Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أبد

نجذ

(ن ج ذ) : (النَّوَاجِذُ) أَضْرَاسُ الْحُلُمِ الْوَاحِدُ نَاجِذٌ.
نجذ: نجذ (بالتشديد): انظر المثل الذي ضربه (الكامل 8: 293).
ناجذة: أنظر الكلمة في القسم الثاني من (سن عند فوك) إلا أنها وردت في القسم الأول ناجذ.

نجذ


نَجَذَ(n. ac. نَجْذ)
a. Bit, gripped.
b. Importuned.
c. Was sarcastic.

نَجَّذَa. Taught, instructed.

نَاْجِذ
(pl.
نَوَاْجِذُ)
a. Molar tooth, grinder; wisdom-tooth.

نَاْجِذَةa. fem.of
نَاْجِذ
مَنَاْجِذُa. Moles (animals).
N. P.
نَجَّذَa. Experienced; wise, sapient.

أَنْجُذَان
P.
a. Silphium.

عَضَّ عَلَى نَاجِذِهِ
a. He has reached puberty.
باب الجيم والذال والنون معهما ن ج ذ فقط

نجذ: النَّجذُ: شِدَّة العضِّ بالناجِذِ، وهو السن بين الأنياب والأضراس، وقول العرب: بدت نواجِذُهُ إذا ظهر ذلك منه ضحِكاً أو غَضَباً. ويقال: رجل منجذ أي مُجَرَّب مُضَرَّسٌ، واشتِقاقه أن ناجِذَةَ الدَّهرِ عَضَّته.
ن ج ذ: (النَّاجِذُ) آخِرُ الْأَضْرَاسِ وَلِلْإِنْسَانِ أَرْبَعَةُ (نَوَاجِذَ) فِي أَقْصَى الْأَسْنَانِ بَعْدَ الْأَرْحَاءِ وَيُسَمَّى ضِرْسَ الْحُلُمِ لِأَنَّهُ يَنْبُتُ بَعْدَ الْبُلُوغِ وَكَمَالِ الْعَقْلِ، يُقَالُ: ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ إِذَا اسْتَغْرَبَ فِيهِ. 
ن ج ذ : النَّاجِذُ السِّنُّ بَيْنَ الضِّرْسِ وَالنَّابِ وَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ ثَعْلَبٌ الْمُرَادُ الْأَنْيَابُ وَقِيلَ النَّاجِذُ آخِرُ الْأَضْرَاسِ وَهُوَ ضِرْسُ الْحُلُمِ لِأَنَّهُ يَنْبُتُ بَعْدَ الْبُلُوغِ وَكَمَالِ الْعَقْلِ وَقِيلَ الْأَضْرَاسُ كُلُّهَا نَوَاجِذُ قَالَ فِي الْبَارِعِ وَتَكُونُ النَّوَاجِذُ لِلْإِنْسَانِ وَالْحَافِرِ وَهِيَ مِنْ ذَوَاتِ الْخُفِّ الْأَنْيَابُ. 
[نجذ] الناجِذُ: آخرُ الأضراسِ، وللإنسان أربعة نواجذَ في أقصى الأسنانِ بعد الارحاء، ويسمَّى ضِرْسَ الحُلُمِ، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل. يقال: ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نواجذُه، إذا استغرب فيه. وقد تكون النواجذ للفرس، وهى الانياب من الخف، والصوالغ من الظلف. قال الشماخ يذكر إبلا حداد الانياب: يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحداء الوقيع - ورجل منجذ: مجرَّبٌ أحكمتهُ الأمور. وقال الشاعر سحيم بن وثيل: أخو خَمسينَ مُجْتَمعٌ أشدِّي - ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُؤونِ -
ن ج ذ

أبدى ناجذه إذا بالغ في ضحكه أو غضبه، وعن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه ضحك حتى بدت نواجذه ".

ومن المجاز: أبدت الحرب ناجذيها. قال بشر:

إذا ما الحرب أبدت ناجذيها ... غداة الرّوع والتقت الجموع

وعضّ على ناجذه إذا بلغ أشدّه استحكم. وعض في العلم وغيره بناجذه إذا أتقنه، ومنه: جّذته التجارب: أحكمته. قال:

أخو خمسين مجتمع أشدّى ... ونجّذني مداورة الشؤون
[نجذ] نه: فيه: ضحك حتى بدت "نواجذه"، هي من الأسنان الضواحك التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه، فورد: جل ضحكه التبسم، وإن أريد بها الأواخر لاشتهارها بها، فوجهه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه. ومنه ح: عضوا عليها "بالنواجذ"، أي تمسكوا بها كما يتمسك العاض بجميع أضراسه. ج: هو مثل في الشدة لأن العض بها عض بمعظم الأسنان التي قبلها والتي بعدها. ن: هو بذال معجمة. ش، ط: هي الأنياب أو الأضراس أو الضواحك، يريد التمسك بهذه الوصية بجميع ما يمكن. نه: ومنه ح: لن يلي الناس كقرشي عض على ناجذه"، أي صبر وتصلب في الأمور. وح: إن الملكين قاعدان على "ناجذي" العبد يكتبان، أي سنيه الضاحكين وهما اللذان بين الناب والأضراس، وقيل: أراد النابين. 
نجذ
نجَذَ يَنجُذ ويَنجِذ، نَجْذًا، فهو ناجِذ، والمفعول مَنْجوذ
• نجَذ الشّيءَ: عضّه بالنواجِذ. 

ناجِذ [مفرد]: ج ناجذون ونواجِذُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من نجَذَ.
2 - أقصى الأضراس في آخر الحنك، ضرس العقل "فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [حديث]: استغرق في الضحك" ° أبدى الشَّرّ عن ناجذيه: مثلٌ يُضرب لصولة السبع وشدَّته لأنّه إذا صال كشّر عن أنيابه- أبدى عن نواجذه: أظهر استياءه، وغضبه- عضَّ عليه بالنَّواجذ: استمسك به، حرَص عليه- عضَّ على ناجِذه: بلغ أشُدّه- عضَّ على ناجذيه: صبر على الأمر. 

نَجْذ [مفرد]: مصدر نجَذَ. 

نجذ

1 نَجَذَهُ, aor. ـَ (TK,) [or نَجُذَ, accord. to the rule of the K,] inf. n. نَجْذٌ, (L, K,) He bit him, or it, (L, K,) with the نَاجِذ, which is the tooth next behind the canine tooth: [but see this word:] (L:) or, with the نَوَاجِذ.

A2: نَجَذَهُ (inf. n. نَجْذٌ, TK,) (tropical:) He importuned him in asking: نَجْذٌ sigfies also vehement speaking. (K.) 2 نجّذهُ (assumed tropical:) It (experience) strengthened him: (A:) or tried and strengthened him. (S, L.) Suheym Ibn-Wetheel says, وَنَجَّذَنِى مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ [And the applying myself to the management of affairs has tried and strengthened me]. (S, L.) See 3, in art. دور. And see نِجّد.

ناجِذ sing. of نَوَاجِذُ, which signifies The furthest of the أَضْرَاس [or molar teeth], (S, A, L, Msb, K,) of a man; (S, Msb;) which are four in number, (S, L, Msb, K,) next after the ??; (L;) also called أَضْرَاسُ الحُلُمِ, [or the teeth of puberty, and أَضْرَاسُ العَقْلِ, or the wisdom-teeth,] (S, Mgh, L, Msb,) because they grow after the attaining to puberty, and the completion of the intellectual faculties: (S, L, Msb:) or all the اضراس [or molar-teeth]: or the teeth next behind the canine teeth: (L, Msb, K:) altogether four in number: (L, Msb:) or the canine teeth: (L, Msb, K:) which last, accord. to Th, (L, Msb,) or the last but one, accord. to IAth, (L,) is the signification meant in the trad. (respecting Mohammad, L.) ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [He laughed so that his نواجذ appeared]; (L, Msb;) because Mohammad's utmost laugh was slight; or this is a hyperbolical expression, not meant to be literally understood; for the signification of نواجذ most commonly obtaining is the first of those given above: (L:) the phrase also signifies he laughed violently, or immoderately: (S, L:) the term نواجذ is also sometimes used in relation to the horse, (S, L,) or a solid-hoofed animal, as well as man; (Bári', Msb;) and they are [termed] the أَنْيَاب in a soft-footed animal such as the camel; and the سَوَالِغ in a cloven-hoofed animal. (S, L.) See also سِنٌّ. b2: عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ (tropical:) They held her fast. as one holds fast in biting with all his grinders. (L, from a trad.) b3: أَبْدَــى

نَاجِذَهُ (assumed tropical:) He was immoderate in his laughter: and, in his anger. (A.) b4: عَضّ عَلَى نَاجِذِهِ (assumed tropical:) He attained to the age of puberty; or of manly vigour; or of firmness, or soundness, of judgment: (A, L, K: *) and he bacame patient, and firm, vigorous, or hardy, in the management of affairs. (L.) b5: بَلَغَ فِى العِلْمِ وَغَيْرِهِ بِنَاجِذِهِ (assumed tropical:) He made his knowledge, &c., sound, or firm. (A.) b6: بَدَتْ نَوَاجِذُهُ His نواجذ appeared by reason of anger or of laughter. (L.) مُنَجَّذٌ (assumed tropical:) A man (S, L) tried and strengthened by experience; expert, or experienced: (T, S, L, K:) or (so in the L; in the K, and) who has experienced probations, trials, or calamities, (Lh, L, K,) and thus become a vigorous manager of affairs. (TA.) See also مُنَجَّدٌ.

مَنَاجِذُ [Moles]: used as pl. of جُلْذٌ, (L, K,) and of خُلْدٌ. (L, K, &c., art. خلد.)

نجذ: النَّواجذ: أَقصى الأَضراس، وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعد

الأَرْحاءِ، وتسمى ضرس الحلُم لأَنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل؛ وقيل:

النواجذ التي تلي الأَنْيابَ، وقيل: هي الأَضراس كلها نواجِذُ. ويقال: ضحك

حتى بدت نواجذه إِذا استغرق فيه. الجوهري: وقد تكون النواجذ للفرس، وهي

الأَنياب من الخف والسّوالِغُ من الظَّلْف؛ قال الشماخ يذكر إِبلاً حداد

الأَنياب:

يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ،

نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ

والنَّجْذُ: شدة العض بالناجذ، وهو السن بين الناب والأَضراس. وقول

العرب: بدت نواجذه إِذا أَظهرها غضباً أَو ضحكاً. وعَضَّ على ناجذه:

تحَنَّكَ. ورجل مُنَجَّذٌ: مُجَرَّبٌ، وقيل: هو الذي أَصابته البلايا، عن

اللحياني. وفي التهذيب: رجل مُنَجَّذٌ ومُنَجِّذٌ الذي جرّب الأُمور وعرفها

وأَحكمها، وهو المجرَّب والمُجرِّب؛ قال سحيم بن وثيل:

وماذا يَدَّرِي الشعراءُ مني،

وقد جاوزتُ حَدَّ الأَربعينِ؟

أَخُو خمْسِين مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي،

ونَجَّذَني مُدَاوَرةُ الشُّؤون

مداورة الشؤون يعني مداولة الأُمور ومعالجتها. ويَدَّرِي: يَخْتِلُ.

ويقال للرجل إِذا بلغ أَشدّه: قد عضَّ على ناجذه، وذلك أَن الناجذ يَطْلعُ

إِذا أَسنَّ، وهو أَقصى الأَضراس. واختلف الناس في النواجذ في الخبر الذي

جاءَ عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه ضحك حتى بدت نواجذه. وروى عبد

خير عن عليّ، رضي الله عنه: أَن الملكين قاعدان على ناجذَي العبد يكتبان،

يعني سنيه الضاحكين وهما اللذان بين الناب والأَضراس؛ وقيل: أَراد

النابين. قال أَبو العباس: معنى النواجذ في قول علي، رضي الله عنه، الأَنياب

وهو أَحسن ما قيل في النواجذ لأَن الخبر أَنه، صلى الله عليه وسلم، كان جل

ضحكه تبسماً. قال ابن الأَثير: النواجذ من الأَسنان الضواحك، وهي التي

تبدو عند الضحك والأَكثر الأَشهر أَنها أَقصى الأَسنان؛ والمراد الأَوّل

أَنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدُوَ أَواخر أَضراسه، كيف وقد جاء في صفة

ضحكه، صلى الله عليه وسلم: جُلُّ ضحكه التبسم؟ وإِن أُريد بها الأَواخر

فالوجه فيه أَن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أَن يراد ظهور نواجذه في

الضحك. قال: وهو أَقيس القولين لاشتهار النواجذ بأَواخر الأَسنان؛ ومنه

حديث العِرْباض: عَضُّوا عليها بالنواجذ أَي تمسكوا بها كما يتمسك العاضّ

بجميع أَضراسه؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ولن يَلِيَ الناسَ

كَقُرَشِيٍّ عَضَّ على ناجذه أَي صبَرَ وتَصَلَّبَ في الأُمور.

والمَناجِذُ: الفَأْرُ العُمْيُ، واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخَاضَ من

الإِبل إِنما واحدها خَلِفَةٌ، ورب شيء هكذا، وقد تقدم في الجُلْذِ، كذا

قال: الفأْر، ثم قال: العمي، يذهب في الفأْر إِلى الجنس.

والأَنْجُذانُ: ضَرْبٌ من النبات، همزته زائدة لكثرة ذلك ونونها أَصل

وإِن لم يكن في الكلام أَفْعُلٌ، لكن الأَلف والنون مُسَهِّلتان للبناء

كالهاء، وياء النسب في أَسْنمَة وأَيْبُليّ.

نجذ
: (النَّوَاجِذُ: أَقْصَى الأَضْرَاسِ، وَهِي أَرْبَعَةٌ) فِي أَقْصَى الأَسنانِ بعد الأَرْحاءِ، وتُسَمَّى ضِرْس الحِلْمِ، لأَنه يَنبُت بعد البُلُوغ وكَمَال العَقْلِ، وعَلى هاذا اقتصرَ ابنُ الأَثير فِي النّهايَة. وَقَالَ صَاحب الناموس: وَعَلِيهِ الفرَّاءُ (أَو (هِيَ) الأَنْيَابُ) ، وَبِه فسّر الحَدِيث (ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه) لأَنه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم كَانَ جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّمَ، قَالَ ابنُ الأَثير: وإِن أُريد بهَا الأَواخِر، وَهُوَ الأَكثر الأَشْهرُ فالوَجْه فِيهِ أَن يُرِيد مُبَالَغة مِثْلِه فِي ضَحِكِه من غَيْرِ أَن يُرَاد ظُهُروُ نَوَاجِذِه فِي الضَّحكِ، قَالَ: وَهُوَ أَقْيَسُ القولَيْنه، لاشْتِهَار النواجِذِ بأَواخِرِ الأَسنانِ، وَمِنْه حَدِيث العِرْبَاضِ (عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) أَي تَمَسَّكوا بهَا كَمَا يَتمَسَّكُ العَاضُّ بِجَمِيعِ أَضْرَاسِه، (أَو الّتي تَلِي الأَنْيَابَ، أَو هِيَ الأَضراسُ كُلُّها، جَمْعُ نَاجِذٍ) ، يُقَال: ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه، إِذا استغرقَ فِيهِ، قَالَ الجوهَريُّ: وَقد تكون الواجِذُ للفَرَسِ، وَهِي الأَنْيَابُ من الخُفّ، والسَّوَالِغُ من الظِّلْف، قَالَ الشَّمَّاخُ يَذكُر إِبلاً حِدَادَ الأَنيابِ:
يُبَاكِرْنَ العِضَاهَ بِمُقْنَعَاتٍ
نَوَاجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ
(والنَّجْذُ: شِدَّةُ العَضِّ بهَا) ، أَي بالنواجِذ، (و) من المَجاز: النَّجْذُ (: الكَلامُ الشَّديدُ) ، عَن الصاغانيّ والزمخشريّ، (و) فِي الأَساس: أَبْدَــى ناجِذَه: بَالَغَ فِي ضَحِكِه أَو غَضَبِه. و (عَضَّ عَلى نَاجِذِه) إِذا (بَلَغَ أَشُدَّهُ) وذالك لأَن الناجِذَ يَطْلُع إِذَا أَسَنَّ، وَهُوَ أَقْصَى الأَضْرَاسِ.
(والمُنَجَّذُ، كمُعَظَّم: المُجَرَّب) ، والمُجَرِّب، وَهُوَ المُحَنَّك، وَفِي التَّهْذِيب رَجُلٌ مُنَجَّذ ومُنَجِّذٌ: الَّذِي جَرَّبَ الأُمُورَ وعَرَفَها وأَحْكَمَهَا، وَهُوَ المُجَرَّب والمُجَرِّب، قَالَ سُحَيم بن وُثَيْل:
وَمَاذَا تَبْتَغِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي
وقَدْ جَاوَزت حَدَّ الأَرْبَعِينِ
أَخو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّى
ونَجَّذَنِي مُدَاوَرةُ الشُّؤُونِ
(و) قَالَ اللحيانيُّ: المُنَجَّذَ: هُوَ (الَّذِي أَصابَتْه البَلاَيَا) فَصَارَ بذالك مُعَالجاً للأُمخور مُدَاوِراً لَهَا.
(والمَنَاجِذُ) الفأْرُ العُمْيُ وَقد ذكر (فِي ج ل ذ، لأَنه جَمّعُ جُلْذٍ) ، بالضمّ. (مِن غَيْرِ لَفْظِه) ، ورُبَّ شيْءٍ هاكذا، وَقد سبَق البَحْثُ فِيهِ.
(والأَنْجُذَانُ، بِضَم الجِيم) ، وهمزته زائدةٌ ونُونها أَصْلٌ وإِن لم يكن فِي الْكَلَام أَفْعُل، لَكِن الأَلف والنونَ مُسَهِّلَتانِ للبناءِ كالهاءه وياءٍ النَّسب فِي أَسْنُمَةٍ وأَيْبُلِيِّ (: نَباتٌ يُقَاوِمُ السُّمُومَ، جَيِّدٌ لوَجَعِ المَفَاصِلِ، جاذِبٌ مُدِرٌّ) للبَوْلِ، (مُحْدِرٌ للطَّمْثِ) ، أَي الحَيْضِ، (وأَصْلُ الأَبْيَض مِنْهُ) هُوَ (الأُشْتُرْغَازُ) ، وَمن خواصِّه أَنه (مُقعطِّع مُلَطِّف) مُحَلِّل.
(ونَجَّذَه: أَلَحَّ عَلَيْه) ، وَيُقَال: عَضَّ فِي العِلْمِ وغيرِه بناجِذِه، إِذا أَتْقَنه، وَمِنْه نَجَّذَتْه التَّجَارِبُ: أَحْكَمتْه. كَذَا فِي الأَساس.
وتَنَاجَذُوا على كَذَا: أَلَحُّوا.

بجل

ب ج ل

بجله في أعينهم: عظمه، وفلان مبجل في قومه، وجئت بأمر بجيل، وبخير بجيل. قال زهير:

هم الخير البجيل لمن بغاه ... وهم جمر الغضا لمن اصطلاها

وفصد أبجل الفرس أو البعير وهو كالأكحل من الإنسان. وبجل بمعنى حسبي. قال لبيد:

بجل الآن من العيش بجل
بجل
عن الفارسية بجل بمعنى عظم الكاحل.
(بجل) حرف جَوَاب بِمَعْنى نعم وَبِمَعْنى حسب يُقَال بجلي بجلي
بجل: بجّل (بالتشديد): احتفل (بوشر).
تبجل: عُظّم ووقر (فوك).
بَجْلَة: قرحة في عضو التناسل، آكلة (محيط المحيط).
ب ج ل: (التَّبْجِيلُ) التَّعْظِيمُ. 
ب ج ل : بَجِيلَةٌ قَبِيلَةٌ مِنْ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا بَجَلِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ مِثْلُ حَنَفِيٍّ فِي النِّسْبَةِ إلَى بَنِي حَنِيفَةَ وَبَجْلَةٌ مِثَالُ تَمْرَةٍ قَبِيلَةٌ أَيْضًا وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا وَبَجَّلْتُهُ تَبْجِيلًا عَظَّمْته وَوَقَّرْته. 

بجل


بَجَلَ
بَجِلَ(n. ac. بَجْل
بُجُوْل)
a. Was prosperous, well off; was glad, joyful.

بَجُلَ(n. ac. بَجَاْلَة
بُجُوْل)
a. Was respected, honoured, esteemed.

بَجَّلَa. Respected, honoured, esteemed.
b. Applauded.

بَجْلَةa. Small tree.

بُجْلa. see 4
بَجَلa. Calumny, slander.
b. Yes, yea.

بَاْجِلa. Prosperous; joyful.
b. Fat, stout.

بَجَاْلa. see 21 (b)
بَجِيْلa. Respected, honoured, esteemed.
b. see 21 (b)
[بجل] فيه: أخي ذا "البجلى"، هو بالتحريك الحسب والكفاية، وقد ذم أخاه بأنه قصير الهمة راض بأن يكفي الأمور ويكون كلاً على غيره ويقول حسبي ما أنا فيه. ومنه: ألقى تمرات وقال: "بجلى" من الدنيا، أي حسبي منها. قوله: أخي "ذا البجلة" مدح مشتق من رجل ذو بجلة وبجالة أي ذو حسن ونبل، وقيل: البجال من يعظمه الناس. ومنه: أصبتم خيراً "بجيلاً" أي واسعاً من التبجيل التعظيم، أو من البجال الضخم. وفيه: فقطعوا "أبجله" وهو عرق في باطن الذراع. ومنه: فأومى جبرئيل إلى "أبجله".
(بجل) - في حديث سَعْدِ بنِ مُعاذَ: "أنَّه رُمِى يومَ الأحزابِ فَقَطَعُوا أبجَلَه"
قال أَبو عُبَيْدة: الأَبجَلُ: عِرقٌ بَيْن العَصَب والشَّظَا، ويقال: هُمَا عِرقان في اليَدَيْن للدَّوابّ بمنزلة الأَكْحَلَين للنّاس، والشَّظَا: عَظْم رِخوٌ رَقِيق لاصِقٌ بالوَظِيف - يُثَنَّى شَظَيان، بالياءِ، ويُجمَع شَظَوات بالواو.
وقيل: هو عِرقٌ في باطِن الذِّراع، وقيل: هو عِرقٌ غَلِيظ في الرِّجل. وكل غَلِيظ بَجِيلٌ، وقيل: هما الأَكْحَلان. 
بجل: بَجَلْ: كقَوْلِكَ كَفى. ورَجُلٌ بَجَالٌ ذو بَجَالَةٍ وبَجْلَةٍ: وهو الكَهْلُ الذي ترى له هَيْبَةً وتَبْجِيْلاً. ورَجُلٌ باجِلٌ: وهو الحَسَنُ الجِسْمِ الخَصِيْبُ من جِسْمِه. وكَثِيرٌ بَجِيْلٌ: بمعنى بَجِيْرٍ. وأبْجَلَني الشَّيْءُ إبْجَالاً: أي أحْسَبَني وكَفَاني حَتّى قُلْتُ: بَجَلْ. ورَجُلٌ مُبْجَلٌ: مُخْصَبٌ. وبَجَلَتْ فلانَةٌ: حَسُنَ حالُها وهَيْئَتُها. والبَجَلُ: البُهْتَانُ العَظِيمُ. والأمْرُ العَجَبُ. وجِئْتَ بأمْرٍ بَجِيْلٍ: أي عَظِيمٍ مُنْكَرٍ. والأبْجَلاَنِ: عِرْقَانِ في اليَدَيْنِ؛ وهما الأَْكحلانِ. وبَجِيْلَةُ: قَبِيْلَةُ خالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ.
بجل
بجَّلَ يبجِّل، تَبْجيلاً، فهو مُبَجِّل، والمفعول مُبَجَّل
• بجَّل الرَّجلَ: وقّرَه وعظّمه وبالغ في تكريمه "كلمات تبجيليّة: تعبِّر عن التوقير والتكريم- قُمْ للمعلِّم وفِّهِ التَّبْجيلا ... كاد المعلِّمُ أَنْ يكونَ رَسُولا". 

مُبَجَّل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بجَّلَ ° المبجَّل: كلمة تستخدم في الخطاب المباشر، خاصّة في التحيَّات وتستخدم بكثرة في الرسائل.
2 - محترم، وقور بسبب العمر أو المرتبة. 
[بجل] بجيلة: حى من اليمن، والنسبة إليهم بجلى بالتحريك. ويقال إنهم من معد، لان نزار بن معد ولد مصرور بيعة وإيادا وأنمارا، ثم أنمار ولد بجيلة وخثعم، فصاروا باليمن. ألا ترى أن جرير بن عبد الله البجلى نافر رجلا من اليمن إلى الاقرع بن حابس التميمي حكم العرب فقال: يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع فجعل نفسه له أخا وهو معدى. وإنما رفع " تصرع " وحقه الجزم على إضمار الفاء، كما قال : من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان أي فالله يشكرها. ويكون ما بعد الفاء كلاما مبتدأ. وكان سيبويه يقول: هو على تقديم الخبر كأنه قال: إنك تصرع إن يصرع أخوك. وأما البيت الثاني فلان يختلفون فيه أنه مرفوع بإضمار الفاء. وبجلة: بطن من بنى سليم، والنسبة إليهم بجلى بالتسكين. ومنه قول عنترة:

وفى البجلى معبلة وقيع * والابجل: عرق، وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأكحل من الإنسان. وحكى يعقوب عن أبي الغَمْرِ العُقَيْلِيِّ: يقال للرجل الكثير الشحم إنه لَباجِلٌ، وكذلك الناقة والجمل. وشيخٌ بَجالٌ وبَجيلٌ، أي جسيمٌ. وقال أبو عمرو: البَجالُ: الرجل الشيخ السيد. قال زهير  الموت خير للفتى فليهلكن وبه بقيه من أن يرى الشيخ البجا ل يقاد يهدى بالعشيه جعل قوله " يهدى " حالا ليقاد، كأنه قال مهديا، ولولا ذلك لقال " ويهدى " بالواو. وأبجله الشئ، أي كَفاهُ. ومنه قول الكميت:

ومِنْ عنده الصَدَرُ المُبْجِلِ * والتَبْجيلُ: التعظيمُ. وبَجَلْ بمعنى حَسْبُ، قال الأخفش: هي ساكنةٌ أبداً، يقولون بجلك كما يقولون قطك، إلا أنهم لا يقولون بجلنى كما يقولون قطني، ولكن يقولون بجلى وبجلى، أي حسبى. قال لبيد: فمتى أهلك فلا أحفله بجلى الآن من العيش بجل
(ب ج ل)

بَجَّل الرجل: عظمه.

وَرجل بَجَال، وبَجِيل: بَجّله النَّاس.

وَقيل: هُوَ الشَّيْخ الْكَبِير الْعَظِيم السَّيِّد مَعَ جمال ونبل.

وَقد بَجُل بجالة، وبُجولا، وَلَا تُوصَف بذلك الْمَرْأَة.

وكل غليظ من أَي شَيْء كَانَ: بَجِيل حَتَّى إِنَّهُم ليقولون: شَرّ بَجِيل، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لقتلى أحد: " لَقِيتُم خيرا طَويلا، ووقيتم شرا بَجيلا ". وَأمر بَجِيل: مُنكر عَظِيم.

والباجل: المخصب الْحسن الْحَال من النَّاس وَالْإِبِل.

وبَجِل الرجل بَجَلا: حسنت حَاله.

وَقيل: فَرح.

والأَبْجل: عرق غليظ فِي الرجل.

وَقيل: هُوَ عرق فِي بَاطِن مفصل السَّاق فِي المأبض.

وَقيل: هُوَ فِي الْيَد إزاء الأكحل.

وَقيل: هُوَ الابجل فِي الْيَد، والنسا فِي الرجل، والابهر فِي الظّهْر، والاخدع فِي الْعُنُق، قَالَ أَبُو خرَاش:

رُزئت بني أمِّي فلمَّا رُزِئتهم ... صَبَرت وَلم اقْطَعْ عَلَيْهِم أباجلي

والبُجُل: الْبُهْتَان.

والبَجَل: الْعجب.

والبَجْلة: الصَّغِيرَة من الشّجر، قَالَ كثير:

وبِجِيد مُغْزِلة ترود بوَجْرةٍ ... بَجَلات طَلْح قد خُرفِن وضالِ

وبَجَل كَذَا: أَي حسبي، وَقد ابْجلني، قَالَ الْكُمَيْت:

إِلَيْهِ موارد أهل الخَصَاصْ ... ومِن عِنْده الصَّدَر المُبْجِل

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

معَاذ الْعَزِيز الله أَن يوطِن الهَوَى ... فؤاديَ لْفا لَيْسَ لي ببجَيِل

فسره فَقَالَ: هُوَ من قَوْلك: بَجَلِي كَذَا: أَي حسبي.

وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بمعظم لي؛ وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بعظيم الْقدر مشبه لي.

وبَجَّل الرجل: قَالَ لَهُ: بَجَلْ: أَي حَسبك حَيْثُ انْتَهَيْت.

قَالَ ابْن جني: وَمِنْه اشتق الشَّيْخ البَجَال، وَالرجل البَجيل، والتبجيل. وبَجِيله: قَبيلَة من الْيمن.

وَبَنُو بَجِلة: حَيّ من الْعَرَب، وَقَول عَمْرو ذِي الْكَلْب:

بُجَيْلة يَنْذِرون دمي وفَهَمٌ ... كَذَلِك حالُهم أبدا وحالي

إِنَّمَا صغر بَجْلة، هَذِه الْقَبِيلَة.

وَبَنُو بَجَالة: بطن من ضبة.

بجل

1 بَجُلَ, aor. ـُ inf. n. بَجَالَةٌ and بُجُولٌ, He (a man) was, or became, such as is termed بَجَال and بَجِيل [i. e. magnified, honoured, &c.]. f[g(K.) A2: بَجَلَ, aor. ـَ and بَجَلَ, aor. ـُ inf. n. بَجْلٌ and بُجُولٌ; He was, or became, in a good state or condition; having abundance of herbage, or of the goods or conveniences or comforts of life. (K.) b2: And He was, or became, joyful, glad, or happy. (K.) A3: [بَجَلَهُ He bled him (namely, a horse, or a camel,) by opening the vein called الأَبْجَل: so accord. to analogy; like وَدَجَهُ, meaning “he bled him by opening the vein called الوَدَج,” &c.] لَمْ يُبْجَلْ means He had not been bled in the أَبْجَل. (TA.) 2 بجّلهُ, (Msb, K,) inf. n. تَبْجِيلٌ, He magnified, honoured, revered, venerated, or respected, him: (S, Msb, K:) or he said to him بَجَلٌ, meaning Sufficient for thee (جَسْبُكَ) is the place [or condition or rank] which thou hast attained. (K.) 4 ابجلهُ It sufficed, or contented, him. (S, K.) b2: It rejoiced him. (TA.) بُجْلٌ: see بَجَلٌ.

بَجَلْ is a noun (Mughnee) syn. with حَسْبُ: (S, Mughnee, K: *) and is also a verbal noun syn. with يَكْفِى. (Mughnee, K. *) You say بَجَلِى (S, Mughnee, K) and بَجْلِى, (S, K,) meaning حَسْبِى

[My sufficiency, or a thing sufficing me, i. e. sufficient for me, is such a thing]: (S, Mughnee, K:) [it is said in the Ham, p. 145, as on the authority of Akh, that they do not say بَجْلى; but this is a mistranscription for بَجَلْنِى, as will be seen from what follows:] and, using it as a verbal noun, (Mughnee, K,) but this is rare, (Mughnee,) you say بَجَلْنِى, meaning يَكْفِينِى [It suffices me, or will suffice me]; (Mughnee, K;) and بَجَلْكَ, meaning يَكْفِيكَ [It suffices thee, or will suffice thee]: (K:) or, accord. to Akh, they say بَجَلْكَ, like as they say, قَطْكَ; but not بَجَلْنِى, like قَطْنِى: (S:) or the ن in بَجَلْنِى is absolutely necessary accord. to him who says that بَجَلٌ is a verbal noun; and accord. to him who says that this word is syn. with حَسْبُ, the ن is allowable. (MF.) [See, under the words قَدْ and قَطْ, what is said respecting قَدْنِى and قَطْنِى.] In the saying of Jábir Ibn-Ra-lán Es-Simbisee, لَمَّا رَأَتْ مَعْشَرًا قَلَّتْ حَمُولَتُهُمْ قَالَتْ سُعَادُ أَهٰذَا مَالُكُمْ بَجَلَا [When she saw a company whose beasts of burden were few, So'ád said, Is this your property, sufficing you?] meaning, when she saw the fewness of our camels: the last word occupies the place of a denotative of state, and is made to end thus by poetic license: Abu-l-'Alà says that this word may be put in the accus. case as meaning not exceeding what I see; or it may be for بَجَلِى, after the manner of some of the Arabs who are related, by Akh and others, to have said غُلَامَا for غُلَامِى. (Ham pp. 299 and 300.) [See also 2: and see بَجَلٌ.]

A2: It is also a particle, (Mughnee,) meaning نَعَمْ [Yes; yea; or even so]. (Mughnee, K.) بَجَلٌ Calumny, slander, or false accusation: or this is with damm; (K;) i. e. ↓ بُجْلٌ; (T, TA;) meaning a great calumny &c.; (K, * TA;) and Az thinks that this may be a dial. var. of بُجْرٌ, with which it is syn.; because ل and ر are interchanged in many instances. (TA.) b2: A wonderful thing; syn. عَجَبٌ. (K.) b3: ذُو البَحَلِ denotes dispraise; meaning Content with mean things; not desirous of the means of acquiring eminence: (K:) or content that another should manage affairs in his stead, and that he should be a burden upon others, saying, Sufficient for me (حَسْبِى [or بَجَلِى]) is that [state or condition] wherein I am: (O, TA:) from a saying of Luk-mán Ibn-'Ád; (O, K;) as is also ذُو البَجْلَةِ, which denotes praise. (O, TA.) بَجْلَةٌ A goodly, or beautiful, from or appearance, figure, person, mien, or external state or condition: (Sh, K:) a pleasing aspect; goodliness, or beauty; grounds of pretension to respect; and excellence; or sharpness, or quickness, of intellect. (TA.) You say, إِنَّهُ لَذُو بَجْلَةٍ [Verily he has a goodly, or beautiful, form &c.]. (Sh, TA.) [See the end of the next preceding paragraph.] b2: A small tree: pl. بَجَلَاتٌ. (K.) بَجَالٌ and ↓ بَجِيلٌ, applied to a man, i. q. ↓ مُبَجَّلٌ [Magnified, honoured, revered, venerated, or respected]: (Sh, K:) or bulky, or corpulent; (As, S;) applied to a man; (As, TA;) or to an old man: (S:) or the former signifies an old, or aged, lord or chief: (AA, S:) or a bulky, or corpulent, old man: or, as some say, one beyond the middle age, in whom one sees goodliness of form or appearance, and advancement in years: (Mgh:) or both signify an old man, who is a great lord or chief, endowed with goodliness, and with excel-lence, or sharpness of intellect: (K:) not applied to a woman; (TA;) i. e., a woman is not termed بَجَالَةٌ. (Mgh.) بَجِيلٌ: see بَجَالٌ. b2: Also Gross, big, thick, coarse, or rough; applied to anything. (K.) b3: أَمْرٌ بَجِيلٌ An affair, an event, or a case, deemed strange, or evil, and great, or formidable. (TA.) خَيْرٌ بَجِيلٌ Ample, abundant, good or wealth or prosperity. (TA.) بَاجِلٌ Being in a good state or condition; having abundance of herbage, or of the goods or conveniences or comforts of life; (K;) applied to a man and to a camel: (TA:) or, as Yaakoob says, on the authority of Abu-l-Ghamr El-'Okeylee, having much fat; applied to a man and a she-camel and a he-camel. (S.) b2: Also Joyful, glad, or happy. (K.) أَبْجَلُ A certain vein, (S,) a thick vein, (K, Ham p. 417,) of the horse and of the camel, (S, TA,) in the thigh and the shank, (Ham ubi suprà,) or in the kind leg or the fore leg, (TA,) corresponding to the أَكْمَل (S, K) of man: (S:) pl. أَبَاجِلُ. (Ham ubi suprà, TA.) You say, فَصَدَ

أَبْجَلَهُ [He opened his ابجل]; i. e., the horse's or the camel's. (TA.) And one says of a swift horse, هُوَ وَاهِى الأَبَاجِلِ [He is lax in the اباجل]. (Ham ubi suprà.) مُبّجَّلٌ: see بَجَالٌ.

بجل: التَّبجيل: التعظيم. بَجَّل الرجلَ: عَظَّمَه. ورجل بَجَال

وبَجِيل: يُبَجِّله الناسُ، وقيل: هو الشيخ الكبير العظيم السيد مع جَمَال

ونُبْل، وقد بَجُلَ بَجَالة وبُجُولاً، ولا توصف بذلك المرأَة. شمر: البَجَال

من الرجال الذي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه. والبَجِيل: الأَمر العظيم.

ورجل بَجَال: حَسَن الوجه. وكل غليظ من أَيِّ شيءٍ كان: بَجِيل. وفي

الحديث: أَنه، عليه السلام، قال لِقَتْلى أُحُد: لَقِيتُم خيراً طويلاً،

ووُقِيتُم شَرًّا بَجِيلاً، وسَبَقْتم سبقاً طويلاً. وفي الحديث: أَنه أَتَى

القبور فقال: السلام عليكم أَصبتم خيراً بَجِيلاً أَي واسعاً كثيراً، من

التبجيل التعظيم، أَو من البَجَال الضَّخْم. وأَمر بَجِيل: مُنْكَر

عظيم. والبَاجل: المُخْصِب الحَسَنُ الحال من الناس والإِبل. ويقال للرجل

الكثير الشحم: إِنه لباجل، وكذلك الناقة والجمل. وشيخ بَجَال وبَجِيل أَي

جَسِيم؛ ورجل باجِل وقد بَجَل يَبْجُل بُجولاً: وهو الحسَن الجَسيمُ

الخَصيب في جِسْمه؛ وأَنشد:

وأَنت بالبابِ سَمِينٌ باجِل

وبَجِلَ الرجلُ بَجَلاً: حسنت حاله، وقيل: فَرِحَ. وأَبْجَله الشيءُ

إِذا فَرِحَ به.

والأَبْجَلُ: عِرْق غَلِيظ في الرِّجْلِ، وقيل: هو عِرْق في باطِنِ

مَفْصِلِ الساق في المَأْبِض، وقيل: هو في اليد إِزَاءَ الأَكْحَل، وقيل: هو

الأَبْجَلُ في اليد، والنَّسا في الرِّجْلِ، والأَبْهَرُ في الظَّهْر،

والأَخْدَع في العُنُق؛ قال أَبو خراش:

رُزِئْتُ بَني أُمِّي، فلما رُزِئْتُهم

صَبَرْتُ، ولم أَقْطَعْ عليهم أَبَاجِلي

والأَبْجَل: عِرْق وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأَكْحَل من الإِنسان.

قال أَبو الهيثم: الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، وهي

من الجداول لا من الأَوْرِدة. الليث: الأَبجلان عِرْقان في اليدين وهما في

الأَكْحَلان من لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف؛ وأَنشد:

عاري الأَشَاجِعِ لم يُبْجَل

أَي لم يُقْصَد أَبْجَلُه. وفي حديث سعد بن معاذ: أَنه رُمِيَ يوم

الأَحزاب فقطعوا أَبْجَلَه؛ الأَبْجَل: عِرْق في باطن الذراع، وقيل: هو عرق

غليظ في الرِّجل فيما بين العصب والعظم. وفي حديث المستهزئين: أَما

الوليدبن المغيرة فأَوْمأَ جبريل إِلى أَبْجَله.

والبُجْل: البُهْتان العظيم، يقال: رميته ببُجْل؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادي:

امرَأَ القَيْسِ بن أَرْوَى مُولِيا

إِن رآني لأَبُوأَنْ بسُبَد

(* امرؤ القيس بن أروى مقسم على الاخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية.

ووقع في مادة «سبد» بحراً؛ والصواب بجراً، بالجيم، كما هي رواية غير

الليث).قُلْتَ بُجْلاً قلتَ قوْلاً كاذباً،

إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَد

قال الأَزهري: وغيره يقوله بُجْراً، بالراء، بهذا المعنى، قال: ولم

أَسمعه باللام لغير الليث، قال: وأَرجو أَن تكون اللام لغة، فإِن الراء

واللام متقارباً المخرج وقد تعاقباً في مواضع كثيرة. والبَجَلُ:

العَجَب.والبَجْلة: الصغيرة من الشَّجَر؛ قال كثير:

وبِجتدِ مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ

بَجَلاتِ طَلْحٍ، قد خُرِفْنَ، وضَالِ

وبَجَلي كذا وبَجَلي أَي حَسْبي؛ قال لبيد:

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

قال الليث: هو مجزوم لاعتماده على حركات الجيم وأَنه لا يتمكن في

التصريف. وبَجَلْ: بمعنى حَسْب؛ قال الأَخفش هي ساكنة أَبداً. يقولون: بَجَلْك

كما يقولون قَطْك إِلا أَنهم لا يقولون بَجَلْني كما يقولون قَطْني، ولكن

يقولون بَجَلي وبَجْلي أَي حَسْبي، قال لبيد:

فَمَتى أَهْلِكْ فلا أَحْفِلْه،

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

وفي حديث لُقْمان بن عاد حين وصف إِخْوته لامرأَة كانوا خَطَبوها، فقال

لقمانُ في أَحدهم: خُذي مني أَخي ذا البَجَل؛ قال أَبو عبيدة: معناه

الحَسْبُ والكِفَاية؛ قال: ووجهه أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير

الهِمَّة وأَنه لا رَغْبَة له في مَعالي الأُمور، وهو راضٍ بأَن يُكْفَي الأُمور

ويكونَ كَلاٍّ على غيره، ويقول حَسْبي ما أَنا فيه؛ وأَما قوله في أَخيه

الآخر: خُذِي مني أَخي ذا البَجْلة يحمل ثِقْلي وثِقْله، فإِن هذا مدح

ليس من الأَوَّل، يقال: ذو بَجْلة وذو بَجَالة، وهو الرُّوَاءُ والحُسْن

والحَسَب والنُّبْل، وبه سمي الرجل بَجَالة. إِنه لذو بَجْلة أَي شارة

حَسَنَة، وقيل: كانت هذه أَلْقاباً لهم، وقيل: البَجَال الذي يُبَجِّله

الناس أَي يعظمونه. الأَصمعي في قوله خذي مني أَخي ذا البَجَلَ: رجل بَجَالٌ

وبَجيل إِذا كان ضَخْماً؛ قال الشاعر:

شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا

ولم يفسر قوله أَخي ذا البجلة، وكأَنه ذهب به إِلى معنى البَجَل. الليث:

رجل ذو بَجَالة وبَجْلة وهو الكَهْل الذي تَرَى له هَيئة وتَبْجيلاً

وسِنّاً، ولا يقال امرأَة بَجَالة. الكسائي: رجل بَجَال كبير عظيم. أَبو

عمرو: البَجَال الرجل الشيخ السيد؛ قال زهير ابن جناب الكلبي، وهو أَحد

المُعَمَّرين:

أَبَنِيَّ ، إِن أَهْلِكْ فإِني

قد بَنَيْتُ لكن بَنيَّه

وجَعَلْتُكُم أَوْلادَ سا

دات، زِناُكُم وَرِيّة

من كل ما نالَ الفَتَى

قد نِلْتُه، إِلا التَّحِيّة

فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى،

فَليَهْلِكَنْ وبه بَقِيّه،

مِن أَن يرى الشَّيخ البَجَا

لَ يُقادُ، يُهْدَى بالعَشِيّه

ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْـ

أَسْلافِ تُوقَد في طَمّيه

وخَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ،

غَيْرِ الضعيفِ ولا العَيِيّه

ولقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الـ

حَجَباتِ لم يَغْمِزْ شَظيّه

فأَصَبْتُ من بَقَر الحبا

ب، وصِدتُ من حُمُر القِفّيه

ولقد رَحَلْت البازِلَ الـ

كَوْماءَ، لَيْسَ لها وَليّه

فجعل قوله يُهْدَى بالعَشِيّة حالاً ليُقاد كأَنه قال يُقاد مَهْدِيّاً،

ولولا ذلك لقال ويُهْدَى بالواو. وقد أَبْجَلَني ذلك أَي كَفاني؛ قال

الكميت يمدح عبد الرحيم بن عَنْبَسَة بن سعيد بن العاص:

وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور،

إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ

إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص،

ومِنْ عنده الصَّدَرُ المُبْجِلُ

اللَّقَم: الطريق الواضح، والمُعْمَل: الذي يكثر فيه سير الناس،

والمَوارِدُ: الطُّرُقُ، واحدتها مَوْرِدَةٌ؛ وأَهل الخَصاص: أَهْلُ الحاجة،

وجِماعُ الأُمور: تَجتمع إِليه أُمور الناس من كل ناحية. أَبو عبيد: يقال

بَجَلك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ. وفي الحديث: فأَلقى تَمَراتٍ في يده وقال:

بَجَلي من الدنيا أَي حَسْبي منها؛ ومنه قول الشاعر يوم الجَمَل:

نحن بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل،

رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَجَل

أَي ثمَّ حَسْبُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

مَعاذَ العَزيز الله أَنْ يُوطِنَ الهَوَى

فُؤَادِيَ إِلْفاً، لَيْسَ لي بِبَجِيل

فسره فقال: هو من قولك بَجَلي كذا أَي حَسْبي، وقال مرة: ليس بمُعَظِّم

لي، وليس بِقَوِيٍّ، وقال مرة: ليس بعظيم القدر مُشْبِه لي. وبَجَّل

الرجلَ: قال له بَجَلْ أَي حَسْبُك حيث انتهيت؛ قال ابن جني: ومنه اشتق الشيخ

البَجَال والرجل البَجِيل والتبجيل. وبَجيلَة: قبيلة من اليمن والنسبة

إِليهم بَجَلِيٌّ، بالتحريك، ويقال إِنهم من مَعَدّ لأَن نزار بن مَعَدّ

وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثم إِن أَنماراً وَلَد بَجيلة

وخَثْعَم فصاروا باليمن؛ أَلا ترى أَن جرير ابن عبدِ الله البَجَلي نافر

رجلاً من اليَمَن إِلى الأَقْرَع ابن حابس التَّمِيمي حَكَم العرب فقال:

يا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ يا أَقْرَعُ

إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ

فجعل نفسه له أَخاً، وهو مَعَدِّيٌّ، وإِنما رفع تُصْرَع وحقُّه الجزم

على إِضمار الفاء كما قال عبد الرحمن ابن حسان:

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ يشكرُها،

والشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْلانِ

اي فالله يشكرها، ويكون ما بعد الفاء كلاماً مبتدأً، وكان سيبوبه يقول:

هو على تقديم الخبر كأَنه قال إِنك تُصْرع إِن يصرع أَخوك، وأَما البيت

الثاني فلا يختلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء؛ قال ابن بري: وذكر ثعلب أَن

هذا البيت للحصين بن القعقاع والمشهور أَنه لجرير. وبَنُو بَجْلة: حَيٌّ

من العرب؛ وقول عمرو ذي الكلب:

بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ،

كذلك حالُهم أَبَداً وحالي

(* قوله: ينذروا، بالجزم، هكذا في الأصل)

إِنما صَغَّر بَجْلَة هذه القبيلَة. وبنو بَجالة: بطن من ضَبَّة.

التهذيب: بَجْلَة حَيٌّ من قيس عَيْلانَ. وبَجْلَة: بطن من سُلَيِّم، والنسبة

إِليهم بَجْليٌّ، بالتسكين؛ ومنه قول عنترة:

وآخَر منهم أَجْرَرْتُ رُمْحي،

وفي البَجَلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ

بجل
بَجَّلَه تَبْجِيلاً: عَظّمه، أَو قَالَ لَهُ: بَجَلْ، كنَعَم، أَي حَسبُكَ حَيْثُ انتهَيت قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِنْه اشْتُقّ رَجُلٌ بَجالٌ وبَجِيلٌ كسَحابٍ وأمِيرٍ، أَي مُبَجَّلٌ يُبَجِّلُه الناسُ، قَالَه شَمِرٌ. أَو هُوَ الشَّيخُ الكبيرُ السَّيِّدُ العَظِيمُ عَن أبي عَمْرو، زَاد غيرُه: مَعَ جَمالٍ ونُبْلٍ قَالَ زُهَيرُ بن جَنابٍ الكَلْبِيُّ، وَكَانَ من المُعَمَّرين:
(الموتُ خَيرٌ لِلفَتَى ... فلْيَهْلِكاً وبهِ بَقِيَّهْ)

(مِن أَن يَرَى الشَّيخَ البَجا ... لَ يُقادُ يُهْدَى بالعَشِيَّهْ)
جَعل قولَه: يُهْدَى حَالا ليُقاد، كَأَنَّهُ قَالَ: يُقادُ مَهْدِيّاً، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: ويُهْدَى، بِالْوَاو، كَمَا فِي العُباب. وَقد بَجُلَ ككَرُم، بَجالَةً وبُجُولاً وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ. والباجِلُ: الحَسَنُ الحالِ المُخْصِبُ مِن الناسِ والإبلِ، وَحكى يَعقوبُ عَن أبي الغَمْر العُقَيلِيُّ: يُقال للرجُلِ الكَثيرِ الشَّحْمِ: إِنَّه لَباجِلٌ، وَكَذَلِكَ الناقَةُ والجَمَلُ. الباجِلُ: الفَرْحانُ، وَقد بَجِلَ، كفَرِح ونَصَر، بَجْلاً بِالْفَتْح وبُجُولاً بالضَّمّ فيهمَا أَي فِي الفَرحان والمُخْصِب. البَجِيلُ كأمِيرٍ: الغَلِيظُ مِن كُلِّ شيءٍ يُقَال: أَمْرٌ بَجِيلٌ: أَي مُنْكَرٌ عظيمٌ. والأَبْجَلُ: عِرقٌ غَلِيظٌ مِن الفَرَسِ والبَعِير فِي الرجْلِ أَو فِي اليَدِ بازاء الأَكْحَلِ مِن الْإِنْسَان، يُقال: فَصَد أبْجَلَ الفَرَسِ أَو البعيرِ، والجَمْع: أَباجِلُ، وَيجوز للشاعرِ أَن يَستعيرَه للْإنْسَان، قَالَت زينبُ أُخْت يَزِيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة:
(فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لَا مُتآزِفٌ ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وأباجِلُهْ)
والبَجَلُ، مُحرَّكةً: البُهتانُ، أَو هُوَ بالضَّمّ: العَظِيمُ مِن البُهتان، قَالَ أَبُو دُواد الإيادِي:
(امرؤُ القَيسِ بنُ أَرْوَى مُقْسِمٌ ... أَن رَآنِي لأَبُوأَنْ بِفَنَدْ)

(قُلتُ بَجْلاً قلتَ قولا كاذِباً ... إنَّما يَمْنعُنِي سَيفِي ويَدْ)
ويروَى: بَجْراً وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، قَالَ الأزهريّ: وَلم أسمعهُ بِاللَّامِ لِغير اللَّيث، وَأَرْجُو أَن تكونَ اللامُ لُغةً، لتعاقُبهما فِي مواضِعَ كثيرةٍ. البَجَلُ أَيْضا: العَجَبُ، وقولُ لُقمانَ بنِ عادٍ حِينَ وصَف إخوتَه)
لامرأةٍ كَانُوا خَطبوها، فَقَالَ فِي وصفِ أحدِهم: خُذِي مِنِّي أخي ذَا البَجَلِ وَهُوَ ذَمٌّ: أَي يَرضَى بخَسِيسِ الأمورِ، وَلَا يَرغَبُ فِي مَعالِيها. وَفِي العُباب: أخبر أَنه قَصِيرُ الهِمَّة، وَهُوَ راضٍ بِأَن يَكفِيَه غيرُه الأمورَ، ويكونَ كَلاً على غيرِه، وَيَقُول: حَسبِي مَا أَنا فِيهِ. وأمّا قولُه فِي الْأَخ الآخَر: خذي مِنِّي أخِي ذَا البَجَلَه، يَحْمِلُ ثِقَلِي وثِقَلَه فَإِنَّهُ مَدْحٌ. بَجَلِي مُحَرَّكةً ويُسَكَّن بمَعْنى حَسبِي. وبَجَلْكَ وبَجَلْني، ساكنتي اللَّام، أَي يَكْفِيكَ ويَكْفِيني، اسمُ فِعْل. وبَجَلْ، كنَعَم، زِنَةً ومَعْنىً. قَالَ الأخْفَشُ: بَجَلْ، ساكِنةٌ أبدا، يَقُولُونَ: بَجَلْك، كَمَا يَقُولُونَ: قَطْكَ، وسَبَبُ بِنائِهما أَن الإضافةَ مَنويَّةٌ فيهمَا، وَإِنَّمَا بني بَجَلْ على السُّكُون، لِأَنَّهُ لم يَتمكَّن بالإعراب فِي موضعِ تَمكُّنِه، إلاَّ أَنهم لَا يَقُولُونَ: بَجَلْني، كَمَا يَقُولُونَ: قَطْنِي، وَلَكِن يَقُولُونَ: بَجَلِي وبَجْلِي: أَي حَسبِي، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(فمَتَى أَهلِكْ فَلَا أَحْفِلُهُ ... بَجَلِي الآنَ مِن العَيشِ بَجَلْ)
وَفِي حَدِيث بعضِ الصَّحابة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم: فأَلْقَى تَمَراتٍ كُنَّ فِي يدِه وَقَالَ: بَجَلِي مِن الدُّنيا. . وَقَالَ طَرَفَةُ بن العَبد:
(أَلا إِنَّنِي شَرِبْتُ أسْودَ حالِكاً ... أَلا بَجَلِي مِن الشَّرابِ أَلا بَجَلْ)
وَفِي حَدِيث عليِّ رَضِي الله عَنهُ: أَنه لَمّا التقَى الْفَرِيقَانِ يومَ الجَمَلِ صَاح أهلُ البَصرةِ: رُدُّوا عَلَينا شَيخَنا ثُمَّ بَجَلْ فَقَالُوا: كَيفَ نَرُدُّ شَيخَكُم وقَدْ قَحَلْ ثُمّ اقتَتلُوا. وَقَالَ شيخُنا: قَوْله بَجَلِي جَاءَ بهَا مقرونةً بِالْيَاءِ لِيُوضِّحَ الأمرَ فِي اقترانِه بالنُّون الدالَّةِ على الوِقاية، فَمن قَالَ: اسْم فعل، أوْجَبه، وَمن قالَ: هِيَ بِمَعْنى حَسب، جَوَّزه، وَأَحْكَام ذَلِك مبسوطةٌ فِي المُغْنى وشروحِه. وأبْجَلَه الشَّيْء: كَفاهُ وَمِنْه قولُ الكُمَيت:
(إِلَيْهِ مَوارِدُ أهلِ الخَصاصِ ... ومِن عِنْدِه الصَّدَرُ المُبْجِلُ)
والبَجْلَةُ بِالْفَتْح: الشَّجَرةُ الصَّغِيرةُ، ج: بَجْلاتٌ قَالَ كُثَيِّر: (ويجيدِ مُغْزِلَةٍ ترودُ بوَجْرَةٍ ... بَجْلاتِ طَلْحٍ قد خُرِفْن وضالِ)
قَالَ شَمِرٌ: البَجْلَةُ: الشَّارَةُ الحَسَنةُ يُقال: إِنَّه لَذُو بَجْلَةٍ. بَجْلَةُ بِلا لامٍ: أَبُو حَيٍ من بني سُلَيم، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، وَهِي بَجْلَةُ بنت هُناءَةَ بنِ مَالك بن فَهْم والنِّسبَةُ إِلَيْهِم بَجْلِيٌّ، ساكِنةً قَالَ عَنْترةُ)
بن شَدَّاد:
(وآخَرَ مِنهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقِيعُ)
مِنْهُم عَمرو بن عَبَسَةَ بن عَامر بن خَالِد بن حُذَيفةَ بن عَمْرو بن خَلَف بن مازِن بن بَجْلَةَ السُّلَمِيّ الصَّحابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، سابِقٌ مشهورٌ، ترجمتُه فِي تَارِيخ دِمَشْقَ، يُكْنَى أَبَا عَمْرو، وَأَبا نَجِيحٍ، وَأَبا شُعَيب، وَكَانَ رُبُعَ الْإِسْلَام، رَوَى عَنهُ كِبار التَّابِعين بالشأم، مِنْهُم شُرَحْبِيلُ بن السِّمط، وسُلَيم بن عامِر، وضَمرة بن حَبِيب. وَعِيسَى بنُ عبد الرَّحْمَن السُّلَمِي، عَن طَلْحةَ بنِ مُصَرِّف، وَعنهُ يحيى بن آدم، وَأَبُو أَحْمد الزُّبَيرِيّ البَجَلِيّان. بَجِيلَةُ كسَفِينَةٍ: حَيٌّ باليَمَنِ، مِن مَعَدٍّ، والنِّسبَةُ إِلَيْهِ: بَجَلِيٌّ، مُحَرَّكَةً قَالَ ابنُ الكَلْبِي فِي جَمْهَرةِ نَسَبِ بَجِيلَةَ: وَلَدَ عَمْرو بن الغَوْثِ بن نَبتِ بن مَالك بن زيد بن كَهْلان إراشاً، فوَلَدَ إِراشٌ أَنْماراً، فوَلَد أنمارٌ أًفْتَلَ، وَهُوَ خَثْعَمٌ، وأمُّه هِنْدُ بنت مَالك بن الغافِق بن الشاهِد بن عَكّ، وعَبقَراً، والغَوْثَ، وصُهَيبة، وخُزيمَة دخَل فِي الأزد، وَادعَة، بَطنٌ مَعَ بني عَمْرو بن يَشْكُرَ، وأَشْهَلَ، وشَهْلاً، وطَرِيفاً، وسُمَيّة، رَجُلٌ، والْحَارث وخَدْعة، وأُمُّهُم بَجِيلَةُ بنْتُ صَعْبِ بنِ سَعْد العَشيِرَة، بهَا يُعْرَفُون. قُلْتُ: وَقد اخْتَلَفَ أَئِمَّة النَّسَبِ فِي بَجِيلَة، فَمنهمْ مَن جَعلها مِن اليَمن، وَهُوَ قولُ ابْن الكَلْبي، الَّذِي تقدّم، وَهُوَ الْأَكْثَر، وقِيل: هم مِن نِزارِ بن مَعَدٍّ، قَالَه مصْعَب بن الزُّبير، وكأنَّ المُصنِّف جَمع بينَ الْقَوْلَيْنِ، وَفِيه نَظَرٌ لَا يَخْفَى. مِنْهُم أَبُو عَمْرو جَرِيرُ بن عبدِ الله بن جَابر، وَهُوَ الشَّلِيلُ بن مَالك بن نصر بن ثَعْلَبة بن جُشَم بن عَوْف، الصَّحابِيُّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ورَهْطُه. وَكَانَ جَرِيرٌ يُوسُفَ هَذِه الأُمّة، أسلَم قبلَ وفاةِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم، ووَفَد عَلَيْهِ قبلَ موتِه بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا، فِيمَا قِيل، وسكَن الكُوفةَ، ثمَّ قِرقِيسا، فَمَاتَ بهَا، بعدَ الْخمسين. روى عَنهُ قيسٌ والشَّعْبِيُ، وهَمّام بن الْحَارِث، وَأَبُو زُرعَةَ حفيدُه، وَأَبُو وائِلٍ، وغيرُهم. وبَنُو بَجالَةَ كسَحابَةٍ: بَطْنٌ مِن ضَبَّةَ، وَهُوَ بَجالَةُ بن ذُهْل بن مَالك بن بَكر بن سَعد بن ضَبّةَ.
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَال: رَجلٌ بَجَالٌ وبَجِيلٌ: إِذا كَانَ ضَخْماً، قَالَه الأَصمَعِيّ، قَالَ الشَّاعِر: لن تَعْدَمَ الطَّيرُ منّا مِسفَرَا شَيخاً بَجالاً وغُلاماً حَزْوَرا وخَيرٌ بَجِيلٌ: أَي واسِعٌ كثيرٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم أَتى القُبُورَ فَقَالَ:)
السَّلامُ عليكُم، أصَبتُم خيرا بَجِيلاً، وسَبَقتُم شَرّاً طَوِيلاً. وأبْجَلَه الشَّيْء: فَرِحَ بِهِ. وقولُ الشَّاعِر: عارِي الأشاجِعِ لم يُبجَلِ أَي لم يُفْصَد أَبْجَلُه. ورَجُلٌ ذُو بَجْلَة: أَي رُواءٍ وحُسنٍ وحَسَبٍ ونُبلٍ. وَقَول عَمْرو ذِي الكَلْب:
(بُجَيلَةُ يُنْذِرُوا رَمْيِى وفَهْمٌ ... كَذَلِك حالُهُم أَبَداً وحالِي)
أَرَادَ: بني بَجْلَةَ، مِن سُلَيمٍ، فصَغَّرَ.
(بجل) بجلا وبجولا ضخم جِسْمه وَحسن حَاله وأخصب وَفَرح فَهُوَ باجل

(بجل) بجالة وبجولا وبجولة عظم قدره وسنه وجمل ونبل فَهُوَ بجيل

عَوْضُِ

عَوْضُِ، مُثَلَّثَةَ الآخِرِ مَبْنِيَّةً: ظَرْفٌ لاِسْتِغْرَاقِ المُسْتَقْبَلِ فقط، لا أُفَارِقُكَ عَوْضَ، أو الماضِي أيضاً، أي: أبداً، يقالُ: ما رأيتُ مِثْلَهُ عَوْضَ، مُخْتَصٌّ بالنَّفْيِ ويُعْرَبُ إن أُضِيفَ، كَلاَ أفْعَلُهُ عَوْضَ العائِضِينَ.
وعَوْضُ: معناه أبداً، أو الدَّهْرُ سُمِّيَ به لأنه كُلَّما مَضَى جُزْءٌ، عَوَّضَهُ جُزْءٌ، أو قَسَمٌ، أو اسمُ صَنَمٍ لبكْرِ بنِ وائل. ويقالُ: افْعَلْ ذلك من ذِي عَوْضٍ، كما تقولُ: من ذي أُنُفٍ، أي: فيما تَسْتَأْنِفُ.
والعِوَضُ، كعِنَبٍ: الخَلَفُ. أعاضَنِي اللهُ منه عِوَضاً وعَوْضاً وعِياضاً، وأصْلُهُ عِواضٌ، وعَوَّضنِي، والاسْمُ: العِوَضُ والمَعُوضَةُ.
وتَعَوَّضَ: أخَذَ العِوَضَ.
واسْتَعاضَهُ: سألَهُ العِوَضَ،
فعاوَضَهُ: أعْطَاهُ إياهُ.
واعْتَاضَهُ: جاءهُ طالِباً للعِوَضِ.
والعائِضُ في قَوْلِ أبي محمدٍ الفَقْعَسِيِّ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كعيشَةٍ راضِيَةٍ.

طول

طول
الطُّولُ والقِصَرُ من الأسماء المتضايفة كما تقدّم، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزّمان وغيره قال تعالى: فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
[الحديد/ 16] ، سَبْحاً طَوِيلًا
[المزمل/ 7] ، ويقال: طَوِيلٌ وطُوَالٌ، وعريض وعُرَاضٌ، وللجمع: طِوَالٌ، وقيل: طِيَالٌ، وباعتبار الطُّولِ قيل للحبل المَرخيِّ على الدّابة: طِوَلٌ ، وطَوِّلْ فرسَكَ، أي: أَرْخِ طِوَلَهُ، وقيل: طِوَالُ الدّهرِ لمدّته الطَّوِيلَةِ، وَتَطَاوَلَ فلانٌ: إذا أظهر الطُّولَ، أو الطَّوْلَ. قال تعالى: فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ
[القصص/ 45] ، وَالطَّوْلُ خُصَّ به الفضلُ والمنُّ، قال: شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ
[غافر/ 3] ، وقوله تعالى: اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ
[التوبة/ 86] ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا
[النساء/ 25] ، كناية عمّا يصرف إلى المهر والنّفقة.
وطَالُوتُ اسمٌ عَلَمٌ وهو أعجميٌّ.
(طول) الْبَعِير وَنَحْوه طولا طَالَتْ شفته الْعليا عَن السُّفْلى فَهُوَ أطول وَهِي طولاء (ج) طول
(طول) الدَّابَّة أَو لَهَا أرْخى لَهَا طولهَا أَي حبلها وَله أمهله وَالشَّيْء أطاله 
ط و ل

شيء طويل ومستطيل. وطاولني فطلته. وفلان طوال، لا تطوله الطوال. وتطاول: تمدد قائماً لينظر إلى بعيد. ولا أكلمه طول الدهر وطوال الدهر. وأرخى طول فرسه وهو الحبل الطويل جداً. وطوّل لفرسك: أرخ له الطول. قال طرفة:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخى وثنياه باليد

وأطالت المرأة: ولدت طوالاً. وأطال غيبته وطولها. وطول له: أمهله. وطاوله في الدين وفي العدة إذا ماطله. وتطاول علينا الليل: طال. قال:

يا زيد زيد العملات الذبل ... تطاول الليل عليك فانزل

وله عليه طول: فضل. وهو غير طائل: غير فاضل. وإنه لذو طول في ماله وقدرته. وهو ذو طول عليّ: ذو منة. وقد تطوّل عليّ بذلك. وهو يتطاول على الناس ويستطيل، وله عليهم تطاول واستطالة. واستطال بنو فلان علينا: قتلوا أكثر مما قتلنا. وما حليت بطائل منه: بفائدة وهذا أمر غير طائل: للدون من الأمر.

ومن المجاز: طال طولك إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه. ويقال: طال طوله، وطال عليه الطول إذا طال عمره. واستطال في عرضه إذا سمع به.
ط و ل: الطُّولُ ضِدُّ الْعَرْضِ. وَ (طَالَ) الشَّيْءُ يَطُولُ (طُولًا) امْتَدَّ وَ (طَوَّلَهُ) غَيْرُهُ وَ (أَطَالَهُ) أَيْضًا. وَ (طَاوَلَنِي) فُلَانٌ (فَطُلْتُهُ) أَيْ كُنْتُ أَطْوَلَ مِنْهُ مِنَ (الطُّولِ) وَ (الطَّوْلِ) جَمِيعًا، وَبَابُهُ قَالَ. وَ (الطِّوَلُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ الْحَبْلُ الَّذِي يُطَوَّلُ لِلدَّابَّةِ فَتَرْعَى فِيهِ وَهُوَ (الطَّوِيلَةُ) أَيْضًا. وَ (الطُّوَالُ) بِالضَّمِّ (الطَّوِيلُ) فَإِنْ أَفْرَطَ فِي الطُّولِ فَهُوَ (طُوَّالٌ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (الطِّوَالُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ طَوِيلٍ. وَ (الْأَطَاوِلُ) جَمْعُ (الْأَطْوَلِ) . وَ (الطُّولَى) تَأْنِيثُ (الْأَطْوَلِ) وَالْجَمْعُ (الطُّوَلُ) مِثْلُ الْكُبْرَى وَالْكُبَرُ. وَيُقَالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا (طَائِلَ) فِيهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ غَنَاءٌ وَمَزِيَّةٌ. يُقَالُ ذَلِكَ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا فِي الْجَحْدِ. وَ (الطَّوْلُ) بِالْفَتْحِ الْمَنُّ يُقَالُ: (طَالَ) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (تَطَوَّلَ) عَلَيْهِ أَيِ امْتَنَّ عَلَيْهِ. وَ (طَاوَلَهُ) فِي الْأَمْرِ أَيْ مَاطَلَهُ. وَ (أَطَالَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ وَلَدًا طُوَالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الْقَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ» . وَ (طَوَّلَ) لَهُ (تَطْوِيلًا) أَمْهَلَهُ. وَ (اسْتَطَالَ) عَلَيْهِ (تَطَاوَلَ) وَقَدْ يَكُونُ (اسْتَطَالَ) بِمَعْنَى طَالَ. 

طول


طَالَ (و)(n. ac. طُوْل)
a. Was, became long; was extended, lengthened, elongated;
was prolonged, protracted; lasted.

طَوَّلَa. Lengthened, elongated, extended;
prolonged, protracted.
b. [La], Granted a delay, a respite to.
c. ['Ala
or
Fī], Delayed, deferred, was long about, dawdled
loitered over; was prolix, tedious.
طَاْوَلَ
a. [acc. & Fī], Put off, kept waiting; delayed, deferred.
b. Was as long as.
c. [ coll. ], Handed, reached.

أَطْوَلَ
(ا)
a. see II (a)b. ( و)
see II (b)
تَطَوَّلَ
a. ['Ala], Was generous to.
تَطَاْوَلَa. Stretched himself.
b. ['Ala], Encroached upon the rights of; took liberties
with.
إِسْتَطْوَلَ
(ا)
a. Was high, tall, long; was lengthened, extended.
b. ['Ala], Had the advantage over, overcame.
c. Deemed long.
d. ( و) [ coll. ], Considered late
behindhand, dilatory.
طَوْلa. Power, might; ability.
b. Wealth, riches, affluence.
c. Superiority, ascendancy.

طِيْلَة []
a. Lifetime, life.

طُوْل (pl.
أَطْوَاْل)
a. Length.
b. Long duration, great length.
c. Longitude.

طِوَل [ ]طِيَل [ ]a. Duration; space.
b. Tether, rope.

مِطْوَل [] (pl.
مَطَاوِل [] )
a. Rein; tether; halter.

طَائِل [] (pl.
طَوَائِل [] )
a. Utility, profit, benefit, advantage.
b. see 1
طَائِلَة []
a. Enmity, rancour.
b. see 1 & 21
(a).
طَوَالa. see 7 (a)
طِيَال []
a. see 7 (a)
طَوِيْل [] (pl.
طَوَال [] )
a. Long; tall, high.
b. Long; lengthy; protracted.
c. Metre.

