Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يقيد

حد

(حد)
السَّيْف وَنَحْوه حِدة صَار قَاطعا والرائحة ذكت واشتدت وَالرجل نشط وَقَوي قلبه وعَلى غَيره غضب وَأَغْلظ القَوْل وَفِي معاملاته طاش وَالْمَرْأَة على زَوجهَا حدادا تركت الزِّينَة ولبست الْحداد وَالسيف وَنَحْوه حدا شحذه وبصره إِلَيْهِ نظر إِلَيْهِ نظرة انتباه وَالْأَرْض وضع فاصلا بَينهَا وَبَين مَا يجاورها وَالشَّيْء من غَيره مازه مِنْهُ وَفُلَانًا عَن الْأَمر صرفه والجاني أَقَامَ عَلَيْهِ الْحَد

(حد) فلَان حدا قتر عَلَيْهِ فِي الْخَيْر والرزق
الحد: قولٌ دال على ماهية الشيء، وعند أهل الله: الفصل بينك وبين مولاك، كتعبدك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين.

الحد: في اللغة: المنع، وفي الاصطلاح: قولٌ يشتمل على ما به الاشتراك، وعلى ما به الامتياز.

الحد المشترك: جزءٌ وضع بين المقدارين يكون منتهىً لأحدهما، ومبتدًا للآخر، ولا بد أن يكون مخالفًا لهما.

الحد التام: ما يتركب من الجنس والفصل القريبين، كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق.

الحد الناقص: ما يكون بالفصل القريب وحده، أو به وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالناطق، أو بالجسم الناطق.

حد الإعجاز: هو أن يرتقي الكلام في بلاغته إلى أن يخرج عن طوق البشر، ويعجزهم عن معارضته.
حد
فَصْلُ ما بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ: حَدُّهُما. وفُلانٌ حَدِيْدي في الضَّيْعَةِ: أي ضَيْعَتُه تُحَادُّ ضَيْعَتي. وحَدُّ كُلِّ شَيٍْ: طَرَفُ شَبَاتِه. وحَدَّ السَّيْفُ واحْتَدَّ. واسْتَحَدَّ الرَّجُلُ واحْتَدَّ، فهو حَدِيْدٌ، وهم أحِدّاءُ. وانَّه لَحُدَادٌ: بمعنى حَدِيْد. وحُدُوْدُ الله: ما لا يُتَعَدّى. والحَدُّ: حدُّ القاذِفِ مِمّا يُقامُ عليه من الجَزَاءِ بما أتى. وحَدُّ الشَّرابِ: صَلابَتُه، والرَّجُلِ: نَفَاذُه في نَجْدَتِه. والصَّرْفُ عن الشَّيْءِ، وتَدْعُو عليه فتقول: اللهُمَّ احْدُدْهُ، والرَّجُلُ المَحْدُوْدُ: المَمْنُوعُ عن الخَيْر. ويقال: للدُّرُوْعِ والبَيْضِ: ثِيَابُ حَدَّادٍ. والحَدِيدُ: مَعْروفٌ. والاسْتِحْدَادُ: حَلْقُ الشَّيءِ بالحَدِيْد. وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوْجِها فهيَ مُحِدٌّ، وحَدَّتْ فهي حَادٌّ: وهو التَّسَلُّبُ على زَوْجِها بَعْدَ مَوْتِه. وحادَدْتُه: عاصَيْتَه، من قَوْلِه عَزَّ اسْمُه: " إن الذين يُحَادُّوْنَ الله ورسولَه ". وما عَنْ هذا الأمْرِ حَدَدٌ ولا مَحَدٌّ ولا مُحْتَدٌّ: أي مَعْدِلٌ. وحُدّانُ: حَيٌّ من العَرَبِ من اليَمَنِ من الأزْدِ. ودارُ فُلانٍ حَدِيْدَةُ دارِ فلانٍ: أي بِلِزْقِها. وحَدَّدْتُ له وإليه: قَصَدْتَه. وتَحَدَّدَ بهم: أي تَحَرَّشَ. وحَدَادُكَ أنْ تَفْعَلَ كذا أي جَهْدُكَ. والحُدَّةُ: مِثْلُ الصُّبَّةِ والكُثْبةِ. وفي زَجْرِ حَشْوِ الإبلِ: أحَدّْ.
باب الحاء مع الدال حد، د ح مستعملان

حد: فَصلُ ما بينَ كُلِّ شيئين حَدٌّ بينهما. ومُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ حدُّه. وحَدَّ السيفُ واحتَدَّ. وهو جَلْدٌ حَديدٌ. وأحدَدْتُه. واستَحَدَّ الرجلُ واحتَدَّ حِدَّةً [فهو] حديد. وحُدُودُ الله: هي الأشياء التي بيَّنَها وأَمَر أنْ لا يُتَعَدَّى فيها. والحَدُّ: حَدُّ القاذِف ونحوِه مما يُقامُ عليه من الجَزاء بما أتاه. والحديد معروف، وصاحبه الحَدّاد. ورجل محدُود: مُحارِف في جدّه. وحَدُّ كلِّ شيءٍ: طَرَف شَباتِه كحَدِّ السِّنان والسَّيف ونحوِه. والحُدُّ: الرجلُ المَحدُودُ عن الخير. والحَدُّ: بأْسُ الرجل ونَفاذه في نجدته، قال العجاج:

أُمْ كيفَ حَدَّ مُضَرَ القَطيمُ

وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوجها فهي مُحِدٌّ وحَدَّتْ بغير الألف أيضاً، وهو التَسليبُ بعد مَوته. وحادَدْتُه: عاصيته، مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ

، أي يُعاصيه. وما عن هذا الأمرِ حَدَدٌ: أي مَعْدِل ولا مُحْتَدٌّ، مثله، قال الكُميت:

حَدَداً أن يكونَ سَيْبُكَ فينا ... رَزِماً أو مُجَبَّناً ممصوراً

وحَدّان: حيٌّ من اليَمَن. والحَدُّ: الصَرْف عن الشيء من الخَير والشَرّ. وتقول للرامِي: اللهُم احدُدْه، أي لا تُوفِقّهْ للإصابة. وحَدَدْته عن كذا: مَنَعتُه والاستِحْداءُ: حَلْقُ الشيء بالحديد، وحَدُّ الشَّراب: صَلابتُه، قال الأعشى :

وكأسٍ كعَيْنِ الديكِ باكَرْتُ حَدَّها ... بفِتْيانِ صِدق والنواقيس تضرب دح: الدّحُّ: شِبْهُ الدَسِّ، وهو أن تضع شيئاً على الأرض ثمَّ تَدُقُّه وتَدُسُّه حتّى يَلْزَقَ، قال أبو النجم:

بيتاً خفّياً في الثَّرَى مَدحُوحا

والدَحُّ أن ترميَ بالشيءِ قُدُماً . والدَحْداحُ والدَحْداحة من الرجال والنساء: المستديرُ المُلَمْلَم، قال:

أَغَرَّكِ أنَّني رجلٌ قصيرٌ ... دُحَيْدِحةٌ وأَنَّكِ عَلْطَميسُ
الْحَاء وَالدَّال

حُدَبِدٌ: خاثر، كهدبد، عَن كرَاع.

وحَدْرَدٌ: اسْم.

والدرْدِحُ: المسن، وَقيل: المسن الَّذِي ذهبت أَسْنَانه.

والدِّرْدِحُ من الْإِبِل: الَّتِي أكلت أسنانها ولصقت بحنكها من الْكبر.

والحِرْدَوْن: دويبة.

والحِنْدِير، والحِنْدِيرَة والحُنْدور، والحِنْدَوْرُ والحِندَوْرَة والحِندُورَة عَن ثَعْلَب بِكَسْر الْحَاء وَضم الدَّال، كُله: الحدقة، وَمِنْه قَوْلهم: جعلني على حنْدُرِ عينه.

وَإنَّهُ لَحُنادِر الْعين، أَي حَدِيد النّظر.

والحَرافِد: كرام الْإِبِل.

والحِفْرِد: حب الْجَوْهَر، عَن كرَاع. والحِفْرِد: نبت.

والحِدْبار: الْعَجْفَاء الظّهْر.

ودابة حِدْبِيرٌ: بَدَت حراقيفه.

والحَرْدَب: حب العشرق، وَهُوَ مثل حب العدس.

وحَرْدَبَةُ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

عَليَّ دِماءُ البُدن إِن لم تُفارقي ... أَبَا حَردَبٍ لَيْلًا وأصحابَ حَردَبِ

قَالَ: زعمت الروَاة أَن اسْمه كَانَ حردبة فرخمه اضطرارا فِي غير النداء، على قَول من قَالَ ياحار، وَزعم ثَعْلَب انه من لصوصهم.

ودَرْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني.

ودَرْبَحَ: تذلل، عَن كرَاع، وَالْخَاء أعرف، وَسوى يَعْقُوب بَينهمَا.

والحَرْدَمة: اللجاج.

والحَرْمَد: الطين الْأسود، وَقيل: الحَرْمدُ: الْأسود من الحمأة وَغَيرهَا، وَقيل: الحَرْمد: الْمُتَغَيّر الرّيح واللون، قَالَ أُميَّة:

فَرَأى مغيبَ الشَّمْس عِنْد مآبها ... فِي عين ذِي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمَدِ

وَعين محَرْمِدة: كثر فِيهَا الحمأة.

والحِرْمِدة: الغِرين، وَهُوَ التقن فِي اسفل الْحَوْض.

والحِمْرِد: الحمأة، وَقيل: الحِمْرِد: بَقِيَّة المَاء الكدر يبْقى فِي الْحَوْض.

ودَحْمَرَ الْقرْبَة: ملأها.

ودُحْمُورٌ: دويبة.

والحَنْدَل: الْقصير.

والبَحْدَلة: الخفة.

وبَحْدَلٌ: اسْم رجل.

ودَلْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني. وبَلْدَح الرجل: أعيا وبلد.

وبَلْدَحُ: اسْم مَوضِع، وَفِي الْمثل: " لَكِن على بلدح قوم عجفى " عَنى بِهِ الْبقْعَة.

وبَلْدَحَ الرجل، وتَبَلْدَحَ: لم ينجز عدته.

وَرجل بَلَنْدَحٌ: لَا ينجز وَعدا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِنِّي إِذا عنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ

ذُو نَخوةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ

أَو كَيذَبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ

والبَلَنْدَح: السمين الْقصير، قَالَ:

دِحْوَنَّةٌ مُكَردَسٌ بَلَنْدَح

وَقيل: هُوَ الْقصير من غير أَن يُقيد بِسمن.

والبَلَنْدَح: الفدم الثقيل المنتفخ الَّذِي لَا ينْهض لخير، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَا سَلْمَ أُسقيتِ على التَّزَحْزُحِ

لَا تَعْدِليني بامرئٍ بَلَنْدَحِ

مُقصِّرِ الهمّ قَريبِ المسرَح

إِذا أصابَ بِطنةً لم يَبرَح

وعَدَّها رِبْحاً وَإِن لم يَرْبَحِ

قَالَ: " قريب المسرح " أَي لَا يسرح بإبله بَعيدا، إِنَّمَا هُوَ قرب بَاب بَيته يرْعَى إبِله.

وابلَنْدَحَ الْمَكَان: عرض واتسع، وَأنْشد ثَعْلَب:

قد دَقَّت المَرْكُوَّ حَتَّى ابلَنْدَحا

أَي عرض، والمركو: الْحَوْض الْكَبِير. والدَّحْلَمة: دهورتك الشَّيْء من جبل أَو بِئْر.

وَشَيخ دَحْمَلٌ: مسترخي الْجلد، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. والدُّحامِل: الغليظ المكتنز.

والدُّمْحُلَة من النِّسَاء: الضخمة الغليظة.

والدُّماحِل: المتداخل الغليظ.

وَرمل دُماحِلٌ: متداخل، قَالَ:

عَقْدَ الرّياح العَقَدَ الدُّماحِلا

والحِنْدِمُ: شجر حمر الْعُرُوق. قَالَ يصف إبِلا:

حُمْراً ورُمْكا كعُروق الحِنْدِمِ

واحدته حِنْدِمة.

وحَنْدَمٌ: اسْم.

والحِنْدِمان: قَبيلَة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي
الْحَاء وَالدَّال

الحَدُّ: الفَصْلَ بَين الشيئَيْنِ لِئَلَّا يَخْتَلط أَحدهمَا بالاخر أَو لِئَلَّا يتعدَّى أَحدهمَا على الآخر وجمعُه حُدُودٌ.

وداري حَدِيدَةُ دارِكَ ومُحَادَّتُها: إِذا كَانَ حَدُّها كَحَدّها.

وحَدَّ الشَّيْء من غَيره يَحُدُّه حَدّا وحدَّدَه: مَيَّزَه.

وحَدُّ كُلّ شَيْء: مُنْتَهاهٌ، لِأَنَّهُ يَرُدُّه عَن التَّمَادِي. وَالْجمع كالجمع.

وحَدُّ السارِقِ وَغَيره: مَا يَمْنَعُهُ من المُعاوَدَةِ وَيمْنَع أَيْضا غَيره عَن إتْيانٍ الْجِنَايَات، وَجمعه حُدُودٌ.

وحُدُودُ الله تَعَالَى: الأشياءُ الَّتِي بَيَّنَها وَأمر أَلا تُتَعَدَّى ومَنَع من مخالفتها، وَاحِدهَا حَدُّ. وحَدّ القاذِفَ ونَحْوَهُ يَحُدُّه حَدًّا: أَقَامَ عَلَيْهِ ذَلِك.

والحَدِيدُ: هَذَا الجَوْهَرُ المعرُوف، القطْعَة مِنْهُ حَدِيدَةٌ والجمعُ حَدَائدُ، وحَدائدَات جَمْعُ الْجمع قَالَ:

فَهُنَّ يعْلُكْن حَدَائدَاِتها

والحَدَّادُ: مُعالج الحَدِيدِ. وَقَوله:

أَنِّي وإيَّاكُمُ حَتَّى نُبيءَ بِهِ ... مِنْكُم ثَمانيَةً فِي ثَوْبِ حَدَّادِ

أَي نغزوكم فِي ثِيَاب الْحَدِيد أَي فِي الدُّرُوع فإمَّا يكون جعل الْحداد هُنَا صانع الحدِيدِ لِأَن الزَّرَّادَ حَدَّادٌ وَإِمَّا يكون كَنَى بالحدَّاد عَن الْجَوْهَر الَّذِي هُوَ الحَدِيدُ من حَيْثُ كَانَ صانعا لَهُ. والاسْتحْدَادُ: الاحْتلاَقُ بالحديد.

وحَدُّ السِّكِّينَ وغيرِها معروفٌ، وجمعُه حُدُودٌ.

وحَدَّ السِّكِّينَ وكل كَليلٍ يَحُدُّها حدا وأحَدَّها وحَدَّدَها: مَسَحها بِحَجَرٍ أَو مِبْرَدٍ. قَالَ اللحيانيُّ: الكَلاَمُ: أَحدهَا " بالالف " وَقد حدت تَحِدُّ حِدَّةً واحْتَدَّتْ. وسِكِّينٌ حَدِيدٌ وحَديدة وحُدَادٌ، وَلَا يُقَال حُدادَةٌ. وَقَالَ اللحيانيُّ: سكِّينٌ حَدِيدٌ " بِغَيْر هَاء " من سَكاكينَ حَدِيدَاتٍ وحَدَائدَ وحِدَادٍ، وَقَوله:

يَا لكَ من تمْرٍ وَمن شِيشاء

يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ واللَّهاءِ

انْشَبَ من مآشرٍ حِدَاءِ

فَإِنَّهُ أَرَادَ: حِدَادٍ فأبدل الْحَرْف الثَّانِي وَبَينهمَا الْألف حاجزة وَلم يكن ذَلِك وَاجِبا وَإِنَّمَا غير اسْتِحْسَانًا فساغ ذَلِك فِيهِ.

وَإِنَّهَا لبَيِّنَةٌ الحَدّ.

وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدةً، ونابٌ حَدِيدٌ وحَدِيدَةٌ، كَمَا تقدم فِي السِّكين. وَلم يُسْمَع فِيهَا حُدَادٌ.

ورَجُلٌ حَدِيدٌ وحُدَادٌ من قوم احدَّاءَ واحدَّةٍ وحِدادٍ، يكون فِي اللَّسَنِ والفَهْمِ والغَضَبِ. وَالْفِعْل من ذَلِك كُله حّدَّ يحِدُّ حِدَةً، وَإنَّهُ لبَيِّنُ الحَدّ أَيْضا. كالسكِّين.

وحَدَّ عَلَيْهِ يَحِدُّ حَدَداً واحْتَدَّ واسْتَحَدَّ: غَضِبَ.

وحادَّهُ: غاضَبَه، مثل شاقَّه، وَكَانَ اشتقاقه من الحَدّ الَّذِي هُوَ الحَيَّزُ والنَّاحيَةُ، كَأَنَّهُ صَار فِي الشق الَّذِي فِيهِ عدوه، كَمَا أَن قَوْلهم: شاقه قد صَار فِي الشق الَّذِي فِيهِ عدوه.

ورائِحَةٌ حادَّةٌ: ذكيَّةٌ، على المثَلِ.

وناقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ: تُوجَدُ لجَّرِتها ريحٌ حادَّةٌ، وَذَلِكَ مِمَّا يُحْمَدُ.

وحَدُّ كل شَيْء طرف شباته كَحدّ السكين والسَّيْفِ والسنان والسهم، وَقيل: الحّدُّ من كل ذَلِك: مَا دَقَّ من شَعْرَتهِ، وَالْجمع حُدُودٌ.

وحَدُّ الخَمْرِ: صَلابَتُها. قَالَ الاعشى: وكأسٍ كعْينِ الدّيكِ باكَرْتُ حَدَّها ... بفِتْيانِ صدْقٍ والنَّوَاقيسُ تُضرَبُ

وحَدُّ الرجل: بَأسُهُ ونَفاذُه فِي نَجْدَتهِ.

وحَدَّ بَصَرَهُ إِلَيْهِ يَحُدُّهُ، وأحَدَّه، الأولى عَن اللحياني، كِلَاهُمَا: حدقه إِلَيْهِ ورَماه بِهِ، ورجُلٌ حَدِيد الناظرِ: على الْمثل: لَا يُتَّهَمُ برِيبَةٍ فَتكون عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ فِيهَا فَيكون كَمَا قَالَ عالى (يَنْظُرُونَ منْ طَرْفٍ خَفّيٍ) . وكما قَالَ جرير:

فَغُض الطَّرْفَ إنَّكَ من نُمْيرٍ

هَذَا قَول الْفَارِسِي.

وحَدَّدَ الزَّرْعُ: تأخَّرَ عَن خُرُوجه لتأخرِ الْمَطَر ثمَّ خرج وَلم يُشَعِّبْ.

وحَدَّ الرجل عَن الْأَمر يَحُدُّه حَدَّا: مَنَعَه وحَبَسه.

والحَدادَّ: البَوَّابُ والسَّجَّانُ لانهُما يَمْنَعانِ قَالَ الشَّاعِر:

يَقُولُ لي الحدَّادُ وهْوَ يَقُودني ... إِلَى السِّجْنِ لَا تَفْزَعْ فَمَا بك من بَأْس

كَذَا الرِّوَايَة بِغَيْر همز باس على أَن بعده:

ويَتْركُ عُذْرِي وَهُوَ اضُحَى من الشَّمْس

وَكَانَ الحكم على هَذَا أَن يهمز باسا لكنه خفف تَخْفِيفًا فِي قُوَّة التَّحْقِيق حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: فَمَا بك من بَأْس. وَلَو قلبته قلبا حَتَّى يكون كَرجل ماشٍ لم يجز مَعَ قَوْله وَهُوَ اضحى من الشَّمْس لِأَنَّهُ كَانَ يكون أحد الْبَيْتَيْنِ برِدْفٍ وَهُوَ ألف باس وَالثَّانِي بِغَيْر رِدْفٍ وَهَذَا غير معرُوفٍ.

فَأَما قَول الاعشى:

فَقُمْنا وَلما يَصِحْ دِيكُنا ... إِلَى جَوْنَةٍ عِنْد حَدَّادِها

فَإِنَّهُ سمى الخمَّار حَدَّاداً وَذَلِكَ لمَنعه إيَّاها وإمساكه لَهَا حَتَّى يُبْذَلَ لَهُ ثَمَنُها الَّذي يُرْضِيهِ. وحُدَّ الرجُلُ: مُنِعَ من الظَّفَرِ.

وكل مَحْرُوم مَحْدُودٌ.

وَدون مَا سَأَلت حَدَدٌ أيْ مَنْعٌ. وَلَا حَدَدَ عَنْهُ: أَي لَا مَنْعَ وَلَا دَفْعَ.

وحَدَّ اللهٌ عنَّا شَرَّ فُلاَنٍ حَدّا: كَفَّه وصَرَفه قَالَ:

حَدَادِ دُونَ شَرّها حَدَادِ

حَدَادِ فِي معنى حُدَّهْ، وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلد الهُذَليِّ:

عُصَيْمٌ وعَبْدُ الله والمَرْءُ جَابر ... وحُدّى حَدَادٍ شَرَّ اجْنحَة الرُّخْمِ

أَرَادَ: اصرفي عَنَّا شَرّ اجنحة الرُّخْم.

يصفه بالضَّعْفِ واسْتدْفاع شَرّ اجنحة الرُّخْمِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الضعْف، وَقيل مَعْنَاهُ ابطيء شَيْئا، يَهْزَأُ مِنْهُ وسمَّاه بالجُمْلَة.

وكُلُّ مَصْرُوفٍ عَن خير أَو شَرً مَحْدُود.

ومالكَ عَنْ ذَلِك حَدَدٌ ومُحْتَدٌ: أَي مَصْرِفٌ ومعدل.

وَرجل حُدُّ: مَحْدُودٌ عَن الْخَيْر مَصْرُوفٌ.

ويُدْعَى على الرَّامِي فَيُقَال: اللَّهُمَّ احْدُدْهُ أَي لَا توفقه لإصابة.

وأمْرٌ حَدَدٌ: مُمْتَنعٌ باطلٌ، وَكَذَلِكَ دعْوةٌ حَدَدٌ.

وَأمر حَدَدٌ. لَا يَحِلُّ أَن يُرْتَكبَ.

والحادُّ والمُحدُّ من النِّسَاء: الَّتِي تَتْرُكُ الزِّينَة وَالطّيب وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هِيَ الْمَرْأَة الَّتِي تتْرك الزِّينَة وَالطّيب بعد زَوجهَا للعدة حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حَدًّا. وابى الْأَصْمَعِي إِلَّا احَدَّتْ وَهِي مُحِدٌّ وَلم يَعْرِفُ حَدَّتْ والحِدَادُ تَرْكُها ذَلِك، وَفِي الحَدِيث " لَا تُحِدُّ الْمَرْأَة فَوق ثَلَاث إِلَّا على زَوجهَا ".

والحَدَّادُ: البَحْرُ. وَقيل: نَهْرٌ بعَيْنه قَالَ أياسُ بنُ الارَتّ.

ولَوْ يَكُوُن على الحدَّادِ يملكهُ ... لم يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ من مَائه الجارِي وَأَبُو الحَديد: رَجُلٌ من الحَرُورِية قَتَلَ امْرَأَة من الإجماعيين كَانَت الْخَوَارِج قد سبتها فغالوا بهَا لحسنها، فَلَمَّا رأى أَبُو الْحَدِيد مغالاتهم بهَا خَافَ أَن يَتَفَاقَم الْأَمر بَينهم فَوَثَبَ عَلَيْهَا فَقَتلهَا، فَفِي ذَلِك يَقُول بعض الحَرُورِيَّةِ يذكرهَا:

اهابَ الْمُسلمُونَ بهَا وقالُوا ... على فَرْطِ الهَوىَ هَل من مَزِيد

فَزَاد أَبُو الْحَدِيد بنصل سَيْفٍ ... صَقيلِ الحَدّ فعْلَ فَتى رَشيدِ

وَأم الحَدِيد: امْرَأَة كَهْدلٍ الرَّاجزِو إِيَّاهَا عَنى بقوله:

قَدْ طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِيدِ كَهْدلاَ ... وابْتَدَرَ البابَ فَكان أَولا

شَلَّ السَّعالى الابْلَقَ المُحَجَّلا ... يَا رَبّ لَا تَرْجِعْ إلَيْها طِفْيَلاَ

وابْعَثْ لَهُ يَا رَب عَنَّا شَغَلاَ ... وَسْوَاسَ جنٍّ أوْ سُلاَلاً مُدْخَلاَ

وجَرَبا قَشْراً وجُوعا اطْحَلاَ

طِفْيَل: صَغيرٌ صَغرَتْه وَجَعَلته كالطفل فِي صورته وضَعْفهٍ وأرادت: طُفَيْلاً فَلم يَسْتَقمْ لَهَا الشّعْر فَعَدَلَتْ إِلَى بِنَاء حِثْيَل وَهِي تُرِيدُ مَا ذكرنَا من التصغير، والاطْحَل: الَّذِي يَأْخُذهُ مِنْهُ الطَّحلُ: وَهُوَ وجَعُ الطحال.

وحُدُّ: مُوْضِعٌ، حَكَاهُ ابْن الاعرابي وانشد:

فَلَو إِنَّهَا كَانَت لقاحي كَثيرَةً ... لقد نَهِلَتْ من مَاء حُد وعَلَّتِ

وحُدَّانُ: حَيُّ من الازْدِ، وَقَالَ ابنُ دُريد: الحُدَّانُ حَيّ من الازد. فَادْخُلْ عَلَيْهِ اللَّام.

وَبَنُو حُدَّانُ: من بني سعد.

وَبَنُو حُدَاد: بطن من طَيء وَمِنْهُم ابْن الحُدَادِيَّةِ الشَّاعِر.

والحَدَّاءُ: قَبيلَة قَالَ الْحَارِث بن حلزة: لَيْسَ منا المُضْرِّبُونَ وَلَا قَيْ ... سٌ وَلَا جَنْدَلٌ وَلَا الحَدَّاءُ

وَقيل الحَدَّاءُ هُنَا: اسْم رجل، ويَحْتَملُ الحَدَّاءُ أَن يكون فَعَّالاً من حَدَا، فَإِذا كَانَ ذَلِك فَبابُه غيرُ هَذَا.

وَرجل حَدْحَدٌ: قصير غليظ.

حد

1 جَحَدَ, aor. ـَ inf. n. جَحْدٌ and جُحُودٌ, He denied a thing; disacknowledged it; (L, MF;) in an absolute sense, whether knowing it to be otherwise than as he represented it to be or not. (MF.) [It is used by grammarians, and often by others, as relating to something past, or supposed or asserted to be past; and thus, in a more restricted sense than نَفَى.] You say, جَحَدَهُ حَقَّهُ, and بِحَقِّهِ, inf. ns. as above; [and ↓ جاحدهُ; (see 3 in art. كبر, where جاحَدَهُ is used in explaining كَابَرَهُ; and see what follows;)] He denied, or disacknowledged, his right, or due, knowing it to be such, (S, A, * Msb, K, MF,) and also, not knowing it; (MF;) the doing of which is also termed مُكَابَرَةٌ: (TA:) but accord. to some, it is made trans. by means of ب only by its being made to imply the meaning of كَفَرَ. (MF.) A2: Also جَحَدَهُ, He found him to be niggardly, or avaricious: (K:) or he found him to possess little good; i. e., to be either niggardly or poor. (TA.) A3: جَحِدَ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. جَحْدٌ, (S,) He (a man) was, or became, niggardly, or avaricious; (S;) possessed little good; (S, K;) as also ↓ اجحد: (S:) or his property became dissipated or dispersed, and passed away; and so ↓ the latter verb. (AA, TA.) b2: It (anything, TA) was, or became, little in quantity, or scanty. (K, TA.) b3: It (a person's life, TA) was, or became, strait, and difficult. (K, * TA.) b4: It (a plant) was, or became, scanty; (S;) did not grow tall. (S, K.) b5: جَحِدَتِ الأَرْضُ The land became dry, and of no good. (L.) b6: جَحَدَ عَامُنَا [Our year was, or became, one of little rain: see جَحِدٌ]. (A.) 3 حَاْدَّ see 1.4 أَحْدَ3َ see 1, in two places.

جَحْدٌ and ↓ جُحْدٌ and ↓ جَحَدٌ Paucity, or scantiness, of good; (S, K;) which means both niggardliness and poverty: (A:) straitness of the means of subsistence; as also ↓ جُحُودٌ. (TA.) One says, ↓ نَكَدًا لَهُ وَجَحَدًا (S) and نُكْدًا لَهُ

↓ وَجُحْدًا (L in art. نكد) [May God decree straitness, or difficulty, to him, and poverty]: a form of imprecation. (TA.) A2: جَحْدٌ as an epithet, fem. with ة: see جَحْدٌ, in three places.

جُحْدٌ: see جَحْدٌ, in four places.

جَحَدٌ: see جَجْدٌ, in four places.

جَحِدٌ (S, K) and ↓ جَجْدٌ and ↓ أَجْحَدُ (K) A man niggardly, or avaricious; (S;) possessing little good. (S, K.) [Hence,] ↓ أَرْضٌ جَحْدَةٌ Dry land, in which is no good. (L.) And عَامٌ جَحِدٌ, (S,) or ↓ جَحْدٌ, (A,) A year in which is little rain. (S.) b2: Also جَحِدٌ, A thick and short horse: fem. with ة: pl. جِحَادٌ. (K.) جُحُودٌ: see جَحْدٌ.

جَحَّادٌ (applied to a man, TA) Slow in emitting his seminal fluid; syn. بَطىْءُ الإِنْزَالِ. (K.) أَجْحَدُ: see جَحِدٌ.

حد

1 حَدَّ, (A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. حَدّق, (S, Mgh, Msb, K,) He, or it, prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbade, prohibited, or interdicted: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) this is the primary signification: (Mgh:) and he repelled, turned away, or averted, (L, K, TA,) evil [or the like], and also a person from a thing, good or evil. (L.) You say, حَدَّ الرَّجُلَ عَنِ الأَمْرِ He prevented, or hindered, and withheld, or restrained, the man from the thing, or affair. (L.) And حَدَدْتُ فُلانًا عَنِ الشَّرِّ I prevented, or hindered, such a one from [falling into], or preserved him from, evil. (L.) And قَدْ حَدَّ اللّٰهُ ذٰلِكَ عَنَّا [God hath forbidden us that]. (S.) and اَللّٰهُمَّ احْدُودْهُ (T, A, L) O God, prevent him from hitting the mark: said with reference to a man shooting, or casting a missile weapon, or the like. (T, L.) And حُدَّ He (a man) was prevented, or withheld, from obtaining good fortune, success, or what he desired or sought. (L.) And حَدَّ اللّٰهُ عَنَّا شَرَّ فُلَانٍ May God repel, or avert, from us, the evil, or mischief, of such a one. (L.) b2: [Hence,] حَدَّهُ, (S, L, Msb,) aor. ـُ (L,) inf. n. حَدٌّ, (L, Msb, K,) He inflicted upon him the castigation, or punishment, termed حَدٌّ; (S, L;) he inflicted upon him (namely, a criminal or an offender [against the law],) a castigation, or punishment, that should prevent him from returning to his crime or offence, and that should prevent others from committing such a crime or such an offence: (K, * TA:) he inflicted upon him a flogging. (Msb.) b3: حَدَّ شَيْئًا مِنْ غَيْرِهِ, aor. ـُ (L,) inf. n. حَدٌّ; (L, K;) and ↓ حدّدهُ; (L;) He distinguished, or separated by some mark or note, or marks or notes, a thing from another thing. (L, K. *) And حَدَّ الدَّارَ, aor. and inf. n. as above; (S, Msb;) and ↓ حّددها, inf. n. تَحْدِيدٌ; (S;) He distinguished the house from the parts adjoining it, by mentioning [or defining] its limits. Msb.) A2: [And hence, حَدَّ in logic, inf. n. حَدٌّ, (assumed tropical:) He defined a word; as also ↓ حدّد, inf. n. تَحْدِيدٌ.]

b2: حَدَّ, (L, Msb, K,) aor. ـُ (L, Msb,) inf. n. حَدٌّ; (L;) and ↓ حدّد, (S, L, Msb, K,) [which is more common,] inf. n. تَحْدِيدٌ; (S;) and ↓ احدّ, (S, L, K,) which is the form preferred by Lh, (L,) inf. n. إِحْدَادٌ; (S;) and ↓ استحدّ; (As, S, L;) He edged, or sharpened, a knife, (L, K,) a blade, (S,) a sword, (L, Msb,) or anything blunt, (L,) [and pointed, or made sharp-pointed, an arrow-head or the like,] with a stone or file. (L, K.) b3: [And hence,] حَدَّ بَصَرَهُ إِلَيْهِ, aor. ـُ (Lh, L;) and ↓ احدّهُ, (L,) or احدّ النَّظَرَ اليه; (S, Msb;) and ↓ حدّدهُ; (K in art. لتأ, &c.;) (tropical:) He looked sharply at him, or it; (L;) or intently, or attentively. (Msb.) A3: حَدَّتْ, (S, Mgh, L, K,) or حَدَّتْ عَلَى زَوْجِهَا, (Msb,) aor. ـِ and حَدُّ, inf. n. حِدَادٌ (S, Mgh, L, Msb, K) and حَدٌّ; (L, K;) and ↓ احدّت, (As, S, A, Mgh, L, Msb, K,) inf. n. إِحْدَادٌ; (Mgh, Msb;) the former the more common in the language of the Arabs, but the latter preferred by the early grammarians, (Fr, TA,) and the only form known to As, (S,) who rejected the former; (Msb;) She (a woman) abstained from the wearing of ornaments, (A 'Obeyd, S, A, Mgh, L, Msb, K,) and the use of perfumes, (L,) and dye for the hands &c., (S, Mgh,) because forbidden such things, or because she forbade herself, (Mgh,) and put on the garments of mourning, (A,) after the death of her husband, (S, Mgh,) or on account of the death of her husband, (A 'Obeyd, A, Msb,) for the period called العِدَّة: (K:) or she mourned for her husband, and put on the garments of mourning, and abstained from the wearing of ornaments, and the use dye for the hands &c. (L.) The epithets applied to a woman in this case are ↓ حَادٌّ (S, L, Msb, K) and ↓ مُحِدٌّ (S, A, Mgh, L, Msb, K) and ↓ مُحِدَّةٌ also, but the first [always] without ة, (Msb,) or both more chaste without ة. (TA.) A4: حَدَّ, aor. ـِ inf. n. حِدَّةٌ; (S, L, Msb, K;) and ↓ احتدّ; (L, K;) [and app. ↓ انحدّ, q. v.;] It (a sword, S Msb, and a knife, L, K, [or the like,] and a canine tooth, L) was, or became, [edged, or] sharp, or pointed. (S, L, Msb, K.) b2: [and hence,] حَدَّ, aor. ـِ inf. n. حِدَّةٌ, (tropical:) He was, or became, sharp [or effective] in respect of eloquence, and of intellect, or understanding, and of anger. (L.) And حَدَّ عَلَيْهِ, aor. ـِ (S, L, K,) inf. n. حِدَّةٌ and حَدٌّ, (S, L,) (tropical:) He became excited against him by sharpness, or hastiness, of temper; by irascibility, passionateness, or angriness; (Ks, S, L, K;) as also عَلَيْهِ ↓ احتدّ: (TA:) and حَدَّ عَلَيْهِ, aor. as above, inf. n. حَدَدٌ; (L, K;) and ↓ حدّد, (accord. to some copies of the K,) and ↓ احتدّ, (S, [in which it is not followed by عليه,] A, L, K,) and ↓ استحدّ; (L, K;) (tropical:) he was angry with him; (S, * A, L, K;) but Az remarks upon the last of these verbs as not heard from the Arabs of classical times in this sense: (L:) and بِهِمْ ↓ تحدّد (tropical:) he became exasperated by them: syn. تحرّش. (Az, L.) 2 حّدد as a trans. v.: see 1, in five places. b2: حدّد بَلَدًا He repaired, or betook himself, to the limits, or boundaries, of a country, or town. (L.) And حدّد إِلَيْهِ and لَهُ He repaired, or betook himself, to him, or it. (K.) A2: As an intrans. v., inf. n. تَحْدِيدٌ, It (seed-produce) was late in coming forth because of the lateness of rain, (K, TA,) and then came forth [pointed,] without forking, or shooting forth into separate stalks or stems. (TA.) b2: حدّد عَلَيْهِ: see 1.3 أَرْضُنَا تُحَادُّ أَرْضَكُمْ Our land borders upon, or is conterminous with, your land; syn. تَتَاخِمُهَا. (K in art. تخم.) b2: [And hence,] حادّهُ, (L, K,) inf. n. مُحَادَّةٌ, (S,) (tropical:) He acted towards him with reciprocal anger and enmity (L, K) and opposition or contrariety or repugnance, (S, K,) contending with him, (TA,) and refusing to do what was incumbent on him: (S:) like شَاقَّهُ: as though meaning he became in the حّدّ, i. e. the side, region, quarter, or tract, in which was (or opposite to that in which was, Zj) his enemy; like as شاقّهُ means he became in the شِقّ, i. e. the side, or quarter, in which was [or opposite to that in which was] his enemy: (L:) and ↓ تحادّهُ, (TA,) inf. n. تَحَادٌّ, (S,) signifies the same. (S, TA.) 4 أَحْدَ3َ see 1, in three places.5 تَحَدَّّ see 1, last sentence.6 تَحَاْدَّ see 3.7 انحدّ It was, or became, slender. (TA in art. ابر.) b2: See 1, latter part.8 إِحْتَدَ3َ see 1, latter part, in three places.10 استحدّ as a trans. v.: see 1.

