الجُمَل: على مِثَال نغر، والجمل على مِثَال قفل، والجمل على مِثَال طُنب، والجمل على مِثَال مثل، وَأما الْجمل فَجمع جمل كأسد وَأسد.

والجُمُل: الْجَمَاعَة من النَّاس.

وجُمْل، وجَوْمل: اسْم امْرَأَة.

وجَمَال: اسْم بنت أبي مُسَافر.

وجَمِيل، وجُمَيل: اسمان.

والجَمَّالان: من شعراء الْعَرَب، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: أَحدهمَا: إسلامي، وَهُوَ الْجمال بن سَلمَة الْعَبْدي، وَالْآخر: جاهلي لم ينْسبهُ إِلَى اب.

وجَمَّال: اسْم مَوضِع، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

حَتَّى علمنَا وَلَوْلَا نَحن، قد علمُوا ... حلَّت شَلِيلا عذاراهم وجَمَّالا
جمل
جمَلَ يَجمُل، جَمْلاً، فهو جامِل، والمفعول مَجْمول
• جمَل الشَّيءَ: جمَعه عن تفرّق "جمَل مصاريفَ الرِّحلة". 

جمُلَ يَجمُل، جَمالاً، فهو جَميل
• جمُلت المرأةُ وغيرُها: حسُن خَلْقُها وخُلُقُها "جميل جدًّا- يجمل بنا أن نرعى الضُّعفاء" ° جميلٌ بنا: من اللائق- يَجمُل بنا: يحسُن. 

أجملَ/ أجملَ في يُجمل، إجمالاً، فهو مُجْمِل، والمفعول مُجْمَل
• أجمل الإيرادَ السَّنويّ: جمَعه عن تفرّق.
• أجمل الحسابَ: جمَع أعدادَه وردَّه إلى الجملة.
• أجمل الكلامَ/ أجمل في الكلام: ساقه موجزًا، ذكره من غير تفصيل "مُجْمَل القول: مختصر موجز".
• أجمل الصَّنيعةَ/ أجمل في الصَّنيعةَ: حسَّنها وكثَّرها "مَنْ أجمل قِيلاً سمِع جميلاً: مَنْ أحسن إلى النّاس سمِع ما يسرّه".
• أجمل في الطَّلب: اعتدل فيه واتّأد، رفق، لم يبالغ "فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ [حديث] ". 

استجملَ يستجمل، استجمالاً، فهو مُستجمِل، والمفعول مُستجمَل
• استجمل المنظرَ: استَحْسَنَهُ، عدّه جميلاً. 

تجمَّلَ/ تجمَّلَ في يتجمَّل، تجمُّلاً، فهو مُتجمِّل، والمفعول مُتجمَّل فيه
• تجمَّل الفقيرُ: ظهر بما يَجمُل، أي صبَر ولم يظهر على نفسه المسكنة والذُّلَّ "جلَّ الأسى فتجمَّلي- تجمّل بالصبر حين تُوفّي ولده" ° إنِّي لا أكذب ولكنِّي أتجمّل.
• تجمَّلَ المرءُ: تزيَّنَ، تكلَّفَ الحسنَ والجمالَ والصَّبر "تجمَّلتِ المرأةُ لزوجها- إذا ذهب أهل الفضل مات
 التجمُّل".
• تجمَّل في الكلام: تلطّف فيه، وأظهر الأدب والبشاشة "من عادته أن يتجمَّل في الحديث إلى الزبائن". 

جاملَ يجامل، مُجامَلةً، فهو مُجامِل، والمفعول مُجامَل
• جامل الرَّجُلَ:
1 - أحسن عشرتَه ومعاملته "من حسن الخلق أن تجامل النَّاسَ وتحسن صحبتهم".
2 - عامله بالجميل أدبًا لا عن اقتناع أو تسليم ° مجاملةً: على سبيل المجاملة. 

جمَّلَ يجمِّل، تجميلاً، فهو مُجمِّل، والمفعول مُجمَّل
• جمَّل أسلوبَه: حسَّنه وزيَّنه "جمَّل ألفاظَه- جمّل نفسه للحفلة" ° جمَّل اللهُ عليك: جعلك جميلاً حسنًا (في الدعاء). 

إجمال [مفرد]:
1 - مصدر أجملَ/ أجملَ في ° إجمالاً/ بالإجمال/ بوجه الإجمال/ على الإجمال: بإيجاز وبصورة عامَّة.
2 - (قص) بيان الحساب. 

إجماليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إجمال: عموميّ، شامل، جامع "تقرير/ جدول إجمالي" ° مذكِّرة إجماليّة: مذكِّرة تتناول الكلّيّات دون التّفصيلات- نَظْرة إجماليّة: كلّيّة شاملة بدون تفاصيل.
• ربح إجماليّ: كلّ المكاسب التي يحصل عليها ربّ العمل. 

تجميل [مفرد]: مصدر جمَّلَ ° جِراحة تجميل: جراحة تُجمِّل أشكال الوجه أو الجسم، وتعمل على إعادة بناء وإصلاح بعض أجزاء الجسم عن طريق نقل الأنسجة خاصة- دهن التَّجميل: مستحضر للتزيُّن والعناية بالبشرة- مَرْهَم التَّجْمِيل: مستحضر للعناية بالبشرة- مساحيق التَّجميل: موادّ تستعمل لتجميل الوجْه وغيره من أعضاء الجسد- مستحضرات التَّجميل: المواد المستخدمة لتجميل البشرة أو الشَّعر.
• فنّ التَّجميل: درس وسائل تجميل البَشرَة والشَّعْر والأظافر. 

جَمال [مفرد]:
1 - مصدر جمُلَ.
2 - صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النُّفوس سرورًا أو إحساسًا بالانتظام والتّناغم، وهو أحد المفاهيم الثلاثة التي تُنسب إليها أحكام القيم: الجمال والحقّ والخير، عكسه القبح "الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئًا- جمالٌ بلا حياء وردة بلا عطر- إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ [حديث]- {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} ".
• علم الجمال: (سف) بابٌ من أبواب الفلسفة يبحث في الجمال ومقاييسه ونظريّاته.
• مذهب الجمال: (سف) اتِّجاه يُعلي من شأن الجميل، ويجعل من قيم الجمال أعلى قيم الحياة، ويطلب الجميل لذاته لا لمنفعته.
• ملِكة الجمال: اسم يُطلق على الآنسة التي تُنتخب في مباريات دوليَّة أو محليَّة وتتحقّق فيها كلّ مقاييس الجمال المتعارف عليها. 

جَماليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَمال ° انفعال جماليّ: تأثّر ناتج عن التَّأمّل في الأشياء الجميلة- حُكْمٌ جماليّ: تقدير أثر فنيّ من حيث مفهومنا الذَّوقيّ لشروط الجمال.
• علم النَّفس الجماليّ: (نف) العلم الذي يتناول البحث في الأعمال الفنِّيَّة باعتبارها وثائق نفسيَّة تكشف عن طبيعة صانعيها. 

جَماليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جَمال ° دراسة جماليَّة: تُعنى بالقيمة والعناصر التي تكسب العملَ جمالاً فنيًّا.
2 - مصدر صناعيّ من جَمال: ما يخصّ النَّواحي الجماليّة.
3 - (سف) اتِّجاه يرمي إلى تنظيم السلوك وفقًا لمقتضيات الجمال بقطع النظر عن الاعتبارات الأخلاقيّة، وشعارها المشهور: الفنّ للفنّ. 

جَمْل [مفرد]: مصدر جمَلَ. 

جَمَل [مفرد]: ج أجمال وأجْمُل وجِمال وجَمَالة وجُمَالة وجِمالة وجُمْل، جج جِمالات وجُمَالات وجَمالات وجمائلُ، مؤ ناقة، ج مؤ نُوق ونِيَاق: (حن) ذكر الإبل إذا تجاوز الرابعة وقيل السابعة، وقيل الثامنة، وهو من رتبة الحافريّات المجترَّة، ومنه ما هو ذو سَنَامَيْنِ
 "الجَمَل سفينة الصَّحراء- ما استتر من قاد جَمَلاً [مثل]: يُضرب لمن أتى أمرًا لا يمكن إخفاؤه- {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} " ° الجمل العربيّ: جَمَل وحيد السِّنام يُستخدم للحمل في غرب آسيا وإفريقيا- الجمل في شيء والجمّال في شيء [مثل]: يُضرب للاثنين لا يعلم أحدهما ما يدور في خلد الآخر ويشغل باله- ما له ناقة ولا جمل: لا دخل له في الأمر.
• يوم الجمل: من الأيّام المشهورة وقيل له ذلك لأنّ عائشة رضي الله عنها غزت عليًّا على جمل فلمّا هزم أصحابها ثبت منهم قوم يحمون الجمل الذي كانت عليه. 

جُمْلة [مفرد]: ج جُمْلات وجُمَل:
1 - جماعة كُلّ شيء "سِعر/ تاجر الجُمْلة- كان من جُمْلة أصحابه- جُمْلة الأجرة المستحقّة- {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}: مجتمعًا دفعة واحدة لا مُنَجَّمًا مُتفرِّقا" ° أخَذ الشَّيءَ جُمْلة: متجمّعًا لا متفرّقًا- بائع جُمْلة: مَنْ يبيع البضائع متجمّعة لا متفرِّقة، عكسه بائع بالقطَّاعيّ- بالجُمْلة/ على الجُمْلة: إجمالاً، بصورة موجزة- جُمْلة الأمر/ جُمْلة القول: بخلاصة وإيجاز شديد- جُمْلة الصَّالحين: جماعة الأولياء- جُمْلةً وتفصيلاً: بصورة شاملة ومفصَّلة- مِنْ جُمْلتها: من مجموعها، من بينها.
2 - (نح) أقصر صورة من الكلام تدلّ على معنًى مستقلّ بنفسه وتشتمل على مُسند ومُسند إليه، وهي في العربيّة نوعان: جُمْلة فعليّة تبدأ بفعل وجُمْلة اسميّة تبدأ باسم "جملة اسميّة/ حاليّة- جُمْلة إنشائيّة: لا تحتمل التَّصديق والتَّكذيب- جُمْلة اعتراضيّة/ معترضة: تتوسّط أجزاء الجُمْلة لغرضٍ ما- جُمْلة خبريّة: تحتمل التَّصديق والتَّكذيب- جُمْلة شرطيّة".
• شِبْه الجُمْلة: (نح) الكلام المؤلّف من الجار والمجرور، أو الظرف والمضاف إليه. 

جَمّال [مفرد]: ج جمّالون وجَمَّالة:
1 - عامل على الجَمَل "ساعد الجمَّالُ السائحَ في ركوب الجمل".
2 - صاحب الجَمَل "استأجرت جملاً من الجمّال لنقل الحطب". 

جُمَّل [مفرد]
• حساب الجُمَّل: نوعٌ من الحساب يُجْعل فيه لكلّ حرف من حروف الأبجديّة عددٌ خاصّ به من الواحد إلى الأَلْفِ على ترتيب مخصوص "شاع استخدام حساب الجُمَّل في الشِّعر في العصرين المملوكيّ والعثمانيّ". 

جَميل [مفرد]: ج جُملاءُ، مؤ جميلة، ج مؤ جميلات وجمائلُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جمُلَ ° فنون جميلة: التي يكون موضوعها تمثيل الجمال.
2 - عَمَلٌ وخُلُقٌ حَسَنٌ، وإحسانٌ ومعروف "حَفِظ له جَميلاً- {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}: وجمال الصفح يتحقّق بالصبر وترك العتاب والشكوى والإحسان إلى المسيء" ° ناكر الجَميل: الذي لا يحفظ جميلاً ولا يعترف به، جاحد الإحسان.
• الجميل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: ذو النُّور والبهجة، الذي لا تليق به القبائحُ. 

مُجمَل [مفرد]: اسم مفعول من أجملَ/ أجملَ في.
• المُجمَل:
1 - (فن) رسم يُلمُّ بأهم ما في الصورة أو الرسم من نِسَب وأبعاد ووَضْعَة وحركة وشَبَه، ولا يشترط فيه الإتقان.
2 - (لغ) الموجز من الكلام. 

جمل

1 جَمَلَ, (K,) aor. ـُ inf. n. جَمْلٌ, (TA,) He collected [a thing, or things]. (K.) [See also 4.]

b2: Also, (S, Mgh, K,) aor. and inf. n. as above, (S, Mgh,) He melted fat; (S, Mgh, K;) and so ↓ اجتمل, and ↓ اجمل: (A'Obeyd, S, K:) this last was sometimes used: (S:) the best form is جَمَلَ: (Fr, TA:) accord. to Z, ↓ اجتمل signifies he made the melted grease of fat to drip upon bread, putting it again over the fire. (TA. [See جَمِيلٌ.]) جَمَلَكَ اللّٰهُ, meaning May God melt thee like as fat is melted, is a form of imprecation mentioned in a trad., as used by a woman. (TA.) A2: جَمَلَ الجَمَلَ He put the he-camel apart from the she-camel that was fit to be covered. (TA.) A3: جَمُلَ, aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K;) and جَمِلَ, aor. ـَ (Msb;) inf. n. جَمَالٌ, (S, Mgh, Msb, K, *) originally جَمَالَةٌ; (Msb;) He was, or became, beautiful, goodly, comely, or pleasing, (S, M, Mgh, K,) in person, (M, K,) and good in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also in moral character: (K:) or elegant, or pretty; i. e., delicately, or minutely, beautiful: (Sb, Msb:) or characterized by much goodness, beauty, goodliness, comeliness, or pleasingness, in his mind, or in his person, or in his actions or behaviour; and also, characterized by much goodness communicated from him to others. (Er-Rághib, TA.) [See جَمَالٌ, below; and see also جَمِيلٌ.]2 جمّل, (S, K,) inf. n. تَجْمِيلٌ, (K,) He, or it, embellished, or adorned, another. (S, K.) Hence the saying, إِذَا لَمْ يُجَمِّلْكَ مَالُكَ لَمْ يُجْدِ عَلَيْكَ جَمَالُكَ [If thy wealth do not embellish thee, thy beauty of person, or of moral character, will not suffice thee]. (TA.) And you say, جَمَّلَ اللّٰهُ عَلَيْهِ, inf. n. as above, meaning, May God render him beautiful. (TA.) A2: He gave a camel to be eaten. (K in art. برقش.) A3: He detained an army long [on the frontier of the enemy]; (K, TA;) like جَمَّرَ [q. v.]. (TA.) 3 جاملهُ, (K,) inf. n. مُجَامَلَةٌ, (S, TA,) He coaxed him, or wheedled him, with comely behaviour or speech (بِالجَمِيلِ), not rendering him pure, or sincere, brotherly affection: (ISd, K:) or he associated with him in a good manner: (K:) or he treated him with comely behaviour. (S, TA.) One says, عَلَيْكَ بِالمُدَارَاةِ وَالمُجَامَلَةِ [Keep thou to blandishment and coaxing, &c.]. (TA.) 4 اجمل He collected a thing (Msb, K) without discrimination, or distinction, (Msb,) or from a state of separation, or dispersion. (K.) [See also 1.] And أُجْمِلَ It was collected into an aggregate. (TA.) b2: He reduced a calculation to its sum; summed it up: (S, K, TA:) and in like manner, he summed up a speech, or discourse, and then analyzed and explained it. (TA.) b3: See also 1.

A2: He made good and large [or liberal]: so in the phrase, اجمل الصَّنِيعَةَ (S, K) He made the benefit good and large [or liberal] (K) عِنْدَ فُلَانٍ [to such a one]. (S.) A3: [He acted with goodness, or was good and liberal: and he acted with moderation, or was moderate. You say,] اجمل فِى صَنِيعِهِ [He was good and liberal, or, perhaps, moderate, in his benefit]. (S.) And اجمل فِى الطَّلَبِ He was moderate, not extravagant, in demanding, or desire. (Msb, * K, TA.) It is said in a trad., أَجْمِلُوا فِى طَلَبِ الرِّزْقِ فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ [Be ye moderate in demanding, or desiring, the means of subsistence, for every one is accommodated to that which is created for him]. (TA.) A4: اجمل القَوْمُ The people, or company of men, had many camels; or their camels became many. (S.) 5 تجمّل He beautified, embellished, or adorned, himself. (K.) b2: He affected what is جَمِيل [or beautiful, goodly, comely, or pleasing, in person, or in action or actions or behaviour, or in moral character, &c.]. (S.) You say, تجمّل بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْدَهُ [He affected beautiful, goodly, comely, or pleasing, qualities, more than he possessed]. (TA in art. شبع.) b3: He was, or became, patient; or restrained himself from impatience; or constrained himself to be patient: (Mgh, TA:) from جَمَالٌ meaning "patience." (Mgh.) Hence the saying, وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ And when poverty, or straitness, befalls thee, then be patient, or restrain thyself &c. (Mgh in art. خص.) A2: He ate what is termed جَمِيل, i. e., melted fat. (S, K. *) 8 اجتمل: see 1, in two places.

A2: Also He anointed himself with fat. (TA.) A3: And He ate of a camel. (K in art. برقش.) 10 استجمل He (a camel) became a جَمَل, (S, K,) i. e., such as is termed رَبَاعٍ [or one in his seventh year], (S,) or such as is termed بَازِلٌ [or one in his ninth year], or, accord. to Z, one that had covered. (TA.) جَمْلٌ: see جَمَلٌ.

جُمْلٌ: see جُمْلَةٌ and جُمَّلٌ; the latter in two places.

جَمَلٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ جَمْلٌ, (K,) which latter is so rare that it is said by some to be used only in poetry, in cases of necessity, (MF,) but it is a correct dial. var., (TA,) a word of well-known meaning; (K;) i. e., [A he-camel; but commonly applied to the camel as a generic term; in like manner as جَامِلٌ is applied to the males and the females; but properly,] the male of the إِبِل; (TA;) the mate of the نَاقَة; (Fr, S, Mgh;) among camels, corresponding to رَجُلٌ among us; (Sh, Msb;) نَاقَةٌ corresponding to مَرْأَةٌ, and بَكْرٌ to غُلَامٌ, and بَكْرَةٌ to جَارِيَةٌ; (Sh, TA;) [in general] peculiarly applied to the male; (Msb;) exceptionally to the female, as in the saying شَرِبْتُ لَبَنَ جَمَلِى, (K,) i. e., I drank the milk of my she-camel; but ISd doubts the correctness of this: (TA:) [as corresponding to رَجُلٌ among us, it signifies a full-grown hecamel:] or it signifies such as is termed رَبَاعٍ [or one in his seventh year]: (S, ISd, K:) or such as is termed جَذَعٌ [or one in his fifth year]: (ISd, K:) or such as is termed بَازِلٌ [or one in his ninth year]: (ISd, Mgh, Msb, K:) or such as is termed ثَنِىٌّ [or one in his sixth year]: (ISd, K:) or, accord. to Z, one that has covered: (TA:) [see also بَعِيرٌ, and بَكْرٌ, and قَعُودٌ:] pl. [of pauc.]

أَجْمَالٌ, (S, Mgh, Msb, K,) which may be pl. of جَمْلٌ, (TA,) and أَجْمُلٌ (Msb) and [of mult.]

جِمَالٌ (S, Mgh, Msb, K) and جُمْلٌ (K) and جِمَالَةٌ (Mgh, Msb, K) and [quasi-pl. n.] جُمَالَةٌ and جَمَالَةٌ and جَامِلٌ, (K,) which last is disallowed by some, as will be seen below, (TA,) and [pl. pl.] جِمَالَاتٌ, (S, Msb, K,) which is pl. of جِمَالٌ, (Msb, TA,) or it may be pl. of جِمَالَةٌ, (TA,) and جُمَالَاتٌ [which see also voce جُمَّلٌ] and جَمَالَاتٌ (K) and جَمَائِلُ, (S, K,) pl. of جمالة and جِمال, (Ham p. 527,) and أَجَامِلُ. (K.) One says of camels, when they are males, without any female among them, هٰذِهِ جِمَالَةُ بَنِى فُلَانٍ [These are the hecamels of the sons of such a one]. (ISk, S. [See also جُمَالَةٌ.]) And they said also جِمَالَانِ [meaning Two herds of camels, thus forming a dual from the pl. جِمَالٌ], like as they said لِقَاحَانِ. (ISd, in TA voce خَيْلٌ.) It is said in a prov., مَااسْتَتَرَ مَنْ قَادَ الجَمَلَ [He does not conceal himself who leads the he-camel]. (TA.) And in another prov., اِتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلًا (assumed tropical:) He journeyed all the night. (K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 230.]) b2: الجَمَلُ also signifies A certain fish (IAar, K) of the sea, (IAar, TA,) thirty cubits in length: (K:) or, as some say, جَمَلُ البَحْرِ is the name of a very great fish, also called the بَال, [i. e., the whale,] thirty cubits in length: accord. to some, this, (TA,) or جَمَلُ المَآءِ, (Mgh,) is what is called the كَوْسَج and كُبَع (Mgh, TA) and لُخْم, [i. e., xiphias, or sword-fish,] which passes by nothing without cutting it. (TA.) [In the present day, جَمَلُ البَحْرِ is an appellation of The pelican.] b3: عَيْنُ الجَمَلِ, in the dial. of Egypt, i. q. الشَّاه بَلُّوط [The chestnut]. (TA.) b4: جَمَلٌ signifies also (assumed tropical:) A woman's husband. (L in arts. اخذ and قيد. See 2 in each of those arts.) b5: Also (tropical:) Palm-trees; (K;) as being likened to the he-camel in respect of their tallness and their bigness and their produce: in some of the copies of the K, النَّحْلُ is erroneously put for النَّخْلُ. (TA.) b6: See also جُمَّلٌ.

جُمَلٌ: see جُمَّلٌ, in three places.

جُمُلٌ A company, or congregated body, of men. (ISd, K.) b2: See also جُمَّلٌ.

جُمْلَةٌ A strand of a thick rope: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ جُمْلٌ: or many strands of a rope, put together [to compose a cable: see جُمَّلٌ]. (TA, in two places in this art.) b2: Hence, app., (TA,) The aggregate of a thing; (K;) the sum, whole, or total; (KL, PS;) it implies muchness, or numerousness, and means any aggregate unseparated: (Er-Rághib, TA:) pl. جُمَلٌ. (S.) [جُمْلَةٌ مِنْ مَالٍ generally means A large sum of money; and in a similar sense جُمْلَةٌ is often used in relation to various things.] It is said in the Kur [xxv. 34], وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً, i. e., [And those who disbelieved said, Wherefore was not the Kur-án sent down, or revealed, to him] aggregated? (TA:) [or in one aggregate?] or at once? (Bd.) [Hence, بِالجُمْلَةِ as meaning Upon the whole; to sum up.]

b3: And hence, in grammar, (TA,) [A proposition; a clause; a phrase; sometimes, a sentence;] a phrase composed of a subject and an attribute, [i. e., composed of an inchoative and an enunciative, (in which case it is termed جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ,) or of a verb and its agent, (in which case it is termed جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ,)] (KT, TA,) [&c.,] whether affording a complete sense, as زَيْدٌ قَائِمٌ [Zeyd is standing], or not, as إِنْ يُكْرِمْنِى [If he treat me with honour]. (KT.) جَمْلَآءُ: see جَمِيلٌ.

جَمَلُونَ A building, or structure, in the form of a camel's hump: (TA:) [a ridged roof: so in the present day: pl. جَمَالِينُ.]

جَمَالٌ inf. n. of جَمُلَ: (S, Mgh, Msb:) [when used as a simple subst., meaning] Beauty, goodliness, comeliness, or pleasingness, syn. حُسْنٌ, (S, M, Mgh, * K,) in person, (M, K,) and goodness in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also, in moral character: (K:) or elegance, or prettiness; i. e., delicacy, or minuteness, of beauty: (Sb, Msb:) or much goodness, or beauty or goodliness or comeliness, in the mind, or in the person, or in the actions or behaviour; and also, much goodness that is communicated from its possessor to another: (Er-Rághib, TA:) accord. to As, [when relating to the person,] حُسْنٌ is in the eyes; and جَمَالٌ, in the nose. (TA in art. حسن.) [See also جَمِيلٌ.] One says, جَمَالَكَ أَنْ لَا تَفْعَلَ كَذَا, (ISd, K,) or أَنْ تَفْعَلَ كَذَا, (IDrd, TA,) meaning, Keep to that which is most comely for thee to do, and do not thus. (IDrd, ISd, K. [But see what follows.]) b2: Also Patience. (Mgh in art. خص.) Aboo-Dhu-eyb says, جَمَالَكَ أَيُّهَا القَلْبُ القَرِيحُ سَتَلْقَى مَنْ تُحِبُّ فَتَسْتَرِيحُ (S, * TA, the former of which cites only the first hemistich, and the latter substitutes الجَرِيحُ for its syn. القَرِيحُ,) meaning, [Keep thy patience, O thou wounded heart: thou wilt find whom thou lovest, and be at rest: or] keep to thy patience, or thy constraint of thyself to be patient, and thy shrinking from what is foul, and be not impatient in an evil manner. (S, TA.) جُمَالٌ: see جَمِيلٌ: A2: and جُمَالَةٌ.

جَمُولٌ A piece of fat melted. (IAar, TA.) [See also جَمِيلٌ.] b2: A fat woman. (IAar, K.) b3: A person, (K,) or woman, (M,) who melts fat. (M, K.) جَمِيلٌ Melted fat: (S, Mgh:) or melting fat: or fat that is melted and collected: (K, TA:) or fat that is melted, and, whenever it drips, made to drip upon bread, and then replaced over the fire [that it may drip again: see جَمَلَ]: (TA:) and ↓ جُمَالَةٌ, also, signifies [the same; or] melted grease. (Mgh, * TA.) [See also جَمُولٌ.]

A2: Hence, accord. to Abu-l-'Alà, because, when a man becomes fat and in good condition, his جَمَال becomes apparent, (Ham p. 155,) as also ↓ جُمَالٌ and ↓ جُمَّالٌ, (K,) or this last denotes a higher degree of beauty than جَمِيلٌ, (S, Sgh,) and has no broken pl., (TA,) and ↓ أَجْمَلُ, (TA,) Beautiful, goodly, comely, or pleasing, (S, M, Mgh, K,) in person, (M, K,) and good in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also in moral character: (K:) [like the Greek καλὸς, the Latin pulcher, the French beau, &c.; and so حَسَنٌ:] or elegant, or pretty; i. e., delicately, or minutely, beautiful: (Msb:) [or characterized by much goodness, or beauty or goodliness or comeliness, in his mind, or in his person, or in his actions or behaviour; and also characterized by much goodness communicated from him to others: see جَمَالٌ:] pl. of the first جَمَالٌ: (TA:) fem. جَمِيلَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) applied to a woman; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ جَمْلَآءُ, (Ks, S, K,) [said to be] an instance of [the measure] فَعْلَآءُ having no [masc. of the measure]

أَفْعَلُ; (TA;) [but see above;] or this is applied to any female as signifying perfect, or complete, in body. (Ibn-'Abbád, K.) It is said in a trad., إِنَّ اللّٰهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجِمَالَ Verily God is comely in deeds, (TA,) or an Abundant Bestower of good things: He loveth those who are of the like character. (Er-Rághib, TA.) And you say, عَامَلَهُ بَالجَمِيلِ [He treated him with comely, or pleasing, behaviour]. (TA.) And مَاسَحَهُ بِالجَمِيل [He coaxed him, or wheedled him, with comely, or pleasing, behaviour or speech]. (ISd, K. [See 3.]) b2: أَبُو جَمِيلٍ [The kind of plants called] البَقْل; because they embellish by their presence, and render good, the seasoning of food; or because they take away the جَمِيل, i. e., the grease of the flesh-meat, and dry up the food. (Har p. 227.) جَمَالَةٌ: see the next paragraph.

جُمَالَةَ: see جُمَّلٌ: A2: and جَمِيلٌ.

A3: Also A herd, or distinct number, of camels; (K;) mentioned before as a pl. of جَمَلٌ [q. v.]: (TA:) or, of she-camels among which is no he-camel; as also ↓ جِمَالَةٌ and ↓ جَمَالَةٌ; (K;) but this is contradictory to a saying of ISk [respecting جِمَالَةٌ], mentioned above [voce جَمَلٌ; where all these three words are said to be pls. of جَمَلٌ]: (TA:) and also horses: pl. ↓ جُمَالٌ, which is extr. [as a pl.; though, in relation to جُمَالَةٌ, it may be a coll. gen. n., forming its n. un. with ة]. (AA, K.) جِمَالَةٌ: see what next precedes.

جَمِيلَةٌ A number of gazelles together: and of pigeons. (Ibn-' Abbád, K.) جُمَالِىٌّ applied to a man, (S, Msb, K,) Large in make: (S, Msb:) or tall in body: (Msb:) or firm [in make], (K,) or big in limbs, complete in make, (TA,) like a he-camel. (K, TA.) and with ة applied to a she-camel, (S, K,) Resembling a he-camel in greatness of make: (S:) or firm (K, TA) in make, (TA,) like a he-camel (K, TA) in greatness of make and in strength. (TA.) جُمَّلٌ (S, K, &c.) and ↓ جُمَلٌ and ↓ جُمْلٌ (K) and ↓ جُمُلٌ and ↓ جَمَلٌ (IJ, K) [A cable;] the rope of a ship, (S, K,) i. e., the thick rope thereof, (TA,) that is also called قَلْسٌ, (S, TA,) consisting of [a number of] ropes put together: (S:) and ↓ جُمَالَةٌ also signifies [the same; or] a thick rope, because consisting of many strands put together; pl. جُمَالَاتٌ; (Zj, TA;) which Mujáhid explains as meaning the ropes of bridges; but I 'Ab, as the ropes of ships, put together so as to be like the waists of men [in thickness]. (TA.) In all the forms mentioned above, except the last (جمالة), the word is read in the phrase [in the Kur vii. 38], حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ فِى سَمِّ الخِيَاطِ [Until the cable shall enter into the eye of the needle]: (K, TA:) I 'Ab reads الجُمَّلُ, (S, TA,) and so do 'Alee and many others: ↓ جُمْلٌ is pl. [or rather coll. gen. n.] of جُمْلَةٌ, a strand of a thick rope; or, accord. to IJ, pl. of جَمَلٌ [q. v.]: the first is explained by Fr as meaning ropes put together; but Aboo-Tálib thinks that he meant ↓ جُمَلٌ, without tesh-deed. (TA.) A2: حِسَابُ الجُمَّلِ, (S K,) thought by IDrd to be not Arabic, (TA,) and ↓ الجُمَلِ, (K,) but IDrd doubts its correctness, The calculation by means of the letters د ج ب ا, &c. (TA.) جَمَّالٌ An owner, or an attendant, of a camel or camels: (KL, TA: * [see also جامِلٌ:]) and جَمَّالَةٌ owners, or attendants, of camels; (S, K, TA;) similar to خَيَّالَةٌ and حَمَّارَةٌ; (S, TA;) as the former is to حَمَّارٌ. (TA.) [See an ex. of the latter in a verse cited voce إِذَا.]

جُمَّالٌ: see جَمِيلٌ.

جَامِلٌ [act. part. n. of جَمَلَ.

A2: And also part. n. of جَمُلَ]. The Arabs say, اُجْمُلْ إِنْ كُنْتَ جَامِلًا [Become beautiful, &c., if thou be becoming beautiful, &c.]: but when they mean the quality [alone], they say, إِنَّهُ لَجَمِيلٌ [Verily he is beautiful, &c.]. (Lh, TA.) A3: A man possessing a جَمَل [or he-camel]. (TA. [See also جَمَّالٌ.]) b2: A herd, or distinct number, of camels, (S, K, * TA,) males and females, (TA,) with their pastors and their owners: (S, K, TA: [also said in the K to be a pl. of جَمَلٌ: in the CK, الجامِعُ is erroneously put for الجَامِلُ:]) or a word formed to denote a pl., meaning camels, (Ham pp. 122 and 490,) males and females; (Id p. 122;) derived from جَمَلٌ; (Id. p. 490;) like بَاقِرٌ (Id. ib. and TA) from بَقَرٌ, (Ham p. 490,) and كَالِبٌ [from كَلْبٌ]. (TA.) b3: Also A great tribe. (AHeyth, K.) أَجْمَلُ [More, and most, جَمِيل, or beautiful, &c.]. (S, K.) b2: See also جَمِيلُ.

مُجْمَلٌ [pass. part. n. of 4, q. v. b2: Also, applied to a phrase or the like,] properly, Including, or implying, a number of things, many and unexplained: (Er-Rághib, TA:) as used by the lawyers, [confused, or] requiring explanation. (TA.) مُجَامِلٌ [act. part. n. of 3, q. v. b2: Also] One who is unable to answer a question put to him by another person, and therefore neglects it, and bears malice against him for some time. (TA.)
جمل
الجَمَلُ، مُحَّركة، ويُسَكّن مِيمُه قَالَ شيخُنا: وَفِي تَعْبِيره خُروجٌ عَن اصْطِلَاحه، وَلَو قَالَ مُحرَّكةً ويُفْتَح، لَكان أَخْصَرَ، ثمَّ إِن التسكينَ لُغةٌ قَليلَة، بل حمله بعضٌ على الضَّرورة، إِذْ لم يَرِدْ فِي كلامٍ فصيحٍ انْتهى. قلت: وَهِي لغةٌ صَحِيحَة، وَبِه قَرَأَ أَبُو السَّمَّال: حَتَّى يَلِجَ الجَمْلُ بسكُون الْمِيم. م معروفٌ، وَهُوَ ذَكَرُ الإبِل، وَقَالَ الفَرّاء: زَوجُ الناقةِ، وَقَالَ شَمِرٌ: البَكْرُ والبَكْرَةُ: بمَنزِلة الغُلام والجارِية، والجَمَلُ والناقَةُ: بمَنزِلة الرجُل وَالْمَرْأَة. وشَذَّ للأُنْثى، فقِيل: شَرِبْتُ لَبنَ جَمَلِي أَي ناقَتِي، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نادِرٌ وَلَا أَحُقُّه. أَو هُوَ جَمَلٌ إِذا أَرْبَعَ أَو أَجْذَعَ أَو بَزَلَ أَو أَنْثَى أقوالٌ ذَكرها ابنُ سِيدَه. ج: أَجْمالٌ كأَجْبالٍ، وَيجوز أَن يكونَ جَمْعَ جَمْلٍ بِالْفَتْح، كزَنْدٍ وأَزْنادٍ وجامِلٌ وَأنْكرهُ بعضُهم، كَمَا سَيَأْتِي وجُمْلٌ بِالضَّمِّ، وجِمالٌ بِالْكَسْرِ، وجِمالة وجِمالاتٌ مُثلَّثيْن. وَقَرَأَ حَفْصٌ ويعقوبُ فِي روايةٍ: كَأنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقال للإبِل إِذا كَانَت ذُكُورةً وَلم تكن فِيهَا أُنْثَى: هَذِه جِمالَةُ بني فُلان. وَقَرَأَ ابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، والحَسن البَصْريُّ وقَتَادَةُ جُمَالَاتٌ بِالضَّمِّ أَيْضا. وَقَرَأَ عمرُ بن الخَطّاب: جِمَالاتٌ قَالَ الفَرّاء: وَهُوَ أَحَبُّ إليَّ، لِأَن الجِمالَ أكثرُ من الجِمالة فِي كلامِهم، وَهُوَ يجوز، كَمَا يُقَال: حَجَرٌ وحِجارَةٌ، وذَكَرٌ وذِكارَةٌ، إِلَّا أَن الأَوَلَ أكثَرُ، وواحِدُ جِمالاتٍ: جِمالٌ، كرِجالٍ ورِجالاتٍ، وَقد يجوزُ جَعْلُ واحدِ جِمالاتٍ: جِمَالة. ومَن قَرَأَ: جُمالاتٌ بِالضَّمِّ، فقد يكونُ من الشَّيْء المُجْمَل.
ورُوِى عَن ابنِ عبّاس أَنه قَالَ: الجِمالاتُ: حِبالُ السُّفُن يُجْمَعُ بعضُها إِلَى بعض، حَتَّى تكونَ كأوساط الرِّجَال. وجَمائِلُ وأَجامِلُ. والجامِلُ: القَطِيعُ مِنْهَا أَي مِن الإِبل برُعاتِه وأَربابهِ كالباقِر والكالِب، قَالَ طَرَفةُ:
(وجامِلٍ خَوَّع مِن نِيبِهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ) وَهَذَا يدلُّ على أَن الجامِلَ يَجْمَعُ الجِمالَ والنُّوقَ لِأَن النِّيبَ الإناثُ، واحدتُها: نابٌ، وَقَالَ النابِغةُ الذّبْيَانيُّ:
(وَلَا أَعْرِفَنِّي بَعْدَما قَد نَهَيتُكُمْ ... أُجادِلُ يَوْمًا فِي شَوِيٍّ وجامِلِ)
قَالَ أَبُو الهَيثَم: قَالَ أعرابيٌّ: الجامِلُ: الحَيُّ العَظِيمُ وَأنكر أَن يكونَ الجامِلُ الجِمالَ، وأنشَد: وجامِلٍ حَوْمٍ يَرُوحُ عَكَرُهْ إِذا دَنا مِن جُنْحِ لَيلٍ مَقْصِرُهْ) يُقَرقِرُ الهَدْرَ وَلَا يُجَرْجِرُهْ قَالَ: وَلم يصنع الأعرابيُّ شَيْئا فِي إِنْكَاره أَن الجامِلَ الجِمالُ. الجُمالَةُ كثُمامَةٍ: الطائفَةُ مِنْهَا وَقد تقدَّم أَنه جَمْعُ جَمَلٍ، وَبِه قَرَأَ حَفْصٌ ويعقُوبُ. أَو القَطِيعُ مِن النُّوفِ لَا جَمَلَ فِيهَا وتقدَّم عَن ابْن السِّكِّيت خِلافُ ذَلِك. ويُثَلَّثُ عَن ابنِ الأعرابيّ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الجُمالَةُ: الخَيْلُ، ج: جُمالٌ كرُخالٍ نادِرٌ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(والأُدْمُ فِيهِ يعْتَرِكْ ... نَ بِجَوِّهِ عَركَ الجُمالَهْ)
كَمَا فِي العُباب. والجَمِيلُ كأَمِيرٍ: الشَّحْمُ الذائب وقِيل: هُوَ الشَّحْمُ يُذابُ فكُلَّما قَطَر وُكِّفَ على الخُبزِ ثمَّ أُعِيد، وقِيل: هُوَ الشَّحْمُ يُذابُ ثمَّ يُجْمَلُ: أَي يُجمَعُ، قَالَ:
(فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إذْ يَقْصِدُونَها ... يُعِيشُ بَنِيناً شحمُها وجَمِيلُها)
واسْتَجْمَلَ البَعِيرُ: صَار جَمَلاً وَذَلِكَ إِذا صَار بازِلاً، قَالَ الزَّمخشريُّ: وَلَا يُسَمَّى إلّا إِذا نَزَا. والجَمَّالَةُ، مشدَّدةً: أصحابُها أَي الجِمال، كالخَيَّالة والحَمَّارة، قَالَ عبدُ مَناف بن ربع الْهُذلِيّ:
(حَتَّى إِذا أَسْلَكُوهُم فِي قُتائِدَةٍ ... شَلاًّ كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا)
وناقَةٌ جُمالِيَّةٌ، بِالضَّمِّ: وَثِيقَةُ الخَلْقِ كالجَمَلِ تُشَبَّهُ بِهِ فِي عِظَمِ الخَلْقِ والشِّدَّة، قَالَ الأعشَى يصِفُ ناقَتَه:
(جُمالِيَّةٍ تَغْتَلِي بالرِّدافِ ... إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا)
ورَجُلٌ جُمالِيٍّ أَيْضا: ضَخْمُ الأعضاءِ، تامُّ الخَلْقِ كالجَمَلِ، وَمِنْه حديثُ المُلاعَنَةَ: وَإِن جاءتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْداً جُمالِيّاً خَدَلَّجَ الساقَيْنِ سابغَ الأَلْيَتَيْن فَهُوَ للَّذي رُمِيَت بِهِ. والجَمَلُ، محرَّكةً: النَّخْلُ على التَّشْبِيه بالجَمَلِ فِي طُولِها وضِخَمِها وِإتائها. وَفِي بعض النُّسَخ النَّحْل بِالْحَاء الْمُهْملَة، وَهُوَ غَلَطٌ، وَمِنْه قَول الشاعِر: إنَّ لَنا مِن مالِنا جِمالا مِن خَيرِ مَا تَحْوِي الرِّجالُ مَالا يُنْتَجْنَ كُلَّ شَتْوَةٍ أَجْمالا قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: سَمَكةٌ بَحْرِيَّةٌ تُدْعَى الجَمَلَ. وَقَالَ غيرُه: جَمَلُ البَحْرِ: سَمَكَةٌ يُقال لَهَا: البالُ، عَظِيمةٌ جِدّاً، ومرَّ فِي البال أنّ طُولَها ثلاثُون ذِراعاً قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا تَداعَى جالَ فِيهِ خَزَمُهْ)
واعْتَلَجَتْ جِمالُهُ ولُخَمُهْ وَيُقَال: هِيَ الكُبَعُ. واللُّخْم: الكَوْسَجُ، لَا يَمُرُّ بِشَيْء إِلَّا قَطَعه. والخَزْم: شَجَرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِنَّمَا هُوَ لُخْمٌ، فثَقَّلَه.ولَحيُ جَمَلٍ: ع بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَين هُوَ إِلَى المَدينة أَقْرَبُ بينَها وبينَ السُّقْيا، هُنَاكَ احْتَجَم النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم سنة حَجّه الوَداع، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: لَحْيا جَمَلٍ. أَيْضا: ع بَيْنَ المَدِينةِ وفَيْدَ على عَشْرةِ فَراسِخَ مِن فَيد. أَيضاً: ع بَين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ على جادَّةِ حَضْرَمَوْتَ. ولَحْيا جَمَلٍ بالتَّثنية: ع باليَمامَةِ وهما جَبلان فِي دِيار قُشَير. وعَين جَمَلٍ: قُربَ الكُوفَةِ مِن طُفُوف الفُراتِ، قَالَ نَصْرٌ: سُمِّيَ مِن أجل جَمَلٍ مَاتَ هُنَاكَ، أَو لأنّ الماءَ الَّذِي بِهِ نُسِب إِلَى رجُلٍ اسمُه جَمَلٌ.
وَفِي المَثَلِ: اتَّخَذَ اللَّيلَ جَمَلاً: أَي سَرَى اللَّيلَ كُلَّه وَمِنْه حَدِيث عاصِم بن أبي النَّجُود: لقد أدرَكْتُ أَقْوَامًا يَتَّخِذُون اللَّيلَ جَمَلاً، يَشْربُون النَّبِيذَ ويَلْبَسُون المُعَصْفَرَ، مِنْهُم زِرًّ بنُ حُبَيْشٍ وَأَبُو)
وَائِل أَرَادَ يُحْيُون اللَّيلَ صَلاةً وقِراءةً. والجملُ: لقبُ الحُسين بن عبد السَّلام الشاعِر، لَهُ رِوايةٌ عَن الإِمَام الشافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَأَبُو الجَمَلِ أيوبُ بنُ مُحَمَّد، وسُلَيمان بنُ أبي داوُدَ اليَمامِيّان وَفِي بعض النسَخ: اليَمانِيَّان بالنُّون، وَهُوَ غَلَطٌ، كِلاهُما عَن يَحْيَى بن أبي كَثِير.
وسُلَيمانُ ضَعِيفٌ، كَذَا فِي الدِّيوان للذَّهَبِيِّ. الجُمَيلُ كزُبَيرٍ وقُبَّيطٍ: طَائِر، جَمْعُ المُخَفَّفِ: جِمْلان، ككُعَيتٍ وكِعْتانٍ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وَقَالَ أَبُو حاتِم: وَأما جُمَيلُ حُرٍّ، المِيمُ مُخَفَّفةً، فطائِرٌ من الدُّخَّلِ أَكْدَرُ، نَحْوٌ من الشَّقِيقَةِ فِي الصِّغَرِ، أعظَمُ رأْساً مِنْهَا بكَثِير، والشَّقِيقَةُ صَغِيرَة الرَّأسِ، وَقَالُوا فِي الجَمْع: جُمَيلاتُ حُرٍّ. والجُمْلانَةُ وَهَذِه عَن اللَّيثِ والجُمَيلانَةُ، بضَمِّهما: البُلْبُلُ وَقيل: هُوَ طَائِر من الدَّخاخِيل. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الجُمَيل: البُلْبُلُ، لَا يُتَكَلَّم بِهِ إلَّا مُصَغَّراً، فَإِذا جَمَعُوها قَالُوا: جِمْلانٌ. وَفِي التَّهذِيب يُجْمَع الجُمَيلُ على الجُمْلان. والجَمَالُ: الحُسْنُ يكون فِي الخُلُقِ فِي الخَلْق. وعِبارة المُحْكم فِي الفِعْلِ والخَلْقِ، وقَوْلُه تَعَالَى: لكم فِيهَا جَمَالٌ أَي: بَهاءٌ وحُسْنٌ.
ويَجُوزُ أَن يكون الجَمَلُ سُمِّي بذلك لأَنهم كَانُوا يَعُدون ذَلِك جَمَالا لَهُم، أَشارَ إِلَيْهِ الرَّاغِبُ. وَفِي الحَدِيث: إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحب الجمالَ أَي: جَمِيل الأَفْعال. وَقَالَ سِيبَوَيه: الجَمَالُ رِقَّة الحُسْنِ.
وَقَالَ الرَّاغِب: الجَمَالُ: الحُسْنُ الكَثِير، وَذَلِكَ ضَرْبَان: أَحدهمَا: جمال يُخْتَصُّ الإنسانُ بِهِ. فِي نَفْسِه أَو بَدَنِه أَو فِعله. وَالثَّانِي: مَا يَصِلُ مِنْهُ إِلَى غْيرِه. وعَلى هَذَا الوَجْهِ مَا رُوِيَ: إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يحبُّ الجَمَالَ تَنْبِيها أَنَّ مِنْهُ تَفِيضُ الخَيراتُ الكَثِيرَةُ فيُحِب مَنْ يَخْتَصُّ بذلك. جَمُلَ، ككَرُمَ وَعَلِيهِ اقْتصر الجوهريّ والصاغانِيُّ وابنُ سِيدَهْ، وزادَ الفَيُّومِيّ: وجَمِلَ كعَلِمَ جَمَالاً فَهُوَ جَمِيلٌ كأَمِيرٍ وغُرابٍ، ورُمَّانٍ وَهَذِه لَا تُكَسَّرُ. وَقَالَ الصَّاغَانِي: هُوَ أَجْمَلُ من الجَمِيل.
والجَمْلاءُ: الجَمِيلَةُ من النِّساء، عَن الكسائيِّ، وَهِي أَحَدُ مَا جَاءَ من فَعْلَاءَ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وأَنْشَد:
(فَهْىَ جَمْلَاءُ كَبَدرٍ طالِعٍ ... بَذَّتِ الخَلْقَ جَمِيعًا بالجَمَالْ)
وَقَالَ آخَرُ: وُهِبتُهُ مِن أَمَةٍ سَوداءِ ليستْ بحَسناءَ وَلَا جَمْلاءِ قَالَ ابنُ عَبّاد: الجَمْلاءُ: التامَّةُ الجِسمِ مِن كُلِّ حَيوانٍ. وتَجَمَّل الرجُلُ: تَزَيَّنَ. أَيْضا: أَكَلَ الشَّحْمَ المُذابَ وَهُوَ الجَمِيلُ، وَمِنْه قولُ امرأةٍ لبنتِها: تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي: أَي كُلِي الشَّحْمَ واشْرَبي العُفافَةَ، وَهُوَ مَا بَقِي فِي الضَّرْع. وجامَلَهُ مُجامَلَةً: لم يُصْفِه الإخاءَ، بل ماسَحَهُ بالجَمِيل نقَله ابنُ سِيدَهْ.)
أَو جامَلَه: أَحْسَن عِشْرَتَه وعامَلَه بالجَمِيل، وَيُقَال: عليكَ بالمُداراة والمُجامَلة. وجَمالَكَ أَن لَا تفعلَ كَذَا: إِغراءٌ أَي الزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ، وَلَا تفعَلْ ذَلِك قَالَه ابنُ سِيدَهْ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب:
(جَمالَكَ أَيهَا القَلْبُ الجَرِيحُ ... سَتَلْقَى مَن تُحِبُّ فتَستَرِيحُ)
يُريد: الزَمْ تَجَمُّلَك وحَياءَك، وَلَا تَجزَعْ جَزعاً قبيحاً. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: يُقَال: جَمالَكَ أَن تفعلَ كَذَا وَكَذَا: أَي لَا تَفْعلْه، والزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ، وَأنْشد الْبَيْت. وجَمَلَ يَجْمُلُ جَمْلاً: إِذا جَمَع. جَمَلَ الشَّحْمَ يَجْمُلُه جَمْلاً: أَذابَهُ وَمِنْه الحَدِيث: لَعَن اللهُ اليَهُودَ، حُرمَتْ عَلَيْهِم الشُّحُومُ فجَمَلُوها وباعُوها أَي أذابُوها. ودَعَت امرأةٌ على رجُلٍ: جَمَلَك اللهُ: أَي أذابَكَ كَمَا يُذابُ الشَّحْمُ. كأَجْمَلَهُ قَالَ أَبُو عبيد: رُبّما قِيلَ ذلِكَ واجْتَمَلَهُ كَذَلِك. وَقَالَ الفَرّاءُ: جَمَلَ أجْوَد، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ ... بألوكٍ فَبذَلْنا مَا سَأَلْ)

(أَو نَهَتْهُ فأتاهُ رِزْقُهُ ... فاشْتَوَى لَيلَةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ)
وَقَالَ الزَّمخشريّ: اجْتَمَل: استَوْكَف إهالَةَ الشَّحْمِ على الخُبز، وَهُوَ يُعِيدُه إِلَى النَّار. وأجْمَلَ فِي الطَّلَبِ: أَي اتَّأَدَ واعْتَدل فَلم يُفْرِط وَمِنْه قولُ الشاعِر: الرزْقُ مَقْسُومٌ فأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْالجُمُلُ كصُحُفٍ: الجَماعةُ مِنّا عَن ابنِ سِيدَهْ. وجَمَّلَهُ تَجْمِيلاً: زَيَّنَهُ وَمِنْه: إِذا لم يُجَمِّلْكَ مالُك لم يُجْدِ عليكَ جَمالُك. جَمَّلَ الجَيشَ: أطالَ حَبسَهُم صوابُه: حَبسَه، كجَمَّرَهُ، نَقله الأزهريُّ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَمِيلَةُ كسَفِينةٍ: الجَماعَة مِن الظِّباءِ والحَمام وَكَأَنَّهَا فَعِيلَةٌ، مِن أَجْمَلْتُ: أَي جَمَعْتُ جُمْلَةً. وجُمْلُ، بالضمّ: امرأةٌ قَالَ عبدُ الرَّحْمَن بنُ دارَةَ الغَطَفانيُّ:
(فَيا جُمْلُ إنَّ الغِسلَ مَا دُمْتِ أيِّماً ... عَليَّ حَرامٌ لَا يَمَسنِيَ الغِسلُ)
أَي لَا أُجامِعُ غيرَها، فأحتاجَ إِلَى الغِسلِ، طَمَعاً فِي تَزوُّجها. جَمالُ كسَحابٍ: امرأةٌ أُخْرَى وَهِي ابنةُ قَيسِ بن مَخْرَمَةَ، وابنَةُ ابنِ مُسافِر، وابنَةُ عَوْفِ بن مُسلم، وَهَذِه رَوَتْ عَن جَدِّها، عَن نُصَيب. وكصُرَدٍ: جُمَلُ بنُ وَهْبٍ، فِي بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، نَقله الحافِظُ. وكزُبَيرٍ: جُمَيلُ أُختُ مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ صحابَيّةٌ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، وَهِي الَّتِي عَضَلَها أَخُوهَا، فنَزل قولُه تَعَالَى:) فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ. جَوْمَلٌ كجَوْهَرٍ: اسمُ رَجُلٍ قَالَ ابنُ دُرَيْد: وأحسَبُه مُشتَقاً مِن الجَمال، وَالْوَاو زائدَةٌ. وسًمّوْا جَمالاً، كسَحابٍ، وجَبَلٍ وأَمِيرٍ فمِن الأول تقَدّم فِي اسْم النِّسوة، وَأَبُو الجَمال الحُسين بن الْقَاسِم بن عُبيد الله، وزيرُ المقتدرِ. وَمن الثَّانِي: عليُّ بنُ الْحسن بنِ علّان، وجَعفرُ بنُ محمّد الأصبَهانيُّ،مِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الجُمالَةُ، كثُمامَةٍ: الذائِبُ مِن الإهالَةِ، وَمِنْه قولُهم: خُذِ الجَمِيلَ وأعطِني الجُمالَةَ، وَهِي الصُّهارَةُ.
والجُمالَةُ: الحَبلُ الغَلِيظُ، سُمِّىَ بِهِ لِأَنَّهَا قُوًى كثيرةٌ جُمِعتْ فأُجمِلَتْ جُمْلَةً، والجَمْع: جُمالاتٌ، قَالَه الزَّجّاج. وَقَالَ مجاهِدٌ: هِيَ حِبالُ الجُسُور. وأجْمَلَ القَومُ: كَثُرَتْ جِمالُهم، عَن الكِسائي.
والتَّجَمُّلُ: تكلُّفُ الجَمِيلِ، وَإِذا أُصِبتَ بنائِبةٍ فتَجَمّلْ: أَي تَصَبَّز. واجْتَمَل: اسْتَوْكَف إِهالَةَ الشَّحْمِ علَى الخُبز، وَهُوَ يُعيدُه إِلَى النَّار. وعَيْنُ الجَمَلِ: الشَّاهْبَلُّوطُ، مِصْريَّةٌ. ووَقْعَةُ الجَمَل: كَانَت بينَ عائشةَ وعليٍّ رَضِي الّله تَعَالَى عَنْهُمَا، وفيهَا يَقُول الشاعِر: نَحنُ بَنُو ضَبَّةَ أَصحابُ الجَمَلْ الموتُ أَحْلَى عِنْدَنا مِن العَسَلْ)
والجَمَّالُ، كشَدَّادٍ: كالجَمَّالة، كالحَمَّارِ والحَمَّارَة، نقلَه ابنُ سِيدَهْ. ورَجُلٌ جامِلٌ: ذُو جَمَلٍ. وجَمَلَ الجَمَلَ: عَزَلَهُ عَن الطَّرُوقَةِ. والأَجْمَلُ: الجَمِيلُ، قَالَ عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله:
(وَمَا الحَقُّ أَن تَهْوَى فتَشْعَفَ بِالَّذِي ... هَوِيتَ إِذا مَا كَانَ لَيْسَ بأَجْمَلِ)
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: أَجْمَلُ، إِن كنت جامِلاً فَإِذا ذَهبوا إِلَى الْحَال قَالُوا: إِنَّه لَجَمِيلٌ. والجَمُولُ، كصَبُورٍ: الشحْمَةُ المُذابَةُ، عَن ابْن الأعرابيّ، وأنشَد البيتَ الَّذِي تقدَّم ذكرُه، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: أَي قَالَت هَذِه المرأةُ لأختها: أَبْشِري بِهَذِهِ الشَّحْمةِ المَجْمولَة الَّتِي تَذُوبُ فِي حَلْقِكِ. وَلَيْسَ بقَوِيٍّ، وَإِذا تُؤُمِّلَ كَانَ مستحيلاً. وجَمَّلَ اللهُ عَلَيْهِ تَجْمِيلاً: إِذا دعوتَ لَهُ أَن يَجْعلَه جميلاً حَسَنا.
(ج م ل) : (الْجَمَلُ) زَوْجُ النَّاقَةِ وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إلَّا إذَا بَزَلَ وَالْجَمْعُ أَجْمَالٌ وَجِمَالٌ وَجِمَالَةٌ وَيَوْمُ الْجَمَلِ وَقْعَةُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بِالْبَصْرَةِ مَعَ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَلَى جَمَلٍ اسْمُهُ عَسْكَرٌ (وَمَسْكَ الْجَمَلِ) كَنْزُ أَبِي الْحَقِيقِ (وَجَمَلُ الْمَاءِ) اُسْمُهُ الْكَوْسَجُ وَالْكُبَعُ (وَالْجَمِيلُ) الْوَدَكُ وَهُوَ مَا أُذِيبَ مِنْ الشَّحْمِ (وَالْجُمَالَةُ) صُهَارَتُهُ يُقَالُ جَمَلَ الشَّحْمَ أَيْ أَذَابَهُ جَمْلًا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَجَمُلَ) جَمَالًا حَسُنَ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ وَامْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتٍ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ الْأَوْسِيِّ وَكُنْيَتُهَا أُمُّ عَاصِمٍ وَعَاصِمٌ ابْنُهَا مِنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ فَسُمِّيَتْ جَمِيلَةً وَأَمَّا جَمِيلَةُ بِنْتُ سَلُولَ كَمَا فِي الْكَرْخِيِّ فَالصَّوَابُ بِنْتُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ وَهِيَ الَّتِي قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَعْتِبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ أَيْ لَا أَحْقِدُ عَلَيْهِ وَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ بِحَدِيقَةٍ فَتَجَمَّلَ فِي (خ ص) لَيْسَ الْجَمَلُ فِي (ي د) .

جمل: الجَمَل: الذَّكَر من الإِبل، قيل: إِنما يكون جَمَلاً إِذا

أَرْبَعَ، وقيل إِذا أَجذع، وقيل إِذا بزَل، وقيل إِذا أَثْنَى؛ قال:

نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل،

الموت أَحلى عندنا من العسل

الليث: الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل، وقال شمر: البَكْر

والبَكْرة بمنزلة الغلام والجارية، والجَمَل والناقة بمنزلة الرجل والمرأَة. وفي

التنزيل العزيز: حتى يَلِج الجَمَل في سَمِّ الخِياط؛ قال الفراء:

الجَمَل هو زوج الناقة. وقد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ: الجُمَّل، بتشديد

الميم، يعني الحِبَال المجموعة، وروي عن أَبي طالب أَنه قال: رواه القراء

الجُمَّل، بتشديد الميم، قال: ونحن نظن أَنه أَراد التخفيف؛ قال أَبو طالب:

وهذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي على فَعَل مخفف، والجماعة تجيء على فُعَّل

مثل صُوَّم وقُوَّم. وقال أَبو الهيثم: قرأَ أَبو عمرو والحسن وهي قراءة

ابن مسعود: حتى يلج الجُمَل، مثل النُّغَر في التقدير. وحكي عن ابن

عباس: الجُمَّل، بالتثقيل والتخفيف أَيضاً، فأَما الجُمَل، بالتخفيف، فهو

الحَبْل الغليظ، وكذلك الجُمَّل، مشدد. قال ابن جني: هو الجُمَل على مثال

نُغَر، والجُمْل على مثال قُفْل، والجُمُل على مثال طُنُب، والجَمَل على

مثال مَثَل؛ قال ابن بري: وعليه فسر قوله حتى يلج الجَمَل في سَمِّ الخياط،

فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد وأُسْد. والجُمُل: الجماعة من الناس.

وحكي عن عبد الله وأُبَيٍّ: حتى يلج الجُمَّل. الأَزهري: وأَما قوله

تعالى: جِمَالات صُفْر، فإِن الفراء قال: قرأَ عبد الله وأَصحابه جِمَالة،

وروي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أَنه قرأَ: جِمَالات، قال: وهو

أَحَبُّ إِليَّ لأَن الجِمَال أَكثر من الجِمَالة في كلام العرب، وهو يجوز كما

يقال حَجَر وحِجَارة وذَكَر وذِكَارة إِلاّ أَن الأَول أَكثر، فإِذا قلت

جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما قالوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت

وبُيُوتات، وقد يجوز أَن يكون واحد الجِمَالات جِمَالة، وقد حكي عن بعض القراء

جُمَالات، برفع الجيم، فقد يكون من الشيء المجمل، ويكون الجُمَالات جمعاً من

جمع الجِمال كما قالوا الرَّخْل والرُّخال؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن

عباس أَنه قال الجِمَالات حِبَال السُّفن يجمع بعضها إِلى بعض حتى تكون

كأَوساط الرجال؛ وقال مجاهد: جِمَالات حِبال الجُسور، وقال الزجاج: من

قَرأَ جِمَالات فهو جمع جِمالة، وهو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر، أَو

كالقَلْس من قُلوس الجُسور، وقرئت جِمالة صُفْر، على هذا المعنى. وفي حديث

مجاهد: أَنه قرأَ حتى يلج الجُمَّل، بضم الجيم وتشديد الميم، قَلْس السفينة.

قال الأَزهري: كأَن الحَبْل الغليظ سمي جِمَالة لأَنها قُوىً كثيرة

جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة، ولعل الجُمْلة اشتقت من جُمْلة الحَبْل. ابن

الأَعرابي: الجامِل الجِمَال. غيره: الجامِل قَطِيع من الإِبل معها رُعْيانها

وأَربابها كالبَقَر والباقِر؛ قال الحطيئة:

فإِن تكُ ذا مالٍ كثيرٍ فإِنَّهم

لهم جامِل، ما يَهْدأُ الليلَ سامِرُه

الجامل: جماعة من الإِبل تقع على الذكور والإِناث، فإِذا قلت الجِمَال

والجِمَالة ففي الذكور خاصة، وأَراد بقوله سامره الرِّعاء لا ينامون

لكثرتهم. وفي المثل: اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً، يضرب لمن يعمل بالليل عمله من

قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك. وفي حديث ابن الزبير: كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً، يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو

أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات: اتَّخَذَ الليل جَمَلاً؛ كأَنه رَكِبه

ولم ينم فيه. وفي حديث عاصم: لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل

جَمَلاً يشربون النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر، منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو

وائل. قال أَبو الهيثم: قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم، وأَنكر أَن

يكون الجامل الجِمَال؛ وأَنشد:

وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرهُ،

إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ،

يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُه

قال: ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال؛ قال

الأَزهري: وأَما قول طرفة:

وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه

زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيح

فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث،

واحدتها ناب. ومن أَمثال العرب: اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل

كله. واتخذ الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته، وهو على المثل؛ وقوله:

إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي،

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي

إِنما أَراد رجلاً كان من أَصحاب عائشة، واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت

عَلِيّاً على جَمَل، فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي

كانت عليه. وجَمَل: أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ، وهو جَمَل بن، سعد العشيرة

منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ، وكان مع علي، عليه السلام، فَقُتِل؛ وقال

قاتله:

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي

قال ابن بري: هو لعمرو بن

يثربي الضَّبِّي، وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل، قتله عمار بن ياسر

في ذلك اليوم؛ وتمام رجزه:

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي،

وابْناً لصُوحانَ على دين علي

وحكى ابن بري: والجُمَالة الخيل؛ وأَنشد:

والأُدْم فيه يَعْتَرِكْـ

نَ، بجَوِّه، عَرْكَ الجُمَاله

ابن سيده: وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي، وهذا

نادر، قال: ولا أُحِقُّه، والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات

وجِمالة وجَمَائل؛ قال ذو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل، بعدما

تَقَوَّبَ، عن غِرْبانِ أَوْراكها، الخَطْرُ

وفي الحديث: هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم؛ هي جمع جَمَل، وقيل: جمع

جِمَالة، وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل. ابن سيده: وقيل الجَمَالة

الطائفة من الجِمَال، وقيل: هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها، وكذلك

الجَمَالة والجُمَالة؛ عن ابن الأَعرابي. قال ابن السكيت: يقال للإِبل إِذا

كانت ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان، وقرئ: كأَنه

جِمَالة صُفْر. والجامِلُ: اسم للجمع كالباقر والكالِب، وقالوا الجَمّال

والجَمّالة كما قالوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة. ورَجُل جامِل: ذو

جَمَل. وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم. والجَمَّالة: أَصحاب الجِمال

مثل الخَيّالة والحَمّارة؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذلي:

حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة

شَلاًّ، كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا

واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً. واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار

قَرْماً. وفي الحديث: لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر، ويروى جُمَيْلهم، على

التصغير، يريد صاحبهم؛ قال ابن الأَثير: هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم

بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى، وأَن قومه لم يُسَوِّدوه

إِلا لمعرفتهم بشأْنه؛ ويروى: لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر، فاستعار البعير

والجَمَل للصاحب. وفي حديث عائشة: وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي؟

تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري، فكَنَتْ بالجَمَل عن

الزَّوج لأَنه زوج الناقة. وجَمَّلَ الجَمَلَ: عَزَله عن الطَّرُوقة. وناقة

جُمَالية: وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها؛ قال

الأَعشى:جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف،

إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا

وقول هميان:

وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه،

قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه،

كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه

(* قوله «كأنما يزهم» تقدم في ترجمة بيض: ييجع بدل يزهم).

يُزْهَم: يُجْعل فيهما الزَّهَم، أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ

كُلّ وذكَّر، وقيل: الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل، فلما شاع ذلك

واطَّرد صار كأَنه أَصل في بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك؛

وهذا كقول ذي الرمة:

ورَمْلٍ، كأَوْراك النِّساءِ، قَطَعْتُه،

إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ

وهذا من حملهم الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل،

ونظائره كثيرة، والعرب تفعل هذا كثيراً، أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء

مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه الحال بينهما، أَلا تراهم لما شبهوا

الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم

الفاعل بالفعل فأَعملوه؟ ورجل جُمَاليٌّ، بالضم والياء مشددة: ضَخْم

الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه. وفي حديث فضالة: كيف

أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون

بالغَضَب؛ الجُمَلاءُ: الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل. وفي حديث

الملاعنة: فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان؛ الجُمَاليّ،

بالتشديد: الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن

ابن الأَعرابي:

إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا،

من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا،

يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا

إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل، شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها

وإِتَائها. ابن الأَعرابي: الجَمَل الكُبَع؛ قال الأَزهري: أَراد بالجَمَل

والكُبَع سمكة بَحريَّة تدعى الجَمَل؛ قال رؤْبة:

واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُه

قال أَبو عمرو: الجَمَل سمكة تكون في البحر ولا تكون في العَذْب، قال:

واللُّخْمُ الكَوْسَجُ، يقال إِنه يأْكل الناس. ابن سيده: وجَمَل البحر

سمكة من سمكه قيل طوله ثلاثون ذراعاً؛ قال العجاج:

كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر

وفي حديث أَبي عبيدة: أَنه أَذن في جَمَل البحر؛ قيل: هو سمكة ضخمة

شبيهة بالجَمَل يقال لها جَمَل البحر.

والجُمَيل والجُمْلانة والجُمَيلانة: طائر من الدخاخيل؛ قال سيبويه:

الجُمَيل البُلْبل لا يتكلم به إِلاَّ مصغَّراً فإِذا جمعوا قالوا جِمْلان.

الجوهري: جُمَيل طائر جاءَ مصغراً، والجمع جِمْلان مثل كُعَيْت

وكِعْتان.والجَمَال: مصدر الجَمِيل، والفعل جَمُل. وقوله عز وجل: ولكم فيها

جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون؛ أَي بهاء وحسن. ابن سيده: الجَمَال الحسن

يكون في الفعل والخَلْق. وقد جَمُل الرجُل، بالضم، جَمَالاً، فهو جَمِيل

وجُمَال، بالتخفيف؛ هذه عن اللحياني، وجُمَّال، الأَخيرة لا تُكَسَّر.

والجُمَّال، بالضم والتشديد: أَجمل من الجَمِيل. وجَمَّله أَي زَيَّنه.

والتَّجَمُّل: تَكَلُّف الجَمِيل. أَبو زيد: جَمَّل افيفي ُ عليك تَجْميلاً إِذا

دعوت له أَن يجعله افيفي جَمِيلاً حَسَناً. وامرأَة جَمْلاء وجَميلة: وهو

أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها؛ قال:

وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء،

ليست بِحَسْناء ولا جَمْلاء

وقال الشاعر:

فهي جَمْلاء كَبدْرٍ طالع،

بَذَّتِ الخَلْق جميعاً بالجَمَال

وفي حديث الإِسراءِ: ثم عَرَضَتْ له امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة

مليحة، ولا أَفعل لها من لفظها كدِيمة هَطْلاء. وفي الحديث: جاءَ بناقة

حَسْناء جَمْلاء. قال ابن الأَثير: والجَمَال يقع على الصُّوَر والمعاني؛

ومنه الحديث: إِن الله جَمِيل يحب الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال كامل

الأَوصاف؛ وقوله أَنشده ثعلب لعبيد الله بن عتبة:

وما الحَقُّ أَن تَهْوَى فتُشْعَفَ بالذي

هَوِيتَ، إِذا ما كان ليس بأَجْمَل

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون أَجمل فيه بمعنى جَمِيل، وقد يجوز أَن يكون

أَراد ليس بأَجمل من غيره، كما قالوا الله أَكبر، يريدون من كل شيء.

والمُجاملة: المُعاملة بالجَمِيل، الفراء: المُجَامِل الذي يقدر على

جوابك فيتركه إِبقاءً على مَوَدَّتك. والمُجَامِل: الذي لا يقدر على جوابك

فيتركه ويَحْقد عليك إِلى وقت مّا؛ وقول أَبي ذؤَيب:

جَمَالَك أَيُّها القلبُ القَرِيحُ،

سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ

يريد: الزم تَجَمُّلَك وحياءَك ولا تَجْزَع جَزَعاً قبيحاً. وجامَل

الرجلَ مُجامَلة: لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه بالجَمِيل. وقال اللحياني:

اجْمُل إِن كنت جامِلاً، فإِذا ذهبوا إِلى الحال قالوا: إِنه لجَمِيل:

وجَمَالَك أَن لا تفعل كذا وكذا أَي لا تفعله، والزم الأَمر الأَجْمَل؛ وقول

الهذلي أَنشده ابن الأَعرابي:

أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه

جَمِيل، وأَمَّا واراداً فمُغَامِس

قال ابن سيده: معنى قول جَمِيل هنا أَنه إِذا اطَّرد وسيقة لم يُسْرع

بها ولكن يَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه، وقيل أَيضاً: وَسِيقُه جَمِيل أَي

أَنه لا يطلب الإِبل فتكون له وَسِيقة إِنما وسيقته الرجال يطلبهم

ليَسْبِيَهم فيجلُبهم وَسَائق.

وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عند فلان وأَجْمَل في صنيعه وأَجْمَل في طلب

الشيء: اتَّأَد واعتدل فلم يُفْرِط؛ قال:

الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ في الطَّلَب

وقد أَجْمَلْت في الطلب. وجَمَّلْت الشيءَ تجميلاً وجَمَّرْته تجميراً

إِذا أَطلت حبسه. ويقال للشحم المُذَاب جَمِيل؛ قال أَبو خراش:

نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ،

من الفُرْنيِّ، يَرْعَبُها الجَمِيل

وجَمَل الشيءَ: جَمَعَه. والجَمِيل: الشَّحم يُذَاب ثم يُجْمَل أَي

يُجْمَّع، وقيل: الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم

أُعِيد؛ وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله. أَذابه واستخرج دُهْنه؛

وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ. وفي الحديث: لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم

الشحوم فَجَملوها وباعوها وأَكلوا أَثمــانها. وفي الحديث: يأْتوننا بالسِّقَاء

يَجْمُلون فيه الوَدَك. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، ويروى

بالحاء المهملة، وعند الأَكثر يجعلون فيه الودك. واجْتَمَل: كاشْتَوَى.

وتَجَمَّل: أَكل الجَمِيل، وهو الشحم المُذاب. وقالت امرأَة من العرب لابنتها:

تَجَمَّلي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل واشربي العُفَافَةَ، وهو باقي

اللبن في الضَّرْع، على تحويل التضعيف.

والجَمُول: المرأَة التي تُذيب الشحم، وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه:

جَمَلك الله أَي أَذابك كما يُذاب الشحم؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من

قول الشاعر:

إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ:

يا ابْنة شَحْمٍ؛ في المَرِيءِ بُولي

فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة، أَي قالت هذه المرأَة

لأُختها: أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك؛ قال ابن سيده:

وهذا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كان مستحيلاً. وقال مرَّة:

الجَمُول المرأَة السمينة، والنَّثُول المرأَة المهزولة. والجَمِيل: الإِهالة

المُذابة، واسم ذلك الذائب الجُمَالة، والاجْتِمال: الادِّهَان به.

والاجْتِمال أَيضاً: أَن تشوي لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته

اسْتَوْدَقْتَه على خُبْز ثم أَعدته. الفراء: جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً

واجْتَملته إِذا أَذَبْته، ويقال: أَجْمَلته وجَمَلْت أَجود، واجْتمل الرجُل؛

قال لبيد:

فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَل

والجُمْلة: واحدة الجُمَل. والجُمْلة: جماعي الشيء. وأَجْمَل الشيءَ:

جَمَعه عن تفرقة؛ وأَجْمَل له الحساب كذلك. والجُمْلة: جماعة كل شيء بكماله

من الحساب وغيره. يقال: أَجْمَلت له الحساب والكلام؛ قال الله تعالى:

لولا أُنزل عليه القرآن جُمْلة واحدة؛ وقد أَجْمَلت الحساب إِذا رددته إِلى

الجُمْلة. وفي حديث القَدَر: كتاب فيه أَسماء أَهل الجنة والنار أُجمل

على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص؛ وأَجْمَلت الحساب إِذا جمعت آحاده

وكملت أَفراده، أَي أُحْصوا وجُمِعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص.

وحساب الجُمَّل، بتشديد الميم: الحروفُ المقطعة على أَبجد، قال ابن

دريد: لا أَحسبه عربيّاً، وقال بعضهم: هو حساب الجُمَل، بالتخفيف؛ قال ابن

سيده: ولست منه على ثِقَة.

وجُمْل وجَوْمَل: اسم امرأَة. وجَمَال: اسم بنت أَبي مُسافر. وجَمِيل

وجُمَيْل: اسمان. والجَمَّالان: من شعراء العرب؛ حكاه ابن الأَعرابي، وقال:

أَحدهما إِسْلامي وهو الجَمَّال بن سَلَمة العبدي، والآخر جاهلي لم

ينسبه إِلى أَب. وجَمَّال: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي:

حَتَّى عَلِمْنا، ولولا نحن قد عَلِمُوا،

حَلَّت شَلِيلاً عَذَاراهم وجَمَّالا

حَوَبَ 

(حَوَبَ) الْحَاءُ وَالْوَاوُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَتَشَعَّبُ إِلَى إِثْمٍ، أَوْ حَاجَةٍ أَوْ مَسْكَنَةٍ، وَكُلُّهَا مُتَقَارِبَةٌ. فَالْحُوبُ وَالْحَوْبُ: الْإِثْمُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2] ، وَ {حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2] . وَالْحَوْبَةُ: مَا يَــأْثَمُ الْإِنْسَانُ فِي عُقُوقِهِ، كَالْأُمِّ وَنَحْوِهَا. وَفُلَانٌ يَتَحَوَّبُ مِنْ كَذَا، أَيْ يَتَــأَثَّمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْفِرْ حَوْبَتَيْ» ". وَيُقَالُ التَّحَوُّبُ التَّوَجُّعُ. قَالَ طُفَيْلٌ:

فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ ... مِنَ الْغَيْظِ فِي أَكْبَادِنَا وَالتَّحَوُّبِ

وَيُقَالُ: أَلْحَقَ [اللَّهُ] بِهِ الْحَوْبَةَ، وَهِيَ الْحَاجَةُ وَالْمَسْكَنَةُ.

فَإِنْ قِيلَ: فَمَا قِيَاسُ الْحَوْبَاءِ، وَهِيَ النَّفْسُ؟ قِيلَ لَهُ: هِيَ الْأَصْلُ بِعَيْنِهِ ; لِأَنَّ إِشْفَاقَ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ أَغْلَبُ وَأَكْثَرُ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي زَجْرِ الْإِبِلِ. حَوْبُ، فَقَدْ قُلْنَا إِنَّ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ وَالْحِكَايَاتِ لَيْسَتْ مَأْخُوذَةً مِنْ أَصْلٍ. وَكُلُّ ذِي لِسَانٍ عَرَبِيٍّ فَقَدْ يُمْكِنُهُ اخْتِرَاعُ مِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكْثُرُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ.

فَأَمَّا الْحَوْأَبْ فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. 

غرم

غرم
الغُرْمُ: ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه، أو خيانة، يقال: غَرِمَ كذا غُرْماً ومَغْرَماً، وأُغْرِمَ فلان غَرَامَةً. قال تعالى: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
[الواقعة/ 66] ، فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ
[القلم/ 46] ، يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً
[التوبة/ 98] . والغَرِيمُ يقال لمن له الدّين، ولمن عليه الدّين. قال تعالى:
وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
[التوبة/ 60] ، والغَرَامُ: ما ينوب الإنسان من شدّة ومصيبة، قال: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً
[الفرقان/ 65] ، من قولهم: هو مُغْرَمٌ بالنّساء، أي: يلازمهنّ ملازمة الْغَرِيمِ. قال الحسن: كلّ غَرِيمٍ مفارق غَرِيمَهُ إلا النّار ، وقيل: معناه: مشغوفا بإهلاكه.
غرم: غرَِم: أدَّى. (الكامل ص255) وهي غَرَم في لغة العامة وليست غَرِم. (فوك، ألكالا).
وبدل أن يقال: غرم الجباية، أي أدى الضريبة (تاريخ البربر 1: 37) يقال غرم فقط. القبائل الغارمة: القبائل الخاضعة لأداء الضريبة (تاريخ البربر 1: 32، 50، 146، 147) والرعايا الغارمة (1: 34) وانظرها في مادة: غارم.
غَرِم: دفع حصته وأسهم في نفقة عامة (ألكالا).
غَرِم: سلَّم، أعطى. ففي رحلة ابن بطوطة (4: 446): ولَقِينَا أحد كُبرائهم فحبس القافلة حتى غرموا له أثواباً وسواها.
غَرم به: أُغْرِم به، أولع به (بوشر).
غَرَّم (بالتشديد): أغرم. حكم عليه بغرامة. (ألكالا، دي ساسي طرائف 1: 366).
غَرَّم: فرض ضريبة. (ألكالا).
غَرَّم: أرهق بالضرائب. (ألكالا).
غَرَّم: أدَّى الضريبة. (ألكالا).
انغرم: دفع دَيْنه ودَيْن الآخرين. (فوك).
استغرم: فرض عليه ضريبة إضافية. (أماري ص170، 172).
غُرْم: أداء، دفع، سداد. (ألكالا).
غُرْم: حصّة، نصيب، سهم. (ألكالا).
غُرْم: غرامة. (أخبار ص30).
غُرْم: ضريبة. (ألكالا).
غُرْمَة: هزمة الذقن، نقرة الذقن. (المقري 2: 626) مع التعليقة.
غَرمَة= غرامة. ضريبة. (ابو الوليد ص291).
غَرَام: ضريبة. (مملوك1، 1: 55) ويرى كاترمير أن غَرام المسافرين هو غَرَم، وهو مخطئ في ذلك لأن هذه الكلمة لا وجود لها.
غَرَام: حبّ شخص لآخر، محبة وَجْد، شغف مفرط، حبّ مفرط: هيام، تدلّه. (بوشر).
غَرِيم: مزاحم، منافس. (بوشر).
غَريم. خصم، عدوّ. (بوشر، الجريدة الاسيوية (148/ 1، 2: 215).
غريمي: خصمي (بوشر)، وفي ألف ليلة (3: 228) فقال الملك بان غريمي فالذي خلَّص سالماً وسليما من السجن هو الذي اخذ مالي.
وفيها (4: 233) ثم أن القاضي أرسل معها من الرسل أربعة وقال لهم أحضروا غريمها في أسوأ حال.
والأنثى: غريمتي .. ففي ألف ليلة (برسل 10: 427) فعرفت الجارية الإفرنجية غريمتي. وفي طبعة ماكن الجارية الإفرنجية التي كنتُ تعلَّقتُ بها.
غَرِيم: المجرم الذي على الجلاّد قطع رأسه هو غريم الجلاّد. (ة حكاية باسم الحدّاد ص122، 123).
غَرَامَة: خسارة (لين، تاج العروس، بركهارت أمثال ص62، أماري ديب ص192).
غَرَامَة: ضرورة إنفاق الدراهم وبذلها. ففي رحلة ابن جبير (ص74) فالحاج معهم لا يزال في غرامة ومؤونة.
غَرَامَة: جزاء نقدي، ما يلزم أداؤه من النقد تأديباً أو تعويضاً. (بوشر).
غَرَامَة: ضريبة، رسم، تسليم الغلَّة التي فرض العدو الحصول عليها عند غزو البلاد وفتحها، وما تدفعه الدولة من رسوم علامة لخضوعها وتبعيتها. (بوشر (بربرية) وانظر (معجم البيان).
غَرَامة: إذن بالثأر للنفس (فريجوس ص48).
غَرَامة: رسم يدفعه التجار ليأذن لهم بمرور بضائعهم في أرض القبيلة. (بارت 1: 194، 258).
غرامة: لا أدري بالضبط معنى هذه الكلمة التي وردت في وثيقة العقود (ص1) وثيقة الغرامة والحيازة لا ريب فيه ولا ارتياب أن فلان بن فلان قد عوفياه (عرفناه) يستغل في جنان الكرم والتين الذي له في مشمس كذا اعمر فيه مدة طويلة يتصرّف فيه بأنواع التصرُّفات ولا يعارض فيه عشرين سنة.
غَرَّام: جابي الضرائب (ألكالا).
غَرَّام: جابي المكس، جابي رسم المرور، مكّاس، (ألكالا).
غَرَّام: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، تاريخ البربر 1: 180).
غارِم: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، مملوك 1، 1: 55 وانظر في مادة غَرِم).
غارِم: كفيل، ضامن، (ألكالا).
غُوريم: نبات اسمه العلمي: Convolvulus althoeoidesL.
( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
مَغْرَم، والجمع مغارم: حصّة نصيب، سهم (ألكالا).
مَغْرَم: غرامة. جزاء نقدي. (معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم، مكس (مملوك 1: 1: 55، معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم إنتاج، ومكتب الضريبة (ألكالا).
مَغْرَمِيّ: نسبة إلى مَغْرَم وهي الضريبة والجزية والإتاوة والخراج. (فوك).
مَغْرُوم، والجمع مَغارِم: خاضع للضريبة، مكلف بدفع الضريبة. (تاريخ البربر 1: 184).
مَغْرُوم ب أو مغْرُوم في: مُغْرَم ب، مُولَع ب (بوشر).
(غرم)
غرما وغرامة لزمَه مَالا يجب عَلَيْهِ وَيُقَال غرم الدِّيَة وَالدّين أداهما عَن غَيره وَفِي التِّجَارَة خسر
غرم
الغُرْمُ: أدَاءُ شَيْءٍ لَزِمَه، غَرِمْتُه أغْرَمُه. والغَرِيمانِ: الغارِمُ والمُغَرِّم.
والغَرَامُ: العَذَابُ. والشَّرُّ اللازِمُ. وثقَلٌ لا تَفَصيَ منه.
غ ر م

فلان مغرم: مثقل بالدين. وهو مغرم بفلانة، وبه غرام، وأغرم بالأمر: أولع به. وعليه غرمٌ ومغرم ثقيل. وتقول: عليك بالصدق وإن جرّ عليك المغارم، وإياك والكذب وإن ساق إليك الغانم.
(غ ر م) : (الْغُرْمُ) وَالْمَغْرَمُ وَالْغَرَامَةُ أَنْ يَلْتَزِمَ الْإِنْسَانُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ (وَغَرَّمَهُ وَأَغْرَمهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْغَرَامَةِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ أَغْرَمْتَنِي وَأَغْمَمْتَنِي وَالصَّوَابُ غَمَمْتَنِي بِغَيْرِ أَلِفٍ.
غرم: {غراما}: هلاكا، ويقال: مُلِحًّا، ويقال: عذابا لازما، ومنه مغرم بالنساء إذا كان يحبهن ويلازمهن، ومنه الغريم. {إنا لمغرمون}: معذبون. {مغرما}: أي غرما، وهو ما يلزمه الإنسان نفسه أو يلزمه غيره وليس بواجب عليه. 
غ ر م : غَرِمْتُ الدِّيَةَ وَالدَّيْنَ وَغَيْرَ ذَلِكَ أَغْرَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ أَدَّيْتُهُ غُرْمًا وَمَغْرَمًا وَغَرَامَةً وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ غَرَّمْتُهُ وَأَغْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ غَارِمًا وَغَرِمَ فِي تِجَارَتِهِ مِثْلُ خَسِرَ خِلَافُ رَبِحَ وَأُغْرِمَ بِالشَّيْءِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أُولِعَ بِهِ فَهُوَ مُغْرَمٌ.

وَالْغَرِيمُ الْمَدِينُ وَصَاحِبُ الدَّيْنِ أَيْضًا وَهُوَ الْخَصْمُ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَصِيرُ بِإِلْحَاحِهِ عَلَى خَصْمِهِ مُلَازِمًا وَالْجَمْعُ الْغُرَمَاءُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكُرَمَاءَ. 
غ ر م: (الْغَرَامُ) الشَّرُّ الدَّائِمُ وَالْعَذَابُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ هَلَاكًا وَلِزَامًا لَهُمْ. وَرَجُلٌ (مُغْرَمٌ) مِنَ (الْغُرْمِ) وَالدَّيْنِ. وَقَدْ (أُغْرِمَ) بِالشَّيْءِ أَيْ أُولِعَ بِهِ. وَ (الْغَرِيمُ) الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ يُقَالُ: خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَحَ. وَقَدْ يَكُونُ الْغَرِيمُ أَيْضًا الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ قَالَ كُثَيِّرٌ:قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا وَ (أَغْرَمَهُ) وَ (غَرَّمَهُ تَغْرِيمًا) بِمَعْنًى. وَ (الْغَرَامَةُ) مَا يَلْزَمُ أَدَاؤُهُ وَكَذَا (الْمَغْرَمُ) وَ (الْغُرْمُ) . وَقَدْ (غَرِمَ) الرَّجُلُ الدِّيَةَ بِالْكَسْرِ (غُرْمًا) . 
[غرم] ابن الاعرابي: الغرام: الشر الدائم والعذاب. قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذابا وكانا غراما وقال الاعشى: إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى وقوله تعالى: (إن عذابها كان غراما) قال أبو عبيدة: أي هلاكاً ولزاماً لهم. قال: ومنه رجلٌ مُغْرَمٌ بالحب حبِّ النساء. ومنه قولهم: رجلٌ مُغْرَمُ من الغُرْمِ والدَيْن. والغَرامُ: الوَلوعُ وقد أغرم بالشئ أي أولع به. والغَريمُ: الذي عليه الدَيْنُ. يقال: خذ من غَريمِ السوء ما سنح. وقد يكون الغريم أيضا الذي له الدَيْنُ. قال كثير: قَضى كُلَّ ذي دَيْنٍ فوَفَّى غَريمَهُ وعَزَّهُ مَمْطول مُعَنًّى غَريمُها وأغْرَمْتُهُ أنا وغَرَّمْتُهُ بمعنًّى. والغَرامَةُ: ما يلزم أداؤه وكذلك المَغْرَمُ والعزم. وقد عرم الرجل الدية.

غرم


غَرِمَ
(a. n. ac
غَرْم
غُرْم
مَغْرَم
غَرَاْمَة), Owed; was bound to pay.
b. Paid, discharged (debt).
c. Incurred expenses, made outlays.
d. [Fī], Met with losses in (business).

غَرَّمَa. Made, obliged to pay; imposed, levied upon (
tax ).
أَغْرَمَa. see IIb. [Bi] [pass.], Was attached, devoted to; was in love, infatuated
with.
تَغَرَّمَa. Took upon himself, rendered himself liable for.

إِنْغَرَمَ
a. [ coll ], Was in love.
إِغْتَرَمَa. see V
غَرْمَىa. Sluggish.

غُرْمa. see 22t
مَغْرَم
(pl.
مَغَاْرِمُ)
a. Debt, liability, obligation.

غَرَاْمa. Desire, longing, passion.
b. Pain, torture; torment; punishment, chastisement
penalty.
c. Misfortune, evil.
غَرَاْمَة
( pl.
reg. )
a. Debt, obligation, liability.
b. Tax; fine, mulct.

غَرِيْم
(pl.
غُرَمَآءُ)
a. Debtor.
b. Creditor.
c. Adversary, antagonist.
d. Competitor, rival.

N. P.
غَرڤمَ
a. [ coll ]
see N. P.
أَغْرَمَ
(a).
N. P.
أَغْرَمَa. In love, in fatuated with; devoted to.
b. Hampered with debt.

غُرْمَى وَجَدِّكَ
a. Verily, by thy grandfather!

غُرْمُوْد
a. Penis.

غُرْنَة
a. [ coll. ], Trough-
غَرَن
a. A Certain bird.
b. Crayfish.

غُرَانِغ (pl.
غَرَاْمِ4ُ
غَرَاْمِ4َة
غَرَاْمِيْ4ُ)
a. Perfect, faultless; paragon.
b. see infra.

غُرْنُوْق
a. Crane (bird).
b. Beautiful youth.
c. Delicate plant.
d. Lock of hair.

غُِرْنِيْق
a. see supra.
[غرم] فيه: الزعيم "غارم"، الزعيم الكفيل، والغارم نمن يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه، والغرم أداء شيء لازم. ومن: الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه "غرمه"، أي عليه أداء ما يفكه به. غ: له غنمه، أي نماؤه. نه: وح: لا تحل المسألة إلا لذي "غرم" مفظع، أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. ج: أو لذي دم موجع، هو أن يتحمل دمه فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، وإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه وهو حميمه فيوجعه قتله. نه: وح الثمر المعلق: فمن خرج بشيء منه فعليه "غرامة" مثليه والعقوبة، وقيل: هذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ إذ لا واجب أكثر من مثل المتلف، وقيل: هو على الوعيد. ج: هذا إيجاب للغرامة، لأن الملاك لا يتسامحون بالإخراج ولا ضرورة فيه- ويتم في مثل. نه: ومنه ح: في ضالة الإبل المكتومة "غرامتها" ومثلها معها. وح: أعوذ من المــأثم و"المغرم"، وهو مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين، ويريد به ما استدين به فيما يكره أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه، أما فيما يحتاج ويقدر على أدائه فلا يستعاذ منه. ك: و"الغريم" بمعنى المديون والدائن، قوله: ما أكثر ما تستعيذ به- بفتح راء على التعجب، واستعاذته صلى الله عليه وسلم منهما ومن الدين تعليم لأمته وتواضع، وإلا فهو معصوم منه وغير مدرك للدجال، وغرم بكسر راء. ج: "الغرم" أن يلتزم ما ليس عليه كمن تكفل إنسانًا بدين غيره. نه: ومنه ح أشراطها: والزكاة "مغرمًا"، أي يرى رب المال أن إخراجها غرامة يغرمها وخسارة. وح: ضربهم الله بذل "مغرم"، أي لازم دائم، فلان مغرم بكذا أي لازم له ومولع به. وفي ح جابر: فاشتد عليه بعض "غرامه" في التقاضي، هو جمع غريم كالغرماء. غ: ((إنا "لمغرمون")) أي غرمنا ولم يحصل لنا من زرعنا ما أملناه.
(غرم) - قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ}
: أي غُرْمٍ، وهو ما يُلزِمُ الإنسانُ نَفسَه، أو يُلْزِمُه غَيرُه، وليس بِواجبٍ.
- في حديث معاذٍ - رضي الله عنه -: "إِنَّ الله عزَّ وجلّ - ضَربَهم بِذُلٍّ مُغرَمٍ"
: أي مُلِحٍّ لَازِمٍ دَائمٍ. والغُرْم: المَغْرَم، وأَصلُ الغَرامِ: الُّلزومُ والدَّاومُ. - ومنه الحَدِيثُ: "لا تَحِلُّ المَسأَلَةُ إلّا لِغُرْم مُفْظِعٍ"
: أي حَاجةٍ لازِمَةٍ .
- في حديث عبد الله بنِ عُمَر - رَضيِ الله عنهما -: "في الثَّمَر المُعَلَّق لا قَطْعَ فيه، فمَنْ خَرجَ بشيءٍ منه فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيه والعُقُوبَةُ، ومنْ سَرَق منه شيئًا بعد أن يُؤوِيَه الجَرِينَ، فبَلَغ ثَمَنَ المِجَنِّ فعَلَيْه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك فعَلَيه غَرامَةُ مِثْلَيه والعُقُوبَة"
قال الخَطَّابي: يُشبه أن يكون هذا على سَبِيلِ التَّوعُّد؛ لِيَنْتَهِيَ فاعِلُ ذلك عنه؛ والأَصْلُ أن لا وَاجِبَ على مُتْلِفِ الشَّيءِ أَكْثَر من مِثْلِه.
وقد قيل: إنَّه كان في صَدْرِ الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَموالِ ثم نُسِخَ؛ وإنما سَقَط القَطْع في الثَّمَر المُعلَّق؛ لأنّ حوائِطَ المدينةِ لَيسَ عليها حِيطَانٌ، ألَيْسَ قد أَوجبَ القطعَ في ذلك الثَّمرَ إذا أَواهُ الجَرِين، ومِثلُه:
- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "ضالَّةُ الإِبِل المكتُومَةِ غَرامَتُها, ومِثْلُها مَعَها"
وكانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يحكم به، وإليه ذَهَبَ أَحمدُ؛ فأَمّا عَامَّةُ الفُقَهاء، فعَلَى أن لا غَرامةَ أَكْثَر من مِثلِه، وكذلك فيمَن مَنَع الزكاةَ: إنَّا آخِذُوها، وشَطْرَ مَالِه؛ وقد تَقدَّم ذِكرُه. 
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْمِيم

غَرِم غُرْماً، وغرامَة، واغْرمه، وغَرّمه.

والغُرْم: الدَّين.

وَرجل غَارِم: عَلَيْهِ دَين، وَقَوله عز وَجل: (والغارمين وَفِي سَبِيل الله) قَالَ الزّجاج: الغارمون: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي الْحمالَة، وَقيل: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي غير مَعْصِيّة.

والغريم: الَّذِي لَهُ الدَّين، وَالَّذِي عَلَيْهِ الدَّين جَمِيعًا، وَالْجمع غُرَمَاء.

فَأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَب فِي خبر، من انه لما قعد بعض قُرَيْش لقَضَاء دينه اتاه الغُرَّام فقضاهم دينه، فَالظَّاهِر انه جمع، " غَريم " وَهَذَا عَزِيز، لِأَن " فعيلا " لَا يجمع على " فُعَّال "، إِنَّمَا " فُعَّال " جمع " فاعلٍ "، وَعِنْدِي أَن " غُراماً " جَمْعُ: مُغَرِّمٍ، على طرح الزَّائِد، كَأَنَّهُ جمع " فاعلٍ "، من قَوْلك: غَرَّمه، أَي: غرمه، وَإِن لم يكن ذَلِك مقولا، وَقد يجوز أَن يكون " غَارِم " على النّسَب، أَي: ذُو إغرام أَو تغريم، فَيكون " غُرَّام " جمعا لَهُ، وَلم يقل ثَعْلَب فِي ذَلِك شَيْئا.

وغُرِّم السحابُ: أمطر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف سحابا:

وهَي خَرْجُه واستُحِيل الرَّبا ب مِنْهُ وغُرِّم مَاء صَرِيحًا

والغَرام: اللَّازِم من الْعَذَاب وَالْبَلَاء وَالْحب، وَمَا لَا يَسْتَطِيع أَن يتفصى مِنْهُ.

وَقَالَ الزّجاج: هُوَ اشد الْعَذَاب، وانشد:

ويومُ النَّار وَيَوْم الجفا ركانا عذَابا وَكَانَا غراما

وَرجل مُغْرَم: مولع بعشق النِّسَاء وغيرهن.

وَفُلَان مُغرم بِكَذَا، أَي: مبتلى بِهِ، وَفِي حَدِيث عَليّ، عَلَيْهِ السَّلَام: فَمن اللَّهِج باللَّذَّة والسَّلِسُ القياد إِلَى الشَّهْوَة، أَو المغرم بِالْجمعِ والادخار. 
غرم

(غَرْمَى، كَسَكْرَى: ع) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: غَرْمَى (بِمَعْنَى أَمَا: كَلِمَةٌ تُقالُ فِي مَعْنَى اليَمِينِ: يُقالُ: غَرْمَى وجَدِّكَ كمَا يُقالُ: أمَا وَجَدِّكَ) وإهْمالُ العَيْن لُغَةٌ فِيهِ، وكَذَلِكَ الحَاءُ بَدَلُ العَيْنِ، وَقد تَقدَّم كُلٌّ مِنْهَا فِي مَوْضِعِه، وأنشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(غَرْمَى وَجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ بِهِمْ ... كعَدَاوَةٍ يَجِدُونَها بَعْدِي)

(و) الغَرْمَى، (باللاَّمِ: المَرْأَةُ الثَّقِيلَةُ) . وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُغَاضِبَةُ. (والغَرَامُ: الوَلوعُ) .
وَقد أُغْرِمَ بالشَّيءِ: أَي أُولِعَ بِهِ.
(و) قَالَ: ابنُ الأَعْرابِيّ: الغَرامُ: (الشَّرُّ الدَّائِمُ) . (و) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ (الهَلاكُ) ، وَبِه فَسَّر الآيةَ: {إِن عَذَابهَا كَانَ غراما} .
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هُوَ (العَذَابُ) ، وقَال الرَّاغِبُ: هُوَ مَا يَنُوبُ الإنسانَ من شِدَّةٍ ومُصِيبَةٍ، وقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أشدُّ العَذَابِ فِي اللُّغَةِ، قَالَ الأعشَى:
(إِن يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِن يُعْ ... طِ جَزِيلاً فَإِنَّه لَا يُبالِي)

وقَالَ بِشْرٌ:
(ويَومُ النِّسارِ ويَومُ الجِفَا ... رِكَانَا عَذَابًا وكَانَا غَرَامَا)

(والمُغْرَم، كَمُكْرَم: أَسِيرُ الحُبِّ و) مُثْقَلُ (الدَّيْنِ) ، والمُرادُ بِالحُبِّ حُبُّ النِّساء، كَمَا هُوَ نَصُّ أبِي عُبَيْدَة، وقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّساءِ أَي: يُلازِمُهُنَّ مُلازَمَةَ الغَرِيم.
(و) المُغْرَمُ: (المُولَعُ بالشَّيءِ) لَا يَصْبِرُ عَنهُ.
(والغَرِيمُ الدَّائِنُ) أَي الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ، قَالَ كُثَيِّر:
(قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُها)

(و) الغَرِيمُ أَيْضا: (المَدْيُونُ) ، وَهُوَ الذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ، ويقَالَ: خُذْ من غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَح، فَهُوَ (ضِدٌّ) .
(والغَرَامَةُ: مَا يَلْزَمُ أَداؤُه، كالغُرْمِ، بالضَّمِّ و) المُغْرَمُ، (كَمُكْرمٍ) .
وقالَ الرَّاغِبُ: الغُرْمُ: مَا يَنُوبُ الإنسانِ فِي مَالِهِ مِن ضَرَرٍ لغَيْرِ جِنَايَةٍ مِنه، قَالَ اللهُ تَعالَى: {فهم من مغرم مثقلون} .
و (أَغْرَمَهُ إِيَّاهُ) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: وأَغْرمتُه أَنا (وغَرَّمتُه) تَغْرِيمًا بِمَعْنًى.
(وقَدْ غَرِمَ الدِّيَةَ، كسَمِعَ) غُرْمًا وغَرَامَةً، وَمِنْه الغَارِمُ هُوَ الَّذِي لَزِمَهُ الدَّيْنُ فِي الحَمَالَةِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الغُرْمُ، بِالضَّمَّ: الدَّيْنُ.
والمَغْرَمُ، كَمَقْعَدٍ: الغَرَامَةُ، وَقد غَرِمَ مَغْرَمًا، والجَمْعُ: المَغَارِم على القِيَاسِ، أَو واحِدُهَا غُرْم على غَيْر قِياسٍ، كَحُسْنٍ ومَحَاسِنَ.
والغُرَّامُ، كَرُمَّانٍ، جَمْع: غَارِم، بِمَعْنَى الغَرِيم، أَو على النَّسَبِ، أَي: ذُو إغْرَامٍ أَو تَغْرِيمٍ، أَو جَمْعُ مَغْرَمٍ على طَرْح الزّائد.
وَقَالَ ابنُ الأَثِير: " جَمْعُ غَرِيمٍ، كالغُرَمَاء، وهم أَصحابُ الدَّيْن، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ ".
وغُرِّمَ السَّحابُ: أَمْطَرَ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ سَحَابًا:
(وَهَي خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وغُرِّمَ مَاء صَرِيحَا)

والغَرَامُ: مَا لَا يُسْتَطاع أَن يُتَفَصَّى مِنه، وأَيضًا: المُلِحُّ الدَّائِمُ المُلازِمُ.
وغَرَامُ بِلاَ لاَمٍ: اسمُ جَمَاعةِ نِسْوَةٍ.

غرم: غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً، وأغرَمَه وغَرَّمَه. والغُرْمُ:

الدَّيْنُ. ورَجُلٌ غارمٌ: عليه دَيْنٌ. وفي الحديث: لا تَحِلُّ المسأَلة

إلاَّ لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذي حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة. وفي

الحديث: أعوذ بك من المَــأْثَم والمَغْرَمِ، وهو مصدر وضع موضع الاسم،

ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي، وقيل: المَغْرَم كالغُرْم، وهو

الدَّيْن، ويريد به ما اسْتُدِين فيما يكرهه الله أَو فيما يجوز ثم عجز عن

أَدائه، فأَما دين إحتاج إليه وهو قادر على أَدائه فلا يستعاذ منه. وقوله عز

وجل: والغارِمِين وفي سبيل الله؛ قال الزجاج: الغارمون هم الذين لَزِمَهم

الدَّيْنُ في الحَمالة، وقيل: هم الذين لزمهم الدين في غير معصية.

والغَرامةُ: ما يلزم أَداؤه، وكذلك المَغْرَمُ والغُرْمُ، وقد غَرِمَ الدِّيةَ،

وأَنشد ابن بري في الغَرامة للشاعر:

دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها،

تَقْضي بها عَنْكَ الغَرامه

والغَرِيم: الذي له الدِّيْن والذي عليه الدين جميعاً، والجمع غُرَماء؛

قال كثير:

قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه،

وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها

والغَرِيمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ والغارِمُ. ويقال: خُذْ مِنْ غَرِيمِ

السُّوء ما سَنَحَ. وفي الحديث: الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ

لأَنه لازم لما زَعَم

أَي كَفَل أَو الكفيل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه. وفي حديث آخر:

الزَّعِيم غارِمٌ؛ الزَّعِيم الكفيل، والغارِم الذي يلتزم ما ضَمِنه

وتكَفَّل به. وفي الحديث في الثَّمر المُعَلَّق: فمن خرج بشيء منه فعليه

غَرامةُ مِثْلَيْه والعقوبة؛ قال ابن الأثير: قيل كان هذا في صدر الإسلام ثم

نُسخ، فإنه لا واجب على مُتْلِف الشيء أَكثر من مثله، وقيل: هو على سبيل

الوعيد لينتهي عنه؛ ومنه الحديث الآخر: في ضالَّةِ الإبل المكتومة

غَرامَتُها ومِثْلُها معها. وفي حديث أشراط الساعة: والزكاة مَغْرَماً أي يَرَى

رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ

يَغرَمُها. وأَما ما حكاه ثعلب في خبر من أَنه لما قعد بعض قريش لقضاء

دينه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَيْنَه؛ قال ابن سيده: فالظاهر أَنه جمع

غَرِيمٍ، وهذا عزيز إن فَعِيلاً لا يجمع على فُعَّال، إنما فُعَّال جمع

فاعل، قال: وعندي أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم على طرح الزائد، كأَنه جمع فاعل

من قولك غَرَمَه أَي غَرَّمَه، وإن لم يكن ذلك مقولاً، قال: وقد يجوز أن

يكون غارمٌ على النسب أي ذو إغرام أو تَغْريم، فيكون غُرَّامٌ جمعاً له،

قال: ولم يقل ثعلب في ذلك شيئاً.

وفي حديث جابر: فاشْتَدَّ عليه بَعْضُ غُرَّامِه في التَّقاضي؛ قال ابن

الأثير: جمع غَرِيم كالغُرَماء وهم أصحاب الدين، قال: وهو جمع غريب، وقد

تكرر ذلك في الحديث مفرداً ومجموعاً وتصريفاً. وغُرِّمَ السحابُ:

أَمطَرَ؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْهُ، وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا

والغَرامُ: اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق

وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه؛ وقال الزجاج: هو أَشدُّ العذاب في

اللغة، قال الله، عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ وقال الطرماح:

وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفا

رِ كانا عَذاباً، وكانا غَراما

وقوله عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ أي مُلِحّاً دائماً ملازماً؛ وقال

أبو عبيدة: أي هلاكاً ولِزاماً لهم، قال: ومنه رَجُلٌ مُعْرَمٌ، من

الغُرْم أَو الدَّيْن. والغَرام: الوَلُوعُ. وقد أُغْرِم بالشيء أي أُولِع به؛

وقال الأَعشى:

إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً، وإن يُعْـ

طِ جَزِيلاً فإنَّه لا يُبالي

وفي حديث معاذ: ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أي لازم دائم. يقال:

فلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له مُولَعٌ به. الليث: الغُرْمُ أَداء شيء

يلزم مثل كفالة يَغْرَمها، والغَرِيمُ: المُلْزَم ذلك. وأَغْرَمْتُه

وغَرَّمْته بمعنى. ورجل مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بعشق النساء وغيرهن. وفلان مُغْرَمٌ

بكذا أي مُبتَلىً به. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: فَمَنِ اللَّهِجُ

باللذَّة السَّلِسُ القِياد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار؟

والعرب تقول: إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ. وإني بك

لَمُغْرَمٌ إذا لم يصبر عنه. قال: ونُرَى أن الغَرِيم إنما سمي غَرِيماً

لأَنه يطلب حَقَّه ويُلِحُّ حتى يقبضه. ويقال للذي له المال يطلبه ممن له

عليه المال: غَرِيمٌ، وللذي عليه المال: غَرِيمٌ. وفي الحديث: الرَّهْنُ

لمن رَهَنَه له غُنْمُه وعليه غُرْمُه أي عليه أَداء ما رهن به

وفَكاكُه.ابن الأَعرابي: الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة. وقال أَبو عمرو: غَرْمى

كلمة تقولها العرب في معنى اليمين. يقال: غَرْمى وجَدِّك كما يقال أَما

وجَدّك؛ وأَنشد:

غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ،

كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي

غرم
غرِمَ/ غرِمَ في يَغرَم، غَرامةً وغُرْمًا، فهو غارِم، والمفعول مَغْروم
• غرِم الدِّيةَ والدَّينَ: أدَّاهما عن غيره، تحمَّل ما لا يجب عليه "عليك بالصِّدق وإن جرّ عليك المغارم".
• غرِم في التِّجارة ونحوها: خسِر، خلاف ربِح "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَــأْثَمِ وَالْمَغْرَمْ [حديث]- {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا} " ° الغُنْم بالغُرْم [مثل]:
 يُضرب لمن يتحمَّل الضَّرر أو الخسارة مقابل الفائدة أو الرِّبح- ليس له مغنم ولا مغرم. 

أغرمَ يُغرم، إغرامًا، فهو مُغرِم، والمفعول مُغرَم
• أغرمه الدِّيةَ أو الدَّيْنَ: ألزمه بأدائها. 

أُغرِمَ بـ يُغرَم، إغرامًا، والمفعول مُغرَم به
• أُغرِم بالغِناء: أولع به، ولم يصبر على مفارقته، عشِقَه "كان مُغرمًا بالريف فقضى حياته فيه- مُغرم بالموسيقى" ° فلانٌ مغرم بالنِّساء: مولع بهنّ- مُغرَم صبابة: أسير الحبّ. 

اغترمَ يغترم، اغترامًا، فهو مغترِم
• اغترم الشَّخصُ: أوجب الغرامةَ على نفسه. 

تغرَّمَ يتغرَّم، تغرُّمًا، فهو متغرِّم
• تغرَّم الشَّخصُ: مُطاوع غرَّمَ: تَكلَّف الغرامةَ وتحمّلها، والغرامة ما يلزم أداؤه من مال تأديبًا أو تعويضًا "تغرَّم السَّائقُ نفقات الضَّرر الذي أوقعه بالسّيّارة". 

غرَّمَ يغرِّم، تغريمًا، فهو مُغرِّم، والمفعول مُغرَّم
• غرَّمه الدَّيْنَ:
1 - ألزمه تأديتَه "غرَّمته المحكمةُ ثمنَ ما أفسد من بضاعة جاره".
2 - جعله خاسرًا "غرَّمه في تجارته". 

غارِم [مفرد]: ج غارمون وغُرَّام:
1 - اسم فاعل من غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - مَن عليه دين لزم الوفاء به.
3 - من يلتزم بأداء ما ضمنه وتكفَّل به "َالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ وَالزَّعِيمَ غَارِمٌ [حديث]- {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} ". 