طَوَّالِيّ []
a. [ coll. ]
see N. Ag.
VI
تَطْوِيْل [ N.
Ac.
a. II], Elongation; amplification.

مُتَطَاوِل [ N.
Ag.
a. VI], Oblong.

مُسْتَطِيْل [ N.
Ag.
a. X], Long; oblong.
b. A certain long metre.

طَاوَلَة
G.
a. Table.

طُوْل الرُّوْح
a. Longanimity, longsuffering, patience.

طَوِيْل البَاع
a. Generous.
b. Powerful, mighty.

لَا طَائِل فِيهِ
a. لَا طَائِل تَحْتَهِ That is no
use; inutile.
طَالَمَا
a. It is a long time since; for long.
(طول) - في الحَديث في ذِكْر الخَيْل: "ورجلٌ طَوَّل لها في مَرْج، فقَطَعَت طِوَلَها، فاستَنَّت شرَفًا أو شَرَفَينْ"
وفي رواية: فأَطَالَ لها، فقَطَعَت طِيَلَها. بمعنى طَوَّلَ وأَطَال: أي شَدَّها في طِوَلها، وطِيَلها: وهو حَبْل طَوِيل يُشَدُّ أَحدُ طرفَيْه في آخِيَةٍ أو وَتَدٍ، والطَّرَفُ الآخر في يَدِ الفَرَس لِيَدُورَ فيه ولا يَعِير على وَجْهِه. والطِّوَل أيضا: حَبْل يُقَيَّد به البَعِير فيُرخَى.
والطَّوِيلَة أيضًا: حَبْل يُشَدُّ بقَائِمةِ الدَّابَّة.
- في الحديث : "كان يَقرأ في المَغْرِب بطُولَى الطُّولَيَيْن"
الطُّولَى: تأنِيثُ الأَطْول على فُعْلى كالكُبْرى في تَأنِيثِ الأَكْبر والطُّولَيَيْن: تَثْنِيَتُه،: أي بأَطْول السُّورَتَين الطَّوِيلَتَيْن، يعَنىِ الأَنعامَ والأَعرافَ.
- وفي الحديث: "أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ" 
: أي الطُّوَال. - في الحديث: "أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَة في عِرْض الناسِ" 
الاستِطالَةُ والتَّطاوُلُ: اسْتِحقَار النَّاسِ والتَّرفُّع عليهم.
- في حديث ابنِ مَسْعُود، - رضي الله عنه -، في قَتْلِ أَبي جَهْل:
"وسَيْفِى غَيرُ طَائلٍ" 
: أي غَير ماضٍ. وأَصلُ الطَّائِل: النَّفْع والفَائِدَة.
- في الحديث: " بكَ أُصاوِلُ وأُطاوِلُ"
من الطَّوْل، وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء.
- وفي الحديث : "فَطَال العَبَّاسُ عُمَرَ"
: أي غَلَبه في الطُّولِ. يقال: طاولْتُه فَطُلْتُه.
ورُوِىَ أَنّ امرأةً قالت: رأيت عبَّاسًا يَطُوفُ بالبيت كأَنَّه فُسطاطٌ أَبيضُ.
يُقالُ: إنَّ عَلِىَّ بن عبد الله بن عَبَّاس كان إلى مَنكِب عبدِ الله، وعبد الله إلى مَنكِب العَبَّاس، والعَبَّاسِ إلى مَنكِب عَبد المُطَّلب، فرأَت المَرأةُ علىَّ بن عبد الله وقد فَرَع النَّاسَ كأنّه راكِبٌ مع مُشَاةٍ فقالت: مَنْ هذا؟ فأُعْلِمَت. فَقَالَت: إن الناسَ لَيَرْذُلُون 
ط و ل : طَالَ الشَّيْءُ طُولًا بِالضَّمِّ امْتَدَّ وَالطُّولُ خِلَافُ الْعَرْضِ وَجَمْعُهُ أَطْوَالٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَطَالَتْ النَّخْلَةُ ارْتَفَعَتْ قِيلَ هُوَ مِنْ بَابِ قَرُبَ حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ وَهُوَ قَصُرَ وَقِيلَ مِنْ بَابِ قَالَ وَالْفِعْلُ لَازِمٌ وَالْفَاعِلُ طَوِيلٌ وَالْجَمْعُ طِوَالٌ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ وَالْأُنْثَى طَوِيلَةٌ وَالْجَمْعُ طَوِيلَاتٌ وَهَذَا أَطْوَلُ مِنْ ذَاكَ لِلْمُذَكَّرِ.
وَفِي الْمُؤَنَّثَةِ طُولَى مِنْ ذَاكَ وَجَمْعُ الْمُؤَنَّثَةِ الطُّوَلُ مِثْلُ فُضْلَى وَفُضَلٍ وَكُبْرَى وَكُبَرٍ وَقَرَأْتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ وَأَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ مَدَّهُ وَوَسَّعَهُ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَمْتَدُّ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَمِنْهُ طَالَ الْمَجْلِسُ إذَا امْتَدَّ زَمَانُهُ وَأَطَالَهُ صَاحِبُهُ وَطَوَّلْتُ لَهُ بِالتَّثْقِيلِ أَمْهَلْتُ.

وَالْمُطَاوَلَةُ فِي الْأَمْرِ بِمَعْنَى التَّطْوِيلِ فِيهِ وَطَوَّلْتُ الْحَدِيدَةَ مَدَدْتُهَا وَطَوَّلْتُ لِلدَّابَّةِ أَرْخَيْتُ لَهَا حَبْلَهَا لِتَرْعَى وَهُوَ غَيْرُ طَائِلٍ إذَا كَانَ حَقِيرًا.

وَالْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ هُوَ الْأَوَّلُ وَيُسَمَّى الْكَاذِبَ وَذَنَبَ السِّرْحَانِ شُبِّهَ بِهِ لِأَنَّهُ مُسْتَدِقٌّ صَاعِدٌ فِي غَيْرِ اعْتِرَاضٍ وَطَالَ عَلَى الْقَوْمِ يَطُولُ طَوْلًا مِنْ بَابِ قَالَ إذَا أَفْضَلَ فَهُوَ طَائِلٌ وَأَطَالَ بِالْأَلِفِ وَتَطَوَّلَ كَذَلِكَ وَطَوْلُ الْحُرَّةِ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُ إذَا قَدَرَ عَلَى صَدَاقِهَا وَكُلْفَتِهَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْهَا وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ طَوْلُ الْحُرَّةِ مَا فَضَلَ عَنْ كِفَايَتِهِ وَكَفَى صَرْفُهُ إلَى مُؤَنِ نِكَاحِهِ وَهَذَا مُوَافِقٌ لِمَا قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ نَزَلَ قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [النساء: 25]
فِيمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ طَوْلًا وَقِيلَ الطَّوْلُ الْغِنَى وَالْأَصْلُ أَنْ يُعَدَّى بِإِلَى فَيُقَالُ وَجَدْتُ طَوْلًا إلَى الْحُرَّةِ أَيْ سَعَةً مِنْ الْمَالِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْوُصْلَةِ ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ فَقَالُوا طَوْلًا إلَى الْحُرَّةِ ثُمَّ زَادَ الْفُقَهَاءُ تَخْفِيفَهُ فَقَالُوا طَوْلُ الْحُرَّةِ وَقِيلَ الْأَصْلُ طَوْلًا عَلَيْهَا.

وَاسْتَطَالَ عَلَيْهِ قَهَرَهُ وَغَلَبَهُ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ كَذَلِكَ وَمَدَارُ الْبَابِ عَلَى الزِّيَادَةِ. 
[طول] الطولُ: خِلاف العرض. وطال الشئ، أي امتد. وطلت، أصله طَوُلْتُ بضم الواو، لأنك تقول طويل، فنقلت الضمة إلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين. ولا يجوز أن تقول منه طلته، لان فعلت لا يتعدى فإن أردت أن تعديه قلت طَوَّلتُهُ أو أَطَلْتُهُ. وأمَّا قولك طاوَلَني فلان فطُلْتُهُ، فإنما تعني بذلك كنت أطْوَلَ منه، من الطولِ والطَوْلِ جميعاً. وطالَ طِوالُكَ وطِيَلُكَ، أي عُمرك، ويقال غيبتك. قال القطامي: إنَّا محيُّوكَ فاسْلَمْ أيُّها الطَلَلُ وإنْ بَليتَ وإنْ طالَتْ بك الطِوَلُ ويروى " الطِيَلُ ". ويقال أيضاً طالَ طَيْلُكَ وطولك، ساكنة الياء والواو، وطال طُوَلُكَ بضم الطاء وفتح الواو، وطالَ طَوالُكَ بالفتح، وطِيالُكَ بالكسر. كل ذلك حكاه ابن السكيت. قال: فأما الحبل فلم فلم نسمعه إلا بكسر الأول وفتح الثاني. يقال: أَرْخِ للفرس من طِوَلِهِ، وهو الحبل الذي يُطَوَّلُ للدابة فتَرعى فيه. قال طرفة: لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أخْطَأَ الفَتى لَكالطِوَلِ المُرْخى وثِنْياه باليَدِ وهي الطويلة أيضا. وقوله " ما أخطأ الفتى " أي في إخطائِه الفتى. وقد شدده الراجز للضرورة، فقال: تعرضت لى بمكان حل تعرض المهرة في الطول وقد يفعلون مثل ذلك في الشعر كثيرا، ويزيدون في الحرف من بعض حروفه. قال الراجز  قطنة من أجود القطن * ويقال أيضاً: طَوِّلْ فرسك، أي أَرْخِ طويلته في المَرعى. والطُوالُ بالضم: الطَويلُ. يقال: طَويلٌ وطُوالٌ. فإذا أفرط في الطولِ قيل طوال بالتشديد. والطوال بالكسر: جمع طويل. والطوال بالفتح، من قولك: لا أكلِّمه طَوالَ الدهر وطولَ الدهر، بمعنًى. ويقال قلانسُ طيالٌ وطِوالٌ، بمعنًى. والرجالُ الأطاولُ: جمع الأطْوَلِ. والطولى: تأنيث الأطْوَلِ، والجمع الطُوَلُ، مثل الكبرى والكبر. والطَويلُ: جنسٌ من العَروضِ. وهي كلمة مولَّدة. وجمل أطوَلُ، إذا طالَتْ شفتُه العليا . وطاوَلَني فطُلْتُه، يقال ذلك من الطولِ والطَوْلِ جميعاً. ويقال: هذا أمرٌ لا طائِلَ فيه، إذا لم يكن فيه غَناءٌ ومزّية. يقال ذلك في التذكير والتأنيث. ولم يَحْلَ منه بطائلٍ،، لا يتكلم به إلا في الجحد. وبينهم طائِلَةٌ، أي عداوة وَتِرَةٌ. والطَوْلُ بالفتح: المَنُّ. يقال منه: طالَ عليه وتَطَوَّلَ عليه، إذا امْتَنَّ عليه. وطاوَلْتُهُ في الأمر، أي ماطَلْتُهُ. وأطلت الشئ وأطولت، على النقصان والتمام، بمعنًى. وأنشد سيبويه : صَدَدْتِ فأطْوَلْتِ الصُدودَ وقلَّما وِصالٌ على طول الصُدود يَدومُ وأطالَتِ المرأة، إذا ولدت ولدا طوالا. وفي الحديث: " إن القصيرة قد تطيل ". وطول له تَطْويلاً، أي أمهله. واسْتطالَ عليه أي تطاوَلَ. يقال: اسْتطالوا عليهم، أي قَتَلوا منهم أكثر مما كانوا قَتَلوا. وقد يكون اسْتَطالَ بمعنى طالَ. وتَطَاوَلْتُ مثل تطالَلْتُ. والطُوَّلُ بالتشديد: طائرٌ. وطَيِّلَةُ الريح: نيحتها. 
باب الطاء واللام و (وا يء) معهما ط ول، ل وط، ط ل ي، ل ي ط، ل طء، ء ط ل مستعملات

طول: طال فلانٌ فلاناً، أي: فاته في الطّول، قال: تَخُطّ بقَرْنيها بَرِيرَ أَراكه ... وتعطوا بظلفيها إذا الغصن طالها

أي: طاولها فلم تَنَله. وطال الشّيء يَطُولُ طُولاً فهو طويل.. والأَطْوَلُ: نَقِيضُ الأَقصر. والطُّوال: إذا كان أهوج الطُّول، امرأةٌ طُوالة، قال:

ألم تر إنّني وأبا يزيدٍ ... لفي حربٍ مماطلة طُوالَه

والطِّوَلُ: الحَبْل الطّويل، ويقال: لقد طال طِوَلُك يا فلان، إذا طال تماديه في أمرٍ وتراخيه عنه. وقد يُقال: طال طيله. والطول: القدرة. وإن فُلاناً لَذو طَوْلٍ، أي: ذو قدرة. ويُقالُ: إنّه ليتطوّل على النّاس بفَضله وخَيْره. واشتقاق الطائل من الطُّول.. ويُقال: للخسيس الدُّون: هذا غيرُ طائل، والتَّذْكيرُ والتّأنيثُ فيه سواء، قال:

لقد كلّفوني خُطَّةً غَيْرَ طائلِ

والطِّيال: لغةٌ في الطِّوال. والطَّوال: مدى الدَّهر، يقال: لا آتيك طَوال الدَّهْر. والطَّوَلُ: طُولٌ في المِشْفَرِ الأَعْلَى على الأَسْفل. يقال جَمَل أَطْوَلُ وبه طول. والمُطاولةُ في الأَمْر هي التَّطْويل. والتَّطاوُلُ في معنىً: هو الاستطالة على النّاس إذ هو رفع رأسه ورأى أنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر. وهو في معنىً آخر، أَنْ يَقُومَ قائماً، ثمّ يَتَطاوَل في قيامه، ثمّ يرفَعُ رأسَهُ ويَمُدُّ قَوامَهُ للنَّظَر إلى الشَّيء. والطِّولُ: اسم حَبْل تُشَدُّ به قوائم الدّابّة، ثم تُرْسَل في المَرْعَى، وكانتِ العَرَبُ تتكلّم به، يُقال: طَوِّلْ لِفَرَسِك الطِّوَلَ، أي: أَرْخِ له حَبْلَه في مرعاه، قال طرفة:

لَعَمْرُكَ إنّ المَوْتَ ما أَخْطأ الفَتَى ... لَكالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياه باليَدِ

لوط: لاط فلان في هذا الأمر لَوْطاً شديداً، أي: أَلَحَّ. واللَّوْط: مدر الحَوْض، يَعْمَدون إلى الطِّين الحرّ، فيَحْفِرون له مَمْدرةً إلى جنب الحوض، فإذا أراد أن يَمْلأَ الحَوْضَ، وهو جاف، تقول: مَدَرْتُهُ ولُطْتُهُ لئلا ينشف الماء. والتاط حوضاً، أي: لاطه لنفسه. والالتياطُ: أن يلتاط الإنسان ولداً يَدَّعيه ليس له، تقولُ: التْاطَهُ واستلاطه، قال:

فهل كنتَ إلاّ بُهْثَةً واستلاطَها ... شَقيٌّ من الأقوام وَغْدٌ ملحق  وقولُ أبي بَكْرٍ: الولدُ أَلْوَطُ، أي: أَلْصَقُ بالقلب. لاط به يلوطُ لَوْطاً.. ويُقالُ للشَّيء إذا لم يُوافِقْك: ما يلتاطُ هذا بصَفَري، أي: لا يلصقُ بقلبي، وهو يَفْتَعِل من لاطَ لَوْطاً. ولُوطٌ: اسم نَبيّ، كان ذا قَرابةٍ لإبراهيم عليه السّلام، بعثه الله إلى قَوْمِه فكذَّبُوهُ [وأَحْدَثُوا ما أَحْدَثوا] فاشتقَّ النّاسُ منِ اسمه فِعلاً لمن فَعَلَ فِعْلَ قَوْمِهِ.

طلي: الطَّلاَ: الوَلَدُ الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ، حَتَّى لقد شُبِّه رمادُ المَوْقد بين الأَثافيّ بالطّلا، والطّلايين أمّهاته، قال العجاج:

طَلاَ الرَّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّليُّ

. والأَطْلاءُ : جماعةُ الطلا وكذلك: الطُّليان [والطِّليان] جِماعُه. قال زهير:

بها العِينُ والآرام يَمْشِينَ خِلْفهَ ... وأَطْلاؤُها يَنْهضْنَ من كُلِّ مَجْثَمِ

والطُّلَى: جماعةُ الطُّلْية، وهي صَفْحة العُنُق، وبعضٌ يقول: طلوة وطلى. والطِّلاءُ من القَطِران، ممدود: ضَرْبٌ منه، شُبِّهَ به خاثِر المُنَصَّف . والطِّلاءُ: اسمٌ من أسماء الشّراب. وكلُّ شيء طُلِي به شيءٌ فهو طِلاءٌ. والطُّلاوةُ: الرِّيق الذي يَجِفُّ على الأسنان من الجوع. والطُّلاوة: الحُسْن، يقال: سَمِعْتُ كَلاما عليه طُلاوة.

ليط: اللِّيطُ: قِشْر القَصَب اللاّزق به، وقشرُ كلّ شيء كانت له صلابة ومتانة كالقناة، والقطعة منه: لِيطةٌ. وكذلك القوس العربية، تُمسح وتمرنُ كي تَصْفُوَ ويَصيرَ لها لِيطٌ، تقول: عاتكةُ اللِّيط واللِّياط، أي: لازقة اللِّيط، صُلْبتُهُ. وتَلَيَّطْت لِيطةً، أي: تَشَظَّيْتُها، أي: اشْتَقَقْتُها، وأخذت شقّة منها. واللِّيط: اللَّوْنُ، هُذَليّة.

لطأ: اللَّطْءُ: لُزُوقُ الشَّيْء بالشَّيء. ورأيت فلاناً لاطئاً بالأرْض. ورأيت الذِّئْبَ لاطئا للسّرقة، وهذه أكَمَةٌ لاطئة. والّلاطِئةُ: خُراجٌ يَخْرج بالإنسان فلا يكادُ يَبْرَأُ منه، ويَزْعُمون أَنّها من لسْعة الثُّطْأَة. والّلاطئةُ: ضَرْبٌ من القلانس. أطل: الإِطْلُ: لغةٌ في الأَيْطل، وهو الشّاكلة، والقُرُبُ تحت الشّاكلة. تقول إنه لَلاحقُ الأَيْطَلَيْن، وجمعه: أياطل، وألآطال: جماعة الإطْل، والأَيْطَلُ: أَحْسَنُ وأَعْرَفُ.. ونظيرُهُ قَوْلُهم للمجنون: به أَوْلَق، وقد أُلِقَ يُؤْلَقُ أَلْقاً.
[ط ول] الطُّولُ: نَقِيضُ القِصَرِ في النّاسِ وغَيرِهم من الحَيَوانِ والمَواتِ. طالَ يَطُولُ طُولاً، فهو طَوِيلٌ، وطُوالٌ، قال النَّحْوِيّونَ: أًصلُ طَالَ فَعُلَ، اسْتِدْلالاً بالاسمِ منه؛ إِذْ جاءَ على فَعِيلٍ، نَحْوَ طَوِيلٍ، حَمْلاً على شَرُفَ فهو شرِيفٌ، وكَرْمَ فهو كَرِيمٌ، وجَمْعُهما طِوِالٌ، قَالَ سِيبَويه: صَحَّّتِ الواوَ في طِوالِ لصحتَّها في طَوِيلٍ، فصارَ طِوالٌ من طَوِيلٍ، كجِوارٍ من جاوَرْتُ، قَالَ: ووافَقَ الذين قالُوا: فَعِيلٌ الّذِينَ قالوا: فَعالٌ؛ لأَنَّهما أُخْتانِ، فجمَعُوه جَمْعَه. وحكَي اللُّغَويَّون طيالٌ، ولا يُوجِبُه القِياسُ؛ لأَنَّ الواوَ قد صَحَّتْ في الواحِد، فحَكْمُها أَن تَصحَِّ في الجَمعِ، قَالَ ابنُ جِنِّي: لم تُقْلَبْ إِلاّ في بَيْتَ شاذٍّ، وهو قَوْلُه - فيما أَنْشَدنَاه أبو عَليٍّ، وذَكَرَ أَنَّ أبا عُثْمانَ أَنْشَدَه _:

(تَبيَّنَ لي أَنَّ القَماءَةَ ذِلَّةُ ... وأَنَّ أَشِدَّاءَ الرِّجالِ طِيالُها)

والأُنْثَى طَوِيلَةُ، وطُوالَةٌ، والجُمعِ كالجمع، ولا يَمتَنِعُ شيءٌ من ذلك من التَّسليمِ. والطَّوِيلُ من الشِّعرِ سُمِّيَ بذلك لأَنَّه أَطْولُ الشِّعْر كُلِّه، وذلك أَنَّ أًضلَه ثَمانِيةٌ وأَرْبَعُونَ حَرْفاً، وأكثُر حُروفِ الشِّعْرِ من غِيرِ دائرِته اثْنانِ وأَرْبَعونَ حَرْفاً، وقالَ أَبو إسحاقَ: سُمِّيَ، طَوِيلاً لأَنَّه أَطولُ الأَعارِيضِ الثّلاُِثة، الطَّوِيلِ والمَدِيدِ والبَسِيطِ، وأكثُرها حُرُوفاً، ولأنَّ أَوتادَة مُبتَداُ بها، فالطولُ لمُتٌ قَدِّمِ أَجْزائِه لازِمٌ أَبداً؛ لأنَّ أَوائلَ أَجْزائِه أَوتادٌ، والدّوائِرُ أَبداً يتقدَّمُ أَبْنيائها ما أَوَّلُه وَتَد. والطُّوَالُ: المُفْرِطُ الطُّولِ، ولا يُكَسَّرُ، إنَّما يجَمَعُ جَمْعَ السَّلامِة. وطاوَلَني فطُلْتُه، أي: كنتُ أَشَدَّ طُولاً منه، قَالَ:

(إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخرةٌ عادِيَّةٌ ... طالَتْ فليس تَنالُها الأَوعالاً)

وأَطالَ الشّيْءَ، وطوَّلَه، وأَطْوَلَه: جَعَلَه طَوِيلاً، وكأَنَّ الّذين قالوا ذلك إنَّما أَرادُوا أَن يُنَبِّهوا على أَصل البابِ، ولا يُقاسُ هذا، إنَّما أَتَي للتَّنبيه على الأَصْلِ، وأَنْشَدَ سِيبَويِهِ:

(صدَدْتِ فأَطْوَلْتٍ الصُّدُودَ وقَلَّما ... وِصالٌ على طُولِ الصُّدُودِ يَدُومُ)

وكُلُّ ما امتَدَّ من زَمَنٍ، أو لَزِمَ من همٍّ ونَحوِه فقد طَالَ، كَقَوِلِكَ: طال الهَمُّ، وطالَ اللَّيلُ. وقالُوا: إنَّ اللَّيلَ طَويلٌ، ولا يَطْلْ إلاّ بخَيْرٍ، عن اللِّحيانيِّ، قَالَ: ومعناه الدُّعاءُ. وأطالَ الله طِيلَتَه، أي: عُمْرَه. والطَّوَلُ: طُولٌ في مِشْفَرٍ البَعيرِ الأَعْلَي، بَعيرٌ أَطْوَلُ. وتَطاوَلَ: تمدَّدَ إلى الشَّيْءِ يَنْظُرُ نَحوَه، قَالَ:

(تَطاوَلْتُ كي يَبْدو الحَصِيرُ فما بدا ... لعَيْنِي، ويالَيْتَ الحَصيرَ بَدَا لِيا)

واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائِطِ: امْتَدَّ وارتَفَعَ، حكاه ثَعلَبٌ، وهو كاسْتَطارَ. والطِّوَلُ والطَّيَلُ والطَّوِيلُه والتِّطْوَلُ، كُلُّه: جَبْلٌ طَوِيلٌ تُشَدُّ به قائِمةُ الدّابَّةِ، وقِيلَ: هو الحَبْلُ تَشَدُّ به، ويُمْسكَ صاحَبِه يَطَرَفِه، ويُرْسْلُها تَرْعَي، قَالَ مُزاحِمٌ:

(وسلْهَبٍ ةٍ قَوْداءَ قَلَّصَ لَحمُها ... كِسعلاةٍ بِيدٍ في جِلالٍ وتِطْوَل)

وقد طَوَّلَ لها. والطِّوَلُ: التّمادِي في الأَمِر، والتَّراخِي، يُقالُ: طَالَ طِولَك، وطِيَلُكَ، وطِيلُكَ، وطُولُك، عن كُراع، معني هذا كُلِّه: طَالَ مُكْثُكَ، وأَنْشَدَ غَيرُه قَوْلَ طُفَيْلٍ:

(أَتانا فلم تَدْفَعُه إِذ جاء طارِقاً ... وقُلنا لَه: قدْ طالَ طُولُكَ فانْزِلِ)

ويُروَي: ((قد طَالَ طِيلُكَ)) . وقولُ القُطِاميّ:

(وإن بَلِيتَ وإن طالَتْ بكَ الطِّيَلُ ... )

و [يُروي] الطِّوَلُ، قيلَ في تَفْسيِرِه: الطِّيَلُ: جَمْعُ طِيلَةٍ، والطِّوَلُ: جَمْعُ طِوَلَةٍ، فاعْتَلَّ الطِّبَلُ، وانْقَلَبْتْ واوُه ياءً، لاعْتِلالِها في الواحِدِ، فأمَّا طِوَلَةُ وطَوَلٌ فمِنْ بابِ عِنَبَةٍ وعِنَبٍ. والطَّالُ مَدَى الدَّهْرِ، يُقالُ: لا آتٍ يكًَ طَوَالَ الدَّهْرِ. والطَّوْلُ والطّائِلُ والطّائِلَةُ: الفَضْلُ، والقَدْرَةُ، والغِنَي، والسَّعَةُ، والعُلُوُّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

(ويَأْشِبنُي فيها الذَّيِن يَلْونَها ... ولو عَلَِمُوا لم يَأْشِبُونِي بطائِلِ)

وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ في وَصْفِ ذِئْبٍ:

(وإن أَغارَ فلم يَحلُلْ بطائِلَةٍ ... في لَيْلَةٍ من جُمَيْرٍ ساوَرَا الفُطُما)

كذا أَنْشَدَه ((جُمَيْرٍ)) على التَّصْغِيرِ. وقَدْ تَطَوَّلَ عَلَيهم. والتَّطاوُلُ، والاسْتِطالَةُ: التَّفَضُّلُ، ورَِفْعُ النَّفْسِ. ويُقالُ للشَّيْءِ الخَسِيسِ الدُّوِن: ما هُو بطائِلٍ: الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذِلكَ سَواءٌ. والطُّوَّلُ: طاِئرٌ. وطُوَالَة: مَوضِعٌ، وقِيلَ: بِئرٌ، قَالَ الشَّمَّاخُ:

(كِلاَ يَوْمَيْ طُوالَةَ وَصْلُ أَرْوَى ... ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُونِ)

وبَنُو الأَطْوَلِ: بَطْنٌ.
[طول] نه: فيه: أوتيت السبع "الطول"، هو بالضم جمع الطولى، كالكبر في الكبرى، وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة. ج: من البقرة إلى براءة. ط: ومنه: فقرأ بسورة من "الطول"، هو كالكبر. شم: السبع "الطوال"- بكسر طاء جمع طويلة، وأما بضمه فمفرد. نه: ومنه ح: كان يقرأ في المغرب "بطولى الطوليين"، هي تثنية الطولي مؤنث الأطول، أي بأطول السورتين الطويلتين يعني الأنعام والأعراف. ك: الطوليين بتحتيتين، وروى: بطول الطوليين- بضم طاء وسكون واو وبلام فقط، وخرج بأنه مصدر وصف به، أي بمقدار طول الطويلتين. ج: يقول المحدثون: طول الطوليين، وهو خطأ فإن الطول هو الحبل وإنما هو طولي كحبلى. ك: فإن قلت: وقت المغرب ضيق لا يسع بهذا المقدار! قلت: يسعه عند من قال: إنه البياض، ويسع لقائل الحمرة للركعة الأولى، ولا بأس بخروج الثانية عن الوقت؛ وقد يأول بقراءة بعض السورة كما أول قراءة والطور. نه: وفي ح استسقاء عمر "فطال" العباس عمر، أي غلبه في طول القامة، وكان عمر طويلًا وكان العباس أطولللنكس. ج: "أطول" أعناقًا، أي أكثر أعمالًا، من لفلان عنق من الخير أي قطعة، وروى بالكسر من العنق ضرب من سير الإبل سريع.
طول
طالَ1/ طالَ على طوَل، يَطُول، طُلْ، طُولاً، فهو طائل، والمفعول مَطُول
• طالَ القصفُ المنطقةَ: بلَغها.
• طالَ الغنيُّ على جاره: أنعم عليه. 

طالَ2 طوَل، يَطول، طُلْ، طُولاً، فهو طويل
• طالَ الغصنُ: علا وارتفع "طال الجبلُ- طالت النخلة- عمودٌ طويل- {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} ".
• طالَ عُمرُه: امتدّ، عكسُه قصُر "طالت لحيتُه- طال عنده سهري- خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ [حديث]- {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} " ° طال الزّمن أو قصُر: مهما اقتضى من الوقت- طال به الوقت: مضى وقت كثير. 

طالَ3 طوِل، يَطال (على إحدى اللغات)، طَلْ، طُولاً، فهو طائل، والمفعول مَطُول
• طالَ القصفُ المنطقةَ: بلغها. 

أطالَ/ أطالَ في يُطيل، أطِلْ، إطالةً، فهو مُطيل، والمفعول مُطال
• أطالَ الحديثَ/ أطال في الحديث: زاده، زاد فيه "أطال حبلاً- أطال في الشرح" ° أطال الله بقاءه: دعاء بأن يمُدّ الله في عمره- أطال الوقوف أو الجلوس أو النَّظر: وقف أو جلس أو نظر مدّةً طويلة يفكِّر ويدقِّق- أطال عليه: جعله ينتظر كثيرًا- أطال لسانه: اعتدى بالكلام، عاب وشتم. 

استطالَ/ استطالَ على يَستطِيل، اسْتَطِلْ، استطالةً، فهو مُستطيل، والمفعول مُستطَال (للمتعدِّي)
• استطال اللَّيلُ: امتدّ وطال، عكس قصُر "استطال الظّلُّ/ الحديثُ".
• استطال الحائطَ: رآه، عدَّه طويلاً "استطال البناءَ- استطال المسافةَ بين منزله ومقرّ عمله".
• استطال على فلان: اعتدى عليه، تطاول عليه "استطال عليهم حتى أفناهم- استطال عليه بالقول". 

تطاولَ/ تطاولَ إلى/ تطاولَ على يتطاول، تطاوُلاً، فهو مُتطاوِل، والمفعول مُتطاوَل إليه
• تطاول الرَّجلُ:
1 - تمدّد قائمًا لينظرَ إلى ما هو بعيد عنه.
2 - تكبّر وترفّع.
• تطاول القومُ: تسابقوا في الطُّول أو الطَّوْل "يتطاول الناس في البنيان- فَاجْتَمَعْنَ يَتَطَاوَلْنَ [حديث] ".
• تطاول اللَّيلُ/ تطاول عليهم اللَّيلُ: امتدَّ وطال "تطاول الظلُّ- {فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} ".
• تطاول إلى الشَّيء: مدّ عنقه ليراه "تطاول إلى البئر".
• تطاول على زميله: اعتدى عليه، تَجرّأ عليه، أهانه "تطاول على حقوق غيره". 

تطوَّلَ/ تطوَّلَ على يتطوَّل، تَطَوُّلاً، فهو مُتَطَوِّل، والمفعول مُتطوَّل عليه
• تطوَّل الحبلُ: مُطاوع طوَّلَ/ طوَّلَ لـ: ازداد امتدادُه.
• تطوَّل على الفقير: تفضَّل عليه. 

طاولَ يطاول، مُطاولةً، فهو مُطاوِل، والمفعول مُطاوَل
• طاولني أخي فَطُلْتُه: غالبني في الطُّول أو الطَّوْل فكنت أطول منه.
• طاولني في الدَّيْن: ماطلني وتأخَّر في أدائه. 

طوَّلَ/ طوَّلَ لـ يطوِّل، تطويلاً، فهو مُطوِّل، والمفعول مُطوَّل
• طوَّل الحبلَ للدَّابة: زاد امتداده، أرخاه لها، جعله طويلاً "طوّل حائطًا/ طريقًا/ الخطبة".
• طوَّلتُ له: أمهلته ° طوَّل باله عليه: أمهله. 

إطالة [مفرد]: مصدر أطالَ/ أطالَ في. 

استطالة [مفرد]: مصدر استطالَ/ استطالَ على. 

طائِل [مفرد]: ج طوائل:
1 - اسم فاعل من طالَ1/ طالَ على وطالَ3.
2 - كثير غزير "بذل مجهودًا طائلاً- وَرث من والده مالاً طائلاً".
3 - منفعة، فائدة (ولا يذكر إلا بعد نفي) "جهود لا طائل تحتها- أمرٌ لا طائل فيه" ° دون طائل: دون فائدة- لا طائل منه/ لا طائل تحته/ لا طائل فيه: لا فائدة تُرجى منه- لم يظفر منه بطائل: لم يحققْ هدفَه- ما عنده نائلٌ ولا طائل: ليس عنده خير. 

طائِلة [مفرد]: ج طوائل:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طالَ1/ طالَ على وطالَ3.
2 - قدرة ° طائلة الموت: حكم الإعدام- يقع تحت طائلة القانون: يخضع للعقاب بحسب أحكام القانون، تحت حُكْمه وعقوبته.
3 - كثيرة، ضخمة "ثروة طائلة". 

طالما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ط ا ل م ا - طالما). 

طاوِلَة [مفرد]: مائدة من الخشب "طاولة مستديرة- طاولة الشّاي: منضدة صغيرة لتقديم الشّاي" ° تحت الطَّاولة: سرًّا- جلَسَوا حول طاولة المفاوضات: تفاوضوا- على طاولة البحث: قابل للنِّقاش.
• لعبة الطاولة: لعبة النَّرْد.
• كُرَة الطَّاولة: (رض) لعبة تِنِس الطاولة يتقاذف فيها المتباريان كرة صغيرة بواسطة مضرب، وعلى طاولة محدودة المساحة. 

طَوَال [مفرد]
• طَوال الوقت: طُوله، مَداه، مُدَّتُه "طوال الدهر/ النهار- سأطلب العلم طَوَال عمري- يعمل طَوَال الأسبوع". 

طَوْل [مفرد]:
1 - قُدرة "كان صاحب حول وطول" ° صاحب الحَوْل والطَّوْل: الله تعالى، من بيده الأمور ويتصرّف كما يشاء، واسع السلطة والنفوذ.
2 - غِنًى ويُسر "هو في طَوْلٍ من العيش- {اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ} ".
• ذو الطَّول: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب
 السّعة والغِنى والقدرة " {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} ". 

طُول [مفرد]: ج أطوال (لغير المصدر):
1 - مصدر طالَ1/ طالَ على وطالَ2 وطالَ3.
2 - امتداد، عكس قِصَر "ظلّ طول حياته يعمل ويكِدّ لأولاده- احتمله بطول صبره" ° طولُ الأناةِ: الصبر- طُول الباع: الاقتدار في حقل من الحقول- طول الدّهر: مداه- طول النظر: الرؤية البعيدة، بُعد النظر- على طُول الخطّ: تمامًا، دائمًا.
3 - مسافة ما بين طرفي الشَّيء الأبعدين، عكس عرْض "شاب فارع الطُّول" ° عاش حياته بالطول والعرض: بجميع الأشكال والصور- في طول البلاد وعَرْضها: في كلّ مكان منها.
• خطُّ الطُّول: (جغ) خطٌّ وهميّ على سطح الكرة الأرضيّة من ثلاثمائة وستين خطًّا، يمتد بين القطب الشماليّ والقطب الجنوبي ويتعامد على خطّ الاستواء، يعبّر عنه بالدرجات (أو الساعات) والدقائق والثواني. 

طُولَى [مفرد]: ج طُوَل: أفعل تفضيل من طال للمؤنث: أكثر طولاً ° السَّبع الطُّوَل من الشعر الجاهليّ: معلقات امرئ القيس، وزهير، وعمرو بن كلثوم، ولبيد، وطرفة، وعنترة، والحارث بن حِلِّزَة- السَّبع الطُّوَل من القرآن: أطول سور القرآن الكريم: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال وبراءة معًا وقيل يونس- ذراع القانون الطُّولَى: أي يد القانون التي لا يفلت منها أحد- له اليد الطُّولَى: صاحب الفضل الأكبر والأعظم. 

طويل [مفرد]: ج طِوَال: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طالَ2: ممتدٌّ أفقيًّا أو عموديًّا بشكل يتجاوز الطُّول المعتاد، عكسه قصير ° طويل الأناة/ طويل البال: صبور، كثير الاحتمال- طويل الباع: جواد واسع الخلق ذو معرفة وعلم، حاذق عكسه قصير الباع- طويل القامة: طويل الجسم- طويل اللسان: يعتدي بلسانه، فاحش وبذيء- طويل اليد: سارق، سريع الاعتداء بيده- طويل اليد: كريم سخيّ.
• الطَّويل: (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: فَعُولُنْ مَفَاعِيلُن فَعُولُنْ مفاعيلُن، في كلِّ شطر "نظمتُ قصيدتين على بحر الطويل". 

طِيلَة [مفرد]
• طِيلة الوقت/ طيلة العمر/ طيلة الدهر: طُوله، مداه ومُدَّته "كان مشغولاً طِيلة شبابه- دام الاحتفال طيلة النهار- سهر طيلة الليل يذاكر دروسه". 

مُستطيل [مفرد]: ج مستطيلون ومستطيلات (للمؤنث وغير العاقل):
1 - اسم فاعل من استطالَ/ استطالَ على ° الفجْر المستطيل: الفجر الأول/ الكاذب.
2 - (هس) شكل رباعي كل زواياه قوائم ويتساوى فيه كل ضلعين متقابلين.
• متوازي المستطيلات: (هس) مُجسَّم هندسيّ له ستَّة أوجه مستطيلة الشَّكل، وكلّ وجهين متقابلين منهما متوازيان ومتساويان. 
طول: طال: أخَّر، أجلّ، أرجا، ففي كوسج (طرائف ص30) وقبل أن يهاجم خصمه جال وطال وأنشد.
طال على: ناف على، أناف على، سما، علا.
ارتفع، (معجم الادريسي، معجم الطرائف).
طال على: بادر بالجميل، افضل وانعم من غير أن يطلب منه (بوشر).
طال عليه الشيء: نسبه وسها عنه (تاريخ البربر 2: 84).
طالت يَدهُ: صار ذا قدرة (عباد1: 242).
ما تطول يدي إليه: لا أستطيع الوصول إليه. ما هو في الاستطاعة والإمكان. ليس في متناول يدي (بوشر).
ما طالته يدي: ما املكه من دراهم الان، ففي ألف ليلة (4: 699): أرسل إليك كلَّ ما طالته يدي.
وفيها (4: 603): ان يدي لا تطول دراهم في هذا الوقت.
طالمَا: ما دام على مدى الأيام (بوشر).
طَوَّل: أطال، جعله طويلاً. ففي رياض النفوس (ص97 ق) طول في صلاته.
طوَّل باله أو روحه: اصطبر، صبر، تجلّد.
(بوشر، قصة عنتر ص47) ألف ليلة (1: 49، 401، 419).
طَوّل روحك: رويداً، تمهل (بوشر).
طَوَّل لسانَه بذمَّ فلان: أكثر من ذمه وشتمه (ابن الأثير 11: 80).
طَوَّل: أخّر، أجّل، أرجأ (الكالا).
طْوَّل: ربط، اوثق، بحبل (فوك) ومن الغريب أن اللغويين العرب لم يذكروا هذا المعنى وهو معنى قديم نجده في حديث الرسول (ص) الذي نقله عبد الواحد (ص178): ان القاضي يحشر مُطوَّلة يداه إلى عنقه فأما أن يحله عدلُه أو يهوي به جوره. وهو مشتق من طوَل بمعنى حبل.
طَوَّل: رمى، قذف، دفع ويقال ذلك حين تدفع العاصفة بالمركب إلى عرض البحر. (فوك، الكالا).
طوَّل: طال، علا، ارتفع (بوشر).
أطال: جعله طويلاً. وتستعمل بخاصة في القيام بالشعائر الدينية التي تُطَوَّل ففي كوسج (طرائف ص119) مثلاً: وركع فأطال وسجد فأطال. وفي كرتاس (ص178): كان إذا وقف في صلاته يطيل القيام وبذلك سموه بالسارية. وفي عباد (1: 49) في كلامه عن يوم جمعة كانت فيه معركة: لم تركع فيه إلا رؤوس العدا ولم يُطل فيه إلا ذابل وحسام.
أطال لسانه: أكثر الكلام فيما لا يعنيه (بوشر).
تطَوَّل: طال، استمر زمناً طويلاً (فوك، الحماسة ص119).
تطاوَل: معناها الأصلي انتصب واقفاً على أصابع قدميه ليستمع إلى ما يقال- ومن هذا صارت تدل على أصغي باهتمام (معجم مسلم).
وارى أن ما جاء في كليلة ودمنة (ص282).
وهو: فلما كان من الغد اجتمع أهل تلك المدينة يتشاورون في من يملكونه عليهم وكل منهم. يتطاول بنظر صاحبه (والصواب النظر بدل بنظر لان هذا الفعل لا يتعدى بالباء) يعني: وكان كل واحد منهم يصغي بانتباه إلى رأي مجاوره. أو يريد معرفة رأيه.
تطاول إلى وله: تطلعّ إلى، طمح، إلى، صبا إلى، طمع ب، رغب في (أماري ص449، تاريخ البربر 1: 2: 623، 2: 82) ويقال: تطاول للملك (تاريخ البربر 1: 84، 88، 98، 111، 139) وفي النويري (الأندلس ص475): تطاول لولاية العهد.
تطاول: طمح إلى، تطلع إلى، صبا إلى ما لا يحق له، كان من الوقاحة بحيث يطمح إليه. ومن هذا أصبحت كلمة تطاول تدل على معنى الوقاحة والسفاهة والجراءة والاعتداء ففي كتاب محمد بن الحارث (ص287): قال القاضي: إذا أبى أن يرد الدار إلى هذا الرجل فأحضره أمامي لا راجع السلطان في أمره واصف له ظلمه وتطاوله، وفيه (ص289): تطاوّل بعض أعوانه فانتزع من رجل ابنته، وفيه (ص329): حدثُت في أيامه مجاعة شديدة فكثر فيها التطاول من الفسدة.
وفيه: فأتاه قوم بفتى من جيرانهم فشكوا منه إليه تطاولاً.
تطاول: طال. استمر مدة طويلة (معجم الادريسي).
تطاول: تأجل، تأخر (عباد 2: 251).
تطاولوا الملك له: تمنوا له ملكاً طويلاً. (ألف ليلة برسل 7: 295).
استطاع على: طمح إلى تملك شيء. ففي ملر آخر أيام غرناطة (ص15): استطال العدوُّ على الأندلس وقوى طمعه فيها.
استطال على فلان بلسانه: اعتدى عليه بالقول، أقذع له، سبه وشتمه (فوك).
استطال: رآه طويلاً (لين، الكامل، ص598، الألفية البيت 101).
طَوْل. ذو طَوْل: ذو قدرة جبّار (فوك).
أنا في طولك: أتوسل إليك، أتضرع إليك، أبتهل إليك (بوشر).
طُول وجمعها أطوْال (أبو الوليد ص364).
ويقال: طول السنة أي مدى السنة (بوشر).
وبطول النهار: مدى النهار (ألف ليلة 1: 53).
طول المرء: إفراط في النفاق والمكر. (أماري ص121).
طُول: مدى البصر، ومدى الصوت، ومدى اليد (بوشر).
طول العامود: جذع العمود (بوشر). طيل؟: نوع من التين (ابن العوام 1: 88).
وفي مخطوطتنا: اللطيل. وليس هو الجميز.
طيل النزهة أو طيل النزهة المنتنة: إسهال، مشُاء (بابن سميث 1442).
طولة: قدرة (فوك) وفيه صوْلة وطَوْلَة.
طولة: مَعدّ محضر. مهياً. (بوشر).
طولة: مبادرة الخدمة. مجاملة. طريقة كريمة لمبادرة الجميل (بوشر).
طولة بال: تأني تمهُّل. وبطولة بال: بتأن بتمهل، على الهوينا (بوشر).
طولة روح: صبر، أناة، وبطولة روح: بصبر، بأناة (بوشر).
طولة لسان: ثرثرة، هذر، كثرة الكلام فيما لا يعنيه تطرف في الكلام (بوشر).
طولة يد: في متناول اليد (بوشر).
طولة: قرض، ائتمان (بوشر).
مع الطولة: على طول (بوشر).
طُولَه: اسم يطلقه العامة في الأندلس على النبات المسمى فَيْصل (انظر الكلمة) (ابن البيطار 2: 164) وهو يذكر ضبط الكلمة و (2: 272) ويرى السيد سيمونيه إنه تكسوس tixos وهي كلمة تعني في برجا من أعمال قطلونيا: Laserpitium gallicum ويضيف إلى ذلك تأييداً لرأيه هذا أن عامة الأندلس يسمون هذا النبات حسب ما يقول ابن البيطار الكمون البّراني، وإن معاجم النباتات (مثل معجم كولميرو) تترجم comino rustico ب Laserpitium siler باللاتينية.
طُولّي: طُولاني، يمتد بالطول (بوشر).
طُولانِي: مستطيل. ففي ألف ليلة (1: 297): فجاءا إلى مكان فوجداه مكنوساً مرشوشاً بمساطب طولانية، وكذلك في طبعة برسلاو.
وفي طبعة بولاق: مستطيلة.
طَوَال. طوال ما: ما دام على طول الزمن (بوشر).
طِوَال، وجمعه أطولة طِوَل، حبل (فوك، الكالا) طْوَال: حبل (دومب ص92).
طويل: غير طويل: غير زمان طويل. (معجم أبي الفداء).
طويل: مستطيل. وشطرنج طويل: شطرنج مستطيل (حياة تيمور 2: 876، بلاند في جريدة الجمعية الآسيوية الملكية 13: 61، ولوحة رقم 4، صورة 1، 2) طَويِل. عال، مرتفع وهو اختصار طويل في السماء (ياقوت 2: 115) وفي ابن العوام (2: 389): ويجب أن تكون البيوت طويلة الأبواب لكي يدخل إليها الهواء (المقدمة 3: 366).
طَويل: عميق. ففي كاريت (جغرافية ص134): الطويله والقصيرة: بئران إحداهما عميقاً والأخرى غير عميقة.
طَوِيل: كثير غزير (انظر مائل).
زوينقل جان جاك شولتنز من حياة صلاح الدين (ص42): مال طويل. وفي الواقدي (الشام) (ص16): الضرَ الطويل. ويقال: من سحر طويل أي باكراً جداً. وفي الأخبار (ص102) ركب الأمير من سحر طويل واصبح على ظهر.
طويل الباع: انظره في مادة باع.
طويل الروح: صبور. حليم (بوشر).
طُوَالَة: خيول، إسطبل (بوشر). وفي محيط المحيط: طُوَالةُ الخيل عند المولدَّين طائفة منها في مربط واحد. وفي ألف ليلة (4: 328) في الكلام عن رجل كان يتولى الإشراف على إسطبل خيل سيد كبير: فقعد يأمر وينهي على خدمة الخيل وكلّ من غاب منهم ولم يُعَلّق على الخيل المربوطة على الطوالة التي فيها خِدْمَته. يرميه ويضربه ضرباً شديداً وفي طبعة برسلاو: (10: 373): ولم يعلق على طوالته التي عليه خِدْمتها. وينقل دان جاك شولتنز (الذي لم يفسر الكلمة لانه لا يعرف معناها دون شك) عن ابي السرور (ص32): وقدَّموا إليه طوالة خيل وفرش وعبيد (عامية: وفرشاً وعبيداً) (ميهرن ص31).
طُوَالة: مرتبة، حشية، فراش مستطيل. ففي ألف ليلة (2: 162): ومن الديباج نمارق وطوالات وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: مرتبة طويلة.
طَوِيلَة. الطويلة= الحَيَّة (الثعالبي لطائف ص28) طَوِيلَة: مختصر قَلَنْسُوة (المسعودي 8: 377، الأغاني 2: 121 طبعة بولاق) وهي قلنسوة عالية كان الخلفاء في المشرق والأندلس يعتمرونها وكذلك سلاطين اشبيلية في القرن الحادي عشر والقضاة وبخاصة عند الشيعة ورجال الدين (عباد 2: 98، 263، ابن الأثير 7: 23) قلنسوة وقد نقل أبو الفداء في تاريخه (2: 184) ما قاله ابن الأثير (وقد أساء رايسك ترجمته)، المقري 3:64). وفي حيان- بسام (1: 154ق) في كلامه عن قاض: وأول ما ظفر بقلانسهم بطويلة قيد مساحة الفلاحة. وصواب العبارة: وأول ما ظفر من قلانسهم بطويلة نبذ مسحاة الفلاحة وفي رياض النفوس (ص104 ق) في الكلام عن متعبد اعتنق المذهب الشيعي بعد أن كان من أهل السنة: أخبرني من رأى ابن غازي راكبا على دابَّة وعليه رداء وطويلة. واري مثل ما يرى دي غويه أن عبارة الأغاني (5: 60 طبعة بولاق): دخل يحيى بن أكثم وعليه سوادة وطويليه، صوابها، سواده وطويلته.
طَويلَة: نوع من العشب وهو غذاء ناجح جداً للإبل (بركهارت نوبيه ص163).
طَوِيَلة: قطعة نقود عند أهل الحسا (بلجراف 2: 179).
طاوِل: مجنون طاول: مجنون مطبق الجنون (بوشر).
طائِل: هذه الكلمة في قول اللغويين العرب تعني فائدة ولا تذكر إلا بعد نفي. ومع ذلك فأنا نجد عند عباد (1: 251) حتى حلى بطائلها.
طائل: كبير (معجم الادريسي ربجرز ص155، تعليقه ويجوز ص157، ابن خلكان 9: 13).
وفي كتاب أبي الفرج (ص494): فدخل الفرنج المنصورة ولم ينالوا منها نيلا طائلا.
وفي الفخري (ص86، 89، 207): لم تكن الوزارة في أيامه طائلة. أي لم يكن الوزارة في أيام حكمه ذات أهمية كبيرة لأنه كان يفصل في كل أمر بنفسه.
طائِل: ناجح، مزدهر (معجم الادريسي). طائل: مواظب، مثابر، دؤوب (هلو).
يد طائلة: يد محظوظة (بوشر).
طَوْلَة (نيبور، برجرن) وطاولة (محيط المحيط) وطاولة (لين) (بالإيطالية TavoLa) مائدة (بوشر، محيط المحيط وهو يعرف الأصل الإيطالي) طاولة النجار: منضدة النجار، منضدة العمل (بوشر).
طاولة: نرد، لعبة الطاولة (نيبور رحلة 1: 165، برجرن ص512، لين عادات 2: 55).
وفي معجم بوشر: طاولة النرد ولعب الطاولة.
طاولة: رقعة الضامة (الدامة) (بوشر).
طاولة الشطرنج: رقعة الشطرنج (بوشر).
طائلة: غلبة، انتصار، نصر، فوز. ففي تاريخ بني زيان (ص102 ق): فكانت الطائلة لمرين على عادتهم.
طائِلة: يقول ابن خلدون في تاريخ البربر (1: 73) في كلامه عن قبيلة عربية: وكانوا منذ المدد السالفة يعطون الصدقات لملوك زناتة ويأخذونهم بالدماء والطوائل ويسمونها حمل الرحيل وكان لهم الخيار في تعيينها.
وقد ترجمها دي سلان (1: 117) إلى الفرنسية بما معناه: منذ زمن طويل كان بنو معقل يدفعون إلى حكومة الزناتيين ضريبة مقدارها العشر. كما كانوا يدفعون إليهم الدّية (إذا قتل أحد رعايا المملكة) كما كان عليهم أن يتكلفوا بدفع ضريبة تسمى حمل المتاع يعين السلطان مقدارها.
ويضيف إلى ذلك في تعليقه: أي حق الرحيل.
وكانوا يدفعون هذه الضريبة إذا ما عادوا من تل Tell موضع بما تزودوا به من حنطة.
وأرى أن هذا العالم قد جهل بصورة عجيبة المعنى الحقيقي لهذه العبارة فكلمة طائلة تعني الأخذ بالثأر (وعند لين الأخذ بثأر الدم).
وحين نقارن ما يقوله لين في مادة عقل (8): اعتقل من دم فلان ومن طائلته: أي اخذ أو استلم العَقْل أي الغرامة المالية عن دم القتيل (الدية) نرى من المؤكد أن كلمة طائلة في عبارة ابن خلدون تعني غرامة عن القتل (دية).
ويذكر هذا المؤلف بعد ذلك الطوائل وحدها، فما يسميه هنا الدماء والطوائل يسميه في (ص75): فأعطوا الصدقة والطوائل والصعوبة هي في معرفة المعنى الذي تقصده هذه القبيلة على القول حمل الرحيل الذي يبدو إنه تورية تخفى وراءها دفع الغرامات البغيضة المشينة ولعلها المبلغ الذي يحملونه إلى خزانة الملك لحمل الأمتعة أي الضريبة على الأمتعة. (انظر مقالتي حَمْل ورحيل).
أطوْلَ. السَبُعُ الطُّوَل: هي ليست السور السبع الطول من القرآن الكريم فقط. بل هي أيضاً المعلقات السبع (محيط المحيط).
تطويل: ما كان لفظه زائداً على أصل المعنى من غير أن تحمل الزيادة فائدة (محيط المحيط).
مطوّلة: رسالة طويلة بالنثر المسجوع.
ففي كتاب الخطيب (ص24 و): وله أمد المطولات المنتخبة، والقصار المقتضبة. وفيه (ص73 ق): وهو صاحب مطولات مجيدة.
مطاول. مستطيل (بوشر).
مُطاوَلَة: إطناب، إطالة، إسهاب في الكلام تطويل فيه (الكالا).
مطاولة الحصار: إطالة الحصار، حصار طويل.
(تاريخ البربر 1: 516) ومطاولة وحدها تدل على نفس المعنى (تاريخ البربر 1: 487).
مُستْطيل: طُولاني. يقال: فَصُّ مستطيل من ياقوت احمر. (فريتاج طرائف ص56).
وانظره في مادة طولاني.
المستطيلة: رقعة الشطرنج المستطيلة (416= 64 خانة) (فان درلنج تاريخ الشطرنج 1: 108) مُسْتْطَيل: عند المهندسين سطح مستو أحاط به أربعة أضلاع غير متساوية بل يكون كل ضلعين متقابلين منها متساويين ويكون جميع زواياه قائمة (بوشر، محيط المحيط).

طول

1 طَالَ, (S, O, Msb, K,) said by some to be of the class of قَرُبَ, being made by them to accord in from with its contr., which is قَصُرَ, and by others said to be of the class of قَالَ, (Msb,) first Pers\. طُلْتُ, [said to be] originally طَوُلْتُ, because one says طَوِيلٌ, [not طَائِلٌ, when using it as an intrans. v.,] (S, O,) aor. ـُ (TA,) inf. n. طُولٌ, (S, * O, * Msb, K,) It (a thing, S, O, Msb) was, or became, elongated, or extended; [i. e. it was, or became, long; and it was, or became, tall, or high; which meanings are sometimes more explicitly denoted in order to avoid ambiguity, as when one says طَالَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ it was, or became, elongated, or extended, upon the surface of the earth or ground; and طَالَ فِى السَّمَآءِ it was, or became, elongated, or extended, towards (lit. into) the sky;] (S, O, Msb, K;) and ↓ استطال signifies the same. (S, O, K.) It is also said of any time that is extended; and of anxiety that cleaves to one continually; and the like: [see طُولٌ, below:] thus one says طَالَ اللَّيْلُ [The night became long, or protracted]: (TA:) [and thus طَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ, in the Kur lvii. 15, means The time became extended, or prolonged, unto them:] and عَلَيْهِمُ العُمُرُ ↓ تَطَاوَلَ, in the Kur xxviii. 45, means, in like manner, [Life was prolonged unto them; or] their lives became long, or prolonged: (Jel:) and طال المَجْلِسُ The time of the assembly was, or became, extended, or prolonged: (Msb:) and طال الهَمُّ [Anxiety became protracted]. (TA.) [One says also طَالَمَا فَعَلَ كَذَا Long time did he thus; and the like; with the restrictive ما: see Har p. 17.]

A2: When trans. [without a particle it is of the class فَعَلَ; not فَعُلَ, because this is not trans.: (TA:) one says طُلْتُهُ meaning I exceeded him, or surpassed him, in الطُّول [i. e. tallness; or I overtopped him]: and also in الطَّوْل [i. e. beneficence, and excellence, &c.]. (S, O, K.) See 3. A poet says, إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عَارِيَةٌ طَالَتْ فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَوْعَالُ [Verily El-Farezdak is a bare rock that has exceeded in height the mountain-goats so that the mountain-goats do not reach it]: he means طَالَتِ الأَوْعَالَ. (TA.) And it is said in a trad., فَطَالَ العَبَّاسُ عُمَرَ i. e. And El-'Abbás exceeded 'Omar in tallness of stature. (TA.) And you say, طَالَهُ فِى الحَسَبِ [He excelled him in the grounds of pretension to respect or honour]. (K and TA in explanation of شَرَفَهُ: in the CK [erroneously]

طاوَلَهُ.) A3: One says also, طال عَلَيْهِ, (S,) or عَلَيْهِمْ, (Msb, K,) the verb in this case being of the class of قَالَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. طَوْلٌ; (S, * Msb;) and ↓ تطوّل; (S, Msb, K;) and ↓ اطال; (Msb;) He bestowed, or conferred, a benefit or benefits, or a favour or favours, (S, Msb, K,) upon him, (S,) or upon them. (Msb, K.) And عَلَيْنَا بِشَىْءٍ ↓ تطوّل He gave to us a thing; like تَنَوَّلَ; but the latter is said by Aboo-Mihjen to be used only in relation to good; and the former, sometimes, in relation to good and to evil. (TA in art. نول.) 2 طوّلهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. تَطْوِيلٌ; (O;) and ↓ اطالهُ, (S, O, Msb, K,) and ↓ أَطْوَلَهُ, (S, O, K,) inf. n. إِطَالَةٌ; (O;) both signify the same; (S, O, Msb, K;) He elongated it; extended it; lengthened it; or made it long, or tall or high; (S, * O, Msb;) syn. مَدَّهُ, (S, * O, * Msb,) and جَعَلَهُ طَوِيلًا. (O, TA.) You say, طَوَّلْتُ الحَدِيدَةَ I elongated, or lengthened, the piece of iron. (Msb.) And اللّٰهُ بَقَآءَهُ ↓ اطال God extended, or prolonged, his continuance [in life]; or may God extend, &c. (Msb.) And المَجْلِسَ ↓ اطال He extended, or prolonged, the time of the assembly. (Msb.) and طوَّل لِلْفَرَسِ, (S, O,) or لِلدَّابَّةِ, (Msb, K,) He slackened [or lengthened] (S, O, Msb, K) the tether, (S, O, K,) or rope, (Msb,) of the horse, (S, O,) or of the beast, (Msb, K,) in the place of pasture, (S, O, K,) or that it might pasture [more largely]: (Msb:) and لَهَا الطِّوَلَ ↓ اطال and الطِّيَلَ [signify the same]. (TA, from a trad.) And [hence] طوّل لَهُ (inf. n. as above, S) He granted him a delay, or respite; (S, O, Msb, K;) said of God: (S:) and فِى ↓ المُطَاوَلَةُ الأَمْرِ means التَّطْوِيلُ فِيهِ; (Msb;) [i. e.] طاولهُ signifies he delayed, or deferred, with him, (S, O, K, TA,) فِى الأَمْرِ [in the affair], (S, O,) or فِى

الدَّيْنِ [in the case of the debt] and العِدَةِ [the promise]. (TA.) [And طوّل عَلَيْهِ and ↓ تطوّل He was prolix, or tedious, to him: see 2 in art. بسق; and see an ex. of the former voce حَوْزٌ.]3 طَاْوَلَ ↓ طَاوَلَنِى فَطُلْتُهُ He contended with me for superiority (Ks, O, TA) in الطُّول [i. e. tallness], and also in الطَّوْل [i. e. beneficence, and excellence, &c.], and I exceeded him, or surpassed him, therein. (S, O, K.) بِكَ أُطَاوِلُ occurs in a prayer of the Prophet, and is from الطَّوْلُ, meaning [By means of Thee I contend for] superiority over the enemies. (O.) One says also, طَاوَلَهُ بِالكِبَرِ وَقَالَ

أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ [He contended, or disputed, with him for superiority in greatness, and said, I am greater than thou]. (A in art. كبر.) [And المُطَاوَلَةُ فِى

الحُِظْوَةِ, occurring in the TA in art. سمو, means The contending, or vying, or competing, for superiority, in highness of rank.] b2: See also 2, last sentence but one.4 اطال and اطول, as trans.: see 2, in five places.

A2: اطالت المَرْأَةُ The woman brought forth tall children, (S, A, O, K,) or a tall child. (K.) It is said in a trad., (S,) or in a prov., not a trad., (K,) but IAth declares it to be a trad., and in the trads. of the Prophet are many celebrated provs., (MF,) إِنَّ القَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ [Verily the short woman sometimes brings forth tall children], (S, O, K,) قَدْ تُقْصِرُ ↓ وَإِنَّ الطَّوِيلَةَ [and verily the tall woman sometimes brings forth short children]. (O.) b2: See also 1, last sentence but one. b3: One says also, اطال لِفَرَسِهِ He tied his horse with the rope [or tether, called طِوَل]. (TA.) 5 تَطَوَّلَ see 2, last sentence: b2: and see also 1, last two sentences.6 تطاول: see 1, former half. b2: Also It became high by degrees; said of a building. (L in art. شيد.) b3: And i. q. تَطَالَّ or تَطَالَلَ, (S, K, TA,) meaning He (a man, S, TA) stood upon his toes, and stretched his stature, to look at a thing: (TA:) or تَطَاوَلْتُ فِى قِيَامِى I stretched my legs, in my standing, to look. (O.) One says, يَتَطَاوَلُ لِلْأَفْنَانِ وَيَجْتَذِبُهَا بِالمِحْجَنِ [He stretches himself up towards the branches, and draws them to him with the hooked-headed stick]. (S in art. حرق.) And it is said in a trad., تطاول عَلَيْهِمُ الرَّبُّ بِفَضْلِهِ The Lord looked down upon them, or regarded them compassionately, (أَشْرَفَ,) with his favour (O.) b4: Also He made a show of الطُّول [i. e. tallness], or الطَّوْل [i. e. beneficence, and excellence, &c.]. (TA.) b5: تطاول عَلَيْهِ and ↓ استطال signify the same; (Az, S, O, Msb, K, TA;) He held up his head with a show of superiority over him; (Az, TA;) [i. e. he behaved haughtily, arrogantly, overweeningly, overbearingly, domineeringly, or proudly, towards him; domineered over him; or exalted himself above him;] or he overbore, overpowered, subdued, or oppressed, him: (Msb:) عليه ↓ استطال is also expl. as meaning he arrogated to himself excellence over him, syn. تَفَضَّلَ; (K, TA;) and exalted himself above him: (TA:) and عَلَيْهِمْ ↓ استطالوا as meaning they slew of them more than they [the latter] had slain (S, O, K) of them [the former]: (O:) and فِى عِرْضِ النَّاسِ ↓ الاِسْتِطَالَةُ occurs in a trad. as meaning the contemning of men, and exalting oneself above them, and reviling them, vilifying them, or detracting from their reputation. (TA.) One says also تطاول بِمَا عِنْدَهُ He exalted, or magnified, or boasted, himself in, or he boasted of, what he possessed. (TA in art. فتح.) And الفَحْلُ يَتَطَاوَلُ عَلَى إِبِلِهِ The stallion [overbears, or] drives as he pleases, and repels the other stallions from, his she-camels. (O.) b6: and تَطَاوَلَا They vied, competed, or contended for superiority, each with the other [in الطُّول i. e. tallness, or in الطَّوْل i. e. beneficence, and excel-lence, &c.: see 3]. (TA.) 10 استطال: see 1, first sentence. b2: Also It extended and rose; (K, TA;) said of a crack [in a wall]; like استطار: mentioned by Th. (TA.) [And likewise said, in the same sense, of the dawn, i. e., of the false dawn; in which case it is opposed to استطار: see مُسْتَطِيلٌ.] b3: See also 6, in four places.

A2: This verb is also used, by Z and Bd, in a trans. sense; and استطالهُ, occurring in the “ Mufassal ” [of Z] is expl. as meaning عَدَّهُ طَوِيلًا [He reckoned it long, &c.]; and in like manner it is used by Es-Saad in the “ Mutowwal: ” but this usage is on the ground of analogy [only]; for, accord. to the genuine lexical usage, it is intransitive. (TA.) طَوْلٌ [is originally an inf. n.: (see طَالَ عَلَيْهِ:) and, used as a simple subst.,] signifies Beneficence; and bounty: (S, TA:) and [a benefit, a favour, a boon, or] a gift. (Har p. 58.) b2: And, (O, K, TA,) as also ↓ طَائِلٌ and ↓ طَائِلَةٌ, (K, TA,) Excellence, excess, or superabundance: and power, or ability: and wealth, or competence: and ampleness of circumstances: (O, K, TA:) and superiority, or ascendancy. (O, TA.) One says, لِفُلَانٍ عَلَى

فُلَانٍ طَوْلٌ To such a one belongs excellence, or superabundance, above such a one. (O. [and the like is said in the Mgh.]) And it is said in the Kur [iv. 29], وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا

أَنْ يَنْكِحَ المُحْصَنَاتِ, meaning And such of you as is not able to obtain superabundance so that he may marry the free women, let him marry a female slave; (Mgh;) i. e. such as is not able to give the dowry of the free woman, (Mgh, O, TA,) as expl. by Zj. (Mgh, TA.) In the phrase طَوْلُ الحُرَّةِ, the former word is originally the inf. n. of the verb in طَالَ عَلَيْهَا meaning “ he benefited her; ” because, when one is able to give the dowry of the free woman, and pays it, he benefits her: or, as some of the lawyers says, this phrase means The superabundance of the means of sustenance that suffices for the marrying of the free woman, agreeably with a saying of Az: or, as some say, طول means wealth, or competence; and the phrase is originally طَوْلٌ

إِلَى الحُرَّةِ, i. e. ampleness of wealth such as supplies the means of attaining to the free woman: or originally طَوْلٌ عَلَى الحُرَّةِ, meaning power, or ability, for the marrying of the free woman: (Msb:) Esh-Shaabee is related to have used the phrase الطَّوْلُ إِلَى الحُرَّةِ; and in like manner are I'Ab and Jábir and Sa'eed Ibn-Jubeyr. (Mgh.) ذِى الطَّوْلِ in the Kur xl. 3 means The Possessor of all-sufficiency, and of superabundance, or of bounty: (O:) or the Possessor of power: or of bounty, and beneficence. (TA.) And أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ in the Kur ix. 87 means Those, of them, who are possessors of superabundance, and of opulence. (Bd.) b3: See also طِوَلٌ, latter half, in two places.

طُولٌ [is originally an inf. n.: (see 1, first sentence:) and, used as a simple subst.,] signifies Length; and tallness, or height; contr. of عَرْضٌ; (S, O, Msb;) or of قِصَرٌ: (M, TA:) pl. أَطْوَالٌ: (Msb:) it is in man and other animals, and in inanimate things: (TA:) in real things, or substances; and also in ideal things, or attributes, as time and the like. (Er-Rághib, TA.) [One says, قَطَعَهُ طُولًا and بِالطُّولِ He cut it lengthwise.] b2: And The utmost extent of time. (TA.) You say, لَا أُكَلِّمُهُ طُولَ الدَّهْرِ (S, O, TA) and الدَّهْرِ ↓ طَوَالَ, (S, O, K, * TA,) both meaning the same, (S, O, TA,) i. e. [I will not speak to him] during the utmost extent of time. (K, * TA.) b3: [In geography, The longitude of a place: pl. as above.] b4: See also طِوَلٌ, in two places.

طَوَلٌ Length in the upper lip of the camel, (M, K, TA,) beyond the lower. (M, TA.) طُوَلٌ: see طِوَلٌ.

A2: Also pl. of طُولَى, fem. of أَطْوَلُ [q. v.].

طِوَلٌ, for which ↓ طِوَلٌّ occurs in poetry, (S, O, K,) and ↓ طِيَلٌ, for which also ↓ طِيَلٌّ occurs in poetry, (K) and ↓ طَوِيلَةٌ, (Lth, O, K,) but this is disapproved by Az, (TA,) and ↓ تِطْوَلٌ, (K,) A tether; i. e. the rope that is extended for a horse or similar beast, and attached to which he pastures: (S, O:) a rope with which the leg of such a beast is bound: (K:) a long rope thus used: (TA:) or with which one binds him, holding its extremity, and letting the beast pasture: (K, TA:) or of which one of the two ends is bound to a stake, and the other to the fore leg of a horse, in order that he may go round about bound thereby, and pasture, and not go away at random. (TA.) An ex. of the first of these words occurs in a verse of Tarafeh cited voce ثِنْىٌ. (S, O.) And it is said in a trad. that when a man of an army alights in a place, he may debar others from the extent of the طِوَل of his horse. (TA.) b2: أَرْخَى لَهُ الطِّوَلَ [lit. meaning He relaxed, or slackened, to him the tether] means [also] (tropical:) he left him to his own affair. (A and TA in art. رخو.) b3: And one says, طَالَ طِوَلُكَ and ↓ طِيَلُكَ and ↓ طِيلُكَ and ↓ طُولُكَ and ↓ طُوَلُكَ and ↓ طَوَالُكَ and ↓ طِيَالُكَ (ISk, S, O, K) and ↓ طَوْلُكَ (K) meaning (assumed tropical:) Thy life [has become long; or may thy life become long]: (ISk, S, O, K: [see also طِيلَةٌ:]) or thine absence: (S, K:) or (tropical:) thy tarrying, (A, K, TA,) and thy flagging in an affair. (A, TA.) Tufeyl says, أَتَانَا فَلَمْ نَدْفَعْهُ إِذْ جَآءَ طَارِقًا فَانْزِلِ ↓ وَقُلْنَا لَهُ طَالَ طَوْلُكَ meaning [He came to us, and we did not repel him since he came as a nightly visiter, and we said to him,] Thy case in respect of the length of the journey and the endurance of travel [has been long, therefore alight thou: or the right reading may be ↓ طُولُكَ, which is better known]: or, as some relate it, ↓ طِيلُكَ. (TA.) [It is also said that] طِوَلٌ is a pl. [or rather a coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is ↓ طِوَلَةٌ; and in like manner, ↓ طِيَلٌ, of ↓ طِيَلَةٌ. (TA.) طِيلٌ: see the next preceding paragraph, latter half, in two places. b2: [In the phrases طِيلٌ يَوْمٌ and طِيلٌ لَيْلَةٌ, it app. means A tedious period, or length of time.]