A2: Also (tropical:) He shaved (S, Mgh, K) his pubes (S, Mgh) with [a razor of] iron: (Mgh, K:) derived from حَدِيدٌ. (Mgh.) b2: See also 1, last sentence.

حَدْ, for أَحَدٌ, in the phrase يَا حَدْ رَآهَا: see أَحَدٌ, in art. احد.

حَدٌّ Prevention, hinderance, an impediment, a withholding, restraint, a debarring, inhibition, forbiddance, prohibition, or interdiction; (S, Mgh, L, Msb, K, TA;) as also ↓ حَدَدٌ: (S, L, K:) and, both words, a repelling, or an averting. (K. [See 1.]) A poet says, (S,) namely, Zeyd Ibn-' Amr Ibn-Nufeyl, (TA,) لَا تَعْبُدَنَّ إِلٰهًا غَيْرَ خَالِقِكُمْ

↓ وَإِنْ دُعِيتُمْ فَقُولُوا دُونَهُ حَدَدُ [Ye shall by no means worship any deity except your Creator; and if ye be invited to do so, say ye, There is an impediment in the way of it, or a prohibition against it]. (S, TA.) And one says, ↓ دُونَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ حَدَدٌ (A, * L) There is an impediment, or a prohibition, in the way of that respecting which thou hast asked. (L.) and عَنْهُ ↓ لَاحَدَدَ There is nothing to prevent, or hinder, one from it. (L. [But this admits of another meaning, as will be seen, under the word حَدَدٌ, below.]) b2: [Hence,] A restrictive ordinance, or statute, of God, respecting things lawful and things unlawful: pl. حُدُودٌ. (L.) The حُدُود of God are of two kinds: first, those ordinances prescribed to men (T, Mgh, L) respecting eatables and drinkables and marriages &c.; what are lawful thereof and what are unlawful: (T, L:) the second kind, castigations, or punishments, prescribed, or appointed, to be inflicted upon him who does that which he has been forbidden to do; (T, Mgh, L;) as the حدّ of the thief, which is the cutting off of his right hand for stealing a thing of the value of a quarter of a deenár or more; and that of the fornicator or fornicatress, which is flogging with a hundred stripes and banishment for a year; and that of the adulterer or adulteress, which is stoning; and that of the person who [falsely] charges an honest or a married woman with adultery, which is flogging with eighty stripes [as is also that of the person who has committed the crime of drunkenness]: (T, L:) the first kind are called حدود because they denote limits which God has forbidden to transgress: the second, because they prevent one's committing again those acts for which they are appointed as punishments; (T, Mgh, L;) or because the limits thereof are determined: (Mgh:) the latter kind of حدّ is also explained as being that [castigation, or punishment,] which prevents the criminal from returning to his crime, and prevents others from committing his crime. (L, K. *) لَوْ رَأَيْتَهُ عَلَى حَدٍّ, in a saying of ' Omar, means Hadst thou seen him engaged in an affair requiring the infliction of the حدّ. (Mgh.) b3: A bar, an obstruction, a partition, or a separation, (S, A, Mgh, L, Msb, * K,) between two things, (S, A, L, K,) or between two places, (Mgh,) [or between two persons,] to prevent their commixture, or confusion, or the encroachment of one upon the other: (L:) an inf. n. used as a subst.: (Mgh:) pl. حُدُودٌ. (L.) b4: A limit, or boundary, of a land or territory: pl. as above. (L.) [Hence, جَاوَزَ الحَدَّ (assumed tropical:) He, or it, exceeded the proper, due, or common, limit; was excessive, immoderate, beyond measure, enormous, inordinate, or exorbitant.] b5: [And hence, in logic, (assumed tropical:) A definition.] It is applied by the learned to the حَقِيقَة of a thing, [or that by being which a thing is what it is,] because it is [a term] collective and restrictive. (Mgh.) b6: The end, extremity, or utmost point, of a thing: (S, L, K:) pl. as above. (L.) b7: [(assumed tropical:) The point, or verge, of an event.] The saying مُسْلِمَةٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَى حَدِّ مَحْرَمٍ means (assumed tropical:) A Muslimeh brought to the point, or verge, of being subjected to an infidel's lying with her: and in like manner, مُسْلِمٌ مَوْقُوفٌ عَلَى حَدِّ كُفْرٍ (assumed tropical:) A Muslim brought, by beating or slaughter, to [the point, or verge, of] denying God. (Mgh.) b8: The edge, or extremity of the edge, (S, L,) and point, (L,) of anything, (S, L,) as of a sword, a knife, a spear-head, and an arrow: (L:) the part of a sword [&c.] with which one cuts: (MF:) pl. as above. (L.) b9: See also حِدَّةٌ, in four places. b10: [And hence, app.,] Arms, or weapons; as in the phrase ذَوُو حَدٍّ [Possessors of arms or weapons: or this may mean (tropical:) persons endowed with valour]. (Ham p. 143.) b11: A side, region, quarter, or tract. (L.) b12: (assumed tropical:) Station, standing, rank, condition, or the like; syn. مَرْتَبَةٌ. (KL.) b13: [(assumed tropical:) A case: as when a noun is said to be فِى حَدِّ الرَّفْعِ in the nominative case. b14: And (assumed tropical:) A class, or category: as when a verb is said to be مِنْ حَدِّ ضَرَبَ of the class, or category, of ضَرَبَ.] b15: [(tropical:) A quarter of the year.] Yousay, أَقَامَ حَدَّ الرَّبِيعِ (tropical:) He remained, stayed, or abode, during the quarter of the ربيع. (A.) A2: See also مَحْدُودٌ.

حُدٌّ: see مَحْدُودٌ.

حُدَّةٌ A small quantity of water or milk &c. remaining in a vessel or skin; syn. كُثْبَةٌ and صُبَّةٌ. (K.) حِدَّةٌ [Sharpness of a sword, a knife, or the like: see 1]. b2: [And hence,] (tropical:) Sharpness, or hastiness, of temper; irascibility, passionateness, or angriness; (Ks, S, A, L, K;) as also ↓ حَدٌّ: (Ks, S, L, K:) (tropical:) sharpness [or effectiveness] in respect of eloquence, and of intellect or understanding, and of anger: (L:) (tropical:) sharpness, penetrating energy, vigorousness, effectiveness, and briskness, in the performance of affairs; and also, in matters of religion, with ambition to attain what is good: from حَدٌّ as signifying the “ edge ” of a sword [&c.]: (L:) and ↓ the latter word, [or rather both,] (tropical:) a man's sharpness, penetrating energy, or vigour, in the exercise of courage; his mettle; (L;) his valour, or valiantness, in war. (S, A, L, K.) You say, ↓ إِنَّهُ لَبَيِّنُ الحَدِّ (tropical:) Verily he is one who displays sharpness like that of a knife. (L.) b3: حِدَّةٌ and ↓ حَدٌّ, as denoting a quality of anything, are syn. (K.) [Both signify (assumed tropical:) Sharpness; vehemence; force; and strength: and] both, (assumed tropical:) the force, or strength, of wine and the like; syn. سَوْرَةٌ; (Msb and K, in explanation of the former, [which is the more common,] in art. سور;) meaning شِدَّةٌ; (MF;) and صَلَابَةٌ. (S and L in explanation of the latter in the present art.) [Also, the former, (assumed tropical:) Pungency; acridness.]

حَدَدٌ: see حَدٌّ, first four sentences. b2: You say also, مَالِى عَنْ هٰذَا الأَمْرِ حَدَدٌ, (S, A, *) and ↓ مالى عَنْهُ مُحْتَدٌّ, (K,) and ↓ مُحَدٌّ, (K, TA,) with damm, of the same measure as مُكْرَمٌ, (TA,) or ↓ مَحَدٌّ, (so in the CK,) I have no way of avoiding, or escaping, this thing. (S, A, K.) And وَلَا مُلْتَدًّا ↓ مَا أَجِدُ مِنْهُ مُحْتَدًّا I find not any way of avoiding, nor any way of escaping, it. (S.) A2: Also, (L,) and ↓ مَحْدُودٌ, (Msb,) Prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbidden, prohibited, or interdicted. (L, Msb.) You say, هٰذَا أَمْرٌ حَدَدٌ This is a forbidden, or prohibited, thing; a thing unlawful to be done, or committed. (S. [See also what follows.]) And حَدَدًا أَنْ يَكُونَ كَذَا (S, * A, L) Forbidden be it that it should be so: like as you say, مَعَاذَ اللّٰهِ قَدْ حَدَّ اللّٰهُ ذٰلِكَ عَنَّا. (S, A, * L.) أَمْرٌ حَدَدٌ also signifies A disallowed, and vain, or false, thing or affair. (L.) And دَعْوَةٌ حَدَدٌ A vain, or false, pretension. (S, L, K.) حَدَادِ, like قَطَامِ, [indecl., a proper name, for الحَادَّةُ, fem. act. part. n. of حَدَّ; like فَجَارِ for الفَاجِرَةُ; and hence, for يَا حَادَّةُ;] occurring in the phrase, حَدَادِ حُدِّيهِ [O averter, avert him, or it]: said [with respect] to him whose aspect, or countenance, thou dislikest. (A, * K.) b2: [It is also a proper name for الحَدٌّ; like فَجَارِ for الفَجْرَةُ or الفُجُورُ; as in the following hemistich:] حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ [May there be an impediment in the way of her evil, or mischief: an impediment]. (L.) b3: حَدَادُكَ: see the next paragraph.

حُدَادٌ: see حَدِيدٌ.

A2: حُدَادُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا, (K, TA,) with damm, (TA,) or ↓ حَدَادُكَ, (so in a MS. copy of the K and in the CK,) The utmost of thy power, or of thine ability, [will be] thy doing such a thing; and the end of thy case; syn. قُصَارَاكَ, (K,) [or قُصَارُكَ,] and مُنْتَهَى أَمْرِكَ. (TA.) حِدَادٌ The black garments of mourning [worn by a widow]. (S, A, Mgh, L.) حَدِيدٌ i. q. ↓ مُحَادٌّ. (A.) You say, فُلَانٌ حَدِيدُ فُلَانٍ Such a one is the close, or next, neighbour of such a one; meaning that the house of the former is next by the side of that of the latter; (A, * L;) or that the land of the former is adjacent to that of the latter. (S, L.) And هُوَ حَديدِى

فِى الدَّارِ, i. e. ↓ مُحَادِّى [He is my next neighbour in respect of house]. (A.) And دَارِى حَدِيدَةُ دَارِهِ, and ↓ مُحَادَّتُهَا (L, K,) or لِدَارِهِ ↓ مُحادَّةٌ, (A,) My house is close, or next, or adjoining, to his house; meaning that the limit of the former is like that of the latter. (L, K. *) A2: Also, (S, L, Msb, K,) used as masc. and fem. without ة, and also as fem. with ة, (L,) and ↓ حَادٌّ, (S, L, Msb,) but this is disapproved by IKh, (TA,) though allowed by some as agreeable with analogy, (MF,) and ↓ حُدَادٌ, (As, L, K,) and ↓ حُدَّادٌ, (AA, S, L, K,) [Edged, or sharpened; or] sharp; applied to a sword, (S, Msb,) a knife, (L, Msb, K,) [and the like: and pointed, or sharp-pointed:] pl. [of the first] حِدَادٌ, (S, L, K,) masc. and fem.; (L;) and حَدِيدَاتٌ and حَدَائِدُ, (L, K,) fem. (L.) And نَابٌ حَدِيدٌ and حَدِيدَةٌ A sharp canine tooth: (L, K:) حُدَادٌ thus applied has not been heard. (L.) b2: [Hence,] رَجُلٌ حَدِيدٌ (tropical:) A man who is sharp [or effective] in respect of eloquence, and of intellect or understanding, and (as also ↓ مُحْتَدٌّ, S) of anger: pl. أَحِدَّآهُ and أَحِدَّةٌ and حِدَادٌ. (L, K.) And أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ (assumed tropical:) Sharp tongues. (S.) And رَجُلٌ حَدِيدُ النَّاظِرِ (tropical:) [A man who looks sharply, or boldly;] a man not suspected of evil, so that he should cast down his eyes. (L.) فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ [in the Kur 1. 21] means (assumed tropical:) And thy sight, or intellect, to-day, is] sharp, or piercing; so that thou perceivest therewith what thou didst not know, or what thou deemedst improbable, in thy life on earth: (Jel:) or thy judgment, to-day, is penetrating. (L.) [Hence also,] رَائِحَةٌ حَدِيدَةٌ (L) and ↓ حَادَّةٌ (L, K) (tropical:) A sharp, or pungent, odour. (L, K.) And نَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ (tropical:) A she-camel whose cud has a pungent odour; (K, TA;) which is a quality approved. (TA.) A3: حَدِيدٌ also signifies [Iron;] a certain substance, (L,) well known; (S, L, K;) so called because of its resistance: (S, L:) ↓ حَدِيدَةٌ is a more particular term, (S,) signifying a piece thereof; (L;) [and an instrument, or implement, thereof:] pl. حَدَائِدُ (S, L, K) and حَدَائِدَاتٌ; (S L;) the latter (which is erroneously written in the K حَدِيدَاتٌ, TA) is a pl. pl., (L,) sometimes occurring in poetry. (S.) It is said in a prov., إِنَّ الحَدِيدَ بِالحَدِيدِ يُفْلَحُ Verily iron with iron is cloven, or cut. (S and K in art. فلح.) And in another, تَضْرِبُ فِى حَدِيدٍ

بَارِدٍ [Thou beatest upon cold iron]: applied in relation to him who hopes for that of which the attainment is remote, or improbable; and to him in whom is nothing to be hoped for. (Har p. 633.) b2: Also (assumed tropical:) Like iron in hardness: applied in this sense to solid hoofs. (Mgh.) حَدَادَةٌ One's wife. (Sh, K.) حَدَادَةٌ The office of a door-keeper. (Msb.) b2: The art of a blacksmith, or worker in iron. (Mgh.) [The art of a maker of coats of mail.]

حَدِيدَةٌ: see حَدِيدٌ.

حُدَّى: see حِدَأَةٌ, in art. حدأ.

حَدَّادٌ A door-keeper: (S, A, Mgh, L, Msb, K:) so called because he prevents men from entering. (Mgh, L.) b2: A keeper of a prison: (S, Mgh, K:) because he prevents persons from going out, or because he works the iron of the shackles. (S. [See what follows.]) b3: The person who inflicts the punishment termed حَدٌّ: so in the saying, أُجْرَةٌ الحَدَّادِ عَلَى السَّارِقِ [The pay of the inflicter of the حدّ is to be imposed upon the thief]; or, as some say, the meaning here is, the keeper of the prison, because, in general, he has the charge of the amputation; but the former meaning is the more probable, and more obvious. (Mgh.) b4: A seller of wine; a vintner: because he withholds his wine until he obtains for it a price that contents him: so in the following verse of ElAashà: فَقُمْنَا وَلَمَّا يَصِحْ دِيكُنَا

إِلَى جَوْنَةٍ عِنْدَ حَدَّادِهَا [And we arose, when our cock had not yet crowed, to a wine-jar smeared with pitch, in the possession of its seller]. (S, L.) b5: A blacksmith; a worker in iron. (Mgh, L, K.) A maker of coats of mail. (TA.) حُدَّادٌ: see حَدِيدٌ.

حَدْحَدٌ Short (L, K) and thick: an epithet applied to a man. (L.) حَادٌّ; fem. with ة: see حَدِيدٌ, in two places.

A2: See also 1, voce حَدَّتْ.

أَحَدُّ [More, and most, sharp: &c.] b2: You say, هُوَ مِنْ أَحَدِّ الرِّجَالِ (tropical:) He is of the most sharp, or hasty, in temper, or of the most irascible, passionate, or angry, of men. (A, TA.) مَحَدٌّ, or مُحَدٌّ: see حَدَدٌ.

مُحِدٌّ and مُحِدَّةٌ: see 1, voce حَدَّتْ.

مَحْدُودٌ: see حَدَدٌ. b2: Also A man (L) denied, or refused, good, or prosperity; prevented, or withheld, from obtaining good; (T, L, K;) and so ↓ حُدٌّ, with damm, (K,) or ↓ حَدٌّ; (as in the L;) the latter heard only from Lth: (T, TA:) withheld from good fortune &c.; (S, L;) withheld from sustenance; contr. of مَجْدُودٌ: (Mgh:) and withheld from evil. (L, K.) مُحَادٌّ and مُحَادَّةٌ: see حَدِيدٌ, in four places.

مُحْتَدٌّ: see حَدِيدٌ: A2: and see also حَدَدٌ, in two places.

بَوَأَ 

(بَوَأَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْهَمْزَةُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الرُّجُوعُ إِلَى الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ تَسَاوِي الشَّيْئَيْنِ.

فَالْأَوَّلُ الْبَاءَةُ وَالْمَبَاءَةُ، وَهِيَ مَنْزِلَةُ الْقَوْمِ، حَيْثُ يَتَبَوَّءُونَ فِي قُبُلِ وَادٍ [أَ] وْ سَنَدِ جَبَلٍ. وَيُقَالُ قَدْ تَبَوَّءُوا، وَبَوَّأَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مَنْزِلَ صِدْقٍ. قَالَ طَرَفَةُ:

طَيِّبُو الْبَاءَةِ سَهْلٌ وَلَهُمْ ... سُبُلٌ إِنْ شِئْتَ فِي وَحْشٍ وَعِرْ

وَقَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

وَبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِهَا ... فَتَمَّ فِي قَوْمِهَا مُبَوَّؤُهَا

وَالْمَبَاءَةُ أَيْضًا: مَنْزِلُ الْإِبِلِ حَيْثُ تُنَاخُ فِي الْمَوَارِدِ. يُقَالُ أَبَأْنَا الْإِبِلَ نُبِيئُهَا إِبَاءَةً - مَمْدُودَةً - إِذَا أَنَخْتَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ. قَالَ: خَلِيطَانِ بَيْنَهُمَا مِئْرَةٌ ... يُبِيئَانِ فِي مَعْطِنٍ ضَيِّقِ

وَقَالَ:

لَهُمْ مَنْزِلٌ رَحْبُ الْمَبَاءَةِ آهِلُ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ قَدْ أَبَاءَهَا الرَّاعِي إِلَى مَبَائِهَا فَتَبَوَّأَتْهُ، وَبَوَّأَهَا إِيَّاهُ تَبْوِيئًا. أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ حَسَنُ الْبِيئَةِ عَلَى فِعْلَةٍ، مِنْ قَوْلِكَ تَبَوَّأْتُ مَنْزِلًا. وَبَاتَ فُلَانٌ بِبِيئَةِ سَوْءٍ. قَالَ:

ظَلِلْتُ بِذِي الْأَرْطَى فُوَيْقَ مُثَقَّبٍ ... بِبِيئَةِ سُوءٍ هَالِكًا أَوْ كَهَالِكِ

وَيُقَالُ هُوَ بِبِيئَةِ سَوْءٍ بِمَعْنَاهُ. قَالَ أَبُو مَهْدِيٍّ: يُقَالُ بَاءَتْ عَلَى الْقَوْمِ بَائَيُتُهُمْ إِذَا رَاحَتْ عَلَيْهِمْ إِبِلُهُمْ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ أَبِئْ عَلَيْهِ حَقَّهُ، مِثْلَ أَرِحْ عَلَيْهِ حَقَّهُ. وَقَدْ أَبَاءَهُ عَلَيْهِ إِذَا رَدَّهُ عَلَيْهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ بَاءَ فُلَانٌ بِذَنْبِهِ، كَأَنَّهُ عَادَ إِلَى مَبَاءَتِهِ مُحْتَمِلًا لِذَنْبِهِ. وَقَدْ بُؤْتُ بِالذَّنْبِ، وَبَاءَتِ الْيَهُودُ بِغَضَبِ اللَّهِ تَعَالَى.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُ الْعَرَبِ: إِنَّ فُلَانًا لَبَوَاءٌ بِفُلَانٍ، أَيْ إِنْ قُتِلَ بِهِ كَانَ كُفُوًا. وَيُقَالُ أَبَأْتُ بِفُلَانٍ قَاتِلَهُ، أَيْ قَتَلْتُهُ. وَاسْتَبَأْتُهُمْ قَاتِلَ أَخِي، أَيْ طَلَبْتُ إِلَيْهِمْ أَنْ يُقَيِّدُــوهُ. وَاسْتَبَأْتُ بِهِ مِثْلَ اسْتَقَدْتُ. قَالَ: فَإِنْ تَقْتُلُوا مِنَّا الْوَلِيدَ فَإِنَّنَا ... أَبَأْنَا بِهِ قَتْلَى تُذِلُّ الْمَعَاطِسَا

وَقَالَ زُهَيْرٌ:

فَلَمْ أَرَ مَعْشَرًا أَسَرُوا هَدِيًّا ... وَلَمْ أَرَ جَارَ بَيْتٍ يُسْتَبَاءُ

وَتَقُولُ: بَاءَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ، إِذَا قُتِلَ بِهِ. قَالَ:

أَلَا تَنْتَهِي عَنَّا مُلُوكٌ وَتَتَّقِي ... مَحَارِمَنَا لَا يَبْوُءِ الدَّمُ بِالدَّمِ

أَيْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبُوءَ الدِّمَاءُ ; إِذَا اسْتَوَتْ فِي الْقَتْلِ فَقَدْ بَاءَتْ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الْعَرَبِ: كَلَّمْنَاهُمْ فَأَجَابُونَا عَنْ بَوَاءٍ وَاحِدٍ: [أَجَابُوا] كُلُّهُمْ جَوَابًا وَاحِدًا. وَهُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَوَاءٌ أَيْ سَوَاءٌ وَنُظَرَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَبَاءَوْا» ، أَيْ يَتَبَاءَوْنَ فِي الْقِصَاصِ. وَمِنْهُ قَوْلُ مُهَلْهَلٍ لِبُجَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ: " بُؤْ بِشِسْعِ كُلَيْبٍ ". وَأَنْشَدَ:

فَقُلْتُ لَهُ بُؤْ بِامْرِئٍ لَسْتَ مِثْلَهُ ... وَإِنْ كُنْتَ قُنْعَانًا لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّمَا

عه

عه



عَهْ عَهْ: see عَاهِ عَاهِ, in art. عوه.
العين والهاء
عه: أهمله الخليل. وحكى الخارزنجي: عَهْعَهْتُ بالضأن: زَجَرْتَها، وقيل: هو زجر للإبل لتحتبس.
الْعين وَالْهَاء فِي الرباعي

رجل هبقع وهبنقع وهباقع: قصير ملزز.

والهبنقع: المزهو الأحمق، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

واهبنقع: جلس جلْسَة المزهو.

والهبنقعة جلسته.

والهبنقعة أَن يتربع ثمَّ يمد رجله الْيُمْنَى فِي تربعه، وَقيل: هِيَ جلْسَة فِي تربع.

والهبنقعة: قعُود الاستلقاء إِلَى خلف.

والهبنقع: الَّذِي لَا يَسْتَقِيم على أَمر فِي قَول وَلَا فعل وَلَا يوثق بِهِ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

والهبنقع: الَّذِي يجلس على أَطْرَاف اصابعه يسْأَل النَّاس. وَقيل: هُوَ الَّذِي إِذا قعد فِي مَكَان لم يكد يبرح، قَالَ ابْن الاعرابي: رجل هبنقع: لَازم لمكانه وَصَاحب نسوان.

قَالَ:

أرسلها هبنقع يَبْغِي الْغَزل

والهمقع والهمقع: ضرب من ثَمَر العضاه، وَخص بَعضهم بِهِ جني التنضب وَهُوَ من العضاه واحدته همقعة، عَن ثَعْلَب حَكَاهُ عَن أبي الْجراح. وَقَالَ كرَاع هُوَ التنضب بَينه وَحكى الْفراء عَن أبي شبيب الاعرابي أَن الهمقع والهمقعة: الأحمق والحمقاء، وَهَذَا لَا يُطَابق مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ لِأَن الهمقع عِنْده اسْم، وَهُوَ على قَول أبي شبيب صفة. وَلَا نَظِير لهمقع إِلَّا رجل زملق للَّذي يقْضِي شَهْوَته قبل أَن يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة.

والعجهرة: الْجفَاء.

وعيجهور: اسْم امْرَأَة. من ذَلِك.

والهجرع: الْخَفِيف من الْكلاب السلوقية.

والهجرع: الأحمق. وَقيل الشجاع والجبان.

وَرجل هجرع: طَوِيل ممشوق. وَقيل: هُوَ الطَّوِيل، لم يُقيد بِغَيْر ذَلِك.

وَقد قيل: إِن الْهَاء زَائِدَة، وَلَيْسَ بِشَيْء. وهرجع لُغَة فِيهِ، عَن ابْن الاعرابي.

والمعلهج: الرجل الأحمق الهذر اللَّئِيم والمعلهج: الَّذِي لَيْسَ بخالص النّسَب.

والعجاهن: الَّذِي يمشي بَين الْعَرُوس واهله بالرسالة فِي الاعراس، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وتعجهن الرجل الْمَرْأَة إِذا لَزِمَهَا حَتَّى يَبْنِي عَلَيْهَا.

والعجاهنة: الماشطة.

والعجاهن: الطباخ.

والعجاهن: الْقُنْفُذ، حَكَاهُ أَبُو حَاتِم وانشد:

فَبَاتَ يقاسي ليل انقد دائبا ... ويحدر بالقف اخْتِلَاف العجاهن

وَذَلِكَ لِأَن الْقُنْفُذ يسري ليله كُله، وَقد يجوز أَن يكون الطباخ لِأَن الطباخ يخْتَلف أَيْضا.

والعنجة والعنجهة: القنفذة الضخمة.

والعنجه والعنجه والعنجهي: كُله: الجافي من الرِّجَال - الْفَتْح عَن ابْن الاعرابي - وانشد:

ادركتها قُدَّام كل مدره ... بِالدفع عني دَرأ كل عنجه

وَفِيه عنجهية وعنجهية الْفَتْح أَيْضا عَن ابْن الاعرابي.

والعنجهية: خشونة الْمطعم وَغَيره قَالَ حسان:

وَمن عَاشَ منا عَاشَ فِي عنجهية ... على شظف من عيشه المتنكد

والهجنع: الشَّيْخ الاصلع.

والهجنع: الظليم الاقرع، قَالَ الراجز:

جدبا كرأس الاقرع الهجنع والهجنع: الطَّوِيل وَقيل: هُوَ الذّكر الطَّوِيل من النعام عَن يَعْقُوب، وانشد:

عقما ورقما وحاريا يضاعفه ... على قَلَائِص أَمْثَال الهجانيع

والهجنع: الطَّوِيل الاجنأ من الرِّجَال. وَقيل: هُوَ الطَّوِيل لجافي. وَقيل: الطَّوِيل الضخم، وَقيل: الْعَظِيم. وَهُوَ من أَوْلَاد الْإِبِل: مَا نتج فِي القيظ. وَالْأُنْثَى من كل ذَلِك بِالْهَاءِ.

والهجنع: الْأسود.

والعجهوم: طَائِر من طير المَاء كَأَن منقاره جلم الْخياط ز والعمهج: السَّرِيع.

والعماهج: الخاثر من البان الْإِبِل. وَقيل: هُوَ مَا حقن حَتَّى اخذ طعما غير حامض وَلم يخالطه مَاء، وَلم يخثر كل الخثارة فيشرب.

والعماهج: الممتليء لَحْمًا، وَقيل: التَّام الْخلق.

ونبات عماهج: اخضر ملتف. قَالَ جندل بن الْمثنى:

فِي غلواء الْقصب العماهج

ويروى: الغمالج. وَسَيَأْتِي ذكره.

وشراب عماهج: سهل المساغ.

وعضهل القارورة. وعلهضها: ضم رَأسهَا.

وعلهض رَأس القارورة: عالج صمامتها ليستخرجها.

وعلهض الْعين علهضة: استخرجها وَقَالَ اللحياني: علهضت عينه: اقتلعتها.

وعلهض مِنْهُ شَيْئا: نَالَ مِنْهُ شَيْئا. قَالَ: وعلهض الرجل: عالجه علاجا شَدِيدا واداره.

والهميسع: الْقوي الَّذِي لَا يصرع من الرِّجَال.

والهميسع: اسْم رجل قَالَ ابْن دُرَيْد: احسبه بالسُّرْيَانيَّة. قَالَ: وَقد سمى حمير ابْنه هميسعا. والعزهل والعزهل: ذكر الْحمام وَقيل: فرخها والعزهل والعزهول: السَّابِق السَّرِيع.

والعزهول من الْإِبِل: المهمل.

والمعزهل: الْحسن الْغذَاء.

وعزهل: اسْم.

وعزهل وعزاهل: مَوضِع.

والمعلهز: الْحسن الْغذَاء كالمعزهل.

وَالْعِلْهِز: وبر مخلوط بدماء لحلم، كَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تاكله فِي الجدب.

وَالْعِلْهِز: القراد الضخم.

والهزلاع: الْخَفِيف.

والهزلاع: السّمع الازل وهزلعته: انسلاله فِي مضيه.

وهزلاع: اسْم.

والهزنوع: اصول نَبَات تشبه الطرثوث.

وزهنع الْمَرْأَة: زينها، قَالَ:

بني تَمِيم زهنعوا فتاتكم ... إِن فتاة الْحَيّ بالتزتت

والهطلع: الْجَمَاعَة من النَّاس.

وجيش هطلع: كثير. وَقيل: الْكثير من كل شَيْء.

الهطلع: الجسيم المضطرب الطول.

ودهداع: من زجر العنوق كدهداع. ودهدع بهَا: صَوت.

والعيد هول: النَّاقة السريعة.

والهند لع: بقلة، قيل إِنَّهَا عَرَبِيَّة، فَإِذا صَحَّ إِنَّهَا من كَلَامهم وَجب أَن تكون نونه زَائِدَة لَا اصل بإزائها يقابلها وَمِثَال الْكَلِمَة على هَذَا فنعلل وَهُوَ بِنَاء فَائت.

والعنته والعنتهى: المبالغ فِيمَا اخذ فِيهِ. والهذلوع: الغليظ الشّفة.

والعراهن: الضخم من الْإِبِل.

والهرنع: اصغر الْقمل. وَقيل: هُوَ الْقمل عَامَّة، وَالْأُنْثَى هرنعة.

والهرنوع والهرنعة كِلَاهُمَا: القملة الضخمة وَقيل: الصَّغِيرَة.

والعبهر: الممتليء شدَّة وغلظا، قَالَ أَبُو كَبِير:

وعراضة السيتين توبع بريها ... تأوى طوائفها لعجس عبهر

والعبهرة: الرقيقة الْبشرَة الناصعة الْبيَاض. وَقيل: الَّتِي جمعت الْحسن والجسم والخلق. وَقيل: هِيَ الممتلئة.

والعبهر والعباهر: الْعَظِيم. وَقيل: هما الناعم الطَّوِيل من كل شَيْء.

والعبهر: الياسمين، سمي بِهِ لنعمته.

والعبهر: النرجس، وَقيل: هُوَ نبت، فَلم يحل.

والعرهم: الطّلب الشَّديد.

والعرهوم والعراهم: التار الناعم من كل شَيْء وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَقيل: العراهمة والعراهم نعت للمذكر دون الْمُؤَنَّث.

والعراهم: الغليظ من الْإِبِل قَالَ:

فقربوا كل وَأي عراهم ... من الْجمال الجلة العياهم

والعرهوم من الْإِبِل: الْحَسَنَة فِي لَوْنهَا وجسمها.

والعرهوم من الْخلّ: الْحَسَنَة الْعَظِيمَة.

والهرمع: السرعة والخفة فِي الشَّيْء وَقد اهرمع واهرمعت الْعين بالدمع، كَذَلِك.

وَرجل هرمع: سريع الْبكاء.

واهرمع إِلَيْهِ: تباكى. والمعلهفة - بِكَسْر الْهَاء - الفسيلة الَّتِي لم تعل، عَن كرَاع.

والعلهب: التيس الطَّوِيل القرنين من الوحشية والإنسية قَالَ:

وعلهبا من التيوس علا

علا أَي عَظِيما.

وَقد وصف بِهِ الظبي والثور الوحشي، وَالْجمع علاهبة، زادوا الْهَاء على حد القشاعمة. قَالَ:

إِذا قعست ظُهُور بناة تيم ... تكشف عَن علاهبة الوعول

يَقُول: بطونهن مثل قُرُون الوعول.

والعلهب: الرجل الطَّوِيل. وَقيل: هُوَ المسن من النَّاس والظباء وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وعبهل الْإِبِل: اهملها.

وإبل عباهل ومعبهلة: مُهْملَة، قَالَ:

عباهل عبهلها لوراد

والعباهلة: المطلقون.

والعباهلة: الَّذين اقروا على ملكهم فَلم يزَالُوا عَنهُ.

وَملك معبهل: لَا يرد أمره فِي شَيْء.

والمتعبهل: الْمُمْتَنع الَّذِي لَا يمْنَع قَالَ تأبط شرا:

مَتى تبغني مَا دمت حَيا مُسلما ... تجدني مَعَ المسترعل المتعبهل

وعبهل: اسْم رجل.

وَرجل هلابع: حَرِيص على الْأكل. والهلابع: الذِّئْب لذاك صفة غالبة.

والهلابع: اللَّئِيم.

والهلابع: اسْم.

والهبلع والهبلاع: الْوَاسِع الحنجور الْعَظِيم اللقم الاكول.

والهبلع: اللَّئِيم.

وَعبد هبلع: لَا يعرف ابواه أَو لَا يعرف أَحدهمَا.

والهبلع: الْكَلْب السلوقي.

وهبلع اسْم كلب قَالَ:

والشد يدني لاحقا وهبلعا

وَقد قيل: إِن هَاء هبلع زَائِدَة. وَلَيْسَ بِقَوي.

وَرجل هملع: متخطرف خَفِيف الْوَطْء. وَقيل: هُوَ الْخَفِيف السَّرِيع من كل شَيْء.

والهملع: الذِّئْب قَالَ:

وَالشَّاة لَا تمشي على الهملع

قَوْله تمشي: يكثر نسلها. وَقد قَالُوا هملعة أَيْضا.

والهملع: الْجمل السَّرِيع، وَكَذَلِكَ النَّاقة. قَالَ:

جَاوَزت اهوالا وتحتي شيقب ... تعدو برحلي كالفنيق هملع

والهنبع: شبه مقنعة قد خيط تلبسه الْجَوَارِي.

وناقة عفاهن: قَوِيَّة، فِي بعض اللُّغَات. والعفاهم: القوية من النوق.

وعدو عفاهم: شَدِيد، قَالَ غيلَان:

يظل من جاراه فِي عذائم ... من عنفوان جريه العفاهم

وعفاهم الشَّبَاب: اوله.

هك

هك

1 هَكَّ

: see سَكَّ.

هَاكٌّ

: see فَاكٌّ.

