Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=62723#887ca1
(آيســه) مِنْهُ إيياسا أيأسه
أيس: الجوهري: أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ
يَأْساً، ومصدرهما واحد. وآيَسَــني منه فلانٌ مثل أَيْأَسَني، وكذلك
التأْيِيسُ. ابن سيده: أَيِسْتُ من الشيء مقلوب عن يئِسْتُ، وليس بلغة فيه،
ولولا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ. فظهوره صحيحاً
يدل على أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عينه، وهو يَئِسْتُ لتكون
الصحة دليلاً على ذلك المعنى كما كانت صحة عَوِرَ دليلاً على ما لا بد من
صحته، وهو اعْوَرَّ، وكان له مصدر؛ فأَما إِياسٌ اسم رجل فليس من ذلك إِنما
هو من الأَوْسِ الذي هو العِوَضُ، على نحو تسميتهم للرجل عطية،
تَفَؤُّلاً بالعطية، ومثله تسميتهم عياضاً، وهو مذكور في موضعه. الكسائي: سمعت
غير قبيلة يقولون أَيِسَ يايسُ بغير همز.
والإِياسُ: السِّلُّ. وآس أَيْساً: لان وذَلَّ. وأَيََّسَه: لَيَّنَه.
وأَيَّسَ الرجلَ وأَيْسَ به: قَصَّرَ به واحتقره. وتَأَيَّسَ الشيءُ:
تَصاغَرَ: قال المُتَلَمِّسُ:
أَلم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً،
تَطِيفُ به الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ؟
أَي يتصاغَر. وما أَيَّسَ منه شيئاً أَي ما استخرج. قال: والتَّأْيِيسُ
الاستقلال. يقال: ما أَيَّسْنا فلاناً خيراً أَي ما استقللنا منه خيراً
أَي أَردته لأَستخرج منه شيئاً فما قدرت عليه، وقد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ
تَأْيِيساً، وقيل: التَّأْيِيسُ التأْثير في الشيء؛ قال الشمَّاخ:
وجِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه
طِلْحٌ، بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ، مَهْزولُ
وفي قصيد كعب بن زهير:
وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَِيِّسُه
التأْييس: التذليل والتأْثير في الشيء، أَي لا يؤثر في جلدها شيء، وجيء
به من أَيْسَ وليْسَ أَي من حيث هو وليس هو. قال الليث: أَيْسَ كلمةٌ قد
أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جيءِ به من حيث أَيْسَ وليسَ،
لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة، وإِنَّما معناها كمعنى حيث هو في
حال الكينونة والوُجْدِ، وقال: إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ .
قنط: القُنُوط: اليأْس، وفي التهذيب: اليأْس من الخير، وقيل: أَشدّ
اليأْس من الشيء. والقُنُوط، بالضم، المصدر. وقَنَط يقنِطُ ويَقْنُطُ
قُنُوطاً مثل جلَس يجلِس جُلوساً، وقَنِطَ قَنَطاً وهو قانِطٌ: يَئِسَ؛ وقال ابن
جني: قَنَطَ يَقْنَطُ كأَبى يَأْبَى، والصحيح ما بدأْنا به، وفيه لغة
ثالثة قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطاً، مثل تعِب يَتْعَب تعباً، وقَناطة، فهو
قَنِطٌ؛ وقرئ: ولا تكن من القَنِطِين. وأَما قَنَط يقْنَطُ، بالفتح فيهما،
وقَنِطَ يَقْنِط، بالكسر فيهما، فإِنما هو على الجمع بين اللغتين؛ قاله
الأَخفش. وفي التنزيل: قال ومن يَقْنُطُ من رحمة ربه إِلا الضالون، وقرئ:
ومن يَقْنِطُ، قال الأَزهري: وهما لغتان: قَنَطَ يَقْنُطُ، وقَنَط
يَقْنِطُ قُنوطاً في اللغتين، قال: قال ذلك أَبو عمرو بن العلاء.
ويقال: شر الناس الذين يُقَنِّطُون الناس من رحمة اللّه أَي
يُؤْيِسُونهم.
وفي حديث خزيمة في روايةٍ: وقُطَّتِ القَنِطةُ، قُطَّتْ أَي قُطِعَتْ،
وأَما القَنِطةُ فقال أَبو موسى: لا نعرفها، قال ابن الأَثير: وأَظنه
تصحيفاً إِلا أَن يكون أَراد القَطِنةَ بتقديم الطاء، وهي هَنة دون القِبةِ.
ويقال للجمة بين الوركين أَيضاً: قَطِنَةٌ.
صرم: الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، وعم بعضهم به القطع أيَّ نَوْعٍ كان،
صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم، وقد قالوا صَرَمَ
الحبلُ نَفْسُه؛ قال كعب بن زهير:
وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ
قال سيبويه: وقالوا للصارِمِ صَرِيم كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضارب،
وصَرَّمَه فَتَصَرَّم، وقيل: الصَّرم المصدر، والصُّرْمُ الاسم. وصَرَمَه
صَرْماً: قطع كلامه. التهذيب: الصَّرْمُ الهِجْرانُ في موضعه. وفي
الحديث: لا يَحِلُّ لمسلم أن يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أي يَهْجُرَه ويقطع
مُكالمتَه. الليث: الصَّرْمُ دخيل، والصَّرْمُ القَطْع البائن للحبل
والعِذْقِ، ونحو ذلك الصِّرامُ، وقد صَرَمَ العِذْقَ عن النخلة.
والصُّرْمُ: اسم للقطيعة، وفِعْلُه الصَّرْمُ، والمُصارمةُ بين الاثنين.
الجوهري: والانْصِرامُ الانقطاع، والتصارُمُ التقاطع، والتَّصَرُّم
التَّقَطُّعُ. وتَصََرَّمَ أي تَجَلّد. وتَصْرِيمُ الحبال: تقطيعها شُدِّدَ
للكثرة. الجوهري: صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قطعته. يقال: صَرَمْتُ أُذُنَه
وصَلَمْتُ بمعنىً. وفي حديث الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وتقول هذه صُرُمٌ؛
هي جمع صَرِيمٍ، وهو الذي صُرِمَتْ أُذُنُه أي قُطِعَتْ؛ ومنه حديث
عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إن الدنيا قد أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ
(* قوله «وقد أدبرت
بصرم» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: قد آذنت بصرم) أي بانقطاع
وانقضاء. وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ: قاطع لا
ينثني. والصارمُ: السيف القاطع. وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابن
الأعرابي:
ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً،
عِنْدَ الصَّرِيمِ، كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ
وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل، ورجل صارِمٌ
وصَرَّامٌ وصَرُومٌ؛ قال لبيد:
فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه،
ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها
ويروى: ولَشَرٌّ؛ وأنشد ابن الأعرابي:
صرمْتَ ولم تَصْرِمْ، وأنتَ صَرُومُ،
وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟
يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِمْ إلا بعدما صُرِمْتَ؛ هذا قول ابن
الأعرابي، وقال غيره: قوله ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قَوِيٌّ على
الصَّرْمِ. والصَّرِيمَةُ: العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر.
والصَّريمةُ: إحْكامُك أَمُْراً وعَزْمُكَ عليه. وقوله عز وجل: إن كنتم
صارِمِينَ؛ أي عازمين على صَرْم النخل. ويقال: فلان ماضي الصَّريمة
والعَزِيمة؛ قال أَبو الهيثم: الصَّرِيمَةُ والعزيمة واحد، وهي الحاجة التي
عَزَمْتَ عليها؛ وأَنشد:
وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ
حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا
وقَضاءُ الشيء: إحكامه والفَراغُ منه. وقَضَيْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ
منها. ويقال: طَوى فلانٌ فُؤَاده على عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه على عَداوة أي
لم يظهرها. ورجل صارِمٌ أي ماضٍ في كل أمر. المحكم وغيره: رجل صارِمٌ
جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وقد صَرُمَ بالضم، صَرامَةً. والصَّرامَةُ:
المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة. وصَرامِ: من أسماء الحرب
(* قوله
«وصرام من اسماء الحرب» قال في القاموس: وكغراب الحرب كصرام كقطام اهـ.
ولذلك تركنا صراح في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأصل) ؛
قال الكميت:
جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْـ
ـرِ، على حِينِ دَرَّةٍ من صَرامِ
وقال الجَعْدِيُّ واسمه قيس بن عبد الله وكنيته أبو ليلى:
ألا أَبْلِغْ بني شَيْبانَ عَنِّي:
فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها
وفي الألفاظ لابن السكيت: صُرامُ داهيةٌ، وأنشد بيت الكميت:
على حين دَرَّةٍ من صُرامِ
والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ.