طِيَلٌ: see طِوَلٌ, in three places.

طَالَةٌ A she-ass: (O, K:) said to occur [as meaning a wild she-ass] in a poem of Dhu-rRummeh, who likens thereto his she-camel: but unknown to Az. (TA.) طِيلَةٌ Life; the period of life. (K, TA.) One says, أَطَالَ اللّٰهُ طِيلَتَهُ [God prolonged, or may God prolong, his life]. (TA.) [See also طِوَلٌ.]

طِوَلَةٌ: see طِوَلٌ, last sentence.

طِيَلَةٌ: see طِوَلٌ, last sentence.

طُولَى [fem. of أَطْوَلُ: used as a subst.,] A high, or an elevated, state or condition: pl. طُوَلٌ. (K.) طُولَانِىٌّ: see طُوَّالٌ.

طِوَلٌّ: see طِوَلٌ, first sentence.

طِيَلٌّ: see طِوَلٌ, first sentence.

طَوَالٌ: see طُولٌ: b2: and see also طِوَلٌ.

طُوَالٌ: see طَوِيلٌ: b2: and see also طُوَّالٌ.

طِيَالٌ: see طِوَلٌ.

طَوِيلٌ Elongated, or extended; [i. e. long; and tall, or high;] (S, O, Msb, K;) as also ↓ طُوَالٌ; (S, O, K; but see طُوَّالٌ;) and ↓ مُسْتَطِيلٌ: and ↓ أَطْوَلُ is used in the sense of طَوِيلَةٌ, [being syn. sometimes with طَوِيلٌ and طَوِيلَةٌ,] in a verse of El-Farezdak cited voce عَزِيزٌ: (O, TA:) [it seems, from a comparison of explanations of سُرْحُوبٌ and سَلْهَبٌ &c. in the S and K, that طَوِيلٌ applied to a horse or the like generally signifies long-bodied:] طَوِيلٌ is the only epithet, known to IJ, of the measure فَعِيلٌ having the ف and ل sound and having و for its ع, except صَوِيبٌ and قَوِيمٌ; for عَوِيصٌ is [held by him to be only] used as a subst.: (M in art. صوب:) the pl. (of طَوِيلٌ and طُوَالٌ, TA) is طِوَالٌ (S, O, Msb, K) and طِيَالٌ; (S, O, K;) the latter anomalous, and said by IJ to occur only in one verse: (TA:) the fem. is طَوِيلَةٌ (Msb, K) and طُوَالَةٌ; (K, * TA;) and the pl. of the former of these is طَوِيلَاتٌ. (Msb.) b2: They said, إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَلَا يَطُلْ إِلَّا بِخَيْرٍ [Verily the night is long, and may it not be long save with good fortune]: mentioned by Lh, as expressing a prayer. (TA.) And قَصِيرَةٌ مِنْ طَوِيلَةٍ [A short thing from a tall thing]; meaning a date from a palm-tree: a prov., alluding to the abridging of speech, or language. (IAar, Meyd, K.) See also 4. b3: الطَّوِيلُ is also the name of A certain kind of metre of verse; (S, O, K;) [namely, the first;] consisting of فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ eight [a mistake for four] times: (O, TA:) so called because it is the longest of all the metres of verse; originally comprising forty-eight letters: (TA:) a postclassical term. (S, O, K.) طَوِيلَةٌ as a subst.: see طِوَلٌ.

طُوَّلٌ A certain bird, (S, O, K,) of the aquatic kind, having long legs. (O, K.) طَيِّلَةُ الرِّيحِ The wind's counterwind. (S, O, K.) طُوَّالٌ Very, or exceedingly, tall; (S, O, K, TA;) applied to a man; as also, in the same sense, ↓ طُوَالٌ, (TA,) the latter having a stronger signification than طَوِيلٌ, [with which it is mentioned above as syn.,] (TA voce رَكِيكٌ,) or it denotes less than طُوَّالٌ; (O in art. ظرف;) and so ↓ طُولَانِىٌّ and ↓ مُطَاوِلٌ, in the dial. of the vulgar: طُوَّالٌ has no broken pl., its pl. being only طُوَّالُونَ: its fem. is with ة, and so is that of طُوَالٌ; each applied to a woman. (TA.) طَائِلٌ Benefiting; bestowing, or conferring, a benefit or benefits, or a favour or favours. (Msb.) b2: [Hence its usage in the following exs.] One says of that which is vile, or contemptible, (Msb, K, TA,) هُوَ غَيْرَ طَائِلٍ, (Msb,) or مَا هُوَ بِطَائِلٍ, (K, TA,) [It is not good for anything; it is unprofitable, useless, or worthless]; and in this manner it is used alike as masc. and fem. (TA.) And it is said in a trad., ضَرَبْتُهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ طَائِلٍ, meaning I smote him with a sword that was not sharp. (TA.) And in another trad., كُفِّنَ فِى كَفَنٍ

غَيْرِ طَائِلٍ i. e. [He was shrouded in grave-clothing] not of delicate texture, and not of a goodly kind. (TA.) b3: And [hence] it signifies [also] Benefit, profit, utility, or avail; and excellence: thus in the saying, هٰذَا أَمْرٌ لَا طَائِلَ فِيهِ [This is an affair in which is no benefit, &c.]: (S, O, TA:) and لَمْ يَحْلَ مِنْهُ بِطَائِلٍ [He did not find or experience, or get or obtain, from it, or him, any benefit, &c.]: it is only used in negative phrases [in this sense]: (S, O, K, TA:) and [thus] one says also, نَطَقَ بِمَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ [He spoke that in which was no profit]. (TA in art. بوق.) See also طَوْلٌ, second sentence.

طَائِلَةٌ: see طَوْلٌ, second sentence. b2: Also Enmity: and blood-revenge: (S, O, K, TA:) pl. طَوَائِلُ. (TA.) You say, فُلَانٌ يَطْلُبُ بَنِى فُلَانٍ

بِطَائِلَةٍ i. e. Such a one seeks to obtain of the sons of such a one blood-revenge. (TA.) [See also an ex. in art. عقل, conj. 8.]

أَطْوَلُ Exceeding, or surpassing, in الطُّول [i. e. length, and tallness or height]: (S, O, Msb, * K:) and also in الطَّوْل [i. e. beneficence, and excellence, &c.]: (S, O, K:) fem. طُولَى: (S, O, Msb, K:) pl. of the former, applied to men, أَطَاوِلُ; (S, O;) and of the latter طُوَلٌ. (S, O, Msb, K. *) السَّبْعُ الطُّوَلُ, i. e. The seven longer chapters of the Kur-án, (O, TA,) are the chapter of البَقَرَة and the next five chapters of which the last is الأَعْرَاف, and one other, which is the chapter of يُونُس, or الأَنْفَال and بَرَآءَة together, these being regarded as one chapter, (O, K, TA,) or, as some say, الكَهْف, and some say التَّوْبَة [which is the same as بَرَآءَة]; and some say [the chapters vulgarly called] the حَوَامِيم [which are the fortieth and six following chapters]: but the first of all these sayings is the right. (TA.) And طُولَى الطُّولَيَيْنِ [The longer of the two longer chapters of the Kur-án], occurring in a trad. of Umm-Selemeh, was expl. by her as meaning the chapter of الأَعْرَاف: (O:) الطُّولَيَانِ meaning الأَنْعَام and الأَعْرَاف. (TA.) أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِى أَطْوَلُكُنَّ يَدًا, or, as some relate it لَحَاقًا, as saying of the Prophet to his wives, means [The quickest of you in attaining to me is, or will be,] the most extensive of you in giving. (O.) b2: See also طَوِيلٌ. b3: Also A camel whose upper lip is long, (S, O, K, TA,) extending beyond the lower. (TA.) تِطْوَلٌ: see طِوَلٌ, first sentence.

مِطْوَلٌ The penis. (O, K.) b2: And A halter; syn. رَسَنٌ: (K:) pl. مَطَاوِلُ, signifying the halters (أَرْسَان) of horses. (O, K.) مُطَاوِلٌ: see طُوَّالٌ. [And see also its verb.]

مَدًى مُتَطَاوِلٌ A distant limit, or far-extending space. (W p. 50.) مُسْتَطَالٌ is used by Z and Bd as meaning Reckoned long, on the ground of analogy. (TA. [See its verb.]) مُسْتَطِيلٌ: see طَوِيلٌ. الفَجْرُ المُسْتَطِيلُ is The first dawn; also called the false; and termed ذَنَبُ السِّرْحَانِ [the tail of the wolf], because it appears rising without extending laterally: (Msb:) opposed to المُسْتَطِيرُ. (TA in art. طير.)

طول: الطُّولُ: نقيض القِصَر في الناس وغيرهِم من الحيوان والمَوات.

ويقال للشيء الطَّويلِ: طالَ يَطُولُ طُولاً، فهو طَويلٌ وطُوالٌ. قال

النحويون: أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالاً بالاسم منه إِذا جاء على فَعِيل نحو

طَويل، حَمْلاً على شَرُفَ فهو شَرِيف وكَرُمَ فهو كَريم، وجَمْعُهُما

طِوال؛ قال سيبويه: صَحَّت الواو في طِوال لصِحَّتها في طَويل، فصار طِوال

من طَويل كجِوار من جاوَرْت، قال: ووافَقَ الذين قالوا فَعِيل الذين قالوا

فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه، وحكى اللُّغويون طِيال، ولا

يوجبه القياس لأَن الواو قد صَحَّت في الواحد فحكمها أَن تصح في الجمع؛ قال

ابن جني لم تقلب إِلا في بيت شاذ وهو قوله:

تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ،

وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها

والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ، والجمع كالجمع، ولا يمتنع شيء من ذلك من

التسليم. ويقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال، وامرأَة

طُوالة وطُوَّالة. الكسائي في باب المُغالَبة: طاوَلَني فَطُلْتُه من

الطُّول والطَّوْل جميعاً. وقال سيبويه: يقال طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنك تقول

طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح، قال: ولا يكون طُلْته كما لا

يكون فَعُلْتُه في شيء؛ قال المازني: طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من

فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة، الدليلُ على ذلك طَوِيلٌ وطُوال؛ قال: وأَما

طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ، وفاعلها طائلٌ، لا يقال

فيه طَويلٌ كما لا يقال في قائل قَويل، قال: ولم يؤْخذ هذا إِلا عن

الثِّقات؛ قال: وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ

مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلى فَعِلْت وكانت فعِلْتُ أَولى بها لأَن الكسرة

من الياء، كما كان فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضمة من الواو؛ وطالَ

الشيءُ طُولاً وأَطَلْته إِطالةً. والسَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن: سَبْعُ

سُوَر وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأَنعام

والأَعراف، فهذه ست سور متوالياتٌ واختلفوا في السابعة، فمنهم من قال السابعة

الأَنفال وبراءَة وعدّهما سورة واحدة، ومنهم من جعل السابعة سورة يونس؛

والطُّوَل: جمع طُولى، يقال هي السّورة الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل؛ قال ابن

بري: ومنه قرأْت السَّبْع الطُّوَل؛ وقال الشاعر:

سَكَّنْته، بعدَما طارَتْ نَعامتُه،

بسورة الطُّورِ، لمَّا فاتَني الطُّوَلُ

وفي الحديث: أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل؛ هي بالضم جمع الطُّولى، وهذا

البناء يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة. وفي حديث أُمِّ سَلَمَة: أَنه

كان يقرأَ في المغرب بطُولى الطُّولَيَيْن، هي تثنية الطُّولى

ومُذَكَّرُها الأَطْوَل، أَي أَنه كان يقرأُ فيها بأَطْول السورتين الطويلتين،

تَعْني الأَنعام والأَعراف. والطويل من الشِّعْر: جنس من العَرُوض، وهي كلمة

مُوَلَّدة، سمي بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه، وذلك أَن أَصله

ثمانية وأَربعون حرفاً، وأَكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأَربعون

حرفاً، ولأَن أَوتاده مبتدأ بها، فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً، لأَن

أَول أَجزائه أَوتاد والزوائد أَبداً يتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه

وَتِدٌ. والطُّوال، بالضم: المُفْرِط الطُّول؛ وأَنشد ابن بري قول

طُفَيل:طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً،

يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب

قال: ولا يُكَسَّر

(* قوله «قال ولا يكسر إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة

القاموس وشرحه: والطوال، كرمان، المفرط الطول، ولا يكسر، انما يجمع جمع

السلامة اهـ. وبهذا يعلم ما لعله سقط هنا، فقد تقدم في صدر المادة أَن

طوالاً كغراب يجمع على طوال بالكسر).

إِنما يُجْمع جمع السلامة. وطاوَلَني فَطُلْتُه أَي كنت أَشَدَّ طُولاً

منه؛ قال:

إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ

طالَتْ، فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال

وطالَ فلان فلاناً أَي فاقه في الطُّول؛ وأَنشد:

تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ،

وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالها

أَي طاوَلَها فلم تَنَلْه. والأَطْوَل: نقيضُ الأَقْصر، وتأْنيث

الأَطْوَل الطُّولى، وجمعها الطُّوَل.

الجوهري: الطُّوَال، بالضم، الطَّوِيلُ. يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ، فإِذا

أَفرَط في الطُّول قيل طُوّال، بالتشديد. والطِّوال، بالكسر: جمع طَويل،

والطَّوَالُ، بالفتح: من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ

الدَّهْر بمعنى. ويقال: قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بمعنى. والرِّجال

الأَطاوِل: جمع الأَطْوَل، والطُّولىَ تأْنيث الأَطْوَل، والجمع الطُّوَل مثل

الكُبْرَى والكُبَر.

وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالاً. وفي الحديث: إِن القَصِيرة

قد تُطِيل. الجوهري: والطُّولُ خِلاف العَرْض. وطالَ الشيءُ أَي امتدَّ،

قال: وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَويل، فنقلت الضمة

إِلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين، قال: ولا يجوز أَن تقول منه

طُلْتُه، وأَما قولك طَاولَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بذلك كنت أَطْولَ منه

من الطُّول والطَّوْل جميعاً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم، فهذ من الطُّول؛ قال ابن بري: وعلى

ذلك قول سُبَيح بن رِياح الزِّنْجي، ويقال رياح بن سبيح، حين غَضِبَ لما

قال جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق:

لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغْلِبٍ،

فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا

فقال سبيح أَو رياح لما سَمِع هذا البيت:

الزِّنْجُ لو لاقَيْتَهم في صَفِّهِمْ،

لاقَيْتَ، ثمَّ، جَحَاجِحاً أَبْطَالاً

ما بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا،

أَنْ لم يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا؟

إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ

طالَتْ، فليس تَنالُها الأَوْعالا

(* قوله «الاوعالا» تقدم إيراده قريباً الأوعال بالرفع).

وقالت الخنساء:

وما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ،

من المَجْدِ، إِلاَّ والذي نِلْتَ أَطْوَلُ

وفي حديث استسقاء عمر، رضي الله عنه: فطالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبَه

في طُولِ القامة، وكان عمر طَويلاً من الرجال، وكان العباس أَشدَّ طُولاً

منه. وروي أَن امرأَة قالت: رأَيت عَبّاساً يطوف بالبيت كأَنه فُسْطاطٌ

أَبيض، وكانت رأَت عَلِيَّ بن عبد الله بن العباس وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه

راكب مع مُشَاةٍ فقالت: مَنْ هذا؟ فأُعْلِمَتْ فقالت: إِنّ الناسَ

ليَرْذُلون، وكان رأْس علي بن عبد الله إِلى مَنْكِب أَبيه عبد الله، ورأْسُ

عبد الله إِلى مَنْكِب العباس، ورأْسُ العباس إِلى مَنْكِب عبد

المُطَّلِب. وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت على النقصان والتمام بمعنى. المحكم:

وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جعله طَويلاً، وكأَن الذين قالوا ذلك

إِنما أَرادوا أَن ينبهوا على أَصل الباب، قال فلا يقاس هذا إِنما يأْتي

للتنبيه على الأَصل؛ وأَنشد سيبويه:

صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ، وقَلَّما

وِصالٌ، على طُولِ الصُّدود، يَدُومُ

وكلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ ونحوِه فقد طالَ، كقولك

طالَ الهَمُّ وطال الليلُ. وقالوا: إِنَّ الليل طَويلٌ فلا يَطُلْ إِلاَّ

بخير؛ عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاء. وأَطال الله طِيلَتَه أَي

عُمْرَه. وطالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك، ويقال غَيْبتك؛ قال

القطامي:إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ،

وإِن بَلِيتَ، وإِن طالَتْ بك الطِّوَلُ

يروى الطِّيَل جمع طِيلة، والطِّوَل جمع طِوَلة، فاعْتَلَّ الطِّيَل

وانقلبت ياؤه واواً لاعتلالها في الواحد، فأَما طِوَلة وطِوَل فمن باب

عِنَبة وعِنَب.

وطالَ طُوَلُك، بضم الطاء وفتح الواو، وطالَ طَوَالُك، بالفتح،

وطِيَالُك، بالكسر؛ كل ذلك حكاه الجوهري عن ابن السكيت. وجملٌ أَطْوَلُ إِذا

طالتْ شَفَتُه العُليا. قال ابن سيده: والطَّوَل طُولٌ في مِشْفَر البعير

الأَعلى على الأَسفل، بعير أَطْوَل وبه طَوَلٌ. والمُطاوَلة في الأَمر: هو

التطويل والتَّطاوُلُ في مَعْنًى هو الاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع

رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر؛ قال: وهو في معنى آخر

أَن يقوم قائماً ثم يَتَطاوَل في قيامه ثم يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه

للنظر إِلى الشيء. وطاوَلْته في الأَمر أَي ماطَلْته. وطَوَّل له

تَطْويلاً أَي أَمْهَله. واسْتَطالَ عليه أَي تَطَاوَلَ، يقال: اسْتَطالوا عليهم

أَي قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا، قال: وقد يكون اسْتَطالَ

بمعنى طالَ، وتَطاوَلْت بمعنى تَطالَلْت. وفي الحديث: إِن هذين الحَيَّين من

الأَوس والخَزْرَج كانا يتَطاوَلانِ على رسول الله،صلى الله عليه وسلم،

تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ على عَدُوِّه ويتباريانِ في ذلك

ليكون كل واحد منهما أَبلغ في نصرته من صاحبه، فشُبِّه ذلك التَّباري

والتغالُب بتَطاوُلِ الفحلين على الإِبل، يَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ

عن إِبله ليظهر أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا. وفي حديث عثمان: فتَفَرَّق الناسُ

فِرَقاً ثلاثاً، فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غيره، ويروى من

صَوْل غيره، أَي إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غيره. ويقال: طالَ عليه

واستطالَ وتَطاوَلَ إِذا علاه وتَرَفَّع عليه. وفي الحديث: أَرْبى الرِّبا

الاستطالةُ في عِرْضِ الناس أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم

والوَقِيعةُ فيهم.

وتَطاوَلَ: تمدَّدَ إِلى الشيء ينظر نحوه؛ قال:

تَطاوَلْتُ كي يَبدو الحَصِيرُ فما بَدَا

لِعَيْني، ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا

واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائط: امتدَّ وارتفع؛ حكاه ثعلب، وهو

كاسْتَطار.

والطِّوَلُ: الحَبْلُ الطويلُ جدًّا؛ قال طرفة:

لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، ما أَخْطَأَ الفَتَى،

لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى، وثِنْياهُ باليَدِ

والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ، كُلُّه: حَبْلٌ طويل

تُشَدُّ به قائمةُ الدابة، وقيل: هو الحبل تُشَدُّ به ويُمْسِك صاحبُه

بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى؛ قال مُزاحِم:

وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها،

كسِعْلاةِ بِيدٍ في خِلالٍ وتِطْوَل

وقد طَوَّلَ لها. والطِّوَل: الحبل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه،

وكانت العرب تتكلم به

(* قوله «وكانت العرب تتكلم به» كذا في الأصل، وعبارة

التهذيب: وقال الليث الطويلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في

المرعى، وكانت العرب تتكلم به اهـ) ؛ يقال: طَوِّل لفرسك يا فلان أَي أَرْخِ

له حَبْلَه في مَرْعاه. الجوهري: طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه في

المَرْعى؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع الطَّويلةَ بهذا المعنى من العرب

ورأيتهم يُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلاَّ بكسر الأَول وفتح الثاني.

غيره: يقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه، وهو الحَبْل الذي يُطَوَّل للدابة

فترعى فيه، وأَنشد بيت طرفة: لَكَالطِّوَل المُرْخَى؛ قال: وهي الطَّويلة

أَيضاً، وقوله: ما أَخْطَأَ الفَتَى أَي في إِخطائه الفَتى؛ وقد شَدَّد

الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدي:

تَعَرَّضَتْ لي بمَكَانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّي،

تَعَرُّضَ المُهْرَة في الطِّوَلِّ

ويروى: عن قَتْلاً لي، على الحكاية، أَي عن قَوْلِها قَتْلاً له؛ قال

الجوهري: وقد يفعلون مثل ذلك في الشِّعر كثيراً ويزيدون في الحرف من بعض

حروفه؛ قال ذُهْل بن قريع، ويقال قارب بن سالم المُرِّي:

كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ

قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ

وأَنشده غيره:

قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ

قال ابن بري: وهذا هو صواب إِنشاده. وفي الحديث: ورجُلٌ طَوَّل لها في

مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها، وفي آخر: فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها؛

الطِّوَلُ والطِّيَلُ، بالكسر: هو الحبل الطويل يُشَدُّ أَحد طَرَفيه في

وَتِدٍ أَو غيره والآخر في يد الفرس ليَدُور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.

وطَوَّلَ وأَطالَ بمعنىً أَي شَدَّها في الحبل؛ ومنه الحديث: لِطِوَل الفَرَس

حمًى أَي لصاحب الفرس أَن يَحْمِي الموضع الذي يَدُور فيه فرسُه المشدودُ

في الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له. وفي الحديث: لا حِمى إِلاَّ

في ثلاث: طِوَلِ الفرس، وثَلَّةِ البئرِ، وحَلْقةِ القوم؛ قوله لا حِمى

يعني إِذا نزل رجل في عسكر على موضع له أَن يمنع غيرَه طَوِلَ فرسه، وكذلك

إِذا حَفَر بئراً له أَن يمنع غيرَه مقدارَ ما يكون حَرِيماً له.

ومَطَاوِلُ الخيل: أَرسانُها، واحدها مِطْوَلٌ. والطِّوَلُ: التمادي في الأَمر

والتراخي. يقال: طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك، ساكنة الياء

والواو؛ عن كراع، إِذا طال مُكْثُه وتمادِيه في أَمر أَو تَرَاخِيه عنه؛ قال

طفيل:

أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جاء طارِقاً،

وقلنا له: قد طالَ طُولُك فانْزِلِ

أَي أَمرُك الذي أَنت فيه من طُول السفر ومُكابدة السير، ويروى: قد طال

طِيلُك؛ وأَنشد ابن بري:

أَما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِيلُها

والطَّوَالُ: مَدَى الدهرِ؛ يقال: لا آتِيك طَوَال الدَّهْر.

والطَّوْل والطائل والطائلة: الفَضْل والقُدْرة والغى والسَّعَة

والعُلُوُّ؛ قال أَبو ذؤَيب:

ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها،

ولو عَلِموا لم يَأْشِبُوني بطائل

وأَنشد ثعلب في صفة ذئب:

وإِن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ،

في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما

(* قوله «وإن أغار إلخ» سبق إنشاده في ترجمة جمر:

وإن أطاف ولم يظفر بطائلة * في ظلمة ابن جمير ساوَر

الفطما)

كذا أَنشده جُمَيْر على لفظ التصغير، وقد تَطَوَّل عليهم. وفي التنزيل

العزيز: ومَنْ لم يَسْتَطِعْ منكم طَوْلاً (الآية)؛ قال الزجاج: معناه من

لم يقدر منكم على مَهْرِ الحُرَّة، قال: والطَّوْلُ القدرة على المَهْر.

وقوله عز وجل: ذي الطَّوْل لا إِله إِلا هو؛ أَي ذي القُدْرة، وقيل:

الطَّوْل الغِنى، والطَّوْلُ الفَضْل، يقال: لفلان على فلان طَوْلٌ أَي

فَضْلٌ. ويقال: إِنه لَيَتَطَوَّل على الناس بفضله وخيره. والطَّوْل، بالفتح:

المَنُّ، يقال منه: طالَ عليه وتَطوَّلَ عليه إِذا امْتَنَّ عليه. وفي

الحديث: اللهمَّ بك أُحاوِل وبك أُطاوِل، مُفاعَلة من الطَّوْل، بالفتح،

وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء؛ ومنه الحديث: تَطَاوَلَ عليهم

الرَّبُّ بفضله أَي تَطَوَّل، وهو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ في إِطلاقها على

الواحد؛ ومنه الحديث: قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لحُوقاً بي

أَطْوَلُكُنَّ يداً، فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زينبُ

أَوَّلَهنَّ؛ أَراد أَمَدُّكُنَّ يداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من

الطُّول، وكانت زينب تَعْمَل بيدها وتتصدق؛ قال أَبو منصور: والتَّطَوُّل عند

العرب محمود يوضع موضع المَحاسِن، والتطاوُلُ مذموم، وكذلك الاستطالة

يوضَعانِ موضع التكبر. ابن سيده: التَّطاوُلُ والاسْتِطالة التَّفَضُّل

ورَفْعُ النفس، واشتقاق الطائل من الطُّول. ويقال للشيء الخَسِيس الدُّون: هو

بطائل الذَّكَرُ والأُنثى في ذلك سواءٌ؛ وأَنشد:

لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائل

الجوهري: هذا أَمر لا طائلَ فيه إِذا لم يكن فيه غَنَاءٌ ومَزِيّة، يقال

ذلك في التذكير والتأْنيث. ولم يَحْلَ منه بِطائلٍ: لا يُتَكَلَّم به

إِلاَّ في الجَحْد. وفي الحديث: أَنه ذكر رجلاً من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن

في كَفَنٍ غير طائلٍ أَي غير رَفيعٍ ولا نفيس، وأَصل الطائل النفع

والفائدة. وفي حديث ابن مسعود في قتل أَبي جهل: ضَرَبْته بسيف غير طائل أَي غير

ماضٍ ولا قاطع كأَنه كان سيفاً دُوناً بين السيوف. والطَّوائل: الأَوتار

والذُّحُول، واحدتها طائلة؛ يقال: فلان يَطْلُب بني فلان بطائلةٍ أَي

بوَتْرٍ كأَن له فيهم ثأْراً فهو يطلبه بِدَمِ قتيله. وبيْنَهم طائلةٌ أَي

عداوة وتِرَةٌ؛ وقول ذي الرمة يصف ناقته:

مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها،

كأَنَّها طالةٌ في دَفِّها بَلَق

قال: الطَّالة الأَتان؛ قال أَبو منصور: ولا أَعرفه فلينظر في شعر ذي

الرمة.

والطُّوَّل، بالتشديد: طائر. وطَيِّلَةُ الرِّيح: نَيِّحتُها.

وطُوالة: موضع، وقيل بئر؛ قال الشَّمَّاخ:

كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى

ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون

قال أَبو منصور: ورأَيت بالصَّمَّان روضة واسعة يقال لها الطَّوِيلة،

وكان عَرْضُها قدرَ مِيلٍ في طُول ثلاثة أَميال، وفيها مَساكٌ لماء السماء

إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ والشهرين؛ وقال في موضع آخر: تكون ثلاثة

أَميال في مثلها؛ وأَنشد:

عادَ قَلْبي من الطَّوِيلة عِيدُ

وبَنُو الأَطْوَل: بطن.

طول
{طَالَ،} يَطُولُ،! طُولاً، بِالضَّمِّ: أَي امْتَدَّ، وكُلُّ مَا امْتَدَّ مِنْ زَمَنٍ أَو لَزِمَ مِنْ هَمٍّ ونحوِهِ فقد {طالَ، كقولِكَ: طالَ الهَمُّ واللَّيْلُ،} والطُّولُ: خِلافُ العَرْضِ، كَما فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: نَقِيضُ القِصَرِ، يَكونُ فِي النَّاسِ، وغَيرِهِم مِنَ الحَيوانِ والمَوَاتِ، وقالَ الرَّاغِبُ: الطُّولُ والقِصَرُ مِنَ الأَسْماءِ المَتَضايِفَةِ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الأَعْيانِ، والأَعْراضِ، كالزَّمانِ ونحوِهِ. قالَ شيخُنا عندَ قَوْلِهِ: امْتَدَّ: أَي فَهُوَ لازِمٌ، وَلَا يَتَعَدَّى إِلاَّ لِلْمُبالَغَةِ، {كاسْتَطَالَ، قالَ شيخُنا: كَلامُ المُصِنِّفِ صَرِيحٌ فِي أنَّ طالَ} واسْتَطَالَ بِمَعْنىً واحِدٍ، فهما لازِمانِ عندَهُ، والسِّينُ والطَّاءُ للتَّأْكِيدِ، واسْتَعْمَلَ البَيْضاوِيُّ كالزَّمَخْشَرِيِّ {اسْتَطَالَ مُتَعَدِّياً، وبَنَوْا منهُ مُسْتَطَالاً، ووَقَعَ فِي المُفْصَّلِ أَيْضا، وقالَ شُرَّاحُهُ:} اسْتَطالَهُ: عَدَّهُ طَوِيلاً، إِلاَّ أَنَّهُم لَمْ يَسْتَنِدُوا فيهِ لِنَقَلٍ عَن أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، وَلَا مُصَنَّفاتِها، كَما أَشارَ إليهِ فِي العِنَايَةِ. قلتُ: وَقد اسْتَعْمَلَهُ السَّعْدُ أَيْضا فِي {المُطَوَّلِ، فقالَ: وكما إِذا اسْتَطَلْتَ لَيْلَتَكَ، فَفَسَّرَهُ المُلاَّ عبدُ الْحَكِيم، بقولِهِ: أَي عَدَدْتَها طَوِيلَةً، بِناءٌ قِياسِيٌّ، فَإنَّ الاسْتِفْعَالَ يَجِيءُ للحُسْبَانِ والعَدِّ، والاسْتِعَمَالُ اللُّغَوِيُّ} لِلاسْتِطَالَةِ هُوَ الَّلازِمُ انْتَهى، فهوَ {طَوِيلٌ،} ومُسْتَطِيلٌ، وقالَوا: إِنَّ اللَّيلَ {طَوِيلٌ، وَلَا} يَطُلْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، عَن اللِّحْيانِيِّ، قالَ: ومَعْنَاهُ الدُّعاءُ، {وطُوَالٌ، كَغُرَابٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِطُفَيْلٍ:)
(} طُوَالُ السَّاعِدَيْنِ يَهُزُّ لَدْناً ... يَلُوحُ سِنانُهُ مِثْلَ الشِّهابِ)
وهِيَ بِهَاءٍ، {طَوِيلَةٌ،} وطُوَالَةٌ، وقالَ النَّحْوِيُّونُ: أَصْلُ طالَ طَوُلَ، ككَرُمَ، اسْتِدْلاَلاً بالاِسْمِ منهُ إِذْ جاءَ على فَعِيلٍ، نَحْوَ طَويلٍ، حَمْلاً على شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ، وكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ، وَج، أَي جمعُ {طَوِيلٍ} وطُوالٍ: {طِوَالٌ، قالَ ابنُ جِنِّيٍّ فِي المُنْصِف: هَذَا مِنَ} الطُّولِ ضِدُّ القِصَرِ، إِذا كَانَ لازِماً غَيْرَ مُتَعَدٍّ، وأَمَّا {طالَهُ مُتَعَدِّياً فَهُوَ فَعَل، وَلَا يَكونُ فَعُلَ، لأنَّ فَعُلَ لَا يَتَعَدَّى، وإِنَّما صَحَّتِ الواوُ فِي طَوِيلٍ لأنَّهُ لَمْ يَجِيء على الفِعْلِ، لأنَّكَ لَو بَنَيْتَهُ على الفِعْلِ قُلْتَ: طَائِل، وإِنَّما هُوَ كفَعِيل يُعْنَى بِهِ مَفْعُولٌ، وَقد جاءَ على الأَصْلِ مَا اعْتَلَّ فِعْلُهُ، نحوَ مَخْيُوط، فَهَذَا أَجْدَرُ، انْتهى. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: صَحَّتِ الواوُ فِي} طِوَالٍ، لِصِحَّتها فِي طَوِيلٍ، فصارَ طَوالٌ مِنْ {طَوِيلٍ، كجِوَارٍ مِنْ جَاوَرْت، قالَ: ووافَقَ الذينَ قالَوا فَعِيل الَّذين قالَوا فُعال، لأَنَّهما أُخْتانِ، فجَمَعُوهُ جَمْعَهُ، وَحَكَى اللُّغَوِيُّونَ:} طِيَالٌ، وَلَا يُوجِبُهُ القِياسُ، لأنَّ الواوَ قد صَحَّتْ فِي الواحِدِ، فحُكْمُها أَنْ تَصِحَّ فِي الجَمْعِ. قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: لَمْ تُقْلَبْ إِلاَّ فِي بيتٍ شاذٍّ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
(تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءَةَ ذِلَّةٌ ... وأَنَّ أَعِزَّاءَ الرِّجالِ {طِيالُها)
وقَوْلُهُ: بِكَسْرِهِمَا، أَي بكسرِ طاءِ} طِوَالٍ {وطِيَالٍ. (و) } الطُّوَّالُ، كَرُمَّانٍ: الْمُفْرِطُ {الطُّولِ، وَلَا يُكَسَّرُ، إِنَّما يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلامَةِ، يُقالُ للرَّجُلِ إِذا كَانَ أَهْوَجَ} الطُّولِ: {طُوَالٌ} وطُوَّالٌ، وامْرَأَةٌ {طُوَالَةٌ} وطُوَّالَةٌ، وأَنْشَدَ ابنُ جِنِّي فِي المُحْتَسَبِ: جاءُوا بِصَيْدٍ عَجَبٍ مِنَ العَجَبْ أُزَيْرِقِ العَيْنَيْنِ {طُوَّالِ الذَّنَبْ وقالَ الكِسَائِيُّ فِي بابِ المُغَالَبَةِ:} طَاوَلَنِي {فَطُلْتُهُ: كُنْتُ} أَطْوَلَ مِنْهُ، فِي {الطُّولِ} والطَّوْلِ جَمِيعاً، كَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوابُهُ: مِنَ {الطُّولِ} والطَّوْلِ جَمِيعًا، ومثلُه فِي الصِّحاحِ، والمُخَصَّصِ، وَفِي المُحْكَمِ: كُنْتُ أَشَدُّ طُولاً مِنْهُ، وقالَ:
(إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ ... ! طالَتْ فليْسَ تَنالُها الأَوْعَالاَ) أَي {طالَتِ الأَوْعَالَ. ومِنَ} الطُّولِ، بالضَّمِّ الحديثُ: مَا مَشَى مَعَ {طِوَالٍ إِلاَّ} طَالَهُم، وحديثُ الاِسْتِسْقَاءِ: {فطالَ العَبَّاسُ عُمَرَ، أَي غَلَبَهُ فِي طُولِ القامَةِ. وَفِي الصِّحاحِ:} وطُلْتُ، أصْلُهُ طَوُلْتُ، بِضَمِّ الواوِ، لأنَّكَ تَقولُ {طَوِيلٌ، فنُقِلَت الضَّمَّةُ إِلى الطَّاءِ، وسَقَطَتْ الوَاوُ لاِجْتِماع السَّاكِنَيْنِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ مِنْهُ:} طُلْتُه، لأَنَّ فَعُلْتُ لَا يَتَعَدَّى، فَإِنْ أَرَدْتَ أَن تُعَدِّيَه قُلْتَ {طَوَّلْتُه، أَو} أَطَلْتُهُ،)
وأَمَّا قَوْلُك: {طَاوَلَنِي} فطُلْتُه، فَإِنَّما تَعْنِي بذلكَ: كُنْتَ {أَطْوَلَ مِنْهُ، منَ الطُّولِ والطَّوْلِ جَميعاً، انْتهى. وقالَ سِيبَوَيْه: يُقالُ: طُلْتُ، على فَعُلْتُ، لأَنَّكَ تَقُولُ:} طَوِيلٌ {وطُوَالٌ، كَما قُلْتَ: قَبُحَ وَهُوَ قَبِيحٌ، قالَ: وَلَا يَكُونُ طُلْتُهُ، كَما لَا يَكونُ فَعُلْتُه فِي شَيْءٍ. قالَ المازِنِيُّ: طُلْتُ فَعُلْتُ أَصْلٌ، واعْتَلًّت مِنْ فَعُلْت غيرَ مُحَوَّلَةٍ، الدَّلِيلُ على ذلكَ طَوِيلٌ وطُوالٌ، قالَ: وأمَّا} طَاوَلْتُهُ {فطُلْتُه، فهيَ مُحَوَّلَةٌ، كَما حُوِّلَتْ قُلْتُ، وفَاعِلُها} طائِلٌ، لَا يُقال فِيهِ: طَوِيلٌ، كَما لَا يُقالُ فِي قائِلٍ قَوِيلٌ، قالَ: ولَمْ يُؤْخَذْ هَذَا إِلاَّ عَن الثَّقاتِ، قالَ: وقُلْتُ، مُحَوَّلَةٌ مِنْ فَعَلْت إِلَى فَعُلْت، كَما أَنَّ بِعْتُ مُحَوَّلَةٌ مِنْ فَعَلْت إِلَى فَعِلْت، وكانتْ فَعِلْتُ أَوْلَى بهَا، لأنَّ الكَسْرَةَ مِنَ اليَاءِ، كَما كانَ فَعُلْت أَوْلَى بِقُلْت، لأنَّ الضَّمَّةَ مِنَ الواوِ. {وأَطَالَهُ،} إطَالَةً، {وأَطْوَلَهُ،} إِطْوَالاً: {طَوَّلَهُ، أَي جَعَلَهُ} طَوِيلاً، قالَ ابنُ سِيدَه: وكأَنَّ الذينَ قالُوا ذلكَ إِنَّما أَرادُوا أَنْ يُنَبِّهُوا على أَصْلِ الْبَابِ، وَلَا يُقاسُ هَذَا إِنَّما أَتَى للتَّنْبِيهِ على الأَصْلِ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْه:
(صَدَدْتِ {فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ وقَلَّمَا ... وِصالٌ عَلى} طُولِ الصُّدُودِ يَدُومُ)
{والطَّوَلُ، مُحَرَّكَةً:} طُولٌ فِي مِشْفَرِ الْبَعِيرِ الأَعْلَى على الأَسْفَلِ، كَما فِي المُحْكَمِ، وقَوْلُ الْحَوْهَرِيِّ: فِي شَفَةِ الْبَعِيرِ، ونَصُّهُ: وجَمَلٌ {أَطْوَلُ، إِذا} طَالَتْ شَفَتُهُ العُلْيَا، وَهُوَ وَهَمٌ، لأَنَّ الشَّفَةَ خاصَّةٌ بالإِنْسانِ، والبَعِيرُ إِنَّما يُقالُ فيهَ مِشْفَرٌ. قالَ شيخُنا: ومِثْلُهُ لَا يَكونُ وَهَماً، وإِنَّما هُوَ مَجازٌ، وقَصْدُ الجُوْهَرِيِّ الإِيضاحُ والبيَانُ، لأنَّ المِشْفَرَ لَا يَعْلَمُهُ إِلاَّ فُقَهاءُ اللُّغَةِ، فَأَطْلَقَها الجَوْهَرِيُّ لذلكَ، كَما قيلَ فِي الإِنْسانِ مَجازاً: عَظِيمُ المَشافِرِ، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ، انْتهى. يُقالُ: بَعِيرٌ {أَطْوَلُ، وبهِ} طَوَلٌ. {وتَطَاوَلَ الرَّجُلُ: مِثْلُ تَطَالَلَ، إِذا قامَ عَلى أَصابِعِ رِجْلَيْهِ، ومَدَّ قَوامَهُ، لِيَنْظُرَ إِلَى الشَّيْءِ، قالَ:
(} تَطاوَلْتُ كَي يَبْدُو الْحَصِيرُ فَما بَدَا ... لِعَيْنِي وَيَا ليتَ الحَصِيرَ بَدَالِيَا)
{واسْتَطَالَ الشَّقُّ: امْتَدَّ، وارْتَفَعَ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَهُوَ كاسْتَطَارَ. (و) } اسْتَطَالَ عليْهِ: تَفَضَّلَ، ورَفَعَ نَفْسَهُ، وَأَيْضًا: {تَطَاوَلَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ:} الاِسْتِطَالَةُ، {والتَّطَاوُلُ: هوَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ويَرَى أَنَّ لهُ عليْهِ فَضْلاً فِي القَدْرِ، وَهُوَ مَذْمُومٌ، يُوضَعُ مَوْضِعَ التَّكَبُّرِ، وَفِي الحديثِ: أَرْبَى الرِّبَا الاِسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ النَّاسِ، أَي اسْتِحْقارُهُم، والتَّرَفُّعُ عليْهم، والوَقِيعَةُ فيهم.} والطِّيلَةُ، بالكَسْرِ: الْعُمُرُ، يُقالُ: {أطَالَ اللهُ} طِيلَتَهُ. {والتِّطْوَلُ، كِدرْهَمٍ، وَزْنُهُ بهِ يَدُلُّ عَلى أَصالَةِ التَّاءِ، وَهِي زَائِدَةٌ، فَلِذَا لَو قالَ: بالكَسْرِ، كانَ أَحْسَنَ،} والطَّوِيلَةُ، كسَفِينَةٍ، عَن اللَّيْثِ، وأَنْكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ، وقالَ: لَمْ نَسْمَعْهُ) مِنَ العَرَبِ بِهَذَا المَعْنَى، ورَأيتُهم يَسَمُّونَهُ: {الطِّوَل} والطِّيَل، كَعِنَبٍ فيهِما، وَقد تُشَدَّدُ لاَمُهُما فِي الشِّعْرِ ضَرُورَةً، قالَ مَنْظُورُ بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ: تَعَرَّضَتْ لي بِمَكانٍ حِلِّ تَعَرُّضاً لَمْ يَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فِي {الطِّوَلِّ قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقد يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلكَ فِي الشِّعْرِ كَثيراً، ويَزِيدُونَ فِي الحَرْفِ مِنْ بَعْضِ حُرُوفِهِ، قالَ الرَّاجِزُ: قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطْنِّ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: وأَنْشَدَ غَيْرُهُ: قُطْنُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطْنُنِّ وأَوَّلُهُ: كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنَّ قالَهُ ذُهْلُ بنُ قُرَيْع، ويُقالُ: قارِبُ بنُ سَالِمٍ المُرِّيُّ، كُلُّ ذلكَ: حَبْلٌ} طَوِيلٌ، يُشَدّث بهِ قَائِمَةُ الدَّابَّةِ، أَو هُوَ الحَبْلُ تُشَدُّ بِهِ، وتُمْسِكُ أنتَ طَرَفَهُ، وتُرْسِلُها تَرْعَى، أَو يُشَدُّ أَحَدُ طَرَفَيْهِ فِي وَتِدٍ والآخَرُ فِي يَدِ الفَرَسِ، لِيَدُورَ فِيهِ ويَرْعَى، وَلَا يَذْهَبُ لَوَجْهِهِ، قالَ مُزاحِمٌ:
(وسَلْهَبَةٍ قَوْدَاءَ قُلِّصَ لَحْمُها ... كسِعْلاَةِ بِيدٍ فِي خِلاَلٍ {وتِطْوَلِ)
وقالَ طَرَفَةُ:
(لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ... } لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياهُ بالْيَدِ)
وَفِي الحديثِ: لاَ حِمىً إِلاَّ فِي ثَلاثٍ، {طِوَلُ الْفَرَسِ، وثَلَّةِ البِئْرِ، وحَلْقَةِ القَوْمِ، يَعْنِي إِذا نَزَلَ رَجُلٌ فِي عَسْكَرٍ عَلى مَوْضِع، لَهُ أنْ يَمْنَعَ غيرَهُ طِوَلَ فَرَسِهِ، وَكَذَلِكَ إِذا حَفَرَ بِئْراً لَهُ أنْ يَمْنَعَ غَيْرَهُ مِقْدارَ مَا يَكونُ حَرِيماً لَهُ.} وطَوَّلَ لَهَا، {تَطْوِيلاً: أَرْخَى} طَوِيلَتَها فِي الْمَرْعَى، ويُقالُ: {طَوِّلْ لِفَرَسِكَ يَا فُلانُ، أَي أَرْخِ حَبْلَهُ فِي مَرْعَاهُ، وَفِي الحديثِ: ورَجُلٌ} طَوَّلَ لَهَا فِي مَرْجٍ فَقَطَعَتْ! طِوَلَهَا، وَفِي آخَر: {فَأطَالَ لَها} الطِّوَلَ {والطِّيَلَ. (و) } طَوَّلَ لَهُ، {تَطْوِيلاً: أَمْهَلَهُ، وَلم يُعْجِلْهُ.} والطَّوَالُ، كسَحَابٍ: مَدَى الدَّهْرِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِنْ قَوْلِكِ: لَا أُكَلِّمُهُ {طَوَالَ الدَّهْرِ،} وطُولَ الدَّهْرِ، بِمَعْنىً، وذكَرَهُ أَيضاً ابنُ مالِكٍ فِي المُثَلَّثاتِ. ويُقالُ: {طالَ} طِوَلُكَ، {وطِيَلُكَ، كَعِنَبٍ فيهِما،)
} وطُوْلُكَ، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن كُرَاعٍ، {وطَوْلُكَ، بالفَتْحِ،} وطِيْلُكَ، بالكَسْرِ، وهذهِ عَن كُرَاعٍ أَيْضا، {وطُوَلُكَ، كَصُرَدٍ،} وطَوَالُكَ، كَسَحَابٍ، {وطِيَالُكَ، كَكِتَابٍ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: كُلُّ ذلكَ ذَكَرَهُ ابنُ السِّكِّيت، قالَ: فَأَمَّا الحَبْلُ فَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلاَّ بِكَسْرِ الأَوَّلِ وفَتْحِ الثَّانِي: أَي طالَ مُكْثُكَ وتَمادِيكَ فِي أَمْرٍ، أَو تَراخِيكَ عنهُ، كَما فِي الأَسَاسِ، وَهُوَ مَجازٌ، وقالَ الزَّجَّاجُ:} طالَ {طِيَلُكَ،} وطِوَلُكَ: أَي {طالَتْ مُدَّتُكَ، أَو عُمُرُكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضا، أَو غَيْبَتُكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، قالَ القَطامِيُّ:
(إِنَّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ ... وإِنْ بَلِيتَ وإِنْ} طالَتْ بِكَ {الطِّوَلُ)
ويُرْوَى:} الطِّيَلُ، جَمْعُ {طِيلَةٍ،} والطِّوَلُ: جَمْعُ {طِوَلَة، فاعْتَلَّ} الطِّيَلُ، وانْقَلَبَتْ يَاؤُهُ واواً لاِعْتِلالِها فِي الواحِدِ، فَأَمَّا {طِوَلَةٌ} وطِوَلٌ، فمِنْ بابِ عِنَبَةٍ وعِنَبٍ، وقالَ طُفَيْلٌ:
(أَتَانَا فَلَمْ نَدْفَعْهُ إِذْ جَاءَ طَارِقاً ... وقُلْنا لَهُ قد طَالَ {طُوْلُكَ فانْزِلِ)
أَي أَمْرُكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، مِنْ طُولِ السَّفَرِ، ومُكَابَدَةِ السَّيْرِ، ويُرْوَى:} طِيلُكَ. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ: أما تَعْرِفُ الأَطْلاَلَ قد طَالَ {طِيلُها} والطَّوْلُ، {والطَّائِلُ،} والطَّائِلَةُ: الْفَضْلُ، والْقُدْرَةُ، والْغِنَى، والسَّعَةُ، والعُلُوُّ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:(ويَأْشِبُنِي فِيهَا الذينَ يَلُونَها ... وَلَو عَلِمُوا لم يَأْشِبُونِي {بِطَائِلِ)
وأَنْشَدَ ثَعْلَب، فِي صِفَةِ ذِئْبٍ:
(وإِنْ أَغَارَ فَلَمْ يَحْلُلْ} بِطَائِلَةٍ ... فِي لَيْلَةٍ مِنْ جَمِيْرٍ ساوَرَ الْفُطُمَا)
وَقد {تَطَوَّلَ عَلَيْهِم، أَي امْتَنَّ،} كطَالَ عَلَيْهِم، وأَصْلُ الطَّوْلِ المَنُّ والفَضْلُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: {والتَّطَوُّلُ عِنْدَ العَرَبِ مَحْمُودٌ، يُوضَعُ مَوْضِعَ المَحاسِنِ،} والتَّطَاوُلُ مُذْمُومٌ، يُوْضَعُ مَوْضِعَ التَّكّبُّرِ، كالاِسْتِطَالَةِ، وَقد تقدَّم. وقولُهُ تَعالَى: ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ {طَوْلاً، قالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ عَلى مَهْرِ الحُرَّةِ، قَالَ:} والطَّوْلُ: القُدْرَةُ عَلى المَهْرِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: هوَ كِنَايَةٌ عَمَّا يُصْرَفُ إِلَى المَهْرِ والنَّفَقَةِ. وقَولهُ تَعالَى: ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ، أَي ذِي القُدْرَةِ، وقيلَ: ذِي الفَضْلِ والمَنِّ. ويُقالُ: مَا هوَ {بِطَائِلٍ: لِلدُّونِ الْخَسِيسِ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذلكَ سَواءٌ، قَالَ: لقدْ كَلَّفُونِي خُطَّةً غيرَ طَائِلِ ومنهُ حَديثُ ابنِ مَسْعُودٍ، فِي قَتْلِ أبي جَهْلٍ: ضَرَبْتُهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ طائِلٍ، أَي: غيرِ مَاضٍ وَلَا قَاطِعٍ كأَنَّهُ كانَ سَيْفاً دُوناً بَيْنَ السُّيُوفِ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحابِهِ قُبِضَ) فُكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غيرِ} طَائِلٍ، أَي غيرِ رَفِيع وَلَا نَفِيسٍ. وأَصْلُ {الطَّائِلِ: النَّفْعُ والفائِدَةُ. (و) } الطُّوَّلُ، كَسُكَّرٍ: طَائِرٌ، وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد الصَّاغانِيُّ: مائِيٌّ، {طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ. (و) } طُوَالَةُ، كَثُمَامَةٍ: ع، أَو بِئْرٌ فِي دِيَارِ فَزارَةَ، لِبَنِي مُرَّةَ، قالَهُ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ الصَّاغانِيُّ لِلشَّمَّاخِ: (كِلاَ يَوْمَيْ {طُوالَةَ وَصْلُ أَرْوَى ... ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُونِ)
وطُوَالَةُ: فَرَسٌ لِبَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ نِزَارٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَأَبُو طُوَالَةَ: عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ مَعْمَرٍ النَّجَّارِيُّ، قاضِي المَدِينَةِ، تابِعِيٌّ، عَن أَنَسٍ، وابنِ المُسَيَّبِ، وعنهُ مالِكٌ ووَرْقَاءُ، والدَّرَاوَرْدِيُّ، وكانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، كَذَا فِي الكَاشِفِ. (و) } طُوَالٌ، كَغُرَابٍ: اسْمُ رَجُلٍ. {وأَطَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَلَدَتْ أَوْلاَداً} طِوَالاً، أَو وَلَداً {طَوِيلاً، وَفِي الأَسَاسِ، والصِّحاح: وَلَداً} طِوَالاً، وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ الْقَصِيرَةَ قد {تُطِيلُ، وإِنَّ} الطَّوِيلَةَ قد تُقْصِرُ، ولَيْسَ بِحَدِيثٍ، كَما وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ، قالَ شيخُنا: لَا وَهَم، إِذْ كَوْنُهُ مَثَلاً لَا يُنافِي أَنَّهُ حَدِيثٌ، فَفِي الأحادِيثِ النَّبَوِيَّةِ كَثِيرٌ مِنَ الأَمْثالِ المَشْهُورَةِ، وَقد صرَّحَ ابنُ الأَثِيرِ أَنَّهُ حديثُ. انْتهى، قلتُ: والمُصَنِّفُ قَلَّدَ الصَّاغانِيَّ فِي جَعْلِهِ مَثَلاً. وبَنُو {الأَطْوَلِ: بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.} والطَّالَةُ: الأَتَانُ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ ناقَتَهُ:
(مَوَّارَةُ الضَّبْعِ مِثْلُ الحَيْدِ حارِكُها ... كَأَنَّها طَالَةٌ فِي دَفِّها بَلَقُ)
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أَعْرِفُهُ، فَلْيُنْظَرْ فِي شِعْرِ ذِي الرُّمَّةِ. {والْمِطْوَلُ، كَمِنْبَرٍ: الذَّكَرُ، كَما فِي العُبابِ. وَأَيْضًا: الرَّسَنُ، والجمعُ} المَطَاوِلُ، {ومَطاوِلُ الخَيْلِ: أَرْسَانُهَا، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ.} وطَيِّلَةُ الرِّيحِ، كَكَيِّسَةٍ: نَيِّحَتُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. {وطَاوَلَهُ،} مُطاوَلَةً: ماطَلَهُ فِي الدَّيْنِ، والعِدَةِ. والسَّبْعُ {الطُّوَلُ، كَصُرَدٍ، فِي القُرْآنِ: مِن سُورَة الْبَقَرَةِ إِلَى سُورَةِ الأَعْرَافِ، هِيَ البَقَرَةُ وآلُ عِمْرانَ، والنِّساءُ، والمائِدَةُ، والأَنْعَامُ، والأَعْرافُ، فهذهِ سِتُّ سُوَرٍ مُتَوالِيَاتٌ، واخْتَلَفُوا فِي السَّابِعَةِ، فقيلَ: هِيَ سُورَةُ يُونُسَ، عليهِ السَّلاَمُ، أَو الأَنْفَالُ وَبَراءَةُ جَمِيعاً، لأنَّهُما سُورَةٌ واحِدَةٌ عِنْدَهُ، أَي عندَ مَنْ قَالَ بِهَذَا القَوْلِ، وقالَ بعضُهُم: هيَ الكَهْفُ، وقيلَ: التَّوْبَةُ، وقيلَ: الحَوَامِيمُ، والصَّحِيحُ مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ أَوَّلاً،} والطُّوَلُ: جَمْعُ {الطُّولَى، يُقالُ: هِيَ السُّورَةُ الطُّولَى، وهُنَّ} الطُّوَلُ، وقالَ الشاعرُ:
(سَكَّنْتُهُ بعدَ مَا طارَتْ نَعامَتُهُ ... بِسُورَةِ الطُّورِ لَمَّا فاتَنِي الطُّوَلُ)
وَفِي الحديثِ: أُوتِيتُ السَّبْعَ والطُّوَلَ، وَهَذَا البِنَاءُ يَلْزَمُهُ الأَلِفُ والَّلاَمُ أَو الإِضافَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: قَصِيرَةٌ مِنْ {طَويلَةٍ، أَي تَمْرَةٌ مِنْ نَخْلَةٍ، يُضْرَبُ فِي اخْتِصَارِ الْكَلاَمِ، وجَوْدَتِهِ.} والطَّوِيلَةُ:) رَوْضَةٌ بِالصَّمَّانِ، واسِعَةٌ، عَرْضُها قَدْرُ مِيلٍ فِي طُولِ ثَلاثَةِ أَمْيالٍ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ مَرَّةً: تكونُ ثَلاثَةَ أَميالٍ فِي مِثْلِها، وفيهَا مَسَاكٌ لِلْمَطَرِ، إِذا امْتَلأَ شَرِبُوا الشَّهْرَ والشَّهْرَيْنِ، وأَنْشَدَ: عادَ قَلْبِي مِنَ الطَّوِيلَةِ عِيدُ {والطُّولَى، كَطُوبَى: تَأْنِيثُ} الأَطْوَلِ، ومنهُ حَديثُ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهُ كانَ يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ {بِطُولَى} الطُّولَيَيْنِ، أَي {بأَطْوَلِ السُّورَتَيْنِ} الطَّوِيلَتَيْنِ، يَعْنِي الأَنْعَامَ والأَعْرافَ. (و) {الطُّولَى أَيضاً: الْحَالَةُ الرَّفِيعَةُ، ج:} طُوَلٌ، كَصُرَدٍ. {والطَّوِيلُ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ: مَعروفٌ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: مِن جِنْسِ العَرُوض، وَهِي كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ، سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّهُ} أَطْوَلُ الشِّعْرِ كُلِّه، وذلكَ أَنَّ أَصْلَه ثَمانِيَةٌ وأَربعونَ حَرْفاً، وأكثرُ حُروفِ الشِّعْرِ مِنْ غِيرِ دَائِرَتِهِ اثْنانِ وأربعونَ حَرْفاً، ولأَنَّ أَوْتَادَهُ مُبْتَدَأٌ بهَا، {فالطُّولُ لِمُتَقَدِّمِ أَجْزائِهِ لازِمٌ أَبَداً، لأنَّ أَوَّلَ أَجْزائِهِ أَوْتادٌ، والزَّوائِدُ أَبَداً تَتَقَدَّمُ أَسْبابَها مَا أَوَّلُهُ وَتِدٌ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، وَوَزْنُهُ فعولن مفاعلين، ثَمَانِي مَرَّاتٍ، مثلُ قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:
(أَلا انْعَمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالِي ... وَهل يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ فِي العُصُرِ الخَالي)
وبَيْنَهُم} طَائِلَةٌ: أَي عَدَاوَةٌ، وَتِرَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والجمعُ: {الطَّوائِلُ، وَهِي الذُّحُولُ والأَوْتَارُ، وفُلانٌ يطلُبُ بَنِي فُلانٍ} بِطَائِلَةٍ: أَي بِوَتْرٍ، كَأَنَّ لَهُ فيهم ثَأْراً يَطْلُبُهُ بِدَمِ قَتِيلِهِ. وَفِي الصِّحاحِ: يُقالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا {طَائِلَ فِيهِ، إِذا لَمْ يَكُنْ فيهِ غَناءٌ ومَزِيَّةٌ، يُقالُ ذلكَ فِي التِّذْكِيرِ والتِّأْنِيثِ. ولَمْ يَحْلُ مِنْهُ} بِطَائِلٍ: خَاصٌّ بالجَحْدِ، أَي لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلاَّ فِيهِ. ويُقالُ: {اسْتَطَالُوا عَلَيْهِم: أَي قَتَلُوا مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانُوا قَتَلُوا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. الرِّجالُ} الأَطَاوِلُ، جمعُ {الأَطْوَلِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.} وتَطاوَلاَ: تَبَارَيَا. {وتَطَاوَلَ عليْهِم الرَّبُّ بِفَضْلِهِ:} تَطَوَّلَ، أَو أَشْرَفَ، وَهُوَ مِنْ بابِ طَارَقْتُ النَّعْلَ، فِي إِطْلاقِها على الواحِدِ. وَفِي الحديثِ: {أطْوَلُكُنَّ يَداً أَسْرَعُ بِي لُحُوقاً، أَي أَمَدُّكُنَّ يَداً بالْعَطَاءِ، مِنَ} الطَّوْلِ. {وأَطالَ لِفَرَسِهِ: شَدَّهُ فِي الحَبْلِ.} وتَطاوَلَ فُلانٌ: أَظْهَرَ {الطُّوْلَ، أَو} الطَّوْلَ، قالَ اللهُ تَعالَى: {فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ، أَي طالَ، ومِثْلُهُ قَوْلُ الشاعِرِ:} تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالإِثْمِدِ {والطَّوِيلُ: لَقَبُ حُمَيْدِ بنِ أبي حُمَيْدٍ تِيْرَوَيْهِ، مَوْلَى طَلْحَةِ الطَّلَحَاتِ، مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ، كانَ قَصِيراً، طَوِيلَ اليَدَيْنِ، فَسُمِّيَ بالضِّدِّ، أَو} لِطُولِ يَدَيْهِ، ماتَ سَنَةَ. وقَوْلُ الفَرَزْدَقِ: بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ {وأَطْوَلُ أَي عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ. وَفِي حديثِ الدُّعاءِ: وبِكَ} أُطَاوِلُ، مِنَ الطَّوْلِ، وَهُوَ الفَضْلُ، والعُلُوُّ عَلى)
الأَعْداءِ. والفَحْلُ {يَتَطَاوَلُ على إِبِلِهِ: أَي يَسُوقُها كيفَ يَشاءُ، ويَذُبُّ عَنْهَا الفُحُولَ. ورَجُلٌ} - طُولاَنِيٌّ، بالضَّمِّ، ومُطَاوِلٌ: كَثِيرُ الطُّوْلِ، عامِّيَّةٌ. {والطَّوِيلَةُ: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ، قُرْبَ البرمون، وَقد دَخَلْتُها. وأحمدُ بن} طُولُونَ، بالضَّمِّ: أميرُ مِصْرَ، وابْنُهُ أَبُو مَعَدٍّ عَدْنانُ بنُ أحمدَ، وُلِدَ بِمِصْرَ، ورَوى عَن الرَّبِيعِ بنِ سليمانَ المُرادِيِّ، وماتَ سنة.
طول: {الطول}: الفضل والسعة والامتنان.

زَيْلَعُ

زَيْلَعُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وفتح اللام، وآخره عين مهملة: هم جيل من السودان في طرف أرض الحبشة، وهم مسلمون وأرضهم تعرف بالزيلع، وقال ابن الحائك: ومن جزائر اليمن جزيرة زيلع فيها سوق يجلب إليه المعزى من بلاد الحبشة فتشتري جلودها ويرمى بأكثر مسائحها في البحر. وزيلع، بالعين المهملة: قرية على ساحل البحر من ناحية الحبش، حدثني الشيخ وليد البصري وكان ممّن جال في البلدان أن البربر طائفة من السودان بين بلاد الزنج وبلاد الحبش، قال: ولهم سنّة عجيبة مع كونهم إلى الإبطاء منسوبين وفي أهله معدودين، وهم طوائف يسكنون البرية في بيوت يصنعونها من حشيش، قال: فإذا أحبّ أحدهم امرأة وأراد التزوّج بها ولم يكن كفؤا لها عمد إلى بقرة من بقر أبي تلك المرأة ولا تكون البقرة إلّا حبلى فيقطع من ذنبها شيئا من الشعر ويطلقها في السّرح ثم يهرب في طلب من يقطع ذكره من الناس، فإذا رجع الراعي وأخبر والد الجارية أو من يكون وليّا لها من أهلها فيخرجون في طلبه فإن ظفروا به قتلوه وكفوا أمره، وإن لم يظفروا به مضى على وجهه يلتمس من يقطع ذكره ويجيئهم به، فإن ولدت البقرة ولم يجيء بالذكر بطل أمره ولا يرجع أبدا إلى قومه بل يمضي هاجّا حيث لا يعرفون له خبرا، فإنّه إن رجع إليهم قتلوه، وإن قطع ذكر رجل وجاءهم به تملّك تلك الجارية ولا يسعهم أبدا أن يمنعوه ولو كانت من كانت، قال: وأكثر من ترى من هذه البلاد من الطائفة المعروفة بالزيلع السودان، إنّما هم من الذين التمسوا قطع الذكر فأعجزهم فإذا حصلوا في بلاد المغرب التمسوا القرآن والزهد كما تراهم، قال: وزيلع قرية على ساحل البحر من ناحية الحبش فيها طوائف منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر معيشة البربر من الصيد، وعندهم نوع من الخشب يطبخونه ويستخرجون منه ماء ثمّ يعقدونه حتى يبقى كأنّه الزّفت، فإذا أكل الرجل منه لا يضره، فإن جرح موضعا بمقدار غرز الإبرة وترك فيه أهلك صاحبه، وذلك أن الدم يهرب من ذلك السم حتى يصل إلى القلب ويجتمع فيه فيفجره، فإذا أراد أحدهم اختباره جرح برأس الإبرة ساقه فإذا سال منه الدم قرّب
ذلك السمّ منه فإنّه يعود طالبا لموضعه، فإن لم يبادره بقطعه من أوّله وإلّا قتله، وهو من العجائب، وهم يجعلون منه قليلا في رأس السهم ويتوارون في بعض الأشجار فإذا مرّت بهم سباع الوحوش كالفيل والكركدن والزراف والنمر يرشقونه بذلك السهم، فإذا خالط دمه مات لوقته فيأخذون من الفيل أنيابه ومن الكركدن قرونه ومن الزراف والنمر جلده، والله أعلم.

دنا

(دنا)
مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَله دنوا ودناوة قرب فَهُوَ دَان (ج) دناة
(دنا) - في الحَدِيثِ: "سَمُّوا ودَنُّوا وسَمِّتُوا" .
: أي كُلُوا مِمَّا دَنَا.
دنا
الدنَاءَةُ: مَصْدَرُ الدنِيْءِ، دَنُؤَ يَدْنُؤُ ودَنَأ يَدْنَأ، وهو الدَّقِيْقُ الخَلْقِ الحَقِيْرُ. ونَفْسُ فلانٍ تَتَدَناهُ: أي تَحْمِلُه على الدَّنَاءَةِ. وهُمْ قَوْمُ دُنَاء. وما كُنْتَ دانِئاً ولقد دَنَأتَ ودَنُؤْتَ. وقَوْم أدْنِيَاءُ أيضاً.
ورَجُلٌ أدْنَا، وأجْنَأ: وهو المُنْخَفِضُ المَنْكِبِ.
د ن ا: (دَنَا) مِنْهُ مِنْ بَابِ سَمَا وَسُمِّيَتِ (الدُّنْيَا) لِدُنُوِّهَا وَالْجَمْعُ (الدُّنَا) مِثْلُ الْكُبْرَى وَالْكُبَرِ وَأَصْلُهُ دُنَوٌ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا (دُنْيَاوِيٌّ) وَقِيلَ: (دُنْيَوِيٌّ) وَ (دُنْيِيٌّ) . وَدَانَى بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ قَارَبَ، وَبَيْنَهُمَا (دَنَاوَةٌ) أَيْ قَرَابَةٌ أَوْ قُرْبٌ. وَ (الدَّنِيءُ) بِمَعْنَى الدُّونِ مَهْمُوزٌ وَقَدْ سَبَقَ فِي [د ن أ] ، وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا أَكَلْتُمْ» (فَدَنُّوا) " أَيْ كُلُوا مِمَّا يَلِيكُمْ. وَ (تَدَنَّى) فُلَانٌ أَيْ دَنَا قَلِيلًا قَلِيلًا وَ (تَدَانَوْا) دَنَا بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 
[دنا] دَنَوْتُ منه دُنُوَّاً، وأَدْنَيْتُ غيري. وسمِّيت الدُنْيَا لِدُنُوِّها ; والجمع دنى مثل الكبرى والكبر، والصغرى والصغر، وأصله دنو فحذفت الواو لاجتماع الساكنين. والنسبة إليها دنياوى، ويقال دنيوى ودني. ويقال: أدنت الناقة، إذا دَنا نِتاجها. ودانَيْتُ بين الأمرين، أي قاربت. وبينهما دَناوَةٌ، أي قرابةٌ. يقال: ما تزداد منّا إلاّ قُرباً ودَناوَةً. والدَنيُّ: القريب، غير مهموز.