غَرام [مفرد]:
1 - عِشْقُ الشّيء والتَّعلُّقُ به بحيث لا يمكن الخلاصُ منه "أصبح غرام قيس بليلى مَضرِب الأمثال- غرامُ راقصة وحُبٌّ هلوك" ° رسالة غرام: رسالة حبّ- شِعْر غراميّ: ناتج عن غرام وولع شديد أو معبّر عن حبّ وغرام- وقَع في غرامها: أحبّها حبًّا شديدًا.
2 - عذابٌ لازم، وشرٌّ دائم " {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ". 

غَرامة [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يلزم أداؤه من مالٍ تأديبًا أو تعويضًا "حكم القاضي على فلان بالغرامة- دفع غرامة ماليّة" ° غرامة إجرائيَّة/ غرامة تحكُّميَّة/ غرامة جنائيَّة/ غرامة مدنيَّة/ غرامة ماليَّة/ غرامة إجماليَّة/ غرامة رَهْن. 

غَراميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى غَرام: ما يعبِّر عن حبّ وغرام "مأساة/ علاقة/ مغامرة/ قصَّة غراميَّة".
• الغراميَّات: قصص الحبّ والتعلُّق الشَّديد بالجنس الآخر، وهي قصص تخاطب القلب والوجدان "سيرته الذاتيّة مليئة بالمغامرات والغراميّات". 

غُرْم [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يخسره الإنسانُ من ماله بغير جناية.
3 - (طب) مرض مكروبيّ سارٍ يصيب جهاز التَّنفّس في الخيل. 

غَريم [مفرد]: ج غُرَماءُ:
1 - دائِن "تنازل غريمُه عن بعض دَيْنه".
2 - خَصْم "وقف هو وغريمُه أمام القاضي".
3 - مدين "أشْهَدَه على إقرار الغريم- خُذْ من غريم السُّوء ما سنَح- {وَوَجَدَكَ غَرِيْمًا فَأَغْنَى} [ق] ".
• الغريمان: المُغرِم والغارم، الكفيل والمدين. 

غرم

1 غَرِمَ, (JK, S, Msb, K,) aor. ـَ (JK, K,) inf. n. غُرْمٌ (JK, Msb, TA) and غَرَامَةٌ (Msb, TA) and مَغْرَمٌ, (TA,) He paid, or discharged (A K, S, * Msb, K, *) a thing that was obligatory upon him, (JK,) or a bloodwit, (S, Msb, K,) and a responsibility, and the like thereof, after it had become obligatory upon him: (Msb:) (or, accord. to an explanation of الغَرَامَةُ in Har p. 36, he gave property against his will: or the meaning intended in the S and K (in both of which it is very vaguely indicated) may be, he took upon himself to pay, or discharge, a blood wit, &c.: for, sometimes,] غُرْمٌ and مَغْرَمٌ and غَرَامَةٌ signify the taking upon oneself that which is not obligatory upon him: (Mgh; and the Ksh gives this explanation of مَغْرَمٌ in lii. 40:) [or the taking upon oneself a fine or the like: for, sometimes,] مَغْرَمٌ signifies اِلْتِزَامُ غُرْمٍ. (Bd in lii. 40. [See also 5, and 8.]) And you say, غَرِمْتُ عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنَ الدِّيَةِ [I paid for him, i. e., in his stead, what was obligatory upon him, of the bloodwit]. (Msb in art. عقل.) b2: And غَرِمَ فِى تِجَارَتِهِ He lost, or suffered loss, in his traffic; i. q. خَسِرَ; contr. of رَبِحَ. (Msb.) A2: غُرِمَ أَنْفًا: see رُغِمَ [from which it is app. formed by transposition].2 غرّمهُ i. q. اغرمهُ, q. v. (S, Mgh, &c.) b2: [Hence, app.] غُرِّمَ السَّحَابُ (assumed tropical:) The clouds rained; [as though they were made to discharge a debt that they owed;] Aboo-Dhn-eyb says, describing clouds.

وَهَى خَرْجُهُ وَاسْتُحِيلَ الرَّبَا بُ مِنْهُ وَعُزِّمَ مَآءً صَرِيحَا (assumed tropical:) [The clouds that were the first thereof in rising and appearing became rent, and such of them as were suspended beneath other clouds were looked at in order that it might be seen whether they woved, and they discharged clear water CCC (TA.) 4 أَغْرَمْتُهُ and ↓ غَرَّمْتُهُ, (S Msb, K,) inf. n. [of the former إِغْرَامٌ and [of the latter تَغْرِيمٌ, (TA,) both signify the same; (S, Msb, K;) i. e. I made him to pay, or discharge, a bloodwit, and a responsibility, and the like, (see 1,)] after it had became obligatory upon him; (Msb, K: *) [or the meaning intended in the S and K (in the latter of which it is vaguely indicated and in the farmer more so) may be, I made him to take upon himself to pay, or discharge, a bloodwit, &c. : for some- CCC times,] غرّمهُ and اغرمهُ signify he made him to incur the taking upon himself that which was not obligatory upon him; (Mgh:) [and sometimes the inf. ns.] إِغْرَامٌ and تَغْرِيمٌ signify the making to he final; and, to he indebted; (PS;) أَغْرَمْتُهُ

إِيَّاهُ in the copies of the K is a mistake for أَغْرَمْتُهُ

أَنَا. CCC (TA.) b2: إِغْرَامٌ also signifies The throwing [one] into destruction. (KL.) b3: And The rendering [one] eagerly desirous [of a thing; fond of it; or attached to it]. (KL.) You say, أُغْرِمَ بِالشَّىْءِ He became eagerly desirous of the thing; fond of it; or attached to it; syn. أُولِعَ بِهِ (S, Msb, TA.) 5 تغرّم [app. He took upon himself an obligation, such as the payment of a fine. &c]. (Ham p. 707. [See also 1, and 8.]) 8 اِغْتِرَامٌ The making obligatory upon oneself what is termed غَرَامَة, which signifies difficulty or trouble, and damage or detriment or loss, and the giving of property against one's will. (Har p. 36.

[See also 1, and 5.]) غُرْمٌ an inf. n. of غَرِمَ [q. v.]. (JK, Msb, TA.) b2: And A thing that must be paid, or discharged; (K, TA;) and so ↓ غَرَامَةٌ, and ↓ مُغْرَمٌ, (S, K, TA,) and ↓ مَغْرَمٌ: (S, TA:) accord. to Er-Rághib, a damage, detriment, or loss, that befalls a man, in his property, not for an injurious action, of his, requiring punishment (TA:) a debt, (S, TA:) a fine, or mulet: (MA:) the pl. of ↓ مَغْرَمٌ is مَغَارِمُ, agreeably with analogy; or this is pl. of غُرْمٌ, anomalously, like as مَحَاسِنُ is of حُسْنٌ. (TA.) [See exs. voce غَلِقَ: and see also غُنْمٌ.]

غَرْمَى A woman heavy, or sluggish; syn. ثَقِيلَةٌ: (K:) or, accord. to IAar, i. q. مُغَاضِيَةٌ [that makes, and is made, angry: or that breaks off from, or quits, one, in anger, or enmity]. (TA.) A2: It is also syn. with أَمَا, as a word denoting an oath [or used in swearing]: one says غَرْمَى وَجَدِّكَ [Verily, or now surely, by thy grandfather, or by thy fortune or good fortune]; like as one says أَمَا وَجَدِّكَ: (AA, K, TA:) and عَرْمَى and حَرْمَى are dial. vars. thereof. (TA.) غَرَامٌ A thing from which one is unable to free himself, [a thing] such as cleaves fast. (BA and Jel in xxv. 66.) Lasting evil. (IAar, S, K.) Perdition: (K:) in the Kur xxv. 66, (S, Ksh,) accord. to AO, (S,) it means perdition, (S, Ksh,) persistent, (Ksh,) and such as cleaves fast. (S, Ksh.) And Punishment, or torment; (S, K) or, accord. to Zj, the most vehement punishment or torment; and accord to Er-Rághib, hardship, or difficulty, and an affliction, or a calamity or misfortune, that befalls a man. (TA.) b2: Also Eager desire [بِشَىْءٍ for a thing]; fondness [ for it]; or attachment [to it]; syn. وَلُوعٌ: (S, K:) or love that torments the heart. (Har p. 36.) [See 4, last sentence.]

غَرِيمٌ A debtor; (S, Msb, K:) one says, خُذْ مِنْ غَرِيمِ السَّوْءِ مَا سَبَحَ [Take them from the (??) debtor what has become easy of attachment, (S:) and ↓ غَارِمٌ signifies the same as غَرِيمٌ ; CCC whom lies the obligation of a bloodwit or the like; or [it virtually signifies thus, but properly] it is a possessive epithet signifying ذُو غَرَامٍ or غَرَامَةٍ or تَغْرِيمٍ. (TA.) And (sometimes, S) it signifies A creditor also: (S, Msb, K:) thus having two contr. meanings; (K) Kutheiyir says, * قَضَى كُلُّ ذِى دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ

* وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا [Every debtor has paid, and fully rendered to his creditor; but as to Azzeh CCC, her creditor is put off, and wearied]. (S.) The pl. of غَرِيمٌ is غُرَمَآءُ (I Ath, Msb, TA) and غُرَّامٌ, which is a strange [i. e. an anomalous] pl., (I Ath, TA;) or this is pl. of ↓ غَارِمٌ as syn. with غَرِيمٌ [and thus is agree able with analogy]; or it is pl. of ↓ مُغْرِمٌ [signifying “ burdened with debt. ”], formed by the rejection of the augmentative letter [of the sing]. (TA.) b2: And hence, An adversary in contention, dispute, or litigation; an antagonist; a litigant; because, by his pressing upon his adversary [like the creditor upon his debtor], he becomes one who cleaves, or clings. (Msb.) غَرَامَةٌ: see غُرْمٌ.

غَارِمٌ: see غَرِيمٌ, in two places.

مَغْرَمٌ; pl. مَغَارِمُ: see غُرْمٌ, in two places.

مُغْرَمٌ Shackled, (K,) or burdened, (TA,) with debt; (K;) an epithet applied to a man from الغُرْمُ and الدَّيْنُ. (S.) See غَرِيمٌ. b2: And A captive of love; (K, TA;) i. e., of the love of women: (TA:) or one to whom love cleaves: (Ham p. 558:) or you say رَجُلٌ مُغْرَمٌ بِالحُبِّ [a man to whom love cleaves, or clung to by love]; from the love of women: (S:) and هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّسَآءِ He is one who clings to women, like as does the غَرِيم [or “ creditor ” to the debtor]. (Er-Rághib, TA.) and مُغْرَمٌ بِشَىْءٍ Eagerly desirous of a thing; fond of it; or attached to it; syn. مُولَعٌ بِهِ; (Msb, K, TA;) and حَرِيصٌ عَلَيْهِ; (Har p. 585;) not having patience to refrain from it. (TA.) A2: See also غُرْمٌ.

علم

[علم] العلامة والعلم: الجبل. وأنشد أبو عبيدة لجرير إذا قطعن علما بدا علم * والعلم: عَلَمُ الثوب. والعَلَمُ: الراية. وعَلمَ الرجل يَعْلَمُ عَلَماً، إذا صار أعْلَمَ، وهو المشقوق الشفة العليا. والمرأة علماء. وعلمت الشئ أعلمه عِلْماً: عرفته. وعالَمْتُ الرجل فعَلَمْتُهُ أعْلُمُهُ بالضم: غلبته بالعِلمِ. وعَلَمْتُ شفته أعلمه علما، مثال كسرته أكسره كسرا، إذا شققتها. ورجل علامة، أي عالم جدا. والهاء للمبالغة، كأنهم يريدون به داهيةً. واسْتَعْلَمني الخبر فأَعْلَمْتُهُ إياه. وأعْلَمَ القصَّار الثوبَ، فهو مُعْلِمٌ والثوب معْلَمٌ. وأعْلَمَ الفارسُ: جعل لنفسه علامة الشجعان، فهو مُعْلِمٌ. قال الأخطل: ما زال فينا رِباطُ الخيلِ مُعْلِمَةً وفي كليبٍ رباط اللؤم والعار قوله " معلمة " بكسر اللام. وعلمته الشئ فتَعَلَّمَ، وليس التشديد ههنا للتكثير. ويقال أيضاً تَعَلَّمْ في موضع اعْلَمْ. قال عمرو بن معد يكرب: تَعَلَّمْ أنَّ خيرَ الناسِ طُرًّا قَتيلٌ بين أحجار الكُلابِ قال ابن السكيت: تَعَلَّمتُ أنّ فلانا خارج، بمنزلة علمت. قال: وإذا قال لك اعلم أن زيدا خارج قلت: قد علمت. وإذا قال تعلم أن زيدا خارج لم تقل: قد تعلمت. وتعالمه الجميع، أي عَلِموه. والأيامُ المعلوماتُ: عشر من ذى الحجة. وقولهم: علماء بنو فلان، يريدون على الماء، فيحذفون اللام تخفيفا. والمعلم: الأثر يستدلّ به على الطريق. والعلاّمُ بالضم والتشديد: الحِنَّاء. والعَيْلَمُ: الركيه الكثيرة الماء. وقال:

من العياليم الخسف * والعيلم: التار الناعم. والعَيْلامُ: الذكر من الضباع. والعالم: الخلق، والجمع العوالم. والعالمون: أصناف الخلق.

علم


عَلَمَ(n. ac.
عَلْم)
a. Marked.
b.(n. ac. عَلْم), Surpassed in knowledge. _ast;
عَلِمَ(n. ac. عِلْم)
a. [acc.
or
Bi], Knew, was acquainted with, aware of; noticed
noted, remarked, observed; learned.
b. Was leaned, erudite.

عَلَّمَa. Made to know: taught.
b. see IV (a)c. Marked, distinguished (himself) by a
sign, token, badge.
d. ['Ala] [ coll. ], Signed (
document ).
عَاْلَمَa. Competed, vied with in knowledge, learning.

أَعْلَمَa. Acquainted with, informed, told, apprised of;
announced, communicated, notified to.
b. Marked, distinguished.

تَعَلَّمَa. Was acquainted with, was aware, informed of; learnt
heard of.
b. Learned, studied.
c. Instructed himself.
d. see (عَلِمَ) (b).
تَعَاْلَمَa. Learned, studied together.

إِعْتَلَمَa. see V (a)b. Flowed (water).
إِسْتَعْلَمَa. Wished to know : inquired of, asked, questioned
about.

عَلْمa. see 4 (b)
عِلْم
(pl.
عُلُوْم)
a. Knowledge, learning, erudition, scholarship;
science.

عِلْمِيّa. Scientific.

عَلَم
(pl.
عِلَاْم
أَعْلَاْم
38)
a. Sign, mark, token, badge.
b. Boundary-stone; land-mark.
c. Mountain.
d. (pl.
أَعْلَاْم), Border, hem.
e. Flag, banner, ensign, standard.
f. Chief, chieftain.
g. Proper (noun).
h. Impress, impression; foot-print.

أَعْلَمُ
(pl.
أَعَاْلِمُ)
a. More learned; better-informed &c.
b. (pl.
عُلْم), Hair-lipped.
مَعْلَم
(pl.
مَعَاْلِمُ)
a. see 4 (b)b. Sign, indication; symptom.

عَاْلِم
( pl.
a. reg.
عُلَّاْم
عُلَمَآءُ
43), Learned, erudite, scholarly; savant, sage; scholar.

عَلَاْم
a. [ coll. ], Sign, mark; butt
target; aim.
عَلَاْمَة
( pl.
reg. &
عَلَاْم)
a. Sign, token, mark, badge; emblem, symbol.
b. see 4 (b)
عَلِيْم
(pl.
عُلَمَآءُ)
a. see 21b. Doctor of the law, theologian.

عَلَّاْمa. see 21b. see 28t (b)
عَلَّاْمَةa. Learned, savant, erudite.
b. Skilful genealogist.

عَلْمَاْنِيّ
a. [ coll. ], Secular, worldly;
lay, laic; layman.
N. P.
عَلڤمَa. Known; noted, celebrated, famous; notorious.
b. Active (verb).
c. [ coll. ], Certainly, to be
sure, true, of course, rather.
d. (pl.
مَعَاْلِيْمُ
&
مَعْلُوْمَات )
a. [ coll. ], Clerk's fee.

N. Ag.
عَلَّمَa. Teacher, master, preceptor, professor
lecturer.
b. [ coll. ], Doctor; sage, savant.

N. Ac.
عَلَّمَ
(pl.
تَعَاْلِيْم)
a. Instruction, teaching.
b. [ coll. ], Religious teaching;
catechism.
N. P.
أَعْلَمَa. Marked. stamped ( money & c.).
N. Ac.
أَعْلَمَa. Notice, notification, announcement; manifesto.
b. Placard; advertisement.

N. Ag.
تَعَلَّمَa. Student, scholar, learner.

عَالَم (pl.
عَوَاْلِمُ
& reg. )
a. World; universe; creation.

عَالَمِيّ
a. Worldly; mundane; secular; profane.

تِعْلِمَة تِعْلَامَة
a. see 28t
مُعَلِّمَة
a. Instructress: schoolmistress; governess.

عَيْلَم (pl.
عَيَالِم)
a. Sea.
b. Large, deep well.

أُوْلُو العِلْم
a. The learned.

عَلَامَ (a. short for
عَلَى مَا )
see under

عَلَى
علم: عَلِم وعَلُمَ: وأصبح عالماً (فليشر على المقري 1: 136، بريشت من 176).
عَلِمَ: يستعمل بمعنى شعر، فكما يقال: لم يشعر إلاّ وقدْ، يقال: ما علمت حتىَّ (معجم مسلم).
لم اعلم بنفسي: أغمي عليّ. (ألف ليلة 1: 32).
عَلَّم (بالتشديد): درَّب حيوانا. (معجم البلاذري).
عَلَّم: وصف للشخص طريقة اللعب. يقال مثلاً: علم الشطرنج والنرد بمعنى دبّر لعبة بالشطرنج ولعبة بالنرد. (دي ساسي طرائف 1: 188).
عَلَّم: وضع علامة على، رسم. (بوشر).
ويقال: على شيء علامة أو علم على بمعنى وضع علامة على شيء (كي يعثر عليه ثانية أو يميزه عن غيره) وكذلك: علم موضعاً. (معجم الادريسي، معجم ابن جبير حيث عليك أن تبدل كلمة مُعْلَم بكلمة مُعلَّم).
عَلَّم على: رقّم، وضع أرقاماً على القطع (بوشر).
علَّم على: رسم علامة الموافقة. (فالتون ص42).
عَلَّم السلطان على: وضع توقيعه في ذيل الرسوم، وقّع المرسوم. (محلوك 121: 202).
أَعْلَم: أخبر. ويقال: أعلم إلى فلان (كرتاس ص33).
أعْلَم: كما يقال: أعلم الحائك الثوب أي جعل له عَلَما من طراز وغيره (انظر لين) يقال مجازاً: كان يعلم كلامه نظما ونثرا بالاشارة إلى التاريخ. (الخطيب ص24 ق).
تَعَلَّم: صارت عليه علامة (فوك).
عِلْم: نظري، مقابل عملي بمعنى تطبيق. (المقدمة 3: 309).
العلم (يراد به على الجفر): الكتب التي تتضمن التنبؤ بما يحدث في المستقبل والتكهن به. (أخبار ص61) وانظر تاريخ البربر (2: 167).
العلم الأول: علم المنطق. (المقدمة 3: 309).
عُلُوم: رموز علمية إشارات علمية. (معجم الادريسي).
عَلَم: أخذ علما ب: دوّن أو قيد تذكرة ب. ففي ألف ليلة (13 15) أخذ علماً بثمنها.
عَلَم: علامة في الطريق، وهو شيء منصوب في الطريق يهتدي به. ويكون عادة كوم صَغير من الحجارة. (ليون ص348: ريشاردسن صحارى 1: 292).
عَلَم: بناية مرتفعة، عمارة عالية. (هو جفلايت ص53) ويقال أيضاً: حصِن عَلَم. (أماري ص45).
عَلَم وأعلام: خرائب، بقايا وأثار البنايات والعمارات الخربة المتهدمة. (أخبار ص151) وكثيراً ما تردد ذكرهما في رحلة ابن جبير (ص109، 111).
اسم علَم: اسم خاص يطلق على مسمَّى لا يتجاوزه. (المقري 1: 4. 4، تاريخ البربر 2: 7) ويقال أيضاً عَلَم فقط (تاريخ البربر 2: 7، مراصد الاطلاع 1: 30) غير أن اسم علم يعني أيضاً اسم تخصيص، ففي ابن البيطار (1: 134): البزر حب جميع النبات والجمع بزور، وقد خصَّ به حب الكتان فصار اسماً له علماً.
عَلَم: يستعمل أيضاً بمعنى عنوان كتاب. (المقدمة 2: 184، أبن الأغلب ص80).
عَلم، في مصطلح البلاغة: هو أن يستعمل اسم الشيء الذي يشبَّه به اسم شيء آخر بدل ذكر اسمه، مثال ذلك أن يقال وردة للدلالة على فم فتاة (المقري 2: 406).
عَلَم: خبر، نبأ (بوشر).
عَلَم: قائمة، كشف، جدول، بيان حساب، تذكرة، (بوشر).
عَلَميّ: ما يسّمى أو يلقب به، مستعمل للتسمية. من اسم. (بوشر).
على الباه والعلمي: علناً، على مر أي من الناس ومعرفتهم. (بوشر).
علماني: عالمي، دنيوي لاديني، ليس من رجال الدين (بوشر).
عَلاَم: علامة، إشارة، شاخص. (بوشر).
عَلاَم: مِحزِّة، قطعة خشب يسجل عليه إلا بالحزوز ما يدفع وما يؤخذ. (بوشر).
علام كتاب: دلالة، من اصطلاح مجلدي الكتب وهو شريط يعلق بأعلى كتاب للدلالة على الصفحات التي فيها العبارات التي يود معرفة مكانها.
علام، والجمع علامات: عَلم، راية. وقد وجد لين هذه الكلمة في ديوان الهذليين، وهي كلمة مألوفة في المغرب (وفي المعجم اللاتيني العربي: Vexillum الرايات والعلامات)، (فوك، ألكالا، دوب ص81، تعليق في الجريدة الآسيوية 1869، 2: 183، المقري 2: 711، المقدمة 3: 386، وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص71 ق): وجعل الرايات والعلامات خلف ركابه.
عَلاَم: ظهر، ظهيرة، ساعة الصلاة وانظر: أعلام.
عَلامة: وجمعها علائم أيضاً: شعار الشرف والنسب (بوشر). وإشارة. أمارة، دلالة (ياقوت 2: 927) وخبر سري، أو شاهد دليل. (ياقوت 2: 30).
عَلاَمة: رقم، سمة بالأرقام لمعرفة ترتيب القطع (بوشر).
عَلاَمَة: طابع، دمغة، وسم على القرطاس (بوشر).
علامة سِلْك: أسلاك نحاسية في معمل القرطاس، وأثار تلك الأسلاك في القرطاس. (بوشر).
عَلاَمة: شاخص، وتد منصوب أو عصا مفروزة للتنسيق، (بوشر).
عَلاَمَة: عنوان محل، لافتة يعلقها التاجر على باب محله. (بوشر).
عَلاَمَة: حاشية، لاحقة، ملحق، توصية في ذيل رسالة، توقيع، تأشيرة. (بوشر، ألكالا). وتستخدم العلامة لتجعل الوثائق التي يصورها السلطان والقاضي وغيرهما صحيحة شرعية. وهذه العلامة تختلف باختلاف الزمان والمكان. فأحيانا يكتب السلطان بيده: صَحَّ هذا، بعد التاريخ.
وأحياناً يكتب الوزير بحروف كبيرة: الحمد لله والشكر لله بين البسملة ونص الوثيقة. وتوجد أيضاً أساليب أخرى (أنظر دي سلان المقدمة 1: 3، 46، تعليقة، النص 2: 55، 56) ومن هذا أطلق على الوزير لقب صاحبه العلامة. (ابن بطوطة 4: 409) (الخطيب ص60).
عَلاَمَة: سمة السلطان على النقود (المقدمة 1: 407).
عَلاَمَة: معيار، ميزان (علامة ظاهرة أو باطنة بها تبين الأشياء والمعاني ونستطيع الحكم عليها).
(رسالة إلى السيد فليشر ص148).
عَلاَمَة: عَلَم، راية. كما ذكر جوليوس وهو مصيب وفي حيان (ص83 ن): وخرج القائد ابن أمية بالعلامة.
علامة: آية، معجزة، أمر خارق للعادة: أعجوبة (الثعالبي لطائف ص93).
عَلاَمَة: ما تعطى المخطوبة عربونا عند الخطبة (مولدة) (محيط المحيط).
عَلاَمَة: هدف. (بوشر).
عَلاَمَة: عرافة، عيافة، تنبؤ، فأل. (بوشر).
عُلَيمّ الريح: دوارة هواء، دوارة دالة على اتجاه الريح. (دوب ص98).
عالَم: ذكر فريتاج في منتخبات عربية (ص146) أن هذه الكلمة ومعناها خلق تستعمل للدلالة على عدد من الناس قلّوا أو كثروا. ويقال مثلاً: عالم عظيم وعالم كثير أي كثير من الخلق وكثير من الناس. (معجم أبي الفداء دي ساسي طرائف ص75، ألف ليلة 1: 43).
العوالم: ما حواه بطن الفلك. (معجم أبي الفداء).
العالم الإنساني: الإنسان بوصفه صورة مصغرة عن العالم. (المقدمة 1: 198).
عالم نفسه: عالم الإنسان الصغير. (المقدمة 1: 169).
عالم البسط: توقع الخير، وعالم القبض: توقع الشر. (بوشر7: 88).
عالم العناصر، وعالم التركيب، عالم الرتق، عالم الفتق. من مصطلحات الصوفية. (انظر المقدمة 3: 69) والعوالم عند الدروز ثلاثة: وهي عالم الجنّ وعالم البن وهو العالم الأخير الذي نحن منه (محيط المحيط في مادة حنن).
عالمِ: عرّاف. ضارب الرمل، زاجر الطير، كاهن، متنبئ بالمستقبل. (باين سميث 1558).
العالم والحمار: رَهَج أصفر، كبريتوز الزرنيخ الأصفر، سمّ الفار. (انظر المستعيني في مادة زرنيخ في مخطوطة ن فقط).
عالَمِة، والجمع عَوالِم: مغنّية، راقصة، عاهرة، (بوشر، لين عادات 1: 249، 2: 72).
عالمّي: زمني، دنيوي. (بوشر)، لاديني علماني، ليس من رجال الدين (أومر، فهرس المخطوطات العربية في مكتبة مونيخ ص229).
عالَمانيِ: علماني، زمني، دنيوي، لاديني، ليس من رجال الدين. (بوشر).
أعلام: ظُهر، وقت الظهيرة. (بوشر) بربرية. وانظر: علام.
تعَلْيِم، والجمع تعاليم: إرشاد، تهذيب، وصية، تأديب. (بوشر).
تَعلْيِميّ: مذهبي، متعلق بمذهب أو عقيدة. (بوشر).
الجسم التعليمي: الجسم الهندسي، المجسّم. الجرم (المقدمة 3: 88).
التعليمية: اسم كان يطلق على الإسماعيلية. (الشهرستاني ص147).
تعليمجي: مُعلِّم: مكان التعلّم، مدرسة. (فريتاج، دي ساسي طرائف 2: 71).
مَعلمَ: مزار. مكان يزار تبركا به وورعاً. ففي العبدري (ص45 ق) في كلامه عن ضريح تفيسة بنت علي بالقاهرة: عليها رباط مقصود. ومعلم مشهود. وفيه (ص59) في تفسيره لكلمة مَنسْكَ: والنسك العبادة واختصَّ في العَرَب بمعالم الحجّ ومتعبَّداته.
مَعْلَم: عِلْم. (فوك).
مَعْلَم: انظر مُعَلّم.
مَعَلَّم: خبير، فطن، لبيب، ماهر. (بوشر).
مُعَلِمّ: صّناع، ماهر، أستاد، أسطة، مدبر العمال. (بوشر، ألكالا).
وهذه الكلمة وهي بالعامية مَعْلَم (الكالا) لقب يطلق على كل رئيس للعمال (نيورب ص39، كاريت قبيل 2: 5960، لين عادات 2: 374، رولاند، كرتاس ص151، المقري 2: 636، ابن بطوطة 4: 288) ويقال كذلك: معلم الإبرَ: صانع الإبر. ومعلم البُتيتات: صانع البراميل.
ومعلّم الأصنام: صانع التماثيل (ألكالا) ويقال أيضاً: معلم الطبخ أو المطْبخة: رئيس المطبخ، والرئيس المسؤول عن المائدة. (ملوك 121: 27، ألكالا). ومعلم الحمام: حمامي، صاحب الحمام. (لين عادات 2: 44، ألف ليلة 1: 409). ومعلم الديوان: رئيس الكمرك. وتدل كلمة معلم وحدها على هذا المعنى (أماري ص197، كريان ص159، مونكونيس ص254) ثم أن هذه الكلمة تستعمل وحدها لتعني رئيس البنائين، أسطه. (شيرب ديال ص32، شوا: 300)، ولتعني الحدّاد. (بارت 5: 693)، ولتعني الكاتب (ويرن ص43، 51)، ولتعني جابي الضرائب من القرية (لين عادات 2: 374). وهِي عادة لقب يطلق على كل فرد من الطبقة المتوسطة لا يعمل بيده خلافا للعامل أو الفلاح كالسجان مثلاً. ففي رياض النفوس (ص97): المعلم نَصرْ يطلبك قال ومَنْ نَصرْ قال السجان.
معلم اعتراف: مرشد، معَرف (بوشر).
معلم ذمَّة: مرشد، من يعني بذمة شخص وضميره. (بوشر).
مُعَلّمِي: مختص بمعلّم، متقن، محكم، كامل (بوشر).
مُعَلَمِيَّة: صفة المعلّم، مخدومية، صناعة متقنة (ألكالا) = صناعة، وهي في معجم ألكالا: مَعْلَمية (بوشر).
مُعَلميَّة: طرفه رائعة، تحفة. (بوشر).
مَعْلُوم. معلومك أن: تعلم أن. ومعلومك ما انبسط من هذا: تعلم جيداً إنه لم يكن منبسط ومسرور من هذا. (بوشر).
مَعْلُوم: هي أحياناً مرادف مشهور ومحمود.
ويقال: مشهور معلوم ومحمود معلوم. (معجم الإدريسي).
معْلُوم: محدّد، معّين. يقال مثلاً: مبلغ معلوم أي مبلغ مّحدد ومعينّ. (بوشر، المقري): 134، 135، 2: 767، 812، تاريخ البربر 1: 614، 617، أماري ص443).
مَعُلوم. شهادة مزورة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص294): وجميع الشهادات الواقعة فيه معلومة لم يُرد الله بشيء منها.
مَعْلُوم: مكافأة: ما يعطي للأطباء وغيرهم من أجر. (بوشر، محيط المحيط وفيه الجمع معاليم أماري دبلوماسية ص197) معلوم الكُتَّاب: مبلغ محدّد معيَّن يدفع في كل سنة لتعليم الطفل. (بوشر).
مَعْلُوم: راتب، مرتَّب، معاش، جامكية، مالقيَّة. (ابن خلكان 9: 70 والجمع معاليم (مملوك 2، 2: 88) وانظر معاليم في معجم فريتاج.
مَعْلَوم: وسيلة العيش. (ابن البطوطة 4: 23).
مُعْلوم: وسيلة العيش. (ابن بطوطة 4: 23).
مُعْلُوم: قسط دين يدفع في أوقات معينة، ضريبة. يقال مثلاً: عليه معلوم سنوي إلى أي عليه قسط دين يدفعه في كل سنة إلى. (بوشر).
مَعْلُوم: تكَسْ، رسم الدخول، ضريبة، خرج وعمولة، مبلغ مقبرض أولاً أجرة العمالة. (بوشر).
معلوم الديوان: ضريبة الكمرك. (بوشر).
معلوم السجان: أجرة السجان. (بوشر).
معلوم العيار: رسم العيار. (بوشر).
معلوم الكيل: رسم مساحة الأرض. (بوشر).
المَعْلُومِيَّة: فرقة من الخوارج العجاردة وهم كالحازمية إلا أن المؤمن عندهم من عرف الله بجميع صفاته وأسمائه، ومن لم يعرفه كذلك فهو جاهل لا مؤمن. (محيط المحيط) مُتَّعلَم: تلميذ، مبتدي. (ألكالا) وفيه: Comensal = تلميذ، (ابن بطوطة 4: 288، 29).
مُتعَلّم: خادم، أجير. (جاكسون ص192).
مُتَعَلّم: متعالم. متظاهر بالعلم. (الجريدة الآسيوية 1853،: 266).
(علم) نَفسه وسمها بسيمى الْحَرْب وَله عَلامَة جعل لَهُ أَمارَة يعرفهَا فالفاعل معلم وَالْمَفْعُول معلم وَفُلَانًا الشَّيْء تَعْلِيما جعله يتعلمه
(الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ) عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ وَقَوْلُهُ وَبَعْدَ (إعْلَامِ) الْجِنْسِ جَهَالَةُ الْوَصْفِ هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَعْلَمَ الْقَصَّارُ الثَّوْبَ إذَا جَعَلَهُ ذَا عَلَامَةٍ وَذَلِكَ أَنْ يُقَالَ دَارٌ بِمَحَلَّةِ فُلَانٍ وَجَهَالَةُ الْوَصْفِ أَنْ لَا يَذْكُرَ ضِيقَهَا وَلَا سِعَتَهَا (وَرَجُلٌ أَعْلَمُ) مَشْقُوقُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا.
(علم) - في صِفَة سُهَيْل بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "أَنَّه كان أَعْلَمَ الشَّفَةِ العُلْيَا".
قال الأصمعي: الشَّفَة العَلْماء: التي انشَقَّت فبَانَت.
قيل: والفِعْل منه عَلِمَ عَلَماً. وعَلِمتُ شفتَه وأعْلَمتُها، مثل حَزِنتُه وأَحزَنْتُه فَحَزِنَ. وقيل: هو في الشَّفَة العُلْيا خاصَّةً. - في حديثِ ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: "إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم".
: أي مُلْهَمٌ للخَيْر والصَّوَابِ؛ كَقوله: "يكون في أُمَّتي مُحدِّثُون".
وَقَولُ الله سُبْحانَه وتَعِالَى: {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} ، كَقوْلِه: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} .
- في حديث الحَجَّاج : "أَخْسَفْتَ أَم أَعلَمْتَ؟ "
يقال: أَعلَم الحافِرُ؛ إذا وجد البِئْرَ عَيْلَماً ، وهي دون الخَسْفِ.
علم
هو عَلاّمَةٌ وعَلاّمٌ وعَلِيْمُ وتِعْلِمةٌ - بسُكون العَيْن - وتِعْلاَمَةٌ: أي عالِمٌ. وتَعَلَّمْهُ: أي اعْلَمْهُ. وعَالَمني فَعَلَمْتُه أَعْلُمُه: غَالَبَني في العِلْم فَغَلَبْتُه. وأنا مُعْتَلِمٌ عِلْمَه: أي عالِمُه. ويكونُ المُعْتَلِمُ السّائلَ أيضاً كالمُعْتَرِف. والعُلاّمَةُ: ما تَجْعَلُه مُعْلَماً من مَكانٍ أو غيره.
والعُلاّم: الحِنّاءُ. والباشَقُ؛ جَميعاً. والمَعْلَمُ والعَلَمُ: العَلاَمَةُ. ويكونُ المَعْلَمُ مَوْضِعَ العَلاَمَةِ أيضاً. وعَلَمْتُ شَفَتَه عَلْماً وأعْلَمْتُها أيضاً فَعَلِمَتْ عَلَماً. وهو انْشِقاقٌ في وَسَط الشَّفَة. والأعْلَمُ: صِفَةٌ غالِبَة للبَعير. ومالَهُ عَلَمٌ: أي مِثْلٌ. والعَلَمُ: أرْضٌ بين أرْضَيْنِ. والجَبَلُ الطَّويل. والرّايَةُ. ورَقْمُ الثَّوْب. وما يُنْصَبُ في الطَّريق للهِدايَة. والجَميعُ: أعْلاَم.
والعَيْلَمُ العَيْلاَمُ: الذَّكَرُ من الضِّبَاع. وقِدْرٌ عَيْلَمٌ: كَثيرةُ الأخْذِ من المَرَق.
والعَيْلَمُ: البَحْرُ. والماءُ. والبئْرُ الكَثيرةُ الماءِ. والجَمْعُ: عَيَالِمُ. وعَيَالِيمُ. وعَيْلَمٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
ع ل م: (الْعَلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْعَلَامَةُ) وَهُوَ أَيْضًا الْجَبَلُ. وَ (عَلَمُ) الثَّوْبِ وَالرَّايَةِ. وَعَلِمَ الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ يَعْلَمُهُ (عِلْمًا) عَرَفَهُ. وَرَجُلٌ (عَلَّامَةٌ) أَيْ (عَالِمٌ) جَدًّا وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اسْتَعْلَمَهُ) الْخَبَرَ (فَأَعْلَمَهُ) إِيَّاهُ. وَ (أَعْلَمَ) الْقَصَّارُ الثَّوْبَ فَهُوَ (مُعْلِمٌ) وَالثَّوْبُ (مُعْلَمٌ) . وَ (أَعْلَمَ) الْفَارِسُ جَعَلَ لِنَفْسِهِ (عَلَامَةَ) الشُّجْعَانِ. وَ (عَلَّمَهُ) الشَّيْءَ (تَعْلِيمًا فَتَعَلَّمَ) وَلَيْسَ التَّشْدِيدُ هُنَا لِلتَّكْثِيرِ بَلْ لِلتَّعْدِيَةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: تَعَلَّمَ بِمَعْنَى اعْلَمْ. قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ:

تَعَلَّمَ أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ طُرًّا ... قَتِيلٌ بَيْنَ أَحْجَارِ الْكُلَابِ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَعَلَّمْتُ أَنَّ فُلَانًا خَارِجٌ أَيْ عَلِمْتُ. قَالَ: وَإِذَا قِيلَ لَكَ: اعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ قُلْتَ: قَدْ عَلِمْتُ. وَإِذَا قِيلَ: تَعَلَّمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ لَمْ تَقُلْ: قَدْ تَعَلَّمْتُ. وَ (تَعَالَمَهُ) الْجَمِيعُ أَيْ (عَلِمُوهُ) . وَالْأَيَّامُ (الْمَعْلُومَاتُ) عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَ (الْمَعْلَمُ) الْأَثَرُ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ. وَ (الْعَالَمُ) الْخَلْقُ وَالْجَمْعُ (الْعَوَالِمُ) بِكَسْرِ اللَّامِ. وَ (الْعَالَمُونَ) أَصْنَافُ الْخَلْقِ. 
العلم: هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وقال الحكماء: هو حصول صورة الشيء في العقل، والأول أخص من الثاني، وقيل: العلم هو إدراك الشيء على ما هو به، وقيل: زوال الخفاء من المعلوم، والجهل نقيضه، وقيل: هو مستغنٍ عن التعريف، وقيل: العلم: صفة راسخة تدرك بها الكليات والجزئيات، وقيل: العلم، وصول النفس إلى معنى الشيء، وقيل: عبارة عن إضافة مخصوصة بين العاقل والمعقول، وقيل: عبارة عن صفةٍ ذات صفة.
العلم: ينقسم إلى قسمين: قديم، وحادث، فالعلم القديم هو القائم بذاته تعالى، ولا يشبه بالعلوم المحدثة للعباد، والعلم المحدث ينقسم إلى ثلاثة أقسام: بديهي، وضروري، واستدلالي. فالبديهي: ما لا يحتاج إلى تقديم مقدمة، كالعلم بوجود نفسه، وأن الكل أعظم من الجزء، والضروري، ما لا يحتاج فيه إلى تقديم مقدمة، كالعلم بثبوت الصانع وحدوث الأعراض.
العلم الفعلي: ما لا يؤخذ من الغير.
العلم الانفعالي: ما أخذ من الغير. 
العلم الإلهي: علم باعث عن أحوال الموجودات التي لا تفتقر في وجودها إلى المادة.
العلم الإلهي: هو الذي لا يفتقر في وجوده إلى الهيولي.
العلم الانطباعي: هو حصول العلم بالشيء بعد حصول صورته في الذهن، ولذلك يسمى: علمًا حصوليًا.
العلم الحضوري: هو حصول العلم بالشيء بدون حصول صورته بالذهن، كعلم زيد لنفسه.
علم المعاني: هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي الذي يطابق مقتضى الحال.
علم البيان: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.
علم البديع: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ورعاية وضوح الدلالة، أي الخلو عن التعقيد المعنوي.
علم اليقين: ما أعطاه الدليل بتصور الأمور على ما هي عليه.
علم الكلام: علم باحث عن الأعراض الذاتية للموجود من حيث هو على قاعدة الإسلام.
العلم الطبيعي: هو العلم الباحث عن الجسم الطبيعي من جهة ما يصح عليه من الحركة والسكون.
العلم الاستدلالي: هو الذي لا يحصل بدون نظر وفكر، وقيل هو الذي لا يكون تحصيله مقدورا للعبد.
العلم الاكتسابي: هو الذي يحصل بمباشرة الأسباب.
العلم: ما وضع لشيء، وهو العلم القصدي، أو غلب وهو العلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا، ولم تتناوله السببية.
علم الجنس: ما وضع لشيء بعينه ذهنًا، كأسامة؛ فإنه موضوع للمعهود في الذهن.

ع ل م : الْعِلْمُ الْيَقِينُ يُقَالُ عَلِمَ يَعْلَمُ إذَا تَيَقَّنَ وَجَاءَ بِمَعْنَى الْمَعْرِفَةِ أَيْضًا كَمَا جَاءَتْ بِمَعْنَاهُ ضُمِّنَ كُلُّ وَاحِدٍ مَعْنَى الْآخَرِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي كَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مَسْبُوقًا بِالْجَهْلِ لِأَنَّ الْعِلْمَ وَإِنْ حَصَلَ عَنْ كَسْبٍ فَذَلِكَ الْكَسْبُ مَسْبُوقٌ بِالْجَهْلِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83] أَيْ عَلِمُوا وَقَالَ تَعَالَى {لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] أَيْ لَا تَعْرِفُونَهُمْ اللَّهُ يَعْرِفُهُمْ وَقَالَ زُهَيْرٌ
وَأَعْلَمُ عِلْمَ الْيَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ ... وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي
أَيْ وَأَعْرِفُ وَأُطْلِقَتْ الْمَعْرِفَةُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهَا أَحَدُ الْعِلْمَيْنِ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا اصْطِلَاحِيٌّ لِاخْتِلَافِ تَعَلُّقِهِمَا وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ سَابِقَةِ الْجَهْلِ وَعَنْ الِاكْتِسَابِ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَا يَكُونُ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ وَعِلْمُهُ صِفَةٌ قَدِيمَةٌ بِقِدَمِهِ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ الْجَهْلُ وَإِذَا كَانَ عَلِمَ بِمَعْنَى الْيَقِينِ تَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى عَرَفَ تَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَقَدْ يُضَمَّنُ مَعْنَى شَعَرَ فَتَدْخُلُ الْبَاءُ فَيُقَالُ عَلِمْتُهُ وَعَلِمْتُ بِهِ وَأَعْلَمْتُهُ الْخَبَرَ وَأَعْلَمْتُهُ بِهِ وَعَلَّمْتُهُ الْفَاتِحَةَ وَالصَّنْعَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ تَعْلِيمًا فَتَعَلَّمَ ذَلِكَ تَعَلُّمًا.

وَالْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ.

وَأَعْلَمْتُ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ مِنْ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ جَعَلْتُ عَلَيْهِ عَلَامَةً.

وَأَعْلَمْتُ الثَّوْبَ جَعَلْتُ لَهُ عَلَمًا مِنْ طِرَازٍ وَغَيْرِهِ وَهِيَ الْعَلَامَةُ وَجَمْعُ الْعَلَمِ أَعْلَامٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجَمْعُ الْعَلَامَةِ عَلَامَاتٌ.

وَعَلَّمْتُ لَهُ عَلَامَةً بِالتَّشْدِيدِ وَضَعْتُ لَهُ أَمَارَةً يَعْرِفُهَا.

وَالْعَالَمُ بِفَتْحِ اللَّامِ الْخَلْقُ وَقِيلَ مُخْتَصٌّ بِمَنْ يَعْقِلُ وَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَالْعَلِيمُ مِثْلُ الْعَالِمِ بِكَسْرِ اللَّامِ وَهُوَ الَّذِي اتَّصَفَ بِالْعِلْمِ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ عُلَمَاءُ وَجَمْعُ الثَّانِي عَلَى لَفْظِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَهُمْ أُولُو الْعِلْمِ أَيْ مُتَّصِفُونَ بِهِ وَعَلِمَ عَلَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْشَقَّتْ شَفَتُهُ الْعُلْيَا فَالذَّكَرُ أَعْلَمُ وَالْأُنْثَى عَلْمَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ. 
باب العين واللاّم والميم معهما ع ل م، ع م ل، م ع ل، ل م ع مستعملات

علم: عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً، نقيض جَهِلَ. ورجل علاّمة، وعلاّم، وعليم، فإن أنكروا العليم فإنّ الله يحكي عن يوسف إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ، وأدخلت الهاء في علامة للتّوكيد. وما عَلِمْتُ بخبرك، أي: ما شعرت به. وأعلمته بكذا، أي: أَشْعَرْتُه وعلّمته تعليماً. والله العالِمُ العَليمُ العلاّمُ. والأَعْلَمُ: الذي انشقّتْ شَفَتُه العُليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة :

تمكو فَريصَتُه كشِدْقِ الأعلَمِ

والعَلَمُ: الجبل الطّويل، والجميع: الأعلام. قال :

قال ابنُ صانعةِ الزّروب لقومه ... لا أستطيعُ رواسيَ الأَعْلامِ ومنه قوله [تعالى] : فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ

*، شبه السّفن البحرية بالجبال. والعَلَمُ: الرّاية، إليها مجمعُ الجُند. والعَلَمُ: عَلَمُ الثّوبِ ورَقْمُه. والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ في الطّريق، ليكون علامةً يُهْتَدَى بها، شِبْه الميل والعَلامَة والمَعْلَم. والعَلَم: ما جعلته عَلَماً للشيء. ويُقرأ: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ، يعني: خروج عيسَى ع، ومن قرأ لعلم يقول: يعلم بخروجه اقتراب السّاعة. والعالَم: الطّمش، أي الأنام، يعني: الخلق كلّه، والجمع: عالَمون. والمَعْلَمُ: موضعُ العلامة. والعَيْلَمُ: البحر، والماء الذي عليه الأرض، قال :

في حوض جيّاش بعيدٍ عَيْلَمُهْ

ويقال: العيلم: البئر الكثيرة الماء، قال :

يا جَمَّةَ العَيْلَم لَنْ نُراعي ... أورد من كلّ خليفٍ راعي

الخليف: الطّريق. والعُلامُ: الباشِقُ. عُلَيْمٌ: اسمُ رجل.

عمل: عَمِلَ عَمَلاً فهو عاملٌ. واعتمل: عمل لنفسه. قال :

إنّ الكريمَ وأبيك يَعْتَمِلْ ... إنْ لم يجد يوما على من يتكل والعمالة: أجر ما عمل لك. والمعاملة: مصدر عاملْته مُعامَلةً. والعَمَلَةُ: الذين يعملون بأيديهم ضروباً من العَمَل حَفْراً وطيناً ونحوه. وعاملُ الرُّمْحِ: دون الثّعلب قليلاً ممّا يلي السِّنان وهو صّدْرُه. قال :

أطعَنُ النَّجلاء يَعْوي كَلْمُها ... عامل الثّعلب فيها مُرْجَحِنْ

وتقول: أعطِهِ أَجْرَ عملته وعمله. ويقال: كان كذا في عملة فلانٍ علينا، أي: في عمارته. ورجُلٌ عِمِّيلٌ: قويّ على العمل. والعَمولُ: القويُّ على العمل، الصابر عليه، وجمعه: عُمُلٌ. وأَعْمَلْتُ إليك المطيَّ: أَتْعبتُها. وفلان يُعْمِلُ رأيه ورُمْحَه وكلامه ونحوه [عَمِلَ به] . والبنّاء يستعمل اللّبِنَ إذا بنَى. واليَعْمَلَةُ من الإبل: اسم مشتقّ من العمل، ويجمع: يَعْمَلات، ولا يقال إلاّ للأنثى، وقد يُجمع باليعامل، قال :

واليَعْمَلاتُ على الوَنَى ... يَقْطَعْنَ بيداً بعدَ بيدِ

معل: مَعَلْت الخُصْيَةَ إذا استخرجتها من أرومتها وصَفَنِها. لمع: لَمَعَ بثوبه يلمع لمعا، للإنذار، أي: للتحذير. وأَلْمَعَتِ النّاقةُ بذَنَبِها فهي ملمعة، و [هي] مُلْمِعٌ أيضاً: قد لَحِقَتْ. قال لبيد بن ربيعة :

أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ ... طَرْدُ الفُحول وزَرُّها وكِدامُها

ويقال: أَلْمَعَتْ إذا حملتْ، ويقال: ألْمَعَتْ إذا تحرَّك ولدُها في بطنها. وتلمَّع ضرعُها إذا تلوّن ألواناً عند الإنزال. قال أبو ليلى: يقال: لَمَعَ ضَرْعُها إذا ظهر. واللُّمَعُ: التّلميع في الحجر، أو الثّوب ونحوه من ألوانٍ شتَّى، تقول: إنّه لحجرٌ مُلَمّعٌ، الواحدة: لُمْعة. قال لبيد :

مَهْلاً أبيت اللّعنَ لا تأكُلْ معَهْ ... إنّ استَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعه

يقول: هو منقّط بسواد وبياض. ويقال: لَمْعَة سوادٍ أو بياضٍ أو حُمرة. يَلْمَع: اسم البَرْق الخُلَّب. واليلمَعُ: السّراب. واليلمعُ: الملاّذُ الكذّاب، ويقال: ألْمَعِيٌّ، لغة فيه، وهو مأخوذ من السّراب قال أبو ليلى: اليَلْمَعيّ من القوم: الدّاعي الذي يَتَظَنَّى الأمور ولا يكاد يخطىء ظنّه، قال أوس بن حجر : اليَلْمَعيّ الذي يَظُنُّ بكَ الظّنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا واللِّماعُ جمعُ اللُّمْعَة من الكلأ. والْتمعْتُ الشيء ذهبتُ به، وأمّا قول الشاعر :

أَبَرْنا منْ فَصيلتِهِمْ لِماعاً

أي: السّيّد اللاّمع، وإن شئت فمعناه. التمعناهم، أي: استأصلناهم. 
الْعين وَاللَّام وَالْمِيم

العِلْمُ: نقيض الْجَهْل، عَلِمَ عِلْما، وعَلُمَ هُوَ نَفسه، وَرجل عالمٌ وعلِيمٌ من قوم عُلَماء فيهمَا جَمِيعًا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يَقُول عُلَمَاء من لَا يَقُول إلاَّ عَالما. قَالَ ابْن جني: لما كَانَ العِلْم إِنَّمَا يكون الْوَصْف بِهِ بعد المزاولة لَهُ وَطول الملابسة صَار كَأَنَّهُ غريزة، وَلم يكن على أول دُخُوله فِيهِ. وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مُتَعَلِّما لَا عَالما، فَلَمَّا خرج بالغريزة إِلَى بَاب فَعُلَ صَار عالِمٌ فِي الْمَعْنى كَعَلِيمٍ فَكسر تكسيره ثمَّ حملُوا عَلَيْهِ ضِدّه فَقَالُوا جهلاء كَعُلَماء وَصَارَ عُلَماءُ كحلماء لِأَن العِلْمَ محلمة لصَاحبه، وعَلى ذَلِك جَاءَ عَنْهُم: فَاحش وفحشاء، لما كَانَ الْفُحْش ضربا من ضروب الْجَهْل ونقيضا للحلم.

وعَلاَّمٌ وعَلاَّمَةٌ من قوم عَلاَّمِينَ، وعُلاَّم من قوم عُلاَّمِين. هَذِه عَن اللحياني والعَلاَّمُ والعَلاَّمَةُ: النَّسابة، وَهُوَ من الْعلم. قَالَ ابْن جني، رجل عَلامَة وَامْرَأَة عَلامَة لم تلْحق الْهَاء لتأنيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ وَإِنَّمَا لحقت لإعلام السَّامع أَن هَذَا الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ قد بلغ الْغَايَة وَالنِّهَايَة، فَجعل تَأْنِيث الصّفة أَمارَة لما أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة وَسَوَاء كَانَ الْمَوْصُوف بِتِلْكَ الصّفة مذكرا أَو مؤنثا، يدل على ذَلِك أَن الْهَاء لَو كَانَت فِي نَحْو امْرَأَة عَلامَة وفروقة وَنَحْوه إِنَّمَا لحقت لِأَن الْمَرْأَة مُؤَنّثَة لوَجَبَ أَن تحذف فِي الْمُذكر فَيُقَال رجل فروق، كَمَا أَن التَّاء فِي قَائِمَة وظريفة لما لحقت لتأنيث الْمَوْصُوف حذفت مَعَ تذكيره فِي نَحْو رجل ظريف وقائم وكريم وَهَذَا وَاضح.

وَقَوله تَعَالَى (إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المعْلُومِ) أَي الَّذِي لَا يُعلمهُ إِلَّا الله، وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة.

وعلَّمَه العلْمَ وأعْلَمَه إِيَّاه فَتَعَلَّمه. وَفرق سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا فَقَالَ: عَلَّمْتُ كأدبت وأعْلَمْتُ كآذنت.

وعالَمه فَعَلَمَهُ يَعْلُمُه: أَي كَانَ أعلم مِنْهُ وَحكى اللحياني: مَا كنت أَرَانِي أَن أعْلُمَهُ وعَلِمَ بالشَّيْء: شعر.

وعَلِمَ الْأَمر وتَعَلَّمهُ: أتقنه. وَقَالَ يَعْقُوب إِذا قيل لَك: اعْلمَ كَذَا قلت: قد عَلِمْتُ، وَإِذا قيل تَعَلَّمْ لم تقل: قد تَعَلَّمْتُ، وَأنْشد:

تَعَلَّمَ أنَّه لَا طَيْرَ إلاَّ ... عَلىَ مُتَطَيِّرٍ وهيَ الثُّبُورُ

وعَلِم الرجل: خَبره.

وأحَبَّ أَن يَعْلَمَهُ: أَي يُخبرهُ.

وَفِي التَّنْزِيل (وآخَرِينَ مِنْ دُوِنِهمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) .

وأحَبَّ أنْ يَعْلَمَهُ: أَي أَن يَعْلَمَ مَا هُوَ.

وَالْأَيَّام المعلومات: عشر ذِي الْحجَّة، وَقد تقدم تعليلها فِي ذكر الْأَيَّام المعدودات.

ولقيه أدنى عَلَمٍ: أَي قبل كل شَيْء.

والعَلَمُ والعَلَمَةُ والعُلْمَةُ: الشق فِي الشّفة الْعليا، وَقيل: فِي إِحْدَى جانبيها. وَقيل أَن تَنْشَق فَتبين. عَلِمَ عَلَما وَهُوَ أعْلَمُ.

وعَلَمَهُ يَعْلِمُه عَلْما: شقّ شفته الْعليا. وكل بعير أعْلَمُ خلقَة. وعَلَمَ الشَّيْء يَعْلِمُهُ ويَعْلُمُه عَلْما: وسمه.

وعَلَّمَ نَفسه وأعْلَمَها: وسمها بسيما الْحَرْب.

وأعْلَمَ الْفرس: علق عَلَيْهَا صُوفًا أَحْمَر أَو أَبيض فِي الْحَرْب.

والعَلامَةُ: السمة. وَالْجمع عَلامٌ، وَهُوَ من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بإلقاء الْهَاء، قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل:

عَرَفْتَ بجَوِّ عارِمَةَ المُقاما ... بِسلَمْى أَو عَرَفْتَ بهَا عَلاما

والمَعْلَمْ: مَكَانهَا.

والعَلامَةُ والعَلَمُ: الْفَصْل يكون بَين الْأَرْضين.

والعَلامَةُ والعَلَمُ: شَيْء ينصب فِي الفلوات تهتدي بِهِ الضَّالة.

وَبَين الْقَوْم أعْلُومَةٌ: كَعلامَةٍ عَن ابْن العميثل الْأَعرَابِي.

والعَلَمُ: الْجَبَل الطَّوِيل. وَقَالَ اللحياني: الْعلم: الْجَبَل. فَلم يخص الطَّوِيل، وَالْجمع أعْلامٌ وعِلامٌ قَالَ:

قَدْ جُبْتُ عَرْضَ فَلاِتها بِطِمِرَّةٍ ... واللَّيْلُ فوقَ عِلامِهِ مُتَقَوِّضُ

قَالَ كرَاع: ونظيه جبل وأجبال وجبال، وجمل وأجمال وجمال، وقلم وَأَقْلَام وقلام.

واعْتَلَم الْبَرْق: لمع فِي العَلَم، قَالَ:

بَلْ بُرَيْقا بِتُّ أرقُبُه ... بَلْ لَا يُرَى إلاَّ إِذا اعتَلَما

خزم فِي أول النّصْف الثَّانِي، وَحكمه.

لَا يرى إِلَّا إِذا اعْتَلَما.

والعَلَمُ: رسم الثَّوْب ورقمه وَقد أعْلَمَه.

والعَلَمُ الرَّايَة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعْقد على الرمْح. فَأَما قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ:

يَشُجُّ بِها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفا ... وأمَّا إِذا يَخْفى مِنَ أرْضٍ عَلامُها

فَإِن ابْن جني قَالَ فِيهِ: يَنْبَغِي أَن يحمل على انه أَرَادَ " عَلَمُها " فأشبع الفتحة: فَنَشَأَتْ بعْدهَا ألف. كَقَوْلِهِم:

ومِنْ ذَمّ الرّجالِ بِمُنْتزَاحِ

يُرِيد بمُنْتَزحٍ.

وأعْلام الْقَوْم: ساداتهم، على الْمثل، الْوَاحِد كالواحد.

ومَعْلَمُ الطَّرِيق: دلَالَته، وَكَذَلِكَ مَعْلمُ الدَّين، على الْمثل.

ومَعْلَمُ كل شَيْء: مظنته.

وَفُلَان مَعْلَمٌ للخير، كَذَلِك.

وَكله رَاجع إِلَى الوسم والعِلْمِ.

والعاَلمُ: الْخلق كُله. وَقيل: هُوَ مَا احتواه بطن الْفلك قَالَ العجاج:

فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العَاَلمِ

جَاءَ بِهِ مَعَ قَوْله:

يَا دَارَ سَلْمَى يَا اسْلَمي ثُمَّ اسلمي

فَأَسَّسَ هَذَا الْبَيْت، وَسَائِر أَبْيَات القصيدة غير مُؤَسَّسٍ، فعاب رؤبة على أَبِيه ذَلِك، فَقيل لَهُ: قد ذهب عَنْك أَبَا الجحاف مَا فِي هَذِه، إِن أَبَاك كَانَ يهمز العألم والخأتم. يذهب إِلَى أَن الْهَمْز هَاهُنَا يُخرجهُ من التأسيس إِذْ لَا يكون التأسيس إِلَّا بِالْألف الهوائية. وَحكى اللحياني عَنْهُم: بأز، بِالْهَمْز. وَهَذَا أَيْضا من ذَلِك وَحكى بَعضهم: قوقأت الدَّجَاجَة وحلأت السويق ورثأت الْمَرْأَة زَوجهَا ولبأ الرجل بِالْحَجِّ، وَهُوَ كُله شَاذ لِأَنَّهُ لَا أصل لَهُ فِي الْهَمْز. وَلَا وَاحِد للْعالمَ من لَفظه، لِأَن عَالما جمع أَشْيَاء مُخْتَلفَة، فَإِن جعل عَالم اسْما لوَاحِد مِنْهَا صَار جمعا لِأَشْيَاء متفقة، وَالْجمع عالمُونَ وَفِي التَّنْزِيل (الحَمْدُ للهِ رَبّ العالَمِينَ) وَلَا يجمع شَيْء على فَاعل بِالْوَاو وَالنُّون إِلَّا هَذَا.

والعُلاَم: الباشق. والعُلاَّم: الْحِنَّاء. وحكاهما جَمِيعًا كرَاع بِالتَّخْفِيفِ، وَأما قَول زُهَيْر فِيمَن رَوَاهُ كَذَا:

حَتى إذَا مَا هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ وَفِي كَفِّه من رِيشِها بِتَكُ

فَإِن ابْن جني: روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي الْحُسَيْن احْمَد بن سُلَيْمَان المعبدي عَن ابْن أُخْت أبي الْوَزير عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُلامُ هُنَا: الصَّقْر. قَالَ: وَهَذَا من طريف الرِّوَايَة وغريب اللُّغَة.

والعَيْلَمُ: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَقيل: هِيَ الملحة من الركايا. وَقيل: هِيَ الواسعة.

وَرُبمَا سبّ الرجل فَقيل: يَا ابْن العَيْلَمِ، يذهبون إِلَى سعتها.

والعَيْلَمُ: الْبَحْر.

والعَيْلَمُ: المَاء الَّذِي عَلَيْهِ الأَرْض، وَقيل: العَيْلَمُ: المَاء الَّذِي علته الأَرْض يَعْنِي المندفن، حَكَاهُ كرَاع.

والعَيْلَمُ: الضفدع، عَن الْفَارِسِي.

والعَيْلامُ: الضبعان. وَفِي خبر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام " إِنَّه يحمل أَبَاهُ ليجوز بِهِ الصِّرَاط فَينْظر فَإِذا هُوَ عَيْلامٌ ".

وعُلَيمٌ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن، وَقيل هُوَ عُلَيمُ بن جناب الْكَلْبِيّ.

وعَّلامٌ وأعْلَمُ وَعبد الأعْلَم أَسمَاء. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَي شَيْء نسب عبد الأعلم.
[علم] نه: فيه: "العليم" تعالى المحيط علمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها دقيقها وجليلها على أتم الإمكان. والأيام "المعلومات" عشر ذي الحجة. وفيه: تكون الأرض يوم القيامة كقرصة النقي ليس فيها "معلم" لأحد، هو ما جعلوح: كره أن "تعلم" الصورة- مر في ص. ش: إن لم تهتد "بعلم علم"، بعلم بفتحتين، العلامة والجبل وكل شيء مرتفع. غ: "العالمون" الجن والإنس لا واحد له وأصناف الخلق كلهم، والواحد عالم، ويقال لكل دهر: عالم. و"أولم ننهك عن العالمين" عن إضافتهم. مد: أي عن أن تجير أحدًا منهم أو عن ضيافة الغرباء. غ: "بغلام "عليم"" يعلم إذا بلغ. و"أنزله "بعلمه"" أي القرآن الذي فيه علمه. و""ليعلم" الله" أي علم مشاهدة يوجب عقوبة إذ علم الغيب لا يوجبه. و""لعلم" الساعة" أي مجيء عيسى دلالة عليها، وعلم أيمة. و"أضله الله على "علم"" أي على ما سبق في علمه. و"لذو "علم"" أي عمل. "وما "يعلمان" من أحد" أي يعلمان السحر ويأمران باجتنابه. و""علم" بالقلم" أي الكتابة. و""علم" اليقين" أي لو علمتم الشيء حق علم لارتدعتم. مد: "ولا يحيطون بشيء من "علمه"" أي معلومه إلا بما شاء بما علم. واللهم اغفر "علمك" فينا، أي معلومك. ش: و"أعلم" به بعد الجهالة، بضم همزة وفتح عين وتشديد لام مكسورة. و"علمت" خزنة النار، بالتخفيف لكن التضعيف أحسن لموافقه: "وعلمك ما لم تكن تعلم". وح: "العلم" ثلاثة فريضة- يجيء في قائمة. وح: واضع "العلم"- يجيء في وضع.

علم: من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ؛ قال الله عز

وجل: وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ، وقال: عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ،

وقال: عَلاَّم الغُيوب، فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه،

وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون، لم يَزَل عالِماً ولا

يَزالُ عالماً بما كان وما يكون، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في

السماء سبحانه وتعالى، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها

دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان. وعَليمٌ، فَعِيلٌ: من أبنية المبالغة.

ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم،

كما قال يوسف للمَلِك: إني حفيظٌ عَلِيم. وقال الله عز وجل: إنَّما يَخْشَى

اللهَ من عبادِه العُلَماءُ: فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه،

وأنهمَ هم العُلمَاء، وكذلك صفة يوسف، عليه السلام: كان عليماً بأَمْرِ

رَبِّهِ وأَنه

واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان

يَقْضِي به على الغيب، فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ. وروى الأزهري عن

سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى: وإنه لذُو عِلْمٍ

لما عَلَّمْناه، قال: لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه، فقلت: يا أبا عبد

الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال: من ابن عُيَيْنةَ، قلتُ: حَسْبي. وروي عن ابن

مسعود أنه قال: ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية؛ قال

الأزهري: ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل: إنما يخشى اللهَ من عباده

العُلَماءُ. وقال بعضهم: العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم، قال: وهذا يؤيد قول ابن

عيينة.

والعِلْمُ: نقيضُ الجهل، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه، ورجل عالمٌ

وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً. قال سيبويه: يقول عُلَماء من لا

يقول إلاّ عالِماً. قال ابن جني: لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به

بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ، ولم يكن على أول

دخوله فيه، ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً، فلما خرج بالغريزة إلى

باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه، ثم حملُوا

عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء، وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ

محْلَمةٌ لصاحبه، وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ

من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم، قال ابن بري: وجمعُ عالمٍ عُلماءُ، ويقال

عُلاّم أيضاً؛ قال يزيد بن الحَكَم:

ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي،

سَواءٌ عند عُلاّم الرِّجالِ

وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً، والهاء

للمبالغة، كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين، وعُلاّم من قوم

عُلاّمين؛ هذه عن اللحياني. وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً: عَرَفْتُه. قال

ابن بري: وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه، وعَلُم وفَقُه أي

سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ. والعَلاّمُ والعَلاّمةُ: النَّسَّابةُ وهو

من العِلْم. قال ابن جني: رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة، لم تلحق الهاء

لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه، وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا

الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ، فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما

أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ، وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ

مُذَكَّراً أو مؤنثاً، يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة

عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في

المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ، كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا

لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم، وهذا

واضح. وقوله تعالى: إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه

إلا الله، وهو يوم القيامة. وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه،

وفرق سيبويه بينهما فقال: عَلِمْتُ كأَذِنْت، وأَعْلَمْت كآذَنْت،

وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم، وليس التشديدُ هنا للتكثير. وفي حديث ابن مسعود: إنك

غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى: مُعلَّم

مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه.

ويقالُ: تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ. وفي حديث الدجال: تَعَلَّمُوا أن

رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا، وكذلك الحديث الآخر: تَعَلَّمُوا أنه

ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت، كل هذا بمعنى اعْلَمُوا؛ وقال عمرو

بن معد يكرب:

تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً

قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلاب

قال ابن بري: البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار

الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل، وليس هو لعمرو بن معد

يكرب الزُّبَيدي؛ وبعده:

تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ،

وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّباب

قال: ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر؛ قال: ومنه قول

قيس بن زهير:

تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً

وقول الحرث بن وَعْلة:

فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ

قال: واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ. قال ابن السكيت: تَعَلَّمْتُ أن فلاناً

خارج بمنزلة عَلِمْتُ. وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه. وعالَمَهُ

فَعَلَمَه يَعْلُمُه، بالضم: غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه. وحكى اللحياني:

ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه؛ قال الأزهري: وكذلك كل ما كان من هذا

الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه

فضربته أضْرُبُه.

وعَلِمَ بالشيء: شَعَرَ. يقال: ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت.

ويقال: اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه،

واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه. وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه: أَتقنه.

وقال يعقوب: إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ، وإذا قيل لك

تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ؛ وأنشد:

تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ

عَلى مُتَطَيِّرٍ، وهي الثُّبُور

وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين، ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما قالوا

ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني. تقول: عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً، ويجوز

أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته. وعَلِمَ الرَّجُلَ:

خَبَرَه، وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه. وفي التنزيل: وآخَرِين مِنْ

دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم. وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ

ما هو. وأما قوله عز وجل: وما يُعَلِّمانِ مِنْ

أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ. قال الأزهري: تكلم أهل التفسير

في هذه الآية قديماً وحديثاً، قال: وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن

الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه، ويأْمران

باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه، وفي ذلك

حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل: ما الزنا وما اللواط؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم

أنه حرام، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ

باجتنابه بعد الإعلام. وذكر عن ابن الأعرابي أنه قال: تَعَلَّمْ بمعنى

اعْلَمْ، قال: ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد، قال: ومعناه أن

الساحر يأتي الملكين فيقول: أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي،

فيقولان: نَهَى عن الزنا، فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول: وعمَّاذا؟

فيقولان: وعن اللواط، ثم يقول: وعَمَّاذا؟ فيقولان: وعن السحر، فيقول:

وما السحر؟ فيقولان: هو كذا، فيحفظه وينصرف، فيخالف فيكفر، فهذا معنى

يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان، ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً،

ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً، كما أن من

عرف الزنا لم يــأْثم بأنه عَرَفه إنما يــأْثم بالعمل. وقوله تعالى: الرحمن

عَلَّم القرآن؛ قيل في تفسيره: إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر، وأما

قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل

شيء، ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً، يعني الإنسان، حتى

انفصل من جميع الحيوان.

والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ: عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر،

وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات، وأورده الجوهري منكراً فقال:

والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني. ولقِيَه أَدْنَى

عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء.

والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا، وقيل: في

أحد جانبيها، وقيل: هو أَن تنشقَّ فتَبينَ. عَلِمَ عَلَماً، فهو

أَعْلَمُ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً:

شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا، وهو الأَعْلمُ. ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في

مِشْفَرِه الأعلى، وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ، وفي الأنف

أَخْرَمُ، وفي الأُذُن أَخْرَبُ، وفي الجَفْن أَشْتَرُ، ويقال فيه كلِّه

أَشْرَم. وفي حديث سهيل بن عمرو: أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ؛ قال ابن

السكيت: العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً، والشفة

عَلْماء. والعَلَمُ: الشَّقُّ في الشفة العُلْيا، والمرأَة عَلْماء.

وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً: وَسَمَهُ. وعَلَّمَ نَفسَه

وأَعْلَمَها: وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ. ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في

الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر؛ ومنه قوله:

فَتَعَرَّفوني، إنَّني أنا ذاكُمُ

شاكٍ سِلاحِي، في الحوادِثِ، مُعلِمُ

وأَعْلَمَ الفارِسُ: جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان، فهو مُعْلِمٌ؛ قال

الأخطل:

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً،

وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ

مُعْلِمَةً، بكسر اللام. وأَعْلَم الفَرَسَ: عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر

أو أبيض في الحرب. ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً، وذلك إذا

لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك؛ قال الشاعر:

ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً

دُبَيْرِيَّةً، يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما

وقَدَحٌ مُعْلَمٌ: فيه عَلامةٌ؛ ومنه قول عنترة:

رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ

والعَلامةُ: السِّمَةُ، والجمع عَلامٌ، وهو من الجمع الذي لا يفارق

واحده إلاَّ بإلقاء الهاء؛ قال عامر بن الطفيل:

عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما

بِسَلْمَى، أو عَرَفْت بها عَلاما

والمَعْلَمُ مكانُها. وفي التنزيل في صفة عيسى، صلوات الله على نبينا

وعليه: وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة، وهي قراءة أكثر القرّاء، وقرأَ بعضهم:

وإنه لَعَلَمٌ للساعة؛ المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل

على اقتراب الساعة. ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل

بها على الطريق: أَعْلامٌ، واحدها عَلَمٌ. والمَعْلَمُ: ما جُعِلَ

عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة

عليه. وفي الحديث: تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها

مَعْلَمٌ لأحد، هو من ذلك، وقيل: المَعْلَمُ الأثر.

والعَلَمُ: المَنارُ. قال ابن سيده: والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون

بين الأرْضَيْنِ. والعَلامة والعَلَمُ: شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به

الضالَّةُ. وبين القوم أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عن أبي العَمَيْثَل

الأَعرابي. وقوله تعالى: وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ؛ قالوا:

الأَعْلامُ الجِبال. والعَلَمُ: العَلامةُ. والعَلَمُ: الجبل الطويل.

وقال اللحياني: العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ؛ قال جرير:

إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم،

حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الحَكَم

خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم،

في ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم

وفي الحديث: لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم، والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ؛

قال:

قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ،

واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوَِّضُ

قال كراع: نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال،

وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام. واعْتَلَمَ البَرْقُ: لَمَعَ في العَلَمِ؛ قال:

بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه،

بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا

خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني؛ وحكمه:

لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما

والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه. وقد أَعْلَمَه:

جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً. وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فهو

مُعْلِمٌ، والثوبُ مُعْلَمٌ. والعَلَمُ: الراية التي تجتمع إليها

الجُنْدُ، وقيل: هو الذي يُعْقَد على الرمح؛ فأَما قول أَبي صخر الهذلي:

يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً،

وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها

فإن ابن جني قال فيه: ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها، فأَشبع

الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله:

ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ

يريد بمُنْتزَح. وأَعلامُ القومِ: ساداتهم، على المثل، الوحدُ كالواحد.

ومَعْلَمُ الطريق: دَلالتُه، وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل. ومَعْلَم

كلِّ شيء: مظِنَّتُه، وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك، وكله راجع إلى الوَسْم

والعِلْم، وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً. والمَعْلَمُ:

الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق، وجمعه المَعالِمُ.

والعالَمُون: أصناف الخَلْق. والعالَمُ: الخَلْق كلُّه، وقيل: هو ما

احتواه بطنُ الفَلك؛ قال العجاج:

فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ

جاء به مع قوله:

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي

فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس، فعابَ رؤبةُ على

أبيه ذلك، فقيل له: قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه، إن أَباك كان

يهمز العالمَ والخاتمَ، يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا

يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية. وحكى اللحياني عنهم: بَأْزٌ، بالهمز،

وهذا أَيضاً من ذلك. وقد حكى بعضهم: قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحَـَّلأْتُ

السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج، وهو كله شاذ

لأنه لا أصل له في الهمز، ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء

مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة، والجمع

عالَمُون، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا، وقيل: جمع العالَم

الخَلقِ العَوالِم. وفي التنزيل: الحمد لله ربِّ العالمين؛ قال ابن

عباس: رَبِّ الجن والإنس، وقال قتادة: رب الخلق كلهم.

قال الأزهري: الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل: تبارك الذي

نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً؛ وليس النبي، صلى الله

عليه وسلم، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث

محمد، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للجن والإنس. وروي عن وهب بن منبه أنه

قال: لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم، الدنيا منها عالَمٌ واحد، وما

العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء؛ وقال الزجاج: معنى العالمِينَ كل

ما خَلق الله، كما قال: وهو ربُّ كل شيء، وهو جمع عالَمٍ، قال: ولا واحد

لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد

منها صار جمعاً لأَشياء متفقة. قال الأزهري: فهذه جملة ما قيل في تفسير

العالَم، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ

ودانَقٌ.والعُلامُ: الباشِق؛ قال الأزهري: وهو ضرب من الجوارح، قال: وأما

العُلاَّمُ، بالتشديد، فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ، وهو الصحيح،

وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف؛ وأما قول زهير فيمن رواه كذا:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها

طارَتْ، وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ

فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان

المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي قال: العُلام هنا

الصَّقْر، قال: وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة. قال ابن بري: ليس أَحد

يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي؛ قال:

...يَشْغَلُها * عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ

وأَورد ابن بري هذا البيت

(* قوله «وأورد ابن بري هذا البيت» أي قول

زهير: حتى إذا ما هوت إلخ) مستشهداً به على الباشق بالتخفيف.

والعُلامِيُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام. والعَيْلَمُ:

البئر الكثيرة الماء؛ قال الشاعر:

من العَيالِمِ الخُسُف

وفي حديث الحجاج: قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ؛ يقال:

أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ،

وقيل: العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا، وقيل: هي الواسعة، وربما سُبَّ

الرجلُ فقيل: يا ابن العَيْلَمِ يذهبون إلى سَعَتِها . والعَيْلَم: البحر.

والعَيْلَم: الماء الذي عليه الأرض، وقيل: العَيْلَمُ الماء الذي

عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن؛ حكاه كراع. والعَيْلَمُ: التَّارُّ الناعِمْ.

والعَيْلَمُ: الضِّفدَع؛ عن الفارسي. والعَيْلامُ: الضِّبْعانُ وهو ذكر

الضِّباع، والياء والألف زائدتان. وفي خبر إبراهيم، على نبينا وعليه

السلام: أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ

أَمْدَرُ؛ وهو ذكر الضِّباع.

وعُلَيْمٌ: اسم رجل وهو أبو بطن، وقيل: هو عُلَيم بن جَناب الكلبي.

وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم: أسماء؛ قال ابن دريد: ولا أَدري إلى أي شيء

نسب عبد الأعلم. وقولهم: عَلْماءِ بنو فلان، يريدون على الماء فيحذفون

اللام تخفيفاً. وقال شمر في كتاب السلاح: العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع؛

قال: ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب:

جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي، وقِدْماً

كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي

وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ

وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ

يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجْـ

ـجَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ

وقد ذكر ذلك في ترجمة عله.

علم

(عَلِمَهُ - كَسَمِعَه - عِلْمًا، بالكَسْرِ: عَرَفَه) هَكَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي كَثِيرٍ من أمَّهاتِ اللُّغَةِ، وزَادَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِر: حَقَّ المَعْرِفَةِ، ثمَّ قَوْله: هَذَا وكَذَا قَوْله فِيمَا بَعْد: وعَلِمَ بِهِ، كسَمِعَ، شَعَرَ، صَرِيحٌ فِي أنَّ العِلْمَ والمَعْرِفَةَ والشُّعُوَرَ كُلَّها بِمَعْنًى واحِدٍ، وَأَنه يَتَعَدَّى بنَفْسِه فِي المَعْنَى الأول، وبالبَاءِ إِذا استُعْمِل بمَعْنَى شَعَرَ، وَهُوَ قَرِيبٌ من كَلامِ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ.
والأكثرُ من المُحَقَقِّين يُفَرِّقُون بَيْن الكُلِّ، والعِلْمُ عِنْدَهم أعْلَى الأوْصَافِ؛ لأنَّه الَّذِي أجازُوا إطْلاقَه على اللهِ تَعالَى، وَلم يَقولُوا: عارفٌ فِي الأصَحِّ، وَلَا شاعرٌ. والفُروقُ مَذْكورُةٌ فِي مُصَنَّفاتِ أهلِ الاشتِقاقِ.
ووَقَع خِلافٌ طَويلُ الذَّيْلِ فِي العِلْمِ، حَتَّى قالَ جماعةٌ: إنَّه لَا يُحَدُّ لِظُهورِه وكَونِه من الضَّرورِيَّاتِ، وقِيلَ: لِصُعوبَتِه وعُسْرِهِ، وقِيلَ: غَيْرُ ذَلك، مِمَّا أوْرَدَه بِمالَه وعَلَيْه الإِمَام أَبُو [الْوَفَاء] ِ الحَسَنُ [بنُ مَسْعُود] اليُوسِيُّ فِي قانون العُلُوم، وأشارَ فِي الدُّرِّ المَصُون إِلَى أنَّه إنَّما يَتَعَدَّى بالباءِ؛ لأنَّه يُراعَى فِيهِ أَحْيَانًا مَعْنَى الإحاطَةِ، قَاله شَيخُنا. قُلتُ: وَقَالَ الرَّاغِبُ: " العِلْمُ: إدْراكُ الشَّيءِ بِحَقيقَتِه. وَذَلِكَ ضرْبان: إدراكُ ذاتِ الشَّيءِ، والثَّاني: الحُكْمُ على الشَّيءِ بوُجودِ شَيءٍ هُوَ مَوْجودٌ لَهُ، أَو نَفْيُ شَيءٍ هُوَ مَنْفِيُّ عَنْه، فالأولُ هُوَ المُتَعَدِّي إِلَى مَفْعولٍ واحدٍ نَحْوَ قَولِه تَعالَى: {لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ} ، والثَّانِي إِلَى مَفْعُولَيْن نَحْو قَولِهِ تَعالَى: {فَإِن علمتموهن مؤمنات} . قالَ: والعِلْمُ من وَجْهٍ ضَرْبان: نَظَرِيٌّ وعَمَلِيٌّ، فالنَّظَرِيُّ مَا إذَا عُلِمَ فقَد كَمُلَ نَحْوَ العِلْمِ بِمَوْجودَاتِ العالَم، والعَمَلِيُّ مَا لَا يَتِمُّ إلاّ بأَنْ يُعْلَمَ، كالعِلْمِ بِالعِباداتِ. وَمن وَجْهٍ آخَرَ ضَرْبان: عَقْلِيٌّ وسَمْعِيٌّ " انْتَهى. وَقَالَ المُناوِيُّ فِي التَّوقِيفِ: العِلْمُ هُوَ الاعْتِقادُ الجازِمُ الثَّابِتُ المُطابِقُ للواقِع، أَو هُوَ صِفَةٌ توجِبُ تَمْييزًا لَا يحتَمِلُ النَّقيضَ، أَو هُوَ حُصولُ صُورَةِ الشَّيءِ فِي العَقْلِ، والأولُ أخَصُّ.
وَفِي البَصائِرِ: المعْرِفَةُ إدْراكُ الشَّيءِ بِتفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأثَرِه، وَهِي أخَصُّ من العِلْمِ، والفَرْقُ بَيْنَهُما وَبَين العِلْم من وُجُوه لَفظًا ومَعْنًى. أما اللَّفْظُ ففِعلُ المَعْرِفَةِ يَقَعُ على مَفْعولٍ واحِدِ، وفِعْلُ العِلْمِ يقْتَضِي مَفْعولَيْنِ، وَإِذا وَقَعَ على مَفْعولٍ كَانَ بِمَعْنَى المعْرِفَةِ. وأمَّا من جِهَةِ المعْنى فمِنْ وُجوهٍ: أحدُها: أنَّ المعْرِفَةَ تَتَعَلَّقُ بذاتِ الشَّيء، والعِلْمُ يَتَعَلَّقُ بأحوالِه، والثَانِي: أنَّ المعرِفَةَ فِي الغالبِ تكونُ لِما غَابَ عَن القَلْبِ بَعْدَ إدْراكِه، فَإِذا أدركَه قيل: عَرَفه، بِخِلافِ العِلْم، فالمعْرِفَةُ نِسْبِةُ الذِّكْرِ النَّفْسِيِّ، وَهُوَ حُضورُ مَا كَانَ غائِبًا عَن الذَّاكِرِ، وَلِهَذَا كَانَ ضِدُّها الإنْكارَ، وضِدُّ العِلْمِ الجَهْلَ، والثَّالث: أنَّ المعْرِفَةَ عِلْمٌ لعَيْنِ الشَّيءِ مُفَصَّلاً عمَّا سِواهُ، بخِلاف العِلْمِ، فإنَّه قَد يَتعلَّقُ بالشَّيءِ مُجْمَلاً. وَلَهُم فُروقٌ أُخَرُ غَير مَا ذَكَرنا.
وقَولُه: (وعَلِمَ هُوَ فِي نَفْسِه) هَكَذا فِي سائرِ النُّسَخِ، وصَريحهُ أنَّه، كَسَمِعَ؛ لأنَّه لَمْ يَضْبِطْه، فَهُوَ كالأوَّل، وَعَلِيهِ مَشَى شَيْخُنا فِي حاشِيَتِه، فإنَّه قالَ: وإنَّه يَتَعَدَّى بنَفْسِه فِي المعْنَيَيْنِ الأَوَّلَيْن، والصَّوابُ: أنَّه من حّدِّ كَرُمَ، كَمَا هُوَ فِي المحكَمِ، ونَصُّه: وعَلُم هُوَ نَفْسُه. وسَيأْتي مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ من كَلامِ ابنِ جِنِّي قَريبًا.
(ورَجُلٌ عالِمٌ وعَليمٌ. ج: عُلَماءُ) فيهِما جَمِيعًا. قالَ سِيبويْهِ: يقولُ عُلماءُ من لَا يَقولُ إِلَّا عالِمًا.
قالَ ابنُ جِنِّي: لمَّا كانَ العِلْمُ قد يَكونُ الوصْفُ بهِ بعدَ المزاولَةِ لَهُ وطولِ الملابَسَةِ صارَ كأنَّه غَريزَةٌ، وَلم يَكُنْ على أوَّلِ دُخولِه فِيهِ، وَلَو كانَ كذلكَ لَكَانَ مُتَعَلِّمًا لَا عالِمًا، فَلَمَّا خَرَجَ بِالغَريزَةِ إِلَى بابِ فَعُلَ صَارَ عالِمٌ فِي المعْنَى، كَعَليمٍ، فَكُسِّر تَكْسيرَه، ثمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِ ضِدَّه فَقالُوا: جُهَلاءُ كعُلَماءَ، وَصَارَ عُلماءُ كَحُلَماءَ؛ لأنَّ العِلْمَ مَحْلَمَةٌ لِصاحِبِه، وعَلى ذَلِك جاءَ عَنْهُم فَاحِشٌ وفُحَشاءُ، لما كانَ الفُحْشُ من ضُروبِ الجهْلِ ونَقيضًا للحِلْمِ، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
قالَ ابنُ بَرِّيّ: (و) يُقَال فِي جَمْعِ عالِمٍ: (عُلاَّمٌ) أيْضًا، (كَجُهَّالٍ) فِي جاهِلٍ، قَالَ يَزيدُ بنُ الحَكَمِ:
(ومُسْتَرِقُ القَصائِدِ والمُضاهِي ... سَواءٌ عندَ عُلاَّمِ الرِّجالِ)

(وعَلَّمَهُ العِلْمَ تَعْليمًا وعِلاَّمًا - كَكِذَّابٍ) - فتَعَلَّمَ، ولَيْسَ التَّشْدِيدُ هُنَا للتَّكْثِير كَمَا قالَه الجوْهَرِيُّ، (وأَعلَمَه إِيَّاه فَتَعَلَّمَه) ، وَهُوَ صَريحٌ فِي أنَّ التَّعْليمَ والإعْلامَ شَيءٌ واحِدٌ، وفَرَّقَ سِيبوَيْهِ بيْنَهُما فَقَالَ: عَلَّمْتُ كَأَذَّنْتُ، وأعْلَمْتُ كَآذَنْتُ. وقالَ الرَّاغِبُ: " إِلَّا أنَّ الإعلامَ اخْتَصَّ بِمَا كَانَ بِإخْبارٍ سَريعٍ، والتَّعْليمَ اخْتَصَّ بِما يَكون بِتَكْريرٍ وتَكْثيرٍ، حِينَ يَحْصُلُ مِنْهُ أثَرٌ فِي نَفْسِ المتَعَلِّم. وَقَالَ بَعضُهم: التَّعليمُ تَنْبيهُ النَّفْسِ لِتَصَوُّر المعانِي. والتَّعلُّم: تَنبُّه النَّفْسِ لتَصَوّر ذَلِك، ورُبَّمَا اسْتُعمِل فِي مَعْنَى الإعْلام إِذا كانَ فيهِ تَكْثيرٌ نحْو قَولِه تَعالَى: {تعلمونهن مِمَّا علمكُم الله} . قَالَ: وتَعْليمُ آدَمَ الأسماءَ هوَ أنْ جَعَلَ لَهُ قُوَّةً بِها نَطَقَ ووَضَعَ أسْماءَ الأشْياءِ، وَذَلِكَ بإلقائِه فِي رُوعِه، وكَتَعْليمِه الحيواناتِ كُلَّ واحدٍ مِنْهَا فِعْلاً يَتَعاطاهُ، وصوتًا يَتَحَرَّاهُ ".
(والعَلاَّمَةُ، مُشَدَّدَةً) ، وعَلَيْهِ اقْتصَر الجَوْهَرِيُّ، (و) العَلاَّمُ (كَشَدَّادٍ وزُنَّارٍ) نَقَلَهُما ابنُ سيدَه، والأخيرُ عَن اللِّحْيانِيِّ، (والتِّعْلِمَةُ - كَزِبْرِجَةٍ - والتِّعْلامَةُ) بالكَسْرِ أيْضًا: (العاَلِمُ جِدًّا) هَكَذا قالَ الجوْهَرِيّ، زادُوا الهاءَ لِلمُبالَغَة، كأَنَّهم يُريدون بِهِ داهِيَةً. اه. من قومٍ عَلاَّمِين وعُلاَّمِين.
وَقَالَ ابنُ جِنِّي: " رَجُلٌ عَلاَّمَةٌ، وامْرَأَةٌ عَلامَةٌ لم تَلْحَقِ الهاءُ لِتَأنِيثِ الموْصوفِ بِمَا هيَ فيهِ، وإنَّما لَحِقَتْ لإعلامِ السَّامِعِ أنَّ هَذَا الموْصوفَ بِمَا هِي فيهِ قَدْ بَلَغَ الغايَةَ والنِّهايَةَ، فَجَعَلَ تَأْنِيثَ الصِّفَةِ إمَارةً لِمَا أُريدَ من تَأْنِيثِ الغايَةِ والمُبالَغةِ، وسَواءٌ كَانَ الموْصوفُ بِتلْكَ الصِّفَة مُذَكَّرًا أَو مُؤَنَّثًا، يَدُلُّ على ذَلك أنَّ الهاءَ لَو كانَت فِي نَحوِ امْراَةٍ عَلاَّمةٍ وفَرُوقةٍ ونحْوه إنَّما لحقتْ لأنَّ المرأَة مُؤَنَّثَةٌ لوَجَبَ أَن تُحْذَفَ فِي المذَكَّرِ، فَيُقالُ: رَجُلٌ فَروقٌ، كَمَا أنَّ الهاءَ فِي قائِمَةٍ وظَريفَةٍ لما لَحِقَتْ لِتَأْنيثِ الموْصوفِ حُذِفَتْ مَعَ تَذْكيرِه، فِي نَحوْ رَجُلٍ قائِمٍ وظَريفٍ، وهَذَا واضِح ".
(و) العَلاَّمةُ: والعَلاَّمُ: (النَّسَّابَةُ) ، وَهُوَ من العِلْمِ.
(وعالَمَه فَعَلَمَهُ، كَنصَرَهُ: غَلَبَهُ عِلْمًا) ، أيْ: كَانَ أعْلَمَ مِنْهُ، وحَكَى اللِّحيانِيُّ: مَا كُنْتُ أُرانِي أَن أَعْلُمَه. قالَ الأزْهَرِيُّ: وكَذلكَ كلُّ مَا كَانَ مِن هَذا البابِ بِالكَسْرِ فِي يَفْعِلُ، فَإِنَّهُ فِي بابِ المغالَبِة، يَرْجِع إِلَى الرَّفْعِ كضارَبْتُه فضَرَبْتُه أَضْرُبُه.
(وعَلِم بِهِ، كَسَمِعَ: شَعَرَ) ، يُقَال: مَا علِمْتُ بِخَبَرِ قُدومِه، أيْ: مَا شَعَرْتُ.
(و) عَلِمَ (الأمْرَ) ، إِذا (أتْقَنَهُ، كتَعَلَّمَهُ) . وَقد مّرَّ عَن بَعْضِهِم أنَّ التَّعَلُّمَ هُوَ تَنَبُّهُ النَّفْسِ لِتّصّوُّرِ المِعِاني. وقالَ يعْقُوبُ: إِذا قِيلَ لَكَ: اعْلَمْ كذَا، قُلْتَ: قَدْ عَلِمْتُ، وَإِذا قِيلَ لَكَ: تَعَلَّمْ كَذَا لَمْ تَقُلْ: قَدْ تعَلَّمْتُ، وأَنْشَدَ:
(تَعَلَّمْ أنَّهُ لَا طَيْرَ إلاّ ... على مُتَطَيِّرٍ وَهُوَ الثُّبُورُ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: لَا يُسْتَعْمَلُ تَعَلَّمْ بِمَعْنَى اعْلَمْ إلاّ فِي الأمْرِ، ومِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّال: " تَعَلَّمُوا أنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " قالَ: واسْتُغْنِيّ عَن تَعَلَّمْتُ بِعَلِمْتُ.
(والعُلْمَةُ - بالضَّمِّ - والعَلَمَةُ والعَلَمُ، مُحَرَّكَتَيْن: شَقٌّ فِي الشَّفَةِ العُلْيَا أَو فِي] إحْدَى) - كَذَا فِي النُّسَخِ - وصَوابُه: فِي أحَدِ (جانِبَيْها) ، وقِيلَ: هُوَ أَن ينشَقَّ فيَبِينَ.
وقَدْ (عَلِمَ - كفرِحَ) - عَلَمًا (فَهو أَعْلَمُ) وهِي عَلْماءُ. ومِنْ ذَلك يُقالُ لِلبَعِيرِ: أعْلَمُ، لِعَلَمٍ فِي مِشْفَرِهِ الأعْلَى، وإنْ كَانَ الشَّقُّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى فَهُوَ: أفْلَحُ، وفِي الأنْفِ: أخْرَمُ، وفِي الأُذُنِ: أخْرَبُ، وَفِي الجَفْنِ أشْتَرُ، ويُقالُ فِيه كُلِّه: أَشْرَمُ، ومِنْه قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيِّ:
(أنَا المِيمُ والأيّامُ أفْلحُ أَعْلَمُ ... )
(وعَلَمَهُ - كَنَصَرَهُ، وضَرَبَهُ) - عَلْمًا: (وسَمَهُ) . ويُقالُ: عَلَمْتُ عِمَّتِي أَعْلِمُها عَلْمًا، وذَلك إذَا لُثْتَها على رَأسِك بِعَلامَةٍ تُعْرَفُ بِهَا عِمَّتُكَ، قالَ:
(ولُثْنَ السُّبوبَ خِمْرَةً قُرْشِيَّةً ... دُبَيْرِيَّةً يَعْلِمْنَ فِي لَوْثِهَا عَلْمَا)

(و) عَلَمَ (شَفَتَه يَعْلِمُهَا) عَلْمًا: (شَقَّهَا) ، فَهُوَ أعْلَمُ، والشَّفَةُ عَلْمَاءُ.
(وأَعْلَمَ الفَرَسَ) إِعْلامًا: (عَلَّقَ عَلَيْهِ صُوفًا مُلَوَّنًا) أحْمَرَ وأَبْيَضَ (فِي الحَرْبِ) .
(و) أَعْلَمَ (نَفْسَهُ) ، إذَا (وَسَمَهَا بِسِيمَا الحَرْبِ) إذَا عُلِمَ مَكانُهُ فِيها. وأعْلَمَ حَمْزَةُ يَومَ بَدْرٍ، ومِنْهُ قَولُه:
(فَتَعرَّفونِي أنَّنِي أَنا ذاكُمُ ... شَاكٍ سِلاحِي فِي الحَوادِثِ مُعْلِمُ)

وقالَ الأخْطَلُ: (مَا زَالَ فِينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً ... وَفِي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤْمِ والعارِ)

هكذَا رُوِيَ: بِكَسْرِ اللاَّمِ.
(كعَلَّمَها) تَعْلِيمًا.
(والعَلامَةُ: السِّمَةُ، كالأُعْلُومَةِ، بِالضَّمِّ) عَن أبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيّ، يُقالُ: بَيْنَ القَوْمِ أُعْلُومَةٌ، أيْ: عَلامَةٌ (ج: أَعْلامٌ) ، وَهُوَ مِنَ الجَمْعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَه إِلَّا بِإلْقاءِ الهاءِ؛ قالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(عَرَفْتُ بِجَوِّ عَارِمَةَ المُقَامَا ... بِسَلْمَى أَو عَرَفْتُ بِها عَلامَا)

وأمَّا جَمْعُ الأُعْلُومَةِ: فأعاليمُ، كأَعاجِيبَ.
(و) العَلامَةُ، (الفَصْلُ) يَكونُ (بَيْنَ الأَرْضَيْن) .
(و) أَيضًا: (شَيءٌ مَنْصوبٌ فِي الطَّرِيقِ) . ونَصُّ المُحْكَم فِي الفَلَواتِ (يُهْتَدَى بِهِ) ونَصُّ المُحْكَمِ: تَهْتَدِي بِهِ الضَّالَّةُ، (كالعَلَمِ فِيهِما) ، بالتَّحْرِيكِ. ويُقالُ لِمَا يُبْنَى فِي جَوادِّ الطَّرِيقِ مِنَ المَنازِلِ يُسْتَدَلُّ بهَا على الأرْضِ: أعْلامٌ، واحِدُها: عَلَمٌ.
وأَعلامُ الحَرَمِ: حُدُودُه المَضْرُوبَةُ عَلَيْهِ. (والعَلَمُ، مُحَرَّكةً: الجَبَلُ الطَّويلُ (أوْ عامٌّ) عَن اللِّحْيانِيّ، قَالَ جَرير:
(إِذا قَطَعْنَ عَلَمًا بَدَا عَلَمْ ... حَتى تَنَاهَيْنِ بِنَا إِلَى الحَكَمْ)

(خَلِيفَةِ الحَجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَمْ ... فِي ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَمْ)

(ج: أعلامٌ، وعِلامٌ) ، بِالكَسْرِ، قالَ:
(قَدْ جُبْتَ عَرْضَ فَلاتِها بِطِمِرَّةٍ ... واللَّيْلُ فَوقَ عِلامِهِ مُتَقَوِّضُ)

قَالَ كُراعٌ: نَظِيره جَبَلٌ وأجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأجْمَالٌ وجِمَالٌ، وقَلَمٌ وأقْلامٌ وقِلاَمٌ. وشاهِدُ الأعْلامِ قَوْلُه تَعالَى: {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت فِي الْبَحْر كالأعلام} .
(و) العَلَمُ: (رَسْمُ الثَّوْبِ ورَقْمُهُ) فِي أطْرافِهِ.
(و) العَلَمُ: (الرَّايَةُ) الَّتِي يَجْتَمِعُ إلَيْها الجُنْدُ، (و) قِيلَ: هُوَ (مَا يُعْقَدُ عَلَى الرُّمْحِ) ، وإيَّاه عَنى أَبُو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ مُشْبِعًا الفَتْحَةَ حَتَّى حَدَثَتْ بَعدَها ألِفٌ فِي قَولِه:
(يُشَجُّ بِها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفًا ... وأمَّا إذَا يَخْفَى مِنَ أرْضٍ عَلامُها)

قَاله ابنُ جِنِّي.
(و) من المَجازِ: العَلَمُ (سَيِّدُ القَوْمِ، ج: أعْلامٌ) ، مَأْخوذٌ من الجَبَلِ أَو الرَّايَةِ.
(ومَعْلَمُ الشَّيء، كَمَقْعَدٍ: مَظِنَّتُه) ، يُقالُ هُوَ: مَعْلَمٌ للخَيْر مِنْ ذَلِكَ.
(و) المَعْلَمُ: (مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ) على الطَّرِيقِ من الأَثَرِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: (تَكونُ الأرْضُ يَوْمَ القِيامَةِ كقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيها مَعْلَمٌ لأحَدٍ) ، والجَمْعُ: المَعالِمُ، (كالعُلاَّمَةِ - كَرُمَّانَةٍ -) . (والعَلْمُ) ، بِالفَتْحِ، وعَلى الأخِيرِ قِراءَةُ منْ قَرَأَ: {وَإنَّهُ لعلم للساعة} ، أيْ: أنَّ ظُهورَ عيسَى ونُزولَه إِلَى الأرضِ عَلامةٌ تَدُلُّ على اقْتِرابِ السَّاعَةِ.
(والعَالَمُ) ، بِفَتْحِ اللاَّمِ، وإنَّما لمْ يَضْبِطْه لشُهْرته، وقالَ الأزْهَرِيُّ: هُوَ اسْمٌ بُنِيَ على مِثالِ فاعَلٍ، كخَاتَمٍ وطابَقٍ ودانَقٍ، انْتَهى. وحَكَى بَعضُهم: الكَسْرَ أيْضًا، كَمَا نَقلَه شَيْخُنا، وكانَ العَجَّاجُ يَهْمِزه.
(الخَلْقُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غَيْرُه: (كُلُّه) وَهُوَ المَفْهومُ مِن سِياقِ قَتادَةَ (أَو مَا حَوَاهُ بَطْنُ الفَلَكِ) من الجَواهِرِ والأعْراضِ، وَهُوَ فِي الأصْلِ اسْمٌ لِمَا يُعْلَم بِه، كالخَاتَمِ لِمَ يُخْتَمُ بِهِ. فالعَالَمُ آلَةٌ فِي الدّلالة على مُوجِدِه، ولِهذَا أحالَنَا عَلَيه فِي مَعْرِفَةِ وَحْدانِيَّته، فَقَالَ: {أولم ينْظرُوا فِي ملكوت السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وقالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: العَالَمِ عالَمَانِ: كَبيرٌ وَهُوَ الفَلَكُ بِمَا فِيهِ، وصَغيرٌ وَهُوَ الإنْسانُ، لأنَّه على هَيْئَةِ العَالَمِ الكَبيرِ، وفِيه كُلُّ مَا فِيه " قُلْتُ: وإليْه أشَارَ القائِلُ:
(أتحْسِبُ أنَّك جِرْمٌ صَغيرٌ ... وفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأكبَرُ)

وقالَ شَيْخُنَا: سُمِّي الخَلْقُ عالَمًا لأنَّه عَلامةٌ على الصَّانِعِ، أَو تَغْلِيبًا لِذَوِي العِلْمِ، وعَلى كُلٍّ هُوَ مُشْتَتقٌّ من العِلْمِ لَا مِن العَلامَةِ، وإنْ كانَ لِذَوِي العِلْمِ فَهُوَ من العِلْمِ، والحَقُّ أنَّه من العِلْمِ مُطْلَقا، كمَا فِي العَنايَةِ. وقالَ بَعْضُ المُفَسِّرين: العَالَمُ مَا يُعْلَمُ بِهِ، غَلَب على مَا يُعْلَمُ بِهِ الخالِقُ، ثُمَّ على العُقَلاءِ من الثّقَلَيْنِ، أوالثَّقَلَيْنِ، أَو المَلَكِ والإنْسِ. واخْتارَ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ أنَّه يُطْلَقُ على كُلِّ جِنْسٍ، فَهُوَ للقَدْرِ المُشْتَرَكِ بَيْنَ الأجْناسِ، فيُطْلَقُ على كُلِّ جِنْسٍ، وعَلى مَجْموعها، إلاّ أنَّه موْضوعٌ لِلمجْموعِ، وإلاَّ لَمْ يُجْمَعْ. قالَ الزَّجَّاجُ: " وَلَا واحِدَ للعَالَمِ مِنْ لَفْظِهِ؛ لأَنَّ عالَمًا جَمْعُ أشْياءَ مُخْتَلِفَةٍ، فَإِن جُعِلَ عالَمٌ اسْمًا لِواحِدٍ مِنْهَا صَار جَمْعًا لأشْياءَ مُتَّفِقَةٍ " والجَمْعُ عَالَمُونَ. قالَ ابنُ سِيدَه: " وَلَا يُجْمَعُ) شَيءٌ على (فَاعل بِالواوِ والنُّون غَيرُه) ، زادَ غَيْرُه: (وغَيْرُ ياسَمٍ) ، واحِدُ الياسَمينَ، على مَا سَيَأْتِي. وقيلَ: جَمْعُ العالَمِ: الخَلْقِ: العَوالِمُ. وَفِي البَصائِرِ: " وأمّا جَمْعُه فلأَنَّ كُلَّ نَوْعٍ من هَذه المَوْجوداتِ قَدْ يُسَمَّى عَالَمًا، فيُقال: عالَمُ
الإنْسانِ، وعالَمُ النَّارِ، وقَدْ رُوِي أنَّ اللهِ تَعالَى بِضْعَةَ عَشَرَ ألفَ عالَم. وأمّا جَمعُه جَمْعَ السَّلامَةِ فَلِكَوْنِ النَّاسِ فِي جُمْلَتِهِم. وقِيل: إنَّما جُمِعَ بِهِ هذَا الجَمْعُ؛ لأنَّه عَنَى بِهِ أصْنافَ الخَلائِقِ، من المَلائِكَةِ والجِنِّ والإنْسِ، دونَ غَيْرِها، رُوي هَذا عَن ابنِ عبَّاسٍ. وقالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: عَنَى بِهِ النَّاسَ وجَعَلَ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُم عَالَمًا. قُلْتُ: الَّذِي رُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ فِي تَفْسيرِ: " رَبِّ العالَمِين " أَي رَبِّ الجِنِّ والإنْسِ، وقالَ قَتادَةُ: رَبُّ الخَلْقِ كُلِّهم. قالَ الأزْهَرِيُّ: " والدَّليلُ على صِحَّةِ قَوْلِ ابنِ عبَّاسٍ قولُه عَزَّ وجَلّ: {ليَكُون للْعَالمين نذيرا} ، ولَيْسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَذِيرًا لِلْبَهائِمِ وَلَا للمَلائِكَةِ، وهم كُلُّهم خَلْقُ اللهِ، وإنَّمَا بُعِثَ نَذيرًا لِلْجِنِّ والإنْسِ. وقَوْلُه: وَقد رُوِي قُلْتُ: هَذَا قد رُوِى عَن وَهْبِ بنِ مُنَبِّه أنَّه ثَمانِيةَ عشرَ ألفَ عَالَمٍ، الدُّنْيا مِنها عَالَمٌ واحِدٌ، وَمَا العُمْرانُ فِي الخَرابِ إلاّ كَفُسطاط فِي صَحْراءَ ".
(وتَعَالمَهُ الجَميعُ) ، أَي: (عَلِمُوهُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(والأيّامُ المَعْلومَاتُ: عَشْرٌ) منْ ذِي الحِجَّةِ، آخِرُها يَوْمُ النَّحْرِ، وقَدْ تَقَدَّمَ تَعْليلُه فِي المعْدودَاتِ.
(و) العُلامُ، (كغُرابٍ، وزُنَّارٍ: الصَّقْرُ) عَن ابنِ الأعْرابِيّ، واقْتَصَر على التَّخْفيفِ، وَبِه فُسِّر قَولُ زُهَيْرٍ فِيمَن رَواه كَذَا:
(حَتَّى إِذا مَا رَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ وَفِي كَفِّهِ من رِيشِها بِتَكُ)

قَالَ ابنُ جِنِّي: " رُوِيَ عَن أبِي بَكْرٍ مُحمّدِ بنِ الحَسنِ، عَن أبِي الحُسيْنِ أحمدَ ابنِ سُلَيْمانَ المَعْبَدِيَّ، عَن ابنِ أُخْتِ أبِي الوَزيرِ، عَن ابنِ الأعْرابِيّ، قَالَ: العُلامُ هُنا الصَّقْرُ، قالَ: وهَذا مِن طَرِيفِ الرِّوايَةِ وغَريبِ اللُّغَةِ ".
وقِيلَ: هُوَ (البَاشِقُ) ، حَكاهُ كُراعٌ، واقْتَصَر على التَّخْفِيفِ أَيْضا.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: هُوَ بِالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ من الجوارِحِ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلطَّائِيِّ:
... ... ... ... . يَشْغَلُهَا ... عَن حَاجَةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ)

وقالَ: هوَ البَاشِقُ إِلَّا أنّه رَواه بالتَّخْفِيفِ.
(والعُلامِيُّ، بِالضَّمِّ) والتَّخْفِيفِ وياءِ النِّسْبَةِ: (الخفِيفُ الذَّكِيُّ) من الرِّجالِ، مَأْخوذٌ من العُلامِ.
(و) العُلاَّمُ، (كَزُنَّارٍ: الحِنَّاءُ) رُوِيَ ذَلِك عَن ابنِ الأعْرابِيّ، وَهُوَ الصَّحيحُ، وحَكاهُ كُراعٌ بِالتَّخْفِيفِ أيْضًا.
(و) العَلاَّمُ، (كَشَدَّادٍ: اسْم) رَجُل، وكَذا أَبُو العَلاَّمِ.
(والعَيْلَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (البَحْرُ) . والجمْعُ: العَيالِمُ.
(و) العَيْلَمُ أيْضًا: (الماءُ الَّذِي عَليهِ الأرْضُ) . وَقيل: عَلَتْه الأرْضُ، وَهُوَ المُنْدَفِنُ، حَكاهُ كُراعٌ.
(و) أيْضًا: (التَّارُّ النّاعِمُ) نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
(و) أيْضًا: (الضِّفْدِعُ) ، عَن الفارِسِيِّ.
(و) أيْضًا: (البِئْرُ) : وَفِي الصِّحاح: الرَّكِيَّةُ (الكثَيرةُ الماءِ) .
والجمْعُ عَيالِيمُ، قَالَ أَبُو نُوَاس:
(قَلَيْذَمٌ من العَيالِيمِ الخُسُفْ ... )
(أَو المِلْحَةُ) من الرَّكَايَا.
(و) عَيْلَمٌ: (اسْم) رَجُل.
(و) العَيْلَمُ: (الضَّبُعُ الذَّكَرُ، كالعَيْلامِ) ، وَفِي خَبَرِ إبراهيمَ، عَلَيْه السَّلامُ: " أَنه يحمِلُ أباهُ لِيَجوزَ بِهِ الصِّراطَ، فَيَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ عَيْلامٌ أمْدَرُ ".
(والعَلْماءُ) : اسمُ (الدِّرْع) ، نَقَلَه شَمِرٌ فِي كِتابِ السِّلاحِ، قالَ: ولَم أسْمَعْه إلاّ فِي بَيْتِ زُهَيْرِ بنِ جَنَابٍ:
(جَلَّحَ الدَّهْرُ فانْتَحَى لِي وقِدْمًا ... كانَ يُنْحِي القُوَى على أمْثالِي)

(وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأرْ وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ)

(يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ فِي اللُّجْ ... جَةِ والعُصْمَ فِي رُؤُوسِ الجِبالِ)

(واعْتَلَمَهُ: عَلِمَهُ) هُوَ افْتَعَلَ من العِلْمِ.
(و) اعْتَلَمَ (الماءُ: سَالَ) على الأرْض.
(وكزُبَيْرٍ) : عُلَيْمٌ: (اسْم) رَجُل، وَهُوَ أَبُو بَطْنٍ هُوَ عُلَيمُ بنُ جَنابٍ أَخُو زُهَيْرٍ من بَنِي كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
(وعَلَمَيْنُ العُلماءِ: أرْضٌ بِالشَّامِ) .
(وعَلَمُ السَّعْدِ: جَبَلٌ قُرْبَ دُوْمَة) ، ودُومَةُ قد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
[] ومِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
من صِفاتِ اللهِ، عَزَّ وجَلّ: العَليمُ، والعالِمُ، والعَلاَّمُ، وَهُوَ العالِمُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكونُ قَبْلَ كَوْنِهِ، وبِما يَكونُ ولَمَّا يَكُنْ بَعْدُ قَبْلَ أنْ يَكونَ، لَمْ يَزَلْ عالِمًا وَلَا يَزالُ عالِمًا بِمَا كانَ وَمَا يَكونُ، وَلَا تَخْفَى عَليه خافِيةٌ فِي الأرْضِ وَلَا فِي السَّماءِ، سُبْحانَهُ وتَعالَى، أحاطَ عِلْمَهُ بِجَميعِ الأشْياءِ: باطِنِها وظاهِرِها، دَقِيقِها وجَليلِها، على أتَمِّ الإمْكانِ. وعَليمٌ: فَعيلٌ فِي أبْنِيَةِ المُبالَغَةِ.
وقَدْ يُطْلَق العِلْمُ ويُرادُ بِهِ العَمَلُ، وبِه فَسَّرَ أَبُو عبدِ الرَّحْمنِ المُقْرئُ قَولَه تَعالَى: {وَإنَّهُ لذُو علم لما علمناه} قَالَ: لَذُو عَمَلٍ، رَواهُ الأزْهَرِيُّ عَن سَعْدِ ابنِ زيْدٍ عَنهُ، وَفِيه: فَقُلت: يَا أَبَا عبدِ الرّحمن مِمَّن سَمِعْتَ هَذا؟ قَالَ: من ابنِ عُيَيْنَةَ، قُلتُ: حَسْبِي، قَالَ: وممَّا يُؤَيِّدُ هَذَا القَولَ مَا قَالَه بَعْضُهم: العالِمُ: الَّذِي يَعْمَلُ بِمَا يَعْلَم. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وتَقول عَلِمَ وفَقِهَ أيْ: تَعَلَّمَ وتَفَقَّهَ، وعَلُمَ وفَقُهَ أيْ سادَ العُلَماءَ والفُقَهاءَ.
والمُعَلَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: المُلْهَمُ لِلصَّوابِ وللخَيْرِ.
ويُقالُ: اسْتَعْلَمَنِي خَبَر فُلانٍ فأَعْلَمْتُه إِيَّاه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وأجَازُوا عَلِمْتُنِي، كَمَا قَالُوا: رَأَيْتُنِي وحَسِبْتُنِي وظَنَنْتُنِي.
ولَقِيتُه أَدنَى عِلْمٍ، أَي قَبْلَ كُلِّ شَيء.
وقَدَحٌ مُعْلَمٌ، كَمُكْرَمٌ: فِيهِ عَلامَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَمِ ... )
والعَلَمُ، مُحَرَّكَةً: العَلامَةُ والأثَرُ، والمَنارَةُ.
واعْتَلَمَ البَرقُ: إِذا لَمَع فِي العَلَم قالَ:
(بَلْ بُرَيْقًا بِتُّ أرْقُبُه ... لَا يُرَى إلاَّ إِذَا اعْتَلَمَا) وأَعْلَمَ الثَّوْبَ: جَعَل فِيهِ عَلامَةً.
وأعلَمَ الحافِرُ البِئْرَ: إِذا وَجَدَها كَثِيرَةَ المَاءِ. وَمِنْه قَولُ الحَجَّاج لِحافِر البِئْرِ: أخْسَفْتَ أمْ أعْلَمْتَ؟
ومَعْلَمُ الطَّرِيق: دَلالَتُه.
وأعلَمْتُ عَلى مَواضِع كذَا مِن الكِتابِ عَلامةً.
والعُلاَّمُ: كَزُنَّارٍ، لُبُّ عَجَمِ النَّبِقِ.
والعَيْلَمُ: البِئرُ الواسِعَةُ، ورُبَّما سُبَّ الرَّجلُ فقِيل: يَا ابْنَ العَيْلَمِ! ، يَذْهَبون إِلَى سَعَتِها.
وأعلَمُ وعَبْدُ الأعْلَمِ: اسْمَان. قَالَ ابْنُ دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّ شَيءٍ نُسِبَ عَبْدُ الأعْلَمِ.
وقَوْلُهم: عَلْماءِ بَنُو فُلان، يُريدُونَ: عَلى الماءِ، حُذِفَت اللاَّمُ تَخْفِيفًا، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والوَقْتُ المَعْلومُ: القِيامَةُ.
وبَنُو عُلَيْمٍ أَيْضا: بَطْنٌ فِي باهِلَةَ. وَهُوَ عُلَيمُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ مَعْنٍ، مِنْهُم: نُبَيْشَةُ بنُ جُنْدُبِ بنِ كَلْبِ بنِ عُلَيْمٍ، جَدُّ مُعاوِيَةَ بنِ بَكْرِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ مَظْهَرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
ويَحْيَى بنُ مُحمّدِ بنِ عُلَيْمٍ العُلَيْمِيُّ القُرَشِيُّ، وعمرُ بنُ محمدِ بنِ العُلَيْم الدِّمَشْقِيُّ: مُحدِّثانِ.
وَأَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرَوَيْهِ ابنِ عَلَمٍ الصَّفَّارُ العَلَمِيُّ إِلَى جَدِّهِ: مُحدّثٌ بَغْدادِيٌّ، رَوَى عَن عَبْدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنْبَلٍ.
والعَلَمِيُّونَ بِالمَغْرِبِ بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ، نُسِبُوا إِلَى جَبَلِ العَلَمِ، نزل جَدُّهم هُناك.
وَفِي بَيْتِ المَقْدِسِ: إِلَى جَدِّهِمْ عَلَمِ الدّينِ سُليمان الحاجِبِ، وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ.
وَذُو العَلَمَيْنِ: عامِرُ بنُ سَعِيدٍ؛ لِأَنَّهُ تَوَلَّى دِيوانَ الخَراجِ والحَبْسِ للمأمونِ، نَقلَه الثَّعالِبيُّ.
وعَلاَمةُ، كَسَحابَةٍ، بَطْنٌ من لَخْمٍ، إِلَيْهِ نُسِبَ القَاضِي تاجُ الدّين عُمرُ بنُ عَبدِ الوَهَّابِ بنِ خَلَفٍ العَلاَمِيُّ الشَّافِعِيُّ، المَعْروفُ بابْنِ بِنْتِ الأعَزِّ.
وعُلَيْمُ بنُ قُعَيْرٍ الكِنْدِيُّ تابِعِيٌّ، عَن سَلمَانَ، وَقد ذُكِرَ فِي الرَّاءِ.
والأَعْلَمُ: كُورةٌ كَبِيرةٌ بَيْن هَمَذانَ وزَنْجانَ، من نَواحِي الجِبَالِ يُسَمِّيها العَجَمُ: أَلَمْر، وقَصَبَةُ هذهِ الكورَةِ دَرْكَزِينُ، مِنْهَا: عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحمّدِ بنِ عبْدِ الواحِدِ الأعْلَمِيُّ الفَرَمَانِيُّ، فقيهٌ مُقيمٌ بالمَوْصِلَ، رَوَى شَيْئًا من الحَديثِ. والمَعْلُومِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الخَوارِجِ.
(علم) : أَعْلمْتُ شَفَتَه: مثل عَلَمْتُها.
علم: {العالمين}: أصناف الخلق. {كالأعلام}: الجبال. واحدها: علم.
ع ل م

ما علمت بخبرك: ما شعرت به. وكان الخليل علاّمة البصرة. وتقول: هو من أعلام العلم الخافقه، ومن أعلام الدّين الشاهقه. وهو معلم الخير ومن معالمه أي من مظانّه. وخفيت معالم الطريق أي آثارها المستدلّ بها عليها. وفارس معلم. وتعلّم أن الأمر كذا أي اعلم. قال:

تعلّم أنه لا طير إلاّ ... على متطيّر وهو الثّبور
(علم) فلَان علما انشقت شفته الْعليا فَهُوَ أعلم وَهِي عُلَمَاء (ج) علم وَالشَّيْء علما عرفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ} وَالشَّيْء وَبِه شعر بِهِ ودرى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي} وَالشَّيْء حَاصِلا أَيقَن بِهِ وَصدقه تَقول علمت الْعلم نَافِعًا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِن علمتموهن مؤمنات} فَهُوَ عَالم (ج) عُلَمَاء
علم
العِلْمُ: إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان:
أحدهما: إدراك ذات الشيء.
والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفيّ عنه.
فالأوّل: هو المتعدّي إلى مفعول واحد نحو:
لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
[الأنفال/ 60] .
والثاني: المتعدّي إلى مفعولين، نحو قوله:
فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ
[الممتحنة/ 10] ، وقوله: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى قوله:
لا عِلْمَ لَنا فإشارة إلى أنّ عقولهم طاشت. والعِلْمُ من وجه ضربان: نظريّ وعمليّ.
فالنّظريّ: ما إذا علم فقد كمل، نحو: العلم بموجودات العالَم.
والعمليّ: ما لا يتمّ إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات.
ومن وجه آخر ضربان: عقليّ وسمعيّ، وأَعْلَمْتُهُ وعَلَّمْتُهُ في الأصل واحد، إلّا أنّ الإعلام اختصّ بما كان بإخبار سريع، والتَّعْلِيمُ اختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المُتَعَلِّمِ. قال بعضهم: التَّعْلِيمُ:
تنبيه النّفس لتصوّر المعاني، والتَّعَلُّمُ: تنبّه النّفس لتصوّر ذلك، وربّما استعمل في معنى الإِعْلَامِ إذا كان فيه تكرير، نحو: أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ
[الحجرات/ 16] ، فمن التَّعْلِيمُ قوله: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ
[الرحمن/ 1- 2] ، عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق/ 4] ، وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا
[الأنعام/ 91] ، عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ [النمل/ 16] ، وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ [البقرة/ 129] ، ونحو ذلك. وقوله:
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة/ 31] ، فتَعْلِيمُهُ الأسماء: هو أن جعل له قوّة بها نطق ووضع أسماء الأشياء وذلك بإلقائه في روعه وكَتعلِيمِهِ الحيوانات كلّ واحد منها فعلا يتعاطاه، وصوتا يتحرّاه قال: وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً
[الكهف/ 65] ، قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً
[الكهف/ 66] ، قيل: عنى به العِلْمَ الخاصّ الخفيّ على البشر الذي يرونه ما لم يعرّفهم الله منكرا، بدلالة ما رآه موسى منه لمّا تبعه فأنكره حتى عرّفه سببه، قيل: وعلى هذا العلم في قوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ [النمل/ 40] ، وقوله تعالى: وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [المجادلة/ 11] ، فتنبيه منه تعالى على تفاوت منازل العلوم وتفاوت أربابها. وأما قوله:
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
[يوسف/ 76] ، فَعَلِيمٌ يصحّ أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر، ويكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيها أنه بالإضافة إلى الأوّل عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله: عَلِيمٌ عبارة عن الله تعالى وإن جاء لفظه منكّرا، إذ كان الموصوف في الحقيقة بالعليم هو تبارك وتعالى، فيكون قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف/ 76] ، إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كلّ واحد بانفراده، وعلى الأوّل يكون إشارة إلى كلّ واحد بانفراده. وقوله: عَلَّامُ الْغُيُوبِ
[المائدة/ 109] ، فيه إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية.
وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ
[الجن/ 26- 27] ، فيه إشارة أنّ لله تعالى علما يخصّ به أولياءه، والعَالِمُ في وصف الله هو الّذي لا يخفى عليه شيء كما قال: لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ [الحاقة/ 18] ، وذلك لا يصحّ إلا في وصفه تعالى. والعَلَمُ: الأثر الذي يُعْلَمُ به الشيء كعلم الطّريق وعلم الجيش، وسمّي الجبل علما لذلك، وجمعه أَعْلَامٌ، وقرئ: (وإنّه لَعَلَمٌ للسّاعة) وقال: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الشورى/ 32] ، وفي أخرى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الرحمن/ 24] . والشّقّ في الشّفة العليا عَلَمٌ، وعلم الثّوب، ويقال: فلان عَلَمٌ، أي: مشهور يشبّه بعلم الجيش. وأَعْلَمْتُ كذا:
جعلت له علما، ومَعَالِمُ الطّريق والدّين، الواحد مَعْلَمٌ، وفلان معلم للخير، والعُلَّامُ: الحنّاء وهو منه، والعالَمُ: اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض، وهو في الأصل اسم لما يعلم به كالطابع والخاتم لما يطبع به ويختم به، وجعل بناؤه على هذه الصّيغة لكونه كالآلة، والعَالَمُ آلة في الدّلالة على صانعه، ولهذا أحالنا تعالى عليه في معرفة وحدانيّته، فقال: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 185] ، وأمّا جمعه فلأنّ من كلّ نوع من هذه قد يسمّى عالما، فيقال: عالم الإنسان، وعالم الماء، وعالم النّار، وأيضا قد روي: (إنّ لله بضعة عشر ألف عالم) ، وأمّا جمعه جمع السّلامة فلكون النّاس في جملتهم، والإنسان إذا شارك غيره في اللّفظ غلب حكمه، وقيل: إنما جمع هذا الجمع لأنه عني به أصناف الخلائق من الملائكة والجنّ والإنس دون غيرها. وقد روي هذا عن ابن عبّاس . وقال جعفر بن محمد: عني به النّاس وجعل كلّ واحد منهم عالما ، وقال : العَالَمُ عالمان الكبير وهو الفلك بما فيه، والصّغير وهو الإنسان لأنه مخلوق على هيئة العالم، وقد أوجد الله تعالى فيه كلّ ما هو موجود في العالم الكبير، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
[الفاتحة/ 1] ، وقوله تعالى:
وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ [البقرة/ 47] ، قيل: أراد عالمي زمانهم. وقيل: أراد فضلاء زمانهم الذين يجري كلّ واحد منهم مجرى كلّ عالم لما أعطاهم ومكّنهم منه، وتسميتهم بذلك كتسمية إبراهيم عليه السلام بأمّة في قوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً [النحل/ 120] ، وقوله: أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ [الحجر/ 70] .
علم
علَمَ يَعلُم، عَلْمًا، فهو عالِم، والمفعول مَعْلوم
• علَم الإنسانَ أو الحيوانَ: وسمَه بعلامةٍ يُعرف بها "علَم الأخطاءَ بالقلم الأحمر- علَمت طفلَها بشامةٍ في كتفه". 