والصَّرامُ والصِّرامُ: جَدادُ النخل. وصَرَمَ النخلَ والشجرَ والزرع
يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه: جَزَّه. واصْطِرامُ النخل: اجْتِرامُه؛ قال
طَرَفَةُ:
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به،
فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ
والصَّريمُ: الكُدْسُ المَصْروُم من الزَّرْع. ونَخْلٌ صَريمٌ:
مَصْروُمٌ. وصِرامُ النخل وصَرامُه: أوانُ إدراكه. وأَصْرَمَ النخلُ: حان وقتُ
صِرامِه. والصُّرامَةُ: ما صُرِمَ من النخل؛ عن اللحياني. وفي حديث ابن
عباس: لما كان حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
عبدَ الله بن رَواحة إلى خَيْبَر؛ قال ابن الأثير: المشهور في الرواية
فتح الراء أي حِينُ يُقْطَعُ ثمر النخل ويُجَذُّ. والصِّرامُ: قَطْعُ
الثمرة واجتناؤها من النخلة؛ يقال: هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ، قال: ويروى
حينُ يُصْرِمُ النخلُ، بكسر الراء، وهو من قولك أَصْرَمَ النخلُ إذا جاء
وقتُ صِرامه. قال: وقد يطلق الصِّرامُ على النخل نفسه لأَنه يُصْرَمُ.
ومنه الحديث: لنا من دِفْئِهم وصِرامِهم أي نخلهم. والصَّريمُ والصَّريمةُ:
القِطعة المنقطعة من معظم الرمل، يقال: أَفْعى صَريمةٍ. وصَريمةٌ من
غَضىً وسَلَمٍ أي جماعةٌ منه. قال ابن بري: ويقال في المثل: بالصَّرائِمِ
اعْفُرْ، يضرب مثلاً عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع في شَرٍّ لا أَخْطَأَه.
المحكم: وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أي قطعةٌ وجماعة منه،
وصِرْمَةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان في
وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وفي يدي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها
سُنَّةُ ثَمْغَ؛ قال ابن عيينة: الصِّرْمةُ هي قطعة من النخل خفيفة،
ويقال للقطعة من الإبل صِرْمةٌ إذا كانت خفيفة، وصاحبها مُصْرِمٌ، وثَمْغٌ:
مالٌ لعمر، رضي الله عنه، وقفه، أَي سبيلُها سبيلُ تلك. والصَّريمَةُ:
الأَرضُ المحصودُ زرعُها.
والصَّريمُ: الصبحُ لانقطاعه عن الليل. والصَّريم: الليلُ لانقطاعه عن
النهار، والقطعة منه صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عن ثعلب. قال تعالى:
فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ؛ أي احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ الليل؛ وقال الفراء:
يريد كالليل المُسْوَدِّ، ويقال فأصبحت كالصريم أي كالشيء المصروم الذي ذهب
ما فيه، وقال قتادة: فأَصْبَحَتْ كالصَّريم، قال: كأَنها صُرِمَتْ، وقيل:
الصريم أرضٌ سوداء لا تنبت شيئاً. الجوهري: الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ
المقطوع، وأصبحت كالصَّريمِ أي احْتَرقت واسْوادَّتْ، وقيل: الصَّريمُ هنا
الشيء المَصْرومُ الذي لا شيء فيه، وقيل: الأرضُ المحصودة، ويقال لليل
والنهار الأَصْرَمانِ لأن كل واحد منهما يَنْصَرِمُ عن صاحبه. والصَّريم:
الليل. والصَّرِيمُ: النهارُ يَنْصَرِمُ الليل من النهار والنهارُ من الليل.
الجوهري: الصَّريمُ الليل المظلم؛ قال النابغة:
أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له،
كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ
قوله تزجروا فعل منصوب معطوف على ما قبله؛ وهو:
إني لأَخْشى عليكم أن يكون لَكُمْ،
من أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ
والمُكْفَهِرّ: الجيش العظيم، لا كِفاء له أي لا نظير له، وقيل في قوله
يخلط أصراماً بأَصرام أي يخلط كل حَيٍّ بقبيلته خوفاً من الإغارة عليه،
فيخلط، على هذا، من صفة الجيش دون الليل؛ قال ابن بري: وقول زهير:
غَدَوْتُ عليه، غَدْوَة، فتركتُه
قُعُوداً، لديه بالصَّريم، عَواذِلُهْ
(* رواية ديوان زهير:
بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه).
قال ابن السكيت: أراد بالصَّريم الليل. والصريم: الصبح وهو من الأضداد.
والأَصْرَمانِ: الليلُ والنهار لأن كل واحد منهما انْصَرَمَ عن صاحبه؛
وقال بِشْرُ بن أبي خازم في الصريم بمعنى الصبح يصف ثوراً:
فبات يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى
تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ
قال الأصمعي وأبو عمرو وابن الأَعرابي: تَكَشَّفَ عن صريمته أي عن رملته
التي هو فيها يعني الثور؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو:
تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ،
فما يَنْجابُ، عن ليلٍ، صَريمُ
ويروى بيت بشر:
تَكَشَّفَ عن صَريمَيْهِ
قال: وصَريماه أَوَّلُه وآخره. وقال الأصمعي: الصَّريمةُ من الرمل قطعة
ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عن سائر الرمال، وتُجْمَعُ الصَّرائمَ. ويقال: جاء
فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إذا جاء يائساً خائباً؛ وقال الشاعر:
أَيَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ
طَليفاً؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ
أيََذْهَبُ ما جمعتُ وأنا يائس منه.
الجوهري: الصُّرامُ، بالضم، آخر اللبن بعد التَّغْزير إذا احتاج إليه
الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وقال بشر:
ألاَ أَبْلِغْ بني سَعْدٍ، رَسُولاً،
ومَوْلاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ
يقول: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وهو مثل؛ قال الجوهري: هذا قول أبي عبيدة،
قال: وقال الأصمعي الصُّرامُ اسم من أسماء الحرب والداهية؛ وأنشد اللحياني
للكميت:
مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ، حُسافَةٌ
إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ
وقال ابن بري في قول بشر:
فقد حُلِبَتْ صُرامُ
يريد الناقة الصَّرِمَةَ التي لا لبن لها، قال: وهذا مثل ضربه وجعَل
الاسمَ معرفة يريد الداهية؛ قال: ويقوّي قولَ الأَصمعي قولُ الكميت:
إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب
وتفسير بيت الكميت قال: يقول هم مآشير ما كانوا في رخاء وخِصْبٍ، وهم
حُسافةٌ ما كانوا في حرب، والحسافة ما تنائر من التمر الفاسد.
والصَّريمةُ: القِطْعة من النخل ومن الإبل أيضاً.
والصِّرْمَةُ: القِطْعة من السحاب. والصِّرْمَة: القطعة من الإبل، قيل:
هي ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل: ما بين الثلاثين إلى الخمسين
والأربعين، فإذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَة، وقيل: ما بين العشرة إلى
الأَربعين، وقيل: ما بين عشرة إلى بِضْع عَشْرةَ. وفي كتابه لعمرو بن مُرَّةَ:
في التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شاتان ان اجتمعتا، وإن تَفرّقتا فشاةٌ
شاةٌ؛ الصُّرَيْمة تصغير الصِّرْمَةِ وهي القطيع من الإبل والغنم، قيل: هي من
العشرين إلى الثلاثين والأربعين كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها
فيَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله وغنمه، والمراد بها في الحديث من
مائة وإحدى وعشرين شاةً إلى المائتين إذا اجتمعت ففيها شاتان، فإن كانت
لرجلين وفُرِّق بينهما فعلى كل واحد منهما شاةٌ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله
عنه: قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة، يعني في الحِمى
والمَرْعى، يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة. والصِّرْمَةُ:
القطعة من السحاب، والجمع صِرَمٌ؛ قال النابغة:
وهَبَّتِ الريحُ، من تلْقاءِ ذي أُرْكٍ،
تُزْجي مع الليلِ، من صُرَّادِها، صِرَما
(* في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك).
والصُّرَّادُ: غيم رقيق لا ماء فيه، جمع صارِدٍ. وأَصْرَمَ الرجلُ:
افتقر. ورجل مُصْرِمٌ: قليل المال من ذلك. والأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛
قال:ولقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ
من مالِ أصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ
يعني بالقطيع هنا السَّوْطَ؛ ألا تراه يقول بعد هذا:
من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي،
فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي
يقول: أزحت علتها بضربي لها.