(295 - صحاح - 6) وقولهم: لقيته أدنى دنى، أي أول شئ. وأما الدَنيُّ بمعنى الدُونِ فهو مهموز. ويقال: إنَّه ليُدَنِّي في الأمور تَدْنِيَةً، أي يتتبَّع صغيرها وخسيسها. وفي الحديث: " إذا أكلتم فدَنَّوا "، أي كلُوا ممَّا يليكم. والمدَنِّي من الرجال: الضعيف. وتَدَنَّى فلان، أي دَنا قليلاً قليلاً. وتَدانَوْا، أي دَنَا بعضُهم من بعض. والادنيان: واديان. والدنا: موضع بالبادية. قال: فأمواه الدنا فعوير ضات * دوارس بعد أحياء حلال وتقول: هو ابن عم دنى ودنيا ودنيا ودنية، إذا ضممت الدال لم تجر، وإذا كسرت إن شئت أجريت وأن شئت لم تجر. فأما إذا أضفت العم إلى معرفة لم يجز الخفض في دنى، كقولك: هو ابن عمه دنيا ودنية، أي لحا، لان دنيا نكرة فلا تكون نعتا لمعرفة.
دنا
الدّنوّ: القرب بالذّات، أو بالحكم، ويستعمل في المكان والزّمان والمنزلة. قال تعالى: وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ
[الأنعام/ 99] ، وقال تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى
[النجم/ 8] ، هذا بالحكم. ويعبّر بالأدنى تارة عن الأصغر، فيقابل بالأكبر نحو: وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ ، وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير، نحو: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة/ 61] ، وعن الأوّل فيقابل بالآخر، نحو: خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ
[الحج/ 11] ، وقوله: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [النحل/ 122] ، وتارة عن الأقرب، فيقابل بالأقصى نحو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، وجمع الدّنيا الدّني، نحو الكبرى والكبر، والصّغرى والصّغر. وقوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ
[المائدة/ 108] ، أي: أقرب لنفوسهم أن تتحرّى العدالة في إقامة الشهادة، وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ [الأحزاب/ 51] ، وقوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [البقرة/ 220] ، متناول للأحوال التي في النشأة الأولى، وما يكون في النشأة الآخرة، ويقال: دَانَيْتُ بين الأمرين، وأَدْنَيْتُ أحدهما من الآخر. قال تعالى: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ
[الأحزاب/ 59] ، وأَدْنَتِ الفرسُ: دنا نتاجها.
وخصّ الدّنيء بالحقير القدر، ويقابل به السّيّئ، يقال: دنيء بيّن الدّناءة. وما روي «إذا أكلتم فدنّوا» من الدّون، أي: كلوا ممّا يليكم.
[دنا] فيه: سموا "ودنوا" وسمتوا، أي إذا بدأتم بالكل كلوا مما بين أيديكم وقرب منكم، وهو فعلوا من دنا، وسمتوا أي ادعوا للمطعم بالبركة. وفيه: علام نعطي "الدنية" في ديننا، أي الخصلة المذمومة، وأصله الهمز فخفف وهو غير مهموز ايضًا بمعنى الضعيف الخسيس. ن: الدنية بفتح دال وكسر نون وتشديد ياء النقيصة، وكان سؤاله طلبًا لكشف ما خفي لا شكا. ك قوله: لست أعصيه، يعني غنما فعله لما أطلعه الله بحبس الناقة عن أهل مكة، والنقيصة رد أبي جندل إلى الكفار وعدم القتال. ط: والصلح بشروطهم الدالة على العجز. وفيه: ما فيهم "دنى" أي ليس في أهل الجنة دنى، أو دون، أو خسيس، وإنما فيهم أدنى أي أقل رتبة، قوله ما يُرون أن أصحاب، بمجهول الإراءة، أي لا ينون أن أصحاب الكراسي أي المنابر أفضل منهم حتى يحزنوا بذلك. قوله: إلا حاضره، بمهملة وضاد معجمة أي يكشف الحجاب ويكلم عبده من غير ترجمان. نه وفي ح الحج: الجمرة "الدنيا" أي القريبة إلى منى فعلى من الدنو. وهي اسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها. والسماء الدنيا لقربها من ساكني الأرض، ويقال سماء الدنيا بالإضافة. وفي ح حبس الشمس: "قادني" بالقرية، وهو افتعل من الدنو. ن: فادني للقرية بهمزةباب الدال مع الواو

دنا: دَنا من الشيء دنُوّاً ودَناوَةً: قَرُبَ. وفي حديث الإيمان:

ادْنُهْ؛ هو أَمْرٌ بالدُّنُوِّ والقُرْبِ، والهاء فيه للسكت، وجيءَ بها لبيان

الحركة. وبينهما دناوة أَي قَرابة. والدَّناوةُ: القَرابة والقُربى.

ويقال: ما تَزْدادُ منِّا إلا قُرْباً ودَناوةً؛ فرق بين مصدرِ دنا ومصدر

دَنُؤَ، فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنُؤَ دَناءَةً؛ وقول ساعدة بن

جُؤيَّة يصف جبلاً:

إذا سَبَلُ العَماء دَنا عليه،

يَزِلُّ بِرَيْدِهِ ماءٌ زَلولُ

أَراد: دَنا منه. وأَدْنَيْته ودَنَّيْته. وفي الحديث: إذا أكَلْتُم

فسَمُّوا الله ودَنُّوا وسَمِّتُوا؛ معنى قوله دَنُّوا كُلُوا مم يَلِيكُم

وما دَنا منكم وقرب منكم، وسمِّتُوا أَي ادْعُوا للُمطْعِم بالبركة،

ودَنُّوا: فِعْلٌ من دَنا يَدْنُو أَي كُلُوا مما بين أَيدِيكم. واسْتَدْناه:

طلب منه الدُّنُوَّ، ودنَوْتُ منه دُنُوّاً وأَدْنَيْتُ غيري. وقال

الليث: الدُّنُوُّ غيرُ مهموز مصدرُ دَنا يَدْنُو فهو دانٍ، وسُمِّيت

الدُّنْيا لدُنُوِّها، ولأَنها دَنتْ وتأَخَّرَت الآخرة، وكذلك السماءُ الدُّنْيا

هي القُرْبَى إلينا، والنسبة إلى الدُّنيا دُنياوِيٌّ، ويقال

دُنْيَوِيٌّ ودُنْيِيٌّ؛ غيره: والنسبة إلى الدُّنيا دُنْياوِيٌّ؛ قال: وكذلك

النسبة إلى كل ما مُؤَنَّتُه نحو حُبْلَى ودَهْنا وأَشباه ذلك؛ وأَنشد:

بوَعْساء دَهْناوِيَّة التُّرْبِ طَيِّب

ابن سيده: وقوله تعالى ودَانِيةً عليهم ظِلالُها؛ إنما هو على حذف

الموصوف كأنه قال وجزاهم جَنَّة دانيةً عليهم فحذف جنة وأَقام دانية مُقامها؛

ومثله ما أَنشده سيبويه من قول الشاعر:

كأنَّكَ من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ،

يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ

أَراد جَمَلٌ من جمالِ بن أُقَيْشٍ. وقال ابن جني: دانِيةً عليهم

ظِلالُها، منصوبة على الحال معطوفة على قوله: متكئين فيها على الأَرائِك؛ قال:

هذا هو القول الذي لا ضرورة فيه؛ قال وأَما قوله:

كأَنَّك من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ

البيت، فإنما جاز ذلك في ضرورة الشِّعْر، ولو جاز لنا أَن نَجِدَ مِنْ

بعض المواضع اسماً لجعلناها اسماً ولم نحمل الكلام على حذف الموصوف وإقامة

الصفة مقامه، لأَنه نوع من الضرورة، وكتاب الله تعالى يَجِلّ عن ذلك؛

فأَما قول الأَعشى:

أَتَنْتَهُون ولَنْ يَنْهَى ذَوي شَطَطٍ،

كالطَّعْنِ يَذْهَبْ فيه الزَّيْتُ والفُتُلُ

فلو حملته على إقامة الصفة موضع الموصوف لكان أَقبح من تأَوُّل قوله

تعالى: ودانية عليهم ظلالها؛ على حذف الموصوف لأَن الكاف في بيت الأَعشى هي

الفاعلة في المعنى، ودانيةً في هذا القول إنما هي مَفْعول بها، والمفعول

قد يكون اسماً غير صريح نحو ظَنَنْتُ زيداً يقوم، والفاعل لا يكون إلا

إسماً صريحاً محضاً، فَهُمْ على إمْحاضه إسماً أَشدُّ مُحافظة من جميع

الأَسماء، أَلا ترى أَن المبتدأ قد يقع غيرَ اسمٍ محضٍ وهو قوله: تَسْمَعُ

بالمُعَيْديِّ خيرٌ مِن

أَن تَراهُ؟ فتسمع كما ترى فعل وتقديره أَن تسمع، فحذْفُهم أَنْ

ورفْعُهُم تَسمعُ يدل على أَن المبتدأ قد يمكن أَن يكون عندهم غيرَ اسمٍ صريح،

وإذا جاز هذا في المبتدأ على قُوَّة شبِهه بالفاعل في المفعول الذي يبعُد

عنهما أَجْوَزُ؛ فمن أَجل ذلك ارتفع الفعل في قول طَرَفة:

أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى،

وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هلْ أَنتَ مُخلِدي؟

عند كثير من الناس، لأَنه أَراد أَنْ أَحْضُرَ الوَغَى. وأَجاز سيبويه

في قولهم: مُرْهُ يَحْفِرُها أَن يكون الرفعُ على قوله أَنْ يَحْفِرَها،

فلما حُذِفت أَن ارتفع الفعل بعدها، وقد حَمَلَهم كثرةُ حذفِ أَن مع غير

الفاعل على أَن اسْتَجازُوا ذلك فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه،وإِن كان ذلك

جارياً مَجْرى الفاعل وقائماً مقامه؛ وذلك نحو قول جميل:

جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ، يَوْمَ تَحَمَّلُوا،

وحُقَّ لِمِثْلي، يا بُثَيْنَةُ، يَجْزَعُ

أَراد أَن يَجْزَع، على أَن هذا قليل شاذ، على أَنّ حذف أَنْ قد كثُر في

الكلام حتى صار كلا حَذْفٍ، أَلا ترى أَن جماعة استَخَفّوا نصف أَعْبُدَ

من قوله عزّ اسمُه: قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تأْمُرُونِّي أَعْبُدَ؟ فلولا

أَنهم أَنِسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكلام وإِرادَتِها لَمَا اسْتَخَفُّوا

انْتِصابِ أَعْبُدَ. ودَنَت الشمسُ للغُروبِ وأَدْنَت، وأَدْنَت

النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها.

والدُّنْيا: نَقِيضُ الآخرة، انْقَلَبت الواو فيها ياءً لأَن فُعْلى

إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوُها ياءً، كما أُبدلت الواو مكان

الياء في فَعْلى، فأَدخَلوها عليها في فُعْلى ليَتكافآ في التغيير؛ قال

ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أَنا بياناً. وحكى ابن الأَعرابي: ما

له دُنْياً ولا آخِرةٌ، فنَوّن دُنْياً تشبيهاً لها بفُعْلَلٍ، قال:

والأَصل أَن لا تُصْرَفَ لأَنها فُعْلى، والجمع دُناً مثل الكُبْرى والكُبَر

والصُّغْرى والصُّغَر، قال الجوهري: والأَصل دُنَوٌ، فحذفت الواو

لاجتماع الساكنين؛ قال ابن بري: صوابه فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما

قبلها، ثم حذفت الأَلف لالتقاء الساكنين، وهما الأَلف والتنوين. وفي حديث

الحج: الجَمْرة الدُّنْيا أَي القَرِيبة إِلى مِنىً، وهي فُعْلى من

الدُّنُوِّ. والدُّنْيا أَيضاً: اسمٌ لهذه الحَياةِ لبُعْدِ الآخرة عَنْها،

والسماء الدُّنْيا لقُرْبها من ساكِني الأَرْضِ. ويقال: سماءُ الدُّنْيا،

على الإِضافة. وفي حديث حَبْسِ الشمسِ: فادَّنى بالقَرْيَةِ؛ هكذا جاء في

مسلم، وهو افْتَعَلَ من الدُّنُوِّ، وأَصلُه ادْتَنى فأُدْغِمَتِ التاءُ

في الدالِ. وقالوا: هو ابن عَمّي دِنْيَةً، ودِنْياً، منوَّنٌ، ودِنْيَا،

غير مُنَوَّنٍ، ودُنْيَا، مقصور إِذا كان ابنَ عَمِّه لَحّاً؛ قال

اللحياني: وتقال هذه الحروف أَيضاً في ابنِ الخالِ والخالَةِ، وتقال في ابن

العَمَّة أَيضاً. قال: وقال أَبو صَفْوانَ هو ابنُ أَخِيه وأُخْتِه

دِنْيَا، مثل ما قيل في ابنِ

العَمِّ وابنِ الخالِ، وإِنما انْقَلَبت الواو في دِنْيةً ودِنْياً ياء

لمجاورةِ الكسرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ فِتْيةٌ وعِلْيَةٌ، وكأَنَّ

أَصلَ ذلك كلِّه دُنْيا أَي رَحِماً أَدْنى إِليَّ من غيرها، وإِنما

قَلَبوا ليَدُلّ ذلك على أَنه ياءُ تأْنيثِ الأَدْنى، ودِنْيَا داخلة عليها.

قال الجوهري: هو ابن عَمٍّ دِنْيٍ ودُنْيَا ودِنْيا ودِنْية. التهذيب:

قال أَبو بكر هو ابن عمٍّ دِنْيٍ ودِنْيةٍ ودِنْيا ودُنْيا، وإِذا قلت

دنيا، إِذا ضَمَمْت الدال لَم يَجُز الإِجْراءُ، وإِذا كسرتَ الدالَ جازَ

الإِجْراءُ وتَرك الإِجْراء، فإِذا أَضفت العمَّ إِلى معرفة لم يجز الخفض

في دِنْيٍ، كقولك: ابن عمك دِنْيٌ ودِنْيَةٌ وابن عَمِّكَ دِنْياً لأَن

دِنْياً نكرة ولا يكون نعتاً لمعرفة. ابن الأَعرابي: والدُّنا ما قرُبَ من

خَيْرٍ أَو شَرٍّ.

ويقال: دَنا وأَدْنى ودَنَّى إِذا قَرُبَ، قال: وأَدْنى إِذا عاشَ

عَيْشاً ضَيِّقاً بعد سَعَةٍ. والأَدْنى: السَّفِلُ. أَبو زيد: من أَمثالهم

كلُّ دَنِيٍّ دُونَه دَنِيٌّ، يقول: كلُّ قريبٍ وكلُّ خُلْصانٍ دُونَه

خُلْصانٌ. الجوهري: والدَّنِيُّ القَريب، غيرُ مهموزٍ. وقولهم: لقيته أَدْنى

دَنيٍّ أَي أَوَّلَ شيء، وأَما الدنيءُ بمعنى الدُّونِ فمهموز. وقال ابن

بري: قال الهروي الدَّنيُّ الخَسِيسُ، بغير همز، ومنه قوله سبحانه:

أَتَسْتَبْدِلون الذي هو أَدْنى؛ أَي الذي هو أَخَسُّ، قال: ويقوِّي قوله كونُ

فعله بغير همز، وهو دَنِيَ يَدْنى دَناً ودَنايَةً، فهو دَنيٌّ.

الأَزهري في قوله: أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى؛ قال الفراءُ هو من

الدَّناءَةِ؛ والعرب تقول إِنه لَدَنيٌّ يُدَنِّي في الأُمورِ تَدْنِيَةً، غير

مَهموزٍ، يَتْبَع خسيسَها وأَصاغرَها، وكان زُهَير الفُرْقُبيُّ يهمز

أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى، قال الفراء: ولم نَرَ العرب تهمز أَدْنى إِذا

كان من الخِسَّةِ، وهم في ذلك يقولون: إِنه لَدانئٌ خبيث، فيهمزون. وقال

الزجاج في معنى قوله أَتستبدلون الذي هو أَدْنى ، غير مَهْموزِ: أَي

أَقْرَبُ، ومعنى أَقْرَبُ أَقلُّ قيمةً كما تقول ثوب مُقارِبٌ، فأَما الخسيس

فاللغة فيه دَنُؤَ دَناءةً، وهو دَنيءٌ بالهمز، وهو أَدْنَأُ منه. قال

أَبو منصور: أَهل اللغة لا يهمزون دَنُوَ في باب الخِسَّة، وإِنما يهمزونه

في باب المُجون والخُبْثِ. قال أَبو زيد في النوادر: رجل دَنيءٌ من قوم

أَدْنِياءَ، وقد دَنُؤَ دَناءَةً، وهو الخَبيث البَطْنِ والفَرْجِ. ورجل

دَنيٌّ من قوم أَدْنِياءَ، وقد دَنَي يَدْنى ودَنُوَ يَدْنُو دُنوّاً: وهو

الضعيف الخَسيسُ الذي لا غَناء عنده المُقَصِّرُ في كلِّ ما أَخَذَ فيه؛

وأَنشد:

فلا وأَبِيك ما خُلُقي بوَعْرٍ،

ولا أَنا بالدَّنِّي ولا المُدَنِّي

وقال أَبو الهيثم: المُدَنِّي المُقَصِّر عما ينبغي له أَن يَفْعَله؛

وأَنشد:

يا مَنْ لِقَوْمٍ رأْيُهُم خَلْفٌ مُدَنْ

أَراد مُدَنِّي فَقَيَّد القافية.

إِن يَسْمَعُوا عَوْراءَ أصَْغَوْا في أَذَنْ

ويقال للخسيس: إِنه لَدنيٌّ من أَدْنِياءَ، بغير همز، وما كان دَنِيّاً

ولَقَدْ دَنِيَ يَدْنى دَنىً ودَنايَةً. ويقال للرجل إِذا طَلَب أَمراً

خسيساً: قد دَنَّى يُدَنِّي تَدْنِية. وفي حديث الحُدَيْبِيَة: علامَ

نُعْطِي الدَّنِيَّة في دِينِنا أَي الخَصْلَة المَذْمُومَة؛ قال ابن

الأَثير: الأَصل فيه الهمز، وقد يخفف، وهو غير مهموز أَيضاً بمعنى الضعيف

الخسيس.وتَدَنَّى فلان أَي دَنا قَلِيلاً. وتَدانَوْا أَي دَنا بعضهم من بعض.

وقوله عز وجل: ولَنُذِيقَنَّهم من العَذاب الأَدْنى دون العَذاب

الأَكْبَر؛ قال الزجاج: كلُّ ما يُعَذَّبُ به في الدنيا فهو العذابُ الأَدْنى،

والعذابُ الأَكْبَر عذابُ الآخِرةِ. ودانَيْت الأَمْرَ: قارَبْته. ودانَيْت

بَيْنَهما: جَمَعْت. ودانَيْت بَيْنَ الشَّيْئَيْن: قَرَّبْت بَيْنَهما

ودانَيْتُ القَيْدَ في البَعيرِ أَو لِلْبَعير: ضَيَّقْته عليه، وكذلك

دَانى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعِير؛ قال ذو الرمة:

دَانى لهُ القَيْدُ، في دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ،

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عَنْه الأَناعِيمُ

وقوله:

ما لي أَراهُ دانِفاً قدْ دُنْيَ لهْ

إِنما أَراد قد دُنِيَ لهُ. قال ابن سيده: وهو من الواو من دَنَوْتُ،

ولكن الواو قلبت ياء من دُنِيَ لانكسار ما قبلها، ثم أُسْكِنَت النون فكان

يجب، إِذْ زالت الكسرة، أَن تعود الواو، إِلا أَنه لما كان إِسكان النون

إِنما هو للتخفيف كانت الكَسْرَة المنويَّة في حكم الملفوظ بها، وعلى

هذا قاس النحويون فقالوا في شَقِيَ قد شَقْيَ، فتركوا الواوَ التي هي لامٌ

في الشِّقْوة والشَّقاوة مقلوبة، وإِن زالت كسرة القاف من شَقِيَ،

بالتخفيف، لما كانت الكسرةُ مَنْويَّةً مقدرة، وعلى هذا قالوا لقَضْوَ الرجلُ،

وأَصله من الياء في قَضَيْت، ولكنها قُلِبت في لقَضُو لانضمام الضاد

قبلها واواً، ثم أَسكنوا الضاد تخفيفاً فتركوا الواو بحاله ولم يردّوها إِلى

الياء، كما تركوا الياء في دنيا بحالها ولم يردّوها إِلى الواو، ومثله من

كلامهم رَضْيُوا، قال ابن سيده: حكاه سيبويه بإِسكان الضاد وترك الواو

من الرضوان ومر صريحاً لهؤلاء، قال: ولا أَعلم دُنْيَ بالتخفيف إِلا في

هذا البيت الذي أَنشدناه، وكان الأَصمعي يقول في هذا الشعر الذي فيه هذا

البيت: هذا الرجز ليس بعتيق كأَنه من رَجَز خَلَفٍ الأَحمر الأَحمر أَو

غيره من المولدين. وناقَةٌ مُدْنِيةٌ ومُدْنٍ: دَنا نِتاجُها، وكذلك

المرأَة. التهذيب: والمُدَنِّي من الناس الضعيف الذي إِذا آواه الليلُ لم

يَبْرَحْ ضعفاً وقد دَنَّى في مَبِيِتِه؛ وقال لبيد:

فيُدَنِّي في مَبِيتٍ ومحَلّ

والدَّنِيُّ من الرجال: الساقط الضعيف الذي إِذا آواه الليل لم يَبْرَحْ

ضَعْفاً، والجمع أَدْنِياءُ. وما كان دَنِيّاً ولقد دَنِيَ دَناً

ودَنايَة ودِنايَة، الياء فيه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة؛ كل ذلك عن

اللحياني. وتَدانَتْ إِبلُ الرجل: قَلَّت وضَعُفَت؛ قال ذو الرمة:

تَباعَدْتَ مِني أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي

تَدانَتْ، وأَنْ أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ

ودَنَّى فلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خسِيساً، عنه أَيضاً. والدَّنا: أَرض

لكَلْب؛ قال سَلامة بن جَنْدل:

من أَخْدَرِيَّاتِ الدَّنا التَفَعَتْ له

بُهْمَى الرِّفاغِ، ولَجَّ في إِحْناقِ

الجوهري: والدَّنا موضع بالبادية؛ قال:

فأَمْواهُ الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ

دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالِ

والأَدْنيانِ: واديانِ. ودانِيا: نبيٌّ

من بني إِسرائيل يُقال له دانِيالُ.

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع محقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع محقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء المهملة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع محقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالمهملة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والمهموسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والمهموسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد المهملة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والمهموسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما المهموسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء المهملتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء المهملة والواو والعين المهملة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من المهموسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء المهملة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال المهملة والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين المهملتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المحققين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والمهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهملة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهملة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الأخير. والحرف الرابع: الحرف الأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

جفن

ج ف ن : جَفْنُ الْعَيْنِ غِطَاؤُهَا مِنْ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلِهَا وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَجَفْنُ السَّيْفِ غِلَافُهُ وَالْجَمْعُ جُفُونٌ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَجْفَانٍ.

وَجَفْنَةُ الطَّعَامِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ جِفَانٌ وَجَفَنَاتٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَسَجَدَاتٍ. 
(جفن)
الطَّعَام جفنا وَضعه فِي الْجَفْنَة وَنَفسه عَن الشَّيْء منعهَا

(جفن) صنع جَفْنَة وَقدم لَهُ جَفْنَة فِيهَا طَعَام وَيُقَال ائتنا نجفن لَك

جفن


جَفَنَ(n. ac. جَفْن)
a. Slaughtered & served up (camel).
b. ['An], Kept aloof from (sin).
جَفْن
(pl.
أَجْفُن
جُفُوْن
أَجْفَاْن
38)
a. Eyelid; eye-lash.
b. Vine-stock.
c. Sheath, scabbard.

جَفْنَة
(pl.
جِفَن
جِفَاْن)
a. Large bowl; deep dish.

جِفْنa. see 1 (c)
جفن
الجَفْنَة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جِفَان، قال عزّ وجل: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ [سبأ/ 13] ، وفي حديث «وأنت الجفنة الغرّاء» أي: المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجِفْن خصّ بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصوّرا أنّه وعاء العنب.
(جفن) - في حَدِيثِ أَبِي قَتادَة، رضي الله عنه: "نَادِ يا جَفْنَة الرَّكْب"
: أي يا صاحِبَ جَفْنة الرَّكْب، حَذَفَ المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إليه مُقامَه، لِعِلْمِهم بأَنَّ الجَفْنَة لا تُنادَى ولا تُجِيب ولا تَحضُر، إرادةً للتَّخفِيفِ في الكلام، نَحْو قَولِه تَعالَى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} . 
جفن: الجَفْنُ: جَفْنُ العَيْنِ والسَّيْفِ. وضَرْبٌ من العِنَبِ، وقيل: نَفْسُ الكَرْمِ ووَرَقُه. وظَلْفُ النَّفْسِ عن الشَّيْءِ، جَفَنَ نَفْسَه. وجَفْنَةُ الطَّعامِ: مَعْروفةٌ. وجَفْنَةُ: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ؛ مُلُوْكٌ. والتَّجْفِيْنُ: إطْعَامُ النّاسِ، جَفَّنَ فلانٌ لفُلانٍ: اتَّخَذَ له طعاماً وفي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه: " أنّه انْكَسَرَتْ قَلُوْصٌ من إبِلِ الصَّدَقَةِ فَجَفَّنَها ". وجُفَيْنَةُ في قَوْلِهم: " عِنْدَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِيْنُ " هو رَجُلٌ كانَ عِنْدَه عِلْمُ رَجُلٍ مَقْتُولٍ.
ج ف ن

بنو فلان يقرون في الجفان. وجفنوا: صنعوا جفاناً، وجفن فلان لفلان، وأتنا نجفن لك. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه " انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها " وتجفن فلان: انتسب إلى آل جفنة. وشرب فلان ماء الجفن وهو الكرم، والجفنة الكرمة. وتحالفوا على القتال ففضوا أجفانهم، وغضوا أجفانهم أي كسروا غمودهم.

ومن المجاز: أنت الجفنة الغراء: للجواد المضياف. قال يرثيه:

يا جفنة كإزاء الحوض قد كفئت ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرهْ

ولب الخبز ما بين جفنيه وهما وجهاه.
ج ف ن: (الْجَفْنُ) جَفْنُ الْعَيْنِ وَالْجَفْنُ أَيْضًا غِمْدُ السَّيْفِ. وَالْجَفْنَةُ كَالْقَصْعَةِ وَجَمْعُهَا (جِفَانٌ) وَ (جَفَنَاتٌ) بِالتَّحْرِيكِ وَقَوْلُهُمْ:

وَعِنْدَ جُفَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ اسْمُ خَمَّارٍ وَلَا تَقُلْ: جُهَيْنَةَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَمْثَالِ: هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ جُهَيْنَةُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ بِهَذَا الْعِلْمِ أَكْبَرَ مِنَ الْأَصْمَعِيِّ. 
[جفن] الجَفنُ: جَفْنُ العين . والجَفنُ أيضا: غمد السيف. والجفن: اسم موضع. والجفن: قضبان الكرم، الواحدة جفنة. (*) والجفنة كالقصعة، والجمع الجفان والجفنات بالتحريك، لان ثانى فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما، إلا أن يكون ياء أو واوا فيسكن حينئذ. وجفنة: قبيلة من اليمن. وقولهم: " وعند جفينة الخبر اليقين " قال ابن السكيت: هو اسم خمار، ولا تقل جهينة. وقال أبو عبيد في كتاب الامثال: هذا قول الاصمعي، وأما هشام بن محمد الكلبى فإنه أخبر أنه جهينة. وكان من حديثه أن حصين ابن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له الاخنس، فنزلا منزلا، فقام الجهنى إلى الكلابي وكانا فاتكين، فقتله وأخذ ماله. وكانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم. قال الاخنس: تسائل عن حصين كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين قال: وكان ابن الكلبى بهذا النوع من العلم أكبر من الاصمعي.
جفن:
جَفَّن، بالتشديد: طرف بعينه كثيرا، حرك جفن عينيه حركة متصلة (ألكالا) - ووضعه في الجَفْن وهو السفينة، وحمله في السفينة (أماري 175) وقد أحسن الناشر في تصحيحه.
جَفْن: غطاء العين من أعلاها وأسفلها.
ويقال في الجراحة: قطع الجفن وهو ما يسمى بالتشمير أي قطع جزء من الجفن الأعلى متى زادت فيه الأهداب (معجم المنصوري) وأنظر النص في مادة تشمير.
وجَفْن، ويجمع على أجفان وجفون: سفينة، مركب (معجم البيان، معجم ابن جبير، فوك).
ويقال بنفس المعنى: أجفان المراكب (أماري ديب 34).
وجفن: ما يحيط به السور في المدينة ففي الادريسي (5 قسم 2) وهي مدينة عامرة الجفن رائعة الحسن كثيرة المياه والأشجار. ومن هذا قيل جفن المدينة وجفن البلد بمعنى المدينة (عباد 2: 6، 174، 187). أو الحصن المسور والقصر المسور، ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص48): ولما رأوا من جنود الله ما لا قبل لهم به القوابيد الاستسلام صاغرين، وأن يتخلوا عن جفن الحصن مجردين، وفي ص52 منه: وركب من الغدا (الغد) ومشى إلى حصن الفرج فأعجب بصورة وصفه واحتفال بنائه ورجع من جفنه فمشى إلى الجامع الكبير.
وجفن: مدينة مقابل الحصن أو القصر الذي فيها وقد جاء هذا في فقرتين لابن الخطيب نقلهما عباد (2: 6 رقم 22)، (عباد 3: 186) وفي الخطيب (147ق): فدخل جفنها واعتصم مَن تَأخَّر أجَلُه بقصيتها.
وجفن: ضرب من أحذية الفلاحين مغلفة بقطعة من الصوف (سندوفال 312).
جَفنَة (راجع لين في مادة جَفْن) وتجمع على جَفان (راجع كذلك السعدية، النشيد 78، البيت 47. والنشيد 105). وهي فيما يقول المستعيني في مادة كرم مرادفة لهذه الكلمة الأخيرة (وكذلك يقول أبو الوليد 143)، ومعناها: أصل الكرم (ابن العوام 1: 13، 182، 183، 185، 186).
ويقال: جفان العنب بمعنى أصول الكرم مقابل العرائش وهي الكرم المتسلق (ابن العوام 1: 185).
وفسرها فريتاج باللاتينية بما معناه قصعة من خشب، وقد علقت عليه أن هذا الضرب من القصاع لا يكون دائما من الخشب، يقول دوماس (قبيل 203): جفنة صحن كبير من خزف. وفي ابن اياس 386: طلب جفنة فيها نار.
وجفنة، وتجمع على جفان: سفينة حربية. (بوشر، بربرية).
وجفنة: اسم نبات (كاريت جغرافية 137) اسمه العلمي gymnocarpos decandrum Desf ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 282.
جَفْنيّ: نسبة إلى جفن وهي السفينة الحربية (ألكالا).

جفن

1 جَفَنَ نَاقَةً, (K,) inf. n. جَفْنٌ, (TA,) He slaughtered a she-camel, and gave her flesh for food (K, TA) to the people, (TA,) in bowls (جِفَان). (K, TA.) 2 جفّنوا They made bowls (جِفَان [probably meaning they prepared bowls of food: accord. to Freytag's Lex., جفّن means “ apposuit scutellam; but he does not name his authority]). (TA.) A2: جفّن and ↓ تجفّن It (a grape-vine) attained to the state of having an أَصْل [i. e., app., a stock]. (TA.) 5 تَجَفَّنَ see 2.

جَفْنٌ The eyelid; both the upper and the lower: (S, Msb, K:) of the mase. gender: (Msb:) pl. [of pauc.] أَجْفَانٌ and أَجْفُنٌ and [of mult.] جُفُونٌ. (K.) b2: The upper surface, and the lower, of a cake of bread: both together being called جَفْنَا الرَّغِيفِ. (Lh, TA.) b3: The scabbard, or sheath, (غِمْد, S, K, or غِلَاف, Msb,) of a sword: (S, Msb, K:) [or] the case, or receptacle, in which is [put] the sword together with its غمد and suspensory belt or cord: (S voce قِرَابٌ:) [but the former signification only is commonly known:] and [it is said that] ↓ جِفْنٌ signifies the same; (K;) but this is doubted by IDrd: (M, TA:) pl. [of pauc.] أَجْفَانٌ and [of mult.] جُفُونٌ. (Msb.) b4: The أَصْل [app. here meaning stock] of a grape-vine: (K:) or a grape-vine itself, in the dial. of El-Yemen; (T, TA;) so called as being imagined to be the receptacle of the grapes: (Er-Rághib, TA:) or a species of grape: (ISd, K:) or the skin of the grape, in which is the juice: (IAar, TA:) or a climbing shoot of a grape-vine: (AHn, TA:) or the shoots of the grape-vine: (T, S, M, K:) n. un. with ة: (T S, M:) or, accord. to IAar, جَفْنَةٌ is syn. with كرعة [app. a mistranscription for كَرْمَةٌ a single grape-vine]: or, accord. to some, as ISd says, the leaves of the grape-vine. (TA.) [Hence,] مَآءُ الجَفْنِ The juice of the vine; (A, TA;) wine: (TA:) [or it may originally mean tears; then, rain; and then, wine: for] wine is also called مَآءُ السَّحَابِ: and جَفْنُ المَآءِ means the clouds. (TA.) b5: A kind of tree, of sweet odour. (AHn, K.) b6: A certain plant, of the kind called أَحْرَار, that grows in a spreading manner, and, when it dries up, contracts; having grains like the حُلْبَة [or fenugreek]. (AHn, TA.) جِفْنٌ: see جَفْنٌ.

جَفْنَةٌ A [bowl of the kind called] قَصْعَة: (K:) or like a قصعة: (S:) the largest kind of قصعة; (Ks, S in art. صحف, M;) next to which is the قصعة [properly so called], which satisfies the hunger of ten [men]; then, the صَحْفَة, which satisfies five; then, the مِئْكَلَة, which satisfies two men, and three; then, the صُحَيْفَة, which satisfies one man: (Ks, S in art. صحف:) it is peculiarly applied to a receptacle for kinds of food: (Er-Rághib, TA:) pl. [of mult.] جَفَانٌ (S, Msb, K) and جِفَنٌ (Sb, TA) and (of pauc., TA) جَفَنَاتٌ (S, Msb, K.) [Hence,] كُفِئَتْ جَفْنَتُهُ [His bowl was turned upside-down; meaning] (tropical:) he was slain; a phrase similar to هُرِيقَ رِفْدُهُ. (A in art. رفد.) b2: (assumed tropical:) A small well; (K;) as being likened to the جفنة for food. (Er- Rághib, TA.) b3: (tropical:) A generous man: (K:) جَفْنَةٌ غَرَّآءُ is an appellation applied to a generous man who entertains many guests and feeds many: (IAar, TA:) he is called جفنة because people are fed in the جفنة, and the epithet غرّآء is added because of the whiteness of the camel's hump in the جفنة. (TA.) b4: Also i. q. خَمْرَةٌ [meaning Some wine, or a kind of wine: see also مَآءُ الجَفْنِ, voce جَفْنٌ]. (IAar, TA.)
جفن
: (الجَفْنُ: غِطاءُ العَيْنِ مِن أَعْلَى وأَسْفَل، ج أَجْفُنٌ) ، بضمِّ الفاءِ، (وأَجْفانٌ وجُفُونٌ) .
(قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ومِن أَبْدَــع الجِنَاسِ وأَلْطَفِهِ مَا أَنْشَدَنِيه شيْخُنا الإمامُ محمدُ بنُ الشَّاذليِّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى:
أَجْفانُهم نَفَتِ الغرارَ كَمَا انْتَفَى ماضِي الغرار بهم مِن الأَجْفانِالغرارُ الأوَّل: النَّوْم، وَالثَّانِي: حَدُّ السَّيْف؛ وأَجْفان الأوَّل: أَجْفانُ العَيْنِ، وَالثَّانِي: الأَغْماد.
(و) الجَفْنُ: (غِمْدُ السَّيْفِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ؛ (ويُكْسَرُ) .
(وَفِي المُحْكَمِ: وَقد حُكِيَ بالكسْرِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّته.
(و) الجَفْنُ: (أَصْلُ الكَرْمِ) ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ؛ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلب:
سُقَيَّةُ بينَ أَنْهارٍ عِذابٍ وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِويقالُ: نَفْس الكَرْمِ بلُغَةِ أَهْلِ اليمنِ؛ كَذَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقالَ الرَّاغبُ: وسُمِّي الكَرْمُ جَفْناً تَصوّراً أنَّه وعاءٌ للعِنَبِ.
وَفِي الأَساسِ: شَرِبوا ماءَ الجَفْنِ، أَي الكَرْمِ.
(أَو قُضْبانُهُ) ، الواحِدَةُ جَفْنَةٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتهْذِيبِ والمُحْكَمِ.
(أَو ضَرْبٌ مِن العِنَبِ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(و) الجَفْنُ: (ظَلْفُ النَّفْسِ من المَدانِسِ) .) يقالُ: جَفَنَ نفْسَه عَن الشيءِ، أَي ظَلَفَها؛ قالَ:
جَمَعَ مالَ اللَّهِ فِينا وجَفَنْنفْساً عَن الدُّنيا وللدُّنيا زِيَنْقالَ الأَصْمَعيُّ: وقالَ أَبو زَيْدٍ: لَا أَعْرِفُ الجَفْنَ بمعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ.
(و) الجَفْنُ: (شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ) ؛) عَن أَبي حَنيفَةَ، وَبِه فَسَّرَ بَيْتَ الأَخْطَل يَصِفُ خابِيَةَ خَمْر:
آلَتْ إِلَى النّصْف من كَلْفاءَ أَتْأَقَهاعِلْجٌ وكتَّمَها بالجَفْنِ والغَارِقالَ: وَهَذَا الجَفْنُ غَيْر الجَفْنِ مِن الكَرْم، ذاكَ مَا ارْتَقَى مِن الحَبَلةِ فِي الشَّجَرةِ فيُسَمَّى الجَفْن لتجفُّنِه فِيهَا.
(و) جَفْنٌ: (ع بالطَّائِفِ) .
(وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بالطائِفِ، وضَبَطَه بضمِّ الجِيمِ.
وأَمَّا الجَوْهرِيُّ، فقالَ: الجَفْنُ اسْمُ مَوْضِعٍ، وضَبَطَه بالفتْحِ.
(و) مِن المجازِ: قَوْلُهم: أَنْتَ (الجَفْنَةُ) الغَرَّاءُ، يَعْنُونَ (الرَّجُلَ الكَرِيمَ) المضْيافَ للطَّعامِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
قُلْتُ: وَقد جاءَ ذلِكَ فِي حدِيْثِ عبدِ اللَّهِ بنِ الشَّخير.
وإنَّما يُسَمّونَه جَفْنَة لأَنَّه يُطْعِم فِيهَا، وجَعَلُوها غَرَّاء لمَا فِيهَا مِن وضحِ السَّنامِ.
(و) الجَفْنَةُ: (البِئْرُ الصَّغيرَةُ) تَشْبِيهاً بجَفْنَةِ الطَّعامِ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
(و) الجَفْنَةُ: (القَصْعَةُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: كالقَصْعَةِ.
وَفِي المُحْكَم: أَعْظَمُ مَا يكونُ مِن القِصَاعِ.
قالَ الرَّاغِبُ: خُصَّت بوعاءِ الأَطْعِمَةِ؛ (ج جِفانٌ) ، بالكسْرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {وجِفان كالجوابى} .
(و) يُجْمَعُ فِي العَدَدِ، على (جَفَناتٍ) ، بالتَّحْريكِ، لأَنَّ ثَانِي فَعْلَةٍ يُحَرَّكُ فِي الجَمْعِ إِذا كانَ اسْماً، إلاَّ أَنْ يكونَ واواً أَو يَاء فيَبْقى على سكونِه حينَئِذٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وقالَ حَسَّان:
لنا الجَفَناتُ الغَرُّ تَلْمَعُ بالضّحى (و) جَفْنَةُ: (قَبيلَةٌ باليمنِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: مِن الأَزْدِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: آلُ جَفْنَةَ: مُلوكٌ مِن اليمنِ كَانُوا يَسْتَوْطِنون الشَّام، وَفِيهِمْ يقولُ حَسَّان، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ:
أَوْلادِ جَفْنَةَ عندَ قَبْرِ أَبِيهِمُقَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَلِوأَرادَ بقَوْلِه: عندَ قَبْر أَبِيهم أَنَّهم فِي مَساكِنِ آبائِهم ورِباعِهِم الَّتِي ورِثُوها عَنْهُم.
قُلْت: وهم بَنُو جَفْنَةَ بنِ عَمْرٍ ومِن بَقايا أَخِي ثَعْلَبَة العتقاء جَدّ الأَنْصارِ، واسْمُ جَفْنَةَ علبة، وَقد أَعْقَب مِن ثَلاثه أَفْخاذ: كَعْب ورفاعَةَ والحارِثِ.
(وجَفَنَ النَّاقَةَ) يَجْفنُها جفناً: (نَحَرَها وأَطْعَمَ لَحْمَها) الناسَ (فِي الجِفانِ) ؛) وَمِنْه حدِيْثُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (أَنَّه انْكَسَرتْ قلوصٌ مِن نَعَمِ الصَّدَقَةِ فجَفَنَها) .
(وجَفَّنَ تَجْفِيناً وأَجْفَنَ: جامَعَ كَثيراً) .
(قالَ أَعْرابيٌّ: أَضْواني دَوامُ التَّجْفِينِ.
(و) فِي المَثَلِ: (عِندَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ) ، كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كتابِ الأَمثالِ عَن الأَصْمَعيّ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: (هُوَ اسْمُ خَمَّارٍ، وَلَا تَقُلْ جُهَيْنَةَ) ، بالهاءِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو قد يقالُ:) كَمَا هُوَ المَشْهورُ على الأَلْسِنَةِ. قالَ الجَوْهرِيُّ: ورَوَاهُ هِشامُ بنُ محمدٍ الكلْبيُّ هَكَذَا، وَكَانَ أَبو عبيدَةَ يَرْوِيه بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا سَيَأْتي، وَكَانَ مِن حدِيثِه على مَا أَخْبَر بِهِ ابنُ الكلْبَي، (لأَنَّ حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو بنِ مُعاوِيَةَ بنِ عمرِو بنِ كِلابٍ خَرَجَ ومَعَه رَجُلٌ من بنِي جُهَيْنَةَ يُقالُ لَهُ الأَخْنَسُ، فَنَزَلا مَنْزِلاً، فقامَ الجُهنِيُّ إِلَى الكِلابيِّ) وَكَانَا فاتِكَيْنِ (فَقَتَلَهُ وأَخَذَ مالَهُ، وكانَتْ صَخْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: صَخْرَةُ بنْتُ مُعاوِيَةَ وَلعلَّه نَسَبَها إِلَى جَدِّها، (تَبْكيهِ فِي المَواسِم، فقالَ الأَخْنَسُ:
(تُسائِلُ عَن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ وعِندَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ) قالَ ابنُ بَرِّي: وَكَانَ ابنُ الكلْبي بِهَذَا النَّوعِ مِن العلْمِ أَكْثَر مِن الأَصْمَعيّ.
ويُرْوَى:
تُسائِلُ عَن أَخِيها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الجِفَنُ، كعِنَبٍ: جَمْعُ الجَفْنَة للقَصْعَةِ، ومَثَّله سِيْبَوَيْه بهَضْبةٍ وهِضَبٍ.
والجَفْنَةُ: الكَرْمَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقيلَ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
والجَفْنُ: نَبْتةٌ مِن الأَحْرارِ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحةٌ، فَإِذا يَبِسَتْ تقبَّضَتْ فاجْتَمَعَتْ، وَلها حبٌّ كأَنّه الحُلْبَةُ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ.
وجَفَنَ الكَرْمُ وتَجَفَّنَ: صارَ لَهُ أَصْلٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الجَفْنُ: قِشْرُ العِنَبِ الَّذِي فِيهِ الماءُ، ويُسمَّى الخَمْرُ ماءَ الجَفْنِ، والسَّحابُ جَفْنَ الماءِ، قالَ يَصِفُ رِيقَة امْرأَةٍ وشَبَّهها بالخَمْرِ: تُحْسي الضَّجيعَ ماءَ جَفْنٍ شابَهُصَبيحَةَ البارِقِ مَثْلوجَ ثَلِجأَرادَ بماءِ الجَفْنِ الخَمْرَ.
وجفَّنُوا: صَنَعُوا جِفاناً.
وتَجَفَّنَ: انْتَسَبَ إِلَى جَفْنَةَ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: لُبُّ الخُبْزِ مَا بينَ جَفْنَيْه.
وجَفْنا الرَّغيفِ: وَجْهاه مِن فَوْق ومِن تَحْت.
والجَفْنَةُ: الخَمْرَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ومجفنةُ بنُ النُّعْمان العتكيُّ شاعِرُ الأَزْدِ مُخَضْرَمٌ، ذَكَرَه وثيمة.
جفن: {جفان}: قصاع كبار، واحدتها جفنة.
[جفن] فيه: قيل له: أنت "الجفنة" الغراء، كانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، والغراء البيضاء أي أنها مملوءة بالشحم والدهن. ومنه ح: ناد يا "جفنة" الركب، أي تطعمهم وتشبعهم، أو أراد يا صاحب جفنة الركب. ش: هو بفتح جيم، والركب جمع راكب. ن: أي من كان عنده جفنة بهذه الصفة ليحضرها. ط: اغتسل في "جفنة" أي قصعة كبيرة. وشق "جفنه" يبين في شين. وفيه: انكسر قلوص من إبل الصدقة "فجفنها" أي اتخذ منها طعاماً في جفنة وجمع الناس عليها. وسلوا سيوفكم من "جفونها" أي أغمادها، جمع جفن. ن: كسر "جفن" سيفه، بفتح جيم وسكون فاء وبنون غمده.
جفن
جَفْن/ جِفْن [مفرد]: ج أجفان وأجْفُن وجُفون: غطاء العين من أعلاها وأسفلها، مذكّر ولا يؤنّث "فتَّح أجفانه على صوت أبيه- إنّه لشديد جفن العين [مثل]: يُضرَب لمن يقوَى على السّهر، أو مَن كان صبورًا على النعاس لا يغلبه النوم" ° أثقل الكرى أجفانَه/ أطبق الكرى أجفانَه: غلَبه النُّعاس- جفنا الرغيفِ: وجهاه- جفن السَّيف: غمده- لا يَغْمَض له جَفْنٌ: لا ينام- نام ملءَ جَفْنَيه: نام ملءَ عينيه، كان خاليًا من الهمّ- ندَّ النَّومُ عن أجفاني: ابتعد النَّومُ عنّي. 

جَفْنَة [مفرد]: ج جَفَنات وجَفْنات وجِفان وجِفَن:
1 - وعاءٌ للطَّعام من خَزَفٍ ونحوه، قَصْعة كبيرة "ادع إلى طِعانك مَنْ تدعو إلى جِفانك [مثل]: استعمل في حوائجك مَنْ تخصُّه بمعروفك".
2 - بئر صغيرة " {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} ". 

جفن: الجَفْنُ: جَفْنُ العَين، وفي المحكم: الجَفْنُ غطاءُ العين من

أَعلى وأَسفل، والجمع أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ. والجَفْنُ: عمْدُ السيف.

وجَفْنُ السيف: غِمده؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:

نَجا سالمٌ، والنفسُ منه بشِدْقِه،

ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا.

نصبَ جَفْنَ سيف على الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا ولم يَنْجُ؛ قال

ابن سيده: وعندي أَنه أَراد ولم ينج إلا بجفن سيف، ثم حذَف وأَُوْصَل، وقد

حكي بالكسر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُه، وفي حديث الخوارج:

سُلُّوا سيوفكم من جُفونها؛ قال: جفونُ السيوف أَغمادُها، واحدها جَفْنٌ، وقد

تكرر في الحديث. والجَفْنة: معروفة، أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع، والجمع

جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عن سيبويه، كهَضْبةٍ وهِضَب، والعدد جفَنات، بالتحريك،

لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك في الجمع إذا كان اسماً، إلا أَن يكون ياءً

أَو واواً فيُسَكَّنُ حينئذ. وفي الصحاح: الجَفْنة كالقَصْعة. وجَفَنَ

الجَزورَ: اتخذ منها طعاماً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه انكسَرتْ

قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها، وهو من ذلك لأَنه يمْلأُ منها

الجِفانَ، وقيل: معنى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها واتخذ منها طعاماً وجعل

لَحمها في الجفان ودعا عليها الناسَ حتى أَكلوها. والجَفْنة: ضرْبٌ من العنب.

والجَفْنة: الكَرْم، وقيل: الأَصلُ من أُصول الكَرْم، وقيل: قضيب من

قُضْبانه، وقيل: ورَقُه، والجمع من ذلك جَفْنٌ؛ قال الأَخطل يصف خابية خمر:

آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أَتْأَقها

عِلْجٌ، وكتَّمَها بالجَفْنِ والغار.

وقيل: الجَفْن اسمٌ مفرد، وهو أَصل الكَرْم، وقيل: الجَفْن نفس الكرم

بلغة أَهل اليمن، وفي الصحاح: قُضْبان الكَرْم؛ وقول النمر بن تولب:

سُقَيَّةُ بين أَنْهارٍ عِذابٍ،

وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ.

أَراد: وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. والجَفْنُ

(* قوله «والجفن» لعله أو

الجفن). ههنا: الكَرْمُ وأَضافه إلى نفسه. وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن: صار له

أَصلٌ. ابن الأَعرابي: الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذي فيه الماء، ويسمى الخمر

ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الماء؛ وقال الشاعر يصف ريقَ امرأَةٍ

وشبَّهه بالخمر:

تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه،

صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج.

قال الأَزهري: أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ. والجَفْنُ: أَصلُ العنبِ

شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابن الأَعرابي: الجَفْنةُ الكَرْمة،

والجَفْنةُ الخمرةُ. وقال اللحياني: لُبُّ الخُبْزِ ما بين جَفْنَيه. وجَفْنا

الرغيفِ: وَجْهاه من فوق ومن تحت. والجَفْنُ: شجرٌ طَيِّبُ الريح؛ عن أَبي

حنيفة، وبه فسر بيت الأَخطل المتقدم. قال: وهذا الجَفْنُ غير الجَفْنِ من

الكَرْمِ، ذلك ما ارْتَقى من الحَبَلة في الشجرة فسُمِّيت الجَفْنَ

لتجفُّنِه فيها، والجَفْنُ أَيضاً

من الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطَّحة، وإذا يَبِسَتْ تقبَّضَت

واجتمعت، ولها حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإكامُ، وهي تبقى

سِنين يابسة، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قال: وقال بعض

الأَعراب: هي صُلْبة صغيرة مثل العَيْشوم، ولها عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار،

وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها في غَلْظِ الأَرض، وهي أَسْرَعُ البَقْلِ

نباتاً إذا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً. وجَفَنَ نفسَه عن الشيء:

ظَلَفَها؛ قال:

وَفَّرَ مالَ اللهِ فينا، وجَفَنْ

نفْساً عن الدُّنيا، وللدنيا زِيَنْ.

قال الأَصمعي: الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشيء الدنيء. يقال: جَفَنَ

الرجلُ نفسَه عن كذا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها. وقال أَبو سعيد: لا أَعرف

الجَفْنَ بمعنى ظَلْفِ النفس. والتَّجْفينُ: كثرةُ الجماع. قال: وقال

أَعرابي: أَضْواني دوامُ التجفينِ. وأَجْفَنَ إذا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد

أَحمد البُسْتيّ:

يا رُبَّ شَيخ فيهم عِنِّينْ

عن الطِّعانِ وعن التَّجفينْ.

قال أَحمد في قوله وعن التَّجْفين: هو الجِفانُ التي يطعم فيها. قال

أَبو منصور: والتَّجْفين في هذا البيت من الجِفانِ والإطعام فيها خطأٌ في هذ

الموضع، إنما التَّجفينُ ههنا كثرةُ الجماع، قال: رواه أَبو العباس عن

ابن الأَعرابي. والجَفْنةُ: الرجلُ الكريم. وفي الحديث: أَنه قيل له أَنت

كذا وأَنتَ كذا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء؛ كانت العربُ تدعو السيدَ

المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم الناسَ فيها، فسُمِّيَ باسمها،

والغَرّاء: البيضاء أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بالشحم والدُّهْن. وفي حديث أَبي

قتادة: نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ أَي الذي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم،

وقيل: أَراد يا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأَن

الجَفْنةَ لا تُنادى ولا تُجيبُ. وجَفْنةُ: قبيلةٌ من الأَزْد، وفي الصحاح:

قبيلةٌ من اليمن. وآلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ

من أَهل اليمن كانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وفيهم يقول حَسَّن بن ثابت:

أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ،

قَبْر ابن مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل.

وأَراد بقوله عند قبر أَبيهم أَنهم في مساكن آبائهم ورِباعِهم التي

كانوا ورِثُوها عنهم. وجُفَيْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. وفي المثل: عند جُفَيْنةَ

الخبرُ اليقين؛ كذا رواه أَبو عبيد وابن السكيت. قال ابن السكيت: ولا تقُل

جُهَيْنة، وقال أَبو عبيد في كتاب الأَمثال: هذا قول الأَصمعي، وأَما

هشام ابن محمد الكلبي فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وكان من حديثه: أَن

حُصَيْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاوية بن عمرو ابن كلاب خرج ومعه رجلٌ من جُهَيْنةَ

يقال له الأَخْنَسُ، فنزَلا منزلاً، فقام الجُهَنِيُّ إلى الكلابيِّ وكانا

فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وكانت صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ معاوية

تَبْكِيه في المَواسِم، فقال الأَخْنس:

كصَخْرةَ إذ تُسائل في مراح

وفي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ

(* قوله «وفي جرم» كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي

جرم).

تُسائلُ عن حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ،

وعند جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ.

قال ابن بري: رواه أَبو سهل عن خصيل، وكان ابنُ الكلبي بهذا النوع من

العلم أَكبرَ من الأَصمعي؛ قال ابن بري: صخرةُ أُخْتُه، قال: وهي صُخَيرة

بالتصغير أَكثرُ، ومراح: حيّ من قضاعة، وكان أَبو عبيد يرويه حُفَيْنة،

بالحاء غير معجمة؛ قال ابن خالويه: ليس أَحد من العلماء يقول وعند حُفَيْنة

بالحاء إلا أَبو عبيد، وسائرُ الناس يقول جُفَيْنة وجُهَيْنة، قال:

والأَكثرُ على جُفَيْنة؛ قال: وكان من حديث جُفَيْنة فيما حدَّث به أَبو عمر

الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: كان يهوديٌّ من أَهل تَيْماءَ

خمَّار يقال له جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وكان لبني سَهْمٍ

جارٌ يهوديٌّ خمَّار أََيضاً يقال له غُصَين، وكان رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى

جُفَيْنة فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلاً عنده فقتلَه وخَفِيَ

أَمرُه، وكانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت يوماً على غُصَيْن وعنده أَخوها، وهو

أَخو المقتول، فسأَلته عن أَخيها على عادتها، فقال غُصَين:

تُسائل عن أَخيها كلَّ رَكْب،

وعند جُفينةَ الخبرُ اليقينُ.

فلما سمع أَخوها وكان غُصَيْنٌ لا يدْرِي أَنه أَخوها ذهب على جُفَيْنة

فسأَله عنه فناكَره فقَتله، ثم إن بني صِرْمة شَدُّوا على غُصَين فقتلوه

لأَنه كان سببَ قَتْل جُفَينة، ومضى قومُه إلى حُصين بن الحُمام فشَكَوْا

إليه ذلك فقال: قتلتم يهوديَّنا وجارَنا فقتلنا يهوديَّكم وجارَكم،

فأَبَوْا ووقع بينهم قتالٌ شديد. والجَفَنُ: اسمُ موضعٍ.

مأي

م أ ي

أمات الدراهم. وفت مائةً، وأمأيتها أنا. ومأيت الجلد فتمأّى: مددته ليتسع، ومنه: استقاق المائة: لأنها عدد ممتد. ومأيت بينهم: أفسدت. ورجل مأة، وامرأة مآءة. قال:

ومأى بينهم أخو نكرات ... لم يزل ذا نميمة مآء
(م أ ي) : عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَتَبَ إلَى سَعْدٍ " لَا تُخْصِيَنَّ فَرَسًا وَلَا تُجْرِيَنَّ فَرَسًا مِنْ الْمِائَتَيْنِ " قَالَ يَعْنِي الْأَبْوَاعَ وَالْأَذْرُعَ إذَا كَانَ لِلتَّلَهِّي وَيُرْوَى مِنْ مَأْتَيْنِ قَالَ الْحَلْوَائِيُّ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ وَالْمَعْنَى لَا تُجَاوِزْ بِهِ هَذَا الْمَوْضِعَ وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ.
م أ ي: (مِائَةٌ) مِنَ الْعَدَدِ وَالْجَمْعُ (مِئُونَ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَبَعْضُهُمْ يَضُمُّهَا. وَ (مِئَاتٌ) أَيْضًا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ: ثَلَاثُمِائَةٍ وَحَقُّهُ أَنْ يَقُولُوا: ثَلَاثُ مِئِينَ وَمِئَاتٍ كَثَلَاثَةِ آلَافٍ لِأَنَّ مُمَيِّزَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ يَكُونُ جَمْعًا نَحْوَ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ وَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَلَكِنَّهُمْ شَبَّهُوهُ بِأَحَدَ عَشَرَ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ. وَ (أَمْأَى) الْقَوْمُ صَارُوا مِائَةً، وَ (أَمْئَاهُمْ) غَيْرُهُمْ أَيْضًا يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. 
مأي
مِئَة [مفرد]: ج مِئُون ومِئات: مِائَة، عدد يساوي عشر عشرات، وهو عدد أصليّ بعد تسعة وتسعين "حضر الحفلَ مِائةُ مَدْعُوٍّ- حصدت الحربُ مئات الأرواح" ° مئة بالمئة/ مئة في المئة: كامل، تامّ، صِرْف. 

مِئَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِئَة: بالغ مائة/ مِائة سنة "الذكرى المئويّة لوفاة الشاعر- عيد مئويّ: يُقام كلّ مائة/ مئة عام- رجلٌ مئويّ" ° مقياس مئويّ: مقسّم إلى مائة جزء.
• النِّسبة المئويَّة: (جب) مقدار الشَّيء منسوبًا إلى مائة.
• الرُّتْبة المئويَّة: (جب) الدلالة على موقع قيمة في مجموعة من القيم مرتَّبة حسب مقدارها، وذلك بواسطة النِّسبة المئويَّة للقيم. 
مأ ي
مِائَة [مفرد]: ج مِئُون ومِئات: مِئَة، عدد يساوي عشر عشرات، وهو عدد أصليّ بعد تسعة وتسعين " {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} ". م ا
4692 - م ا
ما [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي، وقد يكون ناسخا عاملا عمل ليس، يدخل على الجملة الاسميَّة والفعليَّة "ما عمِل
 واجبَه- {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} - {مَا هَذَا بَشَرًا} ".
2 - حرف مصدريّ، يؤوَّل مع ما بعده بمصدر وقد يكون مصدريًّا بمعنى (أنْ) " {وَمَا يَشَاءُونَ إلاَّ مَا يَشَاءُ اللهُ} [ق]: إلاّ أنْ يشاء الله- {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ".
3 - حرف مصدريّ ظرفيّ " {°وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}: مدّة دوامي حيًّا".
4 - حرف كافٌّ، أي: مانع من العمل يتّصل غالبا بـ (إنَّ {وأخواتها فيكفَّها عن العمل ويكتب متّصلاً بها، كما يتَّصل بـ} رُبَّ) فيكفّها عن الجرّ ويليها الفعل، كما يتَّصل بالأفعال (شَدّ، قلّ، كثُر، خال، قَصُر) فيكفها عن طلب الفاعل "قلّما تزورني- {إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} ".
5 - حرف زائد للتوكيد، يأتي بين الجار والمجرور وبعد (حيث وإذا وإذ وإنْ وأيّ ومتى وأين وكيف وقليلاً وكثيرًا وشتَّان) "شتّان ما بيني وبينك- {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} - {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} - {قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} ".
6 - اسم موصول للعاقل وغيره " {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} ".
7 - اسم استفهام، وتحذف ألفه إذا سُبِق بحرف جرّ "لا أعرف ما إذا كان ذلك صوابا أم لا؟ - {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} ".
8 - اسم شرط جازم " {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} ".
9 - تعجبيَّة وهى نكرة تامَّة بمعنى شيء " {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} " ° لا أعرف ما إذا كنت راضيًا أم لا.
10 - نكرة مبهمة المعنى بمعنى شيء "يومًا ما: يوما من الأيّام- {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} - {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} ".
11 - موصوفة، وهي نكرة تقدّر بشيء وتحتاج إلى صفة. 
[م أي] مَأَيْتُ في الشَّيءِ أَمْأَى مَأْيًا بالَغْتُ وتَعَمَّقْتُ ومَأَى الشَّجَرُ مَأْيًا طَلَعَ وقيلَ أَوْرَقَ ومَأَيتُ السِّقاءَ مَأْيًا إذا مَدَدْتَهُ حتى يَتَّسِعَ وتَمَأَى توسَّع وتَمأَتِ الدَّلْوُ كذلك وقيلَ تَمَئِّيها امتِدادُها ومَأَى بَيْنَ القَومِ مَأْيًا أفسَدَ ونَمَّ وامرَأَةٌ ماءَةٌ على مِثالِ ماعَةٍ نَمَّامَةٌ مَقْلُوبٌ وقياسُه مَآةٌ على مِثالِ مَعَاةٍ والمِائَةُ عَدَدٌ مَعْرُوفٌ وهي من الأسماءِ المَوْصُوفِ بها حَكَى سِيبَوَيْهِ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِائَةٍ إِبلُهُ قال والرَّفْعُ الوَجْهُ والجَمعُ مِئاتٌ ومِئونَ ومِيءٌ وأنكَرَ سِيبوَيهِ هذه الأخِيرَةَ قال لأنَّ بناتِ الحرفينِ لا يُفْعَلُ بها ذلكَ يعني أنّهم لا يَجْمَعُونَ عَلَيها مَا قد ذَهَبَ منها في الإِفْرادِ ثم حَذْفَ الهاءِ في الجَمْع لأنَّ ذلِكَ إجْحَافٌ في الاسمِ وإنَّما هُو عندَ أبي عليٍّ المِئيُّ وقَولُهُ

(وحَاتِمُ الطَّائِيُّ وهَّابُ المِئِيْ ... )

إنَّما أراد المِئِيّ فخَفَّفَ كما قالَ

(أَلَم تَكُنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلِيْ ... )

(إِنَّ مَطَايَاكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِيْ ... )

ومَثلُهُ قَولُ الآخَرَ

(وَمَا زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عَبَاءَةٍ ... وخَمْسِمِيءٍ منها قَسِيٌّ وزَائِفُ)

أراد مِئِيٍّ فُعُولٌ كحِلْيَةٍ وحُلِيٍّ فَحذَفَ ولا يجوزُ أن يريدَ مِئِينَ فَيحْذِفَ النَّونَ لو أرادَ ذلكَ لكانَ مِئِيْ بياءٍ وأَمَّا في غَيْرِ مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ فَمِيء مِنْ خَمْسِميئٍ جَمْعُ مائَةٍ كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ وهذا ليسَ بقَويٍّ لأنه لا يُقالُ خَمْسُ تَمْرٍ يُرادُ به خَمْسُ تَمراتٍ وأيْضًا فإنَّ بناتِ الحَرْفَينِ لا تُجْمَعُ هذا الجَمْعَ أَعْنِي الجَمْعَ الذي لا يُفَارِقُ واحِدَهُ إلاّ بالهاءِ وقولُهُ

(وكانَ حامِلُكُم مِنَّا ورافِدُكُم ... وَحَامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والآفِ) إنما أرادَ المِئِينَ فَحَذَفَ الهَمْزَةَ وأرادَ الآلافَ فحذفَ اللامَ ضرورَةً وحكى أبو الحَسنِ رأيتُ مِئْيًا في معنى مائَةٍ حكاه عنهُ ابن جِنِّي قال وهذِه دِلالَةٌ قاِطَعةٌ على كَوْنِ اللامِ ياءً قالَ ورَأَيْتُ ابنَ الأَعْرابِي قد ذَهَبَ إلى ذلك فقال في بَعْضِ أمَاليهِ إنَّ أَصْلَ مَائِةٍ مِئْيَةٌ فذكرتُ ذلك لأبِي عَليٍّ فَعَجِبَ منه أن يكونَ ابنُ الأَعْرابِيّ يَنْظُرُ من هذِه الصِّنَاعَةِ في مثلِهِ وقالُوا ثَلَثُمِائَةٍ فأَضافوا أَدْنَى العَدَدِ إلى الواحِدِ لدِلالَتِهِ على الجَمْعِ كما قالَ

(في حَلْقِكُم عَظْمٌ ... )

وقد يُقالُ ثَلاثُ مِئَاتٍ وَمِئِينَ والإفرادُ أَكْثَرُ على شُذُوذِه والإِضافَةُ إلى مائَةٍ في قولِ سِيبَوَيهِ ويُونُسَ جَمِيعًا فِيمَنْ رَدَّ اللامَ مِئَوِيٌّ كَمِعَوِيٍّ ووجْهُ ذلك أنّ مِائَةً أصْلُها عند الجماعة مِئْيَةٌ ساكِنَةُ العَيْنِ فلما حُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفًا جاوَرَتِ العَيْنُ تَاءَ التَّأنِيثِ فانفَتَحَتْ على العادَةِ والعُرْفِ فقِيل مِائَةٌ فإذا رَدَدْتَ اللامَ فَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أن تُقَرَّ العَيْنُ بحَالِها مُتَحرِّكَةً وقد كانَتْ قَبْلَ الرَّدِّ مَفْتُوحةً فَتَنْقلِبُ لها اللامُ ألِفًا فيَصِيرُ تَقْدِيرُها مِئًى كَثِنًى فإذا أَضَفْتَ إليها أَبْدَــلْتَ الأَلِفَ واوًا فَقُلْتَ مِئَوِيٌّ كثِنَوِيٍّ وأما مَذْهَبُ يُونُسَ فإنه كانَ إذا نَسَبَ إلى فَعْلَةٍ أو فِعْلَةٍ ممَّا لامُهُ ياءٌ أَجْرَاهُ مُجْرَى ما أَصْلُهُ فَعِلَةٌ أو فِعِلَةٌ فيقولُ في الإِضافَةِ إلى ظَبْيَةٍ ظَبْوِيٌّ ويَحْتَجُّ بقَولِ العَرَبِ في النَّسَبِ إلى بِطْيَةٍ بِطَوِيٌّ وإلى زِنْيَةٍ زِنَوِيٌّ فقياسُ هذا أن يُجرِي مِائَةًة وإن كانَتْ فِعْلَةً مُجْرَى فِعِلَةٍ فيقولُ فيها مِئَوِيٌّ فيتَّفِقُ اللَّفْظَانِ من أصْلَينِ مُخْتَلِفَينِ وأَمْأَتِ الدَّرِاهِمُ والإِبلُ وسائرُ الأَنْواعِ صارَتْ مِائَةً وأَمْأيْتُها جَعَلْتُها مِائَةً وشَارَطْتُه مماءاةً أي على مِائَةٍ عن ابنِ الأَعْرابي كقولِكَ شَارَطْتُه مُؤَالَفَةً

مأي: مَأَيْتُ في الشيء أَمْأَى مَأْياً: بالغتُ. ومأَى الشجرُ مَأْياً:

طَلَع، وقيل: أَوْرَقَ. ومَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأْواً

ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه ومددته حتى يتسع. وتَمَأّى

الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئيّاً تَوَسَّع، وتَمَأَّتِ الدلوُ كذلك، وقيل:

تَمَئيِّها امتدادها، وكذلك الوعاء، تقول: تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فهو

يَتَمأَّى تَمَئيِّاً وتَمَؤُّواً، وإِذا مددتَه فاتَّسع، وهو

تَفَعُّل؛وقال:

دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ،

أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ،

بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ،

إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ،

فلا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ

وقال الليث: المَأْيُ النَّمِيمة بين القوم. مأَيْتُ بين القوم: أَفسدت.

وقال الليث: مَأَوْتُ بينهم إِذا ضربت بعضهم ببعض، ومَأَيتُ إِذا

دَبَبْتَ بينهم بالنميمة؛ وأَنشد:

ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ

لمْ يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأْآأَا

وامرأَة مَأْآءَةٌ: نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ، ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى.

قال ابن سيده: ومَأَى بين القوم مَأْيّاً أَفسَدَ ونَمَّ. الجوهري: مَأَى

ما بينهم مَأْياً أَي أَفسد؛ قال العجاج:

ويَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ،

بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ

والدَّحْسُ والمَأْسُ: الفساد. وقد تَمَأّى ما بينهم أَي فسد. وتَمَأْى

فيهم الشَّر: فَشا واتَّسع. وامرأَة ماءةٌ، على مثل ماعةٍ: نَمَّامَةٌ

مقلوب، وقياسه مآةٌ على مِثال مَعاةٍ.

وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً

(* قوله« وماء السنور يموء مواء» كذا

في الأصل وهو من المهموز، وعبارة القاموس: مؤاء بهمزتين.) ومأَتِ

السنورُ كذلك إِذا صاحت، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء؛ وقال غيره: ماء السنورُ

يَمْوءُ كَمَأَى. أَبو عمرو: أَمْوَى إِذا صاح صِياحَ السنورِ.

والمِائةُ: عدد معروف، وهي من الأَسماء الموصوف بها، حكى سيبويه: مررت

برجُلٍ مائةٍ إِبلُه، قال: والرفع الوجه، والجمع مِئاتٌ ومئُونَ على وزن

مِعُونَ، ومِئٌ مثال مِعٍ، وأَنكر سيبويه هذه الأَخيرة، قال: لأَن بنات

الحرفين لا يُفعل بها كذا، يعني أَنهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في

الإِفراد ثم حذفَ الهاء في الجمع، لأَن ذلك إِجحاف في الاسم وإِنما هو

عند أَبي علي المِئِيُّ. الجوهري في المائة من العدد: أَصلها مِئًي مثل

مِعًى، والهاء عوض من الياء، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُون، بكسر

الميم، وبعضهم يقول مُؤُونَ، بالضم؛ قال الأَخفش: ولو قلت مِئاتٌ مثل مِعاتٍ

لكان جائزاً؛ قال ابن بري: أَصلها مِئْيٌ. قال أَبو الحسن: سمعت مِئْياً

في معنى مِائةٍ عن العرب، ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضِيّ الدِّين

الشاطبي اللغوي رحمه الله قال: أَصلها مِئْيةٌ، قال أَبو الحسن: سمعت مِئْيةً

في معنى مِائةٍ، قال: كذا حكاه الثمانيني في التصريف، قال: وبعض العرب

يقول مائة درهم، يشمون شيئاً من الرفع في الدال ولا يبينون، وذلك الإِخفاء،

قال ابن بري: يريد مائة درهم بإدغام التاء في الدال من درهم ويبقى

الإِشمام على حدّ قوله تعالى: ما لك لا تَأْمَنَّا؛ وقول امرأَة من بني

عُقَيْل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن، وقال أَبو زيد إِنه للعامرِيَّة:

حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلي،

وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي،

ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي

يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني

هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَكي

قال ابن سيده: أَراد المِئِيَّ فخفف كما قال الآخر:

أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي

إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي

ومثله قول مُزَرِّد:

وما زَوّدُوني غير سَحْقِ عَباءةٍ،

وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ

(* قوله« عباءة» في الصحاح: عمامة.)