علِمَ/ علِمَ بـ يَعلَم، عِلْمًا، فهو عالِم، والمفعول معلوم
• عَلِم الشَّخصُ الخبرَ/ علِمَ الشَّخصُ بالخبر: حصلتْ له حقيقة العِلْم، عرفه وأدركه، درى به وشعر "علِم بقدوم ولده- عالم الغيب هو الله- خبرٌ معلومٌ للجميع- {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ}: لا تعرفونهم- {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} " ° الوقت المعلوم: القيامة- علِم علمَ اليقين: تأكَّدَ، كان على معرفةٍ لا شكَّ فيها.
• علِم الشَّيءَ حاصلاً: أيقن به وصدَّقه "علمْت الجهلَ مُضِرًّا- {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} ". 

أعلمَ يُعلم، إعلامًا، فهو مُعلِم، والمفعول مُعلَم
• أعلمه الأمرَ/ أعلمه بالأمر: أخبره به وعرَّفه إيّاه، أطلعه عليه "أعلمه بما حدث- أعلمه نتيجة الامتحان- {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا أَعْلَمْتَنَا} [ق] " ° الخيل أعلم بفرسانها [مثل]: يُضرب في الاستعانة بمن خبر الأمور وعرفها على حقيقتها. 

استعلمَ/ استعلمَ عن يستعلم، استعلامًا، فهو مُستعلِم، والمفعول مُستعلَم
• استعلمَ فلانًا الأمرَ/ استعلم فلانًا عن الأمر: طلب منه معرفته، استخبره إيّاه "استعلم أستاذَه عن النَّتيجة".
• استعلم فلانٌ عن الأمر: استخبر عنه، طلب معلوماتٍ عنه "استعلم عن صحَّة صديقه- استعلم عن القرار الجديد- استعلم الشُّرطي عن القاتل". 

تعالمَ/ تعالمَ على يتعالم، تعالُمًا، فهو مُتعالِم، والمفعول مُتعالَم عليه
• تعالم الشَّخصُ: ادَّعى أو أظهر العِلْم والمعرفة "لا تتعالَمْ في حضور العلماء- لا تكنْ متعالِمًا".
• تعالم على زملائه: تباهى وتفاخر بالعلم عليهم. 

تعلَّمَ يتعلَّم، تعلُّمًا، فهو مُتعلِّم، والمفعول مُتعلَّم
• تعلَّم الحِسابَ: مُطاوع علَّمَ/ علَّمَ على: اكتسبه، عرفه وأتقنه "تعلَّم القيادةَ/ فنونَ القتال- رجلٌ متعلِّم- تَعلَّم فليس المرءُ يولد عالِمًا ... وليس أخو عِلْم كمن هو جاهلُ- خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ [حديث]- {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ} " ° أُمِّيَّة المتعلِّمين: جهلهم بما ينبغي معرفته- أنصاف المتعلِّمين: ذوو المعرفة السطحيّة. 

تعولمَ يَتَعَوْلم، تَعَوْلُمًا، فهو مُتَعولِم
• تعولم الاقتصادُ: أُضْفِيَ عليه الطّابع العالميّ.
• تعولمت الدَّولةُ: انتهجت سياسة العولمة. 

علَّمَ/ علَّمَ على يعلِّم، تعليمًا، فهو مُعلِّم، والمفعول مُعلَّم
• علَّم الشّيءَ/ علَّم على الشّيء: وضع عليه علامة "علَّم مقطعًا في الكتاب- علَّم على فقرة/ أسماء الغائبين- علَّم كلبَه بعلامة في رقبته".
• علَّمه القراءةَ: جعله يعرفها، فهَّمه إيّاها "علَّمه الكتابةَ- علَّمه الرِّمايةَ: درَّبه عليها- علَّم الناشئَةَ- عَلِّمُوا أَوْلاَدََكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرِّمَايَةَ وَالفُرُوسِيَّة [حديث]: من كلام عمر بن الخطاب- {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} - {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}: وما درَّبتم".
• علَّم له علامةً: جعل له سِمةً أو أمارةً يعرفها. 

عولمَ يعولم، عولمةً، فهو مُعولِم، والمفعول مُعولَم (انظر: ع و ل م - عولمَ). 

إعلام [مفرد]:
1 - مصدر أعلمَ.
2 - نشر بواسطة الإذاعة أو التّليفزيون أو الصّحافة "إعلام صادق- إعلامٌ سياسيّ" ° وزارة الإعلام: الوزارة المسئولة عن إعلام الدّولة، أي المعلومات التي ترغب الدَّولةُ في نشرها بالصُّحف والمجلاّت والتّلفاز والإذاعة.
 • إعلام الحكم: (قن) صورة الحكم الذي يصدره القاضي في الدعوى. 

إعلاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إعلام.
2 - شخص يتولَّى النَّشر أو النَّقل في الإذاعة أو التلفزيون أو الصَّحافة "يحافظ الإعلاميّ الناجح على مصداقيّة الكلمة". 

استعلامات [جمع]: مف استعلام: استفسارات، استيضاحات ° مكتب الاستعلامات: مكتب يقدِّم المعلومات المتعلِّقة بجهة معيَّنة لكلِّ من يستفسر عنها. 

تعليم [مفرد]: ج تعاليم (لغير المصدر) وتعليمات (لغير المصدر):
1 - مصدر علَّمَ/ علَّمَ على.
2 - فرع من التَّربية يتعلّق بطرق تدريس الطلاب أنواع المعارف والعلوم والفنون "التَّربية والتَّعليم- مناهج التَّعليم" ° التَّعليم الإلزاميّ: دخول المدرسة والدراسة فيها لفترة معيّنة بصورة إجباريّة- التَّعليم الأهليّ/ التَّعليم الحرّ/ التَّعليم الخاصّ: التعليم الذي ينظمه الأفراد والشركات الذين لا تتوافق احتياجاتهم التعليميّة مع مناهج المدرسة الأساسيّة- التَّعليم التَّكميليّ: مرحلة بين الابتدائيّة والثَّانويّة، (المتوسط) - التَّعليم الثَّانويّ: مرحلة بين التَّعليم المتوسِّط والتَّعليم العالي في بعض الدول- التَّعليم الرسميّ/ التَّعليم الحكوميّ/ التَّعليم العامّ: هو التّعليم الذي تؤمِّنه الدولة للمواطنين، بخلاف التعليم الخاص- التَّعليم المختلط: تعليم الأولاد والبنات في مدرسة أو جامعة واحدة- العِلْم التَّعليميّ: العلْم الرّياضيّ كالحساب والمساحة والموسيقى- تعليم الكبار: تعليم البالغين الذين لم يدخلوا المدرسة في طفولتهم- تكييف التَّعليم: إدخال تعديلات على موادّه وأساليبه من شأنها أن تجعله ملائمًا لحاجات الطالب ومقدرته- سِنّ التَّعليم: العمر الذي يذهب فيه الأطفالُ إلى المدرسة- عرَّب التَّعليمَ: جعله عربيًّا- مراحل التَّعليم: الفترات الزمنيّة التي يتمّ فيها التَّعليم كالابتدائيّة والثَّانويّة والجامعيّة- وزارة التَّعليم العاليّ: الوزارة المسئولة عن التعليم في الجامعات والمعاهد العليا.
• التَّعليم الأساسيّ: (مع) الخبرة العلميَّة والعمليَّة التي لا غنى عنها للنَّاشئ. 

تعليمات [جمع]: مف تعليم: أوامر، إرشادات، توجيهات واجبة التَّنفيذ سواء أكانت شفهيّة أم خطيّة تُعطى لشخص يُعهد إليه القيام بعمل خاصّ أو بمهمَّة "تعليمات عسكريَّة/ إداريّة/ طبيّة/ جمركيّة- نفِّذْ التعليمات- تلقَّى تعليمات جديدة- تعليمات تشغيل الجهاز وتركيبه". 

عالَم [جمع]:
1 - كلّ صِنفٍ من أصناف الخلق، إحدى مجموعتين كبيرتين، هما عالم النبات وعالم الحيوان، اللذان يشملان الكائنات الحيّة جميعها "عالم الحيوان/ الإنسان/ النّبات- {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " ° إذا زلّ العالِمُ زلّ بعثرته عالَم: زلّ عددٌ كبير من الذين تتلمذوا عليه- العالمُ الحِسِّيُّ: مجموعة الأشياء التي يمكن أن تُدرَكَ بالحواسّ- العالم السُّفليّ: جانب المجتمع المنخرط في الرذيلة والأعمال الإجراميَّة- العالم العقليّ: ما يتّصل بالذِّهن والتفكير من ماهيّات- عالَم الغيب: في عُرْف المفسرين ما لا يعرفه البشر إلاّ بواسطة الأنبياء فلا يقع تحت الحواسّ ولا يدركه العقل مباشرة، ونقيضه عالم الشهادة.
2 - كل مجموعة بُلدان تجمعها رابطة "العالم العربيّ/ الإسلاميّ" ° بلدان العالم الثَّالث: الدول النّامية/ مجموعة الدول التي لا تنتمي إلى الدول الاشتراكيَّة ولا إلى الدول المتطوِّرة صناعيًّا ذات الاقتصاد الحرّ. 

عالِم [مفرد]: ج عالِمون وعُلَماءُ:
1 - اسم فاعل من علَمَ وعلِمَ/ علِمَ بـ.
2 - مُتّصفٌ بالعِلْم والمعرفة، مُتخصِّصٌ في عِلْمٍ معيَّن خاصّة في العِلْم الطبيعيّ أو الفيزيائيّ "عالِمُ لغة/ آثار- عُلماء الطبيعة- {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} " ° عالِم الغيب: الله سبحانه وتعالى- لكلِّ عالِم هفوة: تنبيه إلى عدم وجود الإنسان الكامل في علمه.
• العالم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي لا يخفى عليه شيء " {إِنَّ اللهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

عالَميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عالَم: "اقتصادٌ عالميّ- الحربُ العالَميَّة- الأسواق العالميَّة- حقّق مجدًا عالميًّا".
2 - شائع ومعروف في العالم كلِّه "طبيب عالميّ". 

عالمِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عالَم: "شركة/ مؤسَّسة عالميَّة".
2 - مصدر صناعيّ من عالَم: حركة إنسانيّة تعمل على خدمة البشريّة، والتَّقارب بين الشُّعوب دون المساس بهُويّاتها وخصوصيّاتها الثقافيَّة.
3 - شهادة كانت كلِّيات الأزهر تمنحها سابقًا، وهي الدكتوراه الآن "مُنِح درجة العالمِيَّة".
• عالميَّة الثَّقافة: تعميم الثقافة بمنطق إنسانيّ، والانتقال بالتَّراث المحليّ إلى آفاق إنسانيّة عالميّة بهدف إيجاد تقارُب بين الثَّقافات في إطار التعدُّد والتنوُّع الثقافيّ. 

عَلامة [مفرد]: ج علامات:
1 - سِمَةٌ أو أمارة أو شعار تعرف به الأشياء "علامة تجاريَّة/ مميَّزة- علامات الجهل- علامة على الكتاب- {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} " ° علامة النَّصر: إشارة باليد تشير إلى النصر أو التضامن أو الموافقة برفْع إصْبَعَي السبابة والوُسطى على شكل حرف V.
2 - أثر يُنْصبُ في الطّريق ونحوه فيُهتدى به "علامات المرور".
3 - رمز "علامة التعجُّب تُكتب هكذا (!!) - علامة الاستفهام (؟) - علامة التنصيص (") ".
4 - دليل أو إشارة لوجود شيءٍ في زمن سالف "بقايا الديار المهدَّمة علامة على وجود أناس من قبل".
5 - (طب) ما يكشفه الطبيبُ الفاحص من دلالات المرض، وأعراضه "تبيّن أنّ انسداد الأنف علامة من علامات الزُّكام".
6 - (نح) قرينة "علامة الرفع/ النّصْب/ الجزم/ الجرّ".
• علامة زائد: (جب) الرمز () يُستخدم كعلامة للجمع أو لكمِّيَّة موجبة. 

عَلاّم [مفرد]: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: كثير العِلْم.
• العلاَّم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: كثير العلم، وما يتعلَّق به " {إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} ". 

عَلاَّمة [مفرد]: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: علاَّم، كثير العلم، عالِمٌ كبير واسع العلم والمعرفة "موسوعيٌّ علاّمةٌ- علاّمة في التَّاريخ- يحترمه النّاس جميعًا لأنّه علاَّمة". 

عَلْم [مفرد]: مصدر علَمَ. 

عَلَم [مفرد]: ج أعلام:
1 - لواء؛ راية لبلد أو ولاية أو مدينة "علم البطولة/ الجامعة العربيّة- أعلام الدّول- علمٌ مُنكَّسٌ" ° خِدْمة العَلَم: مجهود علمي يهدف إلى فائدة العلم والمتعلمين- نكَّس العَلَم: طواه إلى النصف ولم يُتمّ رفعه بسبب حزن أو داهية.
2 - سيّد القوم، رجل مشهور "فلانٌ علمٌ من أعلام الفِكر/ الأدب".
3 - ما يُهتدَى به كالراية أو الجبل "نارٌ على عَلَم: شخص معروف بين الجميع كالنَّار في رأس الجبل لا تخفي على أحد- {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ} " ° أشهر من نارٍ على عَلَم: ذائع الصِّيت.
4 - علامة أو أثر "وُضِعتْ أعلامٌ لتبيّن الحدود- {وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ} [ق] ". 

عِلْم [مفرد]: ج عُلُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر علِمَ/ علِمَ بـ ° أحاط عِلْمًا بالأمر: ألمّ به إلمامًا شاملاً- لِيكنْ في عِلْمك: اعلم جيّدًا.
2 - مجموعة مسائل في موضوع معيَّن اكتسبها الإنسانُ من اكتشاف وترجمة النواميس الموضوعيَّة التي تحكم الأحداث والظاهرات "العِلْم في الصِّغَر كالنقش على الحجر- آفة العِلْم النسيان- العِلْم نور- {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} " ° العِلْم العَمليّ: ما كان متعلّقًا بكيفيَّة تطبيق قواعد الفنون والعلوم ومبادئها- العِلْم النَّظريّ: هو القائم على النظريَّات المجرّدة دون الاهتمام بالتطبيق- العلوم الآليّة: هي آلة لتحصيل غيرها كعلم المنطق- بعثة علميّة: مجموعة من العلماء يُرسَلون لدراسة مسائل علميَّة على الأرض، أو لمداولة علماء آخَرين ومناقشتهم في المسائل العلميَّة- علوم العربيَّة: العلوم المتعلِّقة باللُّغة العربيَّة كالنحو والصَرف والبلاغة وتسمّى بعلم الأدب- فلانٌ راسخ العِلْم: متمكِّن منه- كان على عِلْمٍ بالأمر: كان يعرفه- مُجَمَّع علميّ: مؤسّسة للنهوض بالعلوم.
3 - إذن " {إَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ} ".
4 - دليل " {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} ".
• العلم اللَّدُنِّي: العلم الربَّانيّ الذي يصل إلى صاحبه عن طريق الإلهام.
• العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيّر بتغيّر الملل والأديان كعلم
 المنطق.
• العلوم الشرعيَّة: العلوم الدينيَّة كالفقه والحديث وغيرهما. 

عَلْمانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَلْم: على غير قياس (انظر: ع ل م ن - عَلْمانيّ). 

عَلْمانيَّة [مفرد]: (انظر: ع ل م ن - عَلْمانيَّة). 

عُلْمَة [مفرد]: ج عُلُمات وعُلْمات: (طب) شقّ في الشفة العليا للإنسان تشبه شفة الأرنب. 

عَلْمويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَلْم: على غير قياس "اعتمد على الأساليب العلمويّة والتقنويَّة في تأسيس مصنعه". 

عِلْمِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِلْم.
• الأسلوب العِلْمِيّ: الأسلوب الواضح المنطقيّ البعيد عن الخيال الشِّعريّ، وذلك كالأساليب التي تُكتب بها الكتبُ العلميّة. 

عَليم [مفرد]: ج عُلَماءُ: صيغة مبالغة من علِمَ/ علِمَ بـ: كثير العلم، ذو علم عميق، فائق في العلم " {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} - {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} ".
• العليم: اسم من أسماء اللهِ الحُسنى، ومعناه: المُدرِك لما يُدركه المخلوقون بعقولهم وحواسِّهم، وما لا يستطيعون إدراكَه من غير أن يكون موصوفًا بعقل أو حسّ، أو الفائق في العلم " {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} - {وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ". 

عَوْلَمة [مفرد]: (انظر: ع و ل م - عَوْلَمة). 

مَعالِمُ [جمع]: مف مَعْلَم
• معالم المكان: ما يُستدلُّ بها عليه من آثارٍ ونحوِها "معالِمُ أثريَّة- أخفت الجراحةُ معالمَ وجهه- يُخفي معالم جريمته" ° مَعالِمُ الطّريق: العلامات التي تدلُّ عليها- مَعالِمُ المدينة: الأبنية ونحوها التي تشتهر بها وتميِّزها عن غيرها من المدن- مَعالِمُ تاريخيَّة: أحداث تمثِّل نقطة تحوُّل في التاريخ. 

مُعلِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من علَّمَ/ علَّمَ على.
2 - مَن مهنته التَّعليم دون المرحلة الجامعيَّة (أما في المرحلة الجامعيّة فيُسمّى مدرِّسًا أو أستاذًا) "معلِّمٌ قدير- قُمْ للمعلِّم ووفِّهِ التَّبْجيلا ... كاد المعلِّمُ أَنْ يكونَ رَسُولا" ° اتّحاد المعلِّمين: اتّحاد يضمُّ المعلمين- المعلِّم الأوَّل: أرسطو- المعلِّم الثَّاني: الفارابي- دار المعلِّمين: كليّة ذات مناهج خاصّة لإعداد المعلمين- ضَرْبَة مُعلِّم: عمل أو تصرُّف مُتقَن مُحكم- نقابة المعلِّمين: نقابة تضمُّ المعلمين.
3 - من له الحقّ في ممارسة إحدى المهن استقلالاً "معلِّم نجارة/ عمارة". 

مُعْلَم [مفرد]: اسم مفعول من أعلمَ.
• الوِفاق المُعْلَم: (قن) اتِّفاق يوقِّعه مُفوّضُو الطَّرفين بالحروف الأولى من أسمائهم، وهو لا يقيّد إلاّ الموقّعين دون غيرهم، ويُعدُّ مرحلة من المراحل الموصِّلة إلى المعاهدة النِّهائيَّة. 

معلوم [مفرد]: اسم مفعول من علَمَ وعلِمَ/ علِمَ بـ ° الأيَّام المعلومات: أيّام التروية وعرفة والنَّحر، أو أيّام العشر من ذي الحجَّة وهي المذكورة في قوله) ويذكروا اسم الله في أيام معلومات (الحج/ 28.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته الأصليّة ويصحبه فاعله اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول. 

معلومات [جمع]: مف معلومة:
1 - أخبار وتحقيقات أو كلّ ما يؤدّي إلى كشف الحقائق وإيضاح الأمور واتِّخاذ القرارات "مزيد من المعلومات- معلومات ضروريَّة/ سرِّيَّة جدًّا/ دقيقة- أدلى بما لديه من معلومات".
2 - مجموعة الأخبار والأفكار المخزَّنة أو المنسَّقة بواسطة الكومبيوتر وتسمَّى (داتا).
• بَنْك المعلومات: (حس) مركز للمعلومات يقوم بجمعها وتخزينها واسترجاعها لخدمة الذين يلجئون إليه.
• ثورة المعلومات: التقدُّم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات، الذي أعطى قدرة فائقة للحركة المعلوماتيّة على المستوى العالمي بتجاوزه كل حواجز القوميّات. 

معلوماتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى معلومات:
 على غير قياس "شبكة معلوماتيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من معلومات: مجموع التقنيَّات المتعلّقة بالمعلومات ونقلها وخاصّة معالجتها الآليَّة والعقليَّة بحسب العلم الإلكترونيّ. 

علم

1 عَلِمَهُ, aor. ـَ inf. n. عِلْمٌ, He knew it; or he was, or became, acquainted with it; syn. عَرَفَهُ: (S, K:) or he knew it (عَرَفَهُ) truly, or certainly: (B, TA:) by what is said above, and by what is afterwards said in the K, العِلْمُ and المَعْرِفَةُ and الشُّعُورُ are made to have one meaning; and this is nearly what is said by most of the lexicologists: but most of the critics discriminate every one of these from the others; and العِلْمُ, accord. to them, denotes the highest quality, because it is that which they allow to be an attribute of God; whereas they did not say [that He is] عَارِفٌ, in the most correct language, nor شَاعِرٌ: (TA:) [respecting other differences between العِلْم and المَعْرِفَة, the former of which is more general in signification than the latter, see the first paragraph of art. عرف: much might be added to what is there stated on that subject, and in explanation of العِلْم, from the TA, but not without controversy:] or عَلِمَ signifies تَيَقَّنَ [i. e. he knew a thing, intuitively, and inferentially, as expl. in the Msb in art. يقن]; العِلْمُ being syn. with اليَقِينُ; but it occurs with the meaning of الَمَعْرِفَةُ, like as المَعْرِفَةُ occurs with the meaning of العلْمُ, each being made to import the meaning of the other because each is preceded by ignorance [when not attributed to God]: Zuheyr says, [in his Mo'allakah,] وَأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ وَلٰكِنِّنِى عَنْ عِلْمِ مَا فِى غَدٍ عَمِ meaning وَأَعْرِفُ [i. e. And I know the knowledge of the present day, and of yesterday before it; but to the knowledge of what will be to-morrow I am blind]: and it is said in the Kur [viii. 62], لَا تَعْلَمُونَهُمْ اَللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ, meaning لَا تَعْرِفُونَهُمْ اَللّٰهُ يَعْرِفُهُمْ [i. e. Ye know them not, but God knoweth them]; المَعْرِفَة being attributed to God because it is one of the two kinds of عِلْم, [the intuitive and the inferential,] and the discrimination between them is conventional, on account of their different dependencies, though He is declared to be free from the imputation of antecedent ignorance and from acquisition [of knowledge], for He knows what has been and what will be and how that which will not be would be if it were, his عِلْم being an eternal and essential attribute: when عَلِمَ denotes اليَقِين, it [sometimes] has two objective complements; but as syn. with عَرَفَ, it has a single objective complement: (Msb:) it has two objective complements in the saying, in the Kur [lx. 10], فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ [and if ye know them to be believers]; and [in like manner] they allowed one's saying عَلِمْتُنِى [meaning I knew myself to be], like as they said رَأَيْتُنِى and حَسِبْتُنِى &c.: (TA:) and sometimes it imports the meaning of شَعَرَ, and is therefore followed by بِ: (Msb:) [thus] عَلِمَ بِهِ signifies شَعَرَ or شَعُرَ (accord. to different copies of the K) [i. e. He knew it; as meaning he knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it: or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of any of the senses: and sometimes this means he became informed, or apprised, of it: and sometimes, he was, or became, knowing in it]: or in this case, [as meaning شَعَرْتُ بِهِ,] you say, عَلِمْتُهُ and عَلِمْتُ بِهِ [I knew it; &c.]: (Msb:) and one says, مَا عَلِمْتُ بِخَبَرِ قُدُومِهِ, meaning مَا شَعَرْتُ [I knew not, &c., the tidings of his coming, or arrival]. (TA.) ↓ اعتلمهُ, also, signifies عَلِمَهُ [He knew it; &c.]. (K.) And one says ↓ تَعَلَّمْ in the place of اِعْلَمْ [Know thou; &c.]: ISk says, تَعَلَّمْتُ أَنَّ فُلَانًا خَارِجٌ is a phrase used in the place of عَلِمْتُ [as meaning I knew, or, emphatically, I know, that such a one was, or is, going forth]; adding, [however,] when it is said to thee, اِعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ [Know thou that Zeyd is going forth], thou sayest قَدْ عَلِمْتُ [lit. I have known, meaning I do know]; but when it is said, تَعَلَّمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ, thou dost not say, قَدْ تَعَلَّمْتُ; (S:) accord. to IB, these two verbs are not used as syn. except in the imperative forms: (TA:) [or] عَلِمَ الأَمْرَ and ↓ تَعَلَّمَهُ are syn. as signifying أَتْقَنَهُ [app. meaning he knew, or learned, the case, or affair, soundly, thoroughly, or well: see art. تقن: but I think it not improbable, though I do not find it in any copy of the K, that the right reading may be أَيْقَنَهُ, which is syn. with تَيَقَّنَهُ; an explanation of عَلِمَ in the Msb, as mentioned above, being تَيَقَّنَ]. (K, TA.) And الجَمِيعُ ↓ تعالمهُ meansعَلِمُوهُ [i. e. All knew him; &c.]. (S, K.) b2: عَلِمْتُ عِلْمَهُ [lit. I knew his knowledge, or what he knew, app. meaning I tried, proved, or tested, him, and so knew what he knew; and hence I knew his case or state or condition, or his qualities;] is a phrase mentioned by Fr in explanation of رَبَأْتُ فِيهِ. (TA voce رَبَأَ, q. v. See also the explanation of لَأَ خْبُرَنَّ خَبَرَكَ, in the first paragraph of art. خبر: and see غَبَنُوا خَبَرَهَا, in art. غبن.) b3: عَلِمْتُ is also used in the manner of a verb signifying swearing, or asseveration, so as to have a similar complement; as in the saying, وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَأْتِيَنَّ عَشِيَّةً

[And I certainly knew that thou wouldst, or that she would, assuredly come in the evening]. (TA in art. شهد.) And يَعْلَمُ اللّٰهُ [God knoweth] is a form of asseveration. (IAth, TA voce قَيْرَوَانٌ: see an ex. in art. قير.) A2: عَلُمَ, agreeably with what is said in the M, which is عَلُمَ هُوَ نَفْسُهُ, accord. to the K عَلِمَ هُوَ فِى نَفْسِهِ, but the verb in this case is correctly like كَرُمَ, (TA,) He was, or became, such as is termed عَالِم and عَلِيم; (M, * K, * TA;) meaning he possessed knowledge (العِلْم) as a faculty firmly rooted in his mind: (IJ, * TA:) accord. to IB, i. q. ↓ تعلّم [q. v., as intrans.]: and he was, or became, equal to the عُلَمَآء

[pl. of عَالِمٌ and of عَلِيمٌ]. (TA.) A3: عَالَمَهُ فَعَلَمَهُ, aor. ـُ see 3.

A4: عَلَمَهُ, aor. ـُ and عَلِمَ, (K,) inf. n. عَلْمٌ, (TA.) signifies He marked it; syn. وَسَمَهُ. (K.) And one says, عَلَمْتُ عِمَّتِى, meaning I wound my turban upon my head with a mark whereby its mode should be known. (TA.) [See also 4.]

A5: عَلَمَ شَفَتَهُ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. عَلْمٌ, (S,) He slit his [upper] lip. (S, K.) A6: عَلِمَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. عَلَمٌ, (S, Msb,) He (a man, S) had a fissure in his upper lip: (S, Msb, K:) or in one of its two sides. (K.) 2 علّمهُ [He, or it, made him to be such as is termed عَالِم and عَلِيم; i. e., made him to possess knowledge (العِلْم) as a faculty firmly rooted in his mind: and hence, he taught him. And it generally has a second objective complement]. You say, عَلَّمْتُهُ الشَّىْءَ [I made him to know, or taught him, the thing], in which case the teshdeed is [said to be] not for the purpose of denoting muchness [of the action; but see what follows]; (S;) and عَلَّمْتُهُ الفَاتِحَةَ [I taught him the Opening Chapter of the Kur-án], and الصَّنْعَةَ [the art, or craft], &c.; inf. n. تَعْلِيمٌ; (Msb;) and علّمهُ العِلْمَ, inf. n. تَعْلِيمٌ and عِلَّامٌ, the latter like كِذَّابٌ; and إِيَّاهُ ↓ اعلمهُ; (K;) both, accord. to the K, signifying the same [i. e. he taught him knowledge, or science]; but Sb makes a distinction between them, saying that عَلَّمْتُ is like أَذَّنْتُ, and that ↓ أَعْلَمْتُ is like آذَنْتُ; and Er-Rághib says that ↓ الإِعْلَامُ is particularly applied to quick information; and التَّعْلِيمُ is particularly applied to that which is repeated and much, so that an impression is produced thereby upon the mind of the مُتَعَلِّم: and some say that the latter is the exciting the attention of the mind to the conception of meanings; and sometimes it is used in the sense of الإِعْلَام when there is in it muchness: (TA:) you say, الخَبَرَ ↓ أَعْلَمْتُهُ and بِالخْبَرِ [meaning I made known, or notified, or announced, to him, or I told him, or I made him to know, or have knowledge of, the news, or piece of information; I acquainted him with it; told, informed, apprised, advertised, or certified, him of it; gave him information, intelligence, notice, or advice, of it]: (Msb:) see also 10: [hence the inf. n. ↓ إِعْلَامٌ is often used, as a simple subst., to signify a notification, a notice, an announcement, or an advertisement:] and sometimes ↓ اعلم has three objective complements, like أَرَى; as in the saying, أَعْلَمْتُ زَيْدًا عَمْرًا مُنْطَلِقًا [I made known, &c., to Zeyd that 'Amr was going away]. (I'Ak p. 117.) b2: See also 4, in three places.3 عَاْلَمَ ↓ عَالَمَهُ فَعَلَمَهُ, aor. of the latter عَلُمَ, means [I contended with him, or strove to surpass him, in عِلْم,] and I surpassed him in عِلْم [i. e. knowledge, &c.]: (S, K:) [the measure يَفْعَلُ,] and in like manner the measure يَفْعِلُ, in every case of this kind, is changed into يَفْعُلُ: so says Az: [but see 3 in art. خصم:] and Lh mentions the phrase, مَا كُنْتُ أَرَانِى أَنْ أَعْلُمَهُ [I did not think, or know, that I should surpass him in knowledge]. (TA.) 4 أَعْلَمَ see 2, in six places. b2: One says also, اعلم الثَّوْبَ (S, Mgh, TA) He (i. e. a beater and washer and whitener of clothes, S, Mgh) made the garment, or piece of cloth, to have a mark; (Mgh;) or he made upon it, or in it, a mark. (TA.) [And, said of a weaver, or an embroiderer,] He made to the garment, or piece of cloth, a border, or borders, of figured, or variegated, or embroidered, work, or the like. (Msb.) b3: and اعلم عَلَيْهِ He made, or put, or set, a mark upon it; namely, a writing, or book, &c.: (Msb:) [or] اعلم عَلَى مَوْضِعِ كَذَا مِنَ الكِتَابِ عَلَامَةً [He made, &c., a mark upon such a place of the writing, or book]. (TA.) b4: اعلم الفَرَسَ He suspended upon the horse some coloured wool, (K, TA,) red, or white, (TA,) in war, or battle. (K, TA.) And اعلم نَفْسَهُ He marked himself with the mark, sign, token, or badge, of war; as also ↓ عَلَّمَهَا. (K.) [Or] اعلم الفَارِسُ The horseman made, or appointed, for himself, [or distinguished himself by,] the mark, sign, token, or badge, of the men of courage. (S.) And لَهُ عَلَامَةً ↓ عَلَّمْتُ I appointed to him (وَضَعْتُ لَهُ) a mark, sign, or token, which he would, or should, know. (Msb.) b5: And القَبْرَ ↓ علّم (K in art. رجم) He put a tombstone [as a mark] to the grave. (TK in that art.) A2: اعلم said of a well-sinker, He found the well that he was digging to be one having much water. (TA.) 5 تعلّم is quasi-pass. of 2 [i. e. it signifies He was, or became, made to know, or taught; or he learned: and is trans. and intrans.]. (S, Msb, K, * TA.) You say, تعلّم العِلْمَ (MA, K) He learned [knowledge, or science]. (MA.) See also 1, latter half, in three places. [In the last of those places, تعلّم app. signifies, as it often does, He possessed knowledge as a faculty firmly rooted in his mind.] Accord. to some, التَّعَلُّمُ signifies The mind's having its attention excited to the conception of meanings, or ideas. (TA.) 6 تعالمهُ الجَمِيعُ: see 1, latter half.8 اعتلمهُ: see 1, latter half.

A2: اعتلم said of water, It flowed (K, TA) upon the ground. (TA.) b2: And said of lightning it means لَمَعَ فى العلم [app. فِى العَلَمِ, and, if so, meaning It shone, shone brightly, or gleamed, in, or upon, the long mountain]: a poet says, بَلْ بُرَيْقًا بِتُّ أَرْقُبُهُ لَا يُرَى إِلَّا إِذَا اعْتَلَمَا [But a little lightning, in watching which I passed the night, not to be seen save when it shone, &c.]. (TA.) 10 استعلمهُ He asked, or desired, him to tell him [a thing; or to make it known to him]. (MA, KL. *) You say, ↓ اِسْتَعْلَمَنِى الخَبَرَ فَأَعْلَمْتُهُ

إِيَّاهُ [He asked, or desired, me to tell him, or make known to him, the news, or piece of information, and I told him it, or made it known to him]. (S.) عَلْمٌ: see مَعْلَمٌ, in two places.

عِلْمٌ is an inf. n., (S, K, &c.,) and [as such] has no pl. [in the classical language]. (Sb, TA voce فِكْرٌ.) [As a post-classical term, used as a simple subst., its pl. is عُلُومٌ, signifying The sciences, or several species of knowledge.] b2: Sometimes it is applied to Predominant opinion; [i. e. preponderant belief;] because it stands in stead of that which is عِلْم properly so termed. (Ham p. 632.) b3: And sometimes it is used in the sense of عَمَلٌ [A doing, &c.], as mentioned by Az, on the authority of Ibn-'Oyeyneh, agreeably with an explanation of عَالِمٌ as signifying one “ who does according to his knowledge; ” and it has been expl. as having this meaning in the Kur xii. 68 [where the primary meaning seems to be much more apposite]. (TA.) b4: لَقِيتُهُ أَدْنَى عِلْمٍ means [I met him the first thing, like لقيته أَدْنَى

دَنِّىِ and أَدْنَى دَنًا; or] before everything [else]. (TA.) عَلَمٌ: see عَلَامَةٌ. b2: Also An impression, or impress; or a footstep, or track, or trace. (TA.) b3: And The عَلَم of a garment, or piece of cloth; (S;) [i. e. the ornamental, or figured, or variegated, border or borders thereof;] the figured, or variegated, or embroidered, work or decoration, (Msb, K, TA,) in the borders, (TA,) thereof: (Msb, K, TA:) pl. أَعْلَامٌ. (Msb.) b4: And [A way-mark; i. e.] a thing set up, or erected, in the way, (K, TA,) or, as in the M, in the deserts, or waterless deserts, (TA,) for guidance, (K, TA,) in the M, for the guidance of those going astray; (TA;) as also ↓ عَلَامَةٌ: (K:) the former is also applied to a building raised in the beaten track of the road, of such as are places of alighting for travellers, whereby one is guided to the land [that is the object of a journey]: pl. أَعْلَامٌ: and عَلَمٌ also signifies a مَنَارَة [app. a mistranscription for مَنَار, without ة: see these two words]. (TA. [See also مَعْلَمٌ.]) [Hence, أَعْلَامُ الكَوَاكِبِ The stars, or asterisms, that are signs of the way to travellers: see مِصْبَاحٌ.] b5: And A separation between two lands; [like مَنَارٌ;] as also ↓ عَلَامَةٌ. (K.) [Hence,] أَعْلَامُ الحَرَمِ The limits that are set to the Sacred Territory. (TA.) b6: And A mountain; (S, K;) as a general term: or a long mountain: (K:) [app. as forming a separation: or as being a known sign of the way:] pl. أَعْلَامٌ and عِلَامٌ: (K:) the former pl. occurring in the Kur [xlii. 31 and] lv. 24. (TA.) b7: And A banner, or standard, syn. رَايَةٌ, (S, K, TA,) to which the soldiers congregate: (TA:) and, (K,) some say, (TA,) the thing [i. e. flag, or strip of cloth,] that is tied upon the spear: (K, TA:) it occurs in a verse of Aboo-Sakhr El-Hudhalee with the second fet-hah lengthened by an alif after it [so that it becomes ↓ عَلَام]. (IJ, TA.) b8: And (tropical:) The chief of a people or party: (K, TA:) from the same word as signifying “ a mountain ” or “ a banner: ” (TA:) pl. أَعْلَامٌ. (K.) b9: [In grammar, it signifies A proper name of a person or place &c. b10: And the pl. أَعْلَامٌ is applied to Things pertaining to rites and ceremonies of the pilgrimage or the like, as being signs thereof; such as the places where such rites and ceremonies are performed, the beasts destined for sacrifice, and the various practices performed during the pilgrimage &c.; as also مَعَالِمُ, pl. of ↓ مَعْلَمٌ: the former word is applied to such places in the Ksh and Bd and the Jel in ii. 153; and the latter, in the Ksh and Bd in ii. 194: the former is also applied to the beasts destined for sacrifice in the Ksh and Bd and the Jel in xxii. 37; and the latter, in the Ksh and Bd in xxii. 33: and both are applied to the practices above mentioned, the former in the TA and the latter in the K, in art. شعر: see شِعَارٌ.]

A2: See also what next follows.

عُلْمَةٌ and ↓ عَلَمَةٌ and ↓ عَلَمٌ [the last of which is originally an inf. n., see 1, last sentence,] A fissure in the upper lip, or in one of its two sides. (K.) عَلَمَةٌ: see what next precedes.

عَلْمَآءُ fem. of أَعْلَمُ [q. v.].

عَلْمَآءِ in the saying عَلْمَآءِ بَنُو فُلَانٍ [meaning At the water are the sons of such a one] is a contraction of عَلَى المَآءِ. (S.) عِلْمِىٌّ Of, or relating to, knowledge or science; scientific; theoretical; opposed to عَمَلِىٌّ.]

عَلَمِيَّةٌ, in grammar, The quality of a proper name.]

عَلَامٌ: see عَلَامَةٌ: b2: and see also عَلَمٌ.

A2: [عَلَامَ is for عَلَى مَ.]

عُلَامٌ: see عُلَّامٌ.

A2: Also i. q. غُلَامٌ [q. v.]: an instance of the substitution of ع for غ. (MF and TA on the letter ع.) عَلِيمٌ: see عَالِمٌ. b2: العَلِيمُ and ↓ العَالِمُ and ↓ العَلَّامُ, as epithets applied to God, signify [The Omniscient;] He who knows what has been and what will be; who ever has known, and ever will know, what has been and what will be; from whom nothing is concealed in the earth nor in the heaven; whose knowledge comprehends all things, the covert thereof and the overt, the small thereof and the great, in the most complete manner. (TA.) عَلَامَةٌ i. q. سِمَةٌ [A mark, sign, or token, by which a person or thing is known; a cognizance, or badge; a characteristic; an indication; a symptom]; (K; [see also مَعْلَمٌ;]) and ↓ عَلَمٌ is syn. therewith [as meaning thus]; (S, Msb, TA;) and so ↓ أُعْلُومَةٌ, (Abu-l-'Omeythil ElAarábee, TA,) as in the saying ↓ بَيْنَ القَوْمِ أُعْلُومَةٌ [Among the people, or party, is a mark, sign, or token]; and the pl. of this last is أَعَالِيمُ: (TA:) the pl. of عَلَامَةٌ is عَلَامَاتٌ (Msb) and [the coll. gen. n.] ↓ عَلَامٌ, (K, TA,) differing from عَلَامَةٌ only by the apocopating of the ة. (TA.) b2: See also عَلَمٌ, in two places.

عُلَامِىٌّ Light, or active; and sharp, or acute, in mind; (K, TA;) applied to a man: it is without teshdeed, and with the relative ى; from عُلَامٌ [signifying “ a hawk ”]. (TA.) عَلَّامٌ and ↓ عُلَّامٌ, (K, TA,) both mentioned by ISd, the latter [which is less used] from Lh, (TA,) and ↓ عَلَّامَةٌ (S, K) and ↓ تِعْلِمَةٌ and ↓ تِعْلَامَةٌ, (K,) Very knowing or scientific or learned: (S, K:) the ة in ↓ عَلَّامَةٌ is added to denote intensiveness; (S;) or [rather] to denote that the person to whom it is applied has attained the utmost degree of the quality signified thereby; [so that it means knowing &c. in the utmost degree; or it may be rendered very very, or singularly, knowing or scientific or learned;] and this epithet is applied also to a woman: (IJ, TA:) [↓ تِعْلَامَةٌ, likewise, is doubly intensive; and so, app., is ↓ تِعْلِمَةٌ:] the pl. of عَلَّامٌ is عَلَّامُونَ; and that of ↓ عُلَّامٌ is عُلَّامُونَ. (TA.) See also, for the first, عَلِيمٌ. b2: Also the same epithets, (K,) or عَلَّامٌ and ↓ عَلَّامَةٌ, (TA,) i. q. نَسَّابَةٌ; (K, TA;) [or rather عَلَّامٌ signifies نَسَّابٌ, i. e. very skilful in genealogies, or a great genealogist; and ↓ عَلَّامَةٌ signifies نَسَّابَةٌ, i. e. possessing the utmost knowledge in genealogies, or a most skilful genealogist;] from العِلْمُ. (TA.) عُلَّامٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also, and ↓ عُلَامٌ, The صَقْر [or hawk]; (K;) the latter on the authority of IAar: (TA:) and [particularly] the بَاشَق [i. e. the musket, or sparrow-hawk]; (K;) as some say: (TA:) or so the former word, (T, * S, TA,) or the latter word accord. to Kr and IB. (TA.) b3: And the former word, The [plant called] حِنَّآء

[i. e. Lawsonia inermis]: (IAar, S, K, TA:) thus correctly, but mentioned by Kr as without tesh-deed. (TA.) b4: And the same, i. e. with tesh-deed, The kernel of the stone of the نَبِق [or fruit, i. e. drupe, of the lote-tree called سِدْر]. (TA.) عَلَّامَةٌ: see عَلَّامٌ, in four places.

عُلَّامَةٌ: see مَعْلَمٌ.

العَالَمُ, (S, Msb, K, &c.,) said by some to be also pronounced ↓ العَالِمُ, (MF, TA,) and pronounced by El-Hajjáj with hemz [i. e. العَأْلَمُ], is primarily a name for That by means of which one knows [a thing]; like as الخَاتَمُ is a name for “ that by means of which one seals ” [a thing]: accord. to some of the expositors of the Kur-án, its predominant application is to that by means of which the Creator is known: then to the intelligent beings of mankind and of the jinn or genii: or to mankind and the jinn and the angels: and mankind [alone]: Es-Seyyid Esh-Shereef [El-Jurjánee] adopts the opinion that it is applied to every kind [of these, so that one says عَالَمُ الإِنْسِ (which may be rendered the world of mankind) and عَالَمُ الجِنِّ (the world of the jinn or genii) and عَالَمُ المَلَائِكَةِ (the world of the angels), all of which phrases are of frequent occurrence], and to the kinds [thereof] collectively: (TA:) or it signifies الخَلْقُ [i. e. the creation, as meaning the beings, or things, that are created], (S, Msb, K,) altogether [i. e. all the created beings or things, or all creatures]: (K:) or, as some say, peculiarly, the intelligent creatures: (Msb:) or what the cavity (lit. belly) of the celestial sphere comprises, (K, TA,) of substances and accidents: (TA:) [it may often be rendered the world, as meaning the universe; and as meaning the earth with all its inhabitants and other appertenances; and in more restricted senses, as instanced above: and one says عَالَمُ الحَيَوَانِ meaning the animal kingdom, and عَالَمُ النَّبَات the vegetable kingdom, and عَالَمُ المَعَادِنِ the mineral kingdom:] Jaafar Es-Sádik says that the عَالَم is twofold: namely, العَالَمُ الكَبِيرُ, which is the celestial sphere with what is within it; and العَالَمُ الصَّغِيرُ, which is man, as being [a microcosm, i. e.] an epitome of all that is in the كَبِير: and Zj says that العَالَمُ has no literal sing., because it is [significant of] a plurality [of classes] of diverse things; and if made a sing. of one of them, it is [significant of] a plurality of congruous things: (TA:) the pl. is العَالَمُونَ (S, M, Msb, K, &c.) and العَوَالِمُ: (S, TA:) and the sing. is [said to be] the only instance of a word of the measure فَاعَلٌ having a pl. formed with و and ن, (ISd, K, TA,) except يَاسَمٌ: (K, TA:) [but see this latter word:] العَالَمُونَ signifies the [several] sorts of created beings or things: (S:) [or all the sorts thereof: or the beings of the universe, or of the whole world:] it has this form because it includes mankind: or because it denotes particularly the sorts of created beings consisting of the angels and the jinn and mankind, exclusively of others: I'Ab is related to have explained رَبُّ العَالَمِينَ as meaning the Lord of the jinn, or genii, and of mankind: Katádeh says, the Lord of all the created beings: but accord. to Az, the correctness of the explanation of I'Ab is shown by the saying in the beginning of ch. xxv. of the Kur-án that the Prophet was to be a نَذِير [or warner] لِلْعَالَمِينَ; and he was not a نذير to the beasts, nor to the angels, though all of them are the creatures of God; but only to the jinn, or genii, and mankind. (TA.) b2: عَالَمٌ is also syn. with قَرْنٌ [as meaning A generation of mankind; or the people of one time]. (O, voce طَبَقٌ, q. v.) عَالِمٌ and ↓ عَلِيمٌ signify the same, (IJ, Msb, K, *) as epithets applied to a man; (K;) i. e. Possessing the attribute of عِلْم (IJ, Msb, TA) as a faculty firmly rooted in the mind; [or learned; or versed in science and literature;] the former being used in [what is more properly] the sense of the latter; (IJ, TA;) which is an intensive epithet: (TA:) the pl. is عُلَمَآءُ and عُلَّامٌ, (K,) the latter of which is pl. of عَالِمٌ; (IB, TA;) the former being [properly] pl. of عَلِيمٌ; and عَالِمُونَ is [a] pl. of عَالِمٌ; (Msb;) [but] عُلَمَآءُ is used as a pl. of both, (IJ, TA,) and by him who says only عَالِمٌ [as the sing.], (Sb, TA;) because عَالِمٌ is used in the sense of عَلِيمٌ: to him who is entering upon the study of العِلْم, the epithet ↓ مُتَعَلِّمٌ [which may generally be rendered learning, or a learner,] is applied; not عَالِمٌ. (IJ, TA.) عَالِمٌ is also expl. as signifying One who does according to his knowledge. (TA.) b2: See also عَلِيمٌ: and أَعْلَمُ.

A2: And see العَالَمُ.

عَيْلَمٌ A well having much water: (S, K:) or of which the water is salt: (K:) and a wide well: and sometimes a man was reviled by the saying, يَا ابْنَ العَيْلَمِ, referring to the width of his mother [in respect of the فَرْج]: (TA:) pl. عَيَالِمُ or عَيَالِيمُ. (S, accord. to different copies: in the TA, in this instance, the latter.) b2: And The sea: (S, K:) pl. عَيَالِمُ. (TA.) b3: And The water upon which is the earth: (S, K:) or water concealed, or covered, in the earth; or beneath layers, or strata, of earth; mentioned by Kr: (TA:) [عَيْلَمُ المَآءِ occurs in the JK and TA in art. خسف, and is there plainly shown to mean the water that is beneath a mountain, or stratum of rock: (see also غَيِّثٌ: and see غَيْلَمٌ:) and it is said that] المَأءُ العَيْلَمُ means copious water. (Ham p. 750.) b4: And A large cooking-pot. (T, TA voce هِلْجَابٌ.) A2: Also Plump, and soft, tender, or delicate. (S, K.) A3: And The frog. (AAF, K. [This meaning is also assigned to غَيْلَمٌ.]) b2: And i. q. ↓ عَيْلَامٌ; (K;) which signifies A male hyena; (S, K;) occurring in a trad. (خَبَر) respecting Abraham, relating that he will take up his father to pass with him the [bridge called] صِرَاط, and will look at him, and lo, he will be عَيْلَامٌ أَمْدَرُ [a male hyena inflated in the sides, big in the belly, or having his sides defiled with earth or dust]. (TA.) عَيْلَامٌ: see the next preceding sentence.

أَعْلَمُ [More, and most, knowing or learned]. Applied to God, [it may often be rendered Supreme in knowledge: or omniscient: but often, in this case,] it means [simply] ↓ عَالِمٌ [in the sense of knowing, or cognizant]. (Jel in iii. 31, and I'Ak p. 240.) [Therefore اَللّٰهُ أَعْلَمُ virtually means, sometimes, God knows best; or knows all things: and sometimes, simply, God knows.]

A2: Also [Harelipped; i. e.] having a fissure in his upper lip: (S, Mgh, Msb, K:) or in one of its two sides: (K:) the camel is said to be اعلم because of the fissure in his upper lip: when the fissure is in the lower lip, the epithet أَفْلَحُ is used: and أَشْرَمُ is used in both of these, and also in other, similar, senses: (TA:) the fem. of أَعْلَمُ is عَلْمَآءُ: (S, Msb, TA:) which is likewise applied to a lip (شَفَةٌ). (TA.) b2: العَلْمَآءُ signifies also The coat of mail: (K:) mentioned by Sh, in the book entitled كِتَابُ السِّلَاحِ; but as not heard by him except in a verse of Zuheyr Ibn-Khabbáb [?]. (TA.) أُعْلُومَةٌ: see عَلَامَةٌ, in two places.

تِعْلِمَةٌ and تِعْلَامَةٌ: see عَلَّامٌ; each in two places.

مَعْلَمٌ i. q. مَظِنَّةٌ; مَعْلَمُ الشَّىْءِ signifying مَظِنَّتُهُ; (K, TA;) as meaning The place in which is known the existence of the thing: (Msb in art. ظن:) pl. مَعَالِمُ; (TA;) which is the contr. of مَجَاهِلُ, pl. of مَجْهَلٌ [q. v.] as applied to a land; meaning in which are signs of the way. (TA in art. جهل.) And hence, [A person in whom is known the existence of a quality &c.:] one says, هُوَ مَعْلَمٌ لِلْخَيْرِ [He is one in whom good, or goodness, is known to be]. (TA.) b2: Also A thing, (K,) or a mark, trace, or track, (S, TA,) by which one guides himself, or is guided, (S, K, TA,) to the road, or way; (S, TA;) as also ↓ عُلَّامَةٌ and ↓ عَلْمٌ: (K: [in several copies of which, in all as far as I know, وَالعَلْمُ is here put in the place of والعَلْمِ; whereby العَلْمُ is made to be syn. with العَالَمُ: but accord. to SM, it is syn. with المَعْلَمُ, as is shown by what here follows:]) and hence a reading in the Kur [xliii. 61], ↓ وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ لِلسَّاعَةِ, meaning And verily he, i. e. Jesus, by his appearing, and descending to the earth, shall be a sign of the approach of the hour [of resurrection]: it is also said, in a trad., that on the day of resurrection there shall not be a مَعْلَم for any one: and the pl. is مَعَالِمُ. (TA.) And مَعْلَمُ الطِّرِيقِ signifies The indication, or indicator, of the road, or way. (TA.) b3: [And hence it signifies likewise An indication, or a symptom, of anything; like عَلَامَةٌ.] b4: See also عَلَمٌ, last quarter.

مُعْلَمٌ pass. part. n. of أَعْلَمَ [q. v.] in the phrase اعلم الثَّوْبَ, and thus applied as an epithet to a garment, or piece of cloth: (S:) [and also in other senses: thus in a verse of 'Antarah cited voce مَشُوفٌ:] and applied to a قِدْح [or gamingarrow] as meaning Having a mark [made] upon it. (TA.) b2: [See also a verse of 'Antarah cited voce مِشَكٌّ.]

مُعْلِمٌ act. part. n. of أَعْلَمَ [q. v.] in the phrase اعلم الثَّوْبَ: [and in other senses:] b2: thus also of the same verb in the phrase اعلم الفَارِسُ. (S.) مُعَلَّمٌ [pass. part. n. of 2, in all its senses: b2: and hence particularly signifying] Directed by inspiration to that which is right and good. (TA.) مُعَلِّمٌ [act. part. n. of 2, in all its senses: and generally meaning] A teacher. (KL.) b2: [It is now also a common title of address to a Christian and to a Jew.]

مَعْلُومٌ [Known; &c.]. الوَقْتُ المَعْلُومُ [mentioned in the Kur xv. 38 and xxxviii. 82] means[The time of] the resurrection. (TA.) And الأَيَّامُ المَعْلُومَاتُ [mentioned in the Kur xxii. 29] means[The first] ten days of Dhu-l-Hijjeh, (S, Mgh, Msb, K,) the last of which is the day of the sacrifice. (TA.) b2: [In grammar, The active voice.]

مُتَعَلِّمٌ: see عَالِمٌ.

عَقَّ 

(عَقَّ) الْعَيْنُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ [عَلَى الشَّقِّ] ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ بِلُطْفِ نَظَرٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ. قَالَ: وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الْعُقُوقُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْجِلْدُ. وَهَذَا الَّذِي أَصَّلَهُ الْخَلِيلُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - صَحِيحٌ. وَبَسْطُ الْبَابِ بِشَرْحِهِ هُوَ مَا ذَكَرَهُ فَقَالَ: يُقَالُ عَقَّ الرَّجُلُ عَنِ ابْنِهِ يَعُقُّ عَنْهُ، إِذَا حَلَقَ عَقِيقَتَهُ، وَذَبَحَ عَنْهُ شَاةً. قَالَ: وَتِلْكَ الشَّاةُ عَقِيقَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: " كُلُّ امْرِئٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ ". وَالْعَقِيقَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ بِهِ. وَكَذَلِكَ الْوَبَرُ. فَإِذَا سَقَطَ عَنْهُ مَرَّةً ذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ الِاسْمُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

يَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا

يَصِفُهُ بِاللُّؤْمِ وَالشُّحِّ. يَقُولُ: كَأَنَّهُ لَمْ يُحْلَقْ عَنْهُ عَقِيقَتُهُ فِي صِغَرِهِ حَتَّى شَاخَ. وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ الْحِمَارَ:

أَذَلِكَ أَمْ أَقَبُّ الْبَطْنِ جَأْبٌ ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الشُّعُورُ وَالْأَصْوَافُ وَالْأَوْبَارُ كُلُّهَا عَقَائِقُ وَعِقَقٌ، وَاحِدَتُهَا عِقَّةٌ. قَالَ عَدِيٌّ:

صَخِبُ التَّعْشِيرِ نَوَّامُ الضُّحَى ... نَاسِلٌ عِقَّتُهُ مِثْلُ الْمَسَدْ

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

طَيَّرَ عَنْهَا اللَّسُّ حَوْلِيَّ الْعِقَقْ وَيُقَالُ أَعَقَّتِ النَّعْجَةُ، إِذَا كَثُرَ صُوفُهَا، وَالِاسْمُ الْعَقِيقَةُ. وَعَقَقْتُ الشَّاةَ: جَزَزْتُ عَقِيقَهَا، وَكَذَلِكَ الْإِبِلُ. وَالْعَقُّ: الْجَزُّ الْأَوَّلُ. وَيُقَالُ: عُقُّوا بَهْمَكُمْ فَقَدَ أَعَقَّ، أَيْ جُزُّوهُ فَقَدْ آنَ لَهُ أَنْ يُجَزَّ. وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسِ يُسَمَّى نَبْتُ الْأَرْضِ الْأَوَّلُ عَقِيقَةً. وَالْعُقُوقُ: قَطِيعَةُ الْوَالِدَيْنِ وَكُلِّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. يُقَالُ عَقَّ أَبَاهُ فَهُوَ يَعُقُّهُ عَقًّا وَعُقُوقًا. قَالَ زُهَيْرٌ:

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ ... بَعِيدَيْنِ فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَــأْثَمِ

وَفِي الْمَثَلِ: " ذُقْ عُقَقُ ". وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لِحَمْزَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ مَقْتُولٌ: " ذُقْ عُقَقُ " يُرِيدُ يَا عَاقُّ. وَجَمْعُ عَاقٍّ عَقَقَةٌ. وَيَقُولُونَ: " الْعُقُوقُ ثُكْلُ مَنْ لَمْ يَثْكَلْ "، أَيْ إِنَّ مَنْ عَقَّهُ وَلَدُهُ فَكَأَنَّهُ ثَكِلَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً. وَ " هُوَ أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ " ; لِأَنَّ الضَّبَّ تَقْتُلُ وَلَدَهَا. وَالْمَعَقَّةُ: الْعُقُوقُ.

قَالَ النَّابِغَةُ:

أَحْلَامُ عَادٍ وَأَجْسَادٌ مُطَهَّرَةٌ ... مِنَ الْمَعَقَّةِ وَالْآفَاتِ وَالْــأَثَمِ

وَمِنَ الْبَابِ انْعَقَّ الْبَرْقُ. وَعَقَّتِ الرِّيحُ الْمُزْنَةَ، إِذَا اسْتَدَرَّتْهَا، كَأَنَّهَا تَشُقُّهَا شَقَّا. قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَارَ وَعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وَانْ ... قَارَ بِهِ الْعَرْضُ وَلَمْ يُشْمَلِ

وَعَقِيقَةُ الْبَرْقِ: مَا يَبْقَى فِي السَّحَابِ مِنْ شُعَاعِهِ; وَبِهِ تُشَبَّهُ السُّيُوفُ فَتُسَمَّى عَقَائِقَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ ... وَبِيضٍ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَالْعَقَّاقَةُ: السَّحَابَةُ تَنْعَقُّ بِالْبَرْقِ، أَيْ تَنْشَقُّ. وَكَانَ مُعَقِّرُ بْنُ حِمَارٍ كُفَّ بَصَرُهُ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَعْدٍ فَقَالَ لِابْنَتِهِ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: " أَرَى سَحْمَاءَ عَقَّاقَةً، كَأَنَّهَا حِوَلَاءُ نَاقَةٍ، ذَاتَ هَيْدَبٍ دَانٍ، وَسَيْرٍ وَانٍ ". فَقَالَ: " يَا بِنْتَاهُ، وَائِلِي بِي إِلَى قَفْلَةٍ فَإِنَّهَا لَا تَنْبُتُ إِلَّا بِمَنْجَاةٍ مِنَ السَّيْلِ ". وَالْعَقُوقُ: مَكَانٌ يَنْعَقُّ عَنْ أَعْلَاهُ النَّبْتُ. وَيُقَالُ انْعَقَّ الْغُبَارُ. إِذَا سَطَعَ وَارْتَفَعَ. قَالَ الْعَجَّاجُ:

إِذَا الْعَجَاجُ الْمُسْتَطَارُ انْعَقَّا

وَيُقَالُ لِفِرِنْدِ السَّيْفِ: عَقِيقَةٌ. فَأَمَّا الْأَعِقَّةُ فَيُقَالُ: إِنَّهَا أَوْدِيَةٌ فِي الرِّمَالِ. وَالْعَقِيقُ: وَادٍ بِالْحِجَازِ. قَالَ جَرِيرٌ:

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بِهِ ... وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نَوَاصِلُهْ

وَقَالَ فِي الْأَعِقَّةِ:

دَعَا قَوْمَهُ لَمَّا اسْتُحِلَّ حَرَامُهُ ... وَمِنْ دُونِهِمْ عَرْضُ الْأَعِقَّةِ فَالرَّمْلُ وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ الْبَابَ كُلَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ. [وَ] مِنَ الْكَلَامِ الْبَاقِي فِي الْعَقِيقَةِ وَالْحَمْلِ قَوْلُهُمْ: أَعَقَّتِ الْحَامِلُ تُعِقُّ إِعْقَاقًا; وَهِيَ عَقُوقُ، وَذَلِكَ إِذَا نَبَتَتِ الْعَقِيقَةُ فِي بَطْنِهَا عَلَى الْوَلَدِ، وَالْجَمْعُ عُقُقٌ. قَالَ:

سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَ تَأْوِينَ الْعُقُقْ

وَيُقَالُ الْعَقَاقُ الْحَمْلُ نَفْسُهُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

أَبَنَّ عَقَاقًا ثُمَّ يَرْمَحْنَ ظَلْمَهُ ... إِبَاءً وَفِيهِ صَوْلَةٌ وَذَمِيلُ

يُرِيدُ: أَظْهَرْنَ حَمْلًا. وَقَالَ آخَرُ:

جَوَانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبَا ... ءِ لَمْ يَتَّرِكْنَ لِبَطْنٍ عَقَاقَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. الْعَقَقُ: الْحَمْلُ أَيْضًا. قَالَ عَدِيٌّ:

وَتَرَكْتُ الْعِيرَ يُدْمَى نَحْرُهُ ... وَنَحُوصًا سَمْحَجًا فِيهَا عَقَقْ

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " الْأَبْلَقُ الْعَقُوقُ " فَهُوَ مَثَلٌ يَقُولُونَهُ لِمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، قَالَ يُونُسُ: الْأَبْلَقُ ذَكَرٌ، وَالْعَقُوقُ: الْحَامِلُ، وَالذَّكَرُ لَا يَكُونُ حَامِلًا، فَلِذَلِكَ يُقَالُ: " كَلَّفْتَنِي الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ "، وَيَقُولُونَ أَيْضًا: " هُوَ أَشْهَرُ مِنَ الْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ " يَعْنُونَ بِهِ الصُّبْحَ; لِأَنَّ فِيهِ بَيَاضًا وَسَوَادًا. وَالْعَقُوقُ: الشَّنَقُ. وَأَنْشَدَ: فَلَوْ قَبِلُونِي بِالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ ... بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ مِنَ الْمَالِ أَقْرَعَا

يَقُولُ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ بِالْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ مَا قَبِلُونِي. فَأَمَّا الْعَوَاقُّ مِنَ النَّخْلِ فَالرَّوَادِفُ، وَاحِدُهَا عَاقٌّ، وَتِلْكَ فُسْلَانٌ تَنْبُتُ فِي الْعُشْبِ الْخُضْرِ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الْجِذْعِ لَا تَمَسُّ الْأَرْضَ فَهِيَ الرَّاكِبَةُ. وَالْعَقِيقَةُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي بَطْنِ الْوَادِي. قَالَ كُثَيِّرٌ:

إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا ... مُعَوَّذُهُ وَأَعْجَبَتْهَا الْعَقَائِقُ

وَقِيَاسُ ذَلِكَ صَحِيحٌ; لِأَنَّ الْغَدِيرَ وَالْمَاءَ إِذَا لَاحَا فَكَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ. يَقُولُ: إِذَا خَرَجَتْ رَأَتْ حَوْلَهَا نَبْتَهَا مِنْ مُعَوَّذِ النَّبَاتِ وَالْغُدْرَانِ مَا يَرُوقُهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقْعَقُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ أَبْلَقُ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ أَذْنَبُ يُعَقْعِقُ بِصَوْتِهِ، كَأَنَّهُ يَنْشَقُّ بِهِ حَلْقُهُ. وَيَقُولُونَ: " هُوَ أَحْمَقُ مِنْ عَقْعَقٍ "، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُضَيِّعُ وَلَدَهُ.

وَمِنَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ " نَوَى الْعَقُوقِ ": نَوًى هَشٌّ رِخْوٌ لَيِّنُ الْمَمْضَغَةِ تَأْكُلُهُ الْعَجُوزُ أَوْ تَلُوكُهُ، وَتُعْلَفُهُ الْإِبِلُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، لَا تَعْرِفُهُ الْبَادِيَةُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الْعَقَّةُ: الْحُفْرَةُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَتْ عَمِيقَةً. وَهُوَ مِنَ الْعَقِّ، وَهُوَ الشَّقُّ. وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْعَقِيقُ: الْوَادِي الْمَعْرُوفُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: نَصَبْتُمْ غَدَاةَ الْجَفْرِ بِيضًا كَأَنَّهَا ... عَقَائِقُ إِذْ شَمْسُ النَّهَارِ اسْتَقَلَّتِ

فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَقَائِقُ مَا تُلَوِّحُهُ الشَّمْسى الْحَائِطِ فَتَرَاهُ يَلْمَعُ مِثْلَ بَرِيقِ الْمِرْآةِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَشْبِيهٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ عَقَائِقَ الْبَرْقِ. وَهُوَ كَقَوْلِ عَمْرٍو:

وَبِيضٌ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: أَعَقَّ الْمَاءَ يُعِقُّهُ إِعْقَاقًا، فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّ هَذَا مَقْلُوبٌ مِنْ أَقَعَّهُ، أَيْ أَمَرَّهُ. قَالَ:

بَحْرُكَ عَذْبُ الْمَاءِ مَا أَعَقَّهُ ... رَبُّكَ وَالْمَحْرُومُ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ

طَعِمَ

(طَعِمَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطْعِمَ» يُقَالُ أَطْعَمَتِ الشَّجَرة إِذَا أَثْمَــرَتْ، وأَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذَا أدْركت. أَيْ صارَت ذَات طَعْم وَشَيْئًا يُؤْكل مِنْهَا. ورُوي «حَتَّى تُطْعَمَ» أَيْ تُؤْكل، وَلَا تُؤْكل إِلَّا إِذَا أدْركت.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجّال «أخْبرُوني عَنْ نَخْل بَيْسَانَ هَل أَطْعَمَ؟» أَيْ هَل أثْمَــرَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «كرِجْرِجَة الماءِ لَا تُطْعِمُ» أَيْ لَا طَعْمَ لَهَا. يُقَالُ أَطْعَمَتِ الثَّمَرَةُ إِذَا صار لها طَعْم. والطَّعْم بالفتح: ما يُؤَدِّيه ذَوقُ الشَّيْءِ مِنْ حَلاوةٍ وَمَرَارَةٍ وَغَيْرِهِمَا، وَلَهُ حاصلٌ ومَنْفَعة. والطُّعْم بِالضَّمِّ: الأكلُ. ويُروى «لَا تَطَّعِم» بِالتَّشْدِيدِ. وَهُوَ تَفْتَعِلُ مِنَ الطَّعْم، كتَطَّرد مِنَ الطَّرْدِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي زمْزَم «انَّها طَعَامُ طُعْمٍ وشِفاءُ سُقم» أَيْ يَشبَعُ الإنسانُ إِذَا شَرِبَ ماءَها كَمَا يَشْبع مِنَ الطَّعَام.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْكِلَابِ «إِذَا وَرَدْن الحَكَر الصَّغير فَلَا تَطْعَمْهُ» أَيْ لَا تَشْرَبه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ «مَا قَتلنا أَحَدًا بِهِ طَعْمٌ، مَا قَتَلْنا إِلَّا عَجَائز صُلعاً» هَذِهِ اسْتعارة:
أَيْ قَتَلْنَا مَنْ لَا اعْتِدَاَد بِهِ وَلَا مَعْرفة لَهُ وَلَا قَدْر. وَيَجُوزُ فِيهِ فَتْحُ الطَّاءِ وَضَمُّهَا، لِأَنَّ الشيءَ إِذَا لَمْ يكُن فِيهِ طُعْمٌ وَلَا لَهُ طَعْمٌ فَلَا جَدْوى فِيهِ لِلْآكِلِ وَلَا مَنْفَعة.
(هـ) وَفِيهِ «طَعَام الْوَاحِدِ يكْفِي الِاثْنَيْنِ، وطَعَام الِاثْنَيْنِ يكْفِي الأْرَبعة» يَعْنِي شِبَعُ الواحدِ قُوتُ الِاثْنَيْنِ، وشِبَعُ الِاثْنَيْنِ قُوتُ الْأَرْبَعَةِ. ومثلُه قَوْلُ عُمَر عَامَ الرَّمادة: لَقَدْ هَمَمْت أَنْ أُنْزِل عَلَى أَهْلِ كلِّ بَيْتٍ مِثْلَ عَدَدهم، فإنَّ الرَّجُلَ لَا يَهْلِك عَلَى نِصْفِ بَطْنه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَة ثُمَّ قَبَضه جَعَلها لِلَّذي يقومُ بعدَه» الطُّعْمَة بِالضَّمِّ: شِبه الرِّزْق، يُريدُ بِهِ مَا كَانَ لَهُ مِنَ الفيءِ وَغَيْرِهِ. وجمعُها طُعَم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مِيرَاثِ الْجَدِّ «إِنَّ السُّدُس الآخرَ طُعْمَة» أَيْ أَنَّهُ زيادَةٌ عَلَى حَقِّه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «وقِتَالٌ عَلَى كَسب هَذِهِ الطُّعْمَة» يَعْنِي الْفَيْءَ وَالْخَرَاجَ. والطِّعْمَة بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: وَجْه المَكسب. يُقَالُ هُوَ طَيِّب الطُّعْمَة وخَبيث الطُّعْمَة، وَهِيَ بِالْكَسْرِ خاصَّةً حالةُ الْأَكْلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلمة «فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بعدُ» أَيْ حَالَتِي فِي الْأَكْلِ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاة «مَنِ ابْتاع مُصَرَّاةً فَهُوَ بخيْر النَّظَرين، إِنْ شَاءَ أمْسَكَها وَإِنْ شاءَ رَدَّها وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَام لَا سَمْراء» الطَّعَام: عامٌّ فِي كُلِّ مَا يُقْتَات مِنَ الحنْطَة والشَّعير وَالتَّمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَحَيْثُ اسْتَثْنَى مِنْهُ السَّمْراء وَهِيَ الحنْطة فَقَدْ أَطْلَقَ الصَّاعَ فِيمَا عَدَاها مِنَ الأَطْعِمَة، إِلَّا أنَّ العُلماء خصُّوه بِالتَّمْرِ لأمْرَيْن: أحدُهما أَنَّهُ كَانَ الْغَالِبَ عَلَى أَطْعِمَتِهِم، وَالثَّانِي أنَّ مُعْظَم رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا جاءَت صَاعًا مِنْ تَمر، وَفِي بَعْضِهَا قَالَ «مِنْ طَعَام» ثُمَّ أعقَبه بالاستِثْناء فَقَالَ «لَا سَمْراء» ، حَتَّى إِنَّ الفُقَهاء قَدْ تَرَدَّدُوا فِيمَا لَوْ أَخْرَجَ بَدَلَ التَّمْرِ زَبِيبًا أَوْ قُوتاً آخَرَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَبِع التَّوقيف، وَمِنْهُمْ مَنْ رَآه فِي مَعْنَاهُ إِجْرَاءً لَهُ مُجْرى صَدَقَةِ الفِطْر. وَهَذَا الصاعُ الَّذِي أَمَرَ بردِّه مَعَ المُصَرَّاة هُوَ بَدَلٌ عَنِ اللَّبن الَّذِي كَانَ فِي الضَّرْع عِنْدَ العَقْد. وَإِنَّمَا لَمْ يجب ردّعين اللّبن أو مثله أو قيمت لأنَّ عَين اللَّبن لَا تَبْقى غَالِبًا، وَإِنْ بَقِيَتْ فَتَمْتزج بِآخَرَ اجْتمع فِي الضَّرْع بَعْدَ الْعَقْدِ إِلَى تَمَامِ الْحَلْبِ. وَأَمَّا المِثْلِيَّةُ فلأنَّ القَدْر إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعْلُومًا بمِعيارِ الشَّرع كَانَتِ الْمُقَابَلَةُ مِنْ بَابِ الرِّبا، وَإِنَّمَا قُدّرَ مِنَ التَّمر دُون النَّقْد لفَقْدِه عندهُم غَالِبًا، وَلِأَنَّ التَّمْرَ يُشارك اللَّبن فِي المَالِيَّة والقُوتِيَّة. وَلِهَذَا المَعنى نصَّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لَوْ رَدَّ المُصَرَّّاة بِعَيب آخَرَ سِوَى التَّصْرِيَةِ رَد مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْر لأجْل اللَّبن.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ «كُنَّا نخْرِج زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَام، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» قِيلَ أَرَادَ بِهِ البُرّ. وَقِيلَ التَّمر، وَهُوَ أشْبَه، لِأَنَّ البُرَّ كَانَ عِنْدهم قَلِيلًا لَا يَتَّسِع لإخْراج زَكَاةِ الفِطر. وَقَالَ الخليلُ: إنَّ الْعَالِيَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنَّ الطَّعَام هُوَ البُرُّ خاصَّة.
(س) وَفِيهِ «إِذَا اسْتَطْعَمَكُم الإمامُ فأَطْعِمُوه» أَيْ إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِرَاءةِ الصَّلاةِ واسْتَفْتَحكم فافْتَحُوا عَلَيه ولَقِّنُوه، وَهُوَ مِنْ بَاب التَّمثِيل تَشْبيهاً بالطَّعَام، كأنَّهم يُدْخِلُون القِراءةَ فِي فِيهِ كَمَا يُدْخَل الطَّعَام.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ» أَيْ طلبتُ مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثني وَأَنْ يُذِيقَني طَعْمَ حَدِيثه.

برر

برر


بَرَّ(n. ac. بِرّ
مَبْرَرَة)
a. Was kind to.
b.(n. ac. بَرّ
بِرّ
بُرُوْر), Was true to.
c. Was pious.
d. Was truthful.

بَرَّرَa. Justified.

بَاْرَرَa. Behaved kindly to.

أَبْرَرَa. Was true ( to his oath ).
b. Travelled by land.
c. ['Ala], Subdued.
تَبَرَّرَa. Became good, just, pious.

بَرّ
(pl.
بُرُوْر)
a. Terra firma, mainland.
b. Province, Continent.

بَرَّةa. Obedience.

بَرِّيّa. Savage, wild.
b. Flat land; uncultivated, barren.

بَرِّيَّة
(pl.
بَرَاْرِيّ)
a. Country; moor-land.

بِرّa. Piety, benevolence.
b. Innocence.
c. Good faith.

بُرّa. Wheat.

بَاْرِر
(pl.
أَبْرَاْر)
a. Pious.

بَرَّاْنِيّa. Exterior, external. — (b,) Foreigner.

بَرَّا
a. Outside.

بَرَّانِيّ
a. Exterior.
b. Foreign.
(برر) عمله زَكَّاهُ وَذكر من الْأَسْبَاب مَا يبيحه (محدثة)
برر
عن اللغة الفارسية برار: اسم مقاطعة في الدكن بالهند، أو بمعنى السلام والاتحاد والوفاق والاتفاق.
برر
عن اللغة الإنجليزية القديمة بمعنى قوس وبوابة وإطار.
برر
بررة من (ب ر ر) بحذف التاء المربوطة جمع البار الصادق والصالح والكامل.
(ب ر ر) : (الْبِرُّ) الصَّلَاحُ وَقِيلَ الْخَيْرُ قَالَ شِمْرٌ وَلَا أَعْلَمُ تَفْسِيرًا أَجْمَعَ مِنْهُ قَالَ وَالْحَجُّ (الْمَبْرُورُ) الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنْ الْمَــأْثَمِ وَالْبَيْعُ الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا كَذِبَ وَلَا خِيَانَةَ (وَيُقَالُ) صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) بَرَّتْ يَمِينُهُ صَدَقَتْ وَبَرَّ الْحَالِفُ فِي يَمِينِهِ وَأَبَرَّهَا أَمْضَاهَا عَلَى الصِّدْقِ عَنْ ابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِ.
ب ر ر

هو بر بوالديه، وبار بهما. ويقال: صدقت وبررت " ولا يعرف هراً من بر " وحج مبرور، وبر حجك، وبر الله حجك. وبرت يمينه، وأبرها صاحبها: أمضاها على الصدق. ولو أقسم على الله لأبره. ونزلوا بالبرية. وجلست براً وخرجت براً إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى ظاهر البلد. وافتح الباب الراني و" من أصلح جوانبه، أصلح الله برانيه " ويقال: أريد جواً، ويريد براً أي أريد خفية وهو يريد علانية. وقد أبر فلان وأبحر أي هو مسفار قد ركب البر والبحر. وأبر على خصمه. وجواد مبر، وهو أقصر من برة. وأطعمنا ابن برة وهو الخبز.

ومن المجاز: فلان يبر ربه أي يطيعه. قال:

لا هم لولا أن بكراً دونكا ... يبرك الناس ويفجرونكا

وبرت بي السلعة إذا نفقت وربحت فيها. قال الأعشى:

ورجى برها عاماً فعاما
برر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي قلَابَة حِين قَالَ لخَالِد الحذّاء وقَدِم من مكّة: بُرَّ العَمَلُ قَالَ حدّثنَاهُ ابْن علية عَن خَالِد الْحذاء قَالَ: قَدمت من مَكَّة فلقيني أَبُو قلَابَة فَقَالَ لي: بر الْعَمَل. قَوْله: بُرَّ الْعَمَل إِنَّمَا دَعَا لَهُ بِالْبرِّ يَقُول بَرَّ الله عَمَلك أَي جعل حجَّك مبرورا والمبرور إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من البِّر يَعْنِي ألاَّ يُخالطه غَيره من الْأَعْمَال الَّتِي فِيهَا المآثِمُ. وَكَذَلِكَ غَيْرُ الحَجِّ أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة ومروان بن مُعَاوِيَة كِلَاهُمَا عَن وَائِل ابْن دَاوُد عَن سعيد بن عُمير قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: أيّ الكَسْبِ أفضلُ فَقَالَ: عَمَلُ الرجل بِيَدِهِ وكلّ بيع مَبْرور.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام البِرَّ فِي البيع أَلا يخالطه كذب وَلَا شَيْء من الْإِثْم] .

أَحَادِيث عَطاء أبي رَبَاح رَحمَه الله
(برر) - في الحديث: "ما لَنا طَعامٌ إلا البَرِيرَ".
قال ابنُ الأَعرابِىّ: الأَسودُ من ثَمَر الأَراكِ بَرِير، وما لم يَسوَدَّ: كَباثٌ، وجِماعُه المَرْدُ، وقال الأَصْمَعِىُّ: الكَبَاثُ: ثَمَر الأَراك، والبَرِيرُ: الغَضّ، ويانِعُه المَرْد، وقيل: البَرِيرُ: اسمٌ للجميع.
- في حديث سَلْمان: "مَنْ أصَلح جَوَّانِيَّه أَصلَح اللهُ بَرانِيَّة"
يريد بالبَرَّانى: العَلانِيةَ: والألف والنون للتّأْكِيد، من قولهم: خرج فلان بَرًّا: أي خَرَج من الكِنِّ إلى الصحراء، وليس من كلامهم القَدِيم. يقال رجل بَرٌّ: أي خارج، وتَبابَر: رَكِب البَرِّ، كما يقال: أَبحَر: رَكِبَ البَحر، وأَبَّر أيضا: رَكِبَ البَرَّ على قِياس أَبحَر. - في الحديث: "أبرَّ اللهُ تَعالى قَسَمه" .
يقال: بَرَّ قَسَمَه وأَبرَّها: صَدَّقَها.
- في الحديث : "الحَجُّ المَبْرورُ".
: أي المَقْبوُل، المُقابَل بالبِرِّ.
- في الحديث: "أَبرَّ ناضِحُهم" .
: أي غَلَب واستَصْعَب.
- في حديث أبى بَكْر: "لم يَخرُجْ من إِلَّ ولا بِرٍّ"
: أي صَدَق، من قولهم: بَرَّ في يَمِينِه.
[برر] البِرُّ: خلاف العُقوقِ، والمَبَرَّةُ مثْله. تقول: بَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً، فأنا بَرٌّ به وبارٌّ. وجمع البَرَّ أَبْرارٌ، وجمع البار البررة. وفلان يبر خالقه ويَتَبَرَّرُهُ، أي يطيعه . والأمُّ بَرَّةٌ بولدها. وبَرَّ فلانٌ في يمينه، أي صَدَقَ. وبَرَّ حَجُّهُ، وبُرَّ حجه، وبر الله حجه، براء، بالكسر في هذا كلِّه. وتَبارُّوا: تفاعَلوا من البِرِّ. وفي المثل: " لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ "، أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبره. وقال ابن الاعرابي: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها. والبر بالفتح: خلاف البحر. والبَرِّيَّةُ بالفتح: الصحراء والجمع البراري. والبريت بوزن فعليت: البرية، فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت. وبَرَّةُ: اسمُ البرِّ، وهو معرفة. قال النابغة : إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بيننا * فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ - وبرة بنت مر: أخت تميم بن مر، وهى أم النضر بن كنانة. والبربرة: الصوت، وكلام في غضبٍ. تقول: بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ، مثل ثرثر فهو ثرثار. وبربر: جيل من الناس، وهم البرابرة. والهاء للعجمة والنسب، وإن شئت حدفتها. والبَريرُ: ثمرُ الأراكِ، واحدتها بَريرَةٌ. وبريرة: اسم امرأة. والبُرُّ: جمع بُرَّةٍ من القمح. ومنع سيبويه أن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجوَّزه المبرِّد قياساً. والبربور: الجشيش من البر. وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أي قَبِلَهُ. وأَبَرَّ فلانٌ على أصحابه، أي علاهُم. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ، إذا ركب البر. 
ب ر ر: الْبِرُّ ضِدُّ الْعُقُوقِ وَكَذَا (الْمَبَرَّةُ) تَقُولُ: (بَرِرْتُ) وَالِدِي بِالْكَسْرِ أَبَرُّهُ (بِرًّا) فَأَنَا (بَرٌّ) بِهِ وَ (بَارٌّ) وَجَمْعُ الْبَرِّ (أَبْرَارٌ) وَجَمْعُ (الْبَارِّ) بَرَرَةٌ وَفُلَانٌ (يَبَرُّ) خَالِقَهُ وَ (يَتَبَرَّرُهُ) أَيْ يُطِيعُهُ قُلْتُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ (التَّبَرُّرَ) بِمَعْنَى الطَّاعَةِ غَيْرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَالْأُمُّ (بَرَّةٌ) بِوَلَدِهَا. وَ (بَرَّ) فِي يَمِينِهِ صَدَقَ، وَبَرَّ حَجُّهُ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَبُرَّ حَجُّهُ بِضَمِّهَا، وَبَرَّ اللَّهُ حَجَّهُ يَبُرُّ بِالضَّمِّ فِيهِمَا بِرًّا بِالْكَسْرِ فِي الْكُلِّ وَ (تَبَارُّوا) تَفَاعَلُوا مِنَ الْبِرِّ، وَفِي الْمَثَلِ «لَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ» أَيْ لَا يَعْرِفُ مَنْ يَكْرَهُهُ مِمَّنْ يَبَرُّهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْهِرُّ دُعَاءُ الْغَنَمِ وَالْبِرُّ سَوْقُهَا. وَ (الْبَرُّ) ضِدُّ الْبَحْرِ وَ (الْبَرِّيَّةُ) الصَّحْرَاءُ، وَالْجَمْعُ (الْبَرَارِيُّ) وَ (الْبَرِّيتُ) بِوَزْنِ فَعْلِيتٍ الْبَرِّيَّةُ. وَ (الْبَرْبَرَةُ) صَوْتٌ وَكَلَامٌ فِي غَضَبٍ، تَقُولُ مِنْهُ (بَرْبَرَ) فَهُوَ (بَرْبَارٌ) . وَ (بَرْبَرُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ (الْبَرَابِرَةُ) وَالْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ أَوِ النَّسَبِ وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَهَا. وَ (الْبُرُّ) جَمْعُ (بُرَّةٍ) مِنَ الْقَمْحِ وَمَنَعَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يُجْمَعَ الْبُرُّ عَلَى (أَبْرَارٍ) وَجَوَّزَهُ الْمُبَرِّدُ قِيَاسًا. وَ (أَبَرَّ) اللَّهُ حَجَّهُ لُغَةٌ فِي بَرَّهُ أَيْ قَبِلَهُ. وَأَبَرَّ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَيْ عَلَاهُمْ وَأَبَرَّ الرَّجُلُ رَكِبَ الْبَرَّ. 
ب ر ر : الْبَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَحْرِ وَالْبَرِّيَّةُ نِسْبَةٌ إلَيْهِ هِيَ الصَّحْرَاءِ.

وَالْبُرُّ بِالضَّمِّ الْقَمْحُ الْوَاحِدَةُ بُرَّةٌ.

وَالْبِرُّ بِالْكَسْرِ الْخَيْرُ وَالْفَضْلُ.

وَبَرَّ الرَّجُلُ يَبَرُّ بِرًّا وِزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْمًا فَهُوَ بَرٌّ بِالْفَتْحِ وَبَارٌّ أَيْضًا أَيْ صَادِقٌ أَوْ تَقِيٌّ وَهُوَ خِلَافُ الْفَاجِرِ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ أَبْرَارٌ وَجَمْعُ الثَّانِي بَرَرَةٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلْمُؤَذِّنِ صَدَقْت وَبَرَرْت أَيْ صَدَقْت فِي دَعْوَاك إلَى الطَّاعَاتِ وَصِرْت بَارًّا دُعَاءٌ لَهُ بِذَلِكَ وَدُعَاءٌ لَهُ بِالْقَبُولِ وَالْأَصْلُ بَرَّ عَمَلُك وَبَرَرْت وَالِدِي أَبُرُّهُ بِرًّا وَبُرُورًا أَحْسَنْت الطَّاعَةَ إلَيْهِ وَرَفَقْت بِهِ وَتَحَرَّيْت مَحَابَّهُ وَتَوَقَّيْت مَكَارِهَهُ وَبَرَّ الْحَجُّ وَالْيَمِينُ وَالْقَوْلُ بِرًّا أَيْضًا فَهُوَ بَرٌّ وَبَارٌّ أَيْضًا وَيُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا أَيْضًا بِنَفْسِهِ فِي الْحَجِّ وَبِالْحَرْفِ فِي الْيَمِينِ وَالْقَوْلِ فَيُقَالُ بَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ يَبَرُّهُ بُرُورًا أَيْ قَبِلَهُ وَبَرِرْتُ فِي الْقَوْلِ وَالْيَمِينِ أَبَرُّ فِيهِمَا
بُرُورًا أَيْضًا إذَا صَدَقْت فِيهِمَا فَأَنَا بَرٌّ وَبَارٌّ وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَبَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ وَأَبْرَرْت الْقَوْلَ وَالْيَمِينَ وَالْمَبَرَّةُ مِثْلُ: الْبِرِّ وَالْبَرِيرُ مِثَالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الْأَرَاكِ إذَا اشْتَدَّ وَصَلُبَ الْوَاحِدَةُ بَرِيرَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ.

وَأَمَّا الْبَرْبَرُ بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ وَرَاءَيْنِ وِزَانُ جَعْفَرٍ: فَهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ كَالْأَعْرَابِ فِي الْقَسْوَةِ وَالْغِلْظَةِ وَالْجَمْعُ الْبَرَابِرَةُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
[برر] نه فيه: "البر" هو العطوف على عباده ببره ولطفه، والبار بمعناهلم يبلغني كفارة يعني لم يبلغني أنه كفر قبل الحنث فإن وجوبها مجمع عليه. نه وفيه: ناضح آل فلان قد "أبر عليهم" أي استصعب وغلبهم. وفي ح زمزم: احفر "برة" سميت بها لكثرة منافعها وسعة مائها. وفيه: من أصلح جوانيه أصلح الله "برانيه" أي علانيته، والألف والنون زيدتا في النسب من قولهم: خرج برا أي إلى البر والصحراء. وفيه: نستعضد "البرير" هو ثمر الأراك أي نجنيه للأكل. ومنه: ما لنا طعام إلا "البرير". در: و"البريرة" رفع الصوت بكلام لا يكاد يفهم. ك: فدعا "بريرة" أشكل بأن عائشة لم تشترها إلا بعد قصة الإفك ولعل تفسير الجارية بها من بعض الرواة. وح: "ليبر" يعني الكفارة يجيء في "لجج".
[ب ر ر] البِرُّ الصِّدْقُ والطّاعَةُ وفي التَّنْزِيلِ {لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُولُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ولَكِنَّ الْبِرَّ مَنْءَامَنَ بِاللهِ} البقرة 177 أرادَ ولكِنَّ البِرًّ بِرٌّ مَنْ آمَنَ باللهِ وهو قَوْل سِيبَوَيْهِ وقالَ بَعْضُهم ولَكنَّ ذا البِرِّ مَنْ آمن بالله قالَ ابنُ جِنِّي والأوَّلُ أَجْوَدُ لأَنَّ حَذْفَ المُضافِ ضَرْبٌ من الاتِّساعِ والخَبَرُ أَوْلَى بذلِكَ من المُبْتَدَأَ لأَنَّ الاتِّساعَ بالأَعْجازِ أَوْلَى منه بالصُّدُورِ وأَمّا ما رُوِيّ من أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْسَ مِنَ امْبِرٍّ امْصِيامُ في امْسَفَر يريدُ لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَرِ فإنَّه أَبْدَلَ لامَ المَعْرِفَةِ مِيمًا وهو شاذٌّ لا يَسُوغُ حَكاهُ ابنُ جِنِّي عَنْه قالَ ويُقالُ إِنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غيرَ هذا الحدِيثِ ونَظِيرُه في الشُّذُوذِ ما قَرَأْتُه عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بإِسْنادِهِ إِلى الأَصْمَعِيِّ قالَ يُقالُ بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهُنَّ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ بِيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السَّماء وبَرَّةُ اسمٌ عَلَمٌ لمَعْنَى البِرِّ فلذلِك لم يُصْرَف لأَنَّه اجْتَمَعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنِيثُ وقد تَقَدَّمَ في فَجارِ قالَ النّابِغَةُ

(إِنّا احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ)

وقَدْ بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يَمِينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّا وبِرّا وبُرُورًا صَدَقَتْ وأَبَرَّها أَمْضاهَا عَلَى الصِّدْقِ والبَرُّ الصّادِقُ وفي التَّنْزِيلِ {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الطور 28 وبُرَّ عَمَلُه وبَرَّ بَرّا وبُرُورًا وأَبَرَّ وأَبَرَّهُ اللهُ قالَ الفَرّاءُ بُرَّ حَجُّه فإِذا قالُوا أَبَرَّ الله حَجَّكَ قالُوه بالأَلِفِ قال والبِرُّ في اليَمِينِ مِثْلُه وقالُوا في الدُّعاءِ مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبْرُورًا مَأْجُورًا تِميمُ تَرْفَعُ على إِضمارِ أَنْتَ وأَهْلُ الحِجازِ يَنْصِبُون على تقدير اذْهَبْ مَبْرُورًا ورَجُلٌ بَرٌّ من قَوْمٍ أَبْرارٍ وبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرَةٍ والبِرٌّ ضِدُّ العُقُوقِ وقَدْ بَرَّ والِدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّا فيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تَقَدَّمَ في اليَمِينِ وهو بَرٌّ به وبارٌّ عن كُراع وأنكَرَ بَعْضُهم بارٌّ وفي الحَدِيثِ تَمَسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنَّها بِكم بَرَّةٌ أَي تكونُ بُيُوتُكمُ عليها وتُدْفَنُون فيها وامْرَأَةٌ بارَّةٌ وبَرَّةٌ عن اللَّحيانِيِّ واللهُ يَبَرُّ عِبادَه يَرْحَمُهُم وهو البَرُّ وبَرَرْتُه بِرّا وَصَلْتُه وفِي التَّنْزِيل {أن تبروهم وتقسطوا إليهم} الممتحنة 8 وقَوْلُهُم ما يَعْرِفُ هِرّا من بِرَّ مَعْناهُ ما يَعْرِفُ من يَهُرُّه أَى يَكْرَهُهُ ممن يَبِرُّه وقِيلَ الهِرُّ السَّنَّوْرُ والبِرُّ الفَأْرَةُ في بعضِ اللُّغاتِ أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبهُها وقَدْ أَنْعَمْنا شَرْحَ هذا فِيما تَقَدَّمَ وأَبَرَّ الرَّجُلُ كثُرَ ولَدُه وأَبَرَّ القَوْمُ كَثُرُوا وكذلِكَ أَعَرُّوا فأَبَرُّوا أَبَرُّوا في الخَيْرِ وأَعَرُّوا في الشَّرِّ وقد تَقدَّم أَعَرُّوا في مَوْضِعِه والبَرُّ خِلافُ البَحْرِ والبَرِّيَّةُ من الأَرْضِينَ بفَتْحِ الباءِ خِلافُ الرِّيفِيَّةِ والبَرِّيَّةُ الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ كذلِك رَواهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ بالفَتْحِ كالَّذِي قَبْلَه وإِنَّه لمُبِرٌّ بذلكِ أَي ضَابِطٌ له وأَبَرَّ عَلَيْهِم غَلَبَهُم وأَبَرّ عليهم شَرّا حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(إِذا كنتُ مِنْ حِمّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ ... فلَسْت أُبالِي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ)

ثم قالَ أَبَرَّ من قَوْلِهم أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرّا وأَبرَّ وفَجَرَ واحِدٌ فجَمعَ بينَهما وابْتَرَّ الرَّجُلُ انْتَصَبَ مُنْفَرِدًا من أَصْحابِه والبَرِيرُ ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً فالمَرْدُ غَضُّه والكَباثُ نَضِيجُه وقِيل البَرِيرُ أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من ثَمَرِ الأَراكِ وهُوَ حُلْوٌ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ البَرِيرُ أَعْظَمُ حَبّا من الكباثِ وأَصْغَرُ عُنْقُودًا منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صَغِيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ من الحِمَّصِ قَلِيلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ الواحِدَةُ من جَمِيع ذلك بَرِيرَةٌ والبُرُّ الحِنْطَةُ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ

(لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ)

ورَواهُ ابنُ دُرَيْدٍ رائِدَهُم قالَ ابنُ دُرَيْدٍ البُرُّ أَفْصَحُ من قَوْلِهم القَمْحُ والحِنْطَةُ واحِدَتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ ولا يُقالُ لصاحِبِه بَرّارٌ علَى ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْوِ لأَنَّ هذا الضَّرْبَ إِنَّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ والبُرْبُورُ الجَشِيشُ من البُرِّ والبَرْبَرَةُ كثرةُ الكَلامِ والجَلَبَةُ باللِّسانِ وقِيلَ الصِّياحُ رَجُلٌ بَرْبارٌ وقَدْ بَرْبَرَ وبَرْبَرٌ جِيلٌ يُقالُ إِنَّهُم من وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ بنِ عَيْلانَ ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا والبَرابِرَةُ الجَماعَةُ مِنْهُم زادُوا الهاءَ فيه إِمّا للعُجْمَةِ وإِمّا للنَّسَبِ وهُوَ الصَّحِيحُ وبَرْبَرَ التَّيْسُ للهِياج نَبَّ ودَلْوٌ بَرْبارٌ لَها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أَي صَوْتٌ قالَ رُؤْبَةُ

(أَرْوِي ببَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ ... )

والبُرَيْراءُ على لَفْظِ التَّصْغِير مَوْضِعٌ قال (إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى ... فوَكْزٍ إلى النَّقْبَيْنِ من وَبِعَانِ)

ومَبَرَّةُ أكَمَةٌ دُونَ الجارِ إلى المَدِينَةِ قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ

(أَقْوَى الغِياطِلُ من حِراجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قد عَفَتْ فرِمالُها)
برر
برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في بَرَرْتُ، يَبِِرّ، ابْرِرْ/ بِرَّ، بِرًّا وبُرورًا، فهو بارّ وبَرّ، والمفعول مَبْرور (للمتعدِّي)
• بَرَّ حَجُّه: قُبِلَ.
• برَّتِ اليمينُ: صدَقت "برّت عينُه- برَّ في قوله" ° فعل مبرور: ما لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.
• برَّ والِدَيْه: توسَّع في الإحسان إليهما ووصلَهما ورفق بهما وأحسن معاملتهما، عكس عقَّ "ابن بار: مطيع، يُحسن معاملة والديه عن حبّ- {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} ".
• برَّ اللهُ حجَّه: قَبِلَه "حج مبرور: لا يخالطه شيءٌ من المآثم- برَّ اللهُ صلاتَه".
• برّ اللهُ قَسَمَه: أجابه إلى ما أقسم عليه.
• برَّ الشَّخصُ ربَّه: توسّع في طاعته "برّ خالقَه: أطاعه- الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ [حديث]- {وَلَكِنَّ الْبَارَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [ق] ".
• برَّ بيمينه/ برَّ في يمينه: وفّى بها، صدق فيها "برَّ بوعده". 