ويقال: أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مصْرِمٌ إذا ساءت حاله وفيه تَماسُك،
والأصل فيه: أنه بقيت له صِرْمة من المال أي قطعة؛ وقول أبي سَهْمٍ
الهُذَلي:
أَبوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غيرِه،
وأنتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ
مُصْرِمٌ، يقول: ليس لك أب غيره ولم يَدْعُ هو غيركَ؛ يمدحه ويُذَكِّره
بالبِرِّ. ويقال: كَلأٌ تَيْجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ أي أنه كثير فإذا
رآه القليلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثيرة يُرْعِيها فيه.
والمِصْرَمُ، بالكسر: مِنْجَلُ المَغازِليّ.
والصِّرْمُ، بالكسر: الأبياتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس،
والصِّرْم أَيضاً: الجماعة من ذلك. والصِّرْمُ: الفِرْقة من الناس ليسوا
بالكثير، والجمع أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ؛ الأخيرة عن سيبويه؛ قال
الطرماح:يا دارُ أقْوَتْ بعد أَصرامِها
عاماً، وما يُبْكِيكَ من عامِها
وذكر الجوهري في جمعه أصارِمَ؛ قال ابن بري: صوابه أصاريم؛ ومنه قول ذي
الرمة:
وانْعَدَلَتْ عنه الأَصاريمُ
وفي حديث أبي ذر: وكان يُغِيرُ على الصِّرمِ في عَماية الصبح؛
الصِّرْمُ: الجماعةُ ينزلون بإبلهم ناحيةً على ماء. وفي حديث المرأَة صاحبةِ
الماء: أنهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُون على الصِّرْمِ
الذي هي فيه.
وناقة مُصَرَّمةٌ: مقطوعة الطُّبْيَيْنِ، وصَرْماءُ: قليلة اللبن لأن
غُزْرَها انقطع. التهذيب: وناقة مُصَرَّمةٌ وذلك أن يُصَرَّمَ طُبْيُها
فيُقْرَحَ عَمْداً حتى يَفْسُدَ الإحْليلُ فلا يخرج اللبن فَيَيْبَس وذلك
أقوى لها، وقيل: ناقة مُصَرَّمةٌ وهي التي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها،
وربما صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قال الأزهري: ومنه قول
عنترة:لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
(* صدر البيت:
هَلْ تُبلِغَنِِّي دارَها شدنيَّةٌ).
قال الجوهري: وكان أَبو عمرو يقول وقد تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ من
انقطاع اللبن، وذلك أن يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بالنار فلا يخرج
منه لبن أبداً؛ ومنه حديث ابن عباس: لا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء؛
يعني المقطوعة الضُّروع.
والصَّرْماءُ: الفلاة من الأرض. الجوهري: والصَّرْماء المفازة التي لا
ماء فيها. وفَلاة صرماء: لا ماء بها، قال: وهو من ذلك
(* قوله «قال وهو من
ذلك» ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابن سيده في المحكم،
وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ).
والأصْرمانِ: الذئب والغُرابُ لانْصِرامِهِما وانقطاعهما عن الناس؛ قال
المَرَّارُ:
على صَرْماءَ فيها أصْرَماها،
وحِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ
أي هو مَليل، قال: كأَنه على مَلَّةٍ من القَلَق، قال ابن بري: مَلِيلٌ
مَلَّتْه الشمس أي أَحرقته؛ ومنه خُبْزةٌ مَلِيلٌ. وتركته بوَحْشِ
الأَصْرَمَيْنِ؛ حكاه اللحياني ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه يعني
الفلاة.والصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ.
والصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْي أو الفَصِيل ثم يُشَدُّ
إلى رأْسه لئلا يَرْضَعَ.
والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ. وأكلَ الصَّيْرَمَ أي الوَجْبَةَ، وهي
الأَكْلَةُ الواحِدةُ في اليوم؛ يقال: فلان يأْكل الصَّيْرَمَ إذا كان يأْكل
الوَجْبة في اليوم والليلة، وقال يعقوب: هي أَكْلَة عند الضحى إلى مثلها من
الغَدِ، وقال أبو عبيدة: هي الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ
(* قوله
«وهي الحرزم» كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما
بأيدينا من الكتب) ؛ وأنشد:
وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ،
لَيْلاً إلى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ
وفي الحديث: في هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع وبقيت واحدةٌ
وهي الصَّيْرَمُ؛ وكأَنها بمنزلة الصَّيْلَم، وهي الداهية التي تستأْصل كل
شيء كأَنها فتنة قَطَّاعة، وهي من الصَّرْمِ القَطْعِ، والياء زائدة.
والصَّرُومُ: الناقةُ التي لا تَرِدُّ النَّضِيحَ حتى يَخْلُوَ لها،
تَنْصَرِمُ عن الإبل، ويقال لها القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ
والآزِيَةُ، بالزاي.
المُفَضَّلُ عن أبيه: وصَرَمَ شَهْراً بمعنى مكث. والصَّرْمُ: الجِلْدُ،
فارسي معرّب.
وبنو صُرَيْمٍ: حَيٌّ. وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ: أسماء. وفي
الحديث: أنه غَيَّر اسم أصْرَمَ فجعله زُرْعةَ، كَرِهَهُ لما فيه من معنى
القطع، وسماه زُرْعةَ لأنه من الزَّرْع النباتِ.
يبس: اليُبْس، بالضم: نقيض الرطوبة، وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ
يَيْبِسُ ويَيْبَس، الأَول بالكسر نادر، يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ، والجمع
يُبَّس؛ قال:
أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا،
بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا
واليَبْسُ، بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطب يَبْس؛ قال ثعلب: كأَنه خِلْفة؛
قال علقمة:
تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ،
كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ
وقال ابن السكيت: هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب؛ قال ابن سيده:
واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع.
وتَيْبيسُ الشيء: تجفيفه، وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس، وهو افْتَعَل
فأُدغم، وهو مُتَّبِس؛ عن ابن السراج. وشيء يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قال عبيد بن
الأَبرص:
أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها
ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ
أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف. واتَّبَس
يَتَّبِس، أَبدلوا التاء من الياء، ويَأْتَبِس كله كيَبِس، وأَيْبَسْتُه. ومكان
يَبْسٌ ويَبيس: يابِسٌ كذلك. وأَرض يَبْس ويَبَسٌ، وقيل: أَرض يَبْسٌ قد
يَبِس ماؤُها وكلؤها، ويَبَسَ: صُلبة شديدة. واليَبَس، بالتحريك: المكان
يكون رطباً ثم يَيْبَس؛ ومنه قوله تعالى: فاضرب لهم طريقاً في البحر
يَبَساً. ويقال أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً؛ قال الراجز:
إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس
ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه خِلْقة: فهو يَيْبَس
فيه يُبْساً
(* قوله «فهو ييبس فيه يبساً» كذا بالأصل مضبوطاً.)، وما كان
فيه عَرَضاً قلت: جَّفّ. وطريق يَبَسٌ: لا نُدُوَّة فيه ولا بلل.
واليَبَسُ من الكَلإِ: الكثير اليَابِسُ، وقد أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض
مُوبِسَة. الأَصمعي: يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول وذكورها اليَبِيسُ
والجَفِيفُ والقَفِيفُ، وأَما يَبِيسُ البُهْمَى، فهو العرقوب
(* قوله
«العرقوب» كذا بالأصل.) والصُّفارُ. قال أَبو منصور: ولا يقال لما يَبِس من
الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ، وإِنما اليَبِيسُ ما يَبِس
من العُشْب والبُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت، وهو اليُبْس واليَبيسُ
أَيضاً
(* قوله «واليبيس أَيضاً» كذا بالأصل ولعله واليبس بفتح الياء وسكون
الباء.)؛ ومنه قول ذي الرمة:
ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به
مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها
ويروى يَبْسها، بالفتح، وهما لغتان. واليَبِيس من النبات: ما يَبِس منه.
يقال: يَبِس، فهو يَبِيس، مثل سَلِمَ، فهو سَلِيمٌ.
وأَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بقلها، وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال
أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ. ويقال للحطب: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت:
يَبْسٌ. ابن الأَعرابي: يَبَاسِ، هي السَّوْأَة والفُندُورة. والشَّعَرُ
اليابِس: أَرْدَؤُه ولا يرى فيه سَحْجٌ ولا دُهْن ووجه يابِسٌ: قليل
الخير. وشاة يَبَسٌ ويَبْس: انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها ولم يكن فيها لبن.
وأَتان يَبْسة ويَبَسَة، يابسة ضامرة؛ السكون عن ابن الأَعرابي، والفتح عن
ثعلب، وكلأ يابس، وقد استعمل في الحيوان. حكى اللحياني أَن نساء العرب
يَقُلْن في الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس.
قال: تعني الذَّكر. ويَبِسَت الأَرض: ذهب ماؤُها ونَدَاها. وأَيْبَسَت: كثر
يَبيسُها. والأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل، وقيل: ما
ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما. والأَيابِسُ: ما كان مثل عُرْقوب وساقٍ.