قال الجوهري: هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان. وحكي عن يونس: أَنه جمع

بطرح الهاء مثل تمرة وتمر، قال: وهذا غير مستقيم لأَنه لو أَراد ذلك لقال

مِئًى مثل مِعًى، كما قالوا في جمع لِثةٍ لِثًى، وفي جمع ثُبةٍ ثُباً؛

وقال في المحكم في بيت مُزَرِّد: أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ

فحذف، ولا يجوز أَن يريد مِئِين فيحذف النون، لو أَراد ذلك لكان مئِي

بياء، وأما في غير مذهب سيبويه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مائة كسِدْرة

وسِدْرٍ، قال: وهذا ليس بقويّ لأَنه لا يقال خَمْسُ تَمْرٍ، يراد به خَمْس

تَمْرات، وأَيضاً فإِنَّ بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع، أَعني الجمع الذي

لا يفارق واحده إِلا بالهاء؛ وقوله:

ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ

وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ

(* قوله« ما كان حاملكم إلخ» تقدم في أ ل ف: وكان.)

إنما أَراد المئين فحذف الهمزة، وأَراد الآلاف فحذف ضرورة. وحكى أَبو

الحسن: رأَيت مِئْياً في معنى مائة؛ حكاه ابن جني، قال: وهذه دلالة قاطعة

على كون اللام ياء، قال: ورأَيت ابن الأَعرابي قد ذهب إِلى ذلك فقال في

بعض أَماليه: إِنَّ أَصل مائة مِئْيةٌ، فذكرت ذلك لأَبي علي فعجب منه أَن

يكون ابن الأَعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله، وقالوا ثلثمائةٍ

فأَضافوا أَدنى العدد إِلى الواحد لدلالته على الجمع كما قال:

في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا

وقد يقال ثلاث مِئاتٍ ومِئِينَ، والإِفراد أَكثر على شذوذه، والإِضافة

إِلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعاً فيمن ردَّ اللام مِئَوِيٌّ

كمِعَوِيٍّ، ووجه ذلك أَنَّ مائة أَصلها عند الجماعة مِئْية ساكنة العين، فلما

حذفت اللام تخفيفاً جاورت العين تاء التأْنيث فانفتحت على العادة والعرف

فقيل مائة، فإِذا رددت اللام فمذهب سيبويه أَن تقرأَ العين بحالها متحركة،

وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فيصير تقديرها مِئاً

كَثِنًى، فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِيٌّ

كَثِنَوِيٍّ، وأَما مذهب يونس فإِنه كان إِذا نسب إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه

ياء أَجراهُ مجْرى ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة، فيقولون في الإِضافة

إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ، ويحتج بقول العرب في النسبة إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ

وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ، فقياس هذا أَن تجري مائة وإِن كانت فِعْلة مجرى

فِعَلة فتقول فيها مِئَوِيٌّ فيتفق اللفظان من أَصلين مختلفين. الجوهري:

قال سيبويه يقال ثَلَثمائةٍ، وكان حقه أَن يقولوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كما

تقول ثلاثة آلاف، لأَن ما بين الثلاثة إِلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة

رجال وعشرة رجال، ولكنهم شبهوه بأَحد عشر وثلاثة عشر، ومن قال مِئِينٌ

ورَفَع النونَ بالتنوين ففي تقديره قولان: أَحدهما فِعْلِينٌ مثل

غِسْلِينٍ وهو قول الأَخفش وهو شاذ، والآخر فِعِيل، كسروا لكسرة ما بعده وأَصله

مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مثال عِصِيّ وعُصِيّ، فــأَبدلوا من الياء نوناً. وأَمْأَى

القومُ: صاروا مائةً وأَمايتهم أَنا، وإِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً

فقد مَأَيْتَهم، وهم مَمْئِيُّون، وأَمْأَوْاهم فهم مُمْؤُون. وإِن

أَتممتهم بغيرك فقد أَمْأَيْتَهُمْ وهم مُمْأَوْنَ. الكسائي: كان القوم تسعة

وتسعين فأَمْأَيْتُهم، بالأَلف، مثل أَفعَلْتُهم، وكذلك في الأَلف

آلَفْتُهم، وكذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت: قد أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صاروا

مائةً أَو أَلْفاً. الجوهري: وأَمْأَيْتُها لك جعلتها مائةً. وأَمْأَتِ

الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وسائر الأَنواع: صارت مائةً، وأَمْأَيْتها مِائةً.

وشارطْتُه مُماآةً أَي على مائةٍ؛ عن ابن الأَعرابي، كقولك شارطته

مُؤالفةً. التهذيب: قال الليث المائةُ حذفت من آخرها واو، وقيل: حرف لين لا

يدرى أَواو هو أَو ياء، وأَصل مِائة على وزن مِعْية، فحولت حركة الياء إِلى

الهمزة، وجمعها مِأَايات على وزن مِعَيات، وقال في الجمع: ولو قلت مِئات

بوزن مِعات لجاز.

والمَأْوة: أَرض منخفضة، والجمع مَأْوٌ.

شهر

[شهر] الشَهْرُ: واحد الشُهورِ. وقد أَشْهَرْنا، أي أتى علينا شَهْرٌ. قال الشاعر: ما زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُفّارُ أَنْظُرُهُمْ * مثلَ انتظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ - ابن السكيت: أَشْهَرْنا في هذا المكان: أقمنا فيه شهراً. وقال ثعلب: أَشْهَرْنا: دخلنا في الشَهْرِ. والمُشاهَرَةُ من الشهْر، كالمُعاومَة من العام. والشُهْرَةُ: وضوح الأمر. تقول منه. شَهَرْتُ الأمر أَشْهَرُهُ شَهْراً وشُهْرَةً، فاشْتَهَرَ أي وضح. وكذلك شَهَّرْتُهُ تَشْهيراً. ولفلان فضيلةٌ اشْتَهَرَها الناسُ. وشَهَرَ سفيه يشهره شهرا، أي سله.
(شهر) - في الحديث: "صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه"
قال الخَطَّابي: العرب تُسَمِّى الهِلالَ الشَّهَر. يقول: رَأيتُ الشَّهَر،
: أي الهِلالَ. وأنشدَ ابنُ الأَعرابي: ابدأْنَ من نَجْدٍ على مَهَلٍ
والشَّهْرُ مِثلُ قُلامةِ الظُّفْرِ
: أي الهلال، والشّهرُ: من الاشْتِهارِ؛ لأنه يَظهَر فيه القَمَر، وسِرُّه: آخره،
: أي صوموا أَولَ الشهرِ وآخرَه.
- في الحديث: "من لَبِس ثوبَ شُهْرَةٍ أَلبسَه الله تَعالَى ثَوبَ مَذَلَّةٍ".
الشُّهْرَةُ: ظهور الشىَّءِ في شُنْعَةٍ حتى يَشْهَرَه الناسُ وَيشْتَهِر هو.
- في الحديث عن ابن الزُّبَيْر: "مَنْ شَهَر سَيفَه، ثم وَضَعه، فَدَمُه هَدَر".
قال السِّينَاني : وضَعَه بمعنى ضَرَب به.
ش هـ ر

شهر بكذا واشتهر به واشتهر، وشهره وشهره فهو مشهور وشهير ومشهر. قال:

كناصاة الأغر المشهر

واشتهروه بذلك وتشاهروه. ولبس المشهرة. ونهي عن الشهرتين. وشهر سيفه: انتضاه ورفعه على الناس. وطلع الشهر: الهلال. قال ذو الرمة:

فأصبح أجلي الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل

وأشهر الصبي، وصبي مشهر: أتى عليه شهر كما قيل: أحول فهو محول. قال:

وما مشهر الأشبال رئبال غابة ... تنكبه غلب الليوث الخوادر

وسمع أعرابيّ: أترانا أشهرنا منذ لم نلتق. وهو يركب الشهرية والشهاري. والبرذون الشهري: بين الرمكة والفرس العتيق، والرمكة: البرذونة، والحجر: العربية.

ومن المجاز: اشتهرت فلاناً: استخففت به وفضحته، وجعلته شهرة. قال الأخطل:

فلأجعلن بني كليب شهرة ... بعوارم ذهبت مع القفال

بقواف.
شهر
الشَّهْرُ: أصْلُه من الشَّهْرِ، والمُشَاهَرَةُ: المُعَامَلَةُ شَهْراً بشَهْرٍ. والمُشْهِرُ: الذي أتى عليه شَهْرٌ. وأشْهَرَتِ المَرْأةُ: دَخَلَتْ في شَهْرِ وِلادِها. وأشْهَرْنا: أقَمْنا شَهْراً.
والشُّهْرَةُ: ظُهُورُ الأمْرِ في شُنْعَةٍ حتى يَشْتَهِرَه الناسُ ويَشْهُرُوْنَه، فهو مَشْهُورٌ ومُشْتَهِرٌ وشَهِيْرٌ. وشَهَرَ فلانٌ سَيْفَه: انْتَضاه.
وامْرَأةٌ شَهِيْرَةٌ - وأتَانٌ - كذلك -: وهي العَرِيْضَةُ الضَّخْمَةُ. واشْتَهَرْتُ بفلانٍ: اسْتَخْفَفْتَ به. والشَّهْرِيَّةُ: البَرَاذِيْنُ، والشَّهَارِيُّ جَمْعُها.
شهر
الشَّهْرُ: مدّة مَشْهُورَةٌ بإهلال الهلال، أو باعتبار جزء من اثني عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النّقطة. قال تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة/ 185] ، فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة/ 185] ، الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ
[البقرة/ 197] ، إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً
[التوبة/ 36] ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ [التوبة/ 2] ، والْمُشَاهَرَةُ:
المعاملة بالشّهور كالمسانهة والمياومة، وأَشْهَرْتُ بالمكان: أقمت به شهرا، وشُهِرَ فلان واشْتُهِرَ يقال في الخير والشّرّ.
ش هـ ر : (الشَّهْرُ) وَاحِدُ (الشُّهُورِ) وَ (أَشْهَرْنَا) أَيْ أَتَى عَلَيْنَا شَهْرٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَشْهَرْنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ أَقَمْنَا فِيهِ شَهْرًا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَشْهَرْنَا دَخَلْنَا فِي الشَّهْرِ. وَ (الْمُشَاهَرَةُ) مِنَ الشَّهْرِ كَالْمُعَاوَمَةِ مِنَ الْعَامِ. وَ (الشُّهْرَةُ) وُضُوحُ الْأَمْرِ، تَقُولُ: (شَهَرْتُ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَ (شُهْرَةً) أَيْضًا (فَاشْتَهَرَ) وَ (اشْتَهَرْتُهُ) أَيْضًا (فَاشْتَهَرَ) وَ (شَهَّرْتُهُ) أَيْضًا (تَشْهِيرًا) . وَلِفُلَانٍ فَضِيلَةٌ (اشْتَهَرَهَا) النَّاسُ. وَ (شَهَرَ) سَيْفَهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ سَلَّهُ. 
(ش هـ ر) : (شَهَرَهُ) بِكَذَا وَشَهَّرَ بِهِ وَهُوَ مَشْهُورٌ وَمُشَهَّرٌ وَأَشْهَرَهُ بِمَعْنَى شَهَرَهُ غَيْرُ ثَبْتٍ (وقَوْله تَعَالَى) {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] أَيْ وَقْتُ الْحَجِّ أَشْهُرٌ مَعْرُوفَاتٌ عِنْدَ النَّاسِ وَهِيَ شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَعَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ تِسْعُ ذِي الْحِجَّةِ وَلَيْلَةُ يَوْمِ النَّحْرِ وَعِنْدَ مَالِكٍ ذُو الْحِجَّةِ كُلُّهُ وَأَصْلُ الشَّهْرِ الْهِلَالُ يُقَالُ رَأَيْتُ الشَّهْرَ أَيْ هِلَالَهُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ
فَأَصْبَحَ أَحْلَى الطَّرْفِ مَا يَسْتَزِيدُهُ ... يَرَى الشَّهْرَ قَبْلَ النَّاسِ وَهُوَ نَحِيلٌ
وَسُمِّيَ ذَلِكَ لِمَا لَهُ مِنْ الشُّهْرَةِ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ الِاشْتِهَارِ (وَمِنْهَا) نُهِيَ عَنْ الشُّهْرَتَيْنِ وَهُمَا الْفَاخِرُ مِنْ اللِّبَاسِ الْمُرْتَفِعُ فِي غَايَةٍ وَالرَّذْلُ الدَّنِيءُ فِي غَايَةٍ (وَالشِّهْرِيَّةُ) الْبَرَاذِينُ شهرز وَالْجَمْعُ الشِّهَارِيُّ (وَالشِّهْرِيزُ) نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ جَيِّدٌ وَالسِّينُ غَيْرُ الْمُعْجَمِ أَعْرَفُ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ.
ش هـ ر : الشَّهْرُ قِيلَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ عَرَبِيٌّ مَأْخُوذٌ مِنْ الشُّهْرَةِ وَهِيَ الِانْتِشَارُ وَقِيلَ الشَّهْرُ الْهِلَالُ سُمِّيَ بِهِ لِشُهْرَتِهِ وَوُضُوحِهِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْأَيَّامُ بِهِ وَجَمْعُهُ شُهُورٌ وَأَشْهُرٌ وقَوْله تَعَالَى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] التَّقْدِيرُ وَقْتُ الْحَجِّ أَوْ زَمَانُ الْحَجِّ ثُمَّ سُمِّيَ بَعْضُ ذِي الْحِجَّةُ شَهْرًا مَجَازًا تَسْمِيَةً لِلْبَعْضِ بِاسْمِ الْكُلِّ وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ كَثِيرًا فِي الْأَيَّامِ فَتَقُولُ مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمَانِ وَالِانْقِطَاعُ
يَوْمٌ وَبَعْضُ يَوْمٍ وَزُرْتُكَ الْعَامَ وَزُرْتُكَ الشَّهْرَ وَالْمُرَادُ وَقْتٌ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَهُوَ مِنْ أَفَانِينِ الْكَلَامِ وَهَذَا كَمَا يُطْلَقُ الْكُلُّ وَيُرَادُ بِهِ الْبَعْضُ مَجَازًا نَحْوَ قَامَ الْقَوْمُ وَالْمُرَادُ بَعْضُهُمْ.

وَأَشْهَرَ الشَّيْءُ إشْهَارًا أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَمَا يُقَالُ أَحَالَ إذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَأَشْهَرَتْ الْمَرْأَةُ دَخَلَتْ فِي شَهْرِ وِلَادَتِهَا وَشَهَرَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ شَهْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ سَلَّهُ وَشَهَرْتُ زَيْدًا بِكَذَا وَشَهَّرْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَأَمَّا أَشْهَرْتُهُ بِالْأَلِفِ بِمَعْنَى شَهَّرْتُهُ فَغَيْرُ مَنْقُولٍ وَشَهَرْتُهُ بَيْنَ النَّاسِ أَبْرَزْتُهُ وَشَهَرْتُ الْحَدِيثَ شَهْرًا وَشُهْرَةً أَفْشَيْتُهُ فَاشْتَهَرَ. 
[شهر] نه: فيه: صوموا "الشهر" وسره، الشهر الهلال لشهرته وظهوره أي صوموا أول الشهر وأخره، وقيل: سره وسطه. ومنه: "الشهر" تسع وعشرون، أي أن فائدة ارتقاب الهلال ليلة تسع وعشرين ليعرف نقص الشهر قبله، وإن أريد به الشهر نفسه يكون اللام للعهد. ن: أي هذا الشهر كذلك أو قد يكون كذلك، وقد يتواتر في شهرين وثلاثة وأربعة لا أكثر. ك: أي الشهر المعهود المحلوف عليه. نه: أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: "شهر" الله المحرم، أضيف إليه تفخيمًا له. وفيه: "شهرًا" عيد لا ينقصان، أي شهر رمضان وذو الحجة، أي إن نقص عددهما في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تخرج أمته إذا صاموا تسعة وعشرين، أو وقع حجهم خطأ عن التاسع أو العاشر لم يكن عليهم قضاء ولم يقع في نسكهم نقص وهو أشبه ما ذكر فيه - ويتم في ن. غ: فإذا انسلخ "الأشهر" الحرم كانت عشرًا من ذي الحجة إلى عشر من ربيع الأخر لأن البراءة وقعت في يوم عرفة. نه: من لبس ثوب "شهرة" ألبسه الله تعالى ثوب مذلة، الشهرة ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس. ط: أراد ما يحل لبسه، أو ما يقصد به التفاخر والتكبر أو ما يتخذه المساخر ليجعل ضحكة أو ما يرا أي به كناية بالثوب عن العمل، والثاني أظهر لترتب إلباس ثوب مذله عليه. ج: هو الذي إذا لبسه أحد افتضح به واشتهر، والمراد ما لا يحل وليس من لباس الرجل. ش: نهى عن "الشهرتين" وهما الفاخر من اللباس المرتفع في غاية والرذل الدنئ في غاية. نه: ومنه ح عائشة رضي الله عنها: خرج أبي "شاهرًا" راكبًا راحلته، أي يوم الردة أي مبرزًا له من غمده. وح: من "شهر" سيفه ثم وضعه فدمه هدر، أي من أخرجه من غمده، ووضعه أي ضرب به. وفيه: وما تتلو السفاسرة "الشهور"؛ أي العلماء، جمع شهر. غ: و"الشهرة" الفضيحة.
(ش هـ ر)

الشُّهْرَة: ظُهُور الشَّيْء فِي شنعة، شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً، وشَهَّرَه، واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ، قَالَ: أُحِبُّ هُبوطَ الوَادِيَينِ وإنَّني ... لمُشْتَهَرٌ بالْوَادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لَمُشْتَهِرٌ، بِالْكَسْرِ.

وَرجل شَهِيرٌ، ومَشهور: مَعْرُوف الْمَكَان مَذْكُور، قَالَ ثَعْلَب، وَمِنْه قَول عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: " إِذا قدمتم علينا شَهَرْنا أحْسَنَكم اسْما، فَإِذا رأيناكم شَهَرْنا أحسنكم وَجها، فَإِذا بلوناكم كَانَ الِاخْتِيَار ".

والشَّهْرُ: الْقَمَر، سمي بذلك لشُهْرَته وظهوره، وَقيل: هُوَ إِذا ظهر وقارب الْكَمَال.

والشَّهْرُ: الْعدَد الْمَعْرُوف من الْأَيَّام، سمي بذلك لِأَنَّهُ يُشْهَر بالقمر، وَفِيه عَلامَة ابْتِدَائه وانتهائه، وَالْجمع أشْهُرٌ وشُهُورٌ.

وشاهَرَ الْأَجِير مَشاهَرَةً وشِهاراً: اسْتَأْجرهُ للشَّهْر، عَن اللحياني.

والمُشاهَرَة: الْمُعَامَلَة شَهْراً بشَهْرٍ.

وأشهَرَ الْقَوْم: أَتَى عَلَيْهِم شَهْرٌ.

وأشْهَرَت الْمَرْأَة: دخلت فِي شَهْرِ ولادها.

وشَهَرَ فلَان سَيْفه، وشَهَّرَه: انتضاه فرفعه على النَّاس، قَالَ:

يَا لَيْتَ شِعْرِي عنكمُ حَنِيفا ... أشاهِرُونَ بَعْدَنا السُّيُوفا

وَقَالَ آخر:

وَقد لاحَ للسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى ... عَلى أُخْرَياتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ

أَي صبح مَشهورٌ.

والأَشاهِرُ: بَيَاض النرجس.

وَامْرَأَة شَهيرَةٌ، وأتان شَهيرة: عريضة وَاسِعَة.

والشَّهْرِيَّة: ضرب من البراذين، وَهُوَ بَين البرذون والمقرف من الْخَيل. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

لَها سَلَف يَعودُ بكُلّ رِيعٍ ... حَمَى الحَوْزَاتِ واشْتَهَرَ الإفالا

فسره فَقَالَ: واشتهَر الإفالا: مَعْنَاهُ جَاءَ بهَا تشبهه، وَيَعْنِي بالسلف الْفَحْل. والإفال: صغَار الْإِبِل.

وَقد سموا شَهْراً وشَهِيراً ومَشْهوراً.

وشَهْرانُ: أَبُو قَبيلَة من خثعم.

وشُهارٌ: مَوضِع، قَالَ أَبُو صَخْر:

ويوْمَ شُهارٍ قد ذَكرْتُكِ ذِكْرَةً ... عَلى دُبُرٍ مُجْلٍ من العَيشِ نافِدِ
شهـر
شهَرَ1 يَشهَر، شَهْرًا، فهو شاهِر، والمفعول مَشْهور
• شهَر السّيفَ: سلَّه من غمده ورفَعه.
• شهَر العقدَ: وثَّقه في إدارة التوثيق (الشهر العقاريّ). 

شهَرَ2 يَشهَر، شَهْرًا وشُهْرةً، فهو شاهِر، والمفعول مَشْهور
• شهَر الخبرَ ونحوَه: أفشاه، أعلنه، أذاعه "شهَر زواجَه- شهَر الحربَ على أعدائه".
• شهَر فلانًا ببلاغته: ذكره وعرَّفه بها، جعله معروفا بها. 

أشهرَ يُشهِر، إشْهارًا، فهو مُشهِر، والمفعول مُشهَر (للمتعدِّي)
• أشهر الصَّبيُّ: أتى عليه شَهْر.
• أشهرتِ الحاملُ: دخلت في شهرِ ولادتِها.
• أشهر السَّيفَ: رفَعه، سلّه من غِمْده.
• أشهر الحربَ: شهَرها؛ أعلنها "أشهَر التاجرُ إفلاسَه- أشهَر زواجَه". 

اشتهرَ/ اشتهرَ بـ/ اشتهرَ في يشتهر، اشتهارًا، فهو مُشتَهِر، والمفعول مُشتَهَر به
• اشتهر الأمرُ: انتشر وذاع خبرُه "اشتهر الخبرُ- اشتهرتِ الأغنيةُ".
• اشتهرتِ المدينةُ بصناعة الزُّجاج/ اشتهرتِ المدينةُ في صناعة الزُّجاج: عُرِفت وتَميَّزت به "اشتهر بأعمال حميدة: لفَت الأنظارَ بما حقّقه منها- اشتهر بشجاعته". 

اشْتُهِرَ بـ يُشتهَر، اشتهارًا، والمفعول مُشْتَهَر به
• اشتُهِر بكذا: عُرِف به "اشتُهِر ببلاغته". 

تشاهرَ بـ يتشاهر، تشاهُرًا، فهو مُتشاهِر، والمفعول مُتشاهَر به
• تشاهر بكذا: تصنَّع الشُّهرةَ. 

شاهرَ يشاهر، شِهارًا ومُشاهرةً، فهو مُشاهِر، والمفعول مُشاهَر
• شاهره صاحبُ العمل: عامله بالشّهر، استأجره لمدّة شهر "شاهَر أجيرًا". 

شهَّرَ بـ يشهِّر، تشهيرًا، فهو مُشهِّر، والمفعول مُشهَّر به
• شهَّر بفلانٍ: فضحه، عابه، وأذاع عنه السّوءَ "تهديد بالتشهير: ابتزاز عن طريق التهديد بالفضح أمام الناس- حملةُ تشهير". 

إشهار [مفرد]:
1 - مصدر أشهرَ.
2 - (قن) إعلان عن وضع قانونيّ أو فعليّ "إشهار الحكم الصادر عن القضاء- إشهار إفلاس التاجر". 

شَهْر [مفرد]: ج أشهر (لغير المصدر) وشهور (لغير المصدر):
1 - مصدر شهَرَ1 وشهَرَ2.
2 - جزء من اثني عشر جزءًا من السَّنة الشمسيّة والقمريّة ويقدّر في السنة القمريّة بدورة القمر حول الأرض "الشهر الماضي/ الجاري- {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} - {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} " ° أشهر الحِلّ: هي ما سوى الأشهرُ الحُرُم- الأشهر الحُرُم: الأشهر التي كانوا يُحرِّمون القتال فيها وهي أربعة، ثلاثة منها متوالية وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو رجب- الشُّهور العربيَّة: المحرم، صفر .. إلخ- الشُّهور الميلاديَّة (الشَّمسيّة): يناير، فبراير .. إلخ- رأس الشَّهر: أوّل يوم منه- شهرا الرَّبيع: الربيعان: ربيع الأوّل وربيع الآخر- شهرا العيد: رمضان وذو الحجّة- شهر العسل: الشَّهر الأوَّل بعد الزَّواج- شهر الله الأصمّ: رجب- شهر الله المبارك: رمضان.
• مصلحة الشَّهر العقاريّ: (قن) إدارة حكوميَّة قائمة على توثيق العقود ونحوها وإعلانها. 

شُهْرة [مفرد]: ج شُهُرات (لغير المصدر) وشُهْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر شهَرَ2.
2 - كون اسم أو شخص أو شيء معروفًا لدى النَّاس معرفة واسعة، صيت وسُمعة "طبَّقت شهرتُه الآفاقَ- له شُهْرة واسعة بين النَّاس" ° شهرة الإنسان: اسمُ عائلته. 

شَهْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَهْر: ما يحدث أو يتكرَّر كلَّ شهْر "اشتراك شهريّ" ° شهريًّا: كلّ شَهْر- نِصْف شَهْرِيّّ: دوريّ يصدر مرّتين في الشهر أو كلّ أسبوعين. 

شهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَهْر: "مهيَّة شهريَّة: تُصرف كلَّ شهر- مجلَّة شهريَّة: تصدر كلّ شهر" ° الدَّورة الشَّهريَّة: دم الحيض ينزلُ على المرأة مرّة كلّ شهر.
2 - مصدر صناعيّ من شَهْر: مرتَّب ونحوه يُؤقّت بشهر "أعطى العمالَ شهريَّتَهم". 

شَهير [مفرد]: مشهور، لامع، نابه الذكر "طبيب/ فنان/ أديب شهير". 

مشهورات [جمع]: مف مشهورة: قضايا أو آراء اتّفق الناسُ أجمعهم أو أغلبهم على التصديق بها، مثل: العدل جميل، والكذب قبيح. 

شهر: الشُّهْرَةُ: ظهور الشيء في شُنْعَة حتى يَشْهَره الناس. وفي

الحديث: من لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه الله ثوبَ مَذَلَّة. الجوهري:

الشُّهْرَة وُضُوح الأَمر، وقد شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ

وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قال:

أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي

لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لَمُشْتَهِر، بكسر الهاء. ابن الأَعرابي: والشُّهْرَةُ الفضيحة؛

أَنشد الباهلي:

أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَما

بَدا لك من شَهْرِ المُلَيْساء، كوكب؟

شهر المُلَيْساء: شَهْرٌ بين الصَّفَرِيِّة والشِّتاء، وهو وقت تنقطع

فيه المِيرَة؛ يقول: تَعْرِض علينا الشَّاهِرِيَّةَ في وقت ليس فيه مِيرة.

وتَسُومُ: تَعْرِض. والشَّاهِرِيَّة: ضَرْب من العِطْر، معروفة. ورجل

شَهِير ومشهور: معروف المكان مذكور؛ ورجل مَشْهور ومُشَهَّر؛ قال ثعلب: ومنه

قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إِذا قَدمْتُمْ علينا شَهَرْنا

أَحْسَنَكم اسماً، فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم

كان الاخْتِيارُ.

والشَّهْرُ: القَمَر، سمي بذلك لشُهرته وظُهوره، وقيل: إِذا ظهر وقارَب

الكمال. الليث: الشَّهْرُ والأَشْهُر عدد والشهور جماعة. ابن سيده:

والشهر العدد المعروف من الأَيام، سمي بذلك لأَنه يُشْهَر بالقمر وفيه علامة

ابتدائه وانتهائه؛ وقال الزجاج: سمي الشهر شهراً لشهرته وبيانه؛ وقال أَبو

العباس: إِنما سُمي شهراً لشهرته وذلك أَن الناس يَشْهَرُون دخوله

وخروجه. وفي الحديث: صوموا الشَّهْرَ وسِرَّه؛ قال ابن الأَثير: الشهر الهلال،

سُمِّي به لشهرته وظهوره، أَراد صوموا أَوّل الشهر وآخره، وقيل: سِرُّه

وسَطه؛ ومنه الحديث: الشهر تسع وعشرون، وفي رواية: إِنما الشهْر، أَي أَن

فائدة ارْتِقاب الهلال ليلة تسع وعشرين لِيُعَرف نقص الشهر قبله، وإِن

أُريد به الشهرُ نفسُه فتكون اللام فيه للعهد. وفي الحديث: سُئِل أَيُّ

الصوم أَفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: شهر الله المحرمُ؛ أَضافه إِلى الله

تعظيماً وتفخيماً، كقولهم: بيت الله وآل الله لِقُرَيْشٍ. وفي الحديث:

شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصان؛ يريد شهر رمضان وذا الحجة أَي إِنْ نَقَصَ عددهما

في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صاموا تسعة

وعشرين، أَو وقع حَجُّهم خطأًً عن التاسع أَو العاشر لم يكن عليهم قضاء

ولم يقع في نُسُكهم نَقْص. قال ابن الأَثير: وقيل فيه غير ذلك، قال: وهذا

أَشبه، وقال غيره: سُمي شهراً باسم الهلال إِذا أَهَلَّ سمي شهراً. والعرب

تقول: رأَيت الشهر أَي رأَيت هلاله؛ وقال ذو الرُّمة:

يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وهو نَحِيلُ

ابن الأَعرابي: يُسَمَّى القمر شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ به، والجمع

أَشْهُرٌ وشُهور.

وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عن اللحياني.

والمُشاهَرَة: المعاملة شهراً بشهر. والمُشاهَرة من الشهر: كالمُعاوَمَة

من العام، وقال الله عز وجل: الحَجُّ أَشهرٌ معلومات؛ قال الزجاج: معناه

وقتُ الحجّ أَشهر معلومات. وقال الفراء: الأَشهر المعلومات من الحجّ

شوّال وذو القَعْدَة وعشر من ذي الحِجَّة، وإِنما جاز أَن يقال أَشهر وإِنما

هما شهران وعشرٌ من ثالث وذلك جائز في الأَوقات. قال الله تعالى:

واذكروا الله في أَيام معدودات فمن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ؛ وإِنما يتعجل في

يوم ونصف. وتقول العرب: له اليومَ يومان مُذْ لم أَرَهُ، وإِنما هو يوم

وبعض آخر؛ قال: وليس هذا بجائز في غير المواقيت لأَن العرَب قد تفعَل

الفِعْل في أَقلَّ من الساعة ثم يوقعونه على اليوم ويقولون: زُرْته العامَ،

وإِنما زاره في يوم منه.

وأَشْهَرَ القومُ: أَتى عليهم شهرٌ، وأَشهرتِ المرأَة: دخلتْ في شهرِ

وِلادِها، والعرب تقول: أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَي أَتى علينا شهر: قال

الشاعر:

ما زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم،

مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ

وأَشْهَرْنَا مذ نزلنا على هذا الماء أَي أَتى علينا شهر.

وأَشهرنا في هذا المكان: أَقمنا فيه شهراً. وأَشْهَرْنا: دخلنا في

الشهر.وقوله عز وجل: فإِذا انسلخ الأَشهُرُ الحُرُم؛ يقال: الأَربعةُ أَشهر

كانت عشرين من ذي الحجة والمحرمَ وصفرَ وشهرَ ربيع الأَول وعشراً من ربيع

الآخر، لأَن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل،

ويقال لأَيام الخريف في آخر الصيف: الصَّفَرِيَّةُ؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح

سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم:

فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يوم،

وما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ

الشُّهور: العلماء، الواحد شَهْر. ويقال: لفلان فضيلة اشْتَهَرها

الناسُ.وشَهَر فلان سيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً أَي سَلَّه؛ وشَهَّرَهُ: انْتَضاه

فرفعه على الناس؛ قال:

يا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا،

أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا

وفي حديث عائشة: خرج شاهِراً سيفه راكباً راحِلَته؛ يعني يوم الرِّدَّة،

أَي مُبْرِزاً له من غمده. وفي حديث ابن الزبير: من شَهَر سيفه ثم وضعه

فَدَمُه هَدَرٌ، أَي من أَخرجه من غمده للقتال، وأَراد بوضَعَه ضرب به؛

وقول ذي الرمة:

وقد لاحَ لِلسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى،

على أُخْرَياتِ الليل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

أَي صبح مشهور. وفي الحديث: ليس مِنّا من شَهَر علينا السلاح.

وامرأَة شَهِيرة: وهي العَرِيضة الضخمة، وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها.

والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس. وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة: عريضة

واسعة.والشِّهْرِيَّة: ضرْب من البَراذِين، وهو بين البِرذَون والمُقْرِف من

الخيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

لها سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ،

حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا

فسَّره فقال: واشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه، ويعني بالسَّلَفِ الفحل.

والإِفالُ: صغار الإِبل. وقد سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً.

وشَهْرانُ: أَبو قبيلة من خَثْعَم. وشُهارٌ: مَوضع؛ قال أَبو صخر:

ويومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً

على دُبُرٍ مُجْلٍ، من العَيْشِ، نافِدِ

شهر

1 شَهَرَهُ, (S, A, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. شَهْرٌ and شُهْرَةٌ; (S;) and ↓ شهّرهُ, (S, A, O, K,) inf. n. تَشْهِيرٌ; (S;) and ↓ اشتهرهُ; (S, K;) He made it apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: (S, O, MF:) or [it generally means] he made it apparent, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; he exposed it as such; or rendered it notorious in a bad sense, or infamous. (A, K.) You say, شَهَرْتُ الحَدِيثَ, inf. n. as above, I divulged the story, or discourse. (Msb.) And ↓ لِفُلَانٍ فَضِيلَةٌ اشْتَهَرَهَا النَّاسُ [Such a one has an excellent quality which the people have made commonly known]. (S.) And شَهَرْتُهُ بَيْنَ النَّاسِ I rendered him conspicuous [or notorious or celebrated or renowned] among the people. (Msb.) And شَهَرْتُ زَيْدًا بِكَذَا and ↓ شهّرته [I rendered Zeyd conspicuous, notorious, celebrated, or renowned, for such a thing]; (Mgh, * Msb;) [but] the latter has an intensive signification: ↓ أَشْهَرْتُهُ, with ا, in the sense of شَهَرْتُهُ, has not been transmitted: (Msb:) or is not of established authority. (Mgh.) One says also, شُهِرَ بِكَذَا, and ↓ اِشْتَهَرَ, [generally, but not always, in a bad sense, meaning] He was rendered, or became, notorious, or infamous, for such a thing: (A:) the latter verb being intrans. as well as trans. (TA.) And [hence one says,] ↓ اِشْتَهَرْتُ فُلَانًا meaning (tropical:) I held such a one in light, or little, estimation, or in contempt, and exposed his vices, faults, or evil qualities or actions. (A.) b2: And شَهَرَ سَيْفَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. شَهْرٌ, (S, Msb,) He drew his sword (S, Msb, TA) from its scabbard: (TA:) or he drew his sword and raised it over the people; (A, K;) as also ↓ شهّرهُ. (K.) 2 شَهَّرَ see above, in three places. [In modern Arabic, شهّر often signifies He paraded an offender as a public example; and it occurs in this sense in the S and TA in art. بلس, &c.: the offender, in this case, is generally mounted upon an ass or a camel, and often with his face towards the animal's tail.]3 شاهرهُ, (K,) inf. n. مُشَاهَرَةٌ (S, K) and شِهَارٌ, (K,) He hired him, or took him as a hired man or hireling, for [or by] the month: (Lh, K:) or he made an engagement, or a contract, with him for work or the like, by the month, or month by month: (TA:) المُشَاهَرَةُ from الشَّهْرُ is like المُعَاوَمَةُ from العَامُ. (S, TA.) 4 أَشْهَرَ see 1.

A2: أَشْهَرْنَا, (S, Msb, * K,) inf. n. إِشْهَارٌ, (Msb,) A month passed (lit. came) over us. (S, Msb, * K.) And اشهر الصَّبِىُّ [The child became a month old; or] a month passed (lit. came) over the child: similar to أَحْوَلَ, (A,) or to أَحَالَ. (Msb.) And اشهرت الدَّارُ The house became altered, or changed, and months passed over it. (TA in art. حول.) b2: Also We remained, stayed, dwelt, or abode, a month in a place. (ISk, S.) b3: And We entered upon the month, i. e., the lunar month. (Th, S.) b4: And اشهرت She (a woman) entered upon the month of her bringing forth. (Msb, K.) 8 اشتهر It was, or became, apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: (S:) or [it generally means] it was, or became, apparent, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; it was, or became, exposed as such, or rendered notorious in a bad sense or infamous. (A, K.) It (a story, or discourse,) became divulged, or public. (Msb.) اشتهر بِكَذَا: see 1.

A2: As a trans. verb: see 1 in three places.

شَهْرٌ The new moon, when it appears: (IF, A, Mgh, O, Msb, K:) so called because of its conspicuousness. (Mgh, Msb.) This is the original signification. (Mgh.) [See the last sentence of this paragraph.] You say, رَأَيْتُ الشَّهْرَ, meaning I saw the new moon of the month. (Mgh.) Hence it is said in a trad., صُومُوا الشَّهْرَ, meaning Fast ye the first day of the lunar month. (Lh, TA.) And hence the trad., إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ, meaning The utility of watching for the new moon is on the nine and twentieth night. (L, TA.) [Or the meaning is, that the lunar month is a period of nine and twenty nights.] b2: Also The moon: or the moon when conspicuous, and near to being full. (K.) b3: And [A lunar month;] a certain well-known number of days: so called because made manifest by the moon: (ISd, K:) an arabicized word; or, as some say, Arabic; (Msb;) and so called because of its being manifest: (Msb, TA:) pl. [of pauc.] أَشْهُرٌ (Msb, K) and [of mult.] شُهُورٌ. (S, Msb, K.) The following are the modern names of the months: 1. المُحَرَّمُ [to which the epithet الحَرَامُ is often added]: 2. صَفَرٌ [to which the epithet الخَيْرُ is often added]: 3. رَبِيعٌ الأَوَّلُ 4. رَبِيعٌ الآخِرُ [or الثَّانِى] 5. جُمَادَى الأُولَى 6. جُمَادَى الآخِرَةُ [or الثَّانِيَةُ] 7. رَجَبٌ [to which is often added the epithet الأَصَمُّ, and that of الفَرْدُ] 8. شَعْبَانُ [to which we often find the epithet المُعَظَّمُ added, and sometimes that of الشَّرِيفُ] 9. رَمَضَانُ [to which the epithet المُبَارَكُ is appropriated]: 10. شَوَّالٌ [to which the epithet المُكَرَّمُ is frequently added]: 11. ذُو القَعْدَةِ: and 12. ذُو الحِجَّةِ: [see the second of the two tables in p. 1254:] and the following are the names by which they were called by the tribe of 'Ád, agreeably with the foregoing numeration: 1. مُؤْتَمِرٌ: 2. نَاجِرٌ: 3. خَوَّانٌ: 4. بُصَّانٌ [q. v.]: 5. رُبَّى: 6. حَنِينٌ: 7. الأَصَمُّ: 8. عَاذِلٌ: 9. نَاتِقٌ: 10. وَعْلٌ: 11. وَرْنَةُ: and 12. بُرَكٌ [or بُرَكُ?]. (Ibn-El-Kelbee, in TA, voce مُؤْتَمِرٌ. [But authors differ respecting some of these names, as will be seen in other articles.]) أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ, said, in the Kur [ii. 193], to be the period of the pilgrimage, for by الحَجُّ, which immediately precedes, is meant وَقْتُ الحَجِّ, (Mgh, Msb,) or زَمَانُ الحَجِّ, (Msb,) applies to Showwál and Dhul-Kaadeh and ten days of Dhu-l-Hijjeh, (Mgh, Msb,) accord. to Aboo-Haneefeh (Mgh) and most of the learned, part of Dhu-l-Hijjeh being called a month tropically, as is often done by the Arabs in similar cases, relating to time; for ex. when they say, مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمَانِ, the period of separation having been a day and a part of a day: (Msb:) or [and] nine days of Dhu-l-Hijjeh with the night preceding the day of the sacrifice, accord. to Esh-Sháfi'ee: (Mgh:) or [and] all Dhu-l-Hijjeh, accord. to Málik: (Mgh, Msb:) [in these two explanations the two months next preceding being meant to be included:] or Showwál and Dhu-l- Kaadeh and Dhu-l-Hijjeh and Moharram, accord. to Aboo-'Amr Esh-Shaabee. (Msb.) b4: Also (assumed tropical:) A learned man: (O, K:) [because of his celebrity:] pl. شُهُورٌ. (O, TA.) b5: [And accord. to the K, it signifies also The like of a nail-paring: but this is app. a mistake, perhaps originating from a mutilated transcript of what here follows:] a poet says, describing camels, أَبْدَــأْنَ مِنْ نَجْدٍ عَلَى ثِقَةٍ وَالشَّهْرُ مِثْلُ قُلَامَةِ الظُّفْرِ [They went forth from Nejd in a state of confidence, the new moon being like the nail-paring]. (O.) شُهْرَةٌ a subst. from الاِشْتِهَارُ, (Mgh,) signifying The appearance, conspicuousness, manifestness, notoriousness, notableness, or publicity, of a thing: (S, O, Msb:) or [generally] its appearance, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; its notoriousness in a bad sense, or infamousness. (A, K.) b2: Any evil thing that exposes its author to disgrace; any disgraceful, or shameful, thing; a vice, or fault, or the like. (IAar, O, TA.) b3: A dress of the most excellent or superb kind; and one of the vilest or meanest kind: both of which are forbidden. (Mgh.) b4: [It is also used in the sense of مَشْهُورٌ.] One says, جَعَلَهُ شُهْرَةً (tropical:) [He rendered him notorious, either in a bad or in a good sense]. (A.) And صَارَ شُهْرَةً, (K in art. دول,) i. e. مَشْهُورًا (assumed tropical:) [He became notorious, &c.]; said of a man. (TK in that art.) بِرْذَوْنٌ شِهْرِىٌّ A برذون [or hackney] between the رَمَكَة [or mare of mean breed] and the horse of generous breed: one says, لَمْ يَرْكَبِ الشِّهْرِيَّةَ and الشَّهَارِىَ [He did not ride hackneys of the sort above mentioned]: (A:) or شِهْرِيَّةٌ signifies بَرَاذِين [or hackneys]; and its pl. is شَهَارٍ: (Mgh:) or a sort of بَرَاذِين [or hackneys]; (Lth, O, K;) a horse of which the dam is Arabian but not the sire. (Lth, O.) شَهِيرٌ: see مَشْهُورٌ. b2: شَهِيرَةٌ A woman, and a she-ass, broad (O, K) and bulky. (O.) أَشْهَرُ More, and most, apparent, conspicuous, manifest, notorious, &c.; better, and best, known. b2: Hence, الأَشْهَرَانِ The drum and the banner. (Gol., from Meyd.)]

أَشَاهِرُ [in the CK اَشاهِيرُ] The whiteness of the narcissus. (K, TA.) مُشْهِرٌ A child a month old. (O, TA.) مُشَهَّرٌ: see the following paragraph.

مَشْهُورٌ Of known place or station; (K;) well known; well spoken of; celebrated; held in repute; reputable; notable; eminent; (O, K, TA;) applied to a man; (O, TA;) as also ↓ شَهِيرٌ, (O, K, TA,) and [in an intensive sense] ↓ مُشَهَّرٌ. (TA.) [And Anything apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: lit. rendered apparent &c. Applied to a word or phrase or meaning, Commonly known or obtaining or received; well known; or held in repute. Hence عَلَى المَشْهُورِ According to common, or well-known, usage; or according to common repute.]
شهر
: (الشُّهْرَةُ، بالضَّمّ: ظُهُورُ الشَّيْء فِي شُنُعَةٍ) ، حَتَّى يَشْهَرَه النّاسُ، هاكذا فِي الْمُحكم والأَساس فَقَوْل شَيخنَا: القَيْدُ بالشُّنْعَةِ غيرُ معروفٍ وَلَا يُعْرَفُ لغيرِ المصَنّف، محَلُّ تأَمُّلٍ، نَعمْ ذَكرَه الجَوْهَرِيّ من غير قَيْدٍ، فَقَالَ: الشُّهْرَةُ: وُضُوحُ الأَمْرِ.
(وَقد شَهَرَه، كمَنَعَه) ، يَشْهَرُه شَهْراً.
(وشَهَّرَهُ) تَشْهِيراً فاشْتَهَرَ، وشَهَّرَه تَشْهِيراً.
(واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ) أَي، يُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعَدِّياً، وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَ:
أُحِبُّ هُبُوطَ الوَادِيَيْنِ وإِنَّنِي
لمُشْتَهَرٌ بالوَادِيَيْنِ غَرِيبُ
ويروى لمُشْتَهِرٌ بِكَسْر الهاءِ. (والشَّهِيرُ والمَشْهُورُ: المَعْرُوف المكانِ المَذْكُورُ) ، يُقَال: رجلٌ شَهِيرٌ ومَشْهُورٌ ومُشَهَّرٌ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْه قولُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله عَنهُ: إِذا قَدِمْتُمْ عَلَيْنَا شَهَرْنا أَحْسَنَكُم اسْماً، فإِذا رَأَيْنَاكُم شَهَرْنا أَحْسَنَكُم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْنَاكُم كَانَ الاخْتِيَارُ.
(و) الشَّهِيرُ: (النَّبِيهُ) ، ذكرَه الصاغانيّ.
(والشَّهْرُ: العَالِمُ) ، جَمْعُه شُهُورٌ، قَالَ أَبو طالِبٍ يَمْدَحُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فإِنِّي والضَّوَابِحَ كلَّ يَوْمٍ
وَمَا يَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهُورُ
قَالَ الصاغانيّ: هاكذا أَنشده الأَزهريّ لأَبِي طالِبٍ، وَلم أَجدْه فِي شعرِه.
(و) الشَّهْرُ: (مِثْلُ قُلامَةِ الظُّفْرِ) .
(و) فِي الحَدِيث: (صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه) ، قَالَ ابنُ الأَثير: الشَّهْرُ: (الهِلالُ) ، سُمِّيَ بِهِ لشُهْرَتِه وظُهوره، أَرادَ: صُومُوا أَوّلَ الشَّهْرِ وآخِرَه، وَقيل: سِرُّه: وَسَطُه، وَمِنْه الحَدِيث: (إِنّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ) أَي إِنّ فائِدَةَ ارتِقَابِ الهِلالِ لَيْلَةَ تِسْعٍ وَعشْرين: ليُعْرَفَ نَقْصُ الشَّهْرِ قَبْلَه.
(و) الشَّهْرُ: (القَمَرُ) ، سُمِّيَ بِهِ لشُهْرَتِه وظُهُورِه، (أَو هُوَ إِذا ظَهَرَ) ووَضَحَ (وقارَبَ الكَمَالَ. و) قَالَ ابنُ سِيدَه: الشَّهْرُ: (العَدَدُ المَعْرُوفُ مِنَ الأَيّامِ) ، سُمِّيَ بذالك (لأَنَّهُ يُشْهَرُ بالقَمَرِ) ، وَفِيه عَلامَةُ ابتدائِه وانتهائه.
وَقَالَ الزَّجّاج: سُمِّيَ الشّهْرُ شَهْراً لشُهْرَتِهِ وبَيانِه. وَقَالَ أَبو العَبّاس: إِنّمَا سُمِّيَ شَهْراً لشُهْرَتِه، والك أَن النّاسَ يَشْهَرُونَ دُخُولَه وخُرُوجَه.
(ج: أَشْهُرٌ وشُهُورٌ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الشَّهْرُ والأَشْهُرُ عَدَدٌ، والشُّهُورُ: جماعةٌ.
وَقيل: سُمِّيَ شَهْراً باسمِ الهِلالِ إِذَا أَهَلَّ، والعَرَبُ تَقول: رَأَيْتُ الشَّهْرَ، أَي رأَيْتُ هِلالَه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يَرَى الشَّهْرَ قبلَ النّاسِ وهْوَ نَحِيلُ وَقَالَ الله عَزّ وجَلّ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} (الْبَقَرَة: 197) ، قَالَ الفَرّاءُ: هِيَ شَوّال وذُو القَعْدَةِ، وعَشْرٌ من ذِي الحِجَّةِ، وإِنما جَاز أَن يُقَال: أَشْهُرٌ، وإِنَّمَا هُمَا شَهْرَانِ وعَشْرٌ من ثالثٍ، وذالك جائِزٌ فِي الأَوْقَاتِ، وتقولُ العَرَبُ: لَهُ اليَوْمَ يَوْمَانِ مُذْ لمْ أَرَهُ، إِنما هُوَ يَوْمٌ وبعضُ آخَرَ، قَالَ: وَلَيْسَ هاذا بجائز فِي غيرِ المَوَاقِيتِ؛ لأَنّ العربَ قد تَفْعلُ الفِعْلَ فِي أَقلَّ من الساعَةِ ثمَّ يُوقِعُونَه على اليومِ، ويقولُون: زُرْته العامَ وإِنما زار فِي يومٍ مِنْهُ.
(وشَاهَرَهُ مُشَاهَرَةً وشِهَاراً) ، ككِتابٍ: (اسْتَأْجَرَهُ للشَّهْرِ) ، عَن اللِّحْيَانِيّ.
والمُشَاهَرَةُ: المُعَامَلَةُ شَهْراً بشَهْرٍ، كالمَعَاوَمَةِ من العامِ.
(وأَشْهَرُوا: أَتَى عَلَيْهِم شَهْرٌ) ، تَقول الْعَرَب: أَشْهَرْنا مُذْ لَم نَلْتَقِ، أَي أَتَى علينا شَهْرٌ، قَالَ الشَّاعِر:
مَا زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُّفّارُ أَنْظُرُهُمْ
مِثْلَ انْتِظارِ المُضَحِّي رَاعِيَ الغَنَمِ
وأَشْهَرْنَا مُذ نَزَلْنَا على هاذا الماءِ، أَي أَتَى علينا شَهْرٌ.
وأَشْهَرْنا فِي هاذا المكانِ: أَقَمْنا فِيهِ شَهْراً.
وأَشْهَرْنَا دَخَلْنَا فِي الشَّهْرِ.
(و) أَشْهَرَت (المَرْأَةُ: دَخَلَتْ فِي شَهْرِ وِلادِهَا) .
(وشَهَرَ) زيدٌ (سَيْفَه، كمَنَعَ) ، يَشْهَرُه شَهْراً، أَي سَلَّه.
(وشَهَّرَهُ) تَشْهِيراً: (انْتَضَاهُ فرَفَعَه عَلَى النّاسِ) ، قالَ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا
أَشَاهِرُونَ بَعْدَنا السُّيُوفَا
وَفِي حَدِيث عائِشَة: (خَرَجَ شاهِراً سَيْفَه، راكِباً راحِلَتَه) ، تَعْنِي يَوْم الرِّدَّةِ، أَي مُبْرِزاً لَهُ من غِمْدِه. وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبَيْرِ: مَنْ شَهَرَ سَيْفَه ثمّ وَضعَه فدَمُهُ هَدَرٌ، أَي من أَخْرَجه من غِمْدِه للقِتَالِ، وأَرادَ بوَضَعَه: ضَرَبَ بِه، وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ مِنّا من شَهَرَ علينا السِّلاحَ) .
(والأَشَاهِرُ: بَياضُ النَّرْجِسِ) .
(و) يُقَال: (أَتَانٌ) شَهيرَةٌ، (وامْرَأَةٌ شَهِيرَةٌ) ، أَي (عَرِيضَةٌ) ضَخْمَةٌ، وَقيل: عَرِيضَةٌ (واسِعَةٌ) .
(و) يُقَال: هُوَ لَمْ يَرْكَب (الشِّهْرِيَّة، بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من البَرَاذِينِ) ، وَهُوَ بَيْنَ البِرْذَوْنِ والمُقْرِفِ من الخَيْلِ.
وَفِي الأَساس: بيْنَ الرَّمَكَةِ والفَرَسِ العَتِيق، والجَمْعُ الشَّهَارِي.
(وشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ) الأَشْعَرِيّ: (مُحَدِّثٌ مَتْرُوكٌ) ، رَوَى عَن بِلاَلٍ المُؤَذِّن، وتَميمٍ الدّارِيّ، وجابِرٍ وجَرِيرٍ وجُنْدَبٍ وسَلْمَانَ وأَبي ذَرَ وأَبي هُرَيْرَةَ وعائِشَةَ رَضِي الله عَنْهُم، وَعنهُ زُبَيْرٌ اليامِيّ وخالدٌ الحَذّاءُ وعاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، وغَيْلاَنُ بنُ جَرِيرٍ، ومَطَرٌ الوَرّاقُ وغيرُهم، كَذَا فِي حاشِيَةِ الإِكْمَال، قَالَ ابْن عَدِيَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ، ووَثَّقَه ابْن مُعِين، كَذَا فِي دِيوان الذَّهَبِيّ.
قَالَ شيخُنَا: هُوَ المُرادُ من قَوْلهم: خَرِيطَةُ شَهْرٍ، مأْخوذُ من قَوْلِ القَائلَ يُخاطِبُه:
لقد بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ
فمَنْ يَأْمَنُ القُرّاءَ بعدَكَ يَا شَهْرُ
قلت: القائِلُ هُوَ القُطامِيّ الكَلْبِيّ، وَيُقَال: سِنَانُ بنُ مُكَبّل النُّمَيْرِيّ، وَكَانَ شَهْرٌ قد وَلِيَ على خَزائِنِ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ، وَبعده:
أَخَذْتَ بهَا شَيْئاً طَفِيفاً وبِعْتَه
مِن ابنِ جَرِيرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الغَدْرُ
كَذَا فِي تَارِيخ أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ.
(وشَهْرَانُ بنُ عِفْرِس) بنِ خَلَفِ بنِ أَفْتَلَ، (أَبُو قَبِيلَةٍ من خَثْعَمَ) ، وأَفْتَلُ هُوَ خَثْعَمُ، مِنْهُم مالكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سِنَانٍ الشَّهْرَانِيّ، كَانَ أَميرَ الجُيُوشِ فِي زمنِ مُعَاوِيَةَ، وكُسِرَ على قَبْرِه أَربعون لِواءً.
(والمَشْهُورُ) : اسمُ (فَرَس ثَعْلَبَة بنِ شِهَابٍ الجَدَلِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(ويَوْمُ شَهْوَرَة) ، بِفَتْح الشين وَسُكُون الهاءِ، (مِنْ أَعْظَمِ أَيامِ بَنِي كِنَانَةَ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والمُشَهَّرَةُ: فَرَسُ مُهَلْهِلِ بنِ ربِيعَةَ) ، وَفِي التكملة: هِيَ المُشَهَّر، بِغَيْر هاءٍ.
(وذُو المُشَهَّرَةِ: أَبو دُجَانَةَ سِمَاكُ بنُ أَوْس) بنِ خَرَشَةَ الخَزْرَجِيّ السَّعْدِيّ، (صَحَابِيّ، كانَتْ لَهُ مُشَهَّرَةٌ، إِذا خَرَجَ بهَا يَخْتَالُ بينَ الصَّفَّيْنِ لم يُبْقِ ولمْ يَذَرْ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشُّهْرَةُ: الفَضِيحَةُ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ.
ولَبِسَ المُشَهَّرَةَ.
ونُهِيَ عَن الشُّهْرَتَيْن.
وصَبِي مُشْهِرٌ، كأَحْوَلَ فَهُوَ مُحْوِلٌ.
وَمن المَجاز: أَشْهَرْت فلَانا: استَخْفَفْت بِهِ وفَضَحْته وجَعَلْتُه شُهْرَة.
وشُهَارٌ، كغُرابٍ: مَوضِع. قَالَ أَبو صَخْر:
ويَوْمَ شُهَارٍ قد ذَكَرْتُكِ ذِكْرَةً
علَى دُبُرٍ مُجْلٍ مِنَ العَيْشِ نافِدِ
وشُهَارَةُ، بالضمّ: حِصْن عَظيمٌ باليَمَن، ويُقَال لَهُ: شُهَارَةُ الفَيْشِ، وَهُوَ من مَعاقِل الأَهْنُوم، قَالَ الشّاعِر:
وَفِي شُهَارَةَ أَيّامٌ تَعَقَّبَها
قَتْلُ القَرَامِطَةِ الأَشْرارِ فِي أُقُرِ
ووَبْرُ بنُ مُشَهَّرٍ، كمُحَمَّدٍ: صحابيّ، وضبطَه الذّهبيّ كمُكْرَم، وحكَى ابنُ الجَوْزِيّ كمُحْسِنٍ، بِالسِّين الْمُهْملَة.
وأُمُّ الأَسودِ ابنةُ عليّ بنِ مُشْهِر، لَهَا ذِكْر.
ومُشْهِرُ بنُ العَيّار العِجْلِيّ. وأَبو محمَّدٍ عبدُ اللَّهِ المَوْصِلِيّ، يُعْرَف بابنِ المُشْهِر، حَدَّثَا. وشيخُنَا العَلاّمة المُعَمَّر المحدِّث مَشْهُورُ بن المُسْتَرِيحِ الحُسَيْنِيّ الأَهْدَلِيّ، حدَّثَنا عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيَ المَرْحُومِيّ الضَّرِيرِ، نَزِيل مُخا، وَعَن الوَجِيه عبدِ الرحمانِ بنِ محمّد الذَّهَبِيّ الدِّمَشْقِيّ وَغَيرهمَا.
شهر: قال الجواليقي: ذكر بعض أهل اللغة أنه بالسريانية.

شهر


شَهَرَ(n. ac. شَهْر)
a. Made known, divulged, published about; made
conspicuous, famous, notorious.
b. Unsheathed, drew (sword).
شَهَّرَa. see I (a)
شَاْهَرَa. Engaged, made a contract with for a month.

أَشْهَرَa. Remained, spent a month in, at.
b. see I (a)
إِشْتَهَرَa. Was made known, published; was made, became conspicuous
& c.
b. see I (a)
شَهْر
(pl.
أَشْهُر شُهُوْر)
a. Month.
b. Moon; new moon.

شَهْرِيّa. Monthly.

شُهْرَةa. Publicity; celebrity, renown; notoriety.

شَهِيْرa. Well-known: celebrated, famous; notorious.

N. P.
شَهڤرَ
(pl.
مَشَاْهِيْرُ)
a. Divulged, made public.
b. see 25
شهر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ: أَي الصَّوْم أفضل بعد شهر رَمَضَان فَقَالَ: شهر اللَّه الْمحرم. قَوْله: شهر اللَّه الْمحرم أرَاهُ [قد -] نسبه إِلَى اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] وَقد علمنَا أَن الشُّهُور كلهَا لله [تَعَالَى -] وَلكنه إِنَّمَا ينْسب إِلَيْهِ عز وَجل كل شَيْء يعظم ويشرف وَكَانَ سُفيان بْن عُيَيْنَة يَقُول: إِن قَول اللَّه تَعَالَى: {وَاعْلَمُوْا اَنَّمَا غَنِمْتُمْ مَّنْ شَيْءٍ فَاَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ} وَقَوله: {مَا أفاءَ اللهُ عَلى رَسُوْلِه مِنْ أَهْلِ الْقٌرَى فَلِلّهِ وَلِلرَّسُوْلِ} فنسب الْمغنم والفيء إِلَى نَفسه وَذَلِكَ أَنَّهُمَا أشرف الْكسْب إِنَّمَا هما بمجاهدة الْعَدو قَالَ: وَلم يذكر ذَلِك عِنْد الصَّدَقَة فِي قَوْله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِيْنِ} وَلم يقل: لِلهِ وَلِلْفُقَرَاءِ لِأَن الصَّدَقَة أوساخ النَّاس واكتسابها مَكْرُوه إِلَّا للْمُضْطَر إِلَيْهَا.

جَذَوَ 

(جَذَوَ) الْجِيمُ وَالذَّالُ وَالْوَاوُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الِانْتِصَابِ. يُقَالُ جَذَوْتُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِي، إِذَا قُمْتُ. قَالَ:

إِذَا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقِينُ قَرْيَةٍ ... وَصَنَّاجَةُ تَجْذُو عَلَى حَدِّ مَنْسِمِ

قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ جَذَا يَجْذُو، مِثْلَ جَثَا يَجْثُو، إِلَّا أَنَّ جَذَا أَدَلُّ عَلَى اللُّزُومِ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْخَلِيلُ فَدَلِيلٌ لَنَا فِي بَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ مَقَايِيسِ الْكَلَامِ. وَالْخَلِيلُ عِنْدَنَا فِي هَذَا الْمَعْنَى إِمَامٌ.

قَالَ: وَيُقَالُ جَذَا الْقُرَادُ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ; لِشِدَّةِ الْتِزَاقِهِ. وَجَذَتْ ظَلِفَةُ الْإِكَافِ فِي جَنْبِ الْحِمَارِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُنَافِقِ مِثْلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً» . أَرَادَ بِالْمُجْذِيَةِ الثَّابِتَةَ.

وَمِنَ الْبَابِ تَجَاذَى الْقَوْمُ الْحَجَرَ، إِذَا تَشَاوَلُوهُ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ رَجُلٌ جَاذٍ، أَيْ قَصِيرُ الْبَاعِ، فَهُوَ عِنْدِي مِنْ هَذَا ; لِأَنَّ الْبَاعَ إِذَا لَمْ يَكُنْ طَوِيلًا مَمْدُودًا كَانَ كَالشَّيْءِ النَّاتِئِ الْمُنْتَصِبِ. قَالَ:

إِنَّ الْخِلَافَةَ لَمْ تَكُنْ مَقْصُورَةً ... أَبَدًــا عَلَى جَاذِي الْيَدَيْنِ مُبَخَّلِ

ذعلت

ذعلت: ذعالت: ذعاليب وهي بمعنى الكلمة المتقدمة. (المفصل طبعة بروش ص175).

ذعلت: قال في ترجمة ذعلب: وأَما قول أَعرابي من بني عوف بن سعد:

صَفْقَةُ ذي ذَعالِتٍ سَمُولِ،

بَيْعَ امْرِئٍ ليس بمُسْتَقِيل

وقيل: هو يريد الذَّعالِبَ، فينبغي أَن يكونا لغتين، وغيرُ بَعيدٍ أَن

تُبْدَل التاءُ من الباء، إِذ قد أُبدلت من الواو، وهي شريكة الباء في

الشفة؛ قال ابن جني: والوجه أَن تكون التاء بدلاً من الباء، لأَن الباءَ

أَكثر استعمالاً، كما ذكرنا أَيضاً من إِبدالهم الياء من الواو.

ذعلت
: ومِمّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
ذعَالِتُ، لُغَة فِي ذَعالِب. ذكرَه فِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة ذعلب. وأَنشدَ قَول أَعرابيّ من بني عَوْفِ بن سَعْدٍ:
صَفْقةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُولِ
بَيْعَ امْرِىءٍ لَيْسَ بمُستَقِيلِ
قَالَ: وَقيل: هُوَ يُرِيدُ الذَّعالِبَ، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَا لُغتيْنِ، وغيرُ بعِيدٍ أَن تُبْدَل التاءُ من الباءِ، إِذ قد أُبْدِــلت من الْوَاو، وَهِي شريكةُ الباءِ فِي الشَّفَة، قَالَ ابْنُ جِنِّي: والوجْهُ أَن تكون التّاءُ بَدَلا من الباءِ؛ لأَنّ التاءَ أَكثر اسْتِعْمَالا، انْتهى.

قوب

(قوب) الشَّيْء قلعه من أَصله وَالْأَرْض قابها والجرب جلد الْبَعِير ترك فِيهِ مَوَاضِع قد انجردت من الْوَبر
ق و ب : الْقَابُ الْقَدْرُ وَيُقَالُ الْقَابُ مَا بَيْنَ مَقْبِضِ الْقَوْسِ وَالسِّيَةِ وَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ وَالْقُوَبَاءُ بِالْمَدِّ وَالْوَاوُ مَفْتُوحَةٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ بِالسُّكُونِ دَاءٌ مَعْرُوفٌ. 
قوب: قوب (بالأسبانية cubo) دلو، قادوس (فوك). وفيه، قب والجمع اقواب وكوب أيضا (انظر كوب).
قوب والجمع اقواب: عتلة: رافعة، قضيب تحرك به الأشياء الثقيلة. (بوشر).
قوبة، والجمع قوابي: قوباء قوباء، داء في الجسد يتقشر منه الجلد وينجرد منه الشعر ويعرف بالحزاز. (بوشر، همبرت ص63). قوبة: ورم ذنبي، خدة، كيسة دهنية. والجمع قوابي جرب خفيف. (بوشر، أبو الوليد ص284 رقم 56، باين سميث 1239).
قوباء: قوباء، حزاز: يجمع على قوب أيضا، (معجم المنصوري مادة قوابي، أبو الوليد ص284 رقم 57، باين سميث 1239).
مقوب رجل مقوب: مصاب بداء القوبياء، متقوب. (باين سميث 1239، بوسييه).
ق و ب: (الْقُوَبَاءُ) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْمَدِّ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَجَمْعُهَا (قُوَبٌ) بِوَزْنِ عُلَبٍ. وَقَدْ تُسَكَّنُ وَاوُهَا اسْتِثْقَالًا لِلْحَرَكَةِ عَلَى الْوَاوِ فَإِنْ سَكَّنْتَهَا ذَكَّرْتَ وَصَرَفْتَ. وَتَقُولُ: بَيْنَهُمَا (قَابُ) قَوْسٍ أَيْ قَدْرُ قَوْسٍ. وَ (الْقَابُ) مَا بَيْنَ الْمَقْبِضِ وَالسِّيَةِ، وَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} [النجم: 9] أَرَادَ قَابَيْ قَوْسٍ فَقَلَبَهُ. 
ق و ب

هو مني قاب قوسٍ. وقوّب جلده الجرب: ترك فيه آثاراً. وقوّب النازلون الأرض. أثّروا فيها. وفي جلده ورأسه قوبٌ وفي الأرض قوبٌ. قال:

به عرصات الحيّ قوّبن متنه

وقال:

من عرصات الدار أمست قوبا

وتقوّب المكان: صارت فيه القوب: الخفر، ومن ذلك: القوباء والقوابي. وانقابت البيضة وتقوّبت: تفلّقت، وقابتها الدجاجة وقوّبتها.

ومن المجاز: في مثل " برئت قائبة من قوب ": بيضة من فرخ وهي كعيشة راضية، مثل للمفترقين، وانقابت بيضة بني فلان عن أمرهم إذا بيّنوه، كما تقول: أفرخت بيضتهم.

قوب


قَابَ (و)(n. ac. قَوْب)
a. Dug, hollowed out.
b. Cracked, broke ( egg: bird ).
c. Became marked, pitted (skin).
d. Approached.
e. Fled.

قَوَّبَa. see I (a)b. Marked, made traces upon (ground); pitted
(skin).
c. Uprooted, eradicated.
d. [pass.], [Min], Was sullied by.
تَقَوَّبَa. see VII (a)b. Was cracked, broken (egg).
c. Was torn up, uprooted.
d. Was peeled, excoriated.

إِنْقَوَبَa. Was dug up (ground).
b. see V (b)
إِقْتَوَبَa. Chose, selected.

قَابa. Half a bow's length.

قَابَة []
a. see 3
قَيْبa. see 1A
قُوْب (pl.
أَقْوَاْب)
a. Chicken, young bird.
b. Egg.

قُوْبَة []
a. see 43
قُوَبa. Hollows.
b. Eggshells.
c. Pock-marks, pits.

قُوَبَة []
a. see 43
قَائِبَة []
a. see 3 (a) (b).
c. Empty (egg).
قُوَبَآء [] (pl.
قُوَب)
a. Ringworm, tetter.

مُتَقَوِّب [ N.
Ag.
a. V], Peeled, excoriated; scabby.

قُوْبَآء
a. see 43
قَوْأَب
a. see under
قَأَبَ
[قوب] نه: «لقاب» قوس أحدكم أو موضع قلده، القاب والقيب: القدر، من قوبوا في الأرض - أثروا فيها بالوطء وجعلوا في مساقيها علامات - ومر في قدد. ك: ««قاب» قوسين» القاب: ما بين المقبض والسية، وهو موضع رأس الوتر، ولكل قوس قابان ولذا قيل: فيه قلب، أي قابي قوس. ج: أي قرب جبرئيل من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين، وقيل: قاب القوس صدرها حيث يشد عليها السير. نه: ومنه ح: إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجزئة من حجكم فكانت «قائبة» من «قوب» عامها، ضرب مثلًا لحلو مكة من المعتمرين في باقي السنة، من قيبت البيضة فهي مقوبة - إذا خرج فرخها منها، فالقائبة: البيضة، والقوب: الفرخ، وتقوبت البيضة - إذا انفلقت عن فرخها، وإنما قيل لها: قائبة، وهي مقوبة بمعنى ذات قوب أي فرخ، يريد أن الفرخ إذا فارق بيضته لم يعد إليها، وكذا إذا اعتمروا في الأشهر الحرم لم يعودوا إلى مكة.
قوب
قوَّبَ يُقَوِّب، تقويبًا، فهو مُقَوِّب، والمفعول مُقَوَّب
• قوَّب الأرضَ: أحْدَثَ فيها حُفَرًا مستديرة.
• قوَّب الشّجرةَ: حفَرَ حولها ليقلعها. 

قاب [مفرد]: قَدْر، مقدار " {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}: كناية عن القرب".
• قاب القوس: ما بين المقبض وطرف القَوْس " {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} ". 

قُوباء/ قُوَباء [مفرد]: ج قُوَب: (طب) داء في الجسد يتقشَّر منه الجلدُ وينجرد منه الشّعرُ، وهو مرض جلديّ التهابيّ. 