برَّ2 بَرِرْتُ، يَبَرّ، ابْرَرْ/ بَرَّ، بِرًّا، فهو بَارّ وبَرّ
• بَرَّ الشَّخصُ: صلَح، ضدّ فجَر.
• برَّ حَجُّه ونحوه: قُبِلَ "برَّتِ الصَّلاةُ".
• برَّتِ اليمينُ: صَدَقَت.
• برَّتِ السِّلعةُ: راجتْ.
• برَّ البيعُ: خَلا من الشّبهة والكذب والخيانة. 

أبرَّ يُبرّ، أبرِرْ/ أبِرَّ، إبْرارًا، فهو مُبِرّ، والمفعول مُبَرّ (للمتعدِّي)
• أبرَّ الجنودُ: نزلوا إلى البَرِّ (إمّا من البحر أو من الجوّ بالمظلات).

• أبرَّ اليمينَ: صَدَق في تنفيذها ولم يحنث "أبرَّ وعده ولم يُخْلفه: وفَّى به".
• أبرَّ اللهُ حَجَّه: برَّه، قَبِلَه.
• أبرَّ اللهُ قسمَه: برّه، أجابه إلى ما أقسم عليه "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ [حديث] ". 

برَّرَ يبرِّر، تَبْريرًا، فهو مُبرِّر، والمفعول مُبرَّر
• برَّر العملَ ونحوَه: سوَّغه؛ زكّاه وذكَر مايبيحه من الأسباب والمعاذير "برَّرت إسرائيلُ عدوانَها بدعوى الدِّفاع عن أمنها- تبرير جريمة- برَّر موقفَه- الغاية تبرِّر الوسيلة: قول يتذرَّع به بعض المخطئين لتبرير ارتكابهم الخطأ". 

بارّ [مفرد]: ج بارّون وبَرَرة:
1 - اسم فاعل من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - صادق وفيّ "عرفته بارًّا في يمينه".
3 - كثير الخير والإحسان، صالح، حسن الخلق، عارِف بالجميل، رحيم بوالديه " {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ}: والمراد هنا الملائكة".
• البارّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان إلى عباده في الدُّنيا والدِّين وإصلاح أحوالهم. 

بَرّ [مفرد]: ج أبرار (للعاقل) وبُرور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - طائع ومخلص الود، كثير الطاعة لوالديه، محسن " {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} - {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} ".
3 - أرض يابسة، ما انبسط من سطح الأرض ولم يغطِّه ماء، عكس بَحْر "يَشغل البَرُّ حوالي ثُلث الكرة الأرضيّة- {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} " ° بَرّ الأمان: بعيد عن الخطر ومصدر التَّهديد- بَرًّا وبحرًا: عن طريق البَرِّ والبحر- جلَسَ بَرًّا: خارجًا.
• البَرُّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان، الذي يُصلح أحوال عباده، ويُحسن إليهم في دينهم ودُنياهم " {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} ". 

بُرّ [جمع]: مف بُرَّة: (نت) حَبّ القمح، قمح صُلْب. 

بِرّ [مفرد]:
1 - مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2 ° بِرُّ الوالدَيْن: إطاعتهما وإخلاص الودّ لهما- خيرُ البِرِّ عاجلُه: أفضل أعمال البرّ ما كان سريعًا.
2 - خير واتساع في الإحسان، فَضْل، صدق، طاعة، صلاح، عطاء، كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ [حديث]- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
3 - ثواب الله ورحمته " {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ". 

بَرّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَرّ: على غير قياس.
2 - خارجيّ ظاهر، خلاف جَوّانيّ "مَنْ أَصْلَحَ جَوَّانِيَّه أَصْلَحَ الله بَرَّانيَّه [حديث] ". 

برّمائِيّ [مفرد]: ج برّمائيات:
1 - بَرْمائيّ، قادر على العيش في الماء وعلى اليابسة، وهي كلمة مركّبة من كلمتي بَرّ وماء ° دبَّابة برّمائيَّة: مُعَدَّة للسير في الماء واليابسة- طائرة برّمائيَّة: طائرة مُعَدَّة للإقلاع من البرّ والبحر وللهبوط في أيٍّ منهما على السَّواء.
2 - (حن) كائن حيّ يعيش طورًا من حياته في الماء متنفسًا بالخياشيم، ويقضي طورًا آخر على البرّ متنفسًا بالرئتين، مثل الضفدع. 

برّمائيَّات [جمع]: مف بَرّمائيّ: (حن) بَرّمائيّات، حيوانات تعيش طورًا من حياتها في الماء متنفِّسة بالخياشيم، وتقضي طورًا آخر على البرّ متنفِّسة بالرئتين منها الضفادع (انظر: ب ر م ا ء - بَرْمائيّات). 

بَرِّيّ [مفرد]: مؤ بَرِّيَّة، ج مؤ بَرِّيَّات وبَرارٍ: اسم منسوب إلى بَرّ: خلاف البحرِيّ ° برّيّ الطِّباع: غير اجتماعي يتجنّب الناس أو يخافهم، ويبتعد عن الاختلاط بهم وعن معاشرتهم- جوّيّ برّيّ: خاصّ بالقوات الجوّيّة والبّريّة معًا.
• حيوان بَرِّيّ: (حن) حيوان يعيش في البَرّ، مُتوحِّش ليس أليفًا، كالأرنب البَرّي.
• نبات بَرّيّ: (نت) ما لا يُزرع عادة، عكسه نبات بُستانيّ.
• سلحفاة بَرِّيَّة: (حن) نوع من السلاحف لها أطراف خلفيّة غليظة ودرع عظميّ يغطِّي ظهرها. 

بَرِّيَّة [مفرد]: ج بَرارٍ وبراريّ وبرّيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرّ: خلاف البحريَّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَرّ: صحراء، بادية، مفازة، قفر "خرج إلى البرِّيَّة".
• الخطوط البَرِّيَّة: الطُّرق التي تسلكها القطاراتُ أو السَّيَّاراتُ وغيرها.
• قوَّات برِّيَّة: جيوش ميدانها البرَّ "موقعة/ معركة برِّيَّة". 

بُرور [مفرد]: مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في. 

تَبْرير [مفرد]: ج تبريرات (لغير المصدر):
1 - مصدر برَّرَ.
2 - تفسيرُ المرء سلوكَه بأسباب معقولة أو مقبولة ولكنَّها غير صحيحة "كانت تبريراته مقْنعة". 

مَبَرَّة [مفرد]: ج مَبَرَّات ومَبارّ:
1 - مصدر ميميّ من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - اسم مكان من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في: مكان البرّ والأعمال الخيريَّة.
3 - مؤسسة خيريّة كالمستشفى والمَلْجَأ "تَأْوي المَبَرَّة المرضى والأيتام".
4 - عمل خيريّ "احتفى أصدقاء الفقيد بطيِّب أعماله ومَبرّاته". 

مُبرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من برَّرَ.
2 - سبب أو عذر يدعو إلى التبرير، مُسوِّغ، شيء موجب للقيام بفعل أو ردّ فعل "قدَّم مُبرِّرات طَلَبه" ° لا مُبرِّر له/ بدون مُبرِّر: لا عُذْر له أو لا مُسوّغَ له. 

برر: البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ. وفي التنزيل: ليس البِرَّ أَنْ

تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ

باللهِ؛ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله؛ قال ابن سيده: وهو

قول سيبويه، وقال بعضهم: ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله؛ قال ابن جني:

والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ

لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور. قال: وأَما ما يروى من أَن

النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ليس

من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ؛ يريد: ليس من البر الصيام في

السفر، فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً، وهو شاذ لا يسوغ؛ حكاه عنه ابن جني؛

قال: ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي، صلى الله عليه وسلم، غير

هذا الحديث؛ قال: ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى

الأَصمعي، قال: يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين

قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء. وقال شمر في تفسير قوله، صلى الله

عليه وسلم: عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ؛ اختلف العلماء

في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر الخير. قال: ولا

أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا؛ قال: وجعل لبيدٌ

البِرَّ التُّقى حيث يقول:

وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى

قال: وأَما قول الشاعر:

تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ

معناه في غير طاعة وخير. وقوله عز وجل: لَنْ تنالوا البِرَّ حتى

تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله

عز وجل، من عمل خير، فهو إِنفاق. قال أَبو منصور: والبِرُّ خير الدنيا

والآخرة، فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى

والنِّعْمَةِ والخيراتِ، وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة، جمع

الله لنا بينهما بكرمه ورحمته.

وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم

يَحْنَثْ. وبَرَّ رَحِمَهُ

(* قوله «وبرّ رحمه إلخ» بابه ضرب وعلم). يَبَرُّ

إِذا وصله. ويقال: فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه؛ ومنه قوله:

يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا

ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر

البِرُّ. وقال الله عز وجل: لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ

المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله؛ أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ

من آمن بالله؛ قول الشاعر:

وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ

خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ؟

أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ. وتَبارُّوا، تفاعلوا: من البِرّ. وفي حديث

الاعتكاف: أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ. ومنه الحديث:

ليس من البر الصيام في السفر. وفي كتاب قريش والأَنصار: وإِنَّ البِرَّ دون

الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث.

وبَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر، مَعْرِفَةٌ، فلذلك لم يصرف، لأَنه

اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وسنذكره في فَجارِ؛ قال النابغة:

إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا،

فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ

وقد بَرَّ رَبَّه. وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً

وبُرُوراً: صَدَقَتْ. وأَبَرَّها: أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ: الصادقُ.

وفي التنزيل العزيز: إِنه هو البَرُّ الرحيمُ. والبَرُّ، من صفات الله

تعالى وتقدس: العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم. قال ابن الأَثير: في أَسماء

الله تعالى البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ

ولطفه. والبَرُّ والبارُّ بمعنًى، وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ

دون البارّ. وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه

الله؛ قال الفراء: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قالوا: أَبَرَّ الله حَجَّك، قالوه

بالأَلف. الجوهري: وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي

قَبِلَه؛ قال: والبِرُّ في اليمين مثلُه. وقالوا في الدعاء: مَبْرُورٌ

مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً؛ تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ، وأَهلُ

الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً. شمر: الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه

شيء من المآثم، والبيعُ المبرورُ: الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.

ويقال: بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً، وقد برَرْتُه أَبِرُّه،

وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً، وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً، بالكسر،

وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه. وفي حديث أَبي هريرة قال: قال رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم: الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ؛

قال سفيان: تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام، وقيل: هو المقبولُ

المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب؛ يقال: بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ

بِرّاً، بالكسر، وإِبْرَاراً. وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج: بُرَّ

العملُ؛ أَرادَ عملَ الحج، دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَــأْثَمَ فيه

فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها. وروي عن جابر بن

عبدالله قال: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: إِطعامُ الطعام

وطِيبُ الكلامِ.

ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ، وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ؛ وروي عن ابن عمر

أَنه قال: إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ.

وقال: كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق. وكان سفيان يقول:

حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه

وأَن يحسن أَدبه. ويقال: قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ؛ قال

أَبو ذؤيب:

فقالتْ: تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا،

وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ

أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمي

وبَرَرْتُ والدي؛ وغيرُه لا يقول هذا. وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب

الفصيح: يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ، وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه. وقال

أَبو زيد: بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي؛ وقال الأَعور

الكلبي:

سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ،

فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا

وقال غيره: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه

فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه، وأَحنثه إِذا لم يجبه. وفي الحديث:

بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً، بالكسر، وإِبراراً أَي صدقه؛ ومنه

حديث أَبي بكر: لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ؛ ومنه الحديث:

أَبو إِسحق: أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ.

أَبو سعيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قال والأَصل في ذلك أَن

تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها، تكافئه بالغلاء في الثمن؛ وهو

من قول الأَعشى يصف خمراً:

تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً،

ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما

والبِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، والمَبَرَّةُ مثله. وبَرِرْتُ والدي،

بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً،

فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين؛

وهو بَرٌّ به وبارٌّ؛ عن كراع، وأَنكر بعضهم بارٌّ. وفي الحديث:

تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون

فيها. قال ابن الأَثير: قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة

بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم؛

وفي حديث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: تحْفِرْ بَرَّة؛ سماها بَرَّةً لكثرة

منافعها وسعَةِ مائها. وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت

تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها، كأَنه كره ذلك. وفي حديث حكِيم

بن حِزامٍ: أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها

البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى. وجمعُ البَرّ

الأَبْرارُ، وجمعُ البارّ البَرَرَةُ. وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي

يطيعه؛ وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ. وفي الحديث، في بِرّ الوالدين: وهو

في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ

إِليهم والتضييع لحقهم. وجمع البَرِّ أَبْرارٌ، وهو كثيراً ما يُخَصُّ

بالأَولياء، والزُّهَّاد والعُبَّدِ، وفي الحديث: الماهِرُ بالقرآن مع

السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة. وفي الحديث: الأَئمةُ من قريش

أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها؛ قال ابن

الأَثير: هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح

الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ

الأَشرارُ؛ وهو كحديثه الآخر: كما تكونون يُوَلَّى عليكم. والله يَبَرُّ

عبادَه: يَرحَمُهم، وهو البَرُّ. وبَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. وفي

التنزيل العزيز: أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم. ومن كلام العرب السائر:

فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من

يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقيل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، والبِرُّ الفأْرةُ في بعض

اللغات، أَو دُوٍيْبَّة تشبهها، وهو مذكور في موضعه؛ وقيل: معناه ما

يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن،

والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى. وقال الفزاري: البِرُّ اللطف، والهِرُّ العُقُوق. وقال

يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. وقال ابن

الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان، والبِرُّ دُعاءُ الغنم

إِلى العَلَفِ، والبِرُّ الإِكرامُ، والهِرُّ الخصومةُ، وروى الجوهري عن ابن

الأَعرابي: الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها. التهذيب: ومن كلام

سليمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته؛ المعنى:

من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته؛ أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ،

فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، والبَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان على

النسبة إِليهما بالأَلف والنون. وورد: من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله

بَرَّانِيَّهُ. قالوا: البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ

النَّسبِ، كما قالوا في صنعاء صنعاني، وأَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرّاً

إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه. والبِرُّ:

الفؤاد، يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ،

وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ

وأَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. وأَبَرّ القومُ: كثروا وكذلك

أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ، وسنذكر أَعَرُّوا في

موضعه.والبَرُّ، بالفتح: خلاف البُحْرِ. والبَرِّيَّة من الأَرَضِين، بفتح

الباء: خلاف الرِّيفِيَّة. والبَرِّيَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ، كذلك

رواه ابن الأَعرابي، بالفتح، كالذي قبله. والبَرُّ: نقيض الكِنّ؛ قال

الليث: والعرب تستعمِله في النكرة، تقول العرب: جلست بَرّاً وخَرَجْتُ

بَرّاً؛ قال أَبو منصور: وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب

البادية. ويقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم في البَرِّ

والبَدْوِ داراً. وقوله تعالى: ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال

الزجاج: معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ

البحر التي على الأَنهار. قال شمر: البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى

البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء،

والجمعُ البرَارِي. والبَرِّيتُ، بوزن فَعْلِيتٍ: البَرِّيَّةُ فلما سكنت

الياء صارت الهاء تاء، مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية، والجمع البَرَارِيتُ. وفي

التهذيب: البَرِّيتُ؛ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي. وقال مجاهد في

قوله تعالى: ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال: البَرُّ القِفارُ

والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر. ابن

سيده: وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له. وأَبَرَّ عليهم: غلبهم.

والإِبرارُ: الغلبةُ؛ وقال طرفة:

يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ،

ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ

أي يغلبون؛ يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه. والمُبِرُّ: الغالب. وسئل رجل

من بني أَسَد: أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ؟ قال: أَعرف الجوادَ المُبَِّر من

البَطِيءِ المُقْرِفِ؛ قال: والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف

يَأْتَنِفُ السَّيْرَ، ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ،

وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. ويقال: أَبَرَّهُ

يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره؛ ابن سيده: وأَبَرَّ عليهم شَرّاً؛

حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد:

إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ،

فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ

ثم قال: أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً، وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ

فجمع بينهما. وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم. وفي الحديث: أَن رجلاً

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم

أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم.

وابْتَرَّ الرجل: انتصب منفرداً من أَصحابه. ابن الأَعرابي:

البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ

وَينْزِعَه من قُنْبُعِه، وهو قشره، ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ

ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي

يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ. قال: وهي الغَديرَةُ، وقد

اغْتَدَرنا.والبَريرُ: ثمر الأَراك عامَّةً، والمَرْدُ غَضُّه، والكَباثُ نَضِيجُه؛

وقيل: البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو؛ وقال أَبو

حنيفة: البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه، وله

عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً، وعُنْقُوده يملأُ

الكف، الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ. وفي حديث طَهْفَةَ: ونستصعد

البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل؛ البَريرُ: ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ،

وقيل: هو اسم له في كل حال؛ ومنه الحديث الآخر: ما لنا طعامٌ إِلاَّ

البَريرُ.

والبُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قال المتنخل الهذلي:

لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

ورواه ابن دريد: رائدهم. قال ابن دريد: البُرُّ أَفصَحُ من قولهم

القَمْحُ والحنطةُ، واحدته بُرَّةٌ. قال سيبويه: ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على

ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ؛ قال

الجوهري: ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً.

والبُرْبُورُ: الجشِيشُ من البُرِّ.

والبَرْبَرَةُ: كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان، وقيل: الصياح. ورجلٌ

بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ وقد بَرْبَر إِذا هَذَى. الفراء: البَرْبرِيُّ

الكثير الكلام بلا منفعة. وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر.

والبَرْبَرَةُ: الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ؛ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ، فهو

ثرثارٌ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب

لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع: قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ

وبَرْبَرةٌ؛ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور؛ ومنه حديث أُحُدٍ:

فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ.

وبَرْبَرٌ: جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان،

قال: ولا أَدري كيف هذا، والبَرابِرَةُ: الجماعة منهم، زادوا الهاء فيه

إِما للعجمة وإِما للنسب، وهو الصحيح، قال الجوهري: وإِن شئت حذفتها.

وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ: نَبَّ. ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لها في الماء

بَرْبَرَةٌ أَي صوت، قال رؤْبة:

أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ

والبُرَيْراءُ، على لفظ التصغير: موضع، قال:

إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى

فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ

ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة، قال كيير عزة:

أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ،

فَجُنوبُ سَهْوَةَ

(* قوله: «فجنوب سهوة» كذا بالأَصل، وفي ياقوت فخبوت،

بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت، بفتح

الخاء المعجمة وسكون الموحدة، وهو المكان المتسع كما في القاموس). قد

عَفَتْ، فَرِمالُها

وبَرُيرَةُ: اسم امرأَة. وبَرَّةُ: بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي

أُم النضر بن كنانة.

برر
: ( {البِرُّ) ، بِالْكَسْرِ: (الصِّلَةُ) ، وَقد} بَرَّ رَحِمَه {يَبَرُّ، إِذا وَصَلَه، ورجلٌ} بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه، وَعَلِيهِ خُرِّجَتْ هاذه الآيةُ: {لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن! تَبَرُّوهُمْ} (الممتحنة: 8) ، أَي تَصِلُوا أَرحامَهم، كَذَا فِي البَصائر، (و) قولهُ عَزَّ وجَلَّ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمرَان: 92) قَالَ أَبو منصورٍ: البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ؛ فخَيرُ الدُّنيا مَا يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ، وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ فِي (الجَنَّة) ، جَمَعَ اللهُ لنا بَينهمَا برَحْمَتِه وكَرَمِه، (و) قَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (عَلَيْكُم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ) ، واختلفَ العلماءُ فِي تَفْسِير البِرّ، فَقَالَ بعضُهم: البِرُّ الصَّلاحُ، وَقَالَ بعضُهم: البِرُّ: (الخَيْرُ) ، قَالَ: وَلَا أَعلمُ تَفْسِيرا أَجْمَعَ مِنْهُ؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ مَا قالُوا، وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي تَفْسِير قولِه تعالَى:
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ} : قَالَ بعضُهُم كل مَا تُقُرِّب بِهِ إِلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فَهُوَ إِنفاقٌ.
(و) البِرُّ: (الاتِّساعُ فِي الإِحسان) إِلى النّاس، وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ: إِن أَصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ، وَمِنْه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ، ثمّ شاع فِي الشَّفَقَة والإِحسانِ والصِّلَةِ، قَالَه الشِّهَابُ فِي الْعِنَايَة. قلتُ: وَقد سَبَقَه إِلى ذَلِك المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ، قَالَ مَا نصُّه ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر، وتُصُوِّر مِنْهُ التوسُّعُّ فاشتُقَّ مِنْهُ البَرّ، أَي التوسُّع فِي فِعْل الخَيرِ، ويُنسَب ذالك تارةٌ إِلى الله تعالَى فِي نَحْو: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطّور: 28) وإِلى العَبْد تَارَة فَيُقَال: {بَرَّ العَبْدُ رَبَّه، أَي تَوَسَّعَ فِي طاعَته، فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ، وَمن العَبدِ الطّاعةُ، وذالك ضَرْبانِ: ضَرْبٌ فِي الِاعْتِقَاد، وضَرْبٌ فِي الأَعمال. وَقد اشتملَ عَلَيْهِمَا قولُه تَعَالَى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} (الْبَقَرَة: 177) الْآيَة، وعَلى هاذا مَا رُوِيَ أَنه صلَّى الله عليْه وسلّم سُئلَ عَن البِرّ فتَلَا هاذه الآيةَ؛ فإِنْ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأَعمالِ: الفَرائضِ والنَّوَافِلِ.
} وبِرُّ الوالدَيْنِ: التَّوسُّعُ فِي الإِحسان إِليهما.
(و) البِرُّ: (الحجُّ) : عَن الصّغانِيِّ.
(ويُقَال: بَرَّ حَجُّكَ) يَبَرُّ بُرُوراً ( {وبُرَّ) ، الحَجُّ} يُبَرُّ {بِرًّا بِالْكَسْرِ، (بفَتْح الْبَاء وضَمِّهَا، فَهُوَ} مَبْرُورٌ) : مَقْبُولٌ.
قَالَ الفَرّاءُ: {بُرَّ حَجُّه، فإِذا قَالُوا: أَبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قَالُوهُ بالأَلف، وَفِي الصِّحَاح:} وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ فِي بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أَي قَبِلَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: الحَجُّ المَبْرُورُ: الَّذِي لَا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (الحَجُّ {المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلا الجَنَّةُ) . قَالَ سُفْيانُ: تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامه وإِطعامُ الطَّعَامِ، وَقيل: هُوَ المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ، وَهُوَ الثَّوَابُ. وَقَالَ أَبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج: بُرَّ العَمَلُ. أَراد عَملَ الحَجِّ؛ دَعا لَهُ أَن يكونَ مَبْرُوراً لَا مَــأْثَمَ فِيهِ، فيستوجبُ ذالك الخُرُوجَ من الذنُوب الَّتِي اقْتَرَفها. ورُوِيَ عَن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قَالَ: (قَالُوا: يَا رسولَ الله، مَا} بِرُّ الحَجِّ؟ قَالَ: إِطعامُ الطَّعَمِ وطِيبُ الكلامِ) .
(و) فِي البَصَائِرِ: ويُستَعْمَلُ البِرُّ فِي (الصِّدْقِ) لكَوْن بعضَ الخَيرِ، يُقَال: بَرَّ فِي قَولِه، وَفِي يَمِينه، وَمِنْه حديثُ أَبي بكْرٍ: (لم يَخْرُجْ مِن إِلَ وَلَا بِرَ) أَي صِدْق.
(و) البِرُّ: (الطّاعةُ) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ {بِالْبِرّ} (الْبَقَرَة: 44) ، وَفِي حَدِيث الإعتكافِ: (} أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؟) ، أَي الطّاعَةَ والعبادةَ، وَمِنْه الحَدِيث: (لَيْسَ مِن البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَر) ( {كالتَّبَرُّرِ) ، يُقال: فلانٌ} يبَرُّ خالِقَه ويَتَبَرَّرُه، أَي يُطِيعُه، وَهُوَ مَجازٌ.
(اسمُه) أَي البِرُّ ( {بَرَّةُ) ، بالفَتْح، اسمُ عَلَمٍ بِمَعْنى البِرِّ، (مَعْرِف) ، فلذالك لم يُصْرَف؛ لأَنّه اجتمعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتَّأنِيثُ، وسيُذكَر فِي فَجَارِ، قَالَ النّابِغَة:
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا
فحمَلْتُ} بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
(و) فِي الحَدِيث فِي بِر الوالِدَيْن: (وَهُوَ فِي حَقِّهما وحَق الأَقْرَبِينَ مِن الأَهْلِ) : (ضِدُّ العُقُوقِ) وَهُوَ الإِساءَةُ إِليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم، ( {كالمَبَرَّةِ) .
(} وبَرِرْتُه) أَي الوالِدَ {وبررته (} أَبَرُّه) ! بِرًّا، (كعَلِمتُه وضَرَبْتُه) ، أَي أَحسنتُ إِليه ووَصَلْتُه.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: البِرُّ: (سَوْقُ الغَنَمِ) ، والهِرُّ: دُعَاؤُهَا، قَالَه فِي المَثَل السَّائرِ: (فلانٌ مَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرَ) . وعَكَسَه يُونُسُ فَقَالَ: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعَاؤُها.
(و) البِرُّ: (الفُؤادُ) ، يُقَال: هُوَ مُطْمَئِنُّ البِرُّ، وأَنشدَ ابنُ لأَعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ:
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه
وأَجْعَلُ مالِي دُونَه وأُوأَمِرُهْ
(و) البِرُّ: (وَلَدُ الثَّعْلبِ) ، نقلَه الصّغَانيُّ.
(و) قَالَ بعضُهم فِي معنى المثلِ السّابِقِ: الهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والبِرُّ: (الفَأْرَةُ) فِي بعض اللُّغَاتِ.
(و) قيل: هُوَ (الجُرَذُ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ. (و) البَرُّ (بالفَتْح: من الأَسْماءِ) الحُسْنَى وَهُوَ العَطُوفُ على عِبادِهِ {ببِرِّه ولُطْفِه، قَالَه ابْن الأَثير.
(و) البَرُّ: (الصّادقُ) .
(و) البَرُّ: (الكَثِيرُ البِرِّ،} كالبارّ) . وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنما جاءَ فِي أَسمائِه تعالَى البَرُّ، دُونَ {البارِّ، قلتُ: وَقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى: {وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ} (الْبَقَرَة: 177) وَقَالُوا: أَي البارّ. (ج} أَبْرارٌ {وَبَرَرَةٌ) ، الأَخِيرُ محرَّكَةَ، رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أَبْرَارٍ،} وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ. والأَبرارُ كثيرا مَا يُخَصُّ بالأَوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد. وَفِي الحَدِيث (الأَئِمَّةُ مِن قُرَيْشٍ، {أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا، وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هَذَا على جِهَة الإِخبارِ عَنْهُم لَا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم. وَفِي حديثٍ آخَر: (الماهِرُ بالقُرآنِ مَعَ السَّفَرةِ الكِرَامِ} البَرَرَةِ) . وَفِي البَصَائِر: وخُصَّ المَلائِكَةُ {بالبَرَرَةِ؛ من حيثُ إِنه أَبلغُ من الأَبرار، فإِنه جَمْعُ بَرَ، والأَبرارُ جمعُ بارَ، وبَرٌّ أَبلغُ مِن بارَ، كَمَا أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ.
(و) البَرّ: (الصِّدْقُ فِي اليَمِين، ويُكسر) .} بَرَّ فِي يَمينِه {يَبَرُّ، إِذا صَدَقَه، وَلم يَحنثْ.
(وَقد} بَرِرتَ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وبَرَرْتَ) ، بالفَتْحِ، وهاذه عَن الصّغانِّي. (} وبَرَّتِ اليَمِينُ {تَبَرُّ، كيمَلُّ، و) } تَبِر مثْلُ (يَحِلُّ، {بِرًّا) ، بِالْكَسْرِ، (} وبَرًّا) ، بِالْفَتْح، ( {وبُرُوراً) ، بالضَّمّ: صَدَقَتْ.
(} وأَبرَّهَا) هُوَ: (أَمْضَاها على الصِّدْق) وَعَن الأَحْمر: {بَرَرْتُ قَسمِي،} وبَررْتُ والدِي، وغيرُه لَا يقولُ هاذا. ورَوى المُنْذِريُّ عَن أَبي العَبَّاس فِي كتاب الفصيح: يُقَال: صَدَقْتَ وبَرِرْتُ، وكذالك بَرَرْتُ وَالِدي! أَبِرّه. وَقَالَ أَبو زَيْد: بَرَرْتُ فِي قَسَمِي، وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي. وَقَالَ الأَعور الكَلْبِيّ:
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأبْرَرْنَا إِليهِ مُقَسّمِينا
وَقَالَ غيرُه أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأَحْنَثَه؛ فأَمَّا {أَبَرَّه فَمَعْنَاه أَنه أَجَابَه إِلى مَا أقْسَمَ عَلَيْهِ، وأَحْنَثَه، إِذا لم يُجِبْه. وَفِي الحَدِيث: (بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ) } وأَبَرَّه {بِرًّا بِالْكَسْرِ} وإِبراراً، أَي صَدَقَه.
(و) {البَرُّ: (ضِدُّ البَحْرِ) ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الرّوم: 41) ، {وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْإِسْرَاء: 70) ، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ} (لُقْمَان: 32) وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْله تعالَى: {وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْأَنْعَام: 59) قَالَ: البَرُّ القِفَارُ، والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فِيهَا ماءٌ.
(و) الحافظُ (أَبو عَمْرٍ و) يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ (بنِ عبد البَرِّ) النمريّ، (عالِمُ الأَنْدَلُسِ) وَفِي نُسْخَةِ شيخِنا: حافظُ الأَندلِس، قَالَ: قلتُ: بل هوحافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ، وَهُوَ صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها، تُوُفِّيَ سنة 46 هـ.
(وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّارِيُّ صَحابيٌّ) ، وكنيتُه أَبو هِنْدٍ، وَهُوَ أَخو تَمِيم، وَقيل ابنُ عَمِّه وَقيل اسْمه يَزِيدُ، وبخطِّ أعبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ: بربر.
(والأَدِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ) بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسِيُّ، النحويُّ اللغويُّ، نَزِيلُ مصر، صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح فِي مُجلَّدات، سَمِعَ من أَبي صادقٍ المَدِينيّ، وَعنهُ ابْن الجُمَّيزيّ، تُوُفِّيَ سنة 582 هـ. (وعليُّ بنُ} - بَرِّيَ) وَهُوَ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عليّ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ. (و) أَبو الحَسَنِ (عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ! - البَرِّيُّ) القَطّان، مِن طَبقة عليِّ بن المَدِينيّ، (وحَفِيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ) بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ، شيخٌ لِابْنِ المقرِىء. قلتُ: ورَوَى عَنهُ أَيضاً بنُ عَدِيَ فِي الْكَامِل، (وابنُ أَخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيَ) البرِّيُّ: (محدِّثون) .
وأَبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبي القاسِم بنِ البَرِّيِّ، حَدَّثَ.
(وأَمّا) أَبو محمّدٍ (الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ) بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ، والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدسِيُّ، وأَبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليَ القُرَشِيُّ، وتوُفِّي سنة 482 هـ، وَله إِخوةٌ مِنْهُم: أَبو الفَرَجِ موحد بن عليّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، توفّي سنة 455 هـ، وأَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليَ، سَمِعَ مِنْهُ الخَطِيبُ، وَقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولَا، وَضبط فِي الكلِّ بالفَتْح، وَقَالَ ابنُ عَسَاكِر بالضَّمِّ.
قلت: وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ، سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ، وَتُوفِّي سنة 461 هـ. (و) أَبو مَسْلَمَةَ (عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ) وَيُقَال: الْقَاسِم الكِنْدِيُّ، مَوْلَاهُم، عَن سَعيدٍ المَقْبُرِيّ (البُرِّيَّانِ، فالبضَّمِّ) ، إِلى بَيْعِ البُرِّ.
وَفَاته:
أَبو ثمامَةَ {- البُرِّيُّ، وَيُقَال لَهُ: القَمُّاحُ، عَن كَعْبِ بنِ عجرةَ. ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ، عَن محمّدِ بن المُغِيرَةِ.
(و) } البُرُّ: بالضّمِّ الحِنْطَةُ) ، قَالَ المصنِّف فِي البَصائر: وتَسْمِيَتُه بذالك لكونهِ أَوسعَ مَا يُحتاجُ إِليه فِي الغِذاءِ، انْتهى. قَالَ المُتنخِّل الهُذليُّ:
لَا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ
قِرْفَ الحَتِيَّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُزُ
قَالَ ابنُ دُرَيْد: البُرُّ أَفصحُ مِن قَوْلهم: القَمْحُ والحِنْطَةُ، واحدتُه بُرَّةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَال لصاحِبه: بَرّارٌ، على مَا يَغْلِبُ فِي هاذا النَّحْو؛ لأَنّ هاذا الضَّرْبَ إِنّما هُوَ سَماعِيٌّ لَا اطِّرادِيٌّ. (ج! أَبْرارٌ) ، قَالَ الجوهريُّ: ومَنَعَ سيبويهِ أَن يُجْمَع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجَوَّزَه المبَرّد، قِيَاسا.
(و) البِرُّ (بِالْكَسْرِ) أَبو بكرٍ (محمّد بنُ عليِّ) بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ (بنِ البِرِّ اللغويّ) ، والبِرُّ لَقب جَدِّ أَبِيه عليَ التَّمِيمِيِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ، أَحد أَئِمَّةِ اللِّسَان، روَى عَن أَبي سَعْد المالِينيِّ، وَكَانَ حيًّا فِي سنة 469 هـ، وَهُوَ (شيخُ) أَبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ (بنِ القَطَّاع) السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515 هـ.
(و) أَبو نَصْرٍ (إِبراهيم بنُ الفضلِ {البارُّ، حافظٌ) أَصْبهَانيٌّ، (لاكنه كذّابٌ) يَقْلِبُ المُتونَ، قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ، وتُوفِّيَ سنة 530 هـ، من هم مَن قَالَ فِي نسبته: البَآرُ كشَدّاد، أَي إِلى حَفر الآبارِ، وَهُوَ الصَّوابُ، وهاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوَان (و) عَن ابْن السِّكِّيت: (} أَبَرَّ) فلانُ، إِذا كَانَ مُسَافِرًا، و (رَكِبَ البَرِّ) ، كَمَا يُقَال: أَبْحرَ، إِذَا رَكِبَ البَرَ.
(و) أَبَرَّ الرجلُ: (كَثُرَ وَلَدُه) .
(و) أَبَرَّ (القَومُ: كَثُرُوا) ، وكذالك أَعَرُّو؛ {فأَبَرُّوا فِي الخَيْرِ، وأَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي موضِعِه.
(و) أَبَرَّ (عَلَيْهِم: غَلَبَهم) ،} والإِبرارُ: الغَلَبَةُ، قَالَ طَرَفَةُ:
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ
{ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ
أَي يَغْلِبُون.
والمُبِرُّ: الغالِب.
وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أَسَدٍ: أَتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ؟ قَالَ: أَعرفُ الجَوادَ} المُبِرِّ من البَطِيءِ المُقْرِفِ. قَالَ: والجَوادُ المُبِرُّ: الَّذِي إِذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر، ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ، الَّذِي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قِيدَ اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ.
وَيُقَال: {أَبَرَّهُ} يُبِرُّهُ، إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غيرِه.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وأَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ، وأَنشدَ:
إِذا كنتُ مِن حِمّانَ فِي قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِي مَنْ {أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
ثمَّ قَالَ: أَبَرَّ، مِن قَوْلهم: أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، وأَبَرَّ وفَجَر واحدٌ، فجَمَعَ بَينهمَا.
وَفِي المُحَكْم أَيضاً: وإِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رجلا أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فَقَالَ: (إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أَبَرَّ عَلَيْهِم) ، أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم.
(و) أَبَرَّ (الشّاءَ: أَصْدَرَها) إِلى البَرِّ.
( {والبَرِيرُ. كأَمِيرٍ) : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً، والمَرْدُ: غَضُّه، والكَبَاثُ: نَضِيجُه. وَقيل: البَرِيرُ (الأَوّلُ) ، أَي أَولُ مَا يَظْهَرُ (مِن ثَمَرِ الأَراكِ) ، وَهُوَ حُلْوٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَريرُ: أَعظمُ حَبًّا مِن الكَبَاثِ، وأَصغرُ عُنقُوداً مِنْهُ، وَله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ، أَكبرُ مِن الحمَّص قَلِيلا، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ. الواحدةُ مِن جميعِ ذالك بَرِيرَةٌ، وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ: (ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ) ، أَي نَجْنِيه للأَكْلِ. وَفِي آخَرَ: (مَا لَنَا طعامٌ إِلّا البَرِير) .
(} وبرِيرَةُ) بنتُ صَفْوانَ، مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا: (صَحَابيَّةٌ) ، يُقَال إِنّ عبدَ الملِكِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ مِنْهَا.
( {والبَرِّيَّةُ: الصَّحراءُ) نُسِبَتْ إِلى البَرِّ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ بِالْفَتْح. وَقَالَ شَمِرٌ:} البَرِّيَّةُ: المَنْسُوبَةُ إِلى البَرِّ، وَهِي {بَرِّيَّةٌ إِذا كَانَت إِلى البَرِّ أَقربَ مِنْهَا إِلى الماءِ، والجمعُ} - البَرارِي، (كالبَرِّيتِ) بوزنِ فَعْلِيتٍ، عَن أَبي عُبَيْدٍ وشَمِرٍ وابنِ الأَعرابيِّ؛ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تَاء، مثل عِفْريت وعِفْرِيَة، والجمعُ البَرارِيتُ.
(و) البَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بِالْفَتْح: (ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ) ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ.
( {والبُرْبُورُ، بالضَّمِّ: الجَشِيشُ من البُرِّ) ، والجمعُ} البَرَابِيرُ.
( {والبَرْبَرةُ: صَوتُ المعزِ) ، يُقَال: بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ، إِذا نَبَّ.
(و) } البَرْبَرةُ: (كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ) باللِّسانِ، (و) قيل: (الصِّياحُ) والتَّخْلِيطُ فِي الْكَلَام مَعَ غَضَبٍ ونُفُورٍ. وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وجهَه (لمّا طَلَبَ إِليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لَهُم الأَمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ، فامْتَنَعَ، قامُوا وَلَهُم تَغَذْمُرٌ {وبَرْبَرَةٌ) . وَفِي حَيْثُ أُحُدٍ: (فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه} وبَرْبَرَ) .
يُقَال: ( {بَرْبَرَ) الرجلُ، إِذا هَذَى (فَهُوَ} بَرْبَارٌ) ، كصَلْصالٍ، مثل ثعْثَرَ فَهُوَ ثَرْثَارٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: {البَرْبَرِيُّ: الكثيرُ الكلامِ بِلَا مَنْفَعَةٍ، وَقد بَرْبَرَ فِي كلامِه} بَرْبَرَةً، إِذا أَكْثَرَ.
(ودَلْوٌ {بَرْبَارٌ. لَهَا) فِي الماءِ بَرْبَرَةٌ، أَي (صَوتٌ) فِي الماءِ، قَالَ رُؤْبة:
أَرْوَى} بِبَرْبارَيْنِ فِي الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ فِي الأَغْواطِ
هاكذا فسّر قَوْله هاذا بِمَا تقدّم، نقلَه الصّاغانِيُّ.
(! وَبَرْبرٌ: جِيلٌ) من النَّاس لَا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ، كَمَا قالَه ابنُ خَلْدُون فِي التّاريخ، وَفِي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ: إِنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ، وَفِي المِصْباح إِنه مُعَرَّبٌ، وَقيل: إِنهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَالِيقِ الحِمْيَرِيَّةِ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم، فَقَالَ: مَا أَكثَرَ {بَرْبَرَتَكم، فسُمُّوا} البَرْبَرَ، وَقيل غيرُ ذالك. (ج {البَرابِرَةُ) ، زادُوا الهاءَ فِيهِ؛ إِما للعُجْمَةِ، وإِمّا للنَّسَبِ وَهُوَ الصحيحُ. قَالَ الجوهَرِيُّ: وإِن شئتَ حَذَفْتَها، (وهم) أَي أَكثرُ قبائلِهم (بالمَغْرِبِ) فِي الجِبال، مِن سُوسَ وغيرِهَا، متفرِّقَةٌ فِي أَطرافِها، وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ كُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة، وَكَانُوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مَعَ جالُوتَ، فَلَمَّا قُتِلَ تَفَرَّقُوا، كَذَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر.
(و) } بَرْبَرٌ: (أُمَّةٌ أُخْرى) ، وبلادُهم (بَين الحُبُوشِ والزَّنْجِ) ، على سَاحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ، وهم سُودانٌ جِدًّا، وَلَهُم لُغَةٌ بِرَأْسِها لَا يَفْهَمُهَا غيرُهم، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ، وَعِنْدهم وُحُوشٌ غريبةٌ لَا تُوجَدُ فِي غَيرهَا، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ، ورُبَّما وُجِدَ فِي سَواحِلِهم العَنْبَرَ، وهم الَّذين (يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجال ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم) وَقَالَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ: وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْيَنَ، مُلْتَحِقَةٌ فِي البَحْرِ بِعَدَنَ، من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إِلى مَا يُشرقُ عَنْهَا، وَفِيمَا حاذَى مِنْهَا عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ، وَهِي جزيرةُ سُقُوطْرى، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ، (وكلُّهُم مِن وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ) . قَالَ أَبو منصورٍ: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هاذا.
وَقَالَ البَلاذريّ: حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قَالَ: سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عَن البَرْبَرِ، فَقَالَ: هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ! بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَمَا جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ.
وَقَالَ أَبو المُنْذِرِ: هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ، فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقا إِلى المَغْرِب.
(أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ: صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ أَيام فَتْحِ) والدِهِم (أَفْرِقَشَ المَلِكِ) ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأَصغَرِ، كَانُوا مَعَه لما قَدِمَ المَغْرِبَ، وَبنى (أَفْرِيقِيَّةَ) فَلَمَّا رَجَعَ إِلى بِلَاده تَخَلَّفُوا عَنهُ عُمَّالاً لَهُ على تِلْكَ البلادِ، فبَقُوا إِلى الْآن وتَنَاسَلُوا.
(و) أَبو سَعِيدٍ (سابِقُ) بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ، رَوَى عَن مَكْحُولٍ، وَعنهُ الأَوزاعِيُّ. (وَمَيْمُونٌ) مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، عَن ابنِ سِيرِينَ، (ومحمَّدُ بنُ مُوسَى) بنِ حَمّادٍ، حَدَّث عَنهُ أَبو عليَ الكاتبُ، (وعبدُ الله بنُ محمّدِ) بنِ ناجِيَةَ الحافظُ، (والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ) ، الأَخِيرُ رَوى عَنهُ أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِيمَ {- البَرْبَرِيُّ، (} البَرْبَرِيّونَ) ، وَكَذَا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ، وهانىءَ بنُ سَعِيد مَوْلَى عُثْمَانَ، {البَرْبَرِيّانِ، (} وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي: مُحَدِّثون) ، الأَخِيرُ رَوَى عَن مالِكٍ، وَعنهُ يحيى بنُ مُعين.
( {والمُبِرُّ: الضّابِطُ) ، يُقَال: إِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ، كَذَا فِي المُحْكَم.
( {والبَرَيْرَاءُ، كحُمَيْرَاءَ) من أَسماءِ (جِبَال بني سُلَيْم) بنِ مَنْصُور، قَالَ:
: (إِنَّ بأَجْرَاعِ} البُرَيْرَاءَ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ ( {والبَرَّةُ: عَن قَتَلَ فِيهِ قابِيلُ هابِيلَ ابْنَيّ آدَمَ عَلَيْهِ السّلامُ، نقلَه الصغانيّ.
(و) } بَرَّةُ، (بِلَا لامٍ: اسمُ زَمْزَمَ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَتاه آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ بَرَّةَ) ، سَمّاهَا بَرَّةَ، لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها.
(و) بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ، (عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليّه وسلَّم) أُختُ أَرْوَى والحارثِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأَةٍ كَانَت تُسَمَّى بَرَّةَ، فسمّاهَا زَينَبَ، وَقَالَ: تُزَكِّي نَفْسَها) ؛ كأَنَّه كَرِهَ (لَهَا) ذالك.
(و) بَرَّةُ (جَدُّ إِبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِعيِ شيخِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذ) بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ، وَفِي سِيَاق الذهبيِّ مَا يقتضِي أَنّ الربيعَ بنَ بَرَّةَ، الَّذِي يَرْوِي عَنهُ مُعاذِ لَيْسَ بوَلَدٍ لإِبراهِيمَ؛ فإِنه ذَكَرَ إِبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ، وَقَالَ عَن عبد الرزّاقِ: ثمَّ قَالَ: والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ. فتَأَمَّلْ.
(و) بَرَّةُ: (قَريتانِ باليَمَامَةِ، عُلْيَا وسُفْلَى) ، وَيُقَال لَهما: {البَرَّتانِ، وَكَانَت} البَرَّةُ العُلْيَا مَنزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ، ومِن قَوْله يَتشوَّق إِليها:
خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما
على {البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرُّكائب
وقُولَا إِذا مَا نَوَّه القَوْمُ للقِرَى
أَلَا فِي سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ
(وبالضمِّ:} بُرَّةُ بنُ رِائبٍ، ويُدْعَى جِحش بنَ رِئابٍ أَيضاً: والدُأُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ) الأَسَدِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وفاتَه:
بَرَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، مِن أَولادِه أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْده بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ، ذَرَكَره الحافظُ.
( {ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) دُونَ الجارِ إِليها، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
أَقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ} مَبَرَّةٍ
فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
( {والبُرَّى، كقُرَّى: الكلمةُ الطَّيِّبَةُ) ، من البِرِّ، وَهُوَ اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ.
(} والبَرْبارُ) ، بِالْفَتْح، (! والمُبَرْبِرُ) بالضمِّ:) الأَسَدُ) ؛ {لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبِه.
(و) يُقَال: (} أُبْتَرَّ) الرجلُ، إِذا (انتصبَ منفرِداً عَن) وَفِي بعض النسَخِ من (أَصابِه) ، نقلَه الصّغانِيُّ.
( {والمُبَرِّرُ من الضَّأْن) كالمُرَمِّدِ، وَهِي (الَّتِي فِي ضَرْعِها لُمَعٌ) سُودٌ وبِيضٌ عِنْد الأَقرابِ، تَشْبِيها} بالبَرِيرِ: ثَمَرِ الأَراكِ.
(وسَمَّوْا بَرًّا {وبَرَّة) ، بالفتحِ فيهمَا، (} وبُرَّة) ، بالضَّمِّ، ( {وبَرِيراً) ، كَأَمِيرٍ.
(و) يُقَال (أَصْلَحُ العَرَبِ) هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ: أَفْصَحُ العَرَبِ (} أَبَرُّهم، أَي أَبْعَدُهُم فِي البَرِّ) والبَدْوِ دَارا.
(و) وَردَ فِي كَلَام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (مَن أصْلَحَ جَوّانِيَّه أَصلَحَ اللهُ {بَرانِيَّه) ، بِالْفَتْح فيهمَا، قَالُوا:} - البَرَّانِيُّ: العَلَانِيَةُ، (نِسْبةٌ على غير قياسٍ) ، كَمَا قَالُوا فِي صَنْعاءَ: صنْعَانِيٌّ؛ وأَصلُه مِن قَوْلهم: خَرَج فلانٌ {برًّا؛ إِذا خَرَجَ إِلى} البَرِّ والصَّحراءِ، وَلَيْسَ من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كَمَا فِي التَّهْذِيب.
وَفِي اللِّسان {والبَرُّ: نَقِيضُ الكِنِّ. قَالَ اللَّيْثُ: والعَربُ تَستعملُه فِي النَّكِرة، تقولُ العَربُ: جلَستُ بَرًّا وخرجتُ (بَرًّا) . قَالَ أَبو منصورٍ: وهاذا من كلامِ المُوَلَّدِين، وَمَا سمعتُه من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ، والمعنَى: مَن أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه؛ أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ، فالجَوُّ: كُلُّ بَطْن غامِضٍ،} والبَرُّ: المَتْنُ الظَّاهِرُ، فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إِليهما بالأَلفِ والنونِ.
وَفِي الأَساس: افْتَتِحِ البَابَ {- البَرّانِيَّ. وَيُقَال: تُرِيدُ جَوًّا ويُرِيدُ} بَرًّا، أَي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلَانِيَةً. ( {والبَرّانِيَّة: ة ببُخَاراءَ) على خمسةِ فَرَاسِخَ مِنْهَا، وَيُقَال لَهَا: فُورانُ، (مِنْهَا) أَبو المَعَالِي (سَهْلُ بنُ) أَبي سَهْلٍ (محمودِ) بنِ أَبي بكرٍ محمّد بن إِسماعيلَ (} - البَرّانِيُّ الفَقِيهُ) الشافعيُّ الواعِظُ، سَمِعَ أَباه وغيرَه، ورَوَى عَنهُ ابنُه، وَمَات ببُخاراءَ سنة 524 هـ، قَالَه أَبو سَعْدٍ.
(والنَّجِيبُ) أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَي القاسمِ (البَرّانِيُّ: محدِّثٌ) ، سَمِعَ أَباه، وَعنهُ أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، مَاتَ سنة 542 هـ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {البَرابِيرُ: طعامٌ يُتَّخَذُ مِن فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ) . وذالك أَنَّ الرّاعِيَ إِذا جاعَ يَأْتِي إِلى السّنْبُلِ فيَفْرُكُ مِنْهُ مَا أَحَبَّ، ويَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه (وَهُوَ قِشْرُه) ، ثمَّ يَصُبُّ عَلَيْهِ اللَّبَنَ الحَلِيبَ، ويُغْلِيه حَتَّى يَنْضَجَ، ثمَّ يَجعلُه فِي إِناءٍ واسعٍ، ثمَّ يُبَرِّدُه، فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ. قَالَ: وَهِي العَذِيرَةُ، وَقد اعتَذَرْنا، الوَاحِدُ} بُرْبُورٌ، وَقد ذَكَره المصنِّف قَرِيبا.
(و) يُقَال: (بَرَّه، كمَدَّه) ، إِذا (قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ) ، كأَبَرَّه، والإِبرارُ: الغَلَبَةُ.
(و) فِي الأَمثال: (فُلانٌ لَا يَعرِفُ هِرًّا مِن بِرَ، أَي مَا يُهِرّه ممّا {يَبِرُّه) ، أَي مَن يَكْرَهُهُ مِمَّنْ} يَبِره، (أَو) مَا يعرفُ (القِطَّ من الفَأْرِ) وَقد تقدَّم، (أَو) مَا يَعرِفُ (دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها) ، رَوَاهُ الجوهريُّ عَن ابْن الأَعرابيِّ. وَقَالَ يُونُس: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعاؤُها، (أَو) مَا يعرفُ (دُعاءَهَا إِلى الماءِ مِن دُعَائِها إِلى العَلَف) ، يُروَى عَن ابْن الأَعرابيِّ أَنَّ البِرَّ: دُعَاءُ الغَنَمِ إِلى العَلَف. (أَو) مَا يَعْرِفُ (العُقُوقَ مِن اللُّطْفُ) ؛ فالهِرُّ: العُقُوقُ، والبِرُّ: اللطْفُ، وَهُوَ قَولُ الفَزارِيِّ، (أَو) مَا يَعرفُ (الكَرَاهِيةَ من الإِكرام) ، فالهِرُّ: الخُصُومَةُ والكراهيَة، والبِرُّ: الأَكرام، أَو) مَعْنَاهُ مَا يَعرفُ (الهَرْهَرَةَ مِن {البَرْبَرَةِ) ؛ فالهَرْهَرَةُ: صَوتُ الضَّأْنِ، والبَرْبَرَةُ: صَوتُ المِعْزَى.
(} والبُرْبُر، بالضَّمِّ) : الرجلُ (الكثيرُ الأَصواتِ) ، كالبَرْبارِ.
(و) {البِرْبِرُ (بالكسْر: دُعَاءُ الغَنَمِ) إِلى العَلَف، نقلَه الصّغانِيُّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
} البِرُّ، بِالْكَسْرِ: التُّقَى، وَهُوَ فِي قَولِ لَبِيد:
وَمَا البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى
{وتَبارُّوا: تَفاعَلُوا مِن البِرِّ، وَفِي كتاب قُرَيْشٍ والأَنصارِ: (وإِنّ البِرَّ دُونَ الإِثْمِ) ، أَي إِنْ الوفاءَ بِمَا جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ.
وَيُقَال: قد تَبَرَّرْتَ فِي أَمْرِنا، أَي تَحَرَّجْتَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فقالتْ} تَبَرَّرْتَ فِي جَنْبِنا
وَمَا كنتَ فِينا حَدِيثاً {بِبَرّ
أَي تَحَرَّجْتَ فِي سَبَبِنا وقُرْبِنا.
وَعَن أَبي سَعِيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه، إِذا نَفَقَتْ، وَهُوَ مَجازٌ؛ قَالَ: والأَصلُ فِي ذَلِك أَن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بِمَا حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا، تُكَافئه بَالغ 2 لَاءِ فِي الثَّمَنِ، وَهُوَ من قولِ الأَعْشَى يَصفُ خَمْراً:
تَخَيَّرَهَا أَخُو عَانَاتِ شَهْراً
ورَجَّى بِرَّها عَاما فعَامَا
وَهُوَ} بَر بوالِدِهِ! وبارٌّ، عَن كُرَاع، وأَنكرَ بَعْضُهُم {بارٌّ، وَفِي الحَدِيث: (تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها} بَرَّةٌ بكم) ، قَالَ ابْن الأَثِير: أَي مُشْفِقَةٌ عَلَيْكُم، كالولادةِ {البَرَّةِ بأَولادِهَا؛ يَعْنِي أَنّ مِنْهَا خَلْقَكم، وفيهَا مَعاشكم، وإِليها بعدَ الموتِ معادكم.
وَفِي حَدِيث حَكِيمِ بنِ حِزامٍ: (أَرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ} أَبْرَرْتُهَا) ، أَي أَطلبُ بِهَا البِرَّ والإِحسانَ إِلى النَّاس، والتَّقرُّبَ إِلى الله تعالَى.
واللهُ {يَبَرُّ عِبادَه، أَي يَرْحَمُهم.
وبَرَّةُ بنتُ مُرِّ، وَهِي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ.
وَمن الأَمثال: (هُوَ أَقْصَرُ مِن بُرَّةٍ) . وَيُقَال: أَطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ، وَهُوَ الخُبْز.
} والبَرّانِيَّةُ، بِالْفَتْح: قريةٌ بِمصْر.
وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ، وبَرَّةُ بنتُ أبيْ تُجْرَاة العَبدريَّة: صَحابِيّتانِ.
وأَبو! البِرِّ بِالْكَسْرِ صَدَقَةُ بنِ جروانَ البَوّاب، المعروفُ بِابْن البيعِ، حَدَّثَ عَن أَبي الوَقْتِ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ.
والبَرَابِرُ: الجِدَاءُ.

طرح

(طرح) الشَّيْء طَرحه وَالْبناء وَنَحْوه طوله جدا أَو وَسعه
[طرح] ك: فيه: ألفوها وما حولها "فاطرحوه" أي ارموا الفأرة وما حولها من السمن فاطرحوا الجميع وكلوا الباقي. وفي ح ذبيحة السارق: "اطرحوه" لعل مذهبهما أن ذبح غير من له الولاية بالملك والوكالة غير معتبر.
(ط ر ح) : (الطَّرْحُ) أَنْ تَرْمِيَ بِالشَّيْءِ وَتُلْقِيَهُ مِنْ بَابِ مَنَعَ يُقَالُ طَرَحَ الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ وَطَرَحَ بِهِ وَبِهَذَا صَحَّ قَوْلُهُ وَضْعُ الْجِمَارِ لَا يَنُوبُ عَنْ الرَّمْي وَالطَّرْحُ قَدْ يَنُوبُ.
ط ر ح : طَرَحْتُهُ طَرْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ رَمَيْتُ بِهِ وَمِنْ هُنَا قِيلَ يَجُوزُ أَنْ يُعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ طَرَحْتُ بِهِ لِأَنَّ الْفِعْلَ إذَا تَضَمَّنَ مَعْنَى فِعْلٍ جَازَ أَنْ يَعْمَلَ عَمَلَهُ وَطَرَحْتُ الرِّدَاءَ عَلَى عَاتِقِي أَلْقَيْتُهُ عَلَيْهِ. 
ط ر ح: (طَرَحَ) الشَّيْءَ وَبِالشَّيْءِ رَمَاهُ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (أَطْرَحَهُ) بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ أَبْعَدَهُ. وَ (مُطَارَحَةُ) الْكَلَامِ مَعْرُوفٌ. قُلْتُ: الْمُطَارَحَةُ إِلْقَاءُ الْقَوْمِ الْمَسَائِلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ. تَقُولُ: (طَارَحَهُ) الْكَلَامَ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولَيْنِ. 
(طرح)
الشَّيْء وَبِه طرحا أَلْقَاهُ وَيُقَال طرحت بِهِ النَّوَى كل مطرح باعدت بِهِ وَمن يَده أَلْقَاهُ وعددا من عدد نَقصه مِنْهُ وَعَلِيهِ شَيْئا أَلْقَاهُ وَبسطه وَيُقَال طرح عَلَيْهِ الْمَسْأَلَة وَطرح بَين يَدَيْهِ الْأَمر وَالشَّيْء عَنهُ أَلْقَاهُ وأبعده يُقَال طرح عَن باله الْهم

(طرح) طرحا بعد فَهُوَ طرح

طرح


طَرَحَ(n. ac. طَرْح)
a. [acc.
or
Bi], Threw, flung, cast away; rejected, discarded.
b. Substracted.
c. [acc. & 'An], Removed far away from.
d. [acc. & 'Ala], Threw or placed upon; put to ( question).
طَرِحَ(n. ac. طَرَح)
a. Lived a life of pleasure.
b. Was of an evil disposition.

طَرَّحَa. Threw, cast, flung, hurled; flung away.
b. Raised high (building).
طَاْرَحَa. Bandied words with, held a colloquy with.

تَطَرَّحَa. Wore a veil.

تَطَاْرَحَa. see III
إِنْطَرَحَa. Was thrown, flung; was thrown away, cast off.
b. Threw himself forwards, precipitated himself.

إِطْتَرَحَ
(ط)
a. see I (a)
طَرْحa. Throw, fling.
b. Substraction.

طَرْحَةa. Muslin veil, muffler; over-all.

طَرْحِيَّة
a. [ coll. ], Sheet, leaf of paper.

طِرْحa. Thrown, cast, flung; thrown away; futile;
abortive.

طَرَحa. see 26
مَطْرَح
(pl.
مَطَاْرِحُ)
a. Place, spot ( where a thing is thrown ).

مِطْرَحa. see 28tb. Long (spear).
c. Keen, piercing (glance).
طَرِيْح
(pl.
طَرْحَى)
a. Thrown away; flung down; rejected, despised, cast
off.

طَرُوْحa. Distant.

طَرَّاْحَة
a. [ coll. ], Small square
mattress; horsecloth.
طِرْخِف
a. Thin butter.

طرح: ابن سيده: طَرَحَ بالشيء وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه

وطَرَّحه: رمى به؛ أَنشد ثعلب:

تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها،

وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها

الأَزهري: والطِّرْحُ الشيء المطروحُ لا حاجة لأَحد فيه. الجوهري:

وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر من طَرْحه. ويقال: اطَّرَحَه أَي أَبعده، وهو

افْتَعله؛ وشيء طَريح وطُرَّحٌ: مطروح.

وطَرَحَ عليه مسأَلةً: أَلقاها، وهو مثل ما تقدّم؛ قال ابن سيده: وأُراه

مولَّداً.

والأُطْرُوحةُ: المسأَلة تَطْرَحُها.

والطَّرَحُ، بالتحريك: البُعْدُ والمكانُ البعيد؛ قال الأَعشى:

تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى،

وتُرَى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ

والطَّرُوحُ من البلاد: البعيدُ. وبلد طَرُوحٌ: بعيد. وطَرَحَتِ

النَّوَى بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به. وطَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح

إِذا نأَى عن أَهله وعشيرته. ونِيَّةٌ طَرُوحٌ: بعيدة وفي التهذيب: نِيَّة

طَرَحٌ أَي بعيدة. وقوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ: شديدة الحَفْزِ للسهم؛ وقيل:

قوس طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السهم يَبْعُد ذهابُ سهمها؛ قال أَبو حنيفة:

هي أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ؛ قال: تقول طَروحٌ مَرُوح، تُعَجِّلُ

الظَّبْيَ أَن يَرُوح؛ وأَنشد:

وسِتِّينَ سهماً صِيغةً يَثْرَبِيَّةً،

وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ

وسيأْتي ذكر المَرُوح. ونخلة طَرُوحٌ: بعيدة الأَعلى من الأَسفل، وقيل:

طويلى العَراجين، والجمع طُرُحٌ. وطَرْفٌ مِطْرَح: بعيد النظر. وفحل

مِطْرَحٌ: بعيد موقع الماء في الرَّحِم.

الأَزهري عن اللحياني قال: قالت امرأَة من العرب: إِن زوجي لَطَرُوح؛

أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل. ورُمْح مِطْرَحٌ: بعيد طويل.

وسَنامٌ إِطْرِيح: طال ثم مال في أَحد شقيه؛ ومنه قول تلك الأَعرابية:

شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح؛ حكاه أَبو حنيفة،

وهو الذي ذهب طَرْحاً، بسكون الراء، ولم يفسره، وأَظنه طَرَحاً أَي

بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه.

ابن الأَعرابي: طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ

تَنَعُّماً واسعاً.

وطَرَّحَ الشيءَ: طَوّله، وقيل: رَفَعه وأَعلاه، وخص بعضهم به البناء

فقال: طَرَّح بناءه تَطْريحاً طوَّله جِدًّا؛ قال الجوهري: وكذلك طَرْمَح،

والميم زائدة.

والتَّطْريح: بُعْدُ قَدْرِ الفرس في الأَرض إِذا عدا. ومَشَى

مُتَطَرِّحاً أَي متساقطاً؛ وقد سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً

وطُرَيحاً.وسَيْرٌ طُراحِيٌّ، بالضم، أَي بعيد، وقيل: شديد؛ وأَنشد الأَزهري

لمُزاحِم العُقَيْليِّ:

بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى، من نَجائه،

جُلُودَ المَهارَى، بالنَّدَى الجَوْنِ، تَنْبَعُ

ومُطارَحة الكلام معروف.

طرح
طرَحَ/ طرَحَ بـ يطرَح، طَرْحًا، فهو طارح، والمفعول مَطْروح وطريح
• طرَحه أرضًا/ طرَح به أرضًا: رمى به، قذفه، ألقاه "طرَح حجرًا في النَّهر- طرَح أحزانَه/ العادات القديمة/ التعصُّب: تخلّى عنها- جسد طريح- طرح به في السجن- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا} " ° طرحت الأنثى الجنين: أسقطته قبل اكتماله أو تمامه- طرح له الوسادة: هيأ له الجوّ- طرحه جانبًا: أهمله وتركه.
• طرَح المسألةَ/ طرَح عليه المسألةَ: قدّمها، عرضها للبحث والدّرس والمناقشة "طرَح عليه وجهةَ نظر/ سؤالاً- اقتراحٌ مطروح"? طرح الثِّقَة بالحكومة على المجلس التشريعيّ: طلب التصويت عليها- طرح المشروع في المناقصة: عرضه على الرّاغبين في القيام به؛ للمنافسة على تقديم عروضهم- طرح عليه الرِّداء: ألقاه عليه، غطّاه به.
• طرَح عنه الهمَّ: ألقاه وأبعده عنه.
• طرَحَ عددًا من آخر: (جب) أنقصه، أو أسقطه منه. 

اطَّرحَ يَطَّرِح، اطِّراحًا، فهو مُطَّرِح، والمفعول مُطَّرَح
• اطَّرح الكرةَ في الملعب: طرحها؛ ألقاها، قذفها "اطَّرح النُّفاية في البَحر- اطَّرِحْ عنك الخيالات الوهميّة". 

انطرحَ/ انطرحَ على يَنطرِح، انطراحًا، فهو مُنطرِح، والمفعول مُنطرَح عليه
• انطرح أرضًا/ انطرح على الأرض: مُطاوع طرَحَ/ طرَحَ بـ: استلقى وارتمى "سمع صوت الانفجار فانطرح أرضًا- انطرح على الأريكة من التعب: اضطجع عليها". 

تطارحَ يَتطارَح، تطارُحًا، فهو مُتطارِح، والمفعول مُتطارَح
• تطارحوا العِلْمَ: تبادلوه "تطارحا الحديث في حلّ القضيَّة- تطارحوا كلماتِ المجاملة". 

طارحَ يُطارِح، مُطارحةً، فهو مُطارِح، والمفعول مُطارَح
• طارح الشخصَ الكلامَ: ناظره، بادله إياه وحاوره "طارحه الحديث/ الأسئلة" ° طارحها الغرام: بادلها الهوى والحبّ.
• طارح زميلَه الشِّعرَ: جاء من محفوظه بشعر يبنيه على ما ذكر زميله من شعر "كانت بينهما مطارحة شعرية رائعة". 

أُطرُوحة [مفرد]: ج أطروحات:
1 - فكرة أو مسألة تُقدَّم للبحث "جلس المسئولون يناقشون أطروحات المشروع".
2 - رسالة علمية يكتبها الطالب الجامعي للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه "بذل قصارى جهده في أطروحته- وقف يعرض أطروحته أمام اللجنة". 

طَرْح [مفرد]: مصدر طرَحَ/ طرَحَ بـ.
• طرْحُ النَّهر: (جو) أرض تتكوّن على شاطئ النهر نتيجة توالي الغِرْيَن أو الطمي عليها.
• طرْح ثلجيّ: (جو) صخور وأتربة تتخلَّف عن تحرُّك الثلج عند ذوبانه. 

طِرْح [مفرد]:
1 - مطروح.
2 - جنين ألقته أُمُّه قبل التمام "كان طِرْح الشاة صغير الحجم غير مكتمل الخِلْقة". 

طَرْحَة [مفرد]: ج طَرَحات وطَرْحَات وطِرَاح وطُرَح: غطاءٌ تلبسه المرأة يغطِّي رأسها وكتفيها "لبست العروسة الطرحة في حفل زفافها". 

طَريح [مفرد]: ج طَرْحى، مؤ طريح وطريحة، ج مؤ طريحات وطَرْحى: صفة ثابتة للمفعول من طرَحَ/ طرَحَ بـ: مطروح، مُلْقًى، مرمِيّ، متروك ° طريح الفراش: مريض، مُلازِم الفراش لعِلَّة. 

طريحة [مفرد]: ج طريحات وطَرَايحُ:
1 - مؤنَّث طَريح.
2 - كمية محددة يجب عملُها مطلقًا من نسيج أو بناء أو تأليف أو نحو ذلك ° شُغْل بالطَّريحة. 

مَطرَح [مفرد]: ج مَطارِحُ:
1 - اسم مكان من طرَحَ/ طرَحَ بـ: سكن أو مَجْلِس "يعيش في مطرَح كبير".
2 - مكان بعيد "قذف به السفر إلى ذلك المطرح- هاجر فلم يجد سوى ذاك المطرح" ° طرح به الدهر كل مطرح: بعُد به عن أهله وعشيرته. 

مِطْرَحة [مفرد]: ج مَطارِحُ: اسم آلة من طرَحَ/ طرَحَ بـ: أداة يلقى بها الخبز في الفُرْن "صنع مِطْرحةً من الخشب". 

مطروح [مفرد]:
1 - اسم مفعول من طرَحَ/ طرَحَ بـ.
2 - (جب) أصغر العددين اللذين يُراد إيجاد الفرق بينهما، والمطروح منه: أكبرهما. 

طرح

1 طَرَحَهُ, and طَرَحَ بِهِ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) the latter allowable because a verb that is syn. with another verb may have the same government as the latter, and طَرَحَ is syn. with a verb that is trans. by means of ب, as will be shown in what follows, (Msb,) aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. طَرْحٌ, (S, Mgh, O, Msb,) He cast it, threw it, or flung it; or cast, threw, or flung, it away; [and particularly as a thing of no account; (see طِرْحٌ;)] syn. رَمَاهُ, (S, A, O, K,) or رَمَى بِهِ, (Mgh, Msb,) and أَلْقَاهُ; (A, Mgh;) مِنْ يَدِهِ [from his hand]. (Mgh.) You say, طَرَحَ لَهُ الوِسَادَةَ (A, TA) He threw to him the pillow, or cushion; syn. أَلْقَاهُ. (TA.) And طَرَحْتُ الرِّدَآءَ عَلَى عَاتِقِى I threw the [garment called] ردآء

upon my shoulder; syn. أَلْقَيْتُهُ. (Msb.) and [hence] طَرَحَ عَلَيْهِ المَسْأَلَةَ (tropical:) He put, or proposed, (lit. threw,) to him the question: (A, * TA:) thought by ISd to be post-classical. (TA.) [And in post-classical language, طَرحٌ signifies also The making a throw in the game of backgammon and the like; and the making a move in the game of chess &c.] b2: Also, i. e. طَرَحَهُ and طَرَحَ بِهِ, He removed it; placed it, or put it, at a distance; put it away, or far away; [cast it off, rejected it, or discarded it;] (ISd, K, TA;) as also ↓ اِطَّرَحَهُ; (S, A, O, K;) [respecting which see 8 in art. ضرح;] and ↓ طرّحهُ, (K,) inf. n. تَطْرِيحٌ; (TA;) or this last signifies he cast it, threw it, or flung it, or he cast, threw, or flung, it away, much, or frequently. (S, A, O.) One says, طَرَحَتِ النَّوَى بِفُلَانٍ كُلَّ مَطْرَحٍ i. e. (tropical:) [Removal, or distance, or the place to which he journeyed,] rendered such a one [utterly] remote [or cast away]. (S, O, TA. [Here مَطْرَح is an inf. n.]) And [in like manner] طَرَحَ بِهِ الدَّهْرُ كُلَّ مَطْرَحٍ i. e. (tropical:) [Time, or fortune,] removed him, or separated him, [utterly,] from his family and kindred. (TA.) And مَا طَرَحَكَ إِلَى هٰذِهِ البِلَادِ (tropical:) [What has driven thee to these regions?]. (A.) And اِطْرَحْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ (assumed tropical:) [Cast thou from thee, to them, their covenant; i. e. reject it, or renounce it, to them]. (Bd in viii. 60.) And هٰذَا ↓ اِطَّرِحْ الحَدِيثَ (tropical:) [Dismiss thou this discourse]. (A, TA. [See the pass. part. n., below.]) And ↓ اِطَّرِحْ شُكْرِى وَلَوْمِى (assumed tropical:) Let thou alone, or abstain thou from, thanking me and blaming me. (Har p.

332.) A2: طَرِحَ, (IAar, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. طَرَحٌ, (TK,) He (a man, IAar, O) was, or became, evil in disposition. (IAar, O, K.) b2: And He enjoyed, or led, a life of ample ease and comfort. (IAar, O, K.) 2 طَرَّحَ see 1. b2: طرّح, (S, A, O, K,) inf. n. تَطْرِيحٌ, (S, K,) signifies also (tropical:) He made a thing long, or he made it high: (TA:) or he made his building long; (S, K;) as also ↓ طَرْمَحَ, (S, and K in art. طرمح,) in which the م is [said to be] augmentative: (S:) or both signify he made his building long and high: (A:) or the former signifies he made his building very long. (O.) b3: And He (a horse) took long, or wide, steps in running. (O, TA.) 3 مُطَارَحَةُ الكَلَامِ is a phrase well known: (S, K:) المُطَارَحَةُ signifies (assumed tropical:) The bandying of words, one with another; (KL, and Har p. 190;) the holding a colloquy, or a discussion, with another: and it is [said to be] primarily used in relation to singing. (Har ibid.) You say; طارحهُ الكَلَامَ (assumed tropical:) He held a colloquy, or a discussion, with him. (MA.) And طَارَحْتُهُ العِلْمَ and الغِنَآءَ (tropical:) [I bandied with him scientific discourse and songs]. (A.) [See also 6.]4 أَطْرِح (tropical:) Look thou: (A, TA:) from طَرْفٌ مِطْرَحٌ and طَرِيحٌ. (TA.) 5 تطرّح He attired himself with a طَرْحَة: a post-classical word.]6 تطارحوا (tropical:) They bandied questions, one with another; put, or proposed, (lit. threw,) questions, one to another. (A.) 8 اِطَّرَحَ: see 1, in three places. Q. Q. 1 طَرْمَحَ: see 2; and see also art. طرمح.

طِرْحٌ (S, A, K) and ↓ طُرَّحٌ and ↓ طَرِيحٌ (K) A thing (S, A) cast, thrown, or flung, away, syn. مَطْرُوحٌ, (S, A, K,) and not wanted by any one. (S.) One says, لَوْ بَاتَ مَتَاعُكَ طِرْحًا مَا أُخِذَ [If thy household goods passed the night, or remained during the night, cast away and neglected, they would not be taken]. (A, TA.) A2: And طِرْحٌ signifies also The leopard: so says Aboo-Kheyreh: pl. طُرُوحٌ. (O.) طَرَحٌ (assumed tropical:) Distance, or remoteness. (TA.) b2: See also طَرُوحٌ, in two places.

طَرْحَةٌ The [article of apparel called] طَيْلَسَان [q. v.]: (O, K:) it was not known to the Arabs. (O.) [See De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., ii.

267-269: and Dozy's Dict. des Noms des Vêtements chez les Arabes, pp. 254-262. It is now applied in Egypt to a kind of head-veil worn by women, the two ends of which generally hang down behind, nearly reaching to the ground: but it is often worn in another manner; about a quarter of it hanging down behind, and the remainder being turned over the head, and under the chin, and over the head again, so that the middle part covers the bosom, and both ends hang down behind: it is a piece of muslin, or the like, often embroidered at each end; about three quarters of a yard in width, and in length nearly equal to twice the height of the wearer.]

طُرَّحٌ: see طِرْحٌ.

طَرَاحٌ: see the next paragraph.

طَرُوحٌ (assumed tropical:) A distant place; as also ↓ طَرَحٌ, (S, K,) and ↓ طَرَاحٌ, (K,) and [app. ↓ طَارِحٌ, for] one says دِيَارٌ طَوَارِحُ (tropical:) Distant dwellings or abodes [as though the latter word were pl. of طَارِحَةٌ]. (A, TA.) [Hence,] عُقْبَةٌ طَرُوحٌ (tropical:) [A stage of a journey] far-extending. (A, * O: in a copy of the former عَقَبَةٌ.) And ↓ سَيْرٌ طُرَاحِىٌّ (assumed tropical:) A far, or distant, journey: (As, S, O, K:) or a hard journey. (TA.) And نِيَّةٌ طَرُوحٌ, (TA,) or ↓ طَرَحٌ, (T, K, TA, and O in art. ضرح,) like ضَرَحٌ, (O in that art.,) i. q. بَعِيدَةٌ [app. meaning (assumed tropical:) A distant, or remote, thing, or place, that is the object of an action or a journey]. (T, O, K.) And نَخْلَةٌ طَرُوحٌ (assumed tropical:) A palm-tree having long racemes: (S, O, K:) or of which the upper part is far from the lower: pl. طُرُحٌ, with two dammehs. (TA.) b2: قَوْسٌ طَرُوحٌ (tropical:) A bow that propels the arrow with vehemence; (S, A, O;) i. q. ضَرُوحٌ: (S, O, K:) or that sends the arrow far: (TA:) or that sends it to the furthest limit. (AHn, TA.) And رَجُلٌ طَرُوحٌ (tropical:) A man who, when he compresses, impregnates. (Lh, O, K.) And فَحْلٌ طَرُوحٌ (assumed tropical:) i. q. مِطْرَحٌ, q. v. (O.) And زَمَنٌ طَرُوحٌ (tropical:) A time that casts the people thereof into places, or positions, of peril: and نَوَائِبُ طُرْحٌ [or طُرُحٌ, as above, (tropical:) Accidents that cast people into such places or positions]. (A.) طَرِيحٌ: see طِرْحٌ: b2: and see also مِطْرَحٌ.

سَيْرٌ طُرَاحِىٌّ: see طَرُوحٌ.

طَرَّاحَةٌ: see مِطْرَحٌ.

طَارِحٌ: [fem. with ة; and pl. of the latter طَوَارِحُ:] see طَرُوحٌ.

سَنَامٌ إِطْرِيحٌ A long, (S, O, L, K,) or tall, (S, * O, * L, K, *) camel's hump, (S, O, L, K,) leaning on one side. (L.) [See an ex. voce إِسْلِيحٌ.]

أُطْرُوحَةٌ (assumed tropical:) A question that one puts, or proposes, lit. throws. (TA.) فُلَانٌ يُلْقِى الأَطَارِيحَ is expl. by AO as meaning Such a ones moves both his arms up and down [in walking]: denoting a proud and self-conceited manner of walking. (O.) مَطْرَحٌ A place where, or into which, a thing [or person is cast or thrown or] is made to be: pl. مَطَارِحُ. (Har p. 188.) b2: [And hence,] (tropical:) A state in which a person is [put, or placed]: so in the saying, مَاطَرَحَكَ هٰذَا المَطْرَحَ (tropical:) What hath put, or placed, thee in this state in which thou art? (A.) مِطْرَحٌ I. q. مِفْرَشٌ [q. v.: and ↓ طَرَّاحَةٌ has the same, or a similar, meaning; applied in the present day to a horse-cloth, and the like; and to a mattress]: pl. مَطَارِحُ. (A, TA.) b2: فَحْلٌ مِطْرَحٌ (tropical:) A stallion that sends his semen far into the womb; (A, * O, K;) like ↓ طَرُوحٌ. (O.) And طَرْفٌ مِطْرَحٌ (tropical:) An eye that sees far; (A, O, K;) as also ↓ طَرِيحٌ. (A, TA.) And رُمْحٌ مِطْرَحٌ (tropical:) A long spear. (A, K.) And إِبِلٌ مَطَارِحُ (tropical:) Quick, or swift, camels. (A, TA.) b3: [مِطْرَحٌ, as stated by Freytag, is also expl. by Reiske as meaning Camela in cujus ventrem aqua profunda cadit: but this explanation may have originated from a doubtful instance of the same epithet applied to a stallion camel: see above.]

قَوْلٌ مُطَّرَحٌ (tropical:) A [rejected] saying, to which no regard is paid. (A, TA.) مَشَى مُتَطَرِّحًا (assumed tropical:) He walked, or went, in a slack, or languid, manner; as though repeatedly stumbling, or throwing himself down; syn. مُتَسَاقِطًا; (IDrd, A, O;) like one fatigued, or weary, (IDrd, O, K,) and weak. (TA.)
طرح: طرح: الغى، أبطل (بوشر).
طرح: سحب النقود من الاستعمال (دي ساسي طرائف 2: 114) طرح: لا يعني هذا الفعل في لعب الشطرنج (رمى قطعة) كما يقول دي ساسي وفريتاج ولين من غير دليل، بل معناه أعطى خصمه ميزة، وذلك بان يترك الماهر منها قطعة أو عدة قطع أو يعطيها إلى من هو اقل مهارة لكي تكون اللعبة متعادلة (بلاند في جريدة الجمعية الآسيوية الملكية البريطانية العظمى وإيرلندة (13: 15) وهو ينقل وهو مصيب من حياة تيمور (2: 874، 876) وعبارة عند فالتون (ص38) اجدر بالملاحظة وهي حجة مقنعة، ويستنتج منها أن طرح تدل على معناها الأصلي، وهو رمى وترك وأبعد، فحين يقول: أَطُرَح لك رُخَاً فان هذا معناه استبعد رخّا وارميه لمنفعتك فلا استعمله. ونجد في النص المنقول: وسئل إبراهيم أتجادل أحياناً ابن الهذيل؟ فأجاب: نعم واطرح له رُخا من عقلي وهذا يعني لكي يكون الجدل متعادلاً فإني لا أستعمل إلا جزء من عقلي فإني كلاعب الشطرنج حين يرمي رُخاً ويبعده لصالح خصمه. ولم يفهم فالتون ولا يجرز معنى هذا الجواب، وكذلك نجد عند القزويني (2: 26) عبارة أرشدني إليها السيد دي غويه وهي: ومنها الصفى كانون الشطرنجي فانه كان يطرح الفرس لمن كان في الطبقة العالية.
طرح (من مصطلح علم الحساب): حذف اكثر مضاعفات العدد (وهذا يكون بواسطة القسمة (المقدمة 1: 210) مع تعليقه المترجم (ص211، ص214).
طرح: أسقط نزَّل، أنقص، حسم (بوشر) وأسقط وحسم (هلو، محيط المحيط).
طرح: أنزل سفينة إلى البحر وعومَّها (مملوك 1، 2: 89) طرح. طرحت المرأة: أجهضت، ألقت الجنين قبل كماله (بوشر، محيط المحيط، يابن سميث 1590) طرحه في الكتاب: أرسله إلى الكّتاب (مدرسة الأطفال) (الاغاني في زيشركند 3: 236 رقم 2) طرح نفسه (روحه) على فلان: تضّرع إليه، توسل به، ناشده الرأفة والرحمة (حيان - بسام 3: 143 و، الخطيب ص67 و، قصة عنتر ص17) طرح: انتج، أثمــر، أغل، يقال: طرحت الشجرة وأغلت كثيراً من الثمر والفواكه (بوشر، ألف ليلة 2: 128) طرح: ربح، حصل على دخل، أغلّ أثمــر (بوشر).
طرح: أنبت، فرع بتيلة، برعم (بوشر).
طرح على فلان: ألقى عليه لحناً وعلمه إياه (الأغاني 5=13 طبعة بولاق. دي غويه).
طرح على فلان: فرض عليه غلة واجبره على شرائها بثمن غال قدره (مملوك 2، 2، 42، دي ساسي طرائف 2: 56).
طرح: عمل على تحويل المعادن إلى ذهب (معجم البيان).
طرح له: كوّم كدّس (فوك).
طرح عن فلان: لم يعطه ما يستحقه من عمل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص325): وقال عجباً منهم أن يكون مِثْلُكَ من بَيْت القُضاة يُطَرح عنك.
طَرَّح (بالتشديد) سبَب إجهاضاً أي إسقاط الجنين قبل كماله (بابن سميث 1590).
طارح. طارحه الغناء: علمه لحناً من الغناء (المقري 2: 86) وقد زودني السيد دي غويه أيضا ب (الأغاني 4: 169، 5: أم، 5726، 7:132 الخ طبعة بولاق) ومُطارح التي وردت في بيت ذكره المقري (2: 516) لا يمكن أن تترجم إلا بما معناه مغني.
طارح: ضارع المغني وجاراه. ففي المقري (2: 703) وثناؤنا عليكم يطارح نغمّ حمام الأيك، مطربا وتستعمل غالباً بمعنى باراه ففي رحلة ابن جبير (ص139): والنساء من جهة أخرى يساجلنهم بالبكاء ويطارحنهم بالدعاء. وفي تاريخ البربر (ب: 642): وأقام على ذلك يناغي ابن يملول في سيره ويطارحه الكثير من مذاهبه.
طارح: داعب (المقري 2: 556) وفيه المطُاَرحة مرادف المداعبة (المقدمة 3: 381) وقد ترجمها السيد دي سلان بداعب.
أطرح: أحذف أطرح التي ذكرها فريتاج لان الفعل هو إطَّرَحَ (فليشر على المقري 1: 447، بريشت ص187). تطرّح: ارتمى (قصة عنتر ص 16).
تطارح: تطارحوا شيئاً: تناقلوه فيما بينهم.
ففي تاريخ البربر (ر: 619): تطارحوا بثَّهم وثكلهم فيما بينهم.
تطارحوا: ترامى بعضهم على بعض. ففي لعبدري (ص54 و) وأما قتالهم على باب الكعبة وتطارحهم وتعلق بعضهم ببعض فعجب.
تطارحوا: تساقطوا متتابعين (تاريخ البربر 1: 638، 2:161، 369، 380) تطارح إلى: اتجه إلى، ففي حيان- بسام (1: 46 و) فوفدوا عليه وتطارحت الآمال إليه.
تطارح على (عباد 1: 290 رقم 167، معجم ابن جبير) وفي كتاب الخطيب (ص124 و) فتطارح على من بازائه، أي انقض على.
تطارح في: تساقط (عباد 1:1 معجم ابن جبير) وفي النويري (إفريقية ص22 ق) وتطارح منهم خلق كثير في البحر.
تطارح على فلان توسل اليه، تضرع إليه وتطارح على فلان في: سأله شيئاً أو سأله العفو عنه أو سأله العون (عباد 1: 290 رقم 176) وكذلك في عبارة ابن بسام (2: 105) (تاريخ البربر 1: 398، 606، 609، 2: 407، 437، 451، المقري 2: 722) وكذلك في النصوص التي نقلها ديفريمري، ومذكرات (ص62 رقم 1) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص94 ق) في كلامه عن المتمردين: تطارحوا على الموحّدين في قبول التوبة. وفي كتاب الخطيب (ص49 ق): تطارحَّت على السلطان في استنجاز وعد الرحلة (أي ليسمح لي بالحج) وفي تاريخ تونس (ص81): ولمّا رأى الأخوان اختلال حالهما تطارحا على شيخ الذواودة فقدم بهما شفيعا إلى الحضرة.
وفيه (ص 104) تطارح على الأبواب. أي التمس العون من الباب العالي.
انطرح: ارتمى (معجم ابن جبير، ألف ليلة 1: 252، 3: 30، 55، 69).
انطرح: سقط (ألف ليلة 4: 173).
انطرح: اسقِط، رُمي (ألف ليلة برسل 4: 67).
انطرح: أرتد إلى الوراء، تراجع، تقهقر (فوك).
انطرح: اضطجع (قصة عنتر ص45، 72).
طَرْح: غائط براز (فوك، ابن البيطار 1: 48).
طُرْح (في اصطلاح علم الحساب): إخراج، إسقاط عدد من عدد أكثر منه (المقدمة 3: 95).
طَرْح: إجهاض، إسقاط الجنين قبل كماله.
(بوشر، يابن سميث 1590).
طَرْح: اسم نوع من الثياب (مملوك 2، 2: 75) وطروحات التي ذكرها ابن بطوطة (2: 187) في قوله: ثياب مصر وطروحاتها الحسان هي صيغة منتهى الجموع لطرح فيما يبدو لي.
طَرُح: في زيشر (15: 411): نقوش وطروح وقد ترجمها سبرنجر إلى الفرنسية بما معناه: أرابسك أي فن الزخرفة العربي، وهو النقش والتوشية بهيئة النبات والأوراق.
طَرّح: النقاب الذي يسمى عادة طَرْحَة (ألف ليلة برسل 12: 148).
طرح ذكر النبات: لقاح الزهر، طلع الذكر في الزهر، سَداة، عضو التذكير في النبات (بوشر).
طرح: لاحظ السيد رأيت على يابن سميث (1627) بقوله أن الكلمة التي ذكرها باين سميث مقابل aggravatio قد فسرها باربهلول بقوله: عظام (عِظَم؟) أثقال طرح محال بغير معنى: حيث كلمة تطرح تدل فيما يظهر على نفس معنى الكلمة العبرية (ترث) أي حّمل، أوقر، ثقْل على، كدَّ، أزعج، أقلق، ضايق.
طَرُّحَة: منديل العنق (بوشر).
طَرحَة: بساط، سجادة. ففي الجويري (ص27 ق): ثم دخلت إلى دار حسنة فنظرت فيها بسط وطرَح لا تصلح إلا لبعض السعداء فقال اصعد فصعدت على طرَّاحَة حسنة.
طَرحَة: شبكة صيد، نوع من الشباك (بوسييه في تونس).
طرحَة: رزمة من ست جلود من جلد الماعز (بوسييه) وفي غدامس (ص46) وتباع جلود الماعز بطرحة من عشر جلود.
طَرْحَة: إجهاض، إسقاط الجنين قبل كماله
طرحة: طرح وهو إسقاط من وزن السلعة غير الصافي معادل لوزن وعائها أو غلافها. وهي باللغة الفرنسية Tara المأخوذة من كلمة طرحة وكذلك كلمة tara في اللغات الرومانية الأخرى، ومعناها ما يرمي من السلعة (معجم الأسبانية ص313) طرحة: نعل (زيشر 11: 484).
طِرْح: جنين طرحته أمه قبل كماله (محيط المحيط).
طَرْحِيَّة: تصحيف طَلْحِيَّة وجمعها طراحي. الورقة من القرطاس (بوشر في سوريا، همبرت ص112، محيط المحيط).
طرحان (ألف ليلة 1: 200) لا بد أن معناها مصاب بالجدري ففي طبعة بولاق (مُصاب بالجدري).
طَريح وجمعها طُرَحاء. وطَرْحَى: جثة متروكة لم يفكر أحد بدفنها (مملوك 1، 2: 151).
طريح الفراش: مُثْبت، ملازم للفراش من مرض (بوشر).
طَرِيحَة: وجمعها طرائح عمل يجب إتمامه في مدة محدودة (الكالا).
وانظر معجم الأسبانية (ص348) عمل خياطة تكلف به المعلمة التلميذة (بوسييه جزائرية).
طَرِيَحة ضرب شديد متواتر بجمع الكفّ أو بعصا (شَيرب، المقدمة 3: 371، مع تعليقتي في الجريدة الآسيوية 1869، 2: 181).
أكل طريحة: ضرُب، تلقى ضربات (دوماس حياة العرب ص480) وأنظرها في مادة أكل.
طَرَّاح: شبكة صيد، نوع من الشباك (معجم الأسبانية ص213، بوسييه).
طرّاحة وجمعها طراريح: حشية، مرتبة رقيقة صغيرة توضع على الأريكة (برجون) وفي محيط المحيط: فراش مربع يجلس عليه (عامية) وطَراحة: فراش، حشيّة، مرتبة (همبرت ص203، لين عادات 1: 227) وانظر مثالاً لها في عبارة الجويري التي نقلتها في مادة طرحة. وتجد أمثلة أخرى في مملوك (1، 1: 147) حيث أساء كاترمير تفسير هذه الكلمة (ابن خلكان 11: 131)، الجريدة الآسيوية 186، 2: 354) حشى وضرب كالطراحة: حشا، بطَّن (بوشر).
طراحة: حصير، باري. من تبن أو قصب (بوشر).
طْراحة تبن: فراش تبن، كمية من التبن حشيت في مسح من الخيش لتفرش على السرير (بوشر).
طرّاحة تحت السرج: لبّادة السرج (بوشر) طرّاحة: جلّ، جِلال الفرس (بوشر، بركهارت البدو ص128).
طرّاحة: نوع من النقاب الذي يسمى عادة طَرْحة (ديفريمري مذكرات ص156) وهو ينقل هذا النص من البنداري: (كان الخليفة المقتدي بأمر الله يرتدي عند توليه الخلافة عمامة جميلة بيضاء، تعلوها طَرّاحة (هكذا كتبت الكلمة في المخطوطة) من قصب مزركشة باللآلئ).
طرَّاحة: شبكة صيد، نوع من شباك الصيد (معجم الأسبانية ص213، فوك).
تَطْريح: بعد أن ذكر صاحب محيط المحيط معنى طارح التي ذكرها لين أيضاً أضاف: ومنه التطريح عند بعض النصارى. واستنتج أن معنى هذه الكلمة مرّد (كلام من الفرض الكنسي).
مَطْرَح. لفلان في داره مَطْرَحٌ: وذلك إذا وصفها بالسعة (الكامل ص421).
وانظر البيت الذي فسر بهذا.
مَطُرَح: محل، مكان، موضع (بوشر، برجون تاريخ البربر 1: 71، 367، 598، 2: 199 الف ليلة 3: 423 وفي طبعة برسل: موضع، برسل 4: 72، 108، 222، زيشر 11: 676 رقم 5). مطرح خونة: كمين، فخ (بوشر).
مطرح الأنوار: الموضع الذي تسقط فيه الأنوار.
ففي مطمح الأنفس (ص67 ق) في كلامه عن قرميد الذهب والفضة: تسلب الأبصار بمطارح أنوارها المشعشعة. وانظر مطاريح الشعاعات (المقدمة 3: 153).
مطرح الهِمّة (المقري 1: 251) يمكن أن تترجم بما معناه: غاية أو هدف طموحه.
مطرح: موقف، محطة، موضع الاستراحة.
(بركهارت نوبية ص387 - 388).
مطرح: فندق كبير، خان كبير (نيبور، رحلة ص359، 378).
مطرح: مسافة، بعد، مدى (المقدمة 3: 309).
مطرح: بساط، طنفسة، وذلك لأن فوك قد ترجم ( marfega) matalafium بمطرح.
وفيه كلمة مطرح في مادة matalaf ومعها Tapetum في تعليقه له. ومن الممكن أن يكون لكلمة مطرح معنى بساط وطنفسة في بعض العبارات التي ترجمت فيها بكلمات حسية ومرتبة وفراش، غير أنها تدل على هذا المعاني غالباً.
انظر معجم الأسبانية (ص151) وأضف إليه ما ذكره عماد الدين الأصفهاني (مخطوطة 12 ص211).
وهو: (ووضعت المطارح والمساند، والأّسرة والوسائد .. ) وعند لين: مِطْرَح (انظر معجم الأسبانية) ومُطْرَح ونجد هذه عند همبرت (ص301) ووردت هذه الكلمة اسماً للمفعول وهي أولى من أن تكون اسم مكان. غير أن كلمة أطرح غير مستعملة، ولذلك فان كلمة تطرح التي ذكرها فوك أيضاً هي صحيحة.
مَطْرَح: سرير النوم، الحشايا والأغطية (بوشر بربرية).
مَطْرَح، مضجع، موضع النوم (بوشر بربرية).
مُطَرَّح: مَرِح، جَذِل، بشوش، فِرح، مسرور. (دومب ص105).
مطروح: خلَّي الشي مطروحاً: ترك الشيء مبعثراً (بوشر).
مطارح الأحوال: الأشياء على ما هي عليه (المقري 2: 538) مطروح: ممدود (ألكالا).
مطروح: طِرْح جنين يسقط قبل كماله.
(همبرت ص26، هلو) مُطَارَحات: ما يتبادله الأدباء ويتراسلونه من رسائل وأشعار (المقري 1 ص3).
مَطارحيّ: منّجد، صانع الحشايا أو الفرش.
(بارجيس ص423).
مَطاريح (جمع): تَطْرَحُ أيْديَها (ديوان الهذليين ص202 البيت 43)
طرح
الطَّرْحُ: إلقاء الشيء وإبعاده، والطُّرُوحُ:
المكان البعيد، ورأيته من طَرْحٍ أي: بُعْدٍ، والطِّرْحُ: المَطْرُوحُ لقلّة الاعتداد به. قال تعالى:
اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً
[يوسف/ 9] .
طرح الطَّرْحُ من قَوْلِكَ طَرَحْتُ الشَّيْءَ أطْرَحُه، والطِّرْحُ الشَّيْءُ المَطْرُوْحُ.
والطَّرُوْحُ: البَعيدةُ نَحْو البَلْدَةَِ وغيرِها. ودِيَارٌ طَوَارِحُ: بَعِيدةٌ. والطَّرَاحُ - أيضاً -: البَعيدُ، والطَّرَحُ مِثْلُه.
والإِطْرِيْحُ: الطَّويلُ. وفي كلامٍ لابْنَةِ الخُسِّ: رُغْوَةٌ وصَرِيْحٌ وسَنَامٌ إِطْرِيْحٌ: أي رَفِيْعٌ: من قَوْلِهم: طَرَّحَ بِنَاءه: أي رَفَعَه وطَوَّلَه. والتَّطْرِيْحُ في خَبَبِ الفَرَسِ: بُعْدُ القَدْرِ في الأرْضِ. وسَيْرٌ طُرَاحِيٌّ: بَعِيدٌ. وابِلٌ مَطارِيْحُ: سِرَاعٌ. وقالتِ امْرَأةٌ: انَّ زَوْجي لَطَرُوْحٌ إِذا نَكَحَ أحْبَلَ: أي يَرْمي بمائه أقْصى الرَّحِمِ. والطَّرْحُ: التَّمْرُ، وجَمْعُه: طُرُوْحٌ.
[طرح] طرحت الشئ، وبالشئ، طرحا، إذا رميته. وطرح النوى بفلان كلَّ مَطْرَح، إذا نَأَتْ به. وطَرَّحَهُ تَطْريحاً، إذا أكْثَرَ من طَرحِهِ. واطَّرحَه، أي أبعده، وهو افْتَعَلَه. والطَّرْحُ بالتحريك: المكانُ البعيد. قال الأعشى: تَبْتَني الحمدَ وتَسْمُو للعُلى * وتُرى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ والطَروحُ مثله. وقوسٌ طَرُوحٌ مثل ضَروحٍ: شديدة الحفز للسهم. ونخلة طروحٌ، أي طويلة العراجين. وسيرٌ طُراحيٌّ، أي بعيد. وأنشد الأصمعي: بِسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرى من نَجائِهِ * جَلودَ المَهارى بالنَدى الجَوْنِ تَنْبِعُ ومطارحة الكلام معروف وسَنامٌ إطْريحٌ، أي طويلٌ. وطَرَّحَ بناءَهُ تطريحا، إذا طوله جدا. وكذلك طرمح بناءه، والميم زائدة. وقال يصف إبلاً ملأها شحماً عشب أرض نبت بنوء الاسد: طرمح أقْطارَها أحْوى لِوالِدَةٍ * صَحْماَء والفحلُ للضرغام ينتسب ومنه سمى الطرماح بن حكيم.
ط ر ح

طرح الشيء وبه ومن يده: رمي به وألقاه. وطرح له الوسادة. وطرحوا لهم المطارح: المفارش، الواحد: مطرح كمفرش، وطرح الرداء على رأسه وعاتقه. ورأيت عليه طرحة مليحة. وطرح الأشياء تطريحاً، وطرّح الشيء: أكثر طرحه. قال أبو ذؤيب:

ألفيت أغلب من أسد المسد حدي ... د الناب أخذته عفر فتطريح

وجاء يمشي متطرحاً: متساقطاً. وشيء طرح: مطروح. ولو بات متاعك طرحاً لما أخذه أحد.

ومن المجاز: ما طرحك إلى هذه البلاد، وما طرحك هذا المطرح أي ما أوقعك فيما أنت فيه. وطرحت عليه المسئلة. وطارحته العلم والغناء وتطارحناه. قال زبان بن سيّار الفزاريّ:

تطارحه الأنساب حتى رددنه ... إلى نسب في أهل دومة ثاقب

يتهكم به. وطرحت به النوى كل مطرح. قال ذو الرمة:

ألماً بميّ قبل أن تطرح النوى ... بنا مطرحاً أو قبل بين يزيلها

وقال:

فقلت له الحاجات يطرحن بالفتى ... وهم تعناني معنّى ركائبه

واطرح هذا الحديث. وهو قول مطرح: لا يلتفت إليه. وديار طوارح. وعقبة طروح: بعيدة. قال ثعلبة بن أوس الكلابي:

فلو كان عن ود ابن أوس لما نأتبذلفاء غربات الديار الطوارح وإبل مطاريح: سراع. قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

مطاريح بالوعث مر الحشو ... ر هاجرن رماحة زيزفونا

ترمح بالسهم من الزفن فكرر الفاء وبني فيفعولا.

وفحل مطرح: بعيد موقع الماء. وعن أعرابية: إن زوجي لطروح إذا نكح أحبل. وطرف طروح ومطرح: بعيد النظر. واطرح بعينك: انظر. قال الطرماح:

فاطرح بعينك هل ترى أظعانهم ... والكامسية دونهن وثرمد

ورمح مطرح: طويل وقوس طروح: شديدة الحفز للسهم. وأصابه زمن طروح: يرمي بأهله المرامي. ونوائب طرح. وطرح بناءه وطرمحه: رفعه وطوله.
(ط ر ح)

طَرَح الشَّيْء وطرَحَه يطرَحُه طَرْحا، واطَّرَحَه وطَرَّحَه: رمى بِهِ. وَأنْشد ثَعْلَب:

تَنَحَّ يَا عَسِيفُ عَن مَقامِها

وطَرِّح الدَّلْوَ إِلَى غُلامِها

وَشَيْء طَريحٌ وطِرْحٌ: مطْرُوحٌ. وطرَحَ عَلَيْهِ مَسْأَلَة: أَلْقَاهَا. وَهُوَ مثل مَا تقدم، وَأرَاهُ مولدا. والأطْرُوحَة: الْمَسْأَلَة تطرَحها. والطَّرَحُ: الْبعد، قَالَ الْأَعْشَى:

وتُرَى نارُك من نَاءٍ طَرَحْ

وبلد طرُوحٌ: بعيد. ونيَّة طَرُوحٌ: بعيدَة. وقوس طَرُوحٌ: بعيدَة موقع السهْم، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ أبعد الْقيَاس موقع سهم. قَالَ: تَقول الْعَرَب: طَرُوحٌ مروح، تعجل الظبي أَن يَرُوح. وَأنْشد:

وستِّينَ سَهْما صِيغةً يَثرِبِيَّةً ... وقوسا طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَباثِ

وَسَيَأْتِي ذكر المروح.

ونخلة طَرُوحٌ: بعيدَة الْأَعْلَى من الْأَسْفَل، وَقيل: طَوِيلَة العراجين، وَالْجمع طُرُحٌ.

وطرف مِطْرَحٌ: بعيد النّظر.

وفحل مِطْرَحٌ: بعيد موقع المَاء فِي الرَّحِم.

وفحل مِطْرَحٌ: بعيد طَوِيل.

وسنام إطْرِيحُ: طَال ثمَّ مَال فِي أحد شقيه، وَمِنْه قَول تِلْكَ الأعرابية:

شجَرَةُ أبي الأسْلِيحْ

رُغْوَة وصَرِيحْ

وسَنامٌ إطْرِيحْ

حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَقَالَ: هُوَ الَّذِي ذهب طَرْحا، بِسُكُون الرَّاء. وَلم يفسره، وَأَظنهُ طَرَحا أَي بعدا، لِأَنَّهُ إِذا طَال تباعده أَعْلَاهُ من مركزه.

وطَرَحَ الشَّيْء: طوَّله، وَقيل: رَفعه وَأَعلاهُ، وَخص بَعضهم بِهِ الْبناء.

والتَّطريحُ: بعد قدر الْفرس فِي الأَرْض إِذا عدا وَمَشى متطرحا، أَي متساقطا.

وَقد سمَّتْ: مُطرَّحا وطَرَّاحا وطُرَيحا.
طرح
: (طَرَحَه وَبِه، كمنعَ) ، يَطْرَحُه طَرْحاً: (رَماه، وأَبعدَه) ، قَالَه ابْن سَيّده، كاطَّرَحه) ، بتَشْديد الطّاءِ، من بَاب الافتعال، (وطَرَّحَه) تَطْرِيحاً، أَنشد ثَعْلَب:
تَنَحَّ يَا عَسِيفُ عَن مَقامِها
وطَرِّحِ الدَّلْوَ إِلى غُلامِها
وَقَالَ الجوهريّ والزمخشريّ: طَرَّحَه تَطْرِيحاً: أَكْثَرَ من طَرْحِه.
(والطَّرْحَ، بِالْكَسْرِ، و) الطُّرَّح (كقُبَّرٍ والطَّرِيحُ) كأَمِيرٍ (: المَطْروح) لَا حاجةَ لأَحدٍ فِيهِ. وَفِي الأَساس: شيءٌ طُرَّحٌ: مطروحٌ.
(و) لَو باتَ مَتَاعُك طُرْحاً مَا أُخِذَ.
(و) من الْمجَاز: دِيَارٌ طَوَارِحُ، أَي بَعيدَة.
و (الطَّرَحُ، محرّكةً) : البُعْد، و (المكانُ البَعيدُ، كالطَّرُوح) ، كصَبُورِ. يُقَال: عُقْبَةٌ طَرُوحٌ. (و) مثله (الطَّرَاحُ) كسَحَابٍ. (نيَّةٌ طَرَحٌ) ، محرَّكةً (: بعيدَة) ، هاذه عبارةُ التّهديبِ. وَفِي غيرِه: نِيَّةٌ طَرُوحٍ، كصَبورٍ.
(و) من الْمجَاز: قَوْسٌ طَرُوحٌ. (الطَّرُوحُ من القِسِيِّ: الضَّرُوحُ) ، أَي شديدةُ الحَفْزِ للسَّهْم. وَقيل قَوْسٌ طَرُوحٌ: بعيدةُ مَوْقِعِ السَّهْمِ، يبعُدُ ذَهابُ سَهْمِها. قَالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ أَبْعَدُ القيَاسِ مَوْقِعَ سَهْم. قَالَ: تَقول: طَرُوحٌ مَرُوح، تُعْجِلُ الظَّبِيَ أَن يَرُوح، وأَنشد:
وسِتِّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْرَبِيَّةً
وقَوْساً طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَبَاثِ
(و) الطَّرُوحُ (من النَّخْل: الطَّويلةُ العَرَاجِينِ) . وَقيل: نَخْلَةٌ طَرُوحٌ: بَعِيدَةُ الأَعْلَى من الأَسْفَلِ، والجَمْع طُرُحٌ، بضمّتين. (و) من الْمجَاز: الطَّرُوحُ: (الرَّجُلُ الّذِي إِذا جَامَعَ أَحْبَلَ) . وَمن ذالك قَول أَعرابيّة: إِنّ زَوْجي لَطَروحٌ؛ رَوَاهُ الأَزهريّ عَن اللِّحيانيّ.
(و) من الْمجَاز: (طَرَّحَ) الشَّيْءَ تَطْريحاً: طَوَّلَه. وَقيل: رَفَعَه وأَعْلاَه. وخَصَّ بعضُهم بِهِ البنَاءَ، فَقَالَ: طَرَّحَ (بَناءَه تَطْريحاً) ، إِذا (طَوَّلَه) جِدًّا، قَالَ الجوهريّ: (كطَرْمَحَه) ، وَالْمِيم زَائِدَة.
(وسَنَامٌ إِطْرِيحٌ) بِالْكَسْرِ: (طَويلٌ) مائلٌ فِي أَحَد شِقَّيْه. وَمِنْه قَولُ تِلك الأَعْرَابيَّةِ شَجَرةُ أَبِي الإِسْليح، رَغْوة وصَرِيح، وسَنامٌ إِطْريح. حَكَاهُ أَبو حَنيفَةَ، وَهُوَ الّذي ذَهَبَ طَرْحاً، بِسُكُون الرّاءِ، وَلم يُفسِّره، وأَظنُّه طَرَحاً، أَي بُعْداً، لأَنه إِذا طالَ تَباعَدَ أَعْلاَه من مَرْكزِه؛ كَذَا فِي (اللّسان) .
(و) من الْمجَاز: (طَرْفٌ مِطْرَحٌ كمِنْبر: بعيدُ النَّظَر) ، كطَرِيح.
واطْرَحْ: انْظُرْ، من ذالك.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (رُمْحٌ مِطْرَحٌ) كمِنْبَر: (طَوِيلٌ. وفَحْلٌ) مِطْرَحٌ: (بَعِيدُ مَوْقِعِ الماءِ من) ، وَفِي نُسْخَة: فِي (الرَّحِم) .
(وطَرِحَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: ساءَ خُلُقُه) ، عَن ابْن الأَعرابيّ: (و) طَرِحَ، إِذا (تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسِعاً) .
(و) رأَيْت عَلَيْهِ طَرْحَةً مَلِيحةً. (الطَّرْحَةُ: الطَّيْلَسانُ) .
(و) التَّطّرِيح: بُعْدُ قَدْرِ الفَرسِ إِذا عَدَا.
يُقَال: (مَشَى مُتَطَرَحاً) ، أَي متساقِطاً (كمَشْيِ ذِي الكَلاَل) والضَّعْف.
(وسَمَّوْا طَرَاحاً) ، كسَحعابَ هاكذا عندنَا، وَفِي أُخْرَى: كشدَّاد (ومَطْرُوحاً، ومُطَرَّحاً كمُعَظَّم، وطُرَيْحاً كزُبَيْر) .
(و) يُقَال: (سَيْرٌ طُرَاحِيٌّ، بالضّمّ) أَي: (بعيدٌ) . وَقيل: شَدِيدٌ. وأَنشد الأَصمعيّ لمُزاحِمٍ العُقَيليّ:
بسَيْرٍ طُرَاحِيَ تَرَى من نَجَائه
جُلُودَ المَهْارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبعُ
(و) من الْمجَاز: (مُطَارَحَةٌ الكلامِ) : وَهُوَ (م) ، أَي معروفٌ. يُقَال: طَرَحَ عَلَيْهِ المسأَلةَ، إِذا أَلْقَاهَا، قَالَ ابْن سَيّده: وأُراه مُوَلَّداً.
والأُطْرُوحَة: المسأَلة تَطْرَحُها.
(وطَرْحانُ) ، بِالْفَتْح (: ع قُرْبَ الصَّيْمَرَة) ، بنواحِي البَصرةِ،
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
طَرَحَ لَهُ الوِسادَةَ: أَلْقاها، وطَرَحُوا لَهُم المَطَارِحَ: المَفَارِشَ، الْوَاحِد مطْرَحٌ كمفْرَش. وَمن المَجَاز: مَا طَرَحَكَ إِلى هاذه الْبِلَاد، وَمَا طَرَحَك هاذا المَطْرَحَ: مَا أَوْقَعَكَ فِيمَا أَنت فِيهِ.
وتَطارَحُوا: أَلقَى بعضُهم المَسائلَ على بَعْضِ.
وطَرَحَتْ بِهِ النَّوَى كُلَّ مَطْرَحٍ، إِذا نَأَتْ بِه. وطَرَحَ بِهِ الدَّهْرُ كلَّ مِطْرَحٍ: إِذا نَأَى عَن أَهْلِه وعَشيرتِه.
واطَّرِحْ هاذا الحَدِيثَ.
وقَوْلٌ مُطَّرَحٌ: لَا يُلتفَت إِليه.
وإِبل مَطارِحُ: سِراعٌ.
وأَصابه زَمَنٌ طَرُوحٌ: يَرْمِي بأَهْله المَرامِيَ.