هَكَّاكٌ

: see فَكَّاكٌ.
الْهَاء وَالْكَاف

كَنَهْدَلٌ: صلب شَدِيد.
هك
مُهْمَلٌ عنده. الخارزنجي: المُنْهَكُّ: الخَلِعُ المَفاصِل. والانْهِكَاكُ: الانْفِراجُ. وانْهَكَّ صَلاَ المَرْأةِ: انْفَرَجَ في الوِلادة. وامْرَأةٌ هَكُوْكٌ: يَهُكُّها كلُّ إنسانٍ أي بَجْهَدُها في الجِمَاع، وكذلك الدابَّةُ في السَّيْرِ.
وهَكَّ الرَّجُلُ: أي فَسا. وهو مُهْكُوْكٌ: لا يَمْلِكُ اسْتَه. وهَكَّه النَّبِيْذُ: بَلَغَ منه. وتَهَكَّكَ الرَّجُلُ: اضْطَرَبَ في مَشْيِه وكلامِه. وضَعِيفُ هَكُوْكٌ: وَغْدٌ. والمُهْكُوْكُ: الذي يَتَمَجَّنُ في كلامِه. وأحمقُ هاكٌ. والهُكُّ: الفاسِدُ العَقْلِ. وقَوْمٌ هِكَكَةٌ وأهْكاكٌ. وهَكَّ يَهُكُّ: هَدَمَ. وهَكَّ النَّجّارُ الخَرْقَ: أوْسَعَه، وخَرْقٌ مَهْكُوكٌ. ورَجُلٌ هَكّاكٌ بالكلام: إذا تَكَلَّمَ بكلامٍ يُرى أنَّه صَوابٌ وهو خَطأٌ.
الْهَاء وَالْكَاف

هَكَّ الطَّائِر هَكًّا: حذف بذرقه.

وهَكَّ النعام يَهُكُّ: ألْقى مَا فِي بَطْنه.

وهَكَّ الشَّيْء يَهُكُّه هَكًّا، فَهُوَ مَهْكوك وهَكيك: سحقه.

وهَكَّ اللَّبن هَكًّا: استخرجه ونهكه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَركَتْ شُربَ الرَّثيئةِ هاجِرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها

هَاجر: قَبيلَة، يَقُول: يَقُول: شرب الرثيئة مجدهم، أَي هم رُعَاة لَا صَنِيعَة لَهُم غير شرب هَذَا اللَّبن الَّذِي يُسمى الرثيئة، وَقَوله: " لم ترق عيونها " أَي لم تَسْتَحي.

وهَكَّ الْمَرْأَة هَكًّا: نَكَحَهَا.

والهَكَوَّكُ: الْمَكَان الصلب الغليظ، وَقيل: السهل، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكا هَكَوَّكا ... كَأَنَّمَا يَطَحَنَّ فِيهِ الدَّرْمَكا

ويروى عَكَوَّكا وَهُوَ السهل أَيْضا. يُرِيد انهم على سفر ورحلة.

واْنهَكَّ صَلا الْمَرْأَة: انفرج فِي الْولادَة.
الْهَاء وَالْكَاف

الهِلَّكْسُ: الدنيء الْأَخْلَاق.

والكَهْمَسُ: الْقصير.

وكَهْمَسٌ: من أَسمَاء الْأسد.

وناقة كَهْمَسٌ: عَظِيمَة السنام.

وكَهْمَسٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَ مَا ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أعْصُرا

والدَّهْكَثُ: الْقصير.

وَرجل هُدَاكِرٌ: مُنَعَّمٌ.

وَامْرَأَة هَيْدَكْرٌ، وهُدْكُورَة، وهَيْدَكُورٌ، وهَيْدَكُورَةٌ: كَثِيرَة اللَّحْم، وَحكى ابْن جني: هَدَيْكَرٌ، وَقَالَ: هُوَ مِثَال لم يحكه سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: أَبُو عَليّ: سَأَلت مُحَمَّد بن الْحسن عَن الهَيْدَكْرِ، فَقَالَ: لَا أعرفهُ، وَأعرف الهَيْدَكُورُ، فَأَما الهَدَيْكرُ فَغير مَحْفُوظ عَنْهُم، قَالَ: وَأَظنهُ من تَحْرِيف النقلَة، أَلا ترى إِلَى بَيت طرفَة:

فَهْيَ بَدَّاءُ إِذا مَا أقبَلَتْ ... فَخْمَةُ الجِسمِ رَدَاحٌ هَيْدَكُرْ

فَكَأَن الْوَاو حذفت من هيدكور ضَرُورَة.

والهَيْدَكُور: اللَّبن الخاثر، قَالَ:

قُلْنَ لَهُ اسْقِ عَمَّكَ النَمِيرَا

ولَبَناً يَا عَمْرُو هَيْدَكُورا

وهَيْدَكُورٌ: لقب رجل من الْعَرَب.

والتَّدَهْكُرُ: التدحرج فِي المشية.

وتَدَهْكَرَ عَلَيْهِ: تَنَزَّى.

والكَهْدَلُ: العنكبوت، وَقيل: الْعَجُوز.

والكَهْدَلُ: الْجَارِيَة السمينة الناعمة.

وكَهْدَلٌ: اسْم راجز، قَالَ، يَعْنِي نَفسه:

قَدْ طَرَدَتْ أمُّ الحَديدِ كَهْدَلاَ

أُمُّ الْحَدِيد: امْرَأَته، وَقد تقدّمت الأبيات بكمالها فِي حرف الْحَاء.

ودَهْكَلٌ: من شَدَائِد الدَّهْر.

ودَهْلَكُ: مَوضِع، أعجمي مُعرب.

والدَّهالِك: إكام سود مَعْرُوفَة، قَالَ: قَالَ كثير عزة: كأنَّ عَدَوْلِيًّا زُهاءَ حَمُولِها ... غَدَتْ تَرْتَمِي الدَّهْنا بهِ والدَّهالِكُ

وَرجل هَنْدَكِيٌّ: من أهل الْهِنْد، وَلَيْسَ من لَفظه، لِأَن الْكَاف لَيست من حُرُوف الزِّيَادَة، وَالْجمع هَنادِك، قَالَ كثير عزة:

ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأنَّها ... طَماطِمُ يُوفُونَ الوَفارَ هَنادِكُ

وكَلْهَدَةُ: اسْم رجل.

وكَهْدَبٌ: ثقيل وخم.

والكُمَّهْدَة: الكمرة، عَن كرَاع.

والكُمَّهْدَة: الفيشلة، وَقَوله:

نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ

شِفاؤُها مِنْ دائِها الكُمْهَدَّهْ

قد تكون لُغَة، وَقد يجوز أَن يكون غير للضَّرُورَة.

واكْمَهَدَّ الفرخ: أَصَابَهُ مثل الارتعاد، وَذَلِكَ إِذا زقه أَبَوَاهُ.

والدَّهْكَم: الشَّيْخ الفاني.

والتَّدَهْكُم: الاقتحام فِي الْأَمر الشَّديد.

وتَدَهْكَمَ علينا: تدرأ.

والبَهْكَنَة: السعَة فِيمَا أَخذ فِيهِ من عمل.

والهِرْكُلَة، والهُرِكْلَة، والهِرْكَوْلَة، والهِرَّكْلَة: الْحَسَنَة الْجِسْم والخلق والمشية، قَالَ:

هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِيَافٌ طَلَّةٌ ... لمْ تَعْدُ عَنْ عَشْرٍ وحَوْلٍ خَرْعَبُ

حكى بَعضهم انه رأى أَبَا عُبَيْدَة محموما يهذي وَيَقُول: دِينَار كَذَا وَكَذَا، فَقُلْنَا للطبيب: سَله عَن الهِرْكَوْلَة، فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَة فَقَالَ: مَالك؟ قَالَ: مَا الهِرْكَوْلَة؟ قَالَ: الضخمة الْأَوْرَاك. وَقد قيل: إِن الْهَاء فِي هِرْكَوْلَة زَائِدَة، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وَرجل هُرَاكِلٌ: ضخم جسيم.

والكَنَهْوَرُ من السَّحَاب: قطع أَمْثَال الْجبَال، قَالَ أَبُو نخيلة:

كَنَهْوَرٌ كَانَ من أعْقابِ السُّمِى

واحدته كَنَهْوَرَةٌ، وَقيل: الكَنَهْوَرُ: السَّحَاب المتراكم، قَالَ ابْن مقبل: لَهَا قائِدٌ دُهْمُ الرَّبابِ وخَلْفَه ... رَوَايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْوَرا

والمُكْفَهِرُّ من السَّحَاب: الَّذِي يغلظ ويركب بعضه بَعْضًا، وكل متراكب مُكْفَهِرٌّ.

ووجهٌ مُكْفَهِرٌّ: قَلِيل اللَّحْم غليظ الْجلد لَا يستحيي من شَيْء، وَقيل: هُوَ العبوس. وعام مُكُفَهِرٌّ كَذَلِك.

واكْفَهَرَّ النَّجْم: بدا وَجهه وضوؤه فِي شدَّة ظلمَة اللَّيْل، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِذا اللَّيْلُ أدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه ... وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جَوَاثمُ

والمُكْرَهِفُّ: الذّكر الْمُنْتَشِر المشرف.

والمُكْرَهِفُّ: لُغَة فِي المكفهر، أَو مقلوب عَنهُ، وَبَيت كثير يرْوى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ قَوْله:

نَشِيمُ عَلى أرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَةً ... عَرِيضاً سَناها مُكْفَهِراًّ صَبِيرُها

والهَبْرَكة: الْجَارِيَة الناعمة.

وشباب هَبْرَكٌ: تَامّ، قَالَ:

جارِيَةٌ شَبَّتْ شَباباً هَبْركا

لَمْ يَعدُ ثَدْيَا نحْرِهَا أَنْ فَلَّكَا

وشاب هَبْرَكٌ وهُبارِك كَذَلِك.

وكَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ: مَوضِع، وَمن الْعَرَب من لَا يصرفهُ، يَجعله اسْما للبقعة، قَالَ جرير:

طَوَى البَيْنُ أسبابَ الوِصَالِ وحاوَلَتْ ... بكَنْهَلَ أقْرانُ الهَوَى أنْ تَجَذَّما

وَرجل كَهْبَلٌ: قصير.

والْكَنَهْبُلُ: شجر عِظَام، وَهُوَ من العضاه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما كَنَهْبُلٌ فالنون فِيهِ زَائِدَة، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام على مِثَال سفرجل، فَهَذَا بِمَنْزِلَة مَا يشتق مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نون، فكَنَهْبُلُ بِمَنْزِلَة عرنتين، بنوه بِنَاء حِين زادوا النُّون، وَلَو كَانَت من نفس الْحَرْف لم يَفْعَلُوا ذَلِك، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف مَطَرا وسيلا:

فأضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عَن كُلّ فِيقَةٍ ... يَكُبُّ عَلى الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ

والكَنَهْبَلُ: لُغَة فِيهِ، قَالَ أَبُو حنيفَة، أَخْبرنِي أَعْرَابِي من أهل السراة، قَالَ: الكَنَهْبُلُ: صنف من الطلح جفر قصار الشوك.

وكَهْمَلٌ: ثقيل وخم.

وَأخذ الْأَمر مُكَمْهَلاً، أَي بأجمعه.

وتَفَهْكَنَ الرجل: تندم، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، وَلَيْسَ بثبت.

والهَبَنَّكُ: الْكثير الْحمق. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الأحمق، فَلم يُقَيِّدهُ بقلة وَلَا بِكَثْرَة، وَالْأُنْثَى هَبَنَّكَةٌ.

وَامْرَأَة بَهْكَنَةٌ وبُهاكِنَةٌ: تَارَة غضة، قَالَ السَّلُولي:

بُهَاكِنَةٌ غَضَّةٌ بَضَّةٌ ... بَرُوُد الثَّنَايَا خِلاَفَ الَكَرَى

هتو

هتو هتا الشيء يهتوه كسره، بغير همز.

هتو


هَتَا(n. ac. هَتْو)
a. Stamped, trampled on.

هَاْتَوَa. Gave, granted to.

هَاتِ
a. Give.
هتو:
هاتي: صخب، أحدث جلبة، أكثر الصياح، عيّط، شتم، قرّع، هذى (بقطر).
مهاتاة ومهاتية: صخب، صياح، تقريع، هذيان (بقطر).
الْهَاء وَالتَّاء وَالْوَاو

هَتا الشَّيْء هَتْواً: كَسره وطئا بِرجلِهِ.
هتو
: (و ( {هَتَوْتُه) } هَتْواً: أَهْملهُ الجَوْهرِي.
وَفِي المُحْكم: أَي (كَسَرْتُهُ وَطْأً برِجْلي) ؛ وتقدَّمَ فِي الهَمْزةِ: هَتَأَهُ بالعَصَى ضَرَبَه.
وَقَالَ ابْن القطّاع: هَتَوْتُ الشيءَ هَتْواً: كَسَرْتُه، وَلم يُقَيِّده بالرِّجْل.
( {وَهاتَى: أَعْطَى، وتَصْريفُه كتصريفِ عاطَى) ؛ وتقدَّمَ الاخْتِلافُ قَرِيبا فِي أصالَةِ الهَمْزةِ أَو أنَّها مُنْقلبَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} هاتَى: إِذا أَخَذَ، وَبِه فُسِّر قولُ الَّراجزِ:
واللهاُ مَا يُعْطِي وَمَا {يُهاتِي أَي وَمَا يَأْخُذُ.

ضَفِرَ

(ضَفِرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنَّ طَلْحَةَ نَازَعه فِي ضَفِيرَة كَانَ عليٌّ ضَفَرَهَا فِي وادٍ» الضَّفِيرَة: مِثْلُ المُسَنَّأة المُسْتَطيلة المعْمُولة بِالْخَشَبِ والحجارَة، وضَفْرُهَا عَمَلُها، مِنَ الضَّفْر وَهُوَ النَّسْجُ.
وَمِنْهُ ضَفْرُ الشَّعَر وإدْخال بعْضه فِي بَعْضٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فقامَ عَلَى ضَفِيرَة السُّدَّة» وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «وأشارَ بِيَدِهِ وَرَاء الضَّفِيرَة» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «إنِّي امرأةٌ أَشُدُّ ضَفْر رَأسي» أَيْ تَعْملُ شَعرها ضَفَائِر، وَهِيَ الذوائبُ المَضْفُورَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن عَقَصَ أَوْ ضَفَرَ فَعَليه الحلْقُ» يَعْنِي فِي الْحَجِّ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «الضَّافِر والمُلَبِّد والمُجِّمر عَلَيْهِمُ الحَلْق» .
(س) وَحَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أنَّه غَرَز ضَفْرَهُ فِي قَفَاه» أَيْ غَرَزَ طَرَفَ ضَفِيرَتِهِ فِي أصْلها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» أَيْ حَبْل مَفتول مِنْ شَعَر، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «مَا جَزَر عَنْهُ الماءُ فِي ضَفِير البحْر فكُله» أَيْ شَطِّه وَجَانِبِهِ.
وَهُوَ الضَّفِيرَة أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَموتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجع إِلَيْكُمْ وَلَا تُضَافِرَ الدُّنيا، إلاَّ الْقَتِيلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُحِب أَنْ يرجِعَ فيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرى» المُضَافَرَة:
المُعاودَة والمُلاَبسة: أَيْ لَا يُحِب مُعاودَة الدُّنيا ومُلاَبَسَتَها إلاَّ الشَّهيدُ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هُوَ عِنْدِي مُفَاعَلَةٌ، مِنَ الضَّفْزِ ، وَهُوَ الطَّفْرُ والوثوبُ فِي العَدْو. أَيْ لَا يَطْمَح إِلَى الدُّنْيَا وَلَا يَنْزُو إِلَى العَوْد إِلَيْهَا إِلَّا هُوَ» .
ذكَرَه الْهَرَوِيُّ بِالرَّاءِ، وَقَالَ: المُضَافَرَة بِالضَّادِ وَالرَّاءِ: التَّألُّبُ. وَقَدْ تَضَافَرَ القومُ وتظَافَرُوا، إِذَا تَأَلَّبُوا.
وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَمْ يُقَيِّدْــهُ، لَكِنَّهُ جَعَل اشتِقَاَقَه مِنَ الضَّفز ، وَهُوَ الطَّفْر والقَفْز، وَذَلِكَ بِالزَّايِ، وَلَعَلَّهُ يُقَالُ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، فإنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ فِي حَرْفِ الراءِ: «والضَّفْر: السَّعْي. وَقَدْ ضَفَرَ يَضْفِرُ ضَفْراً» والأشْبَه بِمَا ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاي. (س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مُضَافَرَة الْقَوْمِ» أَيْ مُعَاونَتُهم. وَهَذَا بِالرَّاءِ لَا شكَّ فِيهِ.

قَوَدَ

(قَوَدَ)
(س) فِيهِ «مَن قَتَلَ عَمْداً فَهُوَ قَوَدٌ» القَوَدُ: القِصاص وقَتْل القاتِل بَدل القَتيل.
وَقَدْ أَقَدْتُه بِهِ أُقِيدُه إِقادةً. واسْتَقَدْتُ الحاكِمَ: سألتُه أَنْ يُقِيدَــنِي. واقْتَدْتُ مِنْهُ أَقْتاد. فأمَّا قَادَ البَعيرَ واقْتَاده فبِمَعْنَى جَرَّه خَلْفه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الصَّلَاةِ «اقْتَادُوا رَواحِلهم» .
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قُرَيش قادَةٌ ذَادَة» أَيْ يَقُودون الجُيوش، وَهُوَ جَمْع: قَائِد.
ورُوِي أنَّ قُصَيَّا قَسَم مَكارِمَه، فأعْطَى قَوْدَ الجُيوش عبدَ مَناف، ثُمَّ وَلِيها عبدُ شَمْسٍ، ثُمَّ أمَيَّةُ، ثُمَّ حَرْبٌ، ثُمَّ أَبُو سُفيان.
وَفِي حَدِيثِ السَّقيفة «فانْطَلَق أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَتَقَاودان حَتَّى أتَوْهُم» أَيْ يَذْهَبان مُسْرِعَين، كأنَّ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يَقُود الآخَر لسُرْعَتِه.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيلُ
القَوْداء: الطَّوِيلَةُ.
وَمِنْهُ: «رَمْلٌ مُنْقاد» أَيْ مُسْتطيل.

غل

غل
أغْلَلْتُ في الإِهاب غَلَلاً: إذا أبْقَيْتَ عليه شَحْماً بَعْدَ السَّلْخ.
وغَلَّ البَعِيرُ يَغُل غُلَةً: إذا لم يَقْض رِيَّه.
والغَلِيْلُ: حَرُّ الجَوْفِ لَوْحاً. والمُغْتَلُّ: الذي اغْتَلَّ جَوْفُه من الحَر والشَّوْق.
وأنا غَلِيْلٌ إليه: أي مُشْتاق.
وبَعِيرٌ غَلاّنٌ: أي عَطْشان.
ورَجُلٌ مَغْلُولٌ: به غُلَةُ العَطَش.
والغِلُّ: الغلَّة.
والغُلاّنُ: من منابِتِ الطَّلْحِ، الواحِدُ غالٌّ. وأغَلَّ الوادي: أنْبَتَ الغُلاّنَ. وقيل: الغالُّ من الأرض: المُطْمَئنٌّ الكثيرُ الشَّجَرِ، والجميع الغُلاّنُ. وقيل: هي الأوْدِيَةُ، واحِدُها غَلِيلٌ.
والغَلَلُ: الماءُ يَجْري بَيْنَ الشَّجَر، وجَنعُه أغلال.
وانْغَلَّ القَوْمُ للقَوم في الخَمَرِ.
وغَلَلْتُ الشَّيْءَ في الشَّيْءِ: أدْخَلْتَه فيه.
والرَّسُولُ يَتَغَلْغَلُ في الحاجَةِ ويَتَغَلْغَلُ: أي يَلْطُف.
والغُل: جامِعَةٌ تُشَدُّ بها العُنُقُ واليَدُ. ويقولون: إن من النساء غلاَّ قَمِلاً.
والغِلُّ: الحِقْدُ الكامِنُ رَجُلٌ مُغِلٌ: مُضِبٌ على غِلٍّ. وغَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ. والغُلُولُ: خِيانة الفَيْءِ، ورَجُل مُغِلٌّ، وهو يَغُلُّ. وفي الحَديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلاَل " أي لا خِيانَةَ ولا سَرِقَةَ، وعلى ذا فُسِّرَ قولُه عَز وجَل: " وما كانَ لِنَبيٍّ أن يَغُلَّ ". وقيل: الإغلال لُبْسُ الدُّرُوعِ والإسلالُ سَلُّ السيف.
ويُقال: أغلَلْتَ بي: إذا أضَرَّ به. وا
لغَلَّةُ: الدَّخْلُ، وهذه الضَّيْعَةُ أغلَّتْ: أي أعْطَتِ الغَلَّةَ، وما أغَلَّها. والغَلْغَلَةُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وهي كالغَرْغَرَة.
ورِسالة
مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمُولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلدٍ، وقيل: هي الدَّخّالةُ.
والغِلالَةُ: شِعَارٌ تُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوب للبَدَن خاصَّةً. وهي العُظّامةُ أيضاً.
وتقول من الغالِيَة: غَلَّلْتُ.
والغَلِيْلُ: عَلَفٌ للخَيْل وهو خِلْطانِ من قَتٍّ ونَوىً.
ونِعْمَ غُلُوْلُ الشَّيْخ: لِما أدْخَلَه جَوْفَه من الطَّعام.
والمُغْتَلُّ: الذي لا يَقْدِرُ على الحَمْض وهو إليه مُخْتَلٌّ.
والغَلَلُ والغِلالَة: داءٌ يأْخُذُ الغَنَمَ، وقد اغتَلَّتْ. وأغَلَّ الرجُلُ: اغتَلَّتْ غّنَمَهُ. وهذا الطَّعامُ غُلُوْلُ صِدْقٍ: أي طَعامُ صِدْقٍ. وغَلَّ بَهْرَةُ اللَّبَنِ.
غل
الغَلَلُ أصله: تدرّع الشيء وتوسّطه، ومنه:
الغَلَلُ للماء الجاري بين الشّجر، وقد يقال له:
الغيل، وانْغَلَّ فيما بين الشّجر: دخل فيه، فَالْغُلُّ مختصّ بما يقيّد به فيجعل الأعضاء وسطه، وجمعه أَغْلَالٌ، وغُلَّ فلان: قيّد به. قال تعالى:
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
[الحاقة/ 30] ، وقال: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر/ 71] . وقيل للبخيل: هو مَغْلُولُ اليد. قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ
[الأعراف/ 157] ، وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ
[الإسراء/ 29] ، وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ
[المائدة/ 64] ، أي:
ذمّوه بالبخل. وقيل: إنّهم لمّا سمعوا أنّ الله قد قضى كلّ شيء قالوا: إذا يد الله مَغْلُولَةٌ ، أي:
في حكم المقيّد لكونها فارغة، فقال الله تعالى ذلك. وقوله: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا
[يس/ 8] ، أي: منعهم فعل الخير، وذلك نحو وصفهم بالطّبع والختم على قلوبهم، وعلى سمعهم وأبصارهم، وقيل: بل ذلك- وإن كان لفظه ماضيا- فهو إشارة إلى ما يفعل بهم في الآخرة كقوله: وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا
[سبأ/ 33] . والْغُلَالَةُ: ما يلبس بين الثّوبين، فالشّعار: لما يلبس تحت الثّوب، والدّثار: لما يلبس فوقه، والْغُلَالَةُ: لما يلبس بينهما. وقد تستعار الْغُلَالَةُ للدّرع كما يستعار الدّرع لها، والْغُلُولُ: تدرّع الخيانة، والغِلُّ:
العداوة. قال تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
[الأعراف/ 43] ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
[الحشر/ 10] . وغَلَّ يَغِلُّ: إذا صار ذا غِلٍّ ، أي: ضغن، وأَغَلَّ، أي: صار ذا إِغْلَالٍ. أي:
خيانة، وغَلَّ يَغُلُّ: إذا خان، وأَغْلَلْتُ فلانا: نسبته إلى الغُلُولِ. قال: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ
[آل عمران/ 161] ، وقرئ: أَنْ يَغُلَ
أي: ينسب إلى الخيانة، من أَغْلَلْتُهُ. قال: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[آل عمران/ 161] ، وروي: «لا إِغْلَالَ ولا إسلال» أي: لا خيانة ولا سرقة. وقوله عليه الصلاة والسلام: «ثلاث لا يَغِلُّ عليهنّ قلب المؤمن» أي: لا يضطغن. وروي: «لا يُغِلُّ» أي: لا يصير ذا خيانة، وأَغَلَّ الجازر والسالخ:
إذا ترك في الإهاب من اللّحم شيئا، وهو من الْإِغْلَالِ، أي: الخيانة، فكأنّه خان في اللّحم وتركه في الجلد الذي يحمله. والغُلَّةُ والغَلِيلُ:
ما يتدرّعه الإنسان في داخله من العطش، ومن شدّة الوجد والغيظ. يقال: شفا فلان غَلِيلَهُ، أي: غيظه. والغَلَّةُ: ما يتناوله الإنسان من دخل أرضه، وقد أَغَلَّتْ ضيعته. والْمُغَلْغَلَةُ: الرّسالة التي تَتَغَلْغَلُ بين القوم الذين تَتَغَلْغَلُ نفوسُهُمْ، كما قال الشاعر:
تَغَلْغَلُ حيث لم يبلغ شراب ولا حزن ولم يبلغ سرور

غل

1 غَلَّهُ, (S, O, K, *) aor. ـُ (S,) inf. n. غَلٌّ, (K,) He made it, or caused it, to enter, (S, O, K, * [in the CK اُدْخِلَ is erroneously put for أَدْخَلَ,]) فِى

شَىْءٍ into a thing; (O, K;) as also ↓ غَلْغَلَهُ, (K, * TA,) inf. n. غَلْغَلَةٌ; or this last word signifies the making, or causing, a thing to enter a thing so as to become confused with, and a part of, that into which it enters: (TA:) b2: and غَلَّ, (S, O, K,) aor. as above, (S) and so the inf. n., (TK,) signifies also It entered [into a thing]; (S, O, K;) being intrans. as well as trans.; (S, O;) and so does ↓ اِنْغَلَّ, (S, O, K,) and ↓ تغلّل, and ↓ تَغَلْغَلَ; (K, TA;) said of [what are termed by logicians] substances and of [what are termed by them] accidents. (TA.) b3: يَغُلُّ said of a ram means Penem suum inserit (يُدْخِلُ قَضِيبَهُ) non sublatâ caudâ. (S, O, * TA.) And غَلَّ signifies also Inivit (حَشَأَ, in some copies of the K without the hemzeh,) feminam: (K, TA; in which latter is added ولا يكون الّا من ضَخْمٍ [app. meaning that this is not said of any but such as is big, or bulky]:) mentioned by IAar. (TA.) b4: غَلَّ الدُّهْنَ فِى

رَأْسِهِ He made the oil to enter amid the roots of the hair of his head. (K.) And غَلَّ شَعَرَهُ بِالطِّيبِ He made the perfume to enter amid his hair. (TA.) b5: And غَلَّهُ لَهُ He made it to be unapparent to him (دَسَّهُ لَهُ), he [the latter] having no knowledge of it. (TA: in which the pronoun affixed to the verb relates to a dagger, and to a spear-head.) b6: غَلَّ المَفَاوِزَ He (a man) entered into the midst of the deserts, or waterless deserts. (S, O.) b7: غَلَّ المَآءُ بَيْنَ الأَشْجَارِ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) The water ran amid the trees. (S, O, K.) And المَآءُ فِى الشَّجَرِ ↓ تَغَلْغَلَ The water entered amid the breaks, or interspaces, of the trees. (S.) b8: غَلَّ الغِلَالَةَ He clad himself with, or wore, the غلالة [q. v.] (K, TA) beneath the [other] garments; because he who does so enters into it. (TA.) And الثَّوْبَ ↓ اِغْتَلَلْتُ [in like manner] signifies I clad myself with, or wore, the garment beneath the [other] garments. (K.) b9: غَلَّ فُلَانًا, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He put upon the neck, or the hand, of such a one, the غُلّ [i. e. ring, or collar, of iron, for the neck, or pinion or manacle for the hand]. (K, TA.) and غُلَّ He had the غُلّ put upon him. (S, * TA.) And غَلَلْتُ يَدَهُ إِلِى عُنُقِهِ [I confined his hand to his neck with the غُلّ]. (S, O.) And غَلَّ أَسِيرًا بِغُلٍّ

مِنْ قِدٍّ وَعَلَيْهِ شَعَرٌ [He confined a captive with a غُلّ of thongs upon which was hair]. (TA.) One says, مَا لَهُ أُلَّ وَغُلَّ, (S, O, K, TA, [in some copies of the S and K, which have misled Golius and Freytag, ماله أُلٌّ وَغُلٌّ,]) a form of imprecation, (K, TA,) meaning [What ails him?] may he be thrust, or pushed, in the back of his neck, and become possessed, or insane, (IB, TA in the present art. and in art. ال,) and therefore have the غُلّ put upon him. (TA in the present art.) and غُلَّتْ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ [sometimes] means (assumed tropical:) His hand was withheld from expenditure. (TA.) A2: غُلَّ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. غَلَلٌ, said of a man, (S,) He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation. (TA.) b2: And غَلَّ said of a camel, (S, O, K,) originally غَلِلَ, (MF, TA,) aor. ـَ and ↓ اغتلّ also; He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; or affected with burning of the inside: (K:) or he did not fully satisfy his thirst; (S and O in explanation of the former, and TA in explanation of both;) and غَلَّتْ is said of camels in like manner, agreeably with this last explanation: (K:) and ↓ اِغْتَلَّتْ is also said of sheep or goats, (K, TA,) signifying they thirsted. (TA.) A3: غَلَّ صَدْرُهُ, aor. ـِ (S, O, K, TA, [in the CK, erroneously, يَغَلُّ,]) with kesr, (S, O,) inf. n. غِلٌّ, with kesr, (O,) His bosom was, or became, affected with rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, K:) and with dishonesty, or insincerity. (S, O.) [See also غِلٌّ, below.] It is said in a trad., ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ المُؤْمِنِ i. e. [There are three habits, (خِصَال being understood, these, as is said in the O, being “ the acting sincerely towards God,” and “ giving honest counsel to those in command,” and “ keeping to the community ” of the Muslims,)] while conforming to which the heart of the believer will not be invaded by rancour, malevolence, malice, or spite, causing it to swerve from that which is right; (S, * O;) a saying of the Prophet; thus related by some: accord. to others, ↓ يُغِلُّ, (S, O,) with damm to the ى, (O,) which is from the meaning expl. in the next sentence here following. (S, * O.) A4: غَلَّ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. غُلُولٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) He acted unfaithfully; as also ↓ اغلّ: (S, O, Msb, K:) or thus the latter, (S, Mgh, O, Msb, K,) accord. to ISk (S, Msb) and A'Obeyd, (S,) in a general sense; (Mgh, Msb;) and he became unfaithful: (TA:) but the former verb is used only in relation to spoil, or booty; (S, Mgh, O, * Msb, K;) you say, غَلَّ مِنَ المَغْنَمِ meaning خَانَ [i. e. He acted unfaithfully in taking from the spoil, or booty]; (S, O;) or meaning he acted unfaithfully in relation to the spoil, or booty: (Mgh:) or غَلَّ, (IAth, Mgh, TA,) aor. as above, (Mgh,) inf. n. غُلُولٌ, (IAth, TA,) or غَلٌّ, (Mgh, [thus in my copy, accord. to which it is trans., as will be shown by what follows,]) signifies also he stole; and was unfaithful in respect of a thing privily; and such conduct is termed غُلُولٌ because, in the case thereof, the hands, or arms, have the غُلّ [q. v.] put upon them: (IAth, TA:) or it signifies also he took a thing and hid it amid his goods; and it occurs in a trad. as meaning he took a شَمْلَة privily. (Mgh.) It is said in the Kur [iii. 155], وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ and أَنْ

↓ يُغَلَّ, accord. to different readers; the former meaning [And it is not attributable to a prophet] that he would act unfaithfully; and ↓ ان يُغَلَّ meaning, [agreeably with an explanation of أَغَلَّ فُلَانًا in the K,] that unfaithful conduct should be imputed to him; or that there should be taken from his [share of the] spoil, or booty; (S, O, TA;) [or this may mean, that he should be found to be acting unfaithfully; for, accord. to the TA, اغلّ الرَّجُلَ means وَجَدَهُ غَالًّا;] but IB says that a pass. aor. is seldom found in the language of the Arabs in a phrase of this kind. (TA.) And it is said in a trad. وَلَا إِسْلَالَ ↓ لَا إِغْلَالَ i. e. There shall be no acting unfaithfully nor stealing: or there shall be no act of bribery [nor stealing]: (S, O:) or, as some say, there shall be no aiding another to act unfaithfully [&c.]. (TA.) A5: غَلَلْتُ لِلنَّاقَةِ I fed the she-camel with غَلِيل i. e. date-stones mixed with [the species of trefoil called] قِتّ. (S, * O, TA.) A6: غَلَّ الإِهَابَ: see أَغَلَّ فِى الإِهَابِ.

A7: غَلَّ عَلَى الشَّىْءِ, inf. n. غَلٌّ; and ↓ اغلّ; He was silent at the thing: and also he was intent upon the thing. (TA.) 2 غلّلهُ, (K,) or غلّل لِحْيَتَهُ, (S, O,) بِالغَالِيَةِ, (S, O, K,) inf. n. تَغْلِيلٌ, (K,) He perfumed him, (K,) or daubed, or smeared, his beard, much, (O,) the teshdeed denoting muchness, (S, O,) with غَالِيَة: (S, O, K:) and بالغالية ↓ تغلّل and ↓ اغتلّ and ↓ تَغَلْغَلَ He perfumed himself with غالية: (K:) Lh mentions تَغَلَّى بِالغَالِيَةِ, which is either from the word غَالِيَة or originally تَغَلَّلَ, in the latter case being like تَظَنَّيْتُ for تَظَنَّنْتُ, but the former is the more agreeable with analogy: accord. to Fr, one says, بالغالية ↓ تَغَلَّلْتُ, and not تَغَلَّيْتُ: (TA:) As held ↓ تَغَلَّلْتُ from الغالية to be allowable if meaning I introduced the غالية into my beard or my mustache; (S, O;) and the like is the case with respect to غَلَّلْتُ بِهَا لِحْيَتِى: (S:) accord. to Lth, one says, from الغالية, غَلَّلْتُ and غَلَّفْتُ and غَلَّيْتُ. (TA. [See also 1 in art. غلف; and see art. غلى.]) 4 اغلّ إِبِلَهُ, (K,) inf. n. إِغْلَالٌ, (TA,) He watered his camels ill, so that they did not satisfy their thirst: (K, TA:) or he brought, or sent, them back from the water without satisfying their thirst: (O, TA:) thus expl. by Az, who says that it is incorrectly mentioned by A'Obeyd, on the authority of Az, [in this sense,] with the unpointed ع. (TA. [But see 4 in art. عل.]) b2: And اغلّ signifies also اغتلّت غَنَمُهُ (O, K) [accord. to the TA as meaning His sheep, or goats, thirsted: but this I think doubtful: see 8].

A2: اغلّ and its aor. and inf. n. as relating to unfaithfulness, see in the latter half of the first paragraph, in five places.

A3: اغلّت الضَّيْعَهُ, (Mgh, Msb, K, [in the CK غَلَّت,]) and الضِّيَاعُ, (S, O, K,) from الغَلَّةُ, (S, O,) [The estate, and estates, consisting of land, &c.,] became in the condition of having غَلَّة [or proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, &c.]: (Mgh, Msb:) or yielded غَلَّة: (K, TA:) i. e. yielded somewhat, the source thereof remaining. (TA.) b2: And اغلّ القَوْمُ meaning بَلَغَتْ غَلَّتُهُمْ [i. e. The غَلَّة of the people, or party, arrived; as expl. in the PS and TA; or the people, or party, had their غلّة brought to them]. (S, O, K.) And The people, or party, became in [or entered upon] the time of the غَلَّة. (TA.) b3: And فُلَانٌ يُغِلُّ عَلَى عِيَالِهِ Such a one brings the غَلَّة to his family, or household. (S, O.) A4: اغلّ الوَادِى The valley gave growth to what are termed غُلَّان, (S, O, K,) pl. of غَالٌّ. (TA.) A5: اغلّ فِى الإِهَابِ, (S, O,) He (a butcher) left some of the flesh sticking in the hide, in stripping it off: (S, O:) or he took some of the flesh and of the fat [in the hide] in the skinning: (K:) and الإِهَابَ ↓ غلّ he left somewhat [of the flesh, or of the flesh and of the fat,] remaining in the hide on the occasion of the skinning: a dial. var. of أَغَلَّ. (TA.) b2: And accord. to AA, الإِغْلَالُ signifies The milking of the she-camel when milk remains [app. afterwards] in her udder. (O.) [Perhaps the meaning is The leaving some remaining in the udder on the occasion of milking.]