قُوبَة/ قُوَبَة [مفرد]: ج قوبات وقُوَب:
1 - قوباء؛ داءٌ في الجسد يتقشَّر منه الجلدُ وينجرد منه الشّعرُ، وهو مرض جلديّ التهابيّ.
2 - (طب) أثر الجدريّ والجرب على الوجه. 
قوب
القَوْبُ: أنْ تُقَوِّبَ أرْضاً أو حُفْرَةً شِبْهَ التَّقْوِيْرِ، قُبْتُها قَوْباً فانْقَابَتْ. والجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البَعِيرِ فَيُرى فيه قُوْبَاءُ يُجَردُ من الشَّعر. وكذلك القُوْبَاءُ التي تَخْرُجُ بالإِنسان. وفي المَثَل:
يا عَجَبَا لهذهِ الفَلِيْقَهْ ... هَلْ تُذْهِبَنَّ القُوبَاءَ الريْقَهْ
ويُقال: قُوَبَاءُ، وجَمْعُها قُوَبٌ، وهو أقْوَبُ.
وقَوَّبَ الناسُ الأرْضَ: أثَرُوا فيها بمَوطِئهم. والمُقَوَّبُ الرَّأس: الذي يَقِل شَعرهُ من وسطِه، ومُقَدَّمُه ومُؤخَّرُه واحِدٌ. والقابُ في التَّفسير: ما بَيْنَ المَقْبِضِ والسيَةِ من القَوْس، وقيل: هو القَدْر؟ أي قَدْرُ طُولِ قَوْسَيْن. والقِيْبُ مِثْلُه.
والقائبَةُ: الفَرْخ، وقيل: قِشْرُ البَيْضَةِ. وفي المَثَل: " انْقَضَتْ قائبَةٌ من قُوْبِها " يُقال عند الفَرَاغ من الأمْرِ. ويقولونَ: كل قابٍ من قُوْبَةٍ. وتَقَوَّبَتِ البَيْضَةُ: تَفلَقَتْ. ويُقال أيضاً: " بَرِئَتْ قائبَةٌ من قُوْبِها " أي انْصَلَحَ الأمْرُ.
والقُوَيْبِبَةُ: البَيْضَةُ.
والانْقِوَابُ: الْتِواءُ العِرْق عن جِهَتِهِ.
وانْقَابَ الشَّيْءُ عن مَكانِهِ: أي زالَ.
وإنَّه لَمَلِيْءٌ قُوَبَةٌ: أي يَنْقَابُ عن الحَق كما تَنْقابُ البَيْضَةُ عن فِراخِها. والقابُ: الذِّرَاعُ.
[قوب] قُبْتُ الأرضَ أقوبها، إذا حفرت فيها حُفرةً مُقَوَّرَةً، فانقابت هي. وقَوَّبْتُ الأرضَ تقويباً مثله. وتقوب الشئ، إذا انقلع من أصله. وقابَ الطائرُ بيضَتَه، أي فلقها، فانقابت البيضة وتَقَوَّبَتْ بمعنًى. وتَقَوَّبَ من رأسه مواضعُ، أي تَقَشَّرَ. والأسود المُتَقَوِّبُ، هو الذي سَلَخَ جلدَه من الحيّات. وقولهم في المثل: " بَرِئَتْ قائبةٌ من قوبٍ " فالقائبة: البيضة، والقوبُ، بالضم: الفَرخ. قال أعرابيٌّ من بني أسد لتاجرٍ استَخفَره: إذا بلغْتُ بك مكان كذا فبَرِئَتْ قائبةٌ من قوب، أي أنا برئ من خِفارتك. والقُوَباءَ: داءٌ معروف يتقشّر ويتّسع، يُعالج بالريق: وهي مؤنَّثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ. وقال : يا عجبا لهذه الفليقه * هل تغلبن القوباء الريقه وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإن سكَّنتها ذكرت وصرفت. والياء فيه للالحاق بقرطاس، والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلا حرفان: الخشاء، وهو العظم الناتئ وراء الاذن، وقوباء. قال: والاصل فيهما تحريك العين: خششاء وقوباء. قال الجوهرى: والمزاء عندي مثلهما. فمن قال قوباء بالتحريك قال في تصغيره قويباء، ومن سكن قال قويبى. وتقول: بينهما قاب قوسٍ وقيبُ قوس، وقادُ قوس وقيدُ قوس، أي قدر قوس. والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ. ولكلِّ قوسٍ قابان. وقال بعضهم في قوله تعالى: (فكان قابَ قَوْسَيْنِ أو أدْنى) : أراد قابا قوس فقلبه. وقولهم: فلان ملئ قُوَبَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أي ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.

قوب: القَوْبُ: أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِـبْهَ التَّقْوير.

قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هي. ابن سيده: قابَ الأَرضَ قَوْباً، وقَوَّبَها تَقْويباً: حَفَر فيها شِـبْهَ التَّقْويرِ. وقد انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ، وتَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ. والأَسْوَدُ الـمُتَقَوِّبُ: هو الذي سَلخَ جِلْدَه من الـحَيَّات.

الليث: الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البعير، فتَرى فيه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر، ولذلك سميت القُوَباءُ التي تَخْرُجُ في جلد الإِنسان،

فتُداوَى بالرِّيق؛ قال:

وهل تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ

وقال الفراء: القُوباء تؤَنث، وتذكر، وتُحرَّك، وتسكَّن، فيقال: هذه قُوَباءُ، فلا تصرف في معرفة ولا نكرة، وتلحق بباب فُقَهاءَ، وهو نادر.

وتقول في التخفيف: هذه قُوباءُ، فلا تصرف في المعرفة، وتصرف في النكرة.

وتقول: هذه قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ في المعرفة والنكرة، وتُلْحقُ بباب طُومارٍ؛ وأَنشد:

به عَرَصاتُ الـحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه، * وجَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِـيم، حاطِـبُه

قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثـَّرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قال العجاج:

من عَرَصاتِ الـحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا

أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة.

وتَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ. وقال ابن الأَعرابي: القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قال ابن سيده: ولا أَدْري كيف هذا؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء، ولا هما من أَبنية الجمع، قال: والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال: وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ.

والقُوباءُ والقُوَباءُ: الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه، وهو داءٌ

معروف، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يعالج ويُدَاوى بالريق؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز:

يا عَجَبَا لهذه الفَلِـيقَهْ !

هَلْ تَغْلِـبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ؟

الفليقةُ: الداهية. ويروى: يا عَجَباً، بالتنوين، على تأْويل يا قوم

اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً، ويروى: يا عَجَبَا، بغير تنوين، يريد يا عَجَبـي، فــأَبدَــل من الياءِ أَلِفاً؛ عل حدّ قول الآخر:

يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِـي

ومعنى رجز ابن قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ من هذا الـحُزاز الخَبيث، كيف

يُزيلُه الريقُ، ويقال: إِنه مختص بريق الصائِم، أَو الجائِع؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس، والهمزة مُنْقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العين، ممدودةَ الآخر، إِلاَّ الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ؛ قال: والأَصل فيهما تحريك العين، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ. قال الجوهري: والـمُزَّاءُ عندي مثلُهما (1)

(1 قوله «والمزاء عندي مثلهما إلخ» تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع اليه.) ؛ فمن قال: قُوَباء، بالتحريك، قال في تصغيره: قُوَيْباء، ومن سَكَّنَ، قال: قُوَيْبـيٌّ؛ وأَما قول رؤبة:

من ساحرٍ يُلْقي الـحَصى في الأَكْوابْ، * بنُشْرَةٍ أَثـَّارةٍ كالأَقْوابْ

فإِنه جمع قُوباءَ، على اعتِقادِ حذف الزيادة ،على أَقوابٍ. الأَزهري: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ. وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ. وتقول: بينهما قابُ قَوْسٍ، وقِـيبُ قَوْسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِـيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ. والقابُ: ما بين الـمَقْبِضِ

والسِّـيَة. ولكل قَوْس قابانِ، وهما ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ. وقال

بعضهم في قوله عز وجل: فكان قابَ قَوْسَيْن؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه.

وقيل: قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين. الفراء: قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عربيتين. وفي الحديث: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خيرٌ من الدنيا وما فيها. قال ابن الأَثير: القابُ والقِـيبُ بمعنى القَدْرِ، وعينُها واو مِن قولهم: قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثـَّروا فيها بوَطْئِهم، وجعَلوا في مَساقيها علامات.

وقَوَّبَ الشيءَ: قَلَعَه من أَصله. وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله.

وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ

بمعنًى.

والقائبةُ والقابَةُ: البَيْضة. والقُوبُ، بالضم: الفَرْخُ.

والقُوبِـيُّ: الـمُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وهي الفِراخُ؛ وأَنشد:

لـهُنَّ وللـمَشِـيبِ ومَنْ عَلاهُ، * من الأَمْثالِ، قائِـبَةٌ وقُوبُ

مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من

القائبةِ، وهي البَيْضة، فيقول: لا تَرْجِـعُ الـحَسْناءُ إِلى الشيخ، كما

لا يَرْجِـعُ الفرخُ إِلى البيضة. وفي المثل: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من

قُوبٍ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه. قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ

قائِـبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خِـُفارَتِكَ. وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا

تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها.

يقال: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِـيٌّ من قاوِبَةٍ؛

معناه: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لم يَعُدْ إِليها؛ وقال:

فقائِـبةٌ ما نَحْنُ يوماً، وأَنْتُمُ، * بَني مالكٍ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها

يُعاتِـبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن؛ يقول: إِن لم ترجعوا

إِلى نسبكم، لم تعودوا إِليه أَبداً. فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم.

وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِـيابِ البيضةِ عنه.

شمر: قِـيبَتِ البيضةُ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها.

ويقال: قَابَةٌ وقُوبٌ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ. وقال ابن هانئ: القُوَبُ

قُشْوُرُ البيض؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ:

على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها، * إِلى وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ

قال: القُوَبُ: قشور البيض. أَصْغَى من أَجنتها، يقول: لما تحرَّك الولد في البيض، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً. قال: وقابَتْ تَفَلَّقَت. والقُوبُ: البَيْضُ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج، وقال: إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، وكانت قائِـبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة. والمعنى: أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج، لم يعودوا إِلى مكة.

ويقال: قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِـياباً. قال الأَزهري: وقيل للبيضة قائِـبةٌ، وهي مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، والفرخُ الخارج يقال له: قُوبٌ وقُوبيّ؛ قال الكميت:

وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها

ويقال: انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر

والكلإِ.

ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِـيمٌ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل. وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عن ثعلب.

والـمُقَوَّبةُ من الأَرضين: التي يُصِـيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ

منها شجرٌ كان بها قديماً؛ حكاه أَبو حنيفة.

قوب
: ( {القَوْبُ: حفر الأَرضِ) شِبْهَ التَّقْوِيرِ (} كالتَّقْوِيبِ) . {قُبْتُ الأَرْضَ} أَقُوبُها، إِذا حَفَرْتَ فِيهَا حُفْرَةً مُقَوَّرَةً، {فانْقابتْ هِيَ.
ابْن سِيدَهْ:} قَابَ الأَرْضَ قَوْباً، {وقَوَّبَهَا} تَقْوِيباً: حَفَرَ فِيهَا شِبْهَ التَّقْوِيرِ. وقدِ {انْقَابَتْ،} وتَقَوَّبَتْ.
(و) القَوْب: (فَلْقُ الطيْرِ بَيْضَه) قابَ فانْقَابَتْ.
(و) {القُوبُ: (بالضَّمِّ: الفَرْخُ) ، وَمِنْه} - القُوبِيُّ، كَمَا سيأْتي، ( {كالقائِبةِ} والقَابَةِ، ج. {أَقْوَابٌ. و) من المَجَاز فِي المَثَلِ: بَرِئَتْ، أَيْ: (تَخَلَّصَتْ،} قائِبَةٌ من {قُوبٍ، أَو:} قابَةٌ من {قُوَبٍ) ، كصُرَدٍ، كَمَا قَيَّدَهُ الصّاغانيُّ، (أَي: بَيْضَةٌ من فَرْخٍ) ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدٍ. وهاكذا فِي الصَّحاح ومَجْمَع الأَمثال، وَبِه عَبَّر الحَرِيرِيُّ فِي مقاماته. قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ:} القابَةُ الفَرْخُ،! والقُوبُ البَيْضَةُ، وحُذفتِ الياءُ من القابَةِ، كَمَا حُذِفَتْ من الجَابة، فَعْلَة بِمَعْنى الْمَفْعُول كالغَرْفَة من الماءِ، والقَبْضَةِ من الشَّيْءِ، وأَشباهِها. (يُضْرَبُ) مَثَلاً (لمن انْفَصَلَ من صاحِبِه) . قالَ أَعرابيٌّ من بني أَسَدٍ لتاجِر اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بِكَ مكانَ كَذَا وَكَذَا، فَبرِئَتْ قَائِبَةٌ من قُوبٍ، أَي أَنا بَرِيءٌ من خُفارَتك.
ويقالُ: انْقَضَتْ قَائِبَةٌ من قُوبِهَا، وانْقضَى {- قوبِيٌّ من قَاوِبَةٍ، مَعْنَاهُ: أَن الفرْخ إِذا فارَق بيضَته، لم بَعْد إِليها. وَقَالَ:
} فقائِبَةٌ مَا نَحنُ يَوْماً وأَنْتُم
بَنِي مَالِكٍ إِنْ لم تَفِيؤوا {وقوبُها
يُعاتِبُهُمْ على تَحوُّلِهم بنَسبِهم إِلى اليَمَن، يقولُ: إِن لم تَرجِعُوا إِلى نَسَبكم، لم تَعودوا إِليه أَبَداً، فَكَانَت ثَلْبَةَ مَا بَيْننَا وَبَيْنكُم، وسُمِّيت البَيْضَةُ قُوباً} لانْقِيابِ الفَرْخِ عَنْهَا.
ووَقعَ فِي شِعْرِ الكُمَيْتِ:
لَهُنَّ وللمَشِيبِ ومَنْ عَلاَهُ
مِن الأَمْثَالِ قَائِبةٌ وقُوبُ
مَثَّلَ هَرَبَ النِّسَاءِ من الشُّيُوخ بهَربِ القُوب، وَهُوَ الفرْخُ، من القائِبَة، وَهِي الْبَيضة، فَيَقُول: لَا تَرْجِعُ الحسناءُ إِلى البَيضة. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رضيَ الله عَنهُ (أَنَّه نَهَى عَن التَّمَتُّعِ بالعُمْرَةِ إِلى الحَجّ، وَقَالَ: إِنّكُم إِنِ اعْتَمَرْتُم فِي أَشهُرِ الحَجّ، رأَيْتُمُوهَا مُجْزِئَةً من حجِّكُمْ، ففَرغَ حَجُّكُمْ، وكَانَتْ قائِبَةً من قُوبٍ) ضرب هاذا مثلا لِخَلاءِ مكَّةَ من المعتمِرينَ سائرَ السَّنَةِ. وَالْمعْنَى: أَنَّ الفرخَ إِذا اعتمَرُوا فِي أَشْهُرِ الحجِّ لم يَعودُوا إِلى مَكَّةَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقيل للْبَيضةِ قائبةٌ، وَهِي {مَقُوبَةٌ، أَراد أَنَّهَا ذاتُ فَرْخٍ، وَيُقَال: إِنّها} قَاوبَة إِذا خَرَجَ مِنْهَا الفَرْخُ، والفَرْخُ الخارِج يُقَال لَهُ {القُوبُ} - والقُوبِيُّ. هاذه نصوصُ أَئِمّة اللّغةِ فِي كُتبهم.
وَنقل شيخُنا عَن أَبي عليّ القالي مَا نصُّه: وَيَقُولُونَ: لَا والّذي أَخرَجَ قائبةً من قُوبٍ، يَعْنُونَ فَرْخاً من بَيضةٍ قَالَ: فهاذا مُخالفٌ لِمَا ذَكرْنَاهُ، وَقد اعترضَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ، وَقَالَ: إِنَّه قلب.
( {والمُتَقَوِّب: المُتَقَشِّرُ) .
(و) الأَسْوَدُ} المُتَقَوِّب: هُوَ (الَّذِي سَلَخَ جِلْدَهُ من الحَيَّاتِ) .
(و) المُتَقَوِّبُ: (مَن تَقَشَّرَ عَن جِلْدِهِ الجَرَبُ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الجَرَبُ {يُقَوِّبُ جِلْدَ الْبَعِير، فترى فِيهِ قُوباً قد انجردتْ من الوَبَر، (وانْحَلَقَ شَعرُهُ) عَنهُ، (وَهِي القُوبَةُ) بالضَّمّ مَعَ تسكين الْوَاو، (والقُوَبَة) ، بتحريك الْوَاو، وَكِلَاهُمَا عَن الفراءِ، (} والقُوبَاءُ، {والقُوَباءُ) بالمَدِّ فيهمَا، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ:} القُوباءُ واحدةُ القُوبَةِ {والقُوبَةِ. قَالَ ابْن سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيفَ هاذا، لاِءَنَّ فُعْلَةً وفُعَلَة، لَا يكونانِ جمعا لفُعْلاءَ، وَلَا هما من أَبنية الجَمْع. قَالَ:} والقُوَبُ جمعُ {قُوبَةٍ} وقُوَبَةٍ. قَالَ: وهاذا بَيِّنٌ، لأَنّ فُعَلاً جمعٌ لِفُعْلَة وفُعَلَةٍ.
( {وقَوَّبَهُ) ، أَي: الشَّيْءَ (} تَقْوِيباً: قَلَعَهُ) من أَصلِه، ( {فَتَقَوَّبَ) : انقلعَ من أَصله، وتَقَشَّر. (و) مِنْهُ (القُوبَاءُ والقُوَبَاءُ) ، وَهُوَ (الَّذِي يَظْهَرُ فِي الجَسَدِ ويَخْرُجُ عَلَيْهِ) . وقالَ الجَوْهَرِيُّ: داءٌ معروفٌ، يَتَقَشَّرُ ويَتَّسِع، يُعالَجُ بالرِّيقِ: وَهِي مؤنَّثَةٌ لَا تَنصرف، وجمعُها} قُوَبٌ، وَقَالَ:
يَا عَجَباً لِهاذِه الفَلِيقَهْ
هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءَ الرِّيقَهْ
الفَلِيقَة: الدّاهية. وَالْمعْنَى: أَنَّه تَعَجَّبَ من هاذا الحُزاز الخبيب كَيفَ يُزِيلُهُ الرِّيق، وَيُقَال: إِنّه مختصٌّ بِرِيقِ الصائمِ، أَو الجائع. وَقد تُسَكَّنُ الواوُ مِنْهَا، استثقالاً للحركة على الْوَاو، فإِنْ سَكَّنْتَهَا، ذَكَّرْتَ وصَرَفْت، والياءُ فِيهِ للإِلْحاق بقِرْطَاسٍ، والهمزةُ منقلِبةٌ مِنْهَا.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: القُوباءُ تُؤنَّثُ، وتُذَكّرُ، وتُحَرَّك، وتُسَكَّنُ، فَيُقَال: هَذِه قُوَباءُ، فَلَا تُصْرَفُ فِي معرفةٍ وَلَا نكرةٍ، ويُلْحَقُ بِبَاب فُقَهاءَ، وَهُوَ نَادِر: وتقولُ فِي التَّخفِيف: هاذِه قُوباءُ فَلَا تُصْرَفُ فِي الْمعرفَة، وتُصْرَفُ فِي النَّكِرَة؛ وَتقول: هاذِه قُوباءٌ، تَنصرف فِي المعرفةِ والنَّكْرَةِ، وتُلْحَقُ ببابِ طُومارٍ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (ولَيْسَ) فِي الكَلامِ (فُعْلاءُ) مضمومةَ الفاءِ (ساكِنَةَ العَيْنِ) ممدودةً، (غَيرَها، والخُشَّاءِ) وَهُوَ العَظْمُ النّاتِىءُ وراءَ الأُذُنِ، قَالَ: والأَصلُ فيهمَا تحريكُ العينِ خُشَشَاءُ وقُوَباءُ.
قَالَ الجوهريُّ: والمُزَّاءُ عِنْدِي مثلُهُما، فَمن قَالَ: قُوَبَاءُ بالتَّحْرِيك قَالَ فِي تصغيره: {قُوَيْبَاءُ؛ وَمن سَكَّن، قَالَ:} - قُوَيْبِيّ.
قَالَ شيخُنا، بعدَ هاذا الْكَلَام: قلتُ تصرَّفَ فِي المُزَّاءِ فِي بَابه تَصَرُّفاً آخَرَ، فَقَالَ: والمُزّاءُ بالضَّمّ: ضَرْبٌ من الأَشْرِبَةِ، وَهُوَ فُعَلاءُ بِفَتْح الْعين، فأَدْغَمَ؛ لاِءَنّ فُعلاءَ لَيْسَ من أَبْنيتِهم، وَيُقَال: هُوَ فُعَّالٌ من المهموز، وَلَيْسَ بالوَجْه؛ لأَنّ الاشتقاقَ لَيْسَ يدُلُّ على الهمْز، كَمَا دَلّ على القُرّاءِ والسُّلاَّءِ؛ قَالَ الأَخْطَلُ يَعِيبُ قَوماً:
بِئْسَ الصُّحَاةُ وبِئسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ
إِذا جَرَى فِيهِمُ المُزّاءُ والسَّكَرُ
وَهُوَ اسْمٌ للخمْر. وَلَو كَانَ نعتاً لَهَا، كَانَ مَزّاءَ، بالفَتح. وأَمّا الخُشّاءُ، بالخاءِ والشّين المعجمتَينِ، فأَبقاها على مَا ذَكَرَ، وأَلحقها {بقُوَبَاءَ، كَمَا يأْتي فِي الشِّينِ المُعْجَمَةِ. انْتهى.
(} - والقُوبِيُّ) ، بالضَّمِّ: (المُولَعُ) ، أَي: الحَرِيصُ (بِأَكْلِ) الأَقْوَابِ، وَهِي (الفِرَاخُ) .
(وأُمّ {قُوبٍ) ، بالضّمّ: من أَسماءِ (الدّاهِيَةِ) .
(و) عَن ابْنِ هانِىءٍ: (القُوَبُ) ، أَي: (كَصُرَدٍ: قُشُورُ البَيْضِ) ؛ قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ بيضَ النَّعَامِ:
على تَوَائِمَ أَصْغَى من أَجِنَّتِها
إِلى وَساوِسَ عَنْهَا قابَتِ} القُوَبُ
قابَتْ: أَي تفَلّقتْ.
(و) رَجَلٌ مَلِيءٌ {قُوَبَةً، (كَهُمَزَةٍ: المُقِيمُ الثّابِتُ الدّارِ) ، يُقَال ذالك للّذي لَا يَبْرَحُ من المَنْزِلِ.
(} والقَابُ: مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ) ، المَقْبِضُ، كَمَجْلِسٍ، والسِّيَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا عُطِفَ من جانِبَيِ القَوْس، (ولِكُلِّ قَوْسٍ {قابَانِ) ، وهما مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ. وَقَالَ بعضُهم فِي قولِهِ عَزَّ وجَلَّ: {فَكَانَ} قَابَ قَوْسَيْنِ} (النَّجْم: 9) : أَرادَ {- قَابَي قَوْسٍ، فَقَلَبَهُ، وإِليه أَشارَ الجَوْهَرِيُّ.
(و) القَابُ: (المِقْدارُ، كالقِيبِ) ، بالكَسر. تَقول: بَيْنَهُمَا} قابُ قَوْسٍ، {وقِيبُ قَوْسٍ، وقادُ قوْسٍ، وقِيدُ قَوْسٍ، أَيْ: قَدْرُ قَوْسٍ. وقيلَ: قابَ قَوْسَيْنِ: طُولَ قَوسَينِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: قابَ قَوسينِ، أَي: قَدْرَ قَوْسَينِ عَرَبِيّتَيْنِ. وَفِي الحَدِيث: (} لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم، خَيْرٌ من الدُّنْيا وَمَا فِيهَا) . قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: {القابُ،} والقِيبُ، بِمَعْنى القَدْرِ، وعَيْنُها واوٌ، من قَوْلهم: {قَوَّبُوا فِي الأَرْضِ، أَيْ: أَثَّرُوا فِيهَا، كَمَا سيأْتي. وَفِي العِنَاية للخَفاجِيّ: قَابُ القَوْسِ، وقِيبُه: مَا بَيْنَ الوَتَرِ ومَقْبِضِهِ. وبَسَطَهُ المفسِّرُونَ فِي (النَّجْمِ) .
(وقَابَ) الرَّجُلُ،} يَقُوبُ،! قَوْباً: إِذا (هَرَبَ. و) قابَ أَيضاً: إِذا (قَرُبَ) نَقلَهما الصّاغانيّ، فَهُما (ضِدٌّ) .
( {واقْتابَهُ: اخْتَارَهُ) .
(و) يُقَال (} قَوَّبْتُ الأَرْضَ) ، أَي: (أَثَّرْتُ فِيها) بالوطْءِ، وَجَعَلْتُ فِي مَساقيها عَلاَماتٍ، وَقد تقدّمتِ الإِشارةُ إِليهِ من كلامِ ابْنِ الأَثيرِ؛ وأَنشدَ:
بِهِ عَرَصَاتُ الحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
وجَرَّدَ أَثْبَاجَ الجَرَاثِيمِ حاطِبُهْ
{قَوبن متْنه: أَي: أَثَّرْنَ فِيهِ بمَوْطِئهِم ومَحَلّهم. قَالَ العَجّاجُ:
من عَرَصَاتِ الحَيِّ أَمْسَت} ْ قُوَّبَا
أَيْ: أَمستْ {مُقَوَّبَةً (} وَتَقَوَّبَتِ البَيْضَةُ) ، أَي: ( {انْقابَت) ، وهُما بِمَعْنى، وذالك إِذا تَفَلَّقتْ عَن فَرْخِها.
وممّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ:
ويُقَال:} انْقابَ المَكَانُ، {وتقَوَّبَ، إِذا جُرِّدَ فِيهِ مواضِعُ من الشَّجَرِ والكَلإِ.
} وقَوِبَ من الغُبَارِ، أَي اغْبَرَّ، وهاذا عَن ثَعْلَب.
{والمُقَوَّبَةُ من الأَرَضِينَ: الّتي يُصيبُهَا المَطَرُ، فيَبْقَى فِي أَماكنَ مِنْهَا شَجَرٌ كَانَ بهَا قَديماً. حَكَاهُ أَبو حنيفةَ.
وَفِي الأَساس:} وقَوَّبتِ النّازِلُونَ الأَرْضَ: أَثَّرَتْ. وَفِي رأْسه وجِلْدِه {قُوَبٌ، أَي: حُفَرٌ.
وَمن المَجَاز:} انْقابت بَيْضةُ بَني فلانٍ عَن أَمْرِهم: بَيَّنُوهُ، كأَفرَخَتْ بَيضتُهم. انْتهى.
باب القاف والباء و (وا يء) معهما ق وب، وق ب، ب وق، ق ب ا، ب ق ي، أب ق مستعملات

قوب: القَوْبُ: أن تقوّب أرضاً، أو حفرة شبه التَّقْوير، تقول: قُبْتُها فانقابت. وقد قوّبُوا مَتْنَ الأرض، أي: أثروا فيها بمواطئهم ومحلهم، قال:

به عرصات الحي قَوَّبْنَ متنه ... وجرد أثباج الجراثيم حاطبه

والقَوْبُ: أن يُقَوِّبَ الجرب جلد البعير فترى فيه قوباً قد جردت من الوبر، وبه سميت القوباء التي تخرج في جلد الإنسان فتداوى بالرِّيق، قال:

يا عجبا لهذه الفَليقَة ... وهل تداوى القوبا بالرِّيقَة

والفليقة: الأمر العجب، وأمر مُفْلِق، أي: عجب. وقاب قوسين في قول الله عز وجل: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى عن الحسن: طُول قوسين، وقال مُقاتل: لكل قَوْسٍ قابان، وهما ما بين المقبض والسية.

وقب: الوَقْبُ: كل قَلْتٍ، أو حفرة، كقَلْتٍ في فِهْرٍ، وكوَقْبِ المدهنة، قال:

في وقب خوصاء كوقب المدهن

ووَقْبَةُ الثريد: أنقوعته. والوَقِيبُ: صوت قُنْبِ الدابة. [يقال] : وَقَبَتِ الدابة تَقِبُ وقيباً. ووَقَبَ الظلام، [أي: دخل] يَقِبُ وَقْباً ووُقُوباً. والإِيقابُ: إدخال الشيء في الوَقْبة.

بوق: البَوْقُ من المطر: الكثير، يقال: أصابهم بَوْقٌ من المطر. وقول رؤبة:  [من باكر الوسمي] نضاخ البُوَق

[جمع بُوقَة] كما قالوا في [جمع] الأوقة: أُوَق. ويقال: هو جماعة بَوْق المطر، ويقال: بل البُوقة: شجرة من دِقِّ الشجر شديدة [الالتواء ] . وهذا كما قال:

منهتك الشعران نضاخ العذب

والعَذَبُ: شجرة من الدِّقّ. وباقَتْهُمْ بائقة تَبُوقُهم بُؤُوقاً، أي: نزلت بهم نازلة شديدة. والبوائق: الدواهي، وكذلك: البوائج. والبُوق: شبه [منقاف] ملتوي الخرق، وربما نفع فيه الطحان، فيعلو صوته، ويعلم المراد به، ويقال لمن لا يكتم شيئاً: إنما هو بُوق.

قبا: القَباءُ ممدود، وثلاثة أَقْبِية، وتَقَبَّى الرجل: لبس قَباءَهُ. وقُبا- مقصور-: قرية بالمدينة. والقباية: المفازة بلغة حمير. قال شاعرهم:

وما كان عنز ترتعي بقَبايةٍ

وقابياء وقابعاء، يقال ذلك للئام. بقي: [تقول العرب: نشدتك الله] والبُقْيا، وهي: البقيّة، قال:

وما صد عني خالد من بَقيّةٍ

وبَقِيَ الشيء يَبْقَى بقاءً، وهو ضد الفناء يقال: ما بَقِيَتْ منهم باقية، ولا وقاهم من الله واقية. وبقى يبقى: لغة، وكل ياء مكسورة في الفعل يجعلونها ألفاً، نحو: بَقَى ورضى وفَنَى. واستبقيت فلاناً، إذا أوجبت عليه قتلاً وعفوت عنه، واستبقيت فلاناً في معنى: عفوت عن زلله واستبقيت مودته، قال:

ولَسْتَ بمُسْتبقٍ أخاً لا تلمه ... على شعث، أي الرجال المهذب!!؟

وإذا أعطيت شيئاً وَحَبَسْتَ بعضه، قلت: استبقيت بعضَهُ. وفلان يُبقيني ببصره إذا كان ينظر إليه ويَرْصُدُهُ، قال يصف حمارا:

ظلت وظل عذوباً فوق رابية ... تُبقيه بالأعين المخزومة العذب

أراد: أن هذا الحمار يريد أن يرد بأتنه، فوقف بهن فوق رابية، وانتظر غروب الشمس. وبات فلان يُبْقي البرق، أي: ينظر إليه من أين يلمع، قال الفزاري:

قد هاجني الليلة برقٌ لامع ... فبت أبقيه لعيني، رامع أبق: الأَبَقُ: قشر القنب. والإِباق : ذهاب العبد من غير خوف، ولا كد عمل، والحكم فيه أن يرد، فإذا كان من كد عمل أو خوف [لم] يرد.

قوب

1 قَابَ الأَرْضَ, aor. ـُ (S, O,) inf. n. قَوْبٌ; (K;) and ↓ قوّبها, (S, O,) inf. n. تَقْوِيبٌ; (S, O, K;) He dug, or made a hollow in, the ground: (K:) or he dug a round hollow in the ground; (S, O, TA;) thus both phrases are expl. by ISd. (TA.) b2: And قاب بَيْضَهُ, (S, O,) inf. n. as above, (K,) It (a bird) broke asunder its eggs. (S, O, K.) A2: قاب is also intrans., signifying جِلْدُهُ ↓ تقوّب [app. His skin became pitted, or marked with small hollows: see an explanation of 2, of which تقوّب is quasi-pass.]. (O.) b2: قابت البَيْضَةُ: see 7.

A3: Also (قاب) He was, or became, near; drew near; or approached: and He fled: (O, K, TA:) inf. n. قَوْبٌ: (TA:) thus it has two contr. significations. (K, TA.) 2 قَوَّبَ see above, first sentence. b2: One says also, قَوَّبْتُ الأَرْضَ meaning I made impressions, marks, or traces, upon the ground, (O, K, TA,) by treading; and made indications [thereby, or thereof,] at its drinking-places. (TA.) and قَوَّبوا الأَرْضَ, (A, TA,) or فِى الأَرْضِ, (O,) They (i. e. persons alighting, A, TA) made impressions, marks, or traces, upon the ground, (A, O, TA,) by their treading and their alighting. (O.) b3: And قوّب الجَرَبُ جِلْدَ البَعِيرِ The mange, or scab, made pits, or small hollows, bare of fur, in the skin of the camel. (Lth, TA.) See also 5. b4: قُوِّبَ مِنَ الغُبَارِ means اِغْبَرَّ [i. e., app., He, or it, became sullied with dust]. (Th, TA.) b5: and قوّبهُ, inf. n. تَقْوِيبٌ, He pulled it out or up, by the root; eradicated, or uprooted, it. (K, * TA.) 5 تقوّبت الأَرْضُ: see 7. b2: تقوّب جِلْدُهُ: see 1. b3: تقوّب also signifies It became peeled, or excoriated, or became so in several, or many, places. (TA.) One says, تقوّب مِنْ رَأْسِهِ مَوَاضِعُ Some places in his head became excoriated. (S.) In the saying of Dhn-r-Rummeh, تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ تَقَوَّبَ may be for ↓ قَوَّبَ [q. v.]: or the phrase may be inverted, for تَقَوَّبَتْ غِرْبَانُهَا عَنِ الخَطْرِ. (S in art. خطر. [See غُرَابٌ, in art. غرب.]) b4: It is also said of a place as meaning It became, in parts, stripped of trees and herbage; and so ↓ انقاب. (TA.) b5: And it signifies also It was pulled out or up, by the root; was eradicated, or uprooted. (S, O, K. *) b6: تقوّبت البَيْضَةُ: see the next paragraph.7 اسقابت الأَرْضُ The ground was hollowed out in a round form; (S, ISd, O, TA;) as also ↓ تقوّبت. (ISd, TA.) b2: See also 5. b3: انقابت البَيْضَةُ, and ↓ تقوّبت, (S, A, O, K, TA,) and ↓ قَابَت, (TA,) The egg broke asunder, (S, A, O, K, TA,) and disclosed the young bird within it. (TA.) [Hence] one says اِنْقَابَتْ بِيْضَةُ بَنِى فُلَانٍ

عَنْ أَمْرِهِمْ [lit. The egg of the sons of such a one broke asunder, and disclosed their affair, case, or state]: meaning (tropical:) the sons of such a one revealed, or manifested, their affair, case, or state; a phrase like أَفْرَخَتْ بَيْضَتُهُمْ. (A, TA.) 8 اقتابهُ He chose, made choice of, selected, elected, or preferred, him, or it. (O, K.) قَابٌ The portion, of a bow, that is between the part that is grasped by the hand and the curved extremity: to every bow there are قَابَانِ: (S, O, Msb, K:) or, accord. to El-Khafájee, it is [the space] between the string and the part that is grasped by the hand, of the bow; as also ↓ قِيبٌ: (TA:) in the Kur [liii. 9], فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ accord. to some, is an inverted phrase, meaning فكان قَابَىْ قَوْسٍ [i. e. And he was at the distance of the measure of the two portions between the part that is grasped by the hand and each of the curved extremities of a bow]: (S, O:) [but] قَابٌ signifies also a measure, or space; and so ↓ قِيبٌ: (S, O, K:) one says, بَيْنَهُمَا قَابُ قَوْسٍ and قَوْسٍ ↓ قِيبُ, [Between them two is the measure of a bow], and likewise قَادُ قُوْسٍ and قِيدُ قَوْسٍ: (S, O: *) and it is said that قَابَ قَوْسَيْنِ [in the case mentioned above] means at [the distance of] the length of two bows: or as Fr says, at [the distance of] the measure of two Arabian bows. (TA.) [قابُ قَوْسٍ is also a term often used in astronomy to denote the distance between two stars; and seems to be syn. with ذِرَاعٌ (q. v.) as so used, thus meaning A cubit; which is the measure of each قاب of a bow, or nearly so.]

قُوبٌ A young bird; (S, A, O, K;) as also ↓ قَائِبَةٌ and ↓ قَابَةٌ: (K:) or ↓ قَائِبَةٌ signifies, (S, A, O,) or signifies also, (K,) an egg; (S, A, O, K;) and so does ↓ قَابَةٌ: (K;) ↓ قَائِبَةٌ is used in the latter sense as meaning ذَاتُ قُوبٍ, i. e. ذَاتُ فَرْخٍ: (Az, * O, TA: *) or it is like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ [meaning مَرْضِيَّةٌ]: (A:) [or as being originally the part. n. of قَابَت in the phrase قَابَتِ البَيْضَةُ: and it may be used in the former sense as being originally the act. part. n. of قَابَت in the phrase قَابَتِ البَيْضَةَ said of a hen-bird:] and ↓ قَاوِبَةٌ signifies an egg from which the young bird has come forth: (Az, TA:) or قُوبٌ signifies an egg: and ↓ قَابَةٌ, a young bird: (AHeyth, TA:) the pl. of قُوبٌ is أَقْوَابٌ. (K.) It is said in a prov., مِنْ قُوبٍ ↓ بَرِئَتْ قَائِبَةٌ, (S, A, O,) or مِنْ قُوبٍ ↓ تَخَلَّصَتْ قَائَبِةٌ, (K,) or مِنْ قُوبٍ ↓ قَابَةٌ, (tropical:) An egg became or has become, freed from a young bird [that was in it]: (S, A, O, K:) or a young bird, from an egg: (AHeyth, TA:) applied to him who has become separated from his companion. (A, * K.) An Arab of the desert, of the tribe of Asad, (S,) or Asd, (O,) said to a merchant who asked him to be his safeguard, مِنْ ↓ إِذَا بَلَغْتُ بِكَ مَكَانَ كَذَا بَرِئَتْ قَائِبَةٌ قُوبٍ, meaning (assumed tropical:) [When I shall have reached with thee such a place,] I shall be clear of obligation to protect thee. (S, O.) El-Kumeyt says لَهُنَّ وَلِلْمَشِيبِ وَمَنْ عَلَاهُ

وَقُوبُ ↓ مِنَ الأَمْثَالِ قَائِبَةٌ [To them (i. e. women), and to hoariness and him upon whom it has come, relates, among the proverbs, “An egg and a young bird ”]: he likens the fleeing of women from old men to the fleeing of the قُوب, or young bird, from the قَائِبَة, or egg; and [virtually] says that the beautiful woman will not return to the old man, like as the young bird will not return to the egg. (TA.) And Aboo-'Alee El-Kálee mentions the saying, مِنْ قُوبٍ ↓ لَا وَالَّذِى أَخْرَجَ قَائِبَةً, as meaning [No, by Him who has produced] a young bird from an egg: but Aboo-'Obeyd El-Bekree says that this is inverted. (MF, TA.) b2: أُمُّ قُوبٍ [in the TA said to be بالفتح, a mistranscription for بِالضَّمِّ,] Calamity, or misfortune. (O, K.) قُوَبٌ [in the two phrases here following is probably pl. of ↓ قُوبَةٌ]. You say, فِى الأَرْضِ قُوَبٌ In the ground are hollows [app. meaning round hollows: see 1, first sentence]. (A.) And فِى

رَأْسِهِ وَجِلْدِهِ قُوَبٌ In his head and his skin are pits. (A, TA.) b2: And hence ↓ القُوَبَآءُ. (A.) See قُوَبَآءُ, in two places. b3: It signifies [also] Egg-shells. (O, K.) قِيبٌ: see قَابٌ, in three places.

قُابَةٌ: see قُوبٌ: in four places.

قُوبَةٌ: see قُوَبٌ: b2: and see also قُوَبَآءُ, in three places.

قُوَبَةٌ: see قُوَبَآءُ, in three places.

A2: Also, (K,) applied to a man such as is termed مَلِىْءٌ [app. as meaning “ rich,” or “ wealthy ”], One who remains constantly in his abode, (S, K,) not quitting it. (S.) قُوَبَآءُ, (S, O, Msb, K,) fem., and imperfectly decl., (S, O,) and قُوْبَآءٌ, (S, O, Msb, K,) which is masc., and perfectly decl., as quasi-coordinate to قُرْطَاسٌ, said by ISk to be the only word of the measure فُعْلَآءٌ except خُشَّآءٌ, (S, O,) both originally of the measure فُعَلَآءُ, (O,) but to these may be added مُزَّآءٌ, (S, O,) [and perhaps some other instances,] and ↓ قُوَبَةٌ and ↓ قُوْبَةٌ, (O, K,) both of which are said by Fr to signify the same as قُوَيَآءُ, (O,) [Ringworm, or tetter; so called in the present day;] a well-known disease, (S, O, Msb,) characterized by excoriation and spreading, and cured by spittle, (S, O, TA,) or by the spittle of one who is fasting or hungry; (TA; [see an ex. in a verse cited voce فِلْقٌ;]) a cutaneous eruption, in which scabs peel off from the skin, and the hair comes off: (K, TA:) see قُوَبٌ, above: ↓ قُوَبٌ is [also] pl. of تُوَبَآءُ [like as نُفَسٌ is of نُفَسَآءُ], (S,) [and] so is قَوَابِىُّ: (KL:) ISd says, accord. to IAar, قُوَبَآءُ is sing. of ↓ قُوْبَةٌ and ↓ قُوَبَةٌ; but I know not how this can be: and he [i. e. IAar] also says that ↓ قُوَبٌ is pl. of ↓ قُوْبَةٌ and ↓ قُوَبَةٌ; and this is clear. (TA.) The dim. of قُوَبَآءُ is ↓ قُوَيْبَآءُ; and that of قُوْبَآءٌ is ↓ قُوَيْبِىٌّ. (S, O.) قُوبِىٌّ Fond of, or addicted to, the eating of young birds, (O, K, TA,) which are termed أَقْوَاب [pl. of قُوبٌ]. (TA.) قُوَيْبَآءُ and قُوَيْبِىٌّ: see قُوَبَآءُ, concluding sentence.

قَائِبَةٌ and قَاوِبَةٌ: see قُوبٌ; the former in eight places, and the latter in one place. قَائِبَةُ قُوبٍ means An empty egg: to such, in a trad., Mekkeh is likened when devoid of pilgrims. (O.) أَرْضٌ مقوبةٌ [i. e. مَقُوبَةٌ or مُقَوَّبَةٌ, being written without any syll. signs,] Land upon which rain has fallen, and in consequence thereof, in some places, trees that were in it formerly have been carried away: mentioned by AHn. (TA.) مُتَقَوِّبٌ Peeled, or excoriated; or so in several, or many, places. (K.) b2: And One from whose skin scabs have peeled off, (A, K, TA,) leaving upon it marks, (A,) and whose hair has come off [at those places]. (K, TA.) b3: And A serpent (S, O, K) of the species termed أَسْوَدُ (S, O) that has cast off its skin. (S, O, K.)

حُرُوف الْعلية

حُرُوف الْعلية: أَي الْحُرُوف الَّتِي تجْرِي على لِسَان العليل وَالتَّعْلِيل يجْرِي فِيهَا وَهِي ثَلَاثَة أحرف - الْوَاو - وَالْيَاء - ثمَّ الْألف - لَكِن لَا مُطلقًا بل الْألف الَّتِي تكون مبدلة عَن الْوَاو وَالْيَاء يجمعها (واي) قَالَ قَائِل:
(حرف علت نَام كردم وَاو ألف وياي را ... )

(هر كرا دردي رسد نَار جَار كو يَد واي را ... )

وأثقلها الْوَاو ثمَّ الْيَاء ثمَّ الْألف. وَلَيْسَ المُرَاد أَنَّهُمَا ثقيلتان من سَائِر الْحُرُوف بل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْألف (وَأما) بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيرهَا من الْحُرُوف فخفيفتان وَلِهَذَا لَا تحتملان الْحَرَكَة الثَّقِيلَة على أَنفسهمَا وَلَا على مَا قبلهمَا فاحفظ فَإِنَّهُ مِمَّا خَفِي على المبتدين.
ثمَّ اعْلَم أَن حرف الْعلَّة إِذا سكن يُسمى حرف (لين) . ثمَّ إِذا جانسه حَرَكَة مَا قبله فَهُوَ (حرف مد) فَكل حرف مد حرف لين وَلَا ينعكس وَالْألف حرف مد أبدا - وَالْوَاو وَالْيَاء. تَارَة حرفا لين كَمَا فِي قَول وَبيع. وَأُخْرَى حرفا مد كَمَا فِي يَقُول وَيبِيع. وثالثة ليستا حر فِي لين وَلَا حر فِي مد بل هما بِمَنْزِلَة الصَّحِيح. وَذَلِكَ إِذا تحركتا كَمَا فِي وعد وَيسر. وَكَثِيرًا مَا يطلقون على هَذِه الْحُرُوف حُرُوف الْمَدّ واللين مُطلقًا فَهُوَ إِمَّا مَحْمُول على هَذَا التَّفْصِيل أَو تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يؤول إِلَيْهِ.

شَهْدانِج

شَهْدانِج: شنارق. حب السمنة، شَرانق. ويسمى أيضاً شهدانج البرّ (ابن البيطار 1: 280).
شهر شَهَر والمصدر شُهْر: مثل شَهَّر وأشهر بمعنى طاف بالمجرم بشكل مخز في الطرقات (معجم البيان، معجم البلاذري).
شهَّر. شهَّر نفسَه: جعل نفسه نابه الذكر (بدرون ص25) ويقال أيضاً: شهّر بنفسه (عباد 1: 249) وتعنى أيضاً: استحق التأنيب والتوبيخ، استوجب الملامة من الناس (معجم البلاذري).
شهَّر نفسَه للموت: عرضها للموت (أبو الوليد ص249) وفي مخطوطة اخرى: شاهر.
شاهر: انظر ما تقدم.
أشهر: جعله معروفاً ورائجاً (دي ساسي طرائف 1: 146).
أشهر: أعلن، أذاع، نشر (الكالا)، ويقال: أشهر الأمر: أعلن المرسوم أو قرار الحاكم. (ألكالا).
أشهر فلاناً ب: جعل المنادي يذيع أمر السلطات ففي ابن اياس: أشهر السلطانُ المنادِيّ في القاهرة بأن لا فلاّح ولا غلام يلبس زنط أحمر.
أشهر: أتهم مقدماً شهوداً (الكالا).
أشهر: شهر السيف، سلّه من غمده (أبو الوليد ص105، الواقدي طبعة هماكر ص65، 106، ألف ليلة برسل 1: 339).
أشهر: مثل شهَر وشهَّر، أف بالمجرم وهو بشكل مخز في الطرقات (الملابس ص275 رقم 17، ابن بطوطة 3: 441، ألف ليلة برسل 2: 283).
أشتهَر، اشتهر بأمّه: من ينسب إلى أمّه وليس إلى أبيه، مثل: عيسى بن مَرْيم (معجم أبي الفداء).
شَهْر: يعنى عند البربر القمر (دومب ص53، ريشاردسن صحارى 1: 134).
شَهْر: علامة مميزة. ففي النويري (مصر مخطوطة 2 ص111 و) في كلامه عن النساء المسيحيات: ويكون أحد خُفَّيْها أسود ليبقى شهرا ظاهراً والآخر أبيض.
شَهْر: ربا، فائدة من المبلغ المقترض (باين سميث 1445).
شهر أو جهر أو شهير، وفي قول بعضهم بريشهير: مِخرطة، آلة يستعملها خراطو الخزف (باين سميث 1453). وقد ذكرت فيه مرتين. وقد زودني السيد دي غويه بهذه العبارة المنقولة من مخطوطتنا رقم 201 (فهرست 3 ص61). وليركب هذه الآلة في الشهر الذي يخرط فيه الخراطون آلات النحاس.
شُهْرَة: إشعار، إعلام. إخطار تبليغ (الكالا).
شُهْرة: نداء لاعلان البيع لما قرره القضاء. بيع بالمزاد (ألكالا).
شهرة الفتيا: قيمة الفتوى (دي سلان المقدمة ص75).
شُهْرة: علامة: مميّزة. ففي الخطيب (ص14 ف) في كلامه عن جند غرناطة: كُلّ منهم بصفة يختص بسلاحه وشهرة يعرف بها.
شُهْرَة: اسم يلحقه ابن (المقدمة 2: 194).
شُهْرَة: لقب (تاريخ البربر 2: 244، 461).
شُهْرَة: شيء يسخر منه ويتهكم. الف ليلة برسل 4: 159، 358).
شَهْريّ: نسبة إلى شهر، وما يوقت بشهر (بوشر).
شِهْرِيّ: لا يدل على نفس النوع من الخيل الذي يعرف بالبِرْذُوْن، لأن ابن العوام (2: 493) يفرق بينهما. وقد أخطأ كل من بانكري وكلمنت - موليه خطأ شنيعاً حين ترجماه بفرس أصيل.
شَهْريّة: راتب شهر (بوشر) وأجرة (همبرت ص222).
شَهَرِيّة: ثوب ذو مربعات (بارت 5: 235، 704) شهريا: حيوان من حيوانات البحر الأسود من فصيلة الاسقنقور (الادريسي جوبرت 2: 404) وهذا الاسم في مخطوطة ب، وفي مخطوطة ا: شهربا.
إشهار سلوك: منشور، بيان عام (بوشر).
تشْهِير وجمعها تشاهير: فسر كاترمير في (مملوك 1، 1: 243) هذه الكلمة بغطاء السرج. ثم رجع عن ذلك (1: 2: 137) فقال هي بالأحرى الرباطات التي تختلف عرضاً وتشد على صدر الفرس.
مُشَهَّر. ثوب مشهّر: زينت حاشيته بلون آخر (المقري 2: 357) وفي بيت لفتى ظهر عذاره: وهل أفتن الأثواب إلا المشهَّر وفي عبارة للمقريزي فقلت في الملابس (ص354) أبدل شهرة بمشَهَّرة كما تتطلبه قواعد العربية وفيه: كان الأمراء والجنود يرتدون مثل السلطان أقبية أما بيض أو مشهرة أحمر وأزرق.
وفي الحديث ما نقله السيد دي غويا من الفائق (1: 632): عمر رضَه وفد إليه عامله من اليمن وعليه حُلَّة مشهَّرة وهو مرجَّل دهين فقال هكذا بعثناك فأمر بالحلَّة فنزعت وألبس جبَّة صوف الخ. ويقول الشارح: أي فاخرة موسومة بالشُهْرة لحسنها. غير أن السيد دي غويا يرى أن المعنى الذي ذكرته افضل. (انظر أيضاً مُشَهَّرة).
وثياب مشهَّرة: ثياب شنعة يلبسها المجرمون حين يطاف بهم بصورة مخزية في الطرقات. ففي البيان (1: 268): ثم أخذ أسيراً وادخل مصر على جمل فطيف به بثياب مشهرة ثم قتل.
مُشَهَّرَة: ثياب زينت حاشيتها بلون آخر (الكامل ص682، 777) انظر: مُشَهَّر.
مَشهَور: محلّى، مزين، مزخرف (ديوان امرئ القيس ص30) وانظر (ص99).
حَرْب مشهور: حرب معلنة (بوشر).
حديث مشهور: روي عن اكثر من اثنين من الصحابة (دي سلان المقدمة 2: 484) ويقول فاندنبرج (ص5): هو حديث لا يستحق الثقة على الرغم من إنه روي عن الصحابة. وفي محيط المحيط: والمشهور ما كان من الآحاد في الأصل أي في القرن الأول ثم اشتهر في القرن الآني حتى روته جماعة لا يتصوّر تواطؤهم على الكذب فيكون المتواتر بعد القرن الأول.
مُشاهِر: شهري (هلو).
مُشَاهَرة. مُشاهَرَةً: مُرَتَّب أو راتب يدفع في كل شهر، شهراً بعد شهر (المقري 2: 703) (احذف من وانظر رسالة إلى فليشر ص222) وفي حيان - بسام (3: 140 ق): فرض لكل واحد خمسة عشر ديناراً مشاهرة. (ابو حمو ص164).
مشاهرة: مرتب شهري (دومب ص57).
مشاهرة (مرتب سنة. ففي الفخري (ص359): ومشاهرته في كل سنة مائة ألف دينار.
بُنُدُقي مشاهرة: عملة في مدينة البندقية ذات قيمة خاصة، في كل وجه منها صورة يتفق الرأس على الرأس والقدم على القدم في الوجهين (لين عادات 1: 392).
اشتهار: إعلان، إذاعة، نشر (الكالا).

شكا

(شكا)
شكوا وشكوى وشكاة تألم مِمَّا بِهِ من مرض وَنَحْوه والشكوة فتحهَا وَأظْهر مَا فِيهَا وهمه أبداه متوجعا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله} وَفُلَانًا أخبر بإساءته إِلَيْهِ
(شكا) - في الحديث: "كان لعبدِ الله بنِ عَمْرو، رضي الله عنهما، شَكْوَةٌ ينقَعُ فيها زَبِيباً".
قيل: الشَّكْوة: وِعاءٌ كالدَّلْو أو القِرْبَة الصَّغِيرة وجَمعُها شُكًا
قال أبو زيد: مَسْك السَّخْلة، ما دامت تَرضَع شَكْوَة، فإذا فُطِمت فهو البَدْرة، فإذا أَجْذَعت فهو السِّقاءُ. واشْتَكَى وتَشَكَّى وشَكَا: اتَّخذَ الشُّكَا.
- في حديث عَمرِو بنِ حُريْث: "أَنَّه دَخَل على الحَسَن رضي الله عنهما في شَكْوله"
الشَّكْو والشَّكَاةُ والشَّكْوَى والشِّكاية: الاشْتِكاء والمرض.
- في حديث الحجاج: "تَشَكّى النِّساءُ".
: أي اتَّخذْن شُكاً لِلَّبَن وشَكَّى مِثْله. وقيل: هو من الشِّكاية.
شكا
الشَّكْوُ والشِّكَايَةُ والشَّكَاةُ والشَّكْوَى: إظهار البثّ، يقال: شَكَوْتُ واشْتَكَيْتُ ، قال تعالى:
َّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
[يوسف/ 86] ، وقال: وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
[المجادلة/ 1] ، وأَشْكَاهُ أي: يجعل له شكوى، نحو:
أمرضه، ويقال: أَشْكَاهُ أي: أزال شكايته، وروي: «شكونا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم حرّ الرّمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا» . وأصل الشَّكْوِ فتح الشَّكْوَةِ وإظهار ما فيه، وهي: سقاء صغير يجعل فيه الماء، وكأنه في الأصل استعارة، كقولهم: بثثت له ما في وعائي، ونفضت ما في جرابي : إذا أظهرت ما في قلبك. والمِشْكَاةُ:
كوّة غير نافذة. قال تعالى: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ [النور/ 35] ، وذلك مثل القلب، والمصباح مثل نور الله فيه.
[شكا] شَكَوْتُ فلاناً أَشْكوهُ شَكوى وشِكايَةً وشَكِيَّةً وشَكاةً، إذا أخبرتَ عنه بسوءِ فَعَلَه بك، فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ، والاسم الشَكْوى. وأَشْكَيْتُ فلاناً، إذا فعلتَ به فِعلاً أحوجَه إلى أن يَشْكوكَ. وأَشْكَيْتُهُ أيضا، إذا أعتبته من شَكْواهُ ونَزَعت عن شِكايَتِهِ وأزلته عما يَشْكوهُ ; وهو من الأضداد. قال الراجز: تَمُدُّ بالأعْناقِ أو تَلْويَها * وتَشْتَكي لو أَنَّنا نشكيها  واشتكيته مثل شكوته. واشتكى عضواً من أعضائِه وتَشَكَّى بمعنىً. واشْتَكى، أي اتَّخذ شَكْوةً. قال الفراء: المِشْكاةُ: الكوّة التي ليست بنافذة. ورجلٌ شاكي السلاح، إذا كان ذا شوكة وحد في سلاحه. قال الأخفش: هو مقلوب من شائِكٍ. والشَكِيُّ: الذي يَشْتَكي. والشَكِيُّ أيضاً: المَشْكُوُّ. والشَكِيُّ أيضاً: المُوجَعُ. قال الطرِمَّاح:

وَسْمي شَكِيٌّ ولِساني عارِمُ * وَسْمي من السِمِةِ. والشِكْوَةُ: جلدُ الرضيع، وهو لِلَّبَنِ، فإذا كان جِلْدَ الجَذَعِ فما فوقه سمى وطبا. والشكى في السلاح معرَّبٌ، وهو بالتركية بَشْ.
[شكا] نه: فيه: "شكونا" إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم "يشكنا" أي شكوا إليه حر الشمس وما يصيب أقدامهم إذا خرجوا للظهر وسألوه تأخيرها قليلًا فلم يشكهم أي لم يجبهم إليه ولم يزل شكواهم، من أشكيته إذا أزلت شكواه وإذا حملته على الشكوى، والفقهاء يذكرونه في السجود فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباهم في السجود من شدة الحر فنهوا عنه ولما شكوا إليه لم يفسح لهم السجدة على طرف الثوب. ك: وهذا محمول على أنهم طلبوا زائدًا على قدر الإبراد بحيث يحصل للحيطان ظل يمشي فيه، فلا ينافي حديث: أبردوا بالظهر.شكيت وشكوت لغتان. ط: لما صدر من "مشكاته" هي كوة في الجدار غير النافذة، فيها يوضع المصباح وهي دون السراج، استعيرت لصدره صلى الله عليه وسلم، وشبه اللطيفة القدسية بالمصباح. ش: «"كمشكوة" فيها مصباح» أي كمصباح في زجاجة في مشكاة.

شكا: شكا الرجلُ أَمْرَه يشْكُو شَكْواً، على فَعْلاً، وشَكْوى على

فَعْلى، وشَكاةً وشَكاوَةً وشِكايةً على حَدّ القَلْب كعَلايةٍ، إِلاَّ أَنَّ

ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ للتَّغْيير؛ السيرافي: إِنما قُلِبت واوُه ياءً

لأَن أَكثر مصادِرِ

فِعالَةٍ من المُعْتَلّ إِنما هو من قِسْمِ الياءِ نحو الجِراية

والوِلايَة والوِصايَة، فحُمِلت الشِّكايَةُ عليه لِقلَّة ذلك في الواو.

وتَشَكَّى واشْتَكى: كشَكا. وتَشاكى القومُ: شَكا بعضُهُم إِلى بَعْضٍ.

وشَكَوْتُ فلاناً أَشْكوه شَكْوى وشِكايَةً وشَّكِيَّةً وشَكاةً إذا أَخْبََرْتَ

عنه بسُوءِ فِعْلِه بِكَ، فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ والاسْم الشَّكْوى.

قال ابن بري: الشِّكاية والشَّكِيَّة إِظْهارُ ما يَصِفُك به غيرُك من

المَكْرُوهِ، والاشْتِكاءُ إِظْهارُ ما بِكَ من مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ ونحوِه.

وأَشْكَيْتُ فلاناً إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً أَحْوَجه إِلى أَن

يَشْكُوك، وأَشْكَيْتُه أَيضاً إِذا أَعْتَبْته من شَكْواهُ ونَزَعْتَ عن شَكاته

وأَزْلْتَه عمَّا يَشْكُوه، وهو من الأَضْداد. وفي الحديث: شَكَوْنا

إِلى رسول الله؛ صلى الله عليه وسلم، حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم يُشْكِنا أَي

شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وما يُصِيبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا

إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ، وسأَلوه تأْخِيرَها قليلاً فلم يُشْكِهِمْ أَي لم

يُجِبْهُم إِلى ذلك ولم يُزِلْ شَكْواهم. ويقال: أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا

أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته على الشَّكْوى؛ قال ابن الأَثير: وهذا

الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأَجْلِ قول أَبي إسحق أَحد رُواته: قيل له في

تَعْجيلِها فقال نعَم، والفُقَهاء يَذْكرونه في السُّجودِ، فإِنَّهم

كانوا يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تحت جباهِهِم في السجود من شِدَّة الحرّ،

فَنُهُوا عن ذلك، وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يجدونه من ذلك لم

يَفْسَحْ لهُمْ أَن يَسْجُدوا على طَرَف ثِيابِهِمْ. واشْتَكَيْته: مثلُ

شَكَوْته. وفي حديث ضَبَّةَ ابنِ مِحْصَنٍ قال: شاكَيْتُ أَبا مُوسى في بَعْض ما

يُشاكي الرجلُ أَميرَه؛ هو فاعَلْت من الشَّكْوى، وهو أَن تُخْبر عن

مكروه أَصابَك. والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكاةُ والشَّكاءُ كُلُّه:

المَرَض. قال أَبو المجيب لابن عمِّه: ما شَكاتُك يا ابن حَكيمٍ؟ قال له:

انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ. الليث: الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ، تقول:

شَكا يَشْكُو شَكاةً، يُسْتَعْمَل في المَوْجِدَةِ والمرَض. ويقال: هو

شاكٍ مريض. الليث: الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه؛ وأَنشد:

أَخي إِنْ تَشَكَّى من أَذىً كنتُ طِبَّهُ،

وإِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بي فأَخِي طِبِّي

واشَتَكى عُضواً من أَعضائه وتَشَكَّى بمعنىً. وفي حديث عمرو بن

حُرَيْث: دخل على الحسن في شَكْوٍ له؛ هو المرضُ، وقد شَكا المرضَ شَكْواً

وشَكاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى. قال بعضهم: الشاكي والشكِيُّ الذي

يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه. والشَّكِيُّ: الذي يَشْتَكي. والشَّكِيُّ:

المشكُوُّ. وأَشكى الرجلَ: أَتى إِليه ما يَشْكو فيه به.

وأَشْكاهُ: نزَع له من شِكايتِه وأَعْتَبَه: قال الراجز يصفُ إِبلاً قد

أَتْعَبها السَّيْرُ، فهي تَلْوي أَعناقها تارةً وتَمُدُّها أُخْرى

وتَشْتَكي إِلينا فلا نُشْكيها، وشَكْواها ما غَلَبها من سُوء الحالِ والهُزال

فيقوم مقامَ كلامِها، قال:

تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنيها،

وتَشْتكي لو أَنَّنا نُشْكِيها،

مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها

قال أَبو منصور: وللإِشْكاء معنيان آخران: قال أَبو زيد شكاني فلانٌ

فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذىً وشكْوى، وقال الفراء أَشْكى إِذا

صادَفَ حَبيبَه يشكُو؛ وروى بعضُهم قولَ ذي الرُّمَّة يصف الربع ووقوفه

عليه:

وأُشكِيه، حتى كاد مما أُبِثُّه

تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ

قالوا: معنى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وما أُكابدُه من الشَّوْق

إِلى الظاعِنِين عن الرَّبْعِ حين شَوَّقَتْني معاهِدُهُم فيه إِليهم.

وأَشْكى فلاناً من فلانٍ: أَخذَ له منه ما يَرْضى. وفي حديث خَبَّاب بن

الأَرَتِّ: شكَوْنا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرَّمْضاءَ فما

أَشْكانا أَي ما أَذِنَ لنا في التخلُّف عن صلاة الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء.

قال أَبو عبيدة: أَشْكَيْتُ الرجل أَي أَتَيْتُ إِليه ما يشْكوني،

وأَشْكَيتُه إِذا شَكا إِليكَ فرَجَعْت له من شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى ما

يُحِبُّ. ابن سيده: وهو يُشْكى بكذا أَي يُتَّهَمُ ويُزَنُّ؛ حكاه يعقوبُ في

الأَلْفاظِ؛ وأَنشد:

قالت له بَيْضاءُ من أَهلِ مَلَلْ،

رَقْراقةُ العَيْنين تُشْكى بالغَزََلْ

وقال مُزاحِم:

خلِيلَيَّ، هل بادٍ به الشَّيْبُ إِن بكى،

وقد كان يُشْكى بالعَزاء مَلُول

والشَّكِيّ أَيضاً: المُوجِع؛ وقول الطِّرِمَّاح بن عَدِيٍّ:

أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ،

وسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ،

كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ

وسْمي: من السِّمَةِ، وشَكيٌّ: موجِعٌ، والهزائمُ: البئارُ الكثيرة

الماءِ، وسمي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه وإِحْراقُه.

التهذيب: سلمة يقال به شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ. وقد شَكِئَتْ أَصابعُه،

وهو التَّقَشُّر بين اللحمِ والأَظفارِ شَبيةٌ بالتشققِ. ويقالُ للبعير

إذا أَتعبَه السَّير فمدَّ عنُقَه وكثر أَنِينُه: قد شَكا؛ ومنه قول

الراجز:شكا إِليَّ جملي طولَ السُّرى،

صبراً جُمَيْلي، فكِلانا مُبْتَلى

أَبو منصور: الشَّكاةُ تُوضع موضع العَيب والذَّمِّ؛ وعيَّر رجلٌ عبد

الله بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فقال ابن الزبير

(* قوله «بأمه فقال ابن

الزبير إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وعير رجل عبد الله بن الزبير بأمه

فقال يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي: وتلك شكاة إلخ):

وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها

أَراد: أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات النطاقَين ليس بعارٍ،

ومعنى قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَي نابٍ، أَراد أَن هذا ليس عاراً يَلزَق

به وأَنه يُفتَخر بذلك، لأَنها إِنما سميت ذات النِّطاقَين لأَنه كان لها

نِطاقانِ تحْمِلُ في أَحدهما الزاد إِلى أَبيها وهو مع رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، في الغارِ، وكانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر، وهي أَسماءُ

بنتُ أَبي بكرٍ الصديقِ، رضي الله عنهما.

الجوهري: ورجلٌ شاكي السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ وحدٍّ في سلاحه؛ قال

الأَخفش: هو مقلوبٌ من شائك، قال: والشَّكِيُّ في السلاحِ مُعَرَّبٌ، وهو

بالتركَّية بش.

ابن سيده: كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ. ابن جني: أَلف مِشْكاةٍ

منقلِبة عن واو، بدليل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما يفعلون

بالصلاة. التهذيب: وقوله تعالى: كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ؛ قال الزجاج: هي

الكَوَّةُ، وقيل: هي بلغة الحبش، قال: والمِشْكاةُ من كلام العرب، قال:

ومثلُها، وإِن كان لغير الكَوَّةِ، الشَّكْوةُ، وهي معروفة، وهي

الزُّقَيْقُ الصغيُر أَولَ ما يُعمَل مثلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد، والله أَعلم،

بالمِشْكاة قصَبة الزجاجة التي يُسْتَصبح فيها، وهي موضِع الفَتيلة،

شُبّهت بالمِشْكاة وهي الكَوَّة التي ليست بنافِذَة.

والعرب تقول: سلِّ شاكيَ فلانٍ أَي طَيِّب نفسَه وعزِّه عما عراه.

ويقال: سلَّيت شاكيَ أَرض كذا وكذا أَي تركتُها فلم أَقرَبْها. وكل شيء كفَفْت

عنه فقد سلَّيتَ شاكِيَه.

وفي حديث النجاشي: إِنما يخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ؛ المشْكاةُ:

الكَوَّةُ غير النافذةِ، وقيل: هي الحديدة التي يعلَّق عليها القِنديلُ، أَراد

أَن القرآن والإِنجيل كلام الله تعالى، وأَنهما من شيءٍ واحدٍ.

والشَّكْوةُ: جلدُ الرضيع وهو لِلَّبنِ، فإِذا كان جلدَ الجَذَعِ فما

فوقَه سمِّي وَطْباً. وفي حديث عبد الله بنِ

عمرو: كان له شَكْوةٌ يَنْقَعُ فيها زَبيباً، قال: هي وعاءٌ كالدَّلوِ

أَو القِرْبَة الصغيرة، وجمعُها شُكىً. ابن سيده: الشَّكْوة مَسْكُ

السَّخْلَة ما دامَ يَرْضَعُ، فإِذا فُطِم فمَسْكُه البَدْرةُ، فإِذا أَجْذَع

فمَسْكُه السِّقاءُ، وقيل: هو وِعاءٌ من أَدَمٍ يُبَرَّدُ فيه الماءُ

ويُحبَس فيه اللبن، والجمع شَكَواتٌ وشِكاءٌ. وقول الرائد: وشكََّتِ النساءُ

أَي اتَّخذت الشِّكاءَ، وقال ثعلب: إِنما هو تشَكَّت النساءُ أَي اتخذْن

الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللبن لأَنه قليلٌ، يعني أَن الشَّكْوةَ صغيرةٌ فلا

يُمَخْضُ فيها إِلا القليلُ، من اللبن. وفي حديث الحجاج: تشَكَّى النساءُ

أَي اتخذْن الشُّكى للَّبنِ. وشَكَّى وتشَكَّى واشْتَكى إِذا اتخذَ

شَكْوةً. أَبو يحيى بنُ كُناسة: تقول العرب في طلوع الثُّرَيَّا بالغَدَواتِ

في الصيف:

طلَع النَّجمُ غُدَيَّهْ،

ابتَغى الرَّاعي شُكيَّهْ

والشُّكَيَّة: تصغير الشَّكْوة، وذلك أَن الثُّرَيّا إِذا طَلَعت هذا

الوقت هَبَّت البوارِحُ ورَمِضَت الأَرض وعَطِشَت الرُّعيان، فاحتاجوا إِلى

شِكاءٍ يَسْتقُون فيها لشفاهِهِم، ويحقِنُون اللُّبَيْنة في بعضِها

ليشربوها قارِصةً. يقال: شَكَّى الراعي وتشَكَّى إِذا اتخذ الشَّكْوةَ؛ وقال

الشاعر:

وحتى رأَيتُ العَنزَ تَشْرى، وشَكَّتِ الـ

أَيامي، وأَضْحى الرِّئْمُ بالدَّوِّ طاوِيا

العَنزُ تَشْرى للخِصْب سِمَناً ونشاطاً، وقوله: أَضحى الرِّئْمُ

طاوِياً أَي طَوى عنُقه من الشِّبَع فرَبَضَ، وقوله: شَكَّت الأَيامى أَي كثُرَ

الرُّسْلُ حتى صارت الأَيِّمُ يفضلُ لها لبنٌ تَحْقِنُه في شَكْوتِها.