ثَمد

(ثَمد)
المَاء قل وَالْمَكَان هيأه كالحوض ليجتمع فِيهِ المَاء وَالْمَاء استنبطه من الأَرْض واستنفد معظمه وَيُقَال ثَمد النَّاقة اشتفها بالحلب وَفُلَانًا استنفد مَا عِنْده من مَال أَو غَيره

(ثَمد) المَاء ثمدا قل وَيُقَال ثَمد فلَان قل نشاطه فَهُوَ ثَمد
ثَمد
: (الثَّمد) ، بِفَتْح فَسُكُون (ويحَرّك، و) الثِّمَاد (ككتَاب) قَالَ شَيخنَا: ظاهِرُه بل صَريحُه أَنّه مُفرد كالثَّمَدِ، وصَرَّحَ غَيره بأَنّه جمْع لثَمَدٍ المفتوحِ أَو المحرَّك، وَالْقِيَاس لَا يُنافيه. قلْت: ويَعضُدُه كلاَمُ أَئمّةِ الْغَرِيب: الثِّمَاد، الحُفَر يكون فِيهَا الماءُ القَليل. ولذالك قَالَ أَبو عُبَيْدة: سُجِرَت الثِّمَادُ، إِذا مُلِئَت من المطَرِ. غير أَنه لم يُفسَّرها (: الماءُ القليلُ) الَّذِي (لَا مادَّةَ لَهُ، أَو مَا يَبْقَى فِي الجَلَدِ) من الأَرض قَلِيلا، (أَو مَا يَظْهَرُ فِي الشِّتَاءِ ويَذهب فِي الصَّيْف) . والجمْع أَثمــادٌ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الثَّمَدُ: قَلْتٌ يَجتمِع فِيهِ ماءُ السماءِ فيَشْرَبُ بِهِ النّاسُ شهرَين من المَصِيف، فإِذا دَخَلَ أَوّلُ القَيْظِ انقطَعَ، فَهُوَ ثَمَدٌ، وجمْعه ثِمَادٌ. وَقَالَ أَبو مَالك: الثَّمَد أَن يَعمِد إِلى مَوضع يُلْزم مَاءَ السَّمَاءِ، يَجهله صِنْعاً، وَهُوَ الْمَكَان يَجتمع فِيهِ المَاء، وَله مَسايِلُ مِنَ الماءِ، وتُحْفَر فِي نَواحِيه رَكايَا فيَملؤهَا من ذالك الماءِ فيَشرب النَّاسُ الماءَ الظاهِرَ حتّى يَجِفّ إِذا أَصابَه بَوارِحُ القَيظِ، وتَبقَى تِلك الرَّكَايَا فَهِيَ الثِّمادُ.
(وثَمَدَه) يَثمُدُه ثَمْداً، (وأَثْمَــدَهُ) إِثماداً، (واستَثْمدَه: اتَّخَذَخ ثَمْداً) : حفراً للماءِ، الأَخير عَن ابْن السِّكِّيت.
(و) ثَمَدَه وأَثمَــدَه واستَثْمَدَه: نَبَثَ عَنهُ التُّرَابَ ليخرُجَ، و (اثْتَمَدَ) ، بِتَقْدِيم المثلّثة على الفوقيّة (واثَّمَدَ) بالإِدغام، كِلاهما (على افْتَعَل: وَرَدَه) ، أَي الثَّمدَ.
(والمَثْمُود: ماءٌ نَفِدَ) ، أَي فَنِيَ (من الزِّحام) ، أَي من كَثرة الناسِ (عَلَيْهِ إِلاّ أَقلَّه) .
(و) من الْمجَاز (رَجُلٌ) مَثمودٌ: (سُئِلَ) فأُلِحَّ عَلَيْهِ فِيهِ (فأَفنَى مَا عِنْدَهُ عَطَاءً) .
(و) من المَجاز: المَثمود: (مَنْ ثَمَدَتْهُ النِّسَاءُ، أَي نَزَفْنَ ماءَه) من كثْرة الجِمَاعِ وَلم يَبْقَ فِي صُلْبه ماءٌ.
(والإِثْمِدُ، بِالْكَسْرِ: حَجَرُ الكُحْل) وَهُوَ أَسودُ إِلى حُمْرَة، ومعدنه بأَصبهانَ وَهُوَ أَجْوَدُه، وبالمَغْرِب وَهُوَ أَصْلَبُ. وَقَالَ السّيرافيّ: الإِثْمدُ شَبِيهٌ بحجَرِ الكُحْلِ.
وأَثْمَــدَ عَيْنَه: كَحَلهَا بالإِثْمِد.
(و) أَثمَــدُ، (كأَحْمَد) ، وَنقل فِيهِ المثنّاة الفوقيّة أَيضاً، وَبِهِمَا رُوِيَ قولُ الشَّاعِر:
تَطَاوَلَ لَيلُك بالــأَثْمــدِ
ونَامَ الخَلِيُّ وَلم تَرْقُدِ
(ع، ويُضمُّ الْمِيم) ، وهاذه عَن الصاغانيّ فَهِيَ ثلاثُ لُغَات. (وثَمَدَ) الرَّجلُ ثَمْداً (واثْمادَّ) اثْمِيداداً كاثمأَدَّ: (سَمِنَ) ، وَمِنْه الغُلامُ المُثْمَئِدُّ، وَهنا مَوضع ذِكْره كَمَا صرَّحَ بِهِ ابْن شُميل وَغَيره.
(و) من المَجاز: (اسْتَثْمَدَهُ: طَلَبَ مَعروفَه) ، فثَمَدَه: أَعطاه.
(وثَمُودُ) ، كصَبُور، ابنُ عابَرَ بنِ إِرَمَ بن سَام (قَبِيلَةٌ) من الْعَرَب الأُوَل، وَيُقَال إِنّهُم من بَقِيَّة عادٍ، وهم قَومُ صالحٍ عَلَيْهِ السلامُ، بعثَه الله إِليهم، وَهُوَ نَبيٌّ عربيّ، يُصرَف (و) لَا (يُصْرَف) . وَاخْتلف القُرّاءُ فِيهِ، فمَن صَرَفَه ذَهبَ بِهِ إِلى الحَيّ، لأَنّه اسمٌ عربيّ مُذكّر سُمِّيَ بمذَكَّر، وَمن لم يَصرِفْه ذهبَ إِلى القَبِيلَةِ، وَهِي مُؤنّثة. وَفِي (الْمُحكم) وثَمُود اسمٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يكون اسْما للقبِيلة والحَيّ، وَكَونه لَهما سَواءٌ (وتُضَمُّ الثَّاءُ) المثلَّثَة، (وقُرِىء بِهِ أَيضاً) ، قيل سُمِّيَت لقلّة مَائِهَا، كأَنّه من الثَّمْد. وَهُوَ الماءُ القَليل. وبسَطَه فِي العنايَةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الثَّامِدُ من البَهْمِ حِين قَرَمَ، أَي أَكَلَ. ورَوْضعةُ الثَّمَدِ موضعٌ، هاكذا فِي (الصِّحَاح) وَغَيره. قلت: هُوَ لبنِي جويرة بطْن من التَّيمْ.
وَقَالَ أَبو عَمرو: يُقَال للرَّجل يَسهَرُ لَيلَه سارِياً. وعامِلاً: فُلانٌ يَجعلُ الَّليل إِثْمِداً، أَي يسهرُ، فجعَلَ سَوَادَ الَّليْل لعَيْنيهِ كالإِثْمدِ. لأَنّه يَسير اللَّيْلَ كلَّه فِي طلَبِ المعَالي. وأَنشد:
كَمِيش الإِزارِ يَجْعَل اللَّيلَ إِثْمِداً
ويَغْدُو عَلَيْنَا مُشْرِقاً غيرَ وَاجِمِ
وأُثَامِدُ: وادٍ بينَ قُدَيدٍ وعُسْفَانَ. وبُرْقةُ الثِّمادِ أَو بُرْقةُ الــأَثمــادِ: مَوضع. قَالَ رُدَيْح بن الْحَارِث التّيميّ:
لمَن الدِّيَارُ ببُرْقَةِ الــأَثْمــادِ
فالجَلْهَتَيْنِ إِلى قِلاَتِ الوَادِي

نجس

(نجس)
الشَّيْء نجسا قذر و (فِي عرف الشَّرْع) لحقته النَّجَاسَة يُقَال نجس الثَّوْب وَيُقَال نجس فلَان خبث طبعه ودنس خلقه

(نجس) نَجَاسَة نجس
ن ج س: (نَجِسَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (نَجِسٌ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28] . وَ (أَنْجَسَهُ) غَيْرُهُ وَ (نَجَّسَهُ) بِمَعْنًى. 
نجس: {نجس}: قذر. و {نجس}: قذر. 
نجس: النّجِسُ: الشَّيْءُ القَذِرُ. وقَوْمٌ أَنْجَاسٌ. ورَجُلٌ نَجِسٌ ونَجَسٌ، ونِسْوَةٌ كذلك. والنَّجْسُ: اتِّخَاذُ عُوْذَةٍ للصَّبِيِّ. وفاعِلُه: المُنَجَّسُ؛ وهو الذي يُعَلَّقُ الأنجاسُ والأقْدَارَ على مَنْ يُخَافُ وَلُوْعَ الجِنِّ به. والنَّجِيْسُ والناجِسُ: اللَّذَانِ لا يَبْرءانِ من دائمهما.
[نجس] نجس الشئ بالكسر ينجس نَجَساً، فهو نَجْسٌ ونَجَسٌ أيضاً. وقال الله تعالى: {إنَّما المُشْرِكون نَجَسٌ} . قال الفراء: إذا قالوه مع الرِجْسِ أتبعوه إيَّاه قالوا رجس نجس بالكسر. وأنجسه غيره ونجسه، بمعنًى. ويقال به داءٌ ناجِسٌ ونجيس، إذا كان لا يبرأ منه. والتنجيس: شئ كانت العرب تفعله، كالعوذَةِ تُدفع بها العينُ. ومنه قول الشاعر:

وعَلَّقَ أنْجاساً عَليَّ المنجس
نجس
النَّجاسة: القَذَارة، وذلك ضرْبان: ضرْب يُدْرَك بالحاسّة، وضرْب يُدْرَك بالبصيرة، والثاني وصف اللهُ تعالى به المشركين فقال: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ
[التوبة/ 28] ويقال:
نَجَّسَهُ. أي: جعله نَجِساً، ونَجَّسَهُ أيضا: أَزَالَ نَجَسَهُ، ومنه تَنْجِيسُ العَرَب، وهو شيءٌ كانوا يفعلونه من تعليق عَوَذَةٍ على الصَّبيِّ ليدفعوا عنه نجاسةَ الشَّيطان، والنَّاجِسُ والنَّجِيسُ: داءٌ خبيثٌ لا دواءَ له.
نجس: نجس: نجس الشيء كان غير نظيف (رولاند).
نجس: امتهن، دنس profaner ( بوشر).
نجس: (بالتشديد) (دي ساسي كرست 1: 79): أعلن نجاسته، أشهرها وأظهرها.
نجس: في مصر (عمل مناف للحشمة، مجرد من المبادئ الخلقية، صديق منحط، رفيق سوء) (بركهارت أمثال رقم 5).
نجس: (من المتعارف عليه أن المرأة التي تمارس صلاتها مع عشيقها وسط الإبل، خلال الليل، تجعل الإبل تتساقط مرضى وتهلك تدريجيا لأنها تنجس) (جريدة الشرق والجزائر 1: 188).
نجاسة: دنس (بوشر).
أنجس: أسوأ، أردى، بطريقة أردى، أنجس وأنجس: أشد رداءة (بوشر).
تنجيس: مبولة (الكالا).

نجس


نَجِسَ(n. ac. نَجَس)
a. Was dirty, filthy, impure.

نَجُسَ(n. ac. نَجَاْسَة)
a. see supra.

نَجَّسَa. Dirtied; sullied, defiled, contaminated; polluted;
profaned.

أَنْجَسَa. see II
تَنَجَّسَa. Defiled himself; was defiled &c.
b. Purified himself.

إِنْتَجَسَa. see V (a)
نَجْس
نِجْس
(pl.
أَنْجَاْس)
a. see 5
نَجَسa. Dirt; impurity, pollution, uncleanness; contamination;
profanation.
b. see 5
نَجِسa. Dirty; filthy, foul; impure, unclean; contaminated
polluted; profaned.

نَجُسa. see 5
نَاْجِسa. Incurable.

نَجَاْسَةa. see 4 (a)
نَجِيْسa. see 21
N. Ag.
نَجَّسَa. Maker of amulets.

N. Ac.
نَجَّسَa. Amulet, charm.
b. see 4
ن ج س : نَجِسَ الشَّيْءَ نَجَسًا فَهُوَ نَجِسٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ قَذِرًا غَيْرَ نَظِيفٍ وَنَجَسَ يَنْجُسُ مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَنَجُسَ خِلَافُ طَهُرَ وَمَشَاهِيرُ الْكُتُبِ سَاكِتَةٌ عَنْ ذَلِكَ وَتَقَدَّمَ أَنَّ الْقَذَرَ قَدْ يَكُونُ نَجَاسَةً فَهُوَ مُوَافِقٌ لِهَذَا وَالِاسْمُ النَّجَاسَةُ وَثَوْبٌ نَجِسٌ بِالْكَسْرِ اسْمُ فَاعِلٍ وَبِالْفَتْحِ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وَقَوْمٌ أَنْجَاسٌ وَتَنَجَّسَ الشَّيْءُ وَنَجَّسْتُهُ وَالنَّجَاسَةُ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ قَذَرٌ مَخْصُوصٌ وَهُوَ مَا يَمْنَعُ جِنْسُهُ الصَّلَاةَ كَالْبَوْلِ وَالدَّمِ وَالْخَمْرِ. 
[نجس] ن: فيه: المؤمن "لا ينجس"، هو من سمع وكرم، وكذا الكافر لا ينجس عندنا وعند الجمهور، وإنما النجاسة في اعتقاده. تو: الماء طهور "لا ينجسه" شيء، استدل به على عدم تنجسه إلا بالمغير، وأجاب الطحاوي بأن بئر بضاعة كانت طريقًا إلى البساتين فهو كالنهر- وحكاه عن الواقدي، وضعف بأن الواقدي مختلف فيه فمكذب وتارك ومضعف، قيل: كذاب احتال في إبطال الحديث نصرة للرأي فإن بئر بضاعة مشهور في الحجاز بخلاف ما حكى عن الواقدي، وما روى ابن أبي شيبة أن زنجيًا وقع في بئر زمزم فأمر بنزح الماء- ضعفها البيهقي، وروى عن سفيان بن عيينة قال: أنا بمكة سبعين سنة لم أر أحدًا صغيرًا ولا كبيرًا يعرف ح الزنجي. وح الهرة: إنها ليست "بنجسة"- بفتح جيم وكسرها، قوله: فشربت منه فأصغى له الإناء أي أرادت الشرب أو بأن شرعت فيه، وفيه طهارة سؤر الهرة- وبه قال عامة العلماء، وكرهه أبو حنيفة وخالفه أصحابه وقالوا: لا بأس بالوضوء به.
ن ج س

نجس ثوبه نجساً ونجاسةً، وتنجّس بالعذرة، وأنجسه ونجّسه. وعن الحسن رضي الله تعالى عنه في رجل تزوّج امرأة كان قد زنى بها: هو أنجسها فهو أحقّ بها. وشيء نجس ونجس صفة بالمصدر. وشيء رجس نجس إذا قرن برجس. وتقول: إذا جاء القدر لم يغن المنجّم والمنجّس، ولا الفيلسوف والمهندس؛ وهو الذي يعلّق على الذي يخاف عليه الأنجاس من عظام الموتى وغيرها ليطرد الجنّ لنفرتها عن الأقذار. قال:

ولو كان عندي حازيان وراقب ... وعلّق أنجاساً عليّ المنجّس

وقال حسان:

وحازية ملبوبةٍ ومنجّس ... وطارقة في طرقها لم تشدّد

لبيبة، ومنه: داء ناجس نجيس: أعيا المنجّسين. قال أبو أبو ذؤيب:

لشانئه طول الضراعة منهم ... وداء قد أعيا بالأطباء ناجس

وقال ساعدة بن جؤيّة:

والشيب داء نجيس لا دواء له ... للمرء كان صحيحاً صائب القحم

أي هو داء عياء للرجل الصحيح الجلد الذي إذا تقحم في الشدائد صاب فيها ولم يخطيء.

ومن المجاز: الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. ونجّسته الذنوب " إنما المشركون نجس " وتقول: لا ترى أنجس من الكافر، ولا أنحس من الفاجر.
(ن ج س)

النّجِس، والنَّجْس، والنَّجِس: القذر من كل شَيْء.

وَرجل نَجِس، ونَجَس، وَالْجمع: أنجاس.

وَقيل: النَّجَس يكون للْوَاحِد والاثنين والجميع والمؤنث بِلَفْظ وَاحِد، فَإِذا كسروا ثنوا وجمعوا وأنثوا، فَقَالُوا: أنجاس ونَجِسة.

وَرجل رِجْس نِجْس: كَذَا يتَكَلَّم بِهِ مَعَ رِجْس على الإتباع.

وَكَذَلِكَ يعكسون فَيَقُولُونَ: نِجْس رِجْس فيقولونهما بِالْكَسْرِ لمَكَان رِجْس الَّذِي بعده، فَإِذا أفردوه قَالُوا: نَجَس، وَأما رِجْس مُفْرد فمكسور على كل حَال، هَذَا مَذْهَب الْفراء.

وَهِي: النَّجَاسَة.

وَقد أنجسه، وَفِي الحَدِيث عَن الْحسن فِي رجل زنى بامراة ثمَّ تزَوجهَا فَقَالَ: " هُوَ أنجسها وَهُوَ أَحَق بهَا ".

والنَّجِس: الدَّنس. رِدَاء نَجِس، وناجِس، ونَجِس، ونَجيس: لَا يبرأ مِنْهُ، وَقد يُوصف بِهِ صَاحب الدَّاء.

والنَّجْس: اتِّخَاذ عوذة للصَّبِيّ.

وَقد نَجَّس لَهُ ونَجّسه: عَوَّذه، قَالَ:

وجاريةٍ ملبونة ومنجِّس ... وطارقة فِي طَرْقها لم تُسَدّدِ

يصف أهل الْجَاهِلِيَّة انهم كَانُوا بَين متكهن وحداس وراق ومتنجم، حَتَّى جَاءَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

والنِّجاس: التعويذ، عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: كَأَنَّهُ الِاسْم من ذَلِك.

والمَنْجَس: جُليدة تُوضَع على حز الْوتر.
نجس
نجُسَ يَنجُس، نَجاسةً، فهو نجِس
• نجُس الشّيءُ: أصبح قذرًا دنسًا "نجُس الثَّوبُ".
• نجُس الشّخصُ:
1 - أصبح قذرًا.
2 - خبُث طبْعُه ودنِس خُلُقُه "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ [حديث] ". 

نجِسَ يَنجَس، نَجَسًا، فهو نجِس
• نجِس الشّيءُ: نجُسَ، أصبح قذرًا دنسًا "نجِس البيتُ/ الثوبُ".
• نجِسَ الشّخصُ:
1 - نجُس، أصبح قذِرًا.
2 - نجُس، خبُث طبْعه، ودِنس خُلُقُه.
• نجِس العُضوُ أو البدنُ: (فق) أصبح غيرَ طاهر. 

أنجسَ يُنجس، إنجاسًا، فهو مُنجِس، والمفعول مُنجَس
• أنجس البولُ الثَّوبَ: جعله نَجِسًا، أي: قذرًا، غير طاهر "يتجنَّب المتوضئ ما يُنْجِسُه ويُفْقده طهارتَه". 

تنجَّسَ يتنجَّس، تنجُّسًا، فهو مُتنجِّس
• تنجَّس الشَّيءُ: مُطاوع نجَّسَ: صار نجسًا، قذِرًا، وقع في النّجاسَة والقذارة "تنجَّس الثوبُ".
• تنجَّس فلانٌ: فعل فِعْلاً يسبِّب نجاستَه "تنجّس الكافرُ بشِرْكه". 

نجَّسَ ينجِّس، تنجيسًا، فهو مُنجِّس، والمفعول مُنجَّس
• نجَّس الشّيءَ: دنَّسَه، ووسّخه، جعله نجِسًا "نجّس مكانًا مقدَّسًا". 

نَجاسَة [مفرد]: ج نجاسات (لغير المصدر):
1 - مصدر نجُسَ.
2 - قذارة "النجاسات منها ما هو مادّيّ ومنها ما هو معنويّ".
3 - (فق) ما يوجب منع الصلاة كالبول والغائط ونحوهما. 

نَجَس [مفرد]: ج أنجاس (لغير المصدر):
1 - مصدر نجِسَ.
2 - خبيث فاجِر من باب الوصف بالمصدر، يستعمل للمفرد والجمع " {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} ". 

نَجِس [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نجُسَ ونجِسَ: خبيث فاجِر ° داءٌ نجِسٌ: خبيث لا دواء له.
2 - غير طاهر ° فلانٌ نجِس السَّراويل: غير عفيف. 

نجس: النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ: القَذِرُ من الناس ومن كل شيء

قَذِرْتَه. ونَجِسَ الشيءَ، بالكسر، يَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ،

ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ، والجمع أَنْجاسٌ، وقيل: النَّجَسُ يكون للواحد

والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ.

قال اللَّه تعالى: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا

وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ، وقال الفرّاء: نَجَسٌ لا يجمع

ولا يؤنث. وقال أَبو الهيثم في قوله: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ أَي

أَنْجاسٌ أَخباث. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كان إِذا دخل

الخلاء قال: اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ

المُخْبِث. قال أَبو عبيد: زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس ولم يذكروا الرجس

فتحوا النون والجيم، وإِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا

النون، فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كسروا

لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما قالوا: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا

أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى؛ قال ابن

سيده: وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ

الذي بعده، فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ، وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على

كل حال؛ هذا على مذهب الفرّاء؛ وهي النَّجاسة، وقد أَنْجَسه. وفي الحديث

عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال: هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها

والنَّجِسُ: الدَّنِس. وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ: لا يبرأُ منه،

وقد يوصف به صاحب الداء.

والّنَجْس: اتخاذ عُوذَةٍ للصبي، وقد نَجَّس له ونَجَّسَه: عَوّذَه؛

قال:وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، ومُنَجِّسٍ،

وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد

(* هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة:

وحازيةٍ ملبوسةٍ، ومنجَّسِ، وطارقةِ في طرقِها لم تُشدّدِ.)

يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس

ومتَنَجِّم حتى جاء النبي، صلى اللَّه عليه وسلم.

والنَّجاس: التعويذ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: كأَنه الاسم من ذلك ابن

الأَعرابي: من المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة. ويقال

للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قال ثعلب: قلت له: المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس وهو

مأْخوذ من النجاسة؟ فقال: إِن للعرب أَفعالاً تخالف معانيها أَلفاظها،

يقال: فلان يتنجس إِذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَــأَثَّم

ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلاً يخرج به من الإِثْمِ والحَرَج

والحِنْث. الجوهري: والتَّنْجِيسُ شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها

العين؛ ومنه قول الشاعر:

وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس

(* قوله «وعلق إلخ» صدره كما في شرح

القاموس :

وكان لدي كاهنان وحارث)

الليث: المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق. ويقال للمُعَوِّذ:

منَجِّس، وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن

الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون: الجن لا تقربها. ابن الأَعرابي:

النُّجُسُ المعَوَّذون، والجُنُس المياه الجامدة.

والمَنْجَسُ: جليدة توضع على حز الوَتَر.

نجس
النَّجَسُ والنَّجِسُ والنَّجُسُ والنَّجْسُ والنِّجْسُ: ضدُّ الطاهِر، والنَّجاسَة: ضِد الطَّهارة، قال الله تعالى:) إنَّما المُشْرِكونَ نَجَسٌ (، وقُرِئَ) نَجْس (بِسكون الجيم مع فَتْحَة النون، وقرأَ الضَّحّاك:) نَجِسٌ (مثال كَتِفٍ، وقرأ الحَسَن بن عِمران ونُبَيْح وأبو واقِد والجَرّاح وابنُ قُطَيْب:) نِجْسٌ (مثال رِجْسٍ.
وقال الفرّاء: إذا قالُوهُ مَعَ الرِّجْسِ أتْبَعوهُ إياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ. وكان النبي - صلى الله عليه وسلّم - إذا دَخَلَ الخَلاءَ قال: اللهُمَّ إنّي أعوذُ بكَ من الرِجْسِ النِجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطان الرَّجيم.
وقد نَجِسَ يَنْجَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ - ونَجُسَ يَنْجُسُ - مثال كَرُمَ يَكْرُمُ -.
وقال ابن الأعرابيّ: النُّجُسُ - بضمَّتَين -: المُعَقِّدُوْن.
وداءٌ ناجِسٌ ونَجِيْسٌ: إذا كانَ لا يُبْرَأُ مِنه، قال:
وداءٌ بِهِ أعيا الأطِبَّة ناجِسُ
وقال ساعِدَة بن جُؤيَّة الهُذَليّ:
إنَّ الشّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ ... يُكْسَى الجَمالَ ويُفْنِدْ غَيْرَ مُحْتَشِمِ
والشَّيْبُ داءٌ نَجِيْسٌ لا شِفاءَ لهُ ... للمَرْءِ كانَ صَحِيحاً صائبَ القُحَمِ
وإذا قُلْتَ: رَجُلٌ نَجِسٌ - بكسر الجيم - ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ، وإذا قُلْتَ: نَجَسٌ - بفَتحِها - لم تُثَنِّ ولم تَجْمَع وقُلْتَ: رَجُلٌ نَجَسٌ ورَجُلانِ نَجَسٌ ورِجالٌ نَجَسٌ وامرأةٌ نَجَسٌ ونِساءٌ نَجَسٌ.
ويقال: أنْجَسَه ونَجَّسَه تَنْجِيْساً. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنَجِّسُه شَيْءٌ إلاّ ما غَيَّرَ طَعْمَه أو لَوْنَه أو رِيْحَه.
والتَّنْجِيْسُ: شَيْءٌ كانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُه على الذي يُخَافُ عليهِ وَلُوْعُ الجِنِّ به؛ وهوَ القَذَرُ؛ نحوَ خِرْقَةِ الحائضِ وعِظامِ المَوْتى، وهذا من أفعال العَرَبِ، قال المُمَزَّقُ النُّكْرِيّ واسمُه شأسُ بن نَهار بن أسْوَدَ بن حَرِيْد بن حَيِيِّ بن عَوْف بن سُوْدِ بن عُذْرَة بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أفْصى بن عبد القيس:
ولو أنَّ عِنْدي حازِيَيْنِ وراعِباً ... وعَلَّقَ أنْجاساً عَلَيَّ المُنَجِّسُ
وقال العجّاج:
ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأِحْمَسا ... ولا أخا عَقْدٍ ولا مُنَجِّسا
وقال آخَرُ:
ولو كُنْتُ في غُمْدانَ أو في عَطالَةٍ ... وعَلَّقَ أنْجاساً عَلَيَّ يَهُوْدُ
وقال الأزهريّ - ومن خَطِّه نَقَلْتُ -: قال حَسّان:
وحازِيَةٍ مَلْبُوْبَةٍ ومُنجِّسٍ ... وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تَشَدَّدِ
ولم أجِد البَيْتَ في شِعْرِ حَسّان بن ثابِت - رضي الله عنه -، فَلْيُطْلَب في شِعْر غَيرِه مِمَّن اسمُه حسّان.
وقال ابن الأعرابيّ: ومِنْ العادات التَّمِيميَّة والجُلْبَة والمُنَجَّسَة. وقال ثعلَب: قلتُ لابنِ الأعرابيّ: لِمَ قِيْلَ لِلمُعَوَّذِ مُنَجِّسٌ وهو مأخوذ مِنْ النَّجاسَة؟ فقال: للعَرَبِ أفْعالٌ تُخالِفُ معانِيها ألفاظَها، يُقال: فُلان يَتَتَجَّسُ إذا فَعَلَ فِعْلاً تَحَرَّجَ به من النَّجَاسَة، كما يقال: يَتَاثَّمُ ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ ويَتَحَوَّبُ إذا فَعَلَ فِعلاً يَخْرُجُ بِه من الإثم والحَرَجِ والحِنْثِ والحُوْبِ.
ويقال: تَنَجَّسُ الثّوب: إذا أصابَتْهُ نَجاسَةٌ.
والتركيب يدل على خِلافِ الطَّهارَة.

نجس

1 نَجِسَ, aor. ـَ (S, Msb, K;) and نَجَسَ, aor. ـُ (Msb;) and نَجُسَ, aor. ـُ (K,) accord. to some, but the books of good repute are silent respecting this last; (Msb;) inf. n. نَجَسٌ, (S, Msb, TA,) of the first; (Msb;) and نَجَاسَةٌ, (TA,) or this last is a simple subst. [as the verb نَجُسَ to which by rule it should belong is not of good authority]; (Msb;) It was, or became, unclean, dirty, filthy, or impure; (Msb;) [i. e.,] contr. of طَهَرَ, or طَهُرَ: (Msb, K: *) نَجَاسَة is of two kinds; one kind is perceived by sense; and one kind is perceived by the mind; of which latter kind is that which is attributed, in the Kur, ix. 28, to those who assert God to have associates: (Er-Rághib, B:) but in this latter sense, it is said by Z, to be tropical. (TA.) [See also نَجَاسَةٌ below.] You also say, (of a garment, A, Msb,) ↓ تنجّس, meaning, It was, or became, rendered unclean, dirty, filthy, or impure. (A, Msb, K.) A2: نَجْسٌ, [app. an inf. n. of which the verb is نَجَسَ,] The making a child's عُودَة [or amulet, of any of the kinds described below, voce تَنْجِيسٌ]. (TA.) 2 نجّسهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. تَنْجِيسٌ, (TA,) He rendered him, or it, unclean, dirty, filthy, or impure; (A, Msb, K;) and ↓ انجسهُ signifies the same. (S, A, K.) El-Hasan said of a man who married a woman with whom he had committed fornication, فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا ↓ هُوَ أَنْجَسَهَا [He defiled her, therefore he is most worthy of her]. (A, TA. *) b2: نَجَّسَتْهُ الذُّنُوبُ (tropical:) [Sins, or crimes, defiled him]. (A, TA.) A2: نجّس لَهُ, and نجّسهُ, He charmed him; or fortified him by a charm or an amulet [of any of the kinds described below, voce تَنْجِيسٌ, q. v.]; syn. عَوَّذَهُ. (TA.) 4 أَنْجَسَ see 2, in two places.5 تنجّس: see نَجِسَ.

A2: He did a deed whereby to become free from uncleanness, dirt, filth, or impurity; (K;) like as you say تَــأَثَّمَ and تَحَرَّجَ and تَحَنَّثَ, meaning, he did a deed whereby to become free from crime, sin, &c. (TA.) نَجْسٌ: see نَجِسٌ.

نِجْسٌ: see نَجِسٌ.

نَجَسٌ: see نَجِسٌ.

نَجُسٌ: see نَجِسٌ.

نَجِسٌ and ↓ نَجَسٌ (S, A, O, Msb, K) and ↓ نَجُسٌ and ↓ نَجْسٌ and ↓ نِجْسٌ (A, O, K) Unclean, dirty, filthy, or impure: (A, Msb, K:) the last of these is only used when the word is preceded or followed by رِجْسٌ: (ISd:) or only when it is preceded by رِجْسٌ: (Fr, S, * and Har in the Durrat-el-Ghowwás:) but this remark correctly applies only to the greater number of instances: (M, F:) the second of the above five forms is an inf. n. used as an epithet; (A, Msb;) and is [therefore] used as sing. and dual. and pl. and masc. and fem., without variation: (TA:) [and the first and last are also used as pls., as will be seen below; but when so used, I suppose قَوْمٌ or some other coll. gen. n. to be understood:] the pl. [of every one of the other forms] is أَنْجَاسٌ (A, Msb, TA) and [of the fourth and fifth, and perhaps of the first and third also, though I do not remember similar instances,] نِجْسَةٌ. (TA.) [See also نَجَاسَةٌ, below.] نَجِسٌ and ↓ نَجْسٌ [&c.], applied to a man, signify Unclean, &c., [both properly and tropically]. (TA.) [The two following examples are said in the A to be tropical.] النَّاسُ أَجْنَاسٌ وَأَكْثَرُهُمْ أَنْجَاسٌ (tropical:) [Men are of several kinds, and most of them are unclean.] (A, TA.) And إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ (tropical:) [Verily the associaters of others with God are but unclean], said in the Kur, [ix. 28,] (S, A, TA,) or نَجِسٌ, or ↓ نِجْسٌ, accord. to certain readers. (TA.) A2: Also, all the above forms, A man having an incurable disease. (TA.) b2: See also نَاجِسٌ.

نُجُسٌ: see مُنَجِّسٌ.

نِجَاسٌ: see تَنْجِيسٌ.

نَجِيسٌ: see نَاجِسٌ.

نَجَاسَةٌ: see 1: Uncleanness, dirtiness, filthiness, or impurity. (Msb.) b2: In the conventional language of the law, A particular uncleanness, of such a kind as renders prayer invalid; as urine, and blood, and wine. (Msb.) دَآءٌ نَاجِسٌ and ↓ نَجِيسٌ (S, A, K) and ↓ نَجِسٌ (TA) An incurable disease: (S, K, TA:) or a disease that baffles the مُنَجِّسُون. (A.) See مُنَجِّسٌ.

أَنْجَسُ [More, and most, unclean, dirty, filthy, or impure]. You say, لَا تَرَى أَنْجَسَ مِنَ الكَافِرِ (tropical:) [Thou wilt not see any one more unclean than the unbeliever]. (A, TA.) تَنْجِيسٌ The name of a thing, either something unclean, or bones of the dead, or a menstruous rag, which used to be hung upon him for whom there was a fear of the jinn's, or genii's, being attached to him: (K:) or the hanging of some such thing upon such a person, as a child or any other; for they used to say that the jinn would not approach those things: (TA:) or a thing which the Arabs used to do, as an amulet, to drive away thereby the [evil] eye: (S:) ↓ مُنَجِّسَةٌ also is the name of a kind of amulet: (IAar:) and ↓ نِجَاسٌ is syn. with تَعْوِيذٌ; [by which may be meant either that it signifies an amulet, or that it is a quasi-inf. n. of 2; for it is said that] it is app. a subst. from نَجَّسَ لَهُ, or نَجَّسَهُ, as signifying عَوَّذَهُ. (IAar.) See also 2.

مُنَجِّسٌ One who hangs, upon him for whom there is fear, unclean things, such as bones of the dead, and the like, to drive away the jinn, or genii; because these beings shun such things; (S, * A, TA;) one who fortifies by charms or amulets [of the kinds above mentioned]; syn, مُعَوِّذٌ: (K:) pl. مُنَجِّسُونَ: (A:) and ↓ نُجُسٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] is syn. with مُعَوِّذُونَ. (IAar.) A2: Also, A little piece of skin that is put upon the notch [which is the place] of the bow-string. (TA.) مُنَجِّسَةٌ: see تَنْجِيسٌ.
نجس
النَّجْسُ، بِالْفَتْح، وَبِه قَرَأَ بَعْضُهُم. إِنّما قَيَّدَه لِجَمْعِ اللُّغَاتِ الَّتِي يَذْكُرها بَعْدُ وَهِي النِّجْسُ، بالكسرِ، قالَ أَبو عُبَيْدٍ: زعم الفَرَّاءُ أَنَّهُم إِذَا بَدَءُوا بالنَّجَسِ وَلم يَذْكُرُوا الرِّجْسِ، فَتَحُوا النُّونَ والجِيمَ، وإِذا بَدءَوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتْبَعُوا بالنّجس، كَسَرُوا النونَ، فهُمْ إِذا قالُوه مَعَ الرِّجْسِ أَتْبَعُوه إِيّاه، وقالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كَسَرُوا لمَكانِ رِجْس، وثَنَّوْا وجَمَعُوا، كَمَا قالُوا: جاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا: بالطَّمِّ، ففَتَحُوا. قالَ ابنُ سِيدَه: وكذلِكَ يَعْكِسُونَ فيَقُولُونَ: نِجْسٌ، رِجْسٌ، فيَقُولُونها بالكسرِ، لمَكانِ رِجْسٍ، الَّذِي بَعْدَه، فإِذا أَفْرَدُوه قالُوا: نَجَسٌ، وأَمّا رِجْسٌ مُفْرَداً، فمَكْسُورٌ على كُلِّ حالٍ، هَذَا على مَذْهَبِ الفَرّاءِ. قَالَ شَيْخُنا: وإعْتَمدَ الحَرِيرِيُّ فِي دُرَّةِ الغَوَّاصِ أَنه لَا يَجِيءُ إِلاّ إِتْبَاعاً لِرِجْسٍ، والحَقُّ أَنَّه أَكْثَريٌّ، لقرَاءَةِ ابنِ حَيْوَةَ بِهِ فِي إِنَّمَا المُشْركُونَ نجسٌ. قلتُ: وَهُوَ أَيْضاً قراءَةُ الحَسنِ بنِ عِمْرَانَ ونُبَيْحٍ وأَبِي وَاقِدٍ والجَرّاحِ وابنِ قُطَيْبٍ، كَمَا صَرَّح بِهِ الصّاغانِيُّ فِي التَّكْمِلَة والعُبَابِ، والمُصَنِّف فِي البَصَائِر. والنَّجَسُ بالتَّحْرِيك. والنَّجِسُ، ككَتِفٍ، وَبِه قَرَأَ الضَّحَاكُ، قِيلَ: النَّجَسُ بالتَّحْرِيكِ يكونُ للواحِدِ والإثْنين والجَمْعِ والمؤنَّثِ، بلُغةٍ وَاحدَةٍ، رجُلٌ نَجَسٌ، ورجُلانِ نَجَسٌ، وقَوْمٌ نَجَسٌ. قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّما المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعُوا وأَنَّثُوا فقالُوا: أَنْجَاسٌ ونَجِسَةٌ. وَقَالَ الفَرّاءُ: نَجَسٌ، لَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّث. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي قَوْلِه تَعالَى: إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ، أَي أَنْجَاسٌ أَخْبَاثٌ. والنَّجُسُ مثْلُ عَضُدٍ، قَالَ)
الشِّهَابُ الخَفَاجيُّ، كَمَا وُجِدَ بخَطِّه، بَعْدَ مَا سَاقَ عِبَارَةَ المُصَنِّف هَذِه، أَقول: بَيَّنَ أَنَّ نُونَه تُفْتَح وتُكْسَر مَعَ سُكُونِ الجِيم، بقَرِينَةِ قولِه بالتَّحْرِيك أَي تَحْرِيكِ الجيمِ بفَتْحٍ، لأَنّ التَّحْرِيك المُطْلَقَ ينصرفُ للفَتْحِ عنْدَ اللُّغَويِّينَ والقُرَّاء، وإسْتَغْنَى عَن التَّصْرِيح بالسُّكُون، لِدَلالَة مَفْهُومِ التَّحْرِيك، مَعَ أَنّه الأَصْلُ، فحاصِلُه أَنَّ فِيهِ خَمْسَ لُغَاتٍ: فَتْح النُّون وكَسْرهَا مَعَ سُكُونِ الْجِيم، والحَرَكَات الثَّلاث فِي الجِيم مَعَ فَتْحِ النُّون. وتَوْضِيحُه مَا فِي العُبَاب، وَعبارَته: النَّجَسُ، بِفتْحَتَيْنِ، والنَّجِسُ، بفتحٍ فكسرٍ، والنَّجُسُ، بفتحٍ فضَمٍّ، والنَّجْسُ، بفتحٍ فسُكونٍ، والنِّجْسُ بكسرٍ فسُكُون: ضِدُّ الطاهِرِ، وَقد نَجُسَ ثَوْبُه، كسَمِعَ وكَرُمَ، نَجْساً ونَجَاسَةً. وَقَالَ الرّاغبُ فِي المُفْرَدات، وتَبِعَه المصنِّفُ فِي البَصّائِر: النَّجاسَةُ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ يُدْرَكُ الحَاسَّةِ، وضَرْبٌ يُدْرَك بالبَصِيرَةِ، وعَلى الثّانِي وَصَفَ اللهُ بِهِ المُشْرِكِينَ فِي الآيَة المُتَقّدِّمة. قلْتُ: وذكرَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّه مَجَازٌ.
وأَنْجَسَهُ غَيْرُه ونَجَّسَه تَنْجِيساً فتَنَجَّسَ، والفُقَهَاءُ يُفَرِّقُون بَيْنَ النَّجِسِ والمُتنَجِّسِ، كَمَا هُوَ مُصَرَّحٌ بِهِ فِي مَحَلِّه. وَفِي الحَدِيثِ، عَن الحَسَنِ، فِي رَجُلٍ زَنَى بامْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا، فَقَالَ: هُو أَنْجَسَهَا وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا. ودَاءٌ نَاجِسٌ ونَجِيسٌ، ككَرِيم، وَكَذَا داءٌ عُقَامٌ، إِذا كَانَ لَا يُبْرَأُ مِنْهُ. وَقَالَ الزَّمْخْشَرِيُّ: أَعْيَا المُنَجِّسِين. قَالَ الشاعِر: وداءٍ قَدَ أَعْيَا بالأَطباءِ ناجِسُ وَقَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ: (والشَّيْبُ دَاءٌ نَجِيسٌ لَا شِفَاءَ لَهُ ... للْمَرْءِ كَانَ صَحِيحاً صائِبَ القُحَمِ)
وتَنَجَّسَ: فَعَلَ فِعْلاً يَخْرُجُ بِهِ عِنِ النَّجَاسَةِ، كَمَا قيل: تَــأَثَّمَ وتَحَرَّجَ وتَحَنَّثَ، إِذا فَعَل فِعْلاً يَخْرُجُ بِهِ عَن الإِثْمِ والحَرَجِ والحِنْثِ. والتَّنْجِيسُ: اسمُ شَيْءٍ كانَت العَرَبُ تَفْعَلُه: وَهُوَ تَعْلِيقُ شيْءٍ من القَذَرِ أَوْ عِظَام المَوْتَى أَو خِرْقَةِ الحائضِ، كَانَ يُعَلَّقُ علَى مَن يُخَافُ عَلَيْه من وَلُوعِ الجِنِّ بِه، كالصِّبْيَان وغيرِهم، ويَقُولُون: الجِنُّ لَا تَقْرَبُهَا. وعِبَارَة الصّحاحِ: والنَّنْجِيسُ: شْيءٌ كانَت العربُ تفعلُه، كالعُوذَةِ تَدْفَعُ بهَا العِيْنَ، وَمِنْه قَولُ الشَّاعِر: وعَلَّقَ أَنْجاساً عَلَىَّ المُنَجِّسُ قلْتُ: وصَدْرُه: وَلَو كانَ عِنْدِي كاهِنَانِ وحَارِسٌ وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: من المَعَاذَاتِ: التَّميمَةُ والجُلْبَةُ والمُنَجّسَة. وَيُقَال: المُعَوَّذُ مُنَجَّسٌ، قَالَ) ثَعْلَبٌ: قلت لَهُ: لِمَ قِيلَ للمُعّوَّذِ: مُنَجَّسٌ، وَهُوَ مأْخُوذٌ من النَّجَاسَة فقالَ: لأَنَّ للعَرَبِ أَفْعَالاً تُخَالِفُ مَعانِيهَا أَلْفَاظَهَا، يُقَال: فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعل فِعْلاً يَخْرُج بِهِ مِن النَّجَاسَة، وسَاقَ العِبَارَةَ الَّتي سُقْنَاهَا آنِفاً. قلتُ: وسَبَقَ أَيضاً إِنْشَادُ قولِ العَجّاج فِي ح م س: وَلَمْ يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَحْمَسَا ولاَ أَخَاً عَقَدٍ وَلَا مُنَجِّساًوَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: إِذا جاءَ القَدَرُ لَم يُغْنِ المُنَجِّمُ وَلَا المُنَجِّسُ، وَلَا الفَيْلَسُوفُ وَلَا المُهَنْدِس.
قالَ وَهُوَ الَّذِي يُعَلِّقُ على الَّذِي يُخافُ عَلَيْهِ الأَنْجَاسَ، مِن عِظَامِ المَوْتَى ونَحْوِهَا، لِيَطْرُدَ الجنَّ: لنُفْرَتِهَا من الأَقْذَارِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّجْسُ، بالفَتْحِ، وككَتِفٍ: الدَّنِسُ القَذِرُ مِن النّاسِ. ودَاءٌ نَجِسٌ، ككَتِفٍ: عَقِيمٌ، وَقد يُوصَفُ بِهِ صاحِبُ الداءِ، وكذلِكَ فِي أَخَواتِه الِّتي ذَكَرَها المصنِّف.
والنَّجْسُ، بالفَتْح: إتِّخَاذُ عُوِذَةِ الصَّبِيِّ، وَقد نَجَسَ لَهُ ونَجَّسه: عَوَّذَه. والنِّجَاسُ، بالكَسْرِ: التَّعْوِيذُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، قالَ: كأَنَّهُ الإسْمُ من ذلِكَ. قالَ: والنُّجُسُ: بضَمَّتَيْنِ: المُعَوِّذُون، وَفِي بعض النُّسَخِ: المُعَقِّدُون، والمَعْنَى وَاحِدٌ: وهم الّذِين يَرْبِطُون على الأَطْفَالِ مَا يَمْنَع العيْنَ والجِنَّ. ومِن المجازِ: نَجَّسَتْه الذُّنُوبُ. والنَّاسُ أَجْنَاسٌ، وأَكثَرُهم أَنْجَاس. وَتقول: لَا تَرَى أَنْجَسَ من الكافِر، وَلَا أَنْحَسَ من الفاجِر، كَمَا فِي الأَساس. والمَنْجَسُ: جُلَيْدَةٌ تُوضَعُ على حَزِّ الوَتَرِ.

رجس

ر ج س [رجس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِجْسٌ وَغَضَبٌ .
قال: الرّجس: اللعنة، والغضب والعذاب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
إذا سنة كانت بنجد محيطة ... فكان عليهم رجسها وعذابها 
رجس
رَجَسَتِ السَّمَاءُ تَرْجُسُ رَجْساً، إِذا رَعَدَتْ شَدِيداً وتَمَخَضَّتْ، كارْتَجَسَتْ. وَفِي الأَسَاسِ: قَصَفَتْ بالرَّعْدِ. ورَجَسَ البَعِيرُ: هَدَرَ وقِيلَ: الرَّجْسُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ فِي الهَدِيرِ. ورَجَسَ فُلانٌ رَجْساً: قَدَّرَ المَاءَ أَي ماءَ البِئْرِ، بالمِرْجاسِ، كأَرْجَسَ إِرْجاساً. وسَحَابٌ رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ، ومُرْتَجِسٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وكذلِكَ الرَّعْدُ، تَقول: عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ، والرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ. وبَعِيرُ رَجُوسٌ، كصَبُورٍ، ومِرْجَسٌ، كمِنْبَرٍ، ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ: شَدِيدُ الهَدِير. ونَاقَةٌ رَجْساءُ الحَنِينِ: مُتَتَابِعَتُهُ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد: يَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِينِ بَيْهَسَا تَرَى بِأَعْلَى فَخِذَيْهَأ عَبَسَا مِثْلَ خَلُوقٍ الفارِسِيِّ أَعْرَسَا والرِّجَّاسُ كشَدَّادٍ: البَحْرُ، سُمِّيَ بِهِ لصَوْتِ مَوْجِه، أَو لارْتِجَاسِه واضْطِرَابِه، كَمَا سُمِّيَ رَجَّافاً، لارْتِجَافِه. ويُقَال: هُمْ فِي مَرْجُوسَةٍ مِن أَمْرِهِمْ، وَفِي مَرْجُوساءَ، أَي فِي اخْتِلاطٍ والْتِبَاسٍ ودَوَرَانٍ. والمِرْجاسُ، بالكَسْرِ: حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ يُدَلَّى فِي البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَةُ حتَّى تَثُورَ ثُمَّ يُسْتَقَى ذَلِك الماءُ فتَنْقَى البِئْرُ، كَذَا فِي الصّحاح، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(إِذَا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمونَ بِي ... رَمْيَكَ بِالْمِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي)
أَو هُوَ حَجَرٌ يُرْمَى فِيهَا لِيُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا وقَدْرُ قَعْرِها، أَوْ لِيُعْلَمَ أَفِيهَا ماءٌ أَمْ لَا، نقلَه ابْن الأَعْرَابِيّ. قَالَ ابنُ سِيدَهُ: والمعروفُ الْمِرْداسُ. والرَّاجِسُ: مَنْ يَرْمِي بِه، كالمُرْجِسِ: والرِّجْسُ، بالكَسْرِ: القَذَرُ، أَو الشَّيْءُ القَذِرُ، ويُحَرِّكُ، وتُفْتَح الراءُ وتُكْسَرُ الجِيمُ، يُقَال: رِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُهُم قالُوا: رَجَسٌ نَجَسٌ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ كسروا النُّون، وإِذا بَدَءُوا بالنجِس، وَلم يَذْكُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحُوا الجِيم وَالنُّون. وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ فِي قولِه تَعَالَى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً وَكَذَا فِي قولهِ تعالَى:) رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ قَالَ: الرِّجْسُ: المَــأْثَمُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الرِّجْسُ: كُلُّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ، بالَغَ اللهُ تعالَى فِي ذَمِّ هذِه الأَشْيَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً. والرِّجْسُ: العَذَابُ. والعَمَلُ المُؤَدِّي إِلَى العَذَابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَمّا الرِّجْزُ: فالعَذابُ، والعَمَلُ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى العَذَابِ، والرِّجْسُ: العَذَابُ، كالرِّجْز، قَلِبت الزَّايُ سِيناً، كَمَا قِيل: الأَسْدُ والأَزْد. وَجعله الزَّمَخْشَرِيُّ مَجازاً، وَقَالَ: لأَنَّه جَزاءُ مَا استُعِيرَ لَهُ اسمُ الرِّجْسِ. وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ فِي قولِه تَعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسُ أَي الشَّكَّ.
وقالَ الفَرَّاءُ فِي قولِهِ تعَالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسُ عَلى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُون إِنَّهُ العِقابُ والغَضَبُ، وَهُوَ مَضارِعٌ لقولِهِ الرِّجْز قَالَ: ولعلَّهما لُغَتَانِ. ورَجُسِ كفرِح وكَرُمَ، رَجَساً ورَجَاسَةً ككَرَامَةٍ: عَمِلَ عَمَلاًمَرْجُوسٌ، ورَجُلٌ مَرْجُوسٌ. وَقد يُعَبَّرُ بِهِ عَن الحَرَامِ واللَّعْنةِ والكُفْرِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الرِّجْسُ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: كذلِك يَجْعَلَ اللهُ الرِّجْسَ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: مَرّ بِنا جَمَاعَةٌ رَجِسُون ونَجِسُون، أَي كُفَّارٌ. والرِّجْسُ: الحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فوَجَدَ رِجْساً أَوْ رِجْزاً فَلاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعُ صَوْتاً أَوْ يَجِدَ رِيحاً. ورِجْسُ)
الشَّيْطَانِ: وَسْوَسَتُهُ. والرَّجْسُ، والرَّجْسَةُ، والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ: صَوتُ الشَّيْءِ المُخْتَلِطِ العَظِيم، كالجَيْشِ والسَّيْلِ والرَّعْدِ. وَهَذَا رَاجِسٌ حَسَنٌ، أَي رَاعِدٌ حَسَنٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
رجس: {الرجس}: القذر والنتن. 
(رجس) - في الدُّعَاءِ: "أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النِّجْسِ".
قال الفَرَّاء: إنّهم إذا بَدَأُوا بالنِّجْس ولم يَذْكُروا الرِّجْس فتحوا النُّونَ والجيمَ، وإذا بَدَأوا بالرِّجْسِ ثم أَتبَعُوه النِّجس كَسَروا النُّونَ، ومَعْنَى الرَّجْسِ: القَذَر. وقد يُعبَّر به عن الحَرامِ.
ر ج س

شيء رجس. وقد رجس ورجس رجاسة. ورجست السماء رجساً وارتجست: قصفت بالرعد. وسمعت رجس الرعد، ورجس الهدير. وسحاب رجّاس وراجس ومرتجس. وعفت الديار الغمام الرواجس، والرياح الروامس. والناس في مرجوسة أي في اختلاط قد ارتجس عليهم أمرهم.


ومن المجاز: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان ". و" وقع عليكم من ربكم رجس وغضب " أي عذاب لأنه جزاء ما استعير له اسم الرجس.
ر ج س: (الرِّجْسُ) الْقَذَرُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100] إِنَّهُ الْعِقَابُ وَالْغَضَبُ وَهُوَ مُضَارِعٌ لِقَوْلِهِ «الرِّجْزَ» . قَالَ: وَلَعَلَّهُمَا لُغَتَانِ أُبْدِلَتِ السِّينُ زَايًا كَمَا قِيلَ لِلْأَسَدِ الْأَزَدُ. وَ (النَّرْجِسُ) مُعَرَّبٌ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ.

رجس


رَجس(n. ac. رَجْس)
a. Brayed, roared; resounded ( he-camel
thunder ).
b. Sounded (well).
c.
(n. ac.
رَجْس) [acc. & 'An], Withheld, prevented from.
رَجِسَ(n. ac. رَجَس)
رَجُسَ(n. ac. رَجَاْسَة)
a. Was, became filthy, foul; committed a filthy
abominable action.

أَرْجَسَa. Sounded (well).
إِرْتَجَسَa. Was tottering (building).
b. Brayed, &c.

رِجْسa. Filth, uncleanness.
b. see 22t
رَجَسa. see 2 & 22t
رَجِسa. Foul, filthy; polluted infamous; villainous.

رَجَاْسَةa. Foul, infamous action; infamy, villainy.

رَجَّاْسa. Roaring; thundering.

مِرْجَاْسa. Plumb-lines; soundingstone.
[رجس] نه: أعذو بك من "الرجس" النجس، الرجس القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر، والمراد هنا الأول، والنجس بفتحتين ويكسر جيمه إذا اتبع الرجس. ومنه: إنها أي الروثة "رجس" أي مستقذرة. ومنه: لما ولد صلى الله عليه وسلم "ارتجس" إيوان سرى، أي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. ومنه: فوجد "رجسًا" أو رجزًا فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. غ: رجس إذا عمل قبيحًا، و"ليذهب عنكم "الرجس"" أي الشك، و"رجسًا إلى رجسهم" أي كفرًا إلى كفرهم. و"يجعل "الرجس" على الذين لا يعقلون" أي اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
رجس: رَجَّسَ (بالتشديد): نَجٍَّ، دَنَّس (باين سميث 1484) وتستعمل مجازاً بمعنى غطاه بالعار، وفضحه، وهتك ستره (أبو الوليد ص135).
رجَّس: ترصَّد، راقب (ألكالا)، وأنظره في تَرْجِيس.
رَجَّس: طرّى، جعله طريّاً (هلو).
ترجَّس: تنجس، تدنَّس (بار علي طبعة هوفمان رقم 1879).
ارتجس: يقال: ارتجس الجيش بالمعنى الذي ذكره لين نقلاً عن تاج العروس. ونجد مثالاً له في معجم الطرائف.
رَجِس: نَجِس، دَنِس (معجم البيان، بار علي طبعة هوفمان رقم 4268، 5804، باين سميث 1485، 1490).
تَرْجِيس: احتراس، تبصُّر، بصيرة، فطنة (ألكالا).
بلا ترجيس: بلا تبصر. وقلة ترجيس: قلة تبصر.
بترجيس: باعتدال، باستواء (ألكالا).
[رجس] الرجس: القذر. وقال الفراء في قوله تعالى {ويَجْعَلُ الرِجْسَ على الذين لا يَعْقِلونَ} : إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله: الرجز. قال: ولعلهما لغتان أبدلت السين زايا، كما قيل للاسد: الازد. والرجس، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن هدير البعير. ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضَتْ. وارتَجَسَتْ مثلُه. وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ. قال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أي راعدٌ حسنٌ. ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرْجاسُ: حجرٌ يشدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقى ذلك الماءُ فتَنْقى البئر. قال الشاعر: إذا رأوا كريهة يرمون بى * رميك بالمرجاس في قعر الطوى *
رجس
الرِّجْسُ: الشيء القذر، يقال: رجل رجس، ورجال أَرْجَاسٌ. قال تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ
[المائدة/ 90] ، والرِّجْسُ يكون على أربعة أوجه: إمّا من حيث الطّبع، وإمّا من جهة العقل، وإمّا من جهة الشرع، وإمّا من كلّ ذلك كالميتة، فإنّ الميتة تعاف طبعا وعقلا وشرعا، والرِّجْسُ من جهة الشّرع: الخمر والميسر، وقيل: إنّ ذلك رجس من جهة العقل، وعلى ذلك نبّه بقوله تعالى: وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما [البقرة/ 219] ، لأنّ كلّ ما يوفي إثمه على نفعه فالعقل يقتضي تجنّبه، وجعل الكافرين رجسا من حيث إنّ الشّرك بالعقل أقبح الأشياء، قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ [التوبة/ 125] ، وقوله تعالى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس/ 100] ، قيل: الرِّجْسُ:
النّتن، وقيل: العذاب ، وذلك كقوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة/ 28] ، وقال: أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام/ 145] ، وذلك من حيث الشرع، وقيل: رِجْسٌ ورجز للصّوت الشديد، وبعير رَجَّاسٌ: شديد الهدير، وغمام رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ: شديد الرّعد.
رجس
رجُسَ يَرجُس، رَجاسةً، فهو راجِس
 • رجُس الشَّخصُ: عمِل عملاً قبيحًا.
• رجُس الشَّيءُ: نجُس وقَذِر "رجُس المكانُ". 

رجِسَ يَرجَس، رَجَسًا ورَجاسةً، فهو راجس ورَجِس
• رجِس الشَّيءُ: رجُس؛ نجُس وقَذِر "رجِست الثِّيابُ".
• رجِس الشَّخصُ: عمِل عملاً قبيحًا. 

رَجاسة [مفرد]: مصدر رجُسَ ورجِسَ. 

رَجَس [مفرد]: مصدر رجِسَ. 

رَجِس [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رجِسَ.
2 - من يعمل عملاً قبيحًا. 

رِجْس [مفرد]: ج أَرجاس:
1 - رِجْز؛ عذاب وعقاب " {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} ".
2 - قَذَرٌ، ونَجَس " {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ} ".
• رِجْس الشَّيطان: وسوسته " {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} ". 
(ر ج س)

الرِّجْس: القذر.

وَرجل مَرْجُوس، ورِجْس نِجْس ورَجِس نَجِس قَالَ ابْن دُرَيْد: وأحسبهم قد قَالُوا: رَجَس نَجَس، وَهِي الرِّجَاسة والنَّجَاسة.

والرِّجْس: الْعَذَاب كالرِّجْز.

ورِجْسُ الشَّيْطَان: وسوسته.

والرَّجْسُ، والرَّجْسَة، والرَّجَسان، والارتجاس: صَوت الشَّيْء الْمُخْتَلط الْعَظِيم كالجيش والسيل والرعد.

ورَجَس يَرْجُس رَجْساً، فَهُوَ راجِس، ورَجّاس، قَالَ:

وكلّ رَجَّاس يَسُوق الرُّجَّسا

من السُّيُول والسحاب المُرَّسا

يَعْنِي: الَّتِي تمترس الأَرْض فتجترف مَا عَلَيْهَا.

وناقة رَجْساء الحنين: متتابعته، حَكَاهُ ابْن الاعرابي، وَأنْشد:

يتبعن رَجْساء الحَنِين بَيْهسا

ترى باعلى فخِذيها عَبَسا

مثل خَلُوق الفارسِيّ أعرسا ورَجْسُ الْبَعِير: هديره، هَذِه عَن اللحياني، قَالَ رؤبة:

بَرجْسِ بخباخ الهَدير البَهْبَه

وهم فِي مَرْجُوسة من أَمرهم: أَي اخْتِلَاط.

والمِرْجَاس: حجر يطْرَح فِي الْبِئْر يقدر بِهِ مَاؤُهَا، عَن ثَعْلَب، وَالْمَعْرُوف: المِرْداس.

والنَّرْجِسُ: من الرياحين.

قَالَ أَبُو عَليّ: وَيُقَال: النَّرْجِس. فَإِن سميت رجلا بنَرْجِس، لم تصرفه: لِأَنَّهُ " تَفْعِل " كنجلس ونَجْرِس. وَلَيْسَ برباعي لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل جَعْفَر، فَإِن سميته بِنِرْجِس صرفته؛ لِأَنَّهُ على زنة " فِعْلِل " فَهُوَ رباعي كَهِجْرِس.
رجس
الرَّجْس - بالفتح -: الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير، يقال: رَجَسَتِ السماءُ تَرْجَسَ - بالضم -: إذا رَعَدَت وتَمَخَّضَت، وسَحَابٌ راجِس ورجّاس، قال العجّاج يَصِف المَنازِل:
غَيَّرَها عَطْفُ السِّنِيْنَ أحْرُسا ... وكُلُّ رَجّاس يَسُوْقُ الرُّجَّسا
وكذلك بعير رَجّاس ورَجُوْس ومِرْجَس - بكسر الميم - أيضاً، قال رؤبة:
وإن لَقِيْتَ العُلجَ الرَّفُوْسا ... مُسْتَصْعِباً ذا صاهِلٍ شَمُوْسا
هَدَرْتُ هَدْراً يُسْكِتُ الجُرُوْسا ... بَخْبَاخُهُ والباذِخَ الرَّجُوْسا
وقال رؤبة - أيضاً - يَصِفُ الأسد:
ليسَ له إلاّ الزئيرَ أحْرَاسْ ... كما يَرُجُّ الرَّعْدَ أحْوى رَجّاسْ
والرَّجّاس - أيضاً -: البحر، سُمِّيَ بذلك لصَوتِ مَوْجِه أو لارْتِجاسِه واضطرابه، كما سُمِّيَ رَجَّافاً لرَجَفانِه.
وقال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَن: أي راعِدٌ حَسَن.
ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم ومَرْجوساءَ من أمْرِهم: أي في اختِلاطٍ والْتِباس.
والمِرْجاس: حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَف حَبْل ثم يُدَلّى في البِئْر فَتُمْخَضُ الحَمْأةُ حتى تَثْورَ ثم يَسْتَقى ذلك الماءُ فَتُنَقّى البِئْرُ، قال:
إذا رَأوْا كَرِيْهَةً يَرْمُوْنَ بيْ ... رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِيْ
وقال ابن الأعرابي: المِرْجاس والمِرْداس: حَجَرٌ يُلْقى في جوف البئر ليُعْلَمَ بصَوْتِه قَدْرُ قَعْرِ البِئر وعُمقِها أو لِيُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا. والرّاجِسُ: الذي يَرْمي بالمِرجاسِ في البِئْر، قال:
أدْلَيْتُ دَلْوي في صَرىً مُشَاوِسِ ... فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسٍ الرّاجِسِ
سَجْلاً عليهِ جِيَفُ الخَنَافِسِ
والرِّجْس - بالكسر - والرَّجَس - بالتحريك - والرَّجِس - مثال كَتِف - القذِر، يقال: رِجْسٌ نِجْس ورجَس نَجَس ورَجِس نَجِس؛ إتْباعٌ. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا دَخَلَ الخَلاءَ: اللهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الرِِّجْسِ النِّجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشيطان الرجيم، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث. وقوله تعالى:) رِجْسٌ أو فِسْقاً (، قال الأزهَري: الرِّجْسُ اسْمٌ لكلِّ ما اسْتُقذِرَ من العَمَل. ويقال: الرِّجس: المَــأثَمُ، يقال: رَجِسَ الرجُلُ يَرْجَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ؟ رَجَساً - بالتحريك - ورَجُسَ يَرْجُسُ - مثال كَرُمَ يكْرُمُ - رَجَاسَةً: إذا عَمِلَ عملاً قبيحاَ.
وقال بعضهم في قول الله تعالى:) فَزادَتْهُم رِجْساً إلى رِجْسِهم (أي كُفْراً إلى كُفْرِهم.
والرِّجْسُ: العملُ الذي يؤدي إلى العَذاب والعِقاب.
وقيلَ في قَولِهِ تعالى:) ويَجْعَل الرِّجْسَ على الذين لا يَعْقِلون (: إنَّه العِقابُ والغَضَب، وهو مُضارِع لقولِهِ تعالى:) رِجْزاً من السَّمَاء (، ولعلَّهما لُغَتان، أُبْدِلَت السِّين زاياً، كما قالوا للأزْدِ: الأسْدُ. وقيل معناه اللعنةُ في الدُنيا والعذاب في الآخِرَة.
وقال ابن عبّاد: رَجَسَه عن الأمر يَرْجُسُه ويَرْجِسُه: أي عاقَه.
والنَّرْجِس: هذا المَشْمُوْم، وهو مُعَرَّب نَرْكِسُ، والنون فيه زائِدَة لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام نَفْعِل، ولو سَمَّيْتَ بهِ رَجُلاً لم تَصْرِفْه، لأنَّه مِثْل نَضْرِب، ولو كان في الأسماء شيء على مِثال فَعْلِلٍ لصَرَفْناه، كما صَرَفْنا نَهْشَلاً لأنَّ في الأسماءِ فَعْلَلاً مِثْل جَعْفَر. وقال أبو عُمَر: النِّرْجِسُ - بكسر النون - لغةٌ في فَتْحِها.
وأرْجَسَ الرَّجُلُ: إذا قَدَّرَ الماء بالمِرْجاس، مِثْل رَجَسَ.
وارْتَجَسَتِ السَّماءُ: إذا رَعَدَتْ.
والارْتِجاس والارْتِجاج: الرَّجَفَان، ولَمّا وُلِدَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - ارْتَجَسَ إيْوَانُ كِسْرى فَسَقَطَت منه أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب وب ذ.
والتركيب يدل على اختلاط.

رجس: الرِّجْسُ: القَذَرُ، وقيل: الشيء القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ

يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. ورجل

مَرْجوسٌ ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قد نالوا

رَجَسٌ نَجَسٌ، وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وفي الحديث: أَعوذ بك من

الرَّجْسِ النَجْسِ؛ الرِّجْسُ: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح

والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأَول. قال الفراء: إِذا

بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجيم، وإِذا بدأُوا

بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون؛ ومنه الحديث: نهى أَن

يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وقال: إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة.

والرِّجْس: العذاب كالرِّجز. التهذيب: وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي

إِلى العذاب. والرِّجْسُ في القرآن: العذاب كالرِّجْز. وجاء في دعاء

الوتر: وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك؛ قال أَبو منصور: الرجس ههنا بمعنى

الرجز، وهو العذاب، قلبت الزاي سيناً، كما قيل الأَسد والأَزد. وقال الفراء

في قوله تعالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون؛ إِنه العقاب

والغضب، وهو مضارع لقوله الرجز، قال: ولعلها لغتان. وقال ابن الكلبي في

قوله تعالى: فإِنه رِجْسٌ؛ الرجس: المَأْتَمُ، وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه

الرجس، قال: ما لا خير فيه، قال أَبو جعفر: إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم

الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم، قال: الرجل الشك. ابن الأَعرابي:

مرَّ بنا جماعى رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار. وفي التنزيل العزيز: إِنما

الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه؛ قال

الزجاج: الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه

تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً.

ويقال: رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً

قبيحاً. والرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح

ذكره ويرتفع في القبح. وقال ابن الكلبي: رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي

مَــأْثَمٌ؛ قال ابن السكيت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه. غيره:

الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير. ورجَسَت السماء

تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مثله. وفي حديث سَطِيح:

لما وُلِدَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوان

كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في

الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ

ريحاً. ورِجْسُ الشيطان: وَسْوَسَتُه. والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ

والارْتِجاسُ: صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد. رَجَسَ

يَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ. ويقال: سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد

الصوت، وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن؛ قال:

وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا،

من السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا

يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها. وبعير رَجَّاس

ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير. وناقة رَجْساء الحَنِين: متتابعته؛ حكاه ابن

الأَعرابي، وأَنشد:

يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا،

تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،

مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا

ورَجْسُ البعير: هَديرُه؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ

وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي في التباس واختلاط

ودَوَرانٍ؛ وأَنشد:

نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ،

بذاتِ خالٍ، ليلةً الخَمِيسِ

والمِرْجاسُ: حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها ويعلم به قَدْرُ

قعر الماء وعُمْقه؛ قاله ابن سيده، والمعروف المِرْداسُ. وأَرْجَسَ

الرجلُ: إِذا قدََّّر الماء بالمِرْجاس. الجوهري: المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في

طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى

ذلك الماء فتنقى البئر؛ قال الشاعر:

إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي،

رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي

والنَّرْجِسُ: من الرياحين، معرّب، والنون زائدة لأَنه ليس في كلامهم

فَعْلِلٌ وفي الكلام نَفْعِل، قاله أَبو علي. ويقال: النَّرْجِسُ، فإِن

سميت رجلاً بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس، وليس

برباعي، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بًنِرْجِسٍ صرفته لأَنه

على زنة فِعْلِلٍ، فهو رباعي كهِجْرِس؛ قال الجوهري: ولو كان في الأَسماء

شيء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً لأَن في الأَسماء

فَعْللاً مثل جَعْفَرٍ.

رجس

1 رَجَسَتِ السَّمَآءُ, (S, A, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. رَجْسٌ, (S, A,) The sky thundered vehemently, (S, A, K,) and became in a state of commotion (S, K) preparatory to rain; (TA;) as also ↓ ارتجست. (S, A, K, * TA.) b2: رَجَسَ البَعِيرُ, (K,) inf. n. as above, (A, TA,) The camel brayed: (K:) or made a vehement noise in braying. (A, * TA.) b3: And رَجَسَ, inf. n. as above and رَجْسَةٌ and رَجَسَانٌ, It (a confused and great thing, such as an army, and a torrent, and thunder,) made a sound or noise; as also ↓ ارتجس. (TA: [but in this sense, only the inf. ns. are mentioned, and رَجْسَةٌ is probably an inf. n. of un.]) A2: رَجَسَ, (K,) inf. n. رَجْسٌ, (TA,) He measured [the depth of] the water of a well with the مِرْجَاس; (K, * TA;) as also ↓ ارجس, (K,) inf. n. إِرْجَاسٌ. (TA.) A3: رَجَسَهُ عِنِ الأَمْرِ, aor. ُ and رَجِسَ, (O, K,) inf. n. رَجْسٌ, (O, TA,) He hindered, withheld, or prevented, him from doing the thing. (O, K.) A4: رَجِسَ, aor. ـَ inf. n. رَجَسٌ; (Msb;) and رَجُسَ, aor. ـُ inf. n. رَجَاسَةٌ; (A, Msb, TA;) It (a thing) was, or became, unclean, dirty, or filthy: (A, Msb, TA:) or stinking: or disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness. (Msb.) b2: And both these verbs, (K,) inf. n. of the former, (TA,) and of the latter, (K,) as above, (K, TA,) He did a bad, an evil, an abominable, or a foul, action. (K, TA.) 4 أَرْجَسَ see 1.8 ارتجس : see 1, in two places. b2: Also It (a building) became in a state of commotion, (K, TA,) so as to make a sound, or noise. (TA.) رِجْسٌ Uncleanness, dirt, or filth: or an unclean, a dirty, or a filthy, thing: syn. قَذَرٌ: (S, A, Msb, K, TA: [in the CK, القَدَرُ is put by mistake for القَذَرٌ:]) or شَىْءٌ قَذِرٌ: (TA:) anything that is disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness: stink, or foul odour: accord. to Az, filth that comes forth from the body of a man: En-Nakkásh says that it is syn. with نِجْسٌ; and it is said in the Bári' that sometimes they say الرَّجَاسَةُ وَالنَّجَاسَةُ, meaning that they make these two words syn.: (Msb:) it is also written ↓ رَجِسٌ and ↓ رَجَسٌ: (A, K:) you say رِجْسٌ نِجْسٌ, and رَجِسٌ نَجِسٌ; and IDrd says, I think that they also said رَجَسٌ نَجَسٌ: Pr says that when رجس is followed by نجس, the ج is with kesr; but when نجس is mentioned without رجس, the ج and ن are with fet-h. (TA.) Yousay also شَىْءٌ رِجْسٌ [An unclean, a dirty, or a filthy, thing]. (A.) And ↓ مَرَّبِنَا جَمَاعَةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ, meaning, A company of unbelievers passed by us. (IAar and TA.) As used in the Kur vi. 125, Mujáhid explains الرِّجْس as meaning That in which is no good. (TA.) b2: Any action that is disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness: (Zj, A, K:) a sin, or crime: (Ibn-El-Kelbee, A, K:) so in the Kur v. 92, and vi. 146: (Ibn-El-Kelbee:) an action that leads to punishment: (T, A, K:) as رَجْسٌ signifies “ vehemence of sound,” [see 1,] رِجْسٌ seems to mean an action the mention whereof is evil, and highly evil: (TA:) sometimes it signifies a thing that is unlawful, or forbidden: and unbelief: infidelity: (L:) and doubt: (Aboo-Jaafar, A, K:) so in the Kur xxxiii. 33. (Aboo-Jaafar.) b3: (assumed tropical:) Punishment; (Fr, T, S, A, K;) a sense which Z makes tropical, as being the recompense of رِجْس [in the sense of “ sin ”], (TA;) and anger: (Fr, S, A, K:) so in the Kur x. 100: like رِجْزٌ, which is perhaps formed from it by the change of س into ز: (Fr, S:) and sometimes, malediction, or execration. (L.) A2: A light, or slight, motion. (TA.) A3: Suggestion of the devil. (TA.) رَجَسٌ: see رِجْسٌ; the latter, in two places.

رَجِسٌ: see رِجْسٌ; the latter, in two places.

رَجُوسٌ: see رَاجِسٌ; the latter, in three places.

رَجَّاسٌ: see رَاجِسٌ; the latter, in three places.

رَاجِسٌ and ↓ مُرْتَجِسٌ (A, K) and ↓ رَجَّاسٌ (S, A, K) A cloud making a loud, or vehement, sound; (S, A, K, TA;) and so thunder. (TA.) You say, [of a cloud,] هٰذَا رَاجِسٌ حَسَنٌ This is a goodly thunderer. (S.) And عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ وَالرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ [The loudthundering clouds and the dust-spreading winds effaced the traces of the dwellings]. (A.) b2: [and in like manner,] ↓ رَجَّاسٌ (S, K) and ↓ رَجُوسٌ and ↓ مِرْجَسٌ (K) A camel that brays vehemently. (S, K, * TA.) You say also الحَنِينِ ↓ نَاقَةٌ رَجْسَآءُ, [fem. of ↓ أَرْجَسُ,] A she-camel that utters the [yearning cry termed] حَنِين consecutively, or continuously. (IAar, TA.) b3: [And hence,] ↓ الرَجَّاسُ The sea: (K:) because of the sound of its waves; or because of its commotion. (TA.) A2: رَاجِسٌ also signifies The thrower of the مِرْجَاس; (K;) and so ↓ مُرْجِسٌ. (TA.) أَرْجَسُ; and its fem. رَجْسَآءُ: see رَاجِسٌ.

مُرْجِسٌ: see رَاجِسٌ, last sentence.

مِرْجَسٌ: see رَاجِسٌ.

مِرْجَاسٌ A stone which is tied to the end of a rope, and which is then let down into a well, and stirs up its black mud, after which the water is drawn forth, and thus the well is cleansed: (S, K: *) or a stone which is thrown into a well in order that one may know, by the sound thereof, its depth; or that one may know whether there be in it water or not: (IAar, K:) or, accord. to ISd, the name by which this is known is مِرْدَاسٌ. (TA.) إِنَّهُ لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ and رجل مَرْجُوسٌ [are phrases mentioned, but not explained, in the TA: but I think that رجل is a mistranscription for رِجْزٌ; and that مرجوس, in each case, is a corroborative].

هُمْ فِى مَرْجُوسَةٍ, (S, A, K,) and ↓ فى مَرْجُوسَآءَ, (TA,) They are in a state of confusion (S, A, K) and perturbation, (A,) مِنْ أَمْرِهِمْ in respect of their affair, or case. (S, TA.) مَرْجُوسَآءُ: see what next precedes.

مُرْتَجِسٌ: see رَاجِسٌ.

نَرْجِسٌ (S, Msb, K) and نِرْجِسٌ (AA, Sgh, Msb, K) [The narcissus;] a certain sweet-smelling flower, (Msb, * TA,) well known: (Msb, K:) the smell of which is beneficial for the cold rheum and the cold headache: (K:) the word is arabicized, (S, Msb, TA,) from [the Persian] نَرْگِسْ: (TA:) [this being the case, the ن should be regarded as radical it is said, however, that] the ن in نَرْجِسٌ is augmentative, because there is no word of the measure فَعْلِلٌ, but there is of the measure نَفْعِلٌ, (S,) though only what is changed, in application, from a verb: (Msb:) but نِرْجِسٌ is of the measure فِعْلِلُ; (TA;) or it is of the measure نِفْعِلٌ, the augmentative letter being made to accord in its vowel with the radical letter in إِذْخِرٌ and that in إِثْمِدٌ

&c.: (Msb:) or, accord. to IDrd, نَرْجِسٌ is of the measure فَعْلِلٌ, and the only instance of that measure. (TA in art. نرجس.) If you name a man نَرْجِس, you make it imperfectly decl., because it is like نَضْرِبُ: (S:) but if you name him نِرْجِس, it is perfectly decl., because it is of the measure فِعْلِلٌ (TA) [or نِفْعِلٌ, neither of which is the measure of a verb]. b2: نَرْجِسُ المَائِدَةِ: see زُمَاوَرْدٌ.
رجس النَّجس الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرجيم. قَوْله: الرِّجس النَّجِس زعم الْفراء أَنهم إِذا بدأوا بِالنَّجسِ وَلم يذكرُوا الرجس فتحُوا النُّون وَالْجِيم وَإِذا بدأوا بالرجس ثمَّ أتبعوه النَّجس كسروا النُّون. وَقَوله: الْخَبيث المخبث فالخبيث هُوَ ذُو الْخبث فِي نَفسه والمخبث هُوَ الَّذِي أَصْحَابه وأعوانه خبثاء وَهُوَ مثل قَوْلهم: فلَان قوي مُقوٍ فالقوي فِي بدنه والمقوي أَن يكون دَابَّته قَوِيَّة - قَالَ ذَلِك الْأَحْمَر وَكَذَلِكَ قَوْلهم: هُوَ ضَعيف مُضعِف فالضعيف فِي بدنه والمضعف فِي دَابَّته وعَلى هَذَا كَلَام الْعَرَب. وَقد يكون أَيْضا المخبث أَن يخْبث غَيره - أَي يُعلمهُ الْخبث ويفسده. وأماالحديث الآخر أَنه كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث. قَوْله: الْخبث - يَعْنِي الشَّرّ وَأما الْخَبَائِث فَإِنَّهَا الشَّيَاطِين. وَأما الخَبث - بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء - فَمَا تَنْفِي النَّار من رَدِيء الْفضة وَالْحَدِيد وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن الْحمى تَنْفِي الذُّنُوب كَمَا يَنْفِي الْكبر الْخبث. 
ر ج س : الرِّجْسُ النَّتْنُ وَالرِّجْسُ الْقَذَرُ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَكُلُّ شَيْءٍ يُسْتَقْذَر فَهُوَ رِجْسٌ وَقَالَ النَّقَّاشُ الرِّجْسُ النَّجَسُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ وَرُبَّمَا قَالُوا الرَّجَاسَةُ وَالنَّجَاسَةُ أَيْ جَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ النَّجَسُ الْقَذَرُ الْخَارِجُ مِنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ وَعَلَى هَذَا فَقَدْ يَكُونُ الرِّجْسُ وَالْقَذَرُ وَالنَّجَاسَةُ بِمَعْنًى وَقَدَ يَكُونُ الْقَذَرُ وَالرِّجْسُ بِمَعْنًى غَيْرِ النَّجَاسَةِ وَرَجِسَ رَجَسًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُسَ مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ وَالنَّرْجِسُ مَشْمُومٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَنُونُهُ زَائِدَةٌ بِاتِّفَاقٍ وَفِيهَا قَوْلَانِ أَقْيَسُهُمَا وَهُوَ الْمُخْتَارُ وَاقْتَصَرَ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى ضَبْطِهِ الْكَسْرُ لِفَقْدِ نَفْعِلٍ بِفَتْحِ النُّونِ إلَّا مَنْقُولًا مِنْ الْأَفْعَالِ وَهَذَا غَيْرُ مَنْقُولٍ فَتُكْسَرُ حَمْلًا لِلزَّائِدِ عَلَى الْأَصْلِيِّ كَمَا حُمِلَ إفْعِلٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَفْرَادِهِ عَلَى فِعْلِلٍ نَحْوُ الْإِذْخِرِ وَالْإِثْمِدِ وَالْإِسْحِلِ وَهُوَ شَجَرٌ وَالْإِصْبَعِ فِي لُغَةٍ وَالْقَوْلُ الثَّانِي الْفَتْحُ لِأَنَّ حَمْلَ الزَّائِدِ عَلَى الزَّائِدِ أَشْبَهُ مِنْ حَمْلِ الزَّائِدِ عَلَى الْأَصْلِيِّ فَيُحْمَلُ نَرْجِسُ عَلَى نَضْرِبُ وَنَصْرِفُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الِاسْمِ حَتَّى يُشَبَّهَ بِهِ. 

رجع

رجع
الرُّجُوعُ: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا، أو قولا، وبذاته كان رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله. فَالرُّجُوعُ: العود، والرَّجْعُ: الإعادة، والرَّجْعَةُ والرِّجْعَةُ في الطّلاق، وفي العود إلى الدّنيا بعد الممات، ويقال: فلان يؤمن بِالرَّجْعَةِ.
والرِّجَاعُ: مختصّ برجوع الطّير بعد قطاعها .
فمن الرّجوع قوله تعالى: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ
[المنافقون/ 8] ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ
[يوسف/ 63] ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ [الأعراف/ 150] ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا
[النور/ 28] ، ويقال: رَجَعْتُ عن كذا رَجْعاً، ورَجَعْتُ الجواب نحو قوله:
فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ [التوبة/ 83] ، وقوله: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ
[المائدة/ 48] ، وقوله: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
[العلق/ 8] ، وقوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [الأنعام/ 164] ، يصحّ أن يكون من الرُّجُوعِ، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
، ويصحّ أن يكون من الرّجع، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وقد قرئ: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ بفتح التّاء وضمّها، وقوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
[الأعراف/ 168] ، أي: يرجعون عن الذّنب، وقوله: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ [الأنبياء/ 95] ، أي: حرّمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال: قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [الحديد/ 13] ، وقوله: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ 35] ، فمن الرّجوع، أو من رجع الجواب، كقوله:
يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ
[سبأ/ 31] ، وقوله: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ
[النمل/ 28] ، فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ 35] ، وقوله: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ
[الطارق/ 11] ، أي: المطر ، وسمّي رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال: ليس لكلامه مَرْجُوعٌ، أي: جواب. ودابة لها مرجوع:
يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة رَاجِعٌ: تردّ ماء الفحل فلا تقبله، وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلّه، والارْتِجَاعُ: الاسترداد، وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. والتَّرْجِيعُ: ترديد الصّوت باللّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول مرّتين فصاعدا، ومنه: التَّرْجِيعُ في الأذان . والرَّجِيعُ: كناية عن أذى البطن للإنسان والدّابّة، وهو من الرُّجُوعِ، ويكون بمعنى الفاعل، أو من الرَّجْعِ ويكون بمعنى المفعول، وجبّة رَجِيعٌ، أعيدت بعد نقضها، ومن الدابّة: ما رَجَعْتَهُ من سفر إلى سفر ، والأنثى رَجِيعَةٌ. وقد يقال: دابّة رَجِيعٌ، ورجْعُ سفر: كناية عن النّضو ، والرَّجِيعُ من الكلام:
المردود إلى صاحبه أو المكرّر.
(ر ج ع) : (رَجَعَهُ) رَدَّهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ لَهُ أَكُلَّ أَوْلَادِكَ نَحَلْتَ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَارْجِعْ إذًا فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ» (وَقَالَ) ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِلْجَلَّادِ اضْرِبْ وَارْجِعْ يَدَيْكَ كَأَنَّهُ أَمْرَهُ أَنْ لَا يَرْفَعَهُمَا وَلَا يُدْنِيَهُمَا بَلْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَرْجِعَهُمَا رَجْعًا وَرَجَعَ بِنَفْسِهِ رُجُوعًا وَرَجْعَةً رَدَّهُ (وَمِنْهُ التَّرْجِيعُ) فِي الْأَذَانِ لِأَنَّهُ يَأْتِي بِالشَّهَادَتَيْنِ خَافِضًا بِهِمَا صَوْتَهُ ثُمَّ يَرْجِعُهُمَا رَافِعًا بِهِمَا صَوْتَهُ وَلَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ (رَجْعَةٌ) وَرِجْعَةٌ وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ (وَمِنْهَا) الطَّلَاقُ الرَّجْعِيُّ (وَارْتَجَعَ) الْهِبَةَ ارْتَدَّهَا (وَارْتَجَعَ) إبِلًا بِإِبِلِهِ اسْتَبْدَلَهَا وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَأْخُذَ وَاحِدًا مَكَانَ اثْنَيْنِ بِالْقِيمَةِ (وَالرَّجْعَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمُ الْمُرْتَجَعِ (وَالرَّجِيعُ) كِنَايَةٌ عَنْ ذِي الْبَطْنِ لِرُجُوعِهِ عَنْ الْحَالَةِ الْأُولَى (وَمِنْهُ) «نَهَى عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ» وَبِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الْمَعْرُوفُ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ.
ر ج ع: (رَجَعَ) الشَّيْءُ بِنَفْسِهِ مِنْ بَابِ جَلَسَ وَ (رَجَعَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَهُذَيْلٌ تَقُولُ: (أَرْجَعَهُ) غَيْرُهُ بِالْأَلِفِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} [سبأ: 31]
أَيْ يَتَلَاوَمُونَ. وَ (الرُّجْعَى) الرُّجُوعُ وَكَذَا (الْمَرْجِعُ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ} [الأنعام: 164] وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ مِنْ فَعَلَ يَفْعَلُ إِنَّمَا تَكُونُ بِالْفَتْحِ. وَفُلَانٌ يُؤْمِنُ (بِالرَّجْعَةِ) أَيْ بِالرُّجُوعِ إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ. وَلَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ (رَجْعَةٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَ (الرَّاجِعُ) الْمَرْأَةُ يَمُوتُ زَوْجُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهَا وَأَمَّا الْمُطَلَّقَةُ فَهِيَ الْمَرْدُودَةُ. وَالرَّجْعُ الْمَطَرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11] وَقِيلَ مَعْنَاهُ ذَاتُ النَّفْعِ. وَ (الرَّجِيعُ) الرَّوْثُ وَذُو الْبَطْنِ وَقَدْ (أَرْجَعَ) الرَّجُلُ وَهَذَا (رَجِيعُ) السَّبْعِ وَرَجْعُهُ أَيْضًا. وَكُلُّ شَيْءٍ يُرَدَّدُ فَهُوَ (رَجِيعٌ) لِأَنَّ مَعْنَاهُ مَرْجُوعٌ أَيْ مَرْدُودٌ. وَ (الْمُرَاجَعَةُ) الْمُعَاوَدَةُ. يُقَالُ: (رَاجَعَهُ) الْكَلَامَ. وَ (تَرَاجَعَ) الشَّيْءُ إِلَى خَلْفُ. وَ (اسْتَرْجَعَ) مِنْهُ الشَّيْءَ أَيْ أَخَذَ مِنْهُ مَا كَانَ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. وَ (اسْتَرْجَعَ) عِنْدَ الْمُصِيبَةِ أَيْ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَكَذَا (رَجَّعَ تَرْجِيعًا) . وَ (التَّرْجِيعُ) فِي الْأَذَانِ مَعْرُوفٌ وَتَرْجِيعُ الصَّوْتِ تَرْدِيدُهُ فِي الْحَلْقِ كَقِرَاءَةِ أَصْحَابِ الْأَلْحَانِ. 
ر ج ع : رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ وَعَنْ الْأَمْرِ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى وَمَرْجِعًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ نَقِيضُ الذَّهَابِ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فِي اللُّغَةِ الْفُصْحَى فَيُقَالُ رَجَعْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ وَإِلَيْهِ وَرَجَعْتُ الْكَلَامَ وَغَيْرَهُ أَيْ رَدَدْتُهُ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ قَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} [التوبة: 83] وَهُذَيْلٌ تُعَدِّيهِ بِالْأَلِفِ وَرَجَعَ الْكَلْبُ فِي قَيْئِهِ عَادَ فِيهِ فَأَكَلَهُ وَمِنْ هُنَا قِيلَ رَجَعَ فِي هِبَتِهِ إذَا أَعَادَهَا إلَى مِلْكِهِ وَارْتَجَعَهَا وَاسْتَرْجَعَهَا كَذَلِكَ وَرَجَعَتْ الْمَرْأَةُ إلَى أَهْلِهَا بِمَوْتِ زَوْجِهَا أَوْ بِطَلَاقٍ فَهِيَ رَاجِعٌ وَمِنْهُمْ مِنْ يَفْرُقُ فَيَقُولُ الْمُطَلَّقَةُ مَرْدُودَةٌ وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا رَاجِعٌ وَالرَّجْعَةُ بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى الرُّجُوعِ وَفُلَانٌ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ أَيْ بِالْعُودِ إلَى الدُّنْيَا وَأَمَّا الرَّجْعَةُ بَعْدَ الطَّلَاقِ وَرَجْعَةُ الْكِتَابِ فَبِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ فِي رَجْعَةِ الطَّلَاقِ عَلَى الْفَتْحِ وَهُوَ أُفْصَحُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَالرَّجْعَةُ مُرَاجَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ وَقَدْ تُكْسَرُ وَهُوَ يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ وَطَلَاقٌ رَجْعِيٌّ بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضًا.

وَالرَّجِيعُ الرَّوْثُ وَالْعَذِرَةُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لِأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ حَالِهِ الْأُولَى بَعْدَ أَنْ كَانَ طَعَامًا أَوْ عَلَفًا وَكَذَلِكَ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ يُرَدُّ فَهُوَ رَجِيعٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بِالتَّخْفِيفِ وَرَجَّعَ فِي أَذَانِهِ بِالتَّثْقِيلِ إذَا أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ مَرَّةً خَفْضًا وَمَرَّةً رَفْعًا وَرَجَعَ بِالتَّخْفِيفِ إذَا كَانَ قَدْ أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ مَرَّةً لِيَأْتِيَ بِهِمَا أُخْرَى وَارْتَجَعَ فُلَانٌ الْهِبَةَ وَاسْتَرْجَعَهَا وَرَجَعَ فِيهَا بِمَعْنًى وَرَاجَعْتُهُ عَاوَدْتُهُ. 
ر ج ع

رجع إليّ رجوعاً ورجعى ومرجعاً. ورجعته أنا رجعاً. ورجعت الطير القواطع رجاعاً، ولها قطاع ورجاع. وتفرقوا في أوّل النهار ثم تراجعوا مع الليل أي رجع كل واحد إلى مكانه.

ومن المجاز: خالفني ثم رجع إلى قولي. وصرمني ثم رجع يكلمني. وما رجع إليه في خطب إلاّ كفيَ، وليس لهذا البيع مرجوع اي لا يرجع فيه. وهذا رجع رسالتك ومرجوعها ومرجوعتها أي جوابها. قال:

سايلتها عن ذاك فاستعجمت ... لم تدر ما مرجوعة السائل

وما كان من مرجوع فلان عليك. ورجع الحوض إلى إزائه إذا كثر ماؤه. قال:

قد رجع الحوض إلى إزائه ... كأنه مخايل بمائه

كرجعة الشيخ إلى نسائه

كأنه يختال بمائه من كثرته، والشيخ إلى ترضّى نسائه أحوج فهو أملأ لغرائره وأكثر ميرة من الشاب. ورجع العلف في الدابة ونجع: تبين أثره فيها. ورجع كلامي في فلان ونجع. وليس لي من فلان رجع أي منفعة وفائدة. وتقول: ما هو إلا سجع، ليس تحته رجع. ورزقنا الله رجع السماء وهو المطر. وكواه عند رجع كتفه ومرجع مرفقه. قال أوس:

كأن كحيلاً معقداً أو عنيّةً ... على رجع ذفراها من الليت واكف

ودسع البعير رجيعه أي جرّته. قال الأعشى:

وفلاة كأنها ظهر ترس ... ليس إلا الرجيع فيها علاق

وامتلأت الطرق من رجيع الدواب وهو روثها. وإياك والرجيع من القول وهو المعاد. ودابة رجيع أسفار. قال ذو الرمة:

رجيعة أسفار كأن زمامها ... شجاع لدى يسرى الذراعين مطرق

واسترجع المصاب ورجّع. وارتجع المحبة واسترجعها: ارتدّها. وارتج بإبله إبلاً: استبدلها يبيعها ويشتري بثمنها غيرها، وتسمى الرجعة. وقيل لحيّ من العرب: بم كثرت أموالكم فقالوا: أوصانا أبونا بالنجع والرجع. وتراجعت أحوال فلان. وراجعه في مهماته. وراجعه الكلام ورادّه. وراجع امرأته رجعة ورِجعة، وهو يملك رجعة ارمأته. ورجع في صوته، وفي أذانه ترجيعاً. وفي يدهترجيع وشم وهو ترديد خطوطه. ورجّعت الدابة يديها في السير. وانتفض الفرس ثم تراجع. وترجّع في صدري كذا.
[رجع] رَجَعَ بنفسه رُجوعاً، ورَجَعَةً غيرهُ رَجْعاً. وهُذَيْلٌ تقول: أَرْجَعَهُ غيرهُ. وقوله تعالى: {يَرْجِعُ بعضهُم إلى بَعْضٍ القَوْلَ} ، أي يتلاومون. والرُجعى: الرجوعُ. تقول: أرسلت إليك فما جاءني رُجعى رسالتي، أي مَرْجوعُها. وكذلك المَرْجِعُ. ومنه قوله تعالى: {ثم إلى ربِّكم مَرْجِعُكُمْ} . وهو شاذٌّ، لأنَّ المصادر من فَعَلَ يَفْعِلُ، إنما تكون بالفتح. وفلانٌ يؤمن بالرَجْعَةِ، أي بالرجوع إلى الدُنيا بعد الموت. وقولهم: هل جاء رَجْعَةُ كتابك، أي جوابُه. وله على امرأته رَجْعَةٌ ورِجْعَةٌ أيضاً، والفتح أفصح. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ فلانٍ عليك أي من مردودِه وجوابه. والرَجْعَةُ: الناقةُ تباع ويُشْتَرى بثمنها مثلها، فالثانية راجِعَةٌ ورجيعة . وقد ارْتَجَعْتُها، وتَرَجَّعتُها، ورَجَّعْتُها. يقال: باع فلانٌ إبله فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر، إذا صرف أثمــانها فيما يعود عليه بالعائدةٍ والصالحةِ. وكذلك الرجعة في الصدقةإذا وجبَتْ على ربِّ المال أسنانٌ فأخذ المصدِّق مكانَها أسناناً فوقَها أو دونها. وأتانٌ راجِعٌ وناقةٌ راجِعٌ، إذا كانت تَشول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتوزِعُ بِبَولها، فيُظَنُّ أن بها حَمْلاً، ثم تُخْلِفُ. وقد رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجاعاً. ونوقٌ رَواجِعُ. والرِجاعُ أيضاً: رُجوعُ الطير بعد قِطاعِها. والراجِعُ: المرأةُ يموت زوجها فترْجِعُ إلى أهلها. وأمَّا المطلَّقة فهي المردودة. والرَجْعُ: المطر. قال الله تعالى: {والسماءِ ذاتِ الرَجْعِ} ، ويقال ذاتُ النفعِ. والرَجْعُ: الغديرُ. قال المتنخِّل الهذَليّ يصف السيف: أبيض كالرَجْعِ رَسوبٌ إذا * ما ناخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي * والجمعُ الرُجْعانُ . ورُجْعانُ الكتابِ أيضاً: جوابه. يقال رَجَعَ إليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ورَجْعُ الدابةِ يَدَيْها في السير: خَطْوُها. ورَجْعُ الواشمة: خطها، ومنه قول لبيد: أو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفُّ نَؤُورُها * كففا تعرض فوقهن وشامها * والرجيع من الدواب: ما رَجَعْتَهُ من سفرٍ إلى سفر، وهو الكالُّ، والأنثى رَجيعَةٌ، والجمعُ الرَجائِعُ. والرَجيعُ: الرَوث والبعرُ وذو البطن. وقد أَرْجَعَ الرجلُ. وهذا رَجيعُ السَبُعِ ورَجْعُهُ أيضاً. وكل شئ يردد فهو رجيع ; لأنَّ معناه مَرْجوعٌ، أي مردودٌ. وربما سموا الجرة رجيعا. قال الاعشى: وفَلاةٍ كأنها ظَهْرُ تُرْسٍ * ليس فيها إلا الرجيع علاق * يقول: لا تجد الابل فها علقا إلا ما تردُّه * من جِرَّتها. وأرجع الرجُلُ، إذا أهوى بيده إلى خَلْفه ليتناول شيئاً. قال أبو ذؤيب: فَبَدا له أَقْرابُ هذا رائِغاً * عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يرجع * وحكى ابن السكيت: هذا متاعٌ مُرْجِعٌ، أي له مَرْجوعٌ ويقال: أرْجَعَ الله بَيْعَةَ فلانٍ، كما يقال: أربح الله بيعته. الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبْلُ، إذا هزُلَتْ ثم سمنت. والمراجعة: المعاودة. يقال: راجعَهُ الكلامَ، وراجعَ امرأتَه. وتراجع الشئ إلى خلف. واسترجعت منه الشئ، إذا أخذت منه ما دفعتَه إليه. واسْتَرْجَعْتُ عند المصيبة، إذا قلت: إنا لله وإنَّا إليه راجعون، فأنا مُسْتَرْجِعٌ. وكذلك التَرْجيعُ، قال جرير: ورَجَّعْتُ من عِرْفانِ دارٍ كأنها * بقيةُ وشمٍ في متونِ الأشاجِعِ * والترجيعُ في الأذان . وتَرْجيعُ الصوتِ: ترديدُه في الحَلْقِ، كقراءة أصحاب الألحان. وتَرْجيعُ الدابةِ يديْها في السير، وتَرْجيعُ الواشِمةِ وَشْمَها. ورَجْعُ الكتِفِ ومرجعها: أسفلها.
[رجع] فيه: "لعلهم "يرجعون"" أي يردون البضاعة لأنها ثمن ما اكتالوه، أو يرجعون إلينا. و"على "رجعه" لقادر" أي على إعادته حيًا بعد موته أو على رده في الإحليل، و"ذات "الرجع"" أي المطر لأنه يرجع ويتردد. ك: أي سحاب يرجع بالمطر. غ: والرجع الغدير من الماء. نه: فإنهما "يتراجعان: بينهما بالسوية، التراجع بين الخليطين أن يكون لأحدهما مثلًا أربعون بقرة ولأخر ثلاثون وما لهما مشترك فيأخذ العامل عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعًا فيرجع بأذل المسنة بثلاثة أسباعها على خليطه وبأذل التبيع بأربعة أسباعه على خليطه لأن كلا من السنين واجب على الشيوع أن المال ملك واحد، قوله: بالسوية، دليل على أن الساعي إن لم أحدهما بأخذ زيادة على فرضه لا يرجع بها، ومن التراجع أنا يكون بين رجلين أربعون شاة لكل عشرون، ويعرف كل عين ماله فأخذ العامل شاة من أحدهما فيرجع على
(ر ج ع)

رَجَعَ يَرْجِع رَجْعا، ورُجوعا، ورُجْعَى، ورُجْعانا، ومَرْجِعا، ومَرْجِعَة: انْصَرف. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ إِلَى رَبُّكَ الرُّجْعَى) . وَفِيه: (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَميعا) : أَي رجوعكم. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِيمَا جَاءَ من المصادر الَّتِي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بِالْكَسْرِ، وَلَا يجوز أَن يكون هَاهُنَا اسْم الْمَكَان، لِأَنَّهُ قد تعدى بإلى، وانتصبت عَنهُ الْحَال، وَاسم الْمَكَان لَا يتَعَدَّى بِحرف جر، وَلَا ينْتَصب عَنهُ الْحَال، إِلَّا أَن جملَة الْبَاب فِي فَعَل يفعِل أَن يكون الْمصدر على " مَفْعَل " بِفَتْح الْعين.

ورَاجَعَ الشَّيْء: رَجَع إِلَيْهِ: عَن ابْن جني. ورَجَعْته أرْجِعُه رَجْعا، ومَرْجَعا ومَرْجِعا. قَالَ: وَحكى أَبُو زيد عَن الضبيين، أَنهم قرءوا (أفَلا يَرَوْنَ ألاَّ يُرْجِعَ إليهِم قَوْلا) . وَقَوله عز وَجل: (إنَّه على رَجْعِهِ لَقادِر) . قيل: على رَجْع المَاء إِلَى الإحليل. وَقيل: إِلَى الصُّلب. وَقيل: " على رجعه ": على بعث الْإِنْسَان. وَهَذَا يقويه: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) : أَي قَادر على بَعثه يَوْم تبلى السرائر.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ رَجَّعْتُه.

وأرْجَعَه نَاقَته: بَاعهَا مِنْهُ، ثمَّ أعطَاهُ إِيَّاهَا، يَرْجِعُ عَلَيْهَا. هَذِه عَن اللَّحيانيّ.

وتراجَع الْقَوْم: رَجَعُوا إِلَى محلهم.

ورَجَّع الرجل، وتَرَجَّعَ: ردد صَوته فِي قِرَاءَة أَو غناء، أَو زمر، أَو غير ذَلِك مِمَّا يترنم بِهِ. ورَجَّعَ الْبَعِير فِي شقشقته: هدر. ورَجَّعَت النَّاقة فِي حنينها: قطعته. ورَجَّع الْحمام فِي غنائه، واسترجَع: كَذَلِك. ورَجَّعَتِ الْقوس: صوتت، عَن أبي حنيف. ورَجَّع النقش والوشم وَالْكِتَابَة: ردد خطوطها، قَالَ:

كَتْرجيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حارِثِيَّة ... يَمانِيةِ الأصْدافِ باقٍ نَئُورُها

وَرجع إِلَيْهِ وارتجع: كرّ وَرجع وارْتَجَع عَلَيْهِ: كَرَجَع. وارْتَجَع على الْغَرِيم وَالْمُتَّهَم: طَالبه.

وارْتَجَع إِلَى الْأَمر: رده إليَّ، أنْشد ثَعْلَب:

أمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أيَّامِ حَمَّةٍ ... وأيَّامِ ذِي قارٍ عَليَّ الرَّوَاجعُ

وارتجَع الْمَرْأَة، ورَاجَعَها مراجَعَةً ورِجاعا: رَجَعَها إِلَى نَفسه بعد الطَّلَاق، وَالِاسْم: الرِّجْعَة، والرَّجْعَة، والرُّجْعَى.

والرَّجيعُ من الدَّوَابّ: مَا رَجَعْتَه من سفر إِلَى سفر. وَالْأُنْثَى: رَجيعٌ ورَجِيعة، قَالَ جرير:

إِذا بَلَّغْتَ رَحْلِي رَجيعٌ أمَلَّها ... نُزوليَ بالمَوْماةِ ثُمَّ ارِتحالياَ

وَقَالَ ذُو الرمة:

رَجِيَعُة أسْفارٍ كأنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذّرَاعَين مُطْرِقُ

وجمعهما مَعًا: رَجائع. قَالَ معن بن أَوْس الْمُزنِيّ:

على حينَ مَا بِي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ ... وَبَرَّحَ بِي إنْقضاضُهُنَّ الرَّجائعُ

كنى بذلك عَن النِّسَاء، أَي إنَّهنَّ لَا يواصلنه لكبره.

وسفَرٌ رجيع: مرجوع فِيهِ مرَارًا، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

وأسْقِى فِتيةً ومُنَفَّهاتٍ ... أضَرّ بنِقيِها سفَرٌ رَجِيعُ

وَفُلَان رِجْعَ سفر، ورَجِيع سفر.

وراجَعه الْكَلَام مُراجَعَةً ورِجاعا: حاوره إِيَّاه

وَمَا أرجع إِلَيْهِ كَلاما: أَي مَا أجابَه.

والرَّجيع من الْكَلَام: الْمَرْدُود إِلَى صَاحبه.

والرَّجْعُ والرَّجيعُ: النَّجو والرَّوث، لِأَنَّهُ رَجَعَ عَن حَاله الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.

والرَّجيع: الجرة، لرجعه لَهَا إِلَى الْأكل. قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي يصف إبِلا تردد جِرَّتها:

رَدَدْنَ رَجيعَ الفَرْثِ حَتَّى كأنَّه ... حَصَى إْثمِدٍ بَين الصَّلاءِ سَحِيقُ

وَبِه فسر ابْن الْأَعرَابِي قَول الراجز:

يَمْشينَ بالأحمالِ مَشْيَ الغِيلانْ فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ

تَعْتَلُّ فِيهِ برَجِيعِ العِيرانْ

والرَّجيع: الشواء يسخن ثَانِيَة، عَن الْأَصْمَعِي. وَقيل: كل مَا رد فَهُوَ رجيع. وحبل رَجيع: نقض ثمَّ أُعِيد فتله. وَقيل: كل مَا ثنيته: رجيع. ورَجيع القَوْل: الْمَكْرُوه.

وتَرَجَّعَ الرجل عِنْد الْمُصِيبَة، واسترجع: قَالَ " إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون " والرَّجْع: رَدُّ الدَّابَّة يَديهَا فِي السّير وَنَحْوه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يَعْدُو بِهِ نَهْشُ المُشاشِ كَأَنَّهُ ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لَا يَظْلَعُ

نهش المشاش: خَفِيف القوائم، وَصفه بِالْمَصْدَرِ، وَأَرَادَ: نهش القوائم، أَو منهوش القوائم.

ورَجْعُ الرشق فِي الرَّمي: مَا يرد عَلَيْهِ.

والرُّوَاجع: الرِّيَاح الْمُخْتَلفَة، لمجيئها وذهابها.

والرَّجْعُ، والرَّجْعَة، والرُّجْعَى، والرُّجْعان، والمَرْجُوعة: جَوَاب الرسَالَة، قَالَ يصف الدَّار:

سألْتُها عَن ذاكَ فاسْتَعْجَمتْ ... لم تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةْ السَّائلِ؟

وَلَيْسَ لهَذَا البيع مَرْجوع: أَي لَا يُرْجَع فِيهِ. ومتاع مُرْجِع: لَهُ مَرْجُوع.