A6: اغلّ الخَطِيبُ The orator, or preacher, said, or spoke, what was not right, or correct. (TA.) A7: اغلّ بَصَرَهُ, (S, O,) or البَصَرَ, (K,) He (a man, S, O) looked intensely, or intently. (S, O, K.) b2: See also 1, last sentence.

A8: إِغْلَالٌ signifies also The making an overt, or open, hostile, or predatory, incursion. (TA.) A9: And The clothing oneself with, or wearing, a coat of mail. (TA.) 5 تَغَلَّّ see 1, first sentence: A2: and see also 2, in three places.7 إِنْغَلَ3َ see 1, first sentence.8 اِغْتَلَلْتُ الثَّوْبَ: see 1, former half.

A2: اِغْتَلَلْتُ الشَّرَابَ I drank the beverage. (K.) A3: لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا: see 10.

A4: اغتلّ said of a camel, and اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats: see 1, near the middle of the paragraph. (See also the next sentence but one.) A5: اغتلّ بِالغَالِيَةِ: see 2.

A6: اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats, They became affected with the disease termed غَلَل [q. v.]. (O, K.) 10 اِسْتِغْلَالٌ signifies The desiring, or demanding, or [tasking a person,] to bring غَلَّة [i. e. proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, or yield, of land, &c.]. (PS.) One says, استغلّ عَبْدَهُ, meaning He tasked his slave to bring غَلَّة to him. (S, O, K. [In the explanation in the CK, يَغُلَّ is erroneously put for يُغِلَّ.]) b2: and The taking, or receiving, [or obtaining,] of غَلَّة: (PS:) or the bringing of غَلَّة from a place [or an estate]. (KL.) One says, ↓ استغلّ المُسْتَغَلَّاتِ He took the غَلَّة of the مستغلّات [i. e. of the lands, or estates, from which غلّة is obtained]. (S, O, K.) And ↓ لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا like يَسْتَغِلُّهَا [i. e. To him belongs a small portion of land of which he takes, or receives, or obtains, the غَلَّة]. (TA.) b3: and [hence] one says of a hard man, لَا يُسْتَغَلُّ مِنْهُ شَىْءٌ (assumed tropical:) [Nothing, meaning no profit or advantage, is reaped, or obtained, from him]. (L and TA in art. مرس: see 5 in that art.) R. Q. 1 غَلْغَلَ, inf. n. غَلْغَلَةٌ: see 1, first sentence. b2: غَلْغَلَ رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِهَا [He conveyed a message, or letter, to the person to whom it pertained: see the pass. part. n., below]. (Ham p. 500.) A2: And غَلْغَلَةٌ signifies also A breaking [of the bone of the nose, and of the head of a flask or bottle], like غَرْغَرَةٌ. (TA.) A3: [See مُغَلْغِلَةٌ.I do not find any instance of the usage of غَلْغَلَ otherwise than as trans.: but in the TK, and hence by Freytag, غَلْغَلَةٌ in a sense in which it is expl. below is regarded as an inf. n., and consequently the verb is said to signify He went quickly; which is a meaning of R. Q. 2.] R. Q. 2 تَغَلْغَلَ: see 1, first quarter, in two places. قَدْ تَغَلْغَلْتَ يَا عَدُوَّ اللّٰهِ, said to the مُخَنَّث Heet, when he described a woman, as is related in a trad., is expl. as meaning Thou hast reached, in thy looking, of the beauties of this woman, a point which no looker, nor any one having close communion, nor any describer, has reached [beside thee, O enemy of God]. (TA.) b2: Also He went quickly: (K, * TA:) one says, تَغَلْغَلُوا فَمَضَوْا [They went quickly, and passed, or passed away]. (TA.) A2: تغلغل بِالغَالِيَةِ: see 2.

غُلٌّ A ring, or collar, of iron, which is put upon the neck: (Msb:) a shackle for the neck or for the hand: [i. e. a ring, or collar, for the neck, or a pinion or manacle for the hand:] (MA:) or a [shackle of the kind called] جَامِعَة, (TA, and so in the S and K in art. جمع,) of iron, (TA,) collecting together the two hands to the neck: (S in art. جمع; and Jel * in xxxvi. 7:) [sometimes, a shackle for the neck and hands, consisting of two rings, one for the neck and the other for the hands, connected by a bar of iron: (see زَمَّارَةٌ:)] and a shackle with which the Arabs used to confine a captive when they took him, made of thongs, upon which was hair, so that sometimes, when it dried, it became infested with lice upon his neck: (TA:) the pl. is أَغْلَالٌ: (S, O, Msb, K:) which repeatedly occurs in the Kur-án and the Sunneh as meaning (assumed tropical:) difficult tasks and fatiguing works [as being likened to shackles upon the necks]. (TA.) b2: [Hence] the Arabs apply it metonymically to denote (tropical:) A wife. (TA.) And غُلٌّ قَمِلٌ [lit. A lousy shackle for the neck &c.] is an appellation of (assumed tropical:) a woman of evil disposition; originating from the fact that the غُلّ used to be of thongs, upon which was hair, so that it became infested with lice. (S.) A2: Also, and ↓ غُلَّةٌ, (S, O, K,) and ↓ غَلَلٌ, (K,) or this is the inf. n. of غُلَّ, (S,) [and accord. to analogy of غَلَّ as originally غَلِلَ,] and ↓ غَلِيلٌ, (S, O, K,) Thirst: or vehement thirst: (K, TA:) or the burning of thirst; (S, O, TA;) little or much: (TA:) or burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation (TA.) غِلٌّ and ↓ غَلِيلٌ Rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, Msb, K, TA:) or latent rancour &c.: (JK in explanation of the former:) and envy; so each signifies; (TA;) [and so the former in the Kur vii. 41 and xv. 47:] and enmity: (TA in explanation of the latter:) and the former signifies also dishonesty, or insincerity. (S, O.) غَلَّةٌ Proceeds, revenue, or income, (Mgh, Msb, K, TA, [in the CK, الدَّخَلَةُ is put for الدَّخْلُ,]) of any kind, (Mgh, Msb,) accruing from the produce, or yield, of land, (Mgh, Msb, K, TA,) or from the rent thereof, (Mgh, Msb, TA,) [in which sense ↓ مَغَلٌّ is also used, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ,] or from seed-produce, and from fruits, and from milk, and from hire, and from the increase of cattle, and the like, (TA,) and from the rent of a house, (K, TA,) and from the hire of a slave, (Mgh, K, TA,) and the like; (Mgh, Msb;) [generally meaning corn, or grain; ??] wheat and barley and rice and the like; (KL;) the غَلَّة of the slave is the payment imposed by the master, and made to him: (TA voce ضَرِيبَةٌ:) pl. غَلَّاتٌ (S, O, Msb, TA) and غِلَالٌ. (Msb, TA.) b2: Also Dirhems [or pieces of money] that are clipped (مُقَطَّعَة), in a single piece thereof [the quantity clipped being] a قِيرَاط or a طَسُّوج or a grain; of which it is said in the “ Eedáh,” that one's lending غَلَّة in order to have such as are free from defect returned to him is disapproved: (Mgh:) or dirhems [or pieces of money] that are rejected by the treasury of the state, but taken by the merchants. (KT. [Freytag has given this latter explanation, but has erroneously assigned it to غُلَّةٌ.]) غُلَّةٌ A thing in which one hides himself. (IAar, TA.) b2: See also غِلَالَةٌ, in two places: b3: and غَلَلٌ.

A2: And see غُلٌّ, last sentence.

غَلَلٌ Water amid trees: pl. أَغْلَالٌ. (S, O. [See an ex. voce عَذْبٌ.]) And Water having no current, only appearing a little upon the surface of the earth, disappearing at one time and appearing at another: (AA, S, O:) or, accord. to AHn, a feeble flow of water from the bottom of a valley or water-course, amid trees. (TA.) Aboo-Sa'eed says, لَا يَذْهَبُ كَلَامُنَا غَلَلَا [Our speech shall not pass away as a feeble flow of water]: meaning that it ought not to be concealed from men, but should be made public. (TA.) A2: Also A strainer, or clarifier: occur-ring in a verse of Lebeed, cited voce رَازِقِىٌّ: where it means the فِدَام (S, O, TA) on the heads of the أَبَارِيق, (S,) or on the head of the إِبْرِيق: (O, TA:) or, as some relate the verse, the word is غُلَلٌ, pl. of ↓ غُلَّةٌ; (S, O, TA;) which signifies [the same, i. e.] a piece of rag bound on the head of the ابريق [to act as a strainer]. (IAar, TA.) A3: And The flesh that is left upon the thumb when one skins [a beast]. (TA.) A4: See also غُلٌّ, last sentence.

A5: Also, (O, K,) and ↓ غَلَالَةٌ, (O, and so in copies of the K,) or ↓ غُلَالَةٌ, (so in other copies of the K, and accord. to the TA,) A certain disease that attacks sheep, or goats, (O, K, TA,) in the orifice of the teat, occasioned by the milker's not exhausting the udder, but leaving in it some milk, which becomes blood, or coagulates and is mixed with a yellow fluid. (TA.) غَلُولُ الشَّيْخِ The food of the old man, which he ingests into his belly [or stomach]: (S, O, K:) and likewise the beverage drunk by him. (TA.) One says, نِعْمَ غَلُولُ الشَّيْخِ هٰذَا [Excellent, or most excellent, is this food of the old man &c.!]. (S, O, K.) غَلِيلٌ: see غُلٌّ, last sentence. b2: [Hence,] sometimes, (TA,) (assumed tropical:) The burning of love, and of grief. (K, TA.) b3: See also غِلٌّ.

A2: And see مَغْلُولٌ.

A3: Also Date-stones mixed with [the species of trefoil called] قَتّ, (S, O, K, TA,) and in like manner with dough, (TA,) for a she-camel, (S, O, K, TA,) which is fed therewith. (S, O, TA.) A4: See. also غَالٌّ.

غَلَالَةٌ, or غُلَالَةٌ: see غَلَلٌ, last sentence.

غِلَالَةٌ A garment that is worn next the body, beneath the other garment, (S, O, K,) and likewise beneath the coat of mail; (S, O;) also called ↓ غُلَّةٌ: (K, TA:) pl. [of the former] غَلَائِلُ and [of the latter] غُلَلٌ. (TA.) b2: And A piece of cloth with which a woman makes her posteriors [to appear] large, (O, * K, * TA,) binding it upon her hinder part, beneath her waist-wrapper; (TA;) as also ↓ غُلَّةٌ, of which the pl. is غُلَلٌ. (IB, TA.) b3: And The pin that connects the two heads of the ring [of a coat of mail]: (O, K:) pl. غَلَائِلُ. (TA.) And غَلَائِلُ signifies Coats of mail: or the pins thereof that connect the heads of the rings: or linings, or inner coverings, that are worn beneath them, (K, TA,) i. e. beneath the coats of mail: and [it is said that] the sing. thereof is ↓ غَلِيلَةٌ. (K, TA.) غَلِيلَةٌ: see what next precedes.

غَلَّانٌ (S, O, K) and ↓ غَالٌّ, (K,) applied to a camel, (S, O, K,) Thirsty: (K: *) or vehemently thirsty: (S, O, K: *) or affected with burning of the inside: (K: *) and ↓ غَالَّةٌ, and its pl. غَوَالُّ, camels not having fully satisfied their thirst. (TA.) غَالٌّ; and its fem., with ة: see the next preceding paragraph.

A2: Also Low, or depressed, ground, in which are trees, and places of growth of [the trees called] سَلَم and طَلْح: one says غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ, like as one says عِيْصٌ مِنْ سِدْرٍ and قَصِيمَةٌ مِنْ غَضًا: (AHn, S, O:) or, as also ↓ غَلِيلٌ, a place of growth of [the trees called] طَلْح: or a low, or depressed, valley or torrent-bed in the ground, (K, TA,) in which are trees: (TA:) pl. غُلَّانٌ. (K.) b2: And A certain plant, (S, O, K,) [said to be] well known: (K: [but I have not found it to be now known:]) pl. غُلَّانٌ. (S, O, K.) غَالَّةٌ [as a subst.] A part broken off from the shore of the sea and become collected together in a place. (TA.) [Expl. by Freytag as signifying “ Pars maris, quæ in litore abrupta est: ” and as being a word of the dial. of El-Yemen: on the authority of IDrd.]

غلغل, [thus in my original,] applied to the root (عِرْق) of a tree, Extending far into the earth: pl. غَلَاغِلُ. (TA.) غَلْغَلَةٌ A quick rate of going. (S, O, K, * TA.) [App. a simple subst.; but perhaps an inf. n., of which the verb is غَلْغَلَ, q. v.]

غُلْغُلَةٌ Clamour and confusion of voices. (TA.) [Like the Pers\. غُلْغُل and غُلْغُلَه.]

مُغَلٌّ, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ: see غَلَّةٌ.

مُغِلٌّ A man cleaving to rancour, malevolence, malice, or spite. (TA.) b2: An unfaithful man; one who acts unfaithfully. (S, * Mgh, O, * TA.) Hence the saying of Shureyh, لَيْسَ عَلَى المُسْتَعِيرِ غَيْرِالمُغِلِّ ضَمَانٌ, (S, Mgh, O, TA,) وَلَاعَلَى

المُسْتَوْدَعِ, (TA,) i. e. [There is no guaranteeship to be imposed upon the asker of a loan, except the unfaithful, nor upon him who is asked to take charge of a deposit, meaning], except in the case of him who has been unfaithful in respect of the loan and the deposit: or, as some say, by the مُغِلّ is here meant the ↓ مُسْتَغِلّ [i. e. the person employed to bring the غَلَّة]: but IAth says that the former is the right explanation. (TA.) A2: مُغِلَّةٌ, applied to a garden (جَنَّة), as in a verse cited voce حَرَدَ, (S, O,) or to an estate (ضَيْعَة), (Mgh, TA,) Having, (Mgh,) or yielding, (TA,) غَلَّة [q. v.; fruitful, or productive]. (Mgh, TA.) مَغْلُولٌ, applied to a man, Having the [shackle called] غُلّ put upon him. (TA.) It is said in the Kur [v. 69], وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدٌ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ [and the Jews said, The hand of God is shackled], meaning, withheld from dispensing. (O.) A2: Also, (S, K,) applied to a man, (S,) and ↓ غَلِيلٌ, and ↓ مُغْتَلٌّ, (K,) Thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, or from anger and vexation. (TA.) مُغْتَلٌّ: see what next precedes. b2: [Hence,] أَنَا مُغْتَلٌّ إِلَيْهِ (tropical:) I am yearning, or longing, for him, or it. (K, TA.) رِسَالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ A message, or letter, conveyed from town to town, or from country to country. (S, O, K.) مُغَلْغِلَةٌ, with kesr to the second غ, Hastening; syn. مُسْرِعَةٌ [which is trans. and intrans.; but generally the latter, like سَرِيعٌ]. (TA.) مُسْتَغَلٌّ A place [or land or an estate] from which غَلَّة is obtained: (KL:) [thus used, as a subst., it has for its pl. مُسْتَغَلَّاتٌ:] see 10.

مُسْتَغِلٌّ: see مُغِلٌّ.
(غل)
الْهَاء بَين الْأَشْجَار غلا تخللها وَجرى فِيهَا وبصر فلَان حاد عَن الصَّوَاب وَفِي الشَّيْء دخل فِيهِ وَالشَّيْء فِي غَيره أدخلهُ فِيهِ وَيُقَال غل فلَان المفاوز دَخلهَا وتوسطها وغل الدّهن أَو الطّيب فِي رَأسه أدخلهُ فِي أصُول شعره وَفُلَانًا وضع فِي يَده أَو عُنُقه الغل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {خذوه فغلوه} والغلالة لبسهَا تَحت الثِّيَاب وَفُلَان غلولا خَان فِي الْمغنم وَغَيره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة} وصدره غلا وغليلا كَانَ ذَا غش أَو ضغن وحقد

(غل) عَطش أَشد الْعَطش وَيُقَال غلت يَده إِلَى عُنُقه أَمْسَكت عَن الْإِنْفَاق فَهُوَ غليل ومغلول وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم}

(غل) الْبَعِير غلَّة صدر عَن المَاء وَلم يرو فَهُوَ غال
باب الغين واللام غ ل فقط

غل: أغْلَلْتُ في الإهاب غَلَلاً أي أبقيت عليه شحماً بعد السلخ. والغَليل: حر الجوف لوحاً وامتعاضاً، قال:

إلى الغَليلِ ولم يقصعنه نُغَبُ

وغَلَّ البعير يَغَلُّ غَلَلاً إذا لم يقضِ ريه، قال:

أنقع من غلتي وأجزؤها  والغُلاَنُ: أودية، الواحد غليلٌ، ويقال: غالٌّ. والغِلَّ: الحقد الكامنُ. ورجل مُغِلٌّ مضب: على غِلٍّ. والمُغِلُّ: الخائن. والغُلُّ: جامعةٌ يشد في العنق واليد.

وفي الحديث: من النساء غل قمل، يقذفه الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجه إلا هو

، وذلك أن العرب كانوا إذا أسروا أسيراً غَلُّوه بالقد فربما قمل في عنقهِ. والغَلَّةُ: الدخل. وأَغَلَّتِ الضيعة أي: أعطت الغَلَّةَ. والغُلُولُ: خيانة الفيء،

وفي الحديث. لا إسلال ولا إغلالَ

أي: لا خيانة ولا سرقة. والغَلْغَلَةُ: سرعة السير، يقال: تَغَلْغَلُوا فمضوا. ورسالةٌ مُغَلْغَلَةٌ أي محمولة من بلدٍ إلى بلدٍ. والغِلالة: شعارٌ تحت الثوب للبدن خاصةً. وغَلَّلْتُه وغَلَيْتُه أيضاً: من الغالِية، وكلام العامة: غَلَيْتُه. والغَلْغَلَةُ كالغَرْغَرةِ. والغَلَلُ: الماء بين الشجر.
الْغَيْن وَاللَّام

الغُلّ، والغُلّة، والغَلَل، والغَليل، كُله: شدَّة العَطش وحرارة الْجوف.

وَقيل: هُوَ الْعَطش قَلَّ أَو كَثُر.

رجل مَغلول، وغليل، ومُغْتَلٌّ.

وبعير غالٌّ وغَلاّن: عطشان.

غَلّ يَغَلّ غُلّة، واغْتلّ.

وَرُبمَا سُمِّيت حرارة الحُب والحُزن: غَليلا.

وأغلّ إبِله: أَسَاءَ سَقيها فصدَرت وَلم تَرْوَ.

والغل: الغِش والعَداوة والحقد والحَسد. وَفِي التَّنْزِيل: (ونَزعنا مَا فِي صُدورهم من غِل) . قَالَ الزّجاج: حَقِيقَته، وَالله اعْلَم: انه لَا يَحسد بعض أهل الْجنَّةبَعْضًا فِي عُلو الْمرتبَة، لِأَن الْحَسَد غِلّ، وَهُوَ أَيْضا كَدر، وَالْجنَّة مُبرَّأة من ذَلِك.

غَلّ صدرُه يَغلّ غلاًّ.

وَرجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حِقْد.

وغَلّ يَغُلٌّ غُلولا، وأغل ك خَان.

وَخص بَعضهم بِهِ الخون فِي الْفَيْء.

وأغلّه: خَوّنه، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كَانَ لنَبِيّ أَن يَغلّ) .

وَالْإِغْلَال: السّرقَة، وَفِي الحَدِيث: " لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال ".

وأغلّ فِي الْجلد: اخذ بعض اللَّحْم والشَّحم مَعَه فِي السَّلخ.

وَذهب السكين غَلَلاً: دخل بَين اللَّحْم والإهاب.

والغَلل: داءٌ فِي الإحليل، مثل الرَّفَق، وَذَلِكَ أَلا يَنْفُضَ الحالب الضَّرع فَيتْرك فِيهِ شَيْئا من اللَّبن فَيَعُود مَاء أَو خَرَطاً.

وغَلّ فِي الشَّيْء يغُلّ غُلولا، وانغلّ وتغلل، وتَغَلغل: دخل فِيهِ، يكون ذَلِك فِي الْجَوَاهِر والأعراض. قَالَ ذُو الرُّمة فِي الْجَوْهَر، يصف الثور والكناس:

مُحقِّرة عَن كل ساقٍ دَقيقةٍ وَعَن كُل عِرْقٍ فِي الثَّرى مُتغلغلِ

وَقَالَ عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مَسْعُود فِي الْعرض، رَوَاهُ ثَعْلَب:

تَغلغل حُبّ عَثْمة فِي فُؤادي فبادية مَعَ الخافيِ يَسيرُ

وغَلّه يغُلّه غَلاً: أدخلهُ، قَالَ ذُو الرُّمة:

غَلَلْت المَهارَي بَينهَا كُلَّ لَيْلَة وَبَين الدُّجى حَتَّى أَرَاهَا تَمزّقُ

وغَلْغله، كَغلَّه.

والغُلّة: مَا تواريت فِيهِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغَلَل: المَاء الَّذِي يَتَغلغل بَين الشَّجر.

وَقيل: هُوَ الظَّاهِر الْجَارِي. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: الغَلَل: السَّيل الضَّعِيف يسيل من بطن الْوَادي، أَو التلع فِي الشّجر، وَهُوَ فِي بطن الْوَادي.

وَقيل: أَن يَأْتِي الشجَر غَللٌ من قبل ضَعفه واتِّباعه كل مَا تواطأ من بطن الْوَادي فَلَا يكَاد يرى، وَلَا يتبع إِلَّا الوطاء.

والغِلاَلة: شعار يُلبس تَحت الثَّوْب، لِأَنَّهُ لَا يتغلّل فِيهَا، أَي: يُدخل.

وغَلَّل الغِلالة: لبسهَا تَحت ثِيَابه، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلّة: الغِلالة.

وَقيل: هِيَ كالغِلالة تُغَل تَحت الدِّرع، أَي: تُدخل.

والغَلائل: الدُّروع.

وَقيل: بطائن تلبس تَحت الدروع.

وَقيل هِيَ مَسامير الدُّروع الَّتِي تجمع بَين رُؤوس الحَلَق، لِأَنَّهَا تُغَل فِيهَا، أَي: تُدخل.

واحدته: غَليلة.

وَقَول النَّابِغَة:

عُلِين بِكدْيَوْنٍ وأبْطِنّ كُرَّةً فهن وضاء صافياتُ الغَلائل

خَصّ الغلائل بالصفاء لِأَنَّهَا آخر مَا يصدأ من الدروع، ومَن جعلهَا البطائن جعل الدُّروع نقّية لم يُصدئن الغلائل.

وغَلَّ الدُّهنَ فِي رَأسه: ادخله فِي أصُول الشّعْر.

وغَلَّ شعره بالطّيب: أدخلهُ فِيهِ.

وتغلَّل بالغالية، واغتل، وتَغَلغل: تغَّلف، قَالَ أَبُو صَخْر:

سراج الدُّجَى تغتلّ بالمسك طِفْلة فَلَا هِيَ مَتْفال وَلَا اللَّون أكْهب

وغلّله بهَا.

وَحكى اللِّحياني: تغَلَّى بالغالية. فإمَّا أَن يكون من لفظ الغالية، وَإِمَّا أَن يكون أَرَادَ: " تغلّل "، فأبدل من اللَّام الْأَخِيرَة يَاء، كَمَا قَالُوا: تظنّيت، فِي " تظننت "، وَالْأولَى أَقيس.

وغل الْمَرْأَة: حشاها، وَلَا يكون إِلَّا من ضخم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلاَّن: منابت الطّلح.

وَقيل: هِيَ أَوديَة غامضة فِي الأَرْض ذَات شجر، وَاحِدهَا: غالّ، وغَلِيل.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ بطن غامض فِي الأَرْض.

وَقد انغل.

والغالّة: مَا يقطع من سَاحل الْبَحْر فيجتمع فِي مَوضِع.

والغل: جَامِعَة تُوضع فِي الْعُنُق أَو الْيَد.

وَالْجمع: أغْلال، لَا يكسَّرُ على غير ذَلِك.

وَقَول الله تَعَالَى: (والأغلالَ الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم) ، قَالَ الزّجاج: كانَ عَلَيْهِم انه من قَتل قُتل، لَا يُقبل فِي ذَلِك دِيَة، وَكَانَ عَلَيْهِم إِذا أصَاب جُلودهم شَيْء من الْبَوْل يقرضوه، وَكَانَ عَلَيْهِم أَلا يَعملوا فِي السبت، وَهَذَا على المَثل، كَمَا تَقول: جعلت هَذَا طَوْقاً فِي عُنقك وَلَيْسَ هُنَالك طوق، وتأويله: ولَّيتك هَذَا وألزمتك الْقيام بِهِ، فَجعلت لُزُومه لَك كالطَّوق.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم) ، أَرَادَ بالأغلال: الْأَعْمَال الَّتِي هِيَ الأغلال، وَهِي أَيْضا مؤدية إِلَى كَون الأغلال فِي أَعْنَاقهم يَوْم الْقِيَامَة، لِأَن قَوْلك للرجل: هَذَا غُلٌّ فِي عُنقك، للشَّيْء يُعْمِله، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنه لَازم لَك، وَأَنَّك مجازي عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ.

وَقد غَلّه يَغُله.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَالَت الْيَهُود يدُ الله مَغْلولة غُلت أَيْديهم) ، قيل: أَرَادَ: نعمتُه مَقبوضة عنَّا.

وَقيل: معناهُ: يدُه مغلولة عَن عذابنا.

وَقيل: يَد الله ممسكة عَن الاتساع علينا.

وَقَوله تَعَالَى: (ولَا تَجعل يدك مَغلولة إِلَى عُنقك) تَأْوِيله: لَا تُمسكها عَن الْإِنْفَاق.

وَقد غَلّه يُغله.

وَقَوْلهمْ فِي الْمَرْأَة السَّيئة الخُلق: غُلٌّ قَمِلٌ، أَصله: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا اسروا أَسِير اغلّوه بالقِدّ، فَرُبمَا قَمِل فِي عُنقه.

وَفِي الحَدِيث: " وَإِن من النِّساء غُلاًّ قَمِلا يَقذفه الله فِي عُنق من يَشَاء لَا يُخرجه إِلَّا هُوَ ".

وَقَوْلها: مالَه أُلَّ وغُلَّ. أُلَّ: دُفع فِي قَضَاء. وغُلّ: جُن فُوِضع فِي عُنقه الغُل.

والغَلَّة: الدَّخل، من كِرَاء دَار واجر غُلَام وَفَائِدَة أَرض.

وأغَلّت الضَّيعة: أَعْطَتْ الغَلّة.

وأغلّ الْقَوْم: من الغَلّة.

ونِعْم غَلُول الشَّيْخ هَذَا الطَّعَام، يَعْنِي: التَّغذية.

وغلّ بَصَره: حاد عَن الصَّوَاب.

والغُلّة: خِرْقةٌ تُشدّ على رَأس الإبِريق، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَول لبيد:

لَهَا غَلَلٌ من رازقيٍّ وكُرْسُفٍ بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المقَاولا

يَعْنِي: الْفِدَام الَّذِي على رَأس الأباريق.

والغَليلُ: القَتُّ والنّوى والعجين، تُعلفه الدَّوَابّ.

والغَلغَلة: سُرعة السّير.

وَقد تغلغل.

ورسالة مُغَلْغَلة: مَحمولة من بلد إِلَى بلد.

وغَلْغَلة: مَوضِع، قَالَ:

هُنَالك لَا أخْشَى تنالُ مَقادتي إِذا حَلّ بَيْتِي بَين شُرطٍ وغَلْغَلَهْ

قَيَدَ

(قَيَدَ)
(هـ) فِيهِ «قَيَّد الإيمانُ الفَتْكَ» أَيْ أنَّ الإيمانَ يَمْنَع عَنِ الْفَتْك، كَمَا يَمنعُ القَيْدُ عَنِ التَّصَرُّف، فَكَأَنَّهُ جَعل الفَتْك مُقَيَّدا.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ «هُوَ قَيْدُ الْأَوَابِدِ» يُرِيدُونَ أَنَّهُ يَلْحَقُهَا بِسُرْعَةٍ، فَكَأَنَّهَا مقيَّدة لَا تَعْدُو.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْلة «الدَّهْناء مُقَيَّدُ الْجَمَلِ» أَرَادَتْ أَنَّهَا مُخْصِبة مُمْرِعة، فَالْجَمَلُ لَا يَتَعَدَّى مَرْتَعَهُ . والمُقَيَّد هَاهُنَا: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَيَّد فِيهِ: أَيْ أَنَّهُ مَكَانٌ يَكُونُ الجَملُ فِيهِ ذَا قَيْد.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: أُقَيِّد جَمَلي» أَرَادَتْ أَنَّهَا تَعْمَل لزَوْجها شَيْئًا يمنَعه عَنْ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ، فَكَأَنَّهَا تَرْبِطُه وتُقَيِّده عَنْ إتْيان غَيْرِهَا.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ أمَر أوْس بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْلمي أَنْ يَسِم إبلَه فِي أعْناقها قَيْدَ الفَرس» هِيَ سِمَة مَعْرُوفَةٌ، وَصُورَتُهَا حَلْقتان بينهما مَدّة. (س) وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ قِيدَ الشِّراك» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «القِيد» فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْح، وقَادُ رُمْح: أَيْ قَدْرُ رُمْح. والشِّراك: أحَدُ سُيور النَّعْل الَّتِي عَلَى وجهِها. وَأَرَادَ بقِيدِ الشِّراك الوَقْتَ الَّذِي لَا يَجُوز لِأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدّمه فِي صَلَاةِ الظُّهر. يَعْنِي فَوْق ظِل الزَّوَالِ، فَقَدَّرَهُ بالشِّراك لدِقتَّه، وَهُوَ أَقَلُّ مَا يَتَبَيَّن بِهِ زِيَادَةُ الظِّلِّ حَتَّى يُعْرف منه مَيْل الشمس عن وسَط السماء.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَقابُ قًوْسِ أحدِكم مِنَ الْجَنَّةِ، أَوْ قِيدُ سَوْطهِ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» .

كَهْوَلٌ

(كَهْوَلٌ)
[هـ] فِي حَدِيثِ عَمْرٍو «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أتَيْتُك وأمْرُك كَحُقِّ الكَهُول» هَذِهِ الَّلفْظة قَدِ اخْتُلِف فِيهَا، فرَواها الْأَزْهَرِيُّ بِفَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّ الْهَاءِ، وَقَالَ: هِيَ الْعَنْكَبُوتُ.
وَرَوَاهَا الْخَطَّابِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ وَالْوَاوِ، وَقَالَا: هِيَ العَنْكَبوت.
وَلَمْ يُقَيَّدها القُتْيبي.
ويُرْوَى «كحُقِّ الكَهْدَل» بِالدَّالِ بَدَلَ الْوَاوِ.
وَقَالَ القُتَيْبي: أمَّا حُقّ الكَهْدَل فَلَمْ أسْمَع فِيهِ شَيْئًا مَّمن يُوثَق بعِلمه، بَلَغنِي أنه بَيْت الْعَنْكَبُوتِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ ثَدْيُ الْعَجُوزِ. وَقِيلَ: الْعَجُوزُ نفْسها، وحُقُّها: ثَدْيها. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

عسكب

(عسكب) : العِسْكَبِةُ: العُنَــيِقِيدُ فيه عَشْرُ حَبّات، ذكَرَها بالكاف. 
عسكب
: (العِسْكِبَةُ، بالكَسْرِ) : أَهمله الجَمَاعَة، والكَافُ لُغَةٌ فِي القَافِ هِيَ (العِسْقِبَةُ) كَمَا تقدم (ويكونُ فِيهِ عشْر حَبَّاتٍ) وَهَذَا قَيْدٌ غَرِيب.