والأَيْبَسان: ما لا لحم عليه من الساقَيْن. قال أَبو عبيدة: في ساق الفرس
أَيْبَسان وهما ما يَبِس علنيه اللحم من السَّاقَين؛ وقال الراعي:
فقلت له: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها،
فإِن تَجَْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا
قال أَبو الهيثم: الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي
إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك، وإِذا كُسِر فقد ذهبت الساق، قال: وهو اسم
ليس بنعت، والجمع الأَيابِس. ويَبِيسُ الماء: العَرَق، وقيل: العَرَق
إِذا جَفَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلاً:
تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً،
مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ
الغِرار: انقطاع الدِّرَّة؛ يقول: تُعْطِي أَحياناً وتمنع أَحياناً،
وإِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ. ويقال للرجل:
إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ. وسَكْرانُ يابِس: لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن
الخمر أَسكتته بحرارتها. وحكى أَبو حنيفة: رجل يابِس من السُّكْر، قال ابن
سيده: وعندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ.
يأس: اليَأْس: القُنوط، وقيل: اليَأْس نقيض الرجاء، يَئِسَ من الشيء
يَيْأَس ويَيْئِس؛ نادر عن سيبويه، ويَئِسَ ويَؤُس عنه أَيضاً، وهو شاذ،
قال: وإِنما حذفوا كراهية الكسرة مع الياء وهو قليل، والمصدر اليَأْسُ
واليَآسَة واليَأَس، وقد استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس
ويَؤُوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس. قال ابن سيده في خطبة كتابه: وأَما يَئِسَ
وأَيِسَ فالأَخيرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَيِسَ، ولا يحتج
بإِياس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس وهو العطاء، كما يُسَمى الرجل
عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ. قال أَبو زيد: علياء مضر تقول
يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس، وسفلاها بالفتح. قال سيبويه: وهذا عند
أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين يعني يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لغتان ثم يركب
منهما لغة، وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي
ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فلا يجوز فيهن إِلا الكسر لغة واحدة.
وآيَسَــه فلان من كذا فاسْتَيْأَس منه بمعنى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً، وهو
افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ. وفي حديث أُم معبد: لا يَأْسَ من طُولٍ أَي
أَنه لا يُؤْيَسُ من طوله لأَنه كان إِلى الطول أَقرب منه إِلى القصر.
واليَأْسُ: ضد الرَّجاء، وهو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية ورواه ابن
الأَنباري في كتابه: لا يائِس من طول، قال: معناه لا يُؤْيَس من أَجل
طوله أَي لا يَأْيَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله، فَيائِس بمعنى مَيْؤُوس
كماء دافِق بمعنى مَدْفُوق. واليَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ
منه. ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس: عَلِمَ مثل حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب: قال
سُحَيْم ابن وَثِيلٍ اليَرْبُوعي، وذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن
سُحَيْم بدليل قوله فيه: أَني ابنُ فارس زَهْدَم، وزهدم فرس سحيم:
أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني:
أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟
يقول: أَلم تعْلموا، وقوله يَيْسرونني من أَيسار الجَزُور أَي
يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني، ويروى يَأْسِرونني من الأَسْر، وأَما قوله إِذ
يَيْسِرونني فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع عليه سِباءٌ فضربوا عليه
بالمَيْسِر يتحاسبون على قسمة فِدائه، وزهدم اسم فرس، وروي: أَني ابن قاتل زهدم،
وهو رجل من عبس، فعلى هذا يصح أَن يكون الشعر لسحيم؛ وروي هذا البيت
أَيضاً في قصيدة أُخرى على هذا الرويِّ وهو:
أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ييسرونني:
أَلم تيأَسوا أَني ابن فارس لازِمِ؟
وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ، كأَنَّما
سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ
وعلى هذه الرواية أَيضاً يكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم في
البيت. وقال القاسم بن مَعْن: يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْت لغة هَوازِن، وقال
الكلبي: هي لغةَ وَهْبِيل حيّ من النَّخَع وهم رهط شَريكٍ، وفي الصحاح في
لغة النَّخَع. وفي التنزيل العزيز: أَفَلَمْ يَيْأَس الذين آمنوا أَن لو
يَشاء اللَّه لَهَدى الناسَ جميعاً؛ أَي أَفَلم يَعْلَم، وقال أَهل اللغة:
معناه أَفلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أَن يكون غير ما علموه؟
وقيل معناه: أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤُلاء الذين وصفهم
اللّه بأَنهم لا يؤمنون؟ قال أَبو عبيد: كان ابن عباس يقرأُ: أَفلم يتبين
الذين آمنوا أَن لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً؛ قال ابن عباس: كتب
الكاتب أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا، وهو ناعس، وقال المفسرون: هو في المعنى
على تفسيرهم إِلا أَن اللّه تبارك وتعالى قد أَوقع إِلى المؤمنين أَنه لو
شاء لهدى الناس جميعاً، فقال: أَفلم ييأَسوا علماً، يقول يُؤْيِسهم العلم
فكان فيه العلم مضمراً كما تقول في الكلام: قد يَئِسْتُ منك أَن لا
تُفْلح، كأَنك قلت: قد علمته علماً. وروي عن ابن عباس أَنه قال: يَيْأَس
بمعنى عَلِم لغة للنَّخَع، قال: ولم نجدها في العربية إِلا على ما فسرت، وقال
أَبو إِسحق: القول عندي في قوله: أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان
هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأَنهم لا يؤْمنون لأَنه قال: لو يشاء اللَّه
لهدى الناس جميعاً، ولغة أُخرى: أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْــتُه أَي
أَيْأَسْتُه، وهو اليَأْسُ والإِياسُ، وكان في الأَصل الإِيياسُ بوزن الإِيعاس.
ويقال: اسْتَيْأَس بمعنى يَئِسَ، والقرآن نزل بلغة من قرأَ يَئِسَ، وقد روى
بعضهم عن ابن كثير أَنه قرأَ فلا تَايَسُوا، بلا همز، وقال الكسائي: سمعت
غير قبيلة يقولون أَيِس يايَسُ، بغير همز. وإِلْياس: اسم.
سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛
قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من
السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد:
فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بــآيِسِ
وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في
الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1)
(1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري:
السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو
الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.
وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.
والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.
والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.
وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ
مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب:
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟
وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من
مَكْمَنِه. وفي الحديث:
أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.
وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي
تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً
يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ
الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو
بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن
ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً
فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من
تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ
من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ
اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو
مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ
وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ،
صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما
أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل
يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا
ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.
وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ:
أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ
فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد:
أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا
أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع
حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ:
سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ
قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.
والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.
وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.
والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.
قلط: القَلَطِيُّ: القصير جِدّاً. ابن سيده: القَلَطِيُّ والقُلاطُ
والقِيلِيطُ، وأَرى الأَخيرة سواديّةً، كله: القصير المجتمع من الناس
والسَّنانير والكلاب. والقَيْلِيطُ، وقيل القَيْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْية،
ويقال له ذو القَيْلطِ. والقِيلِطُ: الآدَرُ وهو القَيْلةُ. ابن الأَعرابي:
القَلْطُ الدَّمامةُ. والقلَّوْط، يقال، واللّه أَعلم: إِنه من أَولاد
الجنّ والشياطين. والقِليطُ: العظيم البيضتين.
كيد: كاد يَفْعَل كذا كَيْداً: قارَب. قال ابن سيده: قال سيبويه: لم
يستعملوا الاسم والمصدر اللذين في موضعهما يفعل في كاد وعَسَى، يعني أَنهم
لا يقولون كادَ فاعِلاً أَو فعْلاً فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشيء
عن الشيء، وربما خرج في كلامهم؛ قال تأَبَّط شرًّا.
فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وما كِدْتُ آئباً،
وكم مِثلِها فارَقْتُها، وهْيَ تَصْفرُ
قال: هكذا صحة هذا البيت، وكذلك هو في شعره، فأَما رواية من لا يضبطه
وما كنت آئباً ولم أَكُ آئباً فلبعده عن ضبطه؛ قال: قال ذلك ابن جني، قال:
ويؤكد ما رويناه نحن مع وجوده في الديوان أَن المعنى عليه أَلا ترى أَن
معناه فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فلا وجه لها في هذا الموضع،
ولا أَفعلُ ذلك ولا كيداً ولا هَمّاً. قال ابن سيده: وحكى سيبويه أَن
ناساً من العرب يقولون كِيدَ زَيدٌ يفعل كذا؛ وقال أَبو الخطاب: وما زِيل
يفعل كذا؛ يريدون كادَ وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِلَ كما نقلوا
في فعِلْت؛ وقد روي بيتُ أَبي خِراش:
وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي،
وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذلك يَيْتَم
قال سيبويه: وقد قالوا كُدْتُ تَكادُ فاعتلت من فَعُلَ يفْعَل، كما
اعتلت تموت عن فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم يجئ تموت على ما كَثُرَ في فَعِلَ. قال:
وقوله عز وجل: أَكاد أَخفيها؛ قال الأَحفَش: معناه أُخفيها. الليث:
الكَيْدُ من المَكِيدَة، وقد كاده مَكِيدةً. والكَيْدُ: الخُبِثُ والمَكْرُ؛
كاده يَكمِيدَُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً، وكذلك المكايَدةُ. وكلُّ شيء
تعالجُه، فأَنت تَكِيدُه. وفي حديث عمرو بن العاص: ما قولك في عُقُولٍ كادها
خالقها؟ وفي رواية: تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء. يقال:
كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه. والكَيْدُ: الاحتيالُ والاجتهاد، وبه سميت الحرب
كيداً.
وهو يَكِيدُ بنفسه كيداً: يجود بها ويسوق سِياقاً. وفي الحديث: أَن
النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على سعد بن معاذ وهو يَكِيدُِ بنفسه فقال:
حزاك الله من سيِّدِ قومٍ فقد صَدقْتَ اللهَ ما وعَدْتَه وهو صادقُك ما
وعَدَك؛ يكيدُ بنفسه: يريد النَّزْعَ. والكَيْدُ: السَّوْقُ. وفي حديث عمر،
رضي الله عنه: تخرج المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بنفسه أَي عندَ نزع
روحِه وموتِه. الفراء: العرب تقول: ما كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قد بلَغت؛
قال: وهذا هو وجه العربية؛ ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين وهو
بمنزلة الظن أَصله الشك ثم يُجْعلُ يقيناً. وقال الأَخفش في قوله تعالى: لم
يكد يراها؛ حمل على المعنى وذلك أَنه لا يراها، وذلك أَنك إِذا قلت كادَ
يفعل إِنما تعني قارَب الفعل، ولم يَفعل على صحة الكلام، وهكذا معنى هذه
الآية إِلا أَنَّ اللغة قد أَجازت لم يَكَد يَفْعل وقد فعَل بعد شدّة،
وليس هذا صحة الكلام لأَنه إِذا قال كادَ يفعل فإِنما يعني قارَبَ
الفِعْل، وإِذا قال لم يكَدُ يَفْعَل يقول لم يقارِبِ الفعل إِلا أَن اللغة
جاءَت على ما فُسِّرَ، قال: وليس هو على صحة الكلمة. وقال الفراء: كلما أَخرج
يده لم يكد يراها من شدّة الظلمة لأَنَّ أَقلَّ من هذه الظلمة لا تُرى
اليد فيه، وأَما لم يكد يقوم فقد قام، هذا أَكثر اللغة. ابن الأَنباري:
قال اللغويون كِدْتُ أَفْعَلُ معناه عند العرب قاربْتُ الفعل، ولم أَفعل
وما كِدْتُ أَفعَلُ معناه فَعَلْتُ بعد إِبْطاء. قال: وشاهده قوله تعالى:
فذبحوها وما كادوا يفعلون؛ معناه فعلوا بعد إِبطاء لتعذر وِجْدانِ البقرة
عليهم. وقد يكون: ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنى ما فَعَلْتُ ولا قارَبْتُ
إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ. قال أَبو بكر في قولهم: قد كاد فلان
يَهْلِكُ؛ معناه قد قاربَ الهلاكَ ولم يَهْلِكْ، فإِذا قلت ما كاد فلانٌ يقوم،
فمعناه قام بعد إِبطاء؛ وكذلك كاد يقوم معناه قارب القيامَ ولم يقم؛ قال:
وهذا وجه الكلام، ثم قال: وتكون كاد صلة للكلام، أَجاز ذلك الأَخفش وقطرب
وأَبو حاتم؛ واحتج قطرب بقول الشاعر:
سَريعٌ إِلى الهَيْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ،
فما إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ
معناه ما يَتَنَفَّس قِرْنُه؛ وقال حسان:
وتَكادُ تَكْسَلُ أَن تجيءَ فِراشَها
معناه وتَكْسَل. وقوله تعالى: لم يكد يراها؛ معناه لم يرها ولم يُقارِبْ
ذلك؛ وقال بعضهم: رآها من بعد أَن لم يكد يراها من شدة الظلمة؛ وقول
أَبي ضبة الهذلي:
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه
مِنَّي تَكايُدُ طَعْنَة وتَأَيُّدُ
قال السكري: تَكايُدٌ تَشَدُّدٌ.
وكادت المرأَة: حاضت؛ ومنه حديث ابن عباس: أَنه نظر إِلى جَوارٍ قد
كِدْنَ في الطريق فأَمر أَن يَتَنَحَّيْنَ؛ معناه حِضْنَ في الطريق. يقال:
كادت تَكِيدُ كَيْداً إِذا حاضت. وكادَ الرجلُ: قاءَ. والكَيْدُ: القَيْءُ؛
ومنه حديث قتادة: إِذا بَلِغَ الصائمُ الكَيْدَ أَفطر؛ قال ابن سيده:
حكاه الهروي في الغريبين. ابن الأَعرابي: الكَيْدُ صِياحُ الغُراب بجَهْد
ويسمى إِجهادُ الغُرابِ في صياحه كيداً، وكذلك القيء. والكَيْدُ: إِخراج
الزَّنْد النارَ. والكَيْدُ: التدبير بباطل أَو حَقّ. والكَيْدُ: الحيض.
والكَيْدُ: الحرب. ويقال: غزا فلان فلم يلق كَيْداً. وفي حديث ابن عمر:
أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كَيْداً أَي
حرباً. وفي حديث صُلْح نَجْران: أَن عليهم عاريةَ السلاح إِن كان باليمن
كَيْدٌ ذات غَدْرٍ أَي حرب ولذلك أَنَّثها. ابن بُزُرج: يقال مِن كادهما
يَتَكايَدان وأَصحاب النحو يقولون يتكاودان وهو خطأٌ لأَنهم يقولون إِذا
حُمِلَ أَحدهم على ما يَكْره: لا والله ولا كَيْداً ولا هَمًّا؛ يريد لا
أُكادُ ولا أُهَمُّ. وحكى ابن مجاهد عن أَهل اللغة: كاد يكاد كان في
الأَصل كَيِدَ يَكْيَدُ. وقوله عز وجل: إِنهم يَكِيدُون كَيْداً وأَكِيدُ
كَيْداً؛ قال الزجاج: يعني به الكفار، إِنهم يُخاتلون النبي، صلى الله
عليه وسلم، ويُظْهِرون ما هم على خلافه؛ وأَكِيد كيداً؛ قال: كَيْد الله
تعالى لهم استدراجهم من حيث لا يعلمون. ويقال: فلان يكيد أَمراً ما أَدْرِي
ما هو إِذا كان يُرِيغُه ويَحْتالُ له ويسعى له ويَخْتِلُه. وقال:
بَلَغُوا الأَمر الذي كادوا، يريد: طلبوا أَو أَرادوا؛ وأَنشد أَبو بكر في كاد
بمعنى أَراد للأَفوه:
فإِنْ تَجَمَّعَ أَوتادٌ وأَعْمِدَةٌ
وساكِنٌ، بَلَغُوا الأَمرَ الذي كادوا
أَراد الذي أَرادوا؛ وأَنشد:
كادَتْ وكِدْتُ، وتلك خَيرُ إِرادةٍ،
لو كانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابةِ ما مَضَى
قال: معناه أَرادتْ وأَرَدْتُ. قال: ويحتمله قوله تعالى: لم يكَدْ
يراها، لأَن الذي عايَنَ من الظلمات آيَسَــه من التأَمل ليده والإِبصار إِليها.
قال: ويراها بمعنى أَن يراها فلما أَسقط أَن رفع كقوله تعالى:
تأْمرونِّي أَعبُدُ؛ معناه أَن أَعبد.