وَقَالَ اللَّحيانيّ: ارْتَجع فلَان مَالا، وَهُوَ أَن يَبِيع ابله المسنة وَالصغَار، ثمَّ يَشْتَرِي الْفتية والبكار. وَقيل: هُوَ أَن يَبِيع الذُّكُور وَيَشْتَرِي الْإِنَاث. وَعم مرّة بِهِ، فَقَالَ: هُوَ أَن يَبِيع الشَّيْء، ثمَّ يَشْتَرِي مَكَانَهُ مَا يخيل إِلَيْهِ انه أفتى وَأصْلح. وَجَاء فلَان برِجْعة حَسَنَة: أَي بِشَيْء صَالح، اشْتَرَاهُ مَكَان شَيْء طالح، أَو مَكَان شَيْء قد كَانَ دونه. وَبَاعَ إبِله فارْتجَع مِنْهَا رَجْعة صَالِحَة، ورِجْعة. والرِّجْعة: إبل تشتريها الْأَعْرَاب، لَيست من نتاجهم، وَلَيْسَت عَلَيْهَا سماتهم، وارْتجَعها: اشْتَرَاهَا. أنْشد ثَعْلَب:

لَا تَرْتجِع شارِفا تَبْغي فَوَاضِلَها ... بدَفِّها مِنْ عُرَا الأنْساعِ تَنْدِيبُ

قد يجوز أَن يكون هَذَا من قَوْلهم: بَاعَ إبِله، فارْتَجع مِنْهَا رِجْعَة صَالِحَة.

والرِّجَع: أَن يَبِيع الذُّكُور، وَيَشْتَرِي الْإِنَاث، كَأَنَّهُ مصدر، وَإِلَّا لم يَصح تَعْبِيره. وَقيل: هُوَ أَن يَبِيع الهرمى، وَيَشْتَرِي الطراء.

وَقيل لحي من الْعَرَب: لم كثرت أَمْوَالكُم؟ فَقَالُوا: أوصانا أَبونَا بالنُّجَع والرُّجَع.

وَقَالَ ثَعْلَب: بالرِّجَع والنِّجَعِ. وَفَسرهُ: بِأَنَّهُ بيع الهرمى وَشِرَاء الطراء. وَقد فسر بِأَنَّهُ بيع الذُّكُور وَشِرَاء الْإِنَاث، وَكِلَاهُمَا مِمَّا ينمى عله المَال.

وأرجع إبِلا: شراها وباعها على هَذِه الْحَالة.

وَحكى اللَّحيانيّ: جَاءَت رِجْعَةُ الضّيَاع، وَلم يفسره. وَعِنْدِي انه مَا تعود بِهِ على صَاحبهَا من غلَّة.

وأرجع يَده إِلَى سَيْفه ليستلَّه، أَو إِلَى كِنَانَته ليَأْخُذ سَهْما: أَهْوى بهَا إِلَيْهِمَا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَبدَا لهُ أقْرابُ هَذَا رَائِغا ... عَنْهُ فَعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ يَرْجِعُ

وَقَالَ اللَّحيانيّ: أرجع الرجل يَدَيْهِ: إِذا ردهما إِلَى خَلفه، فَعم بِهِ.

والراجع من النِّسَاء: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا، ورَجَعَتْ إِلَى أَهلهَا.

ومَرْجِعُ الْكَتف: مَا يَلِي الْإِبِط مِنْهَا، من تِلْقَاء منابض الْقلب. قَالَ رؤبة:

ويَطْعُنُ الأعْناقَ والمَرَاجِعا

ورَجَع الْكَلْب فِي قيئه: عَاد فِيهِ.

وَهُوَ يُؤمن بالرَّجْعَة: أَي بِأَن الْمَيِّت يرجع قبل يَوْم الْقِيَامَة.

وراجَع الرجل: رَجَع إِلَى خير أَو إِلَى شَرّ.

ورَجَعَتِ الطير رُجُوعا ورِجاعا: قطعت من الْمَوَاضِع الحارة إِلَى الْبَارِدَة. ورَجَعَتِ النَّاقة، تَرْجِع رِجاعا ورُجُوعا، وَهِي رَاجِع: لقحت، ثمَّ أخلفت، لِأَنَّهَا رَجَعَت عمارُجى مِنْهَا.

وَقيل: هُوَ إِذا ظُنَّ بهَا حمل، ثمَّ لم يكن كَذَلِك. وَقيل: إِذا ضربهَا الْفَحْل فَلم تلقح. وَقيل: إِذا أَلْقَت وَلَدهَا لغير تَمام. وَقيل: إِذا بَالَتْ مَاء الْفَحْل. وَقيل: هُوَ أَن تطرحه مَاء.

والرَّجْع، والرَّجِيع، والرَّاجِعة: الغدير يتَرَدَّد فِيهِ المَاء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْل، ثمَّ نفذ. وَالْجمع رِجْعانٌ ورِجاع وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ورَاجَعَ أطْرَافَ الصَّبا وَكَأَنَّهُ ... رِجاعُ غَدير هَزَّه الرّيحُ رَائعُ

قَالَ غَيره: الرِّجاع: جمع، وَلكنه نَعته بِالْوَاحِدِ، الَّذِي هُوَ رائع، لِأَنَّهُ على لفظ الْوَاحِد، كَمَا قَالَ الفرزدق:

إِذا القُنْبضَاتُ السُّودُ طَوُّفْنَ بالضُّحَىرَقَدْنَ عَلَيْهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

وَإِنَّمَا قَالَ: " رِجاعُ غَدِير " ليفصله من الرِّجاع الَّذِي هُوَ الغدير، إِذْ الرِّجاع من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة، كَمَا قَالَ الآخر:

لَو أَنِّي أشاءُ لكُنتُ منهُ ... مَكانَ الفَرْقَدَيْنِ من النُّجومِ

فَقَالَ: " من النُّجوم " ليُخَلِّص معنى الفرقدين، لِأَن الفرقد من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة، أَلا ترى أَن ابْن أَحْمَر لما قَالَ:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كَمَا يُهِلُّ الرَّاكبُ المُعْتَمِرْ

فَلم يخلص الفرقد هَاهُنَا، اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ قوم: انه الفرقد الفلكي. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا هُوَ فرقد الْبَقَرَة، وَهُوَ وَلَدهَا. وَقد يجوز أَن يكون الرِّجاع للغدير الْوَاحِد، كَمَا قَالُوا فِيهِ الإخاذ، وأضافه إِلَى نَفسه، ليبينه أَيْضا بذلك، لِأَن الرِّجاع كَانَ وَاحِدًا أَو جمعا، فَهُوَ من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة. وَقيل الرَّجْع: محبس المَاء. وَأما الغدير فَلَيْسَ بمحبس للْمَاء، إِنَّمَا هُوَ الْقطعَة من المَاء يغادرها السَّيْل أَي يَتْرُكهَا. والرَّجْع: الْمَطَر، لِأَنَّهُ يَرْجع مرّة بعد مرّة. وَفِي التَّنْزِيل: (والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْع، وَالْأَرْض ذاتِ الصَّدْع) . قَالَ ثَعْلَب: تَرْجِعُ بالمطر سنة بعد سنة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: لِأَنَّهَا تَرْجِع بالغيث، فَلم يذكر " سنة بعد سنة ".

وَقَوله: (والأرْضِ ذاتِ الصَّدعْ) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الأَرْض تنصدع بالنبات. وَقيل: الرَّجْع: عَامَّة المَاء. وَقيل: مَاء لهذيل، غلب عَلَيْهِ. والرَّجْع: الْغَرْس يكون فِي بطن الْمَرْأَة، يخرج على رَأس الصَّبِي.

والرِّجاع: مَا وَقع على أنف الْبَعِير من خطامه.

ورَجْع ومَرْجَعة: اسمان.
رجع
رجَعَ1/ رجَعَ عن يَرجِع، رُجوعًا ورُجْعَى، فهو راجِع، والمفعول مرجوع عنه
• رجَعَ فلانٌ: عاد، انصرف "رجع المسافرُ- {وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}: يتوبون- {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} " ° رجَع أدراجَه: عاد من حيث أتى- رجَع إلى الصَّواب: اهتدى إليه- رجَع إلى المعجم: استشاره، وراجعه للتحقيق- رُجِع إلى قوله: أطاعوه وأذعنوا له- رجَع إلى نفسه: ثاب إلى رُشده وعاد إليه صوابه، وهدأ- رجَع القهقريّ: ارتد إلى الوراء- رجَعَ بخُفَّي حنين [مثل]: فشِل، عاد خائبًا- رجَعت به الذَّاكرة إلى الوراء: تذكّر- رجَع على عَقِبِه/ رجَع على عقبيه: عاد خائبًا- رجَع على فلان: طالبه بالشّيء أو الدَّيْن- رجَع عَوْدُه على بدئه: لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه، رجع في الطريق الذي جاء منه- رجَع في كلامه: استدركه- رجَع في وعده: نقضه- رجَع من سفره- يرجع ذلك إلى: يُرَدّ إليه.
• رجَع عن الأمر: كفَّ، امتنع، تركه، عَدَل عنه "رجَع عن دينه/ غيِّه/ قَوْله/ رَأْيه"? رجَع عن دينه: تخلّى عنه وارتدّ. 

رجَعَ2 يَرجِع، رَجْعًا ورُجْعَى، فهو راجع، والمفعول مَرْجوع
• رجَع اللهُ الميِّتَ: بعثَه " {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} - {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} ".
• رجَع النَّاظرُ بصرَه: أعاده وكرَّر النظر في الشّيء " {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ".
• رجَعه إلى بلده: أعاده " {فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} ".
• رجَعه عن الشَّيء: صرفَه وردَّه عنه "رجع تلميذَه عن الخطأ- رجع ابنَه عن الضلال". 

أرجعَ/ أرجعَ في يُرجع، إرجاعًا، فهو مُرجِع، والمفعول مُرجَع (للمتعدِّي)
• أرجع فلانٌ: رمى بالرَّجيع أو القَيْء "أرجع ما في مِعدَتِه".
• أرجع الشَّخصَ ونحوَه: أعاده وردَّه "أرجع الزوجةَ إلى زوجها- أرجعت الشرطة المسروقات إلى أصحابها- {قَالَ رَبِّ أَرْجِعُونِ} [ق] ".
• أرجع اللهُ الميِّتَ: أحياه بعد موته، بعَثه.
• أرجع في المصيبة: قال إنّا لله وإنّا إليه راجعون. 

استرجعَ يسترجع، استرجاعًا، فهو مسترجِع، والمفعول مسترجَع (للمتعدِّي)
• استرجع عند المصيبة: أرجع؛ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
• استرجع الشَّيءَ: استردّه، استعاده "استرجع حقَّه/ سلطتَه/ عرشَه/ وَعْيَه- استرجع نشاطَه بعد المرض".
• استرجع أمرًا: تذكّره "استرجع الحادثةَ/ الذكريات". 

تراجعَ/ تراجعَ عن يتراجع، تراجُعًا، فهو مُتراجِع، والمفعول مُتراجَعٌ (للمتعدِّي)

• تراجع الشَّخصُ: عاد إلى وضع سابق "تراجع المتظاهرون- تراجع الجيشُ: رجَع إلى الخلف- تراجُع اقتصاديّ" ° تراجع إلى الوراء: انسحب وتقهقر- تراجعت أحوالُه: ساءت- لا يتراجع: لا رجعة فيه.
• تراجع الزَّوجان: عادا إلى بيت الزوجيّة بعد الطّلاق " {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا} ".
• تراجعوا الكلامَ بينهم: تداولوه.
• تراجع عن رأيه: عدَل عنه وارتدّ "تراجع عن واجبه/ ادعاءاته/ وعوده". 

راجَعَ يُراجع، مُراجعةً، فهو مُراجِع، والمفعول مُراجَع
• راجع صاحبُ الحاجة الموظَّفَ: عاود سؤالَه عن حاجته "راجَع شريكَه/ خادمَه".
• راجع المؤلِّفُ الكتابَ: أعاد النظرَ فيه "راجع المحاسبُ الحِسابَ: دقّقه- قام بمراجعة أعماله- راجع المدرِّسُ الدرسَ" ° راجع نفسَه: أعاد النظر في الأمر.
• راجع المصحِّحُ تجربةَ الطَّبع: صحّحها من أخطائها الطباعيّة "مراجِع تجارب طباعة".
• راجع الزَّوجُ زوجتَه: ردَّها إلى عصمته بعد طلاقها.
• راجع الرَّجلُ صديقَه في أمرٍ: عاد إليه وشاوره فيه "راجع شيخَه في مسألة- راجع أُستاذَه في بحْثٍ"? مِنْ غير مراجعة: بلا جدوى ومن غير استئناف.
• راجع معلوماتِه: تأكّد من صحّتها "راجع كلمة في المعجم- راجع الفكرةَ/ رقم الهاتف".
• راجعه الكلامَ: جعله يعيده على مسامعه. 

رجَّعَ/ رجَّعَ في يُرجِّع، ترجيعًا، فهو مُرجِّع، والمفعول مُرجَّعٌ (للمتعدِّي)
• رجَّع الشَّخصُ: ردّد صوتَه في قراءة أو أذان أو غناء أو زَمْر "رجَّع الطلاب وراء الأستاذ- رجَّعت الجوقةُ وراء المطرب".
• رجَّع الطِّفلُ: تَقَيَّأ.
• رجَّع المؤمنُ عند المصيبة: أرجع؛ قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
• رجَّع البضاعةَ: أعادها "رجَّع كتابًا- رجَّع الخِطبة: فسخها وأعاد خاتمها".
• رجَّع المؤذِّنُ في أذانه: كرَّر الشهادتين مرةً خَفْضًا ومرّة رفعًا. 

إرجاعات [جمع]: فئة البيانات الببليوجرافية المطلوبة للتعرف على مادة بعينها. 

ارتجاع [مفرد]
• الارتجاع الفنِّيّ: (دب، فن) أسلوب أدبيّ أو دراميّ يتمُّ من خلال إدخال حدث وقع في زمن سابق إلى التَّسلسل التَّاريخيّ لعمل أدبيّ. 

ارتجاعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ارتجاع.
• الاشتقاق الارتجاعيّ: (لغ) تكوين كلمة- يخيل للإنسان أنها أصلية- من كلمة أخرى يُظنُّ أنها مشتقَّة من الأولى وإن لم تكن كذلك فعلاً. 

ارتجاعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ارتجاع ° الحركة الارتجاعيّة: حركة ارتداديّة عنيفة مفاجئة للخلف. 

استرجاعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استرجاع: "رُؤية/ تصوُّرات/ تخيّلات استرجاعيّة".
• العقيدة الاسترجاعيَّة: (دن) عقيدة في التراث اليهوديّ فسّرت بعض الإشارات العابرة التي وردت في العهد القديم تفسيرًا حرفيًّا ومنحتها مركزيّة مطلقة، فذهبت إلى أنه كيما تبدأ الألف عام السعيدة التي يحكم فيها السيد المسيح عليه السّلام لابد أن يتم استرجاع اليهود إلى فلسطين تمهيدًا لمجيء المسيح عليه السلام. 

تراجُع [مفرد]: ج تراجُعات (لغير المصدر):
1 - مصدر تراجعَ/ تراجعَ عن.
2 - عودة إلى الوراء، تحوّل، وعكسه التَّقدُّم.
3 - (نف) توقّف النُّموّ الذِّهنيّ والعودة إلى صورة أقلّ تقدُّمًا، وهي حالة تصيب الفرد بسبب الإحباط والفشل.
4 - (قص) هبوط يحدث في سعر الأسهم أو في سوق الأوراق الماليّة بشكل عامّ، وهو ينطبق عادةً على الهبوط الهادئ وليس الانخفاض الحادّ. 

ترجيع [مفرد]: ج ترجيعات (لغير المصدر):
1 - مصدر
 رجَّعَ/ رجَّعَ في.
2 - (دب) تكرار البيت الأخير من الدور الأول بآخر كل دور يليه.
3 - (فق) ذكر الشهادتين مرتين تلو مرتين.
4 - (لغ) ترديد الصوت باللحن في القراءة والغناء.
5 - (نف) أثر الفعل أو التجربة على تذكُّر فعل أو تجربة مكتسبة من قبل. 

راجِع1 [مفرد]: اسم فاعل من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2 ° إنّا لله وإنّا إليه راجعون: جزء من آية يقال عند وقوع مصيبة أو حدوث موت- حُمَّى راجعة: تعاود المريضَ بعد أن تسكن.
• راجع إلى كذا: متسبِّب عنه "ضياع الحقّ الفلسطينيّ راجع إلى فُرقة العرب- فشله في المشروع راجع إلى ارتكاب أخطاء فنيّة".
• نسيان راجِع: (نف) عدم المقدرة على تذكُّر الحوادث التي حدثت قبل وقت مُعيَّن. 

راجِع2 [مفرد]: ج رواجعُ: امرأة عادت إلى أهلها بموت زوجها أو بطلاق. 

رِجاع [مفرد]
• رجاع اكتئابيَّة: (نف) حالات نفسيَّة عُصابيَّة، تتميَّز بالاكتئاب والشعور بالإثم، وفي الحالات المبالغ فيها قد تتميَّز بالشعور بالعجز والميل إلى الانتحار. 

رَجْع [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ2.
2 - مطر بعد مطر " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} ".
3 - نفْع "ليس لي في فلان رَجْع: لا فائدة فيه- ما هو إلا سَجْع ليس فيه رجْع [مثل] ".
4 - جواب ورَدّ "هذا رَجْع رسالتك" ° رَجْع الصَّوت: ما يردُّه إليك المكان الخالي من صوت (صدى الصوت) - كرجع البصر: في لحظة يسيرة.
5 - (نف) ترجيع؛ أثر الفعل أو التجربة على تذكُّر فعل أو تجربة مكتسبة من قبل. 

رَجْعة [مفرد]: ج رَجَعات ورَجْعات:
1 - اسم مرَّة من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: "لا رجعةَ عن هذا الموقف- ما قلتُه لا رجعة فيه".
2 - (حي) عودة إلى الحياة بعد موت ظاهريّ أو سُبات.
3 - (فق) عودة المطلِّق إلى مطلَّقته.
• الرَّجعة: (سف) مذهبٌ يؤمن بالرّجوع إلى الدُّنيا بعد الموت أو برجوع الإمام بعد موته أو غيبته، أوّل من قال به عبد الله بن سبأ.
• خطُّ الرَّجْعة: (سك) الطريق الذي يصل الجيش بمركزه ° قطَع عليه خطّ الرَّجعة: سدّ عليه المسالك، منعه من فرصة التَّراجع. 

رُجْعَى [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2.
2 - عودة ورجوع " {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} ". 

رَجْعِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَجْعة: متمسك بالقديم، عكسه تقدُّمِيّ "شخص/ فكرٌ رَجْعِيّ- كان رجعيًّا في نظر الشَّباب" ° الاشتقاق الرَّجعيّ: كلمة نُحتت من كلمة موجودة أصلاً عن طريق إزالة الملحق.
• ضمور رجعيّ: (طب) رجوع انحلاليّ للخلايا أو الأنسجة إلى شكل أقل تميُّزًا في البناء أو الوظيفة.
• طلاقٌ رجعيّ: (فق) طلاق يوقعه الزوج على زوجته، ولم يكن مسبوقًا بطلقة أو كان مسبوقًا بطلقة واحدة، ويجوز معه للزّوج أن يردَّ مُطَلَّقته أثناء عِدَّة الطّلاق بلا عقد أو مهر.
• قانون بأثر رجعيّ: (قن) قانون يطبَّق على مدّة معيّنة سبقت صدوره.
• نسيان رجعيّ: (نف) عدم المقدرة على تذكُّر الحوادث التي حدثت قبل وقتٍ مُعيَّن.
• الكَفّ الرَّجعيّ: (نف) النِّسيان الجزئيّ أو الكلِّيّ لما كان الإنسان قد تعلَّمه سابقًا، وهو ينتج عن حادث لاحق. 

رَجْعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رَجْعة.
2 - مصدر صناعيّ من رَجْعة: عودة "لا رجعيّة في القرار".
3 - محافظة على القديم من الأفكار دون مسايرة التطوُّر الذي يتمشّى مع متطلبات العصر "متَّهم بالرجعيّة والتخلّف".
• رجعيَّة القوانين: (قن) سريانها على فترة مُعيَّنة في الماضي. 

رُجوع [مفرد]:
1 - مصدر رجَعَ1/ رجَعَ عن ° برجوع البريد: بمقدار ما يَسْمحُ الوقت لوصول الردّ بالبريد.
2 - (بغ) عَوْدٌ إلى كلام سابق بالنقض لغرض بلاغيّ.
• رجوع في وصيَّة: (قن) تصرُّف الموصي بالممتلكات
 المورّثة في الوصيّة، بحيث يبطلها ° رجوع على الضامن: ردّ السَّند إلى الضامن. 

رَجِيع [مفرد]:
1 - معاد مردود "إيّاك والرجيعَ من القول- كلام رجيع: مردود إلى صاحبه".
2 - ما يُقاء.
• رجيع الدَّوابّ: روثُها. 

مُراجِع [مفرد]: اسم فاعل من راجَعَ.
• مراجع الحسابات: (قص) شخص مهنيّ مستقلّ يقوم بالتحقُّق من إعداد القوائم الماليّة طبقًا للمبادئ المحاسبيّة المتعارف عليها، ويعدّ تقريرًا بنتائج فحص القوائم الماليّة وعدالتها. 

مراجعة [مفرد]:
1 - مصدر راجَعَ.
2 - معاملة تجارية، عمليّة تجاريّة.
3 - (جر) فحص الحسابات والتدقيق لمعرفة مدى صحَّتها، وما إذا كانت المصروفات قد تمَّت بموافقة السلطة المفوَّضة.
• مراجعة نقديَّة: (جر) تقرير أو مقالة تعطي تقديرًا نقديًّا لعمل أو أداء ما. 

مَرجِع [مفرد]: ج مَراجِعُ:
1 - مصدر ميميّ من رجَعَ1/ رجَعَ عن: عودة " {إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} ".
2 - اسم مكان من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: "مَرْجِعهُ في القرية".
3 - اسم زمان من رجَعَ1/ رجَعَ عن ورجَعَ2: وقت الرُّجُوع "مَرْجعُه الواحدة ظهرًا".
4 - مصدرٌ نعود إليه في عِلم أو أدب، سواء أكان شخصًا أم كتابًا "مرجع تاريخيّ- مراجِع الكتاب".
• قائمة المراجع: قائمة المؤلَّفات التي أشار إليها المؤلِّف أو استعان بها في إخراجه لبحثه. 

مَرْجِعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَرجِع: "الأسس المرجعيَّة لعمليَّة السلام".
2 - مصدر صناعيّ من مَرجِع: خلفيّة تاريخيّة سابقة "أكّد البعض ضرورة التزام إسرائيل بمرجعيّة مؤتمر مدريد- طالب بإنهاء الاحتلال وفقًا للمرجعيّة والأسس القانونية التي حددها القانون الدوليّ".
• مرجعيّة الضَّمير: (نح) إحالة الضمير إلى مرجع أو مفسِّر سابق أو لاحق.
• مَرْجِعيَّة دينيَّة: سلطة، جهة أو شخص تَرْجِع إليه طائفة دينيَّة معيَّنة فيما يخصُّها أو يشكل عليها من أمرها "أفتت المرجعيَّة الدينيَّة في الدَّولة بعدم شرعية الاحتلال". 

رجع: رَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً

ومَرْجِعةً: انصرف. وفي التنزيل: إِن إِلى ربك الرُّجْعى، أَي الرُّجوعَ

والمَرجِعَ، مصدر على فُعْلى؛ وفيه: إِلى الله مَرْجِعُكم جميعاً، أَي

رُجُوعكم؛ حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على

مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى،

وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال

إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل،

بفتح العين. وراجَع الشيءَ ورَجع إِليه؛ عن ابن جني، ورَجَعْته أَرْجِعه

رَجْعاً ومَرْجِعاً ومَرْجَعاً وأَرْجَعْتُه، في لغة هذيل، قال: وحكى أَبو

زيد عن الضََّّبِّيين أَنهم قرؤُوا: أَفلا يرون أَن لا يُرْجِع إِليهم

قولاً، وقوله عز وجل: قال رب ارْجِعُونِ لعلّي أَعمل صالحاً؛ يعني العبد

إِذا بعث يوم القيامة وأَبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه:

ارْجِعونِ أَي رُدُّوني إِلى الدنيا، وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازماً

كقوله تعالى: ولما رَجَع موسى إِلى قومه؛ ومصدره لازماً الرُّجُوعُ، ومصدره

واقعاً الرَّجْع. يقال: رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً يستوي فيه لفظ

اللازم والواقع.

وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: من كان له مال يُبَلِّغه حَجَّ بيتِ

الله أَو تَجِب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأَل الرَّجعةَ عند الموت أَي

سأَل أَن يُرَدّ إِلى الدنيا ليُحْسن العمل ويَسْتَدْرِك ما فات.

والرَّجْعةُ: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم، ومذهب طائفة من فِرَق

المسلمين من أَُولي البِدَع والأَهْواء، يقولون: إِن الميت يَرْجِعُ إِلى

الدنيا ويكون فيها حيّاً كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرَّافضة يقولون:

إِنَّ عليّ بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، مُسْتتِر في السحاب فلا يخرج مع

من خرج من ولده حتى ينادِيَ مُنادٍ من السماء: اخرج مع فلان، قال: ويشهد

لهذا المذهب السوء قوله تعالى: حتى إِذا جاء أَحدَهم الموتُ قال رب

ارجعون لعلي أَعمل صالحاً فيما تركت؛ يريد الكفار. وقوله تعالى: لعلّهم

يَعْرِفونها إِذا انقلبوا إِلى أَهلهم لعلهم يرجعون، قال: لعلهم يرجعون أَي

يَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثمن ما اكتالوا وأَنهم لا يأْخذون شيئاً إِلا

بثمنه، وقيل: يرجعون إِلينا إِذا عَلِموا أَنّ ما كِيلَ لهم من الطعام

ثمنه يعني رُدّ إِليهم ثمنه، ويدل على هذا القول قوله: ولما رجعوا إِلى

أَبيهم قالوا يا أَبانا ما نَبْغي هذه بِضاعتنا. وفي الحديث: أَنه نَفَّل في

البَدْأَة الرُّبع وفي الرَّجْعة الثلث؛ أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ

من الغُزاة إِلى الغَزْو بعد قُفُولهم فَيُنَفِّلهم الثلث من الغنيمة

لأَنّ نهوضهم بعد القفول أَشق والخطر فيه أَعظم. والرَّجْعة: المرة من

الرجوع. وفي حديث السّحُور: فإِنه يُؤذِّن بليل ليَرْجِعَ قائمَكم ويُوقِظَ

نائمكم؛ القائم: هو الذي يصلي صلاة الليل. ورُجُوعُه عَوْدُه إِلى نومه أَو

قُعُوده عن صلاته إِذا سمع الأَذان، ورَجع فعل قاصر ومتَعَد، تقول:

رَجَعَ زيد ورَجَعْته أَنا، وهو ههنا متعد ليُزاوج يُوقِظ، وقوله تعالى: إِنه

على رَجْعه لقادر؛ قيل: إِنه على رَجْع الماء إِلى الإِحْليل، وقيل إِلى

الصُّلْب، وقيل إِلى صلب الرجل وتَرِيبةِ المرأَة، وقيل على إِعادته

حيّاً بعد موته وبلاه لأَنه المبدئ المُعيد سبحانه وتعالى، وقيل على بَعْث

الإِنسان يوم القيامة، وهذا يُقوّيه: يوم تُبْلى السّرائر؛ أَي قادر على

بعثه يوم القيامة، والله سبحانه أَعلم بما أَراد.

ويقال: أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل همه سروراً. وحكى سيبويه:

رَجَّعه وأَرْجَعه ناقته باعها منه ثم أَعطاه إِياها ليرجع عليها؛ هذه عن

اللحياني. وتَراجَع القومُ: رَجعُوا إِلى مَحَلِّهم.

ورجّع الرجلُ وتَرجَّع: رَدَّدَ صوته في قراءة أَو أَذان أَو غِناء أَو

زَمْر أَو غير ذلك مما يترنم به. والترْجيع في الأَذان: أَن يكرر قوله

أَشهد أَن لا إِله إِلاَّ الله، أَشهد أَن محمداً رسول الله. وتَرْجيعُ

الصوت: تَرْدِيده في الحَلق كقراءة أَصحاب الأَلحان. وفي صفة قراءته، صلى

الله عليه وسلم، يوم الفتح: أَنه كان يُرَجِّع؛ الترجِيعُ: ترديد القراءة،

ومنه ترجيع الأَذان، وقيل: هو تَقارُب ضُروب الحركات في الصوت، وقد حكى

عبد الله بن مُغَفَّل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو آء آء آء. قال ابن

الأَثير: وهذا إِنما حصل منه، والله أَعلم، يوم الفتح لأَنه كان راكباً

فجعلت الناقة تُحرِّكه وتُنَزِّيه فحدَثَ الترجِيعُ في صوته. وفي حديث

آخر: غير أَنه كان لا يُرَجِّع، ووجهه أَنه لم يكن حينئذ راكباً فلم يَحْدُث

في قراءته الترجيع. ورجَّع البعيرُ في شِقْشِقَته: هَدَر. ورجَّعت

الناقةُ في حَنِينِها: قَطَّعَته، ورجَّع الحمَام في غِنائه واسترجع كذلك.

ورجّعت القَوْسُ: صوَّتت؛ عن أَبي حنيفة. ورجَّع النقْشَ والوَشْم والكتابة:

ردَّد خُطُوطها، وترْجيعها أَن يُعاد عليها السواد مرة بعد أُخرى. يقال:

رجَّع النقْشَ والوَشْم ردَّد خُطوطَهما. ورَجْعُ الواشِمة: خَطُّها؛

ومنه قول لبيد:

أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها

كِفَفاً، تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها

وقال الشاعر:

كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيّةٍ،

يَمانِية الأَسْدافِ، باقٍ نَؤُورُها

وقول زهير:

مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ

هو جمع المَرْجُوع وهو الذي أُعِيد سواده. ورَجَع إِليه: كَرَّ. ورَجَعَ

عليه وارْتَجَع: كرَجَعَ. وارْتَجَع على الغَرِيم والمُتَّهم: طالبه.

وارتجع إِلي الأَمرَ: رَدَّه إِليّ؛ أَنشد ثعلب:

أَمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أَيامِ حَمّةٍ،

وأَيامِ ذي قارٍ عَليَّ الرَّواجِعُ؟

وارْتَجَعَ المرأَةَ وراجَعها مُراجعة ورِجاعاً: رَجَعها إِلى نفسه بعد

الطلاق، والاسم الرِّجْعة والرَّجْعةُ. يقال: طلَّق فلان فلانة طلاقاً

يملك فيه الرَّجْعة والرِّجْعةَ، والفتح أَفصح؛ وأَما قول ذي الرمة يصف

نساء تَجَلَّلْنَ بجَلابيبهن:

كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها

على حَنْوَةِ القُرْيانِ ذاتِ الهَمَائِم

أَراد أَنهن ردَدْنها على وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّياض.

والرُّجْعَى والرَّجِيعُ من الدوابّ، وقيل من الدواب ومن الإِبل: ما

رَجَعْتَه من سفر إِلى سفر وهو الكالُّ، والأُنثى رَجِيعٌ ورَجِيعة؛ قال

جرير:

إِذا بَلَّغَت رَحْلي رَجِيعٌ، أَمَلَّها

نُزُوليَ بالموماةِ، ثم ارْتِحالِيا

وقال ذو الرمة يصف ناقة:

رجِيعة أَسْفارٍ، كأَنَّ زِمامَها

شُجاعٌ لدى يُسْرَى الذِّراعَينِ مُطْرِق

وجمعُهما معاً رَجائع؛ قال معن بن أَوْس المُزَني:

على حينَ ما بي مِنْ رِياضٍ لصَعْبةٍ،

وبَرَّحَ بي أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ

كنَى بذلك عن النساء أَي أَنهن لا يُواصِلْنه لِكِبَره، واستشهد

الأَزهري بعجز هذا البيت وقال: قال ابن السكيت: الرَّجِيعةُ بعير ارْتَجعْتَه

أَي اشترَيْتَه من أَجْلاب الناس ليس من البلد الذي هو به، وهي الرَّجائع؛

وأَنشد:

وبَرَّحَ بي أَنقاضُهن الرَّجائع

وراجَعت الناقة رِجاعاً إِذا كانت في ضرب من السير فرَجعت إِلى سَير

سِواه؛ قال البَعِيث يصف ناقته:

وطُول ارْتِماء البِيدِ بالبِيدِ تَعْتَلي

بها ناقتي، تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ

وسَفَر رَجيعٌ: مَرْجُوع فيه مراراً؛ عن ابن الأَعرابي. ويقال للإِياب

من السفَر: سفَر رَجِيع؛ قال القُحَيْف:

وأَسْقِي فِتْيةً ومُنَفَّهاتٍ،

أَضَرَّ بِنِقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ

وفلان رِجْعُ سفَر ورَجِيعُ سفَر. ويقال: جعلها الله سَفْرة مُرْجِعةً.

والمُرْجِعةُ: التي لها ثَوابٌ وعاقبة حَسَنة.

والرَّجْع: الغِرْس يكون في بطن المرأَة يخرج على رأْس الصبي.

والرِّجاع: ما وقع على أَنف البعير من خِطامه. ويقال: رَجَعَ فلان على

أَنف بعيره إِذا انفسخ خَطْمُه فرَدَّه عليه، ثم يسمى الخِطامُ رِجاعاً.

وراجَعه الكلامَ مُراجَعةً ورِجاعاً: حاوَرَه إِيَّاه. وما أَرْجَعَ

إِليه كلاماً أَي ما أَجابَه. وقوله تعالى: يَرْجِعُ بعضُهم إِلى بعض القول؛

أَي يَتَلاوَمُونَ. والمُراجَعَة: المُعاوَدَةُ. والرَّجِيعُ من الكلام:

المَرْدُودُ إِلى صاحبه.

والرَّجْعُ والرَّجِيعُ: النَّجْوُ والرَّوْثُ وذو البَطن لأَنه رَجَع

عن حاله التي كان عليها. وقد أَرْجَعَ الرجلُ. وهذا رَجِيعُ السَّبُع

ورَجْعُه أَيضاً يعني نَجْوَه. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُسْتَنْجَى

بِرَجِيعٍ أَو عَظْم؛ الرَّجِيعُ يكون الرَّوْثَ والعَذِرةَ جَميعاً، وإِنما سمي

رَجِيعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولى بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً

أَو غير ذلك. وأَرْجَع من الرَّجِيع إِذا أَنْجَى. والرَّجِيعُ: الجِرَّةُ

لِرَجْعِه لها إِلى الأَكل؛ قال حميد بن ثَوْر الهِلالي يَصِف إِبلاً

تُرَدِّد جِرَّتها:

رَدَدْنَ رَجِيعَ الفَرْثِ حتى كأَنه

حَصى إِثْمِدٍ، بين الصَّلاءِ، سَحِيقُ

وبه فسر ابن الأَعرابي قول الراجز:

بَمْشِينَ بالأَحْمال مَشْيَ الغِيلانْ،

فاسْتَقْبَلَتْ ليلةَ خِمْسٍ حَنّانْ،

تَعْتَلُّ فيه بِرَجِيعِ العِيدانْ

وكلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قول أَو فعل، فهو رَجِيع؛ لأَن معناه مَرْجُوع

أَي مردود، ومنها سموا الجِرَّة رَجِيعاً؛ قال الأَعشى:

وفَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ،

ليس إِلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ

يقول لا تَجِد الإِبل فيها عُلَقاً إِلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتها.

الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثم سَمِنت. وفي التهذيب: قال

الكسائي إِذا هُزِلَت الناقة قيل أَرْجَعت. وأَرجَعَت الناقة، فهي مُرْجِع:

حَسُنت بعد الهُزال. وتقول: أَرْجَعْتُك ناقة إِرْجاعاً أَي

أَعطيْتُكَها لتَرْجِع عليها كما تقول أَسْقَيْتُك إِهاباً. والرَّجيعُ: الشِّواء

يُسَخَّن ثانية؛ عن الأَصمعي، وقيل: كلُّ ما رُدِّد فهو رَجِيع، وكلُّ طعام

بَرَد فأُعِيد إِلى النار فهو رَجِيع. وحبْل رَجِيع: نُقض ثم أُعِيد

فَتْلُه، وقيل: كلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجِيع. ورَجِيعُ القول: المكروه.

وتَرَجَّع الرجل عند المُصِيبة واسْتَرْجَع: قال إِنّا لله وإِنا إِليه

راجعون. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَنه حين نُعي له قُثَم

استرجع أَي قال إِنا لله وإِنا إِليه راجعون، وكذلك الترجيع؛ قال جرير:

ورَجَّعْت من عِرْفانِ دار، كأَنَّها

بَقِيّةُ وَشْمٍ في مُتُون الأَشاجِعِ

(* في ديوان جرير: من عِرفانِ رَبْع كأنّه، مكانَ: من عِرفانِ دارٍ

كأنّها.)

واسْتَرْجَعْت منه الشيءَ إِذا أَخذْت منه ما دَفَعْته إِليه،

والرَّجْع: رَدّ الدابة يديها في السير ونَحْوُه خطوها. والرَّجْع: الخطو.

وتَرْجِيعُ الدابة يدَيْها في السير: رَجْعُها؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

يَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ، كأَنّه

صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ

(* قوله «نهش المشاش» تقدم ضبطه في مادتي مشش ونهش: نهش ككتف.)

نَهْشُ المُشاشِ: خَفيفُ القوائم، وصفَه بالمصدر، وأَراد نَهِش القوائم

أَو مَنْهُوش القوائم. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه قال

للجَلاَّد: اضْرِب وارجِعْ يدك؛ قيل: معناه أَن لا يرفع يده إِذا أَراد الضرب

كأَنه كان قد رفَع يده عند الضرب فقال: ارْجِعْها إِلى موضعها. ورَجْعُ

الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه.

والرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها.

والرَّجْعُ والرُّجْعَى والرُّجْعان والمَرْجُوعَةُ والمَرْجُوعُ: جواب

الرسالة؛ قال يصف الدار:

سأَلْتُها عن ذاك فاسْتَعْجَمَتْ،

لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السَّائلِ

ورُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً

ورُجْعاناً. وتقول: أَرسلت إِليك فما جاءني رُجْعَى رِسالتي أَي

مَرْجُوعها، وقولهم: هل جاء رُجْعةُ كتابك ورُجْعانُه أَي جوابه، ويجوز رَجْعة،

بالفتح. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده

وجَوابه. ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا: يعني رَدّه الجواب. وليس لهذا

البيع مَرْجُوع أَي لا يُرْجَع فيه. ومتاع مُرْجِعٌ: له مَرْجُوع. ويقال:

أَرْجَع الله بَيْعة فلان كما يقال أَرْبَح الله بَيْعَته. ويقال: هذا

أَرْجَعُ في يَدِي من هذا أَي أَنْفَع، قال ابن الفرج: سمعت بعض بني سليم

يقول: قد رجَع كلامي في الرجل ونَجَع فيه بمعنى واحد. قال: ورَجَع في الدابّة

العَلَفُ ونَجَع إِذا تَبيّن أَثَرُه. ويقال: الشيخ يَمْرض يومين فلا

يَرْجِع شَهراً أَي لا يَثُوب إِليه جسمه وقوّته شهراً. وفي النوادر: يقال

طَعام يُسْتَرْجَعُ عنه، وتَفْسِير هذا في رِعْي المال وطَعام الناس ما

نَفَع منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عنه.

وقال اللحياني: ارْتَجَع فلان مالاً وهو أَن يبيع إِبله المُسِنة

والصغار ثم يشتري الفَتِيّة والبِكار، وقيل: هو أَن يبيع الذكور ويشتري

الإِناث؛ وعمَّ مرة به فقال: هو أَن يبيع الشيء ثم يشتري مكانه ما يُخَيَّل

إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح.

وجاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بشيء صالح اشتراه مكان شيء طالح، أَو

مَكان شيء قد كان دونه، وباع إِبله فارْتَجع منها رِجْعة صالحة ورَجْعةً:

رَدّها. والرِّجْعةُ والرَّجْعة: إِبل تشتريها الأَعراب ليست من نتاجهم

وليست عليها سِماتُهم. وارْتَجَعها: اشتراها؛ أَنشد ثعلب:

لا تَرْتَجِعْ شارفاً تَبْغِي فَواضِلَها،

بدَفِّها من عُرى الأَنْساعِ تَنْدِيبُ

وقد يجوز أَن يكون هذا من قولهم: باع إِبله فارتجع منها رِجْعة صالحة،

بالكسر، إِذا صرف أَثْمــانها فيما تَعود عليه بالعائدة الصالحة، وكذلك

الرِّجْعة في الصدقة، وفي الحديث: أَنه رأَى في إِبل الصدقة ناقة كَوْماء

فسأَل عنها المُصَدِّق فقال: إِني ارْتَجَعْتها بإِبل، فسكت؛ الارْتِجاعُ:

أَن يَقدُم الرجل المصر بإِبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أَو غيرها،

فتلك الرِّجعة، بالكسر؛ قال أَبو عبيد: وكذلك هو في الصدقة إِذا وجب على

رَبّ المال سِنّ من الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مكانها سنّاً أُخرى فوقها

أَو دونها، فتلك التي أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارتجعها من التي وجبت له؛ ومنه

حديث معاوية: شكت بنو تَغْلِبَ إِليه السنة فقال: كيف تَشْكُون الحاجةَ

مع اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الخيل

فتَبِيعُونها وترجعون بــأَثمــانها؛ البكارة للقِنْية يعني الإِبل؛ قال الكميت

يصف الأَثافي:

جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على الـ

أَوْرَقِ، لا رِجْعةٌ ولا جَلَبُ

قال: وإِن ردَّ أَثمــانها إِلى منزله من غير أَن يشتري بها شيئاً فليست

برِجْعة. وفي حديث الزكاة: فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسَّويّة؛

التَّراجُع بين الخليطين أَن يكون لأَحَدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون،

ومالُهما مُشتَرَك، فيأْخذ العامل عن الأَربعين مُسنة، وعن الثلاثين

تَبيعاً، فيرجع باذِلُ المسنة بثلاثة أَسْباعها على خَليطه، وباذلُ

التَّبِيع بأَربعة أَسْباعِه على خَلِيطه، لأَن كل واحد من السنَّين واجب على

الشُّيوعِ كأَن المال ملك واحد، وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعي إِذا

ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرْضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه،

وإِنما يَغْرم له قيمة ما يخصه من الواجب عليه دون الزيادة؛ ومن أَنواع

التراجع أَن يكون بين رجلين أَربعون شاة لكل واحد عشرون، ثم كل واحد منهما

يعرف عين ماله فيأْخذ العاملُ من غنم أَحدهما شاة فيرجع على شريكه بقيمة

نصف شاة، وفيه دليل على أَن الخُلْطة تصح مع تمييز أَعيان الأَموال عند من

يقول به. والرِّجَع أَيضاً: أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث كأَنه مصدر

وإِن لم يصح تَغْييرُه، وقيل: هو أَن يبيع الهَرْمى ويشتري البِكارة؛ قال

ابن بري: وجمع رِجْعةٍ رِجَعٌ، وقيل لحَيّ من العرب: بمَ كثرت أَموالكم؟

فقالوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع، وقال ثعلب: بالرِّجَع

والنِّجَع، وفسره بأَنه بَيْع الهَرْمى وشراء البِكارة الفَتِيَّة، وقد فسر

بأَنه بيع الذكور وشراء الإِناث، وكلاهما مما يَنْمي عليه المال. وأَرجع

إِبلاً: شَراها وباعَها على هذه الحالة.

والرّاجعةُ: الناقة تباع ويشترى بثمنها مثلها، فالثانية راجعة ورَجِيعة،

قال علي بن حمزة: الرَّجيعة أَن يباع الذكور ويشترى بثمنه الأُنثى،

فالأُنثى هي الرَّجيعة، وقد ارتجعتها وترَجَّعْتها ورَجَعْتها. وحكى

اللحياني:جاءت رِجْعةُ الضِّياع، ولم يفسره، وعندي أَنه ما تَعُود به على صاحبها

من غلَّة.

وأَرْجَع يده إِلى سيفه ليستَلّه أَو إِلى كِنانته ليأْخذَ سهماً:

أَهْوى بها إِليها؛ قال أَبو ذؤيب:

فبَدا له أَقْرابُ هذا رائغاً

عنه، فعَيَّثَ في الكِنانةِ يُرْجِعُ

وقال اللحياني: أَرْجَع الرجلُ يديه إِذا رَدّهما إِلى خلفه ليتناوَل

شيئاً، فعمّ به. ويقال: سيف نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذا كان ماضِياً في

الضَّريبة؛ قال لبيد يصف السيف:

بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُه

وفي الحديث: رَجْعةُ الطلاق في غير موضع، تفتح راؤه وتكسر، على المرة

والحالة، وهو ارْتِجاع الزوجة المطلَّقة غير البائنة إِلى النكاح من غير

استئناف عقد.

والرَّاجِعُ من النساء: التي مات عنها زوجها ورجعت إِلى أَهلها، وأَمّا

المطلقة فهي المردودة. قال الأَزهري: والمُراجِعُ من النساء التي يموت

زوجها أَو يطلقها فتَرجِع إِلى أَهلها، ويقال لها أَيضاً راجع. ويقال

للمريض إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة: راجع. ورجل راجع إِذا

رجعت إِليه نفسه بعد شدَّة ضَنىً.

ومَرْجِعُ الكتف ورَجْعها: أَسْفَلُها، وهو ما يلي الإِبط منها من جهة

مَنْبِضِ القلب؛ قال رؤبة:

ونَطْعَن الأَعْناق والمَراجِعا

يقال: طعَنه في مَرْجِع كتفيه. ورَجَع الكلب في قَيْئه: عاد فيه.

وهو يُؤمِن بالرِّجْعة، وقالها الأَزهري بالفتح، أَي بأَنّ الميت يَرْجع

إِلى الدنيا بعد الموت قبل يوم القيامة. وراجَع الرجلُ: رجَع إِلى خير

أَو شر. وتَراجعَ الشيء إِلى خلف.

والرِّجاعُ: رُجوع الطير بعد قِطاعها. ورَجَعَت الطير رُجوعاً ورِجاعاً:

قَطعت من المواضع الحارَّة إِلى البارِدة. وأَتانٌ راجِعٌ وناقة راجِع

إِذا كانت تَشُول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتُوَزِّع ببولها فتظن أَنّ بها

حَمْلاً ثم تُخْلِف. ورجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً ورُجوعاً، وهي

راجِع: لَقِحت ثم أَخْلَفت لأَنها رجَعت عما رُجِيَ منها، ونوق رَواجِعُ،

وقيل: إِذا ضربها الفَحل ولم تَلْقَح، وقيل: هي إِذا أَلقت ولدها لغير تمام،

وقيل: إِذا نالت ماء الفحل، وقيل: هو أَن تطرحه ماء. الأَصمعي: إِذا

ضُربت الناقة مراراً فلم تَلْقَح فهي مُمارِنٌ، فإِن ظهر لهم أَنها قد لَقِحت

ثم لم يكن بها حَمل فهي راجِع ومُخْلِفة. وقال أَبو زيد: إِذا أَلقت

الناقة حملها قبل أَن يَستبِين خلقه قيل رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً؛ وأَنشد

أَبو الهيثم للقُطامي يصف نجِيبة لنَجِيبَتَين

(* قوله: نجيبة لنجيبتين،

هكذا في الأصل.):

ومن عيْرانةٍ عَقَدَتْ عليها

لَقاحاً ثم ما كَسَرَتْ رِجاعا

قال: أَراد أَن الناقة عقدَت عليها لَقاحاً ثم رمت بماء الفحل وكسرت

ذنبها بعدما شالَت به؛ وقول المرّار يَصِف إِبلاً:

مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ،

كما رَجَعَتْ في لَيْلها أُمّ حائلِ

بُسْطٌ: مُخَلاَّةٌ على أَولادها بُسِطَت عليها لا تُقْبَض عنها.

مُتْئمات: معها ابن مَخاض. وحُوار رَواجِعُ: رجعت على أَولادها. ويقال: رواجِعُ

نُزَّعٌ. أُم حائل: أُمُّ ولدِها الأُنثى.

والرَّجِيعُ: نباتُ الربيع. والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ: الغدير

يتردَّد فيه الماء؛ قال المتنخل الهُذلي يصف السيف:

أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ، إِذا

ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي

وقال أَبو حنيفة: هي ما ارْتَدّ فيه السَّيْل ثم نَفَذَ، والجمع رُجْعان

ورِجاع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه

رِجاعُ غَدِيرٍ، هَزَّه الريحُ، رائِعُ

وقال غيره: الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ

الواحد كما قال الفرزدق:

إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى،

رَقَدْنَ عليهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ

(* قوله «السجال المسدف» كذا بالأصل هنا، والذي في غير موضع وكذا

الصحاح: الحجال المسجف.)

وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير، إِذ

الرجاع من الأَسماء المشتركة؛ قال الآخر:

ولو أَنّي أَشاء، لكُنْتُ منها

مَكانَ الفَرْقَدَيْن من النُّجومِ

فقال من النجوم ليُخَلِّص معنى الفَرقدين لأَن الفرقدين من الأَسماء

المشتركة؛ أَلا ترى أَنَّ ابن أَحمر لما قال:

يُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها،

كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

ولم يُخَلِّص الفَرْقَد ههنا اختلفوا فيه فقال قوم: إِنه الفَرْقَد

الفَلَكي، وقال آخرون: إِنما هو فرقد البقرة وهو ولدها. وقد يكون الرِّجاعُ

الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ، وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه

أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً، فهو من الأَسماء المشتركة،

وقيل: الرَّجْع مَحْبِس الماء وأَما الغدير فليس بمحبس للماء إِنما هو

القِطعة من الماء يُغادِرها السَّيْلُ أَي يتركها. والرَّجْع: المطر لأَنه

يرجع مرة بعد مرة. وفي التنزيل: والسماء ذاتِ الرَّجْع، ويقال: ذات

النفْع، والأَرض ذات الصَّدْع؛ قال ثعلب: تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة، وقال

اللحياني: لأَنها ترجع بالغيث فلم يذكر سنة بعد سنة، وقال الفراء: تبتدئ

بالمطر ثم ترجع به كل عام، وقال غيره: ذاتِ الرجع ذات المطر لأَنه يجيء

ويرجع ويتكرّر.

والراجِعةُ: الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي. والرُّجْعان: أَعالي التِّلاع

قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة، وقيل: هي مثل الحُجْرانِ، والرَّجْع عامة

الماء، وقيل: ماء لهذيل غلب عليه. وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ؛ هو

ماء لهُذَيْل. قال أَبو عبيدة: الرَّجْع في كلام العرب الماء، وأَنشد قول

المُتَنَخِّل: أَبيض كالرَّجْع، وقد تقدم: الأَزهري: قرأْت بخط أَبي

الهيثم حكاه عن الأَسدي قال: يقولون للرعد رَجْع. والرَّجِيعُ: العَرَق، سمي

رَجيعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً؛ وقال لبيد:

كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ

رَجِيعاً، في المَغَابنِ، كالعَصِيمِ

أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بعصيم الحِنَّاء وهو أَثره. ورَجِيعُ:

اسم ناقة جرير؛ قال:

إِذا بلَّغتْ رَحْلي رَجِيعُ، أَمَلَّها

نُزُوليَ بالمَوْماةِ ثم ارْتحاليا

(* ورد هذا البيت سابقاً في هذه المادة، وقد صُرفت فيه رجيع فنُوّنت،

أما هنا فقد منعت من الصرف.)

ورَجْعٌ ومَرْجَعةُ: اسمان.

بَاب رَجَعَ
وَعطف وَعَاد وكر وآب وَأَقْبل وَانْصَرف وعاج وأل وأصور وقفل وحار وَفَاء وأناب وأثاب وانكفأ وانفتل 

رجع


رَجَعَ(n. ac. رُجْعَى
مَرْجِع
مَرْجِعَة
رُجُوْع
رُجْعَاْن)
a. Returned, went or came back.
b. ['An], Desisted from, left off.
c. [Fī], Took back; retracted, revoked.
d. [Ila], Had recourse to; traced or referred back to; had
reference to; was reduced to.
e. ['Ala], Turned round upon.
f. [Bi & 'Ala], Claimed the restitution of.
g. see II (b)
رَجَّعَa. Made to return; returned, sent back; brought, fetched
back.
b. Returned, reverted to; repeated, reiterated.
c. Restored, gave back.
d. Reproduced, renewed; retraced.
e. Bent, doubled up ( its legs ), stepped high
(horse).
رَاْجَعَa. Returned to.
b. Answered back, bandied words with; replied to.
c. Revised, went over again; recapitulated.
d. Referred to, consulted.

أَرْجَعَa. Made to return; sent or brought back; gave back
restored to.
b. Recovered, returned to his former state.
c. Made to prosper.
d. Stretched out behind (hand).
تَرَجَّعَa. Bought with the price of another (camel).
b. [Fī], Was pondered over in ( the mind ).

تَرَاْجَعَa. Returned, came back; went back, receded
retired.
b. Answered each other; disputed, bandied words
together.

إِرْتَجَعَa. see V (a)b. Turned, led, brought, took back.
c. [Fī], Restored, gave back to.
إِسْتَرْجَعَa. Reclaimed; took back again.

رَجْع
(pl.
رِجَاْع رِجْعَاْن
رُجْعَاْن)
a. Answer, reply; echo.
b. Channel, bed ( of a torrent ).
c. Profit, good return.
d. Continual rain; hail; thunder.

رَجْعَةa. Return.
b. Metempsychosis.
c. Resurrection.
d. Jubilee.

رِجْعَةa. Profit, return.
b. Allegation; argument.

رُجْعَةa. see 1 (a)
رُجْعَىa. Reply, answer.

مَرْجِع
(pl.
مَرَاْجِعُ)
a. Return.
b. Place to which one returns: goal.
c. Lower part of the shoulder-blade.
d. Resource.

رِجَاْع
(pl.
رُجُع
أَرْجِعَة)
a. Nose-rein.

رَجِيْع
(pl.
رُجُع
رَجَاْئِعُ
46)
a. Returned; brought back.
b. Renovated, restored.
c. Warmed up (food).
d. Camel wearied by journeying.
e. Dung.

رَجُوْعَةa. see 3ya
رُجُوْعa. Return.

رُجْعَاْنa. see 3ya
N. P.
رَجڤعَa. see 3ya
N. Ag.
أَرْجَعَa. Profitable, useful, advantageous.

N. Ac.
إِرْتَجَعَa. Return, conversion; repentance.

مُرَاجَعَة
a. Repetition, recapitulation.
(رجع) - في صِفَة قِراءَتِه عليه الصَّلاة والسَّلام يَومَ الفَتْح: "أَنَّه كان يُرجَّع" - وفي حَديثٍ آخر قال: "غَيرَ أَنَّه كان لا يُرَجِّع".
التَّرجِيعُ: تَردِيدُ القِراءة. قال الأصمَعِىُّ: رَجَّع الفَحلُ في هَدِيرِه إذا رَدَّدَه، ومنه التَّرجِيعُ في الأَذانِ.
وقيل: هو تَقَارُب ضُرُوبِ الحَرَكات في الصَّوت. يقال: رَجَّع الوَشْىَ والنَّقشَ، إذا قَارَب ما بَيْن أجْزائِها. وقد حَكَى عَبدُ الله بن مُغَفَّل، رضي الله عنه، تَرْجِيعَه بَمدِّ الصَّوت في القراءة نحو آء، آء، آء. وهذا إنَّما حصل منه - والله أعلم - لأَنَّه كان راكِبًا فجَعَلت النّاقةُ تُنَزِّيه وتحرِّكه فيَحصُل هذا من صَوْتِه. والمَوضِع الذي رُوِى: "أَنَّه كان لا يُرَجِّع" لَعلَّه حين لم يَكُن راكِباً فلم يَلجَأ إلى التَّرجِيع.
- في حَديِث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أنَّه حِينَ نُعِى له قُثَم استَرجَع".
: أي قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ومِثلُه: رَجَّع.
- في حَديث عَبدِ الله بنِ مَسْعُود، رَضِى الله عنه: "أَنَّه قال للجَلَّاد: اضْرِبْ وارْجِع يَدَيْك".
قيل مَعْناه: أن لا يرفَع يَدَيْه إذا أرادَ الضَّرب، لَعلَّه كان قد رَفَع يَدَه فقال: ارْجِعْها إلى مَوضعِها. - في حَدِيثِ حَبِيب بنِ مَسلَمَةَ: "أَنَّه نَفَّل في البَدْأَةِ الرُّبُع، وفي الرَّجْعَة الثُّلُث".
إذا نَهضَت سَرِيَّة من جُمْلةِ العَسْكر، فأَوقعَت بالعَدُوِّ، فما غَنِموا كان لهم منه الرُّبْع، ويَشْرَكُهم سائِرُ العَسْكر في ثَلاثَةِ أَرْباع، فإن قفَلُوا من الغَزَاة ثم رَجَعُوا من الطريق، فأوقَعُوا بالعَدُوِّ ثانية، كان لهم مِمَّا غَنِموا الثُّلُثَ، لأنَّ نهُوضَهم بعد القُفولِ أَشقُّ والخَطرُ فيه أَعْظَم.
رجع: حين يعود المؤلف إلى الموضوع بعد أن استطرد في كلام خرج به عن الموضوع فإنه يكتب: رجع الحديث، رجع الخبر إلى غير ذلك. وقد كتب كوسكارتن في طبعته لكتاب الأغاني (ص22): رَجَعَ الخَبَرُ. غير أن الشيخ الطنطاوي في تعليقه على هذه العبارة (أنظر ص261 من التعليقات) يرى أن يكتب: رَجْعُ الخَبَرِ. وهذا في الحقيقة صواب، ومع ذلك فإني أجرأ على التأكيد أن الأول صواب أيضاً. ومما يؤيد هذا أننا نجد في المخطوطة النفيسة لابن عبد الملك (ص2 ق) بعد استطراد: رَجَع مضبوطة بهذا الشكل ومعها صح.
ونجد عند ابن الخطيب (ص69 ق) بعد استطراد: عادَ الحديثُ. وهذا يجعل استعمال الفعل الماضي أمراً لاشك فيه. وقارن هذا بما جاء في أخبار (ص67): ورَجَع هاهُنا شيءٌ من حديث عبد الرحمن بن معاوية. وفيه: ثُمَّ رَجَعَ الحديثُ إلى خروجهم (وحذف من كلمة الحديث. وهي موجودة في المخطوطة، خطأ من الناشر).
ويستعملون اليوم الفعل المضارع فيقولون: يرجع الكلام إلى القاضي، وفي بسام (ص66): يرجع مرجوعنا إلى (زيشر 22: 81).
ورجع: عاد إلى داره، بحذف إلى داره (الملابس ص84).
ورجع: عاد إلى الصواب، بحذف إلى الطاعة (أخبار ص 101).
ورجع: عاد إلى الصواب، بحذف إلى الصواب (أماري ص673).
ورجع: هدأ، فاء، تصالح (بوشر).
ورجع: عاد، أتى (معجم الإدريسي ص268).
رجع أَزْرق: صار أزرق، أزرقّ (بوشر).
رجع إلى فلان: صالحه، رضي عنه، ففي رياض النفوس (ص94): وغضب على الشيخ مدَّه ثم رجع إليه بعد ذلك.
رجع إلى: التفت إليه واعتبره وراعاه (معجم الطرائف). (انظر لين (تاج العروس) 1038 في الآخر) 214.
رجع إلى: لجأ إلى،، عمد إلى، استعان (كليلة ودمنة ص278) وفي النويري (الأندلس ص466): وكان الأمويون يضعون في كل سنة مائة ألف دينار في الخزانة، فلما امتنع أهلُ مُدُن الأندلس من أداء الخراج إليهم رجعوا إلى تلك الذخائر فنفقوها. وفي الخطيب (ص26 ق): مرجوعاً إلى في كثير من مهماِّت بلده (انظر لين (تاج العروس) 1038 في الآخر).
رجع إلى فلان: وثق به، ركن إليه، اتكل عليه (معجم الطرائف).
رجع إلى: اعتنق ديناً أو نحلة (معجم بدرون)، ويقال أيضاً إلى فلان اعتنق دينه أو نحلته. ففي رياض النفوس (ص65 و): قال عبيد الله الشيعي: أناظِركم في قيام رمضان فإن وجبت لكم الحُجَّة رجعْنا إليكم وإن وجبت لنا رجعتم إلينا.
رجع إلى نفسه: هدأ واطمأن، في الكلام عن شخص كان في غاية الاضطراب والقلق (معجم بدرون). وفي معجم ألكالا: رجع وحدها: عاد إليه عقله في الكلام عن شخص كان مجنوناً.
رجع إلى: اعتد من، اعتبر من. ففي المقري (1: 134): وهذا راجع إلى تقلب الأحوال وكيفية السلطان. وفي دي ساسي (ديب 9: 500): دون مارتن ملك الأجون وما يرجع إلى سلطنته في المواضع والحصون.
رُجع إلى قوله: أطاعوه، أذعنوا له ويقال أيضاً: رُجع إليه (معجم الطرائف).
رَجَع فلاناً ب، في ألف ليلة (2: 162): لا ترجع حامِلَ هذه المكاتبة بكلمة، أي لا تخاطب حامل هذه الرسالة بكلمة.
رجع على: عاد إلى عمل أو فعل ما كان قد انقطع عنه (بوشر). رجع على: غير رأيه فيه (بوشر).
رجع على فلان: ضادَّه، صاوله، ثار به، لامه واتهمه (معجم الطرائف). ولعل معناه أيضاً ما جاء في رياض النفوس (ص74 و): أن فرساناً قبضوا على ولي من الأولياء بأمر من الأمير، فرأوه يصلي الليلَ كله فرجع أصحاب الخيل بعضهم على بعض وقالوا هذا رجل من أولياء الله - الرأي أن تخلوه ونقول ما وجدناه.
رجعت الحَرْبُ عليهم: عادت عليهم وأصابتهم بالهزيمة (حيان ص85 و، ص91 ق).
رجع على رُكَبِه: جثا، ركع، خضع (فوك).
رجع عن: عدل عن، تولى عن، تنازل عن (بوشر).
رجع عن: عاد عن خطأه، أصلح سيرته (بوشر).
رجع عن: ترك مصنفه غير تام، لم يتم مصنفه (ميرسنج ص6).
رجع في: راجع ما كتب، أعاد قراءة ما أُملي عليه وصححه (كليلة ودمنة ص28).
رجع في الذي قال: استدرك قوله (فوك).
رجع في كلامه: استدرك كلامه، نقض وعده، عاد عن رأيه وغيرَّه (بوشر)، وفي معجم ألكالا: رجع وحدها بهذا المعنى.
رجع في وعد: نقض الوعد، وتخلص منه (بوشر).
رجع لِ: استسلم، دان، خضع. والرجوع للقدر: الاستسلام للقدر، الخضوع للمقادير (المقدمة 3: 421).
رجع لِوَراء: زاد سوءاً، صار أسوأ مما كان (ألكالا).
رجع من الخير: صار شراً (ألكالا).
رجع من كلامه: استدرك كلامه وعاد عنه وغيرَّه (بوشر).
رَجَّع (بالتشديد): أعاد تقديم الكأس عدة مرات (مباحث 1: 524 الطبعة الأولى).
رجَّع: ردّد الصوت (بوشر).
رجَّع إلى: أعاد الشيء إلى محله الأول. يقال: رجَّعه إلى منصبه أي أعاده إلى منصبه (بوشر).
رجَّع إلى: أعاد إلى الإيمان الصحيح، وغير معتقده (بوشر).
رجَّع عن: صرف عن، صدَّ عن (بوشر).
رجَّع أزرق: صيرَّه أزرق، زرَّقه (بوشر).
رجَّع الخطبة: أعاد خاتم الخطبة، فسخ الخطبة (بوشر).
رجّع بوليصة على الضامن: رجع السند إلى ضامنه، وأقر بعدم قبوله (بوشر).
راجع: عاد إلى، يقال مثلاً: راجع الطاعة أي عاد إلى الطاعة، وراجع الإسلام أي عاد إلى الإسلام (معجم البلاذري).
راجع: عاد إلى المذهب الذي تركه (ميرسينج ص5، ص17 رقم 37).
راجَع فلاناً: صالحه (عباد 1: 257، أخبار ص42)، والمصدر: مراجعة أي مصالحة (معجم البلاذري).
راجَع: أغمد السيفَ، أعاده إلى غمده. ففي أخبار (ص61): اغمدْ سيفَك وراجِعْ سيفك.
راجع: بقي في البيت، ولم يحضر حين استدعي (عباد 2: 193) احذف من تعليقة رقم 25 العبارة التي نقلت فيها لأن الفعل فيها معناه: شاور.
راجع في: ترك ما عزم عليه (بيان 2: 279)، يقال: راجع فلاناً في أي اجتهد في حمله على ترك ما عزم عليه. ففي تاريخ البربر (1: 110): راجعوه في ذلك، أي رجوه أن يترك ما عزم عليه. وفي المقري (1: 154): لم يقدروا على مراجعته، أي لم يقدروا على صرفه عما عزم عليه.
الله يراجَع ب: آب إلى الله، أناب (فوك).
ترجَّع: أرجع، استرجع (فوك).
ترجَّع، مثل: استرجع، أي قال: إِنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون (البكري ص73)، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص293): ثم ترجَّع وتعجب الناس ممن شهد عليه بذلك.
تراجَع: تقهقر، نكص على عقبيه. ويقال: تراجع طبعه بمعنى ضعفت قريحته أو ذكاؤه (عباد 1: 297، 313).
وتراجَع: صحا، أفاق، استفاق من غشيته (كوسج طرائف من 147). كما يقال: تراجعت نفسه، ففي حيان - بسام (1: 121و): فتراجعت نفس زاوي.
تراجع الأَمْرُ: عاد إلى ما كان ما عليه (طنطاوي في زيشر كند 7: 53)، وانظر زيشر (4: 243).
وكما يقال: تراجعوا الكلام، يقال: تراجعوا في الكلام (لين) وتراجعوا القول. ففي المقري (1: 485) قالوا: فما زال التراجُع بينهما بالكلام حتى قام (محمد بن الحارث ص216).
لا يتراجع: لا رجعة فيه، لا يرد، لا ينقض، لا يتغير، مبتوت، محتوم (بوشر).
تراجُعاً ل: رداً له، جواباً ل. ففي دي ساسي (ديب 9: 500): سلام عليكم تراجعاً لسلامكم. وفي (نفس المصدر ص501): أرى أن الصواب والسلامُ تراجُعُ سلامكم بدل يراجع.
ارتجع: رجع، عاد إلى (بوشر).
ارتجع عن: تاب، رجع إلى حسن الآداب (بوشر).
ارتجع الشيءَ من فلان: طالبه بالشيء الذي كان قد أعاره إياه (معجم بدرون).
ارتجع: أرجع، ردَّ، أعاد (معجم أبي الفداء).
رَجْع: سدّ الحجز ماء النهر، ويجمع على أَرْجاع (تاريخ البربر 2: 194).
رَجْعَة. الرَجْعَة: مذهب من يؤمن بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت، يرى بعض المتصوفة أن الدنيا تعود بعد زمن إلى حالتها الأولى التي كانت عليها، وكل ما حدث فيها يحدث، مرة أخرى (دي سلان المقدمة 2: 196 رقم 5).
رَجْعَة: عودة العمل بعد انقطاعه (بوشر).
رَجْعَة: رجوع المرء إلى منصبه (بوشر).
رَجْعَة: Reconciliatio إقالة ورَجْعَة (المعجم اللاتيني - العربي) وهي بمعنى حل الهرطوقي ورده إلى حضن الكنيسة وهو ما يطلقه الكاثوليك على هذه الكلمة (أنظرها في مادة إقالة).
رَجْعَة: رد فعل، رجع الجسم المضروب على الجسم الضارب (بوشر).
رَجْعَة: ثورة مضادة (بوشر).
رَجْعَة، وتجمع على رُجَع: وصل، سند المقبوض، وصول، إيصال (بوشر، محيط المحيط).
رجعة بدراهم المشتري: وصل بالدراهم التي وقعها المشتري الذي ألزم نفسه بشراء كتاب يطبع.
رَجْعِيّ: ثمر تحمله الشجرة مرة ثانية في نفس السنة (محيط المحيط).
رُجُوع: إعادة، استعادة (بوشر).
رُجُوع: ردُّ الشيء وإرجاعه لصاحبه (بوشر).
رُجُوع على: رجوع الضامنين بعضهم على بعض، أو رجوعهم على صاحب المركب (بوشر).
رُجُوع في: حق الارتجاع وهو من مصطلحات قانون المرافعات (بوشر).
رجوع على الضامن: رد السند إلى الضامن، الإقرار بعدم قبوله (بوشر).
رَجَّاع: يدل على معنى أخر غير الذي ذكره لين (البيضاوي 1: 53) وقد فسر فيه التَوّاب من أسماء الله الحسنى ب ((الرجَّاع على عبده بالمغفرة)).
راجع، وتجمع على رَوَاجِع: صاري، دقل (بوشر، همبرت ص127). وبكرة ثابتة تستخدم لرفع الصاري (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 588، ألف ليلة 4: 317).
راجِع: حائط مشترك بين البيوت (محيط المحيط).
راجع: ركن يسند الحائِط (محيط المحيط).
تَرْجِيع: تجبير، إعادة عظم مخلوع إلى محله (بوشر).
مَرْجِع: محل رجوع الأشياء (بوشر).
مَرْجع: حق الرجوع، طلب التعويض عن طريق القضاء، يقال: له المرجع على فلان (بوشر).
المرجع إليه في هذه المادة: هو الذي يرجع إليه في هذه المادة. والمَرجِع إلى الأطباء أي من اختصاص الأطباء، يُرجع فيه إلى الأطباء. المرجع في ذلك إلى آخر مكتوبنا، أي استند واعتمد على آخر رسالة أرسلتها إليك (بوشر).
مَرجِعَ، وهي من عند أهل المغرب مَرْجَع: اسم مقياس الأراضي الزراعية (فوك، معجم ابن جبير)، ومقدار عشرة أقدام من الأرض (ألكالا وفيه: مائة مرجع من أرض)، وخمس خطوات وخمسة أثمــان الخطوة، أو ثمانية أذرع من الأرض (مملوك2، 1: 177). ومَرْجَع في صفاقص ستة أمتار مربعة (أسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 150)، وخمسمائة وعشرون متراً مربعاً (كليمانت - موليه 2: 50 رقم 2)، راجع ليرشندي مبادئ العربية العامية المستعملة في مراكش (ص378 رقم 1).
ومن هذه الكلمة اشتقت الكلمة الغرناطية مَرْجَل وهي تساوي تسع فانجه fanega من الأرضين (بانكري 2: 109 رقم 2) ويجب إضافتها إلى معجم الإسبانية.
وكان في غرناطة مقياس للأراضي الزراعية اسمه المرجع العلمي، ففي الخطيب (12ق، 13ق): ينتهي ثمن المرجع منها العلي (العلمي) إلى 25 ديناراً من الذهب العين لهذا العهد. وفي العقد الغرناطي: وهي من سبعة وأربعين مرجعاً عملية. وفيه: بحساب تسعة دنانير من الذهب والفضة للمرجع الواحد على أنَّا في التكسير من سبعة مراجع عملية قبضها البائع بجملته (كذا) وصارت بيده.
مُرَاجَعَة: إنذار، تحذير، معارضة (بوشر).
من غير مراجعة: من غير استئناف، بلا جدوى، نهائي، بلا تغيير (بوشر).
مُرَاجِعات (جمع): محاورات، مجاوبات، رسائل تكتب جواباً على رسائل الآخرين. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص125 ق): وكانت بينه وبين جماعة من أدباء عصره من أهل مالقه وغيرهم مفاتحات ومراجعات نظماً ونثراً.

رجع

1 رَجَعَ, aor. ـِ inf. n. رُجُوعٌ (S, Msb, K, &c.) and رَجْعٌ, (M, Msb,) but the former is that which commonly obtains and is agreeable with analogy as inf. n. of the intrans. v., and the latter as inf. n. of the trans. v., (MF, TA,) and مَرْجَعٌ, (S, Msb, K, &c.,) which is anomalous, because inf. ns. [of this kind] of verbs of the measure فَعَلَ having the aor. of the measure يَفْعِلُ are [by rule] only with fet-h [to the medial radical], (S, K,) and مَرْجِعَةٌ, which is in like manner anomalous, (K,) and رُجْعَى, (S, Msb, K,) [not رُجْعًى as in the Lexicons of Golius and Freytag,] and رُجْعَانٌ, (K,) He returned; he went, or came, back [to the same place, or person, or (assumed tropical:) state, or (assumed tropical:) occupation, or (assumed tropical:) action, or (assumed tropical:) saying, &c.]; he reverted; contr. of ذَهَبَ; (ISk, Msb;) i. q. انْصَرَفَ: (K:) رُجُوعٌ signifies the returning to a former place, or (assumed tropical:) quality, or (assumed tropical:) state; (Kull p. 196;) the returning to that from which was the commencement, or from which the commencement is supposed to have been, whether it be a place, or (assumed tropical:) an action, or (assumed tropical:) a saying, and whether the returning be by the [whole] person or thing, or by a part thereof, or by an action thereof. (Er-Rághib.) Hence the saying in the Kur [lxiii. 8], لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ [Verily if we return to the city]. (Er-Rághib.) And [in the same, xii. 63,] فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ [And when they returned to their father]. (Idem.) And in the same, [vi. 164, and xxxix.

9,] ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ [Then unto your Lord shall be your return]: (S:) the like of which occurs in the same, vi. 60: but it may be either from [the intrans. inf. n.] رُجُوعٌ or from [the trans.] رَجْعٌ: (Er-Rághib:) it cannot be a n. of place, because it is made trans. by means of إِلَى, and also because it occurs in the Kur [v. 53, &c.], followed by جَمِيعًا, as a denotative of state: (L:) in like manner الرُّجْعَى also occurs in the Kur xcvi. 8. (TA.) You say also, رَجَعَتِ المَرْأَةُ إِلَى

أَهْلِهَا The woman returned to her family by reason of the death of her husband or by reason of divorcement. (Msb.) b2: رَجَعَ إِلَى الصِّحَّةِ (assumed tropical:) [He returned to soundness, or health], or المَرَضِ [disease, or sickness]; and إِلَى حَالَةِ الفَقْرِ (assumed tropical:) [to the state of poverty], or الغِنَى (assumed tropical:) [wealth, or competence, or sufficiency]. (Kull p. 196.) b3: رَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ He returned in the way by which he had come. (Kull ibid.) b4: رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ He returned from his journey. (Msb.) b5: رَجَعَ عَنِ الأِمْرِ (assumed tropical:) He returned [or reverted] from the affair. (Msb.) b6: رَجَعَ عَنِ الشَّىْءِ (assumed tropical:) He left, or relinquished, the thing. (Kull p. 197.) b7: رَجَعَ عَنِ الذَّنْبِ (assumed tropical:) [He relinquished sin; i. e.] he repented; and so رَجَعَ alone, agreeably with the usage in the Kur iii. 65, &c. (Er-Rághib.) b8: [Several other phrases, in which this verb occurs, will be found in other arts.: as رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ in art. ظهر: رَجَعْتُ القَهْقَرَى in art. قهقر: رَجَعَ دَرَجَهُ, and variations thereof, in art. درج: &c.] b9: رَجَعَ إِلَيْهِ [sometimes signifies the same as رَجَعَ عَلَيْهِ] He returned against him; he returned to attack him. (TA.) b10: صَرَمّنِى ثُمَّ رَجَعَ يَكَلِّمُنِى (tropical:) [He cut me, or ceased to speak to me; then he returned to speaking to me]. (TA.) b11: خَالَفَنِى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى

قَوْلِى (tropical:) [He opposed me, or disagreed with me; then he returned, or had regard, to my saying]. (TA.) b12: مَا رُجِعَ إِلَيْهِ فِى خَطْبٍ إِلَّا كَفَى (tropical:) [Re course was not had to him in an affair, or an affliction, but he sufficed.] (TA.) [رَجَعَ إِلَيْهِ often means He had recourse, or he recurred, to him, or it.] b13: رَجَعَ بِهِ عَلَى شَرِيكِهِ (assumed tropical:) He made a claim for restitution of it upon his co-partner. (IAth, TA in art. خلط.) And [in like manner you say,] عَلَى الغَرِيمِ ↓ اِرْتَجَعَ, and المُتَّهَمِ, (assumed tropical:) He sued, prosecuted, or made a demand upon, the debtor, and the suspected, for his right, or due. (TA: [in which it is said, immediately before this, that ارتجع is like رَجَعَ.]) b14: رَجَعَ الكَلْبُ فِى قَيْئِهِ The dog returned to his vomit, (Msb, TA,) and ate it. (Msb.) b15: Hence, رَجَعَ فِى هِبَتِهِ (tropical:) He took back his gift; repossessed himself of it; restored it to his possession; (Msb;) as also ↓ ارتجعها, (Mgh, Msb, TA,) and ↓ استرجعها. (Msb, TA.) and مِنْهُ الشَّىْء ↓ استرجع (assumed tropical:) He took back from him the thing which he had given to him. (S, K.) b16: [Hence also, رَجَعَ فِى قَوْلِهِ, and فِى حُكْمِهِ (assumed tropical:) He retracted, or revoked, his saying, and his judgment, or sentence.] b17: هُوَ يَرْجِعُ إِلَى مَنْصِبِ صِدْقٍ (assumed tropical:) He traces back his lineage to an excellent origin. (TA in art. نصب.) b18: [يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى كَذَا (assumed tropical:) It (a word used in a certain sense) is referrible, or reducible, to such a meaning. And يُرْجِعُ إِلَى كَذَا, said of a word, also means (assumed tropical:) It relates to such a thing; i. e., to such another word, in grammatical construction.] b19: رَجَعَ إِلَى قَدْرِ كَذَا (assumed tropical:) It (wine when cooked) became reduced to such a quantity; syn. آلَ. (S in art. اول.) b20: رَجَعَ الحَوْضُ إِلَى إِزَائِهِ The water of the trough, or tank, became much in quantity [so that it returned to the height of the place whence it poured in]. (TA.) b21: ↓ رِجَاعٌ, also, is an inf. n. of this verb, (L,) and is used as signifying The returning of birds after their migrating to a hot country. (S, L, K.) You say, رَجَعَتِ الطَّيْرُ القَوَاطِعُ, inf. n. رِجَاعٌ and رَجْعٌ, The migratory birds returned. (L.) b22: Also inf. n. of رَجَعَتْ said of a-she camel, and of a she-ass, signifying (assumed tropical:) She raised her tail, and compressed her two sides (قُطْرَيْهَا), and cast forth her urine in repeated discharges, so that she was imagined to be pregnant, (S, K,) and then failed of fulfilling her [apparent] promise: (S: [in some copies of which, as is said in the TA, the inf. n. of the verb in this sense is written رُجُوع:]) or she conceived, and then failed of fulfilling her promise; because she who does so goes back from what is hoped of her: (TA:) or, said of a she-camel, she cast forth her fœtus in an imperfect state: (Az, TA,) or, as some say, her embryo in a fluid state: (TA:) or in an unformed state; inf. n. رِجَاعٌ. (Msb in art. خدج.) [See also رَاجِعٌ, below.]

A2: , (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Mgh,) inf. n. رَجْعٌ and مَرْجَعٌ and مَرْجِعٌ, (K,) He made, or caused, him, or it, to return, go back, come back, or revert; sent back, turned back, or returned, him, or it; syn. رَدَّهُ; (Mgh, Msb, K;) and صَرَفَهُ; (K;) عَنِ الشَّىْءِ from the thing; and إِلَيْهِ to it; (Msb, K;) as also ↓ ارجعهُ; (S, Msb, K;) but the former is the more chaste word, and is that which is used in the Kur-án, in ix. 84 [and other places]: (Msb:) the latter is of the dial. of Hudheyl; (S, Msb;) and is said by MF to be of weak authority, and bad; but [SM says,] I do not find this asserted by any of the leading authorities: (TA:) ↓ ارتجعهُ, also, signifies [the same, i. e.] the same as رَدَّهُ in like manner followed by إِلَى. (TA.) Thus in the Kur ix. 84, referred to above, فَإِنْ رَجَعَكَ اللّٰهُ [And if God make thee to return, or restore thee]. (Msb.) b2: رَجَعَ فُلَانٌ عَلِى أَنْفِ بَعِيِرهِ Such a one put back, or restored, the nose-rein [الخِطَامَ being understood] upon the nose of his camel; it having become displaced. (TA.) b3: رَجَعَ إِلَىَّ الجَوَابَ, aor. ـِ inf. n. رَجْعٌ and رُجْعَانٌ, He returned to me the answer. (S, TA: [in the latter of which, this is said to be tropical; but when a written answer is meant, it is evidently not so.]) b4: رَجَعْتُ الكَلَامَ (assumed tropical:) I returned the speech; or I repeated it; or I rebutted, or rejected, or repudiated, it, in reply, or replication; syn. رَدَدْتُهُ. (Msb.) [In like manner,] يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ

إِلَى بَعْضٍ القَوْلَ, in the Kur [xxxiv. 30], means (assumed tropical:) Holding a colloquy, or a disputation, or debate, one with another: (Bd:) [or it means (assumed tropical:) rebutting one another's sayings:] or (assumed tropical:) blaming one another. (S.) b5: الرَّجْعُ, (K,) or رَجْعُ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِى السَّيْرِ, (S,) (tropical:) The stepping of the beast, (S, K,) or her returning her fore legs, [drawing the fore feet backwards towards the body, by lifting them high,] in going; (K;) and ↓ التَّرْجِيعُ, (K,) or تَرْجِيعُ الدَّابّةِ يَدَيْهَا فِى السَّيْرِ, (S,) signifies the same: (S, K:) or رَجْعٌ signifies a beast's elevating, or lifting high, the fore foot and hind foot, in going. (KL.) You say, الدَّابَّةُ يَدَيْهَا فِى ↓ رَجَّعَتِ السَّيْرِ (tropical:) [The beast stepped, &c.; like as you say, رَجَعَت]. (TA.) b6: رَجْعُ الوَاشمَةِ, and ↓ تَرْجَيعُهَا, (assumed tropical:) The female tattooer's making marks or lines [upon the skin]: (S, K: *) [or rather, as the former phrase is explained in the EM p. 143, “ her retracing ” those marks or lines, and renewing their blackness; for] you say also, النَقْشَ ↓ رَجَّعَ, and الوَشْمَ, [and رَجَعَهُ,] (assumed tropical:) He retraced the marks, or lines, of the variegated work, and of the tattooing, and renewed their blackness, one time after another. (TA.) And الكِتَابَةَ ↓ رَجَّعَ, [and رَجَعَهَا,] (assumed tropical:) He retraced, or renewed, the writing. (TA.) b7: رَجَعَ نَاقَةً, and ↓ ارتجعها, and ↓ ترجّعها, He purchased a she-camel with the price of another that he sold: (S, TA:) or he purchased a she-camel with the price of a he-camel that he sold; and ↓ رِجَعٌ, which is app. an inf. n., signifies the selling males and purchasing females: (TA:) or مَالًا ↓ ارتجع signifies he sold the aged and the younglings of his came's, and purchased such as were in a state of youthful vigour: or, as some say, he sold the males, and purchased females: (Lh:) or ↓ اِرْتِجَاعٌ signifies the selling a thing, and purchasing in its place what one imagines to be more youthful, and better: (Lh in another place:) regard is bad, therein, to the meaning of a return, virtual, or understood, though not real: (Er-Rághib:) also إِبِلًا ↓ ارجع he sold old and weak camels, and purchased such as were in a state of youthful vigour: or he sold male camels, and purchased females: (TA:) and إِبِلًا ↓ ارتجع بِإِبِلِهِ he took camels in exchange for his camels: or, as some say, ↓ اِرْتِجَاعٌ signifies the taking one in the place, and with the price, of two. (Mgh.) b8: رَجَعَ العَلَفُ فِى الدَّابَّةِ (tropical:) The fodder, or food, produced an effect, or showed its effect, upon the beast. (K, * TA.) And رَجَعَ كَلَامِى فِيهِ (tropical:) My speech produced a beneficial effect upon him. (K, * TA.) 2 رجّعهُ, inf. n. تَرْجِيعٌ, He, or it, made, or caused, him, or it, to return, go back, come back, or revert, again and again, or time after time; sent back, turned back, or returned, him, or it, again and again, or time after time; made, or caused, him, or it, to go, or move, repeatedly to and fro; so to go and come; to reciprocate: he repeated it; iterated it; or rather reiterated it: he reproduced it: he renewed it: syn. رَدَّدَهُ. (Mgh.) [All these significations are well known, as pertaining to the two verbs here mentioned, and of frequent occurrence in classical and postclassical writings: and hence several phrases here following.] b2: See 1, last quarter of the paragraph, in five places. b3: Hence, (Mgh,) التَّرْجِيعُ فِى الأَذَانِ, (S, Mgh, K,) because the two professions of the faith [for which see the word أَذَانٌ] are uttered in the اذان [or call to prayer] in a low voice [and then repeated in a high voice]; (Mgh;) [for] this phrase means (tropical:) The repeating the two professions of the faith in a raised, or loud, voice, after uttering them in a low, or faint, voice; (Sgh, K, TA;) or the lowering of the voice in the اذان in uttering the two professions of the faith, and then raising it in uttering them: (KT:) or رجّع فِى أَذَانِهِ signifies he uttered the two professions of the faith in his اذان once to repeat them. (Msb: [but this is a strange explanation; and probably corrupted by a copyist: it seems that, instead of “ to repeat them,” we should read “ and repeated them. ”]) b4: [Hence also,] التَّرْجِيعُ, (K, TA,) or تَرْجِيعُ الصَّوْتِ, (S,) (assumed tropical:) [The act of quavering, or trilling; rapidly repeating many times one very short note, or each note of a piece; a general characteristic of Arabian chanting and singing and piping, and often continued throughout the whole performance;] the reiterating (تَرْدِيد) of the voice in the throat, or fauces, (S, K, TA,) like [as is done in] chanting, (S,) or which is practised in reading or reciting, or singing, or piping, or other performances, of such as are accompanied with quavering, or trilling: (TA:) or, as some say, the mutual approximation of the various kinds of movements in the voice: 'Abd-Allah Ibn-Mughaffal, in his ترجيع, by the prolonging of the voice, in reading, or reciting, imitated the like of آا آا آا. (TA.) You say also, رجّع الحَمَامُ فِى

غِنَائِهِ (assumed tropical:) [The pigeons quavered in their singing, or cooing]; as also ↓ استرجع. (TA.) And رجّع البَعِيرُ فِى شِقْشِقَتِهِ (assumed tropical:) The camel brayed, or reiterated his voice, in his شقشقة [or bursa faucium]. (TA.) And رجّعت النَّاقَةُ فِى حَنِينِهَا (assumed tropical:) The she-camel interrupted her yearning cry to, or for, her young one [and then, app., quickly repeated it, and did so again and again]. (TA.) and رجّعت القَوْسُ (assumed tropical:) The bow made a sound [by the vibration of its string; because the sound so made is a repeated sound]. (AHn.) b5: See also 4. b6: And see 10.3 راجع He (a man) returned to good or to evil. (TA.) [See also 6.] b2: راجعت النَّاقَةُ, (K,) inf. n. رِجَاعٌ, (TA,) The she-camel returned, or reverted, from one kind of pace, which she had been going, to another pace. (K, * TA.) b3: راجعهُ (assumed tropical:) It returned to him: said of pain [&c.]. (TA in art. عد.) b4: راجع امْرَأَتَهُ (tropical:) [He returned to his wife, or restored her to himself, or took her back by marriage or to the marriage-state, after having divorced her; (see also 6;)]; (S;) and ↓ ارتجعها signifies the same. (TA.) b5: [See also a verse cited voce رَدَادٌ; whence it seems that راجع also signifies He restored, or brought back, anything.] b6: راجعهُ signifies also He endeavoured to turn him [from, or to, a thing]; syn. رَاوَدَهُ, and رَادَّهُ. (L in art. رود.) b7: راجعهُ الكَلَامَ, (S and K in this art., and A and Mgh and Msb in art. حور,) and فِى الكَلَامِ, (Bd in xviii. 32,) and simply رَاجعهُ, (Msb in this art., and Jel. in lviii. l,) inf. n. مُرَاجَعَةٌ (S, TA) and رِجَاعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, or colloquy, or conference, or a disputation, or debate, with him; bandied words with him; syn. حَاوَرَهُ, (A and Mgh and Msb in art. حور, and Bd in xviii. 32,) [i. e.] حَاوَرَهُ الكَلَامَ; (TA;) or عَاوَدَهُ; (S and Msb and K in this art.;) or جَادَلَهُ. (Jel in lviii. 1.) And راجعهُ, or راجعهُ القَوْلَ, (assumed tropical:) He disputed with him, rebutting, or rejecting, or repudiating, in reply to him, what he said; he bandied words with him; syn. رَادَّهُ القَوْلَ. (A in art. رد.) Yousay, راجعهُ فِى مُهِمَّاتِهِ He held a colloquy, or conference, or a disputation, or debate, with him respecting his affairs of difficulty; syn. حَاوَرَهُ. (TA.) [And راجعهُ فِى كَذَا He addressed him repeatedly, or time after time, respecting such a thing.] And رَاجَعُوا عُقُولَهُمْ [They consulted their understandings, or minds; as though they held a colloquy, or conference, or a disputation, or debate, therewith]. (Bd in xxi. 65.) [راجع often signifies He consulted, or referred to, a person, a book, a passage in a book, &c.]4 ارجعت النَّاقَةُ (assumed tropical:) [The she-camel returned to her former condition, either of leanness or fatness:] (assumed tropical:) the she-camel became lean [after having been fat]: and (assumed tropical:) became in good condition after leanness: (Ks, T, TA:) or ارجعت الإِبِلُ (assumed tropical:) the camels became lean and then became fat; (S, O, K;) so says Ks. (S.) You say also, الشَّيْخُ يَمْرَضُ يُوْمَيْنِ فَلَا يُرْجِعُ شَهْرًا (assumed tropical:) i. e. [The old man is sick two days, and] does not return to a healthy state of body, and to strength, in a month. (K, TA: [in the CK, erroneously, فلا يُرْجَعُ.]) And [in like manner] اِنْتَقَصَ الفَرَسُ ثُمَّ

↓ تَرَاجَعَ (assumed tropical:) [The horse wasted, and then gradually returned to his former condition]. (TA.) A2: ارجعهُ: see رَجَعَهُ, first signification. b2: ارجعهُ نَاقَتَهُ He gave him [back] his she-camel in order that he might return upon her, he [the latter] having sold her to him. (Lh.) b3: ارجع إِبِلًا: see 1, near the end of the paragraph. b4: ارجع اللّٰهُ بَيْعَتَهُ (tropical:) God made his sale to be productive of gain, or profit. (S, K.) b5: ارجع اللّٰهُ هَمَّهُ سُرُورًا (assumed tropical:) God converted his grief, or disquietude of mind, into happiness or joy; and Sb mentions ↓ رَجَّعَهُ [in this sense]. (TA.) b6: ارجع also signifies He extended, or stretched out, his arm, or hand, backwards, to reach, or take hold of, a thing. (S, K.) [In this case, يَدَهُ seems to be understood: for] you say [also], ارجع الرَّجُلُ يَدَيْهِ The man put his arms, or hands, backwards in order to reach, or take hold of, a thing. (Lh.) And ارجع يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَلَّهُ He extended, or stretched out, his arm, or hand, to his sword, to draw it: or إِلَى كِنَانَتِهِ لِيَأْخُذَ سَهْمًا to his quiver, to take an arrow. (TA.) b7: Also (tropical:) He ejected excrement, or ordure; said of a man. (S, K.) [See رَجِيعٌ.]

A3: See also 10.5 ترجّع فِى صَدْرِى كَذَا (tropical:) Such a thing became agitated to and fro in my mind, or bosom; syn. تَرَدَّدَ. (TA.) A2: ترجّع نَاقَةً: see 1; in the last quarter of the paragraph.6 تَرَاجَعَا (tropical:) They two (a man and his divorced wife) returned to each other by marriage; (Bd in ii. 230;) or returned together to the marriagestate. (Jel ibid.) b2: تراجع الشَّىْءُ إِلَى خَلْفٍ [The thing went backward or back, receded, retrograded, retired, retreated, or reverted, by degrees, gradually, by little and little, or part after part: and تراجع alone, He, or it, returned by degrees: the form of the verb denoting a gradual continuation, as in تَسَاقَطَ, and تَزَايَدَ, and تَنَاقَصَ, &c.]. (S.) تراجع and تَرَادَّ and تَرَدَّدَ are syn. (M and L in art. رد.) You say, تراجعوا فِى مَسِيرٍ They returned, retired, or retreated, by degrees, or by little and little, in a journey, or march; syn. تَرَادُّوا. (TA in art. ثبجر.) And تَفَرَّقُوا فِى أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ تَرَاجَعُوا مَعَ اللَّيْلِ i. e. [They separated, or dispersed themselves, in the first part of day; then] they returned, [one after an every one to his place of abode. (TA.) b3: تَرَاجَعَتْ أَحْوَالُ فُلَانٍ (tropical:) [The circumstances of such a one gradually reverted to their former condition; meaning either a better condition, agreeably with an ex. mentioned above, see 4; or, as is most commonly the case, a worse condition; i. e. retrograded; or gradually went back to a worse state; contr. of advanced, or improved]: (TA:) [whence the saying,] زَالَتْ دَوْلَتُهُمْ وَأَخَذَ

أَمْرُهُمْ يَتَرَاجَعُ (assumed tropical:) [Their good fortune ceased, and their affairs began to retrograde, or gradually go back to a worse state]. (A in art. ركد.) and تَرَاجَعَ الجُرْحُ إِلّى البُرْءِ (assumed tropical:) [The wound gradually recovered]. (Msb in art. دمل.) A2: تَرَاجَعَا بَيْنَهُمَا They two (copartners) made claims for restitution, each upon the other. (IAth, TA in art. خلط.) [See this more fully explained, and illustrated, voce خَلِيطٌ.] b2: تراجعوا الكَلَامَ, (Msb and K in art. حور,) and فِى الكَلَامِ, (Bd in lviii. 1,) and simply تراجعوا, (Jel in lviii. 1,) (assumed tropical:) They returned one another answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, or colloquy, or conference, or a disputation, or debate, one with another; bandied words, one with another; syn. تَحَاوَرُوا. (Bd, Jel, Msb, K, in the places mentioned above.) 8 ارتجع عَلَى الغَرِيمِ, and المُتَّهَمِ: see رَجَعَ, with which it is syn. (TA.) A2: ارتجعهُ i. q. رَدَّهُ, like رَجَعَهُ, q. v. (TA.) So in the phrase, ارتجعت المَرْأَةُ جِلْبَابَهَا The woman put back her جلباب [q. v.] upon her face, and covered herself with it. (TA.) b2: ارتجع الهِبَةَ: see رَجَعَ فِى هِبَتِهِ. b3: ارتجع امْرَأَتَهُ: see 3. b4: ↓ بَاغَ إِبِلَهُ فَارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً

صَالِحَةً He sold his camels, and obtained by the expenditure of their price a good return, or profit. (S, K.) b5: ارتجع نَاقَةً, and the like: see 1, near the end of the paragraph, in five places. b6: ارتجع إِبِلًا also signifies He (and Arab of the desert) purchased camels [app. in exchange for others] not of his own people's breeding nor bearing their marks. (TA.) 10 استرجع الهِبَةَ, and استرجع مِنْهُ الشَّىْءَ: see رَجَعَ فِى هِبَتِهِ, and the sentence next following it. b2: طَعَامٌ يُسْتَرْجَعُ عَنْهُ (assumed tropical:) Food, both of beasts and of men, from which profit, or advantage, [or a good return (رِجْعَة),] is obtained; which is found to be wholesome, or approved in its result; and from eating which one becomes fat. (TA.) A2: استرجع الحَمَامُ: see 2, near the end of the paragraph. b2: استرجع also signifies (tropical:) He said, on the occasion of an affliction, or a misfortune, [using the words of the Kur ii. 151,] إِنَّا لِلّٰهِ وَإِنَّا

إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, (S, K,) meaning Verily to God we belong as his property and his servants, so that He may do with us what He pleaseth, and verily unto Him we return in the ultimate state of existence, and He will recompense us; (Jel;) as also ↓ رجّع, (S, * K,) inf. n. تَرْجِيعٌ; (S; [accord. to the TA, only the former verb is mentioned in this sense by J; but I find the latter also in two copies of the S;]) and ↓ ارجع. (K.) رَجْعٌ; originally an inf. n.: [see رَجَعَ and رَجَعَهُ:] b2: and see رَجْعَةٌ, in two places. b3: (tropical:) Rain: so in the Kur [lxxxvi. 11], وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ [by the heaven that hath rain]: (S, Bd:) because God returns it time after time: or because the clouds raise the water from the seas and then return it to the earth; and if so, by اسماء may be meant the clouds: (Bd:) or rain after rain; (K;) because it returns time after time; or because it is repeated, and returns, every year: (TA:) or the said words of the Kur mean by the heaven that returns in every revolution to the place whence it moved. (Bd.) b4: (assumed tropical:) Hail; because it gives back the water that it takes. (TA.) b5: Accord. to El-Asadee, as recorded by AHeyth, (assumed tropical:) Thunder. (Az.) b6: Accord. to some, in the passage of the Kur cited above, (S, TA,) (assumed tropical:) Profit, benefit, advantage, or good return. (S, K, TA.) You say, لَيْسَ لِى مِنْ فُلَانٍ رَجْعٌ (assumed tropical:) There is no profit to me from such a one. (TA.) and مَا هُوَ إِلَّا سَجْعٌ لَيْسَ تَحْتَهُ رَجْعٌ (assumed tropical:) [It is nothing but rhyming prose, beneath which is to be found no profit]. (TA.) [See also رِجْعَةٌ.] b7: Accord. to Ks, in the ex. cited above from the Kur, (TA,) (assumed tropical:) The place that retains water: (K, TA:) pl. رُجْعَانٌ. (TA.) b8: (assumed tropical:) A pool of water left by a torrent; (S, K;) because of the rain that is in it; or because of its fluctuating to and fro in its place; (Er-Rághib;) as also ↓ رَجِيعٌ, and ↓ رَاجِعَةٌ: (K:) pl. as above: (S:) or (assumed tropical:) a place in which the torrent has extended itself, (اِمْتَدَّ, accord. to Lth and the O and K,) or in which it has returned, or reverted, (اِرْتَدَّ, accord. to AHn,) and then passed through: (Lth, AHn, O, K:) pl. رُجْعَانٌ and رِجْعَانٌ and رِجَاعٌ; (K;) or this last, accord. to some, is a sing., having the signification next preceding the last here mentioned, and is found prefixed to its syn., namely غَدِير, to show that it is used in this sense, and is qualified by a sing. epithet, namely رَائِع; but some say that it is thus qualified becanse it has a form which is that of a sing. noun: (TA:) or رَجْعٌ signifies (assumed tropical:) water, (AO, K,) in general; (K;) and a sword is likened to it, to denote its whiteness: (AO, S: [but accord. to the latter, in this case it signifies “ a pool of water left by a torrent ”:]) and also (assumed tropical:) a tract of ground, or land, in which the torrent has extended itself: (K:) but this, it should be observed, is a repetition of the saying of Lth mentioned above: (TA:) and (assumed tropical:) the part that is above a تَلْعَة [q. v.]; (K, TA;) the upper, or highest, part thereof, before its water collects together: (TA:) pl. رُجْعَانٌ. (K.) b9: (assumed tropical:) The herbage of the [season, or rain, called] رَبِيع; (K;) [because it returns year after year;] as also ↓ رَجِيعٌ. (TA.) b10: (assumed tropical:) The [membrane called] غِرةس which is in the belly of the woman, and which comes forth upon, or over, the head of the child. (TA.) b11: See also رَجِيعٌ, in three places, in the latter part of the paragraph. b12: سَيْفٌ نَجِيحُ الرَّجْعِ, and ↓ الرَّجِيعِ, A sword which penetrates into the thing that is struck with it [so that it is quickly drawn back]. (TA.) b13: رَجْعُ الكَتِفِ: see مَرْجِعٌ.

رِجْعُ سَفَرٍ: see رَجِيعُ سَفَرٍ.

رُجَعٌ: see رِجْعَةٌ.

رِجَعٌ: see رَجَعَ نَاقَةً: and see رِجْعَةٌ.

رَجْعَةٌ inf. n. of un. of 1; A return; a single act of returning, of going back, coming back, or reverting: (TA:) [and] i. q. رُجُوعٌ, i. e. the act of returning, &c. (Msb.) b2: The returning to the present state of existence (S, Msb, K) after death. (S, K.) So in the phrase, فُلَانٌ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ [Such a one believes in the returning to the present state of existence after death]. (S, Msb, K. *) This was a tenet of some of the Arabs in the Time of Ignorance, and of a sect of Muslim innovators, and of a sect of the رَافِضَة, who say that 'Alee the son of Aboo-Tálib is concealing himself in the clouds, to come forth when he shall be summoned to do so. (L.) b3: The returning, or homeward course, of a military expedition; opposed to بَدْأَةٌ, q. v. (T and Mgh in art. بدأ.) b4: The return of a party of warriors to war after their having come back from an expedition. (TA.) b5: Also, and ↓ رِجْعَةٌ, (S, A, Nh, Mgh, Msb, K,) but the former is the more chaste, (S, Msb, TA,) though the latter is mentioned before the former in the K, (TA,) (tropical:) A man's returning to his wife, or restoring her to himself, or taking her back by marriage or to the marriage-state, after having divorced her; (IF, Msb;) the returning of the divorcer to the divorced woman: (K:) or the taking back to marriage a woman who has been divorced, but not by an absolutely-separating sentence, without a new contract. (Nh.) You say, لَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ رَجْعَةٌ and ↓ رِجْعَةٌ (tropical:) [He has a right of returning to, or taking back, his wife after having divorced her]: (S, Mgh:) and يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ (tropical:) [He possesses the right of returning &c.]: (Msb:) and طَلَّقَ فُلَانٌ فُلَانَةَ طَلَاقًا يَمْلِكُ فِيهِ الرَّجْعَةَ (tropical:) [Such a man divorced such a woman by a divorce in which he possessed the right of returning &c.]. (TA.) b6: Also the former, (S, Msb, TA,) and ↓ رِجْعَةٌ likewise, (Msb,) and ↓ رُجْعَةٌ (K) and ↓ رُجْعَى [which is originally an inf. n.] and ↓ رُجْعَانٌ [which is also originally an inf. n.] and ↓ مَرْجُوعٌ (S, K) and ↓ مَرْجُوعَةٌ and ↓ رَجُوعَةٌ and ↓ رَجْعٌ, (K,) the last of these is allowable, (TA,) [being an inf. n. used in the sense of a pass. part. n.,] (tropical:) The reply, or answer, of an epistle. (S, Msb, * K, TA.) You say, هَلْ جَآءَ رَجْعَةُ كِتَابِكَ (S, TA) and ↓ رُجْعَانُهُ (TA) (tropical:) Hath the reply, or answer, of thine epistle come:? (S, TA:) and ↓ أَرْسَلتُ إِلَيْكَ فَمَا جَآءَنِى رُجْعَى

رِسَالَتِى (tropical:) I sent to thee, and the reply, or answer, of my epistle came not to me; i. e. ↓ مَرْجُوعُهَا: (S, K, * TA:) and فُلَانٍ عَلَيْكَ ↓ مَا كَانَ مِنْ مَرْجُوعِ (tropical:) What was [the purport] of the reply, or answer, of such a one to thee? (S, TA.) And [in like manner] الرِّشْق ↓ رَجْعُ signifies (assumed tropical:) What is returned against, or in opposition to, [or in reply to,] the simultaneous discharge of a number of arrows in a particular direction. (TA.) b7: See also رِجْعَةٌ.

رُجْعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

رِجْعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in three places. b2: A return, or profit, obtained by the expenditure of the price of camels sold: see an ex. above, voce اِرْتَجَعَ: (S, K:) or camels taken in exchange for other camels: or one that is taken in the place, and with the price, of two: (Mgh:) also the young, or younglings, of camels, which are purchased from the market with the price of others, or taken from the market in exchange for others: (K:) or, as Khálid says, the [return obtained by] bringing bad camels into the market and taking back good ones: or, as some say, the [return obtained by] bringing in males and taking back females: (TA:) [the words which I have here twice inserted in brackets are perhaps not necessary to complete the sense intended, as will be seen at the close of this sentence; but they seem to be required in the opinion of SM, for he has immediately added the further explanation which here next follows, and which is also, but less fully, given by J, immediately after the first explanation in this paragraph:] and رِجْعَةٌ has a similar meaning in relation to the poor-rates; being applied to camels taken by the collector of the poor-rates older or younger than those which their owner is bound to give: (S, * TA:) and camels which are purchased by the Arabs of the desert, [app. in exchange-for others,] not of their own breeding nor bearing their marks; as also ↓ رَجْعَةٌ: (TA, [see 8:]) IB says that the pl. of رِجْعَةٌ is ↓ رُجَعٌ; and that it was said to a tribe of the Arabs, “By what means have your beasts become many? ” and they answered, أَوْصَانَا أَبُونَا بِالنُّجَعِ وَالرُّجَعِ: but Th says, ↓ بالنِّجَعِ والرِّجَعِ: [both are probably correct; for it seems that the original forms are النُّجَع and الرِّجَع; and that, in one case, the latter is assimilated to the former; in the other, accord. to a usage less common, the former to the latter:] accord. to Th, the meaning is, [Our father charged us with the seekings after herbage in the places thereof, and] the selling the old and weak beasts and purchasing others in a state of youthful vigour: or, accord. to another explanation, the meaning is, the selling males and purchasing females: thus explained, رِجَعٌ seems to be an inf. n. (TA. [See رَجَعَ نَاقَةً.]) [See also رَجِيعَ.] b3: [(assumed tropical:) Any return, profit, or gain, accruing from a thing, or obtained by the sale or exchange thereof; as also ↓ مَرْجُوعٌ; and رَجْعٌ, q. v.] You say, جَآءَتْ رِجْعَةُ الضِّيَاعِ (assumed tropical:) The return, or increase, accruing to the owner of the lands came, or arrived. (Lh.) And جَآءَ فُلَانٌ بِرِجْعَةٍ حَسَنَةٍ (assumed tropical:) Such a one brought a good thing which he had purchased in the place of a bad thing; or in the place of a thing that was inferior to it. (TA.) And ↓ هٰذَا مَتَاعٌ لَهُ مَرْجُوعٌ (assumed tropical:) This is a commodity for which there will be a return, or profit, or gain. (S, * TA) And ↓ دَابَّةٌ لَهَا مَرْجُوعٌ (assumed tropical:) A beast that may be sold after having been used. (El-Isbahánee.) And ↓ لَيْسَ لِهٰذَا البَيْعِ مَرْجُوعٌ (tropical:) There is not, or will not be, any return, or profit, or gain, for this sale. (TA.) b4: (assumed tropical:) An argument, or allegation, by which one rebuts in a litigation, or dispute; a proof; an evidence. (Ibn-'Abbád.) رُجْعَى: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in two places.

طَلَاقٌ رَجْعِىٌّ, and رِجْعِىٌّ, (assumed tropical:) A divorce in which one reserves to himself the right of returning to his wife, or restoring her to himself, or taking her back to the marriage-state. (Mgh, * Msb.) b2: رَجْعِىٌّ applied to a beast: see رَجِيعُ سَفَرٍ.

رَجْعِيَّةٌ: see رَجِيعَةٌ.

رُجْعَانٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in two places.

رِجَاعٌ The nose-rein of a camel: (IDrd, K:) or the part thereof which falls upon the nose of the camel: pl. [of pauc.] أَرْجِعَةٌ and [of mult.]

رُجُعٌ: (K:) from رَجَعَ in the phrase رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى أَنْفِ بَعِيرِهِ [q. v.]. (IDrd.) b2: It is also an inf. n.: see 1, in the middle of the paragraph.