هـ

(هـ) الْحَرْف السَّادِس وَالْعشْرُونَ من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مهموس رخو ومخرجه من أقْصَى الْحلق
وَالْهَاء المفردة على ثَلَاثَة أوجه

(1) تكون ضميرا للْغَائِب وتستعمل فِي موضعي النصب والجر مثل {قَالَ لَهُ صَاحبه وَهُوَ يحاوره}

(2) وحرفا للغيبة وَهِي الْهَاء فِي نَحْو إِيَّاه

(3) وللسكت وَهِي اللاحقة لبَيَان حَرَكَة بِنَاء فِي آخر الْكَلِمَة مثل ماهيه وَهَا هَناه ووازيداه وَأَصلهَا أَن يُوقف عَلَيْهَا وَرُبمَا وصلت بنية الْوَقْف
والهاءُ مِن الحُرُوفِ الحَلْقِيَّة، وَهِي: العَيْنُ والحاءُ والهاءُ والخاءُ والغَيْن؛ وَهِي أَيْضاً مِن الحُرُوفِ المَهْموسَةِ، وَهِي: الهاءُ والحاءُ والخاءُ والكافُ والشينُ والسينُ والتاءُ والصادُ والثاءُ والفاءُ. والمَهْموسُ حَرْفٌ لانَ فِي مَخْرَجِه دونَ المَجْهور، وجَرَى مَعَ النَّفَس فكانَ دونَ المَجْهورِ فِي رَفْعِ الصَّوْت.
قالَ شيْخُنا: وأُبْدِلَتِ الهاءُ من الهَمْزةِ فِي هياك ولهنك قَائِم، وهَرَاقَ وهَرَادَ فِي أَرَاقَ وأَرَادَ؛ ومِن الألفِ قَالُوا: هنه فِي هُنَا، وَمن الياءِ قَالُوا فِي هذي هَذِه وَقْفاً، ومِن تاءِ التأْنِيثِ وَقْفاً كطلحة.
الهاءُ: من حُرُوفِ المُعْجَمِ، على خمسَةِ أوْجُهٍ: ضميرٌ للغائِبِ، وتُسْتَعْمَلُ في موضِعِ النَّصْبِ والجَرِّ. {قال له صاحِبُه وهو يُحاوِرُهُ} ، الثاني: تكونُ حَرْفاً للغَيْبَةِ، وهي الهاءُ في "إيَّاهُ"، الثالثُ: هاءُ السَّكْتِ، وهي اللاَّحِقةُ لِبيانِ حَرَكَةٍ أو حَرْفٍ، نحوُ: ماهِيَهْ، وهاهُناهْ. وأصْلُها أن يُوقَفَ عليها، ورُبَّما وُصِلَتْ بِنِيَّةِ الوَقْفِ،
الرابعُ: المُبْدَلَةُ من هَمْزَةِ الاسْتِفْهامِ:
وأتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ هذا الذي ... مَنَحَ المَوَدَّةَ غيرَنا وجَفَانَا
الخامسُ: هاءُ التأنيثِ، نحوُ: رَحْمَهْ، في الوَقْفِ.
(الْهَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ. وَهَا حَرْفُ تَنْبِيهٍ، وَتَقُولُ: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ) وَتَجْمَعُ بَيْنَ التَّنْبِيهَيْنِ لِلتَّوْكِيدِ وَكَذَا أَلَا يَا هَؤُلَاءِ. وَهُوَ غَيْرُ مُفَارِقٍ لِأَيٍّ، تَقُولُ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ. وَالْهَاءُ قَدْ تَكُونُ كِنَايَةً عَنِ الْغَائِبِ وَالْغَائِبَةِ، تَقُولُ: ضَرَبَهُ وَضَرَبَهَا. وَ (هَا) مَقْصُورٌ لِلتَّقْرِيبِ، يُقَالُ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَتَقُولُ: هَا أَنَذَا، وَالْمَرْأَةُ تَقُولُ: هَا أَنَذِهِ. وَيُقَالُ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ فَتَقُولُ: إِنْ كَانَ قَرِيبًا: هَا هُوَ ذَا وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا هَا هُوَ ذَاكَ. وَلِلْمَرْأَةِ إِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً: هَا هِيَ ذِهِ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً هَا هِيَ تِلْكَ. وَالْهَاءُ تُزَادُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى سَبْعَةِ أَضْرُبٍ: لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْفَاعِلِ وَالْفَاعِلَةِ نَحْوُ ضَارِبٍ وَضَارِبَةٍ وَكَرِيمٍ وَكَرِيمَةٍ. وَلِلْفَرْقِ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ فِي الْجِنْسِ نَحْوَ امْرِئٍ وَامْرَأَةٍ وَلِلْفَرْقِ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ نَحْوُ بَقَرَةٍ وَتَمْرَةٍ وَبَقَرٍ وَتَمْرٍ وَلِتَأْنِيثِ اللَّفْظِ مَعَ انْتِفَاءِ حَقِيقَةِ التَّأْنِيثِ نَحْوُ قَرْيَةٍ وَغُرْفَةٍ وَلِلْمُبَالَغَةِ: إِمَّا مَدْحًا نَحْوُ عَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ أَوْ ذَمَّا نَحْوَ هِلْبَاجَةٍ وَبَقَاقَةٍ: فَمَا كَانَ مَدْحًا فَتَأْنِيثُهُ بِقَصْدِ تَأْنِيثِ الْغَايَةِ وَالنِّهَايَةِ وَالدَّاهِيَةِ. وَمَا كَانَ ذمًّا فَتَأْنِيثُهُ بِقَصْدِ تَأْنِيثِ الْبَهِيمَةِ.
قُلْتُ: الْهِلْبَاجَةُ الْأَحْمَقُ وَالْبَقَاقَةُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. وَمِنْهُ مَا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ نَحْوُ رِجْلٍ مَلُولَةٍ وَامْرَأَةٍ مَلُولَةٍ. وَلِلْوَاحِدِ مِنَ الْجِنْسِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَبَطَّةٍ وَحَيَّةٍ. وَالسَّابِعُ تَدَخُّلُ فِي الْجَمْعِ لِثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: لِلنَّسَبِ كَالْمَهَالِبَةِ وَلِلْعُجْمَةِ كَالْمَوَازِجَةِ وَالْجَوَارِبَةِ وَلِلْعِوَضِ مِنْ حَرْفٍ مَحْذُوفٍ كَالْعَبَادِلَةِ وَهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ. قُلْتُ: فَسَّرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْعَبَادِلَةَ فِي مَادَّةِ [ع ب د] بِخِلَافِ هَذَا. 
الهاءُ
، بالإمالَةِ: حَرْفُ هِجاءٍ (مِن حُرُوفِ المُعْجَمِ) وَهِي مِن حُرُوفِ الزِّيادَاتِ مَخْرجُه مِن أَقْصَى الحلقِ مِن جوارِ مَخْرجِ الألفِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ؛ والنِّسْبَةُ هائِيٌّ وهاوِيٌّ وهَوِيٌّ. وَقد هَيَّيْتُ هَاء حَسَنَةً؛ والجَمْعُ أهْياءٌ وأهواءٌ وهاآتٌ.
وَفِي المُحْكَم: الهاءُ حَرْفُ هِجاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَهْموسٌ يكونُ أَصْلاً وبَدَلاً وزائِداً، فالأصْلُ نَحْو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، وتُبْدَلُ مِن خَمْسةِ أَحْرُفٍ وَهِي: الهَمْزةُ والألِفُ والتاءُ والواوُ والياءُ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهاءُ وأَخَواتُها مِن الثّنائِي إِذا تُهجِّيت مَقْصورَةٌ، لأنَّها ليسَتْ بأسْماءٍ وإنَّما جاءَتْ فِي التّهجي على الوَقْفِ، وَإِذا أَرَدْتَ أَن تَتَلفَّظَ بحُرُوفِ المُعْجمِ قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ، لأنَّكَ لسْتَ تُريدُ أَن تَجْعلَها اسْماً، ولكنَّك أَرَدْتَ أَنْ تُقَطِّعَ حُروفَ الاسمِ فجاءَتْ كأَنَّها أَصْواتٌ تصَوِّبُ بهَا، إلاَّ أَنَّكَ تَقِفُ عنْدَها بمنْزِلَةِ عِهْ. وتَأْتي (على خَمْسةِ أَوْجُهٍ:
(ضميرٌ للغائِبِ وتُسْتَعْمَلُ فِي موضِعِ النَّصْبِ والجَرِّ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَالَ لَهُ صاحِبُه وَهُوَ يُحاوِرُه} ، فالهاءُ فِي صاحِبِه فِي موضِع جَرَ، وَفِي يُحاوِرُه فِي موضِع نَصْبٍ، وكِلاهُما ضَمِيرانِ للغائِبِ المُذكَّرِ. وَفِي الصِّحاح: والهاءُ قد تكونُ كِنايَةً عَن الغائِبِ والغائِبَةِ نقولُ: ضَرَبَهُ وضَرَبَها.
(الثَّاني: تكونُ حَرْفاً للغَيْبةِ، وَهِي الهاءُ فِي إيَّاهُ) تَعْبدُونَ، وإيَّاها قَصَدْت.
(الثَّالثُ: هاءُ السَّكْتِ: وَهِي اللاَّحِقَةُ لبَيانِ حَرَكَةٍ أَو حَرْفٍ نحوُ ماهِيَهْ وَهَا هُناهْ، وأصْلها أنْ يُوقَفَ عَلَيْهَا ورُبَّما وُصِلَتْ بنِيَّةِ الوَقْفِ) . وَفِي اللّبابِ: هاءُ السَّكْتِ تلحقُ المُتَحرِّك بحَرَكَةٍ إعْرابِيَّة للوَقْفِ نحوُ ثمه وكيفه وَقيل: لم أبله لتَقْديرِ الحَرَكَةِ كَمَا أُسْقِطَ أَلِفُ هَا فِي هَلُمَّ لتَقْديرِ سكونِ اللامِ وَهِي ساكِنَةٌ وتَحْريكُها لَحْنٌ، وَنَحْو: يَا مَرْحَباه بحمارِ عفْراء، وَيَا مَرْحباه بحمارِ ناجِيَة، ممَّا لَا يُعْتدُّ بِهِ، انتَهَى. وَفِي الصِّحاح: وَقد تُزاد الهاءُ فِي الوقْفِ لبَيانِ الحَرَكَةِ نَحْو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، بمعْنَى ثُمَّ مَاذَا، وَقد أَتَتْ هَذِه الهاءُ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْر، كَمَا قَالَ: هُمُ القائلُونَ الخَيْرَ والآمِرُونَهُ
إِذا مَا خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأمْرِ مُفْظِعاً فأَجْراها مُجْرَى هَاء الإضْمارِ، انتَهَى. وتُسَمَّى هَذِه الْهَاء، يَعْني الَّتِي فِي سُلْطانِيَهْ ومالِيَه، هاءُ الاسْتِراحَةِ؛ كَمَا فِي البَصائِرِ للمصنِّفِ.
(الَّرابعُ) : الهاءُ (المُبْدَلَةُ مِن) الهَمْزةِ: قَالَ ابنُ برِّي: ثلاثَةُ أَفْعالٍ أبْدلُوا مِن هَمْزتِها هاءُ، وَهِي: هَرَقْت الماءَ، وهَنَرْتُ الثّوْبَ، وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعربُ يُبْدِلونَ (هَمْزةَ الاسْتِفهامِ) هَاء، وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
(وأَتَى صَواحِبُها فقُلْنَ هَذَا الَّذِي (مَنَحَ المَوَدَّةَ غيرَنا وجَفانَا) أَي أَذا الَّذِي. ووُجِدَ بخطِّ الأزْهري فِي التَّهْذِيب:
وأَتَتْ صَواحِبُها فقُلْنَ هَذَا الَّذِي
رَامَ القَطِيعَةَ بَعْدَنا وجَفاناوقال البَدْرُ الْقَرَافِيّ: زَعَمَ بعضُهم أنَّ الأصْلَ هاذا الَّذِي فحذِفَتِ الألِفُ للوَزْنِ.
(الخامسُ: هاءُ التَّأْنيثِ، نَحْو: رَحْمَهْ فِي الوَقْفِ) ، وَهِي عنْدَ الكُوفيِّين أَصْلٌ وَفِي الوَصْل بَدَلٌ، والبَصْرِيّون بعَكْسِ ذلكَ، قالَهُ القَرافي. وَفِي الصِّحاح: قالَ الفرَّاء: والعربُ تَقِفُ على كلِّ هاءٍ مُؤَنَّثٍ بالهاءِ إلاَّ طَيِّئاً فإنّهم يَقفُونَ عَلَيْهَا بالتاءِ فَيَقُولُونَ: هَذِه أَمَتْ وجارِيَتْ وطَلْحَتْ. هَا
(وَهَا) ، بفخامَةِ الألِفِ: (كَلمةُ تَنْبِيهٍ) للمُخاطَبِ يُنَبِه بهَا على مَا يُساقُ إِلَيْهِ مِن الكَلام. قَالُوا: هَا السَّلامُ عَلَيْكم، فها مُنَبِّهةٌ مُؤَكِّدَةٌ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
وَقَفْنا فقُلْنا هَا السَّلامُ عَلَيْكُمُ
فأَنْكَرَ هَا ضَيْقُ المَحَمِّ غَيُورُوفي الصِّحاح: حَرْفُ تَنْبيهٍ؛ قَالَ النابغَةُ:
هَا إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ
فإنَّ صاحِبَها قد تاهَ فِي البَلَدِ (وتَدْخُلُ فِي ذَا) للمُذَكَّرِ (وذِي) للمُؤَنَّثِ (تقولُ: هَذَا وهذهِ وهاذاكَ وهاذِيكَ) إِذا لحِقَ بهما الكافُ.
قَالَ الأزْهرِي: وأَمَّا هَذَا إِذا كانَ تَنْبيهاً فإنَّ أَبا الهَيْثم قالَ: هَا تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العربُ بهَا الكَلامَ بِلا مَعْنى سِوَى الافْتِتاح، تقولُ: هَذَا أَخُوكَ، هَا إنَّ ذَا أَخُوكَ، (أَو ذَا لِمَا بَعُدَ وَهَذَا لِمَا قَرُبَ) ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ مُفَصَّلاً فِي تركيبِ ذَا.
(وَهَا: كِنايَةٌ عَن الواحِدةِ كَرَأَيْتُها.
(و) أَيْضاً: (زَجْرٌ للإبِلِ ودُعاءُ لَهَا) ، ويُبْنَى على الكَسْر إِذا مُدَّ تقولُ: هَا هَيْتُ بالإِبِلِ إِذا دَعَوْتَها، كَمَا تقدَّمَ فِي حاحَيْتُ.
(و) هَا أَيْضاً: (كَلمةُ إجابَةٍ) وتَلْبيةٍ. وَفِي التهذيبِ: يكونُ جوابَ النِّداءِ يُمَدُّ ويُقْصَر؛ وأَنْشَدَ:
لَا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تَدْعُو باسْمِه
فيقولُ: هاءَ وطالَما لَبَّى قَالَ: يَصِلُونَ الهاءَ بألفٍ تَطْويلاً للصَّوْتِ؛ قالَ: وأَهْلُ الحجازِ يَقُولُونَ فِي مَوْضِع لَبَّى فِي الإجَابِة لَبَى خَفِيفَةً.
قُلْت: وَهِي الآنَ لُغَةُ العَجَمِ قاطِبَةً.
(وَهَا: تكونُ اسْماً لفِعْلٍ وَهُوَ خُذْ، وتُمَدُّ) ، وَمِنْه حديثُ الرِّبا: (لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَب إِلاَّ هاءَ وهاءَ) ؛ قَالَ بعضُهم: هُوَ أَنْ يَقُولَ كلُّ واحِدٍ مِن البائِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه مَا فِي يَدِه ثمَّ يَفْتَرِقانِ، وقيلَ: مَعْناه هاكَ وهاتِ، أَي خُذْ وأَعْطِ. وقالَ الأزْهري: إلاَّ هاءَ وهاءَ، أَي إلاَّ يدا بيَدٍ يَعْني مُقابَضَةً فِي المَجْلِسِ والأصْلُ فِيهِ هاكَ وهاتِ.
وَقَالَ الْخطابِيّ: أَصْحابُ الحديثِ يَرْوُونه هَا وَهَا، ساكِنَةَ الألِفِ، والصَّوابُ مَدُّها وفَتْحُها لأنَّ أَصْلَها هاكَ، أَي خُذْ فحُذِفَ الكافُ وعُوِّضَ مِنْهَا المَدَّة والهَمْزة، وغَيْر الْخطابِيّ يُجِيزُ فِيهَا السكونَ على حَذْفِ العِوَضِ وتَنْزِلُ مَنْزِلَةَ هَا الَّتِي للتَّنْبيهِ.
(ويُسْتَعْملانِ بكافِ الخِطابِ) ، يقالُ: هَاكَ وهاءَكَ؛ قَالَ الكِسائي: مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: هاكَ يَا رَجُل، وهاكُما هَذَا يَا رَجُلانِ، وهاكُم هَذَا يَا رِجالُ، وهاكِ هَذَا يَا امْرأَةُ، وهاكُما هَذَا يَا امْرأَتانِ، وهاكُنَّ يَا نِسْوةُ.
قَالَ الأزْهرِي: قَالَ سِيبَوَيْه: فِي كَلامِ العربِ هاءَ وهاءَك بمنْزِلَةِ حَيَّهَلَ وحَيَّهَلَكَ، وكقولِهم النَّجاءَكَ، قَالَ: وَهَذِه الكافُ لم تَجِىءْ عَلَماً للمَأْمُورِينَ والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِينَ، وَلَو كانتْ عَلَماً للمُضْمَرِينَ لكانتُ خَطَأً لأنَّ المُضْمَرَ هُنَا فاعِلُونَ، وعلامَةُ الفاعِلِين الواوُ كقولكِ: افْعَلُوا، وإنَّما هَذِه الكافُ تَخْصِيص وتَوْكَيد وليسَتْ باسْمٍ، وَلَو كانتْ اسْماً لكانَ النَّجاءَكُ مُحالاً لأنَّكَ لَا تُضِيفُ فِيهِ ألِفاً ولاماً، قَالَ: وكَذلكَ كافُ ذلكَ ليسَ باسْم.
(ويجوزُ فِي المَمْدودَةِ أَنْ يُسْتَغْنَى عَن الكافِ بِتَصْريفِ هَمْزتِها تَصارِيفَ الكافِ) ، وفيهَا لُغاتٌ: قالَ أَبو زيْدٍ: (تقولُ هاءَ) يَا رَجُل (للمُذَكَّر، وهاءِ) يَا امْرأَةُ (للمُؤَنَّثِ) ، فِي الأوَّل بفَتْح الهَمْزةِ، وَفِي الثَّانِي بكسْرِها مِن غَيْر ياءٍ. قَالَ ابنُ السِّكيت: (و) يقالُ: (هاؤُمَا) يَا رَجُلانِ، (وهاؤُنْ) يَا نِسْوةُ، (وهاؤُمْ) يَا رِجالُ؛ (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {هاؤُمُ اقْرَؤُا) كِتابِيَهْ} . قالَ اللّيْثُ قد تَجِيءُ الهاءُ خَلَفاً مِن الألِفِ الَّتِي تُبْنَى للقَطْعِ، قَالَ الله، عزَّ وجلَّ: {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَه} ؛ جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّ الرجُلَ مِن المُؤْمِنِين يُعْطَى كِتابه بيَمِينِه، فَإِذا قَرَأَهُ رَأَى فِيهِ تَبْشِيرَه بالجنَّةِ فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِي، أَي خُذُوه واقْرَؤُوا مَا فِيهِ لتَعْلَمُوا فَوْزِي بالجنَّةِ، يدلُّ على ذلكَ قولهُ: {إنِّي ظَنَنْتُ} ، أَي عَلِمْتُ {أَنِّي مُلاقٍ حسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} وَقَالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ فِي التَّثْنيةِ هائِيا فِي اللُّغَتَين جَميعاً، وهاؤُنَّ يَا نِسْوةُ؛ ولُغَة ثانِيَة: هَاء يَا رَجُلُ، وهاآ بمنْزِلَةِ هاعَا، وللجَمِيعِ هاؤُوا، وللمرأَةِ هائِي، وللثِّنْتَيْن هائِيا، وللجَمِيعِ هائِينَ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
قُومُوا فهاؤُوا الحَقَّ تَنْزِلْ عِنْدَه
إذْ لم يَكُنْ لَكُم عَلَيْنا مَفْخَرُوقال أَبو حزَام، العكْلِي:
فهاؤا مضابئة لم تؤل وَقد ذُكِرَ فِي ضبأ.
(الثَّاني: تكونُ ضميراً للمُؤَنَّثِ فتُسْتَعْملُ مَجْرورَةَ المَوْضِعِ ومَنْصوبَتَه نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {فأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْوَاها} فالضميرُ فِي أَلْهَمَها مَنْصوبُ الموضِع، وَفِي فُجُورها وتَقْواها مَجْرورُه.
(الثَّالثُ: تكونُ للتَّنْبيهِ فَتَدْخُلُ على أَرْبعةٍ:
(أَحَدُها) : الإشارَةُ غيرُ المُخْتَصَّةِ بالبعيدِ كهذَا) بخِلافِ ثُمَّ وهُنَّا، بالتَّشْديدِ، وهُنالِكَ.
(الثَّاني: ضميرُ الرَّفْعِ المُخْبَرُ عَنهُ باسْمِ الإشارَةِ نحوُ: {هَا أَنْتُم أُولاءِ) تُحبُّونَهم} ، و {هَا أَنْتُم هؤُلاء حاجَجْتُم} ؛ ويقالُ إنَّ هَذِه الهاءَ تُسَمَّى هَاء الزَّجْر.
(الثَّالثُ: نَعْتُ أَيَ فِي النِّداءِ نحوُ: يَا أَيُّها الرَّجُلُ، وَهِي فِي هَذَا واجِبَةٌ للتَّنْبِيهِ على أنَّه المَقْصُودُ بالنِّداءِ) ، قيل: وللتَّعْويضِ عمَّا تُضافُ إِلَيْهِ أَيّ، قَالَ الأزْهري: قالَ سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ قَوْلُ الْخَلِيل، إِذا قُلْتَ يَا أَيُّها الرَّجُلُ، فأَيُّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مَبْنيٌّ على الضمِّ لأنَّه مُنادًى مُفْرَدٌ والرَّجُلُ صِفَةٌ لأيَ، تقولُ يَا أَيُّها الرَّجُلُ أَقْبِلْ وَلَا يجوزُ يَا الرُّجُلُ، أَقْبِلْ، لأنَّ يَا تَنْبِيهٌ بمنْزِلَةِ التَّعْريفِ فِي الرَّجُل وَلَا يُجْمَعُ بينَ يَا وبينَ الألِفِ واللامِ فيَتَّصِل إِلَى الألِفِ واللامِ بأيَ، وَهَا لازمَةٌ لأيَ البَتَّة، وَهِي عِوَضٌ مِن الإضافَةِ فِي أَيَ لأنَّ أَصْلَ أَيَ أَنْ تكونَ مُضافَةً إِلَى الاسْتِفْهامِ والخَبَرِ. وتقولُ للمَرْأَةِ يَا أَيَّتُها المرأَةُ.
(ويجوزُ فِي هَذِه، فِي لُغَةِ بَني أَسَدٍ، أَنْ تُحْذَفَ أَلِفُها وأَن تُضَمَّ هاؤُها اتْباعاً، وَعَلِيهِ قِراءَةُ ابنِ عامِرٍ: {أَيُّهُ الثَّقَلانِ} ،) {أَيُّهُ المُؤْمِنُونَ} (بضمِّ الهاءِ فِي الوصلِ) ، وكُلُّهم مَا عَداهُ قَرَؤُا أَيُّها الثَّقَلان وأَيُّها المُؤْمِنُون. وقالَ سِيبَوَيْه: وَلَا مَعْنَى لقِراءَةِ ابنِ عامِرٍ، وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي: هِيَ لُغَةٌ وخصّ غَيْره ببَني أَسَدٍ كَمَا للمصنِّفِ.
(الَّرابعُ) : اسْمُ اللهاِ فِي القَسَمِ عنْدَ حَذْفِ الحَرْفِ تقولُ: هَا اللهاِ بقَطْع الهمزةِ ووصْلِها وكلاهُما مَعَ إثْباتِ أَلِفِ هَا وحَذْفِها) .
وَفِي الصِّحاح: وهَا للتّنْبِيهِ قد يُقْسَمُ بهَا يقالُ: لَا هَا اللهِ مَا فَعَلْتُ، أَي لَا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاءُ مِن الواوِ، وَإِن شِئْتَ حذَفْتَ الألِفَ الَّتِي بعدَ الهاءِ، وإنْ شِئْتَ أَثْبَتَّ، وَقَوْلهمْ: لَا هَا اللهاِ ذَا، أَصْلُه لَا واللهاِ هَذَا، ففَرقْتَ بينَ هَا وَذَا وجَعَلْتَ الاسْمَ بَيْنهما وجَرَرْتَه بحَرْفِ التَّنْبِيهِ، والتَّقْديرُ لَا واللهاِ مَا فَعَلْتُ هَذَا، فحُذِفَ واخْتُصِرَ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم هَذَا فِي كَلامِهم وقُدِّمَ هَا كَمَا قُدِّمَ فِي قولِهم هَا هُو ذَا وَهَا أَنا ذَا؛ قَالَ زهيرٌ:
تَعَلَّمَنَ هَا لَعَمْرُ اللهاِ ذَا قَسَماً
فاقْصِدْ لذَرْعِكَ وانْظُرْ أَيْنَ تَنْسَلِكُانتهى.
وَفِي حديثِ أَبي قتادَةَ يومَ حُنَينٍ: (قَالَ أَبو بَكْرٍ: لَا هَا اللهاِ إِذا لَا نَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِن أُسْدِ اللهاِ يُقاتِلُ عَن اللهاِ ورَسُولِه فنُعْطِيكَ سَلَبَه) ؛ هَكَذَا جاءَ الحديثُ لَا هَا اللهاِ إِذا، والصَّوابُ لَا هَا اللهاِ ذَا بحذْفِ الهَمْزةِ، ومَعْناه لَا واللهاِ وَلَا يكونُ ذَا وَلَا واللهاِ الأمْرُ ذَا، فحُذِفَ تَخْفِيفاً، ولكَ فِي أَلِفِها مَذْهبانِ: أَحَدُهما: تُثْبِتُ أَلِفَها لأنَّ الَّذِي بعدَها مُدْغَمٌ مثلُ دابّةٍ. وَالثَّانِي: أَنْ تَحْذِفَها لالْتِقاءِ الساكِنَينِ؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وَهُوَ بالضَّمِّ: د بالصَّعِيدِ) الأعْلَى على تلَ بالجانِبِ الغَرْبيِّ دونَ قوص؛ وَقد ذَكَرْناه فِي هُوَ المُشَدَّدَةِ، لأنَّه جَمْعُ هُوَّةٍ، وَهُوَ الأَلْيقُ بأسْماءِ المَواضِع.
(وهَيُوة: حِصْنٌ باليَمنِ) لبَني زبيدٍ؛ كَمَا قالَهُ ياقوت، وَلم يَضْبْطه. وَهُوَ فِي التّكْملةِ بفَتْحٍ فسكونٍ والأخيرَةُ مَضْمومَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَالَ الجَوْهرِي: والهاءُ تُزادُ فِي كَلامِ العربِ على سَبْعةِ أَضْرُبٍ.
أَحَدُها:) للفَرْقِ بينَ الفاعِلِ والفاعِلَةِ مثْلُ ضارَبٍ وضارِبَةٍ وكَرِيمٍ وكَرِيمَةٍ.
والثَّاني:) للفرْقِ بينَ المُذكَّرِ والمُؤَنَّثِ فِي الجِنْسِ نحوُ امْرىءٍ وامْرأَةٍ.
والثَّالثُ:) للفرْقِ بينَ الواحِدِ والجَمْع مثْلُ بَقَرَةٍ وبَقَرٍ وثَمْرَةٍ وثَمْرٍ.
والَّرابعُ:) لتَأْنيثِ اللّفْظَةِ وَإِن لم يَكُنْ تَحْتها حَقِيقَة تَأْنِيثٍ نَحْو غُرْفَةٍ وقِرْيَةٍ.
والخَّامسُ:) للمُبالَغَةِ نحُو عَلاَّمَةٍ ونسَّابَةٍ، وَهَذَا مَدْحٌ، وهِلْباجَةٍ وعَقاقةٍ، وَهَذَا ذَمٌّ، وَمَا كانَ مِنْهُ مَدْحاً يَذْهبُونَ بتَأْنِيثِه إِلَى تَأْنيثِ الغايَةِ والنِّهايَةِ والداهِيَةِ؛ وَمَا كانَ ذَمّاً يذْهَبْونَ بِهِ إِلَى تأْنِيثِ البَهِيمةِ، وَمِنْه مَا يَسْتَوي فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤَنَّثُ نحوُ رَجُل مَلُولٌ وامرأَةٌ مَلْولةُ.
والسَّادسُ:) ماكانَ واحِداً مِن جِنْسٍ يَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى نَحْو بَطَّة وحَيَّة.
والسَّابعُ:) تَدْخُلُ فِي الجَمْعِ لثلاثَةِ أَوْجُهٍ: (أَحَدُها) أَنْ تدلَّ على النَّسَبِ نَحْو المَهالِبَةِ والمَسامِعَةِ، (وَالثَّانِي) : أَنْ تدلَّ على العُجْمةِ نَحْو الموازِجةِ والجَوارِبةِ ورُبَّما لم تَدْخل بفيها الهاءُ كقولِهم كيَالِج؛ (والثالثُ) : أنْ تكونَ عِوَضاً مِن حَرْفٍ مَحْذوفٍ نَحْو المَرازِبةِ الزَّنادِقةِ والعَبادِلةِ، وَقد تكونُ الهاءُ عِوَضاً مِن الواوِ الذَّاهبَةِ مِن فاءِ الفِعْلِ نَحْو عِدَةِ وصِفَةِ، وَقد تكونُ عِوَضاً مِن الواوِ والياءِ الذّاهبَةِ مِن عيْنِ الفِعْلِ نَحْو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصْلُه مِن ثابَ الماءُ يَثُوبُ إِذا رَجَعَ، وقولُهم أَقامَ إِقَامَة أَصْلُه إقْواماً، وَقد تكونُ عِوَضاً مِن الياءِ الذَّاهبَةِ مِن لامِ الفِعْلِ نَحْو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ انتَهَى.
وَمِنْهَا: هَاء العِمادِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنَّ ااَ هُوَ الرَّزَّاقُ} ، {إِن كانَ هَذَا هُوَ الحَقُّ} ، {إنَّه هُوَ يُبْدِىءُ ويُعِيدُ} .
وهاءُ الأداةِ: وتكونُ للاسْتِبْعادِ نَحْو: هَيْهات؛ أَو للاسْتِزَادَةِ نَحْو: إيه؛ أَو للانْكِفافِ نَحْو: إيهَا، أَي كُفَّ؛ أَو للتَّحْضيضِ نَحْو: ويها؛ أَو للتَّوجّعِ نَحْو: آه وأوّه؛ أَو للتَّعَجُّبِ نَحْو: واه وهاه.
وَقَالَ الجَوْهرِي فِي قَوْله تَعَالَى: {هَا أَنْتُم هَؤُلاءِ} ، إنَّما جَمَعَ بينَ التَّنْبِيهَيْن للتَّوْكيدِ، وكَذلكَ أَلا يَا هَؤُلاء.
وَقَالَ الأزْهري: يَقُولُونَ: هَا أنَّكَ زَيْدٌ مَعْناهُ أَنَّك فِي الاسْتِفْهامِ، يَقْصِرُون فَيَقُولُونَ هانك زيْدٌ فِي موضِعِ أَأنَّك زَيْدٌ.
وَفِي الصِّحاح: وَهُوَ للمُذَكَّر، وَهِي للمُؤَنَّثِ، وإنَّما بَنَوا الواوَ فِي هُوَ والياءَ فِي هيَ على الفَتْح ليَفْرُقُوا بينَ هَذِه الْوَاو وَالْيَاء الَّتِي هِيَ مِن نَفْسِ الاسْمِ المَكْنِيِّ وبينَ الياءِ والواوِ اللَّتَيْنِ يكونانِ صِلَةً فِي نَحْو قَوْلك: رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بهِي، لأنَّ كلَّ مَبْنِيَ فحقّه أَن يُبْنى على السكونِ، إلاَّ أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ لَهُ الحَرَكَة، وَالَّتِي تَعْرِضُ ثلاثَةُ أَشْياء: أَحَدُها اجْتِماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيفَ وأَيْنَ؛ وَالثَّانِي: كَوْنه على حَرْفٍ واحِدٍ مِثْل الباءِ الزائِدَةِ؛ والثالثُ: للفَرْقِ بَيْنه وبينَ غيرِهِ مِثْلُ الفِعْلِ الماضِي بُني على الفَتْح لأنَّه ضَارَعَ الاسْمَ بعضَ المُضارَعَةِ ففُرِقَ بالحَرَكَةِ بَيْنه وبينَ مَا لم يُضارِعْ، وَهُوَ فِعْلُ الأمْرِ المُواجَهِ بِهِ نَحْو افْعَلْ؛ وأَمَّا قولُ الشاعرِ:
مَا هِيَ إلاَّ شَرْبَةٌ بالجَوْأَبِ
فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبيوقولُ بنْتِ الحُمارِس:
هَل هِيَ إلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ
أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟ فإنَّ أَهْلَ الكُوفَةِ يَقُولُونَ: هِيَ كِنايَةٌ عَن شيءٍ مَجْهولٍ، وأَهْلَ البَصْرةِ يَتَأَوَّلُونَها القِصَّة.
قَالَ ابنُ برِّي: وضميرُ القِصة والشَّأْنِ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ لَا تُفَسِّره إلاَّ الجماعَةُ دونَ المُفْردِ.
وَفِي المُحْكم: هُوَ كِنايَةٌ عَن الواحِدِ المُذكَّرِ.
قَالَ الكِسائي: هُوَ أَصْلُه أَن يكونَ على ثلاثَةِ أَحْرُفٍ مِثْل أَنتَ فيقالُ هُوَّ فَعَلَ ذلكَ، قالَ: ومِن العربِ مَنْ يُخَفِّفه فيقولُ هُوَ فَعَلَ ذلكَ.
قَالَ اللّحْياني: وحكَى الكِسائي عَن بَني أَسَدٍ وتمِيمٍ وَقيس هُوْ فَعَلَ ذلكَ بإسْكانِ الواوِ؛ وأنْشَدَ لعبَيدٍ:
ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيَ الَّذِي لَقُوا
فأَصْبَحْتَ قد جاوَرْتَ قَوْماً أَعادِياوقال الكِسائي: بعضُهم يُلْقي الواوَ مِن هُو إِذا كانَ قَبْلَها أَلفٌ ساكنَةٌ فيقولُ حتَّاهُ فَعَلَ ذلكَ، وإنَّماهُ فَعَلَ ذلكَ، قَالَ: وأَنْشَدَ أَبو خالدٍ الأسَدي:
إذاهُ لم يُؤْذَنْ لَهُ لَمْ يَنْبِس قَالَ؛ وأَنْشَدَني لحشَّاف:
إذاهُ سامَ الخَسْفَ آلاَ فقَسَمْ
باللهاِ لَا يَأْخُذُ إلاَّ مَا احْتَكَمْقال: وأَنْشَدَنا أَبو مجالِدٍ للعُجَيْر السَّلُولي:
فبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قَالَ قائلٌ
لمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُوقال ابنُ جنِّي: إنَّما ذلكَ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ والتَّشْبيهِ للضَّميرِ المُنْفَصِل بالضّميرِ المُتَّصلِ فِي عَصاهُ وفَتاهُ، وَلم يُقَيِّد الجَوْهرِي حَذْفَ الْوَاو مِن هُوَ بِمَا إِذا كانَ قَبْلَها أَلفٌ ساكنَةٌ بل قَالَ ورُبَّما حُذِفَتْ مِن هُوَ الْوَاو فِي ضَرُورة الشِّعْرِ، وأَوْرَدَ قولَ العُجَير السَّلُولي السابقَ؛ قالَ: وقالَ آخرُ:
إنَّ هـ لَا يُبْرِىءُ داءَ الهُدَبِدْ
مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْوكَذلكَ الْيَاء مِن هِيَ؛ وأَنْشَدَ:
دارٌ لسُعْدَى إذْهِ مِن هَواكا انتَهَى.
وَقَالَ الكِسائي: لم أَسْمَعْهم يُلْقُونَ الواوَ والياءَ عنْدَ غيرِ الألفِ.
قُلْت: وقولُ العُجَير السَّلُولي الَّذِي تقدَّمَ هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحِ وسائِرِ كتبِ اللغةِ والنّحْو رِخْوُ المِلاطِ نجيبُ. وَقَالَ ابنُ السِّيرافي: الَّذِي وُجِدَ فِي شِعْره: رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقَبْله:
فباتَتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شَتَّى تَعُدْنَه
كَمَا عِيدَ شِلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُوبعده:
مُحَلًّى بأطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها
بَقايا لُجَيْنٍ جَرْسُهنَّ صَلِيلُانتَهَى.
قُلْتُ: يُرْوَى أَيْضاً رِخْوُ المِلاطِ ذَلولُ.
وتَثْنِيةُ هُوَ هُما وجَمْعُه هُمُو، فأمَّا قولهُ هُم فمَحْذوفَةٌ مِن هُمُو كَمَا أنَّ مُذْ مَحْذوفةٌ مِن مُنْذُ، وأمَّا قولُك رأَيْتُهو فإنَّما الاسْمُ هُوَ الهاءُ وجِيءَ بِالْوَاو لبَيانِ الحَركَةِ، وكَذلكَ لَهُو مالٌ إنَّما الاسْمُ مِنْهَا الهاءُ وَالْوَاو لما قدَّمْنا، ودَليلُ ذلكَ أنَّك إِذا وقفْتَ حذفْتَ الواوَ فقلْتَ رأَيْتُه والمالُ لَهْ، وَمِنْهُم مَنْ يحذِفُها فِي الوَصْلِ مَعَ الحركَةِ الَّتِي على الهاءِ ويسكِّنُ الهاءَ؛ حكَى اللّحْياني عَن الكِسائي: لَهْ مالٌ أَي لَهُو مالٌ.
قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما حذَفُوا الواوَ مَعَ الحَركَةِ؛ قالَ الشاعرُ، وَهُوَ يَعْلَى الأَحْوَل:
أَرقْتُ لبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ
يَمانٍ وأَهْوَ البَرْقَ كُلَّ يَمانِفظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو
ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِفلَيْتَ لَنا مِن ماءِ زَمْزَمَ شَرْبةً
مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِقال ابنُ جنِّي: جَمَعَ بينَ اللُّغَتَيْن يَعْني إثباتَ الواوِ فِي أُخِيلُهو وإسْكانَ الهاءِ فِي لَهْ. عَن حَذْف لَحِقَ الكَلِمةَ بالضّعةِ.
قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الأخْفَش: وَهَذَا فِي لُغَةِ أُزْدِ السَّراةِ كثيرٌ.
قا ابنُ سِيدَه: ومِثْلُه مَا رُوِي عَن قُطْرب فِي قولِ الآخر:
وأشْرَبُ الماءَ مَا بِي نَحْوَ هُو عَطَشٌ
إلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيهافقال: نَحْوَ هُو عَطَشٌ بالواوِ، وَقَالَ: عُيُونَهْ بإسْكانِ الهاءِ. وأَمَّا قولُ الشمَّاخ:
لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ
إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ أَوْ زَمِيرُفليسَ هَذَا لُغَتَيْنِ لأنَّا لَا نَعْلم رِوايَةً حَذْفَ هَذِه الواوِ وإبْقاء الضمَّةِ قَبْلَها لُغَةً، فيَنْبَغي أَن يكونَ ذلكَ ضَرُورَةً وضعة لَا مَذْهباً وَلَا لُغَةً، ومِثْلُه الهاءُ فِي قولهِ بهِي هِيَ الاسْمُ والياءُ لبَيانِ الحَركَةِ، ودليلُ ذلكَ أَنَّك إِذا وقفْتَ قلْتَ بِهْ، ومِن العربِ مَنْ يقولُ بهِي وبِهْ فِي الوَصْل.
قَالَ اللّحْياني: قَالَ الكِسائي: سَمِعْتُ أعْرابَ عُقَيْل وكلابٍ يَتَكَّلمُونَ فِي حالِ الرَّفْعِ والخَفْضِ وَمَا قَبْلَ الهاءِ مُتحرِّك، فيجْزِمُونَ الهاءَ فِي الرفْعِ ويَرْفَعُونَ بغيرِ تَمامٍ، ويجزِمُونَ فِي الخفْضِ ويخْفضُونَ بغيرِ تمامٍ، فَيَقُولُونَ: {إنَّ الإِنسانَ لرَبِّهُ لَكَنُودُ} بالجزْمِ، ولرَبِّه لَكَنُودٌ، بغيرِ تمامٍ، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ، وَقَالَ: التَّمامُ أحبُّ إليَّ وَلَا ينظرونَ فِي هَذَا إِلَى جزْمٍ وَلَا غيرِ لأنَّ الإعْرابَ إنَّما يَقَعُ فيمَا قَبْل الهاءِ؛ وَقَالَ: كانَ أَبو جَعْفرٍ قارِىءَ المدينَةِ يخْفضُ ويرْفَعُ لغيرِ تمامٍ؛ قَالَ: وأَنْشَدَ أَبو حزامٍ العُكْلِي:
لي والِدٌ شَيْخٌ تَحُضُّهْ غَيْبَتي
وأَظُنُّ أنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُفخفَّف فِي مَوْضِعَيْن، وَكَانَ حمزةُ وأَبو عَمْرٍ ويجزمان الهاءَ فِي مثْلِ يُؤدِّهْ إِلَيْك، و {نُؤْتِهْ مِنْهَا} {ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ} ، وسمعَ شيْخاً مِن هَوازِن يقولُ: عَلَيْهُ مالٌ، وَكَانَ يَقُول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبهُمْ، قَالَ: وَقَالَ الكِسائي هِيَ لُغاتٌ يقالُ فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمامٍ وغيرِ تمامٍ، قَالَ: وَقَالَ لَا يكونُ الجَزْم فِي الهاءِ إِذا كانَ مَا قَبْلَها ساكِناً.
وَفِي التهذيبِ: قالَ اللّيْثُ: هُوَ كِنايَةُ تَذْكيرٍ، وهِي كِنايَةُ تأْنِيثٍ، وهُما للاثْنَيْن، وهُم للجماعَةِ مِن الرِّجالِ، وهُنَّ للنِّساءِ، فَإِذا وقَفْتَ على هُوَ وَصَلْتَ الْوَاو وقلْتَ هُوهْ، وَإِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاءَ الصِّلَةِ.
ورُوِي عَن أَبي الهَيْثم أَنّه قَالَ: مَرَرْتُ بهْ ومَرَرْتُ بِهِ ومَرَرْتُ بِهِي، قَالَ: وَإِن شِئْتَ مَرَرْتُ بِهْ وبِهُ وبِهُو، وكَذلكَ ضَرَبَه فِيهِ هَذِه اللُّغات، وكَذلكَ يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُو، فَإِذا أَفْرَدْتَ الهاءَ مِن الاتِّصالِ بالاسْمِ أَو بالفِعْلِ أَو بالأداةِ وابْتَدأْتَ بهَا كَلامَكَ قلْت هُوَ لكلِّ مذكَّرٍ غائبٍ، وَهِي لكلِّ مؤنَّثَةٍ غائبَةٍ، وَقد جَرَى ذِكرُهُما فزِدْتَ واواً أَو يَاء اسْتِثْقالاً للاسْمِ على حَرْفٍ واحِدٍ، لأنَّ الاسْمَ لَا يكونُ أَقلَّ مِن حَرْفَيْن، قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: الاسْمُ إِذا كانَ على حَرْفَيْن فَهُوَ ناقِصٌ قد ذهَبَ مِنْهُ حرْفٌ، فَإِن عَرَفْتَ تَثْنِيَتَه وجَمْعَه وتَصْغِيرَه وتَصْرِيفَه عُرفَ النَّاقِصُ مِنْهُ، وَإِن لم يُصَغَّر وَلم يُصَرَّف وَلم يُعْرَفْ لَهُ اشْتِقاقٌ زِيدَ فِيهِ مِثْل آخرِه فتقولُ: هُوَّ أَخُوكَ، فزَادُوا مَعَ الواوِ واواً؛ وأَنْشَدَ: وإنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بهَا
وهُوَّ على مَنْ صَبَّه اللهاُ عَلْقَمُكما قَالُوا فِي مِن وعَن وَلَا تَصْرِيفَ لَهُما فَقَالُوا: مِنِّي أَحْسَنُ مِن مِنْكَ، فزَادُوا نوناً مَعَ النونِ.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: بَنُو أَسَدٍ تسكِّنُ هُوَ وهِيَ فَيَقُولُونَ: هُو زيدٌ وَهِي هنْدٌ، كأَنَّهم حذَفُوا المُتَحَرِّكَ، وَهِي قالَتْه وهُو قالَهُ؛ وأَنْشَدَ:
وكُنَّا إِذا مَا كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ
فَقَذْ عَلِمُوا أنِّي وهُو فَتَيانِفأَسْكَنَ.
ويقالُ: مَاهُ قالَهُ، وماهِ قالَتْه، يُرِيدُون مَا هُوَ وَمَا هِيَ؛ وأَمَّا قولُ جريرٍ:
تقولُ لي الأصْحابُ: هَل أَنتَ لاحِقٌ
بأَهْلِكَ إنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لاهِياأَي لَا سَبِيلَ إِلَيْهَا؛ وكَذلكَ إِذا ذَكَرَ الرجُلُ شَيْئا لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، قَالَ لَهُ المُجيبُ: لَا هُوَ أَي لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ فَلَا تَذْكُرُهُ.
ويقالُ: هُوَ هُوَ، أَي قَدْ عَرَفْتُهُ. ويقالُ: هِيَ هِيَ أَي هِيَ الداهِيَةُ الَّتِي قد عَرَفْتُها. وهُمْ أَي هُمْ الذينَ قد عَرَفْتُهم؛ قالَ الهُذَلي:
رَفَوْني وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ
فَقُلْتُ وأَنْكَرْتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ [با] مهمة وفيهَا فوائَدٌ:
(الأُولى:) قَالَ الجَوْهرِي إِذا أَدْخَلْتَ الهاءَ فِي النُّدْبةِ أَثْبَتَّها فِي الوَقْفِ وحَذَفْتَها فِي الوَصْلِ، ورُبَّما ثَبَتَتْ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتُضَمُّ كالحَرْفِ الأصْلي. قَالَ ابنُ برِّي: صوابُه فتَضُمُّهما كهاءِ الضَّميرِ فِي عَصاهُ ورَحاهُ. قَالَ الجَوْهرِي: ويجوزُ كَسْره لإلْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، هَذَا على قولِ أَهْلِ الكوفةِ؛ وأنْشَدَ الفرَّاء:
يَا رَبِّ يَا رَبَّاهُ إيَّاكَ أَسَلْعَفْراء يَا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجَلْوقال قيسُ بنُ مُعاذٍ العامِرِي:
فنادَيْتُ: يَا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتيلنَفْسِيَ لَيْلى ثمَّ أنْتَ حَسِيبُهاوهو كثيرٌ فِي الشِّعْرِ وليسَ شيءٌ مِنْهُ بحُجَّةٍ عنْدَ أهْلِ البَصْرةِ، وَهُوَ خارجٌ عَن الأصْلِ.
(الثَّانية:) هَا، مَقْصورٌ: للتَّقْريبُ إِذا قيلَ لكَ: أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقل: هَا أَنا ذَا، والمرأَةُ تقولُ: هَا أَنا ذِهْ، فَإِن قيل لَك: أَيْنَ فلانٌ؟ قلْتَ إِذا كانَ قرِيباً: هَا هُو ذَا، وَإِذا كانَ بَعيدا قلْتَ: هَا هُوَ ذاكَ؛ وللمرأَةِ إِذا كانتْ قريبَةً: هَا هِي ذِهْ، وَإِذا كانتْ بعيدَةً: هَا هِيَ تِلْكَ.
(الثَّالثة:) يقالُ هاءٍ بالتَّنْوينِ بِمعْنَى خُذْ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ومُرْبِحٍ قَالَ لي: هاءٍ فقُلْتُ لَهُحَيَّاكَ ربِّي لقَدْ أَحْسَنْتَ بِي هائي (الَّرابعة:) قد تَلْحقُ التاءُ بهَا فتكونُ بمعْنَى أَعْطِ، يقالُ: هاتِ هاتِيا هاتُوا وهاتِي هاتِينَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُم} ؛ وَقيل: إنَّ الهاءَ بدلٌ من هَمْزةِ آتِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي موضعِهِ؛ قَالَ الشاعرُ:
وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ كنَقْدِ السُّوقِ خُذْ مِنِّي وهاتِ (الْخَامِسَة:) فِي حديثِ عُمَر قالَ لأبي موسَى، رضِي اللَّهُ عَنْهُمَا: هَا وإلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً، أَي هاتِ مَنْ يَشْهَدُ لكَ على قولِكَ.
(السَّادسة:) قولُه تَعَالَى: {وَهَذَا بَعْلِي شيْخاً} ، فَهَذَا مُبْتَدأ، وبَعْلِي خَبَرُه، وشيْخاً مَنْصوبٌ على الحالِ، والعامِلُ فِيهِ الإشارَةُ والتَّنْبِيه: وقَرَأَ ابنُ مَسْعود وأُبيَ: (وَهَذَا بَعْلِي شَيْخٌ) بِالرَّفْعِ، قَالَ النَّحاس: هَذَا مُبْتَدأٌ، وبَعْلِي بدلٌ مِنْهُ، وشيْخٌ خَبَرٌ، أَو بَعْلي وشيْخٌ خَبَرانِ لهَذَا، كَمَا يقالُ الرُّمَّانُ حُلْوٌ حاضٌ. وحَكَى المبرِّدُ أنَّ بعضَ الرُّؤساءِ عَزَمَ عَلَيْهِ مَعَ جماعَةٍ فغَنَّتْ جارِيَةٌ مِن وَراء السِّتر:
وَقَالُوا لَهَا: هَذَا حَبِيبُكِ مُعْرِضٌ فقالتْ: أَلا إعْراضُه يسر الخطبفما هِيَ إلاَّ نَظْرَة بتَبَسُّموتَصْطَكُّ رِجْلاهُ ويَسْقُط للجنبِفطَرِبَ الحاضِرُونَ إلاَّ المبرِّد، فعَجِبَ مِنْهُ رَبُّ المَنْزلِ، فَقَالَت: هُوَ مَعْذورٌ لأنَّه أَرادَ أنْ أَقولَ حَبِيبُكِ مُعْرِضاً، فظَنَّني لَحَنْتُ وَلم يَدْرِ أنَّ ابنَ مَسْعود قَرَأَ {وَهَذَا بَعْلِي شيْخٌ} بالرَّفْعِ، فطَرِبَ المبرِّدُ مِن هَذَا الجَرابِ حَتَّى شقٌ ثَوْبَه؛ نقلَهُ الْقَرَافِيّ.