واشْتَكى أَي اتخذ شَكْوةً.

والشَّكْوُ: الحَمَلُ الصغير

(* قوله «الحمل الصغير» هكذا بالحاء

المهملة في الأصل والمحكم، وفي القاموس بالجيم).

وبَنو شَكْوٍ: بَطْنٌ؛ التهذيب: وقيل في قول ذي الرمة:

على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ سَواهِمٍ

شُوَيْكِيَةٍ، يَكْسُو بُراها لُغامُها

قيل: شُوَيْكِيَةٌ، بغير همز، إِبلٌ منسوبةٌ.

بقي

بقي


بَقَى(n. ac. بَقْي)
a. see preceding root
&
see infra.

بَقِيَ(n. ac. بَقآء [] )
a. Remained, continued, lasted; survived, lived
long.

بَقَّيَa. Made to remain, last; left over.
b. ['Ala], Spared, pardoned.
أَبْقَيَa. see II
تَبَقَّيَa. Remained, lasted &c.
b. see X (b)
إِسْتَبْقَيَa. Guarded, preserved, kept.
b. Spared, pardoned.
c. [Min], Left of; let off.
بَاْقِيa. Remaining, continuing, lasting, surviving;
survivor.
b. [art.], The Eternal.
c. Rest, remainder.

بَاْقِيَةa. Vetch.

بَقَاْيa. Duration; continuance.

بَقِيَّة [] (pl.
بَقَايَا)
a. Rest, remainder, remnant.

بَقْوَى بُقْيَا
a. see 25t
ب ق ي: (بَقِيَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (بَقَاءً) وَكَذَا (بَقِيَ) الرَّجُلُ زَمَانًا طَوِيلًا أَيْ عَاشَ وَ (أَبْقَاهُ) اللَّهُ وَ (بَقِيَ) مِنَ الشَّيْءِ (بَقِيَّةٌ) وَ (الْبَاقِيَةُ) تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] أَيْ مِنْ بَقَاءٍ. وَ (أَبْقَى) عَلَى فُلَانٍ إِذَا أَرْعَى عَلَيْهِ وَرَحِمَهُ، يُقَالُ: لَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عَلَيَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «بَقَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بِفَتْحِ الْقَافِ أَيِ انْتَظَرْنَاهُ وَ (بَقَّاهُ تَبْقِيَةً) وَ (أَبْقَاهُ) وَ (تَبَقَّاهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى وَ (اسْتَبْقَى) مِنَ الشَّيْءِ تَرَكَ بَعْضَهُ وَ (اسْتَبْقَاهُ) اسْتَحْيَاهُ وَطَيِّئٌ تَقُولُ: (بَقَا) وَ (بَقَتْ) مَكَانَ بَقِيَ وَبَقِيَتْ وَكَذَا أَخَوَاتُهَا مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
ب ق ي : بَقِيَ الشَّيْءُ يَبْقَى مِنْ بَابِ تَعِبَ بَقَاءً وَبَاقِيَةً دَامَ وَثَبَتَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَبْقَيْتُهُ وَالِاسْمُ الْبَقْوَى بِالْفَتْحِ مَعَ الْوَاوِ وَالْبُقْيَا بِالضَّمِّ مَعَ الْيَاءِ، وَمِثْلُهُ الْفَتْوَى وَالْفُتْيَا، وَالثَّنْوَى وَالثُّنْيَا وَهِيَ الِاسْمُ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ، وَالرَّعْوَى وَالرُّعْيَا مِنْ أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ، وطيئ تُبْدِلُ الْكَسْرَةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الْيَاءُ أَلِفًا فَيَصِيرُ بَقَا وَكَذَلِكَ كُلُّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ سَوَاءٌ كَانَتْ الْكَسْرَةُ وَالْيَاءُ أَصْلِيَّتَيْنِ نَحْوَ بَقِيَ وَنَسِيَ وَفَنِيَ أَوْ كَانَ ذَلِكَ عَارِضًا كَمَا لَوْ بُنِيَ الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ فَيَقُولُونَ فِي هُدِيَ زَيْدٌ وَبُنِيَ الْبَيْتُ هُدَا زَيْدٌ وَبُنَا الْبَيْتُ وَبَقِيَ مِنْ الدَّيْنِ كَذَا فَضَلَ وَتَأَخَّرَ وَتَبَقَّى مِثْلُهُ وَالِاسْمُ الْبَقِيَّةُ وَجَمْعُهَا بَقَايَا وَبَقِيَّاتٍ مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَعَطِيَّاتٍ. 
بقي
البَقَاء: ثبات الشيء على حاله الأولى، وهو يضادّ الفناء، وقد بَقِيَ بَقَاءً، وقيل: بَقَي في الماضي موضع بقي، وفي الحديث: «بقينا رسول الله» أي: انتظرناه وترصّدنا له مدة كثيرة، والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدّة وهو الباري تعالى، ولا يصحّ عليه الفناء، وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء.
والباقي بالله ضربان:
- باق بشخصه إلى أن يشاء الله أن يفنيه، كبقاء الأجرام السماوية.
- وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه، كالإنسان والحيوان.
وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة، فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدّة، كما قال عزّ وجل: خالِدِينَ فِيها [البقرة/ 162] .
والآخر بنوعه وجنسه، كما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «أنّ ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها» ، ولكون ما في الآخرة دائما، قال الله عز وجل: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى [القصص/ 60] ، وقوله تعالى: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ
[الكهف/ 46] ، أي:
ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسّر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ، والصحيح أنها كلّ عبادة يقصد بها وجه الله تعالى ، وعلى هذا قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ
[هود/ 86] ، وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ
[الحاقة/ 8] . أي: جماعة باقية، أو:
فعلة لهم باقية. وقيل: معناه: بقية. قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل ، وما هو على بناء مفعول ، والأوّل أصح.
ب ق ي

ما بقيت منهم باقية، ولا وقتهم من الله واقية. وما لفلان مبقى أي بقاء. وأين للإنسان المبقى؟ وأين للناس المباقي؟ وعليهم بواقي الخراج. واستبقى الأمير الجاني واستحياه إذا عفا عنه فلم يقتله. واستبقى أخاه إذا عفا عن زلله لتبقى مودته. قال النابغة:

ولست بمستبق أخاً لا تلمسه ... على شعث، أي الرجال المهذب؟

وتبقاه بمعنى استبقاه. وفي مثل: " لا ينفعك من زاد تبق، ولا مما هو واقع توق ". وأبقى عليه بقيا وبقية، وهم مباق على قومهم. قال النابغة:

وأخبرتهم أبقوا على الأصل إذ علوا ... على أنهم قدماً مباقٍ على الأصل

ومالي عليه بقيا وبقية، ومالي عليه رعوى ولا بقوى، قال لبيد:

فما بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال وقال:

وما صد عني خالد من بقية ... ولكن أتت دوني الأسود الهواصر

وقال:

كلفني حبي للدراهم ... وقلة البقوى على المغارم

خدمة من لست له بخادم

ويقولون: أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله أن تبقي عليّ. وبقينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظرناه. وابن المؤذن: انتظره.

ومن المجاز: ركبوا المبقيات، وجنبوا المنقيات، وهي الخيل التي لا يخرجن ما عندهن من الجري فهن أحرى أن لا يلغبن. قال بشر بن أبي حازم:

لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ... وأدرك جري المبقيات لغوبها

وناقة مبقية: لا تعطي الدركلة. قال النضر: هي التي لا تستفرغ غزراً، تحلب نصف العلبة، ليست بصاحبة إثراع المحلب. فإذا نضبت الإبل وبكأت كانت على حالها ذات بقية. والمنقيات السمان ذوات النقي.
بقي
بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من يَبقَى، ابْقَ، بَقاءً، فهو باقٍ، والمفعول مبقيّ به
• بقِي الحقُّ وغيرُه: دام وثبَت على وضْعِه زمنًا طويلاً، استمرَّ وجودُه "بقي على قيد الحياة رغم الأخطار/ طريحَ الفراش- {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} " ° بقِيَ حِبْرًا على وَرَق: لم يُنفّذ أو لم يُؤخذ به- بقِيَ على حاله/ بقِيَ على الدهر: استمرّ ولم يتغيّر.
• بقِي بالمكان/ بقِي في المكان: أقام ومكث فيه "بقي في الخارج".
• بقِي من المالِ شيءٌ: فضَل "بقي له من الثَّروة شيء ضئيل- {اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} ". 

أبقى/ أبقى على/ أبقى من يُبقي، أَبْقِ، إبقاءً، فهو مُبْقٍ، والمفعول مُبْقًى
• أبقى الأمرَ ونحوَه: تركه على حاله "من العوامل التي أبقت الشعوب متخلّفة فسادُ الحكم والجهل- {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى. وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} " ° كالجراد لا يُبقي ولا يذر: التَّعبير عن اشتداد الأمور.
• أبقى على صداقته: حفظها وأدامها، ثبّتها ورعاها "استسلم الأعداء فأبقى القائدُ على حياتهم- أبقى على ماله"? أبقاك الله: حفظك وأطال عُمْرَك- أبقى على فلان: رحمه وأشفق عليه.
• أبقى من ماله: وفّر، ادّخر بعضَه. 

استبقى/ استبقى من يستَبْقي، استَبْقِ، اسْتِبْقاءً، فهو مُسْتَبْقٍ، والمفعول مُسْتَبْقًى
• استبقى الضَّيفَ: أراد بقاءَه "ستظلُّون مستَبْقَيْن/ مستبقِين حتى تظهر براءتُكم" ° استبقى أخاه: صفح عن زلله، لتبقى مودّته.
• استبقى من المال ونحوِه: أبْقى، ترك بعضَه "استبقى من ماله لإنفاقه عند الحاجة". 

بقَّى يبقِّي، بَقِّ، تَبْقيةً، فهو مُبقٍّ، والمفعول مُبقًّى
• بقَّى الطَّعامَ وغيرَه: تركَه وخَلاّهُ "بقّى رصيدًا من حسابه في المصرف". 

تبقَّى/ تبقَّى من يتبقَّى، تَبَقَّ، تبقّيًا، فهو مُتبقٍّ،

والمفعول مُتبقًّى
• تبقَّى الضَّيفَ وغيرَه: حاول إبقاءه.
• تبقَّى من المال: بقِي، فَضَلَ. 

إبقاء [مفرد]: مصدر أبقى/ أبقى على/ أبقى من. 

استبقاء [مفرد]: مصدر استبقى/ استبقى من. 

باقٍ [مفرد]: ج باقون (للعاقل) وبَواقٍ، مؤ باقية، ج مؤ باقيات وبَواقٍ:
1 - اسم فاعل من بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من: عكس فانٍ ° باقٍ على قيد الحياة: لا يزال حيًّا.
2 - ثابت بعد زوال غيره "الأيّام الباقية- {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ} ".
3 - (جب) فاضل أو فضلة بعد عمليّة حسابيّة ما، ما يزيد من العدد بعد الطَّرح "باقي القسمة عددٌ صحيحٌ- سأنتظر نصف السّاعة الباقي/ الباقية" ° باقي حساب: ما يبقى مستحقًّا بعد إقفال حساب.
• الباقي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المستأثر بالبقاء والدّوام، وهو نتيجة كونه واجبَ الوجود لذاته، فهو الأوّل بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء. 

باقيَة [مفرد]: ج باقيات وبَواقٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من.
2 - ما بقي من الشّيء أو من أصوله " {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} " ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - عملٌ باقي الأثر " {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا}: الثابتات الدَّائمات" ° الحياة الباقيةُ/ الدَّار الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء. 

بَقاء [مفرد]:
1 - مصدر بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من ° بقاء الأصلح: استمرار الأنسب، اختيار طبيعيّ للأجناس- البقاء لله: كلمة عزاء- تنازُع البقاء/ تنازُع على البقاء: صراع بين كائنات النوع الواحد للحصول على القوت والغذاء من أجل البقاء والوجود وتكون فيه الغَلَبة للأفضل- دار البقاء: الآخرة، خلاف دار الفناء وهي الحياة في هذه الدنيا- غريزة البقاء: الرَّغبة الفطريَّة في البقاء على قيد الحياة.
2 - مُتَبقٍّ، ما يبقى بعد زوال شيء أو استمرار حياة ظاهرة أو عضو في هيئة ما بعد اختفاء الأسباب التي أدت إلى وجوده، ومنه مخلّفات العادات والتَّقاليد "عارضوا بقاء قانون الطوارئ بعد انتهاء الحرب". 

بُقْيا [مفرد]: ما فضَل، أو ما ادُّخِر ° نَشَدْتُك اللهَ والبُقْيا: أن تستبقى المودّة والتواصل. 

بَقِيَّة [مفرد]: ج بَقايا:
1 - باقية، مابقي من الشّيء أو من أصوله "بقيّة المال/ الثروة- استمعنا إلى بقيّة الحديث- بقايا إنسان قديم- {بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ}: ما ادخره عنده من طاعات وثواب" ° بقايا الشَّيء: ما يتبقى بعد أخذ أو تحطيم أجزاء أخرى.
2 - ما بقِي من مجموعة ما قليلاً أو كثيرًا "وافقت بقيّة دول عدم الانحياز على البيان الختاميّ- حضر المتفوّق أوّلاً ثم جاء بقيّة الطُّلاّب" ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - (كم) ثفالة المادّة ورواسبها وما يبقى منها بعد التَّجربة.
4 - عقل ونظر في الأمور " {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إلاَّ قَلِيلاً} ".
• البقايا المتحجِّرة: (جو) بقايا بعض الحيوانات والنباتات المحفوظة على شكل قالب في الصَّخر، في نفس صلابة المادَّة الحجريَّة أو المعدنيَّة. 

تبْقِية [مفرد]: مصدر بقَّى. 

بقي: في أَسماء الله الحسنى الباقي: هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في

الإستقبال إلى آخر ينتهي إليه، ويعبر عنه بأَنه أَبديّ الوجود. والبَقاء:

ضدّ الفَناء، بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقاءً وبَقَى بَقْياً، الأَخيرةُ لغة

بلحرث بن كعب، وأَبقاه وبَقَّاه وتَبَقَّاه واسْتَبْقاه، والاسم

البَقْيَا والبُقْيَا. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى البُقْوَى، بالواو وضم

الباء. والبَقْوَى والبَقْيا: إسمان يوضعان موضع الإبْقاء، إن قيل: لم

قلبت العرب لام فَعْلَى إذا كانت اسماً وكان لامها ياء واواً حتى قالوا

البَقْوَى وما أَشبه ذلك نحو التَّقْوَى والعَوَّى

(* قوله «العوَّى» هكذا

في الأصل والمحكم)؟ فالجواب: أَنهم إنما فعلوا ذلك في فَعْلى لأَنهم قد

قلبوا لام الفُعْلَى، إذا كانت اسماً وكانت لامها واواً، ياء طلباً للخفة،

وذلك نحو الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيا، وهي من دَنَوْتُ وعَلَوْتُ

وقَصَوْت، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وفي غيره مما يطول تعداده عوَّضوا

الواو من غلبة الياء عليها في أَكثر المواضع بأَن قلبوها في نحو البَقْوَى

والثَّنْوَى واواً، ليكون ذلك ضرباً من التعويض ومن التكافؤ بينهما. وبقي

الرجلُ زماناً طويلاً أَي عاش وأَبقاه الله. الليث: تقول العرب

(* قوله

«الليث تقول العرب إلخ» هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جملة في كلام

المصنف ونصها: تقول العرب نشدتك الله والبقيا وهي البقية، أبو عبيد عن

الكسائي قال: البقوى والبقيا هي الإبقاء مثل الرعوى إلخ). نَشَدْتُك الله

والبُقْيَا؛ هو الإبقاء مثل الرَّعْوى والرُّعْيا من الإرْعاء على الشيء، وهو

الإبْقاء عليه. والعرب تقول للعدوّ إذا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي

أَبْقُوا علينا ولا تستأْصلونا؛ ومنه قول الأَعشى:

قالوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ يأْخُذُهم

وفي حديث النجاشي والهجرة: وكان أَبْقَى الرجلين فينا أَي أَكثر إبقاء

على قومه، ويروى بالتاء من التُّقى. والباقِيةُ توضع موضع المصدر. ويقال:

ما بَقِيَتْ منهم باقِيةٌ

ولا وَقاهم الله من واقِيَة. وفي التنزيل العزيز: فهل تَرى لهم من

باقية؛ قال الفراء: يريد من بَقاء. ويقال: هل ترى منهم باقياً، كل ذلك في

العربية جائز حسن، وبَقِيَ من الشيء بَقِيَّةٌ. وأَبْقَيْتُ على فلان إذا

أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَه. يقال: لا أَبْقَى اللهُ عليك إن أَبْقَيْتَ

عليَّ، والإسم البُقْيَا؛ قال اللَّعِين:

سَأَقْضِي بين كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ،

وبَيْنَ القَيْنِ قَيْنِ بَني عِقَالِ

فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبيثٌ،

وإنَّ القَيْنَ يَعْمَلُ في سِفَالِ

فما بُقْيَا عليّ ترَكْتُماني،

ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ

وكذلك البَقْوى، بفتح الباء. ويقال: البُقْيَا والبَقْوَى كالفُتْيا

والفَتْوَى؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدِيُّ:

أُذَكِّرُ بالبَقْوَى على ما أَصابَني،

وبَقْوايَ أَنِّي جاهِدٌ غَير مُؤتَلي

واسْتَبْقَيتُ من الشيء أَي تركت بعضه. واسْتبقاه: اسْتَحْياه، وطيِّءٌ

تقول بَقَى وبَقَتْ مكان بَقِيَ وبَقيَتْ، وكذلك أَخواتها من المعتل؛ قال

البَولاني:

تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، وتَصْـ

ـطادُ نُفُوساً بُنَتْ على الكَرَمِ

أَي بُنِيَتْ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ. والبقيَّةُ: كالبَقْوَى.

والبِقيَّة أَيضاً: ما بقي من الشيء. وقوله تعالى: بَقِيَّةُ الله خير

لكم. قال الزجاج: معناه الحالُ التي تبقى لكم من الخير خير لكم، وقيل: طاعة

الله خير لكم. وقال الفراء: يا قوم ما أُبقي لكم من الحلال خير لكم،

قال: ويقال مراقبة الله خير لكم. الليث: والباقي حاصل الخَراج ونحوه، ولغة

طيء بَقَى يَبْقى، وكذلك لغتهم في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها أَلفاً

نحو بَقَى ورَضَى وفَنَى؛ وقوله عز وجل: والباقياتُ الصالحاتُ خير عند

ربك ثواباً؛ قيل: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس، وقيل هي الأَعمال

الصالحة كلها، وقيل: هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أَكبر.

قال: والباقيات الصالحات، والله أَعلم، كل عمل صالح يَبْقَى ثوابه.

والمُبْقِياتُ من الخيل: التي يَبْقَى جَريُها بعد انقطاع جَرْي الخيل؛

قال الكَلْحَبةُ اليَرْبوعِيُّ:

فأَدْرَكَ إبْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حزِيمةَ إصْبَعا

وفي التهذيب: المُبْقِياتُ من الخيل هي التي تُبْقِي بعضَ جَريها

تَدَّخِره. والمُبْقِياتُ: الأَماكن التي تُبقِى ما فيها من مناقع الماء ولا

تشربه؛ قال ذو الرمة:

فلما رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفةٍ،

ونَشَّتْ نِطافُ المُبْقِياتِ الوقائع

واسْتَبْقى الرجلَ وأَبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه. وأَبْقيْتُ ما

بيني وبينهم: لم أُبالغ في إفساده، والإسم البَقِيَّةُ؛ قال:

إنْ تُذْنِبُوا ثم تأْتِيني بَقِيَّتُكم،

فما عليَّ بذَنْبٍ منكُم فَوْتُ

أَي إبقاؤكم: ويقال: اسْتَبْقَيْتُ فلاناً إذا وجب عليه قتل فعفوت عنه.

وإذا أَعطيت شيئاً وحَبَسْتَ بعضَه قلت: استبقيت بعضه. واسْتَبْقَيْتُ

فلاناً: في معنى العفو عن زلله واسْتِبْقاء مودَّته؛ قال النابغة:

ولَسْتَ بمُسْتَبْقِ أَخاً لا تَلُمُّه

على شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟

وفي حديث الدعاء: لا تُبْقِي على من يَضْرَعُ إليها، يعني النار. يقال:

أَبْقَيْت عليه أُبْقِي إبْقاءً إذا رحمته وأَشفقت عليه. وفي الحديث:

تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ؛ هو أَمر من البقاء والوِقاء، والهاء فيهما للسكت، أَي

اسْتَبْق النفسَ ولا تُعَرِّضْها للهَلاك وتحرّز من الآفات. وقوله تعالى:

فلولا كان من القرون من قبلكم أُولو بَقِيَّة ينهون عن الفساد؛ معناه

أُولو تمييز، ويجوز أُولوا بقية أُولو طاعة؛ قال ابن سيده: فسر بأَنه

الإبقاء وفسر بأَنه الفَهْم، ومعنى البَقِيَّة إذا قلت فلان بَقِيَّة فمعناه

فيه فَضْل فيما يُمْدَحُ به، وجمع البَقِيَّة بقايا. وقال القتيبي: أُولو

بَقِيَّة من دِينِ قوم لهم بَقِيَّة إذا كانت بهم مُسْكَة وفيهم خير. قال

أَبو منصور: البَقيَّة اسم من الإبْقاء كأَنه أَراد، والله أَعلم، فلولا

كان من القرون قوم أُولوا إبقاء على أَنفسهم لتمسكهم بالدين المرضي،

ونصب إلا قليلاً لأَن المعنى في قوله فلولا كان فما كان، وانتصاب قليلاً على

الانقاع من الأَول. والبُقْيَا أَيضاً: الإبْقاءُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

فلولا اتِّقاءُ الله بُقْيايَ فيكما،

لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ من الجَمْرِ

أَراد بُقْيايَ عليكما، فــأَبدل في مَكانَ على، وأَبدل بُقْيايَ من اتقاء

الله. وبَقَاهُ بَقْياً: انتظره ورَصَدَه، وقيل: هو نظرك إليه؛ قال

الكُمَيْت وقيل هو لكثير:

فما زلْتُ أَبْقِي الظُّعْنَ، حتى كأَنها

أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ

يقول: شبهت الأَظْعَان في تباعدها عن عيني ودخولها في السراب بالغزل

الذي تُسْديه الحائكةُ فيتناقص أَوَّلاً فأَوّلاً. وبَقَيْتُه أَي نظرت

إليها وترقبته. وبَقِيَّةُ الله: انتظارُ ثوابه؛ وبه فسر أَبو عليّ قوله:

بقيةُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، لأَنه وإنما ينتظر ثوابه من آمن به.

وبَقِيَّةُ: اسم. وفي حديث معاذ: بَقَيْنا رسولَ الله وقد تأَخر لصلاة

العَتَمة، وفي نسخة: بَقَيْنا رسولَ الله في شهر رمضان حتى خَشينا فوتَ

الفَلاح أَي انتظرناه. وبَقَّيْتُه، بالتشديد، وأَبقيَته وتَبَقَّيْتُه كله

بمعنى. وقال الأَحمر في بَقَيْنا: انتظرنا وتبصرنا؛ يقال منه: بَقَيْتُ

الرجلَ أَبْقِيه أَي انتظرته ورَقَبْتُه؛ وأَنشد الأَحمر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها،

جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها،

كالطَّير تَبقي مُتَداوِِماتِها

يعني تنظر إليها. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وصلاة الليل:

فبَقَيْتُ كيف يصلي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وفي رواية: كراهة أَن

يَرَى أَني كنت أَبْقِيه أَي أَنْظُره وأَرْصُده. اللحياني: بَقَيْتُه

وبَقَوْتُه نظرت إليه، وفي المحكم: بَقَاه بعينه بَقَاوَةً نظر إليه؛ عن

اللحياني. وبَقَوْتُ الشيءَ: انتظرته، لغة في بَقَيْتُ، والياء أَعلى.

وقالوا: ابْقُهْ بَقْوَتَك مالَك وبَقَاوَتَك مالَك أَي احفظه حفْظَك

مالَك.

لصص

ل ص ص : اللِّصُّ السَّارِقُ بِكَسْرِ اللَّامِ وَضَمُّهَا لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَصْمَعِيُّ وَالْجَمْعُ لُصُوصٌ وَهُوَ لِصٌّ بَيِّنُ اللُّصُوصِيَّةِ بِفَتْحِ اللَّامِ وَقَدْ تُضَمُّ وَلَصَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ لَصًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَرَقَهُ. 
ل ص ص :(اللِّصُّ) وَاحِدُ (اللُّصُوصِ) ، وَ (اللُّصُّ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (لِصٌّ) بَيِّنُ (اللُّصُوصِيَّةِ) بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِهَا وَهُوَ (يَتَلَصَّصُ) . وَأَرْضٌ (مَلَصَّةٌ) بِوَزْنِ مَحَجَّةٍ ذَاتُ (لُصُوصٍ) . 
ل ص ص
لصّ بيّن اللصوصيّة، وقد لصّ يلصّ بكسر اللام، وهو يتلصّص إذا تكررت سرقته. وامرأة لصّةٌ. ورجل ألصّ الأضراس، وبه لصص. وألص الفخذين وألص المنكبين: متقاربهما تكادان تمسان أذنيه. وجبهة لصّاء: ضيقةٌ دنا شعر الرأس من الحاجبين. وشاة لصّاء: أقبل أحد قرنيها وأدبر الآخر.
[لصص] اللِصُّ: واحد اللُصوصِ. واللُصُّ بالضم: لغةٌ فيه. ولِصٌّ بيِّن اللُصوصيَّةِ، وهو يَتَلَصَّصُ. وأرضٌ مَلَصَّةٌ: ذاتُ لُصوصٍ. والأَلَصُّ: المتقارب المنكبين يكادان يمسَّان أُذنيه. والأَلَصُّ أيضاً: المتقاربُ الأضراسِ. وفيه لَصَصٌ. والتَلْصيصُ في البنيان: لغةٌ في الترصيصِ.

لصص


لَصَّ(n. ac.
لَصّ
لَصَص
لَصَاْص
لَصُوْصِيَّة
لُصُوْصِيَّة)
a. Thieved, stole.
b. Did secretly, by stealth.
c. Closed, shut.

لَصَّصَa. Made firm, compact.

تَلَصَّصَa. Thieved, stole; became a robber.
b. ['Ala] [ coll. ], Played the spy on.

إِلْتَصَصَ
a. [Bi], Stuck, adhered to.
لَصّa. see 3
لَصَّة
( pl.
reg. &
لَصَاْئِصُ)
a. fem. of
لَصّ
لِصّ
(pl.
لِصَصَة)
a. see 3
لِصَّة
( pl.
reg. )
a. fem. of
لِصّ
لُصّ
(pl.
لُصُوْص أَلْصَاْص)
a. Thief, robber, brigand, bandit.

لَصَصa. Nearness, closeness.

أَلْصَصُa. Cramped; narrow; close-teethed &c.

مَلْصَصَةa. Infested with thieves (country).
b. Thieves.

لَصَاْصa. Robbery, theft.
b. see 26yit
لَصُوْص
لَصُوْصَةa. see 26yit
لَصُوْصِيَّةa. Thieving; brigandage; thievishness, thievery.

لُصُوْص
لُصُوْصَة
لُصُوْصِيَّةa. see 26yit
N. P.
لَصڤصَa. Closed (lock)
لصص
تلصَّصَ يتلصَّص، تلصُّصًا، فهو مُتلصِّص
• تلصَّصَ الشَّخْصُ:
1 - تجسَّس، تسمَّع خفية "تلصَّص علينا من وراء النَّافذة- تلصَّص على جيرانه".
2 - صار لصًّا، تخلَّق بأخلاق اللُّصوص. 

لِصّ [مفرد]: ج لُصوص: سارِق "قام اللُّصوص باقتحام البنك- اقتحم وكرَ اللُّصوص- مخبأ اللُّصوص: مغارتهم- إذا تخاصم اللّصّان ظهر المسروقُ- المعدمون لا يخشون اللصوص [مثل أجنبيّ] " ° لِصّ متسلِّل: لا يلجأ إلى اقتحام المباني أو استخدام أساليب العنف. 

لُصوصيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من لُصوص: سرِقة، عَمَلُ اللِّصّ "انتشرت اللُّصوصيّة في هذا العصر- جلبت اللُّصوصِيّةُ عليه العارَ".
2 - (قن) استيلاء جنائيّ على أموال الآخرين المنقولة والممتلكات الشَّخصيّة بقصد الاستئثار بها أو بمنافعها دون حقّ. 
ل ص ص

اللِّصُّ السَّارِقُ قال

(إِنْ يَأْتِنِي لِصٌّ فإنّي لِصٌّ ... ) (أَطْلَسُ مثلُ الذِّئبِ إِذْ يَعُسُّ ... )

جَمَعَ بين الصادِ والسِّين وهذا هو الإِكْفاءُ واللُّصُّ كاللِّصِّ وأما سيبَوَيْه فلا يَعْرِفُ إلا لِصّا بالكَسْرِ وجَمْعُها جميعاً لِصَاصٌ ولُصوصٌ وليس له بِناءٌ من أَبْنِيةِ أَدْنى العَدَدِ والمَلَصَّةُ اسمٌ للجَمْعِ حكاه ابنُ جِنِّي والأُنْثَى لَصَّةٌ والجمعُ لَصَّاتٌ ولَصَائصُ الأخيرة نادرةٌ واللَّصْتُ لُغَةٌ في اللِّصِّ أَبْدَــلُوا من صادِه تاءً وغيَّروا بناءَ الكَلِمةِ لما حدث فيها من البَدَلِ وقيل هي لغَةٌ قال اللحيانيُّ هي لُغَةُ طَيِّيءٍ وبعضِ الأنصارِ وجمْعُه لُصوتٌ أنشد اللِّحيانيُّ

(فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلاً أَبْناؤُهُم ... وبَنِي كِنَانَةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ)

وقد قيل فيه لِصْتٌ فَكَسَرُوا اللام فيه مع البَدَلِ والاسمُ اللَّصُوصِيَةُ واللُّصُوصِيَّة وأرضٌ مَلَصَّةٌ ذات لُصوصٍ واللَّصَصُ تَقارُبُ ما بين الأَضْراسِ حتى لا تَرَى بينها خَلَلاً رجُلٌ ألَصُّ وامرأةٌ لَصَّاءُ وقد لَصَّ واللَّصَصُ تقارُبُ القائِمَتَيْن والفَخِذَيْن واللَّصَصُ تَدانِي أعُلَى الرُّكْبَتَيْن وقيل هو اجتماعُ أعْلَى المَنْكَبِيْن يكادان يَمسَّان أُذَنيْه وقيل هو تقارُبُ الكَتِفَيْن ولصَّصَ بُنْيانَه كرَصَّص وامرأةٌ لصَّاء رتْقاء ولَصْلَصَ الوَتِدَ وغَيْرَه حرَّكَهُ لِيَنْزِعَه وكذلك السِّنان من الرُّمْحِ والضِّرسِ

لصص: اللِّصُّ: السارقُ معروف؛ قال:

إِن يأْتِني لِصٌّ، فإِنِّي لِصُّ،

أَطْلَسُ مثلُ الذئب، إِذ يَعُسُّ

جمع بين الصاد والسين وهذا هو الإِكْفاء، ومصدره اللُّصُوصِيَّة

والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وهو يَتلَصّصُ.

واللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فيه، وأَما سيبويه فلا يعرف إِلا لِصّاً،

بالكسر، وجمعهما جميعاً لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وفي التهذيب: وأَلْصَاصٌ، وليس

له بناء من أَبنية أَدنى العدد. قال ابن دريد: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ

ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وجمع لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مثل قرود

وقِرَدةٍ، وجمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ

للجمع؛ حكاه ابن جني، والأُنثى لَصَّةٌ، والجمع لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة

نادرة. واللَّصْتُ: لغة في اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً وغَيّروا بناء

الكلمة لما حدث فيها من البدل، وقيل: هي لغة؛ قال اللحياني: وهي لغة طيء

وبعض الأَنصار، وجمعه لُصوتٌ، وقد قيل فيه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فيه مع

البدل، والاسم اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الكسائي: هو لَصٌّ بيَّن

اللَّصوصِيّة، وفعلت ذلك به خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة.

وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ.

واللصَصُ: تقارُب ما بين الأَضراس حتى لا ترى بينها خَلَلاً، ورجل

أَلَصُّ وامرأَة لَصّاء، وقد لَصَّ وفيه لَصَصٌ. واللَّصَصُ: تقارُب القائمتين

والفخذين. الأَصمعي: رجل أَلَصُّ وامرأَة لصّاءُ إِذا كانا ملتزقي

الفخذين ليس بينهما فُرْجة. واللَّصَصُ: تَداني أَعلى الركبتين، وقيل: هو

اجتماع أَعلى المنكبين يكادان يمسانِ أُذُنيه، وهو أَلَصّ، وقيل: هو تقارب

الكتفين، ويقال للزنجي أَلَصُّ الأَلْيَتين. وقال أَبو عبيدة: اللَّصَصُ في

مَرْفِقَي الفرس أَن تنْضَمّا إِلى زَوْره وتَلْصَقا به، قال: ويستحبّ

اللَّصَصُ في مرفقي الفرس.

ولَصّصَ بُنيانَه: كَرَصَّصَ؛ قال رؤبة:

لَصّصَ مِن بُنْيانِه المُلَصِّصُ

والتَّلْصيص في البنيان: لغة في التَّرْصِيصِ.

وامرأَة لَصّاء: رَتْقاء. ولَصْلَصَ الوتِدَ وغيرَه: حركه لِيَنْزِعَه،

وكذلك السنان من الرمح والضرس.

لصص
{اللَّصُّ: فِعْلُ الشَّيْءِ فِي سَتْرٍ، وَمِنْه اللِّصّ، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. قِيلَ: هُوَ إِغْلاقُ البابِ وإِطْباقُهُ، وَقد} لَصَّ بَابَهُ، كرَصَّهُ، قَال: يَدْخُلُ تَحْتَ الغَلَقِ! المَلْصُوص( {أَلَصُّ الضُّرُوسِ حَنِيُّ الضُّلُوعِ ... تَبُوعٌ أَرِيبٌ نَشِيطٌ أَشِرْ)
وَهُوَ أَلَصُّ، وَهِي} لَصَّاءُ، وقَد لَصَّ، وَفِيه {لَصَصٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:} اللَّصَصُ: تَضَامُّ مِرْفَقَيِ الفَرَسِ والْتِصاقُهُمَا إِلى زَوْرِه. قَالَ: ويُسْتَحَبُّ اللَّصَصُ فِي مِرْفَقَيِ الفَرَسِ. {واللَّصَّاءُ من الجِبَاهِ: الضَّيِّقَةُ، نقَلَه الصَّاغَانِيُّ. اللَّصَّاءُ: من الغَنَمِ: مَا أَقبَلَ أَحَدُ قَرْنَيْهَا وأَدْبَرَ الآخَرُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصَّاغَانِيُّ أَيْضاً، الَّصّاءُ أَيْضاً: المَرْأَةُ المُلْتَزِقَةُ الفخِذَيْن لَا فُرْجَةَ بَيْنَهُمَا، وكَذلِك} الأَلَصُّ، نَقله الأَصْمَعِيّ، لِهذَا يُقَالُ للزَّنْجِيّ: {أَلَصُّ الأَلْيَتيْنِ، أَي مُلْتَزِقُهُما، وَهُوَ خِلْقَةٌ فِيهِم، ويَقْرُبُ من ذلِكَ قَوْلُ مَنْ قالَ:} اللَّصَصُ: تَدَانِي أَعلَى الرُّكْبَتَيْن، وَقيل: هُوَ تَقارُبُ القَائِمَتَيْن والفَخِذَيْنِ. {وتَلَصِيصُ البُنْيَانِ: تَرْصِيصُه، لُغَةٌ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.} والْتَصَّ: الْتَزَقَ، نَقَله)
الصَّاغَانِيُّ. قَالَ رُؤْبَةُ: {لَصَّصَ مِن بُنْيَانِه} المُلَصِّصُ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {لَصْلَصَه، أَي الوَتِدَ، وغيْرَهُ، إِذا حَرَّكَهُ لِيَنْزِعَهُ، وكَذلِك السِّنَان مِن رَأْسِ الرُّمْحِ، والضِّرْس من الفَمِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} التَّلَصُّصُ: {اللُّصُوصِيَّةُ، وَهُوَ} يَتَلَصَّصُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَسَاسِ: إِذا تَكَرَّرَتْ سَرِقَتُهُ. {والمَلَصَّةُ: اسْمٌ للجَمْع، حَكَاه ابنُ جِنِّي.
} واللَّصَّاءُ: الرَّتْقاءُ. {واللَّصَصُ فِي الجَبْهَةِ: دُنوُّ شَعرِهَا من حَاجِبِهَا، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وقَصْرُ} اللُّصُوصِ: مَوْضِع بالقُرْب من هَمَذَانَ.! والتَّلَصُّصُ: التَّجَسُّسُ.

بلا

ب ل ا: (الْبَلِيَّةُ) وَ (الْبَلْوَى) وَ (الْبَلَاءُ) وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ (الْبَلَايَا) . وَ (بَلَاهُ) جَرَّبَهُ وَاخْتَبَرَهُ وَبَابُهُ عَدَا وَبَلَاهُ اللَّهُ اخْتَبَرَهُ يَبْلُوهُ (بَلَاءً) بِالْمَدِّ، وَهُوَ يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَ (أَبْلَاهُ إِبْلَاءً) حَسَنًا وَ (ابْتَلَاهُ) أَيْضًا. وَقَوْلُهُمْ لَا (أُبَالِيهِ) أَيْ لَا أَكْتَرِثُ، وَإِذَا قَالُوا لَمْ أُبَلْ حَذَفُوا الْأَلِفَ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَمَا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَا أَدْرِ. وَ (بَلِيَ) الثَّوْبُ بِالْكَسْرِ (بِلًى) بِالْقَصْرِ، فَإِنْ فَتَحْتَ بَاءَ الْمَصْدَرِ مَدَدْتَهُ وَ (أَبْلَاهُ) صَاحِبُهُ. يُقَالُ لِلْمُجِدِّ: (أَبْلِ) وَيُخْلِفُ اللَّهُ. وَ (بَلَى) جَوَابُ تَحْقِيقٍ تُوجِبُ مَا يُقَالُ لَكَ لِأَنَّهَا تَرْكٌ لِلنَّفْيِ وَهِيَ حَرْفٌ لِأَنَّهَا ضِدُّ لَا. 
بلا
عن الفارسية بلاز بمعنى جواد يحمل حقائب السفر وغيرها.
بلا
من (ب ل و) البلاء وحذفت الهمزة للتخفيف.
[بلا] يقال: ناقة بلو سفر بكسر الباء، وبِلْيُ سَفَرٍ، للتي قد أبلاها السفر. والجمع أَبْلاءٌ. وأنشد الاصمعي : ومنهل من الانيس نائى * شبيه لون الارض بالسماء داويته برجع أبلاء والبلْوَةُ أيضاً بالكسر والبِلْيَةُ مثله. والبَلِيَّةُ والبَلاءُ واحدٌ، والجمع البَلايا. صرفوا فعائل إلى فعالى، كما قلناه في إداوة. والبَلِيَّةُ أيضاً: الناقةُ التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية عند قبر صاحبها، فلا تُعْلَفُ ولا تُسْقَى حتى تموت، أو يحفر لها حفرة وتترك فيها إلى أن تموت ; لانهم كانوا يزعمون أن الناس يحشرون ركبانا على البلايا ومشاة، إذا لم تعكس مطاياهم على قبورهم. تقول منه: أبليت وبليت. قال الطرماح: منازل لا ترى الانصاب فيها * ولا حفرالمبلى للمنون أي إنها منازل أهل الاسلام دون أهل الجاهلية. وقامت مبليات فلان يَنُحْنَ عليه، وذلك أن يَقُمْنَ حول راحلته إذا مات. وبلى، على فعيل: قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم بلوى. وبلوته بلوا: جربته واختبرته. وبلاه الله بَلاءً، وأَبْلاهُ إبْلاءً حسناً. وابْتَلاهُ: اختبره. والتبالى: الاختبار. وقولهم: ما أُباليهِ، أي ما أَكْتَرِثُ له. وإذا قالوا: لم أبل حذفوا تخفيفا، لكثرة الاستعمال، كما حذفوا الياء من قولهم: لا أدر. وكذلك يفعلون في المصدر فيقولون: ما أباليه بالة، والاصل بالية، مثل عافاه عافية، حذفوا الياء منها بناء على قولهم: لم أبل. وليس من باب الطاعة والجابة والطاقة. وناس من العرب يقولون: لم أبله، لا يزيدون على حذف الالف، كما حذفوا علبطا. وبَلي الثوبُ يَبْلى بِلىً بكسر الباء، فإن فَتَحْتَها مَدَدْتَ. قال العجاج: والمرءُ يُبْليهِ بَلاَء السِرْبالْ * كَرُّ الليالي واختلافُ الأَحوالْ وأَبْلَيْتُ الثوب. ويقال للمُجِدَّ: أَبْلِ ويُخْلِفَ اللهُ. وتقول: أَبْلَيْتُ فلاناً يميناً، إذا طَيَّبْتَ نفسَه بها. والبَلاءُ: الاختبارُ ; ويكون بالخير والشر. يقال: أَبْلاهُ الله بَلاءً حسناً. وأَبْلَيْتُهُ معروفاً. قال زهير: جَزى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بكم * وأبْلاهما خيرَ البَلاَء الذي يَبْلُو أي خيرَ الصنيع الذي يَختبِر به عباده. قال الاحمر: يقال: نزلت بلاء على الكفار، مثل قطام، يحكيه عن العرب. و (بلى) : جواب للتحقيق توجب ما يقال لك، لانها ترك للنفي. وهى حرف لانها نقيضة لا. قال سيبويه: ليس بلى ونعم اسمين.

(288 - صحاح - 6) 
(بلا) - في الحديث : "إنَّ مِن أَصْحابِى مَنْ لا يرَانى بعد أن فَارقَنِى، فقال عُمَر لأُمِّ سَلَمَة: بِالله مِنْهم أَنَا؟ قالت: لا، ولن أُبْلِىَ أَحدًا بعدك"
قال ابنُ الأعرابّى: أَبلَيتُه يَمِيناً، وأصبرتُه يَمِيناً، وأجلَسته يَمِيناً إذا حَمَلتَه عليها.
وقال الأَصمَعىُّ: أبليتُ فُلانًا يَمِيناً، إذا حَلفْتَ له بيَمِين طَيَّبتَ بها نفسَه، وهذا يَدُلُّ على أَنَّها حَلَفَت له. وقال إبراهيم الحَربِىُّ: وفيه وَجهٌ حَسَن: أي لَنْ أُخْبر أَحدًا بَعدَك قال: وسَمِعتُ ابنَ الأَعرابِىِّ يقول: أُبْلى بمعنى: أُخْبِر، وأنشدنا:
* كَفَى بالذى أُبلِى وأَنعَتُ مُنصُلاً *
: أي أخبِر.
- في حَدِيثِ بِرِّ الوَالَديْن: "أَبْلِ الله تَعالَى عُذْرًا في بِرِّهما".
قيل: أبلَى بمعنى أعطى، وأَبلاه: أحسنَ إليه. يعنى أحسِن فيما بَينَك وبَينَ الله تعالى بِبِرِّك إيَّاهما.
- في حديِث الأَحنَف: "نُعِى له حَسَكَةُ الحَنْظَلِى، فما ألقَى له بَالاً".
: أي ما استَمَع إليه، وما اكْترثَ به.
- ومنه الحَدِيثُ: "لا يُبالِى اللهُ تَعالَى بهم بَالَةً" .
: أي لا يرفَع لهم قَدْرًا، ولا يُقِيم لهم وَزْناً.
يقال: ما بَالَيتُ به مُبالاةً وبالِيَةً وبَالَةً، وقيل: هو اسْمٌ من بَالَى يُبالِى، حُذِفَت يَاؤُه بِناءً على قَولهم: لم أُبَلْ به، فأمَّا قَولُهم: لا أَصبتُك بِبَالَّة. فهو بالتَّثْقِيل: أي بخَيْر.
ويقال: ما ألقِى لقَولِك بَالاً: أي ما أُبالِى به. وقيل قَولُهم: ما باليتُه وما بالَيْت به، هو كالمَقْلُوب من المُبَاوَلَة، مَأْخوذٌ من البَالِ
: أي لم أُجرِه بِبالِى، وأصْل البَالِ: الحَالُ.
ومنه الحَدِيث: "كُلُّ أَمرٍ ذِى بَالِ لم يُبَدأ فيه بحمد اللهِ تعالى فَهُوَ أَقْطَع".
- قال الله تعالى: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} : أي: حَالَهم، وما بَالُ فلانٍ: أي حَالُه.
في حديث المُغِيرَةِ: "أنَّه كَرِه ضربَ البَالَة".
البَالَة بالتَّخْفِيف: حَدِيدةٌ يُصادُ بها السَّمَك. يقال: ارْمِ بها فَمَا خَرجَ فهو لِى بِكَذا، وإنما كرهه لأَنَّه غَرَرٌ، وقد يَخرُج وقد لا يَخْرُج. والبَالَة أيضا: فَأْرَةُ المِسْك، أو الجِرابُ الصَّغِير. وقيل: هو تعريب "بَيْلَة"، ومنه يُسَمَّى الصَّيدَلاَنِي بالفارسية: بَيْلَوَرْ، ويحتمل أن يكون الأول أيضا مُعرَّباً.
- في الحديث: "مَنْ أُبلِى فذَكَر فقد شَكَر".
الِإبْلاء: الِإنْعام، يقال: أبلَيْت الرجلَ وأَبليتُ عندَه: أي بَلاءً حَسناً. قال زُهَيْر:
* وأَبلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبلُو *  - وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "ما أُبالِيه بالَةً".
: أي مُبالاةً وأَصلُه بَالِيَةٌ كالعَافية.
- في حَديث أبى سَعِيد: "إدامُهم بَالامٌ ونُونٌ، قالوا: وما هذَا؟ قال: ثَورٌ ونُونٌ".
قال الخَطَّابى: النُّونُ: الحُوتُ، وأما بالَام فإنه شىء مُبْهم. دلَّ الجواب من اليَهُودِىِّ على أنه اسمٌ للثَّور. وهو لفظ مبهم لم يَنْتَظم، ولا يَصِحّ أن يكون على التَّفرِقة اسماً لشىء، فيشبه أن يكون اليَهُودِىُّ أراد أن يُعمِّىَ الاسَم فقطَع الهِجاءَ وقَدَّم أحدَ الحَرْفَين فقال: يَالَام. وإنما هو في التَّرتيب لَامٌ، يَاءٌ، لَأَى على وزن لَعَى: أي ثَوْر، يقال للثَّور الوَحْشِى: اللَّآى على وزن اللَّعَا، والجَمع اللأْلآء على وزن الأَلعاء. فصحَّف فيه الرُّواةُ. فقالوا: بَالاَم، جعلوا اليَاءَ باءً. فأَشكلَ واستَبْهم قال: وهذا أَقربُ ما يَقَع لِى فِيه، إلا أن يكون ذلك بغَيْر لسان العرب، فإن المُخبِرَ به يَهودىٌّ، فلا يَبعُد أن يكون إنما عَبَّر عنه بلِسانه. فيكون ذلك في لِسانهم يَلا ، أكثر العِبْرانِيَّة فيما يَقولُه أَهلُ المَعرِفة بها مقلوب عن لِسانِ العَرَب بتَقْديمِ الحُروفِ وتأخيرِها. وقيل: إن العِبْرانِىَّ هو العُربْانى، فقدَّمُوا الباءَ وأَخَّروا الرّاءَ، والله تعالى وتَقدَّس أَعْلَمَ.
قال سَيِّدنُا حَرسَه الله: ويَقَع لى أنَّه إنما فَعَل ذلك لأَنَّ "النُّونَ" الذي هو الحُوتُ لَمَّا كان يشْتبه في الّلفْظ بالنُّون الذي هو من الحُروفِ، أراد أن يُعبِّر عن الثَّور بالحُروفِ أَيضاً، فَلِهذا فَعَل ما فَعَل، والله تَعالَى أعلم.
[بلا] فيه: فمشى قيصر إلى إيلياء لما "أبلاه" الله. القتيبي: يقال من الخير أبليته إبلاء، ومن الشر بلوته أبلوه بلاء، والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر من غير فرق بين فعليهما. ومنه: "ونبلوكم" بالشر والخير فتنة" وإنما مشى قيصر شكرا لاندفاع فارس عنه. غ: "يبلو" بالخير لامتحان الشكر، وبالمكروه لامتحان الصبر. نه ومنه ح: من "أبلى" فذكر فقد شكر، الإبلاء الإنعام والإحسان، بلوته وأبليت عنده بلاء حسنا، والابتلاء في الأصل الاختبار والامتحان، بلوته وأبليته وابتليته. ومنه ح كعب: ما علمت أحدا "أبلاه" الله أحسن مما أبلاني. وح: اللهم "لا تبلنا" إلا بالتي هي أحسن أي لا تمتحنا. وفيه: إنما النذر ما "ابتلي" به وجه الله أي أريد وجهه. وفي ح: بر الوالدين "أبل" الله تعالى عذرا في برها أي أعطه،"بلى" والذي نفسي بيده رجال آمنوا، أي بلى يبلغها المؤمنون المصدقون، فإن قلت فحينئذ لا يبقى في غير الغرف أحد لأن أهل الجنة كلهم مصدقون، قلت المصدقون بجميع الرسل ليس إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيبقى مؤمنو سائر الأمم في غيرها.

بلا: بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته: اخْتَبَرْته،

وبَلاهُ يَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره. وفي حديث حذيفة: لا أُبْلي

أَحداً بَعْدَك أَبداً. وقد ابْتَلَيْتُه فأَبْلاني أَي اسْتَخْبَرْتُه

فأَخْبَرني. وفي حديث أُم سلمة: إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لا يَراني بَعدَ

أَن فارَقَني، فقال لها عمر: بالله أَمِنْهم أَنا؟ قالت: لا ولن

أُبْلِيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا أُخبِر بعدَك أَحداً، وأَصله من قولهم أَبْلَيتُ

فُلاناً يميناً إذا حلفتَ له بيمين طَيَّبْتَ بها نفسه. وقال ابن

الأَعرابي: أَبْلى بمعنى أَخْبَر. وابْتَلاه الله: امْتَحَنَه، والاسم

البَلْوَى والبِلْوَةُ والبِلْيَةُ والبَلِيَّةُ والبَلاءُ، وبُلِيَ بالشيء

بَلاءً وابْتُلِيَ؛ والبَلاءُ يكون في الخير والشر. يقال: ابْتَلَيته بلاءً

حسناً وبَلاءً سيِّئاً، والله تعالى يُبْلي العبدَ بَلاءً حسناً ويُبْلِيه

بلاءً سيِّئاً، نسأَل الله تعالى العفو والعافية، والجمع البَلايا،

صَرَفُوا فَعائِلَ إلى فَعالى كما قيل في إداوة. التهذيب: بَلاه يَبْلُوه

بَلْواً، إذا ابتَلاه الله ببَلاء، يقال: ابْتَلاه الله ببَلاء. وفي الحديث:

اللهم لا تُبْلنا إلاّ بالتي هي أَحسن، والاسم البَلاء، أَي لا

تَمْتَحِنَّا. ويقال: أَبْلاه الله يُبْلِيه إبْلاءً حسناً إذا صنع به صُنْعاً

جميلاً. وبَلاه اللهُ بَلاء وابْتَلاه أَي اختَبره. والتَّبالي: الاختبار.

والبَلاء: الاختبار، يكون بالخير والشر. وفي كتاب هرقل: فَمَشى قَيْصر إلى

إيلِياء لمَّا أَبْلاهُ الله. قال القتيبي: يقال من الخير أَبْلَيْته

إبْلاء، ومن الشر بَلَوْته أَبْلُوه بَلاءً، قال: والمعروف أَن الابتلاء

يكون في الخير والشر معاً من غير فرق بين فعليهما؛ ومنه قوله تعالى:

ونَبْلُوكم بالشر والخير فتنة؛ قال: وإنما مشى قيصر شكراً لاندفاع فارس عنه.

قال ابن بري: والبَلاء الإنعام؛ قال الله تعالى: وآتيناهم من الآيات ما فيه

بَلاء مبين؛ أَي إنعام بَيِّن. وفي الحديث: مَنْ أُبْليَ فَذَكَرَ فَقَد

شَكَرَ؛ الإبلاء: الإنعام والإحسان. يقال: بَلَوْت الرجلَ وأَبْلَيْت

عندَه بَلاء حسناً. وفي حديث كعب بن مالك: ما عَلِمْتُ أَحداً أَبْلاه الله

أَحسنَ مِمَّا أَبْلاني، والبَلاءُ الاسم، ممدودٌ. يقال: أَبْلاه اللهُ

بَلاءً حسناً وأَبْلَيْته معروفاً؛ قال زهير:

جَزَى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بِكُمْ،

وأَبْلاهما خيرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو

أَي صَنَع بهما خيرَ الصَّنِيع الذي يَبْلُو به عباده. ويقال: بُلِيَ

فلانٌ وابْتُلِيَ إذا امْتُحِنَ. والبلوَى: اسم من بَلاه الله يَبْلُوه.

وفي حديث حذيفة: أَنه أُقِيمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حذيفة

فلما سَلَّم من صلاته قال: لتَبْتَلُنَّ لَها إماماً أَو لَتُصَلُّنَّ

وُحْداناً؛ قال شمر: قوله لتَبْتَلُنَّ لها إماماً يقول لتَخْتارُنَّ، وأَصله

من الابتلاء الاختبار من بلاه يبلوه، وابتلاه أَي جَرَّبه؛ قال: وذكره

غيره في الباء والتاء واللام وهو مذكور في موضعه وهو أشبه. ونزلت بلاءِ على

الكفار مثل قَطامِ: يعني البلاءَ. وأَبْلَيْت فلاناً عُذراً أَي بَيَّنت

وجه العذر لأُزيل عني اللوم. وأَبْلاه عُذراً: أَدَّاه إليه فقبله،

وكذلك أَبْلاه جُهْدَه ونائِلَه. وفي الحديث: إنما النذْرُ ما ابْتُلِيَ به

وجه الله أَي أُريد به وجههُ وقُصِدَ به. وقوله في حديث برّ الوالدين:

أَبْلِ الله تعالى عُذْراً في بِرِّها أَي أَعْطِه وأَبْلِغ العُذرَ فيها

إليه؛ المعنى أَحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياها. وفي حديث سعد يوم بدر:

عَسَى أَن يُعْطَى هذا مَن لا يُبْلي بَلائي أَي يعملُ مثلَ عملي في

الحرب، كأَنه يريد أَفعل فعلاً أُخْتَبَر به فيه ويظهر به خيري وشري. ابن

الأَعرابي: ويقال أَبْلَى فلان إذا اجتهد في صفة حرب أَو كرم. يقال :

أَبْلَى ذلك اليومَ بَلاءً حسناً، قال: ومثله بالَى يُبالي مُبالاةً؛

وأَنشد:ما لي أَراكَ قائماً تُبالي،

وأَنتَ قد قُمْتَ من الهُزالِ؟

قال: سمعه وهو يقول أَكلْنا وشربْنا وفعَلْنا، يُعَدِّد المكارمَ وهو في

ذلك كاذب؛ وقال في موضع آخر: معناه تبالي تنظر أَيهم أَحسن بالاً وأَنت

هالك. قال: ويقال بالَى فلانٌ فلاناً مُبالاةً إذا فاخَرَه، وبالاهُ

يُباليهِ إذا ناقَصَه، وبالَى بالشيء يُبالي به إذا اهْتَمَّ به، وقيل:

اشتقاقُ بالَيْتُ من البَالِ بالِ النفسِ، وهو الاكْتِراثُ؛ ومنه أَيضاً: لم

يَخْطُرْ بِبالي ذلك الأَمر أَي لم يُكْرِثْني. ورجلٌ بِلْوُ شَرٍّ

وبِلْيُ خَيرٍ أَي قَوِيٌّ عليه مبتَلًى به. وإنه لَبِلْوٌ وبِلْيٌ من أَبْلاء

المالِ أَي قَيِّمٌ عليه. ويقال للراعي الحسنِ الرِّعْيَة: إنه لَبِلْوٌ

من أَبْلائها، وحِبْلٌ من أَحْبالِها، وعِسْلٌ من أَعسالها، وزِرٌّ من

أَزرارِها؛ قال عمر بن لَجَإ:

فصادَفَتْ أَعْصَلَ من أَبْلائها،

يُعْجِبُه النَّزْعُ على ظمائها

قلبت الواو في كل ذلك ياء للكسرة وضعف الحاجز فصارت الكسرة كأَنها باشرت

الواو. وفلان بِلْيُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلاهُ السفر والهَمُّ ونحوهما.

قال ابن سيده: وجعل ابن جني الياء في هذا بدلاً من الواو لضعف حجز اللام

كما ذكرناه في قوله فلان من عِلْيَةِ الناس. وبَلِيَ الثوبُ يَبْلَى

بِلًى وبَلاء وأَبْلاه هو؛ قال العجاج:

والمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلاءَ السِّربالْ

كرُّ الليالي وانْتِقالُ الأَحوالْ

أَراد: إبلاء السربال، أَو أَراد: فيَبْلى بَلاء السِّربال، إذا فَتَحتَ

الباء مَدَدْتَ وإذا كَسرْتَ قَصَرْتَ، ومثله القِرى والقَراءُ والصِّلى

والصَّلاءُ. وبَلاَّه: كأَبْلاهُ؛ قال العُجَير السلولي:

وقائِلَةٍ: هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ

به أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهور

رَأَتْني تجاذَبْتُ الغَداةَ، ومَن يَكُنْ

فَتًى عامَ عامَ الماء، فَهْوَ كَبير

وقال ابن أَحمر:

لَبِسْتُ أَبي حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه،

وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا

يريد أَي عشت المدة التي عاشها أَبي، وقيل: عامَرتُه طُول حياتي،

وأَبْلَيْتُ الثَّوبَ. يقال للمُجِدِّ: أَبْلِ ويُخْلِفُ الله، وبَلاَّهُ

السَّفَرُ وبَلَّى عليه وأَبْلاه؛ أَنشد ابن الأَعرابي؛

قَلُوصانِ عَوْجاوانِ، بَلَّى عَليهِما

دُؤوبُ السُّرَى، ثم اقْتِداحُ الهَواجِر

وناقَةٌ بِلْوُ سفرٍ، بكسر الباء: أَبلاها السفر، وفي المحكم: قد

بَلاَّها السفر، وبِلْيُ سَفَر وبِلْوُ شَرّ وبِلْيُ شرّ ورَذِيَّةُ سَفَرٍ

ورَذِيُّ سَفَر ورَذاةُ سَفَرٍ، ويجمع رَذِيَّات، وناقة بَلِيَّة: يموت

صاحبها فيحفر لديها حفرة وتشدّ رأْسها إلى خلْفها وتُبْلَى أَي تترك هناك لا

تعلف ولا تسقى حتى تموت جوعاً وعطشاً. كانوا يزعمون أَن الناس يحشرون يوم

القيامة ركباناً على البلايا، أَو مُشاة إذا لم تُعْكسَ مَطاياهم على

قبورهم، قلت: في هذا دليل على أَنهم كانوا يرون في الجاهلية البعث والحشر

بالأَجساد، تقول منه: بَلَّيتُ وأَبْلَيْت؛ قال الطرماح:

مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها،

ولا حُفَرَ المُبَلّي لِلمَنون

أَي أَنها منازل أَهل الإسلام دون الجاهلية. وفي حديث عبد الرزاق: كانوا

في الجاهلية يَعْقِرُون عندَ القبر بَقَرة أَو ناقة أَو شاةً ويُسمُّون

العَقِيرَة البَلِيَّة، كان إذا مات لهم من يَعِزّ عليهم أَخذوا ناقة

فعقلوها عند قبره فلا تعلف ولا تسقى إلى أَن تموت، وربما حفروا لها حفيرة

وتركوها فيها إلى أَن تموت. وبَلِيَّة: بمعنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلاَّة،

وكذلك الرَّذِيَّة بمعنى مُرَذَّاة، فعِيلة بمعنى مُفْعَلة، وجمعُ

البَلِيَّةِ الناقةِ بَلايا، وكان أَهل الجاهلية يفعلون ذلك. ويقال: قامت

مُبَلِّيات فلان يَنُحْنَ عليه، وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته فيَنُحْنَ إذا

مات أَو قُتل؛ وقال أَبو زُبيد:

كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايا،

مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود

المحكم: ناقة بِلْوُ سفر قد بلاها السفر، وكذلك الرجل والبعير، والجمع

أَبلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بن المثنى:

ومَنْهَلٍ من الأَنيس ناء،

شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ،

داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ

ابن الأَعرابي: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيت وصارت

نِضْواً هالكاً. ويقال: فاقتك بِلْوُ سفر إذا أَبلاها السفر. المحكم:

والبَلِيَّة الناقة أَو الدابة التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية، تُشدّ عند

قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كانوا يقولون إن صاحبها يحشر

عليها؛ قال غَيْلان بن الرَّبعِي:

باتَتْ وباتُوا، كَبَلايا الأَبْلاءُ،

مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ

يصف حَلْبة قادها أَصحابها إلى الغاية، وقد بُلِيت. وأَبْلَيْت الرجلَ:

أَحلفته. وابْتَلَى هو: استَحْلف واستَعْرَف؛ قال:

تُبَغّي أَباها في الرِّفاقِ وتَبْتَلي،

وأَوْدَى به في لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ

أَي تسأَلهم أَن يحلفوا لها، وتقول لهم: ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبي

خبراً؟ وأَبْلى الرجلَ: حَلَف له؛ قال:

وإني لأُبْلي الناسَ في حُبّ غَيْرها،

فأَمَّا على جُمْلٍ فإنَي لا أُبْلي

أَي أَحلف للناس إذا قالوا هل تحب غيرها أَني لا أُحب غيرها، فأَما

عليها فإني لا أَحلف؛ قال أَبو سعيد: قوله تبتلي في البيت الأَول تختبر،

والابتلاء الاختبار بيمين كان أَو غيرها. وأَبلَيْت فلاناً يميناً إبْلاء إذا

حلفت له فطيَّبت بها نفسه، وقول أَوس بن حَجَر:

كأَنَّ جديدَ الأَرضِ، يُبْليكَ عنهُمُ،

تَقِيُّ اليَمينِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ

أَي يحلف لك؛ التهذيب: يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لما عفا

من رسومها وامَّحَى من آثارها حالفٌ تَقِيّ اليمين، يحلف لك أَنه ما حل

بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها ومعالمها. وقال ابن السكيت في قوله

يبليك عنهم: أَراد كأَنّ جديد الأَرض في حال إبلائه إياك أَي تطييبه إياك

حالفٌ تقيّ اليمين. ويقال: أَبْلى الله فلانٌ إذا حلف؛ قال الراجز:

فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا،

أَو يُبْلِيَ الله يَميناً صَبْرا

ويقال: ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ؛ قال الشاعر:

تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي،

ومنْ دُونِ ما يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ

أَبو بكر: البِلاءُ هو أَن يقول لا أُبالي ما صَنَعْتُ مُبالاةً

وبِلاءً، وليس هو من بَليَ الثوبُ. ومن كلام الحسن: لم يُبالِهِمُ اللهُ بالَةً.

وقولهم: لا أُباليه لا أَكْتَرِثُ له. ويقال: ما أُباليهِ بالةً وبالاً؛

قال ابن أَحمر:

أَغَدْواً واعَدَ الحَيّ الزِّيالا،

وشَوْقاً لا يُبالي العَيْنَ بالا

وبِلاءً ومُبالاةً ولم أُبالِ ولم أُبَلْ، على القصر. وفي الحديث:

وتَبْقَى حُثالَةٌ لا يُباليهمُ اللهُ بالةً، وفي رواية: لا يُبالي بهم بالةً

أَي لا يرفع لهم قدراً ولا يقيم لهم وزناً، وأَصل بالةً باليةً مثل عافاه

عافيةً، فحذفوا الياء منها تخفيفاً كما حذفوا من لم أُبَلْ. يقال: ما

بالَيته وما باليت به أَي لم أَكترث به. وفي الحديث: هؤلاء في الجنة ولا

أُبالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي؛ وحكى الأَزهري عن جماعة من العلماء:

أَن معناه لا أَكره. وفي حديث ابن عباس: ما أُباليه بالةً. وحديث الرجل مع

عَمَله وأَهلِه ومالِهِ قال: هو أَقَلُّهم به بالةً أَي مبالاة. قال

الجوهري: فإذا قالوا لم أُبَلْ حذفوا الأَلف تخفيفاً لكثرة الاستعمال كما

حذفوا الياء من قولهم لا أَدْر، كذلك يفعلون بالمصدر فيقولون ما أُبالِيه

بالةً، والأَصل فيه بالية. قال ابن بري: لم يحذف الأَلف من قولهم لم أَبل

تخفيفاً، وإنما حذفت لالتقاء الساكنين. ابن سيده: قال سيبويه وسأَلت

الخليل عن قولهم لَمْ أُبَلْ فقال: هي من باليت، ولكنهم لما أَسكنوا اللام

حذفوا الأَلف لئلا يلتقي ساكنان، وإنما فعلوا ذلك بالجزم لأَنه موضع حذف،

فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون

يكن حيث أُسكنت، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن، وإنما فعلوا

هذا بهذين حيث كثر في كلامهم حذف النون والحركات، وذلك نحو مذ ولد وقد علم،

وإنما الأَصل منذ ولدن وقد علم، وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه

ويطرد، وزعم أَن ناساً من العرب يقولون لَمْ أُبَلِهِ، لا يزيدون على حذف

الأَلف كما حذفوا عُلَبِطاً، حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا أَلف

احمَرَّ وأَلف عُلَبِطٍ وواو غَدٍ، وكذلك فعلوا بقولهم بَلِيّة كأَنها بالية

بمنزلة العافية، ولم يحذفوا لا أُبالي لأَن الحذف لا يقوى هنا ولا يلزمه

حذف، كما أَنهم إذا قالوا لم يكن الرجل فكانت في موضع تحرك لم تحذف، وجعلوا

الأَلف تثبت مع الحركة، أَلا ترى أَنها لا تحذف في أُبالي في غير موضع

الجزم، وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة؟

وهو بِذِي بِلِّيٍّ وبَلَّى وبُلَّى وبِلَّى وبَلِيٍّ وبِلِيّانٍ

وبَلَيانٍ، بفتح الباء واللام إذا بعد عنك حتى لا تعرف موضعه. وقال ابن جني:

قولهم أَتى على ذي بِلِيّانَ غير مصروف وهو علم البعد. وفي حديث خالد بن

الوليد: أَنه قال إن عمر استعملني على الشام وهو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَى

الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه

(* قوله «وصار ثنيه» كذا بالأصل). عزلني

واستعمل غيري، فقال رجل: هذا والله الفِتْنةُ؛ فقال خالد: أَما وابنُ الخطاب

حيٌّ فلا، ولكن ذاك إذا كان الناس بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بَلَّى؛ قوله:

أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه أَي قَرَّ قَرارُهُ واطْمَأَنَّ

أَمرُه،. وأَما قوله إذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ فإن أَبا عبيد قال: أَراد

تفرّق الناس وأَن يكونوا طوائف وفرقاً من غير إمام يجمعهم، وكذلك كل من بعد

عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلَّيّ، وهو من بَلَّ في الأَرض إذا ذهب،

أَراد ضياع أُمور الناس بعده، وفيه لغة أُخرى: بذي بِلِّيان؛ قال: وكان

الكسائي ينشد هذا البيت في رجل يطيل النوم:

تَنامُ ويَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّى

يُقالَ: أُتَوا على ذي بِلِّيانِ

يعني أَنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى الموضع الذي

لا يعرف مكانهم من طول نومه؛ قال ابن سيده: وصرفه على مذهبه. ابن

الأَعرابي: يقال فلان بذي بليّ وذي بليّان إذا كان ضائعاً بعيداً عن

أَهله.وتَبْلى وبَلِيٌّ: اسما قبيلتين. وبَلِيٌّ: حي من اليمن، والنسبة إليهم

بَلَوِيٌّ. الجوهري: بَلِيٌّ، على فعيل، قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم

بَلَوِيّ. والأَبْلاءُ: موضع. قال ابن سيده: وليس في الكلام اسم على

أَفعال إلاّ الأَبواء والأَنْبار والأَبْلاء.

وبَلَى: جواب استفهام فيه حرف نفي كقولك أَلم تفعل كذا؟ فيقول: بلى.