رَجِيعٌ. [Made, or caused, to return, go back, come back, or revert; sent back, turned back, or returned: repeated: rebutted, rejected, or repudiated, in reply, or replication: like ↓ مَرْجُوعٌ: and used in all these senses; as will be seen from what follows: and also, like ↓ مُرَجَّعٌ,] made, or caused, to return, go back, come back, or revert, again and again, or time after time; sent back, turned back, or returned, again and again, or time after time; made, or caused, to go, or move, repeatedly to and fro; so to go and come; to reciprocate: reiterated: reproduced: renewed: syn. مُرَدَّدٌ: [in the CK مَرْدُودٌ:] applied to anything: (S, K:) or to anything that is said or done: (Msb, TA:) because meaning ↓ مَرْجُوعٌ, i. e. مَرْدُودٌ: (S, Msb, TA:) or, applied to speech, (assumed tropical:) returned to its author; or repeated to him; or rebutted, rejected, or repudiated, in reply to him; syn. مَرْدُودٌ إِلَى صَاحِبِهِ: (Lth, K:) or, so applied, (tropical:) repeated: (A, TA:) or, so applied, (assumed tropical:) reiterated: (Er-Rághib, TA:) or, so applied, (assumed tropical:) disapproved, or disliked. (TA.) You say, إِيَّاكَ وَالرَّجِيعَ مِنَ القَوْلِ (tropical:) Avoid thou the saying that is repeated; (A, TA;) [or rebutted, &c.;] or disapproved. (TA.) b2: Applied to a beast, (S, TA,) and [particularly] to a camel, (K,) it signifies Made to return from journey to journey: (S, TA:) and also means (assumed tropical:) fatigued, or jaded, (S, K,) by journeying: (K:) fem. with رُجُعٌ (S, K:) or (tropical:) lean, or emaciated: (Er-Rághib, K:) in the K is here added, or which thou hast made to return from a journey, meaning from journey to journey; but this is identical with the first explanation of the word applied to a beast: (TA:) pl. رُجُعٌ; (K;) or [app. of the fem., agreeably with analogy, and as seems to be indicated by J,] رَجَائِعُ. (S.) رَجِيعُ سَفَرٍ and سَفَرٍ ↓ رِجْعُ [in like manner] signify Made to return repeatedly, or several times, in journeying; applied to a she-camel: (K:) and the former signifies, applied to a beast, and [particularly] to a camel, a he-camel, (بَعِير,) which one makes to return again and again, or time after time, or to come and go repeatedly, in journeying, and drags along: (TA:) both also mean (tropical:) lean, or emaciated: and are in like manner applied to a man: (Er-Rághib, TA:) and ↓ رَجْعِىٌّ and ↓ مَرْجَعَانِىٌّ, also, but the latter is vulgar, (assumed tropical:) lean, or emaciated, by journeying; applied to a beast. (TA.) You say also سَفْرٌ رَجِيعٌ Travellers returning from a journey. (TA.) And سَفَرٌ رَجِيعٌ A journey in which are repeated returnings. (IAar.) b3: Any food returned to the fire [to be heated again], having became cold: (K:) [and particularly] roasted meat heated a second time. (As.) b4: A rope, or cord, undone, and then twisted a second time: (L, K:) and, as some say, anything done a second time. (L.) b5: (assumed tropical:) Writing retraced with the pen, in order that it may became more plain: (KL:) and ↓ مَرْجُوعٌ [signifies the same: and also] (assumed tropical:) tattooing repeated and renewed; (EM p. 108;) tattooing of which the blackness has been restored: (TA:) pl. of the latter مَرَاجِيعُ. (TA, and EM ubi suprà.) b6: (tropical:) Dung, ordure, or excrement, of a solid-hoofed animal; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ رَجْعٌ; (K;) and of a man; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ the latter word; (TA;) and of a beast of prey; as also ↓ the latter: (S, TA:) because it returns from its first state, (Mgh, Msb, TA,) after having been food or fodder &c.; (TA;) having the meaning of an act. part. n., (Er-Rághib, Msb,) or, it may be, of a pass. part. n. (Er-Rághib.) b7: (tropical:) The cud which is ruminated by camels and the like: (S, * K:) because it returns to be eaten. (TA.) So in the saying of El-Aashà, وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ

لَيْسَ إِلَّا الرَّجِيعَ فِيهَا عَلَاقُ i. e. [Many a desert, or waterless desert, as though it were the back of a shield,] in which there is not found by the camels anything to serve for the support of life except the cud. (S.) b8: (assumed tropical:) Sweat: (K:) because, having been water, it returns as sweat. (TA.) b9: See also رَجْعٌ, in three places. b10: Also (assumed tropical:) The [part called] فَأْس of a bit: (Ibn-' Abbád, K:) [because of its returning motion.] b11: And (assumed tropical:) Niggardly, tenacious, or avaricious; syn. بَخِيلٌ [in the CK and a MS. copy of the K, نَخِيل]. (Ibn-' Abbád, K, TA.) رَجُوعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

رَجِيعَةٌ A she-camel that is purchased with the price of another she-camel; as also ↓ رَاجِعَةٌ: (S:) or a female that is purchased with the price of a male. (' Alee Ibn-Hamzeh.) [See also رِجْعَةٌ: and see رَجِيعٌ, of which it is originally the fem.] Accord. to ISk, ↓ رَجْعِيَّةٌ signifies A camel which one has purchased from men who have brought him from another place for sale; which is not of the district in which he is: [but this appears to be a mistranscription, for رَجِيعَةٌ; for he adds,] the pl. is رَجَائِعُ. (TA.) رَجَّاعٌ (assumed tropical:) One who returns much, or often, unto God. (TA.) رَاجِعٌ [act. part. n. of 1. Hence the saying, إِنَّا لِلّٰهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, explained above: see 10. b2: Also, without ة,] (assumed tropical:) A woman who returns to her family in consequence of the death of her husband (Az, S, Msb, K) or in consequence of divorcement; (Az, Msb;) as also ↓ مُرَاجِعٌ: (Az, K:) or, accord. to some, (Msb,) she who is divorced [and sent back to her family] is termed مَرْدُودَةٌ. (S, Msb.) b3: [In like manner without ة,] applied to a she-camel, and to a she-ass, it signifies (assumed tropical:) That raises her tail, and compresses her two sides (قُطْرَيْهَا), and casts forth her urine in repeated discharges, so that she is imagined to be pregnant, (S, K,) and then fails of fulfilling her [apparent] promise: (S:) or (assumed tropical:) that conceives, and then fails of fulfilling her promise; because she goes back from what is hoped of her: (TA:) or, applied to a she-camel, (assumed tropical:) that has appeared to have conceived, and is then found to be not pregnant: (As:) pl. رَوَاجِعُ. (S, TA.) [See also رَجَعَتْ.] b4: (assumed tropical:) A sick man whose soul [or health] has returned to him after his being debilitated by disease: and (assumed tropical:) a man whose soul [or health] has returned to him after severe and constant illness. (TA.) رَاجِعَةٌ [originally fem. of رَاجِعٌ, q. v.]: see رَجِيعَةٌ: b2: and see رَجْعٌ. b3: Also, [app. from the returning of its water time after time,] (assumed tropical:) A water-course of a valley. (ISh, TA.) b4: رَوَاجِعُ [is its pl., and] signifies Varying winds; because of their coming and going. (TA.) b5: Hence also, رَوَاجِعُ الأَبْوَابِ [The leaves of doors]. (TA.) أَرْجَعُ (tropical:) More [and most] productive of return, or profitable. (TA.) You say, هٰذَا أَرْجَعُ فِى

يَدى مِنْ هٰذَا (tropical:) This is more productive of return, or profitable, in my hand than this. (TA.) مَرْجِعٌ an inf. n. of the intrans. verb رَجَعَ [q. v.]. (S, Msb, K, &c.) b2: [Hence it signifies sometimes (assumed tropical:) Recourse. See مَنَابٌ, in art. نوب.]

A2: [A place to which a person, or thing, returns after going or moving therefrom; agreeably with analogy. See an ex. voce مَحْضَرٌ.] b2: [Hence,] مَرْجِعُ الكَتِفِ (tropical:) The lower part of the shoulderblade, (S, K, TA,) next the arm-pit, [that on the left side being] in the region where the heart beats; (TA;) as also الكَتِفِ ↓ رَجْعُ: (S, K:) and مَرْجِعُ المِرْفَقِ (tropical:) [the place to which the elbow returns when, after it has been removed from its usual place, it is brought back thereto; which place in a beast is next the arm-pit: see فَرِيصٌ, in three places]: (TA:) pl. مَرَاجِعُ. (TA.) b3: [مَرْجِعٌ also signifies (assumed tropical:) The place, or thing, to which a person, or thing, is referred, as his, or its, source: see مَنْصِبٌ. b4: Also, (assumed tropical:) A state, or condition, to which a person, or thing, returns. b5: And (assumed tropical:) The place, and the state, or condition, or result, to which a person, or thing, ultimately, or eventually, comes. A goal.]

A3: It is also an inf. n. of رَجَعَهُ. (K.) مُرْجِعٌ, [without ة,] applied to a she-camel, (assumed tropical:) Becoming in good condition after leanness. (Ks, TA.) [See 4, of which it is the act. part. n.]

b2: هٰذَا مَتَاعٌ مُرْجِعٌ (assumed tropical:) This is a commodity for which there will be a return, or profit, or gain. (S, * TA.) b3: سَفْرَةٌ مُرْجِعَةٌ (tropical:) A journey having a recompense, or reward, and a good issue or result. (K, TA.) مُرَجَّعٌ: see رَجِيعٌ; first sentence.

مَرْجَعَانِىٌّ: see رَجِيعٌ, in the latter half of the paragraph.

مَرْجُوعٌ [pass. part. n. of رَجَعَهُ]: see رَجِيعٌ, in three places: b2: and رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph, in three places: b3: and رِجْعَةٌ, near the end of the paragraph, in four places.

مَرْجُوعَةٌ: see رَجْعَةٌ, in the latter half of the paragraph.

مُرَاجِعٌ: see رَاجِعٌ.

القياس

القياس: عند أهل الميزان: مؤلف من قضايا إذا سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر نحو: العالم متغير، وكل متغير حادث، فهو من قول مركب من قضيتين إذا سلمتا لزم عنهما لذاتهما العالم حادث.وعند أهل الأصول: إلحاق معلوم بمعلوم في حكمه لمساواة الأول للثاني في علة حكمه.
القياس:
حمل الفرع على الأصل لعلة جامعة بينهما، وهو في القراءة نوعان: * قياس مطلق، وهو الذي ليس له أصل في القراءة يعتمد عليه، ومنه قياس ما لا يروى على ما روي، مثل قياس أحكام الميم المقلوبة من النون والتنوين على الميم الأصلية، وهذا هو القياس الممنوع؛ لأن القراءة سنة متبعة تعتمد على النقل والمشافهة.
* قياس يعتمد على إجماع انعقد أو أصل معتمد، فهذا لا بد منه عند الاضطرار والحاجة إليه فيما لم يرد فيه نص صريح عن أئمة القراء، وهو من قبيل نسبة الجزئي إلى الكلي ومن رد الفروع إلى الأصول، مثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات.
* والأصل في القراءات أنها لا تعتمد على القياس بل الاعتماد فيها على الرواية فقط، ولو خالفت القياس، وفي ذلك يقول الشاطبي (ت 590 هـ):
وما لقياسٍ في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلاً.
القياس:
[في الانكليزية] Syllogism
[ في الفرنسية] Syllogisme
بالكسر وتخفيف الياء هو في اللغة التقدير والمساواة. وفي عرف العلماء يطلق على معان.
منها قانون مستنبط من تتبّع لغة العرب أعني مفردات ألفاظهم الموضوعة وما في حكمها، كقولنا كلّ واو متحرّك ما قبلها تقلب ألفا ويسمّى قياسا صرفيا كما في المطول في بحث الفصاحة، ولا يخفى أنّه من قبيل الاستقراء.
فعلى هذا القانون المستنبط من تراكيب العرب إعرابا وبناء يسمّى قياسا نحويا، وربّما يسمّى ذلك قياسا لغويا أيضا، حيث ذكر في معدن الغرائب أنّ القياس اللغوي هو قياس أهل النحو العقلي هو قياس الحكمة والكلام والمنطق.
ومنها القياس اللغوي وهو ما ثبت من الواضع لا ما جعله الصرفيون قاعدة، فأبى يأبى مخالف للقياس الصرفي موافق للقياس اللغوي كذا في الأطول وذلك لأنّ القياس الصرفي أن لا يجيء من باب فتح يفتح إلّا ما كان عينه أو لامه حرف الحلق، والقياس اللغوي أن لا يجيء منه إلّا ما كان عينه أو لامه حرف الحلق سوى ألفاظ مخصوصة كأبي يأبى فهو مخالف للقياس الصرفي دون اللغوي، والمعتبر في الفصاحة الخلوّ عن مخالفة القياس اللغوي كما مرّ، ومنها قول مؤلّف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر، كقولنا العالم متغيّر، وكلّ متغيّر حادث، فإنّه مؤلّف من قضيتين ولزم عنهما أنّ العالم حادث وهو القياس العقلي والمنطقي، ويسمّى بالدليل أيضا كما مرّ في محله. والقول الآخر يسمّى مطلوبا إن سبق منه إلى العالم ونتيجة إن سبق من القياس إليه ويسمّى بالرّدف أيضا كما في شرح إشراق الحكمة. ثم القول يطلق بالاشتراك اللفظي على اللفظ المركّب وعلى المفهوم العقلي المركّب، وكذا القياس يطلق بالاشتراك اللفظي على المعقول وهو المركّب من القضايا المعقولة وعلى الملفوظ المسموع وهو المركّب من القضايا الملفوظة.
فإطلاق القياس على الملفوظ أيضا حقيقة إلّا أنّه نقل إليه بواسطة دلالته على المعقول، وهذا الحدّ يمكن أن يجعل حدا لكلّ واحد منهما، فإن جعل حدا للقياس المعقول يراد بالقول والقضايا الأمور المعقولة، وإن جعل حدّا للمسموع يراد بهما الأمور اللفظية، وعلى التقديرين يراد بالقول الآخر القول المعقول لأنّ التلفّظ بالنتيجة غير لازم للقياس المعقول ولا للمسموع، وإنّما احتيج إلى ذكر المؤلّف لأنّ القول في أصل اللغة مصدر استعمل بمعنى المقول واشتهر في المركّب وليس في مفهومه التركيب حتى يتعلّق الجار به لغوا، فلو قيل قول من قضايا يكون تعلّق الجار به استقرارا أي كائن من قضايا فيتبادر منه أنّه بعض منها، بخلاف ما إذا قيل قول مؤلّف فإنّه يفهم منه التركيب فيتعلّق به لغوا، فلفظ المؤلّف ليس مستدركا. والمفهوم من شرح المطالع أنّ القول مشترك معنوي بينهما وأنّ التعريف للقدر المشترك حيث قال: فالقول جنس بعيد يقال بالاشتراك على الملفوظ وعلى المفهوم العقلي فكأنّه أراد بالمركّب المعنى اللغوي لا الاصطلاحي إذ ليس ذلك قدرا مشتركا بين المعقول والملفوظ، وحينئذ يلزم استدراك قيد المؤلّف. والمراد من القضايا ما فوق الواحد سواء كانتا مذكورتين أو أحدهما مقدّرة نحو فلان يتنفّس فهو حي، ولما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، لأنّ القياس لا يتركّب إلّا من قضيتين. وأما القياس المركّب فعدّوه من لواحق القياس على ما هو الحقّ. وقيل القياس المركّب داخل في القياس أيضا. ثم القضايا تشتمل الحمليات والشّرطية، واحترز بها عن القضية الواحدة المستلزمة لعكسها وعكس نقيضها فإنّها قول مؤلّف لكن لا من قضايا بل من المفردات.
لا يقال لو عني بالقضايا ما هي بالقوّة دخل القضية الشرطية، ولو عني ما هي بالفعل خرج القياس الشّعري، لأنّا نقول المعنى ما هي بالقوة وتخرج الشرطية بقولنا متى سلمت فإنّ أجزاءها لا تحتمل التسليم لوجود المانع أعني أدوات الشرط والعناد، أو المعنى بالقضية ما يتضمّن تصديقا أو تخييلا فتخرج الشرطية بها، ولم نقل من مقدّمات وإلّا لزم الدور. وقولنا متى سلمت إشارة إلى أنّ تلك القضايا لا يجيب أن تكون مسلّمة في نفسها، بل لو كانت كاذبة منكرة لكن بحيث لو سلمت لزم عنها قول آخر فهي قياس، فإنّ القياس من حيث إنّه قياس يجب أن يؤخذ بحيث يشتمل الصناعات الخمس، والجدلي والخطابي والسوفطائي منها لا يجب أن تكون مقدماتها صادقة في نفس الأمر بل بحيث لو سلمت لزم عنها ما يلزم. وأمّا القياس الشعري فإنّه وإن لم يحاول الشاعر التصديق به بل التخييل لكن يظهر إرادة التصديق ويستعمل مقدّماته على أنّها مسلّمة، فإذا قال فلان قمر لأنّه حسن فهو يقيس هكذا، فلان حسن، وكلّ حسن قمر، فهو قول إذا سلم لزم عنه قول آخر، لكن الشاعر لا يقصد هذا وإن كان يظهر أنّه بهذه حتى يخيل فيرغب أو ينفر.
واعلم أنّ الوقوع واللاوقوع الذي يشتمل عليه القضية ليس من الأمور العينية لا باعتبار كون الخارج ظرفا لوجوده وهو ظاهر ولا باعتبار نفسه لأنّ الطرفين قد لا يكونان من الأمور العينية، فلزوم النتيجة في القياس إنّما هو بحسب نفس الأمر في الذهن لا بحسب الخارج. فإمّا أن يعتبر العلّية التي يشعر به لفظ عنها، فاللزوم منها من حيث العلم فإنّ التصديق بالمقدمتين على القضية المخصوصة يوجب التصديق بالنتيجة ولا يوجب تحقّقها تحقّق النتيجة، وكذا القضية الواحدة بالقياس إلى عكسها لا لزوم هاهنا بحسب العلم فضلا عن أن يكون عنها. واللزوم بمعنى الاستعقاب إذ العلم بالنتيجة ليس في زمان العلم بالقياس ولا بدّ حينئذ من اعتبار قيد آخر أيضا، وهو تفطّن كيفية الاندراج لتدخل الأشكال الثلاثة، فإنّ العلم بها يحصل من غير حصول العلم بالنتيجة. وما قيل إنّ اللزوم أعمّ من البيّن وغيره لا ينفع لأنّ التعميم فرع تحقّق اللزوم وامتناع الانفكاك، والانفكاك بين العلمين بشرط تسليم مقدّمات القياس والاعتقاد بها، ألا يرى أنّ قياس كلّ واحد من الخصمين لا يوجب العلم بالنتيجة للآخر لعدم اعتقاده بمقدّمات قياسه، والصواب حينئذ عنه لأنّ للهيئة مدخلا في اللزوم. وأمّا أن لا تعتبر العلّية المستفادة من لفظ عنها فاللزوم بينهما من حيث التحقّق في نفس الأمر، يعني لو تحقّقت تلك القضايا في نفس الأمر تحقّق القول الآخر سواء علمها أحد أو لم يعلمها، وسواء كانت المقدّمات صادقة أو كاذبة، فإنّ اللزوم لا يتوقّف على تحقّق الطرفين. ألا يرى أنّ قولهم العالم قديم وكلّ قديم مستغن عن المؤثّر، لو ثبت في نفس الأمر يستلزم قولهم العالم مستغن عن المؤثّر، وحينئذ بمعناه أي امتناع الانفكاك وهو متحقّق في جميع الأشكال بلا ريبة ولا يحتاج إلى تقييد اللزوم بحسب العلم ولا إلى اعتبار الهيئة في اللزوم، والقضية الواحدة المستلزمة لعكسها داخلة فيه خارجة بقيد مؤلّف من قضايا وقيد لو سلمت ليس لإفادة أنّه لا لزوم على تقدير عدم التسليم بل لإفادة التعميم ودفع توهّم اختصاص التعريف بالقضايا الصادقة. فمفهوم المخالفة المستفاد عن التقييد بالشرط غير مراد هاهنا لأنّ التقييد في معنى التعميم. وأمّا ما قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي من أنّ الاستلزام في الصناعات الخمس إنّما هو على تقدير التسليم، وأمّا بدونه فلا استلزام إلّا في البرهان فوجهه غير ظاهر لأنّه إن اعتبر اللزوم من حيث العلم فلا لزوم في البرهان بدون التسليم أيضا، فإن نظر المبطل في دليل المحق لا يفيده العلم بعد التسليم، وإن اعتبر اللزوم بحسب الثبوت في نفس الأمر فهو متحقّق في الكلّ من غير التسليم كما عرفت. وقولنا لزم عنها يخرج الاستقراء والتمثيل أي من حيث إنّه استقراء أو تمثيل. أما إذا ردّ إلى هيئة القياس فاللزوم متحقّق، والسّرّ في ذلك أنّ اللزوم منوط باندراج الأصغر تحت الأوسط والأوسط تحت الأكبر في القياس الاقتراني، واستلزام المقدّم للتالي في الاستثنائي سواء كانت المقدّمات صادقة أو كاذبة، فإذا تحقّق المقدّمات المشتملة عليها تحقّق اللزوم بخلاف الاستقراء والتمثيل فإنّه لا علاقة بين تتبع الجزئيات تتبعا ناقصا وبين الحكم الكلّي إلّا ظنّ أن يكون الجزئي الغير المتتبع مثل المتتبع ولا علاقة بين الجزئيين إلّا وجود الجامع المشترك فيهما، وتأثيره في الحكم لو كانت العلّة منصوصة. ويجوز أن يكون خصوصية الأصل شرطا أو خصوصية الفرع مانعا. وما قيل إنّه يلزم على هذا أن لا يكون الاستقراء والتمثيل من الدليل لأنّهم فسّروا الدليل بما يلزم من العلم بشيء آخر فمدفوع بأنّ للدليل عندهم معنيين: أحدهما الموصل إلى التصديق وهما داخلان فيه وثانيهما أخصّ وهو المختص بالقياس بل بالقطعي منه على ما نصّ عليه في المواقف. وبما حررنا علم أنّ القياس الفاسد الصورة غير داخلة في التعريف، ولذا أخرجوا الضروب العقيمة عن الأشكال بالشرائط. فالمغالطة ليست مطلقا من أقسام القياس بل ما هو فاسد المادة. وقولنا لذاتها أي لا يكون بواسطة مقدمة غريبة إمّا غير لازمة لإحدى المقدّمتين وهي الأجنبية أو لازمة لإحدهما وهي في قوة المذكورة، والأول كما في قياس المساواة وهو المركّب من قضيتين متعلّق محمول أولهما يكون موضوع الأخرى كقولنا: أمساو لب وب مساو لج فإنّهما يستلزمان أنّ أمساو لج لكن لا لذاتهما بل بواسطة مقدمة أجنبية، وهو أنّ كل مساوي المساوي للشيء مساو له، ولذا لا يتحقّق الاستلزام إذا قلنا أمباين لب وب مباين لج فإنّه لا يلزم أن يكون أمباين لج، وكذا إذا قلنا أنصف ب وب نصف ج لا يلزم أن تكون أنصف ج، ولعدم الاطراد في الاستلزام أخرجوه عن القياس كما أخرجوا الضروب العقيمة عنه.
والثاني كما في القياس بعكس النقيض كقولنا جزء الجوهر يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر وما ليس بجوهر لا يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر فإنّه يلزم منها أنّ جزء الجوهر جوهر بواسطة عكس نقيض المقدّمة الثانية، وهو قولنا كلّ ما يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر فجوهر. ثم الفرق بين الاستلزام بواسطة العكس وبينه بواسطة عكس النقيض وجعل الأول داخلا في التعريف والثاني خارجا عنه لحكم، ولا يتوهّم أنّ الأشكال الثلاثة تخرج عن الحدّ لاحتياجها إلى مقدّمات غير بيّنة يثبت بها انتاجها، لأنّ تلك المقدّمات واسطة في الإثبات لا في الثبوت والمنفي في التعريف هو الثاني. وقولنا قول آخر المراد به أنّه يغاير كلّ واحد من المقدمتين فإنّه لو لم يعتبر التغاير لزم أن يكون كلّ من المقدمتين قياسا كيف اتفقتا لاستلزام مجموعهما كلّا منهما. وأيضا المقدمة موضوعة في القياس على أنّها مسلّمة، فلو كانت النتيجة أحدهما لم يحتج إلى القياس، وكلّ قول يكون كذلك لا يكون قياسا.
التقسيم
القياس قسمان لأنّه إن كانت النتيجة أو نقيضها مذكورا فيه بالفعل فهو الاستثنائي كقولنا إن كان هذا جسما فهو متحيّز لكنه جسم ينتج أنّه متحيّز، فهو بعينه مذكور في القياس، أو لكنه ليس بمتحيز ينتج أنّه ليس بجسم، ونقيضه أي قولنا أنّه جسم مذكور في القياس، وإن لم يكن كذلك فهو الاقتراني كقولنا الجسم مؤلّف وكلّ مؤلّف محدث فالجسم محدث فليس هو ولا نقيضه مذكورا فيه، سمّي به لاقتران الحدود فيه. وإنّما قيّد التعريفان بالفعل لأنّ النتيجة في الاقتراني مذكورة بالقوة فإنّ أجزاءها التي هي علّة مادّية لها مذكورة فيه ومادّة الشيء ما به يحصل ذلك الشيء بالقوة، فلو لم يقيّد بالفعل انتقض تعريف الاستثنائي طردا وتعريف الاقتراني عكسا. فإن قلت النتيجة ونقيضها ليسا مذكورين في الاستثنائي بالفعل لأنّ كلّا منهما قضية والمذكور فيه بالفعل ليس بقضية، نقول المراد أجزاء النتيجة أو نقيضها على الترتيب وهي مذكورة بالفعل. لا يقال قد بطل تعريف القياس لأنّه اعتبر فيه تغاير القول اللازم لكلّ من المقدّمات لأنّا نقول لا نسلّم أنّ النتيجة إذا كانت مذكورة في القياس بالفعل لم تكن مغايرة لكلّ من المقدّمات، وإنّما يكون كذلك لو لم تكن النتيجة جزءا لمقدّمة وهو ممنوع فإنّ المقدّمة في الاستثنائي ليس قولنا الشمس طالعة بل إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود. ثم الاقتراني ينقسم بحسب القضايا إلى حملي وهو المركّب من الحمليات الساذجة وشرطي وهو المركّب من الشرطيات الساذجة أو منها ومن الحمليات وأقسام الشرطي خمس فإنّه إمّا أن يتركّب من متّصلتين أو منفصلتين أو حملية ومتّصلة أو حملية ومنفصلة أو متّصلة ومنفصلة؛ والاستثنائي ضربان: الضرب الأول ما يكون بالشرط ويسمّى بالاستثنائي المتّصل ويسمّى المقدّمة المشتملة على الشرط شرطية والشرط مقدّما والجزاء تاليا والمقدمة الأخرى استثنائية، نحو إن كان هذا إنسانا فهو حيوان لكنه إنسان فهو حيوان، ومن أنواعه قياس الخلف.
والضرب الثاني ما يكون بغير شرط ويسمّى استثنائيا منفصلا نحو الجسم إمّا جماد أو حيوان لكنه جماد فليس بحيوان.
اعلم أنّ من لواحق القياس القياس المركّب وهو قياس ركّب من مقدّمات ينتج مقدّمتان منها نتيجة وهي مع المقدّمة الأخرى نتيجة أخرى وهلمّ جرا الشيء أن يحصل المطلوب. قال المحقق التفتازاني القياس المنتج لمطلوب واحد يكون مؤلّفا بحكم الاستقراء الصحيح من مقدّمتين لا أزيد ولا أنقص، لكن ذلك القياس قد يفتقر مقدّمتاه أو أحدهما إلى الكسب بقياس آخر وكذلك إلى أن ينتهي الكسب إلى المبادي البديهية أو المسلّمة، فيكون هناك قياسات مترتّبة محصّلة للقياس المنتج للمطلوب، فسمّوا ذلك قياسا مركّبا وعدّوه من لواحق القياس انتهى. أي من لواحق القياس البسيط المذكور سابقا، فإن صرّح بنتائج تلك الأقيسة سمّي موصول النتائج لوصل تلك النتائج بالمقدّمات، كقولنا كلّ ج ب وكل ب أفكل ج أثم كل أد فكل ج د وكل د هـ فكل ج هـ، وإن لم يصرّح بنتائج تلك الأقيسة سمّي مفصول النتائج ومطويها، كقولنا كل ج ب وكل ب د وكل د أوكل أهـ فكل ج هـ. هذا كلّه خلاصة ما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية وما في شرح المطالع والعضدي وحواشيه. ومنها القياس الشرعي ويسمّيه المنطقيون والمتكلّمون تمثيلا كما في شرح الطوالع وغيره وإنّما سمّي شرعيا لأنّه من مصطلحات أهل الشرع وهو المستعمل في الأحكام الشرعية وفسّر بأنّه مساواة الفرع للأصل في علّة حكمه فأركانه أربعة: الأصل والفرع وحكم الأصل والوصف الجامع أي العلّة، وذلك لأنّه أي القياس الشرعي من أدلة الأحكام فلا بدّ من حكم مطلوب وله محلّ ضرورة والمقصود إثبات ذلك الحكم في ذلك المحلّ لثبوته في محلّ آخر يقاس هذا به، فكان هذا أي محلّ الحكم المطلوب إثباته فيه فرعا وذلك أي محلّ الحكم المعلوم ثبوته فيه أصلا لاحتياجه إليه وابتنائه عليه ولا يمكن ذلك في كلّ شيئين بل إذا كان بينهما أمر مشترك يوجب الاشتراك في الحكم ويسمّى علّة الحكم؛ وأمّا حكم الفرع فثمرة القياس فيتأخّر عنه فلا يكون ركنا، ولما أردنا بالأصل والفرع ما ذكرنا لم يلزم الدور لأنّه إنّما يلزم لو أريد بالفرع المقيس وبالأصل المقيس عليه. وبالجملة فالمراد بهما ذات الأصل والفرع والموقوف على القياس وصفا الأصلية والفرعية. ثم إنّه لا بدّ أن يعلم علّة الحكم في الأصل ويعلم ثبوت مثلها في الفرع إذ ثبوت عينها في الفرع مما لا يتصوّر لأنّ المعنى الشخصي لا يقوم بعينه بمحلّين وبذلك يحصل ظنّ مثل الحكم في الفرع وهو المطلوب. فالعلم بعلّة الحكم وثبوتها في الفرع وإن كان يقينيا لا يفيد في الفرع إلّا الظّنّ لجواز أن تكون خصوصية الأصل شرطا للحكم أو خصوصية الفرع مانعا منه. مثاله أن يكون المطلوب ربوية الذّرة فيدلّ عليه مساواته البرّ فيما هو علّة لربوية البرّ من طعم أو قوت أو كيل فإنّ ذلك دليل على ربوية الذّرة، فالأصل البرّ والفرع الذّرة وحكم الأصل حرمة الربا في البر وحكم الفرع المثبت بالقياس حرمة الربا في الذّرة. قيل المساواة أعمّ من أن يكون في نظر المجتهد أو في نفس الأمر فالتعريف شامل للقياس الصحيح والفاسد وهو الذي لا يكون المساواة فيه في نفس الأمر. وقيل المتبادر إلى الفهم هو المساواة في نفس الأمر فيختصّ التعريف بالقياس الصحيح عند المخطّئة. وأما المصوّبة وهم القائلون بأنّ كلّ مجتهد مصيب فالقياس الصحيح عندهم ما حصلت فيه المساواة في نظر المجتهد سواء ثبت في نفس الأمر أو لا حتى لو تبيّن غلطه ووجب الرجوع عنه فإنّه لا يقدح في صحته عندهم، بل ذلك انقطاع لحكمه لدليل صحيح آخر حدث، فكان قبل حدوثه القياس الأول صحيحا، وإن زال صحته فحقّهم أن يقولوا هو مساواة الفرع للأصل في نظر المجتهد في علّة حكمه. وإذا أردنا حدّ القياس الشامل للصحيح والفاسد لم يشترط المساواة وقلنا بدلها إنّها تشبيه فرع بالأصل أي الدلالة على مشاركته أي الفرع له أي للأصل في أمر هو الشّبه والجامع فإن كان حاصلا فالتشبيه مطابق وإلّا فغير مطابق، وعلى كل تقدير فالمشبّه إمّا أن يعتقد حصوله فيصحّ في الواقع أو في نظره، وإمّا أن لا يعتقد حصوله ففاسد.
هذا ثم اعلم أنّ المراد بالمساواة أعمّ من التضمّنيّة والمصرّح بها فلا يرد أنّ الحدّ لا يتناول قياس الدلالة وهو ما لا يذكر فيه العلّة بل وصف ملازم لها كما يقال في المكره يــأثم بالقتل فيجب عليه القصاص كالمكره فإنّ الإثم بالقتل لا يكون علّة لوجوب القصاص. ووجه الدفع أنّ المساواة في التأثيم دلّت على قصد الشارع حفظ النفس بهما وهو العلّة، أو يقال هذا تعريف قياس العلّة فإنّ لفظ القياس إذا أطلقناه فلا نعني به إلّا قياس العلّة ولا نطلقه على قياس الدلالة إلّا مقيّدا. قيل لا يتناول الحدّ قياس العكس فإنّه ثبت فيه نصّ حكم الأصل بنقيض علّته. مثاله قول الحنفية لمّا وجب الصيام في الاعتكاف بالنّذر وجب بغير النّذر كالصلاة فإنّها لمّا لم تجب بالنّذر لم تجب بغير النّذر، فالأصل الصلاة والفرع الصوم، والحكم في الأصل عدم الوجوب بغير نذر وفي الفرع نقيضه وهو الوجوب بغير نذر، والعلّة في الأصل عدم الوجوب بالنّذر وفي الفرع نقيضه وهو الوجوب بالنّذر. وأجيب بأنّه ملازمة والقياس لبيان الملازمة والمساواة حاصلة على التقدير، وحاصله لو لم يشترط لم يجب بالنّذر واللازم منتف، ثم بيّن الملازمة بالقياس على الصلاة فإنّها لمّا لم تكن شرطا لم تجب بالنّذر.
ولا شكّ أنّ على تقدير عدم وجوبه بالنّذر المساواة حاصلة بينها وبين الصوم وإن لم يكن حاصلا في نفس الأمر.
واعلم أنّ القياس وإن كان من أدلّة الأحكام مثل الكتاب والسّنّة لكنّ جميع تعريفاته واستعمالاته منبئ عن كونه فعل المجتهد، فتعريفه بنفس المساواة محلّ نظر. ولذا عرّفه الشيخ أبو منصور بأنّه إبانة مثل حكم أحد المذكورين بمثل علّته في الآخر. واختيار لفظ الإبانة دون الإثبات لأنّ القياس مظهر للحكم وليس بمثبت له بل المثبت هو الله تعالى. وذكر مثل الحكم ومثل العلّة احتراز عن لزوم القول بانتقال الأوصاف. وذكر لفظ المذكورين ليشتمل القياس بين الموجودين وبين المعدومين، كقياس عديم العقل بسبب الجنون على عديم العقل بسبب الصّغر في سقوط الخطاب عنه بالعجز عن فهم الخطاب وأداء الواجب. وقيل القياس بذل الجهد في استخراج الحقّ وهو مردود ببذل الجهد في استخراج الحقّ من النّصّ والإجماع، فإنّ مقتضاهما قد لا يكون ظاهرا فيحتاج إلى اجتهاد في صيغ العموم والمفهوم والإيماء ونحو ذلك. وقيل القياس الدليل الواصل إلى الحقّ وهو مردود أيضا بالنّصّ والإجماع. وقيل هو العلم عن نظر ورد بالعلم الحاصل عن النظر في نصّ أو إجماع، وفيه أنّ العلم ثمرة القياس لا هو وقال أبو هاشم هو حمل الشيء على غيره بإجراء حكمه عليه وهو منقوض بحمل بلا جامع فيحتاج إلى قيد الجامع. وقال القاضي أبو بكر هو حمل معلوم على معلوم في إثبات الحكم لهما أو نفيه عنهما بأمر جامع بينهما من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما. فقوله معلوم يشتمل الموجود والمعدوم، ولو قال شيء على شيء لاختصّ بالموجود. وقوله في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما ليتناول القياس في الحكم الوجودي والحكم العدمي. وقوله بأمر جامع إلى آخره إشارة إلى أنّ الجامع قد يكون حكما شرعيا إثباتا أو نفيا، ككون القتل عدوانا أو ليس بعدوان، وقد يكون وصفا عقليا إثباتا أو نفيا ككونه عمدا أو ليس بعمد. ردّ عليه بأنّ الحمل ثمرة القياس لا نفسه، وإنّ قيد جامع كاف في التمييز ولا حاجة إلى تفصيل الجامع.
وإن شئت الزيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ أكثر هذه التعاريف يشتمل دلالة النّصّ فإنّ بعض الحنفية وبعض الشافعية ظنّ أنّ دلالة النّصّ قياس جلي، لكن الجمهور منهم على الفرق بينهما. ولهذا عرّف صاحب التوضيح القياس بأنّه تعدية الحكم من الأصل إلى الفرع بعلّة متّحدة لا تدرك بمجرّد اللّغة، والتعدية إثبات حكم مثل حكم الأصل في الفرع. وقوله لا تدرك بمجرّد اللغة احتراز عن دلالة النّصّ.
التقسيم
القياس تلحقه القسمة باعتبارين. الأول باعتبار العلّة إلى قياس علّة وقياس دلالة وقياس في معنى الأصل: فالأول هو القياس الذي ذكر فيه العلّة. والثاني أي قياس الدلالة ويسمّى بقياس التلازم أيضا هو الذي لا يذكر فيه العلّة بل وصف ملازم لها كما لو علّل في قياس النبيذ على الخمر برائحته المشتدّة. وحاصله إثبات حكم في الفرع وهو حكم آخر يوجبهما علّة واحدة في الأصل فيقال ثبت هذا الحكم في الفرع لثبوت الآخر فيه وهو ملازم له، فيكون القائس قد جمع بأحد موجبي العلّة في الأصل لوجوده في الفرع بين الأصل والفرع في الموجب الآخر لملازمته الآخر، ويرجع إلى الاستدلال بأحد الموجبين على العلّة وبالعلّة على الموجب الآخر. لكن يكتفي بذكر موجب العلّة عن التصريح بها. ففي المثال المذكور الحكم في الفرع هو التحريم وهو حكم آخر وهو الرائحة يوجبهما علّة واحدة هي الإسكار في الخمر، فيقال ثبت التحريم في النبيذ لثبوت الرائحة فيه، وهو أي الحكم الآخر الذي هو الرائحة ملازم للأول الذي هو التحريم فيكون القائس قد جمع بالرائحة التي يوجبها الإسكار في الخمر لوجودها في النبيذ بين الخمر والنبيذ في التحريم الذي هو حكم آخر يوجبه الإسكار على الإسكار، وبالإسكار على التحريم الذي هو أيضا ممّا يوجبه الإسكار، لكن قد اكتفى بذكر الرائحة عن التصريح بالإسكار. والثالث أي القياس في معنى الأصل ويسمّى بتنقيح المناط أيضا هو أن يجمع بين الأصل والفرع بنفي الفارق أي بمجرّد عدم الفارق من غير تعرّض لوصف هو علّة، وإذا تعرّض للعلّة وكان عدم الفارق قطعيا كان قياسا جليا كما إذا كان ظنيا كان خفيا، ومثاله ورد في لفظ التنبيه. والثاني باعتبار القوة إلى جلي وخفي. فالقياس الجليّ ما علم فيه نفي الفارق بين الأصل والفرع قطعا كقياس الأمة على العبد في أحكام العتق كالتقويم على معتق الشّقص، وإنّا نعلم قطعا أنّ الذكورة والأنوثة مما لا يعتبره الشارع وأن لا فارق إلّا ذلك، والخفي بخلافه، وهو ما يكون نفي الفارق فيه مظنونا كقياس النبيذ على الخمر في الحرمة إذ لا يمتنع أن يكون خصوصية الخمر معتبرة، ولذلك اختلف فيه. هكذا في العضدي. وفي التوضيح القياس الجليّ هو الذي يسبق إليه الإفهام والخفي بخلافه ويسمّى بالاستحسان أيضا. والجليّ له قسمان: الأول ما ضعف أثره، والثاني ما ظهر فساده وخفي صحته. والخفي أيضا له قسمان: الأول ما قوي أثره والثاني ما ظهر صحته وخفي فساده، وله تفصيل طويل الذيل لا يليق إيراده هاهنا.

صحح

(صحح) - في الحديث: "يُقاسمُ ابنُ آدمَ أَهلَ النّار قِسْمَةً صَحَاحاً"
يعني الذي قَتَل أَخَاه أوّلًا، العامَّة تَروِيه بكَسْر الصَّادِ، ولا وجه له؛ لأنّه جَمعٌ صَحيح، وإنما هو "صَحَاحاً"، بفتح الصَّاد، لأنّ الصَّحاح الصِّحَّة. وصَحاح الأدَم صَحِيحُه؛ أي قِسْمةً صَحيحَةً أو صُحَاحاً، بضمِّ الصَّادِ؛ لأنّ الصَّحيحَ يُقال له صُحَاح كالطُّوالِ للطَّويل.
وبَلدٌ صَحاحٌ: مُسْتوٍ
ص ح ح: (الصِّحَّةُ) ضِدُّ السَّقَمِ وَقَدْ (صَحَّ) يَصِحُّ بِالْكَسْرِ وَ (اسْتَصَحَّ) مِثْلُ صَحَّ وَ (صَحَّحَهُ) اللَّهُ (تَصْحِيحًا) فَهُوَ (صَحِيحٌ) وَ (صَحَاحٌ) بِالْفَتْحِ. وَكَذَا (صَحِيحُ) الْأَدِيمِ وَ (صَحَاحُهُ) بِمَعْنًى أَيْ غَيْرُ مَقْطُوعٍ. وَ (أَصَحَّ) الْقَوْمُ فَهُمْ مُصِحُّونَ إِذَا كَانَتْ قَدْ أَصَابَتْ أَمْوَالَهُمْ عَاهَةٌ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يُورِدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍّ» . وَيُقَالُ: السَّفَرُ (مَصَحَّةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. 

صحح


صَحَّ(n. ac. صِحَّة
صُحّ
صَحَاْح)
a. Was, became sound, healthy, whole.
b. Was true, authentic, substantiated; was valid.

صَحَّحَa. Cured, restored.
b. Rendered sound, valid; verified; corrected, rectified;
authenticated; substantiated; legalized.

أَصْحَحَa. see II (a)
إِسْتَصْحَحَ
a. [Min], Recovered from.
صَحّ
a. [ coll. ], Post-script.

صِحَّةa. Soundness, health.
b. Validity &c.

صَحَاْح
(pl.
أَصْحِحَة)
a. see 25 (a)
صَحِيْح
(pl.
أَصْحِحَة
صِحَاْح
صَحَاْئِحُ
أَصْحِحَآءُ
68)
a. Sound, healthy, well; whole, entire; intact; strong
having no weak letters (verb).
b. True, authentic; valid; correct, right; legal
legitimate.

N. Ac.
صَحَّحَa. Rectification.

أَـِصْحَاح
a. Section, chapter.
[صحح] الصِحَة: خلاف السَقَم. وقد صَحَّ فلان من عِلَّتِه واستَصَحَّ. قال الأعشى:

نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واسْتَصَحّْ * وصَحَّحَهُ الله فهو صَحيحٌ وصَحاحٌ بالفتح. وكذلك صَحيح الأديم وصَحَاح الأَديم بمعنىً، أي غير مقطوع. وأَصَحَّ القوم فهم مُصِحُّونَ، إذا كانت قد أصابت أموالهم عاهةٌ ثم ارتفعت. وفي الحديث: " لا يورِدَنَّ ذو عاهَةٍ على مُصِحٍّ ". وتقول: السَفَر مَصَحَّةً، بالفتح. والصحصح والصحصاح والصحصحان: المكان المستوي. والتُرَّهات الصَحاصِحُ، هي الباطل. هكذا حكاه أبو عبيد. وكذلك التُرَّهاتُ البَسابِسُ. وهما بالإضافة أجْوَدُ عندي. 
ص ح ح : الصِّحَّةُ فِي الْبَدَنِ حَالَةٌ طَبِيعِيَّةٌ تَجْرِي أَفْعَالُهُ مَعَهَا عَلَى الْمَجْرَى الطَّبِيعِيِّ وَقَدْ اُسْتُعِيرَتْ الصِّحَّةُ لِلْمَعَانِي فَقِيلَ صَحَّتْ الصَّلَاةُ إذَا أَسْقَطَتْ الْقَضَاءَ وَصَحَّ الْعَقْدُ إذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ أَثَرُهُ وَصَحَّ الْقَوْلُ إذَا طَابَقَ الْوَاقِعَ وَصَحَّ الشَّيْءُ يَصِحُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ صَحِيحٌ وَالْجَمْعُ صِحَاحٌ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ وَالصَّحَاحُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحُ الْحَقُّ وَهُوَ خِلَافُ الْبَاطِلِ وَصَحَّحْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ فَصَحَّ.

وَرَجُلٌ صَحِيحُ الْجَسَدِ خِلَافُ مَرِيضٍ وَجَمْعُهُ أَصِحَّاءُ مِثْلُ شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ: 
ص ح ح

صحّ من علته، ورجل صحيح وصحاح، وقوم صحاح وأصحاء وأصحّة. " والسفر مصحة ". وهو صحيح مصح: صحيح أهله وماله، وقد أصح القوم وهم مصحون. وفي الحديث " لا يوردنّ ذو عاهة على مصح " وأصحّه الله تعالى وصحّحه، وأصح الله تعالى بدنك وصحّح جسمك. وسرنا في صحصح من الأرض وصحصحان وفي صحاصح.

ومن المجاز: صحّ عند القاضي حقه وصحت شهادته. وصح لي على فلان كذا. وصح قوله، وأنا أستصح ما يقول. وتقول: مذهب أهل العدل هو المذهب الصحيح، وهو الحق الصريح. وسائر المذاهب ترهات صحاصح، لا سدائد ولا صحائح. قال ابن مقبل:

وما ذكره دهماء بعد مزارها ... بنجران إلا الترهات الصحاصح

وهي الأباطيل التي لا أصل لها، ومثله: " جاء بالترهات البسابس "، وفلان مصحصح: يأتي بالأباطيل. قال مليح الهذلي:

ويلحاك في ليلى العريف المصحصح
[صحح] نه: فيه: الصوم "مصحة" بفتح صاد وكسرها مفعلة من الصحة: العافية. ومنه: صوموًا "تصحوا". وح: لا يوردن ذو عاهة على "مصح"، هو من صحت ماشيته من الأمراض والعاهات، أى لا يورد من إبله مرضي على من إبله صحاح يسقيها معها، كأنه كرهه محافة أن يظهر بمال المصح ما ظهر بمال الممرض فيظن الإعداء فبــأثم به وقد قال: لا عدوى. وفيه: يقاسم ابن آدم أهل النار قسمة "صحاحًا" يعني قابيل الذي قتل أخاه هابيل أي أنه يقاسمهم قسمة صحيحة فله نصفها ولهم نصفها، الصحاح بفتح صاد الصحيح، ويجوز ضمه كطوال في طويل، ويروى بكسر ولا وجه له. ك: وقول النبي صلى الله عليه وسلم "أصح"، رد على ابن سيرين في كرهته قول: فاتتنا الصلاة، بأنه ورد في قول النبي وهو أصح، أي صحيح وقول اين سيرين غير صحيح. وفيه: كان ابن عيينة يقول آخرًا عن ابن عباس عن ميمونة و"الصحيح" ما رواه أبو نعيم، أي يجعله ابن عيينة في آخر عمره من مسند مينونة لكن الصحيح ما رواه أبو نعيم أنه من مسند ابن عباس، ورجح الأول بأن ابن عباس لا يطلع على حال اغتاله صلى الله عليه وسلم. تو: "أصح" شىء في الباب، لا يلزم منه أن يكون ذلك الحديث صحيحًا، وكذا أحسن شىء في الباب لا يقتضي حسنه، والمراد أرجحه وأقل ضعفا. ط: جاء في آخر ح الأشعث: "صح" أو "صحيح" وليس في سنن أبي داود وابن ماجه وشرح السنة ذلك. وح: ألم "نصح" جسمك - مر في رو.
(ص ح ح)

الصُّحُّ والصِّحَّةُ والصَّحاحُ: ذهَاب المَرَضِ، وَهُوَ أَيْضا: الْبَرَاءَة من كل عَيْبٍ. وَحكى ابْن دُرَيْد أبي عُبَيْدَة: كَانَ ذَلِك فِي صُحِّهِ وسُقْمهِ: وَمن كَلَامهم: مَا أقْرَبَ الصَّحاحَ من السَّقَمِ.

وَقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً.

وَرجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أصِحَّاءَ وصِحاحٍ، فيهمَا، وَامْرَأَة صحيحةٌ من نسوةٍ صَحاح وصَحائِحَ.

وأصَحَّ الرجل: صَحَّ اهْلُه وماشيتُه، صَحِيحا كَانَ هُوَ أَو مَرِيضا. وَفِي الْمثل " لَا يُورِدُ المُمْرِضُ على المُصحّ " أَي أَن الَّذِي قد مَرِضَتْ ماشيَتُهُ لَا يَسْتَطِيع أَن يُورد على الَّذِي مَاشِيَته صِحاحٌ.

وَقَالُوا: الصَّوْمُ مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ والفتْحُ أعْلَى، أَي يُصَحُّ عَلَيْهِ.

وَارْضَ مَصَحَّةٌ: بَرِيئَةٌ من الاوْباءِ صحيحَةٌ.

وصَحَّحَ الشَّيْء: جعله صَحِيحا.

والصَّحيحُ من الشّعْر: مَا سلم من النقصِ، وَقيل: كل مَا يُمكن فِيهِ الزَّحافُ فَسَلِمَ مِنْهُ فَهُوَ صَحيحٌ. وَقيل: الصَّحيحُ كل آخر نصف يسلم من الْأَشْيَاء الَّتِي تقع عِلِلاً فِي الأعارِيضِ والضُّرُوبِ وَلَا تقع فِي الحَشْوِ.

وصَحاحُ الطَّرِيق: شدته قَالَ:

إِذا واجهَتْ وَجه الطَّرِيق تَيَمَمَّتْ ... صَحاحَ الطًّريقِ عزة أَن تَسَهَّلاَ

والصَحْصَحُ والصَّحْصَاحُ والصَّحْصَحانُ، كُله: مَا اسْتَوَى من الأَرْض وجرد.

وَرجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يتبع دقائق الْأُمُور فيحصيها وَيعلمهَا. وَقَول مليح: فَحُبُّكَ ليلى حِين تَدْنُو زَمانَهٌ ... ويَلْحاك فِي ليلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ

قيل أَرَادَ الناصِحَ كَأَنَّهُ المُصَحِّحُ، فَكَرِه التَّضْعِيف فَفَكَّ وابْدَل.

صحح: الصُّحُّ والصِّحَّةُ

(* قوله «الصح والصحة» قال شارح القاموس: قد

وردت مصادر على فعل، بالضم، وفعلة، بالكسر، في أَلفاظ هذا منها، وكالقل

والقلة، والذل والذلة، قاله شيخنا.) والصَّحاحُ: خلافُ السُّقْمِ، وذهابُ

المرض؛ وقد صَحَّ فلان من علته واسْتَصَحَّ؛ قال الأَعشى:

أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ، فلئن

نَفَضَ الأَسْقامَ عنه، واسْتَصَحّْ

لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها،

دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ

يقول: لئن نَفَضَ الأَسْقامَ التي به وبَرَأَ منها وصَحَّ، لَيُعِيدَنَّ

لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ. وصَحَّحه الله ُ،

فهو صَحِيح وصَحاح، بالفتح، وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم، بمعنى،

أَي غير مقطوع، وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب؛ وفي الحديث:

يُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً؛ يعني قابيلَ الذي قتل أَخاه

هابيل أَي أَنه يقاسمهم قسمة صحيحة، فله نصفها ولهم نصفها؛ الصَّحاحُ،

بالفتح: بمعنى الصَّحيح؛ يقال: دِرْهَم صحيح وصَحاحٌ، ويجوز أَن يكون بالضم

كطُوال في طويل، ومنهم مَن يرويه بالكسر ولا وجه له. وحكى ابن دريد عن

أَبي عبيدة: كان ذلك في صُحِّه وسُقْمه؛ قال: ومن كلامهم: ما أَقرب

الصَّحاحَ من السَّقَم

وقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً، ورجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أَصِحَّاءَ

وصِحاحٍ فيهما، وامرأَة صحيحة من نِسوة صِحاح وصَحائِحَ.

وأَصَّحَ الرجلُ، فهو مُصِحٌّ: صَّحَّ أَهلُه وماشيته، صحيحاً كان هو

أَو مريضاً. وأَصَحَّ القومُ أَيضاً، وهم مُصِحُّون إِذا كانت قد أَصابت

أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعت. وفي الحديث: لا يُورِدُ المُمْرِضُ على

المُصِحّ؛ المُصِحُّ الذي صَحَّتْ ماشيته من الأَمراض والعاهات، أَي لا يُورِدُ

مَن إِبله مَرْضَى على مَن إِبله صِحاح ويسقيها معها، كأَنه كره ذلك أَن

يظهر

(* قوله «كره ذلك أن يظهر» لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ.)

بمال المُصِح ما ظهر بمال المُمْرِض، فيظن أَنها أَعْدَتها فيــأْثم بذلك؛

وقد قال، صلى الله عليه وسلم: لا عَدْوى؛ وفي الحديث الآخر: لا

يورِدَنَّ ذو عاهة على مُصِحٍّ أَي أَن الذي قد مرضت ماشيته لا يستطيع أَن

يُورِدَ على الذي ماشيته صِحاحٌ.

وفي الحديث: الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ، بفتح الصاد وكسرها، والفتح

أَعلى، أَي يصح عليه؛ هو مَفْعَلة من الصِّحَّة العافية، وهو كقوله في

الحديث الآخر: صُومُوا تَصِحُّوا. والسَّفَر أَيضاً مَصَِحَّة. وأَرض

مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ: بريئة من الأَوْباء صحيحة لا وَباءَ فيها، ولا تكثر فيها

العِلَلُ والأَسقامُ.

وصَحاحُ الطريق: ما اشتدَّ منه ولم يَسْهُلْ ولم يُوطَأْ. وصَحاحُ

الطريق: شدَّته؛ قال ابن مُقْبل يصف ناقة:

إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ، تَيَمَّمَتْ

صَحاحَ الطريقِ، عِزَّةً أَن تَسَهَّلا

وصَحَّ الشيءَ: جعله صحيحاً.

وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه.

وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وجدته صحيحاً.

والصحيح من الشِّعْر: ما سَلِمَ من النقص، وقيل: كل ما يمكن فيه

الزِّحافُ فَسَلِمَ منه، فهو صحيح؛ وقيل: الصحيح كل آخر نصف يسلم من الأَشياء

التي تقع عِللاً في الأَعاريض والضروب ولا تقع في الحشو. والصَّحْصَحُ

والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان: كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ، والجمع

الصَّحاصِحُ. والصَّحْصَحُ: الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار.

وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ: ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء، قال:

وقلَّما تكون إِلاَّ إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ؛ قال:

والصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها؛ قال الراجز:

تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ،

كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ

وقال آخر:

وكم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ،

وصَحْصَحانٍ قَذُفٍ مُخَرَّجِ،

به الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ

ونِصابُ العَرْفَج: ناحيته. والقُذُفُ: التي لا مَرْتَعَ بها.

والمُخَرَّجُ: الذي لم يصبه مطر؛ أَرضٌ مُخَرَّجة. فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى

بشُخُوصِ السُّفُن؛ ويقال: صَحْصاحٌ؛ وأَنشد:

حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ

وفي حديث جُهَيْشٍ: وكائٍنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنُوفةٍ

صَحْصَحٍ؛ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ: الأَرض المستوية الواسعة.

والتَّنُوفةُ: البَرِّيَّةُ؛ ومنه حديث ابن الزبير لما أَتاه قَتْلُ

الضحاك، قال: إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثَْعلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ، فأَخطأَت

اسْتُه الحُفْرةَ؛ وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أَن

الضحاك طلب الإِمارة والتقدُّمَ فلم ينلها.

ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فيُحْصِيها

ويَعْلمُها؛ وقول مُلَيْحِ الهذلي:

فَحُبُّكَ لَيْلى حين يَدْنُو زَمانه،

ويَلْحاكَ في لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ

قيل: أَراد الناصِحَ، كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعيف. والتَّرَّهاتُ

الصَّحاصِحُ

(* قوله «والترهات الصحاصح إلخ» عبارة الجوهري: والترهات

الصحاصح هي الباطل؛ هكذا حكاه أَبو عبيد، وكذلك الترهات البسابس، وهما

بالإضافة أجود عندي.): هي الباطل، وكذلك الترهات البَسابِسُ، وهما بالإِضافة

أَجودُ؛ قال ابن مقبل:

وما ذِكْرُه دَهْماءَ، بعدَ مَزارِها

بنَجْرانَ، إِلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ

ويقال للذي يأْتي بالأَباطيل: مُصَحْصِحٌ.

صحح
صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ صَحَحْتُ، يَصِحّ، اصْحِحْ/صِحَّ، صِحَّةً وصُحًّا وصَحاحًا، فهو صَحيح، والمفعول مَصْحوح عليه
• صحَّ المَريضُ: برئ وسلِم من عِلَّتهِ، عكسه مَرِضَ "أودى بصِحّته- تصف الدواءَ لذي السِّقام وذي الضَّنى ... كيما يصِحّ به وأنت سقيمُ".
• صحَّتِ الصَّلاةُ: خَلَتْ من كلّ عَيْبٍ ورَيْب "صحّ العقدُ- خبرٌ لا أساس له من الصِّحَّة" ° إن صحَّ هذا التَّعبير: إن

جاز هذا التَّعبير- صحَّ في الأذهان: ظهر واضحًا معقولاً- يَصِحُّ الاعتمادُ عليه: موضع ثقة.
• صَحَّ الكَلامُ/ صَحَّ الكَلامُ عليه: حقَّ، ثَبُتَ وطابق الواقعَ "صحّتِ الشَّهادة/ تخميناته"? صحَّ قولُه: أصاب فيه.
• صَحَّ له الدَّيْنُ على جاره: ثَبُت. 

أصحَّ يُصِحّ، أصْحِحْ/أصِحَّ، إصحاحًا، فهو مُصِحّ، والمفعول مُصَحّ (للمتعدِّي)
• أصحَّ الرَّجلُ: زال ما كان به من عاهة أو عيب "لاَ يُوَرَدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍّ [حديث] ".
• أصحَّ اللهُ المَريضَ: أزال مرضَه، شفاه وعافاه من دائه "أصحّ اللهُ تعالى بدنَك". 

استصحَّ/ استصحَّ من يستصحّ، اسْتَصْحِحْ/اسْتَصِحَّ، استصحاحًا، فهو مُسْتَصِحّ، والمفعول مُسْتَصَحّ
• استصحَّ الكَلامَ: وجدَه صحيحًا "أنا أستصِحُّ ما يقول".
• استصحَّ المَريضُ من عِلَّتِه: صحَّ؛ برئ وسلِمَ "ذهب إلى المستشفى ليستصحّ". 

تصحَّحَ بـ يتصحَّح، تصحُّحًا، فهو مُتَصَحِّح، والمفعول مُتَصَحَّح به
• تصحَّح المَريضُ بالدَّواءِ ونحوِه: تداوى به "تصحّح بالأعشاب". 

صحَّحَ يصحِّح، تصحيحًا، فهو مُصَحِّح، والمفعول مُصحَّح
• صحَّح الخَبرَ: أَصْلحه، أزال ما به من خطأ أو عيب "صحَّح الكتابَ/ نصًّا: أزال سقطه- تصحيح تمارين التَّلاميذ- صحّح نقطة مُعيَّنة في حديث- صَحِّحْ معلوماتك" ° جمَعَا التَّصحيح: جمع المذكَّر السالم وجمع المؤنَّث السالم.
• صحَّح اللهُ المريضَ: أصحَّه؛ شفاه وعافاه من دائه "صحّح اللهُ جسمَك".
• صحَّح العَقدَ: وقَّعه وأمضاه "صُحِّحَتِ المعاهدةُ".
• صحَّح الرَّاوي الحَديثَ: نسبَه إلى الصِّحَّة وعدّه صحيحًا. 

إصحاح [مفرد]: ج إصحاحات (لغير المصدر): مصدر أصحَّ.
• الإصحاح: (دن) جزء من كتاب التَّوراة أو الإنجيل دون السِّفر وفوق الفصل. 

أصحُّ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ: أَكْثر صحّة ° أصحُّ من الذِّئب: سليم مُعافًى.
2 - أكثر سلامة وأفضل "كلامها دقيقٌ أصحُّ من كلامه" ° على الأصحّ: في الغالب، على نحو أدقّ. 

تَصْحيحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تصحيح: "بيان تصحيحيّ".
2 - مَنْ يزيل ما في الأمر من أخطاء أو عيوب "ثورة/ حركة تصحيحيّة". 

صَحاح [مفرد]: مصدر صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ. 

صُحّ [مفرد]: مصدر صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ. 

صِحَّة [مفرد]: مصدر صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ: "أبي بصحَّة جيِّدة- الصِّحَّة تاج على رُءُوس الأصحَّاء لا يراها إلاّ المرضَى [مثل] " ° استعاد صِحَّته: أصبح مُعافىً- بصحَّتك/ في صحَّتك: تحيَّة تؤدَّى عند شرب نخب أحدهم أو كتعبير عن حسن النيَّة.
• الصِّحَّة:
1 - (طب) حالة طبيعيّة تجري أفعال البدن معها على المجرى الطَّبيعيّ.
2 - (فق) كون الفعل مطابقًا للشَّريعة وعكسها البطلان "صِحَّة الصَّلاة/ البيع- صِحة العقد أو الحساب: سلامته من أسباب الفساد والبُطْلان".
• براءة الصِّحَّة: شِهادة تُبَيِّن حالة الرُّكَّاب والتِّجارة الصِّحِّيَّة.
• علم الصِّحَّة: (طب) فرع من علم الطبّ يُعنَى بدراسة ما يجب اتِّخاذه من أعمال لحفظ الصحّة وخاصّة الوقاية من المؤثِّرات المُغيِّرة في البيئة. 

صِحِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صِحَّة: "خدمات/ عناية صِحِّية- حلاّق صِحِّي".
2 - ملائم للصِّحة ومناسب لها، خال من الأوساخ وكلّ ما يعرِّض الصِّحَّة للخطر "هواءٌ / مسكن/ طعامٌ صِحِّيٌّ- التَّدخين غير صِحِّيٍّ- في حالة صِحِّيَّة جيِّدة" ° غير صِحِّيّ: لا يتلاءم مع المقتضيات الصِّحِّيَّة ومسبِّب للأمراض- لأسباب صحيَّة: لدواعٍ صحِّيّة- وَرقٌ

صِحِّيٌّ: خاصٌّ بالنَّظافة الصِّحِّيّة.
• حَجْر صِحِّيّ: (طب) عَزْل الأشخاص أو الحيوانات أو النباتات الوافدة من منطقة موبوءة بالأمراض المُعْدية للتأكُّد من خلِّوهم من تلك الأمراض.
• أصول صِحِّيَّة: (طب) تشكيل وتطبيق الإجراءات المخصَّصة لحماية الصِّحَّة العامّة.
• شهادة صِحِّيَّة: (طب) شهادة تبيِّن الحالة الصِّحِّيّة لحاملها من حيث خلُوُّه من أي مرض مُعْدٍ من عدمه.
• مَحْجَر صِحِّيّ: مكان يوضع فيه النَّاسُ أو الحيوانات تحت المراقبة الصِّحِّيَّة منعًا لانتشار أحد الأمراض. 

صَحيح1 [مفرد]: ج صحيحون وأَصِحَّاءُ وصِحاح، مؤ صحيحة، ج مؤ صحيحات وصَحائحُ وصِحاح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ: سليمٌ من الأمراض والعيوب "رجلٌ صحيحُ الجسم". 

صَحيح2 [مفرد]: ج صِحاح (لغير العاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ: بريء من العيوب "حسابٌ/ فكرٌ صَحيحٌ- العقل الصَّحيح يثمر أفكارًا صحيحة" ° صحيح أنَّه كذلك: من الواضح- صحيح البِنْية: حسن التكوين- لا يصحّ إلاّ الصَّحيح: لا ينتصر إلاَّ الحقُّ- نيَّة صحيحة.
• القاسم الصَّحيح: (جب) رقم يمكن قسمته على غيره عدّة مرّات دون أيِّ باقٍ.
• عَدَدٌ صَحيح: (جب) عدد خالٍ من الكسور مثل: 1، 2، 3 ... إلخ.
• حديث صَحيح: (حد) حديث مرويّ بنقل عدل ضابط في التَّحرِّي والأداء، سالم من شذوذ وعلّة.
• الجَدّ الصَّحيح: (فق) الجدّ الذي لا يدخل في نسبته إلى الميِّت أمّ كأبّ الأبّ وإن علا.
• الفِعْل الصَّحيح: (نح) ما خلت حروفه الأصليّة من أحرف العِلَّة وأنواعه: سالم، ومهموز، ومضعَّف "ضرَب، أمر، شدّ، عسعس".
• جمع صحيح: (نح) جمع سالم "مُعلِّمون/ مُعلِّمات".
• الصَّحيحان: (حد) صحيح البخاريّ وصحيح مسلم، وهما الكتابان اللّذان تلقتهما الأُمَّة بالقبول واعتُبرا أصحّ كتابين بعد كتاب الله عزّ وجلّ في رواية السُّنَّة المشرَّفة. 

مَصَحَّة [مفرد]: ج مَصحَّات ومَصاحّ:
1 - اسم مكان من صحَّ/ صحَّ على/ صحَّ لـ: مستشفى، مكان يُعالج فيه المرضى من الأمراض المزمنة، أو لاستعادة الصحّة وتخضع للإشراف الطبِّيّ "مَصحَّة الأمراض الصدريَّة".
2 - ما يُسبِّب الصِّحَّة ويحفظها "الصَّومُ مَصَحَّة: مجلبة للصحّة" ° أرضٌ مَصَحَّةٌ: لا وباء فيها. 

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمــنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمــنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

لصا

[لصا] نه: فيه: من "لصا" مسلمًا، أي قذفه.
باب لط
(لصا) - " مَن لَصا مُسْلِمًا".
: أي قَذَفَه، أبو عَمْرو. والَّلاصِى: القاذِفُ.

لصا: لَصاه يَلْصوه ويَلْصاه؛ الأَخيرة نادرة، لَصْواً: عابه، والاسم

اللَّصاةُ، وقيل:اللَّصاةُ أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، وخص بعضهم به

قَذْفَ المرأَة برجل بعينه. وإِنه لَيَلْصُو إِلى رِيبة أَي يَميل. وقال

ابن سيده في معتل الياء: لَصاه لَصْياً عابَه وقَذَفه، وشاهد لَصَيْت

بمعنى قَذَفْتُ وشَتَمْت قول العجاج:

إِني امْرُؤٌ، عن جارتي، كَفِيُّ

عَفٌّ، فَلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ

أَي لا يُلْصى إِليه، يقول: لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوف، والاسم اللِّصاة.

ولَصا فلان فلاناً يَلْصُوهُ ويَلْصُو إِليه إِذا انْضَمَّ إِليه لريبة،

ويَلْصِي أَعربهما. وفي الحديث: مَن لَصا مسلماً أَي قَذَفه. واللاَّصِي:

القاذفُ، وقيل: اللَّصْوُ والقَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِيبة يَنسُبه

إِليها، يقال: لَصاه يَلْصُوه ويَلْصِيه إِذا قذفَه، قال أَبو عبيد: يروى

عن امرأَة من العرب أَنها قيل لها إِن فلاناً قد هجاك، فقالت: ما قَفا ولا

لَصا، تقول: لم يَقْذِفْني، قال: وقولها لَصا مثل قَفا، يقال مه: قافٍ

لاصٍ. ولَصَى أَيضاً: أَتَى مستتر الرِّيبة. ولَصي أَيضاً: أَثِمَ؛ وأَنشد

أَبو عمرو شاهداً على لَصَيْت بمعنى أَثِمْــت قول الراجز القشيري:

تُوبي مِنَ الخِطْء فَقد لَصِيتِ،

ثم اذْكُري اللهَ إذا نَسِيتِ

(* قوله« فقد لصيت» كذا ضبط في الأصل بكسر الصاد مع ضبطه السابق بما

ترى، ولعل الشاعر نطق به هكذا لمشاكلة نسيت.)

وفي رواية: إِذا لَبَّيْتِ.

واللاَّصي: العَسَلُ، وجمعه لَواصٍ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

أَيّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ، ووَعْدُها

كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَواصِي

قال ابن جني: لام اللاَّصي ياء لقولهم لَصاه إِذا عابه، وكأَنهم سموه به

لتعلقه بالشيء وتَدْنيسه له كما قالوا فيه نَطَفٌ، وهو فَعَلٌ من

الناطِف، لِسَيلانه وتَدَبُّقه، وقال مخلوطاً ذهب به إِلى الشراب، وقيل:

اللَّصى واللَّصاة أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، والله أَعلم.

لكع

لكع قَالَ [أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَلَكِنِّي لم أجد أول الحَدِيث يدل على هَذَا أَلا ترَاهُ يَقُول: [يكون -] أسعد النَّاس / بالدنيا لُكَع بن لكع وَهُوَ 65 / الف عِنْد الْعَرَب العَبْد أَو اللَّئِيم.
ل ك ع

عبد ألكع، وأمةٌ لكعاء، وقد لكع لكعاً: لؤم. ويا لكع ويا ملكعان ويا لكاع. قال:

عليك بأمر نفسك يا لكاع ... فما من كان مرعياً كراعي

لكع


لَكَعَ(n. ac. لَكْع)
a. Ate; drank.
b. Stung.
c. Bumped.
d. [ coll. ], Reprimanded publicly.

لَكِعَ(n. ac. لَكَع
لَكَاْعَة)
a. Was vile, despicable.
b. ['Ala], Stuck to.
لِكْعa. Short.

لُكَعa. Vile; wretch.

لُكَعَةa. see 9
أَلْكَعُ
(pl.
لُكْع)
a. see 9
لَكِيْع
لَكُوْع
26a. see 9
لَكَاعِ
a. see 9
(ل ك ع) : (رَجُلٌ أَلْكَعُ) لَئِيمٌ أَوْ أَحْمَقُ وَ (امْرَأَةٌ لَكْعَاءُ) وَ (لَكَاعِ) بِالْكَسْرِ مُخْتَصٌّ بِنِدَاءِ الْمَرْأَةِ وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدٍ «أَرَأَيْت إنْ دَخَلَ رَجُلٌ بَيْتَهُ فَرَأَى لَكَاعًا وَقَدْ تَفَخَّذَ امْرَأَتَهُ» فَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ جَعَلَ لَكَاعًا صِفَةً لِلرَّجُلِ عَلَى فَعَالٍ وَقَوْلُ الْحَسَنِ لِإِيَاسٍ يَا (مَلْكَعَانُ) أَيْ يَا لَئِيمُ.
لكع: لكع، تباطأ، توانى، مشى هوناً، تمهل (باسم الحداد 68: كان خائفاَ جداً). وإلاّ بالقاضي زعق عليه فلكع فزعق عليه ثاني مرة فتقدم إلى بين يديه.
لكّع (بالتشديد) فلاناً: فضحه، شهّر به ففي (المقري 2: 175).
والحب يخرسني على أني الكّع سيبيويه ملاكع: متمهل ملاكعة: تمهل. بطؤ (بوشر).
ألكع: تمهل في العمل، تباطأ، توانى، تلهى بالترهات، عبث، استهتر والمصدر ملاكمة (بوشر).
لكع: لكع: متواني، متماهل، عابث، مستهتر (بوشر).
ل ك ع: رَجُلٌ (لُكَعٌ) بِوَزْنِ عُمَرَ أَيْ لَئِيمٌ. وَقِيلَ: هُوَ الْعَبْدُ الذَّلِيلُ النَّفْسِ. وَامْرَأَةٌ لَكَاعِ مِثْلُ قَطَامِ. وَرَجُلٌ (أَلْكَعُ) وَامْرَأَةٌ (لَكْعَاءُ) وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ الصَّغِيرِ أَيْضًا: (لُكَعٌ) ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَثَمَّ لُكَعٌ» يَعْنِي بِهِ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ. 
(لكع)
فلَان لكعا أكل وَشرب وَالصَّبِيّ نهز فِي الرَّضَاع وَيُقَال لكع الرجل الشَّاة ضرب ضرْعهَا لتدر وَالْعَقْرَب فلَانا لسعته وَالرجل أسمعهُ مَا لَا يجمل

(لكع) لكعا ولكاعة لؤم وحمق فَهُوَ ألكع وَهِي لكعاء وَعَلِيهِ الْوَسخ لكعا لصق بِهِ وَلَزِمَه

(لكع) لكعا ولكاعة لؤم وحمق فَهُوَ لكيع
(لكع) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "يا لَكْعَاءُ أَتَشبَّهِين بالحَرائرِ"
وهي لُغَةٌ في لَكَاع: أي يَا وَسِخَة. واللَّكَعُ: الوَسَخ.
ويُحتَمل أن يكون مشتَقًّا من قَولهم: لَكِع لَكاعةً: لَؤُم.
والكَلَعُ: الوَسَخ أيضًا، ويكون علَى هذا مَقلوبًا. ومنه إناءٌ كَلِعٌ: إذا التَبَدَ عليه الوَسَخُ. ويُقَال: في تَثْنِيَةِ لُكَعِ ولَكَاعِ في الِنّداءِ: يا ذَوَىْ لُكَع، ويَا ذَوَاتي لَكَاع.
لكع
لَكِعَ لَكَعاً ولَكاعَةً: لؤمَ، وهو ألْكَعُ لُكَع مَلْكعانُ؛ ولَكِعٌ أيضاً، والمرأةُ لَكَاع ومَلْكَعَانَةُ.
وقيل: اللُّكَع: أصْلُه وَسَخُ الغُلْفَة، ثمً جُعِل الَذي لا يُبينُ الكَلاَمَ. ورَجُلٌ لَكِيْعٌ: للمائقِ اللئيم. وقيل: اللُّكَعُ: العَبْدُ، والمُهْرُ. والجَحْشُ والمُلاكِعُ: ما يخرجُ على وَلَدِ الناقةِ كالسَابِرِي.
وقيل: عُروقُ السَلى. ولَكَعْتُ: أكَلْتَ وشَرِبْتَ. ولَكَعَ الشّاةَ: ضَرَبَ حالِبَها لِتدرَ.
ولَكَعَتْه الحَيةُ: لَسَعَتْه. واللَّكَعُ: الوَسَخُ. لَكِعَ عليه الوَسَخُ: لَزِقَ. واللِّكْع: القَصِيْرُ، قال أبو الرُّبَيْس:
يرى البُخْلَ بالمعروفِ كسْباً وكسعةً
اولاتُ الذْرى بالغُبْرِ لِكع كماترُ
[لكع] نه: فيه: يأتي زمان يكون أسعد الناس بالدنيا "لكع" ابن لكع، هو لغة: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم، والمرأة لكاع كقطام، وأكثر مجيئه في النداء، وهو اللئيم، وقيل: الوسخ، ويطلق على الصغير. ط: أسعد الناس، أي أحظاهم وأطيبهم عيشًا، وأراد باللكع من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق، وهو غير منصرفعلمية والصفة. نه: ومنه: إنه جاء يطلب الحسن فقال: أثم "لكع"، أي الصغير، فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل. ك: أثم لكع- بضم لام وحذف تنوين لكونه منادى، أي أثمــه أنت يا لكع، أو شبه بالمعدول. نه: ومنه ح الحسن: يا "لكع"، أي صغيرًا في العلم. وح عمر لأمة: يا "لكعاء" أتشبهين بالحرائر! وهي لغة في لكاع. وح ابن عبادة: أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى "لكاعًا" قد تفخذ امرأته، جعله صفة للرجل، ولعله أراد "لكعًا" فحرف. وفي ح الحسن: قيل له: إن إياس بن معاوية رد شهادتي، فقال: يا "ملكعان" لم رددت شهادته؟ أراد حداثة سنه أو صغره في العلم.
[لكع] لَكَعَ عليه الوسخ لَكْعاً، إذا لصق به ولزمه، عن الاصمعي. ورجل لُكَعٌ، أي لئيمٌ، ويقال هو العبد الذليل النفس. وامرأةٌ لَكاعِ، مثل قطام. وقال : أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي * إلى بيتٍ قَعيدَتُهُ لَكاعِ * وتقول في النداء: يا لُكَعُ، وللاثنين يا ذوى لكع. وقد لَكِعَ لَكاعَة، فهو ألْكَعُ وامرأةٌ لَكْعاءُ. ولا يصرف لُكَعُ في المعرفة لأنه معدول من ألْكَعَ. وقال أبو عبيدة: يقال للفرس الذكر لُكَعٌ والأنثى لُكَعَةٌ، فهذا ينصرف في المعرفة لأنه ليس ذلك المعدول الذي يقال للمؤنَّث لكاع، وإنما هو مثل صرد ونغر. ويقال للجحش لكع، وللصبى الصغير أيضا. وفى حديث أبى هريرة: " أثم لكع؟ " يعنى الحسن أو الحسين رضى الله عنهما. واللكيعة: الامة اللئيمة. وبنو اللكيعة: قوم. قال على بن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم: هم حفظوا ذمارى يوم جاءت * كتائب مسرف وبنو اللكيعه * والمكع ساكن: اللسع. ومنه قول الشاعر :

إذا مس دبره لكعا * يعنى نصل السهم. واللكع أيضا: النهز في الرضاع.
لكعاء أتَشبَّهين بالحرائر

لكع قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: متكمكمة نرى أَنه [إِنَّمَا -] أَرَادَ متكممة واصله من الكُمَّة وَهِي القلنسوة فَشبه قِناعها بهَا فَقَالَ: متكمكمة وَلم يقل: متكمّمة كَمَا قَالُوا: متجمّمة من الجمّة ومتعمّمة من العمّة وَالْعرب تفعل هَذَا إِذا اجْتمعت الْحُرُوف من جنس وَاحِد فرّقوا بَينهَا استثقالا لجمعها كَمَا قَالُوا: كفكفت فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا وَإِنَّمَا أَصْلهَا: كَفَفْت وَقَالَ أَبُو زبيد: [الطَّوِيل]

ألم ترني سَكّنتُ إلّي لإلّكم ... وكفكفت عَنْكُم أكلبي وَهِي عُقَّرُ ... وَقَالَ متمم [بن نُوَيْرَة -] : [الطَّوِيل]

ولكنني أمضي على ذَاك مُقَدِما ... إِذا بعض من يَلقى الحروبَ تكعكعا وَهُوَ من كَعَّعْت عَن الْأَمر وَمِنْه قَوْلهم: تصرصَرَ البابُ من الصرير وَإِنَّمَا أَصله تصرَّر [الْبَاب -] . وَقَوله: يَا لَكُعاء فِيهِ لُغَتَانِ: لَكعاء ولَكاع. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رأى أَن تخرج الْأمة بِلَا قِناع فَإِذا برزتْ للنَّاس كَذَلِك فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون فِي الصَّلَاة بِلَا قِناع وَلِهَذَا قَالَ إِبْرَاهِيم فِي صَلَاة الْأمة قَالَ: تصلّي كَمَا تخرج إِلَى الْأَسْوَاق. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] وَرِّعِ اللِّصّ وَلَا تراعه.
(ل ك ع)

اللَّكَع: وسخ الغلفة.

واللُّكَع: الْمهْر والجحش، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

ولَكِعَ لَكَعا ولَكاعَة: لؤم وحمق.

وَرجل ألْكَعُ، ولُكَع، ولَكِيع، ولَكاع، ومَلْكَعان، ولَكُوع: لئيم دنيء. قَالَ رؤبة:

لَا أبْتَغِي فضْلَ امْرِئٍ لَكُوعِ

جَعْدِ اليَدَينِ لَحِزٍ مَنُوعِ

وَقَوله:

فأقْبَلَتْ حُمْرُهُمُ هَوَابِعَا

فِي السِّكَتَينِ تَحْمِلُ الألاكعا

كسر ألْكَع تكسير الْأَسْمَاء غلب، وَإِلَّا فان حكمه: " تحمل اللُّكْعَ "، وَقد يجوز أَن يكون هَذَا على النّسَب، أَو على جمع الْجمع. وَالْمَرْأَة لَكاعِ، ومَلْكَعانَة، ولَكِيعة، ولَكْعاء، قَالَ:

أطَوّف مَا أُطَوّف ثمَّ آوِي ... إِلَى بَيت قَعِيدَتُهُ لَكاعِ

وَقَالُوا فِي النداء للرجل: يَا لُكَعُ، وللمرأة يَا لَكاعِ. وَزعم سِيبَوَيْهٍ انهما لَا يستعملان إِلَّا فِي النداء.

ولَكاعِ: الْأمة أَيْضا.

واللُّكَعُ: العَبْد. واللُّكَع: الَّذِي لَا يبين الْكَلَام.

ولَكَعَتْهُ الْعَقْرَب تَلْكَعُه لَكْعا: لدغته، ولَكِعَ الرجل: أسمعَهُ مَا يكره، على الْمثل: عَن الهجري.

والمَلاكيع: مَا خرج مَعَ السِّلي من الْبَطن.

واللُّكَاعَة: شَوْكَة تحتطب، لَهَا سويقة قدر شبر، لينَة كَأَنَّهَا سير، وَلها فروع مَمْلُوءَة شوكا. وَفِي خلال الشوك وريقة لَا بَال بهَا تنتفض، ثمَّ يبْقى الشوك، فَإِذا جَفتْ ابْيَضَّتْ وَجَمعهَا لُكاع.
لكع
لكُعَ يَلكُع، لَكَعًا ولَكَاعَةً، فهو لَكِيع
• لكُع الشّخصُ: لَؤُم وحمُق "رجلٌ فيه لَكَاعة". 

لكِعَ يَلكَع، لَكَعًا ولَكَاعَةً، فهو أَلْكَعُ
• لكِع الشّخصُ: لكُع؛ لؤُم وحمُق. 

تلكَّعَ يتلكَّع، تلكُّعًا، فهو مُتلكِّع
• تلكَّع الصَّبيُّ: تباطأ في مَشْيه متعمِّدًا ذلك. 

أَلْكَعُ [مفرد]: ج لُكْع، مؤ لَكْعَاءُ، ج مؤ لكعاوات ولُكْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لكِعَ. 

لُكاع [مفرد]: لئيم "رجل/ امرأة لُكاع". 

لَكاعَة [مفرد]: مصدر لكُعَ ولكِعَ. 

لَكَع [مفرد]: مصدر لكُعَ ولكِعَ. 

لُكَع [مفرد]:
1 - لئيم.
2 - أحمقُ.
3 - صبيّ صغير "أَثَمَّ لُكَعٌ فِي الدَّارِ؟ [حديث]: قاله الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلّم مستفسرًا فاطمة، يريد الحَسَنَ أو الحُسَيْنَ". 

لُكَعَة [مفرد]: امرأة لئيمة. 

لَكيع [مفرد]: ج لُكعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لكُعَ. 

لكع: اللُّكَعُ: وسِخُ القُلْفَةِ. لَكِعَ عليه الوَسَخُ لَكَعاً إِذا

لَصِقَ به ولَزِمَه. واللَّكْعُ: النَّهْزُ في الرَّضاعِ. ولَكَعَ الرجُلُ

الشاةَ إِذا نَهَزَها، ونَكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها، وهو

أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ.

واللُّكَعُ: المُهْرُ والجَحْشُ، والأُنثى بالهاء، ويقال للصبيِّ الصغير

أَيضاً لُكَعٌ. وفي حديث أَبي هريرة: أَثَمَّ لُكَعٌ، يعني الحسَنَ أَو

الحُسَيْنَ، عليهما السلام. قال ابن الأَثير في هذا المكان: فإِن أُطلق

على الكبير أُريد به الصغير العِلم والعقْلِ، ومنه حديث الحسن: قال لرجل

يا لُكَعُ، يريد يا صغيراً في العِلم.

واللَّكِيعةُ: الأَمةُ اللئيمةُ. ولَكِعَ الرجُل يَلْكَعُ لَكَعاً

ولَكاعةً: لَؤُمَ وحَمُقَ. وفي حديث أَهل البيت: لا يُحِبُّنا أَلْكَعُ. ورجل

أَلْكَعُ ولُكَعٌ ولَكِيعٌ ولَكاعٌ ومَلْكَعانٌ ولَكُوعٌ: لَئِيمٌ

دَنِيءٌ، وكل ذلك يوصَفُ به الحَمِقُ. وفي حديث الحسن: جاءه رجل فقال: إِنَّ

إِياسَ بنَ مُعاوِيةَ رَدَّ شَهادتي، فقال: يا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ

شهادَتَه؟ أراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره في العلم، والميم والنون زائدتان؛

وقال رؤبة:

لا أَبْتَغي فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ،

جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ

وأَنشد ابن بري في المَلْكَعانِ:

إِذا هَوْذِيّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً

لِسِدْرِيٍّ، فذلك مَلْكَعانُ

ويقال: رجل لَكُوعٌ أَي ذلِيلٌ عَبْدُ النَّفّسِ؛ وقوله:

فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا،

في السِّكَّتَينِ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا

كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِيرَ الأَسْماءِ حين غَلَبَ، وإِلا فكان حُكْمُه

تحملُ اللُّكْعُ، وقد يجوز أَن يكون هذا على النسب أَو على جمع الجمع.

والمرأَة لَكاعِ مثل قَطامِ. وفي حديث ابن عمر أَنه قال لِمَوْلاةٍ له أَرادت

الخُروجَ من المدينةِ: اقْعُدِي لَكاعِ ومَلْكَعانةٌ ولَكِيعةٌ

ولَكْعاءُ. وفي حديث عمر أَنه قال لأَمة رآها: يا لَكْعاءُ أَتَشَبَّهِينَ

بالحَرائِرِ؟ قال أَبو الغريب النصري:

أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ، ثم آوِي

إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاعِ

قال ابن بري: قال الفراء تثنية لَكاعِ أَن تقول يا ذواتَيْ لَكِيعة

أَقْبِلا، ويا ذواتِ لَكِيعة أَقْبِلْنَ. وقالوا في النداء للرجل: يا لُكَعُ،

وللمرأَة يا لَكاعِ، وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَعَ، وقد لَكِعَ لَكاعةً،

وزعم سيبويه أَنهما لا يستعملان إِلاَّ في النداء، قال: فلا يصرف لَكاعِ في

المعرفة لأَنه معدول من أَلْكَعَ. ولَكاعِ: الأُمةُ أَيضاً. واللُّكَعُ:

العبْدُ. وقال أَبو عمرو في قولهم يا لُكَعُ، قال: هو اللئيم،وقيل: هو

العبد، وقال الأَصمعي: هو العيِيُّ الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره، مأْخوذ

من المَلاكِيعِ؛ قال الأَزهري: والقول قول الأَصمعي، أَلا ترى أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، دخل بيت فاطمة فقال: أَين لُكَعٌ؟ أَراد الحسن، وهو

صغير، أَراد أَنه لصغره لا يتجه لِمَنْطِقٍ وما يُصْلِحُه ولم يُرِدْ

أَنه لئيم أَو عبد. وفي حديث سعد بن معاذ: أَرأَيت إِنْ دخل رجل بيته فرأَى

لُكاعاً قد تَفَخَّذَ امرأَته، أَيذهب فيُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ؟ جعل

لُكاعاً

(* قوله« لكاعاً» كذا ضبط في الأصل، وقال في شرح القاموس: لكاعاً

كسحاب ونصه ورجل لكاع كسحاب لئيم، ومنه حديث سعد أرأيت إلخ.) صفة لرجل

نعتاً على فُعالٍ، قال ابن الأَثير: فلعله أَراد لُكَعاً؛ وفي الحديث:

يأْتي على الناسِ زمان يكون أَسْعَدَ الناسِ بالدنيا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ؛ قال

أَبو عبيد: اللُّكَعُ عند العرب العبدُ أَو اللئِيمُ، وقيل: الوَسِخُ،

وقيل: الأَحْمَقُ. ويقال: رجل لَكِيعٌ وكِيعٌ ووَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِيمٌ،

وعبد أَلْكَعُ أوْكَعُ، وأَمَة لَكْعاءُ ووَكْعاءُ،وهي الحَمْقاءُ؛ وقال

البَكْرِيُّ: هذا شتم للعبد واللَّئِيم.

أَبو نهشل: يقال هو لُكَعٌ لاكعٌ، قال: وهو الضيِّق الصدْرِ القليلُ

الغَناءِ الذي يؤَخِّره الرجالُ عن أُمورهم فلا يكون له موْقِعٌ، فذلك

اللُّكَعُ. وقال ابن شميل: يقال للرجل إِذا كان خبيث الفِعالِ شَحِيحاً قلِيلَ

الخير: إِنه للَكُوعٌ.

وبنُو اللَّكِيعةِ: قومٌ؛ قال عليّ بن عبد الله بن عباس:

هُمُ حَفِظوا ذِمارِي، يوم جاءت

كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَني اللَّكيعه

مُسْرِفٌ: لقَبُ مُسْلِمِ بن عُقْبةَ المُرِّي صاحب وَقْعةِ الحَرَّةِ

لأَنه كان أَسْرَفَ فيها. واللُّكَعُ: الذي لا يُبِينُ الكلامَ.

واللَّكْعُ: اللَّسْعُ؛ ومنه قولُ ذي الإِصْبَعِ:

امّا تَرَى نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشْـ

ـشَاءَ، إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا

يعني نصْلَ السهم. ولَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً. ولَكَعَ

الرجُلَ: أَسْمَعَه ما لا يَجْمُلُ، على المثل؛ عن الهجَرِيّ. ويقال للفرس

الذكر لُكَعٌ، والأُنثى لُكَعةٌ، ويصرف في المعْرفة لأَنه ليس ذلك

المَعْدُولَ الذي يقال للمونث منه لَكاعِ، وإِنما هو مِثْلُ صُرَدٍ ونُغرٍ.

أَبو عبيدة: إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فهو لُكَعٌ، والأُنثى لُكَعةٌ،

وإِذا سقط فمه فهو الأَلْكَعُ. والمَلاكِيعُ: ما خرجَ مع السَّلَى من البطن

من سُخْدٍ وصَاءةٍ وغيرهما، ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أَصْلَ له: لُكَعٌ؛

وقال الليث: يقال لَكُوعٌ؛ وأَنشد:

أَنتَ الفَتى، ما دامَ في الزَّهَرِ النَّدَى،

وأنتَ،إِذا اشْتَدَّ الزمانُ، لَكُوعُ

واللُّكاعةُ: شوْكةٌ تحْتَطَبُ لها سُوَيْقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة

كأَنها سيْر، ولها فُرُوعٌ مملوءة شوْكاً، وفي خِلالِ الشوْك ورَيْقةٌ لا بال

بها تنقبض ثم يبقى الشوك، فإِذا جفَّت ابيضت، وجمعها لُكاعٌ.

لكع
اللُّكَعُ، كصُرَدٍ: اللَّئيمُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهُوَ قَوْلُ أبي عمْروٍ. وقيلَ: هُوَ العَبْدُ وهُوَ قَوْلُ أبي عُبَيْدٍ، زادَ الجَوْهَرِيُّ الذَّليلُ النَّفْسِ.
وقيلَ: هُوَ الأحْمَقُ قَالَهُ ابْن دُرَيْدٍ.
وقالَ الأصْمَعِيُّ: اللُّكَعُ: مَنْ لَا يتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ وَلَا غَيْرِه، وهُوَ العَيِيُّ.
وقيلَ: اللُّكَعُ: المُهْرُ.
ويُقَالُ للصَّبِيِّ الصَّغِير أيْضاً لُكَعٌ، ومنْهُ حَديثُ أبي هُرَيرَةَ: أثَمَّ لُكَعُ يعنِي الحَسَنَ أَو الحُسَيْنَ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا، كَمَا فِي الصِّحاحِ وقالَ ابنُ الأثيرِ: فإنْ أُطْلِقَ على الكَبِير أُريدَ بهِ الصَّغِير فِي العِلْمِ والعَقْلِ، ومِنْهُ حَديثُ الحَسَنِ: قالَ لرَجُلٍ: يَا لُكَعُ يريدُ يَا صَغِيراً فِي العِلْمِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ: القَوْلُ قولُ الأصْمَعِيِّ، أَلا تَرَى أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَخَلَ بيتَ فاطِمَةَ، رضيَ اللهُ عَنْهَا، فقالَ: أيْنَ لُكَعُ أرَادَ الحَسَنَ، وهُو الصَّغِير، أرادَ أنَّه لصِغَرِه لَا يَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ، وَمَا يُصْلِحُه، ولَمْ يُرِدْ أنَّه لَئيمٌ أَو عَبْدٌ.
وَفِي حَديثٍ آخرَ: يأْتِي زَمانٌ يَكُونُ أسْعَدَ النّاسِ فيهِ لُكَعُ بنُ لُكَعَ قيلَ: أرادَ اللَّئيمَ، وقيلَ: الوَسخ، وسُئِلَ عنْه بلالُ بنُ جَريرٍ فقالَ: هُوَ فِي لُغَتِنَا الصَّغِيرُ، وقالَ اللَّيْثُ: اللُّكَعُ: أصْلُه وَسِخُ القُلْفَة، ثمَّ جُعلَ للَّذي لَا يُبَينُ الكَلامَ.
ويُقَالُ وَفِي الصِّحاحِ وتَقُولُ فِي النِّدَاءِ: يَا لُكَعُ، وللاثْنَيْنِ: يَا ذَوَيْ لُكَعَ وَلَا يُصْرَفُ لُكَعُ فِي المَعْرِفَةِ، لأنَّهُ مَعْدُولٌ من ألْكَعَ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقالُ للفَرَسِ الذَّكَرِ: لُكَعٌ، وللأُنْثَى لُكَعَةٌ، وَهَذَا يَنْصَرِفُ فِي المَعْرِفَةِ، لأنَّه لَيْسَ كَذَلِك، وَفِي الصِّحاحِ لَيْسَ ذلكَ، المَعْدُول الّذِي يُقَالُ للمُؤَنَّثِ مِنْهُ: لَكَاعِ، وإنّما هُوَ كصُرَدٍ ونُغَرٍ،)
ونَقَلَ ابنُ بَرِّيّ عَن الفَرّاءِ قالَ: قَالُوا فِي النِّدَاءِ للرَّجُلِ: يَا لُكَعُ، وللمَرْأةِ يَا لَكاعِ، وللاثْنَيْنِ: يَا ذَوَيْ لُكَعَ، وقَدْ لَكِعَ لَكَاعَةً، وزعَمَ سيبَوَيْه أنَّهُمَا لَا يُسْتَعْملانِ إِلَّا فِي النِّدَاءِ، قالَ: وَلَا يُصْرَفُ لَكَاعِ فِي المَعْرِفَةِ، لأنَّه مَعْدُولٌ منْ لُكَع.
ولَكِعَ عَلَيْهِ الوَسَخُ، كفَرِحَ: لَصِقَ بهِ ولزِمَهُ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن الأصْمَعِيِّ، وكذلكَ: لَكِثَ ولَكِدَ.
وقالَ اللَّيْثُ لَكِعَ فُلانٌ لَكْعاً، ولَكَاعَةً: لَؤُمَ هَكَذَا فِي العُبَابِ، وضُبِطَ فِي الصِّحاحِ لَكُعَ لَكَاعَةً، ككَرُمَ كَرَامَةً، وهُو ألْكَعُ لُكَعُ، ومَلْكَعَانُ، الثّاني كصُرَدٍ، كَذَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ، وَفِي النُّسَخِ: ألْكَعُ، ولُكَعُ، ومَلْكَعَانُ، وأنْشَدَ ابنُ بَرّيٍّ فِي المَلْكَعَانِ:
(إِذا هَوْذِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً ... لسِدْرِيٍّ فذلكَ مَلْكعانُ)
وَفِي حديثِ: إنَّا أهْلَ البَيْتِ لَا يُحِبُّنا ألْكَعُ.
قالَ اللَّيْثُ: وبَعْضٌ يَقُولُ فِي النِّداءِ وغَيرِه: هُوَ مَلْكَعانُ وهِيَ مَلْكَعانَةٌ بالهاءِ، أوْ لَا يُقَالُ: مَلْكَعانٌ إلاّ فِي النّدَاءِ، يُقَالُ يَا مَلْكَعانُ يَا مَخْبَثَانُ يَا مَحْمَقَانُ يَا مَرْقَعانُ يَا مَلأمانُ، نَقَله اللَّيْثُ عَن بَعْضِ النَّحْوِييِّنَ، وَمِنْه قَوْلُ الحَسَنِ لرَجُلٍ: يَا مَلْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شَهَادَة هَذَا قيلَ: أرادَ حَدَاثَةَ سنِّهِ، أَو صِغَرَهُ فِي العِلْمِ، والمِيمُ والنونُ زائِدَتَانِ. وامْرأَةٌ لَكاعِ، كقَطامِ: لَئِيمَةٌ قالَ الشاعِرُ:
(عَلَيْكَ بأمْرِ نَفْسِكِ يَا لَكاعِ ... فَمَا مَنْ كانَ مَرْعِيّاً كَرَاعِ)
وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ، وهُوَ الحُطَيْئَةُ وَفِي اللِّسانَ: قالَ أَبُو الغَريبِ النَّصْرِيُّ:
(أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثمَّ آوِي ... إِلَى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاعِ)
وَفِي حَديثِ ابنِ عُمَرَ أنَّه قالَ لِمَوْلاةٍ لهُ أرادَتِ الخُرُوجَ منَ المَدِينَةِ: اقْعُدِي لَكَاعِ.
واللَّكُوعُ، واللَّكِيعُ، كصَبُورٍ، وأمِيرٍ: اللَّئِيمُ الدَّنِئُ، والأحْمَقُ، قالَ رُؤْبَةُ: لَا أبْتَغِي فَضْلَ امْرِئٍ لَكُوعِ جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ:
(فأنْتَ الفَتَى مَا دامَ فِي الزَّهَرِ النَّدَى ... وأنْتَ إِذا اشْتَدَّ الزَّمَانُ لَكُوعُ)
وبَنُو اللَّكِيعَةِ، كسَفِينَةٍ: قَوْمٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِعَلِيٍّ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبّاسٍ:
(هُمُ حَفِظُوا ذِمارِي يَوْمَ جاءَتْ ... كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَنِي اللَّكِيعَهْ)

أرادَ بمُسْرفٍ مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ، صاحِبَ وَقْعَةِ الحَرَّةِ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ المَلاكِيعُ: مَا يَخْرجُ منَ البَطْنِ معَ الوَلَدِ مِنْ سُخْدٍ وصاءَةٍ وغَيْرِهِمَا.
واللَّكْعُ، كالمَنْعِ: اللَّسْعُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. يُقَالُ لكَعَتْهُ العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ: إِذا مُسَّ دَبْرُهُ لَكَعَا قُلْتُ: هُو لِذِي الإصْبَعِ العَدْوانِيِّ، وصَدْرُه: إمَّا تَرَىْ نَبْلَهُ فخَشْرَمُ خَشَّاءَ يَعْنِي نَصْلَ السَّهْمِ، ووُجِدَ فِي هامِشِ الصِّحاحِ بخَطِّ أبي سَهْلِ بالحُمْرَةِ صَدْرُه: نَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ خَشّاءَ وهُوَ سَهْوٌ.
واللَّكْعُ: الأكْلُ والشُّرْبُ، كَمَا فِي العُبابِ.
واللَّكْعُ: النَّهْزُ فِي الرَّضاعِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اللِّكْعُ بالكَسْرِ: القَصيرُ، قالَ أَبُو الرُّبَيْسِ الثَّعْلَبِيُّ:
(يَرَى البُخْلَ بالمَعْرُوفِ كَسْباً وكَسْعُهُ ... أولات الذُّرى بالغَبْرِ لِكْعٌ كناتِرُ)
واللُّكَاعُ كغُرابٍ: فَرَسُ ذِي اللِّبْدَةِ زَيْدِ بنِ عَبّاس بنِ عامِرٍ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اللُّعَكُ، كصُرَدٍ: الجَحْشُ الرّاضِعُ، قالَهُ نُوحُ بنُ جَريرٍ حِينَ سُئِلَ عَن الحَديثِ الّذِي تَقَدَّمَ، قالَ: نَحْنُ أرْبابُ الحُمُرِ، نَحْنُ أعْلَمُ بهِ.
واللَّكِيعَةُ: الأمَةُ اللَّئيمَةُ، كاللَّكْعَاءِ.
ورَجُلٌ لَكُوعٌ، كصَبُورٍ: ذَلِيلٌ عَبْدُ النَّفْسِ ورَجُلٌ لَكاعٌ، كسَحَابٍ: لَئِيمٌ، ومِنْهُ حَديثُ سَعْدٍ: أرَأيْتَ إنْ دَخَلَ رَجُلٌ بَيْتَه، فَرَأى لَكاعاً قَدْ تَفَخَّذَ امْرَأتَه، أفَيَذْهَبُ فيُحْضِرُ أرْبَعَةَ شُهَدَاءَ جَعَلَ لَكاعاً صِفةً للرَّجُلِ نَعْتاً على فَعالٍ، قالَ ابنُ الأثِيرُ: فلَعَلَّهُ أرادَ لُكَعاً فَحَرَّفَ.
والألاكِعُ: جَمْعُ الألْكَعِ، وقِيلَ: جَمْعُ الجَمْعِ، قالَ الرّاجِزُ: فأقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوَابِعَا فِي السِّكَّتَيْنِ تَحْمِلُ الألاكِعَا)
كسَّرَه تَكْسِيرَ الأسْمَاءِ حِينَ غَلَبَ ونَقَلَ ابنُ بَرِّيٍّ عَن الفَرّاءِ قالَ: تَثْنِيَةُ لَكاعِ وجَمْعُه أنْ يَقُولَ: يَا ذَواتَيْ لَكِيعَةَ أقْبِلا، وَيَا ذَوَاتَ لَكِيعةَ أقْبِلْنَ.
وقالَ أَبُو نَهْشَلٍ: يُقَالُ: هُوَ لُكَعٌ لاكِعٌ للضَّيِّقِ الصَّدْرِ، القَليلِ الغَنَاءِ، الّذِي تُؤَخِّرُهُ الرِّجَالُ عَنْ أُمُورِهَا، فَلَا يَكُونُ لَهُ مَوْقِعٌ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا كانَ خَبيثَ الفِعَالِ شَحِيحاً قليلَ الخَيْرِ: إنَّه للَكُوعٌ.
واللُّكَعُ، كصُرَدٍ: الّذِي لَا يُبِينُ الكَلامَ.
ولَكَعَ الرَّجُلَ: أسْمَعَه مَا لَا يجْمُلُ، على المَثَلِ، عَن الهَجَرِيِّ.
وقالَ أَبُو عُبَيدةَ: إِذا سَقَطَتْ أضْرَاسُ الفَرَسِ فهُوَ لُكَعٌ، وَإِذا سَقَطَ فَمُه فهُوَ الألْكَعُ.
واللُّكَاعَةُ بالضَّمِّ شَوْكَةٌ تُحْتَطَبُ، لهَا سُوَيْقَةٌ قَدْرُ الشِّبْرِ، لَيِّنَةٌ كأنّهَا سَيْرٌ، وَلها فُرُوعٌ مَمْلُوءَةٌ شَوْكاً، وَفِي خِلالِ الشَّوْك وُرَيْقَةٌ لَا بالَ بهَا، تَنْقَبِضُ ثُمَّ يَبْقَى الشَّوْك، فَإِذا جَفَّتِ ابْيَضَّتْ، كَمَا فِي اللِّسانِ.

وعث

وعث:
وعث: وردت في ديوان الهذليين (19، البيت الخامس)
(وعث)
الطَّرِيق (يوعث) وعثا ووعثا تعسر سلوكه وَالْأَمر فسد وَاخْتَلَطَ وَيَده وعثا انْكَسَرت

(وعث) الطَّرِيق (يوعث) وعوثة وعث وَالْأَمر وعث
[وعث] نه: فيه: نعوذ بك من "وعثاء" السفر، أي شدته ومشقته، من الوعث وهو الرمل ويشتد المشي فيه، رمل أوعث ورملة وعثاء. ن: هو بفتح واو وسكون عين وبمثلثة. ش: ومنه: السهل و"الوعث": المكان السهل كثير الوحش يغيب فيه الأقدام. نه: ومنه: مثل الرزق كمثل حائط له باب فما حول الباب سهولة وما حول الحائط "وعث" ووعر. ومنه: على رأس جبل "وعث".

وعث


وَعِثَ(n. ac. وَعَث)
a. Was broken (hand).
b. see infra.

وَعُثَ(n. ac. وُعُوْث)
a. Was irksome.

وَعَّثَa. Restrained.

أَوْعَثَa. Walked over bad ground.
b. [Fī], Squandered.
c. Spoilt.

وَعْث
(pl.
وُعُوْث)
a. Broken bone.
b. Soft, sandy ground; quagmire.
c. Difficulty.
d. Thinness.
e. see 5
وَعْثَةa. Fat, corpulent (woman).
وَعِثa. Arduous; irksome.

وُعُوْثa. Evil, disaster.

وَعْثَآءُa. Difficulty; irksomeness.

N. P.
وَعڤثَa. Slighted.

N. P.
وَعَّثَa. see 5
[وعث] الوَعْثُ: المكان السَهل الكثير الدهسِ، تغيب فيه الأقدام، ويشقُّ على من يمشي فيه. وأوْعَثَ القومُ، أي وقعوا في الوَعْثِ. ويقال أيضاً للعظم المكسور : وَعثٌ. وامرأةٌ وَعْثَةٌ أيضاً: كثيرة اللحم. ووعثاء السفر: مشقَّته. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقص الحسب. ابن السكيت: أوْعَثَ في ماله، أي أسرف. 
وعث
وَعِثَتْ يَدُه وَعْثاً: انْكَسَرَتْ. وهو وَعِثُ اللِّسانِ: لا يَقْدِرُ على الكَلام لاضْطِرابِ لَهَاتِه.
والوَعْثُ: الهُزَالُ. ووَعَّثْتُه عنه: حَبَسْتَه وصَرَّفْتَه. وأوْعَثَ: خَلَّطَ وأفْسَدَ، فَوَعَثَ وُعُوْثاً. وأصْلُه: من المَكان الوَعُثِ: الرِّخْوِ الكَثيرِ التُّرابِ أو الرَّمْلِ.
وأوْعَثُوا: وَقَعُوْا في الوُعُوْثَةِ، ومنه: وَعْثَاءُ السَّفَرِ والمَــأْثَمِ، وهي الشِّدَّةُ والمَشّقَّةُ. وامْرأةٌ وَعْثَةُ الرِّدْفِ: عَجْزَاءُ، قال ابنُ هَرْمَةَ:
ثمَّ قامَتْ حَوْلَها أتْرَابُها ... وَعْثَةَ الأرْداقِ غَرْثَى المُلْتَزَمْ
و ع ث : الْوَعْثُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ الطَّرِيقُ الشَّاقُّ الْمَسْلَكِ وَالْجَمْعُ وُعُوثٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَوْعَثَ الرَّجُلُ مَشَى فِي الْوَعْثِ وَيُقَالُ الْوَعْثُ رَمْلٌ رَقِيقٌ تَغِيبُ فِيهِ الْأَقْدَامُ فَهُوَ شَاقٌّ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِكُلِّ أَمْرٍ شَاقٍّ مِنْ تَعِبٍ وَإِثْمٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَمِنْهُ وَعْثَاءُ السَّفَرِ وَكَآبَةُ الْمُنْقَلَبِ أَيْ شِدَّةُ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ وَسُوءُ الِانْقِلَابِ وَيُقَالُ وَعُثَ الطَّرِيقُ وُعُوثَةً مِنْ بَابَيْ قَرُبَ وَتَعِبَ إذَا شَقَّ عَلَى السَّالِكِ فَهُوَ وَعْثٌ وَالْوَعْثُ أَيْضًا فَسَادُ الْأَمْرِ وَاخْتِلَاطُهُ.
و ع ث

هو يمشي في الوعث والوعوث: في دهاسٍ يشق فيه المشيُ، وقد أوعثوا، كقولك: أسهلوا.

ومن المجاز: " أعوذ بالله من وعثاء السفر ": من شدّته. وركب فلان الوعثاء إذا أذنب. قال الكميت:

وأين ابنها منكم ومنّا وبعلها ... خزيمة والأرحام وعثاء حوبها ويده وعثة: منكسرة. قال:

ألستم تغضبون إذا رأيتم ... يميني وعثةً وفمي رتاما

ورجل وعث اللسان إذا عجز عن الكلام. قال ابن هرمة:

ومغوثٍ بعد الهدوّ أجبته ... ولسانه وعث اللهاة قطيع

وأوعث المتكلم. وامرأة وعثة الأرداف: عجزاء. قال ابن هرمة:

ثم قامت حولها أترابها ... وعثة الأرداف غرثى الملتزم
(وع ث)

الوَعْثُ من الرمل: مَا غَابَتْ يه الأرجل وأخفاف الْإِبِل. وَقيل: الوَعْثُ من الرمل: مَا لَيْسَ بكثر جدا. وَقيل هُوَ الْمَكَان اللين أنْشد ثَعْلَب

ومِنْ عاقِرٍ تَنْفِى الألاءَ سَرَاُتها ... عِذَارَيْنِ من جَرْدَاءَ وَعْثٍ خُصُورها

رفع خصورها بِوَعْث لِأَنَّهُ فِي معنى لين فَكَأَنَّهُ قَالَ لين خصورها. وَالْجمع وُعُوثٌ ووُعْثٌ.

وَمرَّة وَعْثَةُ الأرداف: لينتها فَأَما قَول رؤبة:

ومِنْ هَوَايَ الرُّجَّحُ الأثائِثُ ... تُمِيلُها أْعجازُها الأواعِثُ فقد يكون جمع وعْثٍ على غير قِيَاس، وَقد يجوز أَن يكون جمع وَعْثا على أوْعُثٍ ثمَّ جمع أوْعُثا على أوَاعِث.

والوَعْثاءُ كالوَعْثِ. وَقَالُوا:

على مَا خَيَّلتْ وَعْثَ القَصِيمِ

إِذا أَمرته بركوب الْأَمر على مافيه، وَهُوَ مثل: ووَعِثَ الطَّرِيق وَعْثا ووَعَثَا ووَعُث وُعُوثَة كِلَاهُمَا: لَان فَعَاد كالوَعْثِ.

وأوْعَث: وَقع فِي الوَعْثِ.

ووَعْثاءُ السّفر: مشقته وشدته.

والوُعُوثُ: الشدَّة، قَالَ صَخْر الغي:

يُحَرّضُ قومَه كي يَقتلوني ... على المُزَنِيّ إذْ كَثرَ الوُعُوثُ
وعث
وعُثَ يوعُث، وُعوثةً، فهو وَعِث
• وعُث الطَّريقُ: غابت فيه الأقدام فشقَّ على من يمشي فيه.
• وعُث الأمرُ: اختلط وفسَد "وَعُثت آراؤه ومقترحاته". 