الْعلم

الْعلم: بالفتحتين الْعَلامَة، والشهرة، والجبل الرفيع، والراية، وَمَا يعْقد على الرمْح، وَسيد الْقَوْم، وَجمعه الْأَعْلَام، وَعند النُّحَاة مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه شخصا أَو جِنْسا غير متناول غَيره بِوَضْع وَاحِد وَهَذَا هُوَ الْعلم القصدي وَأما الْعلم الاتفاقي فَهُوَ الَّذِي يصير علما أَي وَاقعا على معِين بالغلبة وَكَثْرَة الِاسْتِعْمَال لَا بِالْوَضْعِ والاصطلاح وَهُوَ على ثَلَاثَة أَصْنَاف اسْم ولقب وكنية واطلب كلا فِي مَحَله.
ثمَّ اعْلَم أَن علم بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْعين على وزن سمع مَاض مَعْرُوف من أَفعَال الْقُلُوب من الْعلم بِمَعْنى (دانستن) وَهُوَ فعل الْقلب وَأما علم بتَشْديد الْعين على وزن صرف فَإِنَّهُ من التَّعْلِيم وَهُوَ من أَفعَال الْجَوَارِح، وَأما إِطْلَاق التَّعْلِيم على إِفَادَة الإشراقين فَهُوَ على سَبِيل التنزل وَالْمجَاز. وَيُؤَيّد مَا قُلْنَا مَا قَالَ الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله فِي حَاشِيَته على المطول أَن قَوْله مَا لم نعلم مفعول ثَان لعلم بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول مَحْذُوف أَي علمنَا وَلَا ضير فِي ذَلِك إِذْ لَيْسَ علم من أَفعَال الْقُلُوب حَتَّى لَا يجوز الِاقْتِصَار على أحد مفعوليه انْتهى. وَالْعلم بِكَسْر الأول وَسُكُون اللَّام مصدر علم يعلم فِي اللُّغَة بِالْفَارِسِيَّةِ (دانستن) .
ثمَّ إِنَّه قد يُطلق على مَا هُوَ مبدأ انكشاف الْمَعْلُوم وَقد يُطلق على مَا بِهِ يصير الشَّيْء منكشفا على الْعَالم بِالْفِعْلِ وَفِي مَا بِهِ الانكشاف اخْتِلَاف مَذَاهِب لَا يتَجَاوَز عشْرين احْتِمَالا عقليا وَوجه ضبط تِلْكَ الِاحْتِمَالَات أَنه إِمَّا حَقِيقَة وَاحِدَة أَو حقائق متبائنة وعَلى الأول إِمَّا زَوَال أَو حُصُول، ثمَّ الْحُصُول إِمَّا حُصُول أثر مَعْلُوم فِي الْعَالم، أَو حُدُوث أَمر فِيهِ، أَو كِلَاهُمَا والأثر إِمَّا صُورَة مَعْلُوم أَو شبحه وَالْأول إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ، أَو منطبع فَهِيَ الْمدْرك، أَو مُتحد مَعَه، والمنطبع إِمَّا منطبع فِي مدرك أَو فِي الْآلَة، والزوال إِمَّا زَوَال أَمر عَن الْعَالم أَو عَن الْمَعْلُوم أَو كليهمَا وعَلى الثَّانِي من الشق الأول إِمَّا إِطْلَاق الْعلم عَلَيْهَا بالاشتراك أَو بِالْحَقِيقَةِ وَالْمجَاز ثمَّ الِاشْتِرَاك إِمَّا لَفْظِي أَو معنوي وَالصَّوَاب المقبول عِنْد الفحول وَالْحق الْحَقِيقِيّ بِالْقبُولِ إِنَّه لَيْسَ حَقِيقَة نوعية أَو جنسية حَتَّى يعرف بِأَمْر جَامع منطبق على جَمِيع جزئياته بل إِطْلَاقه على الْجَمِيع من بَاب إِطْلَاق الْعين على مدلولاته المتبائنة أَلا ترى أَن نَحْو انكشاف الْوَاجِب تَعَالَى لذاته أَو لغيره على اخْتِلَاف بَين الْحُكَمَاء والمتكلمين لَيْسَ إِلَّا كنحو وجوده المغائر للْكُلّ تقوما وتحصلا وتخصيصا وتشخيصا فَكَمَا أَنه لَا سَبِيل لنا إِلَى اكتناه ذَاته كَذَلِك لَا سَبِيل إِلَى اكتناه صِفَاته الَّتِي من جُمْلَتهَا الْعلم الَّذِي لَيْسَ بحدوث كَيْفيَّة وَلَا بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم فِيهِ وَلَا باتحاد الْمَعْلُوم مَعَه وَلَا بِحُضُور مثل وَلَا بحدوث إِضَافَة متجددة وَلَا بِزَوَال شَيْء عَنهُ لاستلزام الْجَمِيع مفاحش لَا تلِيق بجنابه تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وَكَذَا انكشاف المفارقات لأنفسها ولمبدعها ولغيرها لَيْسَ بِحُصُول الْأَثر وَلَا بِزَوَال الْمَانِع وَكَذَا الانكشاف لأنفسنا ولغيرنا من الْوَاجِب تَعَالَى والممكن والممتنع لَيْسَ إِلَّا على أنحاء شَتَّى وطرق متبائنة فَمن رام تَوْحِيد الْكثير أَو تَكْثِير الْوَاحِد فَقَط خبط خبطا عَظِيما وَبَقِي التفتيش فِي الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق فِي فواتح كتب الْمنطق بِأَنَّهُ نَحْو من الانكشاف إِمَّا بِزَوَال أَمر منا أَو بحدوث كَيْفيَّة فِينَا أَو بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم صُورَة أَو شبحا أَو باتحاد الْمَعْلُوم معنى أَو بِحُضُور مثل أَو بِإِضَافَة التفاتية وَالَّذِي يحكم بِهِ الْعقل السَّلِيم والذهن الْمُسْتَقيم هُوَ أَنا تَجِد فِينَا عِنْد إحساس الْأَشْخَاص المتبائنة أمورا صَالِحَة لمعروضية الْكُلية والنوعية والجنسية وَمَا وجدنَا فِي الْخَارِج أمرا يكون شَأْنه هَذَا، ثمَّ لما فتشنا عَن تِلْكَ الْأُمُور علمنَا أَنَّهَا لَيست بِأُمُور عدمية وَإِلَّا لما كَانَت قَابِلَة لابتناء الْعُلُوم عَلَيْهَا وَلَا آثارا متغائرة للأشخاص وَإِلَّا لما تسري أَحْكَامهَا إِلَى الْأَفْرَاد ولأعينها وَإِلَّا لترتب على الْأَشْخَاص مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا وَبِالْعَكْسِ عكسا كليا فَعلمنَا أَن هَا هُنَا أمرا وَاحِدًا مشخصا بتشخصين تشخصا خارجيا وَهُوَ على نَحْو الْكَثْرَة وتشخصا ذهنيا وَهُوَ على نَحْو الْوحدَة والوحدة وَالْكَثْرَة أَمْرَانِ زائدان عَلَيْهِ عارضان لَهُ حسب اقْتِضَاء ظرف التحقق وَهَذَا هُوَ قَول من قَالَ إِن الماهيات فِي الْخَارِج أَعْيَان وَفِي الأذهان صور.
ثمَّ إِن الْعُقَلَاء اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم بديهي أَو كسبي والذاهبون إِلَى كسبيته اخْتلفُوا فِي أَن كَسبه متعسر أَو متيسر وَإِلَى كل ذهب ذَاهِب، فَذهب الإِمَام الْغَزالِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه لَيْسَ بضروري بل هُوَ نَظَرِي وَلَكِن تحديده متعسر وَطَرِيق مَعْرفَته الْقِسْمَة والمثال أما الأول فَهُوَ أَن يُمَيّز عَمَّا يلتبس من الاعتقادات كَمَا تَقول الِاعْتِقَاد إِمَّا جازم أَو غير جازم والجازم إِمَّا مُطَابق أَو غير مُطَابق والمطابق إِمَّا ثَابت أَو غير ثَابت فقد حصل عَن الْقِسْمَة اعْتِقَاد جازم مُطَابق ثَابت وَهُوَ الْعلم بِمَعْنى الْيَقِين فقد تميز عَن الظَّن بِالْجَزْمِ وَعَن الْجَهْل الْمركب بالمطابقة وَعَن التَّقْلِيد الْمُصِيب الْجَازِم بالثابت الَّذِي لَا يَزُول بالتشكيك وَأما الثَّانِي فَكَأَن تَقول الْعلم إِدْرَاك البصيرة المشابه لإدراك الباصرة أَو كاعتقادنا أَن الْوَاحِد نصف الِاثْنَيْنِ وَقيل هَذَا بعيد فَإِنَّهُمَا إِن أفادا تميز أصلحا مُعَرفا وَإِلَّا لم يحصل بهما معرفَة لماهية الْعلم لِأَن مُحَصل الْمعرفَة لشَيْء لَا بُد وَأَن يُقيد تميزه عَن غَيره لِامْتِنَاع حُصُول مَعْرفَته بِدُونِ تميزه عَن غَيره.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن الْكَلَام فِي تعسر مَعْرفَته بالكنه. فِي العضدي قَالَ الإِمَام الْعلم ضَرُورِيّ لِأَن غير الْعلم لَا يعلم إِلَّا بِالْعلمِ فَلَو علم الْعلم بِغَيْرِهِ لزم الدّور لكنه مَعْلُوم فَيكون لَا بِالْغَيْر وَهُوَ ضَرُورِيّ. وَالْجَوَاب بعد تَسْلِيم كَونه مَعْلُوما إِن تصور غير الْعلم إِنَّمَا يتَوَقَّف على حُصُول الْعلم بِغَيْرِهِ أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر لَا على تصور حَقِيقَة الْعلم بِالْغَيْر أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر وَالَّذِي يُرَاد حُصُوله بِالْغَيْر إِنَّمَا هُوَ تصور حَقِيقَة الْعلم لَا حُصُول جزئي مِنْهُ فَلَا دور للِاخْتِلَاف انْتهى.
وَالْحَاصِل أَن الإِمَام الْغَزالِيّ اسْتدلَّ على مَا ادَّعَاهُ بِأَن الْعلم لَو كَانَ كسبيا مكتسبا من غَيره لدار لِأَن غَيره إِنَّمَا يعلم بِهِ. وخلاصة الْجَواب أَن غير الْعلم إِنَّمَا يعلم بِعلم خَاص مُتَعَلق بِهِ لَا بتصور حَقِيقَة الْعلم وَالْمَقْصُود تصور حَقِيقَته بِغَيْرِهِ فَلَا دور فَافْهَم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح المواقف وَاعْلَم أَن الْغَزالِيّ صرح فِي الْمُسْتَصْفى بِأَنَّهُ يعسر تَحْدِيد الْعلم بِعِبَارَة محررة جَامِعَة للْجِنْس والفصل الذاتيين فَإِن ذَلِك متعسر فِي أَكثر الْأَشْيَاء بل فِي أَكثر المدركات الحسية فَكيف لَا يعسر فِي الإدراكات الْخفية.
ثمَّ قَالَ إِن التَّقْسِيم الْمَذْكُور يقطع الْعلم عَن مظان الِاشْتِبَاه والتمثيل بِإِدْرَاك الباصرة بفهمك حَقِيقَة فَظهر أَنه إِنَّمَا قَالَ بعسر التَّحْدِيد الْحَقِيقِيّ دون التَّعْرِيف مُطلقًا وَهَذَا كَلَام مُحَقّق لَا بعد فِيهِ لكنه جَار فِي غير الْعلم كَمَا اعْترف بِهِ انْتهى - وَذهب الإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه بديهي لضَرُورَة أَن كل أحد يعلم بِوُجُودِهِ وَهَذَا علم خَاص بديهي وبداهة الْخَاص يسْتَلْزم بداهة الْعَام - وَفِيه نظر من وَجْهَيْن: أَحدهَا أَن الضَّرُورِيّ إِنَّمَا هُوَ حُصُول علم جزئي بِوُجُودِهِ وَهَذَا الْحُصُول لَيْسَ تصور ذَلِك الجزئي وَغير مُسْتَلْزم لَهُ فَلَا يلْزم تصور الْمُطلق أصلا فضلا عَن أَن يكون ضَرُورِيًّا، وتوضيحه أَن بَين حُصُول الشَّيْء وتصوره فرقا بَينا فَإِن ارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس الناطقة بِنَفسِهَا فِي ضمن الجزئيات حُصُول تِلْكَ الْمَاهِيّة لَا تصورها كحصول الشجَاعَة للنَّفس الْمُوجب لاتصافها بهَا من غير أَن تتصورها وارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس بِصُورَة تِلْكَ الْمَاهِيّة ومثالها يُوجب تصورها لَا حُصُولهَا كتصور الشجَاعَة الَّذِي لَا يُوجب اتصاف النَّفس بالشجاعة.
ومحصول التَّوْضِيح أَن الْفرق بَين حُصُول الْعلم نَفسه لِلْعَقْلِ وَبَين تصَوره بَين فَإِن الأول منَاط الاتصاف بِنَفس الْعلم دون العالمية بِالْعلمِ وَالثَّانِي منَاط العالمية بِالْعلمِ فَإِن حُصُول الشجَاعَة نَفسهَا مُوجب للاتصاف بهَا لَا لتصورها وَالْعلم بهَا وتصورها يُوجب العالمية بهَا لَا لحصولها والاتصاف بهَا نعم كم من شُجَاع لَا يعلم أَن الشجَاعَة مَا هِيَ وَهُوَ شُجَاع وَكم من جبان يعلم مَاهِيَّة الشجَاعَة وَهُوَ جبان وَثَانِيهمَا وُرُود المنعين الْمَشْهُورين من منع كَون الْعَام ذاتيا وَكَون الْخَاص مدْركا بالكنه.
وَحَاصِله أَن ذَلِك الاستلزام مَوْقُوف على أَمريْن أَحدهمَا كَون الْعلم ذاتيا للخاص وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْمُطلق ذاتيا للْعلم الْخَاص وَثَانِيهمَا كَون الْخَاص متصورا بالكنه وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْخَاص بديهيا متصورا بالكنه لم لَا يجوز أَن يكون متصورا بِالْوَجْهِ قيل إِن الْخَاص هَا هُنَا مُقَيّد والعالم مُطلق وبداهة الْمُقَيد تَسْتَلْزِم بداهة الْمُطلق لِأَنَّهُ جُزْء خارجي لمَفْهُوم الْمُقَيد فتصوره بِدُونِهِ مِمَّا لَا يتَصَوَّر وَأجِيب بِأَن منشأ هَذَا السُّؤَال عدم الْفرق بَين الْفَرد والحصة وللعلم أفرلد حصصية والفرد هُوَ الطبيعة الْمَأْخُوذَة مَعَ الْقَيْد بِأَن يكون كل من الْقَيْد وَالتَّقْيِيد دَاخِلا كزيد وَعَمْرو للْإنْسَان والحصة هِيَ الطبيعة المنضافة إِلَى الْقَيْد بِأَن يكون التَّقْيِيد من حَيْثُ هُوَ تَقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا كوجود زيد وَوُجُود عَمْرو وَعلم زيد وَعلم عَمْرو. وَلَا يخفى على الناظرين أَن هَذَا إِنَّمَا يتم إِذا كَانَ المُرَاد بِالْعلمِ الْمَعْنى المصدري وَأما إِذا كَانَ المُرَاد بِهِ مَا بِهِ الانكشاف فَلَا يتم وَأَنت تعلم أَن الْمَعْنى المصدري خَارج عَن مَحل النزاع والنزاع حِين إِرَادَة الْمَعْنى المصدري يكون لفظيا كالنزاع فِي الْوُجُود فَإِن من قَالَ بكسبيته يُرِيد مَا بِهِ الانكشاف وَيَدعِي بكسبيته لَا الْمَعْنى المصدري.
وَالْحَاصِل أَنه لَا شكّ فِي بداهة الْعلم الَّذِي يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بدانستن لِأَنَّهُ معنى انتزاعي لَا يتخصص إِلَّا بإضافات وتخصيصات فحقيقته لَيست إِلَّا مفهومة وحقائق أَفْرَاده لَيست إِلَّا مفهوماتها كَيفَ وَلَو كَانَت مفهوماتها عارضة لحقائقها لكَانَتْ مَحْمُولَة عَلَيْهَا بالاشتقاق وَهُوَ يسْتَلْزم كَون الْعلم عَالما وَالْعلم الْخَاص بديهي وَالْعَام جُزْء مِنْهُ وبداهة الْخَاص تَسْتَلْزِم بداهة الْعَام والمنعان الْمَذْكُورَان حِينَئِذٍ مُكَابَرَة لَا تسمع لَكِن هَذَا الْمَعْنى خَارج عَن مَحل النزاع كَمَا علمت وَإِن أُرِيد أَن الْعلم بِمَعْنى مبدأ الانكشاف بديهي بِالدَّلِيلِ الْمَذْكُور فَلَا يَخْلُو عَن صعوبة لوُرُود المنعين المذكورية بِلَا مُكَابَرَة فَإِن قلت لَو كَانَ الْعلم بديهيا لما اشْتغل الْعُقَلَاء بتعريفه قلت إِنَّمَا عرف الْعلم من ذهب إِلَى كسبيته لَا إِلَى بداهته فاشتغالهم بتعريفه لَا يدل عى كسبيته بِحَسب الْوَاقِع بل بِحَسب الِاعْتِقَاد. نعم يرد أَنا لَو سلمنَا أَن الذَّاهِب إِلَى كسبيته عرفه بِحَسب اعْتِقَاده لَكِن تَعْرِيفه لدلالته على حُصُوله بِالْكَسْبِ يُنَافِي البداهة لِأَن البديهي مَا لم يُمكن حُصُوله بِالْكَسْبِ لايحصل بِغَيْر الْكسْب وَلَا أَن يُقَال إِن الْمَعْنى الْمَذْكُور للبديهي مَمْنُوع كَيفَ وَلَو كَانَ تَعْرِيف البديهي مَا ذكر للَزِمَ بطلَان البداهة فِي عدَّة من الْأُمُور الَّتِي بداهتها قَطْعِيَّة بالِاتِّفَاقِ وَقيل الْجَواب بِأَن الْكَلَام فِي كنه الْعلم فَإِذا فرض أَنه ضَرُورِيّ لَا يلْزم على صِحَّته امْتنَاع تَعْرِيفه بالرسم لجَوَاز أَن يكون كنه شَيْء ضَرُورِيًّا دون اسْمه وَبَعض وجوهه فَلم لَا يكون تَعْرِيف الْعُقَلَاء تعريفا رسميا للْعلم لَيْسَ بصواب لِأَن تَعْرِيف الشَّيْء بالرسم بعد تصَوره بالكنه مُمْتَنع إِذْ بعد تصَوره بالكنه إِذا قصد تَعْرِيفه بِالْوَجْهِ يكون التَّعْرِيف لذَلِك الْوَجْه الْمَجْهُول لَا لذَلِك الشَّيْء.
وَلَا يخفى على من لَهُ نظر ثاقب أَن بَين علم الشَّيْء بِالْوَجْهِ وَالْعلم بِوَجْه ذَلِك الشَّيْء فرق بَين فَإِن الْوَجْه فِي الأول مُتَصَوّر تبعا وبالعرض ومرآة وَآلَة لتصور ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قصد تصَوره بذلك الْوَجْه وَفِي الثَّانِي أَولا وبالذات من غير أَن يكون تصَوره آلَة لتصور غَيره ومرآة لَهُ فَإِن قلت إِن الْعلم من صِفَات النَّفس وَعلمهَا بِنَفسِهَا وصفاتها حضوري وَهُوَ لَا يَتَّصِف بالبداهة والكسبية قلت إِن المُرَاد بِالصِّفَاتِ الصِّفَات الانضمامية أَي الصِّفَات العينية الخارجية الْغَيْر المنتزعة وَالْكَلَام فِي الْعلم الْمُطلق وَهُوَ لَيْسَ من الصِّفَات الانضمامية وَبعد تَسْلِيمه عدم اتصاف الحضوري بالبداهة مَمْنُوع - اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يخترع اصْطِلَاح آخر وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح، وَفِي بعض شُرُوح سلم الْعُلُوم وَالْحق أَن الْعلم نور قَائِم بِذَاتِهِ وَاجِب لذاته وَلَيْسَ تَحت شَيْء من المقولات فَإِن الْعلم إِنَّمَا حَقِيقَته مبدأ انكشاف الْأَشْيَاء وظهورها بِأَن يكون هُوَ بِنَفسِهِ مظْهرا ومصداقا لحمله والممكن لما كَانَ فِي ذَاته فِي بقْعَة الْقُوَّة وحيز الليسية كَانَ فِي ذَاته أمرا ظلمانيا لَا ظَاهرا وَلَا مظْهرا فَلَا يكون علما وَلَا فِي حد ذَاته عَالما فَكَمَا أَن قوامه ووجوده إِنَّمَا هُوَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْجَاعِل الْحق كَذَلِك عالميته إِنَّمَا هِيَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْعَالم الْحق فمصداق حمل الْوُجُود وَالْعلم على الْوَاجِب نفس ذَاته وعَلى الْمُمكن هُوَ من حَيْثُ استناده إِلَى الله تَعَالَى فَكَمَا أَن وجود الْمُمكن هُوَ وجود الْوَاجِب كَذَلِك علمه هُوَ علم الْوَاجِب تَعَالَى بل الْعلم هُوَ الْوُجُود بِشَرْط كَونه مُجَردا فَالْوَاجِب سُبْحَانَهُ يَجْعَل الْعقل أمرا نورانيا ينْكَشف الْأَشْيَاء عِنْد قِيَامهَا بهَا وَلَيْسَ الْعلم أمرا زَائِدا على وجودهَا الْخَاص الْمُجَرّد وَلذَا تدْرك ذَاتهَا بذاتها. نعم قد يفْتَقر إِلَى أَن يكون وجود الْمَعْلُوم لَهُ حَتَّى ينْكَشف عِنْده إِذا كَانَ هُوَ غير ذَاته وَصِفَاته وَذَلِكَ بإعلام الْمعلم وبإفاضة وجوده لَهُ فالعلم وَإِن كَانَ أظهر الْأَشْيَاء وأبينها وأوضحها لَكِن يمْتَنع تصَوره بالكنه وَنسبَة الْعُقُول إِلَيْهِ كنسبة الخدش إِلَى الشَّمْس وَنسبَة الْقَمَر إِلَيْهَا وَلذَا قَالَ المُصَنّف أَي مُصَنف السّلم فِيهِ أَن الْعلم من أجلى البديهيات وَإِنَّمَا اختفاء جَوْهَر ذَاته لشدَّة وضوحها كَمَا أَن من المحسوسات مَا يبلغ فِيهِ بذلك الْحَد حَتَّى يمْنَع عَن تَمام الْإِدْرَاك كَالْعلمِ فَإِنَّهُ مبدأ ظُهُور الْأَشْيَاء فَيجب أَن يكون ظَاهرا فِي نَفسه لَيْسَ فِيهِ شَرّ الظلمَة - وَلِهَذَا يفْتَقر إِلَى التَّشْبِيه لإِزَالَة خفائه وَأَنه لَيْسَ خفِيا فِي نَفسه بل لِأَن عقولنا أعجز عَن اكتناهه فَهَذَا التَّشْبِيه يشبه الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ مَاء وضع لرؤية تِمْثَال الشَّمْس انْتهى.
والذاهبون إِلَى كسبية الْعلم وَأَن كَسبه متيسر اخْتلفُوا فِي تَعْرِيفه، وَالْمُخْتَار عِنْد الْمُتَكَلِّمين أَنه صفة توجب تميز شَيْء لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّيْء نقيض ذَلِك التميز وهم لَا يطلقون الْعلم إِلَّا على الْيَقِين كَمَا ستعرف، وَعلم الْوَاجِب عِنْد الْمُتَكَلِّمين صفة أزلية تنكشف المعلومات عِنْد تعلقهَا بهَا وتعلقات علمه تَعَالَى على نَوْعَيْنِ كَمَا فصلنا فِي تعلقات علم الْوَاجِب تَعَالَى.
وَالْعلم عِنْد الْحُكَمَاء يتَنَاوَل الْيَقِين وَالشَّكّ وَالوهم والتقليد وَالْجهل، وَالْعلم الْمُطلق عِنْدهم أَي سَوَاء كَانَ حضوريا أَو حصوليا مُطلق الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك سَوَاء كَانَت نفس الْمَعْلُوم كَمَا فِي الحضوري أَو غَيره وَلَو بِالِاعْتِبَارِ كَمَا فِي الحصولي، وَسَوَاء كَانَت مُطَابقَة لما قصد تصَوره كَمَا فِي الْيَقِين أَولا كَمَا فِي الْجَهْل، وَسَوَاء احتملت الزَّوَال كَمَا فِي التَّقْلِيد وَالظَّن وَالشَّكّ وَالوهم أَولا كَمَا فِي الْيَقِين، وَسَوَاء كَانَت مرْآة لملاحظة مَا قصد تصَوره كَمَا فِي الْعلم بالكنه أَو بِالْوَجْهِ أَولا كَمَا فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء وَالْمرَاد بالصورة الْمَاهِيّة فَإِنَّهَا بِاعْتِبَار الحضوري العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْخَارِجِي عينا. وَيعلم من هَذَا التَّعْرِيف عدَّة أُمُور أَحدهَا أَن الْعلم أَمر وجودي لَا عدمي لِأَن الضَّرُورَة تشهد بِأَن وَقت الانكشاف يحصل شَيْء من شَيْء لَا أَنه يَزُول مِنْهُ لكنه لم يقم عَلَيْهِ برهَان قَاطع وَثَانِيها أَنه شَامِل للحضوري والحصولي ولعلم الْوَاجِب والممكن والكليات والجزئيات فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس وَثَالِثهَا أَنه شَامِل للمذهبين فِي الجزئيات، أَحدهمَا، أَن مدركها هُوَ النَّفس وَثَانِيهمَا أَن مدركها هُوَ الْحَواس وَرَابِعهَا أَنه شَامِل لمذهبي ارتسام صور الجزئيات المادية فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس لِأَن الْمدْرك يتَنَاوَل الْمُجَرّد وَالنَّفس والحواس وَكلمَة عِنْد لعِنْد ولفي والحضور والحصول كالمترادفين.
وَالتَّحْقِيق أَن الْمدْرك لجَمِيع الْأَشْيَاء النَّفس الناطقة سَوَاء كَانَ ارتسام الصُّور فِيهَا أَو فِي غَيرهَا وَسَيَأْتِي لَك تَفْصِيل الْمذَاهب. وَالْأَحْسَن فِي التَّعْمِيم أَن نقُول سَوَاء كَانَت تِلْكَ الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك عين الصُّورَة الخارجية كَمَا فِي الْعلم الحضوري أَو غَيرهَا كَمَا فِي الحصولي. وَسَوَاء كَانَت عين الْمدْرك بِالْفَتْح كَمَا فِي علم الْبَارِي تَعَالَى نَفسه أَو غَيره كَمَا فِي علمه بسلسلة الممكنات، وَسَوَاء كَانَت فِي نفس النَّفس كَمَا فِي علمهَا بالكليات أَو فِي الْآلَات كَمَا فِي علمهَا بالجزئيات، وَسَوَاء كَانَت مرْآة أَو لَا فَإِن كَانَت مرْآة فالمرآة والمرئي إِن كَانَا متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ. فَعلم الشَّيْء بالكنه وَإِن كَانَا بِالْعَكْسِ فَعلم الشَّيْء بِالْوَجْهِ، وَإِن لم يكن مرْآة فالعلم بكنه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل كنهه وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل وَجهه، وَالْعلم الْحَقِيقِيّ إِنَّمَا هُوَ علم الشَّيْء بالكنه لَا بِالْوَجْهِ لِأَن الْحَاصِل فِيهِ حَقِيقَة هُوَ الْوَجْه لَا الشَّيْء وَلَا تلْتَفت النَّفس إِلَى الشَّيْء فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَوَجهه كَمَا لَا يخفى.
وَيعلم من هَذَا الْبَيَان أَن الْعلم الْمُطلق الْمَذْكُور على نَوْعَيْنِ النَّوْع الأول الْعلم الحضوري وَهُوَ أَن يكون الصُّورَة العلمية فِيهِ عين الصُّورَة الخارجية فَيكون الْمَعْلُوم فِيهِ بِعَيْنِه وذاته حَاضرا عِنْد الْمدْرك لَا بصورته ومثاله كَمَا فِي علم الْإِنْسَان بِذَاتِهِ وَصِفَاته كالصور الذهنية الْقَائِمَة بِالنَّفسِ فَإِن الْعلم بهَا إِنَّمَا هُوَ بِحُضُور ذواتها عِنْد الْمدْرك لَا بِحُصُول صورها عِنْده فَإِن النَّفس فِي إِدْرَاك الصُّور الذهنية لَا تحْتَاج إِلَى صُورَة أُخْرَى منتزعة من الأولى.
وَهَا هُنَا اعْتِرَاض مَشْهُور هُوَ أَن نفس الْعلم الحصولي علم حضوري مَعَ أَنه لَيْسَ عين الصُّورَة الخارجية وَالْحق أَن نفس الْعلم الحصولي من الموجودات الخارجية كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْعلم الحضوري فَلَا تلْتَفت إِلَى مَا أُجِيب بِأَن المُرَاد بالصورة الخارجية أَعم من الْخَارِجِي وَمِمَّا يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي أَي للوجود الْخَارِجِي وَلما هُوَ مماثل لَهُ جَار مجْرَاه فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية وَلَكِن يُمكن المناقشة بِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم الِاتِّحَاد بَين الحضوري والحصولي مَعَ أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ لِأَن الْعلم الحصولي حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ ومغائر للحضوري مُغَايرَة نوعية فَإِذا تعلق الْعلم بِالْعلمِ الحصولي يكون ذَلِك الْعلم عين الحضوري فَيلْزم الِاتِّحَاد بَينهمَا وَالنَّوْع الثَّانِي الْعلم الحصولي وَهُوَ الَّذِي لَا يكون إِلَّا بِحُصُول صُورَة الْمَعْلُوم فَتكون الصُّورَة العلمية فِيهِ غير الصُّورَة الخارجية وَيُقَال لَهُ الانطباعي أَيْضا كَمَا فِي إِدْرَاك الْأَشْيَاء الخارجية عَن الْمدْرك أَي الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تكون عينه وَلَا قَائِمَة بِهِ.
ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم الحصولي، إِمَّا صُورَة الْمَعْلُوم الْمَوْجُودَة فِي الذِّهْن المكيفة بالعوارض الذهنية، وَإِمَّا قبُول الذِّهْن بِتِلْكَ الصُّورَة أَو إِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم فَإِن انكشاف الْأَشْيَاء عِنْد الذِّهْن فِي الْعلم الحصولي لَيْسَ قبل حُصُول صورها فِيهِ عِنْد الْحُكَمَاء الْقَائِلين بالوجود الذهْنِي فهناك أُمُور ثَلَاثَة الصُّورَة الْحَاصِلَة وَقبُول الذِّهْن بهَا من المبدأ الْفَيَّاض وَإِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم. فَذهب بَعضهم إِلَى أَن الْعلم الحصولي هُوَ الأول وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره أَن هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور. وَوجه بِأَن الْعلم يُوصف بالمطابقة وَعدمهَا وَإِنَّمَا الْمَوْصُوف بهما الصُّورَة، وَفِي شرح الإشارات أَن من الصُّورَة مَا هِيَ مُطَابقَة للْخَارِج وَهِي الْعلم - وَمَا هِيَ غير مُطَابقَة وَهِي الْجَهْل فالسيد السَّنَد قدس سره يَجْعَل الْعلم من مقولة الكيف وينحصر الاتصاف بالمطابقة وَعدمهَا فِي الصُّورَة الَّتِي من مقولة الكيف وينكر ذَلِك الاتصاف فِي الانفعال وَالنِّسْبَة.
وَأَنت تعلم أَن عدم جَرَيَان الْمُطَابقَة فيهمَا مَمْنُوع لجَوَاز جريانها بِاعْتِبَار الْوُجُود النَّفس الأمري أَو الْخَارِجِي بِاعْتِبَار مبدأ الانتزاع وَلَو وَجه بِأَن الصِّفَات الَّتِي يَتَّصِف بهَا الْعلم مثل البداهة والنظرية والاكتساب من الْحَد والبرهان والانقسام إِلَى التَّصَوُّر والتصديق إِنَّمَا ينطبق على الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا على الْإِضَافَة والارتسام لَكَانَ أسلم وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّانِي فَيكون من مقولة الانفعال وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّالِث فَيكون من مقولة الْإِضَافَة، وَأما إِنَّه نفس حُصُول الصُّورَة فِي الذِّهْن فَلم يقل بِهِ أحد لِأَن الْعلم بِمَعْنى الْحُصُول معنى مصدري لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا لِأَنَّهُ لايكون آلَة وعنوانا لملاحظة الْغَيْر كَمَا مر.
وَلِهَذَا قَالُوا إِن من عرف الْعلم بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل تسَامح فِي الْعبارَة بِقَرِينَة أَنه قَائِل بِأَنَّهُ من مقولة الكيف فَعلم أَنه أَرَادَ الصُّورَة الْحَاصِلَة بِجعْل الْحُصُول بِمَعْنى الْحَاصِل وَالْإِضَافَة من قبيل جرد قطيفة لكنه قدم ذكر الْحُصُول تَنْبِيها على أَن الْعلم مَعَ كَونه صفة حَقِيقِيَّة يسْتَلْزم إِضَافَة إِلَى مَحَله بالحصول لَهُ، وَالْحَاصِل أَن الصُّورَة من حَيْثُ هِيَ هِيَ لما لم تكن علما بل إِنَّمَا الْعلم هُوَ الصُّورَة بِصفة حُصُولهَا فِي الذِّهْن حمل حُصُولهَا على الْعلم مُبَالغَة تَنْبِيها على أَن مدَار كَونهَا علما هُوَ الْحُصُول نعم لَو أخر ذكر الْحُصُول وَقَالَ هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة لحصل ذَلِك التَّنْبِيه لَكِن لَا فِي أول الْأَمر وَلَا يخفى أَن تَعْرِيفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ ذَلِك التسامح لَيْسَ بِجَامِع لِأَن الْمُتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُطَابقَة وَلَا يَشْمَل الجهليات المركبة وَهِي الِاعْتِقَاد على خلاف مَا عَلَيْهِ الشَّيْء مَعَ الِاعْتِقَاد بِأَنَّهُ حق وَلِأَنَّهُ يخرج عَنهُ الْعلم بالجزئيات المادية عِنْد من يَقُول بارتسام صورها فِي القوى أَو الْآلَات دون نفس النَّفس.
وَالْعلم فِي فواتح كتب الْمنطق المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم الحصولي لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون لَهُ دخل فِي الاكتسابات التصورية والتصديقية واختصاص بهَا وَإِنَّمَا هُوَ الْعلم الحصولي وَلذَا قَالَ الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق أَن الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم المتجدد وَالْمرَاد بالمتجدد علم يتَحَقَّق كل فَرد مِنْهُ بعد تحقق الْمَوْصُوف بعدية زمانية وَهُوَ لَيْسَ إِلَّا الْعلم الحصولي، والحضوري وَإِن كَانَ بعض أَفْرَاده كَالْعلمِ الْمُتَعَلّق بالصورة العلمية متحققا بعد تحقق الْمَوْصُوف لَكِن جَمِيع أَفْرَاده لَيْسَ كَذَلِك فَإِن علم المجردات بذواتها وصفاتها حضوري وَهِي علل لعلومها وَلَا تنفك علومها عَنْهَا فَلَيْسَ بَين علومها ومعلوماتها بعدية زمانية وتعريفه الأشمل للجهليات وللمذهبين فِي الْعلم بالأشياء والأسلم عَن ارْتِكَاب الْمجَاز الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل.
وَإِن أردْت توضيح هَذَا التَّعْرِيف وتحقيقه وتنقيحه ودرجة كَونه أشمل وَأسلم من تَعْرِيفه بِأَنَّهُ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ أَن فِي هَذَا التَّعْرِيف ارْتِكَاب إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَوْصُوف كَمَا مر بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور فاستمع لما يَقُول هَذَا الْغَرِيب الْقَلِيل البضاعة أَن المُرَاد بالصورة إِمَّا نفس مَاهِيَّة الْمَعْلُوم أَي الْمَوْجُود الذهْنِي الَّذِي لَا تترتب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية فَإِن الْمَاهِيّة بِاعْتِبَار الْحُضُور العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْعَيْنِيّ أَي الْخَارِجِي تسمى عينا أَو المُرَاد بهَا ظلّ الْمَعْلُوم وشبحه الْمُخَالف لَهُ بِالْحَقِيقَةِ على اخْتِلَاف فِي الْعلم بالأشياء.
فَإِن الْمُحَقِّقين على أَن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا وَغَيرهم على أَنه بإظلالها وأشباحها الْمُخَالفَة لَهَا بالحقائق وعَلى الأول مَا هُوَ الْحَاصِل فِي الْعقل علم من حَيْثُ قِيَامه بِهِ وَمَعْلُوم بِالنّظرِ إِلَى ذَاته وعَلى الثَّانِي صُورَة الشَّيْء وظله علم وَذُو الصُّورَة مَعْلُوم وَمعنى علم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا أَن مَا فِي الذِّهْن لَو وجد فِي الْخَارِج متشخصا بتشخص زيد مثلا لَكَانَ عين زيد وبتشخص عَمْرو لَكَانَ عين عَمْرو. وَالْحَاصِل من الْحَاصِل فِي الذِّهْن نفس الْمَاهِيّة بِحَيْثُ إِذا وجد فِي الْخَارِج كَانَ عين الْعين وَبِالْعَكْسِ لَكِن هَذَا وجود ظِلِّي وَفِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وللكل أَحْكَام على حِدة وَلَا أَن مَا فِي الْخَارِج مَوْجُود فِي الذِّهْن بِعَيْنِه حَتَّى يلْزم كَون الْوَاحِد بالشخص سَوَاء كَانَ جوهرا أَو عرضا فِي مكانين فِي آن وَاحِد وَهُوَ محَال.
والوجود العلمي يُسمى وجودا ذهنيا وظليا وَغير أصيل أما تَسْمِيَته بالوجود الظلي على الْمَذْهَب الثَّانِي فَظَاهر، وَأما على الْمَذْهَب الأول فَلِأَن مُرَادهم أَنه وجود كوجود الظل فِي انْتِفَاء الْآثَار الخارجية المختصة بالوجود الْخَارِجِي كَمَا أَن الْوُجُود فِي مَا وَرَاء الذِّهْن يُسمى وجودا عينيا وأصيليا وخارجيا. فَإِن قيل إِن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا مُمْتَنع فَإِنَّهُ يسْتَلْزم كَون الذِّهْن حارا بَارِدًا مُسْتَقِيمًا معوجا عِنْد تصور الْحَرَارَة والبرودة والاستقامة والاعوجاج لِأَنَّهُ إِذا تصورت الْحَرَارَة تكون الْحَرَارَة حَاصِلَة فِي الذِّهْن وَلَا معنى للحار إِلَّا مَا قَامَت بِهِ الْحَرَارَة وَقس عَلَيْهِ الْبُرُودَة وَغَيرهَا وَهَذِه الصِّفَات منفية عَن الذِّهْن بِالضَّرُورَةِ وَأَيْضًا إِن حُصُول حَقِيقَة الْجَبَل وَالسَّمَاء مَعَ عظمها فِي الذِّهْن مِمَّا لَا يعقل قُلْنَا الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة وماهية مَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي لَا بهوية عَيْنِيَّة مَوْجُودَة بِوُجُود أصيل والحار مَا تقوم بِهِ هوية الْحَرَارَة أَي ماهيتها الْمَوْجُودَة بِوُجُود عَيْني لَا مَا تقوم بِهِ الْحَرَارَة الْمَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي فَلَا يلْزم اتصاف الذِّهْن بِتِلْكَ الصِّفَات المنفية عَنهُ والممتنع فِي الذِّهْن حُصُول هوية الْجَبَل وَالسَّمَاء وَغَيرهمَا من الْأَشْيَاء فَإِن ماهياتها مَوْجُودَة بِوُجُود خارجي يمْتَنع أَن يحصل فِي أذهاننا وَأما مفهوماتها الْكُلية وماهياتها الْمَوْجُودَة بالوجودات الظلية فَلَا يمْتَنع حُصُولهَا فِي الذِّهْن إِذْ لَيست مَوْصُوفَة بِصِفَات تِلْكَ الهويات لَكِن تِلْكَ الماهيات بِحَيْثُ لَو وجدت فِي الْخَارِج متشخصة بتشخص جبل الطّور وسماء الْقَمَر مثلا لكَانَتْ بِعَينهَا جبل طور وسماء قمر وَلَا نعني بِعلم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا إِلَّا هَذَا.
وَالْحَاصِل أَن للموجود فِي الذِّهْن وجودا ظليا وَلذَلِك الْمَوْجُود فِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وَلكُل أَحْكَام على حِدة كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَالْمرَاد بِكَوْن الصُّورَة حَاصِلَة من الشَّيْء أَنَّهَا ناشئة مِنْهُ مُطَابقَة لَهُ أَو لَا بِخِلَاف صُورَة الشَّيْء فَإِن المُرَاد مِنْهَا الصُّورَة الْمُطَابقَة للشَّيْء لِأَن الْمُتَبَادر من إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الشَّيْء مطابقتها لَهُ فتعريفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لَا يَشْمَل الجهليات المركبة بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور كَمَا عرفت.
ثمَّ ننقل مَا حررنا فِي تعليقاتنا على حَوَاشِي عبد الله اليزدي على تَهْذِيب الْمنطق تَحْقِيقا للمرام وتفصيلا للمقام أَن الْعقل المرادف للنَّفس الناطقة هُوَ جَوْهَر مُجَرّد عَن الْمَادَّة فِي ذَاته لَا فِي فعله وَالْعقل الَّذِي هُوَ مرادف الْملك جَوْهَر مُجَرّد فِي ذَاته وَفِي فعله. وَقد يُطلق على الْقُوَّة المدركة وَالْمرَاد بِهِ هَا هُنَا أما الأول أَو الثَّالِث. فَإِن قيل، على أَي حَال يخرج علم الله الْوَاجِب المتعال لعدم إِطْلَاق الْعقل عَلَيْهِ تَعَالَى، قُلْنَا، المُرَاد بِهِ هَاهُنَا الْمدْرك والمجرد وَقيل الْمَقْصُود تَعْرِيف الْعلم الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ الِاكْتِسَاب أَي مَا يكون كاسبا أَو مكتسبا وَعلمه تَعَالَى لكَونه حضوريا منزه عَن ذَلِك فَلَا بَأْس بِخُرُوجِهِ لعدم دُخُوله فِي الْمُعَرّف فَإِن قيل قواعدهم كُلية عَامَّة وَهَذَا التَّخْصِيص يُنَافِي تَعْمِيم قواعدهم قُلْنَا تَعْمِيم الْقَوَاعِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْحَاجة فَهَذَا التَّخْصِيص لَا يُنَافِي التَّعْمِيم الْمَقْصُود وَإِن كَانَ منافيا لمُطلق التَّعْمِيم فَلَا ضير وَقَوْلهمْ عِنْد الْعقل يعم المذهبين دون فِي الْعقل.