جبأ: جَبَأَ عنه يَجْبَأُ: ارْتَدَعَ. وجَبأتُ عن الأَمر: إِذا هِبْته
وارْتَدَعْت عنه. ورجل جُبَّاءٌ، يمدّ ويقصر(1)
(1 قوله «يمد ويقصر إلخ» عبارتان جمع المؤلف بينهما على عادته.) ، بضم الجيم، مهموز مقصور: جبان. قال مَفْرُوق بن عَمرو الشَّيْبانِي يَرْثِي إِخْوته قَيْساً والدَّعَّاءَ وبِشْراً القَتْلَى في غَزْوة بارِقٍ بِشَطِّ الفَيْض:
أَبْكِي على الدَعّاءِ في كلِّ شَتْوةٍ، * ولَهْفِي علَى قيسٍ، زمَامِ الفَوارِسِ
فما أَنا، مِن رَيْبِ الزَّمانِ، بِجُبَّإٍ، * ولا أَنا، مِن سَيْبِ الإِلهِ، بِيائِسِ
وحكى سيبويه: جُبَّاء، بالمدّ، وفسره السيرافي أَنه في معنى جُبَّإٍ؛ قال سيبويه: وغَلب عليه الجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه مـما تدخله التاء.وجَبَأَتْ عَيْنِي عن الشيءِ: نَبَتْ عنه وكَرِهَتْه، فتأَخَّرْتُ عنه.
الأَصمعي: يقال للمرأَة، إِذا كانت كريهةَ المَنْظَرِ لا تُسْتَحْلى:
إِنَّ العينَ لَتَجْبَأُ عنها. وقال حميد بن ثَوْر الهِلالي:
لَيْسَتْ، إِذا سَمِنَتْ، بَجابِئةٍ * عنها العُيونُ، كَريهةَ(1)الـمَسِّ
(1 قوله «كريهة» ضبطت في التكملة بالنصب والجر ورمز لذلك على عادته بكلمة معاً.)
أَبو عمرو: الجُبَّاء من النساء، بوزن جُبّاع: التي إِذا نَظَرَتْ لا
تَرُوعُ؛ الأَصمعي: هي التي إِذا نَظَرَت إِلى الرجال، انْخَزَلَت راجعة لِصغرِها؛ وقال ابن مقبل:
وطَفْلةٍ غَيْرِ جُبَّاءٍ، ولا نَصَفٍ، * مِن دَلِّ أَمثالِها بادٍ ومكتُومُ(2)
( 2 وبعده كما في التكملة:
عانقتها فانثنت طوع العناق كما * مالت بشاربها صهباء خرطوم)
وكأَنه قال: ليست بصغيرة ولا كبيرة؛ وروى غيره جُبَّاعٍ، وهي القصيرة، وهو مذكور في موضعه، شبهها بسهم قصير يَرْمي به الصِّبيان يقال له الجُبَّاعُ.
وَجَبَأَ عليه الأَسْوَدُ من جُحْره يَجْبَأ جَبْأً وجُبُوءاً: طلَع وخرج، وكذلك الضَّبُعُ والضَّبُّ واليَرْبُوع، ولا يكون ذلك إِلا ان يُفْزِعَك. وجَبَأَ على القَوْم: طَلَعَ عليهم مُفاجأَةً. وأَجْبَأَ عليهم:
أَشْرَفَ. وفي حديث أسامة: فلما رَأَوْنا جَبَؤُوا مِنْ أَخبِيَتِهم أَي
خَرَجُوا منها. يقال: جَبَأَ عليهم يَجْبَأُ: إِذا خَرَجَ. وما جَبَأَ عن
شَتْمِي اي ما تأَخَّر ولا كَذَب. وَجَبَأْتُ عن الرَّجل جَبْأً وجُبُوءاً:
خَنَسْتُ عنه، وانشد:
وهَلْ أَنا الاَّ مِثْلُ سَيِّقةِ العِدا، * إِن اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ، وإِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ
ابن الأَعرابي: الإِجْباء: ان يُغَيِّبَ الرجلُ إِبلَه، عن الـمُصَدِّقِ. يُقالُ: جَبأَ عن الشيء: توارى عنه، وأَجْبَيْتُه إِذا وارَيْتَه.
وجَبَأَ الضَّبُّ في جُحْره إِذا اسْتَخْفَى.
والجَبْءُ: الكَمْأَة الحَمراء؛ وقال أَبو حنيفة: الجَبْأَة هَنَةٌ
بَيْضاءُ كأَنها كَمءٌ ولا يُنتفع بها، والجمع أَجْبؤٌ وجِبَأَةٌ مثال فَقْعٍ
وفِقَعةٍ؛ قال سيبويه: وليس ذلك بالقياس، يعني تكسير فَعْلٍ على
فِعَلةٍ؛ واما الجَبْأَةُ فاسم للجمع، كما ذهب اليه في كَمْء وكَمْأَةٍ لأَنّ
فَعْلاً ليس مـما يُكسر على فَعْلةٍ، لأَن فَعْلةً ليست من أَبْنِية
الجُموع. وتحقيرُه: جُبَيْئَةٌ على لفظه، ولا يُرَدّ إِلى واحِدِه ثم يُجمع بالأَلف والتاء لأَن أَسْماء الجُموع بمنزلة الآحاد؛ وأنشد أَبو زيد:
أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيلاً عاديا،
فلم يَرُدّ رَكْباً ولا رَجْلاً إِلى واحده، وبهذا قَوِيَ قولُ سيبويه
على قول أَبي الحسن لأَن هذا عند أَبي الحسن جَمْعٌ لا اسْمُ جَمْعٍ. وقال ابن الأَعرابي: الجَبْءُ: الكَمأَة السُّودُ، والسُّود خِيارُ الكَمأَةِ، وأَنشد:
إِنَّ أُحَيْحاً ماتَ مِن غَيْر مَرَضْ،
ووُجْدَ في مَرْمَضهِ حيثُ ارْتمَضْ
عَساقِلٌ وجِبــــــَأ، فيهــــــا قَضَضْ
فَجِبأ هنا يجوز أَن يكون جمع جَبْءٍ كَجِبَأَةٍ، وهو نادرٌ، ويجوز أَن يكون اراد جِبَأَةً، فحذف الهاء للضرورة، ويجوز أَن يكون اسماً للجمع؛ وحكى كراع في جمع جَبْءٍ جِباءً على مثال بِناءٍ، فإِن صحَّ ذلك، فإِنما جِبَأ اسم لجمع جَبْءٍ، وليس بجَمْع له لأَن فَعْلاً، بسكون العين، ليس مـما يجمع على فِعَلٍ، بفتح العين.
وأَجبَأَت الأَرض: اي كثرت جَبْأَتها، وفي الصحاح: اي كثرت كَمْأَتُها، وهي ارض مَجْبأَةٌ. قال الأَحمر:
الجَبْأَةُ هي التي إِلى الحُمْرة، والكَمْأَةُ هي التي إِلى الغُبْرة والسَّواد؛ والفِقَعَةُ: البيض، وبنات أَوْبَرَ: الصِّغار. الأَصمعي: من الكَمْأَة الجِبأَةُ؛ قال أَبو زيد: هي الحُمر منها؛ واحدها جَبْءٌ، وثلاثة أَجْبُؤ. والجَبْءُ: نُقرة في الجبل يجتمع فيها الماء، عن أَبي العَمَيثل الأَعرابي؛ وفي التهذيب: الجَبْءُ حفرةٌ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء.
والجَبْأَةُ مثل الجَبْهة: الفُرْزُوم، وهي خشبة الحَذّاء التي يَحْذو
عليها. قال الجعدي:
في مِرْفَقَيْه تقارُبٌ، وله * بِرْكةُ زَوْرٍ، كجبْأَةِ الخَزَمِ
والجَبْأَةُ: مَقَّطُّ شَراسِيفِ البَعير إِلى السُّرَّة والضَّرْع.
والإجباءُ: بيعُ الزَّرْع قبل أَن يَبْدُوَ صَلاَحُه، أَو يُدْرِك، تقول منه:
أَجْبَأْتُ الزرع، وجاء في الحديث، بلا همز: مَن أَجْبى فقد أَرْبَى،
وأَصله الهمز.
وامرأَة جَبْأَى: قائمةُ الثّد يَين.
ومُجْبأَة أُفضِيَ اليها فَخَبَطَت(1)
(1 قوله «ومجبأة إلخ» كذا في النسخ وأصل العبارة لابن سيده وهي غير محررة.)
التهذيب: سمي الجَراد الجابئُ لطلوعه؛ يقال: جَبَأَ علينا فلان أَي
طلع، والجابئُ: الجراد، يهمز ولا يهمز. وجبأَ الجَرادُ: هَجَم على البلد؛ قال الهذلي:
صابُوا بِستّة أَبياتٍ وأَربعةٍ، * حتى كأَنَّ عليهم جابئاً لُبَدَا
وكلُّ طالِعٍ فَجْأَةً: جابِئٌ، وسنذكره في المعتل أَيضاً. ابن
بُزُرْج: جَأْبةُ البَطْن وجَبأَتُه: مَأْنَتُه. والجُبَّأُ: السهم الذي يُوضَعُ
أَسفله كالجوزةِ في موضع النَّصْلِ؛ والجُبَّأُ: طَرَفُ قَرْن الثَور، عن كراع؛ قال ابنْ سيده: ولا أَدري ما صِحَّتُها.