وعِثَ يوعَث، وَعْثًا ووَعَثًا، فهو وَعِث
• وعِث الطَّريقُ: وعُث؛ غابت فيه الأقدام فشقَّ على من يمشي فيه.
• وعِث الأمرُ: وعُث؛ اختلط وفسد "وَعِثَتْ أعمالُه".
• وعِثتْ يدُه: انكسَرتْ "وقع على الأرض فوعِثت ساقه". 

وَعْث [مفرد]: ج وُعوث (لغير المصدر) ووُعْث (لغير المصدر):
1 - مصدر وعِثَ.
2 - عسر، طريق صَعْب.
3 - كلّ أمر شاقّ من تعب أو قساوة أو غيرهما "عانيتُ كثيرًا من وَعْث الحياة" ° رَجُل وَعْث اللِّسان: عاجز عن الكلام.
4 - عظم مكسور. 

وَعَث [مفرد]: مصدر وعِثَ. 

وَعِث [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وعُثَ ووعِثَ.
2 - طريق عسير "لولا الوعِث لوصلنا منذ ساعة إلى قريتنا". 

وَعْثاءُ [مفرد]:
1 - مشقّة وتَعَب "أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ [حديث]: من شِدَّتِهِ وَمَشَقَّتِهِ".
2 - كُلّ خصلة مكروهة ° ركِب الوَعْثاءَ: أَذْنَبَ. 

وُعوثة [مفرد]: مصدر وعُثَ. 
وعث كأب حور كور وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا سَافر سفرا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من وعثاء السّفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور وَسُوء المنظر فِي الْأَهْل وَالْمَال. أما قَوْله: من وعثاء السّفر قَالَ: الوعثاء شدَّة النصب وَالْمَشَقَّة وَكَذَلِكَ هُوَ فِي المآثم. [و -] قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب جذاما على انتقالهم بنسبهم من خُزَيْمَة بْن مدركة وَكَانَ يُقَال: إِنَّهُم جذام بْن أسدة بْن خُزَيْمَة أخي أَسد بن خُزَيْمَة فانتقلوا إِلَى الْيمن فِيمَا أَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ فَقَالَ الْكُمَيْت: [الطَّوِيل]

وَابْن ابْنهَا مِنّا ومنكم وبَعْلُها ... خَزَيمة والأرحام وعثاء حوبها

يَقُول: إِن قطيعة الرَّحِم مــأثم شَدِيد وَإِنَّمَا أصل الوعثاء من الوعث وَهُوَ الدهس والوعث والوعِث الْمَشْي يشْتَد فِيهِ على صَاحبه فَصَارَ مثلا فِي كل مَا يشق على فَاعله. وَقَوله: وكآبة المنقلب - يَعْنِي أَن يَنْقَلِب من سَفَره إِلَى منزله بِأَمْر يكتئب مِنْهُ أَصَابَهُ فِي سَفَره أَو فِيمَا يقدم عَلَيْهِ. وَقَوله: الْحور بعد الْكَوْن - هَكَذَا يرْوى بالنُّون وسُئِلَ عَاصِم عَن هَذَا فَقَالَ: ألم تسمع إِلَى قَوْله: حَار بعد مَا كَانَ يَقُول: إِنَّه كَانَ على حَالَة جميلَة فحار عَن ذَلِك أَي رَجَعَ وَهُوَ فِي غير هَذَا الحَدِيث الكور - بالراء وَزعم الْهَيْثَم أَن الْحجَّاج بْن يُوسُف بعث فلَانا قد سَمَّاهُ على جَيش وَأمره عَلَيْهِم إِلَى الْخَوَارِج ثُمَّ وَجهه بعد ذَلِك إِلَيْهِم تَحت لِوَاء غَيره فَقَالَ الرجل: هَذَا الْحور بعد الكور فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج: ومَا قَوْلك: الْحور بعد الكور قَالَ: النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة وَمن قَالَ هَذَا أَخذه 26 / الف من كور الْعِمَامَة يَقُول: قد تَغَيَّرت حَاله وانتقضت كَمَا ينْتَقض كور الْعِمَامَة بعد الشد وكل هَذَا قريب بعضه من بعض فِي الْمَعْنى.

وعث

1 وَعِثَ, aor. ـَ (inf. n. وَعْثٌ, TA,) and وَعُثَ, aor. ـُ (inf. n. وُعُوثَةٌ and وَعَاثَةٌ, TA,) It (a road) was difficult to travel, (K,) and arduous to ascend. (TA.) b2: وَعِثَ, aor. ـَ inf. n. وَعْثٌ and وَعَثٌ; and وَعُثَ, aor. ـُ inf. n. وُعُوثَةٌ; it (a road) was soft, and like what is termed وَعْثٌ. (ISd.) b3: وَعِثَ It (dust) was fine, and it (land) was soft, and loose, so that the feet of beasts of carriage sank in it. (TA.) b4: وَعِثَتْ يَدُهُ His hand broke. (K.) 2 وعّث, inf. n. تَوْعِيثٌ, He withheld, or restrained, and turned, or diverted, [another from a thing]. (K.) وعّثهُ عَنْ كَذَا He turned him, or diverted him, from such a thing; as also عوّثهُ. (Az.) 4 اوعث He came upon a tract such as is called وَعْثٌ: (S, K:) he came upon an even and soft tract: (A:) he walked along a tract such as is called وَعْثٌ. (Msb.) b2: اوعث فِى مَالِهِ He was prodigal of his wealth, (ISk, S, K.) A2: اوعث, inf. n. إِيعَاثٌ, He confounded, or confused. (TA.) وَعْثٌ A place that is even and soft, (S, K,) such as is termed دَهْسٌ, (K,) or كَثِيرُ الدَّهَسِ, (S,) in which the feet sink, (S, K,) and upon which it is troublesome to walk: (S:) or sand in which the feet of camels, &c., sink: (ISd:) and [in like manner] ↓ وَعْثَاءُ signifies that in which the hoofs of horses and the like, and the feet of camels, sink, consisting of fine sand, and what is termed دَهَاس, of small pebbles: (Az, from Khálid Ibn-Kulthoom:) or وَعْثٌ signifies whatever is soft and even: (As:) or sand that is not much in quantity: or a soft place: pl. وُعْثٌ and وُعُوثٌ: and [in like manner] ↓ نَقًا مُوَعَّثٌ an extended and gibbous tract of sand, which is soft, and in which the feet sink. (TA.) b2: Also وَعْثٌ and ↓ وَعِثٌ and ↓ مُوَعَّثٌ A difficult road. (K.) b3: هُوَ يَمْشِى فِى الوَعْثِ, and فِى الوُعُوثِ, He walks along a tract such as is called دَهَاس, (and along tracts of that kind,) in which walking is laborious. (TA.) b4: وَعْثٌ (tropical:) A bone broken, (S, K,) and chipped, or notched. (S.) b5: وَعْثٌ Leanness: (K:) soft leanness. (TA.) b6: وَعْثٌ A corrupt and confused state of an affair: pl. وُعُوثٌ. (L.) b7: وَعْثٌ (tropical:) Anything inconvenient, troublesome, difficult, or toilsome. (Msb.) b8: إِمْرَأَةٌ وَعْثَةٌ A woman who is fat, (K,) or fleshy; (S;) as though the fingers would sink into her, by reason of her softness and fleshiness. (TA.) امراة وَعْثَهُ الأَرْدَافِ (tropical:) A woman having soft buttocks. (ISd.) Ru-beh says, تُمِيلُهَا أَعْجَازُهَا الأَوَاعِثُ [Her soft buttocks make her to bend]. Here اواعث may be pl. of وَعْثٌ, contr. to analogy; or it may be pl. of أَوْعُثٌ, which may be pl. of وَعْثٌ. (ISd.) ↓ وَعْثَاءُ also signifies the same as وَعْثٌ. (ISd.) b9: [For the prov.]

عَلَى مَا خُيِّلَتْ وَعْثُ القَصِيمِ (TA,) [see 2, in art. خيل.]

وَعِثٌ: see وَعْثٌ.

وُعُوثٌ Adversity; difficulty; distress; affliction; evil. (TA.) b2: See وَعْثٌ.

وَعْثَاءُ (tropical:) Inconvenience, trouble, difficulty, or toil, (S, K,) of travel: (S:) or severity of trouble, difficulty, or toil, thereof. (A'Obeyd.) b2: Also the like with respect to crimes, sins, or the like: you say, رَكِبَ الوَعْثَاءَ meaning (tropical:) He committed a crime, sin, fault, or act of disobedience. (A'Obeyd.) b3: See وَعْثٌ.

مُوْعُوثٌ A man deficient in rank or quality, nobility, or eminence, reputation or note or consideration, or what is termed حَسَب. (S, K.) مُوَعَّثٌ: see وَعْثٌ.

وعث: الوَعْثُ: المكان السَّهْلُ الكثير الدَّهِسُ، تغيب فيه الأَقدام.

قال ابن سيده: الوَعْثُ من الرمل ما غابت فيه الأَرجل والأَخفاف؛ وقيل:

الوَعْثُ من الرمل ما ليس بكثير جداً؛ وقيل: هو المكان اللين؛ أَنشد

ثعلب:ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها،

عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها

رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه في معنى لَيِّنٍ، فكأَنه قال: لين خصورها،

والجمعُ وُعْثٌ

(* قوله «والجمع وعث» كذا بالأصل المعول عليه بهذا الضبط.)

ووُغُوثٌ.

وحكى الأَزهري عن خالد بن كلثوم: الوَعْثاءُ ما غابت فيه الحوافِرُ

والأَخفافُ من الرمل الرقيق والدَّهاسِ من الحصى الصغار وشبهه.

قال: وقال أَبو زيد: يقال طريق وَعْثٌ في طريق وَعُوثٍ. ويقال: الوَعَثُ

رِقَّةُ التراب ورخاوة الأَرض تغيب فيه قوائم الدواب؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ

إِذا كان كذلك. وقال الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سهل. وحكى الفراءُ

عن أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وقد وَعُثَتْ وَعْثاً،

وقال غيره: وُعُوثةً ووَعاثةً. قال ابن سيده: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً

ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كلاهما: لانَ فصار كالوَعْثِ.

وأَوْعَثَ: وَقَع في الوَعْثِ. وأَوْعَثُوا: وقَعُوا في الوَعْثِ؛

وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قال رؤْبة:

ليس طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ

وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فيها من لينها

وكثرة لحمها. قال ابن سيده: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛

فأَما قول رؤْبة:

ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ،

تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ

فقد يكون جَمَع وَعْثاً على غير قياس، وقد يكون جَمَع وَعْثاءَ على

أَوْعُثٍ، ثم جَمَع أَوْعُثاً على أَواعِثَ.

قال: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وقالوا:

على ما خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم

إِذا أَمرته بركوب الأَمر على ما فيه، وهو مَثَلٌ. ووَعْثاءُ السفر:

مشقته وشدّته. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه إِذا كان سافَر

سفراً قال: اللهم إِنا نعوذ بك من وَعْثاءِ السَّفَر، وكآبة المُنْقَلَبِ أَي

شدّته ومشقته؛ قال أَبو عبيد: هو شدة النصَب والمشقة، وكذلك هو في

المآثم؛ قال الكميت يذكر قضاعة وانتسابهم إِلى اليمن:

وابنُ ابْنِها مِنَّا ومنكم، وبَعْلُها

خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها

يقول: إِن قطيعة الرحم مَــأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء من

الوَعْثِ، وهو الدَّهِسُ معا الرمال

(* قوله «وهو الدهس معا الرمال» كذا بالأصل

المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك.) الرقيقة،

والمشي يشتدّ فيه على صاحبه، فجعل مَثَلاً لكل ما يشق على صاحبه.

وفي الحديث: مَثَلُ الرزق كَمَثَل حائط له باب، فما حولَ البابِ

سُهُولَةٌ، وما حولَ الحائط وَعْثٌ وَوَعْرٌ. وفي حديث أُمِّ زرع: على رأْس

قَوْرٍ وَعْثٍ.

والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قال صخر الغيِّ:

يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني،

على المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ

ويقال للعظم المكسور المَوْقورِ: وَعْثٌ.ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب.

وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ. والوَعْثُ: فسادُ الأَمر

واختلاطه، ويجمع على وُعُوثٍ. وَأَوْعَثَ في ماله، وأَقْعَثَ في ماله،

وطَأْطَأَ الرَّكْضَ في ماله: أَسْرَفَ فيه. وقال الأَزهري في ترجمة وعث: تقول

وَعَثْتُهُ عن كذا وعَوَّثْتُه أَي صرفته.

وعث
: ( {الوَعْثُ: المَكَانُ السَّهْلُ) الكَثِيرُ (الدَّهِسُ تَغِيبُ فِيهِ الأَقْدَامُ) ، قَالَ ابْن سَيّده: الوَعْثُ من الرَّمْلِ: مَا غابَتْ فِيهِ الأَرْجُلُ والخِفَافُ.
وَقيل: الوَعْثُ من الرَّمْل: مَا لَيْسَ بكَثِيرٍ جِدًّا.
وَقيل: هُوَ لمكانُ للَّيِّنُ، أَنشد ثعلبٌ:
وَمن عاقِرٍ يَنْفِى الأَلاَءِ سَرَاتُهَا
عِذارَيْنِ من جَرْدَاءَ} وَعْثٍ خُصُورُهَا
رَفَعَ (خُصورها) {بوَعْثٍ؛ لأَنه فِي معنى لَيِّنٍ، فكأَنّه قَالَ: لَيِّنٍ خصورُها، وَالْجمع} وُعْثٌ {ووُعُوثٌ.
وَحكى الأَزْهَرِيّ عَن خالِدِ بنِ كُلْثُوم:} الوَعْثَاءُ: مَا غَابتْ فِيهِ الحَوَافِرُ والأَخْفَافُ من الرَّمْلِ الدَّقِيقِ والدَّهَاسِ من الحَصَى الصِّغارِ، قَالَ: وَقَالَ أَبو زيد: طَريقٌ وَعْثٌ فِي طَرِيقٍ وَعُوثٍ.
وَيُقَال: الوعَثُ: رِقَّةُ التُّرَابِ ورَخَاوَةُ الأَرْضِ تغيبُ فِيهِ قوائمُ الدَّوابِّ، ونَقاً {مُوَعَّثٌ، إِذا كَانَ كذالك.
(و) الوَعْثُ (: الطَّرِيقُ العَسِرُ،} كالوَعِثِ، ككَتِفٍ، {والمُوَعَّثِ، كمُحَمَّد) ، وَهُوَ يمْشِي فِي الوَعْثِ} والوُعُوثِ: فِي دَهَاسٍ يَشُقُّ فِيهِ المَشْيُ، وَفِي الحَدِيث: مَثَلُ الرِّزق كمَثَلِ حائِطٍ لَهُ بَاب، فَمَا حولَ البابِ سُهُولَة، وَمَا حَوْلَ الحائِطِ وَعْثٌ ووَعْرٌ) وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: (على رَأْسِ قَوْزٍ وَعْثٍ) .
وَعَن الأَصمعيّ: الوَعْثُ: كلّ لَيِّنٍ سَهْلٍ.
(و) من الْمجَاز: الوَعْثُ (: العَظْمُ المَكْسُورُ) المَوْقُور.
(و) الوَعْثُ: (الهُزَالُ) ، (وَالْمَكَان) اللَّيِّن، وَحكى الفَرّاءُ عَن ابْن قَطَرِيّ: أَرضٌ {وَعِثَةٌ} ووَعْثَةٌ.
(ووَعُث الطَّرِيقُ، كسَمِع وكَرُم) {وَعْثاً، وَقَالَ غَيره:} وُعُوثَةً {ووَعاثَةً (: تَعَسَّرَ سُلُوكُه) وصَعُبَ مُرْتقاه بحيثُ شَقّ فِيهِ المَشْيُ، وصَعُبَ التَّخَلُّصُ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن سَيّده:} وَعِثَ الطَّرِيقُ {وَعْثاً} وَوَعَثاً، {وَوَعُثَ} وَعُوثَةً، كِلَاهُمَا لاَنَ فصارَ كالوَعْثِ.
( {وأَوْعَثَ: وَقَعَ فِي الوَعْثِ) ، وَفِي الأَساس:} أَوْعَثُوا، كأَسْهَلُوا.
(و) أَوْعَثَ، إِذا (أَسْرَفَ فِي المَالِ) كأَقْعَثَ فِي مالِه، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَاله.

( {ووَعِثَتْ يَدُهُ، كَفَرِحَ: انْكَسَرَتْ) وَقد تقدّم أَنه مَجَاز.
(} والتَّوْعِيثُ: الحَبْسُ والصَّرْفُ) . قَالَ الأَزهريّ فِي تَرْجَمَة عوث: تَقول: {وَعَّثْتُه عَن كَذَا،} وَعَوَّثْتُه، أَي صَرَفْتُه.
(و) من الْمجَاز: (! الوَعْثَاءُ) فِي السَّفَرِ: (المَشَقَّةُ) والشِّدَّةُ، ورُوِيَ عَن النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنّه كانَ إِذا سافَرَ سَفَراً قَالَ: اللهمَّ إِنْا نَعُوذُ بكَ من وَعْثَاءِ السَّفِرِ وكآبَةِ المُنْقَلَبِ) قَالَ أَبو عبيد: هُوَ شِدَّةُ النَّصَبِ والمَشَقّة.
وكذالك هُوَ فِي المآثِم، يُقَال: رَكِبَ الوَعْثاءَ، أَي أَذْنَبَ، قَالَ الكُمَيْتُ يذكر قُضَاعَةَ وانتسابَهُم إِلى الْيمن:
وابْنُ ابْن 2 امِنّا ومِنْكُمْ وَبَعَلُها
خُزَيمَةُ والأَرحَامُ {وَعْثَاءُ حُوبُها
يَقُول: إِنّ قطيعةَ الرَّحِمَ مَــأَثَمٌ شديدٌ.
وإِنّما أَصلُ الوَعثَاءِ من الوَعْثِ، الدَّهِسُ من الرِّمَالِ الرَّقِيقَة، والمشْيُ يَشتدُّ فِيهِ على صاحِبِه، فجُعِلَ مَثَلاً لكلّ مَا يَشُقُّ على صاحِبِه.
(} والمَوْعُوثُ) : الرَّجُلُ (النّاقِصُ الحَسَبِ) .
(و) من الْمجَاز: (امْرَأَةٌ {وَعْثَةٌ) أَي (سَمِينَةٌ) كثيرَةُ اللَّحْمِ، كأَنّ الأَصابعَ تَسُوخُ فِيهَا من لِينِها، وكَثْرَةِ لَحْمِها.
قَالَ ابْن سَيّده: وامْرَأَةٌ} وَعْثَةُ الأَرْدَافِ: لَيِّنَتُها، فأَمّا قولُ رُؤْبَةَ:
ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ
تُمِيلُهَا أَعْجَازُهَا {الأَوَاعِثُ
فقد يكونُ جمْعَ وَعْثٍ على غير قِيَاس، وَقد يكون جَمَعَ وَعْثَاءَ على أَوْعُثٍ، ثمَّ جَمَعَ أَوْعُثاً على أَواعِثَ. قَالَ: والوَعْثَاءُ كالوعْثِ. وقالُوا:
عَلَى مَا خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيمِ
إِذا أَمَرْتَه بِرُكُوبِ الأَمْرِ على مَا فِيه، وَهُوَ مَثَلٌ.
والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرّ، قَالَ صَخرُ الغَيِّ:
يُحَرِّضُ قَوْمَهُ كيْ يَقْتُلُونِي
عَلى المُزَنِيّ إِذْ كَثُرَ الوُعُوثُ
وأَوْعَثَ فلانٌ} إِيعاثاً، إِذا خَلَّطَ.
والوَعْثُ: فَسادُ الأَمْرِ واخْتلاطُه، ويُجمع على وُعُوثٍ، كَذَا فِي اللّسان والأَساس.
وَطَرِيقٌ {أَوْعَثُ، إِذا تَعَسَّرَ سُلُوكُه، قَالَ رُؤبَة:
لَيْسَ طَرِيقُ خَيْرِه} بالأَوْعَثِ

وقع

وقع

1 وَقَعَ الأَمْرُ The thing, or affair, [fell, befell,] happened; took place; came to pass; became [executed, performed, or] realized; syn. حَصَلَ. (TA.) b2: وَقَعَ فِى He lighted, or came, upon a thing or place; and he became in a place. b3: وَقَعُوا فِى السُّنَيَّاتِ البِيضِ [They lapsed into the years of scantiness of herbage]. (K in art. سنه, q. v.) b4: وَقَعَ إِلَيْهِ It chanced, or happened, to come to him, or it: and, said of a thing borne by water, it drifted to it, namely, a place. b5: وَقَعَ عَلَيْهِ It fell, lay, or closed, upon it, or against it. b6: وَقَعَ بِالأَمْرِ He originated the thing, or event, and made it to befall. (TA.) b7: وَقَعَ He fell into a snare, or the like: he became insnared. b8: وَقَعَ فِى أَرْضٍ فَلَاةٍ

i. q.

صَارَ فِيهَا [He was, or became, meaning he found himself, came to be, or chanced to be, in a desert, or waterless, land]; (Msb:) and فِى رَوْضَةٍ [in a meadow, or garden]: (T, S, in art. انق:) [or he lighted upon, &c.; from the lighting of a bird]. b9: يَقَعُ followed by عَلَى, often signifies It (a garment, &c., or a portion thereof,) lies against or upon a certain part of the body, &c. b10: وَقَعَ بِهِمْ and بِهِمْ ↓ أَوْقَعَ He made much slaughter among them: (Msb:) or he fought them vehemently: (K:) or he fell upon them in fight: (PS:) both mean the same: (S:) he made an onslaught upon them: اوقع بِالعَدُوِّ

he made an assault, or a sudden assault, upon the enemy. (MA.) b11: وَقَعَ فِيهِ, inf. n. وَقِيعَةٌ, He spoke evil of him, behind his back, or in his absence, or otherwise, saying of him what would grieve him if he heard it; (S;) slandered him. b12: He reviled, vilified, or vituperated, him; charged him with a vice, fault, or the like; defamed him; or detracted from his reputation. (Msb.) b13: وَقَعَ مَوْقِعًا مِنْ كِفَايَتِهِ, [and مِنْ حَاجَتِهِ, (see K, art. فقر,)] It supplied, or sufficed for, his need; syn. أَغْنَى غَنَآءً. (Msb.) وَقَعَ مَوْقِعًا signifies It stood in stead, or in some stead: see فَقِيرٌ, in the K; and see Bd, and Jel, ix. 60: and مَوْقِعًا عَظِيمًا, in great stead. b14: لَمْ يَقَعْ مِنْهُ مَوْقِعًا [It did not stand with him in any stead]. (S, K, voce تَسَخَّطَ, end of art. سخط.) [You say]

وَقَعَ مِنْهُ الأَمْرُ مَوْقِعًا حَسَنًا أَوْسَيِّئًا The thing stood with him [in good stead, or (if the expression be allowable) in evil stead]; syn. تَبَتَ لَدَيْهِ. (TA.) b15: وَقَعَ مَوْقِعًا مِنَ الحَاجَةِ [It supplied, or sufficed for, what was needed]. (Bd, ix. 60.) b16: وَقَعْتُ بِقُرِّكَ, and بِقُحَاحِ قُرِّكَ: see قُحَاحٌ. b17: يَقَعُ عَلَى كَذَا It (a word) applies to such a thing.2 وَقَّعَ فِى الكِتَابِ

, (MA, TA,) inf. n. تَوْقِيعٌ, (KL, TA,) [as commonly used in the present day,] He signed the writing [for the purpose of giving effect to it, either beneath, or by endorsing it]: (MA, KL:) [but as generally used in earlier, though post-classical, times,] he annexed to the writing, after it had been finished, for the Sultán or the administrator of affairs, to whom it had been submitted, something [for the purpose of giving effect thereto]; as, for instance, when a complaint is submitted to the Sultán or to the administrator, and one writes beneath the writing or on the back thereof, “Let the affair, or case, of this person be looked into, and let his right, or due, be fully exacted for this person: ” or, accord. to Az, he wrote, upon the writing, a concise abstract, omitting redundances, of the objects of want [petitioned for therein]: from تَوْقِيعُ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِيرِ [“ the gall's, or sore's, marking the back of the camel ”]; as though the مُوَقِّع upon the writing marked, upon the case respecting which the writing was written, that which confirmed it, and rendered its execution obligatory: (TA:) تَوْقِيعٌ also signifies such a writing itself (مَا يُوَقَّعُ فِى كِتَابٍِ; S, K, TA;) and its pl. is تَوْقِيعَاتٌ: (TA:) it is said to be an Islámic term; not old Arabic. (TA.) [Also He made an entry of a note or postil or the like, or entries of notes, &c., in the writing, or book: see an ex. voce ضِعْف. b2: وقّع بِهِ He blamed him; reproved him angrily, or severely. (TA.) b3: See 4.3 وَاقَعَ الأَمْرَ (assumed tropical:) He threw himself [or plunged] into the affair: he fell into the affair: he fell into the affair, subjecting himself to difficulty. (MA.) And (assumed tropical:) He fell to the thing; such as eating, and drinking, and the like: see 3 in art. فتك, for an instance of this, as well as a similar, meaning. b2: وَاقَعَ الأُمُورَ, inf. n. مُوَاقَعَةٌ and وِقَاعٌ, app., He was near to doing, or experiencing, the affairs, or events; syn. دَانَاهَا. (TA.) b3: وَاقَعَ شَيْئًا also means He experienced the occurrence of a thing; he met with a thing; i. e., something occurred. b4: وَاقَعَ شَيْئًا same as وَقَعَ فى شىءٍ He fell into a thing. (Kur, xviii. 51, and Expos. of the Jeláleyn.) b5: وَاقَعَهَا He compressed her. (MA.) b6: وَاقَعَ بِهِمْ [He engaged with them in fight, or conflict]. (S.) 4 أَوْقَعَ الأَمْرَ

, inf. n. إِيقَاعٌ, (with which ↓ تَوْقِيعٌ is syn., as is shown in the TA,) He made the thing, or affair, to happen, to take place, to come to pass, or to become executed or performed or realized. b2: أَوْقَعَهُ He caused him to fall into a snare, or the like; he ensnared him. b3: أَوْقَعَ بِهِمْ: see 1. b4: أَوْقَعَ فِيهِمْ شَرًّا He caused evil to befall them; occasioned them evil. b5: أَوْقَعَ بِهِ [He punished him]. (A, art. عذر.) b6: See 1. b7: أَوْقَعَ فِى قَلْبِهِ He put into his heart, or mind. b8: أَوْقَعَ بَيْنَ القَوْمِ, (L, art. أرش,) or أَوْقَعَ بَيْنَهُمُ الشَّرَّ (TA, in that art.) i. q. أَرَّشَ. (L, TA, in that art.) b9: أَوْقَعَ He made a verb transitive.5 تَوَقَّعَهُ and ↓ اِسْتَوْقَعَهُ He expected it; looked for its coming to pass, or being. (S, K.) 10 إِسْتَوْقَعَ see 5.

وَقِعٌ

: see 8, in art. حذو.

وَقْعَةٌ An onslaught; a shock in battle: (S:) or such as is repeatedly made. (K.) وَقِيعَةٌ The wisp of wool, &c., with which one tars a mangy camel: see رِبْذَةٌ.

وَقَّاعٌ فِى الشَّرِّ [app., One who is wont to make others fall into evil, or mischief]. (K, voce مُنْدَاصٌ, q. v., in art. ديص.) وَاقِعٌ Actually occurring. b2: An event; a fact; a case. b3: فِى الْوَاقِعِ In fact; in reality.

إِيْقَاعٌ

, in music, A cadence.

مَوْقِعُ إِثْمٍ

An occasion (lit., a place) of falling into sin. b2: [وَقَعَ مَوْقِعًا: see وَقَعَ, in three places: lit., It fell in a place of falling, or where it should fall: sometimes app. meaning it had an effect.] b3: It is said of a half of a date given as alms, لَا يَتَبَيَّنُ لَهُ مَوْقِعٌ عَلَى الجَائِعِ كَمَا لَا يَتَبَيَّنُ عَلَى الشَّبْعَانِ إِذَا أَكَلَهُ [app., There appears not, of it, any effect upon the hungry, &c.]. (O, in art. وقع, in explanation of a trad. mentioned there and in the Msb.) See وَقَعَ مَوَاقِعَهُ, voce عَلِقَ.

مُوقِعٌ An efficient.

مُوَقَّعٌ Tried, experienced: see مُوَقَّحٌ.

وقع: وقَع على الشيء ومنه يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً: سقَطَ، ووَقَعَ

الشيءُ من يدي كذلك، وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً،

ووَقَعَ المطرُ بالأَرض، ولا يقال سَقَطَ؛ هذا قول أَهل اللغة، وقد حكاه

سيبويه فقال: سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا. ومَواقِعُ الغيثِ:

مَساقِطُه. ويقال: وقَع الشيءُ مَوْقِعَه، والعرب تقول: وقَعَ رَبِيعٌ بالأرض

يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر يقع في الخَرِيفِ. قال الجوهري: ولا يقال

سَقَطَ. ويقال: سمعت وَقْعَ المطرِ وهو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ.

ويقال: سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً؛ وقول أَعْشَى

باهِلةَ:وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ به،

وأَلْجَأَ الحَيَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ

إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ والمَعْقُول.

والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ: موضِعُ الوُقُوع؛ حكى الأَخيرةَ اللحياني.

وَوِقاعةُ السّترِ، بالكسر: مَوْقِعُه إِذا أُرسل. وفي حديث أُم سلمةَ

أَنها قالت لعائشة، رضي الله عنهما: اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ

السِّتْرِ قَبْرَكِ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين، وقال ابن الأَثير: الوِقاعةُ،

بالكسر، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ على الأَرض إِذا أُرْسِلَ، وهي

مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه، ويروى بفتح الواو، أَي ساحةَ الستْرِ.

والمِيقَعةُ: داءٌ يأْخذ الفصيل كالحَصْبةِ فيَقَعُ فلا يكاد يقوم.

ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة،

والفعل كالفعل، ووَقَعَ به ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً: نزل.

وفي المثل: الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِيعةِ؛ يضرب ذلك للرجل يَعْظُمُ في

صَدْرِه الشيءُ، فإِذا وقع فيه كان أَهْوَنَ مما ظنّ، وأَوْقَعَ ظَنَّه على

الشيء ووَقَّعَه، كلاهما: قَدَّرَه وأَنْزَلَه. ووَقع بالأَمر: أَحدثه

وأَنزله. ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب. وقوله تعالى: وإِذا وَقَعَ

القولُ عليهم أَخرجنا لهم دابةً؛ قال الزجاج: معناه، والله سبحانه أَعلم،

وإِذا وجب القول عليهم أَخرجنا لهم دابة من الأَرض، وأَوْقَعَ به ما

يَسُوءُهُ كذلك. وقال عز وجل: ولَمّا وقَع عليهم الرِّجْزُ، معناه أَصابَهم

ونزَلَ بهم. ووَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً: ثبت لديه،

وأَمّا ما ورد في الحديث: اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ

من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ، فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا

يَتَبَيَّنُ له كبيرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا يتبين

على شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله، فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به، وقيل:

لأَنه يسأَل هذا شقَّ تمرة وذا شق تمرة وثالثاً ورابعاً فيجتمع له ما

يَسُدُّ به جَوْعَتَه. وأَوْقَعَ به الدهرُ: سَطا، وهو منه.

والوَقِعةُ: الدّاهِيةُ. والواقِعةُ: النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ،

والواقعةُ: اسم من أَسماء يوم القيامة. وقوله تعالى: إِذا وقعَتِ الواقِعةُ

ليس لِوَقْعَتِها كاذبةٌ، يعني القيامةَ. قال أَبو إِسحق: يقال لكل آت

يُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ، قال: والواقِعةُ ههنا

الساعةُ والقيامةُ.

والوَقْعةُ والوَقِيعةُ: الحْربُ والقِتالُ، وقيل: المَعْرَكةُ، والجمع

الوَقائِعُ. وقد وقَعَ بهم وأَوْقَعَ بهم في الحرب والمعنى واحد، وإِذا

وقَعَ قومٌ بقوم قيل: واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بهم إِيقاعاً. والوَقْعةُ

والواقِعةُ: صَدْمةُ الحرب، وواقَعُوهم في القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً. وقال

الليث: الوقْعَةُ في الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ. ووَقائِعُ العرب: أَيّامُ

حُرُوبِهم. والوِقاعُ: المُواقَعةُ في الحَرْبِ؛ قال القطامي:

ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا

والوَقْعةُ: النَّوْمة في آخِرِ اليل. والوَقْعةُ: أَن يَقْضِيَ في كلّ

يومٍ حاجةً إِلى مثل ذلك من الغَدِ، وهو من ذلك. وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي

الغائِطَ مَرَّةً في اليوم. قال ابن الأَعرابي ويعقوب: سئل رجل عن سَيْرِه

كيف كان سَيْرُكَ؟ قال: كنت آكُل الوجْبةَ، وأَنْجو الوَقْعةَ،

وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ، وأَرْتَحِلُ إثذا أَسْفَرْتُ، وأَسِيرُ المَلْعَ

والخَبَبَ والوَضْعَ، فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع؛ الوَجْبةُ: أَكْلة في اليوم

إِلى مثلها من الغَدِ، ابن الأَثير: تفسيره الوَقْعةُ المرّةُ من

الوُقُوعِ السُّقُوطِ، وأَنْجُو من النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً واحدة

وأُحْدِثُ مرة في كل يومٍ، والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ،

والوَضْعُ فوق الخبب؛ وقوله لِمُسْي سبع أَي لِمَساء سبع. الأَصمعي: التوْقِيعُ

في السير شبيه بالتلقيف وهو رفعه يدَه إِلى فوق.

ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا؛ قال ذو الرمة:

إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ

وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كان على شجر أَو مُوكِناً؛ قال الأَخطل:

كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا،

فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا

(* قوله« الصواعقا» كذا بالأصل هنا، وتقدم في صقع: الصواقعا شاهداً على

أنها لغة لتميم في الصواعق.)

ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً، والاسم الوَقْعةُ: نزلَ عن

طَيَرانِه، فهو واقِعٌ. وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ، بالكسر. وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ:

واقِعةٌ؛ وقوله:

فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَما

دَعاكَ، وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ،

لَكَالرَّجُلِ الحادِي، وقد تَلَعَ الضُّحَى،

وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ

إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولى.

ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه، بفتح القاف: موضع وُقُوعه الذي يَقَعُ

عليه ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه، وجمعها مَواقِعُ.ومِيقَعةُ البازِي:

مكان يأْلَفُه فيقع عليه؛ وأَنشد:

كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيّ

مَواقِع الطَّيْرِ على الصُّفِيّ

شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على

الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليه. وقال الليث: المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ. تقول:

إِنَّ هذا الشيء لَيَقَعُ من قلبِي مَوْقِعاً، يكون ذلك في المَسرّةِ

والمَساءةِ. والنَّسْرُ الواقِعُ: نَجْمٌ سمي بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه من

خلفه، وقيل: سمي واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر، فالنسرُ

الواقِعُ شامِيٌّ، والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بين النجوم الشامية واليمانية،

وهو مُعْتَرِضٌ غير مستطيل، وهو نَيِّرٌ ومعه كوكبان غامِضان، وهو بينهما

وقّاف كأَنهما له كالجناحين قد بسَطَهما، وكأَنه يكاد يطير وهو معهما

مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ، ولذلك جعلوه طائراً، وأَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ

كواكِبُ كالأَثافي، فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر، فهما له

كالجناحين ولكنهما منضمان إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ. وإِنه لواقِعُ الطيْرِ

أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ. ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ: رَبَضَتْ.

ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ: بَرَكَتْ، وقيل: وَقَّعَتْ، مشدّدة، اطمأَنت

بالأَرض بعد الريّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

حتى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباتِ،

غيرَ خَفِيفاتِ ولا غِراثِ

وإِنما قال غير خفيفات ولا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ ورَوِيَتْ

فَثَقُلَتْ.

والوَقِيعةُ في الناس: الغِيبةُ، ووَقَعَ فيهم وُقُوعاً ووَقِيعةً:

اغْتابهم، وقيل: هو أَن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه. وهو رجل وَقّاعٌ

ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ. وقد أَظْهَرَ الوقِيعةَ في فلان إِذا عابَهُ. وفي

حديث ابن عمر: فوَقَعَ بي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي. يقال: وقَعْت

بفلان إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فيه إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه؛ ومنه حديث

طارقٍ: ذهَب رجل ليَقَعَ في خالد أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه.

ووَقاعِ: دائِرةٌ على الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كانت عن كَيٍّ، وقيل: هي

كَيّةٌ تكون بين القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ؛ قال عوفُ بن الأَحوص:

وكتُ، إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ،

دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقاعِ

وهذا البيت نسبه الأَزهري لقيس بن زهير. قال الكسائي: كوَيْتُه وقاعِ،

قال: ولا تكون إِلا دارةً حيث كانت يعني ليس لها موضع معلوم. وقال شمر:

كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه. يقال: وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا

كَوَيْتَه تلك الكَيّةَ، ووَقَعَ في العَمَلِ وُقُوعاً: أَخذ.

وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً: داناها؛ قال ابن سيده وأَرى قول

الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه،

إِذا عُدَّتِ الهَيْجا، وِقاعُ مُصادِفِ

إِنما هو من هذا، قال: وأَما ابن الأَعرابي فلم يفسره. والوِقاعُ:

مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها. وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ

عليها. جامَعَها؛ قال ابن سيده: وأَراهما عن ابن الأَعرابي. والوَقائِعُ:

المنَاقِعُ؛ أَنشد ابن بري:

رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ

والوَقِيعُ: مناقع الماء، وقال أَبو حنيفة: الوَقِيعُ من الأَرضِ

الغليظُ الذي لا يُنَشِّفُ الماء ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ، والجمع

وُقُعٌ.

والوَقِيعةُ: مكان صْلْبٌ يُمْسِكُ الماء، وكذلك النُّقْرةُ في الجبل

يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وجمعها وَقائِعُ؛ قال:

إِذا ما اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ

وَقائِعَ للأَبْوالِ، والماءُ أَبْرَدُ

يقول: كانوا في فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ في أَكفهم فشربوا أَبواها من

العطش. وحكى ابن شميل: أَرضٌ وَقِيعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من

القِيعانِ وغيرها من القفافِ والجبالِ، قال: وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ

الوَقاعةِ، قال: وسمعت يعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يقول: أَوْقَعَتِ الروضةُ

إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ؛ وأَنشدني فيه:

مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا

والوَقِيعةُ: نُقْرةٌ في متن حجر في سَهْل أَو جبل يَسْتَنْقِعُ فيها

الماءُ، وهي تصغر وتعظم حتى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فتكون وَقِيطاً؛ قال

ابن أَحمر:

الزَّاجِرُ العِيسَ في الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها

مِثْلُ الوَقائِعِ، في أَنْصافِها السَّمَلُ

والوَقْعُ، بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل، وفي التهذيب: الوَقْعُ

المكان المرتفع وهو دون الجبل. الحصَى الصِّغارُ، واحدتها وَقْعةٌ.

والوَقْعُ، بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعةٌ؛ قال الذبياني:

بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها،

فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ

(* قوله« الذوائد» بهامش الأصل صوابه: الذوابل.)

والتوْقِيعُ: رَمْيٌ قريب لا تُباعِدُه كأَنك تريد أَن تُوقِعَه على

شيء، وكذلك توْقِيعُ الأَرْكانِ. والتوْقِيعُ: الإِصابة؛ أَنشد ثعلب:

وقد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ

تُوَقِّعُ دُونَه، وتَكُفُّ دُوني

والتَّوَقُّعُ: تَنَظُّرُ الأَمْرِ، يقال: تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه

وتَنَظَّرْتُه. وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه: تَنَظَّرَه

وتَخَوَّفَه.والتوْقِيعُ: تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه، يقال: وَقِّعْ أَي أَلْقِ

ظَنَّكَ على شيء، والتوْقِيعُ بالظنّ والكلام والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه

ليَقَعَ عليه وَهْمُه.

والوَقْعُ والوَقِيعُ: الأَثَرُ الذي يخالفُ اللوْنَ. والتوقيعُ: سَحْجٌ

في ظهر الدابةِ، وقيل: في أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب، وربما

انْحَصَّ عنه الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ، وهو من ذلك. والتوْقِيعُ: الدَّبَرُ.

وبعير مُوَقَّعُ الظهرِ: به آثارُ الدَّبَرِ، وقيل: هو إِذا كان به

الدَّبَرُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِيّ:

مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ، لا

يُحْسِنُ مَشْياً إِلاَّ إِذا ضُرِبا

وفي الحديث: قَدِمَتْ عليه حلمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ، فلكم لها

خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شاةً وبعيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ؛

المُوَقَّعُ: الذي بظَهْرِه آثار الدِّبر لكثرة ما حُمِلَ عليه ورُكِبَ، فهو

ذَلُولٌ مجرّبٌ، والظَّعِينةُ: الهُوْدَجُ ههنا؛ ومنه حديث عمر، رضي الله

عنه: مَنْ يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه؟ قالوا: ما نعلمه غيرَكَ، فقال:

ما هي إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ

المُوَقَّعةِ في العيْبِ بدَبَر ظهورها؛ وأَنشد الأَزهري:

ولم يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ

والتوْقِيعُ: إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بعضاً، وقيل: هو

إِنباتُ بعضها، دون بعض؛ قال الليث: إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب

وأَخْطأَ، فذلك تَوْقِيعٌ في نَبْتِها. والتوْقِيعُ في الكتابِ: إِلْحاقُ

شيء فيه بعد الفراغِ منه، وقيل: هو مُشْتَقٌّ من التوْقِيعِ الذي هو

مخالفةُ الثاني للأَوّلِ. قال الأَزهري: تَوْقِيعُ الكاتِب في الكتاب

المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بين تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة ويَحْذِفَ

الفُضُولَ، وهو مأْخوذ من تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعير، فكأَنّ المُوَقِّع

في الكتاب يُؤَثِّر في الأَمر الذي كُتِبَ الكتابُ فيه ما يُؤَكِّدُه

ويُوجبه. والتوْقِيعُ: ما يُوَقَّعُ في الكتابِ. ويقال: السُّرُورُ تَوْقِيع

جائزٌ.

ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً:

أَحَدَّها وضَرَبَها؛ قال الأَصمعي: يقالُ ذلك إِذا فعلته بين حجرين؛ قال أَبو

وجزة العسدي:

حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها

على خِضَمٍّ، يُسَقَّى الماءَ، عجَّاجِ

أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى. ونَصْلٌ وقِيعٌ: محدّد، وكذلك

الشَّفْرةُ بغير هاء؛ قال عنترة:

وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي،

وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ

هذا البيت رواه الأَصمعي: وفي البَجَلِيّ، فقال له أَعرابي كان

بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ

(* قوله« أخطأت إلخ» في مادة بجل من الصحاح: وبجلة بطن من

سليم والنسبة اليهم بجلي بالتسكين، ومنه قول عنترة: وفي البجلي إلخ.) يا

شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيةَ؟ والوَقِيعُ من السيوف: ما

شُحِذَ بالحجر. وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ، يقال: قَعْ

حَدِيدك؛ قال الشماخ:

يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ،

نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

ووَقَعْتُ السِّكِّينَ: أَحْدَدْتُها. وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ.

واسْتَوْقَعَ السيفُ: احتاجَ إِلى الشَّحْذِ.

والمِيقَعةُ: ما وُقِعَ به السيف، وقيل: المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل.

والتوْقِيعُ: إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده،

ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ. والمِيقَعُ والمِيقَعةُ، كلاهما: المِطْرَقةُ.

والوَقِيعةُ: كالمِيقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلة، والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل؛

قال الهذلي:

رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ، بكَفِّه

حدِيدٌ حدِيثٌ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي

وقول الشاعر:

دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ،

كأَنَ، على مَواقِعِه، غُبارا

يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ؛ وأَنشد الجوهري لابن

حِلِّزة:

أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ،

تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ

ويروى: بمنَاسِمٍ مُلْسِ.

وفي حديث ابن عباس: نَزَل مع آدم، عليه السلام، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ

والكَلْتبانِ؛ قال: المِيقَعةُ المِطْرقةُ، والجمع المَواقِع، والميم

زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم. والمِيقَعةُ: خشبة القَصّارِ

التي يَدُقُّ عليها. يقال: سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة. وفي

الحديث: ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ

المحَددة.

والوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قال رؤبة:

لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ

والوَقِعُ: الذي يشتكي رجله من الحجارة، والحجارةُ الوَقَعُ. ووَقِعَ

الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً، فهو وَقِعٌ: حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك

واشتكى لحمَ قدميه، زاد الأَزهري: بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض

والحجارة. وفي حديث أُبَيٍّ: قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ؛ هو

بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها. يقال: وَقِعْتُ أَوْقَعُ

وَقَعاً؛ ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ:

يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ،

وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ،

كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ

قال الأَزهري: معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء

قَدَرَ عليه، قال: ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ.

ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على

غِلظٍ، والغِلظ هو الذي يَبرِي حَدَّ نُسورِها، وقد وَقَّعه الحجرُ

تَوْقِيعاً كما يُسَنُّ الحديد بالحجارة. ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرُ فقطعت

سنابِكَه تَوْقِيعاً، وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه.

وحافر مَوْقوعٌ: مثل وَقِيعٍ؛ ومنه قول رؤْبة:

لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا،

بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا

(* قوله« لأم إلخ» عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك.)

وقدم موْقوعةٌ: غليظةٌ شديدة؛ وقال الليث في قول رؤبة:

يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا

الوقِيعُ: الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما يُوقَعُ السيفُ

إِذا شُحِذ، وقيل: الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ، والناعِلُ الذي لا

يَحْفى كأَنَّ عليه نعْلاً. ويقال: طريق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ، ورجل مُوَقَّعٌ

مُنَجَّذٌ، وقيل: قد أَصابته البلايا؛ هذه عن اللحياني، وكذلك البعير؛

قال الشاعر:

فما مِنْكُمُ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،

بِغارَتِنا، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ

أَبو زيد: يقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ، والوِقْعةُ

للمجمع.

والواقِعُ: الذي يَنْفُرُ الرَّحى وهم الوَقَعةُ.

والوَقْعُ: السحابُ الرَّقيق، وأَهل الكوفة يسمون الفِعْل المتعدِّي

واقِعاً.

والرِيقاعُ: من إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وهو أَن يوقع الأَلحانَ

ويبنيها، وسمى الخليل، رحمه الله، كتاباً من كتبه في ذلك المعنى كتاب

الإِيقاعِ. والوَقَعةُ: بَطْنٌ من العرب، قال الأَزهري: هم حيّ من بني سعد بن بكر؛

وأَنشد الأَصمعي:

من عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ

ومَوْقوعٌ: موضع أَو ماء. وواقِعٌ: فرسٌ لربيعة ابنِ جُشَمَ.

(وقع) - في حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنه -: "نزَل مع آدَمَ - عليه الصلاة والسَّلام - المِيقَعَةُ، والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَان"
قال الأَصْمَعىُّ: المِيقَعَةُ: المِطْرَقةُ التي يُضرَب بهَا الحَدِيد، والجمعُ: الموَاقِع؛ وقد وقَعْتُه وَقْعاً: ضَرَبْتُه بها، وشفْرَةٌ وَقيعٌ - بغير هاءٍ -: وَقَعَت بالمِيقَعَةِ، ومَوْقُوعَةٌ أيضاً.
- في حديث طارق: "ذَهَبَ رَجُلٌ ليَقَعَ في خالِد بن الوليد"
يُقال: وقَعَ في الناس وقِيعَةً، وهو وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ، وذُو وَقيعَة في الناس: أي يَغْتَابُهم.
و ق ع: (الْوَقْعَةُ) صَدْمَةُ الْحَرْبِ. وَ (الْوَاقِعَةُ) الْقِيَامَةُ. وَ (مَوَاقِعُ) الْغَيْثِ مَسَاقِطُهُ. وَيُقَالُ: (وَقَعَ) الشَّيْءُ (مَوْقِعَهُ) . وَ (الْوَقِيعَةُ) فِي النَّاسِ الْغِيبَةُ. (وَالْوَقِيعَةُ) أَيْضًا الْقِتَالُ وَالْجَمْعُ (وَقَائِعُ) . وَ (وَقَعَ) الشَّيْءُ يَقَعُ (وُقُوعًا)
سَقَطَ. وَ (وَقَعْتُ) مِنْ كَذَا وَعَنْ كَذَا (وَقْعًا) أَيْ سَقَطْتُ. وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُسَمُّونَ الْفِعْلَ الْمُتَعَدِّيَ (وَاقِعًا) . وَ (وَقَعَ) فِي النَّاسِ (وَقِيعَةً) أَيِ اغْتَابَهُمْ وَهُوَ رَجُلٌ (وَقَّاعٌ) وَ (وَقَّاعَةٌ) بِالتَّشْدِيدِ فِيهِمَا أَيْ يَغْتَابُ النَّاسَ. وَ (التَّوْقِيعُ) مَا يُوَقَّعُ فِي الْكِتَابِ يُقَالُ: السُّرُورُ تَوْقِيعٌ جَائِزٌ. 
و ق ع : وَقَعَ الْمَطَرُ يَقَعُ وَقْعًا نَزَلَ قَالُوا وَلَا يُقَالُ سَقَطَ الْمَطَرُ وَوَقَعَ الشَّيْءُ سَقَطَ وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي فُلَانٍ وُقُوعًا وَوَقِيعَةً سَبَّهُ وَثَلَبَهُ وَوَقَعَ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ صَارَ فِيهَا وَوَقَعَ الصَّيْدُ فِي الشَّرَكِ حَصَلَ فِيهِ وَوَقَعْتُ بِالْقَوْمِ وَقِيعَةً قَتَلْتُ وَأَثْخَنْتُ وَتَمِيمٌ تَقُولُ أَوْقَعْتُ بِهِمْ بِالْأَلِفِ وَوَقَعَتْ الطَّيْرُ وُقُوعًا.

وَمَوْقِعُ الْغَيْثِ مَوْضِعُهُ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّهَا تَقَعُ مِنْ الْجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنْ الشَّبْعَانِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تُغْنِي الشَّبْعَانَ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِهَا فَإِذَا تَصَدَّقَ هَذَا بِشِقٍّ وَهَذَا وَهَذَا حَصَلَ
لَهُ مَا يَسُدُّ جَوْعَتَهُ وَوَقَعَ مَوْقِعًا مِنْ كِفَايَتِهِ أَيْ أَغْنَى غِنًى. 
و ق ع

وقع الشيء على الأرض وقوعاص. وأوقعته إيقاعاً. ووقع الطائر على الشجرة. وهذه ميقعة البازي: لكندرته. وتوقعته: ترقّبت وقوعه. ووقع الربيع في الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث ومساقطه. وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع. وقال ذو الرمة:

سقين البشام المسك ثمّ رشفنه ... رشيف الغريريّات ماء الوقائع

وتقول: في فم الوقّاع الوقيعة، أعذب من ماء الوقيعة، وسكّين وقيع وموقّع: حديد، ووقّعه القين بالميقعة. واستوقع السّيف: أنى له أن يشحذ.

ومن المجاز: حافر موقّع: وقعته الحجارة. ووقعت الدابة بثرة الركوب: سحجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض. قال:

ولم يوقّع بركوب حجبه

وإنه لموقّع الظهر. ووقّع في كتابه توقيعاً. وهذه النعل لا تقع على رجلي. ووقع الأمر حصل ووجد، ووقع في قلبي السفر. وفلان يسف ولا يقع إذا دنا من الأمر ثمّ لا يفعله. وإنه لقع منّي موقع مسرّة أو مساءة. وله موقع حسن عندي. ووقع فيه: اغتابه. وهو صاحب قيعة ووقائع. ووقع به السوء، وأوقعت به ما يسوء وأنزلته به، ومنه: أوقع بالعدو، ووقع به وواقعه. وبينهما وقاع، وتواقعا. وشهدت الوقعة والوقيعة. قال عنترة:

يخبرك من شهد الوقيعة أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم

وزلت به وقعة من وقعات الدّهر ووقائعه. وواقع امرأته.
وقع
الوُقُوعُ: ثبوتُ الشيءِ وسقوطُهُ. يقال: وَقَعَ الطائرُ وُقُوعاً، والوَاقِعَةُ لا تقال إلّا في الشّدّة والمكروه، وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ «وَقَعَ» جاء في العذاب والشّدائد نحو: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ
[الواقعة/ 1- 2] ، وقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
[المعارج/ 1] ، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ [الحاقة/ 15] ووُقُوعُ القولِ: حصول متضمّنه، قال تعالى: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا
[النمل/ 85] أي: وجب العذاب الذي وعدوا لظلمهم، فقال عزّ وجلّ: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ
[النمل/ 82] أي: إذا ظهرت أمارات القيامة التي تقدّم القول فيها. قال تعالى: قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ
[الأعراف/ 71] وقال:
أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ [يونس/ 51] ، وقال: فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء/ 100] واستعمال لفظة الوُقُوعِ هاهنا تأكيد للوجوب كاستعمال قوله تعالى: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس/ 103] وقوله عزّ وجلّ: فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ
[الحجر/ 29] فعبارة عن مبادرتهم إلى السّجود، ووَقَعَ المطرُ نحو: سقط، ومَوَاقِعُ الغيثِ: مَساقِطُهُ، والمُوَاقَعَةُ في الحرب، ويكنّى بالمُوَاقَعَةِ عن الجماع، والإِيقَاعُ يقال في الإسقاط، وفي شنّ الحرب بالوَقْعَةِ. ووَقْعُ الحديدِ: صوتُهُ، يقال:
وَقَعْتُ الحَدِيدَةَ أَقَعُهَا وَقْعاً: إذا حددتها بالمِيقَعَةِ، وكلّ سقوط شديد يعبّر عنه بذلك، وعنه استعير:
الوَقِيعَةُ في الإنسان. والحَافِرُ الوَقِعُ: الشّديدُ الأثرِ، ويقال للمكان الذي يستقرّ الماء فيه:
الوَقِيعَةُ، والجمع: الوَقَائِعُ، والموضع الذي يستقرّ فيه الطّير: مَوْقِعٌ، والتَّوْقِيعُ: أثرُ الدَّبَرِ بِظَهْرِ البعيرِ، وأثرُ الكتابةِ في الكتاب، ومنه استعير التَّوْقِيعُ في القصص.
وقع
يُقال للإِبل والدَّوابِّ إذا رَبَضَتْ: وَقَعَتْ. وكذلك يُقال: طَيْرٌ وُقَّعٌ ووُقُوْعٌ، ومنه النَّسْرُ الواقِعُ: وهو نَجْمٌ. وطائرٌ حَسَنُ الوِقْعَةِ، كما يُقال: الجِلْسة. ومِيْقَعَة البازي: التي يُوْضَعُ عليها. ووَقْعُ الشَّيءِ: ما يُسْمَعُ من وَقْعِه. ووَقَعْتُه وَقْعاً: كَوَيْتَه وَقاعِ - على زِنَةِ حَذَامِ -: وهو الكَيُّ على الجاعِرَتَيْنِ، وقيل: من مُقَدَّمِ الرأسِ إلى مُؤخِّرِه، وقيل: في الوَجْه. ورَجْلٌ مُوَقَّعٌ: مُجَرَّبٌ. وبَعيرٌ وطَريقٌ مُوَقَّعٌ: مُذَلَّلٌ. وخُفُّها أوْقَعُ من خُفِّه: أي أوْقَحُ.
والوَقِعُ: الذي يَشْتَكي لَحْمَ قَدَمَيْه، وقد وَقِعَ وَقَعاً. والوِقَاعُ: طُرُقٌ في الجبال ضَيِّقَةٌ، الواحِدُ: وَقَعٌ. والأوْقَعُ: اسْمُ شِعْبٍ لِوقاعٍ فيه. والوَقَعُ - أيضاً - المَكانُ المُرْتَفِعُ من الجَبَل. والسَّحَابَةُ الصَّغيرةُ. تَنْشَأُ بَعْدَ إصْحَاء السماء. والتَّوَقُّعُ: الحَذَرُ. والتَّنَظُّرُ، جَميعاً.
والاسْتِيْقَاعُ: تَخَوُّفُ ما يَقَعُ. والتَّوْقِيعُ بالظَّنِّ والكَلامِ والرَّمْيِ: إذا أحْرَزْتَ الشَّيءَ لِتَقَعَ عليه، يُقال: وَقَّعْ: أي ألْقِ ظَنَّكَ.
والتَّوْقِيْعُ - أيضاً -: أثَرُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ على ظَهْرِ المَرْكُوب. وإقْبالُ الصَّيْقَلِ على السَّيْف بمِيْقَعَتِه يُحَدِّدُه، وسَيْفٌ وَقِيْعٌ، وقد اسْتَوْقَعَ: أنَى له الشَّحْذُ. وإذا أصَابَ الأرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ فذلك تَوْقِيعٌ في نَباتها.
وَوَقَعْتُ الحَدِيْدَةَ: ضَرَبْتَها بالمِيْقَعَة وهي المِطْرَقَة. وتُسَمّى خَشَبَةُ القَصّارِ التي يُدَقُّ عليها: المِيْقَعَة.
والحَوَافِرُ تَقَعُ البَرَاحَ: أي تَطَأْهُ وتَضْرِبُه. وحافِرٌ وَقِيْعٌ: وَقَعَتْه الحِجارَةُ. والوَقِيْعَةُ: مَنْقَعُ الماءِ، والجَميعُ: الوَقِيْعُ ثمَّ الوَقائعُ. والوِقَاعُ: وَقَعَاتُ الدّهْرِ، جَمْعُ الوَقِيْعَةِ، وهي مِثْلُ الوَقْعَةِ. والواقِعَةُ: النّازِلَةُ. وَوَقَعْتُ بهم وأوْقَعْتُ - لُغَتانِ -: واقَعْتَهم. وهو وَقِعَةٌ في النّاسِ: أي يَقَعُوْن فيه. ووُقِعَ في يَدي: مِثْلُ سُقِطَ، ويُقال: وَقَعَ الرَّبيعُ بالأرض، ولا يُقال سَقَطَ.
والوَقَعَةُ: من بَني سَعْدِ ين هَوازِن أرِبّاءِ النبيِّ - صلّ؟ ى الله عليه وآله وسَلَّم. والمُوَقِّعُ: الخَفيفُ الوَطْءِ.
[وقع] الوَقْعَةُ: صَدمةُ الحرب. والواقِعَةُ مثله. والواقعة: القيامة. ومواقع الغيث: مساقطه. ويقال: وقع الشئ موقعه. ومَوْقَعَةُ الطائرِ بفتح القاف : الموضع الذي يَقَعُ عليه. ومِيقَعَةُ البازي: الموضع الذي يألفه فيقَع عليه، والميقَعَةُ أيضاً: خشبةُ القصَّارِ التي يدق عليها، والميقعة: المطرقة، فال ابن حلزة: أنمى إلى حرف مذكرة * تهص الحصى بمواقع خنس * وقول الشاعر: دلفت له بأبيض مشرفى * كأن على مواقعه غبارا * يعنى به مواقع الميقعة. ويقال: الميقَعَةُ: المِسَنُّ الطويلُ. والوَقْعُ بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل، عن أبى عمرو. والوقع بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعَةٌ. والوَقَعُ أيضاً: الحَفى. يقال وَقِعَ الرجلُ يَوْقَعُ، إذا اشتكى لحمَ قدمِه من غلظ الارض والحجارة. ومنه قول الشاعر:

كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع * والوقع أيضاً: السحابُ الرقيق. والحافرُ الوَقيعُ: الذي أصابته الحجارة فرقَّقته. والوَقيعُ من السيوف: ما شُحِذَ بالحجر. وسكِّينٌ وَقيعٌ أي حديدٌ وُقِعَ بالميقعة. يقال: قع حديدك. قال الشماخ:

نواجذهن كالحدإ الوقيع * والوقائع: المناقع. والوقيعة في الناس: الغيبَةُ. والوَقيعَةُ: القتالُ ; والجمع الوَقائعُ. وقال أبو صاعد: الوَقيعَةُ نُقْرةٌ في متن حجرٍ في سهلٍ أو جبلٍ يستنقِعُ فيها الماء، وهي تصغُر وتعظم حتَّى تجاوز حدَّ الوَقيعةِ فتكون وَقيطاً. قال ابن أحمر: الزاجر العيس في الامليس أعينها * مِثْلُ الوقائِع في أنصافِها السَمَلُ * ويقال: كَوَيْتُهُ وَقاعِ، مثل قَطامِ. قال أبو عبيد: هي الدائرة على الجاعِرتَين وحيثما كانت، لا تكون إلاَّ إدارةً . يعني ليس لها موضع معلوم. وقال : وكنتُ إذا مُنيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ * دَلَفْتُ له فَأَكْويهِ وَقاعِ * وَوَقَعْتُ بالقوم في القتال وأَوْقَعْتُ بهم، بمعنًى. ويقال أيضاً: أوْقَعَ فلانٌ بفلانٍ ما يسوءه، وأوْقَعوهُمْ في القتال مُواقَعَةً ووِقاعاً. ووقعْتُ من كذا وعن كذا وقعا. ووقع الشئ وقوعا: سقط، وأوقعه غيره. وأهل الكوفة يسمون الفعل المتعدى واقعا. ويقال: وَقَعَ رَبيعٌ بالأرض، ولا يقال: سقط. ووَقَعْتُ السكِّين. أحددْتُها. وحافرٌ موقوع، مثل وقيع. ومنه قول رؤبة:

بكل موقوع النسور أخلقا * ووقع في الناس وَقيعَةً، أي اغتابهم. وهو رجلٌ وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ: يغتاب الناس. ووَقَعَ الطائرُ وُقوعاً، وإنَّه لحَسَنُ الوِقْعَةِ بالكسر. والنَسْرُ الواقِعُ: نجمٌ. وتوقعت الشئ واستوقعته، أي انتظرت كونَه. والتَوْقيعُ: ما يوَقَّعُ في الكتاب. يقال: " السرورُ تَوْقيعٌ جائزٌ ". وطريقٌ مُوَقَّعٌ، أي مذلَّلٌ. ويقال رجلٌ مُوَقَّعٌ ; للذي أصابته البلايا، وكذلك البعير. قال الشاعر: فما منكُمُ أفْناَء بكرِ بن وائلٍ * لِغارتِنا إلاَّ ذَلولٌ مُوَقَّعُ * والتَوْقيعُ أيضاً: إقبالُ الصَيْقلِ على السيف بميقَعَتِهِ يحدِّده. وسكِّينٌ مُوَقَّعٌ، أي محدَّدٌ. ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ. والتَوْقيعُ: الدَبَرُ. وإذا كثُر بالبعير الدَبَرُ قيل: إنَّه لمُوَقَّعُ الظهرِ. وأنشد ابن الاعرابي : مثلُ الحمارِ المُوَقَّعِ الظَهْرِ لا * يُحْسِنُ مشياً إلاَّ إذا ضُرِبا * والتوقيع أيضا: تظنى الشئ وتوهمه. يقال: وَقِّعْ، أي الْقِ ظنَّك على الشئ.
[وقع] نه: فيه: اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها "تقع" من الجائع "موقعها" نم الشبعان، قيل: أراد أن شق التمرة لا يتبين له كبير موقع من الجائع إذا تناوله كما لا يتبين على شبع الشبعان إذا أكله، فلا تعجزوا أن تتصدقوا به، وقيل: لأنه يسأل هذا شق تمرة وذا شق تمرة وثالثًا ورابعًا فيجتمع له ما يسد به جوعته. وفيه: قدمت عليه حليمة فشكت إليه جدب البلاد فكلم لها خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرًا "موقعًا" للظعينة، الموقع الذي بهره أثار الدبر لكثرة ما يحمل عليه ويركب فهو ذلول مجرب. ومنه ح عمر: من يدلني على نسيج وحده؟ قالوا: ما نعلمه غيرك، قال: ما هي إلا إبل "موقع" ظهورها، أي أنا مثل الإبل الموقعة في العيب بدبر ظهورها. وفيه: لو اشتريت دابة تقيك "الوقع"! هو بالتحريك أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها، وقعت أوقع وقعا. ومنه: ابن أخي "وقع"، أي مريض مشتك، وأصل الوقع: الحجارة المحددة. ك: وقع - بفتح واو وكسرلمغربها، ولعل لله تعالى في آخر الليل إذا انحطت النجوم أفعالا ًعظيمة، قوله: مواقع وموقع واحد، أي مؤداهما واحد لأن الإضافة يعم مفردًا وجمعًا. ج: ومواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها. وحين "يقع" الشمس، أي غابت. وفيه: صياح المولود حين "يقع"، أي يسقط من بطن أمه. و"تواقعت" عليها، أي أمسكت عليها بعنقي وحنيت عليها لئلا تسقط. وفيه: من "وقع" في الشبهات وقع في الحرام، يعني لكثرة تعاطي الشبهات يصادف الحرام وإن لم يتعمده ويــأثم به لتقصيره، أو يعتاد التساهل ويتمرن به حتى يقع في شبهة أغلظ ثم أغلظ إلى أن يقع في الحرام. ط: قيل: لم يقل: يوشك أن يقع فيه، تحقيقًا لمداناة الوقوع، والسر فيه أن حمى الأملاك حدود محسوسة يدركها كل ذي بصر فيحترز عنه إلا الغافل أو الجموح، وأما حمى ملك الأملاك فمعقول صرف لا يدركه إلا الحذاق. ويدخل فيه معاملة من في ماله شبهة أو خالطه ربا وجوائز السلطان والتجارة في أسواق بنوها بغير حق واجتناب ربط ومدارس وقناطير بنوها بالأموال المغصوبة. غ: "لواقع" أي واجب على الكفار. وح: القائم في حدود الله و"الواقع" - مر في ق.

وقع


وَقعَ(n. ac. وَقَع)
a. Was bare-footed.
b. Was foot-sore.

وَقَّعَa. Signed, sealed, subscribed; registered
recorded.
b. ['Ala], Formed an opinion about.
c. Alighted, halted.
d. ['Ala], Furbished ( a sword ).
e. Sprinkled.
f. Trod (road).
g. see I (l)
وَاْقَعَa. Rushed upon, attacked, charged.
b. Lay with.

أَوْقَعَa. Made to fall: threw down; dropped.
b. Brought upon; afflicted with; inflicted upon.
c. Tuned (instrument).
d. Held (water).
e. Extirpated.
f. Excited (discord).
g. see I (m)
تَوَقَّعَa. Expected, looked for.
b. ['Ala] [ coll. ], Found, met with.

تَوَاْقَعَa. Fell upon each other; closed; met.
b. ['Ala], [ coll. ], Interceded for.

إِسْتَوْقَعَa. see V (a)b. Was blunt (sword).
c. Feared.

وَقْعa. Fall; tumble.
b. Blow, stroke.
c. Projection, promontory.
d. see 5 (c)
وَقْعَةa. see 1 (a) (b) &
وَاْقِعَة
(a).
d. Shock; collision; conflict.
e. ( pl.

وَقَعَات )
a. [ coll. ], Meal.
وِقْعَةa. Descent.

وَقَعَة
(pl.
وَقَع)
a. Rock, stone.

وَقِعa. Bare-foot.
b. Footsore.
c. Heavy (rain-cloud).
مَوْقَعَة
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Place of alighting; resting-place.

مَوْقِع
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Place, spot.

مِوْقَع
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Hammer, mallet.
b. Grindstone.
c. Washing-board, plank.

وَاْقِع
(pl.
وُقَّع)
a. Falling.
b. Happening, occurring.
c. Transitive (verb).
وَاْقِعَةa. Event, occurrence; incident; accident;
misfortune.
b. Attack, onslaught, charge; conflict, combat, fight;
battle.
c. [art.], The Resurrection.
d. Strenuous.

وَاْقِعِيّ
a. [ coll. ], Actual, real; true.
b. [ coll. ], Essential.

وَاْقِعِيَّة
a. [ coll. ], Reality, fact.

وَقَاْعa. Brand.

وَقِيْع
(pl.
وُقُع)
a. Sharp, ground (sword).
b. Worn, abraded (hoof).
c. Hard ground with pools of water.
d. [ coll. ], Fugitive, refugee.

وَقِيْعَة
(pl.
وِقَاْع
وَقَاْئِعُ
46)
a. see 21t (b)b. Pool.
c. Hard (ground).
d. Calumny, slander.

وُقُوْعa. see 1 (a) (b), (c).
وَقَّاْع
وَقَّاْعَةa. Slanderous, malicious; slanderer.

N. P.
وَقڤعَa. see 25 (b)
N. Ag.
وَقَّعَa. Privy Seal; Chancellor; Secretary.
b. Light-footed.

N. P.
وَقَّعَa. Afflicted.
b. see 25 (a) (b).
N. Ac.
وَقَّعَa. Signature, seal, subscription, sign-manual.
b. Opinion; idea, fancy.
c. (pl.
تَوَاْقِيْع), Edict, decree, firman.
d. Recordership, chancellorship.

مُوَاقَعَة [ N.
Ac.
وَاْقَعَ
(وِقْع)]
a. see 21t (b)
إِيْقَاع [ N.
Ac.
a. IV], Harmony, unison; tune.

تَوَقُّع [ N.
Ac.
a. V], Hope, expectation.

مَوَاقِع الحَرْب
a. Battle-fields.

أَنَّسْر الوَاقِع
a. A certain star.

وَقَعَ عِنْدَهُ مَوْقِعَ
الرِّضَى
a. He or it pleased him.

وُقِعَ فِى يَدِهِ
a. He repented.

[[وقف [يقف]]]
وَقَفَ [يَقِفُ] (n. ac.
وَقْف
وُقُوْف)
a. Stood; was erect.
b. Stopped, stood still; halted, paused.
c.(n. ac. وَقْف), Stopped, checked, arrested; delayed.
d. [acc. & La
or
'Ala], Bequeathed to.
e. [La], Stopped, waited for.
f.(n. ac. وُقُوْف) ['Ala], Engaged in, busied himself with.
g. ['Ala], Inquired about.
h.(n. ac. وَقْف) [acc. & 'Ala], Informed about; made to think about.
i. [acc. & 'Ala], Stopped, deferred for, until.
j. [acc. & 'An], Prevented from.
وَقَّفَa. Set up, stood; erected; raised.
b. see I (c)c. Halted (army).
d. Repaired (saddle).
e. Expounded (tradition).
f. [acc. & Bi], Dyed with.
g. Adorned, decked.

وَاْقَفَa. Stood by; assisted.
b. Fought with.
c. [acc. & 'Ala], Made to persevere with.
أَوْقَفَa. Was silent.
b. see I (c) (d), II (a) & V (
b ).
تَوَقَّفَ
a. [Fī], Stopped, halted in; delayed over, deferred.
b. ['An], Abstained from; renounced; discontinued.
c. ['Ala], Persisted with, persevered in.
d. ['Ala] [ coll. ], Consisted in.

تَوَاْقَفَa. Confronted, withstood each other.
b. [ coll. ], Appeared in court (
litigants ).
إِسْتَوْقَفَa. Bade to stop.
b. Bade to stand, to hold himself up.

وَقْفa. Stop, stoppage, halt; stand-still; pause.
b. Ivory bracelet; rim ( of a shield ).
c. Quiescence of a final letter ( in
versification ).
d. (pl.
وُقُوْف
أَوْقَاْف
38), Bequest, legacy; endowment (
ecclesiastical ).
وَقْفَةa. see 1 (a)b. Halting-place; station.
c. Sinew wound round a bow.

مَوْقِف
(pl.
مَوَاْقِفُ)
a. see 1t (b)b. Cavities in the flank of a horse.
c. Exposed parts: feet, eyes &c.

مِوْقَفa. Stick, spatula.

وَاْقِف
(pl.
وُقُوْف)
a. Upright, erect.
b. Stationary.
c. Pious founder, endower.
d. ['Ala], Informed, aware of.
وَقِيْفَةa. Animal at bay.

وُقُوْفa. Uprightness, erectness; standing posture.

وَقَّاْفa. Dilatory, procrastinatory; procrastinator.
b. Coward.

مِوْقَاْفa. see 20
N. P.
وَقڤفَa. Stopped; checked; suspended.
b. Testate, testamentary.
c. Quiescent (verse).
N. P.
وَقَّفَa. Experienced.
b. Spotted.

N. Ac.
وَقَّفَa. Stoppage, delay; suspension; pause, interruption;
cessation.
b. Notch.

N. Ac.
تَوَقَّفَa. see 1 (a)b. Perseverance, persistency.
c. Connection; concomitance.

وِقِّيْفَى
a. Sacristan.

[[وقل [يقل]]]
وَقَلَ [يَقِلُ] (n. ac.
وَقْل)
a. Stood on one leg.
b. Climbed.

تَوَقَّلَ
a. [Fi]
see I (b)
وَقْل
(pl.
أَوْقَاْل)
a. Wild palm-tree; wild date.

وَقْلَة
(pl.
وُقُوْل)
a. Kernel of the wild-date.

وَقَلa. Rocks, stones.
b. Roots, stumps.
c. see 5
وَقَلَةa. Small ( in the head ).
وَقِلa. Good climber; surefooted.

وَقُلa. see 5
أَوْقَلُa. Surerfooted.

تَوْقَلَة
a. see 5
[[وقم [يقم]]]
وَقَمَ [يَقِمُ] (n. ac.
وَقْم)
a. Treated harshly; snubbed, bullied; slighted.
b. Checked.
c. [pass.] Was trodden down (field).
أَوْقَمَa. see I (a)
تَوَقَّمَa. Threatened.
b. Killed (game).
c. Remembered, retained.
d. [Fī], Persisted in.
e. Purposed, intended.

وَاْقِمa. Citadel ( in Medina ).
وِقَاْمa. Sword, sabre.
b. Whip; stick, cudgel.
c. Rope.

N. P.
وَقڤمَa. Sad, sorrowful.
وقع:
وقع القتال بين الطائفتين: شرعا فيه (النويري أسبانيا 454). يقال: أيضاً، وقع الشرط والكتاب، وقع الصلح، وقعت الفتنة (معجم البلاذري).
ما وقع فيه: ما حصل فيه، ما صار فيه (كليلة ودمنة 3:276).
وقعت له نية: اضمر نية (النويري أسبانيا 472): وربما خرج لصلاة العيد فتقع له نية الجهاد (وفي عبارة تنسب لعبد الواحد 25): حدثت له نية.
وقع: وجدَ se trouver ( معجم الإدريسي).
وقع: ... في (المدينة) الفلانية (معجم أبي الفداء): واقع في: موجود، situe؛ واقع بالقرب من: مجاور؛ المرج الواقع حول الغدير، أي (الذي يحاذيه).
وقع: خضع للأغراء (بقطر).
وقع ذلك منه بالموافقة: وافق على اقتراحاته (دي ساسي كرست 4:31:2).
وقع: يستعمل هذا الفعل في موضع (المبنى للمجهول) لوضعَ، وعلى سبيل المثال، الأحجار المرصعة بالخشب (معجم الجغرافيا).
وقع: نقعُ من: كلمة عامية تفيد إنني قريب من فلان (فوك atinere مرادف ناسب وناسبه وتناسب معه).
وقع إلى: حدث لفلان بطريق المصادفة، أو حدث له أمر على غير انتظار، أو أدرك موضعاً (معجم بدرون والبيان ودي يونج وعبد الواحد 12:66، والبربرية 144:1 و4:1764)؛ وقع ب: حصل في (معجم البيان والبلاذري). وكذلك وقع في بلاد كذا (البكري 15:121، حيّان - بسّام 22:1): وفّروا إلى المغرب فوقعوا ببلاد أفريقية أو في أيضاً (عبد الواحد 15:133)؛ وقع من أو يقع من أي يأتي من ففي حديث عن المواد الغذائية أو البضائع حيث ترد من القطر الفلاني أو البلد الفلاني (معجم الجغرافيا) ولا يقال وقع ب لأنها تعني سقط في معناها القريب من لفظ إلى (الشاطي)؛ وهناك أيضاً وقع من ووقع إلى: صدّر، نقل البضائع من البلدان، نقل الصادرات (معجم الجغرافيا). (انظر الأصطخري 20:42 و2).
وقع: تفرّع (في الحديث عن قناة يرفدها ماء
الجدول) (معجم الجغرافيا).
وقع: حضر، سنح له عن طريق (المصادفة) (بقطر)؛ وقع إلى أو لفلان: عرض نفسه s'offrir، ese présenter ( في الحديث عن الوقائع أو عن الأسماء .. الخ) التي التقى أو التقوا بها أو وجدوها. (معجم أبي الفداء، الأغاني 1:3): في الحديث عن مجموعة من الأغاني: ثم وقعت إلى الواثق بالله. وفي (المقدمة 74:3): كان يقع له أكثر الأوقات أبيات الهروي التي وقعت له في كتاب المقامات، أي أن يقع له هنا تفيد: يخطر بباله .. يفطن .. يذكر. وترد وقع إلى أو وقع لفلان بمعنى وقع بين يديه في الحديث عن الكتب (معجم ابن الفداء).
وقع: بمعنى حصل وحدث ولا يقتصر هذا على: وقع ل بل أيضاً على وقع بفلان. ففي (كليلة ودمنة 4:4): فتخوف ذو القرنين من تقصير يقع به إن عجّل المبارزة.
وقع ب: وجد (الملابس 118 بوسويه): وقعت به في القهوة (وجدتها في القهوة).
وقعت بالعملة: ينبغي أن تعني بأن سرقته. وقع بينهما: تباعدا، تنافرا، انقطعت صلة الود بينهما. ويلاحظ إن هناك حذفاً بلاغياً. وفي (هاماكر. في كتاب منسوب للواقدي 112) ورد مثال لها الحذف وكانت الكلمة المحذوفة التي أضيفت في موضع آخر هي الخلف. أي وقع بينهما الخلف ويقال أيضاً، بالمعنى نفسه، وقع بينهما الأمر (المقري 20:122:1): الأمر الذي وقع بينه وبين فلان؛ وفي (بقطر): وقعت بنيهم: أي انقطعت صلة الصداقة بينهم، وهنا يجب أن نفترض وجود اسم أو موصوف محذوف الغبنة (على سبيل المثال). أنظر عبّن فيما سيأتي. في أمثلة الجمل التي ذكرها (هاماكر) لوقع بينهما نستطيع إضافة ما جاء في معجم أبي الفداء ودي ساسي كرست 3:51:2 (أنظر ص155 من الملاحظات) وانظر (أبي الفرج 12:271 والقمري 141:1 و8:264:2 و15:765 والنويري أفريقيا 30): في البداية كانوا أصدقاء ثم وقع بينهما بعد ذلك
وكانت فتنة عظيمة.
وقع تحت حمل الديون: soberer؛ وواقع تحت حمل الديوان (بقطر).
وقع تحت يد: أي سيطر عليه أحد الناس؛ وقع تحت يدي: أي أستطيع إيذاءه (بقطر).
وقع على الشيء أو على فلان: وجده (بقطر، معجم أبي الفداء، عبد الواحد 9:82 وحيّان - بسّام 140:3) وقع هشام على ودائع ولد المظفر.
ما وقعت له على جلية خبر: أي لم استطع الوصول إلى معرفة شيء من أمره (بقطر، ابن بطوطة مخطوط 282): لم يقع له على خبر.
وقع على: سقط على، حمّل، هاجم بضراوة (النويري مصر، مخطوط، 115:2): وقع عليهم ملك المدينة.
وقع على فلان s'adressere quelqu'un: لجأ إليه، خاطبه، استجار به (ألف ليلة 102:2 و 103).
هذا وقع عليّ كذا: كلّفني بكذا (فوك، محمد بن الحارث 319): الرداء يقع عليك بعشرة دنانير.
وقع في: دخل في تركيب الدواء الفلاني، أو احد العطور، في تركيب الأفلنجة على سبيل المثال (انظر افلنجة في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم).
وقع في فلان: فاجأه متلبساً Prendre sur le fait ( بقطر).
وقع عند فلان: لدى (هل) avoir ( رياض النفوس 48): فقلت هل وقع عندكم زرازير فقالوا ما وقع منها شيء حتى الساعة.
وقع لفلان: صادفه، حدث له، عرضاً، بطريق المصادفة (بقطر، الكالا، عبد الواحد 7:18): إن وقعت لي فرصة si l'en troure t'occasion ( بقطر).
وقع في عرضه وترجاه أن: توسل إليه بإلحاح أن؛ وقع في عرضه: طلب الصدقة، استعطى demandere la vie ( بقطر).
وقعت عينه على أن: سرّهُ، استحسنه il lui plut, il lui sembla bon ( معجم بدرون).
وقعت العين على العين: تقاتل en venit aux mains, commences un combat ( كوسج، كرست 2:110).
وقع في قلبه أن: خطر بباله أن، شك في، أرتاب، اشتبه ب (المقري 7:621:2). مَنْ الذي وقع بقلبك؟ مَنْ هذا الذي كان ... ؟ (أنظر حلّف في الجزء الثالث من ترجمة هذا المعجم).
فوقع في قلبي منها شيء: ساورني شكّ في هذا الموضوع (رياض النفوس 17).
وقع في قلبه: هذا الحديث كان له وقع أي تأثير كبير في قلبه (المقري 9:678:3): فوقع في قلبه وأهمَّه شأنه (الكلام هنا محذوف بلاغياً أي: وتقديره .. الخ).
وقعتْ في قلبه: أحبها أو أخذت بمجامع قلبه (الأغاني 7:58، رياض النفوس 34): فلقيته امرأة فوقع في نفسه منها شيء.
وأين تقعان مما أريد: وهي من أقوال الأمام علي (رضي الله عنه) التي ذهبت مثلاً أي شتان ما بين ما تريدان وما أريد (انظر معجم ابن جبير).
وقع: أنظر الكلمة (بالتشديد) في (فوك) في مادة cadere؛ أسقطَ، رمى أرضاً (بقطر).
وقّع: اسقطه في زلّة، أغواه ( Séduire) ( بقطر).
وقّع: فتنَ، خدع، استماله ببعض الآمال لكي
يغشه (بقطر): leurrer.
وقّع: شنّك، ومجازاً أدهش، أذهل eulacer, suprendre ( بقطر).
وقّع الغبنة بين: أو بإيجاز وقّع بين أفسد، احدث شقاقاً بين شخصين أو أكثر (بقطر).
وقعْ الفرمان: في (محيط المحيط): (رسم على طغراء السلطان.). وقع على: وضع إمضاءه ووقّع في (بقطر، ومعجم التنبيه)؛ وقّع على قفا بوليصة: ظهّرها (بقطر).
وقّع لفلان أو به: خصص، عيّن (المقري 9:137:1): كان الشعراء يتلون أشعارهم على الأمراء وكان يوقّع لهم بالصِلات على أقدارهم. وفي (3:269:2): الأمير وقّع له بها أي منحه هذه الدور الخمسين.
التوقيع في مجالس القضاة: تدوين أو تنفيذ الأحكام التي يصدرها القاضي (دي سلان، المقدمة 66:1). واقعَ: سقط في (الأخبار 2:68): واقعت الحجارةُ المدينةَ ومجازاً واقع ذنباً: اقترفه أخطأ tomber en faute ( عبّاد 12:298:1).
واقعَ فلاناً: كان له تجارة مع أحد الناس، ارتبط معه برابطٍ (الجريدة الآسيوية 1852 و5:228:2): وكان السلطان رحمه الله لا يواقعه إلا مَنْ كان صادقاً في قوله أميناً في مناولته وعمله وفعله.
واقعَ: في المعجم اللاتيني: ( murmuro, detrao) sasurro, reprobe, obtrectatio (inratio) lacesso, detraxit, detraction؛ ( فريتاج. كرست 121): واقعه على ما قال: أنّبه بشدة على ما قاله.
أوقعه تحت حمل الديون: أثقله بالديون obérer ( بقطر).
(وق ع)

وقَع عَن الشَّيْء وَمِنْه يقَعُ وَقْعا ووُقُوعا: سقط. ووَقَع الشَّيْء من يَدي، كَذَلِك. وَوَقع الْمَطَر بِالْأَرْضِ. وَلَا يُقَال: سقط. هَذَا قَول اللُّغَة، وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: سقط الْمَطَر مَكَان كَذَا فمكان كَذَا، وَقَول أعشى باهلة:

وَأَلْجَأَ الكَلْبَ مَوْقُوعُ الصَقِيعِ بِهِ ... وألجأَ الحَيَّ مِنْ تَنْفاحِها الحَجَرُ

إِنَّمَا هُوَ مصدر كالمجلود والمعقول.

والموقِعُ والمَوْقِعَةُ: مَوْضُوع الْوُقُوع، حكى الْأَخِيرَة اللحياني. ووقاعَةُ السّتْر: مَوْقِعُهُ إِذا أُرسل. وَفِي حَدِيث أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت لعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا " اجْعلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ ووَقاعَةَ السِّترِ قَبْرَكِ " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والمِيقَعَةُ: داءٌ يَأْخُذ الفصيل كالحصبة فَيَقَع فَلَا يكَاد يقوم.

ووَقْعُ السَّيْف ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هَبَّتُه ونزوله بالضريبة، وَالْفِعْل كالفعل.

ووقَعَ بِهِ مَا يُكْرَه يَقَعُ وُقُوعا ووَقِيَعَةً: نزل. وَفِي الْمثل " الحذار أَشد من الوَقِيعَةِ " يضْرب ذَلِك للرجل يَعْظُمُ فِي صَدره الشَّيْء فَإِذا وَقَع فِيهِ كَانَ أَهْون مِمَّا ظنَّ.

وأوْقع ظنَّه على الشَّيْء ووَقَّعَهُ، كِلَاهُمَا: قدَّرَه وأنزله.

ووَقَع بِالْأَمر: أحدثه وأنزله.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

خَلِيليَّ طِيرَابِا لتَّفَرُّق أوْقَعا

وَقَوله تَعَالَى (وإِذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ) قَالَ الزّجاج مَعْنَاهُ وَالله أعلم: وَإِذا وَجب القَوْل عَلَيْهِم.

وأوْقع بِهِ مَا يسوءه، كَذَلِك.

ووَقَع مِنْهُ الْأَمر مَوْقِعا حسنا أَو سَيِّئًا: ثَبت لَدَيْهِ.

وأوقع بِهِ الدَّهر: سَطَا، وَهُوَ مِنْهُ.

والوَاقِعَةُ: الدَّاهية، وَقَوله (إِذا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ) يَعْنِي الْقِيَامَة.

والوَقْعَةُ والوَقِيعَةُ: الْحَرْب والقتال. وَقيل: المعركة وَقد وَقَع بهم وأوقَعَ. وَقَوله:

فَإنَّك والتأبِينَ عُرْوَةَ بَعْدَما ... دَعاك وأيْدِينا إِلَيْهِ شَوَارِعُ

لكالرَّجُلِ الحادِي وقَد تَلَع الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنايا فَوْقَهُنَّ أوَاقعُ

إِنَّمَا أَرَادوا وَاقِعُ جمع واقِعَةٍ فهمز الْوَاو الأولى.

والوَقْعَةُ: النَّومة فِي آخر اللَّيْل.

والوَقْعَةُ: أَن يقْضِي فِي كل يَوْم حَاجَة إِلَى مثل ذَلِك من الْغَد، وَهُوَ من ذَلِك.

وتَبرَّزَ الوَقْعَةَ: أَتَى الْغَائِط مرّة فِي الْيَوْم، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيَعْقُوب: سُئِلَ رجل أسْرع فِي سيره: كَيفَ كَانَ سيرك؟ قَالَ: " كنت آكل الوجبة وأنجو الوَقْعَةَ وأُعرس إِذا أفجرت وأرتحل إِذا أسفرت وأسير المَلْعَ والخبب والوضع فأتيتكم لمِسْىِ سَبْع " الوجبة: أَكلَة فِي الْيَوْم إِلَى مثلهَا من الْغَد. والمَلْعُ: فَوق الْمَشْي وَدون الخبب. والوضع: فَوق الخبب. وَقَوله: لمِسْى سبع أَي مسَاء سبع.

وَوَقع الطَّائِر: يَقَعُ وُقُوعا - وَالِاسْم الوَقْعْةَ - نزل عَن طيرانه، فَهُوَ واقِعٌ.

وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ: واقِعَةٌ.

ووَقِيَعَةُ الطَّائِر وموقعته: مَوضِع وُقُوعه.

وميقَعَهُ الْبَازِي: مَكَان يألفه فيقَعُ عَلَيْهِ.

والنسر الواقعُ: نجم، سمي بذلك لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ كاسر جناحيه من خَلفه.

وانه لَوَاقِعُ الطير أَي سَاكن لَيِّنٌ.

ووقعَتِ الدَّوَابّ: ربضت.

ووَقَعَت: الْإِبِل ووَقَّعَتْ: بَركت وَقيل وقَّعتْ مشدد اطمأنَّت بِالْأَرْضِ بعد الرّيّ أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

حَتَّى إِذا وَقَّعْنَ كالأَنْباثِ ... غَير خَفِيفاتٍ وَلَا غِرَاثِ

وَإِنَّمَا قَالَ: غير خفيفات وَلَا غراث لِأَنَّهَا قد شبعت وَرويت فَثقلَتْ.

ووَقَع فِي النَّاس وُقُوعا ووَقِيعَةً: اغتابهم، وَقيل هُوَ أَن يذكر فِي الْإِنْسَان مَا لَيْسَ فِيهِ.

ووَقاعِ: دَائِرَة على الْجَاعِرَتَيْنِ، أَو حَيْثُ مَا كَانَت عَن كي، وَقيل: هِيَ كَيَّةٌ تكون بَين القرنين، قَالَ عَوْف بن الْأَحْوَص:

وكنتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فَأكْوِيهِ وَقاعِ

ووَقَع فِي العَمَلِ وَقَوعا: أَخذ.

وواقَع الْأُمُور مُوَاقَعَةً ووِقاعا: داناها. وَأرى قَول الشَّاعِر أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وعِنْدَهُ ... إِذا عُدَّتِ الهَيْجا وِقاعٌ مُصَادِفُ إِنَّمَا هُوَ من هَذَا، وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَلم يفسره.

وواقعَ الْمَرْأَة ووَقَع عَلَيْها: جامَعَها، أراهما عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والوَقيعُ: مَناقعُ المَاء، قَالَ أَبُو حنيفَة: الوقيعُ من الأَرْض: الغليظ الَّذِي لَا ينشف المَاء وَلَا ينْبت، بيِّن الوَقاعَةِ، وَالْجمع وُقُعٌ.

والوَقِيعةُ: مَكَان صلب يمسك المَاء وَكَذَلِكَ النقرة فِي الْجَبَل قَالَ:

إِذا مَا اسْتَبالُوا الخَيْلَ كانَتْ أكُفُّهُمْ ... وَقائعَ للأبْوَالِ والماءُ أبْرَدُ

يَقُول: كَانُوا فِي فلاة فاستبالوا الْخَيل فِي أكفِّهم فَشَرِبُوا أبوالها من الْعَطش.

والوَقْعُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع من الْجَبَل.

والتَّوْقِيعُ: رمى قريب.

والتَّوْقيعُ: الْإِصَابَة، أنْشد ثَعْلَب:

وَقد جَعَلَتْ بَوَائِقُ من أُمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَهُ وتَكُفُّ دُوني

وتوقَّع الشَّيْء واستوقَعَه: تَنَظَّرَه ونخوَّفه.

والوَقْعُ والتَّوقيعُ: الْأَثر الَّذِي يُخَالف اللَّوْن.

والتَّوقيعُ: سحج فِي ظهر الدَّابَّة من الرّكُوب، وَرُبمَا انْحَصَّ عَنهُ الشّعْر وَنبت أَبيض وَهُوَ من ذَلِك.

وبعير مُوَقَّعُ الظّهْر: بِهِ آثَار الدبر. وَقيل: هُوَ إِذا كَانَ بِهِ الدبر.

والتوقيعُ: إِصَابَة الْمَطَر بعض الأَرْض وإخطاؤه بَعْضًا. وَقيل: هُوَ إنبات بَعْضهَا دون بعض.

والتوقيعُ فِي الْكتاب: إِلْحَاق شَيْء فِيهِ بعد الْفَرَاغ مِنْهُ. وَقيل: هُوَ مُشْتَقّ من التوقيعِ الَّذِي هُوَ مُخَالفَة للْأولِ.

ووَقَعَ المُدية وَالسيف والنصل يَقَعُها وَقْعا: أحدَّها وضربها.

ونصل وَِقيعُ: محدَّد، وَكَذَلِكَ الشَّفْرَة بِغَيْر هَاء. قَالَ عنترة:

وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: وَفِي البَجلِيّ، فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِي كَانَ بالمربد: أَخْطَأت يَا شيخ، مَا الَّذِي يجمع بَين عَبْسٍ وبجيلة.

واسْتوقعَ السَّيْف: احْتَاجَ إِلَى الشحذ.

والمِيَقَعَةُ: مَا وَقع بِهِ السَّيْف.

والمِيقَعُ والمِيقَعةُ: كِلَاهُمَا: المِطْرَقَةُ.

والوَقِيعَةُ كالمِيَقعةِ شَاذ لِأَنَّهَا آلَة والآلة إِنَّمَا تأتى على مِفْعَلٍ قَالَ الْهُذلِيّ:

رأى شخْص مَسعودٍ بن سَعْدٍ بِكَفِّه ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ بالوَقِيَعَةِ مُعْتَدُ

والمِيقَعَةُ: خَشَبَة الْقصار.

ووَقِعَ الرجلو الْفرس وَقَعا فَهُوَ وَقِعٌ: حَفِىَ من الْحِجَارَة أَو الشوك، وَقد وَقَعَه الْحجر.

وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْهُ لحجارة فَضَّتْ مِنْهُ.

وَقدم مَوْقوعَةٌ: غَلِيظَة شَدِيدَة.

وَطَرِيق مُوقَّعٌ: مذلل.

وَرجل مُوقَّعٌ: قد أَصَابَته البلايا، هَذِه عَن اللحياني.

والوَقَعَةُ: بطن من الْعَرَب.

وموقوعٌ: مَوضِع أَو مَاء.
وقع
وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من يَقَع، قَعْ، وَقْعًا ووُقُوعًا، فهو واقِع، والمفعول موقوع عليه
• وقَعَ الأمرُ: تمّ، حدَث "وقع الحادثُ ليلةَ أمس- وقعت معركة بينهم- {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} " ° وقَع له واقع: عرَض له عارض.
• وقَعَ الحقُّ: ثبَت، بان وظهر " {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} - {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
• وقَعَت الإبلُ: بركَتْ.
• وقَعَ الشّيءُ/ وقَعَ الشّيءُ من يده: سقَط "وقَع أرضًا- وقَع القلم من يدي- لا تَقَعنَّ البَحْرَ إلاَّ سابحًا [مثل]: يُضرب لمن يُباشر أمرًا لا يُحْسِنُهُ- {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ} - {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} "? وقَع الأمرُ منه موقعًا حسنًا أو سَيِّئًا: ثبت لديه وكان محل رضاه أو كراهيته.
• وقَعَ الطّيرُ على الشّجرِ ونحوِه: نزَل? إن الطُّيور على أشكالها تقع [مثل]: أي أن الشَّخص يعاشر أمثاله وينجذب إلى شبيهه- وقَع اختياره على فلان: خصّه بالاختيار وانتقاه من بين الآخرين- وقَع ظنّه على فلان: ألقى ظنَّه عليه- وقَع نظره على كذا: رآه، شاهده.
• وقَعَ على السِّرِّ: عرَفه، علِمه.
• وقَعَ على الشَّخصِ القصاصُ: وجَب "وقَع عليه اللَّومُ- وقَع العقابُ على المذنب: نزَل- وقَع الحقُّ عليه- {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا} "? وقَع تحت طائلة القانون: خضَع للعقاب بحسب أحكام القانون.
• وقَعَ الحيوانُ وغيرُه في الشَّركِ ونحوِه: دخَلَ فيه "وقَع الطَّائرُ في الفخّ- وقَعَ في الطَّويل العريض [مثل]: يُضرب لمن
 وقع في أمر شَاقّ- مَنْ حفَرَ حُفْرةً لأخيه وقع فيها [مثل]: يُضرب لسوء عاقبة الغدر- وقَعَ في حَيْص بَيْص [مثل]: وقع في ورطة، أصابته شدَّة وضيق"? وَقَع في أيديهم: قبضوا عليه، أمْسكوا به- وقَع في التَّجربة: ما يدفع إلى الشَّرِّ والخطيئة- وقَع في الحُبّ: أحبّ فجأة- وقَع في فخٍّ: انخدع، جازت عليه حيلة- وقَع في قَبْضَته: حازه، تحكَّم فيه.
• وقَعَ الكلامُ في نفسه: أثَّر فيها "وقَع حديثُه في نفسي موقعًا حسنًا- لكلامه وقَع حسن- تركت النَّصيحة وقعًا حسنًا"? وقَع عليه وقوع الصَّاعقة: فاجأه، أثَّر فيه بُقوّة- وقَع في قلبه: ارتاح له، أثَّر عليه- وقَع في نفسه: اعتقد، ظنَّ، تخيَّل- وقَع في يده: ندِم، تحسَّر. 

وقَعَ بـ يَقَع، قَعْ، وَقْعًا ووَقْعةً، فهو واقِع، والمفعول موقوع به
• وقَع القومُ بالعدوِّ: بالغوا في قِتالِهم. 

وقَعَ في2 يقَع، قَعْ، وُقوعًا ووَقِيعةً، فهو واقِع، والمفعول موقوع فيه
• وقَع في فلانٍ: سبَّه وعابَه واغتابه "وقَع في أعراض النّاس/ جارِه" ° وقَع في يده: ندِم، تحسَّر.
• وقَع الكتابُ في مائة صفحة: اشتمل عليها. 

أوقعَ/ أوقعَ بـ يُوقع، إيقاعًا، فهو مُوقِع، والمفعول مُوقَع
• أوقعَ الشَّيءَ: أَسقطه، جَعَله يقع "أوقع الإناءَ فانكسر".
• أوقع بفلانٍ الشَّرَّ: أنزَله به "أوقع الصَّوتُ بقلبه الرُّعبَ- أوقعَ به العذابَ- {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} " ° أوقع به الدَّهر: سطا عليه وجار- أوقع به: دبَّر له مكيدة، أصابه بمكروه.
• أوقع الرُّعبَ في قلبه: ألقاه "أوقعه في فخّ/ ورطة/ مأزق/ كمين"? أوقعه في شباكه: أغراه.
• أوقع العقوبةَ على المذنب: فَرَضها، أَوْجبها، حكم بها "أوقع القاضي حكمًا على القاتل".
• أوقع القومُ بأعدائهم: بالغوا في قتالهم. 

تواقعَ يتواقع، تواقُعًا، فهو مُتواقِع
• تواقع الخُصُومُ: تقاتَلُوا "تواقع الرَّجلان". 

توقَّعَ يتوقَّع، توقُّعًا، فهو مُتوقِّع، والمفعول مُتوقَّع
• توقَّع الشَّخصُ الأمرَ: ترقَّبه وانتظر حدوثَه "توقّع حدوثَ أزمة- يتوقَّع شرًّا منه- أَمْر يفوق التَّوقُّع- الضَّربة المتوقَّعة أقلّ قسوة" ° مِن المتوقَّع أن: من المحتمل- نتيجة متوقَّعة: محتملة- يُتَوَقَّع حدوثُه: يُحتمل. 

واقعَ يواقع، مُواقعةً ووِقاعًا، فهو مُواقِع، والمفعول مُواقَع
• واقع الشَّخصُ خَصْمَه: حارَبه.
• واقع الشيءَ: وقَع فيه، دخَل فيه " {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}: واقعون فيها".
• واقع الأمورَ: بَاشَرها، داناها "لقد واقع قاضي التحقيق معرفة أسباب الجريمة".
• واقع الرَّجلُ زوجتَه: جامَعَها. 

وقَّعَ/ وقَّعَ على يوقِّع، توقيعًا، فهو مُوقِّع، والمفعول مُوقَّع
• وقَّع الشّخصُ الوثيقةَ وغيرَها/ وقَّع على الوثيقةِ وغيرِها: كتب اسمَه في أسفلها إمضاءً لها أو إقرارًا بها "وقَّع الوزيرُ الرِّسالةَ- وقَّع على العقد- وُقِّعَت الاتفاقيَّة بالأحرف الأولى- اجتمع الموقعون على البيان" ° الموقِّعون أدناه: الذين تأتي توقيعاتهم عقب كلام مكتوب- نسخة موقّعة: نسخة من كتاب عليها إهداء من مؤلفه بخط يده- وقَّع بالأحرف الأولى: أعلن الاتّفاق مبدئيًّا- يُوقِّع على بياض: دون تحديد المُوَقَّع عليه (المبلغ ـ العُهْدة مثلاً).
• وقَّع العقوبةَ على المذنب: أَوْقَعها، فرَضَها، أوجبها، حكَم بها "وقَّع القاضي حكمًا بالإعدام على القاتل".
• وقَّع العازفُ على الآلة الموسيقيّة: ضَرَب عليها "وقَّع على العود". 

إيقاع [مفرد]:
1 - مصدر أوقعَ/ أوقعَ بـ.
2 - (رض) حركة في المصارعة أو الفنون القتالية، فيها يُلقى الخصمُ الواقفُ أرضًا.
3 - (سق) اطّراد الفترات الزَّمنيّة التي يقع فيها أداء صوتيّ ما بحيث يكون لهذا الأداء أثر سارّ للنَّفس لدى

سماعه ° إيقاع الأصوات: اتّفاقها وتوقيعها على مواقعها وميزانها- إيقاع المغنّي: بناؤه ألحان غنائه على مواقعها وميزانها.
• بندول الإيقاع: (سق) آلة تُستخدم للتعبير عن الوقت من خلال تكّات أو ضربات تحدِّد موقع النّقلة الموسيقيّة.
• علم الإيقاع: (عر) دراسة الأوزان الشِّعريّة والإيقاع. 

إيقاعِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إيقاع: "رَقْصٌ إيقاعيّ: تترافق فيه الموسيقى والحركات الرياضيَّة- رياضة إيقاعيّة: حركات رياضيّة يرافقها الإيقاع". 

توقيع [مفرد]: ج توقيعات (لغير المصدر) وتواقيعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَّعَ/ وقَّعَ على.
2 - تذييل على كتاب أو وثيقة بما يفيد الرَّأي فيه "ازدهر فَنّ التوقيعات في العصر العباسيّ".
3 - (سق) توزين وأداء الألحان على آلة من الآلات. 

توقيعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى توقيع.
• السِّباحة التَّوقيعيَّة: (رض) نوع من السِّباحة تترافق فيه الموسيقى مع الحركات الرِّياضيَّة المنتظمة. 

مَوْقِع [مفرد]: ج مَواقِعُ:
1 - مصدر ميميّ من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من ° له مَوْقِع عند فلان: حظٌّ ومنزلة.
2 - اسم مكان من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من: "مواقع القتال/ الجيش: مواضعه- وقع الشيء موقعه- مواقع الغيث/ القطر/ الماء: مساقطه- {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}: منازلها ومساقطها للغروب".
3 - (حس) موضع لتخزين البيانات والتعليمات والبرامج بالحاسب.
4 - (هس) نُقْطة من السَّطح أو المستقيم يقع عليها الخطُّ العموديّ. 

مَوْقِعة [مفرد]: ج مَواقِعُ:
1 - مؤنَّث مَوْقِع.
2 - صدمة، معركة في الحرب "ربح الجيش تلك المَوْقِعة- مَوْقِعة برّيّة/ بحريّة- توقف القتال بعد الموقعة الأولى". 

واقِع1 [مفرد]: ج وُقّع ووُقوع: اسم فاعل من وقَعَ بـ ووقَعَ في2 ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من. 

واقِع2 [مفرد]: حاصِل، حقيقة، عكسه خيال "دون الواقع بكثير- من واقع السِّجلاّت- لم ينقل الشاهدُ واقعَ ما رأى من الجريمة- وهل يدفع الإنسانُ ما هو واقِعٌ .. وهل يعلم الإنسان ما هو كاسِب" ° الأمر الواقع: الوضع الواقعي أو الفعلي- الأمر واقع قطعًا: بدون ريب- سياسَةُ الأمر الواقع: فرض ما هو واقع بالقوَّة- في الواقع: في الحقيقة/ فعلاً- وضَعه أمام الأمر الواقع: فرض عليه شيئًا لا يرغب فيه.
• الواقع التَّقريبيّ/ الواقع الافتراضيّ: (حس) محاكاة يولِّدها الحاسوب لمناظر ثلاثيّة الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكِّن النَّاظر الذي يستخدم جهازًا إلكترونيًّا خاصًّا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدو فعليَّة. 

واقِعة1 [مفرد]: مؤنَّث واقِع1.
• الواقِعة:
1 - القيامة " {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 56 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وتسعون آية. 

واقِعة2 [مفرد]: ج واقعات ووقائعُ:
1 - مصادَمة في الحرب.
2 - نازلة من مصائب الدّهر، حادث طارئ "واقعة مؤلمة- ما أبشع واقعة القطار".
3 - (سف) ما حدَث ووُجد فعلاً ويتميّز عن المتخيَّل والمتوهَّم، حدث حقيقيّ "واقِعةُ الحال- واقعات الميلاد" ° وقائع الجلسة: أحداثها. 

واقِعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى واقِع2: "مذهب/ حَدث واقِعيّ" ° غير واقعيّ: غير منسجم مع الحقيقة والواقع، خياليّ- واقعيًّا: في الواقع.
2 - شخص عمليّ، معبِّر عن إدراك الأشياء كما هي في الواقع ° رَجُلٌ واقعيّ: يتصرَّف آخذًا الواقع بعين الاعتبار.
3 - (دب) كاتب أو أديب يستمدّ مادته من ظواهر الحياة الحاضرة الملموسة.
4 - (سف) ما هو موجود بالفعل، أو حقيقة ثابتة بوجودها في الواقع، عكسه خياليّ. 

واقِعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى واقِع2: "قِصَّة واقعيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من واقِع ° فكرة غير واقعيَّة: خياليَّة.
3 - (دب) مذهب يعتمد على الوقائع ويطلب من الفن أن يعكس الواقع، ويُعنى بتصوير أحوال المجتمع على ما هو عليه "الواقعيَّة النَّقديَّة".
4 - (سف) مذهب يُلتزم فيه التصوير الأمين لمظاهر الطَّبيعة والحياة كما هي، وكذلك عرض الآراء والأحداث والظُّروف والملابسات بدون نظر

مثاليّ.
• سياسة واقعيَّة: (سة) سياسة وطنيَّة توسيعيَّة هدفها الأوحد تقديم المصلحة الوطنيَّة.
• الواقعيَّة التَّصويريَّة: (فن) أسلوب في فنّ الرّسم يشبه التَّصوير الضَّوئيّ من حيث اهتمامه بالتَّفاصيل الواقعيَّة.
• اللاَّواقعيَّة: موقف لا يأخذ الواقع بعين الاعتبار ولا يقدِّره بدقَّة، فِقدان الحِسّ العمليّ "بلغ في تعنُّته أقصى درجات اللاواقعيَّة". 

وَقْع [مفرد]:
1 - مصدر وقَعَ بـ ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من.
2 - صوت الضَّرب بالشَّيء "وَقْع أقدام/ حوافر".
3 - تأثير، صدًى "كان لكلامه وَقْع حسن- لهذا النَّبأ وَقْع شديد في نفسه- لفلان وَقْع عند فلان: قَدْرٌ ومنزِلة". 

وَقْعة [مفرد]: ج وَقَعات (لغير المصدر {ووَقْعات} لغير المصدر) ووقائعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَعَ بـ.
2 - اسم مرَّة من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من: "تسبَّبت وَقْعته في كسر مضاعف- {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} ".
3 - معركة، غزوة "وَقْعة بدر/ اليرموك- سقط في هذه الوَقْعة عددٌ كبيرٌ من القتلى". 

وُقوع [مفرد]: مصدر وقَعَ في2 ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من. 

وقيعة [مفرد]: ج وقائعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَعَ في2.
2 - اغتياب النَّاس "سَعَى بالوقيعة بينهم".
3 - صدمة الحرب والقتال "الحذرُ أشدُّ من الوقيعة [مثل]: يُضرب لمن يعظم في صدره الشَّيء فإذا وقع فيه كان أهون مما ظنّ- يخبرك مَن شهِدَ الوقيعةَ أنَّني ... أغشى الوغى وأعِفُّ عند المَغنمِ" ° وقائع العرب: أيّام حروبها. 
(و ق ع) : وَقَعَ الشَّيْءُ عَلَى الْأَرْضِ وُقُوعًا وَوَقَعَ بِالْعَدُوِّ أَوْقَعَ بِهِمْ فِي الْحَرْبِ وَهِيَ الْوَقْعَةُ وَالْوَقِيعَةُ (وَوَقَعَ فِي النَّاسِ) مِنْ الْوَقِيعَةِ إذَا عَابَهُمْ وَاغْتَابَهُمْ وَقَوْلُهُ التَّزْكِيَةُ فِي الْعَلَانِيَةِ جَوْرٌ وَمُعَادَاةٌ (وَوَقِيعَةٌ) عَلَى النَّاسِ إمَّا سَهْوٌ أَوْ تَضْمِينٌ (وَالْمُوَاقَعَةُ) وَالْوِقَاعُ مِنْ كِنَايَاتِ الْجِمَاعِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.