وتوضيحه أَن الْمُحَقِّقين اتَّفقُوا على أَن الْمدْرك للكليات والجزئيات المادية وَغَيرهَا هُوَ النَّفس الناطقة، وعَلى أَن نِسْبَة الْإِدْرَاك إِلَى قواها كنسبة الْقطع إِلَى السكين لَا أَن مدرك الكليات هُوَ النَّفس الناطقة ومدرك الجزئيات هُوَ الْآلَات كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْمُتَأَخّرُونَ. ثمَّ بعد هَذَا الِاتِّفَاق اتَّفقُوا على أَن صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية كمحبة عَمْرو وعداوة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَاخْتلفُوا فِي أَن صور الجزئيات المادية ترتسم فِيهَا أَو فِي آلاتها. فَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا ترتسم فِي آلاتها دون نَفسهَا لِأَن الصُّور الشخصية الجسمانية منقسمة فَلَو ارتسمت فِي النَّفس الناطقة لانقسمت بانقسامها لِأَن انقسام الْحَال يسْتَلْزم انقسام الْمحل وَهُوَ بَاطِل لِأَن النَّفس الناطقة بسيطة كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه، وَيرد عَلَيْهِم أَن تِلْكَ الصُّور المرتسمة فِي الْآلَات عُلُوم بِنَاء على التَّعْرِيف الْمَذْكُور وَأَن الْمدْرك هُوَ الْعقل فَيلْزم أَن لَا يكون مَا قَامَ بِهِ الْعلم عَالما وَأَن يكون مَا لم يقم بِهِ الْعلم عَالما وَكِلَاهُمَا خلف، وَأَيْضًا الْمَانِع من الارتسام فِي النَّفس الناطقة هُوَ الانقسام إِلَى الْأَجْزَاء المتبائنة فِي الْوَضع لَا مُطلق الانقسام وَذَلِكَ من تَوَابِع الْوُجُود الْخَارِجِي وخواصه فَلَا يلْزم الْفساد من ارتسامها وَلَو كَانَت صور الجزئيات الجسمانية على طبق تِلْكَ الجزئيات فِي الانقسام والصغر وَالْكبر لَا متنع ارتسامها فِي الْآلَات أَيْضا كَنِصْف السَّمَاء وَالْجِبَال والأودية وأمثالها. وَقَالَ بَعضهم أَن صور الجزئيات المادية كصورة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَهِي مدركة للأشياء كلهَا إِلَّا أَن إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية أَي الجسمانية بِوَاسِطَة الْآلَات لَا بذاتها وَذَلِكَ لَا يُنَافِي ارتسام الصُّور فِيهَا، ودليلهم الوجدان الْعَام بِأَنا إِذا رَجعْنَا إِلَى الوجدان علمنَا أَن لأنفسنا عِنْد إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية حَالَة إدراكية انكشافية لم تكن حَاصِلَة قبل ذَلِك الْإِدْرَاك. فَإِن قيل إِن معنى عِنْد هُوَ الْمَكَان الْقَرِيب من الشَّيْء فَكيف يتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس فَكَمَا أَن فِي الْعقل لَا يَشْمَل المذهبين كَذَلِك عِنْد الْعقل لَا يَشْمَل صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية لحصولها فِي الْعقل دون مَكَان قريب مِنْهُ. وَأجِيب عَنهُ بِأَن كلمة عِنْد بِحَسب الْعرف لاخْتِصَاص شَيْء بمدخولها كَمَا يُقَال هَذِه الْمَسْأَلَة كَذَا عِنْد فلَان أَي لَهَا اخْتِصَاص بِهِ. وَلَا شكّ أَن للصورة الْحَاصِلَة اخْتِصَاص بِالْعقلِ من جِهَة الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ الْمدْرك للصورة فَيتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس والآلات فَثَبت أَن عِنْد الْعقل يَشْمَل المذهبين دون فِي الْعقل لاخْتِصَاص كلمة فِي بالداخل. وَالْحمل على التَّوَسُّع بِحَيْثُ يتَنَاوَل الْحَاصِل فِي الْآلَات أَيْضا يدْفع الْمَحْذُور لكنه خلاف الظَّاهِر ومدار الْكَلَام على مُحَافظَة الظَّاهِر ورعاية الْمُتَبَادر فعلى هَذَا الْجَواب الْمَذْكُور إِنَّمَا يجدي نفعا لَو كَانَ عِنْد مَعَ رِعَايَة مَعْنَاهُ الْمُتَبَادر متناولا للمذهبين دونه فِي فِي - وَلَيْسَ كَذَلِك لما مر آنِفا.
ثمَّ اعْلَم أَن الصُّورَة من مقولة الكيف لكَونهَا عرضا لَا يَقْتَضِي لذاته قسْمَة وَلَا نِسْبَة فَيكون الْعلم الْمَعْرُوف بالصورة الْمَذْكُور من مقولة الكيف وَهُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور كَمَا مر وَلَعَلَّ من ذهب إِلَى أَنه من مقولة الانفعال يَقُول بِأَنَّهُ من مقولة الكيف أَيْضا لَكِن لما كَانَ الْعلم أَي الصُّورَة الْمَذْكُورَة حَاصِلا بالانفعال أَي بانتقاش الذِّهْن بالصورة الناشئة من الشَّيْء وقبوله إِيَّاهَا قَالَ إِنَّه من مقولة الانفعال مُبَالغَة وتنبيها على أَن حُصُول الْعلم بالانفعال لَا بِغَيْرِهِ. وَاعْترض بِأَن الكيف من الموجودات الخارجية لِأَن الموجودات الخارجية تَنْقَسِم إِلَى الْجَوَاهِر الْخَمْسَة والأعراض التِّسْعَة فَكيف تكون الصُّورَة الذهنية أَي الْعلم من مقولة الكيف وَالْجَوَاب أَن الْعلم من الموجودات الخارجية والمعلوم من الموجودات الذهنية كَمَا مر. وَأجَاب عَنهُ جلال الْعلمَاء فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة على الشَّرْح الْجَدِيد للتجريد فِي مَبْحَث الْوُجُود الذهْنِي أَن عدهم إِيَّاهَا كيفا على سَبِيل الْمُسَامحَة وتشبيه الْأُمُور الذهنية بالأمور العينية فعلى هَذَا يكون الْعلم من الموجودات الذهنية.
فَإِن قيل الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها فَيجب أَن يكون الْعلم بالجواهر جوهرا وبالكم كَمَا وبالكيف كيفا وَهَكَذَا وَلَا يُمكن أَن يكون من مقولة الكيف مُطلقًا قُلْنَا أجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول بِأَن حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن لَا يُوجب اتصاف الذِّهْن وقيامه بِهِ كحصول الشَّيْء فِي الزَّمَان وَالْمَكَان فَمَا هُوَ جَوْهَر حَاصِل فِي الذِّهْن وموجود فِيهِ وَمَا هُوَ عرض وَكَيف قَائِم بِهِ وموجود فِي الْخَارِج وَكَون الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها بِالْمَعْنَى الَّذِي ذكرنَا آنِفا لَا يُنَافِي هَذَا الْفرق وَمَا فِي هَذَا الْجَواب سيتلى عَلَيْك. وَالشَّيْخ أورد فِي الهيات الشِّفَاء إشكالين أَحدهمَا أَن الْعلم هُوَ المكتسب من صور الموجودات مُجَرّدَة عَن موادها وَهِي صور جَوَاهِر وإعراض فَإِن كَانَت صور الْإِعْرَاض إعْرَاضًا فصور الْجَوَاهِر كَيفَ تكون إعْرَاضًا فَإِن الْجَوْهَر لذاته جَوْهَر فماهيته لَا تكون فِي مَوْضُوع الْبَتَّةَ وماهيته مَحْفُوظَة سَوَاء نسبت إِلَى إِدْرَاك الْعقل لَهَا أَو نسبت إِلَى الْوُجُود الْخَارِجِي.
فَنَقُول إِن مَاهِيَّة الْجَوْهَر جَوْهَر بِمَعْنى أَنه الْمَوْجُود فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع وَهَذِه الصّفة مَوْجُودَة لماهية الْجَوْهَر المعقولة فَإِنَّهَا مَاهِيَّة شَأْنهَا أَن تكون مَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع أَي إِن وجدت فِي الْأَعْيَان وجدت لَا فِي مَوْضُوع وَأما وجوده فِي الْعقل بِهَذِهِ الصّفة فَلَيْسَ ذَلِك فِي حَده من حَيْثُ هُوَ جَوْهَر أَي لَيْسَ حدا لجوهر أَنه فِي الْعقل لَا فِي مَوْضُوع بل حَده أَنه سَوَاء كَانَ فِي الْعقل أَو لم يكن فَإِن وجوده لَيْسَ فِي مَوْضُوع انْتهى.
وَحَاصِل الْجَواب أَنه لَا إِشْكَال فِي كَون الشي الْوَاحِد جوهرا وعرضا باعتبارين وتغاير وجودين فَإِن الْجَوْهَر على مَا عرف ماهيته إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع وَالْعرض هُوَ الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع فالصورة الجوهرية لكَونهَا بِحَيْثُ إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع جَوْهَر وَمن حَيْثُ إِنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَوْضُوع عرض وَأَنت تعلم أَن بَين الْجَوْهَر وَالْعرض تباينا وتغايرا ذاتيا لَا اعتباريا.
وَأَيْضًا اعْترض الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة القطبية المعمولة حَيْثُ قَالَ لَا يخفى عَلَيْك أَن القَوْل بعرضية الصُّورَة الجوهرية منَاف لحصر الْعرض فِي المقولات التسع لِأَن المقولات أَجنَاس عالية متبائنة بِالذَّاتِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش قَوْله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون إِلَى آخِره إِشَارَة إِلَى أَن هَذَا الْجَواب غير تَامّ وَذَلِكَ لِأَن التَّحْقِيق عِنْدهم أَن الْإِضَافَة وَغَيرهَا من المقولات التسع لَيست مَوْجُودَة فِي الْخَارِج وَالصَّوَاب فِي الْجَواب أَن يُقَال مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي نفس الْأَمر. وَالْمَوْجُود فِيهَا هَاهُنَا أَمْرَانِ الْحَقِيقَة العلمية والحقيقة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ هِيَ وكل مِنْهُمَا مندرج فِي مقولة. الأولى من مقولة الكيف، وَالثَّانيَِة فِي مقولة أُخْرَى من مقولة الْجَوْهَر وَغَيرهَا، وَأما الْحَقِيقَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية بِأَن يكون التَّقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا أَو بِأَن يكون كل مِنْهُمَا دَاخِلا أَي الْمركب من الْعَارِض والمعروض فَلَا شكّ أَنَّهَا من الاعتبارات الذهنية وَلَيْسَ لَهَا وجود فِي نفس الْأَمر انْتهى. ضَرُورَة أَن التَّقْيِيد أَمر اعتباري فَكَذَا مَا هُوَ مركب مِنْهُ فَافْهَم. وَثَانِيهمَا أَنه إِذا حصلت حَقِيقَة جوهرية فِي الذِّهْن كَانَت تِلْكَ الْحَقِيقَة علما وعرضا فَيلْزم أَن يكون شَيْء وَاحِد علما ومعلوما وجوهرا وعرضا. وَأجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول إِلَى آخر مَا ذكرنَا آنِفا وَاعْترض عَلَيْهِ الزَّاهِد حَيْثُ قَالَ وَحَاصِله كَمَا يظْهر بِالتَّأَمُّلِ الصَّادِق أَن الْقَائِم بالذهن شبح الْمَعْلُوم ومثاله وَالْحَاصِل فِيهِ عين الْمَعْلُوم وَنَفسه فَهُوَ جمع بَين المذهبين انْتهى. ثمَّ اعْلَم أَن للزاهد فِي هَذَا الْمقَام فِي تصنيفاته تَحْقِيقا تفرد بِهِ فِي زَعمه وتفاخر بِهِ فِي ظَنّه وَتكلم عَلَيْهِ أَبنَاء الزَّمَان وجرحه بعض فضلاء الدوران وَأَنا شمرت بِقدر الوسع فِي تحريره وتفصيل مجملاته وَإِظْهَار مقاصده وإبراز مضمراته بعد إتْيَان كَلَامه ليظْهر على الناظرين علو مرامه.
فَأَقُول إِنَّه قَالَ فِي حَوَاشِيه على حَوَاشِي جلال الْعلمَاء على تَهْذِيب الْمنطق. اعْلَم أَن للْعلم مَعْنيين. الأول الْمَعْنى المصدري، وَالثَّانِي الْمَعْنى الَّذِي بِهِ الانكشاف. وَالْأول حُصُول الصُّورَة وَالثَّانِي هِيَ الصُّورَة الْحَاصِلَة وَلَا شكّ أَن الْغَرَض العلمي لم يتَعَلَّق بِالْأولِ فَإِنَّهُ لَيْسَ كاسبا وَلَا مكتسبا فَالْمُرَاد بِحُصُول الصُّورَة هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة على سَبِيل الْمُسَامحَة هَذَا مَا ذهب إِلَيْهِ النّظر الْجَلِيّ. ثمَّ النّظر الدَّقِيق يحكم بِأَن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَحَقِيقَته مَا يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بدانش) وَهِي حَالَة إدراكية يتَحَقَّق عِنْد حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن تِلْكَ الْحَالة الإدراكية تصدق على الْأَشْيَاء الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن صدقا عرضيا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذا حصل فِي الذِّهْن شَيْء يحصل لَهُ وصف يحمل ذَلِك الْوَصْف عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية وَهَذَا الْمَحْمُول لَيْسَ نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعرضي من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى انْتهى.
فَأَقُول مستعينا بِاللَّه الْملك العلام، وَهُوَ الْهَادِي إِلَى الْحق فِي كل مقصد ومرام، أَن فِي تَحْقِيق الْعلم نظرين نظر جلي فويق، وَنظر دَقِيق خَفِي عميق. وبالقبول حري وحقيق، وَعَن الجروح الْمَذْكُورَة سليم وعتيق. أما الأول فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة والتعريف الْمَشْهُور أَعنِي حُصُول صُورَة الشَّيْء المُرَاد بِهِ الصُّورَة الْحَاصِلَة على الْمُسَامحَة لَا الْمَعْنى المصدري إِذْ لَا يتَعَلَّق بِهِ الْغَرَض العلمي لِأَنَّهُ لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا كَمَا مر وَحِينَئِذٍ يرد الإشكالات الْمَذْكُورَة فَيحْتَاج فِي دَفعهَا إِلَى أجوبة لَا تَخْلُو عَن إِيرَاد كَمَا لَا يخفى وَأما الثَّانِي فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الْوَصْف الْعَارِض للصورة الْمَحْمُول عَلَيْهَا حملا عرضيا لَا ذاتيا وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال وَلَا إِيرَاد.
وتفصيل هَذَا الْمُجْمل أَنَّك قد علمت فِيمَا مر أَن الْأَشْيَاء بعد حُصُولهَا فِي الأذهان تسمى صورا فَأَقُول إِنَّه يحصل لتِلْك الصُّور فِي الأذهان وصف لَيْسَ بحاصل لَهَا وَقت كَونهَا فِي الْأَعْيَان وَذَلِكَ الْوَصْف هُوَ الْحَالة الإدراكية أَي كَيْفيَّة كَون تِلْكَ الصُّور مدركة ومنكشفة وَهَذَا الْوَصْف هُوَ الْعلم وَإِذا حصل للصور الذهنية هَذَا الْوَصْف أَي الْحَالة الإدراكية يحصل بِسَبَب هَذَا الْوَصْف وصف آخر لتِلْك الصُّور وَهُوَ كَونهَا صورا علمية وَذَلِكَ الْوَصْف الَّذِي هُوَ الْعلم حَقِيقَة يحمل على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن حملا عرضيا وَيصدق عَلَيْهِ صدقا عرضيا فَيُقَال للصورة الإنسانية مثلا علم وَكَذَا يُقَال عَلَيْهَا إِنَّهَا صُورَة علمية وَلَيْسَ كل من هذَيْن المحمولين نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعارض من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى.
فَالْحَاصِل أَن الْعلم بِحَسب الْحَقِيقَة لَيْسَ نفس الْحَاصِل فِي الذِّهْن بل عَارض لَهُ وَإِطْلَاق الْعلم على الْحَاصِل فِي الذِّهْن من قبيل إِطْلَاق الْعَارِض على المعروض مثل طَلَاق الضاحك على الْإِنْسَان فالعارض الَّذِي هُوَ الْعلم كَيفَ يصدق عَلَيْهِ رسمه والمعروض تَابع للموجود الْخَارِجِي فِي الجوهرية والكيفية وَغَيرهمَا لاتحاده مَعَه وَبِهَذَا التَّحْقِيق ينْحل كثير من الإشكالات الْمَذْكُورَة.
وَأَيْضًا ينْدَفع الْإِشْكَال الْمَشْهُور فِي التَّصَوُّر والتصديق وَهُوَ أَن الْمُحَقِّقين ذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِحَسب الْحَقِيقَة وَإِذا تعلق التَّصَوُّر بالتصديق يلْزم اتحادهما لِاتِّحَاد الْعلم والمعلوم وَحَاصِل الدّفع أَن التَّصَوُّر والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم بِحَسب الْحَقِيقَة لَا لما صدق هُوَ عَلَيْهِ وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن وَإِن تَأَمَّلت فِيمَا حررنا ينْدَفع مَا قيل إِن قَوْله فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية يشْعر بِأَن الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ علم بِالْحَقِيقَةِ هِيَ الْوَصْف أَي هَذَا الْمَحْمُول أَعنِي كَونهَا صُورَة علمية، وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ مَفْهُوم لفظ هَذَا الْمَحْمُول فَظَاهر أَنه لَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ من الكيفيات النفسانية العلمية، وَإِن أَرَادَ مصداقه فَهُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة فَهَذَا هُوَ الَّذِي فر عَنهُ.
وتوضيح الدّفع أَن هَاهُنَا وصفين متغائرين أَحدهمَا الْحَالة الإدراكية وَهِي علم فِي الْحَقِيقَة وَثَانِيهمَا كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية وَلَيْسَ أَحدهمَا عين الآخر نعم إِذا حصلت الْحَالة الإدراكية أَي الصّفة الأولى للصورة فِي الذِّهْن يحصل لتِلْك الصُّورَة بِسَبَب الصّفة الأولى صفة أُخْرَى وَهُوَ كَونهَا صُورَة علمية فالفاء فِي قَوْله فَيُقَال للتفريع والتعقيب أَي بعد حمل ذَلِك الْوَصْف الأول على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن يُقَال لَهُ صُورَة علمية أَي يحمل هَذَا الْوَصْف الثَّانِي على ذَلِك الشَّيْء. فَإِن قلت الْمَقْصُود إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته أَي الْكَيْفِيَّة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم وَلَا فَائِدَة فِي إِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعروضه مَعَ أَنه لَيْسَ بِعلم نعم لَكِن لما كَانَ إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الثَّانِي وعرضيته توجب زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته لِأَن الْوَصْف الثَّانِي وَهُوَ كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية من لَوَازِم الْوَصْف الأول أَعنِي الْحَالة الإدراكية تعرض لإِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعرضيته. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْوَصْف الثَّانِي من لَوَازِم الْوَصْف الأول لِأَن الْوَصْف الثَّانِي اللَّازِم مُنْتَفٍ فِي ظرف الْخَارِج لِأَن الشَّيْء فِي الْخَارِج لَا تطلق عَلَيْهِ الصُّورَة العلمية فالوصف الأول الْمَلْزُوم أَيْضا يكون منتفيا عَنهُ فِي الْخَارِج.
وَبَقِي هَاهُنَا اعْتِرَاض قوي تَقْرِيره أَن قَوْله يصدق إِلَى آخِره وَقَوله حصل إِلَى آخِره وَقَوله فالعرض من مقولة الكيف إِلَى آخِره نُصُوص وشواهد على أَن الْحَالة الإدراكية من عوارض الصُّورَة الْحَاصِلَة ومحمولاتها وصفاتها مَعَ أَنَّهَا الْعلم حَقِيقَة فَيلْزم أَن يكون كل وَاحِد مِنْهَا عَالما حَقِيقَة لِأَن الْعَالم وكل مُشْتَقّ مِنْهُ يصدق على مَا قَامَ بِهِ مبدؤه ومأخذه وَهُوَ هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة فَتكون هِيَ عَالِمَة حَقِيقَة لَا النَّفس الناطقة الإنسانية اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُقَال إِن الْكَيْفِيَّة الإدراكية إِذا حصلت حصلت لَهَا جهتان جِهَة النِّسْبَة إِلَى النَّفس الناطقة وجهة النِّسْبَة إِلَى الصُّورَة الْحَاصِلَة كَمَا أَن للمصدر الْمُتَعَدِّي حِين حُصُوله نسبتان نِسْبَة إِلَى الْفَاعِل وَنسبَة إِلَى الْمَفْعُول كالضرب فَإِن لَهُ علاقَة بالضارب بالصدور وبالمضروب بالوقوع. والمصدر حَقِيقَة من عوارض الْفَاعِل وَمن صِفَاته فَإِن الضَّرْب حَقِيقَة صفة الضَّارِب لَكِن لَا بعد فِي أَن يعد من صِفَات الْمَفْعُول مجَازًا نظرا إِلَى العلاقة الثَّانِيَة فَيُقَال إِن الضَّرْب صفة الْمَضْرُوب كَمَا أَنه صفة الضَّارِب وَإِن كَانَ أَحدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر تجوزا. وَلَا مشاحة أَيْضا فِي أَن يُقَال إِن الْمصدر مَحْمُول على الْمَفْعُول فِي ضمن مُشْتَقّ من مشتقاته فَإِن الضَّرْب مَحْمُول على الْمَفْعُول بِاعْتِبَار أَن مشتقا من مشتقاته مَحْمُول عَلَيْهِ.
وَحَاصِل هَذَا الْجَواب أَنه لَا بَأْس بِكَوْن الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن عَالِمَة وَيُمكن أَن يُقَال إِن الْعلم وصف للصورة الْحَاصِلَة بِحَال متعلقها لَا بِحَال نَفسهَا فَلَا يلْزم من كَون الْعلم وَصفا للصورة ومحمولا عَلَيْهَا كَونه وَصفا لَهَا على وزن الْمَوْصُوف بِحَال الْمَوْصُوف، وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعلم وصف الصُّورَة بِحَال متعلقها لِأَن معنى الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم حَقِيقَة حَالَة إِدْرَاك النَّفس الناطقة للصورة الْحَاصِلَة فِيهَا فَهِيَ وصف النَّفس بِحَال نَفسهَا وَالصُّورَة بِحَال متعلقها الَّذِي هُوَ النَّفس الناطقة المدركة لَهَا. والمشتق الْمَبْنِيّ للْفَاعِل إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ، والمشتق الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. أَلا ترى أَن الضَّارِب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. والمضروب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْفَاعِل. هَذَا مَا خطر بالبال، وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الأشكال، لِأَن الْمُتَبَادر من الْإِدْرَاك الْمصدر الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وَفِيه مَا فِيهِ أَيْضا وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا.
وَلَا يخفى على الذكي الوكيع مَا يرد على الزَّاهِد من الأبحاث القوية أَحدهَا أَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر فَكيف يَصح أَن يُقَال إِن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَجعل ذَلِك الْمَعْنى علما حَقِيقَة لِأَن الْعلم على مَا قَالَ مبدؤ الانكشاف ومقدم عَلَيْهِ فَلَو كَانَ الْعلم عبارَة عَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر أَي عَن حُصُول الصُّورَة الملازم للانكشاف فَيلْزم أَن يكون الْعلم مُؤَخرا عَن الانكشاف أَيْضا. وَثَانِيها أَن الْعلم من الموجودات الخارجية فَلَو كَانَ وَصفا عارضا للصورة الذهنية يلْزم زِيَادَة الْعَارِض على المعروض فِي الْوُجُود فَإِن الْعَارِض فرض كيفا مَوْجُودا فِي الْخَارِج والمعروض مَوْجُود ذهني وَثَالِثهَا أَنه لَا يتَصَوَّر أَن يكون الْمَوْجُود الْخَارِجِي عارضا للوجود الذهْنِي فَإِن الْعَارِض يكون تَابعا لمعروضه فِي طرفه فَإِن وجود الْعَارِض الْمَحْمُول إِنَّمَا هُوَ وجود الْمَوْجُود الْمَوْضُوع فَيكون تَابعا لوُجُود الْمَوْضُوع وَوُجُود الْمَوْضُوع هَاهُنَا ذهني فَكيف يكون بعارضه الْمَحْمُول وجود خارجي. وَقد أجَاب عَنْهَا بعض أَبنَاء الزَّمَان بأجوبة مَا لَهَا خلاف ظَاهر بَيَان الزَّاهِد بل استحداث مَذْهَب آخر غير مذْهبه وَتَحْقِيق سوى تَحْقِيقه لم ألتفت إِلَيْهَا مَعَ أَن تردد البال وتشتت الْحَال لم يرخص أَيْضا بنقلها.
ثمَّ اعْلَم أَن هَاهُنَا تحقيقات وشبهات أذكرها للناظرين رَجَاء مِنْهُم دُعَاء بَقَاء الْإِيمَان، والتجاوز عَن جَزَاء الْعِصْيَان، قد أَشرت فِي العجالة إِلَى شُبْهَة مَشْهُورَة وجوابها بطرِيق الرَّمْز والألغاز وَهَاهُنَا أذكرها بتقرير وَاضح وتحرير لائح بِأَن البداهة والنظرية صفتان متبائنتان لَا يُمكن جَمعهمَا فِي شَيْء وَاحِد فالعلم لَا يكون إِلَّا بديهيا أَو نظريا على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ وَهُوَ منقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق المنقسمين إِلَى البديهي والنظري فَيلْزم انقسام الْعلم إِلَيْهِمَا أَيْضا فَإِن كَانَ نظريا كَمَا هُوَ الْحق أَو ضَرُورِيًّا كَمَا هُوَ مَذْهَب الإِمَام يلْزم انقسام الشَّيْء إِلَى نَفسه وَإِلَى غَيره وبطلانه أظهر من أَن يخفى. وَالْجَوَاب أَن الْعلم من حَيْثُ مَفْهُومه إِمَّا ضَرُورِيّ أَو كسبي وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا أَو جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ كسبيا بل يجوز أَن يكون بعض مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا وَالْبَعْض الآخر كسبيا. وَحَاصِل الْجَواب أَن الضَّرُورِيّ أَو الكسبي هُوَ مَفْهُوم الْعلم والمنقسم إِلَيْهِمَا إِنَّمَا هُوَ مَا صدق عَلَيْهِ الْعلم وَلَا يلْزم من كَون مَفْهُوم شَيْء ضَرُورِيًّا أَو كسبيا أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَيْضا كَذَلِك. أَلا ترى أَن الضَّرُورِيّ نَظَرِي مفهوما مَعَ أَن مَا صدق عَلَيْهِ إِنَّمَا يكون ضَرُورِيًّا بديهيا. فَإِن قلت، قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعلم قسمَيْنِ، وعَلى الثَّالِث لَا يحصل الْجَزْم بالقسمين مَعَ أَنه الْمَقْصُود. وَالْجَوَاب أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة والمنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا المنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُفْردَات بِحَسب صدقهَا على الذَّات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمنفصلات.
وَفِي الرسَالَة القطبية فِي الْحِكْمَة العملية الْعلم هُوَ الْمَوْجُود المستلزم عدم الْغَيْبَة فَإِن كَانَ بِآلَة فَهُوَ الْعلم وَإِن كَانَ بِغَيْر وَاسِطَة فَهُوَ الْمُشَاهدَة وَإِن كَانَ بِآلَة روحانية فَهُوَ الْمَعْقُول والجازم الَّذِي لَيْسَ مطابقا هُوَ الْجَهْل الْمركب والمطابق الَّذِي لَا مُسْتَند لَهُ هُوَ التَّقْلِيد الْحق وَالَّذِي لَهُ مُسْتَند وَكفى فِي التَّصْدِيق بِنِسْبَة أحد جزئيه إِلَى الآخر تصور أحد الطَّرفَيْنِ فَقَط فَهُوَ الفطري وَإِن لم يكف فَهُوَ الفكري وَإِن كَانَ غير جازم فأقرب الطَّرفَيْنِ إِلَى الْجَزْم ظن وأوسطها شكّ وأبعدهما وهم. والجازم المطابق الَّذِي لَهُ مُسْتَند إِن كَانَ برهَان الْآن فَهُوَ الْيَقِين وَإِن كَانَ ببرهان اللم فَهُوَ علم الْيَقِين، والمشاهدة إِن كَانَت على وَجه يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ عين الْيَقِين، وَإِن كَانَ على وَجه لَا يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ حق الْيَقِين انْتهى. قَالَ بعض الْحُكَمَاء لِابْنِهِ يَا بني خُذ الْعلم من أَفْوَاه الرِّجَال فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ أحسن مَا يسمعُونَ ويحفظون أحسن مَا يَكْتُبُونَ وَيَقُولُونَ أحسن مَا يحفظون.
الْعلم الحضوري وَالْعلم الحصولي قد عرفت تَعْرِيف كل مِنْهُمَا فِي تَحْقِيق الْعلم فَاعْلَم أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ مغائر للْآخر مُغَايرَة نوعية، وَالْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري متحدان بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار. وَفِي الحصولي متحدان بِالذَّاتِ متغائران بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الْعلم فِي الحصولي الْمَاهِيّة من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية، والمعلوم فِيهِ الْمَاهِيّة مَعَ قطع النّظر عَن تِلْكَ الْحَيْثِيَّة. فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن مَجْمُوع المعروض والعوراض الذهنية علم حصولي والمعروض فَقَط مَعْلُوم بِهِ فَيعلم من هَاهُنَا أَن التغاير بَينهمَا فِي الْعلم الحصولي بِالذَّاتِ، قُلْنَا، هَذَا المظنون غير صَحِيح لِأَن الْعلم عِنْدهم حَقِيقَة محصلة لَا أَمر اعتباري أَي لَيْسَ من الْأُمُور الَّتِي تحققها بِاعْتِبَار الْعقل واختراع الذِّهْن بل هُوَ أَمر مُحَقّق فِي نفس الْأَمر وَله حَقِيقَة محصلة مَوْجُودَة بِلَا اعْتِبَار واختراع فَلَو كَانَ الْعلم أَي مَا يصدق عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة العلمية مَجْمُوع الْعَارِض والمعروض مَجْمُوع الْإِنْسَان وعوارضه الذهنية مثلا يلْزم أَن يكون حَقِيقَة الْعلم ملتئمة عَن الْجَوْهَر وَالْعرض أَو عَن غَيرهمَا من المقولتين المتبائنتين.
وَلَا شكّ أَن كل حَقِيقَة مركبة كَذَلِك فَهُوَ أَمر اعتباري لَيْسَ لَهُ حَقِيقَة وحدانية محصلة مَعَ أَن منَاط الانكشاف هُوَ أَن يحصل المعروض فَقَط لَا أَن يحصل مَجْمُوع المعروض والعوارض على مَا تشهد بِهِ الضَّرُورَة، أَلا ترى أَنه لَو حصل المعروض فِي الذِّهْن خَالِيا عَن الْعَوَارِض لتحَقّق الانكشاف فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن التغاير بَين الْعلم والمعلوم فِي الحضوري تغاير اعتباري كتغاير المعالج والمعالج فَلَيْسَ بَينهمَا اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار قُلْنَا التغاير على نَوْعَيْنِ تغاير بِاعْتِبَار المصداق أَي التغاير الَّذِي هُوَ مصداق تحقق المتغائرين وتغاير بعد تحقق المتغائرين وَالْمُعْتَبر فِي الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ هُوَ نفي التغاير الأول فالتغاير الثَّانِي لَا يضر فِي ذَلِك الِاتِّحَاد فقد اشْتبهَ على هَذَا الزاعم التغاير الأول بالتغاير الثَّانِي. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَن فِي المعالج والمعالج حيثيتين حيثية الْقُوَّة الفعلية وحيثية الْقُوَّة الانفعالية وَيُقَال المعالج بِالْكَسْرِ بِالِاعْتِبَارِ الأول والحيثية الأولى والمعالج بِالْفَتْح بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي والحيثية الثَّانِيَة وَالْعلم الحضوري لَيْسَ كَذَلِك لِأَن منَاط الانكشاف فِي الْعلم الحضوري هُوَ الصُّورَة الخارجية الْحَاضِرَة. نعم هَذِه الصُّورَة من حَيْثُ إِنَّهَا منَاط الانكشاف يُقَال لَهَا علم حضوري وَمن حَيْثُ إِنَّهَا منكشفة يُقَال لَهَا مَعْلُوم حضوري وَهَاتَانِ الحيثيتان متأخرتان عَن مصداق تحققهما وَهَذَا المصداق لَيْسَ إِلَّا وَاحِد، وَالْمرَاد باتحاد الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري هُوَ الِاتِّحَاد بِاعْتِبَار المصداق وَهُوَ مُتحد فِي الْعلم الحضوري وَأَن تحدث بعد تحَققه حيثيتان بِخِلَاف المعالج والمعالج فَإِن مصداق تحققهما مُتَعَدد فيهمَا وَلَو كَانَ مصداق الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري مُتَعَددًا بِأَن كَانَ التغاير بَينهمَا مَوْجُودا أَن تحققهما عِلّة لتحققهما مقدما على التغاير الَّذِي بعد تحققهما لَكَانَ الْعلم الحضوري صُورَة منتزعة من الْمَعْلُوم وَكَانَ علما حصوليا.
فَإِن قيل كَيفَ يكون الْعلم والمعلوم فِي الحصولي متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ قُلْنَا قَالَ الزَّاهِد أَن للشَّيْء الْحَاصِل صورته فِي الذِّهْن ثَلَاثَة اعتبارات الأول اعْتِبَاره من حَيْثُ هُوَ أَي مَعَ قطع النّظر عَن عوارضه الخارجية والذهنية وَالثَّانِي اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية وَالثَّالِث اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية وَذَلِكَ الشَّيْء بِالِاعْتِبَارِ الأول أَي من حَيْثُ هُوَ مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالذَّاتِ لحُصُول صورته فِي الذِّهْن وموجود فِي الْخَارِج لحصوله فِي الْخَارِج بِنَفسِهِ وموجود فِي الذِّهْن لحصوله فِي الذِّهْن بصورته الْحَاصِلَة فِيهِ وَالشَّيْء الْمَذْكُور بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالْعرضِ لِأَن الْعلم يتَحَقَّق عِنْد انتفائه. وَأَنت تعلم أَن الْعلم صفة ذَات إِضَافَة لَا بُد لَهُ من مَعْلُوم وموجود فِي الْخَارِج فَقَط لترتب الْآثَار الخارجية عَلَيْهِ دون الذهنية وَالشَّيْء المسطور بِالِاعْتِبَارِ الثَّالِث أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية علم حصولي لكَونه صُورَة ذهنية للاعتبار الأول وَعلم حضوري بِنَفس هَذَا الْعلم وَمَعْلُوم بِالْعلمِ الحضوري لكَونه صفة قَائِمَة بِالنَّفسِ وَعلمهَا بذاتها وصفاتها علم حضوري وموجود فِي الْخَارِج لترتب الْآثَار الخارجية واتصاف الذِّهْن بِهِ اتصافا انضماميا وَهُوَ يَسْتَدْعِي وجود الحاشيتين فِي الْخَارِج كَمَا حققناه فِي تَحْقِيق الاتصاف. وَلَا يخفى على الوكيع أَن جَمِيع مَا ذكر على تَقْدِير أَن يكون الْعلم الحصولي عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا عَن كَيْفيَّة إدراكية، فَإِن قلت، إِن الْعلم الحضوري على مَا عرف بِكَوْن الصُّورَة العلمية فِيهِ الصُّورَة الخارجية وَنَفس الْعلم الحصولي أَي نفس الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل علم حضوري عِنْدهم لحضورها بِنَفسِهَا عِنْد الْعقل فَيلْزم أَن يكون تِلْكَ الصُّورَة خارجية وَغير خارجية قُلْنَا جَوَابه قد مر فِي تَحْقِيق الْعلم.
وَحَاصِله أَن الصُّورَة العلمية الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا صُورَة علمية حَاصِلَة فِي الذِّهْن لَهَا وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية فَتلك الصُّورَة بِهَذِهِ الْحَيْثِيَّة خارجية وَلَا مُنَافَاة بَين كَونهَا خارجية بِهَذَا الْمَعْنى وَبَين كَونهَا لَيست بخارجية بِمَعْنى أَنَّهَا لَيست بموجودة فِي الْخَارِج أَي مَا وَرَاء الذِّهْن - فَالْمُرَاد بالموجود الْخَارِجِي فِي الْعلم الحضوري أَعم مِمَّا لَهُ وجود خارجي حَقِيقَة وَمِمَّا لَهُ وجود خارجي حكما بِأَن يكون لَهُ وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية. وَلَا شكّ أَن مَا لَهُ وجود فِي الْخَارِج كالنار مثلا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية مثل الإحراق واللمعان كَذَلِك تترتب على الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن آثَار خارجية كالفرح والانبساط والحزن والانقباض وَمن أَرَادَ زِيَادَة التَّفْصِيل وَالتَّحْقِيق فَليرْجع إِلَى الْعلم والتصور والتصديق.
وَهَا هُنَا سُؤال مَشْهُور تَقْرِيره أَن الحضوري لما كَانَ عين الْمَوْجُود الْخَارِجِي وَعلم الْوَاجِب عينه فَيلْزم أَن يكون الْوَاجِب عين الممكنات وَالْجَوَاب أَن معنى كَون ذَاته تَعَالَى عين علمه أَنه يَتَرَتَّب على ذَاته مَا يَتَرَتَّب على الْعلم من انكشاف المعلومات كَمَا يُقَال إِن الْعَالم الْفُلَانِيّ عين الْكتاب أما سَمِعت أَن مقصودهم من نفي الصِّفَات عَن ذَاته تَعَالَى إِثْبَات غاياتها.
(الْعلم) الْعَالم