وبلى: جواب استفهام معقود بالجحد، وقيل: يكون جواباً للكلام الذي فيه الجحد

كقوله تعالى: أَلستُ بربكم قالوا بلى. التهذيب: وإنما صارت بلى تتصل

بالجحد لأَنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق، فهو بمنزله بل، وبل سبيلها أَن

تأَتي بعد الجحد كقولك: ما قام أَخوك بل أَبوك، وما أَكرمت أَخاك بل أَباك،

قال: وإذا قال الرجل للرجل أَلا تقوم؟ فقال له: بلى، أَراد بل أَقوم،

فزادوا الأَلف على بل ليحسن السكوت عليها، لأَنه لو قال بل كان يتوقع كلاماً

بعد بل، فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطَب هذا التوهم. قال الله تعالى:

وقالوا لن تمسنا النار إلا أَياماً معدودة، ثم قال: بلى من كسب سيئة؛

والمعنى بل من كسب سيئة؛ وقال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جحد

أَو إيجاب، قال: وبلى يكون إيجاباً للمنفي لا غير. الفراء قال: بل تأْتي

لمعنيين: تكون إضراباً عن الأَول وإيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار

لا بل ديناران، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها وهذا

يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه. قال الفراء: والعرب تقول

بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله، يجعلون اللام فيها نوناً؛ قال: وهي لغة

بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ. ابن

سيده: وقوله عز وجل: بَلَى قد جاءتك آياتي؛ جاء ببلى التي هي معقودة

بالجحد، وإن لم يكن في الكلام لفظ جحد، لأَن قوله تعالى: لو أَن الله هداني؛

في قوّة الجحد كأَنه قال ما هُدِيتُ، فقيل بلى قد جاءتك آياتي؛ قال ابن

سيده: وهذا محمول على الواو لأَن الواو أَظهر هنا من الياء، فحملت ما لم

تظهر فيه عى ما ظهرت فيه؛ قال: وقد قيل إن الإمالة جائزة في بلى، فإذا

كان ذلك فهو من الياء. وقال بعض النحويين: إنما جازت الإمالة في بلى لأَنها

شابهت بتمام الكلام واستقلاله بها وغنائها عما بعدها الأَسماء المستقبلة

بأَنفسها، فمن حيث جازت إمالة الأَسماء جازت أَيضاً إمالة بلى، أَلا ترى

أَنك تقول في جواب من قال أَلم تفعل كذا وكذا: بلى، فلا تحتاج لكونها

جواباً مستقلاً إلى شيء بعدها، فلما قامت بنفسها وقويت لحقت في القوة

بالأَسماء في جواز إمالتها كما أُميل أنَّى ومتى. الجوهري: بلى جواب للتحقيق

يوجب ما يقال لك لأَنها ترك للنفي، وهي حرف لأَنها نقيضة لا، قال سيبويه:

ليس بلى ونعم اسمين، وقال: بلْ مخففٌ حرفٌ، يعطف بها الحرف الثاني على

الأَول فيلزمه مثل إعرابه، وهو الإضراب عن الأَول للثاني، كقولك: ما جاءني

زيد بل عمرو، وما رأَيت زيداً بل عمراً، وجاءني أَخوك بل أَبوك، تعطف بها

بعد النفي والإثبات جميعاً؛ وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز:

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ

يعني رب مهمه، كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعاً؛ وقال آخر:

بَلْ جَوْز تَيْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ

وقوله عز وجل: ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق؛ قال

الأَخفش عن بعضهم: إن بل ههنا بمعنى إنّ، فلذلك صار القسم عليها؛ قال: وربما

استعملته العرب في قطع كلام واستئناف آخر فينشد الرجل منهم الشعر فيقول:

بل ما هاجَ أَحزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا

ويقول:

بل وبَلْدَةٍ ما الإنسُ منْ آهالِها

بني

(ب ن ي) : (بَنَى) الدَّارَ بِنَاءً وَقَوْلُهُ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ أَخَذَ أَرْضًا (وَبَنَاهَا) أَيْ بَنَى فِيهَا دَارًا أَوْ نَحْوَهَا وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ اشْتَرَاهَا غَيْرَ مَبْنِيَّةٍ أَيْ غَيْرَ مَبْنِيٍّ فِيهَا وَهِيَ عِبَارَةٌ مُتَفَصِّحَةٌ (وَقَوْلُهُمْ) بَنَى عَلَى امْرَأَتِهِ إذَا دَخَلَ بِهَا أَصْلُهُ أَنَّ الْمُعْرِسَ كَانَ يَبْنِي عَلَى أَهْلِهِ لَيْلَةَ الزِّفَافِ خِبَاءً جَدِيدًا أَوْ يُبْنَى لَهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى كُنِيَ بِهِ عَنْ الْوَطْءِ وَعَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ بَنَى بِامْرَأَتِهِ بِالْبَاءِ كأعرس بِهَا.

بني


بَنَى(n. ac. بَنْي
بِنْيَةبِنَآء [] بِنَاْيَة
بُنْيَاْن)
a. Built, constructed, erected.
b. Treated as a son; reared, brought up.

بَنَّيَa. Built solidly, firmly.

أَبْنَيَa. Made to build.
b. Gave a building to.

تَبَنَّيَa. Adopted as a son.
b. Was built, erected.

إِبْتَنَيَa. see I (b)
بِنْيَة
(pl.
بِنًى [ ])
a. Build, form, make; frame, constitution.
b. see 3t
بُنْيَة
(pl.
بُنًى [ ])
a. Construction.

بَاْنِي
(pl.
بُنَاه [] )
a. Founder.
b. Builder.

بِنَاْي
(pl.
أَبْنِيَة
بُنْيَاْن)
a. Building, edifice, structure; tent.

بَنِيَّةa. see 2t
بُنْيَاْنa. see 23b. Wall.

بُنْيَان صَالِح
a. Good example; edification.

إِبْن (pl.
بَنُوْن
أَبْنَآء )
a. Son; boy.

إِبْنَة
a. see بِنْت

بَنْ بْنُ (a. abbreviation of
إِبْن ), son, son of.
بِنْت (pl.
بَنَات)
a. Daughter; girl.
b. Doll.

إِبْنُم
a. see إِبْن

بَنَوِيّ
a. Filial.

بُنَيّ
a. My son! (filiolus).
بُنُوَّة
a. Sonship.

بَنَّآء []
a. Builder, architect.

مَبْنَى
a. Foundation, basis.

مَِبْنَاة
a. Curtain.

مَبْنِيّ
a. Constructed.
b. Indeclinable.

إِبْن آوِي
a. Jackal.

إِبْن حَرْب
a. Warrior.

إِبْن السَبِيْل
a. Wayfarer, traveller.

إِبْن طَرِيْق
a. Robber, highwayman, brigand.

إِبْن عُرْس
a. Weasel.

إِبْن الهَلَاك
a. Son of perdition: the damned.

بِنْت الفِكْر
a. Idea, conception, conceit.
بَنْت الكَرْم
a. Wine.

بِنْت اليَمَن
a. Coffee.
(ب ن ي) : (الِابْنُ) الْمُتَوَلَّدُ مِنْ أَبَوَيْهِ وَجَمْعُهُ أَبْنَاءٌ عَلَى أَفْعَالٍ وَبَنُونَ بِالْوَاوِ فِي الرَّفْعِ وَبِالْيَاءِ فِي الْجَرِّ وَالنَّصْبِ أَمَّا الْأَبْنَى بِوَزْنِ الْأَعْمَى فَاسْمُ جَمْعٍ وَتَصْغِيرُهُ الْأُبَيْنَى مِثْلُ الأعيمي تَصْغِيرُ الْأَعْمَى (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ أُبَيْنِيَّ لَا تَرْمُوا جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» وَإِنَّمَا شُدِّدَتْ الْيَاءُ لِأَنَّهَا أُدْغِمَتْ فِي يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ وَتَصْغِيرُ الِابْنِ بُنَيٌّ وَفِي التَّنْزِيلِ يَا بُنَيَّ بِالْحَرَكَاتِ وَمُؤَنَّثُهُ الِابْنَةُ أَوْ الْبِنْتُ بِإِبْدَالِ التَّاءِ مِنْ لَامِ الْكَلِمَةِ وَأَمَّا الِابْنَةُ بِتَحْرِيكِ الْبَاءِ فَخَطَأٌ مَحْضٌ وَكَأَنَّهُمْ ارْتَكَبُوا هَذَا التَّحْرِيفَ لِأَنَّ ابْنَةً قَدْ تُكْتَبُ ابْنَتَا بِالتَّاءِ عَلَى مَا قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ وَتُسْتَعَارُ الْبِنْتُ لِلُّعْبَةِ (وَمِنْهَا) مَا فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - « أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُدْخِلُ عَلَيْهَا الْجَوَارِيَ يُلَاعِبْنَهَا بِالْبَنَاتِ» (وَفِي) الْمُتَّفَقِ «بَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعٍ وَكُنْت أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ» وَفِي (حَدِيثٍ) آخَرَ «وَزُفَّتْ إلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا» (بَنَاتُ الْمَاءِ) مِنْ الطَّيْرِ اسْتِعَارَةٌ أَيْضًا وَالْوَاحِدُ ابْنُ الْمَاءِ كَبَنَاتِ مَخَاضٍ فِي ابْنِ مَخَاضٍ.
ب ن ي: (بَنَى) بَيْتًا، وَبَنَى عَلَى أَهْلِهِ يَبْنِي زَفَّهَا (بِنَاءً) فِيهِمَا، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: بَنَى بِأَهْلِهِ، وَهُوَ خَطَأٌ. قُلْتُ: وَهُوَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ قَالَهُ بِالْبَاءِ فِي [ع ر س] وَكَأَنَّ الْأَصْلَ فِيهِ أَنَّ الدَّاخِلَ بِأَهْلِهِ كَانَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا قُبَّةً لَيْلَةَ دُخُولِهِ بِهَا، فَقِيلَ لِكُلِّ دَاخِلٍ بِأَهْلِهِ (بَانٍ) وَ (ابْتَنَى) دَارًا وَ (بَنَى) بِمَعْنًى. وَالْبُنْيَانُ الْحَائِطُ. وَ (الْبَنِيَّةُ) عَلَى فَعِيلَةٍ الْكَعْبَةُ، يُقَالُ: لَا وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَ (الْبُنَى) بِالضَّمِّ مَقْصُورٌ الْبِنَاءُ يُقَالُ: (بُنْيَةٌ) وَ (بُنًى) وَ (بِنْيَةٌ) وَ (بِنًى) بِكَسْرِ الْبَاءِ مَقْصُورٌ مِثْلُ جِزْيَةٍ وَجِزًى. وَفُلَانٌ صَحِيحُ (الْبِنْيَةِ) أَيِ الْفِطْرَةِ. وَ (الِابْنُ) أَصْلُهُ بَنَوٌ فَالذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ كَالذَّاهِبِ مِنْ أَبٍ وَأَخٍ وَيُقَالُ: ابْنٌ بَيِّنُ (الْبُنُوَّةِ) وَتَصْغِيرُهُ بُنَيٌّ وَيَا (بُنَيَّ) وَيَا (بُنَيِّ) لُغَتَانِ مِثْلُ يَا أَبَتَ وَيَا أَبَتِ مُؤَنَّثُهُ بِنْتٌ. وَيُقَالُ: رَأَيْتُ (بَنَاتَكَ) بِالْفَتْحِ يُجْرُونَهُ مَجْرَى التَّاءِ الْأَصْلِيَّةِ. وَبُنَيَّاتُ الطَّرِيقِ هِيَ الطُّرُقُ الصِّغَارُ تَتَشَعَّبُ مِنَ الْجَادَّةِ. وَ (الْبَنَاتُ) التَّمَاثِيلُ الصِّغَارُ تَلْعَبُ بِهَا الْجَوَارِي. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي بِالْبَنَاتِ» وَتَقُولُ: هَذِهِ (ابْنَةُ) فُلَانٍ وَ (بِنْتُ) فُلَانٍ بِتَاءٍ ثَابِتَةٍ فِي الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، وَلَا تَقُلْ: ابِنْتُ لِأَنَّ الْأَلِفَ
إِنَّمَا اجْتُلِبَتْ لِسُكُونِ الْبَاءِ فَإِذَا حَرَّكْتَهَا سَقَطَتْ، وَالْجَمْعُ (بَنَاتٌ) لَا غَيْرُ. وَ (تَبَنَّيْتُ) فُلَانًا اتَّخَذْتُهُ ابْنًا. 
ب ن ي : الِابْنُ أَصْلُهُ بَنُو بِفَتْحَتَيْنِ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى بَنِينَ وَهُوَ جَمْعُ سَلَامَةٍ وَجَمْعُ السَّلَامَةِ لَا تَغْيِيرَ فِيهِ وَجَمْعُ الْقِلَّةِ أَبْنَاءُ وَقِيلَ أَصْلُهُ بَنُو بِكَسْرِ الْبَاءِ مِثْلُ: حِمْلٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ بِنْتٌ وَهَذَا الْقَوْلُ يَقِلُّ فِيهِ التَّغْيِيرُ وَقِلَّةُ التَّغْيِيرِ تَشْهَدُ بِالْأَصَالَةِ وَهُوَ ابْنٌ بَيِّنُ الْبُنُوَّةِ وَيُطْلَقُ الِابْنُ عَلَى ابْنِ الِابْنِ وَإِنْ سَفُلَ مَجَازًا وَأَمَّا غَيْرُ الْأَنَاسِيِّ مِمَّا لَا يَعْقِلُ نَحْوَ ابْنِ مَخَاضٍ وَابْنِ لَبُونٍ فَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ بَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَمَا أَشْبَهَهُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَاعْلَمْ أَنَّ جَمْعَ غَيْرِ النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ جَمْعِ الْمَرْأَةِ مِنْ النَّاسِ تَقُولُ فِيهِ مَنْزِلٌ وَمَنْزِلَاتٌ وَمُصَلًّى
وَمُصَلَّيَاتٌ.
وَفِي ابْنِ عِرْسٍ بَنَاتُ عِرْسٍ وَفِي ابْنِ نَعْشٍ بَنَاتُ نَعْشٍ وَرُبَّمَا قِيلَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ بَنُو نَعْشٍ وَفِيهِ لُغَةٌ مَحْكِيَّةٌ عَنْ الْأَخْفَشِ أَنَّهُ يُقَالُ بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ وَبَنَاتُ نَعْشٍ وَبَنُو نَعْشٍ فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَنُو اللَّبُونِ مُخَرَّجٌ إمَّا عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ وَإِمَّا لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ فَإِنَّهُ لَوْ قِيلَ بَنَاتُ لَبُونٍ لَمْ يُعْلَمُ هَلْ الْمُرَادُ الْإِنَاثُ أَوْ الذُّكُورُ وَيُضَافُ ابْنٌ إلَى مَا يُخَصِّصُهُ لِمُلَابَسَةٍ بَيْنَهُمَا نَحْوَ ابْنِ السَّبِيلِ أَيْ مَارِّ الطَّرِيقِ مُسَافِرًا وَهُوَ ابْنُ الْحَرْبِ أَيْ كَافِيهَا وَقَائِمٌ بِحِمَايَتِهَا وَابْنُ الدُّنْيَا أَيْ صَاحِبُ ثَرْوَةٍ وَابْنُ الْمَاءِ لِطَيْرِ الْمَاءِ وَمُؤَنَّثَةُ الِابْنِ ابْنَةٌ عَلَى لَفْظِهِ.
وَفِي لُغَةٍ بِنْتٌ وَالْجَمْعُ بَنَاتٌ وَهُوَ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٍ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَسَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ كَيْفَ تَقِفُ عَلَى بِنْتٍ فَقَالَ بِالتَّاءِ إتْبَاعًا لِلْكِتَابِ وَالْأَصْلُ بِالْهَاءِ لِأَنَّ فِيهَا مَعْنَى التَّأْنِيثِ قَالَ فِي الْبَارِعِ وَإِذَا اخْتَلَطَ ذُكُورُ الْأَنَاسِيِّ بِإِنَاثِهِمْ غُلِّبَ التَّذْكِيرُ وَقِيلَ بَنُو فُلَانٍ حَتَّى قَالُوا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَلَمْ يَقُولُوا مِنْ بَنَاتِ تَمِيمٍ بِخِلَافِ غَيْرِ الْأَنَاسِيِّ حَيْثُ قَالُوا بَنَاتُ لَبُونٍ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ لَوْ أَوْصَى لِبَنِي فُلَانٍ دَخَلَ الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ.

وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى ابْنٍ وَبِنْتٍ حَذَفْتَ أَلِفَ الْوَصْلِ وَالتَّاءِ وَرَدَدْت الْمَحْذُوفَ فَقُلْتَ بَنَوِيٌّ، وَيَجُوزُ مُرَاعَاةُ اللَّفْظِ فَيُقَالُ ابْنِي وَبِنْتِي وَيُصَغَّرُ بِرَدِّ الْمَحْذُوفِ فَيُقَالُ بُنَيٌّ وَالْأَصْلُ بُنَيْوٌ. وَبَنَيْتُ الْبَيْتَ وَغَيْرَهُ أَبْنِيهِ وَابْتَنَيْتُهُ فَانْبَنَى مِثْلُ: بَعَثْتُهُ فَانْبَعَثَ.

وَالْبُنْيَانُ مَا يُبْنَى وَالْبِنْيَةُ الْهَيْئَةُ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا وَبَنَى عَلَى أَهْلِهِ دَخَلَ بِهَا وَأَصْلُهُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إذَا تَزَوَّجَ بَنَى لِلْعُرْسِ خِبَاءً جَدِيدًا وَعَمَّرَهُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ أَوْ بَنَى لَهُ تَكْرِيمًا ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى كُنِيَ بِهِ عَنْ الْجِمَاعِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ بَنَى عَلَيْهَا وَبَنَى بِهَا وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ هَكَذَا نَقَلَهُ جَمَاعَةٌ وَلَفْظُ التَّهْذِيبِ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بَنَى بِأَهْلِهِ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ بَنَى عَلَى أَهْلِهِ إذَا زُفَّتْ إلَيْهِ. 
ب ن ي

بنى بيتاً أحسن بناء وبنيان، وهذا بناء حسن وبنيان حسن " كأنهم بنيان مرصوص " سمي المبني بالمصدر. وبناؤك من أحسن الأبنية. وبنيت بنية عجيبة. ورأيت البنى فما رأيت أعجب منها. وبنى القصور. قال:

ألم تر حوشباً أمسى يبنّى ... قصوراً نفعها لبني بقيله

يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليله

وفلان يباني فلاناً: يباريه في البناء. وابتنى لسكناه داراً وأبنيته بيتاً. وفي مثل " المعزى تبهي، ولا تبني ". وقال:

لو وصل الغيث أبنين أمراً ... كانت له قبة سحق بجاد وحلف بالبنية وهي الكعبة. وتبناه وبنى زيد عمرا: دعي ابناً له.

ومن المجاز: بنى على أهله: دخل عليها. وأوصله أن العرس كان يبني على أهله خباءً، وقالوا: بنى بأهله، كقولهم: أعرس بها. واستبنى فلان وابتنى إذا أعرس. قال:

أرى كل ذي أهل يقيم ويبتني ... مقيماً وما استبنيت إلاّ على ظهر

تزوّج وهو مسافر على ظهر راحلته. وبنى مكرمة وابتناها، وهو من بناة المكارم. قال:

بناة مكارمٍ وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء

وملعون من هدم بنيان الله أي ما ركبه وسواه. وبني فلان على الحزم. وقال زهير:

قوم هم ولدوا أبي ولهم ... لصب الحجاز بنوا على الحزم

وقال الراعي أنشده سيبويه:

بنيت مرافقهن فوق مزلة ... لا يستطيع بها القراد مقيلا

المزلة الجنب. وبنى الأكل فلاناً وبناه إذا سمنه. قال:

بنى السويق لحمة واللت ... كما بنى بحت العراق القت

وجمل مبني: سمين. وبنى له المرعى سناماً تامكاً. وبنى كلاماً وشعراً، وهذا كلام حسن المباني. وبنى على كلامه: احتذاه. وهذا البيت مبني على بيت كذا. وكل شيء صنعته فقد بنيته. وطرحوا له بناء ومبناة وهي النطع، لأنه كان يتخذ منه القباب. وألقى فلان بوانيه إذا أقام. والبواني أضلاع الصدر كما يقال: ألقى كلكله وبركه. وبنى البيت على بوانيه أي على قواعده. واستبنت الدار: تهدمت وطلبت البناء. وطلع ابن ذكاء وهو الصبح. وسادوا بنات الماء وهي الغرانيق، وكأن الثريا ابن ماء محلق. وهو ابن جلا: للرجل المشهور. وأنا ابن ليلها، وابن ليلتها: لصاحب الأمر الكبير. وإنه لابن أقوال: للكلاميّ. وهو ابن أحذار: للحذر. قال:

أبلغ زياداً وخير القول أصدقه ... وإن تكبس أو كان ابن أحذار

وهو ابن أديم وأديمين: للغرب المتخذ من ذلك. وكأنه ابن الفلاة وابن البلاد وابن البليدة وهو الحرباء. وكأنه ابن الطود وهو الصدى. قال:

دعوت خليداً دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع

وخذ بابني ملاطيه: هما عضداه، والملاطان الجنبان. وهذه من بنات فكري. وغلبتني بنات الصدر وهي الهموم. وبنات ليله صوادق وهي أحلامه. وأصابته بنات الدهر وبنات المسند وهي النوائب. ووقعت بنات السحابة بأرضهم وهي البرد. قال:

كأن ثناياها بنات صحابة ... سقاهن شؤبوب من الغيث باكر

هن هو المفعول الثاني. وكثرت في البئر بنات المعى وهي البعر. وكأن أصابعها بنات النقا وهي اليساريع. ونزلت به بنات بئس وهي الدواهي. وسمعت منه بنات غير وهي الأكاذيب. قال:

إذا ما جئت جاء بنات غير ... وإن وليت أسرعن الذهابا

وهو يحب بنات الليل وبنات المثال أي النساء، والمثال الفراش. وفلان يتوسد أذرع بنات الليل وهي المنى. وهي من بنات طارق أي من بنات الملوك. وقد ملك بنات صهال وبنا شحاج أي الخيل والبغال. وهو يصيد بنات الدوّ وبنات صعدة وبنات أخدر أي حمر الوحش. وحياني بابن المسرة وهو الريحان. وأبصرت ابن المزنة وهو الهلال. وأسهرني ابن طامر وهو البرغوث. وذهبوا في بنيات الطريق.
[ب ن ي] البَنْيُ نقيض الهدم بَنَاهُ بَنْيًا وبِنَاءً وبُنْيَانًا وبِنْيَةً وبِنَايَةً وابْتَنَاهُ وبَنَّاهُ قال

(وَأَصْغَرَ مِنْ قَعْبِ الوَليد تَرَى به ... بُيوتًا مُبَنَّاةً وَأَوْدِيةً خُضْرَا)

يعني العين وقول الأعور الشنِّي في صفة بعير أكراه

(لَمَّا رَأَيْتُ مَحْمَليه أَنَّا ... )

(مُخَدَّرَيْنِ كِدْتُ أَنْ أُجَنَّا ... )

(قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَم المُبَنَّا ... )

شبه البعير بالعَلَم لعظمه وضِخَمِه وعَنَى بالعلم القَصْرَ يعني أنه شبهه بالقصر المبني المشيد كما قال الآخر

(كَرَأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ ... )

والبناء المبنيُّ والجمع أبنية وأَبنِيات جمع الجمع واستعمل أبو حنيفة البناء في السفن فقال يصف لوحًا يجعله أصحاب المراكب في بناء السفن وإنما أصل البناء فيما لا يَنمِي كالحجر والطين ونحوه والبنّاءُ مُدَبِّرُ البُنْيَانِ وصانعه فأما قولهم في المثل أبناؤها أجناؤها فزعم أبو عُبيدٍ أن أبناءً جمع بانٍ كشاهد وأشهاد وكذلك أجناؤها جمع جان والبِنية والبُنْية ما بنيتَه وهو البُنَى والبِنَى وأنشد الفارسي عن أبي الحسن

(أُولئك قَومٌ إِنْ بَنَوا أَحْسَنُوا البِنَى ... )

والبُنى قال أبو إسحاق إنما أراد بالبِنى جَمْعَ بِنية وإن أراد البناء الذي هو ممدود جاز قصرُه في الشعر وقد تكون البنايَة في الشرف والفعلُ كالفعل قال يزيد بن الحكم (والنَّاسُ مُبْتَنَيانِ محمودُ ... البِنَايَةِ أَوْ ذَمِيمُ)

وقال لبيد

(فَبَنَى لَنَا بَيْتًا رَفِيعًا سَمْكُهُ ... فَسَما إِلَيه كَهْلُها وغُلامُهَا)

وأَبنيت الرجل أعطيته بناء أو ما يبني به داره والبناء يكون من الخباء والجمع أبنيَة والبناء لزوم آخر الكلمة ضربًا واحدًا من السكون أو الحركة لا لشيء أحدث ذلك من العوامل وكأنهم إنما سموه بناءً لأنه لما لزم ضربًا واحدًا فلم يتغير تغير الإعراب سمي بناء من حيث كان البناء لازمًا موضعًا لا يزول من مكان إلى غيره وليس كذلك سائر الآلات المنقولة المبتذَلة كالخيمة والمِظلة والفسطاط والسُّرادق ونحو ذلك وعلى أنه قد أوقع على هذا الضرب من المستعمَلات من مكان إلى مكان لفظ البناء تشبيهًا بذلك من حيث كان مسكونا وحاجزا ومُظِلاً بالبناء من الآجر والطين والجِصِّ والبِنَيَّة الكعبة لشرفها إذ هى أرفع مبنَّى وبنى الرجلَ اصطنعه قال بعض المولدين

(يبني الرجال وغيره يَبْنِي القرى ... شتان بين قُرًى وبين رجال)

وكذلك ابتناه وبَنى الطعام لحمَه بِنَاءً أنبته أنشد ثعلب

(مُظَاهِرَةً شَحْمًا عَتيقًا وعُوطَطًا ... فَقْد بَنَيَا لحمًا لها مُتَبَانِيَا)

ورواه سيبويه أَنْبتا وتَبَنَّى السَنَام سَمِنَ قال يزيدُ بن الأعور الشَّنْيُّ

(مُسْتَحملاً أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى ... )

وقول الأخفش في كتاب القوافي أما غلامي إذا أردت الإضافة مع غلامِ في غير الإضافة فليس بإبطاء لأن هذه الياء ألزمت الميم كسرةً وصيرته إلى أن يُبنى عليه وقولك لرجلٍ ليس هذا الكسر الذي فيه ببناء قال ابن جني المعتبر الآن في باب غلامي مع غلامِ هو ثلاثة أشياء وهو أن غلامِ نكرةٌ وغلامي معرفةٌ وأيضًا فإن في غلامي ياء ثابتةً وليس غلامِ بلا ياء كذلك والثالث أن كسرة غلامي بناءٌ عنده كما ذُكر وكسرة ميم مررت بغلامٍ إعراب لا بناء وإذا جاز رجلٌ مع رجلٍ وأحدهما معرفة والآخر نكرة ليس بينهما أكثر من هذا فما اجتمع فيه ثلاثة أشياء من الخلاف أجدرُ بالجواز قال وعلى أن أبا الحسن الأخفش قد يمكن أن يكون أراد بقوله إن حركة ميم غلامي بناء أنه قد اقتُصر بالميم على الكسرة ومُنعت اختلاف الحركات التي تكون مع غير الياء نحو غلامه وغلامكم ولا يريد به البناء الذي يعاقب الإعراب نحوَ حيثُ وأينَ وأمس والمِبْنَاةُ والمَبْنَاةُ كهيئة الستر والنَّطَع والمِبْنَاةُ أيضًا العَيْبَةُ قال النابغة

(عَلى ظَهْرِ مِبْنَاةٍ جَديدٍ سَيُورُهَا ... يَطُوْفُ بِهَا وَسْطَ اللَّطِيْمَةِ بائِعُ)

والبَانِية من القِسِيّ التي لصِق وترها بكبِدها حتى كاد ينقطع وهو عيب وهي البَانَاةُ طائية ورجل باناةٌ مُنحنٍ على وتره عند الرمي قال امرؤ القيس

(عَارِضٍ زَوْرَاءَ مِنْ نَشَمٍ ... غَيْرِ بَانَاةٍ عَلَى وَتَرِهْ)

والبَوَانِي أضلاع الزَّور والبواني قوائم الناقة وألقى بوانيه أقام بالمكان وثبت كألقى عصاه وبَنَيْتُ عن حال الرَّكِيّة نَحّيتُ الرشاء عنه لئلا يقع التراب على الحافر وبنى فلان على أَهْله ولا يقال بأهله هذا قول أهل اللغة وحكى ابن جني بَنَى فُلانٌ بأهْلِه وابتنى بها عَدَّاهما جميعًا بالباء والابَن الوَلَدُ فَعَلٌ محذوفة اللام مَجتَلَب لها ألف الوصل وإنما قضِي أنه من الياء لأن بَنَى يَبْني أكثر في كلامهم من يَبْنُو والجمع أبناء وحكى اللحياني هؤلاء أبنا أبنائهم والأبناء قوم من أبناء فارسَ ارتهنتهم العرب وغلب عليهم هذا الاسم كغلبة الأنصار والنسب إليه على ذلك أَبْنَاوِيٌّ في لغة بني سعد كذلك حكاه سيبويه عنهم قال وحدثني أبو الخطاب أن ناسًا من العرب يقولون في الإضافة إليهم بَنَوِيٌّ يردونه إلى الواحد فهذا على أن لا يكون اسمًا للحي والاسم البُنُوة للضمة قال سيبويه وألحقوا ابنًا الهاء فقالوا ابنة وأما بنت فليس على ابن وإنما هي صيغة على حِدَةٍ ألحقوها الياء للإلحاق ثم أبدلوا التاء منها وقيل إنها مبدلة من واو وسيأتي ذكره قال سيبويه وإنما بِنْتٌ كعِدْلٍ وإذا نسبْتَ إليها قلت بَنَوِيٌّ وقال يونس بِنْتِيٌّ ولابنٍ وبنتٍ أسماءٌ تضاف إليها قد أبنتُها في الكتاب المخصص

بني: بَنَا في الشرف يَبْنُو؛ وعلى هذا تُؤُوِّلَ قول الحطيئة:

أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُنا

قال ابن سيده: قالوا إنه جمعُ بُنوَة أَو بِنْوَة؛ قال الأَصمعي: أَنشدت

أَعرابيّاً هذا البيت أَحسنوا البِنا، فقال: أَي بُنا أَحسنوا البُنَا،

أَراد بالأَول أَي بُنَيّ. والابنُ: الولد، ولامه في الأَصل منقلبة عن

واو عند بعضهم كأَنه من هذا. وقال في معتل الياء: الابنُ الولد، فَعَلٌ

محذوفة اللام مجتلب لها أَلف الوصل، قال: وإنما قضى أَنه من الياء لأَن

بَنَى يَبْنِي أَكثر في كلامهم من يَبْنُو، والجمع أَبناء. وحكى اللحياني:

أَبناءُ أَبنائهم. قال ابن سيده: والأُنثى ابنة وبنتٌ؛ الأَخيرة على غير

بناء مذكرها، ولامِ بِنْت واو، والتاء بدل منها؛ قال أَبو حنيفة؛ أَصله

بِنْوَة ووزنها فعلٌ، فأُلحقتها التاءُ المبدلة من لامها بوزن حِلْسٍ فقالوا

بِنْتٌ، وليست التاء فيها بعلامة تأَنيث كما ظن من لا خِبْرَة له بهذا

اللسان، وذلك لسكون ما قبلها، هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح، وقد نص عليه في

باب ما لا ينصرف فقال: لو سميت بها رجلاً لصرفتها معرفة، ولو كانت

للتأْنيث لما انصرف الاسم، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب

فقال في بِنْت: هي علامة تأْنيث، وإنما ذلك تجوّز منه في اللفظ لأَنه

أَرسله غُفْلاً، وقد قيده وعلله في باب ما لا ينصرف، والأَخذ بقوله

المُعَلَّل أَقوى من القول بقوله المُغْفَل المُرْسَل، ووَجهُ تجوُّزه أَنه لما

كانت التاء لا تبدل من الواو فيها إلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة

تأْنيث، قال: وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فِعْل وأَصلها فَعَلٌ بدلالة

تكسيرهم إياها على أَفعال، وإبدالُ الواو فيها لازمٌ لأَنه عمل اختص به

المؤنث، ويدل أَيضاً على ذلك إقامتهم إياه مقام العلامة الصريحة وتعاقُبُها

فيها على الكلمة الواحدة، وذلك نحو ابنةٍ وبنتٍ، فالصيغة في بنت قائمة

مقام الهاء في ابنةٍ، فكما أَن الهاء علامة تأْنيث فكذلك صيغة بنتٍ علامة

تأْنيثها، وليست بنتٌٌ من ابنةٍ كصَعب من صَعْبة، إنما نظيرُ صعبة من صعب

ابنَةٌ من ابن، ولا دلالة لك في البُنُوَّة على أَن الذاهب من بنت واو،

لكن إبدال التاء من حرف العلة يدل على أَنه من الواو، لأَن إبدال التاء من

الواو أَضعف من إبدالها من الياء. وقال ابن سيده في موضع آخر: قال سيبويه

وأَلحقوا ابْناً الهاء فقالوا ابْنة، قال: وأَما بِنتٌ فليس على ابْنٍ،

وإنما هي صيغة على حدة، أَلحقوها الياء للإلحاق ثم أَبدلوا التاء منها،

وقيل: إنها مُبدلة من واو، قال سيبويه: وإنما بِنْتٌ كعِدْل، والنسب إلى

بِنْت بَنَوِيٌّ، وقال يونس: بِنْتِيٌّ وأُخْتِيٌّ؛ قال ابن سيده: وهو

مردود عند سيبويه. وقال ثعلب: العرب تقول هذه بنت فلان وهذه ابنةُ فلان،

بتاء ثابتة في الوقف والوصل، وهما لغتان جيدتان، قال: ومن قال إبنةٌ فهو

خطأٌ ولحن. قال الجوهري: لا تقل ابِنة لأَن الأَلف إنما اجتلبت لسكون الباء،

فإذا حركتها سقطت، والجمعُ بَناتٌ لا غير. قال الزجاج: ابنٌ كان في

الأَصل بِنْوٌ أَو بِنَوٌ، والأَلف أَلف وصل في الابن، يقال ابنٌ بيِّنُ

البُنُوَّة، قال: ويحتمل أَن يكون أَصله بَنَياً، قال: والذين قالوا بَنُونَ

كأَنهم جمعوا بَنَياً بَنُونَ، وأَبْنَاء جمْعَ فِعْل أَو فَعَل، قال:

وبنت تدل على أَنه يستقيم أَن يكون فِعْلاً، ويجوز أَن يكون فَعَلاً، نقلت

إلى فعْلٍ كما نقلت أُخْت من فَعَل إلى فُعْلٍ، فأَما بناتٌ فليس بجمع

بنت على لفظها، إنما ردّت إلى أَصلها فجمعت بَناتٍ، على أَن أَصل بِنْت

فَعَلة مما حذفت لامه. قال: والأَخفش يختار أَن يكون المحذوف من ابن الواو،

قال: لأَنه أَكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف أَيضاً لأَنها تثقل، قال:

والدليل على ذلك أَن يداً قد أَجمعوا على أَن المحذوف منه الياء، ولهم دليل

قاطع مع الإجماع يقال يَدَيْتُ إليه يَداً، ودمٌ محذوف منه الياء،

والبُنُوَّة ليس بشاهد قاطع للواو لأَنهم يقولون الفُتُوَّة والتثنية فتيان،

فابن يجوز أَن يكون المحذوف منه الواو أَو الياء، وهما عندنا متساويان.

قال الجوهري: والابن أَصله بَنَوٌ، والذاهب منه واو كما ذهب من أَبٍ وأَخ

لأَنك تقول في مؤنثه بنتٌ وأُخت، ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثاً إلا ومذكره

محذوف الواو، يدلك على ذلك أَخَوات وهنوات فيمن ردّ، وتقديره من الفعل

فَعَلٌ، بالتحريك، لأَن جمعه أَبناء مثل جَمَلٍ وأَجمال، ولا يجوز أَن

يكون فعلاً أَو فُعْلاً اللذين جمعهما أَيضاً أَفعال مثل جِذْع وقُفْل،

لأَنك تقول في جمعه بَنُون، بفتح الباء، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون فعلاً،

ساكنة العين، لأَن الباب في جمعه إنما هو أَفْعُل مثل كَلْب وأَكْلُب أَو

فعول مثل فَلْس وفُلوس. وحكى الفراء عن العرب: هذا من ابْناوَاتِ

الشِّعْبِ، وهم حيّ من كَلْب. وفي التنزيل العزيز: هؤلاء بناتي هنَّ أَطْهَرُ لكم؛

كنى ببناتِه عن نسائهم، ونساء أُمةِ كل نبيّ بمنزلة بناته وأَزواجُه

بمنزلة أُمهاتهم؛ قال ابن سيده: هذا قول الزجاج. قال سيبويه: وقالوا

ابْنُمٌ، فزادوا الميم كما زيدت في فُسْحُمٍ ودِلْقِمٍ، وكأَنها في ابنم أَمثَلُ

قليلاً لأَن الاسم محذوف اللام، فكأَنها عوض منها، وليس في فسحم ونحوه

حذف؛ فأَما قول رؤبة:

بُكاءَ ثَكْلى فَقَدَتْ حَميما،

فهي تَرَنَّى بأَبا وابناما

فإنما أَراد: وابْنِيما، لكن حكى نُدْبَتها، واحتُمِل الجمع بين الياء

والأَلف ههنا لأَنه أَراد الحكاية، كأَنَّ النادبة آثرت وا ابْنا على وا

ابْني، لأَن الأَلف ههنا أَمْتَع ندباً وأَمَدُّ للصوت، إذ في الأَلف من

ذلك ما ليس في الياء، ولذلك قال بأَبا ولم يقل بأَبي، والحكاية قد

يُحْتَمل فيها ما لا يحتمل في غيرها، أَلا ترى أَنهم قد قالوا مَن زيداً في جواب

من قال رأَيت زيداً، ومَنْ زيدٍ في جواب من قال مررت بزيد؟ ويروى:

فهي تُنادي بأَبي وابنِيما

فإذا كان ذلك فهو على وجه وما في كل ذلك زائدة، وجمع البِنْتِ بَناتٌ،

وجمع الابن أَبناء، وقالوا في تصغيره أُبَيْنُون؛ قال ابن شميل: أَنشدني

ابن الأَعرابي لرجل من بني يربوع، قال ابن بري: هو السفاح بن بُكير

اليربوعي:

مَنْ يَكُ لا ساءَ، فقد ساءَني

تَرْكُ أُبَيْنِيك إلى غير راع

إلى أَبي طَلحةَ، أَو واقدٍ

عمري فاعلمي للضياع

(* قوله «عمري فاعلمي إلخ» كذا بالأصل بهذه الصورة، ولم نجده في كتب

اللغة التي بأيدينا).

قال: أُبَيْني تصغير بَنِينَ، كأَنَّ واحده إبن مقطوع الأَلف، فصغره

فقال أُبين، ثم جمعه فقال أُبَيْنُون؛ قال ابن بري عند قول الجوهري كأَنَّ

واحده إبن، قال: صوابه كأَنَّ واحده أَبْنى مثل أَعْمَى ليصح فيه أَنه

معتل اللام، وأَن واوه لام لا نون بدليل البُنُوَّة، أَو أَبْنٍ بفتح الهمزة

على ميل الفراء أَنه مثل أَجْرٍ، وأَصله أَبْنِوٌ، قال: وقوله فصغره

فقال أُبَيْنٌ إنما يجيء تصغيره عند سيبويه أُبَيْنٍ مثل أُعَيْمٍ. وقال ابن

عباس: قال النبي، صلى الله عليه وسلم، أُبَيْنى لا ترموا جَمْرة

العَقَبة حتى تَطْلُعَ الشمس. قال ابن الأَثير: الهمزة زائدة وقد اختلف في

صيغتها ومعناها، فقيل إنه تصغير أَبْنى كأَعْمَى وأُعَيْمٍ، وهو اسم مفرد يدل

على الجمع، وقيل: إن ابْناً يجمع على أَبْنَا مقصوراً وممدوداً، وقيل: هو

تصغير ابن، وفيه نظر. وقال أَبو عبيد: هو تصغير بَنِيَّ جمع ابْنٍ

مضافاً إلى النفس، قال: وهذا يوجب أَن يكون صيغة اللفظة في الحديث أُبَيْنِيَّ

بوزن سُرَيْجيّ، وهذه التقديرات على اختلاف الروايات

(* قوله: وهذه

التقديرات على اختلاف الروايات، يشعر ان في الكلام سقطاً). والاسم

البُنُوَّةُ. قال الليث: البُنُوَّةُ مصدر الابن. يقال: ابنٌ بَيّنُ البُنُوَّة.

ويقال: تَبَنيْتُه أَي ادَّعيت بُنُوَّتَه. وتَبَنَّاه: اتخذه ابناً. وقال

الزجاج: تَبَنَّى به يريد تَبَنَّاه. وفي حديث أَبي حذيفة: أَنه تَبَنَّى

سالماً أَي اتخذه ابناً، وهو تَفَعُّلٌ من الابْن، والنسبة إلى الأَبناء

بَنَوِيٌّ وأَبناوِيٌّ نحو الأَعرابيِّ، ينسب إلى الأَعراب، والتصغير

بُنَيٌّ. قال الفراء: يا بُنيِّ ويا بُنَيَّ لغتان مثل يا أَبتِ ويا أبَتَ،

وتصغير أَبْناء أُبَيْناء، وإن شئت أُبَيْنونَ على غير مكبره. قال

الجوهري: والنسبة إلى ابْنٍ بَنَوِيّ، وبعضهم يقول ابْنِيّ، قال: وكذلك إذا

نسبت إلى أَبْناء فارس قلت بَنَوِيّ، قال: وأَما قولهم أَبْناوِيّ فإنما هو

منسوب إلى أَبناء سعد لأَنه جعل اسماً للحي أَو للقبيلة، كما قالوا

مَدايِنِيٌّ جعلوه اسماً للبلد، قال: وكذلك إذا نسبت إلى بِنْت أَو إلى

بُنَيّاتِ الطَّريق قلت بَنَوِيّ لأَن أَلف الوصل عوض من الواو، فإذا حذفتها

فلا بد من رد الواو. ويقال: رأَيت بَناتَك، بالفتح، ويُجرونه مُجْرَى

التاء الأَصلية. وبُنَيَّاتُ الطريق: هي الطُّرُق الصغار تتشعب من الجادَّة،

وهي التُّرَّهاتُ.

والأَبناء: قوم من أَبناء فارس. وقال في موضع آخر: وأَبناء فارس قوم من

أَولادهم ارتهنتهم العرب، وفي موضع آخر: ارْتُهِنُوا باليمن وغلب عليهم

اسم الأَبناء كغلبة الأَنصار، والنسب إليهم على ذلك أَبْناوِيٌّ في لغة

بني سعد، كذلك حكاه سيبويه عنهم، قال: وحدثني أَبو الخطاب أَن ناساً من

العرب يقولون في الإضافة إليه بَنَوِيٌّ، يَرُدّونه إلى الواحد، فهذا على

أَن لا يكون اسماً للحي، والاسم من كل ذلك البُنُوَّةُ. وفي الحديث: وكان

من الأَبْناء، قال: الأَبْناء في الأَصل جمع ابْنٍ. ويقال لأَولاد فارس

الأَبْناء، وهم الذين أَرسلهم كِسرى مع سَيْفِ بنِ ذيِ يَزَنَ، لما جاء

يستنجدهم على الحَبَشة، فنصروه وملكوا اليمن وتَدَيَّرُوها وتزوّجوا في

العرب فقيل لأَولادهم الأَبناء، وغلب عليهم هذا الاسم لأَن أُمهاتهم من غير

جنس آبائهم.

وللأَب والابن والبنت أَسماء كثيرة تضاف إليها، وعَدَّدَ الأَزهري منها

أَشياء كثيرة فقال ما يعرف بالابن: قال ابن الأَعرابي ابْنُ الطِّينِ

آدمُ، عليه السلام، وابن مِلاطٍ العَضُدُ، وابْنُ مُخدِّشٍ رأْسُ الكَتِفِ،

ويقال إنه النُّغْضُ أَيضاً، وابن النَّعامة عظم الساقِ، وابن النَّعامة

عِرْق في الرِّجْل، وابنُ النَّعامة مَحَجَّة الطريق، وابن النَّعامة

الفرَس الفاره، وابن النَّعامة الساقي الذي يكون على رأْس البئر، ويقال

للرجل العالم: هو ابنُ بَجْدَتِها وابن بُعْثُطِها وابن سُرْسُورها وابنُ

ثَراها وابن مَدينتها وابن زَوْمَلَتِها أَي العالم بها، وابن زَوْمَلَة

أَيضاً ابن أَمة، وابن نُفَيْلَة ابن أَمة، وابن تامُورها العالم بها، وابنُ

الفأْرة الدَّرْصُ، وابن السِّنَّورِ الدِّرْصُ أَيضاً، وابن الناقةِ

البابُوس، قال: ذكره ابن أحمر في شعره، وابن الخَلَّة ابن مَخاضٍ، وابن

عِرْسٍ السُّرْعُوبُ، وابنُ الجَرادةِ السِّرْو، وابن اللَّيلِ اللِّصُّ،

وابن الطريق اللِّصُّ أيضاً، وابن غَبْراء اللص أَيضاً؛ وقيل في قول

طرفة:رأَيْتُ بني غَبْراءَ لا يُنْكرُونَني

إن بني غَبْراء اسم للصَّعاليك الذين لا مال لهم سُمُّوا بني غَبْراء

للزُوقهم بغَبْراء الأَرض، وهو ترابها، أَراد أَنه مشهور عند الفقراء

والأَغنياء، وقيل: بنو غبراء هم الرُّفْقَةُ يَتَناهَدُون في السفر، وابن

إلاهَةَ وأَلاهَةَ ضَوْءُ الشمس، وهو الضِّحُّ، وابن المُزْنةِ الهلالُ؛ ومنه

قوله:

رأَيتُ ابنَ مُزْنَتِها جانِحَا

وابن الكَرَوانِ الليلُ، وابن الحُبارَى النهارُ، وابن تُمَّرةَ طائر،

ويقال التُّمَّرةِ، وابنُ الأَرضِ الغَديرُ، وابن طامِرٍ البُرْغُوث،

وابنُ طامِرٍ الخَسِيسُ من الناس، وابن هَيَّانَ وابن بَيَّانَ وابن هَيٍّ

وابن بَيٍّ كُلُّه الخَسِيسُ من الناس، وابن النخلة الدَّنيء

(* قوله «وابن

النخلة الدنيء» وقوله فيما بعد «وابن الحرام السلا» كذا بالأصل). وابن

البَحْنَة السَّوْط، والبَحْنة النخلة الطويلة، وابنُ الأَسد الشَّيْعُ

والحَفْصُ، وابنُ القِرْد الحَوْدَلُ والرُّبَّاحُ، وابن البَراء أَوَّلُ

يوم من الشهر، وابنُ المازِنِ النَّمْل، وابن الغراب البُجُّ، وابن

الفَوالي الجانُّ، يعني الحيةَ، وابن القاوِيَّةِ فَرْخُ الحمام، وابنُ

الفاسِياء القَرَنْبَى، وابن الحرام السلا، وابن الكَرْمِ القِطْفُ، وابن

المَسَرَّة غُصْنُ الريحان، وابن جَلا السَّيِّدُ، وابن دأْيةَ الغُراب، وابن

أَوْبَرَ الكَمْأةُ، وابن قِتْرةَ الحَيَّة، وابن ذُكاءَ الصُّبْح، وابن

فَرْتَنَى وابن تُرْنَى ابنُ البَغِيَّةِ، وابن أَحْذارٍ الرجلُ الحَذِرُ،

وابن أَقْوالٍ الرجُل الكثير الكلام، وابن الفَلاةِ الحِرباءُ، وابن

الطَّودِ الحَجَر، وابنُ جَمِير الليلةُ التي لا يُرى فيها الهِلالُ، وابنُ

آوَى سَبُغٌ، وابن مخاضٍ وابن لَبُونٍ من أَولادِ الإبل. ويقال للسِّقاء:

ابنُ الأَدِيم، فإذا كان أَكبر فهو ابن أَدِيمَين وابنُ ثلاثةِ آدِمَةٍ.

وروي عن أَبي الهَيْثَم أنه قال: يقال هذا ابْنُكَ، ويزاد فيه الميم

فيقال هذا ابْنُمك، فإذا زيدت الميم فيه أُعرب من مكانين فقيل هذا

ابْنُمُكَ، فضمت النون والميم، وأُعرب بضم النون وضم الميم، ومررت بابْنِمِك

ورأَيت ابنْمَك، تتبع النون الميم في الإعراب، والأَلف مكسورة على كل حال،

ومنهم من يعربه من مكان واحد فيعرب الميم لأَنها صارت آخر الاسم، ويدع النون

مفتوحة على كل حال فيقول هذا ابْنَمُكَ، ومررت بابْنَمِك، ورأَيت

ابْنَمَكَ، وهذا ابْنَمُ زيدٍ، ومررت بابْنَمِ زيدٍ، ورأَيت ابْنَمَ زيدٍ؛

وأَنشد لحسان:

وَلَدْنا بَني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحَرِّقٍ،

فأَكْرِم بنا خالاً، وأَكْرِم بنا ابْنَما

وزيادة الميم فيه كما زادوها في شَدْقَمٍ وزُرْقُمٍ وشَجْعَمٍ لنوع من

الحيات؛ وأَما قول الشاعر:

ولم يَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ ولا ابْنِمِ

فإنه يريد الابن، والميم زائدة.

ويقال فيما يعرف ببنات: بناتُ الدَّمِ بنات أَحْمَرَ، وبناتُ المُسْنَدِ

صُروفُ الدَّهْر، وبناتُ معًى البَعَرُ، وبناتُ اللَّبَن ما صَغرَ منها،

وبناتُ النَّقا هي الحُلْكة تُشبَّهُ بِهنَّ بَنانُ العَذارَى؛ قال ذو

الرمة:

بناتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ

وبنات مَخْرٍ وبناتُ بَخْرٍ سحائبُ يأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ

مُنْتَصباتٍ، وبناتُ غَيرٍ الكَذِبُ، وبناتُ بِئْسَ الدواهي، وكذلك بناتُ طَبَقٍ

وبناتُ بَرْحٍ وبناتُ أَوْدَكَ وابْنةُ الجَبَل الصَّدَى، وبناتُ أَعْنَقَ

النساءُ، ويقال: خيل نسبت إلى فَحل يقال له أَعنَقُ، وبناتُ صَهَّالٍ

الخَيلُ، وبنات شَحَّاجٍ البِغالُ، وبناتُ الأَخْدَرِيّ الأُتُنُ، وبناتُ

نَعْش من الكواكب الشَّمالِيَّة، وبناتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ، وبناتُ

المُنى اللَّيْلُ، وبناتُ الصَّدْر الهُموم، وبناتُ المِثالِ النِّساء،

والمِثالُ الفِراش، وبناتُ طارِقٍ بناتُ المُلوك، وبنات الدَّوِّ حمير

الوَحْشِ، وهي بناتُ صَعْدَة أَيضاً، وبناتُ عُرْجُونٍ الشَّماريخُ، وبناتُ

عُرْهُونٍ الفُطُرُ، وبنتُ الأَرضِ وابنُ الأَرضِ ضَرْبٌ من البَقْلِ،

والبناتُ التَّماثيلُ التي تلعب بها الجَواري. وفي حديث عائشة، رضي الله

عنها: كنت أَلعب مع الجواري بالبَناتِ أَي التماثيل التي تَلْعَبُ بها

الصبايا. وذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال: كان إحدَى بَناتِ مَساجد الله، كأَنه

جعله حَصاةً من حَصَى المسجد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه سأَل رجلاً

قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجيشُ في البُنَيَّاتِ الصِّغار؟

قال: لا، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتَداولوه حتى يشربوه كلُّهم؛

البُنَيَّاتُ ههنا: الأَقْداح الصِّغار، وبناتُ الليلِ الهُمومُ؛ أَنشد

ثعلب:

تَظَلُّ بَناتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً

عُكُوفَ البَواكي، بينَهُنَّ قَتِيلُ

وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليّ:

فسَبَتْ بَناتِ القَلْبِ، فهي رَهائِنٌ

بِخِبائِها كالطَّيْر في الأَقْفاصِ

إنما عنى ببناته طوائفه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا سَعْدُ يا ابنَ عمَلي يا سَعْدُ

أَراد: من يَعْملُ عَمَلي أَو مِثْلَ عمَلي، قال: والعرب تقول الرِّفْقُ

بُنَيُّ الحِلْمِ أَي مثله.

والبَنْيُ: نَقيضُ الهَدْم، بَنى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً وبِنَاءً

وبِنًى، مقصور، وبُنياناً وبِنْيَةً وبِنايةً وابتَناه وبَنَّاه؛ قال:

وأَصْغَر من قَعْبِ الوَليدِ، تَرَى به

بُيوتاً مُبَنَّاةً وأَودِيةً خُضْرا

يعني العين، وقول الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ في صفة بعير أَكراه:

لما رَأَيْتُ مَحْمِلَيْهِ أَنَّا

مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا

قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّى

شبه البعير بالعَلَمِ لعِظَمِه وضِخَمِه؛ وعَنى بالعَلَمِ القَصْرَ،

يعني أَنه شبهه بالقصر المَبْنيّ المُشيَّدِ كما قال الراجز:

كَرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ

والبِناءُ: المَبْنيُّ، والجمع أَبْنِيةٌ، وأَبْنِياتٌ جمعُ الجمع،

واستعمل أَبو حنيفة البِنَاءَ في السُّفُنِ فقال يصف لوحاً يجعله أَصحاب

المراكب في بناء السُّفُن: وإنه أَصلُ البِناء فيما لا ينمي كالحجر والطين

ونحوه. والبَنَّاءُ: مُدَبِّرُ البُنْيان وصانعه، فأَما قولهم في المثل:

أَبناؤُها أَجْناؤُها، فزعم أَبو عبيد أَن أَبْناءً جمع بانٍ كشاهدٍ

وأَشهاد، وكذلك أَجْناؤُها جمع جانٍ. والبِنْيَةُ والبُنْيَةُ: ما بَنَيْتَهُ،

وهو البِنَى والبُنَى؛ وأَنشد الفارسي عن أَبي الحسن:

أُولئك قومٌ، إن بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنى،

وإن عاهَدُوا أَوْفَوْا، وإن عَقَدُوا شَدُّوا

ويروى: أَحْسَنُوا البِنَى؛ قال أَبو إسحق: إنما أَراد بالبِنى جمع

بِنْيَةٍ، وإن أَراد البِناءَ الذي هو ممدود جاز قصره في الشعر، وقد تكون

البِنايةُ في الشَّرَف، والفعل كالفعل؛ قال يَزيدُ بن الحَكَم:

والناسُ مُبْتَنيانِ: مَحْـ

مودُ البِنايَةِ، أَو ذَمِيمُ

وقال لبيد:

فبَنى لنا بَيْتاً رفيعاً سَمْكُه،

فَسَما إليه كَهْلُها وغُلامُها

ابن الأَعرابي: البِنى الأَبْنِيةُ من المَدَر أَو الصوف، وكذلك البِنى

من الكَرَم؛ وأَنشد بيت الحطيئة:

أُولئك قوم إن بنوا أَحسنوا البِنى

وقال غيره: يقال بِنْيَةٌ، وهي مثل رِشْوَةٍ ورِشاً كأَنَّ البِنْيةَ

الهيئة التي بُنِيَ عليها مثل المِشْيَة والرِّكْبةِ. وبَنى فلانٌ بيتاً

بناءً وبَنَّى، مقصوراً، شدّد للكثرة. وابْتَنى داراً وبَنى بمعنىً.

والبُنْيانُ: الحائطُ. الجوهري: والبُنَى، بالضم مقصور، مثل البِنَى. يقال:

بُنْيَةٌ وبُنًى وبِنْيَةٌ وبِنًى، بكسر الباء مقصور، مثل جِزْيةٍ وجِزًى،

وفلان صحيح البِنْيةِ أَي الفِطْرة. وأَبنَيْتُ الرجلَ: أَعطيتُه بِناءً

أَو ما يَبْتَني به داره؛ وقولُ البَوْلانيِّ:

يَسْتَوقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، ويَصْـ

ـطادُ نُفوساً بُنَتْ على الكرَمِ

أَي بُنِيَتْ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ. التهذيب: أَبنَيْتُ

فلاناً بَيْتاً إذا أَعطيته بيتاً يَبْنِيه أَو جعلته يَبْني بيتاً؛ ومنه قول

الشاعر:

لو وصَلَ الغيثُ أَبنَيْنَ امْرَأً،

كانت له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجادْ

قال ابن السكيت: قوله لو وصل الغيث أَي لو اتصل الغيث لأَبنَيْنَ امرأً

سَحْقَ بجادٍ بعد أَن كانت له قبة، يقول: يُغِرْنَ عليه فيُخَرِّبْنَه

فيتخذ بناء من سَحْقِ بِجادٍ بعد أَن كانت له قبة. وقال غيره يصف الخيل

فيقول: لو سَمَّنَها الغيثُ بما ينبت لها لأَغَرْتُ بها على ذوي القِبابِ

فأَخذت قِبابَهم حتى تكون البُجُدُ لهم أَبْنيةً بعدها. والبِناءُ: يكون من

الخِباء، والجمع أَبْنيةٌ.

والبِناءُ: لزوم آخر الكلمة ضرباً واحداً من السكون أَو الحركة لا لشيء

أَحدث ذلك من العوامل، وكأَنهم إنما سموه بناء لأَنه لما لزم ضرباً

واحداً فلم يتغير تغير الإعراب، سمي بناء من حيث كان البناء لازماً موضعاً لا

يزول من مكان إلى غيره، وليس كذلك سائر الآلات المنقولة المبتذلة

كالخَيْمة والمِظَلَّة والفُسْطاطِ والسُّرادِقِ ونحو ذلك، وعلى أَنه مذ أَوقِع

على هذا الضرب من المستعملات المُزالة من مكان إلى مكان لفظُ البناء

تشبيهاً بذلك من حيث كان مسكوناً وحاجزاً ومظلاًّ بالبناء من الآجر والطين

والجص.

والعرب تقول في المَثَل: إنَّ المِعْزى تُبْهي ولا تُبْنى أَي لا

تُعْطِي من الثَّلَّة ما يُبْنى منها بَيْتٌ، المعنى أَنها لا ثَلَّة لها حتى

تُتَّخذ منها الأَبنيةُ أَي لا تجعل منها الأَبنية لأَن أَبينة العرب

طِرافٌ وأَخْبيَةٌ، فالطِّرافُ من أَدَم، والخِباءُ من صوف أَو أَدَمٍ ولا

يكون من شَعَر، وقيل: المعنى أَنها تَخْرِق البيوت بوَثْبِها عليها ولا

تُعينُ على الأَبنيةِ، ومِعزَى الأَعراب جُرْدٌ لا يطُول شعرها فيُغْزَلَ،

وأَما مِعْزَى بلاد الصَّرْدِ وأَهل الريف فإنها تكون وافية الشُّعور

والأَكْرادُ يُسَوُّون بيوتَهم من شعرها. وفي حديث الاعتكاف: فأَمَر ببنائه

فقُوِّضَ؛ البناءُ واحد الأَبنية، وهي البيوت التي تسكنها العرب في

الصحراء، فمنها الطِّراف والخِباء والبناءُ والقُبَّة المِضْرَبُ. وفي حديث

سليمان، عليه السلام: من هَدَمَ بِناءَ ربِّه تبارك وتعالى فهو ملعون، يعني

من قتل نفساً بغير حق لأَن الجسم بُنْيانٌ خلقه الله وركَّبه.

والبَنِيَّةُ، على فَعِيلة: الكعْبة لشرفها إذ هي أَشرف مبْنِيٍّ. يقال:

لا وربِّ هذه البَنِيَّة ما كان كذا وكذا. وفي حديث البراء بن مَعْرورٍ:

رأَيتُ أَن لا أَجْعَلَ هذه البَنِيَّة مني بظَهْرٍ؛ يريد الكعبة، وكانت

تُدْعَى بَنيَّةَ إبراهيم، عليه السلام، لأَنه بناها، وقد كثر قَسَمُهم

برب هذه البَنِيَّة. وبَنَى الرجلَ: اصْطَنَعَه؛ قال بعض المُوَلَّدين:

يَبْني الرجالَ، وغيرهُ يَبْني القُرَى،

شَتَّانَ بين قُرًى وبينَ رِجالِ

وكذلك ابْتناه. وبَنَى الطعامُ لَحْمَه يَبنِيه بِناءً: أَنْبَتَه

وعَظُمَ من الأَكل؛ وأَنشد:

بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ،

كما بَنَى بُخْتَ العِراقِ القَتُّ

قال ابن سيده: وأَنشد ثعلب:

مُظاهِرة شَحْماً عَتِيقاً وعُوطَطاً،

فقد بَنَيا لحماً لها مُتبانِيا

ورواه سيبويه: أَنْبَتا. وروى شَمِر: أَن مُخَنثاً قال لعبد الله بن

أَبي أَميَّةَ: إن فتح الله عليكم الطائفَ فلا تُفْلِتَنَّ منك باديةُ بنتُ

غَيْلانَ، فإنها إذا جلستْ تَبَنَّتْ، وإذا تكلمت تَغَنَّتْ، وإذا اضطجعت

تَمنَّتْ، وبَيْنَ رجلَيها مثلُ الإناء المُكْفَإ، يعني ضِخَم رَكَبِها

ونُهُودَه كأَنه إناء مكبوب، فإذا قعدت فرّجت رجليها لضِخَم رَكَبها؛ قال

أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون قول المخنث إذا قعدت تَبَنَّتْ أَي صارت

كالمَبْناةِ من سمنها وعظمها، من قولهم: بَنَى لَحْمَ فلان طعامُه إذا

سمَّنه وعَظَّمه؛ قال ابن الأَثير: كأَنه شبهها بالقُبَّة من الأدَم، وهي

المَبْناة، لسمنها وكثرة لحمها، وقيل: شبهها بأَنها إذا ضُرِبَتْ وطُنِّبَت

انْفَرَجَتْ، وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها. وتَبَنَّى

السَّنامُ: سَمِنَ؛ قال يزيد بن الأَعْوَر الشَّنِّيُّ:

مُسْتَجمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

وقول الأَخفش في كتاب القوافي: أَما غُلامي إذا أَردتَ الإضافة مع غلامٍ

في غير الإضافة فليس بإيطاء، لأَن هذه الياء أَلزمت الميم الكسرة وصيرته

إلى أَن يُبْنَى عليه، وقولُك لرجل ليس هذا الكسر الذي فيه ببناء؛ قال

ابن جني؛ المعتبر الآن في باب غلامي مع غلام هو ثلاثة أَشياء: وهو أَن

غلام نكرة وغلامي معرفة، وأَيضاً فإن في لفظ غلامي ياء ثابتة وليس غلام بلا

ياء كذلك، والثالث أَن كسرة غلامي بناء عنده كما ذكر وكسرة ميم مررت

بغلام إعراب لا بناء، وإذا جاز رجل مع رجل وأَحدهما معرفة والآخر نكرة ليس

بينهما أَكثر من هذا، فما اجتمع فيه ثلاثة أَشياء من الخلاف أَجْدَرُ

بالجواز، قال: وعلى أَن أَبا الحسن الأَخفش قد يمكن أَن يكون أَراد بقوله إن

حركة ميم غلامي بناء أَنه قد اقْتُصِر بالميم على الكسرة، ومنعت اختلافَ

الحركات التي تكون مع غير الياء نحو غلامه وغلامك، ولا يريد البناء الذي

يُعاقب الإعرابَ نحو حيث وأَين وأمس.

والمِبْناة والمَبْناةُ: كهيئة السِّتْرِ والنِّطْعِ. والمَبْناة

والمِبْناة أَيضاً: العَيْبةُ. وقال شريح بن هانئ: سأَلت عائشة، رضي الله

عنها، عن صلاة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: لم يكن من

الصلاةِ شيءٌ أَحْرَى أَن يؤخرها من صلاة العشاء، قالت: وما رأَيته مُتَّقِياً

الأَرض بشيء قَطُّ إلا أَني أَذكرُ يومَ مطَرٍ فإنَّا بَسَطْنا له بناءً؛

قال شمر: قوله بناءً أَي نِطَعاً، وهو مُتَّصل بالحديث؛ قال ابن

الأَثير: هكذا جاء تفسيره في الحديث، ويقال له المَبْناةُ والمِبْناة أَيضاً.

وقال أَبو عَدْنان: يقال للبيتِ هذا بِناءُ آخرته؛ عن الهوازني، قال:

المَبْناةُ من أَدَم كهيئة القبة تجعلها المرأَة في كِسْر بيتها فتسكن فيها،

وعسى أَن يكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها، ولها إزار في

وسط البيت من داخل يُكِنُّها من الحرِّ ومن واكِفِ المطر فلا تُبَلَّلُ

هي وثيابُها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنابغة:

على ظَهْرِ مَبْناةٍ جديدٍ سُيُورُها،

يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطيمة بائعُ

قال: المَبْناة قبة من أَدَم. وقال الأَصمعي: المَبْناة حصير أَو نطع

يبسطه التاجر على بيعه، وكانوا يجعلون الحُصُرَ على الأَنْطاع يطوفون بها،

وإنما سميت مَبناة لأَنها تتخذ من أَدم يُوصَلُ بعضُها ببعض؛ وقال جرير:

رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَيْمٍ بعدَما

خَرَزُوا المَبانيَ في بَني زَدْهامِ

وأَبْنَيْتُه بَيْتاً أَي أَعطيته ما يَبْني بَيْتاً.

والبانِيَةُ من القُسِيّ: التي لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حتى كاد ينقطع

وترها في بطنها من لصوقه بها، وهو عيب، وهي الباناةُ، طائِيَّةٌ. غيره:

وقوسٌ بانِيَةٌ بَنَتْ على وترها إذا لَصِقَتْ به حتى يكاد ينقطع. وقوسٌ

باناةٌ: فَجَّاءُ، وهي التي يَنْتَحِي عنها الوتر. ورجل باناةٌ: مُنحنٍ على

وتره عند الرَّمْي؛ قال امرؤ القيس:

عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ،

غَيْرَ باناةٍ على وَتَرِهْ

وأَما البائِنَةُ فهي التي بانَتْ عن وتَرها، وكلاهما عيب.

والبَواني: أَضْلاعُ الزَّوْرِ. والبَواني: قوائمُ الناقة. وأَلْقَى

بوانِيَه: أَقام بالمكان واطمأَنّ وثبت كأَلْقى عصاه وأَلْقى أَرْواقَه،

والأَرواق جمع رَوْقِ البيت، وهو رِواقُه. والبَواني: عِظامُ الصَّدْر؛ قال

العجاج بن رؤبة:

فإنْ يكنْ أَمْسَى شَبابي قد حَسَرْ،

وفَتَرَتْ مِنِّي البَواني وفَتَر

وفي حديث خالد: فلما أَلقى الشامُ بَوانِيَهُ عَزَلَني واستَعْمَلَ

غيري، أَي خَيرَه وما فيه من السَّعةِ والنَّعْمةِ. قال ابن الأَثير:

والبَواني في الأَصل أَضلاعُ الصَّدْر، وقيل: الأَكتافُ والقوائمُ، الواحدة

بانِيةٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: أَلْقَت السماءُ بَرْكَ بَوانيها؛ يريد

ما فيها من المطر، وقيل في قوله أَلقى الشامُ بَوانِيَه، قال: فإن ابن

حبلة

(* قوله «ابن حبلة» هو هكذا في الأصل). رواه هكذا عن أَبي عبيد،

بالنون قبل الياء، ولو قيل بَوائنه، الياء قبل النون، كان جائزاً.

والبَوائِنُ جمع البُوانِ، وهو اسم كل عمود في البيت ما خَلا وَسَط

البيت الذي له ثلاث طَرائق. وبَنَيتُ عن حالِ الرّكِيَّة: نَحَّيْتُ الرِّشاء

عنه لئلا يقع الترابُ على الحافر.

والباني: العَرُوس الذي يَبْني على أَهله؛ قال الشاعر:

يَلُوحُ كأَنه مِصْباحُ باني

وبَنَى فلانٌ على أَهله بِناءً، ولا يقال بأَهله، هذا قول أَهل اللغة،

وحكى ابن جني: بَنى فلان بأَهله وابْتَنَى بها، عَدَّاهما جميعاً بالباء.

وقد زَفَّها وازْدَفَّها، قال: والعامة تقول بَنَى بأَهله، وهو خطأٌ،

وليس من كلام العرب، وكأَنَّ الأَصلَ فيه أَن الداخل بأَهله كان يضرب عليها

قبة ليلة دخوله ليدخل بها فيها فيقال: بَنَى الرجلُ على أَهله، فقيل لكل

داخل بأَهله بانٍ، وقد ورد بَنَى بأَهله في شعر جِرَانِ العَوْدِ قال:

بَنَيْتُ بها قَبْلَ المِحَاقِ بليلةٍ،

فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذلك الشَّهْرُ

قال ابن الأَثير: وقد جاءَ بَنى بأَهله في غير موضع من الحديث وغير

الحديث. وقال الجوهري: لا يقال بني بأَهله؛ وعادَ فاستعمله في كتابه. وفي

حديث أَنس: كان أَوَّلُ ما أُنْزِلَ من الحجاب في مُبْتَنى رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بزينب؛ الابْتِناءُ والبِناء: الدخولُ بالزَّوْجةِ،

والمُبْتَنَى ههنا يُراد به الابْتِناءُ فأَقامه مُقَام المصدر. وفي حديث

عليّ، عليه السلام، قال: يا نبيّ الله مَتَى تُبْنِيني أَي تُدْخِلُني على

زوجتي؛ قال ابن الأَثير: حقيقته متى تجعلني أَبْتَني بزوجتي. قال الشيخ

أَبو محمد بن بري: وجاريةٌ بَناةُ اللَّحْمِ أَي مَبْنِيَّةُ اللحم؛ قال

الشاعر:

سَبَتْه مُعْصِرٌ، من حَضْرَمَوْتٍ،

بَنَاةُ اللحمِ جَمَّاءُ العِظامِ

ورأَيت حاشية هنا قال: بَناةُ اللحم في هذا البيت بمعنى طَيِّبةُ الريح

أَي طيبة رائحة اللحم؛ قال: وهذا من أَوهام الشيخ ابن بري، رحمه الله.

وقوله في الحديث: من بَنَى في دِيارِ العَجَمِ يَعْمَلُ نَيْرُوزَهُمْ

ومَهْرَجانَهم حُشِرَ معهم؛ قال أَبو موسى: هكذا رواه بعضهم، والصواب تَنَأ

أَي أَقام، وسيأْتي ذكره.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.