بسل: بسَل الرجلُ يَبسُل بسولاً، فهو باسل وبَسْل وبَسيل وتَبَسَّل،
كلاهما: عَبَس من الغضب أَو الشجاعة، وأَسَد باسل. وتَبَسَّلَ لي فلان إِذا
رأَيته كريه المَنْظَر. وبَسَّل فلان وَجْهَه تبسيلاً إِذا كَرَّهه.
وتَبَسَّل وجههُ: كَرُهَتْ مَرْآته وفَظُعَتْ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف
قبراً:فكُنْتُ ذَنُوبَ البئر لما تَبَسَّلَتْ،
وسُرْبِلْتُ أَكفاني ووُسِّدْتُ ساعدي
لما تَبَسَّلَت أَي كَرُهت؛ وقال كعب
بن زهير:
إِذا غَلَبَتْه الكأْسُ لا مُتَعَبِّس
حَصُورٌ، ولا مِن دونِها يتَبَسَّلُ
ورواه علي بن حمزة: لما تَنَسَّلَتْ، وكذلك ضبطه في كتاب النبات؛ قال
ابن سيده: ولا أَدري ما هو. والباسل: الأَسَد لكراهة مَنْظَره وقبحه.
والبَسَالة: الشجاعة. والباسل: الشديد. والباسل: الشجاع، والجمع بُسَلاء
وبُسْل، وقد بَسُل، بالضم، بَسَالة وبَسَالاً، فهو باسل أَي بَطُل؛ قال
الحطيئة:
وأَحْلى من التَّمْر الحَلِيِّ، وفيهمُ
بَسَالةُ نَفْس إِن أُريد بَسَالُها
قال ابن سيده: على أَن بسالاً هنا قد يجوز أَن يعني بسالتها فحذف كقول
أَبي ذؤَيب:
أَلا ليْتَ شِعْري هل تَنَظَّر خالدٌ
عِيَادي على الهِجْرانِ، أَم هو يائس؟
أَي عيادتي. والمُباسَلة: المصاولة في الحرب. وفي حديث خَيْفان: قال
لعثمان أَمَّا هذا الحي من هَمْدانَ فأَنْجادٌ بُسْلٌ أَي شُجعان، وهو جمع
باسل، وسمي به الشجاع لامتناعه ممن يقصده. ولبن باسل: كَريه الطَّعم حامض،
وقد بَسَلَ، وكذلك النبيذ إِذا اشتدّ وحَمُض. الأَزهري في ترجمة حذق:
خَلٌّ باسل وقد بَسَل بُسولاً إِذا طال تركه فأَخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر،
وخَلٌّ مُبَسَّل؛ قال ابن الأَعرابي: ضاف أَعرابي قوماً فقال: ائتوني
بكُسَعٍ جَبِيزات وببَسِيل من قَطَاميُّ ناقس؛ قال: البَسيلُ الفَضْلة،
والقَطَاميُّ النَّبِيذ، والناقس الحامض، والكُسَعُ الكِسَرُ، والجَبِيزات
اليابسات. وباسِلُ القول: شَدِيدُه وكَرِيهه؛ قال أَبو بُثَيْنَة
الهُذَلي:نُفَاثَةَ أَعْني لا أُحاول غيرهم،
وباسِلُ قولي لا ينالُ بني عَبْد
ويوم باسل: شديد من ذلك؛ قال الأَخطل:
نَفْسِي فداءُ أَمير المؤْمنين، إِذا
أَبْدَى النواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ
والبَسْل: الشِّدّة. وبَسَّلَ الشيءَ: كَرَّهه. والبَسِيل: الكَريه
الوجه. والبَسِيلة: عُلَيْقِمَة في طَعْم الشيء. والبَسِيلة: التُّرْمُس؛
حكاه أَبو حنيفة، قال: وأَحسبها سميت بَسِيلة للعُلَيْقِمة التي فيها.
وحَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وحده فتُكُرِّه طَعْمُه، وهو يُحْرِق الكَبِد؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ،
تَيْجَع منه كَبِدِي وأَكْسَلُ
والبَسْلُ: نَخْل الشيء في المُنْخُل. والبَسِيلة والبَسِيل: ما يبقى من
شراب القوم فيبيت في الإِناء؛ قال بعض العرب: دعاني إِلى بَسِيلة له.
وأَبْسَل نَفْسَه للموتِ واسْتَبْسَل: وَطَّن نفسه عليه واسْتَيْقَن.
وأَبْسَله لعمله وبه: وَكَلَه إِليه. وأَبْسَلْت فلاناً إِذا أَسلمتَه
للهَلَكة، فهو مُبْسَل. وقوله تعالى: أُولئك الذين أُبْسِلوا بما كسبوا؛ قال
الحسن: أُبْسِلوا أُسلِموا بجَرائرهم، وقيل أَي ارْتُهِنوا، وقيل أُهلِكوا،
وقال مجاهد فُضِحوا، وقال قتادة حُبِسوا. وأَن تُبْسَل نفس بما كسَبَت؛
أَي تُسْلَم للهلاك؛ قال أَبو منصور أَي لئلا تُسْلم نفس إِلى العذاب
بعَملها؛ قال النابغة الجعدي:
ونَحْن رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامراً،
بما كان في الدَّرْداءِ، رهناً فأُبْسِلا
والدَّرْداء: كَتيبة كانت لهم. وفي حديث عمر: مات أُسَيْد
بن حُضَيْر وأُبْسِل ماله أَي أُسْلِم بدَيْنِه واسْتَغْرَقه وكان
نَخْلاً فردّه عُمَر وباع ثمره ثلاث سنين وقَضى دينه.
والمُسْتَبْسِل: الذي يقع في مكروه ولا مَخْلَص له منه فيَسْتَسْلم
مُوقِناً للهَلَكة؛ وقال الشَّنْفَرَى:
هُنَالكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني،
سَمِيرَ الليَّالي مُبْسَلاً لجَرائري
أَي مُسْلَماً. الجوهري: المُسْتَبْسِل الذي يُوَطِّن نَفسه على الموت
والضرب. وقد اسْتَبْسَل أَي اسْتَقْتَل وهو أَن يطرح نفسه في الحرب، يريد
أَن يَقْتل أَو يُقْتَل لا محالة. ابن الأَعرابي في قوله أَن تُبسل نفس
بما كسَبت: أَي تُحْبَس في جهنم. أَبو الهيثم: يقال أَبْسَلْته بجَرِيرته
أَي أَسْلمته بها، قال: ويقال جَزَيْته بها: ابن سيده: أَبْسَله لكذا
رَهِقه وعَرَّضه؛ قال عَوْف بن الأَحوص بن جعفر:
وإِبْسَالي بَنِيَّ بغير جُرْمٍ
بَعَوْناه، ولا بِدَمٍ قِراض
وفي الصحاح: بدم مُراق. قال الجوهري: وكان حمل عن غَنِيٍّ لبني قُشَير
دَم ابْني السجفية فقالوا لا نرضى بك، فرهنهم بَنِيه طلباً للصلح.
والبَسْل من الأَضداد: وهو الحَرام والحَلال، الواحد والجمع والمذكر
والمؤنث في ذلك سواء؛ قال الأَعْشَى في الحرام:
أَجارَتُكم بَسْلٌ علينا مُحَرَّمٌ،
وجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وحَلِيلُها؟
وأَنشد أَبو زيد لضَمْرة النهشليّ:
بَكَرَتْ تَلُومُك، بَعْدَ وَهْنٍ في النَّدَى،
بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتي وعِتَابي
وقال ابن هَمَّام في البَسْل بمعنى الحَلال:
أَيَثْبُت ما زِدْتُمْ وتُلْغَى زِيادَتي؟
دَمِي، إِنْ أُحِلَّتْ هذه، لَكُمُ بَسْلُ
أَي حَلال، ولا يكون الحرام هنا لأَن معنى البيت لا يُسَوِّغُنا ذلك.
وقال ابن الأَعرابي: البَسْل المُخَلَّى في هذا البيت. أَبو عمرو: البَسْل
الحلال، والبَسْل الحرام. والإِبْسال: التحريم. والبَسْل: أَخْذ الشيء
قليلاً قليلاً. والبَسْل: عُصارة العُصْفُر والحِنَّاء. والبَسْل: الحَبْس.
وقال أَبو مالك: البسل يكون بمعنى التوكيد في المَلام مثل قولِك تَبًّا.
قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لابن له عَزَم عليه فقال له:
عَسْلاً وبَسْلاً أَراد بذلك لَحْيَه ولَومَه. والبَسْل: ثمانية أَشهر حُرُمٍ
كانت لقوم لهم صِيتٌ وذِكْر في غَطَفان وقيس، يقال لهم الهَبَاءَات، من
سِيَرِ محمد بن إِسحق. والبَسْل: اللَّحيُ واللَّوْمُ. والبَسْل أَيضاً في
الكِفاية، والبَسْل أَيضاً في الدعاء. ابن سيده: قالوا في الدعاء على
الإِنسان: بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم: تَعْساً ونُكْساً وفي التهذيب: يقال
بَسْلاً له كما يقال ويْلاً له
وأَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ وجَفَّفَهُ. والبُسْلة، بالضم: أُجْرَة
الرَّاقي خاصة. وابْتَسَل: أَخذ بُسْلَتَه. وقال اللحياني: أَعْطِ العامل
بُسْلَته، لم يَحْكِها إِلا هو. الليث: بَسَلْت الراقي أَعطيته بُسْلَته،
وهي أُجرته. وابْتَسَل الرجلُ إِذا أَخذ على رُقْيته أَجراً. وبَسَل
اللحمُ: مثل خَمَّ. وبَسَلني عن حاجتي بَسْلاً: أَعجلني. وبَسْلٌ في الدعاء:
بمعنى آمين؛ قال المتلمس:
لا خاب مِنْ نَفْعك مَنْ رَجَاكا
بَسْلاً، وعادَى افيفي ُ مَنْ عاداكا
وأَنشده ابن جني بَسْلٌ، بالرفع، وقال: هو بمعنى آمين. أَبو الهيثم:
يقول الرجل بَسْلاً إِذا أَراد آمين في الاستجابة. والبَسْل: بمعنى
الإِيجاب. وفي الحديث: كان عمر يقول في آخر دعائه آمين وبَسْلاً أَي إِيجاباً يا
ربّ. وإِذا دعا الرجل على صاحبه يقول: قطع افيفي مَطَاه، فيقول الآخر:
بَسْلاً بَسْلاً أَي آمين آمين. وبَسَلْ: بمعنى أَجَلْ.
وبَسيل: قرية بحَوْرَان؛ قال كثيِّر عزة:
فَبِيدُ المُنَقَّى فالمَشارِبُ دونه،
فَروضَةُ بُصْرَى أَعْرَضَتْ، فَبسِيلُها
(* «فالمشارب» كذا في الأصل وشرح القاموس، ولعلها المشارف بالفاء جمع
مشرف: قرى قرب حوران منها بصرى من الشام كما في المعجم)
بلس: أَبْلَسَ الرجلُ: قُطِعَ به؛ عن ثعلب. وأَبْلَس: سكت. وأَبْلَسَ من
رحمة اللَّه أَي يَئِسَ ونَدِمَ، ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيلَ. وفي
التنزيل العزيز: يومئذ يُبْلِسُ المجرمون. وإِبليس، لعنة اللَّه: مشتق
منه لأَنه أُبْلِسَ من رحمة اللَّه أَي أُويِسَ. وقال أَبو إِسحق: لم يصرف
لأَنه أَعجمي معرفة.
والبَلاسُ: المِسْحُ، والجمع بُلُسٌ. قال أَبو عبيدَة: ومما دخل في كلام
العرب من كلام فارس المِسْحُ تسميه العرب البَلاسَ، بالباء المشبع،
وأَهل المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً، وهو فارسي معرب، ومن دعائهم: أَرانِيك
اللَّهُ على البَلَسِ، وهي غَرائِرُ كِبارٌ من مُسُوح يجعل فيها التَّين
ويُشَهَّرُ عليها من يُنَكِّلُ به وينادى عليه، ويقال لبائعه:
البَلاَّسُ. والمُبْلِسُ: اليائسُ، ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون
عنده جواب: قد أَبْلَسَ؛ وقال العجاج:
قال: نَعَمْ أَعْرِفُه، وأَبْلَسا
أَي لم يُحِرْ إِليَّ جواباً. ونحو ذلك قيل في المُبلِس، وقيل: إِن
إِبليس سمي بهذا الاسم لأَنه لما أُويِسَ من رحمة اللَّه أَبْلَسَ يأَساً.
وفي الحديث. فتأَشَّبَ أَصحابُه حوله وأَبْلَسُوا حتى ما أَوضحوا بضاحِكة؛
أَبلسوا أَي سكتوا. والمُبْلِسُ: الساكت من الحزن أَو الخوف.
والإِبْلاسُ: الحَيْرة؛ ومنه الحديث:
أَلم تر الجِنَّ وإِبلاسَها
أَي تَحَيُّرَها ودَهَشَها. وقال أَبو بكر: الإِبْلاسُ معناه في اللغة
القُنُوط وقَطْعُ الرجاء من رحمة اللَّه تعالى؛ وأَنشد:
وحَضَرَتْ يومَ خَمِيسٍ الأَخْماسْ،
وفي الوجوهِ صُفْرَةٌ وإِبْلاسْ
ويقال: أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انقطع فلم تكن له حجة؛ وقال:
به هَدَى اللَّهُ قوماً من ضلالَتِهِمْ،
وقد أُعِدَّتْ لهم إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ
والإِبْلاسُ: الانكسار والحزن. يقال: أَبْلَسَ فلان إِذا سكت غمّاً؛ قال
العجاج:
يا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا؟
قال: نعم أَعْرِفُه، وأَُبْلَسا
والمُكْرَسُ: الذي صار فيه الكِرْسُ، وهو الأَبوال والأَبعار.
وأَبْلَسَتِ الناقة إِذا لم تَرْغُ من شدة الضَّبْعَة، فهي مِبْلاس.
والبَلَسُ: التِّينُ، وقيل: البَلَسُ ثمر التين إذا أَدرك، الواحدة
بَلَسَةٌ. وفي الحديث: من أَحب أَن يَرِقَّ قلبه فلْيُدْمِنْ أَكل البَلَس،
وهو التين، إِن كانت الرواية بفتح الباء واللام، وإِن كانت البُلُسَ فهو
العَدَسُ، وفي حديث عطاء: البُلُس هو العدس، وفي حديث ابن جُرَيْج قال:
سأَلت عطاء عن صدقة الحَبِّ، فقال: فيه كُلِّه الصدقةُ، فذكر الذُّرَةَ
والدُّخْنَ والبُلُس والجُلْجُلانَ؛ قال: وقد يقال فيه البُلْسُنُ، بزيادة
النون. الجوهري: والبَلَس، بالتحريك، شيء يشبه التين يكثر باليمن.
والبُلُس، بضم الباء واللام: العدس، وهو البُلْسُن.
والبَلَسانُ: شجر لحبه دُهْن. التهذيب في الثلاثي: بَلَسانٌ شجر يجعل
حبه في الدواء، قال: ولحبه دهن حار يتنافس فيه. قال الأَزهري: بَلَسان
أُراه روميّاً. وفي حديث ابن عباس، رضي اللَّه عنهما: بعث اللَّه الطير على
أَصحاب الفيل كالبَلَسان؛ قال عَبَّاد بن موسى: أَظنها الزَّرازيرَ.
والبَلَسانُ: شجر كثير الورق ينبت بمصر، وله دهن معروف. اللحياني: ما ذُقْتُ
عَلوساً ولا بَلُوساً أَي ما أَكلت شيئاً.
طرس: الطِّرْسُ: الصحيفة، ويقال هي التي مُحِيت ثم كتبت، وكذلك
الطِّلْسُ. ابن سيده: الطِّرْسُ الكتاب الذي محي ثم كتب، والجمع أَطْراس وطُروس،
والصاد لغة. الليث: الطِّرْس الكتاب المَمْحُوُّ الذي يستطاع أَن تعاد
عليه الكتابة، وفِعْلُك به التَّطْريسُ. وطَرَّسَه: أَفسده. وفي الحديث:
كان النَخَعِيُّ يأْتي عبيدة في المسائل فيقول عبيدةُ: طَرِّسْها يا أَبا
إِبراهيم أَي امْحُها، يعني الصحيفة. يُقال: طَرَّسْتُ الصحيفة إِذا
أَنعمت محوها. وطَرَسَ الكتابَ: سَوَّده. ابن الأَعرابي: المُتَطَرِّسُ
والمُتَنَطِّسُ المُتَنَوِّقُ المختار؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسي يصف
جارية:بيضاءُ مُطْعَمَةُ المَلاحةِ، مِثْلُها
لَهْوُ الجَليسِ ونِيقةُ المُتَطَرِّسِ
وطَرَسُوسُ
(* قوله «وطرسوس» كحلزون، واختار الأَصمعي فيه ضم الطاء
كعصفور اهـ. شارح القاموس.): بلد بالشام، ولا يخفف إِلا في الشعر لأَن
فَعْلُولاً ليس من أَبنيتهم، واللَّه أَعلم.