بلت: البَلْتُ: القَطْعُ.
بَلَتَ الشيءَ يَبْلَتُه، بالفتح
(* قوله: «يبلته بالفتح» الذي في
القاموس والصحاح أن المتعدي من باب ضرب واللازم من بابي فرح ونصر.)، بَلْتاً:
قَطَعه. زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بَتَلَه، وليس كذلك لوجود المصدر؛
قال الشَّنْفَري:
كأَنَّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّه
على أَمِّها، وإِنْ تُحَدِّثُكَ تَبْلِتِ
أَي تَبْلِتُ الكلام بما يَعْتَريها من البُهْرِ. والبَلَتُ، بالتحريك:
الانقطاع. وقيل: تَبْلِتُ، في بيت الشنفرى، تَفْصِلُ الكلامَ؛ وقال
الجوهري: أَي تَنْقَطِعُ حَياءً؛ قال: ومن رواه تَبْلِيتُ، بالكسر، يعني
تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّلُ.
وانْبَلَتَ الرجلُ: انْقَطَع في كل خير وشر.
وبَلَتَ الرجلُ يَبْلُتُ، وبَلِتَ، بالكسر، وأَبْلَتَ: انقَطَع من
الكلام فلم يتكلم، وبَلِتَ يَبْلَتُ إِذا لم يتحرَّك وسَكَتَ، وقيل: بَلَتَ
الحَياءُ الكلامَ إِذا قَطَعه. قال، وقوله: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَي
يَنْقَطِعُ كلامُها من خَفَرِها.
أَبو عمرو: البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيتُ؛ والبِلِّيتُ: الفَصِيحُ الذي
يَبْلِتُ الناسَ أَي يَقْطَعُهم؛ وقيل: البِلِّيتُ من الرِّجال:
البَيِّنُ الفصِيحُ، اللَّبِيبُ، الأَرِيبُ؛ قال الشاعر:
أَلا أَرى ذا الضَّعْفةِ الهَبِيتا،
المُسْتَطَارَ قَلْبُه، المَسْحُوتا
يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا،
الصَّمَكِيكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّيتَا
الهَبِيتُ: الأَحْمَق. والعَمَيْثَلُ: السَّيِّدُ الكريم. والمَسْحُوتُ:
الذي لا يَشْبَعُ. والهَشِمُ: السَّخِيُّ. والزِّمِّيتُ: الحليم.
والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ: الصَّمَيَانُ من الرجال، وهو الأَهْوَجُ الشديدُ،
وعبّر ابن الأَعرابي عنه بأَنه التَّامُّ، وأَنشد:
وصَاحِبٍ، صاحَبْتُه. زَمِيتِ
مُيَمِّنٍ في قوله، ثَبِيتِ
ليسَ على الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ
قال: وكأَنه ضِدّ، وإِن كان الضِّدّانِ في التصريف. وتَبّاً له بَلْتاً
أَي قَطْعاً؛ أَراد قاطعاً، فوضع المصدر موضع الصفة.
ويقال: لئِنْ فَعَلْتَ كذا وكذا، لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بيني وبينكَ إِذا
أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ وكذلك بَتْلَة ما بَيْني وبَيْنَك بمعناه.
أَبو عمرو: يقال أَبْلَتُّه يميناً إِذا أَحْلَفْته، والفعل بَلَتَ
بَلْتاً، وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه، وقد صَبَرَ يميناً، قال: وأَبْلَتُّه
أَنا يميناً أَي حَلَفْتُ له. قال الشنفرى: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ
أَي تُوجِز.
والمُبَلَّتُ: المَهْرُ المضمون، حِمْيرية. ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذلك؛
قال:
وما زُوِّجَتْ إِلاَّ بمَهْرٍ مُبَلَّتِ
أَي مضمون، بلغة حمير. وفي حديث سليمان، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة
والسلام: احْشُرُوا الطيْرَ، إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء
(* قوله «إلا
الشنقاء» هي التي تزق فراخها، والرنقاء القاعدة على البيض. اهـ. تكملة.)،
والبُلَتَ؛ قال ابن الأَثير: البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش، إِذا
وَقَعَتْ ريشةٌ منه في الطير أَحْرَقَتْه.