(الْعلم) إِدْرَاك الشَّيْء بحقيقته وَالْيَقِين وَنور يقذفه الله فِي قلب من يحب والمعرفة وَقيل الْعلم يُقَال لإدراك الْكُلِّي والمركب والمعرفة تقال لإدراك الجزئي أَو الْبَسِيط وَمن هُنَا يُقَال عرفت الله دون عَلمته وَيُطلق الْعلم على مَجْمُوع مسَائِل وأصول كُلية تجمعها جِهَة وَاحِدَة كعلم الْكَلَام وَعلم النَّحْو وَعلم الأَرْض وَعلم الكونيات وَعلم الْآثَار (ج) عُلُوم وعلوم الْعَرَبيَّة الْعُلُوم الْمُتَعَلّقَة باللغة الْعَرَبيَّة كالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَالشعر والخطابة وَتسَمى بِعلم الْأَدَب وَيُطلق الْعلم حَدِيثا على الْعُلُوم الطبيعية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجربة ومشاهدة واختبار سَوَاء أَكَانَت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات والنبات وَالْحَيَوَان والجيولوجيا أَو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة والبيطرة وَمَا إِلَيْهَا

(الْعلم) الْعَلامَة والأثر والفصل بَين الْأَرْضين وَشَيْء مَنْصُوب فِي الطَّرِيق يهتدى بِهِ ورسم فِي الثَّوْب وَسيد الْقَوْم والجبل والراية (ج) أَعْلَام

أسلوب الحكيم

أسلوب الحكيم:
[في الانكليزية] The method of the wise (pun)
[ في الفرنسية] La methode du sage (calembour)
عند أهل المعاني هو تلقّي المخاطب بغير ما يترقّب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيها له على أنه هو الأولى بالقصد، وهو من خلاف مقتضى الظاهر، كقول القبعثرى للحجاج حين قال الحجاج له مخوّفا إيّاه: لأحملنّك على الأدهم، يعني به القيد، مثل الأمير يحمل على الأدهم والاشهب. فأبرز القبعثرى وعيد الحجاج في معرض الوعد وتلقاه بغير ما يترقب بأن حمل لفظ الادهم الذي في كلام الحجاج على الفرس الأدهم، أي الذي غلب سواده حتى ذهب البياض الذي فيه، وضم إليه الأشهب أي الذي غلب بياضه حتى ذهب ما فيه من السواد قرينة على تعيين مراد القبعثرى ودفعا لمراد الحجاج، فإن مراد الحجاج إنما هو القيد، فنبّه على أنّ الحمل على الفرس الأدهم هو الأولى بأن يقصده الأمير؛ اي من كان مثل الأمير في السلطنة وبسط اليد فجدير بأن يقصد بأن يعطى المال لا أن يقصد بأن يقيد ويعذب بالنكال. ثم قال الحجاج له ثانيا: أردت به الحديد، فقال القبعثرى: الحديد خير من البليد، فحمل الحديد أيضا على خلاف مراد الحجاج أي الجلد الماضي في الأمور.
وأصل القصة أن القبعثرى الشاعر كان جالسا في بستان مع جملة الأدباء، وكان الزمان زمان الحصرم فجرى ذكر الحجاج في ذلك المجلس فقال القبعثرى تعريضا على الحجاج:
اللهم سوّد وجهه واقطع عنقه واسقني من دمه، فأخبر الحجاج بذلك فأحضر القبعثرى وهدّده، فقال القبعثرى أردت بذلك الحصرم. فقال له الحجاج لأحملنك إلى آخر القصة. فانظر إلى ذكاوة القبعثرى فقد سخر الحجاج بهذا الأسلوب حتى تجاوز عن جريمته وأحسن إليه وأنعم عليه، هكذا في المطول وحاشية الجلبي في آخر الباب الثاني.
ولفظ الأسلوب بضم الهمزة وسكون السين بمعني روشن وراه،- المنير والطريق- ووجه التسمية ظاهر. وفي اصطلاحات الجرجاني أسلوب الحكيم هو عبارة عن ذكر الأهمّ تعريضا للمتكلم على تركه الأهم كما قال الخضر عليه السلام حين سلّم عليه موسى عليه السلام إنكارا لسلامه لأن السلام لم يكن معهودا في تلك الأرض بقوله: إنّى بأرضك السلام. فقال موسى عليه السلام: في جوابه أنا موسى، كأنه قال أجبت عن اللائق بك وهو أن تستفهم عني لا عن سلامي بأرضي، فقول موسى هو أسلوب الحكيم انتهى.
وفي المطول ويلقى السائل بغير ما يترقب تنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيها على أنّ ذلك الغير هو الأولى بحال السائل أو المهم له كقوله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ فقد سألوا عن السبب في إختلاف القمر في زيادة النور ونقصانه حيث قالوا: ما بال الهلال يبدأ دقيقا مثل الخيط، ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلأ ويستوي، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ، ولا يكون على حالة واحدة فأجيبوا ببيان الغرض من هذا الاختلاف، وهو أنّ الأهلة بحسب ذلك الاختلاف معالم يؤقّت بها الناس أمورهم من المزارع والمتاجر وآجال الديون والصوم [وغير ذلك] ومعالم الحج [يعرف بها وقته] وذلك للتنبيه على أنّ الأولى بحال السائلين أن يسألوا عن الغرض لا عن السبب، فإنهم ليسوا ممن يطلعون بسهولة على ما هو من دقائق علم الهيئة، وأيضا لا يتعلّق لهم به غرض، وأيضا لم يعط الإنسان عقلا بحيث يدرك به ما يريد من حقائق الأشياء وماهياتها، ولهذا لم يجب في الشريعة البحث عن حقائقها، انتهى.
أسلوب الحكيم: هو عبارة عن ذكر الأهم تعريضا للمتكلم على تركه الأهم، كما قال الخضر صلى الله عليه وسلم حين سلم عليه موسى إنكار السلامة؛ لأن السلام لم يكن معهودًا في تلك الأرض. بأني بأرضك السلام، وقال موسى صلى الله عليه وسلم في جوابه: أنا موسى، كأنه قال لموسى: أجبت عن اللائق بك وهو أن تستفهم عني لا عن سلامي بأرضي.

متقابلان

المتقابلان: هما اللذان لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة. قيد بهذا؛ ليدخل المتضايفان في التعريف؛ لأن المتضايفين؛ كالأبوة والبنوة، قد يجتمعان في موضع واحد، كزيد مثلًا، لكن لا من جهة واحدة بل من جهتين، فإن أبوته بالقياس إلى ابنه، وبنوته بالقياس إلى أبيه، فلو لم يقيد التعريف بهذا القيد لخرج المتضايفان عنه، لاجتماعهما في الجملة، والمتقابلان أربعة أقسام: الضدان، والمتضايفان، والمتقابلان بالعدم والملكة، والمتقابلان بالإيجاب والسلب؛ وذلك لأن المتقابلين لا يجوز أن يكونا عدمين؛ إذ لا تقابل بين الإعدام، فإما أن يكونا وجوديين، أو يكون أحدهما وجوديًا والآخر عدميًا، فإن كانا وجوديين، فإما أن يعقل كل منهما بدون الآخر، وهما الضدان، أو لا يعقل كل منهما إلا مع الآخر وهما المتضايفان، وإن كان أحدهما وجوديًا والآخر عدميًا؛ فالعدمي إما عدم الأمر الوجودي عن الموضوع القابل، وهما المتقابلان بالعدم والملكة، أو عدمه مطلقًا، وهما المتقابلان بالإيجاب والسلب.

المتقابلان بالعدم والملكة: أمران أحدهما وجودي والآخر عدمي، وذلك الوجودي لا مطلقًا بل من موضوع قابل له، كالبصر والعمى، والعلم والجهل، فإن العمة عدم البصر عما من شأنه البصر، والجهل عدم العلم عما من شأنه العلم. 

المتقابلان بالإيجاب والسلب: هما أمران: أحدهما عدم الآخر مطلقًا، كالفرسية واللا فرسية.

أبدا

(أبدا) ظرف زمَان للمستقبل يسْتَعْمل مَعَ الْإِثْبَات وَالنَّفْي وَيدل على الِاسْتِمْرَار نَحْو {خَالِدين فِيهَا أبدا} وَقد يُقيد هَذَا الِاسْتِمْرَار بِقَرِينَة نَحْو {إِنَّا لن ندْخلهَا أبدا مَا داموا فِيهَا}
بَاب لَا أفعل ذَلِك أبدا

ماحج الحجيج وأورق الشّجر وأخضر عود وغردت قمرية وماعن وسرى نجم وزخريم وبل الْبَحْر صوفه وخالفت جرة درة وَلَا أفعل ذَاك مَا ذَر شارق وفاه نَاطِق ونعق غراب ناعق وَاخْتلف العصران ودام الجديدان ودام الملوان 

الْمُطلق

(الْمُطلق) مَا لَا يُقيد بِقَيْد أَو شَرط وَغير الْمعِين وَمن الْأَحْكَام مَا لَا يَقع فِيهِ اسْتثِْنَاء وَمن المَاء (عِنْد الْفُقَهَاء) مَا بَقِي على أصل خلقته وَلم تخالطه نَجَاسَة وَلم يغلب عَلَيْهِ شَيْء ظَاهر وَمن الْخَيل الْخَالِي من التحجيل فِي إِحْدَى قوائمه أَو الاثنتين

(الْمُطلق) الَّذِي يُرِيد أَن يسابق بفرسه
الْمُطلق: ضد الْمُقَيد فَهُوَ مَا يدل على وَاحِد غير معِين. أَو مَا لم يُقيد بِبَعْض صِفَاته وعوارضه. وَفِي حَوَاشِي شرح الْوِقَايَة الْمُطلق هُوَ الشَّائِع فِي جنسه أَنه حِصَّة من الْحَقِيقَة مُحْتَملَة لحصص كَثِيرَة من غير شُمُول وَلَا تعْيين - والمقيد مَا أخرج عَن الشُّيُوع بِوَجْه مَا كرقبة ورقبة مُؤمنَة.
وَاعْلَم أَن الْمُطلق والمقيد قد يدخلَانِ فِي السَّبَب وَالشّرط أَي يقعان سَببا أَو شرطا فَحِينَئِذٍ لَا يحمل الْمُطلق على الْمُقَيد عندنَا لِأَن الْجمع مُمكن لجَوَاز أَن يكون لشَيْء وَاحِد علل شَتَّى. خلافًا للشَّافِعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن حمله على الْمُقَيد وَاجِب عِنْده لِأَنَّهُ لَا يَقُول بِجَوَاز تعدد الْعِلَل وَإِذا وَقعا متعلقي الحكم فَحِينَئِذٍ خَمْسَة صور ثَلَاثَة مِنْهَا اتفاقية فِي عدم الْحمل. وَاثْنَتَانِ مِنْهَا اختلافيتان. فَاعْلَم أَنه إِذا ورد الْمُطلق والمقيد فِي حكمين فِي حَادِثَة وَاحِدَة. أَو فِي حكم وَاحِد فِي حَادِثَة وَاحِدَة نفيا. أَو فِي حكمين فِي حادثتين. فَلَا حمل فِي هَذِه الصُّور الثَّلَاث بالِاتِّفَاقِ عندنَا وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَإِذا وردا فِي حكم وَاحِد فِي حَادِثَة وَاحِدَة إِثْبَاتًا فالحمل بالِاتِّفَاقِ. وَإِذا وردا فِي حكم وَاحِد فِي حادثتين فَلَا حمل عندنَا. خلافًا للشَّافِعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى. وَإِن أردْت أَن تطلع على الْأَمْثِلَة فَعَلَيْك النّظر إِلَى التَّحْقِيق شرح الْأُصُول الحسامي.
اعْلَم أَن الْفرق بَين الْمُجْمل وَالْمُطلق. أَن المُرَاد بالمجمل فَرد معِين لَكِن لَا يفهم من كَلَام الْمُتَكَلّم. وَالْمُطلق مَا لَا يكون المُرَاد مِنْهُ فَرد معِين وَأَيْضًا لَا يفهم من كَلَام الْمُتَكَلّم - وَقَالَ أَرْبَاب الْمَعْقُول إِن الْمُطلق على وَجْهَيْن - الأول: الطبيعية من حَيْثُ الْإِطْلَاق وَيُقَال لَهُ الطبيعة الْمُطلقَة - وَالثَّانِي: الطبيعة من حَيْثُ هِيَ وَيُقَال لَهُ مُطلق الطبيعة.
وتحقيقه أَن الْمُطلق يُؤْخَذ على وَجْهَيْن - الأول: أَن يُؤْخَذ من حَيْثُ هُوَ وَلَا يُلَاحظ مَعَه الْإِطْلَاق وَحِينَئِذٍ يَصح إِسْنَاد أَحْكَام الْأَفْرَاد إِلَيْهِ لاتحاده مَعهَا ذاتا ووجودا. وَهُوَ بِهَذَا الِاعْتِبَار يتَحَقَّق بتحقق فَرد مَا وينتفي بانتفائه وَهُوَ مَوْضُوع الْقَضِيَّة الْمُهْملَة إِذْ موجبتها تصدق بِصدق الْمُوجبَة الْجُزْئِيَّة. وسالبتها تصدق بِصدق السالبة الْجُزْئِيَّة - وَالثَّانِي: أَن يُؤْخَذ من حَيْثُ إِنَّه مُطلق ويلاحظ مَعَه الْإِطْلَاق وَحِينَئِذٍ لَا يَصح إِسْنَاد أَحْكَام الْأَفْرَاد إِلَيْهِ لِأَن الْحَيْثِيَّة الإطلاقية تَأتي عَنهُ. وَهُوَ بِهَذَا الِاعْتِبَار يتَحَقَّق بتحقق فَرد مَا وَلَا يَنْتَفِي بانتفائه بل بِانْتِفَاء جَمِيع الْأَفْرَاد وَهُوَ مَوْضُوع الْقَضِيَّة الطبيعية.
وَمن هَا هُنَا يعلم الْفرق بَين الشَّيْء الْمُطلق وَمُطلق الشَّيْء كالوجود الْمُطلق وَمُطلق الْوُجُود. بِأَن الأول مُقَيّد بِقَيْد الْإِطْلَاق وَالثَّانِي مُطلق مِنْهُ فَالْأول أخص وَالثَّانِي أَعم وَقس عَلَيْهِ الْحُصُول الْمُطلق وَمُطلق الْحُصُول - والتصور الْمُطلق وَمُطلق التَّصَوُّر هَكَذَا فِي مصنفات الزَّاهِد رَحمَه الله تَعَالَى. والأصوليون قسموا الْمَأْمُور بِهِ على قسمَيْنِ الْمُؤَقت وَالْمُطلق. ومرادهم بالمؤقت مَا يتَعَلَّق بِوَقْت مَحْدُود بِحَيْثُ لَا يكون الْإِتْيَان بِهِ فِي غير ذَلِك الْوَقْت أَدَاء بل يكون قَضَاء كَالصَّلَاةِ خَارج الْوَقْت. أَو لَا يكون مَشْرُوعا أصلا كَالصَّوْمِ فِي غير النَّهَار - وبالمطلق مَا لَا يكون كَذَلِك وَإِن كَانَ وَاقعا وقتا لَا محَالة.

الفسيح

الفسيح: بِالْحَاء الْمُهْملَة الوسيع وَقيل الفسيح الْغَلَط. فَمَعْنَى قَوْلهم غلط الْعَام فسيح أَنه وسيع وَفِيه وسعة أَو غلط. الْفسق: الْخُرُوج عَن طَاعَة الله تَعَالَى بارتكاب الْكَبِيرَة وَيَنْبَغِي أَن يُقيد بِعَدَمِ التَّأْوِيل فِي ارْتِكَاب الْكَبِيرَة للاتفاق على أَن الْبَاغِي لَيْسَ بفاسق - وَفِي معنى ارْتِكَاب الْكَبِيرَة الْإِصْرَار على الصَّغَائِر بِمَعْنى الْإِكْثَار مِنْهَا سَوَاء كَانَت من نوع وَاحِد أَو من أَنْوَاع مُخْتَلفَة - وَأما استحلال الْمعْصِيَة بِمَعْنى اعْتِقَاد حلهَا فَكفر صَغِيرَة كَانَت أَو كَبِيرَة. وَكَذَا الاستهانة بهَا بِمَعْنى عدهَا هَيْئَة ترتكب من غير مبالات وتجري مجْرى الْمُبَاحَات وَلَا خَفَاء فِي أَن المُرَاد مَا ثَبت بِدَلِيل قَطْعِيّ.

استقادت

(استقادت) الدَّابَّة مشت خلف قائدها وَفُلَان ذل وخضع وَيُقَال استقاد لَهُ والأمير سَأَلَهُ أَن يُقيد الْقَاتِل بالقتيل وَفُلَان مِمَّن آذاه انتقم مِنْهُ بِمثل فعله